منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات احلام المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f457/)
-   -   398 - لن تسامح - داي لوكلير ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t117250.html)

جين استين333 21-08-09 05:12 PM

-ربما كانت لتنجح لو أنك لا تحاولين القيادة فهذه مهمتي أنا.
-آسفة, لكنني معتادة على أن اكون المسؤولة.
-هذا يجعلنا, نحن الاثنين, مسؤولين.
أبطأت تيس ثم توقفت عن الرقص:" لا بأس يا شايد, لقد رقصنا. والآن اشرح لي لماذا كان من الضروري أن تبرهن لي بهذه الرقصة أننا غير متلائمين كحالنا في كل ما جربناه من قبل؟".
أتلااها جاهلة حقا أم أنها تتغابى؟ سألها:" ألم تري إثنين يرقصان قط من قبل؟".
-رأيت بالتأكيد.
-ألا يمكنك أن تميزي بين اللذين رقصا معا من قبل و بين اللذين لم يرقصا؟ بين عاشقين و بين من تربطهما معرفة سطحية؟
مرت على وجهها سحابة سريعة:" نعم".
-بين العاشقين حميمية في حركاتهما, و يتجاوب جسداهما معا.
وشدها إليه مرة أخرى:" تعالي لنحاول مرة أخرى".
بدا عليها شيء من الإنهاك:" من الأفضل ألا أفعل".
-رقصة واحدة يا تيس. إذا لم نستطع القيام بهذا, فكيف نلعب دورنا بشكل مقنع؟.
فقالت من دون أن تنظر إليه:" سنحاول هذا لمرة فقط. و إذا لم تنجح, فسندع الأمر".
بدأ رقصة بالغة السهولة, لكنها لم تنجح هي أيضا.
-هل لك أن تسترخي؟
-أحاول ذلك.
-حاولي اكثر.
تململت مبتعدة عنه مرة أخرى فوضع يده على ظهرها ثم أعادها إليه:" ميلي نحوي, تيس. ايمكنك ان تشعري بدفعي الخفيف لك؟".
فقالت بحده:" أشعر بدفعك القوي لي".
لم يحتضن امرأة قط وقاومته بهذا الشكل. تنهد قائلا:" لا بأس, أعلم أنك لا تريدينني أن ألمسك. يا للحظ السيء يا حبيبتي ! لقد استخدمتني لمهمة و علينا أن نقوم بها بأي شكل كان. أقترح ان تغمضي عينيك و تتذكري الأسباب التي جعلتك تستخدميني. إذا كانت تلك الأسباب هامة, فستجدين طريقة لإنجاح هذا الأمر. والآن, كفي عن مقاومتي وافعلي ما أقوله لك أو تخلي هن مسألة الترقية اللعينة تلك".
جمدت مكانها مصعوقة لحظة, ثم تشنجت ذقنها. ضربته على كتفه بعنف ثم امرته وهي تصر على أسنانها:" أرقص".
-ها قد فهمت الآن.
و أخذ يدور بها بسهولة فيما تجاوبت معه.
هذه المرة لم تتعثر سوى مرة واحدة فيما تجنبت الدوس على أصابع قدميه و تجاوبت مع خطواته. وبعد ان قاما بجولة في أنحاء الغرفة, شد ذراعه حولها قبل أن تهرب ثم قال بإصرار:" مرة أخرى".
هذه المرة كان الامر سهلا, وتحول الارتباك السابق إلى مرونة طبيعية. وسره ان تتجاوب معه بشكل طبيعي للغاية. وعندما أنهيا الدورة الثانية, حاولت ان تنهي الرقص فمنعها قائلا:" رقصة أخرى".
توتر فمها لكنها لم تعترض. اختار خطوات اكثر تعقيدا بقليل من دون أن يؤثر ذلك فيها بل تقبلت التحدي بابتسامة ماكرة, و أخذت تجاريه حركة بحركة.
استرخت للحظة كما يفعل العشاق فيما سيطر الانسجام عليهما في عناقهما هذا. راح قلبها ينبض بانغام موسيقاهما الداخلية فاستجاب لذلك النداء الصامت بحركات بطيئة متمهلة.
ارتجفت و بدت في عينيها نظرات حالمة. ورفعت إليه وجهها و كأنها تنتظر منه أن يعانقها أكثر.
كل ما فيها كان ينطق باستعدادها لذلك. احمرار وجهها, و استجابتها له, و نظراتها إليه, هكذا ينبغي أن يكون عناقهما و هكذا ينبغي أن تتجاوب معه كلما لمسها.
و فجأة, انتهى كل هذا كما بدأ. تخلصت منه ثم نظرت إليه بذعر وهي تشبك ذراعيها على صدرها:" هل فقدت عقلك؟ ماذا تظن نفسك فاعلا؟".
-أراقصك.
-لم يكن ذلك رقصا, فقد لمستني.
-كان ذلك. . . كان. . .
وحملقت فيه و كأنه خرج لتوه من تحت أنقاض حطام:" ما كان ينبغي لهذا أن يحدث أبدا. كيف يمكنك أن تفعل هذا؟".
لقد نبذته الآن حقا. فقال:" يمكنني ذلك و أريده. . . و الآن, اعلمي يا حلوة أنه كان ينبغي لشخص ما أن يفعل هذا منذ وقت طويل. وبعد أن أصبحت أعلم ما ينبغي أن أفعله لأصل إليك, ساحرص على أن يتكرر هذا بشكل منتظم. هل فهمت؟".

^^^^^^^^^

جين استين333 21-08-09 05:14 PM

تم الفصل الثالث ^_________^

جين استين333 22-08-09 12:28 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اليوم ان شاء الله ححطلكم الفصل الرابع و الخامس ^_________^

جين استين333 22-08-09 12:38 PM

4-التمثيل يصبح حقيقة

هزت تيس راسها من دون أن تتراجع:" لن امنحك فرصة لهذا مرة اخرى. لقد نسيت نفسي لحظة أثناء رقصنا لكنه انحراف لن يتكرر".
شتم شايد بصوت خافت. انحراف؟ هل اعتبرت ما حدث بينهما انحرافا؟
ما هذه المرأة؟ إنها بارعة في إثارته من دون أن تسمح له بالحصول على ما يريد. لم يحدث هذا معه من قبل قط.
-ثمة خبر آخر لك, يا تيس. من الأفضل أن تكثري من الانحراف, وإلا سيفشل هذا المشروع كله. ففي لحظة واحدة تخليت فيها عن تحفظك, تصرفت كما يفترض ان تتصرف أي امرأة بين ذراعي حبيبها.
بدا العناد على فمها:" أنت لست حبيبي. ولا أريد أن أرقص معك بهذا الشكل مرة أخرى".
-لماذا؟
اوشكت أن تجيب, لكنها أدارت له ظهرها في آخر لحظة وهي تقول:" لقد قدمت برهانك وهو ان هذا العمل لن ينجح. لدينا مشكلة في السير و الحديث, وليس في الرقص فقط. اقترح أن نتجنب الرقص في حفلة الغد".
جاهد للتحكم في شعور الاحباط الذي تملكه:" هذا ليس رأيي. أنت تعلمين ما أحاول أن أفعله لكنك تصعبين الأمر. لماذا؟ ماذا يجري بحق جهنم, يا تيس؟".
-تأخر الوقت و عليك ان ترحل الآن.
-الساعة لم تبلغ التاسعة بعد, و نحن لم نكمل الاستعداد.
استدرات تواجهه مرة أخرى وقد زمت شفتيها و امتلأت عيناها بالألم وبدا الشرود فيهما.
كانت ملامحها من العناد ما جعله يفكر في أي كلمة غير مناسبة قد تنهي وظيفته قبل أن تبدا. قالت:" هذا يكفي يا شايد. لن أرقص معك بعد الآن وقراري هذا نهائي".
فقال مخفضا صوته إلى أقصى ما يستطيعه من النعومة.
-رقصنا معا يذكرك بروبرت, أليس كذلك؟
فأنكرت على الفور:" هذا غير صحيح".
قطب جبينه. ما الذي كدرها إذن إلى هذا الحد؟.
إذا لم يكن شيئا قاما به, هي وزوجها الراحل, قبل. . . آه, يا لجهنم. إنه إذن, شيء لم يفعلاه. كيف أمكنه أن يكون بهذا الغباء؟ وقال:" أنت متكدرة لأنك, وروبرت, لم ترقصا قط معا. و عندما أخذت أنا أصف كيف يبدو الحبيبان بين ذراعي بعضهما البعض, و الحميمية في حركاتهما. . . كان هذا امرا لم تجربيه مع روبرت قط, اليس كذلك؟".
تحرك فكها لحظة قبل أن تجيب:" كلا".
منتديات ليلاس
قالت هذه الكلمة بنعومة بالغة جعلته لا يكاد يسمعها. لا عجب ان كلماته آلمتها, فقد فعلت معه ما لم تفعله مع زوجها الراحل.
تملكه العطف عليها وحاول أن يجد طريقة يصلح بها ما أفسده.
-لا بأس. إذن, أنت وروبرت لم تستمتعا بالرقص معا. لكن هذا لا يلغي علاقتكما.
-هل يمكننا أن نغير الموضوع من فضلك؟
-إذا لم تشائي الرقص في الحفلة الخيرية فلن نفعل لكننا لم ننته, ما زال علينا أن نبدو مرتاحين معا بحيث يظننا الناس حبيبين. هل تعملين معي لفترة أطول قليلا؟
دست يدها في شعرها تشعثه.
كانت الانوار في الردهة تومض على خصلاته فتبرز تدرجاته بين الأحمر و الذهبي. إنها امرأة مليئة بالمتناقضات, مزيج غريب من النار و الثلج. إنها صلبة إلى حد يبقي الناس بعيدين عنها فيما حرارتها الطبيعية تجذبهم إليها, و تغريهم بالمجازفة بمعاناة البرودة ليظفروا بمتعة الدفء. لكنها غافلة عن مقدار جاذبيتها أو لعلها لا تريد أن تعلم, مفضلة التركيز على مهنتها.
سألته:"ماذا بقي الآن؟".
-فيلم سينمائي وبعض البوشار.
ارتسم الاضطراب على ملامحها بشكل يحطم القلب:" هل تدعوني للخروج معك؟".
-لا أنا أطلب منك أن تحضري بعض البوشار ثم تجلسي معي نشاهد فيلما سينمائيا هنا.
أحس بأنها تريد أن تجادله لكنها اومأت موافقة:" فيلمم سنيمائي واحد ثم ترحل؟".
-نعم.
-وبعد ذلك سيعتقد الناس أننا عشيقان؟
-فلندعو كي ننجح في ذلك.
لكنهما لن ينجحا إلا إذا كانا محظوظين للغاية.
لا بد أن في اقتراحه فخا ما لكن تيس لم تستطع أن تخمن ما عساه يكون. إلا أن اكتشافها لما غفلت عنه لم يتطلب سوى خمس دقائق.
أول اكتشاف هو اطفاؤه النور عندما فتح التليفزيون, فسألته:" ماذا تفعل؟".
-أطفئ النور

جين استين333 22-08-09 12:40 PM

-هذا واضح, اما السؤال فهو. . . لماذا؟
-لأنني احب رؤية الافلام في الظلام فهذا يريح المزاج.
المزاج. . . بعدما حدث في الردهة لم يعد يهمها إراحة المزاج. . . إلا إذا كانت الأضواء متلألئة. . . و مساحة كبيرة تفصل بينهما, بينما يدور بينهما حديث قصير قدر الإمكان.
وخرجت من الغرفة قائلة:" خذ راحتك فانا ذاهبة لأحضر البوشار".
توجهت غلى المطبخ لا تريد ان تعترف بأنها هاربة. لقد قررت أن تتأخر قدر امكانها في تحميص الذرة في الميكروويف إلا أن تحضير الكيس لا يستغرق سوى ثلاث دقائق. ضغطت على الإزرار واستندت غلى المائدة تحملق في الجهاز. لم يكن مشروعها يسير حسب تخطيطها . . . على الإطلاق.
ما كانت الأمور لتسوء بهذا الشكل لو أن شايد تصرف كما يتصرف أي مستخدم. لكنه عانقها, ورقص معها, كما أنها. . .
و أخذت تذرع أرض المطبخ من اوله إلى آخر. تبا! لقد تجاوبت معه. لم تستمتع بعناقه و حسب, بل بادلته العناق أثناء الرقص. لماذا اختار جسدها تلك اللحظة ليثور عليها؟ ومع شايد من بين كل الناس؟
لقد استطاعت و بكل سهولة أن تبعد عنها الرجال, لمدة تسع سنوات, و أن تقدم مهنتها على أي علاقة شخصية. فبعد موت روبرت أصبح هذا أكثر امنا و أقل إيلاما. ومع ذلك, وفي ساعات قليلة, نجح شايد في اختراق كل تلك الحواجز.
واجهي الامر يا فتاة! الواقع المؤلم هو أنها تشعر بتمزق, وهو شعور طبيعي تماما. لقد افتقدت روبرت وما كان بينهما ومع ذلك لم تشأ أن تعود و تقاسي الآلام التي قاستها عندما مات. كما أنها لا تريد في حياتها تلك الفوضى التي يحسن خلقها الرجال. إنها تريد أن تركز انتباهها على عملها فقط و ليس على رجل ليس له شهرة و لن يبقى في حياتها سوى أيام. لقد بقيت بعيدة عن الرجال ولا تستطيع أن تترك شايد يعقد حياتها.
وهذا يعني. . . و توترت شفتاها. هذا يعني أنه ما إن ينتهي البوشار حتى تسير إلى العرين و تأمر ذلك المعتدي بالخروج.
وما ان اتخذت قرارها حتى شعرت بتحسن كبير, فعادت إلى شايد حاملة البوشار. كان الفيلم على وشك أن يبدأ, و شايد جالس في وسط الأريكة ممددا ساقيه أمامه.
وضعت البوشار على الطاولة أمامه, لكن و قبل أن تتلو تيس بيانها الرسمي, طوق خصرها بذراعه. وما إن شهقت معترضة حتى جذبها إليه و أجلسها قربه على الأريكة.
ابتدأت تقاوم, لكنها ما لبثت أن تخلت عن محاولاتها لعدم جدواها. إذا كان بيل لا يستطيع الفوز في مشجارة مع شايد, فهل تستطيع هي؟ ستنهي المواجهة بكرامة جريحة فقط:" ماذا تظن نفسك فاعلا؟".
-أتفرج على الفيلم معك.
-يمكنني ان أشاهد الفيلم و أنا جالسة بعيدة. شكرا. . . هذا إلى أنني قررت. . .
فقال وهو يمد يده ليأخذ قبضة من البوشار:" أحقا؟ أنت لا تدركين ماذا تخسرين. استريحي, ياتيس".
-لا استطيع. لقد قررت ان عليك أن ترحل.
أومأ وهو يقذف بعض البوشار إلى فمه:" تصورت انك ستصلين إلى هذا القرار. ثلاث أو أربع دقائق كافية لامرأة ذكية مثلك كي تتخذ قرارا.
-هل هذا مزاح؟
-لا, أبدا. إنه مجرد تنبؤ. لقد رفضت منذ البداية فكرة استخدامي. ومع ذلك, اضطررت إلى ذلك. كان الامر أشبه بشخص جرب كل الوسائل من دون نجاح فصمم على أن يتبع هذا الطريق كقرار اخير. لكنه ليس القرار الذي يعجبك لذا تبذلين جهدك لتجدي مخرجا.
مرة أخرى ابدى مقدرة غريبة على رؤية ما تخفيه. وعبست لأنها لا تحب هذه الصفة فيه. لماذا ليس ظريفا و ذكيا مع شيء من البساطة؟ ما الصعوبة في الابتسام والثرثرة مع الزملاء و الزبائن و الظهور بمظهر المتملك في بعض الأحيان حين تحتاج إلى الاتكاء عليه أمام الناس و تابط ذراعه.
قالت رغما عنها:" لا بأس. . . إبق قليلا".
بدل وضعيته بحيث أصبحا متلاصقين فجاهدت كي تتمالك نفسها ولا تظهر تذمرها. كان المكان بالكاد لا يتسع له وحده. والأسوأ أن كل ما يجري بدا لها غريبا, بعد قضائها كل هذا الوقت بدون رجل في حياتها. . . حاولت أن تتعود على رائحته و صلابته و خشونة صوته فنجحت قليلا في ذلك. قالت:" لا أدري لما لا نشاهد الفيلم ونحن جالسين كل في ناحيته".
-لا يمكننا الجلوس بعيدين عن بعضنا البعض فالقرب هو الطريقة الوحيدة التي تجعلنا متآلفين.
لم يعجبها كلامه:" متآلفين؟ ماذا تعني بذلك؟".
-أعني الا تجفلي كلما لمستك.
-إذا وعدتك بألا اجفل فهل تدعني اذهب؟
-يا حبيبتي, أنا أتصرف بسلاسة و تمهل عادة. لكن ليس لدينا وقت. أتريدين أن تقنعي الناس ليلة الغد, بأننا عاشقان؟ هذا عظيم. أنا الرجل المناسب لهذا العمل. لكن هذا لن يحدث إلا إذا بدونا مرتاحين مع بعضنا بعضا.
-هل من حاجه لأن أقول إنني لست مرتاحة أبدا؟
تنهد بعمق وهو يبعد خصلات شعرها عن وجهها. حاولت أن تكبح رجفة تملكتها. لم تكن منجذبة إلى شايد هذا محال.


الساعة الآن 03:30 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية