منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات احلام المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f457/)
-   -   390 - حلم ضاع من يدي - مارغريت واي ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t114505.html)

ذكرى المرجوحه 04-07-09 11:56 AM

390 - حلم ضاع من يدي - مارغريت واي ( كاملة )
 
http://sor.w2hm.com/files/image/e/14.gif
روايه رووعه قليل بحقها ومجهود يشكرون عليه كاتباتها
حبيت انقلها ...:8_4_134::8_4_134:
الملخص :
ها قد عادت المرأة التي احبها في الماضي ... ثم فقدها .
أوليفيا لينفيلد هي الوريثة الجميلة لمزرعة هافيلا .
وجايسون كوري شاب وسيم من اسرة ايطالية . كان من المفترض ان يتم زفافهما
الكبير الا ان ذلك لم يحدث بسبب الخيانة !
بعد سبع سنوات تعود أوليفيا الى املاك كوينز لاند التي ورثتها فتتفاجأ عندما
تكتشف ان جايسون يعمل مديرا لأملاك هافيلا وابنته الصغيرة تتجول في البيت !
هل تطردهما أولفيا معا ؟ ام ان جايسون سيتمكن من اقناع المرأة التي فقدها انه
كان وما يزال يريدها !منتديات ليلاس

ذكرى المرجوحه 04-07-09 12:10 PM

1- رسالة وذكريات
http://www.3z.cc/sml/30/074.gif
عادت أوليفيا الى شقتها الانيقة , الواقعه في وسط المدينة بعد ظهر يوم حار من شهر كانون الاول وذلك قبل ان تقفل المدرسة ابوابها لمناسبة فرصة الميلاد .
لاحظت وميض الضوء الاحمر للمجيب الآلي , فضغطت الزر واستندت الى طاولة المطبخ , لتستمع الى الرسائل . بانتظار ذلك , خلعت حذائها وهي تمني نفسها بالسباحة في حوض السباحة الخاص بالمجمع السكني الذي تقطنه , علها تشعر بالاتياح والهدوء .منتديات ليلاس
حملت رسائلها البريدية وراحت تتفحصها بسرعه . انها تنتظر فرصة الصيف الطويلة بفارغ الصبر,
فهذا العام
كان مرها تماما بالنسبه اليها الفتيات المراهقات لسن اشخاصا يسهلالتعامل معهن لاسيما اولئك
اللواتي يتورطن في علاقات عاطفيه
شغلت أوليفيا وظيفتها المرموقة في مدرسة اورمستون للغات وهيمدرسة مخصصه للبنات منذ ثلاث
سنوات ناسبتها هذه الوظيفه كأنها وجدت خصيصا من اجلها
فهي تحصلعلى اجر مرتفع بالاضافةالى تقديمات ماليه خاصه.
وجدت بين الرسائل بطاقه بريدية من صديق اعتاد ان يسافر الى اماكنغريبه من العالم وهو حاليا في
البيرو والصوره على البطاقة تظهر اثار ماشو بيكشو
كما وجدت عددامن الدعوات لحضور نشاطاتوحفلات ميلادية بالاضافة الى فاتورة الهاتف.
الرسالة الصوتيه الاولى كانت من مات ادواردز الذي بدات تقابلهمنذ مدة اراد مات ان يعرف اذاكانت
ترغب بقضاء عطلة اسبوع رومنسية في المنتجع الساحلي الرائع فكرتبالامر قليلا.
مات رجل جذاب ويتمتع بروح دعابه لطيفة احبتها اوليفيا وقد بدأاسمه يلمع كمحام بارع في قضايا عديدة
بذل مات الكثير من الجهد للفوز بأوليفيا وافناعها بالزواج منهالا انه لم ينجح بذالك لسوء الحظ لا نها
متأكدة من انها لن تقع في حبه على الاطلاق
لقد عرفت اوليفيا كل ماترغب بمعرفته عن الحب يوما انه ذلكالاحساس الذي يغمرك بالبهجة او يدمرمرك
انه الجنه او الجحيم وليس هناك حل وسط اما الانجذاب بين الطرفينفيغدو امرا تافها بعد حين عليها
ان تخبر مات يوما ما انه يضيع وقته الثمين اذ انها لا تستطيعالارتباط به ربما يعود ذلك الى انها كانت
على وشك الزواج
ذات مره احيانا عندما تكون متعبه او محبطة وتعودبها الذكريات الى الوراء رغما عن
اردتها تزداد قناعة بأن عليها البقاء وحيدة دوما دون ارتباط فيالماضي
قطعت ثوب زفافها وطرحتها
بالمقص وبعد اسبوع قصت شعرها الطويل ايضا بعد ان قررت الاتسمحلاي رجل بان يمرر اصابعه
بين خصلاته ثانيه .
الرسالة الثانيه كانت من والدة تلميذه مشاغبة في صف الرياضياتجعلت مسالة الهروب من الصف فنا
تمارسه باتقان ولم تقدر اوليفيا على تحمل الامر في تلك الرسالة
شكرتها الوالدة الممتنة على تحقيقاروع النتائج مع ابتنها شارلوت.
اما الرسالة الاخيرة فقد صعقتها تماما! وقعت فتاحة الرسائل منيدها التي ارتخت فجأة وسقطت على
الارض
اقتربت اوليفيا من المجيب الالي وقلبها يكاد يهوي بينقدميها ترقبا للانباء السيئه التي توقعت
بصورة غريزية ان تسمعها.
كان الصوت مالوفا جدا لكنه فقد نغمته الحنونه الطيبه التي اعتادتعليها انه صوت غرايس غوردون
مدبرة منزل هاري وقد بدت منزعجة تماما
انطلقت الكلمات بطريقةسريعه متلعثم بحيث وجدت اوليفيا صعوبه بالغة في فهم ماتقوله غرليس بالضبط
_ليف هذه انا....اناغرايسي يا حبي .
اقتحم الصوت اجوا المطبخ الصغير بقوة مسببا الارتجاج فيانحائه
_ليف يجب ان تاتي الى المنزل.
اغمضت اوليفيا عينها بقوة ماذا جرى؟ وادركت فورا انههاري........ فمع انه يتمتع بصحة جيدة الا انه في
السبعين من عمره..
_حصل شيء رهيب.
وعاد الصوت يرن عبر الالة( لو استطيع التحدث معك عندما كنت فيالمدرسة اخبرتني امراة رهبيبة
فظه انك كنت في اجتماع مع المدير ولا يمكنها مقاطعتك اكره انانقل اليك اخبارا سيئة حبي))
سكت الصوت بينما جاهدت غرايس للتغلب على غصات البكاء
_انه عمك هاري
راحت غرايس تنتحب مؤكدة اسوا مخاوف اوليفيا قبل ان تتابعقائله(لقد تعرض لنوبة قلبية حادة.. وتوفي مات عند الساعه الثالثه
من بعد ظهر هذا اليوم بينما كنت احضر له كوبا من الشاي كانت صدمةرهيبه...حصل الامر فجأة..فقد كان يبدو بصحة جيدة جايسون شخص رائع انه برج من القوة))
جايسون؟لبرهة من الزمن احسست اوليفيا بطعنة حاده عن اي جايسونتتحدث؟ وهل هناك سواه؟ ارسل الاسم صدمة عنيفة اخرى في كيانها تراجعت اوليفيا
واستندت الى الطاوله المكسوة بالغرانيت واضعة يدها فوق قلبهاالذي راح يدوي بعنف
ماذا يفعل جايسون في هافيلا؟ ليس من حقه الذهاب الى هناكثانية!!
_تعالي الى المنزل حبيبتي .
ناشدتها غرايس وهي غير قادرى على السيطرة على نشيجها ثم اكملتقائله
(جايسون يفهم انك تريدين اجراء الترتيبات ارجوك حبي..اتصلي بيسريعا
اسفة اذا بدوت غير واضحة لكني اشعر بالكثير منالانزعاج))
وماذا عني؟ توجهت اوليفيا ت الى غرفة الجلوس تاركة رسائلهاالبريدية تقع على ارض المطبخ
دوم مبالاة وارتمت على احدى الكراشي وهي تشعر بالياسالشديد
لقد مات هاري! وجايسون هو برج من القوة..!لاشك ان شيئا غريبايجري لماذا كان جايسون في هافيلا؟
وكيف؟ الو يكن يدير مزرعة للماشية حيث يقطن مع زوجته وطفلته؟ منالواضح انه عاد.لكن لماذا؟
والاهم من ذلك لماذا لم يخبرها هاري بذلك؟
اجابها صوت في داخلها قائلا ان السبب هو معرفته ان الحديث عنجايسون يزعجها
لقد سبب لها جايسون كوري الما عظيما فقبل سنوات عندما كانت فيالعشرين من عمرها ظنت ان حيلتها

فقدت معناها عندما نبذها خطيبها جايسون عشية زفافها ..الان وبعدان اصبحت في السابعه والعشرين من عمرها .
ظنت انها تخلصت من الشعور بالالم والاذلال لكن مجرد سماع اسمهاعادها سنوات الى الوراء
فانساب الحزن والمرارة دموعا مالحة على خديها
(جايسون هو برج القوة))
قالت غرايس ذلك بطريقة جعلت اوليفيا توقن انها تتحدث عن خطيبهاجايسون
فهي تعلم ان غرايس تكن له مشاعر لطيفة .
خطيبها جايسون!شعرت باحتقار شديد لنفسها لانها تفكربه بهذهالطريقة على الرغم من شعورها بضغط نفسي شديد
جايسون لم يكن لها يوما حتى في ذلك الوقت الذي افصح لها عن حبه بشغف كان يخونها مع فتاة اخرى ماجعلها تحمل منه
لقد وثقت اوليفيا بجايسون لذا لم تستطيع ان تسامحه على الاطلاق.
كما لو تستطيع مسامحة ميغان دافي التي كانت صديقة طفولتها والتي كان يفترض بها ان تكون احدى اشبيناتها الاربع .
اصبح اسمها اليوم ميغان كوري بعد ان صارت زوجة جايسون ووالدة طفلته ويتحمل ان يكون لديهما اولاد اخرون ايضا من يدري؟
لم يجرؤ اي شخص على نقل اخبار جايسون اليها لان الجميع ادركوا انها لا تريد ان تعرف عنه شيئا بالنسبة لها.
ينتمي جايسون وميغان الى الماضي الاليم.لم تستطيع ان تصدق ان هاري يسمح لجايسون بالعودة الى حياته
لانها عندما كانت تقاسي الامرين كان هاري يتالم ايضا في الواقع ان العم هاري هو احد اقارب والداها
وقد رباها منذ توفي والداها في حادث قطار وهي في العاشرة من عمرها
ظل هاري اعزب طيلة حياته ولم يعلم احد سبب ذلك حتى هاري نفسه .
ورث هاري منزل العائلة العريق وهو مزرعة هافيلا التي تقع شمال كوينز لاند في المطقة المداريه
كان ال لينفيلد روادا في صناعة السكر عندما كان الشمال المداري يؤمن معظم الانتاج الوطني ولطالما افتخر ال لينفلد بهذا الميراث
عندما كتب والداها وصيتهما سميا هاري كوصي عليها في حال اصابتهما بمكروه كان والداها يوصفان بـ(ثنائي ال لينفيلد الساحر))
لانهما يتمتعان بالمال والجمال معا .
كانا فخورين بانتمائهما الى تلك الاسرة العريقه وخططا للعيش الى ان يصبحا عجوزين
لكن القدر لم يمهلهما اذا تدخل في ذلك الزواج الهانئ عندما اصبحا في الثلاثين من عمرهما لم تصدق اوليفيا انها تحدثت مع هاري منذ اقل من اسبوع
فهي احياناتتصل به عدة مرات في الاسبوع لاسيما انه بدأ يتقدم في السن لكن مع اقتراب نشاطات العام الدراسي من نهايتها
اصبحت مشغولة جدا احيانا تشعر انها بحاجة ماسة الى رؤية هافيلا ثانية لكنها تدرك انها لا تستطيع ذلك هناك العديد من الذكريات التي لايمكنها ان توجهها البتة .
فهي لم تعد تستطيع تحمل المزيد من الالم وكان من المقرر ان يقام زفافها في مخزن هافيلا الكبير الذي حوله هاري الى اروع قاعة للمأدبات مع صالة للرقص ذات ارضية طرية من خشب الصنوبر
تم التخطيط لكافة التفاصيل الى درجة الكمال
اذ لم يوفر هاري اية مصاريف بدا الجميع سعداء يسود حولهم جو من الفرح الغامر وبدا لها ان ارتباطها بجايسون هو مثالي ومبارك من الجميع .
منتديات ليلاس
وغالبا مافكرت انها عاجزة عن تحمل تلك السعاده كلها لقد احبت جايسون حتى العبادة ولم تستطيع الابتعاد عنه يوما واحدا..احبته بجنون وهو احبها ايضا .
لكن ذلك لم يكن صحيحا فحب جايسون لها لم يكن صادقا لان هاري الحبيب الذي شاركها معاناتها وصدمتها كما شاركها تعافيها وانتصاراتها
قد رحل عنها تذكرت كم كان رائعامعها وكيف اشرك نفسه في كل شيء في حياتها تلقت اوليفيا تعليما ممتازا وتخرجت من الجامعه مع شهادة في التعليم عندما كانت في العشرين من عمرها .
املت يومها ان تشغل منصبا في احدى المدارس الثانوية في الولاية لعدة سنوات ثم تؤسس عائلة مع جايسون وعندما يكبر اولادهما الذين كانا يتوقان لا نجابهم وتتابع عملها.
لم تكن تلك سوى احلام يقظة! لكن انى لها ان تتوقع شيئا اخر؟الجميع حولها كانوا مقتنعين ان جايسون يجبها حبا عميقا مجنونا وابديا .
كم بدا الامر مروعا حين اكتشفت في اليوم التالي ان جايسون بدأبتأسيس عائلة مع ميغان دافي . بالنسبة لفتاة هادئة عملت ميغان بسرعة هائلة مؤكدة المثل القائل بأن المياه الراكدة عميقة الغور
عمل والد ميغان واخوها وربما مايزالان يعملان في مصنع العم هاري,
وعندما اضطرت المصانع الاخرى الى الاقفال بقي مصنع لينفيلد مفتوحا
وكان العم هاري يتعامل بلطف مع عائلات موظفيه ,
من الغرابة ان ترد ميغان الجميل على هذا النحو شعرا والدا ميغان بالصدمة والحزن عندما اكتشفا ان ابنتهما الوحيدة كانت حاملا من جايسون كوري,
في الواقع جاء الخبر بمثابة صدمة للمقاطعه بأكملها لأن جايسون كوري كان على وشك الزواج من اوليفيا لينفيلد , وكان الجميع يعلمون ان اوليفيا وجايسون مخطوبان منذ طفولتهما وهما متحابان وكأن أحدهما خلق للاخر .
انها ليست المرة الاولى التي تخيب فيها الامال...قاست اوليفيا الامرين عندما جاء جايسون اليها في ذلك اليوم المشؤوم وابلغها بالخبر الصاعق الذي جعلها ترفض رؤيته ثانيه
وسرعان ما انتقلت بعيدا عن هافيلا لمسافة تقارب 1000 ميل حيث انتسبت الى الجامعه لمتابعة الدراسات العليا والحصول على شهادة الماجستير
لم تجد امامها سوى الدروس والعمل الدؤوب وتسليم الفروض في الوقت المحدد لكي تنسى خيبتها دفعت نفسها الى اقصى الحدود في معركتها المستمر لنسيانه ووضعت هذا الهدف نصب عينيها.
لم تعد الى المنزل مطلقا بعد ذلك اليوم بل كان العم هاري يأتي لزيارتها في تلك المناسبات كانت تسعى جهدها لجعله يمضي وقتا ممتعا.
لم يتحدثا عن جايسون طبعا لان ذلك سيعكر مزاجهما معا لقد جعل جايسون حياتها حطاما وكرهته اوليفيا
كرها عميقا.
كرها تردد مع كل نفس تتنشقة لكن النهاية كان عليهاتقبل الامر والتسامي على جراحها مما ساعدها على المواجهة والان موت هاري ادركت ان عليها التحلي بالشجاعة والعودة الى المنزل .
غمرها شعور بالحنين الى الماضي فرأت هاري بعين الخيال واحست بحبه يجتاح كيانها بدأ احد الشرايين ينبض في صدغها عندما اقتحمت مخيلتها صورة جايسون
شعره النحاسي الرائع الذي يلتمع تحت اشعة الشمس فيبدو كقبعة حمراء..عيناه الزرقاوان العميقتان وبشته السمرا ء الدهشة التي تختلف عن بشرة ذوي الشعر الاحمربلونها الذهبي.
ورث جايسون لون بشرتة المميز هذا من جدته الايطالية ريناتا كماورث عنها ضحكته وجرأته وحبه للارض وموقفه من الطعام والفن.
بالاضافه الى قدرته على الحب بشغف
بالنسبة اليها يمثل جايسون كوري المعنى الحقيقي لكلمة (حبيب)) وهنا تكمن المأساة فهذا عقاب دائم لها مع انها لم تقترف ذنبا بل كانت الضحيه .
بينما كانت جالسة بهدوء راح قلبها ينكمش من الحزن وهي تواجه حقيقة انها وريثة هاري علمت اوليفيا ذلك منذ سنوات اذ طالما ردد هاري على مسامعهاعبارة(انت ابنة قلبي)) .
وانهمرت دموعها..لطالما قال لها ذلك ولطالما اغدق عليها المديح الان اصبحت هافيلا ملكها.
اثقلت هذه الفكره كاهليها فشعرت بحجم المسؤولية الملقاه عليها وبأن تغيرا جذري سوف يصيب حياتها.
انها الوحيدة التي تحمل اسم العائلة , وعلى الرغم من وجود أقارب لها من ابناء وبنات عمات
الا انها الوحيدة التي تحمل الاسم هافيلا منزل الاجداد ..البيت الكبير الذي كان في مامضى اكبر وانجح مزرعة لا نتاج السكر في الشمال..
قبل خيانة جايسون لها واضطرار ها الى مغادرة المنزل راحت تهتم بمشاريع هاري التوسعية.لقد شجعها هاري وكان فخورا بحدة ذكائها وقدرتها على التصرف بلباقة وتهذيب مع ضيوفه
وغالبا ماكان الزوار يتوافدون الى هافيلا وبعض هؤلا ذوو اهمية كبيره تعلمت اوليفيا الكثير عن ادارة المزرعه والمصنع كما اطلعت على كافة اعمال هاري واسهمه في البن والشاي والقطن

لم يكن هاري من النوع المغامر في عمله بل هو رجل حذربطبيعته ويهتم بالتفاصيل كان رجلا غنيا ولطالما اشترى لها اروع الهدايا ودللها كثيرا
ففي عيد ميلادها السادس والعشرين اهداها اقراطا رائعه من الياقوت والماس وفي كل مرة تضعهما في اذنيها تشعر بأنها اميرة حقيقيه .
اما جايسون فهو من النوع الذي يملك قدرة على المغامرة في الاعمال ولطالما حاول اقناع هاري بالتوسع في مشاريعه فهو نفسه كان مهتما بأعمال المناجم واكتشاف المعادن وحاول اقناعه
بالمشاركه في منجم للذهب لكن هاري تراجع في اللحظه الاخيرة وبالطبع لاقى المشروع نجاحا ساحقا ومازالت اوليفيا تلاحظ ارتفاع اسهمه في صفحات البورصه.
الا ان حمل ميغان غير حياة الكثيرين .اجبرت اوليفيا على ترك هافيلا واعادة بناء حياته في بريزين. واضطر جايسون الى تغيير مسار حياته فانتق لبعيدا مثلها تقريبا .ولم تفهم توليفيا لماذا
تولى منصب مدير في مزرعة للماشية في اوتباك فهو لم يكن يعرف شيئاعن الماشية تخرج جايسون من كلية ادراة الاعمال والتجارة وكان الاول في دفعته.
ربمااراد مثلها ان يبتعد قدر المستطاع ويحاول القيام بشيء مختلف .
ربما كان ذلك هو الشيء الوحيد المتوفر بوجود زوجة وطفلة يعيلهما.لم تكن عائلة كوري تملك المال الا ان جايسون تمكن من متابعة دراسته بسبب تفوقه في الدراسة
ولطالما ساور اوليفيا الشك بأن يكون هاري قد ساعد جايسون في ذلك الوقت لانه كان يحبه كثيرا.
صحيح ان جايسون اقام علاقة مع ميغان ماجعلها حاملا منه لكن اوليفيا علمت انها كانت ليلة واحد كريهة .فقد امضى الاثنان سهرة صاخبة مع مجموعه من الاصدقاء وظلا ساهرين الى ان انهكهما النعاس .
هذا ما اخبرها به جايسون كما اعترف لها انه لايمكنه تذكر ما حصل بعد ذلك , ورغم ذلك لم تستطيع اوليفيا مسامحته لكنه على الاقل فعل شيئامحترم ,اذ تزوج ميغان مع انه لم يحبها يوما ولطالما اعتبر تصرفاتها غير واضحة وتتسم بالغموض.
والان يبدو ان جايسون وعائلته قد عادوا الى الوطن وكان جايسون هو من وجد هاري ميتا ويبدو ان لاسبيل امامها الى ابقاء جايسون في زوايا الماضي .
انها تدرك الآن ان لا شي ثابت في هذه الحياة , ومع موت هاري بات عليها ان تواجه هاري ثانية .

ذكرى المرجوحه 04-07-09 12:26 PM


2- طعنـــــة فــي القلـــب :

http://www.w6w.net/album/35/w6w20050...316febd32d.gif

كان الطقس حارقاً في الحقول ، وجايسون يرتدي قميصاً زرقاء من دون أكمام
وبنطلون جينز ، بينما بشرته تلمع بالعرق .
جلس في السيارة الصغيرة يحتسي شراباً غازياً ويراقب الحصادين المندفعين.
وقد لوحتهم الشمس فيما هم يعملون بسرعة لجمع المحاصيل الناضجه ذات الرؤوس
البنفسجية اللون.
أمضى صباحه في الأشراف على زرع مساحات كبيرة بما يسمى الفاكهه المعجزة .
وهي فاكهه من فصيلة سابوتاسيا اشتهرت في الأسواق المحلية وفي الخارج.
انتقلت هافيلا من زراعة الفواكة المدارية العادية مثل المانغا والموز البوبو والببايا
إلى زراعة السابوتيلاس ، والرامبوتان ، وجاك فروت ، والتفاح النجمي والزعرور الأمريكي .
وفاكهة كارامبولا النجمية النضرة وكذلك جوز جندم .
نمت هذه الأصناف من الفاكهه بسرعة في المناطق المدارية . وأزدهرت إلى حد بعيد.
دعاء هاري إلى موافاته لشراب الشاي في منزل الأسرة بعد الظهر ،
ومع أن جايسون ليس من محبي الشاي إلا أنه لم ينزعج من تلك الدعوة فهو يحب صحبة هاري.
ربما أن صحة هاري أصبحت واهنة في الفترة الأخيرة فهو يشعر أن من واجبه الأهتمام به.
أعترف جايسون لنفسه أن صحبة هاري تجعله يشعر وكأن ليف مازالت جزء من حياته.
آه ، كم أحبّها ! مازال قلبه يمتلئ حباً عندما يتذكرها ، مع أنه يحاول غالباً عدم التفكير بها .
لقد أعتاد على حياته المليئة باليـأس وعمله الرتيب الممل .
فهو من سبب ذلك لنفسه . خلال السنتين اللتين عمل فيهما إلى جانب هاري من جديد.
بدأ أن الناس نسوا أو غفروا له جريمة هجرة لأوليفيا لينفيلد ، وريثة هاري التي يحبونها كثيراً.
كانت أوليفيا لينفيلد أميرة بالنسبة للجميع ، وهي صاحبة مكانه مميزة .
إنها جائزة لأي رجل ، لكنها أختارته هو ، إنها أميرة أحبها وفاز بها رجل ولد في المكان الخاطئ.
في السادسة عشرة من عمره ، بدأ والد جايسون العمل في قطع قصب السكر كوالده من قبله .
كان ذلك قبل أن تستبدل اليد العامله بحصادات آلية ، كما عملت أمه في المنزل الكبير .
لم يكن هناك عيب في ذلك ، إذ يُعتبر ذلك العمل وظيفة جيده لأي شخص لم يتسن له التعلم.
وعندما أصبح جايسون في الثانية عشرة من عمره هجر والده المنزل .
وكان رجلاً ذا طبع ومزاج مميزين . أختفى هكذا . . وببساطه تامه.
قبل رحيله ، أعلن والد جايسون أن يميل إلى الرسم ، وأن الوقت ينفد منه ،
وأن هناك الكثير ليتعلمه . كان فيتال كوري بارعاً في رسم الأشخاص والحيوانات والطيور
وكل ما يقع تحت ناظرية . ترك ملاحظة لزوجته يقول فيها إنه سيحذو حذو غوغان .
هل عنى بذلك أنه سافر إلى تاهيتي ؟ لا أحد يعلم ، لكنه - كما فعل الرسام الشهير غوغان- هجر زوجته
وعائلته ولم يسمع عنه أحد شيئاً بعد ذلك.
جمعت والدة جايسون رسوم زوجها وكأنها كنوز بدل أن تحرقها .
لم يستطع جايسون الأدعاء أنها رسوم سيئه رغم أنه كره والده لهجره لهم.
ملأ والده دفاتر الرسم برسوم تتسم بالدقه والإتقان لكل الأشخاص حوله:
عائلته ، رفاقه العمال ، مدراؤه ، آل لينفيلد ، والدته الجميله ، وليف
عندما كانت طفلة صغيرة . كان والده ينبهه دائماً أن ليف ستجرح قلبه في يوم
من الأيام ، وكم كان محقاً ، تمنى لو أنه لم يكن يتذكر ليف لأن ذلك ذكره
بالماضي الأليم.
لم يرّ ميغان إلا عندما وصلت إلى جانب السيارة ، ونقرت على زجاج النافذة كي يفتحها.
- مرحباً ميغان .
أنزل الزجاج وأجبر نفسه على الإبتسام لها ، مع أن رؤيتها تجعله يشعر بالعار والخوف
يزحفان إليه ، لم يحب ميغان دافي يوماً ، فهو يشعر بالنفور منها .
كانت ليف تعاملها بلطف دائماً ، حتى أنها طلبت منها أن تكون إحدى إشبيناتها .
ومع أنه لم يشعر بالإستحسان لذلك ، لكنه علم أن القرار يعود إليها في النهاية .
في الحقيقة ، منذ حفلة عيد ميلاد شون دافي الخامس والعشرين ، كان جايسون يخشى
رؤية أخت شون . سألها دون أكتراث : ( هل من مشكلة ؟)
كان ذاهباً لرؤية ليف ..ليف حب حياته ، ولا شيء سيحول دون قيامه بذلك.
- يجب أن أتحدث إليك يا جايسون .
بدت عينا ميغان كبيرتين ، تحيط بهما ظلال زرقاء وبشرة شاحبه . لم تبدُ له بصحة جيده ،
فداهمه إحساسه بالخوف .
- حسناً ! إصعدي إلى السيارة . أنا ذاهب لرؤية ليف ،يمكنني توصيلك في طريقي .
حاول أن يبدو ودوداً ، لكن كل ما فيها سبب له الذعر ، شعر بنفسه محتجزاً وهي معه في السيارة .
أحس أنه على وشك الأختناق ، كما شعر بجفاف في حلقه .
نظر إليها ولاحظ شحوبها ، فسألها : ( ما المشكلة ميغان؟)
جاء صوتها خفيضاً حين قالت : ( لقد تجاوزت ..)
ساوره خوف مقلق فسألها : ( تجاوزت ماذا؟)
( .. الشهرين ).
قالت ذلك وأجهشت بالبكاء . وعلى الفور ، ظهرت بقع حمراء على خديها وطرف أنفها .
- أنا حامل ، جايسون ، وأشعر بالوهن طيلة الوقت .
ارتفع صوتها لدرجة الهستيريا ، وأضافت : ( إنه أبنك ، جايسون . إنه طفلك ..كنت عذراء ).
شهق جايسون وقد شعر بالصدمه ، وراحت يداه ترتجفان.
- لا تفعلي ذلك بي ! هل أنت متأكده ، ميغان ؟ كانت مرة واحده فقط ،
حتى إنني لا أذكرها ، أوه ، لماذا أتحدث عن ذلك ؟ هل زرت طبيباً ؟
سأل جايسون ذلك وقد أسقط يده تماماً .
مسحت ميغان أنفها بظاهر يدها وقالت : ( كان علي أن أخبرك أولاً جايسون ، فأنت والد الطفل ).
- آه ، ميغان !
ضرب جايسون ركبته بقبضته وهو يتمزق من الشعور بالخزي ،
وأضاف قائلاً : ( كيف سمحنا لذلك أن يحصل ؟)
أجابت ميغان بنبرة واهنة : ( أنا آسفة جايسون ، أنت أجبرتني ، لكني لن أخبر أحداً بذلك ).
على الرغم من انكماشها على نفسها ، بدأ ذلك كتهديد له ، داس على الفرامل موقفاً السيارة
بجانب الرصيف ، وسّمرها بنظرة حارقة قائلاً : ( لا ، ميغان .. ربما تصرفت بغباء ،
لكني متأكد أني لم أجبرك ، لأن ذلك ليس من شيمي .
من حقك أن تشعري بالكدر ، لكن لا شك أنك شجعتني نوعاً ما ).
بلطافه بالغه ، لمست ميغان ذراعه مع أنه أجفل بوضوح : ( أنت قلتها بنفسك ، جايسون .. تصرفت بغباء).
نظرت إليه والدموع تنهمر من عينيها البنيتين ، منحدره على خديها الشاحبين .
وأضافت : ( أنا خائفة جداً . سيقتلني أبي عندما يعرف ، أنا لم أعرف رجلاً سواك جايسون .
فقد كنت عذراء ).
ثم تابعت تقول بحزن : ( يومها أعطيتك حبوباً مهدئة للصداع .
وفي اليوم التالي بدوت مريضاً جداً ولم تشعر بنفسك .
هل تظن أنني أردت حدوث ذلك ؟ كانت غلطه رهيبه ،
إن أوليفيا صديقتي ، وهي غاية في اللطف معي .
أمي تؤمن أن أوليفيا سيدة حقيقية ، وهي تكرر ذلك يإستمرار .
إنها صدمة مخيفة لي أيضاً ، لا يمكنك أن تتصور كم كان صعباً علي أن أتماسك حين سألتني أمي
هذا الصباح إذا ما أردت إخبارها شيئاً ما .
أعتقد أنها تعرف ).
- أنك حامل ؟
- نعم .
قالت ذلك والتعاسة بادية على وجهها ، ثم أضافت : ( أعلم بماذا تفكر ، جايسون . أنت تكرهني ).
وضع جايسون يديه على المقود ودفن وجهه بينهما . أدرك أنه لن يضحك ثانية بعد اليوم ).
- أنا لا أكرهك ، ميغان . لم تكن غلطتك ، بل غلطتي ).
- ماذا سنفعل إذن ؟
تنهد جايسون بحزن بعد أن أسودت الدنيا بأسرها في عينيه .
أحسّ بطعم أشبه بطعم المعدن في فمه . وتذكر حبيبته ليف .
ماذا سيكون مصيره من دونها ؟ لا شك أنه سينهار ويموت .
لكنه تماسك ووعدها قائلاً :
( سأهتم بك ، ميغان . إنه طفلي أيضاً ، ولن أتخلى عن مسؤوليتي . لطالما
شعرت في داخلي أن الحياة تخبئ لي مفاجآت غير ساره )
هّمت ميغان بأن تلمسه ، لكنه أبتعد عنها وأستند إلى باب السيارة راغباً بتحطيم النافذة والخروج منها .
قالت ميغان : ( أوليفيا تحبك).
جاء صوتها مشدوداً وكـأن الكلمات عالقه في حنجرتها .
- ستجد شخصاً آخر.
تمتم جايسون بذلك مدركاً أن الحياة قد توقفت بالنسبة إليه .
وفكر أن ليف قد تجد شخصاً يستحقها.
بعد لحظات ، أنحسر ، غضب جايسون ، وتملكته الشفقة ، راح يفكر أن ميغان صغيرة جداً .
وأنها تبدو يائسة ، ووالدها جاك دافي رجل عنيف وفاشل وقد يتصرف بقسوة بالغة مع أبنته .
إن ميغان بحاجه إلى دعمه ، وكذلك الطفل الذي ينمو في أحشائها .
أنه طفله ، وإذا ما تعمق بالتفكير سيجد أن الطفل هو ما يهمه .
فكر بهجران والده له ، وشعر أن لا خيار أمامه سوى تحمل مسؤولياته .
- طفلنا يستحق مستقبلاً ، ميغان ، أنا لن أهرب .
بعد مرور ساعة من الزمن . استجمع جايسون شجاعته ، وذهب لمواجهة أوليفيا
التي ركضت نازلة درجات هافيلا الكبيرة لملاقاته .
وشعرها الحريري الأسود الطويل يتطاير وراءها وكأنه رايه ترفرف في الهواء.
بدت فائقة الجمال بجسمها الرشيق وضحكتها المشعه التي مزقت قلبه .
لن يستطيع نسيان ليف أو التعود على فراقها حتى يوم مماته.
- تلقينا المزيد من الهدايا.
قالت أوليفيا ذلك بحماسة ورفعت وجهها إليه منتظرة عناقه ،
إلا أنه لم يعانقها . لم يعد له الحق في معانقتها بعد اليوم .
لقد خسر ذلك الحق ... إلى الأبد .
- يجب أن أتحدث إليك ، ليف .
عكست نبرة صوته مشاعره المتألمه ، أضاف قائلاً : ( هلاّ خرجنا لنتمشى ؟)
- طبعاً عزيزي .
وضعت ذراعها حول خصره قائلة : ( ما الأمر؟)
شعرت بحبها له يتأجج في داخلها ، لكنها شعرت أيضاً بخوف شديد .
فقد بدأ وجهه الوسيم قناعاًُ من الآلم . فكّر جايسون أن الطريقة الوحيدة
لإخبارها هي المباشرة فوراً .
- لدي أنباء سيئة ، ليف .
قادها إلى الخارج نحو الشرفة الأمامية .
- هل أصاب أمك مكروه ؟
امتلأت عينا أوليفيا الرماديتان الجميلتان بالقلق ، إذ لم تكن أنطونيلا
كوري تتمتع بصحة جيدة .
هزّ جايسون رأسه ، وأضاف قائلاً : ( إنها بخير ).
لكنها لن تبقى كذلك لوقت طويل . فالخبر السيء قد يدمرها ،
كما أن جدته ستغضب كثيراً.
- إنه أمر آخر . تعالي نمشي في الحديقة .
- أنت تخيفني ، جايسون .
طوت ذراعها وأدخلتها تحت ذراعه ، محدقه في جانب وجهه الحازم
وفكه القوي المتجهم .
- لا أستطيع التعبير عن مدى آسفي .
لم يكن بإمكانه توقع مدى الآلم الذي سيلحق بهما .
هزّت أوليفيا ذراعه قائلة : (أسفك ..؟ لماذا جايسون ؟)
راحت الأفكار تتسارع في رأس أوليفيا . منذ ساعه فقط .
تحدثت مع جايسون وبدا لها قمة السعادة . وها هو الآن يبدو بالغ الحزن .
حتى إن بشرته الذهبية غدت بيضاء من شدة الأنفعال .
توقف جايسون قرب القوس المزيّن بالورود . فأخذ يحدق إليها كأنه
لا يراها . لقد تم تنسيقها بشكل رائع يقارب الكمال من أجل الزفاف .
كما زينت الطريق المؤدية إلى القوس بسلال متدليه مملوءة بورود زهرية اللون ذات عبير عطر .
- لا أعرف كيف أقول لك هذا ، ليف . إنه أسوأ شيء حصل لي طوال حياتي .
لا يمكنني الزواج منك .
حدّقت أوليفيا به بذهول ، ثم هزّت رأسها كي تصفي ذهنها.
- جايسون .. عزيزي . لست أفهم كلامك . ستتزوجني غداً .
فأنا أحبك وأنت تحبني .
- لا أستطيع أن أتزوجك ، ليف .

ذكرى المرجوحه 04-07-09 12:42 PM

تجمّع الحزن داخل جايسون . فرفع يده لتلامس خد أوليفيا . ثم أنزلها .منتديات ليلاس
- منذ شهرين ..قمت بتصرف مجنون لا يغتفر.
ضمت أوليفيا يديها معاً في وضعية الصلاة ، ثم حثته على المتابعة ،
وبدأت عيناها اللامعتان تظلمان ترقباً لما سيقوله .
- أخبرني ، ماذا حصل ؟
- أحبك ، ليف ..
همس جايسون بذلك وصوته ينضح بالألم والحزن ، ثم أكمل قائلاً :
( أحبك أكثر من الحياة نفسها ، كنت أعرف دائماً أنني لا أستحقك).
- أنت تستحقني ..تستحقني . عم تتكلم ؟
أمسكت أوليفيا مقدمة قميصه وتعلقت به .
- جاءت إليّ ميغان دافي بعد ظهر اليوم وقالت لي . إنها حامل .
قال جايسون ذلك بقسوة .
أتسعت عينا أوليفيا وقالت : ( ميغان دافي ! ما علاقتها بنا ؟ ميغان دافي ؟)
فجأة ، أستدارت ليصبح ظهرها النحيل في مواجهته ، وأضافت قائلة :
( لاأريد لأن أعرف ..هل يعاقبني الله لأنني كنت سعيدة جداً؟)
- ليف ، أرجوك ! أنت تحطمين قلبي . ليتني ..لم أكن مضطراًُ إلى أخبارك بذلك ، لكني والد الطفل ، ليف.
للحظات ، وقفت أوليفيا جامدة كالتمثال ، ثم واجهته بعنف ، وقد بدت عيناها
كعيني امرأة تلقت ضربة قاضية .
قالت بصوت مشدود متلعثم : ( ماذا تقصد بقولك إنك الوالد ؟
كيف حصل هذا الأمر ؟ أنت تحبني ، وسوف نتزوج ، أتذكر ذلك ؟
أنفق هاري أموالاً طائلة ليجعل الأمور في أبهى صورة من أجلنا . أنت تكذب ).
شعر باللهفة عليها . أمسك يديها بإحكام وهو يعرف أنه لن يلمسها ثانية ،
وقال : ( لست ألومك مهما قلت ، فأنا نفسي أكاد لا أصدق ما حصل ).
صرخت به قائلة : ( جايسون ..جايسون ، توقف ).
سحبت يديها بعيداً عنه ، ثم تراجعت بضع خطوات . أنهمرت الدموع من عينيها .
فرمشتها بشراسة لتزيلها . بدأ الغضب يتصاعد في داخلها .
وشعرت كأن حياتها تتناثر حولها مثل قطع الزجاج .
فأرادت أن تضربه وتؤذية ، ألم يجرحها هو حتى الموت ؟
قالت له وجسمها يرتجف لشدة الأنفعال : ( أحضر ميغان إلى هنا .
أريد أن أنظر في عينيها . لقد حذّرتني رئيسة الخدم لوسي من ميغان دافي ،
لكنني بغبائي وثقتي بالناس أشفقت عليها .
حياتها ليست جيدة ، ووالدها رجب عنيف ... هل فكرت في ذلك ؟
قد يقتلك بسبب مافعلته . كيف حدث ذلك ؟ ومتى ؟ نحن لم نفترق أبداً ..
لماذا لم تقل شيئاً قبل الآن ؟ هل فقدت عقلك ؟ لماذا ؟ لقد أحببتني ..
أعترفت لي بحبك مرات عديدة ، لا يمكنني أن أحصيها . أنت لا تحب ميغان دافي .
كيف أمكنك القيام بذلك ؟).
أخترقت كلماتها قلبه كالخنجر . فأجاب بكآبة : ( إنها لحظة طيش ، لا شك في ذلك ..
لا شك أنني ظننتها أنتِ ..لكن ..لا ..!).
أبعدت تلك الفكرة عن ذهنه فوراً ، وأكمل : ( هذا ليس صحيحاً ،
لا يمكنها أن تكون أنتِ ، كنت طائشاً يا ليف ، وعلي أن أعيش مع هذا
الواقع طوال حياتي . أمّا بالنسبة لسؤالك متى حدث ذلك ، لقد حصل
الأمر منذ شهرين ، بعد حفلة عيد ميلاد شون دافي . لم أكن أرغب بالذهاب ،
لكني شعرت بوجوب ذلك ، على الأقل لوقت قصير ، تعلمين أن شون عضو في فريقي ).
أجبرت أوليفيا نفسها على عدم الإنفجار في عاصفة من البكاء .
على البكاء أن ينتظر إلى وقت لاحق حين تنفرد بنفسها!
- في فريقك ؟ لكم شعرت بالفخر بك وبامتيازك في الرياضة !
أنت رياضي رائع . لكن شون دافي ! أنت تعلم أنه معشر سوء ،
فلماذا تختلط بأمثالة ؟
أخذت أوليفيا تضرب جايسون على صدره بقوة ، فترنح فاقداً توازنه .
صرخت بنبرة صوت معذبة : ( ليوقفني أحدهم عن الصراخ . خنتني مع ميغان دافي . . إشبينتي ؟ هذا لا يحتمل ).
لفّت ذراعيها حول جسدها وأجبرت نفسها على الوقوف .
وهي تبذل جهداً كبيراً لابقاء رأسها شامخاً . قاومت شعوراً بالإغماء ،
إلا أن بشرتها أصبحت بيضاء كالحليب لشدة ثورتها .
- هل أنا في حلم ؟
حدّقت في السماء الزرقاء الصافية وكأنها تنتظر منها الجواب .
ثم قالت : ( أنا وسط كابوس ، أليس كذلك ؟)
هزّ جايسون رأسه ذا الشعر الكستنائي وهو يشعر بالخجل والحزن معاً .
وقال : ( لا أعرف كيف حصل الأمر ، ليف . لا أصدق أنه حدث ).
هبطت كتفاه العريضتان ، ثم أكمل قائلاً : (لن أسامح نفسي لأني سببت لك الألم ).
- الألم ؟ وما معنى الألم ؟ ماذا عن الإذلال اللعين ؟
لم يكن من عادتها أن تشتم ، لكنها أوقفت نفسها بصعوبة عن كيل الشتائم .
وتابعت قائلة : ( دعنا لا ندور حول الموضوع . لقد جعلت مني أكبر حمقاء .
أعطيتك قلبي وروحي وثقتي . على الأقل أنا لم أجبرك على الزواج بالقوة ،
لكن هذا ما سيفعله آل دافي . حظاً سعيداً لك مع ميغان .
كنت على أستعداد للذهاب معك إلى آخر الدنيا لو طلبت مني ذلك.
يا لي من مغفله ! أما بالنسبة للخائنة ميغان ..ظننت أنني أساعدها ، لكنها
استغلتني . كنت محقاً بقولك إنها مليئة بالأسرار .
كنت سعيدة جداً وممتلئة بالبهجة فلم أستطع رؤية ما يجري أمامي مباشرة).
أطلقت أوليفيا نفساً مخنوقاً ، وحل الأسى مكان الغضب في داخلها .
- آه ، جايسون ! لقد أحببتك ، أنت وعينيك الزرقاوين .
ظننت أن عينيك الزرقاوين الجميلتين نافذتان لورحك ، لكني أيقنت الآن
أن ليس خلفهما سوى الخواء.

أستنشق جايسون الهواء بخشونه ، شاعراً بالخجل العميق ،
وقال : ( هذا ما أصبحت عليه الآن ).
لقد خسرتها وأنهارت حياته أمام عينيه . أنطفأ تألق أوليفيا كلياً أيضاً .
فقالت بصوت متكسر : ( أحببتك طوال حياتي ، وهاري أحبك أيضاً .
لقد فعل الكثير من أجلك وكان فخوراً لاستقبالك في عائلتنها . لقد خنتنا، وخنت نفسك).
- أعلم ذلك .
شعر بأنه رجل دون مبادئ ، تماماً مثل والده .
رفعت أوليفيا ذقنها ، معبّره بحركتها هذه عن غضبها وكبريائها ،
وأضافت قائلة : ( هل هذا كل ما يمكنك قوله ؟ أنت تعلم ! اللعنة عليك يا جايسون ).
بدأ صوتها يرتجف في حنجرتها ، والتمعت عيناها كالماس في بريق
غاضب . وماهي إلا لحظة حتى رفعت يدها التي تحمل خاتمه ، وصفعته بكل ما أوتيت
من قوة على وجهه الجميل المشدود . تركت الصفعه بقعه حمراء على بشرته السمراء ،
وسال قليل من الدم حيث ارتطم الخاتم المزخرف بوجهه .
وبكل ما أوتيت من إحتقار قالت له : ( أريدك أن تذهب .
خذ خاتمك الذي لم يعنِ لك شيئاً ).
خلعت الخاتم الماسي من إصبعها وقذفته به بإحتقار بالغ قائلة : ( لا أريد
رؤيتك بعد اليوم ).
كادت تختنق لشدة غضبها وحزنها .
- أذهب من هنا يا جايسون كوري . أذهب ولا تعد ثانية .
استفاق جايسون من أحلام اليقظة على يد سمراء تربت على كتفه من نافذة السيارة . وأجفل قائلاً : ( برونو؟)
نظر إليه برونو الذي كان يقود أحد الجرارات بإهتمام قائلاً :
( هل أنت بخير يا زميلي ؟ لا شك أن الجو خانق داخل السيارة . أنا ذاهب إلى السقيفة
لاحتساء العصير البارد . هل تريد كوباً ؟)
رمش جايسون عينيه بقوة . متمنياً ألا تفضح تعابير وجهه ما يدور في رأسة من أفكار . إن
الذكريات التي عادت إليه هذه المرة بدت أوضح مما كانت عليه منذ وقت طويل .منتديات ليلاس
- لا ،ِ شكراُ برونو .
أجابه جايسون بذلك وقد تفاجأ لأن صوته بدا طبيعياً ، ثم أضاف :
( أذهب أنت ، أما أنا فقد طلب مني السيد لينفيلد أن أنضم إليه .
ويجب أن أذهب الآن ).
قال ذلك وهو ينظر إلى ساعته . ابتعد برونو الضخم عن السيارة
الصغيرة ملوحاً لجايسون بيده ، وقال : ( أراك لاحقاً إيها الرئيس).
فكّر جايسون أنه يجدر به التخلص من ذلك الشعور باليأس الذي
إجتاحه مؤخراً ، كأنه هبط عليه من السماء .
إنها الذكريات! أقنع نفسه أنه مع مرور الزمن بات يستطيع تمالك نفسه بشكل أفضل ،
لكنه لم يكن قوياً وواثقاً من ذاته كما اعتقد معظم الناس.
كل ما يحتاجه هو فتح كوة صغيرة تذكرة بالماضي كي يقع في الفراغ المظلم .
لماذا تزعجه ذكرياته اليوم ؟ لم يعد يحلم بليف ، فقد تعلم السيطرة على مشاعره جيداً
وحتى على تفكيره اللاواعي . هذه الأيام لديه مسؤوليات جمّه ، فهاري بات يعتمد عليه أكثر
فأكثر ، وقد سلمه مؤخراً إدارة هافيلا ، تذكر وهو يقول : ( أنت يدي اليمنى يا جايسون .
أنت الأقرب إليّ بين جميع الناس بعد أوليفيا ) .
أصبح قاسياً كالمسمار وهو يتعلم بسرعه . لم يكرر هاري ارشاداته له مرتين .
وكذلك صاحب مزرعة كارامبا الذي فعل كل ما بوسعه لإقناعه بالبقاء .
إن مرض والدته بالسرطان وموتها السريع عادا به إلى موطنه .
مرت عليه أوقات عصيبه جداً ، إذ أحب والدته بقدر ما اختقر والده الغائب .
لكن الحياة تستمر . لديه ابنته الصغيرة ، تالي ، عليه أن يهتم بها ويؤمن لها حياة لائقة ،
إنها طفلة صغيرة رائعه ذات عينين زرقاوين عميقتين ، وهي لا تشبة ميغان أبداً .
يدل شعرها الحريري الأسود اللامع على إرثها الإيطالي بوضوح ، رغم أنها لم ترث البشرة السمراء.
اقترب جايسون من المنزل ، فرأى هاري جالساً على مفعد في الحديقة بجانب البحيرة
المليئة بزنابق الماء الرائعة بألوانها الزهري والقشدي وأزهار اللوتس الزرقاء المقدسة .
لسبب مل يعرفه ، شعر بعدم الإرتياح لمنظر هاري ، فأوقف السيارة واندفع نحو الطريق المغطاة بالحصى .
لم يرفع هاري رأسه لينظر إليه . فكور حايسون يديه حول فمه وناداه بإسمه .
توقع جايسون أن يلتفت هاري هذه المرة ، ويلوح له بيده إشاره إلى أنه سمعه .
لكنه لم يتحرك ، بل بقي يحدق أمامه ، إلى صفحة المياة الخضراء المتلالئة .
وجد جايسون نفسه يعدو بأقصى سرعة عابراً الأرض المغطاة بالعشب الكثيف الطري .
- هاري!
تلقى جايسون عدة صدمات في حياته ، وها هو يتوقع أسوأ الأمور الآن .
لم يحصل على جواب من الجسد الساكن . انحنى جايسون وحدق في وجه هاري الذي كان
مغطى حتى نصفه بحافة قبعته البيضاء المألوفه .
هاري ! هاري العزيز! هاري الصديق! وضع جايسون يده بمحبة على كتف مرشده النحيلة .
عندما كان بحاجه إلى رجب يقتدي به في حياته ، كان هاري
ذلك المثال الأعلى الذي أرشده ، وقد علم كل شيء عن حزنه الكبير عندما خسر أوليفيا.
وجد جايسون كيساً ورقياً مفتوحاً فيه قطعاً من الخبز ملقى بجانب قدمي هاري وقد تناثرت كسرات الخبز على العشب
الأخضر الزمردي . بدت تعابير وجهه هانئة ، ما جعل جايسون يشعر بالإرتياح وهو يدرك أن هاري فارق الحياة
وهو يطعم بجعاته السوداء المحبوبه .
حدّق جايسون بالبحيرة المكسوة بالزنبق ثم تلا الصلاة بصمت .
بعد أن حمل هاري إلى البيت وبدأت غرايسي البكاء بحرقة ،
أخذ جايسون يفكر بنتائج موت هاري ، يجب إعلام أوليفيا فوراً ،
إذ إنها الأقرب والاحب إلى هاري ، وهي وريثته .
على غرايس أن تقوم بذلك إذا أستطاع إيقافها عن البكاء .
لأن آخر شيء تريده ليف هو أن تسمع صوته ، لا سيما أن جل ما تعرفه عنه هو أنه
يدير مزرعة للماشية في منطقة نائية .
لم يخبرها هاري عن التغييرات التي حصلت في هافيلا.
كما لم يقل لها أنه وظف جايسون كوري لإدارتها .
ومع أن هاري لم يشرح له سبب ذلك إلا أن كلاهما علما أن ردة فعل ليف ستكون عنيفة .
لا شك في ذلك . لذا لم يتم إعلامها بشيء . أما الآن ، وقد أصبحت هافيلا ملكاً لأوليفيا
فعليه أن يرحل ، رغم أن تالي أحبت هذا المكان ، قرر جايسون أنه لن يذهب قبل أن
يضع الورود القرمزية المفضلة لدى هاري على قبره

ذكرى المرجوحه 04-07-09 01:00 PM

3- أريدك أن ترحل
http://www.w6w.net/album/35/w6w20050...03c9932e64.gif
سافرت أولفيا جوا في رحلة مبكرة أكثر مما توقعت.و قبل ذلك اتصلت بالدكتورة هيلاري لوكورد ، مديرة مدرسة أورميستون غرام للبنات،و أبلتها النبأ السيئ.أبدت الدكتورة لوكورد تعاطفها مع أوليفيا، و أكدت لها أن لا حاجة لحضورها إلى المدرسة في اليوم التالي.
قررت أوليفيا أنها حالما تصل إلى وجهتها ستتصل بغرايس لتؤمن لها شخصا يقلها من المطار، وغرايس تعلم أن عليها ألا تفكر بإدراج اسم جايسون كوري للمساعد ة في ذلك.
أمضت الليلة الفائتة ساهرة في سريرها، حزينة لموت العزيز هاري، ومحاولة معرفة سبب وجود جايسون كوري في هافيلا عندما مات هاري.
أتراه عاد إلى موطنه للبقاء مع أمه المريضة؟يقول البعض إن صحة أنطونيلا كوري بدأت تتراجع بعد أن هجرها زوجها.هل ماتت ريناتا، جدة جايسون؟يصعب على أوليفيا تصديق ذلك، إذ لطالما اعتبرت أن لا حدود لعمر ريناتا، وأنها أكبر من الحياة.لكنها فكرة غريبة، إذ أن الحياة تحمل معها دائما تغيرات هائلة.منتديات ليلاس
هل للأمر علاقة بعائلة ميغان؟لم تشأ اوليفيا أن تفكر بميغان دافي على الإطلاق، ورفضت أن تفكر بها كزوجة لجايسون أو كأم لطفله، لأن ذلك الدور كان مقدرا لها هي ان تلعبه.
كم كانت بريئة و ساذجة!لكنها لم تعد تذرف الدموع بسبب ما حصل.فالحب و الخيانة و الخداع كلها أصبحت خيالات من الماضي لا أكثر.اتضح لأوليفيا خلال السنوات الماضية أن ميغان أحبت جايسون.إلا أنها لم تكن الوحيدة في ذلك، إذ سحر جايسون كوري نساء كثيرات بجاذبيته،و لون بشرته الرائع، وبنيته القوية، وطريقة مشيته، وجسده الرائع.
لكنه كان لها، وكانت متأكدة من ذلك.لم تشك لحظة واحدة بحب جايسون لها ،كما لم تشعر بالغيرة أو الخوف من ان تأخذه منها امرأة أخرى.لم تستطع إحداهن فعل ذلك لن جايسون أحبها، وهي أحبته بدورها.لم تخطر الخيانة في بالهما، إلى أن تدخلت ميغان دافي.
جلست أوليفيا في الطائرة بهدوء، أراحت رأسها على النافذة البيضاوية الشكل، وراحت تحدق بكتل السحاب الأبيض و جناح الطائرة الفضي.
بعد حوالي الساعتين، حطت الطائرة،فجمعت اوليفيا حقائبها ووضعتها في عربة، ثم اتصلت بالمنزل.لدهشتها لم يرد أحد على الهاتف.انتظرت خمس دقائق ثم اتصلت ثانية،لكن النتيجة كانت نفسها إذ لم ترد غرايس على الهاتف.فكرت أنها قد تكون في مكان ما من المنزل،ولم تسمع رنين الهاتف.أسفت لأنها لم تتصل بغرايس من بريسين مسبقا بل أجلت الأمر إلى الآن.هذه غلطة، فغرايس لا تتوقع وصولها قبل ساعات.ربما تكون مشغولة بتحضير غرفتها القديمة أو بترتيب المنزل على أكمل وجه.
سيحضر أشخاص كثيرون المأتم و قد يعودون معهم إلى المنزل...مأتم هاري!
عضت شفتيها بقوة، وأحنت رأسها.لم ترفع رأسها غلا بعد ان استعادت رباطة جأشها مجددا.
رأت خارج المطار صفا من سيارات الجرة، وكانت إحداها تغادر، فيما بقيت هناك خمس سيارات أخرى.فكرت ان أمامها رحلة طويلة إلى هافيا، وعليها البدء بها حالا.
رغم ان سيارة الجرة مكيفة إلا ان اوليفيا أنزلت زجاج النافذة قليلا كي تشعر بالحرارة في دمها.أينما نظرت كانت ترى اللون الزمردي الخضر للنباتات التي تتنافس في عرض رائع للألوان،و قوس السماء العظيم في الأعلى يعكس اللون الأزرق المخضر العميق.
بمحاذاة المياه،بدت المناظر خلابة.لقد أزهرت أشجار الكسكارة الذهبية وكذلك البونسيانة الرائعة التي تعشق الأرض.أعطت اليوغنفيلية، وهي نبتةالمدارين، تأثيرا رائعا بارتفاعها و تألقها وجذبها للفراشات من حولها.
نقل سائق السيارة نظراته بإعجاب من جانب للآخر ، وعلق قائلا:
- يا له من مكان جميل!إنها المرة الأولى التي اقل فيها أحدهم إلى هذا المكان، إنها تجربة حقيقية.هل أنت زائرة يا آنسة؟
- هذا بيتي.
- هل تمزحين؟
فوجئ السائق بجوابها حتى كاد يوقف السيارة، وأكمل قائلا:
- ظننت انه ملك للسيد لينفيلد.
- أنا ابنة أخيه.
توقفت السيارة في الفسحة الواسعة، عند أسفل الدرج الرخامي الذي يؤدي إلى الشرفة.حمل السائق حقائبها ووضعها على الشرفة.وقفت أوليفيا تحت الشمس الساطعة تحدق إلى المنزل.إنه بيت كبير مهيب ذو أعمدة فخمة، وهو مطلي باللون الأبيض التقليدي، أما مصا ريع نوافذه فمطلية باللون الكحلي.تذكرت اوليفيا أنها كانت خضراء في الماضي، لكنها اعترفت ان اللون الأزرق الغامق اللماع يبدو جيدا، إذ إنه تغيير جميل.
دفعت اوليفيا أجرة السائق و نقدته إكرامية سخية.انتظرت لحظة إلى أن ذهبت سيارة الجرة، ثم داهمها الحزن فجأة...لم يأت هاري لملاقاتها.
حدثت نفسها قائلة:* هيا!اصعدي.حركي رجلا بعد أخرى، فهذا منزلك.إنه بيتك الآن.عليك أن تتخطي محنة الأيام المقبلة و جنازة هاري و احتمال مواجهة جايسون كوري*
تلقائيا عادت إليها ذكريات الليالي النيلية على الشاطئ مع جايسون،و نداء البحر، وطيف كانت الرمال البيضاء تجد طريقها دائما إلى البساط الذي يجلسان عليه.تذكرت اوليفيا عناق جايسون لها على الشاطئ، حتى راح جسدها يرتعش.
لم تختبر اوليفيا مثيلا لذلك الإحساس منذ تلك الأيام حيث كانت همسات التحبب تنسكب من شفاههما، ثم يتوقف الكلام عندما يفيض بهما الشوق فتتوقف كل قدرة على الحديث.ما زالت تحمل تلك الذكريات عميقا داخل خلاياها، ولن تتحرر منها مطلقا.
صعدت الدرج كسيرة الفؤاد، وتوجهت إلى الظل على الشرفة الواسعة.سمعت حركة في الحديقة لكنها لم تتمكن من رؤية أي شيء عبر ستار الأشجار الكثيفة.و فكرت بغرايس، لا بد أنها تشعر بالوحدة و هي بحاجة إلى مساعدة بعد موت هاري.
لقد أحبت غرايس هاري كثيرا، وعملت لديه قرابة الثلاثين عاما و اعتبرته أفضل رب عمل في العالم.
توجهت اوليفيا نحو المدخل الساكن المغطى بالرخام الأبيض.كل شيء هناك ذكرها بخسارتها، لاسيما الرائحة الغنية للورود القرمزية التي تسللت إليها من غناء للزهور مصنوع من الكريستال موضوع فوق طاولة المدخل.الورود هي أزهار هاري المفضلة.
ما إن شقت طريقها إلى الداخل حتى سمعت خطوات خفيفة وراءها.استدارت بسرعة، ولدهشتها رأت فتاة صغيرة ذات شعر أجعد غامق ترتدي قميصا بيضاء و بنطلونا قصيرا مطبعا بالزهور.خرجت الفتاة من إحدى القناطر وأسرعت باتجاه الباب الأمامي.
نادتها اوليفيا و كأنها تحاول إيقاف تلميذة شابة هاربة:
- أنت هناك...مرحبا.أين تذهبين أيتها الصغيرة؟
توقفت الفتاة عن الفرار، و استدارت لتقف أمام أوليفيا بشموخ مثل الكبار، ثم راحت تنظر إليها بعينيها الزرقاوين.

- أنا اوليفيا.
- و أنا تالي.إنني ابحث عن غرايسي.
- أحقا؟
كادت اوليفيا تضحك بصوت عال عندما لمست نبرة كبرياء في صوت الطفلة.أكملت تسألها:
- و أين غرايسي؟
- غنها في المطبخ.هل أناديها؟
- لم لا نذهب إليها معا؟
قالت اوليفيا ثم مدت يدها،اقتربت الطفلة منها ن وأمسكت يدها، ثم نظرت إليها قائلة بصوت صبياني:
- أنت سيدة جميلة.
- شكرا لك.و أنت جميلة أيضا.
- أحب قرطيك و ساعتك.
- لديك ذوق جيد.أخبريني، تالي هو اختصار لي اسم؟
- ناتالي.
ثم ضحكت و أضافت،
- لكن لا أحد يناديني هكذا.
- أين أمك؟
سألتها اوليفيا ذلك معتقدة أنها ابنة إحدى الخادمات.نظرت الطفلة بعيدا و أجابت:
- لا اعلم
- لا تقلقي، سنجدها.
أطلقت تالي ضحكة صغيرة غير متوقعة، وقالت:
- يفترض بي أن أتلو الصلاة كل يوم، لكني لا افعل ذلك.
أوشكت اوليفيا ان تسألها ماذا تعني بذلكن و في تلك اللحظة أطلت غرايس من باب المطبخ.ما عن رأت اوليفيا و تالي متشابكتي الأيدي حتى أجفلت بقوة ، وهمست بصوت مرتجف:
- لقد تقابلتما إذن!
- مرحبا غرايسي، ماذا يجري هنا؟
أفلتت أوليفيا يد الطفلة و ركضت نحو مدبرة المنزل، وحضنتها بشوق قبل ان تضيف هامسة:
- هيا لا تبكي الآن.
ربتت أوليفيا على ظهر غرايس آملة ألا تبدأ بالبكاء هي أيضا.
- لا يمكنني تمالك نفسي.
ارتجفت كتفا غرايس الممتلئتين.
- أعلم ذلك.
اقتربت منهما تالي، و أحاطت ساقي أولفيا بذراعيها قائلة:
- أنا خائفة.
ابتعدت المرأتان عن بعضهما و ركزتا اهتمامهما على الطفلة.قالت لها أوليفيا بصوت حنون مشجع:
-لا داعي للخوف،تالي.
هزت تالي رأسها واتسعت عيناها بحزن قائلة:
- أنت الآنسة أوليفيا؟
- أوليفيا فقط.
- جئت لرؤيتنا لأن عمي هاري مات؟
تحركت غرايس بانزعاج و قالت:
- كان يجب علي أن أخبرك ليلة البارحة...أنا خجلة من نفسي...كنت أحاول إخبارك بذلك.
- تخبريني بماذا؟
نظرت أوليفيا إلى عيني مدبرة المنزل الحمراوين،ولاحظت أن وجه غرايس المرح المألوف قد ذبل لكثرة البكاء.
- لم أجرؤ...
حثتها أولفيا على المتابعة:
-آه،هيا! ما المشكلة غرايس؟كلامك ليس مفهوما.
- كان عليك إخبارها.
وبخت الطفلة غرايس، و أضافت:
- أنا تالي كوري.
وضعت تالي يدها على ذراع أوليفيا و سألتها:
- هل ستكرهينني؟
نظرت أوليفيا إلى الفتاة الصغيرة بصمت و قد على الذهول وجهها،شعرت برأسها يدور و كأنها على وشك الإغماء.هذه طفلة جايسون!من تراها
تشبه؟ إنها لا تشبه جايسون و لا ميغان، ولكنها تبدو مألوفة بشكل مبهم.
- كم عمرك يا تالي؟
أجابتها تالي بفخر:
- سأبلغ السابعة من العمر في عيد ميلادي المقبل.انا طويلة بالنسبة إلى عمري، فانا بنفس طول صديقتي داني، لكني لا أقرا كتبا هزلية سخيفة.
التفتت اوليفيا إلى غرايس من جديد و راحت ترمقها بعينين رماديتين جليديتين، ثم سألتها:
- ماذا يجري هنا يا غرايس؟
حركت غرايس قدميها بتثاقل قائلة:
- مكانتي في المنزل لم تخولني إخباركن ليفي.
- إخباري بماذا؟ أن تالي الصغيرة لها حرية الدخول و التنقل في البيت؟ أنها تنادي هاري*عمي هاري*ظ أين تعيش؟أين أمها؟ ماذا تفعل هنا الآن؟أخبرتني أنها تبحث عنك.
هزت غرايس رأسها و علقت نبرة ملؤها العطف:
- يا للفتاة الشقية!
لاحظت تالي تعابير وجه اولفيا، فخاطبتها قائلة:
- اسمعي، لا تغضبين ولا تطرحي المزيد من الأسئلة على غرايسي، بل اسألي أبي.
- هل هو هنا الآن؟
شعرت اوليفيا بغضب شديد، ولم تدر إذا كان بإمكانها التعامل مع هذا الوضع.
قالت تالي عارضة مساعدتها:
- سآخذك إليه.يمكن أن تصبحا صديقين.
- أبدا!
قالت اوليفيا ذلك بحدة رافعة ذقنها.
نظرت تالي بعينين مستديرتين راجيتين نحو وجه اوليفيا المصدوم و قالت:
- أنت تعلمين ان أبي لا يكرهك.
راحت غرايس تلوي يديها بعصبية و قالت:
- ماذا ستظنين بي الآن؟أنا خجلة جدا.كان علي أن احذرك.
ثم بدأت البكاء ثانية.
- غرايس، أرجوك.
حاولت أوليفيا تهدئتها.إنها لا تستطيع أن تلومها لن المر لم يكن بيدها.لقد نفذت ما تلقته من تعليمات فقط.
- مسكينة غرايسي العجوز.
حاولت تالي احتضان جسد غرايس السمين، و أضافت قائلة:
- لا باس لا تقلقي.سيأتي أبي قريبا.
- إنه هنا الآن.
جاء الصوت الذكوري النابض بالحياة من مكان ما الخارج على الشرفة.ثم أمرها بحزم:
- تالي، تعالي إلى هنا.ما معنى هروبك؟
رفعت الطفلة صوتها دون ان تتحرك من مكانها:
- إني ازور غرايسي فقط.
- في المرة المقبلة عليك تخبريني.
خلع جايسون حذاء العمل المليء بالغبار، ووضعه على الشرفة ثم عبر الباب الأمامي و رأسه متجه نحو الأسفل قائلا:
- أنت تدللينها،غرايسي.في كل مرة أعمل قريبا من هنا، تأتي تالي...
في تلك اللحظة ، رفع رأسه و رأى أوليفيا...جاءت صدمته عنيفة إلى حد أن صوته تكسر مع آخر كلمة، ثم داهمته موجات متعاقبة من الحرارة جعلته يغلي و كان سلكا كهربائيا مسه.
- ليف.
ضم قبضتيه بشدة إلى ان ابيضت مفاصل أصابعه.
وجدت غرايس التي تشعر بالتوتر، الفرصة سانحة لتختفي.أمسكت يد تالي بسرعة و بشدة، ثم جرتها نحو المطبخ متمتمة بشيء عن البوظة بالشوكولا.
احتاجت أوليفيا إلى قوة إرادة جبارة لكي تبقى واقفة بمكانها، رغم أن دافعا داخليا كان يحثها على الهرب و القيام بأي شيء آخر عدا الوقوف هناك و مواجهة الرجل الذي خانها. تشبثت يدها بدرابزين الدرج لئلا تترنح.لم يعد باستطاعة جايسون ان يؤذيها بعدا الآن، لأنها لن تسمح له بذلك.لكن،لماذا تحرق الدموع عينيها؟فتحت فمها، إلا أنها شعرت بانقباض في حنجرتها و لم تتمكن من التفوه بكلمة واحدة.بعد ان رأته الآن، تفجرت في داخلها تلك المشاعر التي حاولت قمعها لمدة طويلة.
آه..!يا إلهي، لا!راحت أوليفيا تصلي بصمت.لا شك ان خطبا أصابها.هزت رأسها بسرعة غير مدركة ان مشاعرها المحمومة تلتمع في عينيها.مرت ست سنوات أو أكثر، لكن الذكريات القديمة ما زالت تداهمها، لا سيما شعورها بالإذلال،و الغضب،وتحطم الفؤاد، و الاشتياق إليه رغم خيانته.هذه المشاعر كلها عادت إليها الآن حية واضحة كأنها حصلت البارحة.
كسر صوت جايسون الخائف:
- لم نتوقع وصولك قبل المساء.
ابتلعت اوليفيا ريقها بصعوبة بسبب غضبها إذ كان من الصعب عليها ان تتمالك نفسها.أجابته ببرود:
- و أنا لم أتوقع رؤيتك أيضا.ماذا تفعل هنا يا جايسون؟
- إنني اعمل هنا ، ليف.
توجه نحوها بصورة لا إرادية.إنها معجزة!فكر بذلك و هو يراها تقف هناك أمامه، و كأنها خرجت من حلم.للحظة فكر انه سيقدم على عمل مجنون كمحاولة عناقها او ربما اسوأ من ذلك كان يعترف أنه ما زال يريدها...لكنه لم ير في حياته امرأة تبدو جليدية على هذا النحو كما تبدو اوليفيا الآن.
حذرته بقسوة و هي تتراجع بشكل ملحوظ:
- ابق هناك.لا تقترب مني.
- أنا آسف.
توقف جايسون على بعد خطوات قليلة، وهو يشعر باحتقاره لنفسه.أكمل قائلا:
- لم أقصد إخافتك، يا ليف.علينا ان نتحدث.
أجبرت اوليفيا نفسها على الضحك، فجاءت ضحكتها شاذة خالية من المرح.
- ليس لدي ما أقوله لك يا جايسون.أريدك ان تذهب .
شعرت بلذة عارمة عندما رأت قسمات وجه تتقلص.بدا اكبر سنا، أشد قوة، و أكثر وسامة والأسوأ من ذلك بدا انه رجل معتاد على السلطة .
- يسعدني ان اذهب ، أوليفيا، لكن بعد ان تعطيني بضع دقائق من وقتك.أريد ان اشرح لك بضعة أشياء لم يذكرها لك هاري
- مثل ماذا؟
لم تشأ أوليفيا أن تنظر إليه لكنها لم تستطع أن تشيح ببصرها عنه.كان يرتدي ثياب العمل، ما يدعم قوله إنه يعمل في هافيلا.كان يرتدي قميصا زرقاء احتضنت كتفيه العريضتين و عضلات صدره، أما بنطلون الجينز الذي كان يرتديه فيلف وركيه النحيلين و رجليه الطويلتين بإحكام.و مع أن ملابسه بسيطة، لكنها ناسبت جسده إلى حد الكمال.شعرت اوليفيا بتأثيره القوي عليها ما جعلها تشعر بالصدمة.
احتست أن جبينها يحترق من الحرارة، وداهمها شعور عارم باحتقار الذات و بالوضاعة.فبدلا من ان تتجاوب مع جاذبيته الواضحة، عليها ان تتذكر اللم العظيم الذي سببه لها.أين كبرياؤها؟
-ماذا لديك لتقوله؟ إذن، أنت تعمل هنا؟ لا أعلم لما سمح هاري بذلك.لا يمكنني مسامحتك أبدا.
- هلا ذهبنا إلى المكتبة؟
اقترح جايسون ذلك.و تابع:
- الأصوات تنتقل عبر القاعة.
أدركت من العبوس الذي بدا على وجهه أنه يخشى ان تسمع طفلته حديثهما، و بسبب ذلك فقط وافقت على اقتراحه، وتقدمته إلى غرفة المكتبة التي ما زالت جميلة و بهية كما كانت في السابق.استدارت أوليفيا نحوه، إذ لم يكن لديها أي اختيار آخر.وسرعان ما شعرت بألم في صدغها الأيمن.راحت تضغط بأصبعها على موضع الألم، ثم خاطبته قائلة:
- لديك دقيقة واحدة فقط جايسون، بعدها أريدك خارج هافيلا.كيف وافقت زوجتك على العودة إلى هنا؟ ظننت أنك تدير مزرعة *أوتباك*
بذل جايسون جهده للسيطرة على مشاعره المتمردة.لطالما بدت أوليفا فتاة لطيفة،و ها هي قد أصبحت امرأة رائعة الجمال.غدت ملامح و جهها أكثر جمالا.ليته يستطيع أن يخبرها كم أصبحت جميلة ، لكنه بالطبع لا يستطيع.أجابها مفسرا:
- توفيت أمي منذ أكثر من سنتين، اوليفيا.عدت إلى المنزل لكي أكون معها في أيامها الخيرة.
- أنا آسفة.
طأطأت رأسها و شعرت بالحزن لأنها لم تتمكن من رؤيتها قبل مماتها.أكملت قائلة:
- لطالما أحببت أمك.كنا دوما على وفاق، ولم نتجادل مطلقا.و بعد ان ماتت لماذا لم تعد إلى *أوتباك*
- لأن هاري عرض علي عملا.التقينا صدفة ذات يوم، فتحدثت إليه و استمع إلي، لطالما كان مستمعا جيدا و رجلا عادلا.ثم توليت إدارة هافيلا و أعمال هاري الأخرى في السنتين الماضيتين.
تلك المعلومة الأخيرة أصابتها بصدمة بالغة و سببت لها الإزعاج، فقالت ك
- لم يخبرني بشيء من ذلك.
- لم يشأ هاري ان يكذب أو يدعي.
شعرت ان نظرات جايسون تحرقها،كانت ترتدي قميصا حريرية و تنورة مناسبة، و بدا كان بريق الخزامى ينعكس في عينيها.أكمل جايسون كلامه بهدوء:
- كان هاري يعرف تماما ما ستكون عليه ردة فعلك.
لم تتحمل أوليفيا قربه منها على هذا النحو.استدارت على عقبيها و مشت مبتعدة باتجاه الباب المفتوح، وراحت تحدق إلى الحديقة من دون ان ترى شيئا.قالت بنبرة ماؤها صدى الألم:
- ظننت ان هاري أحبني
- كنت كل شيء في العالم بالنسبة إليه.
قال جايسون ذلك محتجا على كلامها بنبرة بدت نابعة من صميم قلبه و روحه.لم يستطع تحمل رؤيتها و هي تشعر أنها تعرضت للخيانة.إلا ان اوليفيا هزت رأسها بعنف و قالت بصوت كئيب:
- لكنه سمح لك بالعودة إلى حياته.
بدا الألم في عيني جايسون عندما قال:
- قد سامحني هاري يا أوليفيا، حين عرف كيف أصبحت حياتي بعد ان خسرتك.
استدارت نحوه بسرعة و عيناها تلمعان كجوهرتين صلبتين، ثم قالت بمرارة:
- آه ! أحقا؟لقد تزوجت من امرأة أخرى، يا جايسون، هل تذكر؟ لديك ابنة منها،و أتوقع وجود أطفال آخرين،صحيح؟
علت الكآبة وجه جايسون و أجاب:
- لدي تالي فقط
- ما كان يجدر بهاري ان يفعل ذلك!
مرة أخرى ذاقت أوليفيا مرارة الخيانة.و فكرت:* في النهاية، ألا يتضامن الرجال بعضهم مع بعض؟لطالما شعر هاري بمحبة عميقة نحو جايسون الذي عاش دون أب.
- حسنا !لقد فعل.
أكد جايسون ذلك بصراحة.ثم تابع قائلا:
- لم يكن عمله نابعا من اللطافة فقط، رغم ان هاري كان اللطافة بعينها.المسألة هي انه احتاج بشدة إلى المساعدة في المرحلة الخيرة من حياته و أدرك أنني قادر على تولي ذلك العمل‘ فكلفني الاهتمام بكل العمال في هافيلا.أشك في إمكانية أن تجدي شخصا أفضل،أو يعمل بجد أكثر مني.
- يمكنك أن تراهن على بحياتك أنني سأحاول.لا بد أنك أدركت بان عليك الرحيل من هنا يوما.
قالت اوليفيا ذلك، ولم تستطع إخفاء رنة الانتصار من صوتها.هز جايسون رأسه قائلا:
- طبع! و أنا جاهز للرحيل،يا اوليفيا.لا أتخيل شيئا أسوأ من البقاء هنا و تعريض نفسي لانتقاداتك.صحيح أنني عملت مع هاري، لكن محاولة العمل معك أمر مختلف.فهاري كان يحتاج لمن يثق به ليدير له أعمالهن و أنا أتقن إدارة العمال بشكل جيد.معا أصبحنا قادرين على تحويل أفكاري المتطورة إلى انتصارات.سوف أشعر بالامتنان له دائما لأنه أعطاني فرصة ثانية.لم يكن المر سهلا عليه، إذ لم يعجبه واقع أنه لم يكن صريحا معك، لكنه لم يشأ أن يجرح مشاعرك.أتساءل كم من الوقت يلزمك لكي تدركي أنك لا تستطيعين تولي الأمور وحدك؟
- لن تكون هنا لتعرف.
هزت أوليفيا شعرها الطويل الذي ما طوال سنوات.ثم سألته:
- أين تعيش؟
هز رأسه قائلا:
- ليس هنا، إذا كان هذا قصدك،تركت لي أمي منزل العائلة و أنا أعيش فيه مع تالي.
رقت تعابير وجه اوليفيا المتكبرة المتباعدة و سألته:
- ماذا عن ريناتا؟
- ما زالت تعيش في منزلها و هي تعتني بتالي.
- و هل ميغان دائمة الانشغال بحيث لا تهتم بابنتها الصغيرة؟
شعرت بغضب شديد بعد أن ذكرت اسم ميغان.
- لقد رحلت ميغان يا أوليفيا.
صدمها قوله إذ كان ذلك آخر شيء توقعت سماعه.
- رحلت؟ إلى أين؟
أدرك جايسون أنه كان يحبس أنفاسه منتظرا هذا السؤال.
- لم ينجح زواجنا، ليف.لم أحب ميغان أبدا و لم استطع إجبار نفسي على حبها رغم أنني حاولت إنجاح زواجنا.في الواقع،لا يستطيع المرء أن يحب تحت الإكراه.في النهاية، شعرت ميغان بالمرارة و الغضب فرحلت.
تكور فم أوليفيا بعدم تصديق، ثم قالت:
- هكذا إذن! ان تهجر المرأة رجلا لا يحبها يعد عملا بسيطا،لكن ماذا عن الطفلة؟ كيف استطاعت فعل ذلك؟ أم أنك رفضت منحها الوصاية على تالي؟ أتصورك تفعل ذلك.
أجاب جايسون بقوة:
- لم تشأ ميغان الاهتمام بتالي، لأنها اعتبرتها عبئا لا تريد أخذه معها.لم تكن والدة جيدة، ولم ترتبط مع تالي بشكل جيد منذ البداية، إذ افتقدت إلى مسحة الأمومة التي يفترض بكن انتن النساء امتلاكها.
حدقت به أوليفيا بعينين متسعتين، و قد بدت مصدومة و غير قادرة على التصديق.سألته:
- و أين هي الآن؟
هز جايسون كتفيه بلا مبالاة، و أجابها:
آخر ما سمعته عنها هو أنها تعيش مع أحدهم في المقاطعة.


تشدقت أوليفيا باقتضاب،سامحة لنفسها بإطلاق مشاعرها:
- حسنا!جايسون.لقد اقترفت خطا
ثم تابعت:
- أنا اشعر بالأسى على تالي، لا شك أنها تشعر بالحزن و الهجران.
توتر فك جايسون، وقال:
-أعتقد أن تالي عانت المرين مع ميغان أثناء غيابي من المنزل.
رمشت اوليفيا بعينيها، و سألته بحدة:
- هل يمكنك ان توضح ما قلته؟
- لا أريد الخوض في هذا الموضوع اوليفيا
جاءت نبرته جافة،ثم تابع قائلا:
- لم تعش ميغان طفولة سهلة،وقد اثر ذلك عليها، ربما لم أستطع أن أحبها، لكني حاولت دائما أن أتصرف بإنصاف معها.في الواقع، شعرت بالسعادة حين رحلت، إذ كنت أشعر قبل ذلك بالقلق من ان تؤذي تالي.
- ومتى رحلت؟
- عندما كانت تالي في حوالي الرابعة من عمرها.
- إنها لا تشبهك.
فوجئت أوليفيا نفسها بهذا التعليق.لكنها تابعت قائلة:
- و هي لا تشبه ميغان أيضا، مع ان فيها ملامح مألوفة.
هز جايسون كتفيه،قائلاك
- ظننت أن عينيها تشبهان عيني.
نظرت أوليفيا بعيدا قبل ان تنفجر بالبكاء، ثم قالت،
- فقط في كونهما زرقاوين.ليتني أستطيع القول كم أنا آسفة على وجود هذه الفوضى في حياتك، جايسون.لكنني لست منافقة.
- في الماضي كنت مثالا للتعاطف
أجابها بذلك آسرا نظرتها.و أضاف:
- لم تكن القسوة من طبيعتك
أجابته و الاحمرار يغزو خديها:
- لم أقل إنني فخورة بنفسي.
و ما لبثت أن أضافت:
-لقد حصلت على التعاطف من هاري على أي حال، فلا تتوقع ذلك مني. بعد المآتم لا أريد رؤيتك ثانية يا جايسون.

ذكرى المرجوحه 04-07-09 01:32 PM

4- أهذا ما تخافينه ؟
http://www.w6w.net/album/35/w6w20050...21b61726a0.gif


كان مأتم هاري لينفيلد لمركزه المحترم في المجتمع ، وقد حضره الكثير
من الأشخاص بحيث أكتظت بهم الكنيسة . تماماًُ كما توقعت أوليفيا .
تجمع المعزّون داخل الكنيسة حيث يسود الهدوء ، محيين بعضهم البعض بأصوات
حزينة خافتة ، في حين وصلت مجموعات أخرى إلى باب الكنيسة المفتوح
ولم يجدوا مكاناً لهم وسط ذلك الزحام ، فاكتفوا بالوقوف خارجاً تحت أشعة الشمس الحارقة
أو اللجوء إلى ظل شجرة الماغنوليا في فناء الكنيسة .
تسلم كل من المعزين كتيباً للصلاة ، فيما جلست أوليفيا في المقدمة بصفتها الأقرب والأحب
إلى هاري لتستقبل التعازي مع أقاربها الذين حضروا
من مختلف أنحاء العالم لحضور المأتم .
نظرت أوليفيا إلى الجهة المقابلة في الكنيسة ورأت جايسون ببذلته الرسمية
السوداء وتعابير وجهه الكئيبة المشدودة ، فبدأ شديد الوسامة .
تفحصته مطولاَ ، ولاحظت كم بدا مألوفاً لها . تذكرت المشاعر التي تشاركاها
في ما مضى ، فأحست بطعنة في صدرها ، كانا سيتزوجان في هذه الكنيسة!
( لا تفكري به ، بل فكري بهاري ، هذا ما قالته لنفسها وهي تنتزع نظراتها عنه ).
وزّعت الأزهار في كل مكان . فقد طلبت أوليفيا الكثير منها رغم
حرارة الجو ، لأن هاري أحب الأزهار طيلة حياته ، فكانت أزهار الزنبق
والورد والقرنفل والاوركيد تملأ المكان . إضافة إلى أكليل من الزنبق
الأبيض وضعته أوليفيا على تابوت هاري .
وقف الجميع عندما توجه الكاهن الطويل ذي الشعر الفضي إلى يمين الضريح .
بدأ الكاهن يتحدث عن الموت والحياة والنشور وأشياء أخرى تقال عادة في المآتم .
ثم بدأ عزف الأرغن ففتح الموجودون كتب الصلاة ليشاركوا في الترانيم .
شعرت أوليفيا بالأختناق ، ربما بسبب الزهور الكثيرة التي على الرغم
من جمالها ، ملأت الأجواء بعبيرها القوي ما جعل أوليفيا غير قادرة على التنفس .
نهض عدة أشخاص وتوجهوا نحو المكان المخصص لإلقاء كلمات التأبين لهاري .
لم تستطع أوليفيا فهم ما كانوا يقولونه ، إلى أن نهض جايسون كوري وتوجه نحو مقدمة الكنيسة
، للحظة رفضت النظر إليه . لكن حضورة بدأ قوياً جداً .
ولأول مرة سمعت بوضوح ، إذ راح صوت جايسون الواضح يرنّ بشكل مؤثر في أرجاء الكنيسة .
فكرت بصمت أنها لن تبكي . لم تجرؤ على البدء بالبكاء ، وفي الوقت نفسه لم تستطع
الصمود أكثر ، إذ تجمع الألم والحزن والعذاب في داخلها .
كان حديث جايسون مؤثراً ، حتى إنه جعل الحاضرين يضحكون بهدوء حول أشياء قالها
هاري أو فعلها ، لم يستطع الموجودون إشاحة نظرهم عن جايسون .
وقد حول الضوء المنسكب من زجاج النافذة الملون خلف المذبح
لون شعره إلى ذهب خالص .
كم تألمت بسببه طوال سبع سنوات! إنها لا تستطيع الصمود دون
التفكير به على الأطلاق .
أصابها الدوار ، وشعرت بالحرارة الشديدة ثم بالبرودة .
رائحة الأزهار والزنابق البيضاء على تابوت هاري سببت لها ما يشبة الأختناق .
حاولت أن تسعل ، وبدلاً من ذلك ، أنهارت على أحد جانبيها .
فتحت أوليفيا عينيها لتجد نفسها جالسة على مقعد طويل في غرفة
جانبيه في الكنيسة ، وظهرها ورأسها مستندان إلى الحائط الحجري البارد .
- ماذا جرى ؟
أجابها جايسون : ( غبتِ عن الوعي ).
- آه ، لا .
أرجعت رأسها إلى الوراء ، وأغمضت عينيها ثانية ، وقالت : ( هل حملتني إلى هنا ؟)
جاءت إبتسامة جايسون قصيرة وملتوية .
- إنهم ينشدون الترنيمة الأخيرة .
أخترقت الأصوات خشب الباب السميك ، تابعت أوليفيا قائلة :
( أردت أن أقرأ قصيدة أخترتها خصيصاً ).
- أبقي هادئة للحظة ، أوليفيا .
قال جايسون ذلك وعيناه تراقبان شحوبها الواضح .
عبرت وجهها لمحة قلق ، ثم قالت : ( كم أتمنى أنتهاء هذا ).
- أعتقد أنك لا تريدينني أن أبقى بجانبك ، أليس كذلك ؟
قال جايسون هذا وهو يعرف الجواب مسبقاًُ .
- لا .
لم يكن لديها خيار سوى قول الحقيقة . ثم تابعت تقول : ( كنت في الماضي منقذاً جيداً .
شكراً لأنك ساعدتني الآن ، لكن بإمكاني الأستمرار لوحدي ؟)
- لا أحب أن أتركك وأنت في هذه الحالة .
بدت أوليفيا فائقة الجمال ، رشيقة القوام ، شديدة الضعف ، وقد أبرز ثوبها الأسود
كمال جسمها ، مع أن سنوات طويلة مرت ، لكن جايسون يشعر
كأنه أخبرها البارحة أنه لن يتزوج منها .
أجابته أوليفيا بحدة : ( لكني لا أريدك هنا . جايسون . لا أعرف كيف أوضح الأمر أكثر . لا أريد
شيئاً منك أبداً بعد اليوم ).
نظر إليها بسرور غير متوقع وقال : ( طبعاً ، أنا أفهم ذلك . سأرسل لك أحد أقربائك .)
- لا ،شكراًُ . أنا بخير .
وقفت أوليفيا بتصميم على قدميها قائلة : ( أين قبعتي ؟)
استدار جايسون وناولها قبعتها الأنيقة ذات الحافة الكبيرة المقلوبة عند الأطراف : ( تفضلي ).
وضعت أوليفيا قبعتها على رأسها ، ونظرت إليه بعبوس قائلة : ( هل هي مستقيمة ؟
لا توجد مرآة هنا ).
- إنها جيدة . هل أنت أكيدة أنك بخير ؟
أجابته بإبتسامة مريرة : ( يجب أن أكون بخير ، فالآتي أعظم ).
وكان ذلك صحيحاً . لكنها لم تدرك سوء ما يواجهها إلى أن هم جيلبرت سيمونز . وهو محامي
هاري ، بمغادرة المنزل . إذ قال لها بوقار :
( سأعود غداً لقراءة وصية هاري ، إذا ناسبك ذلك . هل تناسبك الساعة الثانية ؟)
صافحتة قائلة : ( الساعة الثانية مناسبة يا جيلبرت ).
- أنت المستتفيدة الأساسية كما تعلمين ، طبعاً . لكن هناك ورثة آخرون .
- طبعاً ، أتوقع ذلك . فقد كان هاري رجلاً كريماً جداً .
هناك أيضاً العائلة ، والإحسان ، ولا شك أنه ترك شيئاً لغرايس .
نظر جيلبرت سيمونز بعيداً للحظة ، ثم قال : ( أعلم أن ما سأقولة سوف يفاجئك يا أوليفيا ،
إذ ما أخذنا بعين الإعتبار ما حدث بينك وبين جايسون كوري ،
لكن جايسون هو أحد المستفيدين . وأسمه مذكور في وصية هاري ).
- جايسون ؟
ألن تتوقف الصدمات في حياتها ؟ إن جايسون لا يستحق شيئاً .
كان على هاري أن يدفع له بسخاء فقط . لكن ، ربما أورث جايسون مجموعة
مضارب الغولف أو شيئاً من هذا القبيل ، أو ربما تلك السيارة ذات الدفع
الرباعي التي يستعملها . انتظرت أوليفيا تعليقاًُ آخر من المحامي لكنه لم يقل
شيئاً سوى : ( أراك غداً أوليفيا . هل ستبلغين جايسون ؟)
- لا يمكنني القيام بشيء آخر .
لاحظ المحامي مدى أنزعاجها ، فأبتسم بتعاطف وقال لها : ( إنها مشيئة هاري ، يا عزيزتي ).
http://www.w6w.net/album/35/w6w20050...916aea902f.gif
اجتازت أوليفيا آخر منحنى في الطريق ووصلت إلى منزل آل كوري الذي لم يعد ذلك المنزل
المتواضع الذي تذكره ، بل أصبح ساحراً .
لاحظت أن تحسينات كبيرة قد أدخلت على البيت . والأرض المحيطة به . هناك سور جديد مطلي
باللون الأبيض اللماع ، شكل تناقضاً جميلاً مع الخضرة الزمردية للعشب المقصوص حديثاً .
أما المنزل فطلي باللون الأخضر الهادئ ، الذي ناسب لون السقف الحديدي المتموج .
وأصبحت السقيفة الآن محاطة بسور خشبي أبيض مناسب للباب الأمامي والنوافذ .
كما أكملت المفروشات البيضاء الموضوعة على الشرفة صورة المنزل الريفي
الساحر المضياف . بدت الحديقة رائعة بأزهارها البيضاء والصفراء .
وقد وضعت عند مدخلها بوابة علقت عليها لافتة خشبية مطلية باللون الأبيض ، كتب عليها : ( كوخ آل كوري ).
كانت سيارة مزرعة هافيلا ، ذات الدفع الرباعي ، مركونه على الطريق المفروشة بالحصى .
قفز قلب أوليفيا إلى حنجرتها ، فأطفأت محرك سيارة هاري الكبيرة .
وبقيت جالسة تفكر ماذا ستفعل بعد ذلك .
لماذا جاءت ؟ كان بإمكانها أن تتصل به هاتفياً . فكرت في سرها قائلة : ( لا يمكنني القيام بذلك).
الآنسة لينفيلد الهادئة المتماسكة . التي تتعامل مع أصعب التلميذات
المرهقات مراساً ، بقيت في مكانها مترددة جداً يلفها الآلم ...
- كم أنا حمقاء .
هذا ماقالته لنفسها . لقد استمر جايسون في حياته الطبيعية لأنها
سلخت نفسها كلياً بعيداًُ عنه .
أعترفت لنفسها أنها ما زالت تحبه وتمقته في الوقت نفسه .
وها قد أصبحت حالتها مثيرة للشفقة ولا يمكنها فعل شيء حيال ذلك .
إذ تتعطل إرادتها عندما يتعلق الأمر بجايسون كوري .
حسم جايسون الموقف بفسه بخروجه إلى الباب الأمامي .
كان يرتدي قميصاً ملطخاً بالطلاء مع بنطلون قصير ذي لون أزرق داكن .
للحظة ، فكرت أوليفيا أن تنزلق في مقعدها لتخبئ نفسها كي لا يراها .
كم هذا سخيف! إنها لم تتعلم شيئاً عن نفسها .
وربما لن تفعل مطلقاً . وقد لا تتمكن من تكوين حياة خاصة بها دون وجود جايسون
كوري فيها بشكل من الأشكال . منتديات ليلاس
توجه جايسون نحوها مباشرة ، ولم يعد أمامها مناص سوى الخروج من السيارة .
وإلا بدت أمامه كالحمقاء .
- مرحباً أوليفيا .
ناداها وهو يقترب منها . ثم أضاف : ( هل تريدن شيئاً ؟)
حاء صوتها طبيعياً بعد أن تمكنت من السيطرة على نفسها . فقالت :
( كان بإمكاني الأتصال بك ، لكني أردت الخروج من المنزل لبعض الوقت .
سيأتي جيلبرت سيمونز الساعةالثانية من بعد ظهر هذا اليوم ، ليقرأ وصية هاري .
ويبدو أنك أحد المستفيدين منها ،لذلك يريد منك جيلبرت الحضور ).
شعرت بالسرور لأنها وضعت نظارتيها الشمسيتين اللتين أخفتا
عينيها ،فيما راح قلبها يدوي كالطبل في أذنيها .
حدّق جايسون إليها بقسوة ، وبشيء من الغرور ، وقال : ( لا أعلم شيئاً عن كوني
مستفيداً من الوصية ).
أجابته بحدة قائلة : ( مهما يكن ، أنت كذلك . يبدو أن هاري كان مولعاً بك ).
تراقصت شعلة نارية في عينيه الزرقاوين وحذرها قائلاً : ( لا تثيري غضبي ،
لقد أنهيت خدمتي ، وأنا رجل حر الآن ).
- آه ، حسناً ، لقد نلنا كفايتنا من الحظ السيء ، أنت وأنا .
علقت أوليفيا وقد شعرت أن رؤيته تقودها إلى الجنون .
فجسمه الأسمر القوي يلمع بحبيبات العرق .
وللحظة مجنونة أرادت أن تقترب منه و ...
لم يستطع أي رجل آخر أن يؤثر عليها مثل هذا التأثير إلا جايسون .
سألته بصوت متقطع : ( أين تالي ؟)
- هل تالي هي الوحيدة من آل كورد التي تحبينها ؟
بدت التسلية على تعابير وجهه ، فأجابته : ( لقد فقدت حبي لك منذ وقت طويل .وأصبحت
حرة ، جايسون . حرّة منك ).
- جيد . هل تريدين الدخول ؟
- ولماذا أدخل ؟
وقفت أمامه مباشرة . وعلى الفور . شعرت أنها أرتكبت خطأ كبيراً لأن
طوله غير العادي جعلها تشعر بصغرها وضعفها .
بدا صدره الأسمر عامراً بالعضلات ، أما حنجرته وخط فكه فمنحوتين على يد نحات عظيم .
كما بدأ أنفه مستقيماً بشكل رائع . وفمه مقوساً ، وشعره أحمر داكناً وعيناه زرقاوين
صافيتين . هذا هو جايسون كوري ! رجل مليئ بالتحدي والمواجهة .
- النساء مخلوقات فضولية .
قال جايسون هذا وعيناه توضحان أنه مدرك تماماً مشاعرها المتناقضة نحوه .
ثم أكمل كلامه قائلاً : ( ما الذي أتى بك إلى هنا ، أوليفيا ؟ أخبريني بصراحة )
والتقت نظراتهما ..
فجـأة ، عادت أوليفيا إلى حذرها وقالت : ( لم آتِ لأراك ، جايسون عليك أن تبتعد ).
ابتسم جايسون وقال بتلقائية ساخرة : ( لم لا تدخلين ؟ إني أعيد طلاء غرفة تالي ،
وهي عند جدتها ، لأن رائحة الطلاء تبقى طويلاً حتى لو فتحنا النوافذ ، ما قد يسبب الزكام لتالي ويضايقها ).
- هل لديها أصدقاء في مثل سنها ؟
حاولت أوليفيا بسؤالها أن تبدو التوتر الذي ومض بينهما .
- هل المعلمة المتزمتة تتحدث الآن ؟
إبتسم جايسون بتكشيره عريضة وأضاف : ( يبدو أن تالي تفضل صحبة
الكبار . إنها طفلة مسلية . وتصرفاتها تفوق عمرها .
هل تساعدينني في أختيار لون الحافة المناسب ؟)
- أنا مـتأكدة أنك تستطيع القيام بإختيار لون مناسب بنفسك .
كانت على وشك أن تخبره كم أحبت التحسينات التي أجراها على المنزل ،
لكنها تذكرت خيانته التي ستبقيها متألمة إلى الأبد ..
- النساء أكثر براعة في ذلك .
جالت عيناه عليها ببطء . كانت ترتدي ثوباً صيفياً رقيقاً أزرق اللون
مطبعاً بالزهور ، وصندلاً أزرق ذا كعبين منخفضين . وقد رفعت شعرها
الحريري الكثيف إلى أعلى بسبب الحر . فيما انفلتت خصلة رقيقة منه
لتنسدل بجانب خدها . بدت مشرقة وجذابة جداً في الوقت ذاته .
- أمضيت عشر دقائق محاولاً الأختيار بين اللونين الزهري والبرتقالي ولم أستطع
الأختيار. ثم إن الطقس حار عليك لتقفي في الشمس .
- لطف منك أن تقلق علي .
داعبت ابتسامة ساخرة شفتيها . وأضافت : ( أنت مثل العنكبوت
التي طلبت من الذبابة أن تدخل إلى بيتها كي تستريح .
هل تحاول أن تخترق خطوط دفاعي يا جايسون ؟
أدركت أولفيا أنها لو قامت بخطوة خاطئة واحدة فسوف تفضح
مشاعرها أمامه ، وأضافت قائلة : ( لا تضيع وقتك في المحاولة).
واستدارت متعمدة نحو السيارة وهي تتابع قائلة : ( لن نصبح أصدقاء ثانية ).
- إذا علي أن أعتاد على الأمر ،اليس كذلك ؟
سبقها جايسون بخطواته الطويلة إلى السيارة ، وفتج لها الباب منتظراً كي
تجلس وراء المقود . وقف بجانبها كالبرج العالي مهدداً عقلها .
وجسمها ..ملأت رائحته الرجولية المميزة أنفها ، فتذكرت أنه كان في الماضي حلم حياتها .
وشعرت بالخوف عندما أيقنت أنها ما زالت تحبه . كم هذا فظيع ومذل !
كرهت أوليفيا كل لحظة من تلك اللحظات ..ولاشك أنه يعرف .
جلست أوليفيا وجايسون في المكتبة يراقبان المحامي جيلبرت سيمونز
وهو يخرج من حقيبته الوثيقة التي هي آخر وصية لهاري .
وجدت أوليفيا حركاته بطيئه جداً مقارنه مع أعصابها الثائرة .
وأخيراً ، بدأ يقرأ الوصية بوجه وقور وصوت حاد : (هذه آخر وصية
لي ، أنا هارولد بنديكت لينفيلد ، الأعزب ومالك مزرعة هافيلا للسكر في مقاطعة لينفيلد
في محافظة كوينزلاند ..)
ماذا بعد ؟ تساءلت أوليفيا وهي تحدق بإهتمام شديد بالمحامي .
فيما لم تنظر بإتجاه جايسون أبداًُ . أما هو فجلس على كرسي جلدي مواجهاً
للمكتب الفيكتوري الطراز . انساب صوت المحامي إلى أذنيها وقد
بدأ يقرأ مواضيع هي في غاية الأهمية بالنسبة إليها .
كما توقعت ، آلت معظم ممتلكات هاري وعقاراته إليها .
كما أورث هاري أفراد عائلته البعيدين عدداً من الهدايا القيمة .
كذلك أوصى بهبات إلى الجمعيات الخيرية . وبميراث محترم لغرايس يخولها التقاعد برخاء في
أي وقت تختاره .
أخيراً ، جاءت القنبلة قوية جداً ، وكافيه لتهدم المنزل فوق رأسها .
هاري ! هاري ! كيف تفعل هذا بي ؟ ألا تدرك الفوشى التي سببتها لي ؟
أصغت أوليفيا وهي لا تصدق أذنيها ، غير مدركة أن جايسون يراقبها ويلاحظ
ردة فعلها .
لقد أوصى هاري لجايسون الذي خانها بمبلغ كبير من المال ليتصرف به .
نصف مليون ..لكن الخبر الأسوأ الذي دفعها إلى هز رأسها استنكاراً .
وهو أن هاري أعرب عن أمنيته بأن يبقى جايسون كوري في هافيلا كمدير تنفيذي ومراقب لعمليات
ليتفيلد كلها .
لم تصدق أوليفيا ما سمعت ، وطلبت من جيلبرت سيمونز أن يعيد قراءته .
التفت جايسون إليها ، والبريق في عينيه الزرقاوين . وقال : ( لم أتوقع هذا ، مثلك تماماً ).
- لا ! لكني أراهن أنه أعجبك .
أعاد جيلبرت سيمونز قراءة الفقرة وهو مدرك لأنفعالات أوليفيا وجايسون . فكر المحامي في سره
قائلاً إن هاري لينفيلد ليس غبياً ، إذ يمكلك جايسون كوري دماغاً عملياً من الطراز الأول .
في النهاية ، كان هناك شرط جعل أوليفيا تغلي من الغضب . كاذا ظنها هاري ؟ طفلة ؟
وهل جايسون راشد حكيم ؟ وأنتابها شعور سيء . آه هاري !
سيبقى جايسون في هافيلا لبعض الوقت .
من ثمانية عشر شهراً إلى سنتين على الأقل قبل أن تستلم أوليفيا زمام الأمور .
شعرت برأسها يدور ، لكنها تمتمت أخيراً بعد أن سيطرت على أعصابها : ( هاري ، هاري العزيز
قد استبعدني . هل تتوقعان مني أن أفرح ؟ الآن علي أن أنحني لجايسون كوري الرهيب . هذا رائع !)
- أبداً ، أبداً .
قال جيلبرت سيمونز ذلك محاولاً تهدئتها . لكنها تجاهلته ، استدارت في كرسيها
وثبتت جايسون بعينيها اللامعين كالكريستال ، وقالت : ( إنها فعلتك ، يا جايسون ! لقد تلاعبت بهاري كمحتال محترف ).
أسند جايسون ظهره إلى الكرسيب الجلدي قائلاً : (محتال ؟ هذا كثير .
ألست ممتنه لهاري ولو قليلاً بسبب الثروة التي تركها لك ؟ إنها تمتد من هنا حتى تازمينا ).
أجابته أوليفيا بحدة : ( أنا على أستعداد للتخلي عنها كلها شرط أن أراك بعيداً عن هذا المكان .)
علق جايسون ببطء : ( هذا تصؤف غير لطيف ).
رمقت أوليفيا المحامي بنظرة نارية ، وهي تعلم أن تصرفه اللبق لا ينفي واقع
أنه خيب آمالها . سألته بتحد : ( أنا لست غمرغمه على التقيد برغبات هاري . أليس كذلك ؟)
أطلق جيلبرت سيمونز تنهيده عميقة وأجابها : ( لا . أوليفيا . إن القانون لا يجبرك على تنفيذ رغبات عمك الكبير ).
تدخل جايسون قائلاً : ( كيف تشعرين الآن ليف ؟ بإمكانك طردي فوراً ).
- هذا ماأوشك على فعله .
تدخل جيلبرت سبمونز بسرعة قائلاً : ( أنا متأكد أنك لن تفعلي . أنتِ ذكية جداً ، أوليفيا .
منتديات ليلاس
أراد عمك بذلك أن يوقل لك شيئاً . وأظن أن عليك سماعه ،أنجز جايسون أعمالاُ رائعه .
وساعد هاري في إدارة أعماله .
تناولت الغداء مع هاري عدة مرات في الماضي . وكان يمتدح عمل جايسون .
كما أن أهل المنطقة جميعاً يعلمون أن جايسون تعلم أسرار العمل بسرعة .
وهذا ليس مفاجئاً لأنه شاب إستثنائي .)
تأوهت أوليفيا بإمتعاض وردت قائلة : ( أرجوك ، إنه ليس على لائحة أصدقائي ).
أجاب المحامي بنبرة مقنعه : ( سيكو نذلك لمدة قصيرة على أي حال ، من ثمانية عشر شهراً
إلى سنتين . ستكونين غبيه . أوليفيا إذا حرمت نفسك ولينفيلد من الاعمال المحترمة
التي يؤديها جايسون).
تقا1فت أوليفيا الأمواج من المشاعر المتناقضة ، فسألت المحامي بهدوء : ( هل نسيت قصتنا ، جيلبرت ؟
لقد نبذني جايسون عشية زفافنا ، كما تعلم أنت وكل أهل المنطقة).
نصحها جايسون بإقتضاب : ( أنتقلي إلى موضوع آخر ، أوليفيا ).
- سأنقلك أنت من هنا . أعدك بذلك .
وقفت أوليفيا على قدميها . فنظر إليها جيلبرت سيمونز بمزيج من التعاطف والدبلوماسية الماهرة وقال :
( لديك خيار يا أوليفيا . جدي شخصاً آخر ليعتني بأعمال هاري الكثيرة أو نفذي وصيته .
أريدك أن تفكري ملياً قبل أتخاذ أي قرار ).
- هل سمعت هذا ، أوليفيا ؟ فكري مليا.
وقف جايسون ، ومشى نحو باب المكتبة المزدوج ثم تابع : ( أعدك أني سأبقى بعيداً
عن طريقك ).
- طبعاً ، ستفعل .
أجابته أوليفيا بحدة ، ثم أضافت : ( لدي الذكاء الكافي لأدير العملية اللعينة بأكملها وحدي .
يا للرجال !)
- تباً ! لن ندخل الآن في جدال حول تنافس المرأة والرجل . أليس كذلك ؟
- أنا ذكية مثلك تماماً . وأفكر بصورة منطقية أكثر منك .
أجابته أوليفيا بذلك بإحتقار ، ثم تابعت قائلة : ( لطالما أحببت هاري ، لكنه
أقترف خطأ جسيماً . هاري ، من بين كل الناس ..! أما من أحد أستطيع الوثوق به ؟)
تدخل جيلبرت سيمونز بصفته محام ، وقال : ( آمل أنك تثقين بي ، يا عزيزتي .)
قال جايسون : ( لمَ لا تهدأين يا ليف ؟ ترك لك هاري كل شيء . وكل ما يطلبه منك هو
أن تتعلمي أسرار المهنة كما فعلت أنا من قبل . أنت ذكية , وكلنا نعلم ذلك .
كما أنك منطقية أكثر من الجميع . لكنك لا تستطيعين القيام بالعمل الذي
الذي أقوم به أنا الآن . لأنك تحتاجين إلى بعض الوقت .
ثم .. ماذا عن وظيفتك ؟ هل فكرت في طريقة تسمح لك بتولي الأمور كلها ؟)
صّرت أوليفيا أسنانها وقالت : ( طننتك بعيداً عن هنا ).
- يمكنني الإستقاله الآن ، ليف ، فأنا غني وعي نصف مليون .
شكراً لك هاري !
نظر جايسون إلى السقف وأرسل تحية ، ثم أكمل : ( لكن هاري عهد إليّ بزمام الأمور ، إذا كنت لا تريدين تنفيذ
وصيته ، فأنا أريد ذلك ).
عبر جايسون باب المكتبة إلى الخارج ، لكن أوليفيا لحقت به ، ياله من مخادع كبير !
إنه يتصرف بحرية في منزلها . وهي التي إعتادت على تلقي الإحترام .
وصلت إليه وأمسكت ذراعه بشدة بحيث انغرزت أظافرها الطويلة في ذراعه لكنها لم تبال بذلك ، بل هددته قائلة :
( لن ينفع الامر جايسون . لن ينفع أبداً).
استدار جايسون بطولة الفارع ، ورشاقته ، وقوته التي لم تتحملها أوليفيا ، وحدق إليها بعينين زرقاوين
تطلقان شرارات نارية ، ثم قال بنبرة ساخرة قاسية : ( ما الذي تخشين حدوثه ليف ؟ هذا ؟ هل تخافين منه ؟)
بدأ قلبها يضرب بعنف حين جذبها إلى ذراعيه بطريقة متملكه جعلتها تلتصق به .
أخذت أذناها تدويان حين عانقها عناقاً حاراً...عنيفاً..
متهوراً...ثائراً ، هز كيانها من الداخل .
اندفع الأدرينالين في دمها حيث دفعها إلى التخلي عن مقاومته وملأها بالشوق .
ذلك الشوق الذي صممت من قبل ألا تدعه يعرف عنه شيئاً.
عندما تركها جايسون ، ـارجحت على قدمها وهي ممزقة بين شعورها بالصدمة من جهة وباللهفة العميقة التي آلمت كبرياءها
من جهة أخرى.
أحمرت وجنتاها لشدة شعورها بالذنب ، وقالت لاهثة وهي ترتجف :
( كيف تجرؤ ؟ يا لوقاحتك! كيف تجرؤ على معاملتي وكأني سلعه ؟ أيها الدنيء ).
وقبل أن تتمالم نفسها . رفعت يدها لتصفعه كما فعلت مرة في الماضي .
لكن جايسون كان مستعداً لها ، فأمسك معصمها . وقال متهكماً :
( لقد أيقظك هذا العناق ؟ أليس كذلك ؟ أوليفيا الجميلة ! ملكة الثلج .
لقد خطفت أنفاسك بعناقي ، أليس كذلك .)
نفضت أوليفيا يدها بعيداً ، ومررتها على وجهها بإشمئزاز قائلة : ( أنت كريه!)
- حسناً ! يمكنني تكرار الأمر بطريقة أفضل .
وأنارت وجهه إبتسامة مفاجئة . إنها إحدى إبتساماته التي كانت تتلهف إليها في الماضي .
بدأ موقفها مأساوياً ومضحكاً في الوقت نفسه . وظهر أضطرابها بوضوح عندما أشارت نحو الباب بيد مرتجفه .
- أخرج من هنا ، جايسون . لقد أريتني ما أنت قادر على فعله , أنا لا أكرهك أنت فقط ، بل بدأت أكره نفسي أيضاَ.

ذكرى المرجوحه 04-07-09 01:46 PM

5_زيارة و قرار
http://sadrose84.jeeran.com/roses.gif

لم تفعل اوليفيا شيئا في الأيام التي تلت المواجهة ,بل بقيت في المنزل هادئة, تحاول السيطرة على حزنها وصدمتها الناتجتين عن قرارات هاري التي عليها تحملها .لم تحاول القيام بجولة في المزرعة ,إذ كانت متأكدة أن جايسون يتولى إدارة هافيلا. قررت أن تدعه يفعل ذلك دون تتدخل , بانتظار فرصة مؤاتية تسمح لها باتخاذ قرارات مصيرية . لكن هذه القرارات ,لم يحن وقتها بعد.

منتديات ليلاس
ظلت تفكر بعناف جايسون.. ذلك العناق برهن لها جايسون ما زال متغلغلا في كيانها . عليها أن تبقى مسيطرة على أحاسيسها فلا تعود إلى التعلق به من جديد . قررت أن تحبس نفسها في مكتب هاري, للا طلاع على سير أعمال المزرعة. فهي ذكية جدأ, وقد ترك لها هاري ثروة هائلة . ويعود الأمر إليها كي تقرر ماهي أفضل الوسائل لتحسين سير الأعمال.


تخليت أنها تسمع صوت هاري في أذنيها, يقول: (( إنه قراري ياليف, وانت تعلمين مالصواب )).


بالطبع يجب أن تميز بين الخطأ والصواب ,لاسيِما أنها تعلمت ذلك من هاري مذ كان همرها عشر سنوات . حدثها هتري من كل شيء في المزرعة وشرح لها كل شيء , مفسرا لها سبب قيامه بخياراته . كما شجعها على المشاركة في معظم أعمال لينفلد.


قادت تحريات أوليفيا إلى استنتاج أكيد , وهو أن جايسون أقنع هاري بتوسيع آفاق أعماله نحو مجالات أخرى .والآن ,هاري مات هاري, وترك لها مشكلة كبيرة وهي وجود جايسون في شركة أوريون لأعمال التنقيب. لقد اعتمد عليه هاري في كل سيء ,لا سيما في السنة الأخيرة حيث تسلم جايسون زمام الأمور كلها .لا عجب أنه يتردد الآن في التخلي عن مركز القوة .لكن مع ذلك ,قررت إجراء تعديلات صغيرة في هافيلا.

سارت حياة أوليفيا بصورة رتيبة .فراحت تستيقظ عند الساعة السابعة صباحا ,تسبح في مياه البركة الجميلة ,ثم تأخذ حماما وتلبس ثيابها ,بعدئذ تقرأ الصحف ثم تتناول إفطارها على الشرفة الخارجية تحت المظلة البيضاء الكبيرة ,حيث يمر الوقت وهي تتحدث إلى غرايسي خلال ذهابها وإيابها .

تلقت غرايسي نبأ إرثها من هاري بامتنان كبير و فيض من الدموع . أما أوليفيا فأعربت عن ترحيبها ببقاء غرايس في هافيلا إلى الأبد , إذ لم تكن غرايس موظفة م}تمنة فقط بل أكثر من ذلك . انها مربيتها منذ الطفولة ,كما أنها صديقتها أيضا .لم تستطع أوليفيا منع نفسها من قضاء معظم وقتها في مكتب هاري ؛ فما قاله جايسون صحيح تماما, إذ لا يمكنها مباشرة من العمل فورا . هناك الكثير لتتعلمة قبل ذلك .
مع بداية الأسبوع التالي ,رأت أن الوقت حان لتقوم بجولة حول المزرعة .قررت القيام بتلك الجولة على ظهر الجواد . تذكرت أن هاري أحب اقتناء الأحصنة الجيدة في إسطبله من أجل الرياضة التنزه. ولكم استمتعت في ما مضى بالنزهات الرائعة حول المنطقة على ظهر تلك الأحصنة .
وجدت أوليفيا عددا من الخيول في الإسطبل , رأـ الفرس المخلصة كاسندرا ,وحصانا مخصيا لم تعرفه, وفرسا سريعة كستنائية اللون اسمها براندي ,ومهرا لعوبا ذا لون بني لامع سرعان ما مد أنفه الحريرية لتربت عليه
ـمرحبا يا صديقي
أحضرت أوليفيا معها ملابس الخيل المؤلفة من البنطلون والحذاء وبعض القمصان القطنية ذات الأكمام الطويلة لحماية بشرة ذراعيها . بعد أن امتطت صهوة جوادها ,



أصبحت جاهزة للقيام بنزهتها.
إن شمال كوينز لاند المداري منطقة رلائعة بخلجانها المسيجة بأشجار البلح , ومياهها الفيروزية , ورمالها البيضاء ومناظرها الشاعرية ,وغاباتها الخلابة . فالطبيعة هنا تغطي على كل ما عداها , حيث تنمو النباتات بسرعة في التربة البركانية الحمراء الخصبة, وتبقى السماء زرقاء صافية.,
إن تلك المناطق النائية فريدة بمساحتها الشاسعة و عظمتها الطبيعية.
إنها مكان ساحر لا مثيل له ! بانسبة لأوليفيا, كل إغراءات المدينة لا تساوي شيئا مقارنة بالشمال المداري, بما في ذلك وسط المدن التي تضج بالحياة.
حلقت فوق رأسها ببغاوات رائعة , فتذكرت أنها سمعت في الليلة الفائتة صوت الخفافيش وهي تضرب بجوارحها في الحديقة وتأكل من الثمار الوفيرة . لا شيئ يستطيع إيقاف هذه الطيور عند حدها , ولا فائدة من المحاولة . تكاثرت تلك الطيور بدرجة كبيرة ,. بحيث فشلت كل المحاولات لمكافحتها, حتى إن القولت الجوية فشلت في إخافتها . وها قد فازت الطيور أخيرا وملكت المكان .
بدت السماء زرقاء صافية والنهار جميلا جدا, ماجعل أوليفيا تنسى همومها . على بعد ميل تقريبا وجدت ضالتها, وهو بستان كبير من الفواكه المدارية المتنوعة أنشأه جايسون . أثار ذلك انتباهها وإعجباها في آن واحد ,إذ ادركت أن هافيلا باتت مزدهرة أكثر مما كانت عليه في السابق . ذلك أن كل شبر من أرض هاري الكبيرة قد تم استغلاله بشكل حكيم .
هذه الأملاك كلها لها! إنه غني فاحش ومسؤولية كبيرة. عليها أن تتعلم إدارة مكان كهذا أو توكل مديرا لتعود إلى مهنتها.
في تلك اللحظة ,أدركت أوليفيا مالذي عليها أن تفعله؛إن هافيلا بيتها ,وها هي قد وجدت نفسها في أجمل بقعة من بقاع الأرض, محاطة بجمال طبيعي يمجد الخالق..
سارت في ممرات ذات تربة حمراء, بين شجرات جميلة تحمل فاكهة حمراء صغيرة لم تعرف أوليفيا اسمها ,لكنها أغرتها بقطفها ,لا سيما أن تلك الشجيرات المزينة بكريات حمراء ذكرتها بقرب عيد الميلاد .تسربت إلى اتفها روائح فواكه وأزهار متنوعة , بينما توقف المهر في نهاية الطريق.
ذكرت أوليفيا نفسها بأن عليها أن تجد مكانا ظليلا ترتاح فيه, بعد أن شعرت بالعرق يتصبب منها كالينبوع .إلا أنها من جهة أخرى , شعرت أن نزهتها قد أراحتها من مشاكلها الصعبة .
خارج بستان الفاكهة رأت أرضا مليئة بالأشجار البرية ولم تعلم إذا ما كانت الأرض ضمن ممتلكات هاري أم لا. توجهت بالحصان نحوها , وما لبثت أن تفاجات بخروج جايسون من بين مجموعة أشجار محلية, إلا أنه لم يكن وحده . كان متمسكا بيد ابنته الصغيرة تالي التي بدت كأنها ترقص بجانبه , وضفائر شعرها الأسود اللماع متوجه بإكليل من النباتات الخضراء المتعرشة , يتخلله عدد من الأزهار الصغيرة البيضاء منثورة عليه كأنها النجوم.
حاولت أوليفيا أن تجد المبررات لنفسها,لكنها عملت في أعماقها أن هذا اللقاء ليس مجرد صدفة . هناك حقيقة مخيفة ألا وهي أن الجزء الضعيف من شخصيتها أراد رؤية جايسون. ليس عليها سوى أ تنظر إليه فقط, كي يعود ويبقى تحت ناظريها.
نادتها الطفلة بحماسة ( (مرحبا ليفي،مرحبا! ) ).
_ مرحبا تالي!
استقامت أوليفيا في جلستها على ظهر حصانها ملوحة لتالي ، بينما تجاهلت جايسون تماما حتى عندما وصل مع ابنته إليها . نظر جايسون إليها بعينين زرقاوين ملؤهما التسلية قائلا: ( ( بدأت أتساءل متى ستقومين بجولتك الاستكشافية) ) .
و مد لها يده لتنزل عن المهر قائلا: ( ( لنحتم من الحرارة ) ) .
بقيت أوليفيا صامتة ، وانزلقت عن حصانها دون مساعدته ،فيما تذكرت أنها اعتادت في الماضي أن تنزلق بين ذراعيه.
قالت تالي بصوت عذب ناعم: (( أنا سعيدة لأنك جئت لرؤيتنا. أنت لن تطلبي منا الرحيل. أليس كذلك ليفي؟ ))
لم تدر بما عليها أن تجيبها. إن آخر شيء تريده هو اقتلاع طفلة من جذورها ،لكن ما عساها ان تفعل ؟ احمرت وجنتا أوليفيا، ونظرت إلى جايسون نظرة خاطفة، ثم قالت: ((أهذا ما قاله لك والدك؟)).
بان القلق على محيا تالي وقالت : (( لا انها نونا. قالت إنك ستعملين على إخراجنا من هنا)).
_ لم اقرر شيئا بعد الي.
قالت أوليفيا ذلك ،وما لبثت أن تسمع تنهيذة جايسون التي تنم عن الضيق هكذا هي ريناتا ! لا يمكنها الإحتفاظ بالأسرار مطلقا.
_ ياله من حصان جميل !
قالت الطفلة ذلك وهي تنظر بإعجاب الى الحصان الذي كان يقطع العشب باسنانه الكبيرة، ثم أضافت : (( ليتني امتلك حصانا)).
_ انا متأكدة أن والدك يستطيع شراء حصان صغير لك ، وتعليمك الركوب.
تذكرت أوليفيا أن جايسون فارس ماهر.

_ ومتىيمكنه ذلك ؟

سألها جايسون باقتضاب ، ثم أضاف : (( إن إدارة المزرعة تأخذ وقتي كله)).
وجدت أوليفيا نفسها تجيبه رغما عنها : (( هذا ما لاحظته)).
قالت تالي شارحة لأوليفيا: (( نحن ذاهبان إلى البيت لتناول الغذاء، وأحب أن تأتي معنا )).
ثم ضحكت ضحكة كشفت عن أسنانها، وأظهرت أنها فقدت إحداها منذ وقت قريب. بدت تالي جميلة مع رشة النمش الذهبي الذي زين أنفها، وبقعة الغبار التي لطخت خدها ، وتاج الازهار الذي يكلل ضفائرها اللولبية.
_ هذا لطف منك ، تالي لكن يجب أن أعود إلى البيت.
ردت أوليفيا على الطفلة بلطافة، لأنها لم تشأ أن تجرح مشاعرها.
_ لن تمانع غرايسي في بقائك.
قالت تالي ذلك، ثم لفت ذراعها حول والدها وأكلت : ((يمكن لوالدي أن يتصل بها عبر هاتفه النقال. أرجوك تعالي!)).
ثم تقدمت نحو أوليفيا و أمسكت يدها بقوة، كما يفعل الأطفال عادة، وأضافت: ((لم تأتي إلى هنا منذ وقت طويل، وأظن أنني أعرف السبب. ألا تريدين رؤية منزلنا؟)).
قالت أوليفيا وهي تتساءل كيف ستتخلص من هذا المأزق : (( أعرف المنزل ،تالي)).
_ أعطي الطفلة فرصة.
تكلم جايسون بهدوء ممرا يده في شعره الاحمر الداكن الذي زادته الشمس يرتدي ثياب العمل ، وهي عبارة عن قميص ذات لون كاكي مع أكمام مرفوعة حتر المرفقين ،وبنطلون جينز ضيق فيما بدت جبهته وعنقه ملتمعان من العرق.
نظرت أوليفيا بعيدا وقالت: ((هل هذا ابتزاز؟)).
سألنها تالي بتوتر: (( ما معنى ابتزاز؟ )).
_ إني أمزح مع أبيك يا عزيزتي.
قالت أوليفيا ذلك و قد ندمت لأنها استخدمت تلك الكلمة أمام الطفلة.
_ أ لم يكن من المفترض أن تتزوجا أنت وأبي منذ سنوات مضت؟ لقد أخبرتني نونا بذلك .
قالت تالي ذلك ناظرة بتمعن إلى أوليفيا التي كانت ترتدي قبعة رائعة . هزت الطفلة رأسها فتساقطت بعض أزهار صغيرة من إكليلها على الأرض
ثم أضافت : (( أنا و نونا نتحدث كثيرا)).
علق جايسون قائلا من دون أن يبتسم : (( نونا مشهورة بمحادثاتها الطويلة ،وبعضها قد يؤذي طفلة صغيرة . أنت تسألين أوليفيا أسئلة خاصة،في حين أنه من المفترض أن تكوني صديقة مقربة من الشخص قبل أن تسأليه ذلك النوع من الأسئلة)).
_ حسنا سأنتظر.
أجابت تالي بذلك بمرح ثم أضافت : (( ليس لدي أصدقاء كثيرون ، ليفيا. إن أقرب صديق لدي هو داني بينما الأولاد الآخرون في المدرسة مجرد أطفال حمقى . لكني أحب أن أكون صديقتك ليفيا. أخبرتني نونا أن ابي كان منذ زمن واقعا بجنون في...))
_إن أباك على وشك أن يقفز من الغضب في هذه اللحظة.
قاطع جايسون كلام تالي بحدة ،ثم تابع قائلا: (( يجب إقفال هذا الموضوع، تالي سأ تحدث مع نونا بهذا الشأن )).
_ أنت تعرفين نونا ، أليس كذلك ليفيا؟
قالت تالي ذلك ثم أمسكت يد أوليفيا وتابغت ((إنها رائعة. من المفترض أن تكون سيدة عجوزا، لكنها لا تملك تجعيدة واحدة في وجهها)).
أجابتها أوليفيا قائلة : (( إن الإيطليين شعب وسيم . لقد ورث أبوك عنهم بشرته الذهبية)).
هزت تالي رأسها موافقة ثم قالت: (( أبي زسيم جدا. وأخت داني الكبرى تعترف أن أبي يخطف أنفاسها بوسامته)).
لم تستطع أوليفيا أن تمنع نفسها من النظر إلى جايسون والإبتسلم له، فسادت لحظة من البهجة والإنسجام.

حبس جايسون أنفاسه حين عصف إعصار من التوق بينهما. ولكي يتمكن من تمالك نفسه ، نظر إلى تالي وقال لها بضع كلمات بالإطالية. وهندما استعاد سيطرته على نفسه ، قال لأوليفيا بصوت ثابت: (( كما ترين ، تتحدث تالي لغتين . إنها ترجوك أن تأتي معنا .هذه خلاصة ما تقوله لك )).
_ بإمكانك أن تقودي حصانك الجميل ليفيا . أبي أنا سنسلك طريقا مختصرة. المكان ليس بعيدا. هيا بنا، إني جائعة!
على الرغم مما أخبرها به جايسون عن عدم التواصل بين ميغان وطفلتها ، لاحظت أوليفيا أن تالي تفتقد امها بشكل كبير ، والدليل هو طريقة تجاوب الطفلة معها. لم يمض على تعارفهما وقت طويل ، وهاهي الطفلة تبدي ارتياحا لوجود أوليفيا وكانها عرفتها طوال حياتها . من المعروف عن الأطفال أنهم ينسجون الأوهام حول أشخاص معينين في حياتهم ، وقد اختبرت أوليفيا ذلك مع طلابها.
_ هذا هو بيتنا.
خرجت تالي راكضة لاستقبال أوليفيا عندما وصلت . أمسكت بيدها وقادتها بضع درجات صغيرة نحو الشرفة الظليلة بمفروشاتها البيضاء . ثم قالت بحيوية : (( تأتي نونا لزيارتنا بين الحين والآخر. لديها غرفتها الخاصة وسريرها . أحيانا تعلق لافتة (( ممنوع الإزعاج)) على الباب عندما تريد أن تنام . إنها تحب أن تغسل الثيابأيضا ، لكن أبي يقول إنه ليس عليها القيام بذلك . أبي هو من قام بطلاء الجدران هنا. هل تودين رؤية البيت ؟)).
ابتسمت أوليفيا للطفلة برقة. ظاهريا ، بدت أوليفيا لطيفة ودودة لكنها في داخلها شعرت بهزيمة طاغية ، كأنما جايسون وطفلته ناورا لإجبارها على الحضور .دخلت برفقة تالي الى البيت ، ولاحظت أن جايسون قد هدم أحد الجدران كي يصبح المطبخ القديم والبهو مساحة واحدة مفتوحة . أذهلتها النتيجة الجميلة التي احدثها ذلك . الألوان التي راتها في الخارج تكررت في الداخل أيضا ، بدء من الأصفر والابيض وصولا إلى الأزرق اللازوردي والأخضر.
بدا البيت جذابا ، و مختلفا جدا عن البيت القديم الذي تذكره . . .
_ إذا ، ماذا سناكل ؟
سأل جايسون بطريقة ساحرة ، مراقبا تالي تقود زائرتهما ووجهها مرفوع وعيناها تلمعان .
_ لاتزعج نفسك بشيء من أجلي . إن فنجانا من القهوة يفي بالغرض . . . هذا إذا كان لديك قهوة.
عقد جايسون حاجبيه قائلا: (( إذا كان لدي؟ ماذا تقصدين بذلك؟ هل نسيت دمي الإيطالي ياليف؟)).
_ أقسم أنني لم أنس يا جايسون.
أجابته بطريقة حاولت أن تخفي سخريتها . ثم تابعت : (( كانت تلك جملة عابرة)).
_ حضّر لنا سندويشات يالأبي.
استدلارت تالي على عقبيها و نظرت إلى أوليفيا وأكملت : (( الدجاج مع الأفوكادو. ستحبين ذلك ، ليفيا . إن أبي يطعمني جيدا ، لكن أمي لم تكن تفعل ذللك ، بل كانت تنسى . إنها تكره الطبخ ، وهي لن تعود إلى المنزل )).
شعرت أوليفيا بطعنة من ال اسى ، فلمست كتف الصغيرة برقة قائلة :
(( انا آسفة ، تالي . لاشك أنك تشتاقين لها)).
تكور فم تالي في تكشيرة عريضة وقالت بشعور عميق : (( هذا مستحيل ! كانت تضربني بشدة ، وتقول إني إزعاج لعين)).

قال جايسون : (( حسنا !تالي )).
وخرج من المطبخ من أجل إسكاتها . نظر إلى ابنته بطريقة جازمة وأضاف قائلا: (( هذا يكفي !لاتريد أوليفيا أن تعرف ذلك )).
ردت تالي بحيرة : ((لكني اعتقدت أنها تريد معرفة ذلك . إن نونا تتكلم وتتكلم . إنها تقول إن أمي سرقت والدي منك)).
ضغطت تالي على يد أوليفيا مواسية . شعرت أوليفيا كما لو أنها تلقت ضربة مباشرة على قلبها ، لكن تعابيرها بقت هادئة
_ طلبت منك أن تسكتي ، تالي.
تدخلت أوليفيا قائلة وهي تنظر نحو الممر: (( ألا تريدين أن تريني بقية أرجاء المنزل؟)).
لعبت تالي دور المضيفة وقالت : (( أنا اتحرق شوقا لأقوم بذلك ، تعالي معي . نونا تقول إن أبي ما زال شابا جدا لكي يعيش وحده)).
تساءل جايسون في قرارة نفسه عما يمكن أن تقول تالي لأوليفيا الآن .
لقد لاحظ ردة فعل أوليفيا الحنونة عندما أخبرتها تالي بصراحة أنها تفتقد أمها أبدا . والمحزن في الأمر أنها كانت تقول الحقيقة ، اما أكثر ماآلمه فهو أن تالي مازالت تتذكر معاملة أمها السيئة لها.
أسرعت تالي وارتمت على سريرها في غرفتها. ثم علقت بحبور وإشراق : (( أحب الأشياء التي فعلها والدي لتحسين غرفتي !)).
أخذت أوليفيا تنظر إلى الغرفة التي بدت جميلة إنما ليست متكلفة ، لاحظت أن جايسون ركز على اللون الأصفر كإطار مناسب للون الازرق الناعم الذي طليت به الجدران.

_ نونا صنعت الستائر و غطاء السرير .

واضافت تالي بفخر: (( أخبرتني نونا أنها تعلمت الخياطة عندما كانت في الرابعة من عمرها ، وكان على أمها أن تسندها كي لا تغفو .لقد عملت في الخياطة طوال حياتها ، ووالدي يقول إنها محترفة)).
أعجبت أوليفيا بالستائر وغطاء السرير ، فالقماش جذاب وألوانه تناسب الغرفة تماما . علفت على الحائط أربع رسومات صغيرة للفاكهة والأزهار ، كما كان هناك مكتبة مليئة بقصص الأطفال وسجادة بيضاء على الأرض اللامعة وصندوق أبيض للألعاب بجانب حافة السرير.
صفقت تالي بيدها فجأة وقالت: (( أنت تعرفين نونا ، أليس كذلك ؟ كما تعرفين جدتي التي ماتت )).
_ أعرف كل أفراد عائلتك ، تالي .
أجابت أوليفيا بهدوء ثم تابعت قائلة: (( آسفة لأنك فقدت جدتك. كان اسمها أنطونيا وهو اسم جميل . كما أنها كانت سيدة محبوبة )).
هزت تالي رأسها ، ثم نظرت إلى أوليفيا بعينيها الزرقوتين الكبيرتان الفضوليتين ، وقالت : (( أمازلت حزينة ، ليفيا ؟ لاتجيبيني إذا كنت لا تريدين أخباري)).
_ بشأن ماذا ، تالي ؟
سألتها أوليفيا رغم أنها تدرك تماما ما الذي ترمي الطفلة إليه. أجابتهاتالي وهي تنغم عبارتها بطريقة موسيقية: (( بشأن أبي)).
إنه تأثير ريناتا ثانية .. يبدو أن لا نهاية لأنغام ريناتا الأوبرالية التي تتردد في المنطقة. وكلما كانت المأساة أكبر كلما كانت النغمة الموسيقية أفضل.
_ أنت تبتسمين . لديك انتسامة جميلة ، لكنك تبدين حزينة أحيانا.
_كنت أفكر بجدتك وكيف كانت تغني دائما.
_ ومازالت كذلك.
ابتسمت تالي، وتابعت قائلة: (( تقول جدتي إنها عندماكانت شابة ، كنت تغني بشكل جميل مثل ريمانا تيبالدي الشهيرة، والتي سميت على اسمها)).
_ لا اظن أن نونا حظيت بفرصة حياتها.
_ ولا انت . لم تخبريني . . . هل مازالت حزينة من أجل أبي؟
_ لا، تالي.
قالت أوليفيا ذلحك للطفلة بحزم وهي تهز رأسها . ثم تابعت كلامها: ((كان ذلك منذ زمن بعيد. أنا بخير الآن)).
_ هذا جيد!
اجابتها تالي وهي تقفز نازلة عن السرير ثم أضافت : (( لا أريدك أن تكوني حزينة)).
عندما عادتا إلى المطبخ ، كانت رائحة القهوة الرائعة تملأ الأجواء ، لا حظت أوليفيا أنها تنتظر فنجانها بفارغ الصبر . وضعت ثلاثة صحون من السندويش على الطاولة الخشبية المستديرة مع إناء من الفواكه في الوسط ، وكوب طويل من الحليب لتالي.
_ هل هناك أسرار أخرى؟
سألهما جايسون باتسامة ملتوية ، فغمزت تالي لأوليفيا وقالت: (( لن نخبرك )).
_ أحقا؟
ثم أضاف بعبوس : ((حسنا ! سنرى . هيا أيتها الفتاتان ، ابدآ بتناول الطعامعلي أن أعود إلى العمل بعد قليل )).
سألته أوليفيا : (( ماذا عن تالي ؟ إنها عطلتها المدرسية )).
_ تالي تأتي معي أحيانا.
نظر جايسون إلى عيني أوليفيا بطريقة تهكمية ثم تابع: (( لكنها تبقى مع نونا في معظم الأوقات . ونونا لديها عادة سيئة حقا ، لا سيما عندما تملأ أذني تالي بالثرثرة غير مناسبة . تبدو الأمور صعبة عندما لا تالي في المدرسة)).
ردت تالي قائلة : (( انا أكره المدرسة .أنا ذكية ولدي ميل للقيادة ، لكن شخيصتي منفتحة . هذا ما كتب عني في تقريري. سأذهب إلى منزل صديقي داني بعد ظهر اليوم لأننا سنشاهد الفيديو . إنه فيلم شاهدته سابقا لكني اريد مشاهدته مرة أخرى )).
سكتت تالي لبرهة كي تقضم السندويش ، ثم أصدرت قرارا : (( هذا هو السندويش الذي أحبه . سأحتفظ بواحد كي آكله مع داني)).
لم يكد الثلاثة ينهون وجباتهم الخفيفة حتى وقفت سيارة حمراء امام البوابة . قالت تالي وهي تركض نحو الباب : ((غنها ميشال ! ستدخل إلى هنا ، وهكذا تفابلينها ليفيا . . . هي تحب أن ترى أبي . . . إن داني وراءها وسيدخلان معا . . . ميشال لطيفة حقا ، وكذلك أمها ، فهي تقبلني قبل النوم عندما أنام في منزلهم ، تماما كما تقبل داني . أعتقد أنها تشفق علي)).
بدا داني ولدا نحيلا صغيرا ذا شعر بني وعينين عسليتان كبيرتين . اما أخته ، فلم يبد عليها أنها تجاوزت الساادسة عشرة من العمر . إنها جميلة ورشيقة ، تملك الشعر البني نفسه والعينين العسليتين نفسيهما كاخيها تماما . أسنانها بيضاء ، ابتسامتها كبيرة وقد حيت جايسون بصوت مرتعش. كانت ترتدي ثوبا صيفيا زهريا ضيقا يبرز جسمها الرشيق وأطرافها التي لوحتها. الشمس. بدا واضحا بجلاء أن ميشال تشعر بالإنجذاب إلى جايسون الذي يمكنه أن يلفت نظر أي امرأة .هذا ما لاحظته اوليفيا مع لسعة من المرارة لم تستطع التخلص منها.
تم النعارف بينهما، فنظرت ميشال إليها وكأنها من كوكب آخر..حياها داني باقتضاب ثم خرج راكضا من الباب ثانية. تذكرت أوليفيا عائلة الولدين، كما تذكرت ان ميشال عندما كان صغيرة وكانت تبدو مثل داني اليوم.منتديات ليلاس
قالت تالي : (( لا أحب أن أتركك . .))
_اذهبي واستمتعي.
أجابتها أوليفيا با بتسامة حازمة ، فنظرت إليها تالي بقلق وقالت: (( هل سأراك مرة أخرى؟)).
_ طبعا!
كافأتها تالي بعناق كبير . بعدئذ رافق جايسون الأولاد إلى السيارة بينما سارت ميشال بجانبه بسرعة ، وهي غارقة دون شك في عينيه الزرقاوين. فجايسون كوري مازال يستطيع لعب دور أمير الاحلام حتى بالنسبة لفتاة في السادسة عشرة من عمرها.
_ اللعنة!
تنفس جايسون الصعداء عندما عاد إلى غرفة الجلوس .
_ آه يا عزيزي !هل اكتشفت أن ميشال مفتونة بك ؟
نظر إليها جايسون مباشرة وقد جعل اسمرار بشرته عينيه الزرقاوين تبدوان أكثر عمقا عما تبدوان عادة.
_ لا تجعلي الأمر يبدو كانه خطأ مني . غنها مجرد طفلة.
_ أذكر تماما انك كنت تعانقني كثيرا عندما كنت في مثل سنها. كان هذا قبل أن تدمر حياتي، يومها كنت مجنونة بحبك.
كور جايسون فمه بطريقة مغرية وعلق قائلا: (( هذا مثير للإهتمام. . .
كنت؟ )).
_ إلى أن علقت في شباك مبغان.
_ تجربتيمع الجحيم !
قال جايسون هذا بنبرة من الكآبة.
_ هل كان الأمر جحيما حقا؟

حملت اوليفيا قبعتها البيضاء ،ووضعتها على رأسها ثم اضافت : (( انت تستحق ذلك)).
--------------------------------------------------------------------------------


تجاوزته وكل عصب في جسدها يرتعش ، ثم قالت: (( شكرا لك على القهوة والسندويشات. والآن يجب أن أذهب)).
_ أنا أيضا ، لدي عمل كثير بعد الظهر.
قال جايسون ذلك وهو يسير وراءها إلى الشرفة . ثم تابع : (( لقد عملت كثيرا في السنتين الماضيتين ، أوليفيا)).
_ لا شك ان هاري دفع لك أجرا كبيرا!
_ أنت شريرة جدا.
تراقصت في عيني جايسون شرارات زرقاء ، فأجابته أوليفيا بحدة : (( لم أكن شريرة في الماضي. كما أنب أعلم أنك في هافيلا ، جايسون، لأن هاري اخفى الامر عني. إني اعتبر الأمر خيانة )).
شملها جايسون بنظراته ثم قال: (( أحقا؟ إذا فكري في الضغط الذي عاناه هاري لأنه عاش تلك الكذبة . لقد أحبك كثيرا ولم يشأ أن يسبب لك الحزن ، وأنت لم تودي إلى المنزل. هل تعلمين كم اشتاق إليك ؟ كان يزورك ليراك)).
انفجرت أوليفيا قائلة بغضب: (( لم يكن عليه توظيفك عنده . عليك أن تتحمل مسؤولية أعمالك ياجايسون)).
_ ظننت أنني فعلت ذلك. إذ ليس من اليهل تربية طفل من دون أم .كل طفل يحتاج إلى أم ، بحق الله !
_ حتى لو كانت اما سيئة، من المؤكد أنها احتاجت للمساعدة وربما لاستشارة أخصائي.
_ لا اعتقد أن كل استشارات العالم تستطيع أن تغير ميغان ، فهي لم تولد لتكون أما يا أوليفيبا.
_ كان عليك ملاحظة ذلك في وقت أبكر.
_ أنت لا تسامحين بسهولة، أليس كذلك؟
وعندما امتد الصمت طويلا ، قال: (( حسنا! اتفهم ذلك. هل اتخذت اي قرار ؟ يجب ان اعرف كيف اضع مخططاتي )).
_ ليس من السهل تحدي الرغبات هاري يا جايسون!
_فجأة ، علا الاحمرار خديها ، وعرفت أوليفيا السبب إ1 إن الحرارة والاضطراب والتوتر تتجمع لديها حين تكون برفقة جايسون .
_ اخبريني عن شيء لا أعرفه.لست جيداا في المشاحنة ، ليف ولم أكن كذلك يوما. ذا أردتني أن أرحل فسوف أرحل.
_ طبعا أريدك أن ترحل .
خرجت الكلمات من فمها حادة ، ثم تابعت قائلة: (( لا أريد ان أراك أو أسمع صوتك. فقط غيابك يشفي قلبي)).
_ ألا تعتقدين أنني تعذبت بما فيه الكفاية؟
أصبحت عيناه الزرقاوتان رهيبتين لدرجة أنها خشيت النظر إليهما ، وبدلا من ذلك تنشقت عبير الحديقة ما جعلها تشعر ببعض الإرتياح.

-إعرف أنني أتصرف بقساوة، لكن لا يمكنني تغيير ذلك. لم يكن خصامنا عاديا يا جايسون كي نتصالح بسهولة. لقد انهارت حياتي.


_ تتكلمين وكأن ذلك لم يحدث معي، وكأنني لا أتألم بألف طريقة.أنظري إلي ياأوليفيا قبل أن تبدأي برمي خناجرك علي. لقد سببت الأذى لنفسي ولك . أعلم ذلك. هل ستدمرين حياتك لتغيظيني؟مم أنت خائفة ، أوليفيا هل تخشين عودة المشاعر القديمة ثانية؟ لم تقاوميني عندما عانقتك ذلك اليوم. هل تشعرين بالعار لأنك مازلت تكنين مشاعر تجاهي؟
توتر جسد اوليفيا و ندمت لأنها سمحت لحزنها وعدائها بالظهور فقالت : (( لقد فقدت حقك في استجوابي يا جايسون . عندما رميت بنفسك بين ذراعي ميغان ، توقفت عن التفكير بي وتركتني أشعر بالمرارة والحرمان. لا تتخيل أبدا أني سأعطيك الفرصة كي تدمرني ثانية)).
جاء رد فعل جايسون حاسما وقد عادت إليه مشاعره القوية. فهو ما زال يحس بألم الماضي ، وبأ نه وقع في شرك بعد أن عاش مع ميغان لأربع سنوات طويلة تعيسة. أربع سنوات ألقت بثقلها عليه كأنها أربع سنوات من الأبدية. رد على أوليفيا بقساوة : (( اغرقي في تعاستك ، ليف، لم أعد أبالي . كل مايهمني هو تالي. إنها تحب هذا المكان وقد بنيت لها بيتا. لديها نونا قريبة منها وقد بدأت تكوّن صداقات)).
غشيت الدموع عيني أوليفيا فبدأت تنزل الدرجات وقلبها يدوي بعنف بين ضلوعها مسببا لها ألما شديدا. جاهدت لتسيطر على مشاعرها، وشعرت بالإمتنان لانها تضع نظارتيها الشمسيتين . إن حبها الدائم لجايسون سرّ يجب ألا يعرفه أحد سواها . استدارت نحو جايسون وعينيها تلمعان ، وقالت : (( لدي إحساس بالواجب تجاه الأطفال، جايسون، وهذا أحد الأسباب التي دفعتني لأصبح معلمة ، لقد خذلتني منذ سنوات مضت وألحقت العار بنفسك. أعرف أنك عانيت ، لكني تعذبت أيضا. ومشاعري تجاهك تتطلب منك أن تخرج من حياتي)).
_ إن ما تقولينه أمر رهيب!
تمسك جايسون بالسياج الخشبي وراح يحدق بها .بدا كأن إعصارا من المشاعر يعصف في الهواء بينهما.
أكملت كلامها بصوت مشدود : (( لكن مشاعري تجاهك لا تشمل ابنتك . من أجلها سأسمح لك بالبقاء يا جايسون كوري)).
حاول جايسون الذي كان واقفا على الشرفة أن يحافظ على هدوء أعصابه مع أنه اراد أن يقفز فوق الدرج قفزة واحدة، ويمسك بأوليفيا ويهزها حتى تصطك أسنانها. إنه يريدها ويشتاق إليها بشكل يخيفه . ناداها بصوت قاس ساخر: (( أوليفيا ، أنت قديسة . أراهن أنك تعتقدين أن قرارك هذا سيجعلك تستحقين الدخول إلى الجنة )).
حثت أوليفيا الخطى إلى حيث ربطت المهر في الظل وهي تعاني من اضطراب هائل في مشاعرها. صرخت به وهي تقفز فوق السرج وتمسك الرسن بإحكام : (( أوه ، أ سكت ، دعني وشأني )).
_ إلى اللقاء ، أوليفيا.
لوح لها بطريقة متعالية ثم أضاف: (( يشرفني كرهك لي ، فالكره أفضل من لا شيء)).
ما إن ابتعدت أوليفيا عن بيت جايسون ، حتى انفجرت بالبكاء سامحة للدموع بالتدفق دون رقيب على خديها. إنها ليست طائر فينيق يرتفع من النار ليستمر بالحياة ، بل قلبها مازال بين الرماد.

ذكرى المرجوحه 04-07-09 01:57 PM




6-أسيرة العاصفة
http://www.alfrasha.com/up/823512960870947245.gif
مرت الاسابيع بسرعه واقترب عيد الميلاد بينما اوليفيا غارقة في شؤون هافيلا وبما انها ايام عطلة فمن المستحيل ابقاء تالي خارج المنزل الكبير
حتى اوليفيا لم تحاول ذلك لانها تشعر بالسوء لان تالي تعيش دون ام بالاضافة الى ذلك بدأت اوليفيا تتعلق بتلك الطفلة الذكية المليئة بالحيوية تتجاوب تالي مع الحنان مثلما تتجاوب البذرة مع الشمس وغالبا ماتنزلق من شفتيها اخبار عن حياتها التعيسة مع امها وعن ذلك اليوم الاخير معها
حين امسكت ميغان يدا ابنتها الصغيرة وقالت لها : انا لن اعود يا ناتالي ابوك لا يحبني وانا لا احبك علي البحث عن حياة جديدة فحظا سعيداً ووداعاً

كانت تالي في الرابعة من عمرها وهي تذكر حيث امها بحرفيته وقد سمعت اوليفيا تعليق ريناتا ورايها في ميغان حين قالت " ان القطة تملك حنان الام اكثر من ميغان "

قابلت اوليفيا جايسون في مناسبات قليلة وهذا طبيعي اذ ناقشا مسائل تتعلق بالمزرعة كانت احيانا تعطيه تعليمات يتقبلها بهزة من رأسة ذي الشعر الاحمر لكن اوليفيا لم ترد ان تتدخل في عمله اذ كانت اعمال لينفيلد تسير بشكل سلس بفضل جايسون كل ما ارادته هو افهام الجميع انه هي المسؤوله عن كل شئ

ذات صباح حار من ايام كانون الاول وهو صباح بشر بعاصفة رعدية بعد الظهر استعت اوليفيا جايسون الى منزلها لتناقش امور حفلة الميلاد السنوية التي تقام في هافيلا للموظفين وعائلاتهم لانها ارادت ان يستمر التقليد الذي بدأ هاري

التفت جايسون على الشرفة الامامية بكياسة كما تتعامل مع الجميع لم يتطرق احدهما الى موضوع اهتمامها الدائم بتالي اذ بدا ذلك امرا مسلما به ..
منتديات ليلاس

كان هاري يقيم حفل شواء في الحديقة قال جايسون ذلك وهو يستند الى كرسيه بجسمه الرياضي ثم تابع قائلاً " الاولاد يحبون ذلك كذلك اهلهم تعاملنا مع مطعم ماركو العام الماضي فكمية الطعام المطلوبة تفوق قدرة غرايسي"
ـ اعلم ذلك
اجابته اوليفيا بصوت بارد اعتادت علي استعماله عندما تكون مع جايسون وهو وسيلة دفاع ضد جابيته . اكملت قائلة اذاً هل ستتعامامل مع ماركو هذه السنة ؟ "
ـ افضل ان نجرب " مأكولات روين "
قال جايسون ذلك ورشف من فنجان قهوته الساخنة , اكمل حديثه قائلاً " انها في البلدة , انت لاتعرفن روبن نيلسون انتقلت للعيش هنا مع ابنها منذ سنوات قليلة انها طاهية ممتازة ويعتمد عليها الكثيرون لتحضير الطعام في حفلاتهم هذه الايام , ربما لان اسعارها افضل من اسعار ماركو لكني اعتقد ان طعامها افضل ايضا وهي تقدمه بطريقة رائعة "
ـ يبدو من حديثك انك صديق للسيدة نيلسون .
ابتسم جايسون واجابها " ان السيدة نيلسون ليست صديقتي الوحيدة يا اوليفيا هل توقعت مني ان ابقى وحيداً ؟
ـ ليس تماماً على أي حال هذه شؤونك الخاصة وانا اسفة لاني فتحت الموضوع اذا هل سنطلب الطعام من " ماكولات روين ؟
راح جايسون يمعن النظر في اوليفيا وهي جالسة كالاميرة على كرسيها ذي المسند العالي مرتدية بلوزة قطنية بيضاء بدون اكمام مع تنورة مناسبة بدأ شعرها الاسودالحريري طويلا منسدلا على كتفيها وقد بدات بشرتها الجميله تتلون باللون الذهبي ما ابرز جمال عينيها
ـ سألتك هل سنطلب الطعام من مأكولات روين ؟
كررت اوليفيا السؤال بعد ان وجدت انها لم تعد تتحمل نظراته اليها لم تعرف بما كان يفكر ولم تشأ ان يعرف بما تشعر فقلبها لم يعد بارداً كالثلج لان جايسون ادفأه بسرعه أخافت اوليفيا
اجابها جايسون بحماسة " روبن .... طبعاً . اتصلي بها وستكون مسرورة لتولي الامور "
ـ لااريدها ان تتولى كل شئ
فالت اوليفيا وقد تأثرت بحماسته ثم اكملت كلامها قائلة " لدي افكاري الخاصة لكني متأكدة اننا نستطيع التشاور معاً هذا اذا قلبت بالاقتراحات فبعض الطباخين مزاجيين ويفضلون التمسك بافكارهم "
ـ روين ليست كذلك ومن السهل التعامل معها
رق فم جايسون القاسي وهو يتكلم استدار في كرسيه ونظر الى الحديقة التي لفها ضباب رقيق بسبب الحر ثم قال " اليس هذا داني الصغير يركض هناك ؟"
تابعت اوليفيا نظراته ثم اجابته" نعم .. لم اسمعه ينطق بأكثر من كلمتين لكنه يتحدث كثيرا مع تالي دعونا للمجئ بعد ان تحدثت مع والدته وبدت مسرورة لذلك "
فكر جايسون في قرارة نفسه ان هذا صحيح فهو يعرف ان اهالي البلدة يعتبرون دعوة الى هافيلا لاي سبب كان شيئا مهما

قالت اوليفيا ببطء وهي تنظر نحو المرج " هنك شئ اريد ان اسالك عنه هل ما زال ال دافي يعملون في الطاحونه ؟
استند جايسون الى الخلف وراح ينظر اليها بعد ان تفقد تالي التي كانت تلف نفسها بغطاء ابيض وتقف خلف داني سألها " الا تريدينهم ؟"
عبست اوليفيا واضافت " لا رغم اني لا اعرف كيف سأخرجهم من الارض
ـ لا داعي لأن تشغلي بالك بالموضوع

اجابها جايسون بنبرة جافة ثم اضاف قائلا " لقد انتقل ال دافي من هنا منذ سنوات بعد ان اشتروا مزرعة حمضيات بعيدة جداً على ساحل سيلفرتون "
ـ أحقاً ؟؟
لقد تجنبت اوليفيا سؤال الطفله عنهم ومما تذكره ان ال دافي يعيشون في عزله عن الاخرين في بيتهم الواقع على حدود غابة المطر وعندما كانت ميغان وشون طفلين كانا يركضان خلف الاولاد الاخرين بثياب رثة
ـ الم يرغبوا برؤية تالي ؟
وفكرت كيف يعقل الا يفعلوا ؟ انها حفيدتهم
ــ اللعنة اوليفيا ؟ انت لا تعرفين شيئا لم يرغبوا برؤية ميغان فكيف يرغبون برؤية تالي ؟ جاك دافي هو اكبر وغد رأيته في حياتي

قالت اوليفيا في محاولة للسيطرة على اضطرابها " ظننت انهم مسرورون لحصولهم على صهر مثلك "
هز جايسون رأسه نافيا كلامها ثم قال " قال لي جاك يوم تزوجنا انني لن احضى بيوم من السعادة مع ابنته اكثر منه الي ولم يبد ذلك مطلقيا تصرف شون بالطريقة نفسها لكنه كان اكثر ازعاجا"

توقف جايسون عن الكلام ولم يخبرها ما قاله له شون ذلك اليوم "كان عليك التأكد ان الطفل منك ان ميغان محتاله "
لم يشك جايسون للحظه في حياته بأبوته لتالي قد تكون ميغان سيئة لكنها لن تكذب في امر كهذا فذلك يفوق الخطئية ان تلي اعذب طفله في العالم وعيناها زرقاوان كعينيه ومن المحزن ان افراد عائلة دافي لم يقبلوا بها كفرد منهم على أي حال لم يشأ جايسون ان تختلط بل دافي لان تصرفاتهم لم تعجبه .
دعت اوليفيا روبن نيلسون الى بيتها لتناقش حفلة الميلاد معها وجدتها اوليفيا امرأة جذابه ذات طول معتدل وشعر قصير اشقر وعينين عسليتين وانف جميل معقوف نحو الاعلى كما لاحظت ان هناك جرحا رفيعاً على خدها ارتدت روبن قميصاً قنطيا ذات لون اسود وبنطولاَ ابيض يبرز جمال جسدها وحملت حقيبة صفراء بدت جميله بشكل عام لكن من الصعب تجاهل الندبة في وجهها قدرت اوليفيا انها في منتصف الثلاثينات من عمرها وازدادت اعجابا بها بد ان لاحظت ثقتها بقدرتها على تولي امر حفلة اوليفيا التي ستضم مئة وخمسين شخصاً بمن فيهم الاطفال ..

شعرت اوليفيا بالمودة تجاه روبن فوراَ وتساءلت عن سبب الندبة في وجهها هل هي نتيجة حادث ما ؟؟
ــ تعالي معي لاريك مكان الحفلة .

سارت اوليفيا امامها في المنزل ثم اضافت " المكان واسع وهو بجانب المسبح الا انني قررت عدم السماح لاحد بالسباحة لان هذا يشكل خطرا على الاولاد حتى ولو كانوا تحت المراقبة ثم ان الطعام سيكون وفيراً بالاضافة الى انواع التسلية الاخرى اذ اني افكر باحضار بهلواني ليسلي الاطفال وقبل ان يغادر الجميع سيصل سانتا ليوزع عليهم الهدايا "

ابتسمت روين وقالت " يبدو الامر ممتعا"
ــ سنعمل جاهدين ليكون ذلك

واضافت اوليفيا بابتسامة " سيحب ابنك ان يرافقك بينما انت تعملين وسيتعرف على الاولاد الاخرين سأطلب من احدهم ان ينتبه له "
اجابتها روين وقد تلونت بشرتها السمراء بلون زهري " انا متأكدة انه سيحب ذلك "
ــ اقترح تقسيم المكان الى ثلاثة اقسام الاول خاص للشراب والثاني للحلويات والكيك وما الى ذلك ثم نضع الطاولات والكراسي في القسم الثالث وبقية الحفلة تكون في الهواء الطلق .
تحول المكان مع الحديقة الخضراء الفسيحة عبر السنوات الى مكان للعشاء في الهواء الطلق اعتاد هاري لينفيلد استعمال الشرفة الخلفية لحفلات الفطور واستمرت اوليفيا على هذه العادة .

على بعد بضع خطوات من الشرفة تقع بركة السباحة المبلطة بالفسيفساء وقد قامت بحاذتاها خيمة كبيرة بدا كل شئ انيقا مرتبا لكنه بعيد عن التكلف انه مكان مثالي للمتعة .
ــ انه مكان رائع ..

نظرت روين الى اوليفيا بفرح واضافت " لا اطيق صبراً حتى ابدأ قولي لي مالذي تريدينه بالتحديد ؟؟
ــاتوقع ان تكون افكارنا متقاربة روين
ابتسمت لها اوليفيا ثم تابعت قائلة " لحم البقر طبعا ستيك ... الاطفال يحبون النقانق وكرات اللحم والكباب لكني اظن ان المأكولات البحرية رائعة للشواء ايضا ..

وافقتها روين بنبرة الطاهية الجدية " طبعا "
ــ اريد اضفاء روح الميلاد بشكل طبيعي شهدت هافيلا عدة حفلات على مر السنين وهذه السنة ستكون زينة الميلاد غنية جدا وسترغب غرايس بمساعدتنا انها بارعة في المطبخ لكنها تتقدم في العمر وانا لا اريد ان اتعبها كان عمي يكلف فريقا للخدمة في الحفلات كل عام واخبرني مدير اعمالي جايسون كوري ان حفلات السنوات الماضية كانت حفلات شواء

عند ذكر اسم جايسون كوري احمر وجه روبن بشدة ما حول الندبة في خدها الى خط فضي مثلم ثم قالت لاوليفيا طانه لطف من جايون ان يقترح اسمي من اجل تقديم الطعام اشعر بالفخر لذلك ليس لديك فكرة كم ساعدني جايسون حيث اوصى معارفه بالتعامل معي منذ ان ادرك ان خدمتي جيدة المجتمع هنا متقارب جدا ومطعم ماركو مشهور لا انكر انني واجهت صعوبة في تأسيس عملي لكن ما ان اشاد جايسون بعملي حتى فتحت امامي ابواب الرزق ثقي انني لن اخذلك
نظرت اوليفيا الى عينيها الذهبيتين اللتين تشعان بالصدق واجابتها ط انا واثقة من ذلك لذا يجب ان يتم كل شئ بالشكل الصحيح "
هبت العصفة بعد الظهر عندما كانت اوليفيا تتفقد المخزن الكبير وهو مكان بديل يستعمل لاقامة الحفلات من طقس جميل الى سئ بشكل غير متوقع كما يحصل اليوم بقيت روين نلسون اكثر من ساعة تناقش افكارها معها وتقترح خططا جديدة جعلت اوليفيا تطمئن الى ان موضوع الطعام بين يدين امينتين
عادت اشباح الماضي تتراقص امام عينيها عندما دخلت اوليفيا الى المخزن الكبير الذي حوله هاري الى قاعة كبيرة رائعة لاستقبال المهنئئين في زفافها اعتقدت اوليفيا انها تخطت اسوأ مراحل التعاسة والاذلال لكن المشاعر الماضية عادت اليها فجأة

حذرها صوت داخلي من الشعور بالحزن ومن تذكر مشاكلها المخزية ففي النهاية على الناس تقبل ما يصيبهم اخذت نفسا عميقا لتريح اعصابها ثم جالت بعينيها في القاعة الكبيرة الرائعة
عبرت اوليفيا المخزن المعتم وقد عقدت العزم على نزع التعاسة من صدرها لكنها تذكرت الوعود الوعود التي قطعاها هي وجايسون الذي كان فارسها المغوار ياله من فارس ..!!

اذا كان لابد لها من البكاء فلتقم بذلك بصمت في الداخل ما اغرب الحياة !! خانتها ميغان دافي الفتاة التي اثارت شفقتها في الماضي وهاهي اليوم تهتم بانتها .
فجأة اجفلت اوليفيا واستدارت بعنف حين هز رعد هادر جدار ان القاعة وبعد لحظات خطف بصرها برق قوي فمشت وسط القاعة التي اعتبرتها مكانا امنا لا فائدة من الركض الى البيت عليها ان تبقى هنا حتى تمر اسوأ مراحل العاصفة والامطار ما ان ركضت لتغلق الباب حتى بدأ المطر ينهمر بغزارة لم تجرؤ اوليفيا على انارة الكهرباء اذ علمت خطورة ذلك ما ان وصلت الباب حتى اندفع الى الداخل شخص قوي وقف يزيل المطر عن شعره ووجهه ظهور ظهوره المفاجئ باغت اوليفيا كثيرا لدرجة جعلتها تطلق صرخة مدوية ومن بين انفاسها المتسارعة قالت ط جايسون لقد اخفتني من اين جئت ؟؟
خلع جايسون معطفه وعلقه ثم اجابها ساخرا ط من الواضح اني جئت من المطر وانت لا تريدينني طبعا ان اخرج ثانية لانها تمطر بغزارة لا بد انك لاحظت ذلك "
لم يعلم جايسون انها على قاب قوسين من الهروب منه تحت المطر لم اتى الى هنا ؟؟ رغم قوته وجد صعوبه في التغلب على الرياح واغلاق مصراعي الباب
ــ ستنتهي العاصفة قريبا لا تخافي

نظرت اليه بسرعة ثم اشاحت ببصرها نحو العاصفة الهوجاء الان وقد اصبحت العاصفة العنيفة داخلها شعرت اوليفيا بالاختناق داخ المخزن الكبير أخذت نفساً يائسا وصلت كي لا تبدو مشاعرها واضحة على وجهها لكنها كانت متأكدة انها لا تستطيع اخفاءها جيدا
ــ ماذا تفعلين هنا ؟؟
ــ لست مجبرة على اخبارك
ـ انا اطرح سؤالافقط هذا كل شئ بالمناسبة كيف سارت الامور مع روين ..
فأجأها تهذيبه لكنها ليست المرة الاولى فأبوه كان كذلك قبله نظرت اليه باعجاب لم تستطع كبته وقالت " على ما يرام "
ارتاحت لان صوتها اتى ثابتا ثم اكملت " لقد احببتها واعجبتني افكارها كلي ثقة انها ستتدبر امور تقديم الطعام جيدا في حفلة الميلاد لكن اذا سارت الامور او جاءت على عكس ما اريد فأنت من سألومه "
ـ يبدو ان هذا هو قدري التعيس
وتكور فمه الجميل نحو الاسفل
لمع البرق مجددا بقوة هائلة انارت القاعة المظلمة بضوء ساطع
ــ اوه اللعنة !!
انزعجت اوليفيا ونصحها صوت داخلي بعدم النظر الى جايسون ستنتهي العاصفة قريبا ويصبح بامكانها الهرب منه
سألها بهدوء " هل يصعب عليك البقاء معي وحدك ليف ؟ اراك شديدة الانزعاج "
رفعت اوليفيا رأسها وسألته " قل لي أي نوع من الازعاج ترى يا جايسون انها العصفة "
ـ ماذا تفعلين في هذا المكان ؟
نظر جايسون حوله وتجهمت عيناه الزرقاوان في وجهه الجذاب ثم قال " اكره المجئ الى هنا "
ردت اوليفيا بسخررية لا تخلو من المرارة " هذا لا يفاجأني انفق هاري ثروة كي يجهز لنا هذا المكان ط
ـ كان هاري اكرم رجل في العالم
ـ لقد احبك كثيرا اليس كذلك ؟؟ نصف مليون .... لا ابالي بذلك لكني لاحظت استفدت كثيرا من علاقتك بهاري فأنت ذكي يا جايسون كلنا نعلم ذلك
حدق جايسون في وجهها وتعابيره توحي بتصاعد غضبه
ـ هل تريدين القول انني تلاعبت بمشاعر هاري واعماله ؟ كان هاري صديقي يا اوليفيا .. اعرف انه شعر بالمراره والصدمة وخيبة الامل مما فعلته لكنني نلت جزائي .
رفعت اوليفيا حاجبيها المقوسين وسألته " ماذا ؟ اربع سنوات انه عقاب خفيف "
ـ ليس اذا عرفت ميغان كانت تعاني من عدة مشاكل
التوى فم جايسون تحت وطأة الذكريات الحزينه .
ـ اعتقد ان معظم النساء يعانين المشاكل اذا عشن مع رجل لا يحبهن .
رد جايسون بحدة ط لكن كان عليها ان تحب طفلتها لو لم تغادر ميغان من تلقاء نفسها لكنت مجبرا على طردها ازداد الامر سوءا حتى بت اشعر بالقلق من تركها وحدها مع تالي وجدت ميغان سهولة انزالاحباطها على طفله صغيرة كان جاك دافي رجلا عنيفا واعتقد ان ميغان وشون والمرأة المسكينه التي تزوجها قد عانوا من نوبات غضبه السوداء هذا النوع من التصرف متوارث لسوء الحظ "
طأطأت اوليفيا رأسها وابتعلت غصة قاسية في حنجرتها ثم قالت بنبرة ملؤها الندم " من المؤكد انها كانت واقعة في حبك جايسون جزء مني كان يشعر بذلك لكن في ذلك الوقت كانت كل الفتيات واقعات في غرامك فلم انتبه للامر حبي لك اعمى بصيرتي "
انفجر جايسون غاضبا" الى الجحيم بكل ذلك تعبت من حكمك القاسي علي يا ليف انت لم تعودي تلك الفتاة الحنونة التي اذكرها بل اصبحت قاسية وحادة الطباع هل بامكانك اخباري لماذا احبتني ميغان بحق السماء ؟
سألها بانزعاج شديد ثم تابع قائلا " لا اذكر شئيا معينا لعينا واحدا فعلته ليعطيها اقل تشجيع "
ثم اضاف ببرودة :" ميغان دافي خدعتنا جميعا"
اجابته اوليفيا رافعه صوتها في العاصفة الغاضبة " انت لديك تالي ... لديك ابنه صغيره مميزة . كان من الممكن ان تكون ابنتي سأصبح في السابعة والعشرين قريبا وكنت اظن انني في هذا العمر سيكون قد انجبت ولدين .. لقد ضيعت سنوات عمري بسببك يا جايسون "
سمح جايسون لعينيه ان تتجولا على قسمات وجهها ..... كم هي جميلة !
عيناها بلون الفضة اما فمها فيبدو بلون الفرواله ارادته القوية فقط منعته من جذبها الى ذراعيه ...
منتديات ليلاس
ـــ لا تقولي لي ان شخصاً في عمر السابعة والعشرين يعتبر عجوزاً
ردت ببساطة " لا يمكنني الانجاب من شخص لا احبه جايسون , انا لا احب احداً لقد اختفى الحب من حياتي "
بدت على وجه جايسون ابتسامه مشدودة وقال " لا اصدق انك لم تدخلي رجالاً اخرين الى حياتك ليف انت امرأة جميلة ومليئة بالعاطفة "
هزت اوليفيا رأسها وصححت كلامه قائلة " كنت امرأة عاطفيه دعني اسألك هل انت وميغان مطلقان ؟
ـ طبعا نحن مطلقان لقد رحلت ميغان مع شاب يعمل في المزرعة وربما انتقلت الى رجل اخر الان , ميغان ليست الفتاة الهتدئة والمطيعة التي عرفناها لان ذلك كان واجهه فقط اما ميغان الحقيقية فيمكنك كتابة مسرحية عنها .
لم تكن اوليفيا تشك بذلك .
ـ كيف تعلم انها لن تعود الى حياتك في وقت ما مطالبة باسترجاع تالي ؟
ـ اوليفيا , تركت ميغان طفلتها مثل ..
ــ مثلما تركتني ؟
انزلقت الكلمات من بين شفتيها قبل ان تتمكن من ايقافها .
ـ انت لا تستطيعين مقاومة هذه الافكار اليس كذلك ؟ في الحقيقة انا لم اتخل عنك من اجل فتاة احبها بجنون كنت اعمى طائشاً وجعلت ميغان دافي من بين جميع النساء تحمل مني علي ان اخذ في الحسبان ايضا اخاها شون او احد اصدقائه الاغبياء ربما وضعوا ربما وضعوا شئياً في شرابي على سبيل التسلية كي يهزأوا مني ميغان لن تعود قالت لي بوضوح انها لاتريد ان تتقيد بطلفة ايه طفلة ..
ــ اذا كان عليها تجنب الحمل هناك خطأ وراثي في ام لاتحب طفلها .
هز جايسون رأسه وقال " كثيرات هن كذلك .. لكن مشكلتك انك لم في العالم الحقيقي يا اوليفيا انت مازلت اميرة تعيش في برجها العاجي "
ـ حسنا لكن هذه الاميرة لا تعيش بسعادة اللا الابد .
قالت اوليفيا ذلك وقد فضحت تعابير وجهها مدى تأثرها ثم قفزت مجفلة عندما انفجر الرعد كصوت القنبلة .
ـ اه اريد الخروج من هنا .
انار المخزن برق ابيض قوي مزعج فتوترت اعصاب اوليفيا التي هرعت نحو الباب لم تعد تبالي اذا ما بللها المطر او صعقها البر فقد سيطر عليها الذعر لانها لا تستطيع مقاومة جايسون وهي تعرف ذلك .
ــ لا تكوني غبية ليف عودي الى هنا .
امسك بها جايسون ودون تفكير ادارها نحوه شعر بالاضطراب يغمره وسرعان ما قربها منه وعانقها ..
تمتم قائلاً " لماذا اريدك انت ... دائما انت "
ارجع راسها الى الوراء ليستريح على تجويف كتفه واكمل قائلا " انت القاضي وانت الجلاد "
أحرقت الدموع عينيها هل هذا ما تمثله بالنسبة اليه ؟ احرقتها لمساته فشعرت بالم والسعادة معاً ارتجفت اوليفيا وهو يضمها اليه بقوة واصابعه تتغلغل في شعرها الطويل كما كان يفعل في الماضي , ثم امسك بشعرها ليقربها منه اكثر , لم تعد اوليفيا متأكدة اذا كانت قدماها ما زالتا تلامسان الارض المصقولة كل ما وعته هو استجابتها الكبيرة والخدر الذي لامس كل خليه من خلايا جسمها .
هل هو الشغف ام انها حرب ارادات بين رجل وامراة ؟ كل مافعله هو لمسها لتستسلم للرجل الذي خرج من حياتها يوماً ثم دخل اليها بدون استئذان .... انه امر لا يحتمل !!

شعرت اوليفيا بلهيب الشوق يلفحها بعد ان كبتته سنوات طويله
يالها من عمياء ويالجسدها الخائن ! فهمت الان ان العواطف الجياشة تصيب اكثر حذرا وتدمر حياتهم ووعت ان جايسون لم يعش اعزب طوال تلك السنوات بل حصل على نساء كثيرات وهمس في اذانهن الحب كلمات الحب ... قد تكون روبن نيلسو واحدة من نسائه ... ووبن اللطيفة التي تحمر خجلاَ حين يذكر اسم جايسون .. من يلومها ؟

ــ اللعنة عليك جايسون توقف .. توقف الان !
قربها جايسون منه اكثر حتى التصقت به وفال ط حبيبتي ليف "
ــ هذا جنون .
ـــهذا يشبه الجنه مالجنون في رجل وامرأة يحبان بعضهما ؟ انت رائعة !

استمر المطر يضرب النوافذ والابواب لكن الصوت على السقف قد خف ابتعدت عنه بجهد كبير وخطت الى الوراء لاهثة ومترنحة قليلاً شعرت بالغضب عندما رأت تعابير وجهه وقد رقت انها لا تريد أي حنان الان والى الابد سألته :" هل رأيتني ادخل الى هنا ؟ قل لي الحقيقة " نظرت اوليفيا مباشرة الى عينيه الزرقاوين اللاهبتين فلمحت فيهما لمعان التسلية .
ــ لا ليف لا احب ان ابدو مغفلاً بعد الان وانت كذلك لكن اللعنة , عندما نكون لوحدنا لا يمكن ان نفعل شيئاً اخر انك تشعرين بالعار لانك مازلت تتجاوبين معي بالطريقة ذاتها لكني استطيع ايجاد حل للمشكلة ولا انت .. انا اريدك وسوف احصل عليك . كلانا يعلم ذلك . قبل ان اجرك الى ذراعي كما يفعل رجل الكهف سأجد طريقي الى البيت لاخذ تالي يمكنك البقاء هنا "
رمقته بنظرة من عينيها الكبيرتين اللامعتين وتساءلت في سرها كيف تكون غاضبة وعلى شفير البكاء في الوقت ذاته ؟
سألته باحتقار :" كم من النساء قلت لهن هذا الكلام ؟"
ـ انت فقط اميرتي ..
ارتدى معطفه وحياها ثم خرج تحت المطر المنهمر بغزارة ...

moura_baby 05-07-09 02:21 PM

ألف شكر على الرواية الروعة وياريت تكمليها بسرعة
في انتظارك

ذكرى المرجوحه 05-07-09 02:21 PM


7- تخيلات ام حقيقة ؟
http://img246.imageshack.us/img246/3...7181240qf1.gif

ارتدت أوليفيا ثوبا من الحرير الاحمر في حفلة الميلاد . انها تتحاشى ارتداء اللون الاحمر في معظم الاحيان , رغم ان هذا اللون يناسبها , والآن انه الميلاد واللون الاحمر هو احد الالوان التقليدية في هذه المناسبة .منتديات ليلاس
كان ثوبها قصيرا دون اكمام و وهو معلق على كتفيها بشريطين على شكل لولبي تنورته مزينه بالخرز الاحمر مع ازهار صغيرة زرقا وصفرا في الوسط .
وبدا شعرها الاسود منسدلا على كتفيها ومرفوعا عن وجهها بمشطين صغيرين فيما بانت قدماها كأنهما عاريتان في الجو الحار و فقد ارتدت صندلا عالي الكعبين مع شرائط بلون فستانها .
في الماضي كانت تشعر بالفرح والسعاده عندما تتألق وترتدي ثيابا جميلة لأجل جايسون و حيث كان ينظر اليها بعينيه الزرقاوين مرسلا لها اشارات تجعل وجنتيها تحمران خجلا وتزيد من سرعه ضربات قلبها . والليلة سيكون جايسون في الحفلة طبعا ...
ازاحت أوليفيا الستائر جانبا ووقفت نافذه في الطابق العلوي تنظر الى الحديقة الخلفية ز بعد قليل سيبدأ وصول الزوار .
يبدو المكان رائعا والاضواء الصغيرة البيضا تلمع على الاشجار . ارتفعت شجرة الميلاد عشرين قدما عن الارض باتجاه السما المخملية السوداء الارجوانية .
حيث طغى القمر الليلة بضوئه النحاسي على ضوء النجوم وبدت الخيمات الـ3 جميلة بلونها الابيض وحافتها الخضراء.
وضعت في الخيمة الوسطى طاولات مستديرة ومقاعد مزينه بأقواس كبيرة من قماش التارتان الاحمر والاخضر والذهبي .
فيما وضعت اغطية ومناديل حمراء وخضرا على الطاولات . بدا كل شيء رائعا فشعرت أوليفيا بالراحة .
عند الساعه الـ9 بدت الحفلة في أوجها . امضت اوليفيا وقتا طويلا وهي تهتم بضيوفها فلم يبق لها وقت كاف للأكل .
انها ليست من الاشخاص الذين يأكلون كثيرا في الحفلات . ولم تدر السبب لذلك بل ارجعت الامر الى الاثارة والحماس . استمتعت كثيرا وتجولت بين الناس . جلست مع بعضهم وتحدثت معهم فهي تعرف كل العائلات وهم يعرفونها ايضا .
أما تالي و فقد بدت صغيرة وجميلة جدا .بدت وجنتاها حمراوان بسبب السعاده وشعرها الكثيف اللامع ينسدل شلالات من الجدائل وقد اخذت على عاتقها مهمة الاعتناء بالاطفال الصغار , لا سيما الصبي الذي يلاحقها كظلها , داني .
وصلت ريناتا باكرا . بدت ملفته للأنظار بعينيها السوداوين اللامعتين وخديها الحمراوين اللذين تعلوهما طبقة كثيفة من حمرة الخدود , ووجهها الذي قلت فيه التجعدات وشفتيها اللامعتين بحمرة قرمزية .
تحدثت أوليفيا معها لبضعة دقائق بعد وصولها وتلقت منها حضنات وقبلات واحر التحريات باللغة الايطالية السريعة المحببة , فكرت أوليفيا ان اللغة الايطالية هي اجمل لغة في العالم .
علقت ريتا بصوت عال كي يسمعها الجميع وهي تشير بيديها :
- اننا ندين بالكثير لآل لينفيلد , انت تبدين جميلة جدا اوليفيا . ثوبك ساحر ومثير , ارجو ان تكون سنة رائعه لك عزيزتي .
ثم انحنت نحوها وتابعت :
- سيختفي الألم من حياتك وتعودين سعيده كما كنت في الماضي . انا واثقة من ذلك ؟
لم تجبها أوليفيا وريناتا لم تتوقع ردا منها , لكن كليهما فهمتا ما المقصود من هذا الكلام .
سمعت صوتا مألوفا خلفها يكلمها قائلا: انا متأكدة تماما انك لم تأكلي شيئا.
بذلت أوليفيا جهدا كي تبقى على مسافة من جايسون كتدبير وقائي لكنها الآن مضطرة للاستدارة ومواجهته .
- انني لا اشعر بالجوع .
- الطعام رائع !
انتقلت عيناه الى الطاولات والكراسي التي وضعت في المكان . بدا الجميع مستمتعين بوقتهم كثيرا وقد بدأ بعض الاطفال يركضون بصخب.
هزت اوليفيا رأ سها واجابته:
- يمكنني رؤية ذلك وقد سمعت جميع انواع المديح . تستحق روبن مكافأة وسأتحقق من حصولها عليها لقد عملت بجهد هي ومساعديها .
تكور فم جايسون في ابتسامة وقال:
- انها سعيدة لأنها تقوم بعملها يا ليف وهو مدعاة لفخرها لقد عانت روبن من حياة قاسية لكنها سيدة شجاعة . وانا ارى ان هذه الامسية نجحت نجاحا كبيرا . لم لا تسمحين لي بجلب شيء لك لتأكليه ؟ ام انك تحافظين على وزنك ؟
بدا صوته متهكما لكنها فرصته ليسمح لعينيه بالتجول والنظر اليها . لقد نظر اليها كفاية من بعيد والآنهي قريبة منه,لكم يود ان يأخذها بين ذراعيه
لكن هذه ليست فكرة جيدة انه يعرف اوليفيا جيدا ويعلم انها تتخذ تدابير وقائية ضده فهي لم تقترب منه ولم تكلمه الا عندما حيته وقت وصوله .
وهو بدوره لم يتقدم نحوها ايضا بل انتظر الى ان انتهى الجز الاساسي من الحفلة . ان جمال اوليفيا يشعره بالسعاده الآن كما في الماضي .
- اذا ماذا تطلبين ؟
وقف قربها فبدا طويلا جدا ورغم ان اوليفيا اطول قامة من النسا العاديات لكنها تبدو صغيرة بالنسبة اليه .
- هل اجلب لك مأكولات بحرية؟ ما رأيك بالكركند وبعض السلطة؟ نظرت أوليفيا الى عينيه الزرقاوين اللتين بدتا كالياقوت الازرق .
لم يكن جايسون مرتديا سترة بسبب الحر بل ارتدى قميصا كحلي اللون مصنوع من اجود انواع القطن رفع كميها الى الاعلى كما ارتدى سروالا بلون الرمال حزامه الجلدي شعار مصمم مشهور فبدا كأنه عارض ازياء بهي الطلعة .
- لايمكنني ان آكل الآن جايسون رغم اني انتبه لنوعية طعامي لكنني لا اخضع لنظام غذائي معين. كل ما في الامر انني لست جائعه ربما لأن اعصابي متوترة قليلا اذ اريد ان تكون الحفلة ناجحة .
- اذ يمكنك ان ترتاحي . يبدو واضحا ان الجميع يمضون اوقاتا سعيده. سيعودون الى بيوتهم وهم يشعرون بالرضى لكثرة الطعام الرائع يجب على الاقل ان تشربي القهوة مع بعض الحلوى في نهاية الحفلة. ما رأيك بكوب من العصير؟
رفع جايسون يده واشار الى نادل شاب يجوب المكان , ثم قال:
- انه مناسب الآن ,
رفع جايسون كوبين عن الصينية وقدم واحدا لأوليفيا ثم هز رأسه للنادل وشكره , فابتسم الشاب له وانصرف .
- هناك طاولة فارغة . تعالي لنجلس .
مشت اوليفيا مع جايسون بضع خطوات وهي ترتشف العصير البارد . وبعد ان جلسا سألته :
- ماذا قصدت بقولك ان روبن امضت وقتا سيئا؟ هل تقصد زواجها ؟
صمت جايسون قليلا ثم اجابها :
- انا متاكد انها ستخبرك يوما ما , لا سيما انها احبتك .
- حسنا ! انني اتسال عن الندبة في خدها وارجو الا تكون نتيجة عنف معها . اخبرتني انها مطلقة وان ابنها الصغير ستيفن هنا الليلة.
هز جايسون رأسه وقال:
تالي تهتم به . ان فتاه السادسة لديها عاطفة امومة اكثر من امها .
- انها طفلة صغيرة رائعه .
قالت اوليفيا ذلك وابتسامة حنون تطل على شفتيها . ثم اضافت :
- انها لا تشبه ميغان ولا أي شخص من آل دافي .
- حسنا , كما اقول دائما , لا يمكن للمرء تجاهل عيني الزرقاوين .
- عيناها مختلفتان .
اجابته اوليفيا بذهن شارد وقد لاحظت ذلك منذ اليوم الاول . ثم سألته :
- هل روبن احدى نساءك ؟
لم تستطع اوليفيا قراءة تعابير وجهه حين سألها :
- بأي حق تطرحين هذا السؤال يا اوليفيا ؟
اعتذرت قائلة :
- ليس لدي حق ابدا . لكنك رجل خطير وربما ان روبن عانت من ماض تعيس وحزين ولا اريدك ان تؤذيها .
تراقص الغضب في عينيه اللامعتين وقال:
- متى تفهمين انني لا أؤذي النساء عن قصد ؟
- ان جهلك بما تفعل ليس دفاعا جيدا .
- لم اخطط كي اؤذيك اوليفيا . ربما كنت مخدرا يومها ! اصدرت حكمك عليّ واعتبرت ان جريمتي من الدرجة الاولى .
نظرت اوليفيا بعيدا شاعره بعدم القدرة على مقاومة جاذبيته . تمالكت نفسها قدر الامكان وقالت :
- دعنا لا نتحدث في هذا الموضوع لليلة . اصبح الامر من الماضي , لكنني اريد ان اوضح انه لا يحق لك ان تجذبني بيديك القويتين ثم تتوقع مني ان اصمت بينما تتابع مغامراتك منتصرا . انني احب روبن .
- هذا يسعدني , لأنها تحبك ايضا . ولأريح بالك اخبرك انني وروبن اصدقاء فقط .
- رائع ! لطف منك ان تساعدها وانا اعني ذلك . اريد ان اتأكد فقط انك لم تتوهم انا سنتغاضى عن الجروح القديمة ونبدأ معا ثانية . لست غبية واعلم انني صيد ثمين هذه الايام وذلك بفضل هاري .
رمقها جايسون بنظرة ملؤها التسلية وقال :
- انت صيد ثمين حتى لو كنت فقيرة , رغم انك لم تعودي تلك الفتاة الطيبة التي عرفتها في الماضي . اصبح لسانك حادا يا حبيبتي اوليفيا .... .
قاطعته : لست حبيبتك اوليفيا يا جايسون .
- هل انت متأكده من ذلك ؟ اعتقد ان الامر يعود الى ماضينا المشترك ,وانا لا اقصد واقع اننا كنا على وشك الزواج , بل اقصد طفولتنا ومراهتنا . ان الرباط بننا قوي جدا .
- هذه سبب آخر جعلني عندما خذلتني . لكنني اعتقد اننا اتفقنا على نسيان الامر .
ابتسم لها ابتسامة متشنجه وقال :
- سيبدأ الرقص قريبا. هل تغامرين بالرقص معي ؟
- بصراحه ... لا ! انا بخير هنا. انت رجل خطير يا جايسون وسيكون الامر مقلقا جدا .
- سوف يتوقف الناس عن الرقص ليتفرجوا علينا . حسنا ؟ هل تريدين ان احضر لك القهوة ؟
شرب ما تبقى في كوبه من العصير ووقف على قدميه . ادركت اوليفيا انها يجب ان تختلق عذرا ما , لكنها لم تستطع . بدت الانوار متدفقه من غرف المنزل مرسلة شعاعها الى الحديقة .
اما هما فكانا محاطين بالقمر النحاسي الذي يبحر في السماء فيما ينتشر حولهما عبير الازهار ورائحة الطعام الشهية . اما الضيوف فكانوا ينظرون اليهما وهما جالان معا وعينا جايسون الزرقاوين الجميلتان لا تفارقانها .
فالجميع يعرفون قصتهما وربما يفكرون ان لحفلات الميلاد سحرها الخاص .
- سيكون هذا لطفا منك .
ما ان مشى مبتعدا على العشب باتجاه الخيمة حتى تمنت في قرارة نفسها ( ارجوك يا الهي ! ليكن ما اقوم به صحيحا )
لقد دمر جايسون عالمها في الماضي ويمكنه ان يقوم بالامر ذاته الآن ....
لعب مدير المصنع سلفادور دي لوكا و وهو موظف قديم في مؤسسة لينفيلد و دور سانتا كلوز ببراعه . عندما كان سلفادور شابا , كان ذا جسم رشيق لكنه في اواخر الخمسينات الآن وقد اصبح مستديرا كالبرميل .
لهذا ناسبه الدور تماما بالاضافة الى صحته الكبيرة الطبية وروحه المرحة .
عانت اوليفيا كثيرا في اختبار الهدايا للأولاد وقد اوصلها محل الالعاب كبير الى البيت ملفوفة بعناية وترتيب . تسلم الاولاد هداياهم بالهتاف والضحكات السعيدة ,
وايقنت اوليفيا عندها ان لا داعي لخوفها من الا تكون هذه الحفلة ناجحة كما في ايام هاري . وبينما كان الزوار يغادرون المكان مع اولادهم المتحمسين اخبروها انهم امضوا وقتا رائعا .
تعلقت السيدة دي لوكا بذراع اوليفيا واخبرتها كم استمتعوا في الحفلة اما زوجها سلفادور الذي ما زال جذابا فقد شع وجهه الذي لوحته الشمس بفخر وهو يعرفها على الشاب والفتاة الذين وصلا ليقلاهما الى البيت .
- هذا ابني كارلو !
احاط بذراعه كتف الشاب الوسيم الذي ابتم لأوليفيا ومد يده مصافحا .
قالت اوليفيا ذلك بسرور وحدقت الى عيني كارلو دي لوكا الزرقاوين , ثم تابعت قائلة :
- مضت سنوات , اليس كذلك ؟ تبدو رائعا . اذكر انك كنت تدر الصيدلة.
- الطب ... انه طبيب !
تكلم الوالدان معا بفخر واضح . لقد عملا بجد ليؤمنا لابنهما وابنتهما ثقافة جيدة . قال سلفادور مازحا :
- انه الدكتور دي لوكا الآن , لذا علينا ان نحترمه . هذه لينا التي ستصبح فردا من عائلتنا قريبا ليان غرانت .
- انها خطيبتي .
وضع كارلوا ذراعه بتملك حول صبية جميلة ذات بنية جيده وعينين خضراوين وابتسامة واسعه وشعر بني ناعم طويل. قرب كارلو خطيبته اكثر الى الدارة واضاف :
- ليان هذه اوليفيا , اميرتنا المحلية .
- لا اصدق ان الجميع ما زالوا ينادونني الاميرة !
ابتمت اوليفيا ابتسامة ملتوية وسلمت على ليان ثم سألت :
- لاذا لم تأتيا الليلة ؟ كنا سنسر بوجودكما .
هز كارلو كتفيه قائلا:
- لديك ضيوفك لتهتمي بهم , ونحن لم نشأ ان نتطفل .
- اتمنى لو تتدبران ام زيارتي قبل ذهابكما . ما رأيكما بالعشاء ؟ سأدعو بعض الاصدقاء طبعا اصدقاء يعرفونك يا كارلوا , فأنا متأكده انهم سيفرحون بلقاء ليان .
ابتسمت ليان واجابتها :
- سأحب ذلك . لديك منزل رائع يا أوليفيا .
- يمكنك التفرج عليه عندما تزورينني .
تقدم كارلو وعانق اوليفيا قائلا :
- نحن نتطلع قدما الى ذلك . يمكنك ايجادنا في البيت اذ نقيم حاليا مع امي وابي. يجب ان اسلم على جايسون قبل ان اذهب . اين هو ؟
ادار كارلو رأسه فبان شعره الاسود كثيفا مثل جناح الغراب , وقد اختفت تجعداته الطفولية مع تسريحة عصرية .
- انه في مكان ما في الجوار .
ردت اوليفيا عليه وقد فوجئت بشعور من القل يداهمها . ورغم انها لم تتخلص من شعورها هذا فقد حافظت على ابتسامتها واضافت :
- جايسون يعمل مديرا لهافيلا. تلك وصية عمي , لكن جايسون رجل اعمال بارع .
سألها كارلو :
- ألم يعودا معا هو وميغان ؟ لا احب التدخل في اموره , لكن جايسون رجل عظيم وانا احترمه كثيرا واكره ان ازعجه بأية طريقة .
- تلك الفتاة , ميغان .. انا لم احبها ابدا . كانت تسعى خلف ابننا كارلو قبل ان تغرز مخالبها في جايسون المسكين .
قال سلفادور ذلك , لكنه تلقى لكزة من زوجته التي حاولت التغطية على كلام زوجها فقالت :
- تصبحين على خير يا اوليفيا . انها حفلة رائعه جدا , كان السيد لينفليد ليشعر بالفخر بك لو انه معنا .
لوحت ليان لها بيدها قائلة :
- سعدت بلقائك يا اوليفيا .
همست اوليفيا :
- سعدت بلقائك .
ولسبب ما وجدت صعوبة في ابتلاع ريقها . وقفت دون حراك للحظة قليلة كأنها مسمرة بالارض راقبت كارلو وخطيبته وهما يتوجهان نحو جايسون .
ظل شعورها بعدم الراحة يعصف في رأسها . وهو شعور بقلق لم تستطع تحديد سببه بدت مصدومة وكأن احدهم رمى عليها جمرا احمرا لاهبا .
ما المشكلة ؟ ما الذي يحير عقلها ؟ ضغطت راحتي يديها معا واغمضت عينيها في محاولة لتتخلص من افكارها . هل الامر يتعلق بشيء قاله سلفادور ؟ لقد شعرت طبعا بالحرج والانزعاج لكن مدير المصنع رجل لطيف وهو لم يقصد ايلامها .
ان ميغان لم تبق لنفسها اصدقاء بعد ان سرقت منها جايسون فمعظم الناس ادانوا تصرفاتها اكثر من جايسون اذ ان تلك المرأة مشهورة بالاغواء .
ضرب شعاع من الضو دماغ اوليفيا فتوقفت عن التنفس . ظهر لها سبب انزعاجها واضحا وصاعقا كأنه الرؤيا . شعرت بعقدة الذنب رهيبة , تالي لديها عينا كارلو دي لوكا !
ما الذي تفكر به ؟ لو كان الامر صحيحا فسوف تتدمر حياة الكثيرين حدثت نفسها قائلة :
- انت تتخيلين يا اوليفيا ؟.... انها محض صدفة ...فالعينان متشابهتان وهذا كل مافي الامر .
شعت امامها عينا تالي ثم عينا كارلو ... عينا كارلو تتناقضان مع بشرته وشعره الاسود , انهما لا تشبهان عينا جايسون المميزتين بلونهما الازرق العميق .... الم تقل هذه الملاحظة لجايسون عندما ارادت ان تحرمه من التبجح بهذا الشبه مع ابنته ؟
ان تالي ابنة جايسون! ما مشكلتها كي تأتي بتلك الافكار الغريبة ؟ انها لا تستطيع معالجة الامر الآن , كما لا تستطيع نسيانه ايضا . لم تر اوليفيا كارلو دي لوكا منذ 7 سنوات فقد ذهب الى سيدني ليبقى مع بعض اقاربه و ليتابع دراسة الطب ز لماذا ظهر الليلة بين كل الليالي الاخرى ؟
تمنت أوليفيا ان تحظي بليلة هانئة دون مشاكل , لكن الازمات جاءتها متنكرة في هيئة صديق قديم ... .
شعرت بقلق رهيب يتجمع في صدرها ز لقد رأت الشبه في الابتسامة وتجعدات الشعر الاسود, فلماذا لم يلاحظه الاخرون ؟ انها الصدفة ! هذا هو السبب , وقد تمسكت أوليفيا بذلك . يمكنها ان تتخيل الاشيا كما تريد
لكنها لا تستطيع ان تبوح بها لأي شخص . الشخص الوحيد الذي كان من الممكن ان تفضي اليه بمكنونات صدرها هو هاري , لكن هاري قد ذهب الى الابد . لكنها ليست تخيلات.. انها تعرف الحقيقة .!
http://www.vip70.com/smiles/data/f1.gif
بعد ان ذهب الجميع الى بيوتهم بوقت طويل وبعد ان ذهبت غرايس الى غرفتها متعبه وسعيده , جلست اوليفيا على ارجوحه الشرفة وبدأت تؤرجح نفسها بقدمها .
علمت انها لن تستطيع النوم اذ شعرت بجرح عميق مؤلم . انها تحتاج الى الهدوء والى وقت للتفكير . ورغم وجود شيء يؤكد شكها , الا انها بدت متأكده ان سبب التشابه بين تالي وكارلو دي لوكا هو صلة دم .
هل هي ابنته ؟ افضى لها سلفادور ان ميغان سعت خلف كارلو قبل ان تنشب مخالبها في جايسون . هل هذه حقيقة ام مجرد شيء تخيله سلفادور حينها ؟
ربما لاحظت بيلادي لوكا ذلك ايضا , وقد لكزت زوجها في ظهره لاسكاته كي لا يسبب احراجا لمضيفتهما التي تعرضت للاحراج سابقا عندما تركها خطيبها .
هذه المعرفة وضعت اوليفيا في مشكلة كبيرة . ماذا ستفعل ؟ انها معضلة اخلاقية . هل تحاول استخراج معلومات من كارلو دون اثارة ريبته ؟ ماذا ستقول ؟ هل تسأله مباشرة اذا كان قد اقام علاقة غرامية مع ميغان دافي ؟
تخيلت اوليفيا ان رده سيكون " وما علاقتك انت يا اوليفيا ؟ "
كانت على وشك الزواج من جايسون عندما جات ميغان دافي اليه واخبرته انها تحمل طفلة . لم تكن تحمل طفلة بل طفل رجل اخر ليس من السهل عليها الزواج به .
كان مصير كارلو قد تحدد من قبل عليه ان يصبح طبيبا ! عمل اهله بجهد كبير ليتمكن من تحقيق ذلك , ولم يكن ذلك مسموحا لأحد او لأي شيء ان يحول دون ذلك ؟
فكرت اوليفاي ان معاناتها وحياتها المهدمة لا تعطيها حقا في ابداء شكوكها , فهي بذلك تخاطر بجلب المشاكل للآخرين . فكرت بحقوق كارلو وبدأت تتساءل : اليس من حق كارلو ان يعرف بوجود طفلته ؟ الا يحق لاهله ان يتعرفوا على حفيدتهم التي لايعلمون بأمرها ؟ واذا نظرنا الى الامر بمنظار اقرب الا يجب ان يعرف جايسون ان تالي ليست ابنته ؟ وماذا عن تالي ؟ وريناتا ؟
نعم تسري في عروق تالي دماء ايطالية لكنها دماء دي لوكا . لكن لو كانت على حق في ظنونها واصبح الامر معروفا فسوف تنقلب الدنيا رأسها على عقب . فكرت اوليفيا بانزعاج ان ميغان هي الوحيده التي تعرف الحقيقة. ميغان الخبيثة التي لم تعرف هي وجايسون حقيقتها ....
لكن , هل تقع مسؤولية كشف الخداع عليها ؟ ان سعاده وهناء طفلة صغيرة على المحك . كيف لها ان تدمر العلاقة الرائعه بين جايسون وتالي وماذا سيفعل كارلو دي لوكا اذا علم ان تالي طفلته ؟
وبينما كانت تتأرجح الى الامام والخلف بانزعاج , قررت اوليفيا ان افضل ما تفعله هو الاحتفاظ بأفكارها لنفسها . هناك دائما امكانية ان يلاحظ جايسون الامر ذاته عندما يتحدث مع كارلو ,
فيدرك ان تالي ليست ابنته وان ميغان كذبت عليه .
بدا الامر وكأنها تنتظره ... ارتقى جايسون درجات الشرفة الامامية وتوقف في اعلاها مادا ذراعه ليستند على عمود تلتف حوله نبته كرمة .
- اعتقدت انك تتمنين الدخول الى البيت بعد هذه الليلة الطويلة .
- لا اشعر بالنعاس .
نظرت اوليفيا اليه ورأته يقف بهدوء ولا مبالاة , فيما تلألأت انوار الشرفة لتضيء عينيه الزرقاوين وتعكس لهيب شعره الكستنائي . بدا عليه الارتياح استنتجت اوليفيا انه لم ير شيئا مقلقا في مظهر كارلو .
ابتسم لها جايسون بسخرية وقال :
- هل تمانعين اذا انضممت اليك ؟
انها تتوق لانضمامه اليها لكنها لن تدعه يعرف ذلك .
- حسنا لكن لفترة قصيرة .
تنحت جانبا على المقعد فاسحه المجال له ليجلس . ان هذا المكان مفضل لديها . تذكرت كيف كانت تتأرجح معه في الماضي بهدوء الى الامام والى الخلف في الظلال العطرية حيث تفوح رائحة الغاردينيا حولها .
اسند ظهره الى الخلف واستراح في جلسته بينما لامست يده قماش فستانها الحريري . قال لها :
- انا احب هذا الفستان , انه يذكرني بحقل مليء بالازهار الحمراء . اللون الاحمر يبدو جميلا عليك .
- شكرا لك . وانت وسيم ايضا لقد اكتشفت ذلك منذ زمن بعيد .
- لا تسكبي وعاء الثلج على رأسي ز
ادارت اوليفيا رأسها لتنظر اليه ثم سألته :
- ما رأيك بكارلو وخطيبته ؟
- انها لطيفة وهي تناسب كارلو الذي نضج كثيرا , كان شقيا في ايام صباه.
دهشت اوليفيا وقالت :
- لا اذكر ذلك .
- ليف انت لم تكوني واحده من الذين يهتمون بهذه المسائل . كارلو حطم قلوبا كثيرة في الماضي .
اجابته بسخرية :
- ظننت انك انت من فعل ذلك .
هز رأسه واجاب :
- لا احب ان اوصف هكذا . لم اركض وراء كل فتاة في البلدة , لأنك كنت لي . كنت لي دائما , فلم ار احدا غيرك . ما اقوله هو ان كارلو مثل كثير من الشبان مر بمشاكل غرامية لكنني اظن انه استقر الآن . يبدو سعيدا مع خطيبته وقد اخبرني انك دعوتهما لزيارتك قبل سفرهما .
هزت رأسها وقالت :
- انها حفلة عشاء صغيرة سأطلب من روبن ان تهتم بالطعام . اعتقد انها ستسر بالنقود اذ تبدو حياتها صعبة .
هز جايسون كتفيه وقال :
- كما قلت لك سابقا , انها شجاعة هل انا مدعو ؟
- دعوتك ستكون غلطة كبرى .
- كيف ؟ يمكنني اقامة حوار لا تثق في حفلة العشاء . هل السبب هو انني موظف .
- آه لا تكن سخيفا !
شعرت بالانزعاج حقا . اكملت كلامها قائلة :
- السبب هو ان وجودك على طاولة العشاء سيحرك ذكريات كثيرة . ثم انني لا اشعر بالراحة عندما تكون قربي .
ابتعد عنها بمبالغة ثم قال :
- هل هذا افضل ؟
استند الى الخلف ومد رجليه الطويلتين فبدا وسيما ومليئا بالحيوية .
- لم اظن انك جبانه يا ليف .
- الا بؤمن بأن الحكم يجب ان يكون مناسبا للجريمة ؟ توقعت منك الحب والوفاء يا جايسون وقد حصلت عليهما مني . انا مازلت اهتم بك .
- لكننا لا نستطيع تجاهل علاقة حبنا العميق . لم اخطط لإغواء ميغان فهذا ليس اسلوبي . كل ما اذكره هو ألم حاد في رأسي استمر لأيام عديدة .
منتديات ليلاس
- لقد تقاسمتما فراشا واحدا بعد زواجكما .
قالت اوليفيا ذلك وهي تشعر بالألم من هذه الفكرة . لكنهما كانا متزوجين , اللعنة على ذلك ! تنهد جايسون بعمق ثم قال :
- لقد حاولت يا اوليفيا , كان علي ان احاول لكن المحاولة لم تنجح . ان العيش مع شخص لا تحبينه يعتبر مصدر للتعاسة . شعرت بالاسف تجاه ميغان , وما زلت فهي ذات روح معذبة .واسوأ الاوقات جاء بعد ولادة تالي. لم تشأ ببساطه ان تحمل مسؤولية طفلة اذ لم ترد شيئا يفيدها . حتى انها انزعجت من حبي للطفلة . لذلك بدل ان تركزي على اخطائي يا ليف حاولي ان تري خطأك . امرأة غيرك ستسامحني بالتأكيد .
- حتى في ظروف سيئة مثل ظروفنا ؟
ورفعت اليه يديها اللتين لا تحملان الخواتم .
- هذا عائد اليك , ليف .
استجمع جايسون نفسه ووقف بطوله الفارع ينظر اليها ثم تابع كلامه قائلا :
- سأتمنى لك ليلة سعيدة .
قال جملته بطريقة مثيرة دفعتها الى التخلي عن حذرها . اوقفها على قدميها بحركة واحده ناعمة وابقى جسدها قريبا منه .
ازاح شلال شعرها اللامع جانبا ممررا يده برفق فوق ظهرها وتمتم قائلا :
- لا استطيع ان امضي يوما اخر بدونك ليف . دعيني احبك كما اريد . لا تشعري بالحزن والمرارة , لقد عوقبت بما يكفي .
شعرت اوليفيا انها على شفير البكاء بسبب اضطراب مشاعرها .
- ماذا تريد يا جايسون ؟
بلعت ريقها ثم تابعت كلامها بقلق وعدم ثقة :
- هل تريدنا ان نبدأ علاقتنا من جديد ؟
- نعم .
جاء رده عاجلا ومن صميم قلبه . ثم تابع :
- ألم نعاني بما فيه الكفاية ؟ اريدك ان تعودي اليّ ياليف .
بدأ قلب ليف يدوي ليس من الاثارة فقط بل من الحيرة والاضطراب ايضا . ماذا يجدر بها ان تفعل ؟ ان توقها له في تزايد مستمر ...شعرت بالألم فجأة سوف تدمر آخر دفاع لها باستسلامها الى جايسون
وسيكون ذلك خطأ فادحا بعد ان عملت جهدها لتبتعد عنه . لقد عادت الآن الى محيطه المغناطيسي , وها هو جسدها يخونها مع كل لمسة منه .
تقوس جسدها وارتجف في محاولة منها للأنسحاب لقد انتهى زمن الاحلام وايام الصفاء والبراءة . لن تعود ثانية لأن ميغان دافي غيرت كل شيء بدخولها بينهما وجلب طفل الى الوجود .
خوفها من التعقيدات التي ستحصل جراء ذلك بالاضافة الى سلطة جايسون عليها دفعاها الى القول :
- هكذا ستحصل عليّ وعلى هافيلا كتحلية اتفاقية الزواج .
ثم ابتسمت له بغرابة واضافت :
- قد يسمي بعضهم ذلك بالترتيب المناسب .
الاحتقار البارد في صوته آلمها حين قال :
- هل هذا ما تظنين ؟
- لقد كبرت وصرت اكثر حكمة الآن يا جايسون .
- انا اعرف ما انت عليه .
صوته القاسي صغى على قسماته الوسيمة . تابع قائلا:
- ليس للحكمة دور في ذلك . انت امراة حقودة ومتعالية , وانت تستمتعين بلعب دور الحكم على الاخلاق يا اوليفيا . لا اعتقد انك قادره على اقامة علاقة مع أي شخص بمن فيهم انا .
شعرت بحرارة الاهانة تصل حتى جذور شعرها , فاندفعت تجيبه غاضبة :
- انت على حق تماما . لقد عشت من اجلك في الماضي يا جايسون وسوف استغرق وقتا اطول مما اعتقدت كي استطيع العيش بدونك .
- وهل تتوقعين مني اخذ كلامك على محمل الجد ؟
بدا صوته قاسيا وهو غاضب , غاضب جدا ... ثم عانقها
- يالك من منافقه تقولي كلاما لا تعنيه . بامكاني جعلك تتوسلين اليّ في دقيقة واحده . لكن اتعلمين ؟ انت لا تستحقين المحاولة . انت مغلفة باحداث الماضي . سأتركك وحدك .
راقبته اوليفيا بوهن وهو يبتعد عنها غاضبا ثم يصعد الى سيارته ويغلق الباب بعنف . شعرت بنفسها وكانها علقت في تيار مائي هادر , ويداها تضربان دون جدوى ورأسها بالكاد يرتفع فوق سطح الماء .
انها تفعل كل شيء ضمن مقدرتها لتدفع جايسون بعيدا عنها لكنها لا تستطيع تفسير تصرفاتها المتناقضة فذلك السر العميق الذي اكتشفته الليلة افقدها توازنها تماما .
كيف يمكنها ان تبدأ علاقتها مع جايسون في حين ان هناك اسئلة عديدة دون اجابة تحوم حوله ؟
بدأت تسير نحو البيت بخطى بطيئة على الرغم مما يقوله جايسون فكرت ان هناك امكانية كبيرة لعودة ميغان ثانية . بل انها تكاد ترى جسدها الصغير يتحرك بين الظلال .
ربما كرهتها ميغان دافي طوال حياتها وحسدتها فقد كان جايسون لها و والعم هاري الثرى اهتم بها , وعاشت في بيت جميل محبوبة ومحترمة من الجميع وهذه كلها اشياء تثير غيرة وحقد ميغان .
ستكون اوليفيا غبية اذا استبعدت قدرة ميغان على اثارة المشاكل اذا عرفت انها وجايسون قد عادا الى بعضهما . بدا واضحا ان آخر شيء ارادته ميغان هو رؤية جايسون واوليفيا سعيدين , اذ انها لاترحم احدا اذا تعلق الامر بشؤونها ومصالحها .
لقد ارادت جايسون بشدة لكنها قررت ابعاده عنها وهذا يجرح قلبها . لمعت الدموع في عينيها ... مازالت تشعر بلمساته وبرائحته . كل ما حلوها يثير حيرتها وألمها .
- احبك يا جايسون !
قالت ذلك بصوت عال. انها تشتاق اليه منذ سنوات لكنها ابعدته عنها . يالغرابة الحب ...!
اطلقت اوليفيا العنان لدموعها علها تجد فيها العزاء ....

ذكرى المرجوحه 05-07-09 02:33 PM

8- دعـــوة إلى العشــــاء :
http://www.vip70.com/smiles/data/f2.gif
بدا مطعم روبن جميلاً كأنه بيت للعبة عند زاوية الشارع العام للبلدة .
أعجبت أوليفيا بالواجهة الأمامية البارزة التي تعرض مجموعة كاملة من
المأكولات الشهية وبالباب الزجاجي ذي المقبض النحاسي الأصفر .
عند أسفل الواجهة الزجاجية زرعت عدة نباتات خضراء لامعة عليها زهور
حمراء كثيفة ، ما أضفى على المكان لمسة رائعة .
منتديات ليلاس
دفعت الباب ودخلت ، فأنعشها هواء المكيف البارد بعد الحرارة
الشديده والرطوبة العاليه في الخارج ، رأت روبن تتحدث إلى أحد الزبائن .
وقد ارتدت زيها الأبيض المريح مع مريله زرقاء وبيضاء حول خصرها . نظرت
روبن إلى أوليفيا وابتسمت لها مرحبة وكذلك فعلت مساعدتها ،
وهما المرأتان اللتان جاءتا معها إلى حفلة الميلاد.
سألتها روبن : ( ما رأيك بفنجان قهوة بينما أنت تنتظرين ؟ لن أتأخر ).
- رائع .
جلست أوليفيا على كرسي عال أمام طاولة وضعت عليها مجموعة من مجلات الطعام.
بعد لحظات ، أحضرت لها إحدى مساعدات روبن فنجان كابوتشينو
تعلوه طبقة كثيفة من الكريما ، وقدمت لها معه فطيرة صغيرة بالبندق ،
فشكرتها أوليفيا وتبادلتها بضع كلمات حول الطقس وإمكانية هبوب عاصفة بعد الظهر .
ثم عادت المرأة إلى عملها تاركة أوليفيا تستمتع بقهوتها .
بعد مضي عشر دقائق انضمت إليها روبن .
- أنا سعيدة جداً لرؤيتك ، أوليفيا . أهلاً بك في مطعمي الصغير.
- لقد جعلت منه مكاناً مميزاً .
هزّت روبن رأسها موافقه ووجهها يشع بالرضى : ( لم أتوقع أن تزدهر
أعمالي بهده السرعة . كما قلت لك سابقاً ، عندما جئت إلى هنا في البداية
سارت أعمالي بشكل بطيء جداً إذ إن الناس يساندون معارفهم مثل ماركو
وغيره ، هذا لا يعني أنهم سيئون ، لكني شعرت أن المنافسة صعبة ).
- لحسن الحظ أن جايسون ساعدك لتصبحي معروفه .
- نعم ، جايسون !
داهمت موجه من الأحمرار وجه روبن التي أضافت قائلة : ( إنه رجل جذاب
بشكل غريب ، والناس يستمعون إلى ما يقوله . إنه لطيف ).
- باستطاعته أن يكون لطيفاً.
نظرت روبن إلى أوليفيا وقالت بتردد : ( آمل ألا تمانعي ، أوليفيا ، لكن السكان المحليين أخبروني ..)
- ..أنني كنت على وشك الزواج من جايسون؟
رددت أوليفيا مدركة أن روبن لم تعرف كيف تتطرق إلى الموضوع.
ثم أضافت : ( لكن الأمر لم ينجح لأن جايسون - رغم ذكائه - وقع ضحية
خداع امرأة تدعى ميغان ..أنا متأكدة أنك سمعت بقية القصة ).
هزّت روبن رأسها موافقه وهي تشعر بالإرتباك . ثم قالت بتأثر : ( لكنه مازال يحبك).
سألتها أوليفيا بهدوء : ( ما الذي يجعلك تعتقدين أنه ما زال يحبني ؟)
ردت روبن بحزن : ( علمت ذلك لحظة رأيتكما معاً ، وأدركت أيضاً أنني
أقترف خطأ كبيراً في محاولى لفت نظرة إليّ).
- آخ ، روبن !
أرادت أوليفيا أن تفرج همّ روبن بإعطائها شيئاً إيجابياً تتعلق به .
لكنها لم تستطع .
ابتسمت روبن وربتت على يد أوليفيا قائلة : ( لا بأس ، سأرضى بالصداقة .
جايسون رجل طيب وهو الد رائع لتالي ).
طأطأت أوليفيا رأسها موافقه ثم قالت لروين : ( أرجوك ، أوقفيني إذا كنت لا تريدين
التحدث عن الموضوع . زواجك ..هل كان تعيساً ؟)
ركزت روبن عينيها العسليتين على نقطة خلف كتف أوليفيا وقالت :
( بل كان أسوأ من ذلك يا أوليفيا . كان زواجاً عنيفاً ، عنايت فيه من دوائر سوداء
حول عيني وعظام مكسورة . تحملته إلى أقصى الحدود إلى أن هددني بسكين
وجرح وجهي ).
لمست روبن خدها بحذر وكأنه ما زال ينزف ثم تابعت : ( بعد ذلك
وجدت الشجاعة لأتصل بالشرطة . لم أخبر أحداً عن لايل ولا حتى أهلي أو أخي
أو الأصدقاء القليلين الذين تركتهم .
شعرت بالعار فتابعت التظاهر بأن زواجي سعيد . صدق الكثيرون هذا الأمر .
لاسيما أن لايل كان يتصرف بشكل جيد حين نخرج معاً .
ويعود إلى طبيعته السيئة ما إن تدخل إلى البيت ).
- كم هذا رهيب ! أنا آسفة جداً جداً . لم تكن الحياة سهلة بالنسبة إليك .
لكني أحب أن أشارك في تحسين ظروفك.. في الحقيقة ،
جئت إليك اليوم لأطلب منك تولي تقديم الطعام في حفلة عشاء سأقيمها ليلة السبت القادم .
جاء صديق قديم لي إلى البلدة مع خطيبته . إنه كاروا دي لوكا ،
أبن مدير المصنع ، أريد منك . إذا استطعت ، أن تجلسي معنا إلى طاولة العشاء كضيفة ، وبذلك
تسدين إليّ خدمة فيما يخص العدد .
بدت روبن غير واثقة من ذلك ، لكنها شعرت بالإطراء والسعادة في الوقت ذاته .
ابتسمت بفرح وقالت : ( أعتقد أنك تبدين اللطف تجاهي ).
فكرت أوليفيا بشخص معين ستنسجم معه روبن تماماً ، وقالت :
( أريدك أن تنظمي الأمور بحيث تشرفين على كل شيء مسبقاً وتتركين
مساعدتيك تقومان بالعمل وتقدمان الطعام وقت العشاء .
لن تكون غرايس موجودة لأنها تحب تمضية الميلاد ورأس السنة
مع أختها الأرملة في بريسبن . ما رأيك ؟ هل أعجبك الأمر ؟
ارتدي ملابس جميلة ، فهذه فرصتك لتتأنقي ).
لم تستطع روبن السيطرة على فرحتها ، فردت : ( لا أعرف ماذا أقول ).
ضحكت أوليفيا وقالت : ( هذا سهل . قولي : نعم .)
منتديات ليلاس
آه ! إني أكاد أموت .
فكرت ميغان بذلك وهي ترتمي على السرير في المقطورة .
كل شيء حولها بدأ قاسياً ، بدءاً من العمل في السوبر ماركت إلى العيش
في مقطورة قذرة متهالكه ، أما كانت حالها أفضل لو أنها بقيت مع جايسون والطفلة ؟
لن يحبها جايسون ويشتاق إليها كما يحب الأميرة اللعينة أوليفيا ويشتاق إليها ،
لكنه حاول جاهداً أن يكون صديقاً لها .
اهتم بها إلاّ إنه لم يستطع أن يحبها كما أحب أوليفيا الكاملة أو ناتالي الصغيرة المزعجه التي
تدفعها إلى الغضب . من المحزن إلا تكون ناتالي أبنة جايسون .
لم تستطع ميغان أن تنسى طوال السنوات الأخيرة أن جايسون ، وقبل
أمسية من زواجة بأميرته الغالية ، قد صدّق القصة الملفقة التي أخبرته بها
عن كونه والد الطفل في أحشائها ، وهي أحياناً تشعر بالأسف حقاً
لأنها فعلت ذلك بجايسون بينما تضحك أحياناً أخرى لدرجة تؤلمها .
ميغان متأكدة أنها لو ذهبت إلى كارلو لطلب منها أن تغرب عن وجهه أو تجهض أو شيئاً
من ذلك .
كان كارلو دي لوكا مصمماً على أن يصبح طبيباً ، وهذه المهنة
تعتبر نقلة نوعية لمركزه الإجتماعي والمادي .
وهكذا . فإن كارلو دي لوكا لن يتزوج ميغان دافي الصغيرة المثيرة للشفقة حتى لو كانا
قد أمضيا ليلة صاخبة معاً جعلتها حاملاً .
لقد رأت ما جرى في حفلة شون ، وكيف دسّ غوردون كاسيدي المخدر في شراب جايسون .
رأى أصدقاء شون المخمورين أن الأمر مزحه كبيرة .
فهم يكرهون جايسون الذي يمثل كل شيء لا يستطيعون بلوغه .
بالإضافة إلى ذلك ، فهو سيتزوج الأميرة اللعينة لينفيلد ، وينتقل من الفقر
إلى الغنى .
عدما استفاق جايسون في الصباح التالي كانت ترقد بجانبه .
شعرت بالسرور لنومها بجانب ذلك الرجل ذي العضلات القوية .
لكنها لم تتردد أو تتلعثم عندما جعلته يصدق أنه أقام علاقة جسدية معها في الليل .
كان جايسون يعاني من آثار المخدر ، فاستنتج أنه لا بد قد فعل ذلك .
لم يخطر في باله مطلقاً أنها ممثلة جيدة لا سيّما أنها متأكدة من حملها ، وقد أقنعت نفسها أن لا خيار أخر أمامها .
منذ أسبوع ، وبمحض الصدفة ، التقطت صحفة قديمة عليها صورة صغيرة لوجه تعرفه على الصفحة الأولى ،
كتب تحتها : ( هاري لينفيلد في ذمة الله ) .
وفي النهاية وجدت النعي وصوراً أخرى . يعتبر هاري لينفيلد
رجلاً مهماً في شمال كوينز لاند وفي الجوار أيضاً .
احتفظت بتلك الصفحة بعد أن قرأت الموضع بنهم . والآن ، أخرجت ميغان
الصحيفة مجدداً من أسفل الفراش الرقيق .
كم تكره حياتها هذه ! جرت الامور على ما يرام لفترة في البداية ،
لكنها مؤخراً باتت تتجادل طوال الوقت مع بروسي ، الرجل الذي رحلت معه
والذي يختلف عن جايسون القوي الوسيم .
اللعنه ! ليت الأميرة أوليفيا لم ترث أموال عمها ومزرعة هافيلا
الأسطورية لقصب السكر أيضاً ! في الصحيفة صوره لها وهي تقف أمام ذلك البيت
الرائع ذي الأعمدة . بدت جميلة جداً بشعرها الأسود الطويل
وعينيها الماسيتين . لم يدر في خلد أوليفيا مطلقاً أن ميغان تكرهها وأن
سلبها جايسون منها قد أسعدها . إن سرقة العريس أمر جيد لتلقين أوليفيا درساً .
لماذا يجب أن تكون غنية وجميلة وسعيدة ، فيما ميغان دافي لا تملك
شيئاً من ذلك ، ولديها احتياجات كثيرة لم تستطع تلبيتها ؟ أوليفيا لينفيلد محظوظة لكونها
ولدت ثرية في أسرة عريقة ، إذاً ، لماذا تسمح لها بالزواج من أميرها ؟
لا ، لم تشعر بالسوء لخيانتها صديقتها اللطيفة المحبة التي تواضعت وطلبت منها أن تكون
إشبينتها . لكن جايسون لم يحبها أبداً ، وبدلاً من ذلك أحب تالي التي تنظر إليها بعيني كارلو دي لوكا .
سيفعل جايسون أي شيءللإحتفاظ بتلك الطفلة . وربما حان الوقت لزيارته هو وحبه الحقيقي أوليفيا ..
علمت ميغان منذ مدة أن جايسون عاد إلى بلدته ليبقى مع أمه المحتضرة .
وعلمت أن هاري لينفيلد أعطى جايسون وظيفة الإشراف على هافيلا .
لطالما أحب هاري لينفيلد ذلك الرجل ، وقد ذكر في الصحيفة أنه ترك له شيئاً في وصيته .
في النهاية ، قدّم موت هاري لينفيلد لها فرصة ذهبية عليها اغتنامها .
وإذا أراد جايسون أن يحافظ على حقه في حضانة تالي عليه أن يدفع الكثير من المال !
مسكين جايسون ! لكن ، لا بأس ، الأميرة أوليفيا عادت لتساعده .
http://www.vip70.com/smiles/data/f7.gif
عندما فتح جايسون الباب فوجئ برؤية أوليفيا ممسكة بيد تالي ،
وواقفه على الشرفة .
- أبي !
ارتمت تالي عليه وقد بدت غاية في السعادة ، فالتقطها جايسون
ورفعها كأنها ما زالت طفلة صغيرة . كم هو قوي !
- عزيزتي ، كنت ذاهباً لإحضارك ، لكنني أخذت حماماً سريعاً أولاً .
اقتربت تالي منه أكثر وقالت : ( رائحتك طيبة ، وشعرك مبلل ).
مدّت يدها لتلمس شعره الأحمر الداكن ثم تابعت : ( أوصلتني أوليفيا إلى البيت .
أمضيت وقتاً ممتعاً إذ سمحت لي ليف بأن أتفرج على عدة صور
عائلية . رأيت صوراً لك ، وعدة صور لكما معاً أنت وليف .
بدوتما رائعين ولطيفين . كان ذلك قبل أن تقررا الزواج ).
أنزل جايسون تالي إلى الأرض وقال : ( هل ستدخلين يا أوليفيا ؟)
- سأدخل لفترة قصيرة لأني أريد التحدث إليك في أمر ما .
استمرت القطيعة بينهما لعدة أيام وقد أزعجها ذلك أكثر مما توقعت .
- أحقاً ؟
ركضت تالي إلى الداخل في حين تراجع جايسون كي تمر أوليفيا .
قالت تالي بحبور وهي تعدو باتجاه التلفزيون : ( جئت في الوقت المناسب كي أشاهد برنامجي المفضل ).
- شاهديه في غرفتك يا عزيزتي كي نتمكن أنا وأوليفيا من التحدث .
- طبعاً .
منحتها تالي ابتسامة مرحة أظهرت نمو سنها الثاني الذي بدأ يغلق
الفجوة في فمها . ثم قالت لأوليفيا : ( ناديني قبل ذهابك يا ليف ،
كي آتي وألوح لك مودعه ).
- سأتذكر هذا .
- عن أي موضوع تريدين التحدث إلي ؟
سألها جايسون ذلك ثم مرر يده في شعره الرطب الذي بعثرته يد تالي .
- أريد أن أعرف إذا ما قررت الذهاب إلى حفلة العشاء مساء السبت .
تركت أوليفيا شعرها مسترسلاً وها هو يتموج كالشلال حول كتفيها ،
كما ارتدت ثوباً أبيض مطبعاً بالإزهار وهو فستان لم يره من قبل .
كان الجزء الخلفي من قبته مربوطاً خلف عنقها . بدت جميلة وهادئة
كالزنبقة في حين بدأت موجات الحر تجتاح جايسون من كل جانب !
- يبدو أنك تريدينني كي أكمل العدد .
هزّت رأسها وقالت : ( يمكنني دعوة من أريد وبهذا يكتمل العدد ).
استدار مبتعداً عنها قليلاً وقال : ( شكراً لاهتمامك بتالي . أرجو أن يكون تصرفها جيداً).
- تصرفها أفضل من تصرفك . أنت ابتعدت كثيراً لتتجنبني في حين من المفترض أنني ربة عملك .
ردّ بصوت يخلو من العاطفة : ( أنت لست ربة عملي ).
- بل أنا كذلك . صدقني !
تحولت عيناها إلى عاصفتين ، فضحك فجأة وقال : ( أعلم ذلك .
لكني بدأت أراجع قراري بالبقاء هنا ).
لم تستطع أوليفيا أن تتمالك نفسها ، فقالت : ( عليك أن تبقى ، لانها وصية هاري ، ثم إني أحتاجك ).
- آه ، عفواً ، لم ألاحظ ذلك .
ردّ عليها بسخرية ثم أضاف : ( هل هناك لباس معين لهذه الأمسية الجميلة ،
أم أن الجينز خيار وارد ؟ )
حدّقت أوليفيا به والتعب يطل من عينيها ، ثم قالت : ( أوه ، جايسون . ألا يمكن أن نبدأ ثانية ؟)
- ظننت أنك أوضحت الأمر جيداً حين قلت أنه آخر شيء تريدينه .
- حسناً ! أنا أحاول . لقد دعوت بن رايلي .
ظهرت السخرية واضحة في صوته حين قال : ( أهذا كل شيء ؟)
- أعتقد أن بن وروبن سيتفقان جيداً .
- رائع! إنها مصادفة جيدة أن أتفق معك في هذا الامر ، هل تعتقدين أنك ستجدين
يوماً رجلاُ تريدينه يا أوليفيا ؟ لن يكون الأمر سهلاً لأنك تضعين مقاييس عاليه .
ردّت أوليفيا عليه بع1وبة مُرة : ( لقد أردتك أنت يا جايسون ).
برقت عيناه الزرقاوان فبدتا كجوهرتين متناقضتين مع بشرته النحاسية ،
وأجابها : ( أشعر بالإطراء قليلاً لأنك ما زلت تريدينني ) .
نظرت أوليفيا إليه بغضب وقالت : ( هلاّ أخبرتني إذا قررت الذهاب أم لا ؟)
بدلاً من أن يجيبها ، سألها فجأة : ( مهلاً ، أوليفيا . من دعوت لترافقني ؟)
- اللعنة يا فتاة ! عندما تقررين شيئاً تحصلين عليه .
استدار مبتعداً عنها بكبرياء ، فقالت أوليفيا : ( إنها ليلة واحدة فقط ) .
ابتسم بكسل قال : ( لا بأس بذلك . يمكننا أن نكون مهذبين لبضع ساعات .
والآن ، هل ستخبرين تالي أنك ذاهبة أم ستهربين ؟)
تجاهلت أوليفيا سؤالة وقالت : ( بالنسبة إلى مساء السبت . يمكن لتالي أن تمضي
الليلة عندي . يمكنها أن تنام في الطابق العلوي ) .
- حسناً !
ثم أدار رأسه ونادى بصوت عال : ( تالي ، أوليفيا سوف تغادر . تالي ) .

moura_baby 05-07-09 05:59 PM

ربنا يوفقك في تكملتها

ذكرى المرجوحه 05-07-09 08:53 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة moura_baby (المشاركة 2001308)
ربنا يوفقك في تكملتها


http://sms555.jeeran.com/z12.gif:f63::friends:

ذكرى المرجوحه 06-07-09 08:54 AM

9-حلم،صحوة وعناق
http://www.alhwadi.com/up_ar/ar/344.gif
- أحب هذا المكان إنه ساحر!
نظرت ليان خطيبة كارلو حولها بإعجاب واضح، وقد شعرت أن هافيلا هي أجمل مكان رأته في حياتها.فغرفة ت العشاء ذات سقف مرتفع مطلي باللون الزرق المائل إلى الخضرة، و هي ذات حافة بيضاء من الجص مزخرفة، عليها لمسات متفرقة من الطلاء الذهبي اللون.
تدلت من السقف ثريا كبيرة ذات طراز قديم، مصنوعة من الزجاج مع سلاسل لامعة و قطع من الكريستال على شكل قطرات الماء،أما في وسط الطاولة فقد وضع إناء جميل لونه أبيض و ازرق مزين بصور ملائكة صغيرة،يرتفع على قاعدة زينت بالورود البيضاء.
منتديات ليلاس
أشبعت ليان ناظريها من الجمال الموجود حولها،و شعرت بالسعادة لحصولها على فرصة لزيارة المكان.أرادت أن تحتفظ بهذا المنظر حيا في ذاكرتها؛فبعد أن أمضت معظم حياتها في الدراسة، ستتزوج قريبا من كارلو و تصبح ربة منزل تقيم حفلات عشاء راقية و ممتعة لضيوفها، لكنها تستبعد أن تكون مآدبها أخاذة و رائعة كهذه.
جلست اوليفيا، و هي المضيفة، على رأس المائدة الطويلة.أرادت أن تضع جايسون على رأس المائدة الآخر لكنها علمت أنها لن تستطيع تحمل المر.و بدلا من ذلك، اختارت بن رايلي.بن رجل محبوب من الجميع و هو طويل و قوي البنية في أوائل الأربعينات من عمره،قسماته جذابة،شعره بني كثيف،و عيناه سوداوان ذكيتان.ورث بن عن والده المتوفي كيت رايلي، وهو صدق مقرب لهاري، مزرعته الكبيرة و أملاكه الكثيرة، لكن مأساة حطمت حياته.فبعد أن أجرت زوجة بن الشابة، فكتوريا فحصا طبيا روتينيا، تبين أنها تعاني من سرطان نادر أودى بحياتها في وقت قصير جدا.
كان ذلك منذ اثني عشر سنة،و لم يتزوج بعد ذلك.أملت أوليفيا من صميم قلبها أن ينجذب بن و روبن إلى بعضهما البعض.
بدت روبن في أبهى صورته الليلة و هي ترتدي ثوبا كلاسيكيا أسود يظهر جسدها الجميل و بشرتها الناعمة التي لوحتها الشمس، أما شعرها الشقر فقد رفعته في تسريحة متموجة معقدة.
لم ترد أوليفيا أن يشعر بن و روبن أنها تدفعهما باتجاه بعضهما البعض، فلم تجلس روبن بجانبه بل وضعتها في مكان قريب منه.
كان جميع الحاضرين، باستثناء ليان وروبن على معرفة سابقة يبعضهم البعض، و من العمر ذاته، و معظمهم ذهبوا إلى المدرسة الابتدائية ذاتها. ومن الحضور أيضا شابتان هما لوسي و تمارا اللتان تزوجتا من حببيهما، و قد كان متوقعا أن تكون إشبينتين لأوليفيا في زواجها الذي لم يتم.لم تظهر إحداهما أدنى بادرة من العداء لجايسون الذي حطم قلب صديقتهما أوليفيا،بدا أن الجميع غفر لجايسون فعلته، بل إن صديقة أوليفيا العز باء،كانديس بدأت تغازله بوضوح محاولة أن تجذب انتباهه إليها.
بصورة لا شعورية، و دون محاولة منه، أصبح جايسون الضيف الأكثر أهمية ،الذي تحوم حوله الضحكات و الأحاديث. و فكرت اوليفيا أنه ورث عن جدته أسلوبها في رواية القصص بشكل جميل.سمحت لعينيها أن تستريحا عليه و هي تدرك أن لا شيء يمكن أن يحطم الرابط بينهما رغم سنوات فراقهما الطويلة.لقد أحبته و سوف تحبه دائما، لكنها لا تستطيع تخليص نفسها من الحزن عندما تفكر في ما حصل بينهما.يا للسنوات الضائعة!
بدا جايسون رائعا ، وسيما و ديناميكيا،و بان التناقض واضحا بين عينيه الزرقاوين العميقتين و شعره الذي يبدو كالشعلة الداكنة.بدت ثيابه أنيقة أيضا وهذا يعود إلى طبيعته الإيطالية.فقد ارتدى سترة من الحرير بلون القشدة محاكاة ببراعة كما ارتدى قميصا زرقاء قبتها مفتوحة و بنطلونا بلون القشدة أيضا.وجدت أوليفيا صعوبة في إزاحة نظرها عنه،لكن على الأقل لديها عذر في النظر إليه إن كان ضمن مجال نظرها.
شعرت بالارتياح لرؤية بن يعود إلى الحياة الاجتماعية و يستمتع بوقته فكان يستدير غالبا في اتجاه روبن ليقيم ردات فعلها و كيفية استجابتها لقصة أحبها إذ إن المشاركة في حس الدعابة أمر مهم.
ازداد الضحك حول مائدة العشاء و حققت الأمسية نجاحا باهرا.
بدا الحب واضحا بين كارلو و ليان، وقد سرت أوليفيا عندما رأت كارلو الشاب المتهور الذي تذكره، وقد أصبح ناضجا بشكل كبير.كيف ستصبح الأمور إذا علم كارلو أن تالي ابنته؟ ابتلعت أوليفيا غصة خنقتها و أدركت أنه يجب
عليها أنه يجب عليها إبقاء أفكارها لنفسها و عدم إظهارها في تعابير وجهها.كيف ستكون ردة فعل ليان المغرمة اتجاه حقيقة كهذه؟هل ستتقبلها؟ هل ستشعر بالمرارة لأن طفل كارلو الأول لن يكون منها بل طفل امرأة أخرى؟ إن أوليفيا تدرك هذا الشعور جيدا إذ كان عليها مواجهته أيضا.
ترك الجميع طاولة العشاء و توجهوا نحو الشرفة المسقوفة المطلة على الحديقة الخلفية.أدارت اوليفيا الموسيقى الهادئة الرومنسية تصدح بعذوبة في أرجاء المنزل، ثم صعدت إلى الطابق العلوي لتتفقد تالي التي تنام نوما عميقا.بدت جميلة بخديها المستديرين الذين لونهما النوم باللون الزهري و رموشها الطويلة التي رسمت هلالين أسودين في وجهها.
لوهلة، تماوجت الذكرى في ذهن أوليفيا فتماوجت الدموع في عينها.إن شكوكها التي أصبحت حقيقة تثقل كاهلها.يا للتغير الكبير الذي أحدثته هذه الطفلة البريئة بها و بجايسون الذي يحبها كثيرا!ثم إن تالي تحب جايسون، واوليفيا لن تفعل أو تقول شيئا يهدد هذه العلاقة.لكن،في المقابل، هل تريحها نواياها الحسنة من الشعور بالذنب؟إنها تعرف من الموقف القانوني من المر.فلو أراد كارلو الطفلة و كان قادرا على إعالتها فسوف تأمر المحكمة بأخذ تالي من جايسون، وسوف تنتج كارثة تدمر حياة الكثيرين.
راح عقلها يدور و يدور في دوائر؛كارلو هو والد تالي،سلفادور و بيلا جداها، ويحق لهما أن يعرفا.أخيرا فكرت أوليفيا أنها ليست سليمان الحكيم لتقيم ميزان العدل بنفسها.
أبقت الضوء خافتا في الغرفة، و أغلقت الباب وراءها.لقد أكد لها جايسون أن تالي تنام بسهولة في أي مكان، وعلى أي حال إن غرفة تالي تواجه مدخل البيت و لن يزعجها أحد.
عندما عادت أوليفيا إلى الشرفة المسقوفة التقت نظراتها بنظرات جايسون، فهزت رأسها قليلا مشيرة له أن كل شيء على ما يرام مع تالي.لم يذكر احد منهما أن تالي في المنزل تنام نوما عميقا في غرفة بالطابق العلوي.
إلا أن القدر كان حاضرا، ولا يمكن نكرانه، أتراه كان يجلس طوال الأمسية كضيف غير مرئي، ثم اظهر نفسه قبل نهاية الأمسية بوقت قصير؟
كان الجميع يقفون في قاعة المدخل يودعون بعضهم البعض عندما جاءت تالي راكضة فجأة.نزلت الدرج مسرعة، وهرعت نحو
جايسون الذي حملها بين ذراعيهن و سألها باهتمام"
- ما المر يا حبيبتي؟
خبأت تالي رأسها في كتفه و قالت:
- حلمت حلما مزعجا يا أبي.
- هيا ..هيا...!

هداها جايسون بتمرير يده عبر خصل شعرها اللامع ثم تابعك
- أنت بخير الآن يا طفلتي.أبوك هنا.
ثم أدار رأسه ناحية الآخرين و قال:
-هذه ابنتي الصغيرة ناتالي.نناديها تالي...قولي مرحبا يا تالي.
أصدرت تالي صوتا مضحكا من حنجرتها، ثم رفعت رأسها فلمعت عيناها الزرقاوان، وابتسمت ابتسامة آسرة و قالت :
- مرحبا
- كيف حالك يا تالي؟
أمسكت لوسي يد الطفلة و قبلتها، ثم تابعت قائلة:
- أنا سعيدة برؤيتك.
اقترب الآخرون و بدؤوا يرحبون بالطفلة التي ظهرت بشكل غير متوقع،ما عدا اوليفيا و كارلو الذي بقي بعيدا.
سمعت أوليفيا صوت تنفس كارلو الثقيل، وكأن الهواء كان يسحب اتجاهين:نحو رئتيه و صعودا على دماغه.
لقد عرفها!فكرت أوليفيا بذلك، فتسارعت دقات قلبها، وشعرت أن شعر رقبتها و صدغيها قد وقف.بعد لحظة سوف ينفجر الموقف...
- كارلو؟
التفتت ليان باسمة نحو خطيبها، ومدت يدها قائلة:
-تعال و تعرف على تالي.
بقي كارلو واقفا في مكانه،كأنه ملتصق بالأرض.لكن أوليفيا لاحظت أنه كان يستند بيد واحدة إلى جانب كرسي.
حضرت اوليفيا نفسها، وقوت عزيمتها تحسبا لحدوث ما كانت تخشاه، ألا وهو انفجار عاطفي مع فورة كارلو اللاتينية، ومطالبته بأجوبة.لكن بدلا من ذلك، استجمع كارلو شتات نفسه، وخطا باتجاه المجموعة، وفال:
- حسنا!تالي كنت سأشعر بالسوء لو ذهبت دون لقائك.
ثم رفع يده و مرر أصبعه برقة على خد تالي الأحمر.
بدأت معدة أوليفيا تتلوى لدرجة شعرت معها انها مريضة.إذ رغم نعومة الكلمات التي قالها، بدت أنها تحمل معها فالا سيئا.
أجابته تالي باسمة:
- مرحبا يسد كارلو
- مرحبا ناتالي.
لم يحاول كارلو سحب يده بل استمر يحدق في الطفلة و كأنهما وحدهما ، ثم قال:
-يا لك من طفلة جميلة!
أضاء نور ساطع عقل كارلو المصدوم المشوش، فكل قطع الأحجية أخذت مكانها الآن.هذه الطفلة تبدو مألوفة و هو يعرف وجهها و طبعها و ابتسامتها الجميلة.إنها نسخة طبق الأصل عن أخته جينا حين كانت طفلة.صعقه التشابه الكبير، حتى غنه كاد يقع على الأرض.
بما انه رأى التشابه، لماذا لم يره الآخرون ؟ أم أن الناس رأوا ما أرادوه فقط ؟
بدت ليان طبيعية، وبدا واضحا أنها لم تر شيئا بل كانت تبتسم بنعومة مثل النساء الأخريات.
منتديات ليلاس
أجال نظره بالموجودين ثانية فلاحظ أن لا أحد يبدو متضايقا أو متسائلا إذ تقبل الجميع أن تالي ابنة جايسون و ميغان دافي.إلا أن اوليفيا الجميلة تقف متوترة في الخلف،ووجهها يبدو جامدا كتمثال من الخزف دون تعابير، لكن عيناها تلمع بعاطفة عرف كارلو أنها دليل خوف و ترقب.أوليفيا تنتظر انفجار القنبلة!
أوليفيا تعرف.إنه مقتنع بذلك رغم أنه لا يعلم السبب.لا شك أن أوليفيا اكتشفت السر.توقع كارلو أن تشعر بالغضب بسبب ما حصل لها، لكنه لم ير غضبا بل حزنا عميقا في عينيها و قلقا على جايسون و الطفلة، وربما عليه أيضا...أوليفيا لينفلد،تماما مثل عمها الراحل، تملك قلبا حنونا، لكنه لم يجلب لها الخير.
تغلغل صوت ليان إلى أفكار كارلو المعذبة قبل ثانية من انفجاره الغاضب.ابتسمت ليان له ووضعت يدها على كتفه قائلة:
- يجب ان نذهب يا كارلو، إننا نبقي السيدة الصغيرة بعيدة عن سريرها.
لكن تالي بدت مهتمة بقول شيء آخر لكارلو الذي حاز على انتباهها:
- هل سأراك ثانية يا سيد كارلو؟
سألته و بدت آملة أن يقول نعم.
- لما لا تسألين أباك؟
نظر كارلو بحدة إلى عيني جايسون، لكن الخير لم يلاحظ شيئا غير عادي، بل ضحك قائلا:
- هاي، ما هذا؟ لقد سحرت ابنتي الصغيرة يا كارلو.
- أعتقد ذلك.
فهمت اوليفيا معنى الانجذاب بين تالي و كارلو.إنه الحب من النظرة الأولى...وهذا ما يحدث عندما يرى الرجل طفله المولود للمرة الأولى....
- سارت الأمور على ما يرام.
قال جايسون ذلك و هو يحمل تالي المتثائبة و يصعد بها الدرج إلى غرفتها،ثم تابع:
- فوجئت لأن كارلو عامل تالي بلطف.لقد تفاهما حقا.إن كارلو الذي اذكره لم يكن يحب الأطفال.الآن بت أعتقد انه سيكون والدا جيدا.
تنفست أوليفيا بحذر و قالت:
- نعم.
عندما وضع جايسون طفلته في فراشها كانت تغط في نوم عميق.أحنى رأسه النحاسي ليقبل صدغها ثم قال:
- أخبرتني أنها حلمت بأمها.يؤسفني أن يكون ذلك جزء من حلم مزعج.
ثم غير الموضوع قائلا:
- لقد استمتعت كثيرا هذه الليلة، وشعرت بالسرور لرؤية الجميع ثانية.
نظر جايسون بسرعة إلى أوليفيا و رأى تعابير وجهها القلقة، فسألها:
- ما بك؟
- لا شيء.
وتابعت سيرها في الممر.
- هذا جواب نموذجي، لكن هناك مشكلة ما.أنا أعرفك جيدا.
اعترفت بهدوء:
- أنا أخاف دائما أن يحدث أمر سيئ .
بقي جايسون صامتا للحظة وهو يعي صراعها العاطفي.
- أعتقد أن أسوأ ما سيحدث لنا ، قد حصل فعلا، أليس كذلك ،ليف؟
هوت أوليفيا رأسها قائلة:
- الأمر معقد أكثر من ذلك يا جايسون.أعلم أن ميغان لا تبالي إذ تسببت بالألم لأحد.ماذا سيحدث لو علمت انك عدت إلى هافيلا؟لقد عملت جهدها لتفرقتنا في الماضي.
رفعت اوليفيا رأسها ونظرت إلى جانب وجهه المنحوت،فأجابها جايسون بلطف:
- لايمكننا أن نبكي إلى الأبد ما فقدناه ليف.لا تستطيع ميغان فعل شيء .هي لن تأخذ تالي مني.
سألته بنبرة حزينة:
- أنت تريد تالي أكثر من أي شيء آخر، أليس كذلك؟
- ما هذا السؤال ليف؟ إنها ابنتي.هل تقصدين أنني أحب تالي أكثر مما احبك؟
سألته بحزن:
- وهل تحبني؟
وضع يديه على كتفها موقفا تقدمها و أدارها لتواجهه:
- أنا لا أخاف من قلبي يا أوليفيا.أنا أحبك.أشعر أحيانا أن حبك يفوق قدرتي على السيطرة على نفسي،و كأنه أمر مكتوب في النجوم.طوال السنوات الماضية عانيت كثيرا من دونك.عندما فقدتك شعرت أنني فقدت العالم.
- و الآن؟
حدق جايسون في عينيها الجميلتين، و رأى حزنا كبيرا و حيرة و خوفا ملحوظا.
- لا أعتقد أنك قادرة على نسيان الماضي،ليف.لقد فقدت إيمانك...فقدت ثقتك..حدث شيء الليلة،لا أعرف ما هو،و أنت لا تريدين إخباري عنه.هل هو شيء تذكرته؟أم أنه شيء يخيفك؟ ألا يمكنك أن تقولي لي؟
- جايسون، أرجوك!
توسلت إليه أوليفيا ،فأطلق جايسون ضحكة غريبة مختنقة و قال:
- ليف،هل تستمتعين بتعذيبي ؟أنا مجنون بك...و أريدك بقوة.لم أنس علاقتنا القديمة و سعادتنا المطلقة.لم انس وجهك أو صوتك أو حبك،ليف.لقد عني حبك كل شيء في العالم.
كادت اوليفيا أن تبكي...بل تصرخ،بينما الشيء الوحيد الذي فعلته هو الإفضاء بمخاوفها.عادت على حزنها المعتاد و قالت:
- و أنا لم أتحرر منك يوما.
تجمعت الدموع في عينيها،مما جعله يرغب في عناقها على الفور.
-قوليها ليف،أنت تعلمين ليف.أريدك ان تقوليها الآن.
علمت انه لن يتحمل إثارتها لغضبه ثانية،فقالت بصوت مرتجف:
-أنا احبك أنت،و أريدك أنت يا جايسون و لا احد غيرك.
اقترب منها و غمر جسدها الجامد بين ذراعيه، ثم همس في أذنها:
-أنت فتاتي.كنت في الماضي و ستبقين كذلك دائما.

moura_baby 06-07-09 11:31 AM

ألف شكر ليكي على مجهودك الرائع

ذكرى المرجوحه 08-07-09 02:31 PM

10- لحظـــة الحقيقـــــة :
http://islamroses.com/zeenah_images/anyaflower156.gif
حبهما الكبير لم يعد مخبأ ، وأختفت كل أنواع الصراع وسنوات الفراق.
عانق حايسون أوليفيا بشوق ولهفة ، وبكل ما يعتمل في داخله من حب
وإعجاب بها . أثار فيها عناقة أحاسيس رائعة كادت توقف قلبها عن الخفقان .منتديات ليلاس
ومشاعر عنيفة انتشلتها من الفراغ العميق الذي دفنت نفسها فيه ،
وحولت عقلها إلى بحر ساطع من الحب وجسدها إلى ريشة خفيفة لا تمكنها من التنفس.
جلسا بهدوء بين ذراعي بعضهما حيث راحا يتذكران أيام طفولتهما
ومراهقتهما معاً ، حيث تمت فصة حبهما تحت رعاية وناظري العزيز هاري.
بقيا كذلك إلى أن طلع فجر نهار جديد . غادر جايسون بينما أوت أوليفيا بهدوء إلى فراشها
إلى أن أخذها نوم عميق مرهق . لكنها استيقظت فجأة عند الساعة السابعة حيث فكرت فوراً بتالي.
رفعت عنها الغطاء وارتدت رداءها المصنوع من الساتان ، ثم أحكمت رباطة جيداً قبل أن تعبر
القاعة لتتفقد تالي.
كانت تالي الصغيرة متكورة في فراشها ، نائمة بعمق. فكرت أوليفيا أنها
ربما ستبقى نائمة ساعة أخرى بعد ليلتها المتقطعة .
وعدها جايسون بالعودة ظهراً إذ عليه أن يتفقد بعض الأمور ،
وبعد ذلك يتناول ثلاثتهم الغداء معاً . وقد يذهبون في نزهة .
قاومت رغبتها في العودة إلى النوم ثانية .
عادت إلى غرفتها ، وارتدت ملابسها ، ثم نزلت إلى المطبخ لتعد
فنجاناً منعشاً من القهوة .
http://islamroses.com/zeenah_images/floral7f.gif
عندما عاد جايسون إلى بيته وجد أن نور الشرفة مضاء رغم أنه متأكد أنه أطفأه قبل خروجه .
استغرق لحظات قليلة ليوقف سيارته ، قبل أن يصل إلى الشرفة ويدخل المفتاح في فقل الباب الأمامي .
قبل أن يدخل إلى البيت بات متأكداً من وجود شخص ما في الداخل .
توقف في المطبخ ليلتقط مقلاة حديدية وهو يتمنى ألا يجبر على أستعمالها .
- هيا ، أخرج !
نادى جايسون بصوت قوي وهو يفكر أن المقتحم يمكن أن يكون متشرداً ما يمر في الجوار.
وقف خيال في القاعة ، إنها امرأة شعرها قصير جداً مصبوغ بالأشقر ،
جسدها ذابل ، وهي ترتدي إحدى قمصانة . بدت قدماها عاريتين ، شعرها يقف بعيداً عن رأسها في تسريحة
كالأشواك الحادة ، ووجهها يدل بوضوح على نوع الحياة التي تعيشها .
قالت له : ( مرحبا يا جايسون ).
- ميغان!
شعر جايسون بالذهول لرؤيتها .
ابتسمت له بإغراء ثم سألته : ( هل ستضربني على رأسي بهذة ؟)
وضع جايسون المقلاة على طاولة المطبخ ثم سألها : ( ماذا تفعلين هنا يا ميغان؟ كيف دخلت؟)
أدارت ميغان عينيها بدهشة مصطنعة ، ثم قالت بوقاحة : ( اللعنة يا جايسون !
أعرف كيف أخلع قفلاً ، لكنني لم أضطر لذلك لأن النافذة الخلفية كانت مفتوحة ،
رأيت صندوقاً في الظل ! ووجدت أن التسلق سهل . نمت في سرير ناتالي ،
وأنا متأكدة أن الصغيرة لن تمانع . هل أنت من جعل الغرفة جميلة ومريحة ؟ يبدو واضحاً أنك مازلت أباً حنوناً ).
- سألتك ماذا تفعلين هنا!
سألته بوقاحة : ( أين كنت ليلة البارحة ؟)
علمت أن جايسون ليس من النوع الذي يضرب النساء .
تابعت تسأله : ( هل تركت تالي مع المرأة العجوز كي تنال مرادك من غاليتك أوليفيا؟)
ووضعت سمّها في كلامها عندما قالت : ( آه ! نعم . أعلم أنها عادت ـ
وأعلم أن لينفيلد مات . كما أعلم أنك تعمل في هافيلا ، ويبدو أنك حققت ماتريد ).
- لا شأن لك في هذا كله . نحن مطلقان ، هل تذكرين ؟
سألها جايسون ذلك ببرودة ، فردت عليه قائلة : ( مازالت ناتالي ابنتي ).
لمعت عينا جايسون حيث أجابها : ( أنت لم تريديها ، ولم تطيقي صبراً قبل أن تتخلصي منها .
إن الهرة أم حنون أكثر منك).
مشت ميغان ببطء نحو غرفة الجلوس وكورت نفسها على أريكه ، ثم رفعت قدميها
ووضعتهما على الأريكة . بدا واضحاً من طريقة جلوسها أنها تريد إغواءة . قالت : ( كيف تعلم أنني لم أتغير؟)
سمحت لقبة القميص الواسعة بالنزول لتكشف عن كتفها ، وتابعت
قائلة : ( كيف تعلم أنني لا أريد الزواج ثانية ؟ أريد استعادة طفلتي ).
تكوّر فم جايسون بقرف وقال : ( أنت تتحدثين إلى الرجل غير المناسب يا ميغان .
بعيداً عن إمكانية زواجك ، يبدو أن حياتك كانت قاسية مؤخراً .
ماهذا؟ هل تريدن مالاً ؟ لا أملك المال ، ميغان ).
- لكن غاليتك أوليفيا تملكه . ترك لها هاري لينفيلد الملايين .
- أنت آخر شخص في العالم تعطيه أوليفيا نقوداً في حال قررت
استخدام الإبتزاز . كما أنها لن تعطيني المال أيضاً لأنها مازالت تشعر أنني خنتها طوال تلك السنوات .
- لكنك خنتها ، أليس كذلك يا عزيزي جايسون ؟
حملت ميغان صوتها وقاحة كبيرة ، لكن جايسون استشعر في صوتها نبرة كاذبة .
فقال : ( ربما أكون بطيء الفهم ، لكن قد يكون الأمر كله كذبة ).
حدّق جايسون بها منتظراً ردّها ، فجلست وأجابته بسرعة :
( إنها الحقيقة يا صديقي . لا تنسّ أنني كنت عذراء . ناتالي أبنتك).
تابع جايسون دراسة تعابيرها وعيناه اللامعتان تتفحصانها ، ثم قال :
( قد أقتلك لو علمت أنك كذبت عليّ يا ميغان).
- أنا لا أكذب عليك يا حبيبي .
عادت ميغان إلى جلستها المغرية وأضافت : ( تالي ابنتك . بالمناسبة ، أنت تبدو رائعاً
ووسيماً أكثر من السابق).
أجابها ببرودة : ( وأنت لست كذلك . أنت تضيعين وقتك في عرض مفاتنك).
هزّت ميغان كتفيها قائلة : ( يالحظّي السيء ! لكن الأمر فعال في معظم الأحيان.
على كل حال . لا أريد أن آخذ الطفلة منك فأنا متأكدة أننا سنتوصل إلى حل مناسب.)
- مثل ماذا؟
قفزت إلى ذهنة فكرة إجراء فحص الحمض النووي للتأكد من أبوته لتالي ،
لكنه صدم لهذه الفكرة إذ إنه يرفض أدنى شك في أنه ليس الوالد الحقيقي .
- أريد رؤيتها ثانية ، صدقني .
حاولت ميغان التظاهر بالأمومة ، لكن عينيها الباردتين فضحتاها .
تابعت تقول : ( الطفلة الصغيرة الحلوة ! أعتقد أنها كبرت لتصبح رعباً حقيقياً .
بدا الأمر كذلك عندما كانت صغيرة . . . لم أسمع في حياتي صراخاً مزعجاً كصراخها ).
- أنا أسمي ذلك إثباتاً للوجود .
صحح جايسون كلامها بإحتقار ثم تابع قائلاً : ( كانت تحاول للدفاع عن نفسها ضد أم ظالمة مثلك ).
أجابته ميغان بسخرية : ( يا ألهي !)
- أليس في قلبك ذرة حب لها ! ألم تعلمك الحياة شيئاً).
هزت ميغان رأسها بعنف شديد وقالت : ( علمتني الحياة أنني وحيدة ،
والحب الكبير في حياتي هو حبي لنفسي . عانيت من وقت عصيب وقد أظهر لي الرجال أنهم سفلة .
بأستثنائك أنت يا عزيزي جايسون . يجب أن أعترف أنك رجل حقيقي .
وأعتقد أنني مازلت أحبك . أيعقل هذا؟)
- أنت لا تحبينني يا ميغان . حتى إنك لا تعرفينني . إذا كنت تواجهين مشكلة فسوف أعطيك
قليلاً من المال ، وهذا كل شيء . لكن لا يمكنك البقاء هنا وتكدير صفو حياة ناتالي . لن أدعك تفعلين ذلك.
- لكنني أمها .. لم أنته منها ومنك بعد . أريد أستعادة أحترامي يا جايسون ، فالرجل الأخيرة الذي كنت معه
عاملني كحقيرة وقد طفح الكيل معي . ربما يكفيني ربع مليون دولار.
ضحك جايسون ضحكة قاسية وقال : ( إذا تريدين ربع مليون دولار كي ترحلي ؟ وماذا يحدث عندما ينتهي المال؟)
أنزلت ميغان قدميها عل الأرض وقالت بجدية : ( أعدك أنني لن أطلب المزيد يا جايسون .
سوف أسعى لأحصل على وظيفة في الساحل الذهبي ، ربما في الكازينو .
أنا أجيد التعامل بالمال والكازينو مكان راق ، وقد أجد رجلاً وسيماً وغنياً ).
- إذا عليك إعادة شعرك إلى لونه الطبيعي وإكتساب بعض الوزن .
أنا لا أقول هذا كي أجرحك . بل لتبدئي بالإهتمام بنفسك.
توقفي عن إقحام نفسك في مواقف خطيرة ، هل اتصلت بوالديك ؟
مررت ميغان يدها في شعرها الشائك بطريقة دفاعية وقالت : ( اللعنة !
لماذا أفعل ذلك ؟ إنهما لا يعبأن بي ، ولم يهتما لأمري يوماً .
ربما أهتمت أمي بي قليلاً ، لكنها لم تملك القوة أمام أبي . كم أكرهه هو وشون ).
- أنا آسف يا ميغان . أتمنى لو كانت حياتك العائلية أفضل ، لكن عليك تحمل مسؤولية أفعالك.
لقد رزقت بطفلة وحظيت بزوج وقف إلى جانبك...
لوّحت ميغان بيدها قائلة : ( أعلم أنك حاولت ياجيسون ، لكنك لم تحبني ).
ثم وضعت راحتي يديها على عينيها وقالت : ( لماذا لم تحبني ؟)
- بالكاد كنت أعرفك ، فنحن لم نكن مقربين أبداً . لقد أحببت أوليفيا.
أحببت أوليفيا دائماً ).
- أوليفيا ! سئمت سماع أسمها .
- هل تكرهين أوليفيا !
- ما رأيك ؟
ردّت ميغان عليه بغضب وأضافت : ( الجميع يحبون أوليفيا ولا أحد يحبني ).
أقترب جايسون منها مشرفاً عليها وسألها : ( إذاً ، ماذا فعلت بشأن ذلك؟)
- ماذا تقصد .
تراجعت ميغان إلى الوراء وألصقت ظهرها بالأريكة .
- هل خططت لما حدث تلك الليلة ؟ تلك الليلة التي لا أتذكرها أبداً !
تنفست ميغان بصوت مسموع وقالت : ( لاتكن مجنوناً . أنت أقمت علاقة معي يا جايسون .
كنت وسيماً جداً ثم .. نمت كأنك جذع شجرة هامد ).
- بل كأنني في غيبوبة .
نظر جايسون إليها بغرابة . فرّدت عليه ميغان بصوت متكسر :
( لم أخطط لشيء يا جايسون بل حدث الأمر ببساطة . والآن ، أنا أريد حياة
لائقة وعليك أن تساعدني لأنك إذا لم تفعل ..)
توقفت ميغان عن الكلام لتهدده ثم تابعت : ( .....أقسم أنني سآخذ ناتالي وأحطم قلبك).
http://www.w6w.net/album/35/w6w20050...3650ea1636.gif
عندما رنّ جرس الهاتف خشيت أوليفيا أن ترد معتقدة أنه كارلو دي بوكا ،
ويريد التحدث معها . فبعد أن عانت من الحيرة ليلة أمس ووضعت قلقها جانباً ،
عادت تلك المشاعر إليها الآن . التقطت السماعة وقالت : ( مرحباً).
وكما توقعت ، أجابها صوت كارلو دي لوكا الجذاب ببعض الحدة :
( أوليفيا ، يجب أن أتحدث إليك . ستصل بك ليان لاحقاً لتشكرك على ليلة أمس .
لكن هذا ليس ما أريد التحدث إليك بشأنه . أعلم أن الأمر صعب .
فأنت الجزء البريء من المشكلة كلها ، لكنك تعلمين ، أليس كذلك ؟)
لم تخطىء أوليفيا في فهم الإتهام الذي وصلها واضحاً عبر الهاتف ، فهي
تعلم بالتأكيد . لوهلة ،أغمضت عينيها بشدة ، وقررت أن تماطل .
- ساعدني كي أفهم يا كارلو . مالذي تتحدث عنه ؟
أجابها بصراحة : ( أنا أتحدث عن ناتالي يا أوليفيا . أنها نسخة عن أختي جينا حين كانت
في مثل عمرها . هل تعلمين ما معنى ذلك ؟ إنها أبنتي ).
مضى وقت طويل قبل أن تتمكن أوليفيا من إيجاد الكلمات .
سألته أخيراً : ( ماذا تريدني أن أقول يا كارلو ؟ رأيت شبهاً بينكما طبعاً . لكنني لم أستطع قول شيء).
- أوليفيا إنها طفلتي . هل تفهمين معنى ذلك؟ إنها من لحمي ودمي .
أمي وأبي جداها ، وأختي جينا عمتها . هل لديك أدنى فكرة عن ردة فعل أمي عندما ترى ناتالي ؟
ستشر بالصدمة ثم بغضب شديد . ليس منك أو من جايسون بل من ميغان.
تلك الكلبة الصغيرة الحقيرة الكاذبة .
نظرت أوليفيا بسرعة حولها لتتأكد أن تالي مازالت في الطابق العلوي تشاهد الفيديو .
سمعت صوت كارلو وهو يئن قائلاً لماذا فعلت ذلك؟)
أجابته أوليفيا بحزن وبصوت خافت : ( ربما لم تعلم).
ردّ عليها كارلو مشمئزاً : ( أوليفيا ، لا يمكن أن تصدقي ذلك ! حسناً ،
لقد أقمنا علاقة أنا وميغان مرة واحدة ..مرة واحدة فقط . لكني أؤكد
لم إنها لم تكن فتاة ضعيفة أغواها زير نساء مثلي ، وهي لم تكن عذراء.
علمت ميغان ماذا تفعل تماماً ).
- يبدو إنها لم تعلم ، فقد حملت منك .
فوجئت أوليفيا بنفسها تدافع عن ميغان.
لكن كارلو ردّ عليها بنفاد صبر قائلاً : ( اسمعي . أخبرتني ميغان أنها تتناول حبوب منع الحمل .
أذكر ذلك جيداً لأنها أخبرتني أنها لا تريد أن تجد نفسها عالقة مع طفل .
وقد أصرت على أن الأطفال لن يدخلوا برنامج حياتها . من الواضح أن شيئاً ما سار بشكل خاطئ ذلك اليوم.
وأراهن أنها لو عادت بذاكرتها إلى الوراء لعرفت السبب . ربما نسيت أن تتناول الحبوب يومها ).
- ماذا تتوقع مني أن أفعل يا كارلو؟
سألته أوليفيا وعقلها يحاول أن يفهم هذه التلميحات الجديدة .
ردّ عليها كارلو دون تردد : ( أريد أن نلتقي جميعاً . لقد التقيت بابنتي يا أوليفيا ،
وأنا أؤمن حقاً أنه أمر مقدر حدوثه ، والآن ، لا عودة إلى الوراء ).
- ماذا عن ليان ؟
لن تستطع أوليفيا السيطرة على صوتها الذي جاء حاداً . وتابعت تقول :
( كيف ستكون ردة فعلها تجاه ابنة زوج جاهزة ؟)
ساد صمت قصير على الجهة الأخرى من الخط الهاتف ، ثم تحدث كارلو ببطء : ( لن تكون سعيدة بالأمر . لكن لا أحد .
ولا حتى ليان .. سيوقفني . ثم إن ليان أخبرتني أنها وجدت ناتالي رائعة ).
ردّت عليه أوليفيا بسخرية : ( لقد ظنّت أن ناتالي ابنة جايسون ،
وجايسون يظن أنها طفلته . ماذا عن جايسون يا كارلو ؟ حاول أن تتذكره .
لقد أعتنى بتالي مدة سبع سنوات بشكل رائع . فهل تتوقع منه الآن أن
يدعها تخرج من حياته ؟ وماذا عن تالي ؟ هل فكرت بما سيحدث لها ؟
إنها تحب والدها ).
- أنا والدها يا أوليفيا .
ردّ عليها كاروا بتأكد وكأن هذا كل ما يجب أن يقال .
وأضاف : ( أنا أفكر بتلك الأشياء أيضاً . ألا تظنين أنني أفكر باالحزن الرهيب الذي سأثيره ؟
لكنني قلت لك سابقاً إنني لن أعود إلى الوراء .
ناتالي ابنتي . وهي جزء مني ، بمجرد النظر إليها تعرفين أنها من عائلتي . كلنا ناضجون هنا .
ونهتم بمصلحتها ،وعلينا أن نعمل على ذلك . يجب أن نجعل انتقالها أقل ألماً قدر المستطاع .
لا أقترح أن نكون قساة ونتجاهل مشاعر جابسون ، لكنني أستغرب كيف أن شخصاً بذكائة سمح لميغان بخداعة .
سألته أوليفيا بإستغراب : ( هل تقول إنها فعلت ذلك عمداً ) .
- طبعاً ، فعلت ذلك عمداً .
أجابها كارلو بإقتناع وأضاف : ( يجب إن تعرفي أن ميغان كانت معجبة بجايسون . اللعنة !
كل الفتيات أغرمن به . لكنه لم ينظر إل ىأية واحدة عداك).
أجابته أوليفيا بضعف : ( لا شك أن أقام علاقة مع ميغان . . على الأقل مرة واحدة).
أطلق كارلو شتيمه بصوت خافت ، وقال : ( لو لم أذهب بعيداً لأتابع دراستي لكنت تحدثت إلى جايسون وقلت له إن ميغان
دافي كاذبة ومخادعة . أعتقد أنه لم يمارس الحب معها إطلاقاً .
تقول الشائعات إنه كان سكراناً لكني لم أرَ جايسون كوري سكراناً .
من عادته أن يجلس معنا نحن الشباب لكنه لم يشارك في الشراب مره .
أعتقد أن أحدهم خدعه . كان في حفلة عيد ميلاد شون دافي ،أليس كذلك؟
اللعنة ! كيف اختلطتما أنتما الأثنان بهذه العائلة ؟ لا شك إنها ميغان ، أنا لا أبرئها من ذلك).
هزّت أوليفيا رأسها بعدم تصديق وقالت : ( إذا كان ما تقوله صحيحاً ، فقد قامت ميغان
بعمل رهيب . لم تخبرك الحقيقة ، وكذبت على جايسون ، ودمرت خططنا أنا وجايسون .
هل كنت لتتزوجها يا كارلو ؟)
ردّ كارلو بصدق : ( لا ،ربما الأفضل لنا أن نبقى بعيدين . لكني كنت لأعطيها دعمي ودعم عائلتي .
كنا لنجد حلاً . أمي لا تتخلى عن حفيدتها ولا عني .
مهما فعلت . لهذا السبب أقول لك الآن إننا يجب أن نجد طريقة لنجعل الأمر ينجح ).
- وماذا عن ميغان ؟ ألا ترى أنها مشكلة حقيقة ؟ لدي تصورات سيئة حيال ميغان .
ماذا لو عادت ثانية ؟ ماذا لو رأت زاوية معينة لنثير المشاكل مجدداً ؟
إنها والدة تالي دون شك . ورغم التشابة الكبير وإحساسك العميق ،
إعتقد أننا بحاجة إلى فحص الحمض النووي لإثبات أبوتك بشكل قاطع .
- طبعاً ، لكنني أعرف أننا لن نحتاج إلى ذلك . ربما تريدين بعض الوقت لتتحدثي مع جايسون .
على فكرة ، رؤيتكما معاً ليلة أمس لا تدع مجالاً للشك أنكما ما زلتما حبيبين وبحاجة لبعضكما . قد نرتب اجتماعاً
غداً في أي وقت ، لكننا يجب أن نقرر الأمر قبل أن نعود أنا وليان إلى بريزبن .
http://www.w6w.net/album/35/w6w20050...316febd32d.gif
عاد جايسون قبل موعد الغداء بقليل . خرجت أوليفيا لملاقاته على الشرفة الأمامية ،
فصدمها مظهره ولونه الشاحب ، أخذت نفساًُ عميقاً إلى أن أوشكت رئتاها على الإنفجار قبل أن تسأله : ( ما الأمر ؟ هل كل شيء
على مايرام؟)
أمسكت يده ورفعت رأسها لتحدق في وجهه ، وأضافت : ( جايسون ، ما الأمر ؟)
شعرت أنها عادت بالزمن إلى الوراء ، إلى ذلك اليوم الذي أخبرها فيه أنه لن يستطيع الزواج منها ).
- لدي خبر سيء يا ليف ..لقد عادت ميغان .
شعرت أوليفيا بالصدمة لعدة لحظات بحيث عجزت عن الكلام .
وأخيراً ، جاء إنفجارها العنيف : ( طبعاً عادت ! هي لن تذهب بعيداً أبداً .
إنها تريد تدمير الأمور بيننا إلى الأبد . ماذا تريد ؟)
أصدر جايسون ضحكة جوفاء ارتجت داخل صدره وقال : ( ماذا تعتقدين ؟ تريد مالاً )
لمعت عينا أوليفيا الفضيتان وقالت : ( هل تقصد أننا إذا أعطيناها مالاً ستدعنا وشأننا؟)
- هذا ما قالته !
- ومن يصدقها ؟ لقد كذبت مراراً ومراراً .. من يضمن عدم عودتها بعد أن تأخذ المال ؟ لا أحب فكرة أن يبتزني أحد .
- إنها لا تبتزك أنت ، ليف ، إنها تبتزني أنا .
- أين هي الآن ؟
شعرت أوليفيا أن أنفها ينفث غيظاً .
أدار جايسون رأسه وقال : ( إنها في السيارة . طلبت منها أن تبقى فيها ).
- هل تملك الجرأة لتأتي إلى هافيلا ؟ لتظهر نفسها لي ؟ لديّ كلام أقوله لزوجتك السابقة يا جايسون .
ثم أضافت بغضب : ( لماذا جلبتها إلى هنا ؟)
أجابها جايسون بنبرة قاسية : ( إنها تطالب برؤية تالي ).
- وأنت سمحت لها ؟
ردّ جايسون بخشونة : ( يمكنها إلحاق ضرر كبير يا ليف .إنها والدة تالي وهي تريد إستعادتها .
المحكمة تعامل الأمهات بطريقة ألطف مما تعامل الآباء .
ولا أعتقد أنني في موقف يسمح لي بأن أرفض لها طلباً . لا أريد إزعاجك
أكثر مما أنت منزعجة ، ولا أشعر بالإرتياح للمسأله كلها ، لكنني أريد أن أسمع
رأي تالي بالموضوع . إذا أردت رؤية والدتها سآخذهما معاً إلى منزلي ).
شعرت أوليفيا بغضبها يتصاعد ثانية حين قالت : ( لقد أخبرتني الليلة الماضية يا جايسون
أنك تحبني وأنك لم تتوقف عن حبي ،
وأنك تريدنا أن نبقى دائماً معاً ، وأننا هذه المرة سنتوج حبناً بالزواج .
فهل تقول لي الآن إن ميغان دافي ، سبب البلاء كله . موجودة هنا في سيارة المزرعة ؟)
سألها جايسون بإنزعاج : ( ماذا تريدينني أن أفعل ؟ هل أتجاهلها ؟ إنها والدة تالي يا ليف .
مع أنها أم رهيبة ، لكنها أم ..وهي ممثلة جيدة .
بإمكانها التمثيل ببراعة لإقناع المحكمة على الأق للمشاركة في رعاية تالي ).
حاولت أوليفيا السيطرة على غضبها . قالت لجايسون : ( لكن هل سترحل بعيداً إذا أعطيناها المال ؟ كم تريد ؟)
تصلب فك جايسون الذي قال : ( تريد ربع مليون )
ضحكن أوليفيا وقالت : ( هذا مبلغ صغير تسأل عنه الصغيرة ميغان دافي . لمّ لم ترفع المبلغ إلى مليون كامل ؟)
- أنت معتادة على المال ، ليف ، إن ربع مليون يعتبر ثروة بالنسبة لميغان . ثم إنني لا أملك مليوناً أدفعه لها .
شعرت أوليفيا بغضب كبير فقالت : ( لا ! لكنني أملك المبلغ . وهي تعرف ذلك .
إنها تعرف أننا عدنا لبعضنا وتعلم أن هاري غني وقد ورثته .
هل كانت بإنتظارك عندما عدت إلى المنزل ؟)
تنهد جايسون بعمق وأجابها : ( نعم ) .
- في بيتك ؟ يدهشني أنها لم تكن في سريرك .
حذرها جايسون قائلاُ : ( دعي عنك هذه الأفكار يا ليف ).
لكن يبدو أو أوليفيا لم تسمع التحذير ، إذ كانت تغلي غضباً حين قالت :
( عاد أسوأ كابوس إلى حياتي . لا يمكنني أن أقف هنا وأتحدث عن الموضوع .
سأتحدث مباشرة إلى ميغان دافي . اذهب إلى تالي فهي تجلس على الشرفة المسقوفه ،
وتحاول تركيب قطع صغيرة لتشكل لوحة . أرادت أن تنهيها قبل مجيئك ).
- ماذا ستقولين يا ليف ؟
بدا القلق على جايسون ، فأجابته أوليفيا : ( دع الأمر لي )؟
ذكرته نبرة صوتها الواضحة المصممة بهاري حين أضافت : ( هذه
مواجهه أنتظرها منذ زمن بعيد !)
أوقف جايسون سيارته الرباعية الدفع في ظل أشجار البونسيانة
وهي في أوج تفتح أزهارها ، بينما أمواج من الزهور المتساقطة تستلقي على العشب
وعلى غطاء محرك السيارة .
- إخرجي ، ميغان .
نادتها أوليفيا بصوت تستعمله لإخضاع التلاميذ المشاكسين وتابعت
تقول : ( سنمشي قليلاً).
نزلت ميغان من السيارة . كانت ترتدي ثوباً صيفياً قصيراً أصفر دون أكمام
مزيناً بأزهار برتقالية ، وشعرها مصبوغ بالأصفر ومصفف بطريقة لم تناسب جسدها الصغير النحيل .
وهي تنتعل صندالاً أصفر في قدميها .
- إذاً ، كيف تسير الأمور أيتها الأميرة ؟
سألتها ميغان بقلة أحترام أظهرت جانباً من شخصيتها لم تره أوليفيا سابقاً .
تفحصتها أوليفيا بعينين باردتين تشعان يالشفقة وقالت :
( في الماضي ظننت أنني أحبك يا ميغان .
لم يحبك أحد ، وهذا الأمر وحده كان يجب أن يثير ريبتي ،
ظننت أن الحل لحياتك التعيسة في البيت يكمن في وجود صديقة معك .
حتى إنني طلبت منك أن تكوني إشبينتي في زفافي .
كنت أكثر جمالاً في الماضي يا ميغان . ماذا فعلت بنفسك؟
يبدو واضحاً أنك لا تأكلين جيداً وتسريحتك التي تشبة القنفذ لا تناسبك إطلاقاً ).
رفعت ميغان رأسها لتنظر إلى أوليفيا الأكثر طولاً . وتوهج وجهها حين قالت :
( حسناً ! سأغيرها . لا يمكن لنا جميعاً أن نبدو مثلك .
أنا هنا لرؤية ابنتي . هل لديك إعتراض ؟)
ابتسمت لها أوليفيا وأجابتها : ( إشتقت إليها ، إليس كذلك ؟)
- لست حقيرة تماماً .
- آه ، بلى ، أنت كذلك .
أكدت لها أوليفيا ذلك بصوت هادئ . وأضافت : ( يدهشني أنك لا ترين ذلك .
فأنت كاذبة كبيرة ، هل تعلمين ما معنى ذلك ؟)
- لست مضطرة إلى تحمل كلامك .
حاولت ميغان إظهار الإحتقار في صوتها لكنها لم تفلح .
- بل ستتحملين ذلك يا ميغان . يجب أن تفعلي . لقد اقترفت خطأ كبيراً
بمجيئك إلى أرضي ، وهذه مسألة جدية ، ستكونين محظوظة لو فررت من
نتائجها . تالي ليست ابنة جايسون .
فجأة ، علا الشحوب وجه ميغان ، فاعترضت وهي تمسك بمعدتها وكأن أوليفيا
طعنتها : ( بل هي ابنته !)
صححت لها أوليفيا بعذوبة : ( هي ليست ابنته . تالي هي ابنة كارلو دي لوكا ،
وأنت تعلمين ذلك تماماً ).
بدأ الرعب واضحاً على ميغان حين قالت : ( أثبتي ذلك).
- هذا أمر سهل جداً يا ميغان .
تابعت أوليفيا سيرها على الممر الذي تظلله أشجار البونسيانة المتشابكة
من كلا الجانبين وهي تقول : ( أنت لا تفهمين ذلك . صحيح ؟
كل شخص أعرفه تقريباً قد سمع بفحص الحمض النووي . إنه يحمل معلومات جينية .
ويخبرنا تماماً من هو والد تالي .
هذا إذا أردنا دليلاً قاطعاً . في الحقيقة ، تبدو تالي نسخة عن أخت كارلوا الصغرى ، جينا ، حين كانت في مثل سنها .
أليس غريباً كيف تظهر رابطة الدم فوراً ؟ أنا أشفق عليك يا ميغان .
أشفق عليك حقاً ، انتظري إلى أن تسعى السيدة دي لوكا خلفك ،
يا ألهي ! قد تضطرين إلى دخول المستشفى . لقد كذبت مراراً ،
وعلى الجميع ، أليس كذلك يا ميغان ؟ آمل فقط أن يفهم الجميع .
أريد أن أقول إنني أملك كل الحق في شد شعرك ، لكنني لن أفعل ذلك .
أراهن أن جايسون لم يقم علاقة معك أبداً).
- بل فعل !
خرج صوت ميغان مليئاً برعب حقيقي . هّزت أوليفيا رأسها وقالت :
( لا ، ميغان . لا أظن ذلك . أيام كذبك قد ولت . لقد أعماني مظهرك الهادئ.
فلم أرَ حقيقتك . أردت التسبب لي بالأذى ، وأردت جايسون لنفسك .
هذا كل شيء . وعندما واتتك الفرصة نفذت عملك الشرير.
منتديات ليلاس
جايسون لم يكن سكراناً بل مخدراً . ولا شك أنك أنت من وضع له المخدر
بيديك الصغيرتين القذرتين ).
- أسكتي ، اسكتي . حسناَ ! لم أفعل ذلك .
حدّقت ميغان بها بعناد فتابعت أوليفيا تقول : ( إذاً ، إنه شون أو أحد
أصدقائه الكريهين . لكنك اغتنمت الفرصة يا ميغان . وقد أصبح جايسون
على وشك الوقوع بين ذراعيك المنتظرتين . إنه خطيب امرأة أخرى ، لكن إلى الجحيم بذلك !
كل شيء جائز في الحب والحرب . ومن حسن حظك أن عمتك كانت خارج البلدة ، فتمكنت من أخذ
جايسون إلى بيتها ، صحيح ؟ ثم ألتصقت به في السرير . كل شيء فيك كريه .
والأمر الوحيد الذي أنا متأكدة منه هو أن جايسون لم يقم علاقة معك يوماً .
أطلب من الله أن يسامحني لأنني شككت به .
لم يكن جايسون قادراُ على القيام بذلك . ليس لأنه كان مخموراً
أو مخدراً بل لأنه مخلص لي ، فقد كنا على وشط الزواج .
عندما اكتشفت أنك تحملين طفلاً في أحشائك ، قررت خداع الفارس
الشهم ، جايسون كوري ، وجعله يتزوجك . وجدت أنها فرصة العمر
وهي لن تتكرر ثانية . لا داعي للتفكير بالمسكينة السخيفة أوليفيا ،
قد تغضب كما تفعل كل النساء ، وهي لن تتوقف لتقول : ( مهلاً ، أريد دليلاً )
إذ قررت سلفاً أن الرجل الذي أحبته مذنب . أنا ألوم نفسي على ذلك يا ميغان).
- يجب أن تلومي نفسك فعلاً !
ابتسمت ميغان ابتسامة صغيرة مليئة بالحرارة . وتابعت : ( أنت قررت أن تكوني غبيه .
فمن أنا لأقف في طريقك ؟ ، لمَ أبالي بأمرك ؟ أنت لم تضطري إلى مواجهة المشاكل التي عانيتها .
أتقولين أن جايسون لم يقم علاقة معي قبل زواجنا ؟
لقد أقمنا علاقة بعد ذلك ، فهو زوجي كما تعلمين يا عزيزتي أوليفيا وليس زوجك ).
قالت ميغان ذلك وأدارت عينين معبرتين نحو أوليفيا التي وقفت دون
حراك رغم أنها أرادت بشدة أن تصفع ميغان لتزيل ابتسامة الرضى عن وجهها.
- لا شك أنك شعرت بالتصر ، لكن كم دام ذلك ؟ ربما لفترة خمس دقائق خلال إتمام مراسم الزواج.
أراهن أن جايسون لم يمض يوماً واحداً دون التفكير بي ،
ولا شك أنك شعرت بسوء شديد جداً حين تأكدت أنه لن يهتم لأمرك أبداً .
أحمر وجه ميغان بشدة ورجعت خطوة إلى الوراء وقالت : ( نعم ، حسناً!
أنت أيضاً لم تحصلي عليه وقد تأكدت من ذلك ).
نظرت ميغان أمامها بقلق فقد قادتها أوليفيا تحت أعمدة صخرية
نمت عليها عرائش كرمة ذهبية ، وتدلت مشكلة نفقاً كثيفاً .
ظنت ميغان أن هذا النفق لا نهاية له . لا سيما أن أوليفيا لم تكن تعاملها بعذوبتها المعتادة ،
فتجمدت مكانها وسألتها : ( هل سنمشي أبعد من هذا ؟)
أجابتها أوليفيا بهدوء وهي تكسر أحد الأغصان : ( سوف ترحلين يا ميغان ولن تعودي أبداً.
ستحصلين على وظيفة جيدة ومحترمة في مكان ما .
جربي تازمينيا فهي بعيدة بما فيه الكفاية ).
ضحكن ميغان ضحكة جوفاء وقالت : ( أنت تظنين أن ذلك سيحصل ، صحيح ؟
لقد اكتشفت الأمر أخيراً في حين أن جايسون لا يعلم شيئاً حتى الآن .
هذا أمر مثير للشفقة ، لكنه يحب تلك الطفلة وهو يعتقد أنها ابنته .
أنت لم تخبريه عن سرك الصغير . أليس كذلك يا أوليفيا ؟
إنك تحبينه ولا تريدينه أن يتألم . يمكنك العيش مع واقع أن تالي
ليست ابنته كل دقيقة من النهار ، لكنك لن تخبري جايسون ،
فهو يرى العالم من خلال الطفلة ، وقد يقلته خبر أنا ليست ابنته . كل ما أطلبه هو عش
صغير لأعيش فيه وأتدبر أمري . أنا لست حقيرة غنية مثلك.
وليس لدي عم عجوز أحمق يحبني ويترك لي ثروة . يمكننا التوصل إلى أتفاق يا أوليفيا .
فأنت ذكية وستقومين بالأمر من أجل جايسون ).
- ومن أجل تالي ، آه ! لقد نسيت .....أنت لا تهتمين لأمر ابنتك الصغيرة.
تنفست ميغان بصوت مسموع ، وهي تشعر أنا تضيع في ذلك النفق الكثيف من الزهور
الفواحه ، فيما الضوء بتخلل الأغصان المرتعشة للنباتات المتعرشة .
أصرت تقول : ( اسمها ناتالي وقد سميتها تيمناً بممثلة أحببتها .
حسناً ! أنت تحبين ناتالي ، وهذا أفضل ).
تابعت أوليفيا سيرها بتمهل ، رغم أنها لاحظت عدم ارتياح ميغان .
وسألتها : ( ماذا عن كارلو دي لوكا ؟ ألا تعتقدين أنه يحق له أن يعرف بأبوته للطفلة ؟)
امتلأت بشرة ميغان ببقع حمراء ، وأجابت : ( انسي أمر كارلو .
مالا يعرفه لن يضره ، هو في سيدني على كل حال ).
- بريزن . لقد انتقل إلى بريزبن .
لم تحب ميغان السير عبر المدخل ذي القنطرة إلى الحديقة المسيجة .
إذ بدا الأمر وكأن المكان خرج من آثار معبد قديم .
وقالت : ( بريزبن بعيدة آلاف الأميال ).
وتابعت تقول وهي تهز كتفيها النحيليتين : ( إنها بلاد كبيرة)
- لكن العالم صغير . ماذا لو عن والديه وأخته ؟ ماذا سيحدث عندما
يرون تالي ؟ سوف يرون رابطة الدم فوراً .
- هذا ما تقولينه أنت ! تساءلت كثيراً في الماضي متى سيعلم جايسون الحقيقية .
لكن الأمر لم يحدث . أسمعي ، لا أريد أن أمشي أكثر ،
فالمكان مخيف . قد يغرق المرء في تلك البرك .
- يبدو واضحاً أنك لست من محبي الطبيعة والبحيرات .
لكن المساحات المائية والشرفات المسقوفة ضرورية في الطقس الحار الرطب .
أعتقد أنك متوترة لأن ضميرك يؤنبك ، وكل هذا الجمال هنا يغلبك .
مع ذلك ، لا حاجة لأن تشعري بالتوتر مني فأنا لا أريد إغراقك .
- أراهن أنك تتمنين ذلك .
ارتجفت ميغان وشعرت بالإرتياح حين رأت الشمس .
- صدقيني يا ميغان ، لا أريد أن أضع يدي عليك .
أجابتها أوليفيا بصراحة ثم أضافت : ( لكني لا أتحدث بالنيابة عن آل دي لوكا طبعاً .
فلا أحد يمكنه التنبؤ بتصرفاتهم حين يلاحظون الشبه ).
انفجرت ميغان ن ، ولأول مره بدت فعلاً متوترة وغاضبة .
لقد هاجمت أنفها روائح آلاف الأزهار المتنوعة التي ، ولسبب ما ، جعلتها تصبح
هستيرية ، فقالت : ( الناس يرون ما يريدونه فقط . خذي جايسون مثلاً ،
إنه رجل ذكي فعلاً في أشياء كثيرة ، لكنه يعتقد أن عيني تالي تشبهان عينيه ).
ثم ضربت بأصبعها على جبهتها وأضافت : ( إنهما عينا كارلو ).
- طبعاً هما عينا كارلو ، كما إنهما عينا جينا دي لوكا ،
والآن أفكر أنهما عينا سلفادور ، والد كارلو ، العينان الزرقاوان مدهشتان في
وجه متوسطي .
- لا حاجة لأن يروها .
أظهرت ميغان وقاحتها بشكل واضح ، وأضافت : ( غيري مظهرها قليلاً ،
بإمكانك فعل ذلك).
ردّت عليها أوليفيا بسخرية وهي تتوقف قرب مقعد أنيق :
( وهل نجري لها عملية جراحية أم نضع لها عدسات لاصقة ؟
ستظهر الحقيقة يا ميغان ).
عضت ميغان على شفتها بقوه وقالت : ( أجعلي المبلغ مئة ألف فهو
يكفيني لأتدبر أموري ، وأعدك أنني لن أزعجك ثانية )
- ولِـمَ لا تقولين ذلك لكارلو دي لوكا ؟
رفعت مبغان رأسها الصغير والخوف يطل من عينيها : ( وماذا تقصدين ؟)
- أقصد أن كارلو دي لوكا يعلم يا ميغان . إنه يزور والديه بمناسبة
الميلاد وقد حضر إلى هنا الليلة الماضية للعشاء ..
في البداية ، كانت تالي تنام بعمق في الطابق العلوي لكنها استيقظت بسبب كابوس
حين كان كارلو على وشك المغادرة ، فنزلت لتبحث عن جايسون .
لكنها وجدت أباها الحقيقي .
تعرف إليها كارلو فوراً بشكل لا يصدق .
- لا !
مرّت رعشة عبر جيد ميغان النحيل ، فتمسكت بمقعد الحديقة لتسند
نفسها ثم سألت أوليفيا : ( ماذا قال؟)
نظرت أوليفيا إلى ميغان بإشفاق ، وأجابت : ( انتظري إلى أن تعلم أمي بالأمر ).
ميغان ، بيلا دي لوكا أمرأة صارمة ، ولا أتمنى أن أكون المرأة التي تزعجها .
ستغضب منك كثيراً ، وربما تغريها نفسها بإستعمال سكين المطبخ معك).
شعرت ميغان بالإختناق وقالت : ( هل أنت مجنونة ؟ أنا لن أراها ).
- ولا كارلو ؟
- هذا محال ! لا أريد أية مشاكل . لقد عشت حياة قذرة لا تعرفين عنها شيئاً .
ثم لوحت بذراعيها وابتسمت قائلة بوقاحة : ( أنت لديك هذا المكان
العظيم وهو مثل مملكتك الصغيرة .. علاَم حصلت أنا ؟)
- ربما حصلت على ما تستحقينه .
استأنفت أوليفيا السير وتابعت تقول : ( دعيني أسألك . هل تريدين
رؤية تالي ؟ أنا لن أمنعك بالتأكيد ، فلست وحشاً قاسي القلب).
ردّت ميغان هازئة : ( أنت! أنت قديسة ، لكن تذكري أن القديسين هم
الأسوأ في إكتشاف الخداع ، وقد خدعتك أنت وجايسون لسنوات طويلة .
لا أبالي بمبادراتك اللطيفة يا أوليفيا ، فأنا لا أريد رؤية تالي .
لا أعلم ما ذا أقول لها ، وعلى أي حال لا أشعر بأي عاطفة نحوها ).
تنهدت أوليفيا بعمق وقالت : ( يصعب علي تصديق ذلك .
أعتقد أن سبب عدم قدرتك على حب طفلتك يعود إلى المشاكل التي واجهتها في
طفولتك . على كل حال ، أنت الخاسرة يا ميغان ، فتالي طفلة رائعه وهي
ذكية وجميلة ومسلية ، سأخبرك شيئاً آخر . كارلو يريدها ).
ارتخى فك ميغان الصغير ، إذ لم تتوقع سماع ذلك.
هزت رأسها وقالت : ( إنه لا يريد ذلك ، هذا غير ممكن !)
- ليس الجميع مثلك يا ميغان . إن الرباط الذي يجمع الأهل بالولد
هو الأقوى على الأطلاق ، وكارلو يريد ابنته .
بدت ميغان وكأن عالمها كله على وشك الإنهيار عليها .
فقالت بصوت مخنوق وقد بدت تعابيرها ذابلة أكثر من السابق : (ماذا عن جايسون إذاً؟)
- آه ، نعم . جايسون ورقتك الرابحة . في الواقع ، لم تعد لديك سلطة الإبتزاز .
جايسون لا يعلم الحقيقة الآن ، لكنه لسوء الحظ سيعرفها .
سأقول لك ماذا سأفعل . هذا هو آخر معروف أفعله لك .
وأنا واثقة أنك لن ترفضية ، سوف أكتب لك شيكاً بقيمة عشرة آلاف دولار وهو مبلغ لا
تستحقينه فعلاً ، لكنك مازلت والدة تالي وأنا أشعر ببعض الشفقه نحوك .
ربما لو عشت طفولة مختلفة لما أصبحت على ما أنت عليه اليوم.
كل ما عليك فعله هو أخذ الشيك وركوب قطار أو طائرة أو حافلة
لترحلي من هنا اليوم وليس غداً . إذ قد أغير رأيي غداً .
سيكفيك مبلغ عشرة آلاف إلى أن تجدي وظيفة .
وسوف تنجحين إذا عملت بجدية . من جهة أخرى انسي قصة الشعر الشائكة هذه .
ولتكن التسريحة بسيطة ملائمك ، وأعيدي شعرك إلى لونه الطبيعي .
في المقابل ، لن تتفوهي بكلمة إلى جايسون عن كون كارلو هو
والد تالي الحقيقي حين يقلك إلى محطة القطار أو المطار .
سأعطيك نقوداً تغطي رحلتك إلى بريزبن ، وسوف تقررين وجهتك الأخيرة من هناك .
إذا قلت شيئاً لجايسون فسوف أعرف من ردة فعله وألغي الشيك .
لا أعلم لماذا أقول هذا يا ميغان ، لكني أتمنى لك الخير .
لكن لا تعودي أبداً !
http://www.w6w.net/album/35/w6w20050...76f683900c.gif
تركت أوليفيا ميغان واقفه قرب السيارة بينما عبرت المرج عائدة إلى
البيت . رأت جايسون جالساً على كرسي خيزران بيضاء صغيرة وقدماه
ممدودتان أمامه وعيناه محدقتان في الأفق .
- أين تالي ؟
سألته أوليفيا بإستغراب ، ونظرت حولها باحثة عن الطفلة .
أجابها جايسون بإقتضاب وهو يقف : ( إنها تختبئ في الطابق العلوي .
إنها لا اريد رؤية أمها . وأنا لن أكون من يجبرها على ذلك).
- ومن قال إنك ستجبرها ؟
نظر إليها جايسون وظل من الإستغراب يغطي عينيه الزرقاوين
اللامعتين . وقال : ( أنت مليئة بالمفاجآت يا أوليفيا .
كان يمكن لميغان أن تغرقك بقصة مثيرة للشفقه .
استغرقت وقتاً طويلاً قبل أن أتقبل واقع أنك طلبت منها أن تكون إشبينتك .
لكنني تفهمت الأمر واعتبرته من إمتيازات العروس .
لا أحب أن أقول هذا حقاً ، لكن ميغان سم قاتل).
- أرجوك لا تلقِ باللائمة علي يا جايسون . فأنا أعرف أنك منزعج .
- من سألوم إذاً بحق السماء ؟ تالي هي الشيء الوحيد الجيد في حياتي منذ أن تركتني .
والآن عادت ميغان بشعرها الشائك البشع لتبتزني .
لا يمكنني السماح لتالي بالذهاب معها . إذ علي رعايتها ، فأنا أعرف ميغان .
ستفعل أي شيء لتغيظنا . اللعنة ! قد تبيع تالي لو عرفت أنها ستنجو بفعلتها .
نظرت أوليفيا إليه وقالت : ( لن تفعل ميغان شيئاً . تركتها واقفه قرب السيارة ،
وهي لا تريد رؤية تالي على كل حال . هل أنت متأكد أنها هي من أنجبت تالي أم
أن حملها كان وهمياً ؟)
- تعرفين أن الأمهات لسن مجبرات على حب أولادهن يا ليف .
لم تكن مغان مهيئة لتلعب دور الأم . كما أنها لم تملك القدرة على ذلك.
منذ أن ولدت تالي رأتها ميغان عدواً . ولم تتواصل معها أبداً .
أراهن أن ميغان حاولت ابتزازك أيضاً ؟
- لست مجنونة تماماً .
- لا ! لكنك رقيقة المشاعر بشكل كبير ، إلا معي .
- ماذا تقصد ؟
- أنت لم تريدي رؤيتي ثانية ، هل تذكرين ؟
ثم استدرك قائلاً : ( آه ! اللعنة . آسف لأنني قلت هذا . انسي الأمر .
لقد أزعجتني ميغان بشكل كبير ) .
فكرت أوليفيا إن إزعاجاً أكبر في طريقة إلى جايسون.
قالت له بلهجة ناعمة : ( لقد وضعت لها حداً ، تمكنت من إنزال المبلغ من مئتين وخمسين
ألف دولا إلى عشرة آلاف على شرط أن تغادر فوراً ).
حدّق جايسون بها وسألها : ( وهل قبلت ؟)
- لم أسمع أي اعتراض منها .
ثم رفعت حاجبيها وأضافت : ( أعتقد أننا في مرحلة ما من حياتنا نصبح أذكياء).
أرجع جايسون رأسه إلى الوراء وضحك ثم سألها : ( وكيف نعرف أنها لن تعود
عندما تنتهي العشرة آلاف )؟
أجابته أوليفيا مازحة : ( ربما أخبرتها أنني سأستأجر قاتلاً ماجوراً إذا فعلت ).
- ليف عزيزتي ، سوف تستفيد من الأمر بطريقة مدروسة .
هزت أوليفيا رأسها وقالت : ( لا أعتقد ذلك . أنا ذاهبة الآن إلى البيت لأكتب الشيك.
سوف أعطيها أيضاً نقوداً لتسافر بالحافلة أو القطار أو الطائرة
أو حتى المقعد الخلفي لدراجة نارية إلى أن تصل إلى بريزبن ،
وهذا كل شيء ، إذا كنت لا تمانع يا جايسون ، بما أنها زوجتك السابقة .
أريد منك أن توصلها بالسيارة خارج هافيلا إلى أي مكان تريده)
استقرت عيناه عليها لفترة طويلة ، ثم قال : ( لا داعي للمبالغة في لعب
دور السيدة العظيمة ، فمظهرك يشرح كل شيء . سوف أرد لك كل ما تعطيه لها ).
- شكراً لك ياجايسون . إن التهذيب هو أحد الأشياء التي أحبها فيك .
سارت أوليفيا بسرعة نحو المدخل ، ثم توقفت عند الباب لتقول :
( بالمناسبة ، بينما أنا في الداخل سأجد تالي وأقول لها إنها حرة لتفعل ما تريده تماماً)
- خذي كل الوقت الذي تريدينه .
ألغيت نزهة الغداء لأن جايسون أخذ ميغان في سيارته . جاءت
تالي لتقف قرب أوليفيا وهي تشاهدهما يذهبان من وراء ستارة غرفة المكتب .
سألتها أوليفيا وهي تفكر أنها قد تعطي أي شيء لتجعل أمها تعيش ثانية ..
- لماذا رفضت رؤية أمك يا حبيبتي ؟ ألا أنها كانت تضربك؟
ردّت عليها تالي بتأكيد مدهش : ( ظننت أنها سوف تقتلني )
هزت أوليفيا رأسها بقوة ، وقالت : ( لا ، لا ! أمك امرأة محبطة .
آه ! ربما لاتعرفين معنى هذه الكلمة ).
- بلى ، أعرف .
ونظرت إلى الأعلى نحو أوليفيا منتظرة استحسانها وقالت : ( إنها تعني حزينة ).
- إلى حد ما ، نعم . أنت فتاة ذكية .
ردت تالي بفخر : ( هذا لأنني أقرأ كثيراً ).
- إذا أنت تملكين متعه ستدوم مدى الحياة يا تالي ، والناس الذين
لا يحبون القراءة محرومون منها . ما أريد قوله هو أن الحياة دمرت
أمك عندما كانت في طور النمو .
صحيح أنها تسببت بالأذى لغيرها من الناس لكنها تأذت أيضاً.
وهذا ما جعل الحياة صعبة بالنسبة لها . يجب أن نشعر بالأسف تجاهها يا تالي .
عارضتها تالي بشكل مؤدب : ( لا بأس يا ليف . والدي يحبني ، وجدتي تحبني .
وأنت تحبينني ، وأنا أحبكم كثيراً ).
ثم تابعت تقول : ( هل تعتقدين أن السيد كارلو سيأتي لرؤيتي .
أحببت وجهه ، وقد تحدث معي بلطف ).
- هو أحبك أيضاً يا تالي .
أجابتها أوليفيا بهدوء . ثم أضافت : ( كارلو هو أسمه الأول .
ودي لوكا هو أسم عائلته هو يتحدر من أسرة إيطاليه ).
ردت تالي بسعادة : ( إنه مثلي . كما أن يملك عينين زرقاوين جميلتين مثل أبي .
وصوته جميل حقاً . لكنه ليس وسيماًُ مثل أبي. لا أحد بوسامة أبي .
إلا أنه لطيف أيضاً).
أمسكت أوليفيا بيد تالي وسارت معها بإتجاه الهاتف فهي وعدتها من قبل بأن تتصل
بوالدة داني لتأتي وتأخذها إلى منزلهم .
سيكون التحدث مع جايسون أسهل إذا كانت تالي بعيد ة .
أوليفيا لن تسمح لجايسون بالذهاب إلى إجتماع مع كارلو دي لوكا
دون أن يعرف ما الذي ينتظره

moura_baby 08-07-09 05:46 PM

والله شوقتيني كتيييييييير
الف شكر ليكي
الرواية تجنن
بليييييييييييز متتأخريش علية
ربنا معاكي

ذكرى المرجوحه 08-07-09 08:09 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة moura_baby (المشاركة 2003509)
والله شوقتيني كتيييييييير
الف شكر ليكي
الرواية تجنن
بليييييييييييز متتأخريش علية
ربنا معاكي


الله يسلمكِ ياعسل ، وشكراً كثير لمروركِ
وبالنسبة لرواية باقي بس فصل مع الخاتمه ..:friends::7_5_129::7_5_129:

moura_baby 09-07-09 12:50 AM

وانا في انتظارك
موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

ذكرى المرجوحه 12-07-09 02:28 PM


11 طفلة ووالدان

http://soor.rghh.com/data/media/237/lin49.gif
رن جرس الهاتف، فركضت أوليفيا لترد مغتقدة أنه جايسون، لكن المتحدثة كانت ليان خطيبة كارلو التي اتصلت لتشكرها على الأمسية الجميلة . بدت سعيدة ومرتاحة ، وبدا واضحا أن كارلو لم يخبرها بسره حتى تلك اللحظة. تلقت أوليفيا اتصالات شكر أخرى ، ووافقت على لقاء صديقتها لوسي على الغداء في البلدة يوم الاربعاء.
اعترفت لها لوسي قائلة: ((لقد ابتهجت حقا عندما رايتكما منسجمين انت وجايسون. الكل سعداء ، والطفلة لطيفة أيضا . كيف استطاعت ميغان التخلي عنها؟يالقسوتها! على كل حال ، أراك يوم الاربعاء ياليف. انتظر لقاءك بفارغ الصبر)).
لم يعد جايسون عند الثالثة ،وبدات أوليفيا تشعر بالقلق لا سيما انها ظنته سيعود في الساعة الثانية على ابعد تقدير.هل طرات مشكلة ما؟ هل رفضت ميغان الذهاب في اخرلحظة؟ هل ستقوم بمحاولة اخيرة لتحصل على مال اكثر؟
استراحت اوليفيا عندما عاد جايسون بعد عشر دقائق . ركضت نازلة الدرجات لتقابله وقالت : (( قلقت عليك كثيرا. أين وصلتما؟)).
نزلجايسون من السيارة فبدا طويلا ، ذا منكبين عريضين ، ووركين نحيلين ، ووسيما جدا في قميص بيضاء وجينز.
_ كان علينا إحضار أغراض ميغان اولا ، ثم انها ارادت أن تأكل فاستغرق الامر حوالي الساعة. انزلتها في موقف الحافلة إذ لم تشأ ان تصرف النقود لشراء بطاقة الطائرة ، ثم انتظرتها إلى ان رحلت ، وخلال هذا الوقت داهمتها موجة من الغضب وبقيت عابسة طوال الوقت . مسكينة ميغان! فهي عدوة نفسها ، ومهما فعلت لها لن تكفيها.
_ لايهمني ،طالما أنها لن تعود.
_ لا تعتمدي على ذلك. من جهتي لم أر أي نحاية جيدة في ميغان. هيا بنا ندخل فأنا بحاجة إلى فنجان قهوة.
وضع ذراعه حول خصرها وقادها نحو البيت ثم سألها: (( أين تالي؟)).
أراحت أوليفيا رأسها على كتفه وقالت: (( ذهبت إلى منزل داني .جاءت أخت داني وأقلتها، وقد بدت عليها خيبة الامل حين لم ترك)).
_ احيانا يتحول الافتتان إلى حزن وأسى . آمل الا تثرثر تالي حول موضوع ظهور امها ثانية)).
ابتسمت أوليفيا بأسف وقالت: (( الثرثرة جزء من شخصية تالي في هذه المرحلة من حياتها . بعض الاولاد يكتمون الاسرار لكن تالي تظهرها كلها)).
_ إنه تأثير نونا..
تنهد جايسون ثم أضاف: (( أحب جدتي كثيرا لكني لا أستطيع إيجاد علاج لتصرفها الدراماتكي، وقد ورثت عنها تالي ذلك)).
طلبت أوليفيا منه:
_ اجلس هنا في الظل.
وعندما وصلا الى الشرفة أضافت : (( سأحضر لك القهوة وربما أنضم إليك . كان نهارا حافلا)).
_ أعتقد اننا لم ننل قسطا كافيا من النوم، كل سهرتنا كانت رائعة! أحبك ياليف، وأحب وجهك الجميل ، وفوق كل شيء روحك الجميلة. ثم استوى جاسا وقال: (( بالمناسبة . هناك أمر يشغل بالك . ما هو؟)).
للحظة ألقت حذرها جانبا فبان في عينها حبها وامها من اجله.
_ هناك أمر يجب أن نتحدثبشأنه ياجايسون.
ضاقت عيناه الزرقاوان وقال: (( يبدو أمرا جديا . لن تقولي إنك ستتركيني ثانية. لايمكنك ذلك)).
_ ليس الامر كذلك ياجايسون.
_ لقد أرحتني.إذا لا شك أنه أمر يتعلق بتالي.\
استدارت أوليفيا قائلة: (( سأحضر القهوة، ثم نتكلم )).
عبس جايسون وقال: (( أفضل ان نتحدث الان. مالذي يقلقك إلى هذه الدرجة ياليف؟ هل تعتقدين أن امرا ما سيحزنني؟ دعني أوكد لك أنني لن أدع احدا يحطم حياتنا ثانية)).
وقف جايسون وجذبها إلى ذراعيه ليخفف حزنها، مريحا ذقنه على قمة شعرها الاسود الحريري.
_ آه جايسون...
بدأت الدموع الحبيسة تجري على خدي أوليفيا ، فتراجع جايسون بقلق وسألها: (( هل الامر بهذا السوء ؟ ألم أقل لك إن أسوأ شيء قد يحصل لنا قد حصل وانتهى؟ أنت تحبيني، أليس كذلك؟)).
_ لم أتوقف عن حبك أبدا.
رفعت أوليفيا عينيها الغارقتين بالدموع إليه، واضافت : (( لأنني أحبك كثيرا أخاف ان اؤلمك)).
_ مادمت أنا لك وانت لي ، مالذي سيؤلمنا؟
لم يعد هناك مفر. ضغطت إصبعها على فمه كي لا يقاطعها : (( أتمنى لو لم أكن الشخص الذي سيخبرك بالامر ياجايسون، لكن لا أحد يمكنه القيام بالامر غيري)).
_ إذا ، هيا، قولي ، مالامر؟
اسودت ملامحه، لكنه أضاف: (( لا تخافي . أعتقد انني أعرف ما ستقولينه على أي حال)).
وبإدراك مفاجىء ، قفز قليلا إلو الوراء. ربما لأنه رأى شيئا في عيني أوليفيا االخائفتين، فقد بدت غريبة.
تالي قد لا تكون ... ابنتي؟
حتى وهو يقول هذا، حاول جايسون دفع الفكرة بعيدا.
_ أنا آسفة جدا يا جايسون.
قالت أوليفيا ذلك بصوت خافت كئيب. صرخ جايسون ووجهه يتقلص من شدة الالم : (( لكنني ربيتها، وأنا أحبها.ظننت أنها. تحمل عيني الزرقاوين. يالي من غبي! أخبرتني نونا مرة أن عيني تالي مختلفتان عن عيني. هل كانت تحاول أن تحذرني؟)).
هز جايسون رأسه زكأنه يطرد الافكارالسوداء .
_ لقد كذبت عليك ميغان ياجايسون، إذ علمت طوال الوقت من هو والد تالي.لقد اعترفت لي اخيرا أنك لم تقم علاقة معها تلك الليلة. كان يجب أن أثق بك .. وأنا أتحمل جزءا من الملامة في هذه المشكلة الرهيبة.
سألها جايسون بصوت ثائر: (( من هو والد تالي؟ )).
حاولت أوليفيا أن تسيطر على صوتها حين اجابته : (( فكر بالعينين ... الزرقاوين غريبتين)).
ثم أحاطت جسده بذراعيها كالدرع.
اختفى اللون تماما من وجه جايسون الممتقع وقال بصوت كئيب: (( لا تقولي إنه دي لوكا!!)).
_ لقد تعرف إليها فورا.
_ كما فعلت أنت. لقد عرفت السر ، فلماذا انتظرت حتى الان لتخبريني؟
اخذت أوليفيا نفسا عميقا وسوّت كتفيها، ثم قالت: (( أرجوك ، لا تحكم علي ياجايسون. لم أعرف ماذا أفعل ، فهي مشكلة عاطفية كبيرة ، وقد علمت مدى الحزن الذي ستسببه لك ولتالي)).
_ نعم ، تالي!
قال ذلك بفظاظة ثم أبعدها عنه واستدار مبتعدا وأضاف : (( ياله من ميلاد مجيد.إذا لاتتوقفي ياليف. هيا.تابعي. يبدو انك أذكى مني.
كارلو تعرف على ابنته ويريد استعادتها، هل هذا صحيح؟)).
رمقته أوليفيا بنظرة تفيض تعاطفا ،وقالت: (( نعم ياجايسون ،إنه يريدها.لكن ألا يمكنك أن تفهم ذلك؟)).
ارتجف جسده كله عندما أطلت من عينيه نظرة تتهمها بالخيانة.
_ إذا مهمتك هي إخباري الحقيقة.
_ نعم.
سحبت من جيبها فوطة مسحت بها عينيها وتابعت تقول: (( يريدنا كارلو أن نجتمع معه. لم أشا أن تذهب إلى أي اجتماع دون أن تعرف ما الذي ينتظرك)).
رد جايسون بمرارة : (( يمكنني دائما الاعتماد عليك ياليف. فقط من باب الفضول... كيف تشعرين حيال الامر؟)).
أجابته بتعلثم : (( لا اعرف ماذا تقصد)).
_ حسنا! لست مجبرة على القبول بابنة زوج جاهزة.
جرحها كلامه بعمق مع أنها تدرك تماما أنه يتعذب. قالت له: (( سأنسى أنك قلت هذا الكلام ياجايسون ، رغم أننيلا اعلم كيف استطعت قوله. تالي طفلة عزيزة علي،وقد وجدت سهولة في إدخالها إلى قلبي . والآن ، أشعر أنني منهارة بسببكما)).
رد عليها بمرارة: (( حسنا! لقد عرفت تالي اطول مما عرفتها أنت، وربيتها كأنها ابنتي. لن أتقبل واقع أنها ليست ابنتي إلى أن أحصل على دليل ثابت . لاأريد رؤيةدي لوكا أيضا حتى يحصل على ذلك الدليل)).

سألته أوليفيا بحزن عميق: (( وعندما يحصل على الدليل؟)).
_ لا استطيع تقبل الامر بعد ياأوليفيا ، وربما لن أتقبل أبدا. لكن تالي هي اهتمامي الاساسي في هذه القضية . كيف يمكن ان يقتعلها من جذورها؟ الا يبالي بها؟
أجابته أوليفيا بهدوء: (( إنه يبالي ياجايسون. كارلو ضحية مثلك أيضا، فقد سلبت ميغان مرافقة تالي في سنواتها الاولى . فهو لم يحضر ولادتها وخطواتها الولى وكذلك كلماتها الاولى . إنه يحبها، وهو والدها . لقد توحد معها كليا وعرفها ما غن رآها)).
_ قولي لي كيف ..... كيف عرف ذلك؟
نظرت إليها عينا جايسون باحتقار لما تقوله، فردت أوليفيا ببساطة : (( إنها من لحمه ودمه)).
_ هذه كل ما يهم إذاليس كذلك؟
سألها جايسون بمرارة وهو يبدو منهارا تماما، فامتلات نفس اوليفيا بالتعاطف معه . نظرت غليه بعينين المكللتين باهداب سوداء ، وقالت: (( أنا اتفهم مشاعرك ياجايسون ، ويمكنني ان أرى أنك تشعر انني خنتك بطريقة ما. أنا لم أخنك ، لكني لاحظت أن المسألة برمتها ستكون مؤلمة لك. من خانتك هي ميغان دافي)).
_ اذا ، ألىن بتنا نعرف لماذا رضيت بمبلغ صغير.
ثم ضحك ضحكة كئيبة وأضاف: (( خافت من البقاء و مواجهة المشاكل)).
_ أعتقد أنها خافت من بيلا دي لوكا أكثر من شيء آخر.
_ وتالي ، الا تعرف شيئا؟
قال ذلك واضعا رأسه بين يديه.
_ هل أنت بحاجة لأن تسأل؟
رفع رأسه وسألها: (( متى ستكون هنا؟)).
_ عند الرابعة والنصف.
أجابته أوليفيا وهي تدرك أن الثمن سيكون أكبر بكثير مما توقعت.
نزل جايسون الدرج وهو يقول: (( سآخذها وأذهب غلى البيت. أنا بحاجة غلى وقت للتفكير)).
خلال سلسلة الاجتماعات الطويلة المرهقة، والنقاشات التي أنهك أوليفيا، وجعلت رأس جايسون يدور كانه يعيش وسط كابوس، بدا موقف تالي تجاه حقيقة نسبها مثيرا للدهشة . قالت بحماسة وهي تتسلق لتجلس على ركبة جايسون : (( الآن اصبح عندي والدان. سيكون الأمر ممتعا، فأنا ابنتكما وابنة كارلو في آن)).
قال جايسون بلطف: (( أعتقد انك الآن لا تعلمين معنى ذلك ياتالي . هذا يعني أنك ستذهبين للعيش مع كارلو وليان بعد زواجهما الذي أصبح قريبا. ثلاثة أشهر هيمدة قصيرة)).
اتفق الجيع على فترة ستة أشهر لانتقال تالي تدريجيا.
_ آه ! أنا لن أعيش معهما.
هزت تالي رأسها وأضافت: (( ساعيش معك ومع ليف.سوف تتزوجان أيضا، صحيح؟سأكون الزهرة المتنقلة)).
أدارت أوليفيا رأسها ونظرت إلى الخارج نحو الحديقة المضاءة، إذ بدا وجه جايسون أن لا شيء أبعد من فكرة زواجه.
تابعت تالي كلامها وهيتنقل نظراتها من جايسون إلى اوليفيا، ثم تنظر إلى جايسون ثانية وكأنها تطلب منهما : (( طبعا سأحب الذهاب والبقاء مع كارلو وليان. قال كارلو إنه سيشتري بيتا كبيرا جميلا لنا ، وسوف يشتري كتبا وأسطوانات وفيديو ودراجة لي، فهو يعتقد انني ذكية كفاية لأتعلم استعمال الكمبيوتر)).
_ هذه أشياء كثيرة تجعلك سعيدة.منتديات ليلاس
قال جايسون ذلك وهو يمسد ضفائرها ثم سالها: (( وكيف هي علاقتك مع عائلة كارلو؟ أمه ، وأبوه ، وأخته جينا؟)).
ردت تالي بحماسة مفرطة: (( رائعة! إنهم إيطايون مثلي . وقد ارتني عمتي جينا صورا لها حين كانت صغيرة وهي تشبهني تماما . هناك أمرغريب وهو أن والدة كارلو تشبه نونا كثيرا ، فهي تلوح بيدها طوال الوقت ، وأنا أحبها. بدات بالبكاء عندما رأتني، فقلت لها لابأسس. قالت إنها لن تسامح أمي)).
رد جايسون : (( هذا يجعلنا اثنين!)).
_ أعتقد انها سوف تتخطى الأمر بنجاح.
علق جايسون بعد فترة حين وضعا تالي في سرسها ، وجلسا على الشرفة الباردة التي تضيئها النجوم. ثم أضافت بحزن: (( الأطفال يتلأقلمون بسرعة)).
_ الحمد لله على ذلك.
تنفست أوليفيا بعمق وقد قررت في نهاية اليوم أن أكثر من يهم هيتالي. أضافت تقول بهدوء : (( لكن المشكلة هي أنها تظن نفسها ستعيش هنا يا جايسون )).
_ لديها عائلة الآن ياليف.
قال جايسون ذلك محاولا التركيز على تلك النقطة المهمة واضاف : (( إنهم جاهزون ليحبوها)).
شعرت أوليفيا بقلبها يتكسر حزنا لأجله فقالت: (( إنهم يعرفون ما فعلته لأجلها ياجايسون ، وهم ليسو أشخاصا قساة ، ولن يأخذوها بعيدا عن حياتك )).
هز جايسون كتفيه رفضا ، ثم قال : (( لاأبالي البتة بما يفعلون . كانت لدي طفلة ، والآن لم تعد معي)).
_ يبدو من كلامك أنك لن تنجباطفالا غيرها.
أصبحت اوليفيا على وشك الانهيار ، ولا شك أن ذلك بدا في صوتها لأن جايسون تصرف بسرعة قائلا: (( ليف ، حبيبتي ! سامحيني )).
حبه لها ألمه. إنه مثيم بحبها ، ولم يكن باستطاعته تجاوز هذا الكابوس لولاها. اقترب منها ، وركع على ركبة واحدة ، ثم نظر إلى وجهها الذي يعكس ضوءالقمر وقال: (( لقد وقفت بجانبي وساندتني عندما كان مزاجي سيئا ، وأنا أخذت تعاطفك معي كأمر مسلم به . سامحيني....
إنها الصدمة والشعور بالضياع .. أعرف أنها ليست نهاية العالم. ستكون تالي بخير ، فكارلو هو والدها ورباط الدم يجمعهما. إنه يحبها وكذلك عائلته التي هي عائلة تالي . أنا كنت والدا مؤقتا، اهتم بها لفترة من حياتها)).
انهمرت الدوع بغزارة من عيني أوليفيا التي قالت: (( لقد قمت بعمل رائع ياجايسون ، فقد لعبت دور الأب والأم معا .بسببك نشأت تالي طفلة سعيدة ، وستستمر طفلة سعيدة ، إذ سنسعى كلنا من أجل ذلك)).
_ نعم.
تمتم جايسون موافقا وهو يفكرأن الألم لن ينتهي . أضاف : (( كلنا نحبها، لكن علينا التعامل مع هذا الوضع غير العالدي آخذين بعين الاعتبار مصالح تالي اولا . أعتقد أنها ستحظى بعائلتين لبعض الوقت ، كما في حالات انفصال الاب والام .ستبقى معنا احيانا ، ومع كارلو وليان أحيانا اخرى، زكلنا سنهتم بها كي تشعر بالاستقرار . آمل أن تبقبل الوضع الجديد دون مشاكل ، فهي مازالت طفلة)).
_ على الاقل نحن نعلم أنها احبت كارلو واعتادت عليه فورا.
_ لقد ساعد الرباط العائلي على ازالة العوائق الاخرى. كان الامر ليصبح مخيفا لو ان ميغان تركتها وكارلو لا يريدها ، غذ لن تنمو تالي بشكل طبيعي وهي تعلم ان والديها سيئان ولا يريدانها.
_لا!

اندفعت الكلمة الى فم اوليفيا التي اضافت : (( علينا ان نفكر بالنستقبل لا احساسها بالانتماء مهم جدا. يجب ان تعرف تالي من تكون)).
جلس جايسون على الاريكة بجانبها وقال: (( يبدو ان منهمتي انتهت وعلي ان اعيد تالي الى ابيها الحقيقي)).
لمست اوليفيا ذراعه برقة وقد شعرت بالمه ، وقالت : (( هذا لن يوقف حبها لك ياجايسون ولاحبك لها . اخبرتني تالي انها فعلا لها ولدان وقد بدت فخورة بذلك . لديها جدتان وجد جديد يدعى (( سلفا دور ببطنه الكبير ))كما ان لديها عمة واولاد عمة وسيمين واشخاصا مليئين بالحيوية وجاهزين ليحبوها . كارلو لن يدعها تحزن ، واي والد يتفهم ذلك )).
تجعد حاجبا جايسون الذي قال : (( التفهم شيء لكن تقبل الامر ياخذ وقتا طويلا . انا لست حزينا لانها ستذهب اليهم فهم عائلتها ولايمكنني لومهم . ميغان هي من سببت هذه المشاكل وهي من دون قلب . لكن لا تقلقي، ليف ...)).
حاول جايسون ان يبتسم ثم اضاف : (( ساتعلم العيش مع هذا ، امنحيني بعض الوقت فقط . يمكنني ان اعيش مع اي شيء طالما انت معي )).
امسك يد اوليفيا وقبل اطراف اصابعها، ثم اضاف : (( اريد اطفالا . . أطفالنا نحن .. هذا كان هدفنا ، وقد خططنا لذلك في الماضي .لااحد منا ادرك حقيقة ميغان . على كل حال ، لننسى ميغان ، وآمل لا نذكر اسمها الى الابد . انا احبك ياليف ،كيف شككت بذلك؟ )).
بدات الدموع تحرق عيني اوليفيا ، فوقفت ومشت الى زاوية الشرفة حيث ركزت نظرها على النجوم المتلألئة . سار جايسون اليها ووقف خلفها ثم ادارها بين ذراعيه وقال: (( أحبك)).
ضمها الى صدره وعانقها برقة ، فيما انسكبت من عينيها دموع صادقة.
_ اسف لاني كنت غاضبا جدا.سامحيني.
مسدت اوليفيا خده بيدها وقالت : (( لا شيء اسامحك عليه ياجايسون . وكما تقول تالي كل شيء سيكون علة ما يرام)).
_ عديني بذلك.
نظر جايسون باهتمام الى عينيها ، فارتحفت ابتسامة على ثغرها وقالت: (( نحن قويان جدا، اليس كذلك؟رغم ذلك كل التعاسة التي سببتها لنا ميغان ، كافحنا لنعيش)).
_ لقد عشنا ،نعم لكن اشتياقنا لبعضنا لم ينطفىء،بل بقى مشتعلا.قولي لي اننا سنتزوج قريبا جدا.
فهمست اوليفيا : (( الم تقل انها مسالة وقت؟)).

عمق المشاعر في همستها داخل صميم قلب جايسون الذي لم يعد يستطيع كبت مشاعره فقال: (( لقد عدت لي، وانا كنت بانتظارك.هاري،لاعب الشطرنج البارع،حركنا الى اماكننا)).
ثم رفع راسه نحو السماء وقال: (( هاري ، ياصديقي ، انا حزين لموتك.اعتقد انك علمت ان حلمنا قد تحقق اخيرا)).
ثم نظر الى اوليفيا وقال: (( انت حبي الاول ياليف. انت اول فتاة عانقتها، ويلزمني الاف السنوات لانساك.انت المرأة الوحيدة التي أحببتها، وسأحبها الى الابد. سنبقى قرب تالي ونجعل حياتها تنجح مع آل ديلوكا لانهم أناس طيبون. الحياة تستمر، زانا واتن نتشارك مصيرا واحدا. ثم سيكون لنا ستة عشر ولدا)).
ولاول مرة منذ ايام انفجرت اوليفيا ضاحكة وسألته : (( ستة عشر؟)).
_ لقد سمعتني جيدا!
ثم ارجحها جايسون في خطوات رقص قطعت أنفاسها، بعد ذلك توفق واحنى رأسه تجاها قائلا: ((ستة عشر)).
ثم عانقها بقوة وذراعاه القويتان تستدان ظهرها.دفنت اوليفيا انفها في صدره وراحت تتنشق رائحته.سمعت صوت ضربات قلبه المدوية كأنها تقول لها: (( اوليفيا، انا انبض من أجلك)).


http://soor.rghh.com/data/media/237/lin14.gif


الخــــــــــــــــــــــــــــاتمة

http://soor.rghh.com/data/media/237/lin51.gif

مضت سنتان من الفرح والهناء وهاهم الجميع يتوافدون اليوم للاحتفال بمناسبة خاصة وهي حفلة تعميد طفل ال كوبري تدفق نور الشمس عبر زجاج النوافذ الملونة الطويلة في الكنيسة فأرسل الى الداخل طيفاً من الوان الجواهر اللامعه .
منتديات ليلاس

وفي اخر القاعة المزينة بتلال من الازهار البيضاء النقية وقفت أم الطفل الجميلة بوجهها الملائكي الذي يشع سعادة محتضنة طفلها المحبوب بين ذراعيها في حين وقف بجانبها زوجها الوسيم والد الطفل كوري .
بدت تالي سعيدة ووجهها يشع بالفخر في هذا اليوم الرائع الذي انتظرته طويلا تألقت بثوب ابيض جميل صنعته خصيصاً لها نونا لحفلة التعميد مع ربطة شعر من الساتان الازرق زينت شعرها الاسود اللامع الذي وصل طوله الى منتصف ظهرها انه يوم خاص في حياة تالي وهو يشبه لون الدراق وصاحب العينين الزرقاوين ..
بدا هاري الصغير رائعا وقد أحبته تالي منذ سمحت لها اوليفيا بحمله في اول زيارة لها الى المستشفى بعد ولادته انه قريبها المبجل ! وقد قالت لاوليفيا انها ستهتم به وترعاه دائماً انها فخورة به ! نظرت تالي الى الاب لوك وهو يصب مياه التعميد على رأس هاري الصغير الحبيب لكن هاري لم يبك ابداً ..
في الواقع بدا مستمتعاً بما يجري وقد اصبح منظره كالعصفور الصغير مما دفع تالي الى كبت ضحكة كادت تفلت منها ..طبعاً لو ان تالي ناضجة كفايةلطلب منها ان تكون عرابة هاري اذ ان الناضجين فقط يتولون هذا الامر كما اخبرها جايسون ابوها وليف هما ثاني افضل شئ في حياتها ..


فكرت تالي برضا انها اصبحت فردا مهما في عائلتها الكبيرة وشعرت بدفء وقوة يدي والدها على كتفها ..


تألقت تالي خلال حقل زفاف جايسون وليف اذ كانت الفتاة التي تحمل الازهار وقد ارادت ذلك بشدة كان زفاف هافيلا مع الكثير من الصور الجميلة التي احتفظت بها للذكرى .. كما انها حملت الازهار في زفاف والدها ولي منذ شهور قليلة وقد بقيت مع جايسون وليف بينما ذهب ابوها ولي في شهر العسل الى بانكوك شعرت تالي بالسعادة لانها محاطة بكثير من الاشخاص الذين يحبونها ..
والان اصبح لديها هاري الصغير وهي محظوظه في رؤيته يكبر .. اشترى والدها منزلا قريبا من هافيلا واصبح يعمل في المستشفى الذي ولد فيه هاري اذ لم ترد تالي الذهاب للعيش في بربزين فقد كرهت الفكرة لانها تريد البقاء قرب جايسون وليف وزيارتهما كلما ارادت ذلك , طلب منها الا تقلق ووعدها بأنه سيعود الى بلدته للاستقرار فيها ابوها رجل لطيف الا انه لا يعلم انها تفضل جايسون عليه في سرها
ولو انه طلب منها العيش معه في بربزين لهربت منه لكنه لم يسبب لها الحزن كما ان لي فتاة مسلية ...

نظرت تالي الى هاري مايكل الكسندر بين ذراعي ليف وهو يصدر اصواتا ويلوح بيديه الصغيرتين وكأن دوره قد حان ليباركهم جميعا أليس الاطفال اجمل المخلوقات في العالم ؟!
فرحت تالي لأن جايسون وليف سميا ابنهما تيمنا بالعم هاري فهي تتذكر كم كان العم هاري لطيفاً معها عندما كانت صغيرة وقد اخبرتها ليف ان العم هاري هو من جمع شملها بجايسون من جديد ولانها طفلة ذكيه وتنمو بسرعه فهمت كيف ان جايسون ليس والدها الحقيقي بل كارلو لكنها تحب جايسون بالطريقة ذاتها لانها تعتبره الاب الذي ارسله الله ليعتني بها


على بعد خطوات قليلة من المجموعة جلست نونا ريناتا التي ارتدت ابهى حلتها قالت ان الامر ملئ بالدراما ! انها تحب الدراما كما تحب الثرثرة هذا ما قالته نونا ايزابيلا لكن نونا ايزابيلا لا تختلف كثيرا عنها ومن حيث تقف استطاعت تالي رؤية الدموع على خدي نونا ريناتا لا بد انها دموع الفرح فحفلة تعميد هاري جميلة ومؤثرة نونا ريناتا هي من خاطت ثوب التعميد الحريري الابيض لهاري وكذلك ثوب تالي ... يالها من امرأة ذكية ..
بدا النهار رائعا والسماء زرقاء والاشجار في باحة الكنيسة بدت جميلة بشكل لايصدق ومزينة بأزهار كثيرة لدرجة انها حجبت السماء عندما انتهت مراسم التعميد توجه الجميع الجميع نحو سياراتهم كي يعودوا الى هافيلا من اجل وليمة صباحية اصرت العرابة روبن على تحضيرها رغم زواجها السعيد والامن من بن رايلي صاحب مزرعة محلية تتابع روبن عملها في مجال تحضير الطعام بموافقة زوجها ومساعدته احياناً لقد وجد بن دافعا جديداً في الحياة ولعب دوره جيداً كأب لستيفن الذي فرح كثيراً لمشاركته في حفله التعميد ...
ركضت تالي نحو والدها وجذبت يده قائلة :" ابي هل تسمح لي أن اعود في سيارة جايسون وليفي ؟ اظن ان هاري يريدني ان اكون معه "
ــ طبعاً يا حيبي !
ابتسم كارلو لابنته الصغيرة وراقبها وهي تنسحب خلسة لم يتوقع أحد ان تتأقلم تالي بهذه السرعه والمرح مع نقطة التحول الكبيرة في حياتها طبعاً لما كان الامر كذلك لو انه اصر على متابعة مهنته في بربزين لكنه يدرك ان عليه القيام ببضع تضحيات وقد نجح الامر بشكل مميز .
اندمج كارلو ثانية مع المجتمع ووالده فرحا جداً لانه عاد الى دياره كما انه هو وليان يتابعان عملهما بنجاح لكن هذا لايعني ان الجميع لم يعلمو جاهدين لتخطي التوتر العاطفي الذي سببته مرحلة الانتقال .
وكارلو يشعر بالامتنان تجاه جايسون واوليفيا بسبب وقتهما وتضحيتهما وتفهمها كما انه يشعر بالفخر لانهما طلبا منه هو وليان التي اصبحت صديقة لاوليفيا ـ ان يكونا عرابي الطفل وهي مهمة قربتهم جميعاً من بعضهم البعض .
ــ انه رائع , اليس كذلك ؟
ـ اه , نعم !
ابتسمت اوليفيا لوجه تالي الصغير الذي يشع فرحاً وهي تجلس في المقعد الخلفي للسيارة التي يقودها جايسون .
قالت تالي بسرور : " لديه شعر جايسون الاحمر واتوقع ان تكون لديه عينان زرقاووان مثله "
ثم ربتت بلطف على رأس الطفل وهي تدلله وتغني له :" ياهري الغير يااجاصة رائعة ...."
ــ لن ننتظر طويلاً لتعرف .ردت اوليفيا وهي مأخوذه بابنها الصغير انها تحبه كثيراً لدرجة جعلتها تشعر بالفخر لانجاب طفل رائع كهذا وقد شعرت هي وجايسون بالسعادة لان الله منحهما صبياً كاملاً معافى .
رد جايسون مؤكداً :" طبعاً ستكون لديه عيناي الزرقاوان ارى انه يحبك يا تالي "
اشرق وجه تالي بابتسامة سعيدة وقالت :" هذا ما يبدو فهو يمسك باصبعي ولا يريد تركه سألتقط له صوراً كثيرة هل تسمحان لي ؟"
اجابتها اوليفيا قائلة :ط طبعاً يا حبيبتي يجب ان نلتقط لكما عدة صور معاَ "
ــ اه , رائع !
وتلألأت عينا تالي الزرقاوان بالفرح رفعت يد هاري الصغيرة السمينة وقبلتها فاستمتعت برائحة الاطفال الجميلة الفريدة التي تفوح منه .
ـ سيكون عندي كثير من الاطفال عندما اكبر ..
ابتسمت لها اوليفيا بحنانوقالت :" انا واثقة انك ستكونين أماً رائعة يا تالي "
ــ هل نعلمان لماذا ؟
سألتهما تالي ذلك وهي تبدو سعيدة ومرتاحة بشكل كبير نظر اليها جايسون بسرعه وهو يقود السيارة على طريق هافيلا الطويل وسألها :" لماذا يا عزيزتي ؟"
أجابته تالي :" لأن العائلة رائعة .."

انتهت ....


مع أماني الصادقة بقراءة ممتعة للجميع ...

ودمتـــــــم بخير ..

http://www.mooode.com/data/media/188/172.gif

moura_baby 12-07-09 06:54 PM

:55:
تسلم ايدك اختي الغالية
رواية اكثر من رائعة
مشكوووووووووووورة

ذكرى المرجوحه 14-07-09 12:48 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة moura_baby (المشاركة 2006601)
:55:
تسلم ايدك اختي الغالية
رواية اكثر من رائعة
مشكوووووووووووورة



http://www.w6w.net/album/35/w6w_w6w_...37f7bbcc6e.gif

بركآن من الآحساس 17-07-09 09:45 AM

تسلمييييييييييييين على المجزد قصه قمه في الروعه
اختيار موفق ..

الجبل الاخضر 11-08-09 04:16 AM

وووووووووووووووووووووووووووووووااااااااااااااااااااااااااااا اااااووووووووووووووووووو رئعه رئعه رئعه من اجمل ما قرات اتمنا ان الكل القرئها استمتعو مثلي تتتتتتتتتتتتتسسسسسسسسسلم ايدك ومشكوره وماتقصيري واتمنا منك تختاري الاحلا وتنزليها لن ذوقك رائع

posy220 13-08-09 05:49 PM

شكرا على الرروووووووووووووعه والمجهود

بدر الزمان 30-09-09 12:29 AM

الروااية عجييييبة

يسلموو

rana_rana 04-10-09 06:56 PM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

AZAHEER 12-10-09 01:27 AM

thaaaaaaaaaaaaaaaaaaaanks

حساويه عنيدة 19-10-09 06:47 PM


بسم الله الرحمن الرحيم

يسلوووووووووو القصة اكثر منروووووعه


شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية :cool: .

وفاء حسين سلطان 05-11-09 12:12 AM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

قماري طيبة 06-02-10 07:17 PM

رواية جدا جدا رائعة تشكري عليها
بارك الله فيك ورحم الله والديك, يعطيك الف عافيه

سفيرة الاحزان 18-04-10 04:12 PM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

ليالي الروح ياقلبي 18-04-10 07:14 PM

بارك الله فيك ورحم الله والديك, يعطيك الف عافيه

الهيفاء 20-04-10 12:08 PM

رواية في منتهى الروعة والتشويق، سلمت يداك وشكرا...

ليلى3 13-08-10 07:51 PM

مرحبااختيارك كثير موفق ذكرى والرواية رائعة تسلمي.

deemaah 14-08-10 02:09 AM

:flowers2::flowers2:ممتعه الف شكر:55::55:

iraq flower 20-08-10 08:06 PM

يسلموا حلوة جدآ

ساكنه 09-11-10 03:15 PM

وااااااااااو بجد رووووووعة تسلم الايادي الناعمة وللختيار ودمتي لي سكنة

samahss 28-12-10 05:45 AM

:55::29ps:

jols 28-12-10 10:40 AM

وااااااااااااااااااااااااااو روووووووووووووووووووووعه

الناعسه 14-02-11 09:49 PM

حللللووؤوؤوؤوه

ملك محمد 10-03-11 07:13 PM

روووووووووووووووووووووووووووووعة
مشكورة على المجهود

hoob 18-03-11 05:30 PM

:dancingmonkeyff8::7_5_129:

ندى ندى 29-01-12 11:22 PM

جميله جدا جدا ورائعه

سومه كاتمة الاسرار 26-02-12 10:26 PM

القصه تحففففففففففففه شكرا على اختيارك
:8_4_134:

الجبل الاخضر 06-09-13 01:07 PM

رد: 390- حلم ضاع من يدي - مارغريت واي ( كاملة)
 
تسلمي عيوني :55:برافو :55:برافو :55:برافو :55:برافو :55:تسلم الانامل :hR604426:على المجهودك الرائع والاختيار الممتاز:55::peace: ونشكرك على تعبكي:lol: ياعسل :wookie:وننتظر جديدك:dancingmonkeyff8:

شووقهـ 09-09-13 01:19 AM

رد: 390- حلم ضاع من يدي - مارغريت واي ( كاملة)
 
راااااااااااااااااااااائعة يعطيك العافية يا عسل

paatee 23-11-17 06:05 AM

رد: 390 - حلم ضاع من يدي - مارغريت واي ( كاملة )
 
رائعه جدا تسلم الانامل

زهرة الفلامنجو 24-11-17 06:19 AM

رد: 390 - حلم ضاع من يدي - مارغريت واي ( كاملة )
 
رواية جميلة تسلمي عليها


الساعة الآن 06:19 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية