منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   الارشيف (https://www.liilas.com/vb3/f183/)
-   -   أشواك الحرير (https://www.liilas.com/vb3/t113933.html)

ام دموع 25-06-09 12:12 PM

أشواك الحرير
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صبااحكم /مسااكم
ورد وفل وياسمين
اليوم حابه أبدى بكتابه أحدى الروياات التي تعجبني
من روايات أحلام واتمنى تنال أعجابكم
:f63:

أشواك الحرير..
هذا هو أندرو كروس..رب عملها..الرجل الذي كان يوكلها بالتعامل مع نسائه المنبوذات
بإرسال هدية مع كلمة اعتذار طوال خمس سنوات.
لقد أقسمت مرات ومرات من قبل أن لاتقع في هذا النوع الفخ مع هذا النوع من الرجال ثانية.
أندرو كروس يعيد تمثيل دور لوك بالارد ثانية ، ولكن ببراعة أكبر .. وجاذبية أكبر ..
وتصميم على تنفيذ مايريد مهما ألمها هذا .
ومثله مثل لوك ، ليس في ذهنه سوى شيء واحد فيما يختص بالمرأة .. أن ينال مايريد ..
ويحس بإثارة الانتصار .. دون اهتمام بمشاعر المرأة المسكينة التي صدقت وعوده وأكاذيبه.
لن تخاطر بعد اليوم في أن تواجهه .. ولن تكون الضحية التالية .

هذا هو ملخص الرواية
اتمنى انو عجبكم
واذا شفت ردود حلوه
بتاابع الكتابه

تحياتي وتقديري
ام دموع
:flowers2:

Rehana 25-06-09 02:15 PM

أهلين ..أم دموع

يعطيك العافية

من الملخص تبدو رائعة

أنتظر القصة بفارغ الصبر

تحياتي لك

moura_baby 25-06-09 02:17 PM

شكلها رواية حلوة أوي
موفقة بإذن الله

:8_4_134:
في انتظارك

ام دموع 29-06-09 10:41 PM

الفصل الاول
 
الرائع مروركم وتشجيعكم خوااتي
قمر الليل
moura
وحااظرين لطيبين
وهااااي اول فصل لعيونكم
1-ذكريات دون ندم
*******

مال مات ماكلاود فوق مكتب ماغي الانيق مشيرا براسه الاشقر الى الباب المغلق الذي انبعثت منه الاصوات واضحه مسموعه .
-اما زال الاسد في عرينه ؟
سمحت ماغي لنفسها بابتسامه سريعة. فليس من عادتها مناقشة شؤون رب عملعها مع أحد ولو كان محامي المكتب الشابز لكن لاباس باستثناء ما مع مات الذي استطاع خلال السنه المنصرمة التي عمل فيها هنا ،إثر تخرجه من الجامعه مباشرة ، ان يصبح بسرعة مذهلة الساعد الايمن لأندرو كروس.
قلبت صفحات دفتر المواعيد ، المليء بالرموز الاختزالية:
-انه الزبون الجديد الدكتور هايكنز ، وانت تعرف كيف يعاملهم .
رفع مات عينيه الزرقاوين الى السماء:
-كيف لااعرف ! ليس مع الزبائن فحسب .
هزت ماغي كتفيها.
-هذا جزء من خطته الحربيةز انه يعرفهم منذ البدء من هو المسؤول ، وفي النهاية دائما يثقون به . تبدو الطريقة ناجحة .
نظر اليها مات بريبة :
-صحيح ، ولكن هل يجب ان يكون ششرسا هكذا ؟
فردت بجفاء :
- الظاهر هذا .
عدلت نظارتها ذات الزجاج الصافي ، ثم استدارت إلى التها الطابعة . لكن مات بقي حيث هو ثم راح يعبث بسكين الورق فوق مكتبها .
- منذ متى تعملين لدى أندرو ؟
توقفت ماغي بينما كانت تضع اوراقا جديدة في الاله الكاتبة ، فكرت للحظات وهي تحسب السنوات ، بينما لمعت الشمس المتسللة عبر النافدة فوق شعرها العسلي الناعم السميك المسرح إلى الخلف والمعقوص فوق عنقها .
-لنر.. سأتم السنوات الخمس في اوائل السنه المقبلة .
- هل يعجبك العمل معه ؟
نظرت اليه بعينيها اللوزيتين الخضراوين نظرة باردة . فهي طالما جاهدت لخلق صورة مستقلة لنفسها فكيف لمات ان يسالها سؤالا شخصيا الى هذا الحد .
لكنها لما لاحظت تراجعه الوجل المذعور امام نظرتها الصارمه ، خففت من صرامة تعبيرها ، لتسألهك
-لماذا هذا السؤال ؟
المحامون المتدربون عادة يشعرون بالهشاشة ، ومات الذي هو في اولى مراحل تدريبيه مازال يشعر بعدم الثقة بنفسه او بقدرته على تحمل اي نقد يوجه اليه.
تسالت ماغي بينها وبين نفسها ما اذا كان رب عملها قد مر بهذه المرحلة. لا .. لاتظن هذا ، بل لن تستطيع اندرو كروس وقد اربكه شيء ، لا الحيوانات المفترسه ذات الانياب الحادة ولا الملوك ، فما بالك بسكرتيرة!

وكانت تعرف ان العلاقة الوثيقة برب عملها والثقة التي وضعها فيهل في النهاية، تعطيها وضعا محددا ، مركزا له اهميته في المؤسسة. وان بعضا من المهابة التي يحس بها الموظفون الاخرون في المؤسسة قد امتدت اليها. ولكن مات قال مصرا :
-حسنا ، هل يعجبك ؟
-العما معه؟ أجل كثيرا .
ولم تزد ، فهي تعرف تماما ان زيادة الشرح قد يؤدي الى سوء الفهم ، اضيف الى ذلك انها على غير استعداد للحديث عن رئيسها او عن وظيفتها . قال مات :

-هذا ماظننته ، ولا ألومك . مع ان الامر غريب .
-مالغرابة فيه؟
تمنت انصرافه ليتسنى لها طبع مذكرة هايكنز قبل نهاية يوم العمل ، ذلك أن أندرو، بعد هذه المقابلة العاصفة في مكتبه، سيكون لديه كثير مما عليه إملاؤه لها ، تابع مات :
-انت تحبين العمل مع أندرو وهذا واضح . ولكن لدي انطباع بأنك لاتحبينه ،كشخص .. أعني ..
غطت ماغي ردة فعلها الدهشة بنظرة باردة وقول حازم:
-أنت مخطئ كل الخطأ ، فأنا لاأشعر تجاهه باي شيئ من أي نوع .
عادت إلى عملها ، غاضبة من نفسها لتماديها في القول . هذا ماجنته من شفقتها على المحامي الشاب ولكن مات ماكلادو ليس صغيرا فهي تعرف من الملفات انه في الثمانية والعشرين من عمره ، اي انه اكبر منها بسنتين ، واكبر من معظم المتمرين في الؤسسة .
سمعته يقول بصوت قلق :
-هاي.. أنا اسف . لم أقصد الإساءة ، فهذا ليس من شأني.
ابتسمت له ببرود :
-لابأس يامات . لكنني لاأحب مزج شؤون العمل بخصوصياتي .
ها قد تفوهت بأكثر مما يجب مرة أخرى ، وهي ليست المرة الاولى التي تتعرض فيها لمثل هذه التسؤلات ، فالجميع يبدي الفضول بشأن ماغي بلارد المتحفظه وعلاقتها مع الطائر الخلي أندرو كروس . لكنها مع الوقت والتمرين تعلمت أن تصد أي سؤال شخصي كهذا برد متكبر ، أو نظرة حازمة . حتى تعبت من ذلك .
في هذه اللحظه فتح باب مكتب أندرو ، وظهر رجل أسمر طويل ملأ مكتب ماغي الصغير بحضوره .
أندرو كروس رجل له حضور طاغ ، هو ذو عينين دكناوين إلى حد الاسوداد تبدوان وكأنهما في كل مكان ، تريان ما لايراه أي
مخلوق حي آخر . جسده الطويل ، النحيل المتكبر المفتول العضلات يظهر القوة الشديدة ،والوجه الاسمر المرتفع الانف يظهره محاربا واثقا من نفسه ينظر إلى الدنيا بازدراء واحتقار وتنازل . أما قدرته على السيطرة فتتصاعد أمامه بينة واضحة .
كبحت ماغي بسمة أمام نظرة مات المذعورة من عيني أندرو اللتين حدقتا فيه وهو يقول :
-اليس لديك عمل تقوم به يامكلادو أفضل من إزعاج سكرتيرتي ؟
تمتم مات بشيء مبهم عن حاجته الى معرفة نقطة قانونية ، فصاح به أندرو :
-اذهب وقم بأبحاثك عنها بنفسك . فعلى هذا تقبض اجرا .
بالارد ، الم تطبعي مذكرات هايكنز هذه بعد ؟
مدت ماغي يدها إلى كومة أوراق مطبوعة أمامها على الطاولة ، بينما كان مات يرمي بنفسه خارج الغرفة بأسرع وقت ممكن ، وقالت بهدوء :
-لم أنته بعد ، لكنني أظن ان هذا هو الجزء الرئيسي منها . أخذ الاوراق من يدها ، ثم نظر إليها بسرعة :
-أريد الاوراق الاخرى قبل حلول الظهر ، فابدئي العمل !
استدارت إلى الاله الطابعة وهي تتمتم :
- حاضر سيد كروس .
فقال بصوت منذر بالسوء :

-ماذا قلت ؟


رفعت ماغي عينيها الى عينيه وعلى وجهها قناع مجرد :
-لقد قلت " حاضر سيد كروس "
رجع على عقبية إلى مكتبة ، فأغلق الباب وراءه . سرعان مابدا مكتبها فارغا ، هادئا ، مسالما ، وكأنما حيوان مفترس قد قرر أن لايلتهم ضحيته المسكينة هذه المرة .
تنهدت ، ثم شرعت في طباعة ماتبقى من المذكرة وهي تفكر هنيهة بسؤال مات .. هل يعجبها أندرو كروس حقا؟ لم تفكر في هذا الامر قبا الان . إنه كمن يسأل ما إذا كانت " تحب " فهذا طليقا في الغابة أو قرصانا يجوب البحار للسلب والنهب .
لقد كان بكل بساطة قوة بدائية قد يعجب به المرء لقواه ، لكنه ليس بالرجل الذي يتطلب المشاعر الخاصة . لكنه رغم تصرفاته المهيبة ، رجل ، وله متطلبات الرجل .
ابتسمت وهي تعمل ، فهي تعلن ان هناك الكثير من النساء على استعداد لتوفير متطلباته مهما كانت ، وكان عليها التعامل مع بعضهن ، لكنها لم تكن تجربة ممتعة . هزت كتفيها وهي تتذكر م كان يتناهى إليها من المكتب من الاحاديث الهاتفية ، فالصد الوحشي إلى الدموع !
لا.. إنه لايعجبني .. هذا الاعتراف أدهشها قليلا ، فهو بكل تأكيد رجل جذاب .
عندما لاحظت فجأة أنها طبعت الجملة نفسها ثلاث مرات ، نحته بعيدا عن أفكارها ، ثم انتزعت الورقة ، ومزقتها ورمتها في سلة المهملات لتضع بعد ذلك ورقة جديدة في الآله ، وهي تعد النفس بعدم التفكير فيه كرجل ثانية لان ذلك قد يشتت ذهنها وهذا مالن يتساهل معه رئيسها ابدا . وقد يطردها فورآ اذا تكرر الامر .
استدعاها كما توقعت ، إلى مكتبة بعد الظهر ليملي عليها مذكراته عن لقائه بالدكتور هايكنز ، الزبون الجديد . راحت تراقبه وهو يتفحص أوراق ملاحظاته التي سجلها أثناء لقائه مع زبونه ، إنها تعرف جيدا هذه الخطوط السوداء التي تغطي عدة صفحات تنهدت وقد أدركت أن أمامها عملا طويلا وشاقا بعد الظهر . فنصف صفحة من هذه تعني صفحة كاملة من الطباعة .. رفع نظره عن أوراقه قائلا :
- هل أضجرتك سيدة با لارد ؟
نظرت إليه ببرود وردت :
- لاأبدا ، سيد كروس .
قطب جبينه ثم عاد إلى القراءة ، فراقبته ، مسحورة كالعادة لتركيزه الكامل على عمله . مرت الدقائق . كانت عيناها تنظران خارجا بينما أذناها وتفكيرها على أهبة الاستعدا لأول بادرة منه .
إنه يوم غائم ممطر من أيام كانون الأول وقريبا سيحل الميلاد .. شقيقتها وعائلتها سيأتون لقضاء الميلاد معها وكم ستسر برؤية ابن شقيقتها الصغير ثانية .
سمعت صوت حفيف الورق ، وصرير الكرسي أثناء جلوسه عليه وهو يغير مركزه وذاك يدل على أنه قد نظم أفكاره وتأهب للاملاء،فاستدارت اليه لكنها وجدته مازل غارقآ في أفكاره فراحت تتامله ،تتأمل منكبيه العريضين ووجهه الوسيم المتعب .
رفع عينيه اليها فجأة وثبتهما عليها مفاجئا بذلك نظرتها الفاحصة التي كانت ترمقه بها .. تبا لمات ماكلاود ولاسئلته المدققة. عرفت أنها أحمرت خجلا والاسوء ، أنها عرفت أنه عرف بهذا .
رفع حاجبيه الكثيفين بنظرة متسائلة وعين ساخرة ، ثم استوى فوق كرسيه :
-مستعدة بالارد ؟
هزت رأسها استعدادا فسارع إلى الإملاء .
إنه متحدث لبق ، صوته المنخفض مفهوم بوضوح ، أفكاره منظمة ، ولامجال للضجر انتظارا لتبلورها في ذهنه ، عندما يملي لايسرع كثيرا ليتسنى لها متابعته ، لكن عليها أن تصب اهتمامها كله على مايقوله لئلا يفوتهاجملة واحدة يكون بها ضياعها إذا نقصت .
كانت أشد الانهماك والاستغراق في ملاحقة إملاء أندرو الثابت المستديم فلم تلاحظ أن شخصا آخر قد وقف أمام الباب المفتوح ، ولم تنتبه إلى أن سمعت دقا خفيفا عليه . فرفعت راسها لترى امرأة جميلة جدا ، سوداء الشعر تسند نفسها إلى إطار الباب ويدها على خصرها . كانت ملتفة بمعطف فاخر من الفرو وتعتمر قبعة تماثله لونا ، وقد فتحت المعطف ليكشف عن فستان صوفي أحمر .
كانت عيناها السوداوان اللامعتان مركزتين بشره على الرجل الجالس وراء مكتبه ، وشفتاها الحمراوان تبتسمان :
-أرجو أن لاأكون قد قاطعت شيئا ياحبيبي .
كان الصوت منخفضا،يخرج من الحنجرة مغريا ،لكن ماغي أحست بشيء من عدم الثقة فيه ،فاستوت قليلا في كرسيها ، تراقب وتنتظر .
في البداية استدار رأس أندرو بسرعة لسماعه صوت المرأة ، ولم يكن هناك مجال للخطأ في الغضب الذي أطل من عينيه ، وهو غضب شاهدته ماغي مرارا قبل الآن :
-جولي .. ماذا تفعلين هنا ؟
قطع صوته البارد الحاد كالسكين الصمت ، فأجفلت المرأة للهجته ، لكنها سرعان ماستعادت سيطرتها ، فخطت نحوه قائلة
بخفة :
-لاتقل أنك نسيت موعد العشاء.
-لا .. لم أنس . ولكن هذا لايجيب عن سؤالي : ماذا تفعلين هنا ؟
شاهدته ماغي يرجع إلى الخلف في كرسيه ، والتوتر يغادر وجهه ، ليحل الاشمئزاز المرير على كل منحنى ومنبسط فيه ، أحست فجأة بالأسى على جولي التي كانت تقول :
-لكن الساعة قاربت الخامسة .
أحست بألم في نبرة صوتها المتوسلة تنذر بمشكلة توشك أن تقع لذا كان أول ماتبادر إلى ذهنها الاسراع في الخروج ليحل وحده مشاكله مع نسائه ، فبعد لحظات ستجهش جولي بالبكاء وهي بعد هذا اليوم المتعب ليست مستعدة لأن تلملم ماسينكسر .
وكأنه سمع ماتفكر فيه ، فاستدار إليها قائلا :
- هذا كل شيء الان بالارد . اطبعي مالديك الليلة . سأحتاج المذكرات في اجتماعي عند الثامنة صباحا .
تمنت أن ترميه بدفتر مذكراتها ، ولكنها عرفت أين سيوصلها هذا وهو في مزاجه الحالي ، وعليه ليس أمامها إلا إنهاء العمل .
قالت له عبر أسنانها :
- حاضر سيد كروس .
نظر إليها ليرفع حاجبه ، ولمحة سخرية في عينيه ، وطيف بسمة خفيفة لمحتها ترتسم على شفتيه ، أو هكذا ظنت .
بعد أن أقفلت ماغي الباب المشترك خلفها تعالت فورا الاصوات ، أحدها عنيف حاد على حافة الهستريا .. والاخر منخفض حازم النبرات .
سمعته يقول :
- انت تعرفين النظام بشأن المجيء إلى المكتب ياجولي .
أقفلت ماغي أذنيها : "أف له .ز إنه يعرف أن وقت الدوام قد انتهى وانني أريد الذهاب الى المنزل ".
طبعت بثبات مايقارب النصف ساعة ، وضربات مفاتيح الآله تطغى على الحوار في الداخل .. لقد ذهب الجميع الآن وستصل متاخر جدا الى المنزل . لقد أظلمت الدنيا خارجا وبدأ المطر يتساقط ، وهي لم تحضر معها مظلة أو معطفا . تابعت الطباعة بضرب عنيف على المفاتيح غير مبالية بالأخطاء متمتمة لنفسها شيئا عن الرجال المتعصبين المعقدين المتعجرفين .
فتح الباب فجأة لتخرج منه جولي متعثرة الخطوات ، تضع على فمها منديلا حريريا ابيض ، ودموعها المنهمرة تخط على وجنتيها خطين أسودين من الكحل . نظرت إلى ماغي وكأنها تهم أن تقول شيئا لكنها عوض ذلك تاوهت وركضت إلى الردهة الخارجية ، تتعثر بكعبيها المرتفعين .
عاودت ماغي الطباعه ، لكنها بعد لحظات توقفت ، ذلك أنها أحست بأندرو ، الذي مازال جالسا وراء المكتبة ، يحدق فيها عبر الباب المفتوح.
ماذا يريد الان ؟ نظرت إليه من فوق آلتها فلم تصدق عيناها ما رأتاه .فقد كان يضحك لها ، فعلا، بسمة بلهاء ، مغرورة جعلتها ترغب في صفعة . فبعد ذلك المشهد الكريه ، هاهو يجلس وكأنه قط ابتلع "كناري" بدا راضيا عن نفسه ، حتى تمنت قتله سعيدة .
- بأمكانك الذهاب الان الى المنزل بالارد .
بعد جهد استطاعت منع الدهشة من الظهور على وجهها فأشارت إلى دفتر الملاحظات .
-ظننتك بحاجة إلى هذهعند الثامنة صباحا .
كان صوتها متوترا من الجهد الذي تبذله للسيطرة على أعصابها ، فضحك ضحكة قصيرة ، وهو يثني عضل ذراعيه ، ثم وقف ليسير نحوها إلى أن ملأ جسده الضخم الباب الذي وضع يديه على جانبيه وهو مبتسم ، ثم مال قليلا الى الامام قائلا بمرح :
-كانت خدعة بل سمها مناورة دفاع .أردتك للحماية .
فأجابته بلهجة جافة :
- لم يبد أنك تحتاج الى حماية .
فهز كتفيه ونظر الى النافدة :
-أنها تمطر .
_ أجل ، أعلم هذا .
فنظر اليها بحده :
-لقد تأخر الوقت ، ولاريب أنه قد فاتك القطار .
فهزت راسها ثم وقفت ، لترتب طاولتها .
- ثمة قطار آخر ينطلق بعد نصف ساعة.
- سأوصلك إلى المنزل . أين تسكنين ؟
نظرت اليه ، غير قادرة على إخفاء دهشتها من الظهور على وجهها .التقت عيونهما فاستقرت نظرته في عينيها .للحظات أحست فجأة أنهما وحدهما في المكتب ، حيث الصمت غريب فلا أصوات عمل ولاهاتف يرن ، ولا الات طباعة ، ولاصوت يرتفع .
أبعدت نظرها عنه :
- لابأس لامانع عندي من ان استقل القطار .
-لاتجادلني بالارد . لماذا على النساء دائما أن يجادلن ؟
أخبريني الان ، اين تسكنين ؟
كان عليها ان تبتسم فهذا امر مثالي منه ، لقد عملت معه لخمس سنوات وهو الان لايعرف اين تسكن حتى . لكنها لم تكن واثقة من أنها تريده أن يعرف ، كل ماتعرفه أن لاجدوى من التهرب .
- قرب حرم الجامعة .
أمسك معطفه الواقي من المطر عن المشجب ثم اطفا انوار مكتبه ، واستدار اليها فوجدها حيث هي جالسة خلف مكتبها .
- هيا بنا بالارد ، فلنذهب . السيارة متوقفة في الجهة المقابلة من الشارع . سأحتاج الى المعطف .
- لكن ليس معي معطف .
رفع حاجبيه بسخرية:
- لااصدق .. السيدة بالارد الكفوءة العملية تاتي دون معطف !ماذا حل بالعالم ؟
-لقد كان الطقس جميلا عندما تركت المنزل صباحا .
فقال بصوت جدي :
-صحيح ، لكنني لاحظت انك على اهبة الاستعداد للطورائ حتى غدوت أعتمد على تأهبك هذا .
ولم تصدق ماغي ماتسمع . لان هذا الكلام يعتبر خلال السنوات الخمس الاقرب الى الثناء .كانت تعتقد ان العلاوتين اللتين تنالهما سنويا والمكافأة القيمة التي تتلقاها في الميلاد دليل رضاه ، وكانت قانعة بذلك.
أما الان تسمع منه هذا المديح فهذا مالم تتوقعه قط لكنها بعد سماعها هذه الكلمات أحست بغضبها منه يتلاشى .
تبعته الى خارج المكتب . كانت تمد يدها لتطفئ النور عندما استدار اليها .
- أوه .. سجلي ملاحظة اخرى . عليك إرساتل الى جولي ..
فقاطعته:
-أعرف .. دزينتي ورود حمراء .
فضحك:
-أفهمت ماأقصد ؟ مستعدة لاي طارئ!
وانتظرته تحت المبنى المغطى ليحضر سيارته مرتجفة من البرودة ورطوبة الليل . فكرت بالورود التي سترسلها لجولي وهذه مهمة قامت بها مرارا في الماضي . كان أندرو حريصا على ترك حياته الخاصة بعيدا عن المكتب الى درجة حدته الى قطع علاقته مع جولي التي تجاسرت على خرق قانونه
الحديدي بشأن الزيارات . لكنه لم يجشم نفسه حتى عناء ذكر ماعليها كتابته على البطاقة التي سترفقها بالورود ، فقد تعلمت من خلال الممارسة تقليد خطه الضخم الثابت .
لقد كانت البطاقة تحوي دائما "ذكريات محببه .. دون ندم".تسألت كيف تشعر هؤلاء النسوه عندما يتلقين رسالة بهذا الحجم من قبل رجل كن يحببنه .
ياترى هل أحبته واحدة منهن حقا ؟
هي لاتنكر انه لايقاوم لكنها مع ذلك استطاعت مقاومة جاذبيته القوية .إنه صيد ثمين ، عازب ثري في السادسة والثلاثين من عمره ، ناجح وثري وهذا ماتعرفه جيدا من خلال الضرائب التي يدفعها كل عام فهو لايعتمد فقط على مايتقاضاه أجر عمله ،
بل يستثمر ماله جيدا ، وهو متحدر من عائلة قديمة من وايلز ورث عنها مالا وفيرا .
حمدت ربها شاكرة لانها ليست من النساء اللاتي يعجبنه لان ذلك يجعلها بعيدة عنه والفضل في ذلك يرجع الى لوك ، الذي كان يملك جاذبيه كجاذبية أندرو ، ولقد تعلمت جيدا خلال فترة زواجهما القصيرة ، المعاناة الفظيعه التي تنتج من جراء الدوران حول اللهيب الذي لايقاوم ز
ظهرت عند المنعطف سيارته الرولز السوداء الانيقه كصاحبها .
فتح بابها ، فأضيئت الانوار فيها ، فشاهدت أندرو يميل فوق المقعد ،ويده تدفع الباب ، وعلى وجهه الاسمر النحيل تعابير نفاد الصبر .
-هيا ..بالارد .. أسرعي .. هذه محطه وقوف الباص .
قفزت الى الداخل بسرعة ، وقبل ان تستريح في المقعد الجلدي المنتفخ التنجيد ، كانت السيارة قد انطلقت ، لتنضم بسهولة الى زحام السير المتدفق . كانت السيارة دافئه فيها لمسة حميمية ، تنبعث منها رائحة الجلد ودخان السجائر ،
ورائحة غامضة مألوفة كانت تربطها دائما بأندرو : رائحة مسك نفاذة تستخدم مابعد الحلاقة ، ممزوجة برائحة الرجل المميزة .
قاد أندرو السيارة كما يفعل مع اي شيء بكفاءة وسهولة دون إضاعة حركة واحدة ، وسرها أنه على عكس لوك ، فهو لايحتاج الى اثبات رجولته خلف مقود السيارة ، من خلال السرعة او مسابقة السيارات فعندما مرت امامه سيارة سباق كادت تصدم مقدمة سيارته ،
ابتسم وكانه يشفق على مثل هؤلاء السائقين المتهورين .قال لها وهما يصلان إلى أول جسر يوصل الطريق مابين سوانسي وبمبروك .
-سنتوقف في الجهة الاخرى من الجسر ، لنشتري شيئا ناكله ..
هكذا ، دون مقدمات ، او استيضاح بسيط مثل طهل لديك موعد للعشاء" او "هل أنت جائعة" ومع ذلك لم تعترض بل لاذت بالصمت موافقة . فما فائدة الجدال معه ؟
تأملت ماحولها من اضواء مدينة سوانسي ، عاصمة مقاطعة وايلز ، التي تشرف على خليج مصب نهر "تاو"، من خلفهما. ابتسمت ، ثم عادت للاتكاء إلى المقعد ، متمتعة، مستأنسة إلى دفء هذه السيارة القوية والى وجودها برفقة رجل جذاب في ليلة ممطرة تلمع فيها أنوار المراكب والسفن في الخليج.
تناولا عشاء سريعا في مطعم قريب من منتجع مومبلز . خلال العشاء ، تحدث اليها أندرو عن عملية الدكتور هايكنز ، مقتصرا الحديث على العمل فقط. تصرفه في المقعد المريح للمطعم ، لم يختلف عن تصرفه في المكتب ، مع أن الشموع كانت مضاءة فوق الطاولة ، والموسيقى الناعمة تنبعث من مذياع قريب .
بعد العشاء ، اشعل سيكارا رفيعا ثم طلب القهوة . ولم يلبث ان اسند راسه الى المقعدة مغمضا عينيه . في هذا الجو الحميم أحست ماغي أنها اقرب إليه أكثر مما مضى .
فقالت بصوت ناعم :
-تبدو متعبا .
-أنا لا اتعب ابدا .
فكبحت ابتسامه وتمتمت :
-لا .. بالطبع .. آسفه .
بعد القهوة ، سحب ساقية الطويلتين من تحت الطاولة ووقف .
-مادمت في عجلة من أمركفالخير ان نذهب حالا ، خاصة اننا اليوم الجمعة .
التقط فاتورة قرأ مافيها ، ثم رمى بضع قطع من النقود على الطاولة .
-سيتسأل زوجك الان عما اصابك .
ترددت ماغي في تذكيره ان لازوج لها ، لكنها قررت ان لاتفعل . لانه يعرف تماما ان لوك قد مات بعد فترة وجيزة من استلامها الوظيغه عنده ، لكن على مايبدو انه لايريد ان يذكر هذا ، فقد اتخذ لنفسه قانونا يقضي باستخدام النساء المتزوجات لاسيما السكرتيرات منهن ذلك انه لايسمح لأي شيء بالتدخل في
عمله . وهي عندما استخدمها كانت متزوجة.
أخذت ترشده الى منزلها الصغير الواقع على التلال المشرفة على حرم جامعة سوانسي التابعة لجامعة وايلز .وفكرت : انا لم اكذب عليه ، ولست مذنبه إذا ماختار هو غض الطرف عن ترملها الذي كان بعد فترة وجيزة من بدئها العمل .
هي في كل الاحوال تحب عملها لانه يملأ فراغ حياتها بطريقة لايستطيع شيء اخر فعله .فبعد مقتل لوك الذي كاد قبل مقتله يدمر حياتها ، صممت ان لاتثق ابدا بحكمها على الرجال .
وليس ذلك فحسب اذ اتخذت لنفسها هذا المظهر الغامض الضبابي في المكتب وسعت ليبقى على حاله حتى اصبح حقيقة فيها ، فلم تعد بحاجة إلى الكذب وقد غدا هذا المظهر طبيعة ثانية لها .
وقف أندرو امام منزلها .كان المطر قد توقف ، والقمر الشاحب قد تسلل من بين غيوم الليل . فتحت الباب ثم استدارت إليه .
_ اشكرك كثيرا على ايصالك اياي كما اشكرك على العشاء .
فهز راسه بوقار :
-لم اقم الا بالواجب .
اثناء دخولها المنزل لاحظت انه انتظرها حتى ولجت البيت وقد بقي منتظرا حتى اضاءت النور في ردهة المنزل اذ عندها سمعت السيارة تنطلق بقوة .
توجهت الى غرفة نومها مع ان الساعة لم تتجاوز السابعة والنصف. لانها قررت الاستحمام ومشاهة التلفاز او الاستماع الى بعض الموسيقى .
شغلت جهاز التدفئة ، لتدفئ بيتها البارد ،لكنه لم ينفع . عندما وقفت امام المرآة الطويلة المثبته بباب خزانتها ، تنظر الى منظرها الكئيب المثقل بالهموم احست بموجة من الوحدة تجتاحها .
وفكرت : انا في السادسة والعشرين من عمري لكني ابدو اكبر من هذا بسنوات . في هذه اللحظه تمنت لو انها لم تتناول العشاء مع أندرو او لو انه لم يوصلها الى المنزل الذي بدا لها أكثر صمتا واشد فراغا بعد ان ملأ وجوده في المطعم والسيارة كيانها كله .
ولكن لابد ان هذا امر مميز ..ابتسمت لطيفها ، انك تفضلين صحبة رجل مثل أندرو كروس على الوحدة !الافضل لك التماسك يافتاة قبل ان تبدئي بخسارة اتزانك !
خلعت بحزم نظارتيها اللتين لالزوم لهما ، ثم افلتت شعرها من رباطه ، وتركته ينسدل وخلعت البذله السوداء ، مذكرة نفسها بأن تنظفها وتكويها في الغد وان تضع القميص الابيض في الغسيل .
نظرت الى جسدها الخالي الا من الملابس الداخلية فاستعادت ثقتها بنفسها قليلا ..انها امرأة جذابة ، ذات جسد مديد نحيل وعينين لوزيتين خضراوين صافتين وبشرة ناعمة .. وبها جميعا ان ارادت يمكنها هزيمة امرأة كجولي . لكنها بذلك تفقد وظيفتها الى الابد .
عبست لنفسها . لقد قررت ، وستلتزم بقرارها . فليس في الحب الا المشاكل .. وموجة الكبت قد ولت من حياتها ، وهي تحب حياتها الان كما هي . لامت أندرو كروس على لحظة ضعفها .
لو لم يؤخرها لتساعده في تلك المسألة الغرامية السخيفة ، لم اصر على ايصالها او على اطعامها .
ضحكة مقهقهة ثم توجهت نحو الحمام وهي تربط شعرها ثانية لتدخل المغطس . آه لو يعرف مادار في خلد سكرتيرته الخاصة !


وهذا اول فصل اليوم بس خلصت كتابته
ويارب ينال على اعجابكم
تحياتي
ام دموع
:c8T05285:

Rehana 30-06-09 12:04 AM

الله يعطيك العافية ..أم دموع على هذا الجزء

بنتظر الجزء الثاني بشوووق

وخذي راحتك بالكتابة

لك مووودتي

نور ^_^ سوريا 30-06-09 05:43 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكراً لكِ..أرجو الا تتأخري علينا....بانتظارك
دمتي بود..اختك نور الوجود

moura_baby 03-07-09 03:24 PM

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

zoubaida 04-07-09 12:34 AM

ktiiiiiir hilwa tislamiiiiiiiiii

ام دموع 09-07-09 12:17 AM

مشكوورين على المرور
خواتي العزيزات
والتشجيع الي يحفزني على الاستمرار
كونو بالقرب دوماا
تحياتي
ام دموع

ام دموع 09-07-09 12:22 AM

2- من التالية...؟

يوم الأثنين أرسلت ماغي الى جولي دزنتين من الورود الحمراء مرفقة بالبطاقة المعهودة ياترى من التالية؟

خلال لأسبوع أنهت تحضير لأئحة الميلاد وأشترت ماتحتاجة بعد أن جابت المتاجر المكتظة ليلاً اثر انتهائهامن العمل.
في نهاية الأسبوع التي تسبق الميلاد دهبت الى منزل ذويها في احدى ضواحي مدينة بمبروك التي تطل من بعيد على الخليج ومدينة سوانسي والبلدان المحيطة بها تناولوا العشاء ترحيبا بشقيقتها ليسلي القادمة من لندن مع ابنها البالغ من العمر ثلاث سنوات وزوجها روجر لقضاء الميلاد
قال الوالد لماغي عبر المائدة وهو يحتسي القهوة بعد العشاء:
حسنا ماميغان ،كيف تسير وظيفتك ؟
أوه يأبي لقد أرهقتموني بالأسماء !أنت تصر على منادتي بميغان وأندرو يصير على مناداتي با لارد !
ضحك والدها ، الرجل الطويل الوقور ذو الشعر الرمادي، والبريق في عينيه:
-لماذا الغضب؟لطالما دعوتك ميغان .
أجل أعرف ،لكن الاسم يجعلني أبدو وكأنني ساقية في حانة.
سألتها أمها :
- ولماذا يدعوك السيد كروس ببالارد ياعزيزتي ؟ الا يعلم أنك استعدت اسم العائلة بعد مقتل لوك ؟
نظرت ماغي إلى أمها نظرة قلق :
-لأندرو قانون خاص . فهو إلى الان يرفض الاعتراف بموت لوك ، كما انني لاأريد أن يعرف أحد أنني ابنة عميد كلية إدارة الاعمال الاستاذ جورج روبنسون .
بدا على والدها الانزعاج :
-ولماذا ياميغان ؟ أتخجلين بي ؟
ابتسمت له بحب واحترام . فمركزه عميدا لكلية إدارة الاعمال ، جعله الوجه الابرز في كل منطقة الخليج ودوائرها القانونية والتجارية ، وهذا الامر أخفته عن زملائها في العمل
-بالطبع لا يا أبي .لكنني لا أريد أن يتهمني أحد خاصة أندرؤ بانني أستغل نفوذك.
فسألها ضاحكآ:
كيف هو ذلك المغرور؟
كان أندرو أنبه طالب لديه في الكلية وأبوها ما زال يتتبع رقيه في عمله باهتمام أبوي. كالريح والمد. أندرو كروس لا يتغير أبدآ.
قالت أمها:
-تصورينه وكأنه قوة بدائية لا رجلآ.
فردت ماغي:
-أحيانآ أخاله كذلك.
فعلقت شقيقتها ليسلي بلهة قبيحة.
أحسبه مقرفآ.
نظرت ماغي بحدة إلى شقيقتها التي انظوت على ذاتها منذ وصولها الى البيت مع العلم أنها الأكثر حيوية وانظلاقاً ، في حين تعتبر ماغب المنطوية المتحفظة
- أوه لا ... ياليسلي . أنه رجل رائع ، له مبادىء سامية . إنخا يحب أن ينفذ الامور على هواه .
فعلقت ليسلي على قولها بصوت أجش:
- كمعظم الرجال .
فاعترض والدها :
- هاي ... أنا أعترض .
تمكنت ليسلي من إظهار ابتسامة ضعيفة :
- أوه .... إلاك يا ابي ..
ساد الصمت المكان هنية تساءلت خلالها عما دهى شقيقتها .
يجب ان تتحدث معها فيما بعد . سألت أمها :
- هل هو متزوج؟
فاستدارت ماغي إليها
- من .....؟ اندور ؟ أوه خطرت على بالي .أعني ، لقد مضى على موت لوك الان أربع سنوات ، وأنت فتاة جذابة جداً......
لم تستطيع ماغي منع نفسها من الانفجار ضحكاً :
-أوه امي ، انت لاتعرفين ماتقولينه ؟ إن عرف أنني أرملة فسيطردني ... فكيف لي أن أنظر اليه كزوج وشيك ؟
نظرت أليها أمها بحدة :
- أتعنين أنه لايعرف ماحدث للوك ؟
- اوه .... بل يعرف ماحدث للوك . ولايمكن ألا يعرف . فقد نشرت الخبر كل الصحف ن وأنا على يقين من أن حادثة طيران لوك بسيارته فوق ذلك المنحدر الصخري كانت الشغل الشاغل في امكتب يومها .
ارتجفت قليلا وهي تتذكر عناوين الصحف (( مقتل أحد العاملين البارزين في بورصة مدينة سوانسي )) ثم تلا ذلك المقال الذي أوضح دون شك أو ريب أن لوك كان سكراناً ترافقه إحدى النساء وقت وقوع الحادثة . حاولت امها متابعة الحديث ،لكنها قاطعتها :
- هو لايريد ان يقر لنفسه بأن سكرتيرته غير متزوجة .فهذا قانون أتخذه :
- حسنا ياعزيزتي ولكن علي القول إنك فتاة جميلة ، وهو كما يبدو لي أهل لك .
سارعت ماغي الى تغير الموضوع بسرعة ، وسرعان ناسار الحديث في منحى آخر . بعد العشاء ساعدت ماغي امها على تنظيف المائدة والصحون ، بينما ذهبت ليسلي لتوضيب حقائبها وتحضير ابنها لنوم . ثم ، وبعد ان استقر الولدان امام المدفأة ، توجهت الى الجناح القديم لغرفة نوم شقيقتها .
طرقت الباب بلطف أولا ثم بقوة فجاءها الاذن بالدخول . كانت الغرفة مظلمة لكن ضوء الردهة أرها شقيقتها جالسة على حافة السرير ، محنية الكتفين .
ترددت ماغي ، متسائلة عما إذا كان من أن الافضل ان تتركها وشأنها . فليسلي امرة واثقة من نفسها ، فخورة . وبتأكيد سترفض أي تدخل من شقيقتها الصغرى . قالت :
- اسفة لإزعاجك ... نتكلم فيما بعد إذا شئت .
لما أستدارت إليها ليسلسي صدمتها رؤية الوجه الباكي:
- لا... أدخلي .... أربد م أكلمه . ترقبت قدومك وأملت مجيئك .
أضاءت المصباح الصغير قرب السرير ،فدخلت ماغي وأغلقت الباب ، محاولة تجنب النظر إلى وجه شقيقتها ، ثم جلست على مقعد طاولة الزينة ، وسألتها :
-هل نام بول بأمان ؟
-أجل ...إنه ولد مطيع .
ابتسمت بضعف ثم نظرت الى ماغي ز
- إنه يشبهك عندما كنت صغيرة . لقد كنت أنا المشاغبة الأولى في البيت .
ساد الصمت إلى أن وقفت ليسلي وتقدمت نحو النافذة وفتحت الستارة لتحدق إلى العتمة في الخارج فترة طويلة أخرى ،ثم قالت :
- سأترك روجر.
كادت ماغي تقفز عن المقعد ، لكنها عادت للجلوس وقالت :
- أوه .... لا ولماذا؟
- أخبريني ياماغي .... بماذا شعرت عندما اكتشفت للمرة الأولى أن لوك غير مخلص لك ؟
امتلات عينا ماغي دمعاً ن صحيح أنها دموع الشفقة على شقيقتها ولكن عليها الاقرار بأنها دموع البكاء على الذات ولدتها الذكريات المريرة التي أثارها هذا السؤال.
ردت بصوت مرتجف ، وهي ترفع يدها :
- لقد أحسست ... أنني .... تعرضت للخيانة .أوه ليسلي ، كم انا أسفة ، لاأستطيع تصديق هذا عن روجر.
زوج أختها محام شاب ، ثابت مستقر ممل تقريباً يعنى بمسؤولياته وسمعته بجد فائق . صاحت ليسلي :
-لاأريد شفقتك. أخبريني فقط ما العمل ... ماذا فعلت أنت؟
-حسنآ...عليك أولا التأكيد من صحة شكوكك ، لأن حالتي تختلف عن حالتك فقد رأيتهما بالجرم المشهود.
أغمضت عينيها ، تستذكر ذالك المشهد ثانية .
أخذت ليسلي تذرع الغرفة الآن غارقة في التفكير بمشكلتها غير منتبهة لما أصاب أختها من ألم نتيجة هذا الحديث ، ثم قالت بمرارة:
-حسنآ.. بالطبع روجر أحرص من أن أراه في موقف كهذا .
-كيف عرفت اذن؟كيف وثقت من الأمر ؟
-أوه.. أعرف أنه يقابل امرأة..هي ارملة مثيرة للشفقة، زبونة لديه، لقد قال لي انه لطيف معها فقط ، لكنني أعرف الدىئل .انه يخبئ شيئا عني ولن أطيق ذلك ...
استدارت لتواجه شقيقتها وقبضتاها مشدودتان وعيناها الخضراروان تلمعان:
-لن أطلق؟
لم تستطع ماغي سوى النظر اليها ،لأنها كانت تشعر دائماًبسطوة شقيقتها الكبرى عليها فهي نجمة العائلة التي يحيطها الرجال من كل حدب وصوب . فلما غي جمال هادىء لكنه ليس كجمال اختها المشع . وبما أنها منطوية على ذاتها قليلا فقد سعيدة بإفساح المجال لليسلي لتأخذ المركز الأول .
وقفت لتنظر إلى شقيقتها نظرة طويلة باردة ثم قالت بهدوء
-أظنك تبالغينفي ردة فعلك يا ليسلي ، فروجر رجل طيب وزوجرائع وأب عطوف . فكري ببول قبل أن تقومي بعمل متهور نتيجة وهم يصوره لك عقلك . إذا تركته دون أن تناقشا الموضوع فستندمين . أعطيه فرصه ليشرح لك على الاقل .
صاحت بها ليسلي :
-وماذا عنك ؟ هل أعطيت لوك فرصة للشرح ؟ لقد تركته ماإن علمت.
- ليس ألامران سيان . فلم يكن لنا أولاد وكنا حديثي العهد بازواج وكان هو سكيراً ، وعرفت فيما بعد انه خانني قبل ذلك مراراً وانه ماكان ولن يكون مخلصاً يوماُ لي .
اجهشت ليسلي بالبكاء ثم رمت بجسدها فوق السرير ، فجلست ماغي قربها ، تمسح شعرها الطويل البراق ، مهدئة روع أختها التي راحت تكفكف دموعها ، سحبت ماغي يدها على راس شقيقتها وجلست معها بصمت فترة طويلة . لكنها أخيراً قالت لها :
- أما زلت تحبينه ؟
أخرجت ليسلي الكلمة بيأس:
-أجل
فابتسمت ماغي :
- إذن تحدثي إليه إن كان ما تشكين فيه صحيحاً ، بإمكانك غفران زلة واحدة له ... اليس كذلك ؟
فصاحت ليسلي :
- لماذا أفعل ذلك ؟
-بسبب بول .....بسبب الحياة التي بينتماها معاً.. بسبب حبك .
فجلست ليسلي وقد هدأت قليلاً ثم قالت متهمة أختها :
- لكنك كنت تحبين لوك .
- لا.......لا أظن ذلك . كنت مفتونة به وبمظهره ، بطلعنه البهية وجاذبيته ...... لكنني لم أحبه قط .
التفت لتنظر الى ليسلي بقوة :
-أستطيع قول هذا لك ، لو أنني ولوك كنا نملك مالديكما أنتما ، فما من قوة على الارض كانت ستقنعني بتركه.
أثناء عودتها بسيارتها تلك الليلة الى منزلها ، أخذت ماغي تفكر في الحديث الذي دار بينها وبين شقيقتها متمنيه لو أن شيئا مما قالته يتتحقق . فهي تفهم ماتشعر به ليسلي لان خيانة الحبيب ضربة موجعه . فكرت بتجربتها الاليمه مع لوك فتساءلت كيف استطاعت الخروج بسلام من تلك المحنة .
تقلبي ماغي في فراشها كثيرا تلك الليلة وقد جافاها النوم. لان ذاك الحديث أثار ذكريات اعتقدتها منسية لكنها عرفت الان أنها تعيش حياة رائعة : وظيفة محترمة بأجر مرتفع ، وحرية مطلقة تخولها فعل ماتريد في حياتها ومنزلها وعائلتها .
فلقد ورثت المنزل كونها ارمله لوك كما اسفادت من عقدتأمين صغير على حياته. صحيح أنه لم يورثها الا القليل بسبب فسقه وملاحقته النساء التي تقتضي بذخ المال الا أنها مع ذلك مرتاحة ماديا .
يوم الجمعه التالية ،كان موعد حفلة الميلاد في المكتب . ولم تكن ماغي تستمتع حقا بهذه الاحتفالات السنوية . لكنها كانت تظهر شيئا من التساهل فهي لاتريد ان يفسر تحفظها على انه تكبر . كان الطعام في الحفلة يقدمه احد افخر المطاعم في منتجع مومبلز الشهير والمرتفع الاثمان ، وهو دائما فائق الجودة ، وعادة تتناول طعامها مع مجموعة من السكرتيرات الاكبر سنا وتترك الاحتفال عند الثالثة بعد الظهر .
هذه السنة ، انتصر الشركاء الاصغر سنا في المؤسسه على الشريك المدير واشترطوا وجود موسيقى في الاحتفال . فزينت القاعة الكبرى ، بعد إخراج كل الاثاث منها وجاء احدهم بالة تسجيل .
بعد أن ملأت صحنها وقفت ماغي جنبا مع سكرتيرة الشريك الاداري في المؤسسة تتامل الراقصين . هنرييت ادامز سكرتيرة قديمة صارمة حازمة ،كانت تعتبر ماغي المتحفظه حليفه لها فهي لاتوافق على الخروج عن اللياقة في الحفلة .
قالت ماغي منتقذه:
-الجميع على مايبدو مستمتع بوقته .
فردت هنر ييت بازدراء :
- بالرقص !وبما بعده ؟ انا ارفض التفكير .
ابتسمت ماغي وحاولت جذب اهتمام المرأة عما تفكر فيه :
-اليست الزينة رائعة ؟ لقد علمت الفتيات فيها الو وقت متأخر ليلة أمس .
هزت هنرييت راسها من جانب الى اخر :
- انظري اليهن والى الطريقة التي تبرجن بها ، فمهما يكن الامر فما زلنا في مكتب عمل .
نظرت ماغي الى ثوب هنرييت البني القاتم ثم الى ثوبها الرمادي. فجأة شاهدت نفسها وهنرييت كما يراهما الاخرون .
كيسان قديمان تقفان جانبا عابستان رافضتين مايجرى في حين يقضي الجميع وقتا ممتعا .
صاحت بها نفسها : لكنني لست بعجوز . احست برغبة في رمي نفسها وسط الراقصين .
ثم استعادت رشدها ، يجب ان تخرج من هنا لقد بات تفقد سيطرتها على ذاتها فالموسيقى ترتفع والرقص ينشط أكثر .
تمتمت بشيء لهنرييت ثم استدارت لتذهب عندما اصطدمت بمات ماكلاود ، الذي كان على وجهه الصبياني بسمة عريضة :
- هاك .. ميلاد سعيد .
ابتسامته السعيدة لم تساعد قلبها على وضعه عند حده . على كل الاحوال انه الميلاد .. ابتسمت له .
- هكذا افضل .. لقد ظننت منذ لحظات انك وامنا ادامز ستأخذان فأسين لتحطما المكان كما تفعل سيدات الجمعياتالمحافظه!
احست ماغي بالصدمة ان تكون صورة متحفظة بعيدة عن الجميع في المكتب وان ترتبط صورتها بهنرييت ادمز كباعثة للانقباض في الصدور شيء اخر . نظرت الى ماكلاود عبر نظارتها ، فاتسعت عيناه :
- انت فتاه طيبة هيا لنرقص .
هاتف صغير في داخلها أنبأها ان الخير لها في الخروج . فات الاوان لانها تريد ان تبقى ، لتستمتع كما يفعل الجميع .رقصة واحدة وتذهب . ودون ان تدري وجدت نفسها مع مات يقودها الى حلبة الرقص .
ماإن انتهت الموسيقى حتى تبسمت لمات تريد الانسحاب لان وقت الذهاب قد حان لكنه لم يسمح لها .
- يجب ان اذهب .. حقا .
قال ببطء وهو يمد يده ليمسك نظارتها .
- اتعلمين انك لست بحاجة الى هذه وانت ترقصين .
انتزع النظارة ووضعها في جيب سترته . أثناء حركته هذه انسدلت بضع خصلات من شعرها . فتراجعت حذرة لان اخر ما توده المشاكل . لكن الامور بدأت تنسل من بين يديها ، فهناك مشكلة إن بقيت ومشكلة إن ابتعدت . إذا أصرت على الذهاب ستصبح عنصرا غير مرغوب فيه مثل ادامز ، واذا بقيت فستحطم صورتها التي بنتها خلال سنوات عملها . التفتت الى مات لتقول له :
-الجو حار هنا .. يجب علي الذهاب الان .
تفاجأت عندما تركها مات فورا . لكنها لما حثت الخطى مبتعدة أحست بسترتها تسقط عن كتفيها فذراعيها ثم شعرت بان من شد سترتها ونزعها عنها يقول :
- هاك .. أهكذا أفضل ؟
كانت هذه القشة التي قصمت ظهر البعير لانها فعلا بدأت تغضب منه ، لكن عليها تمالك نفسها لذا تراجعت عنه بحدة ودفعته بعيدا عنها وهي تقول بصوت بارد :
- دع عنك هذا فورا يامات . والا سأسبب لك مشكلة لن ترغب بعدها في إظهار وجهك امامي في المكتب .
تراجع مات فاغر الفم متسع العينين وهو يقول مضطربا :
- لقد كنت احاول المرح فقط .
فردت بحزم :
- حسنا لقد انتهى هذا الان دعني اذهب .
ضاقت عيناه ثم احمر وجهه بشدة وقال بانزعاج :
- اعذريني .. يبدو أنني نسيت أنني أتعامل مع جبل جليدي لا مع امرأة .
فارتجفت غضبا ورفعت يدها لتصفعه لكنها أحست بنفسها تستدير لتنجذب الى رجل قوي اتاها صوتها المألوف :
- سبق وقلت لك ياماكلاود .. اترك سكرتيرتي وشأنها !
ثم وكأنه مصابة بدوار أحست بنفسها تتدور وتتجه نحو الباب وكان يسير قربها .. تمتم قائلا :
-الايمكنك الابتعاد عن المشاكل مدة خمس دقائق ؟
نظرت اليه تريد الاحتجاج لكن نظرة الغضب والازدراء على وجهه ردعتها .
اخرجها من الباب الى مكتب فارغ حيث تلاشى صوت الموسيقى وراءها ثم توقفت تماما عندما ادخلها المكتب واقفل الباب .
نظر اليها بقسوة وقال :
- انظري الى نفسك شعرك في فوضى نظارتك وحده الله يعلم اين هي وثيابك غير محتشمه .
كانت قد استعادت رباطة جأشها فصاحت غاضبة :
- غير محتشمة كل الذي فعلته انني خلعت سترتي ! لاتكن سخيفا !
لم يحدث ان نعت احد ما أندرو كروس بالسخيف خاصة سكرتيرته ، هي على يقين الان من ان الوظيفه قد طارت ! لذا اصبح بإمكانها التمادي في القول . حدقت فيه :
- لست ادري مالذي يعطيك حقا في ان تكون امرا علي فأنا الان خارج دوام العمل ووقتي ملكي ..
فاجأها ان غضبه قد بدأ يتلاشى ليظهر على وجهه نظره محكمة غريبة . تراجع ليسند ظهره الى حافة المكتب وراءه ضاما ذراعية الى صدره .
ابتسم فجأة فلمعت اسنانه البيضاء لتظهر وجه الاسمر .
كبتت شهقة لان البسمة حولته الى شخص اخر . الان بدأت تفهم لماذا تجده النساء لايقاوم . قال بصوت فيه سرور وتسلية :
- حسن جدا !السيدة بالارد الهادئة التي لاتزعزعها ريح اظهرت مخالبها اخيرا لم اكن لأحلم ان لك مخالب !
تمتمت وهي ماتزال غاضبة :
- لقد أغضبتني .
ردت خصلات شعرها الى الخلف ثم رفعت ذقنها متحدية تنظر اليه ببرود لترى ان البسمة لم تبرح وجهه وراسه مازال مائلا الى جهة واحدة . حولت نظرتها الى الجانب المرح من الموقف ، وعلى الرغم من انزعاجها وجدت نفسها ترد له ابتسامته . بدات تحس بدفء غير مريح ،في المكتب الصغير البارد جدا بالمقارنة مع قاعة الرقص .
شعرت انها امام هذا الرجل الاسمر الطويل المتحفز كالفهد والمستعد للانقضاض في خطر اشد من خطر مات ماكلاود . لكنها لاحظت تلاشي تلك النظره المتفحصة وهو يقف ويفتح لها الباب وقال امرا :
- اذهبي واحضري سترتك .. سأوصلك الى البيت .
ردت عليه بصوت لائق لكن بارد :
-لا .. شكرا لك ..
سارت نحو الممر تتجاوزه وهي تنظر اليه فأحنى رأسه قليلا وما ان وجدت سترتها واردتها ثم خرجت الى الممر حتى تذكرت نظارتها التي وضعها مات في جيبه هزت كتفيها دون مبالاة وقررت ان تتركها الان لئلا يعتقد انها تلاحقه .عندما كانت في المصعد تذكرت حقيبتها التي وضعتها في مكتبها حين وصولها الى الحفلة ، فتمتمت : " تبا" وعادت ادراجها على الطريق الذي جاءت منه قاصدة مكتبها .
مدت يدها تحت الاله الطابعة لتستعيد محفظتها ، ثم وقفت بسرعة عندما سمعت صوت أندرو الساخر يأتيها من باب مكتبه المفتوح :
- هل قررت العودة الى الحفلة بعد الذي حصل ؟
استدارت ببطء لتواجهه . فوجدته واقفا امام الباب انيقا مسرح الشعر مرتب الهندام بينما هي تبدو قذره بشعرها المشعث ونظارتها المفقودة وسترتها المتجعدة من جراء وضعها على الكرسي ،لكنها مع ذلك أجابت بصوت جعلته باردا قدر استطاعتها :
-الامر ابسط مما تتصور .. عدت لأستعيد محفظتي .
واستدارت حول طاولتها ثم اردفت :
-عمت مساء ، ياأندرو .. ميلاد سعيد .
مان مرت بقربه حتى مد يده قاطعا عليها الطريق فوترها قربه ونظرت اليه .
كانت عيناه تنظران اليها عميقا وابتسامه ساخره تعلو شفتيه . ثم قال :
- ميلاد سعيد بالارد .
وشعرت بان نظرته اليها قد تغيرت فاللطف قد بان واضحا والسحر اخذ يغلفهما معا بقبضة مغرية واحست وكأن لهيبا خفيفا يشعل قلبها .
حملق فيها لحظة قصيرة وتعابير وحهه غير مفهومه لكنها لم تكن سوى لحظة حتى ابعد بصره عنها الى النافدة قائلا بلهجة امرة :
- لقد أ؟لمت الدنيا خارجاً، هل أنت واثقة من أنك لاتريديني أن أوصلك ؟ ألن يقلق زوجك عليك ؟
كانت قد استعادت رشدها ، فأمسكت بمحفضتها ، وتمتمت رافضة عرضه . ودون أن تنظر إلى الخلف ، تابعت سيرها إلى الردهة ، وهي تشعر به يراقبها . لكنها أجبرت نفسها على السير ببطء وهدوء قدر المستطاع ، مرفوعة الراس ثايتة الجنان ، وعندما وصلت الى المصعد شعرت بالغبطة لأنه غداً بعيداً عن ناظريها .
يجب ألايتكرر الأمر ثانية . فليعتقد أنني متزوجة لأحفظ نفسي منه ، لأنه في قانونه الخاص يمنع نفسه من التورط مع أمراة متزوجة ، وكوني سكرتيرة متزوجة يضمن لي حماية مضاعفة منه .
عند حلول نهار الاثنين سيكون قد نسي كل شيء ... وعليها أن تتأكد من حدوث هذا . لأن تلميح أي شخص عن طبيعة علاقتهما سيفقدها وظيفتها ، وهي متأكدة من ذلك .
لكنها تعلم أن حصولها على وظيفة جديدة أمر سهل ذلك أن السكرتيرات الجديدات الرسميات قليلات . وقد نالت خلال هذه السنوات الخمس ممتازة في الدوائر التجارية .
فكرت بينها وبين نفسها : ولكنني لست بحاجة لوظيفة أخرى أريد الاحتفاظ بوظيفتي الحالية . فرب العمل وسكرتيرته إذااتفقا،
يعملان بانسجام تام وكأنهما زوجان .ولقد أسسا حقاً علاقة عمل رأئعة منذ البداية ، وليس لديها الرغبة في تغيير هذا الآن .
كانت محطة القطار التالية محطتها . فتأهبت للوصول إلى المخرج ووعدت نفسها بصرف مثل هذه الأفكار عن رئيسعا من تفكيرها ،إلى الابد .

وانتظروو الجزء القادم
تحياتي
ام دموع

posy220 01-08-09 06:12 AM

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

thunderbolt 05-08-09 03:59 AM

بانتظاااااااااااااااااارك ربي يعطيك العافيــــــــــــه

جيرمون111 04-12-09 01:26 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اختي ام دموع

انا ساكمل كتابة هذه الرواية لاخفف عنكي

واتمنى الا يغضبك هذا

وانا لم افعل هذا الا بعد ان استأذنت من ( قمر الليل )

جيرمون111 04-12-09 01:26 PM

3- تبدين رائعة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تبين لها أن لا مبرر لقلقها . فيوم الاثنين , وبعد أن احتفلت بالميلاد مع عائلتها , عادت إلى المكتب لتكتشف أن لا ذكر أبداً لحفلة الميلاد .
أما أندرو فقد تمترس طوال الصباح في مكتبه مع مات ماكلاود والدكتور هايكنز , ذلك أن تأسيس الشركة قد غدا قريباً . وهايكنز يرغب في الإشراف على أدق التفاصيل مع من سيدير الشركة , فقد انتشر بسرعة في الدوائر التجارية أن مؤسسة أندرو كروس هي التي استلمت إدارة الشركة .
كانت ماغي تعلم من خبرتها أن أندرو يحضر لمثل هذه القضايا بدقة شديدة , وهو يعتمد بقوة على مات في للبحث والعمل القانوني , لكن استراتيجية العمل ستبقى تحت إشرافه كما يحدث عادة مع كل المؤسسات التي يديرها المكتب , فهو يطالب بالسلطة الكاملة لينفذ ما يريد , لكنه كذلك يتحمل المسؤولية الكاملة في حال الفشل .
عند الظهيرة توقف الرجال الثلاثة عن العمل لتناول الغداء وكانت ماغي قد حجزت لهم طاولة في المطعم الواقع في المبنى نفسه دون أن تستشير أحد ويمكنها أن تلغي الحجز في آخر لحظة إذا ارتأى أندرو أن يذهب إلى مكان آخر . خرج أندرو من المكتب للينظر إليها متسائلاً , فأعطته رزمة من أوراق الرسائل الهاتفية , تفحصها سريعاً ثم أبقى معه ورقتين وأعطاها الأوراق الأخرى :
ـ اهتمي بهذه . بإمكانك الاتصال بالسيدة ديكسون لإبلاغها عن الأرقام التي توصل إليها مات . أما الباقي فيحتاج إلى لمسات خفيفة . هل حجزت للغداء ؟
فهزت رأسها .
ـ وماذا عن مذكرة مجلس إدارة شركة بترو غاز ؟
ـ سأكملها اليوم وأضعها لك في الملف , وسأرسلها مع رسول خاص مساء الغد .
هز رأسه , ثم رع لينضم إلى الرجلين الآخرين . بدا الدكتور هايكنز متعباً , فمن الصعب على طبيب عادي أن يهتم بتأسيس شركة كبيرة لتصنيع الأدوية .
أبطأ مات مسيره حتى تراجع قليلاً عن أندرو والدكتور هايكنز الغارقين في الحديث , وما إن ابتعدا عن الأنظار حتى التفت إلى ماغي ونظر إليها باستحياء وهو يمد يده إلى جيبه ليخرج النظارة منها ويقدمها إليها . قال متلعثماً :
ـ آسف لخروجي عن طوري في الحفلة يا ماغي .
أخذت النظارة منه :
ـ لا بأس ... إنه الميلاد على كل الأحوال .
عادت إلى عملها , ولكنه تأخر قليلاً . فنظرت إليه مستاءة , فابتسم :
ـ لقد نظفتها لك ... ولاحظت أنها من زجاج عادي .. مما يعني أنك لا تحتاجينها .
فقالت بخشونة :
ـ أنت مخطئ ... فبعض التعديلات في زجاج النظارات لا يمكن ملاحظتها أحياناً .
فهز كتفيه ومال إليها :
ـ كما تشائين .. لكنني أتساءل لماذا على فتاة جميلة مثلك الظهور بمظهر المرأة الغير جذابة .. لم أكن بعيداً عنك يوم الجمعة , لئلا ألاحظ جاذبيتك .
ورن صوت من طرف الممر البعيد :
ـ هل أنت قادم ماكلاود ؟ ليس لدينا النهار كله .
مرت الأيام وتلتها الأسابيع بسرعة . وسرعان ما حل الربيع وأزهرت الأزهار في الحدائق. ومع أن الضباب الصباحي ما زال يفرش الخليج كله ما حوله , إلا أن شوارع المدينة عند الظهيرة تضج بالمارة الذين يعتمرون القبعات ولا يرتدون المعاطف .

جيرمون111 04-12-09 09:48 PM

أمضت ماغي نهاية أسبوع كاملة في توضيب ثياب الشتاء في حقائب خاصة ثم عمدت إلى تنظيف خزانتها لتضع ملابس الربيع .
بينما كانت توضب ملابسها التي لا لون لها على ضوء نور الشمس المتسلل من النافذة إلى غرفة نومها وعلى أنغام العصافير المغردة فوق الشجرة الملاصقة للمنزل , فكرت فجأة بحفلة الميلاد .
ماذا دهاه ليلة الحفلة لينظر إليها كما ينظر الرجل لامرأة تعجبه ؟ إنها بكل أكيد لم تغره . لكن الغريب أنه منذ تلك الحادثة والعمل على حاله يسير وئيداً دون أن يشير أي منهما إلى ما حدث إطلاقاً وكأنما نسي كل شيء .
نظرت في المرآة إلى طيفها الذي أراها امرأة ترتدي سروالاً ضيقاً , تعلوه بلوزة قطنية بيضاء وهي صورة ليست جذابة كثيراً لكنها أفضل بكثير من صورتها في المكتب .
ماذا يحدث يا ترى لو ظهرت يوماً في المكتب , والشعر منسدل والفستان يظهر جمالها ؟ ضحكت ... مسكين , أندرو , إما أ تصيبه نوبة قلبية أو أن يطردها في الحال ! هي ليست بالنسبة له أكثر من قطعة أثاث , أو أكثر من إنسان آلي , لا صفة ادعاء له ولا شخصية , يطيع أوامره دون جدال . ولا تعتقد أنه سيلاحظها يوماً .
لماذا تفكر في كل هذا الآن , خاصة بمظهرها ؟ وهل عنت تلك اللحظات القصيرة شيئاً له يا ترى ؟
بالطبع لا ... لا تكوني سخيفة ! تنهدت ثم عادت إلى عملها تتمتم لنفسها بشيء عن حمى الربيع.
تخرج ماغي عادة عند الظهيرة من المكتب للتريض ثم تأكل سندويشاتها في غرفة القهوة في المؤسسة في الواحدة إلا ربعاً . معظم الفتيات يتناولن فطورهن بسرعة ويخرجن للتسوق أو لحاجات شخصية , ولقد كانت ماغي تحب جميع الموظفين , وتحاول ألا تتعالى عليهم كونها سكرتيرة رئيس المؤسسة الخاصة . ومع ذلك فقد كانت تسرها الخلوة التي كانت تكسبها وقت الغداء بعد صباح تقضيه عادة مع أندرو وعمله المرهق .
أحست يوم الأربعاء التالي , أنها لا تريد الخروج من المكتب ساعة الغداء . فتأسيس شركة الدكتور هايكنز سلب معظم وقت أندرو , وترك بهذا حمل ما تبقى من معاملات وقضايا على كاهل ماغي للتعامل معها بأفضل طريقة تستطيعها . كانت قد أمضت الصباح كله في محاولة لتهدئة روع الزبائن خاصة السيدة ديكسون :
ـ أجل سيدة ديكسون . لقد راجع السيد كروس حسابك في المصرف بدقة .. لا .. في الواقع لا داعي للحديث معه في الموضوع .. كل شيء على ما يرام ..
وهكذا .. وهكذا , تكراراً , وعند الظهر , أحست أنها لن تحسن صنيع شيء سوى تناول سندويشاتها بهدوء وحدها في مقعد مريح على طاولة في المقهى المطل على المحلات الأخرى من الشارع .
عندما دخلت المطعم كانت الطاولات الست كلها مشغولة , فذهب بذلك أملها القاضي بالجلوس على طاولة واحدة , لكن الآخرين سيذهبون بعد قليل على كل الأحوال .
وجدت ثلاث فتيات يجلسن على الطاولة التي اختارتها , إحداهن موظفة الاستعلامات , والأخرى عاملة الكومبيوتر والثالثة سكرتيرة مات ماكلاود . كانت رؤوسهن متقاربة فوق الطاولة وهن يتناولن أحاديث سرية , وما إن اقتربت ماغي حتى سمعت إحداهن تلفظ اسم رئيسها . وعندما جلست , نظرن إليها جميعاً , وتوقفت أليسون سكرتيرة مات عن الكلام قبل أن تتم جملة كانت قد شرعت بها . أليسون فتاة صهباء الشعر تبدو عليها سمات المشاكسة غير المسؤولة . ضحكت الفتاة بقلق , وقالت بلهجة دفاعية :
ـ كنا نتحدث عن رئيسك .
فتنهدت ماغي :
ـ لا تأبهن لي . لا كلام قد تقلنه لم أقله قبلكن مراراً .
من الوقائع المعروفة في المكتب أن سكرتيرة أندرو كروس تحمل أعباءً فريدة من نوعها , وكانت الفتيات اللاتي يحللن مكانها أثناء إجازاتها يهددن بالإستقالة ولهذا السبب كانت تلقى الاحترام والعطف , لكن الذي لفت انتباهها أنها لم تجد بين العاملات من ترغب في الحلول مكانها بأي ثمن .
تبادلت الفتيات نظرات تآمرية , ثم انحنت إحداهن لتقول :
ـ هل سمعت يا ماغي عن آخر غزواته ؟
ازدردت ماغي قضمة السندويش , وشربت بعضاً من اللبن . إنها تكره الأقاويل التي تنتشر في المكتب , ولكن من المهم أن تبقى على وفاق جيد مع الفتيات الأخريات . فابتسمت وقالت :
ـ لا ... لم أسمع .
فقالت الفتاة هامسة :
إنها إيفا بانديث .
نظرت إليها ماغي ببرود :
ـ ومن هي إيفا بانديث ؟
فتنهدت الفتاة :
ـ يا إلهي , أنتي بعيدة كل البعد عن الأجواء ! إيفا بانديث هي أشهر عارضة أزياء في المدينة . ألا تطالعك صورها في الجرائد ؟
ـ كيف عرفتن تورطها مع رئيسي ؟
ـ لقد دعاني جون إلى مطعم فاخر بمناسبة يوم مولدي في عطلة نهاية الأسبوع . وهناك شاهدناهما .
انزعجت ماغي انزعاجاً شديداً ... لماذا على أندرو إظهار علاقاته ؟ ألا يفكر بسمعته وصورته المهينة ؟
تكلمت لودي , عاملة الاستعلامات بلهجة جافة :
ـ أراهن أنها هي من تودد إليه .
فقالت الفتاة :
ـ حسناً , لقد كانت عدائية بما فيه الكفاية .
أردفت لودي :
ـ إنها تتصل به هاتفياً طوال الوقت حتى ضج منها فأمرني بألا أصلها به , أو بك يا ماغي . لقد قال لي إن لديك أشياء أهم تشغلين بها وقتك .
أنهت ماغي غداءها فراعت تلملم ما بقي من فتات ولما رفعت بصرها إليهن رأتهن ينظرن إليها بريبة , وتابعت لودي :
ـ أتعلمين با ماغي , تساءلت مراراً عنك وعن أندرو ... أعني .. أنني أعرف أنك تحبين الظهور بمظهر متواضع في المكتب , لكنني رأيتك في حفلة الميلاد ترقصين مع مات ماكلاود , وأعتقد أنك بقليل من الجهد ستبدين جذابة جداً .
انفجرت ماغي ضاحكة :
ـ شكراً لك لودي , لكن لا ... شكراً , لا تنسي أن أندرو يحب السمراوات فقط .

mdadmdad 07-12-09 09:19 PM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
في الانتظار.

روح الامس 08-12-09 05:32 PM

منتظرين التكملة بفارغ الصبر

مشكوورين على المجهوود

تحياتي

الجبل الاخضر 09-12-09 08:42 AM

ننتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتظر التكملة بفارغ الصبر

غــلا 12-12-09 02:07 AM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
بانتظااااااااارك

رز باللبن 13-12-09 02:16 AM

niceeeeeeeeeee story
plzzzz nazly ba2y el agza2
tnx sooooooooo much

جيرمون111 13-12-09 09:40 PM

والله آآآآآآآآآآآآسف على التأخير

والله ظروووووووف خاصة .. اعذروني

ـ حسنا , لقد كانت عدائية بما فيه الكفاية .
أردفت ودي :
ـ إنها تتصل به هاتفياً طوال الوقت حتى ضج منها فأمرني بألا أصلها به , أو بك يا ماغي . لقد قال لي إن لديك أشياء أهم تشغلين بها وقتك .
أنهت ماغي غداءها فراحت تلملم من فتات ولما رفعت بصرها إليهن رأتهن ينظرن إليها بريبة , وتابعت لودي :
ـ أتعلمين يا ماغي , تساءلت مراراً عنك وعن أندرو ... أعني .. أنني أعرف أنك تحبين الظهور بمظهر متواضع في المكتب , لكنني رأيتك في الحفلة ترقصين مع مات ماكلاود , وأعتقد أنك بقليل من الجهد ستبدين جذابة جداً .
انفجرت ماغي ضاحكة :
ـ شكراً لك لودي , لكن لا .. لا تنسي أن أندرو يحب السمراوات فقط .
أصدرت جوليا صوتاً ساخراً :
ـ عليه الاشمئزاز الآن من كل تلك الفتيات المتأنقات اللاتي يتخلى عن الواحدة منهن بعد أشهر قليلة. لعله يريد التغيير . لا تنكري أنه رجل عظيم .
فقالت ماغثي وهي تبتسم ابتسامة لطيفة إنما حازمة :
ـ حسناً .. يا جوليا , لماذا لا تجربين حظك ؟
اتسعت عين جوليا :
ـ إنه يرعبني .. وهذا ما يمنعني .
ضحكت الفتيات الأربع على هذا , ولأن جوليا هي سكرتيرة اليد اليمنى لأندرو , أي مات , فإن عليها تحمل عبء مطالب أندرو عندما تغيب ماغي عن المكتب , وكانت قد أقسمت على أن تكون عطلتها مع عطلة ماغي هذه السنة .
وما إن حل العصر , حتى أصبح مكتب ماغي الصغير شديد الحرارة , وبما أن الوقت كان ربيعاً , فإن المكيفات لم تعمل بعد , والشمس كانت تتدفق من النافذة لتجعل الغرفة فرناً .
أندرو ومات كانا غائبين طوال اليوم عن العمل في زيارة لموقع العمل الذي يجري على قدم وساق للتحضير لافتتاح شركة الدكتور هايكنز , وقد بلغت الساعة الرابعة وهما لم يصلا بعد .
خلعت ماغي سترتها ثم أرخت الوشاح البرتقالي اللماع الملتف حول عنقها وهو الشيء الوحيد الملون الذي يدل على اعترافها بالربيع .
مررت يديها على شعرها الرطب من العرق , فأحسست به ثقيلاً على رأسها لذا أخرجت بضعة دبابيس , لتثبت الربطة إلى الأعلى قليلاً , ثم تنهدت عندما أحست بالهواء يصل إلى جلدة رأسها .
بعد ساعة , كانت تستعد لإنهاء يومها , فأغلقت دفتر والمواعيد , وهبت واقفة مسرورة لأنها ستأوي إلى منزلها حيث ستستحم تحت الماء البارد . لقد كانت تشعر بالضيق من العرق الذي ملأ جسدها كله . تقدمت من النافذة لتنظر إلى الشارع , الواقع على بعد عشرين طابقاً .
أحست بربطة شعرها ترتخي , فرفعت يديها لتثبتها وإذا بها تسمع أصواتاً خلفها , فاستدارت بسرعة , وذراعاها ما زالتا إلى الأعلى , فوجدت مات وأندرو موجودان عند الباب المفتوح يحدقان النظر إليها . فتمتمت وهي تنزل ذراعيها إلى جانبيها :
ـ لقد عدتما ...
تساءلت لماذا شعرت برغبة في تغطية نفسها بسترتها المعلقة على الكرسي حيث تجلس وفي أن تعيد نظارتها إلى عينيها .
خاطبت نفسها قائلة : لا تكوني سخيفة , ثوبي إلى رشدك . إنها تعلم أنها تبدو محترمة تماماً في قميصها الحريري النظيف , وإن كان مبللاً بعض الشيء , وعادت للتمتمة :
ـ لم أتوقعكما .
فقال أندرو بخشونة :
ـ هذا واضح .
ثم سار نحو مكتبه تاركاً مات واقفاً يحدق في ماغي . عند باب مكتبه استدار ونظر إلى مات صارخاً به :
هل ستقف هكذا طوال اليوم يا ماكلاود ؟

جيرمون111 13-12-09 10:20 PM

لم يلبث مات أن تحرك ليذهب إلى مكتبه المجاور . وبنظرة مجردة إليها مد أندرو يده , فأعطته أوراق رسائل الهاتف التي سجلتها . سألته وهو يتفحصها :
ـ كيف كان يومك ؟
فرد باقتضاب :
ـ ليس جيداً ... ثمة صعوبة في استيراد بعض الآلات . وعلي أن أؤمنها بأي وسيلة كانت .
وراقبته بحذر وهو يراجع رسائله . إنه يبدو , رغم عمله المتعب هذا اليوم هادئاً رابط الجأش , كما هو دائماً . شعره الأسود المموج تخللته شعيرات رمادية , وبدا أطول من العادة , لعل السبب هو عمله الدؤوب الذي لم يتح له فرصة ليقصه . سألته بصوت منخفض :
ـ ثمة سبب للتأخير ؟
ـ لا ... تباً , لكن لابد أن هناك خطأً ما , وأنا مقتنع أن السبب هو بعض الشركات التي خافت المنافسة , ولم أجد المفتاح بعد , لكنني سأفعل .
أخذ من الرسائل بعضها , ثم رمى الأخرى على طاولتها , وتاب :
ـ بإمكانك الذهاب الآن بالارد , سأنظر في أمر هذه الرسائل غداً لكنني الآن سأجري اتصالاً .
أغلق باب مكتبه فابتسمت ماغي ... إيفا بانديث ... إنه لا يغلق الباب المشترك بين مكتبيهما أبداً ليجري مكالمة عمل .
أخرجت محفظة نقودها من تحت الآلة الطابعة وأمسكت سترتها ثم بدأت السير في الردهة الخارجية , وعندما مرت من أمام مكتب مات ماكلاود , رأته يقف عند الباب لينتظرها مبتسماً .
ـ لا أعلم شيئاً عن رغباتك , لكنني أشعر برغبة في تناول شراب بارد منعش , أتنضمين إلي ؟
ترددت , مع أنها عادة تسارع إلى الاعتذار , لكن الحر الشديد الخانق يدفعها إلى قبول هذه الفكرة , فالعصير البارد سيعينها على مواجهة المسافة الفاصلة بينها وبين منزلها , أثناء ركوب القطار . فرفع يديه ليظهر حسن نواياه :
ـ سأكتفي بالعصير في المطعم ... وأعدك أنني لن أحاول مغازلتك !
فضحكت :
ـ لا بأس إذن .
كانت قاعة الطعام الداخلية باردة ومعتمة , فلما جلسا إلى طاولة , بدأت ترتدي سترتها , فقال :
ـ لا ترتديها ... أرجوك ... فأنت تبدين رائعة دونها .
ـ رائعة ؟ من ؟ أنا ؟
وضعت السترة إلى جانبها ثم جلس مات في مواجهتها , وطلب الشراب , ثم نظر إليها مفكراً :
ـ أنت لا تحبينه كثيراً , أليس كذلك ؟
ـ من ؟ قائدا الذي لا يهاب ؟ لست أدري . أحب العمل معه , ولكن إكن إن كانت لديه صفات محبوبة فلابد أن يخفيها عني . مع أنني لا أعتقد أنه يحاول جاهداً , فهو لا يهتم إذا كنت أحبه أو لا ما دمت أقوم بعملي على أفضل وجه .
وصل شرابها فارتشفت ماغي من الكأس الطويل الليمون المثلج مع ماء الصودا , ثم نظرت إلى مات , وسألته :
ـ وأنت ... أيعجبك ؟
تراجع في مقعده ليفكر قليلاً . ثم قال ببطء :
ـ أظن أنه يعجبني . إنه رجل أعمال قدير , يعرف القانون جيداً . لكنني لا يمكنني أن أخيرك كم هو قاسٍ معي , وكم أن دروسه مؤلمة أحياناً !
ضحك ... فرفعت ماغي حاجبيها :
ـ أعرف ما تعني .. إنه يصبح قاسياً في بعض الأحيان .
قالت مقلدة طريقة أندرو في الكلام :
ـ ليس لدي اليوم كله ماكلاود .. أحضري لي ذلك الملف بالارد .
ضحك الاثنان معاً , وإذا بصوت مألوف يأتيهما :
ـ أتمرحان هنا أنتما الاثنان ؟
ماتت الضحكات على شفاههما , وارتفعت أعينهما معاً لتشاهد أندرو كروس يقف فوق الطاولة . أحست ماغي وكأنه ضبطها ويدها في علبة بسكويت تسرقها ... هل سمعها وهي تقلده ؟
قفز مات على قدميه , فوقع كأس الشراب عندما أبعد يده بسرعة .
قال أندرو بطريقة تعمدها مزعجة :
ـ أنظر ما فعلت الآن يا ماكلاود .
كبحت ماغي ضحكة . ثم قالت وهي تكاد لا تمسك نفسها :
ـ أوه ... لا بأس بهذا , إنهما تقريباً فارغان .
جاء رد أندرو ساخراً :
ـ أستطيع رؤية هذا .
وبدأت ماغي تنتفض بضحك مخفي , فنظر إليها نظر حادة :
ـ ما الذي يضحكك هكذا بالارد ؟
عندها فقط لاحظت السمراء الطويلة الأنيقة التي تقف وراءه ... إيفا بانديث ... فتماسكت على الفور , ثم قالت ببرود :
ـ لا شيء يضحكني .
أخذ أندرو ينقل نظره من ماغي إلى مات .
ـ ماذا تفعلان هنا على كل الأحوال ؟
بدأت ماغي تحس بالغضب خاصة عندما بدأت تحس بعيني إيفا بانديث الساخرتين تنصبان عليهما , وكأنها تستمتع بهذا المشهد السخيف . في هذه اللحظة قارنت بين مظهرها المتزمت ومظهر إيفا الأنيق . وكم رغبت في أن يتخلص مات من هذه النظرة البلهاء على وجهه وهو ينظر إلى إيفا الفاتنة , وردت ماغي على أندرو بعذوبة :
ـ كنا نتناول شراباً بارداً , فهل هذا مخالفاً للقانون ؟
تساءلت : لماذا يبدو عليه الغضب , فهما ليسا في المكتب الآن ؟ قال منتقداً :
ـ هذه جلسة حميمة لا تلثيق بامرأة متزوجة .
قال هذه الكلمات ثم نظر إلى يدها التي ما زالت على الطاولة منذ أن تركها مات ..
اتسعت عينا مات :
ـ لكن ماغي ليست ...
ظرـ إليه ماغي بسرعة وكأنها تحذره , فأقفل فمه بطريقة مضحكة . عنده سارعت بالقول لتغطي الموقف الحرج :
ـ كنا نشرب شراباً بارداً لي إلا .
فرد أندرو بنعومة :
ـ حسناً ... في هذه الحالة , لن تمانعا إذا انضممنا إليكما .

يتبع .. ان شاء الله قريب .. بس ابي اشوف ردووووووووود ..

رز باللبن 13-12-09 10:24 PM

thanksssss
bentzar el baqya

روح الامس 14-12-09 04:45 PM

لاااااااا
لا توقف الحين
كمل بليييييييييز

الرواية شكلها رهيبة وانا اتحمست اقراها

منتظرين التكملة

تحياتي

Rehana 14-12-09 09:25 PM

يعطيكـ العافية ..أخ جيرمون

ننتظر تكملة

mdadmdad 15-12-09 12:44 AM

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

انا انتظر هذي الرواية من زمان رجائي لا تتأخر
هذي احلى رواية قريتها واحب اقراها مره ثانية

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

جيرمون111 15-12-09 05:23 AM

نظر إلى مات , الذي سارع بالتأكيد له أن هذا سيسعدهما . وقبل أن تستطيع الاحتجاج كان أندرو قد أراح جسده الطويل إلى جانبها على المقعد المستدير , تاركاً لمات الذي بدا متشوقاً مهمة إجلاس إيفا على المقعد القريب منه , بعد ذلك قام أندرو بتقديم إيفا لهما , ثم أشار إلى أحد السقاة .
تمتمت ماغي عندما سألها ماذا تريد أن تشرب :
ـ في الحقيقة علي أن أذهب الآن .
نظرت إلى إيفا فوجدتها منزعجة من أندرو لأنه أجلسها مع عاملين من عامليه , قال أندرو لماغي :
ـ هذا هراء ...
ثم وجه كلامه إلى الساقي :
ـ أعطنا الشراب نفسه .
ثم التفت إلى إيفا وسألها عما تحب أن تشرب .
اعترفت ماغي أن إيفا جميلة فهي ذات شعر أسود يلمع بتموجات كثيفة أنيقة تلف وجهها الأبيض الدقيق القسمات , وترتدي فستاناً من الحريير الأخضر .
رغم برودة المطعم , بدأت ماغي تعرق بسبب حرارة جسده المجاور لها . كانت منزعجة لأن قربه منها ولد فيها أحاسيس جديدة جعلتها تشعر به كرجل مثير لا كرب عمل .
تبادلوا أحاديث متنوعة مدة نصف ساعة . وأخيراً وقف أندرو يريد الخروج فأحست ناغي بالراحة .
انفرط العقد , فسارعت ماغي إلى محطة القطار , رافضة أن يوصلها مات .. فقد كانت منزعجة من كل ما حدث وهي الآن تريد الابتعاد لتضع ما حصل وراء ظهرها .

نهاية الفصل الأول ...

سأكسر جبل الجليد هذا !
في اليوم التالي بذلت ماغي جهداً فائقاً للتأكيد على صورتها العملية . فارتدت أكثر البدلات تجهماً وهي بذلة مصنوعة من قماش البوبلين البني القاتم , لكنها إلى ذلك أنيقة تلائمها , ارتدت لها قميصاً حريرياً بلون الكريم مزرراً جيداً حتى عنقها ثم وضعت نظارتها بثبات فوق أنفها , رافضة أن تخلعها أو تخلع سترتها رغم الجو الخانق في مكتبها الصغير .
غاب أندرو ومات طوال فترة الصباح أيضاً , وعندما عاد أندرو وحده بعد الظهر , حدثها بلهجة صارمة أكثر من المعتاد . بينما كان يوجه لها الأوامر بحدة , تساءلت عما إذا كان لقاؤها بالأمس قد أزعجه .
لكنها لم تستطع إيجاد سبب لهذا , فما تفعله وقت الفراغ هو من شأنها الخاص الذي لا علاقة له به , إنها حقاً لا تحبه ... راقبت النظرة القاسية على وجهه وهو يتصفح ملف أحد الزبائن أمامه . إنه بارد , مستبد .
في الساعة الرابعة والنصف , هب من مكانه ووقف بالباب يمعن فيها النظر فنظرت إليه عبر نظارتها متسائلة ... قدم إليها ملفاً أصفراً , فأخذته وتصفحته .. وجدت عدة أوراق ملأى بكتاباته العريضة الواضحة .. فتنهدت داخلياً .
قال لها بصوت لا أثر فيه لأي شيء :
ـ أريدها اليلة مطبوعة .
هزت رأسها . لقد تعودت على التأخير الذي لا يسبقه إنذار وما كانت تعترض لأن لا شيء ينتظرها في المنزل , ولأنها تقبض أجراً جيداً لعملها الإضافي .
بدأت الطبع .. مرتبة كل شيء ترتيباً منظماً خاصة بالأرقام . عملت بشكل متواضع ما يقرب الساعة , حيث فرغ المكتب كله من العمال الذين عادوا إلى بيوتهم , وقد أشعرها الهدوء النسبي بالراحة , فعملها الذي بين يديها مقعد سيحتاج إلى ساعتين أخريين لإنهائه . لكن هل يريده أندرو حقاً ؟ تنهدت , عندما سمعته يناديها من مكتبه :
ـ تعالي لحظة .
التقطت دفتر الاختزال وقلماً ثم دخلت مكتبه لتجده منكباً على أوراق موضوعة أمامه .
ـ اجلسي .
أطاعته وهي تتساءل عن المهمة الجميلة التي سيطلبها منها . إنها تعبة وتتمنى أن تنهي ما بين يديها من عمل لتعود إلى بيتها .
وقف أندرو أخيراً , وتقدم إلى الباب ليغلقه , ثم عاد ليجلس على حافة المكتب , طاوياً ذراعيه إلى صدره . كان يرتدي البذلة الكحلية التي كان يرتديها أمس .
ـ أريد التحدث إليك .
أجفلتها لهجته الباردة الجافة فاستوت جالسة تحدق إليه ... لماذا يبدو غاضباً كل هذا الغضب ؟ بحثت في ذاكرتها عن عمل كانت قد ارتكبته في عملها , فهي تخطئ أحياناً لكن ليت الخطأ غير خطير هذه المرة !
ـ لا يعجبني عبثك مع مات ماكلاود .
فغرت ماغي فمها , فسألته وهي تكاد لا تصدق ما سمعته :
ـ عبث ؟ لا أفهمك .
اعتلت وجهه نظرة ساخرة :
ـ أوه ... هيا الآن يا سيدة بالارد , لا تدعي البراءة والطهارة . أنت تعرفين بالضبط ما أعنيه . مات شاب لطيف سيصبح محامياً لامعاً بعد أن يجف عوده . لذا لا أريد أن يدمر مستقبله بسبب علاقة قذرة مع امرأة متزوجة .
سرعان ما استعادت وعيها من الصدمة الأولى . وما إن فهمت ما يرمي إليه , حتى اجتاحها هدوء بارد ... حقاً ! هذا كثير !
هبت واقفة ثم رمت دفترها وقلمها على الطاولة . ونظرت إليه نظرة باردة وهي تضم قبضتيها بقوة بينما يستعر غضباً كل عضو في جسدها . أخذت نفساً عميقاً , ثم انفجرت تقول بلهجة صابرة وكأنها ترد على طفل :
ـ لكنني لست متزوجة . وأنت تعرف هذا بالتأكيد .
اعتلت وجهه الآن صدمة قوية كادت تُضحك ماغي . وبما أنها قررت أن تحرق الجسور وراءها , فقد أحست بالسعادة لرؤية وجه أندرو كروس المتماسك يتداعى .
ولكنه سرعان ما استعاد رباطة جأشه وضاقت عيناه , وهو يقول متهماً :
ـ خدعتني إذن يوم ادعيت يوم استخدمتك الزواج . وأنتي تعرفين النظام بشأن استخدام المرأة العزباء .
ـ كنت متزوجة عندما استخدمتني .. ولكن زوجي قد مات بعد فترة قصيرة والخبر قد نشرته الصحف كلها وكان هذا الخبر الأول في لائحة الأقاويل في المكتب مدة طويلة .
ـ أنتي تعرفين أنني لا أصغي لأقاويل المكتب كما أني لا أقرأ الصحف وإن قرأتها فلم أربط ما قرأته بسكرتيرتي .
أظهر الأمر أنه خطأها .. محاولة جيدة .. لكنها لن تتضعضع . خاصة وأنه ما زال مصدوماً من الخبر الذي سمعه الآن . كانت تحس بالغبطة بسبب هزيمته .
ساد صمت طويل قررت ماغي خلاله عدم التراجع . بدا أندرو مستغرقاً في التفكير , يحدق إلى السجادة تحت قدميه . وأخيراً أمال رأسه إلى جانب واحد , ثم نظر إليها متفحصاً وهو يقول بصوت خفيض :
ـ إذن أنت لست متزوجة .
ـ لا ... لست متزوجة .
تغلغل القلق إلى قلبها من جراء نظرته الفاحصة الثاقبة ثم لم يلبث أن خفق قلبها دون انتظام مسبباً لها رجفة في أوصالها حاولت إخفاءها عندما قالت بثبات وثقة :
ـ ما دمت امرأة غير متزوجة فلا تقلق على سمعة مات .
لن تخبره أنها غير عائبة أو مهتمة بمات ماكلاود . فليتميَّز غضباً وغيظاً .
ـ يجب أن أطردك .
فردت بهدوء :
ـ حسن جداً .. سأذهب لأجمع أغراضي .
تقدمت نحو الباب .. وكان عليها المرور به حتى تصل إلى مكتبها . شاهدته من طرف عينها واقفاً ثم أحست بقبضة قوية لا شفقة فيها ولا رحمة تمسك بذراعها , التفتت إليه متأهبة للمعركة لكن نظرة عينيه السوداوين أرعبتها وقبضته القوية اشتدت على ذراعها حتى ساورها القلق والخوف من أن يؤذيها , لأنه بدا فاقد السيطرة على الذات .
مد يده الأخرى لينتزع النظارة بعنف , وليرميها دون اكتراث على الطاولة . قال حانقاً :
ـ كيف يمكن كسر الجليد المتزمت هذا ؟
كانا قريبين من بعضهما بعضاً , وكان البض الخافق عند استدارة فكه يدل على أنه بين نارين أحلاهما مر .
في هذه اللحظات ما عادت مهتمة باختياره , لأن العنف أو الإغراء سيان لديها وهي تعلم يقيناً أنها لا تضاهيه قوة في الأمرين معاً .
بادئاً كانت عيناه قاسيتين وعنيفتين ثم رأت نظرته تلين شيئاً فشيئاً , إذ رقت نظرته واسترخت ملامحه وأخذ يتأملها ملياً , فجأة قال لها : (( انزعي الدبابيس عن شعرك )) .
أطاعته دون تردد فانساب شعرها الذهبي متحرراً فوق كتفيها .
كان يتأملها محدقاً عميقاً في عينيها . كانت تنبعث من عينيه نظرة لم ترَ لها مثيلاً من قبل , نظرة عامرة تطل منها السعادة :
ـ أنت جميلة جداً . ولكنك منعزلة .. متحفظة .. يا إلهي .. كنت تقودينني إلى الجنون طوال الوقت معتقداً أنك متزوجة !
ارتجفت فرحاً وحبوراً ووقعت كلماته في قلبها الذي تولد منه شعور عميق كاد يدفعها إلى ما هو متهور .
مرت عليها سنوات منذ أن تودد إليها رجل ... حتى لوك .. وفي ذروة حبها له , لم يستطع جعلها تشعر بما تشعر به الآن نحو أندرو ...
عاد يهمس :
ـ يا إلهي , لقد رغبت فيك منذ ليلة الميلاد , عندما رأيت امرأة جميلة مرغوبة تحت ذلك القناع التنكري الذي كنت ستضعينه !

sassou 15-12-09 05:39 PM

باين عليها روعة من الملخص بس انتضرك تكمليها وبعدين اقراها
مشكورة حبيبتي ام دموع على المجهود

جرحك حبيبى 15-12-09 08:31 PM

شكرا احنا بانتظار التكملة

رز باللبن 19-12-09 02:48 AM

we waiting the part

جيرمون111 19-12-09 12:57 PM

ان شاء الله قريب راح اكملها ..

بس ابي اشوف ردوووووووووووود

روح الامس 19-12-09 09:29 PM

منتظرين التكملة تسلم على المجهود

غــلا 20-12-09 02:58 AM

بانتظار التكملة ولك 1000 شكر

صبر98 21-12-09 01:21 AM

تسلم وموفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

asmahan 21-12-09 01:50 AM

شكلها رواية حلوة

asmahan 21-12-09 01:51 AM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .:D

رز باللبن 27-12-09 08:16 PM

feeeeeen el part !!! entazarna kteeeeeeeer

فجر 28-12-09 08:37 PM

لك مني كل التوفيق في كتابة القصة....

رز باللبن 28-12-09 11:14 PM

sorry germon 3la elest3gal fe rady
w thanx 3la maghodak

Rehana 19-02-10 07:54 AM

تنقل الرواية للأرشيف حسب طلب الإدارة


الساعة الآن 03:16 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية