منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f449/)
-   -   1179 - لا أثق بك - سارة كريفن - دار النحاس ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t105150.html)

تمارااا 15-02-09 05:42 AM

1179 - لا أثق بك - سارة كريفن - دار النحاس ( كاملة )
 
1 مرفق
كيفكم حبايبالي حبيت انقلكم رواية اعجبتني وطبعا اخص بالشكر كاتبة الروايةانا فلسطينية على مجهودها الرائع:55:

لاأثق بك


الضائقة المالية التي تمر بفيليبا جعلتها تذهب الى زوجة
أبيها الآولى لتطلب منها المال لمعالجة والدها,ساعدتها مونيكا
وذلك بإجادة زوج غني ليحل كل مشاكلها وفي
نفس الوقت يحل مشكلته مع عمه.
وهذا ما حصل في وقت قليل جدا تعرفا تعرفا الى بعضهما
وتزوجا,كان زواجهما صدفة لكن التودد والرفض والآلم
والعذاب ....... كلها امور تختفي في النهايةمنتديات ليلاس



الملخص



قالت مونيكا بإشمئزاز (( إن رئيس شركة
دي كورسي ينتظرك في المكتب.... لديه عرض
لكِ وعليكِ ان تستمعي اليه جيداً
إذا كنتِ فعلا تحتاجين للمال كما تدعين))
أعتقدت انه كبير في السن لكن هذا الرجل شاب وجذاب
جداً. عندما تكلم بدا صوته بارداً وضعيفاً
((اذاً انتِ فيليبا ؟))
((نعم ))وهي تحدق به بإندهاش مدركة
ان حلقها جاف ونبضات قلبها تتسارع
بشكل مزعج.
التقت عيناه بعيناها وقال((سيكون الشرف لي ان اتزوجك.........))
بدت وكأنها فاقدة الحس,لكنني لم آرك
في حياتي من قبل ,حتى انني لم اعرف بوجودك
حتى هذه الليلة.

تمارااا 15-02-09 06:00 AM

الفصل الأول


((لكن هذا العلاج جديد جداً !يقول الإختصاصي إنه
سيكون ذا مفعول قوي جداً على والدي ..ربما يشفيه
نهائياًًًًً. لكنه باهظ الثمن وموجود في امريكا فقط.
وليس لدينا المال الكافي في الوقت الحاضر))
أحنت فيليبا روسكو رأسها الى الآمام , وثبتت
نظراتها على وجه الزوجة السابقة لوالدها المتحفظ
((مونيكا.انتِ ملاذي الوحيد. ساعدينا........ ارجوكِ))
هزت مونيكا راسها على نحو حاسم
((هذا مستحيل , ما تطلبينه هو فوق قدرتي , لا استطيع ان اطلب
من لينوكس بعض المال لأقرضه لزوجي السابق...))
توردت وجنتاها ((ولطالما كان......... يغار من كيفين))
((لقد كانا شريكينفي العمل.))
((لكن هذا كان في الماضي,وعلى كل حال لينوكس
يرى ان المجلس كان كريماً جداً معه...هجرهم
بتلك الطريقة الغريبة من اجل الرسم..........وهجرني
أيضاً))
أرادت فيليبا ان تصرخ..انتِ التي تركته!انتِ
التي رفضت المجازفة بحياتك الإجتماعية من اجل ان
يحقق والدي حلمه, ها انتِ تعيشين في النعيم
مرة ثانية.
لكنها لم تقل شيئاً ,استطاعت ان تتذكر وجه
والدها عبر السنوات الماضية, منهكاً وحزيناً
وصوته الآجش يخاطبها
((يجب الا تلومي مونيكا ,وان لا تكوني قاسية إني
أحاول ذلك .أحبتنا على طريقتها الخاصة,لكنها لا تستطيع
العيش من دون المال,إنها بحاجة اليه كما يحتاج الناس
لتنشق الهواء, ومن المحتمل إنها ستذهب الى حيث
المال الوفير ,وسيحسن لينوكس معاملتها..))
تأكدت فيليبا من ذلك وهي تجول بنظرها في غرفة
الإستقبال الآنيقة ,ان بيع اي من تلك الصور او الآثريات
القديمة سيمكنها من دفع ثمن علاج كيفن روسكو.
نظرت مونيكا بتململ الى ساعتها
((على كل حال عرفت ان والدك قد نجح الى حد بعيد في
رسم هذه اللوحة الثمينة,آلا يستطيع رسم المزيد ليمول
علاجه))
هزت فيليبا راسها شاكرة لآن كيفن لا يستطيع سماعها
((المرض او الفيروس الذي أصيب به ,تملك عضلات
جانبه الآيمن في البداية ثم يجد .............صعوبة في
إستعمال يده اليمنى لن يقدر على الرسم ثانية))
عذت مونيكا على شفتها
((لقد ......فهمت,حسناً حسناً الوضع مأساوي جداّ
ولكن بالطبع لو انه بقي في الشركة لكانت شركة
التآمين تكفلت بكل مصاريف العلاج ))
هزت رآسها ثم تابعت
((إني آسفة يا عزيزتي لا آستطيع مساعدتك))
شدت فيليبا على يديها وقالت
((مونيكا يجب آن آحصل على المال بطريقة او بآخرى
قبل فوات الآوان ,يقول الاختصاصي انه في حال فقد
المزيد من بنيته العضلية...........))
توقفت عن الكلام ثم تابعت بصوت ضعيف
((سأفعل أي شيئ............. سأوافق على كل شروطك
سأرد لكِ القرض حتى ولو إستغرق ذلك بقية حياتي ,
ولكن علي آن أحصل عليه, اذا كنتِ قد اهتتمتِ بوالدي يوماً
ساعديني على إيجاد حل))
توردت وجنتا مونيكا مرة ثانية,قالت
((بالطبع اهتممت ,لكن ما تطلبينه غير معقول الآن, هل
حاولتِ ان تتقدمي بطلب الى احدى مؤسسات التسليف؟))
((نعم.ولكن ليس في حوزتي آي ضمانه .لا آستطيع حتى
أن آكفل فعالية العلاج او أن والدي قادر على الرسم من
جديد))
قالت مونيكا بإقتضاب
((اني اشفق عليه , لم يتخذ اي تدابير تؤمن له مستقبله,
قبل ان يتخلى عن مركزه بتلك الطريقة المجنونة))
احتجت فيليبا
((لم يفكر انه سيمرض يوماً.كان يتمتع بصحة جيدة حتى
الشتاء الماضي كان سعيداً جداً........))
كان كلامها مؤثر جداً. رآت في وجه مونيكا من خلال تقلص
عضلاتها انها تشاركها الرأي.
قالت وهي تنهض عن الكرسي
((أخشى ان اطلب منك الرحيل ,سيحضر لينوكس في اية لحظة,
وأفضل آلا يراكِ هنا سنقيم حفلة على شرف رئيس شركة
دي كورسي العالمية اليوم, وعلي القيام ببعض الآعمال
انني آسفة يا فيليبا ليس لدي ما أقترحه))
ترددت ثانية
((قد يكون هناك علاج مماثل في هذا البلد وربما على حساب
المنظمة العالمية للصحة .))
قالت فيليبا بتوتر وهي تنهض
((كلا,هذا علاج جديد كما اخبرتك, في الواقع,مازال في المرحلة
التجريبية ,انني آسفة لإزعاجك لقد كنتِ آملي الآخير ))
كانت تهم بالخروج عندما فتح الباب ودخل منه لينوكس
أندرهاي ,تجمد في مكانه عندما رآها .إبتسم لها في تهذيب
((فيليبا ,اليس كذلك.؟كيف حالك؟))
لكن من دون حماس ثم رمق زوجته بنظرة إرتياب
قاطعتها مونيكا
((عليها ان تذهب بسرعة ))
وضعت ذراعها حول فيليبا
((سأرافقك الى الخارج يا عزيزتي .))
قالت مونيكا بغضب
((من المؤكد انه سيتسائل عن سبب زيارتك ,لا اريد أن أبدو فظة
إني أشعر بمحنتك لكنك تعقدين الآمور احياناً))
قالت فيليبا بهدؤ
((ما كنت جئت الى هنا لو لم آكن يائسة تماماً))
ثم ناولتها ورقة صغيرة
((هذا رقم الفندق الذي أنزل فيه , إذا فكرتِ بشيء.........
بطريقة أستطيع بها جمع بعض المال, يمكنك الإتصال بي خلال
اليومين القادمين))
أخذتها مونيكا بنفور
((حسناً ولكنني لا اعدك بشيء...))
منتديات ليلاس

الحياة صعبة ,فكرت فيليبا مرارة وهي في طريقها الى الى الفندق.
إستبدلت مونيكا بيتها السابق المترف ببيت اخر,إذا كان هجرها
لكيفن بعد 5 سنوات من الزواج ما سبب لها حزن فستجهد في
إخفائه ,ولكن من المحتمل إنها إستطاعت ان تتغلب عليه لإحساسها
بالإهانة .عندما كانت مونيكا تنال مرادها كانت تظهر لها لطفها
وعندما تشعر بالخداع.............
عبست فيليبا بسرية,بقي كيفن ارمل لعدة سنوات فقد دلل
زوجته الثانية كثيراًوهي في المقابل وجدت متعة بالغة في
ذلك .
عندما أعلن في البداية إنه بنوي التخلى عن مركزه في الشركة,
وعن ممتلكاته في لندن وفي غربي ساسكس,إعتقدت مونيكا
الآمر مزحة مزعجة او إجازة مؤقته ,وعندما ادركت جديته وعزمه الشديد
غضبت كثيراً.ما تزال فيليبا ترتعد عندما تتذكر نوبات الغضب التي
تحملها كيفن بصبر شديد,على كل حال إستسلمت مونيكا تماماً
لتسوية الطلاق السخية التي بدت تناسبها بشكل ملائم,
ومن ثم للينوكس الذي أعجب بجمالها الأرستقراطي.
حقق كيفن كل ما تمناه في البداية,لقد حصل على سعر كبير لممتلكاته
ولم يكن بحاجة لآحد بعكس ما تكهنت به مونيكا .إستمتع هو
وفيليبا بعدة سنوات من السفر منطقتي الدورودني والبروفانس
الفرنسيتين بينما كان يعمل ,يتمتيز كيفن روسكو كما قال احد
النقاد ,بالقدرة على التعبير بلوحاتة عن قوة الحرارة والظل التي
تحدثها المناطق الجنوبية الفرنسية.
اعتقد انهما سيعيشان في سعادة دائمة ,فكرت فيليبا ولم يدركان
كم كان الوقت قصيراً.
لن أفكر بهذه الطريقة,أنبت نفسها بقسوة,سأحصل على
المال بطريقة او بأخرى وسأعمل على أن يتلقى والدي العلاج
في أميركا.
لكن كيف ؟تسائلت وهي تسند رأسها على نافذة القطار
وأخذت تفكر,بقي طرق قليلة لم تسلكها ,لقد جربت
كل الطرق التقليدية.
ربما علي ان أتخذ بعد الخطوات المتهورة ,يقال ان
فتيات الملاهي ,يكسبن كثيراً من دون ان يدفعن ضرائب ,
أدارت رآسها قليلاً لتدرس انعكاس وجهها في النافذة
المتفائلون بهوس فقط,سيظنون أن هؤلاء الناس يطلبون
فتيات نحيلات وشعر ناعم وخبرة قليلة جداً.
فكرت فيليبا سأواجه الواقع ليس عندي خبرة على الاطلاق
كانت شاكرة لآن والدها لا يعرف ما تعتزم القيام به,ولو
كان ذلك بشكل غير جدي,اعتقد انها تحاول بيع لوحته الآخيرة
التي رسمها قبل ان يستفحل مرضه العضلي.
حتى تلك اللوحة كان ميؤوس منها .تصرف صاحب المعرض معها
بلطف وتفهم , لكن اللوحة كانت دون مستوى أعمال كيفن روستو .
قد لا يشتريها احد لانها غير واقعية .




تمددت على السرير في غرفتها الصغيرة والوحيدة, وفيما تحاول ان
تقراء قصة بوليسية إشترتها في المحطة .رن الهاتف فجأة.
فكرت انه قسم الإستقبال يريد أن يسأل عن موعد رحيلها,
رفعت السماعة وإذا بصوت والدها السابقة الجاف يقول
((هل بإستطاعتك الحضور الآن ؟هناك شيئ مهم اريد ان اناقشه معك ))
وثب قلبها من مكانه
((هل وجدت حلاً؟))
((ربما!))
((هذا رائع,ما هو ؟))
(( لا استطيع مناقشته على الهاتف,))
استعادت مونيكا طبيعتها الباردة
((سوف نرى ............اذا كان رائعاً قد يسهل الآمر إن جئت بمظهر
أنيق ))
ثم أقفلت الخط
أنيق ,فكرت فيليبا بإرتباك وهي تتذكر تفاصيل ثوبها الشفاف الذي
أحضرته معها ,معظم ثيابها لا تناسب مطلبات مونيكا الصارمة.
أخيراً سوت الآمر ببنطال من الجينز وبقميص أبيض طويل الكمين,
سرحت شعرها البني حتى التمع ثم ثبتته وراء اذنيها بمشطين على
شكل فراشة.
وجدت مونيكا بمفردها واقفة قرب المدفأة الرخامية في غرفة الإستقبال ,
وفي يدها كوباً من العصير,استدارت في الوقت الذي ظهرت فيه فيليبا,
ثم صرخت
(قلت أنيقة وليست كطالبة فنون جميلة!))
قالت وهي ترفع ذقنها بتحد
((انا كذلك بالفعل, على كل حال, هل ثيابي مهمة الى هذه الدرجة؟
هي سيعرض علي عمل في حفل الأزياء؟))
قالت مونيكا بحدة
((ليس هناك ضمانة بأنه سيعرض عليك شيئ,عندما يراك سيغير رأيه.
ومن يستطيع أن يلومه؟))
قطبت فيليبا جبينها
((هو ! من هو؟))
((الآن دي كورسيه , رئيس شركة كورسيه العالمية, لديه عرض لك وعليك
ان تستمعي اليه جيداً,إذا كنتِ فعلاً بحاجة الى المال كما تدعين ,مع انني اجد
الآمر غير معقول.........ولا مجال للتفكير فيه.))
شربت بعض العصير ثم تابعت
((إنه ينتظرك في المكتبة الآفضل ألا تدعيه ينتظر طويلاً))
سارت فيليبا بضع خطوات نحو المكتبة,وهي في شبه دوامة, كانت نادراً
ما ترى زوجة أبيها منهارة ليس منذ ان عرفت بخطط كيفن للمستقبل ,من
الواضح ان حفلة العشاء المهمة لم تجر كما خططت لها.
لقد سمعت بشركة دي كورسي العالمية بالتأكيد .ومن لم يسمع بها؟
ماذا يمكن ان يطلب شخص له علاقة بتلك المؤسسة من شخص تافه مثلها؟
الآمر غير معقول كما قالت مونيكا.
توقفت امام باب المكتبة تتسائل اذا كان عليها ان تطرق على الباب ام لا,
غيرت رآيها بسرعة, أدارت مقبض الباب ودخلت الى الغرفة.
كانت كل الأضواء مشعة ,توقفت فيليبا قليلاً وهي تطرف عينيها بعد ظلام الرواق
النسبي عندما أعتادت عيناها على الوهج ,ورأته, تجمدت في مكانها من وقع
المفاجأة.
رئيس شركة دي كورسي يجب ان يكون اكبر سناً .فكرت وهي تشعر بدوار ,
رجل بدين , ومتوسط العمر وناضج .........مثل لينوكس اندرهاي.
لكن هذا الرجل شاب وجذاب جداً . تفحصت عيناها الثاقبتان جسده الرائع
وشعره الآسود الكثيف الذي يتموج من أعلى جبينه الى الوراء.
إقتربت منه حتى تمتع نظرها بعينيه الخضراوين التين تزينهما رموش كثيفة.
بدا مندهشاً هو أيضاً .كان حاجباه السودوان يتحركان وهو يتفحصها ببطئ
من أعلى إلى أسفل.
شعرت يداها بالرطوبة فجأة فمررت كفيها على بنطالها ,بددت هذه الحركة الصمت الذي
طوقهما وتحرك هو أيضاً على نحو مفاجئ وكأنه كان غاضباً من شيئ.
عندما تكلم بدا صوته بارداً وضعيفاً كأنه في حالة تأمل.
((إذاً....... انتِ فيليبا؟..)
أجابت بصعوبة
((نعم!))
وهي تحدق اليه شبه مخدرة ومدركة أن حلقها جاف وأن نبضات قلبها تتسارع
بشكل مزعج
((وأنت...السيد دي كورسي؟))
إبتسم بسخرية
((اعتقد ان علينا في مثل هذه الظروف ان نكون أقل رسمية,إسمي آلن))
شعرت فجأة بالخوف
((أي ظروف؟))
يا للهول, لا ارغب ان اكون مستهترة
((انا....انا لا افهم يا سيد!))
((ألم يبلغوكِ؟))
التقت عيناه الخضراوين بعيناها وتجمدت نظراتهما .
((سيكون الشرف لي على ما يبدو,إن قدرنا يا آنسة انا وانتِ ان نتزوج.))
بدت فيليبا للحظة وكأنها فاقدة الحس .لم تستطع الحراك او الكلام او حتى
التفكير بشكل منطقي .غير معقول, لكن يبدو ان الآمر أسوأ من ذلك.إنه الجنون
بحد ذاته . ما زالت كلماته تتخبط في رأسها, لا بد ان رئيس شركة دي كورسي
العالمية أصيب بالجنون ,ولا احد يعرف بذلك غيرهما .
((الآفضل أن تجلسي))
أضاف آلان دي كورسي بإقتضاب
((قبل أن تنهاري))
القى نظرة خاطفة على وجهها ثم ثبت نظره على بنطالها الضيق , تجهم ثانية
((كم تبلغين من العمر يا آنسة؟))
((عشرون سنة))
زمت شفتيها الجافتين .قالت
((هل قلت ....نتزوج؟.))
أومأ برأسه من دون أن يبتسم . بلعت ريقها بصعوبة
((لكنني لم أرك في حياتي من قبل .....حتى انني لم أعرف بوجودك حتى
هذه الليلة))
((انا ايضاً.......لكنني لا اعتقد ان ذلك عائقاً))
أحضر لها كرسياً ذا مسند عال وأجلسها عليه , ثم وضع كرسياً اخر في مواجهتها
((قبل ان تتهميني بالجنون اسمحي لي بتوضيح بسيط . اني بحاجة
لآن اكون متزوجاً بأسرع وقت .وكنت عازماً على نشر إعلان في الجريدة أطلب فيه
زوجة قبل أن آتي الى حفلة الليلة))



قالت فيليبا بسخرية
(( لا بد انك تمزح .لن أسامح مونيكا..او لينوكس أبداً,اعتقدت انني
تصرفت بغباء .........عندما أخبرتهما انني بحاجة ماسة الى المال))
قال آلان دي كورسي بهدوء
((انني لا امزح, كنت شارد الذهن خلال العشاء , وإستطاعا إقناعي بالتحدث عن متاعبي
إقترحت علي زوجة والدك السابقة حلاً سينقذنا نحن الآثنين .لذلك طلب منك الحضور الى هنا
الليلة .ولذلك نحن معاً))
أخذت نفساً عميقاً
((إني... لا أصدق, هذا جنون!))
رمقته بنظرة إزدراء
((كنت تنوي أن تنشر إعلانا في الجريدة حقاً! أنت أخر شخص في العالم بحاجة
الى أن يلجأ الى وسيلة كهذه .))
ابتسم لها بلطف
((شكراً على هذا الأطراء .اذا كان هكذا فهلاً,في الحقيقة اعرف القليل من
النساء اللواتي بعمر بمناسب وخلفية جيدة وأقل من اللآتي يسمحن لآنفسهن بالزواج
في هذه الطريقة, من دون فترة التعارف التقليدية...... او التعهد بالحب والإخلاص لمدى الحياة
أي شيئ اقل سيعتبرونه إهانة.))
تجمدت مكانها
((ألا تعتقد بأن الآمر يهينني ؟))
هز الآن دي كورسيه كتفيه بلا مبالاة وقال بصدق
((مما عرفته الليلة عنك ,لا اعتقد انك ستتحملي رد الإهانة ,عرفت انكِ في حاجة
الى بعض المال لتدفعي تكاليف علاج والدك في الولايات المتحدة ,ولتبقيه في
عيادة خاصة ,إذا تزوجتِ مني , سأحرص على تنفيذ كل طلباتك,انتِ بحاجة الي لتأمين مستقبل
والدك , يا آنسة , وانا بحاجة اليكِ لمستقبلي. هل نعقد صفقة؟))
لقد نصحتها مونيكا بالإستماع اليه .
وجدت فيليبا نفسها ترتجف ,قالت
((اولاً عليك ان تفسر لي حاجتك الى الزواج بسرعة, لماذا لا تبحث عن زوجة ..........
تهتم بها فعلا؟))
قال ساخراً
((الزواج ورقة يانصيب كنت دائماً اتجنب شراء بطاقة . لكن الآن اهلي يضغطون علي
بشدة))
توقف قليلاً ثم تابع
((ورثت الشركة عن جدي ومنذ ذلك الحين ,وعمي لويس يحقد علي لآنني سلبته
هذا الحق ,بدأ يعمل ضدي منذ سنتين ,ويحاول الإعتراض دائماً على الصفقات الملتزم
بها حتى ....... يشوه سمعتي ويضعف سلطتي, وذلك بإتهامي بقسوة امام أعضاء المجلس
إني طائش.))
رمقها بنظرة سريعة
((إبتسمتِ اخيراً يا انسة , انا ايضاً اجد الوضع مضحكاً ,لكن أصبح جدياً مؤخراً .لقد
إرتبط إسمي بإمرأة متزوجة من رجل مهم في الحكومة,ولمحت بعض الصحف الى
ذلك..........وإنتشرت الشائعات في الوسط الإجتماعي الذي أنتمي اليه.......تعرضت
للشائعات سابقاً لكن هذه المرة إستطاع عمي أن يستغلها لمصلحته ,وأن يثير مجلس
الشركة ضدي على أن تصرفاتي مخزية,وستتسبب بفضيحة للشركة مما سيضعف
مركزها في السوف,إنه يعتبرني غير جديراً بمركز رئاسة الشركة. وعليه,دعا الى إجتماع
طارئ سيعقد بعد أسبوعين لمناقشة الوضع,ولمطالبتي بتقديم الإستقالة ,إنه يخطط بالإستيلاء
على مركزي ,ومخالفة إرادة جدي,وهذا إحتمال غير مشكوك فيه ,قد يؤدي الى كارثة. هل فهمتي
المشكلة؟))
قالت
((اعتقد ذلك.......لكن ربما كان عمك على حق,وربما كنت انت فعلاً شخصاً مستهتراً,
إذا كنت على علاقة مع تلك المرأة, فلا داعي لآن تنكر أمامي))
تغير تعبير وجهه
((عمي يا آنسة يفكر بطريقة بورجوازية, لا تطاق,وهو يعرف جيداً ان حياتي الخاصة لا تؤثر
بتاتاً على عملي.))
تردد قليلاً ,بدأ نادماً على شيئ. ثم قال
((هناك عمل اخر ,لدى عمي ابنة تدعى سيدوني , ولقد لمح لي عدة مرات بإنه سيوقف عن
معارضته اذا عرضت الزواج على إبنته))
((أليس هذا الحل مناسباً؟))
((ما كنت اقترحت ذلك لو كنتِ التقيتِ بها يوماً .انها إمرأة معقدة ومتسلطة وذات مزاج سيئ))
((ربما انا كذلك!))

((هذه مجازفة علي القيام بها))
تفحصت عيناه وجهها وجسدها بشكل مزعج
((تبدين إنسانة واضحة ,وإبنة مخلصة ومحبة.هذا ما أكدته لي السيدة أندرهاي.ولهذا السبب
إقترحت هي وزوجها أن أجري المقابلة معك))
توقف قليلاً ثم تابع
((علينا إتخاذ بعض الخطوات المتهورة أحياناً لمعالجة مشاكلنا ألستِ موافقة؟))
فكرت فيليبا ,خطوات متهورة,هذا قولها .يرتد عليها كي يلازمها قالت
((حسناً.......ربما, ولكن.............الزواج...........))
راقبها للحظة طويلة
((انتِ خائفة من مضمون هذه الكلمة ,وبحاجة الى معرفة طبيعة هذه العلاقة التي أعرضها؟))
أحست فيليبا بحمرة الخجل تعتلي وجهها
((نعم.))
((حسناً .هذه طبيعي))
قال بعد لحظات
((لست وحشاًيا فيليبا ,ولكنني بحاجة الى ان أضمن إستمرارية عائلة دي كورسي,
سأطلب منكِ يوماً أن تمنحيني طفلاً.أعدك بأنني سأنتظر حتى تصبحين مستعدة.هل هذه هي
الضمانة التي تريدينها؟))
((نعم.......كلا.......لا اعرف))
شبكت يديها بإحكام
((هذا سخيف .إنه وضع مستحيل))
((كما تقولين لكنه حل عملي لمصاعبنا المشتركة))
((هل هذا كله يهمك؟))
بدا مبتهجاً
((وماذا غير ذلك؟))
((ماذا عن ......... الحب؟))
ضحك بجرأة
((ماذا عنه بالفعل؟))
لاحظت ان أسنانه بيضاء وجميلة مع انه لا دخل لذلك بالموضوع.
((كما ذكرت يا آنسة ,سابقاً, لقد إلتقينا منذ برهة وأشعر أن أية محاولة ودية
للتقرب ستؤول الى الفشل طالما لم يحن الوقت.........))
قالت بتوتر
((لم أقصد ذلك))
((لا,اذاً انتِ على علاقة مع شخص آخر؟))
أثارتها نبرة صوته المريبة ,ورفعت ذقنها بتحدٍ,وإزدادا تورد خديها
((هل الآمر مستحيل لهذه الدرجة؟))
قال بغيظ
((انه بعيد الإحتمال , انا واثق من طبيعتك البرئية..... والمزعجة))
حملقت به
((في الحقيقة كنت اتسائل عما سيحدث بعد ان نتزوج لو ان احدنا
تعرف الى شخص آخر))
قال برقة
((الزواج ليس عائقاً دائماً لعلاقة كهذه,ما دامت سدادة الرآي موجودة))
(( وجهة نظر ساخرة وبغيضة))
اجابها بحسم
((إني أحاول أن اكون عملياً,على كل حال لم نتزوج بعد,لم نبحث عن مصاعب ليست موجودة؟))
((آه طبعاً كل شيء سيسير على ما يرام))
إبتعدت عنه قليلاً وهي تشعر بمرارة كلامه
((أستطيع ان افهم ذلك))
بقي ساكناً لعدة دقائق ثم قال بهدوء
((فيليبا لم يكن الزواج امراً سهلاً ابداً .حتى ولو كنا التقينا من قبل وأحببنا بعضنا البعض ,فسيكون هناك ايضاً........بعض التعديلات ,وضعنا غير عاديلكن من يستطيع ان يقول أن الزواج الذي ينشأ من صداقة وإقتناع متبادل لا يمكن ان ينجح في آخر الآمر؟))
قالت بصوت مخنوق
((ولكننا لسنا صديقين))
((ليس بعد ربما , لكن هل هذا الإحتمال بعيد جداً؟))
((تماماً,كما قلت, عليك ان تسأل شخصاً اخر))
هز كتفيه بلا مبالاة
((كما قلت , استطيع ان اضع إعلاناً .لكن الى من ستلجأين ؟انتِ بحاجة ماسة الى المال,ام هل بالغت زوجة والدك بذلك؟))
احنت فيليبا رأسها بحزن
((كلا إنها محقة,ولكنني ..........لم أفكر ابداً بان الآمور ستصل الى هذا الحد))
نظرت اليه
((لن تفكر.............. بإقراضي بعض المال))
((فقط بشهادة زواج كضمان. اريد ان احظى بالإحترام من خلال الزواج بكِ يا حبيبتي لقد امضيت وقتاً طويلاً في بلدك .سأخبر عائلتي وأصدقائي بأننا تقابلنا في زيارة سابقة,وبأنني أتودد اليكِ منذ ذلك الحين,كتمنا خبر زواجنا بسبب صحة والدك السيئة ,وهكذا سأبدد كل الشائعات ربة واحدة))
تنهدت بشدة
((الأمر ليس سهلاً لا أستطيع ان أعطيك جواباً اليوم......... الليلة.......عليك ان تمنحني بعض الوقت لآفكر.لأقرر))
قال
((هذا معقول جداً .إني أقيم في فندق سافوي.بإمكانك الإتصال بي .لا تدعيني أنتظر طويلاًالوقت ثميناً لكلينا .........هل كان الوضع إختلف لو أخبرتك في البداية بأنني اقتني احدى لوحات والدك))
((أوه,آي واحدة؟))
((جسر مونتاسكو,من المؤسف ان ندع هذه الموهبة......تنهار))
سمح لكلماته بأن تتمكن منها ثم إبتسم
((والآن هل تسمحين لي بإيصالك الى البيت؟))
((كلا شكراً))
تراجعت فيليبا عفوياً خطوة الى الوراء بعيداً عنه وشعرت كأنها حجزت مع نمر في قفص في لحظة غفلة ,وإنها سعيدة الحظلتمكنها من النجاة.
إذا تزوجته لن يكون هناك مجال للهرب,فكرت والخوف يتملكها ,سأضطر لآعيش معه تحت سقف واحد.
لم تستطع التركيز,كان عقلها يرفض قبول هذا الإحتمال ,ماذا عن المال؟لقد وعدها بتنفيذ كل رغباتها .هذا ما عليها ان تتذكره .إنها بحاجة الى معجزة ربما كان دي كورسي يعرضه عليها الآن ولكنها لا تشعر ان هذا العرض هو حل,بل كسيف ذي حدين خطير لا يمكن التكهن بعواقبه.
لاحظت,انه كان يراقبها عن كثب ,وأن عينيه ضاقتا فأسرعت بالكلام
((سأعلمك غداّ بقراري ......أعدك بذلك))
((اذاً سأنتظر جوابك .))
تقدم نحوها وقبل ان تعي ما ينوي القيام به رفع يده الى شفتيه وقبلها .شعرت بأن يدها تحترق برغم ان حركته كانت خاطفة,نظر الى عينيها وهو يبتسم
((اتمنى لكِ ليلة هانئة يا حبيبتي,وإذا شعرتِ بالقلق فكري بي))



تمارااا 15-02-09 06:05 AM

الفصل الثاني



استيقظت باكراُ في الصباح التالي وكانت أشعة الشمس تتسلل من خلال الستائر ,فكرت في البداية بأن كل ما جرى لها البارحة هو مجرد حلم مزعج مناف للعقل.
قالت لنفسها:أمور كهذه لا تحصل ابداً .ليس في عالم الواقع .إن فتاة مثلها ,ليست على قدر كبير من الجمال لا يمكن ان تتلقى فيه عرض زواج من مليونير فرنسي مهما تعددت الأسباب ,ومهما بدا الآمر عملياً, حاولت أن تتذكر كلامه لكن عقلها رفض التعاون بسبب الإنطباعات المضطربة الكامنه فيه .منتديات ليلاس
لا بد انها في حلم قالت لنفسها وهي في حالة إرتباك شديد,لقد شوش ضيف مونيكا ذهنها كلياً ,هذه هي الحقيقة هناك تفسير منطقي لكل شيئ.
بسطت ذراعيها فوق رآسها,ثم وضعتهما ببطئ أمامها,لقد إعتادت رؤية يديها الصغيرتين ملطختين بالدهان .لكنها الآن تستعملهما لرعاية كيفين وهي فخورة بذلك.
وبينما كانت تنظر اليهما,اعادتها احدى الصور العالقة في فكرها الى الواقع الذي لا يمكن تجنبه.جلست بسرعة وهي تكبت صرخة مروعة ,فكرت,لقد قبل يدي!جلست للحظة وهي تحملق في في أصابعها,وكأنها تتوقع رؤيتها موسومة بعلامة على بشرتها,عرفت انه لا توجد طريقة تستطيع بها ان تحلم بذلك الإحساس بالذات .
إذاً كل شيء حقيقي,في هذه الحالة ماذا علي ان أفعل؟اولاً,يجب أن تجيب على الهاتف الذي رن في الوقت المناسب .
قالت مونيكا بعد ان سمعت فيليبا تلقي التحية
((حسناُ))
بلعت فيليبا ريقها بصعوبة وردت بصوت خفيض
((عم؟))
تنهدت مونيكا بتوتر وأمرتها بحدة
((أرجوك, لا تتغابي علي,ماقررتِ؟ هل ستقبلين عرض آلان دي كورسي؟))
فكرت فيليبا وهي تمسك السماعة بإحكام:انني واقعة في مآزق لا اعرف ماهيته,ولا استطيع السيطرة عليه .اني في دوامة عاجزة عن التصرف.
قالت مونيكا بتلهف
((فيليبا,هل ما زلتِ معي؟سألتك عما ستفعلينه؟))
قالت بهدوء
((لا اعتقد انه لدي خيار حقأ,سوف.........سوف آخذ ماله))
ضحكت مونيكا بسخرية
((ليس المال فحسب يا عزيزتي ,ستحصلين على شقة في باريس ,وعلى بيت ريفي,ودارة في نيس ,إنها البداية فقط يا عزيزتي ,ولا تنسي أن آلان هو أحد الرجال الآكثر جاذبية في فرنسا ولقد احسنتِ الإختيار.))
سألت فيليبا
((حقاً؟))
شعرت وكأن في حجراً
((الآفضل أن تتزوجي في لاودن ,هل يستطيع كيفين ان يحضر الإحتفال؟))
انتفضت فيليبا في مكانها وكأنها تلقت ضربة ,وقالت
((كلا, اتمنى ان يتم ذلك وهو قد بدأ يتلقى العلاج في امريكا.))
((حسناً كما تريدين, سأحضر لكِ غرفة ,اتوقع حضورك بعد ساعة,لأننا سنقوم بجولة في الأسواق))
((لماذا؟))
ارتجف صوت مونيكا بشكل مثير
((يا عزيزتي ,مع آن الإحتفال سيجري بشكل هادئ,وبسرية تامة,لا يمكن ان تتزجي في بنطال جينز,سأتكفل انا ولينوكس بجهاز العرس كهدية لكِ))
((ليس من الضروري............))
قالت بحزم
((هذا هراء...........سأراكِ لاحقاُ))
وأنهت المكالمة
بعد ساعة من الوقت ,وجدت فيليبا نفسها جناح آلان دي كورسي,كان يجلس الى طاولة قرب النافذة يتناول إفطاره ويقرأ جريدة عندما دخلت,ولكنه نهض بسرعة ليرحب بها بلطف.
قالت فيليبا عندما كانا بمفردهما
((إني آسفة,كان علي أن اتصل أولاً,من الواضح إني أبكرت...............))
((لا على الإطلاق))
وأشار اليها بالجلوس الى جانبه
((هل تناولتِ الفطور؟))
لاحظت فيليبا بإحراج أن الطاولة اعدت لشخصين ,
((آه....انك تنتظر ضيفاً.))
ابتسم لها ,لاحظت ان ثيابه غير رسمية هذا الصباح,فهو يرتدي بنطالاً ازرق,وقميصأملائماُ مفتوحاُ قليلاُيظهر عنقه الملوح بحرقة الشمس.
((كنت اتوقع حضوركِ يا عزيزتي,هل تريدين بعض القهوة,))
امسك بالوعاء ,وسكب بعضاً منه في فنجان ,ثم قدم لها السكر والكريما التي رفضتها.أخذ آلان دي كورسي تفاحة من سلة الفواكهة وبدأيقشرها.
سألها
((هل فكرتِ جيداً؟))
أومأت برأسها بصمت
((اذاً.........ما هو جوابك؟))
أخذت الملعقة وأخذت تحرك القهوة متعمدة عدم النظر اليه .قالت
((سأتزوج منك, ولكن هناك شروط.))
قال بسخرية
((توقعت ذلك. ما هي؟))
((يجب أن يبدأ أبي العلاج في أسرع وقت ممكن ..........ويجب أن لا يعرف شيئاً عن........ اتفاقنا))
((هل ستخفين عنه خبر زواجنا؟ ولكن لماذا؟))




((لأنه إذا علم بالحقيقة, سيرفض الذهاب الى اميركا...............لأنه سيظن اني أضحي بنفسي من أجله, لن أجازف بذلك))
((فهمت لكنني غير متأكد من قدرتك على الإستمرار بكتم الآمر عليك اخباره يوما ما))
توردت وجنتا فيليبا
((تعني عندما..............إذا أصبحت حاملا؟سأتخطى ذلك في الوقت المناسب))
قال بصوت هادئ
((لم أقصد ذلك تماما,إذا نجح العلاج سيفكر بمزاولة حياته السابقة التي انت جزء مهم منها ,ألم تفكري إنه سيلاحظ انك تزوجت؟))
قالت بهدوء
((إذا نجح العلاج....أو إذا شفي نهائيا,سأصارحه بكل شيئ,لأن وضعه سيكون مؤاتيا, وأتمنى أن يتفهم تصرفي))
ثم عضت على شفتيها
((وإذا فشل لن يهم بعد ذلك))
ترددت ثانية
((كنت اتساءل اذا كنت تود أن أخضع لفحص طبي؟))
وضع التفاحة على الطاولة وحدق فيها
((لماذا؟ هل انت مريضة؟ هل تعتقدين ان مرض والدك وراثي بطريقة ما؟))
((آه كلا,لقد أعربت لي عن رغبتك في الحصول على .............. وريث, وفكرت انك تريد التأكد من قدرتي ...........))
رفع آلان يده بإحتجاج وقال بغضب
((إني لا أطارد حيوانا صغيرا.))
ثم أضاف
((أعتقد أن الآمر سيأخذ مجراه الطبيعي في الوقت المناسب,اليس كذلك؟))
تمتمت بنظرة يائسة
((قلت....ان الآمر لن ينجح . أعني ان ما من احد ..........سيصدق ذلك))
((لما لا؟))
((حسنا فقط .......أنظر الي))
((انني أنظر ,انت نحيفة جدا,وشعرك بحاجة الى قص,هل هناك شيئ اخر يقال؟))
شبكت فيليبا يديها في توتر في حضنها
((أعتقد إنني لن أجيد دور الزوجة لأحد..........خصوصا لمليونير يملك منازل في كل أنحاء فرنسا,لا اعرف ماذا تتوقع مني..........))
((صدقيني اتوقع القليل,في البداية سأكتفي بظهورك الى جانبي امام الناس,أما بالنسبة لمنازلي............فلدي فريق عمل كامل يهتم بها))
رمقها بنظرة ساخرة
((مهمتك لا تتضمن تنظيف الغرف وتحضير الطعام))
((لكنك تريدني بالطبع أن أتصرف كمضيفة.........لم أقم بذلك من قبل))
ضعف صوتها وهي تتذكر الآيام المشمسة التي قضتها مع كيفن في جنوبي غربي فرنسا,الصداقة الحميمة,الأسواق, النوادي الليلية
((بإمكانك ان تتكلمي بصوت عال ,وتعبري عن نفسك بحرية.سأكون الى جانبك دائما............وسأحذرك من إثارة بعض المواضيع التي من الأفضل تجنبها,مع أشخاص معينين))
((علي أن أرتدي ..... ثيابا مختلفة))
((هل تنوين ان تمضي بقية حياتك في ذلك الجينز البائس , يا صغيرتي؟))
((بالطبع لا))
سكتت لفترة وجيزة ثم قالت
((لا أعتقد إنك ستلاحظ كم ستختلف حياتي؟))
((وحياتي ايضاً.تأكدي أن فكرة الزواج لا تعجبني أكثر منكِ يا عزيزتي))
قالت بعناد
((حسناً ,أعتقد من الأنسب لك أن تتزوج إبنة عمك.))
ثم رشفت من قهوتها وتابعت
((يجب أن تخبرها بحقيقة شعورك نحوها,إلا إذا كانت مستعدة للتظاهر.......))
قال بسخرية
((ليست مستعدة ابدا,انها تتمنى ذلك وتتوقع مني ان أتصرف معها كحبيب متيم.........وأن أفسر لها غيابي عنها كل لحظة حتى أوفر عليها دموع الغيرة والأنفعال ,لن أحتمل ذلك أبداً))
قالت فيليبا بنفور
((استطيع تصور الآمر,اخشى انه ليس من المفترض أن أطرح عليك أسئلة كثيرة))
رمقها بنظرة مبهمة
((إسألي ما تشائين, لكن لا تلومنينني اذا لم تعجبك الأجوبة))
دفع كرسيه الى الوراء ونهض متابعاّ
((لدينا يوم حافل بالآعمال ,سأتصل بالمحامي ,ثم بمصرفي في لندن,ليتخذا التدابير اللازمة المتعلقة بعلاج والدك))
دار حول الطاولة ثم توقف وهو ينظر اليها بإبتسامة
((أتمنى ألا تهربي بالمال يا عزيزتي,لأن هذا لن يفرحني ابداً))
رفعت فيليبا ذقنها بتحدٍ
((سوف آفي بوعدي,علينا..........ان نثق ببعضنا البعض ))
((هكذا يبدو ,هل سنختم جلستنا بالطريقة العادية؟))
سمحت لأصابعه بأن تطوق أصابعها,وذهلت عندما وجدت نفسها تنساق اليهقبل أن تستطيع المقاومة,وضع آلان ذراعيه حولها بإحكام شعرت بضغط ذراعيه على كتفيها.
حاولت بيأس إبعاده عنها,لكنه منعها,لقد أخطأت عندما سمحت لنفسها بالتفكير به كرجل أعمل جذاب.
قالت بصوت أجس عندما إستطاعت ان تتكلم
((ما كان يجب أن تفعل ذلك))قال وهو يمرر يده على ذقنه
((معك حق))
((عليك أن تتذكر وعدك بعدم ..............مضايقتي , وبمنحي بعض الوقت))
رفع آلان حاجبيه
((كل هذه الجلبة من أجل ترحيب بسيط ! ماذا لو قبلتك؟))
ابتسم لها
((تعالي اريدك بقربي وانا أحلق ذقني وبعدها سأريكِ الفرق))
((كلا ))
تراجعت خطوة الى الوراء,وهي مدركة انها تلهث,وأنه لاحظ ذلك
((يجب أن أذهب وأن أتكلم مع أبي وطبيبه ......لأزف لهما الأخبار الحسنة ,ولأقوم بالترتيبات اللازمة))
لم يحاول آلان أن يؤخرها
((كيف سأتصل بك؟))
((سأكون في لاودن,دعتني مونيكا للبقاء معها............حتى يحين موعد الزفاف))
أومأ برأسه
((إذاً سأراكِ هناك. الى اللقاء))
فكرت فيليبا ,حتى نلتقي ثانية,عندما وجدت نفسها في الرواق وبأمان . بعد أن أغلق الباب بينهما.وقفت للحظة ,لتسمح لدقات قلبها أن تخفف من حدتها,لم تكن واثقة بأنها تريد أن تلتقي بشخص مزعج مثل آلان دي كورسي مرة ثانية خصوصاً في مثل ظروفها . اتمنى لو انه ودعني من دون أن يعانقني
بعد اسبوع,غادر والدها الى اميركا برفقة ممرضة خاصة. روت له قصة وهمية بأن المال ترك في صندوق تقاعد الشركة,وأهمل تسجيله,لم تكن واثقة من انه صدقها,ولو كان في صحة جيدة لقام ببعض التحريات,بدا سعيداً جداً لدرجة انه لم يستجوبها بدقة , وكانت شاكرة لذلك.
تزوجت فيليبا آلان دي كورسي بعد ثلاثة أيام من رحيل والدها.
مرت أيام تلك الفترة بلمح البصر. وأستكانت فيليبا بعض الشيء, وسمحت للأحداث بأن تأخذ مجراها بنوع من السلبية لم تكن من طبيعتها.
شعرت كأنها في حلم وأن كل ما حدث حولها بعيد الشبه تماما عن الواقع .جربت الثياب بشرود تام .راقبت مزين الشعر وهو يقص ويصفف شعرها الأملس على نحو قصير جداً ليجعله أكثر إشراقاً,إستمعت الى كلام مونيكا المزعج من دون ان تدقق بكلمة واحدة مما قالته.
إصطدمت بالواقع أخيراً عندما وجدت نفسها على متن طائرة متوجهة الى باريس بفستان صوفي أنيق كهرماني اللون اختارته لها مونيكا.
حدقت بخاتم زواجها الذهبي ,وحاولت أن تتذكر شعورها عندما وضعه آلان في إصبعها قبل عدة ساعات ,كانت مخدرة, فكرت فيليبا,وما زالت حتى هذه اللحظة,لكنها لن تضطر الى تحمل شهر عسل,سيستغنيان عن هذا التقليد في الوقت الحاضر,هذا ما قاله آلان لها لأنه امضى وقتاً طويلاً في لندن ,اذا هما ذاهبان مباشرة الى شقته الباريسية.
((أتمنى أن لا تجديها مملة.))
تمتمت فيليبا
((آه لا))
وهي تجحاول جاهدة إخفاء إرتباكها,سيكون الوضع محرج بعد أن تشاركه سقفاً واحداً,لن تستطيع تحمل وجودهما وحيدين في جناح العرائس مع كل ما يتضمنه من واجبات. كان آلان يعرف ما يدور في رأسها,لكنه لم يقل شيئاً, بل أكتفى بالإبتسام لها بين الحين والآخر بشكل تهكمي.وضعت يدها على عنقها تتلمس عقد الؤلؤ الذي قدمه لها آلان كهدية الزواج,صرخت مونيكا
((رائع))
عندما كانت تساعد فيليبا على تغيير ملابسها.
((نعم .......... لكنه ألا يرمز الى الدموع؟))
وشعرت بالإنزعاج بينما كانت مونيكا تثبت المشبك,إبتسمت مونيكا إبتسامة حملت معها معنى الحسد بعيداً عن الحقد,
((كلا يا عزيزتي,اذا كنتِ مدركة تماماًتمتعي بهذه الغنيمة,سيدة دي كورسي))
ثم أضافت بسخرية
((لأنك ربما لن تجدي غيرها))
ونظرت الى ساعتها قائلة
((علينا ان نسرع , زوجك ينتظرك))
زوجك, إختلست فيليبا النظر الى هذه الظاهرة غير المتوقع والمثيرة التي تجلس الى جانبها ,يبدو انه منهمك في قراءة مجموعة من الأوراق يحتفظ بها عادة في حقيبته الجلدية.
لا تعرف اذا كان عليها أن تشعر بالسعادة ام الحزن لأنهماكه عنها. ثم رأت ان تصرفه , حتى ولو يكن إطراء لها ,فإنه بالتأكيد مريح,على الأقل لن تضطر الى مسايرته.
في خلال الأيام العشرة الماضية كانت ترى آلان يومياً تقريباً ,لكنها لم تعرفه أفضل مما فعلت في أول أمسية لهما عندما توجهت الى المكتبة في لاودن,لم تتعد علاقتهما حدود الصداقة كما وعدها ولم يحاول عناقها مع انها كانت ترغب في ذلك,أعترفت لنفسها بأنه شخص ساحر,حاول إغراءها بالكلام حتى يكتشف ميولها في الآدب والموسيقى والفن,واذا كانت تفضل الباليه أم الاوبرا.كرة المضرب ام السكواتش,حتى انه سألها عن طعامها المفضل.
ربما يريد ان يجمع ملفاً عنها ,او ان يخزن هذه المعلومات في كومبيوتر الشركة حتى يستعملها كمراجع في المناسبات الخاصة.
بدأت فيليبا تدرك كم كان موجزاً في الحديث عن نفسه,هذا الغريب الذي تزوجها على السراء والضراء على السراء والضراء قررت فيليبا هذه الكلمات في فكرها . وأرتجفت فجأة .
لم تنتبه فيليبا للوقت,ولكن يبدو أن الطائرة تهبط,كان الإستقبال في المطار بسيطاً,وجدت نفسها في سيارة ليموزين يقودها سائق خاص.فكرت ان عليها ان تتكيف بهذه الشكليات وان كانت تكرهها .
قبل ان تكون مستعدة كلياً, وجدت نفسها تسير نحو بناء مهيب في إحدى المناطق,وتصعد في مصعد الى شقة فخمة.
أخبرها آلان ان الشقة ليست جزءاً من الممتلكات التي ورثها ,وإنه إشتراها بنفسه منذ بضع سنوات,لأنها قريبة من مراكز عمله,أخبرها أيضاًأن هناك سيدة تدعى هنريت ترعى شؤونه ويساعدها في بعض الآحيان زوجها جيسكار.وأنهما الآن بإنتظار سيدهما وعروسه الحلوة.
عندما تمت كل المقدمات .أخذها آلان جانباً سألها بصوت منخفض
((هل ستكونين بخير غذا تركتك هنا؟إني بحاجة لأن أذهب الى المكتب ولا أعرف متى أعود))
تمتمت فيليبا وهي تشعر بتورد خديها بسبب نظرته الفضولية
((لا أمانع أبداً.........سأكون بخير))
((لا أشك في ذلك))
مرر آلان أصبعه على خدها الأحمر , وأستدار نحو السيدة هنرييت قائلاً
((لن أكون هنا على العشاء هنرييت تأكدي من تلبية كل طلبات السيدة))
رفع يد فيليبا الضعيفة ثم طبع عليها قبلة سريعة وقال
((الى اللقاء يا حياتي))
اذا كانت عائلة جيسكار يعتبرون تصرف آلان شاذاً , كونه عريساً جديداً فأنهم برعوا في إخفاء آرائهم .وجدت فيليبا نفسها مراقبة في كل حركة تقوم بها .تأكدت ايضاً من النظرات الخفية التي تبادلاها بأن زواجها ليس الصدمة الوحيدة لهما,ولكن آل جيسكار إعتبروها أسواء زوجة يمكن ان يقع اختيار دي كورسي عليها.لا بد ان إفتقارها الى الخبرة والتكلف واضح بشكل مثير للشفقة,فكرت بمرارة, اذا لم تقدر على خداع الخدم فكيف تأمل بخداع عائلته وأصدقائه؟استطاعت ان تكتم تنهيدة فرج,عندما قادتها السيدة جيسيكا بطريقة غير ودية الى غرفتها,غرفة جميلة مهندسة بأسلوب عصري ومحاذية لغرفة آلان.
قررت ان تستكشف معالم الشقة بمفردها من دون حضور السيدة جيسكار البارد الى جانبها .وجدت المكان متزمتاً وكئيباً ,ذكرها ديكوره الأنيق بفخامة لاودن الآثرية.ليس مريحاً على الاطلاق.فكرت فيليبا وهي تسمع صوت كعب حذائها على الارض المصقولة.بدت الستائر والأثاث وكأنها تحذرها من لمسها.وجدت نفسها تتسائل عن الوقت الذي أمضاه آلان هنا.
لكن هناك لمسة مألوفة أضفت سعادة على جو البيت......لوحة كيفن لجسر مونتاسكو المعلقة فوق المدفأة الرخامية الرائعة في غرفة الصالون.وقفت ويداها وراء ظهرها تحملق بها. أحبت الوقت الذي أمضياه في مونتاسكو.
تنهدت بصمت وهي تتذكر السقوف الناتئة على التلال المنحدرة نحو النهر.وبرج القصر المدمر الذي يعلو الممر الضيق.لقد أسأجر منزلاً في أعلى القرية.تحيط به أشجار عالية,تاقت للعودة الى الماضي,والى رؤية المنزل حين كان كيفين يرسم ,كانت هي تقوم ببعض الأعمال المنزلية .ثم تتجول في السوق الصغير المبهج لتحضر بعض الوجبات الرائعة والغريبة لكليهما لكن والدها لم يتذمر ابداً ,فكرت والابتسامة ترتجف على شفتيها .
عندما إستدارت وهي تصلي بصمت من آجل شفاء والدها ,لاحظت الساعة الرائعة التي احتلت موقعاً على رف الموقد.
يبدو ان آلان لا يستعجل العودة .ليس لأنها تريده بقربها ,بالطبع,لكنها ذكرت نفسها بسرعة انه كان بإمكانه يساعدها اكثر حتى تتكيف مع محيطها الجديد.ألم يلاحظ كم كانت تشعر بالغربة والوحدة؟
حاولت مشاهدة التلفاز ,لكنها وجدت انه يتطلب تركيزاً يفوق قدرتها ,ومعرفة أشمل باللغة الفرنسية,وقد أدركت ذلك بصعوبة عليها ان تخضع لتدريب كثيف في اللغة قبل ان تقوم هي وآلان بأي مهمات إجتماعية.مع انها لا تتخيل نفسها تقوم بدور المضيفة في محيطهم المرعب .
على الرغم من تسريحة شعرها الحديثة وثوبها الجديد,ما زالت غريبة عن محيطها .كانت فكرة بائسة وغريبة ,تقلص حلقها فجأة .
قالت لنفسها بحزم: آه كلا لن تبدأي بالبكاء .انت متعبة فقط بعد هذا اليوم الحافل.الأفضل أن تأوي الى الفراش,وفي الصباح ستتمكنين من المحافظة على دورك في هذه الإتفاقية وأمتلاك أسلوب هذه الحياة الجديدة.
كانت في طريقها عبر الرواق العريض عندما رن جرس الهاتف.ترددت لحظة,قد يضظهر آل جيسكار ويظنون انها تتعدى على حقوقهم,لكن عندما استمر رنينه ولم يرد احد رفعت السماعة بحذر شديد.
((آلان))
كان صوت إمرأة ناعماً ودافئاً وأبح,
((هذه انا يا حبيبي))
شعرت فيليبا للحظة وكأنها تحولت الى حجر .ولكن لماذا هي تفاجأت؟لم يكتم آلان عنها نزعاته.وبسبب ذلك هي موجوده هنا.لكنها لم تتوقع هذه المواجهة بهذه السرعة.

((

تمارااا 15-02-09 06:08 AM

الفصل الثالث


فيليبا ترتجف بإنفعال ,وبإحساس آخر أقل تحديداً,عندما أغلقت باب الغرفة ورآها اذا رن الهاتف ثانيةً ستنفجر بالبكاء قبل ان ترد عليه, قالت لنفسها,التغاضي عن مغامرات آلان العاطفية,كما اتفق شيئ خاص وتلفي الرسائل منهن شيء اخر.منتديات ليلاس
تجمدت في مكانها للحظة,لتأخذ نفساً عميقاً حتى تستعيد توازنها,لا بد أن السيدة جيسكار أفرغت لها حقيبتها,لاحظت ذلك وهي تجول بنظرها في الغرفة,كانت أدوات زينتها بإنتظارها,وأحد ثياب نومها الذي أصرت مونيكا على شرائه,ملقى على شكل مروحة فوق السرير.
نظرت اليه فيليبا بنفور.لقد كلفت ثياب النوم أكثر مما اعتادت لدفع ثمن ثياب كاملة في كلية الفنون,فكرت بتوتر, يا له من تبذير للمال على رداء لن يراه احد غيرها! لم تجد فيليبا السرير مريحاً ,نظرت الى غطاء السرير الحرير الآخضر المزين بكشاكش عريضة وتساءلت اذا كانت ستتمكن يوماً من ان تنام براحة وسط هذا الترف. هزت رأسها بشدة وهي تعترف لنفسها بأنها ضيقة التفكير,ربما سيريحها حمام دافئ قليلاً.
دهشت فيليبا لفخامة غرفة الحمام ,شعرت بتوترها يزول تدريجياً,عندما غاصت في المياه.
جففت جسمها بمنشفة الحمام الكبيرة الناعمة ,ثم عطرت نفسها بمستحضر كان موضوعاً فوق المغسلة,قبل ان ترتدي ثوب نومها.نظرت الى نفسها في احدى المرايا الطويلة ثم عبست,ثبتت رباط قميصها الستان المشقوق من الطرفين.بدت كطفلة تلعب دور إمرأة بشعرها المتدلي كمياه المطر حتى كتفيها.
ابعدت شعرها البني الناعم عن وجهها ثم مشت الى غرفة النوم ,أطلقت صرخة عندما وجدت نفسها وجهاً لوجه امام آلان. بدا مصدوماً مثلها,لاحظت ذلك وجهها يضطرم. كان ما يزال في بذلته السوداء الرسمية التي تزوج فيها,ولكن من دون السترة وربطة العنق الحريرية.
قالت بصوت اجش ومحرج
((ماذا تفعل هنا؟ ماذا تريد؟ الوقت متأخر جداً))
قال ببطء
((أحضرت بعض العصير لنشربه لآجل مستقبل سعيد,لا اعتقد ان هذا ضروري. لكنه تقليدي.............بالنسبة لليلة زفاف))
((ولكنها ليست......ليس تماماً.......... أعني بأننا لسنا..............))
وتوقفت لأنها احست بالتهاب وجنتها
((انت تعرف ماذا اعني!))
سكب آلان العصير في كوبين ثم ناولها واحداً قائلاً
((لست متأكداً من ذلك))
أخذت الكوب وأمسكته بإرتباك ذكرته بصوت مرتجف
((قلت انك...........ستنتظر.بأنك ستمنحنى بعض الوقت حتى...........أعود نفسي))
أخذ رشفة من كوبه وهو يراقبها بتأمل وقال
((الى متى يا عروستي الكسولة؟هذه السنة؟ السنة القادمة,يوماً ما ,او ابداً,ربما؟))
((سأفي بوعدي...... عندما يصبح الآمر ضرورياً, لكن ليس بعد))
((وإذا خبرتك بأن الآمر ضروري الآن.............الليلة؟))
((لن أصدقك))
وتراجعت خطوة الى الوراء وهي ما زالت تحمل الكوب
((أرجوك توقف عن هذا الكلام وأتركني في أمان كما وعدت))
توقفت لتستجمع شجاعتها
((الى جانب ذلك,هناك شخص آخر يتوقع حضورك))
رفع حاجباه السوداوين
((ما معنى ذلك؟))
رفعت ذقنها بتحد وقالت
((أكون شاكرة لك لو طلبت من صديقتك ان لا تتصل بك الى هنا مرة ثانية,ربما من الآفضل ان تحذرها بأنك الان متزوج ,اسمياً على الآقل,بإمكانها ان تتصل بك في المكتب,انا متأكدة بأن سكرتيرتك معتادة على هذا النوع من المكالمات))
خيم صمت طويل منذراً بسوء, عندما تكلم كان صوته بارداً
((كيف تجرؤين على التكلم معي بهذه الطريقة؟))
قالت متحدية
((وكيف تتوقع مني ان اتصرف مع نسائك؟))
ولكنها شعرت بالخوف فجأة ,وتمنت لو انها لم تستعجل ذكر ذلك,لكنها لا تستطيع ان تتراجع عن كلامها الآن
((من الواضح انها تنتظرك,لذلك لن اضيع المزيد من وقتك))
قال بتوتر شديد
((عندما اريد ان اعرف رأيكِ بحياتي الخاصة سأطلب ذلك بنفسي يا زوجتي ,على كل حال لا اريد ان أمضي هذه الليلة في اي مكان آخر سوى هنا))
خيم صمت آخر عميق,آخذت نفساً عميقاً .
((عندما تقول هنا,اتمنى انك لا تعني...............))
ابتسم إبتسامة قاسية ومختصرة
((أعني تماماً كما تفكرين يا جميلتي))
((لا.........آه لا))
تراجعت خطوة ثانية بعداً عنه
((لقد وعدتني..................وعدتني))
((إسمعيني جيداً,لقد أخبرت عمي هذا الصباح بزواجنا.عندما نجح في التغلب على كدره.أصر على أن نتناول العشاء معه غداً مساء........حتى يتعرف وعائلته اليكِ,لم أستطع الرفض يا فيليبا))
رمقته بنظرة توسل
((لكنه لا يستطيع ذلك!..........يجب ان تتجنب هذه الدعوة لست مستعدة لمواجهة احد بعد.))
تشدق آلان في الكلام
((هذا ما احاول قوله.انهم يتوقعون عمي وزوجته وإبنة عمي سيدوني أن يتعرفوا على زوجتي الحبيبة,ليس الى زوجة مذعورة ,علينا ان نقدم لهم زواجاً طبيعياً هل بدأتِ تدركين الضرورة))
قالت بصوت أجش
((كلا, لا أستطيع مقابلتهم بعد,عليك ان تفكر بعذر ما))
وضع آلان كوبه على الطاولة,تفحصت عيناه الخضروان وجهها وقال
((علي أن أجد طريقة لإقناعك))
قالت
((أخرج من غرفتي))
ضعف صوتها
((لا تقترب مني............وإلا ملئت البيت صراخاً))
رفع حاجبية بسخرية
((حقاً! ومن سيسمعك........او يهتم بك؟ لقد دُرب آل جيسكار جيداً على عدم التدخل))
((أيها الوغد))
((لن تنفعكِ هذه الأسماء في شيء لدينا صفقة,انا وانتِ,ولقد أُنجزت بسخاء من جهتي على الآقل, وسأستمر في ذلك ما دمت أتلقى سخاءً ...........مماثلا منكِيا عزيزتي))
آشار اليها
((تعالي الي ))
((لقد وعدتني.....وكذبت علي))
كان الخوف يسيطر عليها,وأحست به يطبق على حلقها
((لا تستطيع أن تفعل ذلك! إنك حتى لا تريدني....))
قال آلان بلطف
((وما أدراكِ بالرغبة يا صغيرتي البريئة؟))
((أرعف انني لا اريدك))
تجمد كلامها في الهواء,رمقها بنظرة طويلة,لاحظ آلان الإضطراب البادي في عينيها,قال بتهذيب ساخر
((هل أجعلك تتوسلين حتى تكوني ملكي؟))
صرخت فيليبا كحيوان مطارد,ورمت العصير على وجهه ,تجمد في مكانه للحظة ثم أمسك بقميصه ليزيل العصير عن وجهه وصدره وعيناه لم تفارق عيناها.




((عليكِ أن تظهري إحتراماًللسائل الذي بين يديكِ , وإحتراماً اكبر لي يا جميلتي مع انني سأضطر الى تلقينك درساً))
وقع الكوب من يدها المرتجفة وتدحرج على السجادة وهو يقترب منها,حين عانقها سابقاً كان ناعماً معها ,لم تستعد ابداً........لهجوم كهذا .حاولت ان تبعد رأسها لتتخلص من ضغطه الخانق,لكنه لم يسمح لها بذلك.لا جدوى من محاربته ,كان خبيراً ومصمماً على نحو خطر.
إستطاعت ان تعي من خلال لحظات قليلة انه يبرهن بإلحاح مخيف وبسرعة على معنى الرغبة,وما تتطلبه منها قبل ان تنتهي هذه الليلة ,لقد كذب عليها وخالف وعده,ولن تسامحه على ذلك,إذا ارادها عليه ان يتملكها بالقوة ,قالت لنفسها بشجاعة,لآنها لن تستلم له مهما كلفها ذلك,
سألها
((مما انتِ خائفة؟))
((لست خائفة..........اني مشمئزة,اعتقدت بأنني أستطيع أن أثق بك,لقد كذبت علي))
ضحك بنعومة
((يا صغيرتي,لم لا تتوقفي قليلاً عن محاربتي بعقلك العنيد, وتتمالكي نفسك؟من يدري؟ربما ستتفاجئين))
قالت بغضب
((إنني أًُهنت وخُدعت بقسوة))
قال بصوت بارد
((تعتبرين وجودي معك إهانة؟ اقدم لكِ آسفي الشديد يا سيدة.لكن هذا لن يغير شيئاً,سأعلمك الليلة معنى ان تكوني إمرأة))
اضاف بطريقة جافة
((ستجدين الآمر سهلاً اذا عدلتِ عن كرهي))
قالت بحدة
((لن أسامحك ابداّ))
تلألأت أسنانه وهو يبتسم
((كما تريدين))
وعانقها
فكرت فيليبا لن اتحمل أتحمل ذلك,قالت
((افعل ما تشاء بي ثم أتركني بسلام))
بدا صوته دافئاً
((في الآحلام يا حبيبتي,ألا يمكن ان نقوم بتسوية؟))
وكأنه يحاول تلطيف الجو
وجدت فيليبا نفسها ترتعد فجأة ,وترغب في التجاوب معه بالطريقة التي يريدها,رفعت رموشها قليلاً,ونظرت الى وجهه لترى فرحة الإنتصار في عينيه الخضراويين,عندما لاحظ صراعها الداخلي,كان تعبير رجل,معتاد على إمتلاك النساء,هذا المغرور لا يريد ان يفشل مع عروس صفقته,استطاعت ان تحرر يدها منه ثم صفعته بقوة على وجهه وبدأت تحاربه بشدة,وهي تعارك للتحرر منه ويداها تضربانه وأظافرها تشد على كتفيه وصدره.
قال بصوت غاضب
((فيليبا تباً لا! ليس هكذا ,توقفي كفي عن ذلك))
قالت بصوت منخفض
((أكرهك,وسأكرهك دائماَ))
((وسأساعدك على ذلك))
أغمضت عينيها بشدة لتمنع سقوط دموعها,حاولت ان تتذكر أي شيئ تعلمته في المدرسة,او حصل معها في البيت حتى يبعدها عن التفكير بآلان وبقوته,أخيراً بعد ان تأكدته بأنه نائم بدأت تنسحب ببطء.
أ




((عليكِ أن تظهري إحتراماًللسائل الذي بين يديكِ , وإحتراماً اكبر لي يا جميلتي مع انني سأضطر الى تلقينك درساً))
وقع الكوب من يدها المرتجفة وتدحرج على السجادة وهو يقترب منها,حين عانقها سابقاً كان ناعماً معها ,لم تستعد ابداً........لهجوم كهذا .حاولت ان تبعد رأسها لتتخلص من ضغطه الخانق,لكنه لم يسمح لها بذلك.لا جدوى من محاربته ,كان خبيراً ومصمماً على نحو خطر.
إستطاعت ان تعي من خلال لحظات قليلة انه يبرهن بإلحاح مخيف وبسرعة على معنى الرغبة,وما تتطلبه منها قبل ان تنتهي هذه الليلة ,لقد كذب عليها وخالف وعده,ولن تسامحه على ذلك,إذا ارادها عليه ان يتملكها بالقوة ,قالت لنفسها بشجاعة,لآنها لن تستلم له مهما كلفها ذلك,
سألها
((مما انتِ خائفة؟))
((لست خائفة..........اني مشمئزة,اعتقدت بأنني أستطيع أن أثق بك,لقد كذبت علي))
ضحك بنعومة
((يا صغيرتي,لم لا تتوقفي قليلاً عن محاربتي بعقلك العنيد, وتتمالكي نفسك؟من يدري؟ربما ستتفاجئين))
قالت بغضب
((إنني أًُهنت وخُدعت بقسوة))
قال بصوت بارد
((تعتبرين وجودي معك إهانة؟ اقدم لكِ آسفي الشديد يا سيدة.لكن هذا لن يغير شيئاً,سأعلمك الليلة معنى ان تكوني إمرأة))
اضاف بطريقة جافة
((ستجدين الآمر سهلاً اذا عدلتِ عن كرهي))
قالت بحدة
((لن أسامحك ابداّ))
تلألأت أسنانه وهو يبتسم
((كما تريدين))
وعانقها
فكرت فيليبا لن اتحمل أتحمل ذلك,قالت
((افعل ما تشاء بي ثم أتركني بسلام))
بدا صوته دافئاً
((في الآحلام يا حبيبتي,ألا يمكن ان نقوم بتسوية؟))
وكأنه يحاول تلطيف الجو
وجدت فيليبا نفسها ترتعد فجأة ,وترغب في التجاوب معه بالطريقة التي يريدها,رفعت رموشها قليلاً,ونظرت الى وجهه لترى فرحة الإنتصار في عينيه الخضراويين,عندما لاحظ صراعها الداخلي,كان تعبير رجل,معتاد على إمتلاك النساء,هذا المغرور لا يريد ان يفشل مع عروس صفقته,استطاعت ان تحرر يدها منه ثم صفعته بقوة على وجهه وبدأت تحاربه بشدة,وهي تعارك للتحرر منه ويداها تضربانه وأظافرها تشد على كتفيه وصدره.
قال بصوت غاضب
((فيليبا تباً لا! ليس هكذا ,توقفي كفي عن ذلك))
قالت بصوت منخفض
((أكرهك,وسأكرهك دائماَ))
((وسأساعدك على ذلك))
أغمضت عينيها بشدة لتمنع سقوط دموعها,حاولت ان تتذكر أي شيئ تعلمته في المدرسة,او حصل معها في البيت حتى يبعدها عن التفكير بآلان وبقوته,أخيراً بعد ان تأكدته بأنه نائم بدأت تنسحب ببطء.
أ





بسرعة أمسك آلان بذراعها
((ماذا تفعلين؟))
((اريد ان اذهب الى الحمام))
((ربما لا اريدك يا عروستي الجلوة ان تتركيني بهذه السرعة ,قد أريدك بعد لحظات قليلة))
حدقت في وجهه الداكن وعيناها تتسعان من هول المفاجأة
ضحك بقوة ثم قال
((ربما ,لن اريدك ثانية))
أحست بنظرات آلان تلاحقها,وهي تتجه الى الحمام,كانت خائفة من ان يحاول الإقتراب منها مرة ثانية,لحسن حظها كان الباب يثبت بالرتاج.
أحكمت إغلاقه غير أبة إن كان سمعه ام لا,نزعت ثوبها ثم رمته على الآرض بغضب ,ثم أدارت مقبض صبورة الماء,لفت نفسها بمنشفة وهي تحدق في المرآة,بدت كهرة خائفة بشعرها المبلل والملتصق برآسها,وبعينين كبيرتان تبرزان وجهها الشاحب,رفعت طرف المنشفة لتنشف الماء عن وجهها وعنقها ,وهي تراقب نفسها بحذر,وكأنها خائفة من انها قد تنهار اذا شدت بقوة.لقد سمعت ,ربما قرأت في مكان ما أن معرفة المأة تبرز من عينيها,لكنها لم ترى سوى الإضطراب والآلم.
لن يحصل هذا مرة ثانية ,فكرت وهي ترفع ذقنها متحدية,من الآن وصاعداً لن تسمح لآحد بجرحها او إهانتها ,لقد أصبحت الآن زوجة لآلان دي كورسي,من دون إرادتها بكل ما هذه الكلمة من معنى,الآن أسوأ ما قد يحدث لها,ولا تعلم ما الذي سيحصل معها في المستقبل ..........لن يقول احد بعد اليوم بانها ليست سيدة.
مضى وقت طويل قبل ان تجبر فسها على العودة الى غرفة النوم ,ولكن عندما فعلت كان آلان خرج منها.
دست نفسها تحت الملاءة حتى عنقها,اطفأت النور,ثم لفت نفسها بوضع دفاعي وذراعها تطوقان جسدها,زاد الآلم في داخلها لكن ماذا عليها ان تتوقعغير ذلك؟..كل السحر.........والأعتبارات التي أظهرها آلان لم تكن سوى مظهر كذاب,لست وحشاً هذا ما قاله لها في لاودن,لكنه كذل,وهو اسوأ من ذلك.......حيواناً
قال صوت في داخلها:وأنت ِ ماذا عنكِ؟لقد رميتِ الشراب على وجهه,ضربته,وحاولت خدشه بأظافرك,هل من المفروض أن تتسائلي عن تصرفه الوحشي؟ انتِ ايضاً كنتِ غاضبة,ليس منه بل من نفسك,لأنك كنتِ تتمتعين بما كان يفعله بكِ.....انتِ التي رغبتِ فيه,لكن كبريائك منعك من ذلك,حاربته بدل ذلك ,وخسرتِ.
تحركت فيليبا بتململ في السرير ورأسها يتقلب على الوسادة,حاولت ان تمنع نفسها من التفكير في آلان .......لكنها لم تقدر.
كلا لم يكن الوضع كذلك ,كان حقيراً,لقد أجبرني,إني أكرهه,بتأوه انقلبت على معدتها,لتدفن وجهها في الوسادة,صرخت بصمت:تباً عليه.
مرت ساعات قبل ان تغرق في نوم عميق,عندما إستيقظت كانت الساعة قد تجاوزت العاشرة صباحاً.
فتح باب غرفتها وهي تحاول الجلوس ,و كما كان مفترضاً ظهرت السيدة جيسكار بصينية الفطور,
قالت فيليبا بالفرنسية((شكراً))وهي تشد على الغطاء عليها
((وأسفة إذا سببت لكِ اي إزعاج))
رمقتها مديرة المنزل بنظرة ذهول وقالت
((انا في خدمتكِ سيدتي))
توجهت مدبرة المنزل نحوخزانة الثياب وإختارت رداء ثم أحضرته اليها بوجه خال من اي تعبير,وقالت
((ترك السيد كي كورسي البيت منذ بضع ساعات ,سيدتي,وقد طلب مني ان اخبرك انه سيتناول الغداء معك))
شكرتها فيليبا مرة ثانية بهدوء,والدم يتدفق الى وجهها وهي تراقبها تخرج من الغرفة.
ان تصرف هذه المرأة يشير الا انها معتادة تقديم الفطور لفتيات آلان دي كورسي الجميلات ,وحقيقة انه متزوج بشكل رسمي لم يغير شيئاً.
شربت فيليبا عصير الدراقن,ثم تذوقت شراب الشوكولا الساخن,وفطيرة كانت مغلفة بمحرمة من دون اي شهية.
خلال ساعات الإستيقاظ وبعد تفكير طويل.تأكدت من انها أوقعت نفسها في فخ, وعليها ان تتحمل وحدها مسؤولية ذلك,مهما يكن زواجها مشؤوماً, فهي لا تستطيع التراجع الآن مع ان كل عصب فيها يحثها على ذلك,لكن المال سيتوقف عن كيفن, أفهمها آلان ذلكبوضوح الليلة السابقة,اذا عليها ان تتخطى الأيام............وتتحمل الليالي بطريقة ما.
استحمت بسرعة,ثم ارتدت تنورة خمرية اللون وقميصاً ملائماً,كانت ما تزال شاحبة اللون ,وتحيط عينيها دوائر سوداء,لكنها لم تحاول إخفائها بأدوات الزينة, بدت كأي فتاة بعد ليلة زفافها................ما عدا ان معظم العرائس متألقات.
كان صباحاً طويلاً.اكتشفت فيليبا ان الوقت يمر بسرعة في محيطها الجديد,ولا يحتاج الى تدخل منها,كانت متأكدة من ان مدبرة المنزل جيسكار سترفض اية مساعدة ستقدمها لها.
تجولت في الشقة بقلق وتوتر,على الرغم من المناظر الخلابة المطلة على باريسمن خلال النوافذ والتي لم تلاحظها ليلة البارحة,وجدتها عادية جداً ,وتساءلت اذا كانت ستشعر يوماً بالراحة هنا.
لكنها لن تمضي بقية حياتها وهي تحدق الى هذه المناظر,يجب ان تشغل نفسها بطريقة ما حتى لا تفكر بآلان.
عندما اقترب موعد الغداء,ازداد توترها,جعلها صوته في الرواق تخطو بسرعة الى احد مقاعد غرفة الصالون.اثنت ركبتيها على المقعد,تظاهرت بقراءة مجلة وهي تأمل ان تبدو هادئة ومسترخية.
سمعت خطواته تقترب منها.وثبتت نظرها على الصورة الموضوعة في حضنها حتى شعرت بانها تتراقص أمامها بجنون.
((صباح الخير))
اضطرت لان تنظر اليه عندما حطم آلان الصمت,وبادلته التحيةوانزعجت عندما وجدت نفسها تتلعثم.
((كيف كان صباحك؟))
وجلس بقربها على الأريكة المخملية.
((جيد.....وانت؟))
وتساءلت بشكل هستيري,هل هكذا ستكون اللعبة ,ثرثرة لا قيمة لها.؟
((مشغول))
ثم قال بعد دقائق
((هل احضر لكِ شيئاً؟))
((عصير الإجاص .......اذا أمكن؟))
قال بتهذيب
((ستجدين كل ما تطلبينه))
جلست فيليبا وهي تحكم قبضتها على الكوب الذي احضره لها.سكب لنفسه كوباً من العصير قبل ان يستعيد مكانه قربها وبحذر.
قال بعد صمت طويل
((بالنسبة لليلة البارحة...............))
((الأفضل ان نتجنب الموضوع))
((اعتقد هذا ضرورياً))
كان اعتراضه لطيفاً لكنه عنيد.
((تصرفي كان وقحاً , لا استطيع سوى ان اقدم اسفي الشديد))
ذان تعبير وجهه بارداً كصوته,لاحظت ان هناك علامة على خده نتيجة غرز احدى اظافرها, عندما اختلست النظر اليه.
((حقاً ,لا يهم ,انا زوجتك,وكان علي ان اتوقع.......شيئاًمن هذا القبيل.))
اخذت نفساً عميقاً
((قلت انك تريد وريثاً , حسناً, ربما حصل ,وستتمكن عندئذ من تركي وحيدة في المستقبل))
قال آلان بإقتضاب
((اشك يا زوجتي , في ان تسير الآمور بشكل مريح, على كل حال,لنأمل ان تكوني على حق))
وارتشف بقية كوبه,ثم جلس للحظة يحدق في كوبه الفارغ.
كان وجهه خاليا من اي تعبير,لكن فيليبا لاحظت فجأة وبخوف غضبا في عينيه يفوق كل ما ما خبرته البارحة.حنقا يكاد يكون ملموسا,كان يخالجها شعور غريب,كأن قطعة الكريستال التي في يده ستتحطم في اية لحظة على الموقد,وتنثر شظاياها البراقة في كل انحاء الغرفة.
أصدرت صوتا خفيفا,ثم رفعت يدها عفويا لتمسك ذراعه,فرمقها بنظرة,وشعرت بالتوتر يخمد بينهماتماما وبسرعة, كأن سلكا كهربائيا قد فصل,وضع آلان كوبه على المنضدة ,ثم وقف,ابتسم لها دون ان ينظر اليهاقال
((اني اشعر بالجوع,هل نذهب لتناول الطعام الآن؟))
اومأت برأسها من دون الكلام.تركا الغرفة وعبرا الرواق الى غرفة الطعام,في الوقت الذي احضرت فيه مدبرة المنزل جيسكار الحساء.
أكملت الوجبة بصمت تام, وراقبت آلان خفية عبر الزهور المنعكسة خلال بريق الطاولة المصقولة,لقد إكتشقفت ليلة البارحة كم يمكنه ان يكون قاسيا,وعلى حساب كرامتها,لقد عرفت الآن ان طبعه حادايضا,تساءلت عما ستكشف عنه الاسابيع والأشهر او حتى ..................السنوات القادمة.قال
(( لم تأكلي شيئا, ألم يعجبك الطعام؟))
((آه , كلا انه رائع,اني متعبة فقط....))
توقفت فجأة وهي تشعر بتورد خديها.وتتوقع ردا ساخرا منه , قال
((خذي قسطا من الراحة بعد الظهر,عليك ان تبدي متألقة في السهرة,تذكري هذا))
حافظت على ثبات صوتها
((من الصعب ان انسى في هذه الظروف))
((هذا صحيح لسؤ الحظ ليلة البارحة لم تكن رائعة........... لكلينا))
كانت إبتسامته باردة
((سأحاول التصرف بلباقة اكثر لاحقا,لا عليك ان تخافي وجودي عندما نعود,أعدك بأن اتركك في سلام))
ردت بشيئ من التردد
((شكرا))
((ليس عليك إنتظاري ,إذا انهيت طعامك لم لا تاخذي قيلولة؟))
دفعت بكرسيها للوراء الى الوراء وهي تتمتم شيئا لا علاقة له بحديثهما.
أغلقت باب غرفتها وأسندت نفسها إليه وهي تحملق في السرير ,إتها في امان الليلة,لكن هذه ضمانه مؤقته عاجلا ام اجلا سيفتح باب الغرفة وسيتوقع منها استسلاما تاما له وستسمح لنفسها بأن تستغل,لأنها أُشتريت ودُفع ثمنها,وهو يريد مقابل ماله.
أغرورقت الدموع في في عينيها ,وشعرت بتقلص في حلقها,قالت بصوت عال للفراغ الذي يسود الغرفة
((لا آعتقد انني أستطيع تحمل ذلك))



تمارااا 15-02-09 06:09 AM

الفصل الرابع


كانت فيليبا تلهث بتوتر, وهي تجلس الى جانب آلان في تلك الآمسية سيارة الليموزين,التي انطلقت بهما بسرعة مفرطة عبر شوارع باريس الى ضواحي المدينة حيث يعيش لويس دي كورسي مع عائلته.
كان المنزل متوارياً وراء جدار عالاستطاعت فيليبا ان ترى بعض القمم المداخن القبيحة, وهما يتنظران الأبواب الإكترونية حتى تمنحهما إشارة الدخول.
تمتم آلان في أذنها
((إن لدى عمي هوس من اللصوص, يشعر انه اذا لم يكن حذراً ولو لدقيقة,سيقتحم اللصوص منزله ويسرقون مجموعة خزفه الصينية العديمة الذوق.او يعتدون على إبنة عمي سيدوني اعتقد انه يغالي في تقدير نوع كهذا من الرجال ))
لم تضحك فيليبا بل مسدت ثنية تنورتها الخضراء القصيرة بيد مرتعشة.تميز فستانها الحريري بعنق دائري وبكمين طويلين ,وتمنت ان يناسب فستانها هذه الآمسية بشكل كاف,كان إرتداء ملابس هذه الآمسية غير المرغوب فيها بمثابة ارتداء زي مسرحي حيث كانت هي الممثلة البديلة.ومع ذلك متوقع منها تأدية دور الشخصية الرئيسية.
الثياب مناسبة. فكرت فيليبا بينما كانت السيارة تسير على الطريق الخاصة بين مشاتل الزهور. بدا البيت جامداً ومملاً,كان هناك عدد كبير من السيارات الراكنة الى جانب الطريق الخاصة.أحسن فيليبا بإنزعاج آلان الذي كان يشتم بسره.
قال بتوتر
((يا له من عشاء عائلي هادئ))
ثم نظر الى فيليبا وهو يهز كتفيه
((اني اسف لم انوي ان اخضعك لمناسبة كهذه بهذه السرعة))
رفعت فيليبا ذقنها وأكدت له بفظاظة
((لن أتكلم إلا عند الضرورة ,ولن أستعمل إلا السكاكين المناسبة ))
((انت تعرفين جيداً انني لم آقصد ذلك))
فتح الباب خادم في سترة بيضاء,حياهما بطريقة جليلة وأخبرهما ان السيد دي كورسي وزوجته ينتظرانهما في غرفة الإستقبال.
سأل آلان
((هل نحن اخر من وصل يا غاستون؟))
ثم رتب ربطة عنقه
أكد له غاستون
((على الإطلاق يا سيدي,))
وهو يقودهما على رواق مزخرف بإتقان.
شبك آلان أصابع فيليبا الباردة بأصابعه,وهمس لها
((تشجعي يا جميلتي))
عندها فتح غاستون باب الصالون المزدوج وأعلن عن قدومهما.عم الصمت في الغرفة على نحو مفاجئ.وأصبحت فيليبا محط انظار الجميع,سوت كتفيها وهي تشعر بتورد وجنتيها.لاحظت بعد ان ألقت نظرة ثانية حولها,ان الغرفة تحتوي على اكثر من عشرين شخصا,وان احدهم يتقدم نحوهما.
لويس دي كورسي رجل متين البنية متوسط الطول,أصلع بعض الشيء ,وله لحية أنيقة.إبتسم لهما من بعيد.بدت عيناه الداكنتان قاسيتين.
احنى راسه ليطبع قبلة على يد فيليبا,قال
((إبنة اخي الجديدة, إني سعيد جدا بلقائك ما كان يجب ان يخفيك كل هذه المدة, او على الآقل كان من المفترض ان يوجه لنا دعوة لحضور زفافكما,كنت اخر من علم به................لن أسامحكما ابداً))
شعرت فيليبا بالإحراج,لكن آلان قد سبق وحذرها من هذا التعليق.
قالت
((أجبرتنا صحة والدي الضعيفة على ان نجري الإحتفال بشكل هادئ وسري.))
قال لويس دي كورسي وهو يبتسم
((هادئ فعلا لم يكن لأي من أصدقائي في لندن اي فكرة عن هذا الزواج.))
واستدار ليشير لاحد الاشخاص بالقدوم
((جوزفين إسمحي لي ان اقدم لك عروس آلان,سيدوني ,تعالي ورحبي بأبنة عمك))
لم تبد السيدة دي كورسي اية حماس بهذا اللقاء الغير متوقع,صافحت فيليبا بنفور ثم أخلت السبيل لابنتها.
فكرت فيليبا في البداية ان سيدوني دي كورسي هي تماما كما وصفها لها آلان بفظاظة,بدت بشرتها شاحبة,ملطخة ببثور الشباب, وشعرها خشناً ومن دون لمعان ,كانت بدينة أكثر مما ينبغي,وساعدها فستانها الآصفر اللون الشاحب المفصل بشكل ضيق على إبراز معالم جسمها.
إبتسمت لفليبا على نحو مقتضب لكنها سرعان ما غيرت تعبير وجهها عندما استدارت نحو آلان وقالت
((تبدو في حالة حسنة يا ابن عمي, ))
بدا تورد وجنتيها غير لائق ثم أضافت
((من الواضح ان الزواج يناسبك))
فكرت فيليبا انها واقعة في حبه وتتألم كثيراًً
قاطعها لويس دي كورسي بلطف
((اسمح لي ان اقدم عروسك الى باقي الضيوف, الذين اتوا خصيصاً للقائها, ومع ذلك هذا يوم عظيم لعائلتنا))
وكابوس لي ,فكرت فيليبا وهي تقاد حول المجموعة,كان كل شيء رسمياً ابتسمت للجميع بتهذيب حتى شعرت بألم في جوانب فمها.
استهل لويس دي كورسي المقدمات بالإنكليزية,وكانت مدركة انها تعامل بإهتمام شديد.ولقد كرهت مجاملتهم,كانت فرنسيتها التي اكتسبتها من خلال رحلتها مع كيفين أشمل من معلومات تلميذة عادية,على كل حال لقد إستفادت كثيراُ منها لأنها إستطاعت ان تترجم لنفسها الهمسات التي لاحقتها في كل مكان ,فهمت انها //صغيرة جداً//وسمعت ثرثرة اكثر مليئة بالحقد //لن تتفوق على ماري لورا ,يا عزيزتي//
أنزعجت لكنها ابقت على إبتسامتها,ماري لور,فكرت انها من المحتمل ان تكون المرأة المتورطة مع آلان,على الاقل لديها الآن اسم ترفقه بذلك الصوت المثير على الهاتف.
كانت قد انتهت من جولة التعارف عندما فتح الباب وأعلن غاستون عن وصول اخر المدعوين,رجل اشيب الشعر طويل له شارب عريض,وإمرأة اصغر سنا ,شقراء جميلة جداً ,أبرز فستانها الآسود الحريري والغالي الثمن ,مظهرها المثير.
((البارون رينية سومر فيل وزوجته البارونة ماري لور سومرفيل))
لم تكن الغرفة فقط هادئة,لاحظت فيليبا بل كانت مشحونة بالتوتر,وبنوع من الترقب المثير الذي كاد ان يكون ملموساً. كانت تشعر ان الجميع يحبسون انفاسهم,نظرت الى آلان الذي كان يقف على مقربة منها بإرتياب ,فكرت للحظة انه قد جمد في مكانه, بدا شاحباً من شدة الغضب.
أسرع لويس دي كورسي نحوهما وهو يبتسم بشدة ويداه ممتدتان للترحيب بهما قائلاً
((عزيزي, يا لها من متعة لانك استطعت انت وزوجتك الساحرة الانضمام الينا,هذه مناسبة مفرحة,انت تفهمني .اننا نحتفل بزواج ابن اخي آلان من فتاة انكليزية صغيرة وفاتنة , اسمح لي ان اقدمها اليك))
لاحظت فيليبا ان آن وصل الى جانبها,اصبح وجهه جامداً ,لكنها شعرت بغضبه الشديد عندما امسك بيدها وقادها الى الآمام.
فكرت بإشمئزاز ,هذه المرأة............. هذه البارونة هي صديقة آلان,هذه ماري لور,لقد خطط عم آلان جيداً حتى يحرجهم جميعاً . دعا البارونة وزوجها الى العشاء الليلة ليفرض هذه المواجهة,ولتنشط الشائعات ثانية, وليدمر حياة آلان كلياً, كان البارون يسحب نفسه وهو يشعر بالإهانة,وملامح وجهه باردة كالجليد, قال
((يا عزيزي دي كورسي هذه مناسبة عائلية والأفضل الا أتدخل انا وزوجتي اسمح لنا بالإنسحاب كي تتفرغ كلياً............. لأحتفالك))
لاحظت فيليبا ,هذا ما اراده لويس دي كورسي تماماً , لقد خطط ببراعة حتى ينسحب البارون لشعوره بالإحراج ليسبب فضيحة ثانية .يستغلها في اجتماع مجلس الشركة الطارئ.
تقدمت فيليبا نحوه قليلاً ,ثم إبتسمت وقالت بفرنسية صحيحة
((ارجوك, لا تذهب يا سيدي , اني استمتع بوقتي كثيراً , وسأشعر بالإزعاج لو ان احدهم ترك قبل الموعد المحدد))
جعلت صوتها يبدو مثيراً وهي تتابع
((الى جانب ذلك هناك العشاء,الذي اعد بمناسبة زواجنا لهذا ستبقى وتشاركنا بهذه المناسبة))
توقف البارون قليلاً, ونظرته المحدقة تنتقل بين فيليبا وآلان, قال أخيراً
((من يستطيع ان يقاوم هذه الدعوة الرائعة,يا سيدتي, يسعدني ان اشارك بها,هيا يا ماري لور))
امسك ذراع زوجته ثم قادها الى الداخل.
عندما تجاوزتهم البارونة,تنشقت فيليبا رائحة العطر المثيرة ولاحظت انها اختلست نظرة سريعة شاملة تقيمية, يبدو ان ماري لور سورفيل تشارك الرآي الإجماعي, وهو ان فيليبا لا يمكن ان تتفوق عليها.
احست فيليبا بالغضب يسري في عروقها.وبشيء اخر لم تستطع تحديده,من المحتمل ان آلان ناقش زواجه معها واخبرها عن الإتفاقية ,لكن هذا لا يعني انها استحقت إحتقار المرأة الآخرى ,حدثت نفسها بقساوة.من هي ماري لور حتى تنتقدها......او تحاكمها؟وعلى اي اساس تزوجت هذا البارون الذي هو بعمر والدها؟
شعرت فيليبا بالآرتياح عندما اعلن غاستون عن بدء العشاء . كانت وجبة مملة وطويلة,افترضت فيليبا ان الطعام كان شهي,لكنها لم تتزوق ثم القليل.ارادت ان تتحدث الى آلان لتقول له ان زواجهما الزائف لم يخدع احداً حتى هذه اللحظة .لكنه كان جالساً الى الطرف الاخر من الطاولة .
قالت جوزفين دي كورسي
((اخبرينا يا عزيزتي ))
وهي تميل راسها نحو فيليبا بعينين جامدتين
((انتِ وآلان ....قصتكما رومانسية جداُ........... وسريعة ايضاً! ومذهلة فعلاً , والسؤال الذي نود طرحه جميعاً, كيف التقيت بآلان؟))
ادركت فيليبا بحزن انها كانت محط اهتمام مرة ثانية ,فأجبرت نفسها على الإبتسام , وقالت
((هل هي فعلاً سريعة؟ اشعر وكاني عرفت آلان دائماُ, التقينا بواسطة والدي, كيفين روسو , رسام تميز بلوحاته الطبيعية , اشترى آلان احدى لوحاته ....... جسر مونتاسكو))
خيم صمت عميق, اختلست فيليبا النظر الى آلان الذي بدا منهمكاُ بتقشير تفاحة.
قال لويس دي كورسي
((اذن انتِ ابنة فنان , ربما ستزودينا ببعض الثقافة الفنية المفقودة في عالمنا التجاري الجاف))
وضحك بحماس وبتشجيع منبعض المدعوين تابع
((هل تشاريكنه اهتمامه في الرسم يا عزيزتي؟))




((اهتمامه , ربما,لكن القليل من موهبته مع انني كنت تلميذة معهد فنون , عندما قررنا انا وآلان ان نتزوج))
وتابعت في هدوء
((في الواقع انا افكر بمتابعة دراستي في باريس مع ........... زاك غوردانوا))
قال لويس دي كورسي ببطء
((هذا رائع, لدى السيد غوردانو سمعة طيبة كمعلم))
هزت فيليبا كتفيها بلا مبالاة
((اتمنى لو استطيع اقناعه بقبولي كتلميذه عنده,))
قالت سيدوني بفظاظة
((لا داعي للقلق بعد اليوم, بصفتك السيدة دي كورسي , ستفتح كل الأبواب لكِ))
قالت فيليبا ببرود
((ليس مع زاك, كل ما يهمه هو الرسم,وليس المكانة الإجتماعية))
اضافت بصوت خافت وهي ترجع راسها الى الوراء
((ربما يساعدني كونه صديقاً لوالدي))
علق لويس
((من الواضح يا ابن اخي ان زوجتك صاحبة موهبة مهمة))
قال آلان بلطف
((كل يوم أمضيه معها يخبئ لي مفاجأة جديدة ومبهجة))
رمقته فيليبا بنظرة مبهمة من تحت رموشها لم يكن وجهه معبراً كثيراً. لكنها احست بإعجابه بكلامها المندفع.
بعد انتهاء العشاء, انتقلوا الى قاعة الاستقبال. كانت الأحاديث متقطعة ومملة.بدا كل واحد منهم مقتنعا, بعدم حصول اية مفاجأت بخلاف ما توقعوا ووعدوا.كان البارون وزوجته اول من غادر, ولم يمضي وقت طويل حتى اعلن آلان في رغبته بالإنسحاب.
سأل عمه
((بهذه السرعة.هل مللت؟))
((ما زلنا انا وزوجتي في شهر العسل, انا متأكد من ان الجميع سيتفهم وضعنا))
بدأت فيليبا تشعر بالإرتياحعندما وجدت نفسها في سيارة الليموزين وهي تنطلق بهما الى الشقة.
قالت بإنفعال
(( كانت امسية مروعة))
((والتي عالجتها برباطة جأش,ارجوكِ تقبلي شكري))
ثم تابع
((بالطبع فهمت في الحال لماذا دعانا عمي الليلة.))
((كان الآمر واضحاً))
اخذت فيليبا نفساً عميقاً آلم صدرها وقالت
((انها جميلة جداً.....السيدة سومرفيل))
((نعم.))
لم تفهم فيليبا حقيقة شعوره ولم تستطع قراءة تعبير وجهه بدقة بسبب الظلمة,لم يضف شيئاً, وبعد دقيقة او دقيقتين تنهدت فيليبا بصمت وارخت نفسها كلياُ على المقعد مستسلمة لرحلة صامتة.
عندما وصلا الى الشقة إستأذن آلان منها بتهذيب ليتحدث الى جيسكار,توجهت فيليبا مباشرة الى غرفتها.لانها احست بصداع خلال الآمسية, لم تخفف رحلة العودة من حدته.
من الواضح انه يفكر في تلك المرأة اعترفت فيليبا لنفسها وهي تنزع الثياب عنها وتنظف وجهها من مستحضرات التجميل.لا بد انه احس بالإهانة عندما واجه صديقته وزوجها,ولا بد ان رؤيته لها انعشت ذكرياته,وزادت من مرارة إنفصالهما القسري.
لم تلاحظ اي تبادل نظرات بينهما, او حتى كلمة واحدة,إلا اذا كانت لديهما طريقهما السرية الخاصة بالعشاق,من المحتمل انهما ينويان المضي في علاقتهما في وقت ما في المستقبل,لكن على آلان ان يكون حذراً, فكرت.
البارون رجل غيور مرتاب ولن يتردد في الإنتقام لنفسه علانية, وربما يكون انتقامه هذه المرة نهائياُ.
من الان وصاعداُ .على آلان ان يعالج اموره بنفسه,كل ما تريده هو ان تتمدد على السرير وتغرق في نوم عميق.
لم تكن قيلولتها في ذاك النهار اكثر من نوم خفيف مقلق,قطعتها بعض الأحلام المزعجة,لم تستطع ان تمنع ذكريات ....... وصور تلك الامسية السابقة من تملك تفكيرها,او ربما لم ترد فعلاً ان تنسى....... توردت وجنتاها وشعرت بقلبها يخفق بصوت عال,لا يمكن ان يكون الآمر كذلك.
كل ما في الآمر انها كانت تعبة ولا تقوى على اية تفكير منطقي.
كانت تقف في ثيابها الحريرية ,وبقدم واحدة على المزينة تحاول ان تنزع عنها جوربها الرقيق عندما سمعت طرقاً خفيف على الباب ,ودخل آلان, توقف في الحال, رفع حاجبيه بإعجاب تام عندما لاحظ طريقتها في نزع الثياب.منتديات ليلاس
تمتم
((آسف))
وهو مدرك تماماً تطفله.
استعادت فيليبا توازنها بسرعة بعد احست بلهيب يسري في عروقها. اخذت رداء قطنياُ وارتدته.
سألت بإمتعاض
((هل كان من الضروري ان تقتحم غرفتي بهذا الشكل؟))
هز كتفيه بلا مبالاة
((لم أظن انكِ ستبدأين بنزع ثيابك بهذه السرعة,وأريد ان اتحدث اليكِ هل تنكرين علي حقي في ذلك؟))
((كلا.الا يمكنك الإنتظار حتى الصباح؟اني متعبة ومتوترة بعد هذه الآمسية.........))
((اني أعتذر نيابة عن عمي,))
كان صوته كئيباً
((سيذهب الى ابعد حدود ,على ما يبدو حتى يحرجني ويشوه سمعتي,هذه المرة فقط, وبفضلك انت لم تنجح خطته))
((ربما ستنجح في المرة القادمة!))
اخذت فيليبا الفرشاة وأخذت تسرح شعرها. لم تنظر الى آلان
((لم نخضع احداً بقصة زواجنا ,الجميع يعرف ان علاقتك بالبارونة مستمرة))
قال آلان بسخرية
((يا لهم من أذكياء. اذا يجب علينا ان نجد طريقةلأقناعهم بأنهم على خطأ))
علقت هذه الكلمات في الصمت الثقيل ثم قال فجأة
((ماذا عنيتِ بمتابعة دراستك الفنية؟))
قررت ان لا تخبره بأنها طرأت على بالها فجأة,ليعتقد انه قرار مدروس.
قالت
((تماما كما قلت,كان ابي يرغب دائماً في ان ادرس الرسم مع زاك غورانو))
((وماذا عن رغبتي انا ؟ ألم تأخذيها بعين الإعتبار, ابداً؟))
حدقت فيليبا اليه بعينين هادئتين
((وما الذي سيزعجك لو بدأت بالرسم ثانية؟))
((الأفضل أن............ تؤجلي مشاريعك لفترة حتى تتفرغي لدورك كزوجة لآلان دي كورسي, ربما ))




توهج وجهها فجأة وسارعت تقول
((لا تكاد دراستي تملأ وقت فراغي,وهناك من يدير الشقة, ولا اعتقد آل جيسكار يرحبون بتدخلي))
((لم آعن ذلك ابداً , هناك جوانب آخر من علاقتنا , بالإضافة لإدارة الشقة))
كانت فيليبا صامتة لعدة دقائق,ثم قالت بهدوء
((اعتقد انني تعلمت كل ما احتاجه بالنسبة ..........لذلك ايضا))
قال بصوت ناعم
((كلا , يا حبيبتي , لا اعتقد انك بهذه السذاجة,.))
تقدم نحوها ثم اخذ الفرشاة من يدها المرتعشة ووضعها على المنضدة,أطبق يديه على يديها وبإبهامه
يداعب معصمها على نحو عبثي
((هناك فن ايضا ,يا زوجتي, ودروسك في الامس لم تكن سوى البداية))
ابعدت يديها عنه , وقالت
((اعتقد انك تمزج الحب بالزواج, هل لي ان اذكرك بأنك وعدتني بأن تتركني في سلام الليلة))
ابتسم لها
((لقد اسديتِ لي خدمة عظيمة اليوم,يا فيليبا , عندما اقنعتِ هنري بالبقاء,ألا تسمحين لي حتى ان أشكرك بعناق؟))
هزت رأسها, وقالت بجدية
((لقد عقدنا صفقة, ولقد التزمت بها.......على الآقل من ناحيتي انا))
قال بعد لحظة صمت
((كما تريدين, على كل حال اتمنى عليكِ ان تعيدي النظر في مشاريعك الفنية))
رفعت ذقنها تحدياً
((كلا,اني بحاجة لأن تكون لي حياتي الخاصة,انا لست سجينتك))
((لا أظن ان هناك قفصاً يسعك))
ثم تابع بإقتضاب
((تريدين ان تتحدي رغباتي؟))
((اذا كانت غير منطقية كهذه..حتماً))
توقفت برهة
((اني لا اتدخل.....بهوايتك,اعتقد ان عليك منحي هذا الحق))
خيم صمت اخر , قال آلان ببطء
((اعتقد,انه كان علي ان اخذ منك عهداً بالطاعة))
قالت على نحو حاسم
((كنت سأرفضه))
((حسناً اني موافق يا زوجتي, شرط الا تسمحي لفنك ان يؤثر على واجباتك الإجتماعية,سأقيم بعض الحفلات في الأسبوع القادم , على شرف أعضاء مجلس شركة دي كورسي,وأتوقع منكِ مساندتي يا زوجتي المخلصة والمجتهدة.))
ثم أضاف بسخرية
((هل أوضحت لكِ ذلك بشكل كاف؟))
قالت وهي تومئ برأسها
((تماماً , لن أخذلك))
((اعرف ذلك يجب ان نقنع الجميع بزواجنا.))
بدا صوته عميقاً. وعيناه الخضروان تتفحصانها بتقييم حسي,رفع يده وداعب ذقنها.ثم أبعد شعرها عن وجهها وقال بهدوء
((هل انتِ متأكدة يا حبيبتي ,من انكِ تريدين ان تقضي الليلة بمفردك؟))
حاولت ان تتكلم, لكن يدا وكأنه عقلها قد توقف عن العمل,كان قريباً جداً منها,فكرت وهي شبه مخدرة,كان في صوته رنة مختلفة عن الطريقة التي كان ينظر فيها اليها, الإبتسامة في عينيه.......... وجدت نفسها تتسائل بجنون كيف سيكون الآمر لو انها استسلمت له بملئ إرادتها.........ومنحته من دون قيود كل ما يطلبه منها,وفي المقابل ستعرف كل شيء........كما عرفت ماري لو........اجتاحتها هذه الفكرة كمطر غامر بارد نقلها من عالم الخيال الى عالم الواقع, وهي تتذكر ما بها من احداث ,اليوم.
إنه يريد ماري لور لا هي,لا بد انه تألم كثيرا عندما رآها,وها هو الآن يصب غضبه على الفتاة التي جعلها شريكة في أسخف صفقة زواج,لأنها إمرأته , ومتاحة له.
هذا اخر ما تستطيع تحمله,هي بحاجة لأن تتذكر ذلك.
فكرت فيليبا وهي ترتجف,ربما قد سمحت بذلك,ربما سمحت لفضولي بأن يقودني الى خيانة نفسي ومبادئي لانه بالنسبة لي قد لا ينتهي الآمر عند ذلك الحد , بدلاً من ذلك قد تكون بداية, لم تستطع التفير من شدة الخوف والرفض,سمعت نفسها تقول بلطف وحزم
((اتمنى ان تتركني في سلام كما وعدت,لست بديلة لصديقتك.يا آلان))
تجمد في مكانه , وهو ينظر اليها,بدا وجهه خالياً من اي تعبير.
قال بقسوة
((لست بحاجة الى من يذكرني, كما انكِ لا تشبهينها على الإطلاق ))
إفترضت انها استحقت تعبيره, لكن الآلم سرى في جسدها على الرغم من ذلك,وجدها جذابة ليلة البارحة , ولكن بمقارنتها مع جمال ماري لو , ليس لديها الكثير لتقدمه له,بإستثناء ربما , بعض القيم الشخصية.
تابع آلان
((قبل ان اتركك لعزلتك يا زوجتي العزيزة,يجب ان اخبرك عن السبب الذي دعاني للمجيئ الى هنا, لقد اتصلت بالعيادة لأطمئن على صحة والدك,لا يستطيع الأطباء ان يؤكدوا فعالية العلاج في الوقت الحاضر,لكنهم يريدون ان تعرفي انهم متفائلون.))
حدقت فيليبا بالسجادة , وعيناها تترقرقان بالدموع
((شكراً.))
كان صوتها لطيفاً
قال آلان بتهذيب
((لا شكر على واجب, من المفيد ان نتذكر تماماً لما نحن هنا في هذه اللحظة, وسيكون الآمر سخيفا اذا توقعنا من بعضنا البعض اكثر مما يمليه اتفاقنا علينا ))
حاولت ان تبقي صوتها جامداً
((سخيف جدا))
((اذا كل واحد منا يعرف حدوده .))
شعرت بالخوف يسري في عروقها
((لكن افهمي هذا ,صفقتنا ستستمر ,عليكِ ان تحذري من مخالفة اوامري في المستقبل,لست بحاجة الى تعهد شفهي حتى اجبرك على إطاعتي ولن اتردد في فرض ذلك في هذه الغرفة او حتى امام الناس اذا اعتقدت ان الامر ضرورياً هناك الكثير من المخاطر.))
أسندت فيليبا نفسها على المزينة, وأصابعها تمسك بحافتها المنحوتة بإحكام, وقلبها يخفق بسرعة, قالت على نحو فظ
((لن انسى))
ابتسم لها آلان
((حسناً,اذاً اتمنى لكِ ليلة سعيدة))
راقبته وهو يخرج من الغرفة ويغلق الباب ورآه,لا, لن تنسى ابداً, فكرت, لقد منحت وقتاً إضافياً, هذا كل ما في الآمر,لا يمكنها ان تهرب من العقد الذي وقعته مع آلان دي كورسي ,يجب ان تتحمل نتائجه ايضاً.





تمارااا 15-02-09 06:18 AM

الفصل الخامس


رجع زاك غوردانو الى الوراء واضعاً يديه على وركيه,لم يقل شيئاً في البداية, حبست فيليبا انفاسها عندما أومأ برأسهز
قال
(( لا بأس بها ,انها أفضل ما انتجت حتى الآن))ابتسمت فيليبا بفرح وقالت
((هذا الطف كلام سمعته في حياتي))رفع زاك حاجبيه الكثيفين
((لقد تزوجت فقط .......من شهر))
صححت فيليبا
((ستة اسابيع))
وبدا تعبيرها جافاُ
قال زاك بسخرية
((فترة طويلة, لا عجب ان شهر العسل والكلام الجميل قد انتهيا.))
ابتسمت رغماُ عنها
((نعم..........حسناً,هل حقاً تعتقد ان عملي تحسن؟))
توقف زاك وهو يفرك لحيته
((ربما
((تفحصت عيناه الداكنتان وجهها بدقة
((اني أسأل نفسي بإستمرار ......لما تريدين القيام بذلك؟ لا اعتقجد انك بحاجة للرسم,انتِ متزوجة من مليونيير , وليس عندك اي مسؤوليات؟))
نظرت فيليبا الى اللوحة التي على المسند
((هل هذه مشكلة؟))
((لا بد ان هناك سر؟ ماذا علي ان اقول ؟ انتِ كتومة جداً, وهذا سيمنعكِ من الرسم بحرية. مازلتُ في بداية الطريق.والأفضل لكِ ان تتراجعي قبل فوات الآوان ,اذاً أسألكِ ثانيةً ......... لماذا تهتمين؟))
بدت فيليبا منزعجة
((هل انا اضيع وقتي....ام وقتك؟ هل هذا ما تحاول تقوله؟))
((كلا لو فكرت في ذلك ,لكنت صارحتك في اول يوم بالحقيقة))
بقيت فيليبا صامتة للحظة ثم قالت ببطء
((اعتقد ان هناك اسباباً عديدة, اريد ان احقق ذاتي,وان اثبت للآن ان لي حياتي الخاصة,وهذا ليس بالآمر السهل.))
توقفت قليلاً ثم استطردت
((هناك والدي بالطبع , كان يشجعني دائماً على الرسم,عندما أكافح لمتابعة دراستي في الرسم هنا,اشعر وكأنني أساعده على محاربة مرضه في نييورك,ألا يبدو هذا سخيفاً؟))
قال بتهذيب
((ابداً على الاطلاق, ماهي اخبار كيفين؟))
تجهم وجهها
((يتحسن ببطء,انني اتصل بالعيادة يومياً لا يمكنهم التكهن في الوقت الحاضر,بالإتجاه المحتمل الذي سيتخذه هذا المرض,لكن كل شيء يسير على ما يرام من دون اية مضاعفات,ما زلت اعيش في الآمل))
ربت زاك على كتفها
((اتمنى له الشفاء العاجل ,أخبريني دي كورسي ,ما راي كيفين بزوج ابنته؟))
بلعت فيليبا ريقها بصعوبة
(( في الحقيقة, هما لا يعرفان بعضهما البعض جيداً.))
راوغت فيليبا بإجابتها
هز زاك راسه
((ارغب يوماً ما ان اسمع قصة زواجك, وكذلك سيلفا تقول ان في عينيكِ حزناً عميقاً بالنسبة لعروس, مع ان زوجك رجل جذاب جداً,وترغبه النساء كثيراُ, هذا ما تقوله سيلفيا))
هزت فيليبا كتفيها من دون مبالاة
((اعتقد انه يجب على معظم الزيجات ان تمر في فترة تعديل))
((فهل ينطبق عليكِ؟))
((اعتقد ذلك,اخبر سيلفيا بالا تقلق علي))
((سأفعل))
توقف زاك ثانية ً ثم تابع
((بما اننا نتحدث عن زوجتي, لقد وعدتني بأن تحضر لي الليلة حساء السمك,وتقول انه سيكفينا نحن الثلاثة))
هزت فيليبا راسها بأسف
((لا استطيع, علي ان اذهب الى حفلة عشاء اخرى مع انني افضل ان ابقى معكما))
قال زاك
((ربما في وقت اخر, سأراكِ غداً يا عزيزتي))
كانت فيليبا مستغرقة في تفكير عميق وهي تنزل الدرج الذي يفصل المحترف عن الشاطئ ببطء
كانت ترى ان عملها ما زال في طور التجربة,تساءلت اذا كان موقف آلان قد اثر عليها ,فعدم موافقته على قراره بدا واضحا وجازما,مع ذلك ليس بمقدوره ان يتذمر,خصوصا انها تلتزم بالإتفاقية دائما,وهي حاضرة عندما يحتاج اليها,لقد بدأت تتغلب على خجلها,وتأخذ كامل حريتها في الكلام,لقد لعب آلان دوره ايضا ببراعة ........ لا تستطيع ان تنكر ذلك, كان منتبها وحبا كل كلمة وكل حركة عبرتا عن افتخاره بها كزوجة.
اعتادت ان تسمعهم يقولون:فاتنة . فلا احد على حد علمها حاول ان يقارتنها بإمرأة اخرى.وبهذه الطريقة كان لديه على الآقل سببا حتى يرضى عنها.

منتديات ليلاس



عضت على شفتها. لكن هذا لم يكن بالطبع اساس المشكلة.لكان اعتبر زواجاً ناجحاً.لو انه يستمر فقط امام الناس,ولكن الوضع يسؤ عندما يصبحان بمفردهما,لم يتشاجرا او يقوما بأي شيئ من ذلك,اعترفت بحزن.تمنت لو انه حصل بينهما بعض الخلافات,كانت احياناً تجد نفسها تحرض آلان عمداً حتى تحصل منه على ردة فعل,لكن من دون فائدة.
كان دائماً لطيفاً معها , ولم يغير تصرفه المهذب الا في المناسبات النادرة عندما يكونا بمفردهما.
فكرت ان عليها ان تكون شاكرة على التقدير الذي اظهره لها,على الآقل لم تكن هناك محاولات مزعجة لمراودتها! لكن الامتنان لم يكن الإحساس الوحيد الذي شعرت به.كانت تشعر بفراغ وحزن عميقين في كل مرة يتركها,ربما لديه حق شرعي بما يفعل,لكن هذا لا يعني انها مجبرة على ان تحب ذلك,استطاعت ان تقيم لنفسها حاجزاً ساعدها ..................على مقاومة جاذبيته المدمر والذي ما زال يعذبها.لن تتحمل استسلامها له ولو للحظة,عرفت ذلك لإحساسها الدائم بتوق غريب اليه,ولقد كرهت ضعفها تجاهه.
وما هو دور ماري لور سومرفيل في حياته؟ لا تستطيع سوى التكهن بالتأكيد كانت هناك ليالً لم يعد فيها الى الشقة,لم يقدم لها اي عذر , وهي لم تسأله,كان يعلم بالمخاطر الكامنة في علاقة كهذه.
الغي اجتماع المجلس الطارئ,والذي كان سيعقد للنظر في شأن آلان .وأجبر لويس دي كورسي على الإعتراف بفشل حملته الهادفة الى إزاحة آلان من منصبه كرئيس مجلس الشركة بعد ان أصبح رجلاً متزوجاً محترماً. ولكن هذا لا يعني انه توقف عن مراقبته والإنتظار حتى يرتكب غلطة او هفوة ,سيكون إستئناف علاقته مهما كانت سرية, بالبارونة الجميلة العذر الملائم الذي يبحث عنه عمه,فكرت فيليبا وهي تعض على شفتها................حسناً , هذا الجانب من حياة آلان لا دخل لها فيه,اليس كذلك؟
السخرية في ذلك الآمر,هو الحسد العلني,الذي لمسته من معظم النساء,لقد تصورن انها تعيش حياة مترفة سعيدة,لو أنهن عرفن الحقيقة! فكرت وهي تتنهد بضعف.
بدأ الشارع مكتظ بالناس على غير عادته,نظرت حولها ولفت نظرها شابان نحيلان شعرهما اشعث ويرتديان ثياباً رثة,رفعها واحد منهما الى الرصيف, بينما حاول الثاني خطف حقيبتها.
صرخت فيليبا وهي تتشبث بالرباط,وتسمع في مكان ما قربها صوت رجل آخر,أرخت فجأة قبضتها عن الحقيبة ورأت اللصين يختفيان في الشارع الثاني.
ساعدها الرجل بلطف على الوقوف , وجمع أغراضها المبعثرة على الرصيف . وسألها
((هل انتِ بخير, يا آنسة؟))
((نعم ,شكرا.))
كانت ركبتا بنطالها الجينز ممزقتين, والدم يتدفق منهما,ستصبحان كدمتين غداً فكرت وهي تسند نفسها على الحائط وتحاول ان تستعيد أنفاسها وتلقي نظرة أولى على منقذها.
شاب جذاب شعره اسود,بدا قلقا على الرغم من ابتسامته وهو يناولها الحقيبة,تابع الشاب
((لكنها كانت صدمة لكِ ,هناك مقهى في آخر الشارع , ما رأيك في تناول فنجان قهوة او.............شراب؟))
ارتاحت فيليبا عندما قدم لها ذراعه,لأنها كانت تشعر بآلم في قدمها كلما تحركت,كان المقهى على بعد مئة متر,اجلسها الى اول طاولة ثم استدعى الخادم بنقرة من أصبعه,أحضرت القهوة والشراب بسرعة فائقة.
سألها وهي ترتشف القهوة
((هذا أفضل؟))
ترددت فيليبا
((بكثير اني ممتنة لك يا سيد......؟))
((فابريس دي ثييري في خدمتك يا آنسة))
توردت وجنتاها
((في الواقع سيدة دي كورسي,فيليبا دي كورسي))
بدا مندهشاً, ثم تحول تعبيره الى آسف
((تبدين صغيرة جداً لتكوني إمرأة متزوجة))
((اني ادرس الرسم مع زاك غوردانو, كان الشارع دائماً هادئاً, لم اتصور ابداً...........))
((بالطبع, ربما كانا يراقبانك.......آملين مباغتتك))
قالت بصرامة
((اني اتسأل عن السبب,ليس معي اي شيء له قيمة حقيقية في حقيبتي,اني لا احمل سوى بضعة فرنكات))
قال
((عندما يكون الانسان مفلساً يجد بضعة فرنكات مبلغاً كبيراً.))
تابع
((اخبريني عن رسمك؟))
ازداد تورد وجنتيها
((انه عمل مؤقت , هل انت تهتم بالرسم؟))
قال
((اني اهتم بعدة امور ,لكني اعمل الآن في مجال المحاسبة))
أحنى رأسه الى الآمام
((تبدين حزينة , هل تأذيتِ, ربما اكثر مما قلتِ؟))
هزت فيليبا رأسها
((كلا........حسناً..........لكن.....زوجي لم يوافق على فكرة الرسم والآن بعد الحادثة سيصر على ان استعمل السيارة مع السائق الخاص, وهذا سيحد من حريتي))
((وهل يهمك هذا؟))
((كثيراً))
اجبرت نفسها على إبتسامة ندم
((لقد سرق اللصان اكثر مما لاحظا))
وضعت فنجان القهوة على الطاولة, ثم نظرت الى ساعتها
((يا للهول ! لقد تأخرت في الذهاب الى البيت,يجب ان اجد سيارة اجرة.......))
((لدي سيارة , هل لي ان أوصلك الى مكان ما؟))
ترددت فيليبا
((لا احب ان افرض نفسي .... لقد كنت لطيفاً معي))
قال وهو يشير الى النادل ليحضر الفاتورة
((أي شخص كان فعل ذلك, ما هو عنوانك؟))
رفع حاجبيه بسخرية بعد ان اخبرته
((إذاً انتِ زوجة ذاك الرجل دي كورسي ؟))
أومأت برأسها
((هل هذا يعني انك غيرت رآيك؟))
((لا , ولكن زوجك على حق,من الخطر ان تسيري في شوارع باريس دون حماية,لكنني سأخذكِ الى البيت مباشرة, ربما لن يغضب كثيراً))
قالت فيليبا عندما اقتربت سيارته من المنزل
((علي ان اشكرك ثانيةًلإنقاذي))
((هذا من دواعي سروري))
وأمسك يدها وطبع عليها قبلة, ابتسمت عيناه لها, تابع
((ما زلت اعتقد انك صغيرة على الزواج,الى اللقاء سيدة دي كورسي))
((الى اللقاء سيد دي ثييري.))
شعرت فيليبا بلهاثها وهي تترجل من السيارة ,من الممتع ان يعامل المرء كشخص جذاب,وليس كشخص مفيد فقط,فكرت وهي في المصعد,عندما وصلت الى الباب لاحظت بخوف ان المفاتيح ليست معها,لا بد انها وقعت, ولقد افتقدتها عندما كنت اجمع الأغراض,فكرت وهي تضغط على الجرس الكهربائي.
فتحت السيدة جيسكار لها الباب بتكشيرتها المعتادة
((لقد سأل عنك السيد))
اتسعت عيناها
((ماذا حصل؟ثيابك ممزقة وهناك دم؟))
((حاول احدهم خطف حقيبتي لكن لحسن حظي اوقف عند حده في الوقت المناسب))
حاولت فيليبا ان تغير الموضوع
((انا اسفة اذا كان السيد ينتظر,سأرتب نفسي حالا))
وتوجهت الى الحمام لتأخذ دشا.
كانت قد عادت الى غرفة النوم في ثيابها الحريرية,وأخذت تضع بعض المساحيق على وجهها عندما فتح الباب من دون انذار.
قال بصوت قاس
((لم أستوعب كلام هنرييت , هل تعرضت للسرقة فعلا؟كيف حدث ذلك؟))
تنهدت فيليبا الآن ستبدأ الإتهامات.
((كنت خارجة من محترف زاك, عندما حاول رجلان سرقة حقيبتي,ثم ظهر رجل اخر ساعدني على التخلص منهما,))
اضافت بهدوء
((لم يأخذا شيئا))
رفع آلان حاجبيه
((لا يمكن ان تكون فعلتهما مقصودة,اذا كان حضور شخص واحد ارعبهما, من حسن حظك انه كان هناك))


وافقت فيليبا بحماس
((نعمبالتأكيد, كان رائعاً حتى ..... انه دعاني لمشاركته القهوة,ثم أوصلني الى البيت.))
وقف آلان بقرب النافذة ثم نظر الى الشارع
((هل تعرفين إسم المنقذ الشجاع؟))
(( بالطبع , فابريس دي ثييري.))
((يجب ان اجده.....كي أقدم له مفاجأة .))
((كما تريد... لكن لا اظن انه يتوقع اي شيئ,كان لطيفاً جداً))
أرتعشت فيليبا وهي تمسك بدلتها المطرزة.لقد نظفت جروحها في الحمام,ولكنها ما زالت تؤلمها,
اقترب منها عابساُ
((هل جرحتِ؟))
((لقد وقعت الآمر ليس خطيراًُ))
((لا اظن ذلك))
أجلسها على حافة السرير ثم جثا امامها ليفحص العلامات التي على ركبتيها.
((صدقني, انها ليست خطيرة.))
((هل استعملتِ المطهر ؟ اليس من الأفضل ان تضعي بعض الضمادات؟))
((انها خدوش بسيطة,ولم تعد تنزف.))ابتعدت عنه قليلاً
((الان ارجوك, اريد ان استعد للسهرة, سنتأخر.))
قال بصوت اجش
((لا داعي للعجلة, ما كان يجب ان يحدث ذلك))
تحركت بقلق, ولكن يديه أوقفتها.
((لا تهربي))
أصبح صوته غاضباً
((هل تجدين لمستي بغيضة فقط, أم انكِ جفلتِ من ذاك الغريب؟))
((الآمر....مختلف......كان.......لطيفاً))
((هل هذا ما كنتِ تريدينه من الرجل ,يا زوجتي البريئة..........فقط....اللطف؟))
انتقلت أصابعه فوق بشرتها,فجعلتها تحترق وتتلون.
وضعت فيليبا يديها حول عنقه بملئ إرادتها , حتى تشعر بقوته تحميها,طوقهما صمت عميق , لم يقطعه الا صوت تنفسهأ.
برغم ان طرق الباب كان سريعاً ورسمياً إلا انه بدا كضربة مطرقةمزقت رقة عالمهما المبهج في لحظة
((سيد آلان ...... سيدتي))
كان صوت السيدة جيسكار
((يقول مارسيل ان السيارة أصبحت جاهزة))
تراجعت فيليبا الى الوراء لتحرر نفسها من ذراعي آلان
((دعني أذهب.....يجب ان........))
((ماذا؟))
حدقت عيناه الخضروان بها
((ما رآيك ان اخبر مارسيل ان يذهب هو والسيارة , ونمضي الليلة هنا؟))
((الجميع يتوقع حضورنا الحفلة))
بدا صوتها مرتعشاً, ثم تابعت بسرعة
((لا يمكنك إهانة الناس ))
وهي تغطي نفسها
((ما زال عمك يبحث عن عذر.........))
((اعتقد ذلك))
تجاوزها آلان بوجه جامد ساخر
((ليس هو فقط من يبحث عن عذر))
وقف امام المزينة ليمسد شعره المبعثر وليرتب ربطة عنقه
((سأنتظرك في غرفة الإستقبال))
أخذت فيليبا ثيابها تتلمس مكان الأزرار بأصابع مرتعشة,وضعت أحمر الشفاه على شفتيها بسرعة ثم تركت شعرها ينسدل حول وجهها المتورد,وقفت للحظة تحدق الى نفسها في المرآة,وهي لا تصدق ما حدث لها,لو لم تطرق السيدة جيسكار على الباب . لكانت ارتكبت غلطة فظيعة,لا يمكن إصلاحها, لقد جعلها آلان تستسلم له بكل سهولة.
ارتعدت وهي تمسك حقيبتها السوداء, عليها ان تكون اكثر حذراً من الآن وصاعداً,قالت لنفسها وهي تتجه الى الصالون
أقيمت الحفلة في بيت كبير خارج باريس,كان المساء دافئاُ وأبواب المدخل مشرعة حتى يتمتع الضيوف الآكبر سناً من آلان بمناظر الحدائق الخلابة.
كانت شاكرة لانها إستطاعت ان تهرب الى الحديقة,وكانت تعي نظرات آلان المثبته عليهاوهما في السيارة , لم يتكلما كثيراً ولقد عرفت ان لقائهما لم ينتهي تماماً , والآن بعد ان خانتها رغباتها .كانت متأكدة بأن آلان لن يكتفي بعد اليوم بسلبيتها المحرجة, والتي طالما أظهرتها بين ذراعيه.
لم تسطع تفسير ضعفها . لابد ان الحادث الذي تعرضت له أضعفت مقاومتها .فكرت بحزن وهي تتكئ على المنور الحجري , وتمسك كوب العصير.
الآن سيبدأ بمطاردتها ........هذا الصياد الذي يعرف أن ضحيته ضعيفة,يأمل بأن يحرز انتصاراً نهائياً وسريعاً.
تجهم وجهها لآنها شعرت انها تبالغ في تصوير الآمور , لكن الا يمكن ان يكون إستسلامها لآلان موتاً بحد ذاته عندما تسمح لنفسها ان تصبح لعبته لساعات عدة.؟
بدا جسدها متقلصاً بوضوح .هذا امر لا تستطيع ان تسمح به...او ان تفكر فيه . لا يمكنها ان تمنح نفسها له .لأنها حالما تفعل سيستملك قلبها.وروحها بيدين قاسيتين جارحتين . والنتيجة ستكون كارثية.
رفعت ذقنها بتحد .لن تكون ضحيته ولا دميته.....
((سيدة دي كورسي لقد بحثت عنكِ في كل مكان))
عرفت فيليبا صوت مضيفتها الناعم,تنهدت حتى تهيئ نفسها لتعارف جديد.
((اسمحي لي ان اقدم اعز اصدقائي ,السيد جيراردي غريسي,لقد اتى مع ابنته التي تقول انها تشرفت بمعرفتك في مناسبة سابقة.))
استدارت فيليبا .ثم ابتسمت لها بتهذيب.لم تلاحظ الرجل الأشيب الذي كان يحنى رأسه ليطبع قبلة على يدها.كانت عيناها مثبتتين على المرأة التي كانت الى جانبه في ثوب ازرق مثير.
قالت ماري لور سومرفيل
((سيدة دي كورسي.))
كانت تبتسم لها بعينيها البنفسجيتين المليئتين بالحقد.
هل تذكرينني جيداً؟))


تمارااا 15-02-09 06:19 AM

الفصل السادس



اطلقت فيليبا لهاثاً صامتاً. وفي الوقت نفسه انسل الكوب من قبضتها,وتحطم على البلاط,وتناثرت محتوياته على تنورتها المطرزة.
صرفخت مضيفتها مستفسرة عما حصل, وتجاهلت إعتذارات فيليبا المضطربة,قائلة انه من الأفضل تنظيف تنورتها قبل ان يلطخها العصير بشكل يتعذر إصلاحه,استدعت مدبرة المنزل وطلبت منها معالجة الوضع.
اخر شيئ تذكرته فيليبا وهي ترافق مدبرة المنزل هو إبتسامة ماري لور الماكرة والمنتصرة,وتعبير آلان المخيف وهي تتجاوزه في المدخل.
استشاطت غضباً من تصرفها وهي تنتظر في رداء قطني ريثما تنتهي مدبرة المنزل من تنظيف تنورتها,لقد تصرفت كالحمقاء,هذا ما سيقوله آلان,كان من المفترض ان تبتسم لها وتتجاهلها كلياً.منتديات ليلاس
في الوقت نفسه , ليس لمضيفيها ,السيد لوغري وزوجته ضلع في ترتيب هذه المواجهة الثانية بين ماري لور وبينها, كانا لطيفين جداً. وهما من أعز أصدقاء والدي آلان,كما انهما زميلان في العمل,ولهما نشطات خيرية عديدة.ربما لم يعرفا بعلاقة آلان وماري لور .بالطبع من حق والد البارونة ان يطلب منها مرافقته الى عشاء رسمي,اذاً كانت زوجته مريضة,كلا,انها فقط احدى الصدف المشؤومة, والآن تصرفها الآحمق,او ردة فعلها المغالية لحضور ماري لور,سيحث الألسن ثانية على الثرثرة,فكرت بيأس.
عادت اليها تنورتها نظيفة تماماً,لكنها رطبة بعض الشيء,استطاعت ان تنضم الى الضيوف في غرفة الطعام,بدأت الاسئلة تنهمر عليها بأهتمام وحماس شديدين.
اخبر آلان الضيوف عن حادث السرقة, التي تعرضت له ذلك اليوم,في وضح النهار.......... يا لها من صدمة, يا لهذا الاجرام! لا عجب انها متوترة الاعصاب, لكن ما الذي جعلها تسير بمفردها في الشارع؟
قالت فيليبا بضعف
((كنت خارجة من محترف الرسم . اني اعمل هناك كل يوم,لم اتوقع ابدأ حدوث شيئ كهذا))
مالت ماري لور برأسها الى الأمام وقالت
((انتِ فنانة؟))
وقد بدا تعبيرها ساخراً.ثم أضافت
((مازلتِ تتابعين؟ألم تملي من ذلك بعد؟))
((ابداً الرسم مهم جداً بالنسبة لي))
هزت ماري لور كتفيها بلا ملالاة وقالت
((هذا يعني ان هناك نقصاً في حياتك وتحاولين تعويضهبالرسم؟))
ثم تابعت بإندهاش
((كيف يمكن ان يحدث ذلك؟ اتمنى ان لا يكون آلان العزيز قد أهمل واجباته كزوج؟))
خيم صمت مفاجئ.اسرعت السيدة لو غري لرأب الصدع الذي احدثته البارونة وراحت تتحدث عن خطط اللجنة المحلية, ومنها الإحتفال بيوم الباستيل, واصبحت الأحاديث عامة مرة ثانية.
استرخت فيليبا على مقعدا وقلبها يخفق بسرعة.كان آلان يجلس في الطرف الآخر من الطاولة,ولم تجروء على النظر اليه,ماذا كانت تحاول البارونة ان تفعل؟ سألت نفسها بإرتباك.كانت تعلق بإستمرار على كل شيئ,وكأنها تحاول ان تجلب المتاعب وتعزز الأقاويل,مع ان من مصلحتها ايضاً ألا يحصل المزيد من الفضائح.اذاً ما الذي يجري؟
اجبرت فيليبا نفسها على تناول الطعام والتحدث بلطف الى بعض الضيوف بشكل طبيعي,تمنت لو ان تعليقات ماري لور تؤخذ كنموزج للمرأة الحقودة. وألا يوليها الضيوف اهتماما كبيراً ,قالت لنفسها من دون اقتناع راسخ.
قدمت القهوة في قاعة الإستقبال وسمعت موسيقى مصاحبة للحوار والاحاديث .تجنبت فيليبا الاختلاط بالمجموعة القائمة الى جوار مكان ماري لور.
قالت لنفسها انني اتصرف بسذاجة , بإجتنابي لها في هذه الطريقة ,انني اضع نفسي في موقف دفاعي, وهذا من مصلحتها. يجب ان ا}كد لها انني غير مكترثة لوجودها وغير منزعجة من حركاتها. المشكلة انني اتذكر دائماً تعليق تلك المرأة :لن تتفوق على ماري لور ,وأصدقائه ايضاً.
بدت امسية طويلة وكانت فيليبا في حالة متوترة, لا تسمح لها بأحاديث الضيوف. بالرغم من انهم لا يمكن ان يكونوا اكثر لطافة . لكن اصروا عليها ان تخبرهم عن حادث السرقة مع انها كانت تفضل ان تنساه تماماً. شعرت فجأة بضيق في صدرها من كثرة الضجيج وبالإختناق من رائحة السجائر الممزوجة برائحة العطور الغالية الثمن التي ملأت الغرفة.
احتاجت لآن تكون بمفردها في الهواء الطلق لعدة دقائق, أغلقت ابواب المدخل خلال العشاء, لكن كان واحداً منها مفتوحاً جزئياً .انسلت فيليبا بسرية وخرجت للظلمة.
وقفت ثابته في مكانها, تأخذ نفسأ عميقاً وتتنشق رائحة الآزهار, لاحظت فجأة انها ليست بمفردها, ورأت حركة في الظلال , ويسمعت تمتمة أصوات خفيضة , عبست قليلاً وهمت بالدخول.
((آلان))
دوى هذا الاسم في أذنيها بطريقة مثيرة؟لا يمكن تجاهلها او نسيانها, استدارت ناحية الصوت وأختلست النظر الى حيث كان هناك عريشة متشابكة مع شجيرات صغيرة, من خلال نور القمر, رآتهما سوياً متلاصقين. كانت ماري لور تضع ذراعيها حول عنق آلان , وهما ملتصقان تماماً.
((آلان حبيبي))
لم ترد ان تسمع .......او ترى المزيد, كانت منذ عدة ساعات في الوضع نفسه , فكرت والآلم يعصر قلبها راحت تتلمس طريق العودة الى القاعة.
ربما لم يكن وجودها صدفة الليلة,ربما خططا لذلك بتلك الطريقة حتى يختطفا بعض اللحظات المحرمة عليهما ايضاً. تصرفا بذكاء, لم تلاحظ خروجهما من الغرفة. او حتى شخص اخر. كانت امسية رائعة وممتعة. وكان الجميع مستغرقين في احاديثهم وسمرهم. وهذا ما اعتمد عليه العاشقان.
في هذا الوقت , وخلافاً للمعتقد السائد , كانت الزوجة اول من يعلم ذلك,ليس صحيحاً بشكل تام, لقد علمت بذلك من قبل.
لهذا تزوج آلان منها. انها غطاء مموه, برؤيتهما معا توضح كل شيء.



((فيليبا))
قفزت عندما ظهر ويده تمسك بذراعها. بدا وجهه متجهماً وهو ينظر اليها
((هل كنتِ انتِ......... منذ قليل تقفين على الشرفة؟ ))
بعدما هزت رأسها بصمت,استطرد
((اعتقدت ذلك))
قال بصوت أجش,وهو ينظر حوله
((انا بحاجة الى ان اتحدث اليكِ.سأجد السيدة لاغري وأعلمها بإنرافنا))
حررت نفسها بلطف وبكرامة
((كلا شكراً لا اريد ان اذهب إني........... أستمتع بوقتي))
أضافت بتحد
((لا انوي ان احطم كوباً آخر, او حتى ان اتصرف بحماقة بأي طريقة, ارجوك لا تقلق علي.))
قال بفظاظة
((هل تعتقدين ان هذا يهمني ؟ يجب ان أتحدث اليكِ سراً .... لأفسر.))
((لقد فسرت عندما إلتقينا))
وحدقت في فنجان القهوة كأنه العمل الآروع والأكثر خيالاً في عالم الإنسان, وقالت
((لا امانع, آلان , انك تدفع لي بسخاء حتى اؤمن لك الحماية ولأتغاضى عن ... نزواتك. هذا ما سأفعله دائماً))
وأبتلعت غصة من حنجرتها,
((لكنني لن اسمح لنفسي أن اكون احدى نزواتك بعد اليوم, وسوف ازود في المستقبل باب غرفتي بقفل ومفتاح))
تسرب الصمت الذي خيم بيهما الى عقلها, وأ خذ يطرق في أذنيها.
قال بهدوء ولطف
((حسناً , سأحقق رغبتك))
قالت وهي تتابع النظر الى فنجانها
((هناك شيء اخر . لا اعتقد ان احدهم أفتقدك هنا . لكن ليس من الحكمة ان تستغل مناسبات كهذه, خاصة بعد ان لفتت السيدة سومرفيل الانظار إلينا في السهرة.))
قال بصوت قاس
((انني متن لهذه النصيحة , لكن في هذه الحالة , لن تحتاج انا والسيدة سومرفيل بعد الآن الى رعايتك))
قالت
((فهمت))
وابتعدت. لكن هذا ليس صحيحاً . الملاحظة لم تستوعبها... لم تتقبلها............ ضربتها كصاعقة. جمدتها تماماً مع فنجان القهوة الذي في يدها.
في الحقيقة , ارادت ان تبكي, ان تصرخ, ان تضرب الآرض بقدميها, ان ترمي ما تبقى من فنجانها على قميص آلان النظيف وان تخدش وجهه بأظافرها حتى يسيل منه الدم.
شعرت ان قوة وبشاعة الموقف تكادان تسيطرا عليها كما فعلت تلميحات آلان اللاذعة.
الغيرة. فكرت, هذا ما أشعر به .لكن لا يمكن ذلك. هذا يعني انني اريد آلان لنفسي , ربما انا واقعة في حبه. هذا مستحيل, لا يمكن ان يكون ذلك صحيحاً. لو كان ذلك صحيحأ , ماذا بإستطاعتي ان افعل؟ كيف سأتحمل ذلك؟ رفعت بكتفيها, فكرت بقوة لن اسمح بذلك.
بادرها شخص كان يقف الى جانبها ويرمقها بنظرة مبهمة,
((عفوا سيدتي))
وأعتذرت كأنسان آلي. وسمحت لنفسها بالانضمتم الى احدى المجموعات والإنخراط في الحديث معهم.كانت فيليبا تشعر كل الوقت بوخز في رأسها وكأن بخاراً يتصاعد فيه.
*************
سألها زاك بغضب
((ما بكِ اليوم؟))
وأشار الى لوح الرسم الخاص بها
((كان , من المفترض ان تكون لوحتك أقل تعقيداً . طلبت منكِ ان ترسمي السيدة التي على المنصة........
منذ متى قررتِ ان تتجهي الى التكعيبية؟))
توردت وجنتا فيليبا وأجابت
((ابداً ذلك فقط.....حسناً, لكنني كما تعرف أجد صعوبة في رسم الناس))


((قولي ذلك ثانية !))
حدق زاك في لوحتها ثم تآوه
((وفقاً لهذه تبدو جيني وكأن لديها عشر عاهات اساسية . ربما ستقيم علينا دعوة))
استدار نحو المثال الذي بدت منزعجة, وقال
((انتِ لا تريدين ان تنظري اليها,ستعكر مزاجك))
رمق زاك فيليبا بنظرة تساؤلية
((اذاً ما المشكلة؟ حادث السرقة, يقولون ان البرق لا يصيب المكان نفسه مرتين))
ابتسمت له فيليبا
((اتمنى ذلك, هناك اشياء كثير تشغل بالي.))
((كيفين. بالتأكيد يا عزيزتي , ماذا عساي ان اقول؟ عليك ان تثقي بالاطباء, لن تحسني حالته في نييورك بالقلق عليه في باريس))
((اعرف ذلك, ))
كانت فيليبا تشعر بالذنب لآنها لم تفكر في والدها خلال الاربع وعشرين ساعة.
((اني اسفة يا زاك . لقد ضيعت وقتك, اليس كذلك؟))
اخذ زاك لوح الرسم ثم وضعه في مكان اخر
((اذهبي الى منزلك يا فيليبا وحاولي ان ترتاحي.اقنعي زوجك الوسيم ان يأخذك الى العشاء خارجا.))
نظر اليها بعبث
((لا أتصرف هكذا الا مع المبتدئين))
توردت وجنتاها
((ربما, كان.مشغولا ))
قال متجهما
((اذا قولي له ان يرتا ح ايضا,اريدك هنا غدا جاهزة للقيام بعمل حقيقي))
القول اسهل من الفعل.فكرت فيليبا بحزن وهي تنزل السلالم,لم يحاول آلان التحدث اليها في الليلة السابقة, وهما في طريق العودة الى البيت,تمنى لها ليلة هانئة ثم دخل غرفته , وتركها تردد لنفسها مرارا وتكرارا .ان هذا ما ارادته بالتحديد.
يبقيت تقول ذلك على فترات ليلة طويلة ومملة, وفي وقت ما قبل الفجر استسلمت للهزيمة. نهضت عن السرير وذهبت عارية القدمين الى غرفة آلان . كانت خاوية وغير مستعملة. حدقت فيها لمدة طويلة ثم عادت بصمت الى غرفتها, وبكت.
وصل صانع الأقفال قبل ان تنهي فطورها. بدت مدبرة المنزل جيسكار غاضبة وهي تراقبه يعمل لم تكن فيليبا متأكدة ما اذا كان عليها ان تلومها ام لا.
أخبرتها مدبرة المنزل بهدوء ان مارسيل سيكون جاهزاً خلال لحظات حتى يوصلها الى مكان عملها. هذه أوامر السيد آلان.
خرجت الى الشارع وبحثت عن السيارة, لكنها لم تكن في إنتظارها . يا للعجب. فكرت وهي تنظر الى ساعتها. انها في وقت اقل بساعة من المعتاد.
((سيدة دي كورسي.))
استدارت وجلة في الوقت المناسب ةورآت فابريس دي ثييري يتقدم نحوها, تابع
((اتمنى ان لا تكوني ظننت اني لص آخر.))
وشعرت بدفئ ابتسامته حين اضاف
((اردت ان اراكِ لارجع لكِ هذه.))
ناولها حلقة مفاتيح من جيبه
((لا بد وانني اخذتها خطأ البارحة))
((شكراً لك لم أجرؤ بعد على الاعتراف بفقدانها))
((هل زوجك مخيف الى هذه الدرجة؟.))
بدا صوته مرحاً لكن نظرته كانت جدية.
قالت فيليبا بسرعة
((كلا. على خلاف ذلك تماماً))
((انتِ مبكرة وانا سعيد لاني وجدتك))
تنهدت وقالت
((ليس تماماً. علي ان انتظر السائق في المستقبل.))
((هذا تصرف منطقي))
((نعم لكنني لا اريد ذلك))
نظر الى ساعته
((هل لديك وقت , ربما لتناول فنجان قهوة آخر.؟))
ترددت فيليبا ,هذا التصرف المنطقي سيرفض بلباقة , ولقد عرفت ذلك.
قال فابريس دي ثييري بآسف
((سترفضين, أليس كذلك؟ أنا لا الومك. زوجك رجل مرعب ,لا يتمنى لكِ ان تصادقي رجلاً عادياً مثلي.))
حدقت فيليبا اليه
((هل تعتقد ذلك حقاً؟))
((بالطبع))
وبدا محرجاًً
((بعد ان تركتك , قمت ببعض التحريات, لولا المفاتيح لما فكرت بالإقتراب منكِ))
رفعت فيليبا ذقنها وقالت
((سيد دي ثييري , سأكون مسرورة لأتناول القهوة معك))
عرفت ما يكفي, خلال نصف ساعة, من المعلومات عنه, فاكتشفت ان والديه يعيشان في روبن حيث مقر عمل والده وأنه ابن وحيد, كان يعمل في باريس يتابع تدريبه في المحاسبة مع شركة عالمية, ويمارس في الشتاء لعبة الركبي, وهو يستمتع بالأفلام اليابانية . تدفقت منه هذه المعلومات بشكل عفوي.
من الممتع , لاحظت فيليبا ان تجس المرأة في وضح النهار مع شخص يجدها بوضوح,جذابة , واذا تمتم صوت في داخلها محذراً بأن هذا الوضع محفوف بالمخاطر. ستتجاهله بالتأكيد . واذا عارض آلان رفقتها الجديدة ما النفع عندئذٍ؟ سألت نفسها بتحد . ليس من حقه ان ينتقدها بعد ان رأته على الشرفة الليلة السابقة. كانت بكل بساطة تتناول فنجان قهوة في مقهى على الرصيف, اذا ما الداعي لتذمره؟ لم تكن بصدد المباشرة في علاقة حب.
لم يسكن بريق الاعجاب في عيني فابريس, والطريقة التي كان يميل بها نحوها, حتى كاد ان يلمس يدها.كانت هذه الآمور بلسماً لجروحها النفسية التي سببها آلان, شعرت بالإهانة وهي تتذكر كيف سمحت له بعناقها. .بلمسها ,مع ان قلبه وعقله وروحه كانت ملكاً لإمرأة اخرى.
تنهدت سرا وهي تفكر في ماري لور, نعم, انها جميلة, ويحلم بها اي رجل, لكن فيليبا وجدت نفسها تتمنى لو انه احبها كثيرا. او فكرت بأنها تستحق افتتان آلان بها, هل كان مسلوب العقل لدرجة انه تعافى عن حقدها , او انه لم يعد يهتم ؟ قال فابريس فجأة.
((اشعر وكأنني اكلم نفسي))
((انني آسفة.هذه كانت فظاظة مني))
رشفت باقي قهوتها أضافت
((هناك عدة امور تشغل بالي .))
هز رأسه بشجاعة
((إني أفهم وربما انا اعرف اكثر مما تظنين.))
ضحكت وهي تمسك حقيبتها
((بعد فنجانين من القهوة اشك في ذلك.))
((اعرف على سبيل المثال, انك غير سعيدة, وان زوجك يعيش حياة خاصة به وحده.))
ردت فيليبا
((لست مستعدة لمناقشة زواجي معك, او مع شخص آخر يا سيد.))
((الآن أغضبتك! اني أعتذر , لست بوضع يسمح لي بمحاكمتك, ))
لمست يده أصابعها.
((ارجوكِ قولي انكِ سامحتني, وانكِ ستتناولين القهوة معي مرة ثانية))
عرفت فيليبا ان هذه اللحظة الملائمة للتراجع, للابتسام بتهذيب, وللانسحاب من دون ارتباطات,
إنها إمرأة متزوجة ولا يحق لها ان تتواعد مع شخص آخر, مهما كان اللقاء بريئاً, لو كنت فعلاً زوجة آلان, لما فكرت بذلك ابداً, ولكن بما أن.
((بماذا تفكرين؟في ان زوجك سيغضب لو عرف انك جلست في وضح النهار وتحدثت . وابتسمت قليلاً))
قالت بنفور
((ولماذا سيمانع؟ ان لي حياتي الخاصة ايضاً))
((اذا هل سأراكِ مرة ثانية, ؟ علي ان اسأل , انتِ تفهمين لآن ليس لدي اي شيئ اخر يخصك أستطيع ان استعمله كعذر))
نظرت فيليبا اليه بإندهاش وقالت ببطء
((هل هذا يعني انك تعمدت الإحتفاظ بمفاتيحي؟ هذا عمل طائش يا سيد.))
هز رأسه ثم ابتسم بأسف
((هل تسامحينني؟ اعرف ان ذلك خطأ, لكنني لم أتحمل فكرة عدم رؤيتك ثانية, سنلتقي هنا غداً في الوقت نفسه))
((ربما. .... لا اعرف!))
أطبق يديه على يديها وقال
((سأنتظر حتى تأتي , الى اللقاء يا فيليبا))
((الى اللقاء))
كانت إبتسامتها وهي تسحب يدها من يده خجولة ومترددة.
كان لطيفاً , قالت لنفسها على نحو دفاعي وهي تسير الى محترف زاك حيث كانت تنتظرها السيارة , لقد اعجبت به . من الممتع ان يكون لديها صديق..... شخص يعوض عليها وحدتها.
ربما بمساعدة فابريس , الى جانب دراستها طبعاً لن تتألم كثيراً من زواجها الزائف بعد الآن , ربما ستتعلم في الوقت المناسب ان تتحمل وجود ماري لو ر في حياتها.
تساءلت فجأة اذا كان آلان سيتحمل فابريس , ليس له الحق . بالطبع, اذا اخذ تصرفه بعين الإعتبار. ولكنها تعلم انه قادر على العيش بإزدواجية, لكنني لا احاول ان اقيم علاقة غرامية مع احد.فكرت فيليبا.
لا اريد ان اتورط . لا مع فابريس ولا مع آلان. جف حلقها من كثرة ما آلمتها الفكرة, لا اريد ان اهان ثانية. قالت بصمت. او ان امضي المزيد من الليالي المؤرقة في البكاء. اريد فقط ان اجلس في وضح النهار وأتحدث....... وأبتسم قليلاً . ليس هناك من ضير في ذلك حقاً.؟
تراءى لها فجأة آلان القاسي وعيناه الخضروان تشعان بغضب شرس كما في الليلة السابقة. ارتجفت وهي تتذكر ردة فعله الشرسة عندما استفزته قبلاً. في ليلة زواجهما.




تمارااا 15-02-09 06:21 AM

الفصل السابع


قالت فيليبا
((لا استطيع هذا مستحيل,وأنت تعرف ذلك.))
أخذ فابريس يدها وضغط عليها بشدة
((لماذا ترفضين؟انه مجرد حفل موسيقي, لا اكثر, لقد قلتِ انكِ تستمتعين بموسيقى رافييل ودوبوسي كثيراً. لماذا لا تكوني ضيفتي؟))
تنهدت فيليبا وقالت بلطف
((انا إمرأة متزوجة))
((هل حضورك حقاً سيفسخ عقد زواجك؟ اؤكد لكِ ان زوجك ليس عنده مثل هذه الأفكار.))
تجمدت فيليبا على نحو دفاعي
((إني لا أفهم.))
هز فابريس رأسه وتمتم
((هذا الإخلاص.. لا يستحقه يا فيليبا, يجب ان تعرفي ذلك. الرجل معروف بنزواته التي لا حدود لها. علاقاته صاخبة جداً.))
قالت فيليبا بحدة عندما سرى الآلم في جسدها
((يجب ان لا تتحدث عن آلان بهذه الطريقة \واذا كنت ستتابع. لن اقدر على رؤيتك ثانية.))
أحكم فابريس قبضته على يدها وقال
(( لا تقول ذلك. لقد أصبحت هذه اللحظات القليلة معك ,كل حياتي, لا يمكنك ان تحرميني منها.))
توهج وجه فيليبا , وحررت يدها من قبضته وقالت
((لا يجب ايضاً ان تتفوه بأشياء كهذه . لقد وعدت بأن تكون صديقي يا فابريس.))
قال بحزم
((اذاً دعيني ارافقك الى هذا الحفل كصديق.))
((انت عنيد جداً))
بدأت تجد اهتمامه المتزايد محرجاً, ومع ذلك, اضطرت ان تثق بأن مرافقتها له كانت بمثابة حبل إنقاذ نفسي خلال الاسابيع الفائته, نظراً للصراع المستمر بين آلان وبينها, لقد وضعت القفل الذي اصرت على حصوله في مكانه, لكنه ظهر انه غير ضروري البتة, لم يحاول آلان التقرب منها منذ خلافهما الآخير.
في الواقع كان يتغيب عن باريس كثيراً بحجة العمل, واكانت تمضي معظم الليالي تحدق في الظلام وتتساءل ........
عندما يكون في البيت , كانا يلتقيان على الطعام فقط او عندما تكون هناك مناسبة إجتماعية , يصر على إصطحابها اليها ليلعب هو دور الزوج المحب والمخلص.
من الواضح فكرت بتعاسة , بإمكان المرء ان يخدع بعض الناس معظم الوقت . كانت طريقتها في التجاوب معه مذهلة عززها خجلها الطبيعي كونها فتاة متزوجة حديثة.
في الشقة كان شعور فيليبا بالقلق يتزايد بإستمرار . كان تصرفه معها دائماً لطيفاً. لكن متحفظأ. لم تشعر سوى بالنفور عندما كان يقف في احدى الحفلات الى جانبها, او يلمسها في المناسبات النادرة.
كانت تعرف جيداً انهما بعيدان جداً في الواقع.
مهما بديا متقاربين امام الناس, ولذلك لجأت الى فابريس والى العلاقة البريئة التي عرضها في البداية.
لكنها بالطبع كانت ساذجة, عندما فكرت بأن هذا النوع من العلاقات يمكن ان يستمر بشكل غير محدد, لم يكن فابريس من النوع المرهق فقط بل رجل عادي جذاب , والآن بدئت علاقتهما تقترب من مرحلة لا يمكن التراجع عنها , وهي لم تكن متأكدة بعد من شعورها.
السؤال الذي يجب ان تطرحه على نفسها هو :هل تريد حقاً ان تقيم علاقة مع فابريس أم مع شخص آخر........ مهما كان تصرف آلان حيال الموضوع ؟ الجواب الغريزي الذي فرض نفسه بشكل ثابت كان صوتاً سلبياً , ليس من العدل ان تبقي فابريس على أمل لا سيما انها تعرف جيداً أنها لا تتمادى معه, فلا مستقبل لعلاقتهما, وعليها ان تشرح له ذلك.
مع انها كانت مدركة انانيتها فهي غير مستعدة الان لآن تتخلى عن فابريس . فهو كان يمثل لها العلاقة الإنسانية دات الدفئ في حياتها القاحلة. كان زاك وسيلفيا رائعين معها . لكن رؤيتهما معاً ومراقبة بنية زواجهما القوية ومقارنتها بحياتها الزوجية الخاوية , كانت شيئاً لا يحتمل . كانت تعرف ان عملها أصبح تافهاً وسطحياً. وكان زاك ينتقدها وينبهها دائماً لشدة قلقه عليها.منتديات ليلاس
قال لها مراراً
((انتِ بحاجة الى بعض التركيز , ربما عليكِ ن تبتعدي عن أجواء باريس لبعض الوقت , وتطلقي العنان لفنك, ربما ستجدين ذاتك.))
ابتسمت وقالت ان الفكرة رائعة لكنها مستحيلة الآن . ربما يوماً ما في المستقبل ...... كان تعهدها لآلان دي كوررسي , وليس لرحلة البحث عن الذات التي يمكن ان تنجح او تفشل.
لكنها كانت تعرف شيئاً عن نفسها , وهو اذا عاد الزمن الى الوراء ووجدت نفسها مرة اخرى في مكتبة لاودن ,ستهرب بعيداً عن آلان , ولن تخضع نفسها لزواج زائف.
ان حقيقة عدم كذبه بالنسبة لنمط حياته وموافقتها على كل الترتيبات لم تغيرا من الآمر شيئاً ولم تقدما أي تعزية لها.
كان همها الوحيد في ذلك الوقت كيفين , وحياة الرفاهية التي قدمها آلان . لم تأخذ بعين الإعتبار مشاعرها وأحتياجاتها , خصوصاً انها ستعيش مع شخص جذاب كآلان . كان عليها ان تتفهم مدلولات الوضع وان تراعي قلة خبرتها وضعفها قبل ان توافق على شروطه.
مع ذلك ,كانت يائسة كما قال حينها, لكن لو كان بمقدورها ان تتنباأ بالذي كان ينتظرها لكانت رفضت الصفقة ونصحته بأن يجد شخصا اخر.
لقد فات الآوان الآن . وعزاؤها الوحيد هو معرفتها بتحسن صحة والدها , لقد استطاع الإختصاصيون تحديد الفيروس الذي تمكن منه , ولم تحصل اية مضاعفات , لقد استعاد والدها الحركة في يده وجنبه الآيمن . لقد حاصروا المرض , وهذا الآمر كان كافيا لشعورها بالإمتنان . لم يجعل ذلك من زواجها بآلان عملا صائبا . لكنه ساعدها على تبرير الخطوات المتهورة التي اتخذتها وقالت في سرها , اذا كان كيفين على طريق الشفاء فإن ذلك مبرر كاف لمعاناتها في الوقت الحاضر.
(( انني آسفة كنت افكر في والدي.))
كان وجهه كئيبا
((والدك؟))
لاحظت انها حطمت غروره قليلا , واسرعت لاصلاح الوضع
((سأفكر في دعوتك , اني اعدك))
(( هذا رائع ! سأنتظر قرارك غداً أليس كذلك؟))
أجبرت نفسها على الإبتسام
((لا تستعجلني))
((لن أفعل ذلك ابداً, لا اتحمل رؤيتك حزينة وانتِ تحاولين التظاهر بالنقيض, ألا تستحقين بعض السعادة....... وأن تكوني شخصاً محبوباً وجزءاً مهماً في حياة رجل؟))
ازعجتها العاطفة التي كانت في صوته, لم يتكلم معها بهذه الصراحة من قبل, فكرت, ثم إختلست نظرة الى ساعتها وقالت
((يجب أن اذهب , مارسيل ينتظرني , وإني اجد صعوبة في إيجاد الأعذار لعدم إنتظاري له خارج المحترف.))
((وأنتِ خائفة من أن يخبر زوجك؟))
نهض فابريس عن كرسيه بتحد عندما أرجعت كرسيها الى الوراء وأضاف
((ولماذا يهتم؟فهو لا يلتقي ببارونته الحسناء لمجرد تناول القهوة معها, اني اؤكد لكِ ذلك))
أحنت رأسها و افقته بتكلف.
((اعتقد ذلك, ومع ذلك يجب ان اذهب, الى اللقاء يا فابريس.))
وضعت حقيبتها على كتفها ثم سارت الى المحترف . انذهلت عندما اكتشفت ان هوية صديقة آلان معروفة أيضاً خارج وسطهم الإجتماعي.هذا ما كنا نحاول ان نتجنبه . بماذا يفكر آلان ؟ هل هو مهووس بها لدرجة انه لم يعد يفكر بشكل منطقي؟ هل قرر بأن صديقته تستحق الخسارة المحتملة لشركته؟ بعد ان زود عمه بسلاح ليستعمله ضده. نظرت الى ساعتها ثانية وأبطأت خطواتها. كانت لآول مرة مبكرة على مارسيل . لكن هناك بعض المحلات التجارية التي طالما أرادت رؤيتها. بإستطاعتها ان تضييع بعض الوقت هناك.
كانت تنظر الى القماش الذي أحتل واجة أحدى صالات العرض عندما سمعت صوتاً وراءها
((إذاً هذه انتِ. اعتقدت ذلك.))
استدارت فيليبا لتواجه نظرت سيدوني دي كورسي الباردة. قالت بتهذيب
((مرحباً))
وهي تخفي فزعها.
((لم أكن اعرف انكِ مهتمة بالرسم التجريدي))
قالت سيدوني
((ابداً , لكن هناك محل قريب من هنا اشتري منه عادة ثيابي , هل هذا ما تفعلينه..... تتسوقين؟))
بدا صوتها عبثياً وتساءلت فيليبا إذا كانت رأتها مع فابريس
((كلا كنت في محترف الرسم. انتهت الحصة اليوم باكراً))
قالت سيدوني بسخرية
((اوه , نعم ,دروس في الرسم, اذا كانت تبهجك ما الضير في ذلك؟ انتِ بحاجة الى شيء تعتمدين عليه بعد ان يطلقك آلان.))
احكمت فيليبا أصابعها على حقيبتها, لكنها أبقت ملامحها هادئة وسألت بإستخفاف
((هل ينوي آلان ان يطلقني؟ لم يذكر لي ذلك))
تظاهرت سيدوني بالانزعاج
((ألم تعرفي بعد ان البارون سورفيل اصيب بذبحة قلبية وهو مريض جداً ؟ في الواقع لن يعيش اكثر من اسبوع, ربما أخفى آلان عنكِ هذه الآخبار لأنه اشفق عليك. ليس من الملائم لكِ ان تعيشي معه وانتِ على معرفة بدورك كبديل مؤقت. بالطبع , بعد ان يموت البارون وينتهي دورك سيختلف الوضع . الجميع يسألون كم ستأخذ ماري لور من الوقت وهي تمثل دور الآرملة الحزينة))
ضحكت سيدوني ثم تابعت
((مسكين آلان , لابد انه غاضب ! لقد خاض كل هذه المشقة حتى يتزوجك , وعليه الآن ان يواجه الطلاق . لو انه انتظر بضعة اسابيع اخرى , لكانت ماري لور حرة في أي حال, الكل يجد الوضع ممتعاً انتِ تفهمينني))
جاهدت فيليبا حتى تخفي غثيانها الذي كاد ان يغمرها وقالت
((اني اصدقك تماماً , ستحل مشكلاتهما عندما أصاب انا ايضاً بدذبحة قلبية....... وأختفي من حياتهما.))
ضحكت سيدوني
((لا اعتقد ان آلان وصل الى هذا الحد, انا متأكدة من انكِ ستجدينه كريماً إذا وافقتِ على الطلاق من دون ان تفتعلي أي متاعب))
كان قلب فيليبا يخفق ببطء وبألم بين أضلاعها.
أجبرت نفسها على الإبتسام
((في تلك الحالة , لاداعي لأن أقلق . اتمنى ان يكون تسوقك ناجحاً))
تفحصت فيليبا فستانها الاصفر الباهت . ثم أضافت
((أنصحك بتغيير المحل الذي تختارين منه ثيابك.))
وابتعدت عنها وهي مدركة نظرة سيدوني الحانقة.
توقفت فيليبا في اخر الشارع, ثم أسندت نفسها الى الحائط للحظة, كانت ترتجف وقدماها لا تقويان على حملها , تملكها الغضب واليأس وشعرت انها على وشك ان يغمى عليها




هل كانت هذه نية آلان فعلاً؟ هي يريد طردها حتى يتزوج ماري لور؟ هل سيرشيها بالمال؟ ضغطت أظافرها على راحتي يديها بقوة.
لقد بدأ شارد الذهن فعلاً في الفترة الآخيرة , لكن نظراً لوضعهما الحالي لم تجرؤ على ان تسأله عما كان يزعجة. أغمضت عينيها .
يبدو ان الجميع متأكد ان البارون لن بنجُ من ذبحته القلبية. هذا ما أكدته سيدوني . صحيح انه كان اكبر سناً من زوجته, لكن هذا لا يعني انه يستحق الموت.
من المؤلم ان يُقضى على الانسان بهذه السهولة. لكن على الآقل لا يعرف . لم يوقفه احد في الشارع ويخبره انه لم يعد مرغوباً في وجوده. وأن باريس كلها تتسائل عن هوية وريثه.
((سيدتي))
كان مارسيل يتقدم نحوها. والقلق ظاهر عليى وجهه , بدا قلقاً
(( هل انتِ مريضة؟))
لا جدوى من التظاهر بأن كل شيئ على ما يرام. بينما هي تستند الى الحائط, ترتجف كورقة في مهب الريح وبوجه شاحب.
قالت
((شعرت بدوار , هذا كل ما في الآمر.))
ساعدها مارسيل على الدخول الى السيارة وأبقى نظره من خلال المرأة عليها فيما ينطلق بها الى البيت بحذر شديد.
ربما لا يريدني ان اتقيأ على الفرش الفخم. فكرت فيليبا والدموع تنهمر من عينيها.
لا بد انه استعمل هاتف السيارة بينما كانت تصعد الى الشقة لان مدبرة المنزل جيسكار كانت في انتظارها في قلق واضح.
قبل ان تعي ما يحصل وجدت نفسها مستلقية على السرير. وحذاؤها مريميا على الارض, الستائر مسدلة وقطعة قماش معطرة موضوعة على جبينها, والى جانبها قدح يتصاعد منه البخار ينتظرها على الطاولة. لم يكن لديها اية فكرة عما في داخله. لكنها شعرت بالأنتعاش والإسترخاء بعد ان شربته. لم تستطع النوم لآن الآحلام لاحقتها حتى هناك , وجدت نفسها تركض داخل معبد كبير حيث كان يقف آلان , ولاحظت ان يديه ممدودتان ....... لكن ليس لها.
نادته بأسمه , بألم وسمعت إجابته . فتحت عينيها فوجدته منحنياً فوقها.
((ما بكِ؟ لقد أخبرتني جيسكار ان مارسيل وجدك مريضة في الشارع.))
حاولت فيليبا ان تجلس قائلة.
((ليس تماماً. شعرت بدوار للحظة . لا شيء مهم.))
((حقاً؟))
جلس على حافة السرير وهو مقطب الجبين . بقي صامتاً للحظة, ثم قال
(( هل يعقل ان تكوني حاملاً؟))
توردت وجنتاها وقالت بسرعة ((كلا, بالطبع.))
واعتقدت للحظة انه كان مهتما بها . لكن سرعان ما تبدل تعبير وجهه وخاب املها. بالطبع , فكرت والغضب يتملكها من جديد. زوجة حامل, سيكون من الصعب نبذها , واذا كان لا بد من وجود طفل , فهو يريده من المرأة التي يحبها. برغم انها لا تبدو مستعدة لتشويه مظهرها لمدة تسعة اشهر.
((من حسن الحظ ان هذا بعيد الاحتمال))
((كلا))
كان ما يزال متجهما وهو ينظر اليها بفم ساخر
((انت ادرى بذلك بالطبع.))
حدق الى الارض للحظة ثم قال ببطء.
((سأتركك حتى ترتاحي يا زوجتي , لكن علينا ان نتحدث بجدية قريبا, انت وانا))
وثب قلبها من مكانه
((...... ليس من الضروري.....))
قاطعها آلان
((انت على خطأ.))
بدت ابتسامته حزينة ثم تابع
(( اؤكد لك يا حبيبتي ان هذا ضروري جدا))
رفع يدها وقبلها برفق وغادر الغرفة.
بعد ان تركها بمفردها ثانية, لم تستطع فيليبا منع دموعها من السقوط
كانت تعرف بما سيناقشها, وأرادت أن تخبره انها لا تمانع , وانها ستوافق على الطلاق بشرط ان يبقى علاج كيفين مستمرا , فكرت , اريد حريتي وبأسرع وقت.
لكن هذا لا يحتمل. اعترفت بذلك . وهي تحدق في ظلمة المساء, فهي لن تتحمل فكرة هجره لها.وعرفت ذلك في قلبها ,انها لن تكون حرة ابدا.
ايقظتها مدبرة المنزل في الصباح ومعها صينية الفطور.
قالت على نحو مربك,
((هذا لطف منك))
وهي تحاول الجلوس.
((هذا واجبي, سيدتي.))
تفحصتها بدقة وسألتها
((كيف حالك هذا الصباح؟))
((حسنة , لا بد انني أصبت بالصداع))
بدت مدبرة المنزل وكأنها أصيبت بخيبة امل وهي تخرج من الغرفة.
فكرت فيليبا وهي ترتشف عصير الإجاص.يا للهول الجميع يعتقد انني حامل. بخلاف آلان. كانت السيدة جيسكار تتمنى ذلك. ربما هي تخفي هذا الوجه اللطيف من طبيعتها وراء سلبيتها المصطنعة والمدربة عليها جيداً.
عندما امسكت الكعكة المحلاة , لاحظت وجود مغلف وفي داخله ورقة بخط آلان.
لقد وصلت هذا الصباح. اعتقد انها ستفرحك. لن أعود الى البيت إلا في وقت متأخر في المساء. ربما ستكونين جاهزة لمناقشتها معي غداً. كانت موقعة بأحرف إسمه الآولى.
كأنها مذكرة قضائية . فكرت بمرارة . لكنها كانت في الواقع اول اتصال خطي تتسلمه منه وهذا المذكرة بطريقة خاصة.
عندما أخرجت الأوراق المطبوعة من المغلق اكتشفت بإندهاش انها تقرير مفصل عن كيفين من العيادة.
لم تعن لها شيئاً المصطلحات الطبية التي استعملت كثيراً لكن كانت الخلاصة في النهاية اكثر وضوحاً. ومن الممكن فهمها.
مع ان العلاج كان تجريبياً لكنه كان ناجحاً من دون اية مضاعفات , واستبدلت الأدوية بالتمارين الرياضية التي يتجاوب معها تماماً. يقول الطبيب انه ليس من الضروري إبقاؤه لعدة اسابيع اخرى في العيادة, مع ان المريض سيستمر في تلقي العلاج ربما لبقية حياته. ومن الآفضل ان يخضع بعد عودته الى البيت لعلاج طبيعي.
استوعبت هذه الكلمات **عودته الى البيت**. بسيل من الدموع .كيفين بخير. فكرت غير مصدقة, بإمكانه ان يرسم ثانيةً.
وضعت صينية الفطور جانباً ونهضت عن السرير بسرعة البرق.
زاك .فكرت ,سأتصل به حالاً , سيفرح كثيراً. ارتدت رداءها ثم توجهت الى غرفة الاستقبال . كانت جريدة الصباح ملقية الى جانب الهاتف. امسكتها بنفاذ صبر’ وحدقت الى صورة البارون سومرفيل.
عرفت معنى ذلك بسرعة. جلست على احدى الكراسي تقرأ النعي المرفق بترجمة موجزة عن حياة الفقيد , عمله في الحكومة وإنجازاته العسكرية في البلدان التي عمل فيها. وقد ذكروا زوجته ايضاً. وأن لا أولاد له . وصرحوا بأن ممتلكاته وثروته المستقبلية ستؤول الى ابن عم مجهول . وضعت فيليبا الجريدة برفق على الطاولة ثم حملقت في الحائط. هناك أشياء اهم لم تذكر. مثل خطط الآرملة الحزينة للزواج ثانية. هل ذهب آلان الى هناك..... ليكون مع ماري لور؟ولذلك أخبرها انه سيتأخر؟ اذا كان تفكيرها صائباً. فهذا غير لائق ابداً.
ماري لور حرة, وكيفين شفي. فكرت هذا يلغي كل التزامات الطرفين. وهذا ما سيخبرني به غداً. وقفت ببطء , وشعرت فجأة بالبرد يلفحها. وأحكمت حزام ردائها وهي ترتجف. ربما لم تكن مستعدة لآن تقف موقف المتفرج بخنوع. وتنتظره حتى يملي عليها أوارمره الصارمة , وربما لا تريد ان ترى ماري لور وهي تأخذ مكانها وتعرف ان الجميع يتحدث عنها ويشفق عليها.كلا هذاشيء لا يمكن توقعه الآن.
يجب ان تفعل شيئاً , فكرت , وإلا لن استطيع تحمل ذلك, تجولت في قاعة الإستقبال وحدقت الى لوحة والدها المسلطة عليها أشعة الشمس . كانت في كل مرة تدخل فيها الى الغرفة تجد نفسها مشدودة إليها وتبتسم للذكريات التي كانت تثيرها.
سأفتقده. عندما اذهب..... فكرت فيليبا , توقفت لبرهة عن التفكير ثم تنهدت حين حلت الإثارة محل الشعور بالبرد.
كانت بحاجة الى مكان ما تذهب اليه, وقد أخبرها زاك انها بحاجة الى بعض العزلة لترسم.
هذا ما يجب ان تفعله . ستأخذ ما يكفيها من الثياب , وبعض المال الذي خصصه لها آلان لإعالتها , وستذهب الى مونتاسكو . ستستأجر مكان ما...... ربما البيت القديم بالطبع إذا ما زال موجوداً...... وترسم فقط, ربما سينفذ منها المال , وسترى عندئذٍ اذا كان بمقدورها ان تنجح , تماماً كما فعل والدها من قبل . بعد ان يسمح لكيفين بترك العيادة سيكون لها بيت على الآقل يجمعهما معاً , حيث سيون في مقدورهما ان يعملا بحرية والبدء بحياة جديدة.
سنتشارك المحترف , كما خططنا دائماً.
ربما لم يكون كيفين بحاجة ليعرف عن آلان . وهي تفضل ان تبقي هذا الجرح سراً. تمنت , وليس للمرة الآولى , لو كان بإستطاعتها ان تقود سيارة. كان الآمر سيسهل عليها لو انها وضعت حقيبتها وأدوات الرسم في السيارة . بدل ان تحملها طوال رحلة القطار الصعبة والمعقدة.
ستكون راضية اكثر عندما تعرف انها هي التي تخلت عن هذا الزواج . لن تعطيه الفرصة حتى ييطردها بنفسه .لانها هي التي ستتركه اولاً. وسيكون مرتاحاً دون شك, لأنها اخذت الآمور على عاتقها ولن يشعر بأن كبريائه قد جرحت. انني مسرورة . اتمنى ان يضحك الجميع عليه.
ألقت نظرة اخيرة على الصورة , ثم إستدارت بعيداً.
عليها ان ترتدي ملابسها . وأن ترسم بعض الخطط
رفع زاك حاجبيه عندما أخبرتها بقرارها.
((إنها فكرة صائبة يا عزيزتي, ولكنني لست واثقاً من دواعك. الذهاب في رحلة شيء زالهروب شيء آخر.))
هزت فيليبا كتفيها من دون مبالاة وقالت
((ظروف يائسة تتطلب خطوات متهورة . هذه اصبحت حكمتي في الحياة))
رمقها بنظرة شك
((حقاً ؟ ولا تنسي ان رسمك ايضاً ميؤوس منه, وبحاجة الى جهد كبير منك . حاولي ان تجدي المكان المناسب ))
احتضنها بمحبة
((وعودي قوية إلي.))
كان فابريس ينتظرها في المقهى . وقف عندما اقتربت من الطاولة, وبدا وجهه جدياً قال
((فيليبا هل رايتِ جريدة الصباح؟))
((نعم رأيتها))
جلست وأشار الى الخادم ليحضر القهوة.
فابريس , هناك شيء يجب ان اخبرك به. إني راحلة , وقريباً جداً انوي ان استأجر بيتاً وأتفرغ للرسم كلياً))
بدا مصدوماً
((تعنين انكِ..... ستهجرين زوجك؟))
((سأرحل بداعي الرسم فقط. احتاج الى بعض العزلة.))
((لا))
احنى فابريس رأسه نحوها وبدا متوترا
((يجب الا تبقي وحيدة. فأنتِ ما زلت شابة ولا تستحقين ذلك فيليبا, حياتي..... ليس كل الرجال قساة مثل آلان دي كورسي . دعيني ابرهن لكِ عن ذلك , اريد ان اكون الى جانبك.... وأن أحبك))
عضت فيليبا شفتها وهي تخفي خوفها . كان يجب ان تفكر بذلك.
قالت بلطف
((كلا يا فابريس , هذا مستحيل . لست بحاجة الى ........ غرامية))
((ربما .... ليس بعد, ولكن سيحصل ذلك بالتأكيد , وأستطيع ان اكون صبوراً.))
امسك يدها وداعب كفها بإبهامه
((دعيني ارافقك ,فيليبا, سأهتم بكِ واحميكِ . لن أطلب منك شيئاً بالمقابل . ستسير الآمور وفق إرادتك. اعدك. لقد استحق موعد عطلتي وبإستطاعتي ان أخذها في اي وقت . وسأوصلك الى اي مكان عندما ترغبين بذلك. غذاً ان اردتِ))
حدقت فيه . كان العرض مغرياً , مع انه كان حافلاً بالمخاطر. كان فابريس يعرف انه لن يصبر طويلاًً.لأنها ستكون مسألة وقت قبل ان تحثها الوحدة على الإستسلام له. سيكتشف غلطته في وقت قريب.
إذا أرادت فعلاً ان تنتصر على آلان ...... تحطم كبرياؤه..... هل هناك افضل من هذه الطريقة؟ من العدل ان تدعه يظن انها تركته من اجل رجل آخر. قالت ببطء
(( ستمل كثيراً . انا انوي ان ارسم بجدية.))
قال بحماس
((بإمكاني مساعدتك . وبإستطاعتي ان اكون حتى مساعدك, ولم لا؟))
كان بمقدور فيليبا ان تفكر بعدة اسباب , لكنها ابقتها لنفسها . ستكون هناك فوائد كثيرة نتيجة تركها باريس مع فابريس.
اذا استقلت القطار سيقتفي آلان آثرها وهي لا تريد ذلك. تريد فقط ان تختفي من حياته, على الآقل مؤقتاً , وستترك له مذكرة تخبره فيها ان محاميها سيتصل به لمناقشة الطلاق. لا بد اي اتهامات او اي محاولة لإبقائها. حتى تتابع دورها كبديلة لماري لور كي تنتهي هي بدورها من فترة الحداد. لا يستطيع ان يضغط عليها بعد الآن , خلصة بعد ان استعاد كيفين صحته. لكن بإمكانه ان يحاول حتى اقناعها.
لن تستطيع تحمل ذلك. هي بحاجة لأن تبتعد عنه, وفي أقرب وقت. وبإستطاعتها ان تعالج موضوعفابريس, أليس كذلك؟ نظرت اليه وابتسمت قائلة
((غداً , يناسبني تماماً وفي أبكر وقت))



تمارااا 15-02-09 06:22 AM

الفصل الثامن

دأ المطر ينهمر في جنوبي بريغو, فيما هي تراقبه يضرب بعنف على الحاجب الزجاجي , فكرت فيليبا انه يطابق مزاجها تماماً.منتديات ليلاس
إختلست نظرة جانبية الى رفيقها . ولاحظت انفعاله, بالنظر من خلال المرآة الى الخلف بخوف شديد. ربما بدأ يدرك بأن الهروب مع زوجة آلان دي كورسي لم يكن العمل الآكثر صواباً في حياته. فكرت مستاءة , إذا كانت محقة في تفكيرها عندئذٍ لن ينزعج عندما تخبره ان لا مكان له في حياتها ,حاولت جاهدة ان تبرر تموقفها مع فابريس, على اساس انها ستقع يوماً ما , ربما في المستقبل البعيد في حبه. لكنها عرفت ان هذا لن يحصل ابداً, كان قلبها ملك آلان وحده, وسيظل دائماً حتى ولو رفضها.
يا لها من مشكلة! فكرت وهي تراقب المطر بنفور. لكن عليها ان تعترف بنجاح هروبها والذي لم تعترضه اي عقبات. استمدت قوتها من فابريس الذي اتصل بدوره بالسيدة بيتون في مونتاسكو بالنيابة عنها وتأكد من إمكانية إستئجار البيت القديم. بينما كانت هي تشتري ادوات الرسم.تذكرت السيدة بيتون الآنسة روسكو مرحبة. وأخبرته بأن البيت سيكون تحت تصرفها لمدة شهرين على الآقل.
لم يبق لديها سوى توضيب حقيبتها الصغيرة ,بعد ان أطمأنت الى ان ادوات الرسم اصبحت في سيارة فابريس. وضعت فيها بنطالها الجينز وبعض القمصان والكنزات الدافئة وحذائها الرياضي وكل مستحضرات التجميل وتأكدت من عدم لمس جهاز زفافها وكل مجوهراتها التي اهداها اياها آلان معورقة كتب عليها انها هربت مع شخص آخر ........حسناً. برغم انها تكاد تصف نصف الحقيقة , فكرت على نحو دفاعي...... وطلبت منه الا يبحث عنها.
سحبت بعض من المال من حسابها الخاص ايضاً ومبلغاً صغيراً من مصروفها يكفيها لمدة شهرين.
فيما بعد, يجب ان تعتمد على دخلها الخاص, هناك دائماً سياح في جنوبي ــ غربي فرنسا يتمنون الحصول على لوحات تمثل طبيعة هذه المنطقة , قالت لنفسها بتفاؤل:**ستحاول ان تستغل الوضع**.
كان هروبها من الشقة بعد فجر ذلك الصباح بوقت قصير سهلاً. وساعدها في ذلك غياب آلان عن البيت.
وحاولت ان تخفف من آلامها بقولها إن عليها ان تكون شاكرة لآنها عالجت الاقفال وجهاز الإنذار من دون ان تحدث اي صوت وأسرعت الى حيث كان ينتظرها فابريس في السيارة من دون ان يراها احد.
تساءلت ماذا ستكون ردة فعلها, لو حاول فابريس التودد اليها في طريق الرحلة. لكنها لم تكن بحاجة الى ان تقلق . لقد بدا مغلوباً على امره, وشارد الذهن على نحو مفاجئ, وكان من الواضح انه يخشى ان يتبعه احد. أكثر من إهتمامه بلعب دور العاشق. وهي تشعر بالإمتنان لذلك. تمنت لو كان تصرفه اقل توتراً.
قالت بإنزعاج عندما نظر مرة ثانية الى الوراء,
((إهدأ لا احد يلاحقنا. بإعتقادي انه ان ازعج آلان نفسه بملاحقتي فهو سيعتقد انني في طريق العودة الى انكلترا. وسيبحث عني في المرافئ , فقط))
تمتم فابريس
(( لا نستطيع التكهن بما سيفعله.))بدا متجهماً وخائفاً قليلاً, بخلاف شخصيته الساحرة التي عرفتها في باريس . هل سيوقف فابريس دي ثييري سيارته ويعود أدراجه , فكرت بأسف.
ارادت ان تأكل شيئاً , لكنه أصر على متابعة الطريق. ووعدها بأن يشتري بعض الخبز والجبن من احد المتاجر. ويقوما بنزهة في الهواء الطلق. لكنها لا تستطيع ان تتذمر من قيادته. ربما كان يسرع من شدة الخوف. لكنهما اكتسبا بعض الوقت حتى يصلا الى مونتاسكو قبل المساء. لقد وعدتها السيدة بينتون بترك بعض المؤن الغذائية في البيت, واذا استطاع فابريس ان يخفف من توتره ففي إمكانه ان يبرهن لها عن قدرته في الطهي.
كانت معتادة على شمس مونتاسكو الساطعة كما رسمها والدها بالضبط. من الغريب أن تجد شوارعها المألوفة لها. مهجورة تقريباُ تحت السماء الملبدة بالغيوم, والمطر الذي ينهمر بغزارة أكثر من اي وقت مضى.
عبرا الجسر ثم انحرفا على الطريق الضيقة مروراً بمنحدر ثم بمنعطف قادهما الى البيت.
وثب قلب فيليبا من الفرح وهي تميل برأسها الى الامام حتى ترى شكل البيت. انها تشعر وكأنها عائدة الى وطنها.
كان بيتاً بسيطأ وسقفه مزين بالقرميد, وعلى السطح غرفة صغيرة كان كيفين يستعملها كمحترف وستفعل هي الشيء نفسه. عندما أوقف فابريس السيارة أمام الباب قال بتهذيب
((ابقي هنا سأحضر الحقائب.))
شعرت بالذنب وهي تراقبه يجاهد لإحضارها تحت المطر الغزير دفعة واحدة , لكنه عاد ثانية وأحضر مظلة.
ناولها المظلة ثم قال
((استعملي هذه . سوف اوقف السيارة في الكراج))
سمعت صوت محرك السيارة وهي تسرع الى البيت. دفعت الباب بقوة وتوجهت الى غرفة الجلوس مباشرة, كانت الأنوار مضاءة كلها جعلت المكان يبدو أكثر بهجة . اشتمت ايضا رائحة شهية تصدر من المطبخ.
تنهدت فيليبا بإرتياح وهي تنظر حولها وتغلق مظلتها المبللة. لم يتغير اي شيء, فكرت فيليبا وهي تنظر الى الخزانة القديمة بأطباقها الزرقاء والبيضاء والطاولة الكبير التي تتوسط الغرفة والمغطاة بقماش زيتي.
وضعت المظلة في المغسلة ورمت محفظتها الصغيرة على الطاولة ثم صعدت السلالم مع حقيبتها. لم يكن البيت كبيرا . ولكن كانت هناك غرفتان للنوم وحمام صغير.
فتحت باب الغرفة ودخلت . يبدو ان السيدة بيتون رتبت كل شيء حتى السرير الكبير بغطائه المخملي. تفحصته فيليبا بحزن....... كان كبيرا جدا لشخص واحد , واحتل مع طاولة الزينة كل مساحة الغرفة تقريبا.
وضعت حقيبتها في احدى الزوايا . ثم راحت تتفحص باقي الغرف . فتحت باب غرفة النوم الثانية وتوقفت كان السرير خال من فراشه, طلبت من ابريس ان يخبر السيدة بيتون ان تحضر الغرفتين ربما لم تفهم كلامه جيدا بسبب رداءة الاتصال.
على الرغم من تصرفات فابريس الشهمة , ربما هو يحاول ان يجبرها على مواجهة نهائية ويضعها تحت الآمر الواقع حتى تضعف مقاومتها , يجب ان يعيد النظر في ذلك.
كان صوت المطر وهو يتساقط على السطح عاليا وموحشا خطر في بالها. وليس لاول مرة انها تصرفت بطيش عندما اتت الى هذه البقعة المعزولة مع رجل لم تعرفه جيدا . حاجتها البائسة للهرب من باريس لتنقذ كبريائها وذلك بأخذ المبادرة بتركها لآلان قبل ان يطردها من حياته شوشا تفكيرها, اخر شيء تريده في هذا العالم , لاحظت بآسف, هو قضاء ليلة حتى ولو كانت واحدة مع فابريس تحت سقف واحد, كانت شاكرة لمساعدته لها ولكن هذا لن يمنحه الحق في التمادي معها.
تنهدت, عليها ان تحضر له الطعام ثم تطلب منه بصراحة...... ان يجد مكانا اخر في مونتاسكو لينانم فيه. حتى ولو اضطرت لأن تدفع مالها كله . تمنت لو يذهب من دون اي اشكالات لم تعده بشيء , ولكن وجودها معه هنا وضعها في موقف محرج.
سمعت باب الطابق الآرضي يغلق . قررت ان تنزل وتواجهه قبل ان يصعد ويجدها في غرفة النوم.
اخذت نفسا عميقا ونزلت السلالم وهي تفكر بما ستقوله, كان يقف وظهره مواجها لها ينفض الماء عن معطفه والآن بعد ان اصبحت بمفردها معه . بدأ أطول قامة وأعرض بنية...... بالاجمال كان يبدو رائعا في هذا المحيط الضيق والعادي, او هل انها تتوهم فقط؟

58:

((فابريس.....))
عرفت ان صوتها كان ناعما لكنه كان متوترا.
((فابريس, كنت افكر.......))
توقف الكلام في حلقها عندما استدار لمواجهتها . احكمت قبضتها على حافة الدرابزين حتى ابيضت مفاصل يدها عليه , وتلاشى صوت المطر بفعل ضربات نبضها العنيفة وهي تحملق فيه. انها لا تحلم , فكرت , لكنه كان واقفا امامها بلحمه وعظمه. يا للهول...... آلان.
قال بلطف من دون ان يبتسم
((ماذا كنت تفكرين , سيدة؟ اعتقد ان لديك الكثير من الطعام.))
قالت بصوت أجش
((انت! ماذا تفعل هنا؟))
(( من المفترض الا يتواجد الزوج الا مع زوجته )) وضع معطفه على الكرسي ثم تقدم خطوة نحوها.
تراجعت فيليبا
(( لا تقترب مني. اين فابريس؟؟))
حرك آلان كتفيه بلا مبالاة ثم ابتسم بسخرية ثم قال
(( اعتقد انه مازل في المرحلة الآولى من رحلة العودة الى باريس . قد تجدين ذلك مؤسفا . تشعرين بالندم ؟ انا آسف يا زوجتي. سأعمل المستحيل حتى....... اعوض عليك))
بدت هذه الكلمات وكأنها تجمدت بينهما في الهواء. وفجأة بدا الداربزين الخشبي تحت أصابعها الشي الوحيد الثابت في هذه الدوامة.
ارجعت راسها الى الوراء وقالت
((لست بحاجة الى مؤاساة احد, ولا اريد منك شيئا الآن سوى حريتي ومن دون أي عقبات كما تريد. لقد أعدت لي ابي ولن اطلب منك شيئا اخر اقسم لك بذلك. فقط طلاق هادىء.))
قال بلطف
((تجعلين الآمر يبدو سهلا, ربما انا لست مستعدا لأن اتخلى عنك . ربما لا تريدين شيئا مني . لكن انا اريد الكثير.))
بدأ قلبها يخفق بسرعة,
((انت مجنون! ماذا علي ان اقول حتى اقنعك بأن هذه ....... المسرحية قد انتهت ؟ لقد هجرتك ’ىن لأبدأ حياة جديدة . لا اعرف كيف وجدتني......))
(( الأمر كان سهلا . وضعتك انت ومراقبك تحت المراقبة منذ ان تعرضت لحادث السرقة.
ارتفع صوتها
((ماذا فعلت؟ إني لا اصدق.))
((لماذا هل اعتقدت بإنني لن اقوم بأي خطوة لاحمي مصالحي....... وانني سأتخلى عنك بهذه البساطة.؟))
كان صوته ساخرا
((كان كل شيئا مدروسا صدقيني, خصوصا مقابلتي مع حبيبك المفترض البارحة. يجب ألا تثقي بالناس جميعا يا حياتي. شاب مثله يُشترى بسهولة لا يستحقك))
((يُشترى؟ اني لا أفهم.))
قال بطريقة جافة
(( هذا واضح, اتمنى ان لا تكوني قد تعلقت به كثيرا. يا فيليبا . خصوصا ان عمي دفع له حتى يغويك.))
صرخت بصوت أجش
((انت تكذب))
((إذا كنت اكذب فعلا , لماذا لم يبق ويساندك؟ وتطلبين مني ان اخرج من حياتك؟))
بدا آلان متعباً فجأة
((أثار حادث السرقة شكوكي. كل شيء كان مدروسا بدقة بالغة. لذلك قمت ببعض التحريات , واكتشفت ان فابريس كان يعمل عند عمي لويس , وكان يزوره يوميا ربما ليقدم له التقارير عن علاقتكما.))
((هذا غير معقول! لماذا فعل عمك ذلك؟))
((الآمر بالنسبة له معقول جدا. فهو يتمنى ان يتداعى زواجنا ويبدو انه اخبر الجميع ان خيانتي الزوجية ستقودك الى حافة الانهيار. يتكلم عنك بإهتمام وعاطفة...... زوجة ابن اخيه البريئة والمخدوعة يقول بأنك حزينة جدا ..... ولكن لا يلومك احد اذا هربت مني . وبذلك...... يحصل على الفضيحة التي طالما انتظرها ويجد العذر الكافي ليخوله مهاجمتي ثانية ويشوه سمعتي, ويؤكد بعد ذلك لمجلس الشركة انني غير جدير برئاستها , والاشخاص الذين استمعوا اليه في المرة السابقة سيستمعون ثانية . وربما بإنتباه اكثر.))
أخذت فيليبا نفسا عميقا
(( لا يعقل ان يكون هناك شخصا بهذه الحقارة. لن أصدق أي كلمة مما تقول.))
((اعتقدت بأنك ستقولين ذلك, ))
سحب آلان مغلفا من جيب معطفه
((لقد اجبرت صديقك على الاعتراف خطيا. كان صريحا جدا. هل تريدين قرائته؟))
((كلا))
((لا تيأسي يا عزيزتي. يبدو انه استمتع برفقتك كثيرا))
توقف قليلا
((اتمنى الا تكوني سهلت عليه مهمته.))
ابتسم لكن عيناه كانت قاسيتين.
أحنت فيليبا رأسها
((اذا كنت فعلا تراقبني , وقرأت هذه المذكرة فهذا يعني انك تعرف الإجابة مسبقا))
بدا صوته مصمما
((ومع ذلك أحب ان اسمع تأكيدك الشخصب . أخبريني يا زوجتي العزيزة, هل منحته نفسك؟))
قالت على نحو حاسم
((كلا))
قال بصوت ساخر
((اذا كانت هذه ستكون اول مرة لكما. يا صغيرتي المسكينة , هل افسدت عليك مشاريعك؟في هذه الحالة , أقل ما يمكن عمله بعد ان حرمتك من حبيبك. هو ان اجد لكِ بديلاً))
أصبح صوتها جافاً
((ماذا تعني؟))
((أعني بأن زواجنا لم ينتهي. بخلاف ذلك . انه على وشك ان يبدأ.))
تفحص آلان الغرفة وأضاف
(( ربما هذا ليس المكان المناسب لقضاء شهر العسل لكنه سينفع.))
صرخت فيليبا بغضب
((شهر العسل؟))
ووقفت بسرعة
((أي لعبة تلعبها معي الآن يا آلان))
((ليس هناك اي لعبة. انتِ زوجتي, ولن يمتلكك احد غيري . لقد حان الوقت لاوضح لكِ ذلك))
قالت بصوت عال
((ولقد حان الوقت لآوضح لك شيئاِ ايضاِ. جئت الى هنا لآبدأ حياة جديدة خاصة بي..... لأرسم.... لأجد بيتاً لوالدي يأويه , بهعد ان يعود من الولايات المتحدة . ليس لك مكاناً هنا))
((ومع ذلك كان يوجد مكان لفابريس دي ثييري))
نظرت اليه
((ليس بالطريقة التي تفكر بها, من انت حتى تحاكمني على تصرفاتي بعد ان......))
توقفت وأخذت نفساً عميقاًً
((كنت بحاجة الى من يقلني الى هنا, فابريس كان ...... سيهتم بشؤون البيت فقط ويكون مساعدي, هذا كل ما في الآمر))
((آه , كلا. يا جميلتي , لست بهذه السذاجة, ولا انا ايضاً))
قالت له بتحد
((فكر كما تريد.))
وهي تعيد الى ذهنها ذكريات هواجسها. تابعت
((لا تحكم علي بمقاييسك المنحطة, لا اريد حبيباً ,جئت للعمل فقط, ولأبدأ حياتي من جديد))
قال بصوت هادئ
((وماذا عن حياتنا؟))
((ليست لدينا اية حياة.))
عضت على شفتها وتابعت
((انا لست بزوجتك. لم اكن كذلك ابداً , الأفضل ان نفترق,عندئذٍ يمكنك ان تتزوج ....... من صديقتك.))
قال آلان ببطء
((شكراً لانكِ سمحتي لي بذلك....... لكن هل انتِ متأكدة بأنها تريد الزواج مني؟ فهي آلان أرملة ثرية جداً))
نظرت فيليبا الى الارض وهي تتذكر لور بين ذراعي آلان. قالت بصوت خفيض
((هذا شئنك الخاص.))
((هذا صحيح. لكن ما زال هناك بعض الآمور المتعلقة, والتي تحتاج لمناقشة, يا زوجتي..))
((اعتقدت انك ستكون مسرورا .... وممتنا بعد ان اخرج من حياتك. السعادة امامك الآن....... ولن يمنعك احد من التمتع بها. ولن يتجرأعمك على افتعال فضيحة ثانية بعد ان تتزوج البارونة.))
رفع حاجبيه وقال
((يبدو انك خططت لكل شيء .))
((كان لدي متسع من الوقت لآفكر بالموضوع..... واتخذ القرار المناسب.))
نظر آلان حوله
((هذا هو؟))
رفعت ذقنها
((اعتقد ذلك. لا اعتقد ان المكان يليق بك. لكنك جئت الى هنا بملئ ارادتك.))
((لا احتاج الى من يذكرني بذلك, هل لي ان اذكرك بشروط اتفاقنا ؟))
لفت فيليبا ذراعيها حول جسدها على نحو دفاعي وقالت
((لن أعود الى باريس وأنتظرك حتى تطلقني, لا داعي لبقائنا معاً بعد الآن. لقد تحسنت صحة كيفين. وسأظل دائما ممتنة لك, وانا اسفة اذا كنت تشعر بأنني لم أستحق مالك, بصراحة. لن اتحمل اكثر))
قال
((لم أفكر بقيمة الأشياء))
ثم تابع ببطء
((هل تناسيتي رغبتي في الحصول على وريث؟أوضحت لكِ ذلك عندما طلبت منكِ الزواج))
وجدت صعوبة في التنفس , وهي تحدق فيه غير مصدقة
((كلا, لم أنسى , لكن الوضع يختلف في هذه الظروف لا يمكن ان تتوقع مني.......))
((لماذا؟))
كان صوته ناعما وعيناه باردتان, حاولت ان تضحك
((لأن هناك حياة ثانية تنتظرك. بإمكانك ان تكون عائلة عندما تتزوج.))
((ربما لدى العروس المفترضة أفكار أخرى, تمنى زوجها السابق الحصول على وريث, لكنه مات دون أولاد في النهاية))
إذا لم يكن مسلوب العقل , فكرت فيليبا بحزن. كان يعرف حقيقة ماري لور , ومع ذلك ارادها له. طردت الفكرة من رأسها.
((عليك مناقشة ذلك معها ,هذا لا يخصني بشيء))
((بل يخصك بالتأكيد, يا عزيزتي. أسند آلان مرفقه على طاولة المطبخ وابتسم وتابع
((تتكلمين عن طلاقنا وزواجي مرة ثانية بثقة تامة, انتِ مخطئة, انا مقتنع بما عندي. ولا اريد ان اغير حياتي. هل فكرتِ بذلك؟))
((لا يمكن ان يكون ذلك صحيحاً. لا احد يستطيع , الا تريد ان تكون سعيداً...... بزواج حقيقي من المرأة التي تحبها))
وافق قائلاً
((بالطبع, لكن اذا كان الآمر مستحيلاً , لن أكون اول رجل يرضى بالبديل.))
رمقته فيليبا بنظرة إحتقار. وقالت
((ربما لا اريد ان اكون الزوجة الخنوعة والتي يتوجب عليها ان تتغاضى عن نزوات زوجها . هل فكرت بذلك؟))
تمتم آلان
((خنوعة ؟ كلمة لا تلائمك ابداُ, يا حبيبتي))
قالت
((انا مسرورة لأنك فهمتني. ولن أسمح لنفسي بأن أستعمل كآلة إنجاب الأطفال))
ضحك بصوت مرتفع , قال
((تتصورين الآمر كأنه عمل آلي!))
((كم مرة يجب ان أقول لك ذلك؟ لقد هجرتك. يا آلان . لم يكن يتعين علي ان أوافق على الزواج منذ البداية, لقد كانت غلطة فظيعة.))
اومأ برأسه موافقاً
((نعم لكنها كانت غلطة ويجب ان نستمر في تحملها لفترة.))
توقف برهة ثم قال
(( على الآقل حتى احصل على طفل))
تملكها الغضب عندما فكرت ملياً في طليه . لو كانت الظروف مختلفة لأعتبرت الآمر رائعاً. وفي منتهى السعادة. لكن في الحقيقة هو لا يحبها..... وهي مجرد إمرأة ملائمة لأن تكون اماً لولده وهذا هو العذاب بحد ذاته.
نظرت اليه وهزت كتفيها
((لقد خططت لمستقبلي جيداً, ولن يغير كلامك قراري يا آلان , لقد انتهى كل شيء.))
((تتكلمين بثقة تامة, ومع ذلك لأول مرة منذ زواجنا الغريب نحن بمفردنا تماماً, عندما تمر الآيام.......... والليالي..... ألا تعتقدين ان بإستطاعتي ان اقنعك بأن تكوني لطيفة اكثر معي؟))
((متى كان الجو لطيفاً بيننا؟))
احست بمرارة صوتها.
((نادراً ,هذا صحيح, ولكن لن تسير الآمور دائماً هكذا . يمكننا ..... المحاولة من جديد.))
بدا صوته حزيناً .....ومتواضعاً تقريباً. وحبست فيلي. أرادت في هذه اللحظة أن تعبر المسافة التي تفصلهما, وتلقي بنفسها بين ذراعيه, سيكون الآمر سهلاً لكن مهلكاً. عندما أحست بضعفها حاولت ان تعاود هجومها.
((ماذا عن السيدة سومرفيل؟ هل طلبت منها الإذن لهذه المصالحة المؤثرة؟))
((هي تعيش في عزلة.))
((آه اني اتفهم .))
وقفت فيليبا. انتهت لحظة ضعفها وحزنها وأصبحت متوترة ثانية.
((كم انا غبية! لا يمكنك رؤيتها وهي في فترة حداد .لذلك فكرت بأن تسلي نفسك معي قليلاً. يا لها من قصة ! لا تكون الزوجة عادة مدركة هذه الآمور))
تقدم آلان خطوة نحوها.
((كيف تجرؤين ؟ إسمعيني جيداً ايتها الغبية الصغيرة......))
((لقد سمعت ما فيه الكفاية, اريدك ان تذهب يا آلان. اذهب..... الآن . ألم تفهم بعد؟))
((انتش لم تفهمي. تباً فيليبا لقد اتيت كي أراكِ........ وأتحدث اليكِ.....))
((لقد ضيعت وقتك ))
تقدم خطوة اخرى نحوها. وتراجعت هي بدورها على السلالم ويداها ممدودتان إلى الأمام وكأنها تدفعه بعيداً
((كلا!))
بدا صوتها هستيرياً
((لا تلمسني..... لا تقترب مني......))
همس
((يا للهول. انت خائفة مني. هل تجدينني فعلا مرعبا؟))
ارتجفت
((اذهب .......ارجوك))
قال بهدوء
((حسنا اذا كانت هذه رغبتك))
اخذ معطفه ثم وضعه على كتفه , ولم تفارق عينيه عينيها, ثم سار بإتجاه الباب.
عندما وصل الى المدخل إستدار . كان يبتسم ولكن بدا وجهه متجهما كالشتاء . قال
(( الأمر مضحك.من بين كل النساء زوجتي هي الوحيدة التي لا استطيع الحصول عليها. الى اللقاء يا جميلتي, اتمنى لك التوفيق.))
راقبت فيليبا الباب وهو يغلق وراءه . عندما اصبحت بمفردها ,نزلت السلالم تتلمس طريقها كالعمياء.
لقد ذهب آلان . لقد كانت قوية ..... وجريئة معه لدرجة انها استطاعت ان تبعده عنها . الآن كل ما عليها ان تواجهه الوحدة, نتيجة جرأتها .... في كل يوم تبقى من حياتها






تمارااا 15-02-09 06:23 AM

الفصل التاسع


كانت ما تزال جالسة تحدق في الفراغ , عندما فتح الباب بعنف بعد عدة دقائق ودخل آلان بوجه متوعد.
قفزت من مكانها مصدومة فسقط الكرسي الى الوراء محدثاً ضجيجاً.
واجهها بشراسة عبر الطاولة التي تفصلهما وعيناه تقدحان شرراً ويداه مرفوعتان لإسكاتها عندما حاولت ان تتكلم.
((نعم لقد عدت. لكن ليس بملئ ارادتي إني اؤكد لك ذلك .إذا ارجوكِ ان تعفيني من اتهاتمك التي كنت على وشك ان تنطقيها بلسانك اللاذع))
ارتجف صوتها
((انك مخطئ لا تستطيع ان تلومني لأني فوجئت . اعتقدت انك في طريقك الى باريس))
((كنت انوي ذلك. لكن يبدو ان حبيبك لديه افكار اخرى......))
توقف
((إطارات السيارة كلها مشقوقة , لن اذهب الى اي مكان الليلة.))
عذت فيليبا شفتها
((هل فعل فابريس ذلك؟ لكن لماذا؟))
هز كتفيه على نحو مقتضب وأجاب
((الحقد اعتقد, أراد ان ينتقم لآنني اكتشفت حقيقته......... وأفسدت عليه لعبته معك.))
ابتسم لها بنفور وتابع
((ربما أخطأت في الحكم عليه يا زوجتي, ربما لم تكن المسألة مادية فقط, ربما أرادك لنفسه؟))
((اتمنى الا تتوفع مني ان أشعر بالإطراء . اني آسفة بالنسبة للسيارة, لكن هذه ليست نهاية العالم. هناك مرآب في مونتاسكو ستجد عندهم ما يكفي من الإطارات اني متأكدة))
قال
((غداً.))
هز رأسه بسخرية وهو يرى نظرة الرعب في عينيها
((لا أنوي ان أمشي كل الطريق تحت المطر كي أصل الى مكان المرآب الذي من دون شك قد أقفل الآن ))
((ربما لا......))
قال
((لست مستعداً لآبرهن لكِ على ذلك, بطريقة او بأخرى . ثم أضاف بلطف
((اأني على وشك ان أكون ضيفك الليلة.......))
حركت يديها بشكل ملتوي
((هذا مستحيل! بإمكانك ان تمضي الليلة في السيارةأو ...... هناك فندق صغير في آخر البلدة......))
قال آلان بعبث
((اتمنى ان تذدهر أعماله , لن أكون احد زبائنه. ولن أعرض نفسي للمرض في السيارة, انتِ لستِ مضيافة يا عزيزتي.))
توردت وجنتاها
((لا تتوقع ذلك مني. ابداً.))
((انا ايضاً .))
ثم تابع ساخراً
((هل تتوقعين مني ان افرض نفسي على فتاة كانت منذ نصف ساعة ترتعد مني . لقد اكتفيت من ذلك في ليلة زواجنا, اذا كنتِ تتذكرين.))
توقف بتعمد وحرك حاجبيه بسخرية عندما ارتعدت
((ارجوكِ توقفي عن النظر إلي وكأنك فأرة وأنا هر جائع دعينا نحاول ان نتصرف كأشخاص متمدنين على الآقل لما تبقى من هذه الليلة.))
قالت فيليبا ونظرة التمرد في صوتها
((ربما انت الذي شق إطارات السيارة))
تنهد
((ربما!, أيتها المرأة السليطة اللسان الصغيرة, على كل حال, لم أفعل أي شيء من ذلك.))
سار نحو الطاولة ثم سحب الكرسي الذي على الآرض . قال
((ارجوكِ اهدئي قليلاً.))
اشار الى الفرن
((هل ستتناولين ذلك الطعام ام ستدعينه يحترق؟))
هزت فيليبا كتفيها معلنة إستسلامها
((أعتقد اننا سنتناول العشاء))
((لقد تناولنا الطعام عدة مرات من قبل . لن يكون الآمر مؤلماً لهذه الدرجة))
ثم تابع بشكل فظ
((ان هنرييت لن تكون معنا حتى تخدمنا.))
قالت
((كلا.))
كانت تتذكر ما قاله لها في أول يوم من زواجهما عندما كانا معاً وبمفردهما . وأرعبتها هذه الصورة. يعتقد انني خائفة منه , لكنه مخطئ . إني خائفة من نفسي .....خائفة من أخون مشاعري . لأنه إذا عرف سأصبح تحت رحمته الى الآبد ولن اقدر على تحمل ذلك. ان اكون الزوجة اللطيفة , التي يدعي زوجها عندما يتغيب عن البيت , انه في المكتب يعمل حتى ساعة متأخرة . أفضل ان اعيش بعيداً عنه ولا اتحمل تلك الأكذوبة.
رتبت الطاولة ووضعت بعض السكاكين والملاعق , قطع آلان الفطيرة التي أعدتها مدبرة المنزل السيدة بيتون ثم فتح زجاجة العصير






شعرت بالتوتر من هذه الآلفة البسيطة . وجدت نفسها تفكر, لو...... وطردت هذه الفكره من رأسها قبل ان تترسخ في ذهنها . هذا ما كانت تخاف منه , الآلفة الصادقة في تحضير الطعاممعا. هذا هو معنى الزواج الحقيقي .هذا هو الخطر بحد ذاته, أكلت فيليبا جيدا على الرغم من الصراع النفسي في داخلها. لم يحاول آلان ان يجرها الى الحديث, وكانت شاكرة لذلك, انهيا الوجبة بالجبنة والفواكهة وبما تبقى من الخبز.
((قهوة؟))
دفع آلان كرسيه الى الوراء .و أمسك بالإبريق.
لم تستطع فيليبا ان تخفي دهشتها
((هل تجيد تحضير القهوة؟))
قال بحدة
((بالطبع, وستندهشين أكثر يا زوجتي لو عرفت بأنني أجيد الطهي. عندما كنت صغيرا كنت أذهب في رحلات صيد مع والدي . مان يؤمن بالإكتفاء الذاتي.))
((وهل كانت والدتكما ترافقكما؟))
ضحك وقال
((كلا. كانت مهتمة بالرسم والآلوان المائية , كانت مجرد تمضية وقت بالنسبة لها, أشك في أن عملها كان فيه سحرا أكثر من الموهبة, لكن والدي كان يجده رائعا لقد علق كل أعمالها في بيتنا في فونتابلو.))
كادت ان تقول:**اتمنى ان لآراها, يوما ما**, لكنها توقفت في الوقت المناسب, تساءلت عن شكل هذا البيت وبيوت آلان الآخرى ايضا. لم يقترح عليها قط زيارة احدها. وهذا يؤكد عدم أهميتها في حياته.
((هل عاش أهلك في فونتابلو؟))
اومأ برأسه ايجابا
((طوال حياتهما معا , لقد كان بمثابة بيت العائلة .))
كان في صوته حنين كأنه يسترجع ذكريات الماضي الجميلة.
خفق قلبها .قالت
((يبدو انهما كانا سعيدين معا.))
((نعم , اعتقد ذلك, على الرغم من كل شيء))
لاحظ نظرتها المتسائلة وهز كتفيه مستطردا
((كان زواجهما مدبرا ايضا , واجها الكثير من المتاعب في بداية زواجهما.))
اضاف بسخرية
((لكن من ليس عنده متاعب؟))
قالت
((نعم))
ثم دفعت كرسيها الى الوراء
(( لا اعتقد انني سأشرب القهوة , سأصاب بالآرق اذا فعلت ويجب ان ابدأ العمل باكرا غدا.))
قال آلان برقة
((لكنك نسيت شيئا آخر , عليك ان ترشديني الى المكان الذي سوف انام فيه))
عضت على شفتها
((آوه, نعم. هناك غرفة واحدة فقط مجهزة, تجلب السيدة بيتون كل الشراشف من المزرعة و......))
ابتسم آلان
((غرفة واحدة, مسكين فابريس ! اني افهم سبب خيبته ورغبته في الإنتقام مني.))
قالت فيليبا بإختصار
((لقد ارتكب غلطة فادحة, وانت كذلك. لم يكن في نيتي ابدا ان اتركه ينام في غرفتي))
قال بصوت قاس
(( اعتقد انه كان عليك في هذه البقعة النائية يا عزيزتي ان تكوني اكثر حكمة وتفهمي نواياه.ألم يخطر في بالك انه من المحتمل ان تجدي نفسك في وضع لن تقدري على معالجته؟))
توردت وجنتاها ودافعت
((لكنني أوضحت له الآمر جيدا....))
ثم تابعت بضعف
((كان يبدو دائما ..... محترما))
((هذا المأجور الذي شق إطار سيارتي))
لاحظت إبتسامة غاضبة
((كان سيقضي عليك قبل ان تفتحي عينيك . أيتها الغبية الصغيرة))
رفعت ذقنها وقالت
((كنت يائسة, وعندما ايأس أتصرف دائما بغباء..... كما يجب ان تعرف ذلك ))
((وزواجنا مثال على ذلك.))
فاجأتها المرارة في صوته
((الأفضل ان ترشديني الى الغرفة يا سيدة. لدي دثار سميك في سيارتي سأستعمله لهذه الليلة فقط.))
هزت رأسها بصمت, ثم قادته الى الطابق العلوي, كان باب غرفتها مفتوحا, واستطاع آلان ان يرى السرير العريض والنظيف , لكنه لم يعلق.
وجدت نفسها تتساءل فجأة وبجنون كيف ستتصرف لو ان آلان أخذها بين ذراعيه , ودفعها بقوة الى الغرفة والى السرير الناعم.......
فتح باب الغرفة الصغيرة ثم قالت وهي تلهث
((ستنام هنا , والحمام في آخر الممر اتمنى ان تجدها مريحة.))
((هذا صعب جدا , عمت مساء يا فيليبا.))
ردت له تحية المساء , ثم اسرعت الى غرفتها . فكرت في ان تقفل الباب بالمفتاح , لكنه صدئ, وهي لا تريد على كل حال ان تبالغ في تصرفها. سمعت خطواته خطواته على السلالم , وهو يعود بعد فترة قصيرة , ربما مع دثاره.
بعدما خيم الهدوء , نزعت ثيابها بسرعة, استحمت ثم استلقت تحت غطاء السرير المخملي.
لكن النوم جفاها. فكرت وهي تحدق في الظلمة, لم تستطع النوم , ولن يكون الامر سهلا اذا كانت ستستمر وتتظاهر بعدم الاهتمام..... وأن زواجهما كان غلطة هي مستعدة لإصلاحها. ومع ذلك يجب ان تتقبل الوضع . لأن اخر شيء تريده هو ان تمنح نفسها له وتدع آلان يعرف انها تحبه. طلاق هادئ, فكرت , هذا ما تحتاجه جرح يمكن ان يلتئم ..... في اخر الآمر.
كانت الشمس تشع من خلال الستائر عندما فتحت عينيها في الصباح التالي. نظرت الى ساعتها ثم نهضت مسرعة. كانت الساعة قد تجاوزت العاشرة, ارتدت ثيابها بسرعة وسارت نحو السلم وأختلست نظرة الى غرفة آلان . لم يكن له آثر. ربما رحل, فكرت وهي تترنح في مشيتها.
كانت الغرف في الطابق الآرضي فارغة ايضا لكنها اشتمت رائحة القهوة وشاهدت طبقا وصحنا في المغسلة. من الآرجح انه تناول فطوره.
كانت تعد لنفسها بعض القهوة ,عندما سمعت صوت محرك السيارة. نظرت من خلال النافذة التي فوق المغسلة. فرأت شاحنة كبيرة تجر سيارة آلان وراءها.
منتديات ليلاس




ظهر آلان بعد لحظة قليلة , وهو يمشي ببطء ورأسه منحني.
أسرعت لمواجهته عندما دخل من الباب
((ماذا حدث؟ لماذا اخذوا سيارتك؟ ألم تجد عندهم الإطارات المناسبة؟))
قال
((هذه ليست المشكلة. لقد عبث صديقك فابريس بالمحرك ايضا . يعتقدون انه بحاجة الى قطعة غيار جديدة. وسيتطلب ذلك بعض الوقت . ربما يوم او يومين.))
((كلا))
ضربت كفيها على اللوح الخشبي وهي تشعر بالإحباط, ثم تابعت
((هذا لا يمكن ان يحصل ابدا.))
قال بحدة
((اني اؤكد لك انه حصل, لست الوحيدة المنزعجة من ذلك,صدقيني))
((لكنك لست بحاجة الى الإنتظار حتى تصلح سيارتك, بإمكانك ان تستأجر سيارة.....))
قال على نحو مقتضب
((أفضل ان ابقى هنا حتى اراقب عملهم.))
((لكنك وعدتني بأن تذهب, لا يمكنك ان تبقى هنا.))
لاحظت الذعر الذي بدا في صوتها, وحاولت ان تضحك
((أعني انا بحاجة للبقاء بمفردي ,أخبرتك بذلك.))
قال ووجه خالياً من اي تعبير
((رغم ذلك , الوحدة التامة لم تكن جزءا من خطتك الأساسية . هل اعتقدت انك كنت ستقدرين على طرد فابريس دي ثييري بهذه السهولة؟))
اعترفت بائسة
((ربما لا, لكنه كان سيفيدني .))
رمقها بنظرة ساخرة وتوردت وجنتاها من الغضب .
((كلا, ليس بتلك الطريقة .كان سيصبح عارضاً))
كان صوته قوياً.
((رائع , هذه القصة تتحسن أكثر وأكثر.))
((هذه ليست قصة. انا بحاجة إلى ان اعمل لوحة طبيعية .هذه أوامر زاك. لذلك أحتاج الى عارض. والذي سأضطر الآن الى ان اجلب واحدة بالأجرة.))
وجهت اليه نظره محرقة.
((العرض ليس بشيء فاسق بالنسبة للرسام.))
((اتسائل اذا كان دي ثييري سيأخذها من هذا المنطلق.))
ثم أردف بنفور
((ربما كان سيوافق معي على ان الفتاة هي متعة لكل الحواس وليس فقط العين.))
ردت بحدة.
((انا متأكدة من ان هذه وجهة نظرك. لكن تأكد انه ما كان سيجد فتيات للعرض هنا . وعلى كل حال انت لست فناناً.))
ضحك
((اني اوافق مع ابي على ان فناناً واحداً في العائلة يكفي.سأذهب الى المزرعة لأبحث عن سرير مناسب . لا انوي ان اقضي ليلة اخرى على سجادة السيارة))
راقبته فيليبا وهو يعبر الساحة الى البوابة الخارجية وهي تسكب لنفسها بعض القهوة.تنهدت.
سألت نفسها بتوتر لماذا لم يقبل موقفها وبقي في باريس .حيث مكانه المناسب؟ لماذا لحق بها الى هنا. يعذبها . يلهيها..... ويهينها بكلامه يؤكد لها استرارية اتفاقهما؟ كل يوم يفرض عليها ان تبقى معه تحت سقف واحد, كان بمثابة جرح جديد.





يبدو ان العمل هو الامر الوحيد الذي سيريح أعصابها المتوترة.
عندما انتهت من تناول فطورها صعدت الى الطابق العلوي. هذا البيت إستأجره الفنانون بإنتظام من قبل. وقد إستعملوه بمثابة محترف ,ولذلك كانت الغرفة الكبيرة فارغة تماماً.
تجولت فيليبا في المكان حتى وجدت طاولة صغيرة ,وضعت عليها قماشاً اصفر قبل ان تصنع أدوات رسمها .أحضرت من المطبخ أبريقاً وبعض الأقداح وزجاجة شراب وسلة مليئة بالفاكهة. تطلب منها بعض الوقت حتى استطاعت ان تضع كل هذه الأشياء في اماكنها الملائمة.
كانت تتفحص نتيجة عملها عن بعد , عندما صعد آلان السلالم الخشبية.
قال بعبث
((لم توافق السيدة بينتون على إستضافتي عندها.اندهشت عندما سمعت ان هناك اكثر من سرير واحد سيستعمل, انها انسانة رومانطقية. مع انها اصرت على مناداتي بالسيد دي ثييري.....))
توردت وجنتاها.
((نعم.....حسناً. لقد اتصل بها فابريس وأعتقد انها تفكر.......))
ان ما تفكر فيه واضح جداً, لقد طلب منها ان تحضر غرفة واحدة.))
ازداد توتر خديها . قالت على نحو حاسم
((لم أفعل ذلك. لكن لحسن الحظ لم يعد مهماً.))
حولت نظرها ثانية الى الطاولة بتعمد ثم هزت رأسها.
((هناك شيء ناقص!))
وقف آلان الى جانبها. قال بعد لحظة
(( لماذا لا تستعملين الزجاجة كشمعدان؟))
قالت
((اجل انت على حق.))
وهي تشعر بالإنزعاج لأنه استطاع ان يلاحظ ذلك بوضوح.مع انها تفحصته جيداً. لم تكن تركز فكرت,
((يجب ان يكون هناك بعض الشمع في المطبخ.))
نزلت السلالم وهي مدركة انه يتبعها, عبرت الباب المزدوج الى الجزء الرئيسي من البيت وجدت هناك حزمة على طاولة المطبخ.
اقترب آلان منها ,وقال
((لو كنت في مكان فابريس لما قبلت بغير هذا الأرنب لعشاء الليلة.))
حاولت فيليبا ان تتكلم بهدوء, وهي تأخذ بعض الشموع من درج الخزانة.
((ليس لدي أي فكرة عما سأفعله بأرنب!))
قال لها
((لكن انا لدي . هل تفضيلينه مع حساء البصل والعشب ام مع الخردل فقط؟))
قالت بضعف
((مع البصل والعشب اعتقد.))
قال بنشاط
((حسناً , سأناديك عندما انتهي من إعداده.))
((لا تزعج نفسك......))
قاطعها
((هذا من دواعي سروري يا حياتي .))
كانت في إبتسامته مسحة من السخرية .
((تعويض بسيط ربما لأنني جعلتك تعانين من حضوري المزعج.))
تباً لو انه يعرف..............قالت بضعف
((شكراً لك.))
وأسرعت الى المحترف
تدربت كثيراً على موضوعها . حاولت ان تركز , وعندما جاءت فترة ما بعد الظهر لم تكن راضيه ابداً عم عملها.بدا رسمها متكلفاً....... وعشوائياً, فكرت بتململ .لكنها بدأت العمل على الآقل.
كانت تنبعث من المطبخ رائحة طعام شهية . فركت انفها بإعجاب وهي تتوجه إلى هناك.
كان آلان جالساُ الى الطاولة يُقطع الجزرالى شرائح. نظر اليها متسائلاً
((هل انتهيتِ لهذا اليوم؟))
((اعتقد ذلك.))
جلست في مواجهته وراقبته.
((هل كنت تحضر الطعام طيلة فترة ما بعد الظهر؟))
((على الإطلاق.تجولت في القرية قليلاً ثم تكلمت مع بعض سكان المنطقة))
حملقت فيليبا فيه
((ألم تشعر بالملل؟ أعني انها مختلفة عن نمط حياتك. لا بد وأنك تشعر وكأنك منعزل على عالمك...... وعن كل شيء((
((انتِ لا تعتقدين ان بإستطاعتي الإستخاء؟))
قالت ببطء
((ليس تماماً, لكنك تبدو دائماً مليئاً بالقوة والنشاط, اعتقدت انك هنا ستجد الحياة هنا..... مخيبة.))
بدا مندهشاً
((اذا كنت اشعر بالخيبة تأكدي ان لا علاقة لذلك بالمكان ,صدقيني.))
لاحظت فيليبا بغيظ ان ليس لديها الكثير لتقوله .كان الأرنب شهياً. خفيفاً وله نكهة خاصة مميزة مرفقا ببطاطس صغيرة ةجزر مغمس بالزبدة.
((ما رأيك ببعض الجبنة ؟))
راقبها آلان وهي تلتهم الحساء مع قطعة خبز.
هزت رأسها وقالت
((لا استطيع , انت طاه ماهر حقاً))
ترددت ثم أضافت
((انت إنسان مدهش احياناً ,يا آلان ))
((هل تعتقدين ذلك. يا حياتي؟))
كان صوته جافاً
((لقد اعتقدت ان بإمكانك ان تتنبأي بكل تصرفاتي))
عضت فيليبا على شفتها
((كلا,لم اتوقع ابداً انك ستتبعني الى هنا.))
سألها
((هل إعتقدت انني سأتخلى عنكِ بهذه البساطة لنوايا السيد دي ثييريالمشكوك فيها؟))
ثم أضاف
((كلا يا فيليبا لقد أخبرتك. إذا كنتِ تتذكرين ,بأن علينا ان نتحدث بجدية انتِ وانا.))
شدت على أسنانها
((نعم من الأفضل مناقشة الموضوع من خلال المحامين))
خيم صمت ثم أضاف
((بالطبع .........إذا كان هذا ما تفضلين.))
((اعتقد ذلك, علينا ان نكون واقعيين على كل حال.....))
((نعم))
نهض عن كرسيه ثم بدأ بتنظيف الطاولة . وقفت فيليبا وقالت
((دعني أقوم بذلك. ليس من العدل ان تقوم بكل شيء))
((انتِ من أنصار العدالة. اليس كذلك يا زوجتي؟ انتِ تلتزمين بالقانون على نحو صارم في كل الظروف لا تفسحين المجال لأي مفاوضات.))
كان وجهه متجهماً عندما نظر اليها.
قالت وهي تتلعثم في كلامها
((اني لا أفهم كلامك....))
هز آلان كتفيه
((لا يهم))
توقف برهة
((سأذهب الى نادي القرية لبعض الوقت , إذا كنتِ لا تحتاجين الى مساعدتي, سترتاحين من رفقتي لساعة او ساعتين.))
((شكراً لك , اعتقد انه ليس لديك ادنى فكرة متى ستصبح سيارتك جاهزة؟))
تصلب وجهه وأجاب
((ليس بعد. ربما ستأخذ بعض الوقت))
قالت بصوت جامد ويداها مثبتتان على جانبيها
((اتمنى ان يسرعوا ........ ان ينتهوا من تصليحها.))
أرجع رأسه الى الوراء, ونظر اليها
((انا ايضاً , يا سيدتي, ربما بعدها نستطيع ان نعيش بسلام.))
جرحها صوته القاسي .
كانت على وشك ان تنطق بإسمه لكنه أغلق الباب وراءه بعنف وذهب.




تمارااا 15-02-09 06:25 AM

الفصل العاشر


لم تنم فيليبا تلك الليلة جيداً, كانت تتقلب طوال الوقت على فراشها بتململ ,تنتظر عودة آلان , لم تستطع عندما تركها ان تطرد صورة وجهه من ذهنها . كما لم تستطع ان تنسى ايضا كم كانت متلهفة لتركض خلفه.... لتطلب منه البقاء, ماذا كنت سأحرز؟ سألت نفسها وهي تضغط على الوسادة بشدة,سوى الآسى.منتديات ليلاس
عاد الآن في وقت متأخر من المساء , سمعت صوت الباب يعلق ثم صدى خطواته وهو يرتقي السلالم بهدوء.
تجمدت في مكانها وحملق في الفراغ وانتظرت بتوتر, اجتاحت جسدها موجة من الخلف والإثارة عندما توقف أمام غرفتها, لو فتح الباب ودخل , ماذا ستقول له ؟ وماذا ستفعل؟
تضاربت هذه الأسئلة في ذهنها لكنها لم تستطع ان تجد لها جوابا,ثم سمعته اخيرا يسير بعيدا ويفتح باب غرفته ويغلقها. تنفست ببطء مرة ثانية وسمحت لجسدها بالإسترخاء من جديد.
لقد هربت مرة اخرى, لكن ليس منه بل من نفسها,عرفت ذلك وهي تنقلب على بطنها وتدفن وجهها في الوسادة. يا للهول, يدب ان اكون حذرة.......
غفت بشل متقطع واستيقظت باكرا. ارتدت ثيابها ونزلت بهدوء وهي تحمل صندالها حتى لا توقظ آلان,اعدت بعض القهوة ثم توجهت الى المحترف بمباشرة. كان عملها في اليوم السابق غير واعد كما تتذكر. أعادت ترتيب الطاولة مرة ثانية وأحضرت كرسيا وسكينا من المطبخ.
أرادت ان تبدو الطاولة أكثر حيوية.....وكأن شخصا كان يعمل في اعداد الخضر عليها لكنه دفع بكرسيه الى الوراء او نهض لسبب ما.
تراجعت خطوة للوراء وهي تهز رأسها ثم وضعت المسند وأعدت لوحة خلط الآلوان . بدأت تعمل بتوتر شديد وكادت ترمي الطلاء على القماش وهي تحاول ان تتخلص من تشنجها وشكها.
هذه هي الحياة التي أختارتها وعليها ان تستغلها الى اقصى حد . كانت ترفض دور السيدة دي كورسي الذي لعبته سابقا على نحو غير ملائم وغير ناجح, وعليها ان تتعلم الرسم بكفاءة حتى تكسب رزقها. وهذا ما كانت تنويه دائما, لكن مرض كيفين وقف عائقا امامها . بكل نتائجه المشؤومة , تنهدت فيليبا بصمت ربما ستستطيع يوما ما ان تنسى انها كانت زوجة آلان دي كورسي , لم يدم زواجها الا بضعة أشهر وليس عمرا كاملا وعليها ان تشفى منه.
هي الآن في المرحلة الأولى من الشفاء , بعد ان تركته . لم يكن يتوجب عليه ان يلحق بها, ويتحدث عن شهر العسل...... والأولاد...... كان ساخرا...... وحقيرا عندما ادرك انهما لم يشتركا في زواج حقيقي..... ابدا, عندما لم يحبها.
وجدت نفسها تتساءل كيف سيكون الآمر لو أنها وآلان التقيا لتوهما......لو أنها كانت ترسم, وتعطلت سيارته , وتعارفا بطريقة ما.
أوقفت تسلسل أفكارها على نحو مفاجئ لو كانا غريبين لكان آلان تجاوزها دون ان يعيرها حتى نظرة واحدة . كان اخر إمرأة في العالم يتوقع ان يقع إختياره عليها. ربما كانت ستكسب بريقا سطحيا. لكنها ما زالت في الحقيقة الفتاة التافهة الشاحبة التي رآها في شقة لاودن او لقاء لهما , انها ليست فقط ساذجة , اعترفت بحزن بل باردة ايضا.
أجفلها صوت وصول آلان الصامت الى المحترف وكادت ان تصرخ وقالت
((هل كان من الضروري ان تزحف الى هنا بهذه الطريقة.؟))
قال بهدوء
((دخلت بشكل طبيعي. كنت مستغرقة في التفكير لدرجة انك كنت غافلة عن اي شيء اخر))
((آه))
تورد وجهها قليلا وكانت شاكرة لأنه لم يكن لديه اي فكرى عن فحوى أفكارها.
((لقد أحضرت لك بعض الحساء, لم تتناولي فطورك بعد ولن تقدري على العمل من دون طعام , وضع الصينية على الطاولة .
شعرت بالجوع عندما وقع نظرها على حساء الخضر الشهي
((اني لا اعمل كثيرا في هذع اللحظة.))
((أين أصبح رسمك؟))
وقف آلان الى جانبها يتفحص بإندهاش.
قالت
((ستنجح لو كانت مجرد تمرين دراسي......أو علاج))
ثم أضافت بصوت خافت
(( لكنها لا تعبر عما في داخلي ............... لا شيء مما اريد التعبير عنه, كالعادة......ناقصة))
قال آلان
((اعتقد انكِ تقسين على نفسك. ستتحسنين بعد ان تأكلي. الجوع يجعل الإنسان يائساً))
تقدم من الطاولة واخذ سكيناً
((أخيراً وجدتها . لقد بحثت عنها في كل مكان.
قالت
((اني آسفة))
فيما شعرت ان قلبها ينبض بقوة وهو الى جانبها
((آلان , ارجوك ان تبقى في مكانك للحظة...... كما أنت.))
نظر حوله وارتفع حاجباه
((لماذا؟))
ضحك ندما رآها تضع بعض الخطوط العريضة على قماشها .
((هل انتِ جدية؟))
((أكثر من أي وقت مضى.))
كان في صوتها إلحاح.
((قف هناك فقط ولا تتحرك.أرجوك))
عرفت آلان لماذا الصورة كانت تبدو فارغة,لأن آلان لم يكن فيها. حاولت ان تستثنيه منها. وحاولت بدل ذلك أن تفرض شخصيته وحيويته من دون حضوره الفعلي. حينما وقف آلان قرب الطاولة, اتضح لها كل شيء, لكن لاحظت بعد ذلك انهاا ارادت ان ترسمه من اللحظة التي رأته فيها في لاودن





كانت هذه أحد الاشياء التي خطرت على بالها. وربما ستكون فرصتها الوحيدة لأن تفعل ذلك.
كانت ترسم وتحتسي بين الحين والآخر جحساءها البارد بناء على طلبه ,جعلته يتخذ أوضاعاً مختلفة, وقوفاً احيناً وجلوساً احيانا اخرى, كان يبدو فرحاً ,لكن مرتبكاً بالتأكيد, ومع ذلك استجاب لها. قال وهو يقطع الطماطم الى شرائح صغيرة.
((إسمحي لي ان اشتري هذه التحفة الفنية بعد ان تنتهي منها.إني أرفض ان يراني زملائي , وموظفو شركة دي كورسي بهذا الوضع الحميم))
((لا تتحرك .....أدر رأسك قليلاً . هذا رائع والآن ,إثبت في مكانك.))
تنهد
((حاضر يا حبيبتي ,انتِ مجنونة ,هل تعرفين ذلك؟))
ربما , فكرت فيليبا ولكنني أشعر فحجأة بالنشاط, وأنا متأكدة بأنني سأنجح .كان آلان طوال الوقت حتى في باريس يجول بينها وبين الصورة التي كانت تحاول ان تنقلهاالى لوحة. حاولت كثيراً ان تقاوم وان تطرده من مخيلتها , لكنها عرفت الآن ان ترسمه وان تجعله النقطة الآساسية في لوحتها على الآقل.
ربما ستسطيع بهذه الطريقة ان تتخلص منه الى الآبد. حاولت العمل بنوع من اليأس على وضع اللمسات الآخيرة , وآلان جالس ووجهه الداكن مصمم على إنجاح مهمته كما رأته في الليلة السابقة.
مر الوقت بسرعة ولم تلاحظ ذلك حتى قال اخيراً
((يا عزيزتي بعيداً عن هذا التشنج الذي أحاول ان أتحمله من اجل الفن ,ما لم اتحرك وبسرعة لن يكون هناك عشاء))
اعترفت بأسف
((لم أفكر بذلك . كان يجب عليك ان تأخذ بعض الراحة , اني آسفة.))
((لا تعتذري .إني متأكد ان هذا الشقاء سيفيدني))
وقف وتمطى
عضت فيليبا على شفتها وهي تراقب حركاته العفوية الرشيقة . قالت وهي تتلعثم قليلاً
(( هل لك ان تجلس لي مرة ثانية غداً ......ارجوك.؟))
رمقها بنظرة تساؤلية صادقة ثم هز كتفيه
((إذا كانت هذه رغبتك))
بالتأكيد , فكرت , ربما هذا جنون , ولكن هذا ما اريده اكثر من اي شيء في هذا العالم.
وقفت وهي تحدق الى المسند بعد ان ذهب . ما زال الوقت باكرا حتى تحكم على اللوحة . ولكنها ستكون شيئاً يبعدها عن حقيقة انهيار زواجهما . شيئاً يذكرها به.
تقلصت معدتها من كثر الآلم . شيء تعذب به نفسها خلال وحدتها الآزلية . فكرت بحزن وهي تنظف الرسم بالفرشاة.
*********
أعد لحم بقر بالخل الآحمر لعشا تلك الليلة . تحدثا خلال الوجبة بتهذيب كالغرباء .وبعد ان انتهيا , نظفت فيليبا الطاولة وغسلت الأطباق.
عندما عادت الى الطاولة , كان آلان يسكب لنفسه بعض العصير ويحدق في رقعة الشطرنج قال
((هل تتفضلين وتشاركينني؟))
((العصير او الشطرنج؟))
هز كتفيه
((الآثنان .))
سحبت كرسياً مرحبة بكوب العصير الذي قدمه لها . وقالت
(( لم اعرف انك تلعب الشطرنج.))
توقفت على نحو مفاجئ . يبدو ان كل ما قالته كان يهدف الى لفت الإنتباه لغرابتها التامة , ومع ذلك لم تكن هذه نيتها.
قال بعد برهة قصيرة
((أنا استمتع بحل مشكلات هذه اللعبة بخلاف مشكلات الحياة العادية ,فيها قوانين وأساليب.))
((نعم أعتقد ذلك, كنت العبها مع كيفين . شكرا.))
ابتسم لها
((اتمنى ان يكون قد علمك جيدا.))
((بشكل كاف , لقد بهرت العديد من الأشخاص . ربما انت لست بارعاً كما تظن.))
بدا متحمساً
((مشادة كلامية ما رايك لو نجعلها مبارة حامية وذلك بوضع رهان بسيط؟))
لمست احدى قبضتيه بعد ان بسطهما لها واكتشفت انه حاز على الحجارة السوداء.
((واذا خسرت؟))
((اذا خسرت , سأستمر في تحضير الطعام.))
((وإذا ربحت؟))
((عناق واحد.))
تأرجحت يده فوق رقعة الشطرنج وهو ينتظر حركتها الولى . والتمعت عيناه الخضروان بالتحدي
((
اتفقنا؟ أم ربما لستِ واثقة من قدرتك.))
رفعت فيليبا ذقنها
((عندي ثقة تامة في نفسي , أعتقد انك ستتعب كثيراً في تحضير الطعام قبل ان تعود الى باريس))
هز آلان كتفيه من دون مبالاة
((سنرى.))
هل تنوين ان تحضري والدك فعلاً الى هنا بعد ان يخرج من العيادة؟))
((نعم اعتقد ذلك, كنا سعيدين هنا.))
((وهل اعتقدت ان بمقدورك إستعادة الذكريات؟))
كان اهتمامه مركزا على قطعة الشطرنج.
((ولما لا.؟))
هز كتفيه ثانية
((لا اعتقد ان بإستطاعتنا ان نرجع الماضي, واذا كان الآمر ممكنا , سأحذو حذوك))
((سترجع الى حياة العزوبية ,من دون شك))
((تماما))
لم تتوقع منه الجواب, وتجمدت مستاءة ويدها ترتجف وهي تحمل حجر اللعب, قالت بنفور
((حسنا , ستصبح حرا قريبا. هل كنت تفضل لو أنك لم تتزوجني ابدا؟))
قال بصوت ساخر
((بالتأكيد, يا عزيزتي , على كل حال لم يكن زواجا بالمعنى الصحيح))
تراجعت فيليبا في جلستها , وسألت
((لماذا اذا لحقت بي؟))
قال بهدوء
((لأنه مهما كان الوضع غير مقبول. ان صفقتنا ما زالت مستمرة))
((التزمت بها, من ناحيتي فقط..))
بدا مندهشا
((حقا!))
((كانت..... غلطتك , لقد افسدت كل شيء عندما نكثت بوعدك.))
أدركت ان كلامها يبدو سخيفا
قال بسخرية
(( معك حق, كنت متوحشا معك, اجبرتك على القيام بأشياء مزعجة لكنني كنت غبيا عندما فكرت انه بوسعنا ان نجعل زواجنا ....... أشد ترابطا . ربما كنت تفضلين أن أحصل على توقيعك, قبل أن أتجرأ على لمسك))
اخذت فيليبا نفسا عميقا
(( كنت افضل لو انك لم تلمسني ابدا))
قال بلطف
((لقد جازفت في ذلك))
(( أتمنى ألا تتوقع مني أن أعتذر لك لأنني خيبت أملك.))
هز كتفيه غير مبال
((ربما علينا ان نعترف بأننا خيبنا بعضنا البعض.))
عضت فيليبا على شفتها
((هذا إستسلام بالفعل.ألست خائفا من ان تشوه سمعتك كحبيب؟))
ضحكت
((كلا بالطبع...... كم انا غبية! هناك البارونة وستساندك بالتأكيد.))
قال آلان
((آوه , حبيبتي ماري لور. هل أخبرك عنها؟ زبالتفصيل أيضا؟))
التهب وجهها وصرخت
((كلا...... هذا غير ضروري, شكرا لك))
((تبدين وكأنك مهوسة بها, اعتقد انك ستجدين الحديث عنها ممتعا.))
ونظر اليها
اختلست نظرة الى رقعة الشطرنج , كان حاجباه مرفوعين
((على اي حال, لقد كنت صريحة معي بالنسبة لفابريس, أليس كذلك؟))
((الآمر مختلف , وأنت تعرف ذلك.))
التمعت عيناه الخضروان
((حقا؟))
((نعم))
ودفعت كرسيها الى الوراء , ووقفت
(( لا اريد ان أسمع عنها , او عن باقي نساءك, هل تستطيع ان تفهم؟))
((نعم , لكن هناك اشياء اخرى عليكِ ان تدركيها عني يا فيليبا.))
قالت بتوتر
(( اعرف ما يكفي. كنت مجرد وسيلة اليس كذلك؟ شيئاً تستعملها ضد عمك, ثم تتخلى عنها في الوقت المناسب وليس لي حق بالإعتراض , وهذا ما فعلته تماماً عندما تركتك, وهذا شيء لا تستطيع ان تصفح عنه, ولذلك انت موجود هنا لتعذبني بهذه الطريقة.))
اضافت بتوتر
((حسناً , لقد انتهت لعبتك الآن وزواجنا ايضا , وليس بمقدورك ان تفعل شيئا حيال ذلك))
ابتسم
((هل انت متأكدة ؟ ما زال هناك شيئا واحدا, وانا احب ان اربح, إذا......))




أمسك ملكته وقال برقة
((الملكة البيضاء اخذت الحصان الآسود رقم 2 يا حبيبتي.))
اخذت فيليبا نفسا عميقا وحولت انتباهها الى رقعة الشطرنج أمامها . قالت
(( لكن ذلك ليس صحيحا. لا يمكنك أن.......))
((ان اقوم بهذه الحركة, يا عزيزتي , انا متأكد بأنك سمعت بها))
بالطبع سمعت بها. فتجنب هذا الخطأ الشائع بين اللاعبين المبتدئين , كان اول الاشياء التي علمها اياه كيفين ومع ذلك وقعت به مباشرة , صرخت
((آه , لا اصدق!))
((الشطرنج يتطلب تركيزا. يا جميلتي. هل تريدين الانتقام مني؟ وان نبدأ لعبة جديدة...... بشرط ثان بالطبع؟))
قالت بلطف
((كلا شكرا.))
ونظرت الى ساعتها
((هزيمة واحدة تكفي , على كل حال انا متعبة , الافضل ان اذهب الى غرفتي.))
قال بهدوء
((لحظة. بعد ان اخذ حقي.))
عضت فيليبا على شفتها, لم يكن يتوجب عليها ان توافق على الشرط. لكنها كانت متأكدة من فوزها. او على الآقل ان تنتزع منه التعادل. لكن الآن....... ابتلعت ريقها بدأت تقول.
(( لم نحدد الوقت تماماً. سأعانقك عناق الوداع عندما ترحل.))
قال بسخرية
((انني مرتبك, ولكنني اعتقد ان الشرط يجب ان ينفذ في اسرع وقت ممكن , أليس كذلك؟))
دفع بكرسيه الى الوراء ووقف
وقفت فيليبا ايضا , قالت وهي ترتجف
((آلان ,انتظر! لا اعتقد انك عنيت ذلك.))
((هذا كان تفكيراً طائشاً , يا جميلتي.))
اقترب منها وطوقها بذراعيه, تجمد جسمها استعداداً للمقاومة , لكنه احس بردة فعلها. قال بهدوء
((محاربتي يا فيليبا ليس تصرفاً غير حكيم, انه ليس سوى عناق , في النهاية.))
اغمضت عينيها, فقط عناق, كررت بصمت.فقط عناق. لكن متى كانت اخر مرة احست فيها بمتعة عناقه؟كان ذلك منذ وقت طويل.... وكأنه دهر.... كان عناقا رقيقا وناعما. هذا ليس عادلا, تملكت هذه الكلمات تفكيرها , كانت تفضل الإلحاح او شيئا من القوة.....شيئا يشعرها بالإمتعاض . ليس هذا ...... السحر الناعم . شعرت بالسعادة وهي تحبس أنفاسها. حاولت ان تقول لا. لكنها لم تطلق سوى تنهيدة صغيرة.
رفع آلان وداعب شعرها, حتى جعل خصلاته تلتف حول أصابعه,عانقها ببطء ثانية. لاحظت على الرغم من اضطراب تفكيرها ان بإمكانه ان يمدد هذا الإنتظار .......هذه الرغبة..... الى الأبد. لقد تعمد ان يجعلها تسأل وترجو هذه المرة. هل أجعلك تتوسلين إلي؟ لقد سألها ذلك مرة, شعرت بالذل والخوف . ربما سيطلب منها ان تفع ثمن ذلك الرفض. ربما سيكلفها الثمن روحها, ببطء...... ثبتها بحيث لم تعد عاجزة في عناقه , لكن واقفة في مواجهته بعيدا قليلا عنه . التقت اعينهما في استسلام غريب.
سألت عيناه, جاوبت عيناها . تحرك, الغى المسافة التي تفصلهما عن بعض.
توقف , وحدق بالباب وهو يعبس
قال وكأنه يحدث نفسه
((هناك من يطرق على الباب.....))
((سيد دي كورسي! انا مدام بيتون , لدي رسالة لك.))
تلاشت هذه اللحظات الدافئة بثانية. رفع آلان حاجبيه
((لا بد ان لديكِ حارساً. يا زوجتي))
صعدت فيليبا السلالم بسرعة , وأصابعها ترتجف مع انها لم ترى السيدة بيتون وهي تدخل الغرفة.
كانت المرأة الطيبة مرتبكة وغاضبة
(( سيد دي كورسي؟ لكن كيف ذلك؟ لقد فهمت انك السيد دي ثييري عندما تحدثنا على الهاتف. كان ذلك الاسم الذي سمعته.))
بعد برهة قصيرة , قال آلان بهدوء
(( آسف إذا كان هناك سوء فهم يا سيدتي. انا فعلاً آلان دي كورسي, ولقد تم الحجز بواسطة شريكي.))
((والآنسة روسكو......أين هي؟))
((سأناديها.)) رفع آلان صوته
((فيليبا . إنزلي يا عزيزتي , لدينا زائر))
نزلت فيليبا السلالم بكسل , لقد ارتجفت كثيراً وكانت مدركة ان شعرها مبعثر, وتنفسها مضطرب, لكنها إبتسمت على الرغم من نظرة آلان الساخرة.
((مساء سعيد سيدتي.))
((فيليبا الصغيرة!))
بدت السيدة بيتون مندهشة.
((لقد تغيرتِ كثيراً يا صغيرتي! ما كنت سأعرفك!))
إحتضنتها بحنان
((وكيف حال والدك العزيز؟))
((بحال حسنة, اعتقد انه سينضم الي قريباً))
صحح آلان بلكطف
((ينضم الينا يا عزيزتي. ألم يحن الوقت لتخبري السيدة بيتون .....أننا متزوجان؟))
اتسعت عينا السيدة بيتون وقالت
((لقد فجأتني انت متزوجة ؟ اذا هذا شهر عسل يا صغيرتي.))
نظر آلان نظرة ساخرة بإتجاه زوجته حرك كتفيه وقال
((تقريباً انها عطلة عمل))
اصدرت السيدة بيتون صوتاً عبر عن ابتهاج شديد
((عمل؟ لكن عندما يتواجد الرجل مع زوجته بمفردهاما, عليهما ان يفكرا بسعادتهما فقط ,أليس كذلك ؟ يجب ألا تسمح لها بالعمل. لو كنت مكانها لأختلف الآمر , اني اؤكد لك ذلك.))
ابتسم آلان بعبث
((انتِ تحرجينني ,سيدتي ؟ هل تودين تعزيتي ربما؟))
((لست بحاجة بوجود عروس فتية الى اي تعزية.))
ثم تنهدت بصوت عال
(( لو كنت اصغر بعشرين سنة........))
دفعته بمرفقها بطريقة وقحة. قالت اخيراً وهي ما زالت تهتز من الضحك
((لكنني نسيت مهمتي. اتصل بي السيد بارتان من المرآب , لقد عاد أخوه من بوردو مع قطعة الغيار , وسيركبها غداً))
((رائع))
نظر آلان الى فيليبا
((هذا ما كنا ننتظر سماعه , اليس كذلك يا عزيزتي؟))
من مكان ما , ميت في داخلها. سمعت فيليبا نفسها تقول
((نعم))
نظرت السيدة بيتون اليهما .أضافت بحزم بعد ان رفضت دعوة آلان لتناول القهوة او الشراب
((هذا حسن, لن أتطفل عليكما بعد الآن ))
احتضنت فيليبا ثانية , أمرتها
((كوني سعيدة يا صغيرتي .))
وهي تلوح بيدها مودعة.
خيم صمت عميق حطمه آلان اخيراً
((قلتِ منذ لحظات انكِ تودين الذهاب الى غرفتك. ربما من الآفضل ان تفعلي ذلك.))
كان وجهه خالياً من اي تعبير
((هل هذا ما تريده؟))
لم تصدق انها قالت ذلك فعلاً. اين كبرياؤها واحترامها لذاتها؟
هز كتفيه ثانية , قال بجفاء وهو يرمقها بنظرة تهكم
((ما اريده هو ان اذهب بعيداً من هنا, في النهاية لم يكن سوى عناق, يا جميلتي))
همست
((نعم بالطبع))
استدارت وابتعدت عنه والدموع تترقرق في عينيها



تمارااا 15-02-09 06:26 AM

الفصل الحاديي عشر والأخير



ساد الظلام كل مكان يحوم حولها ويخنقها, وكان ايضا في داخلها يزيد من آلامها ووحدتها . فقط عناق. انطبعت الكلمتان في ذهنها بأحرف من نار. هكذا اعتبرها آلان, كانت على وشك ان تمنح نفسها له, من دون تحفظ لأول مرة...... وبرغم ذلك , هو مصمم على الرحيل غدا من دون ان ينظر الى الخلف.منتديات ليلاس
كان من غير المجدي ان تذكر نفسها بأنها هي التي ارادت رحيله.... وألحت عليه بذلك ايضا, كانت تنوي بمجيئها الى هنا ان تفصل نفسها عنه نهائيا , وهو مستعد الآن ان يحقق لها هذه الرغبة.))
كان يجب ان يحصل ذلك, قالت لنفسها بحدة مرارا وتكرارا , لا يمكن لزواجهما ان يستمر وبشروطه هو. وهي غير مستعدة لأن تعيش على هامش حياته تنتظر حتى يلاحظ وجودها اذا كان عنده وقت, وعندما ينفصلان لن يكون عندها شيء تؤنب به نفسها او تتذكره بخجل.
لم تجد له اي اثر عندما تجرأت اخيرا ونزلت في الصباح, فكرت للحظة انه ذهب دون ان يودعها, ولكنها بعد ان تفحصت غرفته ووجدت ثيابه عرفت انه ما زال هنا. لا بد انه في مونتاسكو يراقب تصليح سيارته . اخذت قهوتها الى المحترف واستعدت للعمل.
نظرت الى لوحة آلان طويلا, ربما كانت سطحية , ولكنها أفضل ما أنجزته . ربما لآنها تنظر اليها بعيني الحب , فكرت بحزن.
سمعت صوت السيارة بعد ساعة, وثب قلبها من مكانه وبدأت تعدل من إشراقة اللوحة بتركيز عنيف. وأخيرا صعد ووقف امام الباب
قالت بهدوء
((هل أصلحت السيارة؟))
((تقريبا.))
بدلت مكان المسند وقالت
(( اعتقد انك سترحل الآن؟))
قال
((بعد قليل, اعتقدت انك تريدينني لجلسة اخرى .))
هزت فيليبا كتفيها
((لا اريد ان اسبب لك اي ازعاج))
((على الاطلاق))
ومشى الى جانبها ونظر الى القماش
((هل ينقصها الكثير؟))
قالت
(( ليس مع نشاط كهذا. بإستطاعتي ان انهي الباقي من ذاكرتي , اذا اضطررت .))
كم ذلك صحيح!
قال بوجه ساخر
((فهمت , لم أكن عادلا معك, يا زوجتي عندما حاولت منعك من متابعة دراستك. لديك موهبة حقيقية, اتمنى ان تطوريها الى اقصى حد))
كانت إبتسامته ودودة لكن مؤلمة
((هل يمكن لي ان أشتريها؟))
اومأت برأسها
(( لا, هذه لآنني استحق بها لقب رسامة . انا متأكدة انك تفهم.))
قال
(( لا اعتقد ان التفهم كان له دور كبير في علاقتنا. ولكنني اعدك بالمحاولة))
توقف برهة
(( ماذا عن آخر جلسة؟ هل تريدينني ان اخلع قميصي؟))
تنهدت فيليبا. بدا صوته عاليا في هذا المحترف الهادئ
حاولت ان تبتسم
(( انت...... انت لا تعني ذلك بالتأكيد؟))
((ولم لا؟ستكون تجربة جديدة لي..... كما لمعظم الرجال..... عندما أخلع قميصي لإمرأة ليست مهتمة سوى بتركيب الضوء والظلمة والمسطحات والزوايا))
نظر اليها نظرة ساخرة
((أليس كذلك يا حياتي؟))
((حسناً.. أجل. بالتأكيد.......))
كان قلبها يخفق بجنون
((إذاً لماذا لا تطلبين مني ذلك؟))
توقف لبرهة
(( او انكِ لا تجدينني ممتعاً بشكل كاف؟ ربما تشعرين انكِ تعرفيننني جيداً؟))
يا للهول, فكرت بطريقة هستيرية , لم تعرفه ابداً ليس بتلك الطريقة . استطاعت ان تطلق ضحكة
(( انك......... تفاجئني)) اضافت بضعف
((لكن اذا كان عرضك جدياً يا آلان علي ان اقوم ببعض الرسومات التمهيدية لك, إنني بحاجة الى التمرين))
((يبدو اننا نفاجئ بعضنا البعض طوال الوقت.))
نظر حوله
((اعتقد انكِ تفضلين ان نبدل المكان ؟))
ابعد الطاولة قليلاً ثم رتبا منصة بديلة عن العلب وبعض الستائر الذهبية اكتشفتها فيليبا في حقيبتها في اليوم السابق, أمضت بعض الوقت وهي تثني القماش المطرز حتى تجعله مناسباً وهي تشعر كأنها في عالم من الآوهام . فكرت من غير المعقول ان افعل ذلك او ان اسمح به. لآنني لا استطيع ان اكون موضوعية وان اعتبر ذلك تمريناً مفيداً.
استدارت بعيداً واخذت لوح الرسم بيدين مرتعشتين , لم يسبق لها ان رآت آلان بوضع كهذا, ليست تماماً كانت محرجة جداً وغاضبة في اول لقاء لهما , ومنذ ذلك الحين ستكون هذه لحظة صدق بالنسبة لها. ادركت ان هذه اللحظة قد حانت عندما قال
((انني جاهزة)))
استدارت ببطء لتواجهه ,كان رائعاً .لا يمكن ان تصفه بكلمة اخرى, يداه على وركيه , ورأسه مرتد قليلاً إلى الوراء . تحمل تفحصها المدهش والمفرط.
((هل ستبدأين برسمي يا جميلتي ام تضعيني في ذاكرتك؟))
بدأت بوجه متورد
((آه , اجلس من فضلك..... بشكل جانبي.أخفض كتفك , لا , كثير))
((الأفضل لو ترشيديني بنفسك))
ترددت لحظة ثم اقتربت منه , تضع يدها على كتفيه الدافئتين وتبدل جلسته بشكل ملائم تستمتع بنعومة بشرته وقوة عضلات ظهره وذراعه.
قالت
((اخبرني هذه المرة عندما تشعر بالتعب او...... بالبرد))
قال على نحو مقتضب
((او حتى الدفئ . هل تعرفين شيئاً يا عزيزتي ؟ اعتقد ان هذه هي اول مرة تلمسينني بها بملء ارادتك.))
سحبت فيليبا يديها بسرعة. قالت
((تذكر وضعك, ارجوك))
ثم عادت الى لوح الرسم .كانت بدايتها سيئة وراحت تطرح ورقة وراء ورقة.
سأل آلان اخيرا
((هل من خطب؟ تبدين منزعجة , ربما من الآفضل ان ارتدي ثيابي , واجد لكِ إناء زهور))
عضت على شفتها
(( كلا شكراً. ربما كان وضعك خاطئاً؟))
جلس آلان وهو يهز كتفيه
((يمكن معالجة ذلك بسهولة))
اسند رأسه على مرفقة وثنى قدماً واحدة, هل هذا افضل؟))
اقرت مكرهة
((نعم))
بدا مسترخيا تماما, وكأنه كان يمارس العرض طوال حياته.
اتمنى لو اكون بهذه الجراءة . حاولت ان تتظاهر بعدم الإكتراث وهي تتفحصة وتلاحظ خطوط جسده المتناسقة في الوقت نفسه, لاحظت ان هناك شيئا مميزا بوضعه......شيئاً توقعياً وجارحاً . كان هذا بادياً في إبتسامته, وعينيه كانت مثيرة...... وغامضة, لم ترتبك ولم تتلاعب بالخطوط . هذه المرة كانت يداها وعيناها تعملان بتناسق تام , عليها ان تنجح , فكرت بحماس. لا يمكنها ان تخسر, ليس الآن.
((هل يمكنني ان اخذ قسطأ من الراحة؟))
افترض موافقتها . جلس آلان وامسك رداءه . وضعت فيليبا ريشتها وأحست بتشنج عضلات كتفها وعنقها.
((هل تسمحين لي برؤيتها؟))
وقف آلان الى جانبها وقال بصوت أجش
((عندما تنتهي.))
وضع يديه على كتفيها وبدت لمسته لاذعة,وحافلة بذكريات الليلة السابقة, فكرت بتململ.
((حان وقت إستراحتك ايضاً.))
داعبت اصابعه كتفيها
((جسمك بحاجة الى الإسترخاء ))
بدأ بتدليك عضلات عنقها وكتفيها بلطف اولاً ثم بقوة؟ حاولت ان تنسحب
((انني بخير حقاً))
قال
((كفي عن ذلك دعيني اقوم بذلك.))






استسلمت لخدماته بتنهيدة عميقة . كانت لمسته سحرية, حميمة,وموضوعية بطريقة غريبة.لكن كانت حركاته العنيفة تزيد من التشنج والتوتر في كل مكان من جسمها. كيف بإستطاعتها ذلك, وها هي تتجاوب وتنتعش مرة ثانية تحت لمسته , شعرت بأصابعه تنزلق ببطء على كتفيها.
((كلا))
حاولت ان تبعد يديه.
قال
((اهدئي . ثقي بي))
تراقصت شرارة صغيرة وراء اجفانها المطبقة.
ثقي بي , هذا ما قاله , ولكن الخيانة كانت مرة ثانية تصدر من ذاتها . من الحاجة اليه.
فجأة انتهى كل شيء, توقفت يداه الدافئتين عن وخزها وتحرك بنشاط. امسك بلوح رسمها والقلم وناولهما لها
((هل نتابع؟))
حدقت فيليبا باللوحة حتى اصبحت الخطوط تتراقص امامها. كانت ترتجف لدرجة انها لم تستطع ان تمسك بالقلم , وكان فمها جافاً. كانت تلتهب وكأنها مصابة بحمى. توسع التوق الذي في داخلها الى آلم وحنين, لا يمكن إنكارهما بعد الآن .
اوقعت لوح الرسم على الأرض ووقفت, اقتربت منه , لم يتكلم آلان او يتحرك , لكنها سمعت صوت انفاسه وهو يراقبها . جثت على ركبتيها الى جانبه .
((آلان؟))كانت ترتجف
((إني أتوسل اليك))
((هل أجعلك تتوسلين الي؟))
لقد اجابت آلان على سؤاله بإستسلام تام. حملها عن الآرض وأجلسها على المنضدة .بدت عيناه واسعتين وغير واضحتين وهي تنظر اليه. كانت حواسها تضعف, وتغرق في بهجة منموجة ودافئة حملتها الى ارض الأحلام.
كانت راضيه من النتيجة ومن نفسها, لقد استسلمت له اخيراً. لكن احست بالسعادة لأول مرة. فتحت فيليبا جفنيها ووجدت نفسها مستلقية على منضدة ذهبية ,شعرت للحظة كأنها فاقدة الحس. وأنها كانت نائمة تحلم, عندما اصطدمت بالواقع ورأت حقيقة عالمها الذهبي بدأت تتذكر......
كانت شمس فترة ما بعد الظهر تتدفق من خلال نوافذ المحترف تنير كل زاوية وكل شق بضوء دافئ
كانت فيليبا ممددة على الأرض. جلست ببطء ودفعت شعرها بعيداُ عن عينيها تستوعب , تستكشف ما حولها . بدا إحساسها بالكسل يتلاشى, تساءلت اين آلان؟ ارادته بقربها عندما تسيتيقظ ارادت ذراعيه حولها. ربما اتعبته, فكرت وهي تشعر بالذنب والإبتهاج . لاتتعرف كم من الوقت مر, لم تتصور ابداً حتى في اسواء احلامها ان بإمكانها ان تصل الى هذا العمق. لا بد ان آلان قد ذهب ليجد مكاناً اكثر راحة لينام.
كان لوح الرسم مرمياُ على الأرض, التقطته فيليبا ونظرت اليه مبتسمة ؟ لن انهي هذا فكرت, سوف احفظه في مكان ما حتى يذكرني دائماً بهذا اليوم, بداية حياتي الباقية, مع آلان . حملت اللوح بين يديها , ونظرت نظرة اخيرة الى المحترف قبل ان تذهب الى الطابق الارضي.
توقعت ان تجده في الغرفة, ورائحة قهوته منتشرة في كل مكان , لكن الغرفة كانت فارغة لم يكن هناك اي صوت في البيت , في الواقع لا اثر لأية حياة .اذا لا بد ان آلان نائم.
وضعت فيليبا لوح الرسم على الآرض وصعدت ثانية .دفعت باب غرفة آلان ووقفت للحظة تحاول ان تستوعب ما رأته. كانت الغرفة مهجورة فارغة, والسرير مرتبا . امسكت مقبض الباب بطريقة المت اصابعها من كثرة الشد.
سمعت صوتها يرتجف ويقول
(( لا......ارجوك....لا))
لكن لا جدوى من الانكار. لقد ذهب آلان من دون اي شك....... كما وعدها ان يفعل, كل ما حدث بينهما , كل هذه البهجة المخفية والمربكة لم تؤثر على قراره.
نزلت السلالم وفتحت الباب بعنف, لم تجد اي اثر لسيارته , احست فجأة بدوار وهي تجثو في المدخل. بدا دفئ الشمس على وجهها . وكأنه يسخر منها الآن. ارادت ان تبكي , لكن لم تسعفها الدموع, كيف بإمكانه ان يرحب من دون ان يكلمها , حتى كلمة نعم, لقد اتفقا على الإنفصال , لكن كان ذلك من الماضي. ألم يلاحظ كم تغيرت؟ وكيف تشعر الآن؟


الحقيقة المرفوضة واجهتها ......لقد لاحظ بالتأكيد , لكنه لم يبال ... ربما هو معتاد على هذا النوع من التجاوب مع نسائه . الحب بالنسبة اليه شيء فارغ . كما أفهمها مرارا ,لقد امتلكها ,هذا كل ما في الآمر.
لقد استمتع ايضا بأنتصاره , فكرت بحزن , استمتع بإنهيارها ودمر كل مقاومتها,أحب ان اربح أخبرها بذلك ليلة البارحة , وقفت ومشت الى الطاولة ,هذا ما رأته في لوحتها لكنها لم تلاحظ من كثرة ارتباكها.لقد تلاعب بها بشكل مثير للشفقة ! امسكت اللوحة ومزقتها حتى دمرتها نهائياً ثم جمعت أجزاءها ووضعتها في الفرن وراحت تراقب والنار تلتهمها. كانت تحترق هي ايضاّ..... بتذلل وندم , ألم تنل ما يكفي من التحذيرات؟
عليها ان ترحل هي ايضاّ. لا يمكنها ان تبقى هنا في هذا البيت والذكريات تطوقها في كل مكان , عليها ان تجد بيتاً في مكان اخر. وتنظم حياتها من جديد قبل ان يعود كيفين. ستحزم حقائبها وتعد الى مونتاسكو وتركب اي قطار الى اي مكان.
عليها ان ترتب المحترف اولا ,فكرت , لا يمكنها ان تأخذ معها كل معداتها . ستبقي البعض منها هنا, حتماً سترجع يوما ما لإحضارها . اقتضى الآمر منها بعض الوقت حتى نقلت أغراض الرسم من المحترف الى الطابق الأرضي .كان المسند ثقيلاً ووجدت صعوبة في حمله,لكنها كانت مسرورة لأنه جعلها تركز على عملها وتنسى آلان قليلاً.
تركت أقمستها غير المستعملة. وضعت لوحة الرسم والطاولة في احدى الزوايا وغطتها بشرشف سميك,
كانت على وشك ان تصعد الى غرفتها وتوضب ثيابها عندما سمعت صوت سيارة. توقفت وهي تحملق في الباب المفتوح. سيارة آلان , فكرت وعضلات حلقها تتقلص على نحو مؤلم, لا يمكن ذلك , لا بد انها تهذي ,لقد ذهب آلان ولن يرجع.
راقبته مذهولة وهو يترجل من السيارة يعبر ساحة البيت الى الباب , لم تعرف سبب رجوعه ,, ولم ترد ان تعرف . لن تستطيع مواجهته ..... لا تستطيع ان ترى علامة الإنتصار في عينيهو او الشفقة. حاولت ان تغلق الباب ولكن آلان سبقها ودفع بكتفه بعنف, سألها
((هل انت مجنونة؟))
وهي تتراجع عنه بعيدا, نظر حوله ورفع حاجبيه
((لماذا كل أغراضك هنا؟))
((لأنني راحلة. وسأرسل عنواني الى محاميك بعد ان أستقر.))
ردد ورأها ببطء
((محاميك.بعد ان.......تبا عما تتحدثين؟))
رفعت ذقنها
((الطلاق.ألم نتفق على ذلك؟ لا داعي لقول المزيد. لما عدت؟))
بقي صامتا للحظة .بدا وجهه شاحبا ثم ابتسم.قال
((حسنا ,كما تريدين يا سيدة . لن أضيف شيئا. اعتقدت بأن علينا ان نودع بعضنا البعض, لكنني لن أؤخرك كثيرا.))
تجاوزته فيليبا . وصعدت السلالم الى غرفتها. فتحت الباب ووقفت . كانت الفوضى تعم الغرفة. وكأن لصا قد دخل الغرفة. ثم ووبطء ادركت سبب هذه الفوضى.
صدمت لآن ما رأته كان ملابس آلان. جالت بنظرها على قمصانه وكنزاته وحقيبته الجلدية وكل أغراضه المبعثرة على السرير.
سمعت خطواته , واستدارت ببطء. كان وجهه خاليا من اي تعبير , قال بإتزان
((إني آسف , لقد تصرفت بوقاحة, ربما من الأفضل ان احزم أغراضي اولا.))
كان يهم بالمرور أمامها, فأمسكت فيليبا بذراعه. سألت بصوت أجش
((لماذا وضعت أغراضك في غرفتي؟))
((هل انت بحاجة الى هذا السؤال حقا؟))
ثم أضاف بصوت قاس
((لانني فكرت...... وتمنيت ان أنام هنا اخيرا,))
ضحك
((كم كنت غبيا! ألم تعن لك شيئا هذه الآمور التي تشاركناها منذ ساعة او ساعتين؟))
ابعد يها عن كتفه
((((لا تلمسيني.))
((آلان ,لا , أصغ الي))
امسكت قميصه
((لقد اعتقدت انك رحلت وانك هجرتني الى الآبد . قلت انك ستفعل ذلك بعد ان تنتهي من تصليح السيارة, لم أرك عندما استيقظت ولم أبحث هنا, لم أعتقد...........))
أخذت نفسا عميقا
((كنت تعيسة جدا .أردت الموت . ولهذا كنت راحلة لاأنني لا أتحمل ان ابقى هنا بمفردي))
بدا آلان غير مصدق, لكنه لم يبعدها.
((اتركك؟ هل حقا تعتقدين ذلك؟ ))
هز رأسه
(( لا يا حبيبتي, لم أنو ذلك ابدا على الرغم مما قلته , حتى من تدخل السيد ثييري , كنت سأجد عذرا ما لآبقى وأحقق ما جئت من أجله.))
همست
((ما هو؟))
ابتسم
((انت يا زوجتي الصغيرة, جسدك,قلبك وعقلك العنيد .))
امسك يديها ولاحظ أنهما يرتجفان , وتابع
((فيليبا لا تتظاهري بعد اليوم, انت تعرفين انني احبك. هل تبقين هنا معي ونمضي شهر عسل من جديد؟ونبدأ زواجنا على اساسا الحب والصدق؟))
((الأن انت الذي يتظاهر انت الذي لا يريدني. بل تريد البارونة . انا لا استطيع التحمل مهما كنت احبك. هذا كثير علي.))
قال بلطف,
((لم اكن ابدا مهتما بماري لور, عندما التقيتها اول مرة وجدتها مغرية.كانت تجربة مثيرة, هذا كل ما في الآمر.))
همست
((كيف يمكنك ان تقول ذلك؟ لقد رأيتكما معا في الحفلة,على الشرفة, انت تعلم ذلك. كنت تعانقها......))
((كلا))
عانقها وداعب شعرها .
((لقد انتهى كل شيء بيننا منذ زمن طويل, هي التي لحقت بي ورمت بنفسها علي . وفي تلك اللحظة عرفت......))
قالت بصوت ينم عن تهديد
((عرفت ماذا؟))
قال عابسا
((أنها استؤجرت مثل صديقك فابريس من قبل عمي.))
نظر الى عينيها وهز رأسه
((انت تجدين الآمر صعب التصديق.وأنا كذلك........ في البداية, التقيت بتلك الملاأة مصادفة. أوضحت لي انها تريدني . وأنا صدقت كل ما تريدني هي ان أصدقه))
ابتسم بسخرية
((أصابتني الصدمة عندما انتشرت الفضيحة, لم أكن الرجل الأول في حياتها, كان كل شيء مرتباً بطريقة ما. قمت ببعض التحريات واكتشفت انها كانت غارقة في الديون, كان البارون رجلاً غنياً. لكنه لم يكن رجلاً كريماً, وكانت هي تحب المغامرة . كانت السلاح المثالي لعمي. ولذلك انهيت علاقتي بها.....))
توقف قليلاً ثم استطرد
(( كان لدي بالطبع العذر المثالي , كنت عازماً على الزواج.))
((فهمت
((كلا , لم تفهمي! ابداً يا زوجتي, ))
داعب وجهها بيده.
((أوقفت كل علاقاتي منذ تلك الليلة في لاودن حيث رأيتك لأول مرة. ألم تعرفي ذلك؟))
((وكيف لي ان اعرف؟ لم أكن جميلة , ولم أكن انتمي لعالمك.....))
سألها بنعومة
((لستِ جميلة؟ انتِ لا ترين جيداً بالنسبة لفنانة ,وما يعرف العالم الذي أنتمي اليه عن إخلاصك وحيبك؟ وجدت نفسي أفكر الليلة انك لا تهتمين سوى بوالدك او انكِ ستفكرين يوماً ما بي, لم أكن أصدق ما يحدث لي. عندما كنت بالفندق, كنت حائراً اسأل نفسي , ماذا علي ان أفعل إذا لم تأتي إلي, مع انني كنت اعرف انني سألاحقك اينما ذهبتِ))
نظرت الى عينيه , رأت ألمهما وترددها منعكسين فيهما
(( آلان.....))
عندما رفع رأسه التمعت عيناه
(( قولي بأنك تحبينني. قولي ذلك حتى تصبحي زوجتي بصدق هذه المرة. قولي بأنك لن تتركيني ابدا مرة ثانية.))
احتجت
((انت الذي كنت دائما ترحل. كنت دائما بمفردي في باريس . وتلك الليالي التي كنت تغيب فيها عن الشقة.....))
((هل اعتقدت انني كنت سأتحمل البقاء معك, أراقب كرهك لي ونفورك مني كلما حاولت التقرب منك؟ لم ارد لومك على ذلك. كنت انوي ان انتظر وأصبر. لكنني تصرفت كالوحش.))
تأوه وأضاف
((لم أتجرأ على لمسك في لندن حتى لا أخيفك, ولكنني نسيت كل شيء في ليلة زواجنا بعد ان أصبحت ملكي. كنت أريدك بجنون , وكنت متأكد من انني سأستطيع ان اجعلك تريدنني. بعد ذلك , كرهت نفسي , لم أنم طوال تلك الليلة. لم تفارق عيناك المجروحتين خيالي ولم أفكر سوى انني حطمت كل شيء بيننا الى الأبد. كنت انام في الشركة. كان علي ان أبقى بعيدا لانني لا اثق بنفسي . لكن كانت هناك أوقات احتجت فيها للمزيد وكنت خائفا من ان اصدمك او اشعرك بالإشمئزاز أو ازيد الحواجز التي بيننا ))
((اعتقدت انك مع ماري لور, انت أوحيت لي بذلك.))
(( حسنا , تساءلت اذا كان موقفي سيشعرك بالغيرة, وخاصة بعد ان لمست بعض الإهتمام , كان املي الوحيد, قلت لنفسي .إذا كنت فعلا لا تبالين كما أوضحت, عندئذٍ فلن تؤثر علاقتي عليكِ. قررت ان أضللك قليلاً , طبعا بمساعدة ماري لور, أعني بمحاولاتها لإسترجاعي .))
احنى رأسه وقبلها بلطف
((هل بإمكانك ان تسامحيني؟ لقد نلت عقابي إذا كنت قد جرحتك عندما فكرت بأنك واقعة في حب فابريس . عرفت معنى الغيرة الحقيقية ولاحظت ان استعمالي لماري لور كطعم أوقعني في فخ.أصررت على التحرر مني حتى أتزوجها . وعندما حاولت ان أفسر لكِ وأخبرك بالحقيقة رفضت سماعي.))
((اعتقدت ان هذه رغبتك , الزواج من المرأة التي تحبها.))
((كنت أقصدك . أردت ان يكون زواجنا صادقاً وأن نمضي بقية حياتنا معاً على امل ان تقعي في حبي يوما ما .))
تنهد
((اعتقدت اننا لو انجبنا اولاداً واهتتمت بهم كنتِ ستحبين في اخر الآمر والدهم كنت يائساً جداً))
اعترفت بصوت خفيض
((انا كنت يائسة ايضا ولذلك هربت, عندما فكرت اليوم بأنك هجرتني , أردت الموت.))
قال
(( كنت غارقة في النوم ولم اشأ إزعاجك , فكرت في إنهاء مهمتي قبل ان تلاحظي غيابي))
تابع على نحو مقتضب
(( اتصلت بباريس وأعلمت زملائي بأنني سأذهب في رحلة شهر عسل جديدة, ولا اريد ان يزعجني احد. احضرت بعض الطعام ايضا . علي ان احافظ على قوتي انت تفهمين.))
نظرت اليه بعبث
((حقا.))
((سيكون عملي كعارض صعبا للغاية, خصوصا اذا كنت مجبرا على إقامة علاقة مع فنانة.))
((آه))
وضعت يدها على فمها
((لقد تذكرت...... لقد مزقتها...... صورتك الجديدة))
((سأتيح لك فرصا اخرى , اذا شئت ))
طبع قبلة على انفها
(( لا أنوي الإبتعاد عنك هذا الاسبوع))
((فقط؟))
((لا , سنسافر الى الولايات المتحدة لإحضار والدك وسيبقى معنا في فونتانبلو.))
((اتمنى ان لا يصدمه خبر زواجي))
بدت قلقة
((سيسامحنا عندما يرى سعادتنا))
((هل سنكون سعيدين؟))
((كثيرا.))
وعانقها.
((ليس علينا سوى ان نأكل ونشرب, ونستمتع بأشعة الشمس وببعضنا البعض.))
ذكرته بإبتسامة
((علي ان ارسم ايضا. سوف أنقل أغراضي الى المحترف مجددا.))
((لاحقا))
امسك يدها وتابع
((بعد ليلة زواجنا))
قالت
((لكنها انتهت منذ عصور))
((خلاف ذلك, ستبدأ الأن, وستستمر الى الآبد, هل انت موافقة؟))
((نعم يا حبيبي))
نظرت فيليبا الى عيني زوجها بمحبة وثقة.





تـــــــــــــــــــــمــــــــــــــــــــــــــــــــــت

momak 16-02-09 06:32 PM

جزاك الله الف خير بارك الله فيك ورحم الله والديك, يعطيك الف عافيه

Miss Cati 19-02-09 04:30 PM

شكرااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااا

ملووكه 22-02-09 03:09 PM

(( ماذا عن آخر جلسة؟ هل تريدينني ان اخلع قميصي؟))
تنهدت فيليبا. بدا صوته عاليا في هذا المحترف الهادئ
حاولت ان تبتسم
(( انت...... انت لا تعني ذلك بالتأكيد؟))
((ولم لا؟ستكون تجربة جديدة لي..... كما لمعظم الرجال..... عندما أخلع قميصي لإمرأة ليست مهتمة سوى بتركيب الضوء والظلمة والمسطحات والزوايا))
نظر اليها نظرة ساخرة
((أليس كذلك يا حياتي؟))
((حسناً.. أجل. بالتأكيد.......))
كان قلبها يخفق بجنون
((إذاً لماذا لا تطلبين مني ذلك؟))
توقف لبرهة
(( او انكِ لا تجدينني ممتعاً بشكل كاف؟ ربما تشعرين انكِ تعرفيننني جيداً؟))



رهيييييييييييييييييييييبه تسلم الأيادي يألبي

وهالمقطع عجبني

هههههههههههههههه

:p

يعطيك ربي ملين عافيه

ايدن 14-04-09 01:10 PM

مشكورررررررررررررررررررررررين على الرواية الرائعه

بدر الزمان 18-04-09 09:48 PM

الرواية حلوة

يسلموووووو

اسماء88 02-05-09 10:36 PM

بارك الله فيك , يعطيك الف عافيه على ال:f63::f63::f63:رواية الرائعة عن جد تسلم ايدك:55::55::55::55::55:

الجنية السمراء 04-05-09 04:43 PM

كالعادة تمارا تألق دائم ومستمر

الله يعطيكي العافية يا عسل


http://sl.glitter-graphics.net/pub/9...r4vq237ph4.gif

meenaa2 05-05-09 09:15 AM

يسلمووو ياغالية روووعة

جيجى22 06-05-09 03:19 AM

تسلم ايدكو يعطيكى العافية

بنيتي بنيه 06-05-09 05:11 AM

:flowers2:تسلمين عزيزتي علي ها الروايه الجميله:f63:

وردة الزيزفون 06-07-09 02:08 AM

رواية جميلة تسلم ايدك

raseel 22-09-09 09:37 AM



thanx dear tmara

زهرة الماس 28-11-09 08:13 PM

يسلمووووووووووووووووووووووو000000000تحياتي لكي

قماري طيبة 29-12-09 06:05 PM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

sadeka 22-06-10 02:50 PM

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

nounoucat 26-07-10 05:03 PM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

فرفوشة 04-08-10 02:50 AM

شكراا علي الرواية بجد رواية جميلة و ممتعة

بنوتهـ عسل 05-08-10 02:42 AM

تسلمي حبيبتي ،،

يعطيك العافية ،،

الجبل الاخضر 05-08-10 09:20 AM

:8_4_134::55:[SIZE="6"]اهلاوسهلا وينك يحلوه لك وحشه وجد افتقدك وتسلمين الروايه ممتازه وننظر جديدك[/SIZE:55:

احلى البنات سكر نبات 05-08-10 11:26 AM

يسلمووووووو

سماري كول 12-09-10 04:51 AM

تسلمين ع الروايه كانت روعه
تقبلي مروري:lol:

elyess 14-09-10 05:25 PM

inaha jamila jida basida raiere mo3akada wa ahedate by monetaha rawe3a fy basata al kamale

بحيرة الدموع 30-09-10 08:48 AM

شكرااااااااااااااااااااااااااااااااا

رهوفه المعروفه 13-11-10 06:26 PM

شكرال على الرواية بس كنت ابغى اسالك عن رواية عبير االعروس الاسيرة

فجر الكون 14-11-10 11:13 AM

تسلم الايادي ,,,

هدىgb 28-11-10 03:04 AM

وااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ااااااو

روايه اكثر من رائعه

يسلموووووووووووو على الطرح الرائع

جود المحبه 28-11-10 04:07 AM

:flowers2:

wedad r 28-08-11 10:21 AM

حلوووووووووه جدا

يوسف11 01-09-11 06:15 AM

تسلم ايدك روعةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةة

ندى ندى 27-09-11 10:31 PM

روووووووووووووووووعه

ساحرات 22-04-12 11:15 AM

شكرا لكى على الرواية الجميلةه

سومه كاتمة الاسرار 25-04-12 09:32 PM

القصه جميله جداااااا سلمت الايادى ياعسل
:8_4_134:

زهرة البحر 23-02-15 01:22 PM

روووووووووًًوعة

صباح مصطفي 27-02-15 10:52 PM

الرواية كتير حلوة وممتعة لغاية
‏ بدي باقي الرواية تظهر عندي‎ ‎

حنان محمد ابراهيم 28-02-15 06:00 AM

رد: 1179 - لا أثق بك - سارة كريفن - دار النحاس ( كاملة )
 
الرواية روووووووعة شكرا لك

نورالايمان 03-03-15 03:19 PM

رووووعه الروايه واختيار موفق

الموسوية 02-08-19 06:02 PM

روعة تسلم الايادي على هذا العمل الرائع

Moubel 14-11-21 10:51 PM

رد: 1179 - لا أثق بك - سارة كريفن - دار النحاس ( كاملة )
 
أظن الرواية مكرره لأني قرأتها هنا في ليلاس بإسم آخر

هتونا 30-07-22 12:56 AM

رد: 1179 - لا أثق بك - سارة كريفن - دار النحاس ( كاملة )
 
حلوة احلا تحية واحلا شكر


الساعة الآن 05:37 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية