منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   الادباء والكتاب العرب (https://www.liilas.com/vb3/f202/)
-   -   هشام الشاوي , بيت لا تفتح نوافذه , مجموعة قصصية (https://www.liilas.com/vb3/t114917.html)

جنات العوفي 14-07-09 01:28 AM

هشام الشاوي , بيت لا تفتح نوافذه , مجموعة قصصية
 
:liilas::dancingmonkeyff8::8_4_134:
لأحلى منتدى أقدم لكم مجموعة بيت لا تفتح نوافذه للمغربي هشام الشاوي

4shared.com - document sharing - download ط¨ظٹطھ ظ„ط§ طھظپطھط* ظ†ظˆط§ظپط°ظ‡.pdf

mallouli 14-07-09 02:10 PM

مرحبا بك بيننا وشكرا جزيلا لتعريف رواد المنتدى بكاتب مغربي من أبناء بلدي.
عند التدقيق في قصص هشام الشاوي، لاحظت انحياز الكاتب لذاته، وتوظيفه لضمير المتكلم المفرد ينبئ عن استنباطه لقصصه من واقعه الذاتي. ولغته السردية كذلك شذرية، بجمل قصيرة وأحداث متصلة منفصلة، ترتبط كل قصة في فقرات متعددة بخيط رفيع، يأخذ بناصيته سارد مشارك في الأحداث.
والرؤية في غالبها سوداوية لإنسان يعاني من الحرمان، المادي والجنسي، ويعلن من حين لآخر بأشكال غير مباشرة عن رفضه لواقعه الذي لا يعطي قيمة لما يمثله من رمزية ثقافية أدبية.

جنات العوفي 14-07-09 07:09 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mallouli (المشاركة 2007679)
مرحبا بك بيننا وشكرا جزيلا لتعريف رواد المنتدى بكاتب مغربي من أبناء بلدي.
عند التدقيق في قصص هشام الشاوي، لاحظت انحياز الكاتب لذاته، وتوظيفه لضمير المتكلم المفرد ينبئ عن استنباطه لقصصه من واقعه الذاتي. ولغته السردية كذلك شذرية، بجمل قصيرة وأحداث متصلة منفصلة، ترتبط كل قصة في فقرات متعددة بخيط رفيع، يأخذ بناصيته سارد مشارك في الأحداث.
والرؤية في غالبها سوداوية لإنسان يعاني من الحرمان، المادي والجنسي، ويعلن من حين لآخر بأشكال غير مباشرة عن رفضه لواقعه الذي لا يعطي قيمة لما يمثله من رمزية ثقافية أدبية.

اخي ملّولي
شكرا على مرورك غير العابر، يبدو انك متابع جيد لكتابات وقصص هشام بن الشاوي واظن انه رغم انه يعبر عن كثيرين حتى لو خدع القارئ بانه يكتب عن نفسه خصوصا فضمير المتكلم يعطي الكاتب مساحات كبيرة للايقاع بالقارئ ولصب نقمته عن المسكوت عنه... :dancingmonkeyff8:

انها الواقعية النقدية وهشام يكتب عن شخوص واماكن لا يعرف عنها القراء المتبرجزون اي شيء... فيسعى البعض (القراءة الاغبياء ومن لا يهمهم مكابدات القاعيين والحضيضيين )الى رميه في خندق الاباحية والتهتك،، هكذا بضغطة زر...

شكرا لك :55::lol:

جنات العوفي 22-07-09 12:15 AM

" بيت لا تفتح نوافذه " مجموعة قصصية لهشام بن الشاوي :

الرثاء المفعم بالألم والفقد :









القاريء للمجموعة القصصية للكاتب المغربي هشام بن الشاوي الأولى والتي اختار لها عنوان " بيت لا تفتح نوافذه " ، لا بد أن يلاحظ اهتمامه المفرط في كتابة الواقع كما هو ونقله إلينا ، إلى القاريء ، كما هو لا تبديل ولا تغيير فيه ، الواقع وما يحيط به من التباسات ومفارقات ومتناقضات وأحداث غريبة وواقعية وتجارب حياتية قد عاشها الكاتب نفسه وعاشها معه أبطال قصصه داخل حيه الذي يسكن فيه . المكان له حيز كبير في المجموعة القصصية الأولى للكاتب . فهذه القضية بالذات باتت الهاجس المؤرق لهشام بن الشاوي في كل كتاباته والدافع الأساسي للإبداع .



إن المكان هو الفكرة المحورية التي تدور حولها مجموعته القصصية ومن خلاله يحاول نقل أحداث الواقع المعيش بكل أشكاله المختلفة من حب وعشق ودعارة وخيانة وجنون ووفاء ، يقيم بين كل هذه الأشكال علاقة وثيقة في نصوصه الإثنى عشر المكونة للمجموعة .



إن المجموعة القصصية لهشام بن الشاوي " بيت لا تفتح نوافذه " بكل ما يروج فيها من أحداث هي المعادل الإبداعي لفكرة الحياة الحديثة بكل تجلياتها . وهي بالتالي تلك الحوار والتفاعل المجتمعي الذي نراه في كل حي شعبي بالمدن المغربية ، على أن هذا التفاعل المجتمعي لا يتم في إطار وعظي وإرشادي للمجتمع ، بل إنه قراءة متأنية ونقل موضوعي مميز للحياة بهذا المكان يتقاسم البطولة فيه نساء وفتيات في مقتبل العمر ورجال وشبان وأطفال صغار .



تشكل المجموعة القصصية لهشام بن الشاوي بداية طبيعية لمشروعه الإبداعي والأدبي والفكري ، وتأكيدا على فكرة نقل الواقع بدون رتوشات وتزويقات ، الواقع المتأرجح بين المعيش اليومي وبين الفكر المتقدم عند الكاتب ، بين الحياة الشعبية وبين المتغير الحاصل في عقل الكاتب نفسه . فالكاتب هشام بن الشاوي هو الذي يحاول اكتشاف ذاته داخل هذه المتغيرات ، من خلال ذاتيته الصرفة ، بل من خلال الانتساب الفكري والإنساني والوقوف على حيوات أولئك الذين جعلوه يخرج إلى الوجود الأدبي ومنحوه بطاقة الانتماء إلى عالم الكتابة وموهبتها العظيمة وطريقة التعبير والتقييم وبناء الشخصية الفكرية في عالم يسوده التخلف .



ونرى أن الدافع وراء كتابة المجموعة كان ذلك التفكير المضني عند الكاتب ، والذي جعله يبدع لنا نصوصا راقية في أسلوبها وفي مقاربة المغزى الحقيقي من وراء إخراجها إلى الوجود الأدبي وإلى سوق القراءة الذي مازال يعيش أكبر معاناته المتمثلة في ضعف المتابعة والقراءة . ولكن كاتبنا قرر العكس وتحدى كل هذه العوامل كاملة من أجل أن ترى مجموعته النور حتى ولو كان على حساب لقمة عيشه .



لم يبذل هشام بن الشاوي كبير عناء لكي يضعنا كقراء أمام صورة حيه المنقسمة بين التفكير المتقدم والتفكير المتخلف ، وبين الجذور الأصلية لحياة الناس وبين الممكن تغييره من واقعهم ، " لعنت والدي ، وهما في قبريهما ، لأنهما أخرجاني إلى هذه الحياة التي لم أختر المجيء إليها ، ولعنت اللحظة التي كان فيها إيروس ثالثهما … ص : 7 " .



إذن ، نقرأ على لسان الكاتب أن خروجه إلى الحياة كان خطأ أو كان في غير محله ، بل لعنه لإيروس الذي كان ثالث أبويه وهما في لحظة الشهوة يمارسان طقوس الحب لإخراجه إلى الحياة ، هذا الإيروس الذي أمطره الكثير من الناس من غير الكاتب باللعنات والشتائم لأنه كان حاضرا فب لحظة توليد الشهوة بين ذكر وأنثى والدفع بهما إلى إخراج منتوج هذه اللخبطة . مسكين إيروس هذا …



ثمة في الخفاء بين السطور رثاء مفعم بالألم لكل أشياء الحياة التي تبددت . رثاء لذات الكاتب ولذوات أبطاله الذين صاروا في فقد وضياع . ومن يتصفح ويقرأ عناوين قصصه المكونة للمجموعة من مثل : " خطأ تمارسنا الحياة " و " أسعدت حزنا أيها القلب " و " أوراق مهربة " و " بيت لا تفتح نوافذه " و " الضحايا " و " مشاهد من حياة عادية " وغيرها ، يتأكد له نزوع الكاتب إلى تأبين ما ناصرم من لذاذات الحياة عند أبطاله ، حيث " كنت أتوهم ، وأنا مراهق حالم ، غارق في رومانسيتي ، أني حين أصبح شاعرا … ستطاردني البنات في كل مكان ، وسأختار دائما من هي أجمل … ص 7 " . وحيث اسودت الدنيا في عينيه وتملكه الحزن الغامض الذي لا تصفه غيرالدموع . فالإحساس بالحزن والفقد هو ما يجثم فوق صدر الكاتب وفوق صدور أبطاله كلهم .



إن الشخصيات السردية في مجموعة هشام بن الشاوي " بيت لا تفتح نوافذه " ذوات فاعلة في كل الأحداث القصصية حيث نجد لها تأثيرها الفاعل في أحداث كل قصة على حدة ، وقد حضرت الأنثى بشكل كثيف في كل القصص ، وهذا يدل على أن الكاتب يوظف الكتابة لعرض أحداث تكون فيها الأنثى حاضرة كعشيقة وحبيبة وكجسد مادي .



إن كثرة أفعال التذكر توضح بجلاء أن الذاكرة لعبت دورا كبيرا في الكتابة عند هشام بن الشاوي . لقد حول الكاتب ذاكرته إلى أداة لسرد الوقائع الآنية وتوظيف هذه الدلالة كان ناجحا بحكم أن مشاعر الكاتب في الحاضر لا يمكنها أن تبتعد عما كان يحلم به هو نفسه في زمن مضى …







عزيز العرباوي

كاتب وشاعر من المغرب

جنات العوفي 22-07-09 12:16 AM

نوافذ أخرى في «بيت لا تفتح نوافذه» للقاص هشام بن الشاوي.


عبد الغني فوزي

صدر مؤخرا مؤلف قصصي عن دار سعد الورزازي بالرباط، بعنوان «بيت لا تفتح نوافذه» للقاص هشام بن الشاوي، متضمنا اثنى عشرة قصة منها :خطأ تمارسنا هذه الحياة، أسعدت حزنا أيها القلب، أوراق مهربة، نصوص ليست للنشر، بيت لا تفتح نوافذه، امرأة فوق كل الشبهات.. ومن الملاحظ أن العنونة أتت في الغالب جملا أو شبهها تخبر بحالة أو مشهد، لكن بصيغة النفي. وعليه في تقديري، ينبغي قراءة هذه العناوين كنصوص صغيرة مثيرة للأسئلة والإشكالات عبر نماذج وإطارات قصصية مفتوحة بقوة الإحالة على اليومي وكثافته. وبالتالي، يكون القارئ مطالبا بالبحث عن تجليات ذلك في المتن القصصي لهذه المجموعة الزاخر بالمفارقات والتي تم تشخيصها في مرآة الحكي.

حياة صغيرة:

مجموعة «بيت لا تفتح نوافذه» لا تنتقي موضوعات محددة؛ بل تطرح تلك المواجهة بين الشخوص واليومي في أخذ وجذب، في سلب وتحد، في مطاردة وانفلات. هكذا يمكن القول إنها قصص تتصيد حياة الظلال والفضاءات المضغوطة في الذوات من شدة الوطء الناتج عن الإكراه والخلل. وبالتالي تسعى الذات إلى أن تسرد ذاتها هنا، عبر سارد من صفاته الأساسية الغربة في واقع الحكاية وفي الكتابة نفسها، باعتباره متيقظ الوعي بشكل حاد. وبقدر ما يطرح الكاتب عبر سارده حياة ما، لها أفعالها وأحلامها، هذا فضلا عن علاقاتها الاجتماعية ضمن فضاءات تنبسط كامتداد طبيعي لذلك، يطرح جماع حالات ومواقف لمسارات ومصائر. وهو ما أدى إلى التداخل والتشابك بالمكان الذي يعكس الحالات واللحظات المكتظة. وإذا أردنا تشخيص المسارات والبرامج السردية في المجموعة، نلاحظ أن الأفعال في القصص تنطلق من وقائع شبه عادية؛ وهي مطروحة للعيان (كدح، علاقات، سخط...) إلى التمركز في نقطة الذات الحاكية، فيواكب ذلك تأملات واستبطانا، ثم يعود السارد بكامل عنفه إلى نفس الأفعال في صدام متعدد الأوجه (نفسي، اجتماعي، فكري.. ). تقول المجموعة القصصية في قصة بعنوان «أوراق مهربة»: «يقول المؤلف الثالث:
في زمن ما.. زمن ظلامي على أي حال..في عالم سفلي لا يستحق إلا أن تتبول عليه من مرتفع ما حتى لا تغرق رجلاك وسط الـ..
(نسمع جلبة وصفيرا.. يختفي صوت الراوي، ويتعلل « أحدهم « أن عطبا فنيا وراء انقطاع (اختفاء ؟!) صوته..).
ينطلق صوت أنثوي دافئ محفوف بموسيقى ناعمة: أيها الحضور الكريم! رجاء، لا تنزعجوا، ولا تهتموا بمتابعة هذا الفصل المسرحي اليتيم، فلدواع سياسية (وتنطق السين ثاء غنجا) فرض علينا بثه، ولا تنسوا أن مؤلفه يعاني من عقدة أوديب وعقد أخرى..!!»

تقنيات سردية:

من الضروري التنصيص هنا، أن المحكي الذاتي في مجموعة «بيت لا تفتح نوافذه» من خلال السارد يسعى إلى إثارة قضايا وإشكالات مجتمع وحياة، بناء على أفعال خاصة من قبيل العلاقة العاطفية بين الرجل والمرأة، دعارة، فوارق، غربة، عبث، غربة الكاتب والكتابة في مجتمع لا يأبه... قصص بن الشاوي هنا تقول المحيط ببوح فائض عن كل الطابوهات والسلط العديدة في الحياة المغربية والعربية. نقرأ في قصة «خطأ تمارسنا الحياة » في نفس المجموعة ص 7 : « لم أكن أكره جارتي لذاتها، لكني أمقت أن تتنقل من فراش إلى آخر، حتى ولو لم تكن أختي.. تقول لي، بصوت مبلل بالدموع : هذا الصباح، اقترضت عشرين درهما..لأذهب إلى السوق...لأن الكلب الذي (...) البارحة، لم يعطني (سنتيما).. الخبز «مر»، ورعاية ثلاثة إخوة يتامى « أمَرُّ «..!»
تبدو المفارقات في مرآة الكتابة السردية بارزة الأضلاع والأقطاب عبر أفعال ومصائر شخوص ؛ يتقعر معها الحكي بين التذكر والاستيهامات. فتكون الحكاية في المقابل عبارة عن مقاطع ومشاهد، عوض إخضاع الحدث لنسق الحكاية. وهو ما أدى إلى توارد الأحداث بشكل خطي لكن بطريقة تصعيدية، أو يمكن القول إن الأفعال تولد حالات، فتكون بذلك اللحظات مشهدية. وفي هذا السياق لا بد من لفت النظر للفراغات والبياضات التي تتخلل هذه النصوص؛ لخلق اختصار قصصي وفتح أفق الدلالة على تعدد شبيه بتفاصيل اليومي أي أن الحكاية متعددة المسالك.

على سبيل الختم:

سعت هذه القصص مع هشام بن الشاوي إلى تمثل حرارة واقع مطبوع على الجلد بوعي إشكالي في صدام مع اليومي وعلاته، مع الخواء واللامعنى، مع منطق الحكاية الباردة، الشيء الذي أدى إلى تدفق حكائي، لا يعبر فقط، بل يبوح بالأسئلة الحارقة بكيفية ساخرة، بما في ذلك السخرية من الذات والكتابة... وطالما أن عدم التصالح مع الذات والعالم يولد سخرية وكتابة مركبة تنضح بالتعدد الخلاق... وليس ذاك بعزيز على قاص متعدد الاهتمام، ولي اليقين أن بن الشاوي سيغني قصصه، ويذهب بها إلى أقصاها وأقساها، لتقوله فقط كقلق مركب.

جنات العوفي 30-07-09 03:24 AM

قراءة في المجموعة القصصية "ييت لا تفتح نوافذه ..." لهشام بن الشاوي

ركاطة حميد ، خنيفرة 05-01-2008






" بيت لا تفتح نوافذه "... هي باكورة أعمال القاص المغربي هشام بن الشاوي ، صدرت- عن دار النشر سعد الورزازي بالرباط وهي من الحجم المتوسط (94 صفحة) .. الطبعة الأولى ،2007 .
صفحة الغلاف الأولى مزينة بلوحة للرسام العالمي سلفادور دالي ، و على غلافها الأخير كتب القاص والروائي التونسي إبراهيم درغوثي :


" الآن انتهيت من قراءة كل نصوص المجموعة القصصية : " بيت لا تفتح نوافذه ..." ، فشعرت بانتعاش كبير وأنا أقول لنفسي :
جميل ما يكتب هذا الرجل في هذا الزمن الرديء المسكون بالفجاجة والنفاق .
نعم يا صاحبي ، في كتاباتك كثير من الصدق مع الذات خاصة . فالآخر لا يعنينا في الأخير . المهم أن نصدق مع أنفسنا أولا وأن نصدق مع أنفسنا آخرا ثم ليكن بعدنا الطوفان .
في نصوصك هذه المكتوبة بعفوية الفنان المبدع يتجلى الخلق الحقيقي للنص الحارق الخارج عن قانون الكذب والنفاق .
نصوص تصور فجاجة الواقع كما هي دون أن تزينها حتى تكسبها جمالا زائفا ، لا تهادن الحاضر الذي تشيأ فيه البشر حتى صار أرخص من بصقة ولا تسكت عن ماضينا الذي كثيرا ما تفاخرنا به بين الأمم لتقول لنا بالصوت العالي :
" أفيقوا ، أفيقوا يا غواة " - نصف بيت للمعري – قبل أن ينساكم التاريخ إلى الأبد هذه المرة ." .


تحتوي المجموعة على اثني عشر نصا تمتد مساحتها من سنة 1996 إلى سنة 2007 ، عناوين النصوص بالعربية باستثناء نص واحد باللغة الفرنسية je suis malade .

والمبدع هشام بن الشاوي من مواليد مدينة الجديدة حاضرة دكالة وهي المنطقة التي يعشقها كثيرا وأبدع فيها أجمل نصوص مجموعته .
سوف أحاول تناول بعض نصوص المجموعة بالدراسة والتحليل لا من موقع ناقد ولكن كمبدع عاشق لهذا الفن الجميل ، بعين نافذة ومكتشفة لما تخفيه وما تزخر به من حمولات وجماليات في محاولة لفتح نوافذها المغلقة على مصراعيها رغبة في التطفل والاكتشاف .


من خلال قراءتي الأولى للمجموعة أحسست بحزن كبير ورغبة في الكلام ، لأنني كنت أبحث عن صورة المبدع بداخلها ، وكنت اعتقد أنها ستطفو لا محالة بسهولة أو لربما ستفتح نافذة من نوافذ البيت المغلق ويشرأب منها مبتسما أو ساخطا .. فخاب أملي ، فالنافذة لم تكن نافذة لبيت ، و لا لمقهى أو مخبأ سري ، بل كانت فكرة في أعماقي ترتج وتصفق بريح شتاء قارص أرغمتني على اقتحام عوالم مبدع وقاص متميز .. وقد جرت العادة أن يدخل الناس البيوت من أبوابها ، لكنني وعكس المنطق سأحاول اقتحام عوالم ابن الشاوي من نوافذ بيته المغلقة في محاولة للتسلل والتلصص على محتوياته وغرائبه .

* النافذة الأولى :

وأنا افتح النافذة الأولى داهمني حضور امرأة في نص : "خطأ تمارسنا هذه الحياة " حيث جاء على لسان البطل : " لم أكن أظن في يوم من الأيام أنني سأمتطي صهوتها .. هي ، أول امرأة أدخلها إلى حياتي .. " . من هذا المنفذ أقحمني ابن الشاوي في عوالم إبداعاته الخاصة بكل سهولة دون مراوغات أو مقدمات ، أحسست أنني أعيش معه- ومن خلال نصوصه – الحدث في روعة وصدق ، وهو يخبرني في ص 6 بقوله : " لو كانت لي حبيبة لبكيت بين يديها ، ودفنت أحزاني في صدرها .. !!" . هي أمنية صريحة وحلم دفين كان يراوده من قبل .. (كما انه ) كان يعتقد أن تغيير وضع معين والتحول إلى كائن آخر أرقى وأسمى في نظر الآخرين قد يغير موقفهم منه أو يضعونه في مرتبة مميزة كما جاء على لسان البطل في ص 7 : "كنت أتوهم ، وأنا مراهق حالم ، غارق في رومانسيتي ، أني حين أصبح شاعرا ستطاردني البنات في كل مكان ..." ، وأنا أتساءل هل ستطارده البنات أم لعنة أخرى أجمل وأروع هي الكتابة عن المرأة ورصد حالاتها النفسية وواقعها المزري وعلاقاتها العابرة بكل تفاصيلها الدقيقة : خيانة / إخلاص / حب / كراهية / انكسار / لوعة / رغبة / غيرة / تلاعب / استهتار / مشاعر ... وهي مرتكزات امتدت داخل كل متون المجموعة ففي ص 44 جاء على لسان البطلة " امرأة فوق كل الشبهات" : " كل النساء أغلقن الباب في وجهي وهن يلتهمن قوامي بنظرات نارية " ، إنها حالة رهيبة ، إحساس الأنثى الذي لا يخطئ وحنقها على مثيلاتها من النساء ، إنهن لا ينظرن إلى فاقتها واحتياجاتها ، بل إلى عواقب تواجدها في منازلهن وما سوف ينتج عنه من قلاقل داخل أسرهن ، وهو أمر منطقي إلى حد ما لكن ما افرده القاص هنا هو تصوير عميق لإحساس امرأة بالفراغ والتيه .
ولن يتوقف الأمر عند هذا الحد بل سيتطور إلى حد تعرضها للاستغلال الجنسي في أكثر من موقف. ، تقول البطلة ، ص 45: " لم أحس به إلا وهو يطوق خصري بيديه ـ وبرعشة كهربائية تسري في عروقي ...
- سيدي ، لو كنت أريد أن أفعل هذا ، لما طرقت با ب غريب ! كرامتي كامرأة لا تسمح لي ، والانتحار أهون علي من أن ... !! " .
فالمرأة رغم رغبتها المحمومة والمقموعة لن تسمح بأن تكون دوما لقمة سائغة للآخرين .. وهي مشاهد تتكرر بقوة ، بحيث يوغلنا الكاتب في أعماق نفسية أبطال نصوصه لنستشف حروقها البليغة ولوعتها و آلامها الدفينة في صمت جنائزي رهيب ، تقول البطلة في ص 43: 44- في أعماق الليل ، وأنا أتلوى في فراشي كالأفعى ... (...) كنت أخفي عنك دموعي ، أواسيك بكلمات بدأت أشك في معناها .." ، وتردف قائلة : " استقبلني العجوز بحفاوة ، ولا حظت انتصاب أسفله ، وهو يهم بأن يحضنني .. تذكرت زوجي عند رغبته في قضاء حاجته (...) بصقت في وجهه : " تفو ! كلكم كلاب " (ص 46) . وقد أثارني تقابل صور هذا المقطع وتناقضها الصارخ.. وضعية جلوس رب العمل / جلوس الزوج المقعد .. مشاعر ممزوجة بالكراهية والاتفاق والتذمر . تقابل ميزته الأساسية الرغبة الخبيثة / الرغبة في قضاء الحاجة ثم البصق بقوة ... كأننا أمام دناسة ... وقد وصل الأمر إلى حد القتل دفاعا عن الشرف عند الاغتصاب في لحظة ضعف .. بكل عنف :" لمحت حجرا بالقرب منها (...) سددته بكل ما أوتيت من قوة إلى رأسه ." . ص48
وردود الفعل العضوية تكررت في مشهد آخر بحيث نجد في الصفحة33 نص" نادية " : " بأصابع متوترة تصرخ: " هذه رسالتك ، انظر إليها .. سأمزقها أمام عينيك ولتذهب إلى الجحيم .. " .

* النافذة الثالثة :

بالمقابل صادفتنا صور مختلفة لنساء أخريات حسب ما لا مسته في ص 63 ، يتحدث عنها السارد بحنو كبير ( للا زينب ) : " أما زلت تتذكر للا زينب ؟ ومن ينسى أيام البيت البيض ؟ ! تلك أيام حلوة سرقناها حين غفل عنا الدهر .. " . هذه المرأة مختلفة ومتميزة لأنها شكلت منعطفا خاصا وتركت ذكريات جميلة في مخيلة السارد ويعقب على ذلك بقوله في ص 64 : " كان البيت (...) قبلة للمهزومين ومن قلوبهم مرض "، فالبيت محطة استشفاء وراحة من كل هموم الحياة .. ملاذ نقي ، وزاوية لتصفية القلب والعقل من كل الشوائب ..




* النافذة الثالثة :

في نص "ذائقة" نجد نموذجا للمومس استهله السارد بقوله : " أغادر قلعة صمت اللحظة المتبتلة ، وكمن يبوح بسر خطير.. لامرأة تعرفت إليها للتو ، وبدأت اقتحام عوالمها الخاصة : هذه الأغنية تذبحني .. !
تجيبني وهي تداري ضحكة خجولة :
- راها غير ديال الكويس !! " . ص 29

وسوف تتضح الصورة أكثر وبشكل فج وفاضح مميطة اللثام عن واقع قاتم داخل بيت للدعارة في مشهد رهيب بحيث يقول في ص 35 : " من خارج غرفتنا ، أسمع صوت "فاطمة " .. تساوم صديقي "ع" :
- لا يا عزيزي ، لا .. نقودك لا تكفي حتى لحلق شعر عانتي .. !! " .
أنها مشاهد من الحياة السرية للمهمشين والمهمشات التي يستعصي أحيانا سرد تفاصيلها الموجعة أو التقاطها يسر لأسباب معروفة (طابوهات ) يصعب الحديث عنها .


* النافذة الرابعة :

هي نافذة كبيرة نطل منها على الشارع العمومي، بحيث نقرأ في نص فرعي "تلصص " ما يلي : " ... تخترق المشهد امرأة ...
بملابس ديموقراطية (ضيقة جداااااا ) ..
تضمن حرية التعبير لكل مفاتنها ..
(...)
الأخت الكبرى تعض على شفتها حنقا .. تمني النفس لو كانت لها عجيزتها .....!! والأخت الصغرى(...) تندب خدها بأصابعها وأكاد اسمعها وهي تقول : ووويلي !! " . ص 28

* النافذة السادسة :

وهي نافذة من نوافذ البيت الذي لا تفتح نوافذه . ص 40 ، وقد عرت واقعا حزينا جدا لامرأة تقطر جمالا وعذوبة ، ربة بيت تحترق في صمت .. تداري رغبتها وراء نظرات"مخدرة " ومحمومة ، تبتلع حسرتها وخوفها في الأعماق رهبة من زوج ملتحٍ عجوز لا يهمه من حياته سوى عمله الأخروي ، وتوق زوجته إلى الانعتاق واحتضان حبيب يفور قوة وشبابا ورعونة ورجولة كاملة ، إنها النافذة التي شكلت عتبة كبيرة لكل النصوص وفضحت أسرارا خطيرة يتوارى من خلف ستائرها ما لا يصدق .. " أرفع بصري إلى نافذة فوق المطبخ المقابل لسطح بيتنا ، تصطدم عيني بزوجة جارنا الملتحي الصارخ جسدها فتنة وأنوثة ، تحاصرني بنظرات مخدرة دهشة واشتهاء ... تختفي .. توارب النافذة .. يلوح منديلها الوردي فاضحا كل شيء . " .


* النافذة السابعة :

لقد تفاجات وأنا أفتح هذه النافذة عنوة من أجل التعرف على صور نساء أخريات طبعوا مخيلتي بكثير من الغرائب و المواقف فوجدت امرأة متميزة وفريدة "الأم " التي يقول عنها بكل أدب واحترام وصدق .. أتأمل وجه أمي المشرق براءة ورقة ، دون أن أجرؤ على النظر إلى تفاصيل جسدها .. يتناحر في داخلي لف سؤال وسؤال .. في حجم الدهشة وبطعم الألم ! " .


* النافذة الثامنة :

في نص "الضحايا" تطالعك صورة بشعة لامرأة خائنة مستهترة لا يهمها من الحياة سوى اللذة والمتعة ، امرأة بلا مبادئ ولا أخلاق أو خطوط حمراء ، تلتهم كل شيء يثير رغبتها ، امرأة أنانية حد الهوس والجنون ، ففي الصفحة 77- 78 جاء على لسان احد الشخوص (جمال) قوله :" ... في تلك الليلة الشتوية تسللت إلى فراشي ... قالت لي : إنها تخاف من قصف الرعد وتحتاج إلى رجل كي تحس بالأمان ... وصارت تتسلل (...) في كل الليالي التي يغيب فيها أبي عن البيت (...) ثم تعود إلى غرفة نومها ... بعد أقل من ساعة (...) كانت تصر على أن أعتليها وهي منبطحة على بطنها ..." .


* مميزات الكتابة القصصية عند هشام بن الشاوي:

يمكن تلخيص مميزات الكتابة القصصية عند المبدع هشام بن الشاوي في بعض المحاور اعتبرها رئيسية ، فهي :
1- تتمرد على كل بناء تقليدي "مناسباتي" لتومض بسرعة وروعة.
2- بعض النصوص ذات تركيبة خاصة ولها تشكيل أقرب ما يكون إلى القصيدة الشعرية كما هو الحال في النصوص التالية :
* خربشات على جدار البوح ". ص-31
* وشاية بأصدقائي .ص 49

3- حضور شذرات من الزجل في " نصوص ليست للنشر" 'نص ذائقة ) ص 29
4- تواجد نصوص مرافقة في :
* خطا تمارسنا هذه الحياة ص 5
* je suis malade ص 61

5- إهداء في بيت لا تفتح نوافذه ص37
6- أغلب النصوص مذيلة بتواريخ كتابتها باستثناء :
- خربشات على جدار البوح ص 31
- الضحايا ص 75
* تعدد الضمائر ...
7- أغلب شخوص المجموعة من الهامش .. كما تمتاز بالدقة والعفوية وسلاسة الأسلوب بحيث أن أغلب النصوص كتبت بأنفاس متعددة وشخوص ذات أمزجة متقلبة ... تدهشك بجرأتها في التعبير عن الكثير من المواقف الخاصة بالحياة .. وهي نصوص لا تخلو من جمالية لغوية وتحمل رسائل متعددة من هوامش متذمر أصحابها ...
- أغلب النصوص ذات نكهة ساخرة من كل كل الأمراض المتفشية في المجتمع ، فاضحة كل أساليب الاستغلال الجنسي للنساء بالمعامل والحي والشارع وحتى داخل الأماكن الأكثر انغلاقا ... وفي نفس الوقت الحرمان من ككل شيء لنساء مقنعات بأقنعة شفافة ، كما تفضح بجرأة نادرة وشجاعة المواقف الجبانة من الخداع والمكر والتحايل ... كما هو الأمر في نصوص ليست للنشر ص 28 " تصفعني قائلة .... أنا أحبك ... قبل أن ترتمي في حضن صديقي " .
" ترمي بالجهاز لاعنة كل الرجال .. تذكرت أني كنت مكان ذلك السطل أكثر من مرة حين حين تتأخر في الرد على مكالمتي " ص 36 خربشات على جدار البوح
أنها سخرية ممزوجة بهذيان ، وهو هذيان مشروع رافض لواقع مرير وصل إلى حد رفض التساؤل عن الحزن المتقوقع بداخله ، بل وصل الأمر إلى حد محاكمة النفس و تأنيبها ووضعها في ميزان العقل ليخلص الأمر أنه مجرد ضحية من ضحايا مؤازراته . وهنا أفتح قوسا صغيرا لأقول أن المبدع ربما يفتعل كل شيء على الورق يخط مؤامراته حالات شخوصه يتوارى وراءها في كثير من الحيان يعبر من خلالها عن الكثير من المواقف ، لكنه يظل في النهاية مبدعا يمزج في كتاباته الواقع بالخيال / الحقيقة بالهلوسات والسخرية ، يمتح من كل شيء رغبة في النصح أو السخط .. للتعبير عن مواقفه من الحياة .
نصوص المجموعة تفوح منها حرقة كبيرة والتهابا خطيرا ..
8- شذرات من الكتابة المسرحية .نص أوراق مهربة نموذجا
وانت تقرأ مقدمة النص ص 15 تجده مؤثثا بشكل لا يخلو من شعرية وجمالية وحبكة مسرحية دقيقة ..
" ينطلق صوت أنثوي دافئ محفوف بموسيقى ناعمة ، أيها الحضور ! رجاء لا تنزعجوا ولا تهتموا بمتابعة هذا الفصل المسرحي اليتيم " ، فصوت الراوي علا ولا صوت آخر يعلو عليه فاتحا البا ب على مصراعيه لتقديم فصل من فصول حكاية غير مكتملة ، بتشويق فريد . وهذا التداخل على مستوى الأساليب والتنوع في الأنماط التعبيرية يبرز مدى قدرته (الكاتب) على تصوير الوقائع وتجنيس مختلف الأنماط السردية وجعلها يسيرة ومفهومة خدمة لقارئ مفترض .
9- لغة أنيقة وانفعالات قوية وعميقة الدلالات .
بعين راصدة لكل شيء يتحرك ، يقتنص المبدع اللحظات بعنف ـ وبمشاعر فياضة وانفعال قوي يفضح المستور..
- بيت لا تفتح نوافذه ص 42
- أسعدت حونا أيها القلب ص 9
وهي نصوص مؤثثة بحنق كبير على مشاهد الحياة اليومية " اصفق الباب خلفي في عنف ، ولأول مرة لا ارفع عيني إلى نوافذ لا تفتح " ص42
"ادس بركاني الخامد تحت ثيابي مثل مهرب وجيش أنوثة فوارة تسيح على الإسفلت "ص 9
لم اكن اكره جارتنا لذاتها لكني امقت ان تنتقل من فراش إلى آخر (ص 7)
"احتقر ذلك الحيوان القابع بداخلي الذي يحاول مرارا التمرد على سلطة الأنا الأعلى " ص8
" تمددت على سريري لأنام وقد انشطر قلبي إلى قطعتين تبكيان امرأتين " ص 8 .

إنها أحاسيس وانفعالات قوية ممزوجة بحيرة وارتباك ، لكنها صادقة وجريئة تجاوزت البوح الخافت والنجوى الخفية إلى صراخ مرير وسخط عارم .
في نصوص ليست للنشر ص 27 يقول على لسان احد شخوصه : " لا أريد أن أكون أخا لكل نساء العالم .. تكفيني امرأة واحدة لترمم خرائبي الجوانية " ، كل هذا الهذيان الحارق والمحموم يعطينا صورة عن نصوص متميزة يبرز من خلالها مفاتن كتابة متفردة ملتصقة بقضايا الإنسان النفسية والخاصة والحميمية جدا .كما نصادف شذرات لهذا التفرد في أكثر من فقرة ونص ولعل أقواها تعبيرا في نظري نص بكاء على الأطلال ص 62 حيث يقول : "من ينتشلني من ضريح الذكريات ؟ كيف السبيل إلى خلاص الروح ؟ متى تحين لحظة التنوير ؟ من يكتب نهاية سعيدة لقصة حياتي ؟!" .
إنها لواعج يهتز لها كيان القارئ المتبصر وترغمه على البحث والنبش والاستقصاء في باقي نصوص المجموعة ، سواء بين الفراغات أو في الهوامش وعلامات الترقيم اللعينة ..
استطاعت اللغة الأنيقة والمتميزة تصوير حرقة كل المهمشين من دون استثناء ، وهو يرسم تعاسة بطله يقول هشام بن الشاوي في فقرة من فالنص المعنون ب "فيلسوف صغير ولكن " ص 69بضمير المتكلم ... " باندفاع جنوني انغمست في بؤرة التعساء والفاشلين (...) وكل ليلة نشرب حتى الثمالة ... أيمكن أن يكون سكرا صالحا ؟ " .
إنه وضع له رواسبه وأسبابه ودوافعه ..ففي عالم التعساء لا يحس المرء بالقوة إلا إذا كان في حالة غير عادية ، فرارا من الدونية والتهميش المسلط عليه بالقوة نحو عالم الهذيان الجميل ، فالبطل " افرغ في جوفه الكأس الثانية وقال بصوت جهوري " الآن فقط أحس أني لأقوى من الزمان والمكان... ما أروع الهذيان ... إن الحقيقة لا تخرج إلا من أفواه الأطفال والحمقى ... والسكارى " ص 70
عموما لا يخلو نص من صورة امرأة مهمشة أو بطل مهمش وحزين والمرأة خاصة تشكل حجر الزاوية في كل بناء قصصي داخل هذه المجموعة .
فهي – النصوص – تحملك إلى عوالم تعج بالمتناقضات الايجابية منها والسلبية ، الخفية والظاهرة في أسلوب سردي شيق ومغر وبلغة سلسة وشفافة وعفوية دون أي تكلف . من مميزاتها سرعة الاختراق الوامض بحيث تجعلك تتابع بانسياب دون ملل الأحداث كأنك جالس على كرسي في مقهى / في شرفة منزل / طابور طويل / داخل حافلة / سطح بيت ، وهي أماكن وفضاءات شكلت اغلب وجعلتها مركبة بشكل سينمائي ... داخل إطارات التقاط متعددة / من الأعلى نحو الأسفل / من الجانب الأيمن إلى الأيسر / داخل إطار كبير أو صغير .
وفي ختام هذه القراءة أفضل أن أترك النافذة الأخيرة مفتوحة على احتمالات أخرى في انتظار امرأة قد تشرئب بعنقها مطلة ذات يوم على نغمات هذا المقطع الجميل ص 29 للفنان الشعبي المغربي الداودي ..
" ايلا ما بغاتني
دارت غيري ونساتني
راني مازال صابر على هبالها
الناس يقولو مالها
ديما في البل وتبقى في البال "
(نصوص ليست للنشر)



الساعة الآن 05:43 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية