منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f449/)
-   -   المصيدة - كاترين بلير - عبير الجديدة ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t117005.html)

مجهولة 17-08-09 11:50 PM

المصيدة - كاترين بلير - عبير الجديدة ( كاملة )
 
شلونكم يا عبيرات

عندي رواية وبصراحة أنا لما قريتها لاحظت أنها خليط مابين روايتن

رواية لن أطلب الرحمة والثانية مما أذكر اسمها
وهذة الملخص

ديانا العنيدة طعنها خطيبها في الصميم عندما خطب صديقتها اللدودة فرسمت خطة للانتقام لكرامتها الجريحة ، فأختارت دييغو ضحية لها
فهل تنجح الخطة أم ينقلب السحر على الساحر ؟
مساء الخير

سعيدة جدا بمروركم و ردودكم الحلوة

:dancingmonkeyff8::dancingmonkeyff8::dancingmonkeyff8:

ناعمة 18-08-09 12:45 AM

نزليها اذا ماعليك امر لاني اول مره اشوف مثل هالملخص

مـــرامksa 18-08-09 01:35 AM

:55:شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

dede77 19-08-09 12:36 AM

فى انتظار هذه الرواية اللى باين عليها جميلةياله بسرعة نزليها بعد ما تخلصى كتابتهامنتظراك يا عيونى

ro0ro0-cute 19-08-09 05:14 AM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

مجهولة 19-08-09 02:42 PM

قبل مأبدا أحب أقول انها منقولة

مجهولة 19-08-09 03:00 PM

و آسفة لأني تأخرت عليكم

راوية عبير
المصيدة
لـ كاترين بلير
**************

الملخص
ديانا العنيدة طعنها خطيبها في الصميم عندما خطب صديقتها اللدودة فرسمت خطة للانتقام لكرامتها الجريحة ، فأختارت دييغو ضحية لها
فهل تنجح الخطة أم ينقلب السحر على الساحر ؟http://www.liilas.com/vb3





الفصل الأول

لا يزال الهدوء مخيما في دكان الكتب الصغير حيث ازدحام ساعة الغداء لم يحن بعد و ديانا تفتش بين الرفوف لعلها تجد كتابا يعجب والدتها ، و قد خلا لها المكان ، و لما أوشكت على اختيار كتاب عن الورود لمحت دليلا توضيحيا عن النباتات التي تنبت في بلدها ، قررت ديانا شراء هذا الكتاب المزين بالصور الزاهية كهدية لوالدتها في عيد ميلادها.
كانت والدتها إمرأة هادئة متواضعة و هي أعز ما تبقى لها بعد وفاة والدها الذي ترك لهما ثروته الكبيرة حيث تعيشان منها بإدارة إبن خالتها ، ابتسمت ديانا ****ة عن نفسها بينما وقفت البائعة تلف لها الهدية لأنه لم يكن سهلا في العادة اختيار هدية لوالدتها ، أما و أنها وجدت هدية جميلة سوف تعجبها كان ذلك منتهى سعادتها و بدأت تتخيل ردة فعل والدتها و هي تفتح الهدية.
و فجأة انقطع خيط تفكيرها و بدأ الدم يغلي في عروقها عندما رأت يدا امتدت إلى طاولة البائعة لتضع نموذجا لحدوة فرس مزخرفة ، لم يصعب عليها التعرف على الخاتم الذي لمع في الأصبع الرابع من هذه اليد ، هذا الخاتم الرائع ربما الوحيد من نوعه بحجره الماسي المحاط بأحجار الزفير الناعمة ، إنها تعرفه جيدا ، لقد كان لبضعة أيام خلت يزين يدها.
شحب لون ديانا و بدأ قلبها يخفق بشدة حتى اعتقدت أن الفتاة الواقفة أمامها سمعت دقاته ، مرت لحظة خلتها سنوات و لا تزال عينيها مسمرتين على الخاتم و لم تقو على النظر لتتبين صاحبته.
و كأنها بذلك تعادل إيقاف الزمن عند هذه اللحظة ، خوفا مما يحمله المستقبل.
و أخيرا اجبرت نفسها على النظر حيث كانت سارة فريزر واقفة ترقبها بإبتسامة مشعة بالفخر و الإعزاز ، حتى ديانا نفسها و بالرغم من الآمها اعترفت بأنها لم ترى سارة أجمل مما هي عليه اليوم ، و بحركة لا شعورية استدارت ديانا لترى مارك الذي كان واقفا خلف سارة ، بوجه شاحب ، جامد القسمات ، و ملأ عينيه التحدي ، و بادرتها سارة:
"يا لها من صدفة بأن تكوني أول المهنئين يا ديانا".
"مهنئين" و تلعثمت بالكلام عندما رفعت سارة يدها لتريها الخاتم و قالت:
"لقد تمت خطبتي إلى مارك تايلور ألم تدري؟".
"لا... أنا....".
و أنعقد لسان ديانا عن الكلام و جف حلقها و اكتفت بهز رأسها بالنفي ، أجابها مارك.
"سارة ، لا أعتقد أن المكان مناسب لهذا الحديث".
و لكن ديانا التي عرفته جيدا و احبته دوما و تمنته أكثر من سائر الشبان الراغبين فيها لاحظت إرتباكه.
"لماذا يا حبيبي ، إن ديانا لا تحمل لك الحقد ، فهي التي صرحت بأنها لا تود رؤيتك ثانية ، أليس كذلك يا ديانا؟".
"بالطبع" أجابتها ديانا محاولة السيطرة على نفسها و بعد أن استعادت قواها تابعت بهدوء:
"و لكن خطبتكما كانت مفاجأة ، أليس كذلك؟".
أجابتها سارة واضعة يدها في ذراع مارك بغنج و دلال مما أثار غيرة جنونية في قلب ديانا:
"لقد تمت خطبتنا يوم أمس".
بللت ديانا شفتيها الجافتين و سألتها:
"متى تنويان الزواج؟".
"خلال أسبوعين".
"ياه ، بهذه السرعة؟".
لم تستطع ديانا تحمل الخبر ، و أحست بالدنيا تدور بها فاستندت بيدها إلى الطاولة خوفا من السقوط لم تصدق ديانا هذا اللغز الذي أصبح واقعا ، حيث كانت مقتنعة بأن مارك لا يمكن أن يتزوج فتاة غيرها و لن يفعل هذا إلا ليلقنها درسا لن تنساه ، و لكن إجابة سارة فتحت عينيها على الواقع المر. نظرت ديانا بعينين ملؤهما الرجاء إلى مارك الذي أرتبك و أشاح بوجهه عنها ليسبح في عالم مجهول ، لاحظت سارة ما جرى و قالت بحرارة محاولة تنبيههما من شرودهما:
"إننا متلهفين على الزواج ، فلا داعي للتأخير حيث أننا متأكدان من مشاعرنا تجاه بعضنا ، هل ستحضرين الفرح يا ديانا؟".
فكرت ديانا: إن سارة خائفة أن يعود مارك لي في يوم ما لذلك أسرعت في الزواج ، و ما تلهفها هذا إلا بسبب الخوف ، و أحست ديانا بالألم يمزقها و كأنه سكين حادة غاصت في الأعماق و أجابتها:
"بالطبع سأحضر ، لن أدع العرس يفوتني ، مبروك" دفعت ديانا ثمن الكتاب و همت بالخروج من المكتبة بينما مارك كان ينظر إليها بإعجاب لرباطة جأشها و هدوئها.
كانت نحيلة الجسد ملفوفة القوام و قد بدت أصغر من سنها الحقيقي الذي لا يتجاوز الخامسة و العشرين ، و كان شعرها الذهبي منسدلا كشلالات نياغارا على كتفيها و الدموع تكاد تطفر من عينيها الخضراوين عندما مشت تشق طريقها وسط الزحام نحو سيارتها التي أوقفتها على الرصيف قرب الميناء ، شعرت ديانا بأن الناس جميعا يعرفون ما بها ، قادت سيارتها بعيدا عن الميناء بإتجاه البيت ، على طريق خاص كان بالنسبة إلى ديانا هو القلب النابض للمدينة حيث يكتظ المصطافون على شرفات الفنادق المنتشرة على جانبي الطرق ، أما الجانب الآخر ففيه مدينة الملاهي بصخبها و موسيقاها العالية التي تستمر حتى ساعات الصباح الأولى ، و يمتد خلفها الشاطئ برماله الذهبية و قد تزاحم فيه المصطافون ، و كأن هذه الطريق جزء من الملاهي بإزدحامها و صخبها ، و بالرغم من حب ديانا لهذه الطريق فقد أحست اليوم بأنها منزعجة للغاية فلم تحتمل أعصابها المتوترة كل هذه الضجة.
هدأت قليلا عندما اجتازت جميع إشارات المرور و اتجهت بسيارتها نحو المنزل ، أرادت ديانا أن تنفرد بأحزانها و أرتاحت عندما عرفت أن والدتها لم تعد بعد ، فدخلت غرفتها و أرتمت على سريرها مجهشة بالبكاء ، بكت مارك و حبها الضائع و اجتاحتها الأحزان من كل جانب حتى أصبحت كالزهرة الذابلة ، و بعد أن هدأت أحزانها قليلا ، تطلعت ديانا إلى صورة مارك الموضوعة بالقرب من سريرها و التي أخذت تحملق بالإهداء المكتوب عليها:
"إلى حبيبتي الغالية ديانا مع حبي إلى الأبد".
و تساءلت ديانا مع نفسها عن هذا الحب الذي لم يدم لأكثر من عام. و تذكرت مارك في المكتبة العامة بتقاطيعه الجامدة و نظرات التحدي في عينيه ، فقفزت من السرير و وضعت الصورة في أحد أدراج طاولة الزينة ، استلقت على سريرها ثانية كالمخدرة تحملق بالسقف ، منذ عشرة أيام فقط كانت ديانا متحمسة لمستقبلها مع مارك و لا تزال تلبس خاتمه الجميل ، و تذكرت ديانا المنزل الذي يطل على البحر و الذي شهد حبهما و لهوهما معا ، كانا يخططان للمستقبل لدرجة أنهما أتفقا على أدق التفاصيل حتى عدد الأولاد ، نهضت ديانا و نظرت من نافذة غرفتها غلى الحديقة الجميلة المليئة بالأزهار الممتدة حتى المنزل الصيفي ، كان بيت ديانا يقع في أعلى التلة في المدينة الممتدة على طول البحر ، و رأت ديانا المركب الذي كان مبعث الفخر و السرور لمارك.
لقد علمها كيف تقوده ، و بلا شك أنه سيعلم سارة الآن لتحل محلها ، يا لهذه الذكريات التي تبعث الحزن و الأسى في قلب ديانا ، فكل هذه الأماكن شهدت حبهما و لهوهما و أحلامهما معا ، الحقول التي أرتادوها معا يصخبان على الشاطئ الجميل حيث كانا يتمتعان بأشعة الشمس الحارة رغبة في تلوين أجسادهما اللون البرونزي أما المنزل الصيفي الذي شهد أحلام حبهما اليس مضحكا أن يشهد هو أيضا هذا الشجار الذي كان السبب في النهاية ، ففي كل شجار يصبح للصلح بعد ذلك نكهة خاصة.
و مر بخاطر ديانا خلافهما قبل الأخير و الذي لم تعد تذكر سببه و لكنها تذكر متعة الوئام عندما كانت في غرفة الجلوس تساعد والدتها في ترتيب الزهور ، و فجأة أحست بيدين غطت عينيها حيث دخل مارك الغرفة بدون أن تشعر به.
و كانت فرحتها بعودته عظيمة فطوقته و قبلته بشوق و فرح و لم يعد هناك ما يكدر صفو حبهما الكبير ، أما الخلاف الأخير فكان بسبب تلك الرحلة إلى الشاطئ في ضوء القمر ، حيث اعتذر مارك عن الرحلة عندما استشارته
http://www.liilas.com/vb3

مجهولة 19-08-09 03:01 PM

ديانا و لأنه وعد بمساعدة أخيه في بناء بعض النماذج لنادي الشباب و أصرت ديانا على إلغاء موعد مارك و مرافقته لها إلى الشاطئ و لكن مارك أجابها بلهجة مقتضبة.
"كان الأولى أن تستشيريني أولا قبل أن تعدي أصدقائك بالذهاب".
"أنا آسفة ، و لكني قبلت الدعوة ، فماذا تقترح؟".
"تستطيعين الذهاب بمفردك".
تفاجأت ديانا بهذه الإجابة و نظرت إلى مارك تستجديه إلغاء موعده ، و لكن مارك سرح في عالم آخر غير عالمها ، أما هي فتابعت حديثها.
"إنهم سيكونون أزواجا ، حيث بيتر مع جيني و ستيورات مع آن فهل تتوقع مني أن أذهب وحدي؟".
"إذا لم تذهبي فهذه ليست آخر رحلة إلى الشاطئ".
تعجبت ديانا مما بدر من مارك هذا اليوم ، و لانت لهجتها معه و قالت:
"ألا تستطيع إلغاء موعدك يا حبيبي؟".
"لا".
فصاحت ديانا بغضب:
"أنت تتصرف كالأطفال ، فالنادي لن يغلق أبوابه إذا أنت لم تذهب إلى هناك اليوم".
شحب لون مارك و لم يبد على وجهه أي تعبير.
"هذه ليست المرة الأولى التي تتهميني فيها بالتصرف كالأطفال".
و اختلفت لهجة مارك ، حاولت ديانا أن تستشف السبب أهو الغضب أم الكبرياء المجروحة فنظرت إليه و قالت:
"بدأت اعتقد أنك تعني ما تقول".
ثم أجابها مارك:
"إنني لأعجب منك ، إذا كنت طفلا فلماذا لا تزالين تحبينني و مخطوبة لي؟".
و في لحظة غضب أجابته ديانا غير مبالية بردة فعله بل تعمدت أن تجرحه:
"بالفعل لماذا أتزوج طفلا بينما الرجال يملأون الدنيا؟".
لم تلحظ ديانا نذير الشر في إجابته حيث خلعت الخاتم من إصبعها و رمته بعصبية في وجهه صائحة:
"مع السلامة".
لم يجبها مارك بل أخذ الخاتم و وضعه في جيبه و قد شحب وجهه و أخذت شفتاه ترتجفان من شدة الغضب و بدا التصميم في عينيه ، فرمقها بنظرة طويلة لا تزال تذكرها و سوف تذكرها دوما و بدون أن ينبس ببنت شفة ترك الغرفة ، كان على ديانا أن تعلم بأنها النهاية ، و لكن ديانا لسبب ما لم تفهم ما جرى حتى عندما كانت تنظر إلى إصبعها بدون الخاتم كانت تعتقد بأنها مجرد أيام و تعود المياه إلى مجاريها ثانية و يعود مارك ليضع الخاتم في إصبعها ، و يعود الحب و الهيام ، كانت تحاول إقناع نفسها بأن مارك سيندم على فعلته ، و سيعود طالبا الصفح منها ، و سيضمها كالأمس و يقبلها و يذوب الغضب في حرارة الحب الكبير ، لم يخطر ببالها أنه لن يعود أبدا ، بل كانت تفكر بالطريقة التي سيتصالحان فيها ، و مر يومان و مارك لم يحاول الاتصال بها و لم يحضر إلى بيتها كالعادة ، و بدات ديانا تزرع غرفة الصالون حيث الهاتف ذهابا و ايابـا و ترقب رنينه بفارغ الصبر ، و أحيانا كثيرة تنظر من الشباك إلى الحديقة علها تراه سائرا في الممر الطويل المؤدي إلى البوابة ، و كثيرا ما كانت تصغي إلى أبواق السيارات لعلها تسمع صوت سيارته و في كل مرة يخيب ظنها ، استنكرت ديانا غيبة مارك الطويلة ، و قالت في نفسها إنه إذا أراد أن يلقنها درسا بعمله هذا فإنه درس قاس ، و كلما طالت المدة و لم يتصل مارك تزداد شكوك ديانا و تتألم ، حتى أصبحت مشاعرها تتسم بالعداء نحو تصرفه القاسي ، و فكرت ديانا لأول مرة بأن تخطو الخطوة الأولى للاتصال به ، و لكن كبرياءها منعها من ذلك و ظلت تتمنى النفس بحضوره أو اتصاله بها.
سارت ديانا بالشارع الخلفي مستغرقة في التفكير عندما أمسكت بذراعها كارول و نبهتها من شرودها.
"من؟ كارول!".
"مرحبا ديانا ، رأيتك سارحة و أعتقدت إنك لن تحييني".
"أنا آسفة ، لأنني لم أرك ، كنت مستغرقة في التفكير".
و تساءلت ديانا عن سر هذه الفتاة التي تقابلها دوما في أشد الأوقات حرجا فسمعتها تقول:
"تبدين شاردة بعيدا".
"نعم هذا صحيح ، إسمحي لي يا كارول إنني أود الذهاب".
و همت ديانا بالذهاب و لكن كارول أستوقفتها سائلة:
"أنت لم تأت إلى حفلة الشاطئ اليس كذلك؟".
"لا لم احضرها ، هل كانت الحفلة جيدة؟".
"كانت ممتازة حيث أكثرنا من الطعام و الشراب ثم سبحنا في الماء عند منتصف الليل".
"أوه ، هذا جميل".
"نعم كانت الحفلة رائعة افتقدناك جميعا".
قالتها كارول و على وجهها ابتسامة خبيثة ، و كأنها تخفي شيئا.
"هل صحيح أنكم افتقدتموني يا كارول ، إنني لم استطع الحضور وحدي لأن مارك كان مشغولا ، لقد وعد أخاه بمساعدته في بناء النماذج في النادي".
و عصف الغضب بديانا لأنها شرحت شيء غير ملزمة بشرحه و لكنها اضطرت لذلك تحت وابل الأسئلة التي أمطرتها كارول و كان آخرها:
"هل هذا ما قاله لك مارك؟".
و شعرت ديانا برعشة تسري في أنحاء جسدها و تهزها بعنف ، و أدركت من تعابير كارول إن هذا لم يكن مجرد سؤال ، و ودت لو تستشف الحقيقة ، هل يا ترى كارول علمت بالخلاف بينهما و تحاول أن تغيظها و لكن ديانا أجابتها:
"بالطبع هذا ما قاله لي ، و لا أرى هناك أي سبب لعدم تصديقه".
ظهرت على وجه كارول ابتسامة ساخرة و أجابت:
"هذا جيد و لكن".
أحست ديانا أنع يجب عليها الذهاب فاعتذرت.
"علي أن أذهب لقد تأخرت عن موعدي".
و لكن كارول استوقفتها قائلة:
"لا... لا تذهبي الآن انتظري قليلا".

مجهولة 19-08-09 03:03 PM

لفصل الثاني

صعقت ديانا و أحست بأن كارول كانت مترددة في تصريح خبر ما فقالت لها.
"إنني في عجلة من أمري ، هل لديك شيء تقولينه لي هاتي ما عندك".
"لا... لا شيء".
"بحق السماء يا كارول ، ماذا هناك قولي؟ إنني أفهم من كلامك بأن مارك كذب علي".
"إنني آسفة إذا أزعجتك ، فأنا لا أحب أن أكون سببا في جلب المتاعب".
و لكن ديانا التي تعرف كارول جيدا قالت لنفسها ، إن هذا ما تحبينه كثيرا ، ثم قالت لها بصوت مسموع:
"إسمعي يا كارول ، إذا كنت تعرفين شيئا الأفضل أن تقوليه الآن و سأكون شاكرة".
ترددت كارول بالإجابة ، و ظهرت عليها الحيرة ثم نظرت إلى ديانا تحاول أن تقرأ ردة فعلها عما ستقوله و بدت جادة.
"إن مارك كان بالحفلة".
صرخت ديانا بإستنكار:
"لا يمكن هذا غير صحيح".
و أخذت ديانا ترتجف من هول الصدمة ، و جف حلقها و غاب صوتها و بدا كأنه الهمس عندما سألت كارول:
"هل كان وحده؟".
"كانت معه سارة فريزر".
"لا أصدق".
"إنني أقول الحق و بإمكانك الإستفهام من أي سخص كان بالحفلة جميعهم كانوا موجودين ، إنني لم أرغب في إبلاغك هذا الخبر ، و لكنك أنت أجبرتني على ذلك اليس هذا صحيحا؟".
و سارت كل منهما في طريق ، ثم أخذت ديانا تفكر في هذا الحديث المشؤوم خاصة عندما تذكرت لهجة كارول الجادة ، و بالرغم من أنها تحسد ديانا لما لها من المعجبين منذ أيام الدراسة حيث كان معظم الشبان يدعون ديانا لحفلاتهم و سهراتهم أما كارول فقل ما نالها الحظ و دعيت لمثل هذه الحفلات و لذلك فإن كارول تحاول إغاظة ديانا كلما تقابلت معها في مكان ما ، تذكرت ديانا أن الكثير من الفتيات سوف يتكلمن في غيابها لفسخها هذه الخطبة ، و كانت ديانا ترى نظرات الحسد تطاردها كلما سارت إلى جانب مارك ، و تحس بالفخر و الإعتزاز لذلك ، و سارة إحدى هؤلاء الناس فلم تخفي إعجابها بمارك ، بل عملت دوما على تحين الفرصة للتحدث معه ، و أرتعدت ديانا لمجرد تذكرها هذه الأحداث و كانت قد وصت إلى إشارة المرور و شعرت بساقيها ترتجفان و خارت قواها ، فلم تصدق بأن مارك ألغى موعده في النادي ليأخذ سارة إلى الحفلة و ظنت أن كارول تتلاعب بعواطفها لتغيظها.
أضاء الضوء الأخضر و سارت ديانا إلى الطريق الخلفي تتصارع بنفسها الأفكار المفزعة غير عابئة بما يدور حولها و أخذت تفكر في خطة لتستعيد بها كرامتها المهدورة.
لم تعد ديانا تنظر إلى الأفق أو تنتظر رنين الهاتف بل قطعت الأمل ، و فكرت في التأني حتى يهدأ غضبها لئلا يصدر عنها ما تندم عليه ، فربما ندم مارك على فعلته و عاد إليها تائبا طالبا الصفح منها كما فعل في كل مرة ، كان الإنتظار يعذبها فكل ثانية تمر و كأنها شهر ، و لكن إيمانها بأنها أتخذت القرار الصحيح دفعها ألا تتنازل و تبادر لعمل أي خطوة منذ أن أعلمتها كارول بالنبأ ، و إيمانها كان يردعها بشدة كلما حاولت و فكرت بالاتصال بمارك حتى رأتهما في المكتبة العامة و رأت خاتمها الجميل يلمع في اصبع سارة ، تمنت ديانا لو أنها لم تولد ، كل هذه الأفكار مرت بخاطرها لا تزال سائرة في الشارع ، ثم أخذت تتخيل مارك و سارة يعيشان سويا كزوج و زوجته في ذلك المنزل الذي أشتراه مارك منذ مدة قصيرة ، لا تزال صورة كل غرفة في هذا المنزل ماثلة حية في ذاكرتها ، فأثاث غرفة النوم الذي أعجبها يوما أشتراه لها مارك في اليوم التالي لم يخطر ببال ديانا ذاك اليوم.
إن سارة هي التي ستمتلكها ، و إن أثاث المنزل الذي أنتقته بعناية سيكون لغيرها ، إن المنزل ليس ببعيد عن منزل ديانا و هناك إحتمال كبير بمقابلة العروسين في مكان ما ، و فجأة تذكرت أن سارة دعتها لحضور الفرح و قبلت هي الدعوة ، شعرت بالألم يعصر قلبها ، من المحال حضور الفرح ، فهذا الألم أكثر مما تحتمل فما عساها أن تفعل؟ خاصة و أن عائلتيهما صديقتان منذ زمن بعيد و حتما سيتلقون الدعوة لحضور الفرح و إذا لم تحضر ديانا فسوف يعتقد الجميع بأنها تتألم لأجله ، حاولت ديانا تهدئة حزنها ، و قد حضرتها فكرة ، عذر مقبول سوف تتظاهر بأنها تريد الإطلاع على شركة والدها في الخارج و تسافر قبل العرس حيث تذهب لقضاء هذه الفترة في فندق قريب من الشركة ، عليها الآن إعلام والدتها بالفكرة ، و توجهت ديانا إلى المطبخ حيث والدتها التي بادرتها بالتحية.
"أهلا حبيبتي إنني أحضر بعض السندويشات ، أرجو أن تملأي الابريق ماء و تضعيه على النار".
و بينما كانت ديانا تملأ الابريق قالت لوالدتها:
"أمي ، أريد الذهاب غدا للإطلاع على شركة والدي حيث أقيم في فندق قريب منها لفترة قصيرة".
جمعت ديانا كل حواسها لما ستقوله والدتها التي لاحظت حتما اصبعها الخالي من الخاتم و لم تسألها عنه بعد ، فليس هناك أي داع لتخمن أن الموضوع قد إنتهى ففي كل مرة يتشاجران فيها يتصالحان بعدها و تعود المياه إلى مجاريها و يعود الحب أقوى ، اللهم إلا إذا سمعت عن خطبة مارك و سارة حيث الاخبار تنتشر بسرعة ، عاجلا أم آجلا ، سوف تناقشها والدتها بالموضوع و لكن ليس الآن بل بعد أن يعود إليها هدوءها و تفيق من الصدمة فوجئت بوالدتها تقول لها:
"كنت أفكر بعرض هذا الموضوع عليك لكني لم أكن متأكدة من ترحيبك بها ، إنها فكرة جيدة يا حبيبتي أرجو لك التوفيق ، و بلغي سلامي إلى ابن خالتك".
ثم استطردت والدتها:
"هل تعلمين من قابلت اليوم؟".
"لا ، من قابلت؟".
"لقد قابلت بول ستيورات".
"حقيقة؟ متى عاد من السفر؟" كانت لهجة ديانا فاترة فهي غير مهتمة ، أجابت والدتها:
"منذ يومين ، و قد أتى ليسأل عنك".
هناك شيء خفي في لهجة والدتها التي تعرفها جيدا ، و فهمت ما تقصده.
"ربما كان أدبا منه أن يسأل عني ، و لكنه لا يهمني".
"كما تريدين يا ابنتي".
استدارت ديانا خارجة ، وهي تقول:
"سأذهب لأحضر حقيبة ملابسي و اتصل بابن خالتي جوني لأعلمه بحضوري غدا".
السيدة وارنز إمرأة طموحة و فخورة بنفسها و بابنتها و قد سرت لخطبة ابنتها إلى مارك الشاب الأنيق المليح الوجه و الأخلاق و الذي كان أبنا لأحد تجار النسيج في البلد و اعتقدت أنه زواج مناسب.
أما و قد سمعت بخبر خطبته إلى سارة مما جرح كبرياءها و أخفى مشاعرها ، فمن الممكن أن يرد اعتبارها إذا شوهدت ابنتها مع شاب آخر حتى يعلم هؤلاء الذين سمعوا بالنبأ أن ديانا هي التي فسخت الخطبة ، توقفت ديانا عن التفكير بما عنته والدتها عند هذا الحد ، بينما كانت تقوم بترتيب ملابسها بالحقيبة ، و لمعت برأسها فكرة مشاهدة مارك و الناس لها مع شاب آخر ، كأن تخطب أو تتزوج قبل عرس مارك ، ثم فكرت بأن هذه الفكرة لا يمكن أن تعطي المفعول المطلوب برد إعتبارها أمام الناس و إغاظة مارك إلا في حال كان المرشح المطلوب ذو بريق اجتماعي و وسامة يتفوق بها على مارك ، عند هذا الحد من التفكير اصابها الإحباط ، فهي لا تعرف مثل هذه الشخصية ، أخذت اسماء الشخصيات الكثيرة التي تعرفها المحتملين ، و وجوههم تمر بسرعة في مخيلتها ، فيما كان عقلها يرفضهم الواحد تلو الآخر ، لم تشك ابدا في قدرتها على حمل أي من هؤلاء على القبول بالزواج منها.
لكنها كانت تحتقر الذين يطرحون أنفسهم و تمنت ديانا بصمت ، لو بإمكانها العثور على زوج مؤقت يعجبها ، و يتمتع بالمواصفات التي حددتها له ، أكملت ترتيب ملابسها في الحقيبة و الفكرة تتردد في ذهنها.
رحب جوني بابنة خالته ديانا بحرارة و شوق أخوي اعتادت عليه منه ، و أثناء طريقهما إلى الفندق الفاخر الذي حجز لها فيه جناح ، سألها عن خطيبها فأخبرته القصة بالتفصيل حتى فكرتها الأخيرة و التي ما زالت تختمر في عقلها ، فما كان من جوني إلا أن ضحك و قال:
"مارك هذا لا يناسبك".
قالت ديانا: "لا يوجد من يناسبني أكثر منه فهو يفهمني".
قال جوني: "لو كان يفهمك فعلا ما كان ليتصرف بهذه الطريقة" و قبل أن تفتح فمها لتتكلم أضاف:
"على العموم لنحاول نسيان هذا الموضوع الآن ، ألا تريدين زيارة الشركة؟".
"قد أزورها و لكن ليس الآن".
"حسنا ، هناك حفلة تقام في قاعة التسلية في الفندق هذه الليلة ما رأيك هل تحضرينها؟".
فكرت ديانا بأن الترفيه قد يبعد عنها التفكير بآلامها فأجابت:
"لما لا".
"إذن سأحضر لاصطحابك إلى العشاء أولا ثم نتوجه بعدها إلى الحفلة ، و إلى ذلك الوقت تكونين قد أفرغت حقيبتك و أخذت حماما يريحك قليلا".
"أليس لديك مواعيد أخرى؟".
"ليس لدي سوى بعض الأعمال الخفيفة بالشركة سأنهيها و أعود إليك ، و قد اشتقت إلى طاولة النرد و التي ستتوفر بحفلة الليلة" ثم تركها و ذهب بعد أن اوصلها للفندق.
كانت الحفلة رائعة في الاتقان و الإبداع ، إلا أن ديانا لم تتمتع بها ، كان تفكيرها مركزا طوال الوقت على إيجاد حل لمشكلتها النفسية ، عندما مر جوني لمرافقتها إلى المطعم و منه إلى قاعة الاحتفال ، كانت عاقدة العزم على ترك أفكارها جانبا و التمتع بوقتها إلى أبعد الحدود.
أرتدت أجمل فساتين السهرة المتوفرة لديها ، و كانت تبدو غاية في الأناقة و الذوق ، و لما دخلت و جوني القاعة الرئيسية تحولت كافة الأنظار إليها ، الرجال بإعجاب و رغبة و النساء بحسد و غيرة أما إهتمام جوني تحول بسرعة إلى طاولات النرد الخضراء ، و ضعت يدها برقة على ذراعه ، فلحق بها مترددا و راحا يتجولان بين تلك الحشود الغفيرة ، كان الرابحون يصرخون بفرح و سعادة ، و الخاسرون يتأوهون و يتذمرون بأصوات عالية ، الذين يرتدون أجمل ثياب السهرة و أغلاها يحتكون بالذين يرتدون الثياب العادية لم يكن هناك سوى مكان واحد يفصل بين الأغنياء و الناس العاديين ، و علمت ديانا أن خطواتها ستقودها حتما إلى ذلك المكان المنفصل و شعرت بأن لعابها يجف و أعصابها تتحرك ، و هي على وشك الأشتراك في اللعبة المخصصة للطبقة الأرستقراطية الثرية ، تحب هذه اللعبة كثيرا و لكنها لا تتهور ، إذا ربحت تتوقف عن اللعب و إذا خسرت تتوقف أيضا عند حد معين فهي تعلم علم اليقين أنه طالما لديها تلك الأموال التي ورثتها عن والدها فهناك يوم آخر... و مجال آخر ، وقف جوني صامتا بقربها يتأمل بإعجاب و حسد برودة اعصابها ، راقبت ديانا بعينين خضراوين واسعتين و بأعصاب هائة ، بقية اللاعبين ، و أساليب لعبهم تجاهلت الشابات اللواتي تضعهن إدارة الفندق حول الطاولات لإضافة رونق ، و تشجيع اللاعبين و لكن دقات نبضها تسارعت عندما وقع نظرها على اللاعب الأخير ، كان شعره الأسود الجميل يلمع تحت الأضواء الناعمة ، و حاجباه يغطيان إلى حد ما عينيه السوداوين الجميلتين ، أعجبتها نظراته الفاحصة بوجهها بهدوء و إهتمام بالغين إلى الأوراق الموجودة أمامه ، أنفه حاد وجهه جذاب ، بشرته برونزية ، و فمه رائع و قاس ، رفعت حاجبيها بإعجاب واضح و حشرية بالغة ، لا يمكن أن يكون هناك شخصان متشابهان إلى هذه الدرجة ، نظرت إلى قريبها و سألته بهدوء:
"ماذا تعرف عن ذلك الرجل الذي يلس إلى يسار موزع الورق؟".
تطلع نحوها جوني بدهشة و استغراب ، لم تهتم ديانا أبدا في السابق بشخصيات اللاعبين أو اشكالهم ، و لكنه اطاعها كعادته و نظر نحو الرجل وضع يده على فمه لإخفاء دهشته ، عندما نظر ثانية إليها أصيب بدهشة مماثلة عندما شاهد ذلك البريق الغريب في عينيها ، قال لها:
"إنه دييغو ديكور. لم أره هنا منذ وفاة والده ، أنه لاعب عنيد و قاس ، أو على الأقل هكذا كان. صاحب حظ لا يصدق مع أنه لا يهتم كثيرا إن خسر ام ربح ، إفعل مثله و لن تندمي".
"لا يهمني كيف يلعب أو ماذا تكون نتيجة لعبه ، و لكني أريد أن أعرف كل شيء ممكن عنه ، يا جوني".
سألها عن سبب إهتمامها المفاجئ ، فنظرت إليه بطريقة جعلته يعتذر عن تدخله و يقول:
http://www.liilas.com/vb3

مجهولة 19-08-09 03:05 PM


الفصل الثالث

"إنك على الأرجح تعرفين عنه بقدر ما أعرف أنا. أني متأكد من أنك شاهدته أكثر من مرة في حفلات جيني في سان فرانسيسكو عندما كنت ترافقين والدك ، كان والده أحد أقوى رجال الأعمال في حقلي الاستيراد و التصدير ، و يعمل أيضا في شراء الأ**** و بيعها ، بالإضافة إلى مشاريع البناء و استصلاح الأ**** ، خسر كثيرا قبل حوالي سبع سنوات ، عندما خصص مبالغ طائلة لمشروع زراعي تعرض للفشل نتيجة عوامل طبيعية غير متوقعة ، و يقال أن الحادث الذي أودى بحياته لم يكن اتنحارا و لكن هذا الأمر لم يتأكد إطلاقا ، كان دييغو في الخامسة و العشرين من عمره ، و ورث عن والده... جميع ديونه ، و منذ ذلك الحين ، توقف عن المجيء إلى بريطانيا... و نوادي القمار ، سمعت أن الشيء الوحيد الذي تمكن من الاحتفاظ به ، باستثناء منزل أمه في سان فرانسيسكو ، بستان ليمون في وادي نابا أهمل والده ذلك البستان و معمل العصير القائم فيه سنوات عديدة ، و منزل و شركة شبه منهارة في اليونان ، و لذا فإني أتصور أن أي أرباح قليلة جناها منهما خلال السنوات القليلة الماضية ، أعاد انفاقها هناك لتحسين الشركة و البستان و تطوير المعمل الصغير فيه".
ابتسمت ديانا بخبث وضح ، و قالت لنفسها بمرارة مفرحة أن السيد المتعجرف المتغطرس بحاجة ماسة إلى المال ، ثم قالت لجوني:
"يبدو أنه رجل مستعد للقيام بأي شيء للحصول على بعض المال".
"لست متأكدا من ذلك ، و لكن يمكننا القول أنه قادر على أن يكون قاسيا إلى درجة كبيرة عندما يريد الحصول على مبتغاه".
"هل هو متزوج؟".
"دييغو؟ لا ، يا عزيزتي ، هل يبدو كشخص يقبل بالزواج؟" و ضحك جوني ثم مضى إلى القول:
"حاول عدد كبير من النساء إيقاعه في الشرك ، مع فارق وحيد هو إعتقاده الراسخ بأن وجود النساء على الأرض له هدف واحد ، و هو إرضاء الرجال جسديا أنا متأكد من أنه لم يجد بعد إمرأة تحرمه من تلك المتعة أو تتردد في تقديمها إليه".
تأمل وجه ديانا بعينين ساخرتين ، إلى أن شاهد نظرات قاسية و جدية تحل محل الهدوء و الإهتمام ، فسارع إلى القول:
"أوه ، لا ، يا ديانا. إذا كنت تفكرين ، كما أتصور فالأفضل لك أن تتخلي عن هذه الفكرة ، إنه رجل يختلف عن بقية الرجال الذين تعرفينهم".
شعرت ديانا للحظة واحدة بالخوف مما قاله جوني و أوصى به ، و لكنها استعادت ثقتها و تصميمها بسرعة ، و قالت:
"إنه يفي بجميع المتطلبات ، فهو ابن عائلة عريقة مرموقة ، مع أنها منيت بخسارة مادية كبيرة ، و هو بحاجة إلى المال ، ليس أمامنا إلا تحديد الثمن".
"فكري جيدا بالمبلغ الذي ستضطرين لدفعه ، يا ديانا".
سارت نحو طاولة اللعب غير عابئة بما قاله لها ، وجه إليها جميع الرجال ، بإستثناء دييغو ، نظرات الإعجاب و الترحيب الحار ، شعرت بأنه غير مهتم بها ، فقررت على الفور أن تبذل ما في وسعها لجذب إنتباهه ، انتظرته أولا كي يراهن ، ثم تصرفت عكسه تماما كان الحظ بجانبه ، إلا أنه حافظ طوال الوقت على هدوئه و رباطة جأشه ، لم تظهر معالم البهجة و السرور على وجهه ، كما أنه لم يبدي أي إهتمام على الإطلاق بطريقة لعبها أو مدى خسارتها ، أوقعت حقيبة يدها عمدا و تظاهرت بأنها تنتظر أحدا من السادة كي يلتقطها لها ، و ما أن هم بالإنحناء لإعادة الحقيبة ، حتى سبقته إلى ذلك و التقطتها بنفسها ، و بعد دقائق معدودة أخرجت سيجارة و وضعتها بين شفتيها... و انتظرت و عندما أخرج دييغو قداحته الذهبية من جيبه ، استدارت نحو رجل مسن في الجانب الآخر و طلبت منه بغنج أن يشعلها لها ، و نجحت بتجاهلها المتعمد ، في لفت إنتباهه إليها ، شعرت بأن المبلغ الذي خصصته لتلك اللعبة بدأ ينضب بسرعة ، فأمتنعت مؤقتا عن المشاركة و أرتاحت في كرسيها و هي تتابع اللعب بدون إكتراث ، أحست بأنه يراقبها ، فنظرت إليه بعينين تبرقان سرورا و بهجة بسبب دخولها المفاجئ في هذه اللعبة الجديدة ، سألها بصوت هادئ:
"هل تشربين معي فنجانا من القهوة؟".
ردت عليه ببرود و جفاف جارح:
"أنا لا أعرفك ، يا سيد".
"ليس هناك أي صعوبة لتصحيح الوضع القائم ، إسمي دييغو" أحست بطعم الإنتصار عندما وقف و بدأ يساعدها على النهوض من كرسيها ، و قالت له بهدوء:
"دايانا... ديانا وارنر".
أمسك بيدها و أخذها إلى زاوية بعيدة عن الضجيج تلفها أضواء خافتة ، لاحظت بإنزعاج بالغ أنه أطول منها بكثير ، لم يكن أي من الذين تعرفهم أطول منها و لا حتى مارك ، و لكن ذقن دييغو كانت أعلى من جبينها ، تصورته أولا نحيل الجسم ، و ذلك بسبب طوله الفارع ، إلا أنها أكتشفت لدى مغادرتهما القاعة بأنه ذو منكبين عريضين و جسم قوي ، أخافتها قامته الطويلة ، و سرت كثيرا عندما جلسا إلى الطاولة و لم تعد مضطرة لرفع عينيها إليه ، و كما أنه لم يسألها إلى أين تحب الذهاب ، كذلك طلب من النادل فنجانين من القهوة المرة دون أن يستشيرها إذا كانت تحب ذلك أم لا ، شعرت بالإنزعاج ، فمع أي شخص آخر ، و في أي ظروف أخرى ، كانت سترفض القهوة بمجرد إحضارها إلى الطاولة.
أما في هذه الحالة بالذات ، فقد سيطرت على أعصابها و قبلت القهوة بتهذيب و مجاملة ، أخرجت سيجارة من علبتها ، فظهرت أمامها على الفور القداحة الذهبية تشعلها لها ، و سمعته يقول بهدوء:
"أخبريني... هل أنت دائما هكذا؟".
"عفوا... لم أفهم ما تعنيه".
"إنني أتحدث عن مسألة اشعال سجائرك ، استخدمت أسلوبا مزعجا و مهينا لجذب إنتباهي إليك ، و لكنك نجحت بصورة تامة".
لم يكن النور كافيا لتشاهد ملامح وجهه بوضوح لكنه بدا من صوته و لهجته أنه يجد لعبتها مسلية ، تنحنح قليلا ثم مضى إلى القول:
"ديانا وارنر أعتقد أنني سمعت إسمك من قبل".
"محتمل جدا ، ربما يذكرك بإسم والدي ستيورات وارنز الذي توفي منذ سنتين".
رد عليها بسخرية أزعجتها و جعلت أعصاب وجهها تتقلص بسرعة:
"أرى أنك حزينة جدا و تتفجعين عليه كثيرا".
"أعتقد إني سمعت عنك من قبل يا سيد كوردوبا ألم يكن والدك ذلك الرجل القوي الثري في سان فرانسيسكو قبل... قبل وفاته المبكرة؟".
توقفت لحظة في تلك الجملة ، لتثبت له أنها تعرف أكثر من ذلك ثم أضافت:
"أتصور أن لديك شركة و بستان حمضيات و معمل في وادي نابا ، أليس كذلك؟".
"يبدو أنك تعرفين الكثير عني ، يا آنسة".
قالت له بنعومة مزعجة:
"قليل من هنا و قليل من هناك ، كيف يسير عملك؟".
اقترب دييغو منها ، فألقت الشمعة بعض الضوء على وجهه ، و أظهرت ابتسامته الساخرة ، تأملها لحظة ثم قال لها بلهجة خبيثة إلى حد ما:
"لدي شعور غريب بأنك ستصابين بخيبة أمل لو قلت لك أن الأمور تسير على ما يرام".
ثم نظر إليها بعينين قاسيتين و قال بصراحة أزعجتها و أفزعتها:
"يبدو أنك لست متحمسة كثيرا للحصول على مفتاح غرفتي في هذا الفندق ، فلماذا لا تخبريني عن السبب الحقيقي لقبولك دعوتي المتواضعة هذه؟".
"إنك محق تماما ، أنا أكره إضاعة الوقت بأمور تافهة و جانبية ، أريد أن أعرض عليك شيئا ، يا سيد دي كوردوبا ، إنه عرض تجاري ، فلا يوجد سبب لرفع حاجبيك استغرابا!!".
لم يصدر عنه أي ردة فعل فوري ، حاولت ديانا إخفاء إمتعاضها المتزايد إلا أنها لم تنجح تماما و قالت بشيء من :
"أظن أنك تفتقر حاليا إلى سيولة كافية ، و أنك بحاجة لبعض المال كي تجري تحسينات على شركتك و معملك ، أنا مستعدة لتزويدك بما تحتاج إليه يا سيد دي كوردوبا".
"عرض مثير للإهتمام ، و لكني أتساءل بدهشة عن سبب اختيارك أعمالي أنا كي تستثمري فيها أموالك ، من المؤكد أن هناك ما تريدين الحصول عليه مقابل ذلك ، فماذا تريدين يا آنسة؟".
"أريد زوجا" ضحك الرجل و قال:
"لا شك في أن هناك عدد كبير من الرجال الراغبين في الزواج الذين سيقفزون فرحا إذا سنحت لهم فرصة ذهبية كهذه ، الزواج من شابة جميلة و ثرية مثلك ، و لكن أتذكر إني سمعت مرة عن علاقة تربطك بشخص يدعى جان كارتر ، فلماذا لم تتزوجيه؟".
"جان؟".
تذكرت ديانا بسرعة صورة الرجل الطيب ذي الشعر البني الفاتح ، ثم أضافت قائلة بلهجة توحي بالإشمئزاز:
"إنه شخص ضعيف و غبي كان يدور حولي كقطة صغيرة جائعة ، و كانت يداه دائما تتصببان عرقا".
"هل تعلمين أنه حاول الإنتحار عندما إمرته بالإبتعاد عنك؟ أعتقد أن تلك المحاولة وقعت قبل حوالي سنتين و نصف".
"كان عملا يتسم بالرعونة ، و ضعف الشخصية ، و من الواضح أنه لم يكن قادرا حتى على النجاح في محاولته تلك".
شعرت ديانا بأن الحديث عن جان كارتر ممل للغاية ، و يبعدها عن الهدف الحقيقي لوجوده مع دييغو ، و أضافت بنبرة قوية و هادئة:
"لن يكون زواجي المقترح إلا لفترة مؤقتة ، و لهذا فضلت التعاطي مع شخص غريب تماما".
"هل أنت حامل؟".
"طبعا لا" ، جاء نفيها حادا و قاطعا و غاضبا ، فتأملها دييغو قليلا ، ثم ابتسم و قال لها بسخريته المعهودة:
"إنه السبب المعتاد و المعروف الذي يدفع النساء للزواج بهذه السرعة ، و على هذا النحو المدهش و المثير للاستغراب ، أخبريني يا آنسة ، ما هو السبب الحقيقي إذن لرغبتك في الزواج من إنسان غريب؟".
ردت عليه بتحد قاس ، و هي تتمنى لو أن في إستطاعتها صفعه بقوة على وجهه لإزالة تلك النظرة الحادة و اللاذعة التي كان يوجهها إليها فقالت:
"أعتقد أن إتفاقنا سيكون تجاريا ، لذا أفضل أن أحتفظ بالسبب لنفسي" ثم قال بمرح:
"واو ، أتراك تحاولين إيهامي من خلال إتفاق تجاري بوجود أسباب وهمية لإيقاعي بشرك الزواج؟".
"يا لك من متغطرس ، هل يبدو علي أني متيمة بحبك كي أقدم على هكذا خطوة؟ في هذه الحالة سأقول لك أن السبب هو أني أريد رد إعتباري ، و قطع أي أمل يراود خطيبي السابق بفسخ خطبته الجديدة و العودة إلي ، و ذلك بإعلان زواج قبل نهاية الأسبوع ، فيقتنع تماما بأني محوته من حياتي إلى الأبد".
"و هل محوتيه فعلا؟".
"أعتقد أن عرضي هذا هو جوابا كافيا".
أشعل سيجارة أخرى فبدت على ضوء القداحة عيناه قاسيتان ملتهبتان ، سألها ببرود أعصاب أثارتها و ضايقتها:
"ما هو المبلغ الذي تريدين دفعه ، فيما لو قبلت إقتراحك السخيف هذا؟".
"يعتمد الأمر كثيرا على ما تحتاجه أنت".
"يتطلب تزويد المعمل بالمعدات و تحسين وضع معين بالشركة حوالي ثلاث مئة ألف دولار ، فما رأيك".
عضت ديانا على شفتها بقوة لتمنع نفسها من توجيه أقبح الشتائم إليه ، ثم قالت له بهدوء مصطنع:
"إنك رجل مرتفع الثمن".
"ستحققين انت مأربك ، و أتوصل أنا إلى الغاية التي أصبو إليها ، حريتي غالية جدا ، بالنسبة إلي يا ديانا".
ثم ابتسم و سألها بنعومة صادقة:
"لماذا إخترتني أنا بالذات؟" تذكرت ديانا كلام جوني عن حفلات جين ، التقته في إحداها و كان جان كارتر آنذاك قد بدأ يزعجها و يضايقها ، تركها لحظة و ذهب ليرحب بالرجل الطويل القامة الذي وصل لتوه ، حاول إقناع دييغو بالإقتراب منها لتقديمها إليه ، و لكنه رفض ذلك بإصرار ، و تذكرت أيضا أنها سمعته صدفة يتحدث إلى أشخاص آخرين.
لم يكن رجلا يمكن تناسيه بسهولة ، اغاظته بعض النساء آنذاك لأنه يتردد في التعرف إلى صديقة جان الجديدة...
إليها هي ، فقال لهن بغطرسة الرجل الذي يحصل دائما على ما يريد و يشتهيه
.
http://www.liilas.com/vb3

مجهولة 19-08-09 03:06 PM

الفصل الرابع


"إنها ليست من النوع الذي أحب ، أو الذي يثير إهتمامي ، لن أضيع وقتي مع شقراء باردة تخاف أن تفسد مداعبة الرجل لها تسريحة شعرها ، أفضل فتاة ذات قلب أكبر و نار أقوى ، صديقة جان باردة كالثلج".
استعادت ديانا بسرعة ذكرياتها عن تلك الحفلة ، ثم اختارت كلماتها بدقة و عناية قبل أن تقول له:
"أخترتك أنت ، يا سيد دييغو ، لأنك ابن عائلة عريقة و مرموقة... و لأن الناس الذين أعرفهم ينظرون إليك بشء من الإحترام و التقدير ، على الرغم من مصاعبك المالية ، لست فتى غبيا مدللا لا يعرف شيئا ، و لا يقدر على إتخاذ قراراته بنفسه يعجبني فيك عنفوانك ، و تصميمك على تحقيق أهدافك بغض النظر عن المصاعب و الأهوال التي قد تواجهك ، أنت الآن بحاجة للمال ، و أنا قادرة على تزويدك به".
خيم الصمت فترة طويلة ، و عندما تحدث دييغو كان صوته هادئا و لهجته مرحة.
"يبدو أنك تنظرين إلي بإحترام كبير ، يا آنستي".
"لا أعتقد إن نظرتي إليك تهمك ، يا سيدي".
"و ما هو شعورك بالنسبة للحب؟".
"الممارسة أم الاحساس".
قبلت السيجارة التي قدمها إليها و هي تنظر إليه ببرودة جافة ثم أضافت:
"لا يهمني أي منهما" تأمل وجهها و جسمها بعينين فاحصتين ثم قال:
"كم تريدين أن تدوم فترة زواجنا؟ لا أعتقد أقل من سنة ، قد أتمكن خلال السنة التي ستمضيها معي من أن أجعل للحب قيمة كبيرة بنظرك" ثم هز كتفيه كدليل اللامبالاة ، و أضاف:
"و لكن... ربما ستثبتين لي إنك تلميذة صعبة المراس و قد أضيع وقتي معك عبثا".
أجابته بلهجة قاسية لتؤكد له نهائيا حقيقة ما تصبو إليه و تريده:
"يسرني جدا أنك تشعر هكذا ، لأن الزواج المقترح ليس سوى مجرد صفقة تجارية".
"صحيح".
"هل أفهم منك أنك تقبل عرضي؟".
"و ما هي شروطك يا سيد دييغو؟".
"أولا مبلغ الثلاث مئة ألف دولار ، هي لي و أفعل به ما أريد و كما أشتهي ، إذا استمر زواجنا أسبوعا أو شهرا أو سنة ، فالمبلغ لي أتصرف به كما أشاء ، لأنه ثمن منحك إسمي" إبتسم عندما شاهد ملامح الإهانة على وجهها ، و مضى قائلا:
"ثانيا ، سوف تتصرفين معي طوال فترة زواجنا كزوجة حقيقة.. تعيش معي حيثما أعيش ، و تنفق حسبما يمكنني انا أن أوفر لها من نفقات ، أؤكد لك إن منزلي مريح للغاية ، و طاولتي جاهزة دائما لاستقبال الضيوف ، و أخيرا ، أنا مقتنع تماما بأن عنفوانك و عزة نفسك سيفرضان عليك عدم الإفصاح لأي شخص آخر بأن زواجنا المرتقب ليس إلا صفقة تجارية تم التوصل إليها لأهداف مختلفة ، و لذا أتوقع منك أن تحاولي التصرف أمام الأهل و الأصدقاء على الأقل ، كزوجة محبة و عاشقة".
بذلت جهودا جبارة لإخفاء حنقها و غضبها المتزايدين و سألته بإستخفاف:
"هل هذا كل شيء؟".
"لا ، أريد أن أعرف الطريقة التي ستعلنين بها الزواج لرد إعتبارك".
"ليس أكثر من زيارة أمي أولا لإعلامها و تتعرف عليك و من ثم إعلان الخبر لأصدقائي".
"إذن ، هناك شيء آخر ، لا تتوقعي مني أن أسير معك في شوارع معينة أو نقوم بزيارة أصدقائك ، ليتفرج الناس على كلبك الحارس".
"هل هذا يشعر غرورك و عنجهيتك كرجل بالإرتياح و الرضى؟".
"في الوقت الحاضر نعم ، متى سيتم الزواج؟".
تأملت ديانا تلك السعادة الشيطانية الخبيثة في ملامحه ، و تمنت لو أن بإمكانها مضايقته بنظرات الإزدراء التي كانت توجهها إليه ، و التي كانت عادة تحطم قلوب الرجال ، و لكن اللعين ظل مبتسما بادي الإنشراح ، فقالت له و هي تتنهد في مقعدها بأنفة و كبرياء:
"بأسرع وقت ممكن".
مد يده لمصافحتها و قال:
"سأقوم غذن بالترتيبات اللازمة".
وضعت يدها في يده و هي تتساءل إذا كانت هذه المصافحة التقليدية رمزا للاتفاق بين طرفين ، أم أنها في الواقع دليل على بداية مستقبل غامض يبشر بالعذاب و الألم ، نظر دييغو غلى يديها و تمتم قائلا:
"يا للغرابة ، يدك باردة جدا يا عزيزتي".
"حاولت سحب يدها لكنه أمسك بها بقوة و منعها من ذلك قالت له أنها تستغرب ملاحظته و لا تجد لها داعيا فنظر إليها بعينين تشعان بنار ماتهبة و قال ضاحكا:
"ألم تسمعي الكلمة المأثورة عن أن صاحبة اليدين الباردتين تكون عادة ذات قلب دافئ و عاطفة جياشة؟".
"إنها جملة سخيفة ما زالت ترددها بعض الزوجات الغبيات" أفلتت يدها من يده و بدأت تعود إلى قاعة اللعب فقال لها بعد أن اقترب منها بسرعة و أمسك ذراعها:
"سأكون حريصا جدا لو كنت مكانك ، أيتها العزيزة ثمة جانب دافئ و حنون فعلا في قلبك ، قد تشتعل ذات يوم نار حارقة تذيب البقية الباقية".
"إني محصنة تماما بالنسبة لنوع الإشتعال الذي تتحدث عنه و توحي به".
إبتسم بخبث و قال لها:
"هذه النقطة أريد إطلاعك عليها ، فأنا على العكس منك ، لست محصنا ، و بما أنه من الواضح جدا أن زواجنا لن يكون إلا إسميا ، فإني آمل مخلصا في أن تكوني متفهمة لوضعي و رغباتي ، و لا تنتظري مني أن أحرم نفسي رغباتها".
ردت عليه بهدوء مع إنها لم تحاول إخفاء إشمئزازها:
"لا يهمني أبدا كم ستقيم من هذه العلاقات الغرامية الحقيرة و المقززة ، و لكن أرجو أن تكون لديك لياقة للإبقاء على مثل هذه العلاقات طي الكتمان ، و الآن إعذرني ، ابن خالتي ينتظرني في الجانب الآخر".
لم يعترض دييغو على ذلك بل قال لها بنعومة و رقة:
"حسنا ، سأتصل بك في تمام العاشرة لأبلغك عن موعد زواجنا و مكانه و بعدها نزور والدتك ، في أي غرفة تقيمين؟".
أعطته ديانا رقم الغرفة و هي تنظر إليه بإزدراء و غضب ، لأن نظراته إليها توحي بأنه يقدم إليها خدمة عظيمة ، رفعت رأسها بكبرياء و توجهت بسرعة إلى جوني الذي كان غارقا في اللعب ، أبعدته عن طاولة اللعب ثم أخبرته عما اتفقت عليه مع دييغو دي كوردوبا ، أصيب جوني بصدمة قوية ، و أعلن لها صراحة إنه ضد هذا الزواج المقترح ، كان يعرف عنه أكثر بكثير مما قاله لها سابقا لم يذكر لها إلا بعض المعلومات العامة ، لأنه لم يكن يتصور أن دييغو سيقبل بمثل هذا الغرض المستهجن أو حتى أن يبحث فيه ، ضاعت تحذيراته هباء ، عندما حاول إفهامها بأن دييغو رجل قاس لا يعرف الرحمة و الشفقة و بخاصة فيما يتعلق بتحقيق مآربه أو الوصول لإهدافه.
قال لها أن دييغو يحطم من يعارضه ، و أنه لا يتردد في إيقاع الناس في شباكه ، لا يهمه إن كانت المرأة متزوجة أم لا ، راغبة أم لا ، مع أنه نادرا ما يواجه إمرأة غير راغبة ، و لكن ديانا أدارت له أذنا صماء لأنها كانت واثقة من قدرتها على مواجهة أي مشكلة و معالجتها بالأسلوب المناسب ، تعلمت في حياتها التي لا تتجاوز الأربع و عشرين سنة ، كيف تصد الرجال عنها ، قد يكون دييغو دي كوردوبا منافسا عنيدا و خصما قويا ، و لكنه ليس سوى رجل تعرف كيف تديره و تسيطر عليه ، إنه ليس كما يحاول جوني تصويره ذلك الشيطان الشرس ، الذي لا تقوى إمرأة على مواجهته و مقاومته ، حتى و لو كانت ديانا وانر لكنه ليس ذلك الشخص الذي لا يقهر ، قد يثير أعصابها و لكنها ستكون بالتأكيد قادرة على معالجة أموره طالما أنها لا تسمح لغضبها أن يحل محل الهدوء و برودة الأعصاب و أهم من ذلك كله أنها سترد إعتبارها ، و كل شيء فيما عدا ذلك تافه و ثانوي.
أصيبت تلك الليلة بأرق شديد ، و لم تتمكن من النوم إلا في ساعات الصباح الأولى ، أيقظتها طرقات متعددة و متتالية على باب غرفتها ، فتحت عينيها بصعوبة و قامت بتثاقل و كسل لتفتح الباب ، إنها العاشرة إلا ربعا ، و لا بد أن يكون الطارق نادلا يحمل لها فطور الصباح ، أرتدت عباءة زرقاء جميلة فوق ثياب النوم الشفافة و فتحت الباب ، حدقت بذهول بالغ إلى الرجل الطويل الأسمر ، ثم رفعت يديها بطريقة لا شعورية لتضعها على صدرها ، حياها دييغو ثم دخل الغرفة دون أن ينتظر منها دعوة أو إشارة ، حاولت أن تتحدث معه بطريقة عادية و لكن صوتها المرتجف أظهر بوضوح دهشتها و خجلها ، قالت له متعلثمة:
"قلت إنك ستتصل بي في تمام العاشرة".
جلس في أحد المقاعد المخملية الزرقاء و قال لها بلهجة تدل على قلة الإكتراث:
"غيرت رأيي و قررت أن أحضر لمقابلتك عوضا عن الاتصال بك هاتفيا".
تظاهرت بأن جوابه لم يهمها إطلاقا سيطرت على نفسها و أعصابها بدرجة كبيرة ثم أشعلت سيجارة بيدين قويتين ثابتتين لم تفضحا أبدا الرعشة التي كانت تهزها في الصميم و سألته بهدوء:
"و هل غيرت رأيك أيضا بالنسبة إلى الزواج؟".
تأملها بروية من رأسها حتى أخمص قدميها ، ثم ركز نظراته على صدرها و قال باسما:
"لا ، أبدا ، أردت أن أعرف كيف تبدو عروستي الجميلة في الصباح ، تعجبني هذه العباءة كثيرا ، لأنها مثلك ، شفافة و رقيقة و مثيرة للرغبة بطريقة إستفزازية".
حدقت إليه ببرودة ثم جلست في مقعد مقابل و هي تضم العباءة إلى جسمها كأنها درع واق يحميها من نظراته القوية الجائعة إبتسم ثانية و قال:
"إنه لمن دواعي سروري البالغ أن أكتشف الآنسة الكاملة ، على طبيعتها ، دون استعداد أو تبرج ، أنت في الصباح ، كأي إمرأة عادية أخرى".
نظرت ديانا بسرعة و بطريقة لا شعورية إلى المرآة فشاهدت وجها أصفر يحدق فيها بغضب و استياء ، لا حظت أيضا بقعا حمراء على خدها لأنها كانت تسند وجهها بيدها طوال ساعات الصباح ، أما شعرها فكان بحالة يرثى لها ، قالت لنفسها بحنق:
"اللعنة ، لماذا أتى ليشاهدها على هذا النحو المزعج؟".
علت ثغره إبتسامة ساخرة خبيثة زادت من غضبها و إنفعالها ، مع أنها حاولت جاهدة ألا تبدو متضايقة ، أو مكترثة إلى درجة كبيرة.
"لماذا أتيت يا دي كوردوبا؟".
لم تختف الإبتسامة المرحة عن وجهه عندما أجابها بهدوء مزعج:
"أنا زوج المستقبل يحق لي ما لا يحق لغيري ، و أتصور أن الذوق السليم يحتم عليك أن تناديني بإسمي الأول ، يجب أن تعتادي على ذلك من الآن".
أشعل سيجارة و نفث دخانها بإتجاه ديانا ، ثم تابع قائلا:
"سنحصل على وثيقة الزواج صباح اليوم ، أما الاحتفال بزواجنا الموفق ، فقد أعددت له الترتيبات اللازمة كي يتم في الثانية بعد الظهر و سوف نتمكن عندئذ من مغادرة هذه المدينة لزيارة والدتك و إعلان الخبر لأصدقائك و بعد نتوجه في أي طائرة تقلع بعد الساعة الخامسة".
http://www.liilas.com/vb3

مجهولة 19-08-09 03:08 PM


الفصل الخامس

فوجئت ديانا بالسرعة الفائقة التي أعد بها كافة الترتيبات الضرورية ، و لكنها أدركت دوافعه و أهدافه فقالت بمرارة لاذعة:
"يبدو إنك متحرق كثيرا ، لوضع يدك على البلغ المتفق عليه اليس كذلك؟".
رفع حاجبيه تحديا ، و قال ساخرا:
"يمكنك أن تعيدي النظر في قرارك ، أيتها العزيزة".
أطفأ سيجارته ثم وقف و قال لها بلهجة تدل على أنه تعب من اللعب على الكلام:
"سألقاك في بهو الفندق خلال نصف ساعة ، يمكننا إستلام الوثائق الضرورية هناك ، ثم سنتناول طعام الغداء و نتوجه إلى إتمام مراسم الزواج".
توترت أعصابها كثيرا بسبب نبرته الآمرة ، توافقه تماما في الوقت الحاضر على أنه يجب تسوية الأمور بأسرع وقت ممكن ، و لكنها لن تدعه يعتقد بأنه سيكون الآمر الناهي و الزوج المطاع ، فهي مثله قادرة على إعطاء الأوامر ، قالت له بلهجة حازمة صارمة:
"حسنا ، إحجز لنا مقعدين على الطائرة المتوجهة إلى سان فرانسيسكو أو اليونان بعد ظهر اليوم ، سنذهب غدا صباحا إلى المصرف حيث أحول لك المبلغ المطلوب".
إبتسم دييغو و لم يبدو عليه أي أثر للإنزعاج أو الانقباض بسبب الأسلوب المتغطرس الذي إستخدمته معه ، هز رأسه موافقا و كرر لها الجزء الأول من جملته السابقة لها:
"سألقاك في البهو خلال نصف ساعة ، لا تتأخري".
غادر غرفتها دون أن يضيف كلمة أخرى ، أو حتى أن يلتفت إليها ، تفحصت ديانا برقة الشعر الأسود الكثيف ، و الحاجبين اللذين يظهران عينيه كقطعتين من الفحم الحجري كان يرتدي قميصا أبيضا و سترة خضراء و يقود سيارته بشموخ و أنفة ، هذا هو زوجها دييغو دي كوردوبا ، كان الأمس تربح أو تخسر وفقا للارقام التي تختارها ، أما الآن ، فالربح و الخسارة يقررهما توقيعها على وثيقة الزواج ، صحيح أنها ردت إعتبارها ، و لكنها ماذا ستخسر مقابل ذلك؟ هل تحوي ذلك الشعور الحزين الذي تملكها عندما توقفت سيارة الأجرة في اليوم السابق أمام مقر الزواج؟ هل يمكنها أن تنسى إنزعاجها الفائق أثناء المراسم؟ ألم تقل لنفسها آنذاك أن القسم و التعهد اللذين أدلت بهما لا معنى لهما إطلاقا؟ تذكرت بإنقباض شديد السيدة التي وقفت قربها كشاهدة.
تذكرت أيضا صوت دييغو كان هادئا و صافيا أثناء المراسم في حين أن صوتها هي كان خافتا و متوترا ، و يظهر أن السيطرة القوية التي كانت تحاول ممارستها أثناء الكلام ، كادت تفقدها و تعود عن قرارها عندما أضطرت للتعهد بأنها ستحترمه و تطيعه ، و تألمت عندما تذكرت عينيه و هما تضحكان ، بمجرد أن وضع الخاتم الذهبي حول إصبعها.
و أثناء تبادلهما قبلة الزواج ، تذكرت أيضا ترحيب والدتها بهذا الزواج و إعجابها الكبير بدييغو ، فهو عرف كيف يكسب إعجاب والدتها و التي بدورها أعلنت عن زواج ابنتها من رجل مرموق بفخر و إعتزاز للأصدقاء ، و لكن الغريب في ديانا ، هو أن تفكيرها لم يكن منصبا على إعلان الزواج و أسلوبه بقدر تفكيرها بالأسلوب الذي يجب أن تتعامل به مع دييغو ، و لم تعد متحمسة لمعرفة رأي أصدقائها بزواجها أو بردة فعل مارك.
شعرت بإحباط لم تدر سببه ، لم يتوقف عن مضايقتها و إذلالها ، أصر أثناء حجز مقعدين على الطائرة إلى الإشارة إليها كمجرد زوجته السيدة دي كوردوبا ، حتى أن المدير صديق قديم لعائلته لم تعد ديانا وارنر! أصبحت زوجة دييغو.
أصر طوال الوقت على تأكيد تلك الحقيقة المرة فشعرت نحوه بكره.
يقع منزل دييغو في اليونان في واد ملئ بأشجار الصنوبر و يشرف على نهر كلادوس في هذا الوادي كانت تقام الألعاب الأولمبية منذ ألف سنة.
الضاحية هادئة و مليئة بالأشجار توفر الخشب من جبل كرونيو ، ذهلت ديانا عندما شاهدت المنزل ، حيث أنها كانت تتوقع منزل متواضع جدا ، كان المنزل جميلا و الحديقة رائعة ، المنزل يقع في المثلث المكون من ملتقى النهرين ، و جبال الصنوبر الضخمة كانها برج شاهق هناك.
أوقف دييغو السيارة و نزل ليفتح باب ديانا ، إبتسم بشيء من الإستهزاء عندما شاهد ذهولها و استغرابها اللذين أخفيا غضبها ، هذا ليس منزل رجل فقير!! قالت:
"إنتظرت أن يكون المكان أكثر وحشية ، و المنزل جميل جدا و بعيد كل البعد عما جعلتني أتصوره!!".
"و لكنك لم تطلبي مني أن أؤكد أو أنفي معلوماتك أنا لست بحاجة للمال إلا لتحسين الشركة و تزويد المعمل بمعدات حديثة".
حمل دييغو الحقائب و سار بإتجاه البيت لحقت به ديانا و مشت تحت قنطرة حجرية تفضي إلى حديقة جميلة جدا هناك عريشة كبيرة تحمي من أشعة الشمس المحرقة.
مزروعات فنية منوعة تحيط بها حجارة بشكل فني و نوافير المياه ترسل رذاذ الماء إلى الزهور اليانعة في كل مكان من الحديقة ، المنزل مربع مطلي بالدهان الأبيض و به غرف واسعة في الطابق العلوي قد فرشت بأحدث الأثاث الثمين.
مريم بستوس مدبرة المنزل أخذت ديانا لتريها غرفتها ، مريم و زوجها جورج يعملان عند دييغو في تدبير شؤون المنزل و الحديقة نظرا إلى ديانا بدهشة و استغراب عندما عرفهما دييغو بها.
و كأنهما يتوقعان زواجه من إمرأة أخرى ، و يتساءلان عما ستقوله المرأة الأخرى عنهما ، و تاقت ديانا للتعرف إلى المرأة و التي بالتأكيد هي صديقة زوجها الحميمة ، غرفتها تشرف على الحديقة و على جبل كرنيون الذي تكسوه أشجار الصنوبر ، منظر ساحر.
قالت ديانا مخاطبة مريم:
"هل هناك حمام؟".
أشارت مريم إلى غرفة ملاصقة ، أخبرتها مريم ان الطعام سيكون جاهزا خلال نصف ساعة لقد أمر دييغو جورج بتحضير الوجبة و ستذهب مريم لمساعدته ، بقيت ديانا وحدها في غرفتها تتعرف إليها.
كان في الغرفة سرير مزدوج و أثاث مريح و مرآة واحدة فوق طاولة الزينة و هناك فرشاة للشعر في صينية فوق طاولة الزينة ، فتحت درجا في الطاولة و لمحت ثيابا رجالية داخلية ، اجفلت و أغلقت الدرج بسرعة.
"ماذا تفعلين هنا؟" كان دييغو في الغرفة و ينظر إلى حقيبة ديانا التي حملتها بنفسها.
"آسف طلبت من مريم اخذك غلى غرفتك ، و لم أحدد لها المكان ، كان من الطبيعي أن تحضرك إلى هنا ، فأرجو أن لا يسبب لك ذلك إزعاج".
كانت لهجته ساخرة ، رمقته ديانا بنظرة حادة لم يأبه لها قالت و هي تحمل حقيبتها بيدها:
"ربما تتكرم و تريني غرفتي" كانت غرفتها تشرف على المناظر نفسها التي تشرف غرفته عليها ، و كذلك حمامها يشبه حمامه و لكن السرير في غرفتها كان سريرا منفردا إبتسمت ديانا و هي تتساءل ، ماذا ستفكر مريم في هذا الوضع الغريب ، قال دييغو:
"أعتقد أنك متعبة يمكنك الأستراحة بعد الطعام إذا رغبت".
ثم نزل إلى غرفة الجلوس و لحقت به ديانا ، جلس دييغو يتصفح مجلة و يرفع رأسه من وقت لآخر ليرمقها بنظرة ثم يعود لمجلته ، كانت ديانا تنظر و تتساءل: متى سيزور فتاته لقد غاب عنها فترة ، هل ستقبل نبأ زواجه بهدوء؟.
كان دييغو مشغولا بالقراءة و لا يعيرها أدنى إهتمام و بدا غضبها يتفاقم ، لم يسبق أن تجاهل وجودها أي رجل من قبل ، دائما كانت موضع إهتمام الجنس الآخر ، فقررت ديانا أن تجعله ينظر إليها و يترك مجلته سألته:
"هل ستتأخر الوجبة؟".
"و كيف لي أن أعرف إسألي مريم" أجابها دييغو دون أن ينظر إليها و أكمل قراءته ، إمتعضت ديانا من معاملة دييغو لها صرخت:
"أنت تجهل مبادئ حسن الضيافة؟".
"أعتقد إننا متفاهمان؟ تعيشين هنا و تفعلين ما يحلو لك ، بحق السماء لا تنتظري مني أن أسليك لدي أشياء أكثر أهمية أفعلها".
"و هل حديثك معي يجعل منك كركوزا؟".
لمعت عيناه بشكل غريب و قال:
"هل هناك ما تودين الحديث عنه بشكل خاص؟".
"لا ، لا يوجد شيء معين" ثم أضافت:
"أنت شغوف بطاولات النرد ، مع أن الربح و الخسارة متعادلان عندك فماذا ربحت منها غير إضاعة وقتك الثمين؟".
"ربحت زوجة... و أية زوجة؟".
"كفى أعرف إني لا أروقك ، و أنت كذلك لا تروقني و لكنني لا أكرر ذلك على مسمعك ، و أكون شاكرة لو تلجم لسانك أيضا عن تكرار ذلك؟".
"لماذا يا ديانا أنت مستاءة؟ النساء مغرورات و يؤلمهن قول الحقيقة ، هل يؤلمك أن أقول إنك لست جذابة؟".
"أنا لست جذابة بالنسبة إليك فرأيك ليس قاعدة عالمية ، لقد خطبت مرة و تلقيت عروضا للزواج مئة مرة ، اليس ذلك دليلا واضحا على جاذبيتي؟".
طوى مجله و نظر إليها بفضول قائلا:
"بل ذلك دليلا واضحا على إنك لم تتعرفي بعد إلى رجل حقيقي" نظرت إليه بإزدراء قائلة:
"أتصور أنك تظن نفسك رجلا حقيقيا".
"قد أقرر يوما أن أثبت لك ذلك ، يا ديانا".
"لا تحاول إضاعة وقتك".
"أنا لا أضيع وقتي أبدا... و لكن ليس لدي الرغبة لذلك".
دخلت مريم في هذه اللحظة لتعلن بأن الطعام أصبح جاهزا ، خرج دييغو بعد إنتهائه من تناول الطعام فأصبحت ديانا وحيدة قرأت قليلا في مجلة ثم قررت أن تقوم بجولة في الحديقة ، و بينما كانت تمر بجانب المطبخ كي تصل للباب سمعت الخادمة تقول لزوجها:
"كيف ستكون ردة فعل كارولين عندما تعلم بزواج دييغو من إمرأة أخرى؟".
قال زوجها: "من يدري ربما أخبرها" فكرت ديانا أن تكهناتها كانت صحيحة بشأن صديقة حميمة له ، و قد يكون ذهب لإخبارها الآن كي لا تفاجأ بذلك فيما لو حضرت لزيارته فجأة ، و بينما كانت غارقة بأفكارها انتبهت فجأة لتوقف سيارة أمام المدخل الرئيسي و نزل سائقها منها ثم راح يحدق بديانا الواقفة على الشرفة رفضت قدماه إطاعة أوامر عقلية القاضية بعدم التحرك قبل سماع أي دعوة أو كلمة ترحيب ، سار نحوها بهدوء و هو يردد اسمها ، نظرت إليه بذهول ، فيما راحت عيناه تتأمل وجهها و شعرها ، مد أصابعه الطويلة الرفيعة و أمسك بيدها ، تسمرت مكانها و هي تنظر إلى جان كارتر ، الشخص الذي تحدثت عنه مع دييغو بكثير من الاستخفاف ، لم تحاول حتى أن تسحب يديها من يديه ، نظر إليها بوله و إعجاب واضحين ، و قال:
"ظننت أني أرى شبحا ، لم أصدق عيني عندما شاهدتك على هذه الشرفة ، ماذا تفعلين هنا؟".
فتحت فمها لتشرح له ما حدث ، و لكنه أسكتها بهزة من رأسه و قال:
"لا سبب لأن تقولي شيئا ، أظن إنني أعرف ، دييغو أحضرك غلى هنا" حاولت مرة أخرى أن توضح له ما جرى ، إلا أنه ضحك بسرور و مضى يقول:
"لم أعرف صديقا مثله من قبل ، يا ديانا ، لا يمكنك أن تصدقي الأمور التي قام بها نحوي ، عندما قلت لي أن لا تريدين رؤيتي مرة أخرى ، شعرت بأنني تحطمت ، كرهت العالم كله و لكن دييغو كعادته ، يساعدني و يعيد إلي الثقة بنفسي ، علم بالتأكيد أني لا أزال أحبك ، هذا هو الأمر اليس كذلك ، أحضرك إلى هنا كي تكوني معي؟".
"جان ، توقف" شعرت بالشفقة عليه و بالخجل منه هذا الرجل و الوسيم الذي لم يثر في نفسها قبلا إلا الإزدراء و عدم الإكتراث.
"كيف يمكنني أن أتوقف و أنا بمثل هذه السعادة؟".
حاول ضمها إليه ، و لكنها أبعدته عنها و هي تصرخ قائلة:
"إنك لا تفهم ، ليس الأمر كما تتصور إطلاقا".
جمد جان في مكانه ، عندما سمع صوتها الحاد و شاهد نظرات الألم في عينيها ، عقد جبينه و سألها بقلق:
"ماذا تعنين؟" استعادت شيئا من الهدوء ثم قالت:
"لم أعرف أنك كنت قادما إلى هنا".
ضحك جان و قال: "أراد اللعين أن يفاجئنا معا ، اليس كذلك؟" ثم تأملها مليا و أضاف قائلا:
"إنك أجمل بكثير مما كنت أتذكر".
قالت له بهدوء و هي تحاول إبعاد نفسها عنه:
"لا أعتقد يا جان أن دييغو هو صديقك إلى هذه الدرجة التي تتخيلها".
"يا له من أسلوب رائع تستخدمه زوجتي بمجرد أن أدير لها ظهري لأول مرة".
http://www.liilas.com/vb3

مجهولة 19-08-09 03:09 PM

الفصل السادس

أستدار جان و ديانا عندما سمعا كلمات دييغو الضاحكة التي كانت تضج إزدراء و إحتقار ، شاهدت ديانا بريق الإنتصار في عينيه الجميلتين الواسعتين.
إبتعد عنها جان بسرعة و أخذ يحدق بصديقه بذهول و استغراب شديدين ، لم ينظر إليه دييغو عندما إقترب من ديانا و ضمها بقوة إليه ، تجاهل نظراتها الباردة و تظاهر بأنه يتأملها بمحبة و حنان ، ثم قال للرجل الآخر:
"إنها كما وصفتها يا جان ، و أكثر بكثير ، كنت أنوي الاتصال بك هاتفيا و إبلاغك النبأ السعيد ، تزوجنا أمس في بريطانيا" اصفر وجه جان الذي لوحته الشمس و بدا عليه الشحوب تمتم بكلمة تهنئة ، و لكن دييغو تجاهلها و مضى إلى القول:
"يجب أن أشكرك يا جان ، لأنك أعطيتني فكرة واضحة و مفصلة عن ديانا قبل أن التقي بها ، يتحدثون عن التودد السريع و لكني لا أعتقد أن أحدا سبقني في هذا المضمار لم أترك لها فرصة للتفكير بما تقوم به ، إلى أن تزوجنا و وقعنا وثيقة الزواج".
أراد أن يضمها أكثر و يقبلها على شفتيها و لكنها أبعدت وجهها قليلا فحطت قبلته على خدها ، نظر إليها بغضب قبل أن يتركها ، و يدفعها بحنان مصطنع نحو البيت قائلا:
"إذهبي يا إمرأة و أحضري لنا بعض القهوة و الحلوى ، هذه هي أقل واجبات الضيافة" نظرت ديانا بتردد نحو جان ، فأزعجتها كثيرا تلك النظرة الباردة على ملامح وجهه الوسيم ، فهمت الآن لماذا حاول الإنتحار عندما شعر بأنه فقدها ، كان الألم و المرارة واضحين في عينيه ، و لكنها شعرت بأن الشفقة الخفيفة التي أحست بها بها تجاهه ذهبت هباء بسبب تصرف زوجها ، تألمت كثيرا بسبب قساوة دييغو و تصرفه المتعجرف تجاه جان ، لو أنه طعنته في ظهره ، لكانت تلك الطريقة إيذاء أقل إيلاما من هذا التحدي الساخر وجها لوجه ، عادت ديانا بعد قليل و معها قطع الحلوى و إبريق قهوة و ثلاث فناجين ، كان الرجلان يجلسان إلى أحد الطاولات و كانت وجنتا جان قد استعادت بعض اللون إلا أن نظرة الذهول كانت لا تزال بادية بوضوح في عينيه الحالمتين تمنى لهما السعادة بكلمات مقتضبة ، إبتسم دييغو ثم مد يده و جذب ديانا نحوه ، أفلت يدها و طوق خصرها بذراعه على الرغم من محاولاتها اليائسة للتخلص منه ثم قال:
"أجد متعة كبيرة في إغاظة زوجتي بسبب ترددها في إظهار حبها لي ، و لكنني سأعالج مرضها هذا و أشفيها منه خلال فترة قصيرة".
همست ديانا بعصبية بالغة:
"يكفي! توقف".
كانت يده الأخرى آنذاك تداعبها ، حاولت إبعاد تلك اليد عنها ، و لكنه أمسك بيدها و جذبها نحوه ،؟ حاولت جاهدة سحب تلك اليد لكنه رفع تلك اليد إلى شفتيه و قبلها ، إبتسم بذهاء و هو يتأمل ملامحها الباردة و القاسية لم يتركها خوفا من أن تصفعه ، و سأل دييغو صديقه فجأة:
"لدي فكرة ، لماذا لا تبقى هنا و تتناول معنا طعام العشاء يا جان؟".
أوحت كلماته بأنها مجرد دعوة لم يخطر بباله قبل تلك اللحظة بالذات و لكن ديانا شعرت بصورة مؤكدة أنه فكر بهذه الدعوة منذ بعض الوقت ، أجابه جان بشيء من المرارة:
"لا يمكنني ذلك إنها ليلتكما الأولى هنا ، و أتصور أنكما تريدان تمضيتها بكاملها على إنفراد".
"و لكننا نريدك معنا ، اليس كذلك ، يا ديانا؟".
"ربما لديه خطط أخرى يا دييغو" برقت عيناه بقسوة مخيفة قبل أن ينظر إلى جان و يقول بشيء من الرقة ، و الحزم:
"إني آمره ، بصفتي رئيسه في العمل بأن يلغي جميع خططه و يتناول العشاء معنا".
وضع جان يده على شعره الأشقر ، و هو يحاول مواجهة النبرة القوية المفزعة في صوت دييغو ، و قال:
"أنا... أنا...".
"عظيم ، اتفقنا ، إذهبي ، يا ديانا و أخبري مريم بأن ثلاثة أشخاص سيتناولون العشاء".
إبتسم لها بعصبية و كأنه يتحداها بأن ترفض أوامره ، إبتسمت له بدورها و إعتذرت عن إضطرارها لمغادرتهما ، و توجهت إلى البيت ، لم تعرف هي نفسها السبب الحقيقي لهذا الانصياع غير المتوقع ، هل فعلت ذلك لأن عنجهيته كانت تؤكد له بأنها ستحاول تحديه ، أم لأنها شعرت بالخوف و الرهبة من تسلطه و غطرسته؟.
أبلغت مدبرة المنزل بأن السيد دييغو دعا جان كارتر للعشاء ، و قررت ألا تعود للحديقة و التعرض لملاحظات دييغو القاسية و كلماته اللاذعة ، دخل دييغو بعد حوالي ربع ساعة إلى قاعة الاستقبال حيث كانت ديانا تجلس بإرتياح و تتصفح إحدى المجلات.
"وجدتك أخيرا ، أعتقد أن عدم إنضمامك إلينا ثانية يعتبر وقاحة ، أيتها العزيزة".
"ليس بمثل وقاحتك و إنعدام شعورك أنت ، أيها السيد" ثم رمت المجلة بعصبية على الطاولة و سألته بحدة:
"ألم تكن عديم الشعور و قاسيا جدا عندما دعوته إلى العشاء؟" جلس دييغو بهدوء على مقعد مقابل و قال لها:
"حان الوقت لكي يتوقف جان عن تصور فتاة أحلامه العفيفة النقية ، سوف تساعده الصدمة ، التي شعر بها عندما علم بزواجك مني ، على الوقوف بقوة على رجليه و مواجهة التحديات ، سيتأقلم أثناء العشاء مع الوضع الجديد و يتعلم كيف يواجه ، قبل أن يذهب و يغرق نفسه في جو من المرارة و الحزن و الأسى" توقف لحظة ليتأمل نظرات السخرية و التهكم في عينيها ثم مضى إلى القول:
"سوف يعطيك العشاء أيضا فرصة لتظهري لي مدى استعدادك الحقيقي لقبول الشروط التي نص عليها اتفاق زواجنا".
توترت أعصابها بسبب لهجته المتسلطة و نظرت إليه بإحتقار و هي تسأله:
"ماذا تعني بذلك؟".
"اتفقنا على أن نتصرف أمام الآخرين و كأننا فعلا نحب بعضنا ، و إذا كنت تحاولين تطبيق الاتفاق منذ وصول جان ، فإنك يا حبيبتي ، ممثلة رديئة للغاية".
هبت ديانا واقفة بعصبية بالغة ، و قالت له بغضب:
"إذا كنت تظن بأني سأسمح لك بمداعبتي أو مغازلتي أو ضمي كلما جاء أحد إلى البيت فإنك مخطئ ، لن يحدث هذا على الإطلاق".
"هل تعتبرين وضع ذراعي على كتفك ضما ، أو وضع يدي على يدك مداعبة أو مغازلة؟ أشك كثيرا في أن لديك خبرة كافية لتعرفي الفرق الشاسع بين هذه و تلك ، سأكون ****ا جدا للحصول على إبتسامة منك ، مع إنني أعلم أنها ستلحق ضررا بالغا بهذا القناع الذي ترتدينه على وجهك" ردت عليه بلهجة ساخرة:
"يمكنني أن ابتسم مرات عديدة ، و إذا كانت إبتسامتي تكفي لمنعك من ضمي ، فسوف ابتسم طوال الوقت".
في هذه اللحظة نظر دييغو إلى الوراء و لوح بيده قائلا:
"نحن هنا ، يا جان ، أعتقد أننا أصبحنا مستعدين لتناول العشاء هيا بنا".
أثناء العشاء قررت ديانا فجأة الخروج عن صمتها ، فركزت إهتمامها على جان كارتر و راحت تسأله عن عمله مع دييغو ، لم تكشف لأحد عن دهشتها عندما علمت منه أنه يتولى مهمة المبيعات و العلاقات العامة إنه شخصية محببة و ابن عائلة ثرية ذات نفوذ قوي ، ضعفه الوحيد هو تعلقه الأعمى بها ، لأنها كانت أول شخص أو أول شيء لم يتمكن من شرائه على الرغم من الثروة و الإسم العريق ، و اكتشفت ديانا أثناء السهرة أنه تخلى تدريجيا عن شعور المرارة الذي كان ينتابه و أخذ يجيب على أسئلتها المتلاحقة بإهتمام و جدية شديدين شعرت ديانا أن دييغو متضايق جدا لأنها تتحدث مع جان بإستمرار ، إبتسمت له أكثر من مرة و بنعومة مذهلة عندما كانت تسأله بين الحين و الآخر إذا كان يوافقها على جملة أو ملاحظة و لكنها كانت تواصل حديثها دون أن تفسح له مجال للتعليق أو المشاركة.
و أخيرا تدخل دييغو في الحديث و أقترح على الجميع التوجه إلى قاعة الإستقبال ، حاول جان السير قرب ديانا ، و لكن نظرات دييغو الحادة أرغمته على الذهاب أمامهما ، إختارت ديانا مقعدا وثيرا قرب الكنبة التي جلس عليها جان و ذلك لعدم إفساح المجال أمام دييغو لمحاولة الجلوس قربها ، إلا أن زوجها الخبيث أسند نفسه على حافة المقعد و وضع ذراعه بشكل يسمح ليده بمداعبة شعرها ، بدأ يحدث جان عن البساتين و المعمل ، نظرت إليه ببرودة فائقة ، فوجه إليها نظرات قاسية غاضبة ، و أحست عندما أمسك بخصلة من شعرها بأنها تكرهه و إبتسم بخبث و دهاء بمجرد أن أبعدت رأسها عن متناول يده و قال لها بهدوء:
"لا شك أن هذا اليوم كان طويلا جدا بالنسبة لمريم ، أخبريها بأننا لم نعد نحتاج لشيء كي تذهب و ترتاح"
إعتذرت لجان و قالت له إنها مسرورة لتمكنهما في مقابلة بعضهما مرات عديدة في المستقبل ، وجه إليها دييغو نظرة قاسية أخرى ثم قال بلهجة الآمر الناهي:
"يجب أن تنضمي إلينا ثانية بعد إخبار مريم".
لم تعلق بشيء على كلامه ، و اكتفت بتوجيه إبتسامة حنان مصطنعة ، كانت مسرورة جدا لتمكنها من مغادرة تلك الغرفة و الإبتعاد عن جو زوجها الخانق لم تكن لدى ديانا أي نية فطاعة أوامر دييغو و النزول ثانية إلى قاعة الجلوس ، و دخلت غرفتها و غيرت ملابسها و أخذت تسرح شعرها أمام المرآة عندما رأت عينان تنظران إليها بقساوة و غضب.
سألته: "ماذا تفعل هنا؟".
"لم تعودي إلى القاعة كما طلبت منك".
"لم أكن قادرة على ذلك... ثم هذه غرفتي ، فهل تسمح بالخروج منها حالا".
"من المؤسف جدا إنك لم تنزلي للقاعة ، قدمت عرضا ممتازا لجان عن مدى تشوق عروستي الجميلة لموافاتها إلى غرفة النوم ، كان منظرا طريفا و مسليا جدا ، عندما أحمرت و جنتاه خجلا و حياء و غادر البيت على عجل".
http://www.liilas.com/vb3

مجهولة 19-08-09 03:11 PM

الفصل السابع
ردت عليه بشراسة و غضب:
"لا أجد في هذا التصرف طرافة و تسلية إني أشعر بالإشمئزاز ، هل تسرق الحلوى من أيدي الأطفال؟".
ضحك دييغو و قال لها بتهكم:
"ما هذا ، أيتها العزيزة؟ وخز ضمير في مثل هذا الوقت المتأخر؟ أنا لم أكن الشخص الذي دفع بجان إلى تناول تلك الكمية الكبيرة من الحبوب المنومة بهدف الإنتحار ، أنت التي فعلت ذلك ، و أنت التي وصفته بتلك الكلمات القاسية اللاذعة ، هل تحاولين إبلاغي الآن بأنك كنت ستعاملينه بطريقة مختلفة لو إنك عرفت أنه سيحاول قتل نفسه؟".
"لا أعرف... لا ، لم أكن لأعامله بطريقة مختلفة ، و لكني لم أكن قاسية متحجرة القلب مثلك ، هل تعرف ماذا ظن في بداية الأمر ، ظن إنك أحضرتني إلى هنا لأجله ، تصور إنك أقنعتني بإعطائه فرصة أخرى ، تخيل أنك تفعل ذلك ، لأنك صديقه و تحبه و تهتم به ، لم أشعر طوال حياتي بمثل الأسف و الأسى اللذين شعرت بهما الليلة تجاه جان ، عندما أخبرته بسماجة و وقاحة إني زوجتك ، كان بإمكانك إبلاغه النبأ الحزين بطريقة أكثر إنسانية و رقة ، و لكنك رميتني بوجهه كجلد نمر اصطدته بسهولة".
إبتسم بخبث و دهاء و قال:
"أنت لست تذكارا من أحد إنتصاراتي ، أنت جائزة و غنيمة ، لا ينفع الغنج و الدلال ، أو الشعور بالشفقة في تقوية العزيمة و الشجاعة فلا تحاولي هذه الطريقة مع جان ، لو تعاونت معي هذه الليلة ، عوضا عن محاربتي و معارضتي ، لتمكنا من تحقيق إنجاز رائع معه" نظرت إليه بعينين فولاذيتين و سألته بسخرية لاذعة:
"و كيف سنساعد جان لو أني سمحت لك بمداعبتي و مغازلتي؟".
"أجبت على هذا السؤال في وقت سابق من هذه الليلة و لا أنوي أبدا تكرار ما أقوله... ذكرت لي على الأقل السبب الحقيقي لرفضك العودة إلى قاعة الاستقبال ، كنت خائفة مني ، أو بالتحديد ، من ممارستي الغزل معك بغض النظر عن البراءة التي ستتم بها".
"إنك تثير في نفسي الإشمئزاز و التقزز و لكني لا أخاف منك أو من محاولتك المقرفة لإظهار رجولتك أمام الآخرين ، عقدنا اتفاقا تجاريا فيما بيننا ، و إذا كنت تتصور أن العلاقة تتحول إلى شيء آخر ، فأنت مخطئ تماما".
"إننا نتجه منذ يوم أمس إلى مثل هذه المناقشة ، هل تتحديني عمدا ، أم أنك تريدين مني ضمنا بطريقة لا شعورية أن أقوم بإغوائك؟".
لم تعد ديانا قادرة على ضبط أعصابها بعد سماع تلك الكلمات الحقيرة و المذلة ، أمسكت بفرشاتها كسلاح و هجمت عليه بعنف و شراسة ، أمسك دييغو باليد التي تحمل الفرشاة و لوى ذراعها حتى أفلتتها و هي تصرخ من شدة الألم ، دافعت عن نفسها بيدها الأخرى ، و لكنه أمسك بها أيضا و وضع الأثنتين معا وراء ظهرها ، ثم ضمها إليه بقوة ، شعرت بأن عظامها سوف تتحطم ، فصرخت به بحقد:
"أكرهك ، أكرهك".
"هل تتوقعين مني أن أصدق ذلك؟ كنت تعلمين ماذا سيحدث عندما قمت بهجومك النسائي المثير للشفقة ، كنت تعرفين جيدا أنك ستنتهين كأسيرة بين ذراعي القويتين".
"إنك فعلا تافه بدرجة لا تصدق".
"يمكنني أن أحملك على الوقوع في حبي ، و لكن هذا الأمر ليس من ضمن الصفقة المعقودة بيننا... قبلت بمبلغ الثلاث مئة ألف دولار لأمنحك اسمي و أسمح لك بالعيش في منزلي لمدة سنة ، و لكن الإتفاق لم ينص على ان أحملك إلى سريري ، اليس كذلك ، هذا مع العلم أن لي الحق في ذلك ، كزوج".
"لن أسمح لك أبدا".
"لنوضح هذا الأمر بصورة نهائية يا ديانا ، أنا لست راغبا أبدا في حملك إلى سريري".
تسمرت في مكانها بسبب غروره و فتحت فمها لتتكلم لكنها فوجئت بأنه خرج و صفق الباب وراءه.
مر الوقت ببطء ، في شهر تموز بدأت تتساءل إن كان بإستطاعتها إكمال السنة معه ، حياتها السابقة كانت دعوات و حفلات تنصب عليها من كل صوب مع خطيبها ، و الآن زفرت زفرة مشحونة بالغضب ، أين دييغو؟ كان غائبا طوال أسبوع ، ربما كان في أثينا أو ربما حيث تسكن صديقته كارولين ، كانت ديانا تتمشى في الحديقة تحاول تقييم حياتها في اليونان ، هيأت ديانا نفسها لكره كارولين في أول يوم قابلتها ، كارولين تفيض بالأنوثة شعرها أسود و كذلك عينيها لديها جاذبية محببة و تصرفاتها لائقة مهذبة تروق للرجل ، قالت ديانا في نفسها قطة أليفة جدا ، كما يرغب دييغو في نسائه ، حضرت كارولين برفقة دييغو عندما عاد من أثينا ، و عرفها إلى زوجته ، كانت كارولين حارة العواطف ، و لكنها لم تكن عدائية ، الظاهر إنها تتفهم وضع حبيبها و زواجه ، لا بد أن دييغو أخبرها القصة بحذافيرها و أكد لكارولين أن مركزها لن يتزعزع بدخول زوجة إلى المنزل ، موقف كارولين كان الأقوى لأن دييغو كان يعمل لها ألف حساب ، و يتكلم معها بحنان و ذراعه تحيط بكتفيها و تعابيره ****ة سعيدة و هو ينظر إليها ، سألتها ديانا بعد أن غادر دييغو الغرفة إلى الكاراج ليعاين سيارته مع جورج:
"هل ستتعشين معنا؟".
"لا أعتقد ذلك سأذهب برفقة دييغو للسهرة".
أخذ دييغو كارولين مساءا و حين عاد طلبت إليه ديانا أن لا يحضرها مرة ثانية إلى البيت ، حاولت أن تتكلم بهدوء و إقناع ، حدق دييغو بها ساخطا و أخبرها بأن كارولين قد تعودت الحضور لهذا البيت و لن يتغير هذا الواقع أبدا ، قال دييغو يذكرها:
"لا يربطنا أي رابط و لم أتعهد بتقدم أي شيء لك".
"أنا أعرف ذلك ، و لكن لا تنسى بأننا اتفقنا على أن تبقى علاقاتك طي الكتمان ، و بعيدة عن أعين الناس ، ماذا عن مريم و جورج بيننا ربما هما يسخران مني الآن؟".
"دعيهما يضحكان ، أنت لا يهمك رأيهما ، فهو لن يؤثر عليك لأن وجودك هنا ليس أبدا ، و قد اتفقنا على أن لا تتدخلي في شؤون علاقاتي الخاصة".
"ألا يمكن على الأقل ، إبعادها عن المنزل فقط".
"أنا لا أنوي ذلك ، أنت لا تعنين لي شيء على عكس كارولين و أرجو أن لا تتدخلي في علاقاتي بعد اليوم ، طالما أنني لا أظهر معهن علنا".
"ماذا لو جلبت أنا أيضا رفاقي الرجال إلى المنزل؟".
"و هل لديك رفاق رجال؟ لماذا إنتظرت كل هذه الأسابيع ؟ أحضريهم إلى البيت و لكن واحدا واحدا ، أذكرك بأنني أرغب ان تتستري في علاقاتك إنني حساس و أتمتع باللياقة في معاملة أصحابك ، إجلبي واحدا منهم هذا المساء و أنا أجلب كارولين و نصبح أربعة".
كم هو متعجرف لن تحتمل لمساته المقرفة ، و مع ذلك بقيت تشعر بحنان لمسته على خدها لفترة طويلة ، ضاق صدرها لكثرة ما فكرت ، هزت كتفيها بدون إكتراث ، لماذا تهتم بعلاقة زوجها مع كارولين ، كانت تتمنى أن يقيم علاقاته الحميمة خارج المنزل بعيدا عن نظرها لأن ذلك يذكرها بوضعها مع خطيبها السابق المؤلم.
وقفت سيارة في المدخل ، و دخل دييغو من تحت القنطرة إلى الحديقة و وقف ينظر إليها في شغف ، كان يحمل حقيبة أعماله مما يوحي بأنه أمضى الأسبوع الفائت في أثينا.
"ستحرقين جلدك بالشمس ، لا يمكنك أن تمضي النهار كله تتشمسين".
"ماذا أفعل؟ غطت نفسها بمنشفتها و قالت معاتبة:
"لو كنت إصطحبتني معك لأثينا؟".
"أنا لم أكن في أثينا ، و حتى لو كنت هناك لما أصطحبتك معي".
"لم أقصد أن تصطحبني كما فهمت".
"و كيف إذن؟ ماذا كنت تقصدين؟".
"كرفيقة ، أرافقك إلى أثينا و تتركني أسرح في الأسواق و أتسلى ثم نعود سويا عندما تفرغ من عملك إلى المنزل".
"و لكن لم أكن في أثينا".
"ظننتك في أثينا ، لأنك تأخرت أسبوعا كاملا".
"و هل تسألينني أين كنت؟".
"بالطبع لا ، هذا الأمر لا يهمني".
"حقا ، لا شيء أفعلى يجب أن يهمك ، لن أخرج بعد الظهر و لا مساء من البيت".
"و ماذا أفعل؟ هل علي أن أشكر تواضعك لبقائك برفقتي؟".
"أنا لا أفرض عليك رفقتي عندما أسهر في بيتي خصوصا و أن تمضية أمسية برفقتك شيء ممل".
"لماذا تخالف عاداتك؟ لماذا لا تسهر معها؟".
"لا تتكلمي عن كارولين بهذه الطريقة ، إنني أكن لها الود الكبير... صحيح إنني انا أعترفت بتلك الخقيقة و لكن هذا لا يعطيك الحق في إنتقادها أمامي ، إنها إمرأة أفضل مما يمكن أن تكوني".
"لماذا لا تذهب إليها ستكون أمسيتك أكثر متعة من بقائك معي؟".
"بدون شك ، و لكن يناسبني أن أبقى اليوم في البيت".
"سأختفي في أي غرفة أخرى".
"هذا يناسبني".
ذهبت إلى غرفتها و هي تقسم أن تفعل ما تريد و لن تترك زوجا يتحكم بها و لكن دييغو يتحكم بها ، كان مصمما بطريقة غير مباشرة أن يدير حياتها حسب رغبته هل يخطط دييغو لذلك و ينفذ خطته؟ إنها متأكدة أنه يفعل ذلك ، كان الملل يقتلها و حياتها فارغة لا يمكنها أن تصدق ذلك ، زادت كراهيتها لدييغو.
دخلت إلى الحمام و من شدة غضبها لم تدري و هي تهرش ظهرها بأنها قد جرحت نفسها فسال الدم من الجروح ، قررت أن تنادي مريم لتساعدها ببعض الأدوية و الدهون فتحت باب غرفتها و هي تنتظر أن ترى مريم أو جورج ، كان دييغو أمامها فقال بخبث:
"أهلا ، هل تنتظرينني؟".
"أنا... أنا أريد مريم أريد بعض الدهون".
"لأي شيء؟".
"جلدي ينسلخ".
"حروق شمس ، ألم أحذرك؟".
"نعم ، ولكن بعد أن أحترقت".
"لدي بعض الدهون في غرفتي ، سأجلبها فورا".
دخلت ديانا إلى غرفتها و ما لبث أن ظهر دييغو من جديد و دخل غرفتها و قال لها مبتسما بعد أن وضع أنبوب الدهون و بعض الشاش:
"هل أساعدك ، أين السلخ؟".
"شكرا ، أستطيع أن أقوم بذلك لوحدي".
"أين السلخ؟ ربما لا تستطيعين الوصول إليه وحدك".
فتح قبضته ثم أغلقها كأنه يريد أن يضربها.
"ديانا ، إذا رغبت في تنظيف جرحك و دهنه سأفعل".
"حاول و سترى ما سأفعل".
و تبخرت كلماتها قبل أن تخرج من شفتيها ، ربما لو لم تكن بالمنشفة لأستطاعت أن تجعل أسنانها تعمل في لحمه سألها بلهجة قاسية:
"هل تتحدينني؟".
"لا ، لا أتحدى".
"أنت فتاة عاقلة... و الآن أين السلخ؟".
"في كتفي".
"كيف تستطيعين دهن كتفك لوحدك؟ أمسك بالمعجون و فتحه ، دعيني أرى السلخ؟".
"أستطيع ذلك و لن يكون صعبا علي".
"أبعدي المنشفة ، لا تكوني غبية... هل ستبعدين المنشفة عن كتفيك أم أبعدها أنا؟".
http://www.liilas.com/vb3

مجهولة 19-08-09 03:13 PM

الفصل الثامن

رمقته بنظره قاسية ثم حسرت المنشفة عن كتفها و أدارت له ظهرها و قد تمسكت بالمنشفة جيدا لم يضيع دييغو وقته و بسرعة عملت أصابعه برقة فوق جروحها ، شعرت بالدهون تداعب جروحها و تبردها ، يده قوية و لكنها لطيفة في لمساتها فوق جروحها وضع الشاش فوقها.
"إنتهيت ، ربما لن تجلسي تحت أشعة الشمس إلا لفترات قصيرة بعد اليوم".
رفع المنشفة من جديد فوق كتفيها و أدارها لينظر في عينيها كانت ملامحه قاسية.
"اللهجة التي طلبت مني فيها أن أترك غرفتك لا أريد أن أسمعها مرة ثانية ربما لا أتصرف بهدوء في المرة المقبلة".
تركها وحدها و خرج و هي تشعر بالغضب و لكن غضبها لم يكن وليد كرهها لزوجها بل من الإحساس الذي ولدته لمساته الرقيقة فوق كتفها المجروحة. و قفت على النافذة تتأمل المناظر الخلابة و بدأ غضبها يهدأ و تذكرت كيف أنهما كانا يتناحران بألسنتهما ، و بعد ذلك تناولا العشاء سويا كان دييغو رقيقا كأنه يواسيها و يحاول أن يعوض عليها ما فاتها تمشيا بعد العشاء قليلا و حين دخلت معه بوابة الهيكل شعرت أن كل غضبها قد مات.
كان دييغو يشرح لهاعن بقية الأثارات ، بدأ الظلام يخيم فوقهما ، و القمر يلون السماء بنوره البنفسجي تحيط به بقية النجوم بنورها الخفيف و تزيد المكان سحرا و شاعرية لأول مرة شعرت أن التنافر قد إختفى بينهما تماما.
"لقد أثرت فينا الهدنة لم نرم بعضنا و لا بحجر واحد منذ أكثر من ساعة و نصف".
ساعة و نصف هو أقصى ما يستطيعا من هدنة لأنه قبل إنتهاء الأمسية دارت معركة كلامية بينهما.
و منذ ذلك الوقت عاد دييغو يعاملها كسابق عهده ، لا يهتم لأمرها و لا يتكلم معها إلا عند الضرورة ، أو ليقول لها مساء الخير ، أكثر الأحيان تحضر إليه كارولين و يتصرف تجاهها هي بعدم إكتراث و برودة إذا إنفردت بكارولين تبدي نحوها الأخيرة كل خشونة و تحد عن عمد.
و أكثر المكالمات الهاتفية و هي كثيرة تأتي من أصوات مختلفة من النساء يسألن عن دييغو بغنج و دلال ، بدأ صبرها ينفذ ، تركت النافذة و نظرت إلى الفستان الموضوع فوق السرير ، إنه أجمل أثوابها ، لماذا أخرجته من خزانتها؟ هل يعقل أنها تفكر في أن تلفت نظر دييغو إليها ، سوف يخيب ظنها إذا و لن تشعر بالإطمئنان إليه و بدون وعي لمست ديانا كتفها المجروح الذي دواه لها و قد شفي تماما ، خلعت ثوبها و أعادته إلى الخزانة فهي لا تريد أن تلفت إنتباهه إليها ، تركت هذه الفكرة جانبا و عادت بذاكرتها إلى جلستهما الهادئة بعد الظهر في الحديقة ، لم يتكلما تقريبا و لكنها كانت تحس بوجوده قربها و شعورها اليوم يختلف عن المرات السابقة حين كانت تجلس منفردة بنفسها ، كانت تمني نفسها بتمضية السهرة برفقته ، فصحبته أفضل من بقائها وحيدة ، و لكنه خرج و لم يذكر إلى أين ، لبست بنطلونا و بلوزة و خرجت تتمشى ، لا يمكنها أن تبقى وحيدة في المنزل أكثر من ذلك ، ذهبت إلى الصرح حيث آثار الملاعب الأولمبية ، لاحظت أن المكان يغص بالجموع الغفيرة في هذه الأمسية مشت ضمن البساتين ، شعرت بالوحدة و هي ضمن جمع غفير ، تمشت على مهل و هي تشعر أن الجميع يراقبونها جلست فوق بقايا عامود و سرحت بأفكارها دييغو عاد يعاملها كسابق عهده من البرود و عدم الإكتراث ، اليوم و بعد أسبوع واحد من مشواره معها بقي بجانبها و رفع من معنوياتها ثم عاد في المساء و تركها للضجر.
هزت رأسها بعد أن نفذ صبرها ، و بخت نفسها على غبائها ، ففي مناسبتين بقي دييغو في المنزل لأنه يرغب في ذلك و لا يهمه أبدا أن يزيل عنها ضجرها أو يسليها ، ليتني لم أتزوجه قالت ذلك و كررت جملتها مرة ثانية للتأكيد ، وضعت يديها على وجهها لتمنع دموعها من أن تنزل ، و تمتمت قائلة: لن أبكي زفرت ديانا زفرة ألم و غذا بسيدة تتكلم معها بلغة لا تعرفها و لكنها فهمتها قالت ديانا تكلم السيدة بقربها:
"أنت بخير؟" لم تفهم المرأة لغتها أيضا ، مر بها زوجان شابان ، قالت الزوجة تخاطبها:
"هل أنت مريضة ، هل تريدين أية مساعدة؟".
"شكرا جزيلا ، إنني بخير" قالت ديانا بتهذيب حضر شاب وسيم و إنضم إلى الزوجين ، و سأل ما الخبر قالت الزوجة الشابة:
"أعتقد أنها مريضة و لكنها تؤكد أنها بصحة جيدة ، هل وجدت فتاة جر المياه التي كنت تبحث عنها؟" هز الشاب رأسه إيجابا بدون وعي ، كان مأخوذا بجمال ديانا قال:
"هل أنت متأكدة بأنك لست مريضة؟ وجهك شاحب"
كذبت ديانا:
"لدي صداع بسيط".
"ربما حرارة الجو ، الجو شديد الحرارة اليوم ، هل أنت في عطلة؟".
"لا أنا أسكن هنا".
"هنا؟ كم أنت محظوظة ، شقيقتي تعيش هنا أيضا".
نظرت ديانا إلى الزوجين الشابين ، كان الزوج يونانيا أسمر جميلا ذا شعر أسود و يبدو أكبر من الفتاة لا بد أن زوجها سألت المرأة ديانا بأدب:
"و أين تعيشين أنت؟".
"فوق التلة" ، أشارت بيدها إلى منزل زوجها ثم أكملت :
"هل أنتما في عطلة؟".
أنا فقط أزور شقيقتي و صهري مرتين في السنة".
كان شابا وسيما عليه إمارات التهذيب و قد ظهر على وجهه إعجابه الشديد بديانا ، سألها:
"هل تعيشين وحدك؟ يبدو أنك وحيدة".
"أنا وحدي هنا".
لم تكمل حديثها كأن أنفاسها قد إختفت سألها:
"هل كنت تمشين وحدك؟".
نظرت ديانا إلى الزوجة و رأتها تبتسم هل شقيقها شاب عابث؟ قالت ديانا:
"الجو لطيف في المساء ، أردت أن أمشي قليلا ، سأعود للمنزل الآن".
"لماذا تعودين؟ تعالي معنا إذا أردت" قال الشاب الوسيم ثم نظر إلى شقيقته و زوجها و قال:
"لن يضايقكما ذلك؟".
قالت المرأة: "لا أبدا تفضلي".
شعرت ديانا بحمرة الخجل تكسو وجهها و تمنت أن لا يعتقدها مرافقوها أنها فتاة عابثة.
"هل ستأتين برفقتنا ، قولي نعم ، شقيقتي و زوجها ما زالاعاشقين منذ سنوات ، أشعر كأنني أقف بينهما عزولا رقيبا".
قالت الزوجة تخاطب ديانا:
"لا ، لا تهتمي لما يقول ، هذا عذره دائما ليتعرف إلى الفتيات في مثل هذا الظرف ، لديه العديد من الصديقات أحذرك".
تكلم الزوج بعد ذلك برصانة و جدية قائلا:
"إذا رغبت في الإنضمام إلينا سنكون سعداء برفقتك ، لقد انتقلت زوجتي إلى هنا منذ ستة أشهر فقط و لا نعرف العديد من السكان و يسرنا أن نتعرف عليك".
قالت ديانا بلباقة: "شكرا ، يسرني أن أمشي معكم".
قال الشاب الوسيم و هو يمشي قربها: "حسنا".
وضعت ديانا يدها في جيبها ، رغبت بعض التغيير في حياتها إذ لن تؤذي بتصرفها أحد ، زوجها لا يهتم لو كان لديها نصف دزينة من الرفاق ، ديانا التقت غريغ في اليوم التالي و ذهبت برفقته في سيارة صهره و شقيقته إلى ، بدأوا في الصباح الباكر لأن الرحلة طويلة و المسافة حوالي المئة و ستين ميلا ذهابا و إيابا ، كان الصباح جميلا و الشمس مشرقة ، تعرف غريغ إلى منزلها في المساء الفائت و رتب معها أمر الرحلة ، قال غريغ يخاطب ديانا قبل أن يتركها:
"ستأتين معنا غدا ، لن تخذليني".
"أحب أن آتي معكم".
جلست ديانا بقربه دون أن تشعر بتأنيب الضمير لأن زوجها لا يهتم و هو زواج صوري و أكملوا رحلتهم الطويلة عبر الجبال و الوديان الجميلة الخلابة و بعد الغداء تجولوا و اشتروا بعض الهدايا للأصدقاء و عندما سأل غريغ بفضول:
"لمن تشترين؟" حاولت ديانا التملص من الإجابة ، عليها أن لا تتحدث عن حياتها الخاصة لأن الموضوع خطر ، في طريق العودة إقترح غريغ عليها العشاء في مكان على الطريق سألها غريغ:
"لماذا لا ننهي هذا اليوم سوية ، سنتأخر في العودة ، و أنا لا يهمني ذلك ، و أنت؟ هل تستطيعين التأخر؟".
"لا يهمني ، أستطيع العودة متى أردت" قالت حزينة "لا أحد ينتظرني حتى لو عدت صباحا".
قال بعد أن جلسوا في مقهى صغير:
"عليك بتناول المازات مع الشراب يا ديانا ، ثم طلب لهم الكأس الثانية من الشراب ، لا تتناولي الشراب بدون طعام ، إنه مضر للمعدة الخاوية".
"أنا لست جائعة" و أخذت تشارك مرافقيها في الشراب و هي مقتنعة بأنه لن يؤذيها ، وصلوا عند منتصف الليل إلى أولمبيا ، طلبت منه ديانا أن ينزلها قرب المنزل ، قال مازحا:
"الوقت متأخر علي أن أوصلك إلى بيتك ما الأمر ألا توافق والدتك على خروجك مع غريب؟".
"أنا لا أعيش مع والدتي ، يمكنك أن توصلني إلى البيت سأدلك على الطريق".
"مع من تعيشين إذن يا ديانا؟ هل تعيشين مع أقرباء؟".
"نعم" أجابته و هي تضحك ، لا يمكن لدييغو أن يكون قريبا لها.
"مع من؟" أصر على أن يعرف الحقيقة قالت:
"مع زوجي".
"زوجك؟ لا يمكن أن تكوني متزوجة".
"نعم أنا متزوجة ، كان علي أن أخبرك".
"و لكنك لا تلبسين خاتم زواج".
"لا يمكنك أن تكوني متزوجة منذ الآن ، كم مضى من الوقت على زواجك؟".
"ثلاثة أشهر".
"فقط؟". و ترافقيني هذا اليوم؟ هذا جنون... منذ ثلاثة أشهر ألن يغضب زوجك؟ هل هو مسافر؟ هل يعمل خارج المدينة؟".
"على مهلك يا غريغ لقد وصلنا البيت".
"هل زوجك يعمل خارج المدينة؟".
"لا ، إنه هنا و لكنه لا يهمه إذا خرجت مع صديق لي ، لا تصعق نحن نعيش على الطريقة الحديثة ، أنا و زوجي متفاهمان هو لديه صديقاته و أنا لدي أصدقائي ، لن يمانع زوجي من حضورك للمنزل للعشاء معنا متى أردت" صمت غريغ كان يفكر ، لم يجد كلمات ليقولها ، بقيت ديانا صامته ، ثم قطع غريغ الصمت قائلا:
"يجب أن أعترف الآن إني شعرت بشيء غريب معك لقد أمضينا اليوم بطوله سوية ، و كنا سعداء برفقة بعضنا ، و لكنك لم تخبريني أي شيء عن نفسك".
"و أنت أيضا لم تخبرني أي شيء".
"تعرفت إلى شقيقتي و صهري و عرفت إني أعيش مع والدتي ، لماذا أخفيت خاتم زواجك؟".
"ظننت أنك لا ترحب بمرافقتي لو علمت أني متزوجة".
"هذا صحيح ، ربما أكون عابثا و لكني أبتعد دائما عن المرأة المتزوجة".
"و لكننا أمضينا يوما جميلا بالرغم من ذلك لو لم أترك خاتم زواجي في البيت لافتقدنا كلانا متعة هذا اليوم".
"هل تقولين الحقيقة؟ زوجك لا يمانع في إختلاطك برجال آخرين؟ أي نوع من الرجال هو؟".
"أنا لا أذهب مع رجال هذه أول مرة أخرج فيها مع رجل آخر ، لقد قبلت الخروج معك من ضجري".
"ضجرت بعد ثلاثة أشهر من الزواج! ديانا أشعر و كأنني وقعت في فخ".
"لا ، لا شيء من هذا القبيل ، يصعب علي التفسير أنك رجل غريب و سوف لن اراك ثانية".
"و لكني أريد أن اراك مرة ثانية يا ديانا بالرغم من كل ذلك أنا أعرف الضجر أيضا ، حين أتعرف على فتاة يتبدد ضجري أنا صادق عندما قلت أن شقيقتي و زوجها يحبان بعضهما كثيرا و أنا بينهما كالعزول ، الآن نحن أربعة حين نخرج ، أرجوك يا ديانا لا تقولي أنك لن تريني ثانية إذا كان زوجك كما تقولين لا يهمه ، يا إلهي! ديانا أنا لا أصدقك ، أنت جميلة و فاتنة و لطيفة سأجن من الغيرة لو كنت زوجتي أنا لا أحتمل ذلك! أي نوع من الرجال هو زوجك؟ هل هو غير كفء..." احمر وجهه خجلا ثم إعتذر "لا أستطيع أن أقول ذلك لأنه من الواضح أنك تحملين له بعض المحبة".
"هل تسألني إن كنت أحبه؟".
"لا يمكنك ، و إلا لما خرجت بصحبتي ، هناك بعض الغموض ، اليس كذلك؟ هل اكتشفت أن زواجك غلطة؟ هل أنت غير سعيدة؟".
"قلت لك أنه يصعب شرح هذا الأمر يا غريغ... لا يمكنني أن أتكلم عن هذا الموضوع عليك أن تنساه كليا ، عنيت ما قلت بشأن دعوتك للعشاء عندي في المنزل سأخرج معك حين تكون هنا في عطلة و إذا كان الوضع لا يعجبك نودع بعضنا الآن".
"لا ، لا أستطيع".
"حسنا يا غريغ ، ما هو موقفك؟".
"كم أعصابك باردة ، لا أعرف بماذا أجيبك... سنخرج سوية طوال فترة بقائي و هي ثلاثة أسابيع ، و لكنني أقبل دعوتك للعشاء ، أنا فضولي و أريد أن أتعرف إلى زوجك الغريب الأطوار".
اتفقا على أن يتقابلا في التاسعة و النصف من صباح اليوم التالي ، لف ذراعه حولها و قرب وجهه من وجهها ثم تراجع قليلا.
"أنت تعرفين يا ديانا أن خروجك معي وقاحة و جراءة و لكني خائف من تقبيلك ، أتساءل إذا كنت ستصفعين وجهي لو فعلت؟".
"عليك أن تنتظر إلى الغد لتكتشف ذلك".
عندما دخلت البيت كان دييغو يجلس في غرفة الجلوس لم يلتفت إليها حين دخلت ، وجهها أحمر و نفسها مقطوع ، تجاهله لدخولها جعل غضبها يشتد ، جلست على كرسي أمام الأريكة و قالت:
"ألا تريد أن تعرف أين كنت؟".
"لا أعتقد".
"عملت بنصيحتك و وجدت لنفسي صديقا".
"هذا سيجعل الحياة أكثر راحة لك ، هل أنت مريضة؟".
"لا ، أنا بصحة جيدة ، سأخرج معه غدا و سنمضي اليوم بالخارج".
"حسنا ، التغيير ينفعك" ، وضع يده على فمه و هو يتثائب "سأذهب لأنام... نامي جيدا هل أطلب من مريم أن توقظك باكرا أم تستيقظين لوحدك؟".
"طلبت منه أن يزورني في البيت ، و سيحضر للعشاء غدا".
"أهلا و سهلا ، سأجلب معي كارولين ، لا إنتظري لقد عملت معها ترتيبات أخرى ، في كل حال أسأليه أن يحضر في ليلة أخرى و أخبريني قبل الوقت المحدد".
بدأ يتفحصها بتمعن و كأنه ينتظر أن يحدث لها شيء ما ، كان دييغو ينظر و يضحك بإنتصاره عليها ، ثم سألها بغضب:
"أين خاتم زواجك؟".
"خلعته هو لا يعني لي أي شيء".
"نعم ، إنه لا يعني أي شيء" ردد خلفها.
بقيت ديانا وحيدة و الدموع ملأت مقلتيها و هي تسمعه يغلق باب غرفة نومه استيقظت في اليوم التالي و شعرت برأسها سينفجر ، لم تعتقد أن كأسين من الشراب سيتعبانها بهذا الشكل الفظيع ، لا تستطيع الذهاب إلى موعدها مع غريغ كيف ستخبره ذلك؟ عندما نزلت إلى غرفة الطعام كان دييغو قد إنتهى من الفطور و لكنه ما زال يجلس إلى الطاولة يقرأ رسالة ، نظر إليها ببرود و قال:
"صباح الخير" ثم أكمل قراءة رسالته ، بعد قليل عاد ينظر إليها بتفحص و سألها:
"هل رأسك ثقيل؟".
"نعم ، لقد شربت البارحة".
"كم كأسا شربت؟".
"اثنين فقط".
"لا تكوني سخيفة ، كم كأسا؟".
"قلت لك اثنين ، و لكني لم أتناول أي طعام مع الشراب".
"كيف تفعلين ذلك؟ كيف تركك صديقك العابث أن تفعلي ذلك؟".
http://www.liilas.com/vb3

مجهولة 19-08-09 03:15 PM

الفصل التاسع


"لقد نصحني بتناول الطعام مع الشراب ، هل لك أن تناولني إبريق القهوة؟".
"تفضلي ، و أنصحك أن تبتعدي من الآن فصاعدا عن الشراب إنه لا يناسبك... هل ستخرجين اليوم؟".
"نعم سأخرج" قالت بعصبية.
"إنتبهي لا تخاطبيني بمثل تلك اللهجة ، كونك زوجتي لا يضمن لك الأمان في مخاطبتي بهذه الطريقة على العكس".
كانت عيناه تقدحان شررا و تمنت لو تصفعه بيدها ، أكمل قوله:
"أتمنى أن تكوني غيرت رأيك بشأن الخروج و أنصحك أن تعودي لفراشك لساعة أو أثنتين".
"شكرا لنصيحتك ، و لكنني سأخرج... أنا حرة في أن أفعل ما أريد".
"إذا قررت أن تبقي في الفراش فستبقين" قال.
"أنت لا يهمك إن خرجت أم بقيت".
"قلت إنك حرة في التصرف ، تفعلين ما تشائين شرط أن تكوني متسترة ، تناولك الشراب ليس عملا متسترا".
شعرت بالذل و هي تنظر إلى عينيه ، لو أنها لم تشرب ثم قالت:
"شربت كأسين فقط".
"هذا أكثر مما تحتملين ، لا أريد أن تحضر زوجتي إلى البيت بهذه الحالة ، إنتبهي في المستقبل".
"لماذا؟ ألم نتفق على أن يفعل كل منا ما يريد و هذا ما سأفعل".
"قلت ذلك إذا كنت متسترة بأفعالك ، لا أسمح لك أن تتحديني يا ديانا".
"و من طلب منك السماح؟".
"حسنا ، ستبقين اليوم في المنزل و لن تخرجي لأنني أنا أقول ذلك".
"لا أعتقد ذلك ، لدي موعد و سأحافظ على موعدي".
"سوف نرى".
"و كيف تقترح أن تبقيني؟".
"سأقفل على ثيابك ، هي ليست فكرة جديدة ، لقد نفذتها سابقا ، إنها طريقة بسيطة و لكن فعالة فأنا أحب الخطط البسيطة".
"هل تعتقد أنك تستطيع أن تبقيني في البيت؟".
"إذهبي إلى الفراش قبل أن أفقد السيطرة على أعصابي... إنك تصرين على إمتحان صبري ، ما الذي يجعلك تعتقدين أنك تستطيعين مقاومتي ، قلت بأنك ستبقين في الفراش و هذا ما ستفعلين ، إذهبي الآن قبل أن أحملك بنفسي".
"ستكون مهمتك صعبة".
"بدون شك و لكن هل تعتقدين أن قوتك تعادل قوتي؟".
"سأصعد إلى غرفتي" تمتمت بضعف و تركت الطاولة.
في اليوم التالي وصلتها رسالة من والدتها في إنكلترا ، بقي دييغو منتظرا بإهتمام أخبار الرسالة فقالت له:
"إنها من والدتي و هي تدعونا لزيارتها في إنكلترا".
"نحن نذهب إلى منزلكم و نمثل عليها دور العاشقين؟ زيارتنا ستزيد الأمر تعقيدا و ستعرف والدتك الحقيقة".
"سنحاول أن نمثل عليها لنشعرها بالإرتياح".
"بالحقيقة يا ديانا أنا لا أستطيع أن أراك الزوجة تامحبة المطيعة".
"هل كان عليك استعمال كلمة المطيعة؟".
"حسنا ، الزوجة المحبة ، لن نستطيع أن نتظاهر".
"نحاول ، و لن نبقى أكثر من أسبوع".
"أسبوع؟ نحن لا نكف عن الجدال يوما واحدا".
"أرجوك يا دييغو ، من أجل والدتي ، نستطيع أن نقنعها بسعادتنا لو جربنا".
"استعملي عقلك يا ديانا قليلا ، لو لاحظت والدتك كراهيتنا لبعضنا لازداد قلقها و حزنها عشرة أضعاف".
"أنت لم تعط هذا الموضوع تفكيرك الكامل ، من الممكن أن نخدعها ، و كما قلت لك نستطيع أن نجرب".
"ما الذي سأفعله؟ آخذك بين ذراعي و أقبلك أمامها؟ فكري أكثر بالموضوع... أنت تحبين والدتك كثيرا اليس كذلك يا ديانا؟".
"أنت تعرف ذلك جيدا".
"عودي و تناولي فطورك" وقفت مكانها و هزت رأسها نفيا ، طلب منها أن تعود لتناول الفطور الصباحي.
"أنا لست جائعة".
"لا أعرف لماذا أتحملك؟ إجلسي و تناولي فطورك".
و لدهشتها فعلت ديانا ما طلبه منها بدون معارضة.
"متى ترغبين في السفر لزيارة والدتك؟".
نظرت إليه بذهول كأنها لا تصدق ما تسمع.
"سنزورها؟ هل ستحاول أن تمثل عليها بأنك سعيد؟".
"سنحاول سوية أن نجعلها تصدق بأننا سعداء".
لم يضيعا الوقت بل سافرا على الفور و وصلا إنجلترا بعد يومين من القرار.
وصلا بيت والدتها عند العشاء ، استقبلتهما والدتها بحرارة و فرح كبير و قد بدت شاحبة و نحيلة عما رأتها ديانا آخر مرة ، و قد أرتسم تعبير غريب على وجه دييغو و هو يراقب لقائها مع والدتها حيث كانت تقبل والدتها بحرارة و حنان فقالت الوالدة:
"أرى الآن بنفسي سعادتكما و لا لزوم لأن أقلق ، كم تناسبك الحياة الزوجية يا ديانا ، أريدك أن تخبريني كل شيء عن منزلك الجديد و لكن ليس الآن كانت رحلتكما شاقة و طويلة... ربما تأخذين دييغو إلى الغرفة يا عزيزتي بينما أكمل تحضير العشاء... هل هناك أية مشكلة؟ يبدو عليك الشحوب".
"لا ، ليس هناك أي مشكلة".
عندما سارا إلى الغرفة التفتت إليه و قالت:
"لم أعتقد أننا سننام سوية ، ماذا سنفعل؟ جميع الغرف الأخرى مقفلة و هذا يعني أن الغبار يكسوها و الأسرة غير مفروشة و لا أستطيع أن أتسلل في ظلام الليل إلى غرفة ثانية ، ماذا سنفعل؟... هل لديك أي أقتراح؟".
"نعم ، و لكن اقتراحي لا يوافقنا ، سأبقيه لنفسي".
ذهبت لتحضر بعض الأغطية و الحرامات الصوفية قال دييغو مستفسرا:
"و ما نفع الحرامات بدون سرير أو فراش؟".
"سأصنع لك فراشا منها فوق الأرض".
"تنتظرين مني أن أنام على الأرض ، من الواضح أن آل وارنر لا يعرفون شيئا عن أصول الضيافة".
"عليك أن تقبل بالأمر الواقع ، إنها الضرورة التي تقضيها الظروف الحاضرة و لا شأن لها بأصول الضيافة".
"أي نوع من الرجال تعتقدينني؟ أنا لست مارك! لا يا ديانا ، إذا كان لا بد من النوم على الأرض فأنت التي ستنامين هناك".
"ستتركني أنام على الأرض؟ و أنت ستنام فوق السرير؟".
"طبعا" حمل حقيبته و وضعها فوق السرير.
كان دييغو منتبها في معاملة ديانا و مجاملتها خلال العشاء أخرج لها الكرسي و انحنى ليقبلها على خدها برقة أمام والدتها ، علت حمرة الخجل خديها ، كانت والدتها تراقب المشهد مسرورة ، سألها دييغو بلطف:
"هل أصب لك كأس ماء يا حبيبتي؟... أسرعي قليلا في طعامك فأنت بطيئة جدا يا عزيزتي".
"كنت أتمنى أن أراكما سوية ، إنها مفاجأة لي يا ديانا ، بدأت أقلق عليكما ، خصوصا و إني قد سمعت بعض الكلمات الغير سارة عن زواجكما ، لكن الآن لقد إطمئن بالي كثيرا".
و عندما إنتهوا من الطعام إعتذرت الأم و قامت ديانا بإيصالها إلى الغرفة و ذهبت بعد ذلك إلى غرفتها بينما كان دييغو ما يزال في الحمام.
غيرت ملابسها بسرعة و اندست في الفراش الذي جهزته على الأرض و عندما عاد دييغو إلى الغرفة قال:
"أتمنى لك الراحة هناك".
لكن دييغو التفت إليها بعد لحظة عندما همت بإطفاء الأنوار.
"هل هناك أية مشكلة" سألها دييغو.
"كلا أريد أن أطفئ الأنوار فقط".
"كلا دعيها ألم تريني أطالع؟".
لم تجبه ، رفعت الأغطية فوق رأسها محاولة أن تستعد للنوم ، كانت الأرض قاسية و بقيت الليل بطوله تتقلب من جنب إلى جنب و قد جافاها النوم كليا.
استيقظ دييغو في اليوم التالي ، كانت قد سبقته و أغتسلت و أرتدت ثيابها و جلست تتأمل ، سألها و هو يراقب حركة يديها و نرفزتها الظاهرة:
"لقد استيقظت باكرا ، لم تستطيعي النوم؟".
"سنتناوب النوم فوق السرير ، أنا سأنام الليلة فوق السرير" قالت بعصبية.
"لم أقل إنني سأتنازل عن السرير" قال ببرود.
"هذا منزلي ، لا يلزم أن أسألك".
"بل عليك أن تسألي ، و تسألي بلطف أيضا... حتى لو سألت بأدب لست متأكدا من أنني سأسمح لك بذلك".
"لن أسألك يا دييغو ، سأحضر باكرا و أنام قبلك في السرير ، أنا لن أنام على الأرض أسبوعا".
"ستنامين في السرير؟ حاولي... لو سألت كنت سأفكر بطلبك بجدية و لكن كما هو الوضع الآن يمكنك أن تنامي في السرير على الرحب و السعة و بكل سرور لأني أنا أيضا سأنام فيه لن أنام على الأرض أبدا".
بعد وصولهما إلى إنكلترا بثلاثة أيام أقترح دييغو أن يزور و إياها منزل أحد أصدقائه ، هي لا تهتم لزيارة أصدقائه كي لا تبقى ضمن إطار التمثيل و المجاملات أجابته:
"ليس لدي الرغبة في ذلك".
"كيف تنوي أن تقضي هذا النهار".
"لم أقرر بعد ، ربما أزور صديقاتي".
"صديقات أم أصدقاء؟".
"هذا من شأني".
"نتقابل على العشاء مساء".
قضت ذلك النهارفي زيارة صديقاتها و آثار الدير ، و شاطئ البحر و جلست تتأمل موج البحر و هي تتلاطم على الصخور و هي تفكر بزواجها و طريقة عيشها ، مالت الشمس للمغيب و قامت ديانا لتغادر المكان ، كانت تقطع الطريق عندما التقت مارك ، لقد نسي كليا الطريقة التي أفترقا بها أو الأسباب ، حياها بحماس و أمسك يديها و هو يكلمها.
"ديانا ، هل هذه أنت؟ كيف حضرت إلى هنا؟ ماذا تفعلين؟ هل أنت في زيارة؟ لماذا أنت وحدك؟".
التفت حوله ثم صمت قليلا.
"هل تركته و عدت لبيت والدتك؟" أفلتت يديها من قبضته و ابتسمت له.
"لا يا مارك ، لم أترك دييغو ، و نحن هنا في زيارة لأمي ، سنبقى ليوم أو اثنين" نظر حوله مرة ثانية و قال:
"و لكنك وحدك".
"دييغو يزور أصدقائه و أنا أزور صديقاتي ، أفترقنا هذا اليوم ، و سأعود الآن للبيت ، لقد وعدت بالعودة قبل العشاء".
"تعالي معي يا ديانا لنتناول الشاي ، تحتاجين إلى فنجان من الشاي ، أنت ترتجفين من البرد".
"نعم أشعر بالبرد".
"إذن تأتين معي؟" جلسا في مقهى صغير ، أحست ديانا بدفء نظرات مارك الذي أخبرها بمشاكله مع زوجته كان يشبع غرورها بأنها مرغوبة بعكس دييغو الذي يشعرها بأنها غير مرغوبة من أحد ، و أضاف بأن زواجه قد إنتهى و هما يجريان معاملات الطلاق كما قال مارك لديانا.
"لم يكن هناك فرصة لنا بالتفاهم ، اليس كذلك؟ و لكنني أقدمت على الزواج لأنك اغضبتيني إلى حد كبير ، و كنت أنوي أن أرسل لك رسالة أشرح لك فيها كل شيء".
شردت ديانا و هي تفكر ، يا إلهي ، لقد سببنا الكثير من الآلام و المآسي بسبب حماقتنا أردت أن تعلمني درسا و لكن كرامتي المجروحة لم تتقبل ذلك ، كم تمنت أن تسمع مثل هذا الكلام منه عندما كانت تشعر بالتعاسة ، حلمت أحيانا بأن زواج مارك لن يستمر و أنه سيتذكر حبه لها ، و لكن إعترافه جاء متأخرا ، و مهما حصل الآن فلن يمكنها أن تحيا مع مارك ، الآن فاقت من شرودها على صوته و هو يقول لها:
"عزيزتي ديانا ، إن كان زواجك ليس على ما يرام أوقفي زواجك بطريقة ما و عودي إلي الآن قبل أن تتورطي بأطفال ، و دعينا نعود سوية ، كما كان مكتوبا لنا دائما".
"لكن يا مارك...".
"لا ، لا تقولي أي شيء ، فقط فكري بالموضوع جيدا ، و بهدوء ، و لا تقولي لي رأيك الآن مهما كان".
"قولي نعم يا ديانا ، زوجك لن يمانع ، مرة واحدة فقط".
كان أحد أفراد الشلة يخاطبها بعد أن انضموا إليهم تباعا و هي سارحة كعادتها ثم سألت واحدا منهم:
"ماذا؟".
"استفيقي ، أنت تحلمين في النهار ، سنذهب إلى العشاء في المطعم ، الشلة كلها تريدك ، نعيد ذكريات الماضي" قال مارك.
"لا استطيع ، وعدت أن أعود قبل العشاء ، سيخيب أمل والدتي".
"ظننت إنك وعدت زوجك للعشاء" قال مارك.
"نعم يا مارك وعدته و لن استطيع مرافقتكم".
"تعالي إنها مرة واحدة و سنخرج فيها معك نمرح و نستعيد ذكرياتنا" ألح أحد أعضاء الشلة.
"لا أعرف إن الأمر صعب جدا" كانت تفكر بوالدتها ماذا ستقول لو بقيت على العشاء مع اصحابها بدون دييغو.
"لا شيء صعب عليك ، سأصحبك للبيت الآن ثم أمر عليك بعد أن تبدلي ثيابك" قال مارك ، لكن ديانا ظلت مصرة على الرفض و الشلة كلها تقنعها أحست أنها مرغوبة و هو إحساس مثير لم تعرفه منذ تزوجت.
"لا أعدكم و لكنني سأرى ردة الفعل عند والدتي ، إذا كانت لا توافق فلن أحضر".
"حسنا ألن يمانع زوجك؟" قال مارك.
"لا ، لن يمانع أبدا" أوصلها مارك إلى البيت و وعد بأن يمر عليها في المساء.
"لن أعدك بشيء و لكن سأحاول جهدي مع والدتي إذا فشلت سأتصل بك هاتفيا معتذرة".
كلمت والدتها بأمر العشاء مع أصدقائها القدامى و لدهشتها لم ترى أي مشكلة أو خطأ في تصرفاتها ، أنها أمسية واحدة ستمضيها مع أصحابها القدامى.
"أنت لم تريهم منذ فترة طويلة ، سيكون ذلك مسليا لك و دييغو لن يرغب بمرافقتك لأنه لا يعرف أحدا منهم و طباعه تختلف عن طباعهم ، إذهبي يا عزيزتي و تمتعي بوقتك فرصة أن تجتمعي بهم مرة قبل سفرك".
لبست فستانا مثيرا مفتوح عند العنق و قصير جدا ، إرتدته بسرعة و هي خائفة أن يحضر زوجها و يراها على هذا الشكل قبل أن تغادر حضر مارك قبل دييغو ، وضعت ديانا حول عنقها فراء ثمين و ركبت السيارة قربه و انطلقت مسرعة بهما.
خلال العشاء أقترح أحد أفراد الشلة أن يكملوا السهرة في منزل مارك حيث تقام حفلة كبرى ، تحمس الجميع لهذه الفكرة ، قامت ديانا لتتصل بوالدتها لتخبرها أنها ستتأخر في الحفلة و لن تعود إلا في الساعات الأولى من الصباح ، قالت والدتها:
"لا بأس يا عزيزتي ، كنت دائما تسهرين في السابق معهم و تتأخرين ، أنا أفهم ، و لكن ما رأي دييغو في الأمر؟ هل يمانع؟".
"لا أظنه يمانع إنه لطيف و لن يرضى أن يزعجني أو يمنعني من التمتع بسهرتي مع أصحابي ، لن يهتم حتى لو بقيت الليل بطوله خارج البيت".
"حسنا سنراك وقت الفطور غدا صباحا؟".
"نعم أعتقد ذلك ، أين دييغو؟".
"نسيت أن أخبرك لقد حضر جوني لرؤيتكما و سينام هنا الليلة ، و هو يلعب البليارد مع دييغو فوق ، تناولنا عشاءنا باكرا و هما يمضيان الوقت باللعب".
"أوه... " تنهدت ديانا فرحة من حظه أن زوجها بعيدا عن التلفون.
"عمت مساء ، إنتبهي لنفسك يا أمي".
"و أنت يا عزيزتي إنتبهي لنفسك".
خلال السهرة وجدت ديانا أن الحفلة لا تروقها ، لم تكن كما إنتظرت ، طلبت من مارك أن يوصلها إلى المنزل لأنها غيرت رأيها و لن تذهب إلى منزله لتكمل الحفلة هناك مع الشلة.
"تعودين للمنزل في هذا الوقت المبكر؟ يا إلهي ، ماذا حصل لك يا ديانا كي تتخلفي عن حضور مثل هذه الحفلة؟".
كان أغلب أصحابها في حلبة الرقص ، الجو خانق و سحب الدخان تزيد المكان تلوثا ، بدأت تدرك أنها قد ملت تلك الأجواء ، و أصبحت في عالم جديد مختلف عن عالمها السابق.
"يجب أن أعود إلى البيت يا مارك ، إنني متعبة و لا استطيع أن أكمل السهرة معكم في منزلك".
بدأ مارك يتأفف بطريقة وقحة ، حاول إرغامها و لكنها رفضت ماذا كانت تحب فيه؟ بدات تتفحص شكله الشاحب و ذقنه الطرية ، كيف كانت ستمضي العمر برفقته؟ فجأة تذكرت دييغو و أحست بالإمتنان لشخصيته المميزة التي جعلتها ترى شخصية مارك بنظرة جديدة.
"خذني إلى البيت فورا يا مارك... لقد أكتفيت ، لم أعد أحتمل المزيد".
"حسنا ، يا إلهي ماذا يريد هذا الرجل؟".
كان مارك يتلمس يتلمس فكه الذي كاد ينخلع من وجهه بعد أن سدد دييغو له لكمة قوية ، التفتت ديانا و التقت عيني زوجها السوداوين و الشرر يتطاير منهما ، كان دييغو يقف وسط المرقص قربها ، تذكرت أنها لو لم تكن واقفة هناك لكان تقدم و جرها ، خافت و تقدمت منه ، نسيت ما حل بمارك و نسيت كذلك بقية الشلة.
"هل هناك شيء؟ هل والدتي بخير؟ هل حدث مكروه؟".
"لا ، اجلبي سترتك بسرعة" رد دييغو.
"لكن والدتي...".
"هي تنام في فراشها ، اجلبي سترتك".
كان بركانا من الغضب لماذا؟ حتما ليس لأنها ترقص مع مارك.
"لماذا حضرت؟".
"هل تحضرين سترتك أو نذهب بدونها؟".
وقفت ديانا تتحداه بعد أن تأكدت أن لا مكروه قد حصل... لماذا اقتحم السهرة؟ لماذا أراد أن يظهر استبدادي معها أمام رفاقها ، لن تتحمله لقد حضر حتما لإهانتها أمام أصحابها و شلتها.
"لن أذهب الآن ، سنذهب من هنا للسهرة في منزل مارك و لا أعرف متى أعود للبيت".
بدأت الشلة تهتم للمشهد ، بعض رفاقها تجمعوا حولها كذلك حضر بعض الخدم و معهم شخص ضخم الجثة ينتظرون أن يطرد دييغو خارج الفندق إذا اقتضى الأمر.
"هل ستحضرين أم أجرك جرا إلى الخارج؟".
http://www.liilas.com/vb3

مجهولة 19-08-09 03:17 PM

الفصل العاشر

كان عليها أن ترضخ للأمر الواقع ، و لكنها خرجت معه بعد أن تأكدت أن صبر دييغو قد بدأ ينفذ و جلست بقربه في السيارة التي استعارها من جوني.
"ماذا تقصد بعملك هذا؟ تعاملني هكذا أمام أصدقائي أنا حرة أفعل ما أريد لا يحق لك أن تتدخل في حياتي".
"لي كل الحق أنا زوجك".
"أنا لا أتدخل في حياتك ، اتفقنا على أن أفعل ما أشاء".
"غيرت رأيي" انطلقت السيارة في الطريق العام ثم انعطفت إلى طريق جانبية وجد دييغو مكانا واسعا فأوقف السيارة و قال:
"الآن سنتشاجر هنا ، لا نستطيع أن نوقظ أهل البيت على صراخنا".
"أنا لا أرغب في الشجار معك ، و لكنني أريد أن أعرف السبب الذي جعلك تلحق بي ، هل لحقت بي لإهانتي أمام أصدقائي؟".
"و أنا أريد أن أعرف لماذا قلت لوالدتك إنني لا أهتم إذا أمضيت الليل كله خارج المنزل؟".http://www.liilas.com/vb3
"اليس هذا صحيحا؟".
"لا ليس صحيحا" هدأ غضب ديانا قليلا ، هل يعني أنه بدأ يهتم بما تفعل؟ أنه و لا شك يهتم ليحضر في الليل و يعيدها للمنزل.
"دييغو ، لماذا أتيت خلفي هذه الليلة ، لم تأت لإهانتي؟".
"لن أصرف وقتي في التدخل في تصرفاتك البذيئة أي نوع من الرجال أنا كي أسمح لزوجتي بالبقاء خارج البيت؟ لا أحب أن يعتقد آل وارنر بأن ابنتهم تديرني باصبعها ، و تتصرف على هواها" قال بغضب.
"إذن حضرت لتحمي ماء وجهك... من أجل المظاهر".
فكرت بألم ، لماذا تأملت أنه بدأ يهتم بها فهي تعلم أنه يكرهها ، تعجبت من إهتمامه المفاجئ بها و نسيت وجود كارولين في حياته.
"لا أحتاج لإنقاذ ماء وجهي ، الجميع بمن فيهم آل وارنر يعرفون إنني استطيع قيادة زوجتي حسب رغبتي... هذا يعني أنك ستنفذين أوامري بحذافيرها لنهاية زيارتنا عند والدتك ، إذا خرجت فستخرجين برفقتي و إذا بقيت في المنزل فستبقين معي".
في اليوم التالي سأل جوني ديانا:
"كيف كانت الليلة الماضية؟ إنتظرت أن تصرخي طلبا للنجدة؟".
نظرت ديانا إليه عابسة "ماذا تقصد؟".
"دييغو... كان كالشيطان من شدة غضبه حين ترك المنزل ، آويت أنا إلى فراشي ، لم أرغب أن أشاهد الشجار الذي سيحدث بينكما ، ماذا قال؟".
"لماذا تأخر في الحضور؟ لقد اتصلت بوالدتي قبل ذلك الوقت بكثير؟".
"بقينا نلعب البليارد لفترة ، حين نزلنا كانت والدتك على وشك النوم ، أخبرته أن لا ينتظرك قبل ساعات الصباح الأولى لأنك ستذهبين لحضور حفلة مع رفاقك في منزل مارك ، يا إلهي ، تعابير وجه زوجك أصبحت مخيفة ، كنت أنتظر فعلا أن تستدعيني لحمايتك منه".
"و هل كنت تستطيع حمايتي؟".
"هل تراهني؟ لن أترك أحد يضرب ابنة خالتي".
"لن يضربني يا جوني ، لا تنزعج لهذا الأمر ثانية".
"لست متأكدا ، و هو على تلك الحالة من الغضب و الهيجان ، ربما هدأ غضبه حين وصل إلى المطعم ، كنت أخاف أن تكون الشلة قد انتقلت إلى منزل مارك ، فدييغو سيكون مجبرا على اللحاق بك إلى هناك ، هل تتصورين منظر الزوج الغاضب يجر زوجته من منزل خطيبها السابق؟".
تنهدت ديانا و رضخت لطلبه و أخبرته ما حصل بإقتضاب ، نظر إليها جوني و سألها بفضول:
"كم مرة احتملت إنفجار غيرته؟".
دهشت ديانا لسؤاله.
"ليس هناك ما يدهش و أنت بهذا القدر من الجمال".
"هل تعتقد فعلا أنها الغيرة؟".
"بدون أدنى شك ، لو كنت مكانك أحترس أكثر من إثارة غيرته ، لأنه من غير المعقول أن تثيري غيرته و غضبه بهذا الشكل؟ ربما يفقد رباطة جأشه يوما ما و ستكونين أنت الخاسرة".
كانت تفكر هل حقا يغار عليها زوجها كما يؤكد لها جوني غيرته ، تمتمت.
"لم تظهر عليه الغيرة من قبل".
"هل أول مرة تظهر عليه الغيرة ، اليس كذلك؟ ربما لم تعطه فرصة ليغار عليك من قبل ، و إذا قبلت نصيحتي لا تحاولي إثارة غيرته مرة ثانية فربما يضربك يوما ما".
"سأحمي نفسي بنفسي لو حاول".
"تستطيعين ذلك مع شخص غيره و ليس معه".
وصل دييغو و ديانا إلى اليونان مع حلول الظلام تناولا العشاء سوية ثم إختفى في مكتبه لإنجاز بعض الأعمال و لم تره تلك الليلة ، في صباح اليوم التالي أثناء الفطور أخبرها دييغو بأنه ضمن بستان الليمون المجاور لهما لهذه السنة ، و بعد إنتهائه من الفطور قال بأنه سيذهب لتفقد البستان قبل ذهابه إلى لينغاديا لرؤية كارولين ، جلست ديانا بعد ذهابه في الحديقة تشرب الشاي.
"قالت مريم أنك جالسة في الخارج هل يمكنني الإنضمام إليك؟".
نظرت ديانا بسرعة نحو مصدر الصوت.
"جان!! متى عدت من السفر؟".
"منذ يومين".
"إني مسرورة جدا برؤيتك ثانية ، تفضل".
شعرت أن جان تغير كثيرا و ربما كان ذلك نتيجة جو الثقة بالنفس الذي يبرز أصالته و جاذبيته ، لاحظت و هو يصافحها بأنه يحمل هدية ، أرشدته إلى كرسي قربها و صبت له كوبا من الشاي المثلج ، أخذ الكوب منها و وجه إليها إبتسامة قائلا:
"لم أكن متأكدا تماما من طريقة ترحيبك بي ، و بخاصة بعد ذلك التصرف الغبي الذي صدر عني هنا ، لا شك في إنني تسببت في إحراجك إلى درجة كبيرة".
"لم يحرجني سوى موقفك و شعورك آنذاك كما أني تضايقت من دييغو لأنه لم يذكر لي أبدا أنك آت إلى هنا".
"أحضرت لكما هدية عرس ، كنت أنوي تقديمها قبل سفري لكن لم يكن هناك مجال بسبب ضيق الوقت لدي آنذاك".
حاولت أن تحتج فسارع إلى القول:
"هذا أقل ما يمكنني القيام به ، افتحيها الآن أو إنتظري دييغو لأمر عائد لك".
هدية العرس شعرت بلفحة باردة في داخلها ، لأن الهدايا تدفع بزواجها الأضحوكة نحو الجدية و لكنها أرغمت نفسها على الإبتسام ، مزقت الورقة لتجد طقم من الكؤوس الثمينة المخصصة للعصير ، لم تجد صعوبة في إيجاد الكلمات المناسبة للشكر.
"أعرف جيدا أن ما سأقوله سيبدو غريبا للغاية و لكن... بما أني لم اتمكن من إقناعك بالزواج مني ، فإني سعيد لأنك تزوجت دييغو ، الصداقة القائمة بين عائلتنا منذ سنوات طويلة و أنا لا أعرف أي شخص لا يعجب به أو يحترمه". ثم أضاف:
"أرى أن الزواج يناسبك تماما ، لست جامدة و متحفظة كما كنت سابقا لم يكن لديك من قبل مثل هذا الدفء و هذه العاطفة".
هل تغير جان و تبدل؟ أم هي التي تغيرت؟ لماذا لم تكتشف فيه من قبل هذا الجانب ألا أناني في نفسه و شخصيته؟.
تسرعت كثيرا في إدانته و الإستهزاء بكلمات الحب الضعيفة التي كان يوجهها إليها ، و لكن ضميرها بدأ يسألها الآن عما إذا كان الضعف في كلماته أم في رد فعلها هي ، رفضت الإجابة على هذا السؤال ، يكفيها الآن أنها تعرف أن جان صديق حقيقي ، و أنه أول شخص لم يرغب في أي شيء أكثر من سعادتها و هنائها و بإخلاص راحت ديانا تسأله عن بيته و عائلته و حياته ، أعجبها كثيرا عندما تحدث بفخر و إعتزاز عن عائلته ، تمتعت بحديثه بدرجة كبيرة ، ثم قال:
"يجب أن أذهب الآن يا ديانا لم أكن أنوي البقاء طوال هذه الفترة".
"إني سعيدة بمجيئك يا جان ، و آمل أن تتمكن من الحضور إلى هنا كلما سنحت لك الفرصة لذلك".
"لن أحضر مرات عديدة لأني أكره أن يشعر دييغو بالغيرة".
"لا يهمني أبدا كيف يفكر و بماذا يفكر ، و مع ذلك نحب أن نراك أنا و دييغو هنا في أي وقت ، سأرافقك حتى سيارتك".
إحتج جان بطريقة شعرت ديانا أنه مسرور ضمنا من قرارها هذا ، أمسك بيدها يودعها و مع أنه لم يتركها إلا بعد فترة طويلة ، شعرت ديانا بأنها غير منزعجة من ذلك ، و ابتعد بسيارته ، ظلت واقفة فترة طويلة.
"يا له من مشهد مؤثر".
تجمدت ملامح الإرتياح و السرور في وجهها و استدارت بعصبية نحو مصدر الصوت الغاضب كان دييغو يقف وراءها بقامته الطويلة ينظر إليها بعينين فولاذيتين قاسيتين ، و مع أن سيارة جان غابت عن الأنظار ، إلا أن ديانا التفتت بسرعة نحو الطريق و كأنها تخاف على سائقها من سطوة رئيسه.
"كان عليك أن ترسلي شخصا لإبلاغي بأنه هنا".
"لا أعتقد أنه أتى لرؤيتك".
"و لماذا أتى إذن؟".
"أعتقد أنه جاء للإعتذار مني ، لأنه أحرج موقفي في المرة الماضية".
"و كم من الوقت أستغرق تقديمه لهذا الإعتذار؟".
"حضر بعد ذهابك مباشرة".
"تصورت إني أفهمتك بوضوح بأني لا أريدك أن تشجعيه كان علي أن أعرف أنك الحقت به ضررا كافيا في المرة الماضية ، دون أن تقوديه إلى الإعتقاد بأنك تريدين كسب وده... حتى مع إنك الآن إمرأة متزوجة؟".
"ألم تلحق به ضررا كافيا بعد؟".
"لم أقم أصلا بأي شيء يشجعه على الإعتقاد بأنني أريد منه أي أمر سوى صداقته ، أمضيت وقتا ممتعا هذا الصباح برفقة شخص محبب جدا".
"من المستحيل تماما أن تقوم بين شخصين مثلكما أي علاقة عذرية كهذه التي تشيرين إليها" ثم أضاف:
"قد تكون لديك بعض الخبرة لتعرفي هذه الحقيقة ، و عليك أن تقبليها كواقع ثابت ، لأنه طالما أنك زوجتي فلن أسمح بقيام أي علاقة بينكما تخرج عن إطار المعرفة العادية".
"سيدة ديانا لديك مكالمة هاتفية" نادتها مريم من الداخل.
كان دييغو أسرع منها لمعرفة من يطلب زوجته.
عندما رفعت السماعة جاءها صوت نساءي يسألها بدلع عن مكان وجود دييغو ، سألتها ديانا بنبرة عصبية و ساخرة:
"من نقول له يا آنسة؟".
"كرستين؟" أجابتها.
استدارت ديانا لتنظر إلى زوجها الذي كان يراقبها بإهتمام واضح ، قالت له بعصبية:
"المكالمة لك و لكن ليست من كارولين هذه المرة بل من كريستين".
لمعت عيناه بسرور عندما شاهد عصبيتها. و بعد قليل خرج دييغو إلى الحديقة و هو متأبط تحت ذراعه ملفا سميكا ، أعلمها بأنه سيذهب إلى لينغاديا ليرى كارولين تمنى لها وقتا طيبا و غادر المنزل ، لماذا يحمل معه كل هذه االملفات كلما ذهب لزيارة كارولين تعجبت ، أنا واثقة بأن هذه الملفات لعمله و من الغريب أن يحملها معه.
ذهبت ديانا لزيارة صديقتها ليندا ، كانت ليندا في الحديقة عندما وصلت رحبت بها و جلست و إياها في ظل شجرة.
"سررت كثيرا لرؤية والدتي و لكني سعيدة برجوعي إلى البيت".
"هكذا يكون شعوري عندما أذهب لزيارة أهلي أصبحت أحب هذا المكان جدا" ردت عليها.
سألتها ديانا بفضول:
"كيف حضرت إلى هنا؟".
أخبرتها بأنها أتت إلى اليونان للسياحة "لدي صديقات وجدن عملا هنا ففكرت بهذا لكنني تزوجت قبل أن أنفذ الفكرة".
سألتها بتردد "و كارولين هل كانت تعمل معك في المكتب نفسه؟".
"ألم تخبرك كارولين أي شيء عن نفسها؟ اعتقدت إنها صديقتك؟".
"لا ، كارولين لا تتكلم معي عن نفسها".
"لكن دييغو بالتأكيد قد أخبرك شيئا عنها".
"دييغو لا يتكلم عن كارولين ، هل تحمل دما يونانيا ، هكذا يقول دييغو؟".
"أعتقد أن أحد أجدادها من اليونان ، و ماديات عائلتها جيدة ، و كما تعرفين ، تعمل كارولين عند دييغو من أجل أن تتسلى و تكسب مصروفها".
دهشت ديانا للمعلومات الجديدة ، كارولين تعمل عند دييغو؟ من أجل ذلك يحمل معه كل هذه الأوراق و الملفات كلما ذهب لزيارتها ، قالت ديانا و هي تضحك:
"أنا... لا أعرف ماذا تعمل عنده ، دييغو يرفض أن يتكلم بشؤون العمل عندما يحضر للمنزل".
"كارولين تساعده في مسك حساباته أنها تعمل في منزلها ، غريب أن لا يبحث زوجك شؤون عمله معك... هل أنت ، ربما لا يحق لي أن أسأل ، هل أنت متضايقة من كارولين؟... لا يوجد يا ديانا أي علاقة غير شريفة بين كارولين و دييغو ، إن كارولين فتاة عاقلة و محترمة و لن تفعل أي شيء من هذا القبيل ، كانت كارولين متزوجة من رجل إنجليزي و قد إفترقا منذ سنة كانت كارولين و زوجها ميشال سعيدين ، إلى أن حضرت فتاة صغيرة إلى المكتب و تعلقت بميشال مع الأيام كانت تعلم بأنه رجل متزوج ، ولدت علاقة بينهما عرفت بها كارولين ، و افترقت عن زوجها للحال ، المأساة تكمن في أن ميشال ترك هذه الفتاة على الفور بعد أن عرفت زوجته بالأمر و لكنه لم يعد إلى كارولين لأنه خجل جدا من عمله".
"و هل لا تزال كارولين تحبه؟".http://www.liilas.com/vb3
"أنا واثقة من ذلك ، إنهما يحبان بعضهما كثيرا ، ماذا تستطيع كارولين أن تفعل إذا كان ميشال لا يعود من نفسه؟".
"و لكن دييغو لماذا يهتم بها كل هذا الاهتمام؟".
"لا أعرف كيف توصل دييغو لمعرفة كارولين".
"و أنا أيضا لا أعرف حقيقة الأمر ، لقد انقطعت أخبارها عني لفترة ، التقيتها عندكم في المنزل و دعوتها لزيارتي و لكن للآن لم تحضر".
عند إنتهاء الزيارة عادت ديانا إلى البيت ، كانوا في موسم القطاف و العمل في البساتين أبعد دييغو عن المنزل و انشغل في العمل و بينما كانت ديانا تقوم بتنظيف الزجاج ، قالت لها مريم:
"جئت أتأكد من أنك لست بحاجة لنا أنا و جورج في فترة بعد الظهر و لأقول لك أن الغداء جاهز و يمكنك تناوله عندما تريدين".
"لا يا عزيزتي ، لست بحاجة لأي شيء ، إذهبا إلى البلدة و قابلا ولدكما الحبيب ، و لا تدعي أي أمر هنا يقلقكما... أما بالنسبة لغداء دييغو فسأرسله بنفسي عندما أنتهي من تناول طعامي".
أحست بأن قلبها أختفى من مكانه لمجرد تفكيرها بحمل طعامه إلى المعمل ، قالت ديانا لنفسها أنها حقا طريقة ناجحة لإفساديوم جميل لماذا أفسحت المجال أمام مدبرة المنزل لإيقاعها بمثل هذا الشرك؟ طبعا ثمة إحتمال أن يكون دييغو موجودا في مكان آخر عندما تأخذ له طعامه.
و عندها ستعود بسرعة دون الإضطرار لرؤيته ، إنه أمل ضعيف جدا و لكنه الأمل الوحيد الذي يمكنها التعلق به ، لم يعجبها طعامها ، مع أنه كان لذيذا ، ربما فقدت شهيتها لأنها تفكر بإحتمال مقابلته حملت طعام دييغو و إتجهت نحو المعمل لم تكن تعرف أبدا أين ستجده ، و إنتبهت فجأة إلى أن مشكلة إيجاده لم تعد قائمة ، وقفت بلا حراك في ظل شجرة تحدق به.
كان عاري الصدر حتى الخصر و يبدو كتمثال من البرونز ارتعش جسمها قليلا ، و لكن حاولت على الفور إقناع نفسها بأنها شاهدت في حياتها الكثير من الرجال في ثياب أقل على الشاطئ أو قرب بركة السباحة ، إلا أن دييغو بدا مختلفا عنهم ، و تجاوبت مشاعرها بدا على غير عادتها! أرغمت نظراتها أخيرا إلى التحول إلى الرجل الآخر الذي يقف إلى جانبه ، شعرت بالإرتياح بعض الشيء عندما تبين لها أنه جان ، مشت نحوهما بشموخ و انفة ، أدار دييغو رأسه نحوها عندما سمع صوت قدميها ، و قال:
"أوه ، أنظروا أيها الناس إلى من تجرأ أخيرا على الدخول عرين الأسد".
"مرحبا ، ذهبت مريم و جورج إلى البلدة لمشاهدة إبنهما المريض ، فتبرعت بإحضار طعامك يا دييغو".
إبتسم جان بإرتياح ظاهر و قال لها:
"ديانا إنك تبدين في وضع جيد جدا كالمعتاد".
"يبدو أن وجنتيها تشعان ببريق جديد ، ربما اعتدت كثيرا على مشاهدتك و أنت مرتدية أفضل الثياب و أفخمها ، فنسيت بأنك أجمل... كصباح ذلك اليوم الذي تزوجنا فيه". قال دييغو.
توجهت إلى جان بالحديث قائلة:
"ليتني علمت أنك هنا ، كان من السهل جدا أن أطلب من السيدة مريم إعداد وجبتين بدلا من واحدة".
"شكرا تناولت فطور الصباح في وقت متأخر جدا".
نظرت ديانا إلى دييغو لتسأله عن المكان الذي سيتناولون فيه الطعام.
"أين تريدني ان أضع...؟".
توقفت عن إتمام جملتها عندما سمعت صوت عجلات مسرعة نحو التلة ، أدار الثلاثة رؤوسهم نحو التلة لمشاهدة سيارة سباق حمراء جميلة تتوقف أمامهم بعنف... توترت أعصاب ديانا عندما رأت فتاة سمراء تضج أنوثة و إغراء وراء المقود ، و مما أغاظها أكثر من ذلك ، أن تلك الشابة السمراء وقفت في سيارتها المكشوفة و رمت نفسها على المقعد الخلفي قائلة:
"إنه لمقعد مناسب جدا" كانت تنظر بإعجاب نحو دييغو و بدلال نحو جان ، و بحقد نحو ديانا.
"جئت اخبركم بأن أبي حدد يوم الجمعة من الأسبوع المقبل موعدا لحفلتنا ، يمكنك إعتبار هذا الإبلاغ دعوة رسمية للحضور".
سألتها ديانا بإستخفاف مبطن:
"حفلة؟".
"يقيم أبي دائما إحتفال بالمواسم الناجحة الموفقة ، إنها حفلة صغيرة و غير رسمية ، و كلها مرح ، اليس كذلك يا دييغو؟".
"ألا يزعجك الهواء عندما تزيلين غطاء السيارة؟" سألها دييغو.
"أنت تعرف كم أحب مداعبة الهواء لشعري ، يذكرني ذلك... أوه ، أنت تعرف بماذا يذكرني ذلك يا دييغو".
تضايقت ديانا من هذا الإيحاء و تلك الإبتسامة الخبيثة ، كانت تنظر الشابة إلى ديانا بفضول بالغ مما جعل دييغو يقول لها:
"هذه زوجتي ديانا يا كريستين".
"و هذه كريستين ابنة صاحب البساتين المجاورة".
قالت ديانا بحقد:
"إذن هذه كريستين" ثم قالت لنفسها أنها التي تتصل بزوجها في المنزل ، تذكرت ديانا أنه في ليلة ممطرة رن جرس الهاتف فجأة في سكون الليل ، رفعت السماعة و فتحت فمها لتسأل عن المتكلم ، فسمعت دييغو يقول:
"منزل دي كوردوبا" سمعت ديانا صوتا نسائيا ناعما يقول من الطرف الآخر:
"هل أنت الذي أمرت بهطول المطر يا دييغو؟".
"لا ، لم أفعل ذلك..." ثم توقف قليلا قبل أن يقول:
"إعذريني ، يا كريستسن ، يبدو أن معي شخصا آخر على الخط ، سوف نتحدث في وقت لاحق".
تنفست ديانا بعصبية بسبب لهجته الساخرة ، و اعادت السماعة بعنف إلى مكانها ، عادت بافكارها إلى الطعام الذي بين يديها و سألته بحدة:
"أين تريدني أن أضع طعامك يا دييغو؟".
"ارشدها إلى المكتب يا جان" ثم استدار نحو كريستين و سألها بحنان:
"كيف حال موسمكم هذه السنة؟".
رفعت ديانا رأسها بصعوبة و سارت نحو المكتب ، كانت غاضبة حتى الإنفجار... جف حلقها عندما سمعت ضحكتها تتردد في المنطقة ، و تخترق أذنيها دويا رهيبا ، سألت كريستين دييغو بصوت مرتفع جدا بقصد إسماع ديانا.
"ألا تعرف أين مكتبك؟" بالتأكيد أرادت كريستين إفهام ديانا بأنها هي الغريبة ، و ليس كريستين ، ارشدها جان إلى غرفة دييغو الفسيحة قائلا:
"هذا هو مكتب دييغو الذي نستخدمه بين الحين و الآخر لتذوق أنواع العصير و مناقشة كيفية تحسينه ، يمكنك أن تضعي الأطباق هنا سيأتي خلال فترة وجيزة".
وضعت الطعام على الطاولة ، و طلبت من جان أن يشرح لها كيفية تحضير العصير ، سألها:
"هل تريدين القيام بجولة تفقدية مع دليل سياحي ممتاز؟".
وافقته بسرعة على إقتراحه ، و راح يشرح لها عن أنواع العصير و كيفية تحضيره تباعا و بالتفصيل ، و فجأة دوى صوت دييغو مخاطبا جان:
"إلى هنا أحضرت زوجتي أيضا؟".
ضحك جان بسهولة و إرتياح قائلا:
"إنك خبيث يا دييغو ، كل ما أفعله هو إطلاعها على كيفية سير العمل و جميع أسراره".
"إذا ، لا بأس ، أوه ، لديك مكالمة هاتفية من أثينا".
نظر جان إلى ديانا و على وجهه إبتسامة حنونة و صادقة و في عينيه ندم قائلا:
"إن دييغو سيشرح لك بإسلوب أفضل و أقرب إلى القلب".
قالت له بصوت ناعم "إنك تقلل من أهمية نفسك يا جان و لا تمنحها حق قدرها".
"لا زلت تلعبين معه يا ديانا ، اليس كذلك؟ لماذا تعاملينه و كأنه سمكة عالقة بصنارة؟" علق دييغو عندما خرج جان.
"لم نفعل سوى تفقد العمل ، هل يمكن أن تكون هناك براءة أكثر من ذلك؟".
"هل أنت فعلا مهتمة بأمور العمل؟".
"طبعا! اليس هذا هو عمل زوجي و مصدر رزقه؟".
"لم يهمك ذلك أبدا من قبل ، لذلك لن أصدقك بأن عملي هو سبب إهتمامك المفاجئ ، و افترض أنك حقا مهتمة بمشاهدة العمل أنه لا شك حب استطلاع... سأرشدك الآن إلى طريق البيت".
أفلتت ذراعها من يده التي حاولت مساعدتها و قالت بحدة:
"يعني ذلك إنني غير قادرة على البقاء هنا ما لم تكن أنت راغبا في ذلك؟".
"لا ، بل يعني أنني لم اتناول غدائي بعد ، و إنني جائع جدا و أن لدي أعمالا كثيرة يجب الإنتهاء منها هذا اليوم ، إضافة إلى ذلك ، لست بمزاج يسمح لي بالدخول معك في شجار أو جدال".
"سمعا و طاعة يا سيدي من المؤسف أنك لا تجدني سهلة معك مثل كارولين أو كريستسن" قالت بسخرية.
"إنه حقا لأمر مؤسف".
صعدت ديانا الدرجات القليلة بحدة و عصبية ، لم يلحق بها ، و هي في طريقها سمعت جان يناديها و هو يقترب من سيارته ، سألته:
"إلى أين أنت ذاهب؟".
"ليس إلى مكان معين ، كنت أنوي مقابلة بعض الموزعين قبل توجهي إلى أثينا ، هل تريدين شيئا؟".
"لا شيء خاص ، كنت أرغب بدعوتك إلى فنجان من القهوة".
"لدي بعض الوقت الكافي هل نذهب بسيارتي أم سيرا على الأقدام؟".
ضحكت ديانا و قالت:
"لنذهب بالسيارة ، لأنني سرت اليوم بما فيه الكفاية".
أرادت ديانا أن تغيظ دييغو كما يغيظها ، كما أرادت أن تعرف بعض الأمور و جان هو الشخص المناسب ، جلسا في الحديقة يشربان القهوة ، تحدثا بأشياء كثيرة حول عمل جان ، إلى أن حملته على التحدث عن كريستين و الحفلة المقبلة.
"ماذا تعرف عن كريستين و دييغو؟".
استغرب سؤالها فأضافت بسرعة:
"أعني قبل زواجنا بالطبع".
"أمضيا فترة طويلة ، كان الجميع يتوقعون زواجهما ، و كانت كريستين تتوقع ذلك أكثر من غيرها ، و هذا هو على الأرجح سبب عدم زيارتها لكما و كان والدها صريحا جدا في رغبته في أن يتولى دييغو أمور بساتينه و معامله".
"ألم يكن والد كريستين على استعداد لتزويده بالمال الكافي من أجل شركته و معمله؟".
"طبعا ، و لكن دييغو رجل يريد السيطرة بنفسه على حاضره و مستقبله ، وقد تمكن المعمل في العامين الأخيرين من تحقيق أرباح كافية لتزويده بأحدث الآلات و تحسين أوضاع الشركة ، كريستين شابة مدللة و مطالبها كثيرة لذا ، فأني أتصور أن دييغو قرر تمضية أوقات ممتعة معها دون الارتباط بزواج من أجل المال".
و لكن ألم يتزوجها هي من أجل المال ، و لكن مع فارق وحيد هو أن زواجهما محدد لمدة سنة ، سألت جان بأسلوب متحرق لمعرفة الجواب:
"جان ، إلى أي درجة وصلت علاقتهما؟".
احمرت وجنتاه خجلا و اخفض نظره قليلا.
"لم يكن دييغو بحاجة للزواج منها للحصول على ما يريد من حيث الرغبات".
ثم حدق بها بقلق قائلا:
"ديانا هذه أمور للتاريخ ، دييغو متزوج الآن".
"آسفة يا جان كنت بحاجة لشخص ما لأحدثه بهذه المسألة و ليس لدي أي سخص غيرك يمكنني التحدث معه بإرتياح".
"أنت تعرفين كيفية شعوري تجاهك يا ديانا ، لم يتغير أي شيء... و إذا ساءت الأمور بالنسبة إليك فأعلمي أن بإمكانك الإعتماد علي و الإتصال بي ، في أي زمان أو مكان".
شكرته ثم وقف قائلا:
"يجب أن أذهب الآن ، و لكن تذكري أن بإمكانك الإتصال بي في أي وقت".
"سأتذكر ذلك يا جان ، شكرا لحضورك".
*****************
الفصل الحادي عشر

في المساء طلب منها دييغو بأن تحضر نفسها للحفلة يوم الجمعة في منزل كيستين ، لم تكن متحمسة لحضورها لكنها خضعت للأمر الواقع و قررت أن تواجه كريستين في عقر دارها.
كان دييغو جذابا جدا في بذلته فأخذ بيدها بسخرية قائلا:
"تمنحني زوجتي الليلة شرفا عظيما".
"و أنت أنيق و جذاب أيضا ، هل نحن على الاستعداد للذهاب".
"هيا بنا".
رحب بهما والد كريستين لدى دخولهما.
"إني مسرور جدا بقدومكما".
"أنت تعلم أننا لا يمكن أن نتخلف عن حضورها".
أخذ والد كريستين يد ديانا و قبلها بنعومة و قال لها:
"سيدة دي كوردوبا ، أنك تبدين في قمة الجمال و الروعة".
"أنا متأكد ، أنك تبالغ كثيرا في إطراء ديانا".
"أعتقد أنك تقلل كثيرا من أهمية زوجتك يا دييغو".
فيما كان دييغو و ديانا يتجولان في أنحاء القاعة ، كانت تتساءل عن كريستين ، أين هي؟ و فجأة رأت جان ، فرفعت يدها بالتحية ، لاحظت أن دييغو لم يهتم بهما ، و كأنه متأكد من أن جان ليس منافسا له ، نظرت إلى جان ، و قالت بدلال:
"كنت أبحث عنك ، و لكني لم أرك تدخل".
"أنا رأيتك منذ دخولك ، إنك رائعة جدا هذه الليلة".
أخذ جان يشرح لها أحوال الضيوف و معاملهم و شركاتهم و لكن ديانا كانت تراقب كريستين التي تقدمت نحو دييغو ، طوقت ذراعه بذراعيها بقوة و نظرت بإستفزاز إلى ديانا و هي تتمتم لها بكلمات ترحيب مقتضبة ، لاحظت ديانا بغضب كبير طريقة تحديق دييغو بثوب كريستين الجميل ، و تبادلهما الأحاديث الودية بصوت ناعم منخفض ، و أصبحت بعد ذلك تداعب خديه بيديها ثم ابتعدت و هي تنظر إلى ديانا بتحد ساخر قطع جان حديثه عن الضيوف و قال لها:
"لا تدعيها تثيرك يا ديانا".
"سأحاول ذلك يا جان قدر استطاعتي".
"ماذا ستحاولين يا زوجتي العزيزة؟ لاحظت أنك لم تلقي التحية لابنة صاحب الدعوة".
"و أنا لاحظت أيضا بأنها لم توجه لي أي تحية ، و لكني اعذرها ، لأنها كانت منشغلة عني بالتحديق في عيون زوجي".
و فجأة سمعوا صوت كريستين المرتفع يقول بمرح:
"دييغو ، سنبدأ الرقص الآن ، و قد اخترتك لتكون شريكي الأول".
اقترب دييغو من زوجته و اعتذر لها بإبتسامة ساخرة و خبيثة و ضم كريستين من خصرها و قادها إلى حلبة الرقص ، حولت ديانا انتباهها كاملا نحو جان ، حاولت عبثا أن تبعد نظراتها عن الحلبة ، و لكنها لم تتمكن من ذلك ، إنتهت الرقصة الأولى ، فلم يعد دييغو إلى جانبها راح يراقص سيدة تلو الأخرى ، دون أن يطلب من زوجته أن تشاركه و لو رقصة واحدة ، دعاها المضيف إلى الرقص بينما كان دييغو يرقص مرة أخرى مع كريستين بعد إنتهاء الرقصة ، و تصفيق الحاضرين طلب المضيف من ديانا رقصة أخرى ، فربت دييغو بتهذيب على كتفه و قال باسما:
"لم أحظ بمراقصة زوجتي هذه الليلة ، فهل تسمح؟".
تنهد المضيف و أحنى رأسه لها شاكرا ، ثم قال لدييغو :
"أنت رجل محظوظ للغاية" و تركهما.
"تصورت أنك لن تلاحظ ذلك أبدا ، هل هذا واجب؟".
"إن كان يروق لك هذا التحليل ، فلا يجب أن أفسد ما يروق لك".
كانت متضايقة لأنه يراقصها عن بعد مع أنه كان يضم كريستين إلى صدره بقوة و حنان ظاهرين.
"إنك تتصرف معي بغرابة".
إبتسم بدهاء قائلا:
"ألم تصممي منذ البداية على إبعادي عنك" ثم أشار إلى جان برأسه ثم توجه نحو سيدة لمراقصتها ، تركت ديانا الحلبة و عادت إلى مكانها ، بجانب جان الذي عرض عليها سيجارة أخذتها دون تردد ، و قال لها "ديانا...".
"لن أقبل أن يعاملني هكذا ، لن أسمح له بأن يعتبرني كشيء لا قيمة له يضعه جانبا طوال الوقت ، ثم يتذكره عندما يشعر بأن الواجب يحتم عليه ذلك".
"ديانا!!...".
"انظر كيف يراقصها!! إنهما على وشك أن يمارسا الحب هنا أمام الجميع".
"ديانا ماذا تقولين؟".
"لن أبقى هنا دقيقة واحدة بعد الآن ، هل تأخذني إلى المنزل يا جان؟".
"لا يمكنك أن تذهبي هكذا ، سيبدو الأمر غريبا إذا ذهبت دون دييغو".
"حقا! هذا إذن من سوء حظه".
"تعقلي ياديانا بحق السماء".
"هل تأخذني بسيارتك أم أذهب سيرا على الأقدام؟".
تنهد جان بتردد و قال:
"سآخذك" ذهب جان لإحضار السيارة فيما كانت تنتظره في الخارج و هي خائفة إلى حد ما من ظهور مفاجئ لدييغو ، لأنه سيمنعها من الذهاب ، برزت المضيفة و سألتها بإهتمام بالغ عن سبب مغادرتها على عجل ، فاعتذرت ديانا متظاهرة بأن صداعها اللعين لم يخف على الرغم من جمال الحفلة ، شكرتها و توجهت بسرعة إلى سيارة جان.
"هل تريدين مني أن أرافقك حتى الباب؟".
أجابته بالنفي و هي تأخذ يده التي مدها لمساعدتها على الخروج ، ابقى يده في يدها قليلا ، و أخذ ينظر إليها بشغف ، و فجأة ضمها إليه بقوة و قال لها بصوت هامس:
"ديانا أتمنى لو بإمكاني القيام بأي شيء لمساعدتك".
و قبلها بنعومة ، ثم تركها و كأنه ندم على عمله و تسمر في مكانه ، فيما سارت هي ببطء إلى باب المنزل ، دخلت القاعة ، ثم سمعت صوتا يقول:
"كان وداعا قصيرا" أدارت رأسها بحدة و سرعة نحو مصدر الصوت ، فشاهدت دييغو جالسا في أحد المقاعد ، شهقت و سألته مستغربة:
"كيف حضرت إلى هنا؟".
"علمت أنك تشعرين بصداع قوي ، فاعتذرت من صاحبي الدعوة و أخذت طريقا فرعية عبر الحدائق".
"أتصور أنك غاضب جدا".
"بسبب مغادرتك الحفلة دون إبلاغي ، أم بسبب عناقك جان قبل دقيقة؟".
"للسببين على ما اعتقد".
"منحني السبب الأول عذرا جيدا لمغادرة الحفلة ، و فاجأني الثاني بمدى قلة خبرتك في الحب".
"لم تعني لي تلك القبلة شيئا".
"لا بد و أن كل قبلة تعني شيئا ما ، و اعتقد حان الوقت كي أقرن الأقوال بالأفعال ، فهناك أنواع متعددة و لكل نوع هدف مختلف".
http://www.liilas.com/vb3

مجهولة 19-08-09 03:19 PM

الفصل الثاني عشر و " الأخير"

أرتبكت ديانا و احمرت وجنتاها لم تتوقع رد فعل على هذا الشكل من دييغو ، وضع يديه برقة على ذراعيها فشعرت أن الابتعاد عنه كطفلة خائفة سيكون تصرفا سخيفا ، رفعت رأسها نحوه و انتظرت خطوته التالية:
"أولا الواجبات... كما في يوم زواجنا الأول".
"و هناك قبلات الأصدقاء" مرة ثانية بخفة و نعومة و لكنها شعرت بدفء بسيط ، لم يبد عليه أنه يتوقع أي مقاومة:
"و طبعا هناك الحنان و التمني بليلة سعيدة".
للمرة الثالثة عاود الكرة فشعرت هذه المرة بضغط خفيف فشعرت بالندم عندما تركها:
"أتصور أن التالية هي من النوع الذي استخدمه جان معك ، أي من شخص يحب ، و لكنه مضطر لعدم إظهار حبه حتى للحبيب".
أبعد يديه عن كتفيها ، و وضعهما خلف ظهرها كي يجذبها إليه ، كانت فعلا شيئا مشابها لوداع جان و لكن شعورها كان مختلفا ، ثمة مشاعر تتحرك في داخلها و لكنها لم تكن متأكدة من أنها مسرورة من هذه التطورات المفاجئة ، تركها لحظة ، فحاولت الإبتعاد لكنه أمسكها برقة و نعومة قائلا:
"لم انته... هناك نوع واحد بعد ، و من المؤكد أنك قادرة على تحمله" تلعثمت و هي تقول له:
"هذه... هذه سخافة".
"مرة واحدة لا غير... قبلة الرجل للمرأة التي يحبها".
أضعف دفء صوته أكثر دفاعاتها فلم تصدر عنها أي مقاومة عندما جذبها إليه ببطء و نعومة ، تأملت شفتيه الجذابتين ، فيما كان رأسه يقترب منها ، شعرت بلذة ممتعة و وجدت نفسها تتصرف تلقائيا للمرة الأولى ضمها بقوة أكبر إليه ، حاولت أن تتذكر أن عليها عدم التجاوب لم ينفر جسمها منه ، ارتفعت يداها رغما عنها و أمسكتا بعنقه ، حدقت بعينيه فشاهدت نار الغرام المشتعلة بقوة ، ارتعشت و اسرعت دقات قلبها كما أحست بسرعة نبضات قلبه ، فشعرت بسعادة بالغة لأنه يتجاوب معها ، فسألته بصوت هامس غذا إنتهى فإبتسم و هز رأسه نفيا ثم قال:
"عندما يريد الرجل الحب مع إمرأة فإنه يقبلها أحيانا بهذه الطريقة".
الحب الحب ، شعرت بأن قلبها يصرخ بحبه ، تمتمت اسمه بمحبة و حنان و دفنت رأسها بسترته خجلا و حياء من تجاوبها الضعيف و السريع مع قبلاته و لمساته قالت:
"لا... ليس هكذا".
"ما رأيك... إذن بهكذا؟".
"و هكذا...".
"و هكذا...".
"و هكذا...".
"إنك تتعلمين بسرعة" أمسك بشعرها و احنى راسها إلى الوراء كي تنظر إليه ، تنهد بقوة عندما شاهد نظرات الحب و الوله في عينيها و قال:
"لا تنظري إلى أي رجل بهذه الطريقة".
ثم أخذ يضمها بقوة و يقبلها بحرارة شرهة لكن فجأة أبعد يديه عن جسمها و توقف عن تقبيلها ، أحتجت بصوت خفيف ، فقال لها:
"لا تعرفين ماذا تفعلين يا ديانا ، أما أن نتوقف الآن قبل أن أصل إلى أشياء قد لا تحبينها بعد حين أو أن...".
ترك بقية الجملة معلقة في الهواء ، وضع القرار بين يديها ، جذبت رأسه نحوها بهدوء قاءلة:
"أعرف النتيجة".
رفعها بين ذراعيه و مشى بها نحو الدرج ، ثم تذكرت أن دييغو لم يقل لها مرة أنه يحبها ، و الحب ليس شرطا لممارسة الحب ، تسمرت في مكانها و سألته:
"و... و كريستين؟".
"ما بها؟".http://www.liilas.com/vb3
"لماذا اتصلت منذ لحظات".
"لتتأكد من أن كل شيء على ما يرام ، لم تكن لدي أي نية أو خطة لملاقاتها هذه الليلة ، أو أي ليلة أخرى".
لم تصدق ديانا هذا الكلام.
"بحق السماء ، لماذا لا تقولين شيئا؟ يمكنني أن أشرح لك الوضع على حقيقته".
"أخرج من هنا يا دييغو".
ثم قال في نفسه:
"لا لن أعترف بذلك أبدا ، هن يظهرن حبهن بسهولة أكبر و يقدمن قلوبهن للرجل ببساطة بينما الرجل لا يعرف كيف يظهر حبه ، ربما يتأثر بعواطفه كالمرأة و يتألم بسرعة مثلها".
و لكنه لم يجد مهرب من الاعتراف لها بكل ما حصل مع كارولين و كريستين و كل ما جرى من احداث بالتفاصيل.
ثم أخرج كتابا صغيرا و رماه بوجهها قائلا:
"هذا دفتر التوفير خاصتك لم أتصرف و لا بقرش واحد من أموالك لم أكن بحاجة إليها".
"أرجوك توقف ، ألا يكفي أنك سرقت قلبي تريد أيضا أن تسرق إحترامي لنفسي... إني أحبك!!!".
"تحبينني حقل؟ و جعلتني أعتقد العكس؟ كنت تعتقدين إني لم أكن أرغب إلا في ممارسة الحب معك ، أوه ، يا زوجتي الحبيبة ، كنت أريد ذلك طبعا ، و لكن لأني أحبك ، أنت هي الحبيبة التي وعدت أن أكون رقيقا معها خلال حديثي مع كارولين".
"دييغو ، أرجوك لا تتصرف معي كما تتصرف مع عشيقاتك لماذا تزوجتني؟".
"لم أكن أريد الزواج منك أبدا ، تجاوبت معك تلك الليلة في الفندق لأعرف إن كان هدفك رد إعتبارك فعلا أم الإيقاع بي ، يجب أن تتذكري إنني كنت على علم بمعاملتك القاسية لجان ، و عندما ذهبت صباح اليوم التالي لأكشف لك حقيقة مشاعري تجاهك ، شاهدتك على طبيعتك فقررت الزواج منك و ذلك لأجعلك تقعين في حبي و تتذوقين طعم الألم الذي تذقه جان بسببك لم أكن أتصور بأني سأتذوقه أنا ايضا".
لم تقاومه هذه المرة عندما ضمها إلى صدره و هي تتمتم بكلمات الحب و الهيام و لكن كلماتها اختفت في قبلاتهما الحارة و العنيفة ، فجأة إبتعد عنها قائلا:
"لا استطيع الإحتمال أكثر من ذلك".
ثم حملها بين ذراعيه و مشى بها بإتجاه الغرفة و هو ينظر إليها بوله قائلا:
"هل تذكرين يا ديانا ، اليوم الذي نمنا فيه في منزل والدتك بغرفة واحدة؟".
"و هل يمكنني أن أنسى قساوة الأرض؟".
"لقد مارست من ضبط النفس في ذاك اليوم ما لم أمارس مثله في حياتي ، خصوصا عندما كنت تحاولين إغاظتي بإطفاء النور عمدا".
ضحكت ديانا بسعادة ، أطبق بشفتيه على شفتيها و هو يصعد بها الدرجات القليلة بإتجاه غرفة النوم ، و عندما وصل إلى غرفة نومه أطلق سراح شفتيها قليلا و فتح الباب بقدمه و عندما أصبحا في الداخل اعاد إغلاقه بقدمه ، ثم قالت له:
"مهلا".
أجابها بلهفة و حب لا يوصفان:
"أحبك... أحبك يا زوجتي العنيدة و لن أتخلى عنك بعد الان و من هذه اللحظة سنصبح روحا و جسدا واحدا".
ثم غابا في سعادة أبدية لا عودة منها.
http://www.liilas.com/vb3


***********************

تمــــــــــــــ بحمد الله ــــــــــــــــــت

rana_rana 20-08-09 08:56 PM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

love song 20-08-09 11:53 PM

يعطيكم العافيه ...............

وردة الزيزفون 14-10-09 10:36 AM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

sanasama 18-10-09 02:39 PM

thaaaaaaaanks

الجبل الاخضر 06-11-09 12:07 AM

تسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسلمين

زهرة الماس 27-11-09 10:18 PM

يسلمووووووووووووووووووووووو00000000تحياتي لكي

قماري طيبة 18-12-09 09:24 AM

Thaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaanks

سفيرة الاحزان 28-04-10 02:18 PM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

ليلى العاطف 01-05-10 04:54 AM

الله يعافيكوشكرا

♥°°♥ملاك الحب♥°°♥ 01-05-10 09:44 PM


مشكلتي قمر 02-05-10 12:00 PM

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

nounoucat 09-06-10 11:24 AM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . جزاك الله الف خير

هناء grw 09-06-10 11:53 PM

السلام عليكم
أود إضافة تعليق على هذه الرواية المكتوبة لأنها منقولة غلط وذلك لأني في السابق قرأت رواية لا أتذكر جيد ا عنوانها ولكن الكلام المكتوب فيها هو نفسه واسم دييغو هو في الحقيقة زاكاري وديانا هي ليزا وكريتسن هي أخت ليزاوجان هو بول
أعتذر جدا على تعليقي لكنني متأكدة أن الرواية المكتوبة في غلط كبير للأس وسأحاول البحث عن الرواية الأصلية هي أو اسمها حتى تتأكدون بأنفسكم
http://www.liilas.com/vb3/images/smilies/party0033.gif

nonaroad 10-06-10 11:09 AM

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

الهيفاء 11-06-10 11:57 AM

رواية شيقة ومميزة، سلمت يداك وشكرا...

بحيرة الدموع 01-10-10 05:52 PM

يعطيكم العافيه ...............

hamesha 04-11-10 01:55 AM

rewayaa jamilaa jedann chokrann lakiii

بنوتهـ عسل 06-11-10 01:03 AM

يسلمووووووووووو،،

حلوة كثييييييير ،،

فجر الكون 10-11-10 07:49 PM

شكرا ويعطيك العافية

هدىgb 12-11-10 02:48 AM

وااااااااااااااو بصراحه اكثر من رائعه

يسلمووووووووووووو

فاتنة الضحى 13-11-10 12:12 PM

كتير رائعة الرواية يسلمووووووووووووووووووووووووو

فجر الكون 11-12-10 10:12 PM

يعطيك العافية ,,,,,

kit kat jeddah 11-12-10 11:38 PM

البدايه نفسها رواية الكدبه الي منزلتها اماريج بس غريبه انه نفس المقدمه

ساكنه 03-01-11 03:06 PM

:flowers2:مريسي كثير شكلهاحماااس هذي الرواية منتضرين التكملة ياعسل ودمتي لي في قلبي سكنة

Rehana 09-01-11 01:29 PM

شكرا لنقلك الرواية .. بصراحة الرواية كثير حزينة وبها مشاعر انسانية

ام الاولاد الثلاثه 10-01-11 10:22 PM

:29ps::
روايه جميلة ....شكرآآآآآآآآآ لك

ساكنه 11-02-11 10:12 AM

:dancingmonkeyff8:رواية حمااااااااااس منتظرين البقية بشووووووووووووق وتسلمين ياقمر ودمتي لي في قلبي سكنة

ندى ندى 20-09-11 07:56 PM

قراتها من قبل وعجبتني كتير شكرا على المجهود

sara00 13-10-11 12:33 AM

مشكووووووووووووووووووووووووووووورة

عذاب الماضي 17-03-13 01:03 PM

رد: المصيدة - كاترين بلير - عبير الجديدة ( كاملة )
 
رواااااااااااااااااااااية روووووووووووووووووووووووووووووعة :55:تسلم هالايادي

همس الحبيب 22-06-14 04:30 AM

رد: المصيدة - كاترين بلير - عبير الجديدة ( كاملة )
 
شكرا على المجهود الرائع

لبني سرالختم 01-06-15 11:26 PM

رد: المصيدة - كاترين بلير - عبير الجديدة ( كاملة )
 
شكررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررا

لبني سرالختم 02-06-15 12:52 PM

رد: المصيدة - كاترين بلير - عبير الجديدة ( كاملة )
 
رائعه وجميله

غاالية 06-06-15 08:26 PM

رد: المصيدة - كاترين بلير - عبير الجديدة ( كاملة )
 
سسخخخخخييييفففففههههههه

فوزا 13-05-16 02:20 PM

يعطيكم العافية

فرحــــــــــة 27-05-16 06:17 PM

رد: المصيدة - كاترين بلير - عبير الجديدة ( كاملة )
 
قصة رائعة
لك كل الشكر والتقدير على النقل المتميز
دمتى بكل الخير
فيض ودى


الساعة الآن 06:04 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية