منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   الارشيف (https://www.liilas.com/vb3/f183/)
-   -   حصري (حورية بحر الجليد) ربيكا كينغ 557 (https://www.liilas.com/vb3/t108299.html)

تمارااا 29-03-09 05:43 AM

(حورية بحر الجليد) ربيكا كينغ 557
 
اخباركم حبايبي ان شاء الله بخير:)

طبعا زي ماوعدتكم رح اكتب لكم هالرواية واتمنى اختياري يعجبكم

(حورية بحر الجليد) ربيكا كينغ 557 قلوب عبير..دار النحاس

الملخص

لماذا يصر ذلك الصوت الصغير في عقل كاثرين
على القول ان نيكولاس اكثر من مجرد تسلية..؟
بأثارته نارا متأججة في اعماق قلبها..
كان سحر نيكولاس على كاثرين اقوى من اي
وقت مضى وحقيقة انها مخطوبة لآخر وان لنيكولاس
اهتمامات اخرى زادت من حدة عذابها ومن تصميمها
على عدم الأبتعاد والتشاغل عن مهمتها قيد أنملة



تمارااا 29-03-09 05:47 AM

"سألتك مالذي تفعله هنا؟"

"اخبرتك انني انتظرك." رد نيكولاس وهو يهز كتفيه
متابعا:"عرفت انه لن يمضي وقتا طويلا قبل عودتك للمطالبة بميراثك."
التوى فمه بأزدراء وهو ينطق كلماته الأخيرة
فهتفت بعنف"وماادراك بهذا الشأن؟"
"ستكتشفين ان الأخبار حول الثروات المفاجئة تنتشر سريعا في سكايثوس."
"لاأرى لميراثي اي علاقة بك."
"على العكس ياكاثرين اظنك ستكتشفين ان له اكبر علاقة بي."

zoubaida 29-03-09 06:18 AM

:55::55::55::55::55:mistaniyinik ya ahla tamara :welcome3:: bitawfiiiiiiiiiiiiiiiiiik:friends::

zoubaida 29-03-09 06:19 AM

:rdd10ut5:

تمارااا 29-03-09 06:41 AM

الفصل الأول




لم يكن المفتاح تحت اص زهور البنفسج حيث يتركه جدها عادة كانت لاتزال تبحث عنه حين سمعت صوت الباب يفتح خلفها،استقامت واستدارت وهي ترمش بعينيها تحت شمس المساء الباهتة ورأت خيال شخص عند عتبة الدار .
كان رجلا هذا ماعرفته على الفور،رجل طويل القامة عريض المنكبين لعله المسؤل عن المنزل لكن لم تذكر رسالة المحامي من بلدة سكاثيوس اي شيء عن وجود مسؤول ما عن المنزل...
ابتسمت بارتباك وقالت "كالسبيرا."لكنها لم تلق اي رد.
للحظةواحدة فقط شعرت بالذعر ينتابها،من هذا الرجل؟
متشرد؟احد محبي التسكع والتطفل تمارا من الذين يغزون الجزر اليونانية كل صيف ويغتنمون فرصة خلو المنازل من ساكنيها كي يأووا اليها ليلا؟ربما يكون كذلك...لكن عليها ان توقفه عند حده فذاك افضل.
هزت كتفيها وصعدت درجات الشرفة بتصميم.
ثم رددت"كالسبيرا." ايضا لم تلق رد.
انتابتها موجة من الغضب الآن،من يعتقد نفسه هذا الرجل ومالذي يفعله هنا برأيه بوقوفه بعجرفة عند عتبة دارها؟
وفكرت هل تتكلم بالأنجليزية ام اليونانية.
قالت بنبرة حانقة:"مالذي تفعله هنا؟"
-انتظرتك بالطبع ياكاثرين والا فلم اكون هنا اصلا؟
سحبت انفاسها ببطء لسماعها الصوت الكسول النبرات الهادي،كان الصوت كما تتذكره تماما،عميق مثير ومغلف بدفئ اليونان المشرقة،لكن مع طبقة رقيقة من السخرية. انه صوت رجل الآن صوت صبي.
"نيكولاس."
كان هذا الأسم كل مااستطاعت كاثرين التفوه به.
فقد جفت حنجرتها فجأة فيما هي تحدق به وقدلف نفسه بذلك القناع الغامض الذي تذكره تماما عنه ووصل تأثير ذلك اليها فتجمدت على قمة السلالم من بين كل الناس على جزيرة سكايثوس هو من تراه اولا...توقفي عن هذا،عنفت نفسها بشده فطوال فترة سفرها بالطائرة كانت تتمنى ان يكون هو اول من تراه هنا،اليس كذلك؟لاغير صحيح ردت على نفسها بقوة واظافر اصابعها تنغرز براحة يدها اليسرى لدرجة شعرت معها ان حجر الألماس في خاتم خطوبتها يكاد يقطع جلدها.
بدا اطول قامة مما تذكر،وقد تحول الجسد النحيل الى جسد رجل رياضي قوي وبدا اكثر وسامة من الحلم الذي كان يراودها احيانا خاصة حين تكون محبطة او حين تتخاصم هي وجوليان خطيبها،ذاك الحلم الذي وبعد مرور ثماني سنوات لازال يقض مضجعها احيانا ويوقظها من نومها بأزعاج...
كان يقف مكانه ناظرا اليها ويديه في جيبه نظرت في عينيه الزرقاوين ثم رمشت بعينيها وااشاحت ببصرها عنه تمارا قائلة بصوت كان مرتفعا اكثر من اللازم رغما عنها:"لم اعرف انك ستكون هنا."
رد بنبرة ساخرة:"بالطبع لم تكوني تعرفين،لكنها رغم ذلك مفاجأة سارة بالتأكيد."
ردت بجمود:
"انها مفاجأة دون شك،لكني سألتك مالذي تفعله هنا؟"
"وأخبرتك اني بأنتظارك."
"لكن لماذا؟"
رفع كتفيه قائلا:"علمت ان الوقت لن يطول بك قبل المجيء للمطالبة...بميراثك؟"
التوى فمه بازدراء وهو ينطق كلماته الأخيرة فهتفت بعنف:"وماادراك بهذا الشأن؟"
"ستجدين ان اخبار الثروات المفاجأة تنتشر بسرعة."
ازدادت نبرته سخرية فردت كاثرين بحدة:"لاأرى لميراثي كما قلت اي علاقة بك."
"على العكس ياكاثرين اظنك ستكتشفين ان له علاقة بي."
حدقت كاثرين به بذهول ،وفي المرة الأخيرة لم يستخدم نيكولاس معها هذه النبرة لم يسبق له ان نظر لها ابدا نظره العدائية هذه،
مالذي حدث في السنوات الثمانية الأخيرة كي يجعله يتغير كليا هكذا؟ام ان السبب يكمن بها هي؟
هل تغيرت هي كثيرا لدرجة رؤيتها للناس على حقيقتهم لاعبر ضباب المراهقة الزهري؟
لعلها ترى نيكولاس الحقيقي لأول مرة الآن،لعلها رأت لمحة سريعة من هذا النيكولاس حين غادر اخر مرة كانا معا
بقسوة ودون وداع حتى لكن حتى رغم ذلك...
لتحاول اخفاء تألمها من هذا قالت بغرور:"لايحق لك مكالمتي بهذه الطريقة لكني سأكون ممتنة لك ان اوضحت لي مالذي يجري ."
"ان كنت لاتعرفين مالذي يجري بعد كاثرين...".بدأ كلامه ولم يحاول اخفاء عدم تصديقه للجهل الذي تدعيه وتابع:"سأكون اكثر من مسرور لشرح الأوضاع لك،تفضلي بالدخول."
وانحنى لها بمبالغة مصطنعة مشيرا الى الباب. ايعقل هذا؟انه يدعوهل لدخول منزلها وكأنه مالك المكان،لكنها لن تتاثر بذلك.
ردت:"شكرا لك." رفعت راسها بشموخ ودخلت المنزل.
كانت غلرفة الجلوس كما تذكرها تماما،مريحة غير مرتبة بتلك الرائحة المميزة لأكواز الصنوبر المعلقة على حافة النافذه الكبيرة برائحة الدخان.
مجموعة غلايين جدها كانت مرتبة على الرف قرب الآلة الكاتبة تمارا التي كان يستخدمها لطبع كتب رحلاته.
تناولت واحدا من غلايين جدها وشمت رائحته،بدا وكأنه زضعه للتو ودخل الغرفة المجاورة،اعادت الغليون الى مكانه واستدارت لترى نيكولاس يراقبها بذات الوجه الخالي من التعبير الذي استقبلها به.
فقالت:"لم اكن ادري انك تعرف جدي."
سبق وتقابلت مع جيرالد العجوز.
كان صديقا لوالدي في الواقع،صديقا يشاركه احتساء الشراب.
"فهمت." ردت كاثرين. ولتحاشي النظر لتلك العينين الباردتين،جالت ببصرها على الغرفة وتابعت:"لم تتغير الغرفة عما كنت عهدته في الماضي،آه،باستثناء تلك المرآة."
واشارت الى مرآة ضخمة الأطار معلقة على الحائط.
كانت قديمة جدا وتفتقر للمعان الزجاج الحديث لكنها تعكس بجمال صف المزهريات الصينية الملونه المواجهه لها.
قال:"اخبرني انه وجدها في سوق في اسطنبول مع انها صنعت مبدئيا لتكون في قصر كما يبدو."
سألت بضحكة:"حقا؟."
اجابها بسخرية:"اجل صنعت لعكس االجمال المواجه لها.انظري."
وقبل ان تتمكن كاثرين من التراجع وضع يديه على كتفها وقادها عبير الغرفة مجبرا اياها على الوقوف امام المرآة .
واطل شكل عليها في ضوء المساء الشاحب المتسلل عبر النافذة والذي التمع على وجهها وملامحها الناعمة وعينيها الخضراوتين الواسعتين،وترك بريقه على شعرها البني الفاتح المرفوع بتسريحة كلاسيكية.
لكنها بالكاد كانت ترى انعكاس صورتها هي بل كانت ترى فقط صورة الرجل الواقف خلفها مباشرة،
حين كان نيكولاس في سنته العشرين كان بالغ الجاذبية والآن بعد مرور ثماني سنوات تحولت تلك الجاذبية الى فتنة وسحر رجولي طاغ،كان وجهه اكثر نحولا لكن هذا اظهر بوضوح اكبر جمال ملامحه اليونانية الكلاسيكية ذات البشرة السمراء البرونزية.
الآن اضحى وجهه مليئا بالتناقضات،قسوة هائلة لكن ايضا جاذبية حسية طاغية في عينيه الباردتين وكثافة رموشه السوداء الطويلة.
كل ماستطاعت رؤيته كان شعره الداكن وشيء بارد لابل خطير يبرق داخل عينيه،وكل مااستطاعت الشعور به هو قوة جسده خلفها فيما يديه تمسكان بكتفيها بقسوة ودفء راحتيه تتسلل الى بشرتها عبر سترتها الحريرية الرقيقة.
وكل ماستطاعت الأحساس به هو العطر الرجولي الدافيء لهذا الرجل الذي يحيط بها كهالة من السحر،كانت تحس وجوده بقوة لدرجة ان انفاسها كانت مكتوبة بذعر داخلها.
قال وانفاسه تداعب شعرها:"مرآ’ قديمة كهذه...مفروض بها ايضا ان تكشف حقيقة من يقف امامها.
"اتساءل ياكاثرين مالذي ترينه بداخلك في العمق؟"
"انا.."بدأت تشعر وشعرت بنفسها مسمرة بصوته وحدقت بعينيها التين تنظر اليهما عبر المرآة وللحظة فقط برق شيء ما في اللون الأخضر كأنه حصاة ترمى على سطح بحيرة ما.
انزل يديه على جانبيها ووصل بهما الى خصرها واوراكها الرشيقة تمارا.
وقال برقة:"لقد فقدت الكثير من وزنك ياكاثرين".
فقالت:"اجل لكن ليس الكثير".
جاءت كلماتها واهية وهو يرفع يدها وينظر الى معصمها النحيل والعروق الزرقاء الخفيفة الظاهرة تحت بشرتها الرقيقة.ووضع ابهامه على نبضها الذي تسارع بشكل جنوني للحظات.
سحبت يدها من يده بسرعة وقالت:"على كل حال كنت مريضة.اصبت بالأنفلونزا الشديدة الشتاء الماضي".
"ولم تشفي كليا منها بعد؟"
"شفيت منها منذ فترة قصيرة فقط".
لكن صوتها بدا ضعيفا فجأة وكأنها لازالت على سريرها في شقتها بلندن محاطة بالوسائد الوثيرة وتشرب كوب الحليب الساخن.
وبما انها شعرت بالدوار الخفيف الآن فقد تهالكت على اقرب كرسي منها.
قال:"اترغبين بكوب من العصير؟لابد ان هناك جاجة مافي المطبخ".
احمرت وجنتاها للنبرة الساخرة التي عادت لتبطن كلماته وقالت :"لاشكرا لك،افضل الشاي".
ابتسم بأقتضاب وقال:"آه،اجل لقد نسيت هوس البريطانين بالشاي،الذي هو العلاج الناجح لأي مناسبة بسبب التوتر".
جلست على الكرسي وعينيها شبه مغمضتين
وهي تستمع الى الأصوات الصادرة من المطبخ،يبدو وكأنه في منزله،فكرت بأمتعاض وتذكرت انه لم يشرح لها بعد سبب تواجده هنا في منزل جدها الذي اصبح الىن منزلها..
فور وضعه الصينية على الطاولة الخشبية المنخفضة سألته بأختصار:"اكنت تأتي الى هنا غالبا لرؤية جدي؟فأنت تبدو وكأنك تعرف كل شيء في المنزل".
اجاب:"كنت آتي الى هنا بالمناسبات اجل.لكني اعرف كل شيء هنا الآن لأنني حاليا اعيش هنا.اتريدين الحليب مع الشاي؟"
"اجل من فضلك".ردت بصوت منخفض ثم حدقت به وهتفت:"انت..؟".فتحت عينيها من الصدمة وهي تتابع:"انت تعيش هنا؟اتقصد..انك المسؤول عن المنزل بغيابي؟".
لكن مجرد فكرة ان يكون هذا الرجل مسؤول عن شيء يخصها كانت فكرة غير مقبوله..وان يكون موظفا عندها؟هذا مستحيل.
كانت حينها لتدفع له اتعابا اضافيه لأي مبلغ يدين جدها له به.كان شهر ايار"مايو"على وشك البدء لذا فبأمكانه ايجاد اي عمل آخر لأن موسم السياحة قد بدأ.لكن بأي حال عليه المغادرة الآن!
اخذت نفسا عميقا وهدأت من روعها.فهي بالطبع لم تعد المراهقة الضعيفة ابنه الستة عشر ربيعا التي يسهل التأثير عليها والتي كما يبدو لايزال يعتبرها كذلك.كانت الآن امرأة عصرية وهادئة وذكية.
لكن رغم ذلك..زرمته بنظرة سريعة وهو يقترب منها مقدما اليها فنجان الشاي ورأت ميدالية ذهبية تتدلى من صدره تحت بلوزته السوداء.بالطبع هذه ميدالية كريستوفرالذهبية ذاتها؟كان قد اخبرها انها هدية ذكرى مولده للسنه الأولى.
وتذكرت ذلك اليوم فيما كان مستلقيان على الشاطيء في ظل اشجار النخيل يغرزان اصابعهما بالرمل الذهبي.
فك هذه الميداليه للحظات كي يريها اياها ووعدها بشراء واحدة مماثلة لها.لكن ذالك اليوم كان اليوم الآخير ولم تعد تراه من حينها....
اجل عليه المغادرة بالتأكيد،فبعد كل شيء مالذي سيقوله جوليان ان عرف انها احضرت معها الى الفيلا معزولة على بعد اميال من اقرب مكان سكين،رجلا يونانيا وسيما؟تناولت بسرعة فنجانها منه وهي ترمقه سرا بطرف عينيها.تمدد على الكرسي الخشبي الكبير وبدا اكثر استرخاء وراحة منها مع انها في منزلها هي.كان يحمل كوب شراب كرز بين يديه ..تلك اليدين الجميلتين القويتين.
قالت بجفاف:"يجب ان تخبرني بكم ادين لك؟".
رفع حاجبيه مرددا:"كم تدينين لي؟بأي طريق ياكاثرين؟".
كان يضعها في موقف حرج مجددا فقالت بصوت ارادته هادئا ومتزنا :"حسنا،اظنك كنت تعتني بالمنزل تبعا لتعليمات جدي،او لعل محاميه فكر بتوظيفك؟في كلا الحالتين ان اعطيتني رقم حسابك المصرفي فسأتمكن من.."
قاطعها قائلا برقة:"آه.اظنك اسأت فهم الأمر.لكنه سوء تفاهم بسيط يمكن تصحيحه بسهولة".
وضعت فنجانها على الطاولة وسألت "آه حقا؟وماهو سوء التفاهم ذاك؟".
اجابها بتهكم وثقة:"كما ترين ياكاثرين فيلا انجيليكا ملكي انا".
شهقت نيكول بذهول وقالت:"ماالذي تقوله؟بالطبع هي ليست ملكا لك.."سكتت قليلا وحين لم يرد بشيء تابعت وهي تشدد على كلمة:"ان هذا منزل جدي.لقد بناه قبل ثلاثين سنه وحين مات تركه لي،لحفيدته الوحيدة وهذا مذكور في وصيته".
قال بصوت هاديء فجأة:"آسف لخيبة املك.لكن وصيته غير صالحة".
"غير صالحة؟"ردت بدهشة.
اجاب بهدوء:"بالضبط".
شرب ماتبقى من كوبه ووضعه على الطاولة بحركة متعمدة.آن الوقت لوضعه عند حده تماما،تناولت حقيبتها عن الأرض وعبثت بمحتوياتها ثم اخرجت مغلفا ازرق وقالت:"الوصية معي هنا وكذلك رسالة من محامي جدي.وهو يدعى السيد جونايدس".
مد يده البرونزية اليها وسألها:"هل لي بالنظر الى الورقتين؟".
فتحت المغلف وبصمت ناولته الوثائق.
"في الواقع الوصية هذه نسخة عن الأصلية لازالت الأصلية مع المحامي لذا..."
تركت جملتها دون تكملة عمدا لكنه ابتسم ابتسامة الثعلب الماكر.
وقال:"اذن فلاجدوى من عناء تمزيقي لها؟"
ردت بجفاف:"شيء من هذا القبيل".
نظر سريعا الى الاوارق ثم اليها.
قال:"لكن اترين لاحاجة الى تمزيق هذه الوصية".
ورمى الأوراق بازدراء في حضنها.
فسألته:"ولماذا؟"
"لأنها لاتساوي الورقة المكتوبة عليها".
"ماذا؟"هل هو مجنون ام انها المجنونة ؟"لاتكن بالغ..".
قاطعها قائلا لافائدة ياكاثرين.اخشى انه في هذه اللعبة بالذات.."
جاء دورها لمقاطعته بالقول:"لعبة؟لاألعب اية العاب."
تابع متجاهلا مقاطعتها:"انا من يمسك بكل الأوراق الرابحة بما في ذلك ورقة الآص".
وتناول من جيبه فعلا ورقة لعب وضعها امامها على الطاولة فوق الصينية متابعا"اص الكبة".
حدقت بالورق بدهشة وغضب"
تمالكت اعصابها وسألت:"خسنا ماذا اذن؟".
"اقلبي الورق على الجهة الآخرى".
فعلت كاثرين ورأت كتابة باليونانية وتحتها ثلاثة توقيعات احدها توقيع جدها ثم كان هناك تاريخ محدد شهر شباط"فبراير"من السنة الفائتة،حدقت بذلك التوقيع والجمود يعتريها وحين رفعت نظرها وجدت نيكولاس يحدق بها.
ناضلت لأبقاء صوتها خاليا من اي شعور وهي تسأل:"مالمكتوب هنا؟".
"انه يوافق على منح فيلا انجيلكا وبستان الزيتون المحيط بها والشاطيء امامها الى كوستاس ديميتريوس".
"كوستاس؟".
"أبي".
هزت رأسها بذهول تام وقالت:"لكني لاأفهم".

تمارااا 29-03-09 06:42 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة zoubaida (المشاركة 1913798)
:55::55::55::55::55:mistaniyinik ya ahla tamara :welcome3:: bitawfiiiiiiiiiiiiiiiiiik:friends::

يسلمو قلبي على تشجيعك تحياتي لك ياعسل:flowers2:

فيفي و بس 29-03-09 07:12 AM

[SIZE="5صباح الخير

يسلموا ايديكي يا تمارا

ويييينك من زمان مابينتي؟؟؟؟

الحمد لله على السلامه

لا طولي علينا.....
[/SIZE]
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

تمارااا 29-03-09 08:51 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فيفي و بس (المشاركة 1913813)
[SIZE="5صباح الخير[/size]

[SIZE="5صباح الخير[/color][/size]
[SIZE="5صباح الخير[/color]يسلموا ايديكي يا تمارا[/size]
[SIZE="5صباح الخير[/color][/size]
[SIZE="5صباح الخير[/color]ويييينك من زمان مابينتي؟؟؟؟[/size]
[SIZE="5صباح الخير[/color][/size]
[SIZE="5صباح الخير[/color]الحمد لله على السلامه [/size]
[SIZE="5صباح الخير[/color][/size]
[SIZE="5صباح الخير[/color]لا طولي علينا..... [/size]

[SIZE="5صباح الخير[/color][/size]
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

صباحك ورد ياعسسسسل وربي يسلمك
انا موجودة انتي اللى ماحد يشوفك:flowers2:

تمارااا 29-03-09 08:52 AM

يلله نكمل باقي الفصل ياحلوين....:)

تمارااا 29-03-09 08:53 AM

رد قائلا"ظننت اني كنت واضحا كفاية،والدي هو المالك الشرعي الآن لهذا المنزل".
"ماذا؟"هتفت به وعيناها جاحظتان بذعر لكن حين واجهت التحدي الجلي في عينيه الداكنتين اشارت الى ورقة اللعب متابعة:"مع افتراضي ان المكتوب باليونانية هنا هو ماقلته فعلا...وطبعا لاسبيل لي لمعرفة ذلك الآن،اليس كذلك؟".
قطب حاجبيه بتهديد فسارعت لتتابع:"فلماذا هو مكتوب على ورقة اللعب هذه؟".
"لأن اص الكبه هذا بالذات هو الذي جعل والدي فوز بالمنزل".
"وماكان سبيله الى ذلك بالضبط؟".
اجابها:"اخبرتك انه وجيرالد كانا صديقين قديمن وكانا يقضيان معظم الأمسيات معا في المقهى يتحدثان ويتسليان بلعب الورق،وبأحدى الأمسيات اقترح جدك على ممتلكات كل منهما.فعلا كان هو من اقترح ذلك وكان هو من خسر".
مرت فترة صمت طويلة وهي تحدق به فاغرة فاهها.ثم قالت :"انا لاأصدقك".
هز كتفيه بعدم اهتمام واشار الى ورقة اللعب قائلا:"هاك الدليل".
"بضع كلمات غير قانونية على جهة ورق اللعب؟".
"موقع عليها من قبل المالكين وهناك توقيع الشاهد على ذلك وهو المدعو ميخاليس تريبو وهو زبون دائم في المقهى...".
"وهو احد رفاق والدك على الأرجح".
"في الواقع هو كان صديقا لجدك في ذلك لا لأبي".
رد ببرود وتابع:"وهذه الورقة تحمل تاريخا يسبق تاريخ وصيتك بستة اشهر كاملة".
قالت:"يالهذا الهراء".وضحكت بازدراء واستخفاف متمنية ان تبدو واثقة اكثر مما تشعر به حقا وتابعت:"يجب ان احذرك،ان اصريت على هذا الأدعاء السخيف فساضطر لمجابهتك في قاعات المحاكم".
رد ببرود:"هذا شأنك،لكن لربما عليك معرفة هذا صباح اليوم التالي عرض والدي على دك نسيان الأمر برمته".
ردت بارتياح:"آه،لابأس بتلك الحالة لامشكلة اذن".
"لكن جدك تابع تصرفه كرجل نبيل يلتزم بكلمته ورفض عرض ابي،وبتلك الحالة انا لست والدي".
شعرت بالأرض تميد تحتها مجددا وجاهدت للحفاظ على رباطة جأشها وهي تسأله:"حسنا وماعلاقة هذا بك اصلا؟سأذهب لرؤية والدك في الصباح .يبدو اقل عنادا من ابنه".
رأت قبضته تتكور في حضنه والقساوة تظهر على وجهه لكن كل ماقاله كان:"انتقل والدي الى اثينا بسبب صحة والدتي المتوعكة وقد تركني كمسؤول عن سؤونه في سكاثيوس".
"للأسف".تمتمت بتهكم لكنه هذه المرة تعمد تجاهل قولها.
"رغم هذا الأتفاق ظل الأثنان صديقان واصر والدي على ضرورة بقاء جيرالد في المنزل طيلة حياته.الشيء الوحيد الذي وعد به جدك بالمقابل هو تغيير وصيته وهذا وعد من الواضح لم يكن الوفاء به".
اشتد غضب كاثرين وقالت:"لوكان قد اعطى ذاك الوعد فعلا لألتزم به.وان كان لم يفعل فالأرجح انه فعل لأدراكه انه تم خداعه بالأيقاع به مع والدك المخادع".
شهقت برعب حين نهض نيكولاس عن كرسيه بغضب لسماعه شتمها لوالده ووجدت نفسها رغم ذعرها تحدق بصدره الذي يعلو ويهبط مظهرا قوة عضلاته.
"كاثرين".
لم يحاول الأقتراب منها او لمسها لكنها تراجعت بسبب قوة نبرة صوته وحدتها.للحظة اجبرت نفسها على النظر اليه لكنها عادت لتركز بصرها على الميدالية الذهبية المتدلية حول عنقه.
"اجل؟"
"عادة لاأعطي الناس فرصة ثانية..لكنك مجنونة،غريبة وقد اصبحت امرأة..نوعا ما"وشعرت بنظره ينتقل بازدراء من رأسها حتى بذلتها الرسمية وحذائها ذي الكعب المنخفض وتابع:"لكن ان حاولت تلطيخ شرف عائلتي مجددا،فسوف...".
قاطعته بصوت حاولت جعله عنيفا لكنها لم تنجح:"ستطردني من الجزيرة مغلفة بالعار على الا اعود اليها ابدا مرة ثانية؟".
"لا؟".قال ورفع ذقنها اليه لتواجهه واصابعه على بشرتها:"بل سأعاقبك بنفسي".
حدقت في عينيه والغضب الجامح يلتحم مع الخوف داخلها.لم يرفع صوته بها ولامرة واحدة وكل السلاح الذي يملكه مجرد ورقة لعب قديمة لكنها رغم ذلك تشعر بسيطرتها على الوضع تتبخر دون عودة.لكنها لن تسمح له باخافتها.
فقالت بتحدي:"حقا؟اتطلع بشوق لذلك".
رمته بنظرة متحدية ايضا وتأوهت بداخلها لأن اصابعه انغرزت في لحم ذقنها للحظة،لكنه فجأة تركها واتكأ الى الحائط واضعا يديه في جيبه وكأنه يمنعها من القيام بشيء اخر.
ظلت كاثرين جالسة مكانها للحظات واصابعها تطرق بصمت على خشب كرسيها،اخيرا قطعت حبل الصمت هذا وقالت:"هناك طريقة واحدة لتسوية هذه المسألة سأعود الى بلدة سكايثوس لمقابلة السيد جونايدس الآن وفورا.".
تناولت حقيبتها الجلدية ونهضت.
اوقفها بقوله:"لكن بالطبع سنذهب اليه لكن ليس هذه الأمسية".
نظر الى ساعة معصمه وتابع:"سنراه غذآ،آسف لتكبدك عناء السفر الى هنا دون جدوى".
ردت قائلة:"لاعلى الأطلاق .اخشى انك من سيصاب بخيبة امل".
"اتعتقدين ذلك؟"سألها وهو يبتسم بخفة ثم اضاف بصراحة وكأنه سئم من الموضوع الممل:"كيف وصلت الى هنا؟استأجرت سيارة؟".
"لابل اتيت بسيارة اجرة من المطار الى هنا".
"لم أرها..".
"دفعت له ونزلت عند اسفل التله".
قال بحقد:"كي لايشارك احد نظرتك الأولى الى ميراثك على ماأظن".
كانت نبرته مغيظة بتعمد لكنهاتجاهلت التقاط هذا الطعم وردت ببرود:"في الواقع لم يرغب سائق الأجرة بالتعرض لمشاكل ابتعاده عن خط سيره المحدد على الطريق العام".
مع ان نيكولاس كان محقا في الواقع،فهي ارادت ان تسير وحدها بين بساتين الزيتون التابعة للفيلا لتعيش مجددا اللحظات الساحرة لآخر صيف قضته هنا،لكن هذا النيكولاس البالغ القسوة والبرودة لن يفهم ذلك ابدا.
"فهمت".قال وهو يتفحصها بنظره للحظات متابعا:"اخشى ان جيرالد رفض بعناد وضع الهاتف في منزله لذا سأنزل الى القرية لأطلب لك سيارة اجرة".
سألته بجفاف:"لماذا؟".
"سترغبين بايجاد غرفة في بلدة سكابثوس لقضاء الليلة او لأيجاد غرفة شاغرة في فندق ما،هناك العديد
من تمارا الفنادق الجيدة على الساحل الجنوبي".
التقت نظراتهما وتشابكت للحظة طويلة مشحونه ثم دون التفوه بكلمة اخرى نهضت كاثرين بتعمد وغادرت الغرفة الى الشرفة ثم نزلت السلالم متجهة الى حيث تركت حقيبة ملابسها.
فيما هي ترفع الحقيبة عاد صوت جدها ليتردد في اذنيها وهو يقول:
"آه حبيبتي لاتقللي من قيمة نفسك بتبادل الكلمات النابية مع فلاح دون مباديء".
وغمرتها رغبة جامحة للهرب من هذا المكان،لكن حين استدارت ورأت نيكولاس ينظر اليها بعينيه الساخرتين ومتكئا الى باب المنزل عاد الغضب ليجتاحها.
انه بالغ الثقة بنفسه لدرجة الغرور،اليس كذلك؟
امسكت بحقيبتها بقوة وسارت صاعدة الدرجات مجددا.
قالت بثقة:"عذرا من فضلك".
لكن عوض عن الأبتعاد عن طريقها بأدب وضع ذراعه عن الباب مانعا اياها من الدخول وسأل"ومالذي تعتقدين انك فاعله؟".
"لاأعرف الكثير عن القوانين اليونانية لديكم قوانين هنا بالطبع،اليس كذلك؟".اضافت بعذوبة لكن بعد نظرة واحدة الى عدائية نظرته الجليديه عادت ببصرها الى حقيبتها وتابعت:"لكن في انجلترا التملك تسعة اعشار القانون،آسفة لكن لانية لدي اطلاقا بالهروب،والأستسلام تاركة لك العشر الباقي،لذا سأبقى".وضربت ساقه بحقيبتها.
نظر الى الحقيبة للحظات ثم استقام قائلا:"لابأس،بأمكانك ان تكوني ضيفتي".
"لست ضيفتك.."
"وسأرشدك الى غرفتك".
اجابته بغضب:"شكرا جزيلا،لاداعي لذلك فانا اعرف الطريق اليها".
شدت على حقيبتها اكثر وعبرت غرفة الجلوس ومنها الى الممر الذي يؤدي الى غرفتها القديمة،الغرفة التي بناها جدها لها خصيصا بشكل فوضوي كبقية الزيادات في هذا المنزل.
فتحت باب المنزل ثم تجمدت مكانها وبنظرة رعب لاحظت وجود محتل فيها...كان على السرير قميصا ابيض اللون وبنطال جينز معلق على الكرسي المجاور للسرير وحذاء رياضي ابيض قربه.
سمعت خلفها تعليق نيكولاس المتكاسل:"ياللروعة.لم ادرك ياكوكولا انك بانتقالك الى منزلي ستشاركيني سريري ايضا".
تأوهت بداخلها فبسبب اضطرابها فتحت باب الغرفة التي الى اليمين بدل باب غرفتها الى اليسار،رفعت حقيبتها مجددا واستدار غاضبة والأحمر القاني يلون وجنتيها.
قالت بغيظ عبير اسنانها المصطكة بارتباك:"آسفة هذه غلطتي".ودفعته بعيدا قبل ان تفتح باب غرفتها الحقيقية.
اجل هذه هي غرفتها.كما تذكرها تماما وكأن جدها احتفظ بها لها نظيفة ومرتبة ومتوقعا وصولها بأي لحظة.
شعرت بغصة بسيطة في حلقها وهي تنظر حولها الى السريرالصغير ،خزانة الأدراج الصغيرة قربه والتي صنعها لها خصيصا نجار القرية كريستوس ولونها باللون الزهري زالوروود البيضاء تمارا الصغيرة الى الأرض الخشبية المصقولة المغطاة بوسطها بالسجادة الصينية الملونة القديمة التي بهتت الوانها بعض الشيء والذي احضرها جدها معه من الصين قبل سنوات وسنوات.
كل شيء كان على حاله باستثناء ان احدهم قد وضع باحد زوايا الغرفة عدة لوحات زيتية لم تكتمل بعد.
قال:"آسف بهذا الشأن سأنقل اللوحات فورا".
سألته بسرعة دون تفكير:"اذن لازلت ترسم؟".
فرد قائلا:"بالطبع اخبرتك اني اريد ان اكون رساما مشهورا قبل ثماني سنوات ،اليس كذلك؟".
كان هذا السؤال اول ماتفوه به احدهما بالعودة الى الماضي،ازدادت زرقة عينيه لتلك الذكرى ثم خفض نظره وكأنه عاجز عن الأحتفاظ بنظرته المتحدية.ولاحظت كاثرين انتفاض عرق رقبته بقوة..رغم النسيم العليل الذي كان يتسلل من النافذة المفتوحة الا انها كادت تشعر بالأختناق فرمت حقيبتها على السرير وقالت دون ان تنظر اليه:
"ان كنت لاتمانع ارغب بتنشق الهواء المنعش".
"هل اكلت؟"سأل دون ان يتحرك من مكانه على الباب مانعا اياها من مغادرة الغرفة.
"تناولت العشاء في الطائرة".
سألها بملل ونفاد صبر:"قلت هل اكلت؟".
ردت:"كان الطعام جيدا بالفعل".واجبرت نفسها على تجاهل رجفة احست بها.
قال بنبرة آمرة لادعوة:"ستنضمين الي لتناول العشاء".
ردت بصرامة:"لاشكرا لكني لن افعل،سأنزل الى المقهى.والآن عن اذنك".
تنحى مقدار نصف انش فقط وتلامست ذراعيهما وهي تمر بقربه مغادرة الغرفة.
شعرت وكأن نيرانا لاهبة لسعت ذراعها ودون ان تنظر اليه تابعت سيرها وغادرت المنزل،احست بذراعها لاتزال تحترق لكنها لم تتوقف لتمسيدها الا بعد ان ابتعدت عن المنزل الذي اصبح خارج مجال الرؤية.

انتهى الفصل.

تمارااا 01-04-09 11:41 AM

نكمل ياحلويييين...

تمارااا 01-04-09 11:52 AM

الفصل الثاني


كانت كاثرين قد قطعت مسافة نصف الطريق المنحدر قبل ان
تخفف من سرعة خطواتها وتتوقف لترتاح قليلا تحت ظل شجرة صنوبر وهي تبتسم،انها ناضجة الآن امرأة عصرية ذات عمل مسؤول،لكنها رغم ذلك وامام نيكولاس ديميترس بالذات لازالت كما كانت طيلة ذاك الصيف الأخير مجرد فتاة مراهقة ترتجف على حافة شيء تجهله وتخشاه بشده.
لاشك ان السبب بشعورها المشوش الآن هو تعب السفر اضافة الى تبدل احوال الطقس بين الربيع الأنكليزي البارد والربيع اليوناني الدافيء وايضا هناك صدمة الطعن بوصية جدها.
اقنعت نفسها ان لاعلاقة لنيكولاس بهذا الشعور اطلاقا وتابعت طريقها بعد ذلك.
لكنها توقفت بعد قليل وعلت ابتسامة الدهشة ملامحها،
فامامها كانت تمتد الأرض المزروعة باشجار الزيتون والتي تعود لجدها.
كانت الأشجار قديمة وجذوعها رمادية وضخمة،لكن كانت الحشائش الخضراء اسفلها تموج بأزهار السوسن الصفراء والبيضاء،وكانت الأزهار المتنوعة والمختلفة الألوان تزين كل الأرض مانحة المنظر روعة قل مثيلها.
في المرة السابقة لم يكن لهذا الجمال البسيط الفاتن من وجود لكن المرة الأخيرة التي كانت فيها هنا كان في اخر الصيف،وتذكرت كاثرين صف اشجار الصنوبر على طرف هذه الأرض البعيد الذي يفصل بينها وبين بحر ايجة الأزرق الرائع.
الآن الصوت الوحيد الذي كانت تسمعه كان صوت الريح بين اغصان الزيتون وكذلك صوت الآمواج الآتي من بعيد،وشعرت فجأة بالدموع تترقرق في عينيها.
هل كان جوليان على حق؟سألت نفسها وهي تعض على شفتيها السفلى،ام ان هكذا جمال يبقى على حاله الى الأبد،كان ليقول لها الآن،ياعزيزتي انت تتصرفين بعاطفة جياشة.وكان ليهز رأسه بأبتسامة صغيرة تعلو وجهه.
كان الشاطيء كما تذكره تماما،اشجار الصنوبر على طرف والصخور الشاهقة على الطرف الآخر.ومع ان الشمس قد غابت تقريبا لكن الرمال مازالت تحتفظ بحرارة النهار التي تسللت اليها،فهي كانت تضع الكثير من الملابس عليها وفكرت بامتعاض انه هو السبب بهذا فيما كانت تخلع السترة عن اكتافها.
كان عليها الأبتعاد بأقصى سرعة لذا فهي لم تجد الوقت لتبديل ملابسها.
بهذه اللحظة شعرت انها لم تعد قادرة على تحمل ملابسها فخلعت حذائها ونظرت حولها وحين لم تجد احدا خلعت سترتها وبقيت بالبلوزة الخفيفة التي بلا اكمام ثم اتجهت نحو الماء.
كان هذا شاطئا خاصا لايرتاده احد ولايقترب الصيادون منه،واحيانا في الصيف كان يصل اليه قارب فيه بعض الشبان من السواح وكان جدها يطالبهم بالمغادرة حين يزداد ضجيجهم ويمنعه من الكتابة.
كانت المياه باردة منعشة وشعرت كاثرين بروعة المكان تلفها بأكملها.
هنا قابلت نيكولاس للمرة الأولى وحينهابدأت تلك الأيام السحرية.كانت تسبح وقد خرجت للتو من البحر حين ادركت ان احدهم يراقبها من مكانه قرب اشجار الصنوبر.
وفيما تعثرت خطاها قليلا على الرمال اقترب هو منها ببطء ووقف امامها بصمت وهو يحدق بها،مرت لحظات قبل ان يعرفها بأسمه،اخبرته باسمها ومدت يدها اليه لتصافحه..
الآن ظهر القمر الفضي وسط السماء فادركت ان عليها العودة.بتردد استدارت ولمحت قرب الأشجار شيء ابيض اللون،وبعد لحظة سريعة ادركت ان ذلك الشيء الأبيض هو نيكولاس بقميصه الأبيض.
تماما مثلما حصل في الماضي،كان يراقبها لكنه لم يتقدم منها،لكن شيء ما جعلها ترتعش قليلا وكأنها في حلم وجدت نفسها وكأنها تسير في نومها دون ان ترفع نظرها عنه.
حين وصلت اليه توقفت على بعد خطوة منه،كان وجهه في ظل الأشجار ولم تكن تعابيره واضحة،ثم وببطء شديد
رفع يديه وامسك بكتفيها.ملمس راحتيه كان دافئا على بشرتها فسارت الى احضانه وكأنها تستيقظ من نوم دام لقرون.
حين رفعت وجهها اليه كانت انفاسه دافئة على بشرتها،قبلها وكانت قبلته رقيقة خفيفة وبطيئة لكنها مثيرة جدا،وشعرت بنبضات قلبها تتسارع بجنون واحست بنفسها تتجاوب معه بكل ذرة في كيانها.
حين تأوهت بعمق وحركت اكتافها تحت راحتيه لم يتغير طابع تلك القبلة الغريبة،وكأنه يسألها سؤالا صامتا كانت شفاهها وكل كيانها يجيبه بالأيجاب،اجل،اجل...
ارتعشت قليلا فيما كانت عينيها شبه مغمضتين ثم فتحتهما،مالذي تفعله؟اي جنون يسيطر عليها؟
انتزعت نفسها بعيدا عنه تمارا ووضعت يدها على وجهها لتمسح قبلته ولتعود الى الواقع.لم يسبق لها ان شعرت بهكذا ردة فعل من قبل،لم تشعر بهكذا رغبة ابدا حين كان يقبلها جوليان.ستشعر بهذا فقط مع زوجها فقط مع الرجل الذي تحب.
اخيرا تناولت حذائها وسارت عبير الظلام نحو اشجار الصنوبر.
لحق بها في بساتين الزيتون وسمعته يقول:"اهدأي والاتعثرت".
كان صوته هادئا لكنها شعرت بصدى شيء آخر في صوته صدى جاذبية ساحقة اخافتها.
"لا".
لكنه امسك بمعصمها بقوة منعتها من الأفلات واجبرتها على السير ببطء قربه،رطبت شفاها المرتعشة وقالت:"الأزهار جميلة لم يسبق لي رؤيتها هكذا".
"حسنا كان الوقت صيفا حين كنت هنا آخر مرة".
قال ذلك بلهجة عادية مغلفة بمسحة حزن ،حين كنت هنا آخر مرة..
تلك الأيام البريئة الرائعة الساحرة وتلك الأمسيات حين كان جدها ينزل الى المقهى،حين كانت تسبح هي ونيكولاس ويبنيان القلاع الرملية ويلعبان التنس بقطعة خشب دائرية ثم يذهبان بنزهة على دراجته النارية القديمة حيث كانت تتمسك به وهو يقود الدراجة بسرعة على المنحدر.
كانت تلك هي البراءة بعينها..كان يقبلها بعض الأحيان،لكنها كانت قبلا عادية على جبينها فيما هما ينزلقان على لوح التزلج المائي وذراعه حول كتفيها...
باستثناء تلك الأمسية الأخيرة..تحت ظل اشجار الصنوبر كانت تفرك انفه بالحشائش فيما هو نائما وذراعيه تحت رأسه،فجأة فتح عينيه وحدق بها بقوة وكأنه يراها للمرة الأولى.ثم نهض وامسك بوجهها وببطء اخذ يقبلها..كانت القبلة رقيقة في البداية الا انها مالبثت ان ازدادت حرارة وعمقا،للحظة تعلقت به مستمتعة بما يجري لكن حين اشتدت قبضته حولها ابتعدت عنه وهي تشهق.
لم يأت اليوم التالي ولا الذي يليه ولا الذي يليه،مع انه تمارا تركها مودعا بقوله:"سأراك لاحقا".
بالنسبة له كانت الفترة مجرد فترة لهو مع فتا انكليزية ساذجة.
لاشك انه في ذلك الحين غرق في مشاكل مجهولة بالنسبة اليها ونسي كل شيء عنها...
انزعجت في هذه الذكريات ولأبعاد فكرها عنها قالت ببرود:"اجل بالطبع ،كان علي معرفة ذلك فالأزهار كلها تذبل وتختفي قبل نهاية الصيف".
توقفت للحظة واخذت نفسا عميقا قبل ان تتابع:"ماهذه الرائحة العطرة؟".
ترك يدها وانحنى في الظلام عابثا بين ازهار البنفسج ،حين استقام امسك بيدها ثانية وقال:"تفضلي".
شعرت بالنباتات بين يديها فرفعتها الى انفها وتنشقت عطرها.
قال لها:"عليك سحق الأزهار لأطلاق رائحتها".وضغط اصابعه على اصابعها الممسكة بالأزهار لتصلها الرائحة الجميلة.
"انها رائعةنشكرالك".قالت بتلعثم واصابعها لازالت حارة جراء ملامسة اصابعه.
"بالنسبة لي انها رائحة اليونان،لورميت على سفح اي من التلال القريبة ووضعت غلالة على عيني وشممت هذه الرائحة لعرفت انني وصلت الى منزلي".
شبك اصابعه باصابعها تمارا وقادها الى الممر فيما هي بالكاد ترى امامها.
كان قد اضاء بعض الشمع على الشرفة ووضعها داخل المصابيح على الطاولة المعدة لتناول العشاء وشعرت بالغضب يتحرك داخلها مجددا طاردا موجات العاطفة التي كانت متعلقة بها كالضباب الخفي.
قالت بصرامة:"اخبرتك اني سأتناول العشاء في المقهى".
مد يديه امامه قائلا:"لكن ياعزيزتي لايفتح المقهى بمثل هذا الوقت الباكر من الربيع واكره ان تقومي برحلة اخرى دون جدوى".
"حسنا،في الواقع انا لااشعر بالجوع".
قالت ذلك وهي تشعر بالأختناق لفكرة تناول العشاء معه على ضوء الشموع.
"كاثرين".قال وادارها كي تواجهه متابعا:"لقد اعددت الطعام وستتناوليه".
"اخبرتك انني لست..".
قاطع كلامها قائلا:"ام شئت سأترك لك حرية اختيار المواضيع التي سنتحدث بها،ان كان هذا يشعرك بالأمان اكثر وانت معي".
قالت بكذب:"اشعر بالأمان الكامل معك".
"هذا مؤكد".وتابع بصوت مخملي لكنها ادركت انه كان يعرف الحقيقة وتابع:"لذا من فضلك اجلسي".
قالت:"علي تبديل ملابسي،انظر".
ومدت قدمها المليئة بالرمال.
نظر الى قدميها العرية بتعبير غريب ثم قال وعينيه لازالتان مسمرتان على قدميها:"لاداعي لتبديل ملابسك،تبدين فاتنة".
سحب كرسيا وفيما كانت تجلس عليه تابع هو:"لكن هناك امر واحدا..".
وقبل ان تتمكن من الأعتراض ازال ربطة الشعر التي كانت تعقص بها شعرها الى اعلى رأسها وانسدل شعرها الكثيف على كتفيها.

تمارااا 01-04-09 11:54 AM

"لماذا فعلت ذلك؟".سألت بغضب وهي تعيد شعرها الى ماخلف اذنيها.
"لأنني افضل رؤية شعرك هكذا".
فيما كانت تبحث عن شيء تربط به شعرها اختفى هو داخل المنزل للحظات ثم عاد حاملا صينية كبيرة فيها صحن سلطة يونانية ضخ واخر يحوي لحوما مبردة مع رغيف خبز محلي تذكرت طعمه اللذيذ جيدا وزجاجة مياه معدنية وكوبين وضع كل ذلك على الطاولة قبل ان يجلس على الكرسي امامها.
قال وهو يسكب الماء في كوبها:"والآن عم ترغبين ان تتحدثي ياكاثرين؟".
قالت بانزعاج:"ماذا عن..متى ستغادر منزلي؟".
"آه ارجوك" قال ذلك واضعا يده على قلبه بحركة يونانية بحته وتابع:"سبق وانهينا مناقشة هذا الموضوع تمارا،باستثناء نقطة واحدة وربما هي كم تخططين للبقاء هنا؟".
"اخذت عطلة لمدة اسبوعين وهذه مدة كافية كما اظن لمعالجة هذه المسألة كليا".
"عطلة؟".
"اعمل في لندن في مصرف مشهور".
"حقا؟وماهو عملك فيه بالضبط؟".
"اصبحت مساعدة مدير الحسابات منذ فترة قصيرة فقط".
"تهانينا".
"شكرا،يقول جوليان ان..".
"آه،اجل،جوليان الغالي".
كانت يدها اليمنى على الطاولة فأمسك نيكولاس بها ورفعها محدقا الى الخاتم الألماسي في اصبعها،رغم تصميمها على عدم اظهار اي ردة فعل الا انها ارتعشت رغما عنها فرفع عينيه نحوها وترك يدها.
قال:"اخبريني عن جوليان".
"انه يعمل في المصرف ايضا،هكذا التقينا".
"آه،فهمت،اذن كلاكما يعمل في وظيفة محترمة".
"اجل".ردت فورا:"ومالعيب بذلك؟دعني اخبرك شيئا هذا العمل افضل من التسكع دون عمل لبقيةحياتك".
نظر اليها ورأت بريق السخرية في اعماقها فتابعت بجفاف:"آسفة،لاشأن لي بذلك.كنت تحاول اغاظتي اعرف ذلك وجوليان..شخص جيد".
"اجل طبعا اذكر ان جيرالد اخبرني عنه".
نظرت اليه لفهم مقصده لكنها لم تعرف شيئا لقد جاء جدها الى انكلترا قبل حوالي سنه لمتابعة علاجه الطبي،وقد سعدت كثيرا برؤيته حينها،لكنها ادركت رغم عدم تفوهه بشيء انه كان ممتعضا من مجال عملها،كما وانها ادركت ورغم ادبه الشديد اثناء وجود جوليان معها انه لم يعجب به اطلاقا ليكون زوجا لها.وقد آلمها ذلك بشدة والىن معرفتها بأطلاع نيكولاس على ذلك آلمها اكثر فأكثر.
"استلم جوليان فرع المصرف خاصته منذ ذلك الحين وهو واحد من اصغر المدراء في تاريخ المصرف".
ادركت انها كانت تثرثر لكنها ارادت بياس متابعة التحدث عن جوليان وكأن ذلك سيبقيه مكانه خلف ضوء الشموع.
فتابعت ،كنا نعمل في فرع المصرف ذاته لكنه اقترح علي الأنتقال فهو يفضل عدم عمل الرجل وزوجته في المكان نفسه".
"هذا مؤكد"رد نيكولاس بصوت هاديء.
لكنها جاهدت لتغير هذا الموضوع فسألته:"اذن لازلت ترسم؟".
برقت عيناه للحظات تحت ضوء الشموع فادركت انه عرف هدفها من تغير الموضوع،اجابها دون اهتمام"كما رأيت".
"هل تابعت اي دراسة اكاديمية؟اذكر انك..".
صمتت فجأة ثم تابعت:"كنت تتحدث عن الألتحاق بمدرسة رسم".
"اتممت دراستي في اثينا،اجل".
سألته:"ومن يشتري لوحاتك؟".
"السكان المحليون وفي الصيف ابيعها للسياح الأثرياء الذين يستخدمون المرفأ لرسو قواربهم".
"اي نوع من اللوحات ترسم؟".
هز كتفيه وكأنه تعب من كل الموضوع وقال:"مناظر طبيعية على الأغلب،وارسم الناس حين يطلب مني ذلك فقط".
"الناس؟اجل،انا.."صمتت فجأة مجددا وهي تشعر بارتباك اكبر وتابعت:"ومناظر طبيعية،تقصد مناظر طبيعية محلية؟".
"احيانا".
قالت:"فهمت".وفكرت باقناع جوليان بشراء بعض لوحات تحمل مناظر سكايثوس لوضعها في منزلهما الجديد،مع ان الفكرة كانت تزعجها،لكنها قد تفعل ان كانت بحاجة للمال..
وسألته بلباقة:"وهل انت..ناجح؟".
لسبب ما ابتسم مظهرا اسنانه البيضاء البراقة وقال:"انا لازلت حيا".
انحنى الى الأمام وقطع الخبز ثم وضع عليه الزبدة والمربى وناولها اياه قائلا:"اخبريني ياكاثرين وسؤالي تمارا بدافع الفضول والبحث فقط بالطبع،لنفترض انني لم اكن املك فيلا انجيلكا.."
قاطعته قائلة:"وانت لاتملكها فعلا".
"فما كانت مخططاتك لهذا المكان؟".
ترددت وقالت :"حسنا".
تابع:"اكنت ستأتين للعيش هنا على الجزيرة؟".
"بالطبع لا،كيف لي ان افعل ذلك؟".
"اذن كنت ستستخدمينها لقضاء العطلة فقط؟".
"ليس تماما،لا".ردت وهي تشعر فجأة بالتردد امام نظرته المخترقة.
لكن مالفائدة؟مادخله هو في هذا فكرت بذلك وتابعت بصوت عادي:"في الواقع انوي انا وجوليان تحويل المكان الى استثمار سياحي".
"حقا؟"سال بنبرة عادية بدوره:"اخبريني عن ذلك".
"لاشيء بالغ الفخامة بالطبع فانا لاأرغب بافساد المكان وتبديله كليا".
"بالطبع لن تفعلي".وافقها بنعومة فائقة،لكن حين نظرت اليه كانت ملامحه صفحة بيضاء لاتعكس شيئا ممايجول بداخله.
فقالت:"لكن جوليان يعتقد...اقصد نحن معا نعتقد ان التخطيط الدقيق غير المكلف هو الأفضل لذا سنبني بعض الأكزاخ الصغيرة وحوض سباحة وملعب تنس.."
قاطعها بسؤاله:"واين كنتم تنون بناء ذلك؟".
"فكرت في المساحة عند بستان الزيتون".
"وسط بستان الزيتون؟".
"اجل لكني شاهدت الأزهار الآن ومن الواضح انني سأغير الموقع".
لم يعلق على اقتراحها لكنها شعرت بنفسها تنحصر في زاوية الدفاع عن النفس مجددا ولم يعجبها ذلك فتابعت:"لسنا ماديين،سيكون كل شيء مرهف الذوق ،لدى جوليان
صديق.."
قاطعها مجددا:"صديق؟انت تذهليني".
اشتدت اصابعها على كوبها ،لكنها قاومت انفجار غضبها وقالت بصوت جليدي:"لدى جوليان صديق يعمل في مجال تطوير المنشآت السياحية وهو.."
وفر عليها ماكانت ستشرحه وقال:"سيكون شريكه بالوقت والعمل وانتم بالمال والأرض؟".
"اجل كل شيء سيتم وفقا للمستوى الممتاز،لن يكون هناك من يطوف في شوارع سكايثوس بحثا عن الزبائن او ماشابه لقد اصريت..اقصد اتفقنا على ذلك الأمر".
"لقد ارحت تفكيري".
قالت:"يسرني ذلك".ثم رفعت اليه نظرها وتابعت:"انظر،من الواضح انك لاتوافق على خططنا،ليس هذا من شأنك،لكن هل لي بتذكيرك ان هذا سيؤمن فرص العمل لكثير من المواطنين المحلين هنا؟".
"ربما ضمن موسم السياحة القصير فقط".
قال بصوت جليدي لم يلبث ان تحول الى صوت ناري وهو يتابع:"فيما كل المال الحقيقي يسحب الى لندن الى جيوب جوليان وصديقه،اتعرفين ياكاثرين..لقد تغير،لقد اصبحت امرأة طماعة وشريرة".
مزقتها كلماته كالخنجر السام فصاحت بقوة:"اجل،بالطبع تغيرت،انا اكبر الآن بثمان سنوات تمارا والمشكلة فيك يا نيكولاس انك لم تتغير ولن تتغير ابدا،ستقضي كل حياتك مستلقيا تحت الشمس،بائعا لوحاتك كلما استطعت للسياح الذين يملكون مالا اكثر ممايملكون عقلا".
قال وكأنه لم يسمع كلمة مما قالته:"كما وانك تحولت الى متزمته صغيرة متمسكة برأيها الخاطيء،كان جيرالد محقا بقلقه عليك.."
تأوهت قائلة:"حسنا لم يكن من داع له لذلك اؤكد لك هذا".
"حتى انه كان يخشى من ان تصبحي نسخة مكررة عن والديك".
سألته بحدة:"آه،حقا؟وماضير ذلك؟".
"الكثير،تبعا لجدك،لقد خاب ظنه بهما بشدة،كان يعتبرهما ضيقا الأفق وباردا الأحاسيس".
وهل خطر ببال جدي يوما ان تزمت والدي هو ردة فعله لنمط حياة والده عديم المسؤولية؟".
"اجل بالطبع مع ان ذلك لم يسهل على جدك تقبل الأمر،هل يحب والداك خطيبك؟".
حدقت به للحظات ثم توتر فمها وهي تقول:"بالطبع يفعلان،انهما معجبان جدا بجوليان".
التوى فمه وهو يقول:"لاشك انه حين اطلعنهما على نبأ خطوبتك اخذك والدك جانبا قائلا،عزيزتي كاثرين هذا شاب سيصل الى القمة لقد احسنت الأختيار".
"ليس هذا ماقاله بالضبط"قالت ذلك وهي ترفع ذقنها بعناد.
فقال:"هذا المشروع السياحي هو فكرة خطيبك الغالي،اليس كذلك؟".
ردت بعنف:"لابالطبع.لا".لكن نظرة الذنب في عينيها فضحت كذبتها.
"هذا المكان..الا يعني لك شيئا اطلاقا؟".
"بالطبع يعني لي الكثير"ردت بصوت مبحوح،كيف يمكن له طرح سؤال كهذا؟المكان الذي وقعت فيه وبيأس والم في الحب للمرة الأولى في حياتها،هيام مراهقة،عطلة رومانسية،بوسعها رؤية ذلك الآن وبالطبع هو بدوره يعرف ذلك.
في هذه الأيام هي تتباهى بقدرتها على اخفاء عواطفها ومشاعرها لكن حينها كان وجهها مرآة واضحة للحب الجارف الذي تكنه لليوناني الشاب الوسيم.
كررت ثانية وبقوة:"بالطبع يعني لي الكثير،فذكرى الماضي باكمله يكمن هنا،لكنك بالطبع ترى.."
قاطعها قائلا بصوت غاضب:"لا،بل انت بالطبع ترين ان اي تطوير مهما كان مرهف الذوق كما تقولين سيدمر تلك الذكرى الى الأبد".
جرع كل مافي كوبه ثم تابع:"هل تتوقعين مني تسليم هذا المكان الجميل لخطيبك الشرير والطماع كي يفسده؟".
"انظر" قالت وقد تعكر مزاجها بدورها:"سمعت مافيه الكفاية عن هذا الموضوع،جوليان ليس شريرا،انت لاتعرفه ولاتعرف والدي و.."
"ولارغبة لدي اطلاقا بالتعرف عليهم نظرا لماأراه من تغير فيك بسببهم".
"احتفظ بآرائك لنفسك".تابعت وهي تبعد شعرها الأشقر عن وجهها المتضجر احمرارا:"وللمرة الألف اقول لك ان هذا منزلي وانا حرة بفعل ماأشاء به".
"كلاياعزيزتي".قال بابتسام:"دعيني اقول لك هذا،لاشيء مماسبق وفعلته في حياتي سيمنحني مقدار الرضى الذي سأناله من منعك وجوليان من الاستيلاء على هذه الفيلا".
"اعرف ان هذا سيرضيك".ردت بقوة:"فانت لم تعمل يوما في حياتك كلها وقد سقط هذا المكان في حضنك كالخوخة الناضجة وانت لن تتخلى عنه دون قتال".
"صدقت بهذا".
"لابأس،سنرى ماسيقوله السيد جونايدس المحامي غدا،فكر بذلك قبل ان تعتبر المكان ملك".
نهضت بغضب فسألها:"اين تذهبين؟".
"الى غرفتي،فالرفقة هذه لاتهمني".
"الشعور متبادل،اؤكد لك ذلك". وسمعت صراخه بالكلمات الأخيرة هذه حتى وصولها الى غرفتها واغلاق الباب خلفها.

انتهى الفصل.

تمارااا 06-04-09 12:55 PM

امممممممممممممممم يعني معقول الرواية ماعجبتكم؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

zoubaida 06-04-09 04:22 PM

:Welcome Pills5::Welcome2::Welcome1h::rdd10ut5:

دلوعة الاسطورة 06-04-09 11:45 PM

يااالباا قلبتس قوولي آآمين

كمليهاا تموره<<ّ~يلعن ام الدلع ههههههههههههههههههههههه

واعطيتس بوووسه كبيره ههههههههههههههههههه

بين الكلمات 07-04-09 05:19 AM

كمليها يا قلبي والله احنا معاك بس كمليها:f63:ومشكووووورة مقما:hR604426:


:flowers2:

بين الكلمات 07-04-09 05:21 AM

قصدي مقدما

تمارااا 07-04-09 09:46 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة دلوعة الاسطورة (المشاركة 1919178)
يااالباا قلبتس قوولي آآمين

كمليهاا تموره<<ّ~يلعن ام الدلع ههههههههههههههههههههههه

واعطيتس بوووسه كبيره ههههههههههههههههههه

هههههههه آآآآآآآآآآآمين

ياحبي لك والله :flowers2::flowers2:
اكييييد بكملها لعيونك ياعسل من جد مرورك اسسسسسسسسسعدني

خليكي متابعة ولاتحرمينا مرورك المميز:flowers2:

تمارااا 07-04-09 09:48 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بين الكلمات (المشاركة 1919441)
كمليها يا قلبي والله احنا معاك بس كمليها:f63:ومشكووووورة مقما:hR604426:


:flowers2:

ياعسل اكيد رح اكملها لأني ماابدي شي الا واكمله بس حبيت اشوف تفاعل على الرواية مو اكثر
تقبلي تحياتي :flowers2::flowers2:

majedana 12-04-09 10:18 PM

تسلم ايدك تمارا

انا من زمان بدي اقراها ..راح استني لما تكمليها

بااااااااااانتظار الباقي


miss, vip 13-04-09 06:47 AM

تسلم يدك
ننتظر التكمله
:)

تمارااا 13-04-09 05:52 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة majedana (المشاركة 1925525)
تسلم ايدك تمارا


انا من زمان بدي اقراها ..راح استني لما تكمليها

بااااااااااانتظار الباقي


هلااااا والله ماجي نووووورتي انشالله رح اكملها
الفصل الثالث قيد الكتابة ورح ابلش فيها من بكره:flowers2::flowers2:

تمارااا 13-04-09 05:57 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة miss, vip (المشاركة 1925821)
تسلم يدك
ننتظر التكمله
:)

العفو قلبووو التكملة جايبة سو سووون انشاءالله:flowers2:

تمارااا 13-04-09 06:00 PM

http://www.liillas.com/up2//uploads/...7c5ae8e0f9.gif

دموع الشموع السوداء 21-05-09 03:56 PM

شكرا لك تمارا
وفى انتظار الباقى بسرعة لان الرواية شكلها يجنن جدا

بايبر 04-10-09 09:29 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الرواية كثير حلوة وين التكملة

صوت البحر 05-10-09 03:08 PM

عاشت ايدك حبيبتي وننتظر التكملة :8_4_134:

لؤلؤة المحيط 06-10-09 09:15 PM

الرواية رووووووووووعة

ننتظر التكملة على احر من الجمر

الماسه نجد 18-10-09 11:25 AM

شكل الروايه مرره حلوه ننتظرك

majedana 19-10-09 02:49 PM

شو تمارا نسيتي الرواية والا شو هههههههه

tooka 25-10-09 08:40 PM

عزيزتي تمارا ^.^

انتظر تكمله الروايه بفارغ الصبر

ولك جزيل الشكر عالمجهود الرائع

عيوني تذبح 29-10-09 10:13 AM

؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

وين التكلمة ..؟

الماسه نجد 30-10-09 11:29 AM

???????? شكلك نستينا

تمارااا 05-11-09 03:29 AM

بنااااااااااااااااااااااااااات رجعت بعد غياب اعتذر عنه بششششششششششششششدة
سامحوني بليز بس غصب لظروف السففففر
من جد لكم وووووووووووووحشة ياهي قوووووووووووية مررررررررررررة
ادري مصختها بس غصب
ووعد مني رح اكمل الرواية من بكرة لعيونكم
تابعوني ورح نكملها مع بعض~~~~~~~~~~~يافديتكم والله فقدتكم

الجبل الاخضر 07-11-09 12:37 AM

ويالتكملهن

تمارااا 07-11-09 08:58 PM

ياحبايبي والله رح اكملها قريب بس القى الرواية رجعت من السفر ومالقيتها
استحملوني معليييييييييييش غثيتكم معي

Rehana 07-11-09 09:12 PM

حبيبتي ..تمارااا

إن شاء الله تلقيها..السفر بنسي كل شيء

بالتوفيق

rana_rana 08-11-09 01:06 AM

فى انتظارك موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

تمارااا 08-11-09 07:30 PM

انشالله قموره حياتي

نداء الحق 09-11-09 09:44 AM

نحن بالانتظار
الرواية رووووعة

الجبل الاخضر 09-11-09 05:10 PM

ننتظرررررررررررررررررررررررررررررررررررر

لؤلؤة المحيط 09-11-09 06:24 PM

الرواية روووووووعة ننتظر البقية

marro 10-11-09 11:32 PM

:55:.


:55::55::55::55:

marro 10-11-09 11:35 PM

[SIZE="6"] جزاك الله الف خير
بارك الله فيك ورحم الله والديك, يعطيك الف عافيه[/SIZE]

عيوني تذبح 12-11-09 01:05 PM

نحن ننتظرك ..

الجبل الاخضر 14-11-09 12:12 PM

ننتظرررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررر

تمارااا 14-11-09 10:32 PM

اعتذر عن التأخير بس خلص النار الزرقاء بكملها لكم
انتظروني قريبا

tooka 15-11-09 08:54 PM

بانتظارك عزيزتي تمارا

وشكراً مره أخرى على مجهودك الرائع

تمارااا 16-11-09 09:02 AM

العفوووو tooka
مرورك هو الرائع
تحياتي لك

جيرمون111 18-11-09 10:06 PM

تمارااا
في الحقيقة لا أعرف كيف أشكرك
مواضيعك في منتدى روايات عبير المكتوبة
من أفضل المواضيع المطروحة ..
وأنا لا أجاملك , وإنما أتمنى لك التوفيق
والنجاح ... وأتمنى ـ كما ذكرت سابقاً ـ
أن أراكي تكتبين مثل هذه الروايات الرائعة ...:55::55::55:

الجبل الاخضر 19-11-09 12:00 AM

ننتظر تمار يا اروع كاتبه

تمارااا 19-11-09 01:53 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جيرمون111 (المشاركة 2101124)
تمارااا
في الحقيقة لا أعرف كيف أشكرك
مواضيعك في منتدى روايات عبير المكتوبة
من أفضل المواضيع المطروحة ..
وأنا لا أجاملك , وإنما أتمنى لك التوفيق
والنجاح ... وأتمنى ـ كما ذكرت سابقاً ـ
أن أراكي تكتبين مثل هذه الروايات الرائعة ...:55::55::55:

ياعزيزي مافي داعي للشكر هذا اقل شي نقدر نسويه لمنتدى رائع كمنتدانا
اخجلتني بأطراءك ومرورك المميز(لاعدمناه انشالله):)
وانشالله رح اكتب الين تطفشون مني:flowers2:
تحياتي لك ولذوقك :flowers2::flowers2:

تمارااا 19-11-09 01:55 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الجبل الاخضر (المشاركة 2101202)
ننتظر تمار يا اروع كاتبه

فديييييييت اللي ينتظرون انا نورتي ياعسل
وانشالله سوسوووون رح اكملها
اعتذر لكممممممممم من جد بس النار الزرقاء على بكره بعده بخلصها انشالله وبنبدأ نكمل هذي:flowers2::flowers2::flowers2:

tooka 01-12-09 09:11 PM

^.^ مازلت بالانتظار

ammy200 02-12-09 09:12 PM

بجد
انا هعيط وابكى واغرق الى حوليا
لو مكملتيش
بسرعه

الجبل الاخضر 15-12-09 02:48 PM

وينك ننتظررررررررررر

قماري طيبة 05-01-10 05:41 PM

الرواية روعة بانتظار التكملة
لا تطولي علينا عزيزتي
:7_5_122::7_5_122::7_5_122:

الجبل الاخضر 02-04-10 10:33 PM

تماررررررررررررررر بليز بليز بليز كمليها بليز انتظرررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررر رررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررر ررررررررررررررررررررر............الى مالانهايه

rana_rana 03-04-10 06:00 PM

بارك الله فيك ورحم الله والديك, يعطيك الف عافيه

الجبل الاخضر 13-04-10 09:52 PM

ننتظرررررررررررررررررررررررر

الماسه نجد 05-05-10 10:16 AM

وينك ياتمارا ننتظرك بليييييييييييييييييييييز كمليها

سفيرة الاحزان 05-05-10 12:30 PM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

meryama 06-05-10 12:25 AM

شكرا لكي مني اجمل تحية بالتوفيق

وجودي لذاتي 07-05-10 07:33 PM

تهيء تهيء وين باقي الرواية اللي عندها تكملها بليزززززززززززززز بالتوفيق

nany-ad 08-05-10 02:26 PM

حراااااااااااااااام بجد :( وين البااااااااقي

الجبل الاخضر 30-05-10 09:55 PM

ننتظر وبليزززززززززززززززززززززززززززززززززززززززززز تكملين بليز ارجو اني كسرت خطرك وتكملين

رومنسية زمانها 01-06-10 03:28 AM

يسلموووو تمارا اتمنى ماتطولي علينا اكثر لان الرواية مرررررررره جنااااان ومشوقة بأنتظاركـ ياحلوة

هيا الروح 01-06-10 02:14 PM

مللنا الانتظار نرجو التكملة لو سمحت

#أرجوان# 02-06-10 04:06 AM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

الماسه نجد 06-06-10 12:51 AM

ياليت الي عنده الروايه تكمله لنا لان تمارا مااظن تكملها شكله نستنا

Radwa111 11-06-10 08:16 PM

thankssssssssss

رومنسية زمانها 13-06-10 04:48 AM

الانتظااااااااااااااار جاااااااااري قلبوو

اماريج 19-06-10 05:29 AM

الرواية صار لها اكثر من سنة ولم
تكتمل لذلك تنقل الى الارشيف


الساعة الآن 08:17 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية