منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   سلاسل روايات مصرية للجيب (https://www.liilas.com/vb3/f207/)
-   -   هذا الجدار .... رائعة د/أحمد خالد توفيق ... (https://www.liilas.com/vb3/t104719.html)

eng.eses 10-02-09 09:55 PM

هذا الجدار .... رائعة د/أحمد خالد توفيق ...
 
بسم الله الرحمن الرحيم ،،،،،


لقائنا اليوم مع رواية جديدة للكاتب المبدع ..د / أحمد خالد توفيق ...



مقدمة ............


" ............مجموعة صورك طيلة مشوار حياتك .. نحو خمسة صناديق مليئة بالصور.. هذه لا تريدها لكنك كذلك لا تطيق أن تحرقها. هكذا قررت أن تضع كل هذه الأشياء في هذا المخزن، وبنيت ذلك الجدار.. كانت شروطك واضحة هي أنك ستعطيني الشقة بسعر لا يصدق.. شقة فاخرة كهذه في حي راق كهذا بهذا السعر؟.. فقط هناك هذا التعهد الشرفي بعدم إجراء أي تغييرات.

طبعًا هذا يتضمن عدم هدم الجدار.. لكن لم هذا الإصرار الغريب؟

المخلص محمود



يا ترى ماهو السر الخفى وراء الجدار؟ .... ماالذى يخفيه رجل عن أخاه وراء الجدار ؟ ....



حسنا ........... تريد أن تعرف أكثر ..............إذن فلتنظر معنا خلف ....



"هذا الجدار"

eng.eses 10-02-09 09:58 PM

الفصل الأول ...



عزيزي عصام:

كيف حالك وكيف الحياة في (ولنجتون) عاصمة نيوزيلندا؟.. أعتقد أنك نسيت كل شيء عن مصر منذ فترة.. لا ألومك كثيرًا فقد عانيت كثيرًا في الأعوام الأخيرة حتى إنك صرت تشتهي الفرار اشتهاءً.. لكن الوطن لفظة معقدة كثيفة، تشتمل على الأرض ورائحة الجو والبشر والسماء و.. و.. و.. لكل وطن نجوم خاصة به.. لكل وطن رائحة ليل خاصة به.. لا تقل إنك تعبت من كل شيء في مصر.. لا تقل إنك تعبت مني مثلاً..

يعزينا عن فراقك أننا نقيم في شقتك بالعجوزة.. على الأقل هي تحمل رائحتك ولمساتك في كل شيء.. إنها الشقة التي عشت فيها أعوامًا طويلة وحدك، وهي الشقة التي أثارت خيال الكثيرين، حتى راحوا يتهمونك بأشياء كثيرة ناسين أنك مجرد أستاذ جامعي غريب الأطوار.. لست سفاحًا ولا ماجنًا ولا غارقًا في الفساد.. مجرد علامة استفهام آدمية أخرى، والبشر يمقتون علامات الاستفهام.. تذكر عندما رأينا تلك الحشرة الغريبة في شرفة دارك.. لم نتردد ونزع كل منا حذاءه واندفعنا نسحقها.. نحيلها غبارًا تناثر في الريح..

هل كانت تلك الحشرة ضارة؟.. هل كانت سامة؟.. بالطبع لم نعرف وعلى الأرجح كانت حشرة بريئة، لكنها غامضة.. كانت علامة استفهام لذا كرهناها.. ولذا سحقناها..

هكذا أنت.. شخص غريب الأطوار لابد أن يعتبره الناس عدوًا مخيفًا...

في النهاية سئمت أنت كل شيء وقررت الفرار.. حصلت على تأشيرة للهجرة إلى ذلك البلد البعيد النائي (نيوزيلندا).. لا أحد يعرف عنه إلا أن فيلم (سيد الخواتم) وحلقات (زينا) صوروا هناك.. من الواضح أنك لن تعود أبدًا..

على كل حال أنا وزوجتي أحببنا شقتك فعلاً.. إنها جميلة بحق وتنم عن ذوق راق. مكتبتك ما زالت هنا وكذا معظم قطع الأثاث.. أنت لم تتزوج لهذا توقعنا أن نجد شقتك مقلب قمامة أو ساحة حرب، لكنك منظم تهوى النظافة بشكل مرضيّ..


لم نحدث أي تغييرات كما تعلم لكن ذلك الجدار. ذلك الجدار الذي بنيته أنت والذي يقسم غرفة الصالون إلى نصفين.. هذا الجدار بصراحة يضيق علينا الغرفة كثيرًا.. كان طول الغرفة أربعة أمتار، فجعلها الجدار مترًا ونصف المتر.. كما أنك جعلت الجزء المعزول من الغرفة بلا أبواب ولا طريقة للدخول له. باختصار أنت جعلت الجدار مزدوجًا..

هذا بيتك وأنت حر، لكن من حقي بعد أن صرت أعيش هنا وبعد ما صارت الشقة لي بعقد تمليك أن أفهم لماذا تصر على هذا الجدار. عندما سألتك عنه قلت لي إنك جمعت وراءه كل ما تملك من مهملات لا تريد أن تراها ولا تجرؤ على التخلص منها.. مثلاً مهدك وأنت طفل رضيع.. هذا شيء لا تريده ولن تستعمله أبدًا لكنك كذلك لا تطيق أن تلقي به في مقلب قمامة، أو تبيعه لبائع روبابكيا وغد يستعمله كمبصقة..

مثلاً مجموعة صورك طيلة مشوار حياتك .. نحو خمسة صناديق مليئة بالصور.. هذه لا تريدها لكنك كذلك لا تطيق أن تحرقها. هكذا قررت أن تضع كل هذه الأشياء في هذا المخزن، وبنيت ذلك الجدار.. كانت شروطك واضحة هي أنك ستعطيني الشقة بسعر لا يصدق.. شقة فاخرة كهذه في حي راق كهذا بهذا السعر؟.. فقط هناك هذا التعهد الشرفي بعدم إجراء أي تغييرات.

طبعًا هذا يتضمن عدم هدم الجدار.. لكن لم هذا الإصرار الغريب؟

المخلص محمود






يتبع

jen 10-02-09 10:47 PM

رائعة جدااااااااااا
وطبعا كالعادة سمة الغموض والسخرية اللاذعة فى القصة
تجذب رائحتها كل القراء
اللهم اطال عمرك يا د.احمد لتظل تمتعنا دوما
واطال عمرك يا اسلام لتنقل لنا هذا المزيج الرائع من الابداع والمتعة
ثانكس يا اسلام
ومنتظرين القادم بشوق شديييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييد
لا تتأخر بليز

ابوسلمىوبس 11-02-09 07:36 PM

الله عليك يا اسلام بجد

القصه روووووووووووووعه بجد

بدايتها تحفه

و شكلها هتبقى من روائع المبدع دوما احمد خالد توفيق

و اذا تسمح لى الاستاذه جين
استعير تعبيرها لانه بجد عجبنى جدااااااااااا


سمة الغموض والسخرية اللاذعة فى القصة
تجذب رائحتها كل القراء


الشكر موصول ليك استاذ اسلام

و ارجوك ارجوك لا تتأخر علينا بباقى الاجزاء ان شاء الله

تسلم الايادى

تقبل منى كل التحيه و التقدير لمجهودك المميز بالمنتدى

محمد

eng.eses 11-02-09 10:51 PM

الفصل الثانى ....



عزيزي عصام:

كما قلت، كان من الواضح أنك راغب في عدم هدم الجدار.. أفهم هذا والله العظيم لكن زوجتي لا تفهمه.. بعد أيام من الحياة في الشقة قالت لي:

ـ"كيف نستغني عن ثلثي حجرة الصالون بهذه البساطة؟"
ـ"لأننا أخذنا الشقة بهذا الشرط.. هناك من يلعبون الشطرنج فإذا خسروا اكتشفوا أن اللعبة سخيفة ومملة ومضيعة للوقت.. نحن لن نكون كهؤلاء.."

هكذا صمتتْ.. بعد أيام عادت تطلب مرة أخرى..

أنت تعرف قصة (ذو اللحية الزرقاء).. إنها تعبر بدقة عن فضول الأنثى.. زوجة ذي اللحية الزرقاء منحها زوجها قصرًا به 99 غرفة، لكنه اشترط ألاّ تفتح الغرفة المائة.. النتيجة هي أنها لم تعد تطيق الحياة، ولم تعد ترى في الكون كله إلا تلك الغرفة المائة.. ثم فتحت تلك الغرفة.. حسن.. أنت تعرف باقي القصة، وإن القلم ليسقط من يدي رعبًا.. لا داعي لهذه الخواطر، لكن قل هذا لزوجتي بالله عليك..

مشكلة الزواج بالنسبة لشخصية كشخصيتي هي أن طلقاتك لا تصل لهدفها أبدًا.. هناك من يلوي معصمك في آخر لحظة، أو يضع حاجزًا أمامك أو يغطي عينك.. وأنا اعتدت أن أريد الشيء فيحدث..



منذ أسبوع جاءت زوجتي مكتئبة وقالت لي:

ـ"هناك روائح غريبة آتية من خلف هذا الجدار.. فلتقطع ذراعي إن لم يكن صاحبك نسي قطة ميتة هناك!"
ـ"لا أدري لِم تخاطرين بذراعك يا عزيزتي.. إن بتر ذراعك لن يجعلك أجمل، فأنت – عدم المؤاخذة – لا تشبهين فينوس ميلو في شيء.. إن ما تقولين مستحيل.."

السبب هو أن الجدار مبني بالقرميد وهناك طبقة ملاط سميكة، مع طبقة دهان.. حتى لو كان الجيش الإسرائيلي كله ميتًا بالداخل فلن تتسرب رائحته. ثم إننا نتحدث عن عدة أشهر.. هذه هي الفترة التي تنتهي فيها البكتريا من مهمتها المقززة التي تقوم بها ببسالة وبلا اشمئزاز: إعادة النتروجين للتربة من جديد. أي أن أية جثة تتحول بعد هذه الفترة إلى عظام صقيلة نظيفة رائعة الجمال عديمة الرائحة..

قالت لي زوجتي في إلحاح:

ـ"لم لا نجلب أحد العمال ليحدث فجوة في هذا الجدار لنرى؟"

قلت في حزم:

ـ"لأننا وعدنا صديقي المسافر أولاً، ولأنني أعرف ما سيحدث.. سوف تصنعين الفجوة وتطلبين توسيعها.. ثم ترين أنه لا داعي لسدها من جديد.. تعالَ نوسعها أكثر.. وفي النهاية نجد أنك أزلت الجدار فعلاً برغم إرادتي، وأنني للمرة الألف لعبت دور الطفل الأبله.. لا.. أنا أرفض بعنف"


على كل حال رحت أتشمم رائحة الجدار بعناية.. للنسوة حواس أكثر حدة من حواس الرجال هذا أكيد.. لكن لا رائحة لشيء ميت.. لو شئت الدقة لقلت إنها رائحة حساء الفاصوليا.. هذا لا يثير القلق..

أنت تعرف النساء يا صديقي.. زوجتي تنهض في منتصف الليل صارخة غارقة في العرق... زوجتي تخشى الاقتراب من الجدار ليلاً...

لقد جعل هذا الجدار حياتي جحيمًا بالفعل..

أمس قالت لي في قلق:
ـ"فلتقطع ذراعي إن لم يكن هناك شيء حبيس بالداخل.. هناك صوت خدوش على الجدار من الداخل.. أنا متيقنة من ذلك.. ثمة شيء يحاول الخروج..!!"

المخلص محمود



يتبع

eng.eses 11-02-09 10:54 PM

ألف ألف شكر ليكى يا جين انتى وأستاذ محمد على الثناء الجميل ده اللى أعتقد انى أنا مستحقوش قد ما يستحقه الدكتور أحمد خالد .....

حقيقى مش عارف أقولكم إيه ...لذا سأكتفى بكلمة واحدة ....شكرا لكم جميعا ...

وفى رعاية الله ....

دمتم بخير ....

jen 11-02-09 11:00 PM

ياااااااااااااااااااااااااه
غامضة ومشوقة وممتعة بشكل

شكرا يا اسلام

ننتظرك بالفصل الثالث

ابوسلمىوبس 12-02-09 10:10 AM

الاستاذ اسلاااااااااااام

القصه رووووووووووووووووعه و مشوقه فعلا الى اقصى حد

تذكرنى كثيرا بروايات ما وراء الطبيعه فى غموضها الممتع المشوق

تسلم ايدك

و فى انتظار الفصل الثالث

لا تتأخر علينا .. رجاءا

تسلم الايادى استاذ اسلااام

تقبل تحياتى و تقديرى لمجهودك المميز

محمد

Lobna8 12-02-09 08:04 PM

شكرا جزيلا علي القصة
شكلها يوحي بالغموض فعلا
ومنتظربن الباقي

eng.eses 13-02-09 07:51 PM

الفصل الثالث



عزيزي عصام:

كيف يظل شيء حياً كل هذه الأشهر؟.. لا يوجد مدخل لهذه الغرفة المغلقة.. إن جدار البناية نفسه يحدها من الخلف، لكن من الوارد أن يلعب الصوت بعض الألعاب الغامضة.. أحياناً في منتصف الليل كان الجيران يخرجون لنا من بالوعة المطبخ، وكنت أسمع مدام (عواطف) تتشاجر مع أستاذ (مصطفى)؛ لأنه لا يبدل جواربه إلا كل أسبوع.. ربما هم يخدشون جدران غرفتهم الآن..

قالت زوجتي في إصرار:
ـ "فلنهدم الجدار"...
- "لا"..

تلحُّ بشدة حتى تذكرت تلك الأسطورة التركية الشعبية عندما يردد الناس: "حطم الصخرة يا "فرهاد".. حطم الصخرة يا فرهاد"، والبطل يقول: "سأحطمها.. من أجلكم سأحطمها".. زوجتي كانت تردد: "اهدم الجدار يا محمود.. اهدم الجدار يا محمود".. وأنا على وشك أن أقول: "سأطلّقها.. من أجلكم سأطلّقها".

سوف أعترف لك بشيء...
أنا نفسي أخاف هذا الجدار.. لقد كنت أقف جواره ذات يوم، فسمعت حفيفًا.. كأن هناك ثوبًا يحتكّ به من الجانب الآخر... وقف شعر رأسي رعبًا ورحت أتنصت..
يخيل لي أنني سمعت طرفًا من محادثة، لكن بصراحة لم أتبين أي مقطع سوى كلمة (لا يُطاق).. من جديد ألقي باللوم على ألعاب الصوت..

قمت بالطرق عدة مرات على الجدار فلا صوت سوى: تونك.. تونك.. تونك.. ما وراء الجدار أجوف فعلاً... لكن كيف تتحمل أن توجد في شقتك الخاصة غرفة لم تدخلها قط؟.. أحيانًا أشعر أن هذا الشرط اختبار منك لفضولنا.. هذا اختبار يفوق الطبيعة البشرية، وفي النهاية سوف تعود من مخبئك الخفي وتمنحنا زكيبة من الدنانير مكافأة لنا على أمانتنا.. صباح اليوم حدث شيء غريب..

لقد وجدت زوجتي جاثية هناك جوار الجدار فلما رأتني ارتجفت وبدأت تشهق وتصرخ، واكتشفت أنها تحمل مثقابًا تريد أن تصنع به ثغرة في الجدار.. تريد أن ترى.. وكيف ترى من دون ضوء؟.. هل تنوي إدخال منظار ليفي ضوئي من الفتحة كما يفعلون مع مقابر الفراعنة؟.. لكنها أشارت في ثقة إلى مفتاح ضوئي صغير على الجدار الأيمن. قالت: إن هذا المفتاح كان يضيء مصباحًا ما بهذا النصف من الغرفة قبل أن ينفصل. ربما ما زال المصباح سليمًا ويمكن أن يضيء لنا هذا القبر المغلق.. أضاءت المصباح فخيل لي أنني سمعت صرخة!...

هناك كائن بالداخل لا يطيق النور!.. أم أنني أهلوس؟.. أمرتها أن تطفئ النور حالاً فقد تكون هناك أسلاك كهربية عارية.. شرارة وكومة من الورق.. ربما لا يوجد أكسجين يسمح بالاحتراق بالداخل لكني لن أجازف...

الحق أنني أزداد عصبية وتوترًا بسبب هذا الجدار الكريه.. لا أعرف إن كانت عصبيتي الخاصة أم هي عدوى من زوجتي، لكن المصاب بالدرن لا يتساءل كثيرًا عن مصدر العدوى وإنما يطلب العلاج.. وعلاجي عندك بلا شك..

ما الذي يوجد في تلك الغرفة يا (عصام)؟

لا أتكلم عن الصور والمهد وذكريات الطفولة.. أتكلم عما هو موجود حقًا..
أرجوك أن ترد.. أشعر أنني أكلِّم نفسي.. هل ما زلت حيًا أم أن قبائل الماوري قامت بطهيك تحت التربة والتهمتك في احتفالها السنوي؟

لو حدث هذا فهو شيء مؤسف، لكن أتمنى أن أعرفه لو حدث؛ لأن هذا يحررني من قسمي.. يومها سوف أزيل هذا الجدار وأعرف الحقيقة.. سوف يتسرب نور الشمس والهواء إلى هذه الظلمة الملغزة الرطبة، ولسوف نشفى من تساؤلنا عما ينتظرنا خلف الجدار.

أرجوك أن ترد يا (عصام)....

المخلص محمود


eng.eses 13-02-09 07:55 PM

الفصل الأخير



عزيزي أستاذ "عصام":

للمرة الأولى أكتب لك.. أنا مدام "ثريا القماش" التي بِعت لها تلك الشقة بالعجوزة..

أعتذر إن كنت أسبب لك أي إزعاج، لكن بصراحة لم أعد أطيق ترك ذلك الجدار الذي بنيته أنت في غرفة الصالون.. لقد كان طول الغرفة أربعة أمتار، فجعلها الجدار مترين ونصفًا.. أعرف أنني قبلت هذا الشرط منك، بل إننا ذهبنا للمحامي لتوقيع عقد الشقة، وبعد التوقيع جعلني المحامي أوقِّع على تعهد بعدم عمل أية تعديلات في الشقة..

لكن الأمر لا يطاق فعلاً.. أهم غرفة في شقتي التي هي ملكي ضيقة جدًا. ثم إنني بالفعل لا أعرف ما تضعه خلف هذا الجدار باستثناء ذكرياتك المزعومة.

هناك رائحة عفن دائمة تتسرب من تحته.. أذكر أنني دعوت ضيوفي ذات مرة للغداء وقد أعددت حساء فاصوليا ممتازًا له رائحة رائعة، لكنهم عزفوا عن الأكل؛ لأن رائحة العفن تلك تزايدت فجأة فصدّت نفوسهم..

وماذا عن الأصوات؟.. أصوات واضحة تتكلم بالداخل.. أحيانًا أخدش الجدار بظفري متوقعة أن يسمعني أحد بالداخل...

ذات مرة تعالت الأصوات فعلاً، فأصابتني نوبة هستيرية ورحت أصرخ في وجه زوجي: "هذا الجدار يثير جنوني.. إن هذا لا يطاق!.. لا يطاق!!"

الأدهى أن هناك من يدق على الجدار كثيرًا كأنه شخص يستوثق من وجود فراغ خلفه. وذات مرة فوجئت بنجفة الصالون تضاء من دون أن يضغط أحدهم المفتاح، وسمعت صوتًا كأنه صوت مثقاب يدار في الجهة الأخرى من الجدار، فصرخت بقوة.. عندها انطفأ النور ثانية..


عزيزي أستاذ "عصام".. أكره أن أقول هذا لكني أخطرك أنني سأهدم الجدار ومهما كانت المسئوليات القانونية. فقط أردت أن تعرف؛ لأنني شخصية واضحة تتحرك في النور.


مع الشكر.
"ثريا القماش"




" جريدة ........ " - صفحة الحوادث -
بناء على بلاغ من "محمد القماش" (تاجر) للعقيد "هاني الحفناوي"، انتقل رجال الشرطة إلى شقة صاحب البلاغ بالعجوزة، حيث تبين أن مالك الشقة السابق "عصام محمد فتحي" -في نيوزيلندا حاليًا- قد قام ببناء جدار في غرفة في الشقة، وأصر على ألا يهدمه المالك الجديد، لكن السيدة "ثريا" زوجة المالك الجديد للشقة أصرت على أنها تشم رائحة كريهة عبر الجدار، وقامت بجلب عمال لهدمه. بعد الهدم فوجئت بوجود جثتين لرجل وامرأة في حالة تحلل تام، ويبدو أن صاحب الشقة السابق قد قام بقتلهما ودفنهما في هذا الجزء ثم بنى جدارًا بنفسه. أثبت فحص الأوراق الخاصة بالقتيلين أن الجثة لـ"محمود الشيمي" وزوجته، ويبدو أن القاتل دعاهما لشقته بحجة اقتراب سفره ثم دس لهما مخدرًا في الشراب، وقام بجرهما إلى هذا الجزء من الغرفة، واستكمل بناء الجدار الذي كان قد بدأه فعلاً قبل ذلك. وفي الأيام التالية استدعى عمال المحارة والنقاشة ليتأكد من أن القبر مموه بالكامل. يعتقد أن سبب القتل هو خلافات مالية بينه وبين القتيل. أمرت النيابة باستكمال التحقيقات.


عزيزي "عصام":

أعتقد أن خطاباتي لم تصل لك.. ربما لأنني لم أرسلها قط.. ربما لأنني لم أكتبها قط. على كل حال فهمت أشياء وأشياء، وقد بدأت أخيرًا أستوعب الحقيقة الشنيعة التي لم أستوعبها قط بسبب سذاجتي، وإنني لأتذكر بجلاء كل ما حدث يوم دعوتنا لدارك لتصفية ديونك لي.. زوجتي تتحدث عن أننا يجب أن نلحق بك في نيوزيلندا لاستعادة الود القديم.. وأعتقد أني أوافقها على ذلك، فما رأيك أنت؟

المخلص "محمود"



تمَّت

eng.eses 13-02-09 08:01 PM

شكرا لكم جميعا على ردودكم المشجعة .....

أتمنى أن تكونوا قد استمتعتم بالقصة ....

دمتم بخير ....

ابوسلمىوبس 14-02-09 04:08 PM

القصه
روووووووووووووووووووووووووووعه

و نهايتها ( زى ما تعودنا من الدكتور احمد دوما ) مفاجئه و مشوقه و غامضه كذلك

تسلم ايدك بجد استاذ اسلااام متعتنا بجد بهذه القصه

و فى انتظار قصص اروع منك ان شاء الله

كل الشكر و التحيه العطره لك

مع كامل احترامى لك

محمد

Lobna8 14-02-09 08:04 PM

القصة ممتعة اوى واكتر من رائعة
وفيها اجزاء دمها خفيف اوى
الف شكر ليك يا اسلام
وياريت تمتعنا دايما بقصص رائعة ومشوقة زى كده

jen 14-02-09 08:04 PM

يا لها من نهاية
قصة فعلا غريبة وغامضة ومثيرة كذلك
لالف شكر لك يا اسلام على نقل الجديد والمثير
لك جزيل الشكر
وننتظر منك ان استطعت روائع ىخرى لد.احمد خالد توفيق
ثانكس

بحاول افهم 05-03-09 12:19 AM

لا استطيع التعليق من فرط المفاجاه كيف يحول قلم مبدع الخبر العابر الى قصه مليئه بالتشويق

طيب القلب 15-04-09 04:11 AM



استمتعت جدا بالقصة و ألف شكر ليك قصة روعة من صديق و لا أروع.



الساعة الآن 09:26 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية