منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   المنتدى الاسلامي (https://www.liilas.com/vb3/f3/)
-   -   مختارات من كتابات الشيخ عائض القرني (https://www.liilas.com/vb3/t110222.html)

حفيدة الألباني 03-07-09 10:33 PM

أهلييين رووح

الله يسلمك يارب من كل شر

ويجزاك خير يالغلا

شاكرة لك مرورك

دمت بحفظ الله

حفيدة الألباني 16-07-09 04:06 AM

بسم الله الرحمن الرحيم ..

اليوم راح أبدأ معكم بكتاب جسور المحبة لشيخنا حفظه الله ..

.. جسور المحبه ..

المقدمه

بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
أما بعد: فإن المحبة في الله عز وجل من أعظم عرى الإيمان وقواعده، كما أخبر بذلك الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم. وللمحبة جسور أقامها ربنا تبارك وتعالى بين المؤمنين، ووصل قلوبهم بها. وقد ذكر سبحانه وتعالى هذه الجسور في كثير من المواضع في كتابه العزيز، كقوله: ((إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ)) وقوله جلت قدرته: ((وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا)) ويقول تبارك اسمه: ((وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)). وقصر سبحانه وتعالى الولاية على المؤمنين فقال: ((وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ))، وقال سبحانه وتعالى: ((إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ))، ((وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ))، وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم جسور المحبة أيضاً فهو الذي أسسها وأرسى بناءها، ومد حبال الود في قلوب أتباعه إلى يوم الدين.
قال عليه الصلاة والسلام كما عند مسلم من حديث أبي هريرة : (حق المسلم على المسلم ست، قيل: ما هن يا رسول الله؟
قال: إذا لقيته فسلم عليه، وإذا دعاك فأجبه، وإذا استنصحك فانصح له، وإذا عطس فحمد الله فشمته ، وإذا مرض فعده، وإذا مات فاتبعه)
وهذه المسائل تدعو إليها الحاجة، ولا يمر يوم أو ليلة إلا ويقع أحد أفرادها، ومع ذلك فإن كثيراً من الناس يقصر مع إخوانه المسلمين في أداء هذه الحقوق، فلا تراه يعود مريضاً أو يمشي في جنازة أو يسلم على أحد.
ولما رأيت هذا الأمر واضحاً جلياً، استعنت بالله عز وجل في جمع مادة هذا الكتاب، وقد تناولت فيه بعضاً من تلك الجسور جسور المحبة تذكيراً لنفسي أولاً، ثم حثاً لإخواني على مد هذه الجسور فيما بينهم، لتنتشر المحبة والألفة والمودة بين المسلمين. فهيا نتحاب.. وهيا نتآلف.. وهيا نتراحم..

حفيدة الألباني 16-07-09 04:12 AM

أولاً: التحية في الإسلام

السلام تحية الإسلام

يقول صلى الله عليه وسلم في المسلم يقابل المسلم: (إذا لقي أحدكم أخاه فليسلم عليه) .
فالسلام هو التحية التي أنزلها الله على رسوله صلى الله عليه وسلم وهي تحية أهل الجنة. قال تعالى:
((تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلامٌ)).
وهي التحية التي رضيها الله ورسوله صلى الله عليه وسلم لأتباعه وأمته من بعده، ولا يجوز للمسلم أن يستبدل بتحية الإسلام غيرها من تحايا الأمم الأخرى؛ لا بصباح الخير، ولا أهلاً وسهلاً، ولا أنعم صباحاً، ولا غير ذلك. قال عمران بن حصين : [كنا في الجاهلية نقول: أنعم الله بك عيناً، وأنعم صباحاً، فلما كان الإسلام نهينا عن ذلك]
وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل بن حيان ، قال: كانوا في الجاهلية يقولون: حييت مساء، حييت صباحاً، فغير الله ذلك بالسلام. إذن فلابد أن يبدأ المسلم بهذه التحية العظيمة، بالسلام الشرعي السني الموروث عنه عليه الصلاة والسلام.
قال الله عز وجل: ((وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا)).
(بأحسن منها): أي تزيد على تحيته، فإذا قال: السلام عليكم ورحمة الله فقل: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أو بمثلها بأن تقول: وعليكم السلام ورحمة الله. وعند أبي داود و الترمذي بسند صحيح عن عمران بن حصين : (أن رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: السلام عليكم، فرد عليه ثم جلس. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: عشر. ثم جاء آخر، فقال: السلام عليكم ورحمة ألله، فرد عليه، فجلس فقال: عشرون. ثم جاء آخر، فقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فر د عليه، فجلس، فقال: ثلاثون.) .
أي ثلاثون حسنة لمن أدى التحية بتمامها. هذه تعاليمه عليه الصلاة والسلام، وهذا هديه في تعليم أصحابه. انظر كيف يحبب السنة إلى قلوب أصحابه عن طريق إبلاغهم بالأجر العظيم الذي ينتظرهم من الله الواحد الأحد، إذا هم طبقوا تعاليمه وساروا على هديه.

يتبع بإذن الله ..

حفيدة الألباني 18-07-09 04:59 PM

على من نسلم؟

ورد عند البخاري و مسلم من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: (أن رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وسلم: أي الإسلام خير؟
قال: تطعم الطعام، وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف). وهذا أيضاً هدي إسلامي نبوي شريف، أن تسلم على من عرفت من المسلمين ومن لم تعرف!!
قال بعض السلف: أصبح السلام عند المتأخرين على المعرفة، وهذه من علامات الساعة، فالواجب على المسلم أن يفشي السلام بين الناس، من عرف ومن لم يعرف خلا أهل الكتاب، خلا المشركين، خلا الوثنيين، فالمسلم هو المقصود بهذا الحديث وغيره من الأحاديث التي تبين حقوق الناس بعضهم على بعض.
فإذا كان الإنسان يعيش في المجتمعات الإسلامية، فإنه يطلب منه إفشاء السلام على من لقيه، سواء عرفه وكان صديقاً أو قريباً، أم لم يعرفه.
ومن الملاحظات الاجتماعية أننا نسلم الآن على المعرفة فقط! وترى الناس في الطرقات لا يسلمون إلا على من عرفوه! أما من لم يعرفوه فلا يسلمون عليه! وهذا من عمل الجاهلية، وهو مخالف لسنته عليه الصلاة والسلام، ففي الصحيحين أن آدم عليه السلام لما خلقه الله قال: (اذهب فسلم على أولئك النفر من الملائكة جلوس، فاستمع ما يحيونك، فإنها تحيتك وتحية ذريتك، فذهب فقال: السلام عليكم. فقالوا: السلام عليك ورحمة الله، فزادوه: ورحمة الله). هذه هي تحية آدم ، وتحية ذريته، وتحية أهل الجنة، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟
أفشوا السلام بينكم). فبين عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث أن الجنة لا تدخل إلا بالإيمان، وأن الإيمان لا يحصل إلا بالحب، وأن الحب لا يحصل إلا بإفشاء السلام.
وإفشاء السلام يزيل الضغينة من القلوب خاصة بين الأقارب والجيران.
ومعناه في الإسلام أنك ترفع رايتك البيضاء المسالمة، كأنك تقول: أتيت أرفع رايتي البيضاء، فأمنوني ولا تتهيبوا مني.
وهذا هو شعار المحبة والود الذي أقامه رسولنا صلى الله عليه وسلم وحث على إرسائه وتثبيته في قلوب أصحابه وأمته من بعده.
وعند البخاري موقوفاً على عمار بن ياسر رضي الله عنه وأرضاه أنه قال: (ثلاث من جمعهن فقد جمع الإيمان: الإنصاف من نفسك، وبذل السلام للعالم، والإنفاق من الإقتار) . وبذل السلام للعالم هنا يتضمن تواضع العبد، وأنه لا يتكبر على أحد، بل يبذل السلام للصغير والكبير، والشريف والوضيع، ومن يعرفه ومن لا يعرفه، والمتكبر ضد هذا، فإنه لا يرد السلام على كل من سلم عليه كبراً منه وتيهاً، فكيف يبذل السلام لكل أحد؟
.
وفي الصحيحين عن أنس رضي الله عنه: (أن الرسول صلى الله عليه وسلم مر على غلمان فسلم عليهم) (1) وهذا من شدة تواضعه ولينه ورحمته صلى الله عليه وسلم، وهو بذلك يدخل أعظم البهجة على نفوس هؤلاء الصغار، لأنهم سوف يتشرفون بسلام رسول الله صلى الله عليه وسلم عليهم، وسوف يحكون ذلك في المجالس.
فعلى المسلم أن يتواضع لمثل هؤلاء، ولا يتجاهلهم لأنهم صغار، بل يتفقدهم، وسلامه عليهم يعلمهم بذلك الحب، ويدفعهم إلى مكارم الأخلاق.
وقد رأينا في السيرة أن عمر رضي الله عنه على هيبته وقوته في الحق كان إذا مر بالصبيان وقف وسلم عليهم، ومازحهم، وهو خليفة المسلمين!!.
وقد مر على صبيان المدينة وهم يلعبون، فعندما رأوه وسمعوا جلجلته وهيلمانه وسلطانه فروا إلى بيوتهم!
الشياطين تفر من عمر فكيف بالصبيان؟
كيف بالصبيان الذين قلوبهم كقلوب الطير، أما يفرون من إنسان أصاب قياصرة الدنيا باليأس، وأكاسرة المعمورة بالذهول؟
ففروا جميعاً إلا عبد الله بن الزبير ، فإنه لم يفر، كان شاباً صغيراً.
فقال له عمر يمازحه: [فر أصحابك ولم تفر أنت، أما خفت؟
] قال عبد الله : [ما فعلت جرماً فأخافك، وليست الطريق ضيقة فأوسع لك!] فاستدل على ذكائه وشجاعته من تلك اللحظة، وكيف لا يكون ذكياً وأبوه الزبير بن العوام ، وأمه أسماء رضي الله عنهم جميعاً؟
((ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)).

حفيدة الألباني 18-07-09 05:09 PM

أمانة تحمل السلام وتبليغه

كان صلى الله عليه وسلم يسلم بنفسه على من يواجهه، ويحمل السلام لمن يريد السلام عليه من الغائبين، كما ثبت أنه صلى الله عليه وسلم بعث فتى إلى رجل مريض، فلما أتاه قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرئك السلام .... الحديث. وكان صلى الله عليه وسلم يتحمل السلام لمن يبلغه إليه ، فعند البخاري و مسلم (أن جبريل عليه السلام نزل من السماء، فأتت خديجة رضي الله عنها، فقال جبريل عليه السلام: يا رسول الله! هذه خديجة أتتك بالطعام فاقرأ عليها السلام من ربها، وبشرها ببيت في الجنة من قصب، لا صخب فيه ولا نصب) وقد بلغ كذلك صلى الله عليه وسلم السلام لـعائشة أم المؤمنين من جبريل. (متفق عليه).
وينتهي السلام على الصحيح عند قول: وبركاته كما روى ذلك أبو داود و الترمذي بسند قوي، وقد زاد بعضهم: ومغفرته. ولكن هذه الزيادة ضعيفة، ذكرها أبو داود في حديث لا يثبت. وكان عليه الصلاة والسلام كما عند البخاري . و الترمذي و الحاكم عن أنس أنه إذا سلم سلم ثلاثاً، ولعل هذا كان هديه صلى الله عليه وسلم في السلام على الجمع الكثير الذين لا يبلغهم سلام واحد، إن ظن أن الأول لم يحصل به الإسماع، كما بينت ذلك رواية الحاكم .
وقد ورد في السنة: أن الرسول صلى الله عليه وسلم ذهب يزور سعد بن عبادة ، فأتى الباب فقال: (السلام عليكم ورحمه الله وبركاته، فسمعه سعد فرد في نفسه، ولم يرفع صوته! فقال صلى الله عليه وسلم: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فرد سعد في نفسه، ولم يسمعه صوته! فقال عليه الصلاة والسلام: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فرد سعد في نفسه ولم يسمعه صوته! فذهب صلى الله عليه وسلم فلحقه سعد بن عبادة ، وقال: يا رسول الله! والله ما سلمت من سلام إلا سمعتك، وقد رددت في نفسي، لكن أردت أن تزيدنا من السلام، فقال عليه الصلاة والسلام: السلام عليكم أهل البيت ورحمته، إنه حميد مجيد).

يتبع بإذن الله ..


الساعة الآن 07:31 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية