منتديات ليلاس - [قصه قصيره ] الظل ، بقلم : لامية بالخضر ..

بسم الله الرحمن الرحيم

قصة الظل

بقلم : لامية بلخضر

قصة قصيرة

النص :

في أخر رسالة لك قلت :
باني سأبقى ماثلة في كل ما ينبض حولك ...)
أنا الهوى ...
أنا البقية ...
بل أنا الحياة كلها )

...
قلت الكثير جدا , ولكن هذا ما تبقى ملء ذاكرتي .
... وبقيت أرددها زمنا , تساءلت خلاله عما وراء الحروف .
هل حقا تقصد ما تقول ؟؟
...
ورحت أقرأ ما كتبت مرة أخرى ... حاولت الإلمام فيها بكل ما
يحيط الورقة من بياض .
أيعقل أني سأشغل يوما كل هذا البياض ؟
أنا التي ما صدقتك يوما , ولكن شيئا ما فيك كان يجذبني ...
كان يقودني وراءك كالظل , يجعلك لي ظلا !!
...
صبيحة اليوم فقط أيقنت أني لا أكن لك سوى بعض التمرد فوق
التقاليد , و لكني أحاول إرضاءك دائما ؟
...
ألانك قلت ذات مرة :
" ... إذا ما يوما احتجتني فكري فقط كيف كنا دائما و سآتي مهما
كنت بعيد . "
أنستني تلك السطور كل ما جئت لفعله , ووجدتني أكتب اسمك
فوق طبقة الغبار الرقيقة التي تغطي المكتب .
...
...
مكتبي كائن في أخر الرواق , رفوفه تعج بالملفات التي لم أكلف
نفسي عناء فتحها ?!
... أعلم جيدا أنها لا تحمل شيئا !!
...
...
نافذة المكتب تطل على حي شعبي ... حيث الحياة دونما لمسات
فنيـــة ?
... هنا الخوف يسكن الأعين ... ينادي دونما قيود ... يخرج
للوجود ... يأخذ حقه من الأكسجين! ؟
يرفض أو يقبل ... ببساطة يعيش دونما نظام داخلي و لا عقوبات !
وكل شيء هنا يفتقد الحياة .. الناس .. المكتب .. الملفات .. كل
شيء , حتى أنا !!
...
يرهقني هذا المكان حتى النخاع و لكني مجبرة على العودة إلى هنا !?
...
الذين نحبهم يرحلون , و السواد الأعظم من الباقين يتشبثون بالحياة
... كما تفعل أنت تماما .
...
أتدري ... ?
الفرق بيني و بينك ...أنك تعرف كيف تموت !!
... أنت الذي احترفت وأد الأماني في مهدها ... حين تهيم تبيع
الوفاء , و تهدي الأسى , و تقتات بعض فتات النزق !!
...
أما أنا فلازلت بين الهوينة و الهوينة أركن إلى نفسي زمنا , أحاول فيه
الاستمرار .
قل إن شئت : ... أخادع نفسي لئلا أمل ?
...
...
...
ذات مساء و صل الألم ذروته !!
... لم أفكر بأحد سواك ينتشلني , كنت أوقن أنك آت لا محالة .
...
أنت الذي قلت :
" إذا ما يوما احتجتني ... فكري فقط كيف كنا دائما و سآتي مهما
كنت بعيدا "
...
ومددت يدي نحوك ...
...
كان السؤال يرهقني :
هل سأجد يدك دافئة ممدودة باتجاهي ... ?
أم سترفعها نحو السماء ??
...
ولكن صدمتي كانت عظيمة ... !?
... رأيتك تخلفني كالجريدة و تمضي , لم تكلف نفسك عناء النظر
نحوي .
...
و أنا على شفير الموت وددت لو سألت :
" أعيبي أن جدي يرقد في الضفة أم الموصل ... ?? "

المجموعة القصصية : *عصي على النسيان *
القاصة :لامــــــية بلخـــضر
* الجزائــــــــــــــــر *