منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   الارشيف (https://www.liilas.com/vb3/f183/)
-   -   قلـوب ضائعـة تجـري فـي سـاحـة الـغـدر الطـويـل (https://www.liilas.com/vb3/t112171.html)

H!LARY 29-05-09 02:32 PM

قلـوب ضائعـة تجـري فـي سـاحـة الـغـدر الطـويـل
 
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ..

مرحبًا بكم أيها الأعضاء ، و القراء الأعزاء ..

هذه روايتي الأولى التي دخلت بها عالم القصص ..
أتمنى أن تعجبكم و تحوز ع رضاكم..

للمعلومية فقط يتم نشرها حاليًا في أكثر من منتدى ..

و أنا أعرف باسمين ..
الأول " Ginny "
و الثاني " H!LARY "

و حتى الأن كتبت منها عشرة فصول ..


قصتي فيها شيء من الواقعية و الخيال ، مليئة بالمشاعر ..
حقيقة المشاعر القوية هي أساس القصة ..
جمعت فيها كل ما أحب في القصة ..

فأرجوا أن تستمتعوا في قرائتها ..

عادةً أنزل فصل كل أسبوع و في يوم الجمعة صباحًا بالتحديد ..
لكن في الظروف الطارئة أنزل فصل كل ثلاثة أسابع ..

سأنزل الأن الفصول العشرة الأولى ..
أنا متأملة منكم خيرًا في النقد و الرد البناء ، أو حتى مجرد تعليق عن الشخصيات ..

و أود أن أخبركم أن القصة بالعامية ..
في البداية كانت لهجتها مختلطة قليلًا لكنها تطورت للأفضل لاحقًا ..
فصبروا عليها قليلًا في الأجزاء الأولى ..

نبدأ بسم الله ..

H!LARY 29-05-09 02:34 PM

[ الفصل الأول ]


في أحد أرجاء المستشفى .. واقفة أناظر الباب ، يا رب لا ترجع اللي صار مرة ثانية ، كنت أنتحب و أنا أدعي .. فجأة طلع الدكتور و كانت ملامحه تكسوها البرود غير مبالي بحالتنا و خوفنا ، كأن الموقف عادي بالنسبة له ، دعيت ربي يا رب ارحمنا برحمتك ، اللهم لا أسألك رد القضاء لكن أسألك اللطف فيه ..

سمعت كلمات الدكتور المألوفة بالنسبة من كثر ما تكررت على مسامعي في أيام سابقة ..
الدكتور : عظم الله أجركم ..
طالعت أبوي و أخوي أتأكد من اللي سمعته ، كانت وجوههم جامدة ، مستحيل أكيد غلطت يمكن الموقف اختلط بذكرياتي القديمة ، قلت بصوت متردد مترجي أن الكلمات اللي سمعتها تكون وهم ..
: شو قلت ؟
عاد علي الكلمات و طعناتي تزيد مع صداها ..
الدكتور : عظم الله أجركم ..
شهقت بقوة ، ز كنت راح أطلق صرخة مكتومة ما انكتب لها تطلع ..و طحت على الأرض أهرب من مأساتي ..



أحس بثقل براسي ، ضباب .. كل ما أشوفه ضباب ، شوي شوي بدت الصورة تتوضح ، أنا في اكثر مكان اكرهه ، قعدت أتأمل الغرفة يا كثر ما قعدت و شفت في هالمستشفى ، ما يحتاج أوصف لكم الغرفة زي كل غرف المستشفيات تلوع الجبد ، بس ليش أنا في غرفة خاصة ، شو صار ؟

التفت شفت أخوي جالس يمي .. تنحنحت و قلت بصوت مبحوح : بـ ـدر ..

التفت لي بدر مستغرب ، و بانت علامات الفرح على ويهه بس بمثل سرعة ظهورها اختفت ، ناظرني شوي و ما طول هالنظرة ، بس حسسني إن في شي صار ، بس ما قلت شي استنيت ليمن تكلم ..

بدر : شلونج ريهـــــام ؟
يعني مستحيل أعرف من البداية لازم هالمقدمات ، بس رديت عليه بهدوء ..
ريهام : الحمد لله ..
سكت أفكر شوي ، بعدين قلت بسرعة ..
ريهام : حلفتك بالله يا خوي تقولي شو صار ..

أدري تقولون ما عندها تفاهم ، على طول حلفت عليه إجباري .. بس لا تلومني ، كان بدر يناظرني بعد هالحلف يفكر شلون يخبرني ، أما أنا كنت أناظره بدوري أحاول أطرد الفكرة اللي تدور في بالي ..

قال بدر بدون مقدمات لي : البندري يا ريهام ، البندري راحت وما عاد ترجع ..
تنهد بدر ، أما أنا قلت بسرعة و بهدوء عكس البراكين اللي بداخلي .. ريهام : الله يرحمها ..

قمت بسرعة من مكاني و عدلت حجابي و مسكت إيد بندر و هو ما مانع بالعكس رحب بي ..
و أنا أسير كنت أفكر و دموعي تسيل على خدودي بدون توقف ، اللي ما أتمناه صار اللي كنت أدعي في كل ليلة و في كل صلاة إن ما يصير صار ، البندري راحت و ما في شي راح يرجعها ..

اللي فهمته من بدر إني لما نقلولي الخبر طحت مفجوعة ، الظاهر إني نمت ساعتين و أبوي بعد ما أنهى كل الإجراءات رجع البيت ، أكيد يفكر في اللي صار ، الله يعينه و يعيني و يعين بدر و يصبرنا ..


ريهام ياسر [ ... ] 19 سنة
بدر ياسر [ ... ] 27 سنة
البندري ياسر [ ... ] 25 سنة
أبو بدر ( ياسر ) [ ... ] 52 سنة

وصلني بندر البيت طول الطريق كنت ساكتة ، أصلا في أحد يحب يتكلم في هالمواقف ، أول ما وصلنا ركضت على غرفة البندري يقولون الميت لين مات أهله ما يحبون يدخلون غرفته ، يكبر حزنهم فيها لكن أنا مو مثل الناس الميت مو أي أحد هاي حبيبتي البندري و أنا مشتاقة لها ..

فتحت الباب وبدت دموعي تنزل و أنا أناظر أغراضها ، غرفة البندري غرفة ناعمة مثل البندري ، كان أغلب لون الأثاث أصفر ، كان لونها المفضل كانت دايما تقول اللي إسمهم البندري يصلح لهم الأصفر ، آآآآه يالبندري أنا حبيت الأصفر لأنك حبيتيه ..

انسدحت على سريرها ، و أنا أشمه فيه ريحة عطر البندري ، من كان يصدق كانت تنام على هالسرير كل ليلة و إني خلاص ما عاد أقدر أشوفها ، من كان يتصور البندري حياة البيت تتركه ، ما عاشت كثير 25 سنة يا خسارة شبابش يالبندري ..

انتبهت على نفسي هذا يومها مكتوب عليها ، ما في أحد يقدر يغير هالشي .. الله يرحمك برحمته راحت للي أرحم منا عليها .. بس أنا حياتي كانت تدور حوالين البندري أول ما أصحى أركض لحجرتها أنادي : البندري قومي ..
قمت بسرعة من مكاني و أخذت قرآن البندري اللي كانت تقرأ فيه ، قعدت أقرأ و أرتل بصوت عذب طالع من قلب ، صج لين قالوا ما ينفع عند المصايب غير القرآن يعطي راحة للنفس ..

بعد ما خلصت رحت لغرفة بدر ، فتحت الباب و طليت براسي لقيته على السرير يناظر في الفراغ و في جفونه دمعة ، أول ما بدر إنتبه لي مسح بدر دمعته و قال : هلا ريهام دخلي ..

دوم يقولون دمعة الرجال مو سهل تنزل و إذا نزلت ما تنزل قدام الناس ..
دخلت و قفلت الباب و سألت السؤال اللي يدور في بالي : متى راح يدفنوها ؟
بدر : بكرة الفجر و العزا راح يكون في العصر ..
ريهام : خلاص معناها هي راحت صج ..

ما بكيت هالمرة بس كنت عاوزة أتعود على هالواقع ، تقربت من بدر و جلست يمه و هو تقرب مني و ضمني لصدره ..


في اليوم اللي بعده كان الخبر منتشر عند الجميع ، ففي الظهر زاروني عمتي و بنتها يساعدوني و ويواسوني في نفس الوقت ، سلمت على عمتي نورة و بنت عمتي سديم ، كان واضح الحزن بوجوههم ..
: عظم الله أجرتس ..
ريهام : أجرنا و أجركم ..
سديم : أول ما قدرنا نجي جيناش ..
ريهام : مشكورين ، ما قصرتوا ..

كان واضح بالنسبة لهم إني ما أريد أتكلم فاحترموا سكوتي و استأذنوا للمطبخ ، تقول عمتي راح تسوي لنا لقمة ناكلها مهما يكون لازم ناكل ، بس من له نفس ياكل ..
رحت المطبخ يمكن أتسلى شوي ، بس سمعتهم يتكلمون و من دون ما أحس قعدت أتسمع ..

سديم : الله يرحمها يمه ، أصلا كان معروف عند الكل من البداية إنها راح تموت من شخصها الدكتور بالسرطان كان موتها مأكد ..
العمة نورة : كل له يومه ، و هذا يومها مكتوب لها الله يساعدهم ، الأولى المرحومة أمهم و بعدين أختهم اتحملوا العذاب في المستشفى و في النهاية الثنتين ماتوا .

مع إني أدري عن هالكلام من زمان أدري إن الكل بنفسه يقوله ، بس ما تحملت أسمعه ..

راح أوضح لكم الأمور .. احنا فقدنا أمنا بعد تشخيصها بالسرطان بأيام معدودة كان السرطان تمكن من جسمها كله و ما ينفع معها العلاج بس أبوي ما سمع لهم و حاول يعالجها ، بس ما شي نفع و ماتت و كان عمري حينها ست سنين ..

بعد وفاة أمي تعلقت بالبندري كثير رغم أنها ما هي أكبر مني بكثير ، أحاول أعبي فراغ الأم فصارت أكثر من أخت لي أم و أخت و صديقة و كل شي ، بس السرطان تمكن منها مثل ما تمكن من أمي ، حينها كان عمرها أربع و عشرين سنة ، عاشت سنة من حياتها في المستشفى بس مثل ما شفتوا هي الثانية ماتت في النهاية..
كنت أتعذب لما كنت أشوفها تروح للمستشفى ، يوم عن يوم كانت تذبل بس ما كان بيدي شي غير إني أدعيلها بالشفاء ، مثل الحين ما بيدي شي غير إني ادعيلها بالرحمة ..

حبست نفسي في حجرتي و أنا أذكر يوم إكتشفنا إنها مريضة بالسرطان ، كنت دايما أدعي بسري إن الله يشافيها و أكون أنا مكانها ..

//

انفتح الباب و ركضت بسرعة لأبوي ، درت بعيوني أدور على البندري ، خفت كثير لما طاحت علينا كنت ألاحظ عليها هالأيام كثير تعبانة فكانت تقول : ما فيني شي ..
فما كنت اخذ بالي ..
ريهام : يبه فين البندري ؟
ياسر : البندري بعدها في المستشفى راح تبات هناك جيبي أغراض لك و لها ، راح تباتين معها ..

في ذاك الوقت كنت خايفة على البندري فما دققت بملامح أبوي و طرت فوق أجيب الأغراض ، بس لما وصلنا المستشفى دققت بملامحه و كانت ما تبشر بالخير ، يا ترى شو فيها البندري ؟ و ليش رقدوها في المستشفى ؟
و صلني أبوي الغرفة و تركني بس ما قال لي إيش راح يعمل ، دخلت و أنا متوترة بس لما شفت البندري جالسة على السرير و تناظرني ارتحت شوي ، تقربت منها و قلت لها بسرعة : البندري ، إنت كويسة ؟ شو قالوا لج ؟
البندري : الناس يسلموا أول ما يدخلوا ..
ريهام : ما تتركين قواعدش حتى و انتي في المستشفى ، السلام عليكم ..
البندري : و عليكم السلام ، الحين أحسن و راح أجاوبج على أسئلتش، أولا: أنا الحمد لله كويسة شكرا ، ثانيا : ما قالوا لي شي ..
ريهام : عيل بروح أسأل ..
ما أدري ليه كنت خايفة أن يكون في البندري شي ، أول دكتور شفته سألته ..
ريهام : السلام عليكم ، لو سمحت أنت دكتور المريضة البندري ياسر [ ... ] هي مرقدة هني اليوم جبناها..
الدكتور : و عليكم السلام ، ايه أنا قبل شوي استلمت نتائج التحاليل ..
ريهام : و شو فيها ..
الدكتور : هي معاها السرطان ..
مشى عني الدكتور و تركني أواجه صدمتي ، فقدت توازني و تسندت على الجدار ، و أنا أذكر البندر شلون كانت كويسة ما يبين عليها شي ، قمة في النعومة و الجمال و معاها السرطان ..
و فارس شو راح يسوي و هل البندري راح تموت و تتركنا مثل أمي ، عند هالفكرة ما قدرت أتحمل و كنت بطيح على الأرض لولا إيدين امسكوني ، رفعت راسي أشوف الشخص اللي مسكني ، حفظت ملامح وجهه الجميلة القمة بالوسامة بعدين رحت لعالم ثاني ، و الظاهر بعدها نقلوني لغرفة من الغرف .

//

عمتي نورة [ ... ] 42 سنة
سديم بنت نورة [ ... ] 23 سنة
فارس ؟؟؟

نهاية الفصل الأول

H!LARY 29-05-09 02:39 PM

[ الفصل الثاني ]


طلعت من العمل و أنا هلكان من التعب ، كنت مرتاح في الإجازة بس يوم واحد يقدر يرجع هالتعب حتى لو ما تحركت من المكتب ، و رئيسي سمح أستأذن الظاهر كانت محاولة منه إنه يعتذر لأنه قطع إجازتي ، أنا أحمد ربي أن رئيسي مو من النوع غير المتسامح الي يكرف كراف..
وصلت البيت وقفت سيارتي في موقفها الخاص ، و دخلت البيت و صعدت لغرفتي مباشرة ، كنت مستغرب إني ما صادفت أحد في طريقي ، بس راح كل استغرابي لما فتحت الباب ..
: الوليد وصل ..
كانت أختي الصغيرة غلا ، و كان معاها التوأم بيان و ليان ، أنا كنت أريد أنام لكن الظاهر أني ما راح أقدر ، بصراحة أنا ما كنت معصب أو مستغرب من وجودهم ، أنا كنت فرحان إني راح أقعد معاهم شوي ..

بيان : شلونك الوليد ؟
الوليد : الحمد لله ، كيفكم انتم ؟
ليان : كل صحة وعافية ، الوليد إحنا ملينا من جو هالبيت ، و أعتقد إنك أكثر واحد متأزم منه ..
بيان : إيه الوليد خلينا نطلع مع بعض من دون ما أحد يحس فينا ، نتمشى ونستانس شوي و إنت راح ترتاح هناك أكثر ..

الوليد : بس إنتوا بالطريقة هذي ما راح ترتاحون ، و راح تتعاقبون ..
بيان : إنت أخونا ، و هذا من حقنا و حقك ..
الوليد : أوكيه ، أنا ما عندي مانع ، و بصراحة أنا كنت موافق من البداية بس أخاف تتحسفون بعدين إنكم طلعتوا معي ..
غلا : أكيد ، لا ..

ناظرت غلا ، و أنا أبتسم هالكلام ما توقعته منها بالذات ، لأنها صغيرة و توقعت إنها راح تخاف من العقاب ، بس الظاهر أنا ما قدرت أفهم خواتي ..
ليان : شفت حتى غلا موافقة ، و ما مانعت أبد ..
الوليد : اوكيه ، يلا روحوا تجهزوا ..

أكيد راح تستغربون كلامنا ، لكن هذه الحقيقة و من الصعب إن نتقبلها ، أنا مو مستعد أشرح و أفسر ، يمكن ما أحب أفكر في هالموضوع ألحين و أكدر نفسي ، مثل ما يقولون كل شي بوقته حلو ، و في الوقت المناسب راح تفهمون ..


سألت بعد ما شغلت السيارة و مشينا ..
الوليد : وين تبون تروحون ، ما قلتولي ؟
غلا : أبي أروح الملاهي ..
الوليد : و هذي ما تركت هالسالفة ، كل مرة تبي تروح الملاهي ..
بيان : اللي يسمع يقول أنك تطاوعها و توديها كل مرة ..
الوليد : و أنا قلت شي عاد ، تبون تروحون قولوا ، آمري آنسة بيان ..
بيان : لا شكرًا ، المرة القادمة أفضل ، بصراحة مالي خلق ..
الوليد : عجل وين تبون ؟
ليان : شرايكم ، أنروح المول ، أحلى ..
بيان : ايه كذا أنا موافقة ..
الوليد : و أنا موافق ، بس لا تفرفرون راسي بالدوارة ، كم مكان و خلاص ..
ليان : أوكيه ..

تمشينا في المول بصراحة البنات ما تعبوني و التزموا كلامي و ما وجعوا راسي مثل ما قلت لهم ، بس هذا ما منعهم يتسوقوا ..
ليان : الوليد بلييز ، خلنا نروح ناكل في واحد من المقاهي ، في واحد جديد فاتحينه و أنا نفسي من زمان أجربه ..
بيان : ايه الوليد خلنا نروح ، أنا جعت و كمان غلا ..
غمزت بعونها لغلا فقالت : ايه ايه ، كثير جوعانه أبي أكل ..
خلوني ابتسم غصب عني و قلت : أوكيه يلا ..

ما لحقت أكمل إلا دق جوالي ، رفعته و إبتسمت لما شفت الشاشة تنور باسم (( توأم روحي)) ..
رفعت السماعة و قلت : هلا و الله ..
.. : هلا فيك ..
الوليد : شخبارك ؟ من زمان عنك ..
.. : الحمد لله ، مشاغل الدنيا
كان صوته حزين كان فيه رنة غريبة ، ما طمنتني ، أكيد إنه إتصل علي عشان يهدي نفسه كعادته ، على قولته يرتاح إذا سمح صوتي حتى لو ما فضفض..
قلت بخوف : فارس صج شفيك ؟
فارس : الحمد لله ، بخير ..
الوليد : فارس تخبي علي ..
فارس : لا ، يالوليد مستحيل أخبي عليك ، بس قلبي ما يطاوعني أقول ..
الوليد : إنت بس فضفض لي ، و راح ترتاح صدقني ..
فارس : تهقى ..
الوليد : أكيد ..
سمعته ياخذ نفس عميق بعدين قال ..
: البندري راحت ..
الوليد : راحت وين ؟
فارس : راحت ، يعني راحت ..
الوليد : تقصد ..
فارس : ايه ..
الوليد : متى صار هالكلام ؟
فارس : ليلة البارحة ..
الوليد : الله يرحمها ، متى العزا ؟
فارس : بعد نص ساعة راح يبدي ، بس ليش ؟
الوليد : ليه ليش ؟ أكيد راح أحضر أعزي و خواتي راح يكونون معاي ..
فارس : مشكور يالوليد ، ما تقصر ..
الوليد : ما بيننا هالكلام يا فارس ..

سكرت عن فارس بعد مادلاني المكان ، و قلت للبنات ..
: يلا راح نطلع ألحين ..


الوليد فيصل [ ... ] 24سنة
فارس خالد [ ... ] 26سنة
بيان فيصل [ ... ] 19 سنة
ليان فيصل [ ... ] 19 سنة
غلا فيصل [ ... ] 9 سنين

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــ


صعدنا السيارة ، وحرك الوليد ، كنت أبي أعرف شو قال فارس للوليد عشان يغير رايه و يخلينا نطلع من المول و يغير مزاجه فقلت له بطريقة غير مباشرة: الوليد ، شفيك ؟ ليش غيرت رايك ، توك كنت موافق؟
الوليد : ما فيني شي بيان ، ، بس فارس إتصل علي من شوي ..
وصلت للي أبغاه ..
ليان : و هو شو يبي ؟
الوليد : هو ما يبي شي ، إحنا راح نروح نعزيهم ..
بيان : نعزيهم ! على منو ؟ منو مات ؟
الوليد : خطيبته لفارس ..
بيان : البندري !
سكت أنا أبلع صدمتي ، أما ليان قالت و هي تنغزني : هي ما هي خطيبته فسخوا الخطبة ، يعني ما ظل شي رسمي بينهم ..
قال الوليد بنفس طريقة النغز لكن بدون ما يحس عكس ليان : مهما يكون تظل بنت عمه ، و الكل يدري أنه فسخ الخطبة غصبًا عنه و أنه كان ينتظرها تشفى و راح يخطبها من جديد ..
حاولت ليان تخفف علي من دون ما يحس الوليد فقالت : الله يرحمها ، الظاهر ما كان له نصيب معها ..
الوليد : الظاهر هذا الصج ..

سكت من دون ما أقول شي أو أتعب نفسي بالتفكير ، ظليت أسمع لسوالف خواني لين ما و صلنا ..
نزلنا من السيارة على صوت الوليد : لما يخلص العزا اطلعوا ، و انتبهوا لغلا شكلها تعبت ..
ناظرنا غلا اللي كان مبين عليها التعب ..
ليان : أوكيه ..
دخلنا داخل البيت المخصص للحريم ، أما الوليد راح لعزا الرجال ، كان المكان زحمة و ممتليء تقريبًا ، سلمت على أهل البندري وحده وحده ، كانوا أهلها يبكون الظاهر لسه الصدمة مأثرة فيهم ، ظليت أسلم لين شفت وحدة مألوفة بالنسبة لي كانت جالسة في منتصف أهل البندري ، مما يدل على أنها من أهلها القريبن ، اللي شدني لها وجهها المألوف ، اللي كان فيه بعض أثار الدموع ، لمن وصلت لها و جنبي خواتي قلنا لها : عظم الله أجرش ..
.. : أجرنا و أجركم ..

بعد ما سمعت صوتها عرفتها فقلت على طول : ريهام !
ريهام : ايوه ريهام ، من معي ؟ إسمحيلي ما عرفتش ..
بيان : مسموحة حبيبتي ، أنا بيان ، و أختي ليان ، و الصغيرة غلا ..
ليان : بنات خالة فارس ..
يعني لازم تذكريني ، يا ليان ..
ريهام : إيه تذكرتكم ، كيفكم ؟ شو أخباركم ؟ ليش قطعتونا ؟
قلت لها بحزن صادق : كلن إنشغل بهمه ..
ميلت ريهام رأسها بحزن و قالت : صادقه ..
بعدها التفتت بسرعة تقرص خدود غلا ..
ريهام : كيفج يا حلوة ؟
قالت غلا بخجل غريب علينا : كويسة ..
ريهام : ما شاء الله كبرت كثير ..

استأذنا من ريهام و رحنا جلسنا ، و غرقت في أفكاري ..

أنا في عزا البندري ، البندري اللي تعلق فيها فارس و نقدر نقول إنه يحبها ، رغم إنه فضلها علي ، عمري ما تمنيت إنها تموت أو يصير لها شي ، و لما صابها السرطان ما فرحت بهالشي ، حزنت لها و لحال فارس اللي فسخ خطبته معها غصبًا عنه و وعدها إنه راح ياخذها بعد ما تشفى ، لكن الله ما كتب ..

يمكن في البداية كرهتها لكن لما عرفتها غصبًا عني حبيتها ..

أنا مو مخطوبة أو مكتوبة له مثل ما تتوقعون ، و لا كان كلام حريم ، لا ..
و مستحيل أتعلق في شخص لمجرد وسامته أو شكله أنا مو بهاذي التفاهة ، فارس ولد خالتي و رابي معانا نعرفه معرفة شخصية ..
لما كنا صغار كان فارس يحب يستقوي علي و يتحكم فيني ، كان يتعامل مع كل أخواني بشكل طبيعي أما أنا يحب يتحكم بكل صغيرة و كبيرة تخصني ، أما ليان كان يعاملها معاملة طبيعية ، و كل ما اشتكيت لهم منه قالوا : هذا فارس ما نقدر نقول شي ..
كنت دائمًا أسأل نفسي عن سبب تصرفاته معاي ، و كلام أهلي ، لكن ما جتني الجرأة أصرح بتساؤلاتي ، كنت في البداية أكرهه ، لكن اكتشفت مشاعري تجاهه و بأسوء طريقة لما بلغوني إن خطب بنت عمه إلي هي البندري ، و لما إكتشفت مشاعري إتجاهه حاولت أنساه لكن ما قدرت هو إمتلك مشاعري مثل ما امتلكني و تحكم فيني و أنا صغيرة ، و حطم مشاعري من دون ما يحس ..

يمكن تتسائلون شو كانت البندري بالنسبة إله هي كانت صديقة طفولته إلي حبها لما كبر بعكسي ...

لا تتوقعون إن فضل علي البندري بسبب إنها أجمل مني لا هو يعرفنا من كنا صغار ، و يعرف كيف كنا في صغرنا ، البندري معروفة بإنها كثير ناعمة ، كان جمالها ناعم أما أنا جمالي صارخ ، كل شي فيني يصرخ بالجمال عكس البندري إلي كانت تصرخ بالنعومة ..

لما قابلت البندري و حبيتها ، منعت نفسي إني أفكر بفارس أو بمشاعري إلي اكتشفتها تجاهه ، وعدت نفسي أن أول من يخطبني و يكون مناسب لي راح أوافق ، و أنهي مشاعري تجاه فارس ، حتى لما مرضت البندري و شخصوها بالسرطان و فصخوا الخطبة ما سمحت لنفسي أتعلق فيه و أخلف بوعدي ، لأن البندري لسه عايشة و ما راح أسمح لنفسي إني أخونها و لأني كنت أدري ان فارس لسه متعلق فيها و أنه فسخ الخطبة غصبًا عنه ، و أن أول ما تشفى كان راح يرجع يخطبها ..

لكن بعد ما ماتت البندري هل لي حق إني أفكر بفارس مرة ثانية و أخلف بوعدي ،حتى لو كان فيه إحتمال إن يظل على ذكرى البندري الله يرحمها ، أم أظل على الوعد ..


نهاية الفصل الثاني

H!LARY 29-05-09 02:42 PM

[ الفصل الثالث ]

سكرت اللاب توب و أنا أحس بالملل من هالروايات ، صار لي ساعة أبحث عن رواية حلوة و ما لقيت ، أصلًا هالموقع غير مشهور و رواياته قليله ..
طلعت من غرفتي و نزلت تحت ، دورت أمي ما لقيتها الظاهر طلعت ، أكيد تزور أحد من الجيران أو وحدة من صديقاتها اللي تعرفهم كالعادة ..
فبما إن البيت فاضي شغلت التلفزيون أتسلى شوي ، و يمكن ألاقي شي يعجبني فلقيت مسلسل جديد شكله حلو ، ما تابعته من قبل ..
مرت دقايق ما أحس نفسي إلا أعطس عطسة قوية تتبعها عطسة ثانية ، و بنفس الوقت فاجأني وجود فارس اللي قال : مو انت قلت أنك صرت أحسن ..
لفيت وجهي لناحيته و شفته يبتسم حمدت ربي في داخلي ، حالة فارس كثير تحسنت عن قبل ..
أنا : أيه أنا طبت بس ظل معي زكام خفيف ..
فارس : أول مرة أشوف واحد عنده زكام بس يعاطس ، الناس يصير عندها سيلان في الأنف ، انسداد أي شي غير العطس ..
أنا : هذا شي عادي بس أنت ما تعرف شي ، و تريد اطلع نفسك خبير غصب ..
فجأة ..
دق التلفون و كان قريب من فارس ، فرفع السماعة و قال : ألووو ..
: ...
: و عليكم السلام ..
بعدها بعد السماعة عن أذنه و قال : وحدة تبيك ..
قمت من مكاني و أخذت السماعة و قلت : ألووو
ما أسمع إلا صوت ..
: هلا ريماسوه ، لا تدقين و لا تسألين و لا نشوفك ما كأن عندك بنت خالة ، بس أنا قلت خلني أصير أحسن منك و أدق عليك ..
ريماس : بل بل بل ، كل هذا مرة وحدة ما تعرفين الناس أتسلم أول ..
: السلام عليكم ..
ريماس : و عليكم السلام ، هلا بيان ..
انتبهت على صوت فارس و هو يقولي : هذي بيان سلمي عليها ..
أووه نسيت إنه موجود الظاهر و كان يسمع اللي نقوله ، شفته يبتسم ما أدري لأن بيان اللي اتصلت و إلا على هبالها ..
قلت لها و أنا أتمنى أشوف ردة فعلها لما كلمها و لما راح أقولها إن يسلم عليها ..
ريماس : بيونه فارس يسلم عليك ..
بيان : قبل شوي سلم علي ، كم مرة يبي يسلم ؟

هذي وجه حب ، حبها كله غلط في غلط ، حبت بطريقة غلط و تتعامل مع الوضع بطريقة غلط ، لو هي ما قالت لي كان مستحيل أصدق ..
قلت له : تقول قبل شوي سلمت عليها ، كم مرة تبي تسلم ؟
ابتسم فارس ابتسامة أوسع من اللي قبلها ، و صعد فوق ..
رجعت السماعة و أنا أسمع بيان تقول : شو قال ؟
ريماش : يبتسم على هبالش ، شو تتوقعين يعني ؟
بيان : شو تبيني أسوي يعني ؟
قلت لها و كأني أنغزها : ليش متصلة على البيت ؟
تجاهلت مقصدي و قالت : إتصلت على موبايلش بس محد رد علي ..
ريماس : تذكرت ليش متصلة ..
بيان : أنا بس أبي أتمتع بسماع صوتك الحلو ..
ريماس : بيانووه ..
بيان : الصراحة الصراحة أبيك تجين معاي و مع ليان المول..
ريماس : بس ليه هالمرة بالذات ؟
بيان : لأن باقي على الجامعة أسبوع و أنا وليان ما نعرف نشتري أغراضها مثل ما تعرفين أول سنة لنا فقلنا إنت تساعدينا بما أنك متعودة ..
ريماس : أوكيه أنا موافقة ، متى المفروض نروح ؟
بيان : ما أحد سألك عن رأيك هذا مو طلب هذا أمر ، و للمعلومية بس ر اح نروح اليوم ..

ريماس : مع إني ما أسمح لأحد يأمرني راح أروح معك ، مو التزامًا لأوامرك بس لأن الفكرة عاجبتني ، و لأن من الذوق إني ما أرفض ..

بيان : اوكيه يا أم الذوق ، كنت بسألج كلمت ريهام ..
ريماس : ريهام بنت عمي .! ..لا ما كلمتها من بعد العزا ..
بيان : زين مو هي اتخرجت من الثانوية هالسنة مثلنا ..
ريماس : إيه ، هي بمثل سنكم ..
بيان : عشان كذا أنا أقول خلها تجي معنا ، أكيد انشغلت و ما اشترت أغراض الجامعة و هي بعد ما عندها أحد عنده خبرة فهالأشياء ..
ريماس : أوه صحيح .. ما أدري شلون غابت عن بالي ، بس إنتي كيف عرفتي ؟
بيان : أكيد بعرف لأن أنا بيان ..
ريماس : زين ذكرتيني إنك بيان ، هذي بعد راحت عن بالي ..
بيان : أقول المهم كلمي ريهام ، و علميها إنت عندك رقمها ..
ريماس : أوكيه ، بس أمركم لو تمروني ..
بيان : لا مري إنت علينا أخر مرة طلعنا مع الوليد أخذنا علقة محترمة ، و أنا مو في خاطري أكررهها اليوم يمكن مرة ثانية ..
ريماس : أوكيه ، أنا بمرك ، باي ..

مسكين الوليد أكيد حالته متأزمة في البيت ، لو أنا مكانه ما أدري شلون بعيش الله يكون في عونه ، و الحمد لله إن خواته يحبونه و إن خالتي ما زرعت في قلوبهم الكره تجاهه ، و خصوصًا بيان هي أكثر وحدة تهتم فيه مو بس هوي الجميع ، بس بيان كثير طيبة و تراعي الكل لدرجة أنها تفكر في ريهام اللي ما تقرب لها و أنا بنت عمها نسيتها ، و فكرت في البندري قبل ما تفكر في نفسها لما خطبها فارس ..
صحيح أنا بمر عليهم أوصلهم معناها راح نروح مع فارس ، لازم أستأذن منه بس ما أظن يرفض خلني أسأله و بعدين أكلم ريهام ..
صعدت الدرج و توجهت مباشرة لحجرته ، دقيت الباب دقتين بس و استانيت رد فارس اللي قال : تفضلي ..
فتحت الباب و دخلت الغرفة و قلت له : شلون عرفتني ..
فارس : يا ذكية ما في غيرنا في البيت ..
ريماس : اوه نسيت ، أقول فارس تدري ليه دقت بيان ..
فارس : ليه ؟
ريماس : تقول ودها تروح المول تشتري أغراض الجامعة هي و ليان أول سنة لهم و ما يعرفوا لهالأشياء فيبغوني أروح معهم ..
فارس : و المطلوب مني ..
ريماس : خالتي أخر مرة طلعوا مع الوليد عطتهم علقة محترمة فأظن تعرف الباقي ..
أخذ فارس تنهيدة طويلة بعدين قال : الله يهديها خالتي ما يصير اللي تسويه ..
ريماس : الله يهديها ، بس فارس ممكن توصلني و نمر عليهم و على ريهام ..
فارس و هو مستغرب : و ريهام شدخلها ؟
ريماس : هي بعد أول سنة لها في الجامعة و نفس المشكلة معها ، و أكيد بعد اللي صار ما فكرت بهالشي ..

تعمدت ما أذكر و فاة البندري بس فارس فهم علي فسكت شوي إحتراما لذكراها ..
لكن فارس قطع الهدوء : و هي تدري إنكم بتمرون عليها ؟
ريماس : لا قلت أتأكد إنك موافق و بعدين أقولها ..
فارس : تصرف حلو منك إنك نفكرين فيها بهالظروف ..
ريماس : مشكور ، بس للأسف هذي ما هي فكرتي هذي فكرة بيان ..
طالعت فارس شفته سكت و شكله سرح و بعدين قال : أوكيه ، كلمي ريهام و بعدين اتجهزي ..
ريماس : أوكيه ..
طلعت من الغرفة بسرعة بكلم ريهام ، و أنا أتذكر الأسبوعين اللي مروا على وفاة البندري ، اللي كان وقع الخبر علينا مثل الصاعقة ، مع إنه كان إحتمال وفاتها كان كبير أو بشكل أكثر تحديد مؤكد ، لكنا كنا نتجاهل هالإحتمال ..
الأسبوعين مروا طويلين و كأيبين ، بس في نهاية الأمر تقبلنا الخبر و تأقلمنا على فقدان البندري رغم إنه ما نسيناها ، بس بصراحة علاقتي مع البندري و ريهام ما كانت قوية مثل علاقتي مع بيان و ليان ، لأنهم كانوا كانوا منشغلين بالبندري و من قبلها أمها و في علاجهم و مرضهم خلاهم منعزلين شوي عنا و ريهام كانت دايم مع البندري ..
و أنا بصراحة ما حضرت عزا البندري لأني كنت مريضة ..
بس إتصلت أعزيها ..

ريماس خالد [ ... ] 21 سنة ( داخلة قسم محاسبة )


حابسة نفسي في الغرفة ما أطلع منها إلا نادرًا ، أغرق في أفكاري و ذكرياتي مع البندري ، أنا مو معترضة على وفاة البندري و تأقلمت على رحيلها ، بس أنا مشتاقة لها كثير و ذكرياتي تسليني و تسلي وحدتي ..

اللي قبل كانت تسليها البندري و الحين ذكريات البندري ..
البيت صار مظلم و كئيب و أغلب الوقت ما يتواجد فيه أحد غيري كلن إختار طريقة ليهدي نفسه فيها ، أنا بذكرياتي و أبوي و أخوي يغرقوا نفسهم بالشغل أو أي شيء المهم يهونوا على نفسهم ..

قطع أفكاري نغمة الموبايل كانت ريماس ، غريبة مو من عوايدها تدق الله يستر ما يكون صار شي ، صرت متشائمة أدري : هلا ريماس
ريماس : أهلين ريهام كيفك ؟
ريهام : الحمد لله ، و إنت شخبارك ؟
ريماس : بخير ، أقول ريهام شرايج تروحين معانا المول أنا و بيان و ليان راح نشتري أغراض الجامعة ، و نبيج تجين معانا ؟
تفاجأت الصراحة مو من عوايدها ريماس ما أستحي أقول علاقتنا بفارس الولد أكثر منها ، بس أنا محتاجة هالروحة أنا نسيت أمر أغراض الجامعة كليًا و لو ما ذكرتني ما كنت راح أذكر ، و أنا ما أعرف شنو أشتري فقلت لها : أوكيه ، راح أروح ..
ريماس : أدري مستغربة و متفاجأة بعد أعذريني بعد إن علاقتنا مو قوية ببعض و وعد مني إني أقوي علاقتي معاج من اليوم و نكون صديقات ..
ما عرفت شو أقولها فاجأتني و بقوة ما توقعتها منها و فرحني موقفها كثير : مشكورة ريماس ، أنا فعلًا محتاجة حد يوقف معي في مثل هالوقت أنا أحس إني لحالي و إن مالي أحد من بعد البندري ..

و بديت أبكي و أشاهق شهقة تجر شهقة و ظليت أبكي لين حسيت روحي إرتحت مسحت دموعي و قلت : أنا أسفة ، ما قدرت أمسك نفسي ..
ريماس : ما يحتاج تتأسفين ، أكيد هذا من الكبت لا تحبسي دموعش الدموع أحيانًا تريح أكثر مما تتعب ، و لا تخافين إنتي مو لحالك أنا معك و كمان بيان و أكيد ليان و الكل معك بس إنتي لو تدورين راح تلاقين ناس كثير يحبونك ، و بصراحة أنا عندي إعتراف ..
قلتها من بعد ما إرتاحت نفسيتي : و شو ؟

ريماس : بيان هي اللي قالت تروحي معنا أنا نسيت إنك أول سنة جامعة و تحتاجين أحد يروح معك ..

ريهام : يا حبي لها بيان ..

ريماس : يعني بصراحة ما حبيت أنسب هالشي لنفسي ..

ريهام : كويس أنك قلتي ، بغيت أسأل متى بنروح ؟

ريماس : بعد شوي بنمر عليك ، تجهزي ..

ريهام : أوكيه ، باي ..

كيف نسيت إن الجامعة بعد أسبوع ..!
حياتي صارت كئيبة و صرت ما أحس بالأيام ، كويس في أحد يفكر فيني ، بيان كثير طيبة و تنحب بسهولة ، حتى إني حبيتها هي وليان حتى قبل ما أعرفهم كويس ؛ لأنهم يقربوا لفارس و معزتهم من معزة فارس ..
خلني أتجهز قبل لا يجوني ، دقيت على أبوي و استأذنت منه و وافق فورًا أصلًا هو ما صدق إني أبغى أطلع حسيت إني صج منعزلة عنهم و مو حاسة بحزنه هو و بدر بس ما أقدر أهون عليهم أنا أحتاج أحد يهون علي ..
اتجهزت بسرعة و نزلت أنتظرهم ..
قعدت خمس دقايق لين دق موبايلي أكيد ريماس ما تعبت نفسي أرد طلعت على طول ، لم فتحت الباب تيبست مكاني ..!
ما أدري ليه يمكن لأني شفت سيارة فارس أو لأني شفت فارس نفسه ، أكيد هذا اللي بيصير شو كنت أتوقع ..
مشيت و ركبت السيارة بسرعة لأن الموبايل رد يرن الظاهر ما إنتبهولي ، فتحت الباب و دخلت و قلت بهمس : السلام عليكم ..
ردوا علي ريماس و فارس بنفس الهمس : و عليكم السلام ..
كانت ريماس جالسة قدام ، عكسي أنا اللي جالسة في السيت الوراني ، كان كل واحد منا ساكت ..
أنا سرحت بأفكاري اللي تدور حول فارس ، أنا جالسة مع فارس ما غيره .. فارس خطيب البندري الله يرحمها .. ما قدرت أمنع نفسي ما أتساءل .. يا ترى هو زعلان عليها لو كان شي عادي عنده و ما همه ، يمكن ما كان متعلق فيها مثل ما أوهمنا ، يمكن يكون ما تركها عشان كلام الناس و إلي بيقولوه عليه ..
يمكن ما صدق يفتك منها ..!
شو يبي بوحدة مريضة ..!
راح يظل يعاني معها لو تزوجها ، يمكن كان يبغى ياخذها يسكت كلام الناس و يتركها للخدم يخدموها ..
ناظرت في وجهه من المراية الأمامية كان وجهه جامد ما يبين فيه أي شي ، ناظرت في عيونه مثل ما يقولون لغة العيون ما تكذب ، لكن عيون فارس غامضة حسيت إني غرقت في بحر عيونه من غير ما أفهم شي منه ..
انتبهت إنه انتبه لي فعلى طول نزلت راسي ..
شو بيقول عني ، قاعدة أناظر فيه ..!
أصلًا شلون وصلت أفكاري لهنقطة .. الظاهر إني نسيت أنا أتكلم عن مين ..
نسيت نفسي و صرت أنظر للناس نظرة سوء ، من متى يا ريهام تظنين في الناس ..!
و مو أظن في أي أحد لما ظنيت ظنيت في فارس ، فارس اللي أعرف كل شي عنه ، فارس اللي ياما سمعت سوالف عنه و عن البندري و عن إنه ما تخلى عنها رغم كل شي ..
فارس اللي صار له معزة خاصة عندي ، و صار مثال للشاب الصالح في نظري ..
كنت أحسد البندري لما كنا صغار إن في أحد يحبها و انا لا ..
هذا إنتي يالبندري رحتي و تركتيه و لا تهنيتي معه و لا هو تهنى معك ، انتم اللي كنتوا محجوزين لبعض و ما أحد يتجرأ يغير هالشي ، و الكل عارف بحبكم لبعض ، ما انكتب لكم تتلاقوا في يوم تحت سقف واحد ..
أنا كنت أكثر وحدة أعرف لحبهم لبعض و ظنيت في فارس لهدرجة صرت سيئة الظن ..
ما حسيت إلا لما وقف فارس السيارة لفيت أشوف اللي البيت اللي وقفنا عنده ما كان يعتبر بيت كانت فله كبيرة مبين إن أصحابها أغنية كثير و أنهم ناس راقية ، مستوانا مو أقل منهم لا .. أحنا أهل عز و فلوس و مبين علينا هالشي و لكن أغلب الفلوس اللي كنا نحفظهم صرفناها في العلاج مو علاج شخص واحد علاج شخصين و في أرقى المستشفيات اللي في الخارج ، لكن نظل نعتبر أغنية لأن فلوسنا ما هي قليلة بالمرة..
شفت ريماس تدق لهم بالموبايل ، شوي وطلعوا ثنتينهم وحدة ورى الثانية ، ركبوا السيارة و قالوا بهدوء : السلام عليكم ..
ردينا عليهم : و عليكم السلام ..
و مشينا ، و إحنا هاديين ما نتكلم لين و صلنا ، نزلنا كلنا من السيارة و دخلنا المول ..
قالت ريماس لفارس : فارس إنت مو ملزوم تجي معنا ، راح نمشي كثير و نفرفر راسك تقدر تروح لحالك ..
أومأ برأسه و راح و أنا مستغربة ، عجل ليش جا معنا ، شلون نمشي لحالنا قلت والخوف واضح من صوتي : ريماس كيف نمشي لوحدنا ما يصير ، لو أحد تعرض لنا ..
ريماس : إحنا مو قليلين و مو متزينات ، و مبين علينا بنات محترمات و محتشمات ، و إحنا ما راح نفترق راح نمشي مع بعض و ما أتوقع أحد يتجرأ علينا و إحنا مع بعض ..
بصراحة اقنعتني بكلامها مشيت معهم و أنا أسأل التوأم : بنات منهو بيان و منهو ليان ؟
قالت كل وحدة إسمها ودخلنا أول محل و تسوقنا تحت إشراف ريماس بما إنها أكبر وحدة فينا و كانت تعرف لأغراض الجامعة ..
تعودت على البنات كثير هاليوم هم كثير طيبين و أحس بالراحة معهم ، و أقدر أتعامل معهم بسهولة و بدون حساسية و مجاملة ..

شرينا أغراض كثير لين اكتفينا فقالت ليان : خلونا ناكل لنا شي أنا جوعانة ..
ريهام : حتى أنا ..
إستغربت من نفسي أنا جوعانة بس الفرارة في المول فتحت شهيتي ..
ريماس : خلاص خل أدق على فارس يستنانا في المقهى ..
إتفقت ريماس مع فارس على المقهى اللي نلتقي فيه ، رحنا له و جلسنا في الطاولة و فارس في الطاولة الثانية كان ياكل بهدوء لكن مبين عليه متململ ، أما إحنا ناكل و إحنا نسولف لين قالت بيان : ريهام راح تدخلين أي جامعة ؟
ريهام : جامعة [ .. ]..
ليان : حلو .. نفس جامعتنا و كمان ريماس ..
ريماس : ينفع نتقابل في الجامعة كذا ..
بيان : بس شو القسم اللي دخلتيه ؟
ريهام : دخلت قسم فنون ، نصحوني أهلي فيه دايمًا يقولون رسمي حلو ..
بيان : و أنا بعد هالقسم خلاص نقعد في الجامعة مع بعض ..
ريهام : إيه أكيد ..
اصلَا أنا ماني مصدقة بيان راح تكون معي في الجامعة ، أنا شخصيتي مو إجتماعية عكس بيان اللي مبين إنها إجتماعية كثير ..
ليان : أنا دخلت لغة إنجلزية ..
ريماس : حلو هالقسم أعرف بنات دخلوه أحيانًا يجيني فضول أشوف شو يدرسون ، مع إني ما أفهم لأغلب الكلمات لكن يعجبني ..
ليان : عشان كذا إخترته ، لأن احسه حلو و أنا أحب الإنجليزي و نفسي أبدع فيه و أتكلم بطلاقة..
ريماس : حلو هدفك أغلب اللي يدخلوا هاللقسم يدخلوه عشان يتفاخروا إنهم يعرفوا هاللغة..
ريهام : ريماس انتي في أي قسم ؟
ريماس : قسم المحاسبة ..
شفت بيان إتمد لي ورقة كانت تكتب فيها قبل شوي عطتني إياها و هي تقول : هذا رقمي عشان أكلمك و نتفق نلتقي في الجامعة ..
ريهام : و أنا بعطيش رقمي بعد ..
كتبت رقمي وعطيتها إياه ..
و شوي و جا لينا فارس و هو يقول : يلا خلونا نروح ..
مشينا كلنا من دون مناقشة و ركبنا السيارة و وصل كل وحدة فينا بيتها ..
رجعت البيت و أنا أحمل أكياسي ، و صعدت على طول لحجرتي حطيت الأغراض في جانب أخليهم اهناك أرتبهم بعدين أخذت الشنطة وفتحتها و أخذت الورقة اللي عطتني إياها بيان و أنا أتأملها و أتأمل رقمها ، شكثر يكون صعب أنك ما تعرف أهلك كويس ، يكون هناك ناس طيبين حوالينك لكن إنت ما تلتفت إلهم إلا بعد وقت طويل ، إبتسمت و أنا اتذكر شلون سألت ريماس عن قسمها بنت عمي و صايرة مثل الغريبة ، بس أنا لازم أستغل الفرصة و أعزز علاقتي معهم ، و نكون مثل الخوات ، راح أحاول أعيش بعد البندري و اعبي فراغها من دون ما أنساها ، راح أفتح صفحة جديدة مع الحياة ، و لازم تكون هالحياة سعيدة ..
رسمت إبتسامة صادقة على وجهي وخزنت رقم بيان في موبايلي تأملته شوي و بعدين تركته وبديت أرتب أغراضي و أنا أتأملهم و أتذكر كل موقف صار اليوم ، و أبني فيها صفحة جديدة مع نفسي ..

نهاية الفصل ..

H!LARY 29-05-09 02:47 PM


[ الفصل الرابع ]

.
.

أحس بالتعب .. تعب داخلي أكثر منه جسدي ، لمتى راح أظل أعيش هالحياة بهذي الطريقة ..!
أحس حياتي ما لها معنى أبدًا ، أنا ما أريد أغير أي شي في حياتي كل لأبيه إني أعيش ..
الكل يدري إني مو مثل ما الكل يتصور ، الكل يدري إني أتصنع اللامبالاة ، و إنها ما هي طبيعتي بس ما يدرون شو هي طبيعتي ..!
يمكن ما تعرفون منو أنا ..!
و شو هي قصتي ..!
أنتم تعرفوني بس ما تتذكروني مثل الكل ، أنا سديم بنت العمة نورة ..
أنا أتصنع اللامبالاة في كل شي لأن أحس حياتي إنتهت بطريقة غير عادلة لي ..
كيف ..؟ و من مين ..؟
اللي ظلمني هو زوجي .. إيه زوجي اللي المفروض أعيش بقية حياتي معاه ..
أنا تزوجت بعد ما خلصت المرحلة الثانوية ، كنت جميلة و جذابة فكثير من الخطاب خطبوني ، و بما إني مو مال دراسة تزوجت بأول واحد جاني من مستوانا يعني ولد عز و فلوس ..
فوافقت و كان يوم تعاستي يوم وافقت ، ما كنت أظن إن هالقرار راح أظل أندم عليه طول حياتي ..
طول ما عشت معه عشت ذل و هوان لكني حبيته رغم كل شي و رغم كل اللي سواه فيني ، لكن زيادة على ذله لي خاني بالسر و العلن و أكثر من مرة ، لكني صبرت عليه و صبرت على الكل اللي يجي منه ..
لكن لما مل مني طلقني و بكل سهولة و لا أتأسف و كأن العشرة اللي بيننا هانت عليه ، مع إنها كانت سنة وحدة لكن هالسنة شفت فيها الكثير ..

سمعت طق الباب ..!
استغربت محد يجيلي إلى غرفتي عادةً ؛ لأنهم يدرون إني ما بي أحد و أبي أنفرد بنفسي لكني قلت : من عند الباب ؟
..: أنا أحمد ..

استانست بصراحة إنه راح يقعد معي شوي حتى لو كنت أتظاهر بالعكس لكني أشتاق لهم ..
و ما أظن أحد يعرف أحمد و ما يشتاق له ..!

دخل الغرفة بهدوءه المعتاد الغير مناسب لسنه ، كان مبتسم إبتسامة من قلبه ما قدرت إلا إني أبادله الإبتسامة ، مع إني ما أبتسم إلا نادرًا ..
كنت جالسة فجا و جلس جنبي و قال : شلونج سديم ..؟
سديم : الحمد لله ، عايشة ..
أحمد : تدرين من زمان ما تكلمنا مع بعض كذا ..
سديم : ايه ، كنا منشغلين ..
ما علق على كلامي و قال : تدرين باقي ثلاث أيام ع الجامعة ..
سديم : ما يفرق عندي عرفت لو ما عرفت ..
تجاهل وقاحتي معاه و قال : بس أكيد هالمرة راح يفرق ..
سديم : مو مهم بس مجاملة بسأل ليه ؟
أحمد : يا سديم شو صار لج ؟ كل شي صار عندج مو مهم ..! إحنا أهلش يا سديم ، حسي على نفسج ، أهلش صاروا مو مهمين ، نسيتي نفسج و نسيتينا ما تدرين هالسنة شو بالنسبة لي ، مدام هالسنة مو مهمة معناها أنا مو مهم عندج ..

كلامه كان صحيح بنسبة 100 % ..
بس ما قدر أغير هالشي هاي الطريقة الوحيدة اللي أفرغ فيها اللي بداخلي ، و أبين لهم أني لسه حزينة ..
لكني خفت أن أحمد زعل مني ، و أنا ما أتحمل إنه يزعل مني ، فتعلقت فيه و قلت : احمد أعذرني .. مو قصدي كذا إنت فاهمني غلط .. أنا أسفة أنت و أمي و أبوي أهم شي في حياتي من لي غيركم ..!
أحمد : ألحين سألتي نفسش هالسؤال يا سديم لكن بعد أيش .. بعد ما صار مالج وجود تقريبًا في البيت ، ما نعرف شو فيش بعد ما نعزلتي عنا بعد ما صرتي مو مهمة في حياة الناس سألتي نفسش من لي غيركم ..!
ليش ما تخلين نفسش جزء من حياتنا مدام مالش غيرنا ..

كلامه كان له وقع كبير في نفسي .. تركني و طلع من الغرفة ، مع إنه مبين من كلامه العصبية لكنه ما غضب أو عصب كان يكلمني بهدوء كأنه ينصحني ..
طبيعة أحمد أبدًا ما تناسب سنه ، و لو أحد ما يعرفه راح يستغرب منه ..
فكرت في كلامه و مرة ثانية كان صحيح ..
إذا راحوا عني و تركوني من بيظل لي ..!
أنا لازم أعمل المستحيل عشان أرجع مكانتي و وجودي في البيت ، عشان لا يتركوني ..

طلعت من غرفتي و مشيت لغرفة أحمد و دخلتها ، كان الباب مفتوح .. شفته قاعد على سريره و شكله سرحان ..
جلست جنبه مثل ما عمل معي و قلت : شو راح يصير بعد ثلاثة أيام ؟ و ليش كنت تتكلم عن الجامعة ؟
دار وجهه لي و قال : أنا أتخرجت من الثانوية يا سديم .. كنت أتمنى أشوف فرحتش بنجاحي .. توقعت إنش راح ترجعين لنا بس لما ما شفت هالشي قلت يمكن إنت فرحانة لي بس ما تبينين .. و تعرفين أخباري بس طلعت شي مو مهم ..
سديم : لا تقول هيك أحمد .. مثل ما قلت من لي غيركم ممكن ما أسأل و أعرف لكني أهتم فيك ، بس إنت ما خبرتني شو راح يصير ..؟
أحمد : راح أدخل الجامعة ..
سديم : أكيد مدام إنك تخرجت راح تدخل الجامعة ، هذا شي طبيعي ..
أحمد : بس ما سألتي و ين الجامعة .. !
سديم : و ين يعني .. ! أكيد في السعودية هنا ..

طالعني بنظرات غريبة كأنه يشرح لي الموضوع ، لما فهمت قلت بهمس : لا .. لا تقول ..
تمسكت فيه و بدت دموعي تسيل : لا تروح .. لا تروح أحمد ..
و هو بدوره تمسك فيني ، لكن بدل ما يطمني و يهديني و يخفف علي قال : راح أروح سديم .. راح أروح ..

ما قدرت أتحمل هالصاعقة اللي نزلت علي مرة وحدة ..
قعدت أقلب الفكرة قي راسي ، أحسب الأمور ..
أحمد راح يسافر يتغرب ..!
راح يسافر و يتركنا و يعيش سنين برة ..!
ما راح أشوفه ما راح أشوفه ، أي شي إلا إني ما أشوف أحمد ..
رغم كل شي أحمد بث الحياة و السعادة على هالبيت ، رغم حزني الدائم كان أحمد يفرحني ، لما كنت أستمع لأحاديثه كنت أستانس و و أحس بفرحة كبيرة ما أحسها إلا لما أكون مع أحمد ..
أحين يروح و يتركني مع حياتي الكئيبة و اللي بتزيد كآبة من غيره ، هذا شي ما أقدر أستحمله ..
بس لما وصلت لنقطة ما قدرت أمنع نفسي ما أقول : كيف قبلوك ..؟
تباعد عني أحمد شوي و هو يقول : شلون كيف قبلوني ..؟ مثل ما قبلوا أي واحد ثاني ..
سديم : بس حالتك ما تسمح لك ..
ابتسم أحمد بستهزاء و قال : شلون ما يقبلوني و أنا الأول على دفعتي ، عملت كل جهدي عشان ما يكون لهم سبب واحد يرفضوني عشانه ..
صرخت بوجهه : بس ما تقدر تسافر لحالك ..
قال بهدوء و برود : راح أسافر سدم تقبلي هالشي ، تبين تهربين من الواقع مثل المرة الأولى لما طلقش سعود أهربي .. لكن شي واحد ما راح يتغير و أنا كنت ناوي أودعش و أعطيش خبر بس و طيارتي بكرة الظهر ..

طلع من الغرفة و سكر الباب و تركني و أنا أشهق و أبكي بقوة رماني بالجرح ..
شلون .. شلون يقبلونه ..! أنا لازم أمنعه من إنه يسافر ، مستحيل أخليه يسافر ..

أحمد حكايته طويلة و أطول من حكايتي أمي لما جابتني ولدتني بعملية قيصرية و هالعملية أثرت عليها و صار الحمل عندها صعب و احتماله شبه معدوم من بعدي ..
فكنت أنا أساليهم و أخفف عنهم بوجودي و كان أمي و أبوي دائمًا يحمدوا ربهم إن رزقهم بي ، لكن طيف الطفل الجديد أبدًا ما غاب عن بالهم و حاولوا يعالجوا أمي لكنهم فقدوا الأمل ، لكن بعد أربع سنين أمي حملت و تمسكت بهالحمل ، حتي بعد تحذيرات الدكاترة إنه خطر على حياتها و زعل أبوي منها بسبب كلام الدكاترة عن إنها إذا حاولت تحتفظ بهالحمل كأنها قاعدة تنتحر ..
لكنها تمسكت بالحمل رغم التعب اللي كانت تحس به ، و ما بغت تسقطه بعد ما كانت فرصة الحمل مرة ثانية معدومة من بعدي ..
لين ولدته و ذاك اليوم الفرحة مو سايعتها و احنا كنا مثلها ..
لين كبر أحمد و أكتشفوا إنه مصاب بالصـــــــــرع ..!
كانت نوبات الصرع من النوع الجــــــــــزئي المعقـــــــــــــــــد ..!
و في البداية كان أحمد دايم يزور المستشفى ، لكن بعدين إكتفى بالأدوية اللي كانت تحد من النوبات لكنها ما كانت تقدر تمنعها في بعض الأحيان أو إنه ينسى يتناول الدوا فكانت تجيه ..
عرفتوا ليش ما أبي أحمد يسافر ..!
هذا السبب الأول و سبب الثاني رغبة في داخلي إني أبي أحمد يظل معي ، أنا أحب احمد كثير و كان هو الوحيد اللي يقدر يسعدني لما أكون حزينة ، فما أريد أفارقه .. أي أحد يعرف أحمد ما راح يريد يفارقه فما بالكم بي ..
أحمد رغم سنه عقله كبير أحس أحيانًا إنه أعقل مني و أعقل من شباب كثير يكبروه بأعوام ..
الحياة علمته الكثير ..
أيام كثيرة قضاها يعاني من نوبة من نوبات الصرع لكنه بعد هالشي صارت شخصيته هادية عاقلة ذكية كثير ما يستخدم عقله و خصوصًا في الدراسة صارت شي يقدر يثبت فيه نفسه و أن الطلاب السليمين ما هم أفضل منه ..
لكن بالنسبة لنا أحمد ما كان يحتاج يثبت نفسه لأن شخصيته كانت تفرض نفسها بنفسها ، رغم إنه مو إجتماعي لذيك الدرجة لكنه كان عنده أوصاف تخلي الناس تحترمه أو تحبه ..
أحمد كان من النوع اللي إذا كلمته مرة وحدة أو صار لك موقف معاه مستحيل تنساه ..
و لأحمد ملامح حلوة تشدك غصب تتأمل في وجهه ، و صوته عذب و كلامه عذب يدخل على قلبك من دون ما يستأذن ..
قاعدة أوصف أحمد و جروحي تزيد أحاول أهون فراقه لكن هذا شي فوق استطاعتي ..
أنا لازم أمنعه من إنه يسافر لازم أمنعه ..

ركضت لحجرتي و أخذت الموبايل و اتصلت في أبوي أكيد إنه في العمل ..
ما أن رد حتى قلت بصياح : يبه ..
أبوي ماجد : سديم ..! شفيك ..؟ شو صار ..؟

كان واضح إنه مستغرب إني أكلمه و مستغرب صوتي اللي واضح فيه إني أصيح ..
سديم : يبه أحمد يبي يسافر .. يبه لا تخليه يسافر ، لا تسمح له ..
ماجد : حبيبتي .. ليه ما تبينه يسافر ..؟ هو مو رايح يلعب رايح حق مستقبله ..
سديم قلت بصياح أكثر : بس أنا ما بيه يروح يبه .. ما بيه يروح ..
ماجد : طيب ليه ما تبينه يروح ..؟
سديم و هي تشهق : ما بيه يروح و بس ..
ماجد : حبيبتي ما في شي من غير سبب ..
سكت شوي و بعدين قال : سديم إنت لحالك ، ما في أحد يمك ..

عرفت إنه أبوي ما راح يفيدني ، فسكرت الموبايل من دون ما أرد ..
نزلت تحت و لقيت أمي في المطبخ ، بس لما فكرت فيها شفت إنه ما راح ينفع مدام ابوي موافق أمي ما بيدها شي ..
لمنو أروح ألحين ..!
مدام أبوي و أمي موافقين ، شلون أتصرف عشان أحمد ما يسافر .. !
خطرت لي فكرة خطيرة لو يدرون عني راح يزعلون مني ، لكن أنا لازم أتصرف ، مستحيل أترك أحمد يسافر ..
مثل ما قلت يا أحمد من لي غيركم ..!
و مثل ما نصحتني راح أتمسك فيكم مثل ما تريد و هالمرة ما راح أهرب من الواقع راح أتصرف و أخليك ما تسافر ..

أحمد ماجد (( ولد العمة نورة )) [ ... ] 19 سنة
أبو أحمد (( ماجد )) [ ... ] 46 سنة
.
.

اليوم أنا ماخذ إجازة مثل معظم الموظفين في هذا الوقت من السنة ، بس في ناس لسه يشتغلون مثلًا اليوم أبوي مداوم عكسي أنا اللي أفضل أداوم لما تبدا الجامعة أي بعد ثلاثة أيام ..
بس ما أظن أظل مع خواتي طول الوقت أكيد راح تنزعج مرة أبوي مني ..

ما كان محتاج أصلي الفجر لأني صليتها في وقتها فعلى الفور تسبحت و لبست ملابسي و طلعت من الغرفة و دخلت غرفة ما في أحد يدخلها غيري و و غير الخدامة ( الخدامة من الخدم ، إحنا نسميها كذا ) ..
طقيت الباب مع إني أدري إنها ما راح ترد كالعادة لكني أفضل إني أعلمها بدخولي ..
فتحت الباب و دخلت ، شفتها جالسة على الأرض و ضامة يدينها و رجلينها إلى صدرها و شكلها سراحانة و هي دائمًا تكون سرحانة ..
رحت لها و بست راسها و قلت : صباح الخير يمه ..
ما انتظرت منها رد ، و جلست جنبها على الأرضية الباردة ، قعدت اتأملها .. مسكينة أمي .. صدقوني أقولكم أمي مسكينة ، من يتوقع لأحد هالحياة ..!
عايشة بس محد يسأل عنها لو أنا ما امر عليها كل يوم كان ظلت وحدها و ما في أحد يهتم فيها هالحياة ما أتمناها لا لعدو و لا لصديق ، فما بالكم بأمي جنتي و ناري ..!

قعدت أتأملها أحاول أسوي أي شي لها أحسسها بإهتمامي لكنها حتى ما التفتت لي ظلت تناظر للأمام كأنها سرحانة .. شلون راح تعيشي هيك يمه بس أنا ما أقدر أعملها شي ، كل الدكاترة أكدوا إن ما في علاج راح يشفيها و لو أظل أسافر فيها لأخر الأرض ..
أمي الله يسلمكم لما كان عمري أربع سنين أصابتها صدمة لما جدي و جدتي أصابهم حادث سيارة و ماتوا، و هي ما لها أحد غيرهم لا أخوان و لا أخوات ، فصارت هاذي حالتها من ذاك الوقت و أبوي ما قدر يستحمل فبعد سنة تزوج أم بيان و ليان و غلا ..
فجابت له ذيك عيال أما هاذي ظلت لحالها في حجرتها محد يهتم فيها ..
جلست شوي مع أمي بعدين طلعت من الغرفة ..
رحت على طول لغرفة بيان لأني أدري إنها ما بتمانع أقعدها في مثل هالوقت ..
طقيت الباب بس محد رد أكيد نايمة ، فتحته بشويش و شفتها نايمة فدخلت و سكرت الباب و تقربت من بيان و ربت عليها أقعدها سمعت منها همهمة غير مفهومة و لما ما شفتها قعدت هزيتها بقوة أكبر نطت من مكانها و هي تصرخ : نعم ، شو صار ..؟
قلت لها بهدوء : هذا أنا الوليد ..
بيان و هي تتنهد : إيه الوليد خوفتني ..
الوليد : أسف ما كان قصدي ..
بيان : اووه ما عليه تغيير جو الوليد يقعدني من النوم أحسن من دفاشة غلا ..
الوليد : أحين غلا دفشة ، و أنا شو اللي سويته ..؟
بيان : إنت تعتبر أبو الرقة و النعومة جنب غلا ، هاي تقعد تنطط على السرير و تصرخ ، و ما خفي كان أعظم ..
الوليد : ألحين أنا صرت أبو الرقة و النعومة ، المرة الجاية راح أجيب لج غلا الدفشة تقعدش عشان لا تقولين عني هالكلام مرة ثانية ..
بيان : لا لا الوليد أنا قصدي بالنسبة لتصرفات غلا مو شي ثاني ، و بعد أنا ما ني مصدقة إنك جيت قعدت معي في حجرتي تقول تجيب لي غلا ..

اسعدني كلامها الصراحة مع إنه كان بسيط فقلت : إنت بس قولي و أنا أجي لش على طول ..
تنهدت بيان و قالت : شان زين ..
سكت ما قلت شي أما هي قالت بعد فترة : الوليد ممكن أسألك سؤال بس ما تنزعج مني ..
الوليد : إيه أكيد ..
بيان : إنت ما تنزعج من أمي أعني إنها ما تحبك أو أقول في الأساس هي مو متقبلتك ، صحيح إنها ما تعمل شي لك بس هذا في نفس الوقت شيء يضايق ..
الوليد : لا ، لأن ..
قاطعتني : بس الوليد هذا ما كان يوم واحد بس أنت كبرت لحالك و أمي ما ربتك أو عطتك الحنان اللي تحتاجه ، و أمك ..
سكتت شوي بعدين قالت : إنت أدرى بحالها .. أما أبوي منشغل بشغله و ما يدري كيف عايشين ..
قلت لها و أنا متجاهل تعليقها عن أمي : مثل ما قلتِ هذا مو يوم أنا عشت عمري كله بهالطريقة و تعودت ع هالحال و ما تفرق معي ، و بصراحة أنا أمك ما أكرهها أحسها إنسانة طيبة بس خايفة مني و خايفة إني أخليكم تكرهوها ..
بيان : اسفة الوليد مو قصدي أزعجك بس هذا الموضوع دائمًا يتردد في بالي مع إنك أخوي و عايش معنا إلا إني عمري ما تجرأت أسألك هالسؤال ..
الوليد : ليش يعني ..؟
بيان : الوليد إذا إنت ما تحكي معنا في مثل هالأمور شلون تبغانا نسألك .. ؟ شلون ..؟
الوليد : أدري يا بيان أدري بس إن بعدك صغيرة تحتاجين أحد تشكين له أما أنا أكبر منك و ..
قاطعتني و هي تصرخ : بس انا عندي امي أما إنت أمك ..

سكتت بيان فجأة ، أما أنا خطرت في عقلي آلاف الكلمات اللي كان ممكن تقولها لولا ما مسكت نفسها ..
قلت لها بهدوء مخيف و الشرار يتطاير من عيني : مهما يكون يا بيان هذي أمي و ما أسمحلك تهينينها ، حتى لو تكون مجنونة أو مختلة فهي تظل أمي يا بيان و أنا سمحت لكم تتجاهلونها عشان تاخذ راحتها و لأن هي تبغى كذا لكن إنها تنهان أنا ما أسمح لكم ..

طلعت من الغرفة ، و صفقت الباب وراي و طلعت من البيت بأسرع ما يمكن ..
دون ما أهتم لبيان المصدومة المتأكد أنها تبكي نادمة و حزينة ..

أم الوليد (( هناء )) [ ... ] 44 سنة
.
.

H!LARY 29-05-09 02:50 PM

.
.

قعدت أسمع الوليد و هو يحكي معي بالموبايل اللي صار معه مع بيان ..
تفاجأت و بقوة من الحزن اللي داخل الوليد يمكن اللي قاله شي بسيط بالنسبة له ، لكن بالنسبة لنا صعب ، الوليد داخله حزن كبير على أمه و عمره ما فضفض لأحد حتى أنا اللي أعتبر أقرب واحد له ، مع إنه دائمًا تجينا تساؤلات عن هذا الموضوع لكن عمرنا ما سألنا الوليد لأن مثل ما قالت بيان عمره ما فضفض لنا و يوم صرح بشي من اللي داخله انفجر كذا و كان انفجاره من نصيب بيان اللي أول مرة تجرأت تسأله و ما اتوقع إنها راح تتجرأ مرة ثانية ..

قلت له : الوليد أهدأ شوي ..
الوليد : فارس إنت ما سمعتها كانت من الممكن إنها تهين أمي و لو ما كانت راح توصفها بالمختلة أو المجنونة كان راح اتقول إنها مو موجودة ، هي شو عرفها عشان تحكم ، ليش ما يحترمونها لكونها أمي على الأقل أنا أحترم أمهم لإنها أمهم مع إنها ما أظهرت ملامح من الود تجاهي ..

كلام الوليد سكتني و استحيت منه أم بيان و ليان خالتي و أنا أقرب لهم بس ما أقرب للوليد لكن تعرفت عليه بعد ما خالتي تزوجت أبوه و صرنا كثير قراب لبعض ، و لما كبرنا صداقتنا كبرت معانا ..
و ما كان من عادة الوليد يفضفض لنا عن حياته في البيت لأنها خالتي و أم لخواته ، فيكون في موقف محرج و هاذي اول مرة يصرح لي عن شي يتعلق بخالتي ..

فارس : معك حق الوليد بيان يمكن كانت راح اتقولها ، لكن دور لها عالعذر هي ما كانت راح اتقولها بمعنى الإساءة لك أو لأمك إنما كانت تريدك تريح نفسك و تفضفض لها ، تبي تكون قريبة منك لأنها تحسك مو بالقرب المطلوب منها ، و تبي تساعدك في نفس الوقت ، كانت تبي توضح لك إنها حاسة فيك و إنت تشوفهم عايشين مع امهم حياة طبيعية إما إنت لا ..

حسيته اقتنع فسكت شوي بعدين قال : صح أنا أدري بيان كثير تحبني و عمرها ما فكرت تضرني و انا ادري إنها ما تقصد شي و هي أقرب خواتي لي ، بس انا إنسان لي طاقة ما تحملت .. هي ما تدري شلون أمي عايشة منعزلة لو ما أنا شان محد إهتم فيها ، ما يدرون هي حية و لا ميتة ، تكسر الخاطر احس ودي اعمل شي لها بس ما ني قادر ، على الأقل أقدر إني أحافظ على كرامتها في البيت هذا أقل شي أسويه ..

فارس : هذا من حقك اكيد ..
سكت شوي بعدين قلت : الوليد تبيني أجيك ..
الوليد : لا فارس انا محتاج أقعد لحالي ، و ما أظن وجودك الحين بجيب شي أي يودي ..
فارس: اوكيه ، مع السلامة ..
الوليد : مع السلامة ..

ما أن سكرت حتى راح فكري للوليد .. الوليد حياته لا تطاق و ما ادري كيف يستحمل أمه عايشة معه و ماكأنها عايشة شعور صعب ..
تذكرت محاولة بيان إنها تتكلم مع الوليد كانت محاولة متهورة بس كان لازم أحد يبدأ بها عشان نتقرب من الوليد ، بس اللي كانت بيان خايفة منه صار أكيد متأزمة الحين و حالتها حالة الله يعينها ..

سمعت جرس الباب يدق غريبة ، منو جاي فهالوقت ..!
ما كان في أحد قاعد في مثل هالوقت أغلب الناس عندها إجازة و ما أحد إتعود على القعدة من وقت لين ألحين ..
فتحت الباب أشوف مين من دون ما أرد على الجرس ، أطلع أنا احسن ..
كانت حرمة متغطية مبين عليها بنت صغيرة ، سمعتها تقول : السلام عليكم فارس ..
فارس : و عليكم السلام .. أسف ما عرفتك ..
.. : معك حق ما تعرفني ، أنا ســـــــــديم بنت عمتك ..
قلت لها متفاجأ : سديم .. !
دخلت داخل و هي اتقول : ايه ..
فارس : مع مين جاية ..؟
سديم : مع تاكسي ..
فارس بهدوء: و ليش جاية مع تاكسي حضرتك ..؟
فارس بهدوء مثله عشان لا تصعب الموقف : لأن الموضوع لأبي أقوله لا أبوي و لا أخوي راح يسمحولي أتكلم فيه ..
هزيت راسي مع إن موضوع جيتها بالتاكسي ما عجبتني بس أنا من عشان أدخل و أتحكم فيها مهما كان أنا بس ولد عمها و مالي حق عليها ..
سديم بتردد : خالي صاحي ..
فارس : لا لسه نايم ، بس شلون عرفتي إنا إحنا في البيت ..
سديم : سمعت من أمي إنكم ماخذين إجازة ..

هزيت راسي و دخلتها داخل البيت فما أن دخلت حتى قالت : بروح لريماس ..
شفتها و هي تصعد و أنا مستغرب من زيارتها ، سديم الكل يعرف إنها منعزلة من سالفة طلاقها ، و إنها ما تقبلت وضعها ، غريبة جاية بيتنا خلني أصحي أبوي و هو يقولي بعدين إذا ما كانت خصوصيات ..
فصعدت أنا بعد ، بس رحت لجناح أبوي و أمي و طقيت الباب كم مرة لين لين قعد أبوي و طلع لي و هو يقول : صباح الخير يا ولدي خير شصار ..؟ مو من العادة تصحينا ..
حسيت إني قليل ذوق لكن قلت : صباح الخير يبه ، أسف بس سديم بنت عمتي جت قبل شوي شكلها تبي تكلمك في موضوع ، قبل شوي راحت لغرفة ريماس ..
خالد : سديم .. خير إن شاء الله ببدل و بنزل اشوف شو صار ..

شفت أبوي يرجع يدخل و أنا مستغرب من هالزيارة ، بس ما أخذت في بالي كثير ، طلعت من البيت أرفه عن نفسي و أنسى أمر هالزيارة شوي ..

خالد ( أبو فارس ) [ ... ] 47 سنة

.
.

نفذت خطتي و جيت بيت خالي خالد أقرب واحد لي ، و اللي أحس إني راح أشرح له موقفي أحسن من أي أحد ثاني ..
المشكلة ألحين إني لازم اخبره بمرض أحمد اللي كان سر بطلب من أحمد نفسه ، من كان صغير ما كان يحب نظرات الناس المشفقة لما كانوا يعرفوا إنه مصاب بهالمرض عشان كذا خبينا هالأمر المهم عن أهلنا و لأن أحمد كان راح يزعل منا ، و هذا شي ما كنا نريده ..

طقيت باب غرفة ريماس سمعتها اتقول : أدخل ..
معناها صاحية ، فتحت الباب و دخلت كانت ريماس قاعدة تقرأ كتاب و ما تعبت نفسها و التفتت أما أنا ما قلت شي نفسي أشوف ردة فعلها ، و لما طول سكوتي التفتت و هي تقول : فارس شو ..
حسيتها انصدمت لما شافتني ..
ريماس : ســ ــد يــ ـ م ..
قامت على طول تناظر شكلها كيف كان شعرها مربوط أي شي و لابسة بيجاما طالعة حلوة عليها ، قامت من مكانها و سلمت علي : شلونج سديم .. ؟
سديم : الحمد لله ، أسفة جيت في وقت غير مناسب للزيارة ..
ريماس : لا البيت بيتش تعالي في أي وقت ..
استحيت منها إني داخلة عليها غرفتها فقلت أبرر : كان فارس تحت في الصالة ..
فهمت علي و قالت : اوه لا عادي اعتبري غرفتي غرفتش و احسن جيتي في هالوقت عشان لو جيتي مرة ثانية يمديني أستقبلك بالبيجاما بدون ما أستحي ..
سديم : حلوة الفكرة ، بصراحة ريماس أنا جيت أكلم خالي في موضوع بس قال فارس إنه بعده ما صحا ..
ريماس : اوكيه خلينا ننزل ..

نزلت معها تحت ما أشوف إلا خالي ينزل و هو يقول : سديم عندنا تو ما نور البيت ..
سديم : النور نوركم ..
سلمت عليه و سلم علي ، جلسنا كل واحد في كنبة ، بدأ خالي الكلام و قال : قالي فارس إنك تبغيني في موضوع و أنا متأكد إن الموضوع ضروري و إلا شان ما جيتي بمثل هالوقت ..
بدت دموعي تنزل لما تذكرت الموضوع فقال خالي : تعالي معي ..
مشيت معه و تركنا ريماس اللي فهمت إنا نحتاج خصوصية أكبر ، دخلني خالي غرفة عرفت اول ما دخلتها إنها مكتب خالي بس كان فيها مكان مخصص للجلسة فجلسنا فيه و قال خالي : تكلمي يا بنتي و لا تستحي أنا بحسبة أبوش ..
سديم : الله الشاهد يا خالي إني أعدك مثل ابوي ، عشان كذا إنت أول واحد جيته ..
خالي : قولي يا بنيتي شو فيه ..؟
سديم : أحمد يا خالي قرر قرار ما قدرت أغيره و أبوي و أمي موافقين و أنا ما أقدر أغير قراره فعشان كذا جيت هنا لحالي ..
خالي : و شو هالقرار اللي يخليش تبيكين ..؟
سديم : أحمد راح يسافر ..
خالي : ليش يسافر ..؟
سديم : يسافر يدرس برة ..
خالي : و شو فيها لو درس ..؟ و هو راجع إن شاء الله و هو رايح عشان مستقبله و أحمد ما شاء الله عليه شاطر ..
سديم و دموعها ما وقفت: المصيبة أنك ما تدري يا خالي أحمد مريض ..مريض ..
حسيت خالي إنصدم : مــ ـريـ ـض بشو ..؟
سديم : صـــرع يا خالي .. صـــــــرع ..

قلتها بقوة و كأني أرمي هالحمل من ع كاهلي ، أنا مسحيل أترك أحمد يسافر لو صار له شي هناك ما راح أقدر أتحمل ..
طالعت خالي و اللي بعده ما أفاق من الصدمة : صـــــرع .. عنده صرع مرة وحدة ..
سديم بصراخ: أحمد و من هو صغير كان مريض بالصرع ، صرع جزئي معقد نوباته الحمد لله الدوا يحدها ، لكنها ما تمنع إتجيه من حين لأخر عشان هيك ما أقدر أخليه يسافر ، فهمت علي يا خالي ، أنا خايفة .. خايفة إني أفقد أحمد هناك ..

بعدها ما حسيت بروحي إلا أنفجر بصياح أكثر من قبل ، أما خالي كان بعده ما فاق من الصدمة حسيت أن الخبر نزل عليه مثل الصاعقة ..
خالي : شلون أحمد عنده هالمرض .. ؟ و ليش ما قالنا ..؟
سديم بصياح: خالي لا تخليه يسافر ، خالي قوله لا تسافر ..

قام خالي من مكانه و ضمني لصدره و أنا تشبثت فيه و أنا لسه أصيح أما هو حاول يهديني و هو يقول : ما عليه يا بنتي .. ما عليه ، انا بحلها ..
.
.
ما ني قادرة أوقف عن التفكير في الموضوع اللي بتقوله سديم لأبوي ..
يا ترى شو هو ..؟ و ليش تصيح ..؟ أكيد شي خطير لدرجة إنها تصيح ، و أبوي ياخذها لمكتبه و يقفله لخصوصية أكبر ..

مسكت الموبايل و اتصلت ع بيان ع طول ..
ردت علي بصوت غير طبيعي لكني ما ركزت في الموضوع : هلا ريماس ..
ريماس : هلا و غلا بيونه احزري منو عندنا في البيت ..
بيان بنفس الصوت السابق : منو ..؟
ريماس : بنت عمتي سديم ، و عندها موضوع خطير جت عشان موضوع خطير تقوله لأبوي و كانت
تصيح ، و راحوا مكتب أبوي عشان لا احد يقاطعهم أو يسمعهم ، تتوقعين شو الموضوع ..؟
أبي أعرف ما ني راح أرتاح إلا لما أعرف الموضوع ..

بيان : صج ملقوفة ، لادخلين نفسش بالغصب يمكن خصوصيات ..
ريماس و هي مبوزة : شكلي بسوي كذا ، بس صدقيني ما ني قادرة ..ما أسمع إلا مرة وحدة بيان تنفجر بالصياح ، أنا إنتبهت إن صوتها متغير بس ما علقت :بيان اهدي .. شو فيش تصيحين ..؟
بيان و هي تشهق : ولله ما قصدت ..
ريماس : شوي شوي و فهميني الموضوع ..
سمعتها تصرخ : الوليد ..
انقبض قلبي و قلت بسرعة : شو فيه الوليد ..؟
بيان و هي تشهق : الوليد يا ريماس زعلان مني ..
ارتحت شوي إنه ما فيه شي بس بعد ما هانت علي : ليش زعل منش ..؟
بيان : أنا ما كنت أدري إنه راح يزعل ، كنت أكلمه عادي بس بعدين زعل ..
ريماس : قولي لي بالضيط اللي صار ..

بدت بيان أتقول اللي صار و أنا مع كل كلمة انصدم ، بس حاولت أهدي بيان : بيان هو ما يقصد شي يمكن يزعل منك بس مو للأبد ، بعدين من حقه يزعل حتى لو كنتي ما تقصدين بكلامش الإساءة بس ما راح يرضى ع أمه ينقال عنها هالكلام ، مهما كان يا بيان الأم شي عظيم محد يرضى أحد يتكلم عن أمه ، و إنت لما سألتيه عن أمك ما قال عنها شي سيء رغم كل شي تسويه فيه ، و إنه من حقه لو قال ..

بيان : أدري إني غلطانة بس ما توقعت الوليد يعصب علي في يوم بمثل هالطريقة ، أنا كنت بس أبيه يفضفض لي ..
ريماس : بس إنت لازم تعطيه وقت مبين إنه متحسس من موضوع أمه و إنها قاعدة لحالها والمفروض لما يجي تعتذريله حتى لو ما زعل منش أو ما كلمش ..
بيان : و هذا اللي بسويه ..
ريماس : أنا اللحين اخليش أبوي يناديني ..
بيان : أوكيه باي و شكرًا لك .
ريماس : ما يحتاج تشكريني هذا واجب ، مع السلامة ..

مسكين الوليد منو كان يتوقع إنه متحسس من وضع أمه ..!
بصراحة من حقه يزعل هي عايشة و ما كأنها عايشة و هو رضى بهالشي و بالمعاملة اللي يلقاها في البيت لدرجة إنه مدح خالتي بس مستحيل يرضى إن أحد يهين أمه ..
ما أدري شلون الوليد يقدر يتحمل العيشة بهالطريقة الواحد عنده صبر و يمكن في يوم هالصبر يوصل عند حده ..

مشيت و أنا أسمع أبوي يناديني ، ودخلت له المكتب ، شفته هو و سديم كل واحد جالس في كنبة و واضح أثار البكي ع سديم لكنها هدت ..
قلت : نعم يبه ..
خالد : وين راح فارس كان قبل شويه هنا ..؟
ريماس : ما أدري يبه ما شفته الظاهر خرج ..
خالد : أتصلي فيه قولي له أبوي يبيك ..
ريماس : إن شاء الله يبه ..
مشيت و فضولي يزيد إني أعرف الموضوع حتى أخذت موبايلي و دقيت ع فارس ..
فارس : هلا ولله ريماس ، شو صار عشان ادقيلي ..؟
ريماس : هلا فارس ، أبوي يبيك و الظاهر خلص الموضوع اللي مع سديم و يبي يقوله لك ..
فارس : و شو الأوضاع عندك ..؟
ريماس : قصدك تبي موجز الأنباء ..
فارس : إيه هذا هو ..
ريماس : نطلعكم بأخر الأخبار اليوم الأوضاع مستقرة الإبنة العمة سديم الموقرة حزينة جدًا و واضح عليها أثار البكاء ، أما والدنا العزيز فيبدو حزينًا في حين و غاضبًا في حين أخر لكن ليس من سديم ، و هذه نهاية موجز الأنباء اليوم ، شكرًا جزيلاً لكم و نتمنى لكم يومًا سعيدًا ..
فارس : أوكيه خلاص أنا جاي الله يعين و ما يكون الموضوع سيء ..
ريماس : لما يخبرك أبوي لا تنسى تخبرني ..
فارس : أدخلي معنا و اسمعي ، أنا في الطريق باي ..
ريماس : مع السلامة ..

دخلت المكتب عند أبوي و الأوضاع مثل ما هي ..
خالد : كلمتيه ..
ريماس : ايه هو في الطريق ..
جلست معهم دلالة ع إني راح أظل ما شفت أي ردة فعل معناها ما عارض ..

جلسنا ننتظر فارس ، كنت متوترة و أنا ما أعرف الموضوع فلي يعرفونه راح يكونون متوترين أكثر مني ..
بعد ربع ساعة تقريبًا جانا فارس ما كان خايف أو متوتر من الموضوع اللي راح يقوله أبوي لكنه كان مستغرب شو هالموضوع اللي عند سديم الخطير لهدرجة .. أنا متأكدة إن هذا اللي يدور في عقل فارس ..

بدأ ابوي الكلام ..
خالد : فارس اتصل في أحمد ايجي عندنا قول إني أريده و لا تعلمه إن سديم عندنا ..

أحمد .. علامات الإستغراب كانت واضحة ع وجههي و أكثر منها صدمة أحمد الشخص اللي يعتبر لغز بالنسبة لي و اعتقد بالنسبة لغيري بعد و الموضوع هذا يخصه ، و شو هالموضوع اللي يكون حول أحمد ..؟
أحمد رغم إني أعتبره لغز لكنه لغز حلو تفكر فيه و تحاول تحل رغم صعوبة هالشي .. اتزانه ، طريقة تفكيره ، تصرفاته تعتبر غريبة لواحد بمثل سنه و عمري ما فهمته و أتوقع هذا الشي يحس به الجميع إتجاه أحمد ، حتى فارس اللي إتصل فيه و هو مستغرب مثلي .. مانتبهت لفارس و هو يكلمه ..
أفكاري كانت تاخذني و تجيبني ..
.
.
ما توقعت إن سديم راح تعارض لهدرجة ، بصراحة توقعت إنها تزعل بس مو لهدرجة و كانت صدمتي أكبر لما بينت لي إن المفروض إني ما أتقبل ..
نادرًا ما أحب أحد يتكلم معي بهالموضوع ، عشان كذا خبيت مرضي عن أهلي كنت أتذكر نظرات الصدمة و الإشفاق من الدكاترة اللي أشرفوا على حالتي في البداية ، و أهلي لما عرفو إني مصاب بالصرع فما أبي هالنظرات تجيني من بقية أهلي ..

أنا كنت جاد في كلامي مع سديم مستحيل أفوت هالسفرة ، كان إقناع أبوي و أمي صعب لكني قدرت أقنعهم بطريقتي ، و سديم في المستقبل راح تقتنع إن اللي أسويه هو الصح ..

كلمني أبوي من شوي و قالي عن إتصال سديم له .. قلت إني خبرتها و طمنته إنها في حالة صدمة و راح تتعود مع الأيام ..

كنت أتمشى بالسيارة أريح نفسي لما دق علي فارس ، استغربت في البداية علاقتي مع فار كويسة و أحس بإهتمامه تجاهي و فضوله أحيانًا ، بس عمري ما بينت له إني أدري بشو هو يفكر ، و فارق السن بيننا ما خلى علاقتنا قوية مع إن شخصية فارس تعجبني بس السبب الأكبر هو إن فيه بعض الحواجز بيننا أنا بنيتها ، فضوله أحيانًا يوترني و أخاف يصارحني باللي يفكر فيه و أنا بدوري أعترف له بمرضي ..

أحمد : هلا ولله ..
فارس : هلا أحمد ، كيفك ..؟ شخبارك ..؟ من زمان عنك ..
أحمد : الحمد لله بخير ، كيفك أنت ..؟
فارس : بخير ، أحمد إنت وين ..؟
أحمد : في السيارة بس ما عندي وجهة محددة ..
فارس : ممكن تجي عندنا الحين ..
أحمد : دقايق و أكون عندك ..

سكرت من فارس ، و ما تعبت نفسي في التفكير لاحق دقايق و أعرف ..

وصلت البيت نزلت من السيارة و دقيت الجرس ، فتحلي فارس ودخلني البيت من دون ولا كلمة بس لاحظت إنه أحيانًا يناظنري نظرات تعجب و حيرة و استغراب ، بس ما اهتميت لنظراته طنشت ..
مشينا و وصلني مكتب خالي اللي أعرفه و سبق أن دخلته من قبل ، ما أن دخلت حتى شفت خالي في وجهي ، اللي وقف شوي و ناظرني نظرات غريبة ما اعتدتها منه ، اتقدمت اسلم عليه ما حسيت إلا إنه يضمني إلى صدره ، استغربت من حركته بس ما مانعت ظلينا نص دقيقة ع هالحال ، فالتفت شفت فارس و جنبه وحدة أتوقع إنها إخته اللي تكون بنت خالي ريماس ، كانوا هم بعد مستغربين من حركة خالي اللي تركني أخيرًا و أشر لي أجلس فجلس الجميع ، أما أنا ما بينت لخالي إني مستغرب من حركته ، كنت خايف أنه يكون عرف شي بس حاولت استبعد هالشي ، لكن خالي فاجأني لما قال ..
خالي : تعالي سديم ..

درت نظراتي من خالي الحزين لسديم الخايفة و اللي كانت ترتجف و مختبأة خلف المكتب ، كان واضح أثار البكي عليها بس ما اهتميت و نظرت لها نظرات نارية حسيت عيوني تطلع شرار كأنها أشعة ليزر لو النظرات تحرق شان سديم من زمان ميتة ..
لما شافتني سديم و شافت نظاراتي خافت بس ما بتعدت و وقفت قريب من خالي ، لاحظت النظرات المتعجبة من هالحال بس ظليت أنظر هالنظرات لسديم بدون ما أهتم للكل ..
كان خالي يحاول يهديني ، لكني ما إنتبهت له و كان تفكيري كله يدور حوالين سديم و اللي قالته ، قلت ببرود عكس البراكين اللي داخلي و أنا دائمًا أحب أتصرف بهدوء في مثل هالمواقف أحب أتبع الحديث اللي يقول : ((ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد من يملك نفسه عند الغضب )) . .
أحس بالضعف لما تشوف الناس عصبيتي و غضبي ، لو شافوني و أنا معصب راح يعتقدون إني ضعيف و ما أتحمل هالمواقف فقلت بهدوء بدون ما اهتم لخالي و محاولاته لتهديتي : شو قالت لكم ..؟
قالي حالي و هو يحاول يخليني بهالهدوء و ما يتغير حالي : قالت اللي مفروض نعرفه من زمان يا أحمد ..
أحمد : بس هذا شي يخصني و أنا اللي أقرره مش هي ، حتى لو كانت أكبر مني ..
سديم و هي ترجف : أنا بس كنت ..
قاطعتها بهدوء : كنت خايفة ..! ليه تخافين يا سديم ..؟ كنت مو مهتمة بأحد تاركتنا لحالنا لما كنا محتاجين لك و نبغاك معنا تشاركينا في كل شي ، الحين هذا قرار يخصني قررتي تدخلين و تظهرين إهتمامك و حبك لنا ..

شفت علامات الصدمة على وجوه الكل و خصوصًا سديم و علامات الصدمة على هالوضع ع وجوه فارس و أخته ..
سديم : ايه ممكن اخطأت لما إبتعدت عنكم بس كنت أحاول أتهرب من الواقع ، ما تذكر الكلام اللي قلته لي اليوم تقدرين تتهربين من الواقع و تعملي مثل المرة اللي قبل بس أنا قررت إني ما أهرب و اواجه هالمشكلة و الاقي حل لها ..

أحمد بهدوء عكس كلام سديم : و هذا هو الحل اللي تبغينه إنك تتحديني يا سديم ..
سديم : ما كان لي خيار محد إهتم لرايي ..
أحمد : لأنك عودتينا من سنتين يا سديم ، سنتين كاملين إن مالك راي ، و كل شي مو مهم عندك فكيف تبينا ناخذ رايك هالمرة ..
شفت سديم تتقرب مني و تجلس جنبي و تعلقت فيني ، أما أنا ما أديت أي ردة فعل ، أما هي قالت : أعذرني يا
احمد إنت عقلك أكبر مني ، أرجوك لا تروح .. لا تتركني ..
تجاهلت كلامها و ناظرت الجميع كان فارس مصدوم و في نفس الوقت يحاول يفهم الموضوع ، أما ريماس اخته كانت متغشية لكن غشيتها ما كانت سميكة بإعتبار إنها في البيت أو إنها ما تدري لكن واضح لي أنها تبكي ما ادري ليه ، أما خالي كان يطالعنا و هو حزين ..
أحمد : خالي أنا مش ممكن أغير رايي ..
فارس : قولنا إيه الموضوع أول ..
احمد : مابي أحد يعرف يا خالي كفاية انت عرفت ..
خالي : بس من حقي إني أعرف و من حقهم ، و لو واحد خبا عنك خبر مثل هذا ما كان راح يعجبك ..

حسيت إن مالي خيار و أن خالي راح يقولهم في النهاية فالأحسن أخطو هالخطوة بنفسي و مثل ما أبي ، ما راح يفيدني ما أقول مدام خالي يعرف ، و إذا عرفوا الحين ممكن تكون هذي خطوة تساعدني ..

عندها ابتسمت ابتسامة فاجئت الكل و قمت من مكاني و قلت بهدوء : أنا راح أقولهم ..
شفت علامات الصدمة على وجه سديم و تعجب خالي من تغير موقفي بهالسرعة ..
بس كل اللي سواه إنه هز راسه إشارة إني أبدي في الكلام : هو الموضوع بسيط و ما يحتاج كل هالزعل و المناحة و المشكلة اللي سوتها سديم ..

كان صعب علي إني اعترف بمرضي و أقوله رغم إني ما بعترف به للجميع بس فارس و اخته ، لكن صعب الواحد يكون بهالجرأة ، خطر لي إني أنكر و أقول إن سديم بس خايفة إني اسافر و أتركها ، بس ما ارضاها ع نفسي إني أكذب الكذب ذنب عظيم و مضرته أعظم و خصوصًا إذا عرف الكل إني كذاب و إني كذبت فقررت اعترف فكملت كلامي عقب هالصمت القصير و قلت بكل صراحة : صعب على ع الواحد يعترف بشي حاول ينكره طول حياته ، و ما يعترف به و يتجاهله و يخفيه عن الجميع ، أنا ما كذبت لمن قلت ان السبب بسيط ، بسيط بالنسبة لي لكن صعب على غيري و الأصعب تقبله ..

سكت شوي بعدين كملت : بقول لكم و تقدروا تقولوا للكل ، بعد هاللحظة أنا ما عاد يهمني ..
كملت : أتذكر إني لما كنت طفل صغير إني كنت منعزل و كان لي عالمي الخاص ، لأن حياتي عشان تكون مستقرة كان لازم أداوم ع أودية أتناولها كل يوم ، كنت أعاني أحيانًا من نوبات طويلة و كثيرة .. نوبات صــــــــرع ..
سمعت شهقتين جو روى بعض لكني ما إهتميت ، شهقة من فارس و شهقة من ريماس ..
أعرف الأمر صار عادي كثير من الناس يعانون من هالمرض و عايشين بشكل طبيعي ، لكن مهما يكون أول مرة تعرف فيها هالخبر راح تكون صدمة و راح تخف مع الأيام ، عكس سديم اللي للحين تعاني من الخوف من مرضي لأن أحيانًا تجيني النوبات و هي خايفة من هالشي و مش راضية تتعود ..

فارس : بس شلون ..؟ شلون ما كنا ندري ..؟ شلون قدرت تخبي عنا هالمرض و ما حسينا ..؟ و ليش ..؟
أحمد : لاني مع إني كنت صغير لكني لاحظت نظرات اللي تختلف لما يعرفون إني مصاب بهالمرض فما كنت أبي نظرات الشفقة تلاحقني في كل مكان ، شي صعب تحمله فقررت أخبي هالأمر ، و بناءً ع حالتي فأمي و أبوي ما كانوا يرفضوا لي أي طلب فوافقوا ..
و كملت : أما إنتم فما ركزتم في الموضوع ، لما كنت صغير ما كنت أجي عندكم كثير و إذا جيت شوي و اطلع و الكل تعود ع عالشي فما صار يفرق لين كبرت ..

فاجأني صوت ريماس اللي قالت من دون ما تنتبه لنفسها : لكن ليه بعد هالوقت تقولنا ..؟ و ليه سديم جت بيتنا مع إنها تعرف عن مرضك من زمان ..؟ و إلا كنتوا مخبين عنها بعد و الحين قلتوا لها ..

ابتسمت ع فكرة إنا نخبي عن سديم و قلت : مستحيل إنخبي عن سديم حتى لو أردت هالشي مستحيل الأدوية ما تنفع دايم فما تعطي مفعول أو إني أنسى أشرب الدوا فتجيني النوبات ، شو تتوقعون يكون الوضع و سديم معي في البيت و أكبر مني .. !
فارس : عجل ليش اليوم بالذات ..؟
أحمد : لأن جا الوقت اللي أبني فيه مستقبلي جت اللحظة اللي بنيت عليها حياتي و أنا أدرس هالكتب ، عشان محد يكون عنده عذر يرفضني ..
سديم : أحمد يبي يسافر للخارج .. يتغرب ..
شهقت دليل على بدء نوبة جديدة من الصياح : و أنا ما بيه يروح .. تفهمون يعني كيف يروح و يتركنا ..! يروح و هو مريض و النوبات ما زالت تجيه من حين لأخر شي صعب إني أخليه يروح .. شيء صعب ..

أحمد : بس يا سديم أنا كنت أبني حياتي على هالشي و هذا من حقي مثل أي شخص غيري ..
فارس : بس أحمد إحنا ما نقدر نخليك تروح و إنت تدري ..
ريماس بطريقة غريبة : أنتم خايفين عليه و كيف راح يكون لحاله هناك بس ..؟!
سديم : أكيد هذا اللي خايفين منه ..

ريماس : عجل ليش ما أحد يروح معه ..؟

استغربت من هالأقتراح ليه أحد يروح معي ! بس كالعادة ما بينت ..
قال خالي اللي كان ساكت طول الوقت : هذا هي يا ريماس الحل لهالمشكلة ..

قالت سديم فجأءة : و أنا اللي بروح معه ..
خالي : بس يا سديم الحياة صعبة هناك مو مثل هنا ، عايشة بين ناس غرب و أهلك بعيدين عنك ، كثير ناس ما يقدروا يتحملوا ..
سديم بعزم مفاجأ : مو مهم يا خالي .. المهم أروح مع أحمد و ما يتركني و أظل معه ..

يمكن تقولوا كلامهم يؤثر و يدل على كبر مكانتي عندهم ، بس أنا ما باليت ما حسيت شي مهم سديم راحت معي لو لا شي عادي ..
اللي ضايقني خوفهم الكبير علي سفرة دراسة عادية خايفيين علي منها ، إذا بهالشي البسيط خايفين كيف لو صار شي أعظم ..!
كبف باعيش بحياتي و خوفهم يلاحقني من مكان لمكان ..!
أنا من حقي اعيش مثل غيري من غير خوف و رعب ، أدري مرضي شوي صعب بس ما يأثر على الحياة ، و أكيد صعب عليهم يتقبلوا مرضي بهالسرعة و ما يخافوا بس لازم يجي يوم يتركوني لحالي ..
و الظاهر إني بعاني و أنا أحاول أثبت لهم إني ما أحتاج لمساعدة أحد ..
أنا ربيت نفسي بنفسي و الكل تعجبه تصرفاتي و اخلاقي و طبايعي ، و ما أحتجت لأحد طول حياتي ..
مع إني أعلم إن هالشي راح يكون صعب لكني بحاول بكل جهدي إني أثبت لهم إني أحسن واحد يعتني بنفسه و بتشوفون هاليوم قريب لأن أنا أحمد أن قررت شي لازم أنفذه و لو بموتي ..

.
.

نهاية الفصل الرابع ..

H!LARY 29-05-09 02:53 PM

[ الفصل الخامس ]
صحيت من النوم و صليت الفجر ، و تسبحت و بدلت ملابسي و طلعت من غرفتي و أنا مستانسة ..
باقي يومين ع الجامعة .. باقي شو و أطير من الوناسة ، ضحكت بصوت عالي مو مهتمة لأحد ، أحس براحة طبيعية لما أضحك و أكون مستانسة من قلبي ..
دخلت على أمي في المطبخ و حبيت راسها و قلت لها : صباح الخير ..
أمي : صباح النور ، شو فيش .. ؟؟ تضحين بصوت عالي ..!!
ضحكت و قلت : سمعتيني يمه ..!!
أمي و هي مبتسمة : إيه سمعتش ، غريبة مستانسة من الصبح ..
رديت عليها و أنا مبتسمة : لأن باقي يومين ع الجامعة ..
امي : أن شاء الله هالفرحة دوم مو يوم ..
قلت : إن شاء الله ..
أمي متعودة ع ضحكي لما أكون مستانسة ، هي بس مستغربة من فرحي من الصبح لأنه شي غريب مع إني تعودت ع قعدة الصبح حتى لو ما داومت ، بس شي طبيعي إنه أحيانًا أحس بالتعب و النعاس فما أستانس أما اليوم شي غريب ..
أدري بتقولون الضحك من دون سبب قلة أدب ، بس هاذي عادة عندي لا إرداية ، و ما هي سيئة و ليها سبب كمان و هو إني مستانسة ..
قلت : يمه متي بيجون ..؟؟ أبي أبدي أكل جوعانة ..
أمي : كأنها أول مرة ، مو كل يوم نفس الموضوع ، شوي و بجوا ..
قمت من مكاني ماني قادر استحمل أقعد هيك أنتظر ، فقلت لأمي : اذا جوا نادوني ..
أمي ما ردت ، أما انا مشيت لفوق و رحت لغرفتي ، ع طول أخذت الموبايل و أنا أفكر أدق لو ما أدق ..
ما أدري شفيني ..!! لازم ما تصير عادة عندي لازم هو يدق علي ..
مسكته و دقيت ع أحلام صديقة الطفولة و بنت العم حتى إنها سجلت في نفس قسمي في الجامعة بس عشان تصير معي ..
أحلام : الووو ..
صرخت : أحلاموووه ..
صرخت هي بالمثل : روعوه صميتي أذني ..
روعة بصوت عالي : سوري حبيبتي بس قلت يمكن تكلميني و توش قاعدة من النوم فقلت أقعدش ..
أحلام : خلاص قعدت .. قعدت ..
روعة : احلاموه .. أنا مستانسة ياليت لو الجامعة تبدي اليوم ..
احلام : ألحين إنتي صدق تحبين الجامعة ..!! الناس تبي الإجازة و الراحة ، و انتي تبين الجامعة و الكراف و التعب ..
روعة : هذا لأنش ما تدرين شو يصير هناك ، راح يصير و ناسة ..
أحلام : وشو عرفش ..؟؟
روعة : سمعت أشياء كثيرة عنها .. اممم تدرين مشتهية أدق عليه أتسلى ..
أحلام : لا .. لا تدقين له .. خليه هو يدق لش أحسن ، بعدش على خطتش ..؟؟
روعة بصوت غريب : أكيد و مستحيل ما أنفذها ..
أحلام : بس أنا أبي أسالك سؤال ، ليش هذا بالذات ..؟؟
روعة : صدقيني أحلام لو كنت أقدر اقولش شان قلت لش بس ما أقدر ..
أحلام : أوكيه بطوفها لش هالمرة ، بس مرة ثانية ما راح أسمح ، احنا ما في اسرار بيننا ..
روعة : أفكورس حبيبتي .. افكورس ، سوري راح أطر أروح .. فأمان الله ..
أحلام : في أمان الكريم ..
طلعت من الغرفة بسرعة و نزلت تحت ، أكيد بدوا ..
شفتهم كلهم قاعدين ع الطاولة ياكلون ، قلت بصوت عالي متعمدة أخلعهم : ليش ما ناديتوني ..؟؟
و هم فعلًا أنصدموا بس مو مثل ما أريد ، و بعدين تجاهلوني ..
مشيت و بست راس أبوي و قلت له : صباح الخير ..
أبوي : صباح الخير يا بنيتي ..
قلت لإخواني : صباح الخير ..
ردوا : صباح النور ..
و قلت بهدوء : ليش ما ناديتوني ..؟؟
أمي : حسبتش بتنزلين من نفسش ..
روعة : انا قلت لش ناديني ..!!
أمي بلا مبالاة : ما سمعتش ..
انقهرت بس سكت و جلست باكل ، و كانوا إخواني ريان و رائد مستانسين من قهري فابتسموا لي ابتسامة غياظ دون ما يقولوا شي ، فانقهرت زيادة ..
يقهروني لما يتعاونوا علي قمت من مكاني و قلت : الحمد لله ..
أمي بستغراب : شفيش يا بنتي ..؟؟ ما كلتي شي ، يا دوب بديتي ..
قلت و أنا أنغز ريان و رائد : انسدت نفسي ..
مشيت و أنا أعمل نفسي معصبة لين ابتعدت عنهم ، ابتسمت أكيد ألحين بيتلومون و بيجون ايراضوني ، و أنا ما برضى بسهولة ، بطلب منهم طلبات تعجيزية ..
متى بس يجي ريان من شغله .. !! عشان أذله ذل ..
مسكت ضحكتي بصعوبة عشان لا أحد يسمعني ..
رجعت لغرفتي الحبيية و انسدحت على سريري ، مع إني ما أحب أنام في مثل هالوقت و أفضل اجلس ، لكن حاسة روحي تعبانة ، خلني أريح شوي ..

روعة حمد [ ... ] 19 سنة
أحلام راشد [ ... ] 19 سنة
ريان حمد [ ... ] 25 سنة
رائد حمد [ ... ] 12 سنة
أبو ريان (( حمد )) [ ... ] 50 سنة
أم ريان (( سميرة )) { سورية } [ ... ] 48 سنة
.
.
أنا كثير متوترة مع إني راح أخطو هالخطوة برضاي و هو قراري أساسًا ، لكني ما أقدر غير إني أتوتر ..
أبوي و أمي وافقوا إني اروح مع أحمد أصلًا إستانسوا إني راح أخرج من وحدتي لما أروح معه ، وحسين إنهم اطمنوا ع أحمد كذا و راح كل توترهم و خوفهم من هالسفرة ، لكن واضح إنهم زعلانين إنهم راح يفارقونا ، أما أحمد ما قال شي عن هالموضوع حسيته مو مهتم ، أنا المهم عندي إنه ما عارض أروح معه ..
ما أدري عن أهلنا و قرايبنا إن كانوا يعرفون عن هالسفرة لكن عاجلًا أو أجلًا راح يعرفون ..
أبوي و أمي وصلونا للمطار ، أبوي أخذ إجازة بس عشان يوصلنا و يقعد معنا شوي يودعنا ..
كنت أمشي مع أحمد نازلين من الطيارة ، كان ركوب الطيارة شي عادي و ما اختلف ، و أحمد طول الوقت ساكت و أنا ما أستغرب هالشي منه ..
اللي استغربته الناس العرب اللي معنا في الطيارة قبل ما ينزلون ع طول فصخوا الحجاب كأنهم فصخوا الدين معاه و خلعوه ، صحيح إني ما خليت العباية لكني ما خلعت حجابي و لبست ثياب طويلة و واسعة و محتشمة و مو ملفتة و كل ثيابي من هالنوع ..

كان المطار زحمة شوي و فيه من مختلف الأجناس ما عجبني شكل الناس اللي هناك بس ما باليت ..
كنت أمشي كنت أمشي مع أحمد و أنا ماسكة يده عشان لا أضيع منه ، و هو كان طول الوقت ساكت لين خلصنا كل الإجراءات ..

قلت له : الحين شو راح نعمل ..؟؟
أحمد : راح ناخذ تاكسي أنا حجزت لنا شقة في عمارة قريبة من الجامعة ..

مشيت معه من دون أي كلمة ثانية ، أنا و أحمد كنا تعبانين من القعدة في الطيارة فكان كل اللي نبيه نوصل للشقة و ناكل لنا أي شي و ننام ..

كان حال الأمريكان في المطار مثل حالنا تقريبًا ، مجتمعة شلة تكاسي خارج المطار (( هذا اللي أتوقعه أنه يصير هناك )) ..
اختار أحمد واحد منهم و ركبنا معه ، لين وصلنا لعند العمارة ، كانت المباني لفي هالحي عالية ما كان حي سكني هادي كان مختلف من النوع اللي طول الوقت إزعاج ..
دخلنا العمارة بعد ما أحمد أعطى راعي التاكسي أجرته و معها إكرامية محترمة ..
شفنا رجال أمريكي قعد أحمد يتكلم معه بالإنجليزي أو مثل ما يقولون إنجلش ، عاد أنا ما فهمت شي ، قلت لكم مو فالحة في الدراسة .. بس ما همني كلام راعي العمارة ..

قلت لأحمد بعد ما خلص كلامه معه : في أي طابق ..؟؟
أحمد : الخامس ..
سديم : مبين كبيرة العمارة كم طابق فيها ..؟؟
احمد : ما سألت راح تعرفين لما تركبين المصعد ..
سديم : و بعد فيها مصعد ..!!

رحنا للمصعد اللي يتكلم عنه أحمد و ارضيت فضولي لما شفت فيه 10 طوابق .. وصلنا للطابق الخامس وطلعنا من المصعد ..

ما كنت أعرف رقم الغرفة فسألت : شو رقم الغرفة ..؟؟
أحمد : رقم [ ... ] ..

بعد شوية جهد لقيناها ، دخلنا و اتفحصنا الشقة ما كانت بذيك الدرجة من الفخامة ، و كانت مناسة لنا ، شكل أحمد عطاهم المواصفات :
- غرفتين نوم .
- صالة .
- مطبخ .
- حمامين .

بس كانت مريحة كثير و تشرح الصدر ، بس ما كانت تغني عن بيتنا ..
أنا ما كنت جوعانة فتركت أحمد و رحت نمت و هو طلع لأقرب سوبر ماركت ، يشتري لنا أغراض للشقة ، و أنا كنت مهلكة من التعب و ما في شدة أروح معه ..
أحمد خاف إني أظل لحالي من أول يوم بس طمنته إني راح أخلي الباب مقفول و ما راح أفتحه لأحد ، لأن أحمد عنده مفتاحه ..

فنمت من دون ما أفكر باللي ينتظرنا و كيف باعيش هنا متغربة ..
.
.
الشغل راحة للنفس .. هذي فكرتي عنه اللي عمري ما صارحت أحد بهالفكرة ، أنا أشتغل بشركة العايلة اللي كلنا مشتركين فيها : أبوي ، عمي ، زوج عمتي ، و ولادهم .. بيشتغلوا فيها أو هم حاليًا يشتغلون فيها ..
و أنا أكثر واحد يعتمدوا عليه لإني أكثر واحد يحب شغله ، فعشان هيك أنا تقريبًا مدير هالشركة ..

دخلت علي سكرتيري دلال اللي أثق فيها و أحترمها كثير ، و هي الوحيدة اللي أقدر أخرج معها عن نطاق الرسمية شوي مو كثير ..

دلال : أستاذ بدر صاحب شركة [ ... ] إتصل قبل شوي ..
بدر : شو يبي ..؟؟
دلال : يتكلم عن الشراكة في مشروع [ ... ] اللي ألغيتها معه ، يبي يجدد العقد لكن بشروط جديدة ..
بدر : قوليله شكرًا ، لقينا شركة ثانية تشاركنا في هالمشروع و وقعنا العقد معهم ، خل يبحث عن شركة ثانية يشتغل معها ..
دلال : أوكيه أستاذ ..
شفت دلال تطلع من المكتب و أنا أبي أضحك في خاطري ، هذا الرجال اللي ظل يتفاخر بشركته و يقول ما راح نلقى أحسن منها ، و إن إحنا محظوظين إنه قبل يشتغل معانا ، و بعدين رفضناه لكثرة شروطه الغير معقولة ، جاي يبي يجدد العقد و بشروط جديدة بس عشان لا نرفضه..

شفت موبايلي الخاص يدق و كانت ريهام : هلا و غلا ريهام ..
ريهام : هلا بدر ، شلون الشغل معاك ..؟؟
بدر : كويس ، كيفك إنت ..؟؟
ريهام : الحمد لله ، بدر أبوي مغلق موبايله ، بغيت أستأذن منه أعزم بنات للبيت ..
بدر : منو هم ..؟؟
ريهام : ريماس بنت عمي و بنتين يقربوا إلها بنات خالتها ..
بدر : مدام بنت عمي اوكيه ، بس راح يظلوا لمتى ..؟؟
ريهام : ما أدري ، بس تقدر تجي للبيت راح يقعدوا في مجلس الضيوف ..
بدر : طيب مع السلامة ..
ريهام : مع السلامة ..

سكرت الموبايل و أنا أقول في خاطري ريهام تغيرت كثير ..
للأحسن طبعًا و أتوقع سبب هالتغير بنات عمي ، الحمدلله الله سخرهم لها يخففون عنها ، لولاهم ما كانت أفاقت من صدمة وفاة البندري الله يرحمها ، البنات غيروا فيها الكثير ..
طلعت شوي من مكتبي بجيب شوية أوراق ، بغيت أتحرك و أقوم من ع المكتب شوي ..
شفت مكتب دلال فاضي اكيد راحت تعمل حاجة ضرورية ..
لكن اللي صدمني إني أشوفها مع سكرتيرة ثانية للشركة و كانوا يسلفون و السكرتيرة تقول لدلال : الحمد لله إن رئيسي حبوب مو مثلك كتلة جليد ما يحس ، الشي الزين الوحيد فيه إن شكله حلو ..
دلال : حرام عليش هو كثير طيب و حبوب بعد ، بس ما يحب اللعب في الشغل ..
..: بس ليه كذا .. ما يضحك و لا يبتسم ..!؟
دلال : سمعت إنه اخته توفت من وقت مو بعيد..
..: الله يرحمها ، يعني عشان كذا هو كئيب ..
دلال : يمكن بس أحس طبيعته كذا ..
تخطيتهم من دون ما يحسوا فيني ..
لهالدرجة أنا بارد عشان ما يكون عندهم موضوع غيري يتكلمون فيه ، بس أنا أدري إني هادي بزيادة عن اللزوم ، بس أنا تعودت ع كذا ، و ظروفي ما ساعدت أني أكون شخص فرفوشي ..
أخذت الأوراق اللي أبغيها و رجعت المكتب و شفت دلال و أظهرت إلها إني ما سمعت شي ، و ما أظن تعاملي معها راح يختلف من اليوم أو أبين لها إني سمعت كلامها ، هي ما قالت عني أي شي غلط عشان احاسبها ..
ما طلعت من شغلي إلا في نهاية الدوام ، و لما رجعت البيت بصدفة سمعت شوية كلام من اللي يقولوه البنات لما مريت ع مجلس الضيوف ، كان الموضوع مهم و نفسي أسمعه كامل ، لكني ما ظليت في مكاني أتسمع مشيت و لا كأني سمعت شي لأنه ما يجوز لي أتسمع لكلامهم ..
خلني أسأل ريهام بعدين هي بنفسها بتقولي ..

دلال [ ... ] 26 سنة
.
.
كنت طول الوقت أفكر بالوليد ، ماني قادرة أطلعه من بالي و لا سالفة من اللي يتكلمون عنها همتني ، ما عدا هذي السالفة ، أول ما بدت ريماس تتكلم قلت : عيدي .. عيدي ما سمعت ..
ريماس : أعيد و اني بعدني ما أبدي ..
بيان : سمعتش تقولين سديم ..
ريهام : وش دخل سديم في السالفة ..!!
ليان : مين سديم ..؟؟
ريماس : بنت عمتي ..
ريهام : و شو فيها سديم ..؟؟
بيان : يعني عرفتي شو هي تبي من أبوك ..!!
ريماس : قعدت معهم و عرفت كل شي ..
بيان : ياللي ما تستحين مو أنا قتلك أتركيهم لحالهم تقومين تدخلين نفسك بالغصب ، يمكن ما يبغوك لكن إستحوا منك ..
ريماس : لو كانوا ما يبغوني شان قالوا من دون ما يستحوا ، ما في حيا في مثل هالأمور ..
ليان : زين قولوا لنا عن الموضوع ما فهمنا شي ..
ريهام : قولي لنا بالتفصيل الملل ..
بيان : قصدها من طق طق للسلام عليكم ..

بدت ريماس تحكي لنا كل شي واحنا نسمع ، مثل ما قالت ريهام بالتفصيل الممل لين وصلت للمقطع اللي عرفوا فيه إن أحمد بيسافر ..
قالت ريهام : ما شاء الله عليه أحمد ، لسه شاطر و بيدرس في الخارج ، شخصيته لحد الحين ما تغيرت ، أتذكره لما كنا صغار كنت أحب ألعب معاه ..
ريماس : مثل ما كان ما تغير ..
ليان : يعني كيف كانت شخصيته ..؟؟
ريهام و هي مبتسمة : عاد هذا شي ما راح تفهميه لو ما التقيتيه ..
عند هالنقطة إشتغل فضولي أتخيل كيف راح تكون شخصيته ، إلا ريماس تقول : زين ، ما كملت كلامي ..
ليان : و هو في تكملة بعد .. !!
ريماس : يب .. و الباقي أقوى ما في الموضوع ..

حكت لنا كل الكلام اللي دار بينهم واحنا مصدومين ..
ريهام بصدمة : ما صدق .. ما صدق أحمد ..
ليان : شلون واحد بهالعمر يتحمل هالشي ..!!

أما أنا جتني حالة مختلفة خلتني أصرخ بشكل لا أرادي : شلون تقولينها بهالبساطة يا ريماس .. مو من حقك .. مو من حقك ..
ريماس بصدمة و ارتباك من صراخي الغير متوقع : شو لمو من حقي ..؟؟
بيان : هو ما كان يبي حتى أهله يعرفون ، ليش تخبرينا ..؟؟ شو كان راح يضرك لو سكرت فمك ..؟؟ شو كان راح يضرك لو حفظتي هالسر ..؟؟ ع الأقل لو انتشرت السالفة ما تكون منك ..
ريماس بصدمة أكبر : بس هو قال إنه نقدر نخبر أي أحد ، و بعدين أبوي خبر عمي فقلت عادي لو عرفتوا ..
بيان : شي عن شي يفرق .. محد يرضاها لنفسه يحس بالنقص ، ما تذكرين شو كان يقول ..!! ما يحب نظرات الشفقة ..!! ما يحبها ..!! شو تبينه يعمل لما يرجع و يشوف كل الناس عرفت بأمر مرضه ، هذا شي من خصوصياته ..

تركتهم و طلعت من الغرفة ، و اتوجهت لأول غرفة موجودة قدامي و اتأكدت إن ما فيها أحد و سكرت الباب ..
ما أدري إذا ريماس زعلت مني أو لا .. ما أدري البنات شو يقولون عني .. هل ليان منحرجة من تصرفي .. بس كان من المستحيل أسكت مستحيل ..

أخر موقف لي مع الوليد غير أشياء كثيرة في داخلي ..
أنا ما زلت حزينة لموقف الوليد اللي ما زال زعلان مني في داخله لكنه ما يبين ، كل ما كنت أحاول أعتذر منه و أبدأ أفتح الموضوع يسكره و ما يعطيني مجال ، كأنه يقول لي لا تذكريني بذاك اليوم ..
يمكن قصد ريماس طيب لمن قالت لنا ، لكن بكلامها هذا يمكن كسرت شخص أخر و هو أحمد ، مثل لما كان مقصدي طيب و هو إني حاولت أخفف عن الوليد لكني بكلامي حطمته و دمرته من دون ما أقصد ..
الحين عرفت احساسهم .. صعب إحساس النقص ، و صعب تحسس غيرك بالنقص مهما كان السبب .. هذا ما يجوز .. ما يجوز ..
مستحيل أثق بريماس مرة ثانية مو بعيدة تكون قالت سالفة الوليد لأحد ثاني حتى لو كان مقصدها طيب ، مستحيل أسمح أن الوليد يظهر لهم بمظهر الضعيف ..
راح أخفي كل شي في داخلي حتى ما أكسر حد ، راح أعتذر لها من دون ما ابين لها موقفي الجديد منها ..
مسحت دموعي اللي توي أحس إنها نزلت ، و رجعت إلهم مقررة إني أعتذر لريماس ..
.
.
قبل شوي راحوا البنات من عندي بعد ما تغدوا معي غدا متأخر ، لأن و لا وحدة منهم تغدت في بيتها ، فمستحيل يروحوا من عندي من دون ما أغديهم حتى لو ما كان وقت غدا ..

استغربت اليوم كثير من موقف بيان .. غريبة شخصية بيان .. غريبة تفكر بأمور ما تخطر بعقل إنسان ..
لسه اتذكر ذيك المرة لما فكرت فيني بخصوص أغراض الجامعة ، و محد ذكر لي هالموضوع غيرها ..
بصراحة بيان كان معها حق في كلامها ، ممكن كان من الأفضل إن ريماس ما تقول لنا ، لكن في نفس الوقت ريماس ما غلطت لما قالت لنا ..
فما كنت أدري أوقف مع من ، كل اللي سويته إني ظليت متصنمة في مكاني من الموقف ، لو ما رجعت بيان و اعتذرت من ريماس شان أنا و ليان ما درينا شلون نتصرف عشان نهدي ريماس اللي بكت و كان حالها عجيب من بعد ما طلعت عنها بيان ، و ما كنت راح أقدر أحزر شو اللي يدور في داخلها ..
لكن لما رجعت بيان واعتذرت هدت كثير ، و بيان ما رجعت عن موقفها كل اللي سوته إنها اعتذرت إنها رفعت صوتها ع ريماس و كلمتها بهالطريقة ، و وعدتها إنها ما تكررها ..
أما ريماس تقبلت اعتذارها برحابة صدر ، مع إنها ما زالت مصدومة من اللي صار ، لكن صداقتهم القوية شفعت لبيان عند ريماس فرجعوا مثل ما كانوا ..

و أنا في طريقي لغرفتي انتبهت لنور غرفة بدر ، الظاهر رجع من دون ما أحس فيه ، أما أبوي ما أظن يرجع الأن كالعادة ..
طقيت الباب و سمعته يقول : ادخل ..
دخلت ببتسامة و قلت بستهبال : هلا و غلا بأخوي الغالي ..
بدر و هو يكمل التمثيلية ، و كان قاعد ع مكتبه الصغير يشتغل ببعض الأوراق : هلا بحبيبتي رهومة ..
توسعت ابتسامتي و قلت له : هااا .. ما مليت من الشغل ..
بدر : و ليش أمل ..؟؟
ريهام : يعني طول اليوم تشتغل في الشركة و في البيت بعد ، قلت بمكن تبي ترفه عن نفسك شوي ..

ما شفته إلا ترك الأوراق و لف بكبره لي و قال : اوكيه .. خلينا نسولف .. اممم استانستي بجية البنات اليوم ..
ابتسمت من تجاوبه معي و قلت : ايه كثير استانست ، البنات كثير طيبين ..
سكت شوي حسيته يفكر بموضوع بعدين قال : لما دخلت البيت سمعت بعض الكلام كنتوا تقولونه ، ما كان قصدي أسمع كان من خارج إرادتي ، فكان في سالفة شدتني ، بس ما حبيت أتسمع فقلت أسألش عنها ..
ريهام بفضول : و شو هي ..؟؟
بدر : سمعت وحدة تحكي عن أولاد عمتي نورة أحمد و سديم ..!!
اووه هذي السالفة : هذي السالفة طويلة عريضة بقولك إياها إسمع ..

سكت مرة وحدة عن الكلام لما تذكرت اللي صار اليوم و كلام بيان ..
هل من الممكن إن أنا أضر أحمد ..!!
أحمد صديق الطفولة اللي كنت استمتع باللعب معاه أكثر من الثانيين ، و كنت دايم اغايظ البندري و فارس لما يقولون إنهم يحبوا بعض أقولها إن أنا و أحمد نحب بعض غياظًا لهم بس و كان أحمد يشاركني في هالتمثيلية عشان بس لا يزعلني ، أقوم أكسره جدام بدر ..

بدر باستغراب : شو فيش ..؟؟ ليش سكتي ..؟؟
ريهام : ااآه بـ ـدر ما أقدر أقولك ، إذا تبي تعرف السالفة أسأل أبوي مو من حقي أقولك ..
أكيد راح يخاف من هالموضوع لكني ما أقدر أقول له ، خل يسأل أبوي و خلهم ينجازوا ..
صادقة بيان خلهم يعرفوا من غيري بدل ما يعرفوا مني ..
رجعت أسولف مع بدر و أحاول أكون طبيعية ، و بدر تجاهل الموضوع و خلاه لوقت ثاني ..
.
.
رجعت الشقة و أنا حامل أكياس الأغراض اللي اشتريتهم من أقرب سوبر ماركت ..
كانت الشقة هادية ، سديم نامت مثل ما قالت و أنا بعد تعبان و لا في نفسي آكل ، و ما أظن سديم راح تاكل لو صحيتها ، فحطيت الأكل في المطبخ و حطيت كل شي في مكانه ..

ااآه .. يا يني صداع بس المشكلة إني ما بي أنام ، دخلت الغرفة الفاضية و الثانية احتلتها سديم ..
بسبة هالصداع ما راح أقدر أعمل أي شي ..
حطيت راسي ع المخدة و انسدحت ع السرير ، لكني ما قدرت أنام ..
هالصداع جايني بسبب كثرة التفكير باللي راح يصير و باللي صار اليوم و اللي قبله ..

كرهت فرحة أمي و أبوي لما عرفوا إن سديم بتروح معاي ..
كأنهم ما كانوا واثقين فيني بس ما حبوا يبينوا لي هالشي ..
ليه إقترحتي هالإقتراح يا سديم ..!! مدام إنت من أول يوم نمتي و تركتيني لحالي ، و إنت طول الوقت تقولين راح تهتمين فيني ، و في النهاية تركتيني..
ليتني ما عرفت بخوفهم .. بخوف أمي و أبوي و كل أهلي علي ، طلعت مو بس سديم اللي تخاف علي و ما تحملت فكرة مرضي حتى الأن ، حتى أمي و أبوي ..
في هاللحظة زاد إصراري على اللي كنت أخطط له ..
زاد إصراري إني أخلي الكل يعرفوا منهو أحمد ، و لازم أعمل شي يغير طريقة تفكيرهم ..
ما راح أستعجل وراي سنين أعيشها هنا لوحدي و الفكرة راح تجيني من نفسها ..
و قتها راح يشوفون منهو أحمد اللي كانوا يخافون عليه ، و خصوصًا إنتي يا سديم راح تعرفي قريب منهو أحمد و إنه ما يحتاج لأحد ..

عند هالفكرة غرقت في نوم عميق أهرب من الصداع الفظيع ..
.
.
نهاية الفصل الخامس

H!LARY 29-05-09 02:57 PM

[ الفصل السادس ]


.. / بيانووه دقايق و اخلص انتظريني ..
بيان / زين بسرعة ..

ما أدري ليه هي مستعجلة كلها جامعة ، أنا مو متحمسة لروحة الجامعة مثل الكل ، ما أدري ليه يمكن لأني ما أعرف أحد هناك ..
نزلت تحت و شفت بيان تنتظرني في الصالة ..
ليان / أمي ما قعدت ..!!

بيان / قعدت و رجعت نامت ..
ليان / و هم راحوا ..؟؟
بيان / ايه ، ما أدري ليه يحبون يروحوا من وقت يعني مو لهدرجة ..
ليان / أحسهم يحبون كذا ..

مشيت معها للسيارة السواق الخاص اللي طلبناه من أبوي ..
طول حياتنا تقريبًا كان أبوي يسألنا إذا تبغون سواق و كنا نقول لا السواق مضاره أكثر من فوائده و طول الوقت راح نحتاج أحد يركب معنا و ما أدري إيه ، و مرة وحدة صرنا نبيه و أبوي مستحيل يرفض ..
اللي يضحكني ينقال عنا بنات عز و ما عندنا سواق ، يمكن طلبنها هالمرة لأنه مستحيل نركب الباص للجامعة لأنه من غير الممكن ابوي أو أخوي يودونا ..

ركبنا السيارة و أخذنا طريقنا للجامعة ، كنا أنا و بيان ساكتين ، مو من عادتي أنا أبدأ الكلام ، و أصلًا ما أحسها حلوة نتكلم و السواق موجود ، حتى لو كان هندي وما راح يفهم شو نقول ..
أتذكر سوء التفاهم اللي حصل بين بيان و ريماس ، كلام بيان كان حلو .. حلو كثير ، ليتني كنت بقوتها أقول رايي بقوة و من دون ما أخجل ، مع إني توأم بيان لكني ما أشبهها في التصرفات ، فرق السما عن الأرض ..
وصلنا الجامعة و نزلنا من السيارة ، و دخلنا الجامعة بعد ما تأكدوا منا ، كانت الجامعة كبيرة و فيها أقسام كثيرة ..

تملكني الخوف ، ما أحب الأماكن لمثل كذا .. زحمة ، و مافي أحد أعرفه ..
مشيت ورا بيان و أنا ساكتة و أشوفها تاخذ موبايلها ..

بيان / هلا و لله ..
.. / ...
بيان / ايه و صلت ، و ينك انتي ..؟؟
.. / ...
بيان / أوكيه خلاص ، دقايق و أجيك ..

ليان / مين تكلمين ..؟؟
بيان / هاي ريهام ، راح أروح لها ..
قمت بروح معها إلا أسمعها تقول / مو لازم تجين ، تتعرفين ع بنات من قسمك أحسن ..

مشت و تركتني ..
هي ما قالت لي شي غلط ، بس أنا شخصيتي ضعيفة و ماني إجتماعية أبدًا ، السبب الوحيد في صداقاتي القديمة هو بيان ..
هي اللي إجتماعية و الكل يحبها ، و أنا كنت أظل أتخبى وراها و أكون توأم بيان و بس ، اللي ما أحد يتعرف علي إلا بعد ما يتعرف ع بيان ..
ما أتوقعت في يوم إني راح أتعرف ع بنات وحدي و أكون صداقات و بيان بعيدة عني ..
أنا مو مثل ريهام .. ريهام شخصيتها حلوة و تعرف تتعامل مع الناس و تكون صداقات ، أما أنا مو من السهولة إني أكون صداقات و أخطي هالخطوة لوحدي ..
فأنا أحتاج لبيان أكثر منها ..
مشيت بقسم من أقسام الجامعة و اللي هو قسمي في هذي الجامعة في عند كل قسم كانوا بنات هالفسم يتجمعون عنده ..
كنت أطالع البنات ، كانوا متكشخين كثير أول يوم في الجامعة لزوم الإستعراض ..
كنت أمشي بينهم بثقة تعلمتها من بيان ، شفت بعض البنات يبتسمون لي ، فابتسمت لهم ابتسامة واثقة مع إني مرتبكة في داخلي ..
أدري إني حلوة كثير و معجبهم شكلي و ملابسي عشان كذا يبتسمون مو عشان شخصيتي ، فعشان كذا ما راح أصادق بنات من هالنوع ما أدري إن كانت أخلاقهم كويسة ..
انتبهت لبنت وجهها حلو كثير كأنها قمر ، عيونها ما كانت عادية كانت ملونة بلون أخضر لامع يلمع بوضوح لو ناظرتي في عيونها ، و كان شعرها اشقر شقار فاتح شوي ، كان وجهها جميل اول مرة أشوف وحدة بهذا الجمال ، تخليك غصب تتأملين فيها و تسمين عليها و ع جمالها النادر ..
كانت تتكلم مع بنت ثانية ، لمن إنتبهت لي ابتسمت لي ابتسامة حلوة حسيت فيها بشي غريب ابتسامة شقية توحي بشوي من شخصيتها ، لا تفهموني غلط ابتسامتها كانت عادية و ما تنوي فيها شي سيء لكن ملامحها تبين هالشي ..
ابتسمت للبنت و مشيت ما ادري وين أروح ، وقفت في مكاني حايرة ، ما أحب اوقف لحالي و ما تعودت ع هالشي كنت دايم مع بيان ..
شفت البنت اللي شفتها من شوي تتقدم لي و تقول و هي تستهبل / أهلين .. شلونج ..؟؟ شخبارج ..؟؟ حلوة الجامعة ..؟؟
ابتسمت لها و قلت و أنا اشوف البنية اللي جنبها تجي و توقف معنا / بخير الحمدلله ، و الجامعة حلوة بس مخيفة ..
.. / ما تعرفين أحد في الجامعة ..!!
ليان / أعرف كثير بس مو من هالقسم ..

قالت البنية الثانية اللي كان جمالها لا يعلى عليه يعني كثير حلوة ، لكن مو بمثل جمال الاولى / تقدرين تجين معنا ..
ابتسمت / بس أخاف تتضايقون مني ..
الأولى / لا عادي ، حلو نصير ثلاثة معانا وحدة ثانية مليت من هذي ..
الثانية / ما حد طقك ع يدك و قالك تجين معي ..
الأولى / كلامك صحيح ، خلاص بروح معها و انتي اتركينا لوحدنا ..
الثانية / لا حبييتي أنا قلت لها تجي معنا قبلك ، معناها تجي معي أنا ..
ابتسمت و قلت أهدي الوضع مع إنه مبين إنه كلامهم كله مزح / خلاص خل نروح كلنا مع بعض ..
الأولى / يلا الظاهر مو مكتوب لي أفتك منها ..
الثانية / إلا أنا اللي بفتك منك و من سوالفك البايخة ..
الأولى / الحين أنا سوالفي بايخة .. ما تذكرين شو أول سؤال سألتيني اياه أول ما شفتيني ..!! شو فطرتي اليوم ..!!
الثانية /عادي هذا لأني تورطت اليوم ما أدري شو أفطر ، فقلت أسألك شو فطرتي ..
الأولى / قولي بس ما عندك سالفة ، و تبين بس تتكلمين حتى لو سوالف بايخة ..
ليان / بنات خلاص .. اممم صحيح ما تعارفنا ..
الأولى / هههه .. قعدنا نهدر فوق راسك و انتِ حتى ما تعرفينا ..
ليان / لا عادي بس ما قلتوا شو إسمائكم ..؟؟
الثانية / أنا أحلام [ ... ] ..
الأولى / روعة [ ... ] ..
ليان / بنات عم .. !! دخلتوا نفس القسم عشان تظلوا مع بعض و لا صدفة ..
أحلام / لا احنا مخططين من الثانوية ..
روعة / ايه رغم إن سوالفها بايخة لكن ما أقدر أستغني عنها ..
ليان / أنا اختي رغم إنها أختي ما تريد تدخل نفس قسمي ..
احلام / طيب ليش إنتِ ما دخلت معها ..
ليان / لأنها داخلة فنون ، و أنا ما أعرف للرسم و للأشياء الفنية مثلها ..
روعة بستغراب / شلون أختك تدخل معك و هي أكبر منك ..
ليان بابتسامة / لا إختي التوأم ..
روعة و أحلام بنفس الوقت / الله حلو ..
ليان / ايه حلو ..
احلام / خلونا نمشي شوفي البنات راحوا لذيك القاعة ..

ابتسمت و انا أمشي معهم ، هالبنات مبين عليهم كثير طيبين ، ما كنت أدري إني لو تكلمت مع أي وحدة راح تقبل بصداقتي بسهولة ، بس ما أتوقع أحد يرفض صديق جديد ..
إن شاء الله يكونوا البنات حبوني مثل ما أنا حبيتهم ..
هذي راح تكون البداية عشان اعتمد ع نفسي ، و ما أظل ضعيفة الشخصية و و مختبئة خلف بيان ..
.
.
بعد ما تركت ليان رحت لقسم الفنون اللي في الجامعة ..
قعدت أدور ريهام ، وين هي ..!!
لين ما لقيتها كانت واقفة بمكان بعيد شوي عن الناس ..
مشيت لها و هي ما حست فيني ، كانت تناظر جهة ثانية ..
قلت لها / شلونج ريهام ..؟؟
اتفاجأت مني و قالت بسرعة / هلا بيان كيفج ..؟؟
بيان / أنا الحين قاعدة أسألك ..
ريهام / أنا الحمد لله بخير ..
بيان / عجبتك الجامعة ..
ريهام / ايه ، بس ما تحسين البنات كثير كاشخين اليوم ..
بيان / لزوم الإستعراض مال أول يوم ، بس انت بعد كاشخة ..
ريهام / ايه استانست اليوم أول يوم فبتكشخ حالي حالك ..
بيان / هو ليه انتِ جاية من وقت ..؟؟
ريهام / السواق اللي طلبته من أبويه لسه ما وصل ، فطريت أروح مع بدر ..
بيان / شكله نفس أبوي و أخوي يحبون يداومون من وقت ..
ريهام / ايه بدر كثير يحب شغله ، إلا وين ليان ..؟؟
بيان / تركتها في قسمها ..
ريهام / مسكينة لحالها ، أنا لو ما أنتي معي شان ما أدري شلون أتصرف ..
بيان / بالعكس حلو تتعرفين ع ناس جدد تقدرين تصادقين أي وحدة بسهولة ..
ريهام / لا لا أنتِ لا تتعرفين ع وحدة جديدة ، خليك معي ، شكلي حسدت نفسي ..
بيان / اصلًا أنا مستحيل اتركك و إذا صادقت وحدة جديدة راح أعرفك عليها ..
قعدت أسولف مع ريهام لين رحنا القاعة ، أنا أكثير ارتاح الها و مستانسة إنها معي أكثر من ما هي تتصور ..
بس أحس غريبة إن ليان ما هي معي ، شي غريب ..

.
.
أتمشى في أحد المنتزهات العامة ، مع إني تعودت عليها صار لي عمر و أنا اروح إلها ، بس عمري ما راح أمل منها ..
مع إني أحس غريب هالمرة رايح لحالي مع أني لو أطلب من أي أحد من هالأنجليز أو حتى الخدم أو العرب ما راح يرفضون يجون معي ..
أحس بجو خاص لمن أجي هنا و أستعيد ذكريات الأيام اللي كنت ألعب فيها هنا و هناك ..
لكن أغلب هالذكريات كانت مع الخدم أو المرافقين اللي كانوا يجيبوني لهذا المكان ..
لكن عمري ما زعلت من هالشي ، لأني ما تعودت ع شي غيره ، حياتي كانت من البداية كذا وش اللي تغير اللحين ..

رجعت لفلتي الكبيرة اللي في احد الأحياء الراقية ..
الفلة ما في احد يعيش فيها غيري مع الخدم ، كل الخدم اللي يشتغلون عندي أمريكين ..

أول ما دخلت الفلة شفت رئيس الخدم جاني بعد ما عرف بقدومي ..

(( الكلام بالإنجليزي لكن سيتم ترجمته فورًا إلى العربي لمزيد من الراحة في الكتابة ))

.. / سيد سامي مرحبًا بقدومك ، هل تريد أن أطلب منهم أن يجهزوا لك شيئًا تأكله ؟؟
سامي / لا يا جورج ، لست جائعًًا يمكنك الذهاب لتنهي بقية أعمالك ..

مشيت و تركت جورج اللي مو مستغرب من عدم شهيتي ..
أنا ما أكل كثير و ما في شي يفتح نفسي عشان أكل ، و خصوصًا إني أكل لحالي عادةً ..

طرى ع بالي شادو رحت لغرفته و دخلتها ..
كان قاعد ياكل و لسه ما بدى نظامه اليومي ، لما شافني جاني و هو ينبح ، رغم العز اللي عايش فيه يظل الكلب يحب يلعب ، مع إنه تعود ع الهدوء و النظام من يوم ولادته ..
شادو مو كبير في العمر ، و مو من وقت طويل اشتريته ، ما أدري جاني شعور إني أبي كلب و وقع إختياري ع شادو ، اللي اشتريته من أيام قليلة بعد ولادته ..
سمعت صوت طق للباب ، كانت ليندا مربية شادو ، اللي دخلت و قالت لما شافتني ..

ليندا / سيدي يجب ان أبدأ نظام شادو اليومي الأن ، و سأبدأ بحمامه إن كنت تسمح ..
سامي / خذيه ليندا لن أعطلك ..

طلعت من الغرفة و رحت لغرفتي ، أكبر و أجمل و أفخم و أرقى غرفة في هالفلة و كل ما تتصورونه ، رغم كثر الغرف فيها..
أدري إن حياتي مرفهة أكثر من اللازم ..
أنا سعودي عايش في امريكا منذ ولادتي , و عندي جنسية أمريكية ..
أبوي و أمي أغنية فوق ما أحد يقدر يتصور ثروتهم كبيرة جدًا ، و هم متفقين إنهم يعيشون هني من أول ما أتجوزوا ، و أنا ما كنت من إهتماماتهم ، فكانوا مسجليني في مدارس داخلية لكن كان لي غرفة خاصة أحسن من كل الغرف في المدرسة ..
و كانوا مستخدمين معي النظام الأمريكي إني في سن 18 سنة أقدر أطلع من البيت ، و هم إشتروا لي هالفلة في بداية الأمر لكن أنا اللي أصرف عليها ، فأنا غني مثل أبوي و راتبي يوصل للملايين و يمكن أكثر ، ما أذكر تحديدًا .. لكن حياتي فاضية ..
و كمان أنا ما أعرف الصديق الحقيقي من صديق المصالح ، تعودت ع هالشي من صغري فما صرت أثق بأحد يبي صداقتي ..
و بهالطريقة كانت حياتي و لسه ما تغيرت ، و الكم يوم أو السبوع اللي كنت أقضيهم مع أبوي و أمي سابقًًا ما تفرق معاي ..
أصلًا هم في كل الأحوال مشغوليين عني ، و ما كنت أحس إنهم موجودين ..
ليتني أقدر أعمل شي يغير حياتي و يخليها مهمة ..

سامي فهد [ ... ] 26 سنة

.
.

طلعت من الجامعة من بعد ما انتهي الدوام و أنا مستانسة ، بعد ما تعرفت ع ليان ..
ما أدري ليه جذبتني هالبنت ، من شكلها مبين عليها طيبة و شخصيتها حلوة بس هادية ..
غريبة أنا و أحلام و معانا بنت هادية ، أكيد راح يوجعها راسها منا ، لكن احنا استانسنا معها ..

شفت موبايلي يدق باسم " العلة "..

رديت بدلع / الووو ..

ما يطاوعني قلبي أكلمه لكن ما أقدر أتركه ، إلا لما أنفذ اللي براسي ..

رد علي / هلا بحبيبتي و عمري و حياتي ..
روعة / نصور تراني أستحي ..
ناصر / أموت ع اللي يستحون ..
روعة / عاد أنا مقدر ع هالكلام ..
ناصر / لا ترى هذا الصدق .. انت حبيبتي و إن شاء الله زوجة المستقبل ..
روعة و هي تتنهد / اااآه .. بس متى يجي ذاك اليوم ..
ناصر / إن شاء الله قريب الريم .. و لله أنا ما عاد أقدر ع فراقك ..
روعة / و أنا بعد حبيبي ..
ناصر / لا أنا اللحين ما أقدر أستحمل يا حلوها منك ..

قعدت أسولف معاه ، كلامه كله غزل فيني ، و من أقوله كلمة أحسه يذوب ..
و أنا أضحك عليه في داخلي ، خصوصًا لمن يناديني الريم ، عاد أنا شكلي يناسبه الريم ..
ابتسمت أبتسامتي المعهودة اللي دائمًا يقولوا لي إن ابتسامتي تحمل الكثير من المعاني المختلفة ..
كلن يفسرها ع كيفه ، لكن ابتسامتي هذي غير مو ابتسامة بريئة ، ابتسامة تحمل الكثير ..

.
.

رجعت البيت و أنا نفسي أفقع ضحك ع ناصر و ع حبه لحبيبته المزعومة ..
ويييه لما يكلمها شي ثاني عاد يذوووب ، نفسي أشوف من هذي اللي يكلمها ، اللي بمجرد ما يسمع صوتها ينقلب حاله ، و تعمل به هذا كله ..
مبين إن هالبنت كثير حلوة ، عشان كذا تعلق فيها ناصر ..

دخلت للبيت و ما شفت غير كـــادي جالسة تشاهد في التلفزيون ..
لما شافتني قالت / اوووه جيت .. كيفك ..؟؟
قلت / بخير ..
كادي / وش فيك كنت تضحك و لما شفتني انقلب وجهك .. ؟؟ ليكون فيِِ شكلي شي ..
قلت / لا اتطمني ما فيكِ شي ، وين امي و أبوي ..؟؟
كادي / أمي في المطبخ تحط الغذا و أبوي صعد فوق يبدل ملابسه ..
سألت / و انتِ ليش ما تساعدين أمي حضرتك مخليتها لحالها ..
كادي / عموري أنا تعبانة مابي أشتغل ..
عامر / و كأن أمي ما تتعب و مع هذا تشتغل ..
كادي / خلاص أكيد الحين خلصت شغلها ، و بعدين عندها الخدامة ..
عامر / تدرين إنه احنا ما نحب أكل الخدم ..
كادي / الغدا جاهز هي بس تحطه ..

سكت عنها و لا قلت شي كادي دلوعة و مستحيل أمي تطلب مساعدتها ، حتى لو كانت محتاجتها ..
صعدت فوق و بدلت ملابسي و رجعت نزلت ، شفت كادي مو في مكانها ، معانها أكيد أمي حطت الغدا ..
رحت لغرفة الطعام و شفت كلهم مجتمعين سلمت ع أمي و أبوي و قلت / كيفكم ..؟؟
الكل / الحمد لله ..
و جلست و سميت و بديت أكل ..

عامر سعد [ ... ] 26 سنة
كادي سعد [ ... ] 15 سنة
أبو عامر (( سعد )) [ ... ] 46 سنة
أم عامر (( هيفا )) [ ... ] 41 سنة

.
.

رجعت البيت بعد هالتمشية مع كم واحد من أخوياي ، كنت أبي أتأخر أكثر بس ما قدرت ..
شفت العائلة الكريمة كلها مجتمعة ، ما عدا أمي ..
سلمت ع أبوي و ع خالتي ، و جلست جنب غلا ..
و بدأ أبوي الكلام بعد الصمت اللي حل عليهم فجأة بدخولي / اليوم عادةً تجي من وقت أكثر ..
الوليد / كان عندي مشوار خلصته و جيت لكم ..
و سكت .. شفت بيان تناظرني بنظرات إعتذار و هي كل ما تشوفني تناظرني بهالنظرات ، من بعد ذاك الموقف ، لكن أنا كالعادة طنشتها ..
أنا مو زعلان منها ، بس ما بيها تستصغر الموضوع اللي يخص أمي ، عشان تعرف إن أمي أهم عندي من أي شي ..
أبوي / نسيت اسألكم عن الجامعة حلوة ، تعودتوا عليها و ع أقسامكم ..
ليان / ايه يبه حلوة كثير ..

سولوفوا سوالف كثيرة خواتي مع أبوي ، اما أنا كنت ساكت ، أنا أنزعج كثير لما أقعد معهم لوجود أبوي و خالتي ، مع إنه أبوي لكن علاقتنا ما هي قوية ، أما خالتي فكان واضح إنها منزعجة من وجودي ، و ملتزمة الصمت ، و ما تناظرني أبدًا ..
عكس لما ما أكون موجود تحب تتكلم مع الجميع ..
نفسي أصعد فوق و أتركهم لحالهم ، هذي عايلتي لكن ما أحس بالإنتماء لها ، حتى خواتي رغم إني أحبهم كثير لكن علاقتي معهم مو لذيك الدرجة ، و الحين اتوترت مع بيان اللي كانت أقرب وحدة لي منهم ..
قمت من مكاني فجأة و قلت / اسمحولي بروح أنام ، أنا تعبان شوي ..
سكت الكل ما أحد علق ، أصلًا كلهم كلامهم قليل لمن أكون موجود ..

صعدت فوق و رحت لغرفة أمي أسلم عليها ، فتحت الباب و ناظرت و شفتها نايمة فخرجت من الغرفة و اتفاجأت ببيان واقفة عند الباب و هي تقول / الوليد ..
الوليد / اآه .. بيان ..
بيان / هههه ... خالتي قاعدة .. ؟؟
الوليد باستغراب / لا نايمة ..
بيان / خسارة كنت أبي أسلم عليها ..
ابتسمت لبيان و هي ابتسمت لي بدورها ، لكن ابتسامة متوترة ..
الوليد / تعالي ..

أخذتها لغرفتي و دخلتها معي و قعدنا و قلت لها / بيان أنا ما كان قصدي أصرخ عليك أو أي شي ثاني ، لكني ما كنت أبيك تتكلمي ع أمي و بس ..
بيان / و أنا الوليد أعدك إني ما أعيدها أبدًا ..
و بتردد / و أنا أبي أكلم خالتي ، أتعرف عليها ..
ضحكت ع كلمتها في داخلي " تكلمها " بس قلت / بس هذا رح يضايق أمك ..
بيان / الوليد هذي أمك و أنا ما عمري شفتها طول الوقت بغرفتها ، و من حقي اعرف أم أخوي ..
الوليد / بس أوعديني بيان إنك ما تأذينها ، و لا تزعجينها ، و تحترمينها ..
بيان / راح أعتبرها بمثابة أمي الثانية ..
توسعت ابتسامتي و قلت / تأكدي يا بيان إنك إن حبيتي أمي هي كمان راح تحبك ، حتى لو ما بينت لك ، أمي طول عمرها قلبها طيب و تحب الكل ، و أنا أكثر واحد يعرفها ..

ابتسمت لي بيان و أنا أفكر بالأيام القادمة ..
هل فعلًا بيان راح توفي بوعدها ..؟؟
هل راح تحب أمي و تعاملها كويس ..؟؟
ما أدري ليه خايف ع أمي ، أتخيل لو صار لي شي منو راح يظلها ..!!
بس الله عز و جل معانا ، و يمكن سخر لها بيان ..

أم البنات (( ابتسام )) [ ... ] 38سنة
أبو الوليد (( فيصل )) [ ... ] 46 سنة
.
.

نهاية الفصل السادس

H!LARY 29-05-09 03:00 PM

[ الفصل السابع ]

مر أسبوع ع أول يوم في الجامعة ..
كانت الأيام ماشية عادي ، ما عدا إني ما أشوف بيان إلا قليل حتى في البريك تكون في مقهى ثاني ..
بس أجمل شي فالأيام اللي قضيتهم في الجامعة روعة و أحلام .. كثير حبيتهم ، ما أقدر أقول غير إني ما أقدر أستغني عنهم ، لولاهم ما كنت راح كيف أتصرف في الجامعة ..
و كل يوم أنعجب في شخصيات البنات أكثر و أكثر ، خصوصًا روعة عندها شخصية مميزة غصب تخليك تحبينها بس مشكلتها متهورة ، عندها تهور كبير ..
كنا للتو داخلين للجامعة من البوابة أنا و بيان اللي قالت لي / ليان صديقاتك طيبين معك ..؟؟
ليان / أكثر من ما تتصورين ..
بيان / طيب مين هم ..؟؟
ليان / بنتين من قسمي اتعرفت عليهم في أول يوم ..
بيان / ليش ما تعرفيني عليهم مدام ريهام لسه ما وصلت ..

ما أدري ليه وقتها جاني شعور غريب ..!!
خفت لو تعرفوا ع بيان يحبونها أكثر مني ، لأن شخصية بيان مرحة و فرفوشية ، و هم من النوع الفرفوشي فأكيد راح يحبونها اكثر مني ، أصلًا ما في مجال مفارنة بينا .. بين بيان و بيني أنا ليان الهادية ..

تعوذت من إبيلس و قلت / ايه عادي ..

خذيتها لجزء من الجامعة ، و اللي يعتبر قسمنا و اللي دائمًا بنات قسمي يجتمعون فيه ..
رحت للجهة اللي دائمًا ننتظر بعض عندها ..
بس لحظتها تفاجأت بشي أبدًا ما خطر ع بالي ..
دائمًا كنت أسمع عنه في الجامعات بس ما توقعت اشوفه بهالسرعة ..
و مع مين ..!! مع روعة صديقتي ..!!

كانوا روعة و أحلام واقفين في نفس الزاوية اللي نوقف عادةً عندها ، لكن كان فيه شخصيات ما
إتوقعت وجودها ، أقدر أطلق عليها " شخصيات دخيلة " ..
بالأحرى كانوا بنتين وحدة ظلت مختبئة في الخلف تنتظر صاحبتها اللي تتكلم مع روعة ..
أما أحلام فكانت منسحبة لوحدها في الزواية ، و مستمعة للحديث فقط ، و اللي ما كان ينسمع من المسافة اللي كنا واقفين عندها ..
كانوا البنتين " الدخيلتين " مخيفتين ، أقدر اقولكم إنهم " بويات " ، و كان شكلهم يثير الرعب في النفس ، أقدر اقولكم إن شكلهم كان قبيح بطريقة فظيعة ، تنفر منهم لما تشوفهم ، و أعتقد فهمتوا الباقي ..

و كانت اللي تكلم روعة تفصلها بنظراتها ، كانت نظرات مقززة تخليك تخجل لما تناظرك فيها ..
أما الغريب إن روعة ما عملت شي ، و تكلمها عادي ..
و البنت " الدخيلة " عملت شي خلاني أكتشف شي أرعبني ..
هالبنتين كانوا " شــــــاذات " ..
لأنها بعد ما انهت كلامها باست روعة ع خدها بطريقة مقززة ، أنا نفسي ما أقدر أعبر عن اللي شفته بنظراتها ..
و غمزت لروعة بطريقة مقرفة و مشت مشيتها المسترجلة أو " العربجية " ..
و كل هذا صار قدام عيني أنا و بيان ، و أنا كنت منقرفة بدرجة ما تتصورونها ..
لكن اللي استغربته تصرف روعة ، و اللي اكتفت بابتسامة غريبة ، مو ابتسامتها المعتادة ..
سمعت بيان تقول و هي منقرفة مثلي ، و يمكن أكثر بعد / قرف .. قرف ، وصلت بهم الوقاحة يعملوا غرامياتهم قدامنا ، و بدون خجل .. بدون خجل أو حياء ..
و قالت جملة ترددت ع مسامعي بوضوح /
هــــالأشكـــــــــال مــــا تستــــــاهـــــــــــل تعيـــــــش .. مــــا تستـــــاهــــــل الحيــــــــاة ..
هــــالأشكـــــــــال مــــا تستــــــاهـــــــــــل تعيـــــــش .. مــــا تستـــــاهــــــل الحيــــــــاة ..

و مشت عني ونست الموضوع اللي جايين عشانه ، و تركتني متصنمة في مكاني ..
لو عرفت بيان إن البنتين اللي كانوا واقفين مع هالشاذتين هم صديقاتي شو راح يكون موقفها ..!!
بل الأهم شو موقفي من اللي شفته ..!!
هل أترك روعة و أحلام ، و أتعرف ع أصدقاء ثانيين ..
بس أنا ما صدقت تعرفت ع روعة و أحلام ، أقوم أتركهم ..!!
و هم صديقاتي ، و الصديق الحقيقي ينصح صديقه ، مو يتركه ..

رحت لهم و هم انتبهولي ، حسيتهم ما يدرون أني شفت اللي صار بينهم و بين الشاذتين ..
أنا ما اهتميت للي صار قبل شوي ، أنا أنقرفت منهم و من حقيقة وجودهم و بس ، مع إن هالشي صار منتشر عندنا مثل المرض المعدي اللي ماله شفاء ، و اللي شفته شي عادي و الكل صار يعمله قدام الناس بدون حياء أو خجل ..

لكن اللي صدمني أن روعة و أحلام يوقفوا مع هالبنتين و يكلموهم عادي ، من دون ما يوقفوهم عند حدهم ..

روعة / شلونك ليان ..؟؟
ليان ببرود / الحمد لله ..
أحلام باستغراب / وش فيه وجهك مخطوف ..؟؟
ليان / من اللي شفته قبل شوي ..
روعة بلا مبالاة / و شنهو اللي شفتيه ..؟؟
ليان بنرفزة / تستغبين روعة .. !! كيف سمحتي لنفسك تكلمين هالأشكال ..!!
روعة ببرود / عادي ليان إنتِ بنفسك قلتِ كلمتها ، ما عملت شي حرام أنا ..
ليان / بس هالأشكال ما ينفع لها غير العين الحمرا ، إن سكتي لها راح تتمادى ..
روعة / خلها تتمادى بتفكيرها كيفها ، المهم أنا ما راح أسمح لها تتمادى بتصرفاتها معي ، بعدين هاي أول مرة أكلمها ، يعني عااادي ، و بطريقة أو بأخرى راح تعرف إني مو من النوع اللي تحسبه ..
ليان / تقصدين شــــاذة .. هم راح يعرفوا هالشي عاجلًا أم أجلًا ، لكن يا روعة نظرة الناس لك لما تشوفك واقفة معهم ، تظنين إنهم ما راح يظنونك مثلها ، و خصوصًا إنك سكتي عن حركتها القذرة ، و اللي من الواضح إنه ما كان قصدها بريء ..
روعة / ليان أنا متعودة ع هالأشكال من المدرسة حتى لو كانوا بشكل أخف ، أنا أعرف أتعامل معهم ، و بعدين الناس مرة وحدة راح تتكلم لكن من نفسها راح تعرف إني مو من هالنوع ، لأن اللي صار كان مرة وحدة و مو أكثر من مرة ..

ما كان عندي شي ثاني أقوله لها ، مع إني غير مقتنعة تمامًا باللي قالته لكني سكت ..
مهما كان ما أقدر أغيرها بليلة و ضحاها ، هذا يبغاله وقت ..

.
.

رجعت لقسمي و أنا متحسفة إني رحت مع ليان ، هالموقف عكر علي مزاجي كثير ، و هالأشكال ما تستاهل أعكر مزاجي عشانها ..
هم مجرد قـــذارة .. قــــذارة المجتمـــــع ..
الناس تستحي تذكر هالأصناف من المجتمع و تخجل منهم ، و هم ما يخجلوا من اللي يعملوه ، و يعملوه بلا خجل أو حياء ..
هالأشكال هم وصلوا مجتمعنا للانحطـــاط ، هم اللي وصلوا مجتمعنا للحضيـــــــض ..
خلونا نخاف ندخل جامعة بلادنا و نفضل نروح للغرب ..
هالشي اعطاهم اعتقاد خاطىء إن الغرب أحسن مننا ..
أساسًا الغرب هم أساس هالأشياء ، كلها جاتنا منهم ، حتى بنات المتوسط صاروا يعملوا هالأشياء بسببهم هم ..
زفرض بضيق لما مر ع بالي ذكرى لما باستها ، قرف .. قرف .. مقزز ..
حسيت بالاشمئزاز ، حسيت إني أبي أرجع الكل اللي في معدتي ، مع إنه معدتي فاضية ..

ما أقول غير الله يهديهم و يحمينا من شرهم ..
لأن هالأفعال خارج الدين ، و من أفعال الأقوام البائدة ..
و كأن الزمن يتكرر ، و أفعالهم المنكرة ترجع ..
و هذا الشي مو خارج الدين و حسب ، هو خارج الفطـــرة الإنسانيــــة ..
شفت ريهام مقبلة علي و لمن وصلت لي سألتني / شخبارك بيان ..؟؟ شفيك ..؟؟
بيان ببرود / و لا شي ..

راح أتجاهل الموضوع و الله يعيني ع الأيام الجاية ، أنا ما أتحمل هالشي أبدًا ، و بسهولة أنقرف ، و ما أقدر امسك نفسي ، ما أستغرب لو شفت هالشي مرة ثانية أنهال ع البنت ضرب و طق ..
شلون و أنا شفت هالشي بس و أنا منقرفة كذا ، شلون لو شفت شي أعظم ، مو مثل ما يقولون " ما خفي كان أعظم " ..
و الله يعيني ع الأيام الجاية ..

.
.

اليوم راح يكون عادي و ممل كالعادة ، ما في أي شي حلو في حياتي كله مكرر ..
جهزت نفسي و نزلت للفطور الصباحي ، اللي دائمًا اكله لوحدي ، لكن أحيانًا أمر الخدم ياكلوا معي ، و هم يطيعوني في كل شي ..

نزلت تحت و أنا أحس بضيقة ما ادري سببها ..
شفت ليندا مجهزة شادو ، و أخذته تعمله نزهته اليومية ..
ولله إني ساعات أرحمها لليندا ، شادو دائمًا يتعبها ، و من صباحة الله ، المشكلة إن شادو يحب يتنزه كثير في الصباح و في أي وقت ، كل شي ع حسب رغبته ، و ليندا لازم تطيعه ..
ليندا / صباح الخير سيدي ..
سامي / صباح الخير ..
و مشيت عنها بعد ما ربت ع راس شادو ، عادةً أحب أتكلم معها و مع غيرها بس اليوم ما لي نفس لأي شي ، حتى للأكل ، لكن باكل لأني أدري إني راح أندم إن ما أكلت ..
نزلت بالمصعد اسرع لي ، و ع طول ع غرفة الطعام ..
كان الفطور جاهز ، بس ما كان في أحد ، و أنا أبدًا اليوم ما لي مزاج أكل لحالي ، فضغطت ع جهاز الأستدعاء الخاص برئيس الخدم " جورج " ، و اللي بسرعة حظر و هو يقول / صباح الخير سيد سامي ، أوامرك ..
سامي / صباح النور يا جورج كُل معي ، فانا لا أحب أن أكل وحدي ..
جورج : حسنًا يا سيدي ..

و جلس ياكل من دون ما يناقشني كالعادة ..
شخصية جورج بسيطة جدًا ، أهم شي عنده عَمله ..
و أنا ما أحب أتدخل في حياة الخدم الخاصة إلا لما هم يتكلموا لي عنها ، و كل اللي أعرفه عن حياة جورج إنه مطلق ، و عياله مع أمهم ، و إنه بعد تجربته الأولى الفاشلة في الزواج ما يفكر يتزوج مرة ثانية ، و عياله نادرًا ما يشوفهم ، و هو مقرر يكرس حياته للشغل و بس ..
و أغلب الخدم قصتهم شبيهة بقصة جورج ، فضلوا العمل ع أي شي ثاني ، و دايم يحمدوا ربهم إنهم يعملوا عندي ..
لا تقللوا من شأن وظفيتهم كونهم خدم ، الراتب اللي ياخذوه ، و الأكل بالمجان و الإقامة في هالفلة الفخمة ، كأنهم في فندق خمس نجوم ، و يمكن ست بعد ..
الفرق الوحيد إنهم يشتغلوا ، لكن لخدمة شخص واحد فقط ..
فجأة سمعت رنين التليفون ..
قام جورج بسرعة من مكانه و أخذ السماعة بسرعة ، و كان هذا التليفون الخاص بغرفة الطعام ..
جورج / مرحبًا ، هذا منزل السيد سامي [ ... ] ، معك جورح رئيس الخدم ..
.. / ...
جورج / اووه حسنًا سيدي ، أتريد مني أن أبلغه ، أو أن تتحدث معه .. ؟؟
.. / ...
جورج / إذن وداعًا سيدي ، أتمنى لك يومًا سعيدًا ..

قلت له بفضول لما رجع و جلس / حسنًا ماذا هنالك يا جورج ..؟؟
جورج بقلق / إنهما السيد و السيدة ، إنهما يودان زيارتك يا سيدي ، لكنهما لم يحددا وقت الزيارة ، فقط قال والدك أنهما سيزورانك في هذا الأسبوع ..

جورج يدري إني أتوتر كثير لمن يزوروني ، بس أنا ما قلت شي و لا علقت ، بس قلت بعد صمت قصير / جورج .. ألا تظن أن جيسكا قد وضعت كثيرًا من الملح و الفلفل في البيض ..
جورج بصراحة / اووه سيدي ربما ، لكنه يعجبني ، إنه لذيذ هكذا ..

أمي و أبوي زياراتهم قليلة لنا جدًا بس مو معدومة ..
و رغم كل شي كإهمالهم لي ما أكذبكم و أقولكم إني أضايق من زيارتهم ..
لا .. زيارتهم تخليني أستانس بعض الأحيان ، حتى لو ما كانوا مهتمين فيني ..
راح أنتظر هالزيارة ، و اكتشف اللي ناوينه منها ، و اللي هو يا خير يا شر ..
أنا مو متفاجأ بس مستغرب من زيارتهم هالمرة ..
يمكن أتظاهر بعدم اللامبالاة لكن زيارتهم توترني ، و تفرحني أكثر ..

.
.

افففف ملل رهيب ..ما عندي شي أعمله ، ابوي و أخوي في العمل و أمي نايمة ..
أصلًا أنا ما عندي سالفة ما أساهر في الليل ، و بعد لأن شو .. لأن السهر يظهر التجاعيد في البشرة ..
خل التجاعيد تظهر أعمل لي عملية تجميل شد هنا و شد هناك و انتهى الموضوع ، كأن لم يكن ..
خلاص أنا مقررة الليلة بساهر بلا تجاعيد بلا خرابيط ..
اووه متى تبدي المدرسة بس ، مع إني ما أصدق إن أنا " كادي " أقول هالكلام ، لكن فعلًا المدرسة ممتعة ..

مدام إني فاضية خل أغير تسريحة شعري ، مع إني واثقة إنها راح تطلع حلوة علي ، لأني أنا كادي مو حيا الله ، و لأن كل شي حلو علي أسأسًا ، و يطلعني أحلى ما يكون ..
عملت شعري كيرلي من زمان ما عملته كذا ، مع إنه كثير حلو علي ، لكن أنا من زمان ما خرجت من البيت ، و إذا خرجت كنت أخلي شعري ع طبيعته اللي حتى هي تطلعني حلوة ..
انتهيت و طلعت أهبل ما شاء الله ، قمر .. قمر و لا أروع ، كالعادة ما في مثلي أبدًا ..
أدري إنه في بنات كثير حلوين ، لكن ما في وحدة عندها نص الجمال اللي عندي ..
صدقوني أنا أحلى وحدة بدفعتنا ، و البنات الحلوين كلهم فيهم عيوب ما عداي أنا (( هذا بنظرها ، مع إنها فعلًا أجمل وحدة بالدفعة )) ..

اوووه لو أهلي يسمحوا لي أطلع كان من زمان طالعة ..
سمعت نغمة موبايلي و كانت صديقتي " عبير " ..
رديت وقلت بصوتي الحلو / الووو ..
عبير / هلا و غلا كدووي ..
كادي / أهلين عبورة ، شلونك ..؟؟ من زمان عنك ..
عبير / الحمد لله ،أنا بخير بس ناقصني شوفتك ..
كادي بغرور / أكيد حبيبتي ، منو ما يبغى يشوفني ..؟؟
عبير بشوية تطنيش / ايه كادي عشان هالموضوع أريد أكلمك ، أبي أعزمك ع عرس اختي رغد ..
كادي بفرحة / ما شاء الله رغد راح تعرس ، مبرووك ..
عبير / الله يبارك فيك ، ما تصدقين قد ايش هي متوترة ..
كادي / التوتر شي طبيعي في هالفترة ، ما عدا لي انا ما أتوقع إني أكون متوترة ، لأني واثقة من نفسي ..
عبير / يعني أعتبر هذا تأكيد لحضورك ..
كادي / ايه أكيد حبيبتي راح أحضر ، من زمان خاطري أروح عرس ، و كمان مو من الذوق أرفض الدعوة ..
عبير / أوكيه راح أرسل لك مسج فيه العنوان و التاريخ وكل شي ، و العرس ما يحتاج بطاقات ..
كادي / أوكيه سي يو ..
عبير / سي يو تو ..
رجعت أطالع في المراية و أنا اسمي ع نفسي ، ما شاء الله طالعة أجنن ، و أكيد راح أكون أحلى وحدة في العرس ، حتى أحلى عن رغد ..
راح أقول لأبوي و أخوي يودوني السوق ، لازم أتقضى للعرس ، أنا كادي لازم ألبس أرقى الملابس ، مع إني أدري لو أروح العرس بخيشة راح أطلع أجمل ما يكون ..
عبير [ ... ] 15 سنة
.
.
كنا جالسين في الصالة ، جلسة أخوية معتبرة قدام التلفزيون ، كلنا نتابع فلم .. فلم أكشن و مغامرات ، كان حلو بالنسبة لي ، لكن أخواني عاجبهم و بقوة ..
كنت أتابع بس أسرح مني و مناك ، حتى هالشي كان مبين علي ..
لكن قطع أفكاري صوت ريان / روعة يستحسن تجلسي في مكان ثاني ، الظاهر بعض المقاطع في هالفلم تقطع تركيزك في التفكير ..
رائد بهبالة / لا .. لا إنت غلطت المفروض تقول : روعة يستحسن تودي أفكارك لمكان ثاني ، لإنها تقطع تركيزك في مشاهدة الفلم ..

مشيت عنهم بلا اكتراث ، و أنا أسمع رائد / شفيها كله سرحانة ..!!
صعدت غرفتي و ع طول لموبايلي ، اللي كان محطوط ع السايلنت ، لأنه وجع راسي من كثر الإتصالات و المسجات اللي تجيني من ناصر ..
فتحت بعض المسجات و اللي تقول /
" الريم حبيبتي ولله ما كان قصدي "
" سامحيني الريم ، ما راح أعيدها ، أدري إن قلبك كبير و راح تتطوفينها لي "
" أنا أسف الريم ، بس بليييز أرجوك ردي ، بس خليني أشرح لك "

ابتسمت و أنا أشوف المزيد من المسجات ، و اللي بنفس معنى المسجات اللي قبلها ..
أنا حطيت موبايلي سايلنت من اليوم الصباح ، و عاملة حالي زعلانة ، و ما فتحت موبايلي إلا اللحين ، مع إن السبب اللي خلاني أعمل حالي زعلانة كلها دقايق و نسيته ..
ولله حالة حتى ما أدري إن كان شي بسيط أو كبير ..
مابي تاخذون فكرة سيئة عني أكثر من ما أخذتوا ، فراح أقولكم أنا مو لعابة أبدًا ، و ناصر أول واحد أكلمه ، أما الأسباب اللي تخليني أكلمه أفضل أحفظها لنفسي ..

خطر ع بالي اللي صار اليوم مع ذيك البوية ، و اللي قالت إن اسمها " خُلُود " بس تفضل نسميها " خالد " ..
ما عجبتني البنت بس الفضول ذبحني و خلاني أكلمها ، و أسكت لها ع نظراتها المقززة لي ، و اللي كانت تتفحص جسمي بدقة ..
كنت أبي أعرف شو راح تقول لي ، كان كلامها عادي جدًا ظلت تعرفني ع نفسها و راحت ..
موقف ليان من الموضوع كان أيضًا عادي جدًا ، و أتوقعه من أي أحد غيري ..
مشكلتهم ما يدرون إني سكت عن هالبنت بمزاجي ، مو لشي ثاني ، و لو حاولت تتمادى بسهولة أقدر أوقفها ..

مسكت الموبايل ، واتصلت ع أحلام صديقتي الصدوقة ، و ملجئي الوحيد لما أضايق ..
روعة / هالوو ..
أحلام / هاي روعة ..
روعة / السلام عليكم ..
أحلام / و عليكم السلام ، أشوفك قلبتي أول شي هالو بعدين السلام عليكم ، و بعدين غريبة تسلمين ، راح تتسجل في التاريخ ..
روعة / أكيد حبيبتي كل شي أسويه أنا يتسجل في التاريخ ، هم بس يتمنوا ..
احلام / ما أقدر أنا ع الغرور ..
روعة / يحق لي مو ..
أحلام / إلا يحق لك و نص ، مو انت روعة الجميلة ، كل البنات ينهبلون عليك ، و يتمنون نظرة منك ، لو إنك مو بنت عمي و أعرفك من زمان كان انهبلت لمن أشوفك ..
روعة : هذا شي أكيد ، و الدليل خالد ..
أحلام باستغراب / و منو هذا خالد ..؟؟ مو انت قلتِ إنه بس واحد ..
روعة / لا إنت راح بالك بعيد ، هاااي خلود ..
أحلام / اآه .. ذيك البنت ، مع إنه ما ينقال عنها بنت ، هذا تشويه لهذي الكلمة ..
روعة / تدرين ع هالموضوع ناصر كل شوي يدق علي يظني زعلانة ..
أحلام / ولله إني أرحمه هالناصر ، اللي الله بلاه فيك ..
روعة بنبرة غريبة ما انتبهت لها أحلام / بالعكس يستاهل كل اللي يجيه ، هو السبب محد قاله يعمل هيك ، و المفروض إنت أول وحدة توافقيني ..
أحلام / و هو شو عمل عشان تزعلين عليه لهالدرجة ..!! و ترى أنا أكيد معك ، ما أقصد شي بكلامي..
روعة بترقيع بارع ع اللي قالته / هو بس كان مطنشني الفترة اللي فاتت ، و حضرته لما فضا قال يبي يكلمني ..
أحلام / ولله إنك فاضية .. تدرين عاد ، أنا لما أتذكر المسكينة ليان اليوم ساعات افقع ضحك ، و ساعات أرحم حالها ، ما تعرفنا عدل ، و لله أحس أحيانًا الله ابتلاها فينا أكثر من ناصر حتى ، مع إنه احنا نحبها و مستحيل نضرها ..
روعة بحزن / صدق احنا ما ورانا إلا البلاء ، إحنا بلوة ع الكل ، ليان ما تعرفنا كويس ، و تظن قلوبنا طاهرة مثلها ، بحركات خلود القذرة انقرفت ، و هي ما شافت شي ، شلون لو تدري عنا ..!!
أحلام / ما أقدر أقول غير الله يعينها ..
روعة / مع إني مقتنعة إن ليان راح تضرها صداقتنا ، لكن راح أساعدها ، و ما راح أعلمها ع هالأشياء اللي نسويها ، خلها ما تدري أحسن ..

فكرت فيها صحيح احنا بلاء ما فينا شي زين ، ما فينا الطيبة اللي عند ليان ، و قلوبنا حاقدة .. تحقد بسهولة و تنتقم ..
ما عندي عيب أو حرام المهم أوصل للي أبيه ..
ما عدت أعرف الصح من الغلط ..

.
.

كل واحد في البيت مشغول بشي ، و كل واحد حابس نفسه بغرفته ..
ما عداي أنا أنتظر الوليد ، اللي بعده ما جا ..
أبي أتعرف ع خالتي ، صحيح صعبة أنا عايشة 19 سنة مع خالتي في نفس البيت ، و عمري ما شفتها ، و لا عمري فكرت أتعرف عليها ، مع علمي بوجودها ، و لا عمري فكرت أراعي هالمسكينة اللي انظلمت في حياتها كثير ..
كنت أحب أساعد الناس ، و ما فكرت أساعد أم الوليد بهالشي البسيط ، و هو إني أراعيها ..
كنت أساعد الناس البعيدة و اترك القريبة ..
و هذا خطأ كبير ..
مو هم يقولون " الأقربون أولى بالمعروف " ..
أنا راح أساعدها و أساعد الوليد ، و أساعد نفسي بعد ، كلنا في وقت واحد ..

شفت ساعتي و أنا أزفر بضيق ، الوليد تأخر علي ..
دقيت ع موبايله و قلت / هلا الوليد ، وينك ..؟؟
قالي برسمية ، و عرفت من طريقته و سرعته في الكلام إن معاه أحد / أسف ، ما راح أقدر أجي ، اعذريني ..
بيان / أوكيه ، مع السلامة ..

و سكرت و أنا مضايقة ، بعد كل هالحماس و التخطيط ما راح أقدر أتعرف ع خالتي ..

صعدت فوق ، و وقفت عند باب غرفة خالتي ، الغرفة اللي كان الكل متجاهل وجودها ما عدا الوليد ، و اللي عمر ما أحد دخلها منا غير الوليد ..
هااي خالتي و من حقي أعرفها ، ليش ما اخطي هالخطوة لوحدي ..!!
أنا ما أحتاج الوليد في هالشي خلني أجرب ..
و هو راح يفرح لما يعرف رغبتي الجدية بمقابلة أمه ..
مديتا يدي لمقبض الباب و مسكته ، كنت متوترة فعَديت ..

1
2
3

و ضغطت عليه عشان أدخل ، لكن كانت صدمتي لمن شفته مقفـــــول ..
مقفـــــــــــــــــــــــــــــــــــول ..!!
هل خالتي هي اللي مقفلة الباب ، لو الوليد هو اللي مقفله ..

لمن استوعبت الموقف و أفقت من صدمتي رحت لغرفة الخدامة ، ودخلتها ..
وقعدت أنادي / سيتــي .. سيتــــي ..
انتبهت لي و قالت / يس ماما ..
بيان / مين قفل الباب مال غرفة ماما أم الوليد ..؟؟
سيتي / هذي ماما ابتسام تقول إذا في ودي أكل لها ، راح تجيب لي مفتاح ، غيره لا ..
طعنــــــــــــــة .. !!
طعـــــــــنة في الصميـــــــــــم ..!!
حسيت إن أنا و الوليد انطعنا في الظهر ، و من مين من أمي ..!!
أمي أخذت الفتاح ..!!
ليش ..!! ليش ما في قلبها رحمة ع هالمرة المسكينة ..!!
و ليش أخذته اللحين بالذات ..!!
لا يكون عرفت باللي مخططينه أنا و الوليد ..
بس كيف راح تعرف إحنا كنا لحالنا .. !! و محد غيرنا يعرف بهالشي .. !!

.
.
أنتظر أمي المحتشرة تبيني أوصلها لبيت وحدة من صديقاتها / ريماس مو كأنها طولت ..
ريماس / فارس هي مو رايحة تتمشى ، هي رايحة لناس فلازم تهتم بشكلها ..
فارس / أوكيه قلنا بتتزين ، زين ليش هالتطويل ..؟؟ صار لي نص ساعة أنتظر ..
ريماس / و انت وش عرفك كيف الوحدة تتزين .. ناس ياخذوا ساعتين كاملين بس عشان يعملوا شعرهم ، و انت بس نص ساعة مو قادر تنتظر ..
فارس / خلاص ما نا قايل شي ، عن تاكليني ..

ثواني و نزلت أمي و هي تلبس عباتها ، ما كانت متزينة ، كانت لابسة أسود ، فاستغربت بس ما علقت ..
أمي / هااا .. إن شاء الله ما تأخرت ..
ابتسمت غصب عني و قلت / لا يمه إنت ما تأخرتِ ، انتِ تعتبرين مخلصة بسرعة ، غيرك ياخذوا ساعتين و هم بس يعملوا شعرهم ..
أمي باستغراب / و انت ايش عرفك ..!! لا يكون ما خذ لك وحدة من ورانا ..
فارس / الله يسامحك يمه ، يمكن اسويها بعد خمس سنين ، هذا إذا تزوجت أساسًا ..
أمي بصدمة / خمس سنين ..!! ما تتزوج ..
فارس / يمه خلنا نروح السيارة أول ، بعدين نكمل كلامنا ..
مشت معي بهدوء و طلعنا من البيت و تركنا ريماس ، اللي كانت مجرد مستمعة لحديثنا ، و لمن ركبنا السيارة و مشينا قالت / بس يا ولدي العمر يمشي و ما ظل فيه كثير ، ليش ما تتزوج و تفرحني بشوفة عيالك ..
فارس / الله يطول بعمرك يمه ، بس مو حلوة مني أتزوج اللحين ..
أمي / بس انت مردك تتزوج اللحين لو بعدين ، و عمك و أبوك ما راح يمانعوا ، هذا من حقك ..
فارس / يمه مثل ما قلتي مردي أتزوج ، و ذاك الوقت أنا بفسي بقول لك تخطبين لي ..

سكتنا شوي و بعدين قلت / يمه ليه لابسة أسود ..؟؟
أمي / ايه هذي حرمة أعرفها ، بنتها ترملت ، مات جوزها الله يرحمه قبل ما يدخل عليها ، و أنا رايحة أزورهم أعزيهم ..
فارس / الله يعوضها و يبدلها بغيره إن شاء الله ..
أمي / ما أظن أمها تقول إنها معارضة فكرة الزواج بعده ، الظاهر كانت تحب زوجها ..

لحظتها سكت لين ما وصلنا البيت ، و نزلت أمي من السيارة ..
و مشيت ..
شفتي أمي الناس إذا ماتوا اللي يحبوهم ، ما عاد يفكروا بغيرهم ..
لو فكرت بغير البندري كزوجة لي ، ما راح اعتبر وفي للبندري ..
راح أعتبر خاين لذكراها ، و خاين لحبنا ..
شلون أنا أحبها من صغري و تبيني أتزوج غيرها ، و ذيك البنت توفى زوجها و ما تبي تتزوج بعده و هي ما تعرفه إلا لمدة قصيرة ..
ناظرت الميدالية اللي معلقنها في السيارة اللي كانت للبندري ..
لا تتوقعون إنها هي عطتني إياها بجراءة ، عشان تبين لي حبها ..
لا البندري كانت اكبر من هذا الشي ..
حبنا لبعض كان حب عفيف و طاهر ، ما يتخلله أي شي ما يرضي الله ..
هذي كانت هديتها لي في عيد ميلادي ، اعطتني اياها لما كنا صغار ، و أنا ما اعتبرتها هدية عادية كغيرها من الهدايا اللي عطوني اياها في ذاك الوقت ..
أنا مستحيل أنسى البندري و عمر ي ما راح أحب وحدة غيرها ..
و إن تزوجت هذا راح يكون عشان أرضي أمي و بس ..

أم فارس (( نجلا )) 45 سنة

.
.

قاعدة في المطبخ أطبخ العشا لي و لأحمد ..
عاملة معكرونة راح ياكل صوابعه و راها ..
اممم .. يا حلوها هالمعكرونة ، حطيت صحنين لي و لأحمد و حطيتهم في الصالة ، و وديت شوية اشياء نحتاجها ..
و رحت أنادي أحمد اللي قاعد يدرس في غرفته ..
بس تفاجأت لمن شفته نايم و حاط الكتاب جنبه ، رحت له ركض و هزيته / أحمد .. أحمد ..

انتبه لي أحمد ، فتنفست الصعداء و قلت / الحمد لله ..
قالي أحمد بسخرية / شنو سديم ظنيتي النوبة جتني ، اطمني أخذت حبوبي ..
سديم / أحمد عاد خلاص ، من حقي أخاف عليك ..

أحمد / عاد خافي ع شي يسوى مو واحد نايم ع سريره ، شكلك عمرك ما غفيتي و انتِ تذاكرين ..
سديم / عاد أحمد بلا مسخرة ، عاد انت انت تدري قلبي ما يتحمل..
أحمد / أوكيه خلاص مشيناها لك ..
سديم / يلا عاد تعال عملت لك معكرونة راح تاكل صوابعك وراها ..
أحمد / بصراحة أشك ..
سديم / لا تشك و لا شي ، راح تكون أحلى ما تذوقته ، و راح تنعجب بمواهبي في الطبخ ، و راح دايمًا تطلب مني أعمل لك ، و أنا أقولك أحمد لا مابي أنا تعبانة ما لي خلق ..

و ظليت كذا أهدر ع راسه ، أحاول أنسيه حركتي ..
أدري إنه يتحسس من خوفي عليه ..
بس مو ذنبي هذا أخوي الوحيد ..
أحبه أكثر من ما يمكن لأحد يتصور ..
و طبيعي أخاف عليه ..
مو ذنبي إني أحبه و أخاف اخسره ..
و إلا أنا غلطانة ..

.
.
نهاية الفصل السابع ..

H!LARY 29-05-09 03:04 PM

[ الفصل الثامن ]

في الجامعة في أحد المقاهي في وقت البريك جالسة مع ريهام ، و أنا أحس بتوتر كبير ، كنت أحاول أبين إنه ما في شي بس هذا شي صعب ، خصوصًا لمن تكون طبيعتك مثلي ..
شخصية فرفوشية و مو هادية أبدًا ..

ريهام / اشتهيت أعطيه كفخة محترمة ع راسه ، عشان يتأدب و ما يقولي مثل هالكلام مرة ثانية ..
بيان / ايه هو يستاهل ..
ريهام بجدية / تدرين ..
بيان / و شو ..؟؟
ريهام / ما أحب أشوفك سرحانة ، حتى لو كان السبب بسيط ، أحس كأن هموم الدنيا ع راسك ، لأني ما تعودت أشوفك كذا ..
بيان / كل شخص لازم تجيه مشاكل في حياته ..

سكتت ريهام .. و أنا حسيت كأنها تبيني أقولها شو فيني ، و شنو اللي مضايقني ، بس أنا ما ني قايلتها ، لو شو تسوي ..
ريهام بعد صمت قصير / طيب ليش ليان تكون عادية لمن تكونين .. اممم كيف أقولها آه عرفتها ، لمن تكونين مهمومة ..
بيان / مو معناها إن احنا خوات أو توأم إن لازم نصارح بعض في كل مشاكلنا ..
سكتت ريهام ، و أنا ما قلت لها شي ..
طريقة تعاملي معها ما كانت حلوة ..
بس غصبًا عني ..
ما بي أحد يعرف شي عن الأشياء اللي تصير في بيتنا ..
أنا قررت هالقرار و ماني متراجعة عنه ..
و مشكلتي الجديدة ما أدري شلون بتنحل الله يعين ..
ما أدري إذا الوليد يدري أو لا إن باب غرفة أمه مقفول ..!!
و لا أدري كيف بقابل أمي اليوم ..!!
ما أدري كيف أتحكم بتصرفاتي أحس بكل شي ينهار قدامي ..
شلون أواجه أمي و أقولها عن الكلام اللي سمعته من " سيتي " .. !!
و شنو راح يكون موقف الوليد منا بعد ما يعرف ..!!
هل راح يزيد كرهه لنا ..؟؟
أمي ما تعامله بطريقة حلوة أساسًا فكيف ألحين .. !!

ريهام مشكلة بسيطة أقدر أحلها بعدين ، رغم إني حبيتها من جد ، و إنها صارت قريبة مني حييل ، لكن ما أقدر أقولها عن مشاكلي ..
أما عن زعلها فهي راح تتفهم موقفي بعدين ..

.
.

استأذنت من بيان و رحت للحمام (( الله يكرمكم )) ..
دخلت وحدة من هالغرف الصغيرة اللي فيه (( أعذروني ما أعرف اسمهم )) ..
و تركت المجال لدموعي اللي كنت حابستهم تنزل بغزارة ..
آآآه .. شي صعب اللي صار .. شي صعب ..
مو موقف بسيط مثل ما يمكن يظن لااا ..
اللي صار يمكن سهل لغيري ، لكن لي أنا لااا ..

أنا أعتبر بيان أخت لي .. أخت ..
تعرفون معناة الأخت ..!!
يعني مثل البندري اللي كانت أقرب لي من نفسي ، بكل شي كنت أصارحها ، و هي نفس الشي ..

لكن ظهر لي اليوم إن بيان ما تعتبرني أختها ، أحزني هذا الشي كثير في البداية ..
لكني سألتها عن ليان مدام هي إختها و التوأم بعد ..
فأكيد راح تصارحها بكل شي ..
قالت ايش .. !! ..
" مو معناها إن احنا خوات أو توأم إن لازم نصارح بعض بكل مشاكلنا " ..

شلون هذي تصير ..!!
كنت أحسب الخوات دائمًا قريبين من بعض خصوصًا التوأم ..
كنت أحسب علاقتهم مثلي مع البندري ..
مثل علاقتي القوية مع البندري ..
لكن صدمني إن علاقتهم ضعيفة جدًا قدام علاقتي مع البندري ..

فليش ..!!
ليش البندري .. !!
ليش الأخت اللي كنت أصارحها بكل شي راحت ..
أنا كنت أقدرها و أخبرها بكل شي ، و راحت عني ..
و بيان ما تخبر أختها بكل شي ..!!

أنا ما أقصد أناقش قضاء الله ..
لكن صعب تشوف شي و تتمنى مثله ، لكن اللي يملكه ما يقدره مثل ما أنت تقدره ..

بيان ما صارحتني فهي ما تعتبرني قريبة منها ، مثل ما أنا أعتبرها ..
و هي حتى ما تصارح ليان .. !!

فهمتوني الحين ..!!
هل انتم تشوفون معي إن الحياة غير عادلة ..!!
و إلا هذا الشي ما زال محجوب عنكم ..!!

.
.

جالسة مع ليان و أحلام و أنا بس مستمعة لحديثهم ..
و قاعدة أناظر بنت جالسة قدامي من بعييد ، ماسكة السيجارة بيدها و تدخن ..
اللي يشوفها يقول طريقتها في التدخين مقرفة ، لكن أنا كنت أشوفها غير ..
كنت أشوف طريقتها قمة في الروعة ، مثلي أنا روعة ..

أناظر شلون تمسك السيجارة بقوة ، حتى إن بعض أثار اللعاب ظاهرة ع السيجارة بطريقة تقرف اللي ما ينقرف ..
و قاعدة تسحب الدخان و تستنشقه بنهم ، و لمن كانت تزفره و تتركه يطلع كنت أشوف الراحة ع وجهها ..

تتسائلون ليش أناظر هالشي ..!!
سؤال بسيط جوابه أبسط .. أبي أكون مثلها ..
أبي أجرب السيجارة ، ودي أجرب كل الأشياء الممنوعة ..

مو يقولون " كل ممنوع مرغوب " و أنا هذي الأشياء عاجبتني ..

أفكر أروح في أقرب فرصة لأحد الدكاكين ، و أشتري لي بوكيت سجاير ..

ليه لااا ..!! ليش ما أجرب .. !!
ع الأقل تريح نفسي شوي ، مو كل اللي يدخنون يرتاحون لمن يستنشقونها ..!!
أنا أبي أكون مثلهم ..

انتبهت لي ليان و أنا أناظر ذيك البنت / صح شكلها مقرف ، ما أدري كيف مستحملة نفسها هالبنت ..

قلت لها بشكل طبيعي و كأن اللي بقوله هو وجهة نظري ، مثل ما تعتقد ، و هو أبعد ما يكون / ايه صح ، ما أدري شو اللي يعجبهم بهذي الأشياء .. !! لا فيها فايدة أو منفعة ، غير تضر الصحة ، و أصلًا هي تعتبر نوع من أنواع الإنتحار البطيء ..

بغيت أضحك أخرج الضحكة اللي انحبست في داخلي ..

أدري شو تقولون ..
تدري عن هالشي و تبي تدخن ..!!

لااا أنا ما يهمني تضر الصحة .. انتحار ما انتحار ..
كل اللي أبيه إني أدخن ..

مو أقولكم مضيعة الطريق الصح ..
ما عندي شي أصلًا إسمه صح أو خطأ ..

.
.

رجعت من العمل ، أو أقدر أقول من شركتي الخاصة اللي بنيتها من شقاي ، لفلتي الراقية اللي متأكد أنها زادت رقي و جمال اليوم بعد عمليات التنظيف المعتادة ، لمن يجينا خبر إن أمي و أبوي جايين لعندنا ..

دائمًا يجيني إحساس إني أظهر حياتي لهم بمظهر الكمال و الرقي من كل النواحي ، حتى في أصغر الأشياء ..

دخلت و أنا أشوف البيت متزين و جميل و نظيف أكثر من المعتاد ، و شفت الخدم كلهم مجتمعين ..

- جورج " رئيس الخدم و اللي يقوم بالتنظيف " .
- ليندا " مربية شادو " .
- جيسيكا " الطباخة و اللي تقوم أيضًا بأعمال التنظيف مع جورج " .
- جاستن " مسئول الأمن و المسئول عن الصيانة و عن الحديقة الخارجية " .

أربع خدم فقط ..
أنا أخترتهم واحد .. واحد ..
قالوا لي جيب أكثر بس أنا عارضت ..
إذا أنا ماني محتاج لزيادة ليه أجيبهم ..!!
مو معناها إن عندي فلوس أتصرف بلا مسئولية ..
و أصلًا أنا وقت الحاجة متعود أطلب خدمة التنظيف أو الصيانة ..


جورج / لقد تم الإنتهاء من كل شيء يا سيدي اطمئن ..
سامي / حسنًا يا جورج ، أنا واثق بكم فلا حاجة لإخباري ، كما أنها ليست المرة الأولى .. اممم ليندا ..
ليندا / نعم سيدي ..
سامي / أين شادو ..؟؟
ليندا / إنه بالأعلى يا سيدي ، لقد انتهيت من تزيينه و تنظيفه ..
جيسيكا و هي تراني أستقل المصعد / سيدي ألن تتناول طعامك الذي اعددته لك ..؟؟
سامي / أسف جيسيكا أعذريني ، لست جائعًا ..

و حرك المصعد و تركتهم ..

اممم شعور غريب اللي أنا أحس فيه الحين ..
بس عمري ما فكرت في اللي أنا أسويه .. أسويه و بس ..
دخلت جناح شادو ، و اللي كان منظف و مرتب اكثر من المعتاد ..
و شادو اللي كان متزين جاني بسرعة لما شافني ، و ظل يلعق وجهي بس أنا بعدته ..

كان لابس طوق راقي ، حتى إن بعض الناس يعتبرون خسارة نشتري طوق بهذا الثمن لكلب ..
لكن أنا ما إهتميت ، أبي أهلي يشوفوني مبسوط بحياتي من غيرهم ..
حتى الكلب أبيهم يعرفون إني مو مقصر عليه ..

أدري إنهم ما راح يحظرون اليوم ، لكن ما يفرق معي المهم إنهم راح يحظرون هذا الأسبوع ..

.
.

.. / يلا سديم من جينا هني و انتِ ما طلعتي من الشقة ، خل نطلع شوي ..
سديم / أحمد مو ضروري أطلع ، أقدر أقعد في الشقة ما راح أمل ..
أحمد / لا سديم أنا أبي أطلع أبي اغبر جو شوي ، و أبيك تجين معي ..
سديم / ما وراك مذاكرة ..!!
أحمد / لا سديم ، تتوقعين بقولك نطلع و أنا ما خلصت ..
سديم / و أنا شو دراني ..
أحمد / يلا عجل روحي بدلي ثيابك ..

راحت بسرعة تبدل ملابسها..
ربع ساعة و نزلت ..

أحمد / يلا ..

طلعنا من الشقة و من العمارة ، و لأول مرة و سديم معي ..
الغريب إنها ما تكلمت عشان تطلع ، عكس الناس لمن يجوا بلد جديد لازم يطلعوا ..

سديم / وين بنروح ..؟؟
أحمد / أي مكان تبينه ..؟؟
سديم / بس أنا ما أعرف المكان هني ..
أحمد / إذا ما تبين مكان محدد خلنا نتمشى و بس ..
سديم / خلنا نروح وحدة من هالحدايق العامة ، كثير ما يمدحون بمنتزهاتهم ..

مشيت معها و أنا ساكت ..
وصلنا لوحدة من المنتزهات القريبة ، بس كان المنتزه مره حلو ..
مهتمين فيه و بنظافته مو مثل منتزهاتنا ..

شفت بايع أيس كريم و شفت سديم تناظره ..

أحمد بابتسامة / تعالي نشتري ..
سديم بقفطة / لااا ..
أحمد / عااادي سديم ، أتذكرك لما كنا صغار من نشوف مكان فيه أيس كريم ، كنتِ تبين ..
سديم / لا كنت عادي ، كل الأطفال كذا ..
أحمد / بس أنا ما كنت مثلك ، يلا خلينا ناخذ ، امم شاكلت لو فانيلا ..
سديم / ما في أنواع ثانية ..
أحمد / يمكن فيه ، تعالي نشوف ..

رحنا أنا و سديم و اشترينا لنا ..
و رحنا جلسنا ، و احنا نناظر الناس و العالم ..

الأطفال اللي يلعبوا بفرح و صوت ضحكهم مالي المكان ناسيين الدنيا و ما فيها ..
و الناس اللي يتمشوا مع بعض ..
و كل ما يخطر ع البال إنه ممكن نشوفه في مثل هذي الأماكن ..

.
.

طلعت من غرفتي بعد ما خلصت مذاكرة ، و رحت لغرفة أمي ..
اللي لحد اللحين ما خبرتها بالموضوع اللي شاغلني ..
طقيت الباب فسمعت صوت أمي و هي تقول / تفضل ..

دخلت وابتسمت لما شافتني ، أما أنا بادلتها ابتسامة متوترة ..
كانت جالسة تتكلم مع ليان اللي سكتت لما دخلت ..

جلست جنب ليان و قلت لها بهمس ما تسمعه أمي و اللي كانت تشاهد التلفزيون في هذي اللحظة / عن شو تتكلمون ..؟؟
ليان بهمس و بعصبية / مالك دخل ..

و قامت من مكانها ، و طلعت من الغرفة ، و تركتني مستغربة من حركتها ..
لكن حل محله التوتر اللي رجع لي لمن تذكرت ليش أنا جاية هنا ..

قلت بتوتر / يمه ..
أمي بابتسامه / نعم حبيبتي ..
بيان / أبي أسألك سؤال ..
أمي / إيه تفضلي قولي ..
بيان / أوعديني تجاوبيني بكل صراحة ..
أمي باستغراب / أوعدك ..
بيان / يمه ليش قفلتي غرفة خالتي ..؟؟

أمي و تغيرت ملامح وجهها لصدمة ثم تحولت لعصبية خفيفة / و انت كيف عرفتِ ..؟؟
بيان / مو مهم يمه كيف عرفت .. المهم ليش قفلتي الغرفة .. ؟؟ قولي لي ، إنتي وعدتيني ..
أمي / عشان ما بيك تتعرفين عليها ..
بيان / بس إنت كيف عرفتِ ..؟؟؟
أمي و هي تدور وجهها عني و بحنق / سمعتكم ..
بيان / قصدك لحقتينا ، و تسمعتي علينا ..
أمي بصراخ / بيان احترميني أنا أمك ..
بيان / أسفة أمي ما كان قصدي ، بس ليه ما تبيني أتعرف عليها ..؟؟ هي ما راح تضرني أو تضرك ..
أمي / مو مهم ، المهم إني منعتك تتقربين منها ، أو تدخلين غرفتها ..
بيان / بس يمه ..
أمي / لا بس و لا شي كلامي هو اللي يمشي يا بيان ، و إن اكتشفت إنك ما سمعتِ كلامي ، ما راح يعجبك اللي راح يصير ..
بيان / طيب و الوليد ..
أمي و تغيرت ملامح وجهها للبرود / و ش فيه بعد ..؟؟
بيان / شلون راح يدخل يشوف أمه ..؟؟
أمي / هو ما سأل عن المفتاح ، لو سأل عنه راح أفتح له ..

سكت و طلعت من عندها و قلبي مقبوض ..
الوليد لسه ما درى ..!! لو درى شو راح يصير ..؟؟
هل راح يمشي الموضوع بالساهل ..؟؟
بس ليش أمي ما تبيني أتعرف ع خالتي ..!! أنا أبي أتعرف عليها .. ليش تمنعني ..!!

.
.

قاعدة في غرفتي ألبس عبايتي المحتشمة ، و اللي دائمًا ما تكون صدمة لصديقاتي لمن يشوفوني لابسة هذي العباية ..
و اللي كانت واسعة بشكل معقول ، مطرزة تطريز مرتب و حلو ، بس مو ملفت لدرجة لدرجة لما أمر الكل يطالعوني بسبب عبايتي ..

مع إن الجمال عندي مهم كثير ، لكن عمري ما فكرت أبرز جمالي لرجال غريب ..
أنا ماني رخيصة عشان الكل يشوفني ..
الشعرة الوحدة عندي غالية ثمينة ، و لا تقدر بثمن ، و لما الرجال الغرب يشوفونها يرخص ثمنها ، و الغالي محد يشوفه إلا اللي يستحق ..

أهلي عاجبهم هالشي فيني مرة ، بس مشكلتي إني ما أغطي وجهي ، و أنا متأكدة أن وجهي من أكبر الفتن لأنه جماله ما ينوصف ..

لكن أنا ما كنت أقدر أغطيه أنا لسه صغيرة عليه ، يمكن في المستقبل أما اللحين لا ..

نزلت لعامر اللي ينتظرني تحت ..
شفت الصالة فاضية ، ما جا ع بالي غير إنه ينتظرني في السيارة ، و فعلًا كان هناك ..
دخلت معه و رحنا للمول ع طول ..

كادي / عامر خلنا نروح ذاك المحل ..
عامر / زين كادي ، لا تسرعي ..

دخلت المحل بسرعة ، و عامر يلحقني و يدخل معي ..
قعدت أناظر المعروض ، و عامر يأشر لي ع فستان / هذا حلو راح يطلع روعة عليك ..
كادي / أيه حلو بس موضته قديمة ، أبي واحد محد شاف مثله ، خلينا نروح محل ثاني ..

ظلينا نلف في المحلات لين ما لقيت ضالتي ..
فستان يبرز أنوثتي بطريقة ما هي جريئة ..
واشتريت مستلزمات الفستان ..
و اللي كان لونه نوع فريد من الأحمر ، حتى إن عامر عجبه ذوقي ..
أما أنا أكثر شي عجبني في الفستان إنه راقي ، و من غير الممكن إن أحد عنده مثله ، و أنه جديد ..

هو لو كان في وقت ع العرس كان فصلت لي ..
فستان ما حصل مثله من قبل ..

.
.

طلعت العصر للدكان القريب منا ، بعد ما استأذنت من أمي ..
كان الحي نوعًا ما شبه فاضي في البداية ، بس ما خفت ..

متأكدة إنه لو أحد غير أمي يدري إني راح أطلع كان ما سمحولي أروح لوحدي ، و راحوا معي ..
بس أنا تقصدت في هالوقت اللي فيه بعض الناس القليلين في الحي ..
في الوقت اللي ما يكونوا أهلي موجودين عشان أخذ راحتي ، و أنفذ غايتي اللي أنا رايحة للدكان عشانها ..

مشيت و أنا أناظر بعض الأولاد اللي توني انتبه لهم ، ما كانوا أكبر مني ، كانوا تقريبًا بين 13 – 18 سنة ..
ما كان حينا من الحارات القديمة .. لااا كانت حارة راقية ، لكنها كانت تجمع بعض الأولاد من الحارات القديمة ، كانوا يجوا يلعبوا عندنا ..
و أولاد حارتنا من بعد مجي ء أولاد الحارات القديمة أكتسبوا عادة إنهم يطلعوا يلعبوا معهم ع العصر ، و هالعادة ما كانت عندهم إلا بعد مجيئهم ..

يمكن تقولون شلون أطلع و دول موجودين ..!!
لكن أنا مستحيل أخاف منهم ، دول أشرف منا ، و قلوبهم أطهر ..
و مستحيل يضروني ..
شفت ولد أتذكر إني شفته كذا مرة مع رائد ..

وصلت للدكان و اللي للتو طلعوا منه بعض الأولاد ..
دخلت وشفت البياع الهندي ..

ما تعبت نفسي و دورت في المحل قلت ع طول / عطني 3 بوكيت سجاير و ولاعة ..

ناظرني البياع الهندي ، و أنا نفسي أضحك ..
مصدق نفسه يقول لي لا بعد ..

ناظرته بنظرة تخليه ما يتردد و لو للحظة وحدة مرة ثانية ، و ع طول جابهم لي ..
فحاسبت عليهم ، و طلعت و أنا فرحانة ..

حصلت ع ضالتي المنشودة ..
فتحت بوكيت سجاير ، و أخذت الولاعة بعد ما ابتعدت عن الدكان و رحت لمنطقة بعيدة شوي عنه ، و شغلت السيجارة و حطيتها بفمي ، و بديت أستنشق / كححح ..كححح ..

بس هذا ما منعني أرد أستنشق هذا الدخان ، و أدخله بصدري ، و أنا أحاول أتعود عليه و أتلذذ فيه بنفس الوقت ..

حسيت بهذي اللحظة كأن أحد يقولي / لا تضيعين نفسك أكثر من ما إنتِ ضايعة يا روعة ، انسي الماضي .. انسيه و عيشي حياتك ، لا تتركين الماضي ينهيك و يحولك لشخص ثاني ..

لكن لا حياة لمن تنادي ..!!

رجعت أستنشق الدخان بتلذذ ، و ارمي هالخواطر ورا ظهري ، صدق السيجارة تريح النفس ..

راح أظل أمشي ع هالطريق اللي راح ياخذني لمصير مجهول ..
بنسبة 95 % متأكدة إني راح أتسبب بمصيبة ..
لكن ما اهتميت ، كل اللي يهمني إني أعمل اللي أبيه عشان أرتاح ، و اريح ضميري ..
حتى لو كان الشي لبعمله راح يوديني لداهية ..

.
.

واقفة عند الدرج و منزلة راسي أناظر اللي جالسين تحت ، أبوي و أمي و بيان و غلا ، أما هم فما كان يشوفوني ..
دخل الوليد فجأة لهم من الخارج ، و سلم عليهم و طلع فوق ، فأسرعت في مشيي و تخبيت في غرفتي ، و أنا أشوف بيان تلحقه و تصعد وراه ..

حسيت بهم دخلوا غرفة الوليد فطلعت من غرفتي بسرعة ، و رحت و وقفت عند باب غرفته و فتحت منه شوي بدون ما ينتبهوا لي ، لأنهم كانوا يتكلموا و لأن الباب كان يتيح لي أشوفهم من دون ما هم يشوفوني ..

سمعت الوليد يقول / اجلسي بيان ..
شفت بيان تجلس و هي متوترة و مرتبكة و تقول / أآآه الوليد .. ما نفذت وعدك لي ..
الوليد بطريقة غريبة و بنظرات غامضة لبيان / مثل ما قلت لك ، كنت مشغول ..
بيان برتباك أكبر / الوليد أنا أبي أقولك شي ..
الوليد / قولي ..
بيان / أمـ ـي .. أمــ ـي ..
الوليد بسرعة / قفلت غرفة أمي و المفتاح عندها ، و ما عاد تفتحها إلا لما تودي الخدامة لها الأكل ..

شفت الصدمة تتملك ملامح بيان فقالت بتلعثم / شــ ــاـــ ـوـن عــ ــرفــ ــت ..؟؟
الوليد / تتوقعين راح يمر يومين ع هذا الحال من دون ما أعرف ..
بيان / طيب شو راح تعمل ..؟؟
الوليد / خليها ع الله ، بيان أنا اعرف شلون أتصرف لا تدخلي ..
بيان / أسفة الوليد ، كل ذا بسببي لو ما طلبت منك إني أشوف خالتي ، كان أمي ما قفلت الباب ..
الوليد / لا ترمين الغلط ع نفسك عشان تبررين اللي أمك سوته ، الذنب مو ذنبك ، اللي كنتِ تريدينه كان المفروض من زمان يصير ..
بيان / بس الوليد ..
الوليد يقاطعها / لا بس و لا شي يا بيان ، إنت ريحي بالك و أنا بتصرف ..


انسحبت و سكرت الباب بهدوء ..
و رجعت لغرفتي ..

الوليد يدري ..!! الوليد يدري ..!!
لا تستغربون الكلام اللي قالوه أنا كنت أعرفه من زمان ..
يوم صعدوا لغرفة الوليد ذاك اليوم يخططون ، شفت أمي كيف انسحبت لعندهم ، و هي تقول لنا إنها راح تجيب شي ..
و شفتها و هي واقفة ورا الباب بمثل الطريقة اللي أنا عملتها ..
و شفتها كيف أخذت مفتاح غرفة خالتي و تكلمت مع الخدامة ..

اليوم لمن أنا رحت لغرفة أمي ، كنت أبي ألاحظ شي غريب في تصرفاتها ، لكنها تصرفاتها كانت طبيعية جدًا ..

و لما شفت بيان تدخل لعندنا عرفت إنها راح تتكلم مع أمي في هالموضوع ، فتسمعت لكلامهم و عرفت كل شي ..

كنت زعلانة من بيان إنها ما خبرتني ، مو أنا أختها و أخت الوليد بعد ، و ذيك خالتي مثل ما هي خالتها ..
لكن باقي شي واحد أعرفه و هو ردة فعل الوليد لمن يعرف ..
ما خطر ع بالي أبدًا إنه يكون يعرف و من البداية ..

يا ترى شو راح يصير ..؟؟
مثل ما هم ما خبروني بشي أنا ما راح أخبرهم ..
راح أظل أراقب الوضع بصمت ..
و في الوقت المناسب راح أخرج من صمتي ، و أدخل و أتصرف بلازم ..
مو لازم كل شي يعرفونه ..

.
.

آآآآه .. يوم متعب كثير ، إجتماعات و توقيع عقود ، انهلكت هلاك ..

و أنا اللحين نعسان بس ما أقدر أنام ..
لازم أخلص قراية المشروع الجديد عشان بكرة ..

طلعت أوراق المشروع من الشنطة الخاصة برجال الأعمال ، اللي أحيانًا أستعملها ..
و انبطحت ع السرير و بديت في القراية ..

وصلت للصفحة الأخيرة ، و أنا هلكان من التعب ..
المشروع هذا مضمون و راح يجيب لنا أرباح كثيرة ..

أخذت الشنطة أرجع الأوراق بعد ما كتبت ملاحظاتي عليها ..
و كنت مستعد عشان أروح في نوم عميق ..

لكن استغربت لمن شفت شي يلمع داخل الشنطة ..
مديت أيدي و مسكته أشوف هذا الشي ، اللي ما أتذكر إني حطيته في الشنطة ، و ما أذكر إنه كان موجود عندي أساسًا من قبل ..

استغربت لمن طلع دبوس نسائي أنيق ..
لكن اللي استغربته أكثر إن هذا دبوس دلال سكرتيرتي في العمل ..

وش قصدها بهذي الحركة ..!!
لا يا بدر ، ليش تظن فيها ظن السوء ..!!

أكيد ما تقصد شي ، أكيد طاح منها في الشنطة ..

دلال هي اللي حطت أوراق المشروع في الشنطة ، و أنا اللي طلبت منها ..

خلني أنام و بكرة يصير خير لمن أرجعه لها ..
و راح تنتفي كل شكوكي لمن أشوف علامات الإشتغراب ع وجهها لمن أقولها إنه طاح عندي ..

أنا متأكد إن دلال ما عندها هالحركات ..
هي إنسانة شريفة و عفيفة ، و أكثر من خلوقة ..
و مستحيل أكون غلطان في هالشي ..

.
.

نهاية الفصل ..

H!LARY 29-05-09 03:06 PM

[ الفصل التاسع ]


وصلت اليوم للمكتب ، و اللي شفته أمس أبدًا ما غاب عن بالي ..
شفتها جالسة تشتغل ببعض الأوراق قلت / السلام عليكم ..
دلال / و عليكم السلام ..

دخلت المكتب و فتحت الشنطة بسرعة و قعدت أدور ع دبوس دلال ، اللي لقيته أمس فيها ..
أووه لقيته ..
طلعت و توجهت لمكتب دلال اللي لسه قاعدة تشتغل ع الأوراق ، و اللي انتبهت إنها نفسها الأوراق اللي عطيتها لها أمس و قلت لها تنهيها ، و تسلمها لي اليوم ..
هي ما انتبهت لي لأنها كانت منشغلة.. و هذا كان أحسن لي ..

تقربت و حطيت الدبوس بهدوء ع المكتب ، لكن هذا ما منع يتكون صوت ..

شفتها ترفع رأسها لي و علامات الاستغراب و الصدمة واضحة عليها ، مع إنها كانت متنقبة ، و كانت نظراتها تنتقل بيني و بين الدبوس اللي ع الطاولة ..
أما أنا تصرفت ببرود بدون ما أظهر أي ردة فعل ، و رجعت لمكتبي ، من دون ما أهتم لها..

لكن في الحقيقة كنت عكس ما أظهرت لدلال ، كان في داخلي راحة كبيرة إنها مو من هالنوع ..

.
.

جالسة في البريك مع بنات جديدين علي ..
كانوا طيبين و يحاولون يصادقوني من زمان ، بس أنا كنت أتعذر لهم بطريقة غير مباشرة ، لأني كنت أبي أكون مع بيان ..
لكن في ذا الوقت كل شي اختلف ..

اليوم ما رديت ع اتصالاتها ، و وقفت في مكان غير اللي متعودين ننتظر بعضنا عنده ، و حاولت أتجنبها قدر الإمكان ..
طول وفتي كنت مع دول البنات ، و اللي كانوا مستانسين من تغيري ..
مع إني أستلطفهم لكنهم مو مثل بيان ، و ما يجوون شي عندها ، لكن هذا عشان أبين لها إني أقدر أكون صداقات مع غيرها ، و إن كثيرين يتمنون صداقتي ..
و ع طاري بيان شفتها متوجهة لي بعد ما لقتني ، و لمن وصلت قالت / ريهام أبي أكلمك في موضوع ..

ما حبيت أرفض و أفشلها قدام البنات ، مهما يكون هذي بيان ، فقلت / اسمحوا لي ..
و مشيت معها و أنا أسمع إجابات البنات المتفرقة ، و اللي كلها تشتمل ع الموافقة ..

وصلنا لجهة بعيدة عن الطاولة لكنت جالسة فيها مع البنات فقالت بيان / ريهام شو صار فيك ..؟؟ ليش ما تردين ع تلفوناتي ..؟؟ ليش تتجنبيني ..؟؟
ريهام / فكري شو سويتي و راح تعرفي الإجابة ..
بيان / بس ريهام لحظتها كنت متوترة ..
ريهام / و أنا شو ذنبي تكلميني بهالطريقة ..!!
بيان / طيب أنا أسفه ، ريهام اعذريني ، و لك وعد مني إني ما راح أعيدها.. صدقيني ..
ريهام / و شو يضمن لي ..؟؟
شفت الصدمة تتملك ملامح بيان و هي تقول / و يعني شو يضمن لي ..؟؟
ريهام / إذا تبيني أسامحك اضمني لي إنك ما راح تعيدينها ..

و مشيت عنها و تركتها و الصدمة تتملكها ..
مهما يكون أنا ريهام بنت ياسر ، و محد يدوس لي ع طرف ، و الكل يفترض يحترمني ..
مهما يكون أنا ما راح أتخلى عن كرامتي و عزة نفسي ..
و اللي تمنعني أرافق وحدة تكلمني بهالأسلوب ..
حتى لو كانت مضايقة ..
حتى لو كانت بيان ..
الكرامة و عزة النفس أول ، ما في صداقة تجي من دون إحترام متبادل ..

.
.

أمشي بين البنات بسرعة ..
شو سالفته هذا ..!!

ناصر طول الوقت يتصل و يرسل مسجات ، و أنا منبهته لا يتصل لي وقت الجامعة ..
قال أيش ..!!
" ما أقدر أمسك نفسي ، أبي أتمتع بسماع صوتك الحلو "
عساه الصمخ إن شاء الله عشان لا يسمع صوتي أبد ..
أستغفر الله .. لاا لاا هذا الدعوة عليه حلال ..

كنت متأكدة إنه ما راح يوقف عن الإتصال إلا لما أرد عليه فحطيته ع الصامت ..

و في طريقي للحمام (( الله يكرمكم )) اللي كنت متوجهة له ، عشان أكلم ناصر ، أبيه يوقف عن اتصالاته و مسجاته ..

شفت خلود تمشي لي بمشيتها العربجية و قالت لي بصوتها اللي تخشنه / أهلين روعة كيفك ..؟؟

مشيت عنها حتى بدون ما أهتم حتى إني أشوف ردة فعلها ..

مو لأني مستعجلة ، أو خايفة من الكلام اللي يمكن ينقال عني لما يشوفوني معها ، لااا .. مو كل مرة راح أعطيها وجه ، و إن عطيتها هذا راح يكون ع حسب المزاج ..

وصلت للحمام (( الله يكرمكم )) و دخلته ، و اتصلت ع ناصر ، و اللي رد ع طول و كأنه ما صدق ..
و قلت بدون ما أعطيه مجال يفتح فمه بكلمة / ناصر إنسى وحدة إسمها الريم ..

.
.
استأذنت من شغلي بس عشان أقابلها في وقت ما في أحد يكون معنا و يسمع كلامنا ..

دخلت البيت بهدوء و أنا أفكر شو أقولها ..
أنا سكت عن الموضوع كثير و مستحيل أسكت أكثر ..
شفتها جالسة في الصالة و تتابع التلفزيون برواقه ، و ما انتبهت لي قلت أنبها / السلام عليكم ..

خالتي ابتسام ببرود بعد ما انتبهت لي و لفت وجها تناظرني / و عليكم السلام ..

إذا تكلمت ببرود معناها مضايقة إستانست الصراحة إنها مضايقة ، فحاولت أضايقها و أنرفزها أكثر ..
فجلست ع وحدة من الكنبات اللي جنبها ، و قعدت بطريقة تدل ع إن الواحد مآخذ راحته بزيادة ، و عملت حركة عمري ما عملتها و هو إني رفعت رجايلي ع الطاولة ، بس عشان أضايقها و أنرفزها ..

فقالت بصوت مبين فيه الضيق / هلا الوليد ، ليش جاي بمثل هالوقت ..؟؟
الوليد / ما في شي ، بس كنت أبي أجلس معك ..
ابتسام / و هذا أنت جلست .. بعدين و شو ..؟؟
الوليد بسخرية / أوه تبين تعرفين شنو بعدين ..!! ليش إنت ما تعرفين ..؟؟
ابتسام / لا ما أعرف ، ليش إنت ما تقولي ..؟؟
الوليد بجدية / جاي أكلمك بموضوع غرفة أمي ..
قالت و الابتسامة شقت وجها شق بشكل لا إرادي / بس هذا الموضوع ، إيه قول شو كنت تبي تقول ..؟؟
الوليد ببرود / أبيك تفتحينها ..
ابتسام بهدوء / لا الوليد ، إذا فتحت الباب بناتي راح يتعرفوا عليها و يحبونها ، و هني بتجيني المشاكل ، و طول الوقت راح يحنون يبونها تطلع من غرفتها ، يظنون إن أنا السبب ما يدرون إن السبب هو أبوك ..
الوليد بلا مبالاة / و شو المطلوب مني ..؟؟
ابتسام / إنك تطلع من البيت معها ..
الوليد / ودي اليوم قبل بكرة ، بس إنت عارفة أكثر مني إن أبوي ما راح يوافق ..
ابتسام بمكر / مو لازم يوافق ..
الوليد / و شلون هذي تصير ..؟؟
ابتسام / يعني إطلع من البيت و خذها من غير علمه ..
الوليد / بس هذا شي مستحيل ..
ابتسام / بس أنا عندي فكرة ..
الوليد / و شو هي ..؟؟
ابتسام / هو قال لي إنه الأسبوع الجاي بيسافر ، و إنت تقدر تاخذها خلال هالأسبوع من دون ما يدري ، و اختفي و من دون ما أحد يدري عن مكانك ..

ما قدرت أمسك نفسي و ضحكت بصوت عالي بشكل لا إرادي ..

ابتسام باستغراب / في شي يضحك في كلامي .. !!

الوليد بابتسامة بعد ما انتهت نوبة الضحك بس لسه أثارها بادية ع وجهه / لا أبدًا ، و أنا موافق ع كلامك ..
ابتسام بفرحة / يعني اتفقنا ..

مسكت إيدها و مسكت ايدي ، و سلمنا ع بعض ع شكل رجال الأعمال عند عقد الصفقات و قلت / اتفقنا ..

و تعالى صوت ضحكاتنا اللي صدى في أرجاء البيت ، كانت ضحكات مجنونة ع هالحال اللي وصلنا له ، و لوين وصل تفكيرنا .. !! لا أنا و لا هي عاجبنا اللي يصير ، و اللي بنسويه ، بس هذا أحسن شي لي و لها ..

علاقتي بمرة أبوي ابتسام علاقة فريدة و غريبة في نفس الوقت ..
ما أكرهها و لا تكرهني ..!!
ما أحبها و لا تحبني ..!!
استلطفها و تستلطفني ..!!
و في نفس الوقت كل واحد منا يبي يتخلص من الثاني اليوم قبل بكرة ..

يمكن لو ما كانت مرة الأبو ..
يمكن لو ما كنت ولد الزوج ..

لو ما راح تنفعني ، لكن يمكن لو ..

كان حياتنا تغيرت ، و يمكن كنت راح أحبها و تحبني ..
كنت راح أعزها و تعزني ..
يمكن كانت علاقتي قوية معها ..

.
.

كنت نايم في جناحي الكبير ، و ما كنت أحس بشي ..
لكن فجأة تسلل إلى مسامعي صوت طق قوي للباب ..
يا ربيي شو هذاا ..!! كم الساعة أللحين ..؟؟
ناظرت الساعة الفاخرة المعلقة في الجدار و شفتها الثانية في نص الليل ..
ليش يقعدوني في هالوقت ..!! و ليش هم يقعدوني أساسًا عادةً اقعد بالمنبه ..

قمت من السرير بكسل شديد و بتملل ، و فتحت الباب و أنا أتثاوب لا إرادي ، و وجهت نظري لجورج الواقف عند الباب و قلت / ماذا هنالك يا جورج لتوقظني بمثل هذا الوقت ..؟؟
جورج بقليل من الحرج / أسف يا سيدي لكنهما السيد و السيدة ..
سامي / ماذا بهما ..؟؟
جورج / لقد وصلا الآن ..
بققت عيوني بصدمة / الآن ..!!
جورج / أجل يا سيدي لقد وصلا الآن ، ماذا تريد منا أن نفعل ..؟؟
سامي / هل الغرف جاهزة ..؟؟
جورج / أجل سيدي ..
سامي بلا مبالاة / إذن خذوهما لإحداها فليختارا منها ما يشاءان..
جورج باستغراب / أولا تريد أن ترحب بهما ..
سامي / لا لاا خذوهما فقط ، و أنا سأعود لنومي ..

و سكرت الباب بوجهه بدون ما أنتظر رده ، و رحت لسريري أغط في نوم عميق ..

.
.

بعد أسبوع من الأحداث ..
"""""""""""""""""""""

دخلت قسمي في الجامعة و أنا أدور ع ريهام ..
الأسبوع اللي راح كان صعب ، حزت بخاطري حركة ريهام معي ، بس ما أقدر أقول شي ..
أنا الغلطانة و المفروض أراضيها ..

و الحمد لله لقيت الشي اللي بيردنا مثل قبل ، مدري وين عقلي كان و شلون ما عرفت أتصرف ..

بس اللي سويناه كان حرااام ، مو الرسول ( ص ) قال / (( لايحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال .. ))
ريهام زعلت مني ، و أنا انصدمت من تصرفها و كانت ردة فعلي الصمت ..
لكن كان يفترض إن أنا أتحرك و أتأسف ، مدام أنا غلطت عليها ..

عشان كذا ريهام زعلت مني ، لأني ما أحسسها بقربها مني ما أحسسها بقيمتها ، أحسسها إنها رخيصة عندي بعكس الواقع ..
كل اللي قالته من حقها ، تبي صديقة حقيقة تحترمها ..
تبي صديقة لين زعلت زعلتها عادية ..

صحيح في ناس مثلي لمن يضايقون يرمون كلام جارح ، بس هم في حالة لا وعي ، أما أنا كنت في حالة وعي تام ..

شفتها واقفة لحالها ، صديقاتها الجدد لسه ما وصوا ، و هذا اللي أنا أبيه ..

بيان / ريهام ممكن كلمة ..
ريهام / تفضلي ما راح أمنعك ..
بيان بترجي / ريهام أعذريني ، صدقيني ما راح أرجعها ، و راح أعمل لك كل اللي تبينه بس ارضي عني ..
ريهام بشك / قد كلمتك ..
بيان بتأكيد/ قدها و قدود ..
ريهام بتفكير و تساؤل/ كل اللي أبيه .. أي شيء ..
بيان / كل اللي تبينه أي شي يخطر ع بالك ..
ريهام / اهاا شنو كان الموضوع اللي شاغل بالك ذاك اليوم ..؟؟
بيان / إلا ذا السؤال يا ريهام ، هي كانت مشاكل عائلية ..
ريهام / و المشاكل العائلية ليان ما تدري عنها ، و بعدين لو كنت صديقتك من جد كنت راح تخبريني ..
بيان و الدموع تجمعت في عيونها / أنا آسفة ريهام ، أنا جربت مرة و قلت لحد بس ندمت ، و ما بي أقول ، مو لأني خايفة منك ، لا بس الموضوع ما يخصني ..

كان واضح ع ريهام إنها أشفقت ع حالي ، لكنها ظلت تناظرني نظرات غريبة / اممم طيب الموضوع ما يخصك ، نمشيها لك ، و يا خبر اليوم بفلوس بكرة ببلاش ..
بيان / يعني سامحتيني ..
ريهام بإصرار / ما راح أسامحك إلا لما تكونين قد كلمتك ..
بيان / طيب شو اللي تبينه و أنا أنفذه ..
ريهام بخبث / أبيك تقبلين بأخوي بدر لما يخطبك ..
بيان بصدمة و بتلعثم / يــ يــ خـ طبـــ نــي ..
ريهام بابتسامة / أيه ، صحيح هو ما يدري للحين ، لكن هو ما يرفض لي طلب ، و أكيد بيوافق ..
بيان بمحاولة إيجاد مهرب / بس أختك ..
ريهام بحزن / صحيح ما يهون علي يعرس بدر و هي مو موجودة ، بس لازم نبدأ نفرح خصوصًا بدر و أبوي محتاجين يفرحوا ، و أنا أشوف إن هذا الوقت المناسب ، مع إنه حتى لحد الحين ما مضت سنة ع وفاتها ، لكن العمر يمشي و بدر مو صغير ..
و كملت بفرح / و بدر راح يعزك كثير و إنت بشخصيتك راح تخلينه يخرج من هدوءه و بتفرحينه ، و هو راح يعطيك شوي من الهدوء اللي عنده ..

أنا أتزوج ...!!
و مين بدر ..!!
ما قدرت أتكلم و أقول أي شي ، إكتفيت بالصمت و هز راسي ..

.
.

افففف .. زحمة .. زحمة .. متى بخلص ..!!
المشكلة مرة عطشانة ، و ما أقدر أستنا لين تخف هالزحمة ..!!

استانست لمن جا دوري ، و طلبت منها تجيب لي غرشة ماي ، عااد ما يسد العطش إلا الماي ..
فتحت الغرشة مستانسة و أنا أمشي ، أبي أشرب من العطش ما أقدر أنتظر ..
ما أحس إلا صادمة في وحدة من دون ما أنتبه ، فقعدت أحاول ما أكب عليها الماي ..
و الحمد لله .. الله ستر ، فقلت قبل ما أطالعها / آسفة ما انتبهت لك ..

رفعت راسي للبنت و أنا أسمع صوتها الخشن / لا ما صار شي يا حلوة ..

انصدمت .. ما توقعت أشوفها بشكلها المقزز قدامي ، فقلت بتلعثم / أأنــ ــا ..
البنت / أدري ما تعرفيني ، بس أنا أعرفك إنت صديقة روعة ، اممم ليان ع ما أذكر ..
ليان بارتباك / أيه أنا ..
البنت بابتسامة مقززة / و أنا خلود بس أفضل تناديني خالد ..
قلت بخوف لا أرادي / تشرفت بمعرفتك ..
البنت / الشرف لي أنا يا حلوة ، المهم أبيك تعرفين ليه روعة صارت تتجنبني ، و ما عادت معي نفس أول ، و حاولي تقنعيها ترجع لي ..
قلت بخوف / بس أنا ما أدري عن شي ، و ما أدري ليش تركتك ، و بعد هي ما تسمع لكلامي ..
البنت / مو مهم يا حلوة ، المهم تعرفين ، و إلا بتشوفين شي ما بيسرك ..

انتفضت برعب و هي تبتعد عني ..

شو تبي مني هذي ..!!
شو أعمل قولوا لي ..!!

رجعت مكاني و أنا لسه مرتعبة عند روعة و أحلام ..
أحلام / هااا إشتريتي ..؟؟
بيان / إيه ..

شفت غرشة الماي بيدي و اللي نسيتها ، و نسيت عطشي من كثر خوفي من هالخالد ..

.
.

طلعت من غرفتي بملل ، اليوم راح أقابل أمي و أبوي لأول مرة من جوا ..
مع إنه مر أسبوع ع جيتهم لكني ما شفتهم ..

ذاك اليوم لمن وعيت من النوم قال لي جورج طلعوا يباتون في فندق ، ما يبون استقبال مثل هذا ، يقولون يبون استقبال من ولدهم اللي هم جايين و متعنين له ، مو استقبال من الخدم ..

ما أدري من وين يجيبوا هالأفكار ، إلا أنا ولدهم و بس ..
يعني شو صار لو ناموا من دون ما أستقبلهم ..!!
يعني من زود ما هم كانوا يهتمون فيني يبوني أعاملهم بالمثل ..!!

طلعت من الفلة ،و شغلت سيارتي متوجه للفندق ، رغم غناي الشديد لكني ما أحب أحد يسوق لي السيارة ..

دخلت الفندق و أنا متوتر من هذا اللقاء ، دائمًا لقائهم يوترني ..

كان الفندق من أفخم و أرقى الفنادق ، مثل ما هو متوقع ، كل الأثاث اللي فيه يدل ع الذوق و الفخامة ..

وصلت للاستقبال و تكلمت مع موظف الاستقبال ، و اللي خلص قبل لحظات من زبون قبلي / المعذرة ..

توجه لي و قال بأدب و احترام زايد عن اللازم ، لأنه مبين من شكلي شخص مهم / نعم يا سيدي تفضل ..
سامي / هل يمكنني أن أسأل عن غرفة السيد و السيدة [ ... ] ..
الموظف / و من تكون حضرتك ..؟؟
سامي / ابنهما سامي [ ... ] ..
الموظف / أوه نعم لقد أخبراني عنك ، لكن أعذرني سيدي ..
سامي / ماذا هناك ..؟؟
الموظف / لقد خرجا قبل قليل و طلبا مني أن أخبرك بأن لا تنتظرهما ..
سامي / شكرًا لك ..
الموظف / أنا في الخدمة ..


ما إنصدمت من اللي صار ، هذا شي معتاد حتى لمن أنا أقرر أزورهم و أعطيهم علم مسبق بالموعد كان يحصل لي نفس الشي ، مثل هالمرة ، حددت معهم الموعد و حصل لي هالموقف مرة ثانية ..

فلا تستغربون ..!!
طول الأسبوع و هم هني ما قابلتهم ، مع إنهم قالوا إنهم جايين هالزيارة ع شاني ..

رجعت فلتي و أنا ملان كالعادة ، شخصيتي صارت ملانة من كل شي ..

.
.

كنت جالسة في السيارة مع عامر اللي قال / متى بيخلص العرس ..؟؟
كادي / ما أدري ، أنا بدق لك تجي لي ..
عامر / بس لا تطولين ..
كادي / إن شاء الله ..

و سكت لين وصلنا القاعة ، و اللي كانت من القاعات الفخمة ..
رحت و دخلتها و أن أشوف عامر يمشي بالسيارة ..

كنت في الغرفة الخارجية اللي تسبق دخول القاعة ..
فصخت عبايتي و شيلتي ، و حطيتهم في المكان المخصص لهم ..

كانت الغرفة فاضيه و ما في غيري فيها ، أصلًا أنا مو جاية من وقت ، و هو مو لازم المهم أسلم ع عبير و رغد و أهلهم ..

دخلت للقاعة الكبيرة اللي كل الناس متجمعين فيها ، و شفت بعضهم يتلفتون و يناظروني بانبهار ، و البعض منهم ينبه اللي ما انتبه لدخولي ، و كلهم نفس ردة الفعل ..

كنت كأني أميرة من عالم الخيال ..
مشيت بين الحضور بشموخ و غرور أنثى معتزة بجمالها الأخاذ ، بدون ما أهتم لنظرتهم ..
الحمد لله إني قارية ع نفسي ، و إلا كنت أكيد انحسدت ، أساسًا أمي منبهتني ما أطلع مكان حتى لو للمدرسة ، و إلا أنا قارية ع نفسي ..

أخذت الموبايل أتصل ع عبير و وجودي لسه مسبب ضجة بين الحضور ..
سمعت بعض الناس تسمي و تسبح الرحمن ع إبداعه في تصويره ، و البعض يسأل بنت مين ..؟؟
بس أنا ما إهتميت و قلت لعبير اللي ردت ع الاتصال للتو / الووو عبير أنا في القاعة ..
عبير بفرحة / أخيرًا وصلتي ، حسبت إنك ما راح تجي ، يله شوية و نزف رغد ، ما تبين تجين تسلمين عليها قبل الزفة ..
كادي / إلا جاية ، وينكم انتم ..؟؟
دلتني ع المكان فرحت لهم ،و فتحت باب غرفة العروس و قلت / السلام عليكم ..

طالعني كل من في الغرفة مبهورين و هم يردوا / و عليكم السلام ..

و اللي كانوا رغد و عبير و أمهم ..
رحت أسلم ع أم رغد أول شي / هلا كيفك يا خالة ..؟؟
أم رغد و هي لسه مبهورة و منصدمة من جمالي / أأه الحمد لله ..
و سلمت ع البنات و أنا أقول بدون منافقة / ما شاء الله طالعين تهبلون ..
عبير / إذا احنا نهبل عجل إنت شو ..!!
رغد بصون مبين فيه الخوف و الاستعداد للبكاء / لا يكون شافوك ، أكيد أللحين أنا راح أطلع و لا شي بنظرهم ..

أنا كنت أعرف و أدري إن اللي قالته ما كان عن حسد أو حقد و إنما عن خوف فقلت لها بطيبة / لا أنت ما شاء الله عليك تجننين و إذا تصرفت بثقة الكل راح ينهبلون أكثر ، حاولي تكون تصرفاتك حلوة و ابتسمي لهم راح تطلعين و لا أروع ..
عبير بصوت متحشرج / تتوقعين ..
كادي / أكيد لا تخافين ..
مسكتني عبير و طلعتني من الغرفة و هي تقول / لا تاخذين ع كلامها هي ما تقصد شي ..
كادي / أدري إنها ما تقصد شي ، هي بس خايفة إنها ما تطلع حلوة ..
عبير / بس صدق كادي أكيد أخذتي الأنظار هناك ، راح نطلع و لا شي بالنسبة لك ..
كادي / عااادي دائمًا تصير لي نفس السالفة في كل مكان المفروض الناس اتعودوا ..
عبير / و لله و هالغرور ، لو أنا عندي نص جمالك شان جتني سكتة قلبية ..
كادي باستغراب / ليش عاد ..؟؟
عبير / راح أظل أنبهر من جمالي في كل مرة أطالع نفسي في المرايا ..
كادي بغرور / أكيد حبيبتي ، أصلًا اللي محليني هو إن أنا كادي ، لأن الجمال مو كل شي ، الثقة بالنفس لها تأثير كبير ..
عبير / ما ألومك لو تكبرتي ، بس صدق شلون تتحملين كل هالنظرات اللي تنصب عليك ، عاد كل دول الناس يدققون فيك و يفصلونك تفصيل ..
كادي ببرود / اتعودت فصار شي عااادي ..
عبير / عاد قهر حلوة و مغرورة و واثقة من نفسها و كل شي عندك عااادي ، اففف .. يالله النصيب ..
كادي / عاد لا تصيرين حساسة بزيادة ، أنا أقدر أتكبر ع الكل إلا أنت ..
عبير / واااضح ..
كادي بضحكة ناعمة / خلاااص شكلك بتطقيني عين ..
عبير / لا أنا عيني باردة ما أحسد ..
كادي / يله بس مو كأنك نسيتي الزفة اللي بتبتدي بعد شوي ..
عبير / أوه نسيت يله خل نلحق عليها ..

مشيت معها و أنا متعودة ع كلام الناس و نظراتهم ..
حتى عبير صديقتي لأحس أحيانًا إنها تحسدني ع جمالي ، لكن دائمًا أطرد هالأفكار من بالي ، لأني أعرف عبير كويس ..
هي دائمًا تفرح لي و تحبني ، و مو معاناته إنها تمدحني دائمًا و تمدح جمالي إنها تحسدني الجمال مو كل شي ..

مثلًا عبير ما في مثل طيبة قلبها ، مع إنه فيها عيوب مثل كل البشر ، و اللي أنا منهم و أعترف بعيوبي ، رغم إن الناس ما تشوفها و ما تهتم إلا بالعيوب الخارجية الشكلية و ما يهمهم شي ثاني ..

ليت البعض ينظر لداخلي قبل ما ينظر لشكلي الجميل ..!!
ليتهم يحبوني لنفسي مو لشكلي ..!!
مع إنه حلم مستحيل يتحقق ، بس يحق لي أحلم ..!!

.
.

أبي أطلع شوي أتمشى ، مدري الناس شلون تستحمل قعده البيت ..!!

بدلت ملابسي و قعدت أمشط شعري و أنا أناظر في المرايا بقهر ، لو بس أقدر أغير هالعيون .. افف يقهروا ..
عيوني لونها أخضر لامع مثل عيون أمي ، مع إن كثير من الناس يعجبهم لون عيوني لكني ما أحبها ، بس دائمًا أحمد ربي إنه بس عيوني لمن أشوف خواني ..

أنا عيوني صحيح خضر ، لكن شعري أسود طبيعي و لله الحمد ، لكن أختي روعة عيونها خضر و شعرها أشقر ذاك الشقار الفاتح ، و رائد عيونه بنية صحيح مثل أبوي لكن شعره أشقر بنفس الشقار ..

مو باقي إلا يجي لنا أخ نسخة من أبوي في الشعر و العواين ، عشان تكمل المجموعة ..!!

ضحكت بسخرية بداخلي ، أكره ما علي أحد يتمقل في عوايني ، فبصير كأني أجنبي أو سوري مثل أمي ..
بهالشي ، و هذي هي المشكلة أحس إن العواين الخضر تخليني شرا الأجانب ..

أنا أفتخر بأمي و نسبها ، بس تتخيلون " ولد السورية " مسخرة الصراحة لو ينادوني كذا ..!!
مع إنه لو حصل راح أفتخر
طلعت من البيت ة استغربت لمن لمن لمحت روعة واقفة في الخارج في الحديقة ، لكنها كانت مقابلتني بظهرها من بعيد ، و مو منتبهة لي فقعدت أنادي بهدوء / روعة .. روعة ..

شفتها ما انتبهت فمشيت لها بهدوء للطرف الثاني من الحديقة ، لكنها ظلت تناظر في الجهة الثانية و تعمل شي ما انتبهت له ..

التفتت لي لمن وصلت لها و قالت / اوه ريان من متى إنت هنا ..
ريان / كنت أنادي عليك لكنك ما سمعتيني ..!!
روعة / اوه الظاهر استغرقت في أفكاري ..
ريان / ليش طالعة بهالوقت ..؟؟
روعة / أبي أغير جو شوي ..
ريان / إذا تبين اقدر أخذك معي أمشيك للمكان اللي تبينه ..
روعة بابتسامة / لا شكرًا ..
ريان / ترى الخدامات مو متوفرة دائمًا فأحسن لك تغتنمي الفرصة ..
روعة / أعذرني بس ما لي خلق ..
ريان / ع راحتك ، بس ما تشمين ريحة دخان ..؟؟ كأن أحد يدخن ..
روعة بكذب بارع / أكيد هذا ولد الجيران يحب دائمَا يدخن ، فيطلع برا عشان لا أحد يدري عنه ..
ريان / و إنت شلون عرفتي ..؟؟
روعة / دائمًا اشوفه إذا طلعت من الجامعة ..
و كملت ببرائة مصطنعة / لا يكون تشك فيني إني أدخن ..
ريان بمزح / يمكن ليش لا ..؟؟
روعة / عاد أنا شكلي يناسب وحدة تدخن ..!!
قلت و أنا أتأملها / بصراحة لا أبدًا ما يناسب ، أوكيه أنا رايح تامرين ع شي ..
روعة / بس أبي أسألك وين أمي و أبوي ..؟؟ ما قالوا لي وين رايحين ..!!
ريان بابتسامة / أكيد رايحين يتمشون مع بعض يجددون الأيام الخوالي ..
روعة / هههههههه الله يقطع سوالفك ، إلا رائد وينه ..؟؟
ريان / تلاقينه مع واحد من خوياه ، يله مع السلامة ..
روعة / في أمان الله ..

و مشيت عنها متوجه لسيارتي و أنا كثير مرتاح ..
الكلام مع روعة يوسع الصدر و يفرحك غصب ، حتى لو تكون حامل هموم الدنيا ..

.
.

قلت و أنا فاتحة الثلاجة / أحمد خلنا نروح السوبر ماركت ، الثلاجة شوي و تفضا ..
احمد / ما تقدرين تصبرين لبعدين ..
سديم / يله عاد أحمد خلنا نروح أللحين قبل ما يسكروا ..
أحمد / أوكيه خلاص أنا جاهز أجهزي و بعدين نروح ..
سديم / دقايق بس ..

تجهزت و رحنا للسوبر الماركت الأقرب لنا ، و اللي تعودنا نروح له ..

قلت لأحمد و إحنا ندخل / أنت جيب العربة و ألحقني ..

ابتسم أحمد ابتسامة هادية ، و راح جاب العربة و هو يجرها ، و لحقني بين الممرات ، لمن أوقف يوقف ، و لمن أمشي يمشي ، و لمن أحط شي في العربة يسكت و لا يعلق ..

لين قلت / تبي شي و إلا خلاص ..
أحمد بابتسامة / لا ما بي شي ، اتأكدتي ما نسيتي شي ..
سديم بتأكيد / لا ما نسيت ..

و وصلنا عند الكاشير ، و كان قبلنا عائلتين ، وقتها شهقت شهقة قوية و قلت لأحمد / نسيت ..!!
أحمد / و شو ..؟؟
سديم / الشامبو اللي متعودة أشتري منه ، نسيت أجيبه ..
أحمد / تقدرين تروحين و أنا بنتظرك هنا ..

هزيت راسي و تركته و رحت للمكان اللي فيه أنواع الشامبوهات ، و قعدت أدور النوع اللي أبيه ..

هذا السوبر ماركت يبيع منتجات للعرب ، و أكيد الشامبو موجود هنا ، لأن السوبر ماركت أساسًا مخصص للعرب ..
لين لقيته .. جيت بمسكه ما أحس إلا شخص ثاني يشده مني ، فتمسكت به و شديته أكثر لين طاح مني طيحة لها صدى انتشر في المكان ..

طالعت الناس اللي حولي بحرج ، و جيت بنزل بشيل العلبة ، إلا أشوف الشخص اللي كان يشدها مني منحني ياخذ العلبة و يوقف مرة ثانية ، و هو يقول بالعربي / تفضلي اختي ..

شهقت بصوت عالي بصدمة لمن وقع بصري ع هذا الشخص ، و تراجعت لا إرادي ع ورا ، و هو طالعني مندهش و مستغرب مني ، بس أنا ظليت أرجع ع ورا بسرعة بشكل لا إرادي ، و قلت بهمس ما سمعه غيري / ســ عـــ ود .. هــ ذا ســ عـــ ود .. !!

لين انتبهت ع نفسي و لفيت للجهة الثانية ، و رحت أركض بسرعة لين وصلت لأحمد اللي خلص محاسبة و بس ينتظرني أجيب الشامبو ..

ركضت له و قلت و أنا ألهث / أحمد خلنا نطلع بسرعة ..
أحمد بصدمة / وش فيك سديم ..؟؟ وش صار ..؟؟
سديم بصوت واضح فيه البكاء / أحمد خلنا نطلع بسرعة ..

مشى معي مستغرب من حالي ، و طلعنا بسرعة من السوبر ماركت و أنا طول الوقت أبكي ..
و أحمد ما تجرأ يسألني ، و أنا ما توقعت منه يسألني أساسًا ، لأنه مو من طبعه ..

وصلت للشقة و ع طول قفلت ع نفسي في الغرفة ..

سعود رجع و راح ترجع معه ألامي .. !!
رجع و راح يرجع معه بكائي و أنيني في الليل ..!!
رجع طليقي و راح ترجع معه تعاستي ..!!


.
.


كنا راجعين البيت و كل وحدة حاملة همها و صدمتها اللي انصدمت فيها اليوم ، لكن ما كنا نتوقع إن راح نلقى صدمة أكبر منها في البيت ..

قالت لنا أمي إن الوليد أخذ أمه و طلع من البيت في غيابنا ..

بيان بصدمة / بس يمه كيف و المفتاح كان معك ..؟؟
أمي بكذب / عطيته إياه عشان يدخل لها و يشوفها بس ، ما كنت أظن إنه راح ياخذها و يطلع من البيت ..
ليان / بس شو راح أبوي يسوي ..؟؟
ابتسام / ما أدري الله يستر ، شكله مخطط ع الموضوع ، واختار الوقت المناسب ، لما يكون أبوكم مو موجود ..

و تركتنا و احنا ننازع صدمتنا ، و صعدت فوق ..
كانت متوترة بس ما كانت خايفة أو حزينة من طلعته ..

كانت بيان تبكي بصوت عالي حتى غلا بكيت معها ..

قلت لها ببرود / ليش تبكين أللحين ..؟؟

بيان / شلون ما ابكي و الوليد طلع من البيت ..!! و الله بس يدري متى يرجع ..
ليان / اللي يسمع يقول هو سوا شي خطير غير افتك منا ، هو أساسًا ما شاف منا عير الشر ..
بيان / شكلك مستانسة ع روحته ، أصلًا إنت ما كنت تحبين الوليد مثل ما انا أحبه ، ما كنت تعرفين شي عنه و عن حياته ، دائمًا عازلة نفسك ..

سكت عنها و مشيت ، هي ما تدري عن شي ..
أنا أحب الوليد مثل ما هي تحبه ، هذا أخوي مهما كان ..

مو ذنبي إني ما أعرف أعبر عن شعوري ..!!
مو ذنبي إذا هو يرتاح لبيان فيصارحها بكل شي ، و أنا يغبي عني ..!!

حسيت كأن أحد يقولي / بس إنت كنت تقدري تتقربين منه و تسألينه ، مو لازم هو يصارحك..!!

لكن هذي ما هي طبيعتي و مستحيل تكون طبيعتي ..
مستحيل أقول لأحد خبرني بشي هو ما يبي يخبرني عنه ..

لكن رغم هذا أنا اعرف بكل اللي يصير بهالبيت ..!!

صعدت فوق و رحت لغرفة أمي و شفتها مجهزة شنطة ، و تحط فيها ثياب و بعض الأغراض ..

ليان / يمه ليش هالشنطة ..
ابتسام / البيت ما فيه رجال ، و لين جية أبوكم ممكن نطلع من البيت في أي و قت ..
ليان / و وين راح نروح ..؟؟
ابتسام / ما أدري ، بس جهزي لك شنطة و إنت و خواتك لضرورة ..

راح نطلع من البيت بعد ، الله يستر من اللي جاي ..
يا ربيي متى يجي أبوي ..
و ينقذنا من الورطة اللي طحنا فيها ..!!

.
.


نهاية الفصل ..
توقعاتكم ..

H!LARY 29-05-09 03:08 PM



[ الفصل العاشر ]

رجعت الشقة بعد ما خلصت محاضراتي في الجامعة لليوم ..
و حالة سديم من الأمس مخوفتني ، من أمس و هي حابسة نفسها في الغرفة ..

طقيت باب غرفتها أبي أشوف حالتها ، إلا أسمعها تقول / ميـــن ..؟؟
قلت لها / أنا أحمد ، إلا لو كنتِ تتوقعين أحد ثاني ..
سديم بهدوء / أدخل ..

دخلت و أنا أناظرها .. كانت جالسة ع السرير و متلحفة بالبطانية و لابسة بيجاما و الشعر تاركته من دون شي ..
كان واضح عليها الحزن ..

أنا ما تعودت إن سديم تكون كذا ، هي اليوم حتى ما فطرت معي ، مع إنها مو ملزومة و أنا ما احتاجها ، لكن مو من عادتها ..

جلست جنبها ع السرير ، و هي ما قالت و لا كلمة و قلت / سديم كيفك اليوم ..؟؟
سديم بحزن / الحمد لله ..
أحمد ببطء / إذا ما تبين تقولين لي عن اللي صار أمس ع راحتك ، لكن ..
قاطعتني سديم و هي تتعلق فيني و ترتجف ، لكن ما كانت تبكي كانت ترتجف من الخوف و قالت / أحمد أنا شفته هناك ..
أحمد بتعجب / مين ..؟؟
سديم / ميــــن ..!! تسأل ميـــن ..!! أكيد سعود ..!!
أحمد باستغراب / سعـــــود ..
سديم / أيه سعود ما تصدقني ..!! أنا شفت سعود طليقي ..!! أمس في السوبر ماركت ..
أحمد / و هو شافك ..؟؟
سديم / شافني ، بس ما أدري عرفني لو لا ، بس أنا خايفة .. خايفة ..
أحمد / خايفة منه سديم ..!! لا تخافي مدام أنا معك ، سعود ما يستاهل تخافين منه ، و تسوين كل هذا عشانه ..
سديم / بس لو حاول يضرني ..
أحمد / ما يقدر و أنا معك ، خليك شامخة و قوية ، منو هذا سعود عشان يهزك ..!! غير شخص تافه و حقير ضيع جوهرة من يده ..
سديم بابتسامة / أنا جوهرة ..
أحمد / أيه سديم ، إنتِ جوهرة ، و لازم لو شفتيه مرة ثانية ما تخافين منه ، و تبينين أنه و لا شي في حياتك و إنه ما أثر فيك ، مجرد صفحة و طويتيها ..
سديم بخوف / توعدني أحمد أنك ما راح تخليه يضرني ..
أحمد / أوعدك ..

ضميتها لصدري و أنا أفكر بكمية الخوف اللي تحمله سديم ، لشخص حقير مثل سعود ، ضيع جوهرة نادرة مثل سديم ..
أنا ما أقول كذا لانها أختي و بس ، لاا لأن فعلًا أختي ما في مثلها ..

أتمنى لو سعود طلقها بهدوء و انتهى الموضوع ، كاان زيـــن ..
بس هو ظلمها و بهدلها و في النهاية طلقها ..
أتمنى إنه يندم و يحسر ع اللي سواه في أختي ..

دعيت بسري إن الله ينتقم لنا منه ..
و يجازيه ع اللي سواه ..

.
.

امشي بهدوء في المنتزه الجديد ، اللي حبيت أشوفه ، و لأول مرة أروح منتزه مع " مـــــأرك " ..

مــارك واحد من الزملاء السابقين في الدراسة ، و اللي ما قدرت أقطع علاقتي معه ..
سبحان الله بعض الناس ما تحب تفارقهم ، و هو يعني بصراحة أقرب واحد لي من زملائي ..

قال سامي بهدوء لمايك و هم يتمشوا في المنتزه ، و يمارسوا رياضة المشي ، و كان تنفسه عميق من التعب / لقد تعبت يا مارك ، ألم تتعب أنت ..؟؟
مارك ببهجة / لا أبدًا أشعر بنشاطٍ ينتابني هذا اليوم ، لما لا تذهب أنت لتستريح ..!! تبدو متعبًا ..
سامي / ااه .. لا بأس ، لست متعبًا لتلك الدرجة ..

و تابعت مشيي و حاولت أتنفس بهدوء و بانتظام ، من دون ما أسرع في المشي ..
أكيد التعب اللي أحس فيه لأني ما كلت شي اليوم ، رغم إني ما أحس بالجوع ..

ظليت أمشي و أكابر ع تعبي ، رغم إني مرة تعبان من الشغل و غيره ، و المشي زاد علي فوق تعبي أكثر ..
و إلا توه مارك يحس في و يقول / أنا أسف سامي .. أعذرني ، واضح أنك متعب هل تريد أن نستريح قليلًا ثم نتابع ..

قلت له بزهق و أنا أمشي عنه و ابتعد / لاا .. لا كمل مشيك ، أنا عائد لمنزلي لن أعطلك ..
مارك / ألن تحزن مني ..؟؟
سامي و هو يبتعد / لا أبدًا ..

اففف .. مستحيل أطاوع مارك مرة ثانية ، هذا الناقص ، صار لينا ساعات نمشي و ما تعب ، و المشكلة إنه مسجل في صالة رياضية ، ولله إنه فاضي ، يعاني إن الواحد يمارس رياضة ، و وحدة بعد ، مو يهلك نفسه و أكثر من رياضة ..

ركبت سيارتي و بسرعة للفلة ..
و صلت الفلة و دخلتها ، و كالعادة شفت جورج يستقبلني ، لكني حسيت إنه في شي غير طبيعي من ملامح وجهه ، فقلت / ماذا هنالك يا جورج ..؟؟

طرى ع بالي كم مرة سألت هالسؤال لجورج ، و كل مرة أسمع نفس الإجابة ..!!

جورج / لقد وصلا اليوم ..
قلت و أنا اعرف الإجابة من قبل / من هما ..؟؟
جورج / السيد و السيدة ..
سامي و أنا اسخر في داخلي / إذًا.. أين هما ..؟؟
جورج / لقد اختارا لهما جناحًا يبيتان فيه ..

مشيت عنه و صعدت لجناحي أنا بعد ، و تسبحت و بدلت ملابسي ، و رجعت أسأل جورج في أي جناح هم ، علمني الجناح و رحت له ..

و فكرت بكل شي قبل ما أخطو هالخطوة ، و بعدين طقيت الباب ..
سمعت صوت أمي الناعم ، و اللي ما يدل ع كبر سنها، و هي تقول بالعربي / تفضل ..

أتوقع الشي الوحيد الزين اللي عملوه أمي و أبوي ، إنهم علموني اللغة العربية بكل لهجاتها ..

فتحت الباب و دخلت ، و أنا أطالع أمي و أبوي اللي ما يبين عليهم الكبر أبدًا ..
سلمت عليهم بالأيادي مثل الأغراب ، لكن هذا شي مو غريب علي لأني متعود عليه من كنت صغير و هم اللي علموني عليه ..

جلست بهدوء من دون ما أحد ينطق بكلمة ، لكن أنا قطعت هالصمت و قلت بسخرية / ما عجبكم الفندق و شفتوه مو قد المقام فقلتم تجون هني ، حتى لو من دون ما يستقبلكم ولدكم ، يستقبلونكم الخدم و بس ..

أبوي و هو متجاهل سخريتي / لا قلنا شكلنا ما بنلقاك فاضي أبدًا ، فقررنا تجيك في أي وقت و خلاص ..
قلت باستهزاء لكن بهمس مسموع / اممم .. ما بتلقوني أبدًا فاضي ، كأنكم أنتم كنتم فاضين ، ما غير تحاولون تقابلوني ، و أنا أتعذر لكم ..

قمت من مكاني ، و قلت و أنا أناظر ساعتي / أوكيه ، أظن هالوقت يكفي ، ضيعت خمس دقايق من وقتي المزدحم بس عشان أقابلكم ، مع السلامة ، وراي شغل لازم أنهيه ..

وطلعت من عندهم و ع وجهي ابتسامة ، ما تطلع إلا لما أقابل أمي و أبوي ..

.
.

جالس في المكتب أشتغل بهدوء في وظيفتي اللي الكل يحسدني عليها ، و اللي توفر لي أحسن راتب ، و خصوصًا إني دارس في الخارج ..

فجـــــأة .. اقتحم أحد المكتب و دخله بدون إذن ، فعرفت ع طول إنه ناصر ، من دون ما أرفع راسي و أناظره ..

انتبهت له يجلس فقلت بهدوء / شو اللي خلى الإستاذ ناصر يتنازل و يجي لمكتبي ..
ناصر / تعجبني لما تكون ذوق " أستاذ ناصر " .. حلو ، بس مو وقت مسخرتك اللحين ..
عامر / زين إنك تدري إني أتمسخر ، و إلا إنت وين و الإستاذ وين ، بس خلصني شتبي ..؟؟
ناصر / ما ني راد عليك ، لأني أبي أقولك شي ..
عامر / أكيد عن حبيبتك اللي تكلمها ، و أنا أقول شكلك مو طبيعي هالأيام ..
ناصر / ايه الموضوع عنها ..

قالي السالفة كاملة ، بلا زيادة و لا نقصان ..

قلت / و هي ما تكلمك و ترد ع اتصالاتك من ذاك الوقت ..
ناصر / أيه ، أنا خايف فعلًا إنها تركتني ..
عامر / محد قالك اتصل عليها و عطلها بمثل هالوقت ..
ناصر / ما قدرت أمنع نفسي ، و بعد شو دراني إنها بتقطعني إن ما سمعت كلامها ..
عامر / حاول وياها يمكن ترضى ، أصلًا أنا مستغرب شلون إنت تحبها ..!!
ناصر / شو قصدك ..؟؟
عامر / قصدي أنها تكلمك ، أكيد كلمت ألف واحد غيرك ..
ناصر بعصبية / لا الريم غييـــر ، إنت ما تعرفها ، لو عرفتها كان ما قلت هذا الكلام عنها ..
عامر / المشكلة إن هالمعرفة ما راح تسرني و لا تسرك ..
ناصر / شو فيك عامر ..!! لا تتبلا ع البنت ، إنت ما تعرف شلون كانت معي في البداية ، ما كنت مثل اللحين ، و أنا متأكد إنها ما كلمت غيري ..
عامر / عااادي ، تقدر تمثل عليك ..
ناصر / ما اتوقع انك راح تقتنع أبدًا ، لو أقعد أحاول من اليوم لبكرة ، مع أني متأكد أنها ما كلمت أي أحد ، لكن حتى لو كلمت رغم كل شي باخذها ، ما بتخلى عنها ، و بعدين راح أسنعها بطريقتي ..

سكت عنه ، و حسيت إن هالبنت مو سهلة ..
ناصر يعرف آلاف قبلها ، و عمره ما تعلق في وحدة غيرها ..
أكيد في شي يميزها لدرجة من حبه القوي لها ما يبي يتركها ..
ما أقول إلا الله يستر منها ..

مع إنه ناصر كان له ماضي مظلم ، و ياما ظلم ناااس ، لكني ما أتمنى له غير الخير ..

.
.

جالس في الشقة اللي استأجرتها و حجزتها من أسبوع ..
ما كانت الشقة كبيرة ، كانت حلوة و تكفيني أنا و أمي اللي كنت جالس معها في الصالة ..

لو ما طلعتها أنا من الغرفة كان ظلت محبوسة فيها ، و ما تطلع منها ، الظاهر تعودت ع الحبسة ..

ما أدري شلون طاوعت نفسي ، و طلعت من البيت لوحدي ..!!

كان المفروض أخذ معي خدامة لأني راح أحتاجها ، و أمي راج تحتاجها أكثر مني ..

دقيت بالموبايل ع خالتي ابتسام اللي قالت / الووو ميــــن ..؟؟

أكيد راح تستغرب إني كلمتها ، و ما تدري أنه عندي رقم موبايلها ..
قلت / هلا ..
قالت باستغراب / الوليد ..!! هذا إنت ..!!
الوليد / إيه أنا ..
ابتسام / صار ليكم شي ..
الوليد / لا أبدًا بس محتاجين منك شي ..
ابتسام / قول .. بنفذه إذا أقدر ..
الوليد / أبي وحدة من الخدامات اللي عندك ..
ابتسام / أي وحدة ..؟؟
الوليد / ذيك اللي تهتم في أمي ..
ابتسام / قصدك سيتي ، إيه ما عليه ، بس ليه تبيها ..؟؟
الوليد / و هذا يبغى له سؤال ..!! أكيد أبيها تخدمني و تخدم أمي ..
ابتسام / بس كيف راح تاخذها ..
الوليد / إنت أرسليها لي بره البيت ، من دون ما أحد ينتبه ، و أنا باخذها ..
ابتسام / و شو أقول للبنات بعد ما تاخذها ..؟؟
الوليد / قولي إنها هربت ، و خلاص ..
ابتسام / طيب إنت فين اللحين ..؟؟
الوليد / ليه تسألي ..؟؟
ابتسام / عشان لا صار ت حالة ضرورية ، و أبوك مو موجود ..
الوليد / تقدري تحفظي هذا الرقم عندك ، و تتصلي عليه عند الضرورة ..
ابتسام / بس ما تحس إنه قعدتنا في البيت من دون رجال مو زينة ..
الوليد / و ليه تفكرتي بهالشي اللحين ، و ما فكرتي فيه من قبل ..!!
ابتسام / ما جا ع بالي ..
الوليد / أقعدوا في البيت ، و قفلوا الباب و خلاص ..
ابتسام / يعني نظل في البيت ..
الوليد / ايه و أنا بمر عليكم إذا احتجتوا شي من دون ما أحد يدري ، ما بيضركم تنتظرون أبوي كم يوم ..
و كملت كلامي و قلت / مع السلامة ..

و سكرت في وجهها و زفرت بضيق ، و أرسلت لها مسج ذكرت فيه الموعد اللي بروح أخذ فيه الخدامة ..

و رجعت أشوف أمي كعادتها تطالع في الفراغ ، أما أنا قعدت أطالع التلفزيون ..
اليوم ماخذ إجازة فأقدر أجلس مع أمي طول الوقت ، لكن باقي الأيام ما أقدر أظل ع هالحال ..

.
.

كنت جالسة مع أمي و ملاحظة ع وجهها الضيق من بعد ما خلصت مكالمتها مع خالتي ابتسام ..
قلت لها أبي أعرف سبب ضيقها / يمه وش فيك ..؟؟ شو قالت لك خالتي ..؟؟
أمي / يمه ريماس خالتك اتقول إن أخو البنات طالع من البيت مع أمه ..
قلت متفاجأة / طلع و هم لحالهم ، اللي أعرفه أنا إن أبوهم مسافر من كم يوم ..
أمي / إيه هو مسافر ، و هم ما يدروا كيف يتصرفون ..
ريماس / ما عرفوا وين أخوهم راح ..؟؟
أمي / لا ما يدرون ..
ريماس قالت بعد صمت قصير / يمه أبي أزورهم أشوف البنات ..
أمي / ما عندي مانع ، أنتي قولي لأخوك ، و أنا بتصل في أختي أقولها ..
ريماس / يمه أقدر أروح مع السواق ..
أمي / لاا السواق للجامعة و بس ، روحي قولي لأخوك يوصلك ..
ريماس / إن شاء الله يمه ..

صعدت لغرفة فارس و أنا ادري إنه نايم من جا من الدوام ، فتحت الباب من دون ما أستأذن ، و كان مثل ما توقعت نايـــم ..

تقربت منه و هزيته ع الخفيف ، و قلت له بهدوء / فارس .. فارس ..
فارس / اممم ..
ريماس و بدت تعلي صوتها لكن ظل هادئ / فارس قوم .. فااارس ..
قام فارس و جلس ع السرير بهدوء ، و طالعني و عواينه تقريبًا مسكرين ، و قال بصوت نعسان مبحوح / نعم ريماس ..
ريماس / فارس عاااد وصلني بيت خالتي ..
فارس بنفس الصوت المبحوح / ببدل و أشوفك جاهزة ..
ريماس / إن شاء الله ..

و طلعت من الغرفة بنفس الهدوء ، إذا تعاملت مع فارس بهدوء راح يعمل اللي أبيه ، و من دون اعتراض ..

بدلت و نزلت تحت ، وشفت أمي واقفة تنتظرني أنزل و تقول / اتصلت ع خالتك ما عندها مانع ، وافق أخوك ..؟؟
ريماس / أيه شوي و يجي ..

و فعلَا شوي و جا فارس و سلمنا ع أمي و طلعنا لبيت خالتي ..
و لما وصلنا البيت لمحت سيارة مألوفة ، و متأكدة من صاحبها ..

قلت بسرعة لفارس و أنا أشر ع السيارة اللي كانت تبتعد عنا / مو هذي سيارة الوليد ..
فارس بعد ما ناظرها / إيه هي ..
ريماس / غريبة ..!!
فارس / و شو الغريب ..؟؟
ريماس / سوري فارس ، ما عندي وقت أقولك السالفة ، تقدر تسال أمي لما ترجع ..
فارس / و هي فيها سالفة بعد ..!!
ريماس / إيه ، و بسبب هالسالفة جيت بيت خالتي ..
فارس / طيب راح أسأل أمي ، تقدري تنزلي ..
ريماس / فمان الله ..
فارس / فمان الكريم ..


و نزلت داخل و أنا أحس بخوف ..
و في نفس الوقت أحس بخيبة أمل إنه ما لحقنا ع الوليد قبل ما يروح ..
لكن هل البنات يدرون بمجيئه ..؟؟ و ليه هو جا أساسًا ..؟؟
دخلت و أنا مقررة إني ما أقولهم ، لأني بهالخبر راح أحرق أعصابهم ع الفاضي ..


.
.

من أمس ما طلعت من غرفتي ، ما لي خلق أحد ..
لا لبيان ، و لا لأمي ، حتى ما لي خلق غلا و تساألاتها عن الوليد ..

يا ليت الوليد أخذني معاه قبل ما يروح ، و ع هالفكرة دق موبايلي و اللي كانت روعة ..
استانست إنها اتصلت تبي تسأل عني بعد ما غبت عن الجامعة اليوم ..

رديت / الوو ..
سمعت صوت روعة ، و معها أحلام اللي فاجأني سماع صوتها هي بعد ، و قالوا في نفس الوقت / الووو ليونه ..
عرفت أنهم حاطين سبيكر فضحكت و قلت / هلا .. وين أنتم قاعدين ..؟؟
أحلام / في بيتي ..
ليان / ليش ما عزمتوني أجي معكم ..؟؟
روعة / كان ودنا بس إنتي ما جيتي الجامعة اليوم ، قلنا نكلمك ..
ليان / غير خلتيني أتحسر إني مو معكم ..
أحلام / مرة ثانية إن شاء ..
روعة / صحيح ليه غايبة ..؟؟
ليان / مشكلة صارت في البيت فمالنا خلق انا و أختي نداوم ..
احلام / طيب بتجي بكرة ..
ليان / ما أدري يمكن .. أقول روعة في موضوع ضروري أبي أقوله لك لما أجي الجامعة ، ما يصير اقوله في التليفون ..
أحلام / زين إنك نبهتيني عشان إذا بتقوليه أروح بكرامتي بدل ما تطردوني ، عشان لا أتفشل ..
ليان / ههههههههه .. بس هو عادي الموضوع تعرفينه ، بس يخص روعة ..
أحلام / يعيني عادي أسمعه..
ليان / إيه عادي ..

في هاللحظة دخلت بيان الغرفة و هي تقول بهدوء ، بعد ما شافتني اكلم في التليفون / ريماس بنت خالتي تحت ، انزلي نقعد معاها ..
ليان و أنا أبعد السماعة / أوكيه دقايق بس ..
و رجعت السماعة و قلت / بنات سوري لازم أسكر ، بنت خالتي زارتنا ، بروح بجلس معاها..
روعة و أحلام / مع السلامة ..
ليان / في حفظ الله ..

و نزلت تحت الحق بيان اللي نزلت قبلي ..
كانوا الكل متجمعين في الصالة ، حتى غلا اللي للحين نعاني من سكوتها و هدوئها من طلع الوليد ..
قلت / السلام عليكم ..
ردوا السلام ، و تقربت من ريماس و قلت / كيفك ريماس ..؟؟ أخبارك ..؟؟
ريماس / الحمد لله بخير..
أمي لريماس / ليه نجلا ما جت ..؟؟
ريماس / ما قدرت تجي ، مرة ثانية إن شاء الله ..

سولفنا شوي و بعدين قالت بيان لريماس بهمس وصل لمسامعي/ خلينا نطلع فوق أحسن ..

عطتها ريماس نظرة و هي تأشر ع أمي ..
كان أمي تقول و هي عارفة وش يبون / تقدروا تروحوا فوق ، أنا ما عندي مانع ..
بيان و هي تطالع ريماس / شفتي ..

و ع طول سحبتها لفوق ع غرفتها ، و أنا تبعتهم بهدوء ..
دخلنا غرفة بيان و جلسنا ..

قالت بيان بحزن / عرفتي الوليد طلع من البيت ..؟؟
ريماس بألم حاولت تخفيه / أيه أنا أسفة ع اللي صار ..
ليان / ليه تتأسفين بعد ..؟؟
بيان / يا خبلة قصدها إنها متعاطفة معانا ..
ليان و هي تبتعد عنهم و تقول بضيق / افففف منكم .. تبون تقلبونها مناحة غصب ..
بيان بغضب / انتين أبدًا ما في شي ينفع معك ، ما عندك إحساس أبد ، باردة مرة مثل الثلج ..
ليان / عجل تبني أتأثر مرة بكل شي مثلك ..
والتفت ع ريماس و قلت / أسفة ريماس ، بس انتون تنرفزون ، مسوين من الحبة قبة ، كأنه صارت مصيبة ، المفروض تفرحون للوليد لأنه نال حريته و راحته أخيرًا ، و لاا انتم تبون ترتاحون و هو يظل يعاني ..

سكتت ريماس و ما قالت شي ..
أما بيان قالت / الكلام معاك ضايع ..
ليان / قولي انت ما تبين تتقبلين الحقيقة الواضحة مثل الشمس ، و كون حياة الوليد بعيد عنا أحسن له ، و إلا شرايك ريماس ..
ريماس بارتباك / أنــ ـــ ـا ..
ليان / أيه ، مو كلامي صحيح ..
ريماس بارتباك / أنا ما لي خص في الموضوع ، خلوه بينكم إنتم ..
بيان / خلونا نسكر الموضوع أحسن ..
ليان / مصيرك تعرفين إنه معاي حق ..
بيان بنرفزه / قلت سكري الموضوع ، لا تقهريني أكثر من ما أنا مقهورة ..
ريماس / بنات خلاص , وش فيكم حولتوا الموضوع خناق ..؟؟
بيان / أساليها هي ..
ليان / خلاص أنا بسكر فمي ، و بخلي الأيام تقنعك ..
ريماس / غيروا الموضوع خلاص ، عمري ما توقعت الاقيكم تتخانقون بهالشكل ..
ليان ببرود / لا تستغربي شي ، كل شي في هالحياة يصير ، حتى اللي ما نتوقعه ..
بيان / و الدليل طلعة الوليد اللي محد توقعها ..
ريماس / ردينا ع نفس الموضوع ..
بيان بقهر / غصب عني مقهــــورة .. ليش طلع من دون ما يخبرني ..؟؟ طول الوقت أمس و أنا أفكر ليش سوى كذا ..

سكت أنا بقهر مكبوت أحاول أكتمه ..
اما ريماس قالت / اعذريه ، هو كان محتاج يخطو هالخطوة ، يحتاج يتحرر منكم و من القيود اللي مقيدينه بها ، يضمن لنفسه يعيش بسعادة مع أمه و يحافظ ع كرامته و كرامتها ، اللي بنظره ما احترمتوها ، ما تشوفين إن هالشي من حقه ..
بيان و غضبها هدأ لدقايق / أدري إنه من حقه .. أدري ، بس مو قادرة أتقبل ..
ريماس بتمني / ما عليه ، بيرجع إن شاء الله بيرجع ..
بيان و الغضب رجع لها / يرجع .. إيه يرجع ، بس ليه ما خبرني من البداية ، مو أنا بيان أخته و صديقته ..!! لو خبرني كل شي يهون ، يخبرني أنا بس أو ياخذني معه ، ليه ما أخذني معه ..؟؟ مو مهم الثانين ، المهم أنا ..


وصل الغضب عندي لدرجة لا تحتمل .. ، كم سكت و سكت ع أنانيتها ، و كتمت غضبي ع أنانيتها لكن غضبي وصل لدرجة ما له حدود ..

من دون ما أحس انفجرت فيها و قلت بصراخ قوي ، خلاهم يرجفون و يجفلون ، حسيت كل المكان اهتز من صرختي / بـــــــــــس ..


وصلت حدي سكت ع أنانيتها كثير ..

شو كان متوقع من وحدة مثلها تظن كل شي حولها ..
يمكن بيان طيبة لكنها أنانية ، إيه أنانية شوي ..

و شو أساسًا أتوقع من وحدة عايشة في هالبيت ، أكيــد بتطلع أنانية ..

أمي و عدم إهتمامها بأم الوليد و الوليد نفسه ، بس بسبب كونها الزوجة الثانية و أم الوليد الزوجة الأولى و الوليد ولدها ، و غيرتها منهم ، و كونها ما أنجبت ولد مثلها ، فرضيت بالظلم اللي يصير لها ..
مو هذي تعتبر انانية ..!!

أبوي اللي همه كل شغله و حياته و احنا أخر اهتماماته ، و لا حتى زوجته و ولده ، كل اللي يهمه يعيش مرتاح ..

مو هذي تعتبر أنانية ..!!

الوليد و خروجه من البيت ، من دون ما يهمتم لمشاعرنا ، و كوننا لحالنا في البيت ، ما اهتم إلا بسعادته هو و أمه ، و طلع من البيت من دون ما يتهم فينا و بشعورنا ..
رغم أنه تصرفه متوقع بسبب عدم أهتمامنا فيه .. لكن ..

مو هذي تعتبر أنانية ..
أخيرًا بيان و حبها إن كل شي يدور حولها ، و تظهر نفسها بمظهر المظلومة و الطيبة و الناس ظالمين ، و هي تعتبر الصح و هم الغلط ..
رغم إنه بيان فعلًا طيبة و تفكيرها رائع ، و هذا ما لا يختلف عليه أثنين ، لكن فيها نوع من أنانية و خصوصًا ع الوليد ، ما احس فيه إلا انا ، و دائمًا يكون سبب غضبي و قهري منها ، و تعاملي المختلف معاها ، لكونها تتمنى يظل الوليد معاها حتى لو كان تعيس ..

مو هذي تعتبر أنانية ..!!

و أنا الوحيدة اللي احس فيها لأني توأمها ، مهما كان أعرف شو تشعر ، و إن كانت زعلانة أو فرحانة ، و حتى إن صار لها موقف و أنا مو معها أحس فيها .. شي بديهي أنا توأمها ، لكنها ما تعرفني مثل ما أنا أعرفها ، هي كتاب مفتوح قدامي ، أما انا لاا .. تعتبرني سر غامض حتى مع كوني أختها دائمًا ألاحظ إستغرابها مني أحيانًا ..

المشكلة في بيان أنها ما يهمها تجرح أحد لو لا بكلامها ، جرحتني من قبل و جرحت الكثيرين ، بدون لا تنتبه لتأثير كلامها ع غيرها ، كل اللي يهمها تنفس عن غضبها ..

و بالنسبة لي هذا نوع من الأنانية ..
و بهالطريقة دائمًا أكتشف ببيان إنها ما تعرفني رغم إني توأمها ، لأنها لما تجرحني بكلامها تطلق علي " باردة " أو " عديمة مشاعر " ، ما كأني توأمها و المفروض تفهم شخصيتي ..

الله يستر ما تطلع غلا أنانية مثل هالعائلة ..
لكن الحمد لله إنها عازلة نفسها عنهم ..


.
.

دخلت البيت بهدوء ، و أنا لحد اللحين أفكر بكلام أختي و اللي يدور حول الوليد ..
ماني قادر أفهم او أوصل للموضع اللي تعنيه ..

ما لي خيار إلا أسأل أمي و هذا اللي بيصير ..
شفتها جالسة في الصالة كالعادة ..

سألتها / ما جا أبوي ..؟؟
أمي / لا لسه بعده ..؟؟
فارس / يمه أبي أسألك ..؟؟
أمي / عن اللي يصير في بيت خالتك ، أكيد ريماس لمحت إنه فيه شي ..
فارس / هي ما كانت تبي تقول لكنها قالت لي ، بعد ما شافت سيارة الوليد توها رايحة من بيت خالتي ..
أمي باستغراب / عند بيت ابتسام ..!!
فارس و هو مستغرب من تصرفاتهم حول الموضوع الطبيعي / أيه يمه ..
أمي / ليش هو متى رجع ..؟؟
فارس / يمه ما راح تفهميني السالفة ..!!
أمي / ااه .. أيه ، خالتك خبرتني إنه الوليد طلع من البيت ، من دون ما يحسوا ، و أخذ أمه معاه أثناء سفر أبوه ..
فارس بصدمة / طلع من البيت ..
أمي / إيه يمه ، و هم ما عندهم خبر عنه لين اللحين ..
فارس / طيب ليش طلع ..؟؟
أمي / ما أدري يمه ، علمي علمك ..

الوليد طلع من البيت ..!!
طيب ليش ما خبرني ..!!
ليش ما عاااد يكلمني مثل قبل و يسأل عن أخباري ..!!

.
.

كنت قاعدة مع ريماس أتكلم عن الوليد و ليان معانا ..
و قلت بغضب و بلا تفكير بعد جملة ريماس ، اللي ذكرتني إنه راح و ما أدري إذا بيرجع لو لا ..
و خلتني ارجع لعصبيتي / يرجع .. إيه يرجع ، بس ليه ما خبرني من البداية ، مو أنا بيان أخته و صديقته ..!! لو خبرني كل شي يهون ، يخبرني أنا بس أو ياخذني معه ، ليه ما أخذني معه ..؟؟ مو مهم الثانين ، المهم أنا ..

لكن انصدمت لمن سمعت صرخة ليان اللي أبدًا ما توقعتها / بـــــــــس ..


صرخة هزتني و ما توقعتها و خصوصًا من ليان ، كانت طول الوقت ساكتة و مقابلتنا بظهرها و متكتفة ..
فقلت بغضب متجمع / ليش تصارخين هااا ..؟؟ هذي الحقيقة لو الوليد كان بياخذ أحد ثاني كان أخذني أنا ، أصلًا إنت شي عااادي في حياته ، المشكلة إنك مو قادرة تتقبلين الحقيقة ، إلا لما تشوفينها بعيونك ..

كانت ليان بترد علي إلا ريماس تقول / بنات خلاص سكتوا هذا و انتوا خوات تتخانقوا بهالطريقة ، و الموضوع أساسًا ما يستاهل كل اللي تسوونه ..

سكت عنها ، و أنا لسه منقهرة من ليان و تصرفاتها ، و من الضغط النفسي .. خطبة ريهام لي لأخوها ، و اللي لسه ما حددت قراري فيها ، حاولت ما أفكر في الموضوع قدر الإمكان خصوصًا في هالوقت ، و مشكلة الوليد اللي طلعت لي ،و إن كان بيرجع البيت ..

أما ليان قالت بعد صمت قصير و ببرود / خلاص أنا أعترف .. الوليد يحبك أكثر مني ، استانستي ، لكن هو تركك من دون ما يهتم فيك ..
و كملت بهمس وصل لمسامعي / من زود المحبة ..


جيت برد إلا ريماس تقول بغضب / بنات رجعتوا ..
بيان بقهر / سمعتيها وش تقول ..
ريماس / خلي عقلك أكبر منها و سكتي ..


سكت بعد هالجملة ، و أنا ما أدري شفيني أنا و ليان ع بعض ، من عرفنا بطلعة الوليد من البيت و كل وحدة تغلط ع الثانية ، تبي تقهرها و تحزنها ..

الناس وقت الشدة يتعاونوا و يتماسكوا ، و يصيروا يد وحدة ، و احنا توائم و نتخانق كأنا اعداء ..

المشكلة ما ني قادر افهم ليان و اللي رجعت لبرودها ، أما أنا ظليت منقهرة ، و ريماس جلست تفكر متنهدة ..

ما في غيري أنا منقهرة و حارقة أعصابي ..
بس محد فيهم يحس بالنار اللي تسعر بجوفي ، يمكن لهالسبب أغلط ع ليان ، عشان أطلع شوي من اللي فيني ، و أساسًا ليان طول عمرها كذا ، اللي يهينها تتعامل معاه ببرود ، أنا بس اللي متغيرة ..


قطع صمتنا المشحون صراخ شخص انتشر صوت صراخه في أرجاء البيت ..
شخص تمنينا مجيئه بس ما توقعناها هاليوم ..
لكن صراخه ما كان عادي كانت فيه عصبية الدنيا ..

قامت كل وحدة فينا تتلفت ع الثانية بصدمة ..
لين كل وحدة فينا ركضت تنزل تعرف سبب هالصراخ المفاجئ ..


وقفت أنا مع ليان مدهوشين ، أما ريماس لحقتنا بعد ما جابت شيلتها و تغطت ..
و قعدنا نناظرهم من فوق الدرج و هو لسه يصرخ ..

و من شدة صراخة حطينا أيادينا ع أذانا ..

ارتجفت بخوف في مكاني ، عكس ليان اللي نزلت تحدت بهدؤها ، و لا كأن شي صاير ..

و تقدمت و تقربت منهم و قالت له ببرود / الحمد لله ع السلامة ..

.
.

نهاية الفصل العاشر ..

H!LARY 29-05-09 03:11 PM

انتهيت الأن ..
أتمنى أن أجد تفاعلًا معي هنا ..
و أن لا أكون أكتب لنفسي ..
أخبروني برأيكم بالرواية ، الاسلوب ، الشخصيات ، التوقعات ، ..الخ .
أنا متأملة بكم خيرًا فلا تخذلوني ..

موفقين جميعًا ..

BENT EL-Q8 29-05-09 03:57 PM

هلا جيني..هيلاري..
حياج الله معانا..نورتي المنتدى..
عنوان جذبني هناك..قريت بداية القصة..بس انشغلت وقطعتها..لي رجعه ان شاء الله مع ردي..وان شاء الله تلقين الي تبينه هني..

بنووتة

wrood 30-05-09 10:38 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بداية موفقة والشخصيات مختلفة ومتنوعة وهذا شيء حلو , هناك غموض و رومانسية وتبدل في الأحداث اتمنى لك ابداع دائما وسلمت يمينك
تراى انا ماأعرف اعلق بس متابعتك

BENT EL-Q8 30-05-09 10:48 PM

السلام عليكم..
10 بارتات..استمتعت بقراءة..كل حرف فيها..اسلوب حلو ما شاء الله عليج..وتسلم ايدج عليهـا..

اكثر شخصية جذبتني احمد
وشلون انه برغم مرضه..طلع الاول عدفعته..ويحاول كثر ما يقدر يثبت نفسه..شخصيته وتفكيره الي اكبر من عمره..شي وايد حلو..عجبتني بعد عزته بنفسه..وانه ما يحب يشوف نظرات الشفقه..محد يحب يشووفها..من حق اهله يخافون عليه..بس مو لهدرجة..بحس روحه مادري شلون..ياهل..لازم احد معاه وين ماراح..صج الصرع مو هين..صج ممكن ينسى ياخذ دواه..صج ممكن تيله نوبه ومحد معاه..بس مو لازم يحسوونه بهالشي..الي يزعله..ويأثر عليه..حلو شعور ان في احد يخاف عليك..بس مو لهدرجة..ان شاء الله يقدر يثبت نفسه..وان المرض مو مأثر عليه..وانه يقدر يعيش بروحه..

سديم
وشوفتها لسعود..الي فتحت جرووحها من اول..ورجعت لها الخوف وانه ممكن يضرها..نفس ما سوا قبل..الله يعينها..وان شاء الله تكون قوية..وتقدر تتغلب على خوفها..

روعه
والي كل شي عندها عادي..واي شي تبيه بتسويه..لو شنو ما كانت النتائج..ناصر من صجها بتخليه..اممم..شالي صار عشان يخليها جذي..ناصر وخلود..والتدخيـن الحين..والي هي بنفسها كانت تكلم عن مضاره..هالمرة قدرت تضحك على اخوها وتقوله ان ولد الجيران..بس بعدين الا ما يدروون..

بيان
حبيتها..وحبيت تفكيرها بغيرها..وموقفها يوم قالت لريماس..انها كان ممكن ما تكلم عن احمد..دامه ما يبي احد يدري..حبيت بعد انها بتعرف على ام وليد..لو ماراح..وانها تبيه يفضفض لهـا..والي ما حبيته..شلون تجرح غيرها لا عصبت..يمكن مو قصدها..غير انها تنفس عن غضبها..لكن هالشي بخليها تخسرهم..واحد ورا الثاني بدون لا تحس..خطبة ريهام لها..شرح تسوي..يا توافق..وتثبت لريهام انها قد كلمتها..او انها ترفض..وتتم عايشة على امل..ان فارس يخطبها.. وينسى البندري..او مادري..!

ليان
وتعاملها مع كل شي ببرود..طبعها ولا تقدر تغيره..ان وليد يرتاح لبيان اكثر مو ذنبها..انها هادية وايد..مو ذنبها بعد..انا اشوف وجهة نظرها صحيحة..بيان انانية..وامها..وابوها بعد..يمكن حتى اهي..وصح كلامها بعد..وليد اريح له يكون بعيد عنهم..بمكان محد فيه غيره وغير امه..بيعتني فيها..وبتعيش بعز..عكس العيشة الي عايشتها معاهم.. كانها ولا شي..مقفول عليها الباب..ولا ينفتح غير لما تاكل..وايد عليهم..

سامي
وعيشته الغريبه..شهالاهل الي عنده..زين منهم فكرو يزورونه..صج انهم اهله..بس عجبني يوم قالهم ضيعت 5 دقايق من وقتي..ودي اشووف اشكال ويووههم ساعتها..احس انه بيتعرف عسديم..او احمد..بس شلون مادري..

ريهام
وموت اختها..والي الحمد لله قدرت تتخطى هالازمة..ما تنسى اختها.. بس ما تدفن روحها بالحيا عشانها..تعيش حياتها عادي..الي سوته بيان فيها..صج يجرح..فردة فعلها طبيعية..انها بتخطب بيان لأخوها.. هل فعلا بيان شخص مناسب لبدر..مادري مااحس..اممم لو رفضت بيان شرح تسوي..بالنهاية الزواج مو غصب..

بنووتة

H!LARY 18-07-09 09:33 AM

أسفة على التاخير أعزائي ..
بالأول كانت ظروف الإمتحانات و بعدها ظروف خاصة ..
أرجو أن تعذروني ..
و الفصل طويل ، و هذا اللي أخرني زيادة ..
لكن جا في وقته كتعويض لكم ..
20 صفحة في الورد ..
إن شاء الله تستمتعوا به ..
راح ينزل اليوم ..

هيلاري ..

H!LARY 18-07-09 09:48 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة wrood (المشاركة 1969792)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بداية موفقة والشخصيات مختلفة ومتنوعة وهذا شيء حلو , هناك غموض و رومانسية وتبدل في الأحداث اتمنى لك ابداع دائما وسلمت يمينك
تراى انا ماأعرف اعلق بس متابعتك

مشكورة عزيزتي ..
أسعدني رأيك كثير ..
الحمد لله عجبتك ، و إنك شفتيها تحتوي على كل هالنواحي ..
مع أني أتمنى لو تعلقين بأي شي كرأي و بس ..
لكن متابعتك لي تكفي و توفي ..

H!LARY 18-07-09 10:21 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة BENT EL-Q8 (المشاركة 1970270)
السلام عليكم..
10 بارتات..استمتعت بقراءة..كل حرف فيها..اسلوب حلو ما شاء الله عليج..وتسلم ايدج عليهـا..

اكثر شخصية جذبتني احمد
وشلون انه برغم مرضه..طلع الاول عدفعته..ويحاول كثر ما يقدر يثبت نفسه..شخصيته وتفكيره الي اكبر من عمره..شي وايد حلو..عجبتني بعد عزته بنفسه..وانه ما يحب يشوف نظرات الشفقه..محد يحب يشووفها..من حق اهله يخافون عليه..بس مو لهدرجة..بحس روحه مادري شلون..ياهل..لازم احد معاه وين ماراح..صج الصرع مو هين..صج ممكن ينسى ياخذ دواه..صج ممكن تيله نوبه ومحد معاه..بس مو لازم يحسوونه بهالشي..الي يزعله..ويأثر عليه..حلو شعور ان في احد يخاف عليك..بس مو لهدرجة..ان شاء الله يقدر يثبت نفسه..وان المرض مو مأثر عليه..وانه يقدر يعيش بروحه..

سديم
وشوفتها لسعود..الي فتحت جرووحها من اول..ورجعت لها الخوف وانه ممكن يضرها..نفس ما سوا قبل..الله يعينها..وان شاء الله تكون قوية..وتقدر تتغلب على خوفها..

روعه
والي كل شي عندها عادي..واي شي تبيه بتسويه..لو شنو ما كانت النتائج..ناصر من صجها بتخليه..اممم..شالي صار عشان يخليها جذي..ناصر وخلود..والتدخيـن الحين..والي هي بنفسها كانت تكلم عن مضاره..هالمرة قدرت تضحك على اخوها وتقوله ان ولد الجيران..بس بعدين الا ما يدروون..

بيان
حبيتها..وحبيت تفكيرها بغيرها..وموقفها يوم قالت لريماس..انها كان ممكن ما تكلم عن احمد..دامه ما يبي احد يدري..حبيت بعد انها بتعرف على ام وليد..لو ماراح..وانها تبيه يفضفض لهـا..والي ما حبيته..شلون تجرح غيرها لا عصبت..يمكن مو قصدها..غير انها تنفس عن غضبها..لكن هالشي بخليها تخسرهم..واحد ورا الثاني بدون لا تحس..خطبة ريهام لها..شرح تسوي..يا توافق..وتثبت لريهام انها قد كلمتها..او انها ترفض..وتتم عايشة على امل..ان فارس يخطبها.. وينسى البندري..او مادري..!

ليان
وتعاملها مع كل شي ببرود..طبعها ولا تقدر تغيره..ان وليد يرتاح لبيان اكثر مو ذنبها..انها هادية وايد..مو ذنبها بعد..انا اشوف وجهة نظرها صحيحة..بيان انانية..وامها..وابوها بعد..يمكن حتى اهي..وصح كلامها بعد..وليد اريح له يكون بعيد عنهم..بمكان محد فيه غيره وغير امه..بيعتني فيها..وبتعيش بعز..عكس العيشة الي عايشتها معاهم.. كانها ولا شي..مقفول عليها الباب..ولا ينفتح غير لما تاكل..وايد عليهم..

سامي
وعيشته الغريبه..شهالاهل الي عنده..زين منهم فكرو يزورونه..صج انهم اهله..بس عجبني يوم قالهم ضيعت 5 دقايق من وقتي..ودي اشووف اشكال ويووههم ساعتها..احس انه بيتعرف عسديم..او احمد..بس شلون مادري..

ريهام
وموت اختها..والي الحمد لله قدرت تتخطى هالازمة..ما تنسى اختها.. بس ما تدفن روحها بالحيا عشانها..تعيش حياتها عادي..الي سوته بيان فيها..صج يجرح..فردة فعلها طبيعية..انها بتخطب بيان لأخوها.. هل فعلا بيان شخص مناسب لبدر..مادري مااحس..اممم لو رفضت بيان شرح تسوي..بالنهاية الزواج مو غصب..

بنووتة


أهلين عزيزتي ..
عن جد فرحتيني برجعتك مرة ثانية ..

و مشكورة على المجاملة ، مثل ما استمتعت بالفصول استمتعت بقراءة تعليقك على الشخصيات ..

أحمد ،،
تماثليني بهالشي حتى أنا أكثر شي يعجبني أحمد ..
كل جوانب شخصيته تعجبني ، يمكن كنت أتخيل شخص بهالمواصفات الرائعة فحبيت أصورها في صورة أحمد ..
و الحمد لله وصلك احساس احمد من ناحية خوف أهله عليه من مرضه ، في ناس وايد يحسون مثل احمد ، و يكرهون شفقة الناس ، و اهمتامهم البالغ ، لكن من يسمع ، محد يقدر يفهم شعورهم غيرهم هم و محد يحس بحزنهم لمن يشوفون هالنظرات ..
و هذا الواضح من تصرفات سديم معه ، مع أنه وضح لها أنزعاجه منها ..

سديم ،،
شوفي شو راح يصير اليوم لها ، أبي توقعج على بيصير لها ..

روعة ،،
تصرفاتها لها سبب ..
كلها راح توصلها لنهاية في يوم من الأيام ..
يمكن تنكشف و يمكن لا ، هذا يعتمد على حرصها بالنسبة للموضوع ..
أما بالنسبة لناصر محد يضمن بالنسبة لشخصيتها الغريبة المتناقضة ، يمكن تركته مؤقت و يمكن للأبد ..
روعة شخصيتها عجيبة .. تعجبني صراحةً ..
احب الشخصيات الغريبة ، و الشريرة في بعض الأحيان ..

بيان ،،
فرحني إنها عجبتك ..
شخصيتها مثل غيرها من الشخصيات في الزين و فيها الشين ..
هي فيها صفات رائعة ، لكن لازم فيه شي يخرب على المرء بما أنه مو معصوم عن الغلط ..
بالنسبة لموقفها على الخطبة ..
راح تشوفيه لا تستعجلي ..

ليان ،،
بس حابة أسأل ..
شو راح يكون رايك فيها بعد ما تقرين بارت اليوم ..
راح تعرفي إذا هي أنانية مثل الكل أو لا ..
صراحة تعجبني شخصية ليان أكثر من بيان ..
مع اني كنت العكس في البداية ..
ما أدري عنكم يمكن تصيرون مثلي بعد بارت اليوم ..
ترى يعجبني البرود اللي في ليان ..
و تراه له أسباب راح تكتشفينها اليوم ..

سامي ،،
فعلًا سامي عيشته غريبة ..
يعيش في وضع كثير من الناس يعيشوه ..
لكن بظروف مختلفة ، و البعض أهله مثل اهله في التعامل ..
لكنهم يعيشون مع بعض ..
الفرق عن سامي و بينهم أنه قرر يبتعد عنهم ..
و يتخذ قرار مختلف عنهم ..
حياته في أمريكا البعيدة عن تقاليدنا عطته الإمكانيات أنه يتخذ موقف منهم ..
شو فيه لوين تصرفاته و موقفه معهم راح توديه ..

حتى أنا عجبني اللي قاله لهم و أنا أكتبه قاعدة اضحك أتخيل وجوههم مثلك ..
و انتِ مثل الكثير توقعتي يحصل بينهم تعارف ..
لكن هل فعلًا بيلتقي ما أقدر أأكد أو أنكر ..
شوفي اليوم شو راح يصير و توقعي ..

ريهام ،،
فرحني إنك شفتي ردة فعلها طبيعية ..
شفتي اللي صار من نظرة ريهام ..
و واضح أن شخصية ريهام ما هي الشخصية المستسلمة حيث انها ما استسلمت للحزن بعد وفاة البندري ..
و لا استلمت من علاقتها مع بيان ..
و ريهام وجهة نظرها ان بيان تناسب لبدر ، أنا صراحة ما أدري ..
و أظنها لو رفضت ما راح تسوي شي ..
مثل ما قلتي الزواج مو غصب ..


بنوتة ..
فرحني وجودك ..
يا ليتك تتواجدي دووم ..
و اسمحيلي استعجلت بالرد على ردك ..
حتى أنه أغلب اللي قلته يتعلق ببارت اليوم ..
لكن فعلًا أتمنى تواجدك ..

هيلاري ..

H!LARY 18-07-09 10:38 AM

[ الفصل الحادي عشر ]
شهقة ..!!
شهقة كبيرة .. كانت أول شي سمعته لمن شفت روعة و أحلام لأول مرة اليوم ..
شهقة من كل وحدة فيهم ..
ضحكت لمن شفت نظراتهم المستغربة و المندهشة ، و اللي بسرعة تحولت لنظرات خايفة و مرتعبة ..
قالت روعة باندهاش / مين اللي عمل فيك كذا ؟
بسؤالها هذا رجعتني في الذاكرة ليوم أمس ، لمن رجع أبوي من السفر و كان صراخه مرتفع لدرجة أنه كل من في البيت سمعه ..
كان أول شي وصل لمسامعي لمن بديت أنصت لكلامه / كيف طلع كيف ..!! كيف ما تدرون ..!! أنا أمنتك على البيت قبل ما أروح ..
قالت أمي و اللي هي المقصودة بكلام أبوي / أنــ ــا ..
قاطعها أبوي و رجع يصرخ عليها / كم مرة نبهتك لا تسمحي لهم ..!!
كان أبوي يكمل كلامه ، لكني أبعدت سمعي بعد ما شفت الوضع مستمر ، و خصوصًا إن بيان و ريماس حتى ما كانوا مستمعين للحديث ، كانوا مسكرين أذانهم من شدة ارتفاع صوت أبوي ..
كانت لحظة جنون مني .. لحظة اتجيني في أوقات غريبة ..
لمن أتصرف بلا شعور ..!!
يمكن لأني ما استحملت الموقف و لا الكلام اللي اسمعه ..
نزلت بهدوء و ببرود ، متحكمة بأعصابي ..
ما كأن فيه شي يصير حولي ..!!
وتقربت منهم ، و وقفت بوجه أبوي و قلت له بهدوء / الحمد لله على السلامة ..
ما حسيت إلا بكف قوي انطبع على خدي ..
رفعت ايدي أتحسس مكان الكف و أقول / هه .. تضربني ..!! تفرغ غضبك فيني ..!!
أبوي بغضب مستعر / أيه أضربك .. أتعلمي على هالأسلوب الجديد في التربية ، من اليوم ..
قلت له و الكف أبدًا ما أثر فيني / كل هذا مقهور لأنهم طلعوا من البيت من دون أذنك ..!!
إلا كف ثاني ينطبع على الخد نفسه ..
كان مؤلم .. مؤلم ..
لكن ما أدري أيش الأكثر ألم ..
الكف أو كون هذا أبوي ..!!
انتبهت لأمي تقول / لاا لااا .. ما لك حق تضرب بناتي ، و أنا موجودة .. بناتي أنا لاا ..
قلت لها قبل ما يرد أبوي / ليه يمه احنا لاا ، و غيرنا إيه ، ليه الضرب مو مسموح لنا و لغيرنا مسموح .. ، ما تذكرين يمه أيام أول ..!! أيام ما كان الوليد و هو صغير ينضرب ..
طالعت أبوي و أمي اللي طالعوني منصدمين و قالوا لي / كيف .. !! كيف عرفتي ..!!
ليان / مو مهم يمه كيف عرفت ، المهم إنك سكتي على اللي كنت تشوفينه ..
كانت أمي ترتجف رعب من اللي سمعته ، أما أبوي كان في قمة العصبية ، و كان مستعد يوجه لي كف ثالث و قلت / تبي تضربني بعد ..!! ما شبعت ..!! أكيد ذكرتك بأيام زماان ، أيام ما كنت تضرب الوليد و هو ما ينطق بكلمة ، أيام ما كنت تنفس عن غضبك بضربه لكونه ..
قاطعني أبوي بكف ثالث مؤلم أكثر من اللي قبله و صرخ / اسكتِ .. اسكتِ .. لا تكملين ..
ليان / ليه يبه خايف تتذكر أنانيتك ..
إلا كف رابع جاني ..
لكن من يعد ..!!
لكن هالمرة ما كان من أبوي كان من أمي ..
ما حسيت بنفسي إلا أضحك .. أيه أضحك ..
ضحكة باردة ، و قلت / شر البلية ما يضحك .. هههههه .. حتى إنتِ تضربيني ..!! ههههه .. لا تفكرون أني بسكت خوف منكم لاا .. ، إن سكت فهذا عشان الوليد ، طول هالسنين سكت بس عشان الوليد .. بس عشان ما أحسسه بالضعف ..!!
صرخت و أنا لسه أضحك / فهمتوا .. مهما أنكرتم و حاولتم تخفون ، تظل هذي الحقيقة .. تظل الحقيقة تلاحقكم .. ههههههه ..
ضحكت و ركضت لفوق ، و اصطدمت في طريقي ببيان و ريماس ، و اللي شهدوا على الموقف كله ، و واضح إنهم يبكون ..
ركضت لغرفتي و عبراتي تسيل ..
بسرعة قفلت الباب و تسندت عليه و جلست ..
أنا قلت هالكلام من دون ما أهتم إن اللي أكلمهم هذول أمي و أبوي ..
كل اللي همني أعبر عن اللي أنا حابسته ..
أطلع منه شي بعد كل هالسنين .. أخيرًا تكلمت ..
نطقت و قلت بعض من اللي كتمته في صدري ..
ممكن أكون أحيانًا ضعيفة .. ضعيفة في داخلي ، لكني أتظاهر بالقوة قدام الناس ..
الوليد اللي ما يدري عن كل اللي أعرفه و كتمته عن الناس ..
كنت دايمًا أتعذب و أنا أشوف الوليد و حياته معنا ..
أتذكر الماضي يوم صادف إني اختبأت في وحدة من الغرف ، و اللي بالصدفة شهدت فيها موقف بشع ، ما أتوقع يكون فيه موقف أبشع منه ..
أب يضرب ابنه ..!!
و اكتشفت بعدين إنه هالموقف يتكرر كل ليلة ..
كان صعب علي .. صعب إني أبوح بشي من اللي أعرفه ..
و هذا اللي كون شخصيتي الضعيفة ..
لكن لاا أنا قررت أترك ضعفي من اليوم و أواجهم ..
راح أثبت لهم إني ما تأثرت باللي صار و ماني خايفة منهم ..
و لهالسبب رحت الجامعة اليوم ..
أنا طلعت شي من اللي دفنته في صدري اليوم ، و ما أدري إن كنت بعترف بشي ثاني في يوم من الأيام ..
كله يرتبط بالوليد ..
الوليد اللي شهد أنواع العذاب ..
و اللي أعرفه عنه هذا اللي خلاني أبتعد عنه ، و عن القرب منه ..
خلاني أخاف لما يناظرني يكتشف إني أعرف كل شي ..
خايفة من المواجهة .. من مواجهة الوليد أكثر من أي شي ثاني ..
لكن ما راح أستبق الأحداث ، و بخلي الأيام تمشي مثل ما هي ..
راح أتخلى عن ضعفي و أظل قوية في وجههم ..
رجعت من ذكريات عن ليلة أمس ، و قلت لروعة و أحلام و أنا أضحك / شكلي يضحك مو ..!!
.
.
كنت واقفة منصدمة قدامها ..
شلون وجهها صار بهالشكل منتفخ و مليان كدمات ..
لكن ليان كانت مبتسمة ..
قلت لها بشوية خوف / مين اللي عمل فيك كذا ؟
لحظة سألت هالسؤال انقلب وجهها ، حسيتها تذكرت اللي صار لها ..
لكنها فاجأتني بضحكتها وهي تقول / شكلي يضحك مو ..!!
أحلام / لا صحيح منو اللي ضربك ؟
وقفت ليان بعد عن الضحك لثواني ، و بعدها قالت بلا مبالاة ظاهريًا / أبوي ..
سكت أستوعب الفكرة أن أبوها ضربها بهالطريقة ..
أما أحلام قالت بعدم تصديق / أبوك ..!!
ليان ببرود / أيه أبوي ليه مستغربين ؟
روعة بلا تصديق / تبين تقولين إنه أبوك ضربك بهالشكل ..
ليان / أيه أبو يربي بنته ، شو الغريب في الموضوع ؟
تمالكت صدمتي من الفكرة ، و من موقف ليان ، و حسبت الموضوع في مخي , و قلت / أيه صح شو الغريب ، كل واحد و له طريقته في التربية ..!!
شفتهم طالعوني مستنكرين ، كان أضحك و أقول / شفيكم مستغربين ..!! " التفت لليان و قلت " مو أنت توك من شوي قلتيها بعظمة لسانك .. أبو يربي بنته وش دخلنا احنا ..!!
أحلام باستغراب / و الموضوع عادي عندكم ..!!
روعة بابتسامة / ما دام عادي عند ليان فعادي عندي ..
شفتها تطالعني مستغربة فابتسمت لها ..
كل واحد و له مشاكل في حياته فليش استغرب إنه أبو ليان ضربها بهالطريقة ..
و أقرب مثال قصتي أنا ..
كان أحلام تقول / أيه صح ليان شو الموضوع اللي كنتي تبين تقولينه ؟
ليان باستغراب / أي موضوع ؟
أحلام / الموضوع اللي تكلمت عنه في التليفون ..
ليان بعد ما تذكرت / أوه هذا ..
أحلام / أيه قوليه .. متشوقة أسمعه ..
ليان بتردد / هو الموضوع عن .. خلــود ..
روعة و أحلام / خلــــــود ..!!
روعة / امممم .. خليني أتذكر .. خلود .. خلود .. أها خلود أو خالد ..
ليان / أيه .. سمعي ..
و بدت ليان تقول اللي صار بينها و بين خلود بالتفصيل ..
و أنا أسمع ساكتة ..
أحلام و ليان سكتوا بعد ما خلص كلام ليان ، و ما نطقوا بشي بعدها ..
أما انا ضحكت و قلت / هههههههه .. تهددك ..!! خلودة الحلوة تهدد .!!
أحلام باستغراب / حلوة ..!! الحين خلود و حلوة ..
روعة و هي لسه تضحك / هههههههههه .. أيه حلوة .. ههه .. كيف ما انتبهتِ لها عااد عواينها آآآه ما أقدر عليها .. شي خيال .. هههههههه .. و إلا صوتها الساحر شي يسحر القلوب ..
ليان بعدم تصديق لحالة روعة / الحين أنا أقولك السالفة ، و أنتِ حضرتك تتمسخرين على البنت ..
روعة بجدية بعد هالجملة / أكيد أتمسخر .. شتبيني أسوي يعني .. أخاف مثلًا ..!!
ليان / و ليه لا ؟
روعة بابتسامة / خايفة منها ليان ؟
ليان / لا أنا ..
قاطعتها / ما يحتاج اتقولين الكاتب باين من عنوانه ..
ليان / لاا .. الموضوع ما يستاهل أخاف منه ..
روعة / عالعموم الموضوع حله بسيط كثير ..
ليان / و شنو هو ؟
روعة / أنتِ بس خليه علي ، و بتعرفي إنه روعة مو بسهلة ، و هالأشكال ما ينخاف منها لأنها ما تعرف إلا الكلام و بس ، و تأكدي إنك ما راح تتضرري أدنى ضرر ..
ليان بإنكار / أنا مو خايفة على نفسي منها ..
روعة بابتسامة / أدري ..
لسه فيني الضحكة .. حضرتها تهدد .. هههه .. أما مسخرة ..
و لله أنه شر البلية ما يضحك ..
عبارة مناسبة لحالتنا اليوم ..
هو الصداقة غصب يعني ، و إلا عاد كنها صداقة بريئة ..
بس راح اتشوف شو راح أسوي .. راح تعرف مع مين تتعامل ..
راح تعرف إنها تهدد الناس الغلط ..
انوشف يا خلودة .. انشوف مين بيضحك في الأخير أنا و إلا أنتِ ..
اللحين انضم فرد ثاني لقائمة مخططاتي ..
.
.
كنت متخوفة شوي من مقابلة ريهام ..
من قالت لي عن الموضوع غبت بمحض الصدفة ..
لكن فكري كان مشغول أكثر باللي صار أمس بين ليان و بين أبوي ..
كلامهم صدمني كثير ، و الطريقة الوحشية اللي ضرب فيها أبوي ليان , كان يضربها و كأنه فعل عادي متوقع ..
يا ترى كلام صحيح .. أبوي كان يضرب الوليد ..
لكن هالشي مو باين لا من جهة أبوي و لا من جهة الوليد ..
بس شو مصلحة ليان تكذب ..!!
شفت ريهام جالسة لوحدها في المقهى على أحدى الطاولات ، و شكلها متضايقة ..
رحت و جلست معها ، فرفعت راسها تناظرني ..
و لمن شافت وجهي تبدلت ملامح وجهها و قالت باستغراب / بيان شو فيك ؟ أنا كنت حاسة أنك متغيرة اليوم بس ما حبيت أسألك ..
بيان بتنهيدة / أنا أمس غبت بسبب مشكلة صارت في البيت ، لكن ليلة أمس صارت مشكلة أكبر ..
ريهام / طيب ليه جيتي اليوم ؟ كان غبتي ..
بيان / لا تسأليني أنا ما أدري ، شفت ليان مقررة تروح فقلت لازم أروح معها ..
ريهام / و ليه يعني هي تبي تجي ، غيبي انتي ..
بيان / لأن المشكلة تتعلق بليان أكثر مما تتعلق فيني أنا ..
و قفت و كملت بزفرة / أنتِ لو بس تشوفينها بتنفجعي ..
ريهام بخوف / ليش شو صار فيها ؟
بيان / ما أقدر أقولك اللي صار ، لأني لحد الحين ماني مصدقة مع إني شفته بعيوني ، أحس إنه اللي صار حلم و قريب أصحى منه ..
ريهام بخوف أكبر/ يا الله خوفتيني خلينا نروح نشوفها ..
بيان / تبين تشوفينها ..!! ليه ما راح تستفيدي شي غير القهر ..
ما أشوفها إلا تسحب يدي و تمشي بهدوء و تقول / حرام عليك بيان ، أنا ميتة من الخوف ، و أنت لا راضية تقوليلي شو صار ، و لا راضية تاخذيني لها ..
وقفتها عن المشي بحركة هادئة وقلت / و ليه تروحين لها ؟ صدقيني ما راح تستفيدي شي ، ليان راح تظل مثل ما هي ..
ريهام و هي تزفر / و بعدين معك ..!! ليش ما تبيني أشوفها ؟
سكت أما هي ناظرتني تنتظر الإجابة ، لكن ما أدري شقولها ..
ما بيها تشوف وجه ليان ، ما بيها تسأل ..
بس محد قالي أقولها عن اللي فيها .. كله مني ..
لفت وجها عني و سمعتها تتنهد و قالت / أنا ما أدري ليه أساسًا قاعدة أسألك ..!! خلني أروح أشوفها أحسن ..
مشت و تركتني لوحدي واقفة أناظرها مبتعدة ..
سكون عجيب تملكني لحظتها ..
و لمن استوعبت شسويت قبل شوي اسرعت ألحق ريهام المتوجهة لمقابلة ليان ..
لين لقيتها في أحدى الزوايا كانت واقفة مع ثلاث بنات استنتجت انهم ليان و صديقاتها ..
رحت بسرعة لهم و أنا أسمع ليان تعرف البنات بريهام و العكس ..
فقلت مفاجأتهم بوجودي / و أنا ما عرفتيني عليهم ..
التفتوا لي البنات ما عدا ريهام ظلت متجاهلتني ..
أما ليان ابتسمت و قالت بلا مبالاة / بنات هذي أختي بيان اللي قلت لكم عنها ..
و كملت و هي تأشر عليهم / هذولا صديقاتي روعة و أحلام ..
دققت في ملامحهم بهدوء ، أما هم قالوا بابتسامة كبيرة لي / اهلين بيان أخيرًا شفناك ..
ابتسمت بتوتر خفيف ، لكني ما بينته / ليه تعرفوني أنتم ؟
أحلام بابتسامة / تقريبًا نعرفك على وصف ليان ، لكنا ما شفناك من قبل ..
ابتسمت و التفت لليان أشوف تعابير وجهها لكن الوضع كان عادي عندها ..
تكلمت في هاللحظة ريهام ، و اللي ما عرفت شو ردة فعلها لمن شافت ليان ، و كيف وجهها متشوه ، و قالت بهدوء / المهم ليان أنا بس حبيت اتطمن عليك ، بعد ما عرفت عن اللي صار لك ، ما أدري شلون سمح لنفسه مجرد يفكر يضربك ..!!
توجهت نظراتي المندهشة بسرعة صوب ريهام ، مستغربة من كلامها ..
أما ليان قالت / عادي مو هو أبوي ، و له الأحقية التامة في ضربي ..
شفت كيف انقلب وجه ريهام على الخفيف ، شحب شحوب ما لاحظه غيري ..
و قالت بصوت مخنوق / الله يعينك ، شو من إنسان هذا يضرب بنته ..!!
سكتنا على كلامها ..
عورني قلبي ، مهما كان هذا أبوي ..
قالت روعة قاطعة صمتنا / عشان نكون منصفين ، ما نقدر نلوم أبوها على ضربه لها ..
كل العيون توجهت لها حايرة ، مستغربة ..
تنتظر تفسير هالكلام المبهم ..
كنت أدقق في وجههم وحدة وحدة ، لين تركزت نظراتي على روعة مثلهم ..
كملت روعة بابتسامة / يمكن له أسباب لهالضرب ، بس ما نعرفها ..
ليان بسخرية ممزوجة بقهر / و هو في شي يبرر الضرب ..!!
روعة و ابتسامتها تتوسع و تقول باستمتاع ، يخفي وراه الكثير من الألم / كل شي و له مبررات تجبر المرء يعمل اللي عمله ، مهما كانت غير مقنعة للغير ..
و تكمل و تبتسم بحزن عكس ابتسامتها المعتادة / دائمًا في مبررات مهما كنتم تشوفونها تافهة و سخيفة ، لكنها مهمة لغيركم ، رأي الناس و المجتمع ممكن يكون رأي ظالم ، لأنهم ينظروا للشي من منظار الجاهل بالقضية كاملة ، دائمة يهملون الأسباب ..
سكتنا من دون ما ننطق بشي ، مع إني كنت بداخلي معارضة لكلام روعة ..
الأسباب ما تبرر اقتراف الذنب ..
لكن سكت على مضض ، مثل الباقيين ..
سلمنا عليهم و مشينا ، بعد ما تطمنت ريهام على ليان ..
ظلينا ساكتين أنا و هي طول الطريق ، و أبدًا ما طرينا الموضوع ..
لكن أفكاري ظلت مشغولة باللي صار قبل شوي ..
روعة و أحلام شخصيات غريبة ..
واضح إن أحلام منقادة لروعة ، و اللي أوضح هو تفكير روعة العجيب ..
حسيت إن ابتسامتها كانت ابتسامة ألم ..
ما أدري ليه أحسهم مألوفين لي ..
وجوههم مألوفة ، كأني شفتهم من قبل ..
مع أني ما صادفت وحدة بجمال ملامح روعة الغربية ..
يمكن صادف أن لمحتهم من قبل في الجامعة لكن ما عرفتهم ..
لكن الأهم من كل هذا إني حسيت أن هالبنات طيبين ..
.
.
واقفة في الشقة أناظر الساعة ، و أرجع أناظر الباب بترقب ..
وينه أحمد ؟ ليش ما جا ؟
ليش تأخر في اليوم اللي تخذت فيه قراري المهم ..!!
رغم كل مخاوفي قررت أطلع و أبين إني ما ني خايفة ..
كفاية أحمد المسكين ماخذ همي ..
بدل ما أعتني فيه صار يعتني فيني ..
لازم أريحه اليوم و أقوله إني خلاص ما عدت خايفة من سعود ..
بس هو تأخر علي ..!!
رجعت أناظر الساعة و أنا أتأفف و أزفر بضيق ..
متوترة كثير مع أنه احتمال كبير إني ما اقابل سعود اليوم ، لكن لسه الخوف محتلني ..
حسيت إني لو تأخرت دقيقة ثانية راح أغير رايي على الروحة ، و أجلس في الشقة ..
أخذت ورقة صغيرة و كتبت فيها ملاحظة لأحمد ، و طلعت من الشقة ..
كان شعوري و أنا أطلع كأني قاعدة أغامر مغامرة خطيرة ..
كنت كأني أجازف بهالخطوة اللي راح تطلعني من بر الأمان " الشقة " ..
لكني تشجعت و طلعت ، بس عشان أحمد ..عشان ما يظل ماخذ همي زيادة على همومه ..
استقليت المصعد بعجلة ، و نزلت للطابق الأرضي ، و طلعت من المصعد ..
و لحظة طلعتي من العمارة إلا أشوف رجال يدخل العمارة في نفس اللحظة ..
خلاني أتصنم بمكاني من الخوف ..
لكن هالمرة ما حركت ساكن ، انتظرته يدخل و يستخدم المصعد ..
و بخوف و ترقب ظليت أراقب على أي طابق بيستقر ..
و كان صدمتي أكبر لمن عرفت الطابق ..
نفس طابقنا ..
سعود معنا في نفس العمارة ، بل بنفس الطابق ..!!
ما قدرت أتحمل أكثر ، الصدمة شلتني ..
.
.
جالس بمكتبي بهدوء و أشتغل ببعض الأوراق ..
مكتبي قليل في حقه إن انقال عنه راقي ..
مكتب يليق بمقام رئيس الشركة ..
كنت جالس أشتغل لساعات بدون ما احس للوقت ..
لين دخلت علي سكرتيرتي الخاصة ربيكا ، أو مثل ما تحب بيكي ..
بيكي بقلق / سيدي ألا تود أن تعود لمنزلك ، لقد انتهى وقت دوامنا لليوم ..
سامي بتعجب / حقًا ..
و ناظرت الساعة و أنا متعجب من سرعة مرور الوقت ..
سامي / هل ما زال هنالك أحد في الشركة ؟
بيكي و هي تحاول ان لا تظهر استيائها / لا ، لقد غادر الجميع ، ما عدانا ..
سامي بلا اكتراث / حسنًا بيكي يمكنك الذهاب أيضًا ..
بيكي / لكن ماذا عنك سيدي ؟
سامي / أذهبي أنتِ ، سأنهي ما بيدي أولًا ..
شفتها تطلع بفرحة مو كأنها قبل شوي تبي تنتظرني ..
أما أنا رجعت أشتغل على الأوراق أبي أخلص منهم ، ربع ساعة و أنا مخلص ..
ركبت السيارة و على الفلة بسرعة ..
دخلت الفلة و أنا أحس بالتعب اللي ابدًا ما حسيت به في المكتب ..
صعدت فوق إلى جناحي ، و أنا أدري إن الكل متجمع في غرفة الطعام ينتظروني ..
تسبحت و بدلت ، و نزلت لهم ..
كان الكل متجمعين ، و الغريب إن أبوي و أمي معاهم ..
أقدر أقول تقريبًا إنه احنا الثلاثة عمرنا ما اجتمعنا على سفرة وحدة قبل هاللحظة ..
جلست معهم و بدا الكل ياكل ، من دون أي كلمة ..
لين انتهيت و وقفت و قلت بالعربي / الحمد لله ..
كنت بمشي و بصعد جناحي ، لكن وقفني صوت أبوي الصارم / سامي ..
وقفت بمكاني من دون ما أرد عليه ، أما هو كمل كلامه / نبي نكلمك في موضوع ..
قلت بهدوء من غير ما التفت ، مقابلهم بظهري / لحقوني لغرفة الجلوس ..
و طبعًا محد من الخدم فهم اللي قلناه ..
رحت لغرفة الجلوس بهدوء من دون ما أنتظرهم ..
دخلتها و جلست على وحدة من الكنبات المنفردة ، و انتظرت ..
ربع ساعة إلا يجوني أمي و أبوي ، و كالعادة متأخرين عن الموعد ..
بس أفضل من انهم ما يحضروه أساسًا ..
قلت بلا مبالاة بعد ما جلسوا مقابليني / شو هو الموضوع ؟
سمعت من أبوي المقدمة المعتادة ، اللي اعتاد الجميع على سماعها من أهله لمن يكبر ..
رغم اختلاف الناس و المكان ، لكن رغم كل شي بدا أبو بنفس المقدمة المعتادة في بلادنا / سامي أنت الحين ما شاء الله كبرت ، و صرت رجال يعتمد عليه ، و ما ينقصك شي ، أخلاق ، و مال ، و جمال ، فليش ما تتجوز ؟
قلت باندهاش ، و بلا تصديق للي أسمعه / أتجوز ..!!
أمي / أيه ، ليه لا ؟
سامي / انتم فعلًا تبوني اتجوز ..!!
أبوي / أيه مدام مو ناقصك شي ، شلي يفرق عنك و عن غيرك من الناس ..
كان نفسي في هاللحظة أنفجر فيهم و أقول إن حياتي بكبرها تعتبر فارق ..
من راح يتحمل يعيش هالحياة ، أساسًا من اللي راح تستحمل الغربة الأبدية ..
مو غربة المكان و بس ، غربة روحية معاها .. غربة النفس و المشاعر ..
لكني اكتفيت إنه أقول بسخرية / و مين العروس إن شاء الله ؟
أمي / بنت خالتك ســـارة ..
ســـــارة .. رددت اسمها في داخلي بلا تصديق ..
ســــــــــارة حب الطفولة ..
ردت لي ذكرياتي القديمة معها ..
قلت لهم بعد ما تمالكت نفسي / و ليش سارة بالذات ؟
أمي / لأنكم تعرفوا بعض ، و عارفين أخلاق بعض ، و ما أظن أحد منكم يرفض الثاني ، فالموضوع راح يصير سهل ..
قلت و أنا أدوس على قلبي / بفكر في الموضوع ..
أبوي / خذ وقتك في التفكير هذا من حقك ، أنت بس قول لنا بقرارك بعدين ..
سكت و أنا أشوفهم يطلعون من الغرفة ..
أكيد هذا كان سبب زيارتهم لي هالمرة ..
لكن سارة ..!! هل معقولة أرفض سارة ..!!
و هي حلم من أحلامي ..!!
بصراحة كل ما فكرت في موضوع الزواج أول من تخطر على بالي سارة ..
دائمًا أتذكر ذكرياتي معها لمن كنا نزورهم مع أمي لمن تزور أهلها ..
عند هالفكرة حسيت كأنه شرا الصاعقة نزلت علي ..
قرار حاسم .. يا هذا يا هذا ..
يعني لازم أضحي عشان أفدي الأخر و أساعد على بقائه ..
أكيد الجواب بديهي ما له داعي السؤال ..!!
متأكد إنه هذا الصح ، و هو اللي مفروض أسويه ..
رحت بسرعة ألحق أمي و أبوي أخبرهم بقراري المصيري ..
و أنا أردد في داخلي اسم " ســـــــارة " ..
.
.
جالسين بهدوء و مستمتعين ، و يتردد في أذانا صوت الموج العالي ، و هو يصطدم بالصخور ..
صوت يجيب الراحة في النفس ، و يشرح الصدور ..
حتى القلوب المريضة ترتاح من أفكارها الدنيئة ، و تستمتع بوجودها بمثل هالمكان ..
هواء عليل يحرك أغصان الأشجار ، و سعف النخيل يتمايل معه ..
صوت ضحكات الأطفال ، و جريهم و هم يلعبوا ..
يخلي الواحد غصب عنه يغرق في هالعالم الجميل ، و يسبح الخالق سبحانه على إبداعه في تصويره ..
و يجعله يتذكر الآخرة و كيف الجنة راح تكون أفضل و أجمل ..
رعشة في الصدور تتكون عند الوصول لهالأفكار ..
شفت أمي كالعادة تطالع في الفراغ ..
تسائلت هالمرة هل هي فعلًا تناظر الفراغ ..!!
لأن نظرها كان متوجه جهة البحر ..
سرحت في وجهها ، و كيف حياتنا راح تكون ..
وأشرت على سيتي تجيب شنطة الأكل ، و بدت تفتحها و تحط الأكل قدامنا ..
أما أنا رجعت أناظر بعض الأولاد يلعبون بالكورة ..
مستمتع برؤية حماسهم ، و حبهم لهاللعبة ..
لأني في يوم من الأيام كنت مثلهم رغم عدم ممارستي لها إلا في المدرسة ..
قطع أفكاري و تأملاتي رنين الموبايل ..
ناظرته و كان مثل ما توقعت فـــارس ..
هذي المرة الثالثة اللي يدق علي و أعطيه مشغول ..
لازم يفهم إني محتاج أبتعد عنهم .. محتاج أنال حريتي ..
أنا لازم أعيش حياتي بلا قيود ..
هالمرة قفلت الموبايل بكبره متجاهل فارس ..
أشرت على سيتي تفتح الأكل الملفوف ..
و شوي بدينا أنا و أمي ناكل ، و سيتي تساعدها ..
ما طاوعني قلبي ارجع أشتغل من اليوم و أتركها ، فأخذت لي إجازة لليوم ..
المهم راحة أمي الغالية ..
أمي اللي مستعد أعمل أي شي يسعدها ..
أكلت و أنا أناظر وجهها الجميل ، رغم قساوة الظروف اللي عاشتها ..
وجه يتهيأ لي أني عمري ما شفت ملامحه تضج بالسعادة ..
أعمل أي شي بس أشوف السعادة تشع منه ..
لو أشوف ابتسامة أو ضحكة ترتسم على هالشفايف ..
لهالإنسانة اللي ما شافت خير في حياتها ..
.
.
رجعت الشقة و أنا أحس بتعب ..
كان علي بحث لازم انهيه فاضطريت أنا و بعض الشباب نروح المكتبة العامة ..
ما أدري ليه اليوم قابضني قلبي على سديم ..
أكره احساسها بالخوف ..
يمكن لهالسبب جايني هالشعور ..
دخلت الشقة و أنا أنادي / سديــــم .. سديـــــــــم ..
لكن لا جواب ..
دورتها في كل غرف الشقة لكن ما لقيتها ..
حسيت بالخوف .. يا الله وين راحت ..
دقيت عليها بالموبايل بس سمعت رنينه في الشقة ..
لحقت الرنين و لقيت الموبايل ، و شفت رسالة جنبه من سديم ..
قريتها بسرعة ، و ساعتها صحيح خفت ..
شلون تطلع لوحدها ..!! شلون ..!!
نزلت العمارة تحت أدور عليها ..
و سألت عنها حارس العمارة اللي قال أنها طلعــــت ..
شلون تطلع لحالها ..!!
كنت بطلع أدور عليها إلا أشوفها فجأة بوجهي ..
قلت بصدمة / سديــــم ..!!
و بدورها قالت / أحمــــد ..!!
و بشكل اتوماتيكي جريتها من يدها راجعين الشقة ، من دون ما ننطق بكلمة زيادة ..
ما كنت أقدر أتبين ملامح سديم ، لكن واضح عليها الهدوء ..
و ما أن دخلنا الشقة تركتها و قلت بهدوء ماسك أعصابي / ليش طلعتي من الشقة ؟
سديم بهدوء مماثل تحاول تمتص غضبي المكتوم / كنت بس أبي أغير جو شوي أحمد ..
أحمد / و ليش ما انتظرتيني ؟
سديم / أنا إنتظرتك وقت طويل لكنك ما جيت ..
أحمد / قلتِ خل أطلع بدونه ..!! سديم واضح إنك منتي فاهمة احنا وين .. و مين الناس اللي برا ، فخليني أفهمك .. هذول الناس اللي برا مجتمعهم غير مجتمعنا ، و ممكن تنضرين بسهولة منهم لو طلعت لوحدك .. احنا انخاف عليك من رجال بلادنا فكيف هنا ..!!
سكتت سديم و نزلت راسها ،أما أنا كملت / مو معناها إنك أكبر مني تعملين اللي تبينه من غير ما تستأذنين .. أنا أظل رجال مسئول عنك ، تقدرين تنتظرين أروح معك ، و إذا تأخرت فأجليها لوقت ثاني .. انتي من قررتي تسافرين معي فمعناها صرتي مسئولة مني ..
سديم بندم / آسفة أحمد ، ما فكرت بلحظتها بشي غير أرفه عن نفسي كنت مت جد مخنوقة ..
أحمد / أنا مسامحك سديم ، بس لا تعيدينها ..
سديم / إن شاء الله ما راح أعيدها ..
رحت لغرفتي و ابتسمت ..
سديم واعية و راح تفهم سبب خوفي عليها ..
هالبلاد ما لها أمان ..
أساسًا ما يفترض بنا نأمن لأحد ..
الدنيا غدارة حتى من أقرب الناس ..
خوفي يصير شي لسديم ..
إن شاء ما تعيد اللي سوته ..
هالمرة الله ستر ، لكن لو صار شي المرة الجاية ..
ساعتها ما بتفيدها هالمبررات ، و راح تزيد ضيقتها ضيقــــة ..
.
.
/ كاديــــووه .. إنقلعي عن وجهي ..
كادي / عموور .. يله بس مكان واحد بعد بلييييز ..
عامر / خلاص راسي وجعني منك ، تعبت من الفرارة في الأسواق ، مو أنت شريتي لك من قبل ..
كادي و هي مبوزة بدلع فطري / بس أنا أبي أنوع ، يوم دا و يوم دا ..
عامر / و اللي قبل .. عندك درزن منهم في غرفتك خذي لك وحدة منهم ، مالي خلقك ..
كادي / بلييز عمور بليز أخر مرة ، ذولاك مليت منهم و استعملتهم أكثر من مرة ..
عامر / اللي يسمع يقول هم بس كم وحدة ، إلا أكثر ..
كادي و هي تتنهد / يا أخي هي كل سنة اشتري لي مرة ، أنا قلت أبي أكثر هالسنة ، ما صارت مذلـــة ..!!
عامر / هي مو عليهم هم على إني تعبان ، و ما بي أتحرك من مكاني ..
كادي بزعل / خلاص ..
رحت بطلع من عنده و مسوية روحي زعلانة ، إلا يقول / خلاص .. خلاص باخذك..
صرخت بقوة وحضنته / مشكور عموري ..
قال و هو يبعدني بمزح / بعدي .. بعدي خنقتيني ..
كادي بمزح مثله / كانت مجرد لحظة تهور مستحيل تنعاد ..
و طلعنا من غرفة عامر رايحين نشتري لوازم بداية السنة الدراسية الجديدة ..
مع أني مجهزة من زمان ، بس نفسي هالسنة أنوع بأكثر من شي ..
التغيير حلو ..
.
.
/ كيفك يا قلبي ..
/ منيحة يا روحي ..
/ ههههه .. ما صدقنا متى نسمع هالصوت ..
/ قول أنك اشتقت لي و خلاص ..
/ مستعد أقولها لك ألف مرة لو تبين ..
/ طيب قولها .. أبي أسمعها ..
/ أشتقت لك يا روحي و قلبي و حياتي كلها ..
/ الله .. أنا كل هذا ..
/ أيه أنتِ كل شي .. أحبك كلك على بعضك ..
/ لكن أنت ما شفتني من قبل ، كيف تحبني لهالدرجة ؟
/ ما يحتاج أشوفك ..!! أنتي دخلتي قلبي من دون استئذان ..
/ اممم و بعد ..
/ مو كنك زودتيها .. شكلي عطيتك وجه كثيير ..
/ قول لي بعد .. مو أنا أستاهل ..
/ تستاهلين و نص ، بس أنا أستاهل بعد ..
/ تستاهل أيه ؟
/ لا تزيدينها علي قولي و خلصيني ..
/ أحبك ..
/ يا الله يا محلاها منك .. بليز حبيبتي لا تقطعيني مرة ثانية ..
/ ما أوعدك بس بحاول ..
/ لااا إن شاء الله ما نفترق أبد ..
/ اسمح لي لازم أسكر ..
/ أوكي .. بااي كلميني بعدين ..
/ نشوف ..
هههههههههههههه .. غبي .. هههه .. ما شفت شخص بسذاجتــــه بحياتي .. هههههههه .. عن جد يكسر الخاطر ..
طلعت من غرفتي كالعادة بعد مكالمة مع ناصر ..
.
.
راقبت روعة و هي تطلع من غرفتها بصمت ..
و نزلَت للطابق التحتي ، من دون ما تنتبه لي ..
تغيرنـــا ..!!
أنا و روعة تغيرنــــا ..!!
ما عدنا مثل الأول ..!!
دايمًا يطرى الموضوع على بالي ، لكني دايمًا أطرده ..
لكن بلا فائدة ..!!
هل مضى عليه سنة أو أكثر ..!!
شهور أو أيام ..!!
ما أذكر ..!!
ما أذكر ، و لا أقدر أفسر التحاولات اللي صارت ..
الحياة صارت مظلمة ..
يمكن لأن قلوبنا استسلمت للظلمة اللي استحوذت عليها ..
هل يا ترى بنقدر نرجع مثل الأول ، و قلوبنا لسه حاملة ألام و أحزان ما أطلقتها ، و يمكن ما تنتهي إلا بمعجزة ..!!
أنا و روعة .. و أهله .. كلنا تغيرنا ..
تغير للأسوء ..!!
احنا تجاوزنا مرحلة الصدمة و تعديناها ، لكن مو بالنجاح بالفشل ..
فشلنا ننسى .. فشلنا نتجاوز ألامنا و كبتناها لين حولتنا للأسوء ..
روعة في الماضي كانت بريئة .. قمة البرائة ..
أما الأن ..
أما أنا أترك المجال للأيام بتعرفكم علي أكثر ..
.
.
بهدوء صعدت لغرفتي و قفلت بابها ..
ما كنت مرتعبة من المواجهة ..
هذا أبعد ما يكون عن اللي كنت أحس فيه لمن وصلنا للبيت ..
بيان كانت خايفة أما أنا لااا .. أما أنا لاا ..
وقفت قدام المرايا و تأملت وجهي اللي شوهته الكدمات ، و أثار الصفعات ..
لكن مو مثل الوليد ..!! مو مثله ..!!
الوليد ينضرب كل ليلة و أنا ما حركت ساكن ..
سكت .. سكت ..!!
لمن مر الأمر بسلام و عرفنا من أمي إن أبوي مو في البيت ما حسيت بالرضا و السعادة كان شعور معاكس تمامًا ..
كأني كنت أتمنى المزيد من الصفعات ..
يمكن تصحي ضميري اللي سكت ..!!
مع أني مو أنا الوحيدة ، كثيير اللي سكتوا ..!!
لكن لما تعرف إنك مثلك مثل غيرك ..
إنسان مجرد من المشاعر ، ما يهمه إلا مصلحته ..
يكون الشعور مختلف ..!!
إحساس مدمر ..
دمر كياني ..
شخصية مهزوزة .. هذا أنا ..!!
لكني أتظاهر بالقوة ..
أنا بشعة .. بشعة مثل كل شي غيري ..
هالصفعات ما شوهتني ..
هي مجرد زادتني بشاعــــة ..
وين الوليد ..!!
ليش تركني ..!!
أنا أكثر حزن من بيان لأنه راح ..
لكني كنت أكابر ..!!
الوليد .. فين الوليد ..!!
تركت تساؤلاتي تصل للمسامع ..
و مو أي مسمع ..
مسامع كل اللي في البيت ..
.
.
بتردد لكن بوعي كامل للخطوة اللي راح أخطيها ..
و اللي راح تغير حياتي للأبد ..
مو بس حياتي .. حياة بدر و ليان بعد ..
ما فكرت بفكرة غير السعادة اللي راح تحل على بيتنا المظلم بوجود بيان ..
الكآبة عكس السعادة ..
وصف دقيق لحالة أهل هالبيت ..
مهما أخفينا .. مهما كابرنا ..!!
أنا كابدت لإزالة هالحزن و ما نفع ..
طيف البندري يراودني من فترة لفترة ..
شي طبيعي .. هي أختي .. أختي حبيبتي ..
صعب أنساها و راح تظل ساكنة في قلبي ..
لكن مستحيل أترك بدر و أبوي يعانون من الحزن الدائم ..
لازم أنا اخطي هالخطوة اللي راح تكون بداية لإسعاد قلوبهم المتقطعة من الحزن ..
أما أنا راح أظل أحبس ذكرى البندري في قلبي من دون ما اسمح لنفسي أنساها ..
لازم أخلد ذكراها على الأقل في قلبي أنا ..
اللي ياما عملت البندري الكثير لإسعاده ..
سمعته يقول / أدخلي ..
بخطوات مُطَربة دخلت ..
ريهام بارتباك / ااه ..
بابتسامة هادئة / تعالي قربي .. أقعدي جنبي ..
تقربت بنفس الخطوات ، و جلست جنبه و قلت / يبه ..
ياسر / أيه ريهام ..
ريهام تدخل مباشرة في الموضوع / يبه ليش ما نخلي بدر يتزوج ..
أبوي باستغراب / يتزوج ..!!
ريهام / أيه قول له ، أنا عندي بنت مناسبة له ..
ياسر / مخططة بعد ..!! أنتِ شايفة الوقت مناسب ..!!
ريهام / يبه بدر سنة .. سنتين و يوصل الثلاثين ، من بتقبل فيه بعدها ..!! على الأقل يخطب حتى لو أنه الوقت بدري ..
ياسر / أنتِ شايفة فعلًا إنه الوقت مناسب ..!!
ريهام / أيه يبه ، ما في وقت أفضل من هذا ، أنت بس قول لبدر ..
ياسر / بفكر في الموضوع أول ،و بعدين أشوف ..
قمت من مكاني ، و توجهت للباب ، و وقفت عنده و قلت / اعرف يبه إني ما قررت هالقرار إلا بعد تفكير طويل .. أسابيع و أنا افكر لين رسيت على قراري ، و أنت تعرف كيف مكانة البندري عندي .. كيف أنها أغلى ما يكون ، فلا تظن لحظة إني تسرعت بقراري أو فكرت فيه بلحظة تهور ، أنا متأكدو إنه زواج بدر في هالفترة أفضل لنا ..
و بهدوء طلعت من الغرفة و سكرت الباب ..
متوجهة لغرفة البندري ..
.
.
تقبلت الفكرة بألم ..
الوليد ما عاد يخبرني بكل شي مثل الأول ..
الوليد تغير و الدليل إنه ما يرد على اتصالاتي ..
كأنه عدني مثل خالتي و خواته طرف محايد ، لازم ما يدخله في شي ..
أنا أعرف تفكير الوليد ، و هذي هي المصيبة ..!!
نجلا / وش فيك يا ولدي ؟ طول وقتك سارح ..!!
فارس / و لا شي يمه ، بس أفكر ..
نجلا / بوشو تفكر بعد ؟ لا يكون عندك حرمة و عيال ماخذ همهم ..!!
فارس بابتسامة / يمه .. و أنا كل ما قلت شي استنتجتِ إني متزوج ..!!
نجلا / آه بس .. متى يجي اليوم اللي أفرح فيك و أشوفك معرس و عندك عيال ..
فارس بلا مبالاة / عندك ريماس افرحي فيها مثل ما تبين ..
نجلا بشهقة / لا يكون مو ناوي تعرس ..
فارس / ما أدري يمه ، بس أنا الحين شايل الفكرة من راسي ..
نزلت راسها بحزن ، بسبب كلامي فقلت / يمه لا تعبين راسك بهالموضوع ..
نجلا و عيونها مليانة دموع / بس أمنية كل أم تشوف ولدها معرس ، و تشوف عياله ..
بست راسها و قلت / أسف يمه ، هالشي مو بإرادتي ، أنا مو حاس إني أقدر أتحمل مسؤولية الزواج الحين ..
نجلا / وش اللي يفرق الحين عن الأول يوم خطبت البندري ؟
فارس / يفرق كثيير .. المهم يمه أنا صاعد لغرفتي .. ريحي بالك من هالموضوع شوي ..
صعدت فوق ، و أنا أحس بالاستغراب من حالة أمي ..
كل ما شافتني فتحت لي قضية العرس ..
بس أنا ما أقدر أعرس .. ما أقدر ..
دخلت غرفتي ، إلا أتفاجأ بريماس جالسة على السرير و تفكر بسرحان ..
قلت / شو تسوين في غرفتي ؟
ريماس تناظرني / فارس أنت ليه ما تتزوج ؟
نزلت راسي و أنا أقول في داخلي .. حتى انتِ ..
قلت لها / سمعتِ كلام أمي ..
ريماس / بالصدفة ، بس صحيح فارس ليه ما تتزوج و تفرح أمي ، مسكينــة طول الوقت شاغل بالها ..
فارس بسخرية / مريض أنا لو ايش عشان أشغل بالها ..
ريماس بتنهيدة / أمي تحس فيك ، و تعرف إنك ما نسيت البندري ، و هذا اللي مخوفها ، و حتى لو ما حست أي عاقل بيفهم من تصرفاتك إنك ما نسيتها ..
فارس ببرود / مدام إنكم تعرفون ليش ما تسكروا هالموضوع ..
ريماس و هي قايمة متوجهة للباب / الكلام معك ضايع ، و أنا كنت أقول إنه فارس عاقل ، و ما يرضى على زعل أمي ، أبدًا ما توقعتك كذا ..!!
طلعت من عندي و كلماتها حزت بخاطري ..
ليه ما يفهمون قلبي كان متعلق بالبندري ..
كان بس ينتظر اللحظة اللي يلتقي معاها في بيت واحد ..
من كنت طفل ، ما عندي خبرة بهالمواضيع و أنا متخذ قرار إني أتزوج من البندري مو غيرها ..
كيف يبوني أتزوج وحدة ثانية بكل هالسهولة ..!!
أنا متأكد إني راح أظلم بنت الناس معي إن تزوجتها ..
أنا حاسس إن قلبي مات من توفت البندري ..
و مستحيل أخليه يحيا بذكر غيرها ..
الوفاء شي صعب ، لكني لازم أوفي لها ..
هم وش عرفهم بالوفاء ..!!
.
.
كنت جالسة في غرفتي من بعد رجعتنا من الجامعة ..
حاسة كل شي متغير ..
البيت مخيف .. مرعب ..
كانت هالأفكار تدور في بالي ..
مع أني متأكدة إني ما بلاقي شي من الضرب ..!!
ليان استفزت أبوي مثل ما استفزتني من قبل ، و مستحيل أحد ما يعصب منها لما تتصرف بهالشكل ..
و أنا مستحيل أخاطر بنفسي و أعمل مثلها ..
لكن كلامها عن الوليد كان مبهم ..
هل فعلًا أبوي ضربه ..!!
لكن أنا ما أعرف شي عن الموضوع ..!!
لكن مدام هذا تأثير كلامها على أمي و أبوي فمستحيل تكذب ..!!
في هاللحظة بالذات سمعت صراخ ليان ..
كانت تقول شي لكني ما فهمته ..
لزمت غرفتي ..
مستحيل أتحمل مشهد أبوي و هو يضربها مرة ثانية ..
كلامها الغير مفهوم كان متواصل ، لكني ظليت في غرفتي و دموعي تجري ..
حاطة أيادي على أذاني .. مابي أسمع شي .. يكفي .. يكفي ..
إلا ينفتح الباب الغرفة فجأة و تدخل غلا و هي تجري ..
كانت تصيح و في حالة انهيار ..
تقربت مني و حضنتها ..
أنا قلبي ما تحمل الللي يصير فكيف بقلبها الصغير ..
غلا ببكاء / ليــااان .. ليـــاااااان ..
بيان بصوت هادي رغم بكائها / شفيها ليان ؟
غلا و هي تشهق / حابسة نفسها في الغرفة و جالسة تصيح ..
بيان باستغراب / تصيح ..!!
غلا بشهقات خافتة / أيه .. تسأل عن الوليد ، شكلها تبيه ..!! الوليد ليش تركنا مدام محد راضي ..!!
حضنتها و دموعي لسه تجري ..
ليان القويـــــة تصيــــــح ..!! و تسأل عن الوليـــد ..!!
كيف و هي ما تأثرت كثير بطلعته ..!! ليه تتأثر الحين ..!!
واضح إنه في لغز في الموضوع ، و أنا لازم أعرفه ..
كل من في هالبيت يعرفونه ما عداي ، إذا طلعنا غلا من الحسبة ..
ليان بعد ما هدت غلا / قلتِ ليان في غرفتها ..
غلا / أيه ، بس الباب مقفول ..
بيان / خليك هنا ، لا تطلعين أنا بشوفها ..
غلا / زيييين ، بس لا تطولين ..
بيان بهدوء / ما بطول ..
توجهت لغرفتها اللي جنب غرفة غلا ..
البعيدة شوي عن غرفتي ..
و شفنت أمي واقفة هناك تبكي مثلها مثلنا ..
قلت لها / يمه هي مرة وحدة بدت تصيح .. فجأة يعني ؟
أمي / أيه كانت هادية إلا فجأة نسمع صوتها و هي تبكي بقوة ..
تقربت من الباب و ناديت / ليــــااان .. ليــــــــااان ..
ما ردت علي فكررت بصوت أعلى من اللي قبله / ليــــاااان .. ليـــااااان .. ردي علي ..
إلا أسمع صوتها الهادي ، عكس قبل / شو تبين ؟
بيان / أنت بخير ؟ شو صاير معك داخل ؟
ليان / ما في شي .. ما في شي .. خلاص ما ني موجعة روسكم بسكت خلاص ..
بيان بخوف / ليان وش فيك ؟
ليان / ما فيني شي .. تقدري تروحي تطمنيهم ، ما راح أرجع أصيح ، مستحيل أضعف مرة ثانية ، هذا وعد مني ..
ضعف ..!! هل البكاء ضعف بالنسبة لك يا ليان ..!!
قلت / أوكيه ، بقولهم ..
تقربت من أمي و قلت / سمعتي شو قالت ؟
أمي و بعدها تبكي / أيه ، سمعت ..
رجعت لغرفتي أطمن غلا المرعوبة ..
يا الله من كان يتصور ليان تنهار بهالشكل ..!!
لكنها قويــــة ، و بتظـــل قويــــة ..
ما يهزهــــا شي ..
كانت مجرد لحظة ضعف بالنسبة لها ، و ما تبي تكررها ..
توأمي ، و ما أعرف شلون تفكـــر ..!!
الله يستر من الأيام الجاية شكلها بتحمل لنا الكثير ..
أحسن شي عملته ليان إنها قفلت على نفسها الباب ..
ما نبي مشاكل مع أبوي لما يرجع ..
ما ينسى شغله حتى و ولده محد يدري وينه ..!!
.
.
نهاية الفصل الحادي عشر

H!LARY 18-07-09 10:49 AM

نزل البارت ..
قراءة ممتعة ..

بس حابة أقول ..
عارفة أسلوبي متغير شوي ..
ما أدري للأسوء أم للأحسن ..
أترك الخيار لكم ..
لكن أعذروني كذا طلع معي ..

و جميع ما حدث ..
يمكن يكون مبالغة ..
لكن الأحداث جت كذا فمخي ..

حاسة ردي جا على الفاضي ..
بس مش مشكلة قراءة ممتعة ..

هيلاري ..

Electron 18-07-09 09:20 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...

مشكورة عزيزتي على البارت ...

أسلوبك المستخدم في كتابة الرواية رائع ... أعجبني في الرواية حديث النفس الدائر لدى كل شخصية ..


عذرا لعدم التعليق المطول ... لكن ثقي بأني من متابيعك ..

ننتظر القادم بكل شوق.

dar3amya 21-07-09 05:53 AM

أنا قرأت أربع فصول لحد دلوقتي ... عجبوني جدااااااااااااا
و الله في منتى الروعة... يا ريتك ما حطيتي في المقدمة كلام عن التحسن اللي هييجي في الآخر.. افتكرت نفسي هقرأ حاجة مش قوي .. لكن فوجئت ان الكلام شدني ليه أكمل و أكمل... تسلم ايدك.. ..آه صحيح .. أجمل حاجة كمان .. و أتمنى تحافظي عليها.. ان مفيش رغي.. يعني مفيش كلام فاضي مش بيخدم الأحداث .. استمري و بالتوفيق يا رب

dar3amya 21-07-09 06:37 PM

أناكملت الفصول كلها....... مش قادرة أقول أكتر من رااااااااااااااائع.. أسلوبك محستش بالاختلاف... يمكن لإن كله عاجبني من الأول..
تسلم ايدك.. و في انتظارك.. متطوليش علينا رجاء ..
تقبلي مودتي
سلاااااااام

H!LARY 29-09-09 11:02 PM

السلام عليكم جميعًــا ..

كيفكم ؟

أنا بخير ، أرجوا تعذروني على هالغيبة ..
و لله غصب عني ، كانت ظروف سفر ..
راح أعوظكم إن شاء الله ..
بس أرجوا أنكم تعذروني ما بي أخسر قرائي الحلوين ..
الفصل جاهز راح ينزل اليوم إن شاء الله ..
بس براجعه الأول ..
و إن ما نزلته اليوم بكره الصبح يكون نازل خلاص ..
أولًا راح أرد على ردودكم الحلوة بعدها أنزل البارت ..
أرجو تعذروني في التأخير في الرد عليها ..
ححاول هالمرة أرد عليكم بانتظام ..

جيني ..

H!LARY 29-09-09 11:05 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Electron (المشاركة 2011031)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...

مشكورة عزيزتي على البارت ...

أسلوبك المستخدم في كتابة الرواية رائع ... أعجبني في الرواية حديث النفس الدائر لدى كل شخصية ..


عذرا لعدم التعليق المطول ... لكن ثقي بأني من متابيعك ..

ننتظر القادم بكل شوق.

أهلين حبوبة منورة ..
حتى لو ما علقتي يكفيني أن أعرف كونك متابعة لي ..
هذا شرف لي : )

و أشكرك على مدحك لأسلوبي هذا من ذزقك ولله ،،
سرني أن الأسلوب عجبك لأنه المفضل عندي ،،

دمتِ بود
هيلاري ..

H!LARY 29-09-09 11:10 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة dar3amya (المشاركة 2012757)
أنا قرأت أربع فصول لحد دلوقتي ... عجبوني جدااااااااااااا
و الله في منتى الروعة... يا ريتك ما حطيتي في المقدمة كلام عن التحسن اللي هييجي في الآخر.. افتكرت نفسي هقرأ حاجة مش قوي .. لكن فوجئت ان الكلام شدني ليه أكمل و أكمل... تسلم ايدك.. ..آه صحيح .. أجمل حاجة كمان .. و أتمنى تحافظي عليها.. ان مفيش رغي.. يعني مفيش كلام فاضي مش بيخدم الأحداث .. استمري و بالتوفيق يا رب

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة dar3amya (المشاركة 2013031)
أناكملت الفصول كلها....... مش قادرة أقول أكتر من رااااااااااااااائع.. أسلوبك محستش بالاختلاف... يمكن لإن كله عاجبني من الأول..
تسلم ايدك.. و في انتظارك.. متطوليش علينا رجاء ..
تقبلي مودتي
سلاااااااام


ولله ما تعرفي شقد فرحني كلامك
تسلمي حبوبة ولله من ذوقك
و ترى الكلام عن التحسن كان من ناحية اللهجة فقط ، و ما له علاقة في الأسلوب ..
بس كثير فرحني كون الأسلوب عجبك ..
و إن شاء الله أتبع نصيحتك و ما اكثر الرغي الفاضي ، على رأيك يعني ..

أسف على التأخير اللي حصل حبوبة ولله كان غصب عني ..
حينزل البارت حالًا ..

هيلاري ..

H!LARY 29-09-09 11:14 PM

[ لفصل الثاني عشر ]


طلعت من غرفتي بعد ما تجهزت ..
و نزلت تحت ، لكني ما لقيت حد ..

بحثت باستغراب لعلي ألقاها، لكن واضح إنها ما تجهزت ..
فصعدت لها غرفتها ، و اللي من أمس ما طلعت منها ..
دقيت الباب بهدوء ، منتظرة الرد ..
لكنها ما ردت فناديت ، و أنا أرجع أطق / ليـــان .. ليــان .. يله راح نتأخر ..

لكنها ما ردت ، فطقيت بقوة أكبر لكن نفس الشي ..
شكيت إنه صار لها شي .. لكني ما أظن ..
أكيد إنه نايمة بعمق بس و ما حست ..

نزلت و ركبت السيارة مع السواق و الخدامة ..
و رحنا الجامعة ..

.
.

دخلت الكافاتيريا بخطوات واثقة و جلست على إحدى الطاولات بعد ما شريت لي قهوة ، و حاجة خفيفة أكلها لين جعت ..

و جلست على طاولة فاضية ، و فتحت الكتاب اللي معي ..
و بديت في القراءة ..

كتاب استعرته من المكتبة أمس ..
بعيد عن الدراسة ..
يمكن جاني فضول أطلع عليه بعد ما شفت عنوانه ..
كنت أقرأ المعلومات اللي فيه بكل حماس ..
و كيف لا و هو عن بعض إنجازات ذوي الاحتياجات الخاصة ..

حد عرف شي عن كفاحهم لإثبات نفسهم ..!!
عانوا الكثير ..
وخصوصًا من المجتمع الظالم ، اللي كان ينظر لهم بمنظار الناقصين ..

كنت أتعلم من صاحب الكتاب العديد من العبر ، و المواعظ ، اللي راح تساعدني في إثبات نفسي ..
مو مهم همهم أكبر من همي ..
أنا مجرد إنسان عــادي اتجيه بعض الحالات الغريبة ..
لكن هم عانوا بشكل أكبر و مختلف ..


قاطع قرائتي جلوس شخص قدامي و مفاجأته لي / هل الكتاب رائع لهذه الدرجة ، حتى تترك كل شيء و تنشغل بقرائته ..
قلت له بهدوء / يمكنك قول ذلك ..
الشاب بتساؤل / هل لديك محاضرات في هذا الوقت ؟
قلت / لا ، ليس لدي ..
سكت بتوتر من هدوئي ، بعدين قال / لم لا تأكل سيبرد طعامك ؟
جاوبت عليه / شكرًا لك سأتناوله لاحقًا ..
نهض بارتباك و قال / حسنًا أراك لاحقًا ..
" المحادثة بالإنجليزي "

كنت برجع كتابي بلا مبالاة للي صار من شوي ..
لكن فاجأني سلمان بجلوسه أمامي أيضًا / وش يبغى منك هذا ؟
قلت بلا مبالاة / كان بس يسأل عن محاضراتي ، و ليش قاعد هنا ..
سلمان / تعرفه من هو ؟
قلت / ما أعرف اسمه ، لكنه معي في كم محاضرة ..
سلمان / غريب تصرفه ..
قلت بهدوء / هذي مو أول مرة .. فلا يروح بالك بعيد ، الولد ما له نية سيئة و هذا واضح ..
سلمان / صراحة أنته إنسان عجيب أحمد ، ما شفت أحد بلا مبالاتك ..!!
أحمد ببرود / أنت تسميها لا مبالاة ، لكن أنا اسميها هدوء ..
سلمان / يله كلن له رايه ..
أحمد بمزح / تراك ما سلمت علي .. جالس بلا سلام على طول طبيت في الموضوع ..
سلمان / أوه أسفين أسفين .. السلام عليكم .. الحين شو يفكنا من لسانك ..!!

سكت عنه بلا مبالاة ، و رجعت أقرأ ..
إلا يقول / اترك هالكتاب شوي يالمثقف ، و خلنا ناكل ..

.
.


أثناء تدافع الطالبات ، و خروجنا من المحاضرة ..
قالت لي أحلام بخوف / ليان ما جت اليوم ..!! خايفة يكون صار لها شي ..
روعة / إن شاء الله لا ..
كملت سيري مع أحلام و قلت لها / اممم .. تعرفين وين ممكن ننادي خلود ؟
أحلام / ليش ؟ تبينها ..!! وتدورين عنها بعد ..!! شنو مخططة أنتي ؟
روعة بخبث / بتشوفين بس خل نعرف وينها ..


و بعد بحث مطول لقيناها ، مع شلة الفساد اللي من نوعيتها ..
أحلام / أخيرًا لقيناها .. يله رواينا شنو راح تعملين ، و هل راح يكون لي دور أو لا ..
روعة / و من متى أنا خليت لك دور من قبل !!؟
أحلام / تقريبًا .. أمم .. و لا مرة ..
روعة / عرفتِ الجواب من نفسك ..

و ناظرت موقع جلوس خلود ، و التفت لأحلام / أنتِ بس امشي معي ، كأنك تقولِ لي سالفة ، و الباقي علي ..
أحلام / تحت أمر سيادتكم ..

مشينا و وقفنا في موقع يسمح لها تلمحنا ، فانتظرناها تنتبه لنا ..
و فعلًا استأذنت من شلتها لمن لمحتنا ..
أما احنا طلعنا من الكافتيريا لجهة ما يتواجد فيها أحد عادةَ لمزيد من الحيطة و الحذر ..
أما هي فظلت تتبعنا مثل ذيلنا ..

لين حانت اللحظة ، و التفتنا لها ، و قلت / مرحبا خالد ..

طالعتني بتفاجأ كأنها ما توقعت ردة الفعل هذي بعد ما مشينا هالكثر ..
أكيد تتوقع إنه ليان خبرتنا فحنا جايين نهزئها ..

قلت بابتسامة و بدلع أتقنته / خبرتني ليان ..

كان مبين عليها أنها تحاول تخفي توترها ، لكن للأسف ما نجحت ..
لكنها قالت / زين ، شو قلتِ ؟

رد رائع ، أحسنت باختياره ، ما يفضح كونها جاهلة بحقيقة كلام ليان ..

روعة / طبعًا وافقت ، بس لي شروطي ..
خلود ببرود / و شنهو شروطك إن شاء الله ..
روعة / ما بي أحد يشوفنا مع بعض في الجامعة ..

شفت الاعتراض واضح على ملامحها ، لكني ما تركت لها فرصة تفتح فمها / يا كثر البنات اللي يقربوا لي في هالجامعة ، و أضمن لك إنه كلمة وحدة منهم لأمهم لو شافوني معك راح تسوي الهوايل ..
كانت غاضبة من الفكرة ، لكن ما عندها خيار ثاني فقالت / زين اتفقنا ..
مديت لها ورقة صغيرة / خذي هذا رقم جوالي دقي علي متى ما تبين ..
خلود و هي تناظر الرقم بابتسامة / أوكيه ..
روعة بابتسامة أوسع منها / يله بااي ..

مشيت و تركتها ، و أحلام تلحقني ..

ساذجة .. ساذجة كغيرها ، و محد يقدر يلومها ..
صدقتني بكل سهولة لأن كلامي كان مقنع ، و رقم موبايلي كان علامة الجدية ..
خلينا نشوف درجة ذكائها ..
و هل هي ساذجة مثل ما يبدو ، و إلا لا ..


.
.

كنت غاضب ..
غاضب من نفسي كيف سمحت لهم يربطوا شادو لأيام ينام مربوط في العراء ..
لكن قناع البرود و اللامبالاة اللي كنت أنتحله في وجود أمي و أبوي حتم علي هالشي ..

بس ما أقدر أغفر لنفسي ..
شادو اللي متعود على الرفاهية ينام بهالطريقة ..!!
بس لو اعترضت كنت أخذت دور المهتم و المبالي ، و هذا عكس ما أبي أكون بنظرهم ..

ربت عليه و كأني أطلب السماح ، و أرسل إشارة إني مستحيل أكررها ..
دايم .. دايم كذا أنجبر على أشياء ما أبيها بسبب أمي و أبوي ..
دايمًا هم السبب ..

ســـارة .. لحد الحين ما نا قادر أصدق اللي سويته ..
شلون اتخذت هالقرار ..!!
خســـرت ســـارة بإرادتــــي ..

لكن كان من المستحيـــل أسمح لنفسي أقبل و أتزوجـــها ..
شلون أسمح أني أربط نفسي فيها ..

هي بنــت خالتـــي ..!!
أخت أمـــــــي ..!!

رابط جديد كان راح يربطني بشكل أقوى بعائلة أمي ..
و اللي أنا من الأســاس مربــوط فيهم ..!!

لكن زواجي من سارة راح يعقد الأمور ..
لو تزوجتها ما راح تظل الأمور مثل ما هي ..

يمكن أنا ما أكرههم .. ما أحقد عليهم ..
لكني أحس بنفور شديد منهم ..
من كنت طفل اتخذت جانب مختلف عن جانب الطفل العادي ..
أعترف إنه علاقتنا ما هي طبيعية ..
لكنها ما هي علاقة عــداء ..
يمكن هو استقلال عنهم ، و كيف إني أقدر أعيش بدونهم ..
و كل هذا .. كل اللي خططت له راح يختفي لو تزوجت سارة ..

كان عندي خيارين يا إني أضحي باستقلاليتي ، أو أضحي بحب الطفولة ..
و استقلاليتي هي اللي غلبت ..

فما أن أنبأت أمي و أبوي بالخبر حتى استقلوا أول طيارة ..

ربت على شادو و أنا غير نادم لقراري لكن داخلي حزن كبير ..
لو ما كانوا أمي و أبوي كان بيدي أعمل اللي أبيه ..
و أولهم ســـارة ..

لكن في كلا الحالتين لو ما كانوا أمي و أبوي ما كنت راح أحصل عليها ..
لأني ما راح أعرفها ..

و عدم المعرفة أفضل ، لأنه لا سبيل للخسارة ..


.
.


أناظر في نافذة الشقة بتفحص ..

ليش هالعمارة بالذات ..!!
سؤال ما قدرت أعرف جوابه ..

صحيح تطل على مناظر حلوة ، بس متأكدة إنه كثير غيرها يطلوا على مثلها في الجمال ..

و هذا ما يدل على شي غير القدر ..
قدري أني ألتقي فيه لكن ليش ..!!

إيش راح يفيد لمن أشوفه من جديد غير نثر الملح على الجرح ..!!
جروح كانت مسكرة رجعت انفتحت برجعته ..

لكن هالمرة ما راح أتخذ دور الضعف ..
ليش أضعف و أخاف ..
اليوم مو مثل الأمس ..
الحين ما له حق علي مثل الأول ..
أساسًا يمكن ما يعرفني ..
ما يعرفني ..!!
هل فعلًا نساني ..!!
هل تأثيري ضعيف عليه لهالدرجة ..!!

ينساني بعد ما عشت معاه سنة من عمري أعطي و لا أخذ ..!!

بس أنتِ شو تبين يا سديم ؟
مو تبين تفتكين من شره ..!!
فلو نساك راح يكون أفضل لك .. راح ترتاحين منه عكس لو يتذكرك لليوم ..

أيه مو لازم أضعف حتى بأبسط مشاعري ..
خلني قوية و صامدة مهما التقينــا في الأيام الجايــة ..

من راح يصدق أنه هذي سديـم القبليــة لمن يشوفني الحين ..!!
اكتشفت إنه سعود معي في نفس العمارة لكن ما هزني هالشي ..

شعور رائع ..رائع ..
أحس إني أقدر أعمل أي شي ..
حرية تامة ..


.
.


كنت كعادتي أشتغل على بعض الأوراق في مكتبي ...
قطع علي دخول دلال و اللي تقول / أستاذ بدر السيد ياسر يريد يقابلك ..
بدر بابتسامة / دلال تراه ما يحتاج إذن عشان يدخل ..
دلال و احمر وجهها / آه ظنيت إنك تبي أخبرك قبل ما يدخل ..

و طلعت من المكتب بسرعة بخطوات خجلة ..
ثواني و دخل أبوي بابتسامة وقور ، فوقفت و سلمت بابتسامة مثلها ..

و جلسنا بهدوء ..
سكت أفتح له المجال في الكلام ..
لكنه سكت بدون ما يتفوه بأي كلمة ..
فقلت بهدوء / يبه فيك شي ؟
ياسر / بصراحة عندي كلام و متردد أقوله ..
بدر / قول يبه ..
ياسر / ريهام أمس كلمتني بموضوع يخصك ..
بدر بتعجب / يخصني أنا ..!!
ياسر / أيه يخصك ..
بدر / يبه ليش كل هالتوتر .. وترتني معك ، هل الموضوع خطير لهالدرجة ..
ياسر بنفي / لاا .. الموضوع عادي و طبيعي لكن ظروفنا ما تناسبه ..
بدر / قول لي شنوه الموضوع و أنا أحكم بنفسي ..
ياسر / ريهام اختارت لك بنت ..
بدر / اختارت لي ..!! قصدك ؟
ياسر / أيه ، و مصرة إنه هذا الوقت المناسب عشان تتزوج ..
بدر / من صجها هذي ..
ياسر / بدر أختك ما تقصد شي سيء ، هي بس شايفة إنه هذا الوقت المناسب عشان تخطب ، و صراحة أسبابها مقنعة ، و أنا بديت أقتنع ..
بدر بسخرية / و من إن شاء الله هالبنت اللي راح تخلينا نغير مبادئنا ، و اختارتها لي ريهام في مثل هالظروف ..
ياسر / ما قالت لي شي ، أنت أتفاهم معها ، أنا اللي علي عملته ..


أخطب ..!! و اللي قررت هي ريهام ..!!
أكيد جنت من حزنها .. أنا ملاحظ عليها تقضي أغلب وقتها في غرفة البندري ..
الحزن يخلي الإنسان يتخذ قرارات خاطئة ، و أكيد هذي وحدة من هالحالات ..

مع أنه شي طبيعي لو خطبت ، لكنه بالنسبة و بالنسبة لريهام سابقًا من المستحيلات ..
يا ترى شنو اللي يدور في راسها عشان تتخذ مثل هالقرار المصيري ..


.
.


أحلام / شرايك نروح لبيان نسألها عن ليان ؟
روعة / يمكن بيان غايبة بعد ؟
أحلام / هذا اللي أقصده .. إذا الثنتين فمعناها ظروفهم العائلية ، و إذا بس ليان .. احزري أنتِ ..
روعة / أوكيه فهمت مقصدك ، يله بس ..


انتقلنا لكفتيريا ثانية ، عرفنا من ليان إنه أختها هناك ..
دورنا بين البنات نحاول نلمحها ، لكنا ما لقيناها ، بل لقينا ريهام جالسة لوحدها ..
توجهنا لها و قلت / مرحبا ريهام .. كيفك ؟
ريهام بابتسامة ودودة / أهلين أنا الحمد لله بخير ، وين ليان عنكم ؟
أحلام / ليان غايبة ..
روعة / واضح أن التوأم غايبين ..
ريهام بنفي / لا بيان حضرت ، بس راحت تشتري شي و بترجع ..
أحلام / ما قالت لك ليش ليان غايبة ..
ريهام / لا ، ما تكلمنا في الموضوع أساسًا ..
روعة / أها .. خلاص احنا بنروح ، بس كنا بنسأل عن ليان ..
أحلام / للأسف عندنا محاضرة في هالوقت ..
روعة / نشوفك على خير ، و سلمي لنا على بيان ..
ريهام / يوصل ..


بيان جاية لوحدها ..!!
طيب ليش غابت ليان ..!!
يا رب تكون بخير و ما صار لها شي ..



.
.


كنت على أتم استعداد لهذي الخطوة ..
خطوة كان لازم أخطيها من زمـــان ، لكن ترددي الغبــي كان هو اللي يمنعني ..
لكن الحين بعد هالسنين اللي جمعت و وفرت فيها قد ما أقدر من راتبـــي الخاص ..
تأكدت من توفر رأس المال اللازم ..

دخلت مكتبه بخطوات واثقة و ثابتة ، ما يهزني شي ..
رئيسي الشايب اللي كنت أحيانًا أظنه يحن علي بسبب مهنتي الشاقة ، و ذات الراتب القليل ..
لكن اكتشفت لاحقًا إنه يظهر نفسه إنه شفقان علي ، لكنه يوكلني بالأشغال الشاقة ، و المتعبة من وراي ، و أنا كنت أظنهم رؤسائه ..


بكل ثقة و جرأة ابتسمت في وجهه لمن انتبه لوجودي ..
قال لي بلهفة مصطنعة / هلا الوليد ، أخيرًا طليت علينا ، ما صدقنا متى تمضي هالإجازة ..


ما تزحزحت ابتسامتي ، لكن في داخلي اشمئزاز من نفاقه ..
للأسف هالأصناف كثرت في مجتمعاتنا ..

قدمت له الظرف اللي أحمله بيدي ، و حطيته على المكتب ، و أنا داخلي فرحان إني أخيرًا خطيت هالخطوة ..
قلت له بهدوء / هذا طلب استقالتي ..

ألجمته الصدمة و ما قدر ينطق بحرف ..

طلعت من مكتبه غير مبالي ..
ابتسمت بانتصار .. نجحت ..
نجحت أخيرًا أعلنت استقلاليتي ..
استقلال من التسلط المحض ..
أولًا أعلنت استقلالي من تسلط أبوي ..
و الحين استقلالي من تسلط الرؤساء الظلام للشباب الكادح ..

الحين أقدر أبني نفسي بنفسي كل شي متوفر عندي ..
ما أكذب عليكم أنا مو كل فلوسي من تعبي ، إلا أغلبهم .. لأن راتبي قليل ..
ورث أمي هو اللي ساعدني ، و اللي كله تحت تصرفي ..
ما قدرت الأيادي الطفيلية توصله ..
أما راتبي فهو مجرد شي مساعد للحالات الطارئة ..

راح أقدر أعيش أمي في أحسن عيشة تتمناها أخيرًا ..


.
.


فتحت عيوني و أنصت لسكون الغرفة بلا وعي ..
تلفت حوالي أحاول ألمس شي مألوف ..
هذي مو غرفتي ..!! كيف نمت هنا ..!!

كنت أحس بدوار براسي .. أحس نفسي ثقيلة ..
نهضت و ناظرت في المرايا المعلقة ..
الكدمات خفت لكني ما اهتميت كثير غير إن الأسئلة راح توقف عنها ..

لاحظت إن عوايني محمرة و كذلك أنفي ..
أكيد من الصياح .. أذكر إني صحت أمس لين ما شبعت في هالغرفة ..
عشان كذا جاني دوار .. ما اهتميت كثير ..


رجعت ألتفت للغرفة أتأملها و أتذكر صاحبها الغايب ..
كل جزء من الغرفة يوضح شي من شخصيته و من حياته ..
بياض الجدران يدل على نقاء سريرته ..
سواد الأثاث يدل على معاناته ، و شخصيته الكتومة ..
و زرقة المفارش تدل على عزمه و قوة شخصيته ..

تمنيت لو أضاف الأصفر لأنه يدل على الأمل ..
الأمل بانطلاقة جديدة ..

كنت أتأمل الغرفة و أربطها فيه بتركيز تام ، لدرجة إني ما انتبهت إني أبكي ..
دمعي رخص ثمنه ، صار يتساقط بسهولة و هذا شي معاكس لي تمامًا ..
ما أحب أبين ضعفي للناس ، حتى أقربهم لي مع إني موقنة إنهم أقوى مني ..

القوة هي مو قوة الجسد .. هي أبعد ما يكون عن ذلك ..
القوة هي قوة النفس .. أنا أعز نفسي بجعلها قوية بتجاهل كل اللي يضعفها ..

طلعت من الغرفة بعد ما أمضيت دقائق مع نفسي ..
و توجهت بلا تفكير من غرفة الوليد إلى غرفة أم الوليد ..
الإنسانة اللي بالنسبة للكل حتى لي أنا لغز محير .. صعب حله ..
لكن أقولكم بكل صدق حبيتها .. حبيتها من كل قلبي ..
كنت أدخل غرفتها أحيانًا من دون علم أحد و أسلم عليها بطريقتي ..

من طلعتها ما دخلت هالغرفة .. لكن الحين راح أدخلها من دون صاحبتها ..
بهدوء دخلت الغرفة .. أثاثها بسيط الفخامة لكنه مريح و راقي ..
ما تعبت نفسي أتأملها .. على الفور انسدحت على السرير استنشق عبير صاحبته ..

أم الوليد .. هذا سبب كافي يخليني أحبها ..
أكيد الغرفة و كل الأثاث مشتاقين لصاحبتهم ، مثلي أنا ..

رجعت على الخلف لراحة و استرخاء أكبر .. حابة أعيش هاللحظة بكل تفاصيلها و أتذكر أم الوليد ..
لكن فوجأت بشي قاسي تحت راسي ..
ما حسيت فيه من قبل ، لأني ما لامست المخدة " الوسادة " قبل هاللحظة ..

بهدوء رفعت المخدة ، و المخبأ بــــان ..
كان دفـتـــر جميل عليه زخرفة معطيته جمال رغم بساطته مع لونه الزهري الفاتح ..
ما كان مكتوب على غلافه شي ..
و الفضول و شوقي لصاحبة الدفتر سمح لي بأن أفتحـــه و أقرأ أول صفحة و اللي كانت تحوي ..


لكل شيء حكاية ..
تكون مثيرة للاهتمام حينًا ، و مثيرة للضجر حينًا أخر ..
قد تحب سماعها أو تكرهها ..
بعضها حقيقي و بعضها الأخر كاذب ..
من الممكن أن تثيرك حكايات مختلف المخلوقات فكيف بالإنسان أعظم الكائنات ..
و الذي شرفه الله على غيره من الخلق ..
يمكنني القول لمن يمسك هذا الدفتر بيده أنه حوا حكايتي ..
حكايتي التي عشتها بتفاصيلها و أحداثها ..
لا فكرة لي عن انطباعكم عنها ..
قد تُكذب أو تُصدق ..
قد تقابل بالاحترام و الحفاوة ، أو بالاحتقار و السخرية ..
كل ما يمكنني قوله أنها حكايتي أنا ..
لا أعلم من سيقع هذا الدفتر بيده في النهاية لكن أرجو منه أن يحترمه ..
فهو يجسد حياتي إلى أن يشاء الله ..
أنا هنـــاء [ ... ] ..


.
.
.



طلعت من الشركة بعد ما انتهى دوامي ..
كان يوم ممل ، ما حوا الكثير من الأحداث ..

ضايقني كون هاليوم هادي بكل تفاصيله ..
من أسبوع و أنا أنتظر مهمة جديدة لكن شكله الحظ معاكسني ..

قطع علي أفكاري رنة المسج ..
رفعت موبايلي بانزعاج و قريت المسج ..
و من قريته ابتسمت بخبث .. ابتسامة واسعة ..
شكلي كنت غلطان ..

ركبت سيارتي بكل سرعة و أنا أتصل عليهم ..

.
.


السماعة بأذني و قاعدة أدندن مع الأغنية بطرب خفيف ..
حلوة هالأغنية توني محملتها من النت ، و منزلتها في الموبايل عشان أقدر أسمعها في أي وقت ..

كلماتها رائعة أحسن المؤلف اختيار الكلمات ..
لكن فيه كالعادة كلمات يصعب علي فهمها ..
لازم أبحث عن معانيها في القاموس زي كل مرة ..
هذا يساعدني في دراستي ..
لأني داخلة أدب إنجليزي ..

لا تستغربون أنتوا لسه ما عرفتوا شخصيتي تمام ، و الاستماع للأغاني شي طبيعي و انتشر في مجتمعاتنا ..
بتقولون ذاك غناء عربي ..
شو يفرق ..!! كله طرب في طرب و يدخلنا في لخبطة الحب ..
على الأقل هذا يفيدني ، و مو شرط يكون عن الحب ..
فيه غناء ذو معاني عالية و مقاصد رفيعة ..
أستمتع بسماعه و فهم معانيه ..

مع أنه أحيانًا يجيني خاطر لو إني أترجم خواطر إنجليزية أو أحدى الروايات بنفسي ..
لكن هالأغاني هوايتي ، و تمتعني في نفس الوقت ..


أخذت الدفتر و القلم اللي مجهزتهم جنبي ، و عدت سماع الأغنية الجديدة و دونت كلماتها بتركيز شديد حتى أتفادى الأخطاء الإملائية ..

انتهيت من تدوينها و أنا أحس بالفخر من نفسي مثل كل مرة ..
لكن مزاجي كان رايق بقوة فقررت أترك الترجمة لوقت ثاني ..
و خلني أعمل حاجة ثانية تزيد روقاني روقان ..

طلعت من غرفتي بكل هدوء ..
و لقيت أخوي العزيز جالس تحت و يتابع التلفزيون ..
فنزلت تحت و جلست جنبه بخفة ..
و قلت بمرح خفيف / هاي فروس ..
فارس / شنو فروس بعد ..!!
ريماس / أدلعك ..
و ابتسمت بطريقة أضحك ..
فارس / زين وش رايك أدلعك أنا بعد .. زين رموس ..
ريماس / زين فروس .. امم صحيح .. كالعادة يعني بس احنا الموجودين في البيت ..
فارس / أيه ، أمي عند وحدة من صديقاتها ، و أبوي ما رجع من الشغل ..
ريماس / ما أدري كيف ما يملون ..!!
فارس / خلينا من هالموضوع اللي ينكد و قول لي وش سويتي اليوم ؟
ريماس / كأنك ما تعرفني ..
فارس / أعرفك طبعًا .. أكيد ..
قاطعته / و لك الشرف ..
فارس / طيب مثل ما تبين و لي الشرف .. أكيد كالعادة تترجمين ..
ريماس / خطأ لسه ما ترجمت بس دورت على حاجة أترجمها ..
فارس / في أشياء كثيرة تقدرين تترجمينها ، بس حضرتك تحبين التنقي ..
ريماس / اترك عنك هالموضوع .. و قول نتغدى لو ننتظرهم ؟
فارس / نتغدى ليش لا ..

و توجهنا للمطبخ نجهز الأكل .. حسنة لأمي إنها ما تطلع إلا بعد ما تجهز الغدا ..
تعرف إنا ما راح نقدر نصبر فننتظرهم ..

أكيد مستغربين كيف إني ما علقت على موضوع ليان ..
صحيح انصدمت في البداية ..
لكن ما استبعدت هالشي من زوج خالتي ..
نفسي أقول لفارس عن اللي شفته بس أحس لساني ينربط قدامه ..
مثل كل مرة ..
يمكن في يوم اتجيني الجرأة و أقوله ..


.
.
.



قاعدة في المطبخ أطبخ كيكة .. يقال فرحانة مع أنه الفرح أبعد ما يكون عني هالأيام ..

كنت متعودة أيام البندري الله يرحمها إنه نعمل كيكة من وقت لثاني عشان نغير جو .. و مابي أترك هالعادة ..!!

كنا الأول نملي البيت بضحكنا على التعليقات اللي تجينا على الكيكة كل ما عملنا وحدة ..

يمكن يحزنوا لأنهم راح يتذكروا البندري ، لكني ما راح أترك هالعادة ..!!

كيكتي هالمرة عادية .. الكيكة المعروفة اللي بالشكولاة ..
ما أظن محد يحبها منكم .. إلا اللي عاملين رجيم راح يتعذروا ياكلوها ..

بعد ما انتهيت من إعدادها دخلتها الفرن ، و جلست أفكر شلون أزينها ..
من عاداتنا السابقة أنا و البندري إنا نكتب عليها عبارة تناسب الموقف أو المناسبة ..
لكن هالمرة مخي فاضي ..!!

كنت جالسة بسرحان ، و أبدًا ما انتبهت لدخول بدر علي ..
قال بصوته الجهوري / شو تسوين ؟
فزيت من مكاني بخلعة و قلت / آه .. هلا بدر ..
بدر / هلا ريهام .. شو قاعدة تسوين ؟
أشرت له على الفرن ، و قلت / كيكة بالشوكولاة ..
ملامحه ظلت ثابتة و قال / آها ..
ريهام / وش فيك واقف ..!! أجلس حياك ..
جلس على الكرسي اللي جنبي و قال / ريهام ..
ريهام / هلا ..
بدر / أبوي قال لي عن الموضوع اللي كلمتيه فيه ..
ريهام / و النتيجة ..
بدر / لسه ما قررت .. بس ودي أعرف البندري ما لها معزة بقلبك ..!!
ريهام و الدموع تجمعت بعيونها / هذا سؤال تسأله .!!
بدر بهدوء / عجل شلون سمحتي لنفسك تفكرين في هالموضوع ..!!
ريهام / الظروف تجبر الواحد يا بدر يعمل شي هو نفسه ما يتقبله ..
بدر / أي ظرف بسيط راح يخليك تتركين مبادئك ..!!
ريهام / أنته تشوف الظروف اللي نمر فيها بسيطة ..!!
بدر / بسيطة لأنه عندي أنتي و أبوي ..
ريهام بحزن / و هذا اللي مخوفني يا بدر ..
بدر باستغراب/ هذا اللي مخوفك ..!!
ريهام / مخوفني إني أخسركم يا بدر و أنا ما لي غيركم ..

إرتفع صوتي و أنا أقول / شخصين يا بدر ..!! شخصين انصابوا بنفس المرض ، و لاقوا نفس النهاية ..!! الموت ..!! لو فرضًــا أنا مت ..
بدر يقاطعها / بعيد الشر عنك ..
ريهام تكمل بدون ما تهتم / أو حتى أنت .. أبوي .. لازم على الأقل يظل لكم أحد ..
بدر بهدوء / ريهام أمسكي نفسك ..
ريهام / ما أقدر يا بدر .. ما أقدر .. الطاقة نفذت و وصل العداد على الأخير ..
بدر / و هذا ما يعني إنك تنهاري و تتخذي قرارات جنونية ..
ريهام / جنون ..!! إنت تشوف فكرة زواجك جنون ..!! بدر أنت تعرف البنت اللي أخترتها لك ..!!
بدر / طبعًــا لا ..
ريهام / خلني أقولك عنها طيب .. البنت مرحة و فرفوشية .. عندها ظروف الله يعلم بها .. حالتها في البيت غريبة .. ما أقدر أتصورها .. مع إني ما أعرف الموضوع كامل لكني أقدر أقولك رغم كل اللي تعانيه لسه تحس بكل معاني الحياة تضج منها ، و احنا على طول استسلمنا للحزن ..!! أبيها تعلمنا شي من اللي عندها يا بدر ..
بدر بدهشة / لهالدرجة تبينها يا ريهام ..!!
ريهام بحزن / أحس هالبنت بتغير حياتنا ..
بدر / طيب خليني أقلب الموضوع في راسي و أقولك .. عشانك بس يا ريهام .. عشانك .. و إلا أنا مو متقبل الفكرة أساسًـــا ..

شفته يمشي عني ..
كدرته أدري بس هذا أفضل لنا و له ..
و رحت بسرعة أتفقد الكيكة أخافها إنحرقت ..!!


.
.

قاعدين في واحد من المطاعم .. أنا و ناصر ..
أحس مزاجه تحسن بكثير من ردت له اللي يكلمها ..
أكيد مثل غيرها تبي تتغلى و إلا كان ما ردت له من الأساس بعد ما تركته ..

عامر / الحين أنت ليش ما تعزم الشباب ..!! يعني لازم حركاتك ..
ناصر / وش أسوي إذا كنت أحبك لدرجة ما بي أحد يشاركني فيك ..
عامر بملل / بلا مصاخة ولله ما لي مزاج ..
ناصر / أنا ماصخ ..!! عجل أنت شو ..
عامر يتنهد / ما قلنا ماصخ ، قلنا حاول لا تكون ماصخ .. ما بي يقولون عني مرافج واحد ماصخ ..
ناصر / الحين من صدقك مكشر و حالتك حالة ..!! شو فيك ؟
عامر / ما فيني شي بس مزاجي أبدًا مو رايق ..
ناصر / ليش طيب ؟
عامر / بس كذا .. من دون سبب .. بس أحس بملل .. و أنت بعد يقال ما تعرفني أنا من يومي يومك و أنا كذا ..
ناصر / شو أسوي فيك ..!! دايمــًا فجأة كذا تقلب ..زين تبي نروح مكان نغير جو ..
عامر / لا خلاص .. حلنا نكمل الأكل يمكن يتغير مزاجي ..
ناصر / يله الحساب علي عسى تفك هالتكشيرة شوي ..

و فعلًا ابتسمت .. تقدرون تقولون عني مزاجي .. بس أنا كذا ..
كل يوم المزاج يخلتف و بلا سبب .. حالة مزعجة لغيري و لي ..

.
.

قاعدة مع أمي و غلا نشاهد التلفزيون ..
قالت لي أمي تقطع اندماجي مع البرنامج / أختك وش قالت لك عشان ما تروح الجامعة ؟
بيان / ما قالت شي .. هي ما ردت علي أساسًــا يوم دقيت عليها ..
ابتسام / يعني ما شفتوها بعدين ؟
أجبت أنا و غلا بنفي / لا ..
ابتسام / عجل وحدة منكم تروح تطمن عليها ، على الأقل تنزل تاكل لها شي .. مو معقولة كل هذا الوقت حابسة نفسها ..!! الحين أبوها مو موجود في البيت عشان ما تطلع ..!!
بيان / خلاص .. أنا بروح أشوفها ..

مع إني ما كنت أبي أروح لها لكن رحت ..
خفت يكون صار لها شي ..
لو يقولون لي إنها انتحرت بصدق ..!!

صعدت لفوق و على غرفتها ..
وقفت بتردد .. أدق لو ما أدق ..
أخاف يكون صار لها شي خلني أدق و أمري لله ..

دقيت الباب أربع دقات .. كنت بدق أكثر ، لكن الباب انفتح و شفت ليان تظهر لي ..

ليان / هلا بيان ..
بيان / آه ..
بلعت ريجي و قلت / امي تقول انزلي قعدي معنا و كلي لك شي ..
ليان / لحظة بس ..

دخلت غرفتها للحظات ، و رجعت طلعت لي ..
بعدين تبعتني تنزل معي ..

نزلنا تحت و قعدت معنا تتكلم بطبيعية و تاكل ..
ابتسام / ليان ليش ما رحتي الجامعة ؟
ليان / ما نبهتوني ..
بيان / دقيت الباب عليك لكن ما رديتي ..
ليان / ما أذكر .. كان دخلتي لي ..
بيان باستغراب / كيف أدخل و الباب مقفول ..!!
ليان ببساطة / ما كان مقفول ..
بيان / ما خطرت على بالي ..


و كملنا جلستنا بشكل طبيعي ..
و لمن قربت رجعة أبوي رجعت ليان لغرفتها و ما منعناها ..
بالعكس أفضل لنا و لها ..

.
.

نهاية الفصل الثاني عشر

H!LARY 29-09-09 11:17 PM

البارت نزل ..
أتمنى لكم قراءة ممتعة ..

نصيحة للي ما قرا البارت لا يقرا ردي ..

أعزائي القراء ..
أعرف إني أجازف بجعل مذكرات لـ هناء ..
لكن أأكد لكم أن المذكرات مهمة جدًا ، و لا بتزيد من طول الأحداث أو تنقصها ..
إنما هي عامل مهم ..
و محد رح يفهمكم حكاية هناء أفضل من هناء نفسها : )
جلُ ما يزعجني كون المذكرات فكرة مكررة "^^
أرجوا أن يكون محتوى المذكرات مختلفًــا على الأقل عن الطابع المعتاد ..
و أعدكم أنكم راح تتشوقون لقرائتها ،،

لكم كل الود ..
هيلاري ..

بوح قلم 11-04-11 08:40 PM

متوقفه من 2009

تنقل للارشيف لحين عوده الكاتبه


الساعة الآن 08:14 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية