منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f449/)
-   -   586 - محطم قلوب العذاري - هيلين شاندا - دار ميوزيك ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t113172.html)

زونار 12-06-09 11:46 PM

586 - محطم قلوب العذاري - هيلين شاندا - دار ميوزيك ( كاملة )
 
الملخص
علت الحمرة وجنتى سليد من الغيرة ، وسأل
شارون :
- كم عدد الرجال الذين فى حياتك ؟
كان سؤاله مباغتا . وكان يعلم أنه ليس من حقه أن يسأله . ولكن الأمر كان أقوى منه .
فكرت شارون وهى تتظاهر بعد الرجال فى ذهنها ثم قالت بصوت هامس :
-لقد كان هناك أنت وأبى وشارلى راى زوج إيلين وهو ما يكفينى من متاعب !منتدى ليلاس
لو كانت امرأة مجربة لأحست بما يعتمل فى صدره من غيرة وراء سؤاله ولاستغلته لصالحها سلاحا ضده . ولو كانت امرأة واعية ما حسبت أباها وزوج أختها ضمن الرجال فى حياتها .

زونار 12-06-09 11:47 PM

الفصل الأول





كالعادة أراد آل رامزى التعبير عن رأيهم مرة واحدة دون أن ينصتوا كثيرا لرأى الأخرين وكانوا يعبرون بأصواتهم الأكثر حدة .




.




صاح سليد :



- لقد قلت – بوضوح – إن هذا المشروع غلطة .




كان تعليقا وسط الهرج .



ضرب الشاب بيده – دون تردد – على سطح المائدة وكرر فى حزم :



- لقد قلت لكم – من البداية – إن هذا المشروع لا يساوى شيئا .




كان كل فرد من عائلة رامزى له طريقته فى إجبار الآخرين على الإنصات إليه . كان تحت يد الأب كوينتين جرس نحاسى صغير يطرق عليه بلا ملل . وفانيسا – ابنته الوحيدة – تطلق صرخات ثاقبة ولا تتردد فى إلقاء أى طبق على الأرض أو القدح الذى يشاء سوء حظه أن يكون أمامها . أما الأم تولا فهى تكتفى بطرق كوبها بالسكين . منتدى ليلاس وبالنسبة للأخوة الثلاثة : سليد وجيد وريكى – حسب ترتيب سنهم – فإنهم يطرقون الأرض بأقدامهم وهو ما يفعله أولهم ، ويضربون قبضاتهم بعنف على سطح المائدة وهذا يسترعى انتباه الجميع .




قال جيد وهو يحدج أخاه سليد بنظرة صاعقة :



- إن المشروع ممتاز ولكنك خربته . كل ما طلب منك هو أن تكون لطيفا مع العمة أوجيستا حتى تبيع لك أرضها . ولم تكن قادرا على النجاح .




تحمل سليد نظرة أخيه الفولاذية وأطلقت عيناه ذواتا اللون الرمادى المائل للأزرق شررا .



- إذا كانت الجدة أوجيستا قد اختارت أن تعيش فى بلدة صغيرة فى فرجينيا فهى لا تزال من عائلة رامزى عنيدة ووقحة ومتطرفة . ومن المؤكد أنها ليست مستعدة لأن يخدعها حفيد أخيها الذى لا تندم عليه . ولم تتح لى أى فرصة حتى لمعرفة ما أريده بخصوص شراء الأرض منها . كان تنازلها الوحيد هو أن تتركها لى عن طريق الميراث . ولا يمكن لأى شخص أن يحصل منها على أكثر من ذلك حتى ولا أنت يا جيد .




تدخل الأخ الأكبر سليد ساخرا :



- ومع ذلك فإن شخصا ما – بفظاظة – استطاع أن يتصرف ليسحر جدتنا المأسوف على شبابها .



أمسك بوثيقة موجودة على المائدة وفردها تحت أنظار شقيقه قائلا :



- واحدة عانس اسمها شارون برايدى . يا له من اسم غريب !




- أنه إسم عادى وهى من أصل إيرلندى .




سأل السيد رامزى – الأب – بسرعة :



- هل تعرفها ؟




- نعم لقد قابلتها عندما ذهبت إلى الجدة أوجيستا لأشترى منها أرضها .




صحح له راد :



- أو الأصح أن تقول لتحاول الشراء . تذكر أنك فشلت . إنها صرحت لنا فقط بالبناء على الجزء الذى يخصنا . ولهذا السبب نحن الآن فى ورطة .




آتى كوينتين رامزى بحركة يقاطع بها ابنه الأكبر وقال :



- أنت لم تحدثنا أبدا عن هذه الـ شارون برادى يا سليد . كيف لنا أن نعرف أن هناك شخصا ما بيننا وبين الجدة أوجيستا ؟ لقد منحتنا أوجيستا التصريح بالبناء وكان واضحا أنها ستهب لذويها وأقاربها وكان عليك أن تحذرنا .




ضم راد قبضته وهاجم مرة ثانية :



- لقد كنا غافلين ولو أننا أنشأنا المركز التجارى رامزى فى هيوستون على الأراضى التى ورثناها عن جدنا لكان من الممكن أن نأمل أن الربع الذى لا يزال ملك أخت جدنا كان قد أعطاه لنا أيضا وقتها .




أخذ جيد يشدد قائلا :



- ليكلأ الله العمة الكبرى أوجيستا برحمته .




أوشكت فانيسا أن تختنق من الضحك بينما قطب كوينتين حاجبيه علامة عدم الرضا .




- من هى شارون هذه يا سليد ؟ وما هو تأثيرها على عمتنا المسكينة ؟




- لا شئ إنها تكن لها عاطفة المودة باعتبارها جارتها وصديقتها من سنوات طويلة .




صاح راج غير مصدق :



- وأنت لم تدرك أن هذه الجيرة تهددنا ؟




رد عليه سليد :



- أنت مخطئ بالنسبة لآل برادى . فإن جدتنا الكبرى كانت معلمة عجوزا تعيش فى مأواها الصغير بعد التقاعد . وهى لم تصرح لهم أبدا بقرابتها لنا . وعندما وصلت قدمتنى على أننى حفيد أحد أشقائها الذى كانت تكرهه جدا . وغير ذلك فإن آل برادى لا يعرفون شيئا .




لأول مرة تدخلت الأم تولا فى الحديث :



- هل تقصد أن تقول يا بنى الصغير إن شارون برادى تجهل أنها مالكة لربع مركز رامزى ؟




صاحت فانيسا وهى مختنقة :



- إنها لا تعرف أنها مالكة لربع الأملاك التى تساوى مائة مليون دولار ؟




أعلن شقيقها فى برود :



- من سنتين – عندما ذهبت إلى هناك – كانت شارون برادى طالبة فى الواحدة والعشرين من عمرها . لقد أصبحت وهى فى الثامنة عشرة الوصية الشرعية على أخواتها الأربعة القصر عند وفاة أمها . لم تكن عائلة برادى تعرف شيئا عن عالم الأعمال . ولم تسمع أبدا عن الشركة القوية : رامزى وأبنائه . أما بالنسبة لـ جورج دافيد سون الذى أرسل لنا هذا الخطاب فهو مستشار عمتنا الكبرى . إنه فى الرابعة والعشرين من عمره ولم يشغل باله بمعرفة القيمة المضبوطة للميراث .





صفقت فانيسا بيديها بحماس وقالت :



- إن الأمر أجمل من أن يكون واقعا ! إن لنا عملا مع حفنة من اليتامى الريفيات غير الناضجات وأصغر أبناء رامزى يمكن أن يجعلهن يثبن إلى رشدهن .




تحولت الأنظار كلها إلى ريكى وهو شاب نحيف فى الثامنة عشرة من عمره الذى احمر وجهه دون أن يجيب .




قاطعها جيد :



- هل تعتقدين ذلك ؟ إذن هذه الأسرة – كثيرة العدد والمحتاجة – ستفكر حسب رأيك أنه سيتوقف العالم عند مورجان فيل فى فرجينيا ؟ حسنا سترين عندما تكتشف تلك الريفية الصغيرة أنها سترث ربع آخر إنجازات رامزى وأبنائه . وأن هذا الربع يساوى خمسة وعشرون مليون دولار .




أعلن رامزى الأب :



- إنها لن تكتشف ذلك يا سليد . لأنك ستذهب إلى مورجان فيل لشراء حصة الصغيرة برادى قبل أن تعرف قيمتها .




تجمد الشاب أمام فكرة أن يرى شارون ثانية . عبر بصوت عال عن فكره :



- لا أستطيع .




قال والده دهشا :



- أنك لا تستطيع أم لا تريد ؟




كان كوينتين رامزى زعيما لإمبراطورية تجارية تمتد عبر الولايات المتحدة الأمريكية وكان – بالتأكيد – على غير إستعداد لأن يعارض أحد رغبته خاصة من أكثر أبنائه رقة ولطفا .




رد سليد دون أن يهتز له رمش أمام نظرات أبيه :



- أنا لا أستطيع ولا أريد .




كان يعرف أنه يعتبر أرق أبناء رامزى . وكان فتى ساحرا ولهذا السبب أرسلوه إلى أوجيستا حتى يقنعها بسحر أخلاقه وصفاته . لم يكن مشاغبا مثل راد ولا وقحا مثل جيد . وكانت الأسرة تعتبره الفتى المثالى .




كرر كوينتين وقد بدا عليه الضيق :



- أنت لا تستطيع ولا تريد !




ثم استدار إلى زوجته وقال لها متضرعا :



- هل يمكن يا عزيزتى نولا أن تشرحى لابنك مدى الخطر الذى يتعرض له ؟ إن تلك الفتاة لا تعد شيئا بالنسبة لنا تصبح مالكة لجزء من آخر إنجازاتنا غير العادية وابنك يسمح لنفسه ...




لم تتأثر السيدة رامزى ولا بما يساوى قرشا وقاطعت زوجها وهى تبتسم :



- إنهم يصبحون دائما أبنائى عندما يطيعونك حرفيا .




تدخلت فانيسا بطريقتها المعسولة :



- يا أبى . لقد قضى سليد الشهر الأخير فى كاليفورنيا ليراقب الأعمال المستقبلية لمجمع سان دييجو . ربما لا تحدوه الرغبة فى أن يترك اليكساندرا مرة ثانية . إنها لم تكن مسرورة على الإطلاق فى حفل زواج لانزبيرى لأنها اضطرت أن تحضره بمفردها . وإذا لم يصحبها سليد إلى الحفل الراقص عند ديلياسون الأسبوع القادم فإنها ستصاب بالهيستيريا .




علق راد :



- إن موضوع اليكساندرا ماديسون وثورات غضبها أصبح قصة قديمة بالنسبة لـ سليد . إن أخانا العزيز لم يعد اللقمة السائغة التى كان فيما مضى .




انفجر ريكى فجأة :



- إن الفتاة ماديسون طاعون .




إن أصغر أبناء رامزى تدخل فجأة لصالح شقيقه بعد أن ظل صامتا طوال الوقت وتابع :



- كان من الواجب أن تواعد شخصا مثلك يا راد وليس فتى ساحرا مثل سليد .




قال سليد بصوت قاطع :



- لست فتى ساحرا يا ريكى . ألم تفهم ذلك بعد ؟ !




هز ريكى كتفيه وأخذ يغمغم :



- أنت دائما لطيف معى .




قالت فانيسا بطريقتها المستفزة :



- نعم معك ولكن ليس مع النساء . فبعد سنوات طويلة من اللطف فإن أخانا العزيز أصبح شديد التقزز منهم . وهو نوع من الرجال الذيت تجن بهم النساء . الرجل الذى لا يقاوم والقاسى . كل ذلك لأنه قبل أسابيع قليلة من الموعد المحدد لزواجهما قررت اليكساندرا الهروب مع ذلك الممثل من الدرجة الثانية . أليس كذلك يا سليد ؟




اعترف شقيقها الأكبر :



- الحق معك .




لوت فانيسا شفتيها بطريقة رهيبة وأكملت :



- هل تتذكر تلك الأمسية يا سليد عندما أخبرتك أن اليكساندرا تعتبرك معتمدا عليها كلية وتحتاج إلى رعايتها ؟ وبعد فترة اكفهر وجهك وأقسمت أن تتغير وتعامل النساء مثلما يعاملهن راد وجيد وتصبح محطم قلوب لكل العذارى . متى كان ذلك ؟ من سنتين ؟




قال لها مصححا :



- من سنتين وشهرين بالضبط قبل ذهابى إلى مورجان فيل .




وهناك قابل شارون برادى وقرر أن يجرب شخصيته الجديدة عليها . وفى كل مرة يفكر فى الطريقة التى عامل بها شارون يحس بعدم الارتياح . وقتها حاول سليد أن يبرر أمام نفسه أن الفتاة التى تفتتن بسهولة شديدة لا تستحق أى شئ آخر . وأنه هو ليس فارسا نبيلا قبل ذلك بسنتين حاول أن يجد مبررات دون جدوى . ترك سليد أفكاره تشرد فى الماضى فى المرة الأولى التى رأى فيها شارون كانت واقفة فى الشرفة بمنزلها المجاور لبيت السيدة رامزى العمة الكبرى .



كانت قد عقدت شعرها الأصفر بلون القمح فى ضفيرة طويلة على شكل ذيل الحصان ، وكانت لها عينان واسعتان وعميقتان وسودوان محاطتان برموش كثيفة سوداء وقد أظهر ثوبها الخفيف بالمربعات الحمراء والبيضاء ذراعيها الملفوتين الذهبيتين . كان كل ما فيها يشع رقة وأنوثة كشفت ابتسامتها عن أسنان ناصعة البياض وكانت نظراتها شفافة ونقية . لابد أنها أصغر منه باثنى عشر عاما على الأقل .




لم يكن عند سليد أى سبب لمطاردتها . ولكنه كان يريدها . ولما كان قد تغير من رجل رقيق إلى محطم لقلوب العذارى . فقد قرر أن ينالها . ثم إن عائلته كان ليسعدها أن تردد دائما : ما يريده أحد أفراد رامزى يحصل عليه . وقد حان الوقت أن يضع هنا أشعار موضع التنفيذ .




كانت الشابة بريئة وساذجة وبدون خبرة ووقعت فريسة سهلة وارتبطت بعمق به كما سبق أن قرر . ثم عاملها بقسوة وجعلها تحت رحمته وتحول من الود إلى اللامبالاة ومن الحنان إلى البرودة . وقد أغرقها بالأكاذيب والوعود التى لم يف بها أبدا .




شعر سليد بالخجل من نفسه . لقد ظل اليأس يطارده . ذلك اليأس الذى قرأه فى عينى شارون عندما أعلنها ببرود أنه سيعود إلى هيوستون دون أمل فى العودة . لم تنجح الحياة اللامعة التى عاشها منذ تركها ولا علاقته اليكساندرا التى كانت متفجرة كل ذلك لم ينجح فى محو تلك الذكرى .




لقد عامل خطيبته السابقة بطريقته الجديدة وتصرفت اليكساندرا بطريقة تؤكد نظريته التى بمقتضاها يرى أن النساء يفضلن الرجال المسيطرين على الفتية اللطفاء . لم يترك لها أبدا حرية المبادرة مما جعلها تعشقه .




لم يؤنبه ضميره أبدا على مسلكه مع اليكساندرا أو التيات الأخريات العابرات فى حياته لأن سليد كان متمسكا بقواعد اللعبة واستمر على مهاجمة الفتيات الرقيقات اللاتى كان يقعن فى حبه .




لماذا إذن لا يستطيع سليد أن ينسى شارون ؟ كان يفكر فيها فى اللحظات غير المتوقعة وقرر أكثر من ألف مرة أن يرفع سماعة التليفون ليتصل بها . ولماذا لا يعثر على السعادة مع أنه نجح مع النساء ؟ ولم تتردد اليكساندرا أن تعلن على الملأ أنها مجنونة بحبه .




حاول سليد أن يطمئن نفسه بأن يقول إن لديه كل شئ . كان محظوظا فى أعماله وسعيدا فى حبه . ولكن تلك الهيستيريا التى تتملكه فى كل مرة يفكر فيها فى الحى المتواضع فى مورجان فيل وفى شارون كانت تعذبه .




قطع صوت أمه الواضح أحلام يقظته :



- لقد استقر الأمر . سيذهب سليد إلى مورجان فيل لإعادة شراء أرض أوجيستا .




كانت أول حركة له هى الرفض . ثم فكر أنه يجب عليه أن يرى شارون ليشفى من وساوسه . من المحتمل أنها لم تعد تفكر فيه ولابد أنها نسيته ونسيت أول حب تعس مرت به . ولكن لابد أن يتأكد . لابد أن يعقد سلاما معها .... ثم ماذا بعد ؟

زونار 12-06-09 11:48 PM

إلى اللقاء يا سيدة كيلى . إلى الغد يا مارى .



كانت شارون برادى واقفة خلف السور الخشبى المحيط بالحديقة الصغيرة . كانت تحيي شابة تبتعد وهى تمسك بابنتها الصغيرة بيدها .




- أخيرا رحل الجميع .



قالت شارون وهى تزفر فى ارتياح



- نعم لقد تحملت حديقتنا الأطفال أسبوعا آخر .




سألتها كولين وهى تبتسم :



- هل تعتقدين أننا سنتحمل عيد ميلاد كورتنى آن لعد ظهر غد . لا تنسى أننا ننتظر رهطا من الأطفال .




- لقد وقعت الصغيرة فوق الجاتوه وسكبت الكوب .




ألقت شارون نظرة على البيت المجاور . وطفرت الدموع من عينيها وقالت بصوت مخنوق :



- من المحزن ألا تحضر العمة أوجيستا ؟ هل تذكرين كيف تمتعت فى العام الماضى فى عيد ميلاد كورتنى ؟




- على أية حال لن تفعل الصغيرة نفس الشئ هذا العام . لقد أصبحت كبيرة وسنها ثلاث سنوات .




فى تلك اللحظة استرعت انتباههما سيارة ضخمة رمادية تدخل الطريق الضيق المغطى بالغبار والحصى والمؤدى إلى المنزل . لم يكن هناك من منزل آخر سوى المسكينة السيدة رامزى .




سألت كولين فى دهشة :



- إننى أتساءل من يكون ؟ لقد رحل كل الأطفال . لم تكن السيارات تأتى إلا مصادفة من تلك الناحية ورؤية إحداها يعد حدثا مزعجا .




قالت مازحة :



- لابد أنه رجل مسكين وتعس ضل الطريق .




ما إن نطقت بتلك الكلمات حتى تجمدت فى مكانها . فقد تعرفت على السائق .



حاولت السيطرة على انفعالاتها ووجهت الحديث لأختها :



- هل يمكن أن تدخلى وتساعدى إيلين فى إعداد الأطفال للعشاء ؟ سأقوم بإرشاد هذا السيد وأعود حالا .



وافقتها أختها المراهقة فى مرح واتجهت نحو البيت دون أن تشغل نفسها بالسيارة ولا براكبها . لم تتعرف كولين على السائق وقد أسعد ذلك شارون ! لقد كان من الصعب عليها أن تواجه سليد رامزى فى وجود أختها وكلما اقتربت السيارة كانت شارون تزداد توترا .كان يسودها إحساس أن الدماء انسحبت من جسدها فجأة . ارتجفت رغما عنها ورغم الجو اللطيف فى أمسية سبتمبر .إن اسم سليد رامزى يدير رأسها . لقد ظنت أنها لن تراه أبدا وقد تقبلت هذه الفكرة من وقت بعيد . لم تكن تتمنى أن ترى الرجل الذى لم يجلب عليها سوى التعاسة واليأس . ويجب عليه أن يرحل فى الحال .


وقف سليد بالسيارة عند مكانها وهبط منها . تجمدت شارون مرة ثانية فى مكانها وتملكتها الرعشة .


لم يتغير الرجل على الإطلاق . ربما صارت كتفاه أعرض وجسده ازدادت عضلاته بروزا وبعض التجاعيد الخفيفة ظهرت حول عينيه . رغم أنه لم يمض سوى عامين وشهرين على فراقهما .


لم يكن مليحا مثل نجوم السينما . ولكن كانت تنبعث منه رجولة كانت تزعجها دائما . وظهرت مرة ثانية العواطف والأحاسيس التى حاولت كتمانها خلال عامين وشهرين وكان ظهورها أقوى .



نظرت شارون إلى وجهه مباشرة . نعم إنه جذاب بشعره الأسود المجعد وحاجبيه ورموشه الكثيفة التى تظهر جمال عينيه الصافيتين .


كانت شارون هى أول من تشجعت بالكلام :
- يومك سعيد يا سليد .


لقد أصبحت الآن تعرف كيف تسيطر على نفسها ولم تعد تلك التى عرفها سليد من قبل والتى هجرها بوحشية . فقد تغيرت تلك الشابة تماما .


- يومك سعيد يا شارون


لقد أصبحت أكثر جمالا مما راه فى أحلامه بشعرها الطويل الذهبى وعينيها الواسعتين المعبرتين . كانت الشابة ترتدى جينزا وتى شيرت يظهران أنوثتها .


قال :
- لقد مر وقت طويل .... لقد تخيلت هذا المنظر ألف مرة وفكرت فى ألف طريقة لتحيتك وهأنا أجد نفسى عاجزا إلا عن كلام عادى .


كانت الشابة تتأمله فى دهشة وتتساءل . ماذا يعنى هذا السلوك الجديد ؟ هل يريد أن يقنعها أنه تأثر برؤيتها ؟ إنها لن تقع فى الفخ .


سألته ببرود :
- ما الذى جئت لتفعله فى مورجان فيل ؟


دهش وأخذ يتأملها دون إجابة . لقد أثبتت أنها تسيطر تماما على نفسها بطريقة لم يرها من قبل معها . لقد تركت الفتاة الشابة العفوية مكانها لتحتله امرأة ناضجة .


استطاع أن يقول :
- أنا أجدك فاتنة يا شارون .


ود سليد أن يحطم هذا التحفظ . رسم إذن على شفتيه ابتسامة رامزى الشهيرة التى لا يستطيع أحد أن يقاومها رجل كان أو امرأة .


رفعت الشابة حاجبيها بطريقة ظاهرة وتعرفت على الابتسامة الخبيثة لرجل يبحث عن طريقة للوصول لهدفه .


أمسكت ببرودة أعصابها وسألته :
- افترض أنك تسلمت خطاب السيد دافيدسون بشأن وصية عمتك الكبرى . وكما تعلم فقد تركت لى العمة أوجيستا البيت وأغراضها الشخصية وكل محتوياته وساعة بندولية طراز لويس الخامس عشر ومجموعة من الأفيال من الصينى ذات القيمة العاطفية عند شقيقاتى وإن لم تكن تساوى شيئا ماديا .


لم يصدق سليد أذنيه إنها تتحدث بلا اكتراث وكأنهما غريبات تماما .


استطردت بنفس اللهجة :
- لقد عثرت على صور فوتوغرافية قد تهمك ووضعتها فى صندوق من أجلك ويمكنك طبعا أن تدخل عند عمتك – رحمها الله – وتأخذ ما تشاء .


رفع نظره إلى البيت الصغير المجاور وقال برقة :
- إننا سنشتاق إليها كثيرا . وأجد صعوبة فى تصديق أنها ليست فى المطبخ تعد الحلوى . لقد كانت نهمة كما تعلم .


- لا . لم أكن أعلم ذلك فى الحقيقة . كنت أجهل كل شئ عنها إلا أنها كانت غاضبة من جدى . وأنا لم أقم بزيارتها سوى مرة واحدة بينما كرست كل وقت إقامتى هنا من أجلك ... أجلنا .


احمر وجه شارون ولكنها قبلت التحدى وقالت ببرود :
- عندما أصيبت أوجيستا بالمرض من عدة شهور اقترحنا عليها أن نتصل بكم ولكنها عارضت ذلك بشدة . لم تكن ترغب فى رؤية أسرتها اطلاقا .


- إن خطاب دافيدسون لا يشير إلى سبب الوفاة بالأزمة القلبية . لقد كانت فى السابعة والثمانين وقال لنا الأطباء إن قلبها ورئتيها استنفدت . لم ترغب أوجيستا أن تنصت إلى نصيحتنا بنقلها إلى المستشفى . وقد توليت أنا وشقيقاتى العناية بها وظللنا حولها حتى النهاية .


- فهمت .


ساد صمت ثقيل قطعه الشاب :
- لم يسبق لى أن شاهدت قريبا لى يموت . لقد كنت صبيا صغيرا جدا عندما مات جدى ولا أستطيع أن أتصور موت شخص عزيز على وأنا معجب بك لأنك ساعدت العمة أوجيستا للنهاية .


تبادلا النظرات طويلا دون أن يهتز لهما رمش . ثم فجأة أحس بقلبه ينقبض . لقد كانت شارون صغيرة فى السن وكانت رقيقه معه ، وحيوية للغاية وساحرة والآن هى تنظر ببرودة تكاد تصل إلى درجة العداء .


كانت شارون أول من خفضت عينيها . هناك شئ ما فى عينى الرجل يسبب لها اضطرابا . إنه تعبير جديد لم تره من قبل خلال أشهر علاقتهما . ولكن ذكرى انفصالهما المؤسف . واليأس الذى أحسته وقتها جعلها تتجنب الوقوع فى الفخ .


- سأذهب لأحضر المفاتيح . انتظر هنا لأحضرها .


أدارت له ظهرها لتدخل البيت . عندما منعها صوت سليد من الاستمرار.


- هل يمكننى الدخول معك ؟


- أفضل ألا تدخل .


- يا لسخرية القدر . عندما كنت هنا فى آخر مرة . لم أرغب أبدا فى الحضور إلى بيتك ومقابلة شقيقاتك . والآن أحب أن تدعينى وأنت ترفضين ذلك .


- لا أريد أن أبدو عادية . وأكرر لك هكذا الحياة !


- شكرا لأنك لست عادية . واجب أن أقول لك إنه رغم إرادتى اعترف بأننى أجنى ما زرعته .


تذكر عندما كان يجلس فى السيارة انتظارا لحضورها ولم يكلف نفسه مشقة الذهاب حتى الباب للقائها . أو أبدى رغبة فى التعرف على أسرتها


اعترف قائلا :
- وقتها كنت غير مكترث . كنت نموذجا للغرور الرجولى . وكنت قد قررت ألا يعتبرنى الناس ضعيفا .



قالت له الشابة :



- لم يكن هناك أى خطر .




ومع ذلك تذكرت أفعالا تتعارض تماما مع ما كان يدعيه من قسوة مثلا عندما ساعد طفلا صغيرا فى سوبر ماركت فى العثور على أمه .



وعندما توقف بالسيارة فجأة حتى لا يدهم قطة حائرة وسط الطريق , وحملها فى حنان وأعادها إلى أصحابها بعد أن قرأ العنوان على الطوق المحيط بعنقها وغير ذلك . وقد جعلها ذلك تزداد له عشقا .




عادت الشابة بعد لحظات وناولته المفاتيح وقالت :



- ضعها فى صندوق الخطابات بعد أن تنتهى . هل من المفروض أنك ستقضى الليلة فى " مورجان فيل " ؟




أجابها وهو شارد الذهن :



- نعم لقد حجزت حجرة فى الفندق .



نظر إليها بطريقة غريبة وهو يطوح بالمفاتيح فى الهواء .




لم تستطع شارون أن تستشف أفكاره . لم تستطع أبدا أن تفهم " سليد رامزي " إنها هى وشقيقاتها لم يفهمن أبدا الرجال وظلوا بالنسبة لهن مخلوقات غريبة .




فجأة سطعت الانوار فى ذهنها وفهمت لماذا أتى " سليد رامزي " ليقابلها .

ناعمة 13-06-09 08:04 AM

الف شكر اخووي

الله يعطيك العافية :)

زونار 13-06-09 05:54 PM


الفصل الثاني





صاحت وهى ترفع يدها إلى فمها
-أنها الأرض؟


ذهل "سليد"وهو يرقبها دون أن يفهم


لم تخطئ الشابة ولم تنخدع في مظهره وتمالكت نفسها وصاحت:


-هذا هو السبب في حضورك أول مرة.. لقد كنت تريد شراء الأرض التعسة التي تملكها جدتك في" تكساس".إنها لم ترغب ان تبيعها لكم وتركتها لى هى والبيت ميراث.


كرر سليد وهو مبهوت بطريقة الية:


-الارض؟


كان مشغولا جدا ب "شارون"لدرجة انه نسى موضوع الأرض الشهير.


هاجمته الشابة بلا هوادة:


-وهذه المرة..تريد أن تشتريها منى؟


-"شارون"!


حسب خطة الأب كانت هذه هي لحظة انتزاع الأرض من الشابة..الأرض التي ورثتها شرعا واستحقتها عن جدارة عندما كرست حياتها وقتا طويلا للمرآة العانس العجوز والوحيدة.


أحس "سليد" نفسه ببشاعة الفكرة.بدا له الأمر وكأنه يستيقظ من حلم طويل خلال نوم استمر سنتين وشهرين وخلاله تصرف بطريقة غريبة عن طبيعته الحقيقية.


اندفعت الدماء في عروقه بعنف وهو يحاول أن يمسك بنظرات "شارون" البعيدة.


انفجرت سعادة عارمة من أعماقه؛ حس بأنه خرج من الظلام الذي انتشر على حياته في السنوات الأخيرة.


لا..إن "سليد" لن يفعل ما يريدونه منه انه لن يشترى أراضى الشابة بثمن بخس.


سألته بلهجة ساخرة:


-كم تظن انك ستعرضه على؟


فهمت_ من وصوله غير المتوقع ومن عصبيته وسلوكه غير المعتاد ونظراته التي يلقيها عليها وهو يعتقد انه حاذق وماكر_انه ينتظر اللحظة المناسبة ليطرق الموضوع المشتعل؛ لاشك انه غاضب من عدم رغبتها في البيع له.


قررت "شارون" أن تضع النقط فوق الحروف فورا:


-لقد قررت أن أبيع لكم الاراضى؛ لأنها لاتهمني كما اننى لن اذهب إلى "تكساس"أبدا.


كز "سليد" على أسنانه وحاول ابتلاع ريقه


-أنت لا تظن اننى سأبيع لكم أليس كذلك؟ وتظن اننى سأتمسك بها انتقاما منك دون شك.
أحست" شارون" أنها قوية وناضجة تماما. لقد كان رائعا أن تقف وجها لوجه مع "سليد" بدلا من أن تصبح لعبة بين يديه.


-أنت لا تفهمين يا "شارون".


-بل من المؤكد اننى افهم.. لست ساذجة كما تظن.


ابتسمت له ابتسامة تحد وأكملت:


-لقد حضرت إلى هنا وفى نيتك أن تشترى منى الاراضى، وأنت مقتنع تماما اننى لا أريد التخلي عنها؛ ولذلك أعددت خطة للوصول لأهدافك ولم تكن تنتظر _طبعا_اننى اكتشف انك المشترى واننى سأبيع لك في الحال تلك الاراضى.


كانت "شارون"تبدو سعيدة بنفسها وهى تنطق تلك الكلمات لدرجة أن "سليد" وجد صعوبة في ألا يبتسم؛ إن الرضا الذي بدا واضحا عليها وهى تكشف عن الفخ الذي أعده الذئب الشرير الكبير كان مثيرا للضحك والشفقة في آن واحد.


لمحت "شارون"بريق الاستمتاع في عينيه، هل يسخر هو منها ويعتبرها دائما فتاة صغيرة غبية؟


سألته بصوت بارد كالثلج:
-ما هو الثمن الذي تعرضه على؟


-ليس لدى إيه نية للحديث عن الأرض الآن.


-أنا أريد ذلك.


-أريد أن...


-ليس على أن أتلقى أوامر منك يا"سليد"فلا تحدثني بهذه اللهجة المتسلطة، ولست مستعدة على الإطلاق أن اخضع لإرادتك، ويمكنك أن تتخلى عن لعبتك الصغيرة وتحدد الثمن في الحال.



أحس"سليد"بأن الحمرة تعلو جبينه؛إن مبلغ مائتين وخمسين ألف دولار الذي تنوي ان تقدمه عائلة"رامزى"لها من أجل ربع المركز التجاري هو مبلغ ضعيف جدا.ان عرض عائلته ببساطة عرض غير شريف،إن أل"رامزى"يناورون بلا رحمة للوصول لأهدافهم وهم لا يترددون في خداع تلك الفتاة الرائعة والساذجة وجد"سليد"نفسه عاجزا عن تنفيذ ما ينتظره منه والده وإخوته.


-هيا "سليد"..كم؟


راودته الرغبة لحظة أن يعلن لها الرقم مع نيته ألا يشترك في هذا العمل.


أصرت الشابة أمام تردده:
-كم؟


دهشت"شارون"من نفسها ومن السهولة التي استطاعت بها أن تناور"سليد"إذن لم تكن تحتاج إلى أن تظهر بأنها لن تنخدع وان تبدو مختلفة عن تلك الفتاة العاشقة له .


إن"باتريشيا"هي الأخرى تريد أن تعجبه وهى مستعدة للتضحية بنفسها من اجله دون جدوى.انه لم يجد فيها سوى فتاة ساذجة وعاملها على ذلك.عقدت ذراعيها على صدرها وتحدته:
-ماذا؟


همس:
-خمسة وعشرون ألف دولار.


لم تستطع أن تكتم دهشتها:
خمسة وعشرون ألف دولار؛انها ثروة حقيقية..إن السيد"دافيد سون"اخبرها ان البيت الذي تركته لها العمة"أوجيستا"يمكن ان يكون ثمنه ما بين اثني عشر وثلاثة عشر ألف دولار وقد تأثرت هي وشقيقاتها من ضخامة هذا المبلغ،و ها هو الآن يعرض عليها خمسة وعشرين ألف دولار من أجل قطعة أرض في"تكساس"،في مكان لم تذهب إليه أبدا ولا تهتم أبدا أن تذهب إليه.


قالت معترفة:
-لابد أن اقر بأنني دهشت.لقد اعتقدت أن فتى مثلك سيعرض على أقل ثمن في الأرض وإذا بك تحدثني عن مبلغ ضخم.


إنها لا تصدق ما يحدث.هل يمكن أن يكون فتى مثله-بلا وازع من ضمير في مسائل الحب-عادل في الأعمال التجارية؟
قالت:
- إنني اقبل عرضك والأرض لك.ما الذي يجب علي أن أفعله الآن؟
استدعي المحامي ليحرر عقد الشراء؟يمكنني أن أتصل فورا بالسيد"دافيد سون".


وقع"سليد"فريسة حيرة رهيبة فأخفى وجهه بكفيه.انه يستطيع أن يعود إلى"هيوستن"من الغد والعقد تام وستستقبله عائلة"رامزي"استقبال الأبطال،وسيمنح خمسة وعشرين ألف دولار بالإضافة إلي سيطرته الكاملة علي المركز التجاري.


-"شارون"!


لا..لايمكن أن يكون قد انحط إلى هذه الدرجة بحيث يستغل سذاجة الفتاة.لايمكن أن يغشها.


استأنفت الشابة الحديث بحزم:
-أريد أن أبيع بخمسة وعشرين ألف لا ينقص سنتا واحدا.



كيف يشرح لها أنها لو قبلت هذا المبلغ لجعلته نصابا.كيف يمكنه أن يخبرها أن أرضها تساوي خمسة وعشرين مليون دولار؟
إنها لن تصدقه وهى التي تعتبر خمسة وعشرين ألف دولار هدية ملكية!انها ستظن انه يسخر منها بقسوة.في الحقيقة ليست لديها أي ثقة به.


بدأ صمته يقلق الشابة التي كانت علي استعداد أن تتوسل إليه أن يقبل.تذكرت فجأة فترة حبها ل"سليد".وإذا طلبت منه معروفا فأنها تقع تحت عبوديته وسيعود هو السيد وهي الخادمة.
لن تفعل ذلك وستتصرف بمفردها دون اللجوء إليه.






قالت بلهجة تعمدت أن تكون متقطعة:
-إنني لن أجبرك-دون شك-على شراء الأرض.


كان من الصعب عليها أن تمثل دور عدم الاكتراث،لايمكن أن تكون شخصا غيرها .


لقد علمها"سليد"نفسه أن على المرآة أن تكون غامضة وماكرة حتى تستطيع أن تعيش في عالم الرجال.


أحست بأنها محبطة ومنهكة وكانت رؤيتها ل"سليد"-بعد كل هذا الوقت-صدمة لها واحتاج الأمر منها جهدا خارقا لتسيطر على نفسها.


-لابد أن أعود الآن.ربما أمكننا أن نتحدث عن الأرض مرة أخرى وفي هدوء أكثر.


في هذه اللحظة بالذات نادتها شقيقتها"نانسي"ابنة الخمسة عشر ربيعا من داخل البيت:


-"شارون"لقد اعد العشاء.


أدارت الشابة ظهرها له دون أن تقول كلمة وانطلقت جريا إلي الفيلا.


لازم"سليد"خطواتها بطريقة آلية،وعندما وصلا إلى أعلى الشرفة الأمامية انفتح الباب الرئيسي فجأة بعنف لتخرج فتاة صغيرة ذات عينين واسعتين سوداوين وضفائر طويلة شقراء.


اقتربت في حذر من"شارون"وقالت بطريقة خطابية:
-إنها ساعة العشاء"شارون".


- سأحضر يا صغيرتي.


أخذت الفتاة الصغيرة بين ذراعيها ووضعتها على جانبها.


تأثر"سليد"من جمال اللوحة فابتسم.لقد كانت الطفلة من أبناء عائلة"برادي"دون شك.كان جمالها وعيناها السوداوان وشعرها الأشقر الدليل على ذلك.


مد يده ليداعب الشعر الحرير.سأل:
-من هذه الفتاة الصغيرة الساحرة؟


-جفلت الصغيرة واستدارت لتخفي وجهها في جسد"شارون"تضايق من ذلك ففي العادة الأطفال والحيوانات يحبونه؛فقد كانوا يحسون بطيبته الطبيعية،من الواضح أن كل آل"برادي"من الصغير للكبير يكرهونه.


ردت عليه"شارون"باقتضاب:
- إنها ابنة أختي.


كان إحساسه بضرورة إقامة علاقات قوية مع كل من يحيط بالشابة قد أصبح فجأة له أهمية قصوى.


سأل في رقة متناهية:
-كم عمرك يا جميلتي؟


ظلت الصغيرة لا تنظر إليه وإنما مدت له يدها مظهرة ثلاثة أصابع.


انفجر ضاحكا واستطرد:
-ثلاث سنوات؛هل يمكنني أن أخمن ما اسمك؟


-ان اسمي"كورتني آن".


-وأنا اسمي"سليد"وان سعيد جدا بمعرفتك يا"كورتني".


تدخلت"شارون"وقد نفذ صبرها:
-هذا يكفي!ما الذي تلعبه الآن"سليد"؟


- ليست لدى النية أن ألعب معك يا"شارون"أي من أخواتك أم هذه الفتاة؟أعتقد أنني أتذكر أن واحدة منهن كانت متزوجة و لكني لا أذكر من هي.


قالت بلهجة باردة كالثلج:
-هذا لا يدهشني على الإطلاق.أنت لم ترغب أبدا أن تعرف شيئا عن أسرتي وكل ما كان يهمني كان يشعرك بالملل.


-أنت لم تسببي لي مللا أبدا يا"شارون".


طبعا لم تصدق"شارون"كلمة واحدة.ضمت "كورتني"بقوة إليها ودون أن تنطق كلمة واحدة استدارت لتدخل البيت.


ما أن عبرت الباب حتى صاح:


-عرفت!إنها"ايلين"!إنها اصغر منك بسنة وقد تزوجت فور تخرجها في الكلية واذكر أيضا"كورتني" . إنها لم تكن سوى رضيعة عندما رأيتها.


-استدارت الشابة ببطء لتنظر إليه في دهشة لقد دهش هو نفسه؛لأنه تذكر وهو ما يثبت أنه استمع رغما عنه إلى كل ما قالته له"شارون"وعندما رآها عادت إليه كل ذاكرته.


انفتح الباب فجأة وخرجت فرقة عسكرية من آل"برادي"لتنضم إلي"شارون".


حدق"سليد"في كل الشقراوات ذوات العيون السوداء وهو يتساءل عمن تكون كل واحدة؟


قالت فتاة صغيرة ترتدي مثل"شارون"متسائلة:


-ما الذي يجري؟
-لاشئ يا"ايلين"..فقط السيد"رامزي"راحل.



كان مظهر الفتيات يدل على أن العائلة فقيرة.ومع ذلك كانت ملابسهن نظيفة وان كانت مستعملة جدا.إن عائلة"برادي"لا تستطيع - دون شك- شراء ملابس من المؤسسات التي تملكها عائلة"رامزي".


من سنتين لم يفكر"سليد"في حالتهم المادية فلم يكن يفكر إلا في نفسه وجرح مشاعر"شارون"عندما فكر في جرحه هو.لقد كان حب"شارون"قادرا على أن يشفيه من قطيعة"أليكساندرا"له،لكنه فضل أن يحتقرها.


أصابت"سليد"رغبة صبيانية أن يعيد الماضي ويصلحه ويزيل الضرر الذي سببه.قال:
-هل يمكن أن تأتي للعشاء معي يا"شارون"؟لابد أن نتحدث.


أدرك فجأة أن لديه رغبة عارمة أن يكون بمفرده معها طوال السهرة.


لم يطرف للشابة رمش ورمقته ببرود ثم قالت:


-لا..أرجوك يا"سليد"اذهب. نحن لا نريد أن نراك هنا..نحن لسنا في حاجة إليك.






ضم قبضتيه داخل جيبيه ودار على عقبيه ثم اتجه إلي سيارته وأحس بالمرارة وهو يفتح باب السيارة.


ثم قال:
-سأعود غدا!


فسرت"شارون"هذا النداء على انه تهديد.


ردت عليه بصوت حاولت أن يبدو تحديا:
-من الأفضل أن تتصل بمحامي مباشرة.


كان"جورج دافيد سون"رجلا عجوزا وقادر على تسوية موضوع البيع مع"سليد"؛ولذلك لن تحتاج إلى رؤية هذا آل"رامزي"الذي تعيد نظراته الزرقاء ذكريات الماضي الأليم إليها.



بينما راقبت الفتيات السيارة وهى تبتعد سألت"نانسي"في قلق:


-هل هذا موظف الكهرباء مرة ثانية؟هل يهددنا بقطع التيار؟


-لا يا"نانسي"..أنت تعرفين أننا سوينا كل الأمور مع موظفي الخدمات العامة.


- إنني أتذكر الرعب الذي عانيناه عندما قطعوا التيار.


- لن يحدث هذا أبدا..أعدك بذلك.


قالت"نانسي"في إلحاح:
-إذن من هذا الولد؟لقد هدد بالعودة غدا.


تدخلت"تارا:
-أليس هذا يا"شارون"الفتى..الذي كنت عاشقة له؟ لقد رأيته عندما حضر عندالعمة"أوجيستا"،لقد كان ضخما وقويا ولا يبتسم أبدا.


- انه هو"سليد رامزي"ولو كان عندي ذرة من العقل وقتها ما تورطت في مغامرة معه.وألان لا أعرف على الإطلاق ماذا يريد مني؟لو عرفت لاستطعت أن أنظم أموري وأستعد.


سألت"تارا":
-هل حضر إلى هنا ليطلب منك الرجوع إليه؟


هزت"شارون"رأسها نفيا قبل أن ترد:
-لقد حضر لشراء الأرض التي تركتها لنا العمة"أوجيستا".
لقد عرض علي خمسة وعشرين ألف دولار.


تبادلت الشقيقات النظرات في صمت ومن الواضح أنهن ذهلن من ضخامة المبلغ.


كانت"كولين"هي أول من قطع حبل الصمت لتصيح:
-هذا لا يصدق يا"شارون".متى سنحصل على النقود؟


- لم نوقع أي عقد.وأتعشم ألا أكون قد أفسدت كل شئ.لم يكن من الواجب أن أقبل بهذه السرعة.ربما تسرعت بعض الشيء.


-انه سيحاول الحصول على أعلى سعر.هذا هو قانون العرض والطلب.لقد شرح لي مدرس التاريخ ذلك إن الطلب يكون أهم عندما يكون العرض صعبا في الحصول عليه.ويمكن طلب المزيد.


علقت"ايلين"في مرارة:
-وهذا الأمر ينطبق على الرجال أيضا.


-كم كانت العمة"أوجيستا"على حق عندما قالت لي أن ألعب دور التمنع مع"سليد"!


أحست بالخجل من نفسها؛لأنها وقعت في حبه بسهولة:
-ولكني توهمت الكثير لدرجة أنني لم أستمع إليها.


-إن أمي تقول إن الرجال لايساون في الحقيقة ما يمكن أن يقدموه.


سألت"كولين":
-هل تعتقدين أن هذا صحيح يا"شارون"؟


-هناك دائما شواذ عن القاعدة..ألا تصدقيني؟


جذبت"شارون"شقيقتها الصغرى إليها لتقبلها لقد كانت زهرة يانعة مثل أختها"كولين" وقالت:
- ربما ستعثرين على الاستثناء من القاعدة.


قالت"تارا"في تحد:
-إنني لن أتعب نفسي في البحث عن خطيب لي.من يحتاج إلى رجل في حياته؟


-ولا نحن نحتاج إلى رجل في حياتنا.


انفجرت الفتيات ضاحكات.


قالت"كولين"وهى فخورة بأن تكون محور اهتمام الجميع:
-أنا سعيدة لأن أبي رحل.لقد كان يخيف"كاري بث".


ألقت الفتيات نظرة على الصغيرة"كاري"التي كانت تبتسم وهى سعيدة تماما بين ذراعي أمها.
لقد كان صحيحا أن"كاري"لا تخاف شيئا بينما كانت"كورتني"تخاف من كل شئ.


أخذت"شارون"ابنة أختها بين ذراعيها وقبلتها بعنف قائلة:
-لقد رحل يا عزيزتي فلا تخشي شيئا.


أومأت"شارون"برأسها لشقيقاتها تدعوهن للدخول للمنزل وهى تقول بمرح:
-هيا إلى العشاء!


قالت"نانسي"بحماس:
-وسنتحدث أثناء ذلك عما سنصنعه بمبلغ الخمسة والعشرين ألف دولار.


صححت لها"ايلين":
-هذا إذا نلناه.


امتعضت"تارا"وسألت:
-متى نحصل عليه؟


قالت"شارون"مازحة:
-تحدثن عن لو..ومتى!ولكن لا تبنين قصورا من الرمال.
كانت تعرف أنها لا يجب أن تعتمد على"سليد رامزي".

زونار 13-06-09 05:55 PM

الفصل الثالث




في وقت متأخر من مساء نفس اليوم ساعدت "شارون" أختها " أيلين" في استحمام صغيرتيها عندما دخلت "نانسي" قاعة الحمام و هي تصيح بانفعال




-التليفون يا "شارون"إنها مكالمة خاصة بك…إنه السيد "كوينتين رامزي".






صاحت" إلين" في دهشة:



-"كوينتين رامزي"…أليس هو ابن أخ العمة"أوجيسنا"الرهبيب؟



كانت العمة "أوجيستا" لا تتردد في وصف شقيقها و ابنه و أحفاده بأفظع الصفات التي تخطر على البال.لقد أخذت أسرة "برادي" فكرة سيئة عن عائلة "رامزي" من الأوصاف و الحكايات التي قصتها العمة "أوجيستا" عنهم.

ارتجفت يد "شارون" و هي تمسك بسماعة التليفون.كانت تعرف أن المتحدث هو والد "سليد"،إذ إنه لابد قد اتصل بوالده.لقد سبق أن حكت لها العانس العجوز حكايات مرعبة عن آل "رامزي" و "شارون" نفسها عانت من "سليد".



حيت الرجل بصوت مرتعش عبر التليفون.



سألها الرجل بحزم:



-هل زارك ابني يا آنسة "برادي"؟



-نعم.



-أعتقد أنه نقل إليك عرضا بالنسبة للْأرض التي منحتها لكم العمة "أوجيستا".



-نعم.



قررت أن تقول له المبلغ الذي عرضه "سليد" في حالة لو أراد أن يحصل على أحسن ثمن:



- لقد عرض عليِّ خمسة و عشرين ألف دولار و لكن لم نوقع على شيء بعد.



وصلها صوت زمجرة مشوبا بالعداء:



- إننا لا نفكر في الضغط عليك يا آنسة "برادي" و اسمحي لي أن أساعدك..إنني أضاعف الثمن و أقدم خمسين ألف دولار.



كررت:



- خمسون ألف دولار؟



كانت "كولين" و "تارا" و "نانسي" قد وقفن بجوارها وقد عكست دهشتها على وجوههن. تقدمت الأولى ووضعت يدها على السماعة لتكتم الصوت و همست لها:



- أخبريه أنك ستفكرين، و تذكري نظرية العرض و الطلب، و لا تبدي تعجلك على البيع.


لقد كان من الصعب للغاية أن تتدلل أمام خمسين ألف دولار، ولكن "شارون" تبعت نصيحة أختها. قالت بصوت ظنت أنه مقنع:


- اترك لي الوقت لأفكر.


سمعت على الطرف الآخر من الخط سبابا مكتوما ثم سمعت صوتا لا يقبل المناقشة:


-خمسة و سبعون ألف دولار.


- تلعثمت:


- خمسة و سبعون ألف دولار؟


أحست أنها ستفقد صوابها.فغرت شقيقاتها أفواههن دون أن يرفعن عيونهن عنها.كانت على وشك أن توافق بحماس عندما تدخلت "تارا" للمرة الثانية:


- أخبريه أن يتصل بك غدا.


همست لأختها أنها لا تستطيع أن تكون طماعة و أنها تخشى أن يتراجع عن العرض.


ردت "تارا":


-إن الأرض تساوي بالنسبة له خمسة و سبعين ألفا و لابد أنها ستساوي نفس الثمن غدا.


أيدتها "كولين":


- تذكري ما قالته العمة " أوجيستا". يجب أن تتمنعي.


تأملت الشابة الديكور الذي حولها، و أوراق الحائط التي بليت مع الزمن،و الأجهزة المنزلية شبه المعطلة و الأثاث المتهالك. إنهن بخمسة و سبعين ألف دولار يستطعن تحديث المنزل و دفع ديونهن و إقامة مشروعات أعمال.


لم تستطع"شارون" أن تظل ساكنة أمام نظرات شقيقاتها المتضرعة. استأنفت الحديث بصوت ثابت:


- يا سيد "رامزي" إنني في حاجة إلى وقت للتفكير في عرضك.أرجو أن تتكرم و تتصل بي غدا في الصباح و سأعطيك ردي.


قبل العاشرة صباح اليوم التالي صف "سليد" سيارته أمام منزل "برادي".ربما كان الوقت مبكرا على الزيارة و لكنه أحس بعدم قدرته على الانتظار أكتر من ذلك.لقد قضى الليلة في فندق صغير في "مورجان فيل"،و لم يغمض له جفن طوال الليل. و من الفجر كان على قدميه، ذهب ليجري على ملاعب الجامعة إلى أن أحس بالإرهاق و هو ما منعه من التفكير خاصة و أن أفكاره تعذبه. إنه لا يستطيع أن يطرد من دهنه صورة "شارون" و أسرتها.


عندما نظر إلى البيت الصغير أحس بغصة في حلقه. هل سيتمكن من إقناع "شارون" من أنه ليس الشخص القدر و النذل الذي لعب عليها دورا سافلا؟لابد أن يقنعها و بسرعة من أجل راحة باله إنه لا يجد أي سبب آخر يجعله يهتم بحكم "شارون" عليه.

صعد درجات العتبة و القلب يدق بشدة.طرق الباب و فتحت له الباب طفلة صغيرة ساحرة.نظرت إليه في ريبة و حاول أن يقنعها و هو يحييها:




صباح الخير أي واحدة من عائلة "برادي"أنت؟


- "نانسي"..ماذا تريد؟


- أريد أن أقابل "شارون"..هل يمكنني الدخول يا "نانسي"؟


- إنها ليست موجودة.لقد ذهبت للمدينة هي و "إلين" لشراء ما يلزم لعيد ميلاد "كورتني".


-هل هذا عيد ميلاد "كورتني"؟


- نعم..إنها بلغت ثلاث سنوات اليوم.


أخذت الفتاة تعظ على أصبعها في عصبية و أدرك "لسيد" مدى شعورها بعدم الارتياح.


-و الآن يا سيد "رامزي" من فضلك اذهب.


- لا داعي للخوف يا "نانسي" أريد فقط مقابلة "شارون".

- لا أستطيع أن أسمح لك بالدخول؛لأنني بمفردي مع "كولين" و أنا..لست قوية بدرجة تسمح لي بالدفاع عن نفسي لو ضربتني.


-أضربك؟؟أنا لم أضرب أبدا طفلا و لا امرأة في حياتي.يا إلهي..من تظنيني؟


-أظنك رجلا. لقد كان من عادة" شارلي راي"زوج "إلين" أن يضربها. بل و حاول أيضا أن يضرب "كورتني" و لكن "إلين" و "شارون" منعتاه وكسر ذراع "إلين".


لم يصدق "سليد" ما يسمعه. أصيب بالرعب و لم يستطع أن يمنع نفسه من الصياح في غضب:


إنه شيء شنيع و مقزز..أتعشم أن يكون هذا المخلوق قد تعفن في السجن


فجأة أشرق وجه الفتاة الصغيرة.لقد بدا رد فعل "سليد" رائعا و فربه إلى قلبها.أجابته بمزيد من الثقة:


-لا على الإطلاق..بل أفضل من هذا:إنه مات في حادثة دراجة بخارية بالضبط قبل مولد "كاري"؛و بهذا لم يتمكن من رؤيتها و ضربها.


-أتصور أن يوم دفنه كان بالنسبة لكم جميعا يوم عيد.


-أنت تتحدث تماما مثل العمة "أجيستا".إنها لم تحب أبدا "شارلي راي".لم يحبه أحد خاصة عندما يكون ثملا و يضرب "إلين"، و كنا جميعا نخاف منه خوفا رهيبا.


-أفهم ذلك.


لم يكن يعلم أن "شارون" كانت تصارع الفقر الذي تعيش فيه أسرتها و تصارع زوج أخنها الكريه.و مع ذلك كانت دائما تبدو مرحة و لم يحاول أن يعرفها وقتها على حقيقتها.


جاء من الداخل فجأة صوت ضجة نتيجة سقوط شيء تبعه صرخة؛أسرعت "نانسي" للداخل و هي تصفق الباب خلفها.أدار "سليد" مقبض الباب بحذر و دخل البيت تقوده الصرخات:وجد في الحجرة الرئيسية مائدة مقلوبة و الصغيرة "كورتني" تبكي و تنشج بعنف و "نانسي" تحاول تهدئتها.


-هل جرحت؟





-لا..لقد خافت جدا من الضجة التي حدثت.


كفت الصغيرة عن البكاء لحظات لتلقي نظرة على "سليد" ثم عادت إلى نشيجها ثانية بكل همة و نشاط.


علقت "نانسي":


-لقد أخفتها أنت.إنها تخاف من كل شيء.و مع ذلك تحسنت عما قبل.


- يا للطفلة المسكينة .لابد أنها مرت بلحظات رهيبة مع رجل متوحش.


قال "سليد" في نفسه:إنه لو استمر في الحديث لنسيت "نانسي" أنه بالداخل على عكس المفروض.


تابعت الفتاة بلهجة طبيعية:


-و الآن هي معنا، و كل شيء سيكون على مايرام.هذا ما قالته "شارون".


ابتسم "سليد" أمام الثقة التي تضعها الفتاة في أختها الكبرى، و أحس بفضول لا حدود له لمعرفة ما يتصل ب"شارون" عنها و عن أسرتها.


- منذ متى و "إلين" و بنتيها يعشن معكن؟


- من سنتين.لقد أتت "إلين" إلى هنا عندما كسر لها "شارلي" ذراعها. و كانت حاملا في "كاري" ثم قتل "شارلي".


- لابد أن الأمر كان سهلا ماديا بالنسبة للسبعة؟


-أوه..لا..لم يكن لدينا ما يكفي من النقود.لقد احتفظت "شارون" و "إلين" بالأطفال لترعاهم هنا بالنهار.و لم تكن تشتري تقريبا شيئا و مع ذلك كانت نهايات الأشهر صعبة.


-و لماذا لا تعمل "شارون" مدرسة؟أعرف أنها درست في الجامعة للحصول على دبلوم في التدريس،و كان بإمكانها الحصول على نقود أكثر من رعاية الأطفال.


-إن "شارون" لم تنه أبدا دراستها؛كان عليها أن تتركها عندما جاءت "إلين" لتعيش معنا.لم يكن هناك نقود كافية و عندما ولدت "كاري" لم يعد هناك شيء على الإطلاق.


-و لكنه ظلم أن تترك "شارون" دراستها لتساعد "إلين و طفلتيها


-لقد قالت "شارون" إن وجود الجميع-و الطفلتان معهن-أهم عندها من أي دبلوم.


أثرت فيه كلمات "نانسي" و تذكر مدى الحماس الذي كانت تدرس به "شارون" للحصول على شهادتها.يالهول ما ضحت به و هو الذي نال كل ما أراده منذ مولده حتى الآن.ماعدا "أليكساندرا" التي اضطرته لأن يغير من طبيعته حتى يستطيع الاحتفاظ بها.


سألته "نانسي":


هل أنت بخير؟أنت تبدو غريبا.


-أنا لم أكن بخير مدة طويلة و لكني أعتقد أنني في تحسن من الآن.هل تسمحين لي بانتظار "شارون" هنا؟لابد أن أراها.


فكرت "نانسي" لحظة ثم وافقت برأسها و قالت:


-لقد كنا نقوم بمشاهدة الصور الفوتوغرافية.إن "كورتني" معجبة بصورها.





-هل يمكنني مشاهدتها؟


إنها ليست سوى صور عائلية ستصيبك بالملل.


-لا طبعا.. أريد أن أعرف كل شيء عن عائلة "برادي".


بعد ساعة دخلت "شارون" المنزل و ذراعاها محملتان باللفائف.


وضعتها في صمت و هي تراقب الثلاثي المشغول بتصفح البوم الصور.


كان الصداع الذي أصاب رأسها لم يخف منذ أن استيقظت.لم تكن قد نامت و هي تتقلب و تتقلب و قد سيطر عليها تفكيرها في "سليد".أخرجتها صيحات الصغيرة "كاري" من أحلامها.فتحت فمها لتأمر الشاب بالذهاب و عندما دخلت "إلين" الحجرة سألت:


-هل اتصل "كوينتن رامزي" ثانية؟


كان الأوان قد فات لتحذرها "شارون" من وجود "سليد" الذي رفع عينيه و نظر إليهما متسائلا.


قالت "نانسي" باضطراب:


-لم يتصل أحد و لم نسمعكما و أنتما تتحدثان. لقد كنا نشاهد الصور الفوتوغرافية.


نهض "سليد" بدوره. كان يبدو بأناقته و كأنه ليس في مكانه المناسب.نظر مباشرة في عيني "شارون" التي تم تتحمل نظراته و سألها:


هل كنت تنتظرين مكالمة من أبي؟


ردت عليه بحدة مفاجئة:


-هذا ليس من شأنك.


كانت الشابة تعاني الصداع بدرجة رهيبة، و كانت تحس بالحزن و الإنهاك و الفقرمثل صالونها و هي ترتدي دلك الثوب الوردي المستهلك. عادة لم تكن تعير مظهرها أو زينتها أي انتباه و لكن أمام أناقته الغالية أحست فجأة بالذل و المهانة؛ تمنت لو كان الوقت متاحا لتمشط شعرها وان تضع طلاء على شفتيها قبل أن تواجهه.


أحست بالضيق من نفسها؛لأنها تريد أن تبدو جميلة في عيني "سليد".صبت غضبها على أختها:


-لقد سبق و حذرتك من إدخال أحد و أنت وحيدة في البيت يا "نانسي".


تدخل "سليد":


إنها لم تسمح لي بالدخول.لقد تسللت أتناء اهتمامها ب"كورتني" أما بالنسبة للمكالمة من والدي...


-سأطعم الطفلتين..هل تأتين معي يا "نانسي"؟


قال "سليد":


-لقد وعدت "نانسي" و "كورتني" أن أصطحبهما للغداء في المدينة و بعدها نذهب لشراء هدايا من أجل عيد الميلاد.


كانت الصغيرة "كورتني" قد اقتربت قليلا منه دون أن تصل إليه ثم صاحت:



-أريد بطاطس محمرة و عروسة.


صاحت "شارون" في مهانة:


-أوه..أعرف أنك إنسان جاحد و لكني لم أعرف أن قسوتك تصل إلى إفساد الأطفال


- و أنا لا أستطيع أن أتصور أن تقومي بأعمال مع آبي من وراء ظهري.يبدو أن أمامنا كثيرة لابد أن يعرفها كل منا عن الآخر.


دافعت الشابة عن نفسها:


-أنا لم أقم بأي أعمال مع والدك.لقد اتصل بي مساء أمس و قدم لي عرضا سخيا من أل أرص "أجيستا" أكثر كرما منك.


-إن الأرض لم تعد ملك "أوجيستا" إنها ملكك الآن و لن تبيعيها لأحد.


كانت طريقته في إصدار الأوامر لها قد أخرجتها عن شعورها فصاحت غاضبة:


-أنت لن تملي علي سلوكي يا "سليد رامزي"؟ عندما يتصل والدك سأخبره أن الأرض له مقابل خمسة و سبعين ألف دولار.


قال "رامزي-" الإبن- دون أن يدري:


-يمكنك أن تطلبي عشرة ملايين دولار و تكوني أيضا قد سرقت.


قالت "نانسي" بصوت ممطوط:


-عشرة ملايين دولار؟إن هذا يخالف قانون العرض و الطلب.


-لا تصدقي كلمة مما يقول يا "نانسي".إنه يحاول أن يخدعك.إن "سليد رامزي"كاذب غشاش.


قال الشاب معترفا و هو يهز رأسه:


-نعم لقد كنت كذلك و أسوأ.و لكن كل ذلك انتهى.إن أول أعمالي الصالحة هي الحفاظ على ميراثكن.


كانت "إلين"-التي لم تجرؤ على التدخل حتى اللحظة-قد وجدت نفسها تقول و هي تنظر إلى العدوين:


-إن "شارون" لا تريد الارض.إن ما تريده هو الخمسة والسبعون ألف دولار.


-لقد حدث أن تقرر إقامة مركز تجاري على تلك الارض قيمته مائة مليون دولار،و بامتلاك ربع الأرض تصبح "شارون برادي"-في نظر القانون- مالكة ربع هدا المجمع التجاري.


قالت "نانسي" مؤكدة:


-هذا مستحيل..هذا يعني أن "شارون" تستحق خمسة و عشرين مليون دولار.


وافقها "سليد":


-بالضبط، و لذلك ليس من المعقول أن تتخلى عن ملكيتها مقابل خمسة و سبعين الف دولار تافهة.


علقت "إلين":




-أعتقد أنني ...أنني لم أسمع ابدا أن هناك من يحتقر مثل هدا المبلغ.


-انها تعتبر مصاريف يده الشخصية بالنسبة للقيمة الحقيقية للأرض يا "إلين".


قاطعتهما "شارون":


-كل هذا سخيف.ربما تعتقد أنني أنوي الحصول على خمسة و عشرين مليون دولار و أنني استطيع أن أشتري أحسن شيء من اجل عيد ميلاد "كورتني"؟


-بهذا المبلغ يمكنك حتى أن تشتري احسن محل لعب.


-ألا ترين يا "نانسي" أن هده النقود غير موجودة و أنها جزء من مؤامرة هذا السيد؟


ثم استدارت نحوه و أضافت:


-لا تعتمد علي في الدخول في لعبتك يا "سليد رامزي".


-إنني أقول الحقيقة، و لا توجد لعبة و لا مؤامرة.


-ثم يا "سليد" إنك دائما تعطي وعودا لا تفي بها أبدا.لن أتركك تهزأ بأسرتي.


-أنا لا أهزأ بأحدـ، و أنا دائما أفي بوعودي.إن اصطحابي للأطفال إلى المدينة و الغداء معهم ليس بالوعد الصعب التنفيذ.


-لا..لن أدعك ترحل مع أختي و ابنة أختي،و لن أدعك تغيب عن أنظاري.


قالت الصغيرة في أسف:


-إذن وداعا للبطاطس و اللعبة.


قال "رامزي" معلقا بصوت حاسم:


-يجب أن نتابع هذه المناقشة بمفردنا..إننا نسبب ألما ل"كورتني".


أحست "شارون" فجأة برغبة في الضحك؛ها هو ذلك الفتى الأناني و القاسي يهتم بالحالة النفسية لطفلة في الثالثة من عمرها.و لكنها في نفس الوقت لم تكن لديها نية إغضاب ابنة أختها،و قالت:


-حسنا لنذهب إلى المطبخ ،و لكني أحذرك أنني لن أغير رأيي.


أمسك "سليد" يدها دون أن يرد بكلمة ليسحبها إلى المطبخ، و في لمح البصر ظنت أن هذا الشاب يريد أن يتم كل شيء حسب إرادته.إنه يستغل الناس و يستغل عواطفهم ثم يتركهم في الوقت الذي يحلو له. و هذا ما فعله معها، و لكن الشابة لن تدعه بالتأكيد يعيد الكرة معها.


سحبت يدها بعنف من يده و خرجت أولا من الحجرة قبله.


عندما أصبحا بمفردهما في المطبخ بدأ "سليد" الحديث:


-أعرف أنك لابد...


قاطعته:


-أنت لا تعرف شيئا عني على الإطلاق.لم أعد تلك الفتاة الصغيرة الساحرة التي تعيش لتحقيق رغباتك. أنا الآن ناضجة و بالغة و لابد أن أحمي أسرتي قبل كل شيء.

-أعرف هذا و أعتبرك رائعة، و أريد أن أساعدك





-لا..شكرا لا نريد شيئا منك.


تابع حديثه بصوت هادئ و حاسم على عكس صوتها:


-أرى أنه لابد و أن تقبلي مساعدتي يا "شارون".


تركت ثورتها تنفجر و صاحت:


-دائما خبيث,أنت تقول-بالضبط- ما يجب أن أسمعه. و أنت تعرف تماما كيف تجد الكلمة المناسبة أليس كذلك؟ و لكن للأسف لا يوجد أي صدق في كلامك.


كتمت "شارون" حركة تدل على نفاذ صبرها.و حاول هو أن يحتفظ بهدوء أعصابه. و هو يفهم أنه لن يصل إلى إقناع الشابة بحسن نيته. و أنه يجب أن تقتنع هي بذلك بنفسها.


ضاقت من صمته فقالت:


-أعرف أنك تعتبرني بريئة و لكني لا أستطيع أن أقبل أن تحكم عليَ بأنني ساذجة لأقتنع بهذا الرقم. لا تحاول أن ترهبني يا "سليد" أو تحاول إقناعي بأكاذيبك.خمسة و عشرون مليون دولار؟


واصل "سليد" بذل جهده للسيطرة على نفسه.إنها في ثورة غضبها أصبحت أكثر جاذبية.فهم في هذه اللحظة لماذا لم يستطع أن يبعد "شارون" عن حياته. و علاقته بها زادت من شعوره بالذنب.إنه يريد أن تعود إليه. لأول مرة من سنتين يواجه الحقيقة في وجهها: لقد أساء التصرف عندما هجرها و أنه كان أحمقا عندما لم يحتفظ بها.


أحس بإغراء أن يقول لها كل شيء في الحال، و لكن الساعة لم تكن مناسبة . فبل أن يغزوها عليه أولا أن يسوي مشكلة تلك الأرض اللعينة.


-أفهم أن الأمر كله يبدو بالنسبة لك غريبا و مريبا. لقد وصلت دون سابق إنذار و عرضت عليك مبلغا مقابل الأرض لم يسبق لك أن حصلت عليه. ثم يتصل بك والدي و يعرض عليك مبلغا تعتبرينه فوق العادة، و هأنا هذا الصباح أقول لك ألا تعقدي صفقة مع أبي و أعلن لك أن أرضك تساوي ثمنا فلكيا يبدو لك مثيرا للسخرية.إن عدم ثقتك هذه لها ما يبررها تماما.


بدا حديثه معقولا و مفهوما له و لها على حد السواء.إنه لم يعد ذلك الصبي البارد و المغرور الذي عرفته.


أحست بالاضطراب.هل هذه لعبة جديدة يلعبها عليها؟


بحثت عيناها في عينيه فوجدت فيهما شعلة قلبت حالها رأسا على عقب.إنه يرغبها .غمرتها ذكريات علاقتهما.حيث كان الاختلاف الاجتماعي بلا أهمية على الإطلاق.


لم يرفع "سليد" عينيه عنها و همس في رقة:


"شارون"..





تذكرت حرارة علاقتهما و استغرابه أن هذه الفتاة البريئة كانت والهة في حبه و كيف كان حبهما متكاملا. لم يستطع أن يتحمل أكثر من ذلك و مد يده نحو خذها و أخد يربت عليه. ثم اقترب كل منهما من الآخر و عيونهما متشابكة.


فجأة رن جرس التليفون بصوت مزعج.

زونار 13-06-09 05:57 PM


الفصل الرابع




تراجعت الشابه فزعة إلي الخلف و في عينيها تعبير الرعب , لقد أوشكت أن تستسلم لعواطفها و الأسوء من ذلك أنها تعرف ذلك وتستمتع به . كيف يمكن أن تكون بهذة الدرجة من الضعف و السذاجة ؟ إنها تعرف من هو "سليد رامزي " ولكن عندما ينظر إليها أو يلمسها ......


تضرع إليها قائلا: - دعيني أرد على التلفون . إنه أبي و يجب أن أرد عليه أنا .


خرجت الشابه عن شعورها . كل ما حدث من قبل تجمع ليمنعها من قبول عرض "رامزي الأب " لقد انهزمت بسذاجتها .


بصوت مرتعش من الغضب :


سأجيب بنفسي و أقرر بنفسي ما يجب أن أفعله بأرضي , و لا تحاول أن تورطني في مشكلة مع أبيك . حاولت "شارون " أن تدفعه حتى لا يصل إلى التلفون و لكنه كان قد وضع يده عليه . لا جدوى من المحاولة . فهي ليست من القوة بحيث تستطيع أن تحرك أصبعا من أصابع ذلك الرياضي الجبار . توقف الجرس عن الرنين .


-هل ترى ماذا فعلت ؟


حاولت الشابة أن تمنع دموعها من السقوط . كانت دموع الغضب و اليأس. لقد أثبت لها "سليد " مرة ثانية أنها تحت رحمته عاطفيا و لكنها أقسمت أن تكون هذة المرة الأخيرة .



قال مؤكدا :


-لقد أنقذت ثروتك .


- لقد كنت أثق بك فيما مضى ... ولكن ذلك انتهى . أنا أفهم ماذا يجري . أنت ووالدك تريدان تلك الأرض التي ورثتها عن "أوجيستا " ولكن كل منكما لا يريد الأخر أن يحصل عليها . لقد اعتقدت أنك ستحصل عليها
لأنك تعرفني . ولهذا عدت و عرضت علي ثمنا أقل من الثمن الذي عرضه أبوك .



همهم "سليد ":
- إنك لم تفهمي الأمر على الإطلاق يا ملاكي .



- أرجوك ألا تستخدم – بنوع خاص – كلمات حلوة أيها الخائن " رامزي " لقد كانت العمة " أوجيستا " على حق عندما حدثتني عن زيف تلك الأسرة فضلا عن أنني مررت بما يثبت لي صدق قولها .



- لقد كانت " أوجيستا " هي نفسها من آل " رامزي " .



- بالضبط , ولذلك كانت تعرف عمن تتحدث .



- إن " أوجيستا رامزي " ليست أحسن مرجع يا " شارون " إنها من أجل معركة بلا معنى لم تشاهد شقيقها أبدا و قاطعتة للأبد هو وأسرته .



- أعرف ذلك . ثم في مثل تلك الأسرة لا غرابة في أن يتصارع الأب و الابن من أجل المال وكل منهما مستعد لارتكاب أي شئ للوصول لأهدافه – إنك تشوهين الحقائق لتبرري نظريتك . كل هذا غير صحيح على الإطلاق .
ألقت عليه الشابة نظرة انتصار ثم أعلنت :



- لا على الإطلاق . هل هذا يدهشك ؟ لقد انتهى بي الأمر إلى اكتشاف لعبتك الصغيرة . لقد ظننت أنه يكفي أن تعرض علي مبلغا يبدو لي ضخما حتى أقفز فرحا و أنتهز الفرصة !



قال لها مذكرا :



- وهذا هو ما فعلته . لقد أردت توقيع عقد البيع في الحال معي , ولو كنت النذل الذي تظنينه لحضرت بالأمس و معي العقد معدا ولم يكن أمامك سوى التوقيع و أصبح مالكا للأرض .


نظرت إليه و هي تفكر . هل هذا صحيح ؟ إن "سليد " لم يفعل شيئا بالأمس للتعجيل بالشراء . لقد كان في هذة النقطة على حق . فجأة خطر على بالها تفسير معقول . قالت :





- لقد خرجت "كورتني " و شقيقاتي من البيت الأمر الذي منعك من إتمام عمليتك .


- قبل وصول أي شخص من أسرتك إلى خارج المنزل كنت قد قررت ألا أشتري أملاكك بهذا الثمن .



وجد " سليد " نفسه عاجزا عن إقناعها . إن الشابة على حق ألا تثق به رغم كل ما يبذله لاستعادتها .



استدارت بعيدا عنه و أخذت في ترتيب مشترياتها في الدولاب . كانت المناقسة بالنسبة لها قد انتهت ولكن ليس بالنسبه له .



- أرجوك يا " شارون " . لماذا أكون قد حدثتك عن المركز التجاري وعن القيمة الحقيقية لأرضك في حين أنه كان باستطاعتي أن أنتزعها منك مقابل خمسة و عشرين ألف دولار ؟



- أنا واثقة من أن هناك سببا خفيا لا أعرفه الآن .



همهم :



- لا شك أنك ستجدين سببا .



استمرت في عملها . أخرج من أحد الأكياس الزبد و البيض ووضعها في الثلاجة الكهربائية . سألته :



- ولكن ماذا تفعل ؟



- أساعدك في الترتيب .... أين تضعين الخبز ؟



نزعت سلة الخبز من يده بعنف و صاحت :



- اذهب ....ساقوم انا بذلك . لا أريدك هنا .



-هل يمكنني اصطحاب الأطفال إلى الغداء ؟



أمام هذا السؤال البرئ تجمدت الدماء في عروق " شارون " . إن " سليد " مصمم على انتزاع الأرض منها بالثمن الذي يريده. و افهمها أنه لن يتردد في استغلال أسرتها ضدها. ايا كان الثمن فإنها لن تسمح له أن يتصرف على مزاجه مع أسرتها .

واجهته و قالت بصوت هادئ :





- موافقة , ساترك لك الأرض مقابل خمسة و عشرين ألف دولار و عندما سيتصل والدك سأخبره أن العقد لم يعد يهمني و أنك ربحت .


- كيف



لم يعد " سليد " يفهم شيئا . كل ما هناك أنه طلب منها أن يصحب الأطفال إلى الغداء في المدينة و هذا كل ما وجدته لترويه عليه .



- " شارون " ..........



- أعرف .......... أعرف أنك تظن أنني فقدت عقلي بل إتك تعتقد أنني بلا عقل أصلا . إنني أخسر خمسين ألف دولار . هل تعلم ؟ خمسة و عشرون أو خمسون أو خمسة وسبعون ألف ... كل هذة الأرقام لا تهمني و لا تعني عندي شيئا . كل ما أريده هو أن أتخلص منك بأسرع ما يمكن !



مرر " سليد " أصابعه في شعره . إنه لم يسبق له أن وجد نفسه في مثل هذا الموقف السخيف .



سألها :



- لابد أنك يا " شارون " قرات رواية " أليس في بلاد العجائب " عندما كنت صغيرة . و تذكرين عندما مرت المرأة و اكتشفت أن كل ما كانت تعتبره طبيعيا لم يكن كذلك على الإطلاق . هذا بالضبط ما أحسه في هذة اللحظة معك . لقد سمعت ما قلته في لغة مألوفة عندي و لكني لا أفهم شيئا .



همهمت الشابة :



- هذا ما يحدث لي مع الرجال . يقول لي رجل شيئا و أفهم شيئا آخر .هل يريد الجميع خداعي أم أنني غبية بشكل خاص ؟



أحس " سليد " بالغيرة تكسو خديه بالاحمرار .



- كم عدد الرجال في حياتك ؟

كان سؤاله مباغتا , وكان يعلم أنه ليس من حقه أن يسأله ولكن الأمر كان أقوى منه .





فكرت " شارون " و هي تتظاهر بعدهم في ذهنها ثم قالت بصوت هامس :



- لقد كان هناك أنت و أبي و " شارلي راي " زوج إيلين .... وهو ما يكفيني من متاعب .

زونار 13-06-09 05:59 PM

لو كانت امرأة مجربة لأحست بما يعتل في داخله من غيرة وراء سؤاله ولاستغلت ذلك سلاحا ضده . ولو كانت امرأة واعية لما حسبت أباها و زوج أختها ضمن الرجال في حياتها . وهي بذلك تعترف أنه لم يكن هناك سوى حبيب واحد لها .



أثرت فيه تلك الصراحة .



قال لها :



- لقد أخبرتني " نانسي " بكل شئ عن " شارلي " و أنا مدرك لمسلكي النذل و لكن بالنسبة لأبيك يا " شارون " ....أنت لم تحدثيني عنه ؟



- ليس هناك ما يقال عنه . إنه رجل آخر يقول شيئا و يفكر في شئ آخر . لقد كان ينادينا بالأميرات . ثم فجأة رحل . كانت " نانسي " في سن ثلاثة أشهر و أنا كنت في الثامنة من عمري و أتذكر في إحدى الأمسيات عندما لم يعد في المساء . لقد أصيبت أمي بالهستيريا ووجدت التلغراف الذي أرسله و قرأته . لقد قال إنه ترك البلاد لأنه لا يريد أن يعطينا نقودا . أخبرنا أنه راحل إلى " أيرلندا " و أنه لا يريد أن يصبح أبا أو زوجا . وفيما بعد بوقت طويل أخبرتني أمي أنه ترك البلاد لأنه لا يريد أن يتحمل أي أعباء مالية . و لم نره بعدها .



زفر " سليد " في حسرة . لقد هجرها والدها ثم حبيبها . لقد أحس أنه يشبه أباها .



ابتسمت ابتسلمة خفيفة و حاولت أن تمزح :

- إن نساء " برادي " ليس لهن حظ كبير مع الرجال . لابد أن ذلك موجود في دمائنا .





- عندما رحلت من سنتين يا " شارون " لم يكن ذلك بسببك . ولا أريد منك أن تعتقدي أنك مذنبة في أي شئ . لقد كنت رائعة و ممتازة و محبوبة وكل الخطأ يرجع إلي .


- إذن لم يكن الخطأ مني لأنك لم تحبني يا " سليد " ؟ أنا لست على أية حال ساذجة تماما فلا تجعلني أعتقد في أمور كانت مزيفة تماما و غير حقيقة .



نظرت في عينية مباشرة ثم تابعت :



- من سنتين أخبرتني ما كنت تعلم أنني أريد سماعه و قلت لي : إنك تحبني و انت تعلم جيدا أنني بغير حبك لن أقيم علاقة معك , و الآن لنتمسك بالحقيقة .



خفض " سليد " رأسه ثم قال :



- هذا صحيح . إنه لم يكن لديك حظ . لقد عرفتني في أسوا لحظات حياتي . لقد كنت في سن الحادية و الثلاثين و قد هجرتني خطيبتي قبل ثلاثة أسابيع من الموعد المحدد للزواج . لم أكن بالنسبة لها الرجل القاسي و الجذاب الذي تحلم به وأقسمت وقتها أن أتغير و أن أصبح وقحا ومستغلا حتى و إن لم يناسب ذلك طبيعتي , وهكذا حضرت هنا – حيث قابلتني ......و استغللتني كفأر تجارب لشخصيتك الجديدة .



أحست " شارون " بأنها عاجزة عن الاستمرار . لقد أفهمها " سليد " أنه حتى لم يرغب فيها عندما تركها . و الآن ؟ قفز قلبها في صدرها . أن هذة الرؤية الجديدة لعلاقتهما نزعت عنها آخر أوهامها .




وهي أنها لم تكن أبدا جذابة في عيني الرجل . لقد كانت لسؤء الحظ أول فتاة اعترضت طريقه عندما قرر أن يعدل طريقة معاملته للنساء . استطرد :

- لقد قضيت عامين و شهرين يا " شارون " و أنا نادم على ما سببته لك من سوء معاملة .





أحس " سليد " بأنه أفضل بعد هذا الاعتراف و إذا كان لا يستطيع أن يغير الماضي فهو يستطيع أن يعوض المستقبل .



حدق في الشابة بعمق ... لقد كانت شديدة الجمال و لقد أحبته بعمق شديد لقد كان حبيبها الأول و الوحيد ... إذن كل شئ ممكن أن يعود بينهما .


.


لقد ساده شعور بأن كل شئ سيصبح رائعا بينهما و سيمنح حياته معنى .



قال لها :



- كل شئ تغير يا " شارون " هذة المرة .....



قاطعته بلهجة متعالية :



- هذة المرة ؟ إنك تمزح . لقد حدث لي ذلك مرة و هي كافية !



- أعلم أن ذلك يبدو غباء . لقد كنت أنانيا و قاسيا يا حبيبتي " شارون " أرجوك اسمعيني .... هل تسامحيني ؟



استشفت الشابة نبرة الأمل في صوته ولم تكن غير مدركة ولا غير حساسة للتضرع الظاهر في نظراته . فكرت أنه ينتظر علامة إيجاب منها ولكن ماذا بعد ؟ أن يستغلها فقط لإرضاء رغباته .



ردت في غضب :



- لا أعتقد أن لدي رغبة في العفو عنك . لقد أخبرتني في التو أنني لم أكن بالنسبة لك سوى بديل للخطيبة التي حكمت عليك بأنك غير جدير بها . لا يهمني الأمر فقد دفعت ثمن الخسائر . لقد كنت الرجل الذي أحببته . أول حب لي و مع ذلك لم تعتبرني مخلوقا بشريا .



احتج :



- هذا ليس صحيحا يا " شارون "



قالت وقد بلغ بها الشعور بالمهانة مبلغه :

- لقد قلت لي بنفسك . ماذا تدعي ؟ تغيير التاريخ و الشخصية ؟ ماذا تريد أن تفعل هذة المرة ؟





كان ينتظر أي شئ غير هذا النقد اللاذع من الشابة ولا ألا تسامحه . ليس من عادة آل " رامزي " الاعتذار , ولا واحد منهم – بما فيهم " سليد " الساحر – على استعداد لتقبل الفشل . لقد تنازل لدرجة أن طلب منها العفو .... وقرر أنها ضرورية بالنسبة لحياته لا يستطيع الاستغناء عنها وها هي تعاملة باحتقار . إن رد فعله لابد أن يكون جديرا بآل " رامزي " .



- إنني متفهم , أنا هنا أمامك لأثبت لك أنني قمت في التمثيلية بدور الفتى الشريرو أنا نادم على ذلك ... إنني رجل طيب ... إنني أتساءل هل عجزت النساء عن التفرقة بين الرجل الطيب و الشرير ؟



ردت عليه بحدة :



- لا أعتقد أنك رجل طيب ,أنت أناني و فاسد و تعتقد أن كل شئ يمكن تسويته بمجرد أن تقول آسف . أنت مخطئي يا "| سليد " إنها مجرد كلمات .



- ولكن لا......اللعنة !



أحس أنه على وشك الانفجار . كان الأسف يختلط مع الشعور بالعار و الغضب داخل نفسه . إنه عاجز عن إقناعها بالمنطق و لابد أن يتصرف كرجل . قبل أن تستطيع التراجع للخلف هجم عليها و أمسك بيدها بقوة لم تستطع معها المقاومة وظل ينظر إليها بإمعان . بدأت " شارون " تستسلم لنظراته شيئا فشيئا . لقد اشتاقت إليه كثيرا و هي الآن في حاجة ماسة إليه و إلى حبه .



انقطعت لحظة الاستسلام أمام شهقة تقول :



- ماذا تفعلان ؟



ابتعد كل منهما عن الآخر في ذهول ,كانت الصغيرة " كورتني " تنظر إليهما باهتمام .



كان " سليد " هو أول من استرد جأشه و أجاب :

- لقد تشاجرنا قليلا و الآن نحن نتصالح .



احمر وجه " شارون " بشدة و دفعت رفيقها بقوة ثم عاد إليها مرة ثانية و طبع قبلة صلح على شعرها ثم أعلن و " شارون " غير مقتنعة :


.
- و الآن سنذهب جميعا لتناول الغداء . أليس كذلك يا " شارون " ؟ أمسك بيدها مرة ثانية و حاولت هي أن تخلص نفسها و هي تغمغم من بين أسنانها :



- أنت تذهب لتتغدى . و نحن سنبقى هنا . دعني !



- ليس قبل أن تقولي إنك ستتناولين الغداء معي !



- هذا لن يحدث يا " سليد " إنك لن تنجح في التغلب على إرادتي ...



- ماذا لو طلبت منك ذلك ببساطة ؟ أرجوك يا " شارون " تعالي معي .



كان من المستحيل أن ترفض هذا الطلب بالعنف و إنما قالت بكل هدوء :



- إننا لا تستطيع الخروج , إن أمامي أشياء كثيرة لابد من أدائها وفي الساعة الرابعة أنا أنتظر الأصدقاء الصغار " لكورتني " و لابد أن أعد أنا و " إيلين " الحلويات و الالعاب . ليس من المعقول أن نضيع الوقت في الغداء بالمدينة .



قال لها في ثقة :



- أمامنا الوقت الكافي على أية حال لابد أن نأكل . أعدك أن كل شئ سيكون معدا بعد ساعه . قولي إنك ستأتين معي يا " شارون "



كان يعلم أنه رغم غضب الشابة إلا أن هناك شيئا ما بينهما . لمس خدها بطرف أصبعه و بدأت " شارون " ترتجف رغم إرادتها . لابد أن تبتعد عنه .




- حسنا ... هيا بنا و الآن دعني

- كما تريدين يا حياتي .



هل سنذهي ؟ هل ستأتي " شارون " معنا ؟ و أمي ؟




أكد لها " سليد "



- كل الناس سيأتون . أمك و" شارون " و " كاري " و " نانسي " و " تارا " و " كولين " .



ردت " شارون " باستسلام :




- إنهما تعملان . إن لديهما وظيفة نصف الوقت في محل , ولكن أخبرني منذ متى تعرف أسماء شقيقاتي ؟



- حالا . لقد تعلمت من ألبوم الصور أمورا كثيرة عنك و عن أسرتك . أريد أن أعرف كل شئ عنك .



- هيا بنا .... لابد أن نرحل و ننتهي من كل شئ في أسرع وقت ممكن .

.

jello 13-06-09 09:26 PM

قصه كتير مهضومه لا تطولين علينا نحن في الأنتظار

رسائل الدهر 15-06-09 04:34 AM

منتظرييييييييييييينك على احر من الجمر

anysh 16-06-09 12:23 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يسعد ايامك قصة حلوة ...ومتابعين معاك

عيون عسلية 16-06-09 03:54 AM

يسلموا علي الرواية الرائعة
بانتظار الباقي


زونار 16-06-09 10:59 PM


الفصل الرابع




تراجعت الشابه فزعة إلي الخلف و في عينيها تعبير الرعب , لقد أوشكت أن تستسلم لعواطفها و الأسوء من ذلك أنها تعرف ذلك وتستمتع به . كيف يمكن أن تكون بهذة الدرجة من الضعف و السذاجة ؟ إنها تعرف من هو "سليد رامزي " ولكن عندما ينظر إليها أو يلمسها ......


تضرع إليها قائلا: - دعيني أرد على التلفون . إنه أبي و يجب أن أرد عليه أنا .


خرجت الشابه عن شعورها . كل ما حدث من قبل تجمع ليمنعها من قبول عرض "رامزي الأب " لقد انهزمت بسذاجتها .


بصوت مرتعش من الغضب :


سأجيب بنفسي و أقرر بنفسي ما يجب أن أفعله بأرضي , و لا تحاول أن تورطني في مشكلة مع أبيك . حاولت "شارون " أن تدفعه حتى لا يصل إلى التلفون و لكنه كان قد وضع يده عليه . لا جدوى من المحاولة . فهي ليست من القوة بحيث تستطيع أن تحرك أصبعا من أصابع ذلك الرياضي الجبار . توقف الجرس عن الرنين .


-هل ترى ماذا فعلت ؟


حاولت الشابة أن تمنع دموعها من السقوط . كانت دموع الغضب و اليأس. لقد أثبت لها "سليد " مرة ثانية أنها تحت رحمته عاطفيا و لكنها أقسمت أن تكون هذة المرة الأخيرة .



قال مؤكدا :


-لقد أنقذت ثروتك .


- لقد كنت أثق بك فيما مضى ... ولكن ذلك انتهى . أنا أفهم ماذا يجري . أنت ووالدك تريدان تلك الأرض التي ورثتها عن "أوجيستا " ولكن كل منكما لا يريد الأخر أن يحصل عليها . لقد اعتقدت أنك ستحصل عليها
لأنك تعرفني . ولهذا عدت و عرضت علي ثمنا أقل من الثمن الذي عرضه أبوك .همهم "سليد ":
- إنك لم تفهمي الأمر على الإطلاق يا ملاكي .



- أرجوك ألا تستخدم – بنوع خاص – كلمات حلوة أيها الخائن " رامزي " لقد كانت العمة " أوجيستا " على حق عندما حدثتني عن زيف تلك الأسرة فضلا عن أنني مررت بما يثبت لي صدق قولها .



- لقد كانت " أوجيستا " هي نفسها من آل " رامزي " .



- بالضبط , ولذلك كانت تعرف عمن تتحدث .



- إن " أوجيستا رامزي " ليست أحسن مرجع يا " شارون " إنها من أجل معركة بلا معنى لم تشاهد شقيقها أبدا و قاطعتة للأبد هو وأسرته .



- أعرف ذلك . ثم في مثل تلك الأسرة لا غرابة في أن يتصارع الأب و الابن من أجل المال وكل منهما مستعد لارتكاب أي شئ للوصول لأهدافه – إنك تشوهين الحقائق لتبرري نظريتك . كل هذا غير صحيح على الإطلاق .



ألقت عليه الشابة نظرة انتصار ثم أعلنت :



- لا على الإطلاق . هل هذا يدهشك ؟ لقد انتهى بي الأمر إلى اكتشاف لعبتك الصغيرة . لقد ظننت أنه يكفي أن تعرض علي مبلغا يبدو لي ضخما حتى أقفز فرحا و أنتهز الفرصة !



قال لها مذكرا :



- وهذا هو ما فعلته . لقد أردت توقيع عقد البيع في الحال معي , ولو كنت النذل الذي تظنينه لحضرت بالأمس و معي العقد معدا ولم يكن أمامك سوى التوقيع و أصبح مالكا للأرض .


نظرت إليه و هي تفكر . هل هذا صحيح ؟ إن "سليد " لم يفعل شيئا بالأمس للتعجيل بالشراء . لقد كان في هذة النقطة على حق . فجأة خطر على بالها تفسير معقول . قالت :





- لقد خرجت "كورتني " و شقيقاتي من البيت الأمر الذي منعك من إتمام عمليتك .


- قبل وصول أي شخص من أسرتك إلى خارج المنزل كنت قد قررت ألا أشتري أملاكك بهذا الثمن .



وجد " سليد " نفسه عاجزا عن إقناعها . إن الشابة على حق ألا تثق به رغم كل ما يبذله لاستعادتها .



استدارت بعيدا عنه و أخذت في ترتيب مشترياتها في الدولاب . كانت المناقسة بالنسبة لها قد انتهت ولكن ليس بالنسبه له .



- أرجوك يا " شارون " . لماذا أكون قد حدثتك عن المركز التجاري وعن القيمة الحقيقية لأرضك في حين أنه كان باستطاعتي أن أنتزعها منك مقابل خمسة و عشرين ألف دولار ؟



- أنا واثقة من أن هناك سببا خفيا لا أعرفه الآن .



همهم :



- لا شك أنك ستجدين سببا .



استمرت في عملها . أخرج من أحد الأكياس الزبد و البيض ووضعها في الثلاجة الكهربائية . سألته :



- ولكن ماذا تفعل ؟



- أساعدك في الترتيب .... أين تضعين الخبز ؟



نزعت سلة الخبز من يده بعنف و صاحت :



- اذهب ....ساقوم انا بذلك . لا أريدك هنا .



-هل يمكنني اصطحاب الأطفال إلى الغداء ؟



أمام هذا السؤال البرئ تجمدت الدماء في عروق " شارون " . إن " سليد " مصمم على انتزاع الأرض منها بالثمن الذي يريده. و افهمها أنه لن يتردد في استغلال أسرتها ضدها. ايا كان الثمن فإنها لن تسمح له أن يتصرف على مزاجه مع أسرتها .

واجهته و قالت بصوت هادئ :





- موافقة , ساترك لك الأرض مقابل خمسة و عشرين ألف دولار و عندما سيتصل والدك سأخبره أن العقد لم يعد يهمني و أنك ربحت .


- كيف



لم يعد " سليد " يفهم شيئا . كل ما هناك أنه طلب منها أن يصحب الأطفال إلى الغداء في المدينة و هذا كل ما وجدته لترويه عليه .



- " شارون " ..........



- أعرف .......... أعرف أنك تظن أنني فقدت عقلي بل إتك تعتقد أنني بلا عقل أصلا . إنني أخسر خمسين ألف دولار . هل تعلم ؟ خمسة و عشرون أو خمسون أو خمسة وسبعون ألف ... كل هذة الأرقام لا تهمني و لا تعني عندي شيئا . كل ما أريده هو أن أتخلص منك بأسرع ما يمكن !



مرر " سليد " أصابعه في شعره . إنه لم يسبق له أن وجد نفسه في مثل هذا الموقف السخيف .



سألها :



- لابد أنك يا " شارون " قرات رواية " أليس في بلاد العجائب " عندما كنت صغيرة . و تذكرين عندما مرت المرأة و اكتشفت أن كل ما كانت تعتبره طبيعيا لم يكن كذلك على الإطلاق . هذا بالضبط ما أحسه في هذة اللحظة معك . لقد سمعت ما قلته في لغة مألوفة عندي و لكني لا أفهم شيئا .



همهمت الشابة :



- هذا ما يحدث لي مع الرجال . يقول لي رجل شيئا و أفهم شيئا آخر .هل يريد الجميع خداعي أم أنني غبية بشكل خاص ؟



أحس " سليد " بالغيرة تكسو خديه بالاحمرار .



- كم عدد الرجال في حياتك ؟

كان سؤاله مباغتا , وكان يعلم أنه ليس من حقه أن يسأله ولكن الأمر كان أقوى منه .





فكرت " شارون " و هي تتظاهر بعدهم في ذهنها ثم قالت بصوت هامس :



- لقد كان هناك أنت و أبي و " شارلي راي " زوج إيلين .... وهو ما يكفيني من متاعب .

زونار 16-06-09 11:01 PM

لو كانت امرأة مجربة لأحست بما يعتل في داخله من غيرة وراء سؤاله ولاستغلت ذلك سلاحا ضده . ولو كانت امرأة واعية لما حسبت أباها و زوج أختها ضمن الرجال في حياتها . وهي بذلك تعترف أنه لم يكن هناك سوى حبيب واحد لها .



أثرت فيه تلك الصراحة .



قال لها :



- لقد أخبرتني " نانسي " بكل شئ عن " شارلي " و أنا مدرك لمسلكي النذل و لكن بالنسبة لأبيك يا " شارون " ....أنت لم تحدثيني عنه ؟



- ليس هناك ما يقال عنه . إنه رجل آخر يقول شيئا و يفكر في شئ آخر . لقد كان ينادينا بالأميرات . ثم فجأة رحل . كانت " نانسي " في سن ثلاثة أشهر و أنا كنت في الثامنة من عمري و أتذكر في إحدى الأمسيات عندما لم يعد في المساء . لقد أصيبت أمي بالهستيريا ووجدت التلغراف الذي أرسله و قرأته . لقد قال إنه ترك البلاد لأنه لا يريد أن يعطينا نقودا . أخبرنا أنه راحل إلى " أيرلندا " و أنه لا يريد أن يصبح أبا أو زوجا . وفيما بعد بوقت طويل أخبرتني أمي أنه ترك البلاد لأنه لا يريد أن يتحمل أي أعباء مالية . و لم نره بعدها .



زفر " سليد " في حسرة . لقد هجرها والدها ثم حبيبها . لقد أحس أنه يشبه أباها .



ابتسمت ابتسلمة خفيفة و حاولت أن تمزح :

- إن نساء " برادي " ليس لهن حظ كبير مع الرجال . لابد أن ذلك موجود في دمائنا .





- عندما رحلت من سنتين يا " شارون " لم يكن ذلك بسببك . ولا أريد منك أن تعتقدي أنك مذنبة في أي شئ . لقد كنت رائعة و ممتازة و محبوبة وكل الخطأ يرجع إلي .


- إذن لم يكن الخطأ مني لأنك لم تحبني يا " سليد " ؟ أنا لست على أية حال ساذجة تماما فلا تجعلني أعتقد في أمور كانت مزيفة تماما و غير حقيقة .



نظرت في عينية مباشرة ثم تابعت :



- من سنتين أخبرتني ما كنت تعلم أنني أريد سماعه و قلت لي : إنك تحبني و انت تعلم جيدا أنني بغير حبك لن أقيم علاقة معك , و الآن لنتمسك بالحقيقة .



خفض " سليد " رأسه ثم قال :



- هذا صحيح . إنه لم يكن لديك حظ . لقد عرفتني في أسوا لحظات حياتي . لقد كنت في سن الحادية و الثلاثين و قد هجرتني خطيبتي قبل ثلاثة أسابيع من الموعد المحدد للزواج . لم أكن بالنسبة لها الرجل القاسي و الجذاب الذي تحلم به وأقسمت وقتها أن أتغير و أن أصبح وقحا ومستغلا حتى و إن لم يناسب ذلك طبيعتي , وهكذا حضرت هنا – حيث قابلتني ......و استغللتني كفأر تجارب لشخصيتك الجديدة .



أحست " شارون " بأنها عاجزة عن الاستمرار . لقد أفهمها " سليد " أنه حتى لم يرغب فيها عندما تركها . و الآن ؟ قفز قلبها في صدرها . أن هذة الرؤية الجديدة لعلاقتهما نزعت عنها آخر أوهامها .




وهي أنها لم تكن أبدا جذابة في عيني الرجل . لقد كانت لسؤء الحظ أول فتاة اعترضت طريقه عندما قرر أن يعدل طريقة معاملته للنساء . استطرد :

- لقد قضيت عامين و شهرين يا " شارون " و أنا نادم على ما سببته لك من سوء معاملة .





أحس " سليد " بأنه أفضل بعد هذا الاعتراف و إذا كان لا يستطيع أن يغير الماضي فهو يستطيع أن يعوض المستقبل .



حدق في الشابة بعمق ... لقد كانت شديدة الجمال و لقد أحبته بعمق شديد لقد كان حبيبها الأول و الوحيد ... إذن كل شئ ممكن أن يعود بينهما .


.


لقد ساده شعور بأن كل شئ سيصبح رائعا بينهما و سيمنح حياته معنى .



قال لها :



- كل شئ تغير يا " شارون " هذة المرة .....



قاطعته بلهجة متعالية :



- هذة المرة ؟ إنك تمزح . لقد حدث لي ذلك مرة و هي كافية !



- أعلم أن ذلك يبدو غباء . لقد كنت أنانيا و قاسيا يا حبيبتي " شارون " أرجوك اسمعيني .... هل تسامحيني ؟



استشفت الشابة نبرة الأمل في صوته ولم تكن غير مدركة ولا غير حساسة للتضرع الظاهر في نظراته . فكرت أنه ينتظر علامة إيجاب منها ولكن ماذا بعد ؟ أن يستغلها فقط لإرضاء رغباته .



ردت في غضب :



- لا أعتقد أن لدي رغبة في العفو عنك . لقد أخبرتني في التو أنني لم أكن بالنسبة لك سوى بديل للخطيبة التي حكمت عليك بأنك غير جدير بها . لا يهمني الأمر فقد دفعت ثمن الخسائر . لقد كنت الرجل الذي أحببته . أول حب لي و مع ذلك لم تعتبرني مخلوقا بشريا .



احتج :



- هذا ليس صحيحا يا " شارون "



قالت وقد بلغ بها الشعور بالمهانة مبلغه :

- لقد قلت لي بنفسك . ماذا تدعي ؟ تغيير التاريخ و الشخصية ؟ ماذا تريد أن تفعل هذة المرة ؟
كان ينتظر أي شئ غير هذا النقد اللاذع من الشابة ولا ألا تسامحه . ليس من عادة آل " رامزي " الاعتذار , ولا واحد منهم – بما فيهم " سليد " الساحر – على استعداد لتقبل الفشل . لقد تنازل لدرجة أن طلب منها العفو .... وقرر أنها ضرورية بالنسبة لحياته لا يستطيع الاستغناء عنها وها هي تعاملة باحتقار . إن رد فعله لابد أن يكون جديرا بآل " رامزي " .



- إنني متفهم , أنا هنا أمامك لأثبت لك أنني قمت في التمثيلية بدور الفتى الشريرو أنا نادم على ذلك ... إنني رجل طيب ... إنني أتساءل هل عجزت النساء عن التفرقة بين الرجل الطيب و الشرير ؟



ردت عليه بحدة :



- لا أعتقد أنك رجل طيب ,أنت أناني و فاسد و تعتقد أن كل شئ يمكن تسويته بمجرد أن تقول آسف . أنت مخطئي يا "| سليد " إنها مجرد كلمات .



- ولكن لا......اللعنة !



أحس أنه على وشك الانفجار . كان الأسف يختلط مع الشعور بالعار و الغضب داخل نفسه . إنه عاجز عن إقناعها بالمنطق و لابد أن يتصرف كرجل . قبل أن تستطيع التراجع للخلف هجم عليها و أمسك بيدها بقوة لم تستطع معها المقاومة وظل ينظر إليها بإمعان . بدأت " شارون " تستسلم لنظراته شيئا فشيئا . لقد اشتاقت إليه كثيرا و هي الآن في حاجة ماسة إليه و إلى حبه .



انقطعت لحظة الاستسلام أمام شهقة تقول :



- ماذا تفعلان ؟



ابتعد كل منهما عن الآخر في ذهول ,كانت الصغيرة " كورتني " تنظر إليهما باهتمام .



كان " سليد " هو أول من استرد جأشه و أجاب :

- لقد تشاجرنا قليلا و الآن نحن نتصالح .



احمر وجه " شارون " بشدة و دفعت رفيقها بقوة ثم عاد إليها مرة ثانية و طبع قبلة صلح على شعرها ثم أعلن و " شارون " غير مقتنعة :


.
- و الآن سنذهب جميعا لتناول الغداء . أليس كذلك يا " شارون " ؟ أمسك بيدها مرة ثانية و حاولت هي أن تخلص نفسها و هي تغمغم من بين أسنانها :



- أنت تذهب لتتغدى . و نحن سنبقى هنا . دعني !



- ليس قبل أن تقولي إنك ستتناولين الغداء معي !



- هذا لن يحدث يا " سليد " إنك لن تنجح في التغلب على إرادتي ...



- ماذا لو طلبت منك ذلك ببساطة ؟ أرجوك يا " شارون " تعالي معي .



كان من المستحيل أن ترفض هذا الطلب بالعنف و إنما قالت بكل هدوء :



- إننا لا تستطيع الخروج , إن أمامي أشياء كثيرة لابد من أدائها وفي الساعة الرابعة أنا أنتظر الأصدقاء الصغار " لكورتني " و لابد أن أعد أنا و " إيلين " الحلويات و الالعاب . ليس من المعقول أن نضيع الوقت في الغداء بالمدينة .



قال لها في ثقة :



- أمامنا الوقت الكافي على أية حال لابد أن نأكل . أعدك أن كل شئ سيكون معدا بعد ساعه . قولي إنك ستأتين معي يا " شارون "



كان يعلم أنه رغم غضب الشابة إلا أن هناك شيئا ما بينهما . لمس خدها بطرف أصبعه و بدأت " شارون " ترتجف رغم إرادتها . لابد أن تبتعد عنه .




- حسنا ... هيا بنا و الآن دعني

- كما تريدين يا حياتي .



هل سنذهي ؟ هل ستأتي " شارون " معنا ؟ و أمي ؟




أكد لها " سليد "



- كل الناس سيأتون . أمك و" شارون " و " كاري " و " نانسي " و " تارا " و " كولين " .



ردت " شارون " باستسلام :




- إنهما تعملان . إن لديهما وظيفة نصف الوقت في محل , ولكن أخبرني منذ متى تعرف أسماء شقيقاتي ؟



- حالا . لقد تعلمت من ألبوم الصور أمورا كثيرة عنك و عن أسرتك . أريد أن أعرف كل شئ عنك .



- هيا بنا .... لابد أن نرحل و ننتهي من كل شئ في أسرع وقت ممكن .

زونار 16-06-09 11:04 PM


الفصل الخامس


صاحت شارون :
" يا له من نهار!"
كانت تحاول هي و " إيلين" توزيع تورته ضخمة بين المدعوين لعيد ميلاد " كوتني " و الجميع نهمون و منفعلون بشكل ملحوظ و كانت الضجة في حدود التحمل .
ردت عليها "إيلين " :
" نعم ياله من نهار لدي إحساس أنني واحدة من أغنى نساء العالم استطاع صوت "سليد" أن يغطى على الضوضاء :
-انظري إلي كورتي! و ابتسمي لي ايتسامتك الحلوة و الآن سيغني الباقون مرة أخرى " عيد ميلاد هل يمكن أن تعطيهم إشارة البدء يا " نانسي؟".
اشعل الشاب المشهد حيوية بكاميرا الفيديو التي كان اشتراها قبل ذلك بقليل و اشترى أيضاً تلفزيوناً له شاشة ضخمة بالألوان ، لقد ذهل عندما عرف أن عائلة برادي ليس عندهم سوى جهاز أبيض و أسود قديم و سارع لعلاج الوضع .
نادى "سليد":
-شارون ... يا عزيزتي ابتسمي لي لانني أصورك .
ظهرت الشابة فيما بهد و هما يعيدان عرض الفيلم على الشاشة و قد بدت ممتعضة لقد كانت ممتعضة طوال الوقت منذ ان تركت البيت ساعة الغداء .
كانت تظن أن سرعان ما سيمل من صحبتها من الطغلين و لكن لم يفعل لقد استمتع " رامزي " الأبن بكل شيء بوجهين الطفلين الصغيرتين و قد غطتهما صلصة الطعام ومن سقوط فتات البطاطس المحمرة على مفرش المائدة و ضحكاتهما المجنونة .


اقترحت بعد الغداء الذهاب إلى المركز التجاري الذي تعمل فيه "كولين " و "تارا" بائعين لم تستطع "شارون " و اخوتها أن يتابعن ما حدث لقد سحب " سيلد " الطفلين إلى محل لعب و ملأ حقائب بالعرائس و الحيوانات القطيفة المحشوة بالإسفنج ثم أحضر لهما ملابس فاخرة من الرأس إلى القدمين من محل راق لملابس الأطفال لم يهتم إطلاقاً بالثمن و كان يدفع بلا تردد .


ألقت "شارون" نظرة على ابنتي اختها و قد ارتدتا ملابس لذيذة و هما تشعران بالفخر أحست بأن حلقها يختنق إن " سليد" يقدم لهن كل الأشياء التي حرمن منها و حلمن بها . و رغم عدم ثقتها في العائد من جديد إلا أنها لم تستطع أن تمنع نفسها من الإعجاب و التأثر بفرح الصغيرتين تركت إذاً ذهنها يشرد بين الذكريات الماضية .


بعد أن اهتم "سليد" بالطفلتين اشترى الكاميرا و التليفزيون الملون و جهاز الفيديو مع التأكد على ضرورة تسليمهم في الحال ثم وقف أمام محل عرض أزياء و دعا الشابات إلى اختيار ما يلائمهن .


رفضت "شارون " العرض بجفاء و حذت " إيلين" حذوها على مضض أما" نانسي" فقد انتهزت الفرصة لتحصل على كل ما كانت تحلم به .
حاولت" شارون" ان تعارض الهوس كما كانت تحاول أن تعارض كل ما عرضه من اقتراحات طوال بعد الظهر و مرة أخرى لم يلتفت لاحتجاجاتها و عندما اتجهوا جميعاً إلى السيارة انتحت به جانباً و سألته "
-لماذا تفعل كل هذا؟
ابتسم قائلاً:
-لأن هذا يسعدني ...هل تتصورين أن لدي جنون المحلات و لكني أذكر انني تمتعت من قبل مثلما تمتعت اليوم في هذا المركز التجاري و الذي لا يشبه من قريب أو بعيد سلسلة المراكز التجارية "رامزي و أولادة"


-رامزي و أولادة؟

-لقد أنشأنا مجمعات تجارية إدارية في كل البلاد و منتزه " رامزي" الذي أن واحدة من أملاكه . لم تتأثر شارون بلقب مالكة الذي بدا لها غريباً على اسماعها كانت تصدق حكاية أن الناس الميسورين يختلفون عن غيرهم .


تابعت كلامها :
-أنت إذاً غني!.


لم يسب للشابة أن اقتربت من شخص غني تابعت :
-لم أكن أعرف ذلك على الأقل حتى اليوم و لكني...


نظر إليه بجدية و أجاب :
-هذا صحيح أنا لم أمطرك بالهدايا عندما تعارفنا.
لقد كان يكتفي وقتها بمصاحبتها إلى السينما و أن يجعلها تتناول عشاء مكوناً من ساندوتش قبل أن يعود إلى حجرته المتواضعه في الفندق .




قاطعته :
-الآن لا أريد منك شيئاً .
- لقد لاحظت ذلك بعد الظهر اليوم و مع ذلك أود أن أقدم لك أشياء كثيرة جداً ..كل ما ..


لم تدعه يكمل و صاحت منفجرة و تعال :
-هناك و صف للنساء اللاتي يسمحن للأغنياء أن يقدمون لهن أشياء نظر إليها سيلد في تسامح و استمتاع
و قال :
- لن تصبحي مثلهن أبداً يا عزيزتي و لتعلمي أنني لم أكن في حياتي سعيداً مثلما أحس الآن و انا أقدم بعض البهجة لأسرتك .


ابتعدت شارون و هي ترتجف من الصعب أن تتجهم أمام رجل لا يفكر إلا في سعادة أسرتها و الأصعب أن تقاوم الرجل الذي أحبته من كل قلبها و الذي احتفظ بقدرته على إعادة خلق الحب . عند و صولهم إلى البيت دهشت النساء عندما و جدنه مزيناً و معداً للعيد الطفولي بذوق رائع و ألعاب و بالونات و مصابيح مزخرفة .




أعلنت نانسي و هي مذهولة تماماً :
-أنت يا سيلد سانتا كلوز و أمير الأساطير معاً .
تبادلت شارون و إيلين نظرات ضيق و غيظ أمام تعليق أختهما غير المناسب .


همست إيلين :
-لقد أنفق ثروة حقيقية كي يسعدنا و إنني أتساءل إذا كان قد فعل ذلك للحصول على عقد البيع ؟ على أية حال هذه الأرض ربما تساوي أكثر من خمس و سبعين ألف دولار .


ردت عليها شارون بسخرية :
-طبعاً هل نسيت أنها تساوي خمس و عشرين مليوناً ؟ كم كنت أود أن أعرف رأي العمة اوجيستا!.


-من المؤكد أنها كانت ستحذرنا ألا نثق بحفيدها و كأنه الطاعون .


-إنني أتساءل دائماً ما الذي حدث ليوقع بين الأخ و أخته إنها لم تحدثنا عن ذلك أبداً .
هزت إيلين رأسها و كأنها تطرد ذكرى سيئة :
-يالها من عائلة شاذة! اتعلمين يا شارون انه حسب تجربتي الشخصية التي لا تسمح لي بالحكم على الرجال فإنني أطلب منك أن تصدقيني خذي حذرك من سيلد رامزي و تذكري كيف كنت تعسة بسببه .


كانت حائرة هل تصدق نفسها و تجربتها السابقة معه أم حديثة النادم الذي حاول أن يبدو مخلصاً و هما في المطبخ ؟ لقد كانت نبرته مقنعه و نظراته تعكس الصدق و الندم و لكنه كان أيضاً مقنعاً أثناء علاقتهما الأولى إنه الآن يحاول أن يقنعها أنه ولد أمين و صادق و أنه أرد فقط رغماً عنه أن يلعب دور محطم القلوب ثم يريد أن يقنعها أنها وريثة لثروة مهولة.


كانت الأخوات برادي على و شك الاستئذان من آخر موعد عندما لمست نانسي كتب شارون و قالت:
-إن كوينتين رامزي على التليفون.


على سيلد يقوم بتصوير الطفلتين في الحديقة ابتعدت شارون خفية لتذهب لترد على المكالمة .


حياها رامزي الأب بمرح :
-إيه..حسناً آنستي العزيزة كيف يتصرف إبني ؟


ودت الشابة أن تخبرة بأنه لن يصدقها لو قالت الحقيقة اكتفت بجملة مقضبة في عدم اكتراث :
-لقد تحدثنا في شراء الأرض .


-آه..آه طبعاً الأرض افترض أنك اخبرت سيلد بعرضي ليلة أمس .


أحست شارون بغضة في حلقها و العرق يغطي راحتي كفيها لم تكن معتادة على التعامل في الأعمال التجارية و المالية فضلاً عن المسائل العاطفية .


أخذت نفساً عميقاً و قالت :
-نعم لابد أن أقول لك يا سيد رامزي إن ابنك قال لي إن الأرض التي منحتها لي العمة أوجيستا تساوي خمسة و عشرين مليون دولار .


ساد صمت قصير ثم صاح كوينتين غير مصدق:
-هل قال لك هذا ؟


ترددت شارون أحست أنها غريبة و من الواضح أنها تتصرف سيئاً في المسائل المالية و ردت :
- طبعاً لم أصدق منه كلمة .


قال محدثها :
-ولا كلمة ؟


-لا .. كيف يمكن أن تظن أنني صدقت مثل هذا الكلام؟


لابد أنه اعتبرها معتوهة و هي لا تعرف ماذا قال له سيلد
عندها قال :
-لقد فهمت و أعتقد أنه من الآن يجب علينا مواجهة الأمور بطريقة مختلفة .


اعتقدت الشابة أنها استشفت نبرة احترام في كلام الملياردير الأمر الذي أعاد ثقتها في نفسها :
-أعتقد يا سيد رامزي أنك لن تفهمني و لكن قلت لـ سيلد إنني لن أترك الأرض مقابل الثمن الذي سيعرضة علي وهو خمس و عشرون ألأف دولار.


هذه المرة امتد الصمت على الطرف الآخر فترة أطول و أخيراً قال كوينتين بلهجة باردة :
-أنت تمزحين يا آنسة برادي .


-طبعاً لا يا سيد رامزي و لكني على استعداد لان أبيع الارض لــ سيلد شريطة أن يتفق معك .


-يتفق معي؟


-طبعاً.. من الواضح أن سيلد لم يقل لي شيئاً ولكني فهمت كل شيء و أنا أشاهدكما تتنازعان الأرض الخاصة بالعمة أوجيستا و أعلم أنكم آل رامزي تميلون بشكل رهيب إلى الشجار بين الأقارب و قد اعتبرت الأمر محزناً أن السيدة "رامزي " ابتعدت عن أسرتها طوال سنوات طويلة و أنها ماتت دون أن تشاهد أياً من عائلة رامزي .


-إذن تجنبينا ذلك - أنا و إبني – قررت أن تتركي له ميراثك ..


قاطعته شارون بندفاع :
-ببساطة لأنه أول من حضر و بشرط ...


-أن يضع نهاية لشجارنا حسناً جداً أنا مضطر أن أبوح لكِ يا آنسة برادي أنك نجحت في إدهاشي و هو أمر ليس بالسهل و أقل ما يمكنني أن أقوله إنكِ شابة غريبة الأطوار .


-إن هذا ما أؤمن به بالنسبة للأسرة و ليس العدل ألا يستخدم ميراث العمة أوجيستا فس إعادة السلام بينك و بين ابنك و بمرور الوقت تنتهي المعركة التي كانت بين والدك و أختك .


قال كوينتين :
-يا آنسة برادي! سأعرض عليك عرضاً ممتازا لأنك تستحقينه سأرسل إليك شيكاً بمبلغ خمسة و سبيعين ألف دولار مادمت القيمة التي تتنازلين عنها في سبيل إعادة السلام بين أسرة رامزي هل ستقبلين الشيك ؟


-أنا محتارة يا سيد رامزي ..لم أكن أتعشم كل هذا .


-أرجوك أن تقبلي ..إنني مصر .


أحست الشابة بالدموع تطفر من عينيها و هي تقول
-أنت رجل طيب و كريم يا سيد رامزي و كم أنا آسفة على أن العمة أوجيستا لم تعرفك .


صاح كوينتين محاولا أن يخفي جفاءه :
-لا شك أنها تنظر إلينا الآن من السماء و أتصور بالضبط ماذا تظن لقد أسعدني التعامل معك يا آنسة برادي ستتسلمين حالاً الشيك فور توقيعك العقد الذي سيحرره المحامي فوراً .


فكرة شارون و هي متأثرة ياله من رجل ساحر! إنها و شقيقاتها سيمتلكن غداً خمسة و سبعين ألف دولار.


أجابته بحرارة :
-حسناً جداً يا سيد رامزي ...إلى اللقاء يا سيد رامزي لقد أسعدني التعامل معك .


وضعت سماعة التليفون و هي تكاد تجن فرحاً وجرت لتلحق بشقيقاتها ثرثرت كولين التي عادت من العمل أمام باب البيت مع إيلين و نانسي و سيلد .


سألت و هي منفعلة :
-ولكن أين إذن تارا ؟ أريد أن يكون الجميع حاضرين عندما أعلن عن الأخبار السارة .


شرحت كولين :
تارا ستعمل ساعات إضافية اليوم و لن تكون هنا قبل الساعة التاسعة و لكن ما هي الأخبر السعيدة يا شارون؟. أخبريني بسرعة! لانني لا أستطيع الإنتظار .


تأمل سيلد شارون في إعجاب كان خداها ملونين من الأنفعال و عيناها تلمعان تماماً كما كانت عندما يلتقينان وقت الحب و لكن الفرق أنه ليس هو السبب بهذه الحيوية .


قال :
-هذا صحيح يا عزيزتي ..أخبرينا ما الأخبار السارة ؟


استدارت نحوه ووجهها بارد كالثلج و قالت :
- لقد تحدثت مع والدك و قلت له إنني مستعدة للبيع على أساس العرض الأول و هو خمسة و عشرون ألف دولار بشرط ..
-هل قلت هذا . ولكنك لا تعرفين ما ذا فعلت ؟ إن أحد المحامين سيكون هنا مساء اليوم .


صححت له :
-بل غداً سيصل المحامي بالطائرة و معه كل المستندات الجاهزة للتوقيع .


استدارت نحو شقيقاتها المتحمسات و أعلنت :
-لقد أصر كوينتين رامزي على أن أقبل شيكاً بمبلغ خمسة و سبعين ألف دولار رغم أنني أخبرته أنني سأبيع الأرض لـ سيلد بخمسة و عشرين ألف.


ألقت كل من نانسي و كولين بنفسيها بين ذراعي أختها و قبلتاها بإنفعال و بدأت إيلين و كاري تتراقصان فرحاً .


أحس سيلد بالغضب لدرجة المرض لعن والده و جدته في آن واحد إنه طبعاً لن يعقد ذارعية على صدره و يدع شارون تقع ضحية النصب انه يعرف جيداً أن والده و إخوته لن يسامحوه إطلاقاً على تدخله الذي سيحرم مؤسسة رامزي و أبناءة من أجمل أعمالها و هي شراء أرض بمبلغ خمسة و سبعين ألف دولار و تساوي فب الحقيقة خمسة و عشرين مليون .


تدخل بصوت حازم :
-لا يمكن أن توقعي يا شارون على أي شيء ما دمت لم تعايني الملكية موضوع البيع الطبيعية .


حدجته شزرا و صاحت :
-نحن لا نلعب يا سيلد سأوقع غداً صباحاً .


-سأحضر مغ محامي غداّ لامنعك من ارتكاب هذه الحماقة .
إنك لن تتجرأ .


-سترين


كان سيلد يتمنى في قرارة نفسه ألا تصل الأمور إلى هذا الحد إن فكرة أن يضطر لأن يشرح لرجل قانون أن عائلته تحاول النصب على الشابة تجعله يرتجف .


-إن لي الحق في بيع ارضي لأي شخص أحب و لن يستطيع أحد أن يمنعني من ذلك .


-بل أستطيع أن أفعل مادمت ستبيعين لي سأرفض إذاً أن أشتري أملاكك إلأ بعد أن تشاهدي بعينك و لا تحاولي خداعي و تبيعين من وراء ظهري لأبي و إلا هاجمتك بتهمة الإخلال بالأتفاق .


كان يعرف أن هذا التهديد غير صالح لتنتفيذ جعل الشابة تفقد ثقتها في نفسها استدارت نحو شقيقاتها في ذهول حتى إنه ود لو استطاع أن يسري عنها و لكنه كان يعلم عدم جدوى ذلك لأنها ترى فيه لآن العقبة ضد تحقيق حلم الحصول على بعض المال لتحقيق السعادة لأسرتها .


وجهت له نانسي الكلام بلهجة شاكية :
-لماذا لا تشتري الأرض سيلد ؟ إننا فعلاً بحاجة إلى المال و يمكننا أن نسوي ديوننا و لا نخشى بعد ذلك قطع الغاز و الكهرباء .


-أعدك يا نانسي أنكن لن تخفن بعد الآن من الفواتير أياً كان مبالغها .


كان على والده أن يكون هنا ليسمع ما قالته الفتاة المراهقة في سنها لا يجب ألا تفكر نانسي في سنها إلا في دراستها و نزهاتها مع أصدقائها و ملابسها و ليس بأن تشتغل بالفواتير و الديون .


قالت شارون :
-انني أمنعك يا نانسي من التوسل لهذا السيد!.


تابع سيلد حديثه دون تأثر :
-سأرحل إلأى هيوستون هذا المساء و أنت معي و من غير المجدي أن تعارضي سأصطحبك إلى تكساس حتى لو اضطررت لاستئجار طائرة خاصة و أن ألقي بك داخلها موثقة اليديد و القدمين .


- أنت لن تتجرأ


-إن آل رامزي لهم سمعه بأنهم يجرءون
أمسكت كولين بذراع أختها و أخذت تتأوه .
-أوه يا شارون ماذا سنصنع ؟


صدم سيلد من تعبير الرعب على وجه الفتاة ومع ذلك كانت نانسي حليفته لجأت لآن خلف أختها التي فتحت عينيها على آخرها تذكر الاتصال الوحيد ما بين آل برادي و الرجال كان مع امارلي راي الذي كان من بين آخرين قد كسر ذراع زوجته و هدد أطفاله أخزنه تماما أن يقارن بذلك المتوحش كانت شارون واقفه باستخفاف أمام شقيقاتها ووجهها مكفهر و قبضتاها مضمومتان .و لكنه كان يعلم أنها الأخرى مرعوبة .


قال يطمئنهن :
-ليست لدي نية أن أخيفكن .
أخذ يزن في نفسه غرابة الموقف إنهن يرين فيه طاغية كريهاً بينما هو يحاول أن يحافظ على ثروة يؤمن بها إنه على استعداد لأن يقول و يفعل أي شيء في تلك اللحظة ليطرد الرعب من عيونهن.


-سنذهب جميعا إلى تكساس و يجب أن نرحل هذا المساء و سنرى الأرض و سنبحث عن محام ممتاز لابد أن يدافع أحد عن حقوقكن قانونيا.


زفرت نانسي في ارتياح و كانت أول من تحدث :
-يبدو عليك الغضب سيلد لقد اعتقدت أنك ستضر شارون .
رد عليها :
-ليس كل الرجال بالضرورة قساة أو جبناء أرجوك يا شارون تعالي معي أعرف أنني لا أستحق ثقتك أرجوك أن تثقي بي في هذا الموضوع .


أشاحت بعينيها كل ما فيها يدفعها لأن تضع ثقتها به و لكنها عندما آمنت به أشاح عنها و خانها.


قالت في نفسها : إنها هذه المرة ليست عاشقة له و لا يستطيع إذاً أن يسبب لها ضرراً حتى على المستوى المالي مادام لديها إمكانية اللجوء إلى عرض وأبية .


قالت كولين و عيناها تلمعان من الأنفعال:
-هل تريد حقاً أن تصحبنا إلى هيوستون يا سيلد ؟ إننا لم نركب أبداً الطائرة في الحقيقة لم نتحرك من هنا .
تدخلت نانسي بدورها :
-دعينا نذهب إلى تكساس يا شارون من فضلك .


-و ماذا عن المدرسة . و عن محاضرات الجامعه لـ تارا؟
ردت كوين بقوة :
-هناك العديد من الطلبه يذهبون مع والديهم في رحلات و سنرحل نحن أيضاً بدورنا .


أما إيلين فقد كان ينقصها الحماس مثل شارون و قد احتجت قائله:
-ماذا عن حضانة الأطفال؟ إن أمهاتهم يعتمدن علينا في رعاية أطفالهن أثناء عملهن ثم إننا في حاجة أيضاً إلى نقود .
قاطعها سيلد بحزم :
-اتصلي بهن و اخبريهن أن يتصرفن لبضعة أيام! لأن لكن الحق في بضعة أيام إجازة و الآن هيا أسرعن و أعددن حقائيكن .


صاحت كولين :
-حقائب ؟ و لكن ليس عندنا حقائب لابد أن نضع ملابسنا في أكياس بلاستيك .


قالت نانسي بغيظ :
-هل أنت مجنونه ؟ إنهم لن يقبلونا في الطائرة .


سأل :
-أليس عندكن حقيبة سفر واحدة؟


كان سيلد مذهولاً كانت حقائب السفر بالنسبة له جزء من حياته الجارية مثل الأطباق و المناشف و كل تلك الأشياء التي لابد أن تكون باستمرار تحت يده .


أجابت شارون بكل هدوء :
-لن نذهب إلى أي مكان لماذا نهدر أمولنا؟ و نحن ...
صاح سيلد :
-هيا أذهبن و اشترين حقائب سفر في الحال سنعود إلى المركز التجاري و نصحب تارا و ليس من الواجب أن تعود بمفردها بالأتوبيس مادمت معنا السيارة .


كان يحس أنه يتحدث بسرعة كبيرة إنه يسيطر على شارون التي أصبحت بدون دفاع إن ما يهمه الآن أن ينتهي من موضوع الأرض و بعدها سيجد الوقت ليعوضها عاطفياً و ينال ثقتها يجب أولاً أن يمنع والده أن يسرق حقها و حتى يحميها عليه أن يستخدم كل ما يعرفه من طرق قاسية في عالم الأعمال .


قالت الصغيرة كورتني:
-أريد أن أذهب في السيارة مع هذا الأب .


قال سيلد مازحاً :
-انني فخور جداً ... إنها في هذا الصباح لم تكن تسمح لي بالإقتراب منها .


نظرت شارون إلى الفتاة الصغيرة و هي ممسكة بيد رامزي الأبن في إصرار فقالت مازحة"


-لا غرابة في أنها تريد أن تذهب معك فأنت حققت لها كل نزواتها .
-لقد نادتني بابا.


-لقد قالت هذا الــ بابا و هو ما تقوله لكل الرجال.
بعد ذلك انتزعت الطفلة بكل سلطة من حاميها و أمرتها بالدخول .


نفذت كورتني في غيظ و همهمت :
-أنت قاسية يا شارون .
قال سيلد بحزن :
إنها لا تريدين أن تصدقي أنني رجل يمكن للطفل أن يحبه ..رجل يحب الأطفال بعمق .


عادت إلى ذاكرة الشابة حكاية الطفل الذي تاه في السبوبر ماركت من سنتين و كيف استطاع سيلد أن يسري عنه و يهدئ من روعه و الآن كورتني و كاري هل هو طبيعي أم يلعب دوراً شريراً ؟ كيف لها أن تعرف يجب أن يطمئن قلبها لأنها في هطر داهم لو بدأت تحب سيلد هذا مرة ثانية .

اتجهت نحو السيارة تقدمها وفتح لها الباب كررت على نفسها أن عليها أن تأخذ بحذرها حتى لا تقع في الخطأ قررت أن تثير غضبة حتى تحمي نفسها .
سألته بخبث :
-إنني أتساءل أيه شخصية تحاول أن تمثلها في هذه اللحظة سانتا كلوز أم مخرج تلفويوني يحاول أن يغطي بالهديا هؤلاء الذين أجابوا على أسئلة مسابقة غبية ؟ أم كلاهما ؟
توترت أصابع سيلد على عجلة القيادة لم يرد على أسئلتها و إنما قال :
- أعرف إنك مجروحة يا شارون و أفهم رغبتك في مهاجمتي .


صممت على إثارته فقالت بسخرية :
-هانت أصبحت متفاهما أن تشرح لنفسك سبب عداوة النساء و أنت تقبلها .
صرح دون أن يثور و إنما قال في هدوء :
-أريد فقط أن تعرفي أنكِ في أمان معي و أنني لا أريد أن ألحق بك ضرراً و لا أستغلك .


-هانت أصبحت حامي الضعفاء و المظلومين ياله من أمر مؤثر للغاية إنني أتحدى من يستطيع أن يعرف سيلد رامزي على حقيقته .


حدجها بنظرة سريعة ثم قال ببرود :
-لا اعتقد أنني مخطئ ألا يضم هذا التهكم الساخر عنصراً مت الإثارة العاطفية ؟


احمر وجهها بشدة و قالت تدافع عن نفسها :
-هذا غير صحيح تماماً ...يا صديقي المسكين أنت مخطئ تمام الخطأ.


-أوافقك ..أنا مخطئ و لا داعي لأن تجعليها مشكلة .


-أتقول الإثارة العاطفية ؟ أنا؟ هل تتصور أن لدي الرغبة أن ألعب هذا الدور الرخيص معك ؟ ياللادعاء الذي لا يطاق يا سيلد رامزي !


هز كتفية بلا اهتمام و قال:
-لقد كان سؤالاً بسيطاً و لا داعي لأن تحكمي على أخلاقي .


-أنا لا أحكم على شيء لا أخلاقك و لا عدم أخلاقك .


-لا تأسفي ..إن باستطاعتك أن تطلقي علي الرصاص .


-أنت تهزء بي .
لأول مرة في حياة شارون تشتعل غضباً لهذه الدرجة ...

لدرجة أن تشعر بالرغبة في مواصلة الصراع صاحت في ثورة عارمة :
-أنت مثل جدك ألان رامزي الوضيع و الدعي .


-من يسمعك يظنك العزيزة أوجيستا.


أعماها الغضب و لم تدرك أن سيلد صف سيارته على جانب الطريق و أبطل المحرك لقد أصبحا بمفردهما و سط الظلام و السكون .




استدرا نحوها ليسألها :
-ربما كان الأفضل أن تلقي في وجهي بتلك القصة القديمة التي حدثت بين جدي و العمة اوجيستا ربما أضفت إليها ملحزظة شخصية .


كانت السخرية في هذا الكلام قد زادت مت اضطراب الشابة قاومت حتى لا تسبه أو تصفعه تذكرت زوج إيلين و عدم سيطرته على أعصابه فور أن يضايقه شيء أحست الشابة فجأة بالخجل من نفسها .


أسندت ظهرها على المقعد و أراحت رأسها على المسند ثم أغمضت عينها حتى يتاح لها الوقت لتهدأ و هي تتنفس بعمق قالت له :
-هل ستعتبرني قاسية و أنانية و انني أستغلك ؟




رد عليها :
-طبعاً أنت لست مستعدة للأعتراف بالحقيقة أنت لست مستعدة للأعتراف أنه رغم حالتك النفسية السيئة فأنت مدركة تماماً لما تفعلينه إن الرغبه العارمة في أن نعود إلى ما كنا عليه تحرق أعصابك .


مال عليها و رأت شارون عينيه تلمعان وسط العتمة لم يكن غاضباً لا لقد كان سيلد مضطرباً هو الآخر مثلها عندما ذكر لقائها العاطفي فكرت أنه على حق في أنها تعرف تماماً ما تفعله و هي تدع العكس .


قالت بصوت مضغوط محتجة :
-أنت تحاول أن تدفعني للحافة !


-الإثارة العاطفية هذا ما فعلته معي من لحظات


-لا!


-أنت لا تريدين –حقا- الصراع ضدي يا شارون ؟ أنت لا تريدين حقاً أن نصل إلى هذا الحد؟

نظر كل منهما إلى الآخر و ذاب كل ما بينهما من عداء .

زونار 16-06-09 11:07 PM

الفصل السادس




استسلمت " شارون " لعواطفها التي ظلت مكبوتة و التي انفجرت فجأة بعد طول مقاومة .



قال لها : - لقد كنت اشتاق بشدة لأن ألمسك يا " شارون " و أن أستعيدك مرة ثانية .



كان عليها أن تقاوم ذلك الضعف الذي بدأ يسيطر عليها , و دهشت لأنها لم تعد تشعر بأي توتر نحو " سليد " . لم تعد تحاول الهروب منه أو حتى تخليص يدها من قبضته الفولاذية .



طبعا كانت تحس بأنها بخير , و لكن أليس من الجنون أن تطيل لحظات السعادة هذة ؟



أول مرة التقينا فيها كنت تنظرين إلي من أعماق عينيك السوداوين , وقلت لي : إنه لم يسبق لك أن كنت قريبة من رجل إلى هذا الحد , و أدركت وقتها أي قوة لك علي ... نعم لقد كنت مسيطرة علي دائما . حاولت " شارون " أن تحتج , و لكنه فرض عليها الصمت ووضع أصبعه على شفتيها ليسكتها و استطرد :



هذا ما قلته لي أول مرة أريدك كذلك .



نظرت إليه بإمعان . من سنتين أحبت الشابة هذا الرجل بكل قوتها و لكنه هجرها . قالت له :



إن كل ما فعلته معي فعلته رغما عنك . لقد كنت عاشقة لك و لكنك كنت تحب واحدة أخرى غيري . لقد استغللتني لتنتقم من النساء !



إن ما عرفته معك يا " شارون " لم أعرفه مع أي امرأة أخرى . لقد أعطيتني كل حرارتك و ثقتك و حبك . و عندما رحلت كنت منطويا للغاية على مشاكلي التافهة لدرجة لم أدرك معها مدى ما أخسره .


لاحظت – و هي تحس بوخز في قلبها – أنه لم ينكر كل ما اتهمته به . لقد تجنب أي اتهام مباشر . كان من المؤلم أن يفكر أنه كذب و أنه يحب أخرى .



قال في إصرار :



- أريد أن أعثر عليك و أجدك مرة أخرى يا " شارون " . إنني لم أكن أستطيع أن أعرف إلى أي حد كنت مشتاقا إليك , إلى اللحظة التي رأيتك فيها مرة ثانية لدرجة عندما اقتربت منك هذا الصباح ظننت أن ما أراه هو من وحي الخيال ..... و لكنك لي .




- لقد مضى وقت كنت مستعدة للتضحية بأي شئ في سبيل سماع هذة الكلمات من فمك ، ولكني الآن لست أدري .... لم أعد أدري .


.


- إنني أفهم ترددك يا عزيزتي . لقد سببت لك الكثير من الضرر ،ولكن ذلك يخص الماضي . إنني لن أجرحك أبدا ، و سأعتني بك و كل شئ سيكون على ما يرام .




أحست " شارون " في كلماته توترا ينم عن رغبته . لم تكن ساذجة للدرجة التي تظن معها أنه لا يعبر عن عواطفه . إعترضت قائلة :



- إذا ظننت أنك يمكن أن تعيد معي الماضي فأنت واهم يا " سليد " . في المرة السابقة صدقت كل ما قلته لي لأنني كنت ساذجة و لكني لست غبية . لقد أعطيتني درسا لن أنساه أبدا .




- لقد نسيت صراحتك .



- لقد قلت لي ذات مرة إن الصراحة و العفوية جزء من سحري ، وقد صدقتك طبعا ، وصدقت كل ما قلته .




- يا عزيزتي .... يا عزيزتي . لن أسبب لك ضررا ، و كل شئ سيكون رائعا و أقسم لك على هذا .




إنها كلمات ووعود لا تكلفه شيئا . من الأفضل أن .... أن تدفعه بعيدا عنها و تعود إلى البيت . لم يكن ذلك سهلا .




قالت الشابة في إلحاح :




- ليس هناك لا الآن و لا فيما بعد ......



- أحقا ما تقولين ؟



نظر إليها نظراته التي لا تستطيع مقاومتها و قال :



- لقد مضى وقت طويل جدا ..... و سترين أننا سنكون بخير معا .



لقد عاد إليها الرجل الذي طالما سبب لها الاضطراب ، و لكنه تغير و أصبح أكثر حنانا ورقة و اهتماما بها أكثر من اهتمامه بنفسه ، و كانت حركاته الرقيقة مليئة بالتفاهم و الحنان المستمر .


.


- كم أنت جميلة ! لقد جعلت مني رجلا آخر . معك أشعر بأنني أكثر قوة و رجولة ..... و أنت فاتنة و أنثى .




نعم ... لقد كانت بالنسبة له – بالضبط – ما هو محتاج إليه بعد الضربة التي وجهت لكرامته كرجل بعد أن هجرته خطيبته . لقد عثر في " شارون " على المرأة التي أعادت له ثقته في نفسه ، و أحس أنه لا يقاوم ، و أنه أكثر الرجال جاذبية في العالم . ثم ماذا كانت مكافأتها ؟





أحس في تلك اللحظة بالذنب و الندم الشديد ، ووعد نفسه مرة ثانية أن يجعلها سعيدة . لابد أن يثبت لها إلى أي حد هي مهمة في حياته . أحس باستجابتها فغمرته السعادة ....... إذن كل شئ ممكن بينهما .



بدأت " شارون " تخرج من حالة الاستسلام و الضياع التي غرقت فيها لحظات . تجهمت و أحست ببعض العار، كيف تتخيل أن الأمور تتحول هكذا ؟


إنني لا أستطيع .......




- لا تخافي يا عزيزتي فإن كل ما يهمني الآن أن أصحبك إلى المركز التجاري لشراء حقائب السفر و البحث عن " تارا " .




أخذت الشابة تتلعثم و هي ساهمة :



- و لكني ... و لكنك .... ألم ترغب في ؟



أخفت وجهها بين يديها .



- لا يجب أن تشعري بالعار يا صغيرتي .



رفع " سليد " ذقنها حتى يجبرها على أن تنظر في عينيه :



- أنا لا أريدك أن تشعري بالعار و لا الضيق . إن ما يجري بيننا شئ طبيعي بالنسبة لك و لي .




لم تكن " شارون " واثقة مما يقوله . إنها تشك في كل نيات " سليد " . كم تمنت أن تفهم الرجال و لكن الجنس الخشن سيظل بالنسبة لها مجهولا و كأنه آت من كوكب آخر . تمنت لو أن والدها كان موجودا أو أن يكون لها أخ ليشرح لها كل شئ – إذن – لاستطاعت الشابة أن تخترق أسرار النفس عند الرجال .




قطع " سليد " أفكارها الجادة و قال :



- لقد حان الوقت لأن نبدأ الرحلة فلدينا الكثير لنفعله .



صعدا السيارة و أدار المحرك و كان الراديو بالسيارة يذيع أغنية حب و فكرت أن هذة الأغنية سترتبط باستمرار بذكرى هذة الأمسية . وضع يده على يدها و ضغط عليها بقوة ثم أعلن بكل عاطفة :



- أنا سعيد ، لأنك ستأتين معي إلى " تكساس " يا عزيزتي .

- " تكساس " ؟ لم أعد أتذكر شيئا .


.


في الحقيقة نسيت كل شئ عداهما . أحست بحرارة يده القوية و كان هذا هو كل عالمها في تلك اللحظة . قالت :



- لو طرحت عليك سؤالا يا " سليد " فهل تجيبني بصراحة ؟



- طبعا يا عزيزتي .



- هذة المرة أريد أن تكون الأمور واضحة تماما :هل تفعل هذا كي تنسى أحدا ؟



- لا على الإطلاق . أنت التي أريدها و لا أحد غيرك .


.


كان يحس بأنه واثق تماما من نفسه و هو ينطق تلك الكلمات و أنه يود أن يرفع يد الشابة الصغيرة إلى شفتيه و يقبلها .



ارتجفت " شارون " من حركته و لكنها استمرت في شجاعة :



- و ماذا عن خطيبتك ؟



- ليس لي خطيبة .



- أقصد خطيبتك السابقة .



فكر " سليد " في " أليكساندرا " . بدت علاقتهما فجأة تافهة و ضحلة . إنه لم يفكر في الحقيقة في العودة إلى علاقته بها حتى و إن تسلى بأن جعلها تعتقد ذلك ، لأنه كان يشعر بأن كرامته المجروحة قد انتقم لها . لقد كانت السنتان السابقتان غير إيجابيتين بالنسبة لإعادة تأهيله عاطفيا ، و يجب أن يعترف بذلك . لقد بدأ بممارستة لعبة المخلوق القذر و انتهى به الحال إلى أن أصبح مخلوقا قذرا فعلا .




قال مؤكدا :



- لقد خرجت من حياتي .



لقد حان الوقت أن يضع نهاية للعبته الصبيانية . إن " سليد " يهزأ تماما الآن من فكرة معاقبة " أليكساندرا " ، لأنها لم تعد تهمه على الإطلاق . إنها " شارون " التي تهمه و هي التي يريدها في حياته و كان يريدها من عامين .




بعد لحظات صمت طويلة سألته " شارون " :

- هل قطعت علاقتكما حتى تتزوج شابا آخر ؟





هز رأسه :



- لا لقد قطعتها في نزوة ..... لقد تعلقت بمن يقال له الفتى الأول في أفلام السينما و المسرح .



- فهمت . إن هذا أسوأ مما لو هجرتك لتتزوج بآخر .



ابتسم في امتعاض :



- هل تعتقدين هذا ؟



- آه ..... نعم .... طبعا أسوأ . أفهم الآن لماذا تبدو تعيسا . لقد قررت أن أسامحك .



- أنت كريمة جدا يا " شارون " . أنت رقيقة و قوية و طيبة و مخلصة و ......



- ولكني قررت ألا أستأنف من اللحظة التي توقفنا عندها من سنتين



- فهمت الرسالة .


.


كانت الشابة قد عادت إلى موقف الدفاع و هنأ " سليد " نفسه ، لأنه لم يدفع لعبة الحب أكثر من اللازم . لابد أنها مكبلة بالندم .



قال :



- أنا أوافقك يا " شارون " ولكني لن أعترف بالهزيمة بالعكس أريد أن تفهمي ذلك تماما .



- بشرط ألا تعاملني على أنني فتاة سهلة لإرضاء نزواتك فحسب .



- لم يحدث أن راودتني مثل هذة الأفكار عنك أبدا يا " شارون " .. على الإطلاق .




تردد ثم انطلق قائلا :



- أعرف أنك لا تريدين أن تصدقيني عندما أقول لك : إنني أحبك .....



- هذا صحيح . أنا لا أصدقك . لقد سبق أن قلتها كثيرا و بمنتهى السهولة .



- الزمن كفيل بالتئام الجروح . لقد قالت لي العمة " أوجيستا " ذلك .



- هل قالت لك " أوجيستا " ذلك ؟



- نعم يوم عودتي إلى " هيوستن " من سنتين .



نظر إلى الطريق بانتباه و هو يضغط على يدها .



- لست أظن – على الإطلاق – أنك مخلوق قذر يا " سليد " و بدأت أعتقد أنك فتى طيب حقا كان تعيسا للغاية . إنني نادمة فقط على أنك استغللتني للانتقام .




لف ذراعه حول كتفيها و هو لا يزال ممسكا بعجلة القيادة باليد الأخرى . قال :



- هل معنى ذلك أنك مستعدة لنسيان الماضي و البدء من جديد ؟



- لست أدري إن كانت لدي رغبة في البدء من جديد أم لا حاليا . لست أدري أين مكاني ؟



- إنني أعتبر ذلك علامة إيجابية ، على الأقل لم تعودي تكرهيني .



- أنا لا أكرهك ولكن ليس معنى ذلك أنني .



- لا داعي للاستعجال .




نظرت إليه فترة طويلة في صمت و فجأة علت شفتيها ابتسامة خفيفة . سألها :



- فيم تفكرين ؟



- أنا أفكر في الصورة الحسنة لـ" سليد رامزي " و أنها تعجبني أكثر بكثير من الصورة الماضية .




أحس " سليد " أنه أخف من الهواء . ود لو صرخ من السعادة ، حدجها بنظرة جانبية ثم نظر إلى الطريق في إهتمام و كانت هي ساهمة . إنها له حتى و أن لم تكن تدرك ذلك الآن ، و هو أمر لذيذ أن يبذل كل جهده ليجعلها تفهم ذلك .


















الفصل السابع


وصل سليد وعائله براي متاخرين في تلك الليله الى هيوستون استاجر رامزي الصغير ميني باص حيث تكوموا فيه مما اشاع المرح بين الشباب الذين سرعان ما استغرقوا في النوم رغم كثافه المرور
كانت شارون جالسه في الامام بجوار سليد وخلال رحله الطيران لم يفترقا ابدا لم يكفا عن الثرثره وكانهما صديقان حميمان احست بالسعاده بجواره وبالثقه والاسترخاء لقد ملا وجوده حياتها وملات هي حياه وكان عليه ان يعترف بذلك والعكس يمكن ان ينطبق على الايام السابقه عندما
لم يكن موجودا كانت حياتها خاويه وقد كان على شارون ان تعترف بذلك لاول مره والان..انتزعها صوته من احلام يقظتها
.
-يبدو عليك الانشغال والعصبيه!
-قليلا
-لاشئ سوى القليل؟
اعترفت
-بل الكثير فعلا ليس يوميا نترك البيت لنعبر الولايات المتحده الاميريكيه
-لايجب ان تندمي على ذلك سابذل كل مافي وسعي لاقنعك
ابتسم لها ابتسامه مليئه بالحنانا لدرجه ان قلبها دق بشده واوشك على الانفجار داخل صدرها
.
سالته
-اين سنذهب هذا المساء؟
كانت شارون قد ادركت في توجس انها وعائلتها يعتمدن كليه على سيد رمزي انهن بلا نقود وبعيدات عن دارهن وعن الناس الذين يعرفنهم ولم يكن امام ال برادي الا الاعتماد على حسن نيه سليد
لقد احست بانها كانت طائشه وتصرفت برعونه عندما لم تزن التبعات التي قد تترتب على قرارها عندما قبلت ان تتبعه
قال لها يطمئنها في هدوء
.
لقد حجزت حجرات في فندق المنتزه بجوار مركز رامزي اذن هو المركز الذي اقيم على الارض التي تمتلك هي جزءا منها...ثم ماذا لو اكتشفت ان كل مايقوله سليد صحيح لاول مره تفكر في هذا الاحتمال ولكنها طردته بسرعه من ذهنها ان الثروه تفزعها انها لا تتمنى سوى دفع ديونها وتجديد الدار
قالت محتجه
-ربما كان هذا اعلى من امكانياتنا
-لاتقلقي ياشارون فساهتم بكل شئ
استقبلهما بواب في زي احمر امام الفندق الذي كان مضاء بقوه وامر عددا من الصبيه المساعدين بحمل الحقائب والامتعه وجدت
شارون نفسها فجاه وقد انتقلت الى عالم غريب تماما عليها وليس معها من حليف سوى سليد
انعقد لسانها امام فخامه المبنى وتركت نفسها هي واسرتها تحت قياده كبير الخدم ليصحبهن الى الجناح الفاخر الذي حجزه سليد لهن كانت نانسي كالعاده اول من قطع حبل الصمت
.





-يوجد مهد لنوم كاري في احدى الحجرات ..هل تودين ان اوسدها الفراش يا ايلين؟
-لا..سافعل ذلك بنفسي وساضع كورتني ايضا في فراشها انهانامت وهي واقفه
اقترحت تارا

-ساساعدك
وردت كولين ونانسي بصوت واحد
-وانا كذلك
كن جميعا يردن ان يتمالكن جاشهن لقد كان اعداد الصغيرتين للنوم مهمه عاديه تعطيهن بعض الثقه في هذا العالم الجديدي المختلف تماما
عن عالمهن كانت شارون تفهمهن وودت لو تستطيع تقليدهن ولكن
سليد كان ممسكا بيدها بثبات وقوه ولم يتركها حتى بعد ان اختفت بقيه الاسره في حجراتهن
كان يتاملها وهو شارد لقد سببت له شارون الاضطراب ولابد انها هي ايضا مضطربه ياللمسكينه لقد انتزعها من عالمها المالوف ليلقى بها في عالم الاغنياء الذي يمكن للمره فيه حتى رامزي ان تزل قدمه
ولكنه موجود ليساندها
ومن الغد ستقيم كل الاسره في بيته الخاص الذي هو عباره عن فيلا ضخمه واقعه في الحي السكني الفاخر لاشك ان الشابات اصابهن الهلع من فخامه المبنى الفندقي طراز خمسه نجوم وستصبح حياتهن فيه صعبه مع طفلتين انه سيرتب الامر بحيث يصبحن موضع ترحيب كبير

-ساحضر لاصطحابك غدا صباحا حوالي العاشره يا شارون واتعشم الا يكون الوقت مبكرا لقد تعرضتن للتعب الشديد
قالت له في هلع
-هل ستذهب؟
-هل كنت تظنين انني ساظل معك ام ساهجرك؟
لقد جعلها التعب والقلق في حاله يرثى لها
-في امكانك ان تفعل ذلك ليس هناك ما يمكن ان يمنعك من فعل ما تقرره ..وانت تعرف ذلك

-هل تحبين ان ننام معا؟
احمر وجهها من مفاجاه السؤال من المؤكد ان العرض مغر ولكنها لن تجرؤ ..لايزال الوقت مبكرا وهناك امور كثيره تتصارع داخل قلبها
وهي ليست واثقه تمام الثقه في عواطفها
قالت بسرعه





-لا
-اترين ؟!انت ترفضيني
-انت لم تحس ابدا بانك مرفوض عندما...كنا معا غالبا ماكنت اريد ان اثرثر معك
-وكنت امحو اعتراضك وافعل ما اريد...
قطع حديثه وامسك بكتفيها وادارها ليحدق في عينيها قال بكلمات متقطعه

-لقد سبق ان قلت لك ان هذه المره ستكون مختلفه لم اكن ارغب ان يكون لديك انطباع انك خاضعه لارادتي
ادركت شارون فجاه انه ربما لايكون وحده هو المسؤول عن قطع العلاقه بينهما لقد كانت دائما تخضع لرغباته دون احتجاج وهي
سعيده بان تكون له قالت له بعزيمه واصرار
-ان الافتتان فقط هو الذي جمع بيننا يا سليد ومن الغباء ان نعود مره اخرى الى ذلك الافتتان
احس سليد بالتعب من كثره الجدال ..انه يرغب فقط ان تكون العلاقه بينهما قائمه على المشاركه في الامال والرغبات وان يكف عن مسلكه الاناني
-دعينا لا نتحدث في ذلك اكثر من ذلك ياشارون دعينا نحاول ان نبحث عن شئ يستحق العناء
كان يامل ان تعود شارون الى العلاقه معه مره ثانيه وان تسمح له بان ينتقل الى علاقه جديه مختلفه

-انها فكره طيبه يا سليد
كان لدى شارون امل مبهم انه سيثور وان يفقد اتزانه وتفكيره الرشيد اما طوفان عواطفه ولكن لا لقد حان الوقت لان تعرف كيف تتخذ قرارا لقد اكدت ل سليد انها اصبحت بالغه وبقى ان تثبت له ذلك
تبادلا النظرات لفتره طويله ثم اعلن
-نحن متفقان على ان العاطفه اهم من اي شئ
كان قد اتخذ مظهرا رزينا ورسميا لدرجه انهما انفجرا ضاحكين في وقت واحد
استانف حديثه

-لقد تركت بطاقتي ورقم تلفوني على مائده السرير اللليليه واذا احتجت الى اي شئ هذه الليله فاتصلي بي وعلى العموم ساكون هنا في العاشره صباحا
صافحها بحراره وطبع قبله على جبينها وقال
-تصبحين على خير ياعزيزتي
وقفت شارون فتره تراقب الباب الذي اغلقته خلفه احست انها بلا قوى وكانها متحلله
اخرجها دخول كولين المفاجئ من احلام يقظتها صاحت الفتاه وكلها نشوه
هذا المكان غير معقول !انتظري فانت لم تشاهدي بعد الحمام يوجد به جاكوزي ياعزيزتي لقد سبق ان شاهدته في المجلات ولكني لا استطيع ان اتخيل انني كنت ساراه عن قرب هل تعتقدين اننا نستطيع استخدامه؟
-طبعا يا صغيرتي كولين نحن في دارنا هنا على الاقل حتى العاشره صباحا
تنفست الصغيره برادي الصعداء ثم اعلنت
-هذا رائع..من يرانا يظننا اغنياء؟كم هو لطيف من السيد سليد ان يسكننا هنا ..اليس كذلك؟
لطيف؟هذا هو مايدعيه بالضبط سليد رمزي ابتسمت شارون ان هذا الوصف لايمكن ان ينطبق على ذلك الذي عرفته من سنتين ولكن دون شك ينطبق على الفتى الذي قضيت معه هذا النهار
-نعم يا اختي الصغيره..انه لطيف
/.
تدخلت تارا االتي دخلت الحجره بدورها
-انني اتساءل لماذا يعاملها معامله حسنه هكذا؟هل بسبب الارض؟
انضمت ايلين الى المجموعه بصحبه نانسي وقالت
/.
-هذا محتمل ولكني اظن ان امي والعمه جيستا كان بامكناهما ان تشرحا لنا ذلك
سالتها شارون في حيره
-ولكن ماذا في ذلك اذن؟
ردت ايلين
-هذه المره انت المرغوبه يا شارون اليس كذلك؟اعتقد ان سليد يتصور ان كل ما عليه ان يرفع اصبعه بالاشاره ليغزوك ولكنك ادهشته لقد بينت له ان الامر لن يكون سهلا وانه ليس بالضروره ان يحصل على مايريد كما كانت تقول امك..
قالت الفتيات في كورال غنائي
-الرجل يرغب دائما فيما لا يستطيع الحصول عليه
كانت شارون ساهمه تفكر انها في الحقيقه لم تقاوم سليد وليس لديها شعور بانها مرغوبه او ربما كانت فعلا مرغوبه دون ان تدرك ذلك انهت نانسي النقاش بحركه كوميديه من وجهها
/.
-حسنا اذا قيام المرء بان يكون مرغوبا نتيجه رحله بالطائره الى هيوستون قضاء ليله في الفندق الخرافي الاسطوري فانا مع الاغراء...وعليك ان تستمري في ذلك يا شارون
صباح اليوم التالي طرق سليد باب الجناح قبل العاشره مباشره كان بصحبه سيده مهيبه الشكل ذات شعر رمادي اشيب ممشط بطريقه ممتازه حدجتها شارون فتره لم يسبق لها ابدا ان رات سليد في بذله راقيه كامله كان ينبعث منه ثراء وقوه ووجدته مؤثرا وكانه رئيس الوزراء وتمنت الا تبدو مثل طالبه جامعيه طائشه
حيا سليد الشابه بحراره وامسك بيديها ثم قبلها في ود اخوي ثم القى نظره على المائده المحمله بالاطباق وسط الحجره وعلق
-ارى انكن تناولتن طعام الافطار فعلا
-نعم في السابعه والنصف لقد استيقظت كاري وكولين وهما تصرخانمن الجوع
دخلت نانسي الحجره وهي ترتدي احد الاثواب الغاليه التي قدمها لها سليد وابتسمت له
/.






-اننا نعيش مارايناه في مسلسل الفندق في الحقيقه
غمز لها سليد في مكر وقال
-شارون..نانسي اريد ان اقدم لكما سيمون سيمونز انها محاميه ويسعدها ان تكونا من زبائنها
-يسعدني ان اتعرف عليكن
قالتها المحاميه بحراره طمانت الفتيات
استانف سليد
-لقد رايت سيمون وصيه اوجيستا ووثيقه وهبها للارض لقد درستهما جيدا وهما قانونيتان وصالحتان للتنفيذ ولايمكن الطعن فيهما
احتجت شارون وهي مندهشه
/.
-طبعا المستندات سليمه وصالحه ولايمكن ان ازورها
قالت المحاميه بصوت رزين
-ان الوضع يعتبر نادر الحدوث ياشارون فمن النادر ان يرث شخص غريب عن الاسره جزءا اساسيا ومهما من الاملاك بقيمتها ملك لا منازع فيه لبقيه افراد الاسره واذا ماتعلق الامر باسره رامزي
باختصار ..احب ان اؤكد لك ان المستندات التي لديك تمت وفقا للقانون ويسعدني ان اقول لك ذلك
سالتها شارون في لهجه تكشف عن الامل
/.
-اذن استطيع ان ابيع حصتي ل سليد؟
-انني اقترح عليك ان تدرسي كافه الاحتمالات قبل ان تفكري في البيع لمن تشاءين واول مايجب ان تفعليه هو انتجري حديثا مع كوينتين رامزي
اضاف سليد
-ان ابي يريد منك ان تذهبي للقائه هذا الصباح
في الحقيقه طلب رجل الصناعه المليونير هذا اللقاء وتذكر ابنه محادثتها التلفونيه من الواضح ان كوينتين لم تعجبه الاخبار
فقد رد عليه بالتلفون
-شارون برادي هنا في هيوستون ولكني ارسلت رجلين قانونيين الى مكانها الضائع في العالم لتوقع الاوراق هذا الصباح
-ان شارون لن توقع على اي تفاق الا بعد موافقه محاميها ان سيمون سيمونز تمثلها
/.
-سيمون سيمونز ؟هذه المراه الماكره التي لايمكن التاثر عليها؟
كما توقع سليد فقد كان رد فعل رجل الصناعه متفجرا كان يعرف راي والده بحيث لم يرغب في مواصله الاستماع اليه لقد اختار سيمون لروحها المستقله وقد اثبتت من زمن بعيد ان لا احد يمكن ان يشتريها او يؤثر فيها حتى ولا عائله رامزي
عاد الى ارض الواقع عندما سمع صوتا خفيفا يقول
-انظري ياكاري..هذا بابا الموجود هناك
دخلت كورتني الحجره جريا وقد ارتدت ثوبا رائعا مطرزا بصوره بطات وقد ربطت شعرها شكل ذيل حصان وقد تبعتها كاري التيكانت تتقافز في ثوبها المماثل
لم تشعر الفتاتان باي رهبه وقد تعلقتا بساقي سليد
صاحت سيمون
/.
-ان هاتين الفتاتين مذهلتان
-الا ترين ذلك؟
اخذ الصغيرتين بين ذراعيه وقال مقترحا
-يجب ان نصحبهما معنا الى الاجتماع
نظر الى اخوات برادي الخمس الواقفات امامه ثم توقفت عيناه على شارون اجتاحته السعاده كم هي رقيقه وفاتنه
/.
..هي واخواتها بنتا اختها من يستطيع ان يقاومهن؟
قال
-سيحضر كل ال برادي الاجتماع ..شارون واخواتها وابتا اختها ايضا
لقد كان يعرف ان ال رمزي اناس قساه ولكنه كان متاكدا ان ال برادي سيجدن الطريق الى قلوبهم على ايه حال لقد عثرن على الطريق الى قلبه هو وهو من ال رمزي
قالت باتريشا مؤكده انها تحب سيمون سيمونز كان الجميع قد استقر داخل المبنى باص واتجهوا نحو دار عائله رامزي وقد تبعتهم المحاميه في سيارتها المرسيدس
/.
قالت شارون
-انها تذكرني بالعمه اوجيستا ولكنها اصغر بكثير
-ان سيمون تعمل في مهنه مرموقه وهي موهوبه وشجاعه وتتولى دائما الدفاع عن الضعفاء
فكر في نفسه ان الضعفاء هم ال برادي في مواجهه ال رامزي
-هل تساوي الارض فعلا خمسه وعشرين مليون دولار
/.
-نعم
-وهل كانت عمه والدك تعرف ذلك؟هل كانت على علم بانشاء المركز التجاري عندما حررت وصيتها لصالحي؟
-طبعا كانت تعرف لقد ارادت ان يكون لها الكلمه الاخيره في معركتها مع شقيقها عن طريق احتقار اسرته واعطاء جزء من الملكيه لجاراتها الشابات
زفرت شارون وقالت
-قد كانت تعرف اذن جيدا انها ستضع ابن اخيها في هذا المازق لدي احساس انني اعيش حلما ان مثل تلك الامور لاتحدث لاناس بسطاء مثلنا ومع ذلك نحن فعلا في هيوستون لقد شاهدت المركز والسيده سيمون تاخذ قضيتنا بمنتهى الجديه
علق سليد
-انت شابه غنيه جدا ان عائدات الملكيه هي الايجارت التي يدفعها التجار لمالكي المركز وبالتالي سيعود اليك الربع وحوالي مائتين وخمسين الف دولار في الشهر
فغرت الشابه فمها وكان الهواء ينقصها ضحك سليد وقال
/.
-هل تظنين انك يمكن ان تتاقلمي مع ذلك؟
ابتسمت ابتسامه سرعان ماخبت
-اعرف ان من الواجب ان اكون سعيده ولكني في الحقيقه مخبوله لست ادري ان كنت استطيع اداره مثل هذا المبلغ ان حياتنا ستتبدل تماما..نحن معتادات على الحرص الشديد وحساب كل قرش ننفقه واخشى ان هذه الثروه تفقدنا صوابنا
ابتسم ابتسامه عاطفيه حاره
-يلزمك ماهو اكثر من الملايين لتقفدي صوابك وانا واثق من انك ستعتادين هذا الوضع الجديد كما سبق انت تعودت على كل ضربات القدر التي واجهتها وتغلبت عليها بالشجاعه والكرامه
رق صوته واستطرد
/.
-وبالمرح والحب ايضا
وصلت ابتسامته الى قلبها مباشره وطمائنتها كلماته الطيبه همهمت
-شكرا
امسك سليد بيدها وتشابكت اصابعهما ثم انسحب كل منهما وتبادلا الابتسامات في حب
****
كان حي ريفر اوكس هو ملاذ المليارديرات وقد اذهل ال برادي بفخامته وعظمته وكانت دار رامزي عباره عن فندق خاص محاط بحديقه فاخره مزوده بحمام سباحه ابعاده اوليمبيه وكان الديكور الداخلي مثيرا ومؤثرا باثاثه الجدير بالعرض في المتاحف الكبرى في العالم والسجاد العجمي الاصيل والكثيف والموزع في كل
/.
كان ةالخدمه بالدار يقوم بها جيش من الخدم المدربين
امسكت شارون كورتني من يدها بينما حذت ايلين حذوها مع كاري كانتا تخشيان ان تحطم الصغيرات الاشياء
/.
والتحف الرقيقه الموضوعه فوق اماكن متعدده والتي كانت في متناول ايديهما اخذت تارا وكولين ونانسي تتاملن في ذهول الصالون الفسيح الذي ادخلوهن فيه ةالذي كان من السهل ان يضعن منزلهن بالكامل داخله
جلس سليد وسيمون على جانبي شارون كانت المحاميه في هدوء تام
وكان لقاؤها مع العائله المشكوك فيها مجرد لقاء لجتماعي عادي ابتسمت ل كوبيتين الرهيب وتجاهلت نظرات نولا وهي تستمع بانتباه لحديث جيد واراد وهما يهددان بالويل والثبور وكانها تستمع الى اطفال التراتيل اثناء القداس
لم تستطيع شارون ان تمنع نفسها من التحديق في فانيسا شقيقا سليد التي تشبه عارضه الازياء بجسدها النحيف الفارع وبشراتها البيضاء
كان سليد قد اخبرها ان سنها ثلاثه وعشرون عاما لم تصدق شارون انها في نفس سن تلك المخلوقه الراقيه والتي بدت امامها كطالبه قرويه



كان كوبنتين واولاده يعبرون بلهجه لا تحتاج الى تعليق القت شارون نظره على سليد الذي كان يزم شفتيه لقد حذرها في السياره انه سيحدث بعض الانفجارت وانها مجرد فرقعه في الهواء فانهم كالكلب كثير النباح ولكنه لا يعض
كانت الشابه تشك في هذا الكلام كثيرا وكان من الواضح في شقيقاتها مرعوبات من العداء الظاهر من كل اعضاء الاسره عدا سليد وكانت تحس ان شقيقاتها على استعداد للفرار من لحظه واحده
اخذت شارون الصغيره كورتني بين ذراعيها واخفت الطفله وجهها في عنقها
اخذ سليد يستمع الى اسرته-وهو شديد الحزن- وهي تقدم اكثر التعليقات احتقارا ياله من مسلك مقزز لقد عرفوا بوضع عائله برادي دون ان يحسوا باي تانيب ضمير ودون التفكير في الحرمان الذي زادهم اليومي ودون ان يشفقوا على الطفلتين الحبوبتين ان اسره رامزي على استعداد للنصب دون وازع من ضمير على شارون والهوائها
ومع ذلك فانه سيمون سيمنعانهم من ذلك وفي حركه حمايه وضع ذراعه حول الشابه التي فهمت حركته ودعته يفعل ما يشاء
مدت كورتني يدها تلعب برباط عنق سليد اما فانيسا التي لمتكن لها ان تلعب دورها في هذه التمثيليه فشاهدت اشتراك شقيقتها مع الاعداء وصاحت بصوت راعد
-سليد !كيف يمكنك ان تخون اسرتك بان تنضم الى جانب تلك العصابه من...الحفاه؟
لم يهتم سليد بالاهانه وكرر في هدوء انه لن يكف عن التاكيد في كل قوه تتاح له فيها الفرصه ان
شارون ورثت قانونا من اوجيستا رامزي املاكا من حقا ان تعرف قيمتها الحقيقه
قالت فانسيا في غيظ وحقد
انت انسان طري ولم يكن من الواجب ارسالك انت للتعامل مع اولاءك المتشردين
انفجرت نانسي واحتجت
ان شعرنا طبيعي ولونه طبيعي ليس مثلك
اطلقت الصغيره رامزي المدلله زفره ورفعت عينيها الى السماء في
حركه ضيق وغيظ وتابعت
-لقد خيبت ظني يا سليد لقد كنت اظن انك اصبحت اخيرا رجلا مثل ابيك واخواتك ولكني كنت مخدوعه انت لازلت ذلك الكشاف الطيب الذي يهرع لمساعده من يساوي ومن لا يساوي اليس كذلك؟انك لن تخسر شيئا حتى تحقق...
نظرت شارون مذهوله الى فانيسا وهي لاتصدق ماتسمعه وتراه كيف يمكن لشخصيه في هذه الاناقه والرقي ان تتصرف
بمنتهى القسوه مع اخيها المسكين سليد كيف يعامل بهذه القسوه! احتجت وعيناها غاضبتان
-ان سليد رجل حقيقي وشجاع وعادل
قاطعها جيد بضحكه ساخره
-قوي وشجاع !رجل رقيق لدرجه ان يقدم هديه قيمتها خمسه وعشرون دولارا الى شقراء بلا قيمه؟ماهو تاثيرك على اخي فاقد العقل ايتها الحسناء؟
-هذا يكفي يا جيد هاجمتني اذا اردت ولكن لا تهاجمها
قال جيد ساخرا
يالك من فارس نبيل لقد سحرتك هذه الفتاه ياعزيزي..كيف! انني اتساءل..
قبل ان يتحرك احد اعمى الغضب سليد فعبر الحجره ورفع اخاه من فوق المقعد الذي كان مسترخيا عليه ثم القى به نحو الجدار ثم ثبته عليه بيد واحده بينما صفعه باليد الاخرى بطول ذراعه
انفجرت تارا وكولين ونانسي في البكاء واخذت كورتني تصرع باعلى صوتها امسكت ايلين بيد اختها وهي تحس بالضعف وقالت لها
-خذي كورتني يا شارون لانني احس بالمرض
وضعت الطفله بين ذراعي شارون وخرجت وهي تجري
صاحت وراءها
انتظريني!
منذ زواج ايلين الكارثه مع شارلي راي كان كل عمل عنيف يصيبها في الحال بالمرض غادرت شارون الصالون وابنتا اختها بين ذراعيه لم تتوقف فتيات برادي الا عندما اصبحن خارج البيت حيث وجدن ايلين ممتقعه الوجه وقد استندت على شجره

صاحت تارا
-هيا بنا ان هذا البيت ملجا المجانين!
وافقهن سليد الذي يلحق بهن
-هذا صحيح ..هيا بنا نرحل..من الان فصاعدا ستقوم سيمون بالتعامل وحدها مع ابي ورجال القانون معه
اخذ يدي كورتني وكاري واتجهه ناحيه الميني باص
احتجت نانسي بشده
-كان عليك ان تقول لهم ان شارون لن تبيع حصتها حتى مقابل ثلاثمائه مليون دولار لقد كانت العمه اوجيستا على حق في ان عائله اخيها مجموعه من الحثاله النصابين
قالت شارون تذكرها
-ان العمه اوجيستا كانت تعرف هذه الاسره بصعوبه وسليد هو حفيد شقيقها وليس حثاله او نصابا ولا اعتقد انه سيسعد بسماعك تصفين اسرته بذلك
-انا وثقه انه يسخر منهم انهم وضيعون ولم يكتفوا بمحاوله سرقتنا فحسب وانما ايضا بلغت بهم الصفاقه ان يصفونا باننا
متشردون
دعمتها كولين وقد احست بالمهانه
-لقد قالوا اننا استغلنا كبر السن والمرض الذي تعانيه عمتهم الكبرى لتحرر لنا وصيتها في صالحنا
اكدت شارون
-ولكننا نعرف تماما ان هذا غير صحيح
تدخلت نانسي وقد اصابها الغضب بالجنون
-تلك الوقحه فانيسا وصفتك بانك مخادعه سيئه الملابس؟
امسك سليد بيدي شارون بين يديه وقال
-انا اسف لهذه الكارثه لم يكن من الواجب ان اصر على ان اصطحبكن الى هنا واعرضكن الى كا هذه العداوه ولكني باخلاص لم اكن اظن ان الامر سيتمادى الى هذا الحد لقد ظننت انهم عندما يرونكن ومعكن الصغيرتان..ان امي تعشق الاطفال لقد كنت متاكدا انها لن تقاوم كورتني وكاري وظننت ان ابي واخوني عندما يقابلونكن تحن قلوبهم اماا بالنسبه ل فانيسا فانها طفله مدلله وفاسده ولكني كنت اعتقد انها في اعماق قلبها كريمه وهذه اول مره اراها تبدو انانيه وانتقاميه لهذه الدرجه
بدا سليد حزينا وخائبا ومحبطا وتمنت شارون
ان تفعل شيئا للتخفيف عنه لانها كانت تعلم انه يحب اسرته
اقتربت منه ونظرت اليه وقالت
-لا تحزن يا سليد ولا تحمل هما ولايجب ان تزعجك بعض التعليقات النابيه غير المسؤوله فهي لم تزعج بنات برادي ثم ان احد التعليقات كان صحيحا فنحن سيئو الملابس
استدارت نحو شقيقاتها وصاحت
-في محلات الملابس المستعمله توجد ملابس رائعه..اليس كذلك؟انا واثقه من ان فانيسا سيسعدها في يوم ما ان تصحبنا اليها
قالت نانسي في تهكم
-في اليوم الذي تطلع فيه اسنان للدجاجه
ضحكن جميعهن ضحكات صافيه محت الشعور بالضيق
صاح سليد في تاثر موجها الحديث الى شارون
-لم اقابل في حيتي شخصا له قوه اعصابك
اشرق وجه الشابه اذا كانت قد ساورتها بعض الشكوك حول نيات سليد فيما مضى فقد انمحت تماما الان كان يامل ان تعاملها اسرتها كما عاملها هو بكرم وحنان انه رجل طيب يؤمن بطيبه الاخرين ومن خساره ان اسرته الرهيبه خيبت ظنه لهذا الحد
اضاف وعلى شفتيه ابتسامه واسعه
-اشكرك على الدفاع عني..لم يفعل ذلك احد من قبل
صدقته شارون بسهوله بعد ان رات ال رامزي عن قرب لابد انهم كانوا في صف خطيبته عندما هجرته في منتهى البرود ان هذه الاسره المتطرفه ليست صالحه لفتى صادق
قالت
-انا في جانبك ومن الواجب ان ينبهوا جيدا عندما يقولون شيئا امامي
احس بالانفعال من الغريب انها الان تدافع عنه وتحميه تماما كما تحمي اخواتها وبنتي اختها انها تريد ان تبعد عنه كل ما يجرحه حتى يظل سعيدا
من الغريب انها لم تحس بهذا الحنان عندما قفز قلبها من عامين حبا عندما ظنت انها عاشقه له لانها لم تكن قد فهمت بعد انه في حاجه الى مساعدتها ودعمها
لم يعد سليد بالنسبه لها مختلفا اساسا عنها وهي تفهم ما يحسه وهو يماثل ما تحسه ولاول مره في حياتها تعتبر رجلا رقيقا وليس مخلوقا غريبا يجب الا تثق به
ذابت نظرات كل منهما في نظرات الاخر ومرت بينهما حراره مجهوله ولكنها حقيقه وفي تلك اللحظه كان كل ما تمنته الا يفترقا ابدا ورغم المعارك الاسريه والاختلافات الطبقيه ورغم الماضي فان شارون وسليد اتحدا قلبا وقالبا

زونار 16-06-09 11:09 PM

الفصل الثامن


صاحت كولين
-انظري ياشارون هذه هي سيمون سيمونز
كانت الاخوات برادي جالسات في قاعه الطعام في الفندق
نهضت شارون وتقدمت نحو المحاميه التي استقبلتها بالاحضان
وقبلتها بحراره على وجنتيها

.

-سيمون هل هذه مصادفه ام انت تعرفين اننا هنا ؟
امسكت سيمون شارون من كتفيها بطريقه حانيه واجابتها في لهجه هازله
-لا ليست هذه مصادفه ياعزيزتي انني لايمكن ان اتناول طعاما
في مثل هذه المكان مقابل اي شيء ان مطعما ملك آل رامزي لايمكن ان يقدم الا اطعمه صناعيه رخيصه ومرتبطه بأسماء غريبه
انفجرت شابات برادي ضاحكات واحتجت نانسي
-ولكن لا اؤكد لك ان الطعام جيد فمنذ اسبوعين من اقامتنا في هيوستون نتناول كل وجباتنا هنا وها نحن في صحه جيده تماما
اخذت سيمون نفسا عميقا وقالت
-يالمعده النعامه الخاصه بشباب اليوم
استدارت نحو شارون ثم استطردت
-لقد ذهبت الى جناحكن ولكن خادمه الطابق اخبرتني انني سأجدكن هنا لدي بعض الاوراق لتوقيعها انت
وشقيقاتك اعلم ان نانسي وكولين لديهما مشروع الذهاب الى السينما وان تارا وايلين ستصحبانهما بينما تسهرين انت ياعزيزتي
شارون على الصغيرتين لابد ان اقول ان كل من في الفندق يعرفونكن ويتبعون حركاتكن باهتمام وتعاطف
وافقتها شارون
-هذا صحيح ياسيمون لقد كان الناس لطفاء حتى اننا احسسنا وكأننا في بيتنا رغم مخاوفنا في اول يوم
نظرت المحاميه التي كانت تمسح فم الصغيره كورتني واتسعت ابتسامتها لقد قامت سيمون وهي جده باظهار
نفس التعاطف معهن وخاصه مع الطفلتين واستطاعت ان تكسب ثقه كل الاسره
قالت الاستاذه سيمون
-حسنا لقد غزوتن قلوب كل من قابلتموهن في هيوستون ولااحد يستطيع ان يفهم لماذا آل رامزي يواصلون
معاملتكن بطريقه مثيره للفضحيه لاتنظري الى هكذا ياشارون اعرف انك لاتحبين نقد
آل رامزي انت تحبين سليد كثيرا وانا كذلك احبه جدا ولكن اسرته شيء اخر
صاحت نانسي بامتعاض واشمئزاز
-انه متحف الرعب
قهقهت سيمون وتبعها كل افراد عصابه الفتيات عدا شارون والتي اضطرات لان تبتسم ابتسامه ضعيفه وكانت تحس
بعدم الارتياح عندما بتهكمن على اسره سليد وكانت تعرف مدى الحب الذي يكنه لاهله ومدى
معاناته من البعد عنهم وطوال الاسبوعين الماضيين شاركته الامه دون ان تجد فرصه لتقول له ذلك
واذا كانت تراه كل يوم فانهما لم يكونا ابدا وحدهما وكانت اخواتها وبنتا اختها بصحبتهما في كل
لحظه لاول مره يكشف العنصر النسائي لعائله برادي رجلا ساحرا وجمعيهن عشقته تقريبا
وقد رعفت شارون مدى تفاهمه وصبره مع عائلتها ولكنها كانت تود لو كرس لها الوقت الخاص بها دون
سواها ليحيطها باهتمامه الشخصي بدا انه لايحاول ابدا ان يظل بمفرده معها وتساءلت هل لم تعد تهمه ؟
وكانت في كل ليله وهي نائمه في فراشها تتخيل مايصنعه ومع من هو انهما لايتقابلان في وضح النهار لقد سمعت
الشابه حديثا حول حياة الشباب رامزي الاجتماعيه هل كان يقضي عشاءه في حفلات راقيه ام هل تركها
من اجل نساء اخريات ؟
احست بالغيره تلتهما وماذا يحدث اذا كان هذا الرجل لايرغبها ولم يعد يحبها ؟
انه لن يتخلى طبعا عن عائله برادي لقد نقلهن الى هيوستون ويحس بانه مسؤول عنهن ولو تغيرت مشاعره فانه
سيعاملها طبعا كما يعامل بقيه فتيات برادي كأخ وصديق
.



انتهى العشاء واستعدت الشقيقات للتفرق الى مجموعتين مجموعه السنما ومجموعه شارون تحمل الصغيرتين ومعها السيده سيمون
-اتعشم ان يحضر سليد كعادته
هزت شارون راسها علامه الايجاب فقالت المحاميه
-هل قال في اي ساعه يظن انه سيحضر ؟
-لا ان امامه امور لابد ان يقوم بها وربما تأخر فمنذ وجودنا هنا انشغل كثيرا في اصطحابنا في نزهات
يرينا فيها هيوستون ان الطفلتين مسرورتان ولكني اعنقد انه لم يستطع العمل جيدا
سألتها سيمون عن نفسها وهل تحب الخروج مع سليد رامزي مثل بقيه الاسره
-هل تحبين ان تعيشي شيء اخر ياشارون

.


غزت الحمره وجه الشابه انها لم يسبق ان اعترفت للمحاميه بأن هناك علاقه عاطفيه بينها وبين سليد
ولم يكن لديها نيه ان تفعل سألت في حذر
-ماذا تقصدين ؟
-ان سليد رامزي شاب ساحر وهو لم يتردد في يقف في ضفك ضد عائلته اضيفي الى ذلك انه يقابلك كل يوم
وابدى اهتمامه بك وباخواتك باختصار ليس هناك مايثير الدهشه ان تغرم شابه مثلك
برجل مثله وفي مثل هذه الظروف ولاغرابه في ان يستغل افراد رامزي هذا الافتتان
-انت سيمون تتحدثين تماما مثل العمه اوجيستا عندما تعالج موضوع عدائها مع شقيقها
واولاده وتعتبرهم حانقين متامرين شياطين !
اخذت سيمون تضحك ثم سرعان ماستعادت جديتها
-لااريد منك ان تفقدي صوابك من اجل رجل يمكن ان يتعسك يابنيتي الصغيره
-وانت ... هل تظنين ان سليد يمكن ان يتعسني ؟
-انا اول من يعترف بانه يبدو ولد امينا من النوع الذي يمكن ان تعتمد عليه امراه ولكن المهم ان تعلمي ياابنتي
انه مرتبط بأهله ومتعلق بهم ان آل رامزي متحدون للغايه ان خلاف الاسره معروف في كل هيوستون
ولكنه بصفه عامه معروف ان هذا الخلاف لن يستمر طويلا وتسري الاقاويل انهم يسعون الى تسويه الامور
طبعا لصالحهم ونما الى اذني ان سليد ....
-ماذا ؟
-انت فتاه حبوبه وفااتنه ياشارون وتعرفين انني احبك انت واخواتك وكأنكن بنات اخواتي
وربما لهذا السبب اتحدث مثلما كانت تتحدث المسكينه اوجيستا انني اتمنى ان تكوني سعيده ولا اريد ان يسبب لك احد ضرراً
-انا لااشك في ذلك ياسيمون ولكن لاتحاولي التهرب من الرد على سؤالي لقد قالوا لك ان سليد يفكر في فعل شيء ما
... اليس كذلك ؟
بدأت المحاميه تقول
-سأقوله لك ان ابني توماس يتردد على نفس العالم الذي يتردد عليه شباب رامزي وقد سمع اذن مايقال من
اسرة رامزي كلها مستعده للعفو عن سليد ونسيان ماسموه خيانه ..
سكتت المحاميه فتره وبدت تعيسه للغايه وقالت
-لو سعي الى الزواج منك فانه بذلك سيعيد نصيبك من الارباح الى خزينه والده
احست شارون بأن الدماء تنسحب من عروقها وشدت سيمون على يديها بقوه
-تمالكي نفسك ياابنتي العزيزه شارون انا لم افعل سوى ترديد مايشاع وانا شخصيا لااظن ان سليد يمكن ان يفعل
شيئا كهذا لقد قدم من قبل برهانا على اخلاقه العاليه وقلت لابني ان سلوكه نحوك
ممتاز وكامل وكان متسامحا كأخ اكبر لاخواتك اللاتي يعشقنه
وافقتها الشابه بابتسامه خفيفه انها فعلا لاتريد ان تصبح اخته الصغيره وكما انها ايضا لاتريد ان تتزوجه من اجل
نصيبها في الارباح

.

منتهى التعاسه استانفت سيمون حديثها
-على اية حال لاارى ايا من اولاد رامزي متزوجا في الوقت القريب انهم جميعا سعداء ويتمتعون بحرياتهم بما فيها
سليد مثلا في تلك الامسيه كان في حفل استقبال بصحبه كونستانسي تمبلتون ابنه السيناتور عضو مجلس الشيوخ
وكانت خطيبته السابقه اليكساندرا ماديسون موجوده هي ايضا اووشكت ان تحدث فضيحه بتبادل الشتائم مع اختها
فمن اليوم اذن سليد لو ادار ظهره لـ اليكساندرا لقد هجرته تقريبا وهما على وشك الذهاب الى المذبح الزواج من سنتين
لقد كانت علاقتهما عاصفه رومانسيه ولكن متعبه للغايه
وصل المصعد الى الدور المقصود وانفتحت ابوابه دون ان تخطو شارون خطوه للخروج منه اخذت الطفلتان تشدان يدها
ودفعتها سيمون برقه خارجه وهي تقول
-طبعا لو غير سليد فجاه مسلكه نحوك يمكنك ان تعرفي موقفك ان المرأه المنتبهه تساوي امرأتين
انحنت لتقبل كورتني وكاري وضمت شارون بين ذراعيها
-الى اللقاء ياابنتي واستفيدي من زياره سليد ولاتنسي بصفه خاصه انك ستحضرين للعشاء معي هذا المساء سيأتي ابني توماس
لاصطحابك حوالي السابعه والنصف مساء انت واخواتك فلديه رغبه متلهفه ان يتعرف عليكن جميعا
هزت شارون رأسها وهي شارده لقد صدمتها سيمون بعنف واحست بجرح
لوتمنت ان يكف سليد عن معاملتها كاخت له لكان عليها الان ان تتمنى ان يستمر في تلك المعامله لانه لو اظهر لها
فجاه عواطف الحب فانها ستشك في ان تلك العواطف ليست عفويه ولا حقيقه وانما هي
جاءت وقا لخطه استراتجيه لعائله رامزي
ثم هناك تلميح المحاميه الى وجود سليد في حفل اجتماعي اذن هو يقضي امسياته مع نساء اخريات
وماقالته سيمون يصف علاقته بخطيبته السابقه بانها عاصفه ورومانسيه ويبدو بالنسبه لها مساويا لعمليه بدون تخدير
على شارون اذن ان تأخذ حذرها وهو مايجعلها في

.

-سليد ؟
رفع الشاب عينيه عن الاوراق التي كان يدرسها وراي امه تدخل مكتبه تتبعها سكرتيرته "اليس" التي تلعثمت
-انا اسفه ياسيد رامزي لقد اخبرت والدتك انك اعطيت تعليمات بالا يزعجك احد ابدا ..
-هذه التعليمات لاتسري على الامهات يا "اليس " ان الاولاد دائما يسعدهم ان يرو امهم العزيزه
نهض سليد ليحي "نولا رامزي " هذه اول مره يراها ويتحدق معها منذ المشهد في حي ريفراوكس منذ
خمسة عشر يوما
صاحت الام
-ياعزيزي انت لاتدري كم اشتقت اليك ! لقد بدا الاسبوعان الماضيان وكأنهما سنتان
نظرت اليه نولا وعيناها منديتان بالدموع وقالت
-ااني لا اريد ابدا ان يحدث شجار بيني وبين اولادي وانا اتساءل كيف استطاع حماي واخته ان يتحملا
ذلك الوصع طوال كل تلك والادهى من ذلك ان يكون بسبب النقود انا اشعر بالعار من ذلك قل لي ان تسامحني ياابني
قبلته بحراره فقال
-طبعا اسامحك ياامي
-لقد كنت في منتهى التعاسه منذ ذلك اليوم الرهيب
-وانا كذلك
لقد كان الاتصال الوحيد بينه وبين اسرته خلال الاسبوعين الماضيين هو شقيقه الاصغر ريكي الذي رفض ان يمنعوه عن مقابله سليد قال
-كيف حال ابي والاخرين ؟ وهل لايزالون يظنون ااني لعنه ارسلها لهم شبح العمه الكبرى اوجيستا ؟
-انهم اكثر تعاسه مني

.




قبلته مره ثاينه قبل ان تستطرد
-انا معجبه بما فعلته كل الناس معجبون بك في هيوستون بما فيهم والدك واخوتك واختك
ضحك سليد ضحكه طويله وصافيه وقال
-ياامي العزيزه ! لاداعي لان تضيفي شيئا الى ذلك وانا سعيد اننا لم نعد نتعارك ... ولنظل عند هذا الحد
-اننا نريد ان نرى صغيرات برادي الفاتنات ياسليد لنعقد صلحا ونبدا من الصفر هل يمكنك ان تحضرهن هذا المساء الى المنزل
للعشاء ؟سنقدم شيئا بسيطا حفل شواء بالقرب من حمام السباحه وسنتعلم كيف نتعرف وسيكون ذلك مرحا
-حتى اكون صريحا معك لست واثقا ان كن سيقبلن
لم ينس سليد اخر زياره لفتيات برادي لدار رامزي
احتجت نولا
-يجب ان تحضرهن لقد قيل انك تقابلهن كل يوم اذن انت لك نفوذ عليهن
وانا متفقه على اننا ارتكبنا غلطه ضخمه عندما عاملنا تلك الفتيات بتلك الطريقه ولكن يجب التصرف
والا نترك الفتيات يصارعن تلك المرأه المشكوك فيها سيمون سيمونز
-ليس هناك مايدعو للصراع ياامي مع برادي ثم ان سيمون سيمونز ليست امرأه مشكوك فيها
بل بالعكس هي تهتم .بكل عاطفه.بـ شارون واخواتها
اتت السيده رامزي بحركه تدل على الاحتقار
-انها تهتم بالربع الذي يخصهن من المركز التجاري لانها طموح لدرجه رهيبه
وتحب المال وهي مستعده للحصول عليه وان ضحت بابنها
-انت ترين اخطاء الاخرين وتعالين عن نفس الاخطاء عندك
نظرت اليه امه بنظره قاسيه
-لاتمزح معي ياصغيري ان هذا ليس مجرد اقاويل وانما اقول ببساطه الحقيقه هل تعرف ابنها توماس
انه مشترك معها انه يتردد على نفس الوساط التي تترد عليها فانيسا وجيد واصدقاؤه يظنون انه سيتزوج الوريثه
-الوريثه ؟ اتعنين شارون ؟
-اذا كان هذا هو الاسم الوارد في الوصيه فلا يجب ان ندع هذا الامر الرهيب يحدث
-شارون وتوماس سيمونز ؟ انه امر شنيع !
بدا سليد يقطع حجرة المكتب ذهابا وايابا وقال
-انهما لم يتقابلا ابدا او على الاقل لم تقل لي شارون ذلك
-آه .. هل هي تقو لك كل شيء ؟ ان هذا يدهشني لان وراءها السيده سيمون التي لابد ان تقص عليها الكلام عنا
شارون وتوماس سيمونز رن هذان الاسمان بالم في رأسه لم تذكر شارون ابدا انها قابلت ابن سيمون فجاه خطرت له فكره
ان اخته فانيسا خرجت عدة مرات مع توماس سيمونز لابد اذن انه فتى لامع ومليح وكله سحر وجاذبيه
لايمكن لـ فانيسا ان تلقي بشباكها على شاب لايجمع كل هذه الصفااات ماذا سيجري لو ان رجلا لامعا وجميلا
وكله سحر وجاذبيه غازل شارون رجل لم يسبب لها اي ضرر ابدا ؟
امام هذه البراهين ضم سليد قبضتيه


.


لقد كان يقابل آل برادي كل يوم ولكنه لم ينفرد ابدا بالشابه شارون التي من ناحيه اخرى بدت مسروره جدا من مشاركه
شقيقاتها فيه هو ومن ناحيه ااخرى حضرت سيمون سيمونز لانتزاع شارون تاركه سليد وسط شقيقاتها
ورغم انه كان يشتهي ان ينفرد بـ شارون الا انه لم يجرؤ على ذلك
بدا له احيانا ان الشابه كانت تتهرب منه وكانت غالبا ماتنظر اليه بشكل ساهم او بانتظار ولكن تنتظر ماذا ؟
كان عليها هي ان تخطو الخطوه الاولى يجب ان تتعلم ان تثق به دون ان تعميها العاطفه
ان سليد يريد منها ان ترى فيه رجلا موثوقا به و ان تصبح معه طبيعه تماما
نوع من الرجال الذين ترفضهم اليكساندرا جمدته الفكره هل بمسلكه المتسامح هذا فقد كل جاذبيته في عيني شارون ؟
زفر وقال
-آه فقط لو حضرن ليسكن عندي كما اريد !
كان سليد في خياله قد راى انه استرد علاقته الطبيعيه مع شارون ولكن تحت سقف بيته هو ولما كانت ضائعه ووحيده
في بلده مجهوله فمن الطبيعي للغايه ان تلجأ اليه وتطلب نصائحه وان تعتمد عليه ادبيا وماديا
قطبت نولا حاجبيها
-هل كنت تريد من عائلة برادي ان تأتي لتعيش في بيتك ؟
-لقد ظننت ان حياة الفندق ترهبهن وانهن سيكن على راحتهن اكثر في بيتي كيف كان بامكاني ان افكر في انهن
سيتعودن بسرعه على حياة القصور ؟
-هذه الفتاه شارون هل تمثل لك ياسليد ببساطه الوريثه البسيطه التي ورثت العمه اوجيستا
اخذ كل من الابن والام يقيس الاخر بنظراته
اجاب
-انا احبها واريد الزواج بها
ابتسمت الام للمره الثالثه واخذت ابنها بين احضانها ثم قالت
-سليد ياعزيزي انا سعيده جدا من اجلك لقد بدأت اتساءل ان كان واحد من ابنائي سيتزوج ويجعل مني جده سعيده !
ان والدك سيصبح سعيدا بهذا الخبر يجب تحديد موعد الزواج في اقرب وقت
-انت تتعجلين الامور ياامي انا وشارون لم نحدد اي موعد للزواج بل ااني حتى لم اطلب منها ان تتزوجني
ولا اعرف ان كانت تريد الزواج مني ام لا
صاحت في مرح
-يجب ان تجبرها على ذلك ليس امامك لحظه تضيعها مع سيمونز الرهيب المستعد للانقضاض على الفريسه
تذكر ان مايريده رامزي يحصل عليه هذا سيكون دائما شعارنا


.



وضعت شارون الفتاتين الصغيرتين في فراشهما لتأخذا غفوه ما بعد الطعام ثم تمددت على الاريكه في الصالون وفي يدها زجاجة
كوكا واخذت تقرا روايه تاريخيه اشترتها من مكتبه الفندق واخذت تفكر في حظها السعيد طوال حياتها كانت الكوكاكولا او
الكتاب تعتبر من الاشياء الفاخره لقد كان آل برادي يشربون الماء القراح ويستعيرون الكتب من مكتبة البلديه
ولم يكن لديهن وقت للقراءه
ولكن شارون الان تسترخي على الوسائد الطريه وتبتسم الان هي حياه جديده كليه تتمتع هي واخواتها بكل لحظه
فيها ان كاري بث وكورتني لن تتذكرا فيما بعد ايام الفقر وهذا يسعدها بشكل خاص
كانت شارون قد بدات لتوها في قراءة الكتاب عندما سمعت طرقا على الباب نهضت بعنف لتذهب وتفتحه وفي هذه الحياه
الجديده عنصر واحد لم يتغير ان آل برادي يعشقن الصحبه ويستقبلن الزوار في فرح وغبطه وهكذا تعود العاملون في الفندق
من مدير الى خادم الغرف الحضور لقضاء لحظات معهن ليثرثروا وهم واثقون انهم موضع ترحيب
عندما فتحت الباب قفز قلبها في صدرها وقالت
-سليد !
كان مرتديا بذله رماديه غامقه وقميصا ازرق يتناسب مع لون عينيه كان جذابا للغايه وينضح رجوله حتى انها احست بالضعف
حاولت ان تغطي على انفعالاتها فقالت بمرح
-لم نكن ننتظرك مبكرا هكذا لقد ذهبت الفتيات الى الينما وانا ...
-هل تقصدين انك بمفردك ؟
كانت شارون ترتدي ثوبا بنفسجيا يضم جسدها اللدن ويبرز جمالها بشده وكانت قد تزينت حسب تعليمات
خبيرة التجميل في صالون التجميل الملحق بالفندق والذي يعد ارقى صالون في المدينه
وكان شعرها الاشقر الطويل ينسدل كالشلال على كتفيها وحول رقبتها العاجيه
اخذ سليد يتأملها في صمت واعجاب وعاد له شعور بالاضطراب انها فاتنه وشديدة العنايه بجمالها لدرجه لايمكن
ان يصدق من يراها انها كانت تقوم بغسل الصحون او اعداد الطعام وتنظيف البيت وانها كانت تكافح مستميته من اجل اسرتها
تنحت جانبا حتى تدعه يدخل وقالت
-ان الصغيرتين تغفوان بعد الطعام في حجرتهما هل قلت لك ان كورتني تعلمت النزول بمفردها من فوق السرير ؟
لقد ذهلنا من ذلك لم تكن كاري في سنها تعرف ان تفعل ذلك وحتى الان عندما تريد ان تعلب في السرير
الخاص باختها لابد ان نساعدها


.



كانت شارون تثرثر وقد احست بالنيران تشتعل في خديها بينما ابتسامه خفيفه طاف على فمها بدا سليد الحديث
-شارون
فتحت فمها في نفس الوقت معه لتقول
-سليد
احسا بانهما في وضع مثير للسخريه وظلا لحظات يتبادلان النظرات في صمت كان سليد اول من قطعه
-انك لن تخمني ابدا من جاء ليزورني في مكتبي
همست
-كونستانسي تمبلتون ,اليكساندرا ماديسون ؟
-من قال لك هذا ؟
-اذن من جاء ليقابلك في مكتبك ؟
-امي
بدت شارون سعيده من الخبر وصاحت
-هل هذا يعني انها لم تعد غاضبه منك ؟
-امي تريد ان نضع حدا للشقاق الغبي داخل الاسره وان تراك انت وشقيقاتك
لم يدهش سليد عندما وجد عيني الشابه وقد استدارتا من الذهول لقد كان مسلك اسرته خلال اللقاء السابق يبرر رد فعلها هذا
اضاف بسرعه
-من فضلك اعطيها فرصه لتعويضكن انتن جميعا مدعوات هذا المساء الى حفل شواء عند والدي
لقد اشترك سليد طوال حياته في حفلات آل رامزي وهو يعرف كيف يمكن ان تكون عائلته ساحره ومرحه عندما تقرر
ان تكون كذلك طبعا خو يعرف انهم هذا المساء اختاروا الجانب المرح والسعيد
-اعدك انكن ستستمتعن كثيرا ياشارون
-لن تستطيع ذلك هذا المساء ياسليد لقد سبق ودعينا الى بيت سيمونز
لوح بيده في ضيق رافضا الدعوه وقال
-اتصلي بها واخبريها انك ستذهبين الى سهره اخرى
-ولكن سيمون نظمت كل شيء من اجل استقبالنا ولن يكون الامر لطيفا ولا مهذبا ان نعتذر في اخر لحظه
-انها لاتتمسك بالرسميات ثم ان مقابله اسرتي اهم بكثير من العشاء عند سيمون
ضاقت عينا شارون وتحولتا الى قطعتي ثلج وهي ترد عليه بصوت خشن
-هذا ليس رأيي ياسليد لماذا ارتكب عملا فظا وغير لائق مع سيمون التي كانت طيبع معنا والتي لم تخطط
مسبقا لمساعدتنا لان اسرتك تحتم ضرورة حضورنا ؟


.


قطب سليد جبينه لقد بدت شارون بارده جدا وواثقه من نفسها وبعيده المنال تماما !
مالذي حدث لتلك الريفيه الصغيره التي كانت تسعى دائما الى رضائه ؟
-انني احس ماتكنينه من مشاعر نحو سيمون ولكن ...
-لن الغي العشاء عند سيمون لقد قالت لي انها ستسعد بنا وابنها سيكون ..
-ابنها ؟
اذن توماس سيمونز معروف لها
اخذت شارون خطوه للوراء في عصبيه عندما لاحظت تعبير العنف على وجه محدثها ... انه نفس
التعبير الذي رأته على وجوه عائلة رامزي في الصباح الشهير الذي هددوا فيه عائلة برادي بالويل والثبور
قالت
-ان سيمون لن تنوي ان تلقي بابنها بين احضاننا انها امرأه معتزه وفخوره بنفسها وتريد فقط ان نتعرف عليه لا اكثر
-هل تصدقين هذا ؟ هل انت مستعده لابتلاع اي شيء ؟
-آه .. نعم هكذا اذن تراني فتاه صغيره وساذجه من الريف ؟
عقدت ذارعيها على صدرها وقالت له في تحد
-ساذجه تصدق اي شيء مثل انا احبك ومثل اريد ان اشتري نصيبك من الارض مقابل خمسه وعشرين الف دولار
-هل ستستمرين طويلا في لومي على نفس الاشياء شارون لقد فعلت كل مافي استطاعتي لاصلاح الامر
احست الشابه فجأه بالذنب وقالت معترفه
-لم يكن من الواجب على ان اقول ذلك فهذا ليس عدلا انا ممتنه جدا لمساعدتك وهذا الامتنان تستحقه مدى حياتي
وكذلك امتنان اسرتي طبعا
نظر اليها بعينين مشتعلتين وقال بصوت اجش
-وهل تظنين ان ماانتظره منك هوالامتنان ؟ هل هذا ماتظنينه ياشارون ؟
-انا ياسليد ....
لم تستطع الشابه الاستمرار ونسيت كل ماتريد ان تقوله
اقترب منها وامسك بيديها وهمس
-انت مخطئه ياعزيزتي ...

زونار 16-06-09 11:10 PM

الفصل التاسع

.


رفعت شارون عينيها نحوه و أحست بأنفاسها تنقطع.قالت له محتجة:


-من فضلك يا سليد..


-نعم يا حياتي،سأفعل ما تريدين. أريد أن أسعدك في الحال.


كان صوته و نظراته من النعومة بحيث أفقدت الشابة أي رغبة في التمرد. ثم فجأة أحست بصوت صفير بداخلها يؤنبها و يزعجها..إنها نفس الكلمات التي نطقتها سيمون قبله بقليل."إذا غير أنطونيو مسلكه فجأة أمام كليوباترا..فإن المرأة المنتبهة تساوي امرأتين...و تذكرت ما قالته عن الحفل الذي قضاه هو مع كوستانسي تمبلتون و أليكساندرا ماديسون و العلاقة العاصفة و أنه سيعوض نفسه بالزواج منك،و بهذا سيضم نصيبك من الأرباح إلى خزائن أبيه...


و لكن هذا الصوت خفت شيئا فشيئا و ذهب مع الحرارة التي سرت في جسد شارون. وجدت نفسها مستسلمة لا تسمع إلا م يقوله سليد:


-أنا في حاجة إليك يا شارون و أظن أنني أصبت بالجنون في الأيام الأخيرة. منتدى ليلاس


-و مع ذلك ظننت أنك في صحبة سعيدة جدا.لقد سمعت عن حفل الاستقبال الذي ذهبت إليه في صحبة كوستانسي تمبلتون.


- لم أذهب إلى هناك معها إلا بسبب الالتزام المهني و كانت هذه أول مرة أخرج فيها منذ وصولكن إلى هيوستن. لقد قضيت كل الأمسيات في بيتي و أنا أفكر فيك،و لم أصحب أي صديقة.لقد وصلت بمفردي و غادرت بمفردي.و الشخص الذي كنت أود أن أكون معه هو أنت يا شارون.


ودت شارون لو تصدقه من كل قلبها.و مع ذلك من الأفضل ألا تفسد كل شيء بالحديث من النساء الأخريات. و مع ذلك اضطرت لأن تسأله.


- و ماذا عن أليكساندرا ماديسون؟


إن ما جرى بيني و بين أليكساندرا لا علاقة له بالرومانسية. لقد كان ما بيننا قاسيا و مخربا و قد انتهى منذ سنتين.و غداة وصولك إلى هيوستن اتصلت بأليكساندرا للتأكد من أنها فهمت تماما أنه ليس أمامها أي فرصة.أريد علاقة قوية و صادقة مع امرأة أتق بها يا شارون.امرأة تحبني لما أنا عليه و ليس لأغذي خيالاتها و أوهامها و هذه المرأة هي أنت يا عزيزتي.


زفرت ثم قالت:


سليد..



لقد كان رامزي الابن يقول بالضبط ما كانت تتحرق شوقا لسماعه.إنه يفقدها صوابها و يغيظها.


- لقد نسيت اتفاقنا ألا تكون هناك أي عاطفة جسدية بيننا


رفعت نحوه عينيها و قد سادتهما سحابة من الرغبة:


- لقد كان هذا الوعد من زمن بعيد يا سليد


- هذا ليس صحيحا..أنت التي عليها أن تحنث بهذا الوعد يا شارون.


-نعم..نعم...


زاد لون عيني سليد عمقا و أصبح صوته أجش:


-يا حياتي..و الآن قولي لي أنك تحبينني..أريد أن أسمعك تقولينها.


لم يعد يهم شارون شيء سواها هي و هو وحدهما في العالم.


صرخت صرخة مكتومة:


-سليد..

- ماذا؟





- أنت متوتر جدا، ما الذي حدث؟


- أنت لم تقوليها لي يا شارون حتى الآن..أليس كذلك؟أنت لم تقولي لي أنك تحبينني..


- و لكن لماذا تفعل ذلك؟لماذا تدفعني بعيدا؟


- لا أعتقد أن طلبي أن تقولي لي إنك تحبيني تعتبرينه ضغطا عليك و دفعك بعيدا.


أحس بالخيبة و الغضب فابتعد عنها.سألته حائرة:


-ألن يحدث شيء ما بيننا أذن إذا لم أقل لك إنني أحبك؟


- كلا... أريدك أن تخترقي حياتنا الجديدة و أنت تعرفين تماما ما تفعلينه.


إنني أعرف ما أفعله تماما و لا أريد أن ألعب عليك يا سليد لأن هذه ليست طبيعتي.لماذا لا يكون كل منا صادقا و أمينا مع الآخر؟


-هذا بالضبط ما أتمناه.صدقيني يا شارون أنا لا ألعب عليك.


-بل تفعل.أنت تريد أن تمارس سلطتك و من المفروض أن أقول لك إنني أحبك.


-كل ما أريده هو أن تكوني مقتنعة بذلك.


قالت تزمجره:


-العودة إلى الصفر.


كانت العاطفة التي كانت تشتعل لديها من لحظات قد تحولت إلى ثورة باردة كالثلج و هي تقول:


-أنت تخترع كل القواعد التي يجب علي أن أطيعها طاعة عمياء.يجب علي أن أفعل ما تريد و أقول ما يبدو لك لائقا.


غصب سليد لأنه يحس –رغم كل شيء- بأنه محاصر.


انفجر صائحا:


-أنت تحبيني و تريديني، هذه هي الحقيقة.


كان الألم و الغضب يدفعان شارون إلى إيذائه فقالت:


-هذا لا يعني أنني أحبك.هذا هو ما جعلتني أقوله لك من سنتين.ليس على المرء أن يكون محبوبا ليرغب في شخص ما.

زونار 16-06-09 11:11 PM

كل ما استطعت أن أقوله ارتد في وجهي :"إذا لعبت دور الشخص القدر فسيحدث لك ما حدث للأشخاص القدرين.."هدا ما قالته العمة أوجيستا..أنت تذكرين ذلك دون شك.


كانت شارون مبهوتة من منتدى ليلاس النظرة الصادرة من عينيه بلون رمادي أزرق و التي تعبر جيدا عن مدى مشاعره،و التي أصبحت الآن لا تدل إلا على الإرهاق.نطقت الشابة اسمه دون أن تستطيع الاستمرار.


عاد نحوها و أمسك بيدها و قال:


-أفهم يا عزيزتي.. أفهم رد فعلك.آخر مرة قلت لي فيها إنك تحبينني تصرفت بنذالة.لقد قدمت لي أعظم شيء و لكني أفسدته.


-من فضلك يا سليد دعنا لا نتحدث في ذلك.


-بالعكس يا حبيبتي.أنا لا أستطيع الاستمرار هكذا.


كيف هذا؟


-إنني بقيامي بدور الرفيق فقط أتعذب.


نظرت إليه مبهوتة..تابع اعترافه:


-و أيضا بسبب عدم قدرتي على أن أقول لك إنني أحبك لأنني فعلا أحبك يا شارون.أحبك و أعرف أنك تحبيني.أريد أن أعيش معك يا حياتي . أريدك أن تكوني بجواري بلا انقطاع.


أمسك بيديها و أخذ يقبلهما الواحدة بعد الأخرى ثم نظر بعينيه في أعماق عينيها و أعلن:


-شارون..هل تقبلين الزواج بي؟


ما الذي سيحدث لأخواتها و ابنتي أختها فيما لو وضع كوينتين يده على ثروتهن؟لولا هذا العرض الغريب بالزواج لما ظنت الشابة أن سليد يمكن أن يعرض أمن أسرتها للخطر، و لسوء الحظ لا تستطيع ألا تؤمن أيضا بأن كوينتين وراد و جيد و فانيسا يريدون سعادة أسرتها المالية؛ فهذا مستحيل.


-شارون؟


أزعج صمت الشابة الجو العاطفي الذي كان يتمتع به سليد منذ لحظات.لم يبد عليها أندا مظهر المرأة التي تلقت لتوها عرضا بالزواج بالرجل الذي تحبه.كانت مغلفة الوجه مستقيمة الجسد متوترة و عيناها بلا تعبير.خشي ردا منذرا من تلك النظرة الجامدة لم يصدقه سليد.


فقال متعجبا:


- ما الذي جرى يا عزيزتي؟


- أنا لا أستطيع الزواج بك.


حاولت أن تخلص يديها من بين يديه و لكنه رفض و زاد من شدة قبضته و هو يقول:


- أنا لا أستطيع قبول هذا الرد, نحن متحابان و سنتزوج، و أيا كان ما يغضبك فإننا يمكن أن نسويه بعد الزواج و سيكون لدينا الوقت الكافي.


أحست الشابة بقلبها ينقبض فقالت:


- لدي شعور بأنك تريد أن تتزوجني بأسرع ما يمكن.


تمنت لو كان استعجاله بسبب عشقه لها.


رد قائلا:


-هذا صحيح.


كانت عينا سليد تلمعان من السعادة؛كان يعلم أنه لم استطاع أن يقنعها بأن تصبح زوجته فستفهم إلى أي مدى هو يحبها، و لن تتردد في الزواج به مقتنعة بعاطفتهما المتبادلة.


وسط الدوامة التي انسافت إليها شارون بإرادتها قررت أن تقول له ما رفضت أن تبوح له به بالأمر:


- أحبك يا سليد؟


لقد كان هذا الرجل أول رجل في حياتها و أول حب لها،و حبها الوحيد...إنه أول عاشق لها و الوحيد أيضا و حتى لو كانت تعرف سبب طلبه المفاجئ الملح للزواج بها فإنها كانت تأمل على الأقل أن يتمسك بها فربما كان يحبها.


ثم حتى لو كان لا يحبها إلا قليلا فإنها ستكتفي بذلك القليل.إن المرأة العاشقة لا يجب أن تبالغ في أحلام السعادة و عليها أن تعرف كيف تتحمل تبعات حبها. لقد استخلصت شارون هذا من التجارب الحزينة التي عاشتها أمها و شقيقتها إلين، و سليد نفسه علمها ذلك من سنتين. و اليوم هي تستحق درسا جديدا. لو أرادت شارون أن تحب سليد فهي مع ذلك لا تستطيع أن تغامر بتحطيم أسرتها بالزواج به.


قال بإصرار:


- شارون يا حبيبتي..


وضعت أصبعها على فمه لتسكته:


-صه..لقد قلت أننا سنتكلم في ذلك فيما بعد.


إن عاطفتهما على الأقل واضحة و بلا أفكار خلفية و شارون لا ترغب أن تزعج تلك العاطفة بالكلمات، وهي تريد أن تعيش سحر اللحظة.




فقدت شارون كل إحساس بالوقت عندما خرجت أخيرا من لحظات هنائها و هي تشعر بالندم.





عندما فتحت عينيها وجدت سليد ينظر إليها في حنان.أخذ يسوي شعرها في رقة و يرفع خصلاته الطويلة الشقراء من فوق جبينها.


ابتسم لها ثم قال بصوت يخنقه الانفعال:


- أحبك يا شارون.


صارعت حتى تمنع دموعها من السقوط على خديها:


- أرجوك يا سليد..


.


- بل كان علي أن أقولها لك..إنني أحبك و لا تطلبي مني أن أكتم بداخلي ما أحسه نحوك. إنني أريد أن أصيح بأعلى صوتي ليعلم الجميع ذلك. ليعلم الكل أن سليد رامزي يحب شارون برادي.


طبع قبلة على جبينها و سألها:


- هل تحبينني؟


أمسكت برأسه بين يديها و صاحت:


- نعم.. أوه نعم يا سليد أنا لم أكف أبدا عن حبك.لقد ظننت أنك تعرف ذلك قبل أن أعرفه.


-أخيرا قلتها.


لكزته في جانبه و قالت ضاحكة:


- انظر إلى ذلك المغرور الصغير.


- إنه كله ملكك


هددته بأصبعها و صاحت:


- يجب ألا تنسى هذا أيها المغرور المدعي.


انفجرا بالضحك.. لقد عادت أليهما روحهما الخفيفة المرحة و الحنان و البهجة و هو ما لم يعرفاه من قبل.


أحسا بأن كلا منهما قريب من الآخر و هذا القرب الجديد أعطاهما ثقة في بعضهما و بدت المشاكل و كأنهما نسياها.


سألها:


- متى سنتزوج يا حلوتي؟



هبطت شارون من فوق سحابتها إلى الأرض في قسوة مباغتة. ها هي للأسف تواجه الواقع. بدا الأمر بالنسبة لها و كأن آل رامزي و آل برادي دخلوا فجأة على معبد حبهما.استطاعت بصعوبة أن تقول:


-لا أريد أن أتزوجك يا سليد.


انتظرت- و هي متوترة-الانفجار المتوقع و لكنه لم يحدث.ران صمت تقيل ثم أتى سليد بحركة تدل على دهشته و يأسه و قال:


-لماذا لا تريدين الزواج؟


بدا عاقلا و متزنا للغاية و متفاهما لدرجة أن شارون ودت لو كشفت له عن السبب في رفضها و أن تقول له إنها لا تستطيع الزواج به حتى لا تعرض للخطر ثروة أسرتها حيث لم تعد لديها أي ثقة في آل رامزي.


و لكنها لم تجرأ.أفاقت بقسوة من حالتها العاطفية و فهمت أنها تحب سليد و لكنه في نفس الوقت من عائلة رامزي و أنه رجل و بالتالي خطر.إن صورة أخواتها الأربع و بنتي أختها ظهرت أمامها و فرضت نفسها لتبين لها إلى أي جانب عليها أن تنحاز بعواطفها و إخلاصها.


-لست مستعدة للزواج.أريد إنهاء دراستي في الجامعة.


قال لها بحماس:


- هذا أمر رائع..يمكنك أن تنقلي ملفك إلى جامعة هيوستن و الانتهاء من دراستك و أنت متزوجة. و سأفعل كل ما أستطيع لمساعدتك. و أعدك أنني لن ألجأ إلى أي وسيلة تعطلك عن الدراسة.


أخذت شارون للحظات تفكر في حياتها مزوجة لسليد..كعروس صغيرة تذهب إلى الجامعة و تعود كل مساء إلى بيتها و زوجها.لقد كان حلما لذيذا. و لما كان حلما فليظل حلما.


-الأمر ببساطة أنني لا أريد الزواج فحسب؛أنا صغيره جدا على الزواج و أمامي الوقت للتفكير فيه، و عليك أن تتقبل الأمر هكذا و لا نتحدث فيه بعد ذلك.




أخذ يتأملها فترة طويلة في صمت و تجنبت شارون نظراته و هي غير قادرة على مقاومة الإصرار الواضح في عينيه.


قال معلقا:


- لقد قلت إنك تحبيني، و أنا مقتنع بذلك.


قالت له مؤكدة:


- أنا أحبك.


- و لكنك لا تريدين الزواج بي.


هزت رأسها علامة الإيجاب و قالت بصوت منخفض:


- و أتعشم أن تفهمني.


-أوه.. طبعا نعم أفهمك.


ابتسم ابتسامة غريبة جعلت الشابة ترتجف؛ لأنه كان يشبه الذئب عندما يكشر عن أنيابه.


-حسنا يا صغيرتي شارون سنفعل ما تريدين.إن علاقتنا ستأخذ شكلا آخر.


تساءلت:هل كان يأمل بهذا الكلام أن تتراجع؟إذا كان هذا هو ظنه فإنه سيفاجأ و يدهش.


- نعم.. هذا هو المطلوب ..لنكتف بعلاقة بسيطة.


إذا كانت شارون لا تريد الزواج به فهي أيضا لا تريد أن تفقده.لقد تعودت التضحية و تسوية أمورها بالحلول الوسط.لقد تعلمت منذ صغرها على الحد من رغباتها و حاجاتها في حديد الحقيقة القاسية. و هذا سيستمر معها الآن دون أن تشكو من ظلم الوضع.


قال سليد موافقا:


-حسنا..جدا


في الحقيقة أحس بالارتياح بطريقة ما. عندما رفضت شارون الزواج به أصبح لديه التأكيد الرهيب أنها تريد قطع كل ما بينهما.


استأنف قائلا:


- و لكن لا تنتظري علاقة عاجزة و ضعيفة.إنها ستكون حارقة و عاطفية و عميقة.


لقد كنت أخشى أنك لم تعد ترغب في,و كنت أعتقد أنك إذا لم تتزوجني فسينتهي كل ما بيننا.


- لا يا عزيزتي، إذا كنت تريدين علاقة فستكون لنا علاقة و لن أزعجك بعد ذلك بطلبي الزواج.


- إنك تقول ذلك بكل برود.


- و لكني أريد أن تكوني أنت حارة.عليك أن تطردي الأفكار السيئة من ذهنك،و انسي كل شيء..كل ما يشغلك و يحزنك و دعيني أعنى بك.


دهشت من مدى إلهامه و اعترفت له بصوت منخفض:


- هذا كل ما أريده.


طردت شارون من ذهنها كل ما عداهما و عدا حبهما.إنهما معا سيصلان إلى قمم الأماني المشتركة و سينتشر السلام عليهما و على عالمهما و تتحول عاطفتهما إلى نعيم دائم.

زونار 16-06-09 11:13 PM

الفصل العاشر
.
عندما دخلت اخوات شارون الاربعه -في مرح- الى الحجره وهن يضحكن ويعلقن على الفيلم الذي شاهدنه كانت تقدم الجاتوه لابنتي اختها وكان سليد
جالسا بجورارهما ويسليهما بالحكايات لاحظت نانسي التايير الخاص باختها وفي الحال علقت
.
-لماذا غيرت ملابسك ياشارون؟لقد قلت انك سترتدين ثوبك البنفسجي هذا المساء للذهاب الى سيمون
ابتسمت شارون داخليا وهي تتذكر حاله الثوب من دقائق معدوده التقت نظراتها مع سليد وابتسما وقد بدت السعاده عليه واسعدها ان تكون هي السبب
كان قلبها يدق بعنف ان بينهما علاقه عاطفيه عنيفه وحارقه وعميقه
...
جلست ايلين امام المائده مع بيتيها وحدثت سليد
-هل اخبرتك شارون ان امهات اطفال الحضانه التي تديرها في مورجان فيل انذرتنا ستغلق؟ منتدى ليلاس
-لا..لاشك انها نسيت ان تخبرني
صفقت كولين واعلنت
.
-لن نعود ابدا الى مورجان فيل لقد صوتنا جميعا ليله امس في صالح البقاء هنا لقد اصبحت هيوستون بلدتنا الان
قالت تارا وكانها صدى صوت لاختها
-لقد قالت لنا سيمون انها ستعمل على احضار اشيائنا وبيع المنزل الخاص بنا ومنزل العمه اوجيستا
سالها سليد
.
-هل قالت سيمون انها ستهتم بذلك؟
احس بالشعور غريب انه ملفوظ ..لقد اراد ان يكون كل ما يفعله ال برادي يعتمد عليه هو لقد ادهشته غيرته انه هو الذي اختار سيمون سيمونز وهو يعرف مدى امانتها وجدارتها بالثقه وهي التي ارادها محاميه لال برادي
والان ..يبحث بعينيه عن شارون واحس انه متملك بدرجه رهيبه اقترب منها وامسكها من وسطها وسحبها الى الاريكه وقال لها
.


-اعتقد انكن ستعيشن جيدا في هيوستون ولكن اعتقد انني كنت من المفروض ان اكون اول من يعرف مشروعاتكن
تدخلت شارون
-لقد كنت انوي ان اقول لك ذلك حالا ثم عندما حضرت...تحدثنا في امور اخرى فنسيت
اقتربت بعد ذلك الصغيرتان من سليد ومعهما كتابان مصوران واوسلتا اليه ان يقرا لهما
.
قضى سليد بقيه ما بعد الظهر معهن تحدث مع الشقيقات واستمتع مع الصغيرتين كما كان يحدث في الماضي ولكن مسلكه نحو شارون كان مختلفا تماما لم يعد يعاملها وكانه اخوها الاكبر وانما كعاشق نادرا ما كان يرفع عينيه عنها
طبعا كورتني وكاري بث لم تلحظا هذا التغيير ولكن الاخوات الاربع كن يراقبن الموقف في فضول وعندما خرجت شارون لشراء ايس كريم سالته تارا
.
-لقد عدتما معا مره اخرى..انت وشارون؟
-نعم ..بطريقه ما
تدخلت ايلين
-باي طريقه
.
-لقد طلبت منها الزواج ورفضت وليس معنى هذا انني ساتخلى من الوصول الى اهدافي
اوشكت نانسي ان تصيح مذهوله
-هل قالت لا؟ولكن لماذا؟ سيكون الامر مبهرا لو تزوجتك شارون!اننا نحب ذلك جميعا...اعرف انك تحب شارون جدا وهي كذلك
-شارون عاشقه لي ولكنها لاتريد الزواج بي
قالت كولين
.
-اظن انني اعرف السبب
نظر اليها سليد في اهتمام وسالها
-وما السبب
احست كولين بالرهبه وترددت قبل ان تقول
-انها تريد ان تجعل نفسها مرغوبه في الحقيقه كم من الوقت ستظل تلعب هذا الدور؟لقد قالت لنا ذلك العمه اوجيستا
.
ردت تارا بصوت مغموم
-ستظل كذلك لابد لان الرجل لا يرغب ما يحصل عليه بسهوله
قال سليد وهو مغموم بدوره
.
-وافترض ان ذلك ضمن النظريات البراقه التي ملات بها عمتي الكبرى رؤوسكن
قاطعته نانسي
-لا..انها امي التي قالت ذلك
-اتعشم الا تكن قد صدقتن كلمه واحده من ذلك
لقد وجد -من المحزن-ان الشابت الثلاث المراهقات اللاتي لم يكن لهن اي صله تقريبا بالجنس الخشن يكون لهن هذه النظره الوضيعه لرجال والمحزن اكثر ان تكون شارون وايلين مؤمنتين بهذه الفلسفهخاصه وان كلا منهما وقعت في حبائل رجل اثبت تلك النظريه
قالت كولين مؤكده
.



-ولكننا فعلا نؤمن بهذه النظريه
صاح
-هذا ليس صحيحا انه كلام رهيب ويمكن ايضا ان ينطبق على الجنس الناعم انني اريد الزواج باختكن لانني احبها واذا كانت قد رفضت طلبي لانها تريد ان تصبح مرغوبه...
قالت تارا في حركهالانتصار
-لقد نجح الامر هذه المره اليس كذلك؟اخر مره لم تحاول ان تكون مرغوبه ولذلك لم تطلب منها الزواج ورحلت والان قررت الزواج منها
قطب سليد حاجبيه لم يكن يجد تفسيرا اكثر غباء لرفض شارون الزواج به لقد ظن انها لا تزال مجروحه او ربما لا تثق به بعد ..بل انه تساءل ان كانت رتفض الزواج به لانه من ال رامزي في الحقيقه لم
.
يتوهم سليد اي شئ حول راي شارون ولكن هل ارادت ان تجعل من حبهما لعبه؟
صعد الغضب داخله وازداد حده لعب تعي من الاشخاص الذين يريدون ان يلعبوا عليه ومنذ ان خرجت اليكساندرا من حياته لايريد ان يقع داخل تلك الدائره الجهنميه
لقد كان كل شئ يبدو مبشرا بوعود ورديه مع شارون لقد كانت رقيقه ومشرقه وصريحه ومخلصه وخاليه من روح التامر -و هذا على الاقل ما اعتقده وصدقه-ولكن ماذا لو كان مخدوعا؟هل هي من المهاره والزيف مثل اليكساندرا ماديسوت؟
.
اخذ سليد يجتر تلك الافكار السوداء عندما دخلت شارون في صحبه فتى فخيم يبتسم ملء فمه ويشبه الى حد مذهل سيمون سيمونز قدمته بين ضحكتين رنانتين
-هذا توماس سيمون تصور اننا التقينا معا في المصعد
علق ابن المحاميه الشابه
.
-وانا عرفتك في الحال...لايمكن الا ان تكوني احدى الاخوات برادي والتس تتحدث عنهن امي باستمرار ولكني لا اعرف حتى الان من منهن انت؟
-شارون
قدمته بعد ذلك لاخواتها الاخريات ثم خمنت ب سليد
.
-اوه..انا اعرف فانيسا و جيد وقد حدثاني كثيرا عنك وانا سعيد بمعرفتك اخيرا يا سليد
ضغط سليد على كف الشاب بقوه حتى اوشك ان يفركها لقد تذكر تحذير امه له وهكذا يجد امامه الشاب الطموح الذي يطمع في الزواج بالوريثه ونظر لحاله سليد الحاليه فان لحظه اللقاء كانت اسوا اختبار
قال بلهجه اراد ان تكون ودودا وان بدت مزيفه
.
-اعتقد انه من المفروض انك ستتناول العشاء مع فتيات ال برادي هذا المساء ولكن حدث تغيير طفيف فبدلا من سبع مدعوات سيكون لديك ست لان شارون ستقضي السهره معي هل يمكن ان تعتذر نيابه عنها عند امك؟
احتجت الشابه
-سليد لقد اخبرتك انني ساذهب عند سيمون
-لا..لن تذهبي
خيم صمت يشوبه التهديد على الغرفه قطعه صوت نانسي الحاد والعصبي
.
-سنترح كل شئ ل سيمون اذهبي مع سليد شارون
.
-انا لم اتفق على شئ مع سليد وساذهب الى سيمون
اضطرت شارون وهي تتحدث ان تنظر الى سليد وكان الامر صعبا! فقد كان ضخما وقويا وغاضبا وكله رجوله ولكنها لن تتاثر وستذهب الى بيت سيمون لقد كانت المحاميه صديقه كبرى وشارون وعدتها بان تذهب اليها هذا المساء
قرا سليد التصميم على وجه شارون هل هكذا تلعب دور المتمنعه المرغوبه؟ زادت ثورته عنفا عندما اكتشف هذه اللعبه خاصه في وجود توماس سيمونز المليح جدا والشاب والساحر والذي -حسب اقوال نولا رامزي امه-قد وضع عينيه على شارون وثروتها المتوقعه
.
قال معارضا
-اوه...ولكننا اتفقنا على شئ ياعزيزتي لقد كان للطف والرقه حدود وقد تجاوز هذه الحدود
امسك سليد الرهيب برسغ شارون وسحبها بقوه نحو الباب بقوه نحو الباب وهو يصيح دون ان يلتفت خلفه
-الى اللقاء قريبا يا بنات
اصدرت شارون وهما في الدهليز امرها له ان يتركها ولكن قبضته الفولاذيه ازدادت شده كلما حاولت التخلص منه
صاحت وهما يدخلان المصعد ويضغط الزر للهبوط




دعني! انني لا اتحمل اساليب رجل الغابه هذه واذا لم تتركني في الحال فساصرخ باعلى صوتي
-هيا..اصرخي
كن يعلم جيدا انها لن تفعل لانها كانت مرعوبه من المشهد الذي سيلي صراخها ليس لديها نيه ان تثير انتباه الاخرين وان تنفجر فضيحه ثم انها تعرف ايضا انه غير قادر على ايذائها
قالت له مهدده
-لن اسمح لك ان تعاملني بهذه المعامله يا سليد رامزي
رفعها مختطفا اياها ووضعها فوق المقعد الامامي لسيارته ثم دار حولها ليجلس خلف عجله القياده وهو يهددها
-لو فكرت في الهروب فانني احذرك بانني ساتبعك حتى امسك بك وانت تعرفين ذلك جيدا يا عزيزتي
-كف عن مناداتي ب عزيزتي فلست عزيزتك
اغلق باب السياره وفكرت شارون ان تنتهز الفرصه لتجري وتنسدس بالمصعد ولكن سليد لم يرفع عينيه عنها وهو مستمر في عمله انه لن يتردد لحظه في تنفيذ تهديده وهو قادر على ان يقدم لها مشهدا مثيرا
.
-والان اين سنذهب يا سليد؟
-ستعرفين عندما نصل
لم يكن هناك اي تشابه بين السياره المازاراتي الفاخره التي يركبانها الان وبين الميني باص الذي كانت عائله برادي تنتقل بواسطته عضت شارون شفتها حتى تقضي على الشعور بالخجل داخل تلك السياره الفارهه عبر المدينه دون ان يتبادلان كلمه واحده
.
حاولت ان تخفي قلقها فسالته
-هل يضايقك ان تشغل الراديو؟
تمنت ان تبدو مسترخيه الاعصاب وكان اختطافها من الفندق عمل عادي يومي بالنسبه لها
.
اختلست نظره الى سليد فراته يكز على اسنانه وقال بلهجه ساخره
-خذي راحتك..هل انت خائفه يا شارون؟
مالت الى اللامام لتفتح الراديو ثم القت بظهرها للخلف وضحكت في تهكم وسخريه
.
-منك انت..لا ..لست خائفه وانما متضايقه
-مثلي ياعزيزتي..مثلي
فزعت وزاد فضولها فسالته
-ولكن لماذا انت متضايق؟
-لقد قلت لك انني اريد علاقات ممتينه وصادقه مع امراه تستحق ثقتي ولكن قمت من جانبي باعمال ماكره وسافله..اليس هذا ما تظنينه ؟ثم الست انت ايضا تريدين ان تصبحي محطمه قلوب الرجال؟
.
-انا محطمه قلوب الرجال ومتامره انا؟
-انا لا اقصد بذلك ان اجاملك يا شارون
-لايهم انا اخذ الامر على علاته لقد احس دائما بمركب النقص بالنسبه للرجال وعليه كنت اعتبر النساء المتامرات الساحرات شخصيات مرموقه وان تصفني بهذه الصفه وانت زير النساء يعد مديحا لي
.
-لست زير النساء وانت تعرفين ذلك "جيد"و"راد "من ذلك النوع وتوماس سيمونز ايضا اما انا ففتى مسكين وسليم الطوبه يريد ان يعيش مع المراه التي يحبها واتممنى انجاب اطفال
.
-وكيف تنجب اطفالا من امراه محطمه لقلوب الرجال مثلي لا تستطيع ان تعنى بتربيتهم
-ارجوك لنتحدث في جديه ..تزوجيني!
-لقد اعتقدت انك وعدت بعدم مضايقتي بهذا الطلب الا تذكر انك قلت هذا بنفسك؟
.
-نعم اذكره..دائما غير مستعد لاستسلام ياعزيزتي
تردد في راسه صوت اخوات شارون الشاكي
"االى متى يجب ان تظل هذه اللعبه؟والذي ردت عليه كولين للابد...ان الرجل لايرغب الشئ الذي يناله
بذل جهدا جبارا حتى يهدا وقال في نفسه ان اخوات شارون تربين على تلك الاراء التي ساهم هو نفسه في دعمها
اعلن في حزم
.



-ساصحبك الى اهلي ستكون كل العائله موجوده انهم على استعداد للعفو عما سلف واتعشم ان تمنحيهم الفرصه ياشارون
احست الشابه بمعدتها تتقلص قالت له
-هل يعرفون انك عرضت على الزواج؟
تذكر الحديث الذي دار مع امه ونصائحها المخلصه وان مايريده رامزي يححصل عليه ومادام قد اظهر جزءا من نيه الزواج من شارون فان ال رامزي سيتقبلون هذا الرباط كحقيقه واقعه رد
.
-نعم..اعتقد ذلك
طبعا كانوا يعرفون لقد وضعوا الخطه خلال اجتماع العائله برئاسه كوبنتين وهي لاستعاده الارض!
اخذت تتوسل اليه في نفسها ان يكون صادقا معها
.
استقبلهما كوبنتين ونولا وكانهما ملكان متوجان وكما سبق ان قال سليد فقد حضر جيد و راد وفانيسا وقد ارتدوا ملابس السهره كامله
واذا كانت شارون قد ظنت ان ال رامزي كانوا مؤثرين عندما كان مزاجهم عكرا فانهم كانوا اسوا تاثيرا عند استقبالهم للعضو الجديد في العائله باعتبار ما سيكون لقد كان ال رامزي مقتنعين انها ستتزوج ب سليد وانهم لا ينتظرون ان يدعوا لها الفرصه ان تخيب ظنهم
لقد اصدر كونتين فرمانا
.
-سيكون الزواج في اقرب فرصه ممكنه لايوجد اي سبب لتاخير ما نرغبه
لم تكن شارون ستدهش لو اظهر السيد العمده ليزوجهما في الحال طبعا دون نسيان المحامي الذي سيقدم لها مستندا يضع نصيبها في المركز التجاري بيني يدي كونتين رامزي
كان لدى شارون احساس انها وسط سله افاعي تحاول ان تقنع فريستها انها ليست سوى حيات غير سامه ولكن شارون لم تدعهم
.
ينومونها مغناطيسيا لقد واجهت وجوها مبتسمه اكثر تهديدا من وجوه مضيفها مثل القاضي الطيب الذي اراد وضع شقيقاتها في دار ايتام ببعد وفاه امها وممثلي مختلف المؤسسات الذين جاءوا مبتسمين ليحرموهن من بعض الاجهزه التي لا غنى عنها لمجرد انهن غير قادرات على دفع فواتير الغاز والكهرباء
لقد كانت شارون فقيره بلا ماوى في تلك الفتره ولكنها صارعتواستطاعت ان تقعهم انها ستدفع فور استطاعتها لقد كانت الشابه في وجود اخواتها هشه لانها كانت تخشى رد فعلن ولكنها بمفردها مع خصومها تعرف كيف تدافع عن نفسها تدعمها قوتها الداخليه
ثم ان لديها دعم سليد الذي وان كان يحكم على اعمال اسرته بانها فاضحه ومؤلمه الا انه يطير الى نجدتها انه للى نجدتها انه لم يصر مره واحده على الزواج اذا اخذنا في الاعتبار حماس اهله انه يتصرف كحبيب وليس كعاشق ولهان وهي لذلك ممتنه كثيرا له
كانت تبتسم له في حراره عندما يمسك بيدها ليطمئنها لم يذكر شيئا عن الارض ولا المركز التجاري ولا عن اوجيستا رامزي على الاقل حتى وقت العشاء جلس الجميع في راحه واسترخاء في الشرفه الفسيحه يتلذذون بتناول المشروبات المثلجه
.
قال الاب فجاه
-من الواضح انه بعد زواجك من سليد ستحتاجين الى نصائح لاداره اعمالك ياعزيزتي شارون هل تسمحين لي ان اقترح عليك المحامي الخاص بشركتنا هاينز وهو افضل رجل قانون في البلاد؟
ردت عليه شارون
-انا ه جدا عن محاميتي الحاليه ياسيد كوينتين
كان من الصعب عليها ان تنادي والدي سليد باسميهما المجرد ولكنهما اصرا خلال العشاء طوال السهره حتى اضطرت للخضوع لطلبهما اما ان تتخلى عن سيمون فهذا لن يكون ولو على جثتها
تدخل سليد قائلا
.
-ان شارون مخلصه جدا ل سيمون يا ابي
حدج والده بنظره مليئه بالمعاني الخفيه التي لم تفت على الشابه ولا على كوينتين نفسه الذي قال مبتسما
-ان الاخلاص فضيله تستحق الاعجاب لقد فزت بفتاه جديره بالاحترام ذات مثل عليا ياولدي وسيسعدني مع الايام ان تنقل هذه الفضيله الى اسرتنا
همهم جيد
.
-مع عقد بيع الارض
كان قد تحدث بصوت منخفض جدا لم يسمعه احد ولكن شارون استطاعت ان تقرا شفتيه وهو امر سهل لانها استشفت مايدور بعقولهم
كانت السهره هازله وتمثيليه فاشله ولم يستطع ال رامزي ان يخفوا شعورهم الحقيقي نحوها ولا عن رغباتهم في اقتناص نصيبها في ارض المركز التجاري
كان الحماس الذي حاولوا ان يبقوا عليه طوال السهره قد سقط فجاه وخانت الشجاعه شارون وودت ان تكون وسط اسرتها والا تظل باستمرار على حذرها ادركت ان سليد كان يراقبها باستمرار وهذه المره لم يبتسم لها انما مال على مقعدها ودس عينيه في اعماق عينيها وكانه يريد ان يمتص قواها
.
-من فضلك ياسيدي!
فزعت شارون اما صوت المراه التي تعما مديره منزل رامزي وهي مكسيكيه الاصل اخذ ال رامزي يحدقون في الخادمه الصغيره التي بدت متوتره
سالت نولا
-نعم يادولوريس ماذا هنا؟
كان من الواضح ان الفتاه مضطربه وعبرت بصوت متقع
.
-الانسه اليكساندرا في مدخل الباب ولقد قلت لها ان لديهم زائره ولكنها رفضت الرحيل
ران الصمت محرج على الشرفه من تاثير الصدمه الاولى واخذت شارون تدرس ال رامزي
-كان جبين سليد قلقا وبدت فانيسا متضايقه وريكي غير مصدق وراد مذهولا اما كوينتين ونولا وجيد فقد كانوا غير مسيطرين على اعصابهم وثورتهم
كان اول المتكلمين هو كوينتين
.
-قولي لها يا دولوريس ...
جاء ظهور شابه فاتنه ذات شعر احمر ليمنعه من تكمله عبارته
زمجر ريكي
.



-اليسكاندرا!
كانت اليكساندرا على جمال جدير بان يظهر على صفحات مجلات الجمال والموضه ولم يترك ثوبها اي فرصه الا وظهر جمال جسدها
قرب سليد مقعده دون وعي من مقعد شارون وتحدث مع القادمه بصوت باهت
-ماذا تفعلين هنا يا اليكساندرا؟!
اجابته بصوت ساخن
.
-لقد اخبرتني فانيسا ان عندكم حفل استقبال الليله
تحولت انظار الجميع نحو المذكوره في اتهام والتي سارعت بالدفاع عن نفسها قائله
.
-انا لم ادعها لقد اخبرتها فقط بالخبر بان خطيبه سليد الجديده ستتعشى عندنا هذا المساء
لاحظت شارون اضطراب ال رامزي لقد جاءت هذه الدخيله لتكشف الحيات على حقيقتها ودت لو تضحك من سخريه الموقف وهي تفكر ان مضيفيها لن يستسغيوا روح الفاكهه التي تنطوي عليها الموقف
ذكرتها طريقه معاملتهم للشابه ماديسون بنفس الطريقه التي عاملوا بها ال برادي من اسابيع قليله مضت كل ما يعد به امام ال رامزي وطموحهم في استعاده ميرات اوجيستا يستحق نفس المعامله ولما كانت اليكساندرا قد اصبحت بدورها عقبه فقد انزلوا غضبهم عليها
نهضت نولا وجلست بجوار شارون وقالت
.
-اليكساندرا انا فخور بان اقدم لك الشابه الرائعه التي اختارها ابننا زوجه له ..شارون ياعزيزتي اقدم لك اليكساندرا ماديسون رفيقه الكليه ل فانيسا
قال سليد موضحا
-ان شارون تعرف يا امي انني واليكساندرا كنا مخطوبين
اضاف راد
.
-لقد فسخا خطبتهما من قرون
علق موينتين
-نعم ان الانسه ماديسون لم تعد سوى قطعه ضئيله في تاريخ رامزي
بدت اليكساندرا مذهوله من انقلاب كل عائله رامزي كان من الواضح انها مجروحه واحست شارون بالشقه عليها لابد انه من المؤلم ان ترى نفسها ملفوظه من كل العائله التي استقبلتها من ايام ليست بعيده-بذراعين مفتوحتين
تدخلت اليكساندرا بوت مرتجف
.
-هل يمكنني ان احدثك لحظه يا سليد
-بصراحه ياليكساندرا لا اظن ان هناك مايستحق ان نتحدث فيه
بدا سليد غير متاثر على الاطلاق باحزان خطيبه السابقه ولا بجمالها الاستثنائي بل بدا ملولا
.
-ارجوك سليد
منعها كوينتين من تمله حديثها
-ياطفلتيالعزيزه كما ترين فان سليد مشغول هل تسمحين يا فانيسا باصطحاب صديقتك؟
نهضت فانيسا في تكاسل وصحبت الشابه التعيسه وساد الصمت ثقيل الى ان غادرتا الشرفه ثم بدا الكل يسهبون في حديث عن وصول الفتاه غير المتوقع مع عدم اكتراث سليد بها
اخفى سليد وجهه بين كفيه
.
قالت شارون وقد احست بالتعب فجاه
-هل يمكن ان تعذروني لحظه؟
اخذت تتمشى في الدور الارضي كام من الممكن ان تظل وسط الدار الفسيحه التي تصلح متحفا او فندقا ضخما
.
وصل الى اسماعها صوت فانيسا فتكتمت انفاسها
-بحق السماء يالكساندرا انت مجنونه كيف تجرات على الحضور الى هنا هذا المساء؟كان بامكانك ان تفسدي كل شئ
عضت شارون على شفتيها وهي لاتدري ان كانت تكشف عن وجودها ام تحاول الابتعاد خيه
.
احتجت اليكساندرا
-ان سليد سيتزوج تلك الفتاه يافانيسا انا لا استطيع ان اسمح بحدوث ذلك
لم ترغب شارون ان تسمع اكثر من ذلك ولكنها عاجزه عن الخروج من مكمنها
.
صاحت اليسكانددرا
-انت تعلمين كم اود ان يعود الي
-لاتحاولي خداعي انت لم تبدئي في حب سليد الا عندما جعلك تدركين انك لن تناليه على ايه حال سليد لم يفكر ابدا في الزواج بك
وانما التحدي هو الذي كان يهمه ولاصله لذلك بالحب
.
-تذكري يا فانيسا انك كنت متفقه معي على قطع علاقتي ب سليد ولكم منذ ان انقطعت علاقتنا تغير سليد تمام..انه اصبح مثيرا
قاطعتها فانيسا بقسوه عائله رامزي
.
-غير متوقع الافعال وقاس...بالضبط النوع الذي تحبينه يا صغيرتي والمشكله هي ان سليد لم يعد كما كان وهو يقوم بدور لا يلائمه ان سليد اخي وقد سببت له التعاسه وحاولت ان تجعليه شخصا اخر
-لاتقولي لي ان تلك الشقراء التافهه ستسعده
-هذا ممكن جدا انها تبدو راسخه القدمين وهو ما يسر اخي انها ليست من النوع الذي يثير المشاكل والا لاثارت مشكله عند وصولك وانت حضرت لاثاره مشكله اليس كذلك ياليكساندرا؟
-هيي يافانيسا ان السبب الوحيد لحماسك بشان زواج سليد من شارون وهو انها تمتلك ربع الارض المركز التجاري ولو كنت املكه انا لتحمست لزواجي باخيك
ضمت شارون قبضتها وكتمت انفاسها انتظار لرد فانيسا الذي جاء مقتضبا وباردا كالثلج
.
-ولكنه ليس ملكك وانما ملكها هي وستتزوج ب سليد الذي سيباركه كل ال رامزي من صميم قلوبهم
ارتجفت اليكساندرا قبل ان تصيح
.
-كان لابد ان توقع ذلك لاتعتقدي انني اعترف بالهزيمه لقد نجحتم في استرداد نصيب هذه الساذجه وانا انويان اغزو قلب سليد ثانيه
-ها نحن قد عدنا..الى تحد جديد...ورجل متزوج كم هذا مثير وخطر...وهذه طبيعتك ياليكساندرا
.
-لن يكون الامر سهلا فهي فتاه ذات اخلاق وحب مانعرفه انه لم يكن اي شئ سهلا بالنسبه لها ولكنها استطاعت التحمل والنجاح وهي تستحق الاحترام
تصارعت كلمات الشابتين في راس شارون لقد قالتا الحقيقه عنها واضافت هي حقيقه وهي انها تحب سليد وتحب اسرتها المسؤوله منها فهل يمكن ان تصبح تلك الحقيقتان حقيقه واحده؟

زونار 16-06-09 11:14 PM

الفصل الحادى عشر



كانت شارون مشغوله بافكارها لدرجة انها لم تسمع فانيسا واليكساندرا تتبادرن الوداع الفاتر ولم تسمع سليد وهو يقترب منها صاح يغيظها
"اخيرا وجدتك ماذا تفعلين هنا ؟لقد كنا نتساءل مالذى جرى لك؟"
فزعت ودهشت .قال لها سليد فى رقه"
"لم ارغب ان اسبب لك القلق ياعزيزتى فيم تفكرين؟"
-"فى اشياء عديده"
"انا اسف لحضور اليكساندرا هذا المساءلا بد ان تعلمى........"
قاطعته قائلهوهى تتذكر كلمات فانيسا:
"لقد بدت عصبيه للغايه عند وصولها ولا اعتقد انها كانت على استعداد لفضيحه"
-"انها لم تستطع ان تفعلها مع اسفها الشديد ان اليكساندرا لها ولع بالماسى واعتبرها صبيانيه ومثيرة للملل لقد تصرفت بطريقه رائعه يا شارون بكرامه وعزة نفس والاسرة لم تكف عن ابدلء اعجابها وانا طبعا اكثرهم اعجابا هيا بنا"
نظرت اليه متسائله فانفجر ضاحكا وقال شارحا

.

"تعالى الى بيتى"
نظرت اليه غير مصدقه فاستانف قائلا:
"نعم فى بيتى انا حيث سنعيش بعد الزواج وهو على بعد خطوتين من الجامعه ويمكنك الذهاب على قدميك لحضور المحاضرات هل هذا يناسبك ياسيده رامزى؟"
-"السيده رامزى اه لو كان الامر سهلا"
جاء صوت راد الخشن ليقطع لحظات الاحلام:
"اسف لقطع حديث الروح ولكن كل الناس اعصابهم متوتره يريدون ان يعرفوا اين شارون"
قالت:"هيا بنا ننضم اليهم ياسليد"
همهم فى غيظ"حسنا"
"دقيقه واحده اريد ان احدثك ياشارون"
كان راد عصبيا وسبق ان اخبرها سليد ان شقيقه يمكن ان يكون عاطفيا وان كان يخفى صفاته الطيبه تحت قناع من الوقاحه قال راد:
"احب ان اقول لك ياشارون اننا لم نكن لطفاء نحو شقيقاتك وابنتى اختك واريد ان اقول......."
انقطع صوته وفهمت شارون انه يريد الاعتذار
"شكرا راد هيا بنا الان"
كان الاخوه رامزى منهمكين فى نقاش حاد حول مزايا كل فريق من فرق كرة القدم فى المدينه انتهزت شارون الفرصه لتترك سليد وذهبت بجوار كوينتين قالت له راجيه:
"هل يمكن ان تمنحنى بضع لحظات" "طبعا ياطفلتى"
نهض واحاطها بذراعه فى حنان ابوى وصحبها الى الصالونات الصغيره المطله على الشرفه:
"انه يوم عظيم بالنسبه لى يا ابنتى العزيزة ان ابنى سيتزوج "
"وريثة عمتك اوجيستا"


لم يحاول رجل الصناعه ان يخفى ذلك وقال شارحا:
"لم اشاهد ابى وعمتى ابدا فى حاله اتفاق ولم انجح ابدا فى معرفة الدافع لشجارهما واحيانا اتساءل هل هما يتذكران هذا الدافع؟ولكنهما كانا عنيدين واصبح عداؤهما المتبادل طبيعه ثانيه لديهما والان انتهى كل شىء باختفاء الاثنين "
اعترضت:"ان الامر فى الحقيقه لم ينته بعد ولن ينتهى الا عندما اصبح حاملة لقب صاحبة ارض العمه اوجيستا ان هذه الارض تقف عقبه بينى وبين سليد ولا اريد ان اسمع عنها بعد الان وما دمت لن استطيع التخلص منها فلن نصبح انا وهو احرارا"
وافقها كوينتين بابتسامه واسعه :"اننى متفهم لذلك يا ابنتى العزيزة ومن صباح الغد وعند اول ضوء سيحرر محامى عقد نقل الملكيه"
"ان محاميتى سيمون ستقوم بعملية البيع باسمى وسافهمها اننى لا اريد قرشا واحدا اكثر من الثمن الحقيقى للارض"
اصبح وجهه كالجرانيت وقال"منذ اسابيع قليله كنت على استعداد لبيعها بخمسة وعشرون الف دولار بدلا من خمسة وسبعين الف لتحققى السلام بينى وبين ابنى اين ذهبت هذه العاطفه الكريمه؟هل افسدتها السلطه؟"

.


"لا اظن ذلك ولكن يجب ان تعترف اننى افقد صوابى لو بعت الارض مقابل خمسة وعشرين الف دولار فقطفى حين اننى اعرف قيمتها الحقيقيه"
"وساكون احمق لو اعطيتك الاف الدولارات من اجل ارض كان من المفترض ان تكون ملكنا يا انستى العزيزة والتى ستصبح ملكنا فى اللحظه التى تتزوجين فيها ابننا ولا تخافى لاننى لن اخبره بعملية الابتزاز التى قمت بها الان فانت لست سوى طفله ساذجه"
"لا ياسيد رامزى لست طفله ولا يمكن ان تتهمنى بالابتزاز ولكنى انا التى استطيع ان اتهمك لقد اعطتنى اوجيستا هذه الارض لكى اؤمن حياة اسرتى ومن الطيش ان اعطيها لك بكل بساطه"
"عائلتك؟هيا يافتاه اذا كان هذا مايسبب لك القلق فيمكنا ان نعطيهم مبلغ معين كل شهر ؟"
احمر جبينها غضباوشعورا بالمهانه وردت:
"هل تعنى مبلغ احسان؟ اعانات لا تقدمها الحكومه وانما عائلة رامزى ؟وبشرط ان تخضع اخواتى لارادتك الطيبه ولن يكون لهن اى حريه"
"هيا سليد يهتم بحاجاتكن وسنسهر على ان تنال شقيقاتك زيجات طيبه ان الشابات لسن فى حاجه الى اموال كثيره وسيعثرن على ازواج يعطونهن ما يحتجن اليه"

فكرت شارون لماذا هجرت العمه اوجيستا تكساس واخاها من وقت طويل . وصل سليد فطلبت منه ان يعيدها الى الفندق واحس بالضيق وقال لها:
"لقد اردت ان تبقى معى هذه الليله ياعزيزتى"
"انا متعبه يا سليد "
"ان زيارة اليكساندرا غير المتوقعه اغضبتك اليس كذلك؟ولهذا السبب لا تريدين قضاء الليله معى انا دافعت عن حبى وانت تعرفين جيدا"
"هذا ما قالته فانيسا" "الحق مع فانيسا تماما"
انه يتساءل كيف يقنع شارون بصدق انها دائما لا تثق به امسك بيديها وسالها :
"هل تحبين ان نتناول الغداء معا غدا؟"


"فكرة ممتازه"
"وبعدها نذهب لاختيار خاتم الزواج اننى اريج ان تلبسى مايثبت للعالم انك لى ......."
دهش عندما قبلت شارون رمز الزواج الذى رفضته من قبل لقد بدا يستعيد الامل احست فجاه برغبه بالبكاء وبذلت جهدا جبارا لتمنع دموعها انه سيعرف ساعه الغداء
فى منتصف نهار اليوم التالى وهما سائران متشابكين اليدين فى بهو الفندق سالته شارون:
"اين سنذهب للغداء؟"
من السهل عليها ان تعلنه الخبر فى مكان هادىء واقترحت عليه قاعه الفندق ابتسم سليد بغموض وقال:
"اعرف مكانا هادئا خاصا والطعام ممتاز اكثر من هنا"
لم تقل كلمه طوال الرحله توقفا اخيرا فى شارع ظليل امام منزل قديم ساحر سالته:
"هل هذا هو المطعم؟" "هذا بيتى ياشارون"
هبط ليفتح لها الباب كانت صامته تماما نظر اليها واحس بالقلق تساءل ان كان رفضها ان تظل معه ليلة امس هو ايضا نوم من التمنع الذى يزيد رغبته فيها؟انها على الاقل لن ترفض طلبه مرة ثانيه اكفهر وجهه امام هذا الاحتمال احست شارون بغصه وهى تتركه يقودها "هل سنتغدى؟"
"ان الثلاجه مليئه باشياء شهيه وانا واثق من اننا سنعثر على اللازم"


.

حدجته بنظرة جانبيه لقد كان غاضبا وبدا قلبها يدق بشده انها ستجد صعوبه فى التحدث معه قادها الى الصالون الصغير اخذت شارون نفسا عميقا وفتحت حقيبه يدها واخرجت المستند الذى حررته سيمون والموثق كانت يداها ترتجفان
"قبل اى شىء ياسليد اريد ان تعرف اننى احبكك واننى احب الزواج بك "
قالت هذا الاعلان وكانها تلقى خطبه مما اثر فى سليد سارع نحوها ووجهه مشرق:
"ياحبيبتى انت لا تعرفين الى اى مدى انا سعيد "
تناثرت الاوراق على الارض .استطرد قائلا :
"لقد عرفت ياعزيزتى لماذا كنت عصبيه من قليل لقد قررت الا تنتظرى وتقبلى طلبى على اية حال ان ماجرى بيننا جعلك تترددين فى اتخاذ هذا القرار"

نظرت اليه شارون دون ان تقول شيئا ثم انحنت وجعت المستندات سالها:
"ماذا حدث يا حبيبتى؟"
"اريد منك ان تقرا هذه واريدك ان تفهم اننى ساتفهم الامر لو رفضت الزواج بى"
قال بعد ان قراها "حسب هذا المستند فان اختك ايلين تمتلك الان الحقوق فى الاراضى التى تركتها العمه اوجيستا"
قال تصحح معلوماته "هناك حقوق باسم ايلين وتارا وكولين ونانسى والصغيرتين وانا بحيث لن نعتمد على احد ولا حتى كل منا على الاخرىوستكون سيمون هى مستشارتنا القانونيه فى ادارة الاموال اننى لم استطع ان اترك شقيقاتى تحت رحمتكم اننى لا استطيع ان اهب الارض ببساطه لانى عاشقه لك لابد ان ادافع عن مصالح اسرتى"


"لم تحسى بالحاجه لان تشرحى لى كل هذا وان تطلبى منى مساعدتك؟"
"لقد كنا خاضعين لاسرتنا وليس امامنا حرية الاختيار امام هذا"
"لقد تقرر اختيارى عندما طلبت منك الزواج"
"وقتها كان حول عنقى عقد بخمسه وعشرين مليون دولارانا لا اعتبر ان طلبك تم فى حريه"

قال بعد صمت طويل "اتدركين انك جعلت من ايلين اغنى امراه فى هيوستن "
تجرات شارون على النظر اليه كان يبتسم "ارجو ان لا تقول اننى مجنونه لاننى تخليت عن ثروتى ؟"
"لست مجنونه انت كريمه وواقعيه ولديك الشعور بالمسؤوليه اننى لم اكن ساسمح ان يحصل ابى على الارض بثمن بخس اننى افهم لماذا لم تقولى شيئا لقد تعودت على مواجهه مصاعبك بنفسك ولكن كل ذلك انتهى ربما سيستغرق الامر وقتا طويلا ولكنك ستنتهين الى ان تعلمى اننى موجود هنا من اجل العنايه بك"
"لقد قلت يا حبيبتى انت زوجه احلامى وكل ما تمنيت ان احصل عليه "
"لقد قالت اليكساندرا انها ستطاردك اذا تزوجتنى"

.


"يالهى لقد حميتنى من تلك العقرب واضمن لك انها سرعان ما ستفقد اهتمامها بى عندما تجدنى سعيدا فى زواجى عاشقا لزوجتى"
"احبك ياسليد" "احبك ياشارون ماذا سنصنع الان؟"
"الم نكن ننوى تناول الغداء؟"
"ساريك المنزل اولا وحجرتنا فى الدور الاول وبنات برادى سيقمن فى الجناح الاخر وكل حجرة ملحق بها حمام ولا داعى لتعلميننى بذلك"
"فى الحقيقه لم افكر فى ذلك بعد"
"لقد رتبت بحيث تقيد نانسى وكولين فى نفس كلية اخى ريكى وستذهب تارا الى الجامعه القريبه من هنا اما ايلين فقد اعطيتها الامكانيات لتفعل ما تشاء"

نظرت اليه وهى مجنونه بحبه وسالته"هل ستسامحنى عائلتك فى يوم ما؟"
ابتسم وبدت عليه قوة والاقناع على عكس ال رامزى ثم قال:
"اقسم لك ياشارون انك ستقابلين بالترحاب والحب"
لمعت عينا شارون من السعاده ثم قالت"على اية حال كونى شقيقه المالكه الجديده لربع المركز التجارى يجعل لى قيمه"
"ان قيمتك كبيرة يا خطيبتى الغاليه لقد صنع حبك منى رجلا يعد اسعد رجل فى العالم"

زونار 16-06-09 11:16 PM

تمت بحمد الله
:cool::p

me me 17-06-09 03:14 PM

رااااااااااااائعة

ألف شكر لمجهودك

linka 17-06-09 07:03 PM

ميرسى عزيزتى زونار القصة روعة


مستنين جديدك:55:

april rose 18-06-09 02:15 PM

Thank u so so much. & i wish u all happeness

المحروسه 19-06-09 06:02 AM

لمكى منى جزيل الشكر والتقدير:)

sassou 19-06-09 02:52 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا بصراحة دخلت على صفحات الرواية لأني عجبني كثير إسمك يا أخت زونار ونا متأكدة إنك إسم على مسمى لذلك أرسلت لك طلب صداقة أنا سلوى من تونس إن شاءلله تقبلي صداقتي
وعلى كل حال الله يعطيك ألف عافية على المجهود وعلى كتابة الرواية

زونار 19-06-09 04:23 PM

me me linka april roseمشكورين على مروركم الرائع وردكم الاحلى تقبلو تحياتى

زونار 19-06-09 04:25 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة sassou (المشاركة 1987166)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا بصراحة دخلت على صفحات الرواية لأني عجبني كثير إسمك يا أخت زونار ونا متأكدة إنك إسم على مسمى لذلك أرسلت لك طلب صداقة أنا سلوى من تونس إن شاءلله تقبلي صداقتي
وعلى كل حال الله يعطيك ألف عافية على المجهود وعلى كتابة الرواية



اختى الغالية يشرفنى صداقتك و لك خالص تحياتى يسلمو ع المرور والرد الرائع

زونار 19-06-09 04:26 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المحروسه (المشاركة 1986902)
لمكى منى جزيل الشكر والتقدير:)




مشكورة دمتى بود

قصائد 19-06-09 05:56 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الرواية مرة روعة

عيون عسلية 20-06-09 03:22 AM

يسلموا علي الراوية الرائعة
يعطيك العافية

مدى الحياة 24-06-09 01:28 PM

الشكر الجزيل على الرواية الأكثر من رائعة
بصراحة استمتعت بقراءتها كثير ...............

جمرةغضي 03-07-09 10:22 AM

براااااااااااااااااااااااااافوووووووووووووووو:55:

ملعوزة الشلة 06-07-09 09:09 AM

ثاااااااااااانكس رووعه ^^

lilipop 07-07-09 02:05 AM

:rfb04470::rfb04470:الرواية واااااااااااااااااااااو جناااااااان تسلم يدينك على تنزيلها

mee mee 08-09-09 03:50 AM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

قماري طيبة 12-09-09 08:45 PM

رواية اكثر من رائعة عزيزتي سلمت يداك عليها

زهرة الماس 28-11-09 09:49 PM

يسلموووووووووووووووووووووو0000000000تحياتي لك

وفاء حسين سلطان 15-12-09 04:56 PM

مشكــــــــــــــــــــــــورررررررررررةة

AZAHEER 13-02-10 01:16 AM

مشكووووووووووورة يا عسسسسسسل

الجبل الاخضر 14-02-10 12:41 AM

تسلم ونتظرجديدك وشششششششككككرررراااااااااااااااا

snow whight 25-02-10 02:21 PM

\[COLOR="Purple"][/بدايه موفقه وشكرا على المجهود:)

snow whight 25-02-10 04:34 PM

جميله ميرسى

انسى العالم 19-03-10 09:44 AM


يعطيك الف عافيه
روايه اكثر من رائعه
يسلمواا,,انسى العالم

alwasn 20-03-10 11:36 PM

يعطيك العافية

الجنية السمراء 23-03-10 01:59 PM

الله يعطيك الف الف عافية



تسلم الايادي



:55:
:55::55:
:55::55::55:

gaviotta 27-03-10 02:19 PM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

كوكب الزهره 22-05-10 08:09 PM

مشكوووووووووووووووووووووووره ويعطيكي الف عافيه على مجهودك

arsh 27-05-10 02:03 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

الماس الشام 19-10-10 08:50 AM

فتشي عن نفسك داخل قلبي
وفي جوارحي ..بين اضلعي....
تحت جفوني

اصنعي حظي بيدك
فليس لي حظ بدونك
فانت حظي وفرحتي ونشوتي.... وجنوني

اغمري جسدي بروحك
وارسمي امام وجهي طيفك
كي لا يحيد بصري عنك
او تزل يميني

خذ كل شيء يخص حياتي
حبا كان او غزل او نثرا عاشقا لفتاة


يعجز القلم عن كتابة كلمات الشكر

لانها لا توفيك حقك لذلك ادعو الله تعالى

ان يسعد قلبك ويرزقك من حيث لا تحتسب

وان يمد في عمرك وان يعطيك كل ماتتمنى

ساكنه 11-12-10 06:43 PM

وااااو بجد مذهلة مشكوووووووووورة واحلا وارق تحية اهديهااليك ياعسل ودمتي لي في قلبي سكنة:flowers2::liilas::55::lol:

ساكنه 11-12-10 09:12 PM

مشكوووووووووووووووووووووورة من اعماااااااااااااق قلوبنا الك ياالغااااااااااالية وخالص اشكر ودمتي لنا في قلوبنا سكنة:f63::f63::f63::rdd12zp1::party::mod195lr:

طيف السما 26-02-11 09:17 AM

شكرااااااااااااااااااااااااا مع نهايه مفاجئه ولكن ذكيه:8_4_134:

ربي اسالك الجنة 27-02-11 03:16 AM

يسلموووووووووووووووو :lol:

كتبيه 24-03-11 01:34 AM

رائعههههههههههههههههههههههههه :55: رائعهههههههههههههههههه :toot: رائعههههههههههههههههههههههههههه:party0033:

جنون العشق 25-03-11 07:04 AM

راااااااااائعة
تسلم الأيادي

زهرة منسية 25-04-11 10:45 PM

شكرآ اخى زونار اختيارك موفق الروايه رائـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــعه بارك الله فيك:55::55::55:

سماري كول 27-04-11 08:05 AM

يسلموا ع الروايه

ندى ندى 29-04-11 08:07 PM

رووووووووووووووووووووووووعه

fadi azar 23-05-11 04:24 PM

كتير حلوي ميرسي على مجهودك

الملآك القاسي 06-12-12 07:23 AM

رد: 586-محطم قلوب العذاري - هيلين شاندا - دار ميوزيك (كاملة)
 
شكــــراااا ع الرواااية يااا غاااالية

سنيوريتا 11-01-14 02:59 PM

رد: 586-محطم قلوب العذاري - هيلين شاندا - دار ميوزيك (كاملة)
 
حلوووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو ه

لبني سرالختم 01-06-15 09:57 PM

رد: 586 - محطم قلوب العذاري - هيلين شاندا - دار ميوزيك ( كاملة )
 
حلوووووووووووووووووووووووووووووون

هتونا 26-07-22 05:17 PM

رد: 586 - محطم قلوب العذاري - هيلين شاندا - دار ميوزيك ( كاملة )
 
حلوة بس احس ان فيها اجازاء باقي أخواتها لكل وحدة منهن قصةياليت كاتبة الرؤية تكتب عنهن لتصبح رواية متسلسل
متحمسة اعرف مصير أخواتها
احلا تحية واحلا شكر

سماري كول 08-08-22 11:48 PM

رد: 586 - محطم قلوب العذاري - هيلين شاندا - دار ميوزيك ( كاملة )
 
يسلموا على الرواية الحلوة


الساعة الآن 04:43 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية