منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   الارشيف (https://www.liilas.com/vb3/f183/)
-   -   517-زواج متسرع - ليز فيلدينغ ( قلوب عبير ) دار النحاس (كاملة) (https://www.liilas.com/vb3/t115298.html)

جوووجووو 22-07-09 04:40 AM

517-زواج متسرع - ليز فيلدينغ ( قلوب عبير ) دار النحاس (كاملة)
 
السلام عليكم

حبيت أشارك الأخوات العزيزات الكتابة بدل القراءة فقط
وهي أول مشاركة لي


راح اقدم لكم رواية

"زواج متسرع"
للكاتبة ليز فيلدنغ

العنوان الأصلي للرواية
INSTANT FIRE



رواية أكثر من رائعة وراح تعجبكم
وهي من روايات قلوب عبير القديمة


بحثت عنها في هذا القسم وقسم الروايات المصورة مالقيتها
أرجو إنها ما تكون مكررة. لو كانت مكررة قولوا لي :flowers2:




ملخص الرواية:

قالت "ولكن الناس لا يتزوجون بداف الإعجاب!"
أجابها: حقا؟ وماذا غير ذلك يدفعهم إلى الزواج؟
ابتسم وتابع قائلا: إنني أريدك يا جو وعندما رأيتك مع بيتر لويد هذا النهار شعرت بمدى إنجذابي نحوك.
قالت معترضة: هذه سخافة.
قال بلطف: أقنعيني إذن.http://www.liilas.com/vb3



كتابة الرواية مجهود لا أحلل لأحد نقلها دون ذكر ليلاس المصدر

جوووجووو 22-07-09 07:35 AM

الفصل الأول

تصاعد رنين جرس الباب ملحا. تململت جوانا في سريرها متذمرة فقد كانت صممت على أن تمضي صبيحة هذا اليوم السبت متكاسلة في فراشها حيث أنها كانت أول عطلة تأخذها منذ أسابيع وما لبثت أن تناولت رداءها المنزلي كي تضعه على جسمها وهي تصرخ قائلة: ها أنا قادمة!
ابتسم ساعي البريد عندما فتحت الباب وهو يقول: أنا آسف لإزعاجك آنسة غرانت ولكن هناك رسالة مستعجلة تحتاج إلى إمضائك.
أخذت جو منه الرسالة بعد أن وقعت بإمضائها, ابتسم الساعي مرة أخرى وهو يقول: شكرا يمكنك الآن أن تعودي إلى فراشك. نظرت إلى مبتعدا ثم عادت تنظر إلى المغلف السميك في يدها لابد أن ثمة شيئا هاما في داخله, وفتحته لتخرج منه ورقة واحدة قرأتها بسرعة ثم قطبت حاجبيها, كانت الرسالة من مكتب شركة محامين يقدم عرضا مغريا لشراء العدد الكبير من الأسهم التي ورثتها عن أبيها.
أعادت قراءة الرسالة للمرة الثانية لم يكن ثمة اسم الشاري وإنما "وصلنا عرض من شخص بأن .." وهذا كل شيء هزت جو كتفيها ثم ألقت بالرسالة بعيدا لكي ترد عليها فيما بعد. إن شخصية الشاري لا تهمها لأن أسهمها من شركة ريدموند للبناء ليست للبيع.

"أنت يا فتى!"
ألقت جو نظرة ساخطة من فوق السقالة. إنه أحمق آخر قصير النظر يظنها فتى لأنها تقف إلى ناحية البناء. ولكنها مع هذا أخذت تتفحص باهتمام ذلك الرجل الذي كان واقفا في الساحة وبالرغم من بعد المسافة فقد استطاعت أن ترى أنه طويل القامة يرتدي بذلة من التوبيد جميلة التفصيل. كان يبدو على وجه العموم أنيقا لا تشوبه شائبة.

رفع يده يقي عينيه من أشعة الشمس وهو يصرخ مجيبا : أريد السيد جو غرانت هل هو عندك هناك؟. منتدى ليلاس
ردت عليه قائلة: ها أنا نازلة إليك.
وهبطت الدرجات مسرعة لتستدير إلى حيث واجهت الرجل الغريب ذاك وكانت على صواب بالنسبة إلى طوله, إذ وجدته يفوقها طولا بحيث أنها وهي التي يقارب طولها المئة والسبعين سنتيمترا وجدت نفسها ترفع رأسها لتنظر إلى وجه لوحته الشمس لرجل تستدعي شخصيته الاهتمام, ذي عينين زرقاوين تتألقان بالحيوية وتتناقضان مع شعر أسود مجعد لم يكن يبدو عليه القابلية للخضوع لأية قصة أو تسريحة مهما بلغت مهارة الحلاق. وأخذت عيناه الزرقاوان تحدقان فيها بحيرة وكأنه شعر أن ثمة خطأ في مفهومه نحوها, لا يدري ما هو بالضبط..http://www.liilas.com/vb3


اهتز اعتدادها وثقتها بنفسها وأخيرا جاء صوتها الذي كان حادا لدرجة صعقت لها وهي تقول: حسنا؟
بدت على جبينه تقطيبة بسيطة وقال برقة نفذت إلى أعماق نفسها: اسمي تاكيراي وأريد أن أرى جو غرانت, لقد أخبرتني فتاة في المكتب أنه يعمل هنا.
وضعت جو يديها في جيبي سروالها بحركة صبيانية دون وعي منها ثم مشت مبتعدة عنه وهي تناديه من فوق كتفها قائلة : يمكن أن تتفضل إلى هذا المكتب يا سيد تاكيراي.
أجاب متباطئا في اللحاق بها: لقد سبق وذهبت إلى ذلك المكتب ولكنه لم يكن هناك. قالت جو وهي تفتح باب المكتب ثم تنتظره: لا بأس سيكون هنا.
ثم دخلت المكتب بينما هز كتفيه وتبعها. خلعت قبعتها الخشنة وقد داخلها سرور الظفر وهي تسمع هتاف الدهشة من ذلك الرجل لدى رؤيته لشعرها الكث الكستنائي الفاتح وهو يتناثر حول وجهها ثم استدارت تواجهه قائلة: إنني جو غرانت يا سيد تاكيراي والآن ما الذي تريده بالضبط؟
بدت في عينيه ابتسامة وهو يعترف بغلطته قائلا: ثمة أمور كثيرة في فكري, ربما تتقبلين اعتذاري المتواضع؟
أجابت: ربما. ولكنها كانت تشعر بإظهار التهذيب الهادئ.
سألها: هل يحدث عادة مثل هذا الخطأ؟
أجابت: كثيرا جدا ليس ثمة سبب لتظن في نفسك الغباء!
قال: أوه إنني لا أشعر بذلك حتى أجمل امرأة قد تبدو كالرجل إن هي ارتدت مثل هذه القبعة والجاكيت.
لم يفتها تهكمه المبطن وهو يلمح إلى أنها ما دامت غير جميلة جدا فمن المنطقي أن يخطئ هو بهذا الشكل.
قالت له: ربما من الأفضل أن تدخل في الموضوع يا سيد تاكيراي.
سألها: أي موضوع يا آنسة غرانت؟
أجابت: لقد كنت تبحث عني وها أنك وجدتني الآن.
تلاشت الابتسامة عن وجهه واتخذت ملامحه سمت الجد وهو يقول: آه تعنين ذلك الموضوع حسنا الموضوع يا آنسة جو غرانت أنني جئت لأدعو صاحب هذا الاسم إلى الغداء ما قولك؟" قطبت جو جبينها بدهشة وهي تقول: الغداء؟" ولماذا تريد دعوتي إلى الغداء؟
نظر إلها وقد ازداد التصميم في عينيه وسألها: وهل تدهشك مثل هذه الدعوة؟" كان ثمة هالة من الجاذبية تحيط به وأدركت هي بشيء من الإثارة أنه يعبث معها.
أجابت: إنك تدهشني طبعا لأنك لا تعرفني.
قال: هذا صحيح وإنني أعترف أن جو غرانت الذي أبحث عنه هو رجل ملتح ضخم الجسم في الخمسين من عمره ولكنني سعيد جدا بأن تكوني ممثلة له.
فجأة جلست جو وهي تقول: إنني لست ممثلة له, بل أنا أقرب الناس إليه ذلك أن أبي قد توفي.
بانت في صوته صدمة وهو يقول: هل توفي جو؟ ولكنه لم يكن كبير السن!
وبدا عليه الأسى بشكل واضح وهو ينظر من النافذة لبرهة ثم ما لبث أن نظر إليها وكأنه رآها لتوه ثم سألها: هل أنت ابنة جو؟ صاحبة تلك الصورة الموضوعة على مكتبه؟ ولكنك كنت تضعين نظارة طبية؟!
تذكرت جو تلك الصورة المفزعة التي يحيط بها إطار قديم والتي كانت مدفونة تقريبا في الفوضى التي كان غارقا فيها مكتب أبيها. وقالت: نعم لقد كنت أضع نظارة مسكين أبي لقد كنت عادة أتجنب أن تؤخذ لي أي صورة فوتوغرافية ولكن لم يكن ثمة مهرب من أن تؤخذ لي صورة في المدرسة واضطرت أمي إلى شرائها , لم تضعها بقرب صورة شقيقتي.
قال: أحقا؟ ولماذا كان ذلك؟
هزت كتفيها قائلة: إن لشقيقتي هيثر شعرا أجعدا وأسنانا منتظمة وجميلة وعيني سليمتي النظر ولكن أبي أشفق علي ووضع صورتي على مكتبه.
نظر إليها بعيني تنطقان بالثقة بالنفس ثم سألها: أنا متأكد من أنك تسلمين هذه الأيام لأختك صلاحية استخدام أموالها آنسة غرانت؟
ابتسمت بهدوء وهي تقول: أخشى ألا يكون الأمر كذلك يا سيد تاكيراي ذلك أن هيثر ما زالت تمثل الجمال في الأسرة بينما علي أنا أن أتعامل مع العقل.
قال: مسكينة أنت !
تصلب جسدها وهي تقول على الفور: إنني لا أريد شفقة من أحد سيد تاكيراي. وما لبثت أن تضجر وجهها غضبا إذ انتبهت إلى تسرعها الغبي وهي ترى الضحك في عينيه . إن هذا الرجل لن يتدخل في حياتها محطما الحواجز التي تقيمها حولها كثمن لقبولها في عالم الرجال.
قال: إنك في حاجة إلى تقوية تقديرك لنفسك وأرجو أن لا يسيئك قولي هذا. ولكنني أوافق معك أنك لست في حاجة إلى شفقة مني أو من غيري." وقبل أن تجيبه كان هو قد غير الموضوع قائلا: لقد قال جو عند ذاك أنك ستتابعين عمله وقد ظننته في ذلك الحين يمزح.
قالت: هذا صحيح يا سيد تاكيراي وعندما أدرك غلطته كان الأوان قد فات لكي يفعل أي شيء بذلك الشأن.
سألها: وهل حاول ذلك؟
أجابت وهي تتذكر الزهو الذي ساد ملامح أبيها يوم تخرجت من الجامعة: لم يحاول بشكل كاف." بان عليه التفكير وهو يقول: فهمت."
كانت تظن أنه بعد أن اكتشف أن مهمته فاشلة لابد سيستأذن خارجا. ولكنه بدلا من ذلك قال: إنني شديد الأسف لما سمعته عن موت جويا آنسة غرانت ما الذي حدث؟" وكان يبدو على وجهه الاهتمام البالغ مما جدد آلامها وبعث غصة في حلقها وأخذت تحدق في البرنامج الموضوع على مكتبها إلى أن استطاعت أن تتمالك دموعها فلا تنهمر.
عادت جو من ذكرياتها لتنظر إله قائلة: لقد كان في سيارته عندما أصابته ذبحة قلبية قبل ثلاث سنوات.."
قال: إنني آسف. إنني لم أعلم بذلك إذ كنت في الخارج أعمل في كندا وعندما ابتدأت أجدد العهد بمعارفي القدماء اتصلت هاتفيا بمكتب ريدموند سائلا عن أبيك فأجابوني ..." قاطعته قائلة: لا بأس إنها غلطة بسيطة وهي تحدث دوما لقد تعودت على ذلك. " ومدت يدها إليه مصافحة بابتسامة شابها أسى خفيف: جوانا غرانت"
كانت قبضته قوية, قبضة رجل جدير بالثقة , قدم نفسه قائلا: كلايتون تاكيراي"
قالت: حسنا إني آسفة إذ جاءت رحلتك إلينا خائبة يا سيد تاكيراي.
قال وقد بان العزم في عينيه: إنها لم تكن خائبة" نظر في عينيها فأسرعت تشيح بناظريها عنه بعيدا وهي تقول: ليس في إمكاني أن أكون بديلا كاملا من أبي"
قال: لقد كنت أحب أباك وأعجب به يا جوانا ولكنني أظن أن الغداء معك سيكون ممتعا خصوصا إن استغنيت عن حمالات السروال!"
قالت معترضة: ليس عليك أن تدعوني فلا تكن أحمق , لا ينبغي علي ..." سألها: لم لا؟
أجابت: لأن .." وسكتت لم يكن هناك أي سبب في الحقيقة عدا عن أنها تبالغ في سبيل الاحتفاظ بسكينتها النفسية.
ابتسم وكأن في استطاعته أن ينهي المعركة التي تدور في أعماقها وقال: أرغمي نفسك على ذلك يا جوانا.
قالت: إنني أشكرك" وهكذا وجدت نفسها تقبل الدعوة دون أن تفهم تماما السبب في ذلك غير مدركة أنه رجل لا يقبل كلمة لا جوابا.
قال: إن هذا من دواعي سروري وقد حجزت مائدة في مطعم جورج في طريقي إلى هنا. فقد كنت مصمما على دعوة أبيك.
قالت مازحة وهي تميل برأسها جانبا: حقا؟ من الأفضل إذا أن أغير حذا العمل هذا ولكن ليس عليك أن تكلف نفسك يا سيد تاكيراي فما أنا إلا مهندسة هنا وعادة أتناول سندويشا وقت الغداء." أشرق وجهه ضاحكا للتغضن زوايا عينيه وفمه وهو يقول: إنني لست باحثا عن عمل يا جوانا كما أن أصدقائي يدعونني كلاي. سأنتظرك في السيارة بينما تقومين بإصلاح شأنك كما تريدين." خلعت حذاء العمل من قدميها لتضع بدلا منه حذاء ذا كعب عال. ومررت على سروالها الرمادي الفرشاة وهي تتمنى لو أن لديها تنورة في المكتب لترتديها بدلا منه. لقد فضلت عند شراء تنورتها الصوفية الناعمة العاجية اللون أن تضمن فيها الراحة أكثر من الزي الذي ترتديه. ولكن كنزتها كانت جميلة على الأقل. يمتزج فيها اللونان الوردي والأبيض والتي كانت هدية من أختها الكبرى هيثر التي كانت تدير متجرا للأزياء والتي كانت تحرص على إضافة لمسات أنثوية إلى خزانة أختها جو التي لم تكن تحوي سوى ثياب العمل الخشنة. وأزاحت جانبا التقويم السنوي الذي يغطي المرآة التي كانت قد تخلت عنها في عالم الرجال هذا الذي تعيش فيه ثم ألقت على نفسها نظرة معترضة. قالت تحدث نفسها بحزم وهي تهز كتفيها: لا تخدعي نفسك يا جو فهو لم يدعك للغداء إلا لأنه يعرف أباك فلا تدعي الأفكار الحمقاء تراودك" ومطت شفتيها ساخرة من نفسها ولكن لابد أن هيثر كانت ستشعر بالسرور وهي ترى أختها تطيل وقوفها أمام المرآة تصلح من شعرها وزينتها..http://www.liilas.com/vb3



جوووجووو 22-07-09 07:37 AM

فتح لها كلاي باب السيارة حيث اطمأن إلى راحتها قبل أن يتخذ مقعد القيادة ولاحظت هي الأعين التي تراقبها باهتمام من مختلف الأنحاء وعرفت أنها ستكون عرضة للألسن لأيام عديدة بعد ذلك من قبل زملائها الرجال الذين يعملون معها على السقالات إذ يمدون أيديهم لمساعدتها بأدب مبالغ فيه.
قال: الأمر نفسه كان سيحدث من قبل زملاء العمل لو كنت أنت رجلا اصطحبتك فتاة وربما أسوأ"
ضحكت هي قائلة: هل تحصل معيشتك من وراء قراءة الأفكار؟!" أجاب: كلا ولكنني كنت مهندس بناء أيضا"
قالت وهي ترمقه بنظرة جانبية من تحت أهدابها الكثيفة: أحقا؟ هذا صحيح" فقد كانت تعمل مع أبيها في البناء أثناء عطل الصيف الطويلة من الجامعة وكانت تعرف طريقته في العمل فقد كان يستغل أقل خطأ ليجعل من مقترفه موضع سخرية وهزء. وكانت تكره هذا الأسلوب ولكن هذا خشن من شخصيتها . هدرت سيارة الأوستن بخفة وهو يتوجه بها نحو الشارع الرئيسي, قالت جو: إنها سيارة جميلة" أجاب: نعم كانت لأبي, إنه لم يستعملها كثيرا مؤخرا ولكنه لم يقبل أن يبيعني إياها إلا بعد أن تأكد من أن عمري كاف لأجعله يثق بي" سألته: وكم عمرك؟ أجاب: ثلاثة وثلاثون. ما رأيك؟ لقد أراد العجوز أن ينتظر عاما آخر ذلك أنه لم يمتلك سيارته الأوستن الأولى إلا في الخامسة والثلاثين ولكنني أرغمته على تسليمي إياها بعد أن هددته بشراء سيارة بي. إم. دبليو."
دخل في هذه الأثناء موقف سيارات مطعم جورج. حدق فيها كلاي لحظة ثم قال "معك حق طبعا, فهذا مجرد غداء فقط ولكنني سأعطيك فكرة عن موضوع العشاء"
قبل أن تستطيع استجماع أفكارها كان قد فتح باب السيارة لها ولم ينطقا بكلمة وهو يقودها إلى داخل المطعم وبنظرة من كلاي إلى النادل سارع هذا يقودهما إلى مائدة بجانب نافذة تطل على النهر.
بقيت تحدق من النافذة إلى ذلك المنظر أو أي شيء يجعلها تتجنب النظر في ذلك الوجه المقابل لها . لقد أمضت حياتها العملية مع الرجال وكان من النادر أن يعوزها الأمر إلى كلمة واحدة معهم ولكنها لا تجد الآن شيئا لتقوله. لكن مشكلة كهذه لم تكن تضايق كلاي الذي قال: دعيني أحاول أن أقرأ أفكارك مرة أخرى" واتسعت عينا جو الرماديتان . لم تكن الأفكار التي تعتمل في ذهنها من النوع الذي تحب أن يقرأه.
سألها ببشاة: البط؟
قالت في محاولة لتلطيف الجو: هل هذا يعود إلى التدريب أم إلى قوة الملاحظة؟"
أجاب مشيرا إلى الطيور في النهر: قوة الملاحظة. بدا لي إعجابك بها فتساءلت عما إذا كنت تودين واحدا منها لغدائك"
وناولها قائمة الطعام متابعا قوله: أو ربما تريدين إلقاء نظرة على أنواع الطعام هنا" عندما عاد النادل إليهما كانت قد اختارت ما تريد بهدوء. سألها: أتريدين أن تشربي شيئا؟" عصير الأناناس من فضلك" وأدلى كلاي بطلبه إلى النادل طالبا مياها معدنية لنفسه.
سألته: لقد قلت إنك قادم لتوك من كندا؟ ماذا كنت تعمل هناك؟" كانت تحاول أن تجعل جو الحديث طبيعيا.
أجاب: كنت أعمل. لقد كانت أمي كندية – فرنسية وعندما توفيت أدركت أنني لا أعرف عنها وعن وطنها سوى القليل فأردت أن أتعرف إلى كل ذلك.
عادت تسأله: هل أنت في عطلة الآن؟" تردد برهة قبل أن يقول: لبس تماما, ولكنني أبحث عن أصدقائي القدامى وعندما قالت موظفة الاستقبال في شركة ريدموند أن جو كان يعمل هنا كان من السهل علي أن أجرب حظي في أن أجده حيث يقوم البناء نظرا لقربه من منزله. لقد اشتريت كوخا على ضفاف النهر في ناحية كاملي عندما كنت هناك في عطلة الأعياد."
حسنا هذا شأنه هو فما الذي دعاها لأن تثرثر فرحة كالأطفال قائلة: إنني أعشق تلك الناحية كاملي, فهي ما زالت تمثل جمال الطبيعة الفطري الذي لم يلحقه التشويه."
قال دون أن يلحظ ما أصابها من إثارة: نعم ولهذا السبب اشتريته وقد تبدو هذه حماقة إذ أن مكتبي في لندن وكان يناسبني أكثر لو اشتريت شقة هناك ولكنني لم أستطع مقاومة جمال ذلك الكوخ , إنه قديم وفي حاجة إلى اصلاحات كثيرة ولكنني أظن ذلك جزء من روعته , لقد انتهى ترميمه الآن وهو صالح للسكن ولكنني ما زلت مخيما بجانبه حاليا."
سألته: إذا فأنت لن تعود إلى كندا؟" أجاب: ليس في المستقبل المنظور على الأقل" لحظها بنظرة ثاقبة وهو يسألها هازئا: هل سرك هذا؟" أنقذها مجيء النادل بالطعام من الارتباك في الجواب ونظرت إلى سمك السلمون الذي وضعه أمامها وقد شعرت بالاشمئزاز من لونه الوردي نفس اللون الذي كان يصبغ جبينها.
قال وهو يقدم الطبق: سلمون؟ إنني مسرور جدا به"" نظرت إليه لتكتشف أنه لم يكن يسخر منها كما ظنت وأن ابتسامته كانت للطعام.
ازدردت ريقها وهي تتناول منه الطبق سائلة: هل عملت مع أبي مدة طويلة؟" أجاب: كان أول مدير مشاريع أعمل معه, التحقت بشركة ريدموند عقب تخرجي من الجامعة ووضعت تحت إمرته في العمل وكنت بذلك محظوظا جدا لا بد أنك تفتقدينه كثيرا." قالت: نعم إنني أفتقده لقد كنت أريده لكي.." وسكتت إذ كان ما تعنيه شأنا خاصا لا تحب أن تشارك فيه أحد أو تتحدث فيه علنا. أحس بأنه دخل خطأ , منطقة خطرة من مشاعرها فغير الموضوع حيث أخذ يصف حياته في كندا والبلاد نفسها حتى بدأت أخيرا تسترخي في مكانها.
عندما قدمت القهوة اتكأ في مجلسه إلى الخلف وأخذ ينظر إليها جادا وهو يسألها: ما هي خطتك المهنية للمستقبل؟ يا جوانا؟ إنك طبعا لن تبقي في البناء" أجابت بزهو: إنني أول امرأة استخدمتها شركة ريدموند كمهندسة بناء وقد قررت أن أكون أول امرأة يستخدمونها مديرة للمشاريع"
إذا كان قد شعر بالدهشة لجوابها هذا فإنه استطاع إخفاءها ولكن سؤاله التالي أوضح تفهما منه لما يمكن أن ينطوي تحت هذا القرار من مشكلات إذ قال: أتظنين أن هذا العمل يترك مكانا لحياة خاصة بك؟" أقرت قائلة: ليس كثيرا" عاد يسألها: ولكن ماذا بالنسبة إلى الزواج وإنشاء أسرة؟" أجابت: إن الرجال يستطيعون القيام بالأمرين في الوقت ذاته" لم تكن غريبة مثل هذه المناقشات فقد اعتادت شقيقتها الكبرى دوما أن تحاول إقناعها بأن تتخذ مهنة تقليدية حتى أنها عرضت مرة أن تسجل هذه المناقشات على آلة تسجيل كي تستمع إليها ولو مرة واحدة يوميا وذلك تجنبا لها للمضايقة, ولكن عبثا فمنذ وقت طويل توقفت هيثر عن محاولة تغيير أطباع شقيقتها وتكتفي حاليا بأن تثابر على تقديم الثياب الجميلة لها من متجرها لكي تحسن من مظهرها.
أجاب كلاي: هذا صحيح ولكن الرجال لا يحبلون وصعود السلالم ونزولها طيلة النهار بالنسبة إلى امرأة حامل يسبب مشكلات لها ألا تظنين هذا؟" لكن لما كانت جو غير مصممة على الزواج في المستقبل المنظور فقد تجاهلت السؤال وألقت نظرة إلى ساعتها قائلة: يجب أن أعود فقد تأخرت" نظر إليها كلاي لحظة مفكرا ولكنه لم يتابع الموضوع بل بالعكس, أشار إلى النادل طالبا قائمة الحساب ثم سألها: وبالنسبة إلى العشاء أين سأوافيك بالسيارة؟" حملتها دهشتها لرغبته في أن يراها مرة أخرى على أن تطلق ضحكة حائرة وهي تقول: ليس ثمة حاجة لذلك يا كلاي لقد كان لطفا منك أن تدعوني مرة إلى الغداء." مال إلى الأمام قائلا:إنني لم أحضرك إلى هنا لأكون لطيفا إنني أرغب في رفقتك يا جو غرانت لقد كنت أنت من اشترط ذلك في البداية طبعا, ربما غيرت رأيك"
" لكنني لم ..." وأحجمت جوانا عن إنكارها وهي تقف, لقد كان حوارا سخيفا ولم يكن في نيتها الاستمرار فيه , ونهض كلاي بدوره بينما ابتسمت هي قائلة وهي تمد يدها إليه برزانة قائلة: لا أريد أن أستعجلك وأشكرك على هذا الغداء. لن أزعجك في توصيلي إذ يمكنني أن أستقل سيارة أجرة إلى عملي." هز يدها صامتا بينما اجتازت هي قاعة الطعام قاصدة مكتب الاستقبال لتستعمل الهاتف, وأخذت تفتش في حقيبتها بضيق , وكان هو مستندا إلى الجدار يراقبها فقال: أيمكنني أن أقدم إليك بعض القطع النقدية الصغيرة؟" قالت ببرود: كلا شكرا" ولكن لما لم تجد شيئا منها في حقيبتها غيرت رأيها فقالت بحدة: نعم" قال برقة وهو يقدم حفنة من قطع النقد الفضية : لن تصل أية سيارة قبل عشر دقائق لماذا تعارضين أن أوصلك بسيارتي؟" رفضت أن تبادله نظراته وهي تختار قطعة العشرة بنسات ثم طلبت بغضب رقم مركز التاكسي في الهاتف. كان الهاتف يرن في أذنها "مركز التاكسي أية خدمة؟" قالت جو متجاهلة الرجل الواقف إلى جانبها: أريد سيارة إلى مطعم جورج بأسرع وقت ممكن" قالت الفتاة: إننا مشغولون قليلا الآن ولا يمكننا تأمين ذلك قبل عشرين دقيقة"
هتفت هي: عشرون دقيقة !
تناول كلاي السماعة من يدها وقال " لا ضرورة لذلك شكرا"
ثم وضع السماعة قائلا لها: لا يمكنني أن أجعلك تتأخرين عن العمل خاصة بالنسبة إلى وقتك في مواعيدك. وأعدك بأن تكوني آمنة معي فلا تخافي"
قبل أن تقول شيئا كان قد فتح الباب مسرعا بها نحو السيارة , جلست جو على المقعد الجلدي وهي تشعر بصعوبة في تنفسها, كانت دوما متمالكة الأعصاب في العمل ماعدا أثناء زيارة مدير المشاريع. ولكنها لا تدري لماذا فقدت سيطرتها على أعصابها عندما دخل كلاي تاكيراي مكتبها. إن كلمة "آمنة" غير صحيحة أبدا صحيحة أبدا ذلك أنه كان رجلا مزعجا لدرجة خطيرة.
لم يدر بينهما أي حديث وهما يخترقان الطريق الريفي شعرت جو بالارتياح أخيرا وهي ترى أعمال البناء تلوح لها من بعيد ودخل كلاي إلى الساحة ثم توقف.
كان كلاي يهز رأسه وهو يميل ليفتح لها باب السيارة وبقيت هي لحظة دون حراك وقد ساورها الارتباك تماما وقال: حسنا هل ستبقين جالسة هنا طيلة بعد الظهر؟ كنت أظنك في عجلة من أمرك"
أجابت وهي تحاول جمع شتات نفسها: نعم أشكرك مرة أخرى على الغداء"
ترجلت من السيارة ثم أسرعت باتجاه مكتبها رافضة أن تستلم للدافع الذي كان يغريها بالنظر إلى الخلف.
لم يتصل هاتفيا بها إلا يوم الخميس وكان قد مضى أسبوع بكامله . عندما سمعت صوته الخفيض يقول" جوانا"
قالت بمثل لهجته" كلاي"
قال لها: كيف حالك يا جوانا؟ " وأمكنها أن تتصور اللحظة الفكهة في عينيه تلك.
أجابت هي " إنني بخير شكرا , وأنت؟ هل تستمتع بإجازتك؟"
أجاب: ليس كثيرا فقد كنت في ميدلاند طيلة الأسبوع في عمل ولكن يمكنك أن تنسيني مشقة كل ذلك , إنني أدعوك إلى العشاء الليلة"
قالت متجنبة الرد" لماذا أنا؟" لم تكن تريد أن تظهر شوقها البالغ لهذه الدعوة.
ضحك قائلا" هل ستأتين؟"
دار صراع في نفسها بين عقلها ورغبتها للتغلب الرغبة أخيرا بقولها" بكل سرور"



نهـــاية الفصل الأول

المحروسه 23-07-09 05:29 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية . جزاك الله الف خير بارك الله فيك ورحم الله والديك, يعطيك الف عافيه

جوووجووو 23-07-09 02:13 PM

أهلا المحروسة
الله يعافيك
شكرا لك

جوووجووو 23-07-09 02:18 PM

الفصل الثاني
كان الوقت متأخرا عندما أوقفت جو سيارتها وراء المنزل القديم قرب سوق المدينة وود هيرست, دخلت إلى الشقة الواقعة في الطابق الأول والتي استأجرتها أثناء مدة العمل ثم ألقن بمشترياتها على مائدة المطبخ.
لم تضيع وقتا طويلا في الحمام ثم جففت بسرعة شعرها الكثيف الأشقر الغامق ذا التموجات الفاتحة لكثرة بقائها خارج المنزل. لقد سبق وتساءلت فيما مضى كيف تبدو إن جعدت شعرها مثلما تفعل شقيقتها ولكن ما لبثت أن اقتنعت أن هذه الأشياء ليست لها فقد كان أنفها بارزا قليلا وفمها أكبر مما ينبغي وقد أخبرها الحلاق بلطف وكانت في الرابعة عشرة من عمرها حين جاءت إليه ليصلح النتيجة الفظيعة لمحاولة أختها هيثر أن تجعد لها شعرها في المنزل.بأن تجعيد الشعر هو فقط لتلك الفتيات اللاتي ليس في ملامحهن صفات مميزة ولكنها لم تصدقه عند ذاك. ولكنها الآن تطلب طرازا لشعرها هو أكثر من مجرد قصة كل ثلاثة أسابيع لتحتفظ بمظهره الحسن.
عندما رضيت عن مظهر شعرها أمضت وقتا أطول من المعتاد في صبغ أظافرها بلون وردي فاتح, ذلك أنها قررت أن تكون هذه الليلة جوانا غرانت! أما جو مهندسة البناء فيمكنها أن تتوارى هذه الليلة.
كانت ملابس المساء عندها قليلة ولكنها لم تتردد طويلا فارتدت تنورة واسعة من الجورجيت ذات لون رمادي فاتح فوقها بلوزة بكمين طويلين وألوان رمادية ووردية مع لمسات فضية. ووضعت في أذنيها قرطين ورديين بأسلاك فضية ثم تأملت نفسها راضية عن مظهرها. وفكرت بشيء من التسلية ربما تصادف بعض زملائها هذه الليلة وسيكون من الصعب عليهم تمييزها بهذا المظهر الجديد عليهم.
انتعلت حذاء رماديا منخفض الكعب وكانت تدور حول نفسها أمام المرآة عندما تصاعد رنين جرس الباب. وقفت لحظة وقد شعرت بالضعف وعدم الثقة بنفسها ثم خوفا من أن يسأم من الانتظار أسرعت تفتح الباب.
كان كلاي بقامته الفارعة ومظهره البالغ الأناقة في سترته السوداء متكئا إلى حاجز السلم ينظر إلى مقدمة حذائه, وارتفعت عيناه عندا فتح الباب وابتسم, محدقا في تلك الفتاة الواقفة عند الباب.
سألته جو أخيرا تخترق الصمت: هل هذه الأزهار لأجلي؟" انحدرت أنظاره إلى أزهار وردية وكأنه لا يستطيع التذكر من أين أتى بها, ثم عاد ينظر إليها وقال: أظن أنها لأجلك" قالت: أدخل سأضعها في الماء, أتريد أن تشرب شيئا؟"
تبعها إلى المطبخ وهو يقول: كلا شكرا " وأخذ يراقبها وهي تضع الأزهار في وعاء عميق مملوء بالماء. استدارت إليه تقول: ما أجملها من أزهار! شكرا يا كلاي."
تقدم نحوها خطوة وهو يقول: هذه أنت الآن يا جوانا ولن يخطئ أحد أبدا فيظنك فتى هذه الليلة" ثم ابتعد عنها قائلا: حسنا , فلنخرج"
"إلى أين نحن ذاهبان؟"
"إلى مكان صغير أعرفه قرب النهر" كان وصفه هذا يقلل من شأن ذلك المطعم الجميل المطل على النهر وأخبرته برأيها هذا عندما جلسا هناك . قال وقد بدا عليه الذهول: ظننت أنه ربما يعجبك الحضور إلى هنا"
قالت: إنه رائع الجمال"
استدار ينظر إليها قائلا: نعم إنه كذلك"
جاءهما صوت النادل يقول " هل تتفضلان بالحضور إلى مائدتكما يا سيدي؟"
أعاد هذا الصوت كلاي إلى واقعه فاجتاز وجوانا قاعة المطعم جاعلين رؤوسا عديدة تستدير لتنظر إليهما. كانت جوانا في العادة تضطر إلى إخفاء طولها حين تسير مع رجل ما فهي لا تنتعل مطلقا كعبا عاليا, وكان عليها على الأقل أن تتراخى في وقفتها, حسب قول أبيها. والآن وهي بجانب قوام كلاي القوي حيث قمة رأسها تصل إلى أذنه كانت تمد قامتها بحرية شاعرة بالسرور لإدراكها أنها محسودة من نصف الحاضرات إن لم يكن أكثر.
فيما بعد لم تستطع أن تتذكر حتى نوع الطعام الذي تناولته ولا الحديث الذي تبادلاه , كل ما تذكره هو حديثه عن شيء يتعلق بدائرة استشارية بدأها في كندا وخطته لتوسيعها إلى بريطانيا ثم وجه كلاي في ضوء الشموع تحديق عينيه بعينيها ثم كلماته وهو يقول: فلنذهب"
جلست في مقعدها في السيارة متكورة إلى جانبه وكأنها تعرفه منذ سنين ولم تفكر في المكان الذي كانا ذاهبان إليه ولم تهتم ما دام هو معها. وتوقفت السيارة ورفعت رأسها متسائلة: أين نحن؟"
"أنت في منزلك يا سيدتي الجميلة, أين تتوقعين أن تكوني إذن؟"
أخفى الظلام احمرار وجهها ثم دعته أن يساعدها في الترجل من السيارة :"سأوصلك إلى الباب"
في أعلى السلم استدارت إليه تسأله:"أتريد فنجانا من القهوة؟"
قال: أظن يكفيني الإزعاج الذي سألاقيه أثناء النوم يا جو"
"يجب أن أذهب"
قال: لا تجعلي الأمر صعبا علي" رفعت ناظريها إليه لكنه بدا شارد الذهن بعيدا عنها وفتشت في حقيبتها عن مفتاحها ليأخذه ويفتح الباب.
سألها: هل يمكنني رؤيتك غدا؟"
رفع يده قائلا باختصار: سآتي عند الساعة السابعة" ثم ذهب دون أن يلتفت إلى الوراء.
تساءلت جو وهي تقف تحت الدش عما كانت تفكر فيه بالضبط قبل ظهور كلاي تاكيراي في حياتها ما دام ظهوره منذ أسبوع.
قطع هذه الأفكار قرع جرس الباب فوضعت على جسدها معطف الحمام ثم خرجت لترى القادم. توجهت إلى الباب تفتحه لتجد ساعي البريد يحمل في يديه رسالة وهو يقول: إنني آسفة يا آنسة غرانت إنها رسالة أخرى مسجلة تستدعي
سألها كلاي: ألن تفتحي الرسالة؟ يبدو أنها مستعجلة"
أجابت: إنني أعرف ممن هي , إنها من شخص يريد أن يشتري أسهمي التي ورثتها وقد سبق وأخبرتهم أنني لن أبيع"
:liilas:
قال: لعلهم رفعوا قيمة المبلغ في هذه الرسالة"
قطبت جبينها قائلة: أتظن هذا؟ إنني أعجب للسبب الذي يدعوهم إلى الشراء؟" وتعلقت عيناها لحظة على المغلف ثم استطردت: ربما يجب أن أعرف السبب"
قال: انسي هذا , إن هذا غير مهم" رفعت عينيها إليه فتلاشى من ذهنها كل ما يتعلق بميراثها.
أخيرا قالت: علي أن أستعد للذهاب إلى عملي يا كلاي"
توقف برهة مقطبها حاجبيه ثم هز كتفيه قائلا: "طبعا عليك ذلك بينما أن أعيقك عن الاستعداد" ومشى نحو الباب يمسك بقبضته بشدة وكأنه يفكر في شيء. وعندما عاد ينظر إليها كان العزم كان العزم مرتسما على ملامحه وهو يقول" أرى أن نتناول العشاء في الكوخ هذه الليلة"
كانت نظراته غامضة وهو يقول ذلك لكن لم يكن هناك وقت للتفكير فأجابت بصوت لا يكاد يسمع" هذا جميل جدا"
بعد خروجه وقفت في القاعة لحظة طويلة تحاول تمالك مشاعرها ثم استدارت تستعد للذهاب إلى عملها فوقعت عيناها على الرسالة , مدت يدها تتناولها ثم مزقت غلافها بنفاد صبر, لقد كان الحق مع كلاي فقد ارتفع المبلغ المعروض وتفجر سرور لا معنى له في نفسها وهي تلمس صحة توقعاته.

وصل كلاي عند الساعة السابعة تماما وأحذ من يدها الحقيبة الجلدية ثم أقفلت الباب خلفهما وفتحت حقيبتها لتضع فيها المفتاح وهنا رفعت ناظريها لتراه يراقبها, سألها: هل أحضرت كل شيء؟"
أجابت: نعم, شكرا" وشعرت بوجنتيها تلتهبان وهي تتبعه نحو السيارة.
كان الكوخ قديما جدا ورائع الجمال, مبنيا من القرميد وكانت الحديقة مهملة ولكن العمل كان قد ابتدأ في تهيئة الأحجار لعمل ممرات وإصلاح بيت الحمائم المهدم.
ساعدها على الترجل من السيارة, وقفت تنظر قائلة: إنه جميل"
كانت أرضية المكان قد جددت ولمعت وفرشت بسجاد فارسية ملونة. سألها: هل تشعرين بالجوع؟"
هزت رأسها نفيا وهي تقول: ليس تماما, أيمكن أن تريني أنحاء المكان؟"
قال فجأة: هذا هو المكتب" وفتح بابا إلى اليسار وقادها على غرفة مربعة تكومت على أرضها بعض أوراق الجدران وتابع: كنت أرى أي نوع من الورق أكثر ملاءمة" والتقط عدة قصاصات ووضعها على الجدار وأحيرا قالت مشيرة إلى إحداها: لقد أعجبتني هذه" قال: إ1ن استقر الرأي عليها" نظرت حولها ثم قالت: ولكن .. الرأي رأيك"
:liilas:
قال: نعم أعرف ذلك" وأمسك بالباب لتمر منه وعندما مرا بأبواب مغلقة قال بلا اهتمام: وهذه غرفتا المخزن والمعاطف, وهذه غرفة الصباح"
قالت: إنه كوخ عالي المستوى" وأبدت إعجابها باللونين الأبيض والأصفر الذين يعكسان أشعة شمس الصباح , ثم عبرت الغرفة إلى باب آخر ففتحته وخرجت إلى الحديقة وهي تهتف: إنك عند النهر! إنني لم أدرك هذا"
ثم نزلت مسرعة إلى فسحة صغيرة معشوشبة يتوسطها حوض صغير. قال: هنالك مرسى للزورق خلف تلك الشجيرات ولكن السقف متهدم" سألته: هل ستعيد بناءه؟"
أجابك ربما, أتظنين أن المكان دافئ إلى درجة كافية لكي نتناول فيه عشاءنا؟"
قالت: آه نعم لدي كنزة في حقيبتي" قال: اذهبي لإحضارها ريثما أحضر الطعام"
قالت: ولكنك لم تكمل الطواف بي في المكان" ثم تمتمت لو لم تتفوه بكلمة إذ قال: أمامنا المساء بطوله فلا تكوني لجوجة يا جوانا أعدك بأنني سأريك كل شيء"
وقفت برهة في القاعة وهي تجاهد في استرداد أنفاسها , من الحماقة أن تشعر بمثل هذه العصبية والانفعال وهي في الرابعة والعشرين!
دخلت غرفة المعاطف حيث وجدت حوضا غسلت فيه وجهها بالماء البارد وبدت لها عيناها بضعف حجمها في المرآة كما كان لونهما قاتما بشكل غير طبيعي.
كان قد فرش قطعة قماش تحت شجرة صفصاف تحجبهما فروعها المتدلية عن أعين الفضوليين في الزوارق المارة في النهر.
قال وهي تجلس على البساط إلى جانبه: لقد قامت السيدة جونسون بعملها بشكل رائع"
قالت متسائلة: السيدة جونسون؟"
أجاب: نعم إنها تطبخ وتنظف وترعاني كما ترعى الأم أطفالها"
فكرت جو في تلك المرأة التي تطبخ له وتساءلت كم من المرات فعلت ذلك.
سألها: كيف حال تشارلز ريدموند هذه الأيام؟"
قطبت جبينها قائلة: تشارلز؟ لعلك تعرفه إنه يتماثل للشفاء"
قال: أتظنين أنه قد يتقاعد؟"
قالت: أشك في ذلك لأن الشركة هي حياته" كانت مسرورة بالحديث عن الأمور العادية, ولم تقف لتفكر في أن شؤون رئيسها في العمل هي موضوع شاذ يتحدثان فيه. ثم ابتدأت تستمتع بالطعام في النهاية بينما كانت شمس أيار – مايو تغيب شيئا فشيئا وراء الأشجار ثم هبطت درجة الحرارة فجأة.
.http://www.liilas.com/vb3

جوووجووو 23-07-09 02:21 PM

:liilas:
قال لها وهو يقودها إلى الداخل: هيا لقد أبقيتك في الخارج مدة طويلة حتى أصبحت ترتجفين من البرد, أدخلي من هنا" ودخل معها من باب إلى اليمين ثم أضاء النور في غرفة الجلوس. كانت الأرض مفروشة بسجادة سميكة زرقاء بينما كانت أريكة كبيرة مريحة قائمة أمام الموقد وخلفها كنبة من طراز القرن الثامن عشر وبجانبها كرسي هزاز منجد بالجلد. وانحنى يوقد المدفأة.
وقفت أمام المدفأة الكبيرة المبنية من القرميد تراقب اللهب المتراقص وهي تتساءل بعصبية مفاجئة عما إذا كانت قد تصرفت بحماقة مطلقة. إن لها من وظيفتها ما يبقيها راضية قانعة.
جاءها صوته يعيدها إلى واقعها: جوانا؟" وأدركت حينذاك وهي تقف إلى جانبه أمام الموقد لماذا يرتكب الناس الحماقات!
واجهته شاحبة الوجه قائلة: هل يمكنني أن أتصل هاتفيا لأطلب سيارة أجرة؟ من الأفضل أن أعود إلى البيت"
قال بصوت بان فيه الأسف البالغ" إنني آسف يا جوانا"
"ليس من الضروري الحديث عن كل هذا يا كلاي"
هرعت إلى غرف المعاطف التي كانت ككل الغرف الأخرى تعمها الفوضى ورائحة الدهان. كانت التركيبات الكهربائية وغيرها كلها جديدة ولكن أحجار القرميد كانت كلها ما تزال في صناديقها مرصوفة بجانب الجدران وكانت الأرض عارية. لقد انتقل إلى المنزل منذ مدة قريبة إذ سبق وقال أنه يسكن في خيمة بالقرب من الكوخ.
عندما خرجت وجدت كلاي في انتظارها, فسألته: أين يوجد الهاتف؟"
قال: ليس من الضروري أن تذهبي يا جوانا, عل نستطيع تبادل الحديث؟"
قالت: الحديث؟" ما الذي عندهما ليتحدثا عنه؟ واستدارت مبتعدة عنه رافعة رأسها بكبرياء قبل أن يتملكها الضعف وهي تقول: أفضل أن تستدعي سيارة لأجلي"
قال: ربما معك الحق, لم يعد ثمة وقت الآن, سأصطحبك بنفسي"
قالت: لا حاجة لأن تزعج نفسك"
" هناك كل الحاجة يا جوانا فلا تجادليني"
لم تستمر في الاعتراض إذا شعرت أن ذلك لا معنى له, ولكنها نفضت يده عن ذراعها عندما حاول إمساكها إثر تعثرها في الممر غير الممهد في الظلام.
أصر على توصيلها إلى باب بيتها, فتحت الباب ثم استدارت إليه جاهدة لكي ترسم على شفتيها ابتسامة وهي تقول: وداعا يا كلاي"
قبل أن تستفيق من دهشتها لرقته في وداعها كان قد استدار هابطا السلم وركضت هي إلى النافذة في الوقت الذي كان يصفق فيه باب السيارة بعنف. ولكن السيارة بقيت واقفة مدة طويلة جعلتها تعتقد أنه سيعود فيخرج منها, ولكن ما لبثت السيارة أن انطلقت بكل هدوء لتتوارى في الشارع.
كان يوم الاثنين يوما سيئا للعمل, أمضت عطلة نهاية الأسبوع مع أختها متجنبة التفكير في شيء, وللمرة الأولى تذمرت من ساعات العمل الطويلة في عمل لا يلائمها, لقد جعلت من نفسها حمقاء تماما بالنسبة إلى كلاي تاكيراي, وعليها أن تعيش ذكرى مذلتها تلك مدة طويلة ولكن من الأفضل أن تهمل التفكير في ذلك.
غاص قلبها بين ضلوعها وهي تسمع صوتا يفاجئها قائلا: صباح الخير يا جو" ذلك أن زيارة من المدير كانت آخر شيء توده ذلك الصباح.
التفتت إلى ذلك الشخص المتكلف الأناقة ثم تكلفت ابتسامة وهي تقول: مرحبا بيتر, لم نتوقع عودتك قبل الغد, هل استمتعت بإجازتك؟"
أحاب: كانت رائعة, شكرا لك, لقد كانت رحلة ممتعة إلى الجزر اليونانية في شهر أيار-مايو كان يجب أن تأتي معي"
لم يكن يتحدث عابسا تماما ولكن كان يخفي استياءه من كونه يعمل مع امرأة في مركزه هذا متظاهرا بالغزل.
هزت كتفيها متنهدة: لابد أن يبقى من يرعى العمل, وأنا متأكدة أن صحبة زوجتك هي تعويض كاف. هل تريدني أن أقوم بجولة معك؟"
أجاب: كلا, فالوقت اقترب من موعد الغداء. لقد جئت فقط لآخذكم إلى الكافتيريا لتناول المرطبات كشكر لكم لاجتهادكم في العمل أثناء غيابي. وسأوصلك معي" وقادها نحو سيارته.جاهدت جو في أن تمنع نفسها من الصراخ ليس لأنه قام بشيء يستوجب الشكوى, ولكن من طريقة سيره إلى جانبها بشكل يسيء إلى سمعتها, وكأنه يملكها, وفي كل مرة يكون هناك من يراهما, مما يعطي انطباعا بأنها تخصه.
توجهت جو نحو نافذة قرب المدفأة, وكلنه قادها نحو زاوية منعزلة قائلا: سيعلو الضجيج هناك عندما يمتلئ المكان"
لم يكن يبدو عليه الاهتمام بها وإلا لكان عليها على الأقل أن تظهر الشكر والعرفان, ولكنه كان يريد فقط أن يفهم الناس أنها مفتونة به.
سألها قائلا: والآن أخبريني يا عزيزتي, عن كل م احدث أثناء غيابي, هل كان ثمة مشكلات؟"
ابتسمت قائلة: لا شيء مهما, كان بإمكانك أن تبقى أسبوعا آخرا في اليونان"
قال: ما كنت لأستطيع البقاء كل هذا الوقت بعيدا عنك"
شعرت بالارتياح وهي ترى الباب يفتح في الزاوية , لابد أنهم رجال قادمون من البناية, ولكن القادم كان كلاي تاكيراي حيث وقف يسد الباب جامدا ينظر إليهما.
وتقابلت أنظارهما, ثم تقدم كلاي خطوة إلى الأمام وقد ظهر الغضب على وجهه.
بشكل متعمد تماما, استدارت جو نحو بيتر وابتسمت في عينيه اللتين بان فيهما الفزع, وهي تقولك إنني مسرورة"
لم تدر قفزة أي منهما كانت أكثر عنفا, هل هو بيتر الذي قفز واقفا على قدميه دهشة, أم هي التي قفزت ذعرا لفقة الباب العنيفة خلف كلاي تاكيراي؟
كان الوقت متأخرا عندما عادت جو إلى البيت, وكانت الحقيقة أنها لم تشأ العودة إلى شقتها الخالية, ذلك أنها أثناء العمل كان لديها ما يشغلها عن التفكير على الأقل, وفي النهاية ابتدأت صور الأشياء تتراقص في عينيها, وخشيت أن تسقط على مكتبها نائمة, وأوقفت سيارتها الميني الفضية ثم صعدت السلم بهدوء.
كانت قريبة من قمة أعلى عندما انتبهت إلى شيء يسد طريقها, فبقيت لحظة تحدق في تلك الساقين الطويلتين اللتين تسدان عليها الطريق دون أن تفهم,
ارتفع صوت كلاي يقول متهما: لقد تأخرت, والساعة الآن التاسعة مساء"
نظرت إلى ساعتها فقط لكي تحول وجهها عنه, فلا يرى لمحة السرور في ملامحها لرؤيته, وقالت: لقد تأخرت في عملي"
قال وقد توترت عضلات فكه: لقد رأيتك تعملين في وقت الغداء, من يكون ذلك الرجل؟"
لقد فات وقت الندم على حماقتها, فقد كان تصرفها بالغ السوء في الحقيقة, جعلها تتوقع أن يجعلها بيتر تدفع ثمن موقفها ذاك غاليا عندما يتجاوز الصدمة ولكن الوقت لم يفت على استعادة شيء من احترامها لنفسها.
سألته: ماذا حدث يا كلاي؟ هل غيرت رأيك؟"
وقف قائلا: ليس هذا المكان الذي يدور فيه مثل هذا الحديث"

قالت: هذا هو المكان الوحيد الذي عليك أن تدلي فيه بأي حديث لأن عندي..." وأشاحت بوجهها كيلا يرى الكذب في عينيها.
اقترب منها وهو يقول: هل أنت حقا متقلبة بهذا الشكل؟"
اضطرت إلى النظر إليه فعاد يسألها: من هو ذلك الرجل؟"
ونظرت إليه لحظة ثائرة تتحداه أن يحملها على الكلام, وازداد هو من اقترابها منها مرددا: من هو يا جوانا؟" كان يتحدث ببطء وهدوء يتناقضان مع التحدي الصارخ في عينيها.
قالت: إنه بيتر لويد مدير المشاريع" ازداد توتر فكه وأغمضت هي عينيها متابعة: لقد وصل لتوه عائدا من عطلته"
" لقد بدا عليك السرور البالغ برؤيته"
"أحقا كنت كذلك يا كلاي؟"
قال: ربما, إنه لم يبق هناك طويلا؟"
اتسعت عيناها دهشة وهي تقول: هل بقيت لكي تتجسس علي؟" ثم لمع الغضب فيهما وهي تتابع: كان يجب أن تبقى مدة أطول لكي ترى إن كان سيعود"
تراجع خطوة إلى الوراء قائلا: كلا, كلا, أنا لم أفعل ذلك, لقد كنت غاضبا جدا فلم أثق بقدرتي على قيادة السيارة فجلست في السيارة في الموقف مدة وهذا كل شيء, فرأيته يترك المكان وبعد ذلك بمدة قصيرة عدتم جميعا إلى العمل في البناء"
"إنني لم ألاحظ سيارة الأوستن في الموقف"
هز رأسه قائلا: كانت في حاجة إلى بعض الإصلاحات فاستعرت سيارة من أحدهم. اسمعي جو, من الغباء أن نتجدث هنا ألا يمكننا ذلك في الداخل؟"
ترددت لحظة ثم هزت كتفيها دون اكتراث, وفتحت الباب قائلة: ولم لا؟ أنا أعلم أنني سأكون بأمان بصحبتك"
ألقت حقيبتها على الأريكة ثم استدارت تواجهه قائلة: أليس كذلك؟".http://www.liilas.com/vb3



نهــــاية الفصل الثاني


:liilas:

فراولة2008 23-07-09 03:32 PM

مشكورة على المجهود الطيب
شكل الرواية حلوة انا احب الروايات اللي في وسطها زواج
والله معاك حق سرقة الروايات المكتوبة ظلم وما يحس فيه الا اللي مجرب
موفقـــــــــــــــــــة

جوووجووو 24-07-09 04:56 PM

الفصل الثالث
أجاب وقد بدا وكأن حجمه يملأ غرفة الجلوس" ربما. هل أكلت؟"
أجابت: إنني لست جائعة يا كلاي, إنني متعبة فقط وكل ما أريده هو أخذ حمام سريع ثم أذهب إلى فراشي, فقل ما تريد أن تقوله الآن ثم أذهب"
قال بحزم: بل عليك أن تأكلي! اغتسلي ريثما أعود بالطعام"
ارتدت بسرعة سروالا بلون العاج وهي ترتجف, وفوقه كنزة من الصوف واسعة باهتة اللون كانت يوما لأبيها وكانت تشعر بالراحة عندما ترتديها وهي حزينة.
ما إن فتحت باب غرفة النوم حتى سمعت صوت المفتاح في الباب وبرز منها كلاي حاملا كيسا من البلاستيك وهو يقول: لقد أخذت معي مفتاحك, فأرجو ألا يكون هذا قد ساءك"
قالت محتجة: كنت أظنك ستحضر شيئا هنا, كان في استطاعتي صنع شيء من العجة أو ما شابه"
قال: لقد قلت إنك متعبة! هل عندك شوكة للقلي؟"
أجابت: كلا للأسف فأنا أستعمل سكين أو شوكة عادية" وبدت على شفتيها ابتسامة, فهز رأسه قائلا: هذا شيء تقليدي"
قالت بحدة: لقد اكتشفت مؤخرا أن تخطي الروابط التقليدية ليس جيدا بالنسبة لكرامتي!"
ابتسم قائلا: أعدك بأن أبذل جهدي لإصلاح ذلك"
ألقى مجموعة مجلات على الأرض وهو يقول بابتسامة جافة: مجلة المهندس الجديد حتى كأنني في منزلي!"
قالت: سأبحث لك عن عدد من مجلة فوغ النسائية إن كان هذا يريحك أكثر!" ولكنة تجاهل قولها ذاك وابتدأ يخرج عددا من أطباق الألمنيوم ويصفها على طاولة القهوة المغطاة بالزجاج وقال مقترحا: هل ينبغي وضع صحون؟"
قالت باستياء: هل أخبرك أحد بأن لك عقلا مدبرا يا كلاي تاكيراي؟"
أجاب: إن التدبير هو ما أحسن يا جوانا غرانت, فلأفضل أن تعتادي على ذلك!"
ردت بحدة: نعم يا سيدي!" ثم أحضرت صحنين وبعض الشوك والملاعق من المطبخ. ملأ أحدهما بالطعام ثم قدمه إليها, فنظرت إلى الطعام باشمئزاز قائلة: لا يمكنني أن آكل كل هذه الكمية"
قال وهو يشرع في الأكل: أقنعيني بأنك تناولت وجبة كاملة هذا النهار, وأنا سأسامحك بنصف هذه الكمية"
قالت: لا أظنك تضع في الاعتبار كعكة حلوى مقلية" فتوقف عن غرف الأرز في صحنه كي يناولها شوكة, ولم تعد هي إلى الاحتجاج إذ أن الأكل على الأقل يمنع الحديث.
عندما انتهت سألها: هل تريدين المزيد؟" هزت رأسها قائلة: كلا, شكرا" أرغمت نفسها على الابتسام وهي تتابع: كنت أكثر جوعا مما تصورت" ثم أخذت ترفع الأطباق إلى المطبخ ويبدو أنها وجدت من السهل عليها أن تسأله وهي منشغلة, فتابعت تقول: ربما في إمكانك الآن أن تخبرني عن سبب وجودك هنا"
ابتسمت لنفسها وهي تتابع: كلما تقدم الإنسان في السن تصبح الأمور أكثر صعوبة, إذا أنه يصبح أكثر تطلبا في الاختيار, ثم يأتي رجل يحوي كل المواصفات , رجل يملك من الخبرة ما يجعله مختلفا عن غيره"
أسبلت يدها إلى جانبها وهي تهز كتفيها دون اكتراث: "إنني آسفة إذ عقدت الأمور التي لا بد أنك كنت تعتبرها سهلة بسيطة"
قال بدهشة بالغة: ولكن لابد أنك قابلت الكثير من الرجال"
ابتسمت وقالت: أجل, لقد كان أصدقائي يعتقدون أنني اخترت دراسة الهندسة لأبقى قريبة من الرجال, ولكن الحقيقة أنني في الجامعة لم أجد وقتا لكي أتورط بمثل تلك العلاقات , كان ثمة الكثير مما يجب علي النجاح فيه!"
قال: وبعد تخرجك؟ هل بقي أمامك الكثير مما يجب عليك النجاح فيه؟"
أجابت: الغزل ممنوع أثناء العمل يا كلاي, خاصة إذا كان الجد مطلوبا من الإنسان, إن الأمر ليس بمثل هذه السهولة"
قال: ذلك يبدو سهلا جدا!" وتوقف حين رآها تبتعد عنه مسرعة إلى غرفة الجلوس حيث ألصقت وجنتها بزجاج النافذة البارد وهي تنظر إلى الخارج دون أن ترى شيئا. وقال: إنني آسف يا جو وقد كانت النتيجة خطأ ولكن المسألة كانت تبدو سهلة أليس كذلك؟ فهذا الشعور لم يكن من جانبك فقط, إذا إنني شعرت بالإعجاب نحوك منذ رأيتك"
نظرت إليه بارتباك وقالت: أنت تفاجئني يا كلاي, هل تعني ما تقول حقا؟"
أجاب: طبعا أعني ما أقول, ما رأيك في أن نمضي يوما كاملا معا؟ إن يوم الجمعة يناسبني تماما, وسيكون قد مر على تعارفنا أسبوعان, وهذا أدعى للاحترام, أظنني أستطيع أن أستغني عن يوم بكامله من أجل عرسنا!"
قالت وهي تظن أنها لم تسمعه جيدا" عرسنا؟"
"حسنا, هل تقبلين طلبي الزواج منك؟"
"أي طلب؟!".http://www.liilas.com/vb3


"هو هذا! تزوجي مني يا جوانا غرانت"
"إن هذا ليس طلب زواج يا كلاي, إنما هو أمر!"
سألها: ألا تفضلين الزواج؟"
أجابت" إنني لا أكاد أعرفك"
قال: ولكنك لم تكوني تعرفينني أيضا يوم الجمعة الماضية عندما قبلت دعوتي للغداء"
احمر وجهها غضبا وقالت: كان ذلك أمرا مختلفا"
قال: كلا, لم يكن الأمر مختلفا أبدا"
تنهدت قائلة: لا أدري في الحقيقة ماذا أقول"
قال: ليس ثمة ما يقال بعد الآن يا عزيزتي, لقد أجبتني وانتهى الأمر!"
قالت: ولماذا يا كلاي؟ إن الناس لا يتزوجون بدافع الإعجاب"
قال: أحقا؟ ولماذا يتزوجون إذا؟" ابتسم وتابع قائلا: إنني أريدك يا جو, وعندما رأيتك مع بيتر لويد أدركت مدى انجذابي نحوك"
قالت باحتجاج: ولكن هذه سخافة!"
قال: أهي كذلك؟ أقنعيني إذا؟" كانت عيناه قاتمتين من شدة العاطفة, ثم تنفس عميقا مرتجفا وهو يقول: الجمعة؟"
أومأت برأسها دون أن تستطيع الجواب, قال: سأمر عليك عند الساعة التاسعة والنصف صباحا لنختار الخاتم, لا تتأخري"
كان أسبوعا غير عادي, فقد اتصلت بمكان عملها لتسأل إن كان في إمكانها أن تأخذ بقية الأسبوع جزء من عطلتها السنوية, ولكنها لم تخبر أحدا عن السبب في ذلك, لأنها كانت دوما تحرص أن تجعل عملها بمعزل تام عن حياتها الشخصية, ولم تجد حاجة إلى تغيير عادتها تلك لا لشيء إلا لأنها كانت مقدمة على الزواج.
أما أسرتها فقد كانت مسألة أخرى, ولكن جو نجت من العاصفة التي أثارها عدم قبول أمها بهذا الزواج السريع, وهي تقول"هذا جنون يا جو!" ولم تكن أمها قط تدعوها باسمها جوانا, بالعكس من أبيها وأختها أحيانا, وتابعت: ماذا بالنسبة إلى مهنتك؟ طوحك؟"
ابتسمت شقيقتها ابتسامة ذات معنى وهي تقول: دعيها يا أماه, وإن كنت لا أختلف معك في وجهة نظرك بوجه عام"
وقالت لأختها: أتريدين أن أساعدك في اختيار ثوب الزفاف؟"
قبلت جو ذلك شاكرة. كانت شقيقتها هيثر التي تكبرها بعشرة أعوام والتي كانت تعمل في محل أزياء سابقا قد أنجبت توأميها ثم أصبحت مالكة لمتجر خاص بها. لقد بحثت في أزياء الزفاف المختزنة من العام الماضي, واختارت لجو ثلاثة أثواب أحضرتها صباح الأربعاء لأختها لتقيسها.
قالت هيثر عندما اختارت جو طقما عاجي اللون من الحرير: هذا رائع يا حبيبتي! فليس كل امرأة في استطاعتها أن ترتدي هذا الزي ولكنك تمتازين بخصر نحيل" ورفعت برقة ياقة الجاكتة العريضة لتحيط وجه جو وهي تقول: إنها ياقة رائعة ومن حسن الحظ أن قياسك سهل, فأنت حافظت على رشاقة قوامك مدة ثلاث سنوات, والتي عشت فيها وحدك, فكيف في الثلاثة أيام القادمة؟ هل ستلبسين قبعة؟ جربي هذه"
وضعت جو قبعة صغيرة لتعود فتخلعها قائلة: لا أظن ذلك, فإنني أرى القبعات لا تلائم شكل رأسي"
ضحكت هيثر وقالت: جربي هذه على كل حال, فربما تناسبك, والآن أغمضي عينيك!" وشدت القبعة على رأس جو بشريط حريري وقالت: والآن أنظري إلى نفسك!"
فتحت جو عينيها لتفاجأ بالفتاة الغريبة التي طالعتها في المرآة وقالت هيثر مبتسمة: إنها جميلة, أليس كذلك؟ يخفيك إخفاء لجمالك تحت قبعة أبيك القديمة التي تخفي شعرك طول النهار, ولا شك أن كلاي رجل ماهر إذ اكتشف جمالك المخفي هذا!"
"لقد خلعتها فعلا يا هيثر"
"هل أخبرك إلى أين ستذهبان في شهر العسل؟"
أجابت: لن يكون لنا سوى عطلة نهاية الأسبوع فقط, إذ أنه هنا في عمل"
"لعله عمل هام لكي يجعلكما تتخليان عن شهر العسل"
أجابت جو"هام جدا" وابتسمت تلقائيا, إذ أن الحقيقة هي أنها لم يكن عندها فكرة عن نوع ذلك العمل.
قال والد كلاي لجو بطريقة مفرحة: تبدين بالغة الروعة يا عزيزتي, إنني مسرور جدا إذ لم تجعليه ينتظر طويلا!"
قالت جو: إنني .. لقد كان مصمما جدا.." واحمر وجهها, فقال الرجل المسن وهو ينظر إلى ابنه بحنان: أحقا؟ أتمنى لكما السعادة, إنني أذكر عندما..."
قال كلاي: ليس ثمة ضرورة لذكريات الطفولة يا أبي, إذا لم يكن لديك مانع" وأخذ بيد جو مبتعدا بها عن تلك الجماعة الصغيرة من الأقرباء والأصدقاء الذين جاءوا لحضور الزفاف وهو يقول لها" لم أجد فرصة كي أخبرك كم تبدين رائعة!" وألقى نظرة على الضيوف ثم همس في أذنها: أليس ثمة طريقة نهرب فيها من الغداء؟"
قالت تغيظه: لم العجلة بينما أنت الذي كنت تصر على الانتظار؟" قال: حتى الآن لا أعرف السبب!"
.http://www.liilas.com/vb3

جوووجووو 24-07-09 04:58 PM

هلا الفراولة
العفو ياقمر
تسلمي على طلتك

جوووجووو 24-07-09 05:00 PM

أخيرا انتهى الغداء وقطعت كعكة الزفاف وودع العروسان المهنئين.
قاد كلاي السيارة في الطرق الريفية ليتحول إلى الطريق المؤدي إلى النهر حيث الكوخ, وعندما وصلا أوقف السيارة وقد ساد الصمت أرجاء المكان.
نظر كلاي إلى عروسه باسما: مرحبا بك في منزلك يا سيدة تاكيراي"
سألته وهو يساعدها في الترجل من السيارة" هل لديك مانع في أن أحتفظ باسم أسرتي غرانت؟"
سألها وهو مقطب الجبين: أتريدين أن تحتفظي باسمك؟ هل عندك اعتراض على اسمي؟"
قالت وهي تسدل جفنيها أبدا يا كلاي فهو اسم رائع, ولكن اسمي أسهل بالنسبة للعمل, هذا إلى أنني قد تزوجتك لأجل اقتناعي بك وليس لأجل اسمك" وتضرج وجهها. قال: هكذا إذا؟" وما لبث أن هز كتفيه ثم سارا معا يجتازان الطريق, وفتح كلاي الباب ثم التفت إليها وعلى فمه ابتسامة خفيفة وهو يقول: هل أحملك مجتازا بك العتبة؟ أم أن اعتبارك للأنوثة يستنكر ذلك يا آنسة غرانت؟"
سألته: ولماذا يفعلون ذلك؟" وسكتت فجأة وهي ترى في عينيه بريقا وهو يقول: لأن عادة حمل العروس لاجتياز عتبة الباب تعود إلى أيام رجل الكهف"
أطلقت ضحكة قصيرة حائرة وقالت: ربما علينا نحن الاثنين أن نخطو فوق العتبة لنثبت بذلك المساواة الكاملة بين الرجل والمرأة"
سألها: ألا تريدين هدية عرسك؟" وأخرج من جيبه علبة فتحها بدت فيها سلسلة مع قلب ذهبي صغير فكتوري الطراز وهو يقول: كانت هذه لأمي" هتفت " إنها رائعة يا كلاي! شكرا لك"

مر يومان على زواجهما وهما في غاية السعادة, شعرا فيهما أنهما تقاربا من بعضهما أكثر من قبل وازداد حبهما بشكل واضح. قال لها بأسف صباح اليوم الثالث: لقد انتهى شهر العسل وعلي أن أذهب إلى العمي يا عزيزتي, وليساعدني الحظ!"
قالت متسائلة: العمل؟" ثم انتفضت جالسة وكأنما أصابتها صدمة وهي تهتف" كلاي! اليوم هو الاثنين"
قال لاويا شفتيه: نعم إنه الاثنين"
سألته: كم الساعة؟"
"إنها السابعة, ولكن لا حاجة بك إلى أن تنهضي"
قال وهو يجلس عاقدا يديه خلف رأسه" تتأخرين؟" وأخذ ينظر إليها وهي تنتقل بين الأدراج.
"إلى أين أنت ذاهبة؟ هل قررت الذهاب برحلة للتسوق مع هيثر الحلوة؟"
"لا تكن أحمقا يا كلاي! فأنا ذاهبة إلى العمل"
عثرت على سروال الجينز فرفعته من الدرج وراحت تسأله: هل هذا لي أم لك؟"
واستدارت إليه لتجده هادئا ساكنا, فهتفت به: ماذا جرى؟"
قال: إنني لم أدرك أنك تنوين الإسراع بالذهاب إلى العمل, ظننتك ستبقين إكراما لي عدة أيام أخرى!"
ابتسمت وقالت له: ابق معي وأنا أنظر في هذا الأمر"
قال لها: آسف يا جو, لقد أنذرتك!"
قالت تستدرجه: لابد أن عندك شيئا خاصا؟"
قال: سأعود بأسرع ما يمكن, أعدك بذلك, هل أنت مصممة على الخروج؟"
قالت: ليس هذا مناسبا للحياة العملية"
قال: أحقا؟ ظننتك ستجدين في شخصي عملا يستغرق طيلة يومك"
" ولماذا ظننت هذا يا كلاي؟"
قال: لا أستطيع تصور ذلك إنها تخيلات دون شك"
قالت: إنني لا أصلح لعمل المنزل, حتى عندما كنت فتاة صغيرة كنت أحسن صنع فطيرة من الطين أفضل من فطيرة أصنعها في المطبخ! فما الذي يمكنني عمله في البيت طيلة النهار؟"
نهض وهو يقول: لقد تصورتك دوما يا عزيزتي مرتدية المئزر تمسحين الغبار من غرفة النوم وتخبزين فطيرة التفاح و ..." اتسعت عيناها هلعا وهي تقول: كلا إنك لم تتصورني كذلك!"
ارتسمت على وجهه ابتسامة عريضة وهو يقول: ليس كذلك بالضبط , فإن السيدة جونسون تقوم بهذه الأعمال كأحسن ما يكون" وكانت جو قد قابلت السيدة التي تدير شؤون الكوخ وأكدت لها أنها لن تنتزع منها دورها هذا.
وفجأة ظهر الجد على وجه كلاي وهو يقول: ولكن حديقة المطبخ في حاجة إلى نزع الأعشاب الضارة منها"
قالت: إنني آسفة, إذ لا أميز العشبة الضارة من زهرة الأوركيد"
قال: ذلك سهل يا عزيزتي, إذ أنت انتزعتها ونمت ثانية تكون عشبة ضارة أما إذا انتزعتها ولم..."
أكملت قائلة: ولم تنم ثانية فهي أوركيد"
قال: حسنا لقد كانت تجربة حسنة, ولكن بالنسبة إلى الزواج من امرأة عاملة فسيأخذ التعود على ذلك وقتا".http://www.liilas.com/vb3


فألقت السروال من يدها واندفعت إليه, ولكنه أمسك بها قائلا: إن عندي أنا أيضا اجتماعا مبكرا كما أنك ستتأخرين عن عملك, تتأخرين جدا!" ثم دفعها بحزم في اتجاه الحمام وهو يقول: لا تمكثي طويلا آنسة غرانت"

على مائدة الفطور كانا يمثلان شخصان غريبين, كان كلاي يرتدي بذلة داكنة أنيقة وقميصا مخططا, بينما جوانا ترتدي سروالا جينز وكنزة واسعة ذات ماض مجيد.
سألها: في أي ساعة تكونين في المنزل؟" أضافت جوانا تفاحة إلى صندوق غدائها ثم فكرت قليلا قبل أن تجيب: غلي أن أنهي إخلاء شقتي, أظنني سأنتهي منها في فرصة الغداء, إذ أنها أصبحت فارغة تقريبا ولكننا في حاجة إلى بعض التسوق لأن الثلاجة فارغة تقريبا"
قال وهو يخرج محفظته من جيبه: ستكونين في حاجة إلى بعض النقود" وناولها بعض الأوراق المالية قائلا" خذي هذه حاليا ريثما أخصص لك حسابا في البنك لمصروف البيت"
قالت: لا أحتاج إلى ذلك يا كلاي, علينا أن ندخر جزءا من النفقات"
لم تتغير ملامحه وشعرت أنها قالت شيئا أغضبه, فعادت تقول" أقساط مثلا" وأدركت أنها حالما نطقت بتلك الكلمات أنها غير واثقة من حقيقة وجود أقساط أو غير ذلك, في الواقع سواء كان ثمة أقساط على الكوخ أم أي شيء آخر.
فهذا لا يعني شيئا بالنسبة إلى كلاي تاكيراي, سوى أنها تحبه دون غاية, ولكنها لم تكن تريده أن يظن أنها تزوجته لكي تعيش معه على حسابه.
لاحت في عينيه ابتسامة وهو يقول" شكرا لما تقدمينه, ي اجو ولكنني أظن أن في إمكاني تأمين حياة مريحة لنا نحن الاثنين, وإلى جانب هذا فأنت لن تبقي على الدوام فتاة عاملة, أليس كذلك؟ إذ عندما يبدأ الأطفال في التوافد لن يكون في إمكانك المساهمة في دفع .. ألأقساط"
قالت وقد شعرت بشيء من الضيق" أطفال؟ ها أنني أدرك الآن أنك لا تعني تنظيف الحديقة فقط من الأعشاب الضارة الذي علي القيام به!"
قال: سأرى من سيقوم بذلك, سأعود إلى البيت حوالي السابعة, هل تريدين أن تحضر لنا السيدة جونسون شيئا للعشاء؟"
قالت من دون تفكير" سأطبخ أنا"
قال وهو ينظر إلى ساعته: افعلي ما تشائين, علي أن أذهب الآن, انتبهي إلى نفسك"
ركبت جو سيارتها متجهة إلى عملها ولكنها عندما وصلت وجدت أنها لم تنتبه إلى العشرة كيلو مترات التي اجتازتها وهي تفكر: (عندما يبدأ الأطفال بالتوافد) لقد تكهنت أمها بأنه يريد أن يؤسس أسرة حالا, ولكنها اعتبرت هذه الفكرة سخيفة, فالرجل في رأيها لا يريد أسرة والأطفال هم من تتوق إليهم المرأة, ويراها الرجل ثمنا لمنزل يأوي إليه, وطعاما جاهزا على المائدة وزوجة تشاركه حياته, لقد عملت مع الرجال طوال اليوم وسمعت الأشياء التي يتناقلونها وعرفت ماذا يصنعون أثناء ساعات الغداء عندما تكون نساؤهم منهمكات في رعاية الأطفال وأعمال المنزل. حتى أن زوج أختها قد حاد عن الطريق القويم عندما تضخم جسمها أثناء حملها بالتوأمين, وتوقفت عن التفكير, هذا لا يهم إذ أنه لن يحدث لها مطلقا.
تنهدت وهي تصرف ذهنها عن كلاي وحبه واضعة التفكير فيه جانبا حيث يجب أن يبقى, مذكرة نفسها بأنها امرأة عاملة, ولكن فصل حياتها الخاصة عن حياتها العملية كان أسهل عليها حينما لم يكن لديها حياة خاصة.
أمضت الصباح غارقة في مشكلات لم يكلف أحد نفسه عناء الاهتمام بها أثناء غيابها. عندما أراد بيتر لويد دعوتها إلى تناول طعام الغداء, شعرت بالسرور لوجود عذر عندها لرفض هذا العرض وذلك بقولها دون تفكير" إنني أخلي آخر ما في شقتي من أشياء"
سألها باهتمام غير متوقع"تخلين شقتك؟"
أجابت: نعم, أرجو المعذرة فليس عندي وقت كاف"
قال: دعي مكتب شؤون الموظفين يعرف عنوانك الجديد, كما أنني أريد رقم هاتفك"
أجابتك إن رقم هاتفي لم يتغير, إذ أن لدي هاتف جيب" وطبعا ما كانت لتعطيه رقم هاتف الكوخ, وأسرعت مبتعدة وهي تشتم نفسها لعدم انتباها قبل أن يوجه إليها أسئلة أخرى..http://www.liilas.com/vb3




نهاية الفصل الثالــــث

بنيتي بنيه 25-07-09 12:05 PM

بليز اين التكمله وجزك الله الف خير :f63::rdd12zp1::rdd10ut5:

جوووجووو 26-07-09 02:24 AM

هلا عزيزتي بنيتي بنية
فصول عبير طويلة حوالي 20 صفحة والكتابة تاخد وقت وكل يوم أكتب فصل ..
آسفة على التأخير
حياك الله

جوووجووو 26-07-09 02:25 AM

الفصل الرابــــع

فكرت جو بسعادة في أن الحياة الزوجية هي أجمل كثيرا من حياة الوحدة ذلك أن أفضل طريقة لبدء عمل اليوم هي أن تستيقظ في الصباح لترى الرجل الذي تحب يبتسم في وجهها.
قال لها كلاي بصوت أجش: إن عملي اليوم هو في المنزل, فلا تستعجلي في الذهاب." كان الإغراء في البقاء بقربه كبيرا ولكن هذا اليوم كان غير عادي ويجب أن تكون قوية. فضحكت وقالت محاولة أن تهرب من طريقه: آسفة, فقد اخترت اليوم الخطأ" ولكنه حاول أن يثنيها عن قرارها, فقالت متوسلة"أرجوك يا كلاي عندي اجتماع الساعة الثامنة وأريد أن يكونوا عني انطباعا حسنا" liilas
أظلمت عيناه وقال: في هذه الحالة من القسوة أن أؤخرك مع أنه في أيامي أنا لم يكن مهندسو البناء يدعون إلى اجتماعات" قالت: لقد ترك المهندس الأعلى العمل وأنا أقوم مقامه" كان من الضروري أن يعلم أهمية ذلك بالنسبة إليها, وتابعت قائلة: إنني سأقدم طلبا لنيل وظيفته, لأن لي في ذلك نفس الحق الذي يتمتع به أي شخص آخر ولهذا يجب أن أترك لديهم انطباعا جيدا"
لم يجب, ولو لم تجد الأمر سخيفا لأقسمت على أنه كان غاضبا, وابتسمت مترددة وهي تقول: كلاي, لا أستطيع أن أتأخر" liilas
أجابها دون أن يبتسم: إذا كان الأمر يمثل هذه الأهمية لديك فالأفضل أن تذهبي"
قالت: لا تدع أمامي خيارين يا كلاي!" فاستدار إليها بوجه خال من التعبير وهو يقول: هل صعب عليك الاختيار؟"
لم تكلف نفسها عناء تحضير الفطور, وصفقت الباب خلفها بعنف وهي تتوجه نحو سيارتها لتقودها إلى عملها خلف ستار من الدموع. كانت غاضبة منه لعدم تفهمه لكنها كانت أكثر غضب من نفسها دون أن تدري لماذا.
بدا الاجتماع طويلا, فقد كان عقل جو عند كلاي تتساءل عما تراه يفعل, وانتهى الاجتماع أخيرا وأعلن أحد الأشخاص للجميع أن ثمة فرصة لغداء مبكر.
عندما خرجا من الاجتماع كان بيتر لويد بقربها يسألها" هل أنت قادمة يا جو؟"
لقد أعطت عن نفسها انطباعا حسنا بالرغم من ذهولها العقلي, وأدخل الارتياح البهجة إلى نفسها لتقولله بابتسامة عريضة: لقد أمضيتم مدة طويلة في فحص بياناتي ستستمتع بالغداء أكثر إذ ليس عليك أن تفكر مرتين قبل أن تلقي النكتة!" إن في إمكانها أن تستفيد من وقتها هذا في الذهاب إلى المنزل ومصالحة كلاي, ولكن رؤيتها لكلاي عندما استدارت أعفتها من الذهاب إلى البيت.
كان كلاي يرتدي سروال جينز ضيقا وقميصا أبيضا فضفاضا مما أعطاه مظهرا مماثلا نوعا ما, لمظهر قرصان القرن السابع عشر. وكان مستندا إلى سيارة الأوستن وقد عقد ذراعيه فوق صدره وهو يراقبهما وقد بدت نذر الشر على ملامحه, وخفق قلبها لرؤيته فتركت المجموعة لتتقدم نحوه.
قالت: مرحبا يا كلاي, ما أجمل أن أراك!"
قال لها دون أن يبدو عليه السرور: حقا؟" وفتح باب السيارة لها لكي تصعد بنظرات آمرة , وعندما اتخذت مقعدها بجانبه لم يعد إلى الكلام إلى أن استدارت السيارة liilas إلى مكان هادئ حيث أوقفها تحت بعض الأشجار ثم استدارت إليه قائلة: حسنا, ماذا تريد؟"
أخذ يحدق أمام من خلال زجاج السيارة وقد اشتدت قبضته على المقود, ثم قال: لست متأكدا تماما مما أريد, إنني أعلم أنني جئت لأعتذر عما حدث هذا الصباح. لقد أردتك أن تبقي بجانبي إن هذا مفهوم ولكنه ليس صوابا تماما"
ألقت إليه نظرة متشككة وهي تقول: كلا, ليس صوابا تماما" لقد بدا منطقيا ولكنها لم تكن مقتنعة فقالت: إذا تأخر رجل في عمله كما ترى فلا أحد يقول شيئا ولكن علي أنا أن أكون.. حسنا , ليس علي أن أفعل هذا .. أليس كذلك؟"
تابع كلامه متجاهلا ما قالت: ثم إذا بي أتواجه مع زوجتي ... زوجتي العاملة, العاملة المهنية إلى درجة تفضل أن يظن الناس أنها غير متزوجة والتي يجب أن لا تتأخر عن الاجتماعات مهما كان الأمر"
قالت بهدوء تام جاهدة ألا ترفع صوتها: أخبرني يا كلاي, ما الذي تعترض عليه أكثر من غيره؟ ما الذي ستفعله بي يا كلاي؟ هل ستنهرني كتلميذة مدرسة عابثة؟"
ظل يحدق فيها بنظرات مليئة بالغضب ثم تمالك نفسه بجهد وقال: لن يكون في ذلك فائدة, إذ أعلم أنك لن تخافي مني أو من أحد غيري, ولكنني أملك سلاحا واحدا, نعرف نحن الاثنين أنه لا يمكنك مقاومته"
حدثت نفسها التي اهتزت من الغضب لشكوكه تلك, إن عليها أن تقاوم, ولكنها عندما رأيت نفسها ضعيفة أمامه لم تعد تفكر بشيء, وعندما تركها وإمارات الفوز تكسو ملامحه, جلست تغالب دموعها وقد شعرت بالمذلة للسهولة التي استطاع بها أن يسيطر عليها.
قالت: إن وظيفتي liilas هامة بالنسبة إلي يا كلاي"
قال: لقد أوضحت ذلك من قبل, فإذا كنت تريدين أن تكوني امرأة مهنية فأنت كذلك! ويمكنك أن تستمري في تسمية نفسك الآنسة غرانت, كما تشائين إذا كان هذا يسرك, ولكن لا تنسي أبدا أنك زوجتي أولا وأخيرا على الدوام"
سألته من بين دموعها الغاضبة: ولماذا أنسى؟ ولماذا تظنني تزوجتك إذا؟"
لوى شفتيه ساخرا وهو يقول" إنك تزوجتني يا جوانا, لأنك أدركت ضعفك أمامي, وكذلك لأنني أنا أردتك أن تدركي ذلك!"
سألته: حقا؟ لماذا؟ لماذا تزوجتني؟" نظر إليها لحظة ثم أشاح نظره عنها ليدير المحرك وهو يقول: سوف أعيدك إلى العمل"
أنزلها من السيارة في الوقت الذي كان الآخرون يعودون من فرصة الغداء, ووقفوا يحدقون في السيارة بإعجاب إلى أن توارت في المنعطف, وعندما مرت بجانب بيتر لويد أوقفها هذا وهو يسألها: من هو ذلك الرجل؟" لم تشأ أن تتكلم معه ولكنها أجابت باختصار: إنه كلاي تاكيراي"
كرر الاسم مفكرا: تاكيراي, ... كلاي تاكيراي, كأنني أعرف هذا الاسم, ماذا يعمل؟"
سألته ببرود: يعمل؟"
أجاب: ربما كان الأمر مصادفة, لكنني رأيته في المكتب أمس, لقد انتشرت كل أنواع الشائعات عمن يستلم مكان تشارلز ريدموند منذ إصابته بالذبحة القلبية, ذلك أن رواتب الشركة التقاعدية كبيرة وهي ذات إغراء كبير لنوع معين من رجال الأعمال"
ثار بها الفضول رغما عنها فسألته: من أي نوع؟"
أجاب: النوع الذي لا يهتم إلا بالمكاسب, ولا يهتم أبدا بأولئك الناس البسطاء liilas الذي يصنعون له تلك المكاسب"
قالت: ولكن كلاي ليس من هذا النوع , فهو مهندس مدني وكان يعرف أبي"
ألقى عليها نظرة طويلة ثم قال" حسنا, ربما تعلمين عن ذلك أكثر مما أعلم, إنك تملكين تلك الأسهم الطيبة في الشركة تركها لك أبوك, فمن الأفضل أن تنتبهي" وبدا في نظرته المكر وهو يتابع: ربما يحاول السيد تاكيراي أن يوقعك في غرامه"
قالت: آسفة, فأنا لم أسمع بشيء, أرجو المعذرة" ولم تنتظر لتسمع جوابه ولكنها عندما انفردت بنفسها في مكتبها أخذت تفتش في حقيبتها عن الرسالة التي سبق وتلقتها من مكتب المحاماة بشأن رفع المبلغ لشراء أسهمها.
يبدو أنه كان يعلم, ووصوله حين تعارفا تصادف مع رفضها للعرض الأول وأخذت تحدق في الرسالة طويلا , ثم ابتدأ قلبها ينبض بالألم, لتخنقها غصة, liilas ومدت يدها إلى الهاتف, كان من الحماقة أن تتجاهل ذلك, وإذا كانت تجهل الإغراءات في استلام مكان تشارلز ريدموند فعليها وحدها يقع اللوم ذلك أنها مسئولة تجاه ريدموند ونفسها كشريكة.
فعلى الأقل إذا, عليها أن ترى ماذا يدور هناك, ليس لأنها ظنت كلاي متورط في الأمر,أبدا’ ولكن عندما سألته لماذا تزوجها لم يجبها بشيء, كما أنه لم يذكر شيئا عن زيارته إلى مكتب شركة ريدموند.
الحقيقة أنها لا تكاد تعرف الآن عن نوع أعماله أكثر مما كانت تعرف في أول يوم تعارفهما. وفي وثيقة زواجهما كتب أن عمله هو مدير شركة, وعندما سألته أية شركة, اكتفى بالابتسام.
في ذلك المساء, أخرجت من خزانتها صندوق أحذية فارغا لتجد فيه وثيقة أسهمها في الشركة, وكانت عندها أغلى من النقود. لقد ساعد والده تشارلز ريدموند عندما تعرضت الشركة للانهيار قبل سنوات, فأقرضه مبلغ التأمين على الحياة التي تخصه وكانت هذه الأسهم مكافأته من الشركة, وقد أراد أن يلتحق معهم بمجلس المديرين ولكن أباها امتنع لأنه لم يكن مهتما بمالية الشركة ومعاملاتها.
لقد كان مهندسا مدنيا ولم يشأ أن يغير من واقعه ذاك, ولقد ترك لها سندا لأنها ستكون في حاجة إلى سند في عالم الرجال, ولم تتوقع أن تؤول إليها تلك الأسهم بتلك السرعة, وساورها شعور بالذنب لأنها اعتبرتها من حق أمها. ولكن الأم التي كانت قد تبنت وجهة نظر الأب رفضت هذه الأسهم حين عرضتها ابنتها عليها.
أجفلت وهي تسمع صوت كلاي يقول: ما الذي تفعلينه؟" ورفعت ناظريها من حيث كانت جالسة على الأرض تحيط بها الأوراق ولم تكن قد سمعت صوته وهو يصعد السلم.
أجابت: كنت أبحث عن بعض الأشياء" وحاولت أن تعيد الوثيقة إلى المغلف ولكن كلاي وقف إلى جانبها ومد يده يأخذها من يدها وتفحصها مفكرا, ثم نظر عينيها اللتين كانتا تراقبانه وهو يقول: يجب أن تكون هذه في مكان آمن في الطابق الأسفل يا جو, فهي وثيقة هامة جدا:
ردت عليه قائلة: أعرف ذلك" وارتفع حاجباه بشدة إزاء لهجتها الجافة, بينما تابعت قولها: فكرت في أنها يجب أن تكون في البنك ولهذا كنت أبحث عنها"
سألها: وهل نويت أن تبيعيها؟" liilas كان في صوته اهتمام غير عادي مع أنه كان يتكلف عدم الاهتمام, حاولت أن تتذكر ما إذا كانت قد ذكرت أن العرض الذي قدم إليها كان من أجل أسهمها في ريدموند ولكنها لم تتذكر.
قالت: لا أفكر في بيعها حاليا, إنما فكرت في أن الوثيقة يجب أن تكون في مكان آمن"
قال: معك حق, هل تريدين أن أقوم بذلك من أجلك؟ يمكنني أن أضعها لك في خزنتي"
تساءلت عما إذا كان وجود الوثيقة في حوزته تمنعها من البيع لأي شخص آخر , فتكون الوثيقة بمثابة السند الذي ربما يحتاجه هو ليسيطر على شركة ريدموند.
قالت: إنني.. لقد سبق وتكلمت مع البنك وسأذهب إلى المدينة غدا لإيداعها.
قال وهو يسلمها إياها: فهمت, في هذه الحالة سأترك الأمر لك لتتدبري الأمر, انتبهي إليها"
أعادتها إلى مغلفها ثم أخذت تجمع بقية الأوراق, ولكن حضوره جعلها مضطربة, وفي النهاية جمعها هو ورتبها ثم ناولها إياها. ومنذ عودتها إلى المنزل لم يتبادلا أي حديث إلا الكلمات الضرورية المهذبة. ولكنه عاد وقال برقة: إنه مساء جميل, يا جول, لم لا نذهب ونتمشى؟"
حاولت أن تبتسم وهي تقول: نتمشى؟"
قال: نصل فقط لتناول العصير"
قالت: نعم, إذا شئت سأرافقك حالا"
كان الشاطئ مزدحما, والنهر غاصا بالزوارق, التي تحمل القادمين للاستمتاع بجو شهر تموز – يوليو, وقوارب النزهة البخارية كانت في الماء بأعداد كبيرة. وسارا فترة دون أن يتبادلا الكلام, ذلك أن جو لم تستطع التفكير في موضوع لا يعيدهما إلى ذلك الجو المتوتر.
قال: كنت أريد أن أنحدث معك عن المرسى ذاك, هل تحبين الزوارق؟"
قالت: من أية ناحية؟"
قال: من أية ناحية كانت"
قالت: كلا, لا أظن ذلك, إذ إنه لم يسبق أن ركبت في شيء أكبر من زورق حقير في محرك"
قال: يمكنني أن أقوم بشيء أفضل, فقد تحدثت إلى شخص هذا الصباح لكي يلقي نظرة على بيت الزورق ذلك أنني صممت على إصلاحه."
هتفت: إصلاحه؟" وفكرت في إمكانية إصلاح تلك الكومة المتهالكة التي يطلق عليها اسم (بيت الزورق) من باب التبجيل, وتابعت قائلة: ليس ثمة سوى القليل الذي يمكن إصلاحه وأظن الكلمة المناسبة هي أن تقول نعيد البناء"
لاحت على شفتيه شبح ابتسامة وهو : ربما كان يجب علي أن أوفر دفع ثمن الاستشارة وأسألك أنت"
" ولكن كان في استطاعتك القيام بذلك بنفسك"
" يمكنني أن أقوم بكل شيء بنفسي يا جو, ولكن وقتي لا يسمح بذلك"
"لا يسمح بذلك؟" وحاولت أن تتجنب سؤاله عما يعنيه بالضبط لما يملأ به وقته, فقال: حسنا, إنني أحتاج إلى عامل معين هل يمكنك أنت ذلك؟"
"سيكون هذا مسليا" وابتسمت liilas وهي تتصور نفسها تعمل معه جنبا إلى جنب, وأبعدت هذه الصورة من ذهنها ببطء متابعة قولها: إنني أشاركك رأيك, ولكن من هو الذي سيتعهد البناء؟"
"شركة ريدموند, ذلك أنها تقوم بالبناء على شاطئ النهر مما يجعل إختيارنا لها واضحا"
هتفت: أوه! .. ريدموند هذا رائع!" وشعرت وهي تنطق هذه الكلمات براحة نفسية مفاجئة فقد كان قوله هذا تفسيرا معقولا لوجوده في المكتب فقد كانت نفسها تتردد لكي تسأله عن ذلك, حسنا لقد صلح كل شيء الآن بصورة مفاجئة.
قال بجفاء: إنني مسرور لسرورك هذا" ووقف ناظرا إليها باستغراب قائلا" ما بك؟"
أجابت: لا شيء أبدا" كانت تبتسم بغباء وهي تستطرد: إنني جائعة إلى درجة لا تصدق!"
قال وذراعاه حول وسطها" حقا؟ حسنا, فأنت لم تتناولي طعام الغداء كما أنك لم تأكلي جيدا أثناء العشاء"
قالت: وكذلك أنت. ربما من الأفضل أن أترك المطبخ للسيدة جونسون"
قال: ولكن طبخك جيد... ولكنني لا أشعر بأنني..." وتوقف ثم قال : فلنعد إلى البيت يا جو"
فيما بعد وهي مستلقية في فراشها في الظلام, أخذت تستعرض أحداث اليوم مرة أخرى, في محاولة أن تعرف السبب الذي جعل النهار بهذا السوء, وأخيرا قررت أن الثقة هي أصل كل شيء, ذلك أن ليس ثمة سبب يجعل كلاي يغار من بيتر ليتصرف بهذا الشكل الغبي, ربما كلاي يعمل ضد مصلحة شركة ريدموند ومستخدميها, وخامرت الشكوك نفسها, وانتهت إلى أنها وكلاي ما زالا شبه غريبين ولكن الزميل كفيل بإصلاحه.
قال لها على مائدة الفطور: إذا كنت ستذهبين إلى المدينة اليوم, فلماذا لا تمرين علي في المكتب؟"
أجفلت جو وهي تشعر بالذنب, ما الذي جعل كلاي يدرك أنها ذاهبة هذا النهار إلى مكتب المحامين؟ وتابع قوله: لقد سبق وقلت أنك ستأخذين وثيقة أسهمك إلى البنك" وشعرت بوجنتيها تلتهبان بينما تابع قائلا: إلا إذا كان لديك مشروع آخر طبعا"
قالت: كلا, أحب جدا أن أرى مكتبك, إنني سأنتهي في الساعة الثانية عشرة كما أظن"
قال: في هذه الحالة, سأجعل سكرتيرتي تسجل اسم الآنسة غرانت لأجل الغداء" ووقف وهو يقول: لا تتأخري"
أجابت مازحة: كلا يا سيدي, أراك فيما بعد"
في الساعة الحادية عشرة كانت في مكتب شركة المحاماة في المدينة التي بدت وكأنها ابتدأت العمل منذ اعتلت الملكة فكتوريا العرش, وفكرت جو بأن من الممكن جدا أن واحدا أو اثنين من الموظفين هما من المستخدمين الأوائل ما زالا أحياء يعملون!
.http://www.liilas.com/vb3

جوووجووو 26-07-09 02:27 AM

لكن السيد هنري دبلداي لم يكن واحدا منهما بالتأكيد فقد كان أنيقا رقيقا قوي الشخصية, ولكنها عندما نهضت بعد نصف ساعة لم تكن تعلم عما جاءت لأجله أكثر مما كانت تعلم من قبل, من أن العرض في شراء أسهمها في الشركة قد قدم من شخص فضل أن يكون اسمه مجهولا, وقد اجتهد السيد دبلداي أن يبين لها كيف أن العرض كان أعلى من أسعار السوق, وسألت إذا كان ثمة شخص آخر قد قدم مثل هذا العرض, ولكنه لم يكن من المفروض أن يجيب عن سؤالها هذا كما قال. وسألته عن السبب الذي يجعل ذلك السيد يدفع مثل هذا المبلغ, ولكن هذا كان سرا هو الآخر.
وسألته كيف عرفوا أنها تملك أسهما فأخبرها أن ذلك liilas موجود عادة في السجل العام وهذا لم تكن تعرفه منقبل. سرعان ما أدركت أنها لن تعرف شيئا من هذا الشخص. ولكنها وجدت لنفسها عذرا في أن ذلك لم يعد مهما, ووعدت بأن تعيد التفكير في هذا العرض في محاولة لتغليف كذبها بشيء من الحقيقة, ونظرت إلى ساعتها لترى ما إذا كان في إمكانها الذهاب إلى البنك الآن لإيداع الوثيقة لتجد أن من الأفضل إرجاء ذلك إلى ما بعد الغداء.
أوقفت سيارة وأعطت السائق عنوان مكتب كلاي الذي كان في بناية ضخمة رائعة.
صعد بها المصعد إلى الطابق الحادي والعشرين حيث سارت في ممر فخم مغطى بالسجاد جلست في نهايته فتاة حمراء الشعر رائعة الجمال وراء مكتب الاستقبال, وشملت الفتاة ملابس جو بنظرة فاحصة وبدا عليها أنها لم تجدها متناسبة.
قالت جو تقطع عليها فحصها هذا: إن السيد تاكيراي في انتظاري, إنني جوانا غرانت"
أخذت الفتاة تنظر في قائمتها وهي تردد: الآنسة جوانا غرانت" ويبدو أنها أدركت أن هذه المرأة لا يمكن أن يكون لها عمل يتعلق بأمثال كلاي تاكيراي.
أشارت الفتاة إلى كرسي لتجلس جو عليه وهي تقول متنهدة: تفضلي بالجلوس وسأرى إن كان غير مشغول"
وكانت تصرفات الفتاة العفوية تبعث على التسلية, لو لم تكن جو تشعر بالضعف. ولأول مرة شعرت بالندم لاحتفاظها باسمها بعد الزواج, ولكنها ما لبثت أن نبذت هذا الخاطر بازدراء, ذلك أنها في مهنتها لا بد أن تجعل كل إنسان يعرف أنها جو غرانت!
اتصلت الفتاة هاتفيا, وبعد ثوان أقبل كلاي وهو يمد يده بتحية متكلفة قائلا: الآنسة غرانت! إنك شرفتنا بحضورك!" وكانت ملامحه بمنتهى الرصانة. مدت يدها تصافحه برزانة قائلة: السيد تاكيراي, لقد سمعت الكثير عنك!"
سألها بشكل جاد: هل يدعو ذلك إلى قلقي؟"
همست: كثيرا!" ثم قالت بصوت عال وهي تدير نظرها حولها" كنت متشوقة إلى رؤية مكتبك"
قال: أخشى ألا يكون الوقت كافيا الآن" قادها بعزم نحو المصعد, لكنه توقف لحظة أمام موظفة الاستقبال قائلا: سأعود حوالي الثانية والنصف, ولكن إذا liilas وصل هنري قبلي فقدمي له القهوة وأخبريه أنني لن أتأخر طويلا"
أجابت الفتاة وهي تنظر إليه بوقاحة: نعم يا كلاي" وشعرت جو بطعنة غيرة في أعماقها, وفتح باب المصعد فدخلا إليه ثم التفتت إلى كلاي قائلة: هل تعرف تلك الفتاة أنك متزوج؟"
أجاب: ليس من عادتي أن أبحث شؤوني الخاصة مع المستخدمين عندي, ولابد أنك تتعاطفين مع رغبتي هذه.. هل تراها أزعجتك؟" كانت أساريره جامدة وهو يتكلم, فأجابت: ولماذا تزعجني؟" وظنت نفسها تبتسم.
قال وهو يهز كتفيه: يظهر أن ذلك قد حدث, إنني أعدك يا جو أنه في اليوم الذي ترضين فيه أن تحملي اسم تاكيراي سأضع إعلانا في كل الصحف المحلية لأجعل العالم كله يعرف أنك زوجتي"
قالت بلا مبالاة: سأعلمك بذلك في حينه"
أوقف البواب لهما سيارة حملتهما إلى غريك ستريت لتنزلهما عند باب المطعم وصعدا إلى الطابق الأعلى حيث جلسا في زاوية بعيدة عن القاعة.
قال كلاي: في إمكاننا هنا أن نرى كل شخص" ونظرت جو حولها باهتمام حيث كانت صور مشاهير الممثلين بتوقيعهم معلقة على الجدران, وتركزت عيناها على وجه مألوف لشخص يجلس إلى مائدة قريبة. سألته: أليس ذلك الشخص هو..." أجاب كلاي دون أن يرفع عينيه عنها: أظنها هو ما دمت تقولين أنت ذلك"
طلبا سمكا وصلصة المحار ثم جلسا يراقبان الداخلين والخارجين من المشاهير, ونسيت جو كل شيء عن أسهمها, والجميلة ذات الشعر الأحمر, حين أخذ كلاي يسليها وسألته: هل تأتي كثيرا إلى هنا؟" وجاء النادل ليضع أمامهما الحلوى, فاستطردت: يبدو أن الجميع يعرفونك"
أجاب: في مناسبة كهذه الآن , أي عندما أستضيف أحدا"
قالت: مثل من؟ على سبيل المثال؟"
نظر إليها مبتسما وقال: فقط بشأن العمل يا جو"
أخذت تعبث بشوكتها وهي تقول" إنك لم تخبرني قط عن نوع عملك"
استقام في جلسته ثم أخذ ينظر إليها مفكرا ثم قال: كلا! إذ دوما عندما أكون معك تكون بيننا أشياء أكثر أهمية"
احمر وجهها قليلا ثم قالت" يمكنك أن تخبرني الآن"
قطب حاجبيه وهو يقول: هل لذلك أهمية؟"
قالت وهي ترفع كوب الماء إلى شفتيها الجافتين" كل ما له علاقة بك يهمني"
هز كتفيه قائلا: لقد سبق وأخبرتك أنني مستشار, إنني أعين المشكلات التي تقع في هيكل الادارة ثم أعمل على إصلاحها"
قالت وقد أصابها الاضطراب لهذا الجواب الذي لا يحمل التفاؤل" ولكنك مهندس مدني!"
أجاب: مبدئيا نعم, ولكنني بالعكس من أبيك يا جوانا, لم أجد في التعامل مع الاسمنت ما يرضي طموحي واهتمامي"
تمتمت: كان يجب أن يكون لك مقعد في هيئة الإدارة"
كانت تحدث نفسها أكثر مما تحدثه, ولكنه قال فورا: مقعد في مجلس الإدارة؟"
وجدت نفسها تخبره عن الوقت الذي ساعد فيه أبوها تشارلز ريدموند في إنقاذ الشركة, وكيف أن والدها رفض أن يكون في مجلس الشركة.
قال كلاي: لم أكن أعلم يا جو أن والدك قد عرضت عليه عضوية مجلس الادارة, كان ينبغي عليه أن يقبل ربما عليك أنت أن تطلبي ذلك"
أجفلت, ثم أرخت جفنيها لتخفي مخاوفها liilas التي استيقظت فجأة نتيجة بعد نظره ثم قالت: لا تكن غبيا! فأنا لا أعرف شيئا عن إدارة الأعمال"
قال: لا شيء؟" وحبست أنفاسها معتقد أن الوقت قد حان لكي يسألها عن أسهمها في الشركة, ولكنه بدلا من ذلك ضحك وهو يقول: إنني أوافقك على ما تقولين, ما دمت تحتفظين بوثيقة أسهمك تلك في صندوق الأحذية!"
تنهدت بارتياح وهي تقول: إنه صندوق أبي"
قال: أتعرفين؟ إنني لست مندهشا, ذلك أنه لو حدث وقام والدك بعمله على ساق واحدة فإنك حتما ستقلدينه في ذلك"
هزها العنف البادي في صوته وقالت: إنني لست…" ولكن صوتها اختفى إزاء نظرة الازدراء التي رمقها بها وهو يتابع قائلا: أليس كذلك؟"
تنفست بعمق وهي تقول: لقد كنت دوما أريد أن أكون مثله, يا كلاي كان أنيس المحضر ماهرا وعندما اصطحبني ليريني البنايات الضخمة التي أنجزها أردت أفعل مثله" ولم تقل أكثر من ذلك.
قال: لقد كان جو غرانت أحد أفضل الرجال الذين عرفت يا حبيبتي, لقد كانت له أخطاؤه كأي شخص آخر ربما حان الوقت لكي تحاولي أن تكوني جوانا, إذ أن لها كل الحق في أن تكون لها شخصية خاصة بها"
كان إدراكه العميق هذا مخيفا, وأشاحت بوجهها بسرعة لتقع عيناها على شخصية مشهورة صرفت انتباههما عن الموضوع.
لم تكتشف جو أنها لم تأخذ وثيقتها إلى البنك إلا عندما جاءها مفتش القطار أثناء رجوعها إلى منزلها ففتحت الحقيبة لتخرج له التذكرة لتجد الوثيقة المنسية تلك.
انتابها شعور بالتعاسة لنهارها ذاك الذي لم يسفر عن أي عون لها. ولو كان تشارلز ريدموند موجودا لذهبت لرؤيته, ولكنه كان يمضي أيام النقاهة في جنوب فرنسا, إثر نوبة قلبية خفيفة ولن يعود قبل أسبوعين أو نحو ذلك..http://www.liilas.com/vb3


خطر في بالها أنه قد لا يكون على علم بما يحدث, وأمعنت التفكير في الحكمة من وراء الكتابة إليه. ذلك أنها لم تشأ أن تكون السبب في نوبة قلبية أخرى تصيبه liilas ولكن لم يكن ثمة سبب يمنعها من الكتابة إليه للسؤال عن صحته, ثم تذكر له بطريقة عفوية العرض الذي قدم إليها لشراء أسهمها, سائلة إياه النصيحة , وبعد أن قررت هذا شعرت على الفور بأنها أفضل حالا, ولم تعرف لماذا لم تفكر بذلك من قبل. وهكذا بدلا من أن تعود إلى عملها, اتصلت هاتفيا بالمكتب لتأخذ عنوانه من سكرتيرته.
كانت تجلس إلى منضدة الزينة في غرفتها تلصق غلاف الرسالة, عندما سمعت صوت كلاي يناديها: جو؟ أين أنت؟ لدي ما أخبرك به" وسمعت وقع خطواته صاعدا السلم وعندما فتح الباب فجأة أجفلت هي, شاعرة بالذنب وهي تستدير فتقع حقيبتها على الأرض لتفتح وتتبعثر محتوياتها. بدت في عيني كلاي نظرة تسلية وهو يرى ما حدث ثم قال: هيا, سأساعدك في لملمة كل هذا" تسمرت عينا جو على المغلف الذي يحوي الوثيقة مدركة أن عيني كلاي لن تغفلاه. حاولت أن تلهيه بقولها: دع عنك هذا! فسألمها أنا في دقيقة واحدة, وهات ما عندك من أخبار" لكنه كان قد سبق وانحنى لتنقبض يداه على علبة صغيرة فوقف واضعا إياها على راحته وهو يمدها إليها سائلا: ما هذه؟"
انتقلت عينا جو من هذه العلبة إلى وجه زوجها الذي ارتسم الشر على ملامحه مرسلا في جسدها رعشة خوف ثم قالت بهدوء: إنك تعرف ما هي هذه"
أخذ يهز العلبة بهدوء وهو يقول: آه نعم إنني أعرف ما هي, ولكنني أريد أن أعرف سبب وجودها في حقيبة يدك!"
قالت: وهل هذا في حاجة إلى إيضاح يا كلاي؟ إنني امرأة ذات مهنة وقد قدمت لطلب وظيفة مهندس أول هذا النهار, وأنا متأكدة من الحصول عليها, ويمكنك أن أن تتصور ماذا يظنون عندما آخذ إجازة وضع بعد شهرين, ذلك أن شركة ريدموند لن توظف بعد ذلك امرأة liilas في البناء أبدا, ومن يلومهم عند ذلك؟"
قال: إنني لا أكترث مطلقا لخطط شركة ريدموند بالنسبة إلى توظيف النساء, ولكن هذه الحبوب يهمني أمرها جدا"
تجنبت عينيه قائلة: إنني لست مستعدة للتخلي عن كل ما تعبت في الحصول عليه لكي أنشئ أسرة!"
قال وقد تجلى الألم في لهجته الهادئة: ألا تظنين أن من حسن التهذيب أن تخبريني عن هذا الأمر بالذات على الأقل؟"
أجابت: ما هذه السخافة يا كلاي! إنك طبعا لم تتوقع مني آتي بابن بعد تسعة أشهر من زواجنا"
قال: أن تأتي ببنت تكون مقبولة هي أيضا"
قالت: إنني لا أصدق هذا, فأنت لم تذكر شيئا عن الأطفال عندما عرضت علي الزواج"
قال: سامحيني إذا كنت في ذلك الحين بطيء التفكير نوعا ما, ولكنني كنت أظن أن الزواج هو نوع من الالتزام للطرفين, أم أنك لا تحبينني إلى درجة تكفي لتجعلك تحملين أولادي؟"
قالت" الحب؟" وابتدأت الدموع تتجمع في عينيها الآن, ولكنها لم تسمح لها بالانهمار, ومتى تحدث هو عن الحب أصلا؟ وتابعت قائلة: ولكن الانجذاب هو الذي جعلنا نتزوج بالتأكيد يا كلاي, أليس هذا ما سبق وقلته أنت بنفسك؟"
قبضت أصابعه على العلبة بشدة وهو يقول: لم أكن أدرك أنك أخذت كلماتي هذه حرفيا" وتراجعت هي إلى الخلف وقد تملكها الخوف من النظرة الصارمة التي بدت في عينيه.
أخذ يقلب بين أصابعه علبة الحبوب وسألها بوجه خال من التعبير: أمازلت تريدين هذه؟" لم تكن قادرة على الإجابة, لم تكن تدري ما الذي تريده أكثر من الشعور بالسكينة والراحة معه, ولكن هذا لم تحصل عليه, أشاحت بناظريها عنه ولكنها أجفلت liilas وهو يدس في راحتها العلبة ويطبق عليها أصابعها بعنف قائلا: خذيها إذا, ولكن لا تستعمليها لأنني مسافر إلى كندا غدا"
هتفت: كندا!"
قال: ذلك كان الخبر الذي أردت أن أخبرك به, وقد فكرت في أنك ربما تريدين مرافقتي لكي نعوض عن شهر العسل الذي فاتنا, ولكن من الواضح أن عملك يأتي أولا, إنك ابنة أبيك يا جو’ حتى تراب الاسمنت في شعرك!"
مدت يديها إليه تريد أن تمسك به, لكي تقنعه بحبها ولكنه كان قد استدار مبتعدا عنها نحو الخزانة, حيث أخذ يضع ثيابه في حقيبة من القماش.
تملكها الخوف وقالت: ولكنك قلت غدا"
أجاب: سأمكث في فندق المطار هذه الليلة, وما الذي بقي من هذه الليلة على كل حال؟"
قالت متوسلة: كلاي, أرجوك"
رفع ناظريه إليها قائلا: آسف يا عزيزتي" بينما كان يقل الحقيبة مظهرا الارتياح, ثم قال: سنتحدث في مسألة زواجنا عندما أعود يا جو, وربما في هذه الأثناء يمكنك أن تعاودي التفكير فيما تعتبرينه من الأولويات بالنسبة إليك."
وما لبث أن دخل إلى الحمام مغلقا الباب خلفه بعنف..http://www.liilas.com/vb3




نهاية الفصل الرابـــــع

posy220 26-07-09 08:11 AM

شكلها جميله من الملخص موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

جوووجووو 28-07-09 11:02 AM

طلتك أجمل يابوسي
مشكورة يالغلا

جوووجووو 28-07-09 11:06 AM

الفصل الخامس
كانت جوانا تنتظره وقد ارتدت ثيابها عندما نزل إلى القاعة وهو يلقي نظرة على ساعته قائلا: لماذا لم تنامي بعد؟ الوقت ما زال مبكرا لذهابك إلى العمل حتى بالنسبة إلى موقفك الخاص"
أجابت وقد صممت على ألا تدع فرصة لأية مناوشات الآن: كلا أبدا, فإن عمل البناء مستمر على مدار الساعة"
قال: حسنا, ستبقين مشغولة على الدوام أثناء غيابي, دون أن يشغلك عن عملك هذا زوج متعب"
هزت رأسها قائلة: إنني لست داخلة في مناوبات العمل الليلي يا كلاي"
ابتسم ساخرا وهو يقول: وهل تحتملين ذلك بما فيه من تمييز بين الرجل والمرأة؟"
قالت بسرعة: ولكنني كنت مسرورة بذلك لأكون قربك" ولكنه رفع حاجبه فقط غير مصدق, وتجمدت هي لحظة ثم تناولت حقيبتها تفتش عن مفاتيحها لكي لا ترى النظرة الباردة القاسية في عينيه, وتابعت كلامها: لقد ارتديت ثيابي لكي أوصلك إلى المطار"
قال: لقد سبق واستدعيت سيارة أجرة, وستكون هنا في أية لحظة" وتأكيدا لكلامه تصاعد صوت بوق سيارة عند البوابة الخارجية.
سألته جاهدة في أن لا تدعه يرى مقدار لهفتها: متى ستعود؟"
قال: سأرسل إليك خبرا بذلك" وابتدأ قناعها البارد ينهار وهي تقول: أيمكن أن تترك لي عنوانك؟ أو رقم هاتفك؟"
قال وهو يفتح الباب: إذا كان ثمة أي شيء مستعجل فإن مكتبي سيتصل بك" وقف برهة ينظر إلى السماء القاتمة ثم ما لبث أن غاص في الظلام. أرادت أن تركض خلفه في الطريق , أن تلحق أضواء السيارة المبتعدة في الطريق نحو الشارع العام, لكي تخبره كم تحبه, لتجعله يستمع إليها, لتعده بأي شيء يريده منها, ولكنها التصقت بالباب liilas.com لتتهاوى على الأرض واضعة خدها على الأرض الخشبية القديمة الباردة حتى نبهتها زقزقة العصافير إلى بزوغ الفجر.
نهضت وقد تصلب جسدها, ثم صعدت الدرجات, كانت محتويات حقيبتها ما زالت مبعثرة على الأرض, فأخذت تلمها لتعيدها إلى الحقيبة كيفما اتفق, ما عدا الحبوب التي رمتها في القمامة, عندما يعود كلاي سيتحدثان في الأمر ويقلبانه من كل الوجوه. عندئذ ربما سيكون في إمكانهما أن يبدآ من جديد.
مرت الأيام وابتدأت آلام الشوق إليه, لقد تاقت حتى إلى سماع صوته, ولكنه لم يتصل بها أو يكتب لها, وحاولت أن تحدث نفسها بأنه على حق, فقد كانت في حاجة إلى وقت تقرر فيه أمر مستقبلها. وعندما تعالى رنين الهاتف هرعت إليه مقطوعة الأنفاس, ولكن لتشعر بخيبة أمل وهي تسمع صوت أمها. دعتها أمها لقضاء عطلة الأسبوع عندها.وفكرت هي في أن ذلك قد يساعدها على تغيير شعورها بالوحدة, ولكن مرور يومين عليها متصنعة الشجاعة والهدوء أمام أمها جعلها تتمنى لو بقيت في بيتها حيث ليس ثمة من يلاحظ امتقاع وجهها, وحيث لا تكون في حاجة إلى تجنب الأسئلة الفضولية حول احتمال ابتدائها بتكوين أسرة.
بعد ظهر يوم الأحد, جاءها استدعاء مستعجل من بيتر وجدت فيه فرصة للهرب حين قال لها: آسف لاستدعائك يا جو, ولكن المهندس مايكل نقل إلى المستشفى لإجراء عملية الزائدة الدودية بصورة مستعجلة, وأنا لدي واجبات عائلية"
قالت: ليس ثمة مشكلة هناك"
قال: لا أعني بالنسبة إليك, وإنما بالنسبة إلي أنا, إذ أنك غير معتادة على العمل الليلي"
قالت: هذه سخافة!"
أجاب: تعم أعرف هذا, لقد أخبرتهم في المكتب بأنك ستقبلين أخذ مكانه في العمل, ولكن ما يحيرني هو تلقيك الخبر بمثل هذا الهدوء"
هزت كتفيها بعدم اكتراث قائلة: حسنا, لا تقلق فأنا لن أتحدث عن هذا الأمر إذا أنت نفسك لم تتحدث عنه"
ولكنها كانت ليلة طويلة شاقة, وشعرت بالارتياح وهي ترى سيارة بيتر في الموقف في الصباح وما إن أنهت توقيع تقرير العمل حتى ألقن نفسها في سيارتها وهي تلهث من التعب.
أطل عليها بيتر من نافذة السيارة وهو يقول: لا أظن أن في استطاعتك قيادة سيارتك بنفسك يا جو, لماذا لا تدعيني أوصلك بسيارتي؟" لم تستطع أن تناقشه إذ كانت تشعر بالدوار والغثيان من التعب. ولم تعرف كيف أوصلتها قدماها إلى سيارته.
استيقظت عندما وقفت بها السيارة خارج الكوخ, وكان ذهنها مشوشا وهي تسأل: ماذا؟" ولكن سرعان ما أدركت أنها أمام liilas.com بيتها, فتابعت: آه! ها قد وصلت إلى البيت"
قال وهو ينحني إليها يفتح لها باب السيارة : ها قد وصلت آمنة في أحسن حال" تبعتها ضحكته لكنها لم تكد تسمعه وهي تركض مجتازة الطريق نحو الكوخ, لقد أصبحت الأمور في نظرها في غاية السخافة, فهي متزوجة الآن, لقد طال التصاقها باسم أبيها إلى درجة كافية, وهي لم تعد الآن جو غرانت, لقد عاد كلاي إلى المنزل لتضع بهجتها في النهاية لكل الشكوك التي راودتها, إذ لم يعد هناك شيء أكثر أهمية عندها من حبها له.
بينما كانت تفتش عن مفتاحها وإذا بالباب يفتح ليقف هو خلفه ليسمح لها بالدخول. هتفت بفرح: كلاي! ما أشد سروري بعودتك!" ولكنه لم يأت بحركة من جانبه نحوها, وبدلا من ذلك مد يده من فوق رأسها ليدفع الباب فيغلقه خلفها بعنف جعلها تقفز متراجعة للخلف, وقد شعرت بالحماقة وهي تقول: آسفة إذ لم أكن هنا حين وصولك, لابد أنك تساءلت..." قاطعها: أتظنين أنه كان لابد أن أتساءل؟ حسنا, إنك لم تتركيني أعاني القلق والحيرة طويلا" واستدار فجأة تاركا إياها واقفة وحدها في القاعة.
تبعته إلى غرفة الجلوس وقد liilas.com أدركت أن ثمة شيئا بالغ السوء قد حدث, قالت: لو كنت أعلم أنك قادم لتركت لك خبرا"
ولكنه لم يجب حتى أنه لم يكلف نفسه عناء النظر إليها. وتابعت تقول: لقد قلت إنك سترسل خبرا قبل أن تعود" هنا استدار إليها بعينين غائمتين وهو يقول: كم هي مزعجة فكرتي في أن أجعلها مفاجأة لك!"
رددت قوله بحيرة: مزعجة؟"
قال: عندما وصلت ولم أجدك اتصلت بوالدتك هاتفيا, على افتراض أنك هناك, إذ أن أبي أخبرني أنك عند والدتك تمضين عطلة نهاية الأسبوع عندما اتصلت به منذ يومين" قالت وقد شعرت فجأة بالألم لكل الأحزان التي قاستها منذ رحيله: لقد كان في استطاعتك إذاً استعمال الهاتف؟ لقد ظننت أنك ربما نسيت كيف تدير قرص الهاتف"
تجاهل ثورتها هذه وتابع مكررا: قال إنك عند والدتك وهكذا اتصلت بها"
قالت: لقد كنت هناك"
"هذا صحيح, ولكنك تركتها بعد تنازلك الشاي بعد ظهر الأحد. لقد استدعوك للعمل كما قالت, وكانت هي مقتنعة جدا بهذا, ولكنني توقعت تصديقها ذلك"
قالت شاعرة بالعجز: ولكن هذا صحيح"
قال: طوال الليل يا جو؟ بينما أنا أذكر تماما أنك أخبرتني أنهم استثنوك عن العمل الليلي؟"
قالت: لقد عملت طيلة الإثنتي عشرة ساعة الماضية يا كلاي, فأنا منهوكة القوى بحثي لا أستطيع النقاش معك. سأغتسل ثم أذهب إلى الفراش, وسنعود إلى الكلام عندما تشعر بشيء من التعقل" وابتعدت عنه بسرعة صاعدة السلم نحو غرفة النوم, ولكنه تبعها بقوله: أرجو ألا تنامي في سريري" وشعرت بكلامه كالسكين يمزق أحشاءها مما جعلها تقف فجأة في منتصف السلم, فاستدارت إليه وهي تتسمك بحاجز السلم liilas.com لتمنع نفسها من السقوط: أتريدني أن أرحل يا كلاي؟"
قال: أوه نعم يا جو, أريدك أن ترحلي قبل أن أعود هذا المساء, أخشى أنه لم يبق في طبعي أي تسامح فيما يختص بك" حول عنها وجهه القاسي الذي لا يعرف التسامح, وتمالكت دموعها. لقد كانت على استعداد لكي تتخلى عن كل ما كانت تريده في سبيل البقاء مع كلاي تاكيراي, ولكنه طلب منها الرحيل وكلا الأمرين كان خطأ.
توسلت إليه باستماتة كآخر ما في جعبتها من محاولة قائلة: كلاي" ولكن وجهه بقي متجهما في وجهها. بقد كان مقتنعا تماما ولا شيء يمكن أن يغير عقله. وهي لن تذل نفسها أكثر من ذلك, ولو كان يثق بها لصحت بينهما الأمور بسرعة. liilas.com وهنا شعرت بوخز ضميرها. ذلك أنها هي أيضا تبادله عدم ثقته هذه. نعم في الواقع, إن عدم الثقة من الطرفين..http://www.liilas.com/vb3


لم يبق لديها سوى الكرامة. (تزوج بسرعة واندم على مهل) هذه هي الحكمة المأثورة, حسنا, لقد نالت الترقية في عملها وكانت هذه هي البداية, فهي متأكدة من أن ليس عندها وقت تبدده في الندم!
لم تقل شيئا, إذ لم تعد قادرة على الكلام أكثر من ذلك, وأومأ هو وكأنه يشعر بالرضا إذ أثبت وجهة نظرة وذلك قبل أن يستدير إلى الباب. ووقف لحظة عند الباب المفتوح وتنفس بعمق, وعندما استدار إلى الخلف, قفز قلبها برجاء, لكنه قال: إنني آسف يا جو, كان يجب أن أتذكر أن الإنسان الذي يوقظ نمرا غافيا, يجب أن يبقى بقربه لكي يبقيه تحت المراقبة" ثم اختفى, وسمعت هدير الأوستن وهي تبتعد, ثم ساد السكون.
تهاوت على السلم إذ لم تستطع ساقاها حملها. وجلست فترة وقد صعقتها الصدمة.
قفزت واقفة إذ سمعت رنين الهاتف, وفكرت لاهثة, ربما هذا هو قد غير عقله, وأخذت سماعة الهاتف" آلو, كلاي, هنا هنري دبلداي يتكلم لأمر يتعلق بشركة ريدموند علينا أن نتقابل في أسرع وقت ممكن"
أقفل الرجل السماعة, هنري دبلداي؟ وقطبت جبينها في محاولة للتذكر, أين سمعت هذا الاسم من قبل؟ ثم تذكرت! قفزت مذعورة فوق الدرجات وابتدأت تحزم أمتعتها وتضعها في الحقائب كيفما اتفق. عليها أن تبتعد من هنا قبل أن يعود, مخلية كل أغراضها لأنها لن تعود أبداً.
نزعت أغطية الفراش ووضعت الملاءات في الغسالة. حسنا عليه أن يعيد فرش السرير بنفسه أو ربما تفعل ذلك السيدة جونسون, فهذا لم يعد من اختصاصها. لكنها في النهاية سوت السرير ثم طلبت سيارة أجرة. ونظر السائق إلى كمية الأمتعة والحقائب, وكان على وشك الاعتراض عندما رأى وجه جو, لكنه نقلها جميعا إلى السيارة بصمت, ثم سألها في النهاية: إلى أين أيتها الآنسة؟" للحظة لم تستطع التفكير, إلى أين يمكنها الذهاب؟ إلى أمها؟ إم إلى أختها؟ وأخيرا قالت: خذني إلى الفندق, أي مكان معقول في وود هيرست" كانت تريد الذهاب إلى مكان يمكنها فيه أن تنطوي على نفسها لتلعق جراحها.
شدت جوانا بعنف قفازيها الجلديين اللذين تستعملهما للقيادة كما تفعل عادة عندما تريد أن تنفس غضبها, وتقول: أتقول أنني تأخرت يا بيتر؟" كانت تفكر في أنه لم يتحسن عما قبل. كان قد أصبح بدينا بعض الشيء, كما أن خطوط وجهه الرقيقة ابتدأت في الترهل. ولكنه على الأقل كان محتفظا بأناقته على الدوام. حيث أنه كان يبقى بعيدا عن مناطق البناء, وهي لم تستطع أن تفهم أبدا السبب الذي جعل تشارلز ريدموند يضمه إلى مجلس الإدارة, ووقفت liilas.com في وسط الممر المكشوف الذي يقود إلى غرفة الإدارة, ما أشد عنجهيته! إذ يختار مكان الاجتماع في تلك القاعة الفخمة المكسوة جدرانها بخشب السنديان وذلك ليستعرض سلطته الجديدة.
قال: إننا في انتظارك منذ ساعتين, ظننت أنه قد تكون صادفتك بعض الصعوبات في السيارة" كانت السخرية في صوته بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير, فقد كان مقتنعا بأنها استغلت صداقتها لتشارلز ريدموند لكي تحتفظ بمركزها, وترتقي السلم بثبات رغم كل شيء, ولكن تشارلز قد توفي الآن, وهو يظنها طريدة سهلة. حسنا, إنها لن تسقط دون عراك ضار!
قالت له: لو أنك فقط كبدت نفسك عناء الاستماع إلى النشرة الجوية يا بيتر, لعرفت أن ناحية البناء عندي يطمرها الثلج أربع إنشات علوا. والطريق مقفلة عند بيكونز لجهة ستوري آرمز, وكان علي أن أنتظر مرافقة الشرطة" وتوقفت عن الكلام لكي تلتقط أنفاسها ثم تابعت: وفي النهاية وصلت إلى إلى جسر سيفرن في الوقت الذي اشتد فيه عنف الريح, وكان علي أن اقود السيارة صاعدة إلى غلوستر في صف سيارات شحن طوله ميلان, والآن, ربما في إمكانك أن تخبرني بالضبط ما هو الشيء الذي يجعلني أحضر هذا الاجتماع هنا بعد ظهر هذا اليوم؟"
جاءها صوت يقول: لقد أرسل السيد لويد يطلبك بناء على طلبي أنا آنسة غرانت, فقد ظننت أن من المهم أن تقابلي رئيسك الجديد"
استدارت جوانا إلى مصدر الصوت الرقيق النبرات الذي ما زال حتى الآن يمكنه أن يدفع الدم حارا في عروقها, ليتضرج وجهها وتسارع دقات قلبها, ودخلت إلى الغرفة ثم أغلقت الباب خلفها. لقد كان هو بنفسه, كان جالسا عند طرف الطاولة المصقولة, وكانت النافذة المفتوحة خلفه قد جعلت وجهه مظللا بعض الشيء.
عاد يقول: تفضلي بالجلوس, وإنني متأكد من أن السيد لويد سيكون سعيدا بأن يطلب فنجان قهوة لصديقة قديمة ..." ولمعت عيناه ببرود. قالت : إنني .." ثم نقلت ناظريها بين بيتر وزوجها وهي تومئ برأسها مستجيبة. كانت تريد أن تصرخ في وجهه أو أن تسأله ما معنى أن يعود الآن مقتحما عالمها بعد أن استطاعت أخيرا أن تصل إلى حالة شعرت معها بأنه من الممكن أن يعود السلام إلى نفسها. ولكن إذا كانت السنتان الماضيتان لم تعلماها شيئا فقد علمتاها ضبط النفس, وألقت نظرة فاحصة إلى مكتب السكرتيرة في الباب الجانبي, أجل إن الأمر يستلزم ضبطا للنفس أكثر مما عندها, أكثر كثيرا.
أشار إلى مقعد بجانبه, سارت ببطء عبر القاعة وكانت قدماها تغوصان في السجاد الناعم وجلست بحذر, على الكرسي ثم أخذت تحدق دون أن ترى شيئا, في فنجان القهوة الذي وضعه liilas.com بيتر أمامها. وقال لها: إنني آسف إذ أسمع ما قاسيته في هذه الرجلة"
قال بيتر: إن في سيارتك هاتف, كان في إمكانك أن تستعمليه"
قالت: إنه .. إنه معطل" خط كلاي ملاحظة على دفتر الملاحظات أمامه, وهو يقول: أرى أنك تشرفين على العمل في برينغلاس منذ سافر مدير المشاريع في إجازة مرضية" أومأت برأسها بصمت وهي تشعر بغصة في حلقها. فتابع قائلا: لقد تأخرت بالعمل عدة أسابيع" كان يتكلم بلهجة معقولة ولكنها شعرت مع هذا بأن سوءا على وشك الحدوث. قالت: نعم" رن صوت بيتر قائلا بلهجة راضية: ستة أسابيع" رمقه كلاي بصمت ثم عاد يخاطب جوانا: لقد أبعدت عن ذلك المركز منذ اليوم" رفعت رأسها عند ذلك بعنف لتواجهه. هل تراه سينتقم منها بتدميرها مهنيا؟ وسألته " وما هو السبب؟"
أجاب: إعادة بناء الشركة"
سألته ببرود: وهل أنت غير راض عن عملي؟ إنني أطلب منك أن تنظر بعدل في أية شكوى" ونظرت إلى بيتر. كانت متأكدة حين جاءها إعلان الاجتماع أنه أراد أن يخبرها أنه أصبح الرئيس الجديد وأن أيامها في الشركة أصبحت معدودة, liilas.com كان في إمكانها أن تحارب بيتر, أما كلاي؟ متى كان في استطاعتها أن تحارب كلاي؟
سمع نقر على الباب ثم أطلت السكرتيرة برأسها قائلة: آسفة لمقاطعتكم أيها السادة, هل عندك حقيبة لأليس يا جو؟ أمر مستعجل" أمسكت جو أنفاسها وهي ترمق كلاي بنظرة سريعة. ولكن وجهه الذي امتقعت ملامحه قليلا بقي خاليا من التعبير. ونهضت قائلة: آسفة فقد تركتها في السيارة" قالت السكرتيرة: أعطني المفاتيح وسأحضرها بنفسي" وارتفع صوت كلاي يخترق الصمت الذي ساد المكان بعد ذهاب المرأة " هل أحضرت ابنتك إلى المكتب؟"
قال بيتر: ماذا يمكن أن تتوقع إذا أنت أعطيت المرأة الحرية؟" ولم يستطع أن يخفي نبرة الظفر في صوته.
اسدارت إلية, إن أي مكان هو أفضل من النظر إلى عيني زوجها الزرقاوين وقالت" وماذا تتوقع؟ هل كان يجب أن أتركها على قمة جبل ويلش بعناية ناظر العمال؟"
أجابها: كان يجب أن تكوني في المنزل لرعايتها, إن المكتب ليس المكان المناسب للأطفال" وأدركت باشمئزاز أنها كان مستمتعا بالوضع.
قالت تخاطبه: إنني أعلم أنك سبق وقد صوت ضد إنشاء حضانة في المكتب لتيسير هذه الأمور يا بيتر, ولكنني لست الوحيدة التي عندها طفل, ذلك أن عندك أبا على الأقل يحضر طفلا معه يوميا"
قطع كلاي مناقشتها المرة بقوله: كفى, إن تدابيركما هذه لا تهمني, ولكن عند سكرتيرتي من العمل ما يشغلها عن حضانة الأطفال" ونظر إلى بيتر لويد قائلا: إنني لا أحتاجك الآن" وكان في صوته معنى الطرد. ثم التفت إلى جو ينظر في عينيها يقيدهما بنظراته تلك, وتمنت لو يحول عينيه بعيدا فقد كان ذلك مؤلما للغاية, ووجدت الذكريات حتى بعد كل ذلك الوقت الذي مضى, ما زالت في حالتها الأولى. وأخيرا اخترق هو الصمت بقولهك كيف حالك يا جوانا؟" أجابت: كما تراني يا كلاي"
قال: وحيدة ومتعبة, يبدو أن الأصحاب قد خاصموك بسرعة" وانتقلت ناظراه إلى الباب الذي كان بيتر قد خرج منه لتوه. استدارت liilas.com نحوه بغضب قائلة: إنني متعبة لأنني أمضيت يوما متعبا, كما أنني لست وحيدة يا كلاي"
.http://www.liilas.com/vb3

جوووجووو 28-07-09 11:10 AM

قال: إن الوضع يدعو إلى السخرية, أليس كذلك؟ فقد أصبح يعيقك بشكل ملحوظ ولكنك قد تدبرت أمرك لكي تري أن مهنتك ما زالت تنال اهتمامك الأول"
أجابت: إنه ليس الأول يا كلاي, ولكنني لم أهمله وذلك لسبب بسيط هو أنني في حاجة إلى عمل, فأنا لم أعد أعمل لأجل نفسي الآن, وإنما أعمل لأجل ابنتي"
قال: ولكن والد الطفلة..." وتلاشى صوته بعد إذ لم يعد يحتمل التلفظ بالكلمة. شعرت بغصة في حلقها, ولكنها أمسكت صرخة ألم كادت تصدر عنها لتقول: إنني لم أطلب منه شيئا قط" تجهم وجهه وهو يقول: ومع ذلك كان عليه أن ينفق عليها, لقد قال الآن فقط أنك يجب أن تكوني في المنزل لترعي ابنتك"
تساءلت عما إذا كان سيصدقها في ما لو أخبرته الحقيقة وما الذي سيفعله؟ وما لبثت أن هزت كتفيها دون اكتراث قائلة: أظن أن علي أن أوضح شيئا يا كلاي وهو أن لدى بيتر صفات كثيرة معظمها لا يستأهل أن يتحدث عنها الإنسان"
وقف بحركة مفاجئة جعلتها تقفز ثم أدار ظهره لها وسار نحو النافذة liilas.com يحدق في موقف السيارات في الأسفل, وعندما استدار يواجهها كان فمه ملتويا يشبه ابتسامة وهو يقول: هذه هي المشكلة, المكابرة دائما!"
وقفت تتناول حقيبتها وقفازيها بعناية ذلك أن احترامها لنفسها يتطلب منها الانسحاب في مظهر متماسك قبل أن تنهار كليا. قالت " إنني لم أهنئك على تعيينك في مركز الرئاسة بعد, فقد كنت أظن أن بيتر سيحصل على هذا المنصب"
أجابك إنني آسف إذ خيبت رجاءك" ترددت, لقد أرادت الابتعاد عنه, الابتعاد إلى حيث يمكنها أن تلتف حول نفسها تلعق جراحها, ولكنها كانت تريد أن تعلم سبب عودته وسألته: ما الذي تريد أن تفعله بشركة ريدموند؟ هل تريد أن تنسف الشركة؟"
أجاب: أنسف الشركة؟"
قالت: هذا ما تعنيه كلمة (إعادة البناء) أليس كذلك؟ الأشياء الثمينة تباع لتسديد الديون أما النفايات فتلقى خارجا, لقد ساعدت في صنع ذلك في آخر مرة حاولت أنت ذلك, ولكن بعد رحيل تشارلز لا أظن أن ثمة شخصا يهتم بالأمر كثيرا, ما عدا أولئك الذين تكون النتيجة أن يبقوا دون عمل"
قبل أن تتحرك كان بقربها يقول: ما الذي ظننت بالضبط أنك قد ساعدت في منعه؟" كان في إمكانها أن ترى أثر الجرح الذي أحدثه في ذقنه مرة عامل غاضب بجاروفه.
"ماما" واستدارت لترى ابنتها تركض مجتازة قاعة الاجتماعات نحوها. هرعت إليها ترفعها عن الأرض لتضمها بقوة, كانت الطفلة ذات شعر أشقر كثيف, تبدو صورة مصغرة عن أمها في كل شيء باستثناء عينيها الزرقاوين البراقتين, كانتا تذكرانها يوميا بكلاي. ومدت الطفلة إليها يدين سمينتين.
ولكنه انتفض مبتعدا فجأة ثم قال بصوت أجش: سنتابع هذا في الصباح, كوني من فضلك في مكتبي الساعة التاسعة"
قالت ثائرة: سأحاربك يا كلاي!"
ابتسم باستخفاف قائلا: إنني في انتظار تلك المعركة" وعندما لم تجب مشى نحو الباب يفتحه وهو يقول: يهمني جدا أن أرى نوع السلاح الذي في حوزتك, خصوصا بعدما بعت أسهمك إلى تشارلز ريدموند"
كانت تظن أن في وسعها خداعه, liilas.com راجية ألا يكون على علم بالبيع ذاك, ولكن يبدو أنه يعرف كل شيء إلا حبه لها وأن أليس هي ابنته. وعاد هو يقول: الساعة التاسعة, لا تتأخري"
قالت: إذا كنت مصمما على طردي من العمل يا كلاي, فافعل ذلك الآن, إذ لا لزوم لأي مظاهر مسرحية"
أجاب: إنني لا أهتم بما يعجبك كما ... أن ابنتك نائمة تقريبا" نظرت إلى الرأس الصغير الأشقر الملقى على كتفها ثم قالت: لقد كان اليوم طويلا"
سألها: وكيف تتدبرين أمرك معها؟" أدهشها حدة الاهتمام في صوته فقالت: بنفس الطريقة التي تتدبر بها ألوف النساء العاملات أمورهن مع أطفالهن, يا كلاي, حضانات الأطفال, الأسر أو يأخذونهم معهن إلى العمل كما حدث اليوم عندما تفشل أمور أخرى"
هنا قال بعنف وكأنه ندم على لمحة الإنسانية التي ظهرت في حديثه: ظننت أنك أكثر حذار من أن تقعي في هذا الشرك"
قالت: كلنا نخطئ يا كلاي" وأخذت تمرر يدها على رأس الطفلة وهي تضيف وكأنها تحدث نفسها: لقد استطعت على الأقل أن أصنع شيئا صحيحا"
نبهها إلى الواقع تنفسه العنيف المفاجئ , قالت: يجب أن أذهب الآن"
قال: نعم, إنما من فضلك تدبري أمرك مع الطفلة بالنسبة إلى الغد, إن هذا المكان ليس حضانة أطفال"
استقبلتها أمها بلهفة دون أي سؤال, وبعد أن نامت أليس تكورت جو في مقعدها بمعطفها المنزلي أمام النار, وابتدأت تدلي بأخبارها. ارتشفت الكاكاو وهي تقول: لقد عاد كلاي وهو الرئيس الجديد لشركتنا"
ارتفع حاجبا أمها وهي تقول بسرعة خاطفة: وأنت طبعا ستستقيلين"
قالت جو: قد يطردني فيريحني من هذا العناء"
قالت الأم: أوه يا عزيزتي, لا أظن أن أعصابه تسمح له بطردك!"
قالت جو: إنهم يسمون هذا , هذه الأيام إعادة بناء"
قالت الأم: آه لو أستطيع الإمساك به بيدي هاتين"
قالت جو: كلا يا أمي, من فضلك كل شيء أصبح الآن منتهيا ومنسيا’ وهو هذه اللحظة رئيسي في العمل, وهو أول شخص أراه في الصباح وعندما أعلم ما يكمن في عقله عندئذ أقرر ما يلزم بالنسبة إلى مستقبلي"
قالت الأم : ألا تريدين أن تستمعي إلى نصيحتي؟"
أجابت: لا حاجة لذلك, أظنني أستطيع التكهن بها وهي أن أهرب!"
قالت الأم: حالا, وبعيدا عنه لقد آذاك يا جو, ولا أدري كيف, لأنك لم تجدي من المناسب أبدا أن تضعي ثقتك بي, ولكنني liilas.com رأيت ما فعل ذلك بك, ليس في إمكانك أن تعاودي الكرة فتتعرضين لمثل تلك المحن مرة أخرى, هذا إلى أن عندك الآن أليس لتفكري فيها, أتظنين أنه سيحاول أن يطالب بها؟".http://www.liilas.com/vb3


قالت: كلا" وفكرت في أن أمها تستحق دون شك إيضاح الأمور لها. فهي لم تسألها عما حدث بينها وبين زوجها.لم تنتقد شيئا قط, ويكفي أن رأيها في زواجها السريع ثبت صحته, ولم تكن في حاجة إلى أن تقول (ألم أقل لك هذا؟) ولهذا كانت جو شاكرة جدا, وقالت: إن كلاي يعتقد أن أليس هي ثمرة زواج ثان لي"
سقطت من عينيها في الفنجان الذي بيدها وهتفت أمها: ماذا؟ إن الرجل أحمق, كما أنك مثله! إذا أنت لم تطلعيه على الأمر, إذ أن عليه أمر العناية بالطفلة ..."
قالت جو: لا يبدو أنه أدرك شيئا, لقد رآها هذا النهار"
قالت الأم: ولكن عينيها يا جو ..."
قالت جو: ما كنت لآخذها إلى المكتب لو كنت أعلم أنه هناك, ولكن لا بأس, فهو لم يلاحظ شيئا. وليس هناك سبب يجعله يراها مرة أخرى" ونظرت إلى أمها قائلة: هل تبقينها في رعايتك غدا؟"
قالت الأم: إذا أنت عدت إلى البيت هنا فلن تكوني في حاجة إلى من يرعى ابنتك أثناء غيابك, ويمكنك أن تتابعي عملك, فأنت قد تفوقت فيه حقا"
قالت جو: أتظنين ذلك؟"
أجابت الأم: هذا ليس وقت الشكوك, لقد كان زواجك غلطة, ولكنك انتهيت منه الآن, وها أنت تتابعين طريقك عليك أن تكوني على حذر يا جو, أليس كذلك؟ إنه رجل خطر وقوي وعنيد"
قالت جو: نعم يا أمي سأكون على حذر"
" لا داعي للقلق يا جو, فأنا سأرعى أليس وإنني أكثر قلقا عليك, فذلك الرجل..." ونظرت إلى ابنتها باهتمام وهي تتابع قائلة: لماذا لا تأخذين إجازة؟"
قالت جو: لا يمكنني ذلك"
هزت الأم كتفيها وقالت: كلا هذا ما أظن, فأنت لا تسلكين أبدا الطريق السهل" ونظرت إلى ثياب ابنتها بإعجاب وهي تتابع: إنك على الأقل أصبحت أنيقة في ملبسك" نظرت جو إلى صورتها في المرآة, كانت ترتدي بزة مذهبة الياقة بينما التنورة مطبوعة بالأسود والأبيض, وكان هذا الزي من متجر شقيقتها. ولفت حول عنقها شالا من نفس القماش, أومأ برأسها قائلة: نعم يا أماه, إنني أبدو أنيقة, فهذا اليوم بالذات لا يجب أن أرتدي الجينز"
في مكتب الاستقبال في الشركة, سمعت صوتا يخاطبها قائلا: الآنسة غرانت؟" ووقفت تنظر إلى المتكلم قائلة "نعم؟"
قال: إنني من مكتب شركة بنتاغون موتورز, وقد جئت لأجل سيارتك, هل يمكن أن استلم المفاتيح من فضلك؟" نظرت إلى المفاتيح التي كانت ما تزال في يدها, تحتويها علاقة مدموغ عليها اسم شركة بنتاغون’ التي كانت مسؤولة عن كل سيارات الشركة, لقد سبق وسمعت بحدوث مثل هذه الأشياء عندما يصرف الموظف من الخدمة ويكون عليه أن يسلم السيارة ليعود إلى المنزل بالباص.
قالت متلعثمة: إنها... يجب أن أخليها من حاجياتي أولا"
هز كتفيه قائلا: لا بأس إذا شئت, هل يمكنك أن تقومي بذلك الآن؟ ذلك أنه ليس عندي الكفاية من الوقت"
تصلب جسمها وهي تقول"طبعا" مشت نحو موقف السيارات حيث فتحت سيارتها, ولم يكن فيها أشياء كثيرة, بعض الخرائط, حذا القيادة, ... وانحنت تتناولها, ورأت زجاجة حليب فارغة من زجاجات أليس.
سألها: وماذا بالنسبة إلى صندوق السيارة؟"
أجابت: كلا, إنه فارغ" وأخذ الرجل ينظر إليها منتظرا التسليم. ناولته المفاتيح ليصعد إلى السيارة مبتعدابها بسرعة. ربما كان يشعر liilas.com بالإحراج لأخذ السيارة منها كما تشعر هي. وعادت إلى المكتب ثم صعدت إلى الطابق الأول.
أشارت السكرتيرة إلى الباب قائلة: أدخلي رأسا, فقد رآك عند وصولك وهو في انتظارك الآن" هكذا إذاً؟ .. لقد كان يراقب ذلك الاستعراض في موقف السيارات, واستقامت ثم فتحت الباب وألقى عليها نظرة قصيرة من فوق أوراق بين يديه, ثم اشار إليها لتجلس قائلا: اجلسي يا جوانا, لن أتأخر أكثر من دقيقة"
وتابع الكتابة بيد سريعة قوية الحركة مما أعطاها فرصة لتلاحظ بعض الشيب الخفيف في سالفيه, وما لبث أن ترك القلب واعتدل في جلسته وهو يقول: أتريدين قهوة؟"
قالت: كلا شكرا, لست في حاجة إلى مثل هذا التكليف, وأنا لن أجلس أمامك لكي تمعن النظر إلي, ويكفي كل هذا الإذلال في يوم واحد فقل الآن ما عندك ثم دعني أذهب في طريقي" عبس هو قائلا: إذلال؟ من أية ناحية؟"
وقفت قائلة: أتريدني أن أهون عليك الأمر بتقديم استقالتي؟"
قال: اجلسي من فضلك, ليس من عادتك أن تصابي بهذه الهستيريا"
"ذلك لأنني لم أرفض من الخدمة من قبل"
"إنني لم أطب منك الحضور كل هذا الطريق لكي أرفضك من الخدمة كما قلت بمثل هذه الفظاظة!"
"ولماذا إذاً أخذت مني السيارة؟"
نظر إليها بذهول وقال" أخذت مني السيارة؟"
قالت: هل استمتعت بذلك الاستعراض؟ لقد فهمت من السكرتيرة أنك كنت تراقبني من النافذة"
قال: ما الذي تتحدثين عنه؟"
قالت: لقد جاءني رجل في غرفة الاستقبال من شركة البنتاغون .. كان في إمكانك أن تنتظر قليلا على الأقل"
عند ذلك أوضح الأمر قائلا: لقد كنت اشتكيت أمس من تعطل الهاتف في سيارتك, وقد طلبت من تلك الشركة أن تصلحه لك بأسرع وقت ممكن, ولم تكن لدي فكرة أنهم قادمون اليوم"
حدقت فيه مذهولة وهي تقول: هاتف السيارة؟ ولكن لماذا لم يخبرني ذلك الرجل بذلك؟"
أجاب: ربما ظنك عالمة بالأمر, والآن لقد انتهينا من سوء التفاهم هذا, والأفضل أن ننتقل إلى الأمر التالي لقد أحضرتك من موقع البناء يا جو لأنني أريدك أن تعملي هنا في المكتب"
قالت: كلا!" وما كان لها أن تقول شيئا, إذ تابع هو كلامه: لقد أثبت كفاءتك بكل طريقة ممكنة, ثم إنك مواظبة ويعتمد عليك حتى في أقسى الظروف, ومن بين سطور تقاريرك الأسبوعية لم تكن الشهور الأخيرة في برينغلاس بالسهلة. وبالرغم من محاولات بيتر في تشويه صفحتك فقد انتبهت تماما إلى أن العمل عندما استلمت أنت مسئوليته, كان متخلفا عشرة أسابيع" وعاد يستقيم في جلسته ليرمقها من تحت أهدابه, ثم عاد يقول" أتعلمين أنه liilas.com متلهف على طردك من العمل؟"
قالت" إن ذلك لا يدهشني"
انتظر أن تستمر في الإيضاح, ولكنها لم ترد. إذ أنه لا شك في أنه قد أخذ فكرة مسبقة عن سبب رغبة بيتر في التخلص منها, ومهما قالت هي فلن يغير رأيه.
أخيرا قال: كلا, لا أظنك كذلك, ولكن أمله سيخيب على كل حال, إذا كنت تريدين التقدم في عملك فستكونين في حاجة إلى شيء من الخبرة الإدارية"
فكرت ماذا يعني بقوله هذا عن التقدم في العمل؟ ثم قالت: وماذا لو فضلت البقاء في مكان البناء؟"
قال: في هذه اللحظة, ليس أمامك خيار في هذا الأمر"
قالت: في إمكاني أن أترك الشركة"
قال: ليس الأمر سهلا, هذا الحين فقد قلت إنك في حاجة إلى عمل" تابع كلامه وقد سره سكوتها: لقد استطعت إثبات مقدرتك على العمل هناك, والآن حان الوقت لكي تثبت الآنسة غرانت مقدرتها على العمل في مجال آخر غير مجال الاسمنت, أم لعلك خائفة من التجربة؟".http://www.liilas.com/vb3



نهــاية الفصل الخـــامس

جوووجووو 31-07-09 03:28 PM

الفصل السادس
كان كلاي يتحداها مجبرا إياها على أن تصمم على أمر يغير مجرى حياتها, كان يستعمل معها حرب أعصاب لكي يجعلها تبقى تواجهه, ولم تكن جوانا بالتي تهرب.
وأجابت عن سؤاله الساخر البادي في عينيه بابتسامة مصطنعة على شفتيها وهي تقول: ما الذي تقدمه لي بالضبط يا كلاي؟" لمع الرضا في تلك العينين الزرقاوين اللتين لا قرار لهما لتتلاشى ابتسامتها فقد كان من القسوة أن تجلس قبالة ذلك الرجل الذي تغلغل حبه في ذاتها والذي جعل من أيامها حافلة بالألم الذي كانت تحاول أن تهزمه بإغراق نفسها في العمل إلى حد الانهيار, لقد قال أبوه مرة في يوم زواجهما أن ابنه دوما يحصل على ما يريده, وهي تتساءل الآن في توجس عما عساه يريد منها.
قال: إن عندي وظيفة لك في قسم التخطيط"
هتفت: التخطيط؟" وتجهم وجهه للهجتها المتعالية, وقال: يمكنك أن تدلي برأيك عندما أنتهي من حديثي تماما فاهدئي, واستمعي إلى ما أعرضه عليك قبل أن ترفضي عرضي هذا" وابتدأ يتكلم بينما لزمت هي الصمت, وقد أذهلها ما سمعت, ووجدت نفسها تنفذ بالضبط ما طلبه منها, وعندما انتهى من حديثه مال بظهره إلى الخلف في كرسيه وهو يقول: يمكنك الآن أن تتكلمي"
قالت" إنني ... لا أدري ماذا أقول"
قال وقد التوت شفتاه بشبه ابتسامة: حسنا! ها قد حصلت أخيرا على شيء ما, هل أفهم من هذا أن عرضي قد نال إعجابك؟" لقد نال هذا العرض إعجابها طبعا, فهو يعرف جيدا ويعرف بالضبط ما الذي ينال قبولها, لقد قدم إليها أحلى ما كانت تحلم به, ولكن قبل ذلك عليها أن تمضي ستة أشهر في مكتب التخطيط لتكون يوميا تحت نظره وعند طلبه في أي وقت. ورنت في أذنيها نصيحة أمها لها بأن تهرب منه بأسرع ما تستطيع. ولكنها كانت في حاجة إلى وقت تفكر فيه ولهذا سألته معترضة: إنه عرض طويل الأمد يا كلاي, ما الذي حدث إذا بالنسبة إلى إعادة البناء؟"
قطب حاجبيه لحظة ثم قال"إعادة البناء؟" liilas.com وانحنى نحوها فابتعدت عنه, وتابع: إعادة البناء مؤجلة بصفة مؤقتة يا جو" حتى عبر ذلك المكتب الفسيح , كان التهديد واضحا وهو يقول: إلى أن أحصل على جوابك" سكتت فترة طويلة وسمعت رنين الهاتف في مكان ما, وفي الممر خارج القاعة ارتفعت ضحكات مرحة, وفكرت أن خارج هذه الجدران الأربعة كان الناس يتابعون أعمالهم دون أن يخطر في بالهم شيء عن هذه المأساة التي كانت تدور في مكتب كلاي والتي قد تؤثر على حياتهم أجمع.
أخيرا قالت: كم لدي من الوقت لأفكر بذلك؟"
قال: ليس وقتا طويلا, إن هنري دبلداي وأظنك تعرفينه سيكون هنا الساعة الحادية عشرة, وعلي أن أعرف جوابك قبل حضوره" ولم تفصح عيناه عما يدور في ذهنه. وعندما تكلم لم يكن في صوته أثر لذلك الدفء الذي استطاع أن يغمرها بالسعادة طيلة أسابيع فقط ثم تابع يقول: في آخر مرة أردت الحصول على هذه الشركة يا جو أفسدت أنت علي كل شيء, والآن سأجعلك تدفعين ثمن ذلك" شعرت بالدم يجمد في عروقها, إن الرجل القاسي القلب الجالس أمامها كان زوجها. ووالد ابنتها, الرجل الذي أحبت. وفاجأتها غصة, إنها ما زالت تحبه رغم تحطيمه قلبها وهو لا يزال مصمما على معاقبتها لشيء لم تقترفه, تمالكت نفسها, كان من الضروري ألا تخفي مشاعرها. إذ أنها بهذا تتجنب الهزيمة الكاملة على الأقل. رفعت إليه عينيها الصافيتين تحدقان في عينيه قائلة وقد تملكتها رجفة بسيطة: لقد كنت مصمما على تدمير شركة ريدموند, فقد أخبرتني بنفسك بأنك لم تعد تهتم بالبناء والاسمنت"
قال: إن لذلك فوائده, فأنا يسرني دوما أن أضم تحت جناحي شركة أخرى ذات فائدة"
قالت: حتى لو اضطرك الأمر إلى الزواج مني لكي تحقق غرضك؟"
لم يكن من الغريب إذا أن يهجرها بهذا الشكل, وربما لم يكن في نيته أبدا البقاء معها منذ البداية.
أجاب: إنها غلطتي, ولكنني الآن أمنحك فرصة لإنقاذ نفسك, إذ أن مصير شركة ريدموند هو في يدك, مرة أخرى يا جوانا" وألقى نظرة على ساعته متابعا: إن الوقت يمر, ماذا أفعل؟ أنقذها أم ألقي بها بعيدا؟"
قالت: إنك المستشار يا كلاي, ما الذي تنصح به؟"
أجاب: إن وضعي في غاية السعادة إذ أنني لن أخسر!" وهز كتفيه liilas.com دون اكتراث وهو يميل إلى الخلف متابعا: والخيار هو لك"
قالت: لا يبدو ثمة خيارات أخرى أمامي, إذ لا يمكنني أبدا أن أجلس ساكتة بينما تلقي أنت بشركة ريدموند إلى الذئاب, لقد قبلت عرضك"
كانت ابتسامته في منتهى البرود وهو يقول: كنت أعرف أن في إمكاني الاعتماد على ولائك الأعمى لشركتك, يجب أن يكون عندك مثل هذا الولاء بالنسبة إلى الناس أحيانا"
أجفلت ثم قالت: لست عمياء تماما! فأنا عندي شرطان يا كلاي" وكان اليأس ظاهرا في صوتها.
قال بسخرية لاذعة جعلت الدم يتصاعد إلى وجنتيها: وما الذي يجعلك أنك في وضع يمكنك فيه وضع الشروط؟""
ولكنها رفضت الهزيمة وهي تقول: وهذان هما" ورفع حاجبه مشيرا إليها أن تتابع حديثها فتابعت قائلة: إذا كان لنا أن نعمل في نفس المكان يا كلاي, فإن الماضي يجب أن يصبح منسيا" انتفخ عرق في صدغه وهو يقول بعنف: وهل نسيته أنت؟" كلا إنها لم تنس, لم تنس لحظة واحدة حتى أنها وهو يتكلم شعرت بالدم يتصاعد إلى وجهها عندما تذكرت ما أراده أن تتذكره, ويبدو أن نتيجة كلامه قد بعثت الرضا في نفسها إذ عاد يقول: وما هو الشرط الثاني؟"
أجابت: أريد استعادة أسهمي في الشركة بإعادة شرائها"
بانت على شفتيه ابتسامة باهتة وهو يقول: وهل في إمكانك الدفع؟"
أجابت: ما زلت أحتفظ بالمبلغ الذي قبضته ثمنا لها" كان المفروض أن تشتري بذلك المبلغ منزلا لأليس طفلتها, وقد تسرعت الآن بهذا الطلب في محاولة لإنقاذ كرامتها التي حطمتها مطالبه المهينة, إن كلاي تاكيراي الآن متحكم في كل شيء, وهي تريد أن توقفه عند حده, ولكنه ما كان ليتزحزح.
قال: لقد أخبرتني مرة أنك لا تعرفين شيئا في إدارة الأعمال يا جو, ولهذا أظن أن أسهم الشركة هي أسلم في الوقت الحاضر بين يدي"
قالت باستماتة: وماذا عن الشرط الآخر؟" وتشابكت نظراتهما لحظة, ثم وقف قائلا: سأفكر بالأمر"
وقفت بدورها وهي تقول: لا تنس ذلك" فأومأ برأسه قائلا: إذا شئت, ولكن ربما من الأسلم عدم إيقاظ الكلاب النائمة, والآن هيا بنا إلى مكتب التخطيط لكي أعمل على استقرارك فيه" شعرت بالخوف من تأثيره عليها الذي ما زال في إمكانه أن يسارع من خفقات قلبها, وحاولت liilas.com أن تبدد تأثيره عليها بمحاولة الإيحاء إلى نفسها بأن هذه التأثيرات ما هي إلا تغيرات كيميائية في الجسم ولا شيء غيره. ولكن هذه الإيحاءات لم تخفف من تسارع تلك الخفقات على كل حال.
قالت بسرعة: إنني أعرف الطريق"
أجاب: لا أشك في ذلك" وعلمت هي حينئذ أن لا فائدة من الاحتجاج خصوصا مع كلاي, وعندما كفت عن المحاولة تاركة له أن يقودها إلى المكتب قال يحدثها:طبعا إنك تريدين حاجياتك من برينغلاس حيث كنت تعملين, وأظن أن لديك الكثير من الأشياء هناك" قالت موافقة دون تفكير: عندي الكثير فعلا, وأكثره للطفلة أليس"
سألها: هل أرسل شخصا يحضرها لك أم تفضلين استعارة سيارة فان وإحضارها بنفسك؟"
أجابت: علي أن أعود إلى هناك بنفسي, إذ ليس من اللائق أن أترك السيدة رايس دون كلمة شكر لكل الخدمات التي كانت تؤديها لي ولأليس"
سألها: أظنك في حاجة إلى يومين لذلك"
أجابت: نعم.
وقف وسألها: وهل سترعى أمك ... أليس؟"
أجابت: نعم, وهذا سيجعلها سعيدة"
بدت عليه الدهشة, وشعرت هي بالراحة لوصولهما هذه الأثناء إلى قسم التخطيط, وحتى بعد ذهابه وبقائها وحدها تفكر بوضوح مرة أخرى, أدركت أنه لم يوافق في الواقع على أي من الشرطين.
انتظرت الأم رقاد الطفلة قبل أن تبدأ محادثتها مع ابنتها قائلة: حسنا؟"
أجابت جو: إنني أعمل الآن في وظيفة جديدة في قسم التخطيط وسأعمل في المكتب لفترة"
قالت الأم: إن هذا العمل لا أظنه يوافق ذوقك, هل ستقومين به حقا؟"
أجابت: إنه ليس كما كنت أقوم به أثناء حملي بأليس" ومطت شفتيها لذكرى الأسابيع التي كانت تعمل فيها خلف لوح التخطيط وتابعت تقول: سأعمل في المشروع الجديد الكبير, وقد وعدني كلاي بعد ذلك بوظيفة ممثلة الشركة للأعمال المؤقتة"
قالت الأم: يا للحظ الحسن!" ولمحت جو وميضا في عيني أمها سرعان ما انطفأ لتسألها قائلة: وما الذي يريده مقابل هذا؟"
قالت بحدة لاحظتها هي نفسها وكأنها تريد أن تحمل liilas.com نفسها على الاقتناع: لا شيء! إنها فرصة خيالية وهذا كل شيء"
قالت الأم: إذا فستواصلين العمل معهم؟"
أجابت جو: ظننتك ستتحمسين لهذا الأمر وتشعرين بالسرور, هل يمكنك أن تتحملينا أنا وأليس أسابيع قليلة إلى أن أجد مكانا نسكن فيه؟"
قالت الأم: إنك تعرفين أنكما يمكنكما البقاء هنا قدر ما تشائين, ولكنني غير متأكدة من حكمة هذا. هل يمكنك التصرف؟"
قالت جو متسائلة: التصرف؟"
قالت الأم: هيا يا جو! إنك لا تفصحين عن نفسك ولكنني رأيت ما أحدثه إنفصالك عن كلاي, هل يمكنك حقا نسيان ذلك؟" ولما لم تسمع جوابا تابعت تقول: وهل في إمكانه هو؟"
أجابت جو: إنني وكلاي أصبحنا في طيات التاريخ"
هزت الأم كتفيها قائلة: وهكذا كان أنطونيو وكليوباترا, حسنا إنها خطوة على السلم, إنما تذكري أنني أنذرتك, ابقي بعيدة عنه!"
أجابت جو: سأذكر هذا, أوه سأستعير سيارة فان لأذهب إلى برينغلاس وأحضر أمتعتي, هل سترعين أليس أم آخذها معي؟"
قالت الأم: دعيها معي, لأتمكن من تدليلها دون أن تعبسي في وجهي"
التفت جو بشال أسود دافئ من الصوف تحته سترة حمراء متألقة وسمعت صوت بوق السيارات من الطريق, فأخذت حقيبتها وقبلت أليس ثم احتضنت أمها, وهي تقول: قد أعود هذه الليلة إذا استطعت, فهذا يعتمد على حالة الجو"
هرعت جو نحو البوابة ثم فتحت باب الفان.
"كلاي!" وتراجعت إلى الخلف بحركة لا إرادية, ولكنها تمالكت نفسها ثم قالت باسمة: إنه لطف منك أن تحضر السيارة بنفسك"
أجاب: ليس في ذلك أي إزعاج, إن أمك تلوح بيدها يا جو, أتظنينها قد رأتني؟هل علي أن ألوح لها بيدي ردا عليها؟"
نظرت جو لترى أمها من النافذة وقالت: كلا" وفكرت في أنه لو رأت أمها كلاي, فمن المؤكد أنها ستفترض الأسوأ. ولوحت لها بنفسها بينما مط هو شفتيه بابتسامة صغيرة حانقة وهو يقول: يا للمشهد المؤثر! والآن أدخلي فأنا مستعجل"
صعدت إلى السيارة ثم سألته: ولماذا أنت هنا؟ إن الشركة لا ينقصها سائقون بالتأكيد" liilas.com عبست وهي تراه يترك الطريق الفرعي إلى الطريق العام وقالت" ليس هذا هو الطريق المؤدي إلى المكتب!"
أجاب: ما أشد فطنتك! ولكنني كنت على كل حال ذاهبا إلى برينغلاس, وبدا أن في ذهابنا منفردين إسرافا في الوقود لا ضرورة له! كما أن حاجياتك لا تستوعبها سيارتي الأوستن"
استدارت إليه قائلة: هل أنت آت معي؟ لقد تعمدت هذا التصرف! كيف أمكنك ذلك؟"
أجاب: بسهولة, لا أظنك فكرت بأنني أحضرتك إلى المكتب لرقة قلبي فقط أليس كذلك؟ إنك ستحصلين على الترقية في النهاية ولكن في نفس الوقت لا تتوقعي أن تمضي وقتا ممتعا!"
.http://www.liilas.com/vb3

جوووجووو 31-07-09 03:29 PM

شهقت قائلة: إنك عديم القلب!"
قال: حقا؟" وتوترت شفتاه لحظة ثم عاد يقول بابتسامة مصطنعة: أجل, لم يعد عندي قلب, ولكنني ما زلت أذكر كيف كان شعوري عندما كان عندي قلب"
قالت آمرة: أعدني إلى البيت في هذه اللحظة!" ولكنه تجاهلها. ونظرت هي حولها بعجز. كانا يسيران بسرعة في طريق السيارات العام وما زال أمامها للوصول إلى الموقف التالي أميال عديدة liilas.com, وكانت متأكدة من أنه لن يتوقف حتى ولو توسلت إليه.
سألته: لماذا تفعل هذا؟" ثم تصاعد الإحمرار إلى وجهها, ولم تستطع التعبير عن مدى الاضطراب الذي كانت تشعر به وتابعت: إنني... إنني لا أريد الذهاب إلى برينغلاس معك"
قال: هذا لا يدهشني! ولكن الطريق طويلة وليس في نيتي تركك تبيتين في الطريق ليلا, وكوننا نتناوب القيادة معا يمكننا العودة في نفس الليلة"
سارا فترة بصمت, عندما خف زحام السير ابتدأ يسألها عن العمل, وبدا في أسئلته كرجل أعمال واقعيا تماما مما جعلها تستجيب له بشكل طبيعي.
قال أخيرا: لابد أن الأمر صعب بالنسبة إليك؟ ما دام مدير المشاريع اعتاد على تناول المهدئات أثناء الفطور بدلا من الشاي" حدقت إليه. كان على علم بكل شيء, فهي لم تقل شيئا قط, حتى ولو لمجرد الإشارة إلى هذه المشكلة.
قالت: لا يمكنني أن أقول شيئا, إذ أنني لم أشاركه الفطور قط"
قال: لم تفعلي؟" ولكنها رفضت باحتقار هذا النقاش, هز كتفيه بعدم اكتراث وكانا قد اقتربا من الجسر, فقال: إن الحديث عن الفطور ذكرني بمرور وقت طويل على ذلك" ألقت نظرة إلى ساعتها قائلة: ما زال الوقت باكرا لموعد الغداء"
" ما زال الوقت مناسبا لفطور ثان كما أظن" أوقف السيارة في موقف السيارات للخدمات, ثم استدار إليها قائلا: لقد مضى وقت طويل منذ تناولنا الفطور معا, يا جوانا"
قفز من مقعده ثم استدار يفتح لها الباب liilas.com قائلا: من يدري هل ستأتين معي أم لا؟"
قالت: سآتي معك طبعا"
شدت نفسها إلى الخلف رافعة ذقنها وهي تشد معطفها حولها تقاوم بذلك الهواء البارد, قالت: إنني في الحقيقة جائعة جدا" وكانت بذلك تتظاهر بشجاعة هي أبعد الناس عنها.
ملآ طبقيهما بالطعام ثم جلسا إلى مائدة تشرف على جسر سفرن. وكان برجا الجسر الضخمان يعلوان فوق الضباب المنخفض الذي كان يغطي مصب النهر. قالت: لقد أحببت دوما منظر هذا الجسر, إنه رائع الجمال عندما لا يكون في استطاعتك أن ترى سيارات الشحن والأكشاك التي تجمع رسوم العبور"
نظر كلاي إلى الجسر دون حماس وهو يردد: رائع الجمال؟ إنه يؤدي وظيفة معينة ولكنه لا يمثل رأيي في الجمال" استدار يواجهها وهو يتابع: ولكن ذلك لا يدهشني لأننا نحاول أن نختلف حول كثير من الأشياء!"
قالت وهي تحاول أن تركز اهتمامها على طعامها: تعني (حاولنا) أي الفعل الماضي"
لكن كلاي لم ينه حديثه بعد فقال: إن أمامي بعض الصعوبات بالنسبة إلى اتفاقنا يا جوانا"
قالت: إنك لا تحاول بما فيه الكفاية!"
وصلا إلى برينغلاس بعد الساعة الثانية عشرة وأسرعت السيدة رايس من الحديقة لمقابلة جو بينما كانت تترجل من سيارة الفان.
قالت: أدخلي من البرد" بقي كلاي في السيارة وهو يقول: سأعود فيما بعد, فإذا استطعت تجهيز كل شيء لتحميله في السيارة فسنعود مباشرة" ثم قطب جبينه قائلا: أظنك قلت أن الثلوج متراكمة في هذا المكان؟"
قالت السيدة رايس: كان ذلك في الأسبوع الماضي, وقد استمر المطر في الهطول منذ ذلك الحين ولكن الثلج سيعود للتراكم بعد وقت قصير"
سألته جو: إنك لا تعرف الطريق, هل تريدني أن آتي معك؟"
قال وهو يبتعد: سأعثر على طريقي, فإن عندك الآن ما يكفيك"
أمضت ساعات في حزم الأمتعة, ثم فككت أجزاء سرير الطفلة وأخذت تنقل الأمتعة إلى أسفل الدرج الضيق, وأخذ هذا من وقتها أكثر مما توقعت وعندما عرضت عليها السيدة رايس شيئا من الطعام قبلت ذلك مسرورة.
بعد ذلك دفعت إليها إيجار المنزل ثم قدمت إليها الهدية التي أحضرتها لها والتي كانت شالا كبيرا مزخرفا وقفازين سوداوين من الجلد, ثم جلستا قرب النار تنتظران كلاي.
قالت السيدة رايس: إن صغيرتك تشبهه بعينيها"
وقطبت جو حاجبيها, ذلك أن السيدة رايس لا تعرف شيئا عن liilas.com زوجها ومع هذا لاحظت الشبه بينهما.
قالت تجيبها: إننا لسنا .. معا, لقد اشترى كلاي الشركة التي أعمل فيها وهذا كل شيء"
قالت المرأة: هذا أمر مؤسف!"
قالت جو: أرجو ألا تذكري شيئا عن هذا الأمر"
نظرت المرأة إلى النافذة قائلة: كلا, لقد فهمت ولكن الظلام ينتشر الآن ومن الأفضل أن أسدل الستائر." أخذت جو تنظر إلى الساعة من وقت إلى لآخر بقلق, وكانت الساعة تقارب السادسة عندما اندفعت نحو النافذة إثر سماعها صوت عجلات السيارة فوق الحصى خارج البيت, أدخلت السيدة رايس ثم أشارت إلى النار قائلة: اجلس هناك ودفئ نفسك, وسأحضر لك بعض الحساء"
قال: هل الجو بهذه البرودة على الدوام هنا؟" كان يفرك يديه أمام لهب المدفأة وهو يقول ذلك. ابتسمت جو قائلة: ما زلنا في شهر تشرين الثاني- نوفمبر, والأسوأ لم يأت بعد" وتركته يتناول الحساء, liilas.com وأخذت تضع الأمتعة في السيارة بسرعة لتجنب الهواء المثلج, وأخيرا عادت تقول: لقد انتهى كل شيء يا كلاي, والأفضل أن نشرع في السير فقد بدأ المطر يهطل"
قبل أن يذهبا قالت صاحبة البيت: لقد جهزت لكما ترمس يا جو, فقد تحتاجان إلى شراب دافئ"
احتضنت جو المرأة قائلة: وداعا, سأحضر أليس في فصل الصيف لكي تراك"
ابتسمت المرأة قائلة: تعالوا في وقت جز صوف الخراف, فذلك سيسرها" ونظرت إلى كلاي مبتسمة له: إنكم جميعا على الرحب والسعة" أمسكت جو أنفاسها, ولكن بدا على كلاي أنه لم يحمل كلام المرأة أي معنى خاص وهو يشكر المرأة على ضيافتها.
تطوعت جو قائلة: سأقود السيارة بنفسي"
قال هو: كلا, سأقود أنا في هذه الأنحاء وعندما نصل إلى الطريق العام ستستلمين أنت القيادة"
أرادت أن تجادله, فقد كانت تعرف الطرق في هذه الأنحاء أكثر مما يعرفها هو, ولكنه كان قد صعد إلى مقعد القيادة وأخذ يشد الحزام حوله قائلا: هيا بنا" ونظرت إلى السيدة رايس خلفها والتي كانت تقف في دائرة النور المنبعث من باب المنزل المفتوح والذي مثل لها الأمن والخلاص. ثم رفعت يدها وصعدت السيارة.
أدار المحرك ثم سار متجنبا الحفر في الطريق قدر المستطاع إلى أن اجتاز فناء المزرعة.مضى عليهما في السير حوالي العشرين دقيقة, وكان كلاي يسير ببطء في الظلام, عندما تحول المطر فجأة إلى ثلج, ولم يستقر الثلج في الطرق ولكن التلال ابتدأت تتألق بالبياض, بينما جعل الثلج المتساقط من الصعب التمييز بين نهاية الطريق وبدياة التلال الصخرية.
سألته جو بقلق: أيجب علينا العودة؟" نظر إليها قائلا: سنكون على ما يرام …"
صرحت عندما اجتازت شاة الطريق ثم توقفت فجأة مذعورة أمام نور السيارة, وحاول كلاي أن يتفاداها ليصعد صوت مفاجئ من أسفل السيارة , وتفوه بشتيمة وهو يقفز من السيارة ليرى ما حدث. سألت: ماذا هناك؟" وقف وهو ينفض الثلج عن ركبتيه قائلا: يمكنني أن أرى ما حدث دون الحاجة إلى مصباح يدوي, ولكنني أظن الأمر سيئا, إذ يمكنني أن أسمع شيئا يسيل" وبدا عليه التفاؤل, بينما بدا عليها الضيق وأخذت تنظر حولها. لم يكن ثمة نور يرى, كما أن أي سيارة liilas.com لم تمر بهما منذ خلفا المزرعة وراءهما, ورأته يبتسم في النور المنبعث من مصباح السيارة الأمامي وهو يقول: شكرا على الترمس الذي ملأته لنا السيدة رايس , إذ أشعر أننا سنكون في حاجة إليه قبل الصباح"
قالت ذاهلة: الصباح! يمكننا بكل تأكيد أن نحاول الوصول إلى أي مرآب"
أجاب: لا أظن أن في إمكاننا الذهاب إلى أي مكان, عودي إلى السيارة إذ ليس ثمة فائدة من أن تتحملي البرد إلى أن أجد المصباح اليدوي" أطاعته دون اعتراض, فقد كان الهواء باردا والثلج قد بلل وجنتيها اللتين أخذت تفركهما وهي ترتجف.
سألها: كم تبلغ نسبة الحظ في مرور سيارة بجانبنا قبل الصباح؟"
أجابت: إنها ليست بالنسبة العالية, liilas.com فهذه طريق فرعية تقود إلى حيث تقطع الأخشاب في الغابات, وبعد عدة أسابيع لن تستطيع أن تتحرك لشدة إزدحام السائقين, ولكنها مقفرة نوعا ما, حاليا" ونظرت إلى العاصفة الثلجية وهي تقول: دعنا نتكلم بصراحة, إذا لم يكن حاجة للذهاب إلى أي مكان فهل تغامر بالخروج في ليلة كهذه؟"
أجاب: بصراحة, كلا" وتابع: في هذه من الأفضل أن أطلب المعونة" وأخرج من جيبه هاتفا نقالا وطلب الرقم.
عندما انتهى سألته: كم سيستغرق ذلك الوقت؟"
"قالوا عشرين دقيقة"
"إنهم دوما يقولون عشرين دقيقة, كم من الوقت في الحقيقة؟"
قال: يبدو لي أن الأمر لن يكون أقل من ثلاث أو أربع ساعات" عندما أحست أنه يقول الحقيقة, فتحت الصندوق الصغير أمام المقعد وأخرجت مصباحا يدويا وناولته إياه.
قال: أوه, كلا إذا كنت حريصة بهذا الشكل فتعالي واحملي هذا المصباح اللعين لكي أرى!"
لم تنتظر دعوة أخرى, ففتحت الباب ونزلت بسرعة, كان الطريق مغطى بالثلج. وأطلق كلاي شتيمة عندما انزلقت قدمه وصرخ فيها محذرا, ولكن بعد فوات الأوان, إذ انزلقت قدمها وقبل أن تدرك نفسها كانت تتدحرج من فوق حافة الطريق إلى الخندق المغطى بالثلوج.
صرخ: جو!" وكانت قد استلقت لحظة في الظلام وقد انقطع نفسها وتوترت أعصابها إلى درجة لم تستطع معها أن ترد على ندائه, وعاد ينادي: جو, أجيبيني هيا!" وتناهى إليها صوته القلق, ولكن كل ما استطاعت أن تقوم به هو أن تبقى مستلقية بهدوء وهي تجاهد لكي تستطيع التنفس, liilas.com ولكن صوته أقدامه وهو يسحق الثلج مقتربا منها جعلها تتحرك, حاولت أن تتكلم قائلة بصوت أجش: إنني بخير, ابق أنت هناك من فضلك!" ولكنه اقترب ليقف إلى جانبها وكانت ما تزال ممسكة بالمصباح. ومد يده يأخذه من بين أصابعها الحذرة يريحها منه ثم أناره بسرعة فوق وجهها.
سأل: هل ثمة كسر في أي مكان؟"
هزت رأسها قائلة: كلا, بل مجرد رضوض قليلة, كان يجب أن تبقى مكانك هناك, والآن علينا أن نعود صاعدين إلى هناك" وأخذت ترتجف من البرد.
قال: دعيني أساعدك" رفعت رأسها قائلة: يمكنني أن أتدبر أمر نفسي يا كلاي" وأمسك بالمنشفة لحظة ثم تأفف ساخطا وهو يقول: لقد جرحت يدك هنا" ولف المنشفة حول الجرح الذي كان ينزف.
قالت: إنني خائفة يا كلاي, أترانا سنتجمد من البرد حتى الموت؟"
.http://www.liilas.com/vb3



نهاية الفصل السادس

saeda45 02-08-09 02:37 PM

وين التكملة حبيبتى شدى الهمةويعطيكى العافية

جوووجووو 02-08-09 06:17 PM

هلا يا عسل
جاري التكملة
مشكورة على مرورك

جوووجووو 02-08-09 08:23 PM

الفصل السابع
عليها أن تكون قوية الآن, عليها أن تكون قوية لأجل أليس.
قال لها: إذا كان لديك ثياب صوفية في هذه الحقائب خلفك فمن الأفضل أن ترتديها, فهذا وقت مناسب لذلك!" للحظة واحدة فكرت في أن توضح الأمر. إن أليس حرمت من الاستمتاع بأسرة مكتملة, ولكن يكون لها إخوة أو أخوات, ولهذا لها الحق في أن تنتظر من أمها أن تفكر بها أولا ودوما قبل نفسها.
لكن استدارة ظهره على كل حال لم تشجع على أي حديث, وتركت دفء اللحاف وهي ترتجف, وفي الضوء الخافت المنبعث من السيارة وجدت بدلة وبعض الجوارب وشعرت ببعض القوة, فتابعت البحث إلى أن وجدت زوجا قديما من الجوارب الرجالية وكنزة كانت لأبيها.
سألته: هل هذه تناسبك؟" أخذ الكنزة دون أن يتكلم وارتداها, حاشرا إياها بكتفيه بقوة, وكان الجوربان أفضل.
قال: حاولي أن تنامي يا جو, فالليلة ستكون طويلة" شكرت الظلام الذي ستر تضرج وجهها وقالت متجاهلة سخريته: يمكننا استعمال هاتفك للاتصال بالسيدة رايس إنها ستأتي إلينا في سيارتها اللاندروفر, إننا على الأقل لن نتجمد حتى الموت!"
قال ساخرا: إننا لن نتجمد حتى الموت هنا!"
"أرجوك" تنهد هو عند ذاك وأخرج الهاتف من جيبه قائلا: ما هو الرقم؟" أملت عليه الرقم فطلبه, ثم انتظر فترة قال بعدها: ليس ثمة رد, ربما أتلفت الرياح الخط"
عضت جو شفتها ثم قالت: ربما, حاول مرة أخرى, إذ ربما أخطأت الرقم" وكرر الرقم مرة أخرى وهز رأسه وهو يضع السماعة على أذنها لتستمع بنفسها.
"جو؟" أيقظها صوته يناديها, وكذلك البرودة التي شعرت بها في ظهرها, فحاولت أن تجلس وقد تيبس جسدها.
سألته: ماذا هناك؟"
قال: إنها شاحنة الإنقاذ" أضاء وجهه نور قوي في ذلك الظلام, فعبس مغمضا عينيه وأضاف: الأفضل أن تجمعي حوائجك" ثم قفز إلى الخارج ليشرح وضعهما للمنقذ.
كان سائق السيارة بشوشا بشكل رائع وهو يخاطبها قائلا: صباح الخير يا سيدة تاكيراي" وأجفلت لا إراديا حين سمعت النداء الذي لم تألفه, وألقت نظرة على كلاي ولكن وجهه كان خاليا من التعبير, وقد غمرته الظلال. وعاد السائق يقول: آسف لهذا التأخير لقد كنت أخبر زوجك أن هذه الليلة كانت سيئة في جميع الأنحاء, ويبدو أن الجو في طريق التحسن الآن" liilas.com وبرز القمر قليلا من خلف الغيوم وبدا للحظة أن كل شيء قد تألق, وتابع السائق: لماذا لا تذهبين إلى العربة وتجلسين فيها؟ إنها دافئة وحالا سننتهي من تحميل هذه السيارة"
في النهاية كان الفان قد حمل في سيارة الشحن, بينما صعد كلاي ليجلس إلى جانب السائق. أدار السائق وجهه إلى الخلف مقدما إلى جو علبة بلاستيكية تحتوي بعض ساندويتشات الجبن وهو يقول: أتريدين ساندويتش يا سيدة تاكيراي؟" وجه إليها كلاي نظرة حادة تحذرها كما يبدو من أن تعترض على الاسم. وقالت تجيب السائق: كلا, أشكرك" ولم تنس أن تبتسم له.
عاد السائق يقدم الصندوق إلى كلاي قائلا: يا سيد تاكيراي؟" ولكن هذا هز رأسه أيضا بالنفي.
قادهما السائق إلى مرآب حيث تدبر كلاي أمر إصلاح الفان, ثم استأجر عربة أخرى تقلهما إلى المنزل. ونقلوا حاجياتها وصناديقها في صمت تام. وفي النهاية انطلقا وقد جلس كلاي أمام عجلة القيادة.
سارا في ذلك الليل الثلجي أميالا عديدة وقد سادهما صمت عميق, ولم تجد جو طريقة تخترق بها هذا الصمت كما أنه بدا على كلاي الاستغراق في أفكاره وكأنه لا يشعر بوجودها.
عند الجسر توقف حيث الاستراحة, معترضا على إصرارها على متابعة السير بقوله: إنني في حاجة إلى بعض القهوة لتبقيني مستيقظا" فتح لها الباب فحاولت أن تترجل, ولكن أعضاءها كانت متصلبة من جراء سقوطها, فساعدها على ذلك وهو يقول: من الأفضل الإكتفاء الآن بالقهوة"
كان ضوء النهار قد انتشر عندما استدار كلاي بالفان إلى الطريق المؤدي إلى منزل والدة جو, وعندما وصلا كانت عند الباب فأسرعت خارجة عندما رأتهما, وهي تهتف: جو! لقد كنت في أشد القلق عليك"
قالت جو: لقد تعطلت السيارة بنا يا أمي, ونحن بخير الآن, ولو ظننت أنك ستقلقين لاتصلت بك هاتفيا, ولكنني فضلت عدم إزعاجك بمخابرة هاتفية في منتصف الليل"
قالت الأم : لقد سمعت النشرة الجوية في التلفزيون فاتصلت بالسيدة رايس التي أخبرتني بأنك تركتها منذ ساعات"
"لكننا اتصلنا هاتفيا بالسيدة رايس ولكن هاتفها كان ..." والتفتت إلى كلاي الذي نظر إليها دون أن يبدو على وجهه أي تعبير إلا لمحة سخرية لقدرته على إغفالها بمثل هذه السهولة. وحولت ناظريها بعيدا وقد استحوذ عليها الارتباك.
قالت الأم: هيا ادخلا, إذ يبدو عليكما التجمد من البرد"
قال بحزم: سأنزل الأمتعة من الفان ثم أذهب يا سيدة غرانت" ألقت نظرة على وجهه الشاحب ولحيته النابتة, لتشعر بالعطف بالرغم منها liilas.com وقالت: كلا, هيا أدخل واجلس بجانب المدفأة, وهذه الأمتعة يمكنها أن تنتظر. هل تناولت طعام الفطور؟"
نظر إلى جو قائلا: ظننت أن من الأفضل العودة بسرعة إذ تكهنت أن القلق قد ينتابك" وخنقت جو الكلمات التي قفزت إلى شفتيها, ورفع حاجبه بشيء من السخرية وكأنه يحيي فيها ضبطها لنفسها هذا. وتبعا الوالدة إلى داخل المنزل بينما كانت جو تفكر في أنها ستحاسبه على تزييفه الحقيقة بالنسبة لهذا الأمر حالما تستعيد قواها.
دعته السيدة غرانت إلى الجلوس في مقعد كبير ذي ذراعين قائلة: تفضل بالجلوس لا كلاي" ثم التفتت قائلة: الأفضل أن تأخذي أنت حماما ساخنا الآن"
دخلت جو الحمام وكانت خائفة من أن تسقط من النعاس, ثم ذهبت لترى ابنتها. ولكن هذه لم تكن في غرفتها, ونزلت جو تهبط الدرج بلهفة وهي تهتف: أمي, أين ..."
قالت الأم وهي تضع أصبعا على فمها مشيرة إلى كلاي الذي كان قد غط في النوم في كرسيه: هس.. لقد أنقذت الفنجان من يده في الوقت المناسب, تعالي إلى المطبخ" كانت الطفلة أليس تأكل بسرور قطعة خبز محمص قدمتها لأمها حين رأتها وهي تهتف: ماما!"
هتفت أمها بدورها: مرحبا يا حبيبتي.. هل كنت فتاة طيبة مطيعة؟" لقد وجدت من الأسهل عليها أن تثرثر مع طفلتها من أن تواجه عيني أمها المستطلعتين, ولكن عليها أن تواجه الأمر في النهاية وخير البر عاجله!
قالت: إنني آسفة لقلقك علي يا أمي, لقد تعطل الفان في الجبال وكان علينا أن ننتظر طويلا قبل أن تأتي سيارة الانقاذ."
قالت الأم: تفسيرك هذا يتشابه مع تفسير كلاي, ولكن الشيء الوحيد الذي لم يفسره أي منكما يا جو هو ما الذي جمعكما معا أصلا؟"
قالت جو: كان عليه ان يذهب إلى برينغلاس ليشاهد البناء"
"فدعوته أنت لكي يأتي معك؟"
"كلا!"
رفعت الأم حاجبيها قائلة: ولكنه جاء على كل حال , حسنا لقد حذرتك"
"نعم يا أمي لقد حذرتني liilas.com ولكن ليس عليك أن تقلقي" ونظرت نحو أليس ثم تابعت: ذلك أن مشاعري منضبطة تماما!"
رأت جو عيني أمها تتجهان نحو الباب, فاستدارت لترى كلاي واقفا عنده بشعره الأشعث.
قال: الفضل أن أذهب الآن" والتفت نحو جو سائلا: أيمكننا إنزال الأمتعة الآن من السيارة؟"
تدخلت السيدة غرانت قائلة: يمكننا أن نقوم بذلك أنا وجو فيما بعد, لتنقلك جو إلى منزلك إذ أنك تبدو وكأنك ستسقط نائما أمام عجلة القيادة, وهي ستعيد الفان إلى المكتب غدا"
بدا عليه وكأنه سيرفض, ولكن جو سارعت تقول وقد أدركت أن أمها على حق: الحق مع أمي يا كلاي" حدق فيها لحظة ثم هز كتفيه دون مبالاة وهو يقول: من ذا الذي يجادل!"
استدارت تسلم أليس إلى أمها ولكن الأم هزت رأسها قائلة: أخشى أن تأخذيها معك يا جو, ذلك أن عندي موعدا مع مزينة الشعر بعد عشرين دقيقة"
حدقت جو في أمها قائلة: ولكن ..."
لكن الأم قالت: المعذرة, علي أن أذهب الآن. إلى اللقاء يا كلاي" ألقى إليها شبه ابتسامة وهو يرد تحيتها.
هزت جو كتفيها قائلة: هيا يا أليس لكي ألبسك معطفك" وعندما ألبست الطفلة معطفها المشرق اللون كانت تشعر بكلاي واقفا خلفها.
قال: إنها تشبهك تماما, لقد أخذت منك الكثير من الأشياء"
قالت جو بسرعة: نعم, الجميع يقولون ذلك" وقبل أن تقوم بأي شيء كان هو قد انحنى يحمل أليس يحتضنها بملء ذراعيه وهو يحدق فيها عن قرب. وأغمضت أليس عينيها وهي تضحك مسرورة رافسة بساقيها الصغيرتين.
قال: هل ثمة شبه بينها وبيني؟"
قالت: قـ .. قليلا"
زم فمه قائلا: وما هو هذا القليل؟"
قالت: إذا كنت تعرفه يمكنك أن تدرك ذلك بنفسك" أخذت منه أليس ثم أسرعت خارجة نحو سيارتها حيث وضعت حولها الحزام مثبتة إياها بشدة.
.http://www.liilas.com/vb3

جوووجووو 02-08-09 08:24 PM

جلس كلاي في المقعد بجانبها ثم أغمض عينيه ولم يفتحهما إلا عندما أوقفت السيارة أمام الكوخ, ثم انتظرت منه أن يخرج ولكنه لم يتحرك.
قالت: لقد وصلت إلى منزلك يا كلاي" استدار ينظر إلى الكوخ قائلا: نعم هذا صحيح, هيا بنا" وفتح الباب.
نظرت جو إلى الخلف إلى ابنتها, ثم قطبت حاجبيها قليلا قائلة: ربما" وفكرت في أنه من المؤكد أن ليس لدى أمها أي موعد مع مزينة الشعر, وفتح كلاي لها الباب فخرجت وكل عضلة في جسمها تؤلمها مما عانته.
عندما تبعته في الطريق انتبهت إلى حركة على السطح. كانت الحمائم ترفرف liilas.com فوقه, تماما كما رأتها في أول يوم جاءت فيه إلى الكوخ مع زوجها في أول يوم من زواجها منه. أمسكت بيد ابنتها ومشت ببطء في أنحاء المنزل. كان المكتب في غرفة المطالعة غير مغطى وقد بدا أن قد استعمل حديثا, ولكن غرفة الصباح كانت مغطاة بالملاءات كما كانت الستائر مسدلة, وكان المطبخ نظيفا ومنظما ولكن ليس بالتألق الذي كان عليه أيام عناية السيدة جونسون الفائقة.
كان في الثلاجة القليل من المواد الغذائية, وأخرجت جو علبة تحتوي على البيض, وساورها شعور غريب وهي تفتح الخزانة عالمة بالضبط مكان كل شيء, مما يعني أن لا شيء قد لمس منذ تركها المنزل.
فابتدأت بسرعة تخفق البيض وتحمص الخبز, وتحضر القهوة وكانت أليس في هذه الأثناء قد وجدت خزانة أعجبتها ففتحتها وابتدأت تفرغ محتوياتها على الأرض وتعبث بها, ولم يكن لدى جو وقت لمنعها, كانت تجهد في أن تهيئ كل شيء لكي تنسحب بسرعة حالما يظهر كلاي. ولما استدارت رأته واقفا عند الباب يراقبها.
قال لها: ألن تأكلي معي؟"
قالت: أنا .. كلا" وابتعدت عنه حيث أخذت تلملم العلب التي كانت أليس تعبث بها ثم تعيدها إلى الخزانة.
قال آمرا: دعي ذلك! ستأتي السيدة جونسون في ما بعد. وأظنها تحب أن تنطلق من نقطة الصفر"
وجدت أن عليها أن تقول: أظنها لم تأت إلى هنا منذ وقت طويل"
أجاب: ولم يأت أحد إلى هنا منذ وقت طويل, ذلك أنني لم أقرر بعد أن أعود إلى هنا, أم أبيع المكان" شعرت بقلبها يتفتت وهي تتصور أناسا آخرين يعيشون في بيتهما, ولكن كان عليها أن تواجه الواقع وقالت: من المؤسف جدا أن تتركه فارغا, أين كنت تسكن؟"
أجاب: بعد أن رحلت استأجرت شقة في المدينة"
قالت: إنني لم أرحل, بل أنت طردتني!"
قال: ما الذي حدث لك؟ هيا أحضري liilas.com لنفسك فنجانا واجلسي معي, إنني أريد أن أسألك شيئا" وجلست أمامه تراقبه وهو يتناول الفطور الذي أعدته له.
قالت: حسنا؟"
"هل في إمكان أمك أن تتعامل مع ..." وأشار إلى أليس " إنها تبدو صعبة المراس"
قالت: ليس كما يجب, ولكن أثناء مكوثي معها أظنها ستستاء إذا أنا أحضرت من ترعى الطفلة, ولكن عندما أنتقل من عندها فلأمر عند ذاك يختلف"
نظر إليها قائلا: تنتقلين من عندها؟ هل تفتشين عن منزل تعيشين فيه بمفردك؟" وابتدأ عرق ينبض في صدغه. " أو ربما لن تكوني بمفردك"
شعرت بوجهها يشحب وقالت: إنني امرأة ناضجة يا كلاي وقد تركت منزل أهلي منذ وقت طويل"
نظرت أليس إليهما من حيث تلعب على الأرض بينما نظرت إليها جو قائلة بهدوء: لقد انتهى هذا الحديث" وفجأة وقف ثم تحول عنها وهو يقول بازدراء: يا للخسارة! هل ستستعملين الحضانة إذا تابعت انشاءها؟"
طرفت هي بعينيها إذ ترى الموضوع يتغير في لحظة ثم قالت: طبعا, ولكنني لا أفهم ما الذي تريده من وراء إنشائها؟"
قال: قوى عاملة موالية" وانحنى إلى الأمام يمسك بيدها, ثم عبس وهو ينظر إلى أصابعها مركزا أنظاره على خاتم الزفاف لحظة, ثم تابع قائلا وقد مد فمه كخط نحيل قاس: من الصعب أن نجد مهندسين أكفاء, كما أن لدينا اتفاقية وأنا لا أريد أن تعتذري يوما بحجة أنك تريدين البقاء في المنزل لأجل أليس" سحبت يدها من يده قائلة: ليس في إمكاني الاستغناء عن العمل لأجل رعاية ابنتي!"
قال: كلا؟ حتى وأنت عندك ثمن تلك الأسهم؟" فجمدتها نظرته في الكرسي وهي تقول: إنني أحتاج إلى ذلك المال لأجل مكان ..." وتوقفت عن الكلام, لقد قالت أشياء أكثر من اللزوم.
أكمل كلامها مفكرا: مكان تعيشين فيه؟ إذن فقد كان شرطك أن تستعيدي أسهمك خدعة؟ وأنا قد صدقت قولك. إنها غفلة مني لن تتكرر" وابتسم فجأة قائلا: إنك إذن تظنين أن فكرة الحضانة جيدة؟"
أجابت موافقة: كان يجب أن تكون قبل الآن"
قال: إذاً. اعتبريها حقيقة واقعة liilas.com وفكري كم ستكون بقية الأمهات العاملات عندي شاكرات لك!"
أجابت: والآباء أيضا, فأنا بالنيابة عن كل الرجال الموظفين عندك أشكر لك كرمك!" من أين وجدت القوة لتواجهه؟ والتفتت إلى ابنتها تقول: هيا يا أليس, حان وقت العودة إلى البيت" استجابت الطفلة على الفور لتخرج بها جو وتثبتها في المقعد الخلفي في السيارة وعندما نظرت خلفها رأت كلاي يزيح الستائر لكي يسمح لضوء النهار بالدخول. وتساءلت عما إذا كان قد صمم نهائيا على الاحتفاظ بالكوخ أو على البيع.
وفي الصباح التالي كان في إمكانها تجاهل بقع الرضوض الملونة في مختلف أنحاء جسدها شاكرة حظها على أنها في أمكنة غير معرضة للنظر.
في اليوم التالي وصلت إلى المكتب لتجد نفسها قد أصبحت بطلة والجميع يسألها: كيف استطعت إقناعه؟"
قالت جو بضيق: أقنع من؟" ولكنها كانت تعرف الجواب عن هذا السؤال.
قالت موظفة الاستقبال التي كان لها طفلان, والتي أبدت غاية الشكر: طبعا السيد تاكيراي, إنه مستمر في إنشاء الحضانة لقد سمعته يا جو, كان واقفا حيث تقفين أنت الآن, وهو يقول لبيتر أنك أقنعته بصواب إنشاء الحضانة"
سألتها جو: بيتر لويد؟"
"نعم وقد بدا شاحبا تماما"
قالت جو ساخرة: إنه يظن أن جميع الأمهات يجب أن يبقين في المنزل يطحنون الجزر لأطفالهن!" ولكنها لم تكن تشعر بالسخرية, ذلك أن كلاي إذا هو وقف يتكلم بهذا الشأن في مكتب موظفة الاستقبال فهذا معناه أنه يريد أن يعرف رأي كل شخص في ما يجري.
تتابعت ساعات النهار بسلسلة مكالمات تهنئة من بقية الموظفات, وعقب الظهر مباشرة كان كل من في المبنى قد عرف أن ثمة حضانة للأطفال ستنشأ وأنها هي قد أقنعت الرئيس الجديد بذلك.
في الساعة الثالثة استدعيت إلى مكتب الاستقبال لاستلام شيء يخصها. وهرعت هي يحدوها الفضول.
كان ثمة سلة وروود حمراء رائعة تصلح لغرفة ملابس ممثلة سينمائية, وقلبت جو البطاقة التي لم تكن ضمن مغلفو وكان عليها بضع كلمات ظاهرة عمدا لكي يقراها الجميع. ودون شك قد قرأتها موظفة الاستقبال.
توقفت عن السير وحاولت أن تبتسم وهي تقول: لماذا لا تبقينها هنا لتزيني بها القاعة؟ فليس لها مكان في مكتبي"
في الساعة الخامسة بينما كانت مستغرقة في أفكارها عما حولها, دون أن تنبته إلى انفضاض الجميع من حولها وكأنهم وجدوا فجاة ما يشغلهم, رفعت ناظريها لتجد نفسها وحيدة أمام كلاي الذي كان يقف مستندا إلى الباب. ونظرت حولها ثم ابتسمت له بأسف: إنك تعرف تماما كيف تخلي غرفة ممن فيها!"
توقف مظهرا التهكم وهو يجيب: إنك لست في وضع يخولك أن تطلبي شيئا يا عزيزتي!" تجاهلت قوله هذا وتابعت تقول: لا يمكنني الآن التصميم تماما ولكنني كنت أتساءل عما إذا كان في إمكاني استعمال اسمي بعد الزواج" انتظرت جوابه, ولكن التجاوب الوحيد الذي بدر منه هو توتر فكه الأسفل, فتابعت تقول: إن هذا سيرد إلى اعتباري بشكل حسن, ألا تظن ذلك؟ إنه يوقف الشائعات الفضولية" ولم تنتظر جوابه بل تابعت: وإلا ..." سألها: وإلا ماذا؟" قالت وهي تتساءل إلى أي مدى يمكنها أن تصل: وإلا فإن الحضانة يجب أن تكون مجانية" فاستدار ليخرج وهو يقول: لا تكوني سخيفة يا جو! سأراك في مكتب الاستقبال الساعة الخامسة والنصف" تناولت سماعة الهاتف وأدارت القرص: ألو؟ مكتب شؤون الموظفين؟ إنني جو غرانت, إن عندي تعديلا لإدخاله في الملفات...." ولكن يد كلاي قطعت المكالمة فوضعت السماعة مكانها وانتظرت.
"إنك مخادعة يا جو"
"حقا؟"
"لقد رفضت أن تحملي اسمي عندما كنا معا, وأنت لن تحمليه الآن" ازدردت ريقها ثم قالت: إن علينا جميعا أن نضحي!"
قتم وجهه ثم قال: لقد قررت أن يكون المبلغ المدفوع للحضانة من الموظف خمسين بالمئة من التكاليف وهذا شيء منطقي!" رن جرس الهاتف فوضعت يدها على السماعة قائلة: هل عشرة بالمائة تكفي؟"
قال: أربعون"
رن جرس الهاتف مرة أخرى فتناولت السماعة واضعة يدها على فوهتها وهي تقول: عشرون؟" ثم تكلمت في الهاتف قائلة: نعم يظهر أن الهاتف قد انقطع أثناء المكالمة, وكما قلت فإن عندي تعديلا في الملف"
قال: خمسة وعشرون" ارتسمت على شفتيها شبه ابتسامة وهي تقول في الهاتف: سأعاود الاتصال بك" وألقت نظرة إلى ساعتها قائلة: خمسة وعشرون بالمائة وهو مبلغ مناسب, سأراك في الأسفل بعد نصف ساعة" وعندما استدار ليخرج نادته قائلة: كلاي؟"
"نعم؟"
"أشكرك على الزهور"
أومأ برأسه قائلا: إنني مسرور إذ أعجبتك, لقد كانت ..." وتردد وكأنه يفتش عن الكلمة المناسبة ثم تابع قوله: كانت غالية الثمن نوعا ما"
"إنها تستحق ثمنها" عندما نزلت في آخر الدوام إلى مكتب الاستقبال لتخرج بجانب كلاي, التفتت الرؤوس نحوهما تراقبهما. فتح لها باب السيارة liilas.com متمهلا إلى أن استقرت في مكانها. كان يتصرف ببطء متعمد وتحملت هي ذلك بصبر وكياسة, لقد كلفته بهجته هذه غاليا, ولكن عندما توقف قرب المقهى, قبيل الوصول إلى منزلها قالت معترضة: ليس لدي وقت, إن علي أن أصل إلى بيتي"
قال: ليس في نيتي أن أعرض عليك شرابا أو قهوة, ولكنني لا أريد أن أوقف السيارة خارج منزل والدتك لكي تتلصص علي من وراء الستائر, هل يمكننا التحدث هذه الليلة؟"
أجابت: قد لا أجد من تجلس مع ابنتي إذا أنا خرجت معك"
قال: إنني متأكد من أن أمك ستكون سعيدة بأن تقوم بذلك, ذلك أن عندي شيئا أريد أن أبحثه معك"
قطبت جبينها قائلة: خداعي؟"
قال: ما من سبب يجعلك تحملين اسم السيدة تاكيراي يا عزيزتي أليس كذلك؟ لم تجب هي فترة ثم قالت بوجه متجهم: وجب عليك التصرف بطريقة صحيحة وأنا في إمكاني أن أذكرك بوعدك في أن تعلن زواجنا في الصحف المحلية"
"وعدي....؟"
"هل نسيت؟ تعال لتأخذني الساعة الثامنة, أم أنك تريد أن تقابلني في مكان آخر لتجنب مواجهة أمي؟" أدار المحرك وهو يقول بابتسامة باهتة: سآتي لاصطحابك".http://www.liilas.com/vb3



نهاية الفصل الســـابع

mersalli 06-08-09 04:47 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
وين التكملة لو سمحت جزاك الله الف خير

جوووجووو 08-08-09 01:10 AM

عذرا على التأخير يا جماعة غصب عني جهازي تعطل
ولأني مسافرة وماعندي وقت فكرت اصور لكم بقية الصفحات
لأنو ماعندي وقت للكتابة وأخاف أتأخر عليكم أكتر

جوووجووو 08-08-09 02:06 AM

http://www.liillas.com/up2//uploads/...3265bfaa08.gif

http://www.liillas.com/up2//uploads/...82b645b358.gif

جوووجووو 08-08-09 02:09 AM

http://www.liillas.com/up2//uploads/...3a01b83525.gif



http://www.liillas.com/up2//uploads/...f3379b8c77.gif

Eman 08-08-09 02:09 AM

برافو عليكي جوجو,,
الشغل تاعك كتير رائع..
يعطيكي العافية..

جوووجووو 08-08-09 02:10 AM

http://www.liillas.com/up2//uploads/...a67d006f5e.gif

http://www.liillas.com/up2//uploads/...04e268ada9.gif

جوووجووو 08-08-09 02:12 AM

http://www.liillas.com/up2//uploads/...eb8de18f99.gif

http://www.liillas.com/up2//uploads/...421f34da8f.gif

جوووجووو 08-08-09 02:14 AM

http://www.liillas.com/up2//uploads/...e2cf4d2c22.gif


http://www.liillas.com/up2//uploads/...ee8bba02bc.gif

جوووجووو 08-08-09 02:15 AM

http://www.liillas.com/up2//uploads/...dffd676ff7.gif

http://www.liillas.com/up2//uploads/...727000e353.gif

جوووجووو 08-08-09 02:17 AM

http://www.liillas.com/up2//uploads/...c2d7170418.gif

http://www.liillas.com/up2//uploads/...138561605b.gif

جوووجووو 08-08-09 02:19 AM

http://www.liillas.com/up2//uploads/...74d422456a.gif

http://www.liillas.com/up2//uploads/...1e12c28e95.gif

جوووجووو 08-08-09 02:21 AM

http://www.liillas.com/up2//uploads/...1e12c28e95.gif

http://www.liillas.com/up2//uploads/...a566b23423.gif

جوووجووو 08-08-09 02:22 AM

http://www.liillas.com/up2//uploads/...9ddc0425f8.gif

http://www.liillas.com/up2//uploads/...fd84da946b.gif

جوووجووو 08-08-09 02:24 AM

http://www.liillas.com/up2//uploads/...c5213f8947.gif


انتهــــــت
آسفة على التأخير

أتمنى تعجبكم الرواية
صورت الصفحات الباقية بالموبايل
الاسكنر عطلان :lol:

جوووجووو 08-08-09 02:29 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Eman (المشاركة 2024141)
برافو عليكي جوجو,,
الشغل تاعك كتير رائع..
يعطيكي العافية..

الله يعافيك ياقمر
نورتيني

raseel 16-08-09 10:24 PM



MERCIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIII

مجهولة 17-08-09 04:09 PM

رائعة جداجدا شكرا لكى
:Supercool:

botaynna 21-08-09 03:43 AM

جزاك الله الف خير

رنا20 26-08-09 12:09 AM

بسم الله الرحمن الرحيم جزاك الله كل خير

رنا20 29-08-09 04:31 AM

شكرا على مجهودك

Lorinda 11-09-09 11:10 PM

شكرا يا جوجو الرواية واحد حلوة

moura_baby 22-09-09 05:59 PM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

ام عنان 22-09-09 06:18 PM

شكرا لمجهودك وتعبك اخت جوجو الرواية رائعة سلمت يداك

جوووجووو 25-10-09 10:21 PM

الله يديكم الف عافية جميعا على مروركم
منوريني

زهرة الماس 27-11-09 11:37 PM

يسلموووووووووووووووووووو000000000تحياتي لكي

قماري طيبة 19-12-09 06:17 PM

رواية جدا رائعةتشكري عليها

momak 20-12-09 01:27 AM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

الجبل الاخضر 23-12-09 09:59 PM

تسلمين على المجهود الرائع

الجبل الاخضر 23-12-09 10:03 PM

لوسمحتي وين التكمله انتهت عند الجزء السابع وما فيه تكمله وين الباقي

gaviotta 06-04-10 04:34 PM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

سفيرة الاحزان 05-05-10 12:55 PM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

طيف السما 12-01-11 02:56 AM

تسلمى على الروايه الرائعه وشكراااااااااااااااااااااااااااااااااااا على مجهودك:flowers2::flowers2::flowers2:

فجر الكون 18-01-11 08:14 PM

رائعة تسلم الايادي :flowers2:

سماري كول 20-01-11 01:51 AM

تسلمين ع الروايه

qottat 29-01-11 06:03 AM

مشكورة تسلم الايادي يارب

شاهد 29-01-11 10:01 PM

شكرررررررررررررررررررررررررررررااااااااااااااااااا

shko 31-01-11 11:52 PM

ررررررررررررررررررررررروعه سلمت يداك

زهرة منسية 31-03-11 12:26 PM

شكرآ جووو جووو الروايه حلوه

ندى ندى 11-12-11 09:35 PM

روووووووووووووووووووووووووووعه

ملك محمد 22-02-12 07:33 AM

رووووووووووووووووووووووووووعة

ام عبيده 28-08-13 04:26 AM

رد: 517-زواج متسرع - ليز فيلدينغ ( قلوب عبير ) دار النحاس (كاملة)
 
عاش ذوقج ع اختيار الروايه

غنجة بيا 29-08-13 02:30 AM

رد: 517-زواج متسرع - ليز فيلدينغ ( قلوب عبير ) دار النحاس (كاملة)
 
روعة نااايس يعطيكي الف عافية :55:

Rehana 07-09-13 04:24 PM

رد: 517-زواج متسرع - ليز فيلدينغ ( قلوب عبير ) دار النحاس (كاملة)
 
هذا الرواية هي نسخة سعودية
والاصلية هي رواية بنفس الرقم ونفس الكاتبة

517 - لحظة ندم

وهذا رابطها

http://www.liilas.com/vb3/t108018.html

لذلك تنقل الى الارشيف


الساعة الآن 04:14 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية