الجوهرة
الجوهرة كان معلقا بريح الحزن ، مبرقش الجبين ، مترعا بنزف الوقت ، حين حطت بوجد ضميره ، فاهتز ، ولمها بين أصابعه المرفرفة بالحنين ! داعب تكورها ، أدناها من ثغره ، قبلها ؛ فاشتعلت فى راحتيه ، أنارت الحزن حد الدموع ؛ لينسل مقهورا من فيضها ! بأظافره و أسنانه ، وجبينه كان يجليها ، وبدأب عجيب ، ربما صدرت منها آهة ما ، كان يدرى أن قشرة عازلة ، تحجب نهرا من ألوان الطيف ! طغى نور ، تمدد ، واتسعت رقعته ؛ حتى نفذ عبر مسام جلده .. تلبسه نورها ، كساه تماما ! من خلالها كان يرى العالم كزيوس ، تماما كأنه هو .. عيناه التي ترى ، قلبه الخافق ، وروحه المحلقة ..وحين تخلد لنفسها يعمى الكون ، فيتخبط هو ، فى فحم الرماد .. خلقته نورا ، وخلقها نورا ، فتجسدت بيضة الوجود حكاية وقصة ، هى أو هو صانعها ! فجأة هب مارد ، ألقى بإعصار موت ، كأنه أرادها ، حملها ، وطيرها في بحور العالم السبع ، و رمى غمامة على منافذ الوصول ! أطلق هوجه للريح ، صارخا يناديها . تابعت تحليقه ذرات التسابيح ، بكته الأسماك فى البحار ، و الطيور على الشجر ، و الزواحف فى أوكارها .. كلها تناديها .. تبكيها ، فى مشهد يلين له قلب صوان الحجر ، وحبائل المقدور! تخلى عن جسده ، رماه ، هامت روحه ، وقشرت فستق الوحشة ، تصاعدت فأدركت بؤرة كسدرة ، هتفت :" أعد لى عينيي .. أعد لى ...........". نحته التسنى منها ، فهوم حنونا ، وربت عليها :" لم تكن عينيك ؛ خلقت لتنير الدنيا ، قفر العالم .. كنت قيدا .. نيرا قاسيا ؛ فدعيها تشع .. دعيها ؛ وإلا لن ترى سوى حجيمك أنتِ ". خلفها ، ومضى .. تصدعت ، ما استوعبت بعد ، انهارت ، خاتلتها الرياح ، سحبتها بعيدا ، ألقت بها عند مرابط جسدها ، فأبت الالتحام به .. تمنعت ، انتبذت لها مكانا قاصيا ، وكلما حن جسدها إليها ، غاضبته ، وأمعنت في البكاء والرحيل ، فأصابها العمى !! بعد وقت ونيف ، مرت قافلة بها ، كان غناء يعلو .. يعانق تخوم السماء ، كان جميلا كأنه لملائكة ، وريحه تداعب قطرات الندى على عينيها .. ففزعت من حزنها ، ترقب ما استجد ، و تترنم برغمها ، فأشرق الوجه الذابل ، وتهلل ، شم رائحتها .. نفاذة حملتها ، فأدركت القافلة !! كانت فى ننى قلب الغناء ، فغزت رائحتها عينيها ، كرداء شفيف حط عليها ، بروحها هى ، تعود للعينين الحياة ، داعبتها ، فركت الغموض فى بؤبؤها ، فانبرى لها غيط ياسمين ! طرق الرضى صدفتها ، قشرها ، حميما تسرب ، ملأها . انحدرت لؤلؤتان من عينيها ، تهدج الصدر قليلا ، تراخى . نعست بين عبق تحبه . دنا جسدها بحذر ، عانقها مرتبا ، أفاقت ، أطلت بسمتها ، وعانقته ، بثت فيه رضاها ، وهى تردد بقناعة غريبة :" لتكن جوهرتك دوما ، تنيرك ؛ تمتلكها حلما ، ولتكن هي حيث يشع نورها نهرا .. يضيء ألف ألف نجمة على الأرض ! ". وسافر فى سحرها بين بكاء وتنهيدة ذكرى ، بين رضى وشطط ، وحين كان يرى نورا يصدح ، أبصرها قريبة ، وهاجمته أنفاسها ، فتتهدج روحه ، وتحلق مفعمة بندى الحلم الأخضر !! |
× ربيع عقب الباب × . . ×× لايسعني سوى الإعجاب بما نثرته من روائع بيننا×× ×سيدي قلمك فاق حدود إعجابي كثيراً × فلك كل الود والتقدير.. |
كنت هنا الجوهرة استاذي الكريم
جزاك الله الف خير شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . |
اقتباس:
سررت كثيرا تقبلى خالص تحياتى و احترامى |
اقتباس:
لتظل فى بهائها ، و ما أخفيته ربما وصل بها لحد الزيف نعم .. و لكن لا يهم بل أنت الجوهرة سيدتى إذ قرأتنى هنا تحيتى و تقديرى |
الساعة الآن 07:35 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية