منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   الارشيف (https://www.liilas.com/vb3/f183/)
-   -   فوق خضوع الحب للكاتبة أغاني الشتاء (https://www.liilas.com/vb3/t114851.html)

dali2000 12-07-09 03:41 PM

فوق خضوع الحب للكاتبة أغاني الشتاء
 
بسم الله الرحمن الرحيم

فوق خضوع الحب للكاتبة أغاني الشتاء

بقلم الكاتبة

روايتي هذه تتكلم...

°°عـــن حيـاتــــهـن°°الماضي و عذابه
الحاضر و قساوة أيامه
المستقبل و غموضه

°°عـــن شخصيــاتهـن°°
المعقده
المسيطره
المحمله بذكريات لن تتخلص منها

°°عـــن قلـــوبـهـن°°
المهجوره
الموحشه
الرافضه لأي دفء..أو زائر

°°عـــن مـلامحـهـن°°
نظرات شامخه رغم الإنكسار
أصوات مشحونه بالألــم
تعابير أجادوا دفنها حتى..انعدمت

°°عـــن حـبـــهـن°°
و لكنه الجانب المظلم من الحب؟؟
هنا//لن تروا..الحنان..الشوق..التضحيه..الطيبه..
هنا تجدون//..الظلم..القسوه..العذاب..الاستغلال..القهر
هنا ////حب بدون صوت...او طعم...او لون
//..حب شبيه بالعداء..//


أبـطـــالي لهم من السيئات أكثـر من الحسنـات
لـهـم مــن الـعـيـوب أكـثـر مـن الـمـزايــا

...من الظالم؟؟ و من المظلوم؟؟
..أين الخطــأ؟؟ و أين الصح؟؟
..كـيـــف العـدل؟؟؟

!!أنتــم مـن ســوف يـقــرر!!


••
••
••

|n|•?محبتكم بالله=أغاني الشتاء•?•|n|

dali2000 12-07-09 03:45 PM

`•?.¸
`•?.¸ )
¸.•´
×´¨) ?(¨`×
¸.•´¸?.•´¨) (¨`•.¸`•.¸
(?¸.•´ ( *?فــووق خـضـــوع الــحـــب? * )? `•.¸)
¸.•´¸?.•´¨) (¨`•.¸`•.¸
×´¨) (¨`×
¸.?•´ ?
( ?`•.¸
`•?.¸ )



(¨`× حين يستحيل الحب سكيناً نتبادل به الطعنات×´¨)


أرواح،،،بلا روح
الدروب لها ضيقه،،ملتويه،،مهلكه
وسط عاصفه من الجفاء
و مشاعر ملبده بالغيوم،،،،،لا مكان للصفاء فيها

كل شيء فيها يتوشحه الجمود،،القهر،،الصمت
كل شيء يدل على أن الحياة،،،توقفت
فمات من حولها كل الوجود



أرواح،،،يتنفسـون ولا يشعـرون
يــرون ولا يتـكـلمـون
لــم يبـق بهـم سـوى جســد
و هشيم ماضي أليم يـقـتلهم آلآف المرات،،،وحطام الحاضر
تسير وخطوات المقابر ترتسم أمام عينيها كل حين
فتحصي عدد الأيام لتشهد رحيل العمر



أرواح،،وحيـــده!! بـاااارده!! شـاااارده!! حـاااائره !!
بداخـلها حـزن لا يستقـر،،ومـوج لا يهـدأ
وسفــن لا تصـــل،،ومـعـانـاة لا تنتــهي
ومـأســاة تـتـكــرر كــالنبــض فــي القـلــب
وســؤال ليـس لــه اجــابـة،،ودرب شـــوك ليـس لــه نـهـايــة
وحكاية رعب ليست لها خاتمة
وعمـر بـلا أيـام،،وأيـام بلا لحظات،،ولحظات بلا تفاصيل



بعـد عمــر كهــذا!! مـــاذا يـتـبـقـــى؟؟؟
الذكـريـــات..؟؟
الألــــــــــم..؟؟
رواسـب إنســـان..؟؟

وبأي الكلمات!!توصف الحياة؟؟؟
با متزاج الحزن بالدم..؟؟
أوطعم البكاء الجاف..؟؟
أولون الضياع..؟؟



أرواح كهــذه!! كيــف سيكــون الحــب فـــي عالـمهــا؟؟

كيـف سيدخـل أرواح مملـوءه بالألـم ؟؟ و ليـس لنسائـم الهـواء فيهـا مكـان؟؟

أرواح مظلمـه لا يوجـد فيهـا بصيـص نــور....ينيـــر طريقــك؟؟؟

أرواح علـــى فــراش المــوت.....لا دواء ينـجيـــها؟؟؟


هنا صراعُ بين تلك الأرواح وبين الحب؟؟؟
فإلى متى سيدوم هذا الصراع؟؟
و إلى أين سوف يؤدي؟؟

dali2000 12-07-09 03:46 PM

.•.°.•?•n|مــــا قـبـــل الـبـــدايـــه|n•?.•.°.•.

ْْْْْ::&**الظلام لا يبدأ في المساء؟؟ بل يبدأ في القلب**&::




كانت على سجادتها...تصلي العصر...

نوره بهمس خافت= السلام عليكم و رحمة الله..السلام عليكم و رحمة الله

جلست على سجادتها بتعب بعد ترتيب البيت...و عيونها تدور على المكان...

بيتهم...اللي ما تعرف من الدنيا غيره...عاشت فيه كل سنواتها العشرين الماضيه مع أمها و أبوها اللي مالها في هالدنيا غيرهم...و اللي جابوها على كبر..الله ما كتب لهم ذريه...
لكن بعد خمس و عشرين سنه...جت هي مثل المعجزه...

دائما كانت تتمنى لو كان لها خوال و أعمام...سند لها و لأهلها...لكن أبوها توفوا أهله قبل حتى تعرفهم...و أمها كانت يتيمه...
هزت راسها بأسى تطرد هالأحلام و الأفكار اللي مالها فايده...و قامت تشوف أمها...

دخلت غرفتها...قربت من فراش أمها تراقب ملامحها الواهنه...من الزمن...و المرض...
و التفتت على فراش أبوها المطوي عند الجدار من عشرة أيام...و رجعت تفكر فيه...
طالت غيبته..مو جديد سفراته الدائمه عشان شغله..لكن هالمره زادت عن الأسبوع المعتاد...و بدت تقلق عليه...و تخاف من غيابه...

وقفت مره ثانيه...و هي تتذكر الثياب اللي خيطتها لأم سالم..قررت تروح توصلهن لها اللحين...و تأخذ فلوسها...
يمكن أبوها يتأخر أكثر من كذا...و هي محتاجه للفلوس...

طلعت من الغرفة بهدؤ...عشان ما تصحى أمها لين ترجع...و راحت تلبس عبايتها...و طلعت من البيت...

و في طريقها سرحت بأفكارها...و بحالها...لين وصلت لبيت أم سالم...سلمتها الثياب و أخذت فلوسها و رجعت للبيت...و هالمره كل تفكيرها انحصر في أبوها و غيبته...

وقفت عند باب البيت...كانت بتدخل...لكن سمعت صوت رجل من وراها...

الرجل= السلام عليكم
نوره= و عليكم السلام و رحمة الله
الرجل= هذا بيت عبدالعزيز صالح الــ...
نوره= نعم أخوي بغيت شي؟
الرجل يطالعها بتساؤل= أنتي نوره؟
نوره بإستغراب= ايه..مين أنت؟ وش تبي؟
الرجل= أنا علي..من طرف أبوك
نوره تشهق= أبوي فيه شي؟!

ما رد عليها...لكنه مد لها ورقه...اخذتها بتوتر..و ترقب..
فتحتها و حاولت تقرأ اللي فيها من وراء غطاها...

لكنها كانت صدمه أكبر من إستيعابها...
و رجعت عيونها تتبع كل حرف مره ثانيه...يمكن تلقى خطأ باللي قرته...لكن لفت انتباهها التاريخ...التاريخ اللي انكتبت فيه هالورقه...من سنه!!!!

نوره بصوت مرتجف= كيف زوجي؟ و من سنه! أبوي ما قال لي شي؟!
علي= خلينا ندخل البيت و أنا اقولك كل شي

شهقت نوره بخوف...كيف تدخل هالغريب بيتها...صح زوجها...لا...مو زوجها...يمكن يكذب...يمكن هالورقه مزوره...

تركته...و راحت تركض لجارهم أبومحمد...طقت الباب بكل قوه لين فتح لها...
و بخوف قالت له عن كل شي...و عطته الورقه...و دخلت و تركته يتفاهم مع هالغريب...

و من بعد هاللحظه...تغيرت حياتها...
مو بس تغيرت...انقلبت فوق تحت...

مات أبوها...عرفت إنه مات من أسبوع...و تركها بوصاية هالغريب...زوجها؟؟؟

كان تعبان من سنه...سفراته ما كانت شغل بس...كانت شغل و علاج...لكن تعبه زاد...و حياته صارت مهدده...
عشان كذا فكر يتطمن عليها...على الشي الوحيد اللي بيتركه وحيد بهالدنيا...و زوجها له...

و عاشت مع هالغريب...اللي صار مسئول عنها...و يصرف عليهم...
يقول و هي تنفذ...يمشي و هي تمشي وراه...

و بعد وفاة أمها...حست إنها ما بقى لها في هالدنيا غيره...
وهو بعد ما بقى له في الدنيا غيره...
كان يتيم...و ما عنده أي أقارب مثلها...و يكبرها بثلاثين سنه...

••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

عاشت معه...أيام...و شهور...لكن الأمان اللي كان يبي أبوها تحس فيه...ما قدرت تعيشه...
لأنها كانت تشوف زوجها يكبر قبلها...و كل ما يطلع من البيت...تفكر لو في يوم صار له شي و ما رجع؟؟
كيف بتعيش؟؟
حتى هو كانت تشوف في عيونه خوفه عليها لو صار له شي...
تمنى يجيب منها ولد...يحميها بعده...

لكن أول فرحتهم...كانت بنت...

بعدها...بنت...

بعدها...بنت...

و لا جاء له الولد اللي تمناه...و زاد عليه الحمل...

ما صار خايف يتركها لحالها في الدنيا...اللحين صار خوفه أكبر...
عليها...و على بناتها...وهو يشوفهم كيف معتمدين عليه بكل صغيره و كبيره...

••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

و مرت السنين...و كبروا بناته...وهو كبر أكثر و أكثر...

و مثل ما سوى أبوها...سوى زوجها...
و زوجهم عشان يتطمن عليهم...لأنه حس إنه ما بقى له في هالدنيا كثر ما عاش...
كان يظن إنه زوجهم أحسن الرجال...لكنهم ما كانوا كذا...

توفى وهو مو عارف هالشي...لأن و لا وحده من بناته كانت تشتكي له...مهما كانت تشوف من زوجها...عودهم على السكوت...و سكتوا عن حقهم حتى مع رجالهم...
ما أحد عرف بهمومهم...و أحزانهم...و عذابهم...غيرها..

••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

كانت تظن إنها بتلحق زوجها بعد أيام..أو شهور..لكن عمرها طال سنين..

شهدت كل لحظه من عذاب بناتها..و ودعتهم..وحده و رى الثانيه..

رحلوا عن هالدنيا...و كل وحده تركت لها...حفيده...

ثلاث حفيدات...وارثات اليتم و الهم عن أمهاتهم...
اللي هي بنفسها ورثت لهم هاليتم و الهم...

لكن حفيداتها...غير بناتها...

ما يشبهون أمهاتم بأي شي...

لأنها ربت فيهم...القوه...البرود...السيطره على النفس...موت المشاعر...

••-------•?••?•{n}•?••?•--------••
يعيش الحب ..؟ شي عادي !
يموت الحب ..؟ وش يعني !؟
مادام قلوبنا ماتت مشاعرها وهي حيه !

dali2000 12-07-09 03:48 PM

.•.°.•?•n|الــبــــــارت الأولـــــــ |n•?.•.°.•.



لبست عبايتها و طلعت من البيت...هالوقت تروح عند جاراتها اللي يجتمعون كل صبح و بعدها ترجع للبيت لين الظهر...و تجيها جارتها أم حامد و تتغدى معها لأن زوجها هالوقت يكون في الشغل...بعدها تجلس في البيت لحالها لحد ما ترسل لها أم حامد العشاء...تتعشى و تنام...
كذا كانت تمر أيام الأسبوع...لين يجي الأربعاء...و يجونها حفيداتها الثلاث...
يجلسون معها عطلة نهاية الأسبوع...





جهزت الفطور من بدري...و جلست في الصاله تنتظرهم...شافت زوجها ينزل من الدرج...

أبو أحمد= صباح الخير
أم أحمد= صباح النور
أبو أحمد يتلفت= وينهم البنات؟
أم أحمد= يجهزون نفسهم
أبوأحمد= و أحمد صحى؟
أم أحمد= ايه صحيته..يرتب دروسه و يجي
أبوأحمد= توه يرتبها! هذا اللي فالح فيه طول وقته مقابل هالبلاستيشن و اللحين درى عن دروسه
أم أحمد تغير السالفه= وش أخبار الشغل؟
أبوأحمد= يعني..العقار راكد هاليومين لا أحد يشري و لا يبيع
أم أحمد= الله يرزقنا
أبوأحمد= اتصلي على البنات اعزميهم على العشاء اليوم..أنا يمكن ما أرجع إلا العصر
أم أحمد بإستغراب= ليه اليوم؟ خلها الخميس احسن
أبو أحمد= لا خلي رحيل تشوف عماتها..من متى ما شافتهم..كل خميس إذا اجتمعنا هي تروح لجدتها
أم أحمد تتنهد بملل= وش دعوه هي مهتمه؟ اللي ما عمرها رفعت على وحده التليفون و سألت عنها! و تتهرب إذا طلبوا يكلمونها..إن كان حنا بالغصب تكلمنها و ترد علينا..تبيها تهتم لعماتها؟
أبوأحمد= ولو لازم تشوفهم و البنات كل يوم يسألون عنها..و أنتم حاولوا تسولفون معها و تكلمونها ما يصير تجلس ساكته كل هالوقت و بس في غرفتها
أم أحمد بضيق= مو كذا احسن؟ هي إذا أحد كلمها فهمت غلط..أو عصبت بدون سبب..أنا أبي اعرف هالبنت ليه تكرهنا كذا؟

ارتاحت يوم انقطع كلامهم بدخول أحمد...وهو يسحب شنطته...و النعاس مالي عيونه...

أحمد يجلس=صباح الخير
أم أحمد= صباح النور يمه
أبو أحمد بعصبيه= صحصح هذا وجه واحد بيروح المدرسه؟
••
••
••
في وحده من الغرف...جلست بدور تجهز أغراضها بعد ما خلصت لبسها...
انفتح الباب و شافت اختها مها تدخل...

مها بإستنكار= وااو وش هالأغراض؟ لوحات و مجسمات؟!
بدور تتنهد بتعب= الله يعين..مو قلتلك اليوم عندي درس نموذجي و بتحضر لي المديره و الموجهه و المدرسات
مها= أنتي لا تحطين بالك لهم و انسي إنهم موجودين و لا راح تتوترين..لكن لو راقبتيهم كل شوي ماراح يبقى في راسك أي شي من الكلام اللي حفظتيه
بدور= يارب تستر..وش كنتي تبين؟
مها= ايه صح..كنت أبي آخذ شنطتك البيج
بدور= شوفيها في الدولاب

راحت تأخذها...و سمعوا صوت هناء من برى و هي تنادي...

هناء تدخل= مهااااااا
مها= يالله صباح خير وش عندك؟
هناء تبتسم= عندي خبر حلووو
مها= وشو؟
هناء تطالعها بقهر= وش عندك كاشخه؟
مها= عندنا يوم مفتوح
هناء= والله حركات الجامعه! حسره علينا يا هالثانويه حصه ورى حصه..و إن تكرموا بيوم مفتوح خلوه حصه وحده بعد الفسحه
مها= اخلصي..وش الخبر الحلو؟
هناء تطالعها بمكر= امم أبوي بيعزم عماتي اليوم
ماجده بحماس= والله!
بدور= غريبه! لكن اليوم الثلاثاء
هناء= ايه يبي رحيل تجلس معنا

انخفض حماس مها...و التفتت تطالع بدور اللي كشرت مثلها...

راحت مها لغرفتها...تأخذ أغراضها عشان تنزل تفطر...و تروح لجامعتها...و هي في الممر طالعت آخر غرفه فيه...غرفتها...(متأكده إنها صاحيه..بس أكيد تنتظرنا نروح عشان تطلع.. مع إننا دائما كنا نحاول نعاملها كأنها اختنا بس هي تكرهنا..احس فيها حقد مو طبيعي على الكل..مادري مين تحب في هالدنيا..أشك إن كانت تحب نفسها)

دخلت غرفتها...و ابتسمت و هي متحمسه لجية عماتها...و بالأخص عمتها أم سعود...و أكيد هو اللي بيجيبهم...ماراح يخرب هالجمعه إلا وجود رحيل بينهم...بنظراتها المتكبره...و كلامها الجارح...

و اللي يقهرها...إنه مع كل هذا...عماتها يحاولون يتقربون منها...حتى بنت عمها وداد دائما تسأل...مع إنه واضح إنها ما تبيهم...

••
••
••
نزلوا كلهم يفطرون قبل تروح كل وحده لدراستها...مها و بدور كل وحده مع نقلها الخاص..و أخوها راح مع أبوها لأن مدرسته الإبتدائيه كانت بعيده...هناء الوحيده اللي كانت مدرستها الثانويه قريبه...في الشارع اللي ورى بيتهم...

طلعت عند الباب تنتظر بنت جيرانهم تطلع عشان يروحون مع بعض كالعاده...و أول ما شافتها راحت معها...

هناء= وينك؟ تأخرنا!
مي= أنتي احمدي ربك اللي رضيت اروح معك
هناء بإستغراب= ليه؟ وش سويت أنا؟
مي= ليه أمس ادق عليك بأجي عندكم ألقاك نايمه؟ أحد ينام لين المغرب؟!
هناء تضحك= كل هذا حب فيني!
مي= لا من زينك اللحين بأقابل وجهك لين أمل..بس كنت أبي اشوفها..حرام عليك لي أسبوع ما شفتها
هناء= و الله إنك مو صاحيه! على فكره صرت اشك فيك..أنتي وش تبين فيها؟
مي تتنهد= يا أختي حلوووه..لا استغفر الله مو حلوه إلا فتنه..يا ربي أول مره اشوف وحده كذا..كل شي فيها أحلى من الثاني..على فكره بنت عمك هاذي معجزه
هناء تضحك= قولي ما شاء الله حرام عليك..لا تنظلينها!
مي= والله بس اسولف لبنات خالتي عنها و نفسهم يشوفونها..حتى و هي ساكته و بس مكشره تجنن..كيف لو ضحكت..تصدقين ما عمري شفتها تضحك
هناء= لأنها ما عمرها ضحكت..ارتاحي يعني ما فاتك المشهد
مي= ياليت عندي أخو كان زوجتها له عشان اشوفها كل يوم
هناء= حمد الله و الشكر
مي بقهر= يعني بذمتك مو جمالها خارق؟ مو كل شي فيها كامل؟ هذا و هي ما تهتم بنفسها و لا تحط ميك أب و لا تلبس..الله يستر لو في يوم فكرت تكشخ..أكيد بأموت
هناء= وش فايدة هالجمال و هي حالتها كذا؟!
مي= صح هي ليه كذا يا عمري عليها؟ تحسينها تبعد عن الناس و تكره الكل؟ لا يكون معذبينها؟؟
هناء تضحك= وش يفكنا منك عاد
مي= لا جد وش فيها؟
هناء= كم مره قلت لك..من يوم كنت صغيره و أنا اذكرها كذا ما تحبنا و لا تطيقنا..مع إن معاملتنا معها عاديه..و مهما تضايقنا ما نرد عليها
مي= يمكن تبي تسكن عند جدتها؟
هناء= هي تتمنى هالشي بس أبوي رافض..تعرفين بنت اخوه و يبي هو يدير باله عليها

••
••
••
في النقل...فكرت مها في العزيمه اللي بتصير اليوم...و دقت على وداد...و ابتسمت يوم عرفت إنها في السياره مع سعود...يوصلها للجامعه...

مها= وش أخبار عمتي و رنيم؟
وداد= تمام و أنتم وش أخباركم؟
مها= الحمدلله..تدرين إنكم معزومين عندنا اليوم؟
وداد= والله! ما أحد قال لي!
مها= ما أحد يدري للحين بس أنا حبيت اعطيك خبر..و أصبح عليك
وداد تبتسم= أخبارك حلوه..اشوفك اليوم إن شاء الله

سكرت وداد و التفتت على أخوها...

سعود= هاذي مها؟
وداد= ايه..تقول إننا معزومين عندهم اليوم
سعود= اليوم عاد! غريب ليه ما خلوها الخميس؟
وداد تتذكر= صح بكره دوام...بس حلو يعني بنشوف رحيل من زمان ما شفتها
سعود= ليه الأسبوع اللي راح كانوا عندنا؟
وداد= إيه بس ما كانت معهم..كل خميس تروح عند جدتها عشان تشوف بنات خالتها.......سعود أنت تتذكرها؟
سعود= مين؟
وداد= رحيل
سعود بإستغراب= ليه هالسؤال؟
وداد= مادري..بس أنا ما اتذكرها و هي صغيره..و أبي اعرف لو كانت من يوم هي صغيره كذا
سعود= كيف كذا؟
وداد= تحسها تبي الكل يكرهها..تجرح بالكلام..و تطالعنا بحقد..و ما تحب تجلس معنا و تعصب من كل شي
سعود يبتسم بأسى= للحين مثل ما كانت
وداد= يعني من زمان هي كذا؟
سعود= ايه
وداد= تتوقع إنها تكرهنا؟ أو بسبب وفاة أهلها و يتمها هي كذا؟
سعود يتذكر= لا بالعكس أذكرها أول ما سكنت عند خالي كانت دائما مبتسمه و هاديه و تلعب مع الكل..بس فجأه تغيرت و صارت تكره الكل و تصيح و تصرخ بدون سبب...حتى أذكر خالي خلاها أيام كثيره عند جدتها..و يوم رجعت كانت اهدأ بس الكره اللي في عيونها كان كبير

سكت وهو يتذكر للحين نظرتها..صعب هالكره تشيله بنت في عمرها الصغير ذاك..

••
••
••

في نقل بدور كان شاغلها نفس الموضوع...رحيل و عماتها...تذكرت سالفة أخو زوج عمتها أم فهد...و اللي قد لمحت لها إنه يبي يتزوج...كانت تحس إن عمتها تاخذ رأيها فيه...بس اللحين خافت إذا شافت رحيل تغير رأيها...و تختارها هي له...

تنهدت بقهر و هي تذكر خال جيرانهم اللي أهله كانوا ناوين يخطبونها له...لكن خواته بعد ما شافوا رحيل غيروا رأيهم...و سكتوا و ما قالوا أي شي...و بعد أسبوع رجعوا يخطبون رحيل...(بأعنس بسبتها! و هي مو ناويه توافق على أحد و تذلف عننا..مين بيشوفني و هي قدامهم أصغر و أحلى!!)

••
••
••
في غرفتها...فتحت عيونها بنظره كئيبه...رمشت أكثر من مره بأهدابها الكثيفه و الطويله...(للحين عايشه!! سمعت كثير عن اللي ناموا..و لا صحوا أبدا..ليه ما أكون وحده منهم؟)

جلست في سريرها...يغطي أكتافها و نص ظهرها...شعرها الأسود الحالك بخصلاته الكثيفه و الناعمه...و اللي يتناقض مع بياض بشرتها الصافيه...و يخليها مثل لوحه تجمع نور الصبح مع سواد الليل..

رفعت الغطاء عنها...و نزلت من السرير...تبدأ يومها مثل ما تنهيه...بإحباط و ضيقه و ملل...

{{رحيـل% روح لاتعرف الحب*الفرح*الإحساس*الرحمه}}









صحت أم سعد على الصراخ و الإزعاج المعتاد هالوقت و هي تتأفف...من يوم أجر زوجها الدور الثاني للبيت لها سنه...ما تعرف النوم و الراحه...دائما تصر عليه يدور مؤجرين غيرهم عشان ترتاح من جيرتهم و غثاهم...لكنه يرفض لأن أبومشعل صديقه...و ما يقدر يطلعه من البيت مهما صار...لكن هي مو متحمله هالناس...مثل ما أكثر الجيران مو متحملينهم...

••
••
••
في الدور الثاني...كانت الدنيا كعادتها كل صبح إذا صحوا لمدارسهم...البيت كله في حالة فوضى...اللي يدخل الغرفه و اللي يطلع...و اللي يصرخ وهو يدور أغراضه...و اللي يتهاوشون...و أمهم مو عارفه وش تسوي...مين تسكت...و وين تروح...

دخلت للغرفه تقول لأبوهم إن الفطور جاهز...لكنه أول ما شافها...رمى الوساده في وجهها بعصبيه...وهو يقوم من سريره...

أبومشعل= الواحد ما يعرف ينام في هالبيت من هالقرود عيالك..الله ياخذكم و يفكني منكم

طلع وهو يصرخ عليهم...و يضرب اللي يشوفه قدامه منهم...مو مهم وش سوى...أو ليه...المهم يضرب و بس...
كان دائما كذا أول ما يصحى من نومه...عصبي...و مو رايق لشي...

••
••
••

دخلت قمر لغرفتها هي و خواتها تركض و سكرت الباب وراها...التفتت لها شهد اللي كانت فارشه غطاء على الأرض عشان تكوي مريولها...

شهد تطالعها و تضحك= جاك شي من أبوي؟
قمر= لا سليمه اليوم...كل الضرب جاء في بدر(تضحك)مسكين مع إنه توه صاحي و ما يدري وش السالفه
شهد تضحك= احسن عشان ما يحس بالوجع
قمر= كلنا ما صار يأثر فينا الضرب..تعودت جلودنا على قولة رجوى
شهد= والله هالبنت مرتاحه..تصحى و تروح للمدرسه قبل يقوم شرشبيل
قمر= ايه بس تمشي ساعه للمدرسه..ما توصل إلا و هي متكسره
شهد= ما ظنيت..رجوى ما تتعب من شي أبدا و لا يهدها شي..ما تشوفينها كل خميس تمشي ساعتين و نص عشان تروح لبيت جدتها و تقطع كل هالشوارع و الحواري بدون خوف..إلا قولي وش اسوي أنا السنه الجايه إذا رحت للثانوي..و صرت اروح لحالي والله أخاف امشي لحالي بدري قبل الناس يا رب رجوى ما تنجح هالسنه عشان ما تخلص الثانويه و تتركني
قمر تضحك= الحمدلله أنا توي أولى و المتوسطه هاذي هي عند خشمي
شهد= شكلي بأعيد هالسنه واللي بعدها لين تصيرين تروحين معي

دخلت عليهم بسمه و هي تمسح دموعها...و آثار الكف معلمه على وجهها...

قمر= و أنتي بعد أخذتي صباحيه من شرشبيل؟
بسمه مبرطمه= مالت عليه عساه الوجع
شهد تضحك= اسكتي لا يسمعك
بسمه تلتفت بخوف للباب= يا ويلكم تقولون له
قمر بخبث= ما تبين نقول له..روحي سوي لنا سندوتشات و جيبيها هنا
بسمه بإعتراض= بأرتب دروسي في الشنطه
قمر= أنا ارتبها لك بس يله روحي..و إلا ترى اطلع أقوله
بسمه تروح= لا خلاص اروح

في المطبخ...شافت بسمه أمها و الكدمات الزرقاء اللي في يدها من طق أبوها أمس...و دخلت تسوي السندوتشات لهم و هي ما تلتفت يمها...تكره تشوفها بهالحاله...و تكره ضعفها...و تكره أبوها و كل شي في هالبيت...(احسن شي اسوي مثل ما تقول رجوى..اخلي اللي يسويه أبوي مثل النكته و اضحك عليها)

دخل مشعل المطبخ...و وقف قريب من أمه...

مشعل= أبي فلوس
أم مشعل= ما عندي
مشعل= قولي لأبوي
أم مشعل= تبيه يذبحني؟ قوله أنت
مشعل عصب= خليه يذبحك..وش استفدنا منك على الأقل تفكيننا منه إذا انسجن..ليتني سألت رجوى قبل تروح يمكن معها..هالبنت مادري من وين تجيب الفلوس؟؟

طلع من المطبخ...و طلعت وراه بسمه...و أمهم عطت الباب ظهرها و نزلن دموعها بحسره...ما أحد من عيالها يحبها...أو يحترمها حتى...يحبون اختهم رجوى أكثر منها...حتى حنين أول ما تكلمت قالت لرجوى ماما...(معذورين..أنا ما سويت لهم أي شي يحبوني عشانه؟ مو بس عشاني أمهم بيحبوني..حتى اللي يسويه أبوهم فيهم ما أقدر أرده عنهم..و لا أقدر أرده حتى عن نفسي..طول عمري عايشه بهالحال معه)

تذكرت من سنين يوم زوجوها أهلها له...أو رموها عليه...المهم مرة أبوها ترتاح منها...و هي وافقت غصب عنها...
كانت تظن إنه تزوجها عشان تربي بنته يتيمة الأم...كانت ناويه تحبها و تعطيها الحنان اللي ما شافته هي من مرة أبوها...و يمكن بكذا تكسب ود زوجها...
لكن لا البنت و لا أبوها كانوا بحاجة حنانها...أو حتى اهتموا فيه...كانوا عايشين بس يأكلون و ينامون...و لا تهمهم المشاعر بشي...

سمعتهم يطلعون...حتى هو طلع للبقاله اللي كان يشتغل فيها...و راحت ترتب البيت بعدهم...هذا الشي الوحيد اللي تنفعهم فيه...ترتب وراهم...و تسوي لهم أكلهم...

شافت حنين توها تصحى من نومها...

أم مشعل= حنين تعالي اسويلك فطور
حنين= وين ردوى؟
أم مشعل= رجوى راحت المدرسه..تعالي افطري و بعدين تجي

راحت حنين تفتح التلفزيون الصغير اللي في الصاله اللي متوسطه غرف البيت الثلاث...مع المطبخ و الحمامين...بس هذا هو بيتهم...صغير و ضيق...و لا فيه لا أمان و لا حب...

حنين= سوي شي آكله بسرعه

راحت أمها للمطبخ و هي تتنهد بتعب و ضيق...(حتى أنتي مثلهم..مو عارفتني إلا للأكل و بس)

••
••
••
في الشارع...نزلوا بدر و فيصل مع مشعل...لكن مشعل راح مع صديقه اللي مر عليه و تركهم يمشون لحالهم..مع إن مدرستهم كانت وحده...صح إن مشعل في المتوسطه و هم في الابتدائي...لكن المدرسه كانت مجمع يضم كل المراحل الدراسيه...

مشوا و تخبوا آخر الحاره...ينتظرون متى يطلعون بنات الجيران الصغار...و كالعاده أول ما شافوهم...راحوا و ضربوهم...و خوفوهم لين أخذوا فلوسهم و فسحتهم...و راحوا لمدرستهم و هم يأكلون و يضحكون...

••
••
••
في مدرستها...وقفت في غرفة المديره...تلعب بأصابعها...و نظراتها في الأرض...لأنها متأكده إن نظرة المديره مركزه عليها...بعد لحظه...وصلها صوت المديره...

المديره= و بعدين يعني يا رجوى؟ كم مره عطيتك إنذار عن هالسرقه؟

رفعت رجوى راسها...و عدلت نظارتها الطبيه المستطيله بإطارها الأسود النحيف...

رجوى بلا مبالاه= مو أنا اللي سرقت هالمره..مو عشاني بهالسنه سرقت ثلاث مرات بس..خلاص كل سرقه بتقولون أنا!..استاذه لطيفه ترى كذا الحراميه اللي في المدرسه بيأخذون راحتهم..يسرقون و أنا اللي اتورط

طالعتها المديره بقهر...

المديره= روحي اللحين لفصلك..و في الفسحه تعالي
رجوى تبتسم= إن شاء الله استاذه لطيفه

و هي طالعه...شافت الوكيله تدخل...و ابتسمت لها بمبالغه...(كملت..اجتمعوا بلوط و علقم)

دخلت الوكيله...و جلست و هي تتنهد...

الوكيله= وش سويتي معها؟
المديره= تقول مو هي
الوكيله= و صدقتيها؟
المديره= للحين ما عندي دليل عليها..ما أقدر أقول لها غصب أنتي اللي سرقتي..و هي ما أحد شافها..و لا مسكنا المسروقات معها
الوكيله= بس هي دائما تسرق
المديره= ما أبي اظلمها خليني اتأكد أول
الوكيله= و الله أنتي معطيه هالبنت وجه..المفروض اللي مثلها ما تجلس في هالمدرسه ساعه وحده
المديره= استحملناها سنتين..اللحين هي بثالث كلها شهور و تتخرج و نرتاح....مابي أدمر مستقبلها
الوكيله بإستهزاء= و عاد وش هالمستقبل لهالأشكال؟!
المديره= الغلط مو منها..الغلط من أهلها..مرة أبوها و مثل ما شفتي يوم طلبنا منها تحضر..إنسانه بدون شخصيه و ما تحل و لا تربط..و أبوها إنسان ما عنده ضمير عادي لو فصلنا بنته و مو مهتم تكمل دراسه أو لا

{{رجوى% روح لاتعرف الحب*الخوف*الكرامه*الألم}}









في غرفة أم فايز...التفتت تشوف زوجها اللي كان يلبس شماغه...
أم فايز= بتروح تزوره اليوم؟
أبوفايز يتنهد بضيق= ايه
أم فايز= يسأل عن بنته؟ أو ناسيها مثل ما هي ناسيته؟
أبوفايز بعصبيه= وش تبينها تذكره فيه..سود وجهنا و فضحنا..حسبي الله و نعم الوكيل

سكتت أم فايز...لأنها تعرف إن موضوع أخوه هذا يعصبه...و تدري إنه ما يبي يزوره و لا يشوفه...بس عشان وصية أمه...اللي هو بس سوى فيها...أما اخوه الأصغر فكان متبري من هالأخو و معتبره مات بعد اللي سواه...و لا فكر في يوم يزوره...مثله مثل بنته...اللي ناسيه أبوها و لا تجيب له طاري أبدا...كان باين إنها مو طايقته...و لا طايقه أي رجل في هالدنيا...(و من يلومها بهالشي؟ ما يكفي خسرت أمها بسبب اللي سواه)

نزلت و شافت بناتها...وفاء...و ولاء...ينتظرونهم على الفطور...

أم فايز= صباح الخير
وفاء + ولاء= صباح النور يمه
وفاء= وين أبوي؟
أم فايز= اللحين ينزل..وين فايز؟
فايز يدخل= هذا هو فايز صحى
أم فايز تلتفت للبنات= وين حياة؟
وفاء= أمس قالت إنها بتغيب
ولاء= أحد بالكليه و يغيب..والله لو أنا كان ما أغيب أبدا مو مدرسه و حصص ورى بعض و ملل
وفاء= اذكري الله علينا..وش فيك على هالصبح

جاء أبوهم بملامح جامده...سكتوا كلهم...و كملوا فطورهم بهدؤ...
وفاء كانت ساكته و تطالع أبوها...تشوف ملامحه اللي تحبس الغيض اللي يحس فيه...من هاليوم...و هالزياره...
حتى حياة كل شهر تغيب فهاليوم...(معقول تتأثر بزيارة أبوي له؟ أو هاليوم يذكرها فيه و باللي سواه؟)


••
••
••

بعد ساعات...طلعت من غرفتها...و هي تتمطط بكسل...رفعت خصلات شعرها الكستنائيه عن وجهها...و حطته ورى أذنها...لكن هالخصلات الحريريه مثل العاده عاندتها و رجعت تتبعثر حول وجهها بنعومه...تنهدت بضيق و لمت شعرها الشلال اللي يوصل لآخر ظهرها..و رفعته ذيل حصان..

نزلت الدرج...و هي تشوف البيت...يعمه السكون و الهدؤ...بنات عمها في مدارسهم...و مرة عمها و عمها بعد في مدارسهم...(الكل يحب الدراسه و التدريس في هالبيت)

كشرت و هي تتذكر فجأه طموحها اللي هدموه...نسبتها العاليه اللي ضاعت بدون فائده...
كان حلمها تدخل طب...لكن عمانها الأثنين ما رضوا...و ما كان قدامها إلا انها ترضخ لقرارهم...لأن عمها اللحين ولي أمرها...لكن قهرها عليهم لا يمكن تنساه...و ما صار قدامها إلا إنها تدخل كلية التربيه الفنيه..على الأقل الرسم من هوايتها المفضله...و لا راح تمل و هي تدرسه...

دخلت المطبخ...و سوت لها كوب نسكافيه...و طلعت للحديقه...غمضت عيونها العسليه الفاتحه بإنزعاج و هي تحس بنور الشمس الساطعه...بعد ما تعودت عيونها على نور البيت الخافت...راحت للمرجيحه اللي كانت في الظل...و جلست تشرب قهوتها برواق...

تلفتت يمين و يسار مثل ما تسوي دائما...مع إنها متأكده إنه ما فيه أحد في البيت...بس ضروري تتأكد...
و طلعت من جيب بنطلونها جوالها السري الصغير...و صارت تفتش في الأرقام الخمسه اللي فيه...أي واحد منهم فاضي اللحين...و شافت اسمه...هو الوحيد اللي متأكده إنه فاضي هالصبح لأن اليوم ما كان عنده محاضارات...و دقت عليه...و أكيد رد بسرعه و لهفه...

حياة بصوتها الأنثوي الناعم= صباح الخير
متعب بغزل= صباح العسل اللي يقطر من هالصوت..هلا قلبي

و صارت تتكلم معه...وهو ناسي دنيته معها...و بعد ساعه سكرت...و دخلت تجهز الغداء...

{{حياة% روح لاتعرف الحب*الأمان*الوفاء*الثقه}}



dali2000 12-07-09 03:49 PM



.•.°.•?•n|الــبــــــارت الـثــــــــانــيــــ |n•?.•.°.•.


في المدرسه الثانويه...طلعت رجوى من غرفة المديره...بعد ما كملت معها تحقيقها...و في هالمره لبست وجه البراءه و اقنعتهم بكذبتها...لأنهم ما مسكوا عليها أي دليل...
نزلت الدرج و هي تشوف نظرات بنتين من فصلها...تعرف إنهم يكرهونها...قابلوها و هم بيطلعون الدرج...
كانوا يطالعونها بإستهزاء و إستحقار...من مريولها اللي كانت خيوطه طالعه من كل قطعه فيه...لونه الباهت من إستعمال السنين اللي راحت...و شعرها المتموج بفوضه و مربوط بإهمال بإيشارب...و خصلات كثيره طايره منه بدون ترتيب...تدل على إنها ما كلفت نفسها ترتبه أبدا...
كانت بآخر الدرج بتنزل...و هم بأوله ناوين يطلعون فوق...قبل تطير عليهم الشبشب اللي لابسته...بعدوا بسرعه و هم يصرخون...قبل تتكلم وحده منهم بغيض...
شذى= وجــــع! قلة أدب..صدق ما تربيتي
رجوى تشهق و هي تنزل= كيف عرفتي؟ شكلك مصوره وثائقي لحياتي
شذى بقرف= إيه و عنوانه اضحك مع غير البشر
رجوى توصل عندهم و تلبس شبشبها= إيه صح لأن اللي مصورته حمار
تعدتهم و هي تضحك...و ما همها كلام شذى اللي كانت منقرفه منها...و كلها غيض...
شذى= وش أقول سراقه و ما ينشره عليك
وقفت رجوى...و التفتت تطالعهم بإنكسار و حزن...مسكت قلبها و هي تتأوه...
رجوى بإنكسار مبالغ فيه= لاااا يا ربي..قلبي..قلبي بأموت...تأثرت..لا لا كرهت نفسي..لا لا بأروح انتحر
ضحكت بصوت عالي و راحت عنهم و هي تغني...
رجوى= اللي يبي درب السلامة يدله..و اللي يبي درب الشر ياطا ثوبي
بعد ما اختفت عنهم...
شذى= الله ياخذها سخيفه و حقيره بنت الفقر هاذي
نور= و أنتي وش عليك منها! تنزلين نفسك لمستواها
شذى بقهر= اللي رافع ضغطي على شكلها و لبسها و سمعتها اللي مثل الزفت فيه كثير يحبونها حتى بعض المدرسات مهما تسوي مستحيل يزعلون منها
نور= كفوهم هالأشكال..بس أنتي لا تحتكين فيها هاذي ممكن تسوي أي شي ما سمعتيها تهددك

••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

كانت أم أحمد مع الخدامه تجهز الغداء...و شافتها تدخل المطبخ بصمت...ببجامتها السوداء اللي تزيد ملامحها كآبه و جمود...راحت تصب لها كاس ماء و تشربه...بدون ما تقولها أي كلمه و كأنها مو شايفتها...كالعاده...عايشه عالمها لحالها...
أم أحمد تتنهد= رحيل تبين فطور؟
رحيل بدون تلتفت عليها= إذا بغيت أكلت..ماراح أشاورك
أم أحمد تهز رأسها بملل= ترى عماتك بيجونا اليوم..قلت أعطيك خبر قبل تدخلين غرفتك و ما تطلعين
رحيل تتأفف بضيق= ليه؟
أم أحمد= وش اللي ليه! يبون يشوفونك..مهتمين فيك حتى لو أنتي مو مهتمه
رحيل تلتفت تطالعها بإستهزاء= مهتمين! لا فيهم الخير
تركتها و طلعت...و أم أحمد راحت تكمل شغلها...
ما صار يأثر فيها كلام رحيل لأنها تعودت عليه...بس كانت منحرجه من اللي بتسويه مع عماتها...
••
••
••
جلست في الصاله لحالها... تمددت على الكنب و غمضت عيونها...حطت يدها على قلبها...و هي تتذكر كلام حياة و رجوى...كانوا دائما يحطون يديهم على قلبها...يقولون نبي نتأكد لو كنتي حيه فعلا أو ميته...
قلبها كان ينبض...بس هاذي الوظيفه الوحيده اللي كان يسويها من يوم عرفته...
عمرها ما حست فيه...بجرح...أو فرح...أو حزن...
ما كانت تهتم لأي أحد...أو أي شي...حتى نفسها...و دراستها اللي تركتها لأنها مو مهتمه لا بحاضر...و لا بمستقبل...
لها سنتين تاركه الدراسه...من يوم تخرجت من الثانويه و هي ما تطلع من هالبيت...إلا لبيت جدتها...و لا تشوف أي أحد...و لا تعرف أي شي...و لا تروح لأي مكان...

••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

خلصت حياة مجهزه الغداء...و طلعت لغرفتها...أخذت لها شاور...و نزلت مره ثانيه...
شافت فايز جاء من مدرسته المتوسطه...و كشرت بوجهه و راحت للمطبخ...لكنها سمعته يناديها...
فايز= حيااااة
حياة توقف= خير!
فايز= أبي شي آكله
حياة= الغداء بيجهز بعد شوي..إذا جاء أبوك اتغدى معه
فايز بأمر= جيبي لي شي اتصبر فيه
حياة= المطبخ عندك..و لا أنت عاجز أو أعمى..اذلف خذ اللي تبي
فايز بقهر= الرجال ما يدخل المطبخ
طالعته حياة بإستحقار و هي تشوفه نسخه مصغره من أبوه...و عمها...و أبوها...اللي يشوفون إن الرجال له حق في أي شي...حتى الغلط...و المرأه مالها حق حتى في حقوقها...
حياة= أجل اتحمل جوعك...يالرجااال
حياة...(هذا اللي ناقصني! مو كافي أبوك)

••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

طلعت رجوى من المدرسه...مع البنات اللي كانت تمشي معهم...و يوصولون لبيوتهم وحده ورى الثانيه و بعدها هي تكمل المشوار لحالها...تحت الشمس الحاره...في الشوارع الشبه فاضيه...لأن الكل رجع لبيته من بدري...
نقصوا البنات اللي معها...و ما بقت غير هدى...آخر بنت تتركها...و اللي كانت بأولى ثانوي بس تعرفت عليها و هي تمشي في الشارع...
رجوى= تعرفين نور و شذى قد شفتك تكلمينهم؟
هدى= إيه شذى بنت جيراننا
رجوى بفرح= والله! ما عمري شفتها تمشي
هدى بحسد= حسره علينا تحسبينها مثلنا عندهم سواق
رجوى= و ليه ما تروحين معها؟
هدى= هي ما عرضت علي و أنا استحي أطلب منها
رجوى= يا خبله الحياء يمنع الرزق
هدى تضحك= أصلا وناسه المشي الصبح بس المشكله بهالظهر و الشمس و الحر..و الله مادري كيف تمشين بعدي نص ساعه؟
رجوى= ما تدرين يمكن من كثر ما تضرب هالشمس في روسنا تطلع فكيرات خطيره
هدى تضحك= و الله ماراح نحصل إلا حراره و صداع...يله هاذي لفة بيتنا..مع السلامه
رجوى= طير الحمامه
راحت عنها...و كملت رجوى طريقها لحالها...و هي تكبر في بالها فكرة الإنتقام من شذى...(يله المدرسه صايره ملل..خلينا نتسلى ببنت الشهبندر)
وصلت للبقاله اللي دائما تشتري منها...و دخلت...
رجوى= سلامو أليكم شاهد
شاهد= و أليكم سلام بنت
راحت لآخر البقاله...لثلاجة البيبسي...فتحت شنطتها و أخذت لها سبرايت و بيبسي و حطتهن فيها و سكرتها...بعدين أخذت لها آيس كريم و راحت تحاسب عليه...
رجوى= كم هذا شاهد؟
شاهد= ثنين ريال
عطته فلوسه و راحت...و هي تتصبر بالآيسكريم و السبرايت...حست بطنها بينفجر...و ما اشتهت البيبسي...
وقفت و انرسمت على شفايفها إبتسامة خبث...و هي تشوف السياره الفخمه...و اللي كانت تلمع تحت أشعة الشمس...رجت العلبه بقوه...و فتحتها قدام السياره...و هي تحركها بسرعه...لين امتلت بيبسي...
مشت بسرعه و طلعت من الحاره و هي تضحك...(يمه! تحولت..صرت حمارة القايله من كثر ما امشي بهالشموس..احس لو بأشوف بزران اللحين بآكلهم....و الله صح! اللحين لحم الإنسان مثل الدجاج أو مثل اللحم.....بس يستاهلون لازم أحد يدفع ثمن الحر اللي احس فيه)
كانت تمشي...و أفكارها السخيفه تجيبها و توديها...ما كانت تتكلم بجد...حتى بينها و بين نفسها...
حست بسياره تمشي وراها...و مشت مطنشتها...لكن صوته وصل لها بعد ما صار يمشي جنبها...
الشاب= ليه ما تركبين معي أوصلك..و الله حرام تذوبين من الشمس
رجوى بإستهزاء= ليه قالوا لك سكر
الشاب= ايه و مو أي سكر..سكر نواعم يعني انعم من الناعم(و يضحك لحاله)
رجوى= انتبه أجل لا تجيك غيبوبة سكر من كثر ما تشوفني
الشاب يضحك= أموت بخفة الدم
رجوى= و أنا استحقر خفة العقل
الشاب= لا و لسانها شكله طويل
رجوى= و أنت شكل خبالك أطول..وش رأيك تنقلع من قدامي أو ارسملك شبكة عنكبوت على زجاج سيارتك
الشاب= يا الله فنانه!
رجوى= ايه تبي تاخذ لك لوحه
و وقفت تأخذ حصاة كبيره و تستعد بترميها عليه..لكنه بسرعه مشى و تركها..ضحكت بنصر..و قالت باللهجه المصريه..
رجوى= ناس تخاف ما تختشيش

••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

dali2000 12-07-09 03:52 PM

جلست رحيل في الصاله اللي فوق من يوم خلصت غداها...اللي أكلته كالعاده لحالها...قبل يجون بنات عمها...ما تدري كم مر عليها من الوقت و هي جالسه سرحانه...
و شافت مها و هناء يطلعون الدرج...
هناء= رحيل ليه ما تغديتي؟
رحيل ببرود= أكلت قبل..ماراح انتظر لحد ما تشرفون
طالعتها مها بقهر...كان نفسها ترد عليها...تعلمها إنها ما همتها بكل هاللي تسويه...و إن عقدها اللي تطلعها عليهم ما تأثر فيها...و إنها مو ميته على كلامها معها مثل مالكل يسوي...
لكنها كانت تخاف اللي تقوله يوصل لأبوها...اللي دائما يقولهم اتركوها في حالها و لا أحد يضايقها...
مها= تعالي نروح ننام أحسن
رحيل= و الأحسن لو ما تصحين
طالعتها مها بقهر...و راحت لغرفتها...
••
••
••
في المطبخ...راحت بدور عند أمها...
بدور= يمه
أم أحمد= نعم
بدور= كلمتي عماتي؟
أم أحمد= ايه..قالوا بيجون..خاصه يوم عرفوا إن رحيل فيه اليوم
بدور بإستغراب= و ليه كل هالحب لرحيل؟ مع إنها وضحت أكثر من مره إنها مو مهتمه فيهم..ولو كان بكيفها كان سكنت عند جدتها و طلعتنا من حياتها
أم أحمد= هي اللي بقت لهم من أخوهم تبينهم يرمونها على جدتها
تنهدت بدور بقهر...تبي تسأل أمها عن أخو زوج عمتها خطبوا له أو لا...لكنها ما عرفت كيف تسأل...(لا ليه احرج نفسي..اليوم أكيد بيتكلمون عنه..بس يا خوفي يصير اللي في بالي)

••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

كانت الساعه خمس إلا ربع...و هي في غرفتها...قافله على نفسها من بعد الغداء...و الكل يحسبها نايمه...
لكنها كانت تكلم في آخر غرفتها و بصوت واطي...زاد من عذوبة صوتها و سحره...شافت ساعتها...و بسرعه سكرت منه...
حياة بقرف= مالت عليك..قال إيش؟ قال إدعيلي..عساه آخر أيامك اليوم
••
••
••
في الصاله...جلست أم فايز و زوجها...اللي ينتظر حياة عشان يوديها المكتبه...مثل ما اتفقوا خمس العصر...
أبوفايز= وين راحت؟ كل هذا تلبس..وراي شغل
أم فايز= تو الناس اللحين تجي....هاذي هي نزلت
أبوفايز يلتفت لحياة و بعصبيه= بدري!
حياة= هذا هو وقتنا اللي اتفقنا عليه..لو كان عندك شي كان قلت لي قبل
أبو فايز بغيض= هذا اللي ناقص آخذ الإذن منك يله قدامي بس
أم فايز تتدخل= الله يهديك يا أبو فايز حياة ما تقصد
كلهم سكتوا و ما ردوا عليها...لكن حياة كانت تطالع عمها بكره و هو يصد و يروح...
كان بيطلع...لكنه شاف ولاء جايه تركض و لابسه عبايتها...و قف...
أبوفايز بعصبيه= وين أنتي بعد؟
ولاء= يبه توها صديقتي دقت و تقول مطلوب مننا أغراض لبكره لازم أروح أجيبها
أبوفايز= قوليها لحياة و تجيبها..مو لازم تتمشون كلكم في المكتبه
ولاء بخوف= يبه أخاف ما تعرف اللي طالبته المدرسه
أم فايز= خلاص يا أبو فايز الله يهديك خلهم يروحون يجيبون أغراضهم
أبوفايز بضيق= يله امشوا
طالعت حياة ولاء بإبتسامة نصر...و ردتها عليها...و راحوا مع بعض...
حياة بهمس= شفتي قلت لك بتمشي عليه
ولاء= والله مت خوف لا يصرخ بوجهي و يكشفني
طلعوا من البيت...و شافوا فايز واقف عند السياره ينتظرهم...
حياة= هذا كلب الحراسه ينتظرنا
ركبوا في السياره...و مشوا في صمت...إلا من كلام فايز لأبوه...
كالعاده...ما فيه بينهم أي نقاش...إلا إن كان يهاوشهم على شي...عشان كذا أصرت حياة على ولاء تخترع سالفة الأغراض...أهم شي ما تروح معهم لحالها...
••
••
••
وصلوا للمكتبه...و نزلت حياة و ولاء مع فايز عشان يأخذون أغراضهم...بعد ما أخذ فايز...قائمة التوصيات من أبوه...اللي هدد حياة و ولاء إنهم يسمعون اللي يقوله...
رغم صغر سنه...إلا إنه كان يثق فيه أكثر منهم...طبعا...لأنه ولد و هم بنات...
راحت حياة لقسم الألوان...و بدت تدور على اللي تبيه...و فايز يدور معهم...و كل شوي يتهاوشون على شي...
حياة= لو سمحت أبي ورق كانسون
البائع= كم مقاسه؟
حياة= أكبر مقاس عندك
التفتوا شباب كانوا قريبين منهم...أول ما سمعوا صوت حياة...اللي كان مثل النغم العذب...مليان إغراء و أنوثه...مهما حاولت تخفيه و تتكلم بجديه...إلا إن اللي يسمعها...يحس إنها تدلع كل حرف ينطقه لسانها...
صاروا يتهامسون و عيونهم ما نزلت عنها...
حياة ما كانت منتبهه لهم...و مشغوله بأغراضها...لكن فايز شافهم و انقهر...
فايز يهمس لها بقهر= مو أقولك عدلي هالصوت و لا تتمايعين!
حياة= اسكت ترى مو رايقه لك
فايز= لا تتكلمين مره ثانيه..إذا بغيتي شي قوليه لي و أنا بأسأل لك عنه
حياة= ليه قالوا لك بكماء!
ولاء تهمس لها= شوفي الشباب اللي هناك يطالعون فيك من تكلمتي
تأففت حياة بقهر...و هي تسمع تهديد فايز...
فايز= إن سمعت صوتك مره ثانيه بأقول لأبوي...يله خلصوا أغراضكم خلونا نطلع
راحت حياة عن المكان و بعدت عنهم...و بكل قهر سوت اللي يقول لها فايز...عشان ما يقول لأبوه...و يفتح لهم محاضره طويله...تتهزأ هي فيها...و معها مرة عمها و بناتها...

••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

صحت من نومها على أصوات خواتها في الغرفه...كانت مغطيه وجهها و حاضنه وسادتها و ملصقه وجهها في الجدار اللي جنب سريرها...
رجوى من تحت غطاها بصوت كله نوم= كم الســــــــاعه؟
التفتت قمر اللي كان سريرها جنب سرير رجوى...على شهد اللي سريرها بأول الغرفه...و بينها و بينه سرير بسمه...
قمر= بسم الله مين اللي تكلم؟
شهد و عيونها على كتابها اللي تحل فيه= ما سمعت شي
حست قمر برجل رجوى اللي ترفسها مع جنبها...لأن السراير كانت قريبه لبعض...و أول ما مدت رجلها وصلت لها...
قمر تحك جنبها= آآآي
رجوى تشيل الغطاء عن وجهها و تتثاوب= أذن؟
قمر= ايه
رجوى= و أبوي راح؟
قمر= ايه
رجوى تصرررخ= جوعااااانه
شهد= بقينا لك غداء..لا تاكلينا
رجوى تجلس و بحماس= حلمت لكم حلم غريب
كشرت شهد و قمر بملل...كل ما تصحى رجوى تقولهم حلمها اللي حلمته...و يكون طويل و ممل و لا فيه أي ترابط...
شهد= روحي صلي بعدين قوليه
رجوى بحماس= لاااا أخاف أنساه
قمر بهمس= يكون أحسن
رجوى تضربها بالمخده= أسمعك يا حمار و بتسمعينه أنتي و العنز اللي هناك....اسمعوا حلمت إني كنت رايحه السوق و أنا حافيه دورت جزماتي ما لقيتهن فجأه صرت في المدرسه و ما حليت واجبي و رحت بأحله و أنا ادخل الفصل شفت جدتي هناك و استغربت وش اللي جابها و جلست أسولف معها بس بعدين انقلبت صرت أسولف مع أبوي في بقالته و ....
جت بسمه من الصاله تصيح...و فرحت و هي تشوف رجوى صاحيه...
بسمه تصيح= رجوى شوفي بدر و فيصل أنا أشوف أفلام كرتون وهم أخذوا مني التلفزيون يلعبون بلايستيشن
رجوى تصرررخ= بــــــــدر..بـــدر ياااااكلب
لحظات ووقف بدر قدامها= نعم
رجوى= سكر التلفزيون و لا تشوفونه لا أنتم و لا هي
بدر بقهر= بس.....
رجوى تصرخ= يلـــه
طالع بسمه بقهر...و طلعوا كلهم بخيبة أمل...
قامت رجوى و راحت تتوضأ...و قمر تطالع شهد...
قمر تضحك= الحمدلله نست حلمها
شهد تتريق= و إلا هو له باقي بعد!
قمر= ايه هاذي حلوم رجوى يعني مسلسل مكسيكي ضارب في فلم هندي
••
••
••
خلصت رجوى صلاتها...و راحت المطبخ تأخذ غداها...و شافت مشعل يدخل عندها...
مشعل= رجووووي
رجوى تطالعه بنص عين= ادخل بالموضوع
مشعل= أبي فلوس
رجوى بضعف= من وين يا حسرتي؟
مشعل برجاء= أكيد معك تكفين رجوى متسلف من واحد و أزعجني
رجوى= كم تبي؟
مشعل= ثلاثين
رجوى= خلاص اللحين أعطيك بس تراها آخر مره..فاهم؟ و لي عندك خدمه؟
مشعل= اتفقنا
رجعت له و عطته الفلوس...و طلع من البيت...و هي تضحك...(يله دامها فلوس حرام نخلي ذنبها على صديقه)...
أخذت غداها بتروح للغرفه...لكنها التفتت على بدر و فيصل وهم في الصاله...متعلقين في الشباك و يصرخون على عيال الجيران...اللي كان صوتهم واصل لرجوى و هم يسبون...
رجوى= وش يقولون لكم عيال الجنيه؟
بدر= يهاوشوننا لأننا نطل عليهم
رجوى= قول لهم اللي ما يبي أحد يشوفه يدخل جوا بيته مو يجلس في الحوش قدام الشبابيك
ضحكت و هي تسمع بدر يصرخ...و يكرر كلامها...
و دخلت الغرفه عند خواتها...و راحت تجلس على سريرها و تتغدى...

رجوى و هي ترفع البرتقاله اللي معها= حركات من وين لنا البرتقال؟
قمر= أم علي ارسلته لنا
رجوى= والله ما فيه بحارتنا أوادم غير هالمره..من زمان عنها لازم اروح اسلم عليها
لبست نظاراتها اللي كانت على السرير...و أخذت البرتقاله و صارت تقشرها...و ترمي القشر وراها في الشباك المفتوح...
شهد تضحك= حرام عليك انكسر ظهر خدامتهم و هي تكنس وراك
قمر= من اللحين طلعت حركات الضراير
رجوى بحلم= ايـــه متى يجي اليوم اللي أسكن فيه تحت و أصير آكل من يد أم سعد و ارتاح من هالدرج و تصير لي غرفه لحالي
قمر بخبث= مو لحالك أبو سعد معك
رجوى بهيام مصطنع= فديت هاللحيه الشايبه
كملوا رجوى و قمر كالعاده تخيلاتهم...إذا تزوجت رجوى أبوسعد...وش بتسوي أم سعد...و كيف بتعيش معها رجوى...و هم يضحكون...كانوا مسوين يوميات لهم...و كل يوم يألفون حلقه...
لكن شهد كانت سرحانه و مو يمهم...تطالع رجوى و هي تضحك...تتأمل ملامحها الطفوليه...و غمازاتها اللي تبين كل ما ضحكت...كانت حلوه بس ما تهتم أبدا في نفسها...لكن و هي تتكلم كانت تجذب الكل يشوفها و يركز معها...(كلنا نعرف إن أبوي بيرميك على أي واحد عنده فلوس..و أقرب واحد أبوسعد لو في يوم أبوي ما قدر يدفع له الإيجار بتكونين أنتي هالإيجار..و أنتي مسويه نفسك عادي..بس إحساسك الداخلي وشو؟ و إلا أبوي فعلا ذبح فيك هالإحساس لين خلاك بهالشكل)
مهما حاولت تجاري خواتها...و تقلد رجوى بلامبالاتها قدام كل اللي يصير فيهم...من ضرب...أو إهانه...أو إحتقار الكل لهم...ما تقدر...
تحاول تمثل...لكن إحساس داخلها يذبحها...و هي تشوف صورتهم كيف تشوهت قدام الناس...اللي يشوفونهم بدون أخلاق...أو كرامه...
الوحيده اللي تحس إنها تشاركها هالإحساس...بسمه...على صغر سنها لكنها تشوف كرهها و حزنها للي يصير فيهم...
دخلت حنين...و ركضت لرجوى اللي فتحت لها يدينها...
رجوى تضمها= تعالي ياااادودتي
شهد بتريقه= يقالك اللحين تدلعها!
رجوى تلف وجه حنين لهم= مو حلوه و صغيره مثل الدوده؟
قمر= الله يعافيك لا تمدحين
رجوى= يا خبله هذا مدح بما يشبه الذم..وش عرفكم أنتم؟

••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

كانت جالسه على سريرها بملل...و عيونها مركزه في الجدار اللي قدامها...و تفكيرها سارح بعيد...غرفتها غارقه بظلام خفيف...إلا من النوراللي جاي من شباكها المفتوح...تنهدت براحه و هي تسمع آذان المغرب...
لكن و هي تتذكر عماتها اللي بيجون اليوم رجع لها الضيق...
قامت تصلي...و بعد ما خلصت راحت للنور بتشغله...لكن أول ما حطت يدها عليه...سمعت الجرس...
رجعت يدها لمكانها و بخطى بطيئه راحت لشباكها...
وقفت تطالعهم بإستهزاء...تشوف مها و هناء كيف يستقبلون عمتها أم سعود و بناتها بفرح...و ضحك...(مالت عليكم..و ليه جايين بدري عاد!)
شافتهم يدخلون...كانت بتروح لكن شافت سعود يدخل...من زمان ما شافته...من يوم كانوا صغار...و ما استوعبت إنه صار هاللحين رجال...
مرت على شفايفها الورديه شبح إبتسامه...قبل ترجع لتكشيرتها...(حتى هو مثلهم..كلكم مثل بعض)
سكرت الشباك بقوه...و راحت تمشي بالظلام لين وصلت للنور و شغلته...و راحت لدولابها تشوف ملابسها...و بدون إهتمام طلعت لها تنوره سوداء...و بلوزه سوداء على صدرها رسمات بالفضي...
ما كانت تهتم للبس أبدا...و دائما حياة تنتقد ألوانها الغامقه اللي ما تغيرها...
التفتت على البلوزه الورديه اللي جابتها لها حياة هديه...و اللي من يومها و هي بمكانها ما عمرها لبستها...و لا فكرت تلبسها...
كانت تعرف إن جمالها فوق الحد...و تعرف إن الكل يحب يطالعها...عشان كذا تكره تلبس و تكشخ...بس عشان ما تحس إنهم فرحانين و هم يتأملونها...
سمعت صوت طقات على الباب...و لا ردت...لين وصلها الصوت من برى...
هناء= رحيــــل
رحيل= .......(ما فكرت ترد)
هناء بإصرار = رحيــــــــل
رحيل ببرود= خير
هناء= عمتي وصلت و تسأل عنك
رحيل= إذا خلصت لبس طلعت ما راح تطير
••
••
••
كانت مها طالعه الدرج...و شافت هناء تنزل...
مها بضيق= ناديتيها؟
هناء= إيه تقول البس و أجي
مها بإستهزاء= والله واللبس
هناء تضحك= على قولة مي الحمدلله إنها ما تلبس و إلا وش تطلع
مها بحسد= والله خساره فيها هالجمال على هانفسيه الزفت
هناء بهمس= تدرين يا خوفي تسوي بعماتي مثل ما تسوي فينا..ما يستاهلون
مها= أحسن عشان يعرفون إن قلبها أسود و إنها ما تحب أحد
تركتها مها و طلعت فوق و هي للحين تحس بضيق من هالزياره...تخاف على سعود من رحيل...تخاف عمتها تفكر فيها له...تخاف تأخذ المكانه اللي لها عندهم...

••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

رجعت حياة و ولاء من المكتبه...و راحت حياة لغرفتها تحط أغراضها اللي جابتهم...و هي تحس بغيض...اللي دائما تحسه كل ما طلعت مع عمها لمكان...
أسلوبه بالكلام معهم قدام الناس...نظراته اللي كلها شك لهم لو شاف أحد يلتفت يمهم...كأنها تقول إنتم سويتوا شي...كانت تحس بضيقته كل ما يمشي معهم لمكان...و كأنهم شي يتمنى يتخلص منه بسرعه...و لا أحد يشوفه معهم...
شافت وفاء تدخل عندها...
وفاء= أبوي معزوم على العشاء
حياة بفرح= والله! و فايز بيروح معه؟
وفاء= ايه تعرفين أبوي لازم يرزه بكل العزايم
حياة بتريقه= ايه طبعا هذا الولد اللي لو كان ما جاه الله أعلم وش حالكم اللحين؟
وفاء= تدرين إذا قلت لصديقاتي إن أبوي كان يقول لأمي لو ما جابت ولد بيتزوج عليها يضحكون علي..ما يتخيلون إن للحين فيه أحد يفكر هالتفكير
حياة بقهر= تخلف..وش بتقولين؟
وفاء بحزن= أنا عادي عندي يحب فايز..أكيد بيحبه عشانه الولد اللي بيشيل اسمه..لكن اللي يقهرني إني أحس انه ما يحبنا..ما أحس إننا نعني له شي..بالعكس و كأننا حمل ينتظر يرتاح منه..ما يهتم فينا و ما يثق فينا
حياة= طنشي و لا تهتمين..(تكمل بلا مبالاه) و إذا كان ما يحبك أنتي لا تحبينه بعد لا تسوينها قضيه توقفين حياتك عليها
سكتت وفاء و هي تطالع حياة اللي كانت تجهز أغراض الكليه لبكره...(ليت لي قلبك البارد يا حياة..بس هذا أبوي كيف ما أتضايق و أنا اشوفه ما يحبني..لكن معقوله أنتي مو مهتمه بأبوك؟ أو تتظاهرين بهالشي؟)
تذكرت عمها...أبوحياة...كل موضوع ممكن تكلم مع حياة فيه...إلا أي شي يخصه...مو بس حياة...حتى أبوها...ذكر هالشخص كان مستحيل في البيت...مع إنها تتمنى تعرف وش شعور حياة اتجاهه...حزن...عتب...أو قهر...أو كره...
حياة تحرك يدها قدام عيون وفاء= هووو وين رحتي؟
وفاء= سرحت شوي
حياة تسحبها من يدها= تعالي اليوم بنتفنن في العشاء و نأخذ راحتنا
وفاء بحماس= صح..وش رأيك نشوي في الحديقه؟
حياة= حلووو
نزلوا...و شافوا ولاء و أمها في الصاله...و قالوا لهم الإقتراح و تحمسوا مثلهم...و راحوا يجهزون العشاء...و يسولفون و يضحكون بكل راحه...

••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

في المجلس...وصلت أم فهد بعد أم سعود اللي وصلت من ساعه و نص...و رحيل للحين ما طلعت...
أم فهد= وينها رحيل؟
أم أحمد بإحراج= اللحين تنزل
و التفتت تطالع مها...اللي فهمت إن أمها تبيها تروح تستعجلها...بس هي هزت لها راسها بلا...ما كان عندها إستعداد أبدا تترجاها عشان تنزل..(عمرها ما نزلت..يكون أحسن لو ما تطلع)
لكن هالأمنيه ما تحققت لها...و هي تشوف رحيل تدخل المجلس و الكل يلتفت لها...جلست تراقبها و هي تتقدم لهم بغرور و لا مبالاه...و اللي قهرها ترحيب عماتها فيها...حتى وداد كانت تسلم عليها بحماس و شوق..(طبعا ما يشوفون منها اللي نشوفه حنا..أشوف اللحين كيف ردة فعلهم على كلامها)
الكل كان يسألها عن حالها...و هي تتمتم بكلمه ترد عليهم...خلصت سلامها و جلست...
أم سعود= وينك يا بنتي ما عمرنا شفناك؟
رحيل ببرود= هذا أنا عايشه
أم سعود= وش أخبارك؟ وش أخبار جدتك؟
رحيل= الحمد لله جدتي بخير
كانت جالسه تسمعهم...يسألونها و ترد ببرود...و بكلمه على قد السؤال...و إذا صاروا يكلمون بعض تسرح بأفكارها و هي تطالعهم بملل...
كانت تراقب ملامحهم...و ردات فعلهم...و طريقة كلامهم مع بعض...و طريقة كلامهم معها...تراقب كل حركه فيهم...
لاحظت كيف يطالعون فيها بإعجاب...أو حسد حتى...بس ما فيه أحد منهم يطالعها بحب أو حنان...التقت بعيون مها...اللي كانت تطالعها بقهر...و كره...كل ما كلمتها عمتها أم سعود..(أجل اللي فهمته من حركاتها صح..هي تحب سعود..هالشي باين عليها..حتى إنها تغار على أهله مني)
كانت تفهم الناس من طريقة كلامهم...من نظراتهم...من نبرة أصواتهم...
و هالشي اكتسبته السنين اللي راحت...من قلة ما اتكلمت...و من كثر ما جلست تراقب الناس...و ملامحهم...و شعورهم...
حست بوداد اللي جلست جنبها...
وداد= وين سرحتي؟
رحيل بجفاء= شي خاص..مو ضروري تعرفين؟
وداد انحرجت= لا بس ليه ماتسولفين معنا؟
رحيل= مو مهتمه باللي تقولونه
وداد= خلاص وش يهمك و حنا نسولف فيه
مها كانت تسمع وداد بغيض...و اللي زادها أكثر برود رحيل و تطنيشها...(والله مغروره! كل يوم أكرهها أكثر من اللي قبله)
كانت تسمع و هي ساكته كيف وداد تسحب الكلام من رحيل بالغصب...
وإذا تكلمت...تكلم وداد بس...و لا وجهت لرحيل الحديث أبدا...
لكنها سمعت الشي اللي خلاها تشهق...
وداد= رحيل دام ماعندك دراسه وش رأيك تجين معنا الليله تغيرين جو و بكره نوصلك لجدتك و بعدها خالي يأخذك
كان الرفض على لسان رحيل...قبل تشوف ملامح مها اللي انقلبت فوق تحت...و حبت تقهرها...
رحيل= خلاص ما عندي مانع
مها بضيق= البيت فيه سعود يمكن أبوي ما يوافق
رحيل تطالعها بسخريه= صح البيت فيه سعود و أبوه
حست مها من كلامها...و نظراتها...إنها حاسه بشي و هالشي قهرها...
أم سعود اللي سمعتهم= أنا أكلم أبو أحمد ماراح يقول شي..بعدين من كثر ما يجلس سعود و أبوه في البيت كل وقتهم برا
صارت السالفه أكيده...و هالشي خلى مها مو طايقه تجلس معهم...و قامت...و رحيل تطالعها...و تضحك...و التفتت على بدور اللي من شكلها واضح إنها تعرف باللي في قلب أختها...و واضح كرهها لها...
••
••
••
جلست مها في الصاله و الحزن ماليها...(شكلها تدري إني أحبه..باين من نظرتها لي..بس كيف عرفت؟ لا تكون الملقوفه هناء قالت شي؟ لااا أخاف تفكر تأخذه بس عشان تقهرني؟ تسويها هالحقود)
انتبهت لوداد اللي جت عندها...
وداد= وين رحتي؟
مها= أنتي مو يمي
وداد تضحك= أحلى على الغيره
مها= أنا نفسي أفهم ليه متحمسه تقربين منها و هي تعاملك بهالغرور
وداد= مادري؟ بس يشدني سكوتها و غموضها ودي أعرف وش وراها؟ ليه دائما ساكته؟ ليه ما كملت دراستها؟ ليه ما تحبنا؟
مها بسخريه= و على بالك بتقولك!
وداد= مين يدري..أنا ما توقعت توافق تجي معنا لكنها وافقت..اليوم بأسهر معها و إذا اكتشفت شي أدق عليك
••
••
••
كانت رحيل في غرفتها...ترتب شنطتها بضيق...(أنا وش خلاني أوافق أروح معهم..بس يله دامي حرقت قلب مها السالفه تسوى)
لبست عبايتها و أخذت شنطتها و نزلت...وقفت عندهم و هم يلبسون عباياتهم...تطالع مها بخبث...لين صدت عنها تكلم وداد...
سلموا عليهم...و طلعوا...
••
••
••
كان سعود ينتظرهم في السياره...بترقب...من يوم قالت له أمه إن رحيل بتجي معم...
استغرب من هالشي...بعد الكلام اللي قالته وداد عنها...
ركبوا معه...وهو يطالع وراء بالمرايا...
سعود= هلا رحيل وش أخبارك؟
رحيل بضيق= بخيــر
استغرب من نبرة صوتها الحاده و إنها ما سألت عن أخباره...و هالشي خلاه يبتسم...وهو يتذكر صوتها...و نظراتها...و هي صغيره...
وداد بصوت واطي= من زمان ما جيتي لبيتنا؟ آخر مره كنتي صغيره..تذكرين يوم أخذنا سعود للبقاله على سيكله
رحيل= لا
وداد بإستغراب= ما تذكرين!
رحيل بعصبيه= قلت لا
سكتت وداد عنها...لأنها خافت تفشلها مره ثانيه...و انحرجت يكون سعود و أمها يسمعونهم...(خليها في البيت أسولف معها براحتي)
••
••
••
وصلوا للبيت من ربع ساعه...و دخل سعود للمطبخ و شاف رنيم تسوي عصير...
سعود= عصير هالوقت! ليه مو ناوين تنامون؟
رنيم= لا بنسهر مع رحيل و بكره ماراح نداوم
سعود= غريبه! وش طرأ عليكم تجيبونها معكم؟
رنيم= وداد اقترحت و أمي ما صدقت رحيل توافق راحت تطلب خالي لين وافق..مع إني استغربت يوم وافقت..ما توقعت
سعود= ليه؟
رنيم= ما أدري..بس احسها ما تحبنا..يعني ما سمعت كيف ردت على وداد و حنا في السياره
سعود= سمعت..بس يمكن أسلوبها جاف شوي
رنيم= جاف شوي! إلا كثير..بصراحه معها حق مها ما تحبها..يعني هي صح حلوه و تنرحم إنها يتيمه بس هذا ما يعطيها الحق باللي تسويه فينا
وداد تدخل المطبخ= رجعي العصير..أو خلينا نشربه هنا
رنيم= ليه؟
وداد تطالع سعود= نامت
رنيم تشهق= نامت!!
وداد= إيه تقول ما تعودت تسهر..و تقول ماله داعي نغيب بكره لأنها ما تصحى بدري
رنيم بقهر= ليه وافقت تجي من أول كان مو طايقتنا كذا!
وداد= ما أدري
راح عنهم سعود و هم يتكلمون عنها...طلع لغرفته...لكنه وقف للحظات عند غرفة وداد...اللي فيها رحيل...(نايمه صدق؟ أو ما تبي تجلس معهم؟)
كمل طريقه لغرفته...و أول ما نام على سريره...انرسمت قدامه ملامحها و هي صغيره...و الجمال الساحر اللي في كل قطعه من ملامحها...كانت صغيره...بس نظراتها كبيره...و ابتسامتها العذبه...ابتسامتها الحلوه...كانت من نصيبه هو وبس...هالشي كان يملاه غرور وهو صغير...(و اللحين..وش اللي ممكن يرسم البسمه..و تشرق ملامحك من جديد؟)
••
••
••
في الصاله...دقت وداد على مها...اللي ما صدقت تشوف رقمها و ردت بسرعه...عشان تعرف وش صار...
وداد= هلا مهوي
مها= أهلين وش أخبارك؟
وداد= بخير..بس متحطمه
مها= ليه؟ وش صار؟
سكتت مها و هي تسمع وداد تقول لها على اللي صار...و تنفست براحه...كانت خايفه وداد تبعد عنها و تأثر عليها رحيل...و اللي زاد فرحتها إن سعود سمع كل شي...عن غرورها...و عقدها...و كرهها...

••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

دخل أبومشعل و شاف بدر و فيصل يلعبون كوره...في الحوش الضيق اللي مقتطعينه من حوش أبوسعد...
أبومشعل= بدر تعال
بدر يركض له= نعم يبه
أبومشعل= شوف جيراننا رامين طاوله روح أنت وياه جيبوها
ركض بدر و فيصل للشارع...يسحبون الطاوله اللي برجل مكسوره و يدخلونها للبيت...قدام نظرات بعض الجيران...و تعليقاتهم الساخره اللي تعودوا عليها و ما صارت تأثر فيهم...
••
••
••
في الصاله...كانوا البنات معلين للتلفزيون...على أغنيه مصريه...و رابطين خصورهم و يرقصون...
دخل أبوهم...
أبومشعل يصرخ= رجووووى
رجوى تلتفت له و هي ترقص= نعم
أبومشعل= اخوانك تحت يدخلون طاوله رامينها الجيران بس رجلها مكسوره..صلحيها
رجوى= بكم؟
أبومشعل= صلحيها لأكسر رجلك و أحطها مكانها
رجوى تمر من عنده بتنزل= خلاص يا نحله لا تقرصيني و لا أبي عسل منك
ضربها على راسها...
أبومشعل= بأقصه لسانك هذا..و أنتم يله سكروا هالتلفزيون اللي تتلوون عنده و قولوا لهالخبله أمكم تجيب العشاء
••
••
••
راحت رجوى تسحب الطاوله معهم لداخل الحوش...و راحت تجيب العده عشان تصلحها...و هي طالعه على الدرج...شافت قمر نازله...
رجوى= تعالي معي للسطح نجيب أغراض
قمر= يماااه خايفه...السطح ما فيه لمبات
رجوى تتريق= عندنا شمعه اذلفي جيبيها و الحقيني
راحت قمر تجيبها...و هي تشوف رجوى سبقتها للسطح...كانت تركض للمطبخ...و أخذتها من الدولاب و اشعلتها...و طلعت وراء رجوى و هي تقرأ المعوذات...
قمر= رجوووى وينك؟
رجوى صوتها جاي من الغرفه اللي في السطح= هناااا
قمر تدخل عندها= بسم الله! كيف دخلتي هنا بهالظلام؟ حشى بومه
رجوى= بحاسة اللمس و الشم
قمر تضحك= اللمس عرفناها بس الشم وش دخله؟
رجوى= الحقي ريحة الغبار
قمر و هي تأخذ المسامير اللي تعطيها رجوى= صح شوفي صرنا كلنا غبار..اللحين لازم اسبح قبل أنام
رجوى بلا مبالاه= مو ضروري طقه طقتين و تصيرين وش حلوك..لا تجلسين كثير مع سيده أناقه بدت تخرب أخلاقك و تنظفك
قمر تصرخ و تقرب لرجوى= لااااااااا
رجوى= وجع وش فيك؟ لا تلزقين فيني
قمر تأشر= شوفي خنفسانه
رجوى تطالعها بإستحقار= حمدالله و الشكر
و راحت لها...و وطت عليها برجلها لحد ما ماتت...
قمر بقرف= وااااع
رجوى تأخذ المطرقه مع الخشبه اللي معها= يله قدامي يالمرهفه
و نزلوا للحوش تصلح الطاوله...مع إن الساعه كانت متعديه الوحده بعد نص الليل...لكنها جلست هي و خواتها...يسولفون و يضحكون...و صوت الطق يزعج الحاره كلها...
لين خلصت شغلها...و راحوا ينامون...
••
••
••
بعد ساعتين...طلعت رجوى تشرب مويه...و شافت أم مشعل جالسه في الصاله و مطفيه الأنوار...
رجوى= بوووو
أم مشعل تفز= بسم الله..وش صحاك؟!
رجوى= بأشرب مويه..حلمت حلم في الصحراء و كانوا حراميه يلحقوني و سرقوا سيارتي..و صرت اركض و أطيح على التراب و عطشت(تضحك) بس والله يا هو جيب كنت أسوقه..لو شافه أبوي كان عض لسانه(كملت تكلم نفسها) المفروض الواحد اذا صحى ياخذ كل الأغراض اللي كان يحلم فيها...إلا صح أم مشعل وي يودونها؟
أم مشعل بإستغراب= وش اللي يودونها؟
رجوى= الأشياء اللي نحلم فيها إذا خلص الحلم مين ياخذها؟ وش يسوون فيها؟ اممم تتوقعين يبيعونها
أم مشعل تطالعها بصدمه= .............
رجوى تضحك على شكلها= المهم أنتي وش مجلسك هنا؟
أم مشعل بقلق= مشعل للحين ما جاء؟
رجوى بلا مبالاه= تلقينه يصيع هنا أو هناك..نامي أحسن لك
تركتها و راحت تشرب مويه...و رجعت تنام...و أم مشعل للحين على جلستها...(هالولد بيضيع و أبوه مو يمه..فيه ولد بثالث متوسط ما يرجع للبيت الفجر! الله يهديه و يحفظه)
بعد دقائق شافته يدخل...
مشعل= وش مجلسك لهالوقت؟
أم مشعل= انتظرك
مشعل بقهر= ثاني مره لا تنتظرين..أنا مو صغير
أم مشعل= بس....
مشعل يقاطعها= لا تفتحين لي محاضرات هالوقت..فيني نوم
أم مشعل= فيه عشاء لو تبي؟
مشعل يروح لغرفته= لا أكلت برا

••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

••---مـن بــكـــره---••

صحت رحيل أول ما سمعت الآذان...صلت و رجعت تنام قبل تصحى وداد...اللي أول ما صحت راحت لها...
وداد= رحيل...قومي صلي الفجر
رحيل من تحت غطاها= صليت لا تزعجيني
تركتها وداد...و هي تتذكر كلام مها عن رحيل...اللي طلع كله صح...هي تكرههم و لا تطيقهم...بس اللي ما عرفته...ليه جت معهم...

••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

صحت حياة على صوت المنبه بضيق...سكرته و رجعت تنام...(شكلي بأغيب اليوم بعد)
غفت دقايق قبل تسمع دقات مرة عمها على الباب...
حياة ترفع الغطاء عن وجهها= صحيــــــــــت
جلست على سريرها لحظات تصحصح...قبل تنزل منه و تروح تشغل النور...
التفتت على لوحتها اللي سهرت أمس ترسمها...و لا شعوريا راحت لها و مسكت الفرشاة...سرحت و عيونها مركزه على اللوحه...و يديها اللي ماسكه الفرشاة تتحرك بالهواء و هي تتخيل امتداد الأشجار وين المفروض يكون...ابتسمت برضا...و أخذت البالته الخشبيه...ثبتت الفرشاة ورى إذنها مثل ما تسوي دائما و صديقاتها يضحكون عليها...و أخذت اللون الأخضر و الأصفر و البني...و صارت تحطهن على البالته و تمزجهن...قبل تسحب الفرشاة و تبدأ ترسم الأشجار...
دائما كذا...كل شي تقاومه إلا الرسم...و أول ما تبدأ ترسم تدخل بعالم ثاني...و تنفصل عن كل شي بحياتها...حتى أفكارها تصفى...و يروح منها كل اللي يعكرها...ما يبقى إلا هي و خيالها اللي ينسج اللوحه بإبداع..و جمال...
قطع جوها السحري طقات قويه على الباب...
حياة بضيق= صحيــــت و الله صحيـــت
ولاء من ورى الباب= أنا ولاء
تنهدت بملل بعد ما انقطع انسجامها و هي تروح تفتح الباب...و تشوف ولاء تدخل...
ولاء تشوف اللوحه و تكشر= يالله صباح خير شكلك نطيتي من سريرك على اللوحه!
حياة= و أنتي شكلك نطيتي من سريرك على غرفتي..وش تبين قطعتي إنسجامي؟
ولاء و هي تروح تفتح الشباك= أووف امحق إنسجام..أسألك بالله ما تخنقك ريحة الألوان!!
حياة تبتسم= لا تعودت عليها
ولاء تضحك= لا تدمنين عليها بس..صليتي؟
حياة= لا للحين ما أقام...أنتي شكلك ما نمتي؟
ولاء= ايه بس لا تعلمين أحد و إلا بيذبحني أبوي
حياة بضيق= حتى بنومنا ناوي يتحكم! يا خوفي يجي يوم يحاسبنا على النفس اللي ناخذه
ابتسمت ولاء بحزن...و هي تسمع حياة كيف تتكلم عن أبوها...تدري إنها ما تحبه و لا تحاول تخفي هالشي...
سمعت الإقامه...و طلعت من عند حياة اللي راحت تتوضأ و تصلي...

••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

صحت رجوى...و حست بنفسها و هي نايمه على سريرها بالعرض...و رجلينها متعديه السرير و طايره بالهواء...تلمست بيدها تدور غطاها...لكنها ما وصلت لشي...كالعاده...طايح تحت الأرض من الحرب اللي تسويها و هي نايمه...فتحت عيونها...و هي تتمطط بقوه...
نزلت من سريرها...و هي تشوف خواتها غارقات في النوم...(عساكم الكوابيس اللي تفززكم..ليه ما أحد يحلم في هالبيت إلا أنا!)
راحت تغسل...و تلبس...و تلم شعرها على السريع...قبل تأخذ عبايتها و شنطتها و تطلع من الغرفه...
دخلت المطبخ...و فتحت الثلاجه تدور شي تفطر فيه بسرعه...ما لقت غير عصير تذكر إنه لمشعل مع كذا اخذته...و شافت بحافظه باقي عشاهم و طلعته من الثلاجه...و صارت تفطر بسرعه حتى بدون لا تسخنه...
دخلت عليها شهد...
شهد= وااااع أحد يفطر معكرونه على هالصبح..(كملت بقرف)لا و عصير
رجوى= و أنتي وش دخلك بطني أو بطنك! ما سمعتي المثل اللي يقول كل اللي يعجبك والبس اللي يعجب الناس
شهد تطالع مريولها= و هذا لبس يعجب الناس؟!
رجوى= أقول سيدة أناقه ما عمر أحد ضربك بملعقه على الصبح؟
شهد تضحك= أنا الغلطانه أبيك حلوه
رجوى مو يمها= يوووه تأخرت يله أشوفك عقبين
تركتها و راحت... نزلت الدرج تركض و طلعت للشارع...و كالعاده كان الوقت بدري و الحركه خفيفه إذا ما كانت نادره...
سكرت الباب و مشت في طريقها اللي تمشي فيه كل يوم...لين وصلت اللفه اللي فيها بيت هدى...ابتسمت بخبث...و غيرت طريق المدرسه و دخلت لحارتهم...و مشت بعيد عن بيوتهم...و وقفت ربع ساعه تنتظر...لين شافتها تطلع للسواق...عرفتها من شنطتها...
و بعد ما شافتها ركبت و راحت...انتظرت دقايق...و تقدمت للبيت...و دقت الجرس بقوووه...وصلها صوت الخدامه...
الخدامه= مين؟
رجوى بخوف مصطنع= روحي قولي لماما..شذى سوت حادث قريب من المدرسه...بسرعه يروحون لها شذى بتموت مو قادرين يطلعونها من السياره
ضحكت و هي تسمع شهقة الخدامه و خطواتها السريعه تبتعد...راحت بسرعه لمدرستها قبل يطلعون ويشوفونها...

••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

في الدور الأول...كانت أم فايز تجهز الفطور...و شافت ولاء تدخل المطبخ بنشاط على غير العاده...
ولاء= صباخ الخير يمه
أم فايز= صباح النور..غريبه صاحيه بدري!
ولاء= حلمت حلم و قمت مفزوعه
أم فايز= بسم الله عليك خير إن شاء الله
ابتسمت ولاء لأمها اللي صدقت كذبتها...و راحت تطلع صينيه من الدولاب و تحط فيها ثلاث أكواب...و راحت تسوي نسكافيه...
أم فايز= ماراح تفطرون احسن من هالنسكافيه على لحم بطنكم؟!
ولاء= مو مشتهيه الفطور
سوت النسكافيه...و أخذت الصينيه و طلعت فوق...دخلت لغرفة حياة...و شافتها واقفه عند تسريحتها و تمشط شعرها...
تأملت جسمها الطويل و الرشيق و تفاصيله اللي تزيد أنوثتها...و لبسها و أناقتها اللي تجذب كل العيون لها...تنهدت بحسد و هي تشوف جسمها اللي يميل للسمنه شوي...
ولاء= حياة يا بختك بجسمك
حياة تطالعها بإنعكاس المرايا و تبتسم= وش فيه جسمك؟..حلو
ولاء بغيض= لا أبي أطول..و انحف شوي و ...أبي أصير مثلك..على فكره تراك مثلي الأعلى
حياة تضحك= أنتي توك صغيره إن شاء الله بتطولين و تنحفين
وفاء تدخل و تصفر= وااااو حيوته اللوحه جنان
قربت للوحه و هي تتأمل منظر الغروب و تدرجات اللون...كانت اللوحه تشبه لوحات حياة اللي دائما ترسمها...مليانه غموض...و حزن...وغضب...
وقفت جنبها حياة و هي تلتفت على ولاء...
حياة= شوفي الناس اللي تقدر الفن مو أنتي!
وفاء= هاذي مراهقه وش فهمها بالفن الراقي..تسلم يدينك على هاللوحه تجنن
حياة= الله يسلمك يا قلبي..لو ما كانت للكليه كنت أهديتها لك
ولاء بتريقه= إذا خلصتوا المؤتمر الصحفي اللي عاقدينه تعالوا اشربوا النسكافيه قبل يبرد
جلسوا جنبها يشربون و يسولفون...قبل تقوم كل وحده لغرفتها تستعد عشان تروح لدراستها...
قفلت حياة الباب وراهم...و راحت تفتح درجها اللي مقفلته و تطلع جوالها الثاني و تحطه في جيب تنورتها...لبست عبايتها و هي تسمع جوالها يدق...راحت تاخذه من التسريحه و هي تشوف رقم النقل اللي يوصلها لكليتها...ردت و قالت له إنها نازله...و طلعت من غرفتها...
••
••
••
دخلت الكليه و وقفت تفصخ عبايتها...و تطلع المرايا ترتب شكلها...و ابتسمت و هي تسمع صوت صديقتها من وراها...
شمس= صباح الورد
حياة= صباح الخير..وش أخبارك؟
شمس= تمام..ليه غايبه أمس؟
حياة= ما خلصت عمل المعدن
شمس= بس أنتي كنتي باديه فيه
حياة= ما أعجبني و عدته
مشوا مع بعض و هم يسولفون عن العمل...لين وصلوا عند صديقاتهم..هديل و أماني..كانوا صديقاتها اللي تعرفت عليهم العام اللي راح...أول ما دخلت الكليه...
حياة= يله بسرعه خلونا نلحق على المحاضره مو تغيبنا مثل الأسبوع اللي راح

••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

صحت رحيل...و هي تطالع الغرفه...ارتاحت و هي تشوفها فاضيه...(زين فهمت و راحت لكليتها)
قامت من السرير...و راحت تغسل و تبدل ملابسها...و لبست عبايتها و طلعت من الغرفه...
••
••
••
في الصاله...جلست عمتها بعد ماراحوا بناتها...تنتظر سعود يصحى عشان تجهز له الفطور...
لكنها تفاجأت و هي تشوف رحيل تنزل بعبايتها...
أم سعود= صباح الخير
رحيل= صباح النور
أم سعود= وداد قالت إنك ما تصحين بدري عشان كذا ما صحيتك تفطرين معنا...اللحين أقول للخدامه تسوي لك فطور..نزلي عبايتك سعود ما يصحى اللحين
رحيل= مابي فطور..أبي أروح لجدتي
أم سعود انصدمت= ليه يا بنتي؟ مو قلتي بتجلسين عندنا للعصر
رحيل= ما ارتحت
أم سعود= أحد ضايقك؟ البنات قالوا لك شي؟
رحيل بضيق= لا بس أبي اروح..بتودوني أو اتصل على عمي
أم سعود= لا يا بنتي خلاص اللحين أقول لسعود يوصلك قبل يروح لشغله
ابتسمت رحيل بإنتصار...و هي تشوف عمتها تطلع فوق...
••
••
••
في غرفته...كان توه صاحي و يبي يلبس عشان يروح شغله...و استغرب وهو يشوف أمه جايه تصحيه قبل الوقت...
سعود= صباح الخير يمه
أم سعود= هلا يمه صباح النور..زين لقيتك صاحي
سعود= خير يمه فيه شي؟
أم سعود بحزن= أبيك توصل رحيل لجدتها قبل تروح لدوامك
سعود انصدم= اللحين؟ ليه؟!
أم سعود= تقول ما ارتاحت هنا..تتوقع البنات قالوا لها شي؟
سعود= ما أتوقع..البنات ما جلسوا معها من الأساس
أم سعود= الله يصلح هالبنت..والله مادري وش فيها علينا؟
حس سعود بضيقة أمه...بعد الفرحه اللي كانت ماليه وجهها أمس...و انقهر من رحيل...لو ما كانت تبي تجي...ليه توافق...ليه تفرح أهله بعدين تكسر خاطرهم...
سعود يتنهد= خلاص يمه..اللحين ألبس و أنزل أوديها

••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

بعد الحصه الأولى...طلعوا كل البنات من الفصل و انتشروا في الممر...
شذى= تعجبني استاذه منى..شفتي كيف هزأت رجوى؟ ما خلتها تسوى شي
نور= ايه بس رجوى ما طقت لها خبر..واقفه وشاقه هالإبتسامه و كأنها جالسه تمدحها..والله لو أنا اللي مصرخه علي كذا كان صحت
شذى= عادي عند هالأشكال..أصلا ما بقى مدرسه و لا إداريه في المدرسه ما مسحت في كرامتها الأرض
بمكان قريب...وقفت رجوى و سلمى و تهاني...
سلمى= يله رجوى عاد اعترفي أنتي اللي سارقه فلوس أمل..صح؟
رجوى= و أنتي وش دخلك ناويه تقاسميني؟
سلمى= لا حلال عليك
رجوى تضحك= لا تكذبين حرام مو حلال
تهاني= دامك تعرفين ليه تسرقين؟
رجوى= مادري؟ تعودت..أول ما أشوف فلوس دايركت تمتد يدي...بعدين ما سمعتي المثل اللي يقول المال السايب يعلم السرقه..أنا ما أروح أدور الفلوس هي تجي لين عندي..و تقول اخذيني
تهاني= عاد تكسر خاطرك و تاخذينها
رجوى تضحك= تعرفيني ما أحب أرد أحد
شافوا وحده من المراقبات جايه عندهم...
المراقبه= شذى تعالي للإداره؟
رجوى تشهق= لاااا لا تقولون طلعت هي اللي سارقه!
تهاني و سلمى يطالعون بعض...و يضحكون...
تهاني بهمس= شين و قواة عين
شذى تطالعهم بقرف و تلف للمراقبه= خير وش فيه؟
المراقبه= ما فيه شي لا تخافين..أمك داقه و تبي تكلمك
رجوى بتريقه= حشى سنترال مو مدرسه!
المراقبه= رجوى اسكتي و أدخلي لفصلك
رجوى= إن شاء الله تأمرين أمر..بس إذا دق علي أبوي نادوني
ضحكوا البنات...لأن رجوى كانت تتريق على المراقبه...أما شذى فراحت معها و هي خايفه من اتصال أمها...
رجوى...(هم خربوا البنات من شوي! من هالدلع..بس عشانها خافت عليها لازم تسمع صوتها..و إذا ماتت؟ شي عادي كلنا بيجي يوم و نموت...من زين البنت عاد! لو هي بنتي ذبحتها و وزعت لحمها بعيد الأضحى)
••
••
••
بعد عشر دقايق رجعت شذى...و عيونها دامعه...تأثرت يوم سمعت صوت أمها خايفه عليها و تصيح..
و رجوى كانت تطالعها و تضحك...(تهي تهي تأثرت..والله شايفه هاللقطه بمسلسل هندي)

••-------•?••?•{n}•?••?•--------••في البريك...جلست حياة مع صديقاتها أماني و هديل يفطرون...و جت لهم هديل اللي كانت في شعبه غير شعبتهم...
هديل بإعتراض= ليه طالعين بدري؟
شمس= يقولون إننا انطردنا
هديل بإستهزاء= مسااااكين..أجل بأقولكم خبر يرفع معنوياتكم
حياة= خير فرحينا
هديل= المكافأه نزلت
أماني بفرح= والله!
حياة= زين عشان أصرفها قبل أروح لجدتي
شمس= أنتي تصرفين على جدتك؟
حياة= لا..هي ما ترضى تاخذ فلوس مني..أنا بأعطيها لهالخبله رجوى عشان تسدد فاتورة تليفونهم اللي ينقطع أكثر ما يشتغل..(كملت بحقد) والله أبوها وجوده مثل عدمه..و إلا ليه عدمه أحسن
أماني تطالع جوالها اللي دق= هذا علي
تركتهم و راحت بعيد...
حياة بغيض= أنا مو ذابحني إلا هاللي مصدقه إن هالحقير يحبها!
هديل= ناقصها حنان و لقت اللي يعوضها
حياة= إيه بس هي مصدقه إنه ناوي يخطبها
هديل= أحلى تصدق عشان تعيش جو
حياة بقهر= فكيها من نصايحك بس
هديل بإستهزاء= خير الشيخه حياة اللي يسمعك يقول ما تسوين مثل ما هي تسوي
شمس تضحك= والله إنكم حالات اللي تكلم عشان الفلوس و الطلعات..و اللي تدور على الحب و الإهتمام..(تلتفت لحياة) و اللي تكلم عشان تطلع حرتها فيهم
هديل تضحك= و أنتي شموسه وش أهدافك من الترقيم؟
شمس= أنا اللي ينقال عني حشر مع الناس عيد..شفتكم تكلمون قلت وش ناقصني ما أكلم مثلهم
ضحكت...و ضحكت معها هديل...لكن حياة كانت سرحانه و ما تسمعهم و هي تراقب بغيض...إبتسامة أماني اللي عايشه بجو ثاني...
دائما تحاول تقنعها بكذب اللي تسمعه...بس أماني كانت مكذبه الكذبه و مصدقتها...
••
••
••
بعد ما دخلوا محاضراتهم...
حياة بهمس= أماني..وش قال لك؟
أماني تبتسم= كلام كثير وش تبين تسمعين منه؟
حياة= الغزل خليته لك..أبي الكلام المهم
أماني= بيخطبني إذا خلص دراسته هالسنه
حياة بقهر= و أنتي صدقتيه؟! أماني ما فيه واحد يخطب وحده تكلمه من ورى أهلها..و إحتمال تكلم غيره مثل ما هو يكلم غيرها
أماني عصبت= هو يعرف إني ما أكلم غيره
حياة= لا والله و كيف تعرفين؟
أماني= لأننا نعرف عن بعض كل شي
حياة بإستغراب= كيف تعرفون عن بعض كل شي؟
أماني= قلت له كل شي عني..و عرفت كل شي عنه
انصدمت حياة...و سحبتها من يدها...راحت عند الأستاذه و استأذنت منها...بحجة إنهم بيروحون يكلمون أستاذه لهم عن غيابهم...و شمس كانت تطالعهم بإستغراب...مو عارفه ليه طلعوا...
••
••
••
في وحده من القاعات الفاضيه...دخلت حياة و هي تدف أماني...
أماني= حياة وش فيك؟!
حياة= وش قلتي له عن نفسك؟
أماني تصد= و ليه أقول لك و أنتي ماراح تصدقين اللي نحس فيه
حياة بإستهزاء تقلدها= اللي نحس فيه! قصدك اللي أنتي متوهمته
أماني تروح= شفتي؟ ماله داعي كلامنا
حست حياة إن هالأسلوب ماراح يفيد مع أماني...عشان كذا راحت مسكتها...
حياة= خلاص خلينا نتكلم بهدؤ..تعالي نجلس
أماني تجلس معها= نعم
حياة= أماني أنا عارفه حالتك في البيت كيف...عارفه المشاكل اللي تمرين فيها..لكن اللي تسوينه خطأ..أنتي قلبك طيب و تصدقين كل شي..بس والله علي مو صادق..لا توثقين فيه..لا تعطينه أكبر من حجمه
أماني بإصرار= حياة مهما أقول لك ماراح تصدقين..و لا راح تحسين باللي نحسه إتجاه بعض..أنتي بالذات..لأنك تكرهين الرجال و تحقدين عليهم و تبين تشوفين إنهم ظالمين و بس
حياة بقهر= و هم كذا..و خاصه النوعيه اللي نكلمها
أماني= اللي تكلمونهم يمكن..بس علي لا..و بتشوفين
حياة بقهر= عندك إستعداد نختبره؟
أماني= وش قصدك؟
حياة= عطيني رقمه و أكلمه قدامك و بنشوف إخلاصه الحقيقي
أماني تضحك= حياة لو واحد أبو عيال و شايب بيسمع صوتك بيذوب..كيف ما تبينه هو يتأثر؟ و أصلا هو يكلم عادي و يعلمني عن كل اللي يكلمهم و أحيانا يشبك معهم و اسمع سواليفهم..بس أنا غير
حياة فقدت أعصابها= أنتي خبله أو تستخبلين؟! يكلم قدامك و مصدقه إنه يحبك..و رايحه تقولين له كل شي عنك!
أماني= حياة أنا مو صغيره و أعرف مصلحة نفسي...و رجاء لا تتدخلين بهالموضوع مره ثانيه
حياة تصرخ بقهر= أمااااااني
لكنها تركتها و راحت...و هي تفكر بكلامها اللي أبدا ما اقتنعت فيه...(ماراح تفهمين يا حياة..ما جربتي تعيشين في بيت كله خلافات كل يوم..أبوي و زوجاته..خوات كل وحده ما همها إلا نفسها..و ما تلقين أحد تكلمينه أو يحس فيك......و بعد كل هذا يجي علي يسأل عن كل صغيره و كبيره بحياتي..يهتم فيني..بصحتي..بنومي..بدراستي...يحبني و يقدرني...لنا سنه نكلم بعض ما عمره طلب يشوفني..بس من بعيد..و بيجي يخطبني و بيثبت لكل اللي مستهينين فيني إن فيه أحد يبيني و بيتحدى العالم عشاني)
••
••
••
في القاعه...كانت حياة للحين تفكر بكلام أماني و القهر يملاها...(و أنا ليه أشاورها؟ ليه ما آخذ رقمه و أدق عليه و أفرق بينهم)
لكنها تذكرت كلام أماني...قالت لها إنه يسمعها كلامه مع البنات...ضربت الأرض برجلها بكل قوه...و هي تحس بالعجز و القهر...حست بجوالها يهز بجيبها...و طلعته...
حياة بنرفزه= نعم
هاني= وش فيها الحلوه معصبه؟
حياة= وش دخلك؟
هاني= إذا للحلو ما نتضايق لمين نتضايق
حياة..(عساك تضيق لين ما تقدر تأخذ حتى النفس)
هاني= وينك غلاي؟ وين رحتي؟
حياة= وش تبي داق؟
هاني يتنهد= أبي اسمع صوتك..و حشني دلعك
حياة= إذا كنت فاضي أنا مو فاضيه..وراي محاضره اللحين
هاني= وش دعوه..تذكرين يوم ضيعت إجتماع عشانك..اللحين ما تضيعين محاضره عشاني! إلا صح تكفين قولي غرور..وش اسمك الحقيقي؟ وش تدرسين؟
حياة= مو ضروري تعرف؟ وش يهمك فيه؟
هاني= أنا يهمني كل شي عنك..أبي أكون قريب منك
حياة= يمكن أفكر إذا وثقت فيك
هاني بحماس= والله؟ وش تبيني أسوي عشان توثقين فيني؟
حياة= أفكر و أقول لك
هاني= و أنا انتظرك يا قلبي..اللحين روحي لمحاضرتك حياتي
حياة= باي
هاني= باي
سكرت حياة و هي كالعاده تدعي عليه...و في بالها تطلع حرتها فيه...
••
••
••
كملوا باقي اليوم بدون لا يكلمون بعض...لكن أماني ما هانت عليها حياة...كلمتها...بس كان الكلام بينهم بارد..

dali2000 12-07-09 03:54 PM

|[?الــبــــــارت الــثـــــالــثـــ?]|

طلع سعود و شافها واقفه تنتظر في الحوش...و كانت معه الخدامه لأنه رفض تروح أمه معهم...شاف خاطرها مكسور و خاف رحيل تسوي شي يزيد عليها...
هي شافته وهو يطلع...لكنها كانت صاده عنه...و تتخيل وش ردة فعله على اللي سوته...وش الكلام اللي قالته عمتها له...
مر من عندها وهو يطالعها بغيض...مع كذا حاول يكتم هالغيض وهو يكلمها...
سعود ببرود= صباح الخير
طلعت قبله...و لا كلفت نفسها ترد عليه...و هالشي خلى قهره يزيد عليها...و حط حرته في الخدامه...
سعود بعصبيه= يله تحركي
طلعت معه...و ركب سيارته...و ركبوا معه ورى...مشى وهو يطالعها بالمرايا بقهر...كان يبي يوصلها و بس...
لكن غصب عليه تكلم...
سعود بهدؤ= أنا مو عارف ليه تسوين كل هذا؟ ليه تقابلين الحب و الإهتمام بهالصد و الجفاء؟ ليه قلبك يشيك كل هالكره لأهلك اللي مالك غيرهم؟!
رحيل بغيض= اسكت يا سعود ما أحد فيكم له حق يلومني..لا تجي تحاسبني على شي أنت مو عارفه
كانت تتكلم بقهر...و كره...لكن استغربت من نفسها...وهو يلومها كذا كيف ما ثارت بوجهه...
لكنها تذكرت...لحظة طفوله مرت بينهم...كان هو الوحيد اللي تتذكره بهدؤ...و صفاء...بدون لا تدخل بهالذكريات مشاعرها السوداء...العدوانيه...
يمكن هاللحظه هي اللي شفعت له عندها...
لكن سعود ثار فضوله من كلامها...و قهره زاد على الحال اللي حاطه نفسها فيه...و الكل يراقبها و ساكت...

سعود= وش اللي ما أعرفه؟ الكل يحبك بس أنتي الكره مالي قلبك..و قسوتك خلتك تظلمين نا....
رحيل تقاطعه بغيض= ظالمه! أنا الظالمه! و أهلك هم الطيبين..هم المظلومين!!..(تصرخ بقهر) أمك اللي تبيني اجلس عندكم عشان تخفف شوي الهم عن أخوها و عياله طبعا ما يصير هو بس اللي يشيل الهم و هم مرتاحين..عشان تعزم جاراتها يتفرجون علي و يخطبوني..يبتلون فيني و يريحونكم! أو أختك اللي الفضول ذبحها من سكوتي و قررت إني سر لازم تتحدى نفسها و تكشفه عشان تتناقش مع بنت عمها بالحاله اللي أنا فيها..أو غيرهم اللي مستخسرين هالجمال فيني..و يتمنون حتى هذا يآخذونه مني عشان يرتاحون..عشان يتأكدون إنهم تركوني بدون أي شي...(تمالكت نفسها و كملت بهدؤ) هذا هم أهلك المظلومين..و هذا اللي أنا ظالمتهم عشانه..لأني أعرف الشعور المصطنع..و الطيبه اللي وراها أسباب..و فاهمه الدنيا و فاهمتكم واحد واحد..
سعود كان يسمعها وهو مصدوم...ما كان مركز بالطريق اللي قدامه..كلامها فاجأه..شعورها أربكه..صوتها و القهر..و الحقد اللي فيه..خلاه يسكت و مايلقى شي يرد عليها فيه...
شاف نفسه يوقف عند بيت جدتها...و هي نزلت بدون لا تزيد أي كلمه على اللي قالته...شافها تطلع المفتاح من شنطتها...و فتحت الباب و دخلت و هي تسكره بكل قوه...خلته يدري إن اللي قاله قهرها...
بعد لحظات مشى بطريقه..و صوتها و كلامها ينعاد في باله أكثر من مره...
••
••
••
دخلت رحيل لبيت جدتها...اللي كان مع كل وحده منهم مفتاحه...و ابتسمت براحه...و هي تتأمل البيت القديم...اللي كان دور واحد...بحوشه الضيق و النخل اللي فيه...
ما تحس بروحها مرتاحه إلا إذا دخلت هالبيت...و شافت وجه جدتها...أغلى إنسانه عندها...و بنات خالتها اللي كانوا مثل خواتها...مهما كانوا بعيدين عن بعض...مهما كانت شخصياتهم...و إهتماماتهم مختلفه...كان يجمعهم شي أكبر...يجمعهم شعور أقوى...
دخلت لداخل البيت...و هي تنقل نظراتها في الصاله و المطبخ...و لا شافت جدتها...دورت في الغرف و ما لقتها...(أكيد عند أم حامد)
هالجاره كانت أقرب وحده لجدتهم...و هي اللي تهتم فيها...و تساعدها...و هالشي اللي مخليهم يتطمنون عليها و هي لحالها...
دخلت غرفتهم...اللي ينامون فيها ثلاثتهم من كانوا صغار...
جلست على سريرها و هي تتذكر كلام سعود...(ليه قلت له اللي قلته؟ هو مين عشان أهتم أبرر له؟ طول عمري اسمعهم و اسكت ليه اللحين يعرفون إني أعرف عنهم كل شي..أكيد بيغيرون معاملتهم لي..على بالهم هاللي بيسوونه يخليني أنسى! بس أنا ماراح انسى..عمري ماراح أنسى..و لا أسامحهم)
نامت على السرير و غمضت عيونها...و هي تتذكر طفولتها...
وفاة أمها و أبوها بحريق البيت اللي ما نجى منه غيرها...و لليوم تتمنى إنها ما نجت...و لا عاشت هالحياة...
تركوها...طفله بعمر سبع سنين...تحاول تلقى الأمان بعد ما رحلوا عنها أمها و أبوها...بكل شخص كانت تدور الحب...و الإهتمام...اللي تلجأ له و تحتمي فيه...
لكن اللي شافته...و اللي سمعته...كان فوق عمرها...كبير على عقلها يستوعبه...كبير على قلبها يتحمله...
ملاها كره...و قهر...و قسوه...
بدت ترتجف...و هي تتذكر ذاك اليوم...اللي قلب طفولتها بأيامها الورديه...لأيام سوداء قاسيه...بارده...مجحفه...
تحس للحين إنها تسمع ذاك الصوت...بنبرة الكره...و الحقد اللي يملاه...
فتحت عيونها بسرعه و جلست...ما تبي تتذكر ذاك اليوم أبدا...
و التفتت للجدار اللي عنده سرير حياة...تطالع نظرة جدتها القويه...الحانيه...في الرسمه اللي احتلت مساحه كبيره من الجدار...
تذكرت أيام العطله و سهراتهم...و حياة أيام و هي ترسم بهاللوحه...اللي أبهرتهم كلهم...و حبوها بالحيل...
فزت من أفكارها...و هي تسمع صوت جدتها من الصاله...
الجده(أم ساره)= بنات أحد منكم هنا؟
ركضت لبرا و ابتسمت و هي تشوفها...الإبتسامه اللي ما تزين وجهها إلا كل أسبوع...رمت نفسها بحضنها...و ضمتها بقوه...
ضمتها جدتها للحظات طويله...هالبنت أكثر وحده تحبها منهم...و أكثر وحده تخاف عليها...لأنها تعرف بوحدتها...بنات خالتها عندهم اللي يكلمونهم...و اللي يحبونهم...رجوى و خواتها...و حياة مع بنات عمها...
لكن رحيل ما كانت تحب أحد...و هي تعرف هالشي...عشان كذا كانت أكثر وحده حرصت على تقويتها...بس الظاهر قوتها كثير لين صار قلبها حجر...ما يلين لأي شي...
رحيل= وش أخبارك يمه؟
أم ساره= بخير يمه..أنتي وش مسويه؟
رحيل للمره الألف= يمه أبي اعيش عندك..يمه ما أبيهم
أم ساره تتنهد= يمه هذا عمك هو ولي أمرك و ماراح يرضى يتركك..و أنا إن عشت لك اليوم ما عشت بكره
رحيل تتركها بعصبيه= يمه كم مره قلت لك لا تقولين هالكلام قدامي..إن متي والله لأموت معك
تركتها و راحت للمطبخ...و أم ساره تشوفها و تتنهد بحزن على حالها...كل شي قست قلوبهم عليه...كل شي يتحملونه...لكن تعلقهم فيها و بهالبيت...تحس إنهم يضعفون بالحيل قدامه...
راحت وراها للمطبخ و شافتها واقفه تشرب ماء بسرعه...و كأن هالموضوع...مر على الصحاري الجافه داخلها و زادها...جفاف و عطش...
أم ساره= رحيل
رحيل= نعم
أم ساره= لا تزعلين يمه..أنا عارفه إنك ما ترتاحين إلا بهاليومين مابيك تتنكدين مني
رحيل قربت منها و ضمتها= الله يخليك لنا يمه
جلست مع جدتها...و بعد صمت الأسبوع بكامله...كانت تسولف بكل حب و راحه معها...و تسمع كلامها...و توصياتها و الإبتسامه مرسومه على شفايفها...و الحب و الحنان باين في عيونها...
ملامحها كلها تبدلت...و اللي يشوفها اللحين ما يصدق إنها رحيل...المغروره...القاسيه...الحاقده...

••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

كان الوقت بعد الظهر...و التعب هاد حيلها...نزلت من النقل اللي يوصلها من كليتها و هي تجمع أغراضها...
و شافت جارهم أبوسالم ينزل من سيارته...و بكل وقاحه...وقف يطالعها لين دخلت البيت...
و حياة أول ما دخلت البيت ضربت الباب بكل قوتها و الغيض ماليها...(عساه العمى إن شاء الله..و كأنه مو مكفيه هالثلاث حريم اللي صافهم على بعض...له عين يطالع بعد!)
شالت نقابها و طرحتها و هي تنفض شعرها اللي مجعدته...قبل تلمه مره ثانيه و ترفعه بشباصه بأعلى راسها و تتوزع خصلاته بعشوائيه...راحت للمطبخ تشوف مرة عمها و ولاء و هم يغسلون الصحون بعد الغداء...
حياة= السلام عليكم
أم فايز+ولاء= و عليكم السلام
حياة= قولوا آمين
أم فايز= آميـن
حياة= عساني أشوف يوم بأبوسالم
أم فايز= وش تبين بالرجال تدعين عليه؟
حياة بعناد= يستاهل هالحيوان
ولاء تضحك= أكيد وقف مطير عيونه فيك
حياة بقرف= ايه عساه العمى
ولاء= دائما يسويها هو و وجهه..من يوم ادخل الحاره لين ادخل البيت..تقول ما عمره شاف مره
حياة بغيض= أنا أبي أعرف هذا عياله و زوجاته كيف متحملينه؟
أم فايز بعتب= خلاص وش تبون فيه
حياة تغير الموضوع= وفاء رجعت؟
ولاء= إيه قبل ربع ساعه..روحي بدلي عشان تتغدون مع بعض
تركتهم حياة و طلعت لغرفتها...جيتها المتأخره...كانت مريحتها من الغداء مع عمها و نجله العظيم فايز...لأنها ما توصل إلا و هم تغدوا و ناموا...
دخلت غرفتها...و راحت تبدل ملابسها بجلابية بيت خفيفه...و راحت لزاوية الغرفه اللي كان فيها حوض أسماك...وقفت تتأملهم دقايق...قبل تبدأ تغير لهم الماء و تحط لهم الأكل...
حست بأحد يدخل عندها...التفتت و شافت وفاء اللي كانت واقفه تطالعها بإعتراض...
وفاء= أنا قايله إنك بتخلينا نموت جوع لين ما تتطمنين على هالتونه على قولة ولاء!
حياة تضحك= حرام عليها ولاء..ليه حاقده على أميراتي
وفاء= دامهم صاروا يأكلون قبلنا أنا بأبدأ احقد عليهم
حياة= خلصت..خلصت يله خلينا نروح نتغدى لا تحطين عينك على غداهم

••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

بعد أذان العصر...دخلت شهد و شافت رجوى و هي تحط ثيابها في الكيس...
شهد= بتروحين اللحين؟
رجوى= إيه
شهد= انتظري لين تخف الشمس شوي
رجوى= لا أبي أوصل قبل المغرب
شهد تضحك= ما ظنيت الليل يخوفك!
رجوى= أنا عادي عندي لو أمشي نص الليل..بس أمي تقول امشي قبل المغرب..(تضحك) يعني عندها الأضرار الطبيعيه و لا الأضرار البشريه
قمر تدخل= يله رجوى أمي دخلت تروش حنين روحي قبل تطلع تنشب فيك
شهد= الله يعيننا على صفارة الإنذار اللي بتشغلها طول الليل لين ينومها كف من أبوي
رجوى تضحك= خليها تقوى بهالكفوف مثلنا..ترى أثبتت الدراسه الرجويه إن هالكفوف لها مفعول حليب الأم
ضحكوا شهد و قمر و هم ينزلون معها الدرج...
رجوى تتنهد= أووه بس متى اتزوج أبوسعد و يريحني من هالمشوار؟
قمر= عاد من زين السياره! الظاهر إنك بتدفينها نص الطريق
رجوى= لا ناخذ أم سعد تدف
قمر= بتموت بنص الطريق
رجوى بخبث= خلاص نرفع عليكم الإيجار و نقسط لنا سيارة....بعدين سيده أناقه وش عندك كل ما جبنا سيرة أبوسعد سكتي و سرحتي لا يكون حاطه عينك عليه!
شهد تبتسم= لا اشبعي فيه أنا لي فتى أحلام و ماراح أرضى غير فيه
رجوى بتريقه= أها بدت آثار المراهقه..أنا شاكه من يوم بديتي تنظفين! و تتكشخين
شهد= يله روحي قبل تتأخرين و سلمي على جدتك و بنات خالتك ملكة الجمال و عارضة الأزياء
رجوى بوقفه إستعراضيه= و أنا؟
شهد= البودي قارد حقهم
مسكتها رجوى مع شعرها القصير...و جلست تلعب فيه لين وقفته و حاسته...و جلست هي و قمر يضحكون عليها...
رجوى= يله دوري مكنستك و طيري
شهد ترتب شعرها= حماااااره
طلعت عنهم بسرعه...قبل ترد لها شهد اللي سوته فيها...مع إنها متأكده إنها ماراح تقواها...إن كان مشعل نفسه ما يقدر يقواها...(صدق إن كثر الضرب يقوي و يعطي مناعه)

••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

صحت حياة من قيلولتها بنشاط...أول ما سمعت المنبه...أخذت لها شاور سريع...و راحت تجهز نفسها بحماس...لبست فستان عنابي سبورت...تناسب مع لون شعرها...و عطاها منظر أنيق و ناعم...و تركت شعرها ينزل على ظهرها بنعومه...بدون أي تسريحه...و خصلاته الطويله تغطي نص ملامحها...
أخذت شنطتها و حطت بيجامتها و أغراضها...التفتت على الجوال اللي كانت تكلم فيه...و قفلته...حطته بالدرج و قفلت عليه...
كانت مستحيل تاخذه لبيت جدتها...مستحيل تسوي هالشي في بيتها...مستحيل تخون ثقتها...أما عمها فكان بنظرها يستاهل اللي تسويه فيه...
نزلت و شافته ينتظرها في الصاله بملامحه المعقوده دائما...و كأن وظيفة المدير صارت هي شخصيته حتى في البيت مع أهله...طالعت نظراته...تحس إنه يكره هالمشوار اللي يتعب نفسه يوديها له كل أسبوع...لكنه وعد جدتها...و عشان هالوعد مستحمل...

من ساعه...و رجوى للحين تمشي في طريقها الطويل..اللي تمشيه بدون ملل...دامها بآخره تشوف جدتها و بنات خالتها...و البيت اللي يجمعهم...بجدرانه...بأثاثه القديم...
كل زاويه فيه تشيل لهم ذكرى...و جرح...و دمع...
فيه تعاهدوا من سنين...عهد طفوله...كبروا و كبر معهم...و قساهم...
بس كان هو الحل الوحيد عشان يستحملون حياتهم و يكملونها بقوه...
فيه ودعوا أي حلم وردي كانوا يحلمونه...أي أماني بسعاده أو حياة حلوه...أي أمان أو دفأ...
ودعوا قلوبهم...و مشاعرهم...

••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

جلست حياة اللي وصلت من نص ساعه مع رحيل و جدتهم في الصاله...رحيل كانت نايمه على رجلين جدتها و تسولف معها...و حياة جالسه ترسم بكراستها...و كل شوي تشوف رحيل...
رحيل= وش عندك تطالعيني؟
حياة= ارسم عيونك
رحيل بملل= والله فاضيه! مادري كيف ما تملين و أنتي كل الوقت ماسكه هالكراسه و تشخبطين
حياة تصرخ= لاااا ليه غيرتي النظره اللي كانت بعيونك
رحيل بعناد تنام على ظهرها...و تبعد عيونها عن حياة...
حياة بقهر= زين يالنذله...بس معليش اكملها بخيال الفنانه
سمعوا صوت الباب ينفتح...لحظات و دخلت عندهم رجوى...و كالعاده تعدتهم...و هي تشيل غطاها و تلهث...و راحت تتمدد قدام المكيف...
رجوى= واااو حر..حر....بأموت..لا لا خلاص مت
حياة تضحك= الله يرحمك
رجوى= البقى براسكم..الله يرحمني و الله كنت بنت جاحده و ما استحي و قليلة خير
حياة= رحم الله امرء عرف قدر نفسه
قامت رحيل للمطبخ و جابت لها كاس مويه...و عطته له...
رجوى تاخذه بفرح= يا مال الثانكيو
شربته مره وحده...و بعدها قامت تسلم على جدتها و على البنات...و جلست جنبهم...و عيونها على حياة...
رجوى= وش تسوي بيتهوفن؟
حياة بإستغراب= وش دخل بيتهوفن؟
رجوى= ليه هو مو فنان؟
حياة تضحك= إلا فنان..حتى يقولون بيدرسنا الترم الثاني
رجوى= ليه هو ما مات؟
أم ساره تقاطعهم= حياة قومي يمه سوي لنا قهوه
حياة تقوم=إن شاء الله..تعالي معي يا خبله
قامت رجوى معها...و رحيل جالسه تسولف مع جدتها...
و في المطبخ...جلست رجوى على الأرض و هي تشوف حياة اللي تسخن الماء...
رجوى= هاه حيحو وش أخبارك؟
حياة= تمام و أنتي؟
رجوى= أززقح
حياة= ليه ما سددتم؟
رجوى بتفاخر= و الله في الحقيقه محددين أولوياتنا و تسديد التليفون يجي بالمرتبه ما بعد العشرون
حياة بقهر= أنا استلمت المكافأه ذكريني اعطيك فلوس تسددين فيها
رجوى بطمع= بس للتسديد ما فيه زياده لرجوى الفقيره
حياة= و الله كأنك بنتي و اصرف عليك!
رجوى= يا خبله صدقه تنفعك بدنياك و آخرتك
حياة تضحك= خلاص و لا يهمك ما تغلى عليك
رجوى= آه لو فيه منك عشره كان صرت تاجره
حياة= الله يخلي لي أم فايز مو مقصره علي في شي
رجوى= و عمك ما يعطيك شي؟
حياة بكره= حتى هو مخصص لي مصروف..بس تدرين الفلوس اللي آخذها منه أحب أخربها على أشياء تافهه عشان أحس إن تعبه راح على الفاضي
رجوى= إيه اللي معاه قرش محيره يجيب حمام و يطيره
جهزت حياة القهوه...و أخذتها للصاله...و رجوى راحت وراها...و جلسوا يتقهوون...
حياة= جدتي تقول جايه بدري يا رحيل..غريبه؟
رحيل= كنت عند عمتي و خليتهم يجيبوني بدري
رجوى تضحك= مين اللي جابك؟
رحيل ببرود= سعود
رجوى= كنت حاسه..قلبي قال لي..أثرني عندي محاسيس رومانسيه
حياة تطالعها بتريقه= محاسيس! و كيف تجين معه لحالكم؟
رحيل= الخدامه كانت معنا
حياة بإستغراب= وش طاري عليك رايحه لعمتك؟
رحيل= عشان أقولهم ما ارتحت و يجيبوني هنا بدري
رجوى داخله عرض= وش العشاء؟
حياة= بعد تونا المغرب
رجوى تبتسم= أحب أأمن مستقبلي بدري
أم ساره= أم حامد قالت إنها بترسل لنا عشاء
رجوى تطبطب على معدتها= ياسلام عز الله بنملاك اليوم
و جلسوا مع بعض...يسولفون...و يأخذون أخبار الأسبوع من بعض...

••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

جلست شهد تتابع المسلسل بإندماج...رافعه للصوت على آخر شي كالعاده...عشان تقدر تسمع من إزعاج اخوانها اللي قالبين الصاله حلبة مصارعه...فيصل و بدر...و بسمه و حنين يشجعون...
سمعت صرخه...و شافت قمر تطلع من المطبخ تركض لها...و هي ماده لسانها...
قمر= تشوفين شي؟
شهد تطالع بخوف= دم! يالخبله من وين؟
قمر= وش اسوي؟
شهد= اغسليه بماء بارد
رجعت قمر للمطبخ...و بعد لحظات طلعت...
شهد= كيف قطعتيه؟
قمر= كنت ادهن لي سندويتشه بجبن..و لحست السكين يوم خلصت و قطعت لساني
شهد= تستاهلين يالمفجوعه! كل هذا بخل؟
قمر تضحك= والله حرام مليانه جبن
شهد= اسكتي بس لا تحومين كبدي..خليني اتابع
جلست قمر و هي ماده لسانها بإستهبال...والتفتت عليها حنين و مدت لها لسانها...
قمر= هههه على بالها مادته عليها
سمعوا صوت أبوهم يطلع على الدرج وهو يصرخ عليهم...و ركضت شهد و بسمه للغرفه...
بسمه= مادري ليه احس أخاف من أبوي إذا رجوى مو في البيت
شهد= يعني رجوى تسوي شي..تنطق مثلها مثلنا
بسمه تنام على سريرها= بس ولو و هي فيه ما أخاف منه كذا
ضحكت عليها شذى...بس مع كذا كانت تشاركها نفس الفكره...تحس الوحيده اللي ممكن تتفاهم مع أبوها هي رجوى...و إذا صارت مو في البيت...يحسون كأنهم غريبين عنه...
كانت شهد أكثر وحده ما تشوفه...أول ما تسمعه جاء تدخل غرفتها لين ينام أو يطلع...أحيانا تحس إنه ناسيها و لا يدري إن عنده بنت بهالإسم...
تحس إن اللي فيها كافيها...و مو ناقصها أبوها و صراخه...و هوشاته...

••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

بعد العشاء...نامت جدتهم و هم جلسوا في الصاله...عند التلفزيون اللي و لا وحده كانت تتابع اللي فيه...رحيل سرحانه و عيونها تطالع بالفراغ...و حياة تكمل رسمتها و نست اللي حواليها...
طلعت رجوى من المطبخ...و معها شابوره و كوب شاي...
رحيل تنتبه لها= توك متعشيه!
رجوى= جعت..و ما أعرف أسهر بدون ما آكل..تبين؟
رحيل= لا
رجوى تجلس بجنب حياة بقوه على رجلها= وش ترسمييين؟
حياة تبعد عنها= هيه الشاي بعديه تدرين ما أحب ريحته
رجوى تقربه منها= أوووو
حياة بغيض= رجيــــو!!
رجوى= خلاااص بعدناه...حياة ارسميني
حياة= والله أخاف ينكسر القلم
رجوى و هي تغط الشابوره في الشاي= حرام عليكم والله إني حولوا..صح رحيل؟
رحيل= حلوه أو شينه وش بيتغير؟
رجوى تفكر= صح وش بيفرق؟ ما أظن أبوسعد تهمه هالشكليات
حياة تنرفزت= و أنتي فرحانه بهالأبوسعد..الظاهر بتروحين تخطبينه بنفسك!
رجوى بهيام مصطنع= وش أسوي اعود نفسي عليه هههه
حياة= ارفضي و بس
رجوى= لو بأقول لأبوي لا..كان شفتيني قلتها من زمان
حياة= هذا أبو عاد؟
رجوى= تصدقين ما اتخيل أبوي إلا كذا..احس الأبو الطيب و اللي يحب عياله و يربيهم هذا بس بأفلام كرتون
حياة تضحك= حسبي الله عليك
رجوى= وش أخبار وفاء و ولاء؟
حياة= بخير
رجوى= يا حليلهم حبيتهم..والله وناسه يوم يجونا في العيد منذو مبطي
حياة= اعجبتك ولاء عشانها خبله مثلك
رجوى= والله كلهم حبيتهم جدا جدا..حتى رحيل حبتهم
رحيل بعناد= ما حبيت أحد
رجوى= نصابه ارتحتي لهم على الأقل..رحيل ترى إذا حبيتي أحد ما يأخذ من عمرك لا تخافين
رحيل= أنا بأروح أنام عشان إذا صحت أمي اصحى معها..تصبحون على خير
رجوى+حياة= تلاقين خير
راحت رحيل للغرفه و هي مبتسمه على كلام رجوى...و تتذكر وفاء و ولاء و أم فايز...صح هي ما كرهتهم...لأنهم يحبون حياة...بس بعد ما قدرت ترتاح معهم و تتكلم عادي مثل رجوى...و كأن هالجفاء صار عاده فيها مع كل الناس...
••
••
••
في الصاله...
رجوى= حياة خلينا نرقص؟
حياة بإستنكار= اعوذ بالله على هالليل!
رجوى= ايه أنا و البنات دائما نرقص لين نداوم من بكره
حياة= لا و أنا اقول كل هالأكل اللي تاكلينه و لا يبين فيك اثرك تحرقينه كله...أقول كولي و أنتي ساكته و ركدي شياطينك
جلست رجوى تأكل...و هي تقلب جوال حياة بين يدينها...و تتفرج على اللي فيه...و حياة كانت ترسم و مو يمها...لين وصل لها صوتها تكلم...
رجوى= هلا وفاء وش أخبارك؟
وفاء بشك= مين؟ رجوى؟
رجوى باللهجه السودانيه= هيا بزاتا..دايرا تسلم عليكي يا زوله
وفاء تضحك= الله يسلمك..وش أخبارك؟
حياة تضربها= و الله مستحلتني!
وفاء= هاذي حياة اللي عندك؟
رجوى= ايه زهقتني بس ترسم و ساكته..و أنا ما أحب اجلس ساكته أبي أسولف على أحد
وفاء= وش أخبار الدراسه؟ وش أخبار ثالث معك؟
رجوى= لا تذكريني بخيبتي..الناس ملخصات و مشاركه و إجتهاد..و أنا لي الله لا المخ يساعد و النفس تساعد..حتى بعض كتبي مضيعتهن مادري متى آخر مره شفتهن
وفاء= والله إنك مو صاحيه؟ لازم تجيبين نسبه
رجوى= يا أختي هالكلمه كل البنات لا سمعوها انتفشت عيونهم بس أنا عجزت أخاف منها أو اهتم
وفاء= أنتي وش تبين تدخلين؟
رجوى تستهبل= والله أشياء كثيره..أبي أدخل السوق..و أدخل الملاهي
وفاء= رجوى! أنا اقصد الكليه
رجوى تضحك= مادري؟ لازم اعرف من اللحين
وفاء بتريقه= المفروض يعني..لو ما عندك مانع
رجوى= على قولة رحيل ما ندري حنا نعيش لذاك اليوم أو لا..ليه أفكر من اللحين
وفاء= الله يرحم حالك
رجوى= وفاء أنتي بأي كليه يمكن أدخل عندك
حياة بتريقه= قسم كيمياء..يمديك عليها؟
رجوى بقرف= والله لو عرفت إنك مثقفه ما كلمتك..يله برى اطلعي عن بيتنا
حياة= اللي ما يطول العنب
رجوى بتحدي= لا تخلوني أدخل طب
وفاء= كيف و أنتي أدبي؟
رجوى= عادي طب شعبي ههههه
حياة تأخذ منها الجوال= أقول وفاء مع السلامه البنت اصرفت علي
رجوى بعناد= وش دخلك مو أمها اللي تسدد فاتورتك..ماراح تقول شي و حنا مسولفين على بنتها
حياة= مع السلامه وفاء
وفاء تضحك= مع السلامه..سلمي على جدتك و رحيل
حياة= يوصل يا قلبي
سكرت منها...و جلست تسولف هي و رجوى اللي تقول لها أحداث المدرسه...لين راحوا ينامون...

••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

بعد ساعه...كانت حياة تتقلب بفراشها...ما جاها نوم...ملت و قامت من سريرها...و طلعت من الغرفه...و هي تطالع بنات خالتها...على أمل إن أحد حس فيها...لكنهم كانوا نايمات...
طلعت للصاله...و جلست على المجلس العربي...سرحت بتفكيرها دقايق...و عيونها بدون شعور لفت تطالع الغرفه المسكره قدامها...غرفة أمها اللي كانت أكثر وحده جلست في هالغرفه من خواتها...و تركتها بس من ثلاث سنين...لكن خالاتها...ماتوا من سنين طويله و لا كان لهم ذكريات هنا...
ما تذكرت متى آخر مره دخلتها...هالغرفه دائما مسكره و لا أحد يهتم يدخلها...
شي داخلها خلاها غصب تروح لها...مع إنها تكره كل اللي فيها...بس مع كذا كانت تمشي مثل المسحوره لها...
دقات قلبها صارت أسرع و هي واقفه قدام الباب...و بيدينها المرتجفه حركت المفتاح...لين شافت الغرفه مفتوحه قدامها...
ترددت بالدخول...فكرت إنها ترجع أحسن...(وش تبين تشوفين يا حياة؟)
لكنها مع كذا دخلت...والإحساس اللي داخلها...الشوق اللي يأن بصوت خافت...و كأنه خايف من صدها...
غلبها...غلب قوتها...و جفاها...و عنادها...
أول ما شغلت النور... ارتجفت و هي تحس للحظه إنها تشوف أمها على ذاك السرير القديم...بملامحها الجميله...بنعومتها...و رقتها...
مشت بخطوات مكرهه للداخل...و وقفت تطالع كل شي في الغرفه...
راحت لدولاب ملابسها...حطت يدينها...تبي تفتحه...لكنها ضغطت بأصابعها بكل قوتها و هي مو قادره تفتحه...ما تبي تفتحه...
سندت راسها على الدولاب...تشتاق تشوف أي شي من ريحتها...بس فيه شي يردها...الحزن...و العتب...و القهر...
صارت تهمس بصوت منكسر...مقهور...(كيف تتركيني عشانه؟ ليه كنتي تحبينه أكثر مني؟ مع كل اللي كان يسويه! مع كل اللي كان يسويه!.....ليه تصدقينه؟ ليه تحبينه؟ ليه ترخصين العمر..و ترخصيني بس عشانه)
مسحت دمعه نزلت منها بقوه...و قهر...(لااا ماراح أصيح..لا عليك و لا عليه)
غلبها عنادها...و طلعت من الغرفه و هي ترجف قهر...و كأن ذاك اليوم الأسود كان أمس...و كأن العذاب اللي عاشته كان من أيام بس...
تذكرت أيامها معهم...
الكره...و الإستحقار...اللي امتلى بقلبها على أبوها...
و الحزن...و القهر...و الألم اللي تشوف أمها فيه...

••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

••---مـن بـكــــره---••

صحت حياة متأخره...و شافت نفسها لحالها في الغرفه...جلست على سريرها تصحصح...لكن لفت انتباهها شي...التفتت على الطاوله اللي كانت جنب سريرها و لا شافت ألوانها و لا كراستها...(أكيد هاذي رجوى الملقوفه!)
قامت و طلعت من الغرفه...و شافتها في الصاله نايمه على بطنها...و مستغرقه باللي تسويه...و اللي يشوفها يقول عندها سالفه...
مشت بشويش من وراها و شافت وش ترسم...ابتسمت بسخريه و هي تشوف الورد اللي هي راسمته...و كأنه رسم بنت بأولى إبتدائي...
حياة= حرااام عليك والله ألواني تأن من هالمنظر..هذا ورد أو خضار أو وشو بالضبط؟!
رجوى تلتفت لها= مشكله اللي ما يفهمون أنواع الفن؟ هذا يا قليبي يسمونه الفن الرجوي..هذا بس تشوفينه و لا تحاولين بأي شكل من الأشكال تعرفين وش هاللي تشوفينه أو بتتعب نفسيتك و تنهار عيونك
هذا تشوفينه و تعوذين من الشيطان و تقلبين الورقه
حياة تضحك= لا! تشرفنا بهالمدرسه الجديده..يله بأروح اغسل و......
رجوى تقاطعها= حمد الله جايتني من سريرك..كل هذا خوف عليهم شكلك متبنيتهم هالألوان! عيالك هم عيالك؟
حياة راحت و ما ردت عليها...و رجوى قامت للمطبخ تشوف جدتها...
رجوى= أمااااه أين تلك الفتاة البائسه..التي تعدى رحيل
أم ساره= في الحوش
راحت رجوى و شافتها جالسه تسقي النخلات الثلاث اللي من عمرهم...حتى رجوى سمت كل نخله بإسم وحده منهم...
شافتها رجوى عند النخله اللي كانت بإسمها...
رجوى= آي غرقت غرقت يكفي مـــاء
رحيل التفتت عليها و رشت بيدها ماء على وجهها...
رجوى= أنتي اللي جنيتي على نفسك
و راحت تأخذ الماء منها و ترشه عليها...و هي تحاول تبعدها عنها...
طلعت حياة على صوت صراخهم...و راحت بسرعه من ورا رجوى...و مسكتها لين صبت عليها رحيل كل المويه اللي معها...تركتها حياة و هي تضحك على شكلها...
حياة تضم يدينها= آي اوجعتيني! وش هالقوه اللي فيك؟ اللي يشوفك متر و نص ما يقول يطلع منك كل هذا!!
رجوى= هذا اللي يقولون ضربني و بكى..أنتي وش لقفك تفزعين؟
حياة تمسك رحيل= ما تهون علي رحيل تتوحدين فيها
طالعتهم رجوى بحقد...و راحت تجلس على الأرض في الشمس...
رحيل= رجوى الشمس بتضرب في راسك
رجوى= أووص بأنشر نفسي لين انشف
حياة تدخل= خلاص بعد ساعه أجيب سلة الغسيل و آخذك
لكن رحيل ما دخلت...راحت لرجوى و شالتها معها غصب...
رحيل= ادخلي بدلي ملابسك بلا خبال
رجوى بتريقه= رحيل أنتي متأكده إنك مو أمي؟

••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

الساعه أربع العصر...كانت أم حامد تمسح دموعها...و هي تشوف العيون الثلاث اللي مركزات نظرهن عليها بإستغراب...و اللي طلعوا اللحين من غرفتهم...
تعرفهم وحده وحده...جمعتها فيهم أيام...و أحداث...و أحزان...
كانت تشوفهم قدام عيونها...يكبرون و يتفتحون مثل الورد...ورد منظره بس اللي كان حلو...لكن اللي يقرب منه و يلمسه...كان كله شوك...حتى عبيرهم كان مختفي...و لا عرفت لو كان باقي منه أي شي يلطف حدة هالمشاعر أو مات كله و انعدم للأبد...
ابتسمت و هي تشوفهم...بنفس الملامح اللي دائما مرسومه على وجيههم...
رحيل...بجمالها الخلاب...بغموضها و سكونها...بنظراتها الحاده...بملابسها اللي تعكس نظرتها للحياة...
حياة...بملامحها الجذابه...أنثى بمعنى الكلمه...صوت و صوره...لكن طبعا بدون إحساس...بكبريائها و تحديها اللي يبين بعيونها و وقفتها...بأناقتها اللي تزيد جاذبيتها...
رجوى...و الوجه الطفولي العذب...و إبتسامه واسعه و دائمه...تقول للكل إن حياتها باللي يصير فيها...هي آخر همها...حتى لبسها بألوانه الفضه...عديمة التناسق...يأكد إنها تعيش اليوم بيومه لنفسها و بس...
انتبهت لنفسها و البنات يتقدمون منها...سلمت عليهم...و جلسوا ينقلون نظراتهم...بين عيونها الدامعه...و بين نظرات جدتهم اللي مع ثباتها كان فيها طيف حزن غريب...
رجوى= وش فيكم؟
أم حامد بحزن= أبوحامد جاه إنتداب لجده
حياة تشهق= بتروحين؟!
أم حامد= غصب عني
رحيل= إلى متى؟
أم حامد= سنتين
سكتوا البنات...و شافت نفس الحزن اللي بعيون جدتهم...ينرسم بعيونهم...صارت تتكلم و تحاول تخفف الحزن اللي غطى على الجلسه...لكنها كانت أكثر منهم زعلانه على فراقهم...و خايفه عليهم...
تركتهم حياة...و راحت للمطبخ تسوي القهوه...لحظات و شافت رحيل تدخل عندها...
رحيل= وش بنسوي؟
حياة و هي تحط الفناجيل بالصينيه= بإيش؟
رحيل= أم حامد بتروح بعد أسبوع..و جدتي بتكون لحالها..ما فيه أحد يدير باله عليها..ولو تحتاج لشي.....
سرحت حياة تفكر بكلام رحيل...حزنها على فراق أم حامد اللي كانت مثل خالتهم...خلاها تنسى إن جدتها اللحين بتكون لحالها...
صح جدتهم للحين بقوتها...لكن لو تحتاج لشي...أو تتعب...مين بتروح له...
أم حامد كانت مو جاره...كانت أخت لجدتهم...كل يوم تمر عليها و تتطمن...كل ما راحت للسوق شرت لجدتهم قبل تشري لنفسها...حتى أغراض البيت كان أبوحامد هو اللي يجيبهم لها...و تليفونها اللي رقمه مخزن عند جدتها كانت تقول دائما إنها تحطه عند راسها حتى و هي نايمه عشان أي وقت تحتاجها...تجي عندها بسرعه...هي الوحيده غيرهم اللي معها مفتاح للبيت...
رحيل= حياااة وين رحتي؟
حياة تتنهد= صح كلامك..حتى لو كانت جدتي تهتم بنفسها و الجيران ما يقصرون بس ماراح أكون مرتاحه و متطمنه مثل يوم كانت أم حامد هنا
رحيل= و الحل؟
حياة= و الله ما أدري؟ صعبه وحده مننا تجلس عندها ماراح يرضون..و لا هي بترضى تعيش عند أحد منهم
رحيل في خاطرها...(أنا اللي المفروض أعيش هنا..معها..و لازم هالشي يصير)
رجوى تدخل و تأشر بالفلوس اللي معها= جدتي عطتني قرنقش بأروح أجيب شوكليت
حياة= لا تروحين لحالك روحي معها رحيل
رحيل= مابي
حياة= خلاص أنا أروح معك
رجوى= ليه يعني؟
حياة= يعني مو عارفه يدينك السحريه وش تسوي؟
سكتت رجوى و راحت...و طلعت وراها حياة...لبسوا عباياتهم و طلعوا...
مشوا في الحاره القديمه اللي ما تغيرت من سنين...مع إن بعض البيوت ترممت بشكل جديد...لكن أغلبها كانت على حالها...وصلوا للبقاله اللي من سنين ما تغيرت و دخلوا...
حياة= رجيو أنتي خليك هنا أنا أروح اشتري..خليك تحت مراقبة الهندي عشان ما تمدين يديك
رجوى= إن شاء الله عمتي..ما تبين اتكتف بعد
حياة= يكون أحسن
تكتفت رجوى...و حياة راحت عنها و هي تضحك...و أخذت اللي تبي و رجعت لها...حاسبت و طلعوا...
حياة تضحك= تلقين يدينك حكتك؟
رجوى= ايه جيبي لي كريم عن الحساسيه
حياة= خليني أرمم أخلاقك مثل ما رمموا هالبيوت
رجوى= صح معك حق الواحد لازم ينتبه لنفسه قبل ينحرف
رجعوا للبيت...و دخلوا للمطبخ عند رحيل...
رحيل= وش جبيتي؟
حياة= تطلع اللي في الكيس..هذا و هذا و هذا
رجوى بفخر...تطلع الحلاو و العلك اللي ملت فيه أكمامها...و تطالع حياة بتحدي...
رجوى= و أنا جبت هذا
حياة تطير عيونها= وجع! كيف لطشتيهن قدامه
رجوى= تحسبين الرسم بس هو اللي فن..حتى السرقه فن
رحيل بعتب= رجوى حرام عليك
رجوى= أنا ما كان عندي نيه أسرق بس هي اللي تحدتني..مين يبي حلاوه؟
حياة= خليها لك

••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

نزلت ولاء و شافت أمها و وفاء في الصاله...جلست عندهم و هي تتأفف...
ولاء= فيه أحد يوم الخميس يجلس في البيت؟ والله طفش! اللحين كيف تبون الوحده يصير لها نفس تبدأ اسبوع جديد و هي ما طلعت و لا غيرت جو؟
وفاء و هي تقرأ مجله= و ليه تقولين لنا هالكلام؟ ليه ما نزلتي قبل أبوي يروح و سمعتيه هالمحاضره؟
ولاء= ليه تبين يصلون علي الجمعه بكره
أم فايز= دامك عارفه أبوك و طبعه خلاص تعودي..و دوري لك شي يشغلك مثل وفاء
ولاء= و فيه أحد مثل وفاء..ما شاء الله عليها لا تشكي و لا تمل
وفاء= كل واحد لازم يعيش حسب ظروفه..و عاداته و الشكوى ماراح تفيدك بتضيق صدرك على الفاضي
ولاء= أوووف..يمه بنات الجيران كلهم عند ربى اليوم..و أبوي بيتعشى برا يعني لو اروح و ارجع ما يدري...تكفيييين يمه
أم فايز= أنتي صاحيه..هذا اللي ناقص تطلعين من ورى أبوك
ولاء= يوووه أروح أكلم صديقتي أبرك
وفاء= لا تطولين يدق أبوي يلقاه مشغول يذبحنا
ولاء تصررخ= اررروح أنااام احسن..صادقه حياة هذا سجن مو بيت
تركتهم و طلعت فوق...
أم فايز تتنهد= الله يهديها
وفاء تبتسم= ما عليك يمه..هي كذا تعصب لها شوي و ترضى من نفسها

••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

••---مـن بـكــــره---••
صحت رحيل...و هي في سريرها التفتت تشوف رجوى و حياة و هم نايمين...ضحكت على رجوى كيف نايمه على بطنها و كل رجل طايره بمكان...و وسادتها طايحه على الأرض...عكسها تماما كانت حياة...نايمه بهدؤ و ترتيب...و هي ضامه الخداديه لصدرها بحنان...
حست بالضيق يرجع يحتل قلبها...و يشتت كل السلام اللي عاشته هاليومين...(اليوم بأرجع! ليه أرجع لهم؟ بأي حق يملكون حياتي؟ حتى راحتي بيدهم..لكن لا..أنا بأغير هالوضع غصب عليهم)

••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

جلست بدور في الصاله تقلب قنوات التلفزيون بملل...و هناء جالسه جنبها تقرأ مجله...
دخلت عليهم مها...
مها تجلس= ودعوا الراحه..اللحين تجيكم الحقوده
هناء= حرام عليك..هي عايشه لحالها و ما عليها من أحد
مها= ايه عشانها ما تتعمد تستفزك..ما تشوفين كيف ترمي الكلام علي أنا و بدور
هناء= والله غريب هالكره؟ نفسي اشوفها مع بنات خالتها كيف تعاملهم
بدور= أول كنا نهتم فيها بس اللحين بكيفها لو ما تبينا حنا بعد ما نبيها..ولو تروح عند جدتها اريح لها و لنا
مها بقهر= يكفي قواة العين اللي سوتها عند عمتي..ما راعت شعورها و لا شعور البنات راحت نامت عندهم و صحت ركضت لجدتها
هناء تسأل فجأه= بنات تكرهونها؟
بدور= أنا ما صارت تعني لي أي شي..بس اضيق من وجودها و كلامها مع أمي و أبوي
هناء= و أنتي مها؟
مها= هي تكرهنا كيف تبيننا ما نكرهها..خاصه و أنا اشوفها كيف تعاملنا بغرور و تفرح بقهرنا
رجعت هناء تنشغل بالمجله اللي بين يديها...
مها بهمس= ما خطبوا له للحين؟
بدور= مين؟
مها= أخو أبوفهد
بدور تتنهد بضيق= لا..بس عمتي هالمره ما فتحت السالفه
مها= يمكن عشانهم انشغلوا بهالرحيل..صارت كل الجلسه عنها
بدور= يمكن

••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

الساعه أربع العصر...جاء الوقت اللي بترجع فيه كل وحده منهم لبيتها...و تبقى جدتهم لحالها...كلهم يحسون بضيق...لكن رحيل كان لها أكبر نصيب من هالضيق...
كانوا جالسين في الصاله...
أم ساره= يله يا رجوى روحي اللحين عشان توصلين بدري
رحيل= اجلسي و أنا أقول لعمي نوصلك معنا
رجوى بفرح= والله!
رحيل= عشان خاطرك بس و إلا أنا ما أحب اطلب منه شي
حياة= يمه إذا احتجتي أي شي أنا ماراح أقفل جوالي دقي علي
أم ساره= لا تخافين من اللحين..أم حامد ماراح تروح إلا بعد أسبوع..بعدين أنا أعرف اهتم بنفسي أنتم لا تقلقون على الفاضي
رجوى=أنا اشهد يا أم ساره إنك أحسن من مية رجل
دق جوال حياة...و شافت رقم عمها بضيق...و وقفت تلبس عبايتها...
رجوى= والله بخيل؟ دقه بس
حياة= يعني أنا اللي أبي اسمع صوته
سلمت عليهم...و طلعت له...قبل تتأخر و تسمع منه محاضره...
و بعدها بدقايق...راحت رحيل و رجوى...اللي وصلوها لين الحاره...
رجوى= خلاص يا عم يكفي إلى هنا..ماله داعي تغير طريقك..مع السلامه رحيل
رحيل= مع السلامه
نزلت رجوى...و كملوا طريقهم بصمت...حتى لو حاول عمها يكلمها...كان ردها ما يشجعه يكمل...




dali2000 12-07-09 03:56 PM



.•.°.•?•n|[?الــبــــــارت الـرابـــــعـــ ?]|n•?.•.°.•

مشت رجوى في الحاره...لين وصلت بيتهم...و ابتسمت و هي تشوف أبوسعد ينزل من سيارته...
رجوى= السلام عليكم يا أبوسعد
أبوسعد= هلا يا بنتي و عليكم السلام
رجوى...(بنتي!! والله التحطيم)
دخلت للبيت...و تفاجأت و هي تشوف شهد و قمر اللي كانوا ينتظرونها في الحوش و هم ميتين ضحك...
شهد تضحك= بنتي! هههه لا يكون كسر قلبك بهالكلمه؟
قمر تضحك معها= هذا اللي يعيش حب من طرف واحد
رجوى= ضحكتوا بلا ضروس إن شاء الله...رضينا بالهم و الهم ما رضى فينا
قمر= و لا يهمك رجووي يمكن أم سعد ورى الباب و يسويلها تمويه
رجوى ترز نفسها= أنا أقول مو معقول ما ذاب في حبي..هو أكيد خايف من كذا
شهد تشهق= صح نسينا نقولك!
رجوى= أنا قايله أول ما شفتكم واقفين طقم كذا..إن عندكم مصيبه
شهد= و مصيبه كبيره..أبوي انطرد من البقاله؟
رجوى انصدمت= ليـــه؟!
شهد= المالك باعها..و اللي شراها بيسكرها و يفتح شي ثاني
رجوى= و أبوي وش سوى؟
شهد= جاء أمس وهو قالب على إبليس..و حط حرته فينا و اليوم من العصر طلع و للحين ما جاء...و دعى علينا و عليك و على أمي و نسى يدعي على اللي شرى البقاله و طرده
رجوى= تعالوا فوق نشوف وش بنسوي
••
••
••
طلعت فوق...و شافت بدر و فيصل و بسمه في الصاله...
رجوى= وين مشعل؟
شهد= طلع من الصبح و ما رجع
رجوى= و أمك وين؟
شهد= في غرفتها تنوم حنين
راحت لها رجوى...و شافتها جالسه و يدينها على خدها...راحت جلست جنبها...و أم مشعل ارتاحت يوم شافتها...
أم مشعل= قالوا لك البنات؟
رجوى= ايه..ما قال أبوي وش بيسوي؟
أم مشعل= هو ما قال لنا من الأساس دخل معصب و هاوشنا و طلع لكن البنات سمعوه في الحوش يكلم أبوسعد و يقوله
رجوى= يعني وش بيسوي؟
أم مشعل= مادري شكله طلب من أبوسعد يدور له شغل
طلعت عنها رجوى و راحت لغرفتهم...و أخوانها لحقوها...
رجوى= وش فيها وجيهكم كذا؟ اللي يشوفكم يقول خسرنا شركاتنا و تجارتنا..الله و البقاله اللي كان يشتغل فيها
شهد= على الأقل كانت تصرف علينا..اللحين وش بنسوي؟
رجوى ببرود= اللحين نعيش على خلق الله لين يرزقنا الله..أنا بكره أروح أكلم أم علي..أكيد بتعطينا فلوس
شهد...(و كأنه ما يكفينا اللي فينا بهالحاره..بنصير شحادين بعد)

••-------•?••?•{n}•?••?•--------•

دخلت حياة مع عمها للبيت...و هم يسمعون صوت فايز و ولاء العالي...و شكلهم يتهاوشون...
التفتت حياة لعمها...تشوف كيف تغيرت ملامحه بلحظه...و الغضب بان عليه...
دخل بسرعه...
أبوفايز= ولاء و وجع..ليه صوتك طالع؟
ولاء تفز بخوف= ............
فايز= يبه هالبنت لسانها طويل و بس تعاند بكل اللي أقوله
أبوفايز= اذلفي لغرفتك لا أشوف وجهك
و بسرعة البرق اختفت ولاء...و حياة واقفه تطالع عمها بكره...
أم فايز كانت تشوفها و تعرف هالنظره لا صارت في عيونها...خافت تتهور و تقوله شي...عشان كذا راحت لها بسرعه...
أم فايز= وش أخبار جدتك؟ عساها بخير
حياة ببرود= الحمدلله..بأروح لغرفتي
طلعت و راحت لغرفتها...سكرت الباب و بدلت ملابسها...و جلست على السرير...(ما يحب بناته و أكيد ما يحبني..ليه مخليني عنده ما أفهم...صادقه رحيل يتحكمون حتى في راحتنا)
سمعت أحد يطق الباب...
حياة= ادخلي
وفاء تدخل= نور البيت
حياة= ما أظن هالبيت بيشوف النور
وفاء تكشر= تقصدين سالفة ولاء و فايز؟
حياة بحيره= باسألك سؤال أنتي تحبين أبوك؟
وفاء= أكيد
حياة بقهر= ليه؟
وفاء= كيف ليه! هذا أبوي مهما كان قاسي مهما كان عصبي..بس بيظل أبوي و له إحترامه و حبه و تقديره..لأني ما اتخيل حياتنا بدونه هو سندنا بهالحياة..إن كان له عيوب كثير فأكيد له عذر في هذا..ولو كان مخطي بحقنا أدعي ربي يغفر له و يهديه..لكن لو بأخسره احس إني خسرت كل شي
كانت متأكده إن كلامها ماراح يعجب حياة...و إنها بتسمع إعتراض عليه...لكنها يوم رفعت راسها انصدمت من ملامح حياة المذهوله...و الجامده...لا حظت الدمع اللي ملأ عيونها...و شفايفها اللي ترتجف...
وفاء بقلق= حياة وش فيك؟
حياة تقوم و تطلعها برا= اطلعي يا وفاء أبي اجلس لحالي
طلعت وفاء بدون أي إعتراض...و سمعت حياة و هي تقفل الباب...كانت تبي تقنع حياة بتصرفات أبوها...ما تبيها تكرهه لهالحد...بس ما توقعت ردة فعلها تكون كذا...(أكيد ذكرتها بأبوها..اللي أفكر فيه صح..هي ما تحبه و لا بتسامحه على اللي سواه..للحين قهرها عليه مثل ما كان..للحين مأثر على أفكارها و مشاعرها)
ندمت إنها قالت اللي قالته...مو قدام حياة بالذات كان المفروض تتكلم عن الأبوه...لأن اللي يسويه أبوها مهما كان...لا يمكن يقارن باللي سواه أبوحياة...
••
••
••
كانت في غرفتها...قدام لوحه بيضاء للحين ما رسمت فيها شي...كرهت بياضها...كرهت صفائها...اللي ما يشبه أبدا حياتها...و أفكارها...
و أخذت فرشاتها و الألوان...و صارت تفرغ كل القهر فيها...

••-------•?••?•{n}•?••?•--------•

طلعت رحيل لغرفتها أول ما وصلت...و شافت بدور و مها في الصاله اللي فوق...و كشروا أول ما شافوها...
وقفت تطالعهم بغرور...و كره...
رحيل= سبحان الله لأنكم غاصبيني دائما أرجع لهالبيت و لكم...و لا وحده منكم طلعت من هالبيت...(تطالع بدور) فيه وحده راحت عليها خلاص..و الثانيه يمكن السبب اللي تبيه يطلعها من هالبيت هو السبب الوحيد اللي بيخليني اطلع من البيت..و أكيد ماراح اتنازل عنه
تركتهم و راحت لغرفتها...و بدور تطالعها بقهر...و مها بصدمه...
مها= تقصد سعود! أكيد تقصد سعود..معقوله عمتي قالت لها شي عنه؟
بدور= كرهي لهالبنت كل يوم يزيد..ليه ما يخلونها عند جدتها و نرتاح
تركتها بدور و راحت...و مها تطالعها...تدري إنها جرحتها باللي قالته...بدور كانت الوحيده من بين صديقاتها اللي للحين ما تزوجت...و غيرها صار معهم عيال...
لكن تفكيرها رجع للموضوع الأهم...سعود...و راحت تدق على وداد...
وداد= مرحبتين
مها= هلا وداد وش أخبارك؟
وداد= تمام
مها= وش تسوين؟
وداد= كنت اتابع فلم..صح ما تدرين وش قالت لي الخدامه اليوم؟
مها= وش قالت؟
وداد= أنا قلت لك إن رحيل راحت عننا من الصبح صح؟
مها= ايه
وداد= طلع اللي موديها مو السواق..سعود و الخدامه
مها انقهرت...و تذكرت كلام رحيل...خافت يكون صاير بينهم شي...
مها= وش صار؟
وداد= الخدامه تقول إن سعود كلمها و هي كانت تكلمه و تصرخ عليه وهو ما رد عليها
مها بقهر= وش قالوا؟
وداد= مادري؟ الخدامه تقول ما فهمت من كلامهم شي..رحت سألت سعود قال تحلمين أنتي و الخدامه أنا كنت أسألها عن بيت جدتها يوم ضيعته.....حسيت إنه ما يبي يقول لي
مها= هالبنت والله ما تستحي و معطينها وجه زياده عن اللازم لو تشوفينها كيف تكلم أمي و أبوي بغرور..والله ودي اذبحها
وداد= غريبه هالرحيل!.....يوم رجعت ما قالت شي عن سعود
مها= إن كان سعود ما قال هي بتقول! بس راجعه و شرها قدامها..أول ما شافتنا و حنا ما كلمناها هبت فينا
سولفت معها شوي و سكرت...لكنها ما نست أبدا اللي سمعته...و كل الوقت تفكر...وش ممكن يكون هالحوار اللي دار بينهم...لدرجة إنه ما يقوله لوداد...

••-------•?••?•{n}•?••?•--------•

نزلت ولاء من فوق...و راحت لأهلها و هم يتعشون...
ولاء= طقيت عليها الباب ما ردت
أم فايز= يمكن نامت
سرحت وفاء و هي تحس بتأنيب الضمير...لأنها تدري إن حياة مو نايمه...بس أكيد للحين متأثره باللي قالته لها...
••
••
••
في غرفتها تأخر الوقت...اللي راح و هي مو حاسه فيه...لها ست ساعات واقفه ترسم...ما سكنت يدينها لحظه...
و أخيرا حست بالتعب و الراحه بنفس الوقت...بعد ما طلعت كل اللي في داخلها على بياض اللوحه...و تركتها بألوان سوداء...حمراء...رماديه...
ألوان كئيبه...مثل كآبتها...و لوحه حزينه تعكس الألم داخلها...
جلست و سندت ظهرها على الجدار...و عيونها مركزه على الرسمه اللي قدامها...
نقلت نظراتها على ظل الرجل اللي في لوحتها...ظل أسود هزيل و الحزن باين من جلسته...مسجون بين قضبان رماديه...قاسيه...و موحشه...حتى الأرض اللي جلس عليها كانت بلون الدم...
كذا هو بقلبها...كذا هو عنها.....بعيد...
بينهم شي لا يمكن يجمعهم مره ثانيه...بينهم ذنب...و روح...
بينهم عقاب ما تدري مين منهم يستحقه...

••-------•?••?•{n}•?••?•--------•

كان سعود جالس مع أصدقائه...لكن باله في مكان ثاني...يتذكر كلامها...(معقول الكلام اللي قالته عنهم صح؟ أو هي بس تدور لها حجج عشان تكرههم)
محمد= و أنت يا سعود مو ناوي تتزوج؟
سعود انصدم= هاه! ليش؟
محمد= شكلك مو يمنا؟
سعود= سرحت شوي..و ش كنت تقول؟
محمد= عبدالله تزوج و أنا خطبت..ما بقى غيرك..متى ناوي؟
سعود= مادري
سعود...(وحده بديت اهتم فيها بس مو قدها و لا قد اللي بيجي منها..و الثانيه تعجبني و أدري إنها تهتم فيني....أي وحده أنسب لي؟)

••-------•?••?•{n}•?••?•--------•

دخل أبومشعل البيت وهو للحين على عصبيته...و شاف رجوى جالسه على الدرج تنتظره...
أبومشعل= وش عندك جالسه هنا؟
رجوى= انتظرك..قالوا لي إنك انطردت
أبومشعل يضرب راسها= فرحانه و أنتي تقولينها
رجوى= لقيت شغل؟
أبومشعل يتعداها= الجامعيين ما لقوا شغل تبيني أنا ألقاه بيوم..لا تصرفون هاليومين لين نعرف وش بيصير فينا
رجوى..(الله و الصرف اللي كنا نصرفه! تقول كان معيشنا بعز)
تذكرت الألف اللي عطتها حياة...(معليش يا حياة ماراح أسدد فيها التليفون..عندنا شي أهم)

••-------•?••?•{n}•?••?•--------•

••---من بــكــــره---••

نزلت وفاء الدرج...و هي تشوف حياة طالعه و معها كوب النسكافيه...و باين على عيونها إنها ما نامت...
وفاء بإبتسامه= صباح الخير
حياة بهدؤ= صباح النور
تعدتها و راحت لغرفتها...و وفاء واقفه تطالعها...تمنت تعتذر على الضيقه اللي سببتها لها...لكنها تدري إن هالإعتذار مارح يفيد بشي...و قررت تتركها لين ترجع لطبيعتها مره ثانيه...
••
••
••
كانت بتروح لغرفتها...لكن غيرت رأيها و طلعت للسطح...تنفست بإرتياح و هي تحس بهواء الصبح المنعش...السماء كانت بلون أزرق صافي...للحين ما طلعت عليها الشمس...
جلست على الأرض...و هي تتمنى لو تقدر تنسى كل الماضي...باللي فيه...حتى لو كانوا أهلها...هي ما تبي تذكرهم...
طلعت لها ولاء...
ولاء= وينك أدورك؟
حياة= وش تبين؟
ولاء= مابي شي بس فقدتك..يوم ما لقيتك في غرفتك..شكلك ما نمتي؟
حياة= ما جاني النوم
ولاء= ماراح تداومين؟
حياة= لا بداوم مالي خلق اجلس في البيت
صارت ولاء تسولف عليها...مع إنها حست إنها مو يمها...لكن وفاء قالت لها ما تتركها لحالها...

••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

صحت شهد و شافت رجوى في سريرها...جالسه تلعب مع حنين...
شهد= ما رحتي للمدرسه؟
رجوى تتريق= إلا رحت حتى قربت أوصل
شهد= ليه ما داومتي؟
رجوى= مالي خلق..و قلت أروح لأم علي الصبح احسن..أخاف العصر يصير عندها حريم
سمعت من برى صراخ فيصل و بسمه...و قامت لهم...
رجوى= خير وش فيكم على هالصبح؟
بسمه= فيصل اخذ سندويتشتي وهو قد أكل قبل
رجوى= عطها لها
فيصل= ما شبعت
رجوى= و أنت وش يشبعك؟ أصلا أنت عندك خرق بالمعده مهما تاكل ماراح تشبع
طلع مشعل من غرفته...
رجوى= عاش من شافك أخ مشعل..للحين معنا بنفس البيت؟
مشعل= ايه للحين بنفس العش
رجوى= وين بتروح ما تبي فطور
مشعل يطالع بالصحون شبه الفاضي= هذا فطور؟
رجوى= ايه مو حنا أمس أعلنا حالة التقشف..بس أنت ما شهدت هاللحظه الأسطوريه
مشعل= ما هي جديده
تركها و نزل...و هي ما اهتمت...(مشعل يعرف يدبر نفسه ماراح يموت من الجوع)
رجوى= يله..يله كل واحد على مدرسته
دخلت المطبخ و شافت أم مشعل تغسل الصحون...
رجوى= وينه أبوي؟
أم مشعل= من صلى الفجر أخذ شنطته و ما رجع للبيت
تركتها رجوى و راحت للغرفه...و هي تفكر بأبوها...ما تغيرت عاداته...إذا صارت مشكله له...يروح و يختفي...
يتركهم لحالهم مو عارفين وش يسوون...و لا من وين يعيشون...
جلست على سريرها...و هي تطالع حنين...و تذكرت طفولتها...من يوم كانت صغيره و أبوها على حاله...ما يعرف يربي أحد...و لا يهتم بأحد...مو قد المسئوليه و لا يعرف يتصرف...كان كل ما يخسر له شغل يختفي...لين يلقى غيره...
حتى يوم كانت صغيره بعمر ثمان سنين...تركها عند الجيران و اختفى...و اضطرت تجلس عندهم حتى غصب عنهم...ما كانوا يبونها...و لا كانوا يقدرون يرمونها في الشارع...جلست غصب عنهم و عنها...
تسمع سخريتهم منها...و من وضعها...تأكل بعد ما ياكلون مع الخدامه...و تجلس أغلب وقتها بعيد عنهم لأنهم يطردونها من بينهم...
و اللحين تعودت على هالشي لين ما صار يصدمها...و لا يخوفها اللي بيصير فيهم...و تعرف إنها بتآخذ صدقتها من الناس...برضاهم أو غصب عليهم...
ابتسمت بينها و بين نفسها بسخريه...و هي تشوف الحال اللي وصلت له...و الصوره اللي يشوفونها الناس فيها...إنسانه ما تحس...إنسانه ترضى بأي شي...إنسانه ما يهمها شي...
قوتها...لعانتها...أخلاقها السيئه...كل هذا شكلته الأيام اللي عاشتها مع أبوها...و اللي كان يسويه فيها...
ما عطاها فرصه...تعرف الصح من الخطأ و تختار...
ما عطاها فرصه...تسوي اللي يعجبها...و ما ترضى باللي ما يعجبها...
ما عطاها فرصه...تعرف وش بتكون...وش شخصيتها...
أجبرتها الأيام...و الظروف...تكون رجوى...اللي تعيش عمرها تأكل...و تضحك...و تنام...بأي وقت...و بأي مكان...و مع أيا كان...
رجوى= يله نروح حنين
حنين بفرح= ويــن؟
رجوى= عند الجيران
اخذتها معها و مرت على المطبخ...
رجوى= أنا و حنين بنروح لأم علي
أم مشعل= زين
نزلت الدرج...و طلعت للشارع...و وقفت تراقب البيوت...كانت حارتهم فيها اللي على قد حاله...و فيها اللي حالته متوسطه...و فيه اللي بالنسبه لهم يعتبرون أغنياء...
أم علي كانت وحده منهم...عجوز ساكنه لحالها مع خدامتها...و عيالها كلهم متزوجين و لاهين في حياتهم...مع إنهم يزورونها بالشهر مره...بس رجوى كانت تحس إن أم علي مو مكتفيه بهالزياره...
راحت و دقت الجرس...و بعد لحظات فتحت لها الخدامه...و دخلت...
رجوى= أهلين آمنه..كيف حالك
آمنه= زينه كتير
رجوى...(أنتي و وجهك..اللحين أنا جايه اشحد و أنتي حالتك زينه كثير)
رجوى= أم علي صاحيه؟
آمنه= ايه ادخل
دخلت رجوى و سلمت عليها...و حنين راحت كالعاده مع الخدامه للمطبخ...تفطرها...
أم علي= وينك يا بنتي من زمان عنك؟
رجوى= بهالدنيا و الدراسه
أم علي= الله يوفقك يا رب..عاد نبي نسبه ترفع الراس
رجوى= ما لقيتي إلا أنا!
أم علي= إن شاء الله ربي يوفقك..بس أنتي اجتهدي شوي..وش أخباركم؟
رجوى= الأخبار شينه
أم علي بقلق= اعوذبالله ليه و ش فيكم؟
رجوى= أبوي اطردوه من الشغل..و أكيد كعادته بيختفي لين يلقى شغل
أم علي= لا حول و لا قوة إلا بالله..يعين الله يا بنتي
رجوى= يا رب
أم علي= تقهوي يا بنتي اللحين أرجع
راحت أم علي...و رجوى صبت لها فنجال و هي مبتسمه...تدري وين راحت أم علي...تفهم على الطاير و أكيد راحت تجيب لها فلوس...
رجعت و إبتسامه حنونه تزين وجهها...
أم علي تمد لها الفلوس= اخذي يمه و إذا احتجتي أي شي تعالي يمي
رجوى تبتسم= ما تقصرين يا خالتي
جلست معها تقهويها و تسولف لها...

••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

صحت الظهر...و نزلت تحت...مرت من عندهم في الصاله بدون تلتفت لهم...و لا تكلمهم...
دخلت المطبخ و شافت مها...اللي طالعتها بكره...و حقد...و هي تتذكر كلام وداد...
رحيل= وش تطالعين فيه؟ تقيمين نفسك قدامي..و تفكرين مين بيختار؟
مها بقهر= وش تقصدين؟
رحيل= أنتي تعرفين وش اقصد؟
مها فقدت صبرها= لا تغترين بنفسك..أنتي منظر على الفاضي و ما أحد يقدر يستحملك و يستحمل عقدك..الكل يعرف قلبك الأسود و حقده
رحيل ببرود= تبين نتحدى؟
مها تعصب= أنتي وش تبين بالضبط؟
رحيل تبتسم بإستهزاء= أبي اشوفك مقهوره و الحسره تأكل قلبك
مها= أنتي مجنونه و مو صاحيه
رحيل بقهر= ايه مجنونه..بس جناني بيطلع عليكم
سمعت أم أحمد صراخهم في المطبخ...و جت تركض لهم...
أم أحمد= وش فيكم؟
رحيل تصرخ= دامكم ما تبوني ليه مجلسيني عندكم؟ عشان اشوف كل يوم كرهكم لي؟ اتركوني بحالي حرام عليكم
تركتهم و طلعت...و هي توصل للدرج شافت عمها يدخل للصاله و معه أحمد اللي شكله ناداه بعد ما سمعهم يتهاوشون...لكنها كملت طريقها...و لا ردت عليه يوم ناداها...
••
••
••
دخل المطبخ و شاف مها و أمها...
أبوأحمد= وش فيكم. وش فيها رحيل؟
أم أحمد= تهاوشت مع مها
أبو أحمد بعتب= أنا مو قايلكم اتركوها بحالها
مها= يبه هي اللي مو تاركتنا في حالنا...كلمناها و عاملناها مثل اختنا ما نفع معها..تركناها ما كلمناها صارت هي اللي تجي و تتهاوش معنا غصب
أبو أحمد يتنهد= الله يهديها
تركهم و راح...و أم أحمد التفتت عليها...
أم أحمد= زين كذا تضايقين أبوك؟ كان ما رديتي عليها
مها= يمه ترى والله تعبنا من هالبنت..مو كل مره بنقدر نمسك نفسنا ما نرد على حضرتها و هي كلامها مثل السم
و راحت عنها لغرفتها...اللي جلست فيها و القهر يملاها...و كلام رحيل و نظراتها ما تغيب عن بالها...(معقوله يفكر فيها؟ مع كل هاللي يسمع عنها؟ عشان جمالها يعني ما تهمه نفسيتها......و أنا معقول ما يفكر فيني؟)
تذكرت سلامه لها...الصدفه اللي شافها فيها بغرفة وداد...و تعليقها عليهم...
الذكريات اللي بينهم بطفولتهم...
كل هذا معقول ما يتذكره إلا هي...
••
••
••
في غرفتها جلست بعد ما سكرت الباب...و هي مرتاحه على أول خطوه سوتها...و كلها أمل إنها تجيب نتيجه و تطلع من هالبيت...و إلا لا هي و لا هم بيشوفون الراحه...
لكن خطر على بالها كلام مها...يوم قالت إن سعود لا يمكن يفكر بوحده قلبها أسود...(أكيد يشوفني مثل ما هم يشوفوني..هو بنفسه قال لي هالشي..لكن...لكن....لكن وشو؟ هو بعد مثلهم..ما يختلف عنهم بأي شي..و أنا ما يهمني رأيه)

••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

الساعه خمس العصر...كانت أم فايز جالسه مع جارتها أم خالد...و وفاء معهم...
أم خالد= يعني ما أكلمها؟
أم فايز= والله أنا مابي اقطع نصيب البنت بس أنا متأكده إنها ماراح توافق
أم خالد= بس المدرسه اللي معنا تمدح بأخلاق أخوها و طيبه..حتى هي والله ما تتخير عنه..حياة تذكرها يوم كانت بالثانويه كانت تحبها بالحيل
وفاء..(تحبها هي بس مستحيل تحب اخوها..أنا متأكده إن حياة مو حاطه في بالها فكرة الزواج أبدا..بس الله يستر لو جاء العريس من طرف أبوي..معقوله يغصبها؟)
••
••
••
في غرفتها...كانت نايمه على سريرها...و يدينها تلعب بجوالها السري...تبي تدق و بنفس الوقت كارهه هالشي...
كانت تقلب بين الأرقام تشوف مين بتكلم...مع إنها ما كان لها خلق تسمع أي واحد فيهم...و قررت تقفل جوالها...لكنه دق...
و شافت اسم متعب على الشاشه...
حياة= نعم
متعب= وينك أنتي؟
حياة= بالمكان اللي أنا فيه
متعب= لا جد غرور من أيام ادق ما تردين؟ عسى ما شر؟
حياة= و ليه كل هالخوف؟
متعب= قلت يمكن زعلتها أو شي..أو تعبانه؟
حياة= لا بس ما كنت في البيت
متعب= أهم شي تطمنت عليك حياتي
حياة بتريقه= من متى؟
متعب= من يوم سمعت هالصوت الساحر..بالله عليك أنتي كيف ما تذوبين و أنتي تتكلمين؟ أنا ذاب قلبي
حياة= قلت لك كم مره ما أحب هالكلام..ترى بأسكر
متعب= خلاص عمري لا تزعلين..أهم شي اسمع صوتك لو تسبيني...غرور
حياة= نعم
متعب= أبي اشوفك..والله بأموت بس اشوفك
حياة= أفكر
متعب ما صدق= والله؟
حياة= قلت لك أفكر..يله اللحين بأسكر باي
متعب= باي
سكرت حياة...و هي خاطره في بالها فكره ضحكت عليها...(زين يالعاشقين..بتشوفون الكذب إلي وين بيوصلكم)
قفلت جوالها...و حطته في الدرج و قفلت عليه...و راحت عند التسريحه...تسرح شعرها...و رفعته ذيل حصان...و حطت قلوس وردي يتناسب مع لبسها...و نزلت لأنها تعرف إن أم خالد عندهم...
اللي لمحت لها عن موضوع الخطبه...لكن لا ملامح حياة...و لا كلامها شجعها تكمل...

••-------•?••?•{n}•?••?•--------••


طلعت رجوى من الغرفه...و هي تسمع صراخ خواتها و هم يلعبون أونو...و أم مشعل و حنين جالسين معهم...الكل كان موجود...
إلا الغائبين الدائمين...مشعل و أبوه...
قمر بفخر= رجوى فزنا أنا و بدر على شهد و فيصل أربع مرات على التوالي
رجوى= إيه طبعا إتحاد الكواكب أنتم قمر و بدر
شهد= أصلا هم يغشون بس للحين ما قدرت اكشفهم
رجوى= أجل ادفعي ثمن غبائك..أنا بأطلع
شهد= وين؟؟
رجوى= بأروح لأحد من الجيران أكلم حياة
أم مشعل= و العشاء..ترى ما عندنا شي
رجوى= إذا رجعت اعطي العيال فلوس يجيبون لنا عشاء....بس لا تفرحون مو من المطعم من البقاله
قمر بتريقه= فطور هذا مو عشاء؟
رجوى= عادي نجرب طعم الفطور في الليل
تركتهم و نزلت...طلعت من البيت...و راحت لأم علي...دقت الجرس لكن ما أحد فتح..(شكلها مو في البيت)
وقفت تطالع البيوت الباقيه...و تفكر لمين تروح...و راحت لأم هيثم...
دقت الجرس...و فتحت لها بنتهم الصغيره...و بدون ما تشاورها دخلت...
وقفت عند باب الصاله...و شافت أم هيثم...و معها وحده شكلها قريبتهم لأنها جالسه و آخذه راحتها...
رجوى= السلام عليكم..وش أخبارك أم هيثم..
أم هيثم= و عليكم السلام..هلا بنتي
رجوى= لو سمحتي بغيت اكلم بالتليفون بعد اذنك..
و قبل تسمع الرد راحت للتليفون اللي كان بآخر الصاله...و دقت...و هي تشوف نظراتهم المتفاجأه...(لازم يعني آخذ الموافقه..أكيد بتقول ايه..ليه بتقول لا و التليفون عندها...بعدين من شاور ما أخذ)
دقت على حياة...
رجوى= مرحبا حياة
حياة بإستغراب= رجوى من وين تكلمين؟
رجوى= من جيراننا
حياة= ما سددتم؟
رجوى= لا ماراح أسدد بالفلوس الي عطيتيني..أبوي انطرد من الشغل و كالعاده اختفى و بأصرف منهن على البيت
حياة= و ليه انطرد؟
رجوى= المالك باع البقاله و اللي شراها مادري وش بيفتحها و أكيد مو محتاج أبوي
حياة= وش بتسوين؟
رجوى= بنعيش بتقشف لين يلقى له شغل و يرجع
حياة= زين طمنيني عليك و إذا احتجتي شي دقي علي
رجوى= هههه أجل بأدق عليك كل يوم..يله مع السلامه
حياة= مع السلامه
سكرت رجوى منها و قامت بتطلع...
أم هيثم= أبوك انطرد من شغله؟
رجوى= ايه..عندكم له شغل
أم هيثم= لا والله يا بنتي من وين..بس أكلم أبوهيثم لو يعرف أحد عنده شغل
رجوى= مشكوره مقدما
تركتهم و راحت...و خالتهم تطالعها بإستغراب...
الخاله= وش هاذي؟
أم هيثم= هاذي رجوى من بنات الجيران
الخاله بإستغراب= والله و دخلت و كلمت بدون لا تشاور
أم هيثم تبتسم= هذا طبعها لا احتاجت شي ما تنتظر رأيك..و الله قلبها طيب بس ظروفها صعبه
الخاله= أول مره أشوف أحد كذا! و مين اللي تكلمها؟
أم هيثم= يمكن من بنات خالتها

••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

دخلت وداد الصاله...و شافت سعود جالس عند التلفزيون...جلست عنده...
التفت عليها و شافها تطالعه...
سعود= وش عندك؟
وداد= كلمت مها أمس
سعود= و إذا؟
وداد= تقول إن رحيل من يوم رجعت و هي ثايره عليهم و تتهاوش مع أي أحد قدامها
سعود= مو هي دائما كذا...مثل ما تقولون؟
وداد= يعني كانت كذا أحيانا..أو إذا أحد كلمها..و كانت أغلب الوقت تجلس في غرفتها لكن اللحين تطلع بس عشان تتهاوش معهم....حتى مع أحمد تتهاوش
سعود= و عمي ما كلمها؟
وداد= لا..قال لا أحد يرد عليها..و يخلونها و هي بتسكت
سعود انقهر= بس هذا مو حل...بسألك اللحين ليه وحده منهم ما تكلمها و تجلس معها..تحاول تفهمها إنها غلطانه و إنهم مو كارهينها مثل ما هي متصوره
وداد= صعبه..مها من زمان ما تكلمها لين صاروا يكرهون بعض..حتى بدور ما أظن اللحين تهتم لها مثل ما كانت من سنين
حس سعود إن كلام رحيل اللي قالته فيه شي من الصح...هم مجلسينها معهم في البيت و تاركينها بحالها...بدون أي إهتمام بالتواصل معها...
سعود= و أنتي يوم قلتي لها تجي معنا..ليه طلبتي منها هالشي؟
وداد= بصراحه محيرتني نفسي أعرف كيف تفكر..لو تتكلم و تضحك كيف شكلها..و ليه ما تحبنا......
كانت وداد تكمل كلامها...بس سعود تذكر كلام رحيل و اللي ينطبق على اللي جالسه تقوله وداد...
سعود= و أنتي ليه تقولين لي هالكلام؟
وداد= كنت أبي أعرف وش قالت لك في السياره؟ من يومها و هي متغيره
سعود= قالت اللي قالته..مو لازم تعرفين
تركها و قام...و هي تطالعه بحيره...
و سعود ما قال لها لأنه حس إن الفضول بس هو اللي خلاها تسأل...لأنه واضح إنها مومهتمه تقرب رحيل منهم...
ما يدري هي كذا فعلا...أو هو تأثر بكلام رحيل...

••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

بعد المغرب...دخلت حياة لغرفتها و قفلت عليها...و راحت للدرج الصغير و طلعت جوالها...و هي ناويه تسوي اللي فكرت فيه...
دقت رقم متعب...
متعب= لاااا أمي راضيه علي..مرتين اسمع صوتك
حياة= لا و شكلها داعيه لك..بتشوفني اليوم بعد
متعب انصدم= والله! تمزحين؟
حياة= ما تبي بكيفك
متعب= لا مجنون أنا ما أبي..لو للمريخ اروحلك
حياة= لا مايحتاج المريخ..خلنا قريب احسن
متعب= وين؟ أنا بين يدينك
حياة= مطعم الــ....نلتقي بقسم العوائل
متعب بفرح= يعني بأشوفك؟
حياة= ايه
متعب= ياويلك ما تطلعين حلوه مثل صوتك
حياة= أنت شوف و احكم
متعب بإستغراب= كيف قدرتي تطلعين؟ مو تقولين أهلك محافظين و لا يخلونك تطلعين لحالك
حياة= صح..بس عمتي جايه عندنا و قلت لها عنك و بتجي معي...تقدر تجيب أحد من أصدقائك معك؟
متعب= و لايهمك..بس أنا مابي أحد يشوفك غيري
حياة= خلاص نتركهم لحالهم و حنا نجلس لحالنا
متعب= لا أنتي اليوم غير..ليتك كل يوم كذا
حياة= لازم أول اوثق فيك قبل اطلع معك
متعب= اوثقي عيوني أنا طيب و قلبي أبيض و ماراح اجبرك على أي شي..كل شي على أمرك و أنا راضي
حياة= خلاص بيننا اتصال..الساعه تسعه تكون في المطعم بس احجز لنا قبل تخلص الأماكن
متعب= من عيوني
سكرت و هي تتنفس بقوه...حست إنها مخنوقه و هي تسمع كلامه...
و دقت على هاني...
حياة= مرحبا
هاني= مرحبتين و ثلاث
حياة= وينك دقيت عليك اليوم ما رديت
هاني= نسوي مثل ما تسوين يمكن تحسين
حياة= والله ما تستاهل اللي أنا متعبه نفسي عشانه
هاني= وشو؟
حياة= لا خلك على تغليك
هاني= عاد أنتي مصدقه اشوف رقمك و لا أرد..بس كنت عند عماني
حياة= اممم زين وش رأيك تعزمني على العشاء اليوم
هاني= و كل يوم بس تقدرين تطلعين
حياة= ايه هاليومين عندنا حالة إستثناء..أقاربي جايين عندنا و صرت اطلع معهم و أبوي مشغول عننا
هان تحمس= يعني أكيد؟
حياة= أكيدين..بس ترى بنت عمتي بتكون معي
هاني بإحباط= لا أول مره نتقابل وش نبي فيها؟
حياة= هي اللي رتبت لي الطلعه..كيف تبيني أقولها لا تطلعين معي...تدري أنت جيب أحد معك لو عندك يعني
هاني= و بنت عمتك عادي عندها تجلس مع أحد ما تعرفه؟
حياة= ايه البنت جرئيه و تحب الأكشن
هاني= تعلمي منها..مو أنتي كل شي عندك لا
حياة= والله ما يملأ عينك شي و اللحين أنا وش جايه أقولك؟
هاني= خلاص خلاص راضين..أهم شي نشوفك يالقلب..بس وين؟
حياة= مطعم الــ.... هي حجزت هناك.. أدق اقول لك رقم الغرفه
هاني= زين اجل أقوم اكشخ لك
حياة= ايه اكشخ لا تفشلني عند بنت عمتي
سكرت منهم و هي تبتسم بإستحقار..(الله يجمعكم ببعض على خير..أنت وياه)
من حماسها جلست في غرفتها...ما تحركت من سريرها للساعه تسع...و دق عليها متعب يقول لها رقم الغرفه...و هي قالت له إنها على وشك توصل...و دقت على هاني تستعجله و عطته رقم الغرفه...
و اتفقت مع الأثنين إن بينهم دقه إذا وصلوا...
••
••
••
في المطعم...جلس متعب و صديقه اللي بصعوبه اقنعوا القرصون يدخلهم...على أساس إن أهله جايين بعدهم بس تأخروا شوي...
صديقه= والله شكلك بتورطنا..عساها تستاهل هالبنت عاد
متعب= لو تطلع حلوه على صوتها والله ما أخليها تروح من يديني
صديقه= و قريبتها حلوه مثلها؟
متعب= مادري
صديقه= طبعا ضامن اللي لك و لا عليك من اللي لي
متعب= احمد ربك وحده و جتك على الجاهز..مو أنا لي شهرين اكلمها نشفت ريقي على بال ما تنازلت تقابلني....هاذي هي دقت أكيد وصلوا
تأكد من كشخته...و رسم على شفايفه إبتسامه مغريه...
و انفتح الباب...لكن هالإبتسامه انقلبت شهقه وهو يشوف الإثنين اللي واقفين قدامه و على ملامحهم نفس الصدمه...
القرصون= هادول أهلك ياللي بإنتزارك؟
صارت لهم مشكله كبيره في المطعم...اجتمعوا عليهم الناس...و إدارة المطعم...
••
••
••
كانت نايمه على سريرها...و غرفتها غارقه بالظلام...إلا من أنوار الجوال اللي ما بطل يدق من كل الرقمين...
ضحكت بإنتصار...و هي تقرأ مسجات التهديد...و السب...اللي ارسلوها لها...لكنها ما هزت فيها أي ذرة إحساس...
و قفلت جوالها...و هي ناويه تفتحه بعد أيام يكونون ملوا...و نسوا...

••-------•?••?•{n}•?••?•--------••
••---من بــكــــره---••

دخلت حياة للكليه...و راحت لصديقاتها و هي مبتسمه...
حياة= صبــاح الورد
هديل= صباح العسل..وش عندك رايقه؟ عكس ملامحك أمس
حياة تتنهد و تجلس= احس إني فرحانه اليوم..و بس
شمس= إن شاء الله دوم
جلسوا يسولفون...و بعد دقائق جت لهم أماني...و الضيق باين على وجهها...على غير عادتها...
و بدون أي سلام جلست بعصبيه على الكرسي...
هديل= لا حول و لا قوة إلا بالله..اليوم دورك يعني؟
أماني تدمع عيونها= هديل اسكتي عني تراي مو رايقه لأحد
حياة= أماني وش فيك؟ صاير شي؟
أماني= هالزفت خطبني
شمس= مين؟
أماني بقهر= ولد عمي
حياة= زين وش المشكله..ارفضي كان ما تبينه
أماني بسخريه= ارفض؟ و مين قال لك إن أحد شاورني..أبوي وافق و حددوا الملكه بعد أسبوعين
شمس= زين أنتي ليه رافضته؟
أماني بقهر= يعني ليه برأيك..عشان علي
حياة عصبت= من صدقك أنتي؟ كان هذا سببك تتزوجين احسن
أماني= أنتي آخر وحده انتظر منها تفهم اللي احس فيه يا حياة
حياة بقهر= طبعا آخر وحده..لأني مو غبيه و لا سخيفه عشان أصدق الحب و اركض وراه مثل العمياء..خاصه حب من هالطريق...اللي يبيه منك شي واضح..طلبه منك اللحين أو بعدين..اللي يبيه منك قضاء حاجه و بس....أيا كان نوع طلبه لهالحاجه..و أيا كان صبره لين يحصلها
صاحت أماني...و حياة بعصبيه تركتهم و راحت...
و هي تتمنى تعطي أماني كف يصحيها من اللي هي فيه...أكثر شي يقهرها...إنها تشوف أحد بهالغباء قدام رجل...تكره تشوفهم يلعبون فيهم...و يكذبون و هم يصدقون...(يكفيني غبائها..يكفي غبائها إلى وين وصلني..و وصلها.....و وصله)

••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

كانت رجوى تمشي الظهر...و تركوها كل البنات اللي يمشون معها...و هي تمشي و تعد السيارات اللي شافتهن من يوم طلعت من المدرسه...كله من الزهق...
رجوى= خمس و عشرين..ست و عشرين..سبع و عشرين...
حست بالسياره اللي مرت من عندها و هي مسرعه...لكنها فجأه وقفت...و رجعت لها...عرفت رجوى سيارتهم...
كانوا مراهقين أشكالهم ما تعدوا الثانويه...قبل أسبوع تهاوشت معهم...و يوم طلع من البيوت واحد من رجال الحاره اللي كانوا فيها...تبلت عليهم و ألفت له قصه طويله...وهو مسكهم و هزأهم...و راحت و لاعرفت وش صار فيهم...
شافت السياره توقف عندها...و حست إنهم ناوين على شر...
الولد= أها هاذي المسكينه..اللي ماشيه في حالها و حنا وقفناها بالغصب و هددناها تركب معنا...لا والله تشوفين أكشن كثير و متأثره
رجوى= أقول ضف وجهك أنت و اللي معك لا طلع فيكم حرتي
الولد= لا والله و لها وجه تعصب
رجوى حست إنهم ما وقفوا إلا و ناوين ينتقمون...و شكل التهديد على الفاضي ماراح يجيب فائده معهم...
ركضت بسرعه لواحد من البيوت اللي كانت عندها سيارات و دقت الجرس بقووه...
وقفوا لحظه و كأنهم بيروحون...لكن رجوى ما أحد فتح لها...و هالشي خلاهم يضحكون عليها و ياخذون راحتهم...
قربوا منها السياره لين حشروها بين السياره و الجدار...حاولت تطلع لكنه قرب زياده...لين صارت مو قادره تتحرك من مكانها ...
الولد= يله اعتذري
رجوى بألم= بعد السياره يا مجنون..والله لا أوديك السجن
اللي معه= خلاص خلنا نمشي..لا تورطناااا
الولد= اعتذري
رجوى تصرخ= آآآآسفه
ضحك عليها...و قبل يمشي تقدم بسيارته لين حست إن ظهرها بينقطع...و بعدها انطلق بسرعه...و طلع من الحاره...
طاحت رجوى على الأرض...و هي تمسك ظهرها بيدها و تحس بضربة السيارة تألمها بقوه...جلست دقائق على حالها مو قادره تأخذ نفسها من الوجع...(الله يآخذكم..أشوفكم مفرومين في هالسياره اللي أنتم راكبينها..مختلط دمكم بالحديد)
تسندت على الجدار...و هي تحاول تقوم...لين قدرت توقف...
مشت شوي شوي...لكن كل خطوه تمشيها كانت تزيد وجعها...و كأن سكينه مغروزه بظهرها...
حست بدموعها تتجمع في عيونها من الألم...و هي تسحب رجلينها سحب...حتى أنفاسها كانت متقطعه...و هي تمشي و تدعي عليهم...
وصلت لبيتهم...و هي ما تدري كيف وصلت...ما صدقت تشوف بابهم...دقت الجرس و انرمت على العتبه...و هي مو حاسه بحرارة الشمس...و الأرض تحتها...كل إحساسها كان بالألم اللي في ظهرها...
بعد لحظات فتحت لها بسمه...و تفاجأت من اللي جالسه على عتبتهم...
بسمه بشك= رجوى؟!
رجوى بصوت مخنوق= روحي نادي شهد و قمر بسرعه
ركضت بسمه لفوق...و رجعت و معها شهد و قمر اللي كانوا منصدمين...
شهد= رجوى وش فيك؟
رجوى= ظهري مو قادره اتحرك...سندوني لين اطلع فوق
سندتها شهد و قمر...و هم يطالعونها بخوف و قلق...و يطالعون بعض بإستفهام...
طلعوها فوق...وسط نظرات اخوانها و مرة أبوها المنصدمه...لين وصلوها لسريرها و نزلوا عبايتها و نوموها...
شهد= رجوى خوفتينا وش فيك؟
رجوى= عيال الكلب صدموني و راحوا..بس والله ما أخليهم
كانت تهدد من قهرها عليهم...مع إنها ما تعرفهم...و لا أخذت حتى رقم السياره...
أم مشعل= نكلم أبوسعد يوديك المستشفى؟
رجوى= لا مابي اتحرك..و مدام مشيت كل هذا أكيد ما فيني شي..بسمه روحي دوري عند الجيران لزقة ظهر..بس لا تقولين لأحد شي...لا تضيع هيبتي
شهد بعصبيه= والله إنك رايقه...و بعدين وش بتسوي اللزقه خلينا نروح المستشفى
رجوى= أنتي مو أعرف مني بجسمي..أنا حاسه إن اللزقه بتكفي..مابي مستشفى و عوار راس..يله روحي يا بسمه..روحي لأم علي
راحت بسمه...و رجوى تطالعهم بإعتراض...
رجوى= وش فيكم تطالعوني كذا كأني بأموت..ما فيني شي أنا..يله جيبوا لي غداي جوعانه

••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

دخلت رحيل في غرفتها...و سكرت الباب بكل قوتها...و هي تردد كلام عمها بعد هوشتها اللي صارت من شوي مع مها...(خلاص يا مها خلي بنت عمك بحالها..و أنت ليه ما تخليني في حالي..تعبت منهم تعبت..إلى متى بتحمل يعني؟)
صارت تضرب الأرض برجلها...تبي شي تطلع فيه القهر...بس مو لاقيه...تخاف اللي تسويه ما يقنع عمها يخليها تروح لجدتها...(معقوله كذبتي لمها تكون صدق؟ معقوله ما ألقى شي يطلعني من هالبيت إلا زواجي من سعود......وهو بيرضى؟ غصب عليه يرضى)

••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

كانت حياة تلبس عبايتها بتطلع من الكليه...و هي من الصبح ما جلست مع أماني و لا كلمتها...و شافت شمس جايه لها...
شمس= من صدقكم أنتم زعلانين على هالموضوع؟
حياة بقهر= أنا لو جلست معها ذبحتها على غبائها..خليني اتركها أحسن..و اللي يقهر تكلمينها أو ما تكلمينها ما تفهم..تقولين ساحرها هالعلي الله ياخذه..ما تشوف! ما تشوف اللي يسويه
شمس بإستغراب= حياة أعصابك وش فيك؟
حياة= اروح أحسن
تركتها و راحت...

••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

بعد المغرب...كانت شهد و قمر في الصاله...بعد ما نزلوا الصغار يلعبون في الحوش عشان ما يزعجون رجوى...اللي من نامت الظهر للحين ما قامت...
أم مشعل= ليه ما تصحونها نشوف كيف صارت؟
قمر= خليها ترتاح أحسن..يمكن المهدي اللي أخذته ريحها
شهد= والله هالرجوى خبله..جالسه و تعالج نفسها بكيفها..اللحين وش دخل مسكن ماخذينه من مدري كم شهر للصداع بوجع ظهرها!
قمر= عاد مين يقنع رجوى..طول عمرها تمرض ما عمرها راحت للمستشفى
دخل عندهم مشعل...وهو معصب...
مشعل= صدق فيه أحد صادم رجوى؟
شهد= كيف عرفت؟
مشعل= بدر قال لي..صدق؟
شهد= ايه
راح للغرفه...و لا رد عليهم وهم يردونه...دخل و راح عند سريرها...هزها بشويش...
مشعل= رجوى...رجوى
رجوى وهي نايمه= همممم
مشعل= رجوى اصحي
رجوى تفتح عيونها و تتثاوب= نعــــم
مشعل= مين اللي صدموك؟
رجوى بقهر= نفاية بشر..الوغد ابن الوغده
مشعل= شغلت لي المسلسل المكسيكي! مين هم؟
رجوى تتريق= عيال معي في المدرسه..و أنا وش دراني مين هم؟ عساهم يتشوهون و لا يستدلون عليهم لا أهلهم..و لا الكلاب البوليسيه..و لا الفي آي بي
مشعل= أوووف...بأي حاره؟ وش سيارتهم؟ كيف أشكالهم؟
رجوى تبتسم= ياي مشعل كل هالفزعه لي! لا تكون تحبني؟
مشعل يضرب راسها= والله إنك رايقه..يله قولي لي
رجوى= حاضر يا حطرة الزابط..والله العظيم أقول الحق..الإسم رجوى صالح..العمر ثمانية عشر سنه..المهنه طالبه..في هذا اليوم المنحوس قد تم صدمي من قبل أشخاص كلاب في سياره كامري سوداء و فيها اثنين يقولون للقرود روحوا حنا مكانكم
مشعل كان يطالعها بنفاذ صبر= ما شفتي رقمها؟
رجوى= لا المره الثانيه انتبه لهالنقطه
تركها و راح و هي تضحك عليه...شافت شهد و قمر يدخلون عندها...
شهد= هاه كيف ظهرك اللحين؟
رجوى= احسن..بيصير احسن..بس تعالي قوميني أصلي
شهد بسخريه= لا واضح إنه أحسن
••
••
••
بعد ما صلت تمددت في الصاله و هي سانده ظهرها على وساده مثبتتها على الجدار...
شهد= ليه ما تروحين على السرير أريح
رجوى= لا كذا مرتاحه..فيه قاعده رجويه تقول لا تعطين الوجع وجه و يروح......نادي بدر أو فيصل
راحت شهد...و رجعت معها بدر...
رجوى= خذ هالفلوس و جيب لنا كيستين ساندويتش و جبن و بيض و بيبسي العائله..يله
أخذ بدر الفلوس و راح...
رجوى= اللي نسميه يبه ما دق؟
شهد= كيف يدق و تيلفوننا مقطوع؟
رجوى= يله خليه مقطوع عشان نتخيل إنه دق و حنا ما ردينا
قمر= نفسي أعرف وين يختفي؟
رجوى= لي عشر سنين ما عرفت تبين أنتي يالمفعوصه تعرفين...وينها دودتي؟
شهد= مع بسمه و العيال في الحوش..تلقينهم أخذوها معهم للبقاله
رجوى= أم مشعل وش ناقص البيت؟
أم مشعل= نبي رز..و زيت..و...
رجوى= خلاص خلاص اكتبيهن لقمر و خليها تعطيها لأم علي
قمر= لا فشيله..استحي
رجوى= تستحين أو تجوعين؟
قمر= خلاص أقول لبسمه توديهن
رجوى= أنا أبيك تشحدين منها..والله طرارين و تتشرطون مرسلين للمره ورقه باللي تبون...لازم تروحين لها بكلمتين حلوات و دمعتين عشان تكسرين خاطرها...و يا عمري عليها هالعجوز ينكسر خاطرها عليك بسرعه..مو باقي الجيران تطلع روحك على بال ما يعطونك ريال
قمر= ما أعرف اصيح..أعرف بس اضحك
رجوى تضحك= هههه خليها تقول هاذي انهبلت من الجوع...خلاص أنا أروح بكره يمكن أقدر أنزل هالدرج
قامت عنهم شهد...
رجوى= وين؟
شهد و هي معطتها ظهرها= بأروح أسويلك شاهي
وقفت في المطبخ و العبره خانقتها على هالحال...و على حال رجوى بالذات...(ليه تتكلم كذا؟ و كأنها راحت منها كل الكرامه و الإحساس..ايه نجوع أحسن..نموت أرحم من هالحال؟ حرام عليك يبه اللي سويته فيها..و اللي تسويه فينا!)





dali2000 12-07-09 03:59 PM



.•.°.•?•n|[?الــبــــــارت الـخــــامـســ ?]|n•?.•.°.•



••---بـعـــد يـــومـيــــن---••


وصلت حياة للكليه من دقايق...و راحت لصديقاتها...شافتهم...و مثل أمس و اللي قبله...ما شافت أماني موجوده...مع إنها مقهوره للحين منها...لكنها كانت تبي تعرف وش بتسوي في هالخطبه...و كلها خوف عليها...(وش مغيب هالخبله؟ كل هذا زعل! أو صاير شي؟)

حياة= صباح الخير
شمس+هديل= صباح النور
حياة= كلمتم أماني؟ ليه يومين غايبه؟
شمس= أمس دقيت عليها ما ردت

هديل تطالع من ورى حياة= هذا هي جت بس وجهها ما يبشر بخير

التفتت حياة لها...و شافتها مثل ما تقول هديل...بعيون حمراء...و ملامح يائسه...و مقهوره...
وقفت عندهم...

أماني تنهار= أنتم السبب..أنتم السبب...كنت استحي من خيالي..كنت أخاف ربي...ما كنت أعرف هالطريق إلا يوم عرفتكم...ضعت..ضعت حسبي الله عليكم

بدت تصيح بصوت عالي...و البنات يطالعونها بصدمه...

هديل= وش فيك تدعين علينا؟
أماني= وش أسوي والله بيذبحوني..بيذبحوني
شمس بخوف= أماني خوفتينا وش صار؟ اسكتي لا تصيحين و قولي لنا
أماني تصيح= ..........

انتظروها تهدأ شوي...و جلسوا كلهم حواليها و لا دخلوا لمحاضرتهم...

أماني من نفسها تكلمت= كلمته...قلت له إن ولد عمي خطبني....و إني ما أبيه و للحين متمسكه فيه هو..قلت له يجي يخطبني..أو على الأقل يقول لي كيف اتخلص منه و..و.....
هديل= و إيش صار؟
أماني تصيح= قال تزوجيه عادي...قلت له ليه أنت ما تحبني؟ قال إلا و مين قال إني بأخليك...بس...بس إذا تزوجتي بنآخذ راحتنا أكثر
شمس تشهق= الحيوان! وش قصده؟؟
أماني بقهر= اللي فهمتيه...هاوشته قلت أنت ما تحبني..كيف تفرط فيني؟ قال إلا أحبك و ماراح اتركك أبدا بس مو ضروري نتزوج....اتزوجي أنتي و دامك ما تحبينه أنا بأعوضك عن كل شي..و بنكون على راحتنا
هديل بقهر= ما عليك منه..لا تردين عليه
أماني= هذا اللي قلته له..قلت بنفترق و تهاوشنا..لكن..لكن....(تصيح أكثر) سمعني كلامي..مسجله لي..و يعرف عننا كل شي..بيتنا..أسمائنا..كل شي عني و عن أهلي..و قال انه مو على كيفي اتركه يوم مليت منه و لقيت احد ياخذني
هديل بقلق= لا تخافين لازم نلقى حل..لو نبلغ عليه الهيئه و نقول إنه يهددك

حياة كانت تسمعهم و هم يدورون حل...و هي ساكته...عيونها تطالعهم بشرود...و غيض...مخنوقه و مو قادره تتكلم...
كان راسها بينفجر من الصداع و الضغط اللي تحسه...و يدينها ترتجف...
أماني بالذات من بينهم...المفروض ما يصير فيها هالشي...أماني كان قلبها طيب...و على نياتها...صادقه و تحسب الكل صادق...
أماني كانت مثل أمها...الثنتين عماهم الحب...و لا شافوا غيره...

حياة بهدؤ خطر= واعديه فمكان و أنا مستعده اذبحه لك

أماني عصبت منها...كانت تتوقعها تستهبل...لكن و هي تلتفت و تشوف النظره المرعبه اللي بعيونها...حست إنها تتكلم من صدقها...
فيه شي ما يعرفونه عن حياة...سبب كرهها للرجال...و شكل هالسبب كان أكبر من اللي تخيلته...و مأثر عليها...

شمس بخوف= حياة صاحيه أنتي؟
حياة بإنهيار و كأنها تتكلم مع نفسها= لازم يموت..كان لازم يموت مثل ما موتها..ليه للحين عايش؟ ليه للحين مخليني اتذكره؟ و اتذكر ذاك اليوم؟ لازم يموت عشان انساه..(تصرخ) أبيــــه يمـــوت
شمس تمسكها= حياة..طالعيني..وش فيك؟
حياة ترتجف بقهر ولا كأنها تسمعها= كله منه! كل اللي صار منه..هو السبب أنا مالي دخل..مالي دخل

شمس كانت ماسكتها...و تطالع البنات بخوف...و هم كانوا يطالعونها بصدمه مو عارفين عن ايش تتكلم...

شمس= حياة اهدي شوي....حياة تسمعيني؟
حياة= حتى هي..حتى هي السبب...كلهم...أنا..أنا....

اغمى عليها...و طاحت قدامهم على الأرض...وهم للحظات ما ستوعبوا...لا اللي كانت تقوله...و لا طيحتها...
لكنهم فزوا بعد كذا و شالوها...حاولوا يصحونها ما قدروا...
و أخذوها لدكتورة الكليه...و نقلوها بعد كذا للإسعاف...


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••


نزلت رحيل...و التعب باين بوجهها...من يومين و هي ما تنام زين...كل تركيزها صار بطلعتها من هالبيت...و اللي قهرها إنها صارت تستفزهم و هم ما يردون عليها...كأنهم استكثروا عليها...تنفس عن هالكره...و الغضب اللي بداخلها...

مرت من عند أم أحمد في الصاله...تعدتها للمطبخ...لكنها رجعت...و لأول مره كلمتها بهدؤ...

رحيل= أنتي ما تحبيني..و لا بناتك..مره وحده سوي لي شي أبيه..سوي شي لله...خليني اطلع من هالبيت...إن كان ما تهمك راحتي..اهتمي براحتك..براحة بناتك...عيشوا حياتكم و انسوني...خلوني انساكم يمكن أقدر ارتاح
أم أحمد بصدمه= و أنتي ليه ما تريحينا و تقولين ليه تكرهيننا كذا؟

طالعتها رحيل بقهر...و كره...و تركتها و راحت...(ماراح أريحكم..خلكم طول عمركم تسألون عن الذنب اللي سويتوه فيني..عن الروح اللي ذبحتوها و بعد ما صارت رماد جايين تدورون عليها)


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••


كانت رجوى نايمه في الحصه...و مو حاسه باللي حولها...مدرسة التاريخ بشرحها الطويل و صوتها الهادي جاب لها النوم...و هي كل الليل كانت سهرانه عند أم مشعل اللي ارتفعت حرارتها و تعبت عليهم...كان الوقت متأخر و ما أحد من الجيران صاحي...حتى مشعل من يوم اختفى أبوه وهو بعد ما ينام في البيت...
مالقت رجوى حل إلا إنها تعطيها مسكن للحراره...و تكمدها طول الليل لين خفت حرارتها...

شذى كانت كل لحظه تلتفت على رجوى...عشان الأستاذه تنتبه لها و تهزأها...و صار هالشي...و التفتت عليها الأستاذه...عصبت و هي تشوفها آخذه راحتها بالنومه...في كرسيها اللي كان بالزاويه آخر الفصل...

راحت لها...و وقفت على راسها...و هي تطق طاولتها بكل قوه تبيها تصحى...

فزت رجوى و هي تطالع الأستاذه و تستوعب هي وين...تبدلت ملامح العصبيه بوجه الأستاذه للإستغراب...

الأستاذه= رجوى! ليه تصيحين؟
رجوى انصدمت= أصيح!!

لمست وجهها بيدينها...و هي تحس بدموعها اللي على خدها...تذكرت حلمها اللي كانت تحلمه...حلمت إن أبوها ما رجع...مرت أيام...و شهور...و سنين...وهو ما رجع...
ماصدقت إن هالدموع اللي ما تدري متى آخر مره ذرفتها عشان أبوها...ما كانت تدري هي تحبه أو لا...عمرها ما اهتمت تسأل هالسؤال...أو حتى تفكر فيه...

رجوى توقف و هي تطالع الأستاذه= ادري بأطلع برا
الأستاذه= اجلسي يا رجوى و حاولي تنتبهين معنا

جلست رجوى و هي مصدومه...هالمدرسه كانت معروفه بعصبيتها...و ياما هزأتها على أقل من هالشي...كيف اللحين سامحتها...(وش اللي شافته بوجهي يخليها تسامحني؟؟)


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

كانت أم أحمد تكلم...أم فهد-عمة رحيل-...

أم أحمد= والله مادري وش أسوي معها يا أم فهد..البنت تبي الطلعه من هالبيت و بس
أم فهد= زين وش رأيك أكلم حماتي و نخطبها لأخو زوجي؟
أم أحمد= أخاف تبقى على حالها و تفضحنا بالناس يقولون عطيناهم وحده معقده...حتى لو ما صارت على نفس الحال تخيلي لو تقوله عن عيشتها هنا كيف كانت..أو كيف تكرهنا..بتشوه صورة أخوك قدام الناس على بالهم معذبينها
أم فهد= أجل تدرين أحسن شي أكلم أم سعود و تخطبها لسعود..على الأقل مننا و فينا..يمكن لا لقت حب الزوج و اهتمامه تنسى كرهها و عنادها و يمكن هالشي يقربها مننا
أم أحمد= زين كلميها و نشوف


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••


كانت رجوى تمشي في الشارع بنفس الطريق...مع إن مشعل اللي كان الأيام اللي راحت يوصلها بسيارة صديقه عشانها ما كانت قادره تمشي دلها على طريق غيره...بس هي كانت متأكده إن اللي صدموها مابتجيهم الجرأه يمرون من هنا مره ثانيه...(ليتهم بس يمرون! كان يجون للشر برجلينهم)

وصلت للبيت...و دقت الجرس...لحظات و فتحت لها بسمه...

بسمه بفرح= رجوى أم هيثم ارسلت لنا غداء ريحته تهبل و فيه لحم
رجوى= عسى بقى لي شي..و لا انقضيتوا عليه؟
بسمه= لا شهد قالت ننتظرك
رجوى تدخل= والله هالبنت احسها مو من عائلتنا! طالعه مؤدبه مادري على مين؟

طلعت للصاله...و شافتهم مع أمهم جالسين...

رجوى بتفاخر= عشان تعرفون قيمة فوكيراتي الخطيره يوم نشرت في الحاره خبر طرد أبوي و إختفاؤه..يا رب لك الحمد أمس عشاء من أم جابر و اليوم غداء من أم هيثم
قمر= هههه أجل أكيد أم موسى بترسل لنا العشاء اليوم
رجوى تضحك= شكلي بأقترح عليهم يرتبون لهم جدول عشان ما يجينا عشاوين نفس الوقت أو نجلس يوم بدون عشاء
فيصل بضيق= يله رجوى بدلي ملابسك...ميت جوع
رجوى ترمي عبايتها عند الباب= و مين سمعك..حتى أنا ميته جوع جيبوا الغداء

قامت أم مشعل و شهد يجيبونه...و رجوى جلست بمريولها...جلست جنبها حنين...

حنين= ردوى دبتيلي حلاو
رجوى= إيه بس بعد الغداء عشان نأكله كلنا
فيصل+بدر= حتى حنا جبتي لنا؟
رجوى= إيه
بسمه= و أنا؟
رجوى= و أنتي أولهم

حطوا الغداء...و جلسوا يتغدون...

رجوى= و أخوي مشعل وينه؟
قمر تضحك= حلوه أخوي!
رجوى= عشان نتذكر انه يقرب لنا
شهد= مشعل أمس ما نام في البيت
رجوى= أشك إن هالولد طايح له على عجوز مريشه و متزوجها مسيار
شهد تضحك= هههه تخيلي شكله!
رجوى انبسطت على السالفه= تلقين لابس لك بجامه ساتان حمراء مقلمه بأخضر يقالك بيقلد الأفلام و يغري هالعجوز بس خبرك فيه ما عنده ذوق أو أي حس فني على قولة حيحو
بسمه بحماس= و هي وش لابسه؟

كلهم ضحكوا عليها...

شهد= خربت البنت من بدري!
رجوى= إيه حقنتيها بهالمسلسلات و الأفلام منذو نعومة أظافرها
شهد تسكتها= لابسه ثوب طوييييل
بسمه بإعتراض= تكذبين علي اللي تتزوج تلبس قميص نوم قصير
رجوى تضحك= ههههه خبره و الله هالبنت خبره!
قمر= الظاهر هي اللي متزوجه مسيار
رجوى تطالعها بشك= بسمووه..إبتدائي يطلعون بدري و أنتي تجين متأخره نص ساعه(تصرخ عليها) اعترفي وين تروحين؟
بسمه صدقت و بزعل= انقلعوا أنا ما تزوجت
قمر= عاد وش هالزواج بعز الشموس؟
رجوى= هذا هو الحب الحار..ما سمعتي الشاعر اللي يقول..اشتقتلك شوق من القلب ماصار..شمس القوايل كل ظهر تزيده
شهد= الظاهر أنتي اللي متزوجه
رجوى= والله فكره! اتزوج واحد بيته بنص الطريق..و أرتاح عنده و اتغدى و أقيل و العصر أجيكم
فيصل= وش يجيبك اجلسي عنده من زين بيتنا يعني؟
رجوى تقوم= مايطاوعني اترككم يالقرود على قولة أبوي...(و بتهديد)بأروح أخمد اسمع إزعاج واحد فيكم والله لا أهد وجهه
بدر= زين عطينا الحلاو قبل تنامين
رجوى تضحك= و أنتم صدقتم! كنت بس أبي اذوقكم فرحة العز شوي

راحت تغسل و هي تسمع إعتراضاتهم...و صياح حنين...بعدها راحت تبدل ملابسها و تنام...


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••


رجعت وفاء من كليتها...و استغربت و هي تشوف سيارة أبوها مو موجوده كالعاده...
دخلت البيت...و شافت ولاء لحالها في الصاله...و آثار الدموع على خدها...

وفاء بقلق= ولاء وش فيه؟
ولاء= حياة تعبت في الكليه و نقلوها للمستشفى
وفاء تشهق= وش فيها؟
ولاء= إنهيار عصبي
وفاء بصدمه= إنهيار؟ ليه؟
ولاء= مادري؟ أمي و أبوي راحوا لها..و قبل شوي دقيت على أمي و قالت لي...بس هي للحين ما فاقت..و لا عرفوا وش السبب؟
وفاء= الله يقومها بالسلامه
ولاء= وش الشي اللي يخليها تنهار كذا؟
وفاء= الله يستر

سرحت وفاء...و هي شاكه بالسبب الوحيد اللي ممكن يخلي حياة تفقد أعصابها...بس مين جاب لها هالسالفه...

راحت وفاء تبدل ملابسها...و كل تفكيرها مشغول بحياة...
و بعد ما خلصت نزلت عند ولاء...و شافوا أبوهم يدخل عندهم...و معه فايز اللي شايل أكياس الغداء اللي مالحقت أمهم تطبخه...

أبوفايز= حطوا غدانا
وفاء= يبه كيف حال حياة اللحين؟
أبوفايز= للحين ما صحت و أمك جلست مرافقه معها


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••


فتحت حياة عيونها بتعب...تستوعب هي وين...كانت تحس بصداع في راسها...و حيلها كله مهدود...كانت مثل المخدره...
و هم بالفعل كانوا معطينها مهديء عشان ترتاح...

التفتت وشافت مرة عمها نايمه على الكرسي اللي بالغرفه...

غمضت عيونها بحزن و كآبه...و هي تتذكر اللي صار و خلاها توصل هنا بهالحال...
غباء الأنثى الدائم بنظرها...و ركضها ورى الحب...و عماها...
نزلت دمعه من عيونها...و مسحتها...حست بالنوم مره ثانيه و هي تردد...(وش صار فيك يا أماني؟ وش بتسوين؟.....)


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••


صحت رجوى...و هي تشوف قمر جالسه على سريرها بجنبها...و تحط مناكير...
ابتسمت بخبث...و مدت رجلها وضربت يدها...

قمر تصرخ= لاااااا..رجوى عمى إن شاءالله..انحاس شكله
رجوى تلبس نظاراتها= أكثر من هالعمى! ادعي بشي جديد..صمم..بكم خلي يصير عندي كوكتيل عاهات
قمر= حمدالله و الشكر! صاحيه كارهه العافيه أنتي؟
رجوى= أنا أحب العافيه بس العافيه ما تحبني....روحي سوي لنا شاهي
قمر= قولي لأمي شوفيها في المطبخ

طلعت رجوى و شافت شهد و بسمه يتفرجون على التلفزيون...

رجوى تصرخ= أم مشعل سوي لنا شاهي
فزت شهد= بسم الله من وين طلعتي؟
رجوى= من ذا رووم..لا لا نجحت بالإنقليزي صرت شاطره و عندي ثقافه
شهد= ان كانت هاذي ثقافه أجل أنا بأصير عبقريه

راحت رجوى تتوظأ و تصلي...و بعدين جت و نامت على رجلين شهد...

رجوى= وش هالفلم؟ وش قصته؟
شهد= انتظري إذا جاء الفاصل أقول لك

ضم البطل البطله...و رجوى التفتت على بسمه...

رجوى= غمضي عيونك بسموه لين أقول لك افتحيهم
بسمه تغمض= يا سلام أبي اشوف الفلم
رجوى= أنا أقول خبرتك من وين جايه؟.......يله فتحي
شهد بتريقه= تعجبني الأخلاق اللي تهب عليك فجاءه
رجوى تضحك= هههه موسميه..ما تهب إلا بالمناسبات

دخلت أم مشعل و معها صينية الشاهي...

أم مشعل= قمر تعالي اشربي شاهي
قمر من داخل الغرفه= اللحيـــن أجـــي

جلسوا كلهم يشربون...و يتابعون فيلم...ورى فلم...
و بعد ساعتين...دخل بدر...

أم مشعل= وين حنين؟
بدر= تركتها مع فيصل...أبي شاهي
شهد تصارخ= خلاص اسكتوا خلونا نسمع.....اتوقع تسافر قبل تشوفه
قمر= لا صديقتها قالت له أكيد يلحقها
رجوى= يمكن أمها اللي قاتلته؟
شهد تضحك= هههه صح النوم..هذاك الفلم خلص و جاء غيره
رجوى بإعتراض= ليه ما قلتولي؟؟؟
قمر بتريقه= أنا أبي افهم أنتي على أي أساس تتابعين..إذا كنتي مو عارفه وش القصه و لا وين الأبطال
رجوى= وش أسوي كلهم أشكال بعض..بعدين الترجمه تروح بسرعه مادري كيف تلحقون عليها


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••


بعد العصر...كانت أم أحمد جالسه مع بدور و مها في غرفة بدور...يتناقشون باللي تسويه رحيل من يوم ارجعت...

أم أحمد= خلاص إن شاء الله بنلقى حل يريحها و يريحنا
بدور بحماس= وشو؟
أم أحمد= اليوم كلمت عمتك أم فهد و تناقشنا كانت تبي تخطبها لأخو زوجها بس بعدين شفنا إن اللي يناسبها سعود مننا و فينا و.....
مها تقاطعها بعد ما فقدت أعصابها= سعود لاااا ما لقيتم إلا سعود تبلونه فيها؟
أم أحمد انصدمت= .........
لكن مها ما اهتمت و كملت= يمه حرام عليكم والله تعبنا منها..دائما تجرحنا..و تهزأنا و أنتم اسكتوا عنها..اسكتوا عنها..لين كرهناها من قلب...و اللحين جايين تزوجونها سعود!
أم أحمد تحاول تفهم= و إذا تزوجت سعود أنتي وش مزعلك...أو...
مها اعترفت= ايه أحبه..ولو ما تزوجته يمه ماراح اتزوج أبدا..مو حتى حلمي بتسرقه مني
أم أحمد بصدمه= مهاااا!
مها= يمه أنا ما سويت شي استحي منه..حتى هو ما يعرف إني أحبه..بس من يوم كنا صغار و أنا ما أشوف غيره..أسمع عنه من أبوي..و عمتي..و وداد عنه لين تعلقت فيه و صرت اشوف فيه المواصفات اللي أبيها....أنتي يعني مو بترتاحين علي لو اتزوجه أحسن من اللي ما نعرفه
أم أحمد= و أنتي كيف عرفتي إنه بيفكر فيك؟
مها= عمتي تلمح..وداد تلمح بس أنتم ابعدوا هالرحيل عن طريقنا

بدور كانت ساكته لكن شجاعة مها...خلتها تتشجع...

بدور= يمه معها حق...رحيل بجلستها هنا بتخرب حياتنا..أنا بأعنس بسبتها اللي يجي و يشوفها ماراح يفكر فيني..مثل خال جيراننا..و اللحين أخو زوج عمتي..كانت تسألني عنه و اللحين تبيه لرحيل....يمه تكفين والله تعبنا من حياتها معنا..خلوها تروح لجدتها ترتاح و تريح


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

بعد العصر...كانت ولاء و وفاء جالسين في الصاله و مجهزين القهوه...لأن أبوهم بيصحى و يتقهوى قبل يطلع...

وفاء= دقيت على أمي
ولاء= وش أخبار حياة؟ صحت؟
وفاء= أمي تقول لا..عطوها مهديء و يمكن ما تصحى اللحين
ولاء= ما قالت متى بيطلعونها؟
وفاء= لا..تقول الدكتوره بتمرهم بعد شوي و بتسألها
ولاء= مادري وش فيها حياة! أحيانا احسها إنسانه عاديه و عايشه حياتها بس أحيانا مادري وش يصير فيها تنقلب فوق تحت
وفاء= صح..طاري أبوها و اللي سواه للحين.........

قطعت كلامها و هي تشوف أبوها ينزل...جلس عندهم يتقهوى...

أبوفايز= وين فايز؟
وفاء= راح عند عماد ولد جيراننا
أبوفايز يقوم= أنا بأروح للمستشفى..فيه شي محتاجته أمكم؟
وفاء تقوم و تعطيه الكيس= ايه دقيت عليها و طلبت مني هالأغراض

ولاء= يبه بأروح معك أشوفها
أبوفايز= ما يحتاج تلقينهم بيطلعونها..مو ضروري تروحون و تجون في هالمستشفى

تركهم و طلع...


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••


كانوا يرقصون على أغنيه عراقيه...و الصاله قالبينها فوق تحت...و أم مشعل جالسه تخيط زرار بمريول رجوى...

دخل فيصل= هيــه أنتم أم سعد تدعي عليكم
رجوى تلف له= الظاهر ما بقى أحد في الرياض ما دعى علينا..خلها هالمره عن نفسها تدعي هي
أم مشعل بإستغراب= وين حنين؟
فيصل= رجعت مع بدر

وقفوا البنات و التفتوا عليه...

رجوى= بدر رجع من ساعه و قال إنها معك
فيصل= لا أنا شفتها مشت وراه
أم مشعل تشهق= بنتي!

راحت رجوى لفيصل و هي تضربه بقهر...

رجوى= و ليه ما قلت له إنها راحت وراه عشان يشوفها....يله اذلف دورها أنت و ياه
شهد بخوف= أكيد ضاعت
رجوى بقلق= البسوا عباياتكم خلونا ندورها...أم مشعل خليك في البيت يمكن أحد يجيبها

و طلعوا يدورونها...و تركوا أم مشعل و بسمه مع خوفها...و حزنها...و دموعها...


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••


في المستشفى...وصل أبوفايز لغرفة حياة...و شافها للحين نايمه...و شاف أم فايز اللي أول ما شافته قامت له و أخذت الكيس منه...

أبوفايز= ما صحت؟
أم فايز= صحت شوي و كلمتها الدكتوره بس رجعت تنام
أبوفايز= الدكتوره وش قالت؟
أم فايز= طلبت إذا جيت تمر على مكتبها..و اسألها عن حياة يوم مرت ما قالت لي شي

تركها أبوفايز و راح لمكتب الدكتوره...

د:ريهام= إنتا ولي أمر المريضه حياة؟
أبوفايز= ايه
د:ريهام= إنتا والدها؟
أبوفايز= لا عمها..و ولي أمرها
د: ريهام= يعني هي مسئوله منك؟
أبوفايز بملل= ايه..وش فيها؟ ليه هالأسئله؟
د:ريهام= أنا أولت إلكم إن البنت عندها إنهيار عصبي..و ده أكيد بسبب إحباط أو صدمه عندها أثر على أعصابها و خلاها تفأد وعيها...المره دي قات سليمه بس أنا خايفه يأثر عليها..عشان كده لازم تشوف دكتور نفسي يعرف ايه هيا أسباب الكآبه و الحزن اللي هيا فيه
أبوفايز بعصبيه= البنت ما فيها إلا الخير..و لا نبي دكتور نفسي و لا هالخرابيط
د:ريهام= بس لو سمحت أنا كنت بأول يكلمها الدكتور....
أبوفايز يقاطعها= قلت لك بنتنا مو مجنونه..متى بتطلعونها؟
د: ريهام تتنهد بغيض= أنا كتبت لها على مهديء تآخدوه..و مدام مش راضي على الدكتور النفسي ياليت إنتم تحاولوا تبعدوها عن الزعل و تحاولوا تهتموا فيها و تحسسوها بالعطف و الحنان
أبوفايز ما قتنع= زين متى تطلع؟
د:ريهام= أنا حاكتبلها على خروق بكره إن شاء الله

تركها أبوفايز و راح...(هذا اللي ناقص؟ دكتور نفسي..و مين بيآخذها لو سمع إنها مجنونه)

راح لأم فايز و قال لها إنه بتطلع بكره...و تركهم و طلع...


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••


من ساعه...و هم قالبين الدنيا عليها...حتى بعض الجيران عطفوا عليهم و طلعوا يدورون عليها معهم...
رجعت رجوى و شهد و قمر للبيت...و أول ما دخلوا شافوا أم مشعل تنتظرهم عند باب الشارع...

أم مشعل تصيح= مالقيتوها؟
رجوى= لا
أم مشعل= أجل ليه رجعتم؟
رجوى= أبوهيثم و أبوسعد طلعوا يدورونها و قالوا لنا نرجع
أم مشعل بخوف= خلونا نبلغ الشرطه..أخاف مخطوفه
رجوى= أبوسعد يقول لو أذن العشاء و ما لقيناها بيروح يبلغ

جلسوا كلهم في الحوش...ينتظرون أحد يطمنهم...

شهد بقهر= لو أبوي فيه أو مشعل!
رجوى= ولو كانوا فيه يعني؟ الله و النفع اللي فيهم
أم مشعل تصيح= البنت بتروح و حنا حاطين ايدينا على خدنا
رجوى بقلق= أوووف..شكلي بأروح اقول لأم هيثم تدق على زوجها يبلغ الشرطه

لفت طرحتها...و لبست نقابها و طلعت...
كانت بتروح لبيت أم هيثم...لكنها شافت سيارة أبوسعد...لمحت حنين فيها...و ركضت له...و قبل يوقف و هي فاتحه الباب و ضامتها بقوه...

رجوى= يا حماره...ما يسوى قلبي يوقف عليك يالدوده

و صارت تضربها...و كأنها مسئوله عن ضياعها...و بعد ما صاحت رجعت تضمها من جديد...

رجوى= مشكور يا أبوسعد
أبوسعد= ما سويت شي يا بنتي..الحمدلله اللي تطمنتم عليها

دخلت رجوى للبيت...و أول ما شافوها صرخوا كلهم...و ضموها...

رجوى= خلاص البنت سلمها ربي من الخطف بتموت في يدينكم!

أم مشعل= وين لقوها؟
رجوى تضرب راسها= تصدقين نسيت اسأله؟...حنونه وين كنتي؟
حنين= فيه ردل اخدني البيت و عطاني حلاو..و امهم دلستني بالمرديحه
رجوى= مالت عليك البنت عايشه بعز..و حنا هنا متقطعين عليها..عساك المغص من هالحلاو اللي أكلتيه
شهد= رجيـــو لا تدعين عليها
أم مشعل= العيال وينهم؟ يمكن ما يدرون إننا لقيناها
رجوى= احسن خليهم يفترون لين تتكسر رجلينهم..عشان ثاني مره تتفتح عيونهم و مخوخهم

ما خلصت كلامها...إلا و هي تسمع طق على الباب...

رجوى من ورى الباب= نعـــــــــم
فيصل= حنا افتحي
رجوى= و الخيبه..مين قال بأفتحلكم أنتم اليوم بتنامون في الشارع لين تتأدبون
فيصل+بدر برجاء= لا رجوى والله آخر مره..تكفين
رجوى= لا خلكم يمر الهندي اللي ضربتوه أمس و يخطفكم

سمعت صياح فيصل...و ضحكت...بعدها فتحت لهم الباب...و ضربتهم على القهر و الخوف اللي سببوه لها...و بعد ما صاحوا كلهم ارتاحت...

رجوى= يله اللحين نسوي حفله بمناسبة رجعة دودتنا(و كملت كأنها بخطبه سياسيه)و هذا إن دل على شيء..إنما يدل على أن قرود صالح..باقون...بااااقووون
شهد= خلااااص اسكتي فضحتينا


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

الساعه الواحده بعد منتصف الليل...دخلت أم أحمد غرفتها...و شافت أبوأحمد جالس على السرير...
احتارت كيف تفتح معه الموضوع اللي من اليوم تفكر فيه...و خافت من ردة فعله...لكنها بنفس الوقت اقتنعت بكلام بناتها...و خافت جلسة رحيل هنا...تعقدهم حتى هم...

أم أحمد تجلس= أبو أحمد
أبوأحمد= نعم
أم أحمد= كنت أبي اكلمك بموضوع..بس أخاف تفهمني غلط
أبوأحمد بإستغراب= وش هالموضوع؟
أم أحمد= بس اوعدني ما تزعل..و تسمع كلامي للآخر و تفكر فيه زين
أبوأحمد= قولي يا أم أحمد وش فيه؟
أم أحمد= رحيل و الحاله اللي هي فيها من رجعت من عند جدتها..أدري بتقول تجلس يومين على هالحال ثم تهدأ..بس رحيل اللحين كبرت و اللي تسويه أكيد تقصده..هي ماتبي تجلس في هالبيت..اليوم قالتها لي بنفسها..البنت ما تحبنا مهما حاولنا فيها..من سنين و هي مو متقبلتنا مادري ليه.......أدري إنك تبي تراعيها لأنها بنت أخوك بس شوف حالها كيف كل يوم يسوء أكثر عن اللي قبل..أخاف نضرها في جلستها هنا
أبوأحمد بشرود= وش قصدك؟
أم أحمد= نخليها تروح عند جدتها..جدتها بعد محتاجه أحد يجلس عندها و يمكن هالشي اللي مخلي رحيل تتمنى تروح..تدري هي كيف متعلقه فيها..و أنت تقدر تتطمن عليها بأي وقت و إذا احتاجت لأي شي ماراح نقصر عليها..و يمكن إذا راحت هناك حتى حنا تتحسن علاقتنا معها
أبوأحمد= ..............
أم أحمد= وش قلت؟
أبوأحمد= والله مادري؟.....بكره أروح اشوف البنات و اسمع رآيهم
مهما كان هم عماتها


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••


صحت حياة...و شافت أم فايز نايمه و الدنيا ليل...تنهدت بضيق و هي تحس إن الكون كله ضايق فيها...
تحس بالذنب...لأنها وقفت ساكته و هي تشوف أماني كيف تتهور معه...يوم ورى الثاني بدون لاتمنعها...
اليوم إحساسها يشبه إحساسها ذاك اليوم...نفس الوجع اللي بقلبها...نفس الثقل اللي بصدرها مو مخليها تتنفس براحه...نفس الإحساس الكبير بالذنب...

حست إنها مخنوقه...راحت عند الشباك الكبير اللي مفتوح على حديقة المستشفى و بهالوقت كانت فاضيه من أي أحد و فتحته...و جلست على طرفه...تنفست براحه و هي تحس بالهواء الدافي اللي يضرب وجهها...و يطير خصل شعرها...رفعت رجلينها لحافة الشباك و ضمتهن بيديها...و سندت ذقنها على ركبها...و تفكيرها راح لبعيد...

دائما تحاول تنسى...تحاول ما تتذكر...لكنها اللحين عرفت إن كل شي محفور بذاكرتها...و صعب تتخلص منه...
مو محتاجه إلا لشي بسيط يذكرها...عشان تثور كل الذكريات المره من جديد...

تذكرت صوت أبوها الهامس...كلامه اللي تعدى حدود الأدب...
مكالماته لعشيقاته...خوياته مثل ما كان يقول...
كلها كانت تسمعها من يوم كانت صغيره...فتح عيونها على أشياء اللي بعمرها ما كانوا يعرفون بوجودها...
و هي طفله صغيره...كل صديقاتها كان همهم اللعب...و الضحك...و هي دائما كان كلها خوف إن أبوها يروح عنها و عن أمها مع وحده من هاللي يكلمهم...كلها كره و ضيق من الكلام اللي تسمعه منه...

كانت تحس بالقرف و الإشمئزاز و الكره...و هي تسمع طريقة كلامه معهن...كل ما يوديها و يجيبها للمدرسه...تحس بالخوف و القهر...وهو يهددها إنها ما تقول لأمها شي من اللي سمعته...
كل ما تشوف أمها كانت تصيح...و تحس بالذنب...لكنها تسكت خوف من أبوها...

و كبرت بعمرها سنين...

وهو مثل ما كان...لا مل و لا تعدل...و كأن الخيانه كانت تمشي بدمه...
صارت مراهقه...تفهم كل اللي يقوله...تفهم معنى كلامه القذر...تفهم وش اللي يبي من هاللي يكلمهن...
صح ما صار يتكلم قدامها...لكنها هي كانت تتسمع على كل مكالماته الليليه...و القهر يملاها...و هي تشوف أمها كيف فانيه روحها عشانه...كيف تموت عليه...كيف تهتم بكل شي يخصه...وهو بالمقابل يجازيها بهالشكل...

و زاد حال أبوها سؤ...صار الكل يشوف و يلاحظ أخلاقه...الكل يتكلم عن إنحطاطه...لدرجة إنه وصل فيه الحال...حتى الخدامات صاروا يجذبونه...أكثر من مره شافته ينتظر خدامة الجيران في حوشهم...

صارت تكرهه...صارت تحقد عليه...و تنقرف حتى إنه يلمسها...
و اللي زاد من قهرها سمعته اللي تشوهت قدام الجيران...
كل هذا و أمها مو داريه باللي يصير حواليها...و لا تصدق اللي تسمعه عنه...كانوا جاراتها يأكدون لها إنهم شافوه بعيونهم مع حريم...و هي تكذبهم...
كانت تصدقه هو وبس...مع إن الأدله اللي كان يقولها لها...و حججه اللي يدافع فيها عن نفسه...كانت ما تقنع حتى حياة و هي بذاك العمر...

لكن أمها كانت تحبه...كانت تموت فيه...لدرجة إنها أهملتها هي و اهتمت فيه هو..هو و بس...

تذكرت أمها...أخذت من أشباهها كثير...شعرها الكستنائي الحريري...عيونها الواسعه الجذابه... للحين تذكر ملامحها...و تحس إنها كانت أحلى منها بكثير...
بس كل هذا ما ملأ عيون أبوها القذره...و لا قلبه اللي تعلق بأي مره تمر بحياته...

كانت كل يوم تتعذب لحالها...كل يوم القهر يملاها و هي تشوف نفس المناظر...تسمع نفس الكلام...اللي من يوم كانت صغيره و هي تعرفه...
و نفس غباء أمها...و حبها الفاني له...

إلين جاء ذاك اليوم اللي انتهى فيه كل شي...
انتهى القهر...
انتهى العذاب...
و انتهت حياتهم...

ارتجفت و هي ترجع بتفاصيل ذيك الليله...اللي كأنها صارت أمس...الليله اللي جلست فيها مع أمها لحالهم في البيت...و أبوها سهران مع شلته مثل ما يقولهم كل ليله...

لكن هالليله كانت غير...كانت النهايه...

ما جاء أبوها مثل كل ليله بعد الفجر...المره هاذي طلع الصبح وهو ما جاء...و أمها صارت مثل المجنونه خايفه عليه...

كل اللي وصل لهم منه...بعد خوف أمها عليه...و قلقها...و دموعها...
صوت عمها الغاضب وهو يكلمهم...و يقول لأمها إنه انمسك في بيت وحده...
الفضيحه كانت كبيره على عمها...و الصدمه أكبر على أمها...

صدمه كلفتها حياتها...

نزلت دموعها تصب و هي تتذكر...كيف أغمى عليها بين يدينها...بعد ما كانت تصرخ بكل قوتها مثل المجنونه...و هي تردد...(تكذبون..تكذبون...ابراهيم لا يمكن يسوي كذا...ابراهيم يحبني)

لآخر عمرها و هي مصدقه كذبه...لكن هالمره كانت مصدقته بس بعنادها...لكن قلبها ما تحمل اللي عرفه...و ماتت بسكته قلبيه...
ماتت بعد ما عرفت إن الحلم اللي كانت عايشته كله كذب...و وهم...
ماتت و لا اهتمت إنها تركتها لحالها...
ماتت بعد ماراح اللي كانت تعيش لأجله...

وهو أخذ جزاه...لكنه كان أقل من اللي كانت تتمناه هي له...

مع إنه من سنين مرمي بالصحه النفسيه...إلا إنها استكثرت عليه الجنون...

كانت تتمنى يحس بكل اللي سواه...يحس بعمرها اللي قتله بأوله...يحس بقهرها اللي كانت تعيشه كل لحظه...يحس بالغربه و الخوف و الوحده...
كانت تتمنى له العقاب اللي يستحقه...بس فقدان عقله رحمه من كل هذا...
رحمه حتى من عذاب ضميره...من عذاب الإحساس...من العقاب...

غمضت عيونها بقوه...تبي تطلع من ذيك السنين لحاضرها...تتمنى لو ما تتذكرهم و كأنهم ما مروا بحياتها أبدا...

فتحت عيونها و مسحت دموعها و هي تتنهد بأسى...
و قامت من عند الشباك و سكرته...راحت تتوضأ عشان تصلي...و ترتاح من هالضيق اللي بصدرها...و فتحت القرآن اللي حست بأم فايز تقرأ لها فيه من كم ساعه...
و صارت تقرأ بهدؤ...و دموعها تنزل بصمت...

••
••
••

عند شباكه...واقف للحين يطالع الشباك اللي اختفت منه...من لحظات...
كانت واقفه قباله...قريب منه...لدرجة إنه ميز ملامحها الرقيقه و الجميله...مركز مع كل تنهيده طالعه منها...مع كل دمعه...مع كل نسمة هواء تلعب بشعرها...
بس هي كانت بعالم ثاني و الدليل إنها ما انتبهت له...
غمض عيونه يتذكر ملامحها...عيونها الحزينه..نظراتها الشارده..دموعها اللي ما وقفت لحظه...حس إنها لحظة حزن عاصفه مرت فيها...
فستانها الأبيض...هدؤها...و شعرها اللي تلعب فيه الهواء...كانت لوحه حسن و حزن قدامه...
طالع الشباك بلهفه...كله أمل لو ترجع تطل مره ثانيه...
انتظر...و انتظر...و انتظر...
لين شاف النور يتسكر...(نامت حورية الليل)

ضحك على نفسه وهو يعد الغرف...لين يعرف هي بأي غرفه...(هي بقسم الأعصاب؟؟ وش فيها؟)


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••


••---من بــكـــــره---••


بعد ماراحوا بناتهم لدراستهم...جلست معه في الصاله...

أبوأحمد= دقيت على أم سعود و بأروح لها اللحين
أم أحمد= الله يكتب اللي فيه الخير..بس أنت قول لهم إننا ما قررنا نتركها تروح عند جدتها إلا لمصلحتها..أخاف يقولون إننا حنا اللي رميناها لأننا متضايقين منها

••
••
••

على الدرج...وقفت رحيل تسمع كلامهم بفرح...(و أخيرا..و أخيرا شالوا قناع هالطيبه و قرروا يتركوني بحالي!)

لكنها خافت عماتها يعقدون السالفه...


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

صحت أم فايز...و شافت الدكتوره عندهم في الغرفه...

د:ريهام= صباح الخير
أم فايز= صباح النور..خير دكتوره فيه شي؟
د:ريهام بهمس= تعالي عاوزه اكلمك

طلعت معها أم فايز...

أم فايز بقلق= خير يا دكتوره حياة فيها شي؟
د:ريهام= لا اطمني ما فيهاش حاقه...بس أنا أولت أمس لقوز حضرتك إنها لو تتكلم مع دكتور نفسي عشان نتطمن عليها أكتر..لكن هوا مارضيش
أم فايز= بس حياة ما فيها شي..ليه دكتور نفسي؟
د:ريهام= أنا بأول عشان نتطمن بس..و نعرف ليه حالة الإحباط و الضيق اللي صابتها
أم فايز= بس إن كان عمها ما رضى..ما أقدر اقنعه
د:ريهام= لا أنا بأقول يشوفها الدكتور بعد شويا أبل ما تطلع من المستشفى..و مش ضروري عمها يعرف....بس نتطمن عليها
أم فايز بتردد= بس.....
د:ريهام= أنتي مش عاوزه تتطمني عليها؟
أم فايز= أكيد هاذي مثل بنتي
د:ريهام= اتفأنا


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••


كانت رحيل من ساعتين جالسه على الدرج...تنتظر عمها على نار...تبي تسمع وش بيقول لمرة عمها...

و سمعته يدخل...نزلت للدرجه الأخيره عشان تسمعهم و هم في الصاله...

أبوأحمد يجلس= السلام عليكم
أم أحمد= و عليكم السلام و الرحمه
أبوأحمد= تكلمت مع أم سعود و أم فهد..قالوا مو زينه تجلس البنت و هي بهالعمر لحالها عند جدتها..و خافوا تتعلق فيها و يصير لها شي..وقتها إذا رجعت لهالبيت بتكون بحاله أسوأ من اللي هي فيها

رحيل كانت تسمعهم بغيض...و هي بصعوبه تسيطر على نفسها...(لا تقولون هالكلام! جدتي لا يمكن تروح و تتركني لحالي)

أم أحمد= يعني ماراح تخليها تروح؟
أبوأحمد= سعود كان جالس معنا..و يقول لو نتركها تروح احسن لها..دامها متعلقه بجدتها لهالدرجه..نخليها تجلس عندها و تهتم فيها مثل ما تبي..لأنه لو صار لها شي بتحس بالذنب و بتلومنا على هالشي
أم أحمد= صادق
أبوأحمد= يعني برأيك اقولها تروح
أم أحمد= توكل على الله
أبوأحمد= لا إله إلا الله

••
••
••

ركضت رحيل لغرفتها...قبل يشوفها عمها...و هي تحس براحه...
دخلت غرفتها و جلست على سريرها...لين جاء عمها و قال لها...إنه بيتركها تروح...و طبعا جملة توصيات و مشاعر...ما وصلت أبدا لقلب رحيل...

طلع عنها و هي التفتت تطالع غرفتها...(اليوم..و هاللحظه..بينتهي العذاب..بينتهي القهر...بأنساهم للأبد)

صارت ترتب أغراضها و تجمعهم...و هي تتذكر كلام عماتها...و كلام سعود...(ليه تكلم و قال لهم يخلوني أروح؟ اقتنع بكلامي؟ أو يبي يريح اهله من وحده ما تبيهم..و لا واحد فيهم يبيها....حتى هو)

ما اهتمت لهالشي و تناسته...لأنهم من اليوم شي انتهى في حياتها...و لا له رجعه أبدا...
بتحاول تعيش باللي بقى من روحها...و ما تدري لو بقى للحين فيها إحساس بهالحياة ممكن تكمل فيه...


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••


في مكتبه...كان جالس يراجع ملف المريض اللي بين يديه...و يشرب الكابتشينو الساخن عشان يصحصح و يستعد لأول مريض...
سمع طق على بابه...

د:بسام= تفضل
د:ريهام تدخل= صباح الخير يا دكتور
د:بسام بإبتسامته الهاديه= صباح النور..أهلين دكتوره ريهام
د:ريهام= أنا عاوزه منك خدمه صوغيره
د:بسام تتسع إبتسامته= آمري
د:ريهام= ربنا يخليك..عندي مريضه قالها امبارح انهيار عصبي..و حسيت إنو بسبب إحباط و ضيق عندها...يعني السبب نفسي مش قسدي...عشان كدا كنت عاوزه تتكلم معاها
د:بسام بإستغراب= زين ليه ما تآخذ موعد و أحدد لها جلسه
د:ريهام= أنا كلمت عمها و رفض فكرة الدكتور النفسي..و...و..كنت عاوزاك تكلمها بدون ما يعرف
د:بسام= اه..بس يا دكتوره العلاج النفسي يحتاج لجلسات ماراح أفيدها بشي من جلسه وحده
د:ريهام= ماأنا عارفه..بس أنا كنت عاوزه اتطمن..قايز البنت ما تكونش محتاقه...ياليت لو تمر عليها دلوأتي أبل ما تبدأ مواعيدك..هي بالغرفه رقم 232

تسارعت دقات قلبه أول ما سمع هالرقم...و اختنق بأنفاسه...طالعها بإستغراب...مو مصدق اللي سمعه...حس إنه من كثر ما ردد هالرقم في باله من ليلة البارح...صار يتخيله...

د:بسام بشك= كم الغرفه؟
د:ريهام=232
د:بسام بلع ريقه= خلاص أمر عليها بعد ربع ساعه

طلعت عنه بعد ما شكرته...وهو رجع بخياله...لحوريته اللي سهر يفكر فيها...(هي؟ أكيد هي..نفس الغرفه..و الدكتوره تقول من أمس و هي فيها؟......إنهيار عصبي؟؟)

تذكر حزنها أمس...و دموعها...و أكثر شي جمالها...
كان يحسها مثل الحلم...لكن هالحلم بيصير واقع...بيشوفها...و يكلمها...بيعرف اسمها...بيعرف مشكلتها...(مين اللي جاه قلب يجرح وحده بهالرقه؟!)

طالع ساعة يده...وهو متلهف...(ليه ما قلت بعد خمس دقايق؟)


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••


انتهت الحصه...و سلمى هزت رجوى اللي كانت بسابع نومه...

سلمى= رجـــــــه يله قومي وقت الفسحه

صحت رجوى و هي تتمطط بقوه...و تتثاوب...
التفتت تشوف الفصل اللي كان فاضي...

رجوى= وين استاذه بدريه؟
سلمى تضحك= الله يرحم حالك..خلصت حصتها و راحت و جت استاذه عليا و راحت و أنتي تشخريــن علينا
رجوى= و ليه ما صحيتيني؟
سلمى= استاذه عليا قالت خليها نايمه أريح..نوم الظالم عباده
رجوى تتلفت= وين تهاني؟
سلمى= قلت لها تروح تشري لنا لين اصحيك و نلحقها
رجوى براحه= الحمدلله كل يوم بأنام عشان تفطروني
سلمى تضحك= وش الجديد صاحيه أنتي أو نايمه حنا دائما نفطرك
رجوى تقوم= هاذي الصداقه و إلا فلااااا
سلمى= و أنتي وش مخليك تواصلين؟
رجوى= أمس مسوين حفله في السطح عشان حنونه..لعبنا و رقصنا للفجر


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••


في الممر قابل الدكتوره ريهام...اللي راحت معه لغرفتها...

د:بسام= دام عمها مو راضي وش خلاك تصرين على إني أشوفها؟
د:ريهام= بصراحه صعبت عليا..البنت زي الأمر و باين عليها حساسه و ناعمه أوي..و كمان يتيمه و عايشه عند عمها..و بصراحه مش بعيد يكون هوا اللي قابلها الانهيار الراقل نفسيتو زي الزفت....مع إن مراة عمها ست حنينه أوي

ابتسم الدكتور بسام...وهو يسمع أوصافها من الدكتوره ريهام...حس إن احساسه فيها أمس كان صح...

د:ريهام= اهيه مراة عمها..يا رب تكون صحيت....أهلن يا أمو فايز..حياة صحيت؟
أم فايز بتوتر= ايه..الممرضه معها
د:ريهام= اتفضل يا دكتور بسام

دخل الدكتور بسام...و إسمها للحين يتردد في باله...و لأول مره يحس بإرتباك وهو يدخل عند مريضه...

••
••
••

في هالوقت...كانت أم فايز متوتره...

أم فايز= ليه ما قلتي لي يا دكتوره إنه رجل؟
د:ريهام= و تفرأ في إيه؟
أم فايز= حياة ما تحب الرجال..و أكيد ماراح تتكلم معه
د:ريهام= بس ده دكتور
أم فايز= ولو دامه رجل أكيد بترفض

••
••
••

قالت الممرضه لحياة إن الدكتور بيشوفها...و هي استغربت...لأن دكتورتها ريهام...و مرة عمها ما جتها الجرأه تقول لها عن الدكتور النفسي...
لفت طرحتها على وجهها و رفعت طرفها بينها و بينه...مرة عمها طلعت و لا عندها أحد يجيب لها نقابها من الدولاب...

دخل بسام بتردد...كان واثق من نفسه كدكتور...لكن إحساس في قلبه كان محسسه بالتوتر ناحيتها...

د:بسام= السلام عليكم
حياة ببرود= و عليكم السلام

أول ما وصل له صوتها الناعم...حس إن لوحة حسنها اكتملت...
ابتسم وهو يشوفها رافعه طرف طرحتها و مغطيه وجهها عنه...و ما تدري إن الشمس اللي قبالها في الشباك المفتوح...بينت له كل ملامح وجهها حتى من ورا طرحتها...
حس إنه يخونها وهو يطالع ملامحها المعقوده من الضيق اللي ما يعرف سببه...مع كذا ما تحرك من مكانه...و لا نزل عيونه اللي مركزه على ملامحها...

حياة بضيق= أنا مريضة الدكتوره ريهام..و اعتقد قالت ما فيني شي و اليوم بأطلع..ممكن أعرف أنت ليش جاي؟

تفاجأ بسام...تخيلها على أوصافها...و صوتها...بتكون ناعمه و خجوله...و صدمته القوه و الجرأه اللي ملت صوتها الساحر...

د:بسام= أنا الدكتور بسام..و حاب اتكلم معك شوي
حياة بغيض= نعم! عن ايش إن شاء الله؟
د:بسام= عن سبب الانهيار العصبي اللي صابك؟
حياة بقهر= و ممكن أعرف بأي صفه تبي تعرف؟
د:بسام= أنا دكتور نفسي

شاف يدها اللي ماسكه طرحتها...كيف شدت قبضتها بقوه...

حياة بعصبيه= و أنا مو مجنونه..و لا أحتاج لخدماتك
د:بسام بهدؤ= أنا ما قلت إنك مجنونه..أنا قلت بس نبي نتكلم و نعرف وش اللي سبب لك الانهيار..عشان نحاول نبعد عنك الأسباب اللي ممكن تكرر هالشي
حياة بغيض= و أنا مابي اتكلم..اللي فيني أعرفه..و أعرف كيف اتعالج منه..ولو كانت صحتي بتجي من واحد مثلك أنا أبي المرض احسن...و اللحين لو سمحت..أو حتى ما سمحت اطلع برااا
د:بسام منصدم= واحد مثلي! أقدر اعرف وش شفتي مني يخليك تقولين هالكلام؟
حياة تتأفف بقهر= قلت لك مابي اتكلم معك..و لا أبيك في غرفتي..(تصرخ)عمتي...عمتي...
د:بسام= خلاص خلاص أنا طالع..و مشكوره على الغلط

تركها...وهو يطلع شاف عمتها تدخل عندها...مشى بعصبيه و حس بالدكتوره ريهام تلحقه...

د:ريهام= دكتور بسام أنا آسفه..أنا افتكرت إن مرات عمها آلت لها
د:بسام يوقف و يتنهد= حصل خير يا دكتوره ريهام..بس إذا كانت المريضه و ولي أمرها مو مقتنعين بالعلاج النفسي أنا ما أقدر اسوي لها شي
د:ريهام= بس تعرف يمكن ما تكونشي عصبت عشان موضوع النفسي..أصل مرات عمها بتأول إنها ما بتحبش الرقاله و تتعصب منهم

سكت بسام...وهو يتذكر يوم تقول له واحد مثلك...(يعني كان قصدها عشاني رجل؟!)

د:بسام= ما تدرين ليه؟
د:ريهام= لا مرات عمها ما آلتشي غير كدا و .....

سمعت الدكتوره ريهام نداء بإسمها...و تركته و راحت...
وهو راح لمكتبه...و وقف عند الشباك للحظات يطالع غرفتها بشرود...
راح و جلس على مكتبه...و أخذ قلم الرصاص و بدون ما يحس...فتح الدفتر اللي على مكتبه و صار يرسم ملامحها اللي ثبتت في باله...
وهو يفكر بصوتها اللي رغم كل الغضب...كان كله نعومه و أنوثه...ضحك وهو ما يعرف هي كانت تهزأه أو تغني له...
طالع الرسمه اللي كانت نفس ملامحها...وهو مبتسم...(حياة!! وش اللي يخليك تكرهين الرجال؟ وش اللي آذى احساسك؟)
حس إن حالتها شدته...بس للأسف...ماراح يقدر يعرف عنها أكثر...

وانتهى البارت الخامس


dali2000 12-07-09 04:02 PM


.•.°.•?•n|[?الــبــــارت الـســـادســـ ?]|n•?.•.°.•

بعد الفسحه...وقفت رجوى عند باب الأخصائيه الإجتماعيه...اللي أرسلت لها بنت تطلب منها تجي...
طقت الباب و وصل لها صوتها...
الأخصائيه= تفضل
دخلت رجوى و هي مبتسمه...
رجوى= السلام عليكم
الأخصائيه= و عليكم السلام..نعم
رجوى= أنا رجوى
الأخصائيه= اجلسي يا رجوى
رجوى تجلس(الله يستر..وش عندها هاذي بعد مستضيفتني؟)...و تشوفها طلعت ورقه...(بدأ التشريح الإجتماعي لرجوى)
الأخصائيه=وش اسمك بالكامل؟
رجوى= رجوى صالح
الأخصائيه= صالح ايش؟
رجوى= صالح لمدة سنه من تاريخ الإنتاج
طالعتها الأخصائيه و هي تكتم ضحكه...و ترسم الجديه على وجهها...
الأخصائيه= رجوى خلينا نتكلم جد..قولي اسمك الكامل عشان اطلب ملفك
رجوى= خلاص إذا تبين معلومات شخصيه عني اسأليني و أنا أقولك والله ما أكذب..لا تتعبين نفسك و تخلينهم يحوسون بهالملفات
طالعتها الإخصائيه بعتب..و سألتها بعض المعلومات عنها...و عن أهلها...
الأخصائيه= اللحين..ندخل في الموضوع....ماراح اتكلم عن موضوع السرقات لأني أتأمل إن هالشي خلاص انتهى و ماراح ترجعين له مره ثانيه...بأكلمك عن الموضوع اللي مضايق المدرسات منك....نومك في الحصص
رجوى= ...........
الأخصائيه= أنتي ليه مو مهتمه بدراستك؟ شوفي كل بنات ثالث كيف حريصين على كل درس على كل درجه و أنتي درجاتك متدنيه و اللحين تنامين بالحصص!
رجوى كانت تسمعها و هي ماله...لكن فجأه خطر على بالها شي...خلاها تضحك بينها و بين نفسها...
رجوى بإنكسار مصطنع= أنا عندي ظروف صعبه في البيت..أبوي مسافر و أنا اللي اهتم بإخواني..كل شي على راسي....كيف تبيني اهتم بدراستي..حتى لو حاولت ادرس و اهتم الكل يضحك علي و يقول بنات الفقر مو وجه دراسه
الأخصائيه بعطف= مين اللي قال لك هالكلام؟
رجوى بحزن= شذى و نور...و معهم حق إذا شفت الحاله اللي أنا فيها احس إني وين و الدراسه وين..شكلي بأتركها ارتاح و اريحكم
حاولت تمسك ضحكتها...و هي تسمع الأخصائيه كيف ترفع من معنوياتها...و تشجعها...و تتوعد في البنات اللي احبطوها...
رجوى بتأثر مصطنع= مشكوره..ما تدرين وش كثر كنت محتاجه أحد يوقف معي و يشجعني..عمري ما سمعت مثل هالكلام..و إن شاء الله أحاول انسى مشاكل البيت و أركز على دراستي و مستقبلي
الأخصائيه بحماس= ايه هذا الكلام اللي أبي اسمعه..و إذا أي بنت قالت لك شي تجين هنا تقولين لي و أنا بأتفاهم معها
تركتها رجوى و طلعت...و أول ما سكرت الباب...ضحكت لحالها...(يا حليلها صدقت! مادري أنا الذكيه أو الناس أغبياء؟)
نزلت تحت تتمشى...دام معها عذر إنها برا الفصل...و شافت هدى في مطبخ التدبير...و مدرستهم مو موجوده...وقفت عند الباب...
رجوى= امممم الريحه جابتني من فصلي
هدى تلتفت عليها..و تركض للباب= رجـــه! تعالي شوفي الفطاير اللي سويتها رووعه
رجوى تدخل معها= و أنا بأشوف بس أنا بآكل بعد
دخلت معها...و راحت عند الصحن اللي جالسه تزينه...
هدى= وش رأيك؟ ست بيت صح؟
رجوى تآخذ وحده و تأكلها= يمممم لا لا بكره بنخطبلك خلاص صرتي مره
هدى تضحك= والله لو عندك عريس كان لطشتيه أنتي
رجوى= لا حسرتي طلع ما يبيني
تجمعوا عليها صديقات هدى...
وحده منهم= والله رجوى! أنتي تحبين أحد؟
رجوى بهيام و هي تأكل= ايه ما سمعتي الشاعر البيطري اللي يقول.. الحب قطع قلوب البعارين**حتى الحمير السود يلعن جدفها
هدى= والله ما عندك رومانسيه! هذا شعر؟...المهم قولي مين؟
رجوى تآكل= جارنا..و عاد تعرفون حب ولد الجيران له ماضي عريق في الأدب العربي
البنات تحمسوا= كملي؟
وحده منهم= يدري؟
رجوى= لا...ما أدري...يمكن
هدى= ليه حبيتيه؟
رجوى= امم إذا شفته احس الدنيا بخير
هدى بحلم= ياااي طيب؟ حلو؟
رجوى= والله مو باين..اتوقع بشبابه كان حلو..بس اللحين يبي لك مكبر تطلعين شكل عيونه
هدى ما فهمت= بشبابه؟ ليه هو كم عمره اللحين؟؟
رجوى= مادري..حوالي سبعين
شهقوا البنات و هي ضحكت على الخيبه اللي اعتلت وجيههم...
هدى تصرخ= رجووووى!! أكلتي الفطاير!
طالعت الصحن اللي مع رجوى...و اللي ما بقى فيه غير ست حبات...
رجوى تضحك= معليش قولوا لها احترقن..والله طاري أبوسعد يفتح النفس زين ما أكلتكم
هدى= مالت عليك و عليه..شايب عاد؟!....يله اطلعي قبل تجي الأستاذه تذبحنا
رجوى تطالع= واللي هناك وش طابخين؟
هدى تدفها= اقولك اطلعي ما يكفي فطايري طارت
طلعت رجوى...و هي رجعت للبنات...
هدى= بنقولها غلفنا نصهن و أعطيناه المستخدمات...و بقينا هاذي بس عشان تقيمنا
البنات= صح
وحده منهم= يا حليلها رجوى دائما اشوفها من بعيد..بس ما عمري كلمتها.شكلها طيبه
هدى= ما تقدرين تفهمينها مره تقولين طيبه و على نياتها لدرجة الغباء..و أحيانا تحسين فيها لعانة الدنيا....بس مع هذا أحبها

••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

ما صدقت رحيل نفسها و هي واقفه بحوش بيت جدتها...و تطالع شنطها القليله اللي معها...ما كان عندها شي كثير تآخذه...لكن هالشنطتين كانوا إختصار لكل حياتها...و دامها جابتهم هنا...يعني خلاص بترتاح من عمانها للأبد...
تأملت بيت جدتها...بيتهم...بيتها من اليوم...و هي تتخيل كيف حياتها بتكون فيه...
دخلت الصاله و شافت جدتها...اللي ابتسمت بفرح أول ما شافتها...راحت و ضمتها بقوه...و جلست جنبها...
أم ساره= خير يا بنتي؟ اليوم وجهك غير عن كل يوم؟
رحيل بفرح= خلاص يمه بأعيش معك هنا
أم ساره بإستغراب= وافق عمك؟
قطع كلامهم التليفون اللي بدأ يدق...
راحت أم ساره ترد...و من كلامها...عرفت رحيل إنه عمها...و أكيد يقول لها عن جلستها هنا...و يعيد قائمة التوصيات اللي مالها داعي...
ما كانت حابه تسمع وش يقول...عشان كذا راحت تدخل شنطها...لين يخلص...

••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

جلست أم فايز على الكرسي ساكته...تنتظر حياة تهدأ شوي عشان تقدر تكلمها...لكن بعد ما هدت حياة تكلمت من نفسها...
حياة بقهر= أنا مو مجنونه!
أم فايز بإعتذار= والله يا بنتي أدري..بس الدكتوره قالت إن هالشي لمصلحتك..و أنا مابي أرد عنك أي شي ينفعك..قلت اخليه يشوفك و أنتي بنفسك تقررين تتكلمين أو لا..بس والله ما عرفت إنه دكتور..على بالي دكتوره
حياة بعد صمت= عمتي ممكن أطلب منك طلب
أم فايز= اطلبي كم حياة عندنا؟
حياة= أبي اطلع اللحين..و قولي لعمي يوديني لبيت جدتي على طول..أبي ارتاح هناك
أم فايز= خلاص ادق عليه و أطلبه...بس ما أخذتي لك ملابس
حياة= هناك عندي

••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

كانت رجوى مع تهاني و سلمى في دورة المياه...هم جالسين يرتبون شعرهم عند المرايا...و هي تروح و تجي عندهم و تغني...و ترقص بيدينها...
رجوى= سلام يا من يسمع الكسرات..يا أهل الهواء بأشتكي حالي..أنا عيشتي كلها آهات..و أبوسعد مايدري بحالي..جتني وساوس و جتني هموم..جتني في الراس جنيه...
سلمى= اعوذبالله منك ترانا في دورة المياه!
رجوى تضحك= خليني اطلعلكم جني طالب نشوف شكله..اشطر حنا أو هم
سلمى بخوف= رجــه اسكتي! تدرين إني أخاف من سيرتهم
رجوى= يا خبله أنا اقوي قلبك أو ترانا بنطردك من الشله
سلمى= أنا...
انقطع كلامها...و هم يشوفون شذى و نور يدخلون...
شذى= أقدر افهم أنتي وش تبين مني؟ و ليه متبليه علي؟
رجوى ببرائه= أنا؟!
شذى= لا عمتي
رجوى ببرود= خلاص أجل روحي حاسبي عمتك وش دخلني بهوشة الأقارب أنا..صدق تجيك التهايم و أنت نايم
شذى= لا تستهبلين..أنتي تدرين عن ايش اتكلم
رجوى بإستهبال= إذا كان قصدك عن اللي قلته للأخصائيه..لا والله مادري
شذى= روحي قولي لها إنك تكذبين
رجوى تضحك= لا والله ضحكتيني! ليه تعبت نفسي و كذبت لو كنت بأكشف الكذبه
نور= و ما لقيتي إلا حنا تتبلينا؟ وش سوينا لك؟
رجوى= والله إني طيبه بس مادري ليه إذا شفتكم أنتم بالذات تطلع فيني نزعه شريره..شكل وحده منكم بتصير ضرتي مستقبلا...والإحساس سبق شوي
طالعتها نور و شذى بإستحقار كالمعتاد...
رجوى بتهديد= شوفوا يا عيون أمكم..لو تبون ما تتورطون بمشاكل معي..النظره هاذي غيروها..و لا أشوفها بعيونكم بعد هاليوم
شذى بإستحقار= و اللي مثلك كيف تبيننا نشوفها إن شاء الله؟
رجوى بفخر= أبي تحسين و أنتي تطالعيني كأنك تشوفين شي عظيم..شي مميز..و شوي و إلا تحسدين عيونك على شوفتي
شذى بقرف قبل تروح= تشوفين يا رجوى
رجوى تصرخ عشان تسمعها= أكيد بأشوف أجل بأنعمي
سلمى= وش بينكم؟
رجوى تروح= انتظري أكمل المسلسل..و اتغدى فيها قبل ما تتعشى فيني..و أقول لكم
و راحت تركض للأخصائيه...و طقت بابها...و دخلت...
الأخصائيه= نعم رجوى وش تبين؟
رجوى= استاذه ليه تقولين لشذى و نور إني قلت لك؟
الأخصائيه= أنا ما هاوشتهم أنا بس لفت نظرهم إنهم ما يكررون هالشي....ليه؟
رجوى= قبل شوي شفتهم..و يقولون إنهم كذبوا اللي قالوه..و قالوا إنهم لو يسببون أي مشكله و يقولون للإداره إنها أنا ماراح أحد يشك فيهم..لأني أنا اللي سمعتي سيئه في المدرسه و بيصدقون علي كل شي
الأخصائيه بقهر= خلاص يا رجوى روحي و أنا اتصرف..ولو صارت لك أي مشكله في الإداره تعالي علميني
رجوى= مشكوره استاذه ما تقصرين
طلعت و هي تضحك...(على مين تلعبينها يا بنت الزوات..تبين تغلبيني أنا هه)

••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

كانت حياة مع عمها...و مرة عمها في السياره...سندت راسها بتعب على الشباك...و غمضت عيونها و هي تسمع صوت عمها يتكلم في جواله...يضحك و يمزح مع اللي يكلمه...بطريقه عمرها ما شافته يكلم فيها بناته...بناته...اللي هم أحق بهالمعامله من غيرهم...
طرى على بالها الدكتور اللي شافته الصبح...(والله الثقه بالنفس! جاي بكل غرور-تقلد صوته الرسمي-أنا دكتور نفسي خلينا نتكلم عن حالتك...و أنت وش دخلك أصلا؟ مصدق نفسه دكتور..لو كان فيه خير يروح يعالج بني جنسه..يمكن يقدر يزرع فيهم ضمير و قلب..مع إني أشك في هالشي)

••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

في الحصه الخامسه...كانت مدرسة الجغرافيا تشرح و الكل مركز معها...و رجوى و سلمى يسولفون على بعض...وهم يكتبون على ظهر الكتاب...
سلمى= ما دق أبوك؟
رجوى= لا
سلمى= وش ناويه تسوين؟
رجوى= و لا شي..بأعيش حياتي
سلمى= غريبه ما سمعنا طاري سرقه كالعاده
رجوى= والله إنك شيطان رجيم اللحين توزيني على الشر عيني عينك
سلمى= لا بس أخاف لا شفتك طيبه احس تخططين لمصيبه
رجوى= ايه بأسرق رواتب المعلمات
شهقت سلمى بخوف...و التفتت عليها المدرسه...
المدرسه= خير يا سلمى؟
سلمى بإرتباك= لاااا بس كأني شفت شي أسود يمر عند باب الفصل
رجوى بهمس= والله الكذب الجاهز!
التفتت المدرسه و البنات يطالعون الباب...
رجوى= ماراح تشوفونه..بس سلمى اللي تشوفه..قايله لها الله يهديها تروح لمطوع يقرأ عليها
سلمى بخوف= رجوى وجــع
المدرسه بعصبيه= خلاص أنتي و ياها..نرجع للدرس
و رجعوا يكتبون لبعض...
رجوى= شوفي كل شوي تلتفت للباب شكلها خايفه
سلمى= أنا اللي كاذبه و خفت صدق
انتهت الحصه...و طلعت المدرسه...و التفتت لهم تهاني...
تهاني= وش فيكم؟
رجوى= ما فينا إلا الخير..بس تعرفين سلمى لابسها عفريت و يحب يستعرض أحيانا
سلمى بعصبيه= اوووف رجه انطمي
رجوى= أنتي اللي فتحتي السالفه..يله امسحي كتابك عشان سواليف المره الجايه

••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

دخلت حياة لبيت جدتها...و قبل تدخل لهم...راحت عند النخل و فتحت جوالها...دقت على أماني...بس كان مقفل...و دقت على هديل...
هديل= ألف حمدالله على السلامه..خوفتينا عليك..حياة وش صار لك؟
حياة تطنشها= أنا بخير...بس كنت باسألك عن أماني..ادق عليها مقفله جوالها
هديل تتنهد= أمس بعد ما نقلوك للمستشفى انهارت و صارت تصيح و ما قدرنا نسكتها..و طلعت حتى هي من الكليه..اليوم دقيت على بيتها و ردت أختها و يوم سألت عنها هزأتني و سبتني تقول أنتم اللي خربتوها و ما تربيتم و مادري ايش؟ و هددتني ما اتصل فيها مره ثانيه.....اتوقع إنهم عرفوا..كيف مادري؟
حياة بحزن= أكيد هي اعترفت..تعرفين أماني إذا خافت ما تعرف تكذب و تخر كل السالفه
هديل= يمكن...بس تصدقين كذا أحسن..يعني عذاب أهلها و لا اللي ناوي يسويه فيها
حياة= .................
هديل= وش فيك ساكته؟
حياة= مو حاسه بالذنب؟
هديل= أنا! ليه؟
حياة= كيف ليه؟ أنتي اللي عرفتيها عليه
هديل= كانت تقدر تقول لا لو ماتبي أنا ما غصبتها..بعدين ياما قلتي لها لا تصدقه و تتعلق فيه بغباء و هي اللي ما صدقت...حتى أنا قلت لها اعرفها على غيره عشان تشوف إن كل كلامهم مثل بعض هي اللي ما صدقتنا و أعجبها الموضوع و تعمقت معه
حياة بقهر= مع السلامه هديل
هديل= ليه؟ ما أعجبك كلامي؟
حياة= لا
هديل= براحتك..بس هذا مو جديد عليك أي مشكله تصير لأي مره في الدنيا مع رجل..الظاهر بتحطين نفسك مسئوله عنها ولازم تدافعين عنها...بس أقولك ترى مثل ما فيه رجال انذال فيه حريم ألعن و أنذل
حياة= أقول بلا فلسفه...و إذا عرفتي شي عن أماني قولي لي
سكرت منها...و هي تتخيل حالة أماني اللحين كيف...وش بيسوون فيها أهلها...و ولد عمها وش بيكون موقفه...و الأهم من كل هذا هو...الحقير...وش بيسوون فيه...لازم أحد يوقفه عند حده...
دخلت للصاله...و شافت رحيل و جدتها يفطرون...
حياة= صباح الخير
رحيل بإستغراب= حياااة!
سلمت عليهم و جلست معهم...
أم ساره= غريبه جايه من الصبح! ما رحتي لكليتك؟
حياة= لا
رحيل= وش فيه شكلك كذا؟ شاحبه و عيونك ذبلانه
حياة= ما نمت زين أمس..و للحين ما أفطرت
أم ساره= أجل يله افطري معنا يمه
حياة= بس أروح أبدل و أجي
رحيل= و أنا بأروح أصب لك عصير..عارفه إنك ما تحبين الشاهي
راحت حياة تبدل ملابسها...ببجامه كحليه بينت شحوب وجهها أكثر...رفعت شعرها ذيل حصان...كانت بتطلع و شافت رحيل...
حياة= وش هالشنط؟
رحيل بإبتسامه= شنطي
حياة= بتجلسين هنا كثير
رحيل تتنهد= للأبــد
حياة بفرح= والله؟!
رحيل= و أخيرا
حياة= الحمدلله عشان ترتاحين..و عشان نتطمن على أمي..بس كيف اقتنع عمك؟
قالت لها رحيل عن اللي سوته...و بعدها طلعت معها...و جلسوا يفطرون مع جدتهم...و حياة ما قالت لهم عن تعبها...عشان ما تخاف جدتها عليها...و أكثر من كذا...ما كانت تبيهم يدرون بلحظة الضعف اللي مرت فيها...
جدتها ربتها على القوه...و هي لازم تكون قد هالشي...

••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

رجعت مها من كليتها...و شافت بدور تنتظرها في الصاله...
بدور= ماراح تصدقين
مها= بسم الله وش فيك؟
بدور= رحيل راحت عند جدتها
مها ببرود= وش الجديد؟ هي كل أربعاء تروح لجدتها
بدور= الجديد إنها راحت للأبد..أخذت كل أغراضها
مها بصدمه= تكذبيــــن!!
بدور= والله العظيم
مها تجلس جنبها= كيف راحت؟ كيف اقتنع أبوي؟
بدور= أمي اقنعته بعد كلامنا أمس..و تشاور مع عماتي و اتفقوا يخلونها تعيش هناك
مها براحه= و أخيرا مابغوا!
بدور= تدرين مين اقنعهم يخلونها تروح بعد ما كانوا مترددين؟
مها= مين؟
بدور= سعود
مها تفاجأت= سعوووود!!
بدور= ايه..حتى أنا استغربت
مها= أهم شي افتكينا منها
بدور= مو أكيد..تعرفين جدتها كبيره بالسن و يمكن ما تعيش لها كثير و تلقينها ترجع لك في هالبيت مثل أول و أسوأ
طالعتها مها بإحباط...تركتها و راحت بدون لا ترد عليها...
طلعت فوق...و راحت لغرفة رحيل اللي على غير العاده...بابها مفتوح...
وقفت عند الباب تطالعها...و كأنها تبي تتأكد إنه خلاص ما عاد لها أي وجود بهالبيت...تنفست براحه...(أكيد مو مهتم فيها..و إلا كان ما أرسلها لبعيد......بس بدور معها حق..مو بعيد ترجع لنا..يا رب لذاك الوقت يكون سعود خطبني و طلعت من هالبيت قبل ترجع)
رجعت مره ثانيه تطالع غرفتها اللي ما بقى لها فيها أي أثر...و هي تتذكر بقهر ملامحها الخرافيه...(لو كانت حاولت تجذب سعود..ما كانت بتتعب أبدا..يكفي يشوفها والله لا يحبها...إن كان أنا على كثر ما أكرهها احس لو ابتسمت بوجهي مره كان حبيتها)
طلعت من الغرفه و هي للحين تفكر فيها...و تفكر بسبب هالحقد و الكره اللي فيها...و تتسآئل...كيف ممكن تعيش حياتها بهالنظره السوداء...و إن كان روحتها عند جدتها بتغير شي في مشاعرها...

••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

دخلت وفاء غرفة حياة بعد ما رجعت من الكليه...و راحت تغير الماء للسمكات...و تحط لهم أكل...و هي تفكر بحياة و اللي صار لها...(هالمره عدت على خير..يا خوفي من اللي ممكن يصير فيك يا حياة)
طلعت جوالها...من جيب تنورتها و دقت عليها...
حياة= مرحبا
وفاء= حمدالله على السلامه يا قلبي
حياة= الله يسلمك
وفاء= وش أخبارك اللحين؟
حياة= الحمدلله بخير
وفاء= بترجعين الجمعه؟
حياة= ايه أبوك ما رضى اجلس
وفاء= لا تخافين تعالي و أنا بأدلعك و اهتم فيك
حياة تضحك= بأعتبره وعد..مو ترجعين في كلامك
ضحكت وفاء مع ضحكة حياة و هي تحس براحه...اللي يطمنها عليها...إنها مهما تمر بمشاكل...واثقه بقوتها و تحملها....بس إلى متى بتسعفها هالقوه...

••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

رجع سعود من دوامه للبيت...و شاف وداد و رنيم في الصاله...
سعود= السلام عليكم
وداد+رنيم= و عليكم السلام و الرحمه
سعود يجلس= وين أمي و أبوي؟
وداد= مقيلين..وش عندك تأخرت ما تغديت معنا؟
سعود= عندنا إجتماع في الشركه
رنيم= تدري إن رحيل خلاص سكنت عند جدتها؟
سعود= ايه
وداد= أمي تقول إنك أنت اللي اقنعت خالي بهالشي؟
سعود= ايه
رنيم= ليه؟
سعود= البنت مو مرتاحه في بيت عمي..و كل هالسنين تحس إنها غريبه عنهم و متعلقه في جدتها بشكل كبير..حتى جدتها جالسه لحالها و محتاجه اللي يهتم فيها..يعني من الأساس كان المفروض يعيشون مع بعض
وداد بعد تفكير= صح
رنيم= تتوقعون خلاص ماراح نشوفها أبدا؟ أو عمي بيعزمها أحيانا؟ أو نروح لها حنا
وداد= مادري؟ ما أتوقع إنها تبي نزورها..بس أكيد أمي و خالتي بيشوفونها حتى لو ما كانت تبي..و إن قالوا إنها تغيرت ذاك الوقت نزورها
سعود= إذا خلصتوا تحليل روحوا جهزوا غداي
راحوا عنه...وهو رجعت أفكاره لرحيل...(صح..من اليوم ماراح نسمع عنها أي شي.....كذا أحسن لها...و أحسن لي..أخاف اتعلق فيها و أنا مو حمل هالشي..أنا أبي وحده استقر معها و اعيش حياة هاديه مو وحده بتجيب لي عوار الراس و المشاكل و اصير بين نارين هي و أهلي.....هذا لو وافقت علي من الأساس)

••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

بعد العصر...كانت حياة و رحيل في غرفتهم...و جدتهم رايحه تزور وحده من جاراتهم...
حياة= متى راحت أم حامد؟
رحيل= أمي تقول أمس
حياة= رحيل..لازم لك غرفه دامك بتعيشين هنا..رتبي الغرفه ذيك و ارمي كل اللي فيها و خليها لك
رحيل= ما يحتاج..أنا ما عندي أغراض كثيره..و بعدين أنا أحب غرفتنا هاذي و ماراح أغير فيها شي
سكتت حياة و هي تتمنى لو رحيل توافق...و تخلصها من ذيك الغرفه بكل الذكريات اللي فيها...
تتمنى ترمي كل اللي فيها...بس تعرف إنه ماراح تجيها الشجاعه تسوي هالشي...و تبي غيرها يسويه...
تبي تجي في يوم و لا تشوف لهم أي أثر...لا بحياتها...و لا بنفسها...
سمعوا التليفون يدق...و قامت حياة ترد...
حياة= مرحبا
رجوى= لاااا ذبت..كنت فوق الكرسي صرت تحته
حياة تضحك= أنتي؟!
رجوى= ايه وش فيها أنا! يا عمري يا أنا..ليت كل الناس أنا
حياة= لا حرام عليك تدعين على البشريه
رجوى بفخر= يحصلهم مخيخي
حياة تتذكر= صح ليه داقه؟ ليه مو في الطريق اللحين؟
رجوى= اشتكى علي الشارع من كثر ما أمشي فيه..قال ترى بيتبناني ما أحد مشور فيه كثر ما مشورت
حياة= لا صدق
رجوى= الصدق يا حيحو إني ماراح أجي هالأسبوع و يله استحملوا بعض ما عندكم أنا
حياة بقهر= ليـــه؟!
رجوى= أبوي كعادته إذا صارت مصيبه اختفى و ما أقدر اترك القرود لحالهم في البيت..لازم أنا أرعى مناصبي
حياة بسخريه= أي مناصب إن شاءالله؟
رجوى= الراعي الرسمي للشحده..و المتحكمه بالصادر و الوارد من عشاوات الجيران اللي تجينا..و رئيسة الأمن و الأمان في عشنا و...
حياة تقاطعها= خلاص..خلاص قولي محتاجه شي؟
رجوى= الجيران ما قصروا اللي عطى من خاطره و اللي بنخليه يعطي غصب
حياة تضحك= تدرين رحيل خلاص بتسكن عند أمي
رجوى بفرح= والله! زين إن شاء الله تنفتح شوي بدل ما هي مثل التلفزيون المسكر
حياة= يكفي أنتي منفتحه على العالم كله
رجوى بتفاخر= وش نسوي نواكب العولمه..أقول شكلي زودتها أم جيراننا بدت تنافخ دخلت أكلم و حبست عيالها في المجلس شكلهم يدقون عليها يبوني اطلع
حياة= احسن خليهم بحبستهم لين يختنقون
رجوى بتريقه= ايه دامهم رجال أكيد بتطلعين أنيابك..آسفه ماراح أوقف معك و بأحافظ على النصف الثاني للمجتمع و اخليهم يطلعون
سكرت حياة منها...(يا وسع بالك يا رجوى! مادري لو فيه شي بهالدنيا ممكن يضايقك)
جت عندها رحيل...
رحيل= مين تكلمين؟
حياة= رجيو..ماراح تجي
رحيل بقهر= ليه؟
حياة= أبوها انطرد من الشغل و اختفى..و ما تقدر تترك أهلها لحالها
سكتت رحيل...و بانت للحظه بعيونها نظرة حزن عميقه...قبل ترجع النظره القاسيه لها...
حياة= رحيل وش فيك؟
رحيل= لا و لا شي..بس خساره رجوى ماراح تجي

••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

رجعت رجوى و بسمه و حنين من البقاله...و دخلوا البيت...
بسمه بتحذير= رجوى ترى اللي بالفرواله لي لا تاخذه قميره
رجوى تضحك= لا آخذه أنا بس
بسمه بإعتراض= لااااا حقي أنا اللي اخترته
دخلوا الصاله...و شافوا البنات عند التلفزيون...
قمر= واااو آيس كريم!!
رجوى= شفتوا كيف أنا طيبه و أحبكم..جالسه أغريكم لأني بأسوي انتخابات بيني و بين أبوي و بآخذ منه حق الأبوه...احس إني استاهله أكثر منه
فيصل مصدق= و نسميك يبه رجوى
رجوى تضحك= اللــــــه حلوووه...و ربي لا يقه علي..و على مجهوداتي اللي أفنيتها في هالبيت..لا و من الزين بعد كل هذا حتى أبوي يسمونه أبومشعل و أنا الكبيره! من زين نفع الاثنين
شهد تتابع مسلسل= أقول يبه ترى ازعجتنا وش رأيك تخلينا نتابع بروااق
رجوى طنشتها و صرررخت= صـــــح نسيت اقولكم أم رائد عندها عشاء اليوم
أم مشعل= ايه بس ما عزمتنا
رجوى= و مين قال بنستنى عزيمتها؟
أم مشعل= تبيننا نروح؟
رجوى= أكيد بنروح
شهد تلتفت= لو تبنيا عزمتنا
رجوى= و حنا بعد ما نبيها..حنا رايحيين نتعشى..و نسولف مع باقي الجيران..(تكمل بإستهبال) وإلا يعني عشانه بيتها تعزم اللي تبي و تطنش اللي تبي
قمر تضحك= عاد تخيلي شكلها و حنا داخلين!
رجوى= هههه ما يحتاج تتخيلين بعد شوي بتشوفين..(تلتفت على فيصل و بدر) بس اسمعوني أنتم لا تصفقون عيالهم إلا بعد العشاء..يعني الواحد يستحي على دمه شوي
قمر= هههه لا ما تقصرين تستحين والله
رجوى= المهم..آنسه أناقه البسي بدري مو تأخريننا على الناس
شهد مطنشه= ما أعتقد فيه أحد ينتظرنا عشان نتأخر عليه
رجوى= ولو بس إذا كانوا بينصدمون خليهم ينصدمون بدرري
حنين بلهفه= فيه لحمه؟
رجوى= ايه فيه لحم كثيييير
شهد= حشى هالبنت قطو!
رجوى= هي افهم منك..ما سمعتي المثل اللي يقول تعشيت قال ايه..عرمشت قال لا ..قال أجل ما تعشيت

••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

خلصت من العشاء...و راحت للمطبخ...صبت لها كاس ماء و حطته على الطاوله...طلعت من جيب بنطلونها...الحبوب اللي وصفتها لها الدكتوره...و أخذت لها حبه...
رحيل بإستغراب= حياة! وش هالحبوب؟؟ أنتي تعبانه؟
فزت حياة و التفتت تطالعها بصدمه...ما حست فيها و هي تدخل...
حياة= اوشش لا تسمعك أمي
رحيل تقرب منها..و بهمس= ليه هالحبوب؟ وش فيك؟
حياة= شوية تعب
رحيل بعصبيه= حياة لا تلعبين علي و قولي وش فيك؟ أنا من يوم شفت شكلك الصبح و أنا شاكه
حياة تتنهد بضيق= إنهيار عصبي
رحيل تشهق= وشووو؟!
حياة= لا تخافين أنا اللحين احسن(ترفع لها الحبوب)و هاذي حبوب مهدئه
رحيل بضيق= حياة!..وش سبب هالإنهيار؟
حياة= انسي هالسالفه مابي اتكلم فيها أو بأتعب زياده
رحيل= خلاص..بس تكفين أوعديني تهتمين بنفسك
حياة تبتسم= لا تخافين علي..(و بفخر) حنا تربية نوره......اممم و أنتي بعد اوعديني
رحيل تطالعها بإستغراب= أوعدك بإيش؟
حياة تمسك يدينها= تنسين حياتك في بيت عمك و كل ضيقتك..و تبدين من جديد..رحيل عيشي عمرك..ما أحد يحق له يحرمك منه
رحيل تبتسم بحزن= لا تخافين بأحاول

••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

كانت أم رائد عازمه الجيران...بس هي كانت من الناس اللي ما يحبون أم مشعل و بناتها لأنهم مو من مستواها...عشان كذا طنشتهم...
لكن صدمتها كانت كبيره و هي تشوفهم يدخلون...و الكل يسلم عليهم...على بالهم إنهم معزومين...
سلموا بكل جرأه و جلسوا يسولفون مع الموجودين...و هي تطالعهم بحقد...و إستحقار...
أم ياسر بقرف= ليه عازمتهم؟
أم رائد= و مين قال لك إني عازمتهم..هم كذا راميين وجيههم
أم ياسر= حمدالله و الشكر..صدق شحادين..اطرديهم
أم رائد= تبيني اطردهم قدام أم علي..لا ما أقدر..المره لها احترام و تقدير عندي و أدري بيضايقها طردهم
جلست رجوى عند أم علي...
أم علي= وش أخباركم يا بنتي؟
رجوى= بخير يا وجه الخير...و حنا نحتاج شي و أنتي موجوده؟
أم علي= الله يغنيكم من فضله
رجوى= آمين
أم علي= روحي يا أمي سولفي مع البنات
رجوى= أي بنات؟ الجلسه معك تسواهم
أم علي= الله يسلمك..بس أنا أبيك تنبسطين مع خواتك
رجوى= عشانك بس
قامت و راحت عند البنات...اللي كانوا بعضهم يحبونها...و بعضهم يعاملها بتعالي...
جلست و صات تسولف و تضحكم مع البنات اللي يكلمونها...و هالشي خلى بنت أم رائد تحس بالقهر...و حبت تفشلها...
هنادي= أقول رجوى أمي كانت جامعه ملابس بتوديها الجمعيه الخيريه نتبرع فيها..بس أنا تذكرتكم و قلت الأقربون أولى بالمعروف..وش رأيك تبينها؟ ترى ما انلبست إلا مره..بس تعرفين ما نحب نلبس الشي مرتين
رجوى فهمت قصدها= خلاص بكره ارسلك العيال ياخذونها..ما تقصرون..(ترفع يدينها و تدعي من قلب) الله يعطيك على قد نيتك..و يجازيك بمثلها..قولوا آمين يا بنات
البنات= آميــن
طالعتها رجوى بمكر...و هي تشوف الخوف بعيونها من هالدعوه...لأنها أكيد عارفه نيتها السوداء من ورى اللي قالته...
رجوى=


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

••---يــوم الجمـعــه---••

صحت رحيل...و هي تحس براحه و نشاط غير عن كل جمعه...(لا هالجمعه غير..بتكون مثل أي يوم..بأعيشه هنا..حياتي بتكون هنا..بعيد عنهم)
نزلت من سريرها...و راحت تغسل و جهها...و تصحي حياة...
رحيل= حياااة يله قومي
حياة تفتح عيونها= ما شبعت نوم
رحيل= مالي دخل..قومي نفطر مع جدتي..عشان تجلسين معنا قبل تروحين
حياة تجلس و تتمطط= كم الساعه؟
رحيل تبتسم= الساعه سته و نص
حياة بإعتراض= حرام عليك رحيل! والله لو بأروح للكليه
رحيل= يله قومي و نامي الليله بدري..خلي عنك السهر لا تتعبين..مو كافي اللي صار لك
حياة= تلقينك مصحيتني عشان افطرك
رحيل= صح
حياة تنزل من سريرها= مادري وش فايدتك بتجلسين عند جدتي و أنتي ما تعرفين حتى تسوين القهوه
سكتت حياة...و هي تسب نفسها على اللي قالته...و حاولت تصلحه...
حياة= الأسبوع الجاي لا جينا أنتي اللي بتسوين لنا العشاء..يعني تعلمي هالأسبوع
رحيل تبتسم= و لا يهمك اتعلم كل شي عشانكم

••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

بعد المغرب...طلعت رجوى متروشه...و شافت قمر و شهد في الصاله...
التفتوا عليها...و شافوها لابسه بنطلون جنز و تي شيرت من لبس مشعل...
رجوى= ليه ما غسلتوا ملابسي..مالقيت شي البسه
قمر= الله و اللبس اللي عندك كلها ثلاث لبسات
رجوى= نعمه..لا تتحججين و قومي غسلي الملابس
قمر= لاااا رجوى اقول لأمي تغسلهن
رجوى= أمك صارت اخطبوط من كثر ما تشتغل في كل شي بهالبيت..روحي أنتي.......وش هالصوت؟
شهد تسمع= بسمه تصيح
لحظات و دخلت عندهم بسمه جايه من الشارع...و ركضت لرجوى...
بسمه تصيح= رجوووى..شوفي..ياسر...ضربني و شد شعري
رجوى بقهر= النجس الطفس..عساها يده للبرص و الحساسيه و الشلل
بسمه تمسح دموعها= و يتريق علينا و يقول أبوك مايبيكم و بس تشحدون من الجيران أكل
رجوى توقف..و تروح عند الدرج تنادي فيصل و بدر اللي كانوا يلعبون في السطح...
رجوى تصررخ= بــــــدر..فيصـــل تعالواااا.....صمخ كلااااب ليه مااا تردون؟؟
نزلوا يركضون...
بدر= نعم
رجوى= تروح تجيب لي ياسر..تسحبه من شوشته..و ما أعد للخمسين إلا وهو قدامي..يله..و أنت روح معه
نزلوا يركضون...و هي نزلت معهم...
••
••
••
في الصاله...رجعت قمر بحماس...
قمر= شهووده تعالي بسرعه..فيه هوشه بتصير
نزلوا مع الدرج يركضون...و وقفوا عند رجوى و بسمه اللي كانوا واقفين عند باب الشارع...
و بعد عشر دقائق دخل فيصل و بدر اللي ما سكين ياسر...اللي كان تقريبا بعمرهم...
و أول ما شاف رجوى حاول ينفلت منهم...لكنه ما قدر...و مسكته مع ياقة ثوبه...
رجوى= ليه ماد يدك على بسمه؟ وش على بالك؟ ما وراها أهل؟ ما وراها إخوان؟ ما وراها رجوى؟
ياسر بخوف= هي مدت لسانها علي
رجوى تجيبه و توديه= و إذا مدت لسانها عليك؟ خير يا طير؟ نقص فيك عظم يا مال الكسر؟ نقصت فيك شعره يا مال الصلع؟
ياسر بيصيح= خلاص آسف
رجوى بطريقه مسرحيه= هاهاها لو كان الأسف يفعل شيئا..لما وجد القانون إذا؟
قمر تضحك= هههه والله فادتك مسلسلات الأكشن
رجوى تبتسم لها= وش رأيك؟
قمر= والله تنفعين رئيسة مافيا
رجوى= نفكر فيها....نرجع لك يا تيس...وش أسوي فيك؟
ياسر= خلاص والله ما ألمسها مره ثانيه
رجوى= هذا شي غصب عنك بيصير مو بكيفك و لا بخاطرك
ياسر بملل= خلاص وش تبين أسوي بس لا تضربيني..تبين فلوس؟ معي عشرين اخذيها
حاول يطلعها من جيبه و شافت مسباحه...اللي دخله بسرعه وهو يطالعها...
رجوى= وش هذا؟ طلعه
ياسر برجاء= لاااا هاذي هديه من جدي
رجوى= و جدك مات؟
ياسر بإستغراب= لا
رجوى= خلاص بيجيبلك غيره..جيبه
ياسر= وش تبين فيه؟
رجوى= كذا لعااانه
ياسر= لا خوذي العشرين و اتركيه
رجوى= بدر..طلعه من جيبه
طلعه بدر بالغصب...بعد ما تعارك معه...و مده لرجوى...و البنات يتفرجون و يضحكون...
رجوى= قمر أذكر إنك قويه
قمر= أفا عليك..اعجبك أنا
رجوى تمد لها= اقطعيه
ياسر يصرخ= لاااا
حطت قمر كل حيلها فيه...و قطعته...و انتثرت حباته في كل مكان...
رجوى تفك ياسر و تصفق= انتهــــى العـــرض
بسمه تمد لسانها= تستاهل
و طلع ياسر بسرعه وهو يصيح...
رجوى تضحك= والله لو هدية جده فيها خير كان ما نقطعت بسرررعه
قمر= هههه مشكله اللي يدورون الرخص
رجوى= هيا يا أفراد العصابه..انتهت المهمه
طلعوا فوق...و أول ما دخلوا الصاله...سمعوا التليفون يدق...
رجوى تركض= يمكن حيحو..(ترفع السماعه) نعم
أم ياسر= أنتي ما تستحين على وجهك؟ والله.....
رجوى تقاطعها= أقووول لا ينطلق فيك عرق و يبتلشون فيك..ما يسوى تيتمين هالبزران اللي ما لحقتي تربينهم
أم ياسر= إن مديتي يدك عليه مره ثانيه....
رجوى تتثاوب= جت حزة نومنا بكره دقي كملي
و سكرت في وجهها...و هي تضحك...
قمر= أكيد أم ياسر؟
رجوى= ايه..تصايح على ولدها و حنا بس قاطعين مسباحه..أجل لو قاطعين يده وش سوت؟
شهد= الناس تحب عيالها على بالك كل العالم مثلنا؟
بسمه= صح رجوى..ليه حنا أمي و أبوي ما يحبوننا و يدلعوننا
رجوى تطالع شهد= زين كذا قلبتي مواجع الطفله! اسمعي بسومتي ترى البنات المدلعات مملات و حياتهم ما فيها أكشن مثلنا..شوفينا حنا ما شاء الله..الله لا يغير علينا..يوم جوع..و يوم هوشه..و يوم مضروبين..و يوم متهزأين..و يوم ضايعين.....وش تبين احسن من كذا؟ كوكتيل أحداث..فيه أحد مثلنا؟ كل الناس تصبح و تمسي على شي واحد
بسمه تبتسم= صح
رجوى بهمس لقمر= صدقت الخبله

••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

طلعت حياة من الغرفه...و هي لابسه عبايتها...لأن عمها دق عليها و قال لها تطلع...سلمت على جدتها و طلعت مع رحيل...
وقفت عند الباب...
رحيل= حياة..الله يخليك انتبهي لنفسك..خليك قويه مثل ما تعودنا عليك..لا تخلين شي يهزك..مابي اشوفك تعبانه كذا
حياة= تطمني يا رحيل..أنا بخير..و مثل ما قلتي أنا قويه..أهم شي أنتي أبي الأسبوع الجاي اشوفك وحده ثانيه شيلي هالتكشيره من وجهك و ارتاحي
رحيل= سوي اللي قلت لك و اسوي اللي تقولين
حياة= خلاص اتفقنا..و بعدين لا دقيت ردي على التليفون و خلي حركات ما أبي اكلمك في التلفون
رحيل= هذاك يوم كنت عندهم..ما اتحمل اسمع صوتكم و أنا بعيده عنكم
حياة تضحك= والله وجهة نظر!
رجع جوالها يدق...و شافت رقم عمها...
حياة تتأفف= خليني اطلع لا يذبحني
طلعت و أول ما ركبت وصلها صوته القوي...
أبوفايز= اللحين مو لي ساعه داق عليك؟ وش أخرك؟
حياة= البس عباتي
أبوفايز= كل هذا لبس عبايه..والله لو تتأخرين غير هالمره ما تشوفين هالبيت
كانت حياة ماسكه أعصابها...و تعد للعشره تهدي نفسها...عسان ما ترد عليه...رد يخليه يرميها من السياره...
••
••
••
وصلوا للبيت...و شافت أم فايز في الصاله...و فايز عندها يشوف التلفزيون...
أول ما شافتها أم فايز فرحت...و ضمتها بقوه...
أم فايز= هلا يمه..وش أخبارك اللحين؟
حياة تبتسم= الحمدلله بخير
أم فايز= تاخذين علاجك؟
حياة= ايه
أم فايز= هدي نفسك يمه..و لا تهتمين لشي ما فيه شي يسوى صحتك
حياة= إن شاء الله
فايز يتدخل= هاذي هي قدامك مثل الحصان..ما يسوى كل هالخوف؟
طالعته حياة بقرف...و لا ردت عليه...لأن عمها كان فيه...
حياة= بأروح لغرفتي
أم فايز بنظرات اعتذار= روحي ارتاحي
تركتهم و طلعت فوق...و أم فايز تلتفت على فايز...
أم فايز= اللحين وش تبي في البنت؟
أبوفايز يتدخل= معه حق..البنت ما يصلح لها الدلع الزايد..و أنتي مدلعه هالبنت أكثر من بناتك لين طال لسانها
تنهدت أم فايز بحزن...و سكتت...(الله يهديكم..مستكثرين على البنت حتى الكلمه الطيبه..الله يعين)
••
••
••
طلعت حياة لغرفتها...و أول ما فتحت الباب شافت وفاء و و لاء...اللي ركضوا لها و ضموها...
وفاء= ألف حمدالله على السلامه يا قلبي
ولاء تضربها= خوفتينا عليك
حياة تضحك= عشان اعرف غلاتي عندكم
وفاء= غاليه ما يحتاج تتأكدين
حياة= وش أخباركم؟
ولاء= تمام
وفاء= و بنات خالتك وش أخبارهم؟
حياة تفصخ عبايتها= الحمدلله..رحيل خلاص بتسكن عند جدتي
وفاء= حلو..عشان توسع صدرها في البيت..مو حلوه جلستها لحالها
ولاء= سوينا لك عشاء خاص..بنتعشى لحالنا في الحديقه
حياة تبتسم= أريح
وفاء= وش أخباك اللحين؟ احسن؟
حياة تبتسم= لا تخافين أنا بخير

••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

الساعه التاسعه مساء...جلست رجوى و بحضنها حنين...مع بسمه وقمر على الدرج...مكانهم المعتاد إذا ملوا من بيتهم...و بغوا يسولفون...
قمر= رجوووي قاهرتني وش اسوي فيها؟ حتى فرقت بيني و بين صديقاتي
رجوى= يا ربي عليكم كانكم بقر..و لا وحده طلع فيها خبث مثلي
قمر= شكلك اخذتي كل جينات الشر اللي بأبوي و ما بقيتي لنا شي
رجوى= اسمعي بس أنا اقول لك وش تسوين فيها..باكتب لك ورقه فيها سب لصديقاتك على لسانها و حطيها في درجها..و قولي لصديقاتك انك شفتيها تقراها هي و وحده معها و يضحكون ولو مو مصدقين روحي طلعي الدفتر و خليهم يشوفون
قمر بإحباط= ماراح يكون نفس خطها
رجوى تصرخ= ياااا عنز اسرقي دفترها بكره و أنا اقلده لك
قمر اعجبتها الفكر= حلووو اعتبريه عندك
رجوى= وينها شهد؟
قمر= تتروش قبل ما تبدأ الزحمه على الحمام
رجوى= أنا شكلي بأتروش لا قمت الصبح
قمر= أنا حجزت بعدها
رجوى= الله يآخذك يالنذله..مطلعتني هنا تلعبين لي..بآخذ دورك مو أنا بأساعدك ادفعي الثمن
قمر بإعتراض= رجوووي..أنا لازم ازين شعري و أنتي عادي
رجوى بعناد= اممم خلاص بأروش حنحون
حنين بفرح= ايه
قمر= أنا اروشها و اذا خلصت اتروش أنا..لو دخلتي أنتي معها بتجلسون تلعبون لبكره
رجوى= ياااله هالمره سامحناك
سمعوا صوت أحد يمشي في الحوش...
قمر= مين هذا؟
رجوى= يمكن مشيعل
انصدموا و هم يشوفون أبوهم يدخل عليهم...
رجوى= يبــــه!!
راحوا يسلمون عليه...
رجوى بسخريه= من طول الغيبات جاب الغنايم
أبومشعل بفخر= و أنا جايب غنايم
رجوى= لقيت شغل؟
أبومشعل= ايه و مو أي شغل..شغل في شركه كبيره انظف واحد في حارتنا ما يحلم يشتغل فيها
رجوى= وش عينوك؟ لا يكون نائب المدير!
مسكها مع شعرها يهزها= أنا مو قايل لك تقصين هاللسان يا حمار
رجوى= خلاص خلاص..بس قول وش تشتغل؟
أبومشعل= الفراش الخاص لمدير الشركه بكبره
رجوى= لاااا حلو حلو..بس يبه تعرف تسوي شاي و قهوه أو اعلمك؟
أبومشعل= مو أنا اللي اسويها فيه هندي يسويها..أنا اوديها و بس
رجوى= أبووك يا عيال العز واحد يسوي قهوه و واحد يوصلها...يبه ليه ما تاخذني أصبها
أبومشعل يدفها عن طريقه= انقلعي عن وجهي هناك
تركهم و طلع فوق...و رجوى التفتت على قمر...
رجوى= خلاص راح مفعول الشوق عند أبوك..هههه ما طول لين رجع لحالته
••
••
••
بعد ساعات-نامت رجوى على ظهرها...و هي تسمع صوت شهد الواطي و هي تقول لحنين قصه عشان تنومها...
شهد= و اشتغل أبومشعل في الشركه الكبيره بنشاط و جهد...لين في يوم تعب و لا راح للشغل..و قلق عليه المدير لأنه كان يحبه و يحترمه و راح يتطمن عليه..و هناك شاف شهد البنت الحلوه و هي تهتم بأبوها و أعجب فيها و حبها و قرر يتزوجها و راحوا شهر العسل للبندقيه
رجوى بصوت عالي= ههههه بندقيه و إلا فستقيه..والله قصتك مستهلكه و ممله
شهد بإحراج= بسم الله أنتي ما نمتي؟
قمر= وين ننام و أنتي ازعجتينا بأحلام اليقضه مادري القصه اللي تقولينها
رجوى= تعالي حنحون أنا أقولك روايه أكشن أحلى من رواية شهد
نطت حنين بسرعه من سرير شهد...و راحت تنام عند رجوى...
حنين= يله دولي
رجوى تعلي صوتها عشان تسمع شهد= و كان أبومشعل رجلاٌ غشاشاُ يتسمعو على مديره و يسرقو منه الصفقات و الكفوف هههه
حنين= وثي الثفقات؟
رجوى= هذا واحد معه فلوس كثييير يروح يضرب واحد معه فلوس كثييير و ياخذ هو كل الفلوس
حنين يقالها فهمت= ايه عرفت
رجوى= الله من الكذب..المهم إن أبومشعل كان عندهو فتاتون ذكيتن جدن تدعى رجوى..أخذت منه الصفقات وأرسلتها لشركة أخرى و استلمت منهم كمشة فلوس و هربت خارج البلاد و استمتعت بحياتها حتى النخاع
حنين بإعتراض= و أنا؟
رجوى= وش فيك أنتي؟
حنين=ليه ما رحت معك؟
رجوى= ههه القصه الثانيه أخذك معي..وش رأيك بقصتي قموور؟
قمر= على سخافة قصة شهد إلا إنها أحلى
شهد= ههههه
أخذت رجوى وسادتها وضربت قمر بقوه...و قمر ردت لها الضربه بنفس الوساده...و صاروا يتضاربون و يصرخون لين صحوا بسمه اللي كانت غارقه في النوم...
بسمه تلتفت لشهد= وش فيهم؟
شهد= ما عليك منهم ارجعي نامي
لكن بسمه جتها وساده طايره من رجوى...و بحماس و ما كأنها توها صاحيه من النوم صارت تلعب معهم...و ضربوا شهد بعد...لين صارت الغرفه كلها حرب في الوسايد الطايره...و صراخهم و ضحكهم واصل لآخر البيت...

••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

كانت مغمضه عيونها بقوه...تحاول تنام...تبي تنام...لكن شي في خيالها طارد منه النوم...ألم في قلبها...رفضت تريحه و تخفف عنه بدموعها...
ما تبي تصيح...لأنها تخاف تصيح...تخاف من الحزن...تخاف من الضعف...
و لا تدري لو كان للحين فيها...إحساس أو دمع ما جف...
فتحت عيونها و التفتت على سرير حياة و رجوى الفاضيات...تتخيلهم نايمين عندها...تتمنى تحس إن فيه أحد معها...و إنها مو لحالها...
رفضت بكل حواسها...و إحساسها...شعورها إنها يمكن تكون فقدتهم...أو حتى فقدت كرهها و ضيقتها منهم...(لا..لا..أنا ما أبيهم..هم ما يعنون لي أي شي......الضيق اللي بي من أي شي..بس مو منهم)
حست إنها جسد بدون روح...تتمنى لو مره تحس بروحها...
كل شي ما يهمها...كل شي ما يأثر فيها...(أجل ليه هالضيق؟؟)
مو من يوم..و لا من أسبوع...و لا من شهر.....من سنين
كيف بعد هالسنين...تنتوقع روحها المذبوحه تحيا...تنتظرها تحس...
رجع لذاكرتها ذاك اليوم بقوه أكثر...صدى الصوت كان بسمعها أكبر...
صوت قدر يهدم حياتها بكاملها...هذاك الصوت...صوت جدتها أم أبوها...تحس اللحين إنها تسمعه...تسمع كلامها...تحس بكرهها...
كانت تلعب مع سعود و بدور اللي كانوا أكبر منها بخمس سنين...لأن وداد و مها كانوا دائما يهربون منها...و لا يرضون تروح معهم...
تعبت و دخلت لبيت عمها اللي سكنت فيه بعد وفاة أهلها...سمعت صوت جدتها العالي...كانت خايفه منها...خاصه و هي تتذكر قبل ساعه...كيف سلمت عليهم كلهم...و أول ما شافتها انقلبت ملامحها اللي كانت كلها حنيه لملامح كره...و بغض...و قالت لها تبعد عنها...و لا هدت إلا يوم طلعوها عنها...
لكنها وقفت عند الباب تسمع الصوت اللي كارهها...بدون لا يشوفها أحد...تبي تعرف هي مخيفه مثل ما تعتقد...أو طيبه مثل ما يقول سعود عنها...
و سمعت و تمنت لليوم إنها ما سمعت...صوت جدتها اللي يقول...
الجده= حسبي الله عليها من بنت..كيف ذبحت أهلها..هذا كبرها و أحرقت فيهم! يا ويلي عليك يا ولدي..ما كانت تبي هالزواج و أنا اللي أصريت عليك..و غصبتك تأخذها..غصبتك تجيب عيال منها..و هاذي آخرتها بنتك تحرق فيكم...الله ياخذها وجه ابليس...وجه الموت...خلها تروح عند جدتها...خلها تروح لا تذبحكم حتى أنتم
ركضت بسرعه و خوف...و دقات قلبها تسابقها...و خطاويها المتعثره كل مره تخونها و تطيح على الأرض...
طلعت من البيت و صارت تركض في الشارع...مثل الضايعه...نظراتها مفجوعه...و يدينها شاده قبضتهن بكل قوه...حتى شفايفها كانوا تحت ضغط عصبي بأسنانها...
تخبت ورى شجره...و هي ترتجف...و تحاول تتذكر يوم وفاة أهلها...رجع لها ذاك الذعر...و الحزن...و الوجع...
تذكرت فجأه شي عمره ما طرأ عليها...لكن كلام جدتها حرك كل شي داخلها...
ذاك اليوم كانت تلعب عند اسطوانة الغاز...ركبت فوقها...و كانت بتوقف لكنها طاحت...و طيحتها معا...جلست تصيح لأن رجلها تعورت...بس خافت تقول لأمها تهاوشها...
مشت للمدخل و شافت أبوها...اللي ابتسم يوم شافها...و قال...
أبوها= رحيل روحي خلي أمك تغير ثيابك إذا سوت القهوه عمك جاي عندنا
كانت بتدخل...قبل يسمعون إنفجار قوي جاي من الداخل...ركض أبوها لداخل البيت وهو يصرخ عليها و يقول لها تطلع في الشارع...
سوت اللي قاله...و وقفت هناك بخوف...تنتظرهم يطلعون...لكنهم ما طلعوا...
اجتمعوا الناس على الصوت...و بدت تشوف الدخان اللي يطلع من بيتهم...و عيون الناس و همهماتهم المذعوره...
وصل عمها و ركضت له بخوف...لكنه دفها عنه بسرعه...و حاول يدخل البيت...لكن الجيران مسكوه...
تذكرت أصوات الناس...نظراتهم المرعوبه...صوت المطافي...منظر النار و الدخان...ريحة الحريق...
كانت بين يدين مرة عمها و هي تشوف كل هذا...و تسمع صوت مرة عمها تردد...لاحول و لا قوة إلا بالله
نامت...أو أغمى عليها...ما تدري...
لكنها صحت في بيت عمها...و عرفت إنهم ماتوا...ماتوا بعد ساعات عانوها في المستشفى....

رجعت لنفسها و انتفضت في مكانها...و هي تحس بنفسها و اللي مر في خيالها...شي كانت تحاول تدفنه من سنين...و تنساه لكنها طلعت تذكره...تذكره مثل ما كان بالضبط...
حست بشي حار على خدها...رفعت يدها تلمس و جهها...و تطالع يدينها بصدمه...(دموووع! دمووعي!!)
من سنين مالقت شي يطلع هالدموع من عيونها...من سنين ما قدرت تذرف دمعه وحده تريحها...
ركضت و راحت عند المرايا اللي في آخر الغرفه...و هي تشوف دموعها اللي على خدها...
ابتسمت و هي تشوف دموعها ينزلن أكثر...تنفست براحه...و هي تحط يدينها تحت خدها...تحاول تجمع دموعها...(باقي فيني شي ما ذبحوه)
صارت ترجع لها ذكرياتها...بعد ذاك اليوم...
كيف مرة عمها كانت تصرخ عليها لو شافتها في المطبخ...و نظراتها تقول إنها تخاف منها...
كيف عمها عدت عليه أيام يتجنب يكلمها...أو يجلس عندها...و نظرات اللوم و الإتهام بعيونه...
كيف مها و بدور كانوا يشوفون الجمر و يقولون لها...إنهم أمها و أبوها...و هي تصيح و تخاف
لين فقدت أعصابها...و قدرتها على الإحتمال...و راحت لبيت جدتها أيام...قبل ترجع لهم بنت بلا روح...أو إحساس...أو مشاعر...



آنتهى البارت السادس


dali2000 12-07-09 04:04 PM



.•.°.•?•n|[?الــبــــارت الـســـابــعــ ?]|n•?.•.°.•


••---بـعــد أسـبـوعـيــــن---••

طلعت رحيل للحوش...بعد ماراحت جدتها كالعاده هالوقت لجمعة الجارات...و راحت تسقي النخلات الثلاث اللي في الحوش...و هي تتذكر زيارة عمها قبل يومين...اللي جاء لحاله...لا زوجته و لا بناته فكروا يجون معه...و هذا اللي كانت متوقعته...(ما صدقوا يرتاحون و ينسون! أحيانا أحس إني المفروض ما أطلع من بيتهم و أجلس أنكد عليهم عيشتهم و لا أخليهم يرتاحون..اعيشهم العذاب اللي عيشوني فيه..القهر..و الخوف)
تذكرت عمها...كيف سكتته و هي تسأل ليه ما أحد منهم جاء معه...نظراته المنحرجه و المرتبكه...لكنها ما سألت هالسؤال حب فيهم...لا...بس عشان تحرج عمها...و يرجع يفتح لهم محاضره...و تدري إنه بعد كم يوم بيجيبهم معه غصب...وقتها تطلع حرتها فيهم مثل ما تعودت...و تراقب الغيض المكبوت بعيون مها...و الكره اللي يملأ نظرات بدور...و ملامح هناء و أمها المستنكره للي تسويه...و اللي متأكده إنهم يسألون نفسهم مية مره عن سبب هالكره...
حتى عمها بنظراته العاجزه...الحايره...وهو يشوف كل حنانه الكذاب و إهتمامه ينصد بجدار قسوتها و برودها...
تعودت تشوف هالأشياء من سنين...لين حست إنها ادمنت عليها...هم الوحيدين اللي كانت تقدر تطلع فيهم قهرها...و كرهها الكبوت...(لازم تدفعون الثمن..طول ما أنا عايشه و أتذكر)
دخلت للبيت...و راحت لغرفتها هي و البنات...تتذكر الأيام اللي راحت و هي هنا...ابتسمت و هي تحس براحه لمجرد إنها تصحى و تنام قريبه من جدتها...حتى الجيران اللي هنا...مع إنها تتعامل معهم برسميه و جفاء...إلا إنهم ما كانوا يثيرون فيها أي كره أو حقد...بس عشانهم يحبون جدتها...
كانوا طيبين...بس هي خلاص...تعودت تعيش عمرها لحالها...مع أفكارها...و أحقادها...تعودت تعيش بجمود و سكون...
و هالشي كان واضح عليها...لدرجة خلا الناس تتحاشى تكلمها...لأنهم متأكدين من صدها و جفاها...

••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

طلعت حياة من المحاضره...و شافت شمس اللي ما أحضرت هالمحاضره جالسه مع هديل...كانت تشوفهم يكلمون و يضحكون...و كل وحده تاخذ الجوال شوي...
للحظه وقفت تطالعهم بإستغراب...تحس و هي معهم إنها مو هي...كيف تجلس مع بنات كذا...هاذي أخلاقهم...هاذي أفكارهم...كيف تصير مثلهم...كيف قدرت هي بالذات تصير كذا...
كانت تعرف إنها تغلط...متأكده من هالشي...بس مع كذا مو قادره تتركهم...تترك إنتقامها...لو ما كانت تكلم و تحس إنها تطلع غيضها فيهم...كانت بتطلعه بوجه عمها و ظلمه...وقتها بيقلب حياتها...و حياة بناته و أمهم عذاب...
تذكرت أماني...و إنهيارها...(ليه للحين فيه بنات بهالضعف! ليه للحين يظلموننا و حنا ما نقدر إلا على الصمت و بس.....سامحيني يا أماني..ماراح انسى اللي صار فيك أبدا..و أنا واقفه اتفرج عليك..كان المفروض أردك عن هالشي من أول ما بديتي)
راحت عندهم...و جلست...و يوم شافوها سكروا...
هديل تضحك= فاااتك حياة والله لعبنا فيهم
حياة= مين؟
شمس= شلة فهد..دقينا عليهم و قلنا لهم كل شي قاله لنا عنهم
حياة تطالع هديل= ليه؟ مليتي منه؟
هديل= ايه زهقني..و صار هاليومين بخيل بالموت لين يشري لي شي
شمس= بس أخاف يسوي فيك شي!
هديل= لا تخافين حبيبتي..أصلا ما يعرف عني أي شي..الوحده إذا كلمت تكلم بذكاء أو لا تكلم احسن
حياة= بأروح أجيب قهوه..أحد يبي؟
شمس= لا يا عمري تونا شاربين
تركتهم حياة...و هديل التفتت لشمس...
هديل= صح نسيت اقولك..يوم شفت حياة تذكرت
شمس= وشو؟
هديل= قبل أمس رحت للمشغل و شفت بنت جيرا أماني..تذكرينها اللي تخرجت العام؟ كانت أماني تجلس معها قبل تجي معنا؟
شمس= فاطمه؟
هديل= ايه..سألتها عن أماني
شمس= وش قالت؟
هديل= الحمدلله شكلهم تستروا على السالفه..لأنها ما وصلت للجيران و فاطمه ما قالت عنها شي..بس تقول إن ولد عمها اللي متقدم لها أخذ أختها الأصغر منها و زواجها بعد شهر بقاعه فخمه و حتى هو مستواه المادي ممتاز
شمس= و أماني؟
هديل= تقول ارسلوها للقريه اللي ساكنه فيها أم أبوها..و تزوجت بعد أسبوع من أرمل بالأربعين و عنده أربع بنات
شمس بحزن= شوفي وش خسرت؟ ولد عمها و بعمرها تقريبا و مستواه زين و كانت بين أهلها..و اللحين مرميه بعيد و الكل ما يبيها
هديل= هي غبيه و إلا أحد يدور على الحب اللحين! الناس تركض ورى مصالحها و اللي يفيدها....بس لا تقولين لحياة شي ترى بتحطنا كلنا مسئولين عن اللي صار لها
شمس= والله غريبه هالحياة! مادري وش مخليها تكره الرجال كذا؟ ولو سألتيها تقلب عليك يومين ياله ترضى
هديل= يمكن أحد معتدي عليها و هي صغيره
شمس تشهق بخوف= تتوقعين؟
هديل= ابتسمي و غيري السالفه..رجعت حياة

••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

آخر حصه في هاليوم...و كل البنات نزلوا من الفصل...إلا رجوى اللي كانت جالسه تدور كتابها...
رجعت لها سلمى و تهاني...اللي كانوا يتمشون بالممر...
و شافوها مطلعه كل الكتب و الدفاتر اللي ماليه درجها على الطاوله...هذا غير كراتين العلك و الحلاو...
سلمى= هيــه وش تسوين كل هذا ما طلعتي؟
رجوى= كتاب النحو اختفى! مادري وينه؟
تهاني= والله تطورات ناويه تذاكرين لمراجعة بكره؟
رجوى تصررخ=ويــــــنه؟ أوووف..شكله ماطاق المعلومات اللي فيه و راح ينتحر
سلمى تجلس عندها= متى آخر مره شفتيه؟
رجوى و هي تدور= اممم بإمتحان أعمال السنه
تهاني تشهق= من شهر!
رجوى بتريقه= ايه يعني وش تبين اسوي فيه؟ كل يوم أصبح عليه إذا جيت؟ فتح الكتاب من غير سبب قلة أدب
سلمى= يمكن أحد أخذه..أنتي و وجهك حاطه كل كتبك في هالدرج و فاتحه فرع بدرجي بعد
رجوى= تتوقعون بنات الأكابر آخذينه عشان يحطمون مستقبلي؟ والله إني قد شفت هالحركه بفلم مصري
سلمى تطلع الكتاب من درجها= هذا هو يالعمياء..مادري وش فايدة هالنظارات..أقول جيبي لك مكبر ياله تشوفين
رجوى تاخذ الكتاب و تحضنه= كتاااابي..سيبويه الغالي
تهاني= يله ننزل تأخرنا أنتي و ياها
رجوى تطالعها= وش تبين أنتي؟
تهاني= أبيك تروحين لبيتك قبل يذن العصر و أنتي ما وصلتي
رجوى بتريقه= وش عندها ماما تهاني
جمعت أغراضها في الشنطه...و طلعت معهم...و هم ينزلون الدرج...شافوا بنتين من شلتهم طالعين لهم...
رنا= وينكم؟
رجوى= ندور سيبويه كان ضايع
عهود= مين سيبويه؟
سلمى= كتابها النحو
رنا تضحك= من متى يالمجده؟!
رجوى= ترى اشتكي عليكم الأخصائيه..أقولها يحبطون همتي العلياء..صدق ما تعطون الواحد فرصه للتفوق..أنا الغلطانه أمشي مع فشله
تهاني بإستنكار= حنا الفاشلين؟ خلينا نتحدى مين يأخذ درجه أعلى بكره
رجوى تصرف= اممم خلونا نعتبر إن هالحديث ما صار
رنا= جباااانه..لا تقبلون انسحابها بسهوله
رجوى= رنا ما عمر أحد ضربك الظهر و أنتي تنزلين على الدرج و فاكه خشتك
رنا= لا
رجوى تغني= خذ الحذر من ضربة كبيررررة فيها خطر
وصلوا تحت...و شافوا باقي شلتهم و هم ثلاث بنات...منى و بشرى و عبير...
شافت رجوى عبير تفتح العصير اللي معها...و ركضت بسرررعه و سحبته منها...
عبير بإعتراض= رجه يامال الرجج سكر المقصف
رجوى قبل تشرب= أدري..عشان كذا صادرت عصيرك
عبير= والله ما تتهنين فيه
و صاروا يتهاوشون عليه...بأصوات عاليه خلت كل البنات يلتفتون عليهم...و يطالعونهم بإستحقار...رجوى كانت ماسكته بكل قوه...و عبير تحاول تسحبه منها...
عبير= بشررررى تعالي ساعديني
ركضت لها بشرى...و تجاذبوا العلبه بالقوه...لين طلع كل العصير اللي فيها على يدينهم و ثيابهم...
بشرى بقرف= يوووه شوفوا وش سويتوا!
رجوى= هاذي طقة الصدر اللي ماوراها سنع
عبير= أهم شي ما شربتيه
رجوى بمكر= و لا دفعت فيه..أنتي الخسرانه
مرت من عندهم وحده من المدرسات...
المدرسه= وش موقفكم هنا؟ و أصواتكم واصله للشارع يله كل وحده تروح لبيتها
رجوى مسحت يدينها بعباية المدرسه و هي ماره من عندهم...و البنات يضحكون بهمس...
رجوى= راحوا عني القطيع اللحين أمشي لحالي..يجيني ذيب بشري يتوحد فيني
منى= احمدي ربك أنا اللحين أبوي تلقينه بدأ يدخن من القهر..والله بتهزأ اللحين
رجوى بنذاله= يله بنات نطلع معها نتفرج
منى= انقلعي والله ما أطلع لين تروحين
رجوى تلبس عبايتها= احمدي ربك ما براسي شر اليوم
تركتهم و طلعت مع عبير...و سحبتها و مرت من عند أبومنى...اللي كانت تعرف شكله...
رجوى بصوت عالي شوي= الحمدلله اليوم ثالث كلهم طالعين بدري ما تشوفين كل البنات يلعبون و مبسوطين من ساعه
عبير بهمس= أبد ما فيك شر اليوم! أصلا أنتي منبع الشر
رجوى= هههه إلى الغد..و كانك تصلين بذمه ادعيلي..أو خلي أمك تدعي لي عندي امتحان
تركتها و راحت لطريقها...و هي تمشي بملل...مشت ربع ساعه...و عند أحد البيوت شافت...ولدين صغار يلعبون بسياكلهم...
رجوى بلقافه= واااع سيكلك مو حلو سيكل صديقك أحلى..لزقات و حركات
الولد= و أنتي وش دخلك يالشحاده؟
رجوى= لالا غلطان يا ابني أنا طالبة علم..و إن كان بتعتبرني شحاده عطني فلوس أجل
الولد= يله روحي عن حارتنا
رجوى توقف بعناد= يمااه خوفتني..ليه أبوك العمده..أقول ادخل بيتك لا يجيك كف مقلوب
كانت دائما كل ما تشوف عيال صغار أو بنات تتلقف عليهم...و تخوفهم...لكن هذا كان شراني و لسانه طويل...و لا خاف من تهديدها...
ركب سيكله و قرب منها...و قبل تدري وش ناوي يسوي...رمى عليها حصى كبير...و انطلق هو و صديقه بسرعه لبعيد...
رجوى تصرخ..و هي تحط يدها على جبهتها= آآآي ياااالــوغد..هالأقزام!!
تحسست الضربه اللي خدرت كل جبهتها...(الحمدلله ما جت بالنظارت..و إلا عاد موتي يا رجيو لين أحد يصلحها)
مشت بطريقها...و هي تدلك الضربه...
••
••
••وصلت للبيت و دقت الجرس...و فتحت لها قمر...
قمر= رجوى! وينك تأخرتي اليوم؟
رجوى تشيل غطاها= ماذا ترين يزين جبهتي؟
قمر تشهق= ضربه حمراء
رجوى بإستهبال= تعور؟
قمر تضحك= يعني...من وين؟
رجوى تدخل للبيت= من اللقافه
قمر= أكيد متهاوشه مع أحد في الشارع؟
رجوى= ايه مع قزمين عساهم الحصبه و شلل الأطفال
دخلت للصاله...و شافتهم يتغدون...حتى مشعل كان فيه...
رجوى= أوو مشعل فيه! وش أخبارتك من زمان ما شفتك؟
مشعل= بخير..وش النيشان اللي حاطته في جبهتك؟
رجوى= معلومات سريه احتفظ فيها لنفسي منعا من ضياع هيبتي قدام اللي يسوى(تأشر عليه)و اللي ما يسوى
مشعل يضحك= هههه قولي انضربتي
رجوى= تغدى وانطم..وش أخبار القهوجي من زمان ما شفناه؟ صار يروح بعدي و يجي و أنا خامده
قمر تضحك= فاتك غايبه اليوم و شفته وهو يروح للدوام كاشخ مصدق إنها في إدارة الشركه
رجوى بتريقه= عاد يحق له شرشبيل يقهوي الطبقه القرطاسيه
شهد= قصدك الارستقراطيه
رجوى= مو أقولكم هالبنت مثقفه..و أنيقه..و شاطره..لا لا البنت هاذي مو لنا...روحوا بدلوها و خوذوا الفرق
أم مشعل= ما تبين غداء؟
رجوى= لا بأبدل و أروح اتغدى عند أم علي عازمتني أمس
مشعل= والله إنك خطيره متصادقه مع هالعجوز و آكله اللي وراها و اللي قدامها
رجوى تدخل وهي تغني= كااايده العزااال أنااا من يوووومي..أيوا آآه

••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

الســاعه خمس العصر...دخل سعود للصاله...و شاف وداد و رنيم جالسين يتابعون مسلسل و للحين بملابس البيت...
سعود= السلام عليكم
وداد+رنيم= وعليكم السلام
سعود= اللحين أمي لها ساعه تدق علي..تأخرنا و تأخرنا و أنتم للحين ما لبستوا!
وداد= مين قال إننا بنروح
سعود= و ليه ما تروحون؟
وداد= و ليه نروح لوحده ما تحبنا؟
سعود بإستغراب= مو كنتي تبين تعرفين عنها كل شي..و تحاولين تتقربين منها؟
وداد= إيه و ما قصرت عزمتها عندنا في البيت و لا كلفت على حالها تتكلم معي و ما صدقت جاء الصبح طارت على بيت جدتها..خلاص مدام مرتاحه هناك خلها على كيفها
سكت سعود...كان يبي يقول إن محاوله وحده ما تكفي...بس خاف يفهمون كلامه غلط...أو يفسرونه اهتمام فيها...

••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

كانت رجوى جالسه على سريرها و ماسكه كتابها و تقرأ بصوت عالي...تحاول تشرح لنفسها اللي مكتوب...و شهد و قمر جالسات على الأرض يلعبون أونو...
رجوى تشوف شهد من ورى= قمر ترى اللي بقت معها خضراء غيري اللون
شهد تلف عليها بقهر= ليييه تعلمينها؟ خليني لو مره أفوز!
رجوى= ما أحد قال لكم تلعبون و أنا أذاكر
شهد ترمي الأوراق= مابي ألعب
قمر تضحك بإنتصار= هيييه أنا فزززت
رجوى= شفتي كيف فوزتك..يله روحي سويلي شي آكله
قمر= مالي خلق
رجوى= أوحبيلك أوحبيلك
قمر= لاااا قولي لبسمه..أو أمي
رجوى بإزعاج= أختي..أختاه..أخيتي..خيتوو..اوخيتي..
قمر تصرخ= خلااااص أووف..وش تبين؟
رجوى= اممم أبي قهوه عشان تتفتح عيوني و اصحصح و استوعب السخافه اللي أنا اقراها..يله عشان أعطيك من المؤنه السريه اللي عندي
قمر تحمست= دقايق و اجهزلك احلى قهوه
جلست تقرأ شوي و تحاول تفهم...و شافت حنين تدخل الغرفه و تجلس جنبها...و بيدها كحل أمها...
حنين= ردوى حديلي تحل
رجوى تبتسم بخبث و تاخذه منها...و تجلسها على السرير بعد ما رمت كتابها...و بدت تثخن حواجبها...و ترسم لها سكسوكه و شوارب...
رجوى تصررخ= فيصل جيب ثوبك و شماغك و طاقيتك و عقالك
بعد لحظات...دخل فيصل و معه اللي قالت...وهو مستغرب...لكن أول ما شاف وجه حنين...شهق و صار يضحك...
أخذت منه رجوى الثوب و لبستها...و كان كبير عليها...و رفعته لخصرها و ربطته...و رفعت الأكمام...بعدين صارت تشخص لها بالشماغ...
رجوى= وش رااايك؟
فيصل= هههه تخوووف
حنين= ردوووى بأثوووف
شالتها رجوى للمرايا اللي معلقه على الجدار...
حنين تشهق= هههههه
رجوى تضحك معها= شفتي صرتي اللحين أبونا
نزلتها...و مسكتها مع يدها...و طلعوا للصاله...و شافوا هناك أمها و شهد و بدر...
حنين بصوت خشن تقلد أبوها= وين الغداء يا حماره
ضحكوا كلهم عليها و هي تقول كلمة أبوها المعتاده...حتى أمها اللي مقصوده بهالكلمه ضحكت معهم...مع إن الكلمه كانت مثل الطعنه في قلبها...
قمر تطلع من المطبخ= وش تضحكون عليه؟
رجوى= على أبوي صار نيلز
قمر= هههه والله تشبه له
حنين بغرور= لااا أنا أحلى
رجوى= أنتي سيد الرجال..فيصل بدر اخذوها مشوها في الحاره خلوا الجيران يشوفون أبونا الجديد
ما صدقوا بدر و فيصل اخذوها و نزلوا...
رجوى تجلس= أبوي سدد التليفون؟
أم مشعل= ايه..الصبح عطيته الفلوس اللي عطيتيني
رجوى بسخريه= إنك تعطينه الفلوس ما يعني إنه يسدد
قمر قبل ترجع للمطبخ= لا قبل شوي دقيت على صديقتي
رجوى تطالع حواليها= ايه كذا أصدق...وش هالكتب؟ ليه يوم صرت شاطره و أذاكر كلكم ذاكرتم مثلي؟
أم مشعل= بدر و فيصل كانوا يراجعون..جايهم لفت نظر على تدني مستواهم(و بصوت أقرب للهمس) لو خليتيهم يذاكرون
رجوى= يرجعون و يذاكرون..خليهم اللحين يروحون يتاجرون
أم مشعل بإستغراب= يتاجرون؟!
رجوى= ايه..اللحين تجي و هي معبيه جيوبها فلوس
شهد= ليه يعني؟
رجوى= ما تعرفين تطلعين فلوس أنتي..الناس كذا توسعين صدورهم..تسوين لهم مهرج ينبسطون و يدفعون
قمر ترجع بالقهوه= والله تطورت أساليب الشحده و ارتقى مستواها
رجوى بفخر= شفتي الأفكار؟ بس مين يقدر(تصرخ بإستهبال) كتاااابي..سيبويه..تعال أذاكر فيك
قمر تضحك= تخيلي يجي
رجوى= هههه عاد تخيلي شكله يمشي بالصفحات
قمر= تعالي ذاكري في الغرفه و نتقهوى..عند التلفزيون و مسلسلات شهد اللي ما تخلص والله ماراح تحفظين حرف
رجوى= يله..صح وين بسمه؟
أم مشعل= في السطح
رجوى= هالبنت أشك إنها حمامه..و حمامه مسكونه بعد ما تنزل من هالسطح
قمر= وش رايك نطلع عندها نتقهوى و تذاكرين؟
رجوى= والله اليوم على غير عادتك صايره تفكرين..فكيرات خطيره..اذلفي قبلي بأجيب سيبويه و أجي

••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

كان سعود في سيارته...يوصل أمه و خالته لبيت أم ساره عشان يزورون رحيل...
أم سعود= إن شاءالله يكون ربي هداها و تستقبلنا مثل العالم و الناس..و ما يروح مشوارنا على الفاضي
أم فهد= إن كان و هي بيننا ما قدرت تحبنا تبين يوم بعدت عننا تهتم فينا!
أم سعود= بكيفها..حنا المهم نسوي اللي علينا لوجه الله بنزورها و نتطمن عليها و ماراح نقطع في صلة رحمنا
أم فهد= صادقه مالنا إلا الأجر
سرح سعود يفكر بكلامهم...و يتذكر كلام رحيل...و كرهها...(معها حق باللي قالته..البنت وصلها إحساسهم الحقيقي ناحيتها..صح ما يكرهونها بس بعد ما يحبونها..كل اللي يهتمون فيه الواجب و بس..لكن هي من صغرها محرومه من الحنان و الأمان..هي محتاجه أكثر من هالإهتمام البارد..محتاجه أحد يحتوي غضبها و يتحمله..محتاجه حب كبير من قلب صادق..محتاجه أحد يرجع لها الإحساس اللي فقدته)
يعرف إن كل هالأشياء ما لقتها فيهم...لا بخاله و عائلته...و لا بعماتها...حتى هو...بينه و بين نفسه...تردد يعطيها هالحب و الإهتمام...و تسائل بيجي أحد في يوم يعطيها هالإهتمام...أو بتعيش طول عمرها...بقلبها...المتحجر...البارد...

••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

بعد ما جففت شعرها...تركته ينزل على ظهرها و أكتافها بكل نعومه...راحت تلبس تنوره حريريه بقصه مايله...بألوان موف و أسود و أبيض مموجه ببعض...مع بلوزه ناعمه موف...
وقفت قدام المرايا تتأكد من شكلها...و جلست تحط الميك أب برواق و ذوق...
بعد ما خلصت...لبست إكسسواراتها...و رشت عطرها الراقي...و طلعت من الغرفه...
نزلت الدرج...و شافتهم كلهم ينتظرونها...عرفت إنها تأخرت بس ارتاحت يوم شافت عمها مو موجود...و إلا كان سمعت محاضره طويله...
حياة= وين أبوك؟
وفاء= جاء عنده واحد..يقول شوي و نروح
حياة تجلس و تحط رجل على رجل= ايه ننتظر حضرة اللي عنده لين يروح
أم فايز= بسم الله ما شاء الله..وش هالحلا كله؟
حياة تبتسم= تسلمين لي يا رب
ولاء تنزل من الدرج تركض= حياااة وينك اطلع لك فوق تنزلين تحت
حياة تضحك= وش تبين؟
ولاء تجلس جنبها و تعطيها ظهرها= سويلي تسريحه ناعمه و حلوه..بس بسرعه قبل نمشي
وفاء كانت تطالع حياة و تبتسم...تحب تشوفها كذا...بكامل جمالها و أناقتها...أنثى رائعه بمعنى الكلمه...كل شي فيها يدل على رقه...و ذوق...و جمال...كل شي فيها حلو و صافي...إلا روحها...
اللي محمله...بذكريات أليمه...و عذاب كبير...
تذكرت فجأه الدكتور اللي قالت لها أمها عنه...تمنت لو قدر يقنع حياة تتكلم...لو يقدر يعالجها...و ترتاح...
كانت خايفه عليها من نفسها...و أفكارها...و كرهها...
لكن هالدكتور رجل...و حياة مستحيل تتكلم قدامه...(ياليت أقدر اكلمه..أنا اقوله عن اللي فيها..يمكن يقدر يعالجها بدون ما يشوفها.....بس ما فيه دكتور يقتنع بهالشي)
كانت تعرف إنه حتى لو الدكتور اقتنع...هي ما تتجرأ تسوي هالشي...لأنها ما تقدر تطلع من البيت لحالها عشان تروح له المستشفى...و تخاف تكلمه يفهم إتصالها خطأ...أو تعطيه ثقه هو ما يكون يستاهلها...
و الأكثر من كل هذا تخاف أبوها يعرف...و لا تتخيل وش ممكن يسوي فيها...

••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

جلست رحيل في الغرفه ببرود...من نص ساعه و عماتها فيه...و هي للحين ما قررت تطلع لهم...جت لها جدتها و قالت إنهم فيه و طلعت عندهم...لكنها للحين تفكر...تطلع لهم...أو تخلي مشوارهم و نفاقهم يروح على الفاضي...(جلست في بيت عمي سنين و هم ما فكروا يشوفوني لو تمر شهور..اللحين بعد أسبوعين بس اشتاقوا؟...أو بس جايات لقافه؟ أو يمكن عشان إذا أحد سألهم كيف عايشه بنت أخوكم يلقون شي يردون عليهم فيه؟ و بناتهم الطيبات ليه ما كلفوا على حالهم يجون؟ أو خلصت وداد أبحاثها علي و دورت لها حاله جديده؟)
••
••
••
في الصاله...كانت أم ساره جالسه تقهويهم...و هم تقريبا ساكتين...إلا من كم كلمه يقولونها بين وقت و الثاني...
أم سعود كانت تطالع بأم فهد...اللي انشغلت بترضيع ولدها الوحيد...اللي غفى و صحى...و هم للحين ينتظرون رحيل تطلع...
أم سعود= وينها رحيل؟ عسى مو نايمه؟
أم ساره= لا صاحيه..و قلت لها إنكم فيه
أم سعود= غريبه تأخرت!
أم ساره ببرود= اللحين تجي
و مرت لحظات طويله...قبل تطلع لهم رحيل...و تسلم ببرودها المتوقع...
أم فهد= وش أخبارك يا رحيل؟
رحيل= أكيد اللحين أنا بخير
أم سعود= عاد مو تنسينا..تعالي زورينا
رحيل= ليه؟
أم سعود انصدمت= حنا أهلك و القطاعه مو زينه
رحيل بسخريه= أهل! و الأهل إذا زاروا بعض يتركون بناتهم في البيت أو يجون معهم
ابتسمت رحيل بمكر...و هي تشوف نفس الإحراج اللي كان في وجه عمها...ينرسم على ملامح عمتها...
أم فهد تلطف الجو= البنات بيزورونك أكيد..وقت ثاني
رحيل= أي وقت؟ الوقت اللي بتجبرونهم فيه؟
أم سعود= لا البنات كانوا بيجون بس........
رحيل تقاطعها= لا تكذبين..ما أحب أحد يلعب علي..و لا أبي زيارتهم أصلا
تركتهم و طلعت الحوش...و هي متأكده إن حتى جدتها ماراح تكلف نفسها و تجبر خاطرهم بكلمتين...
••
••
••
عند الباب...وصل سعود و نزل من سيارته...وهو للحين مستغرب من إتصال أمه بهالسرعه...حتى ما كملوا ساعه...
و مع إنه كان يقدر يدق عليها يقولها تطلع...إلا إنه نزل يدق الجرس...لأنه متأكد إن رحيل اللي بتفتح الباب...و يبي يشوف وش تغير فيها...بعد الأيام اللي عاشتها هنا...مع إنه من إتصال أمه السريع المفروض يعرف الجواب...
رحيل= ميــن؟
سعود= هلا رحيل..أنا سعود..وش أخبارك؟
رحيل بعد صمت لحظات= بخير
سعود= وش أخبار جدتك؟ إن شاءالله بخير
رحيل ببرود= الحمدلله
كان يبي يتكلم معها أكثر من كذا...يتطمن عليها...بس ما عرف وش يقول...و الأكثر...يخاف من صدها له...
ما يدري ليه...بس يحس إنه بيتضايق لو عرف إنها تعامله مثل ما تعامل أهله...لأنه رغم برودها معه...إلا إنه يحس إن فيه شعور بسيط يربطهم في بعض...يمكن بقايا ذكرى...أو لحظه حلوه عاشوها بصغرهم...
انتبه إنها للحين ما راحت...لأنه ما سمع صوت خطواتها...و تمنى يعرف وش تفكر فيه...
سعود= مرتاحه اللحين يا رحيل؟
رحيل جاوبته بإتهام= أنتم ارتحتم اللحين؟
تفاجأ من اللي قالته...و ما عرف كيف يرد عليها...
سعود بإرتباك= رحيل أنا....
رحيل تقاطعه= أنت قلت لهم يرسلوني هنا عشان تريح أهلك..لكن هالشي كان بمصلحتي لأني أنا بعد ما أبيكم..بس ارتاح و ريح أهلك من اللي خايفين منه..لو صار شي لجدتي أنا بأموت معها..بس مستحيل ارجع لكم مره ثانيه
تركته و راحت...وهو منصدم كيف عرفت باللي قالوه...و خاف من كلامها عن الموت...(ليه صاير اهتم؟ ليه تهزني كل كلمه تقولها؟ إحساسي بالذنب؟؟ أو بديت اتعلق فيها؟؟....)
انقطعت أفكاره وهو يشوف أمه و خالته طالعين...ركبوا السياره...و مشى وهو يسمع منهم اللي صار...و إعتراضاتهم عليه...و عجز يفهمها...(ما تبينا أنا متأكد من هالشي..بس ليه تسأل عن البنات و هي ما تبي تشوفهم؟؟)
حس إنها بس تبي تحسسهم بالذنب...ما يدري ليه...

••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

و صلوا لبيت عمها الأصغر(أبومشاري)...اللي كان عازمهم اليوم...و عازم أنسبائه...أخو زوجته و أمها...و أختها و عيالها...
دخلوا للبيت...و كانت بإستقبالهم مرة عمها...و بعد ما دخلوا للصاله...شافوا أمها...و أختها المتزوجه و بنتها اللي كانت بعمر ولاء...سلموا عليهم و جلسوا...
أم نواف= الساعه المباركه اللي شفناكم
أم فايز= الله يسلمك يا خاله
أم نواف تطالع حياة= عاش من شافك يا حياة..خبرنا فيك بزواج عمك
حياة تبتسم= الله يخليك يا خاله..المهم شفناكم على خير
أم مدى= و إن شاء الله دخلتي الطب مثل ما تبين؟
حياة كشرت= لا
طالعت أم مشاري أختها بنظره...فهمت فيها إنها ما تبيها تتكلم في الموضوع...لأنها كانت تعرف إن حياة للحين حاقده على عمانها اللي رفضوا إصرارها على الطب...و تتذكر الأسبوع اللي جلست فيه ما تاكل...لكن كل هذا ما خلاهم يرضون...
دخلت سما بنت عمها الصغيره تركض...أول ما شافت حياة...لأنها كانت تحبها بالحيل...و حياة دائما تجلس تلعب معها و تدلعها...رمت نفسها عليها و حضنتها بقوه...
حياة= هلا بقلبي..هلا بدلوعتي أنا
سما= حياة اشتقت لك هالكثر(و تبعد يدينها لآخر حد)
حياة تضمها= يا قلبي
أم مشاري= كل يوم تقول لأبوها ودني لحياة و البنات بس ما يعطيها وجه..و يوم قلنا لها إنك جايه من اليوم و هي تتكشخ لك
سما= عشان أصير حلوه مثلك..(تأشر على ثوبها) حلو؟
حياة= أنتي الحلا كله
جلسوا يسولفون مع بعض...
••
••
••
في المطبخ...لحقت أم مدى أختها اللي راحت تشوف العشاء وش صار فيه...
أم مدى= وش فيك سكتيني؟ ليه هي ما جابت نسبه؟
أم مشاري= إلا جابتها بس عمانها ما رضوا تدخل الطب
أم مدى تشهق= ليه؟
أم مشاري= عشان الإختلاط
أم مدى بقهر= بس والله حرام يكسرون طموح البنت..بعدين اللي تحترم نفسها ما....
أم مشاري تقاطعها= يعني مو عارفه زوجي؟ و أخوه مثله و أكثر ما عندهم هالأشياء و لا راح يقتنعون فيها أبدا
أم مدى= وش دخلت؟
أم مشاري= كلية التربيه الفنيه..و بصراحه مو خساره البنت تحسينها انولدت فنانه
أم مدى= الله يوفقها..ما أحد يدري الخيره وين؟....بس وش رأيك فيها؟
أم مشاري= كيف يعني؟
أم مدى بنرفزه= يعني ما فهمتي؟ وش رأيك فيها لنواف؟
أم مشاري= أنتم مو قلتوا تبون وفاء؟
أم مدى= صح أول ما دورنا له خطرت في بالنا وفاء..لكن أنا تذكرت حياة من يوم زواجك و هي داخله خاطري عشان كذا أصريت عليك تعزمينهم اليوم
أم مشاري= حياة ما تبي تتزوج اللحين..قالت هالشي أكثر من مره..و ما أتوقع بتوافق..يعني بتخسرون وفاء على الفاضي..لأنكم لو خطبتوا حياة و رفضت مو حلوه بعدها تخطبون وفاء
أم مدى= و ليه ما تتزوج اللحين؟ عشان دراستها؟
أم مشاري= والله مادري..آخر عريس كان يبيها قومت الدنيا و لا قعدتها يوم كلمناها عنه..مادري بس أحس كأنها متعقده من الرجال مادري من اللي سواه أبوها أو من معاملة عمها الصارمه
أم مدى= بس نواف طيب و حنون يعني يناسبها
أم مشاري= ما أدري....ماراح توافق
أم مدى= يووووه لا تفاولين
أم مشاري= خليكم على وفاء أحسن
أم مدى= والله وفاء ما تنعاب بس أنا داخله مزاجي حياة أكثر..و هذا نواف أخونا الوحيد..يعني المفروض ندور له الأحسن
أم مشاري= الأحسن مو بالشكل و بس..إن كانت حياة أحلى من وفاء من برا..فتأكدي إن وفاء تتفوق عليها بقلبها الطيب و تسامحها و أطباعها الهاديه
أم مدى بإصرار= بس أنا أبي حياة
أم مشاري= يا حبك للعناد..بس تذكري إني قلت لك..بعدين أنتي وش دخلك تختارين له؟ نكلمه عن الثنتين وهو يختار
أم مدى= خلاص بس أنا بأقنعه بحياة
أم مشاري تضحك= مالك إلا اللي براسك!
••
••
••
في الصاله...كانوا البنات جالسين يسولفون مع بعض...قبل يدق جوال مدى و تروح ترد عليه...
ولاء بهمس= شوفوا كبري و معها جوال..و أنا لو أموت ما أشوفه
وفاء= مو عند أبوي هالحركات..أنا و حياة لو ما الكليه و النقل كان ما شفناه
ولاء= الناس تطورت و تعدت القمر و أبوي للحين أفكاره طين
حياة= عندك جوالي متى ما بغيتي كلمي فيه اللي تبين
ولاء تبتسم= يا عمري يا حيوته..والله إنك أطيب وحده في العالم
ابتسمت حياة...لأنها كانت تسوي هالشي بس عناد في عمها...تحب إحساس إنها تعارضه في كل شي ما يبيه...و تشوه العالم المثالي اللي على باله إنه مسيطر عليه بقوته و شخصيته...بس مع كذا هي ما يهون عليها تشوف أي وحده منهم تحتاج شي و ما تساعدها...خاصه و هي تشوف معاملتهم الطيبه لها...و تقارنها بمعاملة بنات عم رحيل...
دق التليفون اللي كان قريب من حياة...و لا أحد منهم جاء و رد عليه...
أم نواف= حياة يا بنتي ما عليك أمر تردين على هالتليفون اللي أزعجنا
حياة= إن شاء الله
حياة ترد= ........
المتصل سبقها بالكلام= نايمين على أذانيكم! ليه ولا وحده ترد على جوالها؟
حياة بضيق= عفوا مين معي؟
للحظه انصدم من صوتها...و ما استوعب...و انحرج يوم عرف إنها مو من خواته...
نواف= آسف..بس ممكن تعطيني أم مشاري؟
حياة= لحظه
نزلت السماعه و راحت للمطبخ تقول لها...
حياة= أم مشاري واحد يبيك على التليفون
أم مشاري=مين؟
حياة= ما أدري
راحت أم مشاري...و وقفت حياة عند أم مدى...
حياة= تبين مساعده؟
أم مدى= لا الله يسلمك ما فيه شي نسويه..إلا وش أخبارها جدتك؟
حياة= الحمدلله بخير
و جلست أم مدى تسولف معها...و تستفسر عن حياتها...عشان تعرف عنها أكثر...

••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

جلسوا في الصاله كلهم...الساعه عشره مساء...و أبوهم على وشك يرجع من شغله...و يتعشون...
شهد تشوف المسلسل...و الباقي يسولفون و مزعجينها...و هي معليه التلفزيون على الآخر عشان تسمع...
رجوى= قموور وش وجه الشبه بين فيصل و بدر؟
قمر تطالعهم و تفكر= اممم ما أعرفش
رجوى ترفس شهد= شفتي؟ هذا اللي أخذناه من مسلسلاتك..إخوانك صارت لهجتهم مخلطه مو معروف لهم أصل
شهد بضيق= أووف رجيو اسكتي خليني أتابع
رجوى بتريقه= أنا أبي افهم وش تشوفين بهالمسلسل اللي ماله أول من آخر
شهد= كل البنات يتابعونه لازم أكون في الصوره..ما يكفي إني لا أطلع و لا أروح و لا أعرف بهالدنيا شي..خليني على الأقل اتكلم عن اللي اشوفه بالتلفزيون
رجوى بتريقه= ايـــــه..تابعي تابعي..صراحه أهدافك ساميه و لك شرف التقدير مني..و كان تبين جبت لك ورقه و قلم و سويت لك جدول تسجلين ملاحظاتك عشان ما تنسين..أو سبحان الله يسيح مسلسل على الثاني
التفتت على مشعل اللي كان جالس بزاويه لحاله...و يلعب مع نفسه ورقه...و راحت و حاست أوراقه...
مشعل بعصبيه= يا حماااره
و مسكها مع شعرها يهزها...و هي عضت ركبته بقوووه لين سمعته يصرخ...و بدت هوشه بينهم...
دخل على أصواتهم العاليه...أبوهم...بدون لا يحسون فيه...
أبومشعل= عساااكم الموت إن شاء الله..انطموا طمكم الله
قصرت شهد للتلفزيون و راحت للغرفه تركض...لكن و هي ماره حصلت لها ضربه على ظهرها من أبوها...و الباقي اعتدلوا في جلستهم و سكتوا...
أبومشعل يرفسها برجله= يله أنتي بعد اذلفي جيبي عشانا
أم مشعل تقوم= إن شاء الله
جلس في الصاله...و بسمه و حنين جلسوا بآخر الصاله بعيد عنه...
رجوى= أخبار الشغل يبه؟
أبومشعل= وش تبين فيه؟
رجوى= لا بس غريبه اليوم جاي بدري..قلت يمكن انطردت بس مستحي تقول
أبومشعل يرمي عليها علبة المناديل= عساني ما أشوفك بعد هاليوم أنتي و فالك..هذا وقت طلعتي بس أنا كنت أروح عند الرجال مابي مقابلكم
رجوى= أجل أكيد الرجال اللي طردوك
شال هالمره المركا اللي جنبه و ما لقى غيرها...و رماها بكل قوه عليها...بس اللي قهره إنها مسكتها...و هربت بسرعه لغرفتها...
دخلت الغرفه و هي تضحك...
شهد= وش فيه أبوي يصرخ؟
رجوى= يصرخ علي
شهد بإستنكار= أنتي وش تبين فيه؟ تستفزينه لين يعصب و يضربك و يكمل علينا!
ضحكت رجوى و لا ردت...أخذت كتابها و سوت نفسها تقرأ فيه...و سؤال شهد يتردد في بالها بدون جواب...هي ليه تسوي كذا...ليه تتريق عليه...ليه تعصب فيه...ليه ترتاح إذا ضربها...إذا هاوشها...إذا شافت إن ما بينهم أي علاقه أو رابطه......ما تدري...
رجوى= تتوقعين أمك تبقي لنا عشاء..أو بنعوي طول الليل من الجوع مثل القطاوه
شهد= هي متعوده تبقي لي..بس السؤال..هل أنا بأعشيك معي
رجوى بإستعطاف= ارررحموا عزيز قوم ذل

••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

دخل نواف الصاله...وهو يسمع أصواتهم العاليه و شكلهم يتناقشون بموضوع مختلفين عليه...
أول ما شافته مدى...
مدى= خلاص العريس وصل..خلوه هو يختار
نواف يبتسم= وش أختار؟
مدى بمكر= وحده من العروسين
نواف يجلس..و يطالعهم بإستغراب= عروسين!
مدى= ايه أمي تبي لك وحده و خالتي تبي وحده
نواف= أهم شي أمي من تبي؟
أم نواف= والله البنتين احسن من بعض..الله يكتبلك اللي فيه خير
أم مدى= أنا أقول حياة أنسب لك..صح وفاء ما تنعاب بشي بس يعني الواحد يدور الأحسن
أم مشاري= ترى قلت لكم من اللحين ماراح توافق..و بتضيعون وفاء منكم
نواف بإستغراب= و ليه متأكده إنها ماراح توافق؟
أم مشاري= تقدم لها قبلك اثنين و رفضتهم..ما تفكر تتزوج اللحين..أو يمكن ما تبي تتزوج أبدا
أم نواف= و ليه؟ بسم الله عليها ما فيها إلا العافيه
أم مشاري= ايه بس احس اللي سواه أبوها للحين معقدها
أم نواف بضيق= الله يسامحه على اللي سواه بزوجته و ببنته
نواف= حياة بنت إبراهيم اللي.....؟
أم مشاري= ايه..هاذي اللي تبيها لك أم مدى..بس أنا أقول وفاء أضمن لك و أهدأ و أطيب
أم مدى= حتى حياة طيبه..بعدين نواف متفهم و بيعاملها بطيب مو أحسن ما تأخذ واحد يعقدها زياده...و إلا وش رأيك يا نواف؟
نواف يتنهد= اللحين جالسين تتناقشون ساعه و أنتم ما قلتوا لي أي شي عن هالبنتين اللي تبوني أختار منهن
أم مشاري= أنا أبيلك وفاء..بنت أبوفايز بأولى كليه قسم لغه عربيه..البنت حلوه و هاديه و قلبها طيب..و ما فيها شي ينعاب و أنت تعرف أبوها و أمها و سمعتهم بين الناس
أم مدى بعناد= بس حياة أجمل ألف مره..و بنت حساسه و فنانه و مع كل هذا شخصيتها مميزه و قويه..والله هي تستاهلك و أنت بعد تستاهلها
نواف يقوم= والله ما أدري عنكم..شكلكم بتخلوني أهون
أم مدى= وين بتروح؟
نواف= مو ناويه تروحين لبيتك؟ أنا بأروح..يله تجهزي يمه
تركهم و راح...و راحت وراه مدى...
مدى= خاااالي
نواف يوقف= نعم
مدى= ما سألتني عن رأيي؟
نواف= بإيش؟
مدى= في عروسك
نواف يضحك= يا هالعروس اللي كل واحد له رأي فيها!..يله أخت مدى تفضلي قولي رأيك
مدى= أنا مع أمي أقول حياة..أنت بس لو تشوفها مره بتحبها على طول..(و تغمز له) على فكره ترى هي اللي ردت عليك
نواف يصرفها= روحي قولي لأمي انتظرها في السياره
تركها و راح وهو يتذكر كلام خواته...لكن حياة ثبتت في باله أكثر...ما يدري ليه...يمكن لأنه سمع صوتها...أو لأن المعلومات اللي عرفها عنها شدته أكثر...

••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

بعد ما رجعوا...جلست حياة و مرة عمها و البنات في الصاله...و فايز و أبوه راحوا ينامون...
ولاء= ما لا حظتم شي بهالعزيمه؟
وفاء= شي مثل إيش؟
ولاء= إنها مو عزيمه لوجه الله
أم فايز= والله إنك ما تستحين! كيف يعني مو لوجه الله؟
ولاء= يمه يعني ما لا حظتي كيف عيونهم كلهم ما نزلت عن حياة و وفاء..و الأسئله و الإستفسارات عن كل صغيره و كبيره
طالعتها أمها بقهر...هي كانت ملاحظه هالشي بعد...بس ما بغت تتكلم في هالشي قدام البنات...
حياة بقرف= عساهم ناوين يخطبون يعني؟
ولاء= أكيد..ما سمعتي قصائد المدح بالأخ نواف
أم فايز= عن التفلسلف و يله روحي نامي بكره عندك دراسه
ولاء= يا سلام وش معنى أنا؟ و إلا بتكلمين البنات بشي ما تبيني اسمعه..يمه قولي لي أكيد أم مشاري قالت لك شي..قولي مين؟ حياة أو وفاء؟
أم فايز بعصبيه= ما قالت شي..و أنتي تتخيلين يله قوموا كلكم ناموا
راحوا البنات...و هم على الدرج...
حياة= وفاء لو طلع كلام ولاء صدق و خطبك نواف..توافقين؟
وفاء بإحراج= أنتي توافقين؟
حياة= طبعا لا..بس أبي أعرف أنتي توافقين أولا؟
وفاء= مادري..ما أعرف عنه شي كثير..و لا قد فكرت المفروض اتزوج اللحين أو إذا خلصت دراستي...ما قد جاني اللي يخليني أفكر بهالشي
ولاء= ايه بس نواف يستاهل تفكرين فيه..حلو و طيب و أهله طيبين بعد
وفاء تتريق= و من وين هالمعلومات؟
ولاء= من مدى..شكلها تحبه حيل و متعلقه فيه من جلسنا و هي تتكلم عنه...إذا وحده منكم محتاجه أي معلومات لا تستحي تجي تسألني
حياة تطالع وفاء= أنا مو محتاجه لهالمعلومات..يمكن أحد ثاني يحتاجها
وفاء= أنتم خلاص خليتوه خطب؟ بعدين لو كان اللي تقوله ولاء صدق..أنا متأكده إنهم اختاروك أنتي له
حياة= يكون أحسن عشان أرفضه..و نرتاح منه كلنا
ولاء تضحك= حياة أنتي ناويه تعنسين..يمكن وفاء تبي تتزوج؟
حياة تدخل غرفتها= هي الخسرانه..تصبحون على خير
دخلت و سكرت بابها...و وفاء أول ما بعدوا عن غرفتها مسكت ولاء...
وفاء= أنتي مو عارفه إن حياة ما تطيق هالطاري؟ ليه تفتحينه قدامها؟
ولاء= و أنتي على بالك إذا تجنبنا هالطاري قدامها يكون احسن..خلينا نتكلم معها عادي..و نخلي الموضوع بضحك
وفاء تتنهد بضيق= مادري! بس أنا خايفه يصير فيها مثل آخر مره
ولاء= الله يستر..و يختارك نواف أنتي..يمكن تشجعينها على الزواج
وفاء تدفها= روحي نامي احسن
تركتها ولاء...و هي راحت لغرفتها تفكر...(نواف!!)
و سرحت تتذكر الكلام اللي سمعته عنه...

••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

••---بـعــد أيـام::يـوم الجمعـه---••

كانوا البنات عند جدتهم من يومين...حياة و رحيل في غرفتهم...
حياة= رحيل مرتاحه هنا؟
رحيل بإستنكار= أكيد
حياة= تكلمتي مع بنات الجيران؟ تروحين لهم؟
رحيل= لا مابي
حياة= ليه؟؟
رحيل= حياة تعرفين إن الصداقات ما تهمني..تكفوني أنتم و أمي
حياة تتنهد= بس ما يصير تجلسين كل اليوم أنتي و أمي لحالكم..زين أمي تروح لجاراتها ليه ما تروحين معها؟
رحيل= هي تروح بس أنا اجلس في البيت..حتى مرتين راحت مع أم صالح لوحده يعرفونها ساكنه بعيد و جلسوا ست ساعات
حياة بإستغراب= غريبه! ما عمرها أمي قالت إنها تعرف أحد برا الحاره
رحيل= مادري؟ بس يمكن......
دخلت عليهم رجوى تركض...و تصررخ...
رجوى بصوت عاالي= بنااااات بيموت يهودي اليوم
حياة تضحك= ليه وش صار؟
رجوى= لا أخاف تتأثرون..و تدمع عيونكم
حياة= يله قووولي عاد
رجوى= أبوي
حياة= و الخيبه
رجوى= هيييه لا تسبين أبتاه..خاصه اليوم..وهو مسوي نفسه إنسان
حياة= ليه هو دائما وشو؟
رجوى= دائما شرشبيل
حياة= وش سوى اليوم؟
رجوى تسبل عيونها= جاي ياخذني
حياة بإستغراب= وش عنده؟
رجوى= مادري تركته مع جدتي..لا و أزيدك من الشعر شقه صاير مؤدب و يسلم و يسولف هههه والله مو لايق عليه
رحيل كانت تطالعها و تبتسم...لكن ما شاركت في الكلام...لين شافت جدتها تدخل و هي تطالعها...
أم ساره= رجوى أبوك يقول يله بتروحون
رجوى= يمه متأكده إنه أبوي؟ صراحه أنا أشك
أم ساره= لا تشكين هو جاي يبي يقول لي شي..مو عشان يجيبك
رجوى= آهــا اللحين بس صار أبوي....يمه وش يبي؟ بسرررعه قولي قبل أروح..يبي سلف؟
أم ساره تجلس و تطالع رحيل= لا..جايب عريس لرحيل
طالعتها رحيل...و صرخت حياة بقهر...أما رجوى فضحكت بصوت عالي...
رجوى= من قهوجي لخطابه!...والله تطورات خطيره يا أبومشعل
حياة= و بأي حق يتدخل برحيل؟ و له وجه بعد يخطب! من زينه هو و اللي يعرفهم
رجوى تشهق بإستهبال= لا يكون أبوسعد
حياة= وقتك أنتي و إستهبالك؟ ما يكفي أبوك
أم ساره= لا مو من أصدقائه..بيخطبها لمديره
حياة تشهق= أي مدير؟!
أم ساره= مدير الشركه اللي يشتغل فيها
رجوى منصدمه= المدير المدير؟ اللي من علية القوم!
كانت الغرفه كلها صيحات و إستفسارات حياة و رجوى...و رحيل تراقبهم بصمت...لأن الموضوع كله ما أثار إهتمامها...أو حتى إستغرابها...
أم ساره= مديره أهله يبون يزوجونه وهو ما يبي..عشان كذا هو بنفسه يبي يختار وحده بالشروط اللي يبيها
حياة بسخريه= وش هالشروط إن شاء الله؟
أم ساره= يبي وحده ما تطالبه بأي شي..لا حب و لا إهتمام و لا تتدخل في حياته..و طلعاته..و سفراته..بس زوجه قدام أهله و الناس و بيدفع لها على هالشي.....و أبومشعل قال له عن رحيل..يبينا نرد عليه اليوم
حياة عصبت= هالحقييير! وش شايف نفسه يبيع في بنات الناس؟ يدير شركه وش كبرها و مو قادر على أهله..جاي يتشرط في بنات الناس؟(تلتفت لرجوى)و أبوك ألعن منه..كيف يتجرأ يكلمه عن رحيل؟
أم ساره= حياة هدي نفسك..نقدر نقول لا و انتهى الموضوع
حياة تلتفت لرحيل= أكيد بنقول لا
رحيل= أنا ماراح اطلع من هالبيت إلا للقبر..لا زواج و لا غيره..(تطالع رجوى) قولي لأبوك
رجوى بقهر= والله خساره! يحصلكم بس هالمليونير..يا خسارة مجهوداتك يبه
أم ساره= يله روحي لأبوك لا يمشي عنك
رجوى تركض= نذل يسووويها
••
••
••
راحت للحوش و شافت أبوها...
أبومشعل= تمشين على بيض؟ وينك؟
رجوى= كنت أبي اسمع رأي رحيل
أبومشعل وهو يطلع من البيت= وش قالت؟
رجوى= رفضت
أبومشعل يعصب= ليـــه؟
رجوى تركب السياره= ما تبي تتزوج تبي تسكن عند جدتي و بس
أبومشعل بقهر= وجهها فقر..اللحين وش أقوله؟
رجوى= يبه و ليه ما قلت له عني؟
أبومشعل= تحسبين ما فكرت فيها لنفسي قبل؟ بس هو مايبي يناسب فراشه..يبي وحده ما أحد يعرف أهلها..و فرح يوم قلت له يتيمه..بعدين قال أنتي صغيره مره عليه..و عاد لو يشوفك أنتي و خشتك ردك علي من ثاني يوم
رجوى= والله يتشرط هالمدير؟ يبه أخاف يطردك إذا قلت له إنها رفضت
أبومشعل بقهر= و أنتم يجي منكم غير المصايب..الله ياخذكم
رجوى= أجمعين إن شاء الله
مد يده ودف راسها لين ضرب في الشباك بقوه...و هي تضحك...

انتهى البارت السابع


أحلام الوادي 12-07-09 04:05 PM

لحظة يا أحلى عضوة ماسية شكرا :flowers2::flowers2:شكرا:flowers2::flowers2: على سرعة الاستجابة
الله يسعدك ويوفقك
دا أنا تعبت وأنا أدورعليها

dali2000 12-07-09 04:08 PM


.•.°.•?•n|[?الــبــــــارت الـثــــامــنـــ ?]|n•?.•.°.•

بعد ما تعشوا...راحت رحيل تغسل الصحون...و أول ما طلعت من المطبخ شافت جدتها في الصاله...و استغربت إنها للحين ما نامت...
أم ساره= تعالي يا رحيل أبي اكلمك
رحيل تجلس= نعم يمه
أم ساره= أبي اكلمك بموضوع بس ما تقاطعيني و تسمعين كل اللي بأقوله
رحيل بإستغراب= خير يمه! وش هالموضوع؟
أم ساره= أنا عارفه إنك ما تحبين عمانك و لا ترتاحين تعيشين بينهم و أنا شايفه بعد إنهم ما يهتمون فيك..بس يا بنتي الموت حق و أنا ماراح أعيش كثر ما عشت..أدري إنك ما تحبين هالكلام بس أنا ماراح أعيش لك دائما
رحيل بضيق و قهر= ليه تقولين هالكلام يمه؟
أم ساره= اسمعي يا بنتي إن كنتي تحبيني و تدورين راحتي و رضاي تزوجي مدير أبومشعل
رحيل تشهق= تبيني أوافق؟!
أم ساره= إيه
رحيل بغيض= لاااا ماراح أوافق أنا أبي اعيش معك..هنا و بس و ماراح اتحرك من هالبيت إلى لقبري و عساه يومي قبل يومك
أم ساره بإصرار= اسمعيني يا رحيل أنا إن عشت لك اليوم ماراح أعيش لك بكره..ريحيني..خليني اتطمن عليك
رحيل تصرخ= لو متي بأموت وراك
أم ساره تتنهد بتعب= رحيل!
رحيل بإستغرب= ولو أخذت هذا بتتطمنين علي؟ مع واحد مو عارفه عنه أي شي! مع واحد فرحان بفلوسه و يتشرط له بعروس بكره يمل و يشري بفلوسه غيرها!
سكتت أم ساره...و هي تشوف إن هالطريقه ماراح تنفع مع رحيل...و فكرت بشي ثاني...
أم ساره= رحيل أنا افهم الناس و بعد أعرفك زين..أنتي ما تدورين على الحب لأنك أنتي و بنات خالتك تعلمتم تعيشون من غيره عشان كذا هالزواج مناسب لك..هالرجال باين إن كل همه في شغله لدرجة إنه مو مهتم باللي بياخذها لا شكلها كيف؟ و لا عائلتها مين؟ كل همه شروطه اللي قالها و بس و هالشروط أنتي بتقدرين عليها..و مع كل هذا بتستفيدين من مركزه و فلوسه..أنتي تبين القوه يا رحيل و بزواجك بتحصلينها..أنتي تبين ما تحتاجين لعمانك هالزواج بيخليك تستغنين عن أي شي منهم..زوجك بيكون مشغول و هالشي يخليك تقدرين تزوريني كل يوم و تجلسين عندي أيام بعد و بتقدرين تزورين بنات خالتك..و مين ضامن الأيام وش مخبيه لنا؟ يمكن في يوم نحتاج و لا نلقى اللي يسد حاجتنا..ما أحد بيهتم فينا و يصرف علينا..ساعتها بتكون فلوسك عون لنا
سكتت رحيل و هي تسمع كلام جدتها...اللي كانت تحاول تقنعها بكل طريقه...
و بدأ الإقتناع يستولي على عقلها مع كل كلمه...كان رفضها قاطع و نهائي...لكنها كانت تصدق كل كلمه تقولها جدتها و تحفظها درس...كان مستحيل ترد أي شي تقوله أو ما تقتنع فيه...حتى لو كان زواجها من هالشخص...
رحيل بهدؤ= خلاص يمه أنا بأوافق دام هالشي يريحك و يرضيك..و دام هالشي بيبعدني عن عماني

••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

••---من بكــره---••
صحت رجوى كعادتها...قبل خواتها بساعه...طلعت للصاله و تفاجأت و هي تشوف أبوها فيه...
تذكرت عصبيته أمس بعد ما دق على جدتها و أكدت له رفض رحيل...هاج عليهم و صار يضرب في كل اللي قدامه...حتى مشعل كان جاي متأخر...و لأول مره أبوه يحاسبه على التأخير بس عشان يضربه...
لكن اللحين تشوفه جالس هادي و رايق...ابتسمت بإستهزاء...(الظاهر خلص شحنه)
رجوى= ها يبه وش أخبار يدينك؟ عسى ما توجعك بعد طقنا البارحه..والله صراحه تتعب نفسك أحد يضرب تسعه نفر مره وحده كان قسطتنا احسن
أبومشعل= رحمكم الله و يكفيكم طق البارح..والله كنت ناوي عليكم اليوم بعد بس خلاص ما يحتاج
رجوى= و ليه تحطها بنفسك يبه؟ ما تسوى..تبي أقوم لك البيت كله تفطرهم ضرب؟
أبومشعل يقوم لها و يمسكها مع شعرها= اذلفي سوي لي فطور..و ترى بنت خالتك وافقت باركي لها حظها اللي يفلق الصخر..و خليها تعيش عمرها تدعيلي بزوجها واحد عمركم ما حلمتم تشوفونه
رجوى بإستغراب= وافقت؟ كيف؟
أبومشعل= بعد الفجر دقت جدتك و قالت انها موافقه(يدفها بقوه) يله سوي الفطور
دخلت المطبخ...و وقفت تفكر...(وافقت؟ رحيــل!!)
استغربت من هالشي لدرجة إنها ما قدرت تصدقه...لكنها تذكرت سكون جدتها و نظرتها...ما قالت رأيها عن هالموضوع...(أكيد..أكيد جدتي هي اللي خلتها توافق..أكيد..لأن رحيل مستحيل توافق على هالشي..هي أصلا ما تبي أحد و لا مهتمه بشي حتى فلوس هالمدير و مركزه)
احتارت بشعورها...ما تدري تفرح لرحيل أو تخاف عليها...لو كانت هي مكانها كان عادي عندها هالشي...لأنها متوقعته من زمان...لكن رحيل وش بيكون شعورها بهاللي شاريها بوظيفة زوجه...(لا..حتى رحيل قويه..رحيل مثلنا تربية أمي نوره..و لا شي بيهزها)
و طرت على بالها حياة...وش ممكن تكون ردة فعلها لو عرفت...
سوت فطور أبوها...و هي تسوي الشاهي شافت أم مشعل تدخل المطبخ...
رجوى تبتسم= أخبارك بعد طق البارح؟ ههههه عاد أنا و أنتي يا أم مشعل تعودنا احس كل عظمه فينا مرسوم فيها عقال أبوي
أم مشعل تبتسم مثلها..لكن بأسى= غريبه ما رحتي؟
رجوى= بأغيب اليوم..هذا فطور أبوي اذا خلص الشاهي وديه له خليه يفطر و يتوكل
تركتها و راحت للغرفه...و شافت خواتها صاحيات...
شهد= رجوى! ما رحتي؟ شي يوجعك؟
رجوى= لا للحين أكد..مع إن اللي يعيش عند أبوي لازم له قطع غيار..يعني عظام على كم اصبع..و كوع للإحتياط
ضحكوا البنات بعد تكشيرتهم اللي كانت مرسومه على وجيههم...
قمر= وش فيه شعرك طاير كذا؟
شهد تضحك= وهو متى ركد؟
رجوى= و أبوي خلاه يركد؟ أنا ما أحد عقد شعري غيره من كثر ما جرجر فيه
التفتت رجوى على بسمه...اللي كانت ترتب دروسها و هي للحين مكشره...و ساكته...و راحت تجلس جنبها...
رجوى= وش عندها عجوزنا بسمه؟
بسمه بضيق= وش مسميني بسمه عليه؟
رجوى تضحك= لأننا عارفين إنك ماراح تلقين شي تبتسمين عليه فقلنا يصير اسمك بسمه على الأقل هههه
بسمه ما ضحكت= ......
رجوى تسوي معصبه= هيــه أنتي..أنا جالسه انكت على هالصبح قولي لضروسك يضحكن لا اصفهن قدامك
بسمه بإعتراض تمد يدها و الكدمه الزرقاء اللي فيها= شوووفي
رجوى تمد يدها اللي كان فيها جرح للحين دمه ما نشف= شوووفي
شهقت بسمه...و شهد و قمر قربوا منها...
شهد= رجوى؟ ليه ما عالجتيه؟ وش ضاربك فيه؟
رجوى بلا مبالاه= مادري ما انتبهت بس حسيت في شي حاد و أنا ابعد حنحون عنه..خليها تتذكرها عاد إذا كبرت
شهد= بأروح أجيب لك مطهر و لزق جروح
بسمه= توجعك؟
رجوى تطالع قمر= و أنتي أخت قمر مو ناويه تقدمين لي احساس مرهف مثل خواتك؟
قمر تضحك= لا موفرته ليوم أشد هههه
رجوى= تعجبني هالبنت احس لك مستقبل تكونين خليفتي بهالبيت
بسمه بحزن= رجوى أخاف يضحكون علي البنات
رجوى= و ليه يضحكون؟ أنتي قولي لهم..شوفوا يا بنات يدي وش فيها...بيقولون يوووه ليه كذا؟ مين ضربك؟...عاد أنتي هنا تنفخين صدرك و بفخر تقولين أمس و أنا راجعه البيت شفت ولدين يضربون أخوي الصغير و أنا اعصب و تطلع شياطيني و أروح اتضارب معهم مع إنهم أكبر مني..بس في الأخير هزأتهم لين خافوا و راحوا...ترى بيعملون لك من اليوم ألف حساب
بسمه تبتسم= صـــح
دخلت شهد...و أخذت يد رجوى بالغصب و عالجتها...بعدها وقفت رجوى عند دولابها...
رجوى= بسمه نادي للعيال في الصاله
نادتهم و دخلوا عندها كلهم...و رجوى توزع عليهم فلوس...مع قلها إلا إنها كانت كثيره بعيونهم...لأنهم دائما يروحون لمدارسهم بدون مصروف من الأساس...
رجوى= يله هذا عن طق أمس...عشان تعرفون إن الطق يفيد...يقوي و يكسب
بدر= يعني أي واحد يطقه أبوي بتعطينه فلوس؟
رجوى= طمع هالولد! لا هذا بس في حالة الطق الجماعي
مشعل= أنا الكبير عطيني أكثر منهم...و بعدين انطقيت أمس لحالي يعني الضرب علي أقوى
رجوى= هههه بصراحه حجه قويه..يله و هاذي عشره زياده
طلعوا كلهم و البسمه ماليه وجيههم...و نسوا ضرب البارح كله...
بعد ما راحوا طلعت من غرفتها و لا شافت أبوها...و سمعت صوت أم مشعل في المطبخ...(والله كل ما أشوف هالمسكينه..أحمد ربي إن أمي ماتت يوم ولدتني..وجهي خير عليها هههه)
راحت لغرفة أم مشعل و شافت حنين نايمه...و راحت جلست جنبها...
رجوى تهزها= حنحووون..دودتي
حنين تفتح عيونها و تصيح= .......
رفعتها رجوى و ضمتها...
رجوى= و أنتي بعد ضاربه إتش مثل خواتك...اللي يصيح اللحين ما يروح معي للبقاله و نشري حلاو و علك و آيس كريم
حنين تسكت= ثدق؟
رجوى= طبعا ثدق
حنين= يله
رجوى= لو نروح بشوشتك هاذي البقاله يطردنا..يله نروح نغسل و نلبس و نسرح شعورنا بعدين نروح

••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

بعــد الظـهر...رجعت حياة للبيت...و شافت ولاء في الصاله...
حياة= السلام عليكم
ولاء= و عليكم السلام و الرحمه
حياة= ها مين اللي سبق اليوم..أنا أو وفاء؟
ولاء تضحك= لا أنتي وفاء للحين ما جت.....صح رجوى دقت و قالت تدقين عليها أول ما تجين
حياة= وش عندها؟ الله يستر
تركتها و طلعت لغرفتها...بدلت ملابسها بسرعه و رفعت شعرها و نزلت تركض...دام عمها نايم بتكلم بتليفون البيت احسن من تصرف بجوالها...
جلست في الصاله عند ولاء...و دقت عليها...
حياة= السلام عليكم
بسمه= و عليكم السلام
حياة= أنتي بسمه؟
بسمه= ايه
حياة= وش أخبارك؟
بسمه= الحمدلله..أنتي حياة صح؟
حياة تضحك= ايه صح ما شاء الله تتذكرين صوتي؟
بسمه= ايه صوتك حلو..مو مثل صديقات البنات اللي كانها ولد و اللي كانها عجوز
حياة= هههه حلوه..رجوى وين؟
بسمه= اللحين أناديها
بعد لحظات....
رجوى= هاي و نص و ثلاث أرباع
حياة= أهلين..وش عندك؟
رجوى= امممم شي بيعصبك و الخوف على اللي عندك تاكلينهم
حياة= رجيو..وش عندك؟
رجوى= رحيل وافقت
حياة= على ايش؟ ......(لكنها فجأه تذكرت..و صرخت) وافقت على ايش؟..عليه؟
رجوى كانت تدعي بقلبها خايفه على حياة...و ولاء فزت يوم سمعت صرختها و صارت تطالعها بإستغراب و هي تشوف كيف انقلبت ملامحها بلحظه...
رجوى= ايه..اتوقع جدتي اقنعتها
حياة بقهر= جدتي؟ ليـــــه؟
رجوى= مادري؟ حتى أنا مستغربه
و مثل ما توقعت رجوى...سكرت حياة بوجهها...و متأكده إنها دقت على رحيل...
و هذا اللي سوته حياة...و ولاء واقفه تراقب بصمت...
حياة بقهر= رحيل! ليه وافقتي؟
رحيل تتنهد= جدتي طلبت مني أوافق
حياة تصرخ= ليــه؟؟ أنا بأكلم جدتي
رحيل= لا..أدري إنك ماراح تقتنعين باللي قالته و لا أبيك تضايقينها
حياة= يعني خلاص بتوافقين؟
رحيل= ايه بأوافق..أضمن حياة مريحه لجدتي اللي تعبت من هالزمن و اللي صار لها فيه و..و يكون عندي المركز و الفلوس اللي تغنيني عن الناس..و اللي بتخليني فوق الكل.....وهو ما يهمني..أنا أكثر منه ما أبيه و مو مهتمه فيه
حياة بقهر= أنتي صاحيه؟ حنا مو محتاجين..حتى جدتي مو محتاجه..تقاعد جدي مكفيها...بس ما تبيعين نفسك لهالــ....
رحيل= بس بأوافق
حياة تصرخ= رحيـــل!! من متى تهمك الفلوس؟ من متى يهمك شي فهالدنيا؟ من متى تحبين تختلطين في الناس و تتعرفين عليهم؟....كيف اللحين بتتحملين تعيشين مع ناس بهالشكل؟ ناس تشوفك و لا شي؟ و بتشوفك ما تليقين بولدهم؟ حتى ولدهم بيحسسك إنه شاريك و يتصرف فيك مثل ما يبي؟
رحيل= حياة أنتي تصدقين شي اسمه حب؟
حياة= طبعا لا
رحيل= تصدقين إن فيه وفاء
حياة= لا
رحيل= تصدقين إن حياتنا ممكن يكون فيها أمان و راحه
حياة تتنهد= لا
رحيل= خلاص..دام مو منتظره حب و لا وفاء و لا راحه..خليني أدور على مصلحتنا..أنا بأطلع من هالزواج بأماننا..براحة جدتي..بحياة مريحه لنا كلنا..حتى رجوى و أنتي بأكون قادره اساعدكم لو وحده منكم احتاجت أي شي في يوم ماراح نعتمد على اللي يسمون أهلنا..حياتنا بتتغير يا حياة
سكتت حياة...يملاها القهر و الغيض...و سكرت التليفون بدون لا تقول أي كلمه...و راحت لغرفتها...
ولاء كانت للحين تطالعها...و تتذكر كلامها اللي ما فهمت منه شي...
شافت وفاء تدخل عندها...
وفاء= بسم الله وش فيه شكلك كذا؟
ولاء تتنهد= الظاهر حياة جتها وحده من حالاتها اللي تعرفين
وفاء بقلق= أي حالات؟
ولاء= أي حاله تطرين فيها ظلم رجل
وفاء= ليه؟ أبوي قال لها شي؟
ولاء= لا كلمت بنت خالتها..ما فهمت شي بس يمكن أحد متقدم لرحيل لأني سمعت حياة بقهر تقول بتوافقين عليه..و انه شاريك بفلوسه و أهله ما يبونك و مادري ايش...يمكن فهمت صح
وفاء تتنهد بضيق= الله يستر..بأروح اشوفها
طلعت فوق...و وقفت متردده عند غرفتها...قبل تطق الباب...لكن ما أحد رد عليها...و عرفت إنها بتجلس ساعات بغرفتها...و وحدتها...لين تقدر تطلع...و تشوف أحد...
••
••
••

في الغرفه...جلست على سريرها شارده و ساكنه...سمعت طقات على الباب...بس ما قدرت ترد...شي يشل كل أطرافها...حتى إحساسها...
أول مره يخمد غضبها بهالسرعه...أول مره ما تحاول تسوي شي...تحاول ترد...تعترض...
لكن الإحساس داخلها كان بارد...و الخوف ملأ قلبها...
و كل تفكيرها بجدتها...ليه جدتها سوت كذا...طول السنين اللي راحت و هي تحاول تجمعهم مع بعض...تقوي علاقتهم ببعض...تقولهم إن الدنيا كلها بجهه و هم بجهه لحالهم...كانت تلمهم بهالبيت...تقويهم...و تغنيهم عن الناس و الدنيا كلها...
كلهم كان عندهم حلم واحد...لو كلهم يعيشون بذاك البيت مع بعض و ينسون العالم...و العالم ينساهم...
لكن اللحين...جدتها بنفسها ابعدت رحيل عنهم...و بيوم أبومشعل بيبعد رجوى...و هي...حتى هي مو عارفه وش ممكن يسوي فيها عمها...
بيتفرقون...
هالشي خلاها ترتجف...و هي تفكر لأول مره...لو جدتها ما صارت موجوده بهالحياة...و كل وحده منهم راحت بطريق...كل وحده صارت لحالها...تحت حكم أحد ماراح يرحمها...
(لااا كيف بنعيش كذا؟ مستحيل هالشي يصير! مستحيل أمي تتركنا..مستحيل نتفرق)
لكن شي داخلها كان مو مريحها...شعور غريب من تصرف جدتها...

••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

سكرت رحيل التليفون و هي للحين شارده...جلست على الأرض...و حطت راسها بين يديها...و سرحت بأفكارها...
قربت منها جدتها اللي كانت طالعه من المطبخ...و هي مستغربه حالتها...جلست جنبها...
أم ساره= يمه رحيل..وش فيك؟
رحيل= حياة دقت
سكتت ما احتاجت تتكلم...لأنه معروف وش قالت...و واضح رأيها و شعورها اتجاه اللي بيصير...
أم ساره= ما عليك...تثور لها أيام و تهدى...تعرفين حياة ما تطيق طاري الزواج و الرجال...و لا راح تفهم اللي قلته لك
رحيل= بس يمه أنا خايفه عليها تتضايق أو تتعب
أم ساره= لا تخافين حياة أقوى من اللي تتخيلينه

••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

••---من بـكــره---••

جلس أبوأحمد ساكت للحظات...من ربع ساعه وصل لبيت أخته أم سعود...يبي يقول لها عن اللي صار...
كان جالس معها و سعود و بناتها فيه...طالعها بنظرات فهمتها على طول...
أم سعود= وداد روحي شوفي الخدامه وش سوت بالعشاء..و أنتي يا رنيم روحي شوفي دروسك
رنيم= إن شاء الله..عن إذنك خالي
أبوأحمد= اخذي راحتك يا بنتي و شدي حيلك بدراستك
طلعوا من المجلس...و رنيم راحت لغرفتها...أما وداد اللي كانت حاسه إن أمها تصرفهم...وقفت بفضول ورى الباب تسمع وش بيقول خالها...
أم سعود= خير يا اخوي؟ شكلك يقول فيه شي؟
أبوأحمد= اليوم اتصلت علي أم ساره و طلبت مني اروح لهم لأنها تبيني بشي يخص رحيل
أم سعود بإهتمام= وش هالشي؟
أبوأحمد= رحيل تقدم لها واحد و وافقت
شهق سعود بصدمه...لكن ارتاح إنهم ما انتبهوا له...لأن خاله كان مهتم بأمه اللي صدمها الخبر...
أم سعود= وافقت! غريب ياما تقدم لها كثير و رفضت..حتى كانت تثور فينا أول ما نفتح لها الموضوع
سعود سأل عن اللي حيره= مين اللي متقدم لها؟
أبوأحمد بضيق= هذا اللي أنا مو مرتاح له..اللي متقدم لها رجل أعمال كبير الكل يعرفه في السوق اسمه يهز الكل..و الغريب يبون الزواج الأربعاء الجاي و ماراح يسوون أي حفله
أم سعود بإستغراب= و من وين عرفها هالتاجر؟
أبوأحمد= أبومشعل رجل خالتها يشتغل عنده
أم سعود= و ليه واحد مثله يترك كل اللي بمستواه و يفكر بوحده بحالة رحيل؟
أبوأحمد= هذا اللي محيرني..و الأكثر ليه الزواج بهالسرعه؟ و ليه ما يبون يسوون حفله؟
أم سعود= ما سألت رحيل؟
أبوأحمد= يعني ما تعرفينها؟ قالت إنها موافقه و إنها ما تبي مني غير أوافق بما إني ولي أمرها....و...و قالت إني لو ما وافقت بأكون مابي لها الخير و من هالكلام
سعود بقهر= خالي أنت ناوي توافق؟
أبوأحمد يطالع أخته= والله مادري؟
أم سعود= وافق يا أبوأحمد..دامك تقول الرجل سمعته زينه في السوق..دام هي وافقت أكيد راضيه على شي فيه..و الأكيد عشان فلوسه..يا أخوي أنت تعرف رحيل و حالتها و تذكر كيف عاشت بيننا وش سوت فينا..يعني لو أنت رفضت هذا مين اللي هي بتقبل فيه؟ مين بيتحملها؟ ولو صار شي لاسمح الله لجدتها و رجعت لنا..بترجع من جديد تنكد عليكم عيشتكم..خلها تروح في نصيبها و إن شاء الله ربي ييسر أمرها معه
بان الإقتناع على ملامح خاله...و أمه تناقشه أكثر في هالزواج...وهو كان بيعترض...لكن مايدري ليه الإعتراض مات قبل ينطق بحرف...خاف من إهتمامه يتفسر خطأ...هو نفسه مو عارف ليه هالإهتمام...غيره و حب...أو حميه لقريبته و بس...
كل اللي يعرفه إن هالموضوع سبب له الكدر و الضيق...
••
••
••
دقت وداد على مها...بعد صدمتها باللي سمعته...تبي تتأكد لو كان عندها فكره عن هالعريس اللي يقوله خالها...
مها= أهلين
وداد= هلا مهوي..وش أخبارك؟
مها= تمام..و أنتي؟
وداد= تمام..تدرين إن خالي عندنا؟
مها= والله؟ أنا سمعت إنه بيروح لرحيل عند جدتها
وداد= ايه راح و بعدها جاء عندنا
مها بقلق= وداد فيه شي؟
وداد= ايه..بأقولك بس لا تقولين لأحد..لأن ما أحد يعرف إني تسمعت عليهم
مها= وش فيه؟؟
وداد= رحيل انخطبت و وافقت..و اللي خطبها رجل أعمال كبير...تتخيلين؟
مها بإستغراب= رحيل؟!
وداد= ايه..رجل خالتها يشتغل عنده..أموت و أعرف ليه خطبها؟ تتوقعينه شافها و اعجبته؟ بس كيف يشوفها؟ و وين؟
مها= أبوي وش قال؟
وداد= يقول انهم ما قالوا له شي..بس يبون موافقته بما إنه ولي أمرها
مها= و أبوي بيوافق؟
وداد= اتوقع..أمي اقنعته
كانت وداد تقولها عن اللي سمعته...لكن مها سرحت بأفكارها...ما يهمها رحيل تاخذ مين...غني أو فقير...أو حتى ليه وافقت...و كيف عرفها...كل اللي يهمها إنها أبعدت عن حياتهم...و عن سعود...

••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

بعد المغــرب...طلعت رجوى من الغرفه و شافت شهد عند التلفزيون تتابع مسلسل...و أمها و قمر جالسين يتابعون بدون إهتمام...
مرت بين شهد و التلفزيون...و وقفت لعانه تتمطط قدامها...
شهد= يوووه رجوى بعدي بأشوف تقوله أو لا
رجوى= اللي أعرفه إن القول ينسمع ما ينشاف
شهد تدفها من قدامها= أنا عندي بالثنتين
رجوى= والله مسرفه بحواسك على غير سنع
مرت من عند قمر و وطت على رجلها...
قمر= آآآآي ما تشوفين
رجوى بإستهبال= أوو رجلك! بسم الله واصله لهنا و أنتي هناك
قمر= اذكري الله لا تشليني..يا متر و نص
رجوى= مخليته لك الطول..ما تدرين إن كل قصير حكمه أو نقمه
قمر تضحك= و أنتي أكيد نقمه
تركتها رجوى و راحت للتليفون تدق على حياة...لكن مرة عمها ردت عليها و قالت إنها نايمه...و سكرت...(تصرفني هالعنز! أكيد للحين مفنخره)
شافت بسمه و حنين يدخلون للصاله...
أم مشعل= وين فيصل و بدر؟
بسمه بإعتراض= طلعوا يلعبون في الشارع..و قالوا ياويلكم تطلعون معنا
رجوى= والله صار للذبانه دكانه و صارت تسكر على بكير! وهم وش دخلهم هالنتفه و المعصقل صاير لهم راي؟
بسمه بفرح= نطلع نلعب في الشارع؟
رجوى= لا خلي شارعهم لهم..أنا العبك لعبه أحلى
حنين= و أنا
رجوى= كلنا..حتى سيده أناقه و كركر بيلعبون
قمر تحمست= وشو؟
رجوى راحت للمطبخ...و أخذت سائل غسيل الصحون...
رجوى بفخر= اليوم بندشن ساحة تزلج في بيتنا..و الدخول مجاني
تحمسوا و نزلوا للحوش...حتى أمهم نزلت تتفرج عليهم...
فتحت رجوى صنبور الماء اللي في الحوش...و صارت ترش الماء في كل مكان...بعدها و زعت الصابون بكل مكان...
رجوى تصرخ= ابتدأ وقت المرررررح
صاروا يركضون و يتزلجون...يطيحون و يقومون...و صراخهم و حماسهم...واصل لآخر الحاره...لدرجة إن فيصل و بدر رجعوا على أصواتهم...و دخلوا هم و العيال اللي كانوا معهم يلعبون معهم...و امتلأ الحوش الضيق فيهم...

••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

وقف بسيارته متردد قدام البيت...مو عارف ليه جاء...وش بيقول...لكن من يوم سمع كلام خاله...و تأكد من موافقتهم اللي أكدتها خالته أم فهد...وهو يحس بغيض و قهر...
كيف يرمون وحده من دمهم لواحد مو عارفين عنه غير سمعته في شغله...و مو معروف ليه اختارها هي بالذات...و اللي يقهر أكثر بهالسرعه...و بدون حفلة زواج...
تنفس بقوه...و نزل من السياره...و راح قبل يتراجع يدق الجرس...وهو يتمنى إنها هي اللي تفتح له الباب...مو جدتها...
لحظات توتر مر فيها...قبل يسمع صوتها الجاف كعادته...
رحيل= مين؟
سعود بهدؤ= أنا سعود
سكتت رحيل للحظه...ما تدري ليه ما تفاجأت بجيته...كانت بينها و بين نفسها حاسه بهالشي بس ما تدري ليه...
من يوم وافقت...و كلمت عمها...و شي داخلها يسأل...وش بتكون ردة فعله هو...
كانت متأكده إن أهله ماراح يهتمون...و بيرتاحون منها بزواجها مهما كان...بس هو وش بتكون ردة فعله...
رحيل ببرود= نعم..فيه شي؟
حس سعود إن كلامها معه ما يشجع...بس دامه جاء لهنا...لازم يقول اللي عنده...
سعود= رحيل صدق اللي سمعته؟
رحيل= أكيد صدق..لدرجة إن أهلك وافقوا عليه بسرعه
مايدري إحساسه صح أو وهم...بس معقول تكون...عتبانه على هالموافقه...
سعود= رحيل ليه توافقين على هالزواج؟ وش يخلي واحد بمستوى ذاك..يترك معارفه كلهم و يرتبط بوحده أقل من مستواه..و بهالسرعه؟ و بدون حفله؟ أكيد فيه عيب..أكيد فيه شي
رحيل= و ليه هالإهتمام؟ ليه ما تسوي مثل أهلك توافق و تبارك وبس
سكت سعود مو عارف بإيش يرد...لأنه هو نفسه للحين مو عارف السبب...
سعود برجاء= رحيل لا توافقين
رحيل= و إذا ما وافقت؟ بترتاح وقتها؟ ليه؟.....تبيني اعيش طول عمري هنا؟مع جدتي بعيد عنكم و عن العالم..أو تتمنى لي عريس احسن منه..يرضي ذوقك....أو وش بالضبط يا سعود؟؟
سعود بحيره= مادري؟ مادري؟ بس أنا مو مرتاح لهالزواج يا رحيل..لا تبيعين أهلك و ترضين بغريب
رحيل بسخريه= أهلي! أنا مو حاسه بهالشي..و لا راح احس..و لا هم حسسوني..أنا في هالدنيا عشت و بأعيش لحالي..كل اللي لي جدتي و بنات خالتي بس
سعود= بس.....
رحيل بتهور= بس وشو يا سعود؟ عندك شي تبي تقوله؟ عندك مستقبل ثاني غير اللي أنا شايفه نفسي فيه؟ عندك إستعداد تتحمل مسئوليتي؟؟
سكتت و هي منصدمه من اللي قالته...و سعود صدمته أكبر...وهو يحاول يفهم معنى كلامها...
ما توقع تكلمه بهالهدؤ...توقع تثور بوجهه و تقول إن ماله حق يتدخل في حياتها...لكنها...لكنها...
تبي منه وعد اللحين...وعد يكون مسئول عنها...و يوقف بوجه أهله عشانها...لأنه متأكد إنها بتكون هي جهه و هم جهه...وعد إنه بيتحمل كل اللي بيجي منها...و عد لصبره على كل المشاكل اللي بتصير...
سكت و لا تكلم لدقايق...
رحيل= ردك وصل يا سعود..ماراح تضحي بأهلك عشاني...روح و انسى اللي قلته...خلني أدور على أماني بالطريقه اللي اشوفها صح..اتركوووني يا سعود..اتركووووني في حالي
سمع صوت خطواتها تبعد...لكنه ما تحرك من مكانه...و لا تحرك ساكن فيه...وهو يعيد كلامها...
••
••
••
دخلت لغرفتها تركض...و جلست على السرير ترتجف...ما تدري حزن أو قهر...صدمها اللي قالته له...اللي كانت تفكر فيه بدون شعور...
كرهت نفسها...و ضعفها...و اللحظه اللي فكرت فيها إنها تحتاج لأحد جنبها...
نزلت دمعه وحيده مسحتها بقهر...(ماراح اسامحك على هالدمع و القهر يا سعود)

••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

في غرفتها كانت جالسه...تحرق رسمه على لوحة الخشب اللي بين يديها...
وقفت وفاء عند باب الغرفه تطالعها...من أمس و هي ساكته...و التكشيره ما تفارق وجهها...حزن غريب و إنكسار بعيونها...(وش آخرة اللي أنتي فيه يا حياة؟ الله يستر)
وفاء تدخل= حياة ما تبين عشاء؟
حياة تهز راسها بلا= .......
وفاء بحنان= حياة اليوم كله ما أكلتي شي..شوفي وجهك كيف شاحب
حياة بهمس= وفاء خليني لحالي
تنهدت وفاء بحزن...و تركتها و طلعت...

••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

في سيارته...كان واقف ما يدري وين...لكن من يوم ما تركها و الأفكار تدور في راسه...لين حس إنه مو قادر يركز في طريقه و وقف...حس بضيق...و لوم...
رحيل بغرورها...و كبريائها...و عزلتها...طلبت منه يكون لها عون...يشاركها هالهموم و الوحده...يحسسها بالأمان...و الحب...و الإهتمام...
وهو بكل بساطه خذلها...حس إنه جبان...حس إن خيب أملها الوحيد...(بس كيف أوقف معك...و خصيمك هم أهلي..أمي و خواتي..و أهلي؟ كيف اوقف بوجههم و اقولهم أنتم خطأ و هي صح؟ ولو حاولت اقنعهم يقربون منك..أنتي وش يقنعك فيهم؟ ماراح تصدقين أي شي منهم..تبيني لحالي..بس أنا ما أقدر انفصل عنهم)

••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

في غرفتها...كانت جالسه على سريرها...للحين ما نامت...من أمس و أفكارها سوداء...تصرف جدتها للحين صادمها...لدرجة إنها ما قدرت تكلمها و تسأل عن السبب...لأنها خايفه تعرف...
تتمنى يكون لها ألف عذر...و عذر...حتى لو الطمع بالفلوس...بس ما تكون ناويه تتركهم...ما تكون تعبت من هالدنيا و نوت تتركهم و ترتاح...(أكيد رحيل ما فكرت باللي أنا أفكر فيه..أكيد..و إلا كان ما وافقت تتركها....رحيل بس ما تحب تعارض أمي بشي..و توثق باللي تقوله...و تحب ترضيها بكل شي)
تعبت من أفكارها...و خوفها...تبي تشغل نفسها بأي شي...و راحت تطلع جوالها السري...
دقت على سلمان...بس هالمره مو رقم جواله...رقم بيته...اللي بكل ثقه عطاه لها...و ابتسمت و هي تسمع صوت أنثوي...عرفت إنها زوجته...لأنه هالوقت أكيد عند شلته...
حياة= السلام عليكم
زوجته= و عليكم السلام
حياة= أنتي أم رهف؟
زوجته= ايه اختي..مين معي؟
حياة= وحده تبي مصلحتك..و بتصحيك من غفلتك اللي مو عارفه وين بتوديك؟
زوجته بإستغراب= وش هالكلام؟ استحي على....
حياة تقاطعها= انتظري..لا تصيرين غبيه مثل غيرك..اللي بأقوله عندي ألف دليل عليه تقدرين تتأكدين و بعدها تحكمين بعقلك
زوجته=........
حياة تبتسم= زوجك..سلمان..يكلم غيرك و عازمها على بيتكم
زوجته تصرخ بغيض= كذااابه
حياة= لا مو كذابه أنا بنفسي اللي اكلمه لو تحبين تتأكدين عطيتك دليل
زوجته بقهر= وش هالدليل إن شاء الله؟؟
حياة= زوجك اللحين عند صديقه عيسى في الا ستراحه اللي....
زوجته= و تبيني اصدق بس عشان هالخرابيط؟؟
حياة= تبيني اكلمه..و اشبكك في الخط..تبين تعرفين وش يقول عنك؟ الصراحه احسن من غيره ما قصر..دائما يمدح فيك بس المشكله انه يحب الدلع و خفة الدم و مو لا قيها فيك..و المشكله انه يمل بسرعه و يحب التغيير
زوجته تصرخ= كذااابه
حياة بقهر= وش اكذب فيه؟ و ليه؟ تبين تسمعين بنفسك..أو بتكذبين سمعك و تصدقينه؟
زوجته بألم و تحدي= يله سمعيني
حياة= لحظه
و دقت عليه...
حياة بنعومه= هلا سلمان
سلمان= هلا بقلب و روح و كل سلمان..انا ما أحب اسمي الا اذا نطقتيه
حياة تضحك= حرام عليك..ما بقيت شي لزوجتك؟
سلمان= زوجتي يكفيها بيتها و بنتها..لكن انتي شي ثاني
حياة= لحظه..لحظه..سلمان اسمع احد يناديني..ادق عليك بعد شوي
سلمان بلهفه= انتظرك ماراح انام لين اكلمك نتفق على جيتك بكره..ترى ما نسيت وعدك بكره ام رهف رايحه لأهلها
حياة= زين
سكرت منه...
حياة= الو..للحين على الخط؟
زوجته شالتها الصدمه و بهمس= ليه؟ حرام عليه! حرام عليه!
حياة بقهر= آسفه على الضيق اللي سببته لك..بس لازم تعرفين انه ما يستاهلك و انه ما يسوى...ان شاء الله تكونين اذكى من غيرك..و تثورين لكرامتك و ما ترضين بهالوضع
سكرت منها و هي تتنفس بقوه...ما تدري ضيق...أو راحه...بعد اللي سوته...و رمت جوالها على السرير...

••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

جلست رجوى في السطح على البساط اللي فارشينه...تاكل بتلذذ الحلا اللي قدامها...و قمر تصب لها القهوه...هي و شهد اللي جالسه معهم...
قمر= وش رأيك رجوى بحركاتي؟ خبيت هالحلا من يوم ارسلته أم هيثم و خليته بس لنا للسهره
رجوى= زين ما فعلتي..ما تشوفيني منشكحه آخر إنشكاح..لو اكلناه مع اخوانك كان ما لحقتي إلا على قطعه منه
شهد تدخل عرض= اللحين صدق بنت خالتك بتتزوج مدير أبوي؟
رجوى= هههه خربت أحلامك..و تخطيطاتك عليه.....يله اقولها تتوسط لك عنده يزوجك رئيس الأرشيف..هاا لا تقولين ما أحبك
شهد= بس ليه يبي يتزوج بهالشروط؟ يمكن عاجز!
رجوى= والله كل خواتي خبره! لا تطمني ما سمعتي أبوي وهو يقول(تقلد صوته) ما يبي العرس مشغول بمقابل هالشركات اللي يبي لها جيش يقابلها....مع إني أشك إن بعد هالكلمه تلقينه بكره على الحديده..أو يمكن حتى الحديده تذوب من عين أبوك
قمر= الله رجوى بنزور رحيل لا تزوجت..أبي اشوف ناس أغنياء
رجوى تقلد حماسها= ايه يا سلام..تدرين يقولون ان لونهم ذهبي..وش فيهم يعني ناس مثل هالناس
قمر بسخريه= اللي يدري يدري

••-------•?••?•{n}•?••?•--------••
••---من بـكــره---••

كانت وفاء و ولاء يجهزون الفطور في المطبخ...
التفتت ولاء على وفاء اللي كانت سرحانه...و إبريق الشاهي يغلي قدامها و هي مو حاسه فيه...
ولاء= وفااااااء
فزت وفاء...و انتبهت لغليان الماء و حطت أكياس الشاهي...
ولاء= وين رحتي؟
وفاء تتنهد= حياة من أمس ما طلعت من غرفتها و لا أكلت..و كل ما طقيت عليها تقول أبي اجلس لحالي..حتى رجوى دقت عليها ما رضت تكلمها..مادري وش صاير فيها؟
ولاء= شفتها أمس بالليل نزلت للمطبخ اخذت لها كاس ماء و طلعت..ملامحها غريبه و لا كأنها حياة
وفاء= للحين متضايقه؟
ولاء بحيره= مو ضيقه..حسيت كأنها مصدومه أو خايفه
استغربت وفاء...(كل هذا عشان بنت خالتها بتتزوج؟ أو فيها شي ثاني)
شافوها تدخل للمطبخ...و عيونها زايغه من التعب...و وجها شاحب...
كانت لابسه تنوره سوداء و بلوزه بيضاء...تقارب لونها مع شحوب وجهها...
حياة بصوت تعبان= صباح الخير
ولاء+وفاء= صباح النور
راحت تشرب ماء...و وفاء تطالعها بقلق...
وفاء= حياة اسويلك سندويتشه؟
حياة= مو مشتهيه
وفاء= بس أنتي كل أمس ما كلتي!
حياة= ما أحس إني جوعانه
وفاء= زين لا تداومين اليوم شكلك تعبانه
حياة تروح= مالي خلق اجلس في البيت
مشت خطوتين...لكن ما أوصلت للباب إلا و هي تفقد توازنها...و تطيح على الأرض...
شهقت وفاء و ولاء و ركضوا يمها...شالوها عن الأرض و حاولوا يصحونها...

••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

كانت جالسه على سريرها...مسنده ظهرها على الجدار...و ضامه رجلينها بيدينها...
عيونها مركزه على شنطتها...اللي رجعت تجمع أغراضها فيها من جديد...و بهالسرعه...مع إنها ما توقعت إنها بتطلع من هالبيت أبدا...و هي اللي ما صدقت تعيش فيه...
لكن كلام جدتها...و رجائها...و إصرارها...
كل هذا خلاها توافق على هالزواج...و كلها يومين و تروح عن هالبيت الحبيب و أمانه...و تعيش مع ذاك الغريب...

••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

دخلت رجوى الفصل...و الحصه الأولى بدت من عشر دقايق...
طقت الباب و هي تشوف ملامح أستاذة الأدب تنعفس...
الأستاذه= بدري آنسه رجوى! وين كنتي؟
رجوى= توي جايه..متأخره..و مريت الإداره
الأستاذه= وش قالوا لك؟
رجوى بملل= وسيلة التعذيب المستهلكه اوقفي الحصه الأولى
الأستاذه= أجل ادخلي اوقفي بمكانك و لا أسمع صوتك
دخلت رجوى و راحت لمكانها...وقفت عند سلمى اللي كانت جنبها...
رجوى= صباح الخير صديقتي
سلمى تبتسم= من متى هالذوق؟
رجوى= مادري بس أمس سمعتها بأفلام كرتون قلت ليه ما نقول مثلهم
الأستاذه بغيض= خلصتي يا رجوى؟
رجوى= أوو تنتظروني!!
و تحط شنطتها على الكرسي...و توقف على الجدار...و تكتف يدينها...
رجوى بغرور= هيا أبدأوا
كملت الأستاذه شرحها...و بعد ربع ساعه طقت بنت الباب...
البنت= أستاذه لو سمحتى الإداره طالبين رجوى
رجوى بهمس= جاك الموت يا تارك الصلاة
سلمى= وش مسويه؟
رجوى= تسحبت للفصل و ما مريت الإداره..بس خبرك فيهم كلاب بوليسيه..شموا ريحتي عن بعد
الأستاذه بملل= يله يا رجوى اطلعي بسرعه
طلعت رجوى و راحت للإداره...و هناك وقعت تعهد...و تعاقبت...

••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

في المستشفى...طلعت وفاء من الغرفه اللي فيها حياة...و راحت لأبوها اللي جالس على الكراسي في الممر ينتظرهم...
وفاء= يبه بيطلعونها بعد أربع ساعات
أبوفايز عصب= ليه أربع ساعات؟
وفاء= لين تطلع نتيجة التحاليل..و حطوا لها مغذي
أبوفايز بضيق= لو أدري كان خليت فايز يجي و يجلس معكم..لازم أروح المدرسه عندي إجتماع
ما تدري كان يسألها أو يكلم نفسه...لكنها ما ردت...خافت تقوله يروح للمدرسه و ما يقلق عليهم...بس خافت يشك فيها...و يفكر إنها تبيه يتركهم لحالهم...(اسكت احسن وهو يقرر وش يسوي)
أبوفايز بضيق= ليت أمك اللي جت....خلاص أنا بأروح المدرسه و أول ما تخلصون دقي علي..لا تتحركون من هالغرفه لين أجي..فاهمه؟
وفاء= إن شاءالله يبه
أبوفايز= يله ادخلي
تركته وفاء و دخلت عند حياة...

••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

بعد الحصه الثانيه...جلست رجوى في مكانها ما طلعت من الفصل كالعاده...و رجعت لها تهاني و سلمى...
سلمى= وش فيك حاطينك اليوم على الصامت؟
رجوى تهز أكتافها= وش رأيك فيني على الهزاز
تهاني= والله شهيتيني للرقص
رجوى= بس كذا؟ من عيوني
بدت تطق الطاوله و تغني...و تهاني ترقص...لين صرخت عليهم سلمى...
سلمى= الأستاذه جـــــت
و بسرعة البرق كل وحده جلست مكانها...
الأستاذه= ليه صوتكم طالع؟
الكل سكت و ما أحد رد عليها...
رجوى بهمس= زين بنت الأكابر غايبه و إلا كان فتنت علينا..تعرفينها سوسه
سلمى= فكه منها لها يومين غايبه

••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

كانت جالسه من نص ساعه عند حياة...اللي كانت نايمه بتعب و لا هي حاسه بشي...
تطالعها بأسى على حالها...اللي ينقلب بلحظه...(كل هاللي فيك عشان بنت خالتك بتتزوج؟ أجل لو اجبرك أبوي على الزواج وش بيكون حالك وقتها؟)
تذكرت كلام أبوها اللي سمعته أمس من غير قصد...كان يكلم بجواله في الصاله و هي في المطبخ...و صوته وصل عندها...
عرفت إنه يكلم أبومشاري...الكلام ما كان صريح بس هي حست إنهم يتكلمون عن عمها و حياة...و جاء طاري نواف...(أكيد اختاروها هي..بس ليه أم مشاري و أم نواف ما قالوا لنا أي شي؟ يمكن خطبوها من أبوي قبل لأنه أقرب لها من أمي؟.....و اللحين بأي حجه بترفضين يا حياة؟ و أبوي بيسمحلك ترفضين؟)
خافت على حياة...و اللي ممكن يصير فيها لو انجبرت على هالزواج...و خافت من ردة فعل أبوها إذا وقفت حياة بوجهه و عاندته...(وش أسوي؟ قبل يصير كل هذا)
رجعت في بالها فكرة الدكتور النفسي...مين احسن منه يقدر يساعدها...و ينصحها كيف تهدي حياة و تتكلم معها عن اللي داخلها...
هزت راسها بقوه تنفض هالفكره المجنونه عن راسها...
كيف بتكلم واحد ما تعرفه...و تقوله أشياء خاصه لهالدرجه...كيف تفضح حياة و أسرارها عند غريب...و مين الدكتور اللي بيوافق يعالج عن بعد...
و الأكثر من كل هذا...من وين تجيب الجرأه عشان تكلمه بالسر...بحياتها ما كلمت أي رجل غير أبوها و عمها و خوالها الأثنين اللي ما تشوفهم إلا في الإجازات...حتى و هي تكلمهم تنحرج و تتلعثم...
تنهدت بضيق...و هي تحس بنفسها عديمة الحيله...
التفتت تطالع حياة...وجهها شاحب...و التعب يغطي ملامحها...تخيلت شي يصير فيها...المره اللي راحت إنهيار عصبي...و اللحين طايحه قدامها من الضيق والتعب...
خافت يجي يوم...و تضعف قوتها أكثر...خافت يجي شي ما تستحمله...خافت تكون نهايتها مثل نهاية أبوها...
ارتجفت لهالفكره...و هي تتخيل حياة بهالعمر الصغير بمصحه نفسيه...
بدون شعور وقفت و طالعتها بإصرار...قبل تطلع من الغرفه...(ماراح انتظر لين يصير لك شي و أنا واقفه اتفرج..و اتعذر بخوفي...ربي يستر..ربي يعطيني على قد نيتي)
مشت في الممر...و قلبها يدق بقوه...مو عارفه وين تروح...و لا عارفه كيف بتقوله...أو حتى وش بتقوله...
راحت لموظفات الإستقبال...
وفاء= لو سمحتي
الموظفه= نعم أختي
وفاء بتردد= آآ كنت..باسأل..الدكتور النفسي..يعني..وين مكتبه؟
الموظفه= في الدور الأول (و تأشر بيدها) الباب اللي آخر الممر يوصلك للقسم النفسي
وفاء خطرلها شي= فيه دكتوره؟
الموظفه= لا والله أختي ما فيه غير الدكتور بسام
تركتها وفاء...و راحت للقسم و هي تمشي بتردد...لين شافت نفسها واقفه عند باب مكتبه...
كانت تحس إنها بأي لحظه بتغير طريقها و ترجع مكان ما جت...
حاولت تشجع نفسها...و تدق الباب...لكن يدها المرتجفه ما طاوعتها...
و انفتح الباب فجأه...و هالشي خلاها تشهق بخوف...لكنها تنفست براحه و هي تشوف الممرضه هي اللي طلعت...
و قبل تتراجع و تخونها الباقي من شجاعتها...سألتها...
وفاء= أقدر أقابل الدكتور؟
الممرضه تتعداها= مو موجود
ارتاحت وفاء...و هدت دقات قلبها المتسارعه...
لكن هالدقات رجعت تزيد...و هي تشوف الممرضه تلتفت عليها...
الممرضه= الدكتور بسام وصل
تركتها و راحت و وفاء التفتت للباب...و شافته يمشي بإتجاهها...وقف قلبها و هي تشوفه...و وقفت متصنمه مكانها مو قادره تتحرك...و عيونها متعلقه فيه...
تقدم منها وهو يطالعها بإستغراب...لين وقف قريب منها...
د: بسام= نعم أختي تنتظري؟
كانت بتتكلم لكنها مالقت صوتها...هزت راسها بلا...و تعدت من قدامه و هي تمشي بسرعه...
كانت تقريبا تركض بالممرات...و قلبها يدق بقوه...و لا تطمنت إلا و هي تدخل الغرفه عند حياة و تجلس على الكرسي بتعب و هي تلهث...(ما تخيلته شاب توقعته كبير!! لا و سعودي بعد! كيف كنتي تبين حياة تتقبله يمه؟)
تذكرت شكله...نظراته المستغربه...إبتسامته الخفيفه وهو يسألها...و تنهدت بقوه...و طالعت يدينها اللي للحين ترتجف...(سامحيني يا حياة ما قدرت..و الله ما قدرت)
••
••
••
كان واقف للحين يطالع الباب اللي راحت معه...وهو يتذكر كيف كانت تطالعه بذهول و تركيز...و لا فاتته الرجفه اللي بيدينها...
واضح إنها كانت تنتظره...كانت واقفه عند مكتبه...و إنتبه للممرضه اللي تأشر لها عليه...(جايه تشوفني! شكلها كانت جايه تشوفني! بس ليه ما تكلمت؟ معقوله تكون؟......إنسى يا بسام..إنسى هالسالفه..بعد كل هالسنين مستحيــل)

••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

وصلت رجوى للبيت...و فتحت لها الباب بسمه...
بسمه= رجوووى شوفي فيصل ضربني
رجوى تشيل غطاها= تستاهلين
بسمه بخيبة أمل= ليه؟
رجوى= هههه كيفي كذا..براسي ازعل على أحد اليوم..و طلعتي بوجهي
بسمه= لا ازعلي على شهد..شوفيها تغدت و نامت ما انتظرتك
رجوى تطلع معها على الدرج= لا لا أكيد مو صاحيه..فوتت مسلسل الظهر اللي تتابعه!
بسمه تضحك= أمس الحلقه الأخيره
دخلت رجوى و شافتهم في الصاله...ما عدا أبوها اللي ما يرجع من شغله إلا في الليل...و أحيانا يروح عند أصدقائه و ما يرجع إلا و هم نايمين...
رمت نفسها على الأرض...
رجوى= عطونا بلعتنا
قمر= روحي بدلي ملابسك
رجوى= مـــــــابي..جوعانه ما فيني حيل
قامت أم مشعل تجيب الغداء...و رجوى التفتت لمشعل اللي يتابع له فلم في التلفزيون...
رجوى= مشعل..مطفي ههههه والله المفروض اسمك الثاني مو الأول
مشعل= اللحين أنتي وش تبين مزعجتني؟
رجوى= أووو العفو منك أخ مشعل ما درينا إنك مشغول
مشعل= يقولون بنت خالتك بتتزوج مدير أبوي؟
رجوى بفخر= يس..وصلت خير..إذا بغيت أي خدمه حنا حاضرين..كان تبي تصك على أبوي بوظيفته و تسوي للمدير عصير و كابتشينو احسن من هالقهوه و الشاهي..يقالك تجديد...ترى عادي اكلم رحيل توظفك
مشعل طنشها= و ليه مو أنتي اللي تزوجتيه؟ على الأقل تنفعينا
رجوى= تهي تهي..والله كان ودي..يا أنا بأبيعكم بيعه..حتى اسمي بأغيره(و بغرور مبالغ فيه) و إذا شفتكم بأقول ياي وش هالأشكال؟ وش هالفقر! أنتم كيف عايشيين بهالمستوى الواتي
مشعل= تسوينها مو أنتي بنت أبوك
قمر بإعتراض= لاااا رجوى ما تتركنا لو ايش
رجوى تطالعها بإستخفاف= والله واثقه من نفسك! ادعي ربي ما يغنيني و إلا تشوفين الشوته اللي على مستوى هههه

••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

كان يمشي في الممر رايح لمكتبه...و قابل الدكتوره ريهام...
د:بسام بإبتسامه= صباح الخير دكتوره
د:ريهام= صباح النور يا دكتور بسام
د:بسام= أخذتي الإجازه؟
د:ريهام= بعد شهرين إن شاء الله..آه افتكرت..تعرف شفت مين النهارده؟
د:بسام= مين؟
د:ريهام= المريضه اللي كلمتك عنها و طلبت منك تكلمها
د:بسام بصدمه= حياة؟!
د:ريهام بإستغراب= إنتا لسه فاكر اسمها!
د:بسام يبتسم= إيه أول مريضه تطردني
د:ريهام= واللهي البنت دي مسكينه..شوفتها الصبح في الإسعاف
د:بسام بإهتمام= وش فيها؟
د:ريهام= هبوط في الضغط..البت من يومين مش آكله حآقه..و نفسيتها زي آخر مره..محبطه و مدآيئه
د:بسام= تكلمتي معها؟
د:ريهام: ايوه..بس بتأول إنها دلوأتي بأت كويسه..و وعدتني إنها آخر مره نشوفها هنا..تسدأ..البنت على ضعفها تحس أحيانا فيها قوه خفيه تطلع من روحها
د:بسام بإستغراب= كيف يعني؟
د:ريهام= أول ما شوفتها كانت مرهقه و تعبانه..لكن بدآيئ صارت كأنها وحده تانيه
د:بسام= بس البنت فيها شي..تعبها و إحباطها ما جاء من فراغ..و دام هالسبب يأثر عليها لهالدرجه..المفروض تتعالج و تتخلص منه..مو يتركونه يقضي عليها شوي شوي
د:ريهام= نعمل ايه إن كانت هيا و عمها مش راضيين
تركته و راحت...وهو رجع يفكر بحياة و يتذكر آخر مره شافها...و عصبيتها...والكلام اللي قالته...
عكس الصوره اللي شافها فيها بالليل...و هي لحالها...كلها حزن...و ضعف...و ضياع...

••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

••---بـعــد يـومـيــن---••

جلست ببرود...و شرود...تطالع إنعكاس صورتها بالمرايا...
ما فيه أي شي تغير فيها...لبسها كان بألوانه المعتاده...تنوره سوداء تعودت تلبسها دائما...مع بلوزه سوداء خفيفه...و شعرها بتسريحته الأبديه مجموع بآخر رأسها و ملفوف بشكل دائري ولا خصله انفلتت منه...وجهها ما فيه أي أثر لمكياج أو زينه...
ضحكت بإستهزاء و هي تتذكر إنها اليوم...عروس...
لكن ما فيه أي شي فيها...أو حواليها يدل على هالشي...
لا شعورها...و لا شكلها...و لا أي فرحه أو حماس من اللي عندها...
حتى العريس...العريس نفسه مو حاضر اليوم...و لا راح يحضر...
كل اللي بيصير اللحين...إنها بتودع جدتها و البنات...و تروح مع أبومشعل...اللي بيوصلها للشقه...المفروض إنها بتكون بيت الزوجيه...
بتروح هناك و تنتظر...ما تدري كم من الوقت قبل يجي زوجها...
زوجها...الغريب...الغامض...اللي ما تعرف عنه أي شي...حتى شكله...
لو تقابل أي واحد هناك و يقول لها أنا زوجك بتصدقه...لأنها مو عارفه عن هالزوج غير اسمه...وليد...
طالعت نفسها بالمرايا مره ثانيه...بس هالمره ما كانت تشوف شكلها...كانت تشوف إحساسها...ملامحها...نظرات عيونها...
كل شي ينضح بحزن...و كره...و غضب مكبوت...
ما تبي هالزواج...ما تبي هالزوج...تتمنى تعيش باقي عمرها و اللي تتمنى ما يطول...هنا و بس...
في المكان الوحيد اللي تحس فيه بالراحه و الأمان...بعيد عن كل الناس...
لكن جدتها بنفسها هي اللي ابعدتها...اقنعتها بهالزواج و رغم إنها ما اقتنعت...
كانت مستحيل تخالف جدتها...و ترفض طلبها...
وقفت...و نظرات الكره بعيونها تزيد حدتها...(مثل ما قلتي يمه..هالزواج فلوس و مركز و بس..بأستفيد مثل ما هو ناوي يستفيد مني)
طلعت لهم بملامح واثقه...و بارده...ما تشبه أبدا المشاعر المتضاربه داخلها...
و دعت جدتها و هي تسمع آخر نصايحها...ودعت حياة اللي كانت طول اليوم ساكته...معترضه...و حاقده...
و راحت مع رجوى و أبوها...اللي بيوصلونها للشقه...
و اللي زاد توترها سكوت رجوى طول اليوم...رجوى اللي كانت دائما تلقى شي تقوله...شي تضحك عليه...هالمره كانت صامته مثل حياة...
••
••
••
بعد ما وصلوها لشقتها...نزلت رجوى مع أبوها...اللي رفض تجلس مع رحيل لو دقايق...رفض حتى تدخل معها الشقه...بس وصلوها للباب...و تركوها و راحوا...
نزلت في المصعد مع أبوها...و هي تسمعه بدون إهتمام...يتكلم عن فخامة المبنى اللي فيه الشقه...لكن هي ما كانت يمه...حتى مانتبهت للأماكن الفخمه اللي ما حلمت تدخلها...كل أفكارها كانت عند رحيل...وش ممكن يجيب لها هالزواج...عذاب...أو راحه...

••
••
••
من يوم تركوها و هي واقفه بمدخل الشقه...مو متجرأه تدخل...تطالع اللي تقدر تشوفه من مكانها هنا...كان باين إن الشقه فخمه و واسعه...
أخيرا قررت تدخل...سحبت شنطتها للداخل...و وقفت تتأمل كل شي...الصاله و أثاثها الراقي...طاولة الطعام...و المطبخ...و الثلاث بيبان المسكره قدامها...
راحت للشباك الكبير في الصاله...و بعدت الستاير تطالع برا...تشوف المكان اللي هي فيه...كانت الشقه على ما تذكر في الدور الخامس...و انبهرت و هي تشوف السيارت....و المحلات...و الأنوار من فوق...طول عمرها ما تعرف غير بيت عمها...و بيت جدتها...و بس...
تركت الشباك...و راحت للمطبخ وقفت عند الباب بس ما اهتمت تدخله...راحت للغرفه الأولى و شافتها مجلس...فيها كنب فخم مثل باقي أثاث هالشقه...و الغرفه اللي قدامها كانت مكتب...مليان بالكتب و الأوراق...و الملفات...حست من ذوقه و رسميته...إن زوجها فعلا إنسان كل همه الشغل...
طلعت للغرفه الثالثه...كانت غرفة النوم...ذوقها كان رجولي جدا...و السرير مع إنه كان واسع إلا إنه كان لشخص واحد...خلاها تعرف إن هالزوج ما سوى بحياته أي شي يستعد لهالزواج اللي باين إنه قرره فجأه...
حست إن هالشقه بتكون بيتها...ما تدري إلى متى من الوقت...و معقول زواج بهالشكل بيستمر...أو هي ماراح تتحمل...أو هو بيغير رأيه...
ما تقدر تعرف هالشي...و هي مو عارفه عن هالزوج أي شي...
صارت تتفحص كل شي في الغرفه...أغراضه...ملابسه...عطوراته...
كل شي يدل على إنسان...رسمي...أنيق...(أووف ليه اهتم..يطلع اللي يطلعه..وش بتفرق معي..أنا اخذته بس عشان اضمن الأمان لنا في هالدنيا..حتى لو طلقني بعد يومين المهر اللي دفعه يسوى اللي سويته)

طلعت من الغرفه...و جلست في الصاله...تنتظر هالزوج اللي ما تدري مين يكون...و لا متى بيجي...

انتهى البارت


dali2000 12-07-09 04:11 PM



.•.°.•?•n|[?الــبــــارتــ الـتــاســعــ?]|n•?.•.°.•


أول ما وصلت رجوى للبيت دقت على حياة...

حياة تشهق= رجوى! ليه في بيتكم؟ ماراح ترجعين عندنا؟
رجوى= أبوي ما رضى..بيسافر اليوم مع واحد مادري وش اسمه؟ نسيت هو يا أبوطلال أو أبوبلال أو أبوهلال أو أبوجلال هههه
حياة بملل= المهم?
رجوى تضحك= المهم يبيني أصير في البيت
حياة تتنهد= حتى أنتي بتتركيني لحالي؟
رجوى بإستهبال= حياة لا تخليني اقحص و أجيك
حياة تبتسم= وش أخبارها رحيل؟
رجوى= ما تكلمت من يوم ركبنا..و أبوي ما رضى ادخل معها للشقه..تخيلي تركناها على الباب و رحنا
حياة بقهر= أبوك هذا ما يجي منه إلا الشر..حسبي الله عليه
رجوى= بس تدرين المبنى اللي فيه الشقه فخـــم مررره..و حتى اللي شفته من الشقه يهبل..حسيت اننا غلط في ذاك المكان(تضحك) و كله و إلا سيارة أبوي جنب السيارات اللي هناك..و الله شكلها يكسر الخاطر بغيت اصيح
حياة= والله إنك رايقه..يله تصبحين على خير
رجوى= و أنتي بخير..نامي و لا تفكرين كثير..عادي القهر ما يطير تقومين الصبح تلقينه جالس على رأسك و يقول يله استلميني


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

وقف قدامها...بملامحه اللي مليانه كبرياء و قسوه...يطالعها بفخر و تعالي...وهو يمر على كل جزء فيها...و يقيمه...

كان يحس بتردد في زواجه من وحده بهالمستوى...و متضايق من الإنتقادات اللي متأكد إنه بيسمعها من أهله...لكن و هي بهالشكل الكامل...ما أحد بيلومه على إختياره لها...(طول عمرك ما تطيح إلا واقف يا وليد..الحظ دائما معك)

جلس ببرود على الكنب و حط رجل على رجل و تسند براحه...و نظرته للحين مركزه عليها...

رحيل...من أول ما شافته...و حتى قبل تشوفه و هي تحس بكره اتجاهه...و اللحين كرهت أكثر نظراته المتفحصه...المقيمه لها...كرهت نظرات الغرور...و بروده...

وقفت تطالعه...بنفس النظرات اللي كان يطالعها فيها...
نطراتها اللي دائما كانت تهدد الناس فيها...و تخليهم يبعدون عنها...حتى سعود...حتى عمها...كانوا يترددون قدام هالنظره...

لكن اللي قهرها...إن هذا ما تأثر بنظرتها...بالعكس التوت شفايفه بابتسامة استهزاء...

وليد بأمر= اجلســي

لا شعوريا...شافت نفسها تتحرك و تجلس قدامه...ولأول مره تطيع أحد بهالسهوله... لكن نظراتها الكارهه...و المتحديه...ما نزلت عنه...رفضت يخوفها...
مع إن جسمها كله كان متأثر بحدة هالنظرات اللي مركزه عليها...

رحيل ببرود= خلصت مطالعني؟
وليد ما رد عليها..و كأنها ما تكلمت= أبومشعل أكيد قال لك عن طبيعة زواجنا كيف بتكون..بس أنا اللحين بأقولك اللي أبيه منك بالضبط..و افهميه زين لأني مابي أكرره مره ثانيه..و ما أبي أي غلطه منك..بيكون لك حساب شهري في البنك تصرفين منه مثل ما تبين بس لو فكرتي تتعدينه أقولك من اللحين مالك عندي غيره..و بيكون عندك سواق و خدامه خاصه فيك..و تقدرين تسوين في حياتك اللي تبين و تروحين للمكان اللي تبين..بس اللي مطلوب منك تتذكرين دائما و بأي مكان أنتي زوجة مين..و المستوى اللي تعيشين فيه اللحين..تصرفاتك و كلامك لازم تنتبهين لهن زين..و أهم شي قدام أهلي لازم تبينين إننا متفاهمين و مرتاحين مع بعض..و بس هذا اللي مهم تعرفينه

طالعها ينتظر إجابه...أو موافقه...لكن ما قابله إلا نظراتها الناريه...
حس إن كلامه ما أعجبها...لكنه ما اهتم...و لين تستوعب اللي قاله أجل باقي الكلام بعدين...و لأنه بعد كان نعسان و تعبان...و تعدى وقت نومه بساعه...

وقف يطالعها...و هي للحين تطالعه بنفس النظره الكارهه...و الحاقده...

وليد= أنا رايح أنام..إذا كنتي جوعانه المطبخ فيه كل شي..و إذا بغيتي تنامين عندك الغرفه الثانيه مابي تزعجيني و أنا نايم

تركها و دخل الغرفه...بدل ملابسه...و تمدد على السرير بتعب...حاول يتذكر ملامحها اللي من لحظات شافها...لكنه ما قدر...و انشغل تفكيره بإجتماع بكره لثواني...قبل يغط في نومه...


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••


كان للحين يدور في سيارته...ما يدري ليه هالضيق اللي بصدره...ما كان يبي يرجع للبيت لين ينامون خواته...و أمه...
مل من الموضوع اللي لهم يومين يتكلمون فيه...
رحيل...و زواج رحيل...و زوج رحيل...(و أنا ليه مقهور؟ الله يوفقها)

بس هو من ذاك اليوم اللي خذلها فيه...يحس بضيق...
ما يدري ندم...أو إحساس بالذنب...يحس لو تعذبت بهالزواج...بيكون هو السبب...هو اللي رماها بعيد عنه...و عنهم...و دور على راحته و بس...هو اللي ما كلف على نفسه يحاول يقربها منهم...يحاول يفهمها إنهم أهلها مهما صار...(اعذريني يارحيل..اعذريني)


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••


خلصت أم ساره صلاتها...و قبل تنام راحت لشباكها...و مثل ما توقعت...شافت حياة للحين في الحوش تدور و فكرها سارح لبعيد...
مع إن الساعه تعدت الثلاث...
طالعتها بحزن و ضيق...تدري إن اللي صار مو عاجبها...تدري إنها معترضه على هالزواج...و هالشي خلاها تفكر لو في يوم عمها قرر يزوجها...و هي أكيد بترفض...وش بتسوي...

للحظه و هي تطالعها...حست إنها تشوف أمها فيها...

تذكرت بنتها...اللي توفت من ثلاث سنين...أكثر وحده من بناتها كانت تتمنى تتزوج...و تتخلص من تحكم أبوها و تسلطه.....و تزوجت...
و شافت بإبراهيم كل اللي تتمناه...أو اللي حطته فيه غصب...أهم شي يتحقق حلمها في الطلعه من البيت...
و رغم كل عيوبه...اللي الكل عرفها...و بنتها ماتت ما عرفت أكثرها...
كانت تحبه...و تصدقه...و متمسكه فيه لآخر عمرها...لدرجة إنها اهملت كل شي بحياتها غيره...حتى بنتها...

تدري إن هالشي كان يقهر حياة...و يعذبها...و الأكثر موتها بسببه...
هالشي اللي لا يمكن تسامحها عليه حياة...و لا تسامحه...

عشان كذا اعتبرتها حياة هي أمها...و ما صار لأمها أي دور في حياتها...أو تربيتها...

و هاذي هي اللحين قدامها...إنسانه تجمع العقل و الجنون...فيها ضعف و قوه...
بلحظه تكون إنسانه طبيعيه تتحكم بمشاعرها...و تصرفاتها...
و بلحظه تنقلب إنسانه ثايره...مجروحه...ممكن تسوي أي شي...


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

كانت جالسه بمكانها...و عيونها مركزه على باب غرفته اللي من ساعه سكره بوجهها و نام...
للحين مو مستوعبه كل اللي هي فيه...لا المكان...و لا شوفته...و لا كلامه...
تحس إن حياتها الراكده...الممله...الفاضيه...انقلبت بلحظه...
صارت بعيده عن جدتها و البنات...بعيده حتى عن عمانها...عندها زوج غريب...بارد...غامض...
ما تدري كيف المفروض تتعامل معه...و لا تدري كيف المفروض ترد عليه بعد اللي قاله...و أهله كيف بتعيش بينهم...كيف بتتصرف معهم...
أسئله كثيره تدور برأسها...مالها جواب...

حتى إحساسها كان صايبه خدر...ماتدري تخاف...أو تغضب...أو تحزن...
و الأوامر اللي قالها بكل برود و وقاحه...و كأنه شاريها و يحق له......
لكنها تذكرت...(فعلا يا رحيل هو شراك..و أنتي رضيتي بهالبيعه..هذا اللي قالته حياة..و أنا ذاك الوقت ما فهمت)

تنهدت بغيض...و هي تتذكر نظراته المتفحصه...و نبرة الغرور و الأمر اللي ملت صوته...


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••


••--من بـكـــره--••


جلست على كرسي تسريحتها...و سندت يدينها على التسريحه...و هي تطالع نفسها بالمرايا...
شعرها اللي يوصل لحد أكتافها...و مقصوص بدرجات كثيره...يلتف حول وجهها الدائري...بملامحها الهاديه...الكل يقولها إن طيبتها تبين من ملامحها...و عيونها...
و نظراتها المتردده و الخجوله...أكثر شي يجذب فيها...

تنهدت و هي مستغربه من حالها...أول مره تتأمل نفسها بهالشاعريه...أول مره تاخذها أحلام اليقظه...ما تدري ليه...

أو يمكن تدري بس ما تبي تعترف حتى بينها و بين نفسها...
ما تبي تحس بغبائها...هي مو مراهقه عشان تفكر بهالسخافه...

مع كل هذا...رجعت للمره الألف...تتذكر الموقف اللي صار بينهم...حتى لو كان بسيط...حتى لو ما تعدى الثواني...لكنها من يومين بس تتذكره...
و ما تغيب من بالها ملامحه الوسيمه...نظراته الدافيه و الحنونه...إبتسامته الهاديه...

أول مره تشوف رجل بهاللين و التسامح...بدون النظرات الوقحه...أو المسيطره...
ضحكت على نفسها...هي خلاص خلته طيب...و فسرت أخلاقه على ملامحه...

ولاء تهزها= هيـــــــه وين رحتي؟
وفاء تفز= ولاء! وش فيك؟ متى دخلتي؟
ولاء= اللي آخذ عقلك..لي ساعه اكلمك ما دريتي عني
وفاء انحرجت من نفسها= سرحت شوي
ولاء تجلس على طرف التسريحه= متى صحيتي؟ افطرتي؟
وفاء= لا توي صاحيه
ولاء تشوف الأوراق اللي على التسريحه= مين بسام؟
وفاء انصدمت= هاااه
ولاء تأشر على الإسم اللي بالورق= مين بسام هذا؟
وفاء تكذب= ولد أخت صديقتي..دائما تتكلم عنه و تذكرته
ولاء توقف= لو ما كنتي وفاء..كان قلت إنه واحد تحبينه..يله نفطر

راحت لكن صوت وفاء و قفها...

وفاء= ليه يعني؟
ولاء بإستغراب= وش اللي ليه؟
وفاء= ليه عشاني وفاء ما تفكرين بكذا؟
ولاء= مادري؟ بس ما أحس إنك تفكرين بخرابيط البنات هاذي عندي شعور إنك انولدتي و عقلك كبير...احس ما تهمك الرومانسيات..و تنتظرين ولد الحلال المناسب اللي يرضى عليه أبوي و يقدمك له..و اتخيلك تعيشين حياة مثل اللي عايشتها أمي و مرة عمي...مطيعه و هاديه..تسوين كل اللي ينقال لك..و بعد اتخيل تجيبين بنتين و ولدين كلهم مؤدبين مثلك
ابتسمت وفاء بدون ما تحس بفرح= زين و حياة كيف تخيلتي حياتها يالمؤلفه؟
ولاء تبتسم بحماس= حياة فيها شوي اكشن...و لها ثلاث خيارات...يا أما تتزوج واحد و يروضها و تحبه و هذا الإحتمال خيالي زياده عن اللازم..أو تتزوج بالغصب و تقرر تنتقم من الرجال بزوجها و تذبحه..أو إنها بتوقف بوجه أبوي و تعانده و أبوي يثور عليها و هالحل صراحه مالقيت له نهايه مادري مين بيغلب الثاني
وفاء تتنهد= و فرحانه و أنتي تقولينها؟
ولاء= لا والله مو فرحانه..بالعكس أنا كل يوم ادعي إنك تعنسين أنتي و ياها
وفاء= ليه؟
ولاء= لأنها هي ما تبي تتزوج..و أنتي بطيبتك و غبائك هذا حرام تتزوجين واحد يستغلك
وفاء توقف= خلينا نروح نفطر احسن

راحت معها و هي تتذكر كل كلامها...(معها حق..و كأنها جايه تصحيني من الغباء اللي كنت أفكر فيه..يعني وش متخيله؟ قصة حب من أول نظره؟)

لكنها مع كل هذا...كانت تحس إنه شي حلو مر بحياتها لا يمكن تنساه...على الأقل أول حلم لها...أول شخص تفكر فيه...
ما تدري وش معنى هو بالذات...ما صار بينهم أي شي يسوى هالإحساس اللي بقلبها...لكن يمكن عشانها حست أول ما شافته إنه مألوف و مريح بالنسبه لها ما تدري ليه..
يمكن قد شافته من قبل في المستشفى...أو في أي مكان...ما تدري...


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

صحى من النوم لكنه ما تحرك من مكانه...فتح عيونه و شاف الصبح طلع...نزل بسرعه من السرير وهو يشوف ساعته...و راح يآخذ له شاور... و كل تفكيره في الإجتماع اللي عنده بعد ثلاث ساعات...

كان يتحرك...و يفكر...بشكل آلي تعود عليه من سنين...كل اللي يدور في عقله و يشغل تفكيره...الشركه...و الصفقات...و العقود...

طلع من الغرفه بعد ما لبس...و تجهز بيطلع...لكن لفت انتباهه شي في الصاله...

طالع الكنب اللي كانت رحيل نايمه عليه...وهو توه يتذكر اللي أمس صار...زواجه...زوجته...
من أول ما صحى ما طرت عليه أبدا...كان ناسي اللي صار أمس...و ناسي إنها موجوده معه تحت سقف واحد...كل اللي كان في راسه الشغل وبس...

قرب من الكنب يطالعها...جلس على الطاوله الصغيره اللي قدامها...و صار يتأملها عن قرب...

استغرب ملابسها السوداء...الشعر اللي جامعته بشكل ممل و قديم...بس مع كل هذا كانت ملامحها جميله...و بشرتها صافيه و ناعمه...قرب وجهه أكثر منها يطالع رموشها الكثيفه و الطويله...كأنها ستار يغطي خدودها...

فجأه فتحت عيونها بعد ما حست بأحد قريب منها...و طالعته بإستغراب...

و مثله...توها تنتبه لملامحه...لأنه كان قريب منها بالحيل...نظراته كانت ثابته و قاسيه...البرود يغطي ملامحه...و الجديه تطغى على تعابيره...

ما تحرك و لا بعد عنها...و هي كانت تطالعه بهدؤ و صمت...غريبين عنها...حست إن قلبها أول مره يدق بهالسرعه من نظرته المركزه عليها...
كانت تبي تتكلم...تعصب عليه...تسبه...
تسوي أي شي من اللي دائما تسويه...لكنها مع كل هذا ما تكلمت...ما تدري ليه...

وليد يعتدل بجلسته= بأروح الشركه..احتمال أرجع العصر..جهزي نفسك بنسافر لجده

وقف...و هي فاقت من الخدر اللي كانت فيه...و جلست...

رحيل= ليــه؟
وليد= بنجلس أسبوع لين يرجعون أهلي من سفرتهم
رحيل= ليه ما نجلس هنا؟
وليد بملل= كل أصدقائي متعودين يزوروني هنا..مابي أحد يجي و أنتي هنا
رحيل بإعتراض= بس جدتي لحالها..و البيت ناقصه كثير..كنت أظن إني بأروح لها بأي وقت
وليد يتأفف= إذا كانت هاذي المشكله أنا بأرسلها كل شي ينقصها..ماراح تحتاج أي شي..بس عطيني العنوان

مد لها الجوال تسجله فيه...وهو واقف بنفاذ صبر... لين مدت له الجوال...و اخذه ببرود...و حطه بجيبه و طلع...


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

صحت شهد من نومها...و التفتت تشوف خواتها...بسمه و قمر صاحيات...و بس رجوى اللي كانت نايمه...

قامت من سريرها و صارت ترتبه...و هي تطالع برجوى...تخاف تصحى و تضحك عليها مثلها دائما إذا شافتها ترتبه...و ضحكت و هي تشوف سرير رجوى...ما تدري كيف تنام فيه وهو بهالحال...(نايمه هي و ملابسها و كتبها..الله يعين هالسرير كل شي عليه!)

أول ما طلعت من الغرفه...فتحت رجوى عيونها...و نطت من سريرها على سرير قمر...بعده سرير بسمه...لين وصلت سرير شهد...و خربت ترتيبها...راحت تاخذ قلم ألوان من شنطة بسمه...و كتبت على الجدار اللي جنب سرير شهد...(أثبتت الدراسات الرجويه أن الترتيب الدائم سبب رئيسي لأمراض القلب و التهاب العقل و إنتشار الإكتائب المزمن بأنحاء الجسم)
و رجعت تنام...و غطت وجهها...

دخلت شهد للغرفه...و شافت سريرها و قرت اللي مكتوب على الجدار...عصبت عليها و راحت تهزها...

شهد= رجوووى ليه تخربين الجدار؟
رجوى ترفع عنها الغطاء= كيفي..بيت زوجي مستقبلا و أنا حررره فيه
شهد= أوووف

تركتها و راحت ترتب سريرها...و أخذت من درجها صور ورد و بدت تحطهن على الجدار تغطي كتابة رجوى...راحت لها رجوى و حطت يدها على راسها...و صارت تقرأ عليها...

شهد تبعد يدها= قالوا لك مجنونه
رجوى= لا شكل فيك مس..ساكنك جني هو و مكنسته
شهد= الله يعلم مين اللي من سريرها ناطه على الشر
رجوى= زين..جوعااااانه
شهد= و أنتي متى شبعتي؟
رجوى= عندنا فطور؟
شهد= يوم اطلع و قمر في المطبخ تسويلها.....

ما كملت كلامها...إلا و رجوى طالعه بسررعه من الغرفه...

••
••
••
دخلت تركض لقمر...و تعلقت برقبتها...

رجوى= أبي فطووور
قمر تحاول تبعدها= بسم الله خنقتيــني
رجوى للحين ماسكتها= تفطريني معك؟
قمر= ايه بس فكيني
رجوى تفكها= هههه ما تجين إلا بالعين الحمراء
قمر= لا يا عيوني أنتي اللي بتسوين الشاهي
رجوى تضربها= مالت عليك

أخذت الإبريق...و رمته بسرعه و هي تصرررخ...

رجوى= آآآآي
قمر تشهق= يا خبله أنا توي طفيت على الإبريق!
رجوى تنفخ على يدها= و أنا وش يعرفني؟ اشم على ظهر يدي
قمر= خلاص حطي عليه زيت لا يلتهب..أنا اسوي الشاهي
رجوى تضحك= كان من الأول! و وفرتي علينا هالإصابات
قمر بإستغراب= وش دعوه تحسين أنتي! والله احس بتدخلين علينا يوم و رقبتك مقطوعه و راسك متعلق على صدرك و أنتي تضحكين
رجوى تنفجر ضحك= ههههه تشبيه بليــغ..بس مرعب
قمر تضحك معها= وش نسوي؟ مسهرتنا شهد أمس عند فلم رعب..يله روحي حطي على الحرق زيت لا تنسين..ارحمي يدينك والله ينفعن سجل مرضي للإصابات اللي تعرضتي لها بحياتك


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••


اتصل وليد على صديقه...لأنه ما قدر يعطي هالأغراض لأي أحد من اللي يشتغلون عنده...هو سكت أبومشعل بالفلوس و حذره ما يجيب طاري زواجه من قريبته...و لا يبي أي أحد من الشركه يعرف مستوى زوجته...أو المكان اللي كانت تعيش فيه...و تبدأ الناس تتكلم...هو يبيها زوجه يتيمه مجهولة المصدر...

وافي= هلا والله..راضي علينا الشيخ وليد يكلمنا من الصبح
وليد يبتسم= هلا وافي...وش أخبارك؟
وافي= احسن من كذا ما فيه
وليد= إن شاء الله دوم..أقولك وافي أبي منك خدمه
وافي= أنا أقول وش طلعك من هالشغل اللي ما تطلع منه إلا بالويل..أثاري عندك شي!
وليد يطالع ساعته= اللحين أطلب منك أو لا؟
وافي= أنت داق بتقولي..بتقولي..و بتخليني غصب اسوي اللي تبي..فقول على طول احسن
وليد= أبيك تروح مع السواق العصر معه أغراض أبيه يوصلها لبيت..و أبيك تعطيها العجوز اللي هناك و فلوس تكفيها أسبوع بالكثير
وافي بإستغراب= من متى تهتم بالصدقات؟
وليد عصب= مو صدقه...أنا....تقدر تقول مسئول عن هالبيت..خذ العنوان......
وافي يقاطعه= انتظر..انتظر كيف مسئول عن هالبيت؟!
وليد= وافي ما عندي وقت اشرحلك..عندي إجتماع بعد ساعه
وافي= مو على كيفك..دامك قلت لي علمني وش السالفه؟
وليد بإختصار= أنا تزوجت وحده على قد حالها.. و اليوم بنروح لجده و هالأغراض أبيك توصلها لجدتها..و لاتسأل شي ثاني لأني مو فاضي..خذ العنوان..و أنا بأرسل لك السواق يمشي معاك

سكر منه بسرعه...و وافي للحين مو مستوعب اللي سمعه...(متزوج! متى؟ و وحده على قد حالها؟ ليه؟ أكيد فيه سبب..وليد ما يهتم بشي غير الشغل و الشركه و بس..غريب يفكر بالزواج بهالطريقه..و وحده بهالمستوى؟ وش بيآخذ من وراها؟؟)


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••


جلست وداد مع بنات خالها...في الصاله...

وداد= وش أخبار البيت بعد رحيل؟
مها= أريح و أروق
وداد= تدرون أول يوم راحت عند جدتها حسيت إن علاقتنا معها بتنقطع..لكن اللحين بعد زواجها متأكده إننا ماراح نشوفها أبدا
بدور= أكيد..خاصه و هي آخذه واحد بهالمستوى..ما دري ليه بس احس إنها ما وافقت عليه..إلا عشان تورينا هي مين أخذت
وداد= الله يوفقها..يمكن تقدر تحبه و تحب أهله..الحب اللي ما قدرت تحبه لنا
مها= إن كان أهلها ما حبتهم بتحب الغريبين


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

الساعه الخامسه عصرا...مشى بسيارته...وهو يطالع بالمرايا و يشوف سيارة السواق اللي تلحقه...السياره محمله بالأغراض...و فيه خدامه بعد بيتركها في ذاك البيت...وهو للحين محتار...( و دامه بيتزوج ليه ما تزوج وحده من مستواه..وحده أهلها ينفعونها في شغله و يقوون مركزه..هذا الزواج اللي تخيلت وليد يفكر فيه..لكن وحده بهالفقر! وش خلاه يفكر فيها؟)

قطع تفكيره جواله اللي بدأ يدق...و شاف الإسم اللي انكتب على الشاشه...[كـل الحـب]...ابتسم...

وافي يرد= هلا قلبي
ساميه= أهلين وافي..وش أخبارك؟
وافي= قبل اسمع صوتك أو بعد ما سمعته؟
ساميه بإحراج= بعد ما سمعته
وافي= لو أموت اللحين ما تحسفت
ساميه بضيق= وافي لا تقول هالكلام!
وافي= تخافين علي؟
ساميه= إذا ما خفت على زوجي على مين أخاف؟
وافي= زوجك بس!
ساميه بحياء= و دنيتي كلها
وافي= سوسو أبي اشوفك
ساميه= أمس كنت عندنا!
وافي= حنا عيال اليوم
ساميه تضحك= أمي و أبوي بيطلعون اليوم..ما تقدر تجي و أنا في البيت لحالي
وافي يتأفف= تدرين وش رأيك نخلي زواجنا الشهر الجاي؟
ساميه تشهق= قبل أسبوعين كانت ملكتنا..ما يمدي
وافي= قولي ما تبيني
ساميه تبتسم= حرام عليك..أنت تدري إني أبيك دائما جنبي
وافي يضحك= هههه أنتي الواحد إذا مالوى ذراعك ما يسمع منك كلام حلو
ساميه= ما تترك حركاتك!


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

كانت تدور في الصاله...و تروح و ترجع على الشباك...تتفرج على السيارات...و المحلات...و الناس اللي تمشي...
تتذكر كلامها مع جدتها الصبح بالتليفون...صوتها الحبيب و هي تسأل عنها و تتطمن عليها...

و طرأ عليها سعود...تذكرته آخر مره...و الكلام اللي قالته له...صوته و المشاعر اللي كانت فيه...كان الإحساس الوحيد اللي ينبض له قلبها...و للحين تحس بأمان ودفأ و هي تفكر فيه...حتى بعد ما خذلها...حتى بعد ما بعدها عنه...و رماها لهالغريب...
فيه شي من سنين يربطها فيه...كان ضحكه وسط دموعها...نسمه بين عواصفها...يوم الكل نساها بوحدتها...و حزنها...و دموعها...
كان هو الوحيد اللي يعبرها بإبتسامه...بنظرة حنان...بسؤال...بأي كلمه...
لكن قسوة قلبها حرمتها منه...(له حق يخاف منك يا رحيل..له حق يتردد..أنتي عاملتيه بجفاء مثل الكل..خفتي يكون تغير و نسى..بس هو ما نسى..ما كان يبيني اتزوج...احس انه مهتم..مهتم فيني..بس خذلني..رماني مثل غيره)

تفكيرها بسعود خلاها تتذكر زوجها...بروده...و غروره...و على طاريه...سمعته يدخل للشقه...
التفتت و شافته رايح للغرفه...و لا كأنها موجوده...حست إنه ما انتبه لها...لكن قبل يدخل سمعته يقول...

وليد= كل شي صار عند جدتك..حتى ارسلت لها خدامه من البيت تجلس معها..تجهزي بنمشي اللحين

تركها و دخل للغرفه...و هي تطالعه بقهر...تعصبها أي كلمه منه...و تغيضها طريقة كلامه معها...
تبي تصرخ...تبي تعاند...تبي تعترض...على أي شي...
لكنها مع كل هذا للحين ساكته...ما تدري ليه...
راحت تلبس عبايتها...و هي تفكر...(لو قال لي أي كلمه ماراح أطيعه..كل شي لازم أرد عليه..و بطالعه مثل ما يطالعني..و اتكلم معه بالأسلوب اللي يكلمني فيه)

و كأنه حس بنيتها...من يوم طلع من الغرفه...لين ركبوا السياره و مشوا...ما قال لها و لا كلمه...
و هي لأنها من أمس ما نامت...غفت بسرعه...


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

صحت حياة من النوم بإنزعاج...و هي تسمع اللي يدق...تأففت و غطت وجهها...لكن الدق ما سكت...

نفخت بقوه...و هي تبعد الغطاء و تمد يدها تآخذ جوالها...و شافت اسم هديل...

حياة بصوت نعسان= نعـــم
هديل= حياة! نايمه؟
حياة= ايه
هديل= أحد ينام هالوقت؟
حياة تتأفف= البنات مو عندي..تعرفين رحيل تزوجت أمس و رجوى راحت عند خواتها..حتى أمس ما نمت إلا متأخره..و طفشانه و مالي خلق و أبي اتهاوش مع أحد
هديل= كلي فدوه لك هاوشيني أنا
حياة تضحك= ترى أسويها و اطلع فيك حرتي
هديل= يعني ما عمرك سويتيها؟ بس أنا طيبه انسى بسرعه
حياة= هههه أنتي اللي تجين بوقت الأزمات...أووف اللحين طيرتي مني النوم..وش اسوي؟ أخاف حتى جدتي مو في البيت
هديل= والله كسرتي خاطري..تبيني أجي عندك؟
حياة بفرح= والله؟
هديل= ايه كم حياة عندي
حياة= يله تعالي بسرعه انتظرك
هديل= خلاص مسافة الطريق و أكون عندك
حياة= تذكرين العنوان؟
هديل= ايه

سكرت منها...و نزلت من السرير...طلعت للصاله و شافت جدتها...

حياة= مساء الخير يمه
أم ساره= هلا مساء النور..كل هالنوم؟
حياة= ما حسيت بنفسي لو ما دقت هديل و ازعجتني كان للحين نايمه..ليه ما صحيتيني؟
أم ساره= شفتك ما نمتي إلا متأخره قلت اخليك ترتاحين
حياة= ايه صح يمه..هديل بتجي عندي
أم ساره= حياها الله
حياة تتبدل ملامحها للضيق= رحيل ما دقت؟
أم ساره= دقت الصبح..و قالت إنها بتسافر لجده مع زوجها و إذا رجعت بتجينا

تركتها حياة و راحت تآخذ لها شاور...و هي تفكر برحيل...(ليه جده؟ لا يكون يقاله شهر عسل! مادري ليه مو مرتاحه لهالزواج؟ بس إن شاء الله تكون رحيل قويه و تستفيد منه باللي تبيه)


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

وصل وافي للحاره القديمه...وهو يطالعها بإستغراب...مو متخيل إن وليد متزوج وحده من هالناس...
وقف عند البيت و نزل من السياره...وهو يطالع البيت اللي قدامه...هذا هو العنوان اللي معه...
شاف البيت اللي كان بدور واحد...أقدم بيت في الحاره...و تقدم يدق الجرس وهو يحاول يستوعب وجوده بهالمكان...
سمع صوت خطوات بطيئه...انفتح الباب شوي...و وصله صوت عجوز...

أم ساره= ميــن؟
وافي= السلام عليكم
أم ساره= و عليكم السلام و الرحمه
وافي= أنا صديق وليد..زوج بنتك
أم ساره بإستغراب= نعــم
وافي= وليد ارسل معي أغراض للبيت..و خدامه يبيها تجلس عندك

لحظات ما وصله صوت...

أم ساره= خير يا ولدي ما تقصر
وافي يمد الفلوس= و هاذي من وليد..لو احتجتي شي

اخذتها أم ساره و دخلت للبيت...و خلتهم يدخلون الأغرض...و بعد دقايق...شافت الخدامه تجي عندها...

الخدامه= ماما ادخل الأغراض
أم ساره= ايه دخليها

راحت و شافت الأغراض اللي جايبها...و قالت للخدامه تدخلها المطبخ...مع إنها ما عرفت لو بيكفيها أو لا...

طلعت حياة من الغرفه بعد ما اخذت لها شاور...و هي تسمع جدتها تتكلم مع أحد...توقعت هديل و صلت...لكن و هي تشوف الخدامه اللي تنقل الأغراض استغربت...

حياة= يمه مين هاذي؟
أم ساره= ارسلها زوج رحيل..و ارسل أغراض للبيت و فلوس

سكتت حياة...و رجعت للغرفه و تركت جدتها مع الخدامه و أغراضهم...(مو هينه يا رحيل..من أولها سويتي اللي تزوجتي عشانه..يله دام جدتي بتعيش مرتاحه هاذي حسنه بهالزواج)

••
••
••
في الشارع...ركب وافي سيارته وهو للحين يطالع البيت بإستغراب...مشى في الحاره الضيقه بشويش وهو يتأمل البيوت القديمه و يستغرب كيف أحد يسكن فيها للحين...و وليد كيف وصل لهالبنت...و من وين عرفها...

حس بضربه بمقدمة سيارته...و انتبه للسياره اللي طلعت قدامه بس هو كان سرحان و مو منتبه لها...
نزل وهو يشوف السواق اللي نزل يشوف الضربه اللي بسيارته...راح عنده...و قبل يتكلم...انتبه للبنت اللي في السياره...

السواق= ايش هازا بابا..شوف كيف سوي؟؟
وافي يطلع بوكه= الضربه مو قويه..هاذي ألف ريال مع إن الضربه تسوى أقل(و التفت للبنت) بس عشاني أنا الغلطان..و ياليت تعذريني

هديل= دفعت عن الضرر اللي في السياره..و الضرر النفسي؟
وافي يبتسم بخبث و يتقدم لها= هذا رقمي و أنا مستعد لأي تسويه نفسيه تبينها
هديل تاخذ الكرت= نتفاهم بعدين

تركها و ركب سيارته...مر من عندها و أشر لها بيده...باي...و ردت عليه...مشى وهو يتنهد...(يله طلعنا من مشوارك الغريب يا وليد بشي حلو..نشوف بنات هالحارات وش عندهم؟ كيف كلامهم؟ و أفكارهم)

دق جواله...و شاف اسم [لينا]...

وافي= هلا قلبي
لينا بغيض= وينك؟ من أمس ادق ما ترد
وافي= والله لك عين تعاتبين؟ زوجتي ما تسويها..تسوينها أنتي؟
لينا= سبحان الله اللي يسمعك قبل لا تجي عندي يقول هذا يموت فيني..تدق و تسأل و تهتم..و بعد ما تجي و تروح أنا اللي اركض وراك
وافي بخبث= خلاص خليني اجي عندك كل يوم..و تشوفين الدلع كيف يصير

••
••
••
في السياره...كانت هديل للحين تتأمل كرته بفرح...و تتذكر شكله...و كشخته...و سيارته...أول مره يرقمها واحد بهالمستوى...(بس غريبه وش جابه لهالحارات؟ يله أهم شي شفته..و ينك يا شمس تشوفين حظي الحلو مع مين رماني؟ مو هالفقر اللي اكلمهم)

طالعت سواق عمتها...و هي خايفه يكون انتبه لها و هي تآخذ الكرت...(لا كان مشغول بالسياره..و شكله فرح بالفلوس و ما كان يمي)

وصلت لبيت أم ساره...و دقت على حياة تقولها إنها عند الباب...

دخلت و سلمت عليها...و هي عند الباب...

هديل= حياة والله أنتي فيك خير
حياة= ليه؟
هديل= عشاني جيت عندك..صار لي شي ما تتخيلينه
حياة= وش صار؟
هديل= ما تدرين من رقمني واحد.....
حياة تقاطعها بعصبيه= هديل هالسوالف تنسينها هنا و ما تجيبين طاريها..مو في بيت جدتي
هديل= زين زين اكلتيني

دخلت معها...و هي تطالعها بإستغراب...(والله التناقض فيك يا حياة!)


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

مع غروب الشمس...وصلوا للشاليه...
وقف وليد السياره و نزل...راح يتكلم مع الهندي اللي يهتم بالشاليه...و يتأكد إنه جهزه...و جاب كل الأغراض اللي طلبها منه...

راح الهندي...وهو التفت للسياره ينتظرها تنزل...لكنها ما نزلت...(معقول للحين نايمه؟ ما حست إننا وصلنا!)

فتح باب السياره...و وقف قريب منها...

وليد= رحيل..رحيـــل

نزل لمستواها...و هزها مع كتفها...

حست في نفسها...و أول ما فتحت عيونها ما ستوعبت هي وين...شافته للمره الثانيه قريب منها...و صدت بوجهها عنه...
وهو تعدل بوقفته...

وليد= وصلنا..مو ناويه تنزلين؟

نزلت رحيل و وقفت جنبه...تطالع حوالينها بإستغراب...

رحيل تطالع مشدوهه= بحــر!!
وليد يطالعها بإستخفاف= ليه؟ أول مره تشوفين بحر؟

قالها إستهزاء...و ما توقع إنها تكون فعلا أول مره تشوف فيها البحر...
و أول مره تشوف فيها الدنيا كلها...بعيد عن بيت عمها...و جدتها...

تركته...و مشت للبحر...وقفت قريب منه و الموج يوصل لرجلينها...نزلت غطاها...و هي تستنشق أكبر كميه من الهواء تقدر تتنفسها...تفاجأت من هواء البحر الرطب...و لون السماء البرتقاليه...و إنعكاسها على إتساع البحر قدامها...اللي ما كانت تشوف له آخر...
تذكرت يوم عمها يسافر للشرقيه مع عياله...ذاك اليوم قال لها تجي معهم تغير جو...و هي رفضت...
السبب الأول و الرئيسي...كان إنها ما تبي تروح معهم...و السبب الثاني لأنها ما كانت مهتمه...
كانت تتوقع كل الأماكن مثل بعض...و شعورها لا يمكن يغيره شي...
تخيلت البحر...مثل الجبال...مثل الصحراء...مثل بيت عمها...وش بيفرق يعني...
لكن اللحين و هي واقفه بهالمكان...و الهواء الرطب يلفها...تسمع صوت الموج...و تحس بالماء اللي يوصل لرجلينها لحظات...قبل يرجع مره ثانيه...
حست كأنها بحلم...كأنها مو هي...كل شي غريب عنها...المكان...و اللي داخلها...

من مكانه...للحين واقف عند السياره و يطالعها بإستغراب...(هاذي من صدقها فرحانه بشوفة البحر! عاد شكلها..و أسلوبها ما يدل على وحده رومانسيه و تأثر فيها هالأشياء!)

قطع تفكيره صوت جواله...شاف رقم السكرتير...و رد عليه وهو يدخل الشاليه...و يرجع يحتل أفكاره الشغل...و لا بقى لزوجته أي إهتمام...


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

دخل فيصل للصاله...و شاف شهد و أمه جالسين...انتبهوا للصندوق اللي بيده...

أم مشعل= وش اللي معك؟
فيصل بفرح= هذا صندوق عنب من جارنا أبوهيثم
شهد بقهر= أنت رايح تشحد؟
فيصل يبرر= لااا أنا واقف وهو ينزل أغراض بيتهم وهو قال لي آخذه
شهد بإستحقار= واقف و مطير عيونك فيه..أكيد بيعطيك شي عن عينك
فيصل تفشل= .......

طلعت رجوى من الغرفه...هي و قمر...

قمر= ياااي وش هذا؟
فيصل بتردد= عنب من جارنا أبوهيثم
رجوى تركض له و تآخذ الصندوق= يممم من زمان ما أكلته..يعيش و يجيب و نعيش و نآخذ هههه
فيصل فرح= اغسل لك تآكلين
رجوى تمسك وجهه و تهزه= أنت والله رجال البيت..اللي ما عمر أبوك و أخوك دخلوا بيدهم شي..أنت لك السبق أول واحد تسويها
فيصل بفخر= خلاص أنا أصير أبوهم بعدك
رجوى= مو أقولكم هالولد طماع..بيورث منصبي و أنا حيه!...بس أقولك ليه ما طلبت تفاح بعد والله مشتهيته
قمر تضحك= هههه نروح نبدلهم
رجوى تستهبل= ايه بس خلينا نآكل منه أول ههههه


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••


من خمس ساعات و هم على نفس الوضع...و لا واحد فيهم تحرك...

كان يشتغل على اللابتوب أول ما دخلت للصاله...رفع راسه يطالعها للحظه...قبل يرجع يركز في الشاشه...و هي جلست على الكنب قدامه...تطالع التلفزيون اللي كان بدون صوت...و لا كانت مهتمه باللي فيه...
أفكار كثيره تدور في راسها...تفكر بجدتها...و حياتها عندها اللي ما لحقت تتهنى فيها...ما صدقت ترتاح من عمانها و كذبهم...إلا و ارسلتها جدتها لهالإنسان الجامد...

رفعت نظرها له...تراقبه...ملامحه قاسيه و جامده...كأنه تمثال من ثلج...كل شي فيه بعيد...و بارد...

كان أول رجل يدخل حياتها بعد سعود...عشان كذا قارنت بينهم...
تتذكر نظرات سعود اللي كلها مشاعر حايره و متردده...صوته الحنون المهتم...خوفه و ارتباكه منها...
أما اللي قدامها...كان إنسان حجري...ما قدرت تفهم وش يفكر فيه...وش يحس فيه...اعجبته أو لا...اهتم بجمالها مثل غيره أولا...وش يبي منها...كيف بيعاملها...

كل هالأسئله تدور في بالها و هي تدقق بملامحه الصلبه...

وليد عيونه مركزه بالشاشه= إذا خلصتي متأملتني..روحي سويلنا العشاء

فزت رحيل...و استغربت كيف عرف إنها تطالعه...مع إنه مركز باللي يشوفه...و رجعت تطالع التلفزيون و لا كأنه طلب منها شي...

وليد يرفع نظرها له= سمعتي؟
رحيل تطالعه بتحدي= ايــه
وليد= و ليه للحين بمكانك؟
رحيل= لأني ما أعرف اطبخ
وليد بنبرة إستهزاء= ما تعرفين! و مين اللي كان يطبخ لك الخدامه؟ أو طباخه؟

عرفت إنه يستهزيء فيها...و بحالتهم الماديه...و لقتها فرصه ترد عليه...

رحيل بقهر= لا هاذي و لا هاذي..و مع كذا أنا ما عمري دخلت مطبخ و لا أعرف اسوي أي شي..و إن كان تظن إن أي بنت على قد حالها لازم تعتمد على نفسها و تعرف تسوي كل شي فهالقاعده ما تنطبق علي..و يوم أنت واحد بهالمستوى..لدرجة تشتري زوجه بالمواصفات اللي تبيها..مو قاصرك تجيب طباخه لا تفكر تعتمد علي

كانت مقهوره منه...و حبت تستفزه...تبي تقهره مثل ما يقهرها بأوامره...و كلامه البارد...
لكن اللي سواه و قاله...عكس توقعاتها...

وليد يسكر جهازه و يوقف= و قاعدة الرجل الغني..اللي عنده خدم لكل شي ما تنطبق علي بعد(كمل ببرود) تعالي معي

تركها و راح...و هي انقهرت إنه ما عصب على كلامها...كانت تبي تطنشه و تجلس...لكنها بغت تعرف وش يبي...وين راح...يمكن تلقى شي تكمل فيه هوشتها معه...
لحقته و شافته يدخل للمطبخ...وقفت عند الباب...

رحيل بإعتراض= قلت لك ما أعرف أطبخ
وليد ببرود=سمعت..بس اتوقع تعرفين تساعدين

و شافته يفتح الثلاجه و يطلع برجر...و يروح يجهز المقلاة...و يقطع الطماطم و الخس...

كان يتحرك...و يشتغل قدامها...بكل ترتيب و هدؤ...و هي تطالعه بعيون مفتوحه على الآخر...ما توقعت إن واحد مثله هو بالذات يعرف يطبخ...توقعت إنه حتى ما يعرف يصب له كاس ماء...

وليد يلتفت عليها= تعرفين تسوين السندويتشات؟ و إلا هاذي صعبه بعد؟
رحيل بجفاء= مو بديت الشغل..كملــه
وليد يعطيها ظهره= أنا بأسوي لي بس..لو تبين تتعشين تعالي تعلمي كيف تجهزين عشاك بنفسك

بدأ يسوي سندويتشته...و هي حست بالجوع...و تقدمت بقهر و وقفت جنبه...تراقبه وش يسوي و تسوي مثله...

بعد ما خلصوا...جلسوا على الطاوله...يأكلون بصمت...و وليد يراقبها و يتخيل لقائها بأهله...كيف بيكون...وش رأيهم فيها...بيقتنعون باللي بيقوله لهم...
لكن خطر على باله شي...هو قال لأهله إنه متزوجها من ست شهور...و يخاف يلاحظون إنه ما يعرف عنها أي شي...
لازم يسألها...لازم يعرف معلومات عنها...عشان ما يحرجه أي سؤال...من أيا كان...

وليد= وش تدرسين؟
رحيل تطالعه بإستغراب من هالإهتمام= ما كملت
وليد= اهمم كان المفروض اتخيل هالشي
رحيل بقهر= و ليــه؟
وليد ببرود= غالبا نسبة الذكاء عند الناس اللي يكون مستواهم على قد الحال ما تكون عاليه..و .....
رحيل تعصب= لعلمك..أنا ما كملت مو لأني مو فالحه بدراستي..ما كملت لأني مو مهتمه
وليد يبتسم=و هذا سبب ثاني يعني معروف الناس اللي مستواهم بسيط..دائما ما يهتمون بالتعليم خاصه للبنات..يعني تكون أقصى إهتماماتها زواج أو شغل

انقهرت رحيل من كلامه...و من نظرة الإستخفاف اللي بعيونه...و لأول مره تندم إنها ما كملت دراستها...

رحيل توقف= و سببك الثاني غلطان فيه..أنا عندي عم يصرف علي..و أظن تعرف إن مستواه....
وليد يقاطعها بهدؤ= ليه وقفتي؟
رحيل تصرخ= لأني مابي اجلس معــك
وليد= اجلسي كملي عشاك..مو ضروري تقتنعين بكلامي و لا اقتنع بكلامك..بس مو إذا اختلفنا على شي تعصبين..و تقومين عن أكلك
رحيل= و أنت وش دخلك؟ أكلت أو لا
وليد= أكيد مالي دخل..أنتي حره..أنا بس أبي اذكرك إني تزوجتك بشروط..منها إني مابي عوار راس و زعل و صراخ..أمس يوم شفتك قلت بتكونين قد هالشي..بس الظاهر كل الحريم مثل بعض..لازم هالأحاسيس المفرطه بأي شي

سكتت رحيل و هي تطالعه بقهر...ليه هي تثور و تعصب...وهو يتكلم ببرود و هدؤ...
صح...هي من متى تهتم برأي الناس فيها...بكلامهم...و إنتقادهم...

و عشان تثبت له و لنفسها...إنه ما همها...جلست...و كملت عشاها...


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••


كانت غارقه في النوم...قبل تحس باليد اللي تهزها بخوف...فتحت عيونها...و شافت شهد ترتجف قدامها...

شهد بخوف= رجوى..باب السطح مفتوح و اشم ريحة زقاير
رجوى تجلس= أنتي وش صحاك و ليه رحتي السطح؟
شهد= كنت بأشرب ماء..و سمعت صوت مشي فوق و يوم وقفت عند الدرج شفت نور جاي من السطح

نزلت من سريرها...و مشت ببرود...قبل تسحبها شهد...

شهد بفزع= ويـــن؟؟
رجوى= ليه مصحيتني؟ مو تبين اشوف مين اللي فوق؟
شهد= بس.....

لكن رجوى ما وقفت تسمعها...و تعدتها و راحت ترقى الدرج...و ما اهتمت لشهد اللي كانت تناديها بهمس...و خوف...
وقفت عند باب السطح...و هي تشوف اللي توقعته...
كان جالس و الزقاره بين يديه...يدخن و ينفخ الهواء بعيد...و باين إنها مو أول مره...

رجوى تتقدم له= أووب من متى هالكيف أخ مشعل؟

مشعل فز بخوف...لكنه سوى نفسه مو مهتم...حتى ما طفأ زقارته...و عيونه تطالعها بترقب...عشان يعرف ردة فعلها على اللي تشوفه...

مشعل= يعني وش منتظره من واحد بحالتي..و أهله بهالحاله؟ اجد و اجتهد و اطلع دكتور أو مهندس؟
رجوى تتسند على الجدار..وبإستهزاء= لاااا طبعا..أصلا تصير الحتوته سخيفه و مبالغ فيها و ما تصدق..المفروض تكون بهالشكل بالضبط..زقاير..و عشان تكمل الرجوله الفذه تترك المدرسه و تصيع..(و كملت بحماس)لااا و يا سلام عاد لو ادمنت مخدرات و بالمره تاجرت فيها أو احترفت السرقه أو حتى قتلت..عادي يعني ترى شي متوقع من اللي بحالتك..و بأحسن الأحوال تدخل الأحداث..أو ما يحالفك الحظ اللي عمره ما حالفنا..و تموت..يا إما جرعه زايده أو هوشه بين الضايعين اللي معك أو حادث يصيبك و أنت سكران...اختار لك أي موته و درجة البشاعه اللي تبيها..موته يستاهلها واحد مثلك و مثل حالتك اللي تعرفها...(و ببرود) ووو بس..و تموت..يمكن يصيحون عليك يوم..يومين بالكثير..و يسكتون..طبعا لأنك مو الأخو اللي بنتذكر له أشياء كثير حسنه سواها لنا..أنا عن نفسي ماراح اصيح..لأنك ما تسوى..عشت و مت و أنت ما تسوى.....هاه أخ مشعل هاذي الحياة اللي مو غريبه لواحد مثلك..بالتوفيق فيها..و الله يرحمك مقدما

تركته و نزلت...و شافت شهد اللي كانت واقفه عند باب السطح تسمعهم تنزل وراها...

شهد تصيح= رجوى..ليه ما هاوشتيه؟ كيف يدخن بهالعمر؟
رجوى بقهر= وقفي هالرشاشات اللي بوجهك مالها داعي..و عندك حل من الأثنين يا تروحين تسوين هالمسلسل الخليجي عند أخوك و عاد هو يتأثر و يقرر إنه من اليوم ينصلح حاله..أو تتبعين قاعدته و تصيعين مثله على الطريقه اللي تختارينها..طبعا لأن هذا اللي متوقع من ناس في حالتنا

تركتها و دخلت الغرفه و نامت...و شهد للحين واقفه بمكانها تطالع بإستغراب...أول مره تشوف رجوى مقهوره...حتى لو ما بينت هالشي...بس هاذي طريقتها...تفرح تتريق...تحزن تتريق...حتى و هي معصبه تتريق...

مسحت دموعها و طلعت للسطح...وقفت عند الباب و ابتسمت براحه و هي تشوف مشعل رامي الزقاره تحت رجلينه...و حاط راسه بين يديه...تتمنى ان كلام رجوى أثر فيه...و تكون هاذي آخر مره يدخن فيها..

شهد= مشعل
مشعل فز و عطاها ظهره= نعم

شكت إنه يمسح دموعه...حتى صوته كان مهزوز...لكن النور الخفيف اللي جاي من أنوار الشارع و هي واقفه بعيد عنه...ما خلاها تشوفه زين...

شهد= قمت جوعانه بأسوي لي شاهي و شي آكله..تبي؟
مشعل= خلاص سويه و ناديني
شهد= زين
مشعل= رجوى وين؟
شهد= رجعت تنام

نزلت و هي مرتاحه...صوته يدل على إنه تأثر...بس إلى متى هالتأثر بيستمر داخله...

••
••
••
نامت على سريرها...و غطت وجهها...(عمري ما فكرت بهالشي؟ كلهم صاروا يكبرون و بيتغيرون..كيف بتكون حياتنا بعد سنه أو سنتين؟ وش نهاية كل واحد مننا؟)


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••


دخلت الغرفه على أطراف أصابعها...بالنور الخفيف اللي جاي من الشباك راحت تدور شنطتها...طلعت لها بيجاما...و كانت بتطلع من الغرفه...
لكنها سمعت صوته...

وليد= وين طالعه؟
رحيل= بأبدل ملابسي و ....
وليد يقاطعها= فيه غرفة تبديل ملابس هنا..أكيد شفتيها

ما ردت...تركته و دخلت للغرفه...سكرت الباب و تسندت عليه...حطت يدها على قلبها اللي دق بقوه أول ما سمعت صوته...
توقعت إنه نايم...له ساعتين طالع للغرفه...و إلا كان ما دخلت للغرفه...ما ترتاح و هي معه ما تدري ليه...

تنهدت بضيق...و لبست بيجامتها السوداء...و طلعت من الغرفه بشويش...
كانت بتطلع لكنها سمعت صوته من جديد...

وليد= وين؟
رحيل= ......
وليد= ما فيه بالشاليه غرفة نوم غير هاذي..أو ناويه كل يوم تنامين على الكنب؟ تعالي نامي هنا

وقفت مكانها متصنمه...و دقات قلبها تزيد...ما تبي تبين له إنها خايفه...أو مرتبكه حتى...لكن فكرة إنها تكون قريبه من رجل...و منه هو بالذات لهالدرجه...ارسلت الرجفه بجسمها...

وليد بلامبالاه= مو إجباري..لا تغصبين نفسك إذا تريحك نومة الكنب..أنا ما عندي مشكله..بالعكس اريح لي أنام لحالي

قهرها ببروده...و غروره...و لا حبت ينتصر عليها بحرب...ما أحد مهتم فيها غيرها...لأنها متأكده إنها ما تثير فيه أي إهتمام...

قوت نفسها و تقدمت للسرير...و رفعت الغطاء و جلست...رفعت يدينها لشعرها و شالت البنس اللي فيه...و نزل بنعومه يغطي أكتافها و ظهرها...

نامت و عطته ظهرها...و هي تضغط بيدها على قلبها بقوه و تحاول تنظم أنفاسها المتسارعه...عشان ما يحس فيها...
حست بحراره تسري بكل جسمها...
أول مره تعرف إن كل هالخوف...و القلق...و الربكه...أشياء ممكن تكون داخلها...و تحس فيها...
طول عمرها...رغم كل اللي سمعته...و اللي تعيشه...كانت إنسانه قويه...قاسيه...بارده...و لا أحد قدر يحرك فيها أي شعور...

لكن مع جمود هالتمثال اللي جنبها...إلا انه يفجر فيها أحاسيس عمرها ما عرفتها...
تنهدت بحيره...(أكيد لأني انصدمت بهالحياة الجديده..لأني مو عارفه وش اسوي؟ وش ينتظرني؟ و مين هاللي اتزوجته؟ كلها كم يوم و اتعود..و تروح كل هاللخبطه اللي فيني)

طلعت من أفكارها...و ارخت سمعها...لين وصلها صوت أنفاسه المنتظمه...(نــام؟؟!)

و بفضول ما تدري من متى صار عندها...التفتت عليه...و شافته فعلا نايم...
حاولت تركز نظرها بالنور الخفيف و تشوف ملامحه وهو نايم...جلست تتأمله بصمت...ما تدري كم من الوقت...و تراجع في بالها...كل اللي صار بينهم...
كل نظره...كل كلمه...من أمس لليوم...توها تكمل أربع و عشرين ساعه بس...لكنها تحس إنها عاشت معه سنين...
طول عمرها تأثر في الناس و لا يهزون فيها شعره...ليه هو بالذات على بروده...و هدؤه...تتأثر بكل شي منه...
لأنه غريب عنها...أو لأنه ما اهتم فيها...أو لأنه أقسى و أجفى منها...

نامت و هالأسئله تدور في بالها...بدون جواب...

انتهى البارت

dali2000 12-07-09 04:13 PM



.•.°.•?•n|[?الــبــــارت الـعـاشــــر?]|n•?.•.°.•



••---بعـد أسبــوع---••

صحت رحيل...و التفتت تشوف وليد وهو نايم جنبها...و مثل ما تسوي طول الأيام اللي راحت كل ما تصحى...تجلس تتأمله للحظات طويله...تحاول تعرفه...تحاول تفهمه...لكن هالشي لأول مره كان صعب عليها...

قامت من السرير بهدؤ عشان ما يصحى...و راحت أخذت لها شاور...و لبست...و طلعت من الغرفه...نزلت للدور الأرضي...و طلعت برا...و صارت تتمشى على البحر...

وقفت تتأمله و هي تتنهد...و تفكر بحالها...و حياتها الجديده...و زوجها...

الأسبوع اللي راح مر عليها بهدؤ...و صمت...طول وقته وهو يشتغل...و هي تجلس أغلب وقتها قدام البحر...ما يجلسون عند بعض إلا عند الوجبات بس...و أغلب الأحيان يطلع لإجتماعات برا...
حتى الكلام بينهم كان قليل...أسئله بسيطه...و أجوبه أبسط...
هي ما تعودت تتكلم كثير...وهو شكله ما تعود يتكلم غير عن شغله...و لا كان بينهم أي شي مشترك يتكلمون فيه...هو كل إهتمامه بالشغل...و شركته...و صفقاته...و هي مثل ما هي دائما...ما يهمها شي...

لكن تحس بتغيير كبير في نفسها...في شعورها...و في تفكيرها...
شي تغير بس للحين ما تدري كيف توصفه...(يمكن الزواج كذا؟ مهما كان نوعه..قربي من إنسان لهالدرجه..أشاركه يومي..و اشوفه أول ما افتح عيوني..و اسكرها و أنا اشوفه....أكيد بيغير فيني شي..مع إني كنت متأكده إنه عمري ما بيتغير فيني شي و لا بحياتي)

انتقلت أفكارها لوليد...و حست بثقل في قلبها أول ماطرى في بالها...و انرسمت ملامحه الحجريه قدامها...

إنسان بارد...جامد...تصرفاته ما تستفز فيها أي شي...لا كرهها...و لا حقدها...و لا عصبيتها...
و هي ما تطيق هالسكون...فيها قهر مكبوت من سنين...و تحب تدور أي أحد تطلع فيه حرتها...

عرفت اللحين ليه كانت تحس بضيق في بيت جدتها...لأنها ما كانت تفرغ هالكره بأحد...
حست إنها ادمنت على هالقسوه...و الطبع الجاف...و الكره...

و اللحين وش ممكن يسوي هالوليد عشان تفرغ فيه الكره اللي داخلها...
المشكله إنه ساكن...لا يتكلم...و لا يتحرك...(مو هذا شرط زواجنا؟ إنه ما يكون بيننا أي كلام..أو خلاف)


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••


بعد الحصه الأولى...طلعت الأستاذه من الفصل...و التفتت سلمى لرجوى...

سلمى= وش جالسه تسوين من الصبح؟

مدت لها رجوى يدها...و هي راسمه على كل أصبع ملامح وجه...اللي مبتسم...و اللي حزين...و اللي مكشر...و ملونتهم و مسويه لهم قصات...

رجوى= شوفي رسمت عيالي
سلمى تضحك= تعيشين و تجيبين..الله يخليهم لك
رجوى تضرب أصابعها بالطاوله= مالت عليهم ما ينفعون
تهاني تلتفت عليهم= أمهم مين؟
رجوى= لا هم طالعين على أبهاتهم..لو طلعوا علي كان نفعوا البشريه
سلمى= ليه من كم واحد جايبه عيالك؟
رجوى= من ثلاثه..أبو سعد حبي الأول منه اثنين(و تأشر على أصابعها) شوفيهم وش ملحهم مبتسمين و متعفطين على أبوهم..و هذا من أبوهيثم مكشر مثل أبوه..اليوم الصبح شفته بسيارته مكشر و تخيلت إني زوجته و بيوديني للمدرسه و توحمت و جبت هالولد بهالشكل..و هالأثنين الحزينين عيال شاهد..فلم هندي حزين على أبوهم
سلمى= حشى ما بقيتي بهالحارات رجل إلا مريتي عليه! حتى الهنود ما سلموا منك
رجوى= ماااا تدرون؟ أمس حلمت إني سرقت منه و كشفني و بلغ الشرطه و سجنوني..و بعدين تحسف و طلعني بس بشرط إني اتزوجه..و تزوجته و رحنا للهند و سرقنا جزيره و عشنا فيها..طلع آخذني طمعان بمواهبي السرقيه
تهاني= والله مادري هالأحلام اللي كل يوم تقولينها صدق أو كذب
رجوى بإستخفاف= حمد الله و الشكر حلم..أكيد مو صدق...إلا صح وش عندها البرنسيسه شذى غايبه لها قرن؟
سلمى= سمعت البنات يقولون أبوها توفي..و يمكن ما تكمل هالسنه

دخلت عليهم أستاذة التاريخ...و الكل سكت...ينتبه للشرح...و رجوى طلعت دفتر الأدب تحل الواجب اللي ما حلته...لأنه كان عليهم الحصه اللي بعدها...


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••


كانت حياة جالسه مع شمس بالكافيتريا...شمس تكلم بجوالها واحد من اللي تعرفهم...و حياة سارحه بتفكيرها...(آه منك يا رحيل! أسبوع كامل ما تدقين تطمنينا عليك؟ وش صار لك؟ كيف عايشه مع هالرجل؟....أدري ما تحبين تكلميننا و أنتي بعيده عننا..بس أبي اتطمن عليك..لازم اخليها تطلع جوال غصب عنها)

جت عندهم هديل و هي مبتسمه...

هديل= صباح الورد على أحلى بنات
حياة+شمس= صباح النور
شمس= وش عندك فرحانه؟
هديل= وافي..يا حلو وافي..و جيوب وافي..و اليوم اللي عرفت فيه وافي
شمس= وجع مين هذا؟ لا يكون انهبلتي و حبيتي؟!
هديل= لا حبيبتي أنا مو غبيه مثل غيري..أنا أحب جيوبه العمرانه..وااو يا شموسه لو تشوفين المطعم اللي تعشينا فيه أمس..بحياتي ما حلمت ادخله..و إلا سيارته..وهو..كشخته..و عطره..و ملامحه تهبل تذوب..و كل شي و لا عيونه و نظراته صح فيها خبث كبير أخاف يوم يطالعني..بس تجذبك ما تشبعين و أنتي تشوفينه
شمس= ول عليك كل هذا بقلبك و تقولين ما حبيتيه..إلا ميته فيه
هديل= أحبه وش ورانا؟ عاد يسوى الوحده تعيش معه قصة حب..بصراحه من يوم كلمته و أنا لايعه كبدي من كل اللي اكلمهم..و لا أرد عليهم

حياة كانت تسمعها بدون إهتمام...لكن شدها الكلام الأخير اللي قالته...و وقفت بقهر...

حياة= هديل انتي احسن ما فيك عقلك اللي ما يصدق هالخرابيط..لا يجي يوم و تصيرين غبيه مثل غيرك..يكفي أماني و اللي صار لها

تركتهم و راحت...و طاري أماني كان كافي يرجع لها الحزن...و الضيق...


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

دخلت رحيل و شافت وليد في الصاله...و معه كوب قهوه...و بين يديه الملف اللي نام أمس وهو يقرأ فيه...

وقفت عند الباب تطالعه...و تفكر...طول هالأيام ما قد طلب منها أي شي...كل شي يجهزه بنفسه...قهوته...أكله...لبسه...(فعلا إنسان متعود يعيش لنفسه..و لحاله)
ضحكت بإستهزاء على نفسها...كانت تظن نفسها تقدر تعيش لحالها و تستغني عن الكل...لكنها اكتشفت إنها ما تقدر تعيش وحيده...بدون أحد يجهز أكلها...أو يهتم فيها...حتى لو كانت ترفض هالإهتمام...

قطع أفكارها صوته الآمر...

وليد= تعالي اجلسي أبي اكلمك

تقدمت بهدؤ...و هي تفكر إن هالطلب فيه تقدم بحالتهم...أول مره بيتكلمون عن شي...جلست قدامه...و هي تطالعه بترقب...وهو طالعها للحظات بشك...

وليد بهدؤ= بيننا كلام ما كملناه...كنت ناوي أقوله لك الأيام اللي راحت..بس ما لقيت وقت..و نسيت..اليوم بنرجع الرياض..و بكره بتتعرفين على أهلي..ايه صح قبل انسى..أهلي يظنون إني متزوجك من ست شهور
رحيل بإستغراب= ست شهور! ليه؟
وليد ببرود= كانوا مصرين إني اتزوج مره ثانيه..و أنا مو فاضي لهالخرابيط..و قلت لهم إني متزوج من زمان..و طلبوا يتعرفون على هالزوجه

رحيل شد انتباهها كلمه وحده بس...

رحيل بشك= تتزوج مره ثانيه؟ أنت كنت متزوج؟
وليد يتأفف= أنا للحين متزوج

انصدمت رحيل...و ما استوعبت اللي يقوله...حست بنبضات قلبها توقف للحظه...

رحيل توقف و بعصبيه= متزوج! و ليه ما قلت لي قبل؟؟
وليد يطالعها ببروده اللي يقهرها= و إذا كنت متزوج؟ وش يفرق معك يعني؟ أنتي ناسيه زواجنا وش كان؟ وش شروطه؟ كم مره بأعيد لك الكلام!
رحيل بقهر= بس أنت كذبت علي؟ استغفلتني! ليه ما قلت إنك متزوج؟؟

وليد يطالعها و كأنها هي اللي تقول كلام مو معقول...

وليد= أنا مو فاهم ليه هالعصبيه؟ اعتقد إني تزوجتك طالب أهم شي ما تتدخلين بأي شي بحياتي..و طالب الهدؤ..و الرواق..ليه منفعله لهالدرجه؟ و كأنك غيرانه علي؟

رحيل تطالعه بكره...و قهر...و السلام و الهدؤ اللي كان يسكنها كل هالأيام اختفى...و رجع لها طبعها الأول...

رحيل بغيض= لا تسوي نفسك مصدوم بردة فعلي..أنت ما خبيت هالشي إلا لأنك عارف إني ماراح ارضى فيه
وليد يطالعها بإستخفاف= يعني؟ وش نهاية هالزوبعه اللي أنتي مسويتها؟ وش المطلوب عشان تسكتين؟ و ترحيني

سكتت رحيل...ما تدري بإيش ترد عليه...ما تدري وش تبيه يسوي...و لا هي وش تبي...
ليه عصبت...عشانه كذب عليها...عشانه ما قال لها من أول...
ولو قال كان بيفرق معها شي...

طالعته بحقد كبير...و تركته و طلعت للغرفه...و جلست على السرير...و شعور القهر...و الظلم...و الوحده...يرجع لها...(كذب علي..استغلني..مهما كان شكل زواجنا بس هو استخف فيني..حتى حرمني حق إني اعرف كل شي......وش مخبي بعد يا وليد و بيطلع مع الأيام؟ ليه يزوجونك أهلك و أنت متزوج؟ و زوجتك وش موقفها من هالزواج؟ و ليه زواجنا بهالشروط؟ و هالشروط تنطبق على زوجتك الأولى؟؟)

أول فكره خطرت في بالها...تطلب الطلاق...بس كل ما هدت شوي تحس إنها فكره سخيفه...ليه تتطلق...فعلا...وش همها هو متزوج أو لا...إن شاء الله يتزوج أربعه...هي بوظيفة زوجه و بس...و بتكسب على هالوظيفه...(اريح لا صار متزوج..بأروح لجدتي على راحتي..مو مجبوره أقابله كل يوم)

رددت هالكلام في فكرها كثير...لكنها كانت تحس بقهر...و ضيق...
ما تدري ليه...من كذبه...أو من صدمتها...
و لا عرفت كيف بتتصرف...معه...مع أهله...مع زوجته...


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••


طلعت رجوى من المدرسه متأخره...مشت لحالها في الشارع...و وقفت و هي تشوف لفة بيت هدى...طالعتها للحظات...و خطر لها شي...ما تدري ليه جاء في بالها...

و دخلت الحاره...و راحت لبيت شذى...و دقت الجرس...
لحظات و فتحت لها الخدامه...

الخدامه= نأم
رجوى= أبي اشوف شذى
الخدامه= مين أنتي؟
رجوى= صديقتها في المدرسه
الخدامه= اسبر شوي

وقفت رجوى في الحوش...تروح و تجي...لين شافت مره تطلع لها حست إنها أم شذى...قربت منها و سلمت عليها...

رجوى= عظم الله أجركم
أمها بحزن= أجرنا و أجرك..تفضلي يا بنتي

دخلت معها رجوى للصاله...

أمها= شيلي غطاك ما فيه في البيت إلا أنا و شذى..أنتي هدى صح؟
رجوى بإبتسامه= لا أنا زميلتها في الفصل
أمها= ايــه..أنا توقعتك هدى
رجوى= أقدر اشوف شذى؟
أمها تتنهد بحزن= والله يا بنتي مادري..من يوم توفى أبوها و هي مو راضيه تطلع من غرفتها..و أنتي أول وحده تجيها من صديقاتها
رجوى= بأطلع لها غرفتها لو ما عندك مانع؟
أمها= لا حياك يا بنتي

نادت الخدامه و قالت لها تطلعها لغرفة شذى...دخلت الخدامه قبلها و قالت لشذى إن فيه وحده من المدرسه بتشوفها...و مثل أمها توقعتها هدى...مع إنها أمس دقت عليها و لا قالت لها إنها بتجي...
لكن انصدمت و هي تشوف رجوى...و لا عرفت ليه جت...

شذى بإستغراب= أنتي؟؟!
رجوى= عظم الله أجرك

هالكلمه خلت شذى تطلع من صدمتها...و ترجع للحزن...نزلت دموعها...و صدت عن رجوى تمسحهن...

جلست رجوى على كرسي تسريحتها...و نزلت شنطتها على الأرض...

رجوى= تصدقين عاد لي أسبوعين احس شي ناقص في المدرسه..و ما عرفت وشو..إلا يوم قالوا إنك غايبه كل هالأيام..عرفت إني فاقدتك..تخيلي؟
شذى تطالعها بإستخفاف= رجوى اتركيني بحالي..والله مو ناقصه..(تصيح)اللي فيني يكفيني

جلست على السرير و دفنت وجهها بيدينها...

رجوى تشهق= يعني ماراح تغديني..بتطلعيني من بيتك جوعانه؟ في هالشمس؟ وينك يا حاتم الطائي تشوف الناس كيف خربت بعدك
شذى تطالعها بقهر= رجوى وش تبين؟
رجوى= اممم باسألك سؤال..........قولي وشو؟
شذى تتأفف= وشو؟
رجوى= متى بتداومين؟
شذى= ماراح أكمل هالسنه..ارتحتي؟
رجوى= لا ما ارتحت..هاذي آخر سنه و أنتي درجاتك كل وحده احسن من الثانيه(تضحك)ما شاء الله لا تقولين حسدتك
شذى بغيض= رجوووى!

قطعت كلامهم...الخدامه اللي دخلت و معها عصير...

رجوى= شذى تغدت؟
الخدامه= لا
رجوى= خلاص جيبي غداء لي و لها
الخدامه تطالع شذى= ........
رجوى= وش تطالعين؟ سوي اللي اقولك

تركتهم الخدامه و طلعت...و شذى صاده بقهر عن رجوى...

رجوى تشرب عصيرها= ما أحد قال لك ما تطرديني لو ما تبيني..ترى أنا ما نعطى وجه..و احتمال اجلس للعشاء بعد
شذى= و أهلك ماراح يسألون عنك؟
رجوى تتذكر= يوووه نسيتهم! وين التليفون؟

أشرت شذى على مكتبها اللي كان عليه التليفون...و ما صدقت رجوى خبر...قامت تدق على أهلها و تقولهم إنها تتغدى عند وحده من صديقاتها...و شذى تطالعها بشك...و تفكر وش اللي خلاها تجي لها...وش تبي...

رجوى تسكر= ليه ما شربتي عصيرك؟
شذى= مالي نفس
رجوى= اشربيه يفتح نفسك للغداء
شذى بعناد= و مين قال لك أبي اتغدى؟
رجوى= بتتغدين غصب..حرام عليك اللي تسوينه فنفسك..مو لحالك خسرتيه..أمك خسرته بعد..و هي عاشت معه أكثر ما عشتي أنتي..الحزن باين بعيونها بس تكتمه و تخبيه..أكيد عشان ما تضايقك..و أنتي هنا مسويتلي فيها البنت الدلوعه المتأثره..فكرتي بنفسك و حزنك..و نسيتي إنك تزيدينها عذاب و هي تشوفك بهالحال؟ المفروض تخففين عنها...امحــق بنت
شذى تفكر باللي سمعته= ..........
رجوى= صح أنتي مالك خوات؟ ما شفت أحد
شذى بهدؤ= أنا وحيدة أهلي..أمي بعد ما جابتني شالوا لها الرحم
رجوى= شفتي..يعني اللحين أنتي كل اللي بقى لها بهالدنيا..بس كيف بتعيشون لحالكم؟
شذى= خالي بيته قريب مننا..و بعد ما تخلص أمي من العده بنروح عنده
رجوى= و خالك طيب؟ أو مثل الأفلام بيطلع شرير و يعذبكم؟
شذى تطالعها بإستنكار= لا تطمني طيب
رجوى= أجل خلاص..احمدي ربك..و ادعي لأبوك بالرحمه و بري بأمك اللي بقت لك..والله بر الوالدين عظيم..بس البلاء لو كان هالوالدين ما يساعدون الواحد يبر فيهم..بس أمك أكيد تستاهل
شذى= و أنتي باره يوم تنصحيني؟
رجوى= أمي ماتت يوم جابتني..يعني أنتي قضيتي على الرحم..أنا قضيت عليها بكبرها..الله يرحمها..والله إننا كوارث مو بنات
شذى منصدمه من اللي تسمعه= و أبوك؟
رجوى= هههه أبوي الظاهر البر فيه حرام
شذى بإستنكار= حرام عليك..ليه؟
رجوى= فيه ناس كذا..ما ينفع تعاملينهم بطيب ما يجون إلا بالأسلوب اللي هم يفهمونه..أبوي واحد منهم..يطول لسانه عليك أنتي طوليه عليه...يطنشك تطنشينه..يضربك تعودي و اسكتي..ههههه عاد قويه اضربه

انطق الباب...و دخلت الخدامه و معها الغداء...و حطته على الطاوله الصغيره اللي بغرفتها...

رجوى= يااااسلام حضر الطعام و سكتت رجوى عن الكلام المباح هههه يله قدامي نتغدى

قامت معها غصب...و هي تطالعها بإستغراب...و تتذكر الكلام اللي سمعته...و لا عرفت هي تتكلم صدق...أو تمزح...

رجوى= ليه تطالعيني؟ لا تقولين صرت حلوه برا المدرسه؟
شهد تاكل بدون نفس= ما توقعت يجيني أحد من المدرسه..و أكيد ما توقعتك أنتي
رجوى بصراحه= لأنك غثيثه من يبيك
شذى تطالعها بقهر= أنا غثيثه!
رجوى= هههه الحق ما ينزعل منه(تقلد دلع شذى بالكلام)استاااذه شوفي البنات وش قالوا؟ استااذه ما نسمع رجوى ازعجتنا؟ استاااذه عاقبيهم هم حنا وش دخلنا....
شذى تقاطعها= خلاص لا تتريقين علي
رجوى= شفتي حتى أنتي ما تحملتي نفسك
شذى بعناد= لا والله! أنا مو كذا
رجوى بإصرار= طبعا أنتي أغث

و كملوا غداهم...و هم يعاندون بعض...لين خلصوا غداهم...و اخذت الخدامه الغداء و نزلت...

أم شذى= شذى تغدت؟
الخدامه= ايه ماما
أم شذى بفرح= الحمدلله..بس مين اللي عندها؟ عمرها ما جابت غير طاري هدى و الباقين مالها علاقه فيهم!

••
••
••

رجوى= يله أنا بأروح..و أنتي بكره داومي أو بأذبحك
شذى= لا تروحين اللحين..اجلسي شوي..مليت لحالي
رجوى= بقى نص ساعه على أذان العصر..و أنتي تقولين مرة خالك و عيالها يجونكم بعد العصر..(كملت تستهبل بدلع) مابي يجون يشوفوني و أنا ما كشخت و بهالمريول
شذى= خلاص بس انتظري ادق على السواق يوصلك..لا تمشين لحالك هالوقت
رجوى= ياااي كشخه..ما قد ركبت مع سواق..خلينا نجرب العز..(تمسكت بيدهاء و برجاء) تكفين..تكفين شذى خليه يفتح لي الباب لا جيت اركب

طالعتها شذى و ابتسمت...و بعد ما دقت على السواق نزلت معها...و وصلتها للباب...

رجوى= اشوفك بكره..و ترى لو ما داومتي جبت لك الدروس كلها و خليتك تدرسين في البيت غصب
شذى= من الشطاره يعني؟ اتحدى لو عندك دفتر واحد كامل
رجوى تضحك= و مين قال لك بأجيب لك دفاتري
شذى= أجل؟؟
رجوى بمكر= بأسرق لك
شذى تضربها= تسوينها؟...يله مع السلامه
رجوى تطلع= مع السلامه

طلعت رجوى...و شذى رجعت...و في الصاله شافت أمها...

أم شذى= مين اللي جت عندك؟
شذى تجلس= هاذي رجوى
أم شذى بإستغراب= رجوى اللي اتهمتك كذب؟!
شذى= ايه
أم شذى= أجل ليه جت؟
شذى= مادري! حتى أنا استغربت..انقهرت أول ما شفتها كنت بأطردها..بس تفشلت يوم عزتني..مادري كيف..شوي شوي صرنا نسولف على بعض
أم شذى تبتسم= دامها خلتك تاكلين و تنزلين..جزاها الله خير
شذى= ازعجتني نشبت فيني لين أكلت

صارت تسولف مع أمها...و هي تشوف كيف تبدلت ملامحها من يوم شافتها نزلت...و تذكرت كلام رجوى...كان معها حق...بس للحين مستغربه...كيف طلع هالكلام...و الإحساس من رجوى...


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

دق جوال هديل و هي في غرفتها...و شافت أختها اللي في المتوسطه الإسم...

هديل عند دولابها= ميـن؟
منال= وافي
هديل تركض و قبل ترد= راقبي عند الباب لا يجي أحد(ردت) مرحبااا
وافي= هلا بالسندريلا
هديل تضحك= سندريلا!
وافي= ايه مو أنتي البنت البسيطه الحلوه اللي قابلت الأمير و اخذها للقصر
هديل= والله مغرور مسوي نفسك أمير و أنا خدامه!
وافي= لا تزعلين اصير أنا خدامك و أنتي الأميره..بس تصرفين علي
هديل= لا والله! خلك الأمير احسن
وافي يضحك= شفتي أنا مابي لك الخساير..وش أخبار الحلوه اليوم؟
هديل= تمام..و أنت؟
وافي= اممم مشتاق لك أبي اشوفك..رنـا خلينا نطلع اليوم عازمك على موكا على مستوى
هديل= مادري إذا أقدر أو لا..خلها بعد بكره
وافي= وش معنى بعد بكره؟
هديل= بنروح أنا و أختي السوق..بأخليها تتسوق مع صديقاتها و اطلع معك
وافي= والله أختك هاذي سكرره..ذكريني نشري لها هديه حلوه
هديل= هههه كذا بتغطي علينا كل يوم
وافي= بس كذا خليها تكتب قائمه باللي تبي و من عيوني اجيبها..أهم شي اشوفك يا قمر
هديل= أوكي..بس تذكر أنت اللي جبته لنفسك

تكلمت معه شوي...و بعدها سكرت...

هديل= مناااال
منال تدخل= خلصتي؟ وش قال؟

جلست تقولها اللي قال...و منال تسمع بحماس...كانت دائما تغطي على هديل...عشان تعطيها فلوس...و تجيب لها هدايا...

منال= دامه ولد عز لهالدرجه؟ وش ميت عليك فيه؟ تلقين البنات يترمون عليه؟
هديل بغرور= تحسبين اختك شوي..أنا اعرف كيف اجذبه و لا اخليه يمل بسرعه لين آخذ اللي أبي و انبسط كم يوم..ذكااائي الله لا يحرمني منه


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

في الطياره...كانوا راجعين للسعوديه بعد ما خلصت فحوصاتها...سمعها تتنهد بتعب...

أبوخالد= أم خالد وش فيك؟ حاسه بشي؟
أم خالد= أفكر بوليد..و زوجته اللي ما قال لنا عنها
أبوخالد= لا تتعبين نفسك يا أم خالد و لا تتضايقين عشانه..الحمدلله الولد طلع متزوج ولو كان مو مرتاح معها..كان ما تزوج وحده من هالمستوى..بس أكيد لقى فيها اللي يبيه و يريحه..ولو مو عشانك كان ما رضيت بزوجه من هالمستوى..بس مابيك تحسين مره ثانيه إننا ظلمنا هالولد

سكتت أم خالد...وهي تتذكر وفاة عيالها...ما يمديها تطلع من الحزن إلا ترجع له مره ثانيه...أول من فقدت أبوفواز و أبو وديان...راحوا عيالها الأثنين فجأه في حادث سياره...و تركوا عيالهم يتامى عندها...و بعدهم بسنين توفى ولدها الثالث أبوريما...و ترك لها أحفاد يتامى من جديد...
لكن هالأحفاد خافت ما يبقون جنبها...مثل فواز و مدى...أمهم كانت تبيهم يعيشون معها...وهي ما كانت تبي أحفادها يتربون عند غريب لأن زوجة ولدها كانت صغيره و حلوه و مع ورثها من زوجها الكل بيتمناها...عشان كذا رضت إن وليد يتزوجها...يهتم بعيال اخوه...و يبقون عنده...و صار المسئول عن أملاكها و المتصرف فيهن...
لكنها رجعت تفكر بوليد...الوحيد اللي بقى لها...و اللي أبوه حمله شغل العايله كلها لين صار مثل آله ما يتحرك و لا يتكلم إلا عن الشغل...و اللي حتى حرموه من فرصة إختيار الزوجه اللي تناسبه و اللي يبيها...
و اللحين تبي تعوضه عن كل شي...لكن أول ما فتحت معه موضوع الزواج...اكتشفت إنه متزوج من قبل...


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••


طلعت رجوى من الغرفه...و هي تشوف خواتها في الصاله...و ركضت لها بسمه...

بسمه= رجــوى جزمتي انقطعت
رجوى تجلس= جيبيها اصلحها لك
بسمه تعصب= ما تتصلح انقطعت خلااص
رجوى= جيبيها و أنا أقرر حالتها

تأففت بسمه و هي تروح...

قمر تلتفت على رجوى= حتى أنا أبي شنطه
رجوى= وشنطتك وش فيها بعد؟ متواعده مع جزمة بسمه تخرب..(تشهق) و إلا لايكون تهاوشوا مع بعض!
شهد بتريقه= إلا تهاوشوا مع الزمن
رجوى= شهد مادري ليه صايره اكرهك!
شهد= عاد أنا صايره أحبببك
رجوى= غصب عنك تحبيني لأني انحب..هاه سيده أناقه و أنتي ما تبين شي مثل خواتك؟
شهد= ايه..أبي اكسسوارات
رجوى بدلع= و ليه يا حبيبتي اكسسوار؟ ليه ما تخلينها مجوهرات أحسن
شهد= أنتي سألتي عن اللي أبي..ليه تتريقين اللحين؟

رجعت لهم بسمه...و مدت جزمتها لرجوى اللي صارت تتفحصها...على أمل تصلحها...

رجوى تتنهد= للأسف فارقت الحياة!
بسمه تتنهد براحه= الحمد لله
رجوى بإنتقاد= خاينة العشره..أم مشعل فيصل و بدر وش ناقصهم بعد خلينا نروح السوق مره وحده
أم مشعل= بدر يبي بدلة رياضه..اللي معه متقطعه و كل يومين اخيطها له..و فيصل ثوبه قصر عليه
رجوى= اممم مادري لو الفلوس اللي معي تكفي بأروح اشوف
قمر= و أنتي ما تبين شي؟
رجوى= لا اللي عندي يكفوني لسنه قدام
شهد= حرام عليك اللبس ألوانه راحت!
رجوى= و أنا وش أبي بألوانه؟ لوحه أنا؟

دخلت الغرفه...و طلعت و هي لابسه عبايتها...

رجوى= يله عندنا رحله للسوق
بسمه= و أنا بأروح
رجوى= كلنا بنروح
أم مشعل= أنا بأجلس أجهز لكم العشاء..السوق بعيد و أخاف اتعب بالمشي
رجوى= على راحتك..إن كفت الفلوس جبت لك جلبيه كشخه من أمهات عشره
أم مشعل= خلوا حنين عندي
رجوى= لا بتصيح لا شافتنا كلنا رايحين و هي لحالها
أم مشعل= بس بتتعب
رجوى= و أنا ليه آخذه هالشله..كل شوي وحده تشيلها

و طلعوا كلهم...و راحوا للسوق الشعبي اللي كان قريب منهم...


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••


بعد المغرب...في الصاله...دخلت حياة و شافت أم فايز و البنات...

ولاء= صح النوم يا كسوله
حياة تبتسم= أنتي آخر وحده تتكلم عن الكسل..الله يعينها عمتي كل صبح و هي طالعه نازله عليك
وفاء= صادقه..أنا كل صبح أمر عليها اصحيها..و كل مره ألقاها غرقانه بالنوم أكثر من اللي قبلها
ولاء بسخريه= أجل أنتي أول ما نفتح باب غرفتك صحيتي! حشى نوم ذيبه
أم فايز= ليت كل البنات مثل وفاء
حياة= كان الدنيا تصير كلها خير
ولاء تطالعهم بنص عين= الله من الزهق..لا هوشات و لا صراخ
وفاء= حرام عليكم وش فيها ولاء..كلها زين
حياة تضحك= و أنا ليه ما أحد مدحني
وفاء= أنتي شمعة البيت..و نوره
ولاء بتريقه= وش هالمساء المفعم بالمشاعر!
أم فايز= الله يخليكم لبعض
ولاء تصرخ بإستهبال= خلااااص بأصيييح

دخل أبوها...على صوتها العالي...

أبوفايز بعصبيه= أوص و قص..اذلفي لغرفتك يله

انحرجت ولاء و تضايقت...و طلعت بسرعه من الصاله...لحقتها وفاء لأنها تدري إنها بتروح كعادتها بعد أي صرخه من أبوها تصيح...و قامت معها حياة...لكن صوت عمها وقفها...

أبوفايز= انتظري أنتي يا حياة أبيك بموضوع

وقفت حياة...و رجعت بضيق تجلس...و وفاء نست ولاء...و وقفت وراء الباب تتسمع...و هي حاطه يدها على قلبها اللي بدت نبضاته تزيد...و هي تتوقع الموضوع اللي بيكلم حياة فيه...بس اللي ما تتوقعه ردة فعل حياة...إلى أي درجه من القهر...و الإعتراض بتوصل...

حياة= نعم
أبوفايز= بكره جايينا خطاب لك..و أنا وافقت عليهم..تعرفينه..(التفت على أم فايز)نواف نسيب أبومشاري

حياة كانت تسمع...و الغيض...و الكره...يتصاعد بنفسها...و أنفاسها المتلاحقه تخنقها عن أي كلام تبي تقوله...

حياة بهمس= مــابي
أبوفايز يلتفت لها بعصبيه= نعـم!!
حياة توقف= مااابي اتزوج
أبوفايز بغيض= ما شاورتك..بهالمواضيع أن اللي أقرر

طالعته حياة بقهر...و هي تجمع كل قوه داخلها...و ترفع صوتها...

حياة= هاذي حياتي و أنا اللي أقرر كيف بأعيشها
أبوفايز يوقف و بعصبيه= أقول اتركينا من هالخرابيط..و نواف بتآخذينه غصب عليك..و أحمدي ربك إن واحد مثله فكر يآخذك و إلا ناسيه أبوك و سواد وجهه و فضيحته اللي سواها..أنا قلت بتعنسين عندي ما أحد طال بوجهك
حياة توقف و تصررخ بقهر= مااااراااح اتزووجه لو تمووت

كف قوي امتد على خدها...خلاها ترجع تطيح على الكنب...طالعته بنظرات كره...و حقد...
قبل تطلع من الصاله و تركض لغرفتها...و لا انتبهت لوفاء...اللي كانت تركض وراها...و تناديها...لكنها ما سمعت...

••
••
••

في الصاله...صب أبوفايز قهره كله...على أم فايز...

أبوفايز= شايفه دلعك لها وين وصلها؟ البنت صار لها لسان تراددني..و ترفع صوتها علي..والله لو ما بكره جايينها الناس لأعلمها الأدب
أم فايز بخوف= هدي نفسك يا أبوفايز..و إن شاء الله ما يصير إلا الخير..تلقاها بس تفاجأت و....
أبوفايز يقاطعها= غصب عليك و عليها بيصير خير..و بكره لو ما طلعت مثل بنات خلق الله و قابلت الناس..والله ما تشوفين الخير لا أنتي و لا هي

تركها و طلع...و هي جلست حاطه راسها بين يدينها...تفكر بهالمشكله اللي مالها حل...صعب تقنع حياة توافق...و الأصعب تقنع أبوفايز يتراجع عن هالخطبه...

••
••
••

في غرفتها...قفلت على نفسها...و جلست تحت سريرها...ترتجف قهر...و هي تردد بألم...(جاي يعايرني بأخوه!! اللحين صارت فضيحته خاصه فيني أنا؟؟ هو بالذات ماله حق! ماله حق!)

تذكرت ذاك اليوم...اللي راحت تقول لعمها عن سوايا أبوها...و مكالماته...ترجته...و صاحت عنده...عشان يكلمه...
للحين تتذكر الكف اللي جاها منه...و صوته الغاضب يهددها...تحترم أبوها و ما تتكلم عنه كذا...(كان يعرف و سكت..رفض يكلمه..دام الناس ما تعرف..عادي..أنا و أمي مو مهم..المهم الناس ما تعرف..و اللحين أنا اللي أشيل العار؟؟!!)

••
••
••

دخلت وفاء على ولاء...و شافتها جالسه على مكتبها و مكشره...سكرت الباب و تسندت عليه...

وفاء= نواف خطب حياة
ولاء تلتفت عليها و تشهق= وش قالت؟؟

قالت لها وفاء اللي صار...

ولاء بكدر= أمي تحت؟
وفاء= ايه
ولاء= بأروح اشوفها..أكيد متضايقه
وفاء بضيق= وش نسوي؟ خايفه على حياة..شوفي زواج رحيل وش سوى فيها؟ كيف زواجها هي؟...ولاء روحي طقي عليها
ولاء= و على بالك بتفتح؟ ما تعرفين حياة؟
وفاء= يعني إذا تركناها احسن
ولاء بضيق= مين يعرف وش الأحسن..ادعي ربك يرحمنا
وفاء تتنهد= يااارب

تركتها ولاء و نزلت لأمها...و هي راحت تطق على حياة للمره الثانيه...لكن ما جاها جواب...
رجعت لغرفتها...و جلست على سريرها تفكر بضيق...التفتت تشوف جوالها اللي على السرير...و طرى على بالها الدكتور بسام...و تذكرت الكرت اللي أخذته من المستشفى...و فيه رقم مكتبه...
لكنها كانت فكره براسها بس...مو سهل تتنفذ أبدا...


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••


طلع من الفيلا و راح لسيارته...لكن كالعاده...لفت انتباهه شباكها...و الستايرالحمراء اللي تتحرك كل ما يطلع...متأكد إنها تتخبأ وراهن...و تراقبه...وهو طالع...و داخل...
يستغرب كيف ما تمل...كيف حافظه أوقات طلعته و دخلته...و أكثر من كذا يستغرب برائتها...يعني مو عارفه إنه هو بالذات...مستحيل تمر عليه حركتها هاذي بدون ما ينتبه لها...على بالها إنها ورى هالستاير ساتره نفسها...و حبها...

ابتسم وهو يركب سيارته و ينطلق فيها...حاول يتذكر ملامحها...من سنين و هي صغيره ما كانت تفارقه أبدا...و كان يحبها...و هي تحبه...
لكنه كبر و نسى هالحب الطفولي...و حب ألف وحده بعدها...لكن هي باين إنها و لا يوم نسته...

(وش تحبين فيني يا دلال؟؟ يمكن أول كنت استاهل..لكن االيوم و أنتي تسمعين عني كل هالأشياء؟ كيف للحين تحبيني؟)

سرح فيها...هي الحب الوحيد...اللي يقدر يقول إنه طاهر في حياته...هي غير الباقيات...للحين يكن لها شعور عزيز و غالي على قلبه...و يفرح وهو يشوفها للحين تحبه...و يكره يخسر هالحب اللي في قلبها...مع إنه ما عنده إستعداد يقبل فيه...

لعب على كل البنات...كلم...و صادق...و حب...حتى من بنات جيرانه مر على كم وحده...اللي لقى عندها إستعداد طبعا...

إلا هي...ما كان يقدر يرفع عينه إذا مرت من عنده...ما يقدر يشوفها مثل ما يشوف باقي البنات...مع إنه كان متأكد...إنه لو حاول هالشيء...ماراح تقدر تقاومه...و لا تقاوم الحب اللي في قلبها له...و اللي هو بيخليها ترضى بكل اللي يقوله لها...مهما كان...

لكنه كان يحب برائتها...و نقاء مشاعرها...و مستحيل يسمح لنفسه يدنسها باللي يبيه منها...يبي بس يشوفها صوره للحب الطاهر و العفيف بحياته...لأنه ماراح يلقى مثلها بدنيته أبدا...و الأهم من كل هذا...هو تنفيذه لوصية أخوها قبل يموت...

دق جواله و طلعه من أفكاره...شاف رقم وليد...و تنهد بقهر...

وافي= بدري! لي أسبوع ادق عليك..توك تتذكر تعبرني؟
وليد يبتسم= اعذرني يا وافي..والله كنت مشغول
وافي= و أنت متى فضيت؟و إلا لايكون مشغول بشهر العسل؟
وليد= أسيف ما رجع؟
وافي= لا تصرف..و قولي وش هالزواج اللي طلع فجأه؟ و ليه من ناس بهالمستوى؟
وليد يتنهد= أمي أصرت إني اتزوج
وافي= لكنك متزوج
وليد= ايه بس أمي تحس إنهم ظلموني بهالزواج..و حابه تعوضني..قالت إنها بتخطب لي اللي أبيها..و أبوي عشان تعبها أصر على السالفه بعد
وافي= زين و ليه ما خليتهم يخطبون لك وحده من عايله معروفه؟
وليد بإستنكار= أنت صادق! و أنا فاضي لهالأشياء..خطبه و ملكه..و حفلات و مقابلات و مكالمات مالها داعي..و وحده تبيك تدلعها و شهر عسل..لا و تخيل بعدين المشاكل بينها و بين لولوه و غيرة حريم و هالكلام الفاضي
وافي يضحك= والله سويت مسلسل ينفع يعرضونه برمضان..زين و هاللي تزوجتها وش تفرق فيه يعني؟
وليد= أنا قلت لأهلي إني متزوج من زمان عشان ما يصرون على السالفه..و هاذي اتفقت معها إنها ما تتدخل في حياتي أبدا و لاتعترض على شي..و أنا بأدفع لها على هالشي
وافي منصدم= صاحي أنت! مسوي صفقة زواج؟ ليه شغل هي؟
وليد ببرود= أهم شي اشري راحتي..و اتفرغ للشغل


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••


من ساعات و هي جالسه عند الشباك...و فكرها سارح بعيد...من يوم تكلمت معه و عصبت...دخلت الغرفه و ما طلعت...
وهو سمعت صوت سيارته بعد ما تركته بساعه...ما رجع حتى للغداء...و هي بعد ما تغدت...
كل تفكيرها باللي سمعته...تروح و ترجع على هالفكره...زواجه...(زوجته..كيف شكلها؟ يعاملها بهالبرود؟ يحبها؟ ليه اتزوج عليها؟ ليه أهله مصرين يزوجونه عليها؟ و ليه وافق؟....كل هالأسئله لازم ألقى لها جواب بنفسي..لأني ماراح اسئله)

سمعت صوت سيارته...وقفت قريب من الشباك...و شافته وهو ينزل...و بعد لحظات سمعت صوت خطواته...
رجعت بسرعه تجلس مكانها...حست فيه واقف عند الباب...

وليد= رحيل
رحيل= .......
وليد= رحيـــل
رحيل تلتفت له= نعم

تقدم و جلس جنبها على الأريكه...و هي زادت دقات قلبها...و للحين تطالعه بقهر...

وليد بهدؤ= ما تشوفين إن هاللي تسوينه ماله داعي..اسمعيني أنا متزوجك أبي ارتاح..مابي هالزعل على أتفه الأسباب..أنا ما أحب اشرح لأحد تصرفاتي..و أبرر أفعالي..أول ما شفتك قلت إني اخترت الزوجه المناسبه لهالشي..كنت أظن شخصيتك مو بسيطه و تتأثر بهالتفاهات..لكن طلعت غلطان
رحيل تطالعه بتحدي= أنا مو زعلانه لأنك متزوج..تتزوج إن شاء الله أربع..حتى لو تطلقني ما يهمني..بس اللي أبيك تعرفه يا وليد..إني مو لعبه عندك..ثاني مره لا تكذب علي..و لا تفكر تستغلني

طالعها وليد بنظرات متفحصه...و كأنه يدرس كل إنفعال بملامحها...و هي حاولت تبقي نظرتها مرفوعه بوجهه...و ما تتأثر بنظراته...
رفع يده لخدها...وهو يربت عليها بخفه...

وليد بهدؤ= مو وليد اللي يحدد له كيف المفروض يتصرف..أنا اسوي اللي أبيه..و أنتي بترضين فيه..هذا هو زواجنا يا رحيل..و كذا أنا اتعودت اعيش
رحيل تبعد يده و توقف= أجل طلقني..لأني تزوجتك عشان كل واحد ما يتدخل في الثاني..مو عشان أطيع أوامرك
وليد يوقف قبالها= أنا ما تزوجتك عشان أطلقك..مو كل يوم بألقى وحده اتزوجها بهالسهوله..و بالنسبه لإطاعة الأوامر..تتعودين عليها مع الوقت..يله اللحين جهزي شنطتك بنمشي

تركها و طلع...و هي تطالعه بقهر...(بعدك ما عرفت مين رحيل يا وليد)


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••


دخلت ولاء على وفاء...

وفاء= فتحت لك؟
ولاء= لا
وفاء= و لا ردت عليك
ولاء= بعد ما تكسرت يدي من الطق..ردت علي..و قالت إنها ما تبي تتكلم مع أحد
وفاء تتنهد= و كيف صوتها؟ تحسينها صايحه؟
ولاء= لا..كان صوتها عادي
وفاء= الحمدلله
ولاء= بالعكس لو صاحت احسن..على الأقل ترتاح..تلقين الوجع اللحين كله في قلبها
وفاء تطالعها بإستغراب= ......
ولاء= والله صادقه..أنا كل ما صرخ علي أبوي اصيح..و مره زهقت قلت بطنشه و لا راح أصيح..حسيت إني مخنوقه كل اليوم و راسي مصدع..و معدتي توجعني..و يوم صحت ارتحت

سرحت وفاء تفكر...(هذا حالك بيوم واحد بس! أجل كيف حياة اللي من سنين حابسه كل القهر بقلبها)

ولاء= وش تتوقعين يصير بكره؟ يمكن ما تطلع حياة من غرفتها؟
وفاء= ما اتخيل وش بيسوي فينا أبوي


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

دقت أم مدى...على أم مشاري...و سلمت عليها...و بعد ما سألت عن أخبارها...

أم مدى= جهزي نفسك بكره بنمر عليك
أم مشاري= ليه؟ وش عندكم؟
أم مدى= بنروح بكره نخطب حياة رسمي..وافق عمها على نواف
أم مشاري= يعني كملتي رأيك و اقنعتيه بحياة
أم مدى= تفآئلي خير..و إن شاء الله ربي يوفقهم
أم مشاري= آميــن..بس حياة وش رأيها؟
أم مدى= بكره نعرف..بس إذا عمها وافق أكيد هي موافقه
أم مشاري= لا مو أكيد..الأكيد إنه بيغصبها..الله يهديك بس..زين يعني لو اخذته غصب!
أم مدى= ماراح تلقى أطيب و أحن من نواف..لا تخافين هو متفهم اللي فيها و عنده إستعداد يتحملها


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••


جلست وفاء بغرفتها لحالها...و الجوال بين يديها...خزنت فيه رقم الدكتور...و كل دقيقه...تحاول تفتح الخط...و تتراجع...(بس وش أقول له؟)

راحت لمكتبها...و أخذت ورقه و قلم...و كتبت اللي بتقوله...عشان ما تتلخبط...أو تنسى...و بيدين مرتجفه دقت الرقم...

وفاء= السلام عليكم
الموظفه= و عليكم السلام و الرحمه
وفاء= لو سمحتي..ممكن أكلم القسم النفسي
الموظفه= لحظه..تفضلي أختي

زادت دقات قلبها...و تسارعت أنفاسها...لين حست إنها ماراح تقدر تتكلم...لكنها غمضت عيونها بقوه تتخيل حالة حياة اللحين بعد الكلام اللي قاله أبوها...و تتخيل لو ما طلعت بكره وش راح يصير فيهم...و كل هالأشياء شجعتها شوي...
انتبهت للصوت اللي يتكلم من زمان...و أول ما عرفته...سرت رجفه في جسمها...

د:بسام= ألــو
وفاء بصوت لاهث= السلام عليكم
د:بسام= و عليكم السلام و الرحمه
وفاء= .....
د:بسام= نعم أختي
وفاء= الدكتور بسام؟

كانت تعرف إنه هو...متأكده إنه هو...لأن صوت كان يرن في أذنها كل الأيام اللي راحت...بس كانت متوتره...و ماتعرف كيف تبدأ...

د:بسام= ايه أختي..تفضلي وش بغيتي؟
وفاء بتردد= كنت..كنت....أبي آخذ رأيك..بحاله نفسيه عندي
د:بسام يبتسم= تفضلي أختي

كان حاس بتوترها...من صوتها المهزوز...و هي ارتاحت إنه على الأقل بيسمعها...

وفاء= بصراااحه...مو بس إستشاره...أنا...أنا أبيك تعالجها
د:بسام= خلاص أختي أعطيك موعد و .....
وفاء تقاطعه= لا....أنا أبيك تعلمني كيف أعالجها..و أنا....
د:بسام بضيق= أختي ياليت توضحين وش تبين؟ أنا مو فاهم شي!
وفاء= قريبتي تمر بحاله نفسيه صعبه..و بترفض تتعالج عند دكتور نفسي..و أنا أبيك تقولي كيف أعالجها و أنا بأسوي كل شي
د:بسام يتنهد= أختي أنتي تسوين كل هذا عشان ما تدفعين فلوس الإستشاره؟!
وفاء بإحراج و ضيق= لا..بس قلت لك إنها ماراح ترضى تتعالج..و أبوي ماراح يخليها تروح لدكتور نفسي
د:بسام= اعذريني أختي..صعب أصدق هالكلام...كثير مثلك يدقون اللي يتهرب من دفع قيمة الإستشاره و يآخذ وقت مرضى أحق بالعلاج..واللي يدقن يبون يضيعون وقت و يألفون لي أمراض بس عشان يتعرفون..أنا مو عارف أنتي صادقه أو لا..بس مابي انخدع مرتين..و حتى لو كنتي صادقه..العلاج النفسي ما يتم بهالطريقه
وفاء تفقد أعصابها و تصيح= بس...بس...أنا أبي...أساعدها...مو هاينه علي...والله حرام اللي يصير فيها...أخاف يصير لها شي...وش أسوي؟...ما بيدي غير هالحل...وش أسوي؟؟

سكت بسام...وهو يسمع شهقاتها...و حس بضيق لأنه جرحها...من أول ما دقت و هي مرتبكه و خايفه...و باين إنه كان الحل الوحيد عندها...تأفف بخاطره...كان ضعيف قدام دموع المرأه...و لا قدر ينهي هالمكالمه...و يكسر بخاطرها...

د:بسام بحنان= هدي نفسك أختي..و اعذريني..فيه ناس تحب تتلاعب و أنا مر علي كثير..قولي اللي تبين..و إن شاء الله أقدر أساعدك

هدت وفاء...من أول ما سمعت صوته الهادي...يكلمها برقه و حنان...

وفاء بضيق= مادري من وين أبدأ?
د:بسام= اللي يريحك..اللي يجي بخاطرك قوليه
وفاء تتنفس بقوه= قريبتي..هي طبيعيه ما فيها أي شي..بس..بس إذا جاء طاري أي رجل تضيق فيها الدنيا
د:بسام= ليه؟ تعرفين السبب؟

ترددت وفاء...ماتبي تقول له...مهما كان يبين إنه طيب...هي ما تعرفه...و لا لها حق تفضح أسرار حياة قدامه...ما تضمن وش يصير بعدين...

وفاء= ايه..بس ما أقدر أقول..هالشي خاص فيها..مالي حق أقوله
د:بسام يتنهد ببملل= يا أختي المريضه ما تقدر تجي..و أنتي مو راضيه تقولين لي حالتها كامله..كيف تبيني أساعدها؟ أو حتى أشخص حالتها..أنا آسف بس .......

خافت وفاء يسكر...و ترجع لحالها بهالمشكله...حاولت تقنعه...

وفاء تصيح= الله يخليك..لا تسكر..أبوي غاصبها تتزوج..جايينها خطاب بكره..و هي من عرفت سكرت على نفسها الباب..و أنا خايفه عليها...أنت قد شفتها...والله أنا صادقه...حياة...لو تتذكرها...الدكتوره ريهام طلبت منك تشوفها بس هي ما رضت تتكلم

انصدم بسام...وهو يسمع اسم حياة...ما تخيل إنه بيوم بيعرف عنها شي...و هاللحين رجعت حالتها تصير بين يدينه...

د:بسام= زين قوليلي اللي تقدرين تقولينه
وفاء= عندها ذكريات من سنين صارت..و هي اللي عقدتها..من يومها و هي تكره الرجال..
د:بسام= و هالذكريات مرتبطه بشي عام؟ أو بالرجال خاصه؟
وفاء= لا بالرجال خاصه
د:بسام= و هالذكريات..سريه ما تبي أحد يعرفها؟ أو تسبب لها نوع من تأنيب الضمير؟ أو صعبه عليها و تحزنها؟
وفاء= لا كلنا نعرفها..يعني هي صعبه عليها و تضايقها..و لا عمرها جابت طاريها أبدا..حتى حنا ما نقدر نتكلم فيها قدامها..كنت اتخيل إنها نست بس هي أبدا ما نست

تنهد بسام وهو يفكر بضيق...وش اللي ممكن يكون صاير لها من سنين...و معقدها...

د:بسام= زين أنتي تقولين إنها إنسانه عاديه جدا..بس من طاري أي رجل ينقلب حالها..صح؟
وفاء= ايه
د:بسام= أي طاري لهم..أو موضوع عن غيره يفرق؟ و كيف تكون ردة فعلها؟
وفاء تفكر= يعني إذا جاء طاري رجل بسالفه عاديه تكشر و تسبه..بس إذا كان في الموضوع ظلم رجل أو إستبداده تعصب و تثور..و إذا كان الأمر له صله فيها وقتها تكون عصبيه أكثر و تروح لغرفتها تقفل عليها
د:بسام= و بعد ما تطلع كيف تكون حالتها؟
وفاء= عاديه..ترجع لطبيعتها..بس ألاحظها متضايقه شوي..أو تتعب بسرعه..لين ترجع مثل أول
د:بسام بعد صمت= غالبا..اللي عندها كبت
وفاء بإستغراب= كل هاللي فيها و بس كبت؟!
د:بسام= الكبت مو سهل مثل ما تتخيلين..صحيح كلنا نكبت أحيانا أشياء تضايقنا..بس يكون عن وعي مننا..لكن إذا زاد الكبت و صار هو الحل لكل مشكله تواجهها يعتبر حاله مرضيه..تخليها تتصرف تصرفات غير طبيعيه
وفاء بقلق= بس حياة تصرفاتها طبيعيه..حتى أحيانا احس إنها نست الموضوع
د:بسام= هي صحيح مستبعده الفكره و ما تفكر فيها..عشان تبعد عن نفسها التوتر و القلق..بس الفكره ما زالت موجوده و محتفظه بكل قوتها
وفاء بخوف= يعني وش ممكن يصير فيها؟ لو استمرت تكبتها؟
د:بسام= تظل في اللاشعور و تعبر عن نفسها بطرق مختلفه..مثل أحلام مزعجه..شعور بالضيق..تصرفات خطأ..أو جريمه....أو يمكن الظروف تستفز هالشي المكبوت و يظهر فجأه و يحطم سدود الكبت كلها و تنهار
وفاء تنزل دموعها= .......
د:بسام يكمل= راح ينقلب الكبت عندها بعد ما كان وسيله دفاعيه بيصير وسلة هجوم و تزداد قوته..و القوه اللي كانت فيها تبدأ تضعف..و إحتمال تتعرض لأمراض صحيه
وفاء بذهول= كل هذا فيك يا حياة!! وش أسوي؟
د:بسام= المفروض تقنعين أبوك يخليها تراجع عند دكتور نفسي..و عشان تقتنع هي اخذوها لدكتوره
وفاء بضيق= أبوي لا يمكن يقتنع بهالشي..و لا أحد فينا يقدر يواجهه
د:بسام= و لا تقدرين تكلمين أي أحد يأثر على أبوك..مالها خوال؟
وفاء= لا..ما فيه غير عمي..ولو عرف بهالشي ردة فعله بتكون أسوأ من أبوي....دكتور الله يخليك ساعدني باللي تقدر عليه..يمكن ما نقدر نعالجها كذا..بس على الأقل أخفف عنها..أعرف اتصرف معها لا شفتها بهالحال

سكت لحظات...خافت فيها إنه ما يوافق على هالشي...خاصه بعد ما عرفت إن حالتها مو سهله...

د:بسام= خلاص بأكون معك..بس هالشي ترى مو صح..يمكن فيه أشياء داخلها حنا مو عارفينها..و نهملها......(و بتراجع) العلاج بهالطريقه يمكن ما يجيب نتيجه..اخاف نضرها أكثر ما ننفعها
وفاء= تكفى يا دكتور..أنا لحالي ما أعرف اتصرف
د:بسام يتنهد= خلينا ننتظر ردة فعلها على اللي بيصير بكره..و عليه نشوف كيف نتصرف معها؟ و كيف تكلمينها؟
وفاء= مشكور دكتور..بس...
د:بسام= بس ايش؟ تبين شي ثاني؟
وفاء= بس كنت أبي اعرف متى اتصل..أخاف تكون مشغول
د:بسام= ذكرتيني مو دائما أرد على تليفون المكتب..اخذي رقم جوالي
وفاء تشهق= هاااه
د:بسام= فيه مشكله؟ اعتقد الجوال أو التليفون ما يفرق
وفاء بإستسلام= خلاص كم الرقم؟

عطاها الرقم و بعدها سكرت...و هي تتنفس لأول مره بإرتياح...تأملت رقم جواله بإبتسامه باهته...(رقم شاب بجوالي؟! ما تخيلت هالشي أبدا!)
حست بالقلق...و الخوف يرجع لها مره ثانيه...(لو أحد عرف؟ لو درى أبوي عن اللي سويته؟)

خافت من هالفكره...لكنها ابعدتها من تفكيرها...عشان ما تتهور و تمسح رقمه...

••
••
••

تنهد بسام وهو يراجع في باله كل اللي سمعه عنها...(وش ممكن يكون اللي عقدها لهالدرجه؟)
غمض عيونه بقوه وهو يحس بقهر...من الأفكار اللي صارت تطري في باله...
طول عمره يتعامل مع حالاته بعقلية الدكتور...ليه حالتها بالذات تثير عواطفه...و توجع قلبه...(يمكن لأني حاس إن ما حواليها أحد يقدر يساعدها..و يطلعها من اللي هي فيه)


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••


طلعت رجوى من غرفتها...على صوت صياح بسمه...

رجوى= وش فيها عجوزنا تحــن و تـون؟
بسمه تروح لها= بدر ضربني
رجوى= و ليه ضربك المعصقل؟
بسمه= يلعب هو و فيصل في الحوش و طردوني
رجوى= روحي قولي له رجوى تقول تعال أضربك..و ترجع تلعب
شهد تضحك= لا والله شجعتيه يجي
رجوى تكلم بسمه= يله روحي

نزلت بسمه...و جلست رجوى و مددت رجلينها...

رجوى= وين أمك؟
شهد= تسوي العشاء

دخل بدر وهو خايف...

بدر يوقف عند الباب= نعم
رجوى= نعامه تترفس فيك..تعال هنا
بدر= ليه؟
رجوى= الجواب ابسط مما تخيل..عشان أضربك
بدر= خلاص آخر مره
رجوى= معليش بأعطيك ذكرى عشان تتأكد إنها آخر مره..مو قايله لكم ما أحد يضرب في هالبيت إلا أنا و شرشبيل
بدر= زين بس لا تعوريني
رجوى= وش رأيك اضربك بمنديل بعد..(تصررخ) يله تعااال

تقدم من عندها بخوف...و مسكته من أكتافه...و هزته بقوه...و قرصت خدوده بقوه... و تركته...

رجوى= يله يا قلبي روح كمل لعبك
شهد تضحك= بقيتي فيه حيل..أنا أقول الولد وش فيه يفصل أحيانا..اثاري مسببه له ارتجاج


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••


دخل وليد الشقه...و شافها تدخل من عنده بدون أي كلمه...
من ركبوا السياره و هي ساكته...و إذا كلمها ترد عليه بحده...

جلست على الكنب في الصاله...و شالت غطاها...و نزلت عبايتها...

وليد كان واقف يطالعها ببرود...

وليد= وش تبين عشاء؟
رحيل= تعبانه و أبي أنام
وليد= على راحتك..حتى أنا مو مشتهي..خلينا نروح ننام احسن


انتهى البارت

dali2000 12-07-09 04:15 PM



.•.°.•?•n|[?الــبــــــارت الـحــاديــ عـشــر?]|n•?.•.°.•

•• مــن بـكـــره ••

كانت من أمس واقفه قدام لوحتها ترسم...ما تبي تفكر بأي شي من اللي صار...و اللي سمعته...و اشغلت نفسها بالرسم...لكن و هي توقف لحظه تشوف اللوحه ما فهمت شي منها...أول لوحه لها تكون بهالغموض...و الفوضى...
كانت الرسمه لأمواج ثايره بألوان متضاربه...بوسطها قارب صغير تستنكر العين وجوده سالم بين هالأمواج القويه...لكن القارب كان موجود...بألوان واضحه و مسيطره تنعكس على الموج كله...
رمت الفرشاة من بين يديها بتعب و ملل...و هي تطالع اللوحه و تحاول تدور لها معنى...لكنها رجعت تتذكر كلام عمها...و اللي بيصير اليوم...تنفست بقهر...(لازم اتصرف بعقل..لو اعترضت عمي ماراح يسمع لي..و بيقلب البيت علينا كلنا..أنا ما يهمني بشي..لكن عارفه إن أم فايز و البنات بيتأثرون..و أنا مابي أضايقهم..و عمي أعرف كيف اتصرف معه..و هالخطبه ماراح تتم)
سمعت الآذان...و راحت تتوضأ و تصلي...بعدها طلعت من الغرفه و قابلت وفاء...
وفاء تطالعها بتفحص= صباح الخير
حياة بهدؤ= صباح النور
وفاء= وش أخبارك؟
حياة= بخير
وفاء= تفطرين معي؟
حياة= ايه ميته جوع
نزلت معها...و وفاء تطالعها بإستغراب...(غريب هالهدؤ؟ و لا كأنه شي صار أمس! أكيد ما رضخت لرأي أبوي..بس وش ناويه عليه؟...هذا الكبت اللي تكلم عنه الدكتور..أو الموضوع بسيط و أنا من خوفي عليها أكبره)

••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

صحت رحيل...و أول ما فتحت عيونها شافت وليد جالس على الأريكه قدامها...و عيونه كالعاده مشغوله بالأوراق اللي بين يديه...
راقبته بصمت للحظات...قبل تجلس بسريرها...و يلتفت يطالعها...
وليد= بأرجع العصر..ألقاك جاهزه عشان نروح لأهلي
رحيل= بس أنت ما كلمتني عنهم..كيف ما أعرفهم و أنا المفروض إني متزوجتك من شهور؟
وليد= أكلمك عنهم و حنا بالطريق..(طالعها بتفحص) أنتي ما عندك غير هاللبس اللي شفته؟
رحيل بعناد= ما قلت بالشروط لازم أكون أنيقه
وليد ببرود= صح مو مهم..أقولهم تعجبني بساطتك
تركها و طلع...و هي تفكر بغيض...(حتى شكلي لازم يكون موافق عليه! والله مصدق نفسه)
طرت عليها زوجته...وسألت نفسها...إن كان يعاملها بهالبرود...و إن كان يلقي عليها هالأوامر...

••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

كانت شمس جالسه تكتب مسج...و فزت يوم هديل جلست جنبها بسرعه...
شمس= بسم الله خوفتيني!
هديل= شمووسه الحقيني
شمس= وش فيك؟
هديل= محتاره..مادري أوافق أو لا
شمس= لا تقولين انخطبتي؟
هديل= لاااا..بس بأسوي أكشن..و متردده
شمس تحمست= وش بتسوين؟ الله يستر منك
هديل= وافي
شمس= وش فيه؟
هديل= أمس نسولف..و قلت له إني أحب البيوت الفخمه و نفسي ادخل واحد منها..و أشوف هم كيف عايشين..و عزمني على بيته اليوم
هديل تشهق= صاحيه أنتي! و أهله؟
هديل= يقول اليوم معزومين
شمس= ولو..يعني متوقعه بيفرجك على بيته لسواد عيونك! أكيد في باله شي ثاني..هديل أنتي دائما تطلعين بأماكن عامه..لكن هذا بيت يعني بيآخذ راحته
هديل= صح..بس حنا اتفقنا على حدود ماراح يتعداها
شمس تشهق= يعني بتخلينه..؟؟!!
هديل= أووف منك..لا تسوين فيها أخلاق..يكفينا حياة..إذا كنت بأستفيد من وراه ليه لا..مو كل يوم بألقى واحد مثل وافي
شمس بقهر= وهو بيرضى بالحدود الي أنتي حاطتها له
هديل= كأول مره وافق..و يقول الجايات أكثر..بس أنا بأماطل فيه كل مره..لين اعيش بعز كم يوم بعدين اتركه
شمس= مادري يا هديل بس احسها مخاطره قويه..أنتي ببيته..وش يضمن لك إنه بيكون عند كلمته
هديل= و عشانه في بيته ماراح يسوي فضيحه.....اسكتي جت حياة

••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

وقت الفسحه...طلعت رجوى من الفصل متأخره...و شافت شذى اللي داومت اليوم...
شذى توقف عندها= ليه من الصبح ما كلمتيني؟ كل البنات سلموا علي إلا أنتي!
رجوى= قلت يمكن تبين تحافضين على بريستيجك قدام البنات و يقالك للحين ما تتنازلين تكلميني
شذى تضحك= عازمتك على الفطور أنتي و شلتك
رجوى= لااا وش تبين فيهم؟ صرف على الفاضي اعزميني بس أنا كل يوم
جت لهم سلمى و هي تطالع بإستغراب...
سلمى= بسم الله! انقلبت الدنيا؟ أو أنا ما صرت اشوف
رجوى= لا كل شي و لا نظرك أنتي تشوفين النمله على بعد كيلو
سلمى= قولي ما شاء الله
رجوى= أقول مشينا مشينا..شذى عازمتنا على الفطور
سلمى= لا والله قولوا وش جمعكم مع بعض؟
رجوى بتريقه= القسمه و النصيب..و هي طلعت من نصيبي يله امشي و لا تكثرين حكي تخلص الفسحه تروح العزومه
شذى تضحك= توفرون علي
رجوى= مين قال؟ توزعين علينا الفلوس

••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

طلعت حياة و شمس من محاضرتهم...
شمس= وش فيك حياة؟ اليوم هاديه و بس سرحانه
حياة تتنهد= ما فيني شي
شمس= أكيد؟
حياة= ايه بس يمكن لأني ما نمت أمس
مشوا شوي...بس سمعوا وحده من زميلاتهم تناديها...
لما= حياااة
حياة توقف= نعم
لما= الله يخليك..تعطيني مذكرتك ما كتبت الأسئله اللي قالتها
حياة تمدها لها= ايه تفضلي
لما= الله يرحم والديك
حياة تطالعها بقهر...و تآخذ مذكرتها و تروح...و لما تطالعها مصدومه...و تلتفت على شمس اللي انحرجت منها...
لما بإستغراب= وش فيها؟
شمس= آآ لا بس..يمكن..هي أهلها متوفين و تتأثر من طاريهم
لما بإحراج= يا عمري..والله ما قصدت
شمس تعطيها مذكرتها= أنا كاتبه الأسئله
لما= مشكوره و اعتذري لي من حياة
شمس= لا عادي بتنسى..بس لا تجيبين لها هالطاري مره ثانيه
تركتها و راحت...و شمس تفكر بإستغراب...(أموت و أعرف سالفة حياة هي و أهلها اللي يقلبها ذكرهم..ليه تتأثر لهالدرجه؟ و ليه تكره الرجال؟ بس مين يقدر يسألها)

••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

طلعوا البنات...و رجوى تنزل من الدرج بسرعه...عشان تلحق على البنات اللي معها قبل يروحون...لكنها سمعت شذى تناديها...
شذى= رجوووى
رجوى توقف= نعم
شذى= تروحين معي؟
رجوى= وين؟
شذى= بأوصلك للبيت
رجوى= واااو وناسه..بس بيتك قبلي
شذى= عادي نتسلى مع بعض..و بيتك بطريق السواق وهو رايح
رجوى= ليه هالتجميلات اللي مالها داعي..قولي إني كاسره خاطرك امشي بهالشمس..عادي ترى اتقبل الإحسان بوسعة وجه
شذى بعناد= بس أنا مو راحمتك
رجوى تضحك= ماراح نختلف أهم شي نوصل للبيت بلا عناء
طلعوا مع بعض...و ركبوا السياره...
شذى= ليه ما تتغدين عندي؟
رجوى= نتغدى ماراح أقول لا
جلسوا يسولفون عن المدرسه...و البنات...لين وصلوا لبيت شذى...
و دخلوا...و سلمت رجوى على أمها...
رجوى= وش أخبارك خالتي؟
أم شذى= الحمدلله بخير يا بنتي..حياك الله تفضلي
شذى= يمه رجوى بتتغدى معنا
أم شذى= حياها الله
رجوى= ايه بس أبي تليفون أدق على أهلي..ترى عليهم طلعات أحيانا يخافون علي
أم شذى= تعالي كلميهم من الصاله
راحت رجوى تدق على أهلها...و شذى طلعت تبدل ملابسها...
نزلت لها...و لقتها جالسه تسولف مع أمها...
شذى= وش تقولون؟
رجوى= أمك بتزوجك
شذى تشهق= صدق يمـــه؟!
أم شذى تضحك= لا تمزح معك
شذى تضربها= وجع خوفتيني
أم شذى= يله قوموا نتغدى
و جلسوا يتغدون...بعدها طلعت رجوى و شذى لغرفتها...و صاروا يسولفون...
شذى= وش قصة أبوسعد اللي يتكلمون عنه البنات اليوم؟
رجوى تتفرج على أغراض تسريحتها= حبي الأول..و خطيبي مستقبلا
شذى= من صدقك؟
رجوى تتعطر= ايه أنا من صدقي..بس هو للحين ما صدق
شذى= كيف يعني؟
رجوى= شوفي أنا الله يسلمك عند أبوي مثل الشيك اللي على بياض..يعني أي واحد بيطلبه فلوس..يطبعني على هالشيك و أغطي الرصيد هههه..وش رأيك؟
شذى تجلس على السرير= و أنتي عادي تتزوجين واحد كبر أبوك؟
رجوى= ايه وش فيها؟ كله زواج..ما يفرق
شذى= بس أي بنت بتكون عندها أحلام و مواصفات لشريك حياتها..واحد بعمرك..يفهمك..تبدون حياتكم مع بعض
رجوى= هههه والله كأني سمعت هالكلام ببرنامج الأسره السعيده
شذى= وش هالبرنامج؟
رجوى= لا تدققين! أنا تسمعين كلامي و تطيرين نصه
شذى ترجع للموضوع= رجوى ما اتخيلك تتزوجين واحد بهالعمر
رجوى= خلاص اخطبيلي واحد من عايلتكم..يكون شب حليووه و أسمراني مبيض

••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

تحت الدولاب الواسع...و هي تطالع ملابسها القليله اللي ضاعت فيه...أول مره تفكر وش تلبس...مع إن ملابسها كانت كلها بأشكال و ألوان متقاربه...
طردت هالأفكرا من بالها...و أخذت تنورتها السوداء...و بلوزه رماديه تعتبر أحسن لبسها...و أفتح ألوانه...لبستهن و جلست قدام التسريحه...اللي كان مصفوف عليها كل شي يخص وليد مالها فيها أي شي...ما كان عندها أي مكياج...أو كريمات...و لا كانت تعرف تحط...
طرت على بالها هاللحظه حياة...فنانه بأناقتها...و مكياجها...و رسم عيونها...
دائما إذا طالعتها و رجعت تطالع نفسها...تحس إنها مثل الظل...ماله أي شكل...أو معنى...
مع كذا كانت دائما تعارضها إذا طلبت منها...لو من باب التغيير و التسليه تحط لها مكياج...أو تغير بتسريحة شعرها...
لأنها ما كانت تهتم...إذا كانت روحها من من سنين تعيش بحداد...ليه شكلها بينرسم بألوان مشرقه...و جذابه...و ليه...و لمين...
ما كانت تظن فيه شي بيحيي إحساسها المقتول من سنين...و اللي هي تواصل قتله كل يوم...(و للحين ما يهمني شكلي..ماراح أكون تحفه يتفرجون عليها الناس....حتى هو ما تفرق معه لبست أسود أو أبيض..طول هالأيام ما علق..تكلم اللحين بس عشان أهله)
تنهدت بضيق من طاريه...و بقهر راحت تجمع خصلات شعرها و تلفه بشكل دائري آخر رأسها...
و طالعت نفسها بالمرايا...وجه صافي بملامح جميله و واضحه...و شعرها الحريري مجموع بترتيب...و ملابسها رسميه بألوان حالكه...
جمال بس مسجون...مسجون بظلم و قسوه...و حراسه نظرات الحقد و الكره اللي بعيونها...
سمعت الباب ينفتح...و خطواته الثابته تقترب من الغرفه...لين حست فيه واقف عند الباب...التفتت تطالعه ببرود...وهو تأملها لثواني بنظرات بدون أي معنى...و تقدم منها...جلس على طرف السرير و ربت بيده على المكان اللي جنبه...
فهمت إنه يبيها تجلس فيه...و قامت و جلست...ما تبي تبين إنها متضايقه...من سالفة زواجه للحين...و كأنه يهمها...
أخذ يدها...و لبسها دبله فخمه و أنيقه...ظل ماسك يدها يتأملها...
وليد= الحمدلله طلعت مقاسك
طالعت بيدها...و الدبله اللي زينت أصابعها...من سنين ما لبست أي قطعة مجوهرات...حتى اللي كان يجيبها لها عمها...تاخذها و تخبيها عند جدتها...
رحيل بشرود= ليــه؟!
وليد بسخريه= المفروض إنك زوجتي..و أهلي بيستغربون لو ما شافوا بيدك دبله
ترك يدها ببرود...و وقف و عطاها ظهره...
وليد= يله خلينا نروح

••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

الساعه السادسه مساء...كانت وفاء تروح و ترجع عند أمها في المطبخ...و هي تطالعها بقلق...
أم فايز= وفاء اركدي..وترتيني
وفاء= حياة هاديه طول اليوم..و أنا متأكده إنها مو راضيه على هالخطبه..خايفه من اللي بيصير
أم فايز= ما تدرين يمكن الله هداها
وفاء= مادري..بس خايفه
أم فايز بقلق= الله يستر
سمعوا جرس الباب...و انتفضت أم فايز...
أم فايز= وصلوا..الله يعدي هالليله على خير
طلعوا و استقبلوا...أم نواف و بناتها...
••
••
••
عند المرايا...وقفت تتأمل نفسها...لبسها بسيط و ناعم...حتى مكياجها كان هادي...
حتى إحساسها كان هادي...تستغرب من نفسها...أحيانا تثور...و يروح منها كل عقلها...و تضعف قوتها...و تنهار بلحظه...
و أحيانا...تحس إنها بحالة سكون و برود...و تتصرف بحذر...
و اليوم كانت أعصابها هاديه...و تصرفاتها مدروسه...بتتحكم بقهرها...لين تتخلص من هالزواج...بدون ما تضر اللي تحبهم...
طلعت من الغرفه...و قابلتها ولاء...
حياة= وصلوا صح؟
ولاء= مادري! أمي مسويه لي حضر تجول
حياة= احسن..يعني وش تبين تنزلين؟ المناسبه سخيفه و ما تسوى
ولاء بتهور= و ليه وافقتي؟
حياة بسخريه= ما أظن أبوك أخذ رأيي
تركتها و نزلت تقابلهم...سلمت عليهم و جلست...تحت نظرات الكل الموجهه عليها...
أم فايز...و وفاء...يطالعونها بشك...و حذر...
و أم نواف و بناتها...يطالعونها بفرح...و تفحص...
أم مدى بهمس= شفتي البنت راضيه و فرحانه
أم مشاري بشك= إن شاء الله..و أنا اكره لها الخير؟

••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

دخلت للفيلا الكبيره...الفخمه...خطواتها تلحق بخطواته الواسعه...لكن عيونها تطالع كل شي حواليها...
ما تخيلت فيه بيوت بهالكبر...و بهالفخامه...تحس كل يوم إنها تبعد عن حياتها اللي تعودت عليها أكثر...حتى قلبها المقفول...طبعها البارد...تحس إنه بدأ يتركها شوي شوي...
غزتها أحاسيس و مشاعر غريبه عنها...ما تقدر تفسرها...و لا تعرف سببها...
وقف عند الباب الرئيسي...و هي ما كانت منتبه إنه وقف و ضربت فيه...و التفت يطالعها بإستغراب...
وليد= كنتي تمشين و أنتي نايمه؟
رحيل بإرتباك= لا..بس سرحت شوي
وليد= خلي عقلك معك لين نطلع..و لا تنسين اللي قلته لك
تركها و دخل...و هي لحقته و نظرات الغيض تملأ عيونها...
كانت متوتره من مقابلتهم...وهو ما كلف على حاله يطمنها بكلمه...
طول الطريق...و كل ما تكلم...يأمر و بس...
دخلت و شافتهم...سلموا عليهم...و عرفها عليهم واحد واحد...لكن هي كانت حاسه إنها ما تستوعب اللي تسمعه...
تطالع بالملامح...و تحاول تتذكر الأسماء...أشكال غريبه عنها...أجواء ما تعودت عليها...
و أخيرا و صلت للكرسي و جلست...و هي تسمعهم يتكلمون معه...
رجعت تطالعهم من جديد...
أبوه...كان نسخه مكبره منه...نفس قساوة الوجه...نفس الملامح الجديه...حتى عمق الصوت كان مشابه له...و الحوار اللي يتكلم فيه كان نفسه...الشغل...و الصفقات و أشياء ما تفهم منها شي...
و أمه...اللي طالعتها بتفحص...و تقييم...كانت مهتمه فيه بس...تسأل عن حاله...و تتطمن عليه...حتى الأسئله اللي كانت تخصها هي...كانت تسأله هو عنها...
غيرهم...كانوا فيه بنتين...وحده تتذكر إنه قال عنها أخته...بس نست اسمها...و هاذي كان باين عليها إنها ماله و مالها خلق لهالإجتماع...و تتمنى تكون بمكان ثاني غير هالمكان...
البنت الثانيه...قال إنها بنت أخوه...تكره تعترف...لكنها الوحيده اللي حست براحه أول ما شافتها...هي اللي باين عليها الحماس و اللهفه لمقابلتها...
كانت جالسه جنبه بصمت...تسمع كلامهم...أحيانا تطالع الأرض و أحيانا ترفع نظراتها و تراقب ملامحهم...كان وليد محور إهتمامهم...الكل يسأله وهو يجاوب...و لا كأنهم شايفينها...مع إن هالشي قهرها لكنه بنفس الوقت ريحها...لأنها ما كان عندها إستعداد تجامل و تلفق كذبات...و تبين حبها لزوجها...و شكت إنها تعرف حتى تمثل هالشي...
حست بأحد يقول اسمها والتفتت لبنت أخوه...و سمعتها تكلمها...
وديان= وش تدرسين يا رحيل؟
رحيل= ما كملت دراستي بعد الثانوي
وديان بحزن= مثلي..وش رأيك نطلع أوريك الحديقه
رحيل كانت مخنوقه من الجو هنا...و ما صدقت هالعرض يجيها...
رحيل= يله
وديان= روان تروحين معنا؟
روان تقوم= ايه
قاموا الثلاثه...لكن أول ما طلعوا من الصاله...
روان= أنا رايحه شوي لغرفتي..و بعدين اجيكم
تركتهم و راحت...لكن وديان عرفت إنها ماراح تجي أبدا...
ما همها هالشي كثير...تعودت على روان...إنسانه تعيش لنفسها و بس...و لا تهتم لأي أحد...
طلعت مع رحيل...و جلسوا على واحد من الكراسي...
وديان بتردد= من يوم قال لنا عمي إنه تزوج..و أنا كل يوم ارسم لك صوره في بالي..ما تخيلت مين اللي اختارها وليد؟ و ليه؟
رحيل بإستغراب= بس هو متزوج قبل
وديان تضحك= هذاك زواج مو بإختياره..يوم توفى عمي الله يرحمه جدتي اللي أصرت على وليد يتزوج لولوه عشان ما يتربون بناتها عند غريب
سكتت رحيل و هي متفاجأه بأسباب زواجه الأول...لكن دام هاذي أسباب زواجه...ليه ما يبي يتزوج مره ثانيه...و ليه اختارها بهالشروط...
رحيل= زوجته..ماراح تجي اليوم؟
وديان= شوفي البيت اللي هناك..هذا بيتها بس هي زعلانه و مارح تجي
طالعت رحيل الفيلا الصغيره...اللي كانت داخل أسوار الفيلا...و قريبه منها...
رحيل بصدمه= عايشه معكم؟!
وديان= ما كنتي تعرفين؟
رحيل= لا..ما تكلمنا عن زوجته كثير
طالعتها وديان بشك...من أول ما عرفت بهالزواج و هي مستغربه...لكن و هي تتكلم مع رحيل...تحس إنها مو عارفه أي شي عن وليد و لا عنهم...
بس دامها متزوجه وليد...مو غريب هالشي...أكيد مالقى وقت يكلمها عنهم...
جت لهم وحده من الخدم...و قالت إن جدتها تطلبهم...و راحوا عندهم...و جلسوا مره ثانيه بصمت...إلا بعض الأحيان...كانت وديان تسألها عن شي...أو تقولها شي...
أما وليد و أبوه فاختفوا ما تدري وين...
طرى في بالها...إنه ممكن راح يراضي زوجته...مع إنها استبعدت فكرة إن وليد يتنازل يعتذر من أي أحد...

••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

دخل بسيارته للفيلا...عشان ما أحد يشوفها و هي معه...و خاصه دلال..لأنه متأكد إنها ورى شباكها...
التفت عليها...و شافها تطالع حواليها بإنبهار...ابتسم...
وافي= اعجبتك الفيلا
هديل= واااو روعه..هاذي من برا كذا..أجل كيف داخل؟
وافي= اللحين تشوفين..خلينا ننزل
نزلت معه هديل...و دخلوا للفيلا...أول مره تروح مع واحد لبيته...دائما تقابلهم...بأسواق...أو مطاعم...لكن وافي أغراها بالفيلا اللي ساكن فيها...و تمنت تشوف كيف الناس الأغنياء عايشين...و لأنها تحب تغامر...حست إنها فرحانه و هي تسوي شي جديد...مختلف عن كل مره...
دخلت معه...و صاروا يتمشون في البيت...وهو يعلق عليها لأنها منبهره و مو قادره تتكلم...
و من بين كل الغرف الموجوده...ما دخلوا إلا غرفته...اللي كانت واسعه و فخمه...و ذوقها راقي جدا...
هديل= رووعه..هذا ذوقك
وافي يضحك= الكذب خيبه..لا ذوق أختي
هديل= تهبببل
وافي يبتسم بخبث= أنتي اللي تهبلين
هديل منصدمه= مين هاذي؟
التفت وافي...و شاف صورة ساميه اللي جنب سريره...ما يدري كيف نسى يشيلها...لكنه ما اهتم كثير...هي بنت نفسها...يعني عادي لو شافتها...
وافي= هاذي المدام
هديل تشهق= زوجتك!
وافي بإستغراب= ايه..ليش متفاجأه؟
هديل بإرتباك= لا..بس حلوه مره..ما تستاهل اللي تسويه فيها
وافي= و أنا وش سويت؟ اتركيك من هالسالفه و تعالي اجلسي بأقولك شي
هديل بدلع= اللي يبيني يجي
وافي يروح= نجي للغالي ليه ما نجي

••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

كانوا جالسين على طاولة الأكل يتعشون...و هي كعادتها...جالسه بصمت تراقب و تسمع الكل...وليد و أبوه كانوا يتكلمون عن الشغل...و أحيانا تسمع أمه تكلم روان عن ناس تعرفهم...و تسأل عن أخبارهم...
هي و وديان الوحيدات...اللي من جلسوا وهم ساكتين...
وديان توقف= الحمدلله
رحيل توقف معها= ......
وليد= وين؟
رحيل= شبعت
راحت مع وديان تغسل...(وين..له وجه يسأل؟ وهو من يوم دخلنا البيت و كأنه جاي لحاله..حتى أهله كأنهم مو شايفين غيره)
طالعت وديان...و هي تستغرب كيف حست بضيق أول ما شافتها تقوم عن الطاوله...و لحقتها على طول...
تحس بشي مشترك بينهم...تحس براحه لها...و هاذي أول مره ترتاح لأحد...و بهالسرعه...
وديان= تعالي نجلس في الصاله
راحت معها و جلسوا...
وديان= شكلك متضايقه؟
رحيل= أنا! ليه؟
وديان= مادري..بس ما أحس إن لقاء أهلي لك ما ريحك
رحيل= عادي ما يهمني
وديان= ترى مو كره لك..بس جدي كذا ما يهتم بشي غير شغله..حتى خلى وليد مثله..و جدتي طيبه بس عيبها إنها ما تهتم لأحد غير عيالها..يعني لو عرفت إنك مريحه وليد بتحبك..ولو يوم شافت وليد يظلمك أو يعذبك حتى..ماراح توقف معك..هي تشوف عيالها دائما صح..تدور راحتهم حتى على حساب الناس..(تتنهد)و روان تهتم لنفسها و وناستها وبس..
رحيل= و أنتي؟
وديان بإستغراب= وش فيني أنا؟
رحيل= ما كلمتيني عن نفسك..عن علاقتك فيهم..عن دراستك..ليه تركتيها؟
وديان بضيق= بعدين..يمكن أقولك..لو إنه ما عمر أحد اهتم يسأل أو بغى يسمع..بس لو تبين تعرفين سالفة قهر و ندم..أقولها لك
و سرحت لبعيد...و هي تردد داخل نفسها...(حزينه من غيابك و أنت ما تدري عن أحوالي..فقدتك و الزمن ظالم تعال أرجوك واسيني..فتك بي جيش أحزاني و حطم كل آمالي..و كسر بي مجاديف على بحرك توديني)

••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

دخلت حياة المطبخ عند أم فايز اللي نادتها...و شافتها و هي تطالعها بخوف...و قلق...
حياة= نعم
أم فايز بتردد= عمك..عمك..يقول...
حياة= يبي يشوفني؟
أم فايز بحذر= ايه
حياة= أنا جاهزه
راحت للمجلس...و شافت عمها واقف ينتظرها عند الباب...و بعيونه نظره صارمه...تقولها إنه سوى اللي يبيه...و هي مالها أي حق تعترض...تشوف فيها الراحه...إنه بيتخلص منها...و من عار أبوها...
صدت عنه...و تقدمت عنده...
أبوفايز= ادخلي..حطي الصينيه اللي معك و اطلعي بسرعه
تعدت من عنده حياة بدون ما تقول كلمه....و دخلت للمجلس...
تقدمت و شافت فايز جالس...و نافخ نفسه...و مصدق إنه رجال...و انتقلت نظرتها للجهه الثانيه و شافته...العريس المنتظر...
كان يطالعها بتردد و إحراج...و هي طالعته بكره...و لوم...
حطت الصينيه بقوه...و طلعت من المجلس...
نواف كان ينتظرها بترقب...و أول ما شافها...حس بمشاعره تلين لها...لكن نظرتها القاسيه...ما ريحته...شك إنها مغصوبه على هالخطبه...لكنه كان عنده إستعداد يتفهمها...و يحتويها...لأنه يعرف اللي مرت فيه و ما كان سهل...و يعرف طبع عمها اللي يشابه طبع أخوه...و اللي أم مشاري دائما تشكي منه...
لكن هو بيعاملها غير...و هي مع الأيام بتتقبله...

••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

كانت جالسه مع وديان...و شافت وليد يجي عندهم...فزت أول ما شافته ما تدري ليه...
وليد يوقف عندهم= يله بنروح
قامت رحيل تجيب عبايتها و تركته مع وديان...و بعد دقايق رجعت...و طلعت معه...و وديان معهم...
هي الوحيده اللي كلفت على نفسها تطلع معهم...و توصلهم للباب...
••
••
••
عند شباكها...وقفت و هي تعض غلى شفايفها بقهر...تراقبه و هي تطلع معه...(زين يا وليد! تتزوج علي؟ و كل هالمده ما تعلمني؟ و لا تحاول تراضيني بكلمه؟)

••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

كانت رجوى جالسه على سريرها لحالها في الغرفه...تفكر برحيل...بكره بيجتمعون في بيت جدتهم...و بتشوف أخبار هالزواج...
كملت حل واجبها اللي كانت تكتبه من العصر و ما خلص...و سمعت دق الجرس...اللي يدق...و يدق...و لا أحد ناوي يفتح...
رجوى تصرررخ= هيــــه أنتم يالقرووود
و لا فيه أحد رد عليها...تذكرت إنهم جالسين في السطح...و أكيد ما يسمعون...مشت بسريرها لين صارت عند الشباك...
رجوى تصرخ بأعلى صوتها= قمـــــــر قمـــــر يااااكلبــه
ثواني و شافت قمر عند الباب...
قمر تلهث= وش تبين؟ الحاره كلها سمعتك!صحيتي النايم و صميتي الصاحي....كان قلتي قمر ياحلوه على الأقل
رجوى= ما شفتي الحلا بدنيتك..يله روحي شوفي مين اللي عند الباب..ازعجني
تركتها قمر و نزلت...و بعد لحظات رجعت لها...
قمر= هذا هيثم يقول أمه تبيك بشغله لو كنتي فاضيه
رجوى ترمي دفترها= أنا قايله هالواجب بأروح و أنا ما كملته
قمر= أقوله مشغوله؟
رجوى تلبس عبايتها= لا
نزلت و شافته ينتظرها في الحوش...مسكته و حاست شعره الناعم...
رجوى= أنا أقول مين اللي يلصق يده في الجرس..أثاريه أنت يالصوص
هيثم يرتب شعره= أنتم ما تفتحون!
رجوى تضحك= و لا يهمك المره الثانيه نعطيك المفتاح و تدخل بأي وقت
دخلت معه لبيت أم هيثم...و شافتها و اقفه مع الخدامه...
أم هيثم= هلا رجوى وش أخبارك؟
رجوى= بخير
أم هيثم= كنت أبيك تساعدين الخدامه تشيل سجاد الصاله و المجالس في السطح عشان تغسلهم
رجوى= بس كذا! من يديني..ههه طبعا عيوني ما ينفعن
أم هيثم= الله يعافيك
راحت رجوى مع الخدامه...و صاروا يشيلون السجاد للسطح...و أم هيثم تطالعهم..(والله فيها حيل هالبنت ما شاء الله!)
دخلت المطبخ...و طلعت من الثلاجه باقي الفطائر اللي بقت من عزيمة قبل أمس اللي كانت مسويتها لقريباتها...و حطتها بصحن و غلفتها...و سخنتها بالماكرويف...
أخذتها و طلعت للصاله...و شافتهم...الخدامه نازله تلهث...و رجوى نازله بنشاط...
رجوى= بس خلصنا؟
أم هيثم= ايه الله يسلمك..اخذي هالفطائر لكم
رجوى تاخذها بفرح= يا مال الثانكيوو
طلعت من البيت...و دخلت لبيتهم...سكرت الباب...و جلست على الأرض و تسندت عليه...فتحت التغليفه و بدت تآكل...و بعد ما شبعت...وقفت...و دخلت للبيت و شافتهم في الصاله...
رجوى تنزل الصحن= تفضــلوا ابلعــوا
قمر= يا نذله! ليه آكلتي قبلنا؟
رجوى= لأني أنا اللي باذله طاقه مو أنتم..احمدوا ربكم إني أخت حنونه و فكرت أبقي لكم شي
شهد= صح..هذا بحد ذاته إنجاز
رجوى تجلس= والله كأني ما شبعت بأكمل معكم..تعرفون اللمــه حلوه و تفتح النفس


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

وصلوا للبيت...دخلت و جلست في الصاله...وهو دخل للغرفه...
طول الطريق ما تكلموا...و لا قال لها أي شي...و لا سألها عن أي شي...
شافته يطلع بعد ما بدل ملابسه...
وليد= ليه جالسه بملابسك؟ مو ناويه تبدلين؟
رحيل= بعدين
وليد يجلس= بعد كم يوم بننتقل لبيتنا
رحيل بإستغراب= أي بيت؟
وليد= بيتي..اللي عند أهلي
رحيل للحين ما استوعبت= أي بيت؟
وليد بملل= ما شفتي الفيلا الصغيره اللي بنفس حوش أهلي هذا بيتي
رحيل بصدمه= اللي فيه زوجتك؟!
وليد= ايه
رحيل= و زوجتك؟
وليد= وش فيها؟
رحيل= وين بتروح؟
وليد بإستخفاف= رحيل ترى هذا بيت مو غرفه..يعني بنسكن مع بعض
رحيل بقهر= و ليه؟؟
وليد= و ليه لا؟
رحيل= ليه اسكن مع زوجتك؟ و هي بترضى؟
وليد ببرود= أنتي و ياها بترضون..أنا مو فاضي اتنقل بين بيتين..
رحيل توقف بعصبيه= الاتفاق اللي بيننا ما كان كذا..اتفقنا إني ما اتدخل بحياتك و شغلك و ما أطالبك بأي شي..بس ما اتفقنا إني اتحمل وضع أنا ما أبيه..أنا مو طايقتك أنت..كيف بأتحمل زوجتك....وليد طلقني
وليد ما اهتم= ترى مليت من طاري هالطلاق اللي ترددينه..قلت لك ما تزوجت عشان أطلق..و ما أحد أجبرك تتحملين شي..أنتي بتعيشين بجناح خاص فيك..لو بغيتي تآكلين و تشربين فيه و ما تشوفينها أبدا على راحتك..أنتي مو ملزومه تعبرين إلا أهلي و بس..هي ما أحد طلب منك تكلمينها..و تقدرين تروحين لجدتك بأي وقت و تقضين عندها الوقت اللي تبينه لو بالأيام..أنا فهمت أهلي إنك متعلقه فيها و دائما تزورينها
سكتت و هي تطالعه بقهر...كلامه مقنع...بس هي تحس بقهر من كل كلمه يقولها...من طاري زوجته...من بروده...من تحقيره لها و لوجودها...
تركته و دخلت للغرفه...راحت تبدل ملابسها و جلست على السرير...
بعد دقايق...شافته يدخل للغرفه...
وليد يجلس جنبها= أنا مو عارف ليه هالعصبيه و الإزعاج..و أنتي آخرتها بتسوين اللي أقوله
رحيل تلتفت عليه= وليد لا تختبر صبري..أنا عمري ما عرفت الصبر
وليد= أنا ما سويت شي..أنا اعلمك كيف تعيشين مع وليد
رحيل بإستهزاء= بإطاعة الأوامر؟ هذا اللي تبيني أوصل له؟
وليد= صح..بتطيعين و بكل هدؤ..بدون هالإزعاج اللي تسوينه
رحيل بقهر= هذا آخر شي اطيعك فيه يا وليد..من اليوم بأعيش على كيفي..و كل واحد ماله دخل في الثاني..لأن هذا الزواج اللي وافقت عليه
وليد ببرود= سوي اللي تبين..دامه بالحدود اللي اسمح فيها أنا
رحيل بتحدي= بكره بأروح عند جدتي..أبي السواق اللي قلت لي عنه يوصلني هناك..و بأجلس عندها لين ننتقل للبيت
وليد يبتسم= على راحتك..أنا بعد اشوف جلستك هنا في الشقه مو حلوه
رحيل توقف= ما يهمني اللي تشوفه
تركته و طلعت للصاله...ما تبي تجلس معه أكثر...
ما تطيق تصرفاته معها...و لا تطيق كلامه...و لا حتى صوته المستخف...البارد...

••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

•• من بـكــره/ يوم الأربعاء ••

وصلت حياة للكليه...و شافت شمس لحالها...
حياة= صباح الخير
شمس= صباح الورد..وش أخبارك؟
حياة= انخطبت أمس
شمس تشهق= هااااه؟!
حياة بإستهزاء= انخطبت..و المفروض إني وافقت..و شافني بعد
شمس بإستغراب= أنتي حياة اللي اعرفها؟ أو بدلوك؟
حياة تتنهد= ليتني أقدر أغير نفسي..آآه لو انولد من جديد
شمس= و بتتزوجين؟
حياة بغيض= طبعا لا..بس لازم هو اللي يتراجع مو أنا
شمس= كيف؟
حياة= هذا اللي أنا أفكر فيه
شافوا هديل اللي جايه لهم بخطوات سريعه...
هديل تجلس= بنااااات الحقوا علي
شمس= وش فيك؟
هديل= وحده منكم لازم تساعدني
شمس= قولي وش فيك؟
هديل بتردد= أمس رحت مع وافي لبيته
حياة تشهق= مجنووونه أنتي؟!
هديل= ما صار شي لا تخافين..بس أنا مابي اكلمه بعد اليوم
شمس بشك= و ليه؟!
هديل= بصراحه طلع لعين..راعي تسجيلات و تهديد..بقواة عين أمس قال لي عن وحده تهاوش معها و فضحها بصور و تسجيل كان عنده
شمس بخوف= من صدقك أنتي؟ و تبيننا نكلمه بعد
هديل= أنا يعرف بيتي..صح كذبت بإسمي لكن خايفه يجي و يسأل..أو يكون مسجل لي
شمس= و المطلوب مننا؟؟
هديل= أنا فكرت بحل..بأقوله إني بأسافر كم أسبوع و عشان ما يشك بأقوله إن صديقتي تبي تكلمه..و تعرفينهم إذا لقوا غيرك ماراح يسأل فيني
شمس تفكر= .......
هديل= صح ما تدرون وش عرفت؟
شمس= وش عندك بعد؟
هديل= شفت صورة زوجته بغرفته..تدرون مين؟
شمس بإستغراب= نعرفها؟
هديل= ايه..ساميه اللي بآخر سنه..ذيك بنت العز و شلتها
شمس= آه عرفتها..والله ما يملى عينه شي..عنده ذيك الكشخه و يغازل بعد!
حياة بعد صمت= كلميه اللحين و قولي إنك بتسافرين بعد كم يوم..و أنا بأكلمه..بس لا تقطعين فجأه كلميه يومين..بعدين أقوله إنك سافرتي..و أكلمه أسبوع و اتركه
هديل= يا قلبي يا حياة مشكوووره...وهو لا سمع صوتك بينساني أنا و أهلي
حياة= بس بشرط
هديل= وشو؟!
حياة= قولي لي اللي صار في بيته صدق..و اللي أنتي خايفه منه
هديل بإرتباك= وش بيصير يعني...غير..غير اللي قلته؟
حياة بإنفعال= هديل أنا مو غبيه عشان أصدق إنه اخذك تتفرجين على بيته لسواد عيونك! أكيد....هذا اللي أنتي خايفه منه؟ صح؟
هديل تطالع شمس بقلق= حياة..أنا...
حياة تصرخ= يعني خليتيه...!!
هديل= بحدود..صدقيني ما صار اللي في بالك..ما صار أي شي أخاف منه
حياة بغيض= أنتي مجنونه..كل يوم تتمادين أكثر! توصلين لهالدرجه! و....
هديل تقاطعها= حياة خلاص..أنا حاسه إني أخطيت و تعديت الحد..عشان كذا أبي افتك منه
حياة= أنا بأساعدك هالمره..بس والله لو تكررينها يا هديل...
شمس= لا تخافين يا حياة تدري إنها آخر مره نوقف معها بهالشي..يعني تكلم بكيفها..تطلع أماكن عامه هو بيكون خايف على نفسه مثلها..لكن تروح لبيوت يا ويلها
و بعد عتاب طويل دقت عليه هديل...و قالت اللي اتفقوا عليه...و بعدها كلمته حياة...و عطته رقمها...

••-------•?••?•{n}•?••?•--------••
دخلت غرفتها بعد ما راحوا كل أهلها لمدارسهم...غابت اليوم عشان تقدر تكلمه على راحتها...تخاف تكلم و أهلها فيه...تخاف أحد يسمعها...
و بتردد دقت رقم جواله...و قلبه يدق بقوه...
د:بسام= نعم
وفاء= السلام عليكم
د:بسام ابتسم يوم عرفها= و عليكم السلام و الرحمه
وفاء= أقدر اتكلم اللحين أو مشغول
د:بسام= لا تفضلي
وفاء= انخطبت أمس
د:بسام= وش كانت ردة فعلها؟
وفاء= عادي..ما كأن شي صار..طلعت و قابلتهم..حتى هو شافها..كانت هاديه و طول الوقت ساكته
بسام حس بضيق...ما يدري وش سببه...إجبارها على هالزواج و هي تعبانه...أو لأنها وافقت على هالخطبه...و شافها...
وفاء= ألو..دكتور سمعتني؟
د:بسام= ايه معك..و أنتي ما سألتيها عن رأيها؟
وفاء= لا
د:بسام= اسأليها عن رأيها؟ قولي لها إنك مستغربه هالموافقه..و وين راح رأيها بالرجال؟
وفاء بخوف= أخاف تتضايق
د:بسام= أكيد بتتضايق و تعصب..بس أنتي حاولي تكلمينها بهدؤ..و كأنك مقتنعه باللي تقوله و تبين تساعدينها
وفاء= أحاول..بس ما أضمن إنها توافق تتكلم..وش اسوي لو ارفضت؟
د:بسام يتنهد= أنتي حاولي قد ما تقدرين..حتى لو استفزيتيها..بس أبي نعرف وش بخاطرها؟
وفاء= إن شاء الله..مع السلامه
د:بسام= مع السلامه
جلست لحظه تتأمل الجوال اللي بين يديها...و تتذكر صوته...(مو مرتاحه لهالإحساس اللي بقلبي له..أخاف اتعود اسمع صوته..و اكلمه....و إلى متى؟)

••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

دخل وافي لشقته...و شاف شنط عند الباب...ابتسم وهو يعرف صاحب هالشنط...
راح للصاله...و شافه جالس و كوب الكابتشينو بين يديه...و أفكاره آخذته لبعيد...
وافي= أنا أقول وش فيها الرياض نورت..أثاري أسيف حن علينا و رجع
انتبه له أسيف و ابتسم...و قام يسلم عليه...بعدها جلسوا...
وافي= وينك؟ كل هذا إستجمام؟ ما بغيت ترجع؟
أسيف= كنت بأرجع قبل أسبوع بس مالقيت حجز
وافي= ايه بس الناس تدق لا سافرت مو تقطع
أسيف= ما تصير سفره لآتصلت فيكم
وافي يضربه مع رجله= يعني صوتنا اللي بيخرب عطلتك!
أسيف يضحك= وش أخبار وليد؟
وافي يتذكر= صح..ذكرتني بهالإنسان واللي سواه
أسيف بإستغراب= وش سوى؟
وافي= ماراح تصدق
أسيف= وافي تكلم
وافي= تزوج
أسيف انصدم= تزوج! بشهر؟ ليه هالإستعجال؟
وافي= تزوج بأسبوع مو بشهر..لا ولو تدري مين متزوج؟
أسيف= ميـن؟
وافي= وحده يتيمه و فقيره..لو تشوف البيت اللي كانت ساكنته و إلا الحاره اللي هي فيها..ما تصدق وليد كيف وصل لها
أسيف بإستحقار= وحده فقيره! ليه إن شاء الله؟ قلوا بنات الناس؟.....أنت تمزح صح؟
وافي= لا والله صادق..مع إني للحين مو مصدق
أسيف بقهر= و ليه ما كلمته؟
وافي= و تظن وليد بينتظر رأيي! أصلا هو ما قال لي إلا بعد ما تزوج
أسيف= أكيد فيه سبب؟ وش معنى وحده بهالشكل؟
وافي= متزوجها بالشروط اللي تناسبه
أسيف= وش هالشروط؟
وافي= يبيها زوجه بريموت..يضغط على الطلب اللي يبيه..تنفذه
أسيف بإشمئزاز= و أي وحده هاللي توافق على هالشي! صدق هالناس مادري كيف عايشه؟
وافي= قريبة فراشه..المهم..أنت وش صار عليك؟ بتآخذ إدارة الشركه..أو بيآخذها أخوك عزيز؟
أسيف= أكيد أنا..أمي وعدتني تعطيني أسهمها اللي بالشركه..و بكذا بيكون الحق لي برئاسة الشركه..و على هالطاري خلني أقوم أروح لها أشوف متى قرروا يكون إجتماع الشركه
وافي= خلنا نشوفك..مو تغط مثل وليد..مليت و أنا لحالي
أسيف بتريقه= أنت تجلس لحالك! و خوياتك وين راحوا؟
وافي= مليت و أنا أطلع مع بنات..أبي طلعه شبابيه
أسيف= ما ظنيت إنك تمل
وافي= أقول متعرف على وحده و صديقتها وش رأيك تآخذ وحده منهم
أسيف بإستحقار= مادري كيف تنزل مستواك لهالأشكال؟
وافي= والله تنفعلك غرور لو إنها عآجبتني بس نفسي أشوف مين فيكم يغلب الثاني بغروره
أسيف يسكته= وافي مع السلامه
وافي يتمدد= مع السلامه

••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

دخلت رحيل لبيت جدتها...و أول ما شافتها ركضت لها...و رمت نفسها بحضنها...عضت على شفايفها المرتجفه بقوه...ما تبي تصيح...
مع إنها تحس إنها محتاجه لهالشي...شوفة جدتها...و رجعتها لهالبيت...حسسها إنها توها تعرف نفسها...
لكن هناك كل شي غريب عنها...حتى مشاعرها...و إحساسها...
أم ساره تبعدها= رحيل..أنتي بخير؟
رحيل تهز رأسها= .....
أم ساره= الحمدلله..وش أخبارك؟ كيف عايشه؟
رحيل= تطمني يمه..أنا بنتك و تربيتك
أم ساره= ايه خليك كذا..مثل ما عودتينا ما يهزك شي..عيشي لنفسك و بس لا تخلين شي يأثر عليك
جلست معها...تقول لها كل شي صار بهاليومين...لكن لأول مره تحس إنها ما تقول الصراحه...و تخبي على جدتها شي...
ما قالت لها عن ضيقتها اللي حست فيها يوم عرفت إنه متزوج...بالعكس ادعت إن هالموضوع ما يهمها و لا أثر فيها...
و خبت عنها إحساسها بالضياع...و الوحده...و الغربه...و هي بعيده عنهم...
تكره تشوف نفسها بهالضعف...و تكره أكثر أحد يشوفها فيه...
دق جرس الباب...
أم ساره= روحي افتحي..هذا يمكن سعود..مر قبل شوي يسأل عنك..و قلت له إنك اتصلتي و بتجين بعد ساعه
رحيل بقهر= وش يبي؟
أم ساره= روحي شوفي
تركتها و طلعت...و هي تتذكر آخر كلام بينهم...و تستغرب ليه جاي...
لكنها كانت تحس إنها متشتته و ضايعه...و محتاجه لأحد يطمنها...و سعود كان الوحيد اللي يحسسها بالراحه...
وقفت عند الباب...و فتحته شوي...
رحيل ببرود= نعم يا سعود
سعود بإرتباك= هلا رحيل وش أخبارك؟
رحيل= بخير..فيكم أو بدونكم بأكون بخير
سعود= رحيل...أنا آسف
رحيل= على ايش؟
سعود= أدري إني خذلتك آخر مره...بس أنا...أنا......رحيل اللي صار صار..بس أبيك من اليوم تعتبريني مثل أخوك..أي شي تبغينه أو تحتاجينه اطلبيه مني..أي مشكله تمرين فيها تأكدي إني بأوقف معك
رحيل بقهر= فات الوقت يا سعود..اللحين أنا مو محتاجتك..و لا محتاجه أي شي منك..صدقتك هاذي وفرها على نفسك..مليت و أنا آخذ منكم بقايا شعور..مليت هالأحاسيس الملفقه..أنت حاس بالذنب و تبي تريح ضميرك بهاللي تقوله..لكن أنا انتهيت منكم..و لا أبي اشوف أحد منكم بعد هاليوم
تركته و راحت...لكنها ما دخلت...تحتاج تهدأ قبل تقابل جدتها...يدينها كانت ترتجف بقهر...و دمعه حاره تنزل على خدها و تمسحها بسرعه...
تكره هالتصرف...أول عمانها...اللحين هو...يسوون نفسهم طيبين على حسابها...يرفضونها...يهملونها...لين تعيش القهر...و العذاب...و الوحده...لين يموت داخلها الأمل...و الأمان...بعد كل هذا يجون يعرضون إحساس مزيف...إحساس يريح ضميرهم...
و المفروض تتقبله...و إذا رفضته عاملوها و كأنها حاقده...و كارهه...و حطوا الغلط فيها...

••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

دخل أسيف للفيلا...و شاف أمه في الصاله تكلم بجوالها...و أول ما شافته قفلت...و راح يسلم عليها...
أسيف يجلس= وش أخباركم؟
أم عزيز= الحمد لله بخير..طولت؟
أسيف= كله شهر..متى إجتماع الشركه؟
أم عزيز بإرتباك= أسيف...آآ..اسمعني و لا تعصب
أسيف بشك= وش فيه؟ صار شي؟
أم عزيز= الإجتماع صار قبل يومين
أسيف يوقف= نعـــم..وش صار فيه؟ و ليه وافقتي يسوونه و أنا مو فيه؟
أم عزيز= أنا.....
أسيف= يمه وش صار؟ قولي لا تلعبين بأعصابي!
أم عزيز= بصراحه..أنا عطيت اسهمي لعزيز..و....
أسيف يصرخ بقهر= وشـــو؟؟ أنتي تلعبين علي! كنتي تسكتيني؟ و آخرتها تعطينها لولدك اللي كلها يومين و يموت! من متى هالحب له؟
أم عزيز= اجلس خلني افهمك
أسيف يروح= مابي أفهم شي..بس ماراح انساها لك
طلع من الفيلا...و ركب سيارته و انطلق فيها بكل سرعه...وهو يحس بقهر...على أمه...(لازم أسوي شي..ماراح اتركها يتهنى فيها عزيز..و أنا اشتغل عنده؟....لازم أمي تغير رأيها..غصب بتغير رأيها)
حارت أفكاره...كيف يقنع أمه...يعرف إن الترجي ماراح يجيب نتيجه معها...لازم يهددها بشي...لازم يرد لها اللي سوته...و تعرف إنه ماراح يسكت لها...(بس وش أسوي؟)
خطرت له فكره مجنونه...ما يدري كيف خطرت على باله...استبعدها بسرعه من باله...لكنها رجعت له أكثر من مره...

••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

بعد العصر...وصلت حياة لبيت جدتها...و أول ما نزلت من سيارة عمها و دخلت البيت تنفست بإرتياح...(مرتاح اللحين..على بالك سويت اللي تبيه..لكن مو حياة اللي تمشيها على كيفك..أنا أعرف كيف اسوي اللي أبي غصب عليك)
دخلت للصاله...و فرحت أول ما شافت رحيل جالسه مع جدتها...ركضت لها و ضمتها بقوه...حتى رحيل تعلقت فيها للحظات...و هي تغالب دموعها لا تطيح...كل ما تشوف وحده منهم تحس إن روحها ترجع لها...و يروح إحساسها المرعب اللي تعيشه هناك...
حياة تبعدها و تضربها= يا ظالمه! أسبوع كامل ما تدقين..اسمعيني بتطلعين جوال غصب عليك
رحيل تبتسم= يصير خير..أنتي وش أخبارك؟
حياة= الحمدلله بخير
ما فكرت تقولهم عن خطبتها...لأنها متأكده إن هالخطبه عمرها أيام بس...و تنهتي...
حياة= قولي لي مرتاحه بهالزواج؟
رحيل ببرود مصطنع= ايه طلع متزوج مرة أخوه..و أهله حبوا يزوجونه مره ثانيه وهو مو فاضي..و قال لهم إنه متزوج..بيتركني على راحتي وهو يعيش براحته
أم ساره= و زوجته شفتيها؟
رحيل= للحين لا
أم ساره= يمكن يحبها عشان كذا ما يبي يتزوج عليها؟
حياة= ما أظن..تلقين عنده أي سبب غير هالسبب
سرحت رحيل تفكر بكلام جدتها...(معقول يكون يحبها صدق! و وليد يعرف يحب؟ أشك بهالشي..بس مو مستحيل)
رجوى= آآآآم هيـــر
التفتوا لها كلهم...و دخلت تسلم عليهم...
رجوى= هلا برحيل..زوجة رب عمل أبوي...أقول ليه ما تزيدون راتب أبوي..و توظفون مشعل..حتى أم مشعل نبي لها وظيفه...اممم وش بعد؟؟
حياة= خير! كاتبه قائمة طلبات
رجوى= ايه طبعا..اللحين رحيل من وجهاء القوم..يعني لا تعاملينها مثل أي كائن حي يعيش بهالأنحاء..و إلا شرايك طال عمرك؟
رحيل= اللي تبينه من عيوني
رجوى= عااااشت رحيل..إلا قولي طلع حلو مثل شقته؟ كم عمره؟
بدأ قلبها يدق و توترت...أول ما تذكرت ملامحه...
رحيل= يمكن بالثلاثين مادري
رجوى= و حلو؟
رحيل= كيف يعني حلو؟
رجوى تصرررخ= رحيييل لا تذبحيني..عايشه لهالعمر و ما تدرين وش معنى حلو؟
حياة= لأنها مو سخيفه مثلك..من زينهم كلهم
رجوى= أنا اتكلم عن مناظرهم مو مخابرهم..يله رحيل حلو؟
رحيل= مادري..ما أطيق اشوف وجهه
رجوى تشهق= شيـــن!!
رحيل بتهور= لااا
رجوى تبتسم= الحمدلله طمنتيني عليك..على الأقل ولدكم يطلع فلقة قمر عليكم
طالعتها رحيل بنظرات مصدومه...ما طرأ هالشي في بالها أبدا...و لا تظن وليد يفكر فيه...
حياة= اتركينا من هالسالفه اللي تسد النفس..و قولي أنتي أحد جابك؟ مو عادتك ما تدخلين تلهثين
رجوى بدلع مبالغ فيه= ايواا السوااق جااابني
حياة بتريقه= أي سواق إن شاء الله؟
رجوى= سواق صديقتي..ما تدرون أعرف وحده بنت ناس محترمين عندهم سواق..لا و كل يوم بأتغدى عندها..و توصلني للبيت
حياة= و هاذي من وين طحتي عليها؟
رجوى= سبحان الله تحسيني جاذب للناس اللي فيهم خير

و جلسوا البنات هاليومين مع جدتهم...مثل أيام قبل...ناسين الدنيا اللي برا كلها...مع إن كل وحده كان ينتظرها شي تخبيه عنهم...


انتهى البارت

dali2000 12-07-09 04:17 PM




.•.°.•?•n|[?الــبــــــارت الـثــانـيــ عـشــر?]|n•?.•.°.•



•• بـعــد أسـبــوع ••


كانت نايمه على سريرها بملل...و تطالع السقف...من ساعات و هي على هالحال...بعد ماراحت جدتها لوحده من جاراتها...
فكرت بكل شي...و بكل اللي تعرفهم...و اللي ما تعرفهم حتى...
بس أهم شي ما تفكر فيه هو...تبي ترتاح هاليومين منه...من الضيق اللي تحس فيه كل ما تشوفه...و المشاعر الغريبه اللي بداخلها كل ما كانت قريبه منه...يكفي رجفة قلبها كل ما تسمع صوته العميق...البارد...

تنهدت بضيق أول ما جت ملامحه في بالها...قامت من مكانها...و سمعت صوت جدتها تدخل للبيت...و ارتاحت إنها رجعت...لأنها كانت ضايقه لحالها...

رحيل= وينك يمه تأخرتي؟
أم ساره= اجتمعوا الحريم و استحيت أقوم عنهم...فيه السواق برا يقول زوجك ارسله يجيبك

ارتجفت رحيل...و طالعتها بخوف...كانت حياتها هناك مثل الحلم...و تخيلت إنها قامت منه...بس هالحلم رجع لها مره ثانيه و بتعيش فيه على طول...

أم ساره بقلق= وش فيك يا بنتي؟
رحيل بإرتباك= لا..بس كنت أبي اجلس عندك أكثر
أم ساره= الحمدلله لك أسبوع عندي..و تقدرين تجين بأي وقت..مو هذا كلام زوجك؟
رحيل تطمن نفسها= صح..أقدر أجي بأي وقت..أصلا بأجي عندك كل يوم
أم ساره= زين يمه..بس اهتمي بنفسك هناك..و حافظي على حياتك اللي بتغنيك عن الكل
رحيل تبتسم= اللي تآمرين فيه يمه

تركتها و راحت تجهز شنطتها...و سلمت عليها و طلعت مع السواق...


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••


طلعت حياة من المحاضره بدري...و راحت جلست لحالها تنتظر هديل لأن شمس كانت غايبه...

سرحت لبعيد و كل تفكيرها باللي ناويه تسويه اليوم...و تنهي هالخطبه...مع إنها تعرف إنها مجازفه كبيره...ممكن تقلب كل شي عليها لو ما سارت بالشكل اللي هي متوقعته...ساعتها بينفجر غضب عمها و لا شي بيرده عنهم...

سمعت جوالها يدق...و شافت رقم وافي اللي من يوم كلمته من أسبوع وهو كل يوم يدق عليها...مع إنها تطنش أكثر إتصالاته...إلا إنه دائما يدق...(يله نرد عليه هالمره لأنه قريب..حتى هو بأتخلص منه)

حياة= نعم
وافي= هلا يا قلبي..هلا بأرق صوت..هلا بالنغم العذب
حياة بغرور= شوي شوي اللي يشوفك يقول ما عمره شاف بنت!
وافي بزعل= الله يسامحك..بس عشان هالدلع مقبوله منك
حياة= وش تبي تدق؟
وافي= أبي اسمع صوتك هذا أولا..و أبي اسولف معك هذا ثانيا..و أبي أعرف كل شي عنك هذا ثالثا...و رابعا و أخيرا أبي أعزمك على العشاء بالمطعم اللي تختارينه
حياة= الأولى هذا أنت سمعت صوتي..الثانيه أنا في الكليه و ما أقدر اسولف معك..الثالثه و الرابعه بدري عليها
وافي= ليه؟
حياة= هذا نظام خاص فيني..ما أطلع مع أي واحد للحين مو متأكده منه..تبي تنتظر انتظر..ما تبي أنت حر..بتلقى ألف وحده غيري
وافي يتنهد= يعني ما قالت لك عني رنا إني جنتل مان..و أعرف ادلع اللي معي
حياة بسخريه= أنا ما أسمع من الناس..أحب احكم بنفسي
وافي= إلا على طاري رنوو..وش أخبارها؟ يا عمري عليها كانت هي اللي تطلب الطلعه مو مثل ناس

حياة خافت من طاري هديل...و إنه للحين ما نساها...

حياة= سمعت من قريباتها إنها يمكن تكمل هالسنه هناك..بس هي متضايقه و ما تبي و يمكن تقنعهم ترجع..بس أبوها كلمته قويه عليهم ما أظن تقدر تقنعه تترك أمها هناك لحالها و هي تعبانه و ترجع للبيت
وافي= ما علينا منها..خلينا فيك
حياة بتنسيه موضوع رنا= خلاص أفكر باللي قلته..بعد بكره أبوي بيسافر و يمكن أقدر اقنع أمي إني أروح لوحده من صديقاتي..و نطلع
وافي= ايه كذا البنوتات الحلوات..و أنا بأطلعك طلعه عمرك ما تنسينها
حياة= نشوف..يله اللحين بأسكر البنات طلعوا من محاضرتهم

سكرت منه...و رمت جوالها بغيض...(مغرور و شايف نفسه..سخيف و على باله إنه يغريني اللحين بطلعته! تافه و حقير)


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••


دخلت للشقه بخطوات متردده...و هي تحس بترقب لشوفته بعد أسبوع كامل...
ما شافته في الصاله...دخلت غرفة النوم و نزلت عبايتها...و سمعت صوت جاي من المكتب...عرفت إنه هناك...

جلست على السرير تفكر بحيره...(ما حس فيني إني رجعت؟ أكيد غرقان بشغله كالعاده و لا سمع!)
حست بغبائها...و حتى لو سمع يعني بيترك الشغل اللي بين يديه و يجي يسلم عليها...
و هالشي خلاها تفكر...أول ما تشوفه وش تسوي...وش تقول...
تطنشه...أو تسأل عن أحواله...
استسخفت الفكره و طلعت للمطبخ...صبت لها كاس عصير و طلعت تجلس في الصاله...و عيونها على مكتبه اللي كان بابه شبه مفتوح...

مرت نص ساعه و هي جالسه بصمت...قبل تشوفه يطلع من الباب...و تحس بقلبها يدق بقوه...
شافت نظرته الجديه...حواجبه المعقوده بتركيز...ملامحه...اللي ذكرتها بسؤال رجوى عن وسامته...و هي تشوفه اللحين وصل لها الجواب...
كان وسيم و جذاب بشكل مميز...سعود كان وسيم بعد...بس وليد فيه شي يميزه عنه و عن غيره...شخصيته الواثقه...المسيطره...اللي تبان من ملامحه...و كلامه...

وقف قريب منها و هي تطالعه بتأمل...و صمت...

وليد ببرود= متى جيتي؟
رحيل= قبل نص ساعه
وليد يجلس= الجناح الخاص فيك خلص..تبين تروحين اللحين أو العصر إذا رجعت؟
رحيل بإستهزاء= تآخذ رأيي!
وليد يوقف= معك حق..ما كان له داعي..دامك جامعه أغراضك في الشنطه خلينا نروح اللحين..البسي عبايتك عشان ما تأخريني

تركته و دخلت للغرفه...و هي تتنهد بخيبة أمل...قهرها إنها تحس فيها...و بنرفزه من حالها...و أفكارها الغبيه...( يعني وش متخيله..يفرح بشوفتي؟ عنده أشغاله اللي أهم مني..عنده أهله..و زوجته..أنا أكيد مو من اهتماماته أبدا....حتى أنا مابي هالإهتمام و لا عندي استعداد أقبله)

طلعت...و نزلت معه...و ركبوا السياره بصمت...
حست بضيق...و هي تشوف نفسها مو طايقه هالهدؤ معه...مع إنها ياما عاشت بهالصمت الدائم...
كانت تبي تتكلم...بس ما عرفت وش تقول...وش ممكن يكون الحوار اللي بينهم...بعيد عن أوامره اللي يقولها...
التفتت تطالعه وهو مركز على الطريق اللي قدامه...له نفس نظراتها القاسيه...نفس جمود ملامحها...نفس الصمت و الجديه...
مع كذا كان بعيد عنها...و ما تقدر تفهمه...أو تعرف وش يفكر فيه وهو يطالعها...


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••


كان يمشي بسيارته...و دق جواله...من شوي قفل من حياة...غرور مثل ما تسمي نفسها...أخذ الجوال بإبتسامه على باله هي رجعت تدق...لكنه شاف..[كل الحب]...ما انمحت الإبتسامه...لكن خاب أمله بتأثيره على غرور...

وافي= صباح العسل
ساميه= صباح الخير
وافي= وش أخبارها قلبي؟
ساميه= تمام..و أنت؟
وافي= أنا بخير كل ما فكرتي فيني
ساميه= أجل دايم بتكون بخير

وصل للبيت...و نزل من سيارته وهو يكلمها و يبتسم...و دخل للبيت...

••
••
••

سكرت ستارتها بعد ما اختفى داخل البيت...و بدت تتمشى في الغرفه اللي كل شي فيها يعكس شخصيتها...و مشاعرها...و أحلامها...جدران حمراء و بيضاء...و السقف كله إناره خافته بأشكال قلوب بمقاسات مختلفه...سريرها الواسع بعمدانه الأربع...مغطى بمفرش أحمر فخم...و مليان دببه بأشكال طفوليه...و كل تحفه في الغرفه تحمل شكل قلب...أو كلمة حب...أو أبيات شعريه...
رمت نفسها على الأريكه و ضمت الخداديه اللي فيها صورتها و هي صغيره...و هي تفكر فيه...تنهدت بحلم و هي تغمض عيونها و ترسم ملامحه في بالها...

من صغرها و هي تحبه...من يوم كانت صغيره وهو يقولها إنه إذا كبر بيتزوجها...و إنها أحلى بنت بحياته...
كان يهتم فيها و يدلعها و يدافع عنها...يوقف حتى بوجه أخوها إذا جاء يهاوشها أو يضربها...حتى هي كل ما يقول لها أحد شي كانت تركض من بيتها لبيته تشتكي له...بأي وقت...
تعلمت تحبه قبل لا تتعلم الكتابه...تعودت تحبه...لين صار حبه من ضروريات الحياة عندها...شي لا يمكن تستغنى عنه...
و تخيلت إنها بتكمل كل عمرها معه...و كذا هو كان يقول لها...
لكنه تغير...و سبب التغير كان أخوها...هو اللي غيره...هو اللي علمه على هالطريق اللي متأكده إنها للحين يمشي فيه...
كانت تسمع مكالماتهم...و سهراتهم الطويله في بيتها...و تشوف الصور و الأرقام اللي ملت غرفة أخوها...و اللي أكيد تملأ غرفة وافي بعد...
لكن مع كل هاللي سمعته...و عرفته...للحين تحبه...للحين تشوفه الهواء اللي تتنفسه...
هو كل حياتها...كل أحلامها...مع كل هذا كان ما يلتفت لها أبدا...حتى يوم فكر يتزوج...ما فكر فيها...
زواجه...اللي ذبحها و للحين تغرق عيونها دمع كل ما طرأ عليها...(ليه يا وافي؟ ليه تبعد عني؟ كيف أقدر أنساك..و لمين أعيش بعد؟....أدري إنك للحين تعزني..أدري تشوف نفسك ما تستاهلني..بس أنا بأسامحك على كل شي..سوي اللي تبيه بس أكون جنبك)


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

وصلوا للفيلا...لكن سيارته ما وقفت عند الفيلا الكبيره مثل آخر مره...هالمره وقف عند الفيلا الصغيره الثانيه...بيت زوجته...اللي اللحين جت هي تشاركها فيه...

التفتت عليه و شافته يطالعها...

وليد= ليه ما تنزلين؟

نزلت معه...و طلعت خدامه تآخذ شنطتها...
دخلوا للصاله...و انصدمت و هي تشوف المره اللي جالسه على الكنب تطالعهم بغيض...التفتت على وليد تشوف ردة فعله...لكنه ما اهتم كثير...أو ما اهتم أبدا...
رجعت تطالعها بتوتر...و ما تدري وين راحت ثقتها بنفسها اللي دائما كانت عندها...طول عمرها ما يهزها أي شي...ليه اللحين تحس بالقلق...و الإرتباك...و هي تطالع هالمره اللي قدامها...بكامل أنوثتها...و أناقتها...كل شي فيها كان حلو و جذاب...مع إن عمرها عرفت إنه أكبر من وليد...بس هالشي أبدا ما بان عليها...

مشت مع وليد اللي وقف قريب من لولوه...و اللي أول ما شافته وقفت...و تقدمت منه بغرور و دلع...ضمته بخفه و باسته على خده...
انصدمت رحيل باللي تشوفه...و اللي صدمها أكثر يد وليد اللي اللي لفت على ظهرها...

لولوه تتركه= لو إني للحين زعلانه منك..بس ما تعودت تغيب عني كثير و ما أسلم عليك..بس لا تفكر إني راضيه عنك
وليد يلتفت للخدامه= ساااندي..وصلي المدام لجناحها..(التفت لرحيل) هاذي الخدامه الخاصه فيك..أي شي تبينه اطلبيه منها

طالعته بغيض...و جاها إحساس غبي إنها توقف بعناد و ترفض تتحرك...بس حست إنها بتتهور بهالشي...و تبين إنها مهتمه فيهم...و باللي يسوونه...و اللي يقولونه...
و هي كانت مقهوره بس من تحقيرهم لها...و إستخفافهم بوجودها...أو على الأقل...هذا اللي بررت لنفسها فيه...

تركتهم و طلعت...لكن بآخر الدرج وقفت تتسمع...و لا اهتمت لنظرات الخدامه المستغربه...

وليد= أنا مو فاضي اللحين..نتكلم بعدين يا لولوه
لولوه بقهر= بس..وليييد
وليد بحزم= قلت لك مشغول..كل شي يتأجل

تركها و راح...و رحيل تنهدت بإرتياح...و راحت مع الخدامه...

دخلت جناحها الواسع...بألوانه الموف المتدرجه من الفاتح إلى الغامق...كان فخم...و حلو...حتى هي اللي ما تنجذب لهالأشياء حست بإنبهار و هي تفكر إن هالجناح خاص فيها هي...
يمكن لأنها أول مره تملك شي لحالها...بدون لا تكون مفروضه فيه على أحد...(هذا الإستقلال اللي كانت تبيني جدتي احس فيه..معها حق)

تركتها الخدامه و راحت...و هي صارت تتمشى...و تتفرج على كل شي...و في غرفة النوم شافت بلكونه واسعه...تطل على حديقة الفيلا...وقفت تتأمل الأشجار براحه...
و بهاللحظه نست كل اللي تحسه من مشاعر غريبه إتجاه وليد...كل تفكيرها كان بسعود و كلامه...و حست بالراحه...ببعدها عن عمها...و عن بناته...و عماتها...كل اللي عاشت عمرها مفروضه عليهم...(من اليوم بأنساكم يا سعود..حتى أنت اللي كنت أظنك غير خيبت ظني فيك)


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••


صحت من النوم...و التفتت تشوف قمر اللي كانت على سريرها تحل واجباتها...

رجوى تتثاوب= حلمـــت
قمر بملل= تكفييين رجوى ارحمينا من حلومك
رجوى= اسمعي يا عنز أنتي في الحلم
قمر تلتفت عليها= والله! وشو؟
رجوى= حلمت إني كنت رايحه للمدرسه بس متأخره..و كنت اركض في الشارع..يوم وصلت لقيتها مسكره و سألت البواب ليه..قال إنها احترقت أمس..عاد حنا كنا بنبدأ الإمتحانات..و قال إننا راح نمتحن في الشارع و حنا لابسين عباياتنا..و فرحت أنا قلت أكيد أقدر أغش..و رجعت البيت بسرررعه بأقولكم..بس صحيت قبل أوصل
قمر= ايه
رجوى= بس خلص الحلم
قمر= و أنا ويني؟!
رجوى= مادري أكيد كنتي في حلمك
قمر تصرخ= مو تقولييين حلمتي فيني!
رجوى تضحك= هههه لعبت عليك عشان تسمعيني

انقهرت قمر...و رمت عليها الدفتر اللي بين يديها...و رجوى بلعانه فتحت آخر صفحه اللي كانت تكتبها قمر...و قطعتها...

قمر تصرررخ= لااااا يا حماااره!!
رجوى تضحك= في الإعاده إفاااده..عشان تتأدبين..أحد يضرب أخته بالعلم؟

رمت عليها دفترها...و قمر تطالعها بغيض...

قمر= أردها لك يا رجيو

شهد تدخل= رجوى أبوي اتصل
رجوى تجلس= الله يستر
قمر بنفس الوقت= يكفينا الشر
شهد= يقول جهزي شنطتك
رجوى تفز= وين؟ جدتي تعبانه؟
شهد= ما أدري ما قال شي

قامت رجوى بسرعه للتليفون...و كلمت جدتها...لكنها كانت بخير و ما فيها أي شي...

رجوى= وش تتوقعون يبي؟
شهد= يمكن يبيك تسافرين معه مكان؟
قمر= ايه عاد أبوي طايح بالسفر هالأيام مادري ليه؟ أو وين يروح؟
رجوى تطنش= شهوده رتبي شنطتي بأروح أصلي العصر..و حطي لك كم سكينه عليها العلم يمكن أبوك ناوي له على جريمه و يبيني أساعده..هو ليه يطلب فزعتي إلا إن كان عنده مصيبه
شهد= فال الله و لا فالك..إن شاء الله خير
رجوى بتريقه= والله متفائله بأبوك! أقول أنتي كل هالسنين عايشه عندنا أو وين؟


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••


سمعت الإقامه لصلاة العصر...و طلعت من غرفها تتسحب...و تلتفت يمين و شمال...ما تبي أحد يشوفها...و هالوقت هو الوحيد اللي يكونون وفاء و ولاء و مرة عمها بغرفهم...

نزلت الدرج تركض...و بسرعه دخلت الصاله...و عيونها بحماس تدور على اللي هي تبيه...على أساس خطتها...و شافته...

تنفست براحه...و راحت تآخذ جوال عمها و تقلب بسرعه الأسماء اللي فيه...لين وصلت الإسم اللي تبيه...نقلته لجوالها بسرعه...و رجعت لغرفتها تركض قبل يرجع عمها...

تسندت على الباب براحه...و بعدين قفلته...و راحت تجلس على سريرها...و بدون تردد...و لأنها تنتظر هالشي من أيام عشان ترتاح...فتحت زر الإتصال...و كلمت نواف...

نواف= مرحبا
حياة= السلام عليكم

عرفها على طول...صوتها مميز لا يمكن ينساه...و أصلا ما سمع صوت بنت غيره عشان ينساه بهالسرعه...لكنه انصدم من إتصالها...

نواف= و عليكم السلام و الرحمه
حياة= أنا حياة
نواف= عرفتك..وش تبين يا حياة؟
حياة= أبيك تفسخ الخطبه

صدمته هالكلمه...مع إنه ما توقع خير من يوم سمع صوتها...

نواف= ليه؟
حياة= لأني ما أبيك..و هذا يكفي
نواف= و ليه وافقتي؟
حياة= اعتقد تعرف عمي..المفروض تكون متأكد إنه حتى ما سألني رأيي
نواف= و ليه ما قلتي من قبل؟
حياة= لو كانت أم مدى أو أم مشاري سألوني في البدايه عن رأيي كان عرفته قبل تخطب...(كملت بإتهام) معقوله أم مشاري ما قالت لكم إني ما أبي اتزوج؟
نواف= و ممكن اسأل ليه معترضه؟ علي أو على الزواج؟
حياة ببرود= شي خاص فيني مالك حق تسأل عنه
نواف= ولو رفضت هالطلب وش بتسوين؟
حياة= ما اعتقد كرامتك تسمح لك تآخذ وحده ما تبيك..وحده بتسوي أي شي يردها عن هالزواج..أنا قلت لعمي بس طبعا ما فهم..و اللحين أقولك أنت تنهي هالشي..لأنه مستحيل يتم..أو بأتصرف أنا و انهيه بالطريقه اللي تجي ببالي و وقتها اللي بيصير بيكون ذنبك و ذنب عمي

سكرت الخط...و تنفست بقهر...سوت اللي تقدر عليه اللحين...و بتشوف ردة فعله...لكن لو عاند...لازم تلقى لها شي يخلصها أيا كانت العواقب...


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••


دخل فيصل للصاله يركض...

فيصل= رجووى أبووي يبيك
رجوى بتريقه= و ليه مستحي خله يدخل
فيصل= قال أناديك
رجوى تشهق بإستهبال= أبوي ديك!
فيصل= رجوووى روحي لا يعصب علينا
رجوى= ههه زين يالحمش أنت و أبوك

نزلت تحت...و طلعت للحوش...لكن خطواتها تجمدت و ما تعدت الباب و هي تشوف أبوها...
ما كان أبوها...اللي صدمها...لكن اللي واقف معه...مو بس لأنه رجل غريب واقف يطالعها و أبوها واقف جنبه ما تكلم...اللي زاد على هذا...شكله...و كشخته...اللي أبدا ما تصلح لهالمكان اللي هو واقف فيه...و الفرق الشاسع بين ملابسه و ملابس أبوها...

فاقت من صدمتها و كانت بترجع...لكن سمعت صوت أبوها اللي صدمها أكثر...

أبومشعل= رجوى جيبي شنطتك عشان تروحين مع زوجك

أول ما سمعت اللي قاله...اختفت من قدامهم بلحظه...

••
••
••

دخلت الغرفه على خواتها و هي تلهث من الركض على الدرج...و بسرعه جلست على السرير جنب شهد...و قبالها قمر...و باقي أخوانها مع أم مشعل وقفوا حواليها يطالعونها بإستغراب...و الفضول يطغى على ملامحهم...

رجوى للحين بصدمه= أبوي زوجني!!
شهد تشهق= أبوسعد؟!
رجوى تهز راسها بمعنى لا= ......
قمر= لا يكون أبوطلال
بسمه= لا أكيد أبوبدور

كل وحده منهم عطت الإحتمال اللي تتوقعه...من اللي كان أبوهم مقرب منهم هالفتره...

رجوى بذهولها للحين= لاااا..هذا واحد غييير..أكيد من ممثلين هوليوود بس مرت عليه السعوده
شهد تضربها= أنتي تمزحين؟!
رجوى تطالعها فاتحه عيونها على الآخر= لاااا..أقولك واحد حلو..كشخه و نظيف..تحسينه صوره مو إنسان....لااا أكيد أبوي مريض بمرض خطير و بيموت و قرر يعوضني عن اللي سواه فيني..و جاب لي هذا

البنات ما عرفوا هي تتكلم جد أو تمزح...أما هي فكانت للحين مصدومه و مو قادره تستوعب...

رجوى تكلم نفسها= طول عمري مرتبه نفسي على شايب أو رجال كبير عنده أكثر من مره..أو أعمى أو مريض..أي واحد فيه أي عله..أي مصيبه...بس مو هذا!!

و قبل تستوعب...و قبل يفهمون منها شي...شافوا أبوهم واقف عند الباب...يصرخ فيها بعصبيه...

أبومشعل= يله بسرعه زوجك طلع ينتظرك برااا

التفتت عليه تطالعه بصدمه...و كلمة زوجك...تأكد لها اللي شكت للحظات إنه حلم...
لكنها ما تحركت من مكانها...و هالشي خلاه يشيل شنطتها و يسحبها مع شعرها...و أخذ العبايه اللي كانت مجهزتها على السرير و رماها بوجهها...

أبومشعل= البسي بسررعه

نزلت معه...و هي تلبس عبايتها...و خواتها يلحقونها و الصدمه تشل أي تفكير...أو كلام بيقولونه...

طلعت معه للشارع...و خواتها وقفوا عند الباب...يشوفون بإنبهار السياره الفخمه اللي واقفه عند بابهم...و اللي ركبها أبوها فيها...و انطلقت بسرعه بعيد عن أنظارهم...حتى أبوهم ركب سيارته و راح...

التفتت شهد على قمر اللي كانت فاتحه فمها على الآخر...تطالع المكان اللي كانت فيه السياره...

شهد بذهول= زوجها صدق! لواحد غني!!
قمر بخوف= لا يكون هو نفسه زوج رحيل؟ أبوي مين يعرف غيره!
شهد تشهق= تتوقعين؟ لاااا!!
قمر= خلينا ندق نقول لجدتها...لااا ندق نقول لحياة
شهد بقلق= لا صاحيه أنتي..أخاف جدتها تخاف عليها..و حياة ألعن ما تذكرين وش تقول رجوى عن كرهها لأبوي و للرجال كلهم..تذكرين وش صار فيها يوم زواج رحيل
قمر بضيق= تتوقعين ليه تزوجها؟ أكيد فيه سبب..مثل زواج المدير من رحيل
شهد بشرود= أكيد
بسمه تصيح= يعني خلاص ماراح تعيش معنا!!

صاح حتى فيصل و بدر...و هم يحسون بوحشه و خوف بدونها...

قمر بحزن= شهد كيف بنعيش بدون رجوى؟ وش بيصير فينا؟
شهد بخوف= مادري..طول عمرنا نعرف إنها بتتزوج بهالشكل..بس عمري ما تخيلت حنا وش بنسوي بدونها

جلسوا كلهم على الأرض قريب من الباب...و أمهم تطالعهم من باب مدخل البيت...و كلهم داخلهم أمل مستحيل...و غبي...إنها ترجع لهم اللحين...و ينتهي هالخوف...و الضيق...


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

كان للحين جالس بغرفته...يفكر باللي سمعه...صوتها حمل قهر...و جرح...
استغرب جرأتها بكلامها معه...بتهديدها له...لكنه تذكر ذكرى أبوها اللي أكيد للحين في بالها...و اللي ياما حذرته أم مشاري منها...عشان كذا عذرها...
تنهد بضيق...و تمنى لو ما خطبها من الأساس...تذكر ملامحها...رقتها...و سحرها الجذاب...بس هالمنظر ما يشبه أبد القسوه اللي داخلها...
كان يبي يعطيها الثقه...الأمان...الحنان اللي فقدته...كان متصورها إنسانه خايفه...ضايعه بذكرياتها المره...و حاضرها القاسي...
لكنها طلعت إنسانه قويه من هالجرح...رافضه أي عطف...أو إهتمام من الصنف اللي كرهته بهالحياة...
قام يدور بغرفته...محتار باللي سمعه...و اللي بيسويه...يكمل هالخطبه...و يداوي جروحها المفتوحه...حتى لو كانت ترفض هالشي بقوه...أو يبتعد بهدؤ...و يرتاح و يريحها...لأنه باين إن كرهها أكبر من إحساس مجروح تصوره...و الدليل تهديدها باللي بتسويه...و اللي ما يتخيل وش يكون...(لو سوت في نفسها شي؟؟ و لو تركتها أنا و غصبها عمها على غيري!)


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••


دخل للبيت...و شاف وداد جالسه في الصاله لحالها...و جلس عندها...

سعود= السلام عليكم
وداد= و عليكم السلام و الرحمه
سعود بتردد= خالي يقول إن رحيل عند جدتها من أسبوع..ما تبون تروحون تشوفونها..و تباركون لها
وداد= لا
سعود= ليه؟
وداد= لأنها ما تبينا..حتى أمي اقنعتها ما تروح
سعود بضيق= ليه؟
وداد= شوف يا سعود أنا صح مابي أكون قاسيه معها..بس حنا ما قصرنا حاولنا كل هالسنين نتقرب منها..لكن هي اللي ترفضنا..هي اللي ماتبي أي شي له علاقه فينا..و لا تفكر حتى ترد على سلامنا..حتى أمي آخر مره راحت لها مع خالتي..جلسوا نص ساعه أو أكثر لين فكرت تطلع لهم..و حتى يوم طلعت سمت بدنهم بكلمتين و راحت..و لا عبرتهم..ليه أخلي أمي تروح عشان يضيق خاطرها و لا أحد يهتم بوجودها حتى جدتها مثلها..الحق على رحيل..هي المفروض تزور خالها و خالاتها مو هم اللي يجونها..و حنا ما حبتنا و لا راح تحبنا أبدا..يعني ماراح تفيدنا زيارتها بشي..إلا الضيق لها و لنا

سكت سعود...كل كلمه تقولها وداد كان معها حق فيها...بس مع كذا كان يشوف إن حتى رحيل معها حق...
هي فيها جروح...و مخاوف من سنين..ذكريات ما يدري وش تكون...وحده...و عذاب...
و تحتاج لأكثر من كلمه...لأكثر من إهتمام بين وقت و الثاني...لأكثر من فضول...أو واجب...
لكن أهله ما فهموا هالشي...و لاموها على اللي تسويه اللحين...و اللي هو رد فعل...على كل اللي عاشته قبل...


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••



كان حابس أنفاسه بقهر...و يحس بضيق...قابض يدينه على الدريكسون بكل قوه...عشان يمنع نفسه...ما يفتح الباب و يرميها بعيــد...و ينهي الجنون اللي فكر يسويه...

من ذاك اليوم اللي طلع فيه من أمه وهو معصب...و الدنيا ضايقه فيه...قهرته...و خذلته...و عطت كل أحلامه لأخوه...
وقتها جن جنونه...و ما يدري من وين طلعت له هالفكره المشئومه...ما يدري ليه تذكر زوجة وليد...و الفراش اللي قدمها له بكل سهوله...
من ذاك اليوم و الفكره في باله...و مع إنه ردد مليون مره إن هالشي مستحيل...إلا إنه راح لهالفراش اليوم يطلب حتى هو عروس...
لكن مو بنية زواج طبيعي أبدا...بس يبي يقهر أمه فيها مثل ما قهرته...يبي يساومها...إما ترجع له إدارة الشركه...أو يستمر بهالزواج...لكنه فكر بشك...(و أنا بأقدر استمر بهالزواج؟ من وحده بهالشكل! بهالمستوى!)

لف نظره لها بدون ما يلتفت عليها...و شافها و هي تطالع مع الشباك...شاف صغرها...نحولها...عبايتها الشاحبه...يدينها الجافه وآثار حرق باللون البني بوحده منها...
صد عنها و صر على أسنانه بغيض...وهو يندم على اللي سواه...و يحس بالإشمئزاز منها...بحياته ما قابل بنت بهالشكل...لو صح إنه يطلق عليها هالشي...لأنها أبعد ما تكون عن الأنوثه...و لا تمت لها بأي صله...من وجهة نظره...

رجع بخياله...للي يذكره من ملامحها اللي شافها...بنت بطول لا يذكر...نحيفه...ببنطلون أحمر واسع...وتيشيرت زيتي شاحب...برسمات بيج...ماله أي علاقه بالبنطلون لا بلون..و لا بموديل...حتى شعرها كان بحالة فوضى أكثر من لبسها...مرفوع من غير ترتيب...و الخصل المتموجه الطايره نازله منه بكل جهه...
ملامحها...ما انتبه لها...انصدم من اللي شافه و لا قدر يركز فيها...ما يذكر إلا نظراتها بإيطارها الأسود...
حاول يصبر نفسه...(لا يا أسيف..مهما صار مو لازم تتراجع..إن كنت أنا مو متحمل شكلها و وجودها عندي..كيف بتكون ردة فعلك يا أم عزيز؟)

لكنه مع كذا ما قدر يرتاح للي سواه...هو بالذات...اللي يتطلب و يتشرط في كل شي...هو اللي ما يتعامل مع أي أحد أقل من مستواه...اللحين يتزوج وحدده بهالشكل...حتى لو كان بالسر...و لا أحد بيعرف بهالشي غير أهله...لكنه ما ارتاح لهالشي أبدا...

أما رجوى فكانت للحين مو متخيله اللي سمعته...و اللي هي فيه...تحس إنها بحلم من أحلامها الكثيره...لكن حتى بأحلامها...عمرها ما وصلت لهالعز...
تأملت سيارته الفخمه...و شكله...و بكل نفس تآخذه...تمتلي رئتها بريحة عطره القويه...اللي انتشرت بكل السياره...
حاولت تتخيل السبب اللي يخليه تزوجها...تدري إن هالزواج مو بعيد عن زواج رحيل...و فيه سبب يخلي واحد بهالجمال و الكمال يفكر يتزوجها...(أكيد يعرفه أبوي من الشركه)

ما اشغلت نفسها بالتفكير...كل شي يبين مع الوقت...و مهما كانت أسبابه...هالزواج أحسن مليون مره من اللي تخيلته لنفسها...ضحكت بينها و بين نفسها...(أهم شي الوجه الحسن)

انتبهت للأحياء الراقيه اللي صاروا يمشون فيها...(والله و بتعيشين بعز يا رجه)

دخلت السياره لفيلا...كبيره...و فخمه...
مشوا بطريق مرصوف...و على الجوانب كانت أشجار صغيره...مقصوصه بترتيب...
و قفوا عند المدخل الرئيسي...و التفت يطالعها بضيق...و كره...و إشمئزاز...

أسيف= انزلي

نزلت رجوى...(شوي شوي على نفسك لا ترجع..اللي يشوفه يقول أنا اللي غاصبته يتزوجني)

طلعت معه على الدرجات الواسعه...و أول ما فتح الباب و دخلوا حست بالهواء البارد...التفتت له و شافته واقف...و الضيق...و التردد باين عليه...
كانت لحظه بس...قبل ترجع له نظرات الغرور...و التحدي...

أسيف= شيلي غطاك ما فيه أحد

نزلت غطاها و مشت معه...و دخلوا للصاله الواسعه...و انتبهت للي جالسه تطالع الشاشه الكبيره اللي أخذت مساحه واسعه من الجدار اللي مثبته عليه...(يا مين يجيبك يا شهد عند هالشاشه..والله ما تتحركين عنها)

انتبهت لهم و التفتت عليهم...يوم وقفوا قريب منها...

أم عزيز توقف بإستنكار= أسيف وش هاذي؟!
أسيف بنظرات تحدي= زوجتي

شهقت...و طالعتها بنظرات إشمئزاز...و عدم تصديق...

أم عزيز بقرف= أكيد تمزح..مو مجنون عشان تسويها!
(كملت بقهر) أسيف وش هاللي جايبها معك؟ مو قلنا بنخطب لك بنت عبدالكريم! وش اللي سويته؟
أسيف بقهر= مو بس أنا اللي رجعت بكلامي..و هاذي زوجتي و بتعيش معي هنا..و اللي مو عاجبه الوضع..يراجع نفسه و يصلح اللي سواه(التفت لرجوى) خلينا نروح لغرفتنا

مشى و راحت معه...و أمه تطالعهم بقهر...و صدمه...

••
••
••

دخلت معه لغرفه واسعه...و راقيه...بألوان البيج و الأورنج الداكن...
مشى و جلس على الكنب و التوتر باين عليه...و هي واققه تتأمل المكان بإنبهار...

التفت يطالعها بقهر...عليها...و على أمه...و على تهوره اللي بيخليه يعيش مع وحده بهالشكل...

أسيف= اسمعي
رجوى تجلس قدامه= نعم
أسيف= أبوك وش قال لك عن هالزواج؟
رجوى= ما قال لي شي
أسيف بقهر= كيف ما قال لك شي؟!
رجوى= قال لي اجهز شنطتي و جهزتها..و جاء و أنت معه
أسيف بإستحقار= و أنتي عادي عندك تتزوجين كذا؟
رجوى تبتسم= إيه وش فيه زواجنا يهبل هههه
أسيف بإستنكار= ما اعتقد فيه شي يضحك!
رجوى= عارفه..بس قلت أخفف عنك..و أنت شوي و يطلع منك دخان! ليه الأخ أول مره يتزوج؟
أسيف يعصب= ليه و أنتي تزوجتي قبل؟
رجوى= ايه خمسه
أسيف يوقف= نعم؟ خمسه!!
رجوى= مو زواج صدق...يعني أفكار بس
اسيف بقهر= كيف يعني؟؟
رجوى= يعني تخيلات و تخطيطات بس ما تمت
اسيف عصب= أنتي صاحيه؟
رجوى= وش اسوي من فرحتي فيك
اسيف= نعم!!!
رجوى= يعني من بعد أبوسعد تطلع أنت والله أمي داعيه لي
اسيف= و مين أبوسعد ان شاء الله؟
رجوى= اللي كان خطيبي
اسيف بقهر= انتي كنتي مخطوبه?
رجوى= يعني
اسيف فقد اعصابه= كيف يعني؟ مخطوبه أو لا??
رجوى= يعني انا اللي خاطبته مو هو
أسيف بإستنكار= أنتي أكيد مجنونه؟
رجوى تستهبل= مادري ما قد كشفت
أسيف بقرف= اسكتي بس واسمعيني..هالزواج مابي أحد يعرف عنه أي شي..مابي يدري أي مخلوق إنك متزوجه..فاهمه؟
رجوى= ايه
أسيف= و بتعيشين هنا و لا تفكرين تتحركين من الغرفه..فاهمه؟
رجوى= ايه
أسيف= و هالزواج بيكون زواج أبيض
رجوى= لحظه لحظه..هاذي ما فهمتها؟ أنا سمعت عن زواج متعه..مسيار..لكن زواج أبيض ماقد سمعت..و بس أبيض أو فيه ألوان ثانيه؟

طالعها أسيف بغيض...ما يدري هي خبله...أو تستخبل...لكن من شكلها...و تصرفاتها...و تصرفات أبوها...يشك إن كان فيهم ذرة عقل...أو إحساس...

أسيف بإستحقار= يعني هالزواج ماراح يدوم كثير..و ماراح تكون بيننا علاقه من أي نوع..فهمتي؟
رجوى= ولو إن هالزواج ما مر علي لا بالفقه..و لا بمسلسلات شهد بس فهمت..و يمكن ندرسه بالترم الثاني تصير عندي خلفيه
أسيف يتأفف بقهر= لا تطلعين من الغرفه لين ارجع لك

تركها و راح...وهو يحس بضيق...إذا فكر إنه مضطر يتحملها الأيام الجايه...في نفس الغرفه...(وش هاذي؟ من ايش مخلوقه؟ مبسوطه و مرتاحه ما كأنها مبيوعه علي..و برخيص بعد! وش هالناس اللي تورطت فيهم؟ كيف أنزل لهالمستوى؟)

••
••
••

بعد ما طلع من عندها...وقفت...و رجعت تتأمل الغرفه بفرح...راحت تتفحص كل شي فيها...الدواليب...و التسريحه...و الشاشه الكبيره...و الكنبات...
وقفت عند السرير الواسع...و رمت نفسها عليه...و صارت تتقلب عليه و هي تضحك...(أنا متزوجه! و بأعيش هنا! أبوووك يالعز والله و نفعني أبوي أخيرا)

تذكرت زوجها و ملامحه الوسيمه...و طرى على بالها أبوسعد...و ضحكت...(والله احسه باذنجان مخلل قدام هذا...صح وش اسمه؟!)

قامت من السرير تكمل جولتها الإستكشافيه...و فرحت و هي تشوف الثلاجه الصغيره...راحت و فتحتها...و أخذت لها بيبسي تشربه...

و راحت للشباك الكبير اللي كان ممتد من الأرضيه للسقف...وقفت تتأمل الحديقه...اللي يطل عليها...


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

بعد المغرب...كان جالس بمكتبه يراجع القرارات اللي بين يديه...و حس بأحد يدخل عليه...رفع نظره بضيق يشوف مين اللي دخل عليه حتى بدون لا يطق الباب...لكن إبتسامته اتسعت وهو يشوف أسيف...
قام من كرسيه و راح يسلم عليه...و جلس معه...

وليد= حمدالله على السلامه
أسيف= الله يسلمك
وليد= لك أسبوع راجع من السفر..توي أطري على بالك؟
أسيف بضيق= يعني ما قال لك وافي على اللي صار؟
وليد= قال لي..وش ناوي تسوي؟
أسيف= فكرت اترك الشركه بس غيرت رأيي
وليد= زين غيرت رأيك..كذا ماراح تستفيد شي إذا بعدك و تركت له الحلال كله..بس أمك ليه تعطيه اسهمها؟ مو كانت تبيك أنت تمسك الشركه؟
أسيف بقهر= آخرتها بتصير لي..غصب على الكل
وليد= في بالك شي تسويه؟

سكت أسيف...تردد يقول له عن اللي سواه اليوم...لأنه هو نفسه مو متأكد لو كان بيستمر فيه...حتى إنه قال لفراش وليد ما يجيب هالسالفه لأحد أبدا...حتى وليد...

أسيف= أكيد بألقى حل..و أنت وش هالزواج اللي طلع فجأه؟
وليد= عشان أمي..لو علي أنا عادي تكفيني لولوه..بس هي تحس إنها ظالمتني بهالزواج
أسيف بإستحقار= و هالزواج اللي ورطت نفسك فيه أرضاها؟
وليد= البنت ما فيها أي عيب يعترضون عليه..و إن كان على مستواها ما يهم..اللحين صارت زوجتي و الكل بيشوف مستواها من مستواي..أهم شي تكون مريحتني أنا
أسيف= و زوجتك ما زعلت من هالزواج؟
وليد ببرود= زعلت بس بترضى..لأنها ماراح تشوف بزواجي الجديد شي متغير عليها و لا إهتمام يثير غيرتها

سرح أسيف يفكر باللي يسمعه...يحسد وليد على سيطرته على اللي حوله...بزواجه من مرة أخوه...أخذ كل أسهمها...و أملاكها و صار الوكيل عليهن...و حتى يوم تزوج عليها ما خسر هالشي...عكسه هو...اللي سافر و يحسب كل شي صار بين يديه...و رجع لقى الدنيا مقلوبه عليه...


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••


بعد ما تغدت لحالها بالجناح...نامت للمغرب... و من يوم صحت و هي تدور بالمكان و تتفحص...لكنها أخيرا جلست في الصاله و فتحت التليفزيون...و صارت تقلب في القنوات بدون إهتمام بس عشان يمر الوقت...

سمعت أحد يطق عليها الباب...توقعته الخدامه...لأنها استبعدت إن ذيك المغروره تكلف على حالها و تجي لها...

رحيل= ادخلي

التفتت للباب اللي انفتح...و ابتسمت بدون شعور و هي تشوف وديان...هالبنت بعيونها إنكسار..و وحده...و حزن...قدر يحرك حتى قلبها الجامد ناحيتها...

وديان= مبروك السكن الجديد..نور البيت بجيتك
رحيل تسلم عليها= هلا وديان..وش أخبارك؟
وديان= الحمدلله بخير
رحيل= اجلسي
وديان= لا أنا بس جيت أعطيك هدية البيت الجديد..و آخذك معي نتعشى معهم

انتبهت رحيل للعلبه اللي معها...و أخذتها منها...

رحيل= مشكوره
وديان= إن شاء الله تكون على ذوقك

ابتسمت رحيل إبتسامه باهته...و هي ما تتخيل وش ممكن يكون ذوقها...حتى بينها و بين نفسها...عمرها ما سألت نفسها...هذا يعجبها أو لا...وش الحلو...وش الأحلى عندها...

وديان= يله نروح؟
رحيل= يله

نزلت معها...و طلعوا من الفيلا...و هي ما تشوف للولوه أي أثر...

رحيل= لولوه بتجي للعشاء معنا؟
وديان= مادري..دقت عليها جدتي بس ما قالت بتجي أو لا
رحيل= و وليد؟
وديان= وليد مع جدي اللحين
رحيل بفضول= من أول ما جاء راح للبيت الكبير على طول؟
وديان تبتسم= ايه..كنت في الحديقه و شفته....اممم ما شفتي لولوه؟
رحيل= شفتها أول ما وصلنا..بس ما تكلمنا مع بعض
وديان= لا تهتمين فيها..على بالها إنها بتملك وليد لها لحالها

دخلوا للصاله...اللي كانت فيها أمه...سلمت عليها رحيل و جلست...

أم خالد= وش أخبارك يا رحيل؟
رحيل= تمام
أم خالد= و أخبار جدتك؟
رحيل= الحمدلله بخير

جلسوا يسولفون...و رحيل تطالعها بتفكير...كانت بعمر جدتها تقريبا...لكن أكيد فرق كبير بين عيشة كل وحده فيهم...أم خالد باين إنها إنسانه تعيش براحه...طول عمرها عايشه بعز...بين عيالها و زوجها...كل شي تحتاجه و تبيه كان عندها...عكس جدتها اللي عاشت بوحده...انحرمت من أهلها بدري...و من زوجها...حتى بناتها كل وحده عاشت مع زوجها بعيد عنها...و اللحين حفيداتها بعد أبعدوهم عنها...طول عمرها هي اللي تهتم بنفسها و فيهم...و لا قد ذاقت الراحه...و العز...

رجعت تسمع كلام أم خالد بصمت...مع إنها كانت تتكلم عن ناس ما تعرفهم رحيل...لكن ما كان عندها أي حوار ثاني ممكن تفتحه معها...إلا في بعض الأحيان اللي تتكلم فيها مع وديان...

جت لهم الخدامه تقول لهم إن العشاء صار جاهز...و قاموا كلهم...و هناك شافت رحيل أبوخالد و وليد جايين بعد...سلمت على عمها بتوتر...هو مثل ولده تحس بحضورهم إنها متلخبطه...و ما تعرف تتصرف...أو تتكلم...
التفتت لوليد...و بهتت فيه يوم شافته يبتسم لها...كانت المره الأولى اللي ترق لها ملامحه الجامده بهالشكل...حست إن كل عروقها تنتفض...و مشت لا إراديا له...و جلست جنبه...

وليد بهمس= فكي هالجمود..و لا تنسين تبينين لأهلي إننا متفقين مع بعض

انصدمت من كلامه...و جلست بشرود...و هي تعرف ليه كان يبتسم لها من ثواني...و حاولت ترسم على شفايفها ابتسامه تخفي الخيبه اللي داخلها...

أبوخالد= إن شاء الله أعجبك البيت يا رحيل؟

رحيل تهز راسها بمعنى ايه...و هي تكح...حست إن حلقها جاف...و ما قدرت تتكلم...وليد يطالعها بإهتمام...متأكده إنه مصطنع...و يصب لها كاس مويه و يمده لها...

وليد بإبتسامه= رحيل خجوله شوي..و كلامها قليل..بس مع الوقت بتتعود عليكم إن شاء الله
روان تدخل= و عشان كذا اخترتها؟ تبي وحده ما تزعجك بكلامها..و طلباتها
وليد يبتسم= أجل آخذ وحده مثلك..الله يعينه اللي بتكونين من نصيبه
روان بغرور= أمه داعية له

قالت هالكلمه...و هي تسلم على رحيل ببرود و لا مبالاه...لكن رحيل ما اهتمت لها...

انتفضت و هي تحس بيده على يدها...

وليد= وين سرحتي؟
رحيل تتلعثم= لااا..معكم
وليد بإهتمام= كولي و لا تسرحين على الأكل..حبيبتي

قال هالكلمه عمدا يسمع أهله...لكنه ابتسم و كأنها طالعه بعفويه...و هي مع إنها متأكده إنه يمثل...إلا إنها ارتبكت...
لكنها نهرت نفسها بقوه...و حاولت تركز بكلامهم و ترد عليهم بثقتها المعتاده...ماراح تطلع بمنظر الغبيه...لا قدامه...و لا قدامهم...
مع إنه ما جاء لها مجال تتكلم بعد هاللحظه أبدا...أغلب الكلام كان لوليد و أبوه...عن أشغالهم...و روان و أمها يتكلمون عن معارفهم...هي و وديان الوحيدات اللي جالسين بصمت...نفس آخر مره تعشت فيها معهم...
طالعت وديان بإستغراب...تعرف ليه مو مهتمين فيها هي...لأنها مو من العائله...و لا من مستواهم...بس عشان وليد اتقبلوها...لكن وديان حفيدتهم...ليه تحس بهالبعد بينها و بينهم...


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••


طلعت وفاء للحديقه...و شافت حياة جالسه و سرحانه...وقفت تطالعها بتردد...من أسبوع و هي تحاول تكلمها باللي قاله الدكتور لها...بس ما جتها الجرأه...ما تعرف كيف تبدأ معها الموضوع...تخاف تضايقها...تكره تكون هي سبب بضيقتها...خاصه و هي تشوفها بهالهدؤ...و لا كأن شي صار...(هذا الكبت اللي يقول عنه؟ أو أنا كبرت الموضوع و هي ممكن تتقبل هالشي؟ لكن الضيق اللي كان يصير فيها من ايش؟)
تذكرت بسام و كلامه...تأخرت عليه كثير...و تخاف يخف حماسه لو تأخرت أكثر...

تقدمت من عندها و جلست...لكن حياة ما حست فيها...كل تفكيرها بنواف و اللي قالته له...و وش ممكن تكون ردة فعله...اللي تبيها...أو اللي تخاف منها...(مادري ليه حاسه إنه بيسوي اللي أبي..اللي سمعته عنه يخليني اتأكد إنه ماراح يستمر بهالزواج..بس كيف بيلغي الخطبه؟ بأي سبب؟ ولو أهله ما وافقوا؟؟)

طلعت من أفكارها...على صوت وفاء...و انتبهت إنها جالسه عندها...

حياة تبتسم= بسم الله ما حسيت فيك!
وفاء= اللي آخذ عقلك؟
حياة= ..........
وفاء بتردد= حياااة..ممكن اسألك سؤال؟
حياة= اسألي
وفاء= أخاف اضايقك
حياة عرفت سؤالها= اسألي و لا يهمك
وفاء= أنتي رضيتي بالخطبه؟
حياة بضيق= طبعا لا
وفاء= بس..بس أنتي هاديه و....(ما لقت شي تقوله)...
حياة= لأنه عندي إحساس إن هالخطبه ماراح تستمر
وفاء بإستغراب= ليه؟
حياة= مادري مجرد إحساس..و هذا اللي مريحني

طالعتها وفاء بإستغراب...و سكتت...تدور شي تقوله تفتح معها موضوع كرهها للرجال...و تشجعت و تكلمت...

وفاء= بس نواف الكل يمدح فيه و نعرف أهله و ....
حياة تقاطعها= وفاء أنا مابي اتزوج لو كل الناس مدحوا فيه
وفاء بحذر= ليه؟ (و بصوت أقرب للهمس) ليه هالكره؟

حياة التفتت تطالعها بتأمل...و سكتت فتره...شكت وفاء إنها بتنفجر بعدها...لكنها تفاجأت و هي تشوفها تبتسم بمحبه لها...

حياة= وفاء أنا عارفه وش تبين توصلين له..عارفه وش تبين تقتنعيني فيه..بس صعب..من سنين و أنا احسدك على هالطيب اللي بقلبك..على تحملك..و تسامحك..بس أنا ما أقدر أكون مثلك..ما أقدر انسى و مابي انسى و مستحيل انسى..و اللي يعافيك يا وفاء هالطاري لا تفتحينه مره ثانيه..و لا تخافين علي..أنا أعرف وش اللي فيني و أعرف كيف ارتاح منه مهما كان

ابتسمت وفاء بإعتذار...و هي تحاول تحبس دموعها...حياة تعرف كل اللي فيها...و للحين مأثر عليها...لكنها مثل ما تقول مسيطره عليه...تعجبت من هالقوه...و تدعي ربها تدوم...تخاف تشوفها منهاره مثل ذيك الأيام...(مستحيل أقدر أساعدها..كيف و هي أقوى مني بشعورها..متماسكه..و مسيطره على نفسها)


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••


كانت تتمشى مع وديان في الحديقه...من بعد العشاء...اللي تفرق الكل بعده...وليد و أبوه اختفوا في مكتبهم...و أم خالد راحت تنام...و روان طلعت لغرفتها...و لا اهتمت تجلس معهم...

قالت لها رحيل عن جدتها و البنات...عن سوالف رجوى...و تعليقات حياة...

وديان= وبنات عمك؟ سمعت إنك لك أعمام؟
رحيل بجفاء= ما أحبهم..و لا أبي اتكلم عنهم
وديان تبتسم بتفهم= على راحتك
رحيل= و أنتي كيف علاقتك بروان؟
وديان= عاديه..ما نكره بعض و لا نحب بعض..بس إهتمامتنا و شخصياتنا مختلفه...مع إننا كنا قريبين لبعض بالحيل يوم كنا بالثانويه مع بعض..بس...(سكتت شوي) بعدين...ابعدنا عن بعض
رحيل= و..و..لولوه كيف علاقتك فيها؟
وديان= عاديه بعد..ما بيننا كلام كثير..هي كل إهتمامها بوليد و عيالها و جدتي و جدي..عشان مصلحتها..مع إنها تنسجم أحيانا مع روان طبعا إذا كان بينهم مصالح مشتركه..أو حفله بيروحون لها..أو زواج
رحيل وقف قلبها= وليد له عيال؟!!
وديان= لا..هم عيال عمي الله يرحمه..زوجها الأول
رحيل تتنفس براحه= ما شفتهم!
وديان= عند جدتهم..أم لولوه..عندها بنت بثاني ابتدائي اسمها ريما..و بنت عمرها أربع سنين ديمه
رحيل= وش قالت يوم عرفت بزواج وليد؟
وديان= زعلت و راحت لأهلها..على بالها وليد بيراضيها لكنه ماراح لها..بس جدتي راحت و ترضتها و مادري وش جابت لها هديه..حتى جدي دق عليها
رحيل= لهالدرجه يحبونها؟
وديان= مو كله حب..هم أصلا زوجوها وليد بس عشان ما تآخذ عيالها و تروح عننا..جدتي يبي أحفاده كلهم حواليه


رحيل= تأخر الوقت..خلينا نروح ننام
وديان= إذا كان وليد مو عندك تعالي هنا..أنا دائما اجلس في الحديقه
رحيل= إن شاءالله بكره أشوفك
وديان= تصبحين على خير
رحيل= تلاقين خير

تركتها رحيل...و راحت لبيتها...و وديان جلست تتأمل الحديقه للحظات قبل تتنهد بضيق و كل ذكرى لها فيها تمر على بالها...

دخلت للفيلا...و طلعت فوق...مرت من عند غرفة روان و هي تسمع ضحكها و هي تسولف بالجوال مع وحده من صديقاتها...

دخلت لغرفتها...و راحت للابتوبها...جلست تطالعه بشرود للحظات...قبل تاخذه و تتسند على الوسايد في سريرها...و تفتح ايميلها...فتحت صفحة ارسال جديده...و هي تبتسم بحزن...و تغرق عيونها بالدمع...تنفست بعمق و هي تغمض عيونها بقوه...عشان تقدر تشوف من الدمع اللي غشى نظرها...و كتبت له...للمره الألف...

الحياه في بعد احبابك اذا جف الوصال
تعيشها لو تقتنع انك خلاص اصبحت ( ميت !!)
يا صاحبي لو كل شي يمر بالخاطر يقال
ما كانت العبره تــــولجني اليامنك طريت ؟!
شفني قدرت احبس دموعي بس ( دمع القاف ) سال
ويا كبرها ساكت ولكن داخل اوراقي بكيت !!
عمر الحكي ما كان دافي لاابتدى بقولة تعاااال
لجل اتجاهل رجفة حروفي اليامني حكيت ..
الحال في بعدك قسم بالله ما اسميه حال
انوي على الضحكه واحس كلي خطا لاني نويت ؟!
اتصور انك من رحلت اشوفك لجسمي ظلال
لا شفته امشي ببتعد واثره معي مهما مشيت !!
مدام يعني في بحرك لفرحتي مليون جال
وش فيه موجك ما ركد ؟ قربت اموووت وما رسيت ..
يرضيك ما عادت معي تفرق اذا جالك مجال
لاني اقتنعت انك نهايه واني ببطي ما بديت !!
صرت ( اعقد حجاجي ) اذا جابوك باطراف الجدال
وانا قبل لاقالوا اسمك كني : ميت ثم حييت ..
حتى وانا تخيل حشمتك ! لن قلبي لا يزال
يكرر اسمك داخل اعماقي بنبضه لا سهيت ..
قلي شسوي فيك ؟ وانت بداخلي اصدق مثال
للحب واحساس القصيد ان عانق الليل وسريت ..


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

رجع أسيف للبيت متأخر مايبي يشوف أمه...
لكنه وقف لحظات عند باب غرفته...ما يبي يدخل...
راح اليوم لكل واحد يعرفه...بس عشان ما يرجع للبيت...و كان ناوي ينام في شقة وافي...لكنه خاف أمه تحس إن هالزواج مو حقيقي...و ترتاح من هالتهديد...
مع كذا ما كان قادر يدخل و يشوفها...يجلس وقت طويل معها...ما يحب يختلط بناس من هالأشكال...كيف وحده مو صاحيه مثلها...
يحس بضيق و كره...لكنه مجبور يتحمل أو بيخسر كل شي...

فتح الباب و دخل...و عيونه تدور في الغرفه تدورها...تقدم خطوات...و عصب وهو يشوفها نايمه على آخر السرير...
قبل يروح لها...انتبه لعلب العصير و البيبسي...اللي تاركتها على الطاوله...تأفف بقهر...و راح وقف عندها...
و بقرف هزها برجله...

أسيف= هيـــه..أنتي

رجوى حست بنفسها...و فتحت عيونها و شافته...و اللي قهره أكثر إنها ابتسمت يوم شافته...
جلست و هي تتثاوب...و تتمطط...

طالعها أسيف بقهر...و إشمئزاز...وهو يطالع شعرها المحيوس اللي ما كلفت على نفسها ترفع يدها ترتبه...

أسيف بقرف= قومي دوري لك مكان تنامين فيه..و لا أشوفك على السرير مره ثانيه...و رتبي هالفوضى اللي أنتي مسويتها..هنا مو مثل الحضيره اللي جايبك منها..هنا ترتبين نفسك و المكان اللي أنتي فيه و تحاولين تعيشين مثل الأوادم
رجوى توقف= الحضيره اللي كنت فيها على الأقل عندهم أكل..و إلا أنتم يا لآوادم ما تآكلون..خلاص اعتبرني عنز عندك و اعلفني..جوعاااانه

تركته و راحت تجلس على الكنب...وهو يطالعها بقرف و صدمه من كلامها...و يحاول يصبر نفسه...و يقتنع بفكرة إنه يعيش مع وحده بهالشكل بغرفه وحده...

رجوى= هيه..أنت يا شخص..قلتلك ميته جوع..كنت بآكل الشراشف من الجوع..أبي أكل
أسيف بعصبيه= خلاااص اسكتي..بتآكلين

طلع من الغرفه بغيض...مو متحملها...لا شكلها...و لا كلامها...و لا هبالها...
وقف عند الدرج...و صرخ يطلع القهر اللي فيه...

أسيف= رووووووووز

لحظات مرت...قبل يشوفها ترقى الدرج بسرعه...و توقف قدامه...

أسيف= جيبي عشاء..و كل يوم تطلعين فطور و غداء و عشاء للي بغرفتي..يلــــه

تركته و نزلت...و هو رجع للغرفه...لكن خطواته ما طاوعته يكمل...وقف يطالع بابها دقايق...وهو يتنفس بعمق...يحاول يتمالك نفسه...و يجمع صبره...

دخل للغرفه...و غمض عيونه بقرف وهو يشوفها تشرب من العصير اللي كان مفتوح على الطاوله...طالع شعرها الطاير...ملابسها المكسره و الباليه...يستغرب كيف وحده تعيش بهالشكل...

التفتت عليه...و هي تحك شعرها و تتثاوب...
طالعها بقرف...و راح جلس على سريره و صد عنها...

و بعد لحظات دخلت روز...و حطت قدامها صينية العشاء...و رجوى ما صدقت تشوف أكل بعد كل هالجوع اللي حسته...صارت تأكل بشهيه مفتوحه على الآخر...و لا همها اللي صار لها...و لا نظراته المستحقره...و لا كلامه الجارح...
كل هالأشياء تعودت عليها من سنين...من الناس...في البدايه كانت تصيح من كل كلمه تسمعها...بعدين صارت تكتم الحزن داخلها...لين تعودت و صار عندها كل اللي تسمعه عادي و ما يأثر فيها...و اللحين صار الموقف يضحكها و يسليها...حتى لو كانت هي اللي ينضحك عليها فيه...

رجوى تطبطب على بطنها= الحمدلله..ليتني بقيت شي للفطور
أسيف بقرف= شايفتنا مجاعه هنا! ما نشوف الأكل إلا مره وحده؟
رجوى= والله ما أضمنك..تروح تغطس و أنا أموت جوع..و حضرتك مسويلي حضر تجول بالمنطقه
أسيف بغيض= أنتي ما تلاحظين إن لسانك طويل؟ معي تعلمي كيف تتكلم بأدب..و ياليت لو تختصرين كلامك..و يكون أحسن لو ما أسمع صوتك أبدا...طلعي صينية الأكل على الطاوله اللي في الممر تجي الخدامه تاخذها

تركته رجوى و طلعت تحط الصينيه...(وجع يوجعه..حلو حتى وهو معصب! يااااربي أحس إني بأصير مغروره..معقوله هذا زوجي...والله لو يسب من هنا لسنه يحق له)

دخلت الغرفه...و شافته نايم على سريره...

أسيف بأمر= نظفي المكان

راحت رجوى تجمع العلب...و تمسح الطاوله...و هي تدندن بهمس...و أسيف يطالعها بقهر...(ما تحس! ما تحس..أو مجنونه؟...أشك إني أقدر اتحمل)

خلصت رجوى...و شافها توقف قريب منه...

أسيف يجلس و بعصبيه= نعـــم
رجوى تضحك= لا تخاف مو جايه اتهجم عليك..لو إنه حلال لي هالشي
أسيف يصرخ بإستنكار= أنا أوقح منك ما شفت بحياتي!!
رجوى= وين بأنام؟ يا أبو سرير!...(تقلد صوته بإستهزاء) لا أشوفك على السرير مره ثانيه

أسيف يقوم من سريره بعصبيه...و يرمي عليها وساده...و غطاء من السرير...طاحن على الأرض...

أسيف= نامي بأي مكان..و فكيني من شوفة وجهك
رجوى بإستهبال= كان قلت لي إن وجهي اللي مزعلك..البس نقابي

تركته و راحت للكنب...وهو يطالعها بكره و إستحقار...ما تخيل إن فيه ناس تعيش بدون إحساس...بدون مشاعر...بدون حتى كرامه...
شافها تنام على الكنب...و سكر الأباجوره اللي جنب السرير...و انتشر الظلام بالغرفه...

مرت دقايق طوال...وهو مجافيه النوم...يفكر بأمه...يفكر بهالزواج اللي تورط فيه...و بإشمئزاز يفكر بزوجته...و شكلها...و كلامها...


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••


دخلت للفيلا بعد ما تركت وديان...و هي تحس بالهدؤ يلف المكان...ما تدري وينه اللحين...ما تدري هو ينتظرها في الغرفه...أو قد نام...أو يكون في جناح لولوه...
كانت بتطلع على الدرج لكنها سمعت صوت لولوه العالي...التفتت على المكان اللي جاي منه الصوت...و رجعت بخطوات هاديه...راحت للمكت اللي كان بابه مفتوح شوي...و وقفت تسوي اللي ياما سوته في بيت عمها...عشان تعرف بنواياهم الحقيقيه اللي ما تظهر قدامها...و قفت تسمع كلامهم...

لولوه بعتب= و لا اهتميت لزعلي..و لا حتى اهتميت تقولي..خليتني أعرف من أهلك..أنا اللي سلمتك كل شي و خليته بين يديك..أنا اللي عمري ما حاسبتك على شي..لأني وثقت فيك
وليد بملل= لولوه تعرفين إني ما أحب هالنقاشات السخيفه..كبري عقلك..و بلى هالزعل اللي ماله داعي
لولوه بحزن= ليه تزوجتها؟ وش قصرت عليك فيه؟ وش فيها ينقصني؟
وليد يتنهد بإنزعاج= ما فيها شي يزيد عنك..ارتحتي..أنا تزوجتها بس عشان أريح أبوي و أمي
لولوه بدلع= يعني ما تحبها؟
وليد= لا ما أحبها..بالله عليك يا لولوه..كنت أظن إننا متفاهمين..و نعرف بعض زين..خلينا في شغلنا و اللي بيننا و لا تشغلين نفسك بأشياء تافهه..زواجي ماراح يغير شي عليك

سحبت رجلينها...لين بعدت عن المكتب...و أول ما وصلت للدرج ركضت بسرعه لين دخلت للجناح الخاص فيها...دخلت غرفة النوم و رمت نفسها على السرير...تراجع اللي سمعته بقهر...(دائما..دائما..إنسانه زايده عن الحاجه! إنسانه مو مرغوب فيها!)

مع إنها تعرف هالشي من يوم تزوجته...لكن إنه تسمعه يقوله لغيرها...قهرها هالشي...

حست بخيبة...و قهر...و هي تشوف حالها اللي لا يمكن يتغير...ما أحد يحبها...ما أحد يهتم فيها...ما أحد يحس بوجودها...

تذكرت حياتها...طفولتها...طول عمرها كانت تحس إنها ثقل على مرة عمها و بناتها...يجاملونها بمحبه...تختلف عن المحبه و القرابه اللي بينهم...يخافون عليها أو منها...بس مو الخوف الصادق اللي تشوفه بعيونهم على بعض...(ما أبي أرضى بالإحسان! كثير لو كنت أبي إحساس صادق؟ إحساس مثل إحساسهم ببعض...أو ما يحق لي بهالشي)
و بلوم عاتبت نفسها...(طبعا ما يحق لي..وحده انهت حياة أهلها! حكمت عليهم بالموت)

هزت راسها بقوه و هي تنتفض...تكره هالذكرى...و صارت تردد في بالها كلام جدتها...ياما قالت لها إنه قدرهم...إنه مكتوب لهم يموتون بهاليوم...إن الذنب مو ذنبها...
و هي من سنين تحاول تقتنع بهالكلام...تحاول تنسى ذاك الحريق...تنسى صوت جدتها الكره و الحاقد عليها...تنسى تصرفات عمها و زوجته...و سخرية بناتها...

لكنه راح منها كل هدؤ سكنها هالأيام...كل تغيير حست فيه...كل راحه و أمل ظنت إنها بتعرفهن بيوم...
و رجعت القساوه لقلبها من جديد...رجع لها الحقد...و الكره...أقوى...
مو مهم من تكره...لكن فيها غيض لو وزعته على الدنيا ملاها سواد...و وحشه...

التفتت على صورته اللي كانت على الكومدينه...و وجهت كل هالأحاسيس الغاضبه لوليد...اللي حقرها...و استخف فيها...اللي جابها تحفه ترضي أهله...و لا تزعل زوجته...(زين يا وليد..من اليوم بتشوف رحيل على حقيقتها..بأخليك تكره الساعه اللي شفتني فيها..دنياك اللي على بالك مسيطر عليها بأقلبها لك..بتتعلم كيف تسمع كلمة لا..بتشوف عناد رحيل و قلبها الأسود..بتشوف شي عمرك ما تتخيله....لين يكون حلك الوحيد إنك تتخلص مني)

قامت بنظرات جامده...بأحاسيس مشتعله قهر...متلهفه لإنتقام...و بدلت ملابسها و قفلت الغرفه...و نامت...


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••


صحت و هي تحس بالبرد يدخل عظامها...شدت الغطاء و دفنت وجهها فيه...لكن مع كذا ما دفت لأن الغطاء كان خفيف...(طططط برررد..هذا الشتاء؟ وش جابه اللحين؟)

طلعت وجهها من الغطاء...و هي تراقب الظلام اللي حواليها... و بحقد...(ول عليييه مو مكيف..كأني مصيفه بسيبيريا...لا لا إن جلست كذا بأقلب بطريق)

قامت من الكنب اللي هي جالسه عليه و هي ترتجف...و راحت وقفت عند سريره...شافته نايم و متهني...و سحبت الغطاء من فوقه...و راحت تتغطى فيه و تكمل نومتها...

بعد دقايق...حس أسيف إن ما عليه غطاء...مد يده يتلمس السرير لكنه مالقى شي...صحى و شاف نفسه بدون أي غطاء...شغل الأباجوره اللي جنبه...وهو يطالع تحت السرير...
لكنه أول ما رفع راسه شاف الغطاء على الكنب...و هي راميه غطاها على الأرض...صر على أسنانه بغيض...وهو يتمالك أعصابه غصب...هالبنت فيها وقاحه ما قد شافها بحياته...
كان بيقوم يطلع فيها كل غيضه...لكنه ما كان طايق يشوفها...أو يسمع صوتها...و يتذكر هالزواج اللي رمى نفسه فيه...
عشان كذا قام و بدل ملابسه و طلع من الغرفه...و البيت كله...عشان يرتاح...


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••


صحت و هي حاسه بضيق...بعد نوم متقطع...و كوابيس...
ذكرها هالإحساس بأيامها في بيت عمها...نفس الملل...و الكآبه...نفس الإحساس المؤلم البارد اللي يملأ قلبها...(هنا ما يفرق عن بيت عمي..هنا إنسانه زايده عن الحاجه..و هناك زايده)

قامت من سريرها و هي تسمع الآذان...و راحت تصلي...بعدها حست بعطش و طلعت تشرب ماء...

شافت ورقه صفراء ملصقه على الباب...و قرت المكتوب فيها...
[ليه قافله الغرفه..بعدين احاسبك عليها..أنا مسافر أسبوع..لا تنسين اللي اتفقنا عليه..و لا تروحين لجدتك خلي أهلي يشوفونك في البيت..ما أبي أي مشاكل]

أخذت الورقه و قطعتها بقهر...(لا تخاف يا وليد المشاكل تنتظر رجعتك عشان تبدأ)

انتهى البارت

dali2000 12-07-09 04:20 PM



.•.°.•?•n|[?الــبــــــارت الـثـــالـثــ عـشـــر?]|n•?.•.°.•


•• بـعــد يـومـيـــن ••


طلعت رحيل من الجناح...و وصلت للدرج...كانت بتنزل لكنها وقفت و هي تشوف لولوه و بنتها ريما في الصاله...وقفت تطالعهم بكره و هي تشوفها ترتب شعرها و تبوسها...قبل تروح البنت مع الخدامه...

كانت بترجع لين تروح لولوه...لكنها غيرت رأيها...(و ليه اتخبى؟ البيت بيتي مثل ما هو بيتها..ولو شوفتها لي تضايقها..خليها تضيق احسن)

نزلت الدرج...و لا فاتها الضيق اللي بان بوجه لولوه أول ما شافتها...كانوا قليل ما يتقابلون مع بعض...طول هاليومين اللي غاب فيهم وليد و رحيل ما تترك جناحها...إلا إذا جت لها وديان و أصرت تآخذها معها للفيلا الكبيره...و هناك ما تشوف غير أم خالد...اللي احتارت تكرهها أو تحبها...لأنها لا كانت طيبه معها و لا شريره...بس كل أسئلتها كانت عن وليد...كيف تعامله...هو مرتاح...هو مو ناقصه شي...فكرت بحقد...(ما كأن هالوليد آخذ حقه بهالدنيا و زياده)

وصلت عند لولوه...و ردت عليها نظراتها بنظرات كارهه...و بارده...

لولو بغيض= الناس لا دخلت تسلم!
رحيل بسخريه= و اللي ما يبي يسلم؟ بذمتك تشوفين بيننا علاقه تتحمل سلام
لولوه بدلع= والله إذا أنتي تكرهيني و حاقده علي..أنا عادي..وجودك من عدمه ما يهمني
رحيل تطالعها بكره= خلاص أجل سوي نفسك ما شفتيني..و الهي باللي يهمك
لولوه تروح= طبعا بألهى فيه و اعطيه كل وقتي..الله يخليه لي

طلعت و هي تدق بجوالها...و اللي سمعته رحيل قبل تختفي عنها...

لولوه= هلا عمري

طالعتها رحيل بحقد...و راحت للمطبخ...شافت الخدامه هناك...

رحيل= ساندي طلعي لي الفطور في الحديقه

و طلعت للحديقه يمكن الجو يفتح نفسها للأكل...و أول ما شافت وديان ابتسمت...تحس بإستغراب من راحتها لهالبنت...أول وحده تدخل قلبها من بعد جدتها و بنات خالتها...و دخلته بسرعه...
يمكن لأن في عيونها حزن...و وحده...و فراغ...يعكس اللي هي نفسها تحس فيه...أو لأنها تحس بإهتمامها الصادق ناحيتها...
و جلسوا يفطرون مع بعض...


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••


صحت رجوى من نومها على فراشها...اللي فارشته على الأرض...تلفتت في الغرفه...و كالعاده...زوجها مو موجود...
قامت تتمشى في الغرفه و هي تسحب رجلينها...عشان يطير النوم منها...تحس بخمول و كسل من كثرة النوم اللي ما تعودت عليه...و راحت تغسل...

طلعت و شافت الخدامه اللي تجي كل صبح تلم فراشها عن الأرض...و تجيب لها الفطور...
جلست تآكل...و هي تتأمل الغرفه...أول ما دخلتها ما صدقت إنها بتعيش فيها...كانت متحمسه...و فرحانه...و تحس إنها بتعيش مرتاحه...لكنها بدت تمل...ما تعودت على هالحياة الساكنه...و الأوقات المتشابهه...ما تعودت تجلس كل هالوقت ما تكلم أحد...و زوجها ما تشوفه إلا دقايق...و حتى لو كان فيه...ما يرضى يكلمها...أو حتى يرد عليها...هو حتى ما يلتفت يشوفها إذا كلمها...

(زودها غريب الأطوال هذا! أنا مو كلب يحبسني عنده..مليــــت)

و طالعت الباب للحظه...قبل تقوم و تطلع برا الغرفه...اللي من يومين دخلتها و ما طلعت...
صارت تمشي و تتأمل كل شي بالممرات...لين وصلت للدرج...نزلت للدور الأرضي...و شافت البيت الواسع...يلفه الصمت و لا كأن أحد يسكنه...(وينهم؟ يمكن يدرسون أو يداومون؟ باللي ما يحفظهم..خلينا نكمل الجوله السياحيه)

صارت تفتح الغرف و تتفرج على المجالس الواسعه...لين وصلت للمطبخ...دخلته متوقعه أحد من الخدامات فيه...لكن حتى المطبخ كان فاضي...(يمــه لا يكون اختفوا؟ والله وناسه يصير هالبيت كله لي..أضيع نفسي فيه)

شافت الثلاجه...(واااو مو ثلاجه هاذي! حشى مخزنين فيها أكل لسنه قدام)

فتحتها و وقفت عندها...تآكل من كل شي تشوفه...سكرتها و هي ترتجف..(برررد)

راحت شافت الدروج الكثيره...و من الفضاوه صارت تفتحهن و تشوف كل اللي فيهن...فتحت درج و شافت فيه شيبسات...و بسكويتات...(هذا الفرع الثاني للبقاله!)

أخذت لها شيبس...و علبة بسكويت فتحتها و صارت تآكل منها...
ملت من المطبخ...و قررت تطلع تدور الحديقه اللي شافتها يوم تدخل معه...
كانت تمشي و هي ماليه فمها بسكويت...و ضربت بأحد...توقعته من الخدامات...لكنها أول مارفعت نظرها...شافت رجل يطالعها بإستغراب...
شهقت و هي تشوفه قريب منها...و شرقت...صارت تكح بقوه...و هي تحس إنها بتختنق و مو قادره تآخذ نفسها...

أول ما شاف حالتها...ركض بسرعه لداخل المطبخ و جاب لها كاس ماء...مده لها...و أخذته بيدين مرتجفه...
طالعها بقلق...وجهها أحمر...و دموعها نزلت من عيونها...هدت شوي...و صارت تقدر تتنفس لكنها للحين تكح...و شكلها توها تحس بنفسها...طالعته للحظه...قبل تركض برا المطبخ...

وقف يطالع الباب بإستغراب...ما يعرف مين هاللي شافها...ابتسم وهو يشوف بسكويتها و شيبسها طايحات على الأرض...نزل ياخذهن و يطالعهن...يتذكر شكلها البريء...شعرها الفوضوي...ملابسها الباليه...(مين هاذي؟! غريبه ألقى في بيت أمي وحده بهالشكل؟)

نزل أغراضها على الطاوله...و طلع من المطبخ...جلس في الصاله و دق على أمه يقول لها إنه وصل...

••
••
••

في الغرفه...دخلت رجوى و هي للحين تلهث و كل شوي تكح...حست إن حلقها جف من كثر ما كحت...و راحت للثلاجه طلعت لها ماء و جلست و هي تشرب...(مين هذا؟ و أنا من غبائي نزلت و أنا مادري البيت فيه رجال غير هاللي أنا متزوجته)


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

استأذنت من الأستاذه اللي كانت عندهم...و طلعت من المحاضره...نزلت الدرجات الطويله بسرعه...و هي تتلفت تشوف البنات القليلات المنتشرين بالممرات...و تتمنى تكون ساميه و شلتها في محاضرتهم و ما تلقاهم في مكانهم...

وصلت للمكان و هي تبتسم براحه...و هي تشوف طاولتهم فاضيه...حتى المكان حواليهم ما كان فيه أي بنت...تقدمت و عيونها مركزه على شنطة ساميه اللي شافتها معها الصبح...تقدمت من الطاوله بسرعه...و عيونها تراقب المكان...طلعت من جيبها الشريط اللي سحبت عليه كل التسجيلات اللي بجوالها لوافي...و حطتها بشنطتها مع ورقه...كتبت فيها رساله صغيره تحذرها منه...

و راحت تركض و هي تتنهد براحه...و جلست بمكانهم...و طلعت من شنطتها جوالها...و دقت عليه...

وافي= يا صباح ما بعده صباح
حياة= كل هالفرحه عشان دقيت عليك!
وافي= هو صحيح إنك مغروره حبتين إلا حبات كثار..بس وش نسوي القلب و هواك
حياة تكتم قهرها= زين وش رأيه هالقلب لو شافني اليوم؟
وافي بفرح= والله؟!
حياة= ايه
وافي= يعني بأشوفك..بأشوفك
حياة= وش رأيك أنت؟
وافي= ما بعد هالفرح فرح..(و بلهفه) متى؟ و وين؟
حياة= متى؟ اعزمني على العشاء..بس وين بأخليها عليك
وافي= من عيون وافي و قلبه..اليوم بتعيشين يوم ما فيه بعده
حياة= نشوف و نحكم

كلمته شوي بعدين سكرت...و هي تدعي ربها إن ردة فعل ساميه تكون سريعه...و تقلب كل شي على راسه اليوم...و تريحها من تقديم الأعذار عن هالمقابله...


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••


كان جالس في الصاله يهز رجله بملل...له نص ساعه من يوم دق على أمه و للحين ما نزلت...لكنه تنهد براحه وهو يشوفها تنزل الدرج...بكامل أناقتها...و مكياجها على الصبح...ما يدري ليه ابتسم وهو يتذكر البنت اللي شافها من شوي...عكس طلة أمه بكل شي...بس مع كذا كانت حلوه...
وصلت أمه و جلست قدامه...

عزيز= صباح الخير يمه
أم عزيز= صباح النور..وش أخبارك؟
عزيز= الحمدلله بخير
أم عزيز= و فحوصاتك الأخيره وش أخبارها؟
عزيز يطالعها للحظه بصمت= الحمدلله..(يغير الموضوع بسرعه) جبت لك الأوراق اللي محتاجه توقيعك..للحين عند رأيك؟
أم عزيز= ايه و ليه أغيره؟
عزيز= عرفت إن أسيف رجع..وهو كان يبي رئاسة الشركه
أم عزيز= أسيف للحين ما عرف الشغل زين عشان نسلمه رئاسة الشركه..خله اللحين بمنصبه اللي هو فيه و أنت علمه على الشغل
عزيز بإستغراب= و بيوافق على هالشي؟
أم عزيز= ما عليك منه..أنا اتصرف معه..مادري كيف يبيني أوثق فيه و اسلمه رئاسة الشركه وهو للحين يتصرف مثل الأطفال
عزيز= ليه وش سوى؟
أم عزيز= يوم عرف إني سلمتك رئاسة الشركه عشان يقهرني راح و تزوج لي وحده من الشارع مو معروف لها شكل و لا فصل..(و تكمل بإستنكار) البنت كأنها شحاده! مادري كيف مستحمل يشوفها و لا من وين طلعها

كملت شكواها...لكنه ما كان يسمعها...تذكر البنت اللي شافها من شوي...و عرف إنها هي زوجة أسيف...الوصف اللي تقوله أمه...ينطبق عليها...مع إنه ما كان يشوفها بهالشكل...لكن أسيف أكيد يشوفها مثل ما تقول أمه...و استغرب هو بعد كيف أسيف تزوجها...


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

دخل نواف عند أمه...و شاف أم مدى و مدى عندها...سلم عليهم و جلس...و الضيق باين على وجهه...

أم نواف= خير يمه؟ وش فيك؟
نواف يتنهد= أنا قلت لأبوي إني أبي افسخ خطبتي من حياة

انصدمت أمه...و شهقت أم مدى...

أم مدى= ليه؟ أنت مو شفت البنت و اعجبتك..و رضيت على كل شي فيها؟؟
نواف= صح...بس..بس..مو مرتاح لهالزواج
أم مدى بقهر= نواف حنا خطبنا البنت! وش تبينا نقولهم اللحين بعد ما شفتها؟ والله ولدنا هون؟!
نواف= أنا بأكلم عمها..حتى أبوي رفض يقوله
أم نواف بحزن= يا ولدي لا تستعجل..لا تضيعها من يدك..و الله حياة ما تتعوض..و أهلها و النعم فيهم
نواف= ........
أم مدى بشك= نواف أنت مو من عادتك ترجع بكلامك بهالشكل؟ ليه؟ أنت سامع عنها شي؟
نواف= لا..لا تظنين بالبنت شي شين..البنت ما فيها عيب بس أنا ما أبيها
أم مدى بقهر= أجل ليه ما خليتنا نخطب لك وفاء؟ ليه وافقت على حياة؟
نواف= ما أبيهم كلهم ارتحتي؟
أم مدى= عشان سالفة إبراهيم؟

نواف كان حاس بالضيق من يوم كلم أبوه...و حس إنه زعله...و اللحين تأثر بحزن أمه...و يبي ينهي هالسالفه بسرعه...عشان كذا كذب عليهم...

نواف= ايه
أم مدى بإستغراب= لكنك تعرف هالسالفه من يوم خطبناها!
نواف= اعرفها..بس ظنيت إن الناس نست..لكن كل ما أقول لأحد إني خطبت قريبة أبوفايز..يقولون مين بنت إبراهيم اللي...

سكتوا أم نواف...و أم مدى...ما لقوا شي يقولونه...لأنهم عارفين إن هالخطبه ما تمت من خاطر حياة بالحيل...و اللحين لو حتى نواف مو من خاطره هالشي...فيفترقون اللحين احسن من بعدين...


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••


رجع أسيف العصر للبيت...دخل و شاف أبوه اللي وصل من السفر توه جالس مع أمه...دخل و سلم عليه...

أسيف= حمدالله على السلامه
أبوأسيف= الله يسلمك
أم أسيف بعتب= يعني لو ما شفت أبوك كان مريت من عندي و لا سلمت!
أسيف بسخريه= ما يكفيك اليوم شايفه ولدك الغالي
أم أسيف= أسيف اجلس خلنا نتكلم بعقل..و أنا متأكده إني بأقنعك
أسيف يروح= أنتي تعرفين اللي يقنعني وشو؟

تركهم و راح...و هي التفتت على زوجها بغيض...

أم سيف= ولدك عشان يقهرني متزوج له وحده من الشارع و مجلسها بغرفته! معنا هنا في البيت..و مو راضي يكلمني من أسبوع
أبوأسيف= كان المفروض تعرفين إن أسيف ماراح يرضى باللي سويتيه..خاصه و أنتي وعدتيه تعطينه اسهمك
أم أسيف= هذا اللي قدرت عليه!
أبوأسيف= يعني وش تبيني اسوي؟
أم أسيف= كلمه..اقنعه
أبوأسيف= إن كان ما سمع كلامك أنتي..تبينه يهتم لرأيي؟ أنا بأروح ارتاح عشان اروح للشركه..و اعطيك خبر عن اللي يصير

تركها...و هي تطالعه بإستخفاف...(هذا الشي الوحيد اللي نافعني فيه..تكون عيني على الشركه و تنقل لي كل شي)

••
••
••

في غرفته...وقف عند الباب وهو يسمع صوت التلفزيون العالي...تنهد بغيض و دخل...
شافها حاطه وساده على الأرض...و نايمه على الأرضيه الرخاميه قدام التلفزيون...و تتابع أفلام كرتون...

تقدم و وقف قريب منها...يطالعها كعادته...بكره...و قرف...

أسيف= قصري على الصوت
رجوى= آها ما انتبهت إن السيد زبده جاء..اسمح لنا اتعبنا سمعك المرهف

تنفس بقهر...وهو يشوفها للحين نايمه ما تحركت...و حاطه رجل على رجل و تهزها...
يكره وقاحتها...طريقة كلامها...كل شي فيها يعصبه...

أسيف= سكري التلفزيون لا تزعجيني
رجوى= لااااا
أسيف بقهر= نعــم!
رجوى= مابي اسكره..ابي اتفرج..مليت و أنا أكلم هالجدران اللي ما ترد مثل صاحبها..و أنت بيتك طول بعرض دور لك أي غرفه تجلس فيها
أسيف بصدمه= أنتي الظاهر صدقتي نفسك..و على بالك البيت بيتك..اسمعيني أنتي هنا لغرض محدد..و تسوين اللي أقوله لك..لا تآخذين على العز..كلها كم يوم و ترجعين للفقر اللي كنتي عايشه فيه و اللي يناسب أشكالك..هالعيشه مو لك لا تتعودين عليها
رجوى بلا مبالاه= خلاص أجل المنطق يقول إني لازم استغل هالأيام اللي اعيشها هنا بكل ما أوتيت من قوه..قبل افتقر من جديد..و إلا وش رأيك؟
أسيف بغيض= أنتي ما عندك إحساس نهائيا؟ وش التربيه اللي تربيتيها؟
رجوى بإستهبال= والله دادي ما كان عنده وقت لهالأمور..خلاني أنشأ مع الطبيعه..أنمو كالأشجار..و اتغذى كقطط الشوارع..و ألبس من ما يفيض من الخلق......وش رأيك بهالخاطره؟

طالعها بإستنكار...ما يدري كيف يفكر يذلها...و هي بكلامها و تصرفاتها تذل نفسها بدون تعب...
ما كان متحمل يجلس دقيقه وحده زياده معها...لكن قهره برود أمه بسالفة زواجه...و شك إنها مطمنه لهالشي لأنها تشوفه ما يجلس عندها أبدا...و هالشي أكيد خلاها تعرف إنها وسيلة ضغط لا أكثر...عشان كذا طنش هاللي عنده و راح جلس بعيد عنها على الكنب...بعد ما أخذ له كتاب يقرأ فيه عشان يضيع وقته...
و هي طنشته و كملت إنسجامها باللي تشوفه...

بعد لحظات ملت...ما تعودت تجلس ساكته...ما تكلم أحد...ما تضرب أحد...ما تعاند أحد...
عشان كذا علت على التلفزيون بصوت مزعج...

أسيف حاول يمسك نفسه...لكنه حس إنها تستفزه...

أسيف بعصبيه= قصــري على الصوت
رجوى تلتفت عليه= أبيك تشوف شبيهك..تابع تابع خلنا نطلع الفوارق العشره
أسيف ما فهم= شبيه؟! أنتي وش تقولين؟
رجوى تأشر على التلفزيون= شوف أبو تتن..نسخه منك طويل..و مغرور..و عيونه ناعسه

أسيف يطالع التلفزيون اللي كان فيه بينك بانثر و يلتفت لها بصدمه...ما يدري بإيش يرد عليها...هو ممتلي قهر و غيض...و هي عايشه حياتها على الآخر و مو هامها شي...
لكن خطر في باله شي يبرر تصرفاتها...و طالعها بإستحقار...و وقف...

أسيف= لا ترمين نفسك علي..احفظي اللي بقى من كرامتك هذا لو كان باقي منها شي..لا تظنين إني بيوم بأفكر بوحده بمستواك..لا تتلصقين..لا تزيدين استحقاري لك..خليك بهالحال اللي أنتي فيه لين ترجعين للعدم اللي أخذتك منه

طالعته للحظه بصمت تفكر...

رجوى= شايفه هاللقطه بمسلسل مدبلج؟ وشو؟؟

أسيف يصرررخ= أوووف

طلع من الغرفه و صفق الباب بكل قوته...(وش هاذي؟ فيه أحد كذا!! )
كان يبي يجلس لو كم ساعه بس عشان أمه ما تشك بزواجه...لكن هالشي كان مستحيل مع هاللي داخل...للحظه فكر يرجع و يطلقها و يطردها من البيت و يرتاح...لكنه مسك نفسه...و دق على وافي...يبي يتكلم مع أحد طبيعي...

وافي= هلا بأسيف..زين طرينا على بالك! أنا قايل أول ما تمسك هالشركه بتصير مثل وليد
أسيف بقهر= أجل هاذي حوبتك..أمي عطت اسهمها لعزيز
وافي يشهق= ليــه؟
أسيف ينزل= رفضت أسمع أسبابها لأنها ما تهمني(يوم مر من عند أمه رفع صوته سمعها) لا خلاص أنا جاي لك اللحين..بأي مستشفى أنت؟
وافي بإستغراب= وش تقول أنت؟ مين تكلم؟
أسيف يطلع من البيت= لا تهتم للي أقوله..وين أشوفك؟
وافي= نتلاقى بالكوفي اللي دائما نروح له..بعدين نقرر وين نروح

طلع من البيت على أمل إن هالسبب اللي قاله قدام أمه...يعطيه عذر لطلعته مره ثانيه وهو توه راجع...


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

كانت رحيل جالسه مع أم خالد...و وديان...في الصاله...و شافوا روان تنزل و هي لابسه...

روان= مساء الخير..أهلين رحيل وش أخبارك؟
رحيل= بخير
أم خالد= وين بتروحين؟ أنتي ما تجلسين في البيت!
روان= و ليه اجلس؟ البيت ملل..اطلع مع صديقاتي احسن

تركتهم و راحت...لكن أم خالد لحقتها...

أم خالد= روان أنتي ليه ما تجلسين مع وديان و رحيل..عمري ما شفتك تكلمينهم؟
روان بضيق= حرام عليك يمه..كيف تبيني اجلس معهم؟ مو شايفتهم؟ وديان من يوم اللي صار و هي ممله و ماتنطاق و عازله نفسها عن الناس..و اللحين وافقت رحيل حتى هي دائما مكشره و ساكته....لو خليتوا وليد على لولوه ارحم من هاللي ميته بالحيا..مو كافي لبسها؟ أنا بس خايفه يجي أحد من معارفنا و يشوفها..تخيلي وش بيقولون؟ وليد يتزوج هاذي! والله وليد ما عنده ذوق
أم خالد= بس البنت حلوه
روان= وش فاية حلاها و هي كذا؟ كأنها بعزاء على هالملامح و اللبس
أم خالد تتنهد= صح..بس أنا أقول يمكن عاجبه وليد كذا..يمكن يبيها هاديه
روان تتأفف= بكيفكم..يله يمه أنا تأخرت..بااااي

رجعت أم خالد عندهم...و هي تطالع برحيل و تعيد كلام روان في بالها...

أم خالد= وديان و أنتم ليه ما تطلعون تتمشون و تغيرون جو..دام وليد مسافر؟
وديان بتردد= مادري؟ وش رأيك رحيل؟
رحيل= لا ما أحب اطلع من البيت
أم خالد تلمح= روحوا السوق يمكن ناقصكم شي..و شوفوا الجديد
وديان= صح..أنا من زمان ما رحت السوق و كنت أبي أغراض..وش رأيك نروح رحيل..و تجيبين لك لبس لو صار عند جدتي مناسبه؟
رحيل توقف= لا أنا بأروح للبيت..اشوفكم بعدين

تركتهم و طلعت...لكن وديان حست إنها تضايقت و راحت وراها...

وديان= رحيــــل
رحيل توقف= نعم
وديان= ليه زعلتي؟
رحيل= ما زعلت..ليه؟
وديان= حسيت إن إصرارنا على السوق ضايقك..رحيل والله مو قصدي شي..مو ...أنا..
رحيل= لا تهتمين يا وديان..أنا طول عمري اسمع انتقادات على لبسي..بس أنا مرتاحه كذا و مناسبني هالشي و لا أبي أغيره
وديان= بس والله مو حلو لك هالألوان..اللي بجمالك المفروض....
رحيل تقاطعها= وديان..أنا مرتاحه كذا
وديان تتنهد= على راحتك بس تعالي نتعشى مع بعض..بأنتظرك


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••


وصل أسيف قبل وافي...جلس وهو يفكر...ما يدري يقول لوافي عن زواجه أو لا...كان متضايق و يبي يتكلم مع أحد...(لاااا اتخيل اللي بيقوله وافي..يكفي تريقته على إني آخذ وحده بهالمستوى)

شافه يدخل للكوفي...و أشر له عشان يشوفه...وصل و سلم عليه...

وافي= وليد ما دقيت عليه؟
أسيف= دقيت..بس لقيته مسافر
وافي يضحك= لا يكون شهر عسل ثاني مع زوجته الجديده..والله للحين مو مصدق هالحركات تطلع من وليد!
أسيف= أكيد كان مضطر
وافي يصررخ= لاااا مو معقول! أسيف اللي يتكلم؟

سكت أسيف...وهو يضحك على وافي...إن كان مستغرب بس تأييده لوليد...وش بيقول لو عرف بزواجه...(بس معقول اللي تزوجها وليد مثل هالمتخلفه اللي عندي؟ أكيد لا..لو كانت كذا متأكد إن وليد ماراح يستحملها دقيقه....بعدين هاذي ما فيه أحد مثلها! هاذي كارثه ما تتكرر مرتين)

وافي يضربه= هيييه جايبني عشان تنام و تحلم..و إن شاء الله تبيني اهدهدك و اغنيلك..أقول ترى ما قدامك غير ساعه قبل اروح اخطط لموعدي
أسيف= خلنا نطلب و أنت ساكت..ماراح تروح اليوم

و قبل يطلبون دق جوال وافي...

وافي يرد= أهلين فروووحتي...هدي نفسك شوي مو فاهم عليك......(و بصدمه) وشووو؟؟!!

تغيرت ملامح وافي بثانيه...و قام بسرعه...

وافي= أشوفــك بعديــن

تركه و راح بسرعه...و أسيف يطالعه بإستغراب...و دق عليه...و لا رد...لكنه دق مره ثانيه...

أسيف= وااافي وش فيه؟!
وافي= مشكله في البيت..(كمل بقهر)مادري من وين طلعت لي؟؟ اكلمك بعدين


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••


طلعت شهد من الغرفه...و هي تشوف قمر تكلم بالتليفون وحده من صديقاتها...و أمها كانت بالمطبخ...و شافت حنين اللي نايمه في الصاله و متغطيه...تتذكر هاليومين كيف صاحت و هي تسأل عن رجوى لين تعبت...كل شوي تخلي فيصل و بدر يطلعونها و يآخذونها للبقاله عشان تلهى...لكنها ترجع و تسأل...و اللحين ارتاحت و هي تشوفها نايمه لأن راسها بينفجر من كثر ما صاحت عليهم اليوم...و ما كان لها خلق أحد...طلعت السطح و هي تسمع أصوات بدر و فيصل و بسمه يلعبون في الحوش...

صارت تتمشى و تفكر باليومين اللي راحوا...برجوى وش تسوي اللحين...(عارفه إنه مهما صار بتكونين قدها..لكن حنا وش نسوي بدونك؟ لو جاء أبوي كيف نتعامل معه؟ ولو اختفى كيف بنتصرف؟)

كانت طول عمرها تنتقد تصرفات رجوى...لكن اللحين عرفت إن كل اللي كانت تتمنى تسويه ما ينفع لعيشتهم...و تخاف يجي يوم تضطر تسوي اللي كانت تسويه رجوى...

تنهد بضيق...و أحزانها تكمل و هي تشوف الزقاير المطفيه في زاوية السطح...(راحت رجوى و رجع يدخن!)


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••


دخل وافي للفيلا وهو يركض...و للحين في باله الكلام اللي سمعه من أخته قبل دقايق يوم دقت عليه...و قالت له إن أبوساميه دق على أبوها...و طلبوا يطلقها لأنها تقول إنه يكلم بنات...

هالشي صدمه و قهره...و ما كان له وجه يشوف أبوه...و أهله...
بس مع كل هذا...كان لازم يجي و يعرف السالفه...

دخل الصاله...و شاف أبوه و أخوه و أمه...طالعه أبوه بقهر...و أخوه بإستحقار...و أمه بنظرات عاتبه حزينه...
نزل عيونه بالأرض...و تقدم منهم...

أبوفيصل بعصبيه= أنت وش سويت؟ سودت وجهنا الله يسود وجهك!
أم فيصل= هد نفسك يا أبوفيصل
فيصل بقهر= مرتاح اللحين؟ أبوسالم يبيك تطلق بنته..و بكره الكل يعرف السبب..أنت مراهق يوم تسوي هالحركات؟
أبوفيصل= يوم إنك ما تعرف الله..و هاذي سواياك..ليه توافق نزوجك؟ ليه تخلينا نخطب لك بنات الناس و أنت ما تسوى..فضحتنا بالناس..حسبي الله و نعم الوكيل فيك
وافي يحاول يدافع عن نفسه= يبــه هم أكيد غلطانين..أنا ما أكلم و...
فيصل= البنت متأكده و تقول عندها دليل..و ماراح تدور خراب بيتها بنفسها لو مو متأكده..و لا أبوها بيطاوعها إلا وهو متأكد
أبوفيصل= اطلع عن بيتي..مو طايق أشوف وجهك..و تفاهم أنت مع أهل ساميه أنا مالي وجه أشوف أبوها

تركهم وافي و طلع...وهو يحس بقهر و بضيق...وقف عند الباب يشوف شباك دلال...(معقول تكون هي اللي....؟ لا مستحيل دلال تسويها..مستحيل تضرني بشي حتى لو على حسابها)


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

رجعت رحيل من الفيلا الكبيره...لكن قبل تدخل...سمعت صوت لولوه في الصاله تكلم بجوالها...و امتلى قلبها كره...و حقد و هي تعرف مين اللي تكلمه...

لولوه= لا يا عمري كل شي تمام..حنا بخير لا تهتم.......و أنا بعد أبيك تجي بسرعه لأنك وحشتني كثيــر......إذا خلص اجتماعك بأدق عليك..ماراح أنام قبل اسمع صوتك........ههههه زين قلبي باااي

رجعت رحيل...و مشت بفكر سارح للحديقه...جلست على كرسي هناك و هي تفكر...
خطر في بالها شي...و راحت لوديان لكنها ما شافتها في الصاله...سألت وحده من الخدامات عن غرفتها و طلعت لها...
دخلت بعد ما طقت الباب...و استغربت وديان و هي تشوفها رجعت مره ثانيه...

وديان= رحيل! تبين شي؟
رحيل= للحين تبين نروح السوق؟
وديان انصدمت= نشتري لك؟
رحيل= ايه
وديان توقف بحماس= طبعــا..اللحين أقول للسواق يجهز السياره
رحيل= اللحين؟
وديان تضحك= ايه أخاف تغيرين رأيك

راحت تلبس عبايتها...و تدق على السواق...و رحيل لفتت انتباهها الصوره اللي جنب سريرها...كانت صوره لشاب بعد ما دققت فيها...لقت شبه كبير بينه و بين وديان...(أخوها؟؟ بس عمري ما سمعت بطاريه أبدا)

رجعت لها وديان و راحت معها...


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••




نزلت حياة من غرفتها...و طلعت للحوش تتمشى...قلقت من ردة فعل نواف على اللي قالته...من أمس و هي كل ما دخل عمها تراقب ملامحه...تنتظره يدخل معصب على رفضه للزواج منها...أو ثاير على اللي سوته...(معقول يكون لا قاله يفسخ هالخطبه..و لا علمه بإتصالي..و يكون ناوي يكمل هالزواج عناد فيني..)

ولاء من شباك الصاله تصررخ= حييوووته تعالي سويت كوكتيل على كيفك

ابتسمت لها حياة...و راحت داخل...

حياة تجلس= عطيني احكم عليك..لا يكون مثل آخر مره
ولاء بتريقه= اشوفكم ما شربتوه..اللي ما بقى فيه نقطه
حياة= نجاملك..هذا جزانا

وفاء تذوق= لا اليوووم طالع حلووو
حياة= عشان تعرف إن انتقادي طور مستواها
ولاء= يا شين رزة النفس على غير داعي..أنتي وش تعرفين بغير الألوان اللي خانفتنا فيها
حياة بإعتراض= ليه طبخي مو حلو؟
ولاء= و لا شاف الحلا
حياة= صدق وفاء؟
ولاء تسبقها= اللي يبي ينمدح يسأل وفاء
حياة بعناد= اهممم اشوفها تو مدحتك
ولاء= لا هاذي كلمة الحق الوحيده اللي قالتها بحياتها
أم فايز تدخل= وش فيكم بس تتناقرون؟
حياة= العناد مع ولاء يووونس
ولاء= أنتي تعاندين الكل مو بس أنا..ما تسمعين إلا اللي براسك

سمعوا صفق الباب من مكانهم...و فزوا كلهم...

أم فايز بخوف= الله يستر..وش صار؟

بعد لحظات دخل عمها و الضيق باين على وجهه...

أبوفايز= روحوا فوق مابي اشوف وحده منكم

طلعوا البنات بسرعه...و ولاء أول من ركض لغرفتها...لكن وفاء تباطت خطواتها و هي تشوف حياة ترجع توقف قريب للصاله...و رجعت لها...

وفاء بهمس= ليه واقفه؟
حياة بهمس= اووش خلينا نسمع

وقفت وفاء معها تسمع صوت أبوها...

أم فايز= خير يا أبوفايز وش فيه؟
أبوفايز بضيق= من وين بنشوف الخير..و هالحقير للحين عايش و بنته عندنا
أم فايز بقلق= عن مين تتكلم؟
أبوفايز بقهر= إبراهيم و بنته..يعني مين موطي راسي غيره؟
أم فايز= ليه هالكلام؟
أبوفايز= نواف فسخ الخطبه اليوم

هنا شهقت وفاء...لكن حياة أشرت لها تسكت...

أم فايز بحزن= ليه؟
أبوفايز= ما يبي يشوه سمعته أكيد
أم فايز= بس هم مو غرب و يعرفون بهالشي من أول ما خطبوها..ليه اللحين بس يتراجعون
أبوفايز= يقول إن عمانه زعلوا إنه ما خطب منهم..وهو مايبي يزعلهم
أم فايز= يعني بيخطب من بنات عمه
أبوفايز= مادري..بس ما أظن احسها مجرد تصريفه...هم مو من الناس اللي تتبع هالعادات..هذا عيال عمه اغلبهم آخذين من برا عايلتهم
أم فايز= بس بعضهم آخذين بنات عمهم
أبوفايز بقهر= اقولك إنها حجه و بتشوفين

••
••
••

سمعت حياة اللي يهمها...و راحت...أما شكوى و قهر عمها فرثت حال أم فايز اللي مضطره تسمعها...

طلعت على الدرج...و التفتت على وفاء براحه و فرح ملوا وجهها...

حياة= مو قلت لك بيفسخ هالخطبه
وفاء بشك= و كيف عرفتي؟
حياة تركض قبلها= اعتبريها الحاسه السادسه..بأروح ابشر ولاء

طالعتها وفاء بحيره...من يوم هدؤها بالخطبه و هي بحالة إستغراب...و كلامها عن فسخ الخطبه اللي صار...(معقول كانت حاسه و صدق احساسها؟ أو.....مين يقدر يفهمك يا حياة؟؟)

تذكرت كلام بسام عنها...و عن حالتها...يوم تكلمت معها قررت إنها ما تكلمه بعد ذاك اليوم...لأنها ما قدرت تتكلم معها باللي يقوله...و لأنها حست إن حياة بخير و تقدر تهتم بنفسها...لكن اللحين صارت تشك بطريقة هالإهتمام...(حاسه إنك سويتي شي يا حياة..بس ما أقدر اتخيل وشو؟؟ الله يستر)


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

كانت متمدده على الكنب بملل...و صوت التلفزيون العالي يهز الغرفه...ملت و هي طول الوقت لحالها ما تكلم أحد...

راحت تدور بالغرفه...فكرت تطلع...لكنها خافت تقابل اللي شافته اليوم مره ثانيه...التفتت على سريره المرتب...و بغيض منه...راحت تنط على السرير و تحوسه...

نزلت و راحت تدور عند مكتبه...جلست على الكرسي الدوار...و صارت تدور فيه...(حلووو لقيت مرجيحه هنا)

صارت تمشي فيه بسرعه بكل الغرفه من أولها لآخرها...و بعد ما لف راسها...رجعت للمكتب و أخذت لها ورقه وقلم و هي تتأفف...(خلينا نكتب قبل ننسى الحروف..مثل ما قربنا ننسى الكلام....اممم وش أكتب؟)

لكنها رسمت واحد طويل...و علقته بمشنقه...و غرست في يده سكاكين...و عند راسه صوبت مسدس طالعه من طلقه...و عيونه رسمت عليها مسامير...و رجلينه تحتها نار مشتعله...

ضحكت بصوت عالي و هي تحس إنها بردت من غيضها فيه...و كتبت تحت الرسمه...زوجي العزيز...

قلبت الورقه بملل...و هي تفكر...(فقدت القروود..مالت عليهم)

و صارت تعد مربعات الرخام اللي بعرض الغرفه و تكتب عددها...و تعد اللي بالطول و تكتبها...و تكتب كل محتوياتها و ألوانها...لين جاها النوم و غفت...

لكن قبل تغرق بالنوم سمعت الباب ينفتح...و شافت الخدامه جايبه لها العشاء...و راحت عندها...

رجوى= اجلسي كولي معي
روز تشهق= ما يقدر مدااام!
رجوى= صح لا تاكلين أنا جوعانه و هذا ياله يكفي..بس اجلسي نتكلم مع بعض
روز= سوري مدام ما أقدر
رجوى= اممم طيب باسألك
روز= يس مدام
رجوى تضحك= كم مره قلتي مدام من يوم دخلتي؟
روز= سوري؟
رجوى= لا لا مو هذا السؤال...مين يعيش هنا غير غريب الأطوال و المتصابيه؟
روز بإعتذار= ما فيه يعرف ايش يقول؟
رجوى= اترجملك..مين يسكن بهالبيت غير زوجي و أمه؟
روز= بابا كبير و بس..فيه مدام مشاعل بس اللحين مسافر مع أولادها
رجوى تشهق= اللي شفته أبوه!! لا مو معقول..صح ما انتبهت بس ذاك كان صغير على ذيك العجوز اللي بتصغر نفسها غصب! لا يكون عشان كذا محورفه بعمرها..عشان تحس إنها كبره...بس ذاك كيف يكون أبوه..صح أنا ما شفته بس كان باين عليه إنه صغير يكون له ولد بهالعمر أو أقل بعد..لا و كشخه و حلو ههه
روز تطالعها بإستغراب= ما فهمت مدام
رجوى= لا هالكلام مو لك هاذي تفاكير خاصه...يله آآوت أنتي

راحت عنها و هي تتعشى...(يماااي لا يكون جني..طلع لي فهالبيت الفاضي؟ بس والله جني عليه القيمه..طبعا على مستوى البيت)

رجوى تضرب راسها و تصررخ= يوووه نسيت اسألها عن اسم زوجي؟!


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••


دخلت وفاء غرفتها...و بتردد أخذت جوالها...تفكر تدق عليه...بس كانت خايفه إنه نساها...و نسى مشكلتها...أو حتى يلومها لأنها ما سوت اللي قاله لها...

بس مع كذا كانت تبي تكلمه...عشان حياة...و عشان تسمع صوته...(مادري ليه صوته يطمني حتى لو ما سويت شي..بس احس أحد يسمعني..يشاركني خوفي)
ما تدري هي فعلا انخبلت و حبته...أو لأنه دكتو نفسي يعرف كيف يطمنها و يهديها...أحيانا تحس إنها هي اللي محتاجه لعلاج مو حياة...

و دقت عليه...

••
••
••

أول ما شاف بسام رقمها تفاجأ...كان كل يوم ينتظر اتصالها...كل يوم يظن إنها تراجعت عن مساعدتها...
بلحظات فكر بتهور إنه يرسل لها مسج يسأل وش سوت...لكنه يشوف كلامه معها تهور...ما يبي يزيده بعد...
لكنه ارتاح وهو يشوفها اللحين دقت...و خاف من الأخبار اللي تحملها له...

د:بسام= مرحبا
وفاء= السلام عليكم
د:بسام= و عليكم السلام..طمنيني أختي وش صار؟

تفاجأت وفاء إنه للحين يذكر صوتها...و هالشي خلاها تبتسم بفرح...و قلبها يدق بقوه...

وفاء= أنا آسفه لو كنت تأخرت
د:بسام يبتسم= ما فيه شي تعتذرين عليه أختي..أنتي أكيد احرص مني على هالشي

قال لها هالشي...لكنه ما كان متأكد منه...كان كل هالأسبوع يفكر بإتصالها و ينتظره...
أما وفاء حست بإحراج...و هي تشوف إنه فعلا ما فيه شي تعتذر عنه...

وفاء= شفتها من بعد الخطبه للحين هاديه..و حاولت المح لها لكنها عرفت وش أبي اتكلم عنه قبل لأبدأ حتى..و طلبت مني ما أكمل..و قالت إنها ما تبي تنسى اللي صار لها..و مستحيل تنساه..لكن قالت لي لا تخافين علي أنا أعرف اللي فيني و أعرف كيف ارتاح منه

سكت بسام و هو يبتسم بأسى...و يتذكر إنه نفس الكلام اللي قالته له هو بعد...و استغرب منها...مريضه و عارفه علتها...و تقدر أحيانا تتحكم فيها و بتأثيرها عليها...حس إن فيه خيوط كثيره لمشكلتها للحين ما مسكها...

د:بسام= يعني تقبلت الخطبه؟
وفاء تتنهد= هذا اللي خوفني..يوم كلمتها عن الخطبه و كيف رضت فيها بهدؤ قالت لي إن عندها إحساس انها ماراح تستمر.....و اليوم جاء أبوي و قال إنه فسخ الخطبه..و قدم سبب مو مقنع
د:بسام انصدم= يعني...قصدك..إنها سوت شي عشان تفسخ الخطبه
وفاء بضيق= مادري..مو متأكده من هالشي..بس أنا خفت يوم فكرت بالتصرفات اللي مو طبيعيه اللي قلت إنه بيسببه لها الكبت

سكت بسام يفكر بحيره...و إحساسه يقول إن هالشك كان صح...

د:بسام= اسمعيني أختي..أنا بأقولك شي و مابي تردين علي اللحين..اخذي وقتك بالتفكير و بعدين ردي علي..و لا تسوين شي أنتي مو مقتنعه فيه..و أنا بأكون معك مهما كان ردك و باللي أقدر عليه....واضح إن فيه أشياء كثيره حنا مو آخذينها بحسابنا..العلاج النفسي يتأثر بكل تصرف أو كلمه..و أنا كل هالأشياء ما أملكها لأني ما تكلم مع المريضه مباشره..حتى أنتي مو قادره تكلمينها بصراحه...عشان كذا على الأقل المفروض يكون عندي كل المعلومات اللي أقدر أعرف فيها حالتها و اساعدك...أنا اتمنى توثقين فيني و تقولين لي عن اللي صار لها...عن هالشي اللي عقدها...عشان أحدد تأثيره عليها بأي درجه؟ و بأي شكل؟ و احدد كيف بنكلمها و نساعدها...و تأكدي أختي إن هالمعلومات مستحيل أحد يعرفها..أنا دكتو و مستحيل اطلع أسرار مرضاي مهما صار
وفاء= .........
د:بسام= لا تردين علي اللحين..فكري براحتك و اللي يريحك سويه..و أنا بإنتظار اتصالك عشان نعرف وش نسوي..أيا كان ردك

قفل الخط...و وفاء نزلت الجوال عن اذنها و هي تطالع فيه بحيره...تفكر باللي قاله...
كان معه حق بكلامه...بس مع كذا صعب تقوله أسرار حياة مع إن أكثر الناس تعرفها...(بأستخير ثلاث أيام..و الله يسير اللي فيه خير لي و لها)


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

رجع أسيف للبيت متأخر...وهو طالع للغرفه شاف أمه...

أم عزيز= بدري!
أسيف= أنا تعبان و مالي خلق محاضرات
أم عزيز= يعني متى بنتكلم إن شاء الله؟
أسيف= إذا كنتي بتقولين لي اللي أبي اسمعه
أم عزيز برجاء= أسيف حرام عليك اللي تسويه فيني..أنا عمري ما قصرت عليك بشي..كل شي لك
أسيف بتريقه= لكن اللحين بديتي تقصرين..بكره تقولين له يجي يسكن عندنا بعد(كمل بقهر) هو مو عنده شركته و مصنعه و القصر اللي تاركه له أبوه؟ ليه اللحين حتى حقي بيآخذه..و إلا بتجبرين بخاطره قبل يموت و تحسسينه إنك تحبينه؟
أم عزيز تتنهد بتعب= كذا ماراح نتفاهم..أسيف اطرد هاللي أنت جايبها و خلنا نرجع نتفق مع بعض و أنا متأكده لو سمعتني.....
أسيف يقاطعها بقهر= هذا اللي تبينه و بس؟ تضحكين علي مره ثانيه عشان اطلقها بس!
أم عزيز بعصبيه= أنت اليوم أو بكره بتطلقها..و إلا على بالك إني مصدقه إن مستواك ينزل لهالدرجه
أسيف انقهر= الناس تتغير مثل ما أنتي تغيرين كلامك..صديقي وليد آخذ بنت خالتها من ست شهور و مرتاح معها و بيعرفها بالناس قريب..و أنا عن قريب بألحقه..طلاق ماراح اطلق

تركها و راح على أمل إنها صدقت اللي قاله...وقف عند الباب و ارتاح وهو ما يسمع صوت التلفزيون...(الحمدلله شكلها خمدت)

دخل للغرفه لكنه ضاق وهو يشوف النور مشتغل...تقدم و شافها جالسه على الأرض...و ماسكه خصله خفيفه من شعرها و تجدلها...و باقي شعرها كله جدايل كثيره و نحيفه...و آخرها تلف عليها لزق...
وقف يطالعها بإستنكار...

أسيف= أنتي وش تسوين؟
رجوى ترفع راسها بسرعه..و تصرخ= آآآي رقبتي!(صارت تدلكها) اوووش لا تلخبطني بقت آخر جدوله

راقبها و هي تجدل اللي بين يديها و تلزقها...

رجوى تتنفس براحه= ست و ثمانين جدوله..آآه أصابعي
أسيف يطالعها بإستحقار= شكلك مو ناقص تشويه..عشان تزيدينه بهالتسريحه المقرفه
رجوى تعدل نظاراتها= لا تتريق علي..يبلاك ربي و تحبني
أسيف بإستنكار= اهون أموت قبل هالشي
رجوى= شفت يعني ما قلت مستحيل..قلت انه بيصير لكنك تبي تموت قبل هالشي..و الموت مو بيدك..يعني بتحبني بتحبني
أسيف= مو قايل لك أنا..لا تلزقين نفسك..أنتي خدامه لي ما ارضى فيك..كيف زوجه(طالعها بقرف) و حبيبه
رجوى ترفع حواجبها= الأولى صارت..قريب الثانيه
أسيف بقهر= أنا بسألك أنتي ما تحسين؟ ما سمعتي عن شي اسمه كرامه؟
رجوى تضحك= إلا عندي بس الرصيد غير كافي عشان اسحب منه هههه
أسيف يتأفف= طبعا هالعيشه مهما كانت احسن من عيشتك العدم..أكيد ما فيه وحده بمستواك حلمت تكون هنا
رجوى= بصراحه عمري ما حلمت..أنا أحلامي أكشن..بس شهد قد حلمت..تدري شكلي بأعطيك لها تآخذ فيك لفه..تصلح لأحلامها وسيم و طويل
أسيف يطالعها بغيض= ...........
رجوى= لا تخاف تراها أحلي مني و أنيقه بعد
أسيف يصرخ= أنتي صاحيه! تبيني آخذ اختك و أنا متزوجك!
رجوى تبتسم= لا أنا أقول إذا تطلقنا...شفت إني ما هنت عليك..هذا أول الحب

صد عنها أسيف وهو يصر على أسنانه...يبي يقهرها مثل ما تقهره...بس هي لوح ما يأثر فيها أي سب...أو تجريح...
و رجوى كانت تطالعه و تضحك...كانت تعانده بس تبي تتكلم...ملت و هي ساكته...

راح لسريره و شافه محيوس...

أسيف يلتفت لها= أنا مو قلت لا تجين هالسرير؟
رجوى= تبي ارتبه لك؟
أسيف= غصب مو بكيفك
رجوى تمشي و تتحلطم= سبحانك يا رب هالكلمه كنت اقولها اللحين تنقال لي..الحمدلله ما أحد يعرف تطيح هيبتي

وقفت عند السرير...

رجوى= ممكن اسألك سؤال زغينون؟
أسيف= لا
رجوى= بس بسألك....وش اسمك؟

أسيف يطالعها بإستحقار...و هي متزوجه واحد للحين ما تعرف اسمه...و كل هذا مو مأثر فيها...لكنه تذكر إنه حتى هو ناسي اسمها...يتذكر حروفه...لكنه نساه...

رجوى= يله عاد تراه اسم ماراح آكله
أسيف= وش تبين فيه؟
رجوى= قولي و أقولك
أسيف بقهر= نلعب حنا؟
رجوى ترتب السرير= بكيفك..تبي تعرف قول لي..أو بكره اسأل روز و احسن ما أقول لك
أسيف بفضول= أسيف..ليه تبين تعرفين؟
رجوى تبتسم= لا بس اليوم انقهرت و كنت بأدعي عليك..و لا عرفت على مين ادعي

أسيف طالعها بقهر...و راح لها و لأول مره يلمسها...مسكها و رماها بعيد عن سريره...و جلس...
التفت يطالعها بغيض...وهو يلوم نفسه...كيف يتكلم معها...كيف يآخذ و يعطي معها بسخافاتها...
تأملها و هي للحين واقفه تطالعه...حافيه على الأرض البارده...صغيره و نحيله...و ملابسها باليه و ألوانها شاحبه...لين صارت أقرب لقطعة تمسيح منها للبس...وصل لوجهها لكنه ما قدر يطالعها وهو يشوفها تطالعه...

أسيف= خير وش تبين؟ روحي نامي
رجوى= أبي اطلب منك طلب
أسيف= انسي..يله روحي عن وجهي مابي أشوفك
رجوى= بس هالطلب..و بأنام على طول و بكره بأجلس ساكته و لا أتكلم أبدا..و اسوي اللي تبيه

أسيف يفكر بكلام أمه اللي قبل شوي...و خطر له شي...

أسيف= وش تبين؟
رجوى= أبي اكلم خواتي..أنت ما عندك تليفون هنا..أبي جوالك
أسيف= و بكره تسوين اللي أقوله لك بدون إزعاج
رجوى بحماس= ايه

طلع جواله من جيبه و رماه عليها...و هي بحماس جلست بمكانها...و دقت الرقم بسرعه...

رجوى تصرررخ= كركر وش أخبارك؟
قمر تصرخ= رجوووووى!

كان جالس يراقبها...و من مكانه يسمع صرخة اللي تكلمها...

رجوى= هاه وش أخباركم؟ أخبار القرود كلهم..يا ويلكم ما فقدتوني اذبحكم يا كلاب
قمر= رجوى ارجعي البيت خرابه بدونك كل شي يخوف
شهد تآخذ السماعه= رجوى أنتي بخير؟
رجوى= أفا عليك(و تطالعه) أنا ينخاف مني ما ينخاف علي..هاه سيده أناقه أخبارك؟ لا تخربين قرودي خليهم على تربيتي و خلي عقلك لك لحالك
بسمه تسحب السماعه= و أناااا بأكلمها..رجوى تعالي الله يخليك
فيصل يآخذها منها= رجوى لا تخافين أنا أصير ابوهم
رجوى= ايه أنت أبوهم بعدي..لا تخلي أحد في الحاره يضربهم خل لسانك طويل و يدينك و رجلينك أطول
بدر يآخذه منه= لا رجوى أنا أبوهم
رجوى= أنت وياه كلكم أبونا تعاونوا على الشر..بس بسمه و حنين يا ويلكم تضربونهم يكفيهم ضرب شرشبيل و ضربي أنا..وين دودتي؟
بدر= نايمه
رجوى= الحماره كنت أبي اسمع صوتها..عطني قمر
قمر= نعم
رجوى= لو احتجتم شي روحي اطلبي من أم علي..ولو حسيتي انك زودتيها كثير روحي لأم هيثم..اطلبي كل يوم من وحده لا تزهقينهم لين ما يصيرون يفتحون لك الباب
قمر= زين
رجوى= أبوي وينه؟
قمر= من يوم رحتي ما رجع
رجوى بقهر= مالت عليه..أنا ما ادعي عليه ينشل عشان يقر في بيته
قمر= احسن ما نبيه يجي..رجوى نخاف منه و أنتي مو فيه
رجوى= اسفهوه ما عليكم منه..يعني وش بيسوي؟ بيضرب؟ حنا دائما ننضرب المفروض تعودتم...و مشعل الحمار ما جاء؟
شهد= جاء و انصدم يوم قلنا تزوجتي واحد غني..و طلع بس صار يجي كل يوم ينام في البيت...رجوى مين اللي تزوجتيه؟ من وين يعرفه أبوي..خفت إنه زوج رحيل
رجوى= ثاني مره لا اشتغل مخك اضربيه بجزمه
قمر= زين مين اللي تزوجتيه؟
رجوى= واحد و بس يعني تعرفين أثرياء الرياض يوم بأقولك اسمه
قمر= و مرتاحه؟
رجوى= ايه الأكل و المرعى و الوجه حسن

أسيف كان ناوي يخليها تتكلم شوي و يآخذ منها الجوال...لكنه انصدم بكلامها...و سرح وهو يسمعها...ما يدري تحبهم أو تسبهم...استغرب كثرتهم...و استغرب أكثر توصياتها الغريبه لهم...
لكن يوم سمعها تتكلم عنه...قام و سحب الجوال منها...و رجع مكانه...

رجوى= هيــه ما قلت لهم مع السلامه!
أسيف بإستهزاء= يعني هاذي اللي بتأثر فيهم..بذمتك ما تستحين على وجهك..هاذي ألفاظ تقولينها؟ هاذي توصيات تقولينها؟
رجوى= قد ضربك أبوك؟
أسيف بإستخفاف= طبعا لا
رجوى= قد فتحت ثلاجتكم ولقيتها فاضيه و أنت طاقك الجوع..و أبوك مختفي؟
أسيف مستغرب= لا
رجوى= قد انضربت في الحاره و تهزأت و رحت قلت لأبوك و ضربك زياده
أسيف بغيض= لا
رجوى تروح لفراشها= أجــل انطــم

شهق أسيف مصدوم...كان بيتكلم لكنه سكت...(استاهل..وش أبي أكلم هالمتخلفه! بان اللحين المستوى المتدني اللي هي عايشته)

نام وهو يحس بضيق...من كلامه مع أمه...أول مره تعز عليه شي...طول عمره ولدها المدلل اللي تلبي كل طلباته...ليه اللحين فكرت بعزيز بداله...و كملها بكلامه مع هاللي عنده...دائما يدخل و يطلع و لا يلتفت عليها حتى...و كان ناسيها...أو متناسيها و مرتاح...ليه اليوم يكلمها...و يسمع خبالها...


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

الساعه الــ12 ليلا...رجعت وديان و رحيل...بعد ما تسوقوا و تعشوا بمطعم...
دخلوا الفيلا و لا شافوا لولوه بعد...و هالشي ريح رحيل...كانت تكره تشوفها...و تحس بالضيق أول ما تسمع صوتها و طريقة دلعها...

طلعوا للغرفه...و رمت رحيل الأكياس اللي معها و جلست على الكنب في الصاله الصغيره...

رحيل= تعبت..احس إن رجليني مو شايلتني..حتى راسي يدور
وديان تضحك= ما سوينا شي عاد..حتى احس إننا ما جبنا كل شي
رحيل تشهق= كل هاللي شريتيه و للحين تبين شي؟؟
وديان= وش اسوي فيك أنتي ما عندك و لا شي

ندمت على كلامها...و هي تشوف التكشيره و الحزن اللي ارتسموا على ملامح رحيل...خافت إنها جرحتها و هي تتكلم عن مستواهم المختلف...
لكن رحيل سرحت من شي ثاني...و تكلمت و كأنها تكلم نفسها...عن موضوع غير...

رحيل= وديان أنا مو كذا..أنا كذا بس معك و مع بنات خالتي و جدتي..لكن عماني و بناتهم..و كل الناس..معاملتي لهم غير..اكره الكل ما ارتاح لأحد..طول عمري عشت في بيت عمي..وحيده..قاسيه..كارهه للكل..عمري ما طلعت من بيتهم إلا لبيت جدتي..عمري ما شفت الدنيا..عمري ما اهتميت لشي..لا مستقبلي..و لا شكلي..و لا شي.......و فجأه تزوجت..و تغيرت حياتي..أنا اللحين مو عارفه نفسي! أحيانا أصير وحده غريبه عني بكل هاللي احسه..و أحيانا ارجع رحيل القاسيه اللي تعرف تسييطر على نفسها و مشاعرها........مو عارفه ليه اليوم رحت معك السوق؟ و ليه شريت كل هالأشياء؟ و مو عارفه لو بكره غيرت رأيي و رميت كل اللي جبته
وديان تجلس جنبها= اللي أنا متأكده منه إنك طيبه يا رحيل..أنا مو عارفه ليه تكرهين عمانك لكن متأكده من اللي احسه فيك..مو عارفه ليه كنتي دافنه نفسك بهالعمر..لكن أكيد لك سبب.....(و كملت بحزن) الوحده..و الشعور بالغربه شي قاسي..قاسي بالحيل..يحولك لشخص ثاني

سكتوا فتره...كل وحده غارقه بأساها...و أول ما طرى على وديان ذكراه...هزت راسها بقوه...تعبت تبكيه...تعبت تنتظره...تعبت تندم و تكره نفسها على اللي سوته فيه...تتمناه يرجع و تعذره لو ما رجع...
و قبل تغرق بأحزانها...و دموعها...

وديان= رحيل..اليوم كان حلو ماراح نخربه على آخره..خلينا نشوف الأغراض اللي جبناها و تجربينها...و نرتبها
رحيل تبتسم= يله

قامت معها...و هي تتذكر و عدها اللي قطعته لنفسها...بتوقف بوجه وليد...و زوجته...بتكون مثلهم و أحسن منهم بعد...بيشوفون غرورها...و قسوتها...و عنادها...

دخلت مع وديان الغرفه...و صارت تقيس الملابس اللي جابتها...و وديان متحمسه و فرحانه...و هي تشوف كل قطعه عليها...لين هالحماس انتقل لرحيل...و نست وليد و زوجته و ضيقها...و هي نفسها حست بتغيير و هي تشوف نفسها بشكل جديد...بألوان مختلفه...

خلصت قياساتها...و جلست هي وديان يحطون مكياج بأشكال مختلفه...و يمسحون...و هم يسولفون و يعلقون على بعض...

وديان كانت تقدر تطلع منها إنسانه غير...غصب تتفاعل معها...و ترد على تعليقاتها...و تضحك مع ضحكتها...

سهرت معها وديان للفجر...و بعدها رجعت للفيلا و اتفقوا إن رحيل تدق عليها أول ما تصحى عشان يتغدون مع بعض...طالعت وديان جوالها اللي سجلت فيه رقم رحيل اللي طلعته لها اليوم...و هي تفكر وش تسميها...و بعدين كتبت...[مذهله]...هالإسم جاء ترتيبه بعد اسمه...[مملكة روحي]...و تأملت رقمه بحزن...
تتذكر بحسره الأيام اللي كانت كل ما تضيق...بس تدق هالرقم و تسمع صوته و تنسى كل اللي فيها...كانت تفرح تكلمه...تطفش تكلمه...تتعب تكلمه...كل شي يصيبها تكلمه تقول له...وهو يحله على طول...يسوي اللي تبي...اللي يقدر عليه و اللي ما يقدر...عمره ما قال لها لا...و هي تعودت على هالشي...كبرت و هي دائما قريبه منه...وهو دائما الأقرب لها...يحقق كل اللي تبيه حتى قبل تطلبه...كان أبوها...أمها...أخوها...أختها...صديقها...حبيبها...

دخلت لغرفتها...و راحت للابتوب...و أرسلت له...حتى لو كان ما يرد...حتى لو ما رد أبدا...بس هي مالها غيره...تشكي منه عليه...

تعبت من الوله والشوق تعبت وطول الهجران
تعبت من الفراق اللي أبد ماشفت له آخر
تعبت من السفر والخوف غربة ليلي والاحزان
ياوحشة قلبي من دونك ياوحشة روحي والخاطر
تمنيتك على بعدك تمنيتك اهل و اوطان
تمنيتك هنا عمري فرح دنيا و امل باكر
خذاك البعد ياغايب خذاك الوقت والنسيان
ابي ترجع لجل دمع وقف في العين جمر عاثر
امانه يابعيد ارجع ذبحني الخوف والخذلان
ذبحني الشوق ومابين للاشواق ابد اخر

وانتهى البارت


الساعة الآن 10:11 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية