منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   المنتدى الاسلامي (https://www.liilas.com/vb3/f3/)
-   -   مختارات من كتابات الشيخ عائض القرني (https://www.liilas.com/vb3/t110222.html)

حفيدة الألباني 06-05-09 11:32 AM

http://www.liillas.com/up2//uploads/...4986a08361.gif

غثاء كغثاء السيل !!

يقول عليه الصلاة والسلام: {تزوجوا الودود الولود؛ فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة}، والرسول صلى الله عليه وسلم إنما يكاثر بنا الأمم إذا كنا مؤمنين صادقين أقوياء متعلمين، أما إذا كنا جهلة متخلفين كسالى محبطين، فنحن لا نستحق أن يكاثر بنا الأمم؛ لأننا كالأصفار التي لا قيمة لها، ماذا نفع المسلمين الآن عددهم الذي يقارب مليار مسلم ونصف؟ أين مكانهم في العالم؟ أين صوتهم؟ أين صناعاتهم؟ أين إبداعهم؟ أين اختراعاتهم؟ وأين اكتشافاتهم؟ شيء قليل لا يكاد يذكر..

لقد تحقق فينا قول الرسول صلى الله عليه وسلم: {ولكنكم غثاء كغثاء السيل}، وعجبي لا ينتهي ممن هو مستمر في الإنجاب والتوالد والتناسل والتناسخ والتبييض، والتفريخ، ثم إذا ملأ بيته بالأطفال تركهم بلا تعليم ولا توجيه، ولا تربية، ولا رعاية، فخرجوا فارغين عاطلين عن العمل بلا علم، ولا أدب ولا وظيفة، فمنهم من أصابه مرض نفسي ووسواس قهري، ومنهم من وقع في المخدرات والمنكرات، ومنهم من نظم نفسه في عصابات قطّاع الطرق والمحاربين والقتلة، فهل هذا من تكثير الأمة ومن تطبيق أمره صلى الله عليه وسلم؟.

لقد حدثني أستاذ عن حارس في مدرسته راتبه ألف وخمس مائة ريال، ومتزوج بثلاث زوجات وعنده سبعة عشر من الأبناء، وكلما ولد له مولود بشر المدير والأساتذة ورقص رقصة الفرح وهو يدور بصك الإعسار وخطاب الشحاذة يشحذ عباد الله ويتسول لزوجاته وأطفاله، هل هذا الصعلوك المفلس قوة للإسلام؟ وهل يمكن أن ينجب علماء وأطباء وحكماء ومهندسين وأساتذة وهو جاهل أمي ضعيف عقل، وقليل رشد؟ وقس على هذا الآلاف المؤلفة ممن همهم الإنجاب حتى وقعنا في كثرة الإنتاج مع سوء التوزيع وكثافة الكم مع ضعف الكيف.

آمل من المسلمين أن يفهموا دينهم فهماً صحيحاً، وألا يسيئوا استخدام النصوص، وألا يحمّلوا الإسلام ما لا يحتمل، وألا يكونوا عالة على أمتهم ومجتمعهم، وليجتهدوا في بناء ذواتهم بناءً صحيحاً على الإيمان والمعرفة والرشد، والهمة العالية والعمل النافع المفيد، ومن عنده طفلان فرباهما تربية صحيحة واعتنى بهما وعلمهما أفضل ممن عنده أربعون من الجهلة الكسالى قليلي الأدب الذين يذرعون شوارعنا صباح مساء، بلا علم ولا عمل، وإنما يحملون أجساماً سمينة مترهلة كأجسام البغال، عليها رؤوس ما فيها إلا الغباء، وقد أضروا بالبيئة وأكسدوا الهواء وأسهموا في أزمة الماء، وازدحام الطرق والمواصلات وغلاء الأسعار بلا فائدة مرجوّة، ولا خير منتظر، والجيد منهم من لزم بيته ولم يؤذ الناس، ولكن المصيبة إذا تحول أحدهم إلى غدة سرطانية في باب المخدرات أو التفجيرات أو المنكرات.

نريد توعية شاملة عن مقاصد الإنجاب في الإسلام، أنظر إلى سكان إسرائيل خمسة ملايين، والعرب أكثر من ثلاثمائة مليون، وقد سامت إسرائيل إخواننا في فلسطين الخسف وسوء العذاب وضربتهم جواً وبحراً وأرضاً والعرب يتفرجون ولا يحركون ساكناً ولا يجلبون نفعاً ولا يدفعون ضراً، إنما يملكون بيانات الشجب والتنديد والاستنكار.

فهل ضر إسرائيل في عالم القوة قلة سكانها؟ وهل نفع العرب في العالم الدنيا كثرة سكانهم؟ أليس هذا غثاء السيل الذي أخبر به المصطفى صلى الله عليه وسلم؟ إن الأمة الإسلامية دموع هادرة وبحور هائجة وسيول متلاطمة من الجماهير، ولكن أكثرهم أمي فقير عاطل عن العمل، فكيف تريد من هذه الأمة أن تصنع مجداً دنيوياً أو نصراً إسلامياً وهي عجزت عن تربية وتدريس وتوظيف أبنائها، وصارت أمة مستهلكة لصناعة وإنتاج الغرب والشرق، إن الرسول صلى الله عليه وسلم يكاثر بنا الأمم إذا كنا أتباعاً له بصدق، وأنصاراً له بحق، نحمل الأمانة، نفي بالعهد، نحترم الكبير، نرحم الصغير، ننصر المظلوم، نردع الظالم، نجتنب الحرام، نصدق في القول، نجد في العمل، نجتنب الغدر والخيانة والزور، نحمل روح الإخاء والصفاء، أهل همم عالية ومشاريع كبرى، وعمل صالح مثمر وإنتاج مفيد نافع، عندها يكاثر الرسول صلى الله عليه وسلم بنا الأمم ويباهي بنا الشعوب..

من كتاب سنابل وقنابل لشيخنا الفاضل

http://www.liillas.com/up2//uploads/...4986a08361.gif

حفيدة الألباني 06-05-09 09:01 PM

http://www.liillas.com/up2//uploads/...078e5d28ae.gif

أيتها العير إنكم لسارقون

ينبغي أن نستحي من ممارسة التزوير الذي نقوم به صباح مساء، فقد عرفت بعض الناس جعل لنفسه لقب الدكتور، وهو لم يحصل على الدكتوراه، وبعض طلبة العلم تظاهر بأنه يحفظ كذا وكذا متناً، وهو لم يحفظها، وبعض التجار أوهَم الناس أن لديه مشروعات مساهمة فتورّط الناس معه، وساهموا فأفلسوا، وبعضهم ضحك على البسطاء حتى باعوا بيوتهم وأودعوا أموالهم عند هذا المفتري فأخذ المال وهرب، لكنه لا يستطيع أن يهرب يوم القيامة، واستمعتُ لرجل يكتب في التاريخ ادّعى في المجلس أنه شاهد سد ذي القرنين على حدود الصين، وقد كذب بعد ظهور برهان كذبه، وبعضهم يدعي أنه رأى رؤيا منامية هائلة وهو كاذب، وقس على ذلك صنوف التزوير..

فلماذا هذا؟! أمن أجل الناس؟! ومن هم الناس؟ ما قدرهم حتى يُعصى الله من أجلهم؟ وقد كان السابقون الأخيار ينادون بأسمائهم المجردة، ويذكر للواحد إنجازات عملية فيقولون أبو بكر الصديق حضر الغزوات كلها، وأنفق ماله كله في سبيل الله، وكان مع الرسول (صلى الله عليه وسلم) في الغار والهجرة والعريش يوم بدر ونحو ذلك، فلما جاء المتأخرون قالوا للواحد: سماحة العلامة الفهّامة، وحيد العصر، أعجوبة الدهر، النظّار المجتهد، البحر الجهبذ، وآية الله، وحجة الإسلام، فلان بن فلان، ولهذا عَلَت وسبقت الأمة في أول عهدها، وأخفقت ورسبت في عصرنا، حتى اني رأيت بعض من يذكر سير بعض المتأخرين يقول: ما رأى مثل نفسه وعجزت النساء أن يلدن مثله، ولو كان في بني إسرائيل لكان عجباً، ولو حلفت بين الركن والمقام ما رأيت مثله لصدقت، ونحو هذا الكلام الفارغ الفاضي الفاشل.

ونحن نحتاج إلى كتابة تاريخ صادق لنا وشفاف وعادل بدل تاريخنا الذي أغرق في سيرة الملوك والخلفاء فقط، حتى ذكر لنا جواريهم وموائدهم وملابسهم وأهمل تاريخ الأمة العلمي والإصلاحي والاجتماعي، ثم الواجب أن تذكر الحسنات والسيئات بلا أهواء ولا عواطف ولا ظلم، وإنما الإنصاف مع ذكر سنن الله في الأمم والشعوب واستخلاص الدروس النافعة من كل حادثة وواقعة تستحق الدراسة، تاريخنا في أكثره سرد قصصي، وتهويل مع ذكر عجائب وغرائب أحياناً لا يصدقها العقل مع المبالغة في الأوصاف والأرقام.

ونحن بحاجة إلى من يمحص تاريخنا، ويغربله من الأوهام، ويقدّمه في أحسن صورة، ويقوم بذلك فريق من العلماء الملمين بالتاريخ وفقه التاريخ، وحبذا لو ربط هذا التاريخ بالقرآن بحيث تتجلى سنة الله في كتابه في الأمم والدول والعبر المذكورة في كتابه عن هذا الباب، فالتاريخ لا يجوز أن يزوَّر، ومن التزوير الثقافي اعتداء بعض المؤلفين على كتب سابقة أو معاصرة وسلخها في مؤلفاتهم من دون الإشارة للمؤلف السابق، ومنهم من أخذ قصائد لغيره ونسبها لنفسه، وذكروا في السير والأخبار تهاويل وغرائب مثل كتاب «بدائع الزهور» و«مروج الذهب» و«الزير سالم» ونحوها، حتى ذكروا أن أحد ملوك العمالقة كان طويلاً ضخماً إلى درجة أنه كان يدخل يده في البحر فيصيد سمكة ثم يرفعها ويشويها عند الشمس ويأكلها!! وهذا هذيان، وذكروا في عدد الجيوش في منطقة صغيرة ألف ألف مقاتل أي مليونا وأرضهم لا تتسع لهذا وعدد سكانهم لا يُخرِج عُشْر هذا العدد من المقاتلين، وقد رد مثل هذه الغرائب ابن خلدون وبعض المعاصرين من المؤرخين والكتّاب، يذكر أن الزعيم الفلاني الميت حدّثه بكذا واتصل به وشاوره ومازحه وأكل معه؛ ليعظم هذا المتكلم عند الناس وهو مطمئن لعدم انكشاف كذبه، لأن هذا الزعيم مات من زمان، وبعض طلاب العلم يذكر أنه حفظ عشرات المتون وقرأ آلاف المجلدات وكان يحفظ في اليوم مائة بيت، ولكن للأسف مرت به ظروف، فنسي كل شيء حتى جزء عما، وهذا من التزوير العلمي، وقبل أربعمائة سنة حكم مصر حاكم ظالم طاغية وأصاب مصر زلزال خاف منه هذا الحاكم، وأراد أن يتوب فقام شاعر متملّق فأنشد الحاكم قوله:

ما زلزلت مصر من كيد ألـمَّ بها
لكنها رقصت من عدلكم طربا


فعاد الحاكم إلى ظلمه وهذا من التزوير الأدبي، والقرآن هدّد الجميع بقوله تعالى: ((سَتُكتَبُ شَهَادَتُهُم ويُسأَلُونَ)) ..


من كتاب سنابل وقنابل للشيخ عائض القرني

http://www.liillas.com/up2//uploads/...078e5d28ae.gif

ساعه بلا عقارب 07-05-09 09:28 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مقتطفات سنابل رائعه جعلها الله لكاتبنا مئات السنابل بالاخره ...ولكي اختي فيدو
فعلاً اصبح زيف القول وسرقة العلم والقول منتشره بهذا الوقت اكثر من السابق , اجارنا الله وياك والجميع هذه الخصال ..

حفيدة الألباني 07-05-09 08:54 PM

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

آآآميييين وإياك أختي سوسو

شاكرة لك تعقيبك ومتابعتك ^ـــ^

دمت بحفظ الله

حفيدة الألباني 10-05-09 09:57 PM

http://www.liillas.com/up2//uploads/...6f9414badc.gif

أوقد شمعه ولا تلعن الظلام

الذكي الموفَّق يحوّل خسائره إلى مكاسب، طُرد الرسول صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة فانشأ دولة عادلة ملأت سمع الزمان وبصره، سُجن ابن تيمية فكتب في السجن ثلاثين مجلداً من العلم النافع، وضُع السرخسي في بئر معطّلة تحت الأرض فألَّف كتاب المبسوط عشرين مجلداً، أُقعد ابن الأثير فصنَّف جامع الأصول أنفع وأفيد كتاباً في الحديث، تعطَّل عطاء بن أبي رباح عن المكاسب الدنيوية لأمراضه وضعفه فجلس في الحرم ثلاثين سنة يتعلم العلم فصار عالم الدنيا، أصابت الحمى أبا الطيب المتنبيئ فأرسل للعالمين قصيدته الرائعة الذائعة:

وَزائِرَتي كَأَنَّ بِها حَياءً فَلَيسَ تَزورُ إِلا في الظَلامِ

وعمي طه حسين فواصل دراسته حتى نال العالمية، وبُتِرت رجل الزمخشري فلزم بيته يقرأ ويصنِّف فصار أعجوبة الدهر، إذاً استثمر الوجه الآخر للمأساة وانظر إلى الجانب المشرق للمصيبة وحاول أن تصنع من الليمون شراباً حلواً، وتكيّف مع ظرفك القاسي واعلم أن العظماء إنما شقّوا طريقهم إلى المجد على الجمر وعلى الشوك والتعب والمشقة؛ لأن طريق الراحة التعب، والتفوق والانتصار قطرات من الدموع والآهات والدماء والعرق، أما الإخفاق والهزيمة فإنها كبسولات مسكِّنة من الفشل والكسل والتّسويف والإحباط والراحة.

فإذا واجهتك أزمةٌ وصدمتك مأساة فلا تقابلها بالعويل والثبور والبكاء والتّحسر بل واجهها بالاحتساب والصبر والإصرار على الانتصار والثبات والاستمرار، إن العباقرة في الغالب لم تكن ظروفهم مهيأة ولا النعم لديهم مكتملة ولا الوسائل متاحة، فمن عنده مالٌ ليس لديه صحة، ومن رُزق ذكاءً خسر الثروة، ومن مُتِّع بسمعه قد يفقد بصره، فحال الدنيا عدم الاكتمال، فلو أن الدنيا تـمّت لأحد من العز والمال والصحة والجاه والسرور والأمن لصارت جنّة ولما كان في الآخرة جنّة ثانية، لكن هذه الدنيا (من سرَّه زمنٌ ساءته أزمان).

فلا تنتظر أن يصفو لك العيش وتسالمك الأيام وتُتاح لك الفرص وتُفرش لك طريق المجد بالورود، ولكن انطلق بما أعطاك الله من موهبة ونعمة ووظِّفها أحسن توظيف واجتهد غاية الاجتهاد، وإذا ضمك الليل فلا تلعن الظلام ولكن أوقد شمعه، وإذا تعطَّلت بك سيارتك فلا تلقي خطبة رنّانة في سبّ من صنعها أو الطريق الذي مشت عليه، ولكن أصلحها وواصل السير، وإذا تنكَّر لك صديق فلا تنظم فيه قصائد الهجاء وتضيّع وقتك ولكن ابحث عن صديق آخر أو عش وحيداً، وكن كالنملة تحاول الصعود ألف مرَّة ولا تؤمن بالإحباط أبداً، وكن كالسيل إذا وُضعت في طريقه صخرة انحرف ذات اليمين وذات الشمال.

الفرص أمامك كثيرة والأيام المشرقة تنتظرك، والانتصار حليفك إذا بذلت واجتهدت وتوكّلت على الله، لا تعترف في الحياة بالهزيمة أبداً وقاوم إلى آخر نَفَس من حياتك فإن أبا الريحان البيروني بقي يدّرس حتى في يوم وفاته، وأبو يوسف القاضي يناقش طلابه وهو في سكرات الموت، وابن سيناء يكمل مصنَّفه والموت يدبُّ في أطرافه، لأن الحياة لا تعترف بالخاملين الكسالى، والدهر لا يصفق للفاشلين، والمؤمن القوي خير وأحبُّ إلى الله من المؤمن الضعيف، قال شوقي:

وَما نَيلُ المَطالِبِ بِالتَمَنّي وَلَكِن تُؤخَذُ الدُنيا غِلابا

وقلت أنا (وأعوذ بالله من كلمة أنا):

كن أحمر العين إن المجد منتهبٌ وكن فديتُكَ مرجوّاً ومرهوبا

لم ينفع الشّاةَ في الدنيا سكينتها والليث ما ضرّهُ أن ليس محبوبا


من كتاب سنابل وقنابل لشيخنا الفاضل


http://www.liillas.com/up2//uploads/...6f9414badc.gif


الساعة الآن 10:57 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية