منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   القصص المكتمله (https://www.liilas.com/vb3/f717/)
-   -   قبل أم بعد الأنتصاف بقلم مجموعة من الكتاب (https://www.liilas.com/vb3/t114727.html)

البرفسورة 10-07-09 08:43 AM

قبل أم بعد الأنتصاف بقلم مجموعة من الكتاب
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

أخواتي الغاليات

ماذا يحدث لو امتزجت أحبار أقلام مميزة من أقلمنا التي تفتخر بها

و أنتجت لنا عمل متسلسل في شهر رمضان الكريم ؟؟؟

مسلسل من بطولة

عاشقة ديرتها.. في دور>> خالد ..

طوق الياسمين ...في دور >>مفاجأة

لأني أحبك.. في دور >>نادين ..

نــــبض ...في دور >>مفاجأة

الجوري ليال.. في دور >>مرام

رحلة عنابه ...في دور >>مفاجأة ..

أسرتني عينيك ..في دور >>أحمد ..

أمل لا ينتهي ...في دور >>مفاجأة ..

ღemelyaamalღ في دور>> الوليد..

بحر الندى في دور >> ماجد ...

بطبع هناك المزيد من شخصيات و الإحداث و المواقف..
كل وحـــــــدهـ سيكتبها قــــلم ماسي من أقلام جروح المميزة ..

فلا تبتعدوا فما زال في جعبتنا المزيد من الحكايا و الشخصيات


( •.°.•. .في قبل أم بعد الانتصاف .•.°.•)



ولأني قد وعدت مشرفة المنتدى بكتابة المصدر فهذا المسلسل الرائع : من إنتاج منتدى جروح الوقت ..

أشكر لهم جزيل الشكر سماحهم لي بنقل رائعتهم ..

وفقهم الله لكل خيـــر ..

والآن مع إبداعهم ..

عندما نعيش الحياة .. لا ندرك منها ما نريد ..

نبحث عن السعادة .. عندما لا نقتنع بنصيبنا .. رغم ما يجبرنا على الرضى به ..

أزهار تفوح منها أريج يعجبنا .. نحافظ عليها .. ولكن نأبى الرضى بالنصيب ..


بعد مرور أربعة عشر سنه .. هل سيرضى بنصيبه ؟!!

أم سيبحث عن السعادة مع أخرى بعيدا عن زوجته..


تمر السنون إمام عينيها .. وفي كل يوم تسقط ورقه من أوراق عمرها ..

لا تستطيع إن تجعل الأيام تقف .. وتعلق بها لقب طالما كرهته .. (عانـــــــــــــــــس) .!!

تود لو ترجع عمرها عشر سنوات إلا الخلف ... هل ستظل عانس أم لها من الفرحة نصيب ؟!!..


في شبـابه مبهــور .. وبقوته يتباهـى ..يعيش حياتي بالحرام ويريد الطهــر والعفة ...

هل سيجد ما يرديه ؟!!أم تدور الدوائر على الظالم ..!!


طري العود .. اشغل نفسه باللاشيء ..

يرى في الحياة سيارة دفع رباعي وكثبان رمـليه .. هل ستستمر حياته هكذا بعبثه ..؟!

أم له من الشقاء نصيب ؟!!!




مسلسل رمضاني
من مونتاج وإنتاج
( أقلام جروح الماسية )

إخراج
( بحر الندى )

مع كل الشكر العظيمـ

و الامتنان الكبيـــر

و المعزة الاخويهـ

الى الاخ

المدير العام

عـــــــــــاشق الهمر

لكل ما بذله من جهد ومساعدهـ لنجاح هذا العمل المتواضع

والذي نرجو الرحمن ان يكبر بتواجدكم

و ردودكم وتعليقاتكم الغاليهـ

باذن العلي القدير

فبقوا معنا للمزيد من الحكايا

فــــــــــــــــي

( •.°.•. قبـــل أم بعـــــــــد الأنتصـــــــــــــاف. .•.°.•)


البرفسورة 10-07-09 08:45 AM

السلام عليكمـ
وبتداء المشوار
و بعون من الرحمن باذنه تعالى

نعرض عليكمـ الحلقه الاولى

من مسلسل


( •.°.•. قبـــل أو بعـــــــــد الأنتصـــــــــــــاف. .•.°.•)





الحلقة الأولى






لونُ قرمزي

ناديــن

يتخبط العرق الأخضر ضارباً بقوانين العرق المتوسط الإرتفاع بلونه الأسود والأحمر باختلاط الأبيض والأخضر كذلك !!
يتخبطون في دمائي الخمرية !
قالت لي أمي يوماً أن لون بشرتي انعكاس للون دمائي ، أكانت صادقة ، أم كذبت علي ككذباتها المتوالية على رأسي الفحم !!!
أأعذرها لكذبها !؟
وما هو العذر !
لم أعد طفلة لتكذب علي بأن أبي يحبني ويكلمها كل يوم ليسأل عني !!
لا أصدق هذه الترهات ..
لمَ لا يكلمني أنا !! لمَ لا يطلبني بالهاتف !!
وما الذي يمنعه من العيش معنا بهذا المنزل الخرب !!
أو على الأقل القدوم لزيارتنا !!
أي عمل الذي يعمله ويأخذه من زوجته وابنته ولا ميزات فيه على الأقل لإطعامهما !!
فليبحث عن عمل قريب منا !!
أعرف أن هذه إحدى كذبات أمي كذلك ...

أحبها لعيناها النابعة بالخوف كلما نظرت إلي ، وأكره تصرفاتها وخضوعها لأبي المزعوم !!
لمَ لا تطالبه بالمجيء إلينا !
لمَ تبرر له تصرفاته ، أهذا غباء أم هوان !
أهنالك زوجة ترضى بألا ترى زوجها لمدة فاقت الخمس سنين !
ألا تطالب بحقوقها !
ثم إذا ناقشتها بذلك تنعتني بطفلة صغيرة لا تفهم ولم تتعلم من الحياة شيء بعد !!

آالحياة تفرض عليها ما هي عليه ..
إن أمي مظلومة !!
إني أرى الظلم يستوطن عينيها الخائفة علي !!
ويعيش في كذباتها التي ترويها علي ...

بكل حال سأخبركم أمراً ، إن أبي إما ميت أو طلق أمي !!

نعم ما بالكم تعجبتم لذلك !!
إنها وهو مؤكد تحت هذان الظرفين !!

لأني وبكل بساطة تجاوز عمري الثامنة عشر وأفهم لمَ كل هذا الجفا من أبي ، حتى بالرغم من أكاذيب أمي التي تتلوها علي كطفلة بريئة !!
أقلت بريئة ! أقصد بذلك أني لم أعد طفلة ولم أعد بريئة ، فأبي وبُعده وأمي واضطهادها وظُلم البشر لها قتلوا براءتي سهواً .......

000


امتزاج الأسود والوردي

خالـــد

صحى من النوم على صوت ارتطام قوي ...
نقز من سريره للغرفة الأطفال الملحقة بغرفته الصادر منها الصوت ..
كانت بنته الصغيرة أميره طايحة على وجها قدام سرير الأطفال الخاص فيها ...
ركض لها وقلبه بين يديه أول ما شاف وجها كيف منقلب بنفسجي وعيونها مزغلله من صدمة الطيحه .. صرخ فيها : اميررره بااااااباااا تسمعيني اميرررره اصحي حبيبتي ...
كان يظربها على وجهها بقوه .. بصق على وجهها وصفقها على خدودها بيده ... لين انفجرت تبكي ... فضمها على صدره ..
نزل الدرج بخطــوات سريعه وهو شايلها على كتفــه ... ما أنصدم بمنظــر بناته مي وريم وهن كل وحده ماسكة الثانيه من شعرها ويتخانقـــــن هذا حالهن كل يوم ..
مي : ياغبيه فكي شعررري ...
ريم : فكيني الله يأخذك قطعتي شعـــــرري ..
خالد :فكن بعض انتي ويااااهاااا ..
اول ماسمعن صوت ابوهن كل وحده تركت الثانيه وتسابقن له يشتكن ...مي :بابا شوفهاااا قطعت شعري الحماره تظربني
ريم :كذابه بابا لاتصدقها والله هي اللي بدت ...
ارتفع الضغط عنده من صياحهن زفهن على الأرض وهو متجه للمطـبخ واميره للحين على كتفه ..
خالد:اسمـــاء ..
لفت عليه ويدها على قلبه من صرخته اللي جتها فجأه وهي مشغوله بتجهيز الفطــور...
اسماء :نعم ..
خالد :لااا انعم الله عليك .. بنتك كانت بتموت وبناتك الثانيات يتذابحن وانتي راقده بهالمطـبخ ...
اسما بتكلم :.....
قاطعها :لاتجلسين تبربرين على راسـي منتفخ من صجة بناتك امسكي بنتك والله إن صار لها شـي ..ماتجلسين في بيتي ساعه وحده ...
اخذت البنت منه وضمتها على صدرها :بسم الله عليك حبيبتي وش فيك ..
ناظرها بسخريه وطلع من المطـبخ .. دخل للمجلس الرجال شغل انواره والمكيف واخذ مصحفه اللي كان يقرأ فيه بعد الفجـــر وكمل قرايه لين أذان المغرب ...

000

فضي باهت وذهبي براق

ناديــن

اليوم هو الرابع من رمضان ...
لحظة ،
جمادي الأول والثاني قبل أم بعد رمضان !!!
لا أصدق أني لا أعرف ...
لو كنت في السعودية لعرفت ترتيب الشهور العربية ..
في سوريا يدونون في لوحة الصف التاريخ الميلادي فقط ...
ولكن عندما كنت بالسعودية .......................

' نادين '

-نعم يامو ..
-حضري طبق الفتوش وحساء الممروته ولاحظي قدر اللبنية ، بينما أخيط بقية الملابس هذه ...
-حاضر يامو ...

تقطيع الخيار و الخس مهنه صعبة ولا يجيدها أياً كان ...
حتى أغنى رجل بقريتنا الذي يظن أن حرفته مميزة لا يقدر على عمل الأطباق التي أعدها بمهارة ...
أجميع من يطهو له نفس أفكاري !!
ويرى في شرائح الخيار خطوطاً ودوائر تخص فقط التقطيع الإسطواني !!
وماذا عن رؤيتي لبصيلات البصل !
التي لا تكون طوليه إلا بتقطيعها بالعرض !!
حتى عندما أحضر الكبة لا أضيف نشاء إليها مثل بقية السورين هُنا !!

أتدرون ، سيتذوق عامر من هذه اللبنية اليوم ، فهو معزوم عند خالته التي تقطن في المنزل الملتصق بجدار منزلنا ...

أقلت منزل !!
إنه ليس منزل بكل حال ، بل يشبه تكوينه والغرض منه !!
أسكن مع أمي بغرفتين فقط !

فلندع ذلك جانباً أود إخباركم عن عامر ...
حسناً ، إنه يسكن في القرية المجاورة لنا ( دير الزور ) ولكنه يزور قريتنا ( القامشلي ) كلما زار خالته التي أخبرتكم أنها تقطن في المنزل الملاصق لنا ...
أأعيد نفس الحديث وأردد ترهات ..
ولكني أحب الحديث عن أي شيء يخصه ..
لأنه تتبعني ذات صباح ليعطيني شريطتي التي سحبتها من شعري غادة التي تغار مني ...
لا أعرف لمَ تغار مني ولكني أشعر بذلك منذ صغري ..
سأعود لما بدأت باخباركم عنه ، هو تبعني بشريطه شعري وأعطاني هي ...

أتدرون لمَ أحب الحديث عنه .. لأنه يعلم ويشعر بظلم من حولي لي ، وعندما يعاين ظلم لي ينصر ضعفي بقوته ....

إني أحبه ......

نعم أحب تصرفاته وخوفه علي ووقوفه معي دوماً ..

إنه الآن لم يعد صبي صغير وأكلمه كما يحلو لي .......

لقد صار يافعاً بطوله الذي كان يخيفني بالبداية ، أما عندما طال قدي اعتدت طوله ...

000

البرفسورة 10-07-09 08:46 AM

امتزاج الأسود والوردي

خالد

أول ما جلس على السفرة : وين مــرام .. مي روحي نادي عمتك ...
أسماء منزله راسها وترتب شعرها بإرتباك : تقول ما تبي تفطر ...
خالد بنرفزه :ما فيه أحد ما يبغي يفطر وش قايله لها يا***** .. وكمل بصراخ : مي روحي نادي عمتك قولي أبوي يقول اذا ما جيتي تفطرين ماهو حاط بفمه لقمه ...
أسماء تداري دموعها قبل ماتنزل ووقفت :قولي لعمتك تعالي افطري أمي قامت من على السفره ...
رجعت للمطبخ بسرعه قبل ماتسمع أي تعليق ...
خالد :مي ماتسمعيني انتي انقلعي نادي عمتك ...
مي رمت كوب العصير بتمرد على السفره :مااااني رايحه وماني أكله .. ليش تصررررخ على أمي ..
وركضت لأمها بالمطبخ ..
خالد :استغفرالله العظيم ريم روحي نادي عمتك .. وبصرخه يوم شافها متردده : بسرررررررعه ...
طلعت ريم مغصوبة لغرفة عمتها طقت على باب بهدوء..
مرام :اذلفوووووا ماأبي منكم شـي
ريم بخوف :عمتي بابا يقول اذا ماجيتي تفطرين ماراح يفطر .. وبغصة وقهر طفله على أمها :وماما قامت من السفرة ..
مرام كأنها ماصدقت سمعت الجملة فتحت الباب بسرعة وطلعت بكشختها اللي تناسب بنت بالطعشات ماهو شابه بالثلاثينات ومكياجها اللي حتى داخل البيت ماتستغني عنه ..
أول ماشاف أخته نازله من فوق والزعل واضح على وجها قعد يهلي فيها ويرحــب :هلاا والله بشيخة البنات تعالي حبيبتي اجلسي عند أخوك اللي ماتهنى له اللقمه الا وانتي جنبه ...
مرام :السلام عليكم ..
خالد :وعليكم السلام هلا تعالي اجلسي جنبي .. وبعد ماجلست قال بصوت مرتفع :سموا بالله .. ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر ان شاء الله ...
بعد صمت دقائق ...
خالد :بتروحين طبعاً معي بعد التراويح نزور أبوي حسيت انه تعبان بزيادة هاليوميـــن ...
مرام حركة فمها وكأن الأقتراح ماهو عاجبها ..
خالد اللي فاهم قصدها :مروومه حبيبتي تحملي أمي شـوي هي تبي مصلحتك ...
مرام كأنها ماصدقت انفتح الموضوع :هي تكرهني اصلاً ماتواطن تشوفني وش ذنبي إذا ماتزوجت لحد اللحين يعني العرسان جوني وأنا قلت لااا ...
خالد :مرومتي لاتبكين ... أمي ماقصدها بس هي خايفة عليك ...
مرام بعدم احترام :وش خايفة علي منه خلاص عنست وانتهى الموضوع .. فكنااا من هالموضوع اللي يهز بدني .. ماقلت لي وش سويت بخط الـ دسل ...
خالد :بعد يومين بيركبونه ...
مرام :اووووف أنا وش يصبرني يوميــن
خالد :مواعيدهم كذا أنا وش بيدي اسويه ... يالله أنا طالع اصلي .. ريم قولي لأمك ابي محشي كوسه مع العشاء ...
مرام ابتسمت على الموقف اللي بتصير في أسماء وقت الصلاه كله ثلث ساعه مايمديها تسوي لوحبتين محشــي ...
صدق انه أهبل هالخالد توه يطــــــلب ...
قامت للمطبخ بتحرش فيها بس انصدمـت يوم شافت الطنجره اللي مليانه كوسه محشيه ..
قهر مايفوتها شـي هالأسماء تفهم خالد قبـــل مايطـــلب..
ناظرت بكوب العصير اللي بيدها ثم بالطنجره ..
مرام بصوت عالي تنبه فيه أسماء اللي مشغولة بتحريك الشوربة اللي على النار :اممممممم شكله لذيذ مع العصير ...
وفرغت اللي بكوبها على الطنجره ..
وقبل حتى ماتستوعب أسماء الموقف اللي تعودت على أمثاله كانت مرام بغرفتها جالسه تضحك مبسوطه على فعلتهـــــا ...
بعد العشـاء بنص الصاله واقف ينتظر بناته وأخته ينزلون عشان يأخذهم معه لبيت ابوه نزلت أسماء من فوق لابســـه عباتها وماسكها بيدها يد أميره ... أول ماشافها صد بوجـهه مقهور منها حتى عشاه عجزانه تسويه له .. ولازم تدخل أخته بكل شـي ..
أسماء :خالد ممكن تنزلني بيت أهلي بطريقك ..
خالد ولامعبرها ..
ريم اللي توها نازله من فوق :ماما بتروحين معنا ..
اسماء :لاا بروح عند جدتك ..
ريم :برووح معك ...
خالد :لأااا بتروحين معي انا بتسلمين على جدك مريض ..
ريم :كل يوم نروح لجدي بروح لجده مع ماما ..
خالد بنرفزه :قلت لك لااااا .. وقرب من السلم وجلس ينادي:مرررااام بسرعه الله يهديك تأخرناااا ...
ولف لأسماء :وين الزفت بنتك ...
اسماء ولاكأنها بنته :اللحين بتنزل تلبس عباتها ...
خالد رجع يصرخ :مي ياااززفت بسرعه ...
ولف على اسمـاء :انقلعي انتي وبناتك اركبن السيارة ...
وقبل ماتوصل أسماء الباب سمعت صوت مــــرام :هذي بتروح معنــا ...
مي اللي نزلت بعدها وهي تصك ازارير عباتها الكتف:ايه لايكون عندك اعتراض ..
مرام بكلام موجـــــه لخالد:يعني لازم تظربك مشاوير خليها تدق على واحد من اخوانها يجي يأخذها ..
خالد اللي اعجبته الفكره :خلاص اسمـاء اجلسي واتصلي على محمد ولاعبدالله يجي يأخذك ..
يالله بنات يالله مرام ...
وطلعوا وقفلوا الباب وراهم وأسماء للحين واقفه بمكانها مصدومة بتصرف خالد لاااا تعدا حدوده الا متى بتصــبر عليه .. هي ماتقدر تســكت اكثر من كذا بس هو ماسكها من اليد اللي توجعها وعند أدنى اعتراض أومناقشه منها يهددها بالطــــــلاق اللي صاير بحياتها مثل الكابوس من تزوج وماعلى لسانه الا عاجبك ولابيت اهلك يحتريك ..
بالسيارة الكل ساكت مافيه الاصوت الشعر اللي مشغله خالد ...
مرام :خلوودي لاتقول لأبوي اني مابغيت أجي معك ..
خالد :لا وليش اقول ..
مرام :خاااالد تراني اعرفك زين .. ثقيل دم تحسب كل شـي مزح وأبوي بيصدق ويزعل مني ...
ريم :بابا مو ثقيل دم ...
خالد يناظر بالمرايه لريم اللي واقفه ورى كرسيه وماسكه راس المقعد :فديتها ريومتــي اللي ماترضى على أبوهااا ..
وناظر بـ مي اللي صاده تناظر مع الدريشه للشارع .. عارف انها زعلانة لأنهم ماخذوا أمها معهم بس مايدري كيف يفهمها انه لازم يطلعون بدري لأن أبوه تعبان ولو اخذوا أمها يودونها لبيت أهلها بياخذون طريق أطول وهو يبي بسرعه يروح يتطمن على أبوه ....
مرام :خلودي وقف خذلنا اسكريم ...
مي لفت بحده :لاا لتوقف مو لازم نروح نشوف أبوي محمد تعبان تأخرنا عليه ...
ابتسم خالد على حدة بنته ... بس ..
مرام :لا ياشيخه أحسن تعالي اصفقيه ترى هو أبوك مو أنتي أبوه ... قلة حيا هذا اللي ربتكن عليه أسماء ...
مي بقهر تبكي :أسماء وأسماء وأسماء انتي ماعندك سالفه الا أمي .. فكيها هي ايش سوت لك ... انا اللي اصارخ انا قليلة ادب امي مالها شغل ..
مرام :خالد شفتها شفت كيف ترفع صوتها على وقدامك ..
خالد محتار بين أخته المتضايقه ومعها كل الحق وبين بنته اللي تبكي :خلاااص مي اسكتي مانبي وجع راس .. وزاد من سرعة السيارة ...
وكلهم سكتوا لين وصلوا بيت ابوخالد ...


نزلت ريم بسرعة من السيارة ودخلت مع باب الحوش المفتوح وهي تصارخ :جدتي حنااااا جينااااا

000

رمادي مفعم


أبو خالد: ليش ساكته
أم خالد : ما فيني شي
أبو خالد : زعلانه ي ابدريه
أم خالد بزفرة الم : كل وحده يابو خالد تمر بوضعي بيكون موقفها هالشي إنت تقولي سامحيني حدد لي على ايش اسامحك
أبو خالد : إنتي قولي مسامحتك وبس
أم خالد : يابو خالد واللي يسلمك قولي وش الي اسامحك فيه خنتني تزوجت علي لعبت بذيلك
أبو خالد نزل راسه : ماهو بأنا الي يروح للحرام يا بدريه
أم خالد : اجل ايش ؟؟
أبو خالد : لاتستعجلين على رزقك مع الأيام بتعرفين على ايش أنا طلبتك تسامحيني ....

000

البرفسورة 10-07-09 08:47 AM

[COLOR="Black"]روعة البنفسجي الغامق

خالد

لما مالقت رد راحت للمكان جلستهم المعتاد غرفة الجلوس ...
على البطرما كان نايم ابو خالد ومغطي راسه بيده ..
وقدامه جالسه أم خالد تناظر بشفقه ..
ريم تمشي على إطراف أصابعها لين صارت فوق راس جدتها اللي معطيتها ظهرها :ووووووووش تسوين ..
ام خالد لفت عليها منخرعه ..
خالد كان وراها على طول توه داخل مع الباب .. بدون مايفتح فمه سحب ريم مع قميصها وطلعها برى:وش حركات الأطفال اللي سويتيها مع جدتك هي مو صديقتك ولابنت خالتك عشان تسوين معها هالحركات .. انتي ماتستحين على وجهك ماتشوفين جدك نايم تعبان ...
أم خالد سحبت ريم اللي تبكي من يده :بشويش على البنية .. حبيبي الريم كانت بتعملنا انكم جيتوبس ..وين أسماء ...
خالد بنرفزه: بدخل اسلم على ابوي يمه الله يعافيك امسك ذولي لايجن يزعجنه .. ودخل قبل مايسمع ردها ...
أبو خالد اللي كان وجهه شاحب وعيونه واضح فيها اللون الأصفـــــر كان معتدل بجلسته بعد ماصحى من صرخة ريم..
خالد وهو ينزل يحب راس أبوه ويده:مساك الله بالخير يبه بشـرني عن صحتك اليوم .. عساك أحسن ..
ابوخالد بصوت تعبان :الحمدالله على كل حال ..
خالد ماعجبه ابداً صوت ابوه :يبه والله ان صحتك مترديه خلني أخذك للمستشفى ...
ابوخالد :لا الحمدالله اليوم أحسن .. وروحت المستشفيات ماأبيها ..
خالد : يابوي الله يخليك لي خليني أخذك للمستشفى كود ان اللي فيك كايد .. تكفى يبه خليني اتطمن عليك ...
ابوخالد تغير لون وجهه من الوجع اللي يحس فيه ..
خالد سحب عكاز أبوه اللي صار يستخدمه بالفترة الأخيرة بعد مازاد التعب عليه وصاريمشي وهو حاني ظهره :يالله يبه بأخذك للمستشفى ..
وقبل مايرد أبوه كان مسنده عليه وموقفه .. على دخلت مرام ..
مرام منفجعه :وش فيه ابوي ...
خالد :مافيه شي بس انا بوديه المستشفى اتطمن عليه ..
مرام تبكي :لاوالله فيه شي أبوي ...يبه وش فيك ...
خالد يسند ابوه وهو ينزله مع درج المدخل ...
مرام تمشي وراه :بروووح معاكم ..
خالد :مرام حبيبتي ادخلي داخل أبوي مافيه شي بس بوديه المستوصف شوي وراجعين ....
ابوخالد بصوت متعب :اسمعي كلام اخوتس وادخلي مافيني شــي ..
مرام وقفت تشوفهم يطلعون وهي تبكي خايفه ابوها شكل مره متغير نحفان وظهره منحني بقوه ووجه متغير وعيونه ذبلانه وصفراء ...
غطت وجها وطلعت تلحقهم بتروح معهم يعني بتروح هي ماتتحمل تجلس هنا وأبوها مريض كذا ..



OOO

فوشي بلطشات صفراء

وعـــد

سمعت امها تناديها بس هي خلاص موقادره تقوم تروح لها بعد ماشربت كل المويا هذي ..
وعد : هلا يما أنا هناااا .. اخخخ شكلي ماني مكمله فطور بعد الصلاه بروح انام ..
الأم : سلامات وش فيك يا بنتي ..
وعد: مافيني شـي بس شربت مويا كثيرره من العطش وحاسه بثقل ..
اول مادخلت غرفتها دق جوالها
ترن رن ترن رن << اتصال من صديقة ليلى
وعد : ألو هلا .. هلا والله فيك كيفك عساك على القوة ..؟!
ليلى : هلا فيك بخير لكن شويا نفسيتي تعبانه
وعد : بسم الله عليك . اقري قرأن يفتح الله ضيقتك .. واحنا بشهر فضيل وشهر القرآن
ليلى : اه بلا نصايح توني فطرت من التعب قبل الأذان وخلاص يعني كنسلت الصيام اليوم ... ماخذا إجازة
وعد : بعذر ولا موبعذر :؟؟؟؟
ليلى : هههههه لا مو بعذر .. حبيت أشرب شوي
وعد : تشربين ماي ؟؟
ليلى : اااااااه . ااايي
وعد : اها ما يضرك اقري شويا على الأقل حزب او وجه كامل إذا تكيسلتي
ليلى : أف اشلون لك خلق تقرين أنا ويا الله أقرا المسجات اللي توصلي
وعد : لا والله إذا كان قلبك على ربك ما أتوقع تملين و ودك تكملين وتتابعين
ليلى : كفايا يا سيد نصوح .. مالي خلق نصايح تافها
وعد : الله يسامحك هذي تافها أتوقع إن انتي التافه المتصلة علي .. أقول باي أشوفك على خير ليلى
ـــ صكت المبايل وعد وانسدحت على الفراش وبدات تحس بالدووخه لين وصلت عند سابع نومه ..
صحت بنص الليل .. وحست بجوع وعطش ...
اول ماطلعت من غرفتها وصلها صوت التلفزيون اللي معلى عليه .. غريبه امها كيف تاركه التلفزيون صوته طالع كذا وأبوها تعبان ..
راحت بسرعه للغرفه لقت ريم ومي ..
وعد تطالع بساعتها وتطالع فيهم غريبه الساعه وحده وش يسوون عندهم ذولا ماهم فبيتهم :بناات من متى انتم هنااا
مي :عمتي وعد كل هذا نوووم ..
ريم :من العشاء حنا جايين .. وجدي ... قاطعتها مي اللي حطت يدها على فمها :خبله ماهي فاهمه شـي
وعد تطالع مي ثم ترجع لريم :وش فيه ابوي ..
مي :مأدري اسألي جدتي .
وعد طالعتها بنرفزه :وين أمــــــي ..
مي :بالحوش ..
اول ماطلعت وعد ظربت مي ريم على راسها :خبله انتي تبغينها يغمى عليها ..
ريم :خبله انتي الناس بس يغمى عليهم بالمسلسلات مو بالحقيقه ..
مي تشدها مع اذنها :الخبله انتي وبعدين نسيتي سوسون صديقتي اللي قلت لك انه اغمى عليها يووم .. وسكتت يوم تذكرت ان ريم صغيره على هالأشياء ..
ريم بخبث:من ايش اغمى عليها ..
مي لفت تناظر بالتلفزيون :مالك شغل انثبري ...
ريم :اصلاً عارفه انتي قلتيلي من قبل ..
مي :انا كذابه ماقلت لك شـي
ريم :ماقلتيلي بس قلتي لصديقتك هبه وانا كنت عندك بالغرفه ..
مي :كذابه انتي بس تبغين اقول وش السالفه اعرف حركاتك ذي قديمه ..
ريم بعصبيه :قسم بالله اني مأكذب وهي أغمى عليها يوم شافت ولد عمها فهــد ..وهو وهو .. وجلست تلعب بحواجبهاا .. وهو طالع من المسبح ..
مي انفعلت طلع صدق ريم سامعتها :ياحيوووووانه انتي وش مجلسك عندي وأنا اكلم ..
ريم :كذا ميزاج ...

طلعت وعد لأمها بالحوش ولقتها جالسه على درجة المدخل :يمه وش فيه أبوي ..
ام خالد بهم:وداه خالد للمستشفى وللحين مارجعوا ..
وعد بتسأل بس حست ان امها ماهي ناقصه فسكتك وظلت تنتظر معها وهي قلقانه مررره ..
كم مره حست ان ابوها مريضه بقوه والف مره قالت لأحمد وسامر يأخذونه المستشفى .. وهم بس يقولهم لاا يرضون ومايناقشونه ..

000
[/COLOR]

البرفسورة 10-07-09 08:48 AM

لون أحمر قاني

أحمـــد

استلقى أحمد على السرير بعيون مفتوحة يناظر السقف فوقه ..الغرفة مظلمة تماما ..كان جسمه يرتجف وكان في ألم غريب يتدرج في معدته
..ألم يطحنه طحن ..قد يكون عقاب عللي سواه ..لا لا مو عقاب ..هالألم جاه أكثر من مرة بس ما اهتم له ..ألم يبدا بوخز في الجزء الأيسر الأسفل من البطن ..يرتفع زي النار ويزيد حتى يتحول مثل السكاكين ..المسامير ..
شد على فكه وغمض عيونه المتعبة ومخه غصبا عنه يسترجع ذكرى قريبة ..ذكرى ما صار لها إلا ساعتين ..
((وخر أحمد عن السرير وعيونه مليانة هلع وذعر وهو يناظر البنت المرتجفة اللي قدامه ..صرخ :
-أنت ..؟لا لا..ليـــــــــــــه؟!! ليه ما قلتي لي إنها أول مرة لك؟
تفجرت الدموع من عيونها أنهار وبكت وهي تغطي وجهها :
-ما قدرت ..ما قدرت ..
انحني عليها يناظرها بعيون زايغة ومسك معصمها بقوة :
-ليه ما تكلمتي ..ليه بعد ما طاح الفاس بالراس ..ياربي من وين جابك عصام ؟
البنت تصيح وهي تغطي وجهها :
-..ماقدرت .. ايش اقول ..انا محتاجه فلووووس وعصام وعدني يعطيني الفين ..
غمض أحمد عيونه وغمغم بغضب مكبوت:
-عصام ..عصام الحقير..هو وعدني ..وعدني ..
همست البنت وهي تبكي :
-احنا برمضان ..شلون قدرنا نسوي هالشي؟أنا خايفة ..
ابتسم أحمد ابتسامة غريبة :
-ليه ؟وش الفرق يعني؟ لا تنسين ان اللي صار صار بعد الفطور ..ونهار رمضان انتهى..وهذا اللي يهم ..
استدار يعطيها ظهره وهمس بصوت خافت :
-ألبسي وطلعي بسرعة ..
ثواني لبست عباتها وجسمها كله يرتجف ..وطلعت ..
فرك أحمد وجهه بقوة ..يارب ..ماقدر أعيش حياتي كذا ..أنا لازم أتزوج ..إلا متى بشبع رغبتي بهالطريقة ..إلا متى؟وحنين ؟حنين تنتظرني من سنين ..
طلع برا الحجرة بخطوات متعثرة وشاف شاب يقرا جريدة فهجم عليه ومسكه بعنف :
-عصام يالـوا....قصيت علي وجبت لي بنت مالها خبرة ..البنت ..البنت ..
وتهدج صوته :
-أنا ..سلبت منها أغلى شي تملكه ..
عصام بسخرية :
-وش رايك فيها ؟أحلى صح؟
ضربه أحمد بقبضته بقوة فتعثر عصام وطاح وطيح وياه الكنب .صرخ أحمد :
-أنا قلت لك ألف مرة..أبي بنات بايعات نفسهن ..خبيرات ..ما بيخسرن شي ..هذي محتاجة وانت لعبت على حاجتها..الله ياخذك ..
دفه عصام وصرخ فيه :
-أنا حاولت أسوي فيك خير أجب لك وحدة fresh ..المفروض تشكرني مو تعصب علي!!
حس أحمد بوهن في جسمه وهمس :
-أنا ..لأازم أوقف عن هالشي..هذا غلط ..
عصام بسخرية :
-توك تحس انه غلط ؟
ناظره أحمد بوجهه شاحب :
-بلى بلى ..الحل هو الزواج ..
عصام بقلق:
-أحمد شفيك وجهك أبيض كأنك شبح ..أنت تعبان؟
عطاه أحمد ظهره ورجع الغرفة ورمى نفسه على السرير ))
فتح عيونه على صوت نغمة جواله ..فمد يده بتعب وسحب الجوال ..كانت أمه تتصل..اووووووه شتبي بعد افففففففف..ضغط زر الصامت فصار يرن بدون صوت ورماه بالدرج ..أمه ؟ليه تتصل بهالوقت ؟يرد ولا لا؟
كان تعبان ما يقدر يتكلم ..ِشلون يجادلها ..عاد أمه هالأيام متوترة ..وأبوه صار له كم يوم مو على بعضه..
تقلب أحمد بالسرير وغطى وجهه بالمخدة ..لازم يفاتح أمه بموضوع الزواج ..هذي مو حاله ..همس بصوت مكتوم :
-أنا رجال ..مايصير أضعف وأخلي رغبتي تجرفني كذا ..هذا حرام يا أحمد ..احنا برمضان لازم توقف ..بس ماقدر ..ماقدر أعيش كذا بدون حرمة ..بلى بلى تقدر ..شلون ما تقدر؟ما عندك إرادة؟
غمض عيونه وعض المخدة لما زاد الألم اللي يشبه الطعنات ..رن جواله مرة ثانية فكشر ..وش فيه العالم ؟إلا يزعجونه بهالوقت وينكدون عليه ..يكفي احساسه بالذنب على البنت يقطعه ..ليه ياأحمد الحين تحس بالذنب وما حسيت فيه من قبل؟كان لك 3 تجارب قبل هذي ولا حسيت بذرة من تأنيب الضمير..شمعنى جت على هذي؟لأنها بريئة ؟بريئة زي حنين ؟
سحب جواله وناظر بعيون ضبابية الرقم وما قدر يميزه ..حسم أمره ورد :
-ألو؟
جه صوت أبح ما يفارق ذهنه :
-أحمد ؟
-حنين ؟وش عندك ؟
-أحمد أنا ...
قاطعها بقسوة :
-أنت ايش قولي لي؟ أنا مو قايل لك لا تتصلين فيني ؟
حنين بهمس :
-ماقدر ..أنا أحبك يا أحمد ..
بلع ريقه ..وقال يتعمد بصوت قاس مثل الحجر :
-أعرف ..واذا فعلا تحبيني لا تتصلين ..فاهمة ؟
البنت بصوت أقرب للبكا:
-ماقدر أعيش بدون ما أسمع صوتك ..أحمد اشتقت لك ..ليه مو راضي أكلمك احمد انا محتاجه احد يسمعني؟

..ساد صمت ..صمت عميــق ..مشحون ..مليء بالعواطف ..هو ما يحبها ولا عمره بيحبها زي ما تحبه ..بس يبغى حبها ..يحتاجه ..يبغاها بعيد عنه ..يبغاها طاهرة ..مثل ما كانت دايما بحياته ..مجرد طيف ..
-أحمد أنت معي؟
تنهد أحمد :
-أيوا معك ..
-أحمد أنا مني بقادرة أتحمل أكثر من كذا ..مرت عمي اليوم قامت تقط تلميحات ونغزات على ولدها .. وبنتها جست نبضي ..يبون يخطبون فهد لي ..انا ما بغى فهد ..بس لو تقدم رسميا ماقدر أرفضه ..ولد عم ما ينرفض ..وأهلي بيوافقون وهم مغمضين ..أحمد تكفين لاتعذبني أكثر من كذا ..بتتزوجني ولا لا؟ بتتزوجني ولا أوافق على فهد؟
أحمد بشراسة :
-أنت ملكي وواحد زي فهد ما بياخذك مني ..أنت لي فهمتي؟
بكت حنين وقالت بيأس :
-يريت لو تثبت فعلا إنك تملكني ..تعال ..اخطبني ..
انقهر أحمد ..حنين له ..وهو اللي بياخذها ..مو فهد ولا غيره ..
زفر بتعب من المجهود االي بذله وهمس:
-يلا روحي ..انا تعبان بنام ..
-سلامتك من التعب ..أحمد ..أنا أحبــ...أحبك من كل قلبي ..وبنتظرك ..
سكر أحمد الجوال ورماه بعنف في زاوية الحجرة ..ووهن جسمه يزيد ..هذا تعب مو عادي ..يروح المستشفى ؟لالا مين له خلق مستشفى بهالوقت ..
شاف نور من طرف عينه فالتفت بسرعة يناظر ..بس الظلام كان دامس ..تسارعت خفقات قلبه بهلع ..أعوذ بالله ..ليه يحس إن فيه أحد معاه بالحجرة ؟ ليه يحس أن الشعور أقوى ؟يحس كأن أحد يقرب منه ..
سكت يرهف السمع ..هل هذا صوت أنفاس فعلا ولا مجرد هوى المكيف؟
بلع ريقه وتلفت مرة ثانية ..هذا الشي اللي يخاف منه طول عمره ..الجن ..أعوذ بالله ..من يوم ما هو صغير كان رعبه الوحيد اللي ما يخليه ينام بالظلام ..
وخوفه الأبدي كان تحت السرير..دايم يحس إنه إذا طل بيشوف شي ..إذا نزل رجله حد بيسحبها..إذا غطى وجهه باللحاف أحد بيسحب الغطى فجآأة ..دايما ما يخلي أي جزء من جسمه مو مغطى قبل لا ينام ..بالذات رجلينه ..
خوف طفولي ..لكن استمر معاه لين صار رجال ..الظلام ..الشيطان يسري بالظلام كانت أمه دايم تقول هالعبارة ..هههه أي شيطان الحين رمضان والشياطين مكبلة بأغلال..هذا الخوف بداخله ..زي الوسواس ..زي الوهم..زاد الألم عنده ..خلاص لازم ما يكابر ..
قام من السرير بثقل وتعب وناظر تحت السرير قبل لا ينزل رجلينه ..
نزل بسرعة وقام بخطوات متعثرة وطلع للصالة ..كان صديقه نايم عالكنب ويشاخر ..قام أحمد يهزه ويقول بصوت ضعيف واهن ما قدر يسيطر عليه :
-عصام ..عصام ولي يسلمك قوم ..
حاول يرفع صوته بس ما قدر :
-عصــــــام !!
فز عصام وناظر بعيون مذهولة :
- ها ايش فيه ؟
بلع أحمد ريقه الجاف وهمس:
-أنا ..تعبان ..
عصام بقلق:
-سلامات وش فيك؟
تنهد أحمد وهو يسند جسمه المتعب على الكنبة :
-مادري ..بس بطني يعورني ..مادري شفيه ..أحسه يتقطع ..
-أوديك المستشفى طيب؟
-تسوي فيني خير..
قام عصام وساعد أحمد بالوقوف وسنده عليه :
-تحب أكلم أهلك ؟
هز أحمد راسه المنهك :
-لالا..مو لازم ..مابي أخرعهم ..

.........................................

البرفسورة 10-07-09 08:50 AM

ساعدت الممرضة الفلبينيه أحمد أنه يستلقي

..وقال الدكتور برفق:
-من متى وانت تحس بهالوهن ؟
غمض أحمد عيونه وقال:
-صار لي كم شهر ..بس تجاهلت الألم والتعب .. أحس أني ماقدر أتحمل أكثر ..
-طيب قول لي ..هل يتصاحب الألم مع اسهال ؟
-أي..
-طيب ..ماحسيت انك مسخن أحيانا؟يعني حرارة تصاحب تعبك؟
بلل أحمد شفايفه الجافة وهو يناظر الدكتور ..ايش يحاول يوصل بأسئلته:
-أنا ..ايوا أحيانا ..
-هل لاحظت انخفاض ملحوظ بوزنك؟
سكت أحمد يفكر لحظات ..وقال بهدوء:
-بلى ..نقصت 10 كيلو ..
سكت الدكتور وهو يسجل ملاحظاته ..
أحمد بتوتر:
-ليه هالأسئلة يا دكتور ؟أنت تشك إن فيني شي؟
سكت الدكتور لحظات بعدين تنهد وهو يقول:
-بصراحة ..اي ..الأعراض كلها تنطبق على حالتك ..قولي يا أحمد ..أنت تتوتر كثير أو تتعرض لضغوط عصبية ؟
سكت أحمد وقال بتوتر :
-أنا معروف أني عصبي ..
-طيب أنت تفكر كثير..وتقلق كثير؟
-بلى ..دكتور قولي انت ايش تعتقد فيني..
تنهد الدكتور وهو يرتب أوراقه ويقوم :
-احنا لازم نسوي لك تحاليل ..أنا مو متأكد بس ..احتمال يكون فيك قولون!
اتسعت عيون أحمد بصدمة وهلع :
-ايش؟؟!!
-اسمع لازم نتأكد أول ..بنسوي لك تحاليل مخبرية ..بعدها بنعمل لك ..منظار القولون ..وبالأخير أشعة ملونة ..عشان التشخيص النهائي..
ناظر أحمد الدكتور بعيون كلها قلق وتفكير ..قولون؟ لا ان شاء الله مجرد أعراض متشابهة ..وما يكون قولون ..يارب..ناقص أمراض هو ..
ربت الدكتور على كتفه وقال بلطف:
-أحتمال يكون تشخيصي المبدأي خطأ ..الحين اسمح لي بفحصك شوي..
....
تنهد عصام وهو يسكر الباب ..وحط يدينه بجيوبه ومشى بالممر ..أحمد ..صديقه اللي يحيره ! معقول أحمد اللي ما عنده مانع بالبنات الخبيرات عنده مانع بالبنات البرئيات !! شالفرق طيب ؟!
سمع من وراه حرمة تقول :
-خالد ..مادقيت على أحمد للحين؟
رد عليها رجال:
-بلى دقيت عليه أكثر من مرة بس مدري شفيه ما يرد..وأمي تقول إنه طلع قبل صلا ة التراويح ومارد للحين ..
-لازم يعرف أن أبوي دخل المستشفى ..
-مرام أنا رايح أشوف أبوي شصار عليه وانت حاولي تدقين على أحمد ..
التفت عصام وشافهم ..في اللحظة اللي مشى الرجال وبقت البنت واقفة وهي تدق بالجوال ..مرام ..خالد ..أحمد ..رمش بعيونه وهو يفكر ..هذولا أهل أحمد ولا تشابه أسماء؟بلى أخوه الكبير خالد ..
هز عصام كتفينه ..هو ماله دخل ..سواء كانوا أهل أحمد ولا لا..
جذب نفس عميق ومشى بالممر.. ..

البرفسورة 10-07-09 08:51 AM

زرق حيوي

سامر

بالثمامه وتحديدآ ورى محطة خزآم .. هجولة شباب .. وأصوآت التفحيط والتطعيس تملى المكان .. الجو مغبر .. وماغير شاص يطعس والهيلوكس تخمـس .. وخذلك من الصرآخ والازعااج والتصفير

من بين الاغبره المتطايره كان جالس والضحكه مقطعته تقطيـع .. ضربه زميله على راسه : هلااااااااا بوسمـره
سامر ابتسم بفرح وحضنه : هلااااااااااااا والله .. تو مانور الطعس
.....: النور نورك .. يللا ماشفناك هناك (ويأشر له على الطعس)
سامر :: لا يابووك .. ماعندي موتر وماابي اضحي بموتر احد
يطبطب على ظهر سامر : يفدآآآآآآآآآآك موتري .. خذه ونطّل فيه زي ماتبي
رفض سامر وتعذّر من خويه .. وقال له : خلّها في شارع الفروسيه (الجنادريه)

تسحب سامـر مع خمسه من ربعه .. في سيارتـيـن .. شروكي + جيب ربع .. وانطلقوآ يقطعون الشوآرع .. اللي فاتح الدريشه وطالع منها .. ويأشر لخويه اللي بالسياره اللي وراه .. واللي متلثم وثلاث ارباع جسمه برا .. واللي يصفق .. واللي .. وصوت الاغانـي مفجر الدنيا .. ناسين اننا في رمضاان .. فجأه في السياره الاولى انطفى المسجل
.....: وراك طفيته سمــور
سامر يتنهد : استغفر الله ماتسمعهم يصلون التراويح.. وقف عند المسجد خل نصلي العشاء وكم ركعة تروايح ..

وانطلقوا الشباب ماسكين الدائري الشمالي .. من وراهم مخرج 7 ومخرج 6 .. دخلو على مخرج 5 وتيامنوآ .. وكملوا مشوآرهم وآصلين لشارع الفروسيه .. نزلوا من سياراتهم
..........: يللا بوسمره .. نبي شيٍ سنع يونسنا
سـآمر : بموترك حاضرين
عبدالله يغمز له :: قبل ماتبدّع .. نبي قومـه .. بينك وبين راكان

وبعد اتفاق .. انرمت المفاتيح على راكان وسـآمر
غبّر الجوو .. وامتلا بريحة كفرآت السيارات .. .. وكان الحمااس مسيطر على الكل .. سرعه جنونيه .. وأصوات مكابح ..

راكان يطبطب على ظهر سامر : خيرها بغيرها بو سمـره
على الساعه 12 .. رجع سـآمر لللبيت .. دخل الصاله مالقى احد موجود .. دخل المجلس لقى مي وريم جالسين ويتابعون المسلسل .. ضرب الارض برجله بقووه عشاان ينتبهون له : ياسلااااااااااااام الحلواات هنا وانا ماادري
مي راحت له تركض .. سلمت عليه .. وباركتله بالشهر .. ريم ضمته بقووه وتعلقت برقبته .. سامر يضم ريم .. اجل وين ابووكم..!
مي نزلت راسها : اخذ جدي للمستفى
انصدم .. طلعت عيوونه .. توقف العالم كله عن المسير .. : أي مستشفى ...!

البرفسورة 10-07-09 08:52 AM

أصفر باهت

خالد

بعد ثلاث ساعات بالمستشفى خالد جالس ومنزل راسه ..
الدكتور من ورى مكتبه : يا أخ خالد خل ايمانك بالله كبيــر .. وهذا قضاء وقدر .. قل لن يصيبنا الا ماكتبه الله لنااا ..
خالد ماهو قادريتكلم من الصدمه الكبد الوبائــــــي كل شي توقعه الا أن ابوه يكون فيه هالمـــــــرض ..مسح وجه بيده :لطفك يارب .. والحل يادكـتور ..
الدكتور يحرك القلم على الورق قدامه :مابيدنا شـي نسويه المرض بمراحله الأخيرة ...
خالد بعدم تصديق :يعني ابوي بيمـ .... لايااارب .. دكتور اكيد فيه حللل ..
الدكتوريتفلسف :كطبيب اقول لك ماعندنا حل .. انت عارف وش اهمية الكبد للجسم الأنســــان ويعتبر مرضها او أصابتها …
قاطعه خالد بضيق :بس خلاااص .. استغفر الله العظيم .. ماتعرف تنقل الأخبار بطريقه أكثر إنسانيه ..
الدكتور بإحراج : احم انا ماكان قصدي أصدمك بس حبيت أخبرك ظروف مرض والدك .. وانت زي موعارف إحنا الأطباء مضغوطيــن ...
قاطعه خالد :خلاااص لوسمحت أنا للحين ماني مستوعب سالفة مرض أبوي .. ياررررب ...
بشوف أبوي ..
وقام طلع من المكتب .. يحس بحرارته مرتفعه من صدمة الموقف وراسه يدور ماهو مستوعب ابد ان ابوه مــريض لهدرجه الكبد الوبائــــي ...
دخل للغرفه اللي نوموا فيه أبوه :كيفك اللحين يبه إن شاءالله أحسن ..
ابوخالد بضيق :قلت لك مأبي أغير ملابس بلبسهم ذا .. ورجعني للبيت ..
خالد:يبه الله يخليك لي هد اعصابك أنت تعبان ومن عيوني اللحين أجيب لك من البيت اللبس اللي تبيه ...
تنهد ابوخالد بضيق وصد عن ولده وهو يتألم من أبرة المغذي اللي دخلها الممرض بيده ..
خالد طلع يدور أخته مرام اللي المفروض تكون هنا ويــــــن راحت .. رجع اتصل على أخوه احمد بس مايرررد .. دق على مرام قالت إنها بالكفتريا واللحين جايه


000

البرفسورة 10-07-09 08:54 AM

تداخل طبقي للون البنفسج

مرام

كانت راجعه من الكافتريا وبيدها كوب قهــوه ..
شافت خالد يمر من جنبها بدون مايكلمها استغربت حالته نادته :خالد ..خالد وش فيك
لف عليها خالد اللي حست انه ضايع :هاه .. مرام وين كنتي
مرام وهي ترفع كوب القهوه اللي بيدها .. وش فيك قلت لك كنت بالكافتريا ..
سكت خالد شوي ثم رد عليها: مافيني شي
مرام وهي ترد بدون اقتناع:متأكد .. طيب وش قالوا عن أبوي ..
نزل راسه بضيق ..
بخوف سألته:خالد الي فيك بسبة شي قاله الدكتور صح
خالد:المكان هنا مو مناسب عشان اقولك
ردت عليه بتلعثم :اوكي شوف لنا مكان
لحقته لسياره اللي قال لها انه افضل مكـــان:ممكن تهدين
خلاص ماعاد تتحمل الوضوع بدت تبكي :خالد بليز قولي ابوي وش فيه
خالد وهو يحك جبهته بتوتر:ابوي معه الكبد الوبائي
بشهقه :وش تقول ؟؟
خالد:الي سمعتيه ابوي معه الكبد الوبائي وانتي اعرف وش هالمرض وابوي المرض عنده متقدم
انهارت عمرها ماتوقعت انها ممكن تفقد ابوها:لا تكفى قولي انك تكذب قول هذي مزحه من مزحاتك الثقيله تكفى خالد تكفى
خالد حمد ربه انه جابها هنا كان متوقع مثل هالأنهيار :هدي وانا اخوك ادعي ربك حنا بشهر كريم ادعي له بالشفاء
زاد بكائها :بس عمر الي يكون فيهم هالمرض يشفون ياخالد عمرهم مايشفون وسكتت بعد فتره شهقت بصوت عالي
مستحيـــــل اللي تفكر فيه
خالد :مرام حبيبتي هدي
بتنجن خلااااص جلست تردد بدون وعي:امي امي
رد عليها بسرعه:شفيها امي
وسط بكائها لفت عليه وسندت راسها على كتفه وهي تبكي وتقول:خالد المرض معدي تفهم شمعنى معدي يعني امي وابوي راحو بغمضة عين انا من لي بعدهم رد علي
خالد خلاااااص انهار امه وابــــوه ينصدم فيهم بليله وحده ...


لا يكون البُني إلا كذلك

خالد

مايلوم أخته يوم انهارت هو مو قادر يوازن الدريكسون بين يديه اللي ترجف .. هذا أبوهم والمرض اللي فيه كايد اسمه بس يهز البدن انك تسمع ان انسان بعيد مصاب فيـــــه تشمئز وتخاف .. كيف لوكان هالأنسان ابوك أغلى ناسك ..والمصيبه العظمي امك جنتك ونارك احتمال تكون مصابه بهالمــــرض ...
وقف على جنب الطريق وهو يتنفس بحده ..
سمع صوت شهقات مرام تزيد وهي تسأله :خاااالد وش فيك ...؟َ
هو لازم يتماسك عشان اخوانه ماينهار هو كبيرهم اللحيــــن مالازم يبين ضعفه ..
حط يده على يدها اللي على كتفه :تطمني حبيبتي مافي شي وكل شي بيكون كويس ...
وخرت عنه مرام وكأنها خافت من كلامها وحطت راسها على الدريشه وزاد بكائه ..
ماصدق يوصل للبيته بسلامه نزلها وساعدها لين دخلت مع باب المدخل ..
وركب سيارته وطيران على المستشفى ...
مايدري كيف بيخبر امه ووعد ووسامر .. وين احمد يخفف عن هالحمل .. رجع يدق عليه بس نفس النتيجه مايرررررررد ...
طيب المرض معدي مو أحتمال يكون هو او احد من أخوانه انتقلت له العدوى .. وظرب يده على الدريكسون بقوه يوم تصور احتمال أن وحده من بناته تكون مصابه بهالمرض .. عساه فيه ولا فيــــــهن ...
مايتصور مي المغروره حبيبته بكره تكون مصابه .. ولا ريم الشقيه .. أو اميررره الصغيرة اللي برائتها تذبحه ..
معقوووله تكون وحده منهن مصابه بهالمرض الشنيع .. لا ان شاءالله .. يارب انك تحميهن وتخليهن له ..
هز راسه ولا يبغى ابوه يمرض وأمه لااا مايبغاها تصاب بهالمرض يارب تكون مجرد احتمالااات يارب تخيب ظني يااارب .. سبحانك ياقااادر ..
خالد هتف بصوت عالي يهدي فيه شياطينه : اللهم لا إعتــــــراض ..
عند بوابة المستشفى التقى بسامـر بمنظره المفزوع ... حاول سامر يعرف منه شـي عن حالة إبوه بس هوخبره انهم نوموه بس عشان يأخذون له تحاليل ويتطمنون عليه زيــــاده ووصل لغرفة أبوه وهو راح لطبيب لحاله .

البرفسورة 10-07-09 08:55 AM

لازلت أذكرطفولتي الشقية..
ولازلت أذكر شبا بك اليانع..
كنت ظلي الحامي..
وملاذي الآمن..
ومساحاتي الحالمة...
أقف في النافذة ذات نهار ...
أنتظر عودتك بشغف..
وحين أراك..
أقفز نحو الباب ...
أرتمي في حضنك..أرتوي من حنانك..
أروي لك حكاياتي المدرسية..
كنتُ طفلا ..
وكنتَ أنت شابًا..
كبرت أنا..وكبرت أنت..
ولكني لازلت في حاجتك..
ولاأتخيل الحياة بدونك..
أرى..فراشًا أبيض يحتويك..
وملامح متألمة تعتريك..
ووجع قاسي يجتاح معالمك...
ويجتاحني لأجلك..
وكيف لاوأنا أراك تتألم..
وأنا أرى ذاك المرض البشع يخترقك بعنف ..
لاترضخ لذاك الوجع..
لاترحل عني..
لاتتركني وحيدا..
فحياتي لاتعرف النبض بدونك..
ومساحاتي لاتعرف النور في ظلام غيابك..



مع تحيات ...الاقلام المشاركة في الحلقة الأولى :
عاشقة ديرتها ( خالد ) لأني أحبك ( نادين ) رحلة عنابة ( وعد ) نبض ( سامر ) أسرتني ( أحمد ),..الجوري ( مرام )
و الخواطر بقلم المبدعه طوق الياسمين

البرفسورة 10-07-09 08:57 AM

سيكون بإذن الله تنزيــــل يومي حتى نصل لآخر حلقة ..

الله .. الله ..

نبغى نشوف ردودكم الحارة بهذا الانتااااااااج الرائع ..

كم يسعدني ذلك

كل الود لكم ..

البرفسورة 10-07-09 09:04 AM

[COLOR="Green"]الحلقـه الثانيـــه

بدون لون لا أسود ولا أبيض
بل هو رمادي
كسماء ملبدهـ بالغيوم


بعد ليله طــويله قضاها بالمستشفى مع أبوه دخل البيت بعد ما تطمن على أبوه اللي ترك معه سامر اللي للحين ما يدري وش مرض أبوه.. استقبلته أسمــاء بخـوف لما شافته لحاله .. وبناتها مو معه ...
اسماء :خالد ..
لف عليها وهو يمسح وجهه المعرق بشماغه :هاه .. انتي للحين صاحيه ..
اسماء:وين البنات ..
خالد توه تذكر بناته جلس بـ إرهاق على أول كرسي قابله : يووه نسيتهم في بيت أبوي ..
لما ذكر كلمة أبوي إنهز بدنه وتغير لون وجهه ..
أسماء بتردد :خالد وش فيه عمي ..
رفع راسه لها جذبها له ودفن راسه بصدرها محتاج لحنان :أسماء أبوووووووي يا أسمـــاء أبووووووووووي ..
وجلس يبكي بقلة حيله وقهــــرر.. هو كبيرهم إيه هو رجال إيه .. بس هذا أبوه .. اسمه يتيم لو فقده .. ..
أسماء إنفجعت من حالته ضمته لصدرها وهي تربت على راسه :خالد بسم الله عليك حبيبي وش فيه عمي ...؟!
خالد ما هو قادر ينطق الكلمة اللي فيها مرض أبوه ... ولما تصور إن أسماء تدري عن أمه .. سحب نفسه بقوه عنها وطلع لغرفته .. ..
وهو يقول بصوت جامد :بنام لا تزعجيني و لا تصحيني ماني رايح لدوام ولا خرابيط ..ووقف فجأه :اذا اتصل سامر أو احمد صحيني ورمى عليها جواله ...
جلست أسماء بالصاله جامدة ما تدري وش سبب بكاء خالد اللي صدمها .. وش فيه عمها .. أول شي مرام و ألحين خالد ..
أسماء :يا رب سترك ..
دقت على عمتها أم خالد اللي ردت على طــول :هلا يمه .. وش صار عليه أبوك ..
أسماء بتردد :عمتي أنا أسمـاء ..
أم خالد بـ إحباط :خالد وينه ودّى أبوه للمستشفى
وما رجع ولا كلم ..
أسماء :خالد دخل ينام .. و و بسرعة اخترعت لها كذبه تطمن فيها عمتها اللي عارفه إنها بتجلس تحــن بتعرف
وش فيه ابو خالد وهي نفسها ما هي عارفه :عمي بخير يقول إن كل اللي فيه إنفلونزا وتعرفين كيف انها قويه بس إن شاء الله عمي بخير ..
أم خالد صدقت بسرعة :دامها إنفلونزا ليه ما رجعوه البيت..
أسماء:لازم يا عمتي ينومونه عشان المغذي والإبر وحرارته شوي مرتفعه .. عمتي تكفين انتبهي لريم ومي .. أبوهن تعبان وما يقدر يجيبهن ..
أم خالد بتعب :بتوصيني على بناتي هن رقدن .. بس مدرستهن بكره من بيوديهن لها ..
أسماء اللي عارفه إن خالد مستحيل يهتم بهالأمور وهو شكله فيه شي شاغل :خليهن يغيبن أصلن أبوهن ما راح يقدر يوديهن ...
قفلت أسماء من عمتها بعد ما تطمنت على بناتها و طمنت عمتها على عمها .. ..
تقلب على السرير حاول ينام ما قدر كل ما سكر عينه شاف الدكتور بكل برود يقوله وهو يحرك قلمه على ورقه قدامه أبوك مصاب بالكبد الوبائـــــي ...نفسه يبكي .. بس ما يقدر
مكبوته بنفســـــــه ..صرخ :الصبر يا ررب .. جت أسماء تركض على صرخته و شافته كيف جالس بيأس بسريره طلعت قبل ما ينتبه لها ..
هي بعد تعبانه و ما هي ناقصه جنونه ..
أول ما دق المنبه جنب سريره على الساعه تســــع فز بسرعه أصلا ما كان نايم و هواجيس مابين النوم والصحوه اتعبته .. لبس ثوبه وأخذ شماغه بيده ونزل تحت وهو يسكر ازارير ثوبه .. شاف أسماء نايمه قدام التلفزيون وبيدها جواله ..
بهدوء سحب الجوال من يدهااا .. أخذه وطلـــــع ...
راح للمكتب الدكتور مباشره للقاه للحين ما داوم فراح على غرفة أبوه .. شاف سامر كيف نايم على الكرسي ومدد رجوله قدامه وعليه ثوبه الوسخ اللي جاهم فيه أمس ..
ما فكر يصحيه جلس على طرف سرير أبوه سحب يده وحبها .. للحين نايم .. آآآه يا ليته بأي احد وما هو فيك يبـــــــه ...
جلس على هالحال لين دخل الدكتور بجولته اليوميه على المرضى .. تركه يفحص أبوه الفحص الروتيني ومعه الممرضه تسجل .. أول ما طلع كان خالد وراه ...
الدكتور :ما فيه جديد ..
خالد بتردد :طيب دكتور أمـي ..
الدكتور رجع نظارته على ورى :وش فيها الوالده ..
خالد دخل يديه بجيوب ثوبه حركه يسويها لتوتر :مو إحتمال تكون مصابه بالمرض ..
الدكتور هز راسه :أيوه احتمال ..
خالد اللي حس ببرود الدكتور قدامه كأنه يتكلم عن ناس مالهم أي أهميه بالحياه :يا أخي خل عندك دم شوي اللي تتكلم عنهم أبوي وأمي ..
سامر اللي لحقه برى سأله وهو يفرك عيونه اللي مقفله :وش فيهم أبوي وأمي ...
خالد رفع راسه لفوق بنفاذ صبر :أستغفرك اللهم وأتوب أليك .. سامر خلك هنا .. وطالع الدكتور بسخرية: و انت يا حضرة الدكتور ممكن تتفضل علينا ونجلس دقايق بمكتبك نتفاهم ..


[/COLOR]

البرفسورة 10-07-09 09:05 AM

قامت الصبح ونفسيتها تعبانه جدا اللي صار أمس ولا بالأحلام يصير
يا رب لطفك
يا رب أنت اعلم بحالي يا رب من لنا بعدهم يا رب ألطف بحالهم
قامت من سريرها وأخذت ملابسها وراحت تتروش اقلها تنسى الي صار
طلعت بعد دقايق لأنها تأخرت ولازم تروح اليوم للمدرسه
نشفت شعرها بسرعه ولبست
ونزلت الدرج وهي مسرعه
وقابلت أسماء بطريقها
أسماء:وش فيك مسرعه
مرام وهي تلوي فمها :وش رايك أظنك تشوفين الساعه كم وأنا للحين ما رحت البنات مو رايحين
أسماء :البنات عند عمتي ماجو
ردت بسرعه بدون اهتمام:أوكي أوكي أنا طالعه النقل برا ينتظرني تأخرت وطلعت بدون ما تسمع رد أسماء
ركبت السيارة :يا الله يا أبو شهد تحرك متأخره اليوم
أبو شهد:إن شاء الله
وصلت المدرسه بعد خمس دقايق
ودخلت بسرعه ووقعت الحضور والمديرة ما قالت لها شي لأنه هذي أول مره تسويها
:أستاذه هند
هند:هلا آمري يا مرام
مرام:أبي استأذن عن بكره لأني مو جايه الوالد بالمستشفى و مو قادره أجي
هند:ما يشوف شر والله يقومه بالسلامه خلاص اجل لا تجين بكره
مرام :اجل عن إذنك
هند:لحظه مرام ترى في أستاذه جديدة جايه اسمها رغد أبيك تكونين أنتي معها نقطه بنقطه ولا تنسين المدرسة جديدة مالها خبره من قبل
مرام:إن شاء الله شي ثاني
هند:لا مشكورة تقدرين تروحين
طلعت مرام من عندها واتجهت لغرفة المعلمات وسلمت عليهم التفت تدور
الوجه الجديد إلي تقول عنه المديرة
ردت عليها وحده من المدرسات:تدورين المدرسة الجديدة
مرام:إيه وينها
ردت الثانية :عندها حصة
مرام متفاجئة :على طول ما عندها وقت أبله هند طيب خلها تتعرف علينا ونتعرف عليها مو كذا على طول
ردت وحده من الجالسات اللي كانت تصحح الدفاتر:أحسن خليها من الأول تعرف الأنظمة لاحقين نتعرف على بعض الوقت قدامنا شطوله
مرام:بس حتى مو لهالدرجة
ردت اللي كانت تصحح :يختي هذي عظمها طري أحسن تعرف من الأول إن التدريس عمره ما كان سهل والتدريس مو برستيج وبس التدريس تعب وكد طول اليوم ولا نلقى شكر بعد ورجعت تكمل تصحيح دفاترها
مرام وهي عجبها الكلام :حلو
الصمت لف الغرفة وكلن انشغل بشي اللي تصحح واللي تحضر
والي تفكر ومر الوقت
قطع هالصمت صوت ناعم :السلام عليكم
الجميع:وعليكم السلام
اتجهت لمكتبها اللي كان جنب مكتب مرام:وحطت دفتر التحضير وجلست
لفت عليها مرام وهي تقيم شكلها (والله ما عليها البنت حليوه وشياكه):الأستاذة رغد
رغد وهي تبتسم:إيه نعم ما عرفتيني عليك
ردت مرام :معك مرام معلمة العربي والدين لـ أولى وثاني ابتدائي
رغد:هلا بك تشرفنا
مرام وهي تجمع دفاترها :عن إذنك عندي حصة أشوفك بعد الحصة
واتجهت للفصل وهي تفكر برغد وشالتها من تفكيرها وهي تشوف بناتها زي ما تسميهم واقفين برا الفصل:يله يا حلوات داخل
دخلوا البنات وهم يهتفون باسمها أبله مرام جت أبله مرام جت
ابتسمت ودخلت :السلام عليكم يا حلوات
ردوا البنات بصوت واحد:وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته شرفتينا و نورتينا يا أبله مرام
ضحكت عليهم :ها يا بنات من اللي صامت اليوم
ردت بنت صغيره :أنا أستاذه
مرام بابتسامه حلوه: شطوره شفتوا سجى صايمه وان شاء الله لها اجر ومن بعد
ردت ثانيه :أنا بعد بس أمي تقول لا تصومين عشان بعدين تتعبين
مرام :نوره حبيبتي إذا ماما قالت لا تصومين لا تصومين زين حبيبتي
نوره :إن شاء الله أستاذه
مرام :هاه من تقول لي وش أخذنا أمس بالتوحيد
بدت حصتها وهي تحاول تتناسى اللي صار أمس



البرفسورة 10-07-09 09:07 AM

مشى خالد مع الدكتور لمكتبه .. رفع سامر كتوفه بعدم اهتمام ومسك طرف ثوبه بيده ورفعه لعند بطنه .. ناظره كيف وسخ و مقرف .. : الحين أنا من جدي جاي المستشفى بوساختي .. (تنهد) خل أروح أقوول له إني بترووش و أتنظف ثم برجع
مشى سامر بين الممرات .. يطل في الغرف .. وقف ممرضه سألها : لو سمحتِ غرفة الدكتور اللي يعاين المريض اللي بغرفه (6) وين مكتبه ..؟
وصلته الممرضة على الممر اللي فيه مكتب الدكتور .. كان الباب مردود .. يعني ما هو محكم الإغلاق.. سامر يكلم نفسه (خذلك بس .. ويقولون عندهم خصوصية بـ...( قطع كلامه صوت الدكتور الجاد :
هو فيروس يصيب الكبد وينتقل عادة عن طريق الدم، ومن الأم الحامل لجنينها أو عن طريق الاتصال الجنسي.. ومعنى كذا .. احتمال كبير إن أمك .. تكون مصابه بذا المرض .. أما بالنسبة لإخوانك .. فإذا كان أبوك تبرع لهم بدم .. تأكد صابهم
خالد بتوتر : أنت ما عندك ذوق .. أنا بحياتي ما شفت دكتور كذا..
طلع خالد و أنصدم بسامر اللي واقف قدام الباب منزل راسه ودمعته على خده
همس خالد : سـآمر ...!
رفع راسه وعيونه مغرقه بالدموع : إيه سامر .. سامر اللي ضحكت عليه .. قال ايش .. قال انفلونزا وتروح .. شد ياقة ثوبه الوسخ على تحت .. انفلونزا .. انفلونزا بتاخذ ابووي.. (وبااستهزاء) وخطيييرره .. أثاريها الكبد الوبائي .. تضحك ع الدكتور لان ما عنده دم .. وأنت اللي مقطعك الأدب و صااير تكذب علينا ..
يقاطعه خالد : أنا خايف عليكم .. و ما حبيت ا..
قاطعه سامر : ما حبيت وشو .. إيه صح صح .. هو بس أبوك أنت واحمد .. أنا براا براا
خالد يمسكه : سااامر .. ساامر .. اجلس شووي واهدا
بعد محاولات اقنااع .. جلس ساامر منزل راسه ومخليه بين يدينه : وامي يا خالد امي .. وش نصيبها من ذا المرض..! هي بعد بترووح والا(وبدت شهقاته تعلى(
خالد : استهدي بالله .. واذكر ربك ..ورح تغسّل وصل لك ركعتين
وقف سامر .. بيمشي .. مشى خطوتين ورجع ..: خالد ..
خالد بدون مايرفع راسه : هممممم
سامر : أبي فلوس حق تاكسي
تنهد خالد و أعطااه مفتااح سيارته : خذه بس لا تتأخر علي
سامر : ما أبيه .. أبي فلوس حق تاكسي.. واليوم بعد الفطور تسوي حق أمي تحاليل .. لان المرض ذا إذا كان فبدايته يقدرون يقضون عليه .. أما إذا توصل مرحله (تنهد) عطني فلوس..!
طلع خالد بوكه و أعطى سامر الفلوس اللي يبي .. طلع سامر من المستشفى وهم الدنيا راكبه
وقف تاكسي وركب : حي ال....
مشى التاكسي .. ومشت أفكار سامر معاه .. كان مسند كوعه على الدريشه .. وعاض إصبعه السبابة
)يعني ايش .. خلااص .. استغفر الله .. لا لا إن شاء الله يعالجوونه .. ويرجع لنا مثل قبل .. هو قايل لي عندي مفاجأه لكم .. (
نزلت دمعتـه .. (ليته فيني ولا فيك .. ليته بااحمد ولا فيك .. ليته فينا كلنا ولا فيك(
مسح دمعته بخشوونه .. (ليش الدمووع .. خلك قوي ياسامر .. واترك دموع الحريم .. ابوك مافيه الا العافيه انشاءالله .. اي عافيه ياسامر .. تقص على نفسك انت(
حوار عنيف بين سامر اليائس والمتفائل .. قطعه صووت السايق : 10 ريال
حاسبه ودخل للبيت .. تهرب من نظراتهم له .. ودخل غرفته .. رمى نفسه على السرير .. ودخل بموجة بكااء عنيفه
وقف بسرعه .. اخذله ثووب نظيف .. وتروش ع السريع وطلع يركض ..
ام خالد : ساامر ساامر
طنشها وركض .. وقف تاكسي ومشـى للمستشفى





فتح عيونه فجأة على نور الشمس المتسلل من وراء الستاير البيضة الكئيبة ..ناظر حوالينه مو مستوعب هو وين ..جدران بيضا ..فجأة قفز لمخه كل شي دفعة وحدة ..هو بالمستشفى !!
ناظر حوالينه بتوتر وبنفس اللحظة لقى جواله على الطاولة جنبه ..شكله عصام جابه أمس..مسك جواله و أنصدم لما شاف 30 مكالمة مارد عليها ..خفق قلبه بهلع لما شاف رقم خالد ..وش فيه وش صاير ؟استر يا رب ..
دق على خالد بسرعة وبنفس اللحظة رد خالد بصراخ:
-أحمــــــــــد!!
-هلا خالد !
خالد بعصبية :
-وينك فيه من أمس وأنا أدق عليك وما ترد يا ربي خفت صار فيك شي !وين كنت ويــــــــــــن؟!
أحمد بتوتر:
-كنت بالمستشفى ..
صرخ خالد :
-أنت بالمستشفــــــــــــــى !! يعني تدري عن أبوي!!
أحمد بعصبية :
-خالد وش فيك تصرخ الله يهداك من صباح الله خير أنا كنت تعبان ورحت المستشفى ونمت ليلة ..قولي وش فيه الوالد خرعتني !!
خالد بحزن :
-ما أدري شقول لك يا أحمد ..
طاح قلب أحمد وصرخ بهلع :
-قول تكلم وش فيه أبـــــــــوي!!!
-أنت وين الحين بالمستشفى ؟
أحمد وهو يقفز من السرير:
-أي !
-طيب أنا بـ الإستقبال تعال أنطرك هناك !
قفل أحمد وطلع برا حجرته بنفس اللحظة طلعت بوجهه الممرضة وقالت بهلع لما شافته طالع بثياب المستشفى :
-أنت وين روه ؟أنت لازم اقعد سرير دكتور يبغى شوف أنتا!!
وخرها أحمد بخشونة :
-وخري إنـــزيـــــــــن !!
قامت الممرضة تنادي بقية الممرضات لكن أحمد سفطها وركض بسرعة بين الممرات ووقف لما حس أنه ضيع وهمس من بين أسنانه :
-عمى وش هالمستشفى حشى متاهة ..
مرت جنبه ممرضة متنقبة فقال بسرعة :
-لو سمحتي ؟
ناظرته بتعجب:
-أنت مريض وش تسوي برا في هالوقت ؟
أحمد بنفاذ صبر:
-ممكن تقولين لي وين الاستقبال ؟
تأملت الممرضة الممر بنظرة مبهمة بعدين قالت :
-شوف روح سيدا على طول الممر بتلقى باب على يسارك مكتوب عليه exit اطلع منه بتلقى ممر ثاني كمل برضو على يسارك لين توصل الاستقبال ..
أحمد بعجلة :
-مشكورة ..
وركض بسرعة بالممر وقلبه يخفق زي الطبول بإذنه ..أبوه بالمستشفى وهو خبر خير ما يدري بالدنيا ؟يا ربي ما يكون شي كايد يا رب..
دف باب الخروج ولقى الممر الثاني فركض فيه بسرعة وهو يصدم بالناس ويعتذر واعتذر لما صدم بشايب :
-أسف !
-عمى ما تشوف؟
كان أحمد يلهث لما وصل الاستقبال.. وتجمدت رجلينه لما شاف المنظر ..وطاح قلبه بقوة هالمرة ..خالد كان جالس بحالة مزرية ..ودموعه مغرقة وجهه ..ورفع راسه وناظر أحمد بعيون حمرا حزينة متألمة ..وهمس:
-أحمـــد !
ركض أحمد ومسك خالد وهو يصرخ برعب :
-خالد شصاير ؟أبوي شفيــــــــــــــــه ؟
نزل خالد راسه وما عرف شيقول ..
صرخ أحمد وهو يقبض على خالد بقوة :
-ولي يرحم والديك تكلم ! أبوي مــــــات؟أبوي مـــــــات؟؟!!
ناظره خالد بتعاسة والدموع مغرقة عيونه:
-الموت ارحم من اللي هو فيه..أبوي يا أحمد ..أبوي فيه الكبد الوبائي !
شحب وجه أحمد وناظر خالد بصدمة مو مستوعب اللي سمعه ..هذا ايش يقول ..أبوه ..يتكلم عن أبـــــــوه؟
تسارعت نبضات قلبه وصرخ وهو يمسك خالد :
-أنت شقاعد تقول شقاعد تخرف؟!!أبوي ..أبوي مافيه شي !!أبوي مافيه إلا الصحة والعافية توني أمس شفته وصحته أحسن مني..أنت ..أنت كذاااااب!!
نزل خالد راسه وهمس بألم :
-لا ما أكذب يا أحمد ..يا ريت لو كنت أكذب ..
ارتجفت يدينه ..حس بوهن بركبته وغثيان يكتنف راسه ..نظرة وحدة لعيون خالد ..خلته يدرك الحقيقة اللي ما هو قادر يستوعبها ..يا رب رحمتك ..مستحيل يكون اللي يسمعه صح!
أبوه فيه الكبد الوبائي ..يعني ما بيعيش ..يعني موته مسأله وقت ..و بيفتح عيونه يوم وما يلقاه ! لاااااااا!!!
أنهار أحمد وتفجرت الدموع من عيونه وهو يضم خالد بقوة ويبكي بصمت ,ضم خالد أخوه وهو ماسك دموعه ..لا ما ببكي ..أنا أكبرهم ..لازم أكون قوي عشان أبوي..عشان أمي اللي احتمال يكون فيها ..ياااااااارب يارب ما أقدر أفقدهم ما أقدر ..واحد فيهم يكفي ..وأفقد الثاني؟!
همهم أحمد بصوت باكي:
-أمي تدري؟
سكت خالد وهو يحس أن الألم يقطع قلبه ..أمي ؟اااااااااه يا أم خالد ..لو تدري يا أحمد لو تدري ..
سكت أحمد فجأة وهو يستوعب شي ورفع راسه يناظر خالد بعيون زايغة وهمس وهو يشد على خالد بقوة ألمته :
-أمي ..أمي يا خالد ..المرض ..المرض معدي!!
خالد بألم :
-أعرف يا أحمد ..
صرخ أحمد بانهيار :
-يعني ايش؟! يعني نفقدهم اثنينهم؟؟
ماقدر خالد يتكلم وانهار أحمد على الكرسي وغطى يدينه بوجهه ..لا ..لا ..لا يمكن ..أمي ..أبوي يروحون بلحظة ؟
قفز أحمد فجاة وقال بلهفة :
-بس احتمال ما يكون فيها ..قصدي ..فحصتوها ولا للحين ؟
زفر خالد بحرارة وقال بتعب:
-مدري والله ..الحين أنا مني عارف شلون أنقل لها الخبر ..تبيني أقولها امشي خل نفحصك ونتأكد فيك الكبد الوبائي ولا لا؟ااااه يا أحمد قلبي يعورني ..وشلون بننقل لأبوي الخبر ؟وشلون بنقول لأمي ؟
مسح أحمد دموعه وقال :
-لا حول ولا قوة إلا بالله ..مسكين أبوي ..يااااارب اشفيه يارب..خفف عنه ألامه يا رب ..يا رب ما يكون المرض في أمي ..ياااارب ..
جلس خالد جنبه فقال أحمد بحزن :
-أقدر أشوفه ؟ أبي أشوف أبوي..أبي أدخل عليه ..أبي أضمه وأبوس راسه قبل لا افقده ..الله يخليك يا خالد خلني أدخل عليه ..
-اه يا أحمد يا ليــــت.. بس أبوي تعبان وأخاف يتأثر بانهيارنا أنا بروحي ماني قادر أدخل عليه من دون ما أمسك نفسي ..لا تنسى أن الدكتور قاعد يمهد له بشويش ..اصبر يا أحمد ..
غطى أحمد وجهه بيده بتعب فناظره خالد وهو ما يعرف شلون يواسيه ..غمغم خالد :
-ماعرف شبنسوي لما نفقده !
زفر أحمد وقال :
-استغفر الله العظيم لا تجيب سيرة الموت ..اللي فينا كافينا ..مسكين أبوي بيتعذب لين يموت ..الموت أرحم له من هالمرض ..
وساد صمت مليان حزن ..تخترقه تنهدات خالد وزفرات أحمد ..والحزن والألم والتعب مخيم عليهم ..وعبارة وحدة تتردد في رؤوسهم ..
الموت أرحم ..




البرفسورة 10-07-09 09:09 AM

وش فيه سامر ، معقول راح المستشفى لأبوه بهالثوب !
وعشان وش راح له انفلونزا ... وما رجع إلا ثاني يوم بعد ... يعني يكون رافق مع أبوه ، والله ما أدري عن هالأولاد محد من هم مهتم يفهمني اللي صاير ...
لا ويقول ' أنا جيعان أبي خروف محشي "
ماني مغيره طباخي عشانه ، ولا أقول خلاص بطلع الحين من .....................

أأأأأأأأأخ
شفيني أنا بعد بطني ذابحني ، وجعه ما عدت أستحمله ..
يا ربي هذا وقتها معدتي بعد ..
بروح أشوف وعــد ، كود أحد من أخوانها مخبرها شي ...

' وعــــــــــــــــــــــــــــــد '
هذي اللي ما ترد وش أقول عنها أكيد مكبرة مخدتها و نايمة ، مطنشة كل شي ....

يعني أنا بجلس أهوجس لحالي !!

ترن ، ترن

- ألو .... هلا حنين حبيبتي ... ايه بخير شخبارك إنتي ، وينها ابوك القاطع من أمس يقول بيجي وما جاء ..... الله يسلمك إنتي شدراك عن عمك أبو خالد !!!! كلمتي وعد أي ما دريت على بالي نايمة وعد ........ مشكورة حبيبتي سلمي أبوك ؟؟؟؟

بروح أنوم شوي قبل لا أقوم للطباخ .... عسى بس أنسى قلقي ....

خالد : يمه .. يـــــمه قومي يمــــــــــــــه ...

: بسم خالد شجابك عندي !!!

: يمه قومي الحين وتعالي كلميني بالمجلس بقولك شي مهم ..
ومشي بيطلع بس التفت عليها وهو عند الباب وقال : يمه جيبي عباتك معك ...

ونزل

لحقته أمه بعد ما تغسلت بالحمام ( الله يعزكم ) ولبست جلالها وطنشت العباه اللي قال تجيبها معها ....

: شعندك خالـــد ، صاير شي ...

خالد : الصراحة يمه أبوي معاه انفلونزا معدية وأنا خايف عليك ، ايش رايك نروح المستشفى أسوي لك تحاليل ..

خبطت على صدرها بخوف وهي تقول :

: خالد شو هالانفلونزا !!! اللي تبي تحاليل !!!

خالد رد بارتباك : يمه لا تخافين ، ما فيه شي و بنروح بعد عشان تزورين أبوي ...

أم خالد : إذا بزور أبوك خلاص بروح معك الحين أبي أشوفه يا خالد من أمس بالمستشفى ...

خالد بابتسامة : جيبي عباتك ولحقيني ...





بعد ما طلعت من عنده أمــه .. تذكر بناته اللي فالبيــت هنا من أمس .. راح يدورهم في غرفة مرام اللي ينامون فيها إذا جو هنا وفعلاً لقاهم هناك نايمات ..
هز مي :مي حبيبتي يا الله قومي .. مي أبوي قومي ..

فتحت مي عيونها وانقلبت على الجهه الثانيه يوم شافت أبوها :اووووووه بابا ما أبغى مدرسه بنااام .. حرام والله تعبانه .. ما أبي أروح ..
خالد بصبر :قومي يا يبه ماني بموديك المدرسة قومي برجعكم البيت ..
ريم اللي كانت تظاهر بالنوم يوم سمعت إن ما فيه مدرسه نطت على أبوها :يعني بنغيب اليوم ..

خالد الله ماله خلق :إيه يا الله بسرعة .. البسن جزماتكن و تعالن بنروح ...

طلع لـ الصاله و لقى أمه لابسه عباتها و جاهزة عوره قلبه عليها مسكـينه ماتدري عن الخافي ..آآه هذا هو ماقدر يسلم عليهـا أول ما دخـل وهي ما ركزت هذا اليوم بس لأن فيه اللي شاغل بالها بعدين لو درت عن المخفـي بتشك بكل شـي وبتحسس من كل شي

كيف بيقدر يتعامل معها من غيــر ما يجرحها ... يا رب ما يكون انتقل لها المــرض وكل هذي تكون مجرد هواجيــس ..

ريم :يا الله بابا خلصنااا ..

خالد :يا الله يمه بنآخذ البنات بطريقنااا ننزلهن فالبيت .. وهو يفكر أنه لـــو طلع بأمه لا سمح الله شي بياخذ كل عائلته و خواته ويسوي لهم فحـــــص ...

المرض هذا خطيـر ما يستهـان فيــه ..

سمع أمه تكلمه بس كلامها ما هو واضح :هلا يمه

أم خالد :أقول خلهن هنيااا مع وعد ماني مخليتها بالبيت لحالها وإذا رجعتني خذهن ودهن البيت ..

خالد :خلاص بنات ارجعوا ناموا أنا بودي جدتكم المستشفى شوي وراجعين .. بعدين فكر إنهم يستخدمون أو يلعبون بأي شـي يسبب لهن المرض

كان موسوس بقوه ومتصور حتى إن لمس الباب بينقل لبناته المرض :بناااات لا تطلعن من غرفتكن ولا تعبثن بأغراض أي أحد .. كان يتكلم معهن بنرفزه وعصبيــه ..

اخذ أمه وطلـعوا .. وهم بالطريق اتصل زميله بالدوام ومارد عليه وبعده اتصلت أسماء مارد

أمه وهي تشوف بهالحاله خافت إن ابو خالد فيه شـي :خالد وش فيك يا ولدي أبوك فيه شــي

خالد لف على أمه وكأنه توه يشوفها :ابوووي ..لااا وبغباء هز راسه :ما فيه شـي .. كان يحاول ينفض الأفكار السيئة من راسه وش بصـير لأبوه .. وأمه بيطلع فيها المرض أو لااااااا ..

كان مثل اللي جالس على جمر خايف و متوتررر وتعبااان ..
يحس مشاعــر خبيثة لأنه خايف على أبوه وأمه وبنفس الوقت خايف منهم .. مو على نفسـه لاااا روحه تفداهــم بس بناته صغــار وش ذنبهم يصابون بمثل هالمـرض ..

وأمه وأبوه بعد مالهم ذنب .. هذا قدرر ونصيب .. الحمد لله والشكـر على كل حااال ..

أول ما دخل هو وأمه مع بوابة المستشفى حس انه داخل على أصعب موقف راح يمـر فيه بحيــــــــاته كلهاااا ...

خلص مع أمه التحاااليـل .. ووصلها لغرفة أبوه ورجع للمختـبر هم قايلين إن النتايج ما راح تطلــع اليوم بس هو ما يدري وش يسوي .. ما يقدر يجلس مع أمه وأبوه بنفس

المكان .. يوم يشوف أمـه كيف لهفتها على أبوه وخوفها اللي باين من نظرة عيونها ..تعصف فيه مشاعر قاسيه مقهــوره على أمه اللي ممكن تكون مصابه بهالوباء

وسبب أبوه .. بس أبوه بعد ما ينلااام .. الا ينلااام .. هو يذكر أبوه زيـن .. وكيف كانت سفراته كثيـره للخارج قبل عشـر سنوات كان رايح جاي على سوريااا ..

من وين جاه هالمرض الا من مثل هالسفـرات ..
لااا ما راح يخلي خوفه على أمه وشفقته عليــهااا .. تكرهه فيه أبوه .. أصلا كيف يفكر الشر بأبوه وهو بمثـــــل هالحاله ..
رفع نظره للفوق وبالصدق:يا رب تشـــــفيه ..






البرفسورة 10-07-09 09:11 AM

خل أحمد البيت وكتفه منحني وكان البيت خالي .. وعد يتوقع نايمة ..سامر يحوس مع ربعه بالشوارع ..

دور على أمه ما لقاها ..أكيد وداها خالد تسوي تحاليل ..حس بعصرة مؤلمة بقلبه ..الساعات الجاية بتحدد مصير أمه ..هل بيكون مصيرها بشع زي أبوه ؟الموت بأبشع وسيلة ممكنة..عض شفايفه بألم ..موت بطيء مؤلم ..أبوه بيموت بيموت ..بس أمه؟ الله يستر ..

رمى جسمه على الكنبة بتعب ..وغمض عيونه ..

-عمـــــــــــي !!

هجم عليه شي صغير ففتح عيونه بخرعة وشاف وجه طفولي ضاحك فضحك وهو يضمها:

-هللا بالعسل ريمو ..تعالي أبوسك ..

حملها وضمها وقبل لا يبوسها سمع صرخة :

-لااااااااااااااا وخري عنــــــــــه!!

وسحبتها مي بحسد :

-وخرررررري عنه يا الدفشة أنا قبلك !

-أنا دفشة يا الغبية أنتي دفشة ..أحمد يحبني أكثر منك صح أحمد ؟

ضربها أحمد برفق على راسها:

-أصغر عيالك ها؟قولي عمووووو أحمد !

-خلاص ولا تزعل يا أحمد ..

-هههههههههه قلتيها مرة ثانية!

مي بزعل ويدها على خصرها :

-يا سلام كل هالحب لهالنتفة وأنــــــــــا ؟!

سحبها أحمد لحضنه وباس خدها المدور:

-أنت عاد لك مكانة خاصة بقلبي يا أم خدود زي الطماط !!

ريم بغيرة :

-وأنا خدودي مو حلوة ؟

ضحك أحمد على بنات أخوه عليهم غيرة ههههههههههه ..

قال وهو يبتسم لهم ثنينهم:

-اثنينكم حلوين ..وخدودكم حلوة ارتحتوا؟

مي تغيظ ريم :

-شفتي ما قال عنك شي يدري انك شينة ههههههههههه!

شدت ريم شعر مي بقوة :

- يا كذااااااابة !!

-ااااااااي هدي شعري ..

-ما بهده خلي يتقطع وتصيرين صلعة ههههههههههه !!

ضحك أحمد غصبا عنه فقالت مي بألم :

-عمي لا تضحك والله يعور!!

قال أحمد يصطنع الجدية :

-عيب تتذابحون قدام عمكم يللا فكي شعرها !

دفت مي ريم فطاحت ريم على الأرض بصرخة ألم :

-أااي !!

مي بشماتة :

-ههههههههه تستاهلين يالغبية !

أحمد بصوت عالي:

-يا بنات خلاااااااااص!!

وحمل ريم اللي الدمعة بعيونها وجلسها على الكنبة جنبه فناظرته بنظرة
مسكينة :

-شفت عمي أنا دايما مظلومة !

-يا سلام يا السوسة مين بدا وشد شعر الثاني ها؟يللا قولي آسفة لمي ..

صرخت ريم :

-ما أبي أعتذر لها هي تقول آسفة مو أنا !

-خسي أنا أعتذر لبزر مثلك !

-أنا مو بزر أنا كبيرة عمري ثمانية !

أحمد بنرفزة :

-سكتوا خلاص عورتوا راسي ..إلا أقول أنتوا وش جابكم هنا؟ماعندكم
مدرسة ؟

ريم بفرحة :
- أمي وأبوي خلونا نغيب عشان ما في حد يودينا وعشان نقعد مع وعد !!
- و انتوا فرحتوا طبعا !!

ضحكوا ثنينهم :

-أكيـــــــد !!

-طيب ضفوا وجيهكم بحط راسي شوي ..

ريم بفضول:
-عمي أنت صايم ؟

أحمد بسخرية وهو ينبطح على الكنب:

-لا؟ شرايك أنتي؟

-أنا صايمة ..صديقتي شوشو كل يوم تفطر أنا أشطر منها!

تثاءب أحمد :

-طيب فهمنا ..يللا روحوا شوي وخلوني ..

تبادلوا مي وريم نظرة ..بعدين قالت مي بقلق وهي تجلس على الأرض :

-عمي ..جدي مرة تعبان ؟

ناظر أحمد وجيهم الطفولية ..القلق والاهتمام ..يحليلهم ..مساكين
..تنهد أحمد :

-أيوا مرة تعبان ..بس إن شاء الله يرد بالسلامة..

ريم:
-طب ليه جا بابا وودا جدتي المستشفى ؟هي مريضة ؟

-وداها عشان تزوره ..

قالت مي:
-ليه ما نزوره حنا بعد؟

تأفف أحمد :

-يا كثر أسئلتكم قلت لكم هو مرة تعبان و بتتعبه كثرة الزيارات ..بعدين هو إن شاء الله بيرجع البيت ..و تطمنون عليه ..

قال العبارة والألم يعتصر قلبه ..يرجع؟ أبوه ما بيرد أبدا البيت ..المسألة مسألة وقت لين .. يموت ..والبيت يظل خالي من دونه ..يا ربي كيف بيكملون حياتهم دونه؟

قال بهدوء:

-يللا انقلعوا من قدامي ولا أبي أسمع صوت ولا حس فاهمين ؟

-فاهمين !

راحوا البنات وغمض أحمد عيونه لحظات ..والأفكار تسبح براسه بشكل غير متناسق ..موت أبوه بعد صراع مرير مع المرض الخبيث ..يا ربي كيف جاه المرض؟ تذكر يوم كان أبوه مسافر باكستان وتعرض لحادث ونزف كثير فنقلوا له دم ..يمكن يكون الدم اللي نقلوه له ملوث؟استغفر الله هذي دايم تصير..وإذا مات ..بيترك البيت لهم ..وبقية أملاكه القليلة والعقار والمزرعة توزع أكيد بينهم حسب الشرع ..


بطل أحمد عيونه لما جته فكرة جهنمية ..فكرة يقدر ينفذها قبل لا يموت أبوه !!قفز من الكنب وركض بسرعة ودخل مكتبة أبوه الصغيرة ..

وين الأوراق ..نبش بالأدراج وقلبها لين تألقت عيونه لما طاح على الأوراق..صكوك الأرض والعقار ..وملكية المزرعة والبيت ..وطبعا المبلغ اللي يدخره أبوه بالبنك ..ابتسم أحمد بخبث وناظر ساعته ..يمديه يروح عند صديقه ياسر اللي يشتغل بمكتب قانوني ..ويستشيره بإمكانية الخطة للي بباله ..وطبعا يآخذ منه أوراق التوكيل ..ويجهز كل شي ..وما على أبوه إلا إنه يوقع ..يا سلاااام لو وافق أبوي ..ضحك أحمد بخفوت وهم يسكر الدرج ويقفله..بعدين حط الأوراق كلها بظرف ..وطلع من المكتب ومن البيت بسرعة ركب سيارته ..ودق على خويه ياسر:

-يسور أنت بمكتبك الحين ؟

- شدعوة عاد لا سلام ولا شي ..

-ههههههههه السلام عليكم ..

-وعليكم السلام ..ايوا أنا بمكتبي ..

-طيب ثواني وأنا جايك بموضوع ضروري ..أنت مشغول الحين ؟

ياسر بدهشة :

-أي ..ليه طيب ؟

-يصير خير لما أوصل ..

وسكر السماعة ..
..

البرفسورة 10-07-09 09:13 AM

...........بعد ربع ساعة ......
قال ياسر بصدمة :

-أنت من جدك تتكلم ؟

لوح أحمد بيده :

-شرايك يعني تشوفني قاعد أمزح؟

هز ياسر راسه :

-لا بس..شلون تفكر بهالشي وبهالوقت وأبوك مريض وحالته ماتسر عدو ؟

أحمد بابتسامة :

-وعشانه مريض جتني هالفكرة ..هذي فرصتي ..أقدر أسوي الشي اللي طول عمري أحلم فيه ..بس أول شي بصفتك محامي هل أقدر أسوي التوكيل ولا لا؟

سكت ياسر يفكر ..بعدين قال :

-شوف أنت تعرف أن حنا هنا نطبق الشريعة ..وأبوك أكيد كاتب وصية والوصية ما بتتنفد إلا بموافقة الورثة يعني أنت و أخوانك وهذا حسب قول الرسول (لا وصية لوارث إلا أن يشاء الورثة)..التركة بتوزع على إخوانك حسب الشريعة يعني ما نقدر نسوي شي بهالحالة ..بس لو كتب أبوك الأرض باسمك قبل لا يموت يعني بتكون ملكك و أخوانك ما بيورثون شي منها!!

برق الجشع بعيون أحمد وقال بلهفة :

- ملكــــــي !! يعني لو كتبها باسمي قبل لا يموت ما بتدخل بالتركة؟

- هذا إذا وافق أبوك طبعا ..

كشر أحمد وقال بقهر:

-وهذا شي مستبعد طبعا أعرفه أبوي بيقعد يعور راسي أخوانك و أخوانك ..

مال ياسر من على المكتب وقال:

-..شوف أحمد القانون هنا واحد بس ممكن تتحايل عليه ..إذا أبوك رفض يكتب الأرض وبقية أملاكه باسمك حاول تقنعه بكتابة توكيل يخليك أنت تشرف على الأملاك اللي هي طبعا وفق التقسيم الشرعي لك ولإخوانك ..بس ...

وابتسم بخبث:

-التوكيل اللي بيوقعه أبوك بيعطيك مطلق الحرية بالتصرف بالفلوس وأشياء كثيرة ..ومنها..تسجيل الأرض والمزرعة باسمك!!

فتح أحمد فمه يناظر صديقه الداهية بذهول بعدين ضحك :
-أما انك خبيث !

هز ياسر كتفه :

-لازم أكون خبيث شغلي يحتم علي ..المهم أنت لازم تكون ذكي بالتعامل مع أبوك ..وحاول تقنعه أنك تبي مصلحة أخوانك وأنك بتشغل الفلوس وتستثمر لهم إياها ..وإذا أي واحد احتاج شي تعطيه حقوقه كامل
..أقنعه أن أخوانك للحين صغار وأنهم وما بيعرفون يحافظون على الفلوس
وأن تقسيم المزرعة بيضيعها لأن يمكن واحد من أخوانك ببيع نصيبه وبتشتت الأرض ويروح تعبه ..ومن هالكلام ..

برقت عيون أحمد وابتسم :

-والله ما عرف شلون أشكرك يا يسور ..

ابتسم ياسر وقال:

-وممكن تستغل فرق العمر بينك وبينهم ..يعني تطلب الوصاية عليهم وعلى حساباتهم وأنصبتهم لين يبلغون ال25..وبعدين يقدرون يسوون اللي يبون بنصيبهم ..

-ياسر ..أنت عبقري!!

ضحكوا ياسر وأحمد وقال ياسر بجدية :

-بالتوفيق يا أحمد ..وسلامة الوالد ما يشوف شر..

سلم عليه أحمد وشكره وطلع ..






طفلة مجهولة الانتماء..
أعشق أراضي الشام..
ولكني..
أحن لأكون هناك في بلادي الخضراء..
ليس لي من الأهل سوى تلك الفاتنة..ذات المبسم المشرق ..
والقلب المعطاء..
ربما أخذ القهر منها الكثير ولكنه ترك لها جمالها الفاتن..وقلبها الصابر..
أحاطتني بالحب والأمان...
ودفعت عني وجع الغربة..
لكن ..
رغم ذالك يبقى دمي يصرخ ..
أين أبي؟؟
أين بلادي؟؟
أين هويتي؟؟
ملامحي تنضب دوما بصحراء الجزيرة..
دمائي تحن..
وتشتاق لهوية مجهولة..
قتلها أقرب الناس حين أختار الهروب مني..
وتركني أصارع قسوة الحيرة.. وقسوة الفقر.. وقسوة اليتم!!!






شعرها الفاحم وعيناها السوداويين يختلفان حتماً عن عيني غادة وشعرها ، ويختلفان حتى عن بقية ما تراه في فتيات قريتها والقرية المجاورة لقريتهم !!!

ما سر سواد عينيها ! و فحامة شعرها !!

إن أمها ذات عينين خضراوان ، وشعر أشقر ...

وتختلف عنهم أيضاً باسميها ، الجميع هُنا باسم واحد أما هي دوناً عن البقية باسمين ...

جواز السفر يحمل اسماً ويطلقون عليها اسم آخر كلقب لها ...

ولكن عامر الوحيد الذي يناديها باسمها الذي يحمله جواز سفرها ..

يناديها ' رغدة '

- نادين شو خبرتك أم عبدو مبارح لما وديتيلا اللبنية ..


اختلجت بشرتها بلون دماء خمرية ليتضاعف اختلاط بياض بشرتها بلون الدماء هي تجيب :

- ماشي يامو ، وأعطتني صحن الفأوس..
-بس هي ألاتلي إنك ما رضيتي تدخلي تسلمي على إختا ..


زاد احتقان وجهها وهي ترد :

- كيف بدي أدخل والمغرب حيأدن...

-طيب ، عطيني سنارة الكروشيه لكمل هالمفرش..


جيد أنها انشغلت بالكروشيه عني ، كيف لي أن أدخل وعامر بالداخل !!
بالحقيقة أود ذلك ، ولكني لا أثق بمشاعري التي ستخونني عندما ألقاه !
ألم أخبركم مُسبقاً أنني أحبه !

فهو أبي !!

أو عوضاً عنه ...

000

البرفسورة 10-07-09 09:16 AM

إذا كانت أمي من سمتني رغدة لكانت نادتني بهذا الاسم ، إذاً مؤكد أبي من أطلق علي رغدة وأمي لم يعجبها فتطلق علي نادين ، أتدرون قال لي مسبقاً عامر أن معنى اسم نادين الأمل

والرجاء وأصله روسي !!

معناه جميل ، لمَ لا يناديني نادين إذاً !!
أيثبت لي أنه أبي وأن هناك أب أطلق علي حقاً اسم رغده !!
أم يثبت لي معنى اسم رغده !!

أأنــا أحيا حياه رغده وهانئة !!

قطعاً لا ، فأنتم حتى الآن لا تعلمون حجم فقري وأمي ..

لن أخبركم عن برد الليالي العاصفة ، التي لا أجد فيها أي قطعة قماش تدفئني ، أو حتى خرقة بالية مُلقاة سهواً من أحدهم ...
عامر كان يشعر ببردي ، لأنه جاءني ذات مطر يطرق بابي ويعطيني معطف من الفرو ليدفئني ...

لازلت أحتفظ بمعطفه وأتدفأ به في الليالي القارصة ..

ألم أقل لكم مسبقاً أنه بمقام أبي !!

أليس من المفترض أن يؤمن لي أبي مأكلي ومشربي !!

إن عامر ساعدني كثيراً دون سبب !!
دون أن يكون كافلي أو محرمي !!

فقط لأنـــــه يحبني ...

وأنا كذلك ...

ولا تدعوا الطعام الذي أحضره يخدعكم برغد معيشتي ، إنه فقط من رمضان الكريم ...

إنه حقاً كذلك !

فكرم أهالي قريتنا يصل ذروته في رمضان ....









وقف سايق التاكسي قبال المستشفى .. ينتظره ينزل .. لكنه تكلم بصووت مبحوح : روح لمقهى ال....

نزل المقهى .. مكان مليء بروايح تكتم الوآحد .. الشيشه باانواعها .. زقاير .. شاي .. قهوه .. ازعاج .. صرآخ واصل لبراا .. مشى وكاره نفسه .. جلس على وحده من الجلساات اللي موجوده .. شووي الا القهوجي
جاي لعنده : اهلاا بوسمرره .. ربعك هناك (واشر له على المكان اللي
جالسين فيه) تنهد
ومشى : مشكوور

وصل لعندهم رفع ثووبه وجلس بطريقه عربجيه على الجلسه .. : السلام عليكم ..

راكان يلعب بلووت مع البقيه .. : وعليكم السلام .. ارحبوو

عبدالله : قهوووجــــــــــــي .. الشـآآآي يامعلـــــــــــــــــم

سامر : وشيشه تفاحتيـن

عبدالله : عاد على حسااب راكان

سامر : اخلص بس عليك أنت وياه مالي شغل

وصلت الشيشه .. الشباب يلعبوون بلووت .. وهو يعسل وهو بعالم ثااني .. يفكر في بكره.. اذا مات ابووه .. (وكل مافكر اذا مات ابووه) يمزها بااقوى ماعنده .. ويطلع دخانها بتنهيده قوويه .. يفكر اذا صاار الحلال بيد خالد .. والا بيد احمد .. يفكر بكل شي .. امه .. خواته .. بناات اخووه اللي متعلقين بجدهم .. يتذكر لما عااد سنه في اولى ثاانوي .. صار هو ومي في نفس الفصل .. كيف ابووه تشمت عليه وضحك عليه .. صح كان معصب .. ومنقهر .. بس بالرغم من كذا ما كره ولده مثل خويه صالح اللي اطرده ابوه براا البيت..
قطع عليه سرحانه صوت وليد: اقوول بوسمره وراك سرحاان

عبدالله : يفكر بمن خطفت فؤاده

راكان : ياحرقة قليبي عليه (وبصووت أقوى) يآآآآآآه

سامر يحرك شفايفه بعدم الرضا : مالي خلقكم ترا

عبدالرحمن : تعال العب معنا .. وغير جو

سامر : ماابي العب ولا ابي شي ..

أبي هالدنيا ترأف بي .. ابيها بس تهنيني
......................... أبيها تزيح زلاتي .. ابيها تنور دروبي
ابي حظي يتبسم لي .. ينسيني عنا سنيني
.................. ابي اضحك ابي اصرخ .. سلامة قلب محبوبي
حبيبٍ ساكن بقلبي .. يعمرني يدمرني
................. ابو بالطيبه لافيني .. عسى ماجاه يحصل بي

تنهد ورجع يشرب من الشيشه اللي بيده .. سكتوا الشباب ومااحد علق .. غير (الله الله .. صح لسانك)

لحظاات صمت .. قطعها صوت عبد لرحمن اللي قام من مكانه ولزق بساامر ..

تكلم عبد لرحمن وهو راسم ابتسامه جانبيه : أقوول بوسمره

سامر يمز بالشيشه: هممممم

عبدالرحمن: علامك قافله معك

سامر: لاه ولا شي بس شووي ضايق

عبدالرحمن بهمس : تبي اللي ينسيك ذا كله ويخليك تعيش فرفوشي

سامر ترك الشيشه على جنب .. ناظر عبدالرحمن بشك وهو رافع حاجب : شي مثل وشو

عبدالرحمن يتحنحن : حبه .. تنسيك الدنيا ومافيها .. ان خذتها ماغير تتضحك وبس

انصدم .. شلون في نااس كذا .. وبعدين لو بفكر .. من جده ذا .. مسكه
من ياقة ثووبه : أيا الخسيس .. يالواطي ..

وطاح فيه ضرب على وجهه.. انخرشوا الشباب وكلن يحاول يهدي الوضع .. لكمه من هنا وكف طاير من هناك .. غير الترفس اللي قام سووقه .. بالمختصر طبوا في بطوون بعض

راكان يسحب سامر لبرا : اهدا ياابن الحلال اهدا .. مافيه شي يستاهل

سامر منفعل : وش اللي مافيه شي يستاهل .. يبيني ىخذ هالتبن اللي
بيده وتقوول مابه شي يستاهل

حاول سامر يفلت من يد راكان اللي ماسكته بقوه .. بس راكان كانت
بنيته اقوى من سامر .. سحبه للسياره .. دفه داخلها .. وانطلق

راكان يقصرعلى صووت المسجل : استهدي بالله .. هذا شيطان بصوورة انساان
سامر طوول الوقت سااكت .. وماعلق على شي

راكان : خلااص ننزل ببيتنا .. نقهويك ونتسلى بذي المسلسلات
سامر ماعلق على كلام راكان

راكان تنهد : خلاص توكلنا على الله ....

000





مع تحيـات
أسرتني عينيك .. الجـوري ليال .. عاشقة ديرتهــا .. لأني أحبـك .. نبض ..
الخاطره بقـلم .. طوق الياسمـين
والأبيات شعــريه بقلم .. نبـــض

natasha 10-07-09 11:08 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا مبهورة بهدا العمل المميز بالتوفيق
جزاك الله الف خير

البرفسورة 11-07-09 04:44 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة natasha (المشاركة 2004716)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا مبهورة بهدا العمل المميز بالتوفيق
جزاك الله الف خير



مرحباااااا أختي ..
وعليكم السلام ..

أسعدني وجودك خيتوو:flowers2:
فعلا عمل رائع وقيم

البرفسورة 11-07-09 04:47 AM

لمشاركون في الحلقة الثالثة :
عاشقة ديرتها ( خالد )
نبض ( سامر )
أسرتني عينيك ( أحمد )
رحلة عنابة ( وعد )
لأني أحبك ( نادين ) ( عامر ) ولأول مرة بالعامي ( أم خالد )
الجوري ليال ( مرام )

"..الحلقــه الثالثـــه .."

نكهة التوت البري

' ناديــن '

- ترى عامر اجا اليوم الصبح عنا لحالوا ...

يا لخبث طريقتها ، وتسخر مني لأني بكلامي أكثر من استخدام ( ترى ) !!
ماذا تحسب أن تكون لهجتي كما هي !
ألا تعرف أن جوازي أخضر ، أني سعودية وعشت هناك حتى عمر الحادية عشر !!
ولماذا تخبرني أن عامر أتى صباح اليوم !!

- بدك تحرقصيني يعني .... شو يعني يجي لعندكم ...
- لا حبيبتي مو علي أنا .. مو اجا عشانك ، ما بدك تشوفيه أو تخليه يشوفك ، نادين حرام عليكي هديك المرة اجا وما شافك والله إنو طلع زعلان ومقهور !!!
- شو بعملو ، بعرضلوا طولي !!
- طيب ئابلية بالخطأ مثلاً .. اشبك شغليلي عئلاتك ، يا ستي بالحجاب إذا بدك .... بحسوا بيئول بعئلوا ياريتا رغدة بخلئتي طول النهار بدل غادة ....

أوااه حبيبي ..
ولكن ماذا بيدي لأفعله ..
أأفتعل موقف يجمعني بك ..
بالبطع أنا اشتقتك و أتمنى رؤيتك ولكن الصبر هو مخرجي الوحيد ..
فلا أستطيع تخيل نفسي أقابلك عمداً ..

- نادين روحي افتحي الباب دخلك ما معئول افتحوا أنا ببيتك !!
- طيب رايحة افتحوا ..

' مين '

فتحت الباب بحذر وأنا أردد ' مين ' ، لا أحد يجيبني أف ...

أخيراً طللت برأسي قليلاً لأنظر من بالباب ... أوه لا يعقل إنه عــامـــر !!

- رغــدة !

ماذا يريد أيناديني !!
أرجعت رأسي للخلف بخوف وخجل .. يا لغبائي أنظر إلى شعري !!

- رغدة ليه فتحتي الباب قبل ما تسألي مين !!

الهــي سيتوقف قلبي سهواً الآن ... سهواً مني ومنه ...!!

- سألت بس إنتَ ما رديت ...
- عَلّي صوتك ما سمعتك !! وما بئى بدي شوفك بتفتحي وبطلعي راسك هيك !! ماشي رغدة إنتي كبرتي وما بدي حدا يشوفك !!
- حاضر ...
- كيـــفك !!؟

سيقتلني عـــامر ، ما الذي يفعله بي !!
اشتقت إليه ... هذه أخباري ..

- منيحة ...
- طيب ، يلا ادخلي وسكري الباب منيح ...

إذاً ما الذي يريده !!
فقط أن يرميني بنظراته النارية ، ويحرق نار شوقي ليحولها رماد في آخر مرحلة له !!

ولمَ لازال يقف ينظر إلي ، أينتظرني أن أغلق الباب جيداً كما طلب !!

سأفعل حبيبي ... سأفعل يا أبي ...

فلا أحد يخاف علي هُنا سواك !!

- شو مين ..
- هيدا عامر !!!
- عنجد !!! والله إنو بيفهم اجا لعندك ولا ما كان شافك ببرودك ...
- ترى بقوم أدبحك ...
- ههههههههههههههههههههههههه ألبت سعودي ........


000


البرفسورة 11-07-09 04:48 AM

تناثر عنقود العنب


'أحمـــــــد'




تردد الدكتور وقال:
-بصراحة يا أستاذ أحمد أبوك صاحي ..لكن ..
أحمد بإصرار:
-اسمح لي أقابله الموضوع مهم مرة ..
تنهد الدكتور :
-دامك قلت الموضوع ضروري بخليك تقابله الحين ..بس حاول لا ترهقه وحدك ربع ساعة ..
رمق أحمد الدكتور بنظرة باردة بعدين مشى لحد غرفة أبوه ..
وقف عند الباب ..رفع المغلف وناظره ..تردد ..أبوي تعبان مرة ..وأنا أجيله الحين أناقشه بموضوع الورث؟ وش بيقول عني ؟أني أتمنى موته عشان أتولى الأملاك ؟
لا يا أحمد لا تفكر كذا ..أبوك داري انه بيموت قريب..داري..وأنا بحاول أكون رقيق ..بس ..ناظر الأوراق مرة ثانية ..أوهووووو يلا أدخل هذي فرصتك الوحيدة قبل لا تتدهور صحته حيل ..يلا يلا أدخل ..
مد يده لمقبض الباب ..وفتحه..
حس بخنقة بصدرة لما شاف حالة أبوه المتردية ..كان غارق بين الأغطية عيونه مغمضة ..جسمه نحيـــف كأنه هيكل عظمي ..بشرته مصفرة رمادية ..الشيب زاد وصار أكبر بعشر سنين عن عمره الحقيقي ..شفايفه بيضا جافة ..كان انسان يقترب من الموت بسرعة ..
مسكين يا يبا ..فكر أحمد بأسى وهو يدخل ويجلس على كرسي جنب السرير..
ناظر الأوراق بتردد..صدق إني ما أستحي على وجهي ..جايه وهو في أسوأ حال ..يارب شسوي أكلمه بالموضوع ولا أطلع وأنسى كل شي؟
لا يا أحمد ..أبوك يمكن يموت بكرا ولا بعده ..هذي فرصتك الوحيدة عشان تغير حياتك ..وراتبك التافه اللي ما يحقق طموحاتك ..الفلوس هذي بتخليك تسوي أحلى خطوبة وأحلى عرس لحنين ..توديها أي مكان تبي بالعالم ..تشتري أسهم ..ومشاريع وأراضي ..تشتري سيارة أكشخ من الكامري القرمبع مالت التكاسي اللي عندك ..لازم أحصل الأرض وكل شي..لازم ..وتغلب الجشع على شعوره بالشفقة لأبوه..
أحمد بهدوء:
-يبا ؟
فتح الأبو عيونه بصعوبة ..كانت مصفرة وعروقها طالعة ..همس بصوت متكسر زي أغصان الشجر:
-أحمد ؟
تحرك شعور قوي بالشفقة بقلب أحمد غصبا عنه وانحنى يضم أبوه :
-ما تشوف شر يا يبا ..ليته فيني ولا فيك ..
الأب بأسى :
-أنا خلاص يا أحمد مالي مكان بهالدنيا..أنا بروح وبترككم ..بترك أمك لحالها..بترك وعودة ومرام ..ما بشوفك عريس يا أحمد ما بشوف عيالك ..
عض أحمد شفايفه وقال :
-يبا الله يخليك لا تقول هالكلام ..رحمة ربي واسعة انت ما تدري..يمكن يكتب لك عمر ما عليك من الدكاترة ..
الأب بصوت تعبان منهك:
-ما أوصيك بأمك يا أحمد ..ما أوصيك بخوانك ..خواتك محتاجينك ..وعد ومرام وسامر محتاجينك تكون لهم أبو من بعدي ..حط وعد بعيونك ..تراها صغيرة وما تفهم شي..وسامر يا أحمد ..محتاج رجال يكون قدوته ..
ابتسم أحمد وهو يربت على يد أبوه :
-يبا وش قلنا؟..مابي أسمع منك هالكلام ..
-يا ولدي المرض فيني خطير ..أنا ..(وكح بشكل مثير للشفقة ) كح كح ..المرض اللي فيني معدي ..أنا كنت حاس و..أم خالد يا أحمد ..
أحمد بحزن :
-جابها خالد تسوي تحاليل ..وان شاء الله تكون بخير ومافيها هالمرض..
الأبو بإنهاك وشحوب :
-يا ولدي الدكتور قال إني ما بعيش أكثر من يومين ..جيب البنات عندي ..أبغى أشوف وعد ..أبغى أشوف مرام مرة ثانية ..وخالد وأسماء وبناتهم ..أبغى أشوف أميرة حبيبتي ..أبغاكم ..أبغى أسلم عليكم قبل لا أروح فوق عند ربي ..
عض أحمد شفايفه والدموع غرقت عيونه ..أبوه .. يبي يودعهم؟
ياربي شسوي أفتح موضوع الوصية ولا لا؟ما قدر أبوي..
- ان شاء الله نجيبهم كلهم بعد صلاة التراويح ..أنت لا تفكر يا يبا ولا تحاتي ..إلا أقول ..يبا أنت ..(وتردد ) ..كتبت ..وصية ؟
سكت أحمد وحس أنه حقير بسؤاله ..
كح الأبو بألم وقال بصوت واهن :
-أنا كاتب وصية من زمان يا ولدي ..ليتني أموت واخليكم تعيشون بعز من بعدي ...بس أملاكي قليلة وما فكرت أدخر كفاية ..سامحوني..
-يبا الله يخليك لا تقول كذا ..أنت كنت نعم الأبو ..وعمرنا ما اشتكينا من هالناحية ..بس..يبا أنت ..يعني وصيتني أهتم بخواني ..
-مالهم بالدينا بعدي غيرك وغير خالد ..بس خالد ملتهي بعايلته ..وأنت كل اللي عندهم ..
سكت أحمد ها يفتح الموضوع؟ خاف أبوه يعايره أو يعصب عليه ..لازم يفتح الموضوع بذكاء بدون ما يحسس أبوه أنه يبي مصلحته بس ..
قال أحمد بشكل عفوي:
-يبا أنا عندي أقتراح ..يعني ..طريقة تخليني أتدبر موضوع أملاكنا كلها ..يبا وش رايك تكتب لي توكيل بالتصرف بالأملاك ؟
الأبو بدهشة :
-توكيل بالأملاك ؟!ليه مو لازم ..يعني أخوانك حقوقهم بتتوزع عليهم بالتساوي ..ماله داعي التوكيل !
ازداد الشعور بالحقارة في نفس أحمد قاعد يناقش مع أبوه الورث من بعد موته؟!
أحمد يحاول يطمن أبوه :
-يبا أنا فكرت دام شغلي له دخل بالتجارة ..أني أمسك الأملاك والأراضي والعقار وأتاجر فيها ..والأرباح أدخلها بحساب أخواني شهرياً بالتساوي..عشان وقت ما أحتاجوا يلقون .. لأنك لو ما سويت كذا بتتفتت الأملاك ..وأخواني وخواتي ما بيعرفون يتصرفون بالورث ..ما أبيهم يلعبون بفلوسهم ..
الأبو بتردد :
-يا ولدي أنا واثق فيك وخوفك على مصلحة أخوانك ..بس ..يعني ..خالد كبير وما يحتاج تتولى عنه نصيبه ..مادري..
- يبا صدقني لو عطيتني توكيل يحق لي أتصرف بالأملاك والورث كل شي بيصير تمام ..وبكون أنا المسؤول أعطي كل واحد حقه بالتساوي ..لا تخاف ولا تحاتي يا يبا ..لان لو كل واحد تصرف بنصيبه ما بيحافظ عليه ..سامر مثلا بيصرفها على خرابيط أنت تعرفه يبا لا شغل ولا مشعلة ولا نسبة ترفع الراس ولما يجي الوقت اللي يحتاج فيه فلوس ما بيلقى ..خلني أنا أحافظ على كل شي ..يمكن يبي يتزوج بالمستقبل بعد ما يكون نفسه ..ولين يجي هذاك الوقت بكون أنا استثمرت فلوسه وصارت أضعاف المبلغ اللي كانت عليه ..وخالد ملتهي على قولك بعايلته ..وأنت تعرف المشاريع الفاشلة اللي سواها ..خالد مومال تجارة .. وبيصرف نصيبه كله على ترفيه عياله وزوجته ..خلها علي يا يبا..
سكت الأبو يفكر..كلام أحمد منطقي ..هو أخوهم وله تجارب بالتجارة ومشاريع ناجحة ..وبعد أم خالد ووعد ومرام و....يحتاجون حد يمسك عنهم نصيبهم ..ومتى ما أحتاجوا يعطيهم أحمد ..وكذا بيكون كل شي تمام
الأبو بقلق:
-يا ولدي كلامك دخل مخي بصراحة ..أنا أحس بالذنب لأني ما بترك شي لأم خالد وعيالي يخليهم يعيشون براحة وما يحتاجون للغريب..وأخاف من بعدي يضيعون فلوسهم ويحتاجون ..سامر ما عنده شهادة ولا شغل ..
أحمد بخبث:
-شلون يحتاجون وانا موجود ؟صدقني يا أبوي محد منهم بيحتاج دام راسي يشم الهوا..
الأبو هز راسه بسرعة وقال :
-بتصل بجاسم يجيب الأوراق و..
قاطعه أحمد :
-يبا معاي الأوراق !
ناظره الأبو بدهشة فحمر أحمد :
-جبتهم أحتياط يعني يمكن طلبتهم ..أو شي..
قال الأبو وشحوبه يزيد :
-عطني عطني أوقع ..
بلهفة طلع أحمد الأوراق وعطاهم أبوه ..وطلع من جيب ثوبه قلم حبر ..
الأبوه بوهن :
-وين أوقع؟
قلب أحمد بالأوراق وطلع كم ورقة وأشر على مساحة فاضية :
-يبا وقع هنا ..
راقب أحمد أبوه يوقع وهو يحس برعشة أخيـــــــرا !! بس كان نفس الوقت يحس بشعور ضايقه ..شعور بالنذالة ..أبوه مصدق أنه سوى هذا عشان مصلحة أخوانه..
وقع الأبو على كم ورقة ولما أنتهى سند راسه على المخدة اللي كان شحوبه يماثل شحوبها

البرفسورة 11-07-09 04:50 AM

وهمس :
-يا ولدي يا أحمد هالله هالله باخوانك ..أبيك تعيشهم أحسن حياة ..أبيك تعطي لوعد ومرام وأمك وسامر مصروف شهري ..لا تبخل عليهم إذا طلبوك ..

-أنت تعرفني يا يبا وصدقني ما بقصر بحقهم ..بكون لهم مثل الأبو وأكثر..
غمض الأبو عيونه بتعب ..ناظر أحمد أبوه وبريق النصر بعيونه .. أمتلى قلبه بنشوة القوة ..هو الأٌقوى ..الفلوس كلها بيده ..بس ..بنفس الوقت ..حس بعصرة بقلبه على أبوه ..يووووه شفيه متناقض؟ خلاص بيعطي أخوانه فلوس بيسكتهم ..وحاول يقنع نفسه اللي سواه صح ..عشان حنين ..بسوي لها عرس ما صار ولا استوى ..عرس تتكلم عنه الناس سنين ..بشتري لنا شقة روعة ..أخيرا بقدر أشترك مع إبراهيم وحمود بذاك المشروع ..وبشتري عقارين وأسهم بالإمارات وقطر ..ياااااه شعور حلو ..أخوانه ما يحتاجونها مثله ..سامر تافه وحياته تفحيط وهياتة بالشوارع ..خالد عنده شغله وما يحتاج..مرام مدرسة قديمة وراتبها كبير يكفيها ويزيد ..وعد مجرد طالبة يكفيها 2000 بالشهر ..هو اللي يحتاج أكثر منهم ..ويستحق الأملاك أكثر منهم ..

-يبا ؟

قالها شوي بقلق لما شاف شحوب أبوه المتزايد ..

قال بقلق أكبر:

-يبا أنت تعبان أنادي الدكتور؟

الأب بصوت ضعيف بالكاد ينسمع :

-ما يحتاج ..

-بلى يحتاج شكلك مرة تعبان ..خلاص بناديه لحظة ..

قام أحمد بس وقفه صوت أبوه المنهك :

-أحمد ؟

التفت أحمد :

-نعم يا بوي؟

-جيب لي أم خالد ..جيب لي أخوانك ..أبي أشوف مي وريم وأميرة ..

ابتسم أحمد برقة :

- من عيوني الثنتين ..انت ريح ولا تتكلم وأنا بشوف الدكتور ..

أول ما طلع أحمد طلع الدكتور بوجهه وناظره بعتاب:

-مو قلت لك لا تطول ؟

أحمد باحتقار:

-وأنا مو قلت لك أن الموضوع مهم؟

انقهر الدكتور ودخل غرفة بو خالد ..

سكر أحمد الظرف وراح بسرعة ..


000


مشبعة بثمر الرمان

' أم خالد '

يا حبي لكِ يا بو خالد ...
كل هالخير إلي تسويه ما كفاك ، تروح ترسل كل شهر 500 ريال على سوريا وبانتظام ..

أكيد يساعد عايلة هناك .... لأني مرة شفته يمسك شيكات موقعة وسألته وقالي هذي خير لسوريا !!

ما كنت ادري إن كل شهر يرسل وبانتظام .. بس هذي الأوراق تثبت ..

قالي أحمد أمسك كل هذي الأوراق وأحتفظ فيها إلى أن يطلبها ... بس ما قدرت ما أشوفها ..

أوووف

ياربي ساعدني بطني بموووت منه بس ما لي خلق أروح المستشفى اكشف ...
بس الظاهر بروح لأن الموضوع طول ... والألم ذبحني ...
ما أقول غير يارب ارحمني ...

إن شاء الله بنروح بعد التراويح عند بو خالد وبسأله عن هالعايلة وأحمده على خيره ..
يارب خليه لي ...

والظاهر بنزل مع سامر ولا أحمد عند الدكتور أخليه يشوف بطني ..

أما خالد حسبي الله أسما خذته مني ...

يوه خلاص ما بكمل الورق أكيد كلها تتعلق بالاعيلة الفقيرة بسوريا ، ما لي خلق أقرا كل هالأوراق ، بس وين أخشها ... دولابي أحسن شي ..

خلني انزل أشوف الطباخ شصار عليه ...

البرفسورة 11-07-09 04:53 AM

حلاوة التوت الأحمــــر


'سـامـر'


صحى من النوم .. كان نايم على الارض .. فرشـه خفيفه تحته ولحااف يادووب يغطي جسمه .. تأوه بحسره .. فتح عينه يناظر المكان اللي هو فيه .. قعد على حيله بعد مااكتشف انه مو في بيتهم .. فرك عيوونه يبي يستوعب المكاان .. تذكر انه في بيت راكان .. وشي اكيد ان ذا مجلسهم .. تأمله بصمت .. كان هاادي حدّه .. مافيه شي يدل على الغنى .. بالرغم من ان حالتهم الماديه فوق الممتازه الا انه فخم بتوآضع .. تلفت يمين وشماال لقى جنبه كاسة مويه .. أخذها وقربها لفمه وتوه بيرشف منها الا سمع صرخـه :: لااااااااااااااااااااااااااء

انخرع وانكبت المويه بحضنه : بسم الله الرحمن الرحيم .. وجع وش فيك..!
راكان تنهد بااتياح : يا الاثول ..! (وبانفعال اكبر) مابقي شي على صلاة المغرب كلها خمس دقايق مافيك صبر ..

رجع انسدح وخلى يدينه تحت راسه وغمض عيوونه وتكلم ببرود : يووه ليش ماصحيتني

راكان يحرك راسه بمعنى (استغفر الله) : قوم قووم .. صل اللي فاتك
بعديـن عاتب

سـآمر يتثآوب

راكان ياخذ المويه ويكبها على وجهه .. انخرع ساامر وشهق بصدمه

صلى اللي فااته .. وماامدآه طوى سجادته .. التفت لقى الفطوور جاهز

سامر مبتسم : وش ذآ .. انا بروح البيت .. والله انك مكلف على نفسك

راكان يرد له الابتساامه : مابينا ذا الكلام وانا اخووك

سامـر : مااقول الا .. لاااااااااااااا تعليييييييييييييييييييق

راكان يضحك: من وين طالع لنا فيها بعد ههههههههههههآآي

قطع كلامهم صووت المؤذن .. صووت هاادي .. يريّح النفووس ..

(الله أكــــبــــر . الله أكـــــبــــــــــر)

راكان : سم بالله واقلط


تفطروا .. ثم صلوا ... وهم في الطريق للبيت ..

راكان : ماعليك منه .. هذآ شيطاان .. بس والله انه طخمـه

سامر يلعب بياقة ثوبـه :: طخمه بس خبيث

وصلوا قباال البيت .. ساامـر : يللا بآخذ تاكسي وبرجع تآمر بشي

راكان : علي الملازيم انك ماتمشي قبل ماتحلّي .. وانا هااه .. بوصلك
لبااب البيت .. آمر بعد وش بغيت

سامر : ياركاان تعبتك معي .. والله ان وجهي طااح من كرمكم ..

راكان يلطف الجو ويقوول بسخريه : هذا اللي يقوول وجهي ممسوح بماي مرق
جلسوآ وسولفوآ وقضوا الوقت بسالفة عبدالرحمن .. وكيف كانوا منخدعيـن فيـه

سـآمر ينزل من السياره : تسلم بو الركن ماتقصـر

راكاان : ولو بوسمره بالخدمه احنا ..

دخل البيت وهو يدندن : هلي وان جارت الدنيا عليّآ بوصيكم على رووحي وصيّه

ناظر ثوبه .. يااربي انا لين متى كذآ .. أففف .. خل ارووح اغيره واشوف هالغبيه جمعت اللي قلت لها والا

تروش ونزل للمطبـخ : روهيتـآ .. روهيتـآ

روهيتا طلعت من المخزن وبيدها قدر فااضي : نعم سمره

سامر بنرفزه : سمره بعينك .. وين العلب اللي قلت لك عنها

أخذ الكيـس .. (كيس زباله كبير_الله يعزكم_).. تأمله كيف ملياان ..:
والله وجاك الخير يا بوسمره .. طلع من الباب .. الا روهيتا تناديـه :
سمره سمره

لف عليها ووده يزنطها وشي ذي سمره بعد : ساامر ياغبيه ساامر

روهيتا طنشته : وقف باقي علبه حق قشطه دآخل

أخذها وحذفها بالكيس وهو مبتسم : اذا طلع لي مبلغ حلوو بعطيك عشره رياال زيـن

رجعت روهيتا للمطبخ وهي تدعي ان يطلع له مبلغ عشاان تجيها ذي العشـره

أخذ الفلووس وقربها من فمـه وطبـع عليها بووسه قويـه : الحمدلله ياارب .. 200 رياال .. الف شكر وحمد لك ياارب


000


بلذوعة الليمــون الأخضــر


'خـالد'

طلع من الحماام وهو ينزل اكمامه ثوبه على ايدينه المبلله .. مدت له اسماء المنشفه اللي مسح فيها وجهه ورماهاا ..

اسماء :اللحين بتروح لعمــي ..

خالد وهو يفرش السجاده بيصلي :ايه قولي لمـرام تكون جاهــزه ...

اسماء :طيب خالد .. بس خالد كان كبـر لصلاه وماسمـع كلامـها ..

طلعت لغرفة مـرام طقت عليها الباب ماسمعت رد ... بس كان صوت الأستشوار يدل على أنها مونايمه ..

رجعت تدق بصوت عالي .. انفتح الباب وطلعت مرام وشعرها جزء منه مرفوع بدون استشوار والجزء الثاني سايح على كتفها ..وبيدها
الأستشوار :نعم خير وش تبين ..

اسماء اللهم طولك ياروح :أخوك يبيك يعني أنا وش ابي فيك .. استعجلي بسرعه بيصلي له ركعتين ويطلع..

ولفت قبل ماتسمع ردها ونزلت تحت .. مرام واقفه مقهـوره قفلت الباب بقوه وركلته بقهررر .. ورجعت للأستشوارهااا..

طلع من غرفته وهو يسبح مر غرفة مرام طق على بابها :يالله مرام احتريك تحت ..

نزل تحت واستقبله صراخ مي وريم اللي يتهـاوشن على قنوات التلفزيون ...

خالد بصرخه :بس انتي ويااهااا ..وسحب منهن الريموت اللي يتهاوشن عليه وحطه بمكان مرتقع من الديكور بحيث مايوصلن لــــه ..

جلس وهو يفرك يديه بتورتر :وين امكن ..

مي وريم بنفس الوقت :بالمطبخ ..

خالد :وانتن وش جالسات تسون ببجايمكن روحن البسن بسرررعه ..

مي ماهي مصدقه :بتأخذنا لجدي ..

خالد :لااا .. تحركن بسرعه ..

مي بتكلم .. بس ريم تسحبها :امشي خلينا نلبس بعدين نعرف وين نروح تبغينا نجلس فالبيت انتي ..

لو بموقف ثاني ضحك على خبال بناااته وهن يطلعن الدرج وكل وحده تسحب
الثانيه .. جت اسماء من المطبخ وبيدها اميره :خلها عندك بروح البس عباتي ..

خالد بنرفزه :بسررررعه خلصوني ...

اسماء وهي تطلع الدرج :خالد شوف الحافظات اللي بالمطبخ طلعها للسياره ...
سحب خالد أميره ومر على الحافظات اللي بالمطبخ اخذها اللحين فيه احد يفكر يأكل وهذي حالتهــم ...

شغل السياره وجلس أميره على الكرسي اللي جنب السواق :هاه كذا حلوو حبيبتي ..

اميره ترفع يديها تبغاه يشيلهاا ..

خالد :لاخليك جالسه كذا خلاص انتي كبيــره ..اوووف وين راحن ذولي .. اول ماقال كلمته انفتح باب الحوش وطلعن مي وريم وكل وحده تبغى تركب
قبل الثانيه ..واول

ماستقرن ورى صرخت ريم :لاااااا ليش اميره جالسه قدام ..

خالد بتريقه :لأنها أميره ..

ريم :لاا لا انا اكبر ابغى اجلس قدام ...

مي تحط يدينها على اذنها :قصري صوتك فقعتي طبلة اذني .. بعدين اللحين
بتجي عمتي مرام وبتنط قدام لاتخافين ماهي جالسه أميره قدام ..

ريم :اوووووف كل يوم مرام تركب قدام امي المفروض تركب قدام ..وهمست لمي كلمه بأذنها موتتها ضحك ..

خالد بعصبيه :اسمعي انتي وياها اللي بتسوي أزعاج من اللحين تقوللي عشان أخليها لحالها بالبيت ..

بعدها محد تكلمن لأنهن عارفات أبوهن مايقول هالكلمه الا اذا وصل قمة العصبيه ...

نزل أسماء وبناتها في بيت ابوه واخذ أمه ووعــد اللي طول الطريق تسألهم وش فيه أبوها وهم يعيدون ويزيدون ان اللي فيه انفلونزا وهي مو مصدقه حاسه ان السالفه أكبر ..

سحب خالد مرام يحضنها قبل مايشوفون امه ووعد دموعها اول مادخلوا غرفة ابوه بعد ماشهقت وعد ورمت نفسها بحضن ابوها وهي تصرخ :حرام عليكم قالوا وش فيه أبوي ..

خالد بهمس :خلااص مرام خليك قويه عشان أمي ووعد .. مرام نسيتي امي تكفين عشانها قوي نفسك .. تركها وراح يسحب ووعد من حضن أبوه :خلاااص وعد أبوي

ماهو ناقص صياحك ماتشوفين حالته كيف ..؟!


000

البرفسورة 11-07-09 04:55 AM

صابع الموز هشـه

'مـــرام'



حاولت مرام تتماسك تتمنى تكون هي بدال ابوها بهالموقف
يارب ارحم حالي وضعفي وقالت ::السلام عليك يابوي

ابو خالد بوهن:وعليكم السلام هلا بامي اخبارك

ردت بابتسامه ذابله (ياما كانت تفرح لما يناديها بامه) :حالي من
بعدك يابوي مو بخير
رد عليها:بسم الله عليك يامي
000



خالد:تطمن يبه كلنا بخيــرر لاتفكر فيهم وأنا موجــود ..

ابوخالد يكح بالتعب :وين البنيات ليه ماجبتهن ..

خالد حس بشعور قاسي يمزق قلبه .. يخاف على بناته من أبوه ..ويخاف على أبوه من نفسه وقسوة قلبه :يبه مايدخلون الصغار الله يخليك لـي ..

سكت الأبو وكنه بدأ يعنس من التعب ...

سحبت لها مرام كرسي قريب من سرير أبوها وافتحت المصحف اللي جايبته
معها وجلست تقرأ عليه .. ووعد اخذت لها كرسي بعيد جالسه عليه تبكي
ماكنت ابد متوقعه

ان حالت ابوه بيومين تتحول كل هالتحــول ..

خالد طلع من عندهم خنقه الوضع داخل الغرفه ..

مر على الدكتور يسأل عن حالة ابوه وقال له ان مافيه جديد ..

خالد :بس انا حاس ان حالة ابوي تدهورت من الصبح ..

الدكتور :لا هذي حالته مافيها تغير ملحوظ بس يمكن لأنك توك عرفت بمرضه
بديت تصور هالأشيـاء ..

طلع خالد وهو مو مقتنع بكلام الدكتور .. مرت ساعات الزياره بسرعه لاأحمد بين ولا سامــر .. طلب خالد من اهله يطلعون بعد ماسلموا على أبوه اللي كان نايم

.. وقف خالد عن باب الغرفه بعد ماطلعوا أهله وهم متجهز يلحقهم بس شـي وقفه وخلاه يرجع لأبوه ويسلم على راسه ويده دمعت عينه من منظر
أبوه التعبان :الله

يخليك لنا يبــــــه ..

000

التفاحــه الفاســده

'وعــــد'



وعد قاعده في المطبخ تسوي لها شاي .. دخلت عليها مرام

مرام : هاه وعد وش قاعده تسوين

وعد وبكل قلق : قاعده أسوي شاي .. مرام مالاحظتي ان أبوي مره تعبان
انتي مصدقه ان اللي فيه مجرد انلفونزا ..

مرام وبكل ملامح الحزن والياأس :مأدري .. موعارفه شـي .. هذا اللي يقولونه العيال ..

وعد : ماراح اسامحهـــم لوصار في ابوي فيه شـي وهم مخبين علينا مرضه ..

مرام احضنت وعد وهي تبكي: وعد الله العالم والأعمار بيد الله سبحانه ...

وعد : ادري حبيبتي لاتكونين كذا راح تتعبين وراح يكون شكلك حزين ..
أنا لما أشوفك أحزن كثير تمالكي أعصابك .. مثل ما قلتي الأعمار بيد الله عيل ليش ماتكونين

حازمه وقويه كلنا راح يصيبنا هذا المصير


دخلت ريم وقالت : عمتي مرام وين أبوي.... وبعد ماأنتبهت على دموع
مرام : وش فيك تبكي عمتي ..... وعد شو فيها عمتي

وعد : ريم حبيبتي اطلعي دوري ابوك برى مو معقوله جايه تدورينه
فالمبطـخ ..

ريم : اها وش فيها عمتي

مرام : ريم بلا لقافه واطلعي برى عندنا مواضيع خاصه ..

ريم: أف يا عيني على الخصوصيه المهم عمتي وعد أبيك ترتبي معاي مكتبتي
عشان المدرسه

وعد : يصير خير لاجيت بيتكم اسوي اللي تبينه
ريم : وليه ماتجين معنا اليوم

وعد :اوووف ريم اطلعي برى ..

ريم :طيب بطلع بدون صراخ ..


مرام ا: خلاص أنا ما أبي ريم تدري عن أبوي يمكن بعد خالد مايرضى الله أعلم
وعد : أي
..ترن رن ترن رن << تلفون وعد

وعد: مرام عن إذنك ........... ألو

ليلى : هلا والله بشيخت البنات سمعيني بلا اطواله أنا اليوم بروح مع أمي
عشان أسويلي أسهم

وعد: لحظه وش تقولين ماني فاهمتك وليش أسهم ..سيدة اعمال وأنا مادري

ليلى : لا يا حبيبتي الحين حتى البيبي عند أسهم

وعد : بلا مسخره .. وش دخلني أنا بتسوين لك اسهم او عمارات

ليلى : اأبي آخذ منك سلف 10000 ريال

وعد :وشو 10000 من وين اجيبها لك ذي الناس تسلف مية ريال ميتين خمس ميه وأنتي تبين اسلفك 10000 وش قالوا لك وعد بنت الوليد ..

ليلى : لاتجلسين تتريقين علي اذا تبغين تكوني معي فالأسهم دبري 10000

وعد :ليلى أنا هذي الأيام ماني فاضيه لك و أبوي مريض وحالتنا مأساوية اذا انتهت هالظروف على خير تعالي نتكلم بهالموضوع

ليلى : وليه التأجيل أنا ماراح اشغلك بس أبي منك بطاقتك المدنية والفلوس وتوقيعك المشكلة سهلة وانتي مصعبتها

وعد : ليلى انتي فاضيه الواحد ضايقه نفسه واحنا بشهر رمضان وصايمين

ليلى : بس أذن المغرب من زمان والحين الساعه 10:00

وعد : ويعني بكره حنا مو صايمين ولا فاطرين أفطر

وعد: انتي فاطره لكن أنا صايمه أقول راح أسد التليفون بوجهك إذا بديتي بالمسخره والتفاهات الزايده ليلى : استوب... ليه انتي عصبيه .. مجرد كلام بيزعلك

وعد : انا مو زعلانه لكن مالي خلق اكون بهذا المجال اللي اسميه مجال الرجال ولا غير .. سمعيني فكيني ومالي خلق ونفسيتي تعبانه

ليلى : ويه انتي على طول كذا ... شو اللي يخليك كذا هاتي الفلوس وخلصينا مانبي ناخذ منك حتى البطاقه

وعد : يعني السالفه غصب قلت لك ماعندي فلووس .. والمبلغ اللي تبينه مامعي عشره ..

ليلى : مجرد سلف وراح أرده ماني خاينه اللي في بالك راح أرده وإذا تبين فوائد أنا حاضره

وعد : مابي منك لا فوائد ولا بطيخ

ليلى : لكن انا محتاجه وتدرين امي فقيره وابوي على قد حاله حتى الخبز ناكله يابس ..

كافي هذا الحجي ولا مو عاجبك انا ابي فالوس ولا ترى ابسرق من ابوك هذا واحنا ما ندري شنو الورث اللي بتاخذينه

وعد : يا قليلة الأدب حتى حاسدتني على فلوس ابوي و الورث اللي راح آخذه بعد زمن بعيد أنا مو من النوع اللي أحب الفلوس لو أخوي محتاج أكثر مني تنازلت عن كل اللي عندي والله يطول عمر ابوي وخليه لنا

ليلى : ههههههههههههههه الورث اللي بعد زمن بعيد هههههههههههههههه أضحك وأسخر عليك بكره تشوفين ابوك مغطين وجهه هههههههههه
وعد صكت التليفون من دون أي تردد.. وهي تبكي حقيره هذي صديقه هذي ..


000

بطعم العنب الخمري

' نادين '

لا يطرق الحب باباً دون توابع !!

ودون أسباب ..

أهالي قرية القامشلي ودير الزور جميعاً على علم بحبه لي ...
وأنا أعلم كم يحبني ..

لقد زارني اليوم ليسألني بعد أن وبخني على تصرفي ، كيف حالي !!
ولكني مظلومة لقد رددت كثيراً من بالباب .. وهو من لم يجب !!

ما ذنبي إذاً !!
ظننت أنه أحداً من أطفال القرية لذلك طللت برأسي !!

أتظنون أن أهالي القريتين يعلمون بحبي كذلك !!!
وماذا عن أمي أتدري !!
ويلي أشعر أن نار الخجل تضطرم فيني الآن من هذه الفكرة ....

أواه كيف سأغفو الآن ونظرته تتبع أوردتي ، حتى التي تسبح في جفني !!

000

البرفسورة 11-07-09 05:00 AM

لا يُأكل التين إلا بعد نضجه

' عامـــر '

مجنونه ..... حبيبتي مجنونه !!

ما بال نظراتها خانعة مذللة ، ماذا تقصد !!

أواااه لقد تعمدت ألا أنطق وأنا أسمعها تردد بصوتها الذي يصلني شذياً حتى لو لم يكن ( ميــــــن )
كم أحبك يا نادين ...
قمة الحب وصلت لي بحبك ..
فكل ما فيكِ يجبرني قصراً ..

ولكني تنرفزت برؤية شعرها الفاحم ... أواه ما أجمله ...
وتخيلت سواي يراه فوبختها ...

كنت أعرف أنها سألت عن الطارق ...
ولكن ماذا لو أن هناك غيري يفعل ذات الشيء معها !!

سأموت من التفكير فيكِ حبيبتي ...

ومن سيفهم كم أغار عليكِ .. وكم أود لو تكوني تحت جناحي لأحافظ عليكِ بدلاً من أبيك المغفل ..

ترك جوهرتين هُنا ورحل ..

لا بل أرسلهم إلى هُنا !!!

مغفل أباها ، مغفل !!

وأنا أناديها رغدة بدلاً عنه ... تستحق حبيبتي ..

تستحق ..

حتى لو أنكم لا تعرفون لمَ تستحق ..

ولكني أفكر بها باسم نادين ...

أواااااه أغفوتي الآن يا صغيرتي !!

000

لذاعة الخوخ الأسود


'وعـــــد'


وعد وإهيا على فراشها بعد ما رجعوا من أبوهم تفكر بكل تمعن وتأني كانت تفكر عن الوضع اللي بصير بعد وفاة ابوها لو حصل لأنها حاسه ان أبوها مريض مرره ..

كانت تمسح وجها تبي تنسي نفسها هذا الأمر ..
اطلعت وعد من غرفتها متجه لصالة شافت خالد مع احمد يتكلمون بصوت
واطي وواضح ان النقاش اللي بينهم حاد ..

وعد داست بريك وبدت تسمع كان مو بنيتها التسمع والتدخل على شؤون أخوانها لكن كلمة أبوي على لسان خالد

خلتها غصب تسمع ودون إراده ..

وأسمعت خالد وهو يقول : احنا لازم نفكر بشكل جدي أكـثر بعالج أبوي بالحارج ..

أحمد : اسمعني خالد التكاليف حق الخارج كثير غالية واحنا نحتاج الفلوس أكثر ..

خالد : وش تقصد بكلامك يعني الفلوس أهم انا لوأبيع بيتي واللي وراي
وقدامي بس أبوي يرجع مثل قبل ماترددت ..

أحمد : خالد افهمني العلاج بالخارج مكلف .. يمكن حنا نقدر ننفق على اول التكاليف لكن اللي بعدها راح يكون كثير غالي

ومهما كان اللي نملكه من فلوس ماراح نقدر نغطي نفقات العالج بالخارج .. واصلاً مرض أبوي ماله علاج لاهنا ولافالخارج ..

خالد : صدقت الله يرحم الحال .. والله لو له علاج ماقصرت بفلوسي على أبوي ..

احمد : اللحين أنا خايف على أمي متى بتطلع التحاليل ..

خالد:المفروض بكره تطلع ..

أحمد: ما تتوقع ان احنا فينا ولا أحد من خوتنا

خالد: ما أتوقع لان الوحيد القريب من أبوي هي أمي ومافي غيرها

احمد: امممممممممممم يمكن الله يستر الحال أقول بتسهر هنااا

خالد : أي والله ما بقى على السحور نتسحر ونروح نصلي ونمر أبوي نطمن
عليه وش رايك بتجي معي ..

أحمد :أنا من انقلوه للعنايه وأنا كل ساعه بقوم اروح له ..

خالد :هم وش قالوا بتحديد ..

أحمد :مأدري جت الممرضه سوت له الفحوصات اللي كل ساعه وفجأه دخل علي الدكتور وقال بينقلونه للعنايه ..


أول ماطــلع أحمد دخلـت وعد على خالد تبكي ...

خالدأول مانتبه لها : وعد وش فيك ليه تبكين

وعد وهي تتعبر : حرام عليكم ليش تخبون علينا وش فيــه ابووي ليش نقلوه للعنايه ووش المرض هذا اللي حتى برى مالها علاج ..

خالد :ووعد هدي بدون انفعالات زايد أبوي مافيه شـي

وعد :حرااام عليك لاتكذب هذا وأحنا برمضان تكذب بعد .. قووول وش فيه أبوي ..

كانت مصدومه حست بأختناق ..بدت تصارخ وتبكي بصوت عالي وهي تردد :ماهو من حقكم هذا أبونا مثل ماهو أبوكم ..

كانت مررره منفعله .. حس خالد فيها بتطيح على الأرض ..

مسكها خالد وجلسها على الكرسي جنبه حط يديه على كتوفها وقربها
منه:وعد حبيبتي اهدي .. احنا مخبين عليكم عشان نعفيكم من حمل الهم هذا
ومانبغى نقلقكم على أبوي للين نتأكد من اللي فيه ..
مسك ذقنها اللي يرجف على وشك البكاء :لااتبكين ادعي ربي يشفيـه .. ولاتفكرين ابداً كل شـي ان شاءالله بيصير هو خير
لأن الله اللي قدره لنااا .. أبوي اذا كان مكتوب له الموت بهالمرض فصياحي وصياحك ماراح يغير هالشـي .. بس دعائنا

بينفعه ويخفف عنه بأذن الله .. حبيبتي مرض أبوي صعب شـوي وعلاجه شبه
مستحيل ..

وعد شهقت :لااا وشوو مرض أبوي ..

خالد :قول لاأله الا الله ..

وعد بشهاق :لاأ له الا الله ..

خالد :مرض أبوي الخبيث ..>> خالد تعمد يقولها كذا عشان مايخوفهــا
على أمه .. هوعارفه ان وعد مو صغيره وتفهم بهالأمراض واكيد سمعت فيها من قبل .. فمايبغى يصدمها مره وحده بأبوها وأمها .. واصلاً امه للحين ماهو متأكدين ان المرض انتقل لها اولاا ..

وعد :بس فيه علاج كيماوي أي شـي ..

خالد :وعد أهدي المرض انتشر بجسم أبوي ووصل الكبد يعني .. الله يلطف فيه ..

وعد وخرت يدين خالد كانت مصدومه ماهي قادره تستوعب كيف أبوها بيروح بهالســهووله ..

خالد تركها لأنه عارفه أنها مصــدومه وهو حاول قدر الأمكان يسهل عليها الصدمـــه .. فكر يأخذ اللحين أهلــه للبيت وبعد الفجـر يروح للأبوه ويشوف وش سبب نقله للعنايـــــه ...


000

البرفسورة 11-07-09 05:02 AM

مرارة الليمـون الاسـود

'ســـامـــــر'

دخل البيت واعطى روهيتا اللي كان وآعدها فيه .. ابتسم وهو يرمي نفسه على الكنبه .. وتنهد بفرح . بشتري بااقة ورد كبيره لابووي وبرووح ازووره اول مايرجعوون اخوواني .. ابي اسوولف معااه براحتي .. بشكي له عن ظلم احمد وكرهه لي .. بسوولف له عني .. بقوول له صرت اعتمد شوي على نفسي .. شغل التلفزيون وبدا يقلب في القنوات .. تنهد بملل وقرر يطلع لربعه

طلع ساامر ومايدري وش اللي بيحصل له .. او وش اللي القدر مخبيه له
وقف تاكسي وتوجه للمقهى كعادته الدآئمه .. دخل مبسووط .. سأل القهوجي عن مكاان ربعه

توجه لهم .. رفع ثووبه ورمى نفسه على الجلسه بحركه عربجيه .. رفع رجله على الجلسه بحيث يكوون ضام ركبته قريب من صدره ..ورمى نفسه على حضن
راكاان : هلااااااااااا بالشبااب

الكل مبسووط من بعد حالته امس : اهليييييييييييييييييييين بو سمره

راكان مبتسم لخويه : هلا والله بو الشباب

ساامر يحرك المسوآك بفمه .. هلا وغلا بو الركن
اخذوآ اخباار بعض .. عبدالرحمن مختفي مابين ..

عبدالله : اقوول بوسمره .. ركوون .. قوموا لعبنا بلووت
توه بيقووم راكان . الا لكزه سامر على فخذه : اصبر اقووم من حضنك
ماني فاضي بهذلني

كالعاده ساامر أفشل واحد في لعب البلووت .. لكذا حاول بشتى الوسائل يلعبوون اونو .. عشاان يغلبهم

استأذن منهم قريب الفجر .. بعد ماتذكر انه مازار ابووه ..

وقف تاكسي .. وانطلق لافخم محل للورود .. تفنن في اختياار الورد من
روز وجووري وياسمين .. نسقها بمهاره وطلب منه يرتبها ويغلفها
أخذ معه صندوق شوكولا من بااتشي .. وركب التاكسي وانطلق للمستشفى وكله لهفـه عشاان يزور ابوه


مشى بخطووات واسعه .. اتجه للغرفه .. وفتح الباب بطرف يده ودفه
بشويش برجله .. دخل وحط الورد على الطاوله .. وحط جنبها الباتشي ..
جلس عند ابوه حبه على جبهته : شخباارك يبه ..

ابوه سااكت مارد عليه

ساامر مبتسم : شوف يبه هذا انا جيت .. وجبت لك معي الشوكولا اللي
تحبه .. وورد الجووري اللي دآيم تقوول ان اللي بقلبك يحبوونه .. من هم

اللي بقلبك .. (تنهد) وضحك بشويش .. يمكن امي ..! بس امي واجد عليها الريحان هههههه..
ابتسم ابووه بوهن وضحك ضحكه خفيفه : كح كح .. حسبـ .. حسبي الله ...
على ابليسك .. حتى هنا .. امك ماسلمت منك

ابتسم ساامر بااحرااج : انت صااحي...؟

ابو خالد يشد مسكته على يد ساامر : اليوم صااحي بس احسه قريب بناام وماعاد اصحى

سامر يبوسه : بعيد الشر عنك يبـه

ابو خالد وبدا وجهه يصفّر : ياساامر طوول عمري وانا احبك كثر ماانت متعبني .. بس احسك قلبك على خواتك اكثر من اخوانك .. خواتك وامك امانه برقبتك ..!

سامر يحاول يبعد الموت عن سوالفهم : يبه الله يهديك .. بكره تصير زي
الفل .. وتقطف لهم الجوري بيديااتك

ابوه يتنهد : الجوري .. ! الجووريه بعيد وانا ابووك بعييييد عنكم

سـآمر يغمز له : كل هذاا بالقلب

ابو خالد كل ما تألم يشد مسكته على يد ساامر .. وساامر قلبه يتقطع
زوود .. آهاته المكبووته تحرق قلب ساامر ..
ابو خالد يتكلم بصووت متقطع وبااين عليه الالم .. لونه بدا يتحوول
للشحووب .. يده بدت تبرد .. عيونه بدت ترمش بسرعه .. ودقاات قلبه
سريع سريع .. : ساامر .. سامحني .. اذا .. جرحتك .. وقل لامك واخوانك يسامحوني .. وقل .. قل .. آآآآه .. قل لامك تسامحنـي .. قل لها ..
وانقطع صووته .. ارتخى جسمه على السرير .. ساامر حالة ذهوول ..
صدمه .. غير استعيااب .. حس بيد ابووه ارتخت وبدت تفلت من يده .. مسكها بيدينه وباسها .. خانته دمووعه وصرخ ..:
دكتـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوو
ووووووووووووووووور

بدت الاجهزه تصفر بااصوات عاليه .. ازدحمت الغرفه .. طلعوه براا .. الدكتوور يركض للغرفه ويقفلها وراه ..

توجه ساامر للاستقباال : لو سمحتي تيلفوون .............!!

اخذ التليفوون وباايد مرتجفه اتصل بخالد .. تكلم بصووت باكي ومخنووق
: خاااااااااالد ابووووووووووي .. تعاال المستشفى بسرعه
توجه لغرفة ابووه يركض .. ينتظر حد منهم يطلع ..

طلع الدكتوور وهو منزل راسه ..

سـآمـر : وش صاار عليه


الدكتوور : لازم ولد الكبير يجينـآ

سامر : انا ولده

الدكتور يهز راسه بمعنى لا حوول ولا قوة الا بالله : البقا برااسك
نزل الخبر على ساامر مثل الصااعقه .. شطرته نصيـن .. توسعت دمووعه ونزلت بغزاره .. طاح جسمه على الارض .. حاول يوقف على طووله مااقدر .. مستحييييييييييـل افقده مستحيــــــــــــل ....!

وكأن قووه جاته فجأه .. قاام على طووله .. وركض لغرفة ابـوه

دخل خالد الغرفه والخوف متمكن منه .. لمح ساامر يبي يشووف ابووه
وممرضـه تمنعه من ذآ الشي .. صرخ بوجه الممرضـه :
اتركيــــــــــــــــــــه

خافت الممرضه من صرخة خالد وطلعت تنادي الدكتور

ارتمى ساامر بحضن اخووه وهو ينااظر ابووه بألم : خ خ خالد

خالد كأنه حس باان ابووه راااااااااااااااح

خالد بصووت مخنووق: سامـر وشفيـه ابووي .. وليش مايبوونك تجلس معه


دخل الدكتوور وهو معصب عليهم : ياجمااعه .. الرجااال مااات .. ترحموا له .. مو زين اللي تسوونه .. هذا وانتوا رجاال شوآربكم خطت على وجيهكم ولحااكم ترس وجيهكم تسوون كذا .. وش خليتوا للنسوان .. قولوا الله يرحمه ويصبر مرته وبنااته


طلع الدكتوور بنرفزه بعد ماغطى وجه ابووهم

رآح ساامر فتح وجه ابووه وبهستيريا : لا لا ما ماات يكذب .. ليش يغطي وجهه .. يبي يخنقه .. يبيه يمووت .. لااااا

راح لاخووه : خالد لا تصدقهم مامات

توجه خالد لابووه ودمووعه مغرقه عيوونه ..غطى وجهه ونزلت دموعه : الله يرحمه

رجع ساامر وفتح وجه ابووه وباانفعاال : انت غبي انت .. يبوس جبهة
ابووه : تبي تخنقه .. تبيه يمووت..!! ودخل بموجة بكااء عنيفه أفقدته وعيـه ..




مع تحيات
أسرتني عينيك .. الجوري ليال .. رحلة عنابه .. عاشقة ديرتها .. لأني أحبك .. نبض ..

الكتاب ينتظرون تعليقاتكم وردودكم

البرفسورة 21-07-09 02:01 PM

اعزائي المشاهدين
نقدم لكم الحقله الرابعه من مسلسلنا الجميل ..
هذه الحلقة كانت متعبه الى حد ما
حملت الاحزان و الاتراح بين ثناياها
وتخللها بعض المواقف و تاخيرات الخارجه عن ايردتنا
و كما للحزن مكان كان الفرح ايضا يطرق الباب فيها
فقد سعدنا بنضمام شخصيات جديده ورائعه
و ذات محاور مختلفه
و أقـــلام مميزة..

منها الغالية (أمل لا ينتهي في دور ...رحمه وعائلتها &حامد.)
و الغاليه _طوق الياسمين في دور حنين
وايضا تميزت هذه الحلقه بـــ
^مشاركة جميع الابطال
و كشف بعض الاسرار
و ظهور اسرار جديده
وابقو معنا فلا زالت لدينا المزيد من الحكايا
تحياتے
^_^

البرفسورة 21-07-09 02:06 PM

الحلقهـ الرابــــ4ــــــعهـ0o


o0o0o0o0o
عبق أنثى يختلف
نادين

- اسكتي بئى خلينا نسمع ....

- يظهر البث انئطع يامو ..

- لا رجع البث اسكتي واسمعي منيح ... خلي هالناس يسمعوا بعد ..

- حاضر يامو ..


في المأوى الذي يحوي نادين و أمها تجلسان وبقية الجيران يستمعون للإذاعة
على الراديو ...

تبث الإذاعة الآن تقرير عن قصف صار في أراضي فلسطين المحتلة من قِبل المعتدين اليهود ...

مات فيه اثني عشر رجلاً وعدد الجرحى يتضاعف كل ساعة !!

في ساعات الفجر الأولى قدم الجيران ومعهم ( أم عبدو ) بالراديو الصغير
الذي تملكه ليسمعوا ما صار في فلسطين وكان أن اختاروا منزل أم نادين لأن الإرسال فيه جيد ...

يسمعون وهم سارحون بالحزن والأسى على حال شعبٌ كامل يحتضر ألاف المرات يومياً !!

انقطع البث فجأة ليتحرك الجيران دون أن ينطق أحدهم متوجهين إلى منازلهم ...
وأرى ( أم عبدو ) تخرج موليه دون أن تأخذ الراديو ، فتحمله غادة ابنتها وتتبعها به ....

نظرت إلى أمي التي تكونت طبقه ضبابية على عينيها حالت عني لون عينيها ونظرتهما الحالية !!

لأنها ما لبثت التفت إلي وهي ترمش بعينيها لتقع قطرات الندى برقة على خديها وتكون مسار تطول تجاويفه الداخلية ...

راودني شعور بأنها تبكي لألف سبب يختلف عن القصف الحالي في فلسطين !!
أشعر بها تبكي أبي ............

أتفعلين ذلك أماه !!!

لحظة ،


ماذا تخسر الأرملة في بداية ترملها ..

وفي كل مراحله حتى ..

أتخسر العلاقة الزوجية !!

أتخسر النفقة الملزوم بها الزوج !!

أتخسر دفئه بوجوده !

أم تفقد صوته وتصرفاته !

ماذا عن حمايته وخوفه عليها !

أي الأشياء تفقد ؟

أتخسر الحب !

أتخسر الرجل في عبقات الجدران !!

وما أهم ما تخسره بموته !!

أعرف ، تفقد الكثير .....

كما فقدت أمي بعد موت أو تطليق أبي لها !!

وكما سأخسر بفقدان عامر !!
o0o0o0o0o

...

المطر يبدأ بقطرة

' أم خالد '

صلت الفجر وقرأت سورة يس وهي تدعي ربها يرجع زوجها بالسلامة ...

وبعدين نزلت تبي تشوف خالد ...


- خـــالـــد .. خـــــــــــــــالـــــــد ... توني تاركته بالمطبخ مع احمد وين راح !!!

رجعت لغرفتها وهي تفكر أنها كانت بتقول له هو عن بطنها اللي ذابحها ، بس الظاهر خلاص راح لزوجته أسما ..
يعني اليوم من منظر بو خالد نسيت كل شي والله ، حتى ألمي .. مو بس إني أسأله عن العايلة بسوريا ...

يا بعدي يا محمد أشوفك مرة تعبان ما استحملت والله ...

يــا رب صبرني ورجعه لي سالم يـــــــا رب أنت الكريم الرحمن الرحيم ...

اندق باب غرفتها وقالت :

- ادخل ...

- هلا يما شلونك !؟

- أهلين أحمد حبيبي أنا بخير ، إلا بقولك بطني يا وليدي ذابحني كنت اليوم أبيك توديني الدكتور بس نسيت بعد ما شفت حالة أبوك ...

أحمد رد بخوف :

- شفيه بطنك يمه !!!

- ما أدري والله صار له مدة شاب علي ..

- معليه يمه أنا بشوف التحاليل وإن شاء الله ما فيك إلا العافية ...

- شحقه التحاليل أقول بطني تعورني أخاف الزايدة ، هذي تطلع
بتحاليلهم !!

- ايه يمه كل شي يطلع بهالتحاليل إن شاء الله لا تحاتين .. يمه أنا بروح أنام وبكرا بشوف تحاليلك .. تبي شي قبل لا أروح !!

- سلامتك يا ولدي روح ارتاح ..

بس وهو على باب غرفة أمه طالع جواله دق بنغمة خالد ولما رد عليه انفتحت عيونه على وسعها ولف على أمه يطالعها برعب .......

o0o0o0o0o

،،معزوفة الـــرحيل،،

هاهو الموت يزور صباحاتنا...
هاهو يسحقها بعنف..
فيختفي النور..
ويتلاشى الفرح..
وتتساقط آخر وريقات الياسمين..
لتعلن الحداد على قلوبنا المصعوقة..
موت قاسي..
يجتاح مخيلتنا..
يجتاح طفولتنا..
يجتاح حاضرنا ومستقبلنا..
موت قاسي..

يخطف تلك الضحكة المرتسمة بوقارعلى وجهٍ حنون..
يخطف تلك الملامح التي كستها الشعيرات البيضاء..

يخطفك..أبــــــي..
ويرحل بك إلى حيث اللاعودة...
ويتركني خلفك...
وقد فقدت قدرتي على إستيعاب ذالك الغياب..

لاأتخيل نهارًا لايحتويك..

سأعود لزمن الطفولة..سأقف على باب المدرسة..

فقد تعود لتأخذني..

سأتظاهربالمرض فقد تعود وتحملني للمستشفى..

سأجلس على مائدة الإفطار مبكرًا لعلي أسمع صوتك العذب حين يردد..
(ذهب الظمأ.. وابتلت العروق..وثبت الأجر بإذن الله)..
سأتظاهربالنوم فقد تعود لتوقظني للصلاة..

سأصرخ بأعلى صوتي..وأناديك..

علَّ صوتي يصلك فتركض لتمنع صراخ ألمي..

سأفعل كل شيء..

لعلك تعود..

ولكن يبدو أن صرخاتي تكسرت على أعتاب الرحيل..

ويبدو أن زمني وزمنك قد إفترقوا..

ورحلة الغياب قد بدأت تغزو قدري..

ومساحات الوجع بدأت تملأ ذاكرتي..

كيف لاوقد إجتاحتني تسونامية إفتقادك..

كيف لا وأنت من رحل..

أنت من غادر..ياسراج تفاصيلي وأيامي وذكرياتي..

لازلت أذكر أنك أخبرتني أن الوالدين بابان من

أبواب الجنة..

وهاهوأحدهم يغلق برحيلك..

أوااهٍ وكم سيترك ذاك الرحيل القاسي..
كم سيترك ذاك الموت..

صعدت روحك..ياأبي..
وصعدت معها أحلامي..وأفراحي..

وتبقى لي..روح تعزف الحزن..ألحانًا وأوجاعًا..
o0o0o0o0o


"كل نفس ذائقة الموت ..."
أحمد
.......................

-احمد ابوووي ماااااات !!

توقف قلبه عن الخفقان وحس فجأة كأن هوا الغرفة اختفى ..ناظر أمه
بنظرة هلع فقالت امه بخرعة :

-يما أحمد شفيك ؟! منو هذا ؟

تسارعت أنفاسه وطلع برا الغرفة وقال بصرخة وهو مو مصدق :

-خالد شفيك أنت شتقول؟ شقصدك بهالكلام؟

جاه صوت خالد المرتجف:

-خلاااص ياأحمد أبونااا ماااات ..صرنااا يتامي من بعـــــده
ياأحمـــد ابوي ماااااااااات ..

ساد صمت مخيف وقلبه توقف مرة ثانية ..أبوه مات ؟!!!

حس بغصة قوية بحلقه وهمس:

-مات ؟أبونا مات؟

أحمد بصوت خافت والدموع مغرقة عيونه:

-طيب أنا جايكم الحين..

سكر بسرعة من خالد ومشى للصالة وانهار جسمه على أقرب كرسي..حس بركبه ترتجف ..واهنة كأنها جلي ..والغصة بحلقه تزيد ..انهمرت الدموع من عيونه ..إنا لله وإنا إليه راجعون ..اللهم أجرني في مصيبتي واخلفلي خيرا منها ..الله يرحمه ويغمد روحه الجنة ..

فتح عيونه على صراخ وعد اللي توها طالعة من حجرتها:

-أحمد شفيـــــــــــك ؟أبوي فيه شي؟

مسح دموعه بسرعة وقال بهدوء :

-لا ما فيه شي..رجعي غرفتك ..

-أجل شفيييييييييك ؟؟!ما تقول شصاير؟

-تعبان شوية ..

-ما تشوف شر..

ابتسم لها ابتسامة أقرب للبكا فلفت بتروح لكن رجعت مرة ثانية:

-متأكد ما فيك شي؟راسك يعورك ؟تبي بندول؟

-لا مابي ..برتاح شوي ..

تفحصت وعد وجهه بشك بعدين رجعت غرفتها وبنفس اللحظة طلعت أمه تمشي
بتعب والرعب والقلق على وجهها:

-عسى ما شر يا وليدي؟شصاير أبوك صار فيه شي ؟

ناظرها أحمد بنظرة حزن ما تحتاج تفسير فصرخت أمه وهي ترتمي عليه

–تكلم يا ولدي شصار على ابوك؟لا تخش عني الله يخليك يا أحمد ..الله يخليك انطق!!

مسك أحمد أمه وهو خايف من ردة فعلها ..ياربي أصعب موقف صار لي بحياتي
..أنقل خبر موت أبوي لأمي ..ياربي شلون بقول لها ؟جرب تمهد لها
طيب؟اوهوووووووو ليش أنا أنقل لها ما أقدر أتحمل ردة فعلها ..

أحمد بصوت متكسر:
-يما ..أنتي أنسانة مؤمنة بقضاء ربي ..وعارفة أن .(تردد)..الموت حق و...

قاطعته أمه بصراخ منهار وهي تشد ثوبه بقوة :

-ليش تتكلم عن الموت ؟!اااااه يا يما لا تقولها الله يخليك لااااااااا!!

أحمد حس بخنقة :

-أمي ..عظم الله أجرك يا يما ..أبوي أنتقل للي هو أرحم مني ومنك..
انهارت أمه على الأرض فمسكها أحمد بصراخ :

-يماااااااا!!

ضمها لحضنه وهي تولول وتضرب خدها:

-بو خالد ..بوخالد يا حسرتي عليك يا بوخالد ..رحت وخليتني لحالي
..ارحم حالي يارب ..اااااااااه يا محمد ..

باس راسها :
-يما ما يجوز تسوين كذا بحالك ..الموت حق يا يما ..أبوي ارتاح من عذاب
المرض..ادعيله يا يما ..مالك غيرالدعاء ترى ينفعه ..

انفجرت الأم بالدموع وماقدر أحمد يتحمل صياحها وصاح وياها ..
-يمااااااااااا!!

صرخت وعد وهي ترتمي على أمها :

-أميييييييييي شفيك يا أمي والله قلبي حاس إنه صار شي ليه كذبت علي يا أحمد ليه ليه ؟!!

ضمت وعد امها المنهارة وقف أحمد وقال بحزم :

-وديها الحجرة ترتاح أنا لازم أروح الحين !

وطلع أحمد متجاهل صوت وعد وهي تناديه ..

طلع بخطوات متعثرة وسند جسمه على سيارته الكامري..أبوه مات خلاص
..صفحة وانطوت ..ركب سيارته وساق بسرعة والأفكار متجمدة بمخه ..حاول يتذكر شكل أبوه ماقدر ..يارب مسرع ما نسيت شكله ..

أول ما وصل المستشفى قفز من السيارة وركض على طول عند غرفة أبوه وفتح الباب ..

تجمد ..كان المنظر يوقف القلب ..سرير فاضي ..ومرتب ..

سرير كان أبوه قبل كم ساعة نايم عليه ..مشى أحمد ومرر يده على السرير ..

-لو سمحت ؟

التفت ولقى ممرضة تناظره بشفقة :

-أنت ..ولده؟

حرك راسه بألم دون ما يرد ..قالت الممرضة بتعاطف أكبر:
-عظم الله أجرك ..

-أجرنا وأجركم ..وينه ..أقدر أشوفه ؟

-أي نقلنا جثته هناك ..

أشرت فركض وكلمة وحدة تتردد في قلبه وتعذبه "نقلنا جثته " جثة
أبوه..أبوه صار مجرد جثة ..

ركض وطبعا شاف المنظر المتوقع سامر وخالد منهارين ..سامر يحاول يشوف أبوه والممرضين ماسكينه :

-صل عالنبي يا أخوي ..احنا بننقله لثلاجة الموتى ..لين يحين موعد الدفن .

وصرخ سامر:

-وخروا عني أبي أشوف أبوي ! لا تودونه الثلاجة حرام عليكم باردة عليه ..
تقدم أحمد بهدوء من سامر ..رفع سامر وجهه المحمروعيونه المتورمة ووجهه اللي الدموع مغرقته ..انحني أحمد وحضن سامر ..تردد سامر لأنه دايم كان في جفاف بينه وبين أحمد ..لكن مصابهم واحد ..واللي خسروه أبوهم كلهم

..وحضن أحمد وهو يبكي ..

حس أحمد إنه قاسي ..ليه ما يقدر يصرخ زي خالد وينهار ؟ليه ما يمزق ثوبه ويصرخ ابي أشوف أبوي؟ليه ؟هو يحب أبوه ..أكيد يحب أبوه ..بس هو من النوع اللي يتمزق داخله ..يبكي ويحترق داخله ..
مسك شعر سامر وقال :

-بس يا سامر خلاص ..لا تبكي ..لا تبكي ..

دف سامر أحمد بقسوة وقال بحقد :

-وخر عني..أبوي مات وتقول لي خلاص؟ أنت ما عندك أحساس ..ولا حتى دمعة
نزلت من عينك يالحجر؟

ناظره أحمد ببرود وقال بهدوء:

-بلى أكيد بكيت هذا أبوي ..بس الميت يتعذب لما نبكي عليه .."الميت يعذب ببكاء أهله عليه" هذا كلام الرسول..أنتوا تعذبونه لما تبكون عليه ..البكا ما بيرجعه ..

ناظر سامر أحمد بكراهية ووخر عنه ..تنهد أحمد وناظر خالد بشفقة شكله مو بوعيه .. سأل ممرضة هندية واقفة زي الناطور تتأمل خالد وسامر المنهارين :

-وينه أبوي؟

قالت الممرضة الهندية تثرثروهي تحرك راسها زي الهنود:
-هو في داكل كلاس اهنا بعد نوس ساعة ودي تلاجة ..انت يبغا سوف؟روه
داكل ..مافي يقأد واجد ..بعدين دكتور سوي جنجال ..
وأشرتله على غرفة ..دخل أحمد وحس بقشعريرة برودة ..الغرفة مظلمة وباردة ..وعلى طاولة جثة مغطية بغطا أبيض..قرب أحمد وذقنه يرتجف بالبكا وهمس وهو يرفع الغطا:

-يبا ..يبا رد علي ..بابا ..بابا ..أنا أحمد ولدك..

قالها كأنه طفل ..وأدرك بلحظة واستوعب أن أبوه راح ..وما بيرجع ..
من دون شعور انهمرت الدموع من عيونه تقطر على وجه أبوه الساكن ..كان لونه أبيض ..لمس خد أبوه ..كان بارد زي الثلج ..مع انه ما صار له مدة من فارق الحياة..

انحنى وباس راس أبوه وغطاه بهدوء..كل انسان مصيره الموت ..واحنا بنلحق أبوي ..ومرت على راسه بشكل مبهم أية كريمة "كل نفس ذائقة الموت
ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون "..

مالك إلا الدعاء يا أحمد ..اللهم أرحم أبوي رحمة واسعة وأدخله فسيح جناتك وتغمده برحمتك.. اللهم ثبته عند السؤال ..اللهم نور له قبره ووسع مدخله وأنس وحشته ..واجعله قبره روضة من رياض الجنة لا حفرة من حفرة النار ..مسكين يا يبا ..بتروح للقبر لحالك ..يارب وسع له بقبره سبعين ذراع ..

ناظر أبوه بحزن ..صحيح مات ..بس ارتاح من عذاب مرضه ..ارتاح من هالدنيا وما فيها وراحت روحه عند ربي..

مسح دموعه وطلع ..

مسكه خالد أول ما طلع :

-أحمد ..أمي درت ؟

أحمد بأسى :

-أي درت ما قدرت أخبي عليها ..أنت دقيت علي وأنا عندها ..

-لازم نصلي عليه العصر يا أحمد ..ونبلغ الأهل والجميع ..

وخر عنه أحمد ومشى بالممر ..رن جواله بهاللحظة ..يا خوفي تكون أمي ولا مرام ولا وعد ..وشلون أبلغهم ..ماقدر ماقدر خل أحد غيري..
طلع جواله وانصدم لما لقى "حنين يتصل " ..

تردد ..هو صار له مدة يحقرها وما يرد عليها..بس حس إنه يبي يسمع أحد يواسيه ..وينسيه موت أبوه ..
رد :
-ألو؟

جاه الصوت الناعم :

-أحمــــــد؟!أخيــــــــــرا !! والله خفت عليك صار لي مدة أدق أدق بس ما ترد ..لدرجة إني اتصلت بوعد وحاولت استدرجها تقولي عن حالك ..خفت صار فيك شي يا أحمد..

أحمد بهدوء:

-ايوا صار شي..أبوي مات !

شهقت حنين بصدمة وصرخت مو مصدقة :

-أبوك مــــــــــــــــــات ؟ّّّّّّ!

سكت أحمد فقالت حنين بتعاطف حزين:

- إنا لله وإنا إليه راجعون ..عظم الله أجركم وغفر لميتكم ..
مارد أحمد فقالت بقلق:

-أحمد ؟شفيك ؟

تنهد بحرارة :

-مادري يا حنين ..أحس قلبي يتقطع داخلي ..أبي أصرخ أبي أعبر عن حزني عليه بس مو قادر أطلع اللي بداخلي ..مادري شفيني ..

-اوه أحمد يمكن من الصدمة ..

-مادري يا حنين ..خلاص مع السلامة ..
-انتظر !!

أحمد بحزم:

-لا يا حنين مافي مكالمات بيننا امسحي رقمي وأنا بمسح رقمك ..باي ..
وسكر بوجهها وحط جواله على الصامت وانهار جسمه على كرسي معدني جنب مريض ..


o0o0o0o0o

البرفسورة 21-07-09 02:10 PM

الشجر يموت وقوفاً

' نادين '

أف لهذه السكينة اللعينة ، جرحت إصبعي ببساطة ..
أف حقاً لعينه .. قطعت جلدة إصبعي وهي رديئة تكاد لا تقطع الخضار حتى جيداً !!

لقد كُنت بالسعودية مرفهة ، فأبي أحضر لنا خادمة من شرق أسيا لتخدمنا ...

كانت أمي تساعدها وتعاملها برفق ...

وكانت دوماً ، و حتى اللحظة غير مُصدقة أن هناك فتاه تسافر من بلدها لتعمل خادمة !!

فهي بمعاناة تركت جدتي المريضة وسافرت مع أبي ...

استصعبت السفر وحدها مع زوجها ، فكيف لها تصديق أن هذه الخادمة أتت
للخدمة مقابل مبلغ بسيط ....

أوااه أبي الآن يرسل لنا هذا المبلغ البسيط فقط !!

يرسل لنا ما كان يُنقد الخادمة به مُسبقاً ...

تتبدل الدنيا سريعاً ...

أبي صار فقيراً ..

وأمي تجوع ذاك الجوع الذي وإن وجد الأكل ما شبعنا منه ..

وإن وجد الأكل يأبى فمها ابتلاعه ..

أمي تجوع لأجل إشباعي !!

دخلت غادة مُسرعة عندي إلى المطبخ وسألتني بلهفة :

- ناديــن ، شو صار معك حتكملي دراستِك !!

- امم ، ما حكيت أمي بعد .. والله ما عارفة حاستها ما بدا ...

- طيب شو ناطره حاكيها وخلصي ..

- غادة ، ولشو إنتي عم تسألي ؟؟

- عامر بدو يعرف ....

أوه أأنتَ حبيبي تريد أن تعرف ، تريد أن تطمأن على مستقبل ابنتك وصغيرتك ، وعلى مدى علمها !!!

دخلت أمي في هذه اللحظة على المطبخ وقالت :

- كيفك غادة ! وينا إمك ليه ما اجت معك ...!

- منيحة خالة ... إمي مشغولة عم تطبخ ..

- ايه الله يعطيا العافية ...

- ايه بدي اسألك شو هلا نادين حتكمل تعليما ولا لأ !!

- والله يا بنتي ما عارفة ، صعب تكمل تعليما إنتو عارفين إني بالغصيبة وافقت تكمل تعليم المدرسة وما جوزتا بكير قِلت بلا ما تتعتر بعيشتها تتزوج صغيرة .. بس هلا خلص رح إئبل أي عريس بيتقدملا ، وبلا دراسة الجامعات ، ما ناقصا عِلم .........

- يامو شو عم تحكي !! كيف هيك بتئرري عني !! يعني معئول ما كفي تعليمي !! يامو بدي أدرس ، بدي شهادة كبيرة ترفع الراس ... درست كل هالسنين وعشان أربع سنين ما بكفي .... يامو مشان الله لا تئتلي حلمي !!

- شو اشبك نادين وين بدك تكفي تعليمك ، بدك تروحي على الشام وتسيبيني هون بالئامشلي لوحدي !!! وما بتعرفي هالجامعات مختلطة وفيا رجال !! شو اشبك كيف بدك تدرسي مع رجااال !!

- أي أنا شو علي منُن .. أنا بحالي يامو ...

- نادين ما بئى بدي عيد كلامي دراسة جامعات ما بدي ... طول هالسنين حافظتك عندي بالأخير بتقولي بدك تروح لفلتان الجامعات واختلاطا !!!


o0o0o0o0o


"ألم وذكرى"



مرام


كانت تفكر بهالدنيا كيف تمشي كيف بغمضة عين أبوها طاح مريض

اه يابوي ربي يقومك بالسلامه اه ياربي أحس إني مخنوقة يارب سترك

ياربي والله قلبي مو متطمن الله يستر الله يستر تمتمت بهالكلمه علها تطفي
الخوف الي داخلها

انتبهت على صوت مسج يارب سترك من اللي بيرسل لي بهالحزه الله يجعله خير
(الوالد يطلبكم الحل وستقام الصلاة عليه بعد صلاة الظهر من هذا اليوم
المرسل :احمد)

هاه وشو لا ياربي وشو يمكن غلطان وتقوم بسرعة وتتعثر بثوبها وتطيح
وترجع تقوم وتمشي مسرعه وتنزل الدرج وتطيح ماهتمت قامت وكملت
طريقها قابلت بوجهها أسماء:

أسماء صدق اللي يقولونه صدق أبوي ...

أسماء عجزت ترد لأنها عرفت الخبر سبحان الله دايم الأخبار الشينه تنتشر
بسرعة :مرام اذكري الله ..

ردت عليها :صدق أبوي راح قولي لا تكفين ..

أسماء ضمتها وهي تذكر الله :تصبري حبيبتي احمدي ربك عمي توفى برمضان يالله من فضلك..

مرام تمت ساكتة مو قادرة تعبر يمكن تعب يمكن صدمه ماتدري بس اللي تعرفه إنها مافي أي كلمه ممكن توصف حالتها

رفعت راسها وناظرت أسماء :أسماء امشي انروح لامي الحين حالها صعب صدقيني

أسماء :حبيبتي من بيودينا الحين ناظري الساعة كم اصبري شوي ونروح لها ..

هزت راسها علامة الرضى ورقت فوق وهي ماتحس بعمرها

دخلت الغرفة واتجهت عيونها على طول للمصحف الي على الكومدينه

اخذت المصحف وضمته بقوه اه يابوي ريحتك بهالمصحف ريحة دهن العود بهالمصحف اه ياربي الحين انا يتيمة خلاص ماعندي ابو

خلاص ماعاد بسمع كلمة يامي ماعاد بقولي لي يالريم

ياربي ياحبيبي حنا من لنا بعده ياربي لاتخلينا

فتحت المصحف وبدت تقرا علها ترتاح نفسها

مر الوقت عليها إلا وأسماء تدخل عليها وهي عليها العباية

يله يامرام بنروح لعمتي

:من بيودينا بذا الوقت ؟

أسماء :دبرت عمري قومي انتي بس عمتي الحين محتاجه لنا

لبست بسرعة وأخذت معها كم لبسه لزوم العزاء وطلعوا

وصلت البيت وهي ماتدري كيف وصلت سمت بالله و نزلت

وقفت قدام الباب وهي تطالعه خلاص البيت فقد عموده

مشت ومشت ولاتدري كيف وصلت غرفة أبوها فتحت الباب

لقت أمها تصلي لفت وجهها جهة السرير اه ياربي ماعاد بينام عليه
ابوي

بدون ماتحس أخذت شرشفه وضمته وبدت تشم ريحة أبوها

ريحة الغالي

:مرام وأنا أمك اذكري ربك كلنا ماشين بهالطريق ولله مااخذ ولله ماأعطى

وبعدين احمدي ربك مات برمضان يالله من فضلك وأبوك رجال ديّن عمره
ماغلط على احد يالله انك ترحمه وتغفر له يارب

تمت ساكتة ماتدري شتقول عمرها ماتوقعت إن أمها بهالقوه كانت متوقعه تجي تلقاها مقطعه عمرها بالصياح دنقت ونزلت دمعة حارة وهي تذكر
حياتها مع أبوها

صح عمرها ماغلطت عليه بس تحس إنها مابرت فيه( ياويلي من عذاب ربي أبوي راح وأنا مابريت فيه ياربي ارحمني )قامت بسرعة ودفنت نفسها بحضن
أمها :يمه أبوي راح خلاص مابشوفه يمه أنا غلطت عليكم كثير يمه تكفين اضربيني أنا مااحس يمه ليه مابكي زي العالم والناس

يمه كل الناس إذا درت باحد غالي عليها تبكي يمه تكفين ردي علي

ردت عليها بصوت هادي ومطمئن: اصبري يابنتي

صبرك هذا بتاخذين عليه اجر

الله عزوجل قال

}وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ ٱلْخَوْفِ وَٱلْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ ٱلأَمَوَالِ وَٱلأَنفُسِ وَٱلثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ ٱلصَّابِرِينَ (155)ٱلَّذِينَ إِذَآ أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا للَّهِ وَإِنَّـآ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ(156)أُولَـٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُهْتَدُونَ(157){
استشعرت عبارتها وسكتت ماحست بنفسها الا وهي بعالم اسود

قامت وهي تحس بظهرها يوجعها لفت يمين أنا وش جابني هنا

طالعت جهة سرير ابوها :يعني انا مااحلم يعني ابوي راح ياربي صبرك

طالعت ساعتها الا وهي 12 الظهر ياربي ماصليت الفجر

صلت فرضها وصلت الظهر لفت بتطلع الا وصوت جوالها يرن

شافت المتصل أبله هند ردت عليها

:السلام عليكم

ردت بصوت ذابل:عليكم السلام

:إخبارك يامرام؟

:الحمد الله بخير

:وينك مو من عوايدك تغيبين !

بصوت هادي:والله مادري شقول لكن الوالد يطلبك الحل

ردت متفاجاءه :ايش؟؟

:هذا الي صار اعذريني وبلغي البنات

:ان شاء الله ومعذورة حبيبتي

صكرت منها وفتحت الرسايل وارسلت رسالة احمد لكل القائمه اللي عندها
ونزلت

قابلت أسماء :امي وين؟

أسماء:عمتي تلقينها بالصالة عند الحريم
مرام:في احد جاء

أسماء:الجيران والقرايب

مرام :جزاهم الله خير ومشت عنها وقفت قدام المكتبة هالحين من بيقرا هذول
خلاص ماعاد لكم فايده راح من كان يقضي وقته معكم

طاحت عيونها على نظارته فوق الرف أخذتها وهي تضمها وتبوسها

راحت لها أسماء وقفت تطالعها غريبه هالمرام مره متماسكه مره ضعيفه

ماتنلام لاراح سندها ماتنلام


o0o0o0o0o

البرفسورة 21-07-09 02:12 PM

حينما تقتحمني الاحزان ... تهجرني الحياةo0




خالد

سحـب نفسه وهو يشوف سامر يفتح وجـه أبوه .. هو بالبدايه ردد مثلهم خلاااص مات بس بعــدين فهــــــم الكلمه ..مات يقـــــــــــولون أبوه مااااات .. خلاص انتهت حياته بيدفونه تحت التراب ..
رفع جواله وبسرعة دق على أحمــد يبي يسمعه هالكلمه يبغاه ينكـــر مايبي يصدق أن أبوه مـات أول ماسمع انفتاح الخــط :احمد ابوووي ماااااات .. ماكان يسمــع رد فعل احمــد بس كان هو اللي يبي

يتكلــــم :خلاااص ياأحمد أبونااا ماااات ..صرنااا يتامي من
بعـــــده ياأحمـــد ابوي ماااااااااات ..

مايدري متى قفل منه أحمد رمي جواله بحضنه وهو ينهااار على الأرض
يبكـــــــــــي .. خلاص ماعاد فيــــه أبوه .. انتهى محمد ابوخالد ..

...يعني خلاص بعد 35 سنـــه بيعيش حياته من غيـــــر أبوه مايشوفه مايسمع صوته مايسولف معه مايسأله عن أحواله مايتطـمن عليه ..

ماهو مـوجود عشان يسأله ويشـاوره ... خلاااص أبوه ماهــوفيه ...
بيصير يتيم ماله أبوه .. ماينادي مايقول يبه ..

صرخ فيها خالد وهو يركع على الأرض وينزل شمــاغه على وجهه ويبكي :لااااااااااااااااااااااااااااااايبه لاااااااااااااااااااااااااا
..تكفى ارجع تكفى يبببببببببه لاااااااااااااتروح لااااتخلينا
حنا بعدك يتامـــى تكفــــــــى يبـــــــــــــــــه لاااااا.. لااااااااااااااااااااااتررررررررووووووح ...آآه يبـــــه لاتروح يبـــــــه ...

سمع صوت فوقه يقول له اذكـر ربك خالد اذكـر ربك بس هـو ماعاد يسمــع ولايقوى على شـي طايح بالسيب قدام غرفة أبوه اللي سحب نفسه
منها بعد ماشاف أبوه مغطــــــى ..


ضرب بقبضته الأرض وهو يردد :أبوي تكفى أرجـع ... لاااتررروح لاتخليني .. يبه انا من بعدك يتيم ماني رجال ماني كبيرأنا ولدك يبه كيف تخليني
من بعــــدك .. كيف ...؟!

تكفى يبه لااااااترررروح .. لاتخليني لاتخلي خواااتي ..يبه كيف بقولهم .. خلاص أبوناااا رااح .. تكفى يبه والله مأقدر أقول لهم ابوي ماراح
يرجــع ..مأقدر يبه .. امي والله مأقدر ارجع واقولها خلاااص أبوي راح ..تكفى يبه لااااتخليني مااااااالي أحد بعــدك تكفى يُبـه ..

كانت شهقاته طالعه من قلب وهو يضرب راسه بالجدار :تكفى يبه خذني معك ماأبي دنيا انت ماأنت فيها ..

يد على كتفه :ياخوي استهد بالله اذكر الله حنا بوقت فضيل .. قل لاحول ولاقوة الا بالله .. أنا لله وأنا إليه لراجعــــون ..

خالد يهز راسه :وينك يابوي لااتررروح .. ماأبي حياتي من بعدك يبــــــــــــــــــــــه ...

خذوا حياتي خذوا رووووووووووووحي بس رجــعوااا ابوي ...

شهق بقوه :آآآآه يبه آآآآآآآه يبه ...

كان مثل دميه تنحرك يمين شمـال يسحبونه يوقفونه وهو ماهو حاس بالدنيا رجعت فيه ذكرياته وهو صغير وأبوه يمسك بيده ويأخذ معه للبقاله كل عصــر .. يشوف نفسه طفل صغير يركض يطيح يبكـي وأبوه يرفعه وهو يسمي عليه ويردد خالد البطل مايصيح .. يشوفه وهو أخذه من المدرسه وشايل الشنطـه عنـه خايف أنها ثقيلة عليـه .. وبعد ماكبر وصار شاب صغير
يشوف هو وأبوه بسيارة بمخطط خالي من السيارات وأبوه يعلمه السواقة
.. ويضحك عليه لأنه بس يأخذ فرامل فجأة وكلهم يطيحـون على قدام ...
يشوف نفسه يدخل على أبوه يحب راسه ويبشره انه تخـرج من الجامـعه ..
ويشوووف وماعاد يشـوف شـــــي من دموووعه ... هو وين الناس حوله تصلي وهو مثلهم بس بأي سنه هو مايدري هذا من حياته ولامن ذكرياته
.. تلفت بالوجيه اللي حوله يدور أبوه بـس مالقاه معـــــهم شاف الكفن الأبيض اللي قدامهم ..لاااا ماهو ذاك ماهــوأبوه ... كان بيتحـرك من صلاته بيشوف أبوه بس شـي ثبته لين سلموا لف على اللي جنبه كان احمد ناظر بخالد ومسح دموعه .. لف يساره شاف سامـر .. كل اللي حوله ذولي هله ووناسه بس وينه زعيمهم وتاج راسه .. أبوه وينه منهم ... كان يمشـي معهـم مسير ماهو مخيـر ولاهــو يدفن أبوه ويذر عليه التـــراب ... مايسويها بطوعه مايسويهااااا ..

هو لو خيروه بين دفن نفسه وهو حي ودفن أبوه الميت اختاار يندفن هو تحت
التراب وتختنق أنفاسه ويمـوت .. ولا أبوه يضمه التــــــراب ..

شال حفنه من التراب على قبر أبوه سقاها بدمــــعه :يبه بتركك هنا بس والله ماهو بكيفي لو بيدي قضيت عمررري كله فوق قبــــــــــررك ...

حس بيد محمـد ولد عمـه تسحبه :خلااص ياخالد وأنا أخوك الرياجيل
ماتسوي كذا اكتم حزنك بقلبك .. لاتبكي كنك مره ..

مره إذا بكـى على أبوه صـــار مره حرام عليهم ليش يبغون يعذبونه ...

محمد :اصبر إن الله مع الصابرررين .. قل إنا لله وأنا إليه راجعون وفوض
أمرك لربك ... أحتسب الأجر عند الله .. الصياح هذا ماهو مرجـع أبوك وكنه اعتراض على حكمة ربك ...

كلام محمد زاد همه .. هو للحين موقادر يستحمل مصيبة فقد أبوه والناس من الحين بدت تكلم فيه .. يعني حتى الدموع بالحزن ممنوعة .. اللي مات مو
أي إنسان اللي ماااااااات أبوه .. رفع راسه للسماء:أنا لله وأنا إليه لراجـعون ...

كل من سلم عليه قااال اصبر .. واصبر هو صابر بس هم كنهم يقولون لااتحززن .. صرعديم احساس اللي مات خلاص مات ... آآآآآه يالناااس وش تبغون فيه اتركوه بحاااله .. أبوه مااات هو فاهم حكمة رب العالمين وكلن له أجل .. بس تبغونه مايحزن على أبوه وش هالمستحيل اللي تطلبونه منه .. يعني أبوه ميت تبغونه يسولف معكم ويضحك ...
حس بيد عمه صالح على ركبته لف عليه ..: اكلمك يبوك ماترد .. الله الله
بخواتكم لاتقصرون عليهن في شـــي ..

آآه حتى أنت ياعمي بديت من اللحين نزل راسه .. ومارفعه لين قاموا على الفطـور ماكان بيحط بجوفه شـي يحس نار داخله بس عشان يفك صيامه ..
أول ماقال الأمام الله اكبر بالصلاة طاحت دموعه اللي حبسها طول هالوقت ..

بعد صلاة التراويح بعد ما فضى المجلس .. مابقى فيه إلا عمانه الثنين وثلاثة من جيرانهــــــم .. وهو وأخوانه ..

جارهم أبو احمد :يابومي ولاهانوا الربع ترى سحوركم اليوم علينااا ..

جار ثاني :علي الطلاااق مايسوي سحوركم غيـــــري ..

عمه سلطان :اليوم الفطور اولدي عبدالعزيز متكفلن فيه وأنا أبوك
وإذا عليكم قصور لايردك الا لسانك ...

خالد بصوت مخنوق :ماتقصرون ياجماعه ودام ولد عمي عبدالعزيز تكفل فيهاا مانبي نتعبكـــم ...

خالص كان مخنوق بيقوم من هالمجلس بيروح لأمه ويرتمي عند رجــولها مابقى له إلا هــــي .... ابوه رااح ويتمه .. آآآآه ياقسوو الدنيا من
بعدك يبه .. كرهت هالمجلس من بعدك كرهت جمعت رجال أنت مو فيهم ...

o0o0o0o0o

البرفسورة 21-07-09 02:16 PM



O0ألم وذكرى0O...

حنين




حسيت إن أحمد فيه شي كان قلــبــي قابــضني..

و رغم إهماله لإتصالاتي..الفتـرة اللي فاتت..

إلا إني ماقدرت أتركه ..

تفاجأت من صوته..وتفاجأت من الخبر..

بكيت بحـرقة..

هذا عمو محمد..هذا أبو أحمد..
.
.
عمو محمد- هاه حنين نجحتي

حنين خجل- إيوه ياعمو وجت الأولى

عمو محمد- ماشاء الله تبارك الله بطله وشطوره

خلاص بسويلك انتي ووعد حفلة نجاح.

حنين - شكرا عموو.
.
.
.
أذكرإني فرحت من حنية عمو محمد..وفرحت أكثر

إن هالكلام صارقدام أحمد..

كنت أفرح لما أحد يمدحني قدامه..

رغم صـغــر سني..

إلا إني كنت أفهم إني لازم أكون قدامه بـأحلى صورة..
لأنه دايم يمدحني..

ويفرح لما يمدحوني..


صح كان يهزأني لما أطلع الشارع..
ومايهزأ وعد..

بس كنت أسكت لأنه كان يسوي لي كل شي أطلبه..

وكان يضرب بنات عمه لما يضربوني..

وكان يجيب لي اللي أطلبه من البقالة..

هذي أفكاري وأنا صغـيــرة..

إن أحمد علاء الدين اللي يحقق لي كل شي..

بـس لما كـبرت..عــرفت إن أحمد أكــبر من علاء الدين ومن كل شي..
كنت أدق عليه في الليل وأنا في المتوسط ..وأقول إن بـابـا..ماجاب لي
هندسة عشان الــرياضيات..

وقتها أكون كذابــة لكن لأني أبــغى منه كل شي..

أقوم الصـبــح ألاقي الهندسة على الدرج..

كنت أفـرح فيها بــس لأنها من أحمد..

كنت أرتب دفاتري وأمليها ملصقات بـس عشان أحمد يشوفها مرتبـة..
أحمد كان يهتم في كل تفاصيلي..

ويساعدني..

وماأتخيل حياتي بـدون أحمد..

كبـرت وكبر معي الحــــــــب،،،،،

o0o0o0o0o


"ألم وذكرى"



مرام

بعد العصر ملت من الحريم

والله قلة حيا ابوي راح وانواع السوالف وانواع قلة الادب

طلعت من عند الحريم وقابلت خالد بوجهها كان ذابل وضعيف بشكل

عمرها ماتوقعت انها بتشوف خالد بهالضعف انصدمت بقوه

تراجعت بسرعه لايشوفها ماتبي تعزيه وهو بهالشكل

يارب انا مااقوى اتحمل هالشي يارب

دخلت الصاله بسرعه وهي خلاص مو قادره تتحمل ذبحها منظر خالد وهو ضام
وعد ويبكي بهالشكل

شهقت ودوى صوت بكاها بالصاله والكل بدا يلتفت معقوله مرام الي كانت صابره من اليوم تبكي بهالشكل

قربت منها (سناء):مرام حبيبتي تصبري وعد وعمتي ام خالد يحتاجونك
بهالوقت لاتضعفين

مسحت دموعها ياربي ليه يبون يحرموني من هاللحظه لما طلعت الي داخلي
يبوني اصبر وربي صابره بس محتاجه افرغ شوي من الي داخلي


o0o0o0o0o



"الم وذكرى"

أسماء



موت عمها صدمها كثير بس هي خايفه على خالد اللي حتى مادخل بعد الدفن يسلم على أمــه .. هي للحين ماهي عارفه
وش المـرض اللي مات فيه عمها توه مريض قبل يومين بس داخل المستشفى واليوم عزاه .. يارب سترك وش هالمـرض .. حتى كل ماسألت خالد عنه عصب ولامارد عليهااا ..ماسمعت الا وحده تناديهااا ..
:أسماء الله يجزاك خير بنتي أمل عطشانة ممكن تجيبون لها مويااا؟

طلعت وهي متنرفزه هي ماجابت بناتها تاركتـهن ببيت أهلها وهذي جايه
للعزاء ناس وجايبه بزرانها عاد المصيبة إن عندها بدال الشغالة ثنتين .. جابت لبنتها مويه .. ويوم جت بتجلس لقت مكانها مجلوس فيه راحت

جلست بكرسي قريب من بنات عم خالد سلطان العنود ومها وكانوا اليوم
الظهر جايين من دبي سمعت العنود تقول لأختها مهاا :عزوز قال بيجيب الفطـور عاد ليته يجيب حاجه تشررف ..

مها :تشرفك فين عند القراوى ذولي كل حاجه بيشوفوها بيقولوا حلوه وتجنن ...

العنود :اووف قرف اشبها المكيفات كذا عاديه ولا أصواتها طالعه ايش القرف هذا ماسمعوا بحاجه اسمها هدوء...

مها :ليه هي المكيفات تسمع ؟

العنود :مالت عليك اقصد الناس اللي اختارت المكيفات هذي شغلي مخك شوي ...

مها :اووف وهو انا فيني اشغـــل مخي بعد القرف هذا نترك دبي عشان نجي
هنااا ..

العنود :بلا بشكلك قصري صوتك فضحتينا .. وبس غيرت الموضوع :شوفي
لايفوتك سناء افندي من جت لصقت بمرامووه ..

مها :ماتشوفي الأفنديه مرام مانزلت دمعه ولاكأن الميت ابوهااا ..

العنود :حرام لاتظلميها شوفي عيونها حمراء شكلها مسويه ماتبكي قدام الناس ..اووووف ايش القرف ذا ملل متى حيأذن عطشت اللحين بابا ليش ماخلانا نفطر مو الفطر بالسفر سنه ..

مها :بابا ماقال لاتفطرن لين عزوز الملقوف قاله ..

العنود :كحلي ساح أحس إنه وصل نص خدي ..

مها :ليه أنتي بكيتي؟؟

العنود :لابس تعرفي من الحرر ..كذا حاسة وأحس كريم الأساس طفح من مكانه ..

مهااا:لاعادي أنتي تصورري أنتي ماحطيتي مثبت ..

العنود :لاكنت مستعجلة ياربي ..

مها :طيب ليش الخبص طلعي المرايه ورتبي مكياجك وريحي دمااغي ...

خلااص ماهي مستحمله تحس راسها بينفجر من قرقهـن لاواللي يقهر أكثر كلامهن اللي كله قلة حياء.. قامت يوم شافت دفعت المعزين اللي جوا ارتاحت يوم عرفت أنهم أهل صالح عــم خالد .. ذولي الناس اللي تريح مو حقات بابا حيجيب الفطور وحرتب مكياجي ..

دق جوال ولفت كل الأنتباه .. العنود راعية الجوال قامت وهي ترد ولاكأن صوت الأغنية اللي تو صادر من جوالها ..يالناس احنا برمضان
ووسط عزاء بس وين اللي يقدر هي من دخلت بيت عمها ماأتصلت تتطمن على أميـره اللي حرارتها مرتفعه وضروسها طالعه ومسببه لها ألم قووي ماتنام منه في الليل..

انصدمـت يوم دخلت المقلط اللي بيقدم فيه الفطور وشافت البوفيه اللي جايبـه سلطان عم خالد ..

وسمعت ام طلال زوجة سلطان وهي تهزأ شغالتها :ليش رتبتيه كذا ؟شايفه
المقلط من كبـره انتي مافيك سنــع .. و عبدالعزيز ذا مايفهـم قلت له فطـور الحـريم ابغاه ....

وانسحبت من عندها قبل ماتكمل كلامهاااا ..

رجعت للمجلس باقي نص ساعة على الأذان سمعت زوجة صالح عم خالد وهي تصيح .. كان صياحها مفجع عمتها أم خالد ماصاحت مثـله ...

أم محمـد وهي ماسكها شيلتها ورافع يديها للسماء:ياويلي عنك
يابوخالد رحت ويتمت عيالك من وراك ... ياووويلي ويلاااااااه ..
أسماء جلست جنبها وبصوت قصير :اهدي ياخاله واذكري الله ماهو كذا انتي بتزيدين البنات بدال ماتهونين عليهم ...

ام محمد ولاكأنها تسمعها :ياويلي عنك يأم خالد من بقى للللك ..
أسماء :لها عيالها ان شاءالله ياخااله الله يهديك مايصير كذا ..

بس ام محمد ولاكأن عندها احد .. وبتسمع كل الناس صياحهاا ..
بعد ماملت منها قامت جلست عند أمهااا ..

امها .. (ام ناصـر ): وش فيك مترتي المجلس ؟

أسماء :جالسه على أعصابي خايفه على أميره ..

ام ناصر :روحي اجلسي جنب عمتك ترى بعد ماراح ابوخالد ضاع سندك ..

أسماء :اوووف المرة ماهي بطايقه نفسها وأنا ماأعرف الزق بأحد ..
وعمي الله يرحمه صدق كان لي سند ..

ام ناصر :خالد كان حاط قدر لأبوك بس عشان أبوه اللحين الله يستر بس لايطلقك ولايحط على راسك خويه ..

أسماء :يمه انا ناقصه هالكلااام ..

ام ناصر :أنا افطنك ..

أسماء :بس ماهو وقته حنا بعزاء .. الله يلطف فينا المفروض نتفكر ..
يعني اللي اخذ عمي قادر يأخذنااا .. ولازواج ولاطلاق بينفعنااا ..

ام ناصر تنهد :الله يحسن خاتمتنا .. بس ولو اذا تطلقتي بناتك بيضيعن من وراك ..

أسماء تفكر ان كلام امها صدق خالد لو تفرغ لها معلوم بيطلقهااا .. هو من بعد ماتزوجها بشهور وهو ماخلى مجلس ماقال فيه انه بيتزوج
عليهااا .. لولا إنها حملت بـ مي كان يمكن طلقـها بس بعدين تعلق بمـي ونسى الزواج .. ويوم جت ريم رجع يفتحه من جديد .. وبعد ماجابت أميره رجع يهدد بالطلااق .. وكله من تحت راس السوسه مرام .. هي ليه مو راضيه تنسى إن ناصر خلااص تزووج وبعدين كل اللي كان مجرد كلاام وخطوبه.. يعني لو انه مملك عليها ومطلقها مثل ماصار مع سناء بنت عمها ماسوت كل هالسواه .. الحقـوود .. هي سبب كل مشاكلي مع خالد من تزوجت وهي مثل الحية وراي بكل شـي أسويه .. وخالد شفها خالد قلهااا تركت بيت أهلها وجت بيتي تنكد علي غيره لأني تزوجت قبلها ولاكأن كن فيوم من الأيام صديقات وحجتها الجامعة اقرب لبيت خالد منها لبيتنا وبعد ماتوظفت صارت مدرستها اقرب لبيتنا من بيت أهلها كلها حجج والأفندي أخوها مايفتح فمه وجلست تزن وراه وتسود صورتي بعينه هي من
جهة وزملائه من جهه الحرمه لاتعطيها وجه الحرمه مأدري ايش يالناس
جالسين ببيتي وبمجلس ويأكلون طبخي ويسبوون فيني ... وأنا ماأقدر افتح
فمي بكلمه الا نط بوجهي 14 سنه وأنا صابره وكل سنه أقول يتعدل يكبر
ويعقل وهو كل ماكبر زاد هباله وكرهه لي .. لين

طاح لي هاليومين بسالفة بيتزوج وحده صغيرره وحلووه .. صحت من أفكارها
على أمها يوم تهزها تقول قومي افطري .. وراك شغل البيت كله

o0o0o0o0o

البرفسورة 21-07-09 02:20 PM

"ألم وذكرى "
حنين..
\


من الصبح هي و مرت أبوهافي بيت عمتها..
وكان الوضع جدا سيء...
مات عماد الـبـيت..
راح وأخذ معه أفـراحهم وتـركهم وراه يعيشون مــرارة الغياب...
كان حالهم صعب..
وحنين بـين عمتها وبـنات عمتها..
وقلــبـها مع حــبيـبــها اللي ماتدري عن حاله..
من مكالمة الصـبح..
تشوف حالهم ..وماتلومهم..
هذا أبـوهم..
حتى حنين..حزنت عليه بـشكل مو طـبـيعي..
كان حنون معها..
صح أبـوها..طيـب لكن حنين آخـــر إهتماماته مايهتم لمدرستها.. لنجاحها.. لإحتياجاتها..
في نظرة تاكل تشــرب تدرس تشتغل..وبــس
لكن عمها محمد كان معها غيــر..
وأحمد كان كل شيء....كل شيء......
حال عمتها مايســر كل شوي تنهار..
البيت حالته يـرثى لها...
كانت تـبـكي من قلــب..
تذكرت وفاة أمها..
صح كانت صغيرة بـس ملامح الموت لايمكن تنسى..
معالم الفقد لايمكن تنتهي..
والدليل هي..اليتم رسم خطوطه عليها..

وترك طعنة الفراق في داخلها عمييييييقة..

كانت حنين سندريلا.. بـإختلاف التفاصيل..

كانت سندريلا في يتمها..

في زوجة أبـوها..
في قهرها لها..

في أحلامها..

لكن سندريلا انتهت مأساتها..

وتزوجت الأمير..

ونست الضيم..

لكن حنين...

مايندرى ينسيها أميرها الضيم؟؟

يكون أحمد هو طاقة القدر اللي تمثل أمير سندريلا؟؟


o0o0o0o0o

0oألكمد أسود بخطوط دم o0

' أم خالد '




يا رب أبدل حبي لهُ صبراً ........
يا رب أبدل حبي لهُ صبراً .......

يا رب أبدل حبي لهُ صبراً ........

يا رب أبـــــــــدل حبــيــــــــــ لـــهُ صبـــــراً .........

آميـــــــــــــــنــــــــــــــــــــــــ يا ربــــــــــــ
يا كريـــــــــــــم يا قــــــــــادر ...

يـــــــــا قـــــــــــادر ..

يـــــــــــا قـــــــــــــــادر ..
يـــــــــــــــــا قــــــــــــــــــادر ...........




يعز عليها تدعي هالدعاء بس تبي رحمة من الله تصبرها ...

يعز عليها تنسى حبه ..

يعز عليها ...

يعز عليها مررررة ...


شهقت شهقة مكتومة وايدينها على وجهها .. مو قادرة تصدق ...
زوجها !!

زوجها هي ..

كانت تسمع عن الحريم اللي يترملون بس ما قدرت بيوم تتصور شو معنى أرمله !!

شو معني زوجها مااات ..

مااات ...

مااات ...


مـــــــــــــــــــــــــاااتـــــ !!!

الكلمة نطق يعذبها ...

تعذبها الكلمة إلي تطن براسها من أول ما سمعت احمد يخبرها بخبر وفاة زوجها ....

محمد ..

أبو خالد ...

زوجي ..

حبيـــبي ..

أبو عيالي ...

مــــــــــــــــــــــات وانتهى من حياتي ..

ما بشوفه بعد ..
ما بملي عيني بشوفته ..

ما بسمع حسه ..

ما بيدخل علي ويتفقدني ويشوفني ..

بيخلص خيره اللي يروح لسوريا ....

لكن عهد علي يا محمد لأشوف هالعيلة وأكمل إلي بديت أنت فيه من خير لهم ...

وبكثر الفلوس بعد .. وإن شاء الله يكون عن روحك عمل خير عمل خير جاري بعد موتك ....

إلي صار فيني بعد موتك غيرني ..

ما عدت أشوف شي بهالدنيا ..

أحس خلاص ما أبي شي ...

أبي أجلس وبس أتذكره ..

ما أبي أنسى صورته .. وكلامه الأخير لي ...

قال لي قبل لا يدخل المستشفى أسامحه !!!

ياربي على ايش أسامحه ...

كان حاس إنه يومه قرب !!

معقول ..

يمكن لأنه رجل صالح ... وطلب مني سماحه على أي شي بدر منه أو زعلني فيه !!

الله يرحمك يا محمد ..

الله يرحمك يا بو خالد ...

الله يرحمك يا أبو عيالي ...

ويغمد روحك الجنة يا رب .....


o0o0o0o0o


"ألم وذكرى"
سامر


تدري خفوقي غادي ٍ بـه همـيـن ..
................................... فرقـى أبـوي .. وأخوي اللي ملخبطنـي


جالس وبجنبه أحمد وخالد .. لمح ثوب أحمد تحرك وارتفع على فوق .. عرف إن احد جاء .. وقف وهو منزل راسه .. سمع احمد : أجرنا وأجرك .. سلم
عليه الرجاال وشد قبضة يده على يد ساامــر وبصووت ثقيـل كعادتـه :
اذكـر ربك يااسامـر .. كلنا على هالطريق

رفع راسه وتجمعت دمووعه غصب عنـه .. شد يد الرجال لحضنه واحضنـه بقووه .. وبكـى .. : رآح ياركـآن رآح

راكان يبعده عن حضنه ويشد يده على يد سـآمـر ويطبطب على كتف

سـآمـر : خلي ايمانكـ بالله قـوي .. ولا تصير ضعيف .. ابوك ماكان يحبك
ضعيـف .. لا تخليه يزعل منك

مسح دمووعـه بكم ثوبـه وجلس وأشر لراكان يجلس جنبـه ..

جلس يفضفض لراكان بصوت مخنوق : كنت معه اسولف معه .. ضحكنا
واستانسنا فجأة تقلّب حاله .. وبدت يده تبرد .. ارتخى جسمـه و.. و ..

راكان يقاطعـه بصبر وقوة ايمـآن : ياسامـر هو اليوم واحنا بكره

سامر بخوف : راكان ..! راح وآحد ماابي اخسر ثـآنـي.. تخيل .. تخيل

تنهد راكان بيأس : ياساامر الله يصلحك

سامر التزم الصمت .. أحمد طوول الوقت يسمع بااهتمام لكلام سامر
وراكان

دخل شاب طويل .. كاشـخ ومتعطـر وريحة عطره ممليـه المكان .. تنهد احمد
بقهر : لا حول ولا قوة إلا بالله وين جاي ذآ...!

سامر بعد مااشتم ريحة العطر رفع راسـه : من الـ ...(سكت من الصدمـه .. وهمس) عبدالرحمن..!

أحمد شدد انتباهه على سامـر وتكلم بااهتمام واضـح : سامر تعرفـه ...؟

سامر منزل راسه من الفشله : وآحد اصادفـه بالمقهى

ناظر احمد عبدالرحمن بتفحص وشكل عبدالرحمن ماانبلع عنده ..

سلم عليهم ..

احمد بصوت جدي بدون مايناظر سامر : سامر و راكان ابيكم برا شووي

سامر بملل : احمد مو رايقين لـ ..

قاطعه احمد بصوت حاد : ساامر بتعرف براا ..

طلع احمد .. ووقف راكان : يللا ساامر .. اكييد الموضووع مهم .. والا
مابيستأذن من الجماعه على شي تافه

قام سامر وهو يتأفف : صح كلامك


.
.

تكلم بصوت مهزوز : متأكد أنت ...!

أحمد يهز راسـه بالتأكيد : ايه ياراكاان .. متأكد .. هذا الولد
الكل عارفه .. وتلاقي نص أهل الريااض عارفين إنه مروج للمخدرات ..
ومستحيل المباحث بتطوفه كذآ .. تلاقيهم يراقبوونه من بعيد لبعيد
سامر يبلع ريقه .. حس بحنان احمد .. واهتمامه .. وأول مره يتناقشوون بشي ويتفقوون عليه : أحمد ..!

أحمد : نعم ..!

ساامر : تونـي عرفت قبل كم يووم انه مو زيـن .. (وبدا ينفعل بكلامه ويبان انفعاله بملامحه وحركات يده ) تصدق .. يقوول لي بعطيك حبه .. الواطـي .. يبي .. يبي يعطيني حبه من هالسم اللي عنده .. عشاان اضحك
وانسى واستخف مره وحده

انرسم طيف ابتساامة على محيا احمد ..

راكان : تراه كلنا انغشينا فيه وماتوقعناه بيطلع كذا

أحمد يتنهد : انا ماقلت لكم من فرااغ .. انا قلتها عشاان تنتبهون لنفسكم . ولأنكم إخواني وبحسبة عيالي .. طبطب على كتوفهم ومشى عنهم



انمحت الكلمة وبقى صداها يرن في إذن سـآمـر .. وكل شووي ينعااد
وبصووت اعلى ..

ذكـرته باابـوه .. ونبهته ان مهما كبر الكره بينه وبين احمد .. يبقى الدم يجمعهم .. ولو احمد مايحبه ماقاله بحسبة عياالي .. انعااد كل شريط ذكريااته مع احمد


سامر يبكي : لا لا انكسرت سيارتي
احمد : ساامر .. أبوي جاب لي حلاووه .. انت اسكت وانا اعطيك اياها


سامر طايح على الارض ويتألم من الجرح اللي بركبته
أحمد يركض : من الحمار اللي ضربك قلي وانا أأدبــه
سامـر يتوجع : ولد ام خليل آآي

أحمد : ماعندي لك فلووس

سامـر : أكرهك أكرهك

سامر :مالك شغل فينـي انا بكيفي ادرس متى ماابي

أحمد بعصبيه : يا كمخه ياللي ماعندك دبـره .. بكره من بيصرف عليك .. لازم تجيب معدل حلو

التمست أفكاره مع بعضها .. وش سبب الكره اللي بينهم .. وش سببه .. هذا اللي محيـره

نبهه راكان : سامـر تأخرنا ع الجماعه دآخل ..

o0o0o0o0o

البرفسورة 21-07-09 02:22 PM

"ألم وذكرى"
وعد


وعد


من وقت ما درت بموت ابوها وهي حابسه نفسها بغرفتها

ولا حاسه باحد غارقه بذكرياتها و احزانها .. ادخلت عليها مرام بعد ما
راحو المعزيين

مرام : وعد حبيبتي اشوفك كثير قاعدة بالغرفة وما تاكلين

وعد: تسألين ليش ؟

مرام :أي وحتى الفطور ما شربتي الا ماء ولا بعد أقل من نصه.!!مرام :
مايصير ... اكلي تمره على أقل ..

وعد: خلنيني ودي أشوف نفسي بخيالي مع أبوي ......ثمن كملت بشرود واضح
مرام ..انا.. أنا .. خايفة ان أبوي يصير ضيق عليه القبر.. قولي لخالد يوسعونه..!!

.
وعد كانت تبكي بنهيار..

مرام :مايصير تسجنين نفسك بالغرفة

وعد : مرااااااااااام خليني

مرام بكت وتقول : وعد على الأقل انزلي معنا تحت لو صار فيك شيء من راح يساعدك وانتي حابسه نفسك هينا بغرفتك ؟

وعد : بس لو صار فيني شي افرح بروح عند ابوي و كملت بصوت مخنوق من
البكاء : اشلون لكم قلب تشوفن ناس أبهاتهم حيين وأنا يتيمة الأب..
شلون تقدرون تجلسون معهم .. تاكلون و تشربون .. حسوا ابوي توها ميت
وجالسه بالحاله بقبر مظلم .. ما معها احد يسولف ولا يضحك معها ...

مرام خافت على اختها و ضمتها الى صدرها ومسحت على شعرها و صارت
تقراء عليها .


وعد وهي تمسك باللحاف بقوه :مراام انتي متصوره كيف أبوي تحت التراب
لحاله ومامعه احـــد ..بموووت ماني قادره اتصورررررر ..

ورجعت بذاكرتها سنين ورى لماكانت صغيره وتخاف من الظلام وتبكي لو نامت
واحد طفى عليها النوررر .. كان دايم ابوها يضحك عليها ويقول لاتخافين
من الظلام خليك قويه مثل

مرام ماتخاااف .. وهي تبكي وتسأله انت بعد تخاف من الظلام صح .. كان يضحك بقوه ويقلدها بطفوليه ايه اخاااف .

هي ماكانت تخاف لأنه مـوجود اللحين بتمووت برعب لماتصور باقي حياتها من
غيــره كيف بتقدر تعيش بالبيت من بعــده ... انفجرت تبكي بصوت عالي
رغم كل محاولات مرام

انها تسكتها ماقدرت .. خلااااص أبوهااا ماااات .. لوتبكيه سنين وسنين ماراح يرجع ...

مرام وهي تتالم من اللي يصير في اختها : وعد وعد خلاص بس لاتعورين قلبي

ما ردت على اختها وكملت حزنها و دموعها مغرقه وجههااا


مرام ذبحها منظر وعد مكسوره وتبكي بهستيريا

انا ليش كذا ؟

ليش مابكي معقوله ماحب ابوي؟

أنا كنت أتمنى أكون بدل أبوي بالمستشفى والحين مو قادرة انزل دمعه من عيوني
o0o0o0o0o


O0ويبقى الحب هو سيدي الاولO
0
حنين


في الليل..

حاولت حنين تطمن على أخـبـاره

دقت لقت جواله مغلق..أرسلت له مسج...

يمكن يعني له شي لو قـرأة..

((أعلم أنه قاسي ذالك الذي تمـربه..
وأعلم أنك تعيش فجعة الفـراق..
ولكن الصـبـر ياحـبـيـبـي..
ذالك قدره..
وذالك عمــره..
لاأملك كلمات مواساة لأني أعـرف أن مابـك أكبـر من كلماتي..

ولكن..أقول لك..

إقرع أبـواب السماء..

وأستعن بـالله..


سأكون هنا حولك..

وسـتـبـقـى روحي تحيط بـك ..
أحـبــــــــــــك,,))

o0o0o0o0o

البرفسورة 21-07-09 02:24 PM

ترنيمة الحياة والكرامة
" هذا ما جناه أبي علي"




حامد


مثل عادتي في هذا الوقت .... جالس مع محمد في دكانه أراقب الرايح
والجاي بلا هدف معين .... اممم الحق اليوم في هدف أراقب عشانه...أبغى أشوفها وهي راجعة شفتها وهيا طالعة مع أختها جميلة وأمها ....
مشاعر جبارة تتضارب داخلي كل ما جات عيني عليها .... مع إني عمري
ما شفت وجهها إلا إني اعشقها .... طول عمري أشوفها غير عن كل الناس
الي حولنا ... العالم كله في كفة ورحمة في كفة ..... كلام منصور عنها
.... حنانها عليه .... خوفها على كل أهل البيت

مسؤولية البيت كله إلي متحملتها فوق راسها بدل أبوهم السكار الي مو كافيهم شره ومانع عنهم خيره ... مافي بيت في الحارة إلا ويحبها ويحترمها
... رغم سمعة أبوها السيئة .... إلا إن بيوت كثيرة من الحارة خطبوها
... في كل مرة اسمع فيها من منصور إن رحمة جاها عريس أحس الدنيا تسود في عيوني ... لكن بسرعة ترجع لألوانها الطبيعية لما اعرف إنها رفضتهم ... دايما تقول لامها وإخوانها " أنا لو رحت عنكم ايش حتسوو .. كيف
يجيني قلب أعيش حياتي وانتم كذا حياتكم "... أعشقك ياااارحمة .... الله
يجعلك من نصيبي ...
الله يجعلك من نصيبي يا أحلى ما اعرفه في هذه الدنيا ... لكن بسرعة طلعت من أحلامي .... رحمة مجرد حلم .... حلم مستحيل إنه يتحقق .... أنا فين وهي فين !! ..... إلي مثلي مالهم حق يعيشوا زي بقية الناس
.... مالهم حق يحبوا ... مالهم حق يشعروا انهم ممكن ينحبو !! ..... إلي مثلي مالهم إسم أصلا ....
كيف حتكون لهم صفة في هذه الدنيا !! ..........

تنهدت بحرقة ونسيت أمر محمد الي جالس بجنبي ...

جاني صوت محمد ( واحد من شباب الحارة ) : ياااا الله طالعة من قلبك!!

سألته بملل : ايش هيا !!

محمد : هالتنهيده .... من قلـــــــــــــــــب !!

طنشته ما جاوبت عليه ...

رجع سألني : اشبك يابو الشباب !؟

جاوبته بضيقة : قرفـــــــــــــــان من هالدنيا ....

طفشــــــــــــــــان من نفسي !!

محمد : صل على النبي يا رجال .... اشبك !!

جاوبته : عليه افضل الصلاة والسلام .... محمد خلني مع نفسي ما ودي اتكلم ...

محمد : براحتك ... بس ترى الشباب يقولو بكرة حيروح أبو سعد يتفق مع الشيخ على شحنة الحديد !!

التفت له بإهتمام وسألته : وعلى كم رسيت عمولتنا !!

محمد : والله أبو سعد يقول الشيخ حيعطينا مليون ... والطرف الثاني
حيعطينا مليون !!

قلت بحماااااااس : رسيت على 2 مليون يعني ولا لسى في كلام؟

محمد: قول إن شاء الله.... يعني حتى 2 مليون لما تتقسم على 9 اشخاص ما
تجيب شي !!

: ههههههههههههههههههههههههههههه يلعن أبو الطمع !

محمد : والله مو طمع بس أنا ودي أطلع من هالحارة ... طفشت منها ...

محنا عايشين يا رجال !!

قتله برضى: قول الحمد لله ... غيرنا يتمنى يعيش نصف عيشتنا !!

محمد : وإلي يسلمك !! ... إحنا عاايشين اصلا !!

قلت بضيق : أسكت أسكت .... استغفر الله العظيم ...

ورجعت لأفكاري الناعمة إلي تتكسر بسرعة وعنف لما تصطدم بواقعي الصلب
القاسي ...

انتبهت على صوت جاي من بعيد ينادي بإسمي بصراخ ... لغاية ما قرب مني

: حاااااامد !! ... حااااااااااامد !! ....

ولأني متعود على حركاتهم جاوبته بهدوء : اشبك !!

الولد الي وقف يلتقط أنفاسه : منصور ..... منصور ... !!

فزيت من مكاني أول ما سمعت اسم منصور وسألته بإهتمام : منصور اشبه
!!

الولد : عزوز وأخوانه طايحين فيه ضرب !!

ومثل البرق رحت لمنصور .... منصور هذا ولدي إلي ما خلفته .... حبي له
ومعزته من معزة رحمة .... هو الوحيد إلي متقبلني كإنسان .... ما عمري حسيت إني عايش ومهم في هالدنيا إلا بعد ما عرفت منصور .... وهو بالمقابل يحبني وما يخبي عني شي .... وخصوصا أي شي يخص رحمة .... سبحان الله كأنه حاس إن كلامه عنها يريحني ويشفيني!! ...


أول ما وصلت الحارة سمعت الناس الي مجتمعين في شبه حلقة : حامد جا ..
حامد جا !!

عزوز وإخوانه أول ما سمعوا أسمي شردوا ... لكن منصور قام وراهم
بسرعة وحاول يلحقهم وأنا جريت وراه ... قدر يمسك عزوز الي كان يجري
وهو يلتفت وراه من الخوف عشان يتأكد إذا كنا لاحقينه او لا لغاية ما
طاح على الارض ...


قرب منه منصور وقال بشماته : إشبها العنز خايفة !!

عزوز وهو يطل علي بخوف : مستقوي بحااامد ها !!

منصور : ليش تحسبني زيك !! .... ماتواجه إلا ومعاك الثيران أخوانك !!

عزوز وهو لسى يطل علي بخوف : لو فيك مرجلة قابلني لحالك وأنا اعرفك
قدرك !!

أنا هنا قتله ببرود: ما شاء الله تعرف تتكلم عن المراجل !!

قرب منه منصور ونطحه بصدره بقوة لغاية ما ارتد عزوز لورى وهو يتألم

وقله منصور بحدة : أنا رجال غصب عنك يا بزر !

سحبت منصور وقتله : منصور اتركه لا تضيع يومك !! ....

منصور بقهر : لا ما اتركه لغاية ما آخذ حقي منه !!

وسحبه من ذراعه ولفه بقوة لغاية ما تألم الثاني بصوت عالي :
آآآآآآآآآآآآآه

سحبت منصور وافلت الولد من يده .... إلي ما صدق وحط رجلينه وهو
يتوعد في منصور : هين يا ولد السكرجي ...إن ما وريتك !! ... هين يا
منصوووور

منصور بقهر : جباااااااااااااااااان !!

قتله : خلاص سيبه ... ويلا امشي قدامي ...

مشينا أنا وياه ساكتين ... أنا كنت معصب منه لأنه تمشكل مع عزوز ...
كان طول الطريق يلتفت لي وباين انه متحسس من زعلي منه ..

ولما رجعنا الحارة ناداني بهدوء: حامد !!

قتله بعصبية لكن بصوت واطي : والله لو ما إني صايم كنت عرفت شغلك تمام
!!
منصور : يا حامد ...
ما خليته يكمل التفت له بعتاب ونهرت فيه : كم مرة قتلك مالك دخل
بعزوز وإخوانه!!

منصور بإحتجاج: هم الي بدؤوا !! ... وأنت ما عودتني أسيب حقي!! ...
ابتسمت ومسكت وجهه بيديني الثنتين وهزيته بفخر وقتله: لا ما تسيب حقك

!! ... إيش سوى لك !!

منصور بتردد: خلاص شي بيني وبينهم !!

سألته بإصرار: على حامد هالكلام!!

منصور وهو منزل راسه : سب فيك !!

طبعا أنا عارف نوعية السب إلي سبني فيه عزوز فما سألت ... لكني رفعت
راسه بقوة وسألته : وانت تمشكلت معاه عشاني!!

منصور بخجل : ماحد يطول لسانه عليك واسكت له !!

مسحت على راسه بحب وقتله : عارف انك رجال ومافي منك اثنين

منصور ببسمة حلوة : يعني منت زعلان مني !!

جاوبته : أنت تدافع عن حق ... ليه ازعل منك !! ..... بس حرص من
عزوز واخوانه ... لأنهم غدارين ..

جانا صوت اهتزت له كل خليه في جسمي : منصووور !! منصوووور

التفت لمصدر الصوت بلهفة ... رحمة .... ما كان ظاهر منها إلا بياض يدها ... حسيت روحي ترفرف حولها .

منصور بتوتر: اووه الحين رحمة حتبهذلني !!

دفعه حامد للامام وقاله بقوة : رووح كلم أختك !! ..

وراح منصور لها بضيقة ... ما ادري ايش كانت تقوله بس باين أنها كانت
توبخه .... لأنه كان منزل راسه وما قال لها ولا شي ...

بعدين تحرك ودخل البيت وهي رمتني بنظرة سم زي كل مرة تطالعني فيها
.... ادري إنها متضايقة إن أخوها يعرف واحد زي ... آآآآآآآه يا رحمة لو تصفين لي والله ما تهمني الدنيا كلها .... وحعيش اسعد الناس ...الله
كريم .

o0o0o0o0o




البرفسورة 21-07-09 02:27 PM

ترنيمة الحياة والكرامة
" ويبقى الأمل ما بقيت الحياة "


فاتن


قمت من النوم كسلاااااااااانة .... أحس جسمي مكسر ... هذا كله من السهر مع بنت جيرانا على النت في بيتهم
بس حماس والله هالنت يعني تكوني جالسة والعالم كله يمر حولك!! ... يا بختها ليلى (بنت الجيران )
أهلها يجيبوا لها الي تبغاه ...مو عايشة عيشتي إلي تقصر العمر !!...
طليت على الساعة كانت 3 ونص الظهر

اوووووووووه أمي حتسود عيشتي... ليش ماقمتي تجهزي الفطور وليه وليه
!! ... أوف من هالعيشة

قمت بكسل تشطفت وجددت وضوئي وصليت الظهر اللي فاتتني .. وقريت شوي
من القرآن ..ورتبت الغرفة ...

اوووف أصلا لو ارتب فيها من الحين لغاية بكرة ما حيبان فيها ...خلصت
وبعدها طلعت من الغرفة بروح المطبخ

أشوف ايش أسوي قبل لا تجي أمي وتبهذلني ... عديت على الصالة لقيته
مرمي على الأرض والتلفزيون شغال عنده

أستغفر الله العظيم .. لا تسخط فينا ياارب !! ... إيش هذا .. احد
يشوف هالمناظر !! .. وفي رمضان !!

الله يهديك يا أبويا أو يشيلك ونرتاح منك ... قفلت التلفزيون وأخذت
الشريط من الفديو وقزازة الزفت إلي عند راسه ورحت كبيتهم

في زبالة المطبخ ( الله يكرمكم ).... وقفت أتأمل في مطبخنا القديم ...
أبواب الدواليب المخلعة وباب التلاجة المكسور

أصلا ما تعتبر تلاجة خلاص راحت عليها ...تبريد زي الناس ما تبرد ...رحت
للتلاجة وطلعت منها كيس اللحم إلي أمس أرسلوه لنا جيرانا

الله يجزيهم خير ... قلت خليني اطبخها قبل لا تخرب اللحمة وننحرم منها
...حطيتها في قدر كبير وحطيت فيه موية على قد ما أقدر ..

خلينا نستفيد من مرقة اللحمة حنطبخ منها اليوم والباقي نحطه في
التلاجة لبكرة ولبعده ... الله يستر لا تخيس بس ... طلعت خضار

عبارة عن بطاطستين وحبة بصل وحبة طماطم ... وبدأت أقطع الخضار

اندمجت في تصليح الفطور .. ونسيت السكران النايم في الصالة ..

بعد شوية جاني صوت أنا عني ما أوصفه غير إنه صوت بغيض على قلبي

سألني بلهجته المتلعثمة : إنتي يبا زززففففت !!

جاوبته من دون ما التفت عليه : نعم !!

أبوي : فين أمممممك !!

جاوبته : راحت مع رحمة عشان يودوا جميلة تراجع !!

أبوي :اهاا .. ططيييب فين القزازة !!

طبعا أنا عارفة أي قزازة يسأل بس سويت نفسي ما اعرف .. عشان كذا
سألته : أي قزازة !!

أبوي : فففاتن طططلي علي يا حمممارة وأنا اكلللمك !!

التفت له ببرود وقتله : نعـــــــــــــم !!

أبوي إلي قرب مني وشكل الشر في عيونه : ففيييين القققزااااززة ؟؟

جاوبته بطفش: وأنا إيش دراني !! ... شربتها يعني ؟؟؟؟

قرب مني ومسكني من شعري بقوة وسألني : لاااا تعععصبيييني !! ... فيييين
القققزاازززة ؟؟

حسيت بشعري حيطلع في يده قتله بشبه صراخ : مدري !! ... مدري !!

أبوي وهو يشدني ويرفعني وينزلني بعنف: إتكككلللميي يااا حممممااارة
؟؟ ففييين القققزاااززة ؟؟

عيوني دمعت من الألم قلت بألم :في الزبالة ... في الزبالة !!
شدني من راسي أكثر .. حتى إني حسيت بعيوني حتطلع من مكانها .. وقال
بصوت مرعب : يااااكلبة ياا بببنتت الكككلب !!

عاارررفة بببكم أشششتريتتهااا ؟؟ .. ليييه رميييتيييهااا ؟؟ ...

ودفني بعنف وراح زي المجنون للزبالة وبدأ يفتش فيها !!

عارفة إنه حيرجع لي وينزل فيا رفس وضرب ..


عشان كذا شلت نفسي ورحت غرفتنا وسكرت الباب علي وأنا منهارة من
هالوضع وهالحالة إلي إحنا فيها ..

وجلست على السرير مترقبة إنه يجي ويخبط على الباب ويهدد ويتوعد زي
عوايده .

لكن والله لو تطلعت روحه مافتحت الباب .. خليه يولي .. الله يصرفه عنا
يااارب ...

وزي ما توقعت جاني صوته وهو يضرب على الباب بعنف : إفتحي ياااكلبه !! ... يا حمااارة !! ... أوريكي يا بنت الكلب
أوريكي يا حيوانة !!

قتله بتحدي من ورى الباب وأنا ابكي : ما حفتح !! .. لو تدق لغاية
بكرة ما حفتح !! ... روووح رووووح وفكنا منك !!فكنا من شرك

فكناااااااااا!! ..

أبوي بصوت عالي وغضبان : أوريكي يا فااتن !! .. شغلك عندي يا كلبه
يابنت الكلب !!

ورجع يدق على الباب ويدفه بجسمه يحاول يكسره .. وأنا ادعي إن ربنا
يسوق رحمة وأمي الحين !!


وربنا استجاب لدعايا ... جاني صوت أمي المبحوح : حسن !! ...

أول ماسمعت صوت أمي قربت من الباب عشان اسمع أحسن ...

سمعت أبوي يقول لأمي بحدة : جيتي يا صـ.... !!

طبعا كلامه ما حرك فيا شعرة .. ياما سمعنا كلام افظع من هذا على لسان
أبونا الكريم لأمي !!

أمي بصوتها المتوتر : رحت أودي بنتك المستـــ ...

قاطعها أبوي بصوته العالي : الله يشيلك إنتي وبناتك ...

وسمعت صوت صفق وضرب وصوت أمي تصرخ :حسبي الله ونعم الوكيل .. أأييي .. الله يشيلك !! .. الله يريحنا منك ؟؟

أبوي: أنا الحين حخلي الله يشيلك ويرحني منك ومن عيالك ياكلبه !!
جاني صوت منصور بحدة : سيبها !! ... أتركها !! .. سييييييييبها
!!.. أنت ما تخاف الله !!

أبوي : تحامي عن أمك يا ولد أمك ها !! ... هين ياولد آمنة !! ..

وسمعت خبطة قوية على الارض .. وصوت أمي ورحمة وهم يصرخوا وصوت جميلة
تبكي ومنصور وهو يتألم ويصرخ ... وأنا واقفة ورا الباب أرتجف










































وأبكي من الخوف ومن حزني على أخواتي وأمي .. لكن ما بيدي شي أسويه .. والله لو فتحت الباب ليذبحني !! .... ارحمنا يا أرحم الراحمين !! ... ألطف في


حالنا يارب !!

بعدين جاني صوت رحمة وهي تصرخ : خلاااااص !! ... انت ما في قلبك رحمه
!! ... حتذبحه !! ... حتذبحه ... خلاااااااااااااااااص !!

أبوي بصوته البغيض إلي أكرهه : أحسن خليه يموت .. أنا أصلا ابغاه يموت
!!

أمي :حسن الولد حيموت ... أتركه .. اتركه ابوووس رجولك !! ...

حراااااااام ... الله يشيلك !! ... إيش تبغى !!

تبغى فلوووس!! ... خذ... خذ وروووح الله لا يردك !! ... بس أترك
الولد !! ... حرااام عليك !!

صراخ أمي وقف وتحول لنحيب ... هدييييييييي الجو إلا من آآآهات منصور
الي كانت كأنها طالعة من قلبي أنا

فتحت الباب بهدوووووء عشان أشوف إيش حصل ... وشهقت أول ما جات عيني عليهم

ياااا الله !! ... هذا مستحيل يكون أب !! ... مستحيل هذا اب !! ... الله يشيله !! .. الله يكسر يده

رحت لهم بسرعة وأنا اشهق وابكي بصوت عالي ... منصور كان مرمي على
الارض والدم طالع من كل جسمه وهو يتألم بطريقة تخلي الحجر يبكي

وأمي حاضناه وهي تبكي بحرقة وتدعي من قلبها على الوحش إلي سوى بولدها كذا !!.....

ورحمة حاضنة جميلة إلي كانت ترتجف وتبكي وهي تطل على منصور بخوف طفولي
...
قربت من منصور وأنا ابكي : منصوووور !! .... منصوووور حبيبي تسمعني !!
هز لي منصور راسه بشويش ... يعني ايوا

أمي بحرقة : الله يكسر يده ... الله يكسر رجله ... الله لا يرجعه لنا
يااارب العالمين !!

صراحة كنت اامن من قلبي ... أصلا أبويا لو روح عنا حالتنا حتكون
أحسن من كذا بكثير !! .....

جاني صوت رحمة : لا تدعي عليه يا أمي !! .... قولي الله يهديه لنا !!
.... هذا مهما كان أبونا !!

صراحة قهرتني ... كل هذا ولسى تقول أبونا !! ... أي أبو ذا إلي ما في
قلبه رحمة !!



قلت بقهر : أبونا !! ... هذا أبو!! ... في أب يسوي كذا بعياله !!

وأشرت على منصور المرمي على الأرض في حضن أمي !!

رحمة وهي تمسح دموع جميلة : الله يهديه ويغفر له !!

قلت بقهر : يغفرله لو احنا حنسامحه على إلي سواه فينا ... لكن أنا
ما بساامحه ..... فاااهمة !! ... الله ينتقم لنا منه !!

جاني صوت منصور الواهن : رحمة تتكلم صح يا فاتن !! .... مهما كان هذا ابونا !! .... الله يهديه ويسامحهه ..

طليت عليه بتأأمل .... طبيعي منصور حيقول هذا ... مستحيل يخالف رحمة
في اي كلمه تقولها .... هذي رحمه حبيبة قلبه !!
قمت من مكاني وقلت بطفش وضيقة : منصور كيف تحس الحين !!

هز منصور راسه بهدوء !!

رجعت سألته : تقدر تقوم يعني !! ...

منصور بتعب : أيوا أقدر ...
هزيت راسي وسبتهم ودخلت المطبخ .... زي كل يوم ... واحد فينا ينضرب
... ويسيل الدم من جسمه ... وبعد كذا نكمل اليوم عادي

انا قلت عادي ؟ .... لا مو عادي حسبي الله ونعم الوكيل ....

كنت ابكي غصب عني ... مهما كان هالحالة ما نقدر نستحملها .... إحنا
بشر ... حرام الي يحصل فينا والله ....حرام !! ...

جاني صوت رحمة: فاتن ؟؟

جاوبتها بصوت واطي من دون ما التفت : نعم !!

رحمة : وريني وجهك !!

قتلها بألم : ايوا ابكي !! ... تحسبيني حخيس عليك دموعي !! ... ليه
أصلا ما عد قمت اخجل من هالدموع .... تعودت عليها !! ... تعودت إن
الناس تشوف دموعي !!

قربت مني رحمة حيل ..حسيت بيدها على كتفي وهي تقول بحنان : قولي اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيرا منها !! .... عسى ربنا يرحمنا ويفرج همنا !!
ارتميت في حضنها وأنا أبكي بحرقة : تعبـــــــــــــــــت يا رحمة !!
... لغاية متى هالحال !! ... والله هذا كثير علينا !! ... ليه محنا زي
الناس العادين !!

رحمة وهي تمسح على شعري : لبنا ما حب قوم إلا وأبتلاهم !! ... قولي
الحمد لله !!

حضنتها أكثر وأنا افرغ الحزن والهم الي في قلبها على صدري ... رحمة هي الصدر الي يلجأ له كل اهل هالبيت !! ... فعلا هي إلي ينقال عنها " يا جبل ما يهزك ريح " ... مدري من فين تجيب هالصبر وهالقدرة على التحمل !! ... بس إلي اعرفه إننا من دونها من جد نضيع !! ... الله يخليها لنا ! ..

o0o0o0o0o

البرفسورة 21-07-09 02:29 PM

معـ تحيات أسرة المسلسل



عاشقة ديرتها.. في دور ( خالد &أسماء )
نبض ( سامر )
أسرتني عينيك ( أحمد )
رحلة عنابة.. في دور ( وعد )
لأني أحبك .. في دور ( نادين ) ( ......) ولأول مرة بالعامي ( أم خالد )
الجوري ليال.. في دور ( مرام )
أمل لا ينتهي في دور ...(رحمه وفاتن &حامد.)
طوق الياسمين في دور (حنين)
والخاطرة بقلم <طوق الياسمين>
^_^

البرفسورة 08-08-09 04:05 AM

السلام عليكم ..
اعزائي اسمحو لي في هذة الليله الجميله ان اقدم لكم
•.♥.•°الحلقه الخامــ 5ــسه•.♥.•°
من مسلسلنا الذي تعطر بتواجدك الغالي ..
و ازدانا بحروفكم المضيئه ..
و ازهرت بساتينه بورد نديه
و ياسمين عبق
و جوري فخورا بحبكم ..

وقد قيل
للورد تواضع ....!

كلما ارتفع به الغصن أعلى
الورد
بجماله
وبهائه
وجماهريته
لا يتعالى ولا يشعر الآخرين بتفوقه
كل النباتات تدرك مدى جماله وروعته
ولا يبخل على كل ورقه خضراء
تطل برأسها إليه حتى قطرات الندى
لذلك أدركنا أن الورد يستحق الجمال

أرأيتم كيف يكون الجمـال .. الجمـال هو جمـال
الدواخل والسرائر ..جمـال المضمون والجوهر
إن الأريج من دواخل الورد !

أن من يستحق الجمال
وعبارات الثناء وأطنان المديــح
من يكون له مع الورد لغات مشتركه
في جماله ، وشعبيته ، وجماهريته
ومع ذلك للتواضع عنده مكان أحترام
يؤمن أن الجوهر هو المعنى
وبه تقاس الموازين
وتقام عليه المقاييس
,
والان اهديكم

همسات الورد

البرفسورة 08-08-09 04:06 AM


إنكـسار البنــفسج


خالــد



رجع بيته .. دخـل غرفته وقفل على نفسـه الباب .. هربااان من المشاعر اللي تلاحـقه ...آآه ماهنت عليه دمـووع أمـه ماتحملهـاا ..هذي اول ليله بيعيشها بدون أبوه .. امس
بس كان عنده يزوره ..واليوم ابوه تحت التـراب مدفـون ..

خالد :ياررب تغفرله ياررب تهون على السؤال .. كان على سريره ويوم فكر بهالشـي قام وفرش سجادته وبدأ يصلي ويدعـي ربه يخفف على أبوه السؤال ..

ماجلسه عن الصـلاه الا وجـع رجوله اللي ماعاد تقدر تشيله من التعـب والأرهاق ..وأخذته للأفكار للأبوه وهو اللي ماراح عن باله يعنـي ابوه يوم مات كان راضي عليـه ..

مايتصور ان ابوه مات وبقلبه علـيه شــي ..طول عمـره كان بار بأبوه وماعمـره قاله لااا .. كان يبغى يدرس طب بس أبوه رفض ورغم انه ماقاله أسبابه بس رضى وسكت ودرس هندسه التخصص اللي أبوه اختاره له ...

حتى لماطلب منه يتزوج أسماء بنت صديقـه وهو توه يدرس بالجامعه ماقال لااااا .. مع أنه كان كاره الفكـره ..

بس عشان ابوه كل شـي يصيـر .. ماكان يقدر يزعل أبوه ولايرفض له طـلب وأبوه كان يحبه ودايم يفتخـر فيه .. كان يحس بغلاته عند أبوه من غير مايطـريها ..

حب مي أكثر من خواتها بس لأن أبوه كان يحبها اكثر لأنها اول حفيداتــه ..يارب يكون هذا يشفع له ويرضي أبوه وربه عنــــــه ..

كان جواله من طلع من بيت أهله ماوقف دق .. مره أحمد مره سامـر .. وكل المرات اسماء .. بس هو مايرد ماله خلق .. وبنفس الوقت مايبغى يقفله عشان
مايقلقهـم عليـه ..


البرفسورة 08-08-09 04:08 AM



أشواك الجـوري



أسماء


أسماء كانت جالسه على أعصابها رجعت بيت أهلها مع أمها ومن وقتها وهي تدق على خالد بتطمـن عليه بس هو مايرد .. وبالأخير تعبت عليها أميره وأخذتها للمستشفى
مع أخوها عبدالله ..

عبدالله :اسماء اذكري الله البنت ماعليها الا العافيه ..

اسماء :لأله الا الله .. عبود انت ماشفت عمي كيف طاح مره وحده بس يومين بالمستشفى وبعدهااا مات ..

عبدالله :الرجال كان من قبل مريض ماهي سالفة يوم او يوميـن .. بعدين أميره انتي عارفه اللي فيها وموديتها المستشفى قبل يعني ان شاءالله
ماعليها شر ..

اسماء والجوال على أذنها :وهذا ليش مايرد ..

عبدالله :خلي الرجال بحاله انا شفته اليوم كيف مصدوم بمـوت أبوه ماكان على طبيعته أبد .. سامر اللي أصغر منه

مابكاء كثر بكاااه ..

اسمـاء بحنيه :ايه كان مره يحب أبوووه .. الله يرحمه عمـي ..

عبدالله :آآميين

اسماء :انا للحين ماقلت لـ مي وريم عن جدهن مأدري كيف بقولهن ..

عبدالله :خلي مي علي ..

اسماء :بس تكفى قلها بطريقه ماتصدمـهاا هي مرره متعلقه بجدها ..


عبدالله :أي لايهمك انا عارف مي زيـن .. بس ريم ماأعرف لهااا خليها عليك ..

اسماء :اذا قلت لـ مي تهون ريم .. ياربي والله اني خايفه على بنتي من الصدمه توها صغيره ..

عبدالله :انا اعرف كيف اوصل لها السالفه ازهليها انتي بس ..

اسماء:الله يخليك لي يارب ...

oOo


جنـون الورد




خالـد


كان يحلم أن ابوه مريض ويتصل عليه وهو مايرد فز من نومه وخطف الجوال من على الطاوله جنبه وماأنتبه على جيك المويا اللي اخبطه بيده بقوه وانكســـر .. رد على الجوال بلهفــــه :آآلوووو ..

أسماء اللي وصلها صوت الكسر سألته بخوف:خالد حبيبي وش فيك ...

خالد غمض عيونه وأخذ نفسه ماهو أبوه :موشي وش فيك ..؟!

أسماء تفكر أنها ماعزته ولاكلمه أبد من مات أبوه :عظم الله أجرك ..

خالد بعدم أهتمام :أجرنا وأجرك ... احد من البنات فيه شـي ..

أسماء بصوت فيه نغمة بكاء:ايه اميره طول اليوم وهي بالمستشفى
...خااالد انا محتاجتك ..ماني قادره اقول للبنات عن جدهــم ..

خالد بتجاهل للكلام الكلام الثاني:وش فيهااا ..

اسماء:تعبت من اسنانهاا ..

خالد بتعب:اللحين وينكــم ..

اسماء :بالبيت ..


خالد :اجل خلاص أنتبهي عليها ... واذا احتجتوني بشي اتصلوا علي..
وقفل منهاااا ..وطلع المسجد ..



البرفسورة 08-08-09 04:11 AM




عنـاد الكادي


مي



صحت على المنبه اللي وقته على الساعه ثمانيه .. توضت بسرعه وصلت الضحـى اللي دايم كانت تشوف أبوها وأمها ..
وجدها وجدتها يصلونهـا..
استشورت شعـرها اللي يوصل نص ظهرها وسوت خصل منه بالفير بلف بسيط ... سوت شعرها من قدام بف خفيف ومسكت شعرها من ورى برفعه صغيـره .. وحطت بعض الأكسسورات الصغيره على شعرهااا ..

هي دايم تشوف البنات
يسوون كذا وماتقدر تسوي او تبالغ بأكسسورات الشعر لأن أبوها هو اللي يأخذها للمدرسه ويهاوشها على الحركات هذي ... رسمت بكحل أزرق من تحت عينهـــاا ..

ولبست العدسات اللي اشترتها لها أمها بعد مازنت عليها بدون مايدري أبوها ... كان مريولها مخـصر على جسمها ألبسته .. وبعدين حطت لها مناكير حمراء يوم خلصت منها تذكـرت انها بتصلي الظهر بالمدرسه .. بس لحضه مو كأن هبه قالت لهـا أنها اذا حطت المناكير وهي على وضوء .. يصير تتوضاء مره ثانيه
من غير ماتشيل المناكير .. يعني يجوز ..


"
أما من تضع المناكير وتقول بأنه مثل لبس الخفين يمسح للمرأة المقيمة يوم وليلة أمره ثلاثة أيام إن كانت مسافرة، هذه الفتوى: (غلط وليس كل ما ستر الناس به أبدانهم يلحق بالخفين(

الخفين جاءت الشريعة بالمسح عليها للحاجة إلى ذلك غالباً، فإن القدم محتاجة إلى التدفئة ومحتاجة إلى الستر، لأنها بتاشر الأرض والحر والبرودة.

ولم يبح الرسول للمرأة أن تمسح على القفازين مع أنهما يستران اليد، فدل هذا أنه لا يجوز لأي إنسان أن يقيس أي حائل يمنع وصول الماء على العمامة وعلى الخفين، والواجب على المسلم أن يبذل غاية جهده في معرفة الحق.
وبعض النساء يضعن المناكير بعد أن تتوضأ وتأتي الصلاة التي بعدها وتعيد الوضوء من دون أن تمسح المناكير بحجة أنها وضعت المناكير بعد الوضوء فهما طاهرتين، وهذا مثل مسألة الخفين السابقة."



ركبت مع خالها عبدالله اللي وصلها هي وريم للمدارسهـــم .. كان طول الطريق يتكلم لهم عن الموت .. وان الأنسان لازم يجيه يوم ويموت فيه أنسان غالي عليه وهذ تجربه كلنا بنمر فيهـــا .. لدرجة شكت معها أن أبوها صار له شــــي .. بس هي تذكر ان اخو جدها ماات .. وسوو له
عزاء أمس يعني مو أبوهااا ...
كانت بأستراحة الصلاه يوم سمعت وحده من البنات تقول :بنات تصدقون فيه ناس معنا بالفصل عديمين أحســاس جدهم ميت

قبل أمس وجايين اليوم كاشخين على الآخـر..

سمعت صديقة البنت تسألها بنفس طريقة المط بالكلام والتلميح اللي
استخدمته صديقتها :يؤؤ من هذي عديمـة الأحساس انا

لوماتت قطوة جيرانا حزنت عليها شـــهرر ..

البنت اللي قبل :افااا ماعرفتوها وفيه غيرها عديمة احساس بالفصـل ..
بنت المهندس خالد ميووووه ..

لفت عليهن مي اللي كانت تكمل دفترها بعد ماصلت .. ماهي مصدقه وش
قاعدات يقولن .. هن يكرهنااا .. بس ليش يقولن

عن جدهااا كذا :ياحيوانه لاتفاولين على جديي ..

ناظرن البنات ببعض :بتسوووي نفسها موداريه .. يابنت كان قلتي شي ينصدق ...

مي بسرعه الدمع تجمع بعينها ومجرد احساس انها فقدت جدهااا يذبحهاا :بلااا كذب مالكم دخل بجدددي ..ياحقيرررات ..

البنات يضحكون .. ووحده منهم :وش اللي نكذب يالنونه لايكون ماقالوا
لك ان جدوو ماااات ...

ورجعن يناظرن في بعض ويضحكـــن ..

مي تنقل عيونها بين يدها اللي ترجف وهي تكتب وبينهن طاح القلم من
يدهاا وحطت راسها على الطاوله وانفجرت تبكــــي ...

الفصل كله صمـت .. البنات اللي نقلن لمي الخبر بهالطريقه هربن من
الفصــل .. شوي وجت المرشده الطلابيه .. اللي خبروها بعض البنات باللي صار .. أخذت مي معها لمكتبها وجلست تسألها عن اللي صار .. بس مي ماكانت تبغى تسمع

أحد تبكي .. ماهي مصدقه ان اللي مات جدهااا ..

المرشده :مي خلاص حبيبتي حنا اتصلنا على أمك واللحين بتجي تأخذك ..

مي تبكي وتردد:لااا أبغى بابااا .. هو مايكذب بيقول الحقيقه ..

وجلست على هالحاله لين امها جت وأخذتهـــاا ..





البرفسورة 08-08-09 04:14 AM



روح الزهـر


أسمـاء


باليوم الثاني للعزاء كانت اسماء جالسه وتهوجس بمي اللي بكت لين نامت وطول الوقت ماعلى لسانها ليه تكذبون علي
وماقلتو ان جدي هو اللي مااات .. هي خافت وترددت تقولها يجن بنات ****** .. وينقلن لها الخبر بهالطـريقه ..

كان المجلس كل الكلام فيه همس وبعض الأحيان تعتلي اصوات بشكــل بسيط وبعض الأحيان تتخللها ضحكــات .. بس الصوت الناعــم القوي اللي ارتفع بين المعزيين كان شامخ ماهو خايف ولامتردد مثل باقي الأصوات بهالصاله .. لفتت

انتباه اسماء مباشره ..هذي زميله من زميلات مــرام بالمدرسه .. من أول حرف انطقته وكل العيون تركزت عليها

.. فيها ثقه.. عليها أبتسامه ..ولها نظـرة سمحــه .. وجها فيه نور مريح ... وكلامها الصدر ينشرح له ...

اسماء كانت منصته مثل غيرها لكل كلمــه نطقتهااا وكانت تقــول :

الحمد لله ثم الحمد لله، الحمد لله حمداً يوافي نعمه ويكافئ مزيده، ياربنا لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك ولعظيم سلطانك، سبحانك اللهم لا أحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله، وصفيه وخليله، خير نبيٍ أرسله، أرسله الله إلى العالم كله بشيراً ونذيراً، اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد، وعلى آل سيدنا محمد؛ صلاة وسلاماً دائمين متلازمين إلى يوم الدين، وأوصيكم ـ أيها المسلمون ـ ونفسي المذنبة بتقوى الله تعالى.

أما بعد:


فإن الله سبحانه تعالى يقول في محكم تبيانه: {تَبارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ، الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَياةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ} [الملك: 67/1-2]

. لاحظوا - يا عباد الله - كيف أن الله عز وجل قَدَّم الاهتمام بالموت على الحياة؛ مع العلم بأن الحياة مُقَدَّمَة على الموت بالنسبة للمرحلة الزمنية والواقع الذي يعيشه الإنسان، ومع ذلك فإن البيان الإلهي لم يلتفت إلى المنهج الزمني والترتيب الميقاتي، وإنما قال: { الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَياة}. والحكمة من ذلك: أن يلفت البيان الإلهي نظر الإنسان إلى أن عليه أن يهتم بما هو مُقْبِلٌ عليه أكثر من اهتمامه بما هو مُتَقَلِّب فيه. إن من الأهمية بمكان؛ وأنت تتقلب في حياتك التي تعيشها اليوم؛ أن تتأمل في الموت الذي أنت مُقْبِلٌ إليه عما قريب. فمن هنا قَدَّم ذِكر الموت على الحياة.


ولكنَّ الإنسان يعيش في حياته هذه التي يتقلَّب في غِمارها متعاملاً مع نقيض ما يقوله بيان الله عز وجل؛ يُعْرِض عما هو مُقْبِل إليه شاء أم أبى، ويضع كل هَمِّه وكل تَصَوُّراتِه ويَحْبِس سائر أحلامه في حياته الدنيوية التي هو مُعْرِض عنها عما قريب. وعلى الرغم من أن المصطفى صلى الله عليه وسلم لَفَتَ نظرنا إلى هذا الذي يوحي به بيان الله عز وجل فقال: ((أكثروا من ذِكْرِ هادم اللذات ومُفَرِّق الجماعات، فإنه ما ذُكِر في كثير - أي من المعاصي - إلا قَلَّلَه، وما ذُكِر في قليل - أي من الطاعات - إلا كَثَّرَه)). على الرغم من أن المصطفى صلى الله عليه وسلم لَفَت نظرنا إلى هذا الذي يوحي به بيان الله سبحانه وتعالى فإن الناس - أو أكثر الناس - مُعْرِضون عمّا هم مُقْبِلون إليه، ومتناسون له أو متغافلون عنه، ويتقلبون بدلاً عن ذلك في غمرة حياتهم الدنيا التي هم عما قريب مُعْرِضون عنها. وهذا الإعراض - أيها الإخوة - هو الذي يجعل من الموت مصيبة.


إن الذي يجعل من الموت مصيبة تتربَّص بحياة الإنسان ليس حقيقة الموت ذاته؛ وإنما الذي يجعل الموت مصيبة حقيقةً إعراضُ الإنسان عن الموت؛ ومن ثَمَّ عدمُ تهَيُّئه للموت الذي هو مُقْبل إليه، وعدم تهيُّئه لما بعد الموت. فهذا هو الذي يجعل من الموت مصيبة، والذي جعلها كذلك إنما هو الإنسان ذاته. ومن عجب أن بيان الله عز وجل يُؤكّد ويُكَرِّر هذه الحقيقة لنا بأساليب شتى في محكم تبيانه، وأن المصطفى صلى الله عليه وسلم يَلْفِت أنظارنا إلى هذا المعنى مُنَبِّهاً ومؤكِّداً؛ ومع ذلك فإن من شأن أكثر الناس أن يُعْرِضوا عن الحديث عن الموت. وإذا وجدوا في أنفسهم في مناسبة تستدعي الحديث عنه تغافلوا عنه. وإذا أتيح للواحد منهم أن يَفِرَّ من الحديث عنه فَعَل. وإذا أتيح لأحدهم أن يُسْكِت المتَحَدِّث عن الموت فَعَل أيضاً. وإنه لأمر مذهل ومضحك؛ لو كان هذا الفرار بالسماع أو بالنفس عن ذكر الموت مُحَرِّراً للإنسان عن الموت لكان هذا عملاً مقبولاً ومعقولاً. ولكنّ الإنسان يعلم، كل الناس يعلمون أن الموت هو القَدَر الذي لا يمكن لأحد أن يَفِرَّ منه {كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْت} [آل عمران: 3/185، والأنبياء: 21/35، والعنكبوت: 29/57]. وصدق بيان الله عز وجل القائل: {قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُم} [الجمعة: 62/8].

وصدق ربنا عز وجل إذ يقول: {أَيْنَما تَكُونُوا يَدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ} [النساء: 4/78].

فمالك تُعْرِض عما هو متربِّص بك؟ مالك تُعْرِض عن نهاية طريق كُتِب عليك أن تسير فيه وهو ذو اتجاه واحد؟ لا تستطيع أن تعود القهقرى من طريقك هذا. لماذا تُغْمِضُ عينيك عن المحطة الأخيرة التي أنت صائر إليها؟ هذا هو الأمر الذي يُضْحِك؛ وشرُّ البلاء - كما قالوا - ما قد يُضحِك في كثير من الأحيان.
أيها الإخوة: أريد في هذه الدقائق أن أُوْضِحَ لكم الخطأ الكبير الكبير من إعراض الإنسان عما هو صائر إليه، ثم أن أُوْضِح لكم ولنفسي الدواء الذي إن استعملناه هان علينا ذكر الموت؛ بل ذاب معنى المصيبة فيه أيضاً.
أما الخطأ والخطر في إعراضنا عن الموت فهو: أن الإنسان إذا أعرض عن هذا الذي هو صائر إليه؛ فمعنى ذلك أنه يجعل من الموت فداء لهذه الحياة الدنيا. هذا هو تفسير هذا الموقف ولا ثاني له. معنى إعراضِنا عن الموت وتجاهلنا له وتناسينا لأمره: أننا نجعل من الموت وما بعد الموت فداءً لحياتنا الدنيوية التي نتقلب فيها. فاعْجَب لإنسان يجعل من الباقي فداءً للفاني.

فاعْجَب لإنسان يجعل مما هو صائر إليه ومُنْتَهٍ إليه فداءً لطريق يَمُرُّ به؛ لمعْبَرٍ يسير فيه؛ لجسر يقطعه إلى غاية. لئن كان الجنون فنوناً فإن هذا لأسوأ فنون الجنون. لا ريب في ذلك قط. نحن نسير من حياتنا الدنيا هذه - أيها الإخوة - في مَعْبَر. وكم وكم يَقْرَع أسماعَنا بيان الله عز وجل القائل: {قل متاع الدنيا قليل و الآخرة خير لمن اتقى} [النساء: 4/77] وكم نسمع قول الله عز وجل: {لا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلادِ ، مَتاعٌ قَلِيل} [آل عمران: 3/197]. وكم نسمع قوله سبحانه وتعالى: {اعْلَمُوا أَنَّما الْحَياةُ الدُّنْيا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكاثُرٌ فِي الأَمْوالِ وَالأَوْلادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفّارَ نَباتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَراهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَكُونُ حُطاماً وَفِي الآخِرَةِ عَذابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوانٌ وَما الْحَياةُ الدُّنْيا إِلاّ مَتاعُ الْغُرُور} [الحديد: 57/20].

هذه الحقيقة لا يجهلها أحد؛ ومع ذلك فما أكثر مَنْ يُصِرُّ على أن يجعل من الباقي الذي لا مناص منه ولا مفر منه فداء للفاني، فداء لهذا الجسر الذي نَعْبُرُه ونَمُرُّ به. فهذه هي خطورة الداء، وتلك هي ظاهرة المصيبة في حياة الإنسان. ليس الموت مصيبة؛ إنما المصيبة هذا الواقع الذي يمارسه الإنسان باختياره.


أما الدواء؛ ما الدواء الذي إن استعملناه هان علينا ذكر الموت، بل ربما أَطْرَبَنا ذكر الموت؟ الدواء أيها الإخوة: أن نستعد لما بعد الموت. الدواء: أن نُصْلِح حالنا مع الله. الدواء: أن نَعمُر حياتنا التي نحن مُقْبِلون إليها، وأن نضع كل همّنا أو جُلَّ همّنا لبناء ذلك الغِراس، لإشادة البناء الذي نحن مقبلون إليه. فإن نحن فعلنا ذلك، وإن عَمَرْنا الطريق بيننا وبين الله عز وجل بالتوجه إليه على الصراط الذي أَمَر، وبالتزام النهج الذي أوصانا به وذكَّرنا به؛ فلن يكون غائبٌ أحبَّ إلينا من حاضر من الموت؛ ذلك لأن الموت يصبح بوابة الوصول إلى الله، يصبح بوابة الوصول إلى الإله الذي استَجَبْت لأمره وحقَّقْتَ ما أوصاك به، ففاض قلبك حباً له، وفاض قلبك اشتياقاً إليه. وما الجدار الذي يحول بينك وبين رؤيته؟ شيء واحد لا ثاني له؛ ألا وهو جدار الموت. عندئذ سيجعل الشوق فؤادك ينتظر لحظة هبوط هذا الجدار وزواله لتتجاوزه إلى لقاء الله سبحانه وتعالى. هذا هو الدواء أيها الإخوة.


وأنا أضرب لكم مثلاً: إنسانٌ استأجر داراً لعشر سنوات بعقد يَنُصُّ على أن يخرج من هذه الدار في نهاية السنوات العشر، وله دار على مقربة من هذه الدار التي استأجرها ولكنها خَرِبَة. هذا الإنسان لما سكن في هذه الدار التي استأجرها غَرَّه مَظْهرُها، غَرَّه ما فيها من بَهْرَج وزينة فأنساه ذلك الأَلَق داره الخَرِبَة التي لابد أن يصير إليها. ومرت السنة تِلو السنة تِلو السنة وهو سكران بهذه الدار التي استأجرها والتي لابد أن يخرج منها عما قريب. ولما مرت السنوات العشر جاء صاحب الدار يقرع باب داره ويُذَكِّره بضرورة الخروج منها؛ لأن عقد الإيجار قد انتهى. وعندئذ تذكَّر أن داره خَرِبَة لا تَصْلُح للسكنى فيها، وينظر إليها من كَثَب ويراها وكأنها تقول له: إنني آسفة، لا أَصْلُح لك، لا أَصْلُح للسكنى. لابد أن يكون خروج هذا الإنسان من هذه الدار مصيبةً وأيَّ مصيبة. لكن من الذي جعل من خروجه مصيبة منها؟ نسيانه لما هو صائر إليه، نسيانه لتلك الدار التي لابد أن ينتهي إليها، وتَعَلُّقُه بما هو مفارقٌ له. هذا هو الذي جعل من خروجه من دار الناس مصيبةً وأيَّ مصيبة.


لكن انظروا إلى العاقل؛ الذي بدأ منذ أن حَلَّتْ قدماه في تلك الدار التي استأجرها، بدأ يذهب في كل يوم ساعة أو ساعتين ليُصْلِح من شأن داره وليُرَمِّمها ولِيُعيد بناءها وليؤسسها على النحو الذي يروق له. فما إنْ انتهت السنوات العشر حتى كانت داره التي سيصير إليها متألقة، تقول له بلسان الحال مرحباً بك هاأنا ذا مُهَيَّأة لأن أُسْعِدَك. عندما يأتي صاحب الدار ليستخرجه من داره يخرج من داره وهو جَزْلان، ويقطع الطريق ما بين الدار التي أعرض عنها والدار التي هو صائر إليها في نشوة وطرب. ما من خطوة يخطوها مبتعداً عن الدار التي تركها متقرِّباً من داره التي يملكها؛ إلا وفؤاده يرقص فَرَحَاً. هذه قصة الإنسان في هذه الحياة الدنيا مع داره التي هو مُقْبل إليها.


ورحم الله سَلَمَة بن دينار أبا حازم يوم سأله سليمان بن عبد الملك وقد جاءه زائراً: يا أبا حازم ما لنا نكره الموت؟ قال: لأنكم عَمَّرْتُم دنياكم وخَرَبْتُم آخرتكم؛ فكرهتُم أن تنتقلوا من دار عَمَارٍ إلى دار خراب. أي: إن من عَكَسَ الأمر فاهْتَمَّ بتعميرالدار التي هو مُقْبِل إليها، وترك داره الدنيا التي يعيش فيها للضرورة ولقَدْر الحاجة؛ فإن هذا الإنسان لن يكره الموت بشكل من الأشكال.


لاحظوا أيها الإخوة أنني عندما أُوَفَّقُ لتعمير ما بيني وبين مولاي وخالقي بالانقياد لأمره، بالإكثار من ذكره، بحمده وشكره على نِعَمِه؛ لا بد أن يفيض قلبي حباً له؛ ومن ثَمَّ لا بد أن يفيض قلبي اشتياقاً إليه. وإذا اهتاج القلبُ بالشوق إلى الله ذابت خطورة الموت، وذاب الأسى الذي يمكن أن يشعر به الإنسان عندما يذكِّرُه زيدٌ من الناس بالموت وأحداثه. بل يجد في الموت الذي هو مقبل إليه أَطْرَب ساعة يجتازها إلى الله سبحانه وتعالى.

وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ قال للسيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها: ((مَنْ أَحَبَّ لقاء الله؛ أَحَبَّ الله لقاءه. ومن كَرِه لقاء الله؛ كَرِه الله لقاءه)). قالت عائشة: أكراهيةَ الموت؟! فكلنا نكره الموت يا رسول الله. قال: ((ليس ذاك. ولكن المؤمن إذا بَشَّرَه الله برضوانه ومغفرته وجنته أحب لقاء الله، فأحب الله لقاءه. وإن الكافر إذا بُشِّرَ بسخط الله وعذابه كره لقاء الله، فكره الله لقاءه)).


وقد فَصَّل لنا المصطفى صلى الله عليه وسلم هذا الحديث الذي رواه الشيخان في مكان آخر وزاده تفصيلاً؛ فأوضح لنا أن المؤمن إذا دنا منه الموت بَشَّره الله بما هو صائر إليه، فليس شيءٌ أحبَّ إليه في تلك الساعة من أن يخرج من هذه الدنيا ويلقى مولاه وخالقه سبحانه وتعالى. أما الكافر فإذا دنا منه الموت أراه الله عز وجل مصيره فليس شيءٌ في الكون كله أكرهَ إليه من أن يترك هذه الدنيا وينتهي إلى مصير الشقاء الذي يتربص به.

وصدق الله القائل: {أَلا إِنَّ أَوْلِياءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ ، الَّذِينَ آمَنُوا وَكانُوا يَتَّقُونَ ، لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الآخِرَةِ} [يونس: 10/62-64]. أما البشرى في الحياة الدنيا؛ فهي ساعة الفِراق عندما يدنو الموت من واحد من هؤلاء الذين كتب الله سبحانه وتعالى لهم السعادة يُرِيْه الباري عز وجل مَقَرَّه، ويُرِيْهِ مظاهر السعادة التي تنتظره. الموت؛ الموت عندئذ يكون فرحةً ما مِثْلُها فرحة، ولا بد أن
يقول كما كان يقول بلال عندما اشتدت به بُرَحَاء الموت، وقد سمعَ من يأسى ويحزن لفراقه، ويقول: واكرْباه. قال: (بل واطرباه؛ غداً نلقى الأحبة محمداً وصحبه). كيف قالها بلال؟ واعتماداً على أي حقيقة قال ذلك؟ لأن بُشِّر. لأنه عَلِم النهاية التي هو صائر إليها، وإلا لما استطاع أن يجزم وأن يتألَّى على الله بمصير لا يعرفه في حق نفسه ولا في حق غيره. ولكن البشرى جاءت.


أيها الإخوة: دعونا نُقْبِل إلى الدار التي نحن على موعد معها لنَعْمُرَها، ولنتعهدها بالرعاية، ولنتعهدها بالتأثيث؛ حتى إذا حان ميقات خروجنا من هذه الدار التي استُودِعْنا فيها انتقلنا إليها وهي تُرَحِّب بنا. انتقلنا إليها في عُرس ما بين خروجنا من هذه الدنيا وإقبالنا إلى الله سبحانه وتعالى. تعالوا نقلعْ عن هذا الغلط القَتَّال؛ إذ يُعرِض أحدُنا عن داره التي هو صائر إليها ولا يبالي بها ولا يتذكرها ويتغافل عنها ويتناساها، ويُمعِنُ تجميلاً وتزويقاً لهذه الدار التي هو تارك لها عما قريب؛ إما بعد أيام أو بعد أشهر أو بعد سنوات. فإن نحن فعلنا ذلك تحوّل الموت من مصيبة إلى نعمة وأيِّ نعمة.


أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم. فاستغفروه يغفر لكم.
دعاء الخطبة الثانية
اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات، الأحياء منهم والأموات، وألِّف بين قلوبهم يارب العالمين.
اللهم اشرح لنا صدورنا، ويسّر لنا أمورنا، واجبر كسر قلوبنا، وأَذْهِب غم نفوسنا، واجمع لنا الخير كله، واصرفنا عن الشر كله.
اللهم زدنا ولا تَنْقُصْنا، وأعطنا ولا تحرمنا، وأكرمنا ولا تهنا، وآثرنا ولا تؤثر علينا.
اللهم إنك تعلم سرنا وعلانيتنا فاقبل معذرتنا، وتعلم ما في نفوسنا فاغفر لنا ذنوبنا، وتعلم حاجاتنا فأعطنا سؤلنا يارب العالمين.
اللهم عافنا في أبداننا، وعافنا في أهلينا، وعافنا في أزواجنا، وعافنا في ذرياتنا يارب العالمين.
اللهم إنا عبيدك وأبناء عبيدك وأبناء إمائك نواصينا بيدك، ماضٍ فينا حكمك، عدل فينا قضاؤك، نسألك اللهم بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو أنزلته في محكم كتابك، أو علمته أحداً من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن الكريم ربيع قلوبنا وشفاء صدورنا وجلاء غمومنا وهمومنا وأحزاننا، وأن تسقينا مزيداً من الغيث برحمتك يا أرحم الراحمين، وأن تسقينا مزيداً من الغيث برحمتك يا أكرم الأكرمين، وأن تسقينا مزيداً من الغيث برحمتك يا ذا الجلال والإكرام، وأن تختم حياتنا بأحب الأعمال إليك حتى نلقاك وأنت راض عنا يارب العالمين.
اللهم وفق عبدك هذا الذي مَلّكْتَه زمام أمورنا للسير على صراطك ولاتباع سنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم. اللهم زد قلبه إيماناً بك ومحبة لك ومخافة منك، واجمع اللهم به أمر هذه الأمة على ما يرضيك، وحقق له في سبيل ذلك البطانة الصالحة واصرف عنه بطانة السوء يا مولانا يارب العالمين.
واجعل اللهم هذا البلد بلداً آمناً مطمئناً رَخِياً مستظلاً بظل كتابك ملتزماً بهدي نبيك محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
اللهم ومن أراد بالإسلام والمسلمين خيراً فخذ بيده إلى كل خير، ومن أراد بالإسلام والمسلمين شراً فخذه اللهم أخذ عزيز مقتدر يا ذا الجلال والإكرام.
ربنا اغفر لنا ولوالدينا ولإخواننا الحاضرين ووالديهم، ولمشايخنا ولأرباب الحقوق علينا، ولسائر المسلمين أجمعين.
آمين آمين آمين.


والحمد لله رب العالمين.

بعد ماخلصت تعالت اصوات الحريم بشكرها والثناء على خطبتها والكلام اللي جاء فيها .. بس فيه شـي اندهشت له اسمـاء ..
سمعت ثنتين من المعزيات يسخرن من الخطبـه ومن طريقة القاءهاا ...
كأنه مالفت انتباهن من كل هالكلام المؤثر الا طريقتها بنطق الحروف ورفعة خشمـها ومأدري أيــــش اللحين عرفت صدق وش معنى قلوب مغلقه عن قبول الحق .. كل الآيات اللي ذكـرت بالخطـبه .. وصوت الداعيه وأسلوبها المؤثر ماهز

بداخـلهن شي ويمكــن هزهن وحسن فيه بس هذي مجـرد مكـابره .. ايه مكابره فيه ناس تكابر حتى بالديــن ...

O0o0o0o0O

البرفسورة 08-08-09 04:16 AM



غرق الزنبق



وعــد


وهي منسدحه على السرير تبكي
دخلت مرام عليها
مرام : وعد حبيبتي راح تنزلين تحت ..الناس تسئل عنك ..

وعد : يمكن ..بس ما أدري ماني مرتاحة..

مرام: بسم الله عليك حبيبتي كلنا ضايق خلقنا وحزينين ..لكن لازم تنزلين العزا عشان الناس تاخذ بخاطرك .. و تعزيك على فقد الغالي ..

وعد تبكي : بس ما أدري ...خلاص مرام طلعي عباتي

مرام ناظرت وعد بملامح الحزن : وعد .... حبيبتي شكلك تعبانه

وعد : لا لا ..طلعيها بس ما فيني إلا الخير

مرام : خلاص براحتك ..وين حاطتها

وعد : داخل الدولاب

مرام طلعت العباية والبست وعد عبايتها وألبست وهي تبكي

مرام : يلا تبين أنزل قبلك ولا كيف

وعد : لا . لا انتظريني أنا شوي وجايه



دخلت مي وهي حزينة : هلا عماتي كيفكم

مرام :هلا مي كيفك

مي: عظم الله أجرك انتي ووعد

مرام :أجرنا وأجرك

مي :الله يرحم جدي ويسكنه في الجنة يارب

وعد : مي حبيبتي جيبي لي دواء على السرير رميته

مي : ان شا الله ......................هذا الدواء اللي تبغينه

وعد: إيوه زين

مي: أجيبلك مويا

وعد بصوت خافت : أيوه

وعد انزلت تحت عند العزا وأول ما دخلوا سلمت عليهم عمتهم

العمه : هلا حبيبتي شلونك .....أه وعد هنا ماشفناك بشرينا عنك عساك
بخير يا قلبي..

مرام : هلا فيك عمتي

وعد ماردت على عمتها

العمة ناظرت وعد وهي حزينة

مرام : وعد راح نقعد في مقدمة الصالة عشان هذا نستقبل العزاء ...

وعد : طيب..

اجلسوا على الكراسي والناس تدخل وتطلع...


والمهم في وحده من الحريم وهي طلعها قالت : والله يا حلو العزا في تعارف وسوالف والناس تشوف بعضها....نشوفكم على خير بعزيمت بيتي ..لا تنسون
الحريم اللي وجهت لهم الكلام: أي لا والله مو ناسين

وعد ومرام ما تحملوا يوم شافوا النااس وهي تضحك وتكركر

بعدها شافوا خدامة توزع القهوة والتمر...

في جهة ثانيه من العزا

مريم : اوف رقيه من زمان ما شفتك وين انتي ؟!!

رقية: هههه أسألي فجر ليش غايبة !!

فجر : ههههههههههههههه الحمد الله والشكر شفتيها يا مريم صايرا لاصقه في
التلفزيون 24 ساعه عليه تسجل ومادري وش؟!!

مريم : وش قصدك ؟!!

فجر : تشوف مسلسل نور وسنوات الضياع

مريم : بس خلصوا على ما اعتقد في mbc

فجر : هههههههه مادري اشلون طلعتها في قنوات قاعده تعرضها من
الحلقات الأولى

مريم : واشدعوا لهذي الدرجه قاطعه

رقية : وااي لاتكلمين وجه مهند ما يخليني أوخر عن صورته

مريم : عشتوا

فجر : أي والله يهبل حتى أمي تقول ... وين أبونا على هذا الحلا

مريم : اها حلو ... بس عندي يحيى اللي بسنوت الضياع أحلا

رقية : وععع ماشاف الحلا .... شوارب وععععع

مريم : بس فيه رجولة

رقية : مهند كشخ أموت فيه ...لو تدرين ما تصدقين فصلت بلوزة للعيد
فيها صورة مهند على الطرف..

مريم : منتي بصاحيه .!!

فجر : لا أنا انوثه احب لميس تهبل

رقيه: يا حبيبتي اللي تحب شاب يسمونها بنوتة لكن اللي تحب بنوتة يسمونها ولد

فجر : وش قصدك وأنا أختك......أنا أحب مهند لكن لميس أحلا منه

مريم : خلصونا شفتوا عطر لميس ومهند شكله راح يخلص بالسوق

رقيه : واي راح اشتري عطر مهند

فجر : لحظة أجل انتي ولد عطر مهند رجالي شكيتك يا زلمة

رقيه : واي لا تقولين زلمة يذكرني بسنوات الضياع ونور ااااه يا قلبي

فجر : مالت عليك يا متخلفة


كل هذا يصير وعد بس تسمع وهي مقهورة من اللي يصير..وبكت من كل قلبها وهي منهارة.. والناس تضحك وتسوالف ..ونادر ما تشوف وحده حزينة ..
فما اقدرت تستحمل اكثر و قامت تبي تطلع من المجلس..

امسكتها يد مرام..

وقالت : مرام الله يخليك خليني اطلع..
مرام :ا نتظري شوي الحين راح تجي عمتي وداد ..


oOo


البرفسورة 08-08-09 04:17 AM

عشاق القرنفـل



ناديـن



سأزور غادة اليوم قصراً لأنني وعدتها بذلك ، فهي دوماً من تزورني و أنا أمتنع ..
نسيت إخباركم أني في كل يوم أناقش أمر دراستي الجامعية مع أمي ..
هي لا زالت على رأيها ورافضة ولكن كما يقولون بالأمثال ( كثر الدق يفك اللحام ) سأصر على ما أريد حتى أصل له بإذن الله ..

استحممت صباحاً وسرحت شعري تواً ، أظنني جاهزة للذهاب لها ..
ارتديت التنورة السوداء والملاية الطويلة و سترت وجهي بالبرلين الشفاف ..
واتجهت إلى منزل خالتي أم عبدو ..

طرقت الباب وقلبي يدق بقوة .. أيكون عامر هُنا في منزلهم !!

لم يتمهل التفكير بالأمر مني لحظة لأنه صار يقف أمامي بطوله الفارع وعيناه بدأت النظر إلي عيناي بتفحص ..
ظللت صامته ، لا أجرؤ التحدث بحضرته ..
والخجل كان قد أخذ مني كل مأخذ ..

- تفضلي رغـــدة ..

تحركت دون أن أنبس بأي كلمة .. مررت بجانبه وأنا أشعر بنفسي أتقلص وأتآكل ...

و ما أن دخلت أرض الديار حتى لعلعت غادة بأعلى صوت :

- يــــــــــي دخيلوا إلي فتحلا الباب .. منيح الي تلحلحت ... شو ناديــن مبسوطة ...

ثم أطلقت ضحكة مجلجة أمام ذهولي وخجلي الذي يصل الآن ذروته ..
ولم أستطع الإلتفات إليه علّي أرى ما حاله هو بعد ما قالت ..
ولكني أكيده أنه يجؤرها بعينيه موبخاً لما قالت ..

تحركت مسرعة إلى غرفة غادة .. وهي تلحق بي قائلة :

- شو اشبك ... لهالدرجة وجك صار احمر .. إي شو حكينا ...

أواه ألا تفهم غادة .. ماذا تنوي أن تفعل بي !!

وما أن دخلت خلفي الغرفة حتى هجمت عليها وقرصت زندها بأقوى ما أملك ..

- يعليكي يا نادين ... عــــــــــــــــــــــــامـــر تعى شوفا على حئيئتا .. أاأأأي سيبيني بئى ...

تركتها وأنا أزفر بتعب ..
أشعر بنفسي وكأني كنت أركض آلاف الأميال ..
أتمنى ألا يكون عامر قد سمع صراخها الأخير !!!

- نادين معئول هيك !! يعني شو عملت أنا !!! المهم ما علينا هلا ... عامر عم يسألني بدا رغدة تكمل دراستا ولا لأ !!
- أكيد بدي ..
- بتعرفي عامر ألي خبرك إنو هو حيحكي إمك عشان هالموضوع وهو مستعد ياخدك للجامعة ويرجعك بالوقت إلي بدك وبئول إذا بدك بسجلك انتساب أريح عشان بس تروحي يوم واحد بالجمعة عالجامعة ...
أوه على حبيبي ... أكل تفكيري وتخطيطي يحله هو عني بثواني ..
شكراً عامر ..
شكراً قلبي ..
شكراً أبي ....


oOo

أحباب الياسمـين

عامـر

- دخيلك غادة روحي معنا على اللادقية بس يوم بالأسبوع ...
- إي شو بروح اعمل بّلا .. إنت بتدرس ونادين بتدرس وانا بقعد بتأملكم يعني !!! ما بتعرف إني ما معي شهادة ابتدائي كيف بدي روح جامعة !!
- غادة لو ما رحتي ما راح توافق أم نادين إنها تروح معي لحالا !!
- يا سلام يعني انا مِحرم إلك وإلها !! انتا مو اخوي ... إنتا إبن خالتي ما خي ولا بّي ..
- دخيلك غادة .. شو عم اترجاك معئول ما بتعملي من شاني شي .. انا مستعد سجلك هناك بأحلى معهد خياطة بتتعلمي خياطة بوقت ما أنا ونادين ندرس بالجامعة ... مو انتي نفسك تتعلمي الخياطة وبمكان حلو يعلمك الموديلات الجديدة .. مو الدئة الئديمة إلي بتعرفيا ....
- اممم طيب خلص ... يعني زليتك كتير ما بتهون علي ..
- يعني وافقتي ..
- ايه لكن وافقت ليه ما وافق .. بدي أتعلم أحلى خياطة وصير خيط أحسن من إما لنادين ....
- شكراً غادة .. شكراً يا احلى بنت خاله ..
- ايه دخيلك ومو نادين احلى مني !!
- انتي أحلى بنت خاله مو احلى بنت ........
- ههههههههههههههههههههههههههههه طيب مئبولة منك يا عامر وياويلك إزا بتعيدا ...



oOo

البرفسورة 08-08-09 04:18 AM



إنتحار النــرجـس


وعــد


بعد ماطلعوا الناس وعد ومـرام بالصاله ..
كانت وعد تبكي ومقهوره على المسخره اللي صارت بالعزء ومرام تحاول تهديها وتقولوا ماتزعل نفسها عشان ناس ماتسوى عديمين أحسااس ..
فجأه توقفت وعد عن الصياح وقالت : أيوه خلاص ... مرام جيبيلي مويا عشان أخذ علاجي أنا بروح غرفة أمي بكلمها شوي ..
مرام تقول بقلبها : أمي تحت اشلون تبي تروح تكلمها أظنها سرحانة
وعد راحت عند غرفة أمها وتفكر بشيء غريب ... لازم تروح عند ابوها .. بتروح له احسن ما تجلس بهدنيا اللي ما فيها احد يقدر شعور الثاني ..
وفتحت الدرج وطلعت صندوق أدويت أمها
وعد تقول : أيوه حلو أعذب نفسي وأبي أنسى الماضي أبي أنساه كله هو وهمومه أبي انسى الكلام ابي انسى الناس اللي عذبوا قلبي ...و خذت كمية كبيرة من الحبوب
وراحت غرفتها ا وبدلت ملابسها وبدت تبلعهم حبة وراها حبة

............
دخلت مرام غرفتها ووقتها وعد توها مخلصا الحبوب...........
مرام : وش فيك؟ وش تسوين ؟
وعد : ما فيني شي ولا شي قاعده أسويه
مرام : لا تكذبين
وعد: ما أكذب
مرام : وعد قولي الصدق ولا تكوني كاذبة .. انا أختك و اعرفك زين..
وعد : وش تبين اقولك بالضبط ؟!!
مرام : وعد أنتي تعبانه وشكلك راح تطيحين اليوم ويزيد عليك الصرع ..
وعد : لا تقولي صرع ترى هذا الاسم راح يخليني معقده .!!
مرام : طيب متى موعدك الجاي ؟
وعد :آآآآهـ موعدي... موعدي أمس ونسيته ..
مرام : أحمد عنده اوراقك الطبية وأمس موعدك ولا رحتي الطبيب..لازم الحين نروح المستشفى ..
قالت وعد بنبرة غريبه وفيه حزن : خلاص مرام إذا قمت الفجر وصليت اعرفي إني بخير أما إذا ما قمت تركيني وانسيني بالمرة .!!
مرام :وش قصدك مافهمتك ؟!!
وعد : خلاص خليني أحسن لي . أنا تعبانه اليوم وشكل حياتي قصيرة وما راح تتم
مرام دمعت عينها وقالت : وعد لا تقولين كذا الأعمار بيد الله....أنا طالعة اشوف امي ..
طلعت مرام وهي تبكي وكانت تحس مثل إحساس وعد لنفسها ..
وبعد ربع ساعه
مرام ما تحملت تترك وعد بحالها راحت لها بالغرفة و شافتها مغمضة عيونها وو جها مزرق وعاضه على شفايفها
شهقت مرام وصرخت : وعاااااااااااااااااااااااااااااااد
دخل سامر فجأة :مرام وش فيها وعد
أحمد دخل : ليش تصرخين ؟
...أغمى على مرام من الصدمة
أحمد وسامر ينظرون لبعض
أحمد : مرام
سامر : وعد

oOo

أشواك قاتلـه


أم خالد


كانت تكلم زوجة صالح (أم محمد)على التلفون وقالت لها كلام ريحها مرة ..
الله يجزيها خير زوجة حماها صالح ريحتها بكلامها ..
و هي قالت لها بعد عن آلام بطنها وقالت إنها تنتظر التحاليل تطلع ...
وبعد طمنتها ...
هالمرة ما شاء الله كلامها مثل البلسم على الجروح ...
ما تدري شقالت .. ما تذكر التفاصيل ولكن كل كلامها كان مريح ..
أكيد لأنها تتكلم عن الدين ..
الدين فعلاً يقوي الإنسان ..
ويصبره ..

يـــارب صبرني .. يـــارب ....
سمعت فجاة صراخ مرام و سامر إلي يسكتها ..
ركضت بسرعة غرفة وعد تشوف شو صار !!!


في المستشفى ...........
أحمد : اشلون وعد الحين
الدكتور : محتاجه غسيل معده ..
أحمد: ليش هي اللي فيها صرررع ليش غسيل معده
الدكتور يهز راسه بـ لا: هذي البنت اكلت كمية كبيرة من الأدوية ويتبين إن الأدوية اللي استعملتها ..لكبار السن ..
يعني هنا فيه محاولة انتحـــار وفعلاً من ضمن الأدويه فيه دواء الصرع..وإحنا لازم نعمل لهاا غسيل معده اللآن وحالاً ..

السيستر : استاذ أنت مع الاخت مرام؟!
سامر : أيه .. انا اخوها ..اشلونها مرام
السيستر : الحين الاخت مرام بخير ..وقامت بحمد الله كانت مجرد صدمه
احمد : اللحين زينة مرام
سامر : تقول ..إنها زينة
دخلت مرام الغرفة إلي فيها سامر وأحمد
مرام :ها اشلون وعد
احمد: في الغرفة يجهزونها للعملية؟!!
مرام : وش عمليته .. ؟!!
أحمد: مو عمليه غسيل معده عشان الأدويه اللي بلعتهااا
مرام مصدومة:يعني مو نوبة صرع ؟!!وعـــــــــــد كانت بتــ.. ـــنـــ..ــــتحر....!!! انتحـــأر؟!!
معقول اختي ضعيفه لهدرجه ؟!!
أحمد بدون مراعاة لمـشاعرها : أسمعوا عاد انت وياها.. لا أحد يدري عن اللي صار .. حتى امي لاتدري .. ولا مرت اخوكم
ما نبي فضايح .. يكفي انها مصروعه بعد انتحار.. والله ما تلقى رجال وحد يطل بوجههاا
انهارت مرام على اقرب كرسي لها وبكت اختها اللي احتمال ما تشوفها بعد اليوم ..مثل ابوها اللي راح..
وتبكـي قسوة اخـوها اللي ماهمه من كل هالوضع غيـر النااس ..


بعد العملية
مرام : خلصت العملية
أحمد : لا تسأليني شوفي الدكتور أول
مرام :أنا اكلم الدكتور انت رجال ولازم انت اللي تسأل مو أنا
أحمد :خلاص انا راح اسأل ... بس خلاص يكفيني اللي فيني .. ولي سوه فيني الشرطه بفعايل اختك ...
مرام :أف يلا بسرعه
جاء الدكتور :استاذ أحمد الحمد الله راح تطلع وعد بعد بكره بإذن الله الحمد الله اننا حاولنا يكون الادوية قليلة الضرر عليها وبأذن كل شـي تمام بالنسبه لصحتها ..
بس خلوها تأخذ علاج الصرع بأنتظام ..
مرام بصوت خافت : ان شا الله
مرام : الحمد الله ..
أحمد : الله ميسر علينا كل شي لكن الله يعينا على المصايب اللي بتجي واللي جت
مرام : هونها تهون يا أحمد.. واذكر الله ,
أحمد : وين تهون يا مرام واختك مسويه هالمصيبه ..وجرتنا وراها في سين و جيم ...
سكت شوي ثمن قال بتفكير" مرام ..سامر .. أسمعوا ..ما نبي فضايح .. اذا سالئكم احد قولو زادت عليها النوبه من الحزن وتبي تقعد بالمستشفى كم يوم..وبس لاحد يفتح هالسالفه ثانيه ..
هزت مرام راسها بالم .. وسامر ناظره بصمت ..

مرام دخلت غرفة وعد وشافتها وعليها الكمام و أبرة المغذي
مرام ماتحملت تشوف اختها بهذا الحال حتى انها بكت
سامر: مرام لاتبكين الحمد الله إنا اختنا بخير
مرام : الحمد الله

oOo

البرفسورة 08-08-09 04:20 AM

ذبول الورد

أم خالد


خلصت صلاة توها مسلمة إلا رن جوالها ردت بسرعة كانت مرام تبي تطمنها على وعد وانها والحمد الله قامت بالسلامة ...

يـــا رب لك الحمد يا رب ..
يـــــا رب لك الحمد يــا رب ..
صا رلي ساعة من دريت بحالتها وانا أصلي لربي والحمدالله كرمه غرقني وانقذ بنتي ..

يـــا رب يــا رب يكون ابتلاء مو عذاب يا رب ..
يا رب إن كان بلاء فها أنا أجاهد الصبر وإن كان عذاباً من عندك فاغفر لي وأصلح لي شأني ...

بنتي ..
بنتي آخر العنقود..
يارب انك تشفيها و تزيل عنها الباس
يارب اسائلك الشفاء و العافيه .
يارب اشائلك ان تزيل عنها مرض الصرع
و تخفف عنها يا رحم الرحمين.
يا رب صبرني ...
يــــــــــــا رب صبرني
وارحـــم بنتي وأصلح حالها ..
يـــا رب اهديها ..
اهديها ..
اهديها يا كريم ..
يا قااادر على كل شيء ..
فأنت تقدر ولا أقدر ..
أصلح شانها يا رب ...

رجعت اتصلت على مرام لا شعورياً تبي تكلم أحد تبي تفضفض .. تبي تتطمن على بنتها ..
ردت عليها مرام وعلى طول قالت لها :

- يمه مرام مو قادرة وينها بنتي كيفها خليني اكلمها .. مو قادرة ازورها ما يصير اطلع وانا بالعدة ... قولي لي يا مرام وينها وعد وينها !!
- يمه الله يهديك ما فيها الا العافية تراها بخير وتمام والنوبه عدت بخير صارت وما فيها الا العافية .. بس يتجلس يومين عشان يشوفها الدكتور ..
- الله يصبرني يا بنتي ... الله يصبرني ..


oOo

أحلام الفـل


حنين

طلعت حنين مع أبوها للمستشفى..
عرفت إن وعد تعبت وراحت تزورها..
عند بوابة المستشفى..
وقفت سيارة أبو حنين..
نزلت حنين ودخلت على مايوقف أبوها السيارة في المواقف..
كلمت مرام وسألت عن رقم الغرفة ..
كان المستشفى هادي وكئيب..بكآبة المرض والموت..
جرت خطواتها المتثاقلة..
وصلت للغرفة اللي كانت في آخر الممر..
دقت بهدوء..
وفتحت الباب..
كانت مرام موجودة ..
وعد على السرير..والمغذيات موصلة فيها..
ووجها بدون ملامح..
والتعب مرتسم على ملامحها..
وهالشي توقعته في وعد..ويمكن شافت شي منه أيام العزاء..
سلمت عليهم ..وسألت وعد عن حالها..
بعدها ثواني..
دخلت الدكتورة-
السلام عليكم..
البنات- وعليكم السلام..
الدكتورة- هاه ياوعد كيفك اللحين
وعد- الحمد الله
الدكتورة سحبت الكرسي وجلست وقالت-
مو مصدقة إن بنت في عمر الربيع ومثل القمر تضيع نفسها وتحاول تنتحر..
وتضيع دنيتها وآخرتها......................!!!!!!!!!!؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
كان الخبر على حنين مثل الصااعقة..
كيف وعد تنتحر؟؟
كيف تفكر مجرد التفكير إنها تموت نفسها؟؟
هذا كله بسبب الموت..
يعني لو مات أبوها ممكن تسوي كذا؟؟
ممكن تغضب ربها وتخسر دنيتها وآخرتها..
تأثرت حنين كثيييييير بهالشيء اللي صار..
تعبت نفسيتها..
وعرفت إن صديقتها وعد وصلت لأقصى مراحل اليأس..
تبخر كل الكلام..اللي كانت ناويه تقوله لوعد..
وتحطمت القوة اللي كانت تتصنعها..

ماتحملت الموقف..
طلعت على طول وهي تبكي..
عند الباب..
شافت آخر شخص تمنت تشوفه اللحين..
انصدمت..معقول هذا أحمد..
أحمد كان منهار..والتعب والوجع وااضح في كل خلية فيه..
أول مرة تشوفه من موته أبوه..
أول مره تشوفه كذا..
وصلها الألم العميق اللي يعيشه حبيبها..
وفي لحظة تخيلت إن ردة فعله تكون مثل وعد..
وإن الصدمة ممكن تخليه يسوي أي شي..
وممكن ينتحر زي وعد..
وممكن يختفي..
وينتهي من حياتها...
لا..لا..
إنهارت تبكي ..
المرض..الحزن..الوجع..الإنكسار..
شافتها في عيونه..
شافتها في ملامحه..
مشت بسرعة..
وقفت عند البوابة وهي تبكي بحرقة..
تبكي زمنها اللي كل يوم ياخذ منها شيء..
ماعرفت وين تروح لأنها ماعرفت وين أبوها وقف..
طلعت جوالها ويدها تهتز عشان تكلم أبوها..

حنين..
إلتفتت بصدمة..
وشافته واقف..
أحمد - إنتي بخير
رخت عينها في الأرض وقالت بصوت مبحوح..
الحمد الله
أحمد- اشفيك؟
تأملته بحزن..
وبكت ..
توجع أحمد وهو يسمعها تبكي..
أنينها المكتوم يقطع قلبه..
قال بحنية- حنين أنا بخير..لاتقلقين..
بكت حنين أكثر وأكثر..
وبين دموعها طلع صوتها الخافت..
وقالت - بروح اللحين..
طلعت بلا هدى ودقت على أبوها وسألته هو وين..
علمها مكان السيارة انتظرت شوي لحد ماجاها..
لأنه دخل عند وعد.
أبو حنين- ماطولتي
حنين- لا ماأبغى أتعبها إذا طلعت البيت إن شاء الله أروح لها.

oOo


البرفسورة 08-08-09 04:21 AM


عطـر الورد


وعـد

وبعد يومين
موعد خروج وعد من المستشفى ..
مرام كانت تجهز اغراض وعد عشـان بيطلـعون دخـلت عليهم وحده كانت تحسبها مرام من الممرضات بس يوم تكلمت وخبرتهم انها مشرفة مرسلها المستشفى
عشان محاولة الأنتحار .. اللي خبرهم أحمد انها بسبب ظروف حزنها على أبوهـــــــا ..
المشرفه :هاه كيفك عد اليوم .. ان شاءالله أحسـن ..
وعد بصوت تعبان :الحمدالله بخيـر ..
المشرفه :وعد انتي تعرفي وش اللي اقدمتـي عليه بمحاولة انتحارك ارتكبتي كبيره من الكبائر اللي منهي عنها .. انتي حاولتي تحطي حد لحياتك وهذا مو من حقك
ربي اللي وهبك هالروح وهو بس اللي يقبضها .. لاتحاولي تعذري بظروف اللي مريتي فيها وانك حزينه .. لأن هذا بعد مايشفع لك ..
فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( مَن تردى من جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنم يتردى فيه خالداً مخلداً فيها أبداً ، ومَن تحسَّى سمّاً فقتل نفسه فسمُّه في يده يتحساه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً ،
ومَن قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يجأ بها في بطنه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً )

الحديث واضح لا شبهه فيــــه .. وانتي انسانه مسلمه تربيتي على تعاليم الدين الأسـلامي وعارفه ان الأنتحار محـــــرم .. ليش اقدمتي على شـي مثل هذا كان ممكن ان تكون خاتمتك سيئه بأنتحارك .. بس ربي ماأراد سبحـانه .. عندك فرصه انك ترجعي لربك بعد الكبيره اللي ارتكبتيه وتوبين إليـه ..لاتحسبي ان محاولتك الأنتحار فيها ايذاء لنفسك بـس .. محاولتك الأنتحـار فيها أعتراض على اقدار الله ...اتمنى لك الهدايه والصلاح وتفضلي هالكتيب راح يفيدك ان شاءالله وبيوعيك للعظم المحاوله والكبيره اللي كنتي مقدمـه عليهــااا ...

وفي البيت
مرام : وعد خوذي حبتك
وعد : توك قلتيلي قبل ساعه ما يصير أخذ الدوا بعد ساعة
مرام : أخاف تنسين وأنا ودي اذكرك
وعد : يا بعد عمري .....أنا بخير
دمعت عيين وعد وتقول بقلبها هذا وأنا مريضة لو مت وش راح يصير بحال اختي .. مسكينه مرام حامله همي موكفايه عليها صدمت موت أبوي ..وأمي اللي فالعده وتعبانه ..يعني اجي انا وازيد همها بمحاولتي السخيفه
للأنتحار يعني لو صدق مت كيف بقابل ربــي وأنا ذابحه نفســـي ...
يارب اغفرلي الشيطان اعمى عيني ...
والحزن كسر قلبي
اللهم اعف عني و تسامح
يارب اغفرلي زلاتي و قوي قلبي وصبرني على ما بليتني يا حي يا قيوم
( ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا و ترحمنا لنكونن من الخاسرين )
ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار
اللهم انت ربي لا اله الا انت ..
خلقتني وانا عبدك وانا على عهدك ووعدك ما استطعت ..
اعوذ بك من شر ما صنعت..
اعوذ بك من شر ما صنعت..
اعوذ بك من شر ما صنعت..
اعوذ بك من شر ما صنعت..
وابوء لك بنعمتك على وابوء لك بذنبي فاغفر لى..
فانه لا يغفر الذنوب الا انت..

ومسكت الكتاب اللي أعطتها المشرفه وجلست تقرأ فيه
يمكن تلقى فيه شيء ينسيها همها وحزنها و يقوي قلبها ...


oOo

تمـرد شقائق النعمـان


أحمـــد

كان الجوال ما يفارقه ..وعيونه ما تشبع من قراءة الرسالة ..فتح الرسائل وحط الرسالة ..وجرت عيونه عليها مرة بعد مرة ..
((أعلم أنه قاسي ذالك الذي تمـربه..
وأعلم أنك تعيش فجعة الفـراق..
ولكن الصـبـر ياحـبـيـبـي..
ذالك قدره..
وذالك عمــره..
لاأملك كلمات مواساة لأني أعـرف أن مابـك أكبـر من كلماتي..
ولكن..أقول لك..
إقرع أبـواب السماء..
وأستعن بـالله..
سأكون هنا حولك..
وسـتـبـقـى روحي تحيط بـك ..
أحـبــــــــــــك,,))

كلما يقراها يحس برعشة داخل صدره ..يحس بحنين داخل قلبه ..لهالدرجة هي تحس فيه ؟ولا قلبها هو قلبه ؟ولا قلبه وقلبها واحد؟
وستبقى روحي تحيط بك ..
غرقت الدموع عيونه وعض شفايفه وطفا المسج وسرح في الفراغ قدامه ..
أصلا مافي داعي يقرا الرسالة ..لأنه حفظها صم ..
اااااااااه يا حنين ..اااااااااه يا حب السنين ..
ما توقع يتأثر بلفتتها الرقيقة ..ما توقع أنه رومنسي لهادرجة..
حاول يبلع الغصة القاسية في حلقه ..ورجعت ذاكرته غصبا عنه لورا ..
كانت متعلقة فيه بشكل كبير ..هو من بين كل أولاد عمه ..وتذكر المرات اللي كانت دايما تجي عنده ..وهي طفلة بأربع سنين ..
تجلس بحضنه وهي تنزل راسها بخجل ..
وبيدها حبتين شوكولاته ملفوفتين بورق ملون ..
وحدة له ووحدة لها ..
كان لما يقوم يلقاها وراه ..مافهم سر تعلقها فيه ..
وكانوا أولاد عمه يضحكون عليه ..وكان ينقهر ..ويتضايق منها أحيانا ..
بس مرت السنين ..وكبرت حنين ..
وصارت أحلى وأحلى ..
ولما كبر هو زاد اعجابه فيها..
وكان يشوف نظرة وحدة بعيونها ..
نظرة حب وشغف ..
أحلى من عيونها العسلية عمره ما شاف ..
وابتسامتها الحنونة ..ملامحها أقرب للبراءة والطفولة ..
شعرها ..زي خيوط الحرير حولين وجهها الأبيض..
لا ما كان الشكل هو اللي خلاه يحبها ..
كان الحب هو اللي خلاه يعشقها ..وما يفكر بغيرها زوجة له ..
لا ما طلع وياها ..ما جرب يشوفها بدون حجاب..
ولا حتى احتفظ بصورة لها ..
لا ..حنين غير ..
صح عنده عدة تجارب ..قذرة ..
لكنه بيوقف ان شاء الله ..وبيمسك رغباته ..عشانها ..
وبينظر الوقت المناسب عشان يخطبها ..
بس ..ياربي ..موت أبوه خلاه ينسى كل تفكيره بأن تخطبها أمه ..
بس لا ..حنين ما بتطير من يده ..
لازم ينتظر شوي لين تهدا الأمور بعد موت أبوه ..وبعدين يفتح الموضوع مع أمه ..
تنهد أحمد وبنفس الوقت دخلت مرام المجلس ورقت ملامحها لما شافت أحمد جالس لحالة ..على الأرض ومسند ظهره على الكنب ..يناظر الأرض بحزن وحواجبه منعقدة بتفكير عميق ..ألف فكرة تدور براسه ..
مرام بهدوء:
-أحمد ليه جالس لحالك ؟
رفع راسه وناظر أخته ..ابتسم لها بضعف :
-هلا مرام انتي هنا؟
قربت مرام وجلست جنبه على الأرض ..وقالت بصوت خافت والدموع تملا عيونها:
-أنا جالسة هنا عشان أمي تحتاجني ..ووعد حالتها ما تسر أبدا ..
-شلونها وعد ؟قصدي جتها نوبة أو شي؟
مرام بحزن :
-انهيارها يخوفني كثير ..ومو بعيد تصيدها نوبة في أي لحظة ..
زفر أحمد وناظر وجه مرام الشاحب وعيونها الدامعة ..وشعرها المرفوع بإهمال ..مسك أحمد يدها وقال بهدوء:
-مرام خليك قوية ..عشان أمي ..ووعد ..
سالت الدموع من عيون مرام وقالت بصوت مهتز يرتجف بالبكا:
-أنا ..أحاول أكون قوية ..بس ..بس ..ماني قادرة أجلس لحظة من دون أبوي بهالدنيا ..تصدق يا أحمد؟ ما بنشوف ابوي مرة ثانية ..أبوي خلاص ماااااات !!
وأجهشت بالبكا فضمها أحمد وسند راسها على كتفه ومسح على شعرها :
- مرام حبيبتي ..الموت حق ..هم السابقون ونحن اللاحقون ..لا تصيحين يا مرام ..أنتي تعذبينه لما تصيحين ..لو كان أبوي هنا كان مارضى يشوفك كذا ..تبكين ..
رفعت راسها وناظرت وجهه وقالت بهمس مرتجف:
-أمي ..أحمد لازم تتأكد ..أكيد نتيجة التحاليل طلعت ..
خفق قلبه بهلع ..ياربي شلون نسى أمه ؟أنها أحتمال كبير جدا تكون مصابة بالتهاب الكبد الوبائي زي أبوه ؟
ناظرها بشحوب:
-وانت الصادقة شلون سها عن بالي هالشي؟
-ياربي لو طلعت أمي مريضة بهالمرض كان فقدتها !
وبكت مرام فناظرها أحمد بأسف..شلون انقلبت حياتهم لمأسي فجأة ..كانوا يعيشون براحة ..قد يكون هذا ابتلاء من الله ..إن الله إذا أحب عبدا إبتلاه ..
رن جواله فجأة فناظر الرقم "عصام يتصل" ..
رد :
-هلا عصام؟
-أحمد ؟شلونك اليوم ؟
-أنا زين ..متى بتجون ؟
عصام بخجل :
-احنا عند الباب بس يسور يستحي ندق الجرس..
ضحك أحمد :
-شعنده الخجول؟ داخل على خطيبته يعني؟
ضحك عصام:
-شدراني عنه ! بس قال نتصل عليك أحسن ..يمكن الوقت مو مناسب ..يعني تدري ..ظروفكم الحالية ..
-طيب أنا جايكم الحين ..
سكر التلفون وقال حق مرام وهو يوقف:
-مرام دخلي داخل ربعي جايين عن الباب ..وبدخلهم ..
قامت مرام ومسحت دموعها فكمل أحمد قبل لا يطلع :
-نبهي وعد لا تطلع ويشوفونها ربعي وأتفشل ..و قولي حق الخدامة تجيب قهوة وشاي ..
ابتسمت مرام :
-أحنا في رمضان نسيت ؟!
ضحك أحمد مستدرك :
-يووو شفيني نسيت ..خلاص خلاص انتي طلعي وانا بروح لهم ..
وطلعت بسرعة ..
تنهد أحمد وطلع برا الحوش وبطل الباب واتبسم غصبا عنه لما لقى واحد طويل أبيضاني عيونه لماعة بذكاء وخبث وجنبه واحد رزين بنظارات ..وكان طبعا صديقنا المحامي..
-هلا فيكم ..حياكم الله تفضلوا ..لا تستحي يابو أربع عيون ..البيت بيتكم !
حمر أبو نظارات وضحك :
-شفيك يكفي عصام قعد يعايرني ..(وقال يتفلسف )أنا شفت أن من باب اللباقة والتهذيب أن ندق عليك أول ونتأكد من أن موعد زيارتنا مو غلط و...
قاطعه أحمد وهو يدخلهم :
-لا غلط ولا شي شدعوة هذي مو أول مرة تجون عندي ..
ناظر عصام أحمد ..كان يبتسم بس حس في ملامحه شي من الإنقباض والحزن ولمعة قلق..مسكين أحمد ..
دخلوا المجلس وقعد ياسر بوقار على أحد الكراسي ..وجلس أحمد قريب منه ..أما عصام فجلس على الأرض وهو يقول:
-أنا عاد بقعد على الأرض جسمي متعود ياخوك ..
-لا تفشلنا يالبدوي ..قوم يالله وتسنع وأقعد عالكنب ويانا ..
تأفأف عصام وجلس على الكرسي..
ياسر باهتمام :
-شلون الأهل ؟شلون متقبلين اللي صار؟
تنهد أحمد :
-والله حالتهم صعبة ..موته كان صدمة يا ياسر ..
ياسر بخبث:
-ها ما قلت لي ..أبوك وقع الأوراق؟
ابتسم أحمد بحزن لما تذكر أبوه الميت ..
-الله يرحمه ..خليته يوقع الأوراق ..وقع من دون ما يشوف مثل ما توقعت ..
لمعت عيون عصام :
-يعني صرت غني ؟
ضحك أحمد بسخرية :
-أي غني الله يهداك اللي يسمع يقول ورث عملاق وشركات وأراضي وملايين ..كلها عقار ومزرعة صغيرة ومبلغ بالبنك..وعمارتين حالتهم حالة ..
ياسر :
-طب ما قلت لي..وقع على ذيك الورقة ؟
ضحك أحمد :
-قلت لك وقع على كل الأوراق ..كلها!
ياسر مو مصدق:
-معقول ما شاف!!
عصام بحيرة :
-أي ورقة ؟
أحمد :
-الله يسلمك حطيت هالورقة بين أوراق التوكيل .وأبوي ما حس ..
عصام بعدم صبر:
-أي ورقة ؟
أحمد بخبث:
-هههههههههه ورقة يكتب فيها فلوسه اللي بالبنك لي !!
اتسعت عيون عصام بصدمة :
-شلــــــــــــون ؟!!فلوسه بالبنك ؟يعني أخوانك مالهم شي؟
أحمد باسترخاء:
-خليهم يتذابحون على إيرادات المزرعة والعمارتين ..والأربعمية ألف اللي بالبنك لي!! لأنها ما دخلت بالورث !!
ضحك أحمد ووياسر بينما قال عصام بتعجب:
-أما إنك داهية ..شلون فكرت بهالشي وأبوك كان يحتضر؟
أحمد بحزم :
-كل انسان يركض ورا مصلحته بهالدنيا ..وأبوي مرده بيموت ..الله يرحمه ..
-طيب أنت بتاخذ فلوس البنك وأخوانك ياخذون البقية ؟
أحمد بسخرية :
-أما أنك ساذج ! أنا عندي توكيل بالأملاك ..وانا اللي المفروض أعطيهم أنصبتهم ..
عصام بإصرار:
-طب بتعطيهم حقوقهم ولا لا؟ولا بتبلعها ؟
عصب أحمد :
-شقصدك أبلعها ؟
-قصدي .. سامر وخواتك صاروا يتامى يا أحمد..وهذا فيه أكل مال اليتيم بغير حق ..
تأفأت أحمد :
-عن الفلسفة ..أنا مو حرامي أبوق فلوسهم ..بس بستثمرها وباخذ أرباحها لي وأجارات العمارتين باخذها بعد ..وبعطيهم كم ألف أسكتهم !!
انصدم عصام من كلامه ..صدق اللي يسمعه ؟ما هقى أن صديقه ظالم كذا!!
حاول عصام يقنعه :
-أحمد اسمعني ..هذا ظلم لهم ..هذا تركتهم من أبوك الله يرحمه ..وأنت تعرف عقاب الظالم يوم القيامة؟ قبره يصير ظلام ويضيق عليه حتى تختلط ضلوعه ببعضها ويوم القيامة يغشيه ظلام وما يقدر يعبر الصراط و..
قاطعه أحمد ببرود :
-وفر محاضراتك الدينية لنفسك يا عمرو خالد ..أنا عارف اللي أسويه وما بغير رايي..وقلت لك توني أنا بصرف عليهم ومتى ما بغوا بعطيهم اللي يكفيهم ..والباقي لي..
ياسر لما توتر الجو :
-شباب هدوا شوي ..عصام أحمد حر باللي يسويه ..
تنهد عصام وناظر أحمد بقهر ..
وش هالتناقض!!
انسان حزين على أبوه ..انسان دمعت عيونه من رسالة حبيبته ..أنسان توه حضن أخته مرام وقالها تكون قوية ..والحين يفكر ياكل حلالهم من أبوهم من دون ذرة تأنيب ضمير !!
مسلمين أخر زمن !! ناس عبيد الفلوس ..
قام ياسر فجأة :
-احنا بنمشي الحين ..من رخصتك !
أحمد بصدمة :
-أفا ! تو الناس !!
ياسر مبتسم :
-معليه أنا عندي مشاغل شوي لازم أخلصها ..
ناظر أحمد عصام اللي كان محمر ومقهور من أحمد :
-وأنت بعد بتروح ؟
عصام من بين أسنانه :
-بروح عندي موعد عند دكتور الأسنان ..
كان بيحن عليهم عشان يقعدون بس تذكر فجأة تحاليل أمه فوقف وقال بابتسامة عذبة :
-يلا أشوفكم على خير يا شباب ..ونلتقي بالشقة مرة ثانية ..
وودعهم بعبارات التوديع المعتادة لين طلعوا ..
وركب على طول سيارته وطار للمستشفى ..
الله يستر ..الله يستر بس ..
أول ما نزل أحمد ناظر المستشفى بنفور..بقرف ..
هالمستشفى اللي مات فيه أبوه ..اللي صار له كل يوم من يوم ما مرض أبوه رايح جاي هالمكان ..
واللي بيعرف فيه نتيجة التحليل..أمه ..هل مصيرها تموت بمرض بشع زي التهاب الكبد الوبائي؟؟
حس بقشعريرة بجسمه بمجرد التفكير بهالموضوع ..
دخل المستشفى وطلب مقابلة الدكتور المسئول ..
موظفة الإستقبال المتنقبة :
-تفضل أخوي ..دقايق وأتأكد من مواعيد الدكتور ..
جلس أحمد على كرسي معدني ..دقايق وقالت الموظفة :
-تفضل داخل ..
قام أحمد يجر رجل ويؤخر رجل ..خايف ..خايف يعرف أن أمه .....يااااااااربي ..يارب ما يكون المرض في أمي ..أرحم حالها يا ربي ..
دخل غرفة الدكتور اللي قال بدون ما يناظره :
-الأستاذ خالد محمد الـ.......؟
-لا أنا أحمد أخوه ..
-تفضل ..
جلس أحمد بكرسي جلدي بارد ..كل شي بارد بهالغرفة ..حتى الدكتور قاعد ببرودة أعصاب يراجع تقارير قدامه ..قال الدكتور بصوته الجامد :
-أنت اللي مات أبوك قبل كم يوم بالتهاب الكبد الوبائي؟
انقهر أحمد ببساطة يقولها بدون ذرة احساس أو تعاطف ولا حتى كلمة تعزيه ؟
قال أحمد بتوتر:
-أي ..وقبل فترة جاب أخوي أمي هنا تسوي تحاليل ..عشان نتأكد إذا عاداها أبوي ولا لاء..
الدكتور بنفس الجمود واللامبالاة :
-التحاليل تقول هنا إن أمك مصابة بهالمرض فعلا !!
تجمد أحمد وانحبست أنفااسه بحلقه ..وحس بعصرة تعصر قلبه وبخوف رهيب يتملكه ..وارتجفت يده وهو يستوعب كلام الدكتور البارد..اللي كان خايف منه صار..أمه ..حبيبته ..أمه الحنونة..مصابة..بهالـ.......هالمرض.!؟!!؟
ارتجف ذقنه وسالت الدموع من عيونه :
-أمي ..أمي فيها التهاب الكبد الوبائي ..متـ...متأكد يا دكتور؟
الدكتور بنرفزة :
-اف قلت لك إن فيها المرض ومافي مجال للخطأ يلا امش وراي مرضى غيرك !!
هنا انفلتت أعصاب أحمد وقفز يسحب ثياب الدكتور اللي ناظر أحمد بخوف وهو يصرخ بثورة :
-أنت ما تستحي على وجهك ؟!تقولها بعدم احساس يالحجر ؟!هذي أمي ياللي ما تحس ..أمي ..لو كانت امك في يوم من الأيام هل بتكون هذي ردة فعلك ؟؟!!
الدكتور صرخ بهلع :
-وخر عني !! وين الأمــــــــــــن؟!!
أحمد وهو يبكي :
-أنا خسرت أبوي قدام عيوني ..راقبته وهو يذبل ويموت ..والحين جا دور أمي أراقبها تذبل وتموت ..وتتركنا ..تترك أخواني وخواتي ..تروح وتخلينا !!أنت ليش ما تحس ليــــــــش؟!!
كان صراخ أحمد واصل برا فأقتحموا الممرضات الغرفة ومعاهم دخل ضابطين أمن فصرخ الدكتور:
-وخروا عني هالمجنون !!
مسكوا رجال الأمن أحمد وسحبوه بقوة فصرخ أحمد وهو يبكي :
-وخروا عني !!خلوني أأدب هالحجر !هذا ما يحس ..بكل برود يقول لي أمك فيها التهاب الكبد !!ياااااارب يجيك هالمرض وتعاني منه وتموت أو يجي أمك وتموت قدامك ياللي ماتحس !!
قال واحد من رجال الامن بشفقة :
-صل عالنبي وأنا أخوك ..وخل أيمانك بربنا قوي ..تعال ..تعال اجلس برا عشان تهدا ..
وطلعوه وسط نظرات الصدمة من الممرضات ونظرات الإحتقار من الدكتور اللي عدل ملابسه وقال ببرود للممرضة ولا كأن صار شي:
-يلا دخلي المريض اللي بعده ..
أما أحمد فجلسه ضابط الأمن على كرسي وربت على كتفه :
-استهدي بالله ولا تتوتر الدنيا ما تسوى..تحب أجيب لك موية أو قهوة من الكفتيريا ؟
أحمد غطى وجهه بيده :
-مشكور مايحتاج ..خلني لحالي شوي ..
ربت ضابط الأمن على كتف أحمد بتفهم وراح ..
تنفس أحمد بسرعة وضربات قلبه تتسارع ..أمه مصيرها الموت ..لكن المرض في مراحله الأولى ويمكن علاجه صح؟اااخ لو ما فقدت أعصابي كان سألت هالزفت على الأقل هل نقدر نعالج المرض؟ بس كان يستاهل الضرب...
ياااااربي وش هالمصايب اللي تتحذف علينا من كل صوب ..أول ما مات أبوي طلعت أمي مريضة ..الله يستر من المصايب الجاية !!!

نعم يا أحمد ..الله يستر الأيام وش مخبية لكم من مفاجأت!!


البرفسورة 08-08-09 04:22 AM

أواهٍ على حالي..
وجع جديد يخترق أوصالي..
يمزق أوردتي..

هاهو الموت البطيء يجتاح أشلائها..
هاهو المرض يغزوها هي أيضًا..
هاهي رحلة الآلام تسلك طريقها لأمي..
نعم أمــــــــي،،،
تلك الأرملة التي لم تجف عيناها حزنًا على رفيق العمر..
تلك الروح التي جمعت.. وجع الفراق..
ووجع الفقد..
ووجع الإنكسار..

وهاهو..وجع المرض..
يتخذ مكانا من روحها النازفة..

أواهٍ..
ياحلوة اللبن..
ليتني الآن بحضنك..
ليتني أتوسد ذراعك..
وأشكو لك..
نعم أشكو قهرالزمن..
وأقول لك أن المرض أخذ أبي..
وهاهو يجتاحك ليأخذك مني..
أريد أن أبكي بين يديك وأقول لك..
لاتدعيه يأخذك..
لاترحلي عني..
فوجعي برحيل الغالي لم يهدأ..
ومصابي..لم ينتهي..
وجراحي لم تبرأ..

حين كنت طفلاً..
كنتي تمسحين دموعي..
وتسمعين شكواي..
وتمنحيني أمنًا وأمانًا..
ولكن ياترى هل ستسمعيني الآن؟؟
وهل لي أنا القدرة على الشكوى إليك؟؟؟
هل بإمكاني إخبارك أنك وجعي!!
وأنك قد تغادريني يومًا!!
أسئلة لاإجابة لها...
سأمضي بوجعي بعيدًا عن حضنك الدافئ..
فهنا يقف الزمن..
وعند شكواي..تقف الحلول..
ذاك هو قدري..
وذاك هو قدرك..

oOo

البرفسورة 08-08-09 04:24 AM

أوراق نديـه

وعــــــــــد
خلصت وعد صلاتها..وجلست على سجادتها
تفكر في الحال اللي وصلوا له..
انفتح الباب ودخلت ريم ومعها بوكيه ورد أبيض..
ريم- عمه هذا الورد لك.
وعد- من مين؟
ريم - ماأدري.
وعد- هات أشوف
قرأت البطاقة..
(الحمد الله على سلامتك..وماتشوفين شر..
حنين،،)

إبتسمت ..وقالت غريبة ماجات..
بس لفت إنتباهها ظرف أبيض في أسفل البوكية..
طلعته وفتحته لقت ورقة..

(لاأعلم ماذا أكتب..
وهل ستسعفني أبجديتي للحديث معك..
فاأنا ياصديقتي لازلت أعيش الصدمة..
صدمة فراقك..الذي كنتِ ستصنعينه بنفسك..
كيف تختارين الموت وقد أعطاك الله الحياة؟؟
كيف تخسرين دنياك وآخرتك؟؟
كيف تتركين من غرس الله حبك في قلوبهم؟؟
كيف ترحلين؟؟
وبإرادتك!!!
تساؤلات كثيرة أعرف أن إجابتها صعبة..
أعرف أن الموت صعب..
وأن اليأس هو ماقادك إليه..
ولكن تذكري ياصديقتي..
أن خلف كل يأس بوابة أمل..
وأن خلف اليوم غد لابد أنه أجمل..
وأن الله ينزل الرحمة علينا..
لتغسل آلامنا..
أعرف أن الفقد موجع..
وأن رحيل والدك قد كسر الدنيا في عيناك..
ولكن لابد للحياة أن تستمر..
أنا لا أتكلم من فراغ..
أنا أشعر بك..
فقد تجرعت مرارة الفقد حين فقدتها..
حين رحلت أمـــــي..
حين تركتني في معترك الحياة وحيدة..
تسعة عشر عاما مضت..
ولم أنطق فيها ذالك الإسم..
لم أمتع شفتاي بذكره..
لم تقبلني أمي في ليلة العيد..
ولم تصحو معي للمدرسة ذات صباح..
ولم تذهب معي إلى مدينة الألعاب..
رحلت وتركت لي يتمًا مبكرًا..
ومع ذالك لازالت روحي تعانق ذكراها...
لازلت أصنع من الحياة أشيائي لأجلها..
لازلت أبحث عن الفرح..لأنها ستفرح لسعادتي..
لازلت أذكرها بعشق..
بشوق..
أسمتني حنين..
وكأنها تعرف أنها ستترك لي الحنين مدى الحياة..
كأنها تعرف أنها راحلة..فأختارت الحنين ليصل حاضري ومستقبلي..بماضٍ حواها ذات يوم..
صديقتي..
هاأنا رغم الحزن واليتم وقسوة الحياة..
أبحث عن الحياة والفرح..
ليس لأجلي فقط..
ولكن لأجل من أحبني ورحل..
ومن أحبني وبقي..
فأجعلي من حب والدك..وذكراه..
أملاً جميلاً يسكنك ويسكن أحلامك..
إصنعي لبقاياه وطنًا عذبًا لاتسكنه سوى الأفراح والأمنيات..
إبحثي في مساحات الخير عن صدقة تكتب له..
كوني وعدًا..يتحدى الألم..
لن أقول كفى حزنًا..
ولكن إصنعي شيئًا من الأمل لذاك الحزن..
إستعيني بالله..
وضعي حمولك على فاطر السموات والأرض..
وثقي أنه لن ينساك..
ولن يخذلك..
مدي يديك نحو السماء..وتأكدي أنها لن ترد..
،
،
،
إلى أن أراك كوني بخير...

"حنيــــــن")

البرفسورة 08-08-09 04:25 AM

قفلت وعد الورقة..
وجلست تبكي..
وحست إنه كلام حنين صح فيه ناس تستاهل تعيش عشانهم..
تذكرت أمها المسكينة..
أخوانها..
أبوها..لو درى بحالها..
أستغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم..
،
،
حنين حست نفسها مو مؤهلة تروح لوعد هالوقت
عشان كذا بس عرفت عن طلوعها..
عشان كذا أرسلت لها البوكيه..
وكتبت لها الكلام إللي ماقدرت تقوله..
،
،
،



oOo

أحزان العيد وفرحة الورد


أسماء


أسمـاء اللي تعـودت تسوي حلويات العيد بنفسهـا بس الشكـولاته يجيبها خالد من برى .. كانت تحب التفنن بالحـلويات .. دخلت عليها مي بالمطبـخ ونطت على الطاوله
مي :ماما دقيت على بابا مافتح ..
أسماء وهي تخلط الكيك :ماراح يفتح لك ليه تزعجين نفسك ..
مي :اشتقت له ابغى اسلم عليه وأعايده ..
اسماء :مي حبيبتي .. ابوك حزين مايفكر بالعيد ..
مي وهي تأرجح رجولها :الا متـى يعني مليت أناا .. اووووووف مو كفايه مانبسطـنا بتشري للعيـد ولااشترى لنا العاب ولاعيـديات ...
اسماء بتصـرفها :انتي كلمتي خالك ناصـر قبل شـوي يوم اتصـل ..
مي بحماس :لااا .. متى اتصـل ..
اسماء :قبل شـوي .. هو قال بيتصـل مره ثانيـه ..روحي اجلسي بالصاله ليدق وترد عليه عمتك وتفضحنا فيه ..
مي بضحكه :تصوري تهزئه مثل ذيك المـره ..
اسماء :عيب هالكلام وش تهزئه يالله روحي للصاله ..
مي :اووف ماما انتي طول اليوم بالمطـبخ .. متى بتخلصين حتى ليلة العيــد تشتغلين ..
اسمـاء :وانتي وش دخلك احمدي ربك ماقلت ساعديني ..
مي نطت بسرعه بتطلـع :لااا إن شاءالله ماأحب المطبـخ أنا ..
هزت أسمـاء راسها بيأس من بنتهااا .. هي يوم كانت بعمرها كانت تعرف تطـبخ حتى الطبخـات الشعبيـه صدق كانت مكروفـه من أمها .. بس بنات اليوم مدلعــات ..يالله
العافـيه ..
بعد ماخلـصت شغلها وطـلعت من المطبـخ شدها صراخ مـرام اللي جاي من الصاله ..وراحت تركض لهاا ..
مرام :قسم بالله لو ماقصرتوا الصـوت لكون مكسره التلفزيون على راسك انتي وياهااا ...
ريم اول ماشافت امها نطت وتخبت ورها :ماما شوفيها ماتبغانا نشوف التلفزيون ..
اسماء :مرام وش فيه ..
مرام :وش فيه تسأليني وش فيه مسرع مانسيتوا مشغلين اغاني ويرقصن ولا كأن جدهن مالهن كم يوم من مااات ..
اسمـاء لفت على بناتها بغيض :ليش تشغلن أغاني ..
مي بعصبيه :اووووووف مللللينااا ..بكرررررره عيد يالنااااس .. لوعتونااا بحزنكـــــــم ..
مرام بعنف راحت بتظربها بس مي هربت :ياحـيواانه ياقليلة الحـــــــيااا
اسماء :خلاص مرام هدي انا ادبها قليلة الأدب ..
مرام :لاااه صح النوم توك تفكـرين تأدبينهـــا .. الله اعلم اذا ماكنتي انتي ورى كل هذا .. هذا شكرك وترحمك على ابوي اللي كان يعدك وحده من بناته ...ماأقول الا ياحساافه ..
بعد ماطلعت مرام طلعت مي من مخبأهااا ...
ورجعت لمكانها قدام التلفزيون وشغلته بس وطت على الصوت ...
ريم :ياخوافه ..
مي :ماشفتيها كيف تناظريني ولاماقلتي خوافه ..
ريم :خربت علينا وناستنا وش جابها هـي جدتي وعمتي محتاجينهااا ..
مي :ماتقدر تنقهر لو أخذت امي حريتها فبيتنا تبغى تجي تصك عليها .. والعذر أنها جالسه عندنا
عشان تأخذنا معها المـدرسه ...


طلعت اسمـاء من غرفتها وهي ملبس أميـره فستـان العـيد .. ومرت على غرفة بناتهــا ..
اسمـاء :ياالله بنات خالكـم ينتظرنا تحـت .. ترى بروح وأخليكن .
مي وهي تلبس تراجيها قدام المرايه :لحضه يمـه شوي بس هذا عيت لاتدخـل ..
ريم توقف بنجنب أمها وهي لابسه عابتها الكـتف لأنه لبسها قصـير وعاري وأمها ماتحب بناتها يطلعن كذا بشارع حتى لو صغار :يالله خلصينا ولاترى بنروح ونخليك ...
مي لبست عباتها بسرعه ولفـت طرحتـها ..
اسماء :غطي وجـهك ..
مي :ماما ..
اسماء وهي تمشي قبلهن :تغطي لاتخلين خالك يعصب عليك ..
مي :بابا مايقول شـي ..
اسماء :ابوك غيـر وخالك غيــررر ..

بعد مارجـعوا من الصـلاه ..
مي وريم يطـقوا على عمتهم الباب بيعايدونهـا بس هـي ماترد وبالأخـير سمعوها تقول بصـوت مخنـوق :ماتسوى الأعياد من بعد ابوــي ...
حاولت اسماء بخالد يفتح باب غـرفته _ اللي من بعد أيام العزاء وبعد رجعتـها للبيت وهو معتـزل فيهـاا كانت الغرفه بجناح لحالها وبعيده عن باقي الغـرف كان احيان يترك الباب مفتوح وأكثر
الأوقات يقفـله بس طلعه منها مايطلع والأكل اللي تجيب له وجبه يأكلها وثلاث لااا وأنوار الغرفه مايشغلها بس جالس بالظــــــلااام _ المـقفول بس مالقت منه اي تجـاوب ولاصدى
وكأن الغرفه مهـجوره ..
مي من ورى أمها :خلااص ماما خلينا نروح عند جده واللي مايبينا مانبيه ..
اسمـــاء لفت عليها بنرفزه :خلااص ولاكلمه انقلعي عن وجهي ولامافيه ملاهي العصـر ..
مي :اوووووف بعد هذا اللي ناقص تحرمونا حتى من الملاهي ...
اسماء رجعت تطق على الباب بعد ماراحت مي :خالد حبيبي تكفى افتح .. خليني اطمن عليك .. الله يخليك لاتحـرق قلبـي ..

مي رمت نفسها على الكرسي قدام التلفزيون وجلست تقلب بالقنوات ..
ريم اللي تأكل من الحلاوه :ايش فيك ..ماما هزأتك ..
مي تطالع بتكبر :انتي اللي تنهزأين مو أنا ..
ريم :ياشين الغرور ..
مي :انتي تبغين تحرشين وبس عارفه يبيلك تصفيق بس أنا ماراح اخرب كشختي عليك يال***** ..
ريم :قليلة أدب والله اعلم بابا ..
مي بقهـر على أبوها:أي اذا طلع بابا قولي له ..
ريم :والله لأقوله انك قلتي كذا ... اكرهكي ..
جلست تقلب القنوات بسرعه بعد ماقامت ريم بعدها رمت الرموت وجلست تبكـــي .. ماتبغى تروح للملاهي ولاتبغى عيديه ولاشـي بس تغي أبوها يطـلع من السجن اللي حاط
نفسه فيـــــه ..تبغاه يرجع لهم مثل قبل يسولف معهم يساعدهم بدروسـهم يضحك معهم ويطـلعهم .. يكون معــــــهم مو جالس لحـاله .. هي تكره الوحده ماتعرف ابوها
كيف يجـلس وحـيد كل هـالوقـت ....

oOo

البرفسورة 08-08-09 04:26 AM



ومرت الايام على رحيل اغلى الاحباب
وطيحت عمود الدار


oOo

أريج الخزامـي


سامـر


الغرفه باااارده .. مظلمـه ... هادئـه .. ماغير وناته وهمهماته تملا المكـآن .. صدآها بس هو اللي يتكرر.. مرت دقايق بدآ يعرق فيها جسمـه .. وكثرت حركته وتقلباته على السريـر.. صـرخ فجأه : يبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــه
وعلى الصرخـه صحـى .. بسم الله الرحمن الرحيم .. مسح جبينه بيده .. أخذ أنفااس متقطعـه

أعوذ بالله منك ياابليس .. اعوذ بالله منك ياابليس .. اعوذ بالله من الشيطاان

قام من فرااشه .. معقووله اعرق بذا الجو الباارد .. طفى التكييف ودخل الحمام يترووش

شغل الدش ووقف تحتـه .. المااي كاان يتساقط عليه بغزاره .. وهو طوول وقته مغمض عيوونه .. وما حاول يبعد شعره عن وجهه .. تفكيره كاان بالكاابوس اللي حلمـه .. يبي تفسييييييييييييييييييييييييييييييييييييير

مو معقـوول

بدا يتذكره حبـه حبـه .. مايذكر شي .. كل شي يسووّد .. يعااني ويجااهد يبي يتذكر .. بس كل اللي يذكره .. احمـد وابـوه .. والحبل اللي ماسكـه احمد ومقيد فيـه اخواانه .. وابووه اللي بدا يسقط بهااويـة سودآء .. وكل ماله صووته يبتعد .. ساامر .. ساامر .. خواتك يااساامر .. حقكم ياساامر

سمع صووت ضرباات على الباب .. تنضرب بقووه .. طفى الدش وتنشف .. : ميـــــــــــــــــن..!
ام خاالد : انا يمـه .. بغيتك شووي براا
سامر يتنهد : هذا انا طلعت
فتح الباب بس مااطلع : يمـه صدي يميـن برووح البس وبرجعلك ..
ام خالد : يعني مسوي مستحـي ..؟
سامر يتأفف : يمـه عااد

غير ملابسه وتـوه بيقفل دولابـه الا انتبـه لجواله .. ابتسم وقرر يخبر امه اول وحده .. طلع لها وجلس جنبها ..: يمـه .. وش رايك بجووااالي ...! اشتريته قبل .. وتنهد .. قبل اربع اياام
ام خالد اخذت الجوال بعد ما مده لها ساامر : ماشاءالله يايمـه .. الله يعطيك خيره ويكفيك شـره .. تكسره بالعافيه وانا امك
سامر يبوسها بامتنان : تآمرين عليه اخذيـه
ام خاالد وكنها تذكرت شي : الا من وين لك حقـه .. ومن وين جبت فلووسـه ..! لا يكوون تسرق يـ
قاطعها ساامر : خليني استوعب اول سؤال عشاان استوعب البااقي .. حشى كلتيني بقشووري .. الله يسلمك تذكرين علب القشطـه والاجباان والمعدن اللي تستخدموونه في المطبخ وترمونه الزباله .. انا اقوول لروهيتا جمعيه لي .. وآخذه وابيعه ووبس .. ولا تعليييييييييق
ام خالد ارتااحت : دامه حلال ..! الله يهنيك فيـه
ساامر تذكـر : هااه يمـه وش بغيتي مني
ام خالد : لا بس سمعتك تصاارخ وقلت اشووف شفيـك
سامر يصرّف : لا .. هههههه .. كنت اسوولف مع راكان بالجوال وقهرنـي .. قمت صرخت عليه .. انا مو لعبـــــــــــــــــه
ام خالد : ايه الحمدلله .. وبعدين لا تصرخ مو بزين ..
ساامر يوقف : على هالخشم .. يللا انا طاالع توصين بشي
ام خالد : الله يحفظك

طلع من البيت وركب سيارة راكاان ومشـوآ للمسجـد ...

oOo

احزان الرياحيـن


مرام

لا لا يبه الله يخليك لاتروح يبه تكفى تعاااااااااااال
يبه حرام عليك اشتقت لك
يبـــــــــــــه
جت اسماء تركض وهي تسمع صراخ مرام:مرام مرام
طرقتها كم كف عشان تصحى بس مافي امل
لفت للكومدينه ولقت الكاس صبت بيدها ورشتها على وجه مرام
مرام مرام اصحي
صحت على صوت بعيد يناديها همهمت دلاله على انها تسمع الي يناديها
ارتاحت اسماء انها صحت :مرام
فتحت عيونها وهي تشوف اسماء قدامها:اسماء ابوي كان هنا ماشفتيه
اسماء وهي عارفه انها كانت تحلم بعمها :مرام حبيبتي الى متى وانتي على هالحال عمي خلاص توفى الله يغفر له ويرحمه
مرام وهي تبكي :والله عارفه انه مات وانه ماعاد هو براجع
بس اشتقت له اشتقت له ياسماء
اسماء انا خلاص تيتمت ماعاد لي ابو ودفنت عمرها بحضن اسماء
تفاجئت اسماء بهالشي لكن طوقتها وربتت على كتفها :مرام حبيبتي انا قبلك تيتمت ولا صار لي شي هذاني قدامك ليه انتي ماتبين تطلعين من هالقوقعه الي حابسه نفسك فيها حبيبتي انتي الان حابسه نفسك تروحين المدرسه وترجعين وتحبسين نفسك لين من بكره ولو طلعتي رحتي لعمتي ورجعتي ليه ليه قولي ليه موكافي علي اخوك وبناته الي ازعجوني كل يوم والثاني يسالوني عنك وعن اخوك وعن عمي و تجيني انتي بعد ارحموني شوي

قومي توضي وصلي ومو صاير لك الا كل خير
سمعت كلامها وقامت صلت ركعتين وقرت لها كم ايه تريح نفسها شوي
خلصت وضمت رجولها لصدرها غمضت عيونها وبدت تتذكر ايامها قبل
اه يابوي طول عمرك تقولي عمر الظفر مايطلع من اللحم
وين اخواني الي تقول ان هم سندي وعزوتي واحد حابس نفسه بغرفته مايبي يطلع منها وينصدم بالواقع والثاني مايندرى ارضه من سماه بس يطلع والثالث الي مايندرى عنه حي ولا ميت ملتهي باشغاله الي ماندري وشي وماندري كيف بين يوم وليله جته هالفلوس
ياربي انت اعلم بحالي
رفعت يدها وشافت الساعه الحين بين الاذان والاقامه
رفعت يدها للي ماتنام عينه
مولاي
انت أعلم بمايجول في نفسي
انت اعلم بحالي
إلهي
قد تفطر قلبي شوقآ إليه
الهي اشتقت له وليده الحانيه
اشتقت لضمه لي وعطفه علي
الهي ومولاي صبرني وارحمني وقوني عند الشدائد
اللهم ثبت قلبي و صبرني وأأجرني
اللهم انه تحت رحمتك
أنت أعلم بحاله في لحده
اللهم اخرجه من ضيق اللحود
إلى سعة جنات الخلود
اللهم وسع مدخله
وآنس وحدته
وأنر عليه ظلمته
واجمعني به في الفردوس الأعلى وأمواتنا وأموات المسلمين
اللهم واستجب دعواتنا..
مسحت دموعها وصلت ورجعت قرت لها كم ايه
مر عليها الوقت وهي تقرا
دخلت عليها مي:عمتي مو رايحه المدرسه
:الا حبيبتي ليه
الساعه 6 وانتي للحين ماخلصتي
قامت بسرعه :اوك خلصو انتو على بال مانزل
لبست لها طقم اسود ومشطت شعرها ونزلت
قابلتها اسماء:بتروحين الحين
ردت عليها:ايه على بال ماوصل مي الا نكون متاخرين
يله سلام
وصلت مي وبعدها دخلت المدرسه
دخلت توقع وقابلتها ابله رغد :اهلين مرام اخبارك
:عايشين
ابله هند:مرام حبيبتي متى بتفكين الاسود الحزن بالقلب يامرام
ردت وهي مو عاجبها السؤال:ماعاد له داعي بعد ماراح الغالي
الحين كله عندي سوا تزينت او لا كله محصل بعضه
وقعت وطلعت
راحت فصلها بعد ماتاكدت من الجدول وشافت انهم مقدمين حصتها
راحت فصلها
:السلام عليكم
:وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
استغربت حالهم غريبه البنات هادين
:وشفيكم يابنات
ردت وحده من طالباتها:ابله مرام انتي ماعادتي تلعبين معنا وتضحكين معنا مثل اول ليه
ردت بابتسامه ذابله :خلونا نبدا الدرس احسن
مرت الحصص وهي تشرح ولاتوقف
بوقت الاستراحه دخلت وهي مهدود حيلها :السلام عيلكم
ردو :وعليكم السلام تعالي تقهوي وافطري
:مالي نفس
قامت لها رغد وجابت معها فنجال قهوه وصحن حلى
:شفيك يامرام
:شفيني تسالين شفيني مكتومه يارغد احس اني بنفجر
قومي معي برا اجل
طلعوا للساحه الخلفيه :فضفضي يامرام قولي لاتكتمين
:مخنوقه مخنوقه خلاص تعبت تعبت الى متى بتحمل
القاها من وين ولا من وين خالد حابس نفسه بالبيت
وسامر ماينشاف غير باليول مايندرى هو يماشي ناس سنعه ولايماشي ناس مايندرى عنهم
واحمد اه ياحمد ماعاد شفناه بعد العزا مغير مشغول وشو هالشغل مايندرى وكله كوم والفلوس الي جته كوم ثاني
وامي يارغد امي تعبانه ولاحد حاس فيها ووعد ياقلبي عليها
والله منقهره لاني مو عارفه اتصرف اطالع مين ولا مين
o0o0o0o0o0o0o0o


oOo

البرفسورة 08-08-09 04:28 AM



أوجـاع الورد


ام خالد

مر شهر وانتهى العيد ..
كان أول عيد قبل مدة طويـــــــــــــــــلة يكون بدونك يا محمد ..
خلاص يا أم خالد ..
قولي الله يرحمه وخلاص ..
الله يرحمك يا محمد ..
الله يرحمك يابو خالد ..

أاااااااااااااه يا ربي بموت من بطني خلاص ما عدت استحمل ........
أااااااااااااااااااه ...
أااااااااااااااااااااااااااااااااااااااه ....

رهيتا : شو فيه ماما .. ليه انت صرخ ...

أااااااااااااااااااااااااااااااه ياربي وين أولادي ..
اكيد كلهم بالداومات ..............

يــــــــا ربي ارحمني ..
بموووت من الألم ... بموت من الوجع ....

شو تسوي هذي روهيتا تناظرني ...

: روهيتا كلمي الإسعا,,,,ف ....

: شو ماما .. شو يبي انتي !!

بس ام خالد ما ردت عليها لأن الآلام اجتمعت عليها والمصاب مع الوجع قضوا على كل الاصوات إلي تتعالى من حولها من روهيتا ...........

000

oOo

بتول الورد


وعــد


وعد رايحه العمل في وزارة التربية

وعد : السلام عليكم كيفك يا أستاذة إلهام
إلهام : وعليكم السلام ... غبتي مدة طويلة ومارجعتي الشغل قلنا إجازة بس مو كذا 3 أيام تكفي
وعد: آسفة الصراحة صارت لي ظروف وما تسمح لي
إلهام: على العموم انتي مالك مكان اهني لأن جبنا موظفة جديدة وما نحتاجك طولتي وأمس جت وإحنا نتصل على
ولي امرك بعد أبوك أخوك خالد ما بيرد علينا وبعد اتصلنـا عليك ومالقينا رد ..
وعد : آسفة بعد الحادث ضاع رقمي ..
إلهام : احنا رحمناك يوم توفى أبوك خلينا الراتب يمشي وانت مو موجودة
وعد : خلاص يا أستاذة إلهام ما ألومك أنا اللي طولت وشغل الوزارة ووضع البيانات ونقل الأوراق وطباعتها يحتاج لها وقت وكذلك عمالة كثيرة ونقص واحد منها يأثر ..
إلهام : أيه معك حق .. عاد حبيبتي وعد انا مشغـوله وانتــي ....
وعد وقفت وقاطـعت كلامها : ما تغيرتي هذي انتي يـ إلهـام مع السلامة ..

طلعت وعد من الوزارة وهي متضايقة وتقول : أف يا ليتني ما دخلتها وسمعت كلام مرام إن الوزارة مرات ما ترحم أعتقد إن الشغل الخاص مثلا بشركة أفضل
وعد دخلت السيارة
وعد: كماروا بسرعه البيت
كامارو : ان شا الله ماما
وصلوا البيت دخلت وعد وأسقطت حقيبتها و البيت كان في قمة الهدوء أصعدت بسرعة البيت

وعد: أوف
سامر : وعد رجـعتي .. بدري ..
وعد : ايه رجعت بدري لأني انفصلت .. وبليز لاتسألني عن الأسباب لأنها واضحه ..
سامر:عادي وعود لاتضايقين ربي يرزقك ..
وعد : أيه معك حق .. الله كريم بروح أسلم على أمي وأكمل لك السالفة وأفكر معاك وين ممكن أشتغل .. قالتها بمزح وهي تطلع السلم ..
دخلت وعد الغرفة على طلعـت روهيتا ..
وعد بخوف :وش فيه روهيتا امي فيها شـي
روهيات :ماما تئبان فيه قول سوي اتصال اسعاف
وعد بسرعه وخـرت روهيتا عن طـريقها ودخـلت الغرفه شافت أمهــا فاقده الوعـــي ..
وعد صرخت وهي تطـيح على ركبها قدام السـرير: يماااااااااااااااااااااااااااا
سامر اللي تحت رمى كوب الشاي اللي بيده وطلـع ركض لغرفة أمه اللي جاي منه صـــوت وعد : وععععععععععد : وش فيهــاا أمــــــي ... يمممممممممه ...
وعد : يما لااااااااااااا.......لااااااااااا

oOo

شموخ الورد

رحمــه


العالم رايحة جاية من حولنا وأنا متضايقة وطفشانة لنا اكثر من ساعة ونص مستنين .. الله المستعان بس ..
حسيت بيد تسحبني بقوة التفت لها بهدوء وسالتها برقة : إشبها جميلة قمري !!
أبتسمت أختي جميلة بفرحة وقالت : جميلة عطشانة .. وحمة جميلة تبغى تشوب !!
حطيت يدي على يدها الصغيرة وقلتلها : الحين أرح أجبلك موية
والتفت لأمي : يما بروح أجيب لجميلة موية من الكافاتيريا تبغي شي !!
جميلة قالت بسرعة : وحمة جميلة جيعانة !!
: ههههههههههههههههههههههه جميلة جيعانة جميلة عطشانة من عيوووني الحين أروح اجبلك إلي تبغيه ..
ورجعت قلت لامي : ها يما ما تبغي شي !!
أمي : لا بس لا تتاخري ... مافيا على حشرة أختك!!
فهمت جميلة إن الكلام عليها فضربت أمي بخفة على كتفها وقالت بزعل طفولي بعيد عن سنها : ما احبك !! وووحي بعيد عني..
وقربت مني وشبطت فيا
ضحكت على حركتها وبستها من خدها : فديــــــــــت الحساس أنا ... يلا جميلة اجلسي جنب ماما وأنا الحين أجبلك الي تبغيه
جمميلة وهي شابطة في ذراعي : لا لا اووح مع وحمة
أمي: جميلة تعالي اجلسي ...أسمعي كلام اختك !!
جميلة بزعل : اثكتي انتي .... اووح مع وحمة
: ههههههههههه خلاص يما حخذها معي... ما بنتأخر
أمي: ما نبغى نتأخر .... اختك في البيت لوحدها ..
: إن شاء الله يما
وتركناها ورحنا الكافتيريا ...
طلبت شاندوتش جبن لجميلة وعصير وموية ... خليته يعطيني المويه و العصير قبل الساندوش لان جميلة عطشانة حيل ... وعلى طول شربتهم جميلة .
ووقفنا أنا وهي مستنين الطلب.... وأحيانا أضحك على تعليقاتها إلي تطلقها على الناس ... طبعا كل العيون على جميلة وخصوصا نظرات الهندي إلي في الكافاتريا ما ريحتني أبدا ...هي اسم على مسمى جميلة وهيا جميلة جدا ... لكن الله كاتب إنها تنولد عندها تخلف عقلي .. عمرها 16 سنة لكن تصرفاتها ولا تصرفات طفل عنده سنة وحدة ... الله يلطف فيها ياارب ...
جاب الهندي الطلب و فتحت الشنطة عشان اعطيه الفلوس ... لاااااااااااااا نسيت محفظتي ... اووف ... وجميلة اخذت الطلب ... يوووه
قلت للهندي : إستنى أروح اجبلك الفلوس وأجي
الهندي بغضب : لالا فين تروه هات فلوس ... انت يروح ما عاد يجي !!
قتله بطول بال: انا ذحين جاية !!... أجيب فلوس وأجي!! ..
الهندي ونظراته الغير مريحة لجميلة : تيب انت روح وخلي بنت هنا .. عشان ما تهرب !!
قتله بصوت عالي : لا والله ... أه يا كلب .. أخلي البنت هنا ها !!
وسحبت جميلة إلي مسكت الساندوتش وبدأت تاكله وقتله بحده : فلوسك الحين حجيبها .. ولا تعلي صوتك .. فاااهم !!
الهندي بصوت أعلى: ليش إنت كلام كتير !! ...انت هرامي .. يلا يلا هات فلوس !!
يووه على هالحوسة إلي انا فيها الحين .. التفت حولي اشوف الناس إلي أجتمعت على صوتي وصوت الهندي !!
حسيت إني حبكي من الخجل ... الهندي كان يصارخ علي بصوت عالي ويبربر بكلام نصه ما فهمته .. وانا ما احب أحد يصرخ علي !! ..
قلت بقهر وبسوط واطي : الله يشيلك هندي حمار ...
في ذي اللحظة سمعت صوت واحد يقول: خلاص سيبهم يروحوا ... كم حسابك
اتفت بسرعة شفت شاب طويل أبيضاني ... كان يتكلم بعصبية وطفش ... كأن احد جابره يدفع !! .... خجلت منه ومن الي واقفين ... حسبي الله عليه من هندي
قلت بإعتزاز : لا الحين حجيب الفلو...
طنشني الشاب وقال للهندي : كم الحساب !!
الهندي وكان وده يذبحني بنظراته : كمسة ريال !!
كنت مقهورة من أسلوب الشاب ومن الهندي في نفس الوقت ...
قلت بصوت واطي : جعلكم خمسة عفاريت تنتفكم تنتيف !!
صاحب الصوت : بعد!!!!!!! ....
قالها كأن وده يلطشني كف !!
التفت له بحده خير لانه دفع لي الخمسة ريال حيشتري ويبيع حضرته
قلتله بحدة : خير !!
كانت ملامحه جامدة وباين عليه إنه متضايق ... والله ماحد قله يفرد عضلاته ويدفع !!
الشاب : لا يكون شايفاني سواق أهلك حخاف منك إنتي وهالصوت !!
التفت حولي بإرتباك ... اشوى إن الناس بعد مادفع هالشاب الفلوس تركونا وكل واحد انصرف في حاله .
طنشته وسحبت جميلة وقبل ما نمشي قتله: لحظة لا تتحرك حجبلك فلوسك واجي !!
شفت الشاب عقد حواجبه: مافي داعي لهالحركات ... مانا الهندي !!
ضرب الدم في راسي !! ... إيش قصده يقول إني حراميه !! جاوبته بعصبية: هيييي .. إحترم نفسك !! ... انا مو حرامية !!
تحرك الشاب من مكانه وتعداني بغرور .. لكن انا ما سبته
سحبت جميلة معايا ولحقته وصرت أمشي محاذيا له ولا كأني وحدة من محارمه .. قتله بقهر: لو سمحت يا اخ أوقف وكلمني !!
وقف فجأة وواجهني وقال وعلى بعصبية : نعم !!!!
حسيته قريب مني مرة أرتبكت من تصرفه ومن صوته ذا وأرتديت لورا بخجل وقلت بصوت واطي : أحم ... ممكن تستنى لغاية ما أجيب لك الفلوس !!
كان واقف وهو يتأمل عيوني بوقاحة ..حتى إني أرتبكت ونزلت الغطى على النقاب ..
قال لي : وش رايك تتوكلين .. الله يستر عليك !!
قالها بحدة وبعصبية حتى تصورت إنه شوي وحيمد يده !!
استفزني اسلوبه ووقاحته ... قتله بحده: هيييي لا تكلمني كذا !!
للمرة الثانية طنشني واعطاني ظهره وانا أكلمه ... عرق في راسي ضرب ... لحقته بسرعة وانا أقله
: لو سمحت ... لو سمحت أوقف !!
لف لي براسه وهو لسى يمشي بسرعه وأنا لاحقاه وقال بإستخفاف : ما تلاحظي إن شكلنا غلط ... انا أمشي وإنتي لاحقتني!! ... كأنك تشحتي مني مو تبغي ترجعي فلوس لي !!
وقفت مكاني مصدومه أنا شحاته !! ... قليل أدب !! ....
كمل طريقه ... من دون ما يلتفت لي وفضلت أراقبه إلين ما اختفى عن نظري .. وقفت مصنمه في مكاني ... أنا أشحته !!
التفت لجميلة إلي تطل عليا وعيونها مليانة غضب ...
قتلها باندهاش: أنا شحاتة
خبطتني جميلة على ذراعي بزعل وقالت وهي شوي تبكي: حماوة !!
سألتها بإستغراب: ليش زعلانة !!
وطت جميلة ومسكت ساقها بيدها وقالت بألم : أكوه وحمة ... جميلة وجولها تعوو ( جميلة رجولها تعورها ) !!
قربت منها ولفيت ذراعي حولها بحنان وقتلها بإعتذار: رحمة تزعل إذا جميلة زعلت !! ...
وقربت منها أكثر وبستها على خدها ... هيا بدورها أبتسمت لي ببراءة و رحنا لأمي إلي هبت فيا أول ما شافتني لاننا تأخرنا و دورنا جا و فات لان جميلة كانت معي .. وجلسنا من جديد نستنى !!
فجأة سمعت نفس الصوت الي كان في الكافتريا يقول : وعد إحنا ما لازم نترك أمي !! .. وشرايك تنامين عندها اليوم !!
البنت : سااامر !! .. أمي فيها شي صح !! ... بالله قول !!
الشاب : وعد الله يهديك قدامك شفتيني رحتي مكان غير الكافتريا !!
البنت : والله قلبي آكلني على امي !!
الشاب : ارجعي لأمي تذكرت شغلة حسويها وحجي ( يقصد تحاليل امه ) ... وبعدين اوديكي البيت تجيبي ملابس لك وارجع هنا !!

كانو قراب مني مرة عشان كذا سمعت كل حوارهم ...
التفت بسرعة لمصدر الصوت كان هو نفسه ... رجع العرق في راسي يضرب ... وتذكرت كلمته ..."كأنك شحاته !!"
التفت لامي بسرعة وقتلها: أمي هاتي خمسة ريال !!
أمي بإستغراب: ليه!!
قتلها بعجلة : أمي هاتي الفلوس بسرعة !!
أعطتني أمي الخمسة ريال .. أخذتهم بسرعة وقمت من مكاني ولحقت صاحب الصوت والي كانت معاه
وقلت بصوت مسموع : لو سمحت !!
التفتوا الإثنين لي وكان الإستغراب باين على ملامح الشاب وعلى عيون البنت .. لكن ما سرع ما اختفت ملامح الإستغراب من وجهه أول ما طاحت عيونه علي وقال بطفش وبصوت واطي : اوووووووووهوووو والله النشبة !!
طنشت تعليقه وقربت منه وقتله : تفضل فلوسك .. ومشكور !!
ومديت له بالفلوس لكن هو وقف مكانه يطل علي ببرود وما مد يده عشان يأخذ الفلوس ...
مدري ليه ... بس حسيت ساعتها إنه جالس يتحداني قلت مرة ثانية وانا أشر بالخمسة ريال الي في يدي: هذي فلوسك !!
الشاب بنفس البرود : وانا قتلك ما حآخذها أعتبريها هدية !!
تقربت منهم أكثر ... وسحبت يد البنت إلي كانت واقفه بجنبه وتطل علينا بإستغراب ومي فاهمة شي ..
قلت بحسم وأنا أحط الفلوس في يدها : قولي للأخ إلي معاك إنا ما ناخذ حسنات ولا هدايا !!
أنصدمت لما قالت لي البنت : رحمة !!
سألتها بإستغراب : تعرفيني !!
البنت : أنا وعد الـ ( ) !! ... مسرع ما نسيتي يا جاحدة !!
وحضنتني بسرعة وبخفة .. تذكرتها وعد !! .. تعرفت عليها في الجامعة قلتلها بخجل بعد الموقف إلي حصل: أحم كيفك وعد !! ... من زمان عنك !!
وعد وكان باين عليها انا حزينة : والله واااااحشاااني حيـل يا رحمة ... فينك وإيش أخبارك !! ...ادق عليكي دايما ... بس جوالك مفصول ..
تضايقت من وقفتي بينها وبين هذاك الشاب الي كان حياكلني بعيونه مدري إيش سويت له ؟؟؟؟ ... فسحبتها ورحت وقفت بعيد عنه
سألتني هي مستغربة : إشبك .. إيش حصل بينك وبين سامر !!
التفت على الشاب إلي واقف بعيد ويطل علينا بإهتمام وسألنها : هذا اخوكي !!
وعد : أيوا أخويا أصغر مني بأربع سنوات
جاوبتها : ما شاء الله ما يبان عليه شكله أكبر منك !!
وعد : أيوا .. الله يحفظه ... وكمان طوله مساعده !!
والتفتت لي وسألتني: إيش حصل بينكم !!
حكيتلها عن موقف الهندي وكيف إن أخوها دفع عنا الفلوس ...
قالت بحزن : الله يهديك ليه كبرتيها كذا !!
قلتلها : صراحة اخوكي نرفزني ...
وأستدركت بعد لحظات : وعد إشبك !!! .... أممم ليش في المستشفى !!
شفتها نزلت راسها ... وبعد فترة رفعت نظرها ليا وكانت عيونها مليانة دموع وقالت بحزن هائل :أبويا .... الله يرحمه .... وأمي طاحت علينا لان الضغط أرتفع عليها ..
يااااا الله !!!! .... الله يلطف بحالهم يارب ...
قربت منها وشديت على يدها وقتلها بحزن : عظم الله أجرك يا وعد ... والله ما كنت ادري !!
وعد بحزن : الحمد لله اجرنا وأجرك ياارب !!....
جاوبتها : الله يصبركم ويجعله آخر أحزانكم يارب .. الله يرحمه ويوسع مدخله يااارب العالمين !!
وعد بحزن : اللهم آآآمين ....
وسكتت شوي ورجعت قالت : بس هو تعذب قبل ما يموت يا رحمة ... تعذب حيل !!
قربت منها وحضنتها وقتلها : الله يجعل هالآلم تكفير له يارب العالمين ... ادعي ان الله يرحمه يا وعد .... ترى هو في اشد الحاجة لدعاكم له !!
وعد الي شبطت في حظني : والله اني ادعيله ... الله يرحمه ويغفر له يااارب ..
بعدت عنها وقتلها : ايوا هذا الي حينفعه في قبله الحين دعاكم له ... عسى الله يرحمه ويوسع مدخله يااارب العالمين .
وعد بصوت باكي : الله آمين .
قتلها : طيب وعد حجيب أمي عشان نعزي الولدة !!
وعد : لاا ما يحتـ
قاطعتها : إيش إلي ما يحتاج !! .... هذا واجب إشبك إنتي !!
وعد بحزن : وحشتني لهجت الجداوية يابنت !!
: هههههههههه اليوم ورايح حطفشك منها .. أصبري عليا بس ..
وتركتها ورحت لأمي ... ومريت باخوها إلي جات عيني في عينه ... الحين عرفت سبب عصبيته ونرفزته .. الله يلطف في حالهم يااااارب !! ورحت حكيت لأمي الحكاية على السريع ... وامي طبعا ما مانعت ورحنا عزيناهم ... وتحمدنا لأم خالد على قومتها بالسلامة ..
وإحنا طالعين من الغرفة طاحت عيني على عين سامر ... بصراحة كنت خجلانة من موقفي معاه ... بس كمان هو إستفزازي !! ... هو اول ما جات عيونه قدرت ألمح نظرت حزن فيها .. صراحة خاطري انكسر عليه ... الله يكون في عونهم ... تحركت من مكاني بسرعة .. وسحبت جميلة وأمي كانت تمشي ورانا بهدوء ... ووقفنا تاكسي ورجعنا البيت .. صح وعد وأمها أصرو إن سامر هو إلي يرجعنا البيت بس انا وامي أعترضنا ...
بس من جد انبسطت إني اليوم التقيت بوعد ... صح اللقاء كان مخجل وبعدين حزين .. بس الحمد لله .... هذا مقدر ومكتوب ... أهم شي إني أخذت رقمها ... وحنكون على تواصل بإذن الله


البرفسورة 08-08-09 04:30 AM

همسات الورد


كانت بقلمـ
عاشقة ديرتها.. في دور ( خالد &أسماء .... و بتولهم الصغيرهـ)
نبض ( سامر )
أسرتني عينيك ( أحمد )
رحلة عنابة.. في دور ( وعد )
لأني أحبك .. في دور ( نادين ) ( عامر) ولأول مرة بالعامي ( أم خالد )
الجوري ليال.. في دور ( مرام )
أمل لا ينتهي في دور ...(رحمه وفاتن &حامد.)
طوق الياسمين في دور (حنين)
والخاطرة بقلم <طوق الياسمين>
ووكل الشكر و تقدير لمن نسق لنا هذا الحديث
و رتب باقتنا
الغاليه
(عاشقة ديرتها)
و اخراج
بحر الندى


الساعة الآن 07:18 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية