اما الرحلة التالية فألى احد اغرب دول العالم

الى اليابات

و ربما تتعجبون لوصفى لها بالبلاد الغريبة

و لكنكم ستعرفون اننى على حق

اذا تتبعتم معى الخطوات على اراضيها

سيطالعك اول شئ

المدنية فى اوضح صورها

و ستشاهد فى كل مكان

معالم الحضارة الحديثة

فمن ناطحات السحاب الشاهقة

الى الشركات و المصانع الضخمة

و البنوك و المؤسسات

و كلها لها صفة مشتركة

انها تدار باحدث الوسائل التقنية

و بأكثر تكنولوجيا العالم تعقيدا

لدرجة انك قد تتصور خطئا

انك قد ذهبت الى اوروبا او امريكا

و لكن ستكذب وجوه السكان التقليدية ظنك

فهم كما هو معروف من السلالى المنغولية و ليست السلالة النوردية

و لكن ربما ستلحظ ان ملامحهم

هى الشئ الوحيدالذى يتشابه مع اليابان كما تعرفه

اما ما عدا ذلك فانك سترى اليابانى كشخصا امريكيا محضا

سواء فى طريقة لبسة او تعامله او تفكيرة

التى ستراها و قد سيطرت عليها مادية الدول الصناعية

الى هنا و الموضوع ليس به غريبا

اما الشئ العجيب حقا

فسوف تراه

اذا مكثت فى اليابان و تريثت

و تمهلت و تعمقت بعينيك اكثر

فى زوايا المجتمع اليابانى

لو فعلت فستكتشف اعجب شئ

سترى ان ذلك اليابانى المتأمرك

المادى الصناعى

اذا ما دخل منزله

فأنه سيتحول

او بالاحرى

سيعود الى اصله

فهو فى عائلته و بين ابنائه

يحيا بقواعد و قيم الماضى

يحافظ على تراثه الى ابعد حد

يرتدى الكيمونو التقليدى و معه يسترجع روح الاباء

و الاجداد بكل اخلاقهم و قواعدهم

و هذا هو السر

فى انطلاق حضارتهم و رقيها

رغم البدايه التى حدثت منذ وقت فصير نسبيا

الا انهم ادركوا جوهر التقدم

ان تأخذ من الغرب تقدمهم العلمى

مع الاحتفاظ - بشدة - بقيمك و مبادئك و اصولك القديمة

قد تكون مظاهرهم امريكية

الا ان جوهرهم يابانيا اصيلا

و بتلك العقلية المدهشة

ليس عندى شك

فى ان حضارتهم و تقدمهم

سيستمر و يتألق

و حقا يستحقون هذا و اكثر

و بكل الاحترام اغادر ارض اليابان

متمنية فى نفسى

ان يستطيع كل العرب ان يفعلوا مثل اليابان

و سيستطيعوا ان يحققوا فوق ما حققه اليابانيون