منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   سلسلة سافاري (https://www.liilas.com/vb3/f206/)
-   -   العدد 42 (هم!) كتابة (https://www.liilas.com/vb3/t105446.html)

طيب القلب 18-02-09 04:56 AM

العدد 42 (هم!) كتابة
 
السلام عليكم يا أحلى المنتديات
النهارده ان شاء الله هبتدى أكتب ااخر رواية لسافارى اهداء الى كل أعضاء المنتدى و خصوصا للى متعونا دايما بمواضيعهم
بسم الله نبدأ

مقدمة
اسمى( علاء عبد العظيم ) .. طبيب مصرى شاب يجاهد - كما يقول الغلاف - كى يبقى حيا و يبقى طبيبا ..
وحدة (سافارى) هى البطل الحقيقى لهذه القصص , و ( سافارى ) مصطلح غربى معناه ( صيد الوحوش فى أدغال أفريقيا ) و هو محرف عن لفظة ( سفرية ) العربية ..
لاحظت أن أكثر الأصدقاء يضيفون حرف ألف بين الراء و الياء لتتحول الكلمة الى ( سافاراى ).. لا أعرف فى الحقيقة سبب هذا الخطأ , لكنه خطأ شائع شبيه بتلك الألف الشيطانية النى يكتبها الجميع بعد ( واو ) ليست ( واو جماعة ) على غرار ( أرجوا الهدوء ) . و لو كنت ترغب فى معرفة النطق الغربى للفظة ( سافارى ) فلتتخيل أنها ( صفرى ) بفتح الصاد و الفاء ..
وحدة سافارى التى نتكلم عنها هنا لا تصطاد الوحوش و لكنها تصطاد المرض فى القارة السوداء , و سط اضطرابات سياسية لا تنتهى و أهال متشككين و بيئة لا ترحم ..
الوحدة دولية لكن بطلكم الفقير المعترف بالعجز و التقصير شاب مصرى عادى جدا , فقط وجد كثيرا من عوامل الطرد فى وطنه فانطلق يبحث عن فرصة فى القارة السوداء .. انطلق يبحث عن ذاته ..
هناك وجد التقدير .. وجد المغامرة .. وجد الحب .. الطبيبة الكندية الرقيقة ( برنادت جونز ) التى صارت زوجته .. ثم هناك الفيروسات القاتلة و القبائل المعادية و المرتزقة الذين لا يمزحون , و العلماء المخابيل و سارقى الأعضاء ..
هناك - كما قلنا - من العسير أن تجمع بين شيئين : أن تظل حيا و تظل طبيبا .. لكنك تحاول .. فى كل يوم تحاول ..
هذه المحاولات هى ما أجمعه لكم و أقصه لكم فى شكل قصص .. و قصصى هى خليط عجيب من الطب و الميتافيزيقا و الرعب و العواطف و السياسة ! لا أعرف ان كان هناك مجنون ااخر قد جرب أن يصب هذا الخليط فى كئوس و يقدمها لكم , لكنى لم ألق هذا المجنون بعد الا فى مرااتى ..
تعالوا نبدأ و سنفهم كل شئ ..


طيب القلب 18-02-09 05:49 AM

الفصل الأول
من مذكرات د . ( علاء عبد العظيم ) :
اليوم تبدأ اجازتى فى مصر , و هى اجازة انتظرتها طويلا و بحنين متزايد .. فترة طالت حقا ذهبت فيها الى جنوب أفريقيا وحدى حيث كالعادة كانت المتاعب تنتظرنى .. ثم عدت الى ( سافارى ) الأصلية فلم تكن حياتى ترفا متواصلا ..
و لقد تلقيت وعدا بمجرد الانتهاء من التحقيق فى قضية سيد الجينات اياها أن تبدأ اجازتى .. الحق اننى تحملت الكثير .. أنا مرهق و قد أهملت زوجتى لفترة لا بأس بها ..
حان الوقت للعودة الى مصر .. لو كانت خطاباتهم دقيقة فكل شئ على ما يرام . هناك المشاجرة الأخيرة بين أخى و زوجته , لكنهم سيصغون لى و أنا أحاول اصلاح الطرفين .. ان الطبيب العائد من أفريقيا له هيبة معينة كأنه كبير الأسرة .. أمى بخير برغم داء السكرى اللعين , و أشرف بخير .. عفاف حامل فى الأشهر الأخيرة .. فيما عدا ذلك لا توجد مشاكل خاصة . صحيح أن الأوضاع الاقتصادية خانقة و الغلاء يجثم على النفوس , لكننى رأيت فى أفريقيا ما هو أسو أ بمراحل .. لهذا أعتقد أننى سأتحمل هذا الجزء الأخير ..
سوف أدخل السينما كالعادة .. لن تكون دار سينما أنيقة مكيفة من التى تملأ قاعات الملتبليكس فى المراكز التجارية , لكننى سأختار سينما خانقة حارة يتبادلون فيها السباب و الصفير و يقذفون بعضهم بالسجائر .. سوف أحضر مباراة للأهلى كالعادة .. و سوف ااكل ( أرز بلبن ) من عند ذلك الرجل فى الحسين , و أعتقد أننى لن أصاب بالسالمونيللا هذه المرة .. سوف ألتهم أطنانا من الفول و الطعمية و الكشرى و لحم الرأس .. نعم .. لقد عدت الى مصر كى أشعر أننى مصرى جدا و لم أعد كى أقلد الغربيين ..
سوف تكون أياما سارة ما لم تلاحقنى هوايتى لاجتذاب المتاعب . أعرف أن المشكلة الحقيقية ستبدأ بعد ثلاثة أسابيع عندما أذهب الى كندا .. للمرة الأولى أقابل أهل زوجتى .. هذا كابوس حقيقى كما تعرف ..
لكن الحياة تمضى ..
سوف أنتظر تلك اللحظات فى قلق , ثم أتذكرها فى شئ من السخرية أو الندم أو الحنين .. محطة قطار سوف نعبرها أردنا أم لم نرد ما دمنا أحياء .. ترى معالم المحطة و تشم رائحة المكان و ترى الوجوه ثم يتلاشى هذا بسرعة البرق و يصير ذكرى ..
فلننعم بكل لحظة نعيشها ولا ننتظر رحيلها ..

مقال فى مجلة شباب اليوم :

تجربة الزواج من أجنبية تثير خيال الكثيرين من الشباب المصرى . هل الأجنبية قادرة على فهمك و مشاركتك حياتك و عاداتك ؟ هل الأمر حقيقى أم أنها عقدة الخواجة و الحلم بالسيطرة على جنس نميل الى اعتباره متفوقا ؟ . و هذا بالتالى يذكرنا بعقدة قهر الأنثى الغربية عوضا عن التفوق العلمى و الحضارى .. باختصار ( موسم الهجرة الى الشمال ) تحفة الأديب العظيم ( الطيب صالح ) .
حاملين هذه الأسئلة , قابلنا بعض نماذج الشباب العائد الى مصر و معه زوجة أو زوج أجنبى .. كان لقاؤنا الأول مع طبيب شاب هو ( علاء عبد العظيم ). هو طبيب يعمل فى الكاميرون فى احدى الهيئات الطبية العالمية , و زوجته كندية تعمل معه فى ذات الوحدة . عندما تقابلها تجدها رقيقة جدا و دائمة الابتسام , و قد تخصصت فى طب الأطفال لأنها لا تطيق الابتعاد عنهم , لكنهما لم يرزقا بالذرية بعد ..
سألنا د. علاء عما اذا كان سعيدا فى حياته فقال :
- " هناك عقدة لدى كل انسان يقدم على اختيار مصيرى , هى أنه يتظاهر بالسعادة لأنه يخشى الشماتة أو أن يقال ان اختياره خطأ .. "
* هل يعنى هذا أنك لست سعيدا ؟
- " لا يعنى أى شئ سوى ما قلته .. لا يمكن أن تسأل شخصا عن صحة قراره المصيرى .. سيؤكد لك أنه كان عبقريا .. عندما يبتاع المرء سيارة جديدة يكلم كل الناس عن مزاياها , ثم يبيعها فيبدأ فى ذكر مثالبها و كيف كانت خشنة القيادة تبدد الوقود .. الخ .. "
* لم تجب عن سؤالى .
- " أعتبر نفسى سعيد الحظ جدا .. ان زوجتى عينة من أرقى ما وصلت له الحضارة الغربية , فقد جمعت فى شخصها ما هو جميل أو نبيل أو راق أو متحضر , بينما لم تأخذ شيئا من التعصب و العنصرية و الغرور .. كأنهم اختاروها سفيرة لبلادهم كى لا نقابل الأوغاد و السفاحين و قتلة الأطفال و مصاصى الدماء منهم .. "
* لم تحدث بينكما خلافات تتعلق بصراع الحضارات ؟
- " حتى هذه اللحظة هى مفتونة باختلاف ثقافتى لهذا تحرص على أن أظل مختلفا .. كلما اقتربت من أسلوبها فى الحياة شعرت هى بأننى واحد ااخر من أبناء جلدتها لا يميزه شئ . باختصار : الميزة الوحيدة لى عندها هى كونى عربيا , فلو فقدت هذه الميزة لفقدت أى تميز فى عينيها .. "
* هل زواجكما عن حب؟
- " حب عميق من ناحيتى على الأقل .. لو كانت الأمور تقاس بالاالة الحاسبة فأنا الرابح الأكبر من هذه الصفقة .. "
* هل تزوجتها لأنها أجنبية ؟ .. هل لعبت عقدة الخواجه أى دور فى هذا الاختيار ؟
- " تزوجتها لأنها هى أولا .. ثم لأنها كانت موجودة ! .. يصعب على المرء أن يتزوجها و هى فى كندا .. باختصار لم أختر شيئا عن عمد و لا أنصح أى واحد بأى شئ .. كانت هناك فتاة تعجبنى جدا و كانت تعمل معى , و تصادف أن هذه الفتاة أجنبية .. لو كانت من قبائل الزولو لفعلت الشئ ذاته .. "
قالها و بدا عليه نوع من الارتباك لم أفهم سببه .
عرفت منه أنه سيقيم لبضعة أيام فى مصر ليرى أسرته و يطمئن على كل شئ , و بعد هذا سوف يرحل مع زوجته الى كندا حيث يراه أهلها للمرة الأولى . هل لديه نية للعودة و الاستقرار فى مصر ؟ للأسف لا .. لقد ترتبت حياته كلها على الخارج , أو على حد قوله لم تعد لديه حياة هنا . هناك عمله و زوجته و أصدقائه الجدد ثم انه يشعر بأن مصر صارت على حد قوله أيضا أكبر جهاز طرد مركزى لأبنائها . يتطاير صغار السن و الشأن خارجا بينما يبقى الأثرياء ذوو النفوذ .
- " لو بقيت هنا لصرت مجرد طبيب فى وحدة صحية يحاول أن يتماسك أمام الضغوط الاقتصادية ثم ينهار يوما ما .. بينما هناك وجدت ذاتى ووجدت الحب .. أتعلم كل يوم شيئا جديدا أو خبرة جديدة . يشيرون لى و يقولون : الطبيب المصرى فعل .. الطبيب المصرى قال .. الطبيب المصرى كذا .. اننى أقدم لمصر و أنا خارجها أكثر بكثير مما كنت سأقدمه و أنا فيها .. "
وجهت له عبارات الشكر , و انتقلت الى سؤال شاب مصرى ااخر عائد مع زوجته السويدية .. انه المهندس .........................


من ألبوم صور علاء عبد العظيم :


برنادت مع خالتى و قد أحاطت كل واحدة منهما عنق تمثال من تماثيل ( طريق الكباش ) . أى اننا خارج معبد الكرنك .
- برنادت فى البحر بثيابها الكاملة على الطريقة المصرية . كانت ترغب فى ارتداء المايوه لكنها تعرف عاداتى , و قد قالت لى اننى ذكر شرقى دكتاتور , لكنها ستطيعنى على كل حال.

- برنادت على باب الأوبرا بعد حفل ( عمر خيرت ) . طبعا واضح أنها دامعة العينين من التأثر .

- برنادت تشرب الشاى بالنعناع مع عمى فى المزرعة التى يملكها فى الاسماعيلية .

- برنادت فى مركب نيلى . هذا الذى فى يدها كوز من الذرة طبعا .. فهى لم تنتزع حلقى .

- برنادت تصطاد السمك .. انها أسوأ صياد سمك عرفته فى حياتى , لكنها كذلك أجمل صياد .






هكذا انتهى الفصل الأول و لنا عودة مع الثانى فى القريب العاجل.
أتمنى أكون أسعدتم .


طيب القلب 18-02-09 10:18 PM

الفصل الثانى


أمى العزيزة :

توقفت عن الترحال فى مصر , بعدما رأيت كل شئ تقريبا أو أقنعت نفسى بهذا .. هذا بلد عجيب .. ثمة لحظات تشعرين فيها بأنك تمشين فى عصر الفراعنة و أن موكب كليوباترا سيمر أمامك فى أية لحظة . لحظات أخرى تشعرين فيها بأنك فى عصور الرهبان الذين يعيشون فى الصحراء .. جو ( تاييس ) بالظبط .. يمكن أن يأتى الرومان فى أية لحظة ليعتقلوا المؤمنين بالدين الجديد ليلقوا بهم للأسود .. هناك أماكن فى القاهرة تشعرين فيها بأنك ترين جنود المماليك و ترين جنود ( نابليون بونابرت ) .. ثمة أماكن توشكين فيها على رؤية الجنود المسلمين سمر الوجوه القادمين من الجزيرة العربية .. كل شئ هنا .. يخيل لى أننى لو مشيت فى الشارع لدست على مومياء ما تحت الأسفلت ..

أين ذهب هؤلاء ؟.. أحيانا أرى لمحة هنا أو هناك فى وجه ذلك البائع الأسمر القادم من جنوب البلاد .. صعيدى كما يطلقون عليه هنا ..تشعرين بأنه خرج من جدار أحد المعابد . بعض وجوه الأقباط هنا تذكرنى بتلك الملامح البيزنطية على جدران الكنائس .. هناك وجوه أفريقية ووجوه أوروبية لا تصدقين أنها مصرية الا عندما تتكلم بالعربية ..

رأيى الخاص أن هذا شعب طيب جدا ,لكن الظروف الاقتصادية جعلته أميل للخشونة .. دعينى أؤكد لك أن الابتسامة نادرة فعلا فى وسط القاهرة .. لكنهم يتحملون فى صمت ظروفا لو مر بها غربى لجن ..
لقد رأيت فقرا ألعن بكثير فى قلب أفريقيا .. لكنى لم أر أسوأ الفقر يتجاور مع أفحش الثراء . عدد الهواتف الجوالة أكثر بكثير مما تجدينه فى مونتريال و هناك الكثير من السيارات باهظة الثمن , لكن الى جوار هذا تجدين من يعيشون فى عشش من صفيح و يأكلون لحم الدجاج ..

كما قلت لك هو بلد عجيب ..

أهل علاء كما تعرفين أناس طيبون فعلا .. بسطاء يحرصون على تدليلى , و تفاهمى مع أمه ممتاز برغم أنها لا تعرف حرفا من الفرنسية .. مع هذه المرأة العجوز الطيبة تكتشفين أن اللغة نوع من الترف الزائد . دعك من أننى صرت أجيد الكثير من اللغة العربية .. صحيح أن من يسمعنى أتكلمها يضحك لكنه يفهم كذلك !

انها تعنى بى و تدللنى جدا كما تفعل أية أم شرقية مع زوجة ابنها الحامل . تعتقد أننى سأفقد الجنين لو حملت طبقى بعد الغداء , أو جلست جلسة غير مريحة قليلا . بالاضافة لهذا تؤمن أن الحامل يجب أن تأكل كديناصور .. انها تجهد كى تطعمنى فلا ترى لى مهمة فى الحياة سوى أن ألوك الطعام طيلة اليوم .. أعتقد أنها قلقة بسبب فقدى لطفلى السابق , و برغم أن الطبيب أكد أن الأمور على ما يرام فهى لا تثق بالأطباء أبدا حتى ابنها !

على فكرة هى نظيفة جدا و بطريقة تشعرنى بأننى خنزير برى .. عندها جنون النظافة فى كل شئ , و تشعل البخور فى الحمام عندما تدخل حتى لا تترك أدنى رائحة , كما أنها تستعمل وصفات شعبية غريبة تجعل رائحتها عطرة على الدوام .. مثلا الشب تستعمله لطرد رائحة العرق .. تصنع بنفسها صابونا منزليا صغير الحجم ساحر الرائحة . بارعة جدا و قد رأيتها تصنع السلامون و الصالامى ( يسمونها البسطرمة هنا ) فى البيت . ان أمامى الكثير لأتعلمه من هذه السيدة .

أمرأة طيبة عزيزة هى .. أعتقد أننى أحبها كثيرا ..

سوف ننهى اجازتنا هنا سريعا ثم نذهب الى كندا .. أنا مشتاقة لأن أراك و أرى أبى .. لا أعرف كيف ينظر لى الاان و لا ما انطباعه عن مغامرتى الافريقية , لكنى سعيدة .. أعتقد أن الهدف الوحيد من كفاحنا هو أن نكون سعداء .. ليته يفهم هذا ..
حدث حادث شنيع و ان كان لا يمسنا يتعلق بطبيب مصرى زوجته كندية .. لا داعى للتفاصيل على كل حال .. ليس الأمر كما تتخيلين و ليست مصر موطنا للارهابيين الملثمين الذين يخطفون الأجانب . هذا بلد اامن لكنه مرهق و مرهق معا .. لا أكثر .. ( مارى ) قررت الرحيل فورا فهى لم تعد تطيق البقاء هنا .
تمنى لى حظا حسنا فالمرء لا يصير أما كل يوم ..

باخلاص : برنادت
-----------------------------------------------------------------------------------------------------
صفحة ( لمشكلتك حل ) بمجلة ( .............. ) :

عزيزتى الأستاذه هالة :

سيدتى . أنا طبيب فى الثلاثينات من العمر , و قد اضطرتنى ظروف يطول شرحها للعمل فى الخارج فترة طويلة , و عملت لفترة فى مستشفى هناك . قابلت زوجتى الأجنبية و أعتقد أن حياتنا كانت هادئة . ربما تخللتها بعض العواصف من حين لااخر , لكن السبب على الأرجح كان أنا و ليس هى .

جئنا مصر من قبل , و قد سعدت زوجتى كثيرا بلقاء أسرتى . كانت هناك بعض المشاكل فى تلك الزيارة لكن لادخل لها بالعلاقة بينها و أسرتى , لكن المشاكل بدأت فعلا مع زيارتنا الأخيرة و هى التى لم تنته بعد , حيث لاحظت أنها تستغرب الكثير من طباع أمى و عاداتها , و أجرؤ على القول أنها تتعالى عليها نوعا .

أمى سيدة بسيطة ريفية من الطراز المصاب بالسكرى و الضغط و السمنة , و التى لا تملك مملكة غير بيتها . و فى الوقت ذاته هى لا تتخلى عن عاداتها بسهولة . مثلا هى تصنع البسطرمة و الصابون فى البيت . لا تكف زوجتى عن ابداء دهشتها من أمور كهذه .. و هى دهشة أوشك أن أشم منها رائحة السخرية . بصراحة لا أفهم كيف تتصرف بهذه الطريقة و هى الرقيقة التى لا تجرح شعور أحد .

عادة أمى فى اشعال البخور فى الحمام تندهش منها زوجتى و تبدى ذهولها بشكل متكرر , حتى أننى أضمرت أن أكيل لها الصاع صاعين عندما أقابل أسرتها الغربية .

بصراحة ليس هناك من أطلب رأيه و لا أثق به سواك .. الأمر يبدو أقرب الى الهواجس لكنها هواجس تضايقنى و لا أستطيع أن أصارح بها أحدا , و فى الوقت ذاته هى ليست مبررا كافيا لافتعال مشاجرة , خاصة أن زوجتى حامل و أيامنا هنا قصيرة على كل حال .. لهذا أرجو أن تضعى هذا الخطاب على قمة الخطابات التى تردين عليها مع الشكر .

علاء ع . مصر


عزيزى د. علاء :

بصراحة كان عليك أن تفكر مرتين قبل أن تفكر فى أن تتخذ زوجة أجنبية تختلف عن طباعك و عاداتك فى كل شئ . هذا هو الخطأ المصرى الشهير : الوقوع فى مصيدة الشعر الأشقر و العينين الزرقاوين , ثم يدفع المرء الثمن طيلة حياته عندما يكتشف أن زوجته تستضيف أصدقائها فى غيابه , و لا تفهم معنى الملوخية و الفول و الطعمية , و لا تفهم أيا من طباعنا الشرقية , و من بينها أن تحترم حماتها .

رأيى الخاص أنه لابد من وقفة حازمة .. يجب أن تعرف من هو الرجل و من هى الأنثى , و يجب أن تظهر بوضوخ احترامها لأمك .. ليس لدرجة القهر طبعا , لكن بعض الاحترام لن يضر أحدا .

اكتب لى بانتظام , و أخبرنى عن النتيجة . و للشباب الواقف على البر بعد أقول : لا تندفعوا فتندموا , و تذكروا أن ( عزة ) و ( مها ) هنا .. و هما تعرفان معنى البيت و الأسرة و الأهل ..

هالة
-------------------------------------------------------------------------------------------------------
بسبب خطأ مجهول السبب تم الرد على خطاب د. علاء مرة أخرى بعد ثلاثة أعداد من المجلة , و كان الرد الثانى يقول :

عزيزى د. علاء :
هذه هى المشكلة .. كان عليك أن تفهم نفسك جيدا و تفهم أن ليس بوسعك احتمال زوجتك التى جاءت من ثقافة مغايرة , و بالتالى ردود أفعالها مختلفة . لم أجد فى كل كلامك شيئا يشين زوجتك أو يدل على أنها تتحرش بأمك . ثم لا تتضايق من كلامى .. هل تتوقع منها ألا تندهش من قيام سيدة فى القرن الحادى و العشرين بصنع الصابون فى البيت ؟. ان السيدة والدتك من الطراز القديم , و عليها أن تستوعب مقتضيات العصر , لكن لا تطالب زوجتك بألا تندهش . رأيى الخاص أنكما راحلان ان لم تكونا رحلتما فعلا .. لهذا سوف تحل أى مشكلة نفسها سريعا .. كف عن الحساسية الشرقية الزائدة و تعامل بنضج أكثر .
ليست ( مها ) هى الحل دائما .. أحيانا تكون ( جين ) زوجة أفضل و أكثر تفهما .
اكتب لى لأطمئن .
هالة






انتهى الفصل الثانى و أتمنى يكون أعجبكم الى اللقاء مع الفصل الثالث


طيب القلب 19-02-09 10:42 PM

الفصل الثالث

بطاقة دعوة أنيقة على ورق مصقول :

عزيزى د . علاء عبد العظيم :

نتشرف بأن نوجه لكم الدعوة لحضور مؤتمر ( أطباؤنا فى الخارج ) و الذى يحاول أن يربط عرى الصداقة و التعارف بين الأطباء أبناء و طننا الحبيب , أولئك الذين اختاروا العمل أو الدراسة فى الخارج . و لسوف نتشرف بحضوركم فى حالة القبول فى قاعة ( ... ) بنادى ( ... ) الساعة الثامنة مساء يوم الثلاثاء 8 أغسطس .

جمعيتنا جمعية أهلية لا علاقة لها بالحكومة و لا ادارات البعثات أو وزارة الخارجية , و بهذا نحن نفتقر الى الشكل الرسمى لكننا لا نفتقر الى الفعالية .

و تفضلوا بقبول وافر الشكر .

نائب رئيس الجمعية

محمد التونى
-------------------------------------------------------------------------------------------------------
عزيزى أشرف :

أفتقدك كثيرا جدا .. تعرف أن كل واحد منا قد ترك جزءا من روحه لدى الااخر . تلك اللحظات الغالية التى أقول فيها كلمة أو أبدأ جملة عالما أنك ستفهم من غير أن أكمل , فتقول لى : أفهمك .. و الله العظيم أفهمك فلا تتعب نفسك !

من أجل لحظات كهذه ابتكر البشر لفظة ( صداقة ) ..

حكيت لك فى خطابى السابق أننى فى مصر حاليا . أعرف أنك ستعود من ( دبى ) بعد شهرين فى اجازة قصيرة , لكننا للأسف لن نلتقى .. من يدرى ؟ .. ربما أسافر الى دبى أو تأتى أنت الى الكاميرون يوما ما . اجازتى هادئة خالية من المشاكل .. ( برنادت ) تعانى أعراض الحمل بشدة و كما تقول هى بطريقتها الذكية : " أقدم احترامى اليومى للمرحاض العظيم .. فأبدأ يومى بالانحناء أمامه ربع ساعة لأفرغ معدتى ! " . لا تقل مبروك الا عندما تستقر الأمور و أطمئن .. تذكر أن رحلة طائرة عنيفة تنتظرها الى كندا .. على كل حال جاء هذا الخبر بعد ما ذرعنا كل شبر فى أرض مصر .. هناك أماكن لم أعرف أنها فى مصر و رأيتها أخيرا معها . من الواجب الان أن ( نهمد ) قليلا و نستقر فلا أريد أن أعرضها لمخاطر الحركة .. لاحظ أننى فقدت حملا قبل هذا .. لا داعى لمزيد من الجولات , و لا أعتقد أن هناك موضعا فى مصر لم نزره فى هذين الأسبوعين ..

كما قلت لك : لا أحداث . هناك جمعية أهلية تقوم بعقد اجتماعات للأطباء الشباب الذين يعملون فى الخارج .. لا أعرف كيف وجدوا عنوانى و لا كيف عرفوا أننى فى مصر . أعتقد أنهم أجروا بحثا مدققا لدى وزارتى الصحة و الخارجية .. لا أعرف بالضبط .. على الأرجع هم يعقدون اجتماعات دورية , و يراسلون الأطباء الذين يعرفون أنهم موجودون فى مصر فى هذا الوقت بالذات .

لقد ذهبت لموعد اجتماعهم فقابلت نسخا عديدة منى كلهم لديه قصة حياتى . هناك قابلت رئيس تلك الجمعية , و هو رجل أعمال يحمل الجنسية البريطانية اسمه ( معتز الشيخ ) . كان طبيبا فيما سبق ثم تفرغ لهذه المهنة الغامضة ( البيزنس ) حيث يجرى مكالمة كل ثلاث دقائق و يكسب مليون دولار بعدها .. لكنه و الحق يقال رجل ظريف . لقد رحب بنا و قال انه لا يهدف لأية منفعة سوى أن نعرف بعضنا البعض جيدا .. النائب اسمه ( محمد التونى ) و هو طبيب اخلا أقل لطفا و أكثر براعة فى العلاقات الاجتماعية . هناك منسقة أو سكرتيرة خريجة الجامعة الأمريكية اسمها ( هبة ) و لا أعرف دورها بالضبط , سوى التأكد من أننا نلنا ما يكفى من قطع الجاتوه الصغيرة التى بحجم قطعة السكر ( أعتقد أن لهذا الجاتوه الذى غرست فيه أعواد خلة اسما راقيا لكنى لا أعرفه باعتبارى سافلا منحطا ) .

لاحظت أنهم يدققون فى جمع المعلومات ..يريدون معرفة كل شئ عنك , مما يدل على أن معلوماتهم ليست كاملة . طبعا كان السؤال المتوقع هو : " لماذا تجمعون هذه المعلومات ؟ " تقال بكثير من الريبة , فيأتى الرد : " نحن فى سبيلنا لعمل قاعدة بيانات كاملة على شبكة الانترنت تتيح لك معرفة كل شئ عن زملائك فى المهنة .. "

ثم قاموا بتوزيع بعض الأوراق المطبوعة علينا .. أغلبها يحوى كلاما انشائيا فارغا , لكن المهم أنك تجد قائمة بأسماء و عناوين و أرقام هاتف الموجودين .. بعضهم كان ظريفا تتمنى أن تعرفه أكثر و بعضهم تتمنى أن يكون هذا هو اللقاء الأخير بينكما .. بعضهم جاء ليبقى فى مصر للأبد , و بعضهم مثلى يلتقط أنفاسه قبل السفر من جديد . معظمهم يعمل فى الولايات المتحدة , و قليل جدا منهم يعمل فى اسيا أو أفريقيا ..

هذا هو كل ما مر بى من أحداث فى اجازتى حتى اليوم .. يبدو أننى بدأت أشيخ حقا ..

أكتب لى يا أشرف , و كف عن عادتك المقيتة فى تجاهل الخطابات حتى تتراكم ...

علاء
--------------------------------------------------------------------------------------------------------

د. علاء :

لا أعرف ان كنت ستذكرنى , لكننى حصلت على عنوانك الالكترونى عندما كنا فى ذلك الاجتماع أول من أمس , و قررت أن أقوم بمراسلتك لأننى تحرجت من الاتصال بهاتفك و هو كما فهمت هاتف بيت الأسرة , لأنه لا بيت لك فى مصر .

اسمى ( عصام مصطفى ) .. مختص بأمراض الأنف و الأذن و الحنجرة و أعمل فى كندا منذ عشرة أعوام .. أنا قاهرى أصلا و سنى تقترب من الخامسة و الأربعين و لدى طفلان . سرنى أن أعرف أن زوجتك كندية . أعتقد أنك ستحب كندا كثيرا عندما تزورها , برغم أن معظم الناس تميل الى جارنا الثرى المزعج فى الجنوب ( الولايات المتحدة ) , لكنى أعتبر كندا نجحت فى أشياء كثيرة لم تحققها الولايات المتحدةهذا موضوع يطول على كل حال ..

أنا هنا مع زوجتى الكندية و خطر لى أن الزوجتين ستحبان لقاء بعضهما البعض .. ما رأيك فى ترتيب لقاء فى بيت أحدنا أو مكان مشترك ؟

رقم هاتفى هو ( ........ ) و لسوف يكون من دواعى سرورى أن نلتقى , لكن أرجوك أن تقرر بسرعة لأن اجازتى موشكة على الانتهاء ..

عصام مصطفى
--------------------------------------------------------------------------------------------------------

الباخرة النيلية ( نبيتون ) :فاتورة حجز ( عشاء + عرض راقص )

د. عصام مصطفى

مارى مصطفى

د. علاء عبد العظيم

د. برنادت عبد العظيم

تتحرك السفينة فى تمام السابعة مساء يوم الخميس 10 أغسطس .
نرجو الحضور قبل الموعد مع الشكر .

--------------------------------------------------------------------------------------------------------
من ألبوم صور علاء عبد العظيم :

- أنا و برنادت مع د. عصام مصطفى و زوجته الكندية على ظهر السفينة ( نبيتون ) .. انها سمراء جميلة يصعب أن تصدق أنها غربية .. بالطبع تركوا شياطينهم الصغار فى البيت .

- عصام و الراقصة تقف خلفه .. طبعا هذا أسوأ موقف يمر به رجل , لأنه حريص على أن يبدو غير مبال بالراقصة , و هذا بالضبط ما يكفى ليجعل مظهره فضيحة . .
--------------------------------------------------------------------------------------------------------

صفحة الحوادث فى جريدة ( ... ) :

مقتل طبيب مغترب فى ظروف غامضة

محمد حمزة : تواصل الشرطة التحقيق فى الظروف الغامضة التى أحاطت بمصرع طبيب مصرى اسمه ( عصام مصطفى ) 45 سنة يعمل فى كندا , و كان قد جاء الى مصر فى زيارة مع زوجته الكندية و ابنيه . فى السابعة مساء الجمعة 11 أغسطس عادت زوجته مع أطفالها من جولة فى القاهرة , حيث توجهت لغرفته بفندق ( ...... ) فوجدت الباب مغلقا و هو لا يرد . بمساعدة خادم الغرف تمكنت من فتح الغرفة لتجد جثة زوجها على الفراش و قد اخترقت طلقة جبهته . انتقل الى مكان الحادث العقيد ( ...... ) و النقيب ( ........ ) , و قالت الزوجة انه لا يوجد لزوجها أعداء , و ان لاحظت اختفاء مبلغ الفى دولار كان فى مكان ظاهر , و أصدر مدير أمن القاهرة أمرا بسرعة ضبط الجناة .
--------------------------------------------------------------------------------------------------------

عزيزى أشرف :

تصور أن ذلك الطبيب المقيم فى كندا الذى طلب أن أقابله و زوجته قد توفى ؟ .. كنت معه منذ أيام على ظهر سفينة فى النيل و كان مليئا بالحيوية , و لديه مشاريع لا تنتهى .. زوجته كانت لطيفة جدا , و قد صارت صديقة ( برنادت ) .

فجأة تفتح الصحف لتكتشف أنه قتل فى فندقه بالقاهرة .. يا له من شعور ! .. صحيح أن هذا الكلام ممل و يقال فى كل مرة حتى لم يعد له معنى تقريبا , لكنى لا أتمالك ذلك الشعور بالقشعريرة كلما فكرت فيما حدث له .. هكذا تفرغ الأجساد المليئة بالحيوية من لغز الروح , و تنتفخ و تتعفن .. شعور قاس فعلا ..

أما ما هو أقسى فهو عدم وجود خيط من أى نوع .. يبدو أن رجال الشرطة لن يجدوا القاتل و لسوف تصير هذه القضية واحدة من القضايا فى ملف قديم مترب .. أعتقد أن الجرائم التى لا تتم بغرض السرقة هى أسهل أنواع الجرائم فى ضبطها , لأنه من السهل أن تتذكر عدوا موتورا أو منافسا فى السوق , أو عاشقا غيورا يحب ذات الفتاة .. أما كون الجريمة تمت للسرقة فهذا يجعل الاحتمالات لا حصر لها..

زرتها أنا و ( برنادت ) فى غرفة الفندق الجديد الذى أقامت فيه .. كانت منهارة تماما , و قالت انها ستعود الى كندا بمجرد أن يسمح رجال الشرطة لها بذلك .. للأسف سوف تحمل لمصر أسوأ ذكرى ممكنة فى حياتها ..

بالطبع لابد أن رجال الشرطة فكروا فيها .. هى المتهم الأول كالعادة فى حالة كهذه , لكن لا يوجد لديها دافع و لا تملك الأعصاب اللازمة لعمل كهذا .. المشكلة أن التحقيق فى هذه الظروف يزيد من الضغوط العصبية عليها , و يذكرها بأدق تفاصيل الحادث ..

على كل حال , سوف تسافر قريبا و لن تترك سوى ذكرى خافتة أليمة .. فليرحم الله عصام و يرحمنا جميعا .

علاء







و هكذا انتهى الفصل الثالث و يا ريت لو فى حد بيشوف اللى بكتبه يسيبلى اى كومنت احسن دى اول مرة ليا اشارك بحاجة فى المنتدى الحلو ده و حاسة ان محدش بيقرا اللى كتبته و اقابلكم مع الفصل الرابع باذن الله .




طيب القلب 20-02-09 11:02 PM

الفصل الرابع


محضر تحقيق الشرطة :



س : اسمك و سنك و عنوانك ؟

ج : ناصر عبد المطلب خليفة .. 60 سنة .. مقيم فى 8 شارع النرجس .. موجه لغة عربية و حاليا على المعاش ..

س : ما هى علاقتك بالقتيل ؟

ج : الدكتور ( عزمى اسكندر ) جارى منذ أربعين عاما .. أعنى أن أسرته كانت تقيم فى نفس البناية .. و حينما تخرج الدكتور عزمى فى كلية الطب سافر الى الولايات المتحدة للدراسة , و عرفنا أنه تزوج هناك .. كان يعود لمصر كل عامين تقريبا و يقيم فى منزل الأسرة .. أحيانا كانت زوجته تأتى معه و أحيانا يأتى وحده .. انها أمريكية لا تناسب ثيابها عاداتنا , لهذا أراقب هذا الحيوان ابنى الأصغر .. انه مراهق و هذه المشاهد تذهب بعقله .. لهذا ..

س : هل كانت علاقتك قوية به؟

ج : علاقتى بابنى ؟ .. طبعا .. انه ابنى .. انه حيوان لكنه ابنى سعادتك ..

س : يا سيدى .. أتكلم عن د. ( عزمى ) ..

ج : كانت علاقتى قوية بأبيه يرحمه الله .. كلانا من رجال التربية و التعليم , و قد توفيت الأم منذ عشرين عاما .. للأستاذ ( اسكندر ) ابنان أحدهما صيدلى يعيش فى مصر و الاخر هو الفقيد ( عزمى ) .. بالنسبة للأخير لم تكن العلاقة تسمح بأكثر , فقد عرفته صغير السن ثم سافر للخارج و صرت لا أراه أكثر من بضع دقائق كل عامين عندما ينزل أو يصعد لبيت أسرته ..

س : هل كان له أعداء ؟

ج : سعادتك .. هل يمكن أن يكون له أعداء قبل أن يكون له أصدقاء ؟ .. انه أقرب الى سائح يزور مصر بضعة أيام كل عامين .. لا وقت لشئ من هذا , و انطباعى عنه أنه مشغول دائما .. تعرف هذا من مشيته و من نظرته للساعة كل ثلاث دقائق .. ثم انه فى حاله .. سعادتك تعرف ذلك النموذج المشاغب من الناس الذى يبحث عن مشكلة و ترى المتاعب فى عينيه . هذا نمط يسهل أن تميزه على الفور , و الفقيد لم يكن كذلك ..

س : ماذا حدث يوم الوفاة ؟

ج : لاشئ تقريبا .. لقد كنت أقف أمام بابى أصلح جرس الباب , و سمعت خطوات فنظرت خلفى .. مر بى و كان متأنقا يفوح منه عطر فاخر .. و كان رائق المزاج الى حد كبير .. يصفر فى حرارة .. و رانى فهز رأسه محييا .. سألته عن أبيه و عن أسرته , ثم هبط فى الدرج ..

س : كم كانت الساعة وقتها ؟

ج : نحو الثامنة مساءا .. لست متأكدا ..

س : و ماذا حدث بعدها ؟

ج : سمعت صوتا غريبا .. كأنها سدادة زجاجة من فلين تفتح .. ثم دوى شئ يرتطم من بئر السلم .. لم أفهم ما هناك و بما أننى كنت وحدى فى البيت , فقد نزلت بمنامتى بحذر .. خطوة .. خطوة .. من السهل أن ينزلق الخف من قدمى , و أنت تعرف يا سيدى كيف يتحطم عنق الفخذ لدى الشيوخ بسهولة .. لى عم قضى نحبه عندما ...

س : أستاذ ناصر .. هلا عدت لموضوعنا من فضلك ؟

ج : نعم . نعم .. نزلت فى الدرج بحذر .. وجدت فى بئر السلم شيئا معقدا غريبا .. مع الظلام و التوتر لم أفهم ما أراه حقا .. ثم اعتادت عيناى الظلمة فرأيت أنه د. عزمى شخصيا .. كان راقدا على ظهره و هناك ثقب بشع فى جبهته .. شاخص العينين .. انه ميت .. ! .. طبعا احتجت لوقت طويل كى أستعيد روعى و حتى لا أصاب بنوبة قلبية .. ثم تحاملت على نفسى و خرجت للشارع و رحت أصرخ , حتى لحق بى أصحاب الحوانيت القريبة .. هناك وغد ما انتظر الرجل فى بئر السلم ثم أفرغ فيه طلقة واحدة . لابد أنها بكاتم للصوت , لأ أيا من الجيران لم يسمع أى شئ .. أنا أرى كاتم الصوت هذا فى أفلام السينما و له صوت سدادة الفلين فعلا .. كنا نحب فيلم ( مدافع نافارون ) و خاصة هذا الممثل اسمه .. جريجورى بك على ما أذكر .. كان يطلق الرصاص بمسدس كاتم للصوت .. لا .. ليس هذا الفيلم . لقد اختلط على الأمر .. ان ..

س : نعود لموضوعنا أرجوك .. هل تكلموا عن شخص يغادر البناية ؟

ج : سعادتك لا يمكن أن تلاحظ أى شئ لأن شارعنا مزدحم , و البناية المجاورة مليئة بعيادات الأطباء .. هناك مليون شخص غريب يصعدون و ينزلون فى كل ساعة .. على كل حال لابد أن سيارة كانت تنتظر القاتل .. لا يمكن أن يطلق الرصاص ثم ينتظر سيارة أجرة .. على كل حال لم أعد أعرف ما جرى بعدها , لأن سيارة الاسعاف جاءت و معها عدة سيارات شرطة .. زحام و صراخ .. صعدت لشقتى بصعوبة حتى جاء رجال الشرطة .. دعك من أننى لم أستكمل اصلاح الجرس طبعا لذا لففته بالشريك العازل و انتظرت حتى الصب..

س : هل لديك أقوال أخرى ؟

ج : فقط الشكوى من الجيران الذين يلقون أكياس القمامة فى المسقط الخاص بنا .. هذه عادة قذرة و يجب أن تمنعوهم من ..

س : أقفل المحضر لساعته و وقع على صحة أقواله .
--------------------------------------------------------------------------------------------------------
تقرير الطبيب الشرعى عن نتيجة تشريح جثة المتوفى ( عادل عبد المقصود ) :

تبين لنا أن المتوفى فى الأربعين من عمره طوله 177 سم و وزنه 80 كجم تقريبا , يلبس بذلة سوداء كاملة صوفية , مع ربطة عنق و قميص أبيض , و الغيار الداخلى سليم , لكن الجزء الأعلى من الثياب الخارجية ملوث بالدماء . و فى يده اليسرى ساعة ماركة ( .. ) تحطمت واجهتها.. تبين من الفحص الظاهرى للجثة وجود سحجات على الكف الأيمن مع كدمات بطول الساعد . يوجد ثقب دخول لرصاصة فى منتصف الجبهة و لا توجد حروق حول الجرح , و لم نجد فتجة الخروج و لا المقذوف مما يرجح أنه استقر داخل الجمجمة ..

تشريح الأعضاء الداخلية : تبين أن ................

--------------------------------------------------------------------------------------------------------

صفحة الحوادث فى جريدة ( ... ) :

النيابة تمدد حبس المتهم فى مقتل الطبيب المصرى المغترب .
محمد حمزة : قامت النيابة بتمديد حبس ( سالم العسكرى ) المتهم الوحيد فى قضية مقتل الطبيب المصرى ( عادل عبد المقصود 40 سنة ) الذى يحمل الجنسية الأمريكية .. الطبيب المصرى العائد من الولايات المتحدة فى اجازة قصيرة كان يقيم وحده فى شقة على بالمنيل , و قد شوهد المتهم يصعد لشقته فى العاشرة مساء يوم الحادث , ثم شوهد و هو ينزل منها بعد ساعة و قد بدت عليه علامات الارتباك كما يقول الشهود , و عندما تأخر ظهور الطبيب لمدة يومين اتصل الجيران ببعض أقاربه الذين فتحوا الشقة ليجدوا الطبيب بكامل ثيابه كأنه كان يتأهب للخروج , و قد سقط على أرض غرفة الجلوس مع وجود أثر طلقة نارية فى جبهته . و قد قدر المختبر الجنائى وقت الجريمة بنحو يومين قبل اكتشاف الجثة .

أصدر اللواء ( ............... ) أمره بسرعة ضبط الجناة , و بالتحرى تبين أن ( سالم العسكرى 28 سنة ) سباك قد اعتاد التردد على شقة الطبيب لاجراء بعض الاصلاحات فى سباكة الشقة , و قد تبين أنه هارب عند بعض أقاربه فى القاهرة , و بالقبض عليه أنكر تماما أن يكون له دخل بالجريمة و أكد أنه ذهب لشقة القتيل بناءا على مكالمة هاتفية , لكنه وجد الباب مفتوحا و وجد جثة الطبيب بالداخل, و قد أصابه الرعب و خاف أن يتهم بالجريمة خاصة أن القتيل يعيش وحده , لذا بادر بالفرار.

لم يستدل على سلاح الجريمة و ان بدت ااثار العبث أو السرقة على الشقة .. يرجح اختفاء مبلغ 12 ألف دولار كان الفقيد قد سحبها من المصرف يوم الجريمة , و الشكوك تحوم حول المتهم لأنه الوحيد الذى أتيحت له الفرصة لارتكاب الجريمة .

--------------------------------------------------------------------------------------------------------


انتهى الفصل الرابع و لنا عودة لنستكمل الأحداث فى الفصل الخامس .




طيب القلب 21-02-09 10:49 PM

الفصل الخامس


عزيزى أشرف :

لن أطيل التحيات لأننى بالفعل لست على ما يرام ..

أنت تعرف أننى فى مصر حاليا لم أبرحها بعد .. تعرف أننى أذهب لكل مكان و أزور كل الأشخاص كعادتى , لكننى بالطبع لا أصطحب زوجتى فى أى مكان . أخشى أن أختبر تحمل رحمها أكثر من اللازم فقد تحمل الكثير من رحلاتنا المجنونة من قبل .. هناك مطبات يمكنها أن تجهدنى أنا شخصيا و أنا رجل !

ذهبت أمس الى السينما كما قلت لك .. هذه المرة ليست سينما من طراز ( الوكر القذر ) الذى اعتدناه , و لكنها واحدة من سينما الملتبلكس الأنيقة التى انتشرت فى مصر ليؤمها جمهور المول . السينما فى المنيل و قد اخترت فيلما لا بأس به ..

على باب السينما عرفت هذا الوجه , و لاحظت أنه يطيل التحديق بى , ثم صرخ بلا انذار :
- " حتى بهذه اللحية لن تخدعنى ! "

هل تعرف من ؟ .. كان ( علاء الشناوى ) ! .. نعم .. ذلك الفتى الذكى الذى توقعنا له أن يصير رئيس الجامعة يوما .. كان معى فى نفس الحلقة الدراسية , لأن اسمينا متقاربان و لم نكن نفترق . لم يتغير كثيرا .. فقط تزوج وصار له كرش لا بأس به .. لم يحقق أى نجاح مما توقعناه فهو مجرد طبيب عادى غير متميز , تحقق له عيادته الخاصة ما يكفيه لحياة كريمة .. كريمة تعنى الأكل و الشرب و الدواء و المسكن , و أنت تعرف أن هذا يحتاج لقسط لا بأس به من المال فى مصر اليوم ..

تعانقنا و تبادلنا الذكريات و أحدثنا ضوضاء كبيرة ضايقت الواقفين كالعادة .. بالطبع تبادلنا الكثير من الذكريات التافهة و الدعابات المملة اياها .. فعلا الذكريات لا تعنى أحدا سوى صاحبها . الأسماء المضحكة التى كنت تطلقها على الفتيات .. المقلب الذى اشتركنا فيه ضد زميلنا فى الحلقة الدراسية .. الخ .. فعلا أشياء مبتذلة جدا لا تهم سوانا لكننا نحكيها كأننا أسرار الكون .. فيما بعد تكتشف اكتشافا مروعا : كل الطلبة يفعلون ذات الأشياء و يقولون ذات الأقوال ..

شاهدنا الفيلم معا .. ثم خرجنا من السينما نلتهم الفيشار و نثرثر .. طبعا لا يذكر واحد منا أنه رأى فيلما و لا يذكر محتواه ..كان الفيلم مجرد خلفية ضوئية وصوتية لذكرياتنا ..

الليل و النيل و الهدوء و الشارع شبه الخالى ..

ثم هذا الرجل الذى يلحق بنا من الخلف ليقول بتهذيب :

- " من فضلك .. "

نظرنا له معا .. لا أجد وصفا أصف به وجهه .. لا شارب ولا نظارة .. ليس بدينا ولا نحيلا .. عيناه غير زرقاوين و لا خضراوين ولا سوداوين .. قلت هذا مرارا فيما بعد .. ثيابه ليست أنيقة و لا رثة .. باختصار هو مشكلة لمن يحاول رسمه .. مشكلة حقيقية ..

- " هل أنت د. ( علاء ) ؟ "

قالها لنا معا , فخمن أنه بالطبع يريد صاحبى لأنه لا أحد تقريبا يعرفنى فى مصر اليوم .. لم أفز بجائزة نوبل فى الطب كى يتذكر أنه رأى وجهى و أنا أصافح ملك السويد .. هكذا صمتت و تركت لصديقى أن يتكلم هو .. قال ( علاء الشناوى ) فى أدب :

- " أنا هنا .. الا لو ...... "

و لم يكمل العبارة .. فلوب !

هذا هو ما حدث بالضبط .. أنت لم تخطئ القراءة ..

فلوب ! .. هذا هو صوت طلقة المسدس الذى أفرغه الرجل فى رأس صاحبى . مسدس كاتم للصوت كما هو واضح لأن فوهته طويلة جدا ..

وجدت نفسى واقفا أمام جثة ( علاء ) الملقاة على الافريز و التى رقدت فوق الفيشار المبعثر و الدم , بينما ذلك الرجل يثب فى سيارة رمادية اللون كانت تسير بتؤدة الى جوارنا , و لم ألحظها الا الان . دوى صوت العويل من العجلات عاليا بينما هى تنطلق على السرعة الرابعة و تغيب فى الشارع شبه المظلم ..

هنا فقط و بعد بضع دقائق وجدت هواء فى حنجرتى ...

صرخت ..

جثوت على ركبتى جوار الجثة .. هناك ثقب أحمر مروع فى منتصف الجبهة .. أعرف أفضل من أى واحد ااخر معنى هذا . كنت أرتجف و أصرخ .. أصرخ و أرتجف .. و سال اللعاب من فمى المفتوح ليغرق سراويلى ..

ان يدى ترتجف الان فلا أقدر على أن أضغط على المفاتيح الصحيحة .. أنت تفهم شعورى طبعا , و لا أعرف متى جاءت الاسعاف و رجال الشرطة .

لقد مات صديقنا ( علاء الشناوى ) .. مات أمام عينى .. و الأدهى أننى غير قادر على مساعدة الشرطة بشئ .. ألم أقل لك ان أهم صفة تميز الرجل هى أنه بلا صفة مميزة ؟ .. فقط يمكن أن أعرفه لو رأيته ثانية ..

للمرة الثانية منذ جئت الى مصر أمضى ساعات ممتعة مع شخص ثم يموت ..

الشرطة تحقق فى الأمر , و لم يتبين وجود أى أعداء لعلاء .. لا خلافات ..

الحق اننى مهزوز فعلا برغم كل ما رأيت فى حياتى .. رأيت الكثير لكن مشهد مصرع صديق برصاصة عى بعد متر منى لهو أمر لا يوصف و لا يمكن تحمله ..

خطاب مقتضب كئيب هو يا أشرف لكنك تفهم . أنا ااسف فقد أفسدت يومك .. لكن هل تتصور أن يحدث هذا كله و لا أحكيه لك ؟

علاء

--------------------------------------------------------------------------------------------------------

عزيزى علاء :

ليرحمه الله .. مات من دفعتنا عدد لا بأس به لكنها ميتات طبيعية كلها , و على قدر علمى هذا أول واحد يقتل .. كنت أراهن دوما على أنك ستنال هذا الشرف لكنك خيبت أملى ..

كنت أحكى لزوجتى عن هذا , و أنت تعرف أنها تمقتك بلا فخر و تمقت الأرض التى تمشى عليها .. قالت لى :

- " ألم يخطر لزميلك ( علاء ) أن الرجل كان يريد قتل ( علاء عبد العظيم ) لا ( علاء الشناوى ) ؟ "

هنا تصلبت .. بالفعل هذا وارد جدا .. هو سأل عن د. ( علاء ) .. لو تكلمت أنت أولا لكنت أكتب هذا الخطاب لأرملتك .. الفكرة مخيفة لكنها واردة .. صدفة عجيبة أن يوجد اثنان ( علاء ) خارجين من السينما . الرجل هو قاتل جاء فى مهمة .. قائد السيارة رااك تدخل السينما .. قام بجولة حتى اقترب موعد انتهاء الحفل .. ثم يرى قائد السيارة رجلين يخرجان معا .. يأمر القاتل : اقتل من يدعى ( علاء ) من هذين الرجلين .. لذت أنت بالصمت بينما تكلم ( علاء ) الاخر .

ألم تفكر فى هذا يا علاء ؟

أنا أثير قلقك و أجعل حياتك جحيما كأننى غراب البين , لكن أرجوك أن تفكر فى هذا ..

عندما ظهرت عمليات ارهابية فى مصر فى التسعينات , قتل د. ( رفعت المحجوب ) رئيس مجلس الشعب وقتها , و تساءل الكل عن الهدف من قتل رجل أنهى فترة رياسته للمجلس فعلا , ثم عرف الجميع أن الجناة كانوا بانتظار وزير الداخلية وقتها , و حسبوا الموكب والسيارة السوداء يخصانه .. هذه من الألعاب القاسية التى يلعبها الحظ أحيانا , و يبدو لى أنك نجوت بطريقة مماثلة !! ّّّ



طيب القلب 22-02-09 11:47 PM

الفصل السادس



عزيزى أشرف :

أنت عبقرى فعلا .. هل تعتقد أنى لم أفكر فى هذا الاحتمال ؟ بالطبع جالت الفكرة فى ذهنى مرارا برغم أنى لا أعرف أعداء فى مصر , ليس لأننى وديع مهذب لا سمح الله و لكن لأننى لا أبقى فى مصر الوقت الكافى لأمارس هوايتى المفضلة .

هى فكرة مقلقة .. و لا يوجد شئ يمكن عمله أو التأكد به من العكس . لكن هناك مؤشرا مطمئنا هو أن الفاعل لم يكررها ثانية . لقد مرت ثلاثة أيام على الحادث , و أعتقد أن هذا وقت كاف كى يعرف أنه قتل الشخص الخطأ ..

بصراحة , أنا مندهش .. هذا جو غير معتاد فى مصر .. نحن نتكلم عن قاتل محترف .. Hitman بالمعنى الحرفى للكلمة .. بارد الأعصاب .. و برغم قراءتى لأعمدة الحوادث فى كل الصحف , فاننى لم ألق قط من يقتل باستخدام كاتم صوت فى مصر .. لن أندهش لو كان يمتلك بندقية بتلسكوب كذلك ..

لكن هذا القاتل المحترف لا يعرف ملامحى .. هذا واضح ...

من أرسله يعرف .. أو يعرف ملامح ( علاء الشناوى ) يرحمه الله بفرض أنه كان الهدف منذ البداية ..

دعك من هذه الخواطر السخيفة فلا يوجد ما نفعله , و على كل حال رحيلى قد اقترب فلن يكفى الوقت للتورط فى مشكلة أخرى ..

على فكرة أعتقد أن كراهية زوجتك لى هى كراهية المرأة المصرية المعتادة لأعز أصدقاء زوجها .. هو أولا يأخذ زوجها منها .. ثانيا هو يعرف الكثير .. يعرف أكثر من اللازم .. هكذا تظن .. ثالثا : هى تفترض أن زوجها يشكوها اليه .. رابعا : تفترض أنه و زوجها يعرف كل منهما عن الاخر أمورا مشينة ويداريان على بعض .. أى ان صديق زوجها يخدعها و يكذب عليها فيما يعرفه جيدا عن زوجها ..

باختصار : قلب المؤمن دليله فعلا !!

علاء

--------------------------------------------------------------------------------------------------------
قصيدة فى مجلة ( ................ ) :

قصيدة وصلتنا من القارئة ( ه.أ.ن) بالقاهرة .. أعتقد أن موخبتها نبتة تحتاج الى السقيا , و أنها قادرة على تقديم المزيد مما هو أفضل , و ان كان ينقصها القراءة لمزيد من الشعر العربى الجزل .. نقطة واحدة أهمس بها فى أذنها : الشعر يجب أن يخاطب أجمل ما فى الانسان , ولا يتخذ المقت و الحقد و الثأر موضوعا له . هذا رأيى الخاص , برغم أن هناك فى تراثنا العربى قصائد عنيفة جدا تصف الحرب وتمزيق الخصوم , كما أن بعض قصائد المقت المعاصرة رقيقة فى قسوتها .. لكنى برغم هذا أرى أن الشعر يجب أن يسمو فوق الحقد ..

اقرءوا القصيدة معى و قد قمت بتصحيح الكثير من الأخطاء اللغوية , و هذا يرجع لأن الشاعرة لم تنتبه على حد قولها الا مؤخرا الى أن لغتها هى العربية . هذا يدعونى لطلب المزيد من القراءة كما قلت , و أذكرها أن الدخان لا يحرق لو كانت قد لاحظت هذا ! :

علمتنى معنى الكراهية المقدس .. و الألم

علمتنى معنى الندم ..

علمتنى أن أشتهى الدخان يحرق صورتى

أن أدمن النسيان يطوى قصتى ..

أن أعشق النيران أنى تضطرم ..

علمتنى عشق الدماء .. و عشق رائحة الحمم ..

علمتنى أن أحتدم ...

علمتنى أن أستعيد خناجرى

و أجز كل ضفائرى

و أعد مقصلتى لأجلك .. للصنم ..

أنت الصنم ..

شكرا صديقى .. قد فهمت الدرس وحدى ..

قد فهمت من القدم ..

--------------------------------------------------------------------------------------------------------

و نستكمل الباقى ان شاء الله فى الغد .............. لكم أرق تحياتى.






nervana 23-02-09 02:33 AM

أنا بستنى التكمله بفارغ الصبر

وجد يعطيك العافيه:)

دكتورة 23-02-09 06:20 PM

يا بنتي محدش بيرد عشان الثصة ما تتقطعش
كلنا منتظرين

andalus 25-02-09 01:28 PM

ويييييييييين الباقي
 
مرحبا حبيبتي مشكورة على جهدك الرائع بس حرام تسيبينا هيك ارجوكي تكملي الرواية . . وزي ما قالت الاخت احنا ما بنرد عشان الرواية ما تتقطع بليز كمليها
تحياتي:f63:

طيب القلب 26-02-09 11:18 AM

شكرا يا جماعة على ردودكم كلكم و انا اسفة على التأخير أنا عارفة ان الناس بتقرا اللى بكتبه بس حصلتلى ظروف الكام يوم اللى فاتوا و هكملكم دلوقتى و ان شاء الله هكملها للااخر ..

طيب القلب 26-02-09 12:01 PM

باقى الفصل السادس



لوحة فى مجلة ( ............... ) :

هذه اللوحة من صديقة الركن الفنانة الشابة ( ه . أ . ن ).. تستعمل الألوان ببراعة حقا , لكن الموضوع شنيع . ألا ترين هذا معى ؟ .. هناك صف من الشباب مقيدين يمشون نحو مقصلة .. و هناك من طارت رأسه فعلا , و الدم يلوث كل شئ . صحيح أن المذابح و لحظات الاعدام استخلص منها رسامون عظام مثل ( جويا ) و ( روبنز ) لوحات رائعة , لكنى مصر على أن مزاجك دموى فعلا .. القسوة تزن أكثر بكثير من الفن فى لوحاتك ..

أنشر اللوحة مع نصيحة أخوية , هى أن تطلبى رأى طبيب نفسى . لا أمزح . ان الرسم من طرق العلاج الجماعى المعروفة , و هناك من يجد فى الرسوم اعترافات صادقة بما يدور فى العقل الباطن .

بالمناسبة : ما سر حرف ( العين ) المتكرر فى اللوحات بهذا الشكل ؟ .. تستعملينه كوحدة خرفية فى كل شئ .. و لماذا تفرطين فى رسم الأحذية ؟ .. فى كل لوحة هناك حذاء غليظ تثبت المسامير الى نعله .. ليس موضوعا مغريا لهذه الدرجة .

أكرر : أنت موهوبة .. تنقصك الدراسة .. ينقصك طبيب نفسى ..!


--------------------------------------------------------------------------------------------------------


عزيزى أشرف :

للمرة الثانية تلقيت دعوة من جمعية ( أطباؤنا فى الخارج ) تلك .. كالعادة الدعوة موقعة باسم النائب ( محمد التونى ) . هل تذكر رجل الأعمال البريطانى ( معتز الشيخ ) و لقاء الأطباء المصريين الذين استقروا بالخارج ؟

ان مزاجى سئ بعد قصة ( علاء الشناوى ) هذه , و بعد قضاء وقت لا بأس به فى بيت أسرته .. طبعا يمكن تخيل ثقل لحظات كهذه .. ان المرء لا يفقد صديقا كل يوم , لكن الأسوأ أن يكون عليك أن تعزى أسرة هذا الصديق و تشرح لهم لماذا لم تقم بواجبك و تموت أنت ..

كنت أنوى التنصل من الدعوة , لكنى وجدت أن بعض التغيير قد يفيدنى ..

كنت أنوى التنصل , لكنى بينى و بينك أحببت هذا الجاتوه صغير الحجم الذى يثبت على عود خلة , و الذى لا أعرف اسمه لأننى منحط ..

بما أن موعد سفرنا الى كندا اقترب فقد قررت أن أذهب هناك مرة أخيرة . ااكل دستة من هذا الجاتوه و أشرب كل تلك المشروبات الحمراء و الصفراء ( و هى لا تحتوى الخمور طبعا ) . و بالفعل ذهبت هناك فوجدت وجوها مختلفة تماما .. قليل جدا ظل فى مصر حتى اليوم .. أغلبهم عاد لعمله بالخارج .. الوجوه الجديدة وصلت مصر فى الفترة الأخيرة ووجدوا طريقة للاتصال بها كالعادة ..

قال لنا ( معتز الشيخ ) و هو رجل ظريف كما قلت لك انه يأمل أن نجد بعضنا على الدوام و أن نتواصل . فليحك كل مشكلته و يطلب من الاخرين حلها . طبعا ظل الجالسون جالسين كما هم فى ارتياب .. لا أحد يعرض مشاكله بهذه البساطة .. ليس من أول مرة ..

بعد هذا شاهدنا على الشاشة عرضا تقديميا مملا كالجحيم عن أهداف الجمعية و انجازاتها . العرض أعدته تلك الفتاة ( هبة ) خريجة الجامعة الأمريكية .. ثم بعد أن كادت أرواحنا تغادر الصدور دعانا الى أن نقف حدادا على ثلاثة من خيرة الأطباء المغتربين الذين لم يكتب لهم أن يعودوا للخارج , و دفنوا فى وطنهم الأصلى ..

هناك ( عصام مصطفى ) الذى عرفته و عرفت زوجته .. فليرحمه الله ..

هناك طبيب مقيم فى الولايات المتحدة اسمه ( عزمى اسكندر ) .. صورته صورة رجل وسيم أنيق موح بالثقة .. فليرحمه الله ..

هناك من يدعى ( عادل عبد المقصود ) .. من الولايات المتحدة ..

غريب أن يموت ثلاثة فى هذه الفترة القصيرة .. على كل حال أنا أذكر وجه الثالث من الاجتماع السابق ..

مال على ذلك الطبيب ( على القصراوى ) الذى يعمل فى ألمانيا فى جراحة أورام المخ , و قال :

- " تصور !.. كلهم قتلوا ! "

نظرت له فى غباء غير فاهم .. فقال فى غموض :

- " طلقة فى الرأس .. مسدس كاتم للصوت ثم يفر القاتل .. هناك سباك بائس يتهمونه بمقتل الطبيب الثالث لكن هذا كلام فارغ .. ألا تقرأ الصحف ؟ "

قلت فى خجل :

- " نعم .. الحقيقة اننى لا أقرؤها فعلا .. "

و فكرت فى عمق .. الام يشير هذا ؟ .. هل كان من الممكن أن يكون العدد أربعة و يكون الطبيب الرابع يعمل فى الكاميرون فيما يدعى وحدة سافارى ؟.. كل شئ يشير لهذا ..

أعتقد اننى أرى خيوط العنكبوت تحتشد و معها علامات استفهام كثيرة جدا ..

أخرجتنى من خواطرى السوداء ضحكة فتاة ثم يد تلمس كتفى .. نظرت لأجد أن ( هبة ) هذه تمد يدى لها مصافحة ..

- " ( هبة نافع ) .. AUC .. و منسقة هذا الاجتماع .. "
كانت جميلة .. لكنها ليست من طرازى .. هى من الطراز العملى الأنيق بالتايور و العوينات و الشعر الثائر . . أنا أفضل طفلة رقيقة أقرب للقطط مثل ( برنادت ) أو غزالا أسمر خارجا من الأدغال مثل ( أونوابا ) , لكن أعتقد أن لها معجبين كثيرين .. يمكنها أن تعيش من دونى .. فما سر اهتمامها ؟








أتمنى لكم قراءة ممتعة على وعد لن أخلفه باذن الله بالاستكمال فى الغد و أعذرونى انى لا أكتب كمية أكبر نظرا لضيق ذات الوقت .






devman 26-02-09 01:31 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لماذا عزيزتنا لا تقومي بعمل سكان للقصة طرحها في الشكل المتعارف عليه
هذا يوفر عليك عناء الكتابة
وعلينا عناء التشي ازائد :confused:

وتقبلي فائق الإحترام

طيب القلب 27-02-09 04:10 PM

انا بفكر اعمل كده فعلا بس معنديش سكنر بس ممكن اعمله عند اصحابى و ربنا يسهل فى اقرب فرصة ان شاء الله

طيب القلب 27-02-09 05:01 PM

[/COLOR] باقى الفصل السادس

قلت لها :

- " ( علاء عبد العظيم .. وحدة سافارى .. لو كنت تنوين سؤالى عن وحدة سافارى فأنا .. "

- " أعرف.. أعرف .. بحثت عنها على شبكة الانترنت "

لماذا أشعر بهذا الحنين كلما تلفظت باسم ( سافارى ) ؟ .. صار لها نفس رنين ووقع ( شبرا ) .. كلما قرأت اسم سافارى على مطعم أو منشورا سياحيا لشرم الشيخ , أو طرازا لبذلة شبابية , شعرت بخفقة فى قلبى .. كأنهم يتكلمون عن حبيبتى .. أحب أن يتكلموا عنها طيلة الوقت , و أحب أن يجهلوا كل شئ عنها لتكون لى وحدى !

لقد تغلغل ذلك المكان اللعين فى أعماقى لدرجة غير مسبوقة .. تبا !

ناولتنى هبة بطاقة , و قالت لى :

- " هذا رقم هاتفى المحمول و عنوانى .. لو أردت أى شئ بصفة شخصية فأنا تحت أمرك .. "

- " هذا الاهتمام يشرفنى .. لكن يسعدنى أن أعرف سببه .. "

- " أنت موشك على الرحيل .. و زوجتك تنتظر حدثا سعيدا كما قرأت فى الأوراق .. هذان سببان ممتازان .. "

كنت أكلمها و أنا أرمق أظافر يدها .. الأظفار التى تااكلت حتى منتصفها تقريبا تاركة سطحا عاريا من اللحم المجعد المشوه .. عندما مالت برأسها لأسفل رأيت تلك البقعة الخالية من الشعر .. الأمر واضح .. هوس نزع الشعر tricotellomania و قضم الأظفار حتى توشك على قضم السلاميات نفسها .. هذه الفتاة متوترة .. متوترة لدرجة لا توصف .. ربما تقترب من الخبال ..

ربما يبدو الأمر تبسيطا مخلا , لكن أمى كانت ستصفها بأنها ( غلاوية ) بكسر الغين و تشديد اللام , و هو وصف قريب جدا من الدقة .. على كل حال شكرتها بشدة .. و انصرفت ..

هل تتصور أنها اتصلت بى بعد هذا بساعات ؟.. لهذا قصة أحكيها فيما بعد ... يمكن أن أفعل الاان لكنى أريد استفزازك كما تعلم !

علاء
-------------------------------------------------------------------------------------------------

عزيزى علاء :

كل شئ عفن و مريب فعلا .. فقط أريد أن أسألك .. هل أنت واثق من أن جراح الأعصاب الألمانى هذا بخير ؟ .. تذكر أن اسمه ( على ) !

----------------------------------------------------------------------------------------------------

باقى خطاب أشرف :

لا أدرى ان كنت لاحظت هذا أم لا , لكن الأسماء التى ذكرتها كلها تبدأ بحرف ( ع ) : ( عصام ) .. ( عزمى ) .. ( عادل ) .. ( علاء ) ..

يبدو لى كأن هناك قاتلا لديه مشكلة مع الأطباء الذين يبدأ اسمهم بحرف ( عين ) , أم هى المصادفة ؟

لو كنت مكانك لحذرت كل من يبدأ اسمهم بهذا الحرف , و أولهم ( على ) هذا ..

من الواضح أن موهبتك تلاحقك .. هذه اجازة قصيرة جدا و برغم هذا كدت تقتل فيها و ما زلت .. أهنئك !.. هذا هو علاء صديقى الذى كان أبى يصاب بنوبة قلبية عندما يزورنى ..

بخصوص تلك المكالمة , لا يعنينى سماع شئ .. الموضوع لا يهمنى ..

لا أوصى بشئ يا علاء سوى أن تعجل برحيلك بسرعة . اتصل بشركة الطيران و حاول أن تجد طائرة اليوم أو غدا على الأكثر .. سوف أطمئن أكثر عندما أعرف أنك ذهبت ( فى داهية ) بعيدا عن أرض مصر .

أشرف

---------------------------------------------------------------------------------------------------

عدد قديم من مجلة ( ........... ) :

د. شريف الدخيلى محرر باب ( النفس المطمئنة ) :

للمرة الثانية أكتب لك يا د. شريف . للمرة الثانية تتجاهل رسالتى مما يجعلنى أشك فعلا فى صدق هذا الباب . قلت لك اننى فتاة ظفرت بدراسة ممتازة و يقول الجميع اننى ذكية و جميلة .. هذا ما يقولون ..صحيح أن دراستى جعلتنى أقرب الى الثقافة الغربية , لكننى ظللت أحتفظ بعقل و قلب فتاة شرقية ..

هذه الفتاة الشرقية تعلقت جدا بطبيب شاب وسيم مثقف اسمه ( ع ) .. تعلقت به الى حد غير مسبوق , بحيث لم يعد فى عقلى سواه .. هو كان رومانسيا لطيفا مهذبا , و كان يتقن تلك اللمسات التى تخلب عقل الأنثى مثل أن يتذكر عيد ميلاد خالة عم أبى , و أقول له ذات مرة بلهجة عابرة اننى أحب اللون الرمادى فأجد ربطة عنقه رمادية فى المرة التالية , و يغمرنى فى عالم رمادى اللون .. يغمرنى بالهدايا و الكلمات التى هى أجمل من الهدايا .. و النظرات التى هى أجمل من الكلمات .. كنت كل شئ تحت سماه و كان كل شئ تحت سماى ..

هكذا يتسلل الحب لقلب فتاة لا ترى أباها و لا أمها تقريبا .. انهما منفصلان , و أقيم مع أبى لكنى لا أراه .. النجاح المادى يعنى فشلا أسريا على الأرجح ..

( ع ) كان هناك ليصير لى الأم و الأب و الأخت و الغد و الماضى ..

كل هذا دام ثلاثة أعوام , ثم اصطحبنى يوم شم النسيم الى حفل ساحر أقرب للحلم . هناك أغمض عينه و دنا منى .. دنا منى على صوت الموسيقى , و قال بصوت كالهمس :

- " أنا مسافر الى الخارج ! .. يجب أن ننهى كل شئ ! "

نظرت له فى ذهول فقال برقة اننا استمتعنا معا , و صار الوقت مناسبا للتفكير فى الغد .. هو سيهاجر للخارج و أنا سأتزوج .. سألته ما المانع أن نتزوج و نسافر معا ؟ .. قال بنفس الرقة : اننى لست من طرازه و لا يشعر اننى مناسبة لحياة كفاح مشتركة .. و على حد قوله :

- " عندما أعتزم أن أتنزه فى الحديقة أنتعل حذاءا مطاطيا خفيفا , لكن لو أردت تسلق الهيمالايا فعلى أن أنتعل حذاءا غليظا مزودا بالمسامير ! "

اذن انا حذاء مطاطى خفيف ! .. كان قاسيا وغدا .. و عرفت انه امتلأ منى حتى بلغ مرحلة الازدراء . هكذا تركته حيث هو و انصرفت بلا كلمة واحدة .

بعد أيام قرأت خبر زواجه فى مجلة ما .. و رأيت العروس .. الحذاء الثقيل المزود بمسامير .. كانت أعز صديقة لى .. هو لم يدخر وسعا كى يجعل صفعته لى قوية مهينة محسوسة ..

اعتدت النوم باستعمال أقراص منومة , ثم لا أعرف متى بدأت أتعاطى بعض الأشياء التى تعطينى اياها صديقاتى .. لقد تبدلت حالتى النفسية تماما .. كنت أرى الكوابيس أثناء النوم , ثم تعلمت أن أراها فى اليقظة .. بمعجزة استطعت ألا أجن .. ربما جننت لكنى لا أعرف هذا ..

حقد مروع استبد بى .. حقد لن يخمده سوى رؤية الدم و الألم .. لن تتصور عدد المرات التى قطعت فيها صورته باستخدام أحد برامج رسم الكمبيوتر و ألصقتها على جسد جثة أو شخص يحترق .. ان عندى مئات الصور بهذا الشكل ..

باختصار أنا أتحول الى سفاح .. أتحول بسرعة جهنمية .. لقد سافر للخارج ليبدأ حياته بعدما قضى على حياتى أنا , لكن هاجس الانتقام يطاردنى أربعا و عشرين ساعة .. أقضم أظفارى حتى يسيل منها الدم و أتسلى بتمزيق لحم ساعدى ..

هل عندك حل ؟

المعذبة ( ه . أ . ن )

------------------------------------------------------------------------------------------------------
أرجو أن تكونوا استمتعتم و أستكمل الباقى فى الغد ان شاء الله نحن الان فى نصف القصة بالضبط و تحياتى لكم الى الغد.




طيب القلب 01-03-09 04:31 AM

باقى الفصل السادس

عزيزتى ( ه . أ . ن ) :

لم تكن صدمتك هينة بالطبع لكن كل انسان يتلقى صدمات مماثلة طيلة الوقت و يظل حيا . الحياة سوف تستمر طبعا و هناك فترة مرارة لابد منها . أما بالنسبة لخواطر الانتقام و كل هذه الأشياء الطفولية فأنا أعرف أنها مجرد وسيلة للتنفيس , لكن ما حدث قد حدث .. يجب أن تنظرى الى الغد , و لعل هذه هى الحقيقة الوحيدة التى أوافق عليها فى كلامك ..

لما كانت قصتك تحتوى عنصر الادمان فاننى لا أرى أنك قادرة على مواجهتها وحدك . أقترح أن تقومى بزيارة طبيب نفسانى أو زيارتى فى مركز ( النفس المطمئنة ) لمساعدتك على الخروج من هذا النفق .

د . شريف الدخيلى

--------------------------------------------------------------------------------------------------------
من صفحة الاجتماعيات بمجلة ( ... ) عدد قديم :

فى حفل بهيج بقاعة ( الرياحين ) بفندق ( .............. ) أقيم حفل زفاف الدكتور ( عاصم عبد الرحمن الفقى ) الى الدكتورة ( ماهى أحمد عطية ) . حضر الحفل عدد كبير من أهل العروسين و أصدقائهما . و قد قام باحياء الحفل الذى استمر حتى الثالثة صباحا عدد كبير من نجوم الفن و الغناء فى مصر . من المعروف أن العروس حاصلة على الجنسية الأمريكية , و سوف يسافر العروسان الى الولايات المتحدة بعد شهر العسل . ألف مبروك للعروسين .

--------------------------------------------------------------------------------------------------------

من صفحة الحوادث بجريدة ( ....... ) عدد قديم :

تقدم رجال الأمن بفندق ( ...... ) ببلاغ الى الشرطة , مؤكدين أنهم رأوا فتاة تحاول التسلل الى الفندق ليلا أثناء حفل زفاف أقيم فى احدى القاعات , و قد أثار منظرها المريب و ارتباكها ريبة رجال الأمن . عندما استوقفوها سائلين عن هويتها بادرت بالفرار و قد سقط من ثيابها خنجر كبير كانت تخفيه تحت شال تضعه على ذراعها . لم يتمكن رجال الأمن من اللحاق بها لأنها غابت فى الزحام خارج الفندق , لكن الحادث أثار قلقهم . قام رجال الشرطة بتشديد الحراسة على مداخل الفندق الشهير , كما أصدر العميد ( .......... ) أوامره بتكثيف البحث عن الفتاة و سرعة ضبطها , و تم تسليم الخنجر للمعمل الجنائى .

--------------------------------------------------------------------------------------------------------

خطاب بتاريخ قديم :

عزيزى أستاذ محمد التونى :

لم أكتب لك منذ زمن بعيد , و أنا أعتذر عن هذا , لكن عهدتك كريما تعطى و لا تأخذ , مما دفعنى الى أن أطلب منك خدمة . سوف تقابلك فتاة تدعى ( هبة ) تحمل بطاقة توصية منى .. أعترف لك أنها واحدة من مريضاتى و قد عالجتها بنفسى فى المركز , لكنى أضمن كذلك أنها ذكية جدا و بصحة عقلية ممتازة حاليا . لا أملك أن أقدم أية تفاصيل عن مرضها بالطبع , لكنها تعرضت لصدمة قوية و هى الاان موشكة على التعافى منها . مثقفة و تجيد اللغة الانجليزية و الفرنسية , و تتعامل مع الكمبيوتر ببراعة , و حاصلة على درجة فى ادارة الأعمال . أطمع فى أن تجد لها عملا فى جمعيتكم التى تتعامل مع الأطباء المقيمين فى الخارج .

هذا جزء مهم من العلاج , و لما كنت لا أعرف سواك فقد خطر لى أنك تستطيع مساعدتى . أعتقد أنها ستكون سكرتيرة ممتازة بالاضافة الى أنها حسنة المظهر .

كلى أمل فى أن تسدى لى هذه الخدمة . و هى لن تعترض على أى راتب لأنها ميسورة الحال أصلا , و هى تعمل لأن العمل مهم لحالتها النفسية لا أكثر .
مع جزيل الشكر .

د. شريف الدخيلى

خطاب بتاريخ قديم :

عزيزى د . شريف :

طبعا يسرنى أن أقبلها .. ما دامت من طرفك فهى هدية ثمينة و لا شك , و لن أسأل عن شئ , لكنى أرجو أن تكون صريحا لو كان الأمر يتعلق بادمان معين , فقد علمتنى التجربة أن المدمن يجلب المشاكل لنفسه و لكن من يحاول مساعدته . لا أمل فى اصلاحهم .. أعرف أن هذا يثير غيظك باعتبارك طبيبا نفسيا لكنى أتحدث بلهجة رجل أعمال لا يفقه شيئا فى الطب .. فقط أملك خبرتى اليومية .

مع الشكر .

محمد التونى

--------------------------------------------------------------------------------------------------------

خطاب بتاريخ قديم :

عزيزى أستاذ محمد التونى :

سأكون صريحا معك و أحكى قصتها بالتفصيل تاركا الأمر لك , و ان كنت أضمن سلامتها العقلية و لو كانت هذه مؤسستى لقبلتها بلا تردد .. على كل حال القصة كما يلى ...............................

د . شريف الدخيلى




انتهى الفصل السادس أعزائى و لكن يليه أيضا العديد من الفصول السادسة و لا أعرف هل هذا خطأ مقصود أم من المطبعة .... أتمنى لكم قراءة ممتعة و أستكملها لكم فى الغد . تحياتى .



طيب القلب 03-03-09 12:35 AM

الفصل السادس

كشف حساب خاص بمصرف ( ........... ) :

حركة حسابات العميل : هبة أحمد نافع . رقم حساب ( ......................... ) دولار

12 أغسطس سحب 200 $
26 أغسطس سحب 200$
2 سبتمبر سحب 200$
5 سبتمبر سحب 200 $

--------------------------------------------------------------------------------------------------------

صفحة الحوادث فى جريدة ( ............ ) :

مسلسل مقتل الأطباء مستمر


محمد حمزة : يبدو أن مسلسل مقتل الأطباء مصمم على الاستمرار بنجاح , و من الغريب أن أحدا لم يعلق أو يبد أية ملاحظة على أن الموضوع زاد عن الحد . أمس شهدت مدينة المنصورة مقتل طبيب من أبنائها هو د. ( على القصراوى 50 سنة ) الذى هاجر الى ألمانيا منذ عشرين عاما , و صار من الأسماء اللامعة فى جراحة أورام المخ . جاء الى مصر فى عطلة قصيرة مع أسرته حيث أقام فى بيت أهله بالمنصورة . قررت الأسرة الخروج مساءا و نزل هو أولا ليدير محرك السيارة , و عندما لحق به أفراد الأسرة وجدوه ميتا خلف المقود و قد اخترقت طلقة رصاص جبهته . كالعادة من الواضح أن الطلقة أطلقت من مسدس كاتم للصوت لأن أحدا لم يسمع أى شئ .

هكذا يكون الطبيب القتيل هو الخامس فى سلسلة مقتل عدد من الأطباء , هم ( عصام مصطفى ) و ( عزمى اسكندر ) و ( عادل عبد المقصود ) و ( علاء الشناوى ) , و كلهم ممن يعملون بالخارج باستثناء ( علاء الشناوى ) .

نحن نطالب بالتحقيق فى وجود رابط بين مصرع هؤلاء الأطباء . و ألا نركن الى فكرة الصدفة . طريقة القتل تتشابه فى كل الحوادث مما يطرح أسئلة كثيرة .

--------------------------------------------------------------------------------------------------------

العزيزان د . ( عمر التهامى ) \ د . ( عوض لوقا ) :

أنتما تعرفاننى لأننا التقينا فى ندوة أو مؤتمر ( أطباؤنا فى الخارج ) و قد عرفت العنوان البريدى من تلك القائمة التى وزعوها علينا . أكره أن أثير رعبكما لكننى سأندم بشدة لو اتضح اننى على حق .. أعتقد أن هناك مجنونا ما يلاحق الأطباء القادمين من الخارج و الذين يبدأ اسمهم بحرف ( عين ) . هذا يجعلنا نحن الثلاثة مرشحين بقوة لأن نكون الضحايا القادمين , و أعتقد أننى كنت بالفعل فى طريقى لذلك لولا أن القاتل خلط بينى و بين صديقى ( علاء الشناوى ) يرحمه الله ..

لا أعرف السبب و لا التفسير . لكنى أتوسل لكما أن تأخذا الحذر .. لو كان بوسعكما مغادرة مصر حالا و العودة لعمليكما بالخارج فلتفعلا هذا بسرعة ..

خمس ضحايا حتى اللحظة ليس بالعدد الهين أو البسيط .. ان ما يحدث مخيف ..

أكرر : لا أطلب الذعر بل الحذر .. يمكنكما الاتصال بى فى أى وقت ..

مع الشكر

د . علاء عبد العظيم

عزيزى أشرف :

ما زلت مجاملا رقيقا كعهدى بك .. تريد أن أذهب فى ( داهية ) .. حسن .. سأحكى لا سواء كان الأمر يعنيك أو لا يعنيك ..

بعد ساعات من هذه المقابلة دق جرس الهاتف .. سمعت صوت فتاة لا أعرفه يسألنى ان كنت ( علاء ) .. أهلا يا دكتور .. أنا ( هبة ) سكرتيرة ( أطباؤنا فى الخارج ) . ان رقم هاتفى معها و كذلك عنوانى طبعا ..

ماذا تريدين منى ؟ .. قالت كلاما فارغا كثيرا عن أهمية ترابط الأطباء فى الخارج معا , لأننا أكثر من سوانا نعطى صورة عن مصر .. نتعامل مع الموت و الحياة , و فى الان ذاته يجب أن نكون نموذجا لأرقى عقلية ممكنة .

جميل جدا .. ماذا تريدين منى ؟ ..

سألتنى عن رأيى فى صداقة الرجل و المرأة .. هل هى ممكنة أم لابد أن تتخذ هذا الطابع العاطفى المزعج ؟ .. بصراحة يا أشرف أنا سمعت هذا الكلام طيلة حياتى حتى ضاق صدرى و لم أعد أتحمل سماع أكثر . لو سألت نفسى هذا السؤال لما وجدت اجابة . هناك كلمات لكناها فى فمنا حتى لم يعد لها معنى .. هل يجب علينا العودة لتراثنا أم علينا أن نطلع على تراث الغرب ؟ .. هل صداقة الذكر و الأنثى ممكنة ؟ .. هل الخلل فى التعليم راجع للبيت أو المدرسة ؟ .. فلتفعل أى شئ لكن تحرك و كف عن الكلام من فضلك ..

اذن .. ماذا تريدين منى يا أخت ( هبة ) ؟ .. ما زلت لا أعرف ..

سألتنى عن أية خبرات مزعجة لى فى هذه الاجازة فحكيت لها عن فقد ( علاء الشناوى ) .. و كيف حدث هذا على بعد نصف متر منى .. بدا على صوتها الذعر و قالت انها ااسفة .. لابد أنها خبرة مروعة ..

كانت مهتمة بمعرفة صفات القاتل كما رأيته , فقلت لها اننى أعرفه لو قابلته لكنى لا أملك أية صفة .. انه الشخص الذى لا يمتاز بشئ .. سمعت أحد رسامى الكاريكاتور المصريين يتمنى لو فاز ( جون كيرى ) بالانتخابات الأمريكية بدلا من ( بوش ) لأن ( كيرى ) ملامحة مميزة و سهل الرسم جدا , بينما ( بوش ) أصعب ..

ضحكت و قالت اننى ظريف فعلا .. قلت اننى أعرف هذا .. ثمة شئ غير مريح فى هذه الفتاة , و من الممتع أن تكون سمجا معها .. قالت لى أنها تريد أن ترانى اليوم لتشرح لى تصورها للمرحلة القادمة .. الخ .. بصراحة كانت برنادت مريضة جدا , و أمى مريضة مرهقة و جو البيت مزعج بما يكفى , فاعتذرت .. ليس لدى بال رائق لهذا ..

قالت لى ان بوسعى تأجيل اللقاء لكن لابد من واحد قبل سفرى. اعتذرت .. هنا بدأت تلتهم نفسها بالمعنى الحرفى للكلمة .. عصبية فعلا .. توشك على أن تزأر ..

كررت اعتذارى و انهيت المكالمة ..

غريب أن يتحمس أحد لهذه الدرجة من أجل ( روابط الصداقة بين الأطباء العاملين بالخارج ) . ما رأيك ؟

علاء









--------------------------------------------------------------------------------------------------------
تمنياتى بقراءة ممتعة و الى القاء فى الفصل القادم ( السادس أيضا و سبحان الله !!!!!!!! ).






شموخ الحب 16-03-09 03:45 PM

يا طيبة فينك

اليوم16/3 لكي اكتر من اسبوع
بانتظارباقى اللاعداد انتي املي الوحيد بقراءة العدد وذالك لعد وصوله لمكتبتي (المصدر ما ارسل العدد الجديد)

الف شكرا لك على مجهودك

طيب القلب 20-03-09 04:08 PM

أعتذر بشدة عن التاخير و لكن اعذرونى فأنا مشغولة جدااااااااا فى الدراسة و تقريبا مش لاقية وقت أهرش زى ما بيقولوا و باخص بالعتذار أكتر الناس اللى مستنيين العدد و ما بيوصلوهمش انا عارفة الاحساس ده و مع التكملة .




الفصل السادس

تفريغ حوار مسجل بين العقيد ( سيد البحيرى ) و الدكتور ( نجيب سليمان )أستاذ علم نفس الجريمة :

عقيد البحيرى : أعتذر يا دكتور ان كانت طريقة تسجيل الحوار لاتريحك .. لكنى بالفعل بحاجة ماسة الى أن أسمع ما تقوله عدة مرات .. لا أريد أن أعتمد على الذاكرة و هى مخادعة ..

د. نجيب : لا عليك .. هذا يريحنى .. على الأقل لن أكتب تقارير ..

عقيد البحيرى : أكره أن أقول هذا , لكن من الواضح أننا نواجه سلسلة جرائم يقوم بها الشخص ذاته أو الجهة ذاتها .. أنتم تطلقون على هذا مصطلح ...

د. نجيب : القاتل التتابعى أو المتسلسل ( سيريال كيلر ) .. هذا مصطلح يحبه الاعلام جدا .. ابتكره عميل الاف بى اى الأمريكى ( روبرت راسل ) فى السبعينات ..

عقيد البحيرى : لدينا اذن قاتل تتابعى مولع بقتل الأطباء .. يقتلهم بطلقة فى منتصف الجبهة و باستعمال كاتم صوت .. هو بارع جدا يعرف تحركات الضحية و متى تهرب .. هناك سرقات لكن رأيى الخاص أنها تمت بغرض التمويه لا أكثر ..

د. نجيب : هل من سمات أخرى مشتركة ؟

عقيد البحيرى : لاحظنا أن اسم الضحية يبدأ بحرف العين دائما .. لولا جريمة واحدة غير مبررة لقلنا انه يقتل الأطباء العاملين بالخارج و الذين جاءوا فى اجازة لمصر , لكنه خرق القاعدة ذات مرة .. و لربما لا .. لربما كان الطبيب المغترب هو هدفه منذ البداية ..

د. نجيب : هم جميعا متزوجون ؟ .. هل من أجنبيات ؟

عقيد البحيرى : لا توجد قاعدة هنا .. واحد من الضحايا أعزب .. منهم من تزوج أجنبية و منهم من تزوج مصرية .. السن تتراوح بين 35 و 50 سنة ..

د. نجيب : هذا يسهل الأمور .. يمكن تحذير و مراقبة أى طبيب تنطبق عليه الشروط ..

عقيد البحيرى : نحن نراقب ثلاثة الان .. لكن أريد التأكد من صحة الفرضية .. للملاة الأولى نتعامل مع قاتل تتابعى فى مصر ..

د. نجيب : هذا خطأ شائع .. هناك كثيرون ..

عقيد البحيرى : مثل ( ريا و سكينة ) ؟ .. كانتا تقتلان للسرقة .. حسبت القاتل التتابعى مريضا نفسيا دائما ..

د. نجيب : هذا صحيح .. القاتل بغرض السرقة لا يعد تتابعيا .. يجب أن نتفق أولا على مفهوم القاتل التتابعى .. انه القاتل الذى يقتل لأسباب نفسية أكثر من شخص مع فترات هدوء بين جريمة و أخرى .. هنا يختلف عن القاتل الانغماسى الذى يقتل عددا كبيرا من الناس مرة واحدة و فى عدة أماكن فى نفس الوقت تقريبا .. و القاتل الجماعى الذى يقتل عددا من الناس فى مكان واحد .. الطالب الأمريكى الذى يقتحم المدرسة ليفرغ بندقية االية فى الطلبة هو قاتل جماعى ..

عقيد البحيرى : لكن القاتل التتابعى مجنون ..

د. نجيب : بالعكس .. لهذا يعدمون عندما يقبض عليهم .. ان القاتل التتابعى سايكوباث لا يتكيف مع المجتمع لكنه ليس مجنونا .. على كل حال وضع الأمريكان قواعد عامة للقاتل التتابعى .. غالبا هم ذكور بيض شديدو الذكاء .. و برغم ذكائهم سجلهم فى المدرسة يبعث على الخزى .. جاءوا من أسر غير مستقرة و ربتهم أمهات متسلطات .. غالبا ما تعرضوا للضرب فى طفولتهم بعنف .. لديهم ميول انتحارية عالية و كانوا يبللون الأسرة ليلا حتى سن 12 .. يحبون اشعال الحرائق و تعذيب الحيوانات الصغيرة ..

عقيد البحيرى : فيما عدا موضوع عدم الاستقرار العائلى , يبدو لى أنك تتكلم عن ابنى ! .. ربما كان من الأفضل أن أقتل هذا الوغد من الان لأوفر على نفسى متاعب جمة !

د. نجيب : هذا هو المفهوم الاستعدادى .. لا يجب أن يصير من يحمل هذه الصفات قاتلا .. لكن عندما تقبض على قاتل فمن الوارد جدا أن تجد هذه الصفات . لا يجب أن يصاب كل من يتعاطى الأسبرين بقرحة معدة .. لكن الأرجح ان تكتشف أن المصابين بقرحة معدة كانوا يتعاطون الأسبرين .. هل تفهم كلامى ؟

عقيد البحيرى : لا .. لكن أكمل ما تقول ..

د. نجيب : ليس كل هؤلاء رجالا .. هناك امراة بين كل ستة قتلة تتابعيين .. هن يفضلن السم فى العمل و يفضلن الضحايا الأضعف . يقتلن غالبا فى البيت لا فى الخارج ..

عقيد البحيرى : و نوعية الضحايا ؟

د. نجيب : سؤال مهم .. القتلة التتابعيون يفضلون قتل النساء الغريبات عنهم .. هناك دوافع منحرفة للقتل طبعا ..

عقيد البحيرى : هذا يدفعنى للسؤال عن سبب القتل ؟ .. هل كل هذا نداء خفى يأمره بأن يفعل ؟

د. نجيب : سؤال مهم أيضا .. من تتكلم عنه هو الطراز ( الخيالى ) .. و هو الذى يعتقد أن الله أمره بذلك .. أو أنه يقوم بمهمة مقدسة لانقاذ الجنس البشرى .. هذا الطراز معروف و لعله الأشهر .. الطراز الثانى هو ( صاحب الرسالة ) الذى يعتقد أنه يخلص البشرية من الأطباء أو الحلاقين مثلا .. الطراز الثالث هو ( طالب المتعة ) و هذا يجد لذة فى قتل الناس .. انه سادى يستمتع بتعذيب الضحية و خوفها .. ربما هو مدمن ادرينالين يبحث عن الاثارة كالتى نشعر بها عند صيد الحيوانات .. بل ان بعضهم يطلق سراح الضحية عدة مرات ليكرر لذة الصيد .. ( تيد بوندى ) كان يفعل ذلك ..

عقيد البحيرى : اشرب الليمون يا دكتور .. هيا ..

د. نجيب : حسن .. لكن ما علاقة هذا ب... ؟

عقيد البحيرى : سأسألك حالا .. هل هناك موديلات مختلفة لهؤلاء القتلة ؟

د. نجيب : سؤال مهم كذلك ...

عقيد البحيرى : ماشاء الله .. هذا يوم الأسئلة المهمة ..

د. نجيب : يقسمونهم فى الاف بى اى الى ( المنظم ) و ( غير المنظم ) و ( الخليط ) .. المنظم رجل شديد الذكاء يقوم بتخطيط دقيق .. يخطف ضحاياه لمكان و يتخلص منهم فى مكان , طبعا بعد فترة مراقبة لا بأس بها .. من أشهر هؤلاء السفاح ( تيد بوندى ) الذى خدع الكثيرات . هذا القاتل له خبرة بالطب الشرعى و يعرف كيف يخفى ااثاره .. انه الطراز الذى يشهق الجيران عند اعتقاله و يقولون فى دهشة : انه رجل لطيف لا يمكن أن يؤذى قطة ! القاتل غير المنظم هو حيوان غبى .. يقتل من يراه و يتركه فى مكان الجريمة .. يصفه معارفه بأنه غريب الأطوار و جيرانه يخشونه من قبل أن يفعل أى شئ .. و غالبا ما ينحدر المنظم الى غير منظم مع الوقت ..

عقيد البحيرى : بم تشخص ما نحن بصدده اليوم ؟

د. نجيب : على قدر المعطيات .. هذا قاتل تتابعى منظم .. عالى الذكاء .. من الطراز ( صاحب الرسالة ) أو هو ينتقم من نمط معين من الأطباء الذين يحملون حرف العين و يعملون بالخارج .. أعتقد أن عليكم البحث عن طبيب يبدأ اسمه بحرف ( عين ) عمل فى الخارج و ارتكب خطأ شنيعا بحق شخص هنا ..

عقيد البحيرى : هل يمكن جعل المهمة أسهل ؟

د. نجيب : للأسف لا .. الا لو انتظرتم .. مع الوقت سوف ينحدر القاتل لدرجة ( غير المنظم ) و تقصر الفترات بين جرائمه .. عندها سيرتكب خطأ و يقع فى أيديكم ..

عقيد البحيرى : و حتى هذه اللحظة .. كم سنفقد من الأطباء ؟

د. نجيب : لابد أن تحموا كل طبيب تنطبق عليه الشروط .. و الأهم هو أن تعرفوا كيف يجدهم ..

عقيد البحيرى : هل تعرف ؟ .. هذه هى بداية الخيط الحقيقية .. من الشخص القادر على أن يعرف بعودة أطباء يحملون حرف ( عين ) من الخارج ؟ .. هذه هى النقطة المهمة ..
------------------------------------------------------------------------------------------------------



طيب القلب 20-03-09 04:45 PM


الفصل السابع

س : اسمك و سنك و عنوانك ..

ج : عوض لوقا ميخائيل .. 44 سنة .. حاليا أنا فى الاسكندرية لكنى أصلا أعمل فى بريطانيا .. طبيب أمراض نساء ..

س : ما هى أقوالك ؟

ج : فى البدء كانت هذه الرسالة التى وصلتنى من طبيب اسمه ( علاء عبد العظيم ) , و هو يخشى على أن أتعرض لهجوم من ذلك المخبول الذى يقتل الأطباء .. رأيه أن كل من قتلوا يبدأ اسمهم بحرف ( العين ) و أنه تعرض لمحاولة مماثلة ..

س : هل اتخذت أية اجراءات احترازية ؟

ج : بالطبع لا .. ليس بوسعى أن أستأجر شركة حراسة , و الشرطة لن تصغى لكلام عام مثل هذا .. هكذا عدت أمارس حياتى غير مبال .. اننى عائد لانجلترا خلال ثلاثة أيام و معى زوجتى و أطفالى الثلاثة هنا .. اليوم أخذت الأولاد الى شاطئ المنتزه حيث قضينا يوما ممتعا ثم عدنا .. كانت الساعة الثامنة مساء عندما نزلوا هم من السيارة صاعدين للبيت , و اتجهت أنا الى المرااب الصغير أسفل البناية .. رفعت الزجاج و أوقفت المحرك .. هنا رأيت رجلا يدخل المرااب ..

س : هل كانت له أوصاف معينة ؟

ج : كان ظهره للباب الذى يأتى الضوء منه .. على قدر ما رأيت لا يوجد شئ فى ملامحه يعلق بالذاكرة .. هو رجل كأى رجل ااخر .. فقط كان يضع يده فى جيبه ..

س : و ماذا حدث ؟

ج : لا أعرف لماذا قررت ذلك , لكنى أدرت المحرك من جديد ووضعت قدمى على دواسة البنزين و حركت ذراع السرعات لوضع القيادة .. هنا دنا من نافذة السيارة و أشار لى كى أنزل الزجاج من جديد .. ثم سألنى بصوت ضحوك مهذب : هل أنت د. ( عوض لوقا ) ؟ هززت رأسى أن نعم . فى اللحظة التالية كان يصوب مسدسا له فوهة طويلة غريبة نحو رأسى .. أعتقد أن هذا شكل المسدسات التى ثبت لها كاتم صوت . و كانت قدمى أسرع من تفكيرى لأننى ضغطت على الدواسة بسرعة و انطلقت السيارة بسرعة البرق , فى ذات اللحظة التى ضغط فيها الزناد , لأننى سمعت الزجاج يتهشم من خلفى مع صوت غريب يشبه سدادة زجاجة شمبانيا تنتزع .. كان قريبا جدا و أعتقد أننى بالتأكيد أصبته أو دست على طرف حذائه .. و فى لحظة كنت فى الشارع أوشك على أن أصطدم بسيل من السيارات القادمة ..

س : هنا طلبت المساعدة ؟

ج : حشد من الناس هرع الى المرااب بناءا على استغاثتى , لكن لم يكن هناك أحد .. و لولا أثر الرصاصة فى زجاج السيارة الخلفى لحسبونى أهذى .. لولا سرعة استجابتى و هذا التحفز لكانت جثتى فى المرااب الان ..

س : هل لديك أعداء أو من تتهمه بهذا ؟

ج : أعدائى فى انجلترا و ليسوا هنا .. لا أحد يعرفنى فى مصر ..

س : كيف تتوقع أنه عرف عنوانك ؟ ..

ج : لا أعرف .. ليس هناك فى مصر من يعرفنى جيدا .. لكن هناك جمعية خاصة اسمها ( أطباؤنا فى الخارج ) دعتنا لاجتماعين عندها , و طلبت منا ترك عناويننا و أرقان هواتفنا .. كان هناك كثير من الأطباء المغتربين هناك و منهم هذا ال ( علاء عبد العظيم ) .. ان بيانات هذه الجمعية يسيل لها اللعاب لأنها تضم كل طبيب مصرى يعمل بالخارج و موجود فى مصر الان ..

س : هل تتهم هذه الجمعية بشئ ؟

ج : لا .. لكن من يستطيع الوصول للسجلات يستطيع أن يجد كل واحد منا ..

س : هل لديك أقوال أخرى ؟

ج : نعم .. الأمر يبدو لى أقرب الى مؤامرة خارجية تهدف لتصفية الأطباء المصريين العاملين بالخارج .. أقرب مثال فى ذهنى هو الرسائل الملغمة التى كان يتلقاها العلماء الألمان فى مصر .. العلماء الذين استقدمهم جمال عبد الناصر لتطوير الصواريخ المصرية و السلاح البيولوجى .. كانت المخابرات الاسرائيلية ترسل لهم رسائل ملغمة .. يفتحها الواحد فتنفجر فى وجهه ليموت أو يتشوه أو يصاب بالعمى . أعتقد أننا نتكلم عن شئ مماثل هنا ..
تقرير أمنى عن حوادث قتل الأطباء :

ما زالت علامات استفهام كبيرة تكتنف موضوع اغتيال الأطباء . لكن دراسة الملابسات و المحاضر و التحقيقات تجعل الاحتمالات تتركز فى اثنين لا ثالث لهما :

الاحتمال الأول : وجود سفاح حقيقى يتعقب الأطباء المصريين العاملين فى الخارج الذين يبدأ اسمهم بحرف ( العين ) . و السبب نفسى مرضى على الأرجح . لكن هذا يطرح سؤالا عن مدى براعة هذا القاتل و سعة معلوماته و دقته فى التخطيط . طريقة القتل توحى بجهاز مخابرات عالى الكفاءة أكثر مما توحى بقاتل مريض نفسيا .

الاحتمال الثانى : قضية أمن دولة كاملة الأركان , حيث يقوم تنظيم ارهابى او عصابى أجنبى بملاحقة الأطباء المصريين الذين يمثلون كنزا معرفيا بعد دراستهم و عملهم فى الخارج . الغرض التصفية أو ارهاب الاخرين حتى لا يعودوا لبلدهم ثانية . هذا الاحتمال يبرر دقة العمليات و براعة التخطيط لها , مع نوعية السلاح المستخدم . لكنه لا يبرر قتل أطباء معينين يبدأ اسمهم بحرف معين .

على الجهات الأمنية كل فى تخصصه اتخاذ الاجراءات التالية :
1 – تنظيم حماية فعالة للأطباء الموجودين فى مصر حاليا , و هذه ليست مهمة شاقة نظرا لأن العدد ليس كبيرا , خاصة اذا تم انتقاء من يبدأ اسمهم بحرف ( العين ) .

2 – البحث عن مصدر تسرب معلومات تواجد هؤلاء فى مصر .
3 – هناك جمعية أهلية اسمها ( أطباؤنا فى الخارج ) عقدت عدة اجتماعات لهؤلاء الأطباء , و يمكن أن تكون ستارا لمعرفة هؤلاء و تعقبهم . يجب التحقيق فى أمر هذه الجمعية جيدا . خاصة أنها العامل المشترك بين كل الأطباء القتلى .



أرجو ما تؤاخذونيش اذا حصل تأخير و ان شاء الله مش هيحصل بس اذا حصل فهو للشديد القوى مش دلع منى و الى لقاء قريب يا أحلى منتدى .


كونان دويل 21-03-09 03:59 PM

:55::55::55:

الله يعطيك العافيه عزيزتي ::

مجهوود كبيـر و مميز ::

رااائع جداً ..

تقبلي مني فائق إحترامي و تقديري ::

طيب القلب 22-03-09 04:02 PM


ألف شكر أيتهاالعزيزة كونان على تشجيعك .:) به أنا أسعد و له قلبى يطرب .;)

طيب القلب 22-03-09 04:04 PM


أولا كل سنة و منتدانا بالصحة و السعادة . و ثانيا مع تكملة القصة أحبائى :


الفصل الثامن

سيدى :
أكره فعلا أن أقوم بهذا الدور , لكن هذه نتيجة صراع طال مع ضميرى المهنى .. هل الحفاظ على أسرار المهنة و ثقة المريض أكثر قدسية من حياة الأبرياء ؟.. لا أدرى . على كل حال أنا اتخذت قرارى و كلى أمل فى شئ واحد , هو أن تعفونى من الشهادة أو أية مواجهة مع مريضتى هذه فيما بعد . أرجو أن تقوموا بالتحريات بشكل منفصل عنى تماما .

تعرفون اننى أحرر زاوية اسمها ( النفس المطمئنة ) بمجلة ( ....... ) , و هو نفس اسم المصحة النفسية التى أديرها . هذه دعاية طبعا لكن أحدا بالمجلة لم يعترض .. بدأت أتلقى خطابات من فتاة تدعى ( ه.أ.ن ) و هو الاسم الذى عرفت أنه ( هبة أحمد نافع ) فيما بعد ..

هذه الفتاة مرت بتجربة قاسية عاطفية , دفعتها الى الادمان دفعا . و هى تحمل حقدا مروعا على طبيب شاب يدعى ( عاصم عبد الرحمن ) .. لقد صار يعنى لها كل شئ تقريبا خاصة مع افتقارها للروابط الأسرية , لكنه تخلى عنها و تزوج و سافر للخارج .

قمت بعلاج الفتاة لفترة , فوجدت لديها أفكارا دموية تتعلق بالانتقام .. تنفس عن كراهيتها بالرسم و الشعر .. و اعتقادى الخاص أنها تحسنت كثيرا . هكذا سعيت لدى صديق من أصدقائى لتعيينها سكرتيرة فى جمعية خاصة تخص رجل أعمال يدعى ( معتز الشيخ ) و السكرتير صديق قديم اسمه ( محمد التونى ) . هذه الجمعية أنشئت حديثا لايجاد ترابط بين الأطباء المصريين المقيمين بالخارج . من ضمن نشاطات هذه الجمعية معرفة عنوان كل طبيب مصرى يعود للوطن فى اجازة , مع معرفة وقت زيارته و سبل الاتصال به .

هذا هو بالضبط الوقت الذى بدأت فيه جرائم قتل المصريين العائدين الذين يبدأ اسمهم بحرف ( عين ) .. جرائم لا يوجد مبرر واضح لها . فى البدء لم ألحظ و لم أعلق أهمية على الأمر , ثم بدأت أتشكك .. صدفة غريبة فعلا .. لو خرجت معلومات عن هؤلاء الأطباء فلسوف تخرج من تلك الجمعية , و من الأقدر على معرفة ذلك من السكرتيرة ذاتها ؟

أنا لا أتهم الفتاة بشئ , فالأمر فى رأيى أكبر من قدراتها . لكن الأمر جدير بالتأمل و التحقيق .

لقد قابلتها متظاهرا بأننى أطمئن على مريضتى لاأكثر . قالت لى انها بحال ممتازة , و قد تعمدت سؤالها عن مشاعرها تجاه الأطباء المقيمين بالخارج و عن حرف ( العين ) , فلم تعلق .. بدت غامضة جدا و هذا أقلقنى أكثر مما لو أبدت جنونا واضحا .

اننى أقدم للمحققين كل ما يحتاجون له من معلومات , و بيانات كاملة عن المريضة , لكنى أكرر طلبى بأن أختفى تماما عن هذه القضية لأن فى هذا خرقا واضحا لشرف المهنة الذى يحتم الحفاظ على سرية حالة المريض و ما يقوله لطبيبه . فقط لن أسامح نفسى لو هلك طبيب ااخر يحمل حرف ( عين ) .

مع الشكر .

د. شريف الدخيلى
طبيب نفسى و مدير مركز ( النفس المطمئنة ) ...........

صفحة الحوادث فى جريدة ( ......... ) :
التحقيق يتواصل مع السكرتيرة المتهمة

محمد حمزة : تواصل النيابة التحقيق مع ( ه.ن ) سكرتيرة الجمعية التى تتابع الأطباء المصريين العائدين من الخارج , و التى وجهت لها تهمة تدبير قتل ستة أطباء نجا أحدهم . المتهمة ابنة رجل أعمال شهير و من أسرة ثرية معروفة . تبين من بلاغ تقدم به د. شريف الدخيلى مدير مركز( النفس المطمئنة ) للعلاج النفسى أنها مريضة نفسيا و كانت تعالج من الادمان مع اكتئاب حاد , و أنها التحقت بالجمعية كخطوة علاجية للتأهيل . و قد قدم بعض الملفات التى تثبت هذا .

اتضح كذلك أنها كانت تسحب من حسابها المصرفى مبلغ 200 دولار أمريكى بشكل منتظم يتوافق تقريبا مع حوادث الاغتيال , و هو ما دعا المحققين الى افتراض أنها كانت تدفع هذه المبالغ لقاتل مأجور أو جهة تقوم بتنفيذ العمليات حيث أن اثنين من الضحايا الناجين قالا ان المعتدى كان رجلا يحمل مسدسا .

يرى رجال الشرطة أن دور المتهمة انحصر فى جمع معلومات كافية عن الضحية , ثم القيام بدفع أتعاب منفذ العملية . لكن الفتاة تنكر الاتهامات جملة و تفصيلا .

قرر النائب العام منع نشر أية تفاصيل عن هذه القضية , لأنها قد تمس الأمن العام و لأن التحقيق لم يستكمل بعد .

سيدى :
بصراحة أنا فى غاية الضيق لما تسرب من ناحيتكم عن دورى فى هذه القضية , و عن نشر اسمى و اسم المركز بوضوح تام فى الصحف , ما يدل على أننى خرقت حفظ سرية بيانات المريض , برغم أننى تلقيت وعدا صريحا من جهتكم بأن اسمى لن يظهر فى هذه القضية . سوف يسبب لى هذا مشاكل جمة مع النقابة و مع مرضاى . أمس جاء أبوها للمركز و كان ثائرا جدا و توعدنى بأن يرفع قضية على و هى قضية مضمونة النجاح على كل حال .

و اننى لأشعر فعلا أننى ارتكبت خطأ جسيما لكن لم يكن لدى خيار كما سبق أن أوضحت . أرجو أن تعيدوا التنبيه على ضباطكم أننى بعيد تماما عن هذه القضية .

د. شريف الدخيلى
طبيب نفسى و مدير مركز ( النفس المطمئنة ) ..............



طيب القلب 22-03-09 11:38 PM


الفصل الثامن

نص محادثة ( شات ) ببرنامج MSN بين علاء عبد العظيم و صديقه أشرف :

علاء : هل كل شئ على ما يرام ؟

أشرف : besara7a ana 3aoz attamin 3laik enta

علاء : أشرف .. طريقة الفرانكو ااراب هذه تثير جنونى .. اما أن تكتب بالعربية أو الانجليزية .

أشرف : kont 2l2an 3lik

علاء : قلت لك أرجوك .. بعد هذا سأغلق هذه النافذة .. لن أمضى بقية عمرى محاولا فهم ما تكتبه .. لقد تقدمت فى العمر و شاب شعرى منذ بدأنا هذه المحادثة .

أشرف : لكنها أسهل .. ليكن ..

علاء : تسلم يدك .. لم أعد أتحمل استفزازا أكثر ..أجد صعوبة فى النوم .. برنادت ليست على ما يرام لذا أظل ساهرا جوارها .. التليفزيون سئ لدرجة لا توصف .. سأذهب غدا لشراء بعض الروايات ..

أشرف : أنت تعرف أن علاقتى بالقراءة انتهت بعد الكلية .. باذن الله لن أقرأ حرفا بقية حياتى سوى ما هو ضرورى للحياة .. قلت اننى قلق عليك بسبب هذه الأحداث . قرأنا أن هناك فتاة قبض عليها . هل هى؟

علاء : طبعا .. هبة سكرتيرة الجمعية .. يتهمونها بأنها مريضة نفسيا و تريد الانتقام من حبيب سابق , و يقولون أنها استأجرت قاتلا محترفا مهمته قتل كل طبيب مغترب يبدأ اسمه بحرف ( عين ) .. لاحظ ان اسمها لم يذكر بشكل واضح قط لأن أباها يملك نفوذا لكنه غير قادر على تخليصها ..

أشرف : و رأيك أن هذا كلام فارغ ..

علاء : من قال هذا ؟

أشرف : أعرف لهجتك عندما تكون غير مقتنع ..

علاء :LOL .. فعلا غير مقتنع .. هذه لقمة أكبر منى كى أبتلعها .. لا أصدق أن هذه الفتاة قادرة على تدبير هذا كله .. انها تخطط و تتصل بقتلة مأجورين و تحدد الهدف , ثم تدفع للفاعل بأوراق نقدية غير معلمة .. تخيلها تلبس نظارة سوداء و معطف أسود , و تمشى وحدها فى مرااب مظلم و فى يدها لفافة تبغ .. ثم تسمع صوتا فتقول من دون أن تستدير : جئت متأخرا .. هذا هو الجزء الأول من أتعابك ..

أشرف :LOL.. و هنا يقفز ( مارك والبرج ) على الرجل و يصرعه ..

علاء : BRB .. ان برنادت تريد شيئا ما ..

علاء :نعم .. هل ما زلت هنا ؟..

أشرف : هل هى بخير ؟

علاء : تقئ فى الحمام كالعادة و لم تعد قادرة على أن تظل واقفة على قدميها .. انها لم تفعل هذا كله فى الحمل الأول . أعتقد أن للطعام المصرى دورا أكبر من الحمل .. ااسف لأننى أدخلتها الفراش و كان على أن أنظف هذا كله .. المسكينة حاولت لكنها لم تستطع التماسك و سقطت على ركبتيها فوق البلاط الملوث ..

أشرف : يع !

علاء : ( يع فى عينك ! ) .. الحنان يجعلك لا تلاحظ هذه الأمور .. هذا هو السبب الوحيد الذى جعل أمهاتنا لا يشمئززن من حفاضاتنا الملوثة .. لأن الحنان يسد أنوفهن و يغشى عيونهن فلا يرين سوانا .. نعود لموضوعنا .. كنت أقول ان هذا الكلام صبيانى أكثر من اللازم ..

أشرف : جميل .. لكن معنى هذا أنك ما زلت فى خطر .. كلكم ما زلتم فى خطر ..

علاء : ربما .. الحقيقة اننى راغب فى السفر الاان أكثر من أى وقت , لكن المشكلة هى أننى لن أعرف أبدا .. رأيى الخاص أن التحقيقات سوف تستمر لفترة بلا طائل , ثم تنقل الفتاة لمصحة و ينسى الجميع القصة ..

أشرف : و جرائم القتل ؟

علاء : ستتوقف .. فى الحالين ستتوقف .. اما لأن الفتاة هى القاتلة و اما لأن القاتل يريد أن يورطها .. جريمة واحدة تحدث الان تكفى لتبرئتها ..

أشرف : و ماذا ستفعل ؟

علاء : لا أدرى .. لماذا يجب أن أفعل شيئا ؟ .. ليفعل ذلك سواى ..

أشرف : أتمنى لو صدقت هذا , لكنك علاء عبد العظيم الذى كان أبى يكرهه بجنون .. أبى كان عبقريا و كان يفهممك جيدا .. زوجتى كذلك عبقرية و تمقتك كالشيطان .. يقولون أنك مصدر متاعب أينما حللت ..

علاء : حتى مصدر المتاعب يتعب ..


فاتورة من مكتبة ( ....... )

الاسم : علاء عبد العظيم

الصنف : رواية ( طيور العنبر ) ابراهيم عبد المجيد ........ السعر .......
رواية ( د. جيفاجو ) بوريس باسترناك ...... السعر ...........
رواية ( أنياب الأسد ) د. نبيل فاروق ........... السعر ........
رواية ( قاتل الحروف الأبجدية ) أجائا كريستى ........ السعر .........
المجموع ............................................................ ......
نشكرك على شرائك من مكتبتنا .
من تحقيق الشرطة :
س : اسمك و سنك وعنوانك ؟
ج : منال أحمد جودة .. 28 سنة .. زميلة ( هبة أحمد ) فى الجمعية ....مقيمة فى ........
س : تقولين ان لديك أقوالا مهمة فى قضية ( هبة أحمد ) .. ما هى ؟
ج : ( هبة ) شخصية جميلة رقيقة و أنا لا أصدق حرفا مما نسب اليها ..
س : لا نريد انطباعات بل حقائق ..
ج : هى تعرف ظروفى .. أنا فقيرة جدا و مخطوبة و لا أقدر على استكمال نفقات الزواج .. لا أنا و لا خطيبى .. عرضت أن تساعدنى أكثر من مرة .. هل هذه نفسية قاتلة حقود ؟ .. عرضت أن تساعدنى و كنت أرفض بعنف .. فى النهاية قالت انها كانت تنفق الكثير من المال على .. على ادمانها .. قالت انها ستعطينى ما كانت تنفقه على المخدرات .. أصررت على الرفض .. ثم جاءت ذات يوم تقول لى انها راهنتنى على حدوث شئ معين .. شئ تمنت كثيرا أن يحدث و كانت تؤمن أنه لن يحدث .. لكنه حدث .. بهذا أنا كسبت الرهان . قلت لها انها تهذى .. أنا لم أراهنها على شئ , لكنها أصرت على أننى فزت و ناولتنى ورقتين من فئة المائة دولار ..

س : و لماذا قبلت هذا المال ؟

ج : أعرف جيدا أنها طريقة أخرى لمساعدتى .. هذا كلام لا ينطلى على طفل , لكن ملمس الأوراق و التفكير فيما يعنيه هذا المبلغ جعلانى ااخذه بلا تردد .. أقنعت نفسى أنها ( حلوان ) شئ ما تحقق لها .. لو نجحت فى الامتحان لدعوتها على شئ تحبه .. اذن المنطق واحد .. هى تمنت شيئا و تحقق و تحتفل بهذا .. انها خدع نفسية أقنع بها نفسى .. أعرف هذا .. لكنها خدع قوية جدا و تحدد مسار حياتنا ..
س : و تكرر هذا المسلك ؟

ج : تكرر نحو أربع مرات ..
س : هل تذكرين التاريخ فى كل مرة ؟

ج : بالطبع لا .. لكننا كنا ما بين منتصف أغسطس و أول أسبوع من سبتمبر .. هذا أرجح شئ ..

س : و ماذا دفعك للقدوم هنا ؟
ج : فى الجمعية قالوا انها كانت تسحب مبلغ 200 دولار فى كل مرة لتدفع أتعاب قاتل مأجور .. هذا كلام فارغ طبعا .. أنا أعرف بدقة ما كانت تفعله بهذه الدولارات .. كانت تساعدنى بها ..

س : هل عندك فكرة عن الحدث الذى كانت تحتفل به بهذه الطريقة ؟
ج : لا أنكر أن هبة معقدة و لديها أوهام كثيرة .. تارة هى مليئة بالثقة و تارة هى كائن ضعيف هش محطم .. لكنها أطيب و أرق فتاة عرفتها , و كل هذا الذى يقولونه عنها هراء .. هبة لن تقتل أبدا .. هل تفهمون هذا ؟
س : لم تجيبى عن سؤالى .
ج : بصراحة .. أعتقد أنها كانت تسعد كلما مات واحد من الأطباء الذين يحملون حرف ( عين ) و جاءوا من الخارج .. كانت تشعر بأنها تنتقم من ( عاصم ) فى كل مرة .. كلما قرأت الخبر فى الجريدة شعرت بأن القدر ينتقم لها أو أن هذه عدالة شعرية .. كانت تحتفل بهذا لكن لا علاقة لها به .. من حق كل انسان أن يجن متى أراد يا سيدى .. الاضطراب النفسى ليس جريمة ..




بهذا يتبقى لنا ثلاثة فصول على نهاية القصة الميمونة .... استمتعوا بالقراءة .و الى لقاء قريب ان شاء الله.


طيب القلب 23-03-09 08:49 PM


الفصل التاسع

عزيزى أشرف :

كيف الحال ؟ .. فعلا وجدت أن القراءة خير تسلية للملل الذى أشعر به . انها أهم اختراع فى التاريخ بعد النار .. يدور المرء و يبتعد لكنه يعود للكتاب حتما ..

اشتقت الى عالم ( أدهم صبرى ) فعلا .. و أعيد استكشاف عالم ( باسترناك ) الرائع فى تلك الرواية التى لم أقرأها ثانية منذ عشر سنوات . ( ابراهيم عبد المجيد ) كاتب ثقيل الوزن و من المؤسف أننى لم أقرأ له شيئا ااخر .. لكنى توقفت طويلا أمام رواية أجاثا كريستى ..

اسم الرواية ( قاتل الحروف الأبجدية ) و بطلها ( هيركيول بوارو ) المخبر العبقرى الأصلع بطل ( كريستى ) المفضل . هناك جرائم عجيبة تحدث بنمط معين .. فى المدينة الأولى التى يبدأ اسمها بحرف ( أ ) يقتل رجل أول حرف من اسمه ( أ ) .. فى المدينة الثانية التى تبدأ بحرف ( ب ) يقتل رجل يبدأ اسمه بحرف ( ب) .. يعنى لو حدثت القصة فى مصر لكان أول قتيل اسمه ( أحمد ) فى ( الاسكندرية ) , و لكان الثانى ( باسم ) فى ( بنها ) , و الثالث ( جمال ) فى ( جمصة ) ثم ( داود ) فى ( دمياط ) .. الخ ..

بالطبع يبحث رجال الشرطة عن هذا القاتل المجنون , و يضيعون الكثير من الوقت فى الاستجواب و البحث .. هذا نمط ممتاز من القتلة التتابعيين الفنانين . لكن ( بوارو ) يفطن بعد قليل الى أن فى الأمر خدعة ما .. لم يكن القاتل يعبث .. كان له هدف محدد منذ البداية و هو قتل رجل يبدأ اسمه بحرف ( دال ) فى بلدة تبدأ بحرف ( دال ) .. هكذا ينفذ جريمته ضمن خيط طويل من الجرائم الأبجدية .. النتيجة أن الشرطة لا تتهم أحدا بالذات ..

لو أردت قتل ( كمال ) فى ( كفر الزيات ) فان على أن أبدأ بسلسلة جرائم مستمرة حتى حرف ( الكاف ) .. هكذا يتجه الشك الى القاتل المجنون لا لى ..

فكرة عبقرية جدا كما ترى .. لكنها تطرح أسئلة أخرى .. أليس القتل الذى يبدو كأنه بغرض السرقة أسهل ؟ .. هذه نقطة ضعف فى الرواية لكنك تقبلتها ..

الان تأمل تشابه هذه الرواية مع قصتنا هذه ..

هناك قاتل يفتك بالأطباء العائدين من الخارج الذين يحملون حرف ( ع ) فى بداية الاسم . هناك فتاة معقدة سوف يلصقون بها كل شئ أو كما نقول بالعامية ( تشيل القضية ) . لكن ماذا لو كان الغرض من هذا كله قتل طبيب واحد من هؤلاء ؟ .. طبيب يحمل حرف ( ع ) فى بداية اسمه ..

تخيل أنك راغب فى قتل د. عباس .. ثم وجدت فتاة تكره كل الأطباء الذين يحملون حرف ( ع ) فى اسمهم .. ألن تستغل الفتاة ؟ .. ألن تخطر لك هذه الفكرة ؟

طبعا يمكنك أن تقتل د. عباس و تلصق التهمة بلص , لكن ماذا لو كان موته لن يمر بسهولة ؟ .. ماذا لو كان موته سيجلب لك الوبال ؟ .. ألا تقرر وقتها استخدام هذه الحبكة المعقدة ؟

بصراحة الفكرة تطاردنى لكنى غير قادر على اثباتها ..

ما رأيك ؟
علاء

عزيزى علاء :
أنت تعرف رأيى .. أنت مجنون .. القصة واضحة كالشمس و أنت تحاول حجبها .. ربما كانت الفتاة أرق مما حسبته أنا أو أجمل , لكن هذا لا يبرر كل هذه التعقيدات ..

لابد من أن تقدم لكلامك مبررات كافية . مثلا أنا أتهم ( ريا و سكينة ) بقتل ( كيندى ) .. أنا حر يا أخى .. لكن البينة على من ادعى ..

ما أخبار السفر ؟ .. أريد أن ترحل بسرعة لأستريح .. لقد حان الوقت فأنت بدأت فى الهلوسة فعلا ..
أشرف

صفحة من بحث طبى أجراه ( علاء عبد العظيم ) فى موقع Pubmed :
Search by Author
Search for Abdul Maksoud
#Maksoud Absul, M, Tezer H, Haliloolu G, Kara A, Secmeer G. :
Relapsing Herpes simplex virus encephalitis despite high-dose Viroststain therapy : a case report . Pediatr . 2006 Jul-Aug ; 49 ) 4 : ( 380-2 .Related articles
#Maksoud Abdul M, Urbach H , Klockgether T . Synthesis and in vitro activities of a new antiviral duplex drug liking Viroststain and Foscarnet (PFA) via an octadecylglycerol residue . Bioorg Chem . 2005 Nov
Related Articles

# Maksoud Abdul M, Suttorp AC , Kobbe P. : Cytomegaloviruscolitis in an elderly patient with virastatin treatment . Med Wochenschr . 2005 Nov ; 133 ) 46 : ( 2383 -6 . Nov 4 .German .
Related Articles

# Maksoud Abdul M , Gryspeerdt A , Croubels S , De Backer P , Nauwynck H. : Evaluation of orally administered Virastatin in experimentally EHV1 infected animals . Microbiol .2004 Sep 21

عزيزى أشرف :

قمت ببحث مدقق عن أسماء القتلى على شبكة الانترنت .. اثنان فقط منهم لهما أبحاث أكاديمية مهمة , هما ( عادل عبد المقصود ) و ( على القصراوى ) . عادل عبد المقصود قتيل المنيل القادم من الولايات المتحدة , و الذى اتهموا السباك بقتله .. هل تذكره ؟ .. أعتقد أنه باحث مهم جدا فى الخارج .. لا أعرف لماذا لم نسمع عنه , لكن لا كرامة لنبى فى وطنه .. لم نسمع عن ( أحمد زويل ) الا عندما ملأت صوره شاشات التليفزيون و الفضائيات .. فما الغريب هنا ؟

هذا الرجل – ( عبد المقصود ) - يعمل تقريبا على موضوع واحد هو عقار ( فيراستاتين ) .. مضاد فيروسات اكتشفته شركة ( فارما فيريون ) و هى شركة سويسرية كبرى , و تعقد عليه اامالا كبرى بصدد القضاء على فيروس الايدز و التهاب الكبد ( ج ) و غيرهما . يبدو أن الرجل كرس حياته لغرض واحد هو البرهنة على أن العقار عديم النفع و باهظ الثمن و مضر ..

هناك نحو 12 بحثا منشورا له فى مجلات بالخارج حول هذا العقار .. النتيجة هى أن ادارة الغذاء و الدواء FDA تنوى فعلا وقف تسويقه و سحبه من الأسواق . هناك أكثر من مختبر يفحص هذا العقار , معظم النتائج مشجعة , ما عدا نتائج ( عبد المقصود ) .

الان فكر معى ..

هذه الشركة أنفقت الملايين على هذا العقار عديم النفع , و كانت تنوى كسب المليارات . فجأة يظهر هذا الطبيب المزعج الذى لابد أن محاولات شراؤه و رشوته فشلت كلها .. بينما على الأرجح نجحت هذه المحاولات مع الباحثين الاخرين .. ان المدى الذى يمكن أن تبلغه شركات الأدوية لتسويق منتجاتها لا يصدق و يدير الرؤوس .. بدءا بتجهيز عيادتك .. مرورا بجعلك ترى العالم .. و شراء أغلى الهدايا .. هذه رشوة نظيفة جدا لا يشعر أى من الطرفين أنها رشوة , لكن من الواضح أن د. ( عبد المقصود ) كان شديد الحساسية لأمور كهذه كأنه قاض نزيه .. طبعا أنت تخاطر بافساد سمعتك لأنه من الوارد أن يتهموك بأنك تحابى شركة منافسة , أو يزعموا أنك طلبت رشوة و هم لم يقبلوا .. كل شئ وارد ..

فى الكاميرون رأيت محاولة قتل لعالم مناعة شهيركادت أبحاثة تؤذى سمعة شركة عملاة لانتاج الأمصال , و كانت الطريقة المختارة هى سيارة بلا فرامل .. هؤلاء القوم يفعلون أى شئ .. هذا هو ما تعلمته فعلا .. وقبل هذا رأيت محاولة تلفيق مسح طبى على مرضى الملاريا ..

عندما ولد جيل كامل من الأطفال بلا أذرع و لا أرجل نتيجة عقار ( الثاليدوميد ) اللعين , فان الشركة المنتجة له ( جروننتال ) بذلت مجهودات جبارة كى تقنع العلماء أن عقارها لا علاقة له بهذه التشوهات . لكن الحقيقة كانت أقوى من أن تحجب .. و هكذا فضحت الشركة و اضطرت لدفع تعويضات عملاقة لأسر المشوهين . و الغريب أن ضغوط الشركة نجحت فى التسعينات من القرن الماضى و عاد العقار للظهور فى دول أفريقية كثيرة , بعد اختفاء ثلاثين عاما .. يمكن أن نتخيل كم ما دفع من أموال للحكومات فى تلك الدول كى تسمح بتسويق عقار تعرف جيدا أنه يؤدى لولادة أطفال بلا أذرع و لا أرجل , كأنهم يرقات الحشرات .. على كل حال عاد العقار بشكل قانونى مؤخرا لعلاج الجذام و سرطان النخاع تحت رقابة صارمة ..

لو قرأت صفحة الحوادث لوجدت جرائم قتل تتم من أجل خمسين جنيها , فماذا عن مليارات الجنيهات ؟

هل فهمت ما أريد قوله ؟

عزيزى علاء :

كل هذا جميل .. لكن كيف تثبت حرفا مما تقول ؟


طيب القلب 25-03-09 06:33 PM



الفصل العاشر

تفريغ حوار مسجل بين العقيد ( سيد البحيرى ) و الدكتور ( علاء عبد العظيم ) الطبيب المصرى الذى يعمل فى الكاميرون :

عقيد البحيرى : فعلا يتكرر ظهورك فى هذه القصة يا دكتور .. مرة أنت الضحية و مرة أنت شاهد و مرة تنذر الأطباء الاخرين بالخطر .. الان تقدم لى هذه النظرية الغريبة ..

د. علاء : لكنى متأكد منها يا سيدى ..

عقيد البحيرى : أعرف أن تسجيل المحادثة يضايقك لكن هذه طريقتى .. اشرب الليمون أولا ..

د. علاء : شكرا .. شربته ..

عقيد البحيرى : اذن أنت ترى أن هناك هدفا واحدا فقط لهذه الجرائم ..

د. علاء : بالتأكيد .. كل شئ حدث من أجل الضحية الثالثة ..

عقيد البحيرى : و كيف نثبت هذا ؟

د. علاء : لهذا طلبت رأيكم .. أنا لا أملك القدرة , لكن نظريتى جديرة بالتأمل .. بصراحة لا أصدق حرفا من نظرية الفتاة الموتورة التى تستأجر قتلة .. هذا جدير بفيلم أكشن غير متماسك المنطق ..

عقيد البحيرى : هل يمكنك أن تراسل الجهات الأمريكية التى تشرف على هذا العقار ؟

د. علاء : سأفعل .. لكنى جمعت بعض الأخبار التى نشرت عن الحادث فى الخارج .. أعتقد أنها ستثير اهتمامك .

عقيد البحيرى : كل شئ يثير اهتمامى .. هذه القضية لزجة لا تنتهى و أنا بالفعل أرغب فى غلق هذا الملف على جواب مقنع يريح ضميرى .. فلتبق على اتصال بنا ..

خبر فى جريدة أمريكية :
تعليق أبحاث عقار الفيروسات الجديد بعد وفاة عالم الفيروسات

من الواضح أنه بمقتل عالم الفيروسات ( عبد المقصود ) – و هو من أصل مصرى – تكون قضية عقار ( فيروستاتين ) قد فقدت عنصرا مهما من قوة الدفع التى كانت تحركها . و قد توقفت الأبحاث الدوائية على العقار لأجل غير مسمى قد يسمح لشركة ( فارما فيريون ) بطرح الكميات التى كانت تخطط لبيعها فى السوق الأوروبية و الأمريكية . بالفعل أعلنت ادارة ال FDA أنها لن تتخذ اجراءات ضد العقار فى الوقت الحالى . يقول ( أوتو جرنتال ) مدير الشركة بالولايات المتحدة ان مئات الأبحاث تؤكد سلامة العقار و فعاليته , و من غير المعقول الاعتماد على مصدر واحد .

الى أن يتضح الأمر أكثر , ما زالت الحكومة المصرية تحقق فى وفاة العالم الذى يحمل الجنسية الأمريكية , و الذى كان فى اجازة حيث وجد مقتولا فى شقته التى يعيش فيها وحيدا , مع ااثار سرقة . يبدو أن هذا القتل جاء ضمن سلسلة من حوادث القتل استهدفت أطباء مصريين يعملون فى الخارج , و هو ما يجعل مصرع ( عبد المقصود ) على الأرجح ليس شخصيا و انما حلقة من سلسلة طويلة لم تتضح أسبابها بعد . " هذه مؤامرة اسرائيلية , يقولها د. ( محمود عيسى ) الذى كان يعرف أحد القتلى , و الذى لا يحمل نية للتطبيع مع الدولة العبرية كما هو واضح " اليهود يحاولون حرمان العرب من عقول أبناءهم " . ان العرب يحبون نظرية المؤامرة على كل حال , و من المحتم أن تشير أصابع الاتهام الى اسرائيل التى لها سابقة شهيرة مع علماء الصواريخ الذين استقدمهم ناصر فى الستينات , لكنها على الأرجح لن تتجه أبدا نحو ( فارما فيريون ) .


تفريغ حوار مسجل بين العقيد ( سيد البحيرى ) و الدكتور ( نجيب سليمان ) أستاذ علم نفس الجريمة :

عقيد البحيرى : ما زلنا بحاجة لرأيك يا دكتور .. أنت زرت الفتاة ( هبة ) فى السجن الاحتياطى و أجريت لها أكثر من فحص .. ما رأيك ؟

د. نجيب : اضطراب نفسى ثنائى القطبية .. تتأرجح بين العنف و الوهن و الاكتئاب , مع أعراض انسحاب مخدرات ..

عقيد البحيرى : سؤالى هو : هل هى قادرة على ارتكاب سلسلة الجرائم هذه ؟ .. أو التحريض عليها ؟

د. نجيب : بشكل ما هى ارتكبتها فى اللا وعى .. و هى تعتقد أنها مسئولة عنها بشكل ما .. بالنسبة للعقل الباطن التمنى لا يختلف عن الفعل .. ان اللوعة الزائدة التى نشعر بها عند فقد عزيز قد تكون عقابا لأنفسنا لأننا تمنينا الخلاص منه يوما .. هكذا نشعر أننا شاركنا فى قتله و نعاقب أنفسنا ..

عقيد البحيرى : د. نجيب .. بصراحة هذه المتاهات النفسية لا تدخل دماغى .. سؤالى لك واضح باعتبارك خبيرا نفسيا انتدبناه لفحص الحالة .. هل الفتاة استأجرت قاتلا للتخلص من هؤلاء أو فعلت هذا بنفسها ؟

د. نجيب : بالطبع لا ..

عقيد البحيرى : لكن الجرائم توقفت .. لدينا أكثر من طبيب يبدأ اسمه بحرف ( عين ) و لم يتعرض أحد لخطر .. ألا يعنى هذا أنها كانت المسئولة ؟

د. نجيب : فى الحالتين .. لوكانت مسئولة لتوقفت الجرائم , و لو كان هناك من يريد الصاق الجرائم بها فمن مصلحته أن يتوقف ما دامت فى السجن .. هذا يلصق التهمة بها أكثر ..

عقيد البحيرى : اذن ليس لدينا سوى رأيك ...

د. نجيب : رأيى أنها لم تفعل ذلك .. هل أنتم قادرون على اثبات شئ ؟

عقيد البحيرى : لا .. هى تنكر و لا نجد أدلة سوى شهادة د. ( شريف الدخيلى ) ..

د. نجيب : أعرف ( الدخيلى ) جيدا .. هو انسان محترم لكنه لا يفقه شيئا فى علم النفس .. هو مجرد شهاب اعلامى لامع لا أكثر .. هذا الرأى بيننا طبعا ..

عقيد البحيرى : سوف أقضى وقتا طويلا حتى أجد ما يخالف مقولة ( غريمك ابن كارك ) هذه .. و ما هو رأيك فيما يجب عمله مع هذه الانسة المظلومة ؟

د. نجيب : أى اطلاق سراحها طبعا .. ان السجن يزيد حالتها سوءا ..

عقيد البحيرى : و هل تضمن النتائج ؟

د. نجيب : من السهل على جهاز الداخلية العملاق أن يراقب فتاة لمدة ستة أشهر ..

عقيد البحيرى : سوف نطلق سراحها لكنى أريد تقريرا مكتوبا منك يؤكد هذا ..

د. نجيب : هذا عملى على كل حال ..


عزيزتى هبة :

أرجو ألا يكون بريدك الالكترونى قد تغير .. عرفت بالقصة و بأنك شبه سجينة فى مصر بتهمة لا يمكن أن ترتكبيها .. بصراحة هذه قسوة بالغة .. أنا أعرفك و أعرف أنك عشت أياما قاسية بالفعل ..

لا أنسى أبدا أننى السبب .. أنا السبب ..

أنا عائد لمصر خلال يومين .. لم يعد هناك ما يربطنى هنا , فقد انفصلت عن ( ماهى ) . تعرفين أننى تزوجت ( ماهى ) صديقتك , لكنها كانت تختلف عنك فى كل شئ .. الطيور لا تقع على أشكالها أبدا فى مصر كما هو واضح . قلت انك لست من طرازى و الحقيقة انها لم تكن من طرازى كذلك . حياتنا فى الولايات المتحدة كانت هى الجحيم بعينه . أحب أن أعتقد أننى رجل قاس عملى لا يولى انتباها للحب و العاطفة , لكنى اكتشفت هناك أننى غير راغب فى الاستمرار .. الحياة دون أمل فى أن تحب أو تحب هى الجحيم .

سوف أعود لك و أطلب الغفران .. لا أعرف رد فعلك و على الأرجح سيكون عنيفا , لكن كلى أمل فى قلبك الكبير .. من تعطف على القطط الصغيرة بهذه الطريقة لن تقسو على ابن ضال عاد بعد ضياع ..

سوف أعتذر كثيرا جدا و بعدها تقررين مصيرى .. حب أو لا حب .. حياة أو لا حياة ..

المحب للأبد
عاصم عبد الرحمن

عاصم :
أنا لن أعود لك أرجوك لا تحاول لاتحاول يا عصام أنت جرحتنى كثيرا كثيرا لا تحاول أرجوك أن تعود فأنا لن أعود أرجوك يا عصام دعنى و شأنى أنا تعسة و لا أحد يحبنى أرجوك لا تحاول لا تحاول يا عصام أنت جرحتنى كثيرا كثيرا لا تحاول أنا لن أعود لك أرجوك لا تحاول يا عصام أنت جرحتنى كثيرا أنا تعسة و لا أحد يريدنى أبى يكرهنى أمى لا تريد أرجوك لا تحاول لا تحاول .
هبة

بطاقة دعوة أنيقة على ورق مصقول :
عزيزى د. عاصم عبد الرحمن :
نتشرف بأن نوجه لكم الدعوة لحضور المؤتمر الثالث لجمعية ( أطباؤنا فى الخارج ) و الذى يحاول أن يربط عرى الصداقة و التعارف بين أبناء و طننا الحبيب , أولئك الذين اختاروا العمل أو الدراسة فى الخارج . و لسوف نتشرف بحضوركم فى حالة القبول فى قاعة (.....) بنادى (..) الساعة الثامنة مساء يوم الثلاثاء القادم .

جمعيتنا جمعية أهلية لا علاقة لها بالحكومة و لا ادارات البعثات أو وزارة الخارجية , و بهذا نحن نفتقر الى الشكل الرسمى لكننا لا نفتقر الى الفعالية .

و تفضلوا بقبول وافر الشكر .
نائب رئيس الجمعية
محمد التونى



الفصل الحادى عشر

تقرير الرائد ( عماد الغنام ) عن الحادث :

بناءا على توجيهات السيد العميد ( ابراهيم حمدى ) , قمت باجراء التحريات اللازمة و ترتيب مراقبة دورية على المدعوة ( هبة أحمد نافع ) منذ لحظة مغادرتها الحجز الاحتياطى .
بناءا على التقاير لم تكن تغادر دارها الكائنة فى ( ......... ) تقريبا و لاتتلقى زيارات . حتى يوم 28\9 عندما غادرت بيتها و استقلت سيارة أجرة أخذتها الى كافيتريا فى حى المهندسين . هناك قابلت المدعو ( عاصم عبد الرحمن ) الذى بينت التحريات أنه طبيب يعمل بالولايات المتحدة و فى اجازة حاليا , و قد استمرت المقابلة نصف ساعة بعدها خرجت و هى تبكى بينما المذكور يحاول اللحاق بها .
على باب الكافيتريا توقف لحظة ليلتقط أنفاسه .. هنا رأى المخبر المكلف بالمراقبة رجلا فى منتصف العمر يرتدى ( سويتر ) رمادى اللون , و يضع يده فى جيبه و يعرج قليلا فى مشيته . رااه يتقدم من المذكور و يتبادل معه كلمة كأنه يسأله عن شئ , و فجأة أخرج مسدسا كاتما للصوت و أفرغ طلقة فى رأسه . ليسقط أمام باب الكافيتريا أمام المارة الذين أصابهم الذعر .

على الفور أخرج المخبر ( بيومى عوض الله ) مسدسه الحكومى و أطلق طلقة على الجانى أصابته فى صدره , فلم يكن هناك وقت للطلقات التحذيرية فى الهواء أو التصويب على الساقين لأن الجانى كان يحمل مسدسا و أطلق الرصاص منه فعلا . لكن الجانى تحامل على نفسه و اندفع نحو سيارة رمادية مفتوحة الباب اتضح أنها تنتظره منذ البداية , لكنه عبر الشارع بلا حذر و هكذا دهمته سيارة طراز ( تويوتا ) رقم ( .......... ) مندفعة . و أردته أرضا . نقل الى المسشفى فورا و هو فى حالة خطرة حاليا .
كانت أوراق المتهم تشير الى أن اسمه ( ناصر المنياوى ) و هو فى سن الأربعين و محاسب . و قد تبين أنه يحمل مسدس ألمانى الصنع مزودا بفوهة طويلة لكاتم صوت .
أما الفتاة فقد دخلت فى حالة هستيرية و راحت تضحك و تبكى , و قد تم نقلها للمستشفى .
كلمات كتبتها ( هبة نافع ) على أوراق مفكرة نسيتها فى المستشفى :
لقد عاد ..
لكنى فقدته فى اللحظة التى عاد فيها ..
قال الملك : ( جعفر ) عدوى فاقتلوه عندما تظفرون به ..
قال الملك : لقد صفحت عن ( جعفر ) ..
لكن كلمته تلك لم تبلغ مسامع الحراس ..
لقد فتكوا ب ( جعفر ) عندما قابلوه برغم أن الملك صفح عنه ..
لقد صفحت عنك يا ( عاصم ) ..
لكن الأقدار أرادت أن تنتقم لى ..
و عندما رقدت على الأسفلت و الدم ينز من جبهتك ..
قلت لنفسى : لقد صفحت عنه , لكن موعد الموت لم يتبدل ..
كان السهم قد انطلق و لم تعد قوة فى الأرض تقدر على ارجاعه الى قرابه ..

صفحة الحوادث بجريدة ( ........... ) :

محمد حمزة : توفى أمس فى المستشفى ( مراد العدوى ) القاتل المحترف الذى أصيب فى المهندسين أول من أمس بعد قيامه باغتيال د. ( عاصم عبد الرحمن ) . و كان المتوفى قد أطلق الرصاص على القتيل و حاول الهرب , لكن مخبرا أطلق عليه الرصاص فى موقع الحادث .
تبين أنه يحمل بطاقة شخصية مزورة باسم ( ناصر المنياوى ) محاسب , و برغم سوء حالته فانه قد أدلى ببعض البيانات التى تؤكد أنه قام بقتل خمسة أطباء قبل الضحية الأخيرة , و فشل فى قتل السادس بالاسكندرية . و قد أدى هذا الى اصابته فى ساقه مع عرج واضح . المتوفى كان يمارس القتل بالأجر من حين لااخر قبل العملية الأخيرة .
اتهم القاتل من يدعى ( روجر ايبرت ) ألمانى الجنسية موجود فى القاهرة بأنه هو من أصدر له أوامر القتل مع بيانات كاملة عن أماكن تواجد الهدف و أعطاه السلاح المستخدم . كما كان هناك من يراقب الهدف معه و ينتظره بسيارة للفرار فور انتهاء العملية .

عزيزى أشرف :
هكذا تتضح القصة كلها . كما قلت لك كانت النية مبيتة لقتل د. ( عبد المقصود ) و قرر من خطط للعملية أن تتم فى مصر . توقع الكل أن تسبب الجريمة ضوضاء و الكثير من العواصف مع توجيه أصابع الاتهام لشركة ( فارما فيريون ) . هكذا جاء المستر ( روجر ايبرت ) الى مصر و ظل ينتظر و ينتظر الفرصة المناسبة ... فى هذه الفترة سمع عن جمعية الأطباء بالخارج تلك , و كون صداقة مع سكرتيرها ( محمد التونى ) . هنا سمع قصة غريبة .. قصة سكرتيرة أصيبت بصدمة عاطفية تقترب من الذهان الكامل بسبب طبيب اسمه ( عاصم ) يعمل بالخارج .. هنا بدأت الخطة تختمر فى ذهن ( ايبرت ) . يمكنه الحصول على معلومات كاملة عن كل الوافدين المصريين من الجمعية , و يمكنه أن يجعل القصة كلها تبدو كأنها قاتل تتابعى مجنون .. سوف تتجه أصابع الاتهام للفتاة بسهولة تامة ..
استطاع أن يجد قاتلا بارد الأعصاب يجيد عمله , و قد أعطاه سلاحا جيدا للتنفيذ . أوصاه بأن يسرق كلما أمكنه ذلك لان هذا يزيد من تخبط رجال الشرطة و حيرتهم .
هكذا بدأ قتل أول ضحية لا علاقة لها بالأمر سوى أن اسمها يبدأ بحرف العين : عصام مصطفى . بعدها جاء دور عزمى اسكندر .. الان جاء دور د. عادل عبد المقصود نفسه و هو الهدف الأساسى لهذا كله , لكن ( ايبرت ) لم يتوقف و الا لهدم نظرية القاتل المجنون كلها . هكذا جاء دورى و نجوت بمعجزة ما .. ثم جاء دور على القصراوى ثم عوض لوقا الذى نجا بالعناية الالهية ثم سرعة استجابته ( أحب كذلك أن أعتقد أن تحذيرى لعب دورا فى تحفزه و زيادة حذره ) .. بعد هذا أعتقد أنه قرر التوقف عن تمثيلية القتل , لكن الفتاة خرجت من السجن و صار من المناسب تنفيذ جريمة أخيرة .. هذه المرة قتل بالصدفة الشخص الصحيح .. حبيب الفتاة السابق ..
لكنها كانت أخر عملية فعلا , لأن القاتل الحذر سقط هذه المرة .. لم يعرف أن الفتاة مراقبة بعناية و أن هناك مخبرا على مرمى حجر منه ..
سوف يتكلم ( ايبرت ) و سوف يحكى الكثير .. لكن على الأرجح لن نعرف نتائج التحقيقات الأخيرة لأنها ستكون سرية ..
لكن هناك فكرة تطاردنى ...
هل مصرع ( عاصم عبد الرحمن ) فعلا مجرد صدفة مؤسفة كأنها نموذج لقصة ( موعد فى سمارة ) الشهيرة ؟ .. المفترض أن القاتل كان يتبع ( عاصم ) و الشرطة كانت تتبع الفتاة .. ثم تم اللقاء فى الكافيتريا . هل حقا جاء القاتل بالصدفة ؟..
ماذا لو كان القتيل الأخير ( عاصم ) مات خارج المخطط ؟.. أعنى أن يكون طرفا ااخر غير ( ايبرت ) هو الذى كلف القاتل بالمهمة ؟.. هل كانت الفتاة تعرف أكثر مما نتوقع و استطاعت الاتصال بالقاتل لينفذ لها عملية أخيرة ؟..
ماذا لو فكرت فى دس جريمة حقيقية وسط سلسلة الجرائم التى تلصق بالقاتل التتابعى ؟.. نفس المنطق الذى دس به ( ايبرت ) جريمة حقيقية وسط جرائم أراد الصاقها بها ؟.. لماذا ركضت خارج الكافيتريا كأنها تخلى للقاتل مجال التصويب ؟.. ما معنى هذه الورقة التى تركتها فى المستشفى فى مكان واضح , و التى نشرتها كل الصحف ؟.. لا أحد يتخلص من خواطره المهمة بهذا الاهمال .. هل أرادت أن يقرأ الجميع أنها لم تدبر شيئا ؟
ربما هو انتقام متأخر جدا ..
هل الفتاة أذكى مما نعتقد ؟
هذه الفكرة تطاردنى بشدة , و لكن كيف يمكن أن أثبتها ؟
علاء

عزيزى علاء :
أنت موشك على الجنون .. كف عن هذه الخواطر المخبولة و استعد للسفر .. أنت متعب سواء كان الخطر يتهددك أم لا .. نسيت أن أقول لك ان أمى كذلك لم تكن تطيقك .. كانت ترى أنك المشاكل تمشى على قدمين .
أشرف

فقرة من برنامج اذاعى :
و فى صالة المغادرة بميناء القاهرة الجوى , قابلت هذا الشاب المصرى و زوجته .. يبدو أنها أجنبية .. مساء الخير يا سيدى .. هل لنا أن نتعرف ؟
د. علاء عبد العظيم .. هذه زوجتى ( برنادت ) .. تنتظر حدثا سعيدا لكنها فى البداية ..
مبروك .. لكن الى أين السفر ؟
كندا .. بلدها الأصلى ..
ما رأيك فى تجربة الزواج من أجنبية ؟
المهم أن ينجح الزواج و أن يبقى المرء حيا لفترة تكفى لتكوين أسرة .. على فكرة زوجتى تفهم الكثير من العربية فلا تأخذى راحتك !
معذرة .. لم أفهم هذا الجزء .. ما معنى البقاء حيا ؟
ان شرح هذا يطول يا سيدتى .. لو حكيت لك كل شئ لفاتتنا الطائرة .. فقط دعينى أؤكد لك اننى مقبل على تجربة مهمة .. ربما أهم تجربة فى حياتى ..
هل سمعت عن جرائم قتل الأطباء التى تتحدث عنها الاشاعات مؤخرا؟.. بالطبع مصر بلد الأمن و الأمان و لا صحة لهذا كله ..
فعلا .. هى مجرد نفوس مريضة تختلق الخرافات .. لا أعرف من أين يأتون بهذه الأساطير .. تحياتى لك و المستمعين و الى اللقاء ..
بالسلامة يا دكتور .. بالسلامة يا مدام..

تمت بحمد الله


دكتورة 27-03-09 02:28 PM

جزاك الله الف خير

طيب القلب 29-03-09 11:04 AM


جزانا و اياكم ألف شكر و أتمنى لك قراءة ممتعة.

Dr.Hammood 05-06-09 01:43 PM

شكرا جزيلا اختي

BLACK EAGLE 18-06-09 07:45 PM

:):):)
بجد انتى رائعة تسلم اديكى

meretto 10-08-09 08:11 PM

سلمت وسلمت يداك

ثم كانت الذكري 11-08-09 04:01 PM

جزاك الله خيرا يا عزيزتي علي الرواية. بصراحة كنت محتاجة روايات بصيغة ورد للموبايل وانتي أنقذتيني

AZAHEER 05-09-09 12:40 AM

THAAAAAAAAAAAANKS

Aymonty 14-11-09 08:52 AM

ألف شكر وشكر على المجهود الأكثر من رائع..

طيب القلب 30-11-09 05:17 PM

:)شكرا جزيلا. ردودكم أسعدتنى

eng_shaahy 02-12-09 01:04 AM

الف شكر على مجهودك الرائع

طيب القلب 02-12-09 08:58 PM

شكرا جزيلا على ردك الجميل

roshdy123 20-01-10 02:47 PM

السلام عغليكم ورحمة الله وبركاته

صراحة انتي انسانة صبورة جداً

أيه ده

ما شاء الله

أنا نقلت كتابتك على ملف وورد نسخ ولصق في حوالي نصف ساعة وطبعاً طلعت عيني

قال ايه نسخ ولصق مش كتابة

هههههههههههههههههه

على العموم لو عندك النسخة اللي انتي كتبتيها على الكمبيوتر أو لو عندك النسخة البي دي إف

ترفعيها على رابط وتمدينا بها ونكون ليكي شاكرين جداً

*تالا* 29-01-10 06:32 AM

والله من جد مجهود خرافي
الله يعطيك ألف عافية

طيب القلب 05-03-10 11:06 PM

السلام عليكم يا جماعة
شكرا على ردودكم الجميلة
انا لو عندى القصة بى دى اف كنت رفعتهالكم على طول
عموما لو عملتهلها سكان فى اى وقت هرفعها و احط الرابط

eng_saleh 16-03-10 05:08 AM

الف شكر على المجهود

مونتي سلمى 27-09-10 03:59 PM

الف شكر والاهم اننى قرئتها كامله مجهودعظيم ربنا معاك

mmtawfik11 03-01-11 06:04 PM

thanxxxxxxxxxxxxxxx alot
 
شكرا ليكى يا اختى كاتبة هذا الموضوع انا بالصدفة طبيب مصرى اعمل فى الخارج ولكن اسمى لايبداء بحرف العين لحسن الحظ وانا معتاد اخد القصص المكتوبة بطريقة نسخ - لصق الشهيرة على اى ملف وورد واقراها بعدين الا فى حالة قصتك دى فقد شدتنى جدا لدرجة انى قراتها من الموقع وكنت متشوق خصوصا لما تقولى سامحونى عندى مذاكرة او معنديش وقت او هاتاخر كام يوم وانا بصراحة اشكرك واتمنالك التوفيق فى المذاكرة واتمنى تستمرى فى هذا المنتدى الجميل وكنت اتمنى نبقى اصدقاء لانى حاسس انك مجتهدة برغم انك كنتى فى الاول مرتبكة ومنتظرة التشجيع والردود وانا باقرا قصتك وباكتبلك الرد الان وانا فى مكان ما فى الصحراء بشبه الجزيرة العربية بس فعلا حسيت بالحنان لمصر وجوها وناسها الطيبين شكرا ليكى مرة تانية وشكرا جدا للعبقرى د/ احمد خالد توفيق كاتبنا الملهم
اخوكى د/ م.م.توفيق

love200 06-02-12 11:18 AM

شكرا لكم علي هذه المشاركه

mizofunny 08-09-12 03:47 AM

تحية للمجهود الرائع
 
الف شكر على الرواية :55:

احمد خميس 22-03-13 06:18 PM

رد: العدد 42 (هم!) كتابة
 
شكرا على المشاركه الرائعه:55:


الساعة الآن 05:02 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية