منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   ما وراء الطبيعة (https://www.liilas.com/vb3/f152/)
-   -   كل ما تحب معرفتة عن د/ احمد خالد توفيق(تعريفة+ارائة في الحياة وكتاباتة) (https://www.liilas.com/vb3/t100812.html)

amedo_dolaviga 16-12-08 05:32 PM

كل ما تحب معرفتة عن د/ احمد خالد توفيق(تعريفة+ارائة في الحياة وكتاباتة)
 
عندما تكون صافي النفس بدرجةٍ تسمح للتحدث في أمرٍ يستهويك ..وتمتلك الشجاعة الكافية لتمسك بقلمك ، ولتخط شيئاً عن سيرة فنان ..
فذلك شئٌ تحوطه الروعة من جميع الجهات .. وما دام يستهويك فإنك - حتماً - ستنجح في إخراجه كما تشاء ..
لكن عندما تصحب شخوصاً معك لتعيشوا جميعاً في رحاب شخصيةٍ تفوح منها رائحة العظمة ..
عندما يخط قلمك سيرة شخصيةٍ جليلة فتن صاحبها الكلَّ بإبداعه ، شخصية محبوبة ذاب الكل في صاحبها لما فيه من عفويةٍ وبساطةٍ وتواضع ..
عندما يكون حديثك عن كاتبٍ عبقري .. برع في استخدام القلم ، والسيطرة على عباراته ، والتمكن من أسلوبه بفن وأستذة ..
عندما تروي تاريخ مؤلفٍ مبدع .. أرغم الجميع على عشق أسلوبه الساخر المميز ..
حينها قد يتخبط عقلك رائحاً غادياً ألف مرة بين جدران رأسك في حيرة ، قد يتعثر القلم المسكين على درَج السطور ..

لكني رغم ذلك سأمسك بتلابيب الأمل محاولاً تقديم شئٍ عن حياة .......
(( د. أحمد خالد توفيق ))
لأنه رجل طيب .. ولا أحد ينكر ذلك ..


http://www.ahmed-khaled.com/newahmed...1_files/up.gif


تعريف به : -

بالطبع سأبدأ فى تعريفه كما يُعرّف العباقرة عادةً .. فأقول أن ( د.أحمد ) وُلد بمدينة طنطا عاصمة محافظة الغربية - بمصر طبعاً - فى اليوم العاشر من شهر يونيو - من أبناء برج الجوزاء - عام 1962 ، وتخرج من كلية الطب عام 1985 ..
كماحصل على الدكتوراة فى طب المناطق الحارة عام 1997 ..
يجدر بى أن أخبركم كذلك أنه متزوج ، ولديه من الأبناء ( محمد ) و( مريم ) - حماهما الله - ...



انجازاته : -


بدأ ( د. أحمد خالد ) العمل فى المؤسسة العربية الحديثة عام 1992 ككاتب رعب لسلسلة ( ما وراء الطبيعة ) ، وهو من الكتاب العرب النادرين الذين يكتبون فى هذا المجال - إن لم يكن أولهم - .. تلك السلسلة التي عشقناها جميعاً ببطلها ( رفعت إسماعيل ) الساخر العجوز ، والذى أظهر لنا ( د. أحمد ) عن طريقه مدى اعتزازه بعروبته ، ومدى تدينه والتزامه ..
وعبقريته أيضاً ..

بعد ذلك أخرج لنا ( د. أحمد ) سلسلة ( فانتازيا ) الرائعة ببطلتها ( عبير ) ، وبالمثل أظهر ( د. أحمد ) عن طريقها كم هو خيالى يكره الواقع .. !

تلتهما سلسلة ( سافارى ) ببطلها ( د.علاء عبد العظيم) .. وعرفنا من خلال تلك السلسلة المتميزة مدى حب ( د. أحمد ) لمهنته كطبيب ، ومدى عشقه وولعه بها ..

ترجم العشرات من الروايات الأجنبية .. هذا بالإضافة إلى بعض الإصدارات على الشبكة العنكبوتية ..
انضم في نوفمبر 2004 إلى مجلة الشباب ليكتب فيها قصصاً في صفحة ثابتة له تحت عنوان ( الآن نفتح الصندوق ) ..
كما أنه يكتب حالياً في جريدة ( الدستور ) التي تصدر كل أربعاء ! ..

ظهر مرتين إعلامياً على شاشة التليفزيون ..

- المرة الأولى كانت في حلقة من برنامج ( من أول السطر ) الذي يقدمه ( أ. إبراهيم عيسى ) على قناة دريم 2 .. ليتحدث فيها الدكتور عن أدب أجاثا كريستي ..
- والمرة الثانية كانت في حلقة من برنامج ( شبابيك ) الذي يقدمه مجموعة من الشباب على قناة دريم 1 .. ليتحدث فيها عن الرعب ..

قام مؤخراً برحلة إلى تايلاند على نفقته الخاصة لمدة أسبوعين !


عن شخصيته : -

بسيط ، متواضع ، أديب عبقرى فى استخدام قلمه ، ساخر بشدة ، يفخر بعروبته ودينه ..

( قلتُ كل تلك الصفات عنه قبلاً ولا أدري لم أكررها ! .. كم أنا ممل ! )


يحب الهدوء وصوت ( فيروز ) .. يحب فصل الشتاء .. يحب بنط ( Tahoma ) فى الكتابة .. مجامل للغاية ويقدّر كل من كلّف نفسه بإرسال خطابٍ له ، ويهتم بآراء القارئ بشدة ..
يعشق جداً أستاذه - على حد قوله - الكاتب الساخر ( محمد عفيفى ) ، كما أنه يحب كتابات العالم الجليل ( سيد وقطب ) و( الغزالى ) ..
من العسير للغاية - إن لم يكن من المستحيل - أن تجالسه لوقتٍ وتحدثه .. دون أن يترسخ شعورٌ بداخلك بأنك تحب هذا الشخص .. وتشعر نحوه بالألفة الشديدة ..
أما المستحيل فعلاً هو أن تجالسه لوقتٍ وتسمعه يحدثك عن أي شئٍ في الوجود ؛ دون أن يقذف بسمعك بمقولاتٍ لفلان وفلان وآراءٍ لعلان .. سترى أسماء الأدباء والحكماء والعلماء بعباراتهم ونظرياتهم تتقافز - من فمه - في أذنك من مجرد حديثٍ عادي يدور ..

ولن تمر بسلامٍ فترةٌ قابلت فيها ( د. أحمد ) .. فلابد أن يصيبك المرض المعتاد .. ستمكث لمدة أسبوعين بعد لقائه تقسم للجميع كم هو ودود ، متواضع ، عبقري .. حتى يشك الكل في سلامة عقلك !

من الجدير بالذكر أيضاً أن ( د. أحمد ) صديق قديم للمبدع ( د. نبيل فاروق ) ويحبه بشدة ..

أعتقد أن كل رصيدي من التقريرية ، والأسلوب الروتيني الممل المعتاد في تقديم الشخصيات العظيمة قد نضب .. جمعت كل معلوماتي الممكنة عن ذلك الرائع ! .. لم يتبق فقط سوى أروع وأمتع جزء في أي تقرير .. وهو العضو الأهم والحيوي بين أعضاء جسم تقريري هذا ..
لم يتبق سوى أن أنقل لكم مقولاته .. عباراته هو ..
أرى دائماً أن أفضل وسيلة لتعريف أي شخصٍ هي أن تقترب من ذاته .. وتتصفح دفتر أفكاره ..
وسأمكّنك قارئي العزيز من ذلك عندما أمنحك مجهودي في تجميع عبارات ( د. أحمد خالد توفيق ) .. لعلّ هذا يجعلك تعشقه مثلي .. ويعطيك إفادةً بشكلٍ أكبر مما قدمته في كل هذا الهراء الروتيني الذي قرأته سلفاً ..


والآن تابع ..
عندما يغرد طير السخرية على شجرة الأدب ..
حينما تعزف أوتار الضحك سيمفونية الدمع ..
عندما يتحدث ( د. أحمد ) ..



فعندما يتكلم عن نفسه يقول ( د. أحمد ) ...


" .. أنا شخصٌ ما له مزايا وعيوب أي شخص آخر .. إن من لم يسمع عني لن يهتم بقراءة هذا الحوار ، لأن الموقف سيكون بالنسبة له كأنه حوار مع الكاتب المعروف ( سيد الشماشرجي ) .. شيءٌ لا يهمه على الإطلاق.. ومن سمع عني يعرف ما سأقوله الآن .. لكني على كل حال أقول على سبيل تسجيل المواقف أنني طبيب ( طنطاوي ) على حافة الأربعين من العمر ، يهوى الكتابة ، وقد حالفه الحظ بأن وجد من يهتمون بقراءة ما يكتب .. "

" .. كل ما أعرفه عنه هو أنه يرتدى منظاراً ، ويبتسم ابتسامةً سخيفة بركن فمه الأيمن .. "

" .. الواقع أن المؤلف شخص عادى جداً لايطير ولا يخرج البرق من أذنيه وليست له ثمانية أصابع فى كل يد .. لهذا لن يضيف التعريف عنه شيئا .. "

" .. أنا لا أتجاهل أى خطاب لأننى مدين للأبد للقارئ الذى يحضر ورقة ، وقلماً ، ومظروفاً ، وطابعاً ، ويكتب خطاباً ، ويذهب لأقرب صندوق بريد .. بعد هذا كله أتجاهل خطابه ؟!! .. لقد ربّاى والداى جيداً ولن أفعل هذا ... "

" .. ليس المؤلف مولعاً بالأدب الامريكى بصفة خاصة ؛ فتجربة الإنجليز والفرنسيين والروس أوسع وأكثر ثراءاً .. "

" .. بخصوص صورتي على الغلاف الأخير ، يرى عدد لا بأس به من القراء أن الصورة على الأعداد الأولى من أيام الفقر ، بعدها فتح الله عليّ واشتريت بذلة و ربطة عنق .. الحقيقة أن البذلة وربطة العنق يمكن استئجارهما من عند ( صلاح ) مكوجى الشارع .. كما أن أكثر ستدويوهات التصوير لديها بذلة وربطة عنق ومنظار جاهز لالتقاط الصور ..
الفكرة هى أن الصورة قديمة جداً جداً ، ولم يكن معي سواها حين طلبوا مني فى المؤسسة صورة حالاً .. كى تبدأ الماكينات هديرها المخيف ، على كل حال ليس من المفترض أن أكون جميلاً أو قبيحاً ومهما بلغ قبحي فلن يكون مثل ( دستويفسكى ) الذى أتمنى لو فقدت كل شئ وأكتب صفحة واحدة مثله .. الفكرة فى نشر صورة المؤلف عامةً هى أنه يساعد على تخيل صاحب هذه الأفكار ووضعه فى إطاره الصحيح فى الذهن ( ذكى - أحمق - مدع - منافق - بارع - ضيق الأفق ) .... "

" .. أفضل النوم تحت عجلات قطار عن كتابة خطاب .. هذا غريب لكنه صحيح ! .. "

" .. أنا بطبعي ساخر إلى حدٍ كبير ، ولدي اعتقاد أننا نعيش حياة سخيفة .. "

" .. طفولتى هى .. عقد .. مذابح .. الكثير من الدم وخنق القطط .. حفلات تحضير أرواح يوم السبت الأسود .. طفولة عادية جداً... "

" .. أنا بطبعي صموت أراقب الناس وأختزن الخبرات ... "

" .. لم تجعلني زوجتي أتجه لكتابة الرعب بالتأكيد !!.. أحمد الله أن بيتي هادئ وحياتي الأسرية لا بأس بها .. انتمائي لطفليّ عال جداً ، وأعتقد أنهما الشيء الوحيد الذي يستحق الكفاح من أجله .. رأيي أن الهدف الأسمى الخفي والمعلن للحياة هو أن يجيء للعالم أطفال أفضل منك أنت .. "

" .. أيضاً لم يجعلني أبي اتجه لكتابة الرعب !.. كان رجلاً مثقفاً علم نفسه بنفسه وأنا مدين له بنشأتي في بيت يعشق الكلمة ويعرف أهمية الكتاب .. كان أبي رجلاً راقياً أشبه بلورد بريطاني وبالنسبة له كنت أنا طبعاً شيئاً مبعثراً مضطرب الثياب والأفكار .. وكان مدير شركة محترماً من عصر كان مديرو الشركات فيه يعيشون من اليد إلى الفم، ويموتون دون أن يتركوا لأولادهم ميراثًا إلا التربية الحسنة ..ومئات الكتب في المكتبة طبعاً.. ودعني أقل بصراحة إنني ما كنت أقدر على إنفاق كل هذه الثروة في شراء الكتب التي كبرت لأجدها عندي بالفعل .. "

" .. أومن بالفنون جميعا .. حتى أغنية ( السح دح ) - كمثال ذكرتني - لها مقاييسها الخاصة ومعايير جودة أو رداءة خاصة بها .. "

" .. أنا قارئ جيد جداً لقصصى .. وأستمتع بها أيضاً .. "

" .. كاتبي المفضل في مصر هو ( يوسف إدريس ـ نجيب محفوظ ـ صنع الله إبراهيم ـ محمد عفيفي ) .. الأجانب ( دستويفسكي ـ تشيكوف ) .. "

" .. الطب مهرب أساسي حين تخذلني الكتابة ، والكتابة مخرج ممتاز حين يخذلني الطب .. "

" .. ما لم يتم غزو الدراما والسينما سأعتبر نفسى لم أحقق كل ما أردته .. "

" .. لا أكره الخيال العلمى خاصة حين يأتى من ( برادبورى ) و ( أريموف ) و( نهاد شريف ) .. لكننى أكره الخيال العلمى الزائف الملئ بسيوف الليزر والمكوكات والامبراطوريات الشريرة ... "

" ..أنا أكبر لص عناوين أفلام أجنبية وأسماء شخصيات أجنبية .. لسوف تجد أسماء أكثر أبطالي في الأدب العالمي .. لا يضايقني هذا ما دمت لا أستعمل إلا حبكة أصلية ، أما الاسماء فأجدها أحياناً
مثيرة غريبة فأستعملها .. "

" .. أكثر ما يخيفنى مما كتبت ، أسطورة آكل البشر .. لأنني كتبتها وأنا أعيش وحدي تماماً.. وبالفعل جاءني زائر غريب الأطوار في الثانية صباحاً ليسألني عن شيءٍ تافه .. في هذه الليلة بالذات بدأت كتابة القصة .. طبعاً ما زلت لا أرتاح لقراءة ( الجاثوم ) و( الكلمات السبع ) ليلاً حتى الآن .. "

" .. أجيد إظهار الأشياء كأنها موجودة فعلاً ، ويبدو أنني نصاب بالسليقة .. "

" .. في الحقيقة أنا عدو الشات ما لم يكن بشكل جماعي .. أراه مضيعة للوقت بلا حدود .. "

" .. أعشق من الصحابة الكرام ( عمر بن الخطاب ) رضي الله عنه .. لأنه رجل يكره الإدعاء ويفعل اكثر مما يتكلم .. "

" .. ولا أنسى يوم ذهبت لأقابل ( حمدى مصطفى ) فى يومٍ من أيام فبراير .. حاملاً خمسين ورقة فلوسكاب لأقول له : لماذا لا تجرب سلسلة رعب يكون بطلها أستاذ جامعة عجوز ؟!! .. لو كان ( حمدى مصطفى ) شخصاً آخر ، أو كان من آلهة الأوليمب لما كنت تقرأ هذه السطور الآن ، ولما سمع أحد عن ( رفعت إسماعيل ) .. "

" .. معلوماتي عن كرة القدم هي معلومات خالتي عن اللغة اليابانية .. "

" .. كنت طيلة حياتي أعشق السينما وأراها الشكل النهائي الأسمى للفنون .. ربما كتبت ورسمت لأنني لا أملك كاميرا سينمائية .. "

" .. من الواضح طبعاً أنني لست من المحافظين .. أحاول أن أكون جيداً والله أعلم بنجاحي أو فشلي في ذلك .. "

" .. الحقيقة أنني مولع بـ ( سيد قطب ) بشكل مزمن .. أحببت كتابات ( وحيد الدين خان ) و( الغزالي ) .. لكني ألف وأدور وأعود إلى ( سيد قطب ) .. "

" .. أما النقاد فأحمد الله أنهم لا يهتمون بي فأنا أعلم أن منهم من ينام سعيداً هانئاً عندما يعرف أنه تسبب في أن يتوقف أحد الكتاب عن الكتابة ..! من النادر أن تجد ناقداً عادلاً ومنصفاً يكفي أن أحد النقاد عندما سألوه عن كتابات الشباب الحالية أجاب بأنه غير متابع لكتابات الشباب أصلا ..! عموما يكفيني أن الكاتب الكبير (صنع الله إبراهيم) قال إنه متابع جيد لـ ( أحمد خالد توفيق ) ويستمتع جداً بكتاباته.. "

" .. بالطبع مثلي كمثل أي كائن أرضي محترم أخاف من زوجتي ..! "

" .. أنا أستمتع بكتاباتي وأجدها مسلية لكني ناقد خطير لنفسي .. أحياناً أعيد قراءة القصة وأقول : يا لك من أحمق ! .. كان يجب أن يقول فلان كذا .. كان يجب أن يحدث كذا ... لهذا أرحم نفسي أحياناً ولا أعاود قراءة ما نشر .. لأني أسوأ وأقسى ناقد لنفسي .. "

" .. أنا من النوع المكتئب جداً ، وأجد أن الأمور بلغت قدراً رائعاً من السواد .. لهذا أحلم .. كل شخصياتي هربت من واقعها .. إلى عالم الأشباح .. إلى فانتازيا .. إلى أحراش أفريقيا .. لم تبق شخصية واحدة هنا .. "

" .. لماذا أكتب لأقرأ ما أكتبه ؟!! .. كنت أنا نفسى موهبة شابة يوما ما ، ولو لم أنشر لكتبت - بالقصور الذاتى - عامين آخرين ثم نسيت الأمر برمته ( أرجو ألا يكون هذا لسوء حظكم ! ) .. "

" .. على فكرة أنا كنت طفل خواف جداً .. كنت باخاف من كل حاجة.. لكن بمرور الوقت اكتسبت مناعة من المخاوف التقليدية .. كتابتي في تيمة الرعب ما هي إلا محاولة مني للدوران خلف المدفع بدلاً من الوقوف أمامه.. بمعنى أنني أكتب مخاوفي على الورق وبهذا أتخلص منها .. خوفي الأكبر هو من الغد ، وما سيحمله .. يجتمع رعب الدنيا في لحظةٍ مثل اللحظة التي أنتظر فيها ابنتي " مريم " أمام مدرستها وتتأخر بعد خروج كل الأطفال ، وتخرج المدرسة وعلى وجهها علامات الارتباك.. وأجد نفسي أردد " مريم مالها؟! " .. "

" .. ( متى ستموت وتريحنا ؟ ) .. الإجابة أن علم هذا عند الله .. بالمناسبة تذكرت ما كان يحدث في امتحانات الكلية ..يسألني الممتحن المتساهل : سل نفسك سؤالاً وأجب عليه .. فيشاء عقلي الباطن أن يخرج إلى السطح أصعب سؤال في المنهج .. السؤال الذي لا أعرف عن إجابته حرفاً .. "

" .. على المستوى الشخصي، أعاني كثيرا من حالات الإحباط ؛ لأن هناك فجوة كبيرة بين ما أريد تحقيقه وما أكونه الآن ؛ فأنا لست ( أوسلر ) في الطب ولا ( ديستوفسكي) في الأدب . وفي اللحظات التي تتمكن مني هذه الأفكار تكون فكرة القفز من البلكونة أسهل مما تتوقع ! .. لكني أحمد الله على أن هذه اللحظات لا تستمر معي لفترة زمنية طويلة ؛ لأنني أحاول أن أنساها وبالتالي أنجح في تخطيها ، كما أنني أتقن حيلة نفسية رائعة جداً في الخلط بين الأدب والطب .. فحين أُهزم في الطب أو " أتغلب " فيه أقول لنفسي بأنني أديب .. وعندما أُهزم في الأدب أذكر نفسي بأنني طبيب .. "



وعن نهجه فى الكتابة يقول ...

" .. أحياناً أحب استعمال بعض الرعب المعوى فى القصص على سبيل كسر الملل .. لكن هذه ليست القاعدة .. "

" .. إنني أعشق النهايات المفتوحة ، ولو تُرك لي الحبل على الغارب لما كتبت قصة واحدة إلا ونهايتها مفتوحة .. لكني عرفت أن تسعين بالمائة من القراء لايحبونها فعدلت ؛ لأجعل كل قصة من كل عشر ذات نهاية كهذه .. "

" .. ما هى أفضل قصصى ؟!! .. لا أعرف ! .. أفضل قصصى لم أكتبها بعد .. وما زلت أشعر أننى هاوٍ يجرب ويبحث عن الأسلوب الأفضل .. حاو لم يبتكر أفضل حيله بعد .. لص - لو سمحتم لى بالتعبير - لم يضرب ضربة العمر بعد .. لهذا أستمر .. ولهذا أعجز عن التلفظ بكلمات الوداع .. "

" .. أنت لن تسر كثيرا بالقصة التى تصف ( الرجل الذى يجرى مفتوح البطن متدلى العينين ويتعثر فى أحشائه ليمسك بها كلب مسعور ويمزقها ) .. حتى لو كتبت أنا هذا فسوف تمله بعد قليل ، وما تعلمته على كل حال هو أنه كلما صغر سن القارئ كلما قرأ القصة وهو ينوى ألا يخاف .. بينما يظل الرعب الموحى - رعب ( بو ) و ( ستوكر ) - هو النوع الأرقى والأبعد عن أسلوب الخضات .. "

" .. لو كتبت فقط ما يحبه القارئ لصرت عاملاً باليومية ولو كتبت فقط ما أحبه أنا لجازفت بأن أصير قارئى الوحيد .. لهذا أحاول الوصول إلى معادلة وسيطة تروق لنا معا .. تروق للكاتب وقارئه فى الوقت ذاته .. "

" .. بخصوص التوقف حين ينبغى التوقف ، أرجو أن يهدينى الله فى اللحظة المناسبة ولا استمر لمجرد الاستمرار .. كما تعرف كنت أنوى التوقف عند الكتيب الخمسين لكن ما وراء الطبيعة ما زالت تحمل الاستمرار أكثر .. ما زالت هناك قصص لا بأس بها سأموت كمداً إن لم أحكها .. "

" .. والحقيقة هي أن كاتباً مثلي لو أراد أن يسرق قصصه فليس أسهل من ذلك ، ولن يعرف أحد ذلك أبداً ..لن آخذها من قصص شهيرة أو أفلام شعبية وإلا عد هذا حمقاً.. كم واحداً من القراء قرأ لـ ( رادكليف ) و( هاينلاين ) و( هيلتون ) و... كل قصص الرعب المنسية لـ( بوشكين ) ؟.. هناك أفلام سرية لا تُعرض ولا يمكن أن تجدها .. ولها أتباع عديدون في الغرب يمكن الأخذ منها بسلاسة تامة .. لن يلاحظ أحد شيئاً ولسوف تكون القصص أفضل وأكثر إحكاماً وتخلو من أخطاء شرود الذهن التي يوجد فريق منكم متخصص في اصطيادها ، ولسوف أقدم خمسين كتيباً في العام .. من غير تعب من غير مجهود .. هل تفهمون ما أعنيه ؟.. المسألة مسألة ثقة متبادلة وليست مباراة في صيد الثعالب .. "

" .. أيام الشهاب الأولى رواية في طور النمو .. أكتب فيها بسرعة أحسد نفسي عليها حقاً ( بمعدل 3 سطور في الأسبوع! ).. تحكي عن الواقع السياسي العربي في شكلٍ فانتازي .. لكنني أهدّها وأبنيها بين كل حين وآخر ؛ لأن الواقع يسبقها بشكل فظيع .. الواقع أصبح هيستيريا .. سواءً في " العراق " أو في " فلسطين ".. هناك تغيرات سريعة وغير مفهومة ، منذ عشر سنوات كان من المستحيل توقع ما يحدث .. الآن يمكنك تسميتها بالصدمة .. الصدمة الحضارية . وهذه هي الفكرة التي تدور حولها الرواية .. تماماً كالذي حدث للمماليك في مواجهة الفرنسيين .. كنا نعتقد أننا " تمام " وأن " شنباتنا " كبيرة وأن الفرنسيين " عالم مايعة "! ولكن التجربة أثبتت العكس ، ففي إحدى المواقع مات 3000 مملوكي و5 فرنسيين . احتلال " العراق " كان الصدمة الحضارية الثانية أو الثالثة . في وجهة نظري الاختلاف بيننا وبين الغرب هو في الأساس اختلاف حضاري ، ولا علاقة له بالدين . الأمريكان " غرقانين " في المخدرات والإيدز ، ونسبة الانتحار عندهم مرتفعة للغاية ، لكن الجندي منهم بإمكانه إزالة مدينة كاملة بضغطة زر من يد ، وفي يده الأخرى علبة لبان ! .. وبالرغم من أنني أكره أمريكا جداً ، إلا أن ما يفتنني في طريقة تفكيرهم هو إحساسهم العالي بالآخر ؛ ولهذا السبب تجد ومضات عن الآخر في كتابتي . ستجد لمحات من " ماركس" و" فرويد " و" داروين ".. المشكلة هو أننا دوماً ما نتعامل بنظرية المؤامرة ونتخيل أن هؤلاء المفكرين جلسوا في غرفة مظلمة ليلاً على نور شمعة حمراء واتفقوا على تحطيم الأجيال القادمة ! وهذه طبعا ليست الحقيقة.. "

" .. بداخلي صديد يأكلني بخصوص الوطن والواقع السياسي ، ولديّ رغبة في كتابة المقال السياسي ولكني لا أجد الجهة التي تتحمس لنشر ذلك .. "

" .. لا أريد أن أكتب لمجرد العادة وأريد أن أرسخ فكرة التوقف حين لا يوجد ما يقال .. أفضل أن يسأل القرَّاء عن سبب توقف " أحمد خالد " عن الكتابة ، وليس عن سبب استمراره في الكتابة ! لا أريد أن أشعر في يوم من الأيام أن حماس القرَّاء لـ" ما وراء الطبيعة " قلّ ، أو بأنهم بدؤوا ينصرفون عنها من الملل . عندي لعنة اسمها الكتيب رقم 80 .. لا أرغب في الوصول لهذا الرقم أبداً .. أنا حتى أفكر في التوقف عن العدد 79 لكسر قاعدة الأرقام المستديرة . أحد القرَّاء قال لي بأن إيقافي لـ " ما وراء الطبيعة " يشبه تنحي " جمال عبد الناصر " .. وبالرغم من كل شيء فإن الأعداد الخرافية للسلاسل .. كالكتيب رقم 100 و150 تجعلني أفكر في الليمون و ( أنا عمري ما كنت منتج لمون كويس ! ) .. "

" .. اكتشفت الإصابة بالفيروس وأنا مازلت في العاشرة من عمري . كنت قد قرأت كثيراً إلى الحد الذي كانت الكتابة فيه رد فعل طبيعي .. في هذا الوقت كانت طموحاتي بلهاء ؛ كنت أرغب في كتابة رواية رومانسية طويلة تشبه رواية " مدام بوفاري " التي كنت قرأتها في هذه السن .. وكان مصير محاولاتي تلك معروفا .. القمامة بالطبع ! .. ظهرت ملامح شخصيتي ككاتب في سن السادسة عشرة بعد اكتشافي لتشيكوف ، فكتبت القصص القصيرة ، ومازلت أكتبها حتى الآن .. "

" .. قصصي أحتفظ بها في مكتبي الذي قارب درجه على الامتلاء .. من الممكن أن تـنـشـر هذه القصص بعد وفاتــي لكن ليس قبل ذلك ، وهي - بالمناسبة - قاتمة وبائسة جداً وأخشى أن يكرهها القراء الذين لا أرغب في المخاطرة بهم بأية حال من الأحوال .. كما أنني أشعر بأن سوق الأدب في مصر ضعيف ، وأخشى أن أعرض بضاعة لا يشتريها أحد أو " ألمها تاني " . عزائي الوحيد هو الروايات التي أكتبها الآن ؛ لأنني حاولت من خلالها التوصل إلى صيغة وسطى تجمع بين ما أريد قوله وبين كوني مقروءًا .. وأعتقد أنني نجحت في هذا إلى حدٍ ما .. "

" .. أؤمن بمقولة " تشيكوف " بأن الناقد ما هو إلا ذبابة تحوم حول الحصان .. الحصان عضلاته قوية ولديه قدرة على المثابرة في الجري ولكن الذبابة " تزن " بشكلٍ متواصل وتشتت الحصان . في سن الرابعة والعشرين ، عرض صديق لي قصصي القصيرة على ناقد " ابن حلال " بدون علمي . والناقد - مشكوراً - تطوع في كتابة صفحتين كتعليق على كتابتي من نوعية " إيه الهباب والقرف اللي إنت كاتبه ده ؟! " و " أنصحك بعدم الكتابة " ، وهذا ما ولّد عندي انطباعاً سيئا عن الناقد .. هو شخص لديه رغبة ما في جعل الكاتب يتوقف عن الكتابة ، وينام وهو في حالة من السعادة إذا ما أحبط محاولاته . وبعد أن ينتهي من كتابة الصفحتين .. يعود لبيته ويأكل الزبادي ! وينام وهو راضٍ جدا عن نفسه ؛ لأنه أنقذ الأدب العربي من الانهيار !
لا أقول إن كل النقاد من هذا النوع ، لكني أرى أن القليل منهم الجاد ومن يعتمد في نقده على مقاييس أدبية سليمة . أنا حتى غير متحمس لأن يقوموا بقراءة أعمالي ، وأحمد الله على أن حـجـم الــكتــاب " بيطفشهم " ! فهم - بالطبع - لا يريدون تضييع وقتهم الثمين في قراءة " ألغاز " .. "

" .. كلما تقدم الكاتب فى الكتابة كلما أدرك أن هناك التزاماً تجاه قرائه .. "

" .. علاقتي بالقراء مهمة جداً ، لكني أحاول أن أتناساها حين أكتب كي لا أقيد نفسي .. أعني كي أبتعد عن الافتعال .. حين يكتب الكاتب يكون أنانياً جداً يحاول إرضاء نفسه فقط .. "

" .. دراما الواقع أقوى ألف مرة وأكثر جموحاً من خيال أي كاتب .. "

" .. لا أحد يكتب من فراغ ولا أحد يستلهم أفكاره وهو جالس يتأمل فوق جبال الهيملايا .. إن وجداننا الجمعي وعقلنا الباطن محشو بما قرأناه أو عرفناه من قبل .. فقط نضيف لهذا موهبتنا ورؤيتنا الشخصية .. "

" .. ( رفعت إسماعيل ) هو خليط من ترسبات وشخصيات لا حصر لها ، لكن جزءاً كبيراً منه هو أنا طبعاً .. طبعاً ما وراء الطبيعة من بنات أفكاري .. كنت أهوى قصص الرعب ولم أجد منها ما يكفي .. لهذا بدأت كتابتها ..! أنا أساساً تلميذ مخلص لـ ( تشيكوف ) وكاتب قصة قصيرة لكن لا أنشر أبداً .. إنها قصص متجهمة قاسية ساخرة ، لا أتوقع لها أي رواج لو غادرت درج مكتبي .. "

" .. لا أحاول أن أضيف السخرية .. هي تأتي وحدها ربما لأنني تتلمذت على كتاب الروس قبل الثورة وعلى ( مارك توين ) والساخر الأعظم ( محمد عفيفي ) .. "

" .. ميكانزم كتابة القصص عندي هو ( الشخصية ـ الخصم ـ الهدف ـ المأزق ـ الكارثة ).. يجب أن تكون هذه النقاط واضحة قبل الكتابة أو في بدايتها .. من الغريب أنني لابد أن أجد عنواناً للقصة قبل أن أخط فيها حرفاً... بعد هذا لابد من السؤال : من يريد ماذا ؟!!.. ولماذا لا يستطيع الحصول عليه .. "

" .. كنت أكتب القصة الاجتماعية ( الواقعية الاشتراكية بمعنى أصح ) ، ثم خطر لى أن أكتب قصة المغامرة .. لم لا ؟ .. أنا لم أعتبر أدب المغامرة نوعاً أدنى من الأدب الاجتماعى قط .. فى العالم كله يحترمون ( لافكرافت ) و( ستيفن كنج ) و ( أجاثا كريستى ) إلا عندنا .. نحن نعتبر هؤلاء مسليين فقط وليسوا أدباء .. فى الحقيقة لا يضايقنى هذا .. لقد قبلت الصفقة بمزاياها وخسائرها .. المزايا هى الرواج ، والخسائر هى ألا ينظر لك النقاد بجدية أبداً .. وفى عالمنا العربى يصعب أن يجتمع رضا النقاد مع رضا الجمهور .. سوف يطرينى النقاد ويكتبوا عنى عمودين فى جريدة ما ، ثم أقضى بقية حياتى أجلس على المقهى وألعن الجيل الجديد الذى لا يقرأ .. لكنى عقدت علاقة خاصة مع قرائى الشباب ، هى تأديب المغامرة .. أعنى اضافة أعلى قدر من المحتوى الأدبى الاجتماعى عليها .. إضافة أبعاد نفسية وعمق ما .. سنمرح ونتسلى كثيراً لكن فى النهاية أقول لكم أنا لست آخر المطاف .. لابد أن تجرب الذين تكلمت عنهم فى قصصى مثل ( دستويفسكى ) و ( مارك توين ) و ( كافكا ) و ( فوكنر ) .. الخ .. "

" .. التطهير مفهوم مهم جداً لدى أرسطو .. إنه الهدف الأساسي للدراما بالنسبة له .. يجب أن يتطهر المشاهدون من عواطفهم وحين ينتهي العرض يكونون أفضل وأنظف ..طبعاً شيء كهذا لم يرق لـ ( برخت ) الذي يرى أن المشاهد يجب أن يخرج من المسرحية قلقاً مشمئزاً .. يقول ( كنج ) إن أدب الرعب هو دائرة سحرية يرسمها حول نفسه وأسرته كي لا يمسهم سوء .. أنا أمارس شيئاً شبيهاً لأني أكتب مخاوفي على الورق فأحس أنني تخلصت منها .. في طفولتي كنت أخاف مئات الأشياء أهمها موت أبي ، وقد دونت هذا كله في ورقة أخفيتها في فجوة في سور المدرسة .. شعرت براحة .. لكني - حتى اليوم - أشعر بانقباض كلما مررت قرب هذا المكان .. وأشعر أن ملمس هذه الورقة لعين .. هذا هو التطهر .. والقارئ يقرأ الرعب آمناً ويتوحد مع البطل هكذا يتطهر من مخاوفه دون ان يمسسه ضر .. "

" .. بالنسبة لي أعتبر نفسي أمارس الأدب فعلاً.. أمارس نوعاً خاصاً من الأدب لكنه أدب .. سيظل هناك في الموسيقا دوماً ( شعبان عبد الرحيم ) و ( عبد الحليم حافظ ) و ( بتهوفن ) و ( موتسارت ).. لا أعتقد أنه من الممكن أن تقارن ( عبد الحليم حافظ ) بـ ( موتسارت ) .. كلاهما له عالمه وأسلوبه وكلاهما له طريقة تذوقه الخاصة .. فكر في كطبيب أطفال .. هذا علم مستقل في حد ذاته ولن يصير طبيب الأطفال طبيباً باطنياً عندما يكبر ! .. "

" .. يوجد دائما وقت للكتابة فاليوم يتكون من أربع وعشرين ساعة .. لايمكن أن نقضيها كلها فى الطب .. "

" .. أنا أكتب ليلاً والليل يتسع لكل شيء .. لا أمارس أي نشاط أدبي قبل منتصف الليل .. "

" .. والحقيقة أنه لو كتبت قصة عن مصاص دماء تزوج بطيخة واتضح أن الهرم الأكبر هو زوج خالته ، فلسوف يؤكد أحدهم أن هذه هي نفس حبكة الفيلم الأمريكي ( البطيخة وزوج خالتي ) .. بينما عبقري ما سيؤكد أن القصة متوقعة وقد استنتج النهاية من أول خمس صفحات .. وهو لا يعلم أنك ـ كاتب القصة ـ لم تعرف هذه النهاية إلا في الصفحة المائة .. "

" ..هناك آية في القرآن الكريم دوما في ذهني " أما الزبد فيذهب جفاءً و أما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض " لا أعتقد أنني إذا قدمت رواية بها صراع بين الأبطال وضرب متبادل بينهم فقط سأكون قد أفدت القارئ بشيء ما .. "

" .. أما أسلوب ( القصة متعددة الرواة ) فأسلوب قديم ، أميل إليه كثيرا لأنه يستكشف كافة وجهات النظر ، ويعطى امكانات ساخرة لا بأس بها ، حين نرى مدى تباين آراء الناس حول موضوع واحد .. ثم إنه يجعلك تعيش ذات التجربة مع كل أبطال القصة بدلا من سماع تجربة كل الأبطال من وجهة نظر الراوى وحده .. "

" .. أعترف أن النشر يعطي الأمر جدية .. لا تظل الأفكار مجرد أوهام في درجك ولكن تصير مسئولاً.. النشر يحيي جزءاً معيناً نائماً في عقلك .. وهذا الجزء يجمع بين الالتزام والإبداع .. "

" .. أن تغير الروايات سلوك الجيل ؟!!! .. كلمة كبيرة جداً .. لست مصلحاً ولا أنا ( عمرو خالد ) .. أنا فقط أحاول أن أسليكم بشكل لا إسفاف فيه .. وأن أقول لكم إن هناك أدباءاً كباراً لابد أن تقرءوا لهم .. أدباء مثل ( يوسف إدريس ) و ( تشيكوف ) و ( دستويفسكي ) .. "

" .. صحيح تماماً .. أنا من المتماهين مع أبطال الروايات التي أقرؤها ، ويسعدني أن أعرف أن شخصاً يملك نفس مقوماتي في الحياة استطاع أن ينجو ويفعلها .. لم أتماه قط مع شخصية البارع العليم بكل شيء مثل ( أرسين لوبين ) و( جيمس بوند ) و( روكامبول ) و( بيري ميسون ) .. هذه قصص كتبت للمرح لكنها لا تمت للأدب ، ولا تترك وقعاً في نفسي .. من السهل أن يكون بطل القصة الاجتماعية أو النفسية عادياً مليئاً بالعيوب.. اللعبة الصعبة هنا أن تجعل بطل قصة المغامرة شخصاً عادياً مثلي ومثلك .. "

" .. صعب أن اكتب قصة رومانسية .. الرومانسية جزء من نسيج حياتنا .. جزء من الإحباط والطموح والمعاناة والشهوات .. الخ .... لا أؤمن بالرومانسية لمجرد الرومانسية .. "

" .. تعدد الرواة حيلة أدبية طريفة أهواها كثيراً... "

" .. أنا اهتم جداً بالوصف وباللمسات الخاصة الخارجية للشخصية .. ربما يعود هذا لحبي الشديد للسينما .. "

" .. أنا اكتب الروايات الاجتماعية طيلة حياتي لكني أضعها في الدرج .. من دون شك مزج القصة بالمغامرة يجعلها أكثر جاذبية .. يعني ما أقوم به هو ( تأديب ) المغامرة .. أو إضفاء الإثارة على الأدب الصرف .. "

" .. أنا اعشق النهايات المفتوحة .. إنها تدخل معك إلى فراشك .. وتذهب معك إلى العمل وأنت تفكر .. كيف سينتهي الأمر ؟!!... لكن بالفعل لم يحبها كثيرون .. وأنا أحاول التقليل منها .. "

" .. لست ( بلزاك ) كي أكتب على ورق أزرق وأضع وسادة حريرية تحت كتفي الأيسر .. و أنا أكتب في كل مكان وأي مكان .. أكتب على الورق أو الحاسب الآلي .. الحقيقة أن الأخير أراحني كثيراً وتسلط علي إلى حد أنني صرت أجد صعوبة في الإمساك بالقلم من جديد .. فقط ليكن كل هذا ليلاً .. وضع ألف خط تحت كلمة ( ليلاً ) هذه .. إن الأفكار كالأشباح تخرج من مكامنها ليلاً .. "

" .. هدفى من ما وراء الطبيعة ليس إفزاع الشباب ؛ بل تشويقه ودفعه للتأمل والتفكير .. "

" .. هناك أساطير وجدتها حقيقية مائة فى المائة .. وأساطير وجدتها حقيقية خمسين فى المائة .. وأساطير لا أساس لها من الصحة .. ( وهى تلك الاساطير التى تصطدم بالدين والعلم بشكل لا مفر منه ) .. "

" .. الحقيقة أن شعري كان أكثره عاطفياً لأن هذه هي طبيعة تلك الفترة .. ثم اكتشفت اختراعاًً اسمه ( أمل دنقل ) واختراعاً اسمه ( صلاح عبد الصبور ) ، واختراعاً اسمه ( غازي القصيبي ) ، فكففت عن خداع نفسي .. "

" .. لا أستطيع بالفعل كتابة سلسلة هدفها الأول والأخير الرومانسية .. كما أنني لا استطيع كتابة سلسلة ( فكاهية ) كما طلب مني البعض .. دائماً أقول إن الملح رائع حين يضاف على الأكل ، لكننا لم نر أحداً يمسك بطبق مليء بالملح ليأكله بالملعقة ما لم يكن مريضاً بداء ( أديسون ) طبعاً . السكر جميل حين يضاف للمشروبات لكن أكل السكر بالملعقة يُشعرك بالغثيان .. أنا لا أحتمل قراءة كتاب مخصص للإضحاك .. قراءة مجلة ( البعكوكة ) الفكاهية كانت تفعمني تعاسةً وضيقاً ..
أعني أن الرومانسية جميلة حين تكون منثورة وسط القصة .. والسخرية جميلة حين لا تقصد لذاتها .. ومن هذا المفهوم أنا أعتبر نفسي كاتباً رومانسياً ساخراً.. لاننس هنا أن الرعب القوطي فرع من فروع الأدب الرومانسي .. "


أما عن أرائه فى الأدب بصفة عامة ..

" .. أنا لم أتهم الأدب العربى بالتقصير فى مجال القصة .. اتهمته بالتقصير فى مجال القصة البوليسية أو قصة المغامرة .. لو انتزعت منه كتابات الأستاذ ( محمود سالم ) و ( د. نبيل فاروق ) و ( أ. رءوف وصفى ) فماذا يبقى ؟!! ... "

" .. الأدب الجيد قد يعلمنا الكثير عن الآخرين والحياة .. قد يمنحنا لحظات جميلة من الراحة بعيداً عن المشاكل ، وحين نفرغ منه نكون قد صرنا أفضل وصرنا أكثر استعدادا لمواجهة الواقع .. "

" .. الأدب إفرازٌ لا حيلة لنا فيه ، لكن من السهل أن يجف لو قررنا ذلك .. "

" .. أدب المغامرة طفل يحبو في عالمنا .. لم نترب على روايات ( دويل ) و ( ستوكر ) وسواهم .. لا آمل في تغيير الوضع .. أعتقد أن مهمتي الأساسية هي أن يعرف الشباب من خلالي أن هناك أدباً يكتبه ( دستويفسكي ) و ( يوسف إدريس ) و ( نجيب محفوظ ) و ( سومرست موم ) .. هذه هي مهمتي الأساسية .. أنا خطوة لكني لست نهاية الطريق .. "

" .. الأدب شئ لا تختاره لكنه يختارك لو كنت تفهم ما أعنيه ، ولو هاجمك الكون كله فلن تستطيع التوقف .. على أنك تتساءل بين حينٍ لآخر عن جدوى هذا .. جدواه أنه يجمل حياتنا أكثر .. ( كامى ) قال إن الدين والفن هما المبرر الذى يقنعنا بالبقاء فى حياة عبثية .. الأدب غريزة .. حتى لدى البدائيين فى أدغال أفريقيا ، لابد من راوٍ يحكى قصصاً .. والناس تنتظر هذه اللحظات .. الأدب فطرة .. "







وعندما يتحدث مبدع كـ ( د. أحمد خالد توفيق ) عن مبدع آخر سبقه سابحاً في بحر الكتابة كـ ( د. نبيل فاروق ) فإنه يقول ...

" .. كون ( د. نبيل فاروق ) يكتب ست سلاسل يعنى أنه جدير بموسوعة ( جينيس ) .. "

" .. قد أختلف مع ( د. نبيل ) في أشياء كثيرة بخصوص شخصية البطل ، لكني لا أنكر لحظة أن الرجل أصيل ، ولم تحم حوله شبهة الاقتباس من قريب أو بعيد .. أقول هذا وأنا أعتبر نفسي خبيراً بالأدب العالمي لأني قرأت كل شيء تقريباً ، ويصعب أن أجد عملاً منقولاً أو مقتبساً من دون أن أتذكر شيئاً مماثلاً .. الأصالة وسخاء الأفكار .. هذا هو ( نبيل فاروق ) .. ولنختلف معه بعد هذا كما نشاء .. "

".. إن ( د. نبيل فاروق ) هو صاحب الفضل فى خروج هذه سلسلة ما وراء الطبيعة إلى النور .. وهو أول من تحمس لها حين تشكك الجميع .. ونحن صديقان وتخرجنا فى ذات الكلية .. أنا أهوى كتاباته بالتأكيد لكن عالمينا يختلفان واهتماماتنا تتباين .. وهذا فى صالح العمل دون شك .. "

" .. علمني ( د. نبيل فاروق ) ـ وهو يكبرني بخمسة أعوام أو ستة ـ أن التجاهل هو الحل الأمثل ما دمت تعرف أنك لم تفعل ما يتهمونك به .. وقال لي إن الرد يترك ضباباً قد يثبت التهمة . لكني برغم هذا أجد نفسي مدفوعاً مرات كثيرة لذلك .. "

" .. لقد أبدع ( د. نبيل فاروق ) مئات الأفكار حتى صار علينا أن نحيط أعماله بسورٍ خاص .. الحقيقة أن أعماله من الأمثلة النادرة لأدب المغامرة المكتوبة بالعربية أصلاً .. إنه قد كتب أكثر من خمسمائة عنوان وكتب فى كل الموضوعات تقريبا .. وعلى كتاباته تربت أجيال عدة من قارئى العربية وشكلت وجدانهم .. الحقيقة أنه شديد الاهمية الى حد لا يوصف .. ( دستويفسكى ) نفسه لم يؤثر فى كل هذا العدد من القراء خاصة فى سن الشباب حيث التكوين الأول للطين اللين .. والملاحظة الصادقة هى أن كل شاب يجرب الكتابة يبدأ بتقليد أسلوب ( د. نبيل فاروق ) المميز .. المميز جداً .. "

" .. ( عبير ) ستقابل ( أدهم صبرى ) و ( نور الدين ) حتماً لكن بعد استئذان ( د. نبيل فاروق ) طبعاً كى لا يحطم أنفي .. "

" .. إن توارد الخواطر يحدث أكثر مما تظن .. ثم إن ( د. نبيل ) يكتب قبلي بعشر سنوات فى كل المواضيع تقريبا .. ومن المحتم أن يكون سبقني فى التنقيب فى ذات المناجم .. "

" .. الحقيقة أن علاقتى بـ ( د. نبيل ) حميمة جداً.. لكننا على خلاف من ناحية الرؤية الكتابية .. أعتقد أنه لا يحب الرعب على الإطلاق وأنا لا أقرأ قصص الجاسوسية أبداً .. هذا الاختلاف ربما يعطي المزيد من التنوع .. لكن علاقتنا لم تتضمن قط أن أرسل له من يضربه بالسكاكين .. ليس بعد .. "



أما عندما يتكلم ( د. أحمد ) فى السياسة فنراه يقول ...

" .. لا أحد يستطيع ألا يفكر في السياسة اليوم .. إنها تقتحم غرفة نومك ومكتبك .. لذا لا أحاول الكلام في السياسة .. السياسة هي التي تأتي لي ... "

" .. أنا شديد الحماس للزعيم ( عبد الناصر ) لكن لم ينكر أحد ـ حتى الكاتب الكبير ( محمد حسنين هيكل ) ـ أن جهاز المخابرات كانت له سلطات غير محدودة ، وبالتالي كانت له تجاوزاته .. "

" .. وضع إسرائيل خطأ .. ورم سرطاني مزروع وسط جسد لا يقبله .. هذا الوضع لا يمكن أن يستمر للأبد حتى لو كان الجسد مريضاً... "

" .. الحل في رأيي ـ وهو رأي كاتب وليس منظراً سياسياً ـ أن استمرار الانتفاضة هو الحل .. فعلأً اقتصادهم ينهار باستمرار .. بنوا سوراً حول أنفسهم مكررين عقدة ( الماسادا )... الهجرة تتضمن أسماء لامعة جداً عندهم .. إسرائيل تتآكل يا شباب ... "

" .. الفكر العربي نفسه مبرمج بشكل خطأ... أنا محبط بعنف لأني أرى الحماس والبدايات الجديدة منذ عام 1962 حتى اليوم .. ثم إنني رأيت كيف يمكن أن يهزم الإسرائيليون ويبكون أمام الصحافة العالمية .. لهذا خيبة أملي لا حد لها .. لقد ضاع الطريق في لحظة ما عام 1977 .. "

" .. ليس الكلام فى السياسة من دأبى وأكره أن أستغل هذا المنبر لشئٍ آخر غير امتاعكم ، لكنى أنتهز الفرصة كى أذكركم بالمقاطعة .. ألاحظ أنها فترت نوعا .. فنحن العرب قوم سريعو النسيان قصيرو النفس ، وأعداؤنا يعرفون هذا ويراهنون عليه .. ولكن القضية أكبر من هذا .. إنها آخر معركة وجود نخوضها ولو خسرناها لانتهينا مثل ( السلت ) .. من يسمع عن قبائل ( السلت ) الآن ؟! ..
هم لا يبالون بنا ويعتبروننا دجاجاً .. المطلوب من الفلسطينى أن يموت فى تحضر وتهذيب وبلا ضوضاء .. بينما أى دجاجة تحترم نفسها لا تقبل أن تذبح دون أن تملأ الدنيا صراخاً .. إن المقاطعة سلاحٌ متحضر لايمكن الحجر عليه ، وقد استخدمه ( غاندى ) بنجاح .. ثم هو حرية شخصية .. لن ألوم من لا يستطيع التوقف عن شرب دماء ( محمد الدرة ) ممزوجة بالصودا ، ومن يرد أن يرتاد تلك المطاعم ليلتهم لحم ( إيمان حجو ) فى شطائر فليفعل .. فقط كى يشعر بأنه فتى العصر وأنه يعيش كما يعيش السادة المتحضرون فى مانهاتن .. كل واحد حر .. أنا فقط أذكر .. "

" .. لقد أحدثت المقاطعة أثراً واضحاً يظهر فى الأرقام على الإنترنت .. برغم أنها مازالت مقاطعة مترددة خجولة ( مائعة ) .. وخطر المقاطعة هو أننى قد يقهرنى السلاح ؛ لكن لا توجد قوة على الأرض ترغمنى على شرب هذا المشروب الغازى ، أو ذاك الفقير قد يمتنع عن شرب تلك الزجاجة .. والغنى قد يمتنع عن شراء تلك السيارة .. فقط لو شعر الجميع بهذا لتعاون الجميع .. أعتقد فى حالتنا أن هذه أول سابقة تاريخية تدفع فيها الضحية بحماسة ثمن السكين الذى تذبح به ... "

" .. فليبق الغضب المقدس مشتعلأً للأبد .. ويوماً ما سنحوله إلى نار تحرقهم .. ليس اليوم .. ليس غداً.. ربما بعد مائة عام .. لكن لتبق النار مضطرمة ... لا تطفئوها من فضلكم .. "

" .. لا أريد أن أكون بالغ التشاؤم، لكني في الواقع لا أرى بصيص أمل في الجيل الحالي .. لقد تورط جيلي في أخطاء لم يكن له ذنب فيها ، ولم يكن له أي دور في الاختيار ..والآن ( لما حانت ساعة الطعان .. لما تخاذل الرماة والكماة والفرسان دعيت للمبارزة .. أنا الذي ما ذقت لحم الضان .. أنا الذي أقصيت عن مجالس الفتيان .. أدعى إلى الموت ولم أدع إلى المجالسة ).. هذه هي الحقيقة وقد تورطنا كثيراً جداً في المستنقع الصهيوني الأمريكي الانفتاحي حتى أنني أشك في وجود خلاص.. رهاني على أبناء الجيل الذي يقرأ هذه الكلمات ، ورهاني على الشباب الذي لم يتلوث بعد ، والذي فتح عينيه على العالم واستوعب أكثر منا بمراحل ، وفهم قواعد اللعبة قبل أن نفهمها نحن .. "

وعندما سُئل الدكتور عن رأيه فى شائعة ظهور صورة شيطان عند انهيار مبنى التجارة العالمى أجاب ..

" .. لماذا لم يظهر الشيطان فوق سماء صبرا وشاتيلا ؟! ولماذا لم يظهر فوق مخيم قانا ؟! ولماذا لم يره أحد بعد بحر البقر ؟! .. أعتقد أن الأمر محاولة أمريكية لإعطاء المأساة بعداً دينياً . وعلى كل حال أنا أستطيع أن أعرض عليك 800 صورة من الدخان المحترق .. بعضها تظهر صورة ملائكة تضحك ! .. "

" .. أرجو أن أوضح شيئاً .. ما حدث في أمريكا مأساة وقتل لأبرياء .. وما حدث في فلسطين نفس الشيء .. لكن مدنييهم ليسوا أغلى ثمناً من مدنيينا .. "


وعند سؤاله عن رأيه فى أن العرب أو المسلمون هم من قاموا بالأحداث الأخيرة فى الولايات المتحدة أجاب ..

" ..لا أعتقد .. طبعاً أنا أتكلم من خارج الأحداث .. لا أعتقد أنهم يستطيعون ، وأعتقد أنه بعد عشرين عاماً سنقرأ كتاباً للصحفي الأمريكي جيمي فلان .. يقول إن الحادث كان تواطئاً مريعاً بين الموساد والمافيا والمخابرات المركزية .. ربما ضللوا شباباً استشهاديين لقيادة الطائرة ، لأن من يقتل نفسه يصعب أن يكون عميلاً .. على كل حال لا أحسبني سأعرف الحقيقة في حياتي .. "

" .. من قال إن سلاح المقاطعة تافه ؟! .. أمريكا تقاطع المنتجات الفرنسية ، ولم يظهر من يبكي على العمال الأمريكيين البؤساء الذين لا ذنب لهم .. لماذا وجدت فرنسا أن أبلغ عقاب لأمريكا هو المقاطعة ؟ .. لماذا أتعب غاندي الإنجليز بالامتناع عن شراء الملح ولم يبك أحد على مصير العمال الهنود البائسين ؟!! .. لماذا تعطي التوكيلات العالمية أسماءها المقدسة لوكلائها المحليين ؟!!.. طبعاً ليس من باب الصدقة ، وإنما لأنها تجني منهم أرباحاً... ومن تحدث عن العمال الذين يفصلون بالمئات بسبب الخصخصة ؟!! .. لا أحد يكتب عن هذا ..
ومن قال إننا نريد إسقاط أمريكا بالامتناع عن المياه الغازية والفراخ ؟!! .. لا يا أخي .. نحن نفعل ما نستطيع .. لكننا نأمل أن تتوقف الحكومات عن شراء الأباتشي التي لا تستخدم ويتوقف الأثرياء عن شراء البويك والفورد .. الحملة القوية ضد المقاطعة أبلغ دليل على أنها بدأت تحدث خدشاً ما ..
ثم إن الاقتصاد يجد طريقاً دائماً.. منذ سنوات بدأت سلسلة مطاعم ( مؤمن ) وهي لا تقل جودة ولا رقياً عن الكولونيل إياه .. بها مئات الشباب وتنمو يوماً بعد يوم ..لماذا لا توجد مثل هذه في كل مدينة ؟.. ثم من تحدث بسوء عن المطاعم ذات الطابع الإيطالي واليوناني والصيني؟... ماذا عن القمصان الإيطالية وأجهزة التكييف الألمانية والسيارات الكورية ؟
ثم بربك ماذا نفعل ؟... هذا هو ما نستطيع والطريقة الوحيدة للتعبير عن أنفسنا وعن أن لنا كياناً ما .. أننا لم نتحول إلى صراصير .. ماذا نفعل بعد هذا ؟.. نقفز من على السطح أم ماذا ؟ .. مصيبة العرب هي أن كل عمل جماعي يجد من يشكك فيه بحسن نية أو بسوء نية .. هكذا لا نتفق أبداً ولا نتحرك أبداً ..حتى السلام الجمهوري حين يعزف في حفل ، تجد من يصر في تحد على أن يظل جالساً باعتبار أن هذه التفاهات قد مضى عهدها .. يا أخي لماذا لا ترى الأمريكان وهم يحيون علمهم خاشعين ؟ .. لماذا ؟.. لأن هذا رمز الكرامة .. الرمز الذي تضخم حتى صار حقيقة .. ثم أنني أعرف أن المقاطعة فاشلة .. ليس لأنها فكرة غبية ، ولكن لأنها عرجاء محدودة .. المحلات المذكورة مزدحمة بالشباب الذين لم يقرءوا رأيك ولا رأيي .. الكل يشرب المشروبات إياها لأنها ( كبيرة ولذيذة ).. ولا أحد ينوي التخلي عن شهوة عابرة من أجل فلسطين .. إن كنت تخاف على اقتصادنا من المقاطعة فاطمئن ..أكثر الشباب لن يخذلك أكيد وسيواصل المسيرة ..
كما قلت أنا من قبل : لا توجد دجاجة تذبح دون أن تملأ الدنيا صراخاً.. حسن ما جدوى الصراخ ؟.. إنها ستذبح في كل الظروف ، لكني أقول لك إنها تعبر عن كيانها .. عن احتجاجها .. ومن دون هذا هي لا وجود لها ...
البقال في أول شارعنا متدين جداً ، وقد خرب بيتي بسبب أنني كنت أحمل شريط فيديو ( هاري بوتر ) ليراه أطفالي .. وجدت عنده كل السلع الأمريكية والإسرائيلية .. ذكرته بالمقاطعة فهز رأسه في تفقه وقال : هناك جدل فقهي حول المقاطعة ، وبعض المشايخ أفتوا بحرمانية المقاطعة ..
لا أعرف .. أعتقد أن عدم المقاطعة أبعد عن روح الدين من مشاهدة فيلم ( هاري بوتر ) ..
وأتمنى ألا تلومني على مشاهدة فيلم أمريكي هو ( هاري بوتر ) لأنني لم أتحدث قط عن المقاطعة الثقافية.. هذه تدمرنا فعلاً .. تخيل الحياة دون إنترنت ولا مجلات علمية ولا كتب .. "

" .. غزو العراق قد تم ورأيت أننا مسيرون إلى أن نتحول إلى كائنات منقرضة بالية .. الهنود الحمر ماتوا وهم يقاتلون لكننا سنموت ونحن نتفرج ونتصل بـ( ستار أكاديمي ) .. وحينما ينتفض الشارع العربي يكن هذا لأجل منع مسلسل الأطفال ( بوكيمون ) .. الحقيقة أن إسرائيل سعيدة الحظ إذ وجدتنا خصومها .. يلذ لي أن اتخيل مصيرها لو كان جيرانها صينيين أو يابانيين !.. "

" .. سيدى .. أنت تعرف جيداً أين ولماذا يقوم العرب بالتفجيرات وتعرف أن قضيتهم عادلة .. فلا داعى لهذا الخلط المراهق .. العرب لا يفجرون المستشفيات لمجرد أن هذا يروق لهم ، وهم لا يؤيدون من يفجر المستشفيات .. إن ما يفعله العرب هو بالضبط ما كانت المقاومة الفرنسية تفعله ضد الاحتلال النازى .. "



وعن روايات مصرية للجيب يقول ....

" .. الأبطال في قصصنا مهذبون ، محترمون ، لا يشربون الخمر ، ويواظبون على الصلاة ، وتعاملهم مع مشاكل الحياة هو التعامل المتوقع من شخص متدين .. كما قلت سابقاً كتاب ( الفن الإسلامي ) لـ ( محمد قطب ) أثر في كثيراً جداً ، حين قال إن الفن الإسلامي لا يعني الجهامة .. هناك قصص لـ ( محمود تيمور ) وقصائد عاطفية لـ ( طاغور ) أوردها المؤلف ، وتساءل : ما الشيء الذي يتنافى مع الإسلام في هذه النماذج ؟! .. كل ما يهذب النفس ويعلمها المزيد عن علاقتها بالكون والآخرين من دون إسفاف يصلح كي يكون فناً إسلامياً .. "

" .. يمكنك أن تعتبر أن قصص المؤسسة نوع من التسلية المنزلية التى يمكن لأى فرد فى الأسرة أن يقرأها .. هذا اتفاق غير مكتوب .. "

" .. إن روايات مصرية للجيب حريصة على طابعها الأسرى بل تفخر به كذلك .. يجب ألا يغضب الأب لو وجدها مع ابنه ولا يغتاظ الأخ لو وجدها مع أخته ، لا ينطبق هذا فقط على ما هو مشين أخلاقياً ، بل كل ما هو شنيع أو ذو طابع إلحادى .. "


وعندما اشتكى له البعض من مظهر الروايات التى تبدو ككقصص أطفال قال ..
" .. فى الحقيقة أنا نفسى لا أخجل من حمل مجلات ( ميكى ) ذاتها ما دامت المتعة البريئة هى اسم اللعبة .. نحمد الله على أننا لا نحمل زجاجة ويسكى أو مجلات ( بورنو ) .. "

" .. أولاً : أعتقد أن سلاسلنا تخاطب سناً أكبر من الأطفال .. ثانياً : لا أعتقد أن قراءة كتب الأطفال جريمة ، وأنا مازلت أستمتع حقاً بمغامرات ( ميكى ماوس ) وأعتبرها دفقات من السعادة البريئة .. ثالثاً : آخر من سينظر لك هذه النظرات هو البائع لأنه لا يهمه سوى البيع ... "

" .. أعتقد أن قيمة ما يقرؤه المرء تنبع من مدى استفادته أو استمتاعه دون تنازلات .. وأنا شخصيا ما زلت أقرأ كل ما نشره ( ديزنى ) من دون خجل .. لماذا أخجل ؟!! .. إن الفن الراقى قد يتخذ أشكالاً غير مألوفة .. وعلى كل حال أعتقد أن إصدارات المؤسسة تحظى بشعبية كبيرة فى الجامعات .. وفى النهاية .. الخطأ هو الخطأ والعيب هو العيب لكنا نعرفه ونميزه ونخافه .. فيما عدا هذا أنت حر فيما تقرؤه تماما .. "



وعن البطل الروائى العربى المقدام ( أدهم صبرى ) .. ( د. نبيل فاروق ) .. يقول ( د. أحمد ) ...

" .. إن ( أدهم صبرى ) شخصية متدينة تعيش بالمثل العليا .. إنه من يتمنى كل منا أن يكونه لكنه لا يستطيع .. أما ( جيمس بوند ) فهو خنزير شهوانى .. وهو يلعب على وتر أن كثير من الناس يحملون ذات الشيطان فى أعماقهم لكنهم لا يجسرون على أن يكونوه .. فارق كبير بين من نتمنى أن نكونه وبين من لا نجسر على أن نكونه .. دعك من أن ( أدهم ) يداعب الحلم العربى بينما ( جيمس بوند ) يداعب الغرور البريطانى .. ورأيى أنه لو ظفر ( أدهم صبرى ) بمنتج ثقيل لا يبخل بشئ من طراز ( بروكولى ) لكانت أفلامه رائعة .. "

" .. عالم رجل المستحيل هو النموذج الرائد الوحيد لأدب الجاسوسية فى العربية لو استثنينا أعمالاً معدودة للمرحوم ( صالح مرسى ) .. وعلى كل حال هناك كثيرون يقلدون رجل المستحيل الآن .. دعك ممن يسرقونه بالكامل ويكتفون بكتابة أسمائهم على الغلاف .. "


وعن رأيه فى التعليم فى مصر يقول ..

" .. لست خبيراً تربوياً لكن التعليم فى مصر يحتاج إلى وقفة كالتى وقفتها أمريكا مع نفسها فى الستينات ، حين أرسل السوفييت أول بشرى للفضاء هو ( جاجارين ) .. عندها بدأت أمريكا ثورة المناهج الشهيرة ، وعلّمت تلاميذها كيف يبحثون ويستنتجون بدلاً من أن يلعبوا دور ( الحمار الذى يحمل أسفاراً ) .. ولهذا هبط الأمريكان على القمر ولهذا صارت أمريكا هى أمريكا .. ولدينا والحمد لله خبراء تربويون ممتازون يمكن أن يحدثوا تلك الثورة خاصة وهم جميعاً يعلمون الصواب فقط لو أن أحداً أصغى إليهم دون أن يتجاهلهم أو يعاقبهم .... "


ويبدى (د. أحمد ) رأيه فى ( جيمس بوند ) قائلاً ...

" .. طبعا أكره ( جيمس بوند ) بشدة .. ( أيان فلمنج ) كاتب محدود الموهبة ولو كان يعمل فى المؤسسة لخرب المدير بيته .. فقط هو محظوظ استطاعت السينما واستطاع ممثل عظيم هو ( شون كونرى ) واستطاع منتج سخى هو ( بروكولى ) أن يصنعوا منه حلما .. "






موقعه الرسمي الجديد ..


http://www.ahmed-khaled.com

Eman 16-12-08 05:48 PM

الكلام كثير..

وأسلوب د.أحمد رائع شدني كليا لقراءة السطور كاملة..

أرائه السياسية مذهلة وتتحدث عن مايجول في ذهننا بكل بساطة...جد إنك مبدع يا دكتور أحمد..!!!!

قمة الرقي والثقافة..شخص مبدع وموهوب بالفطرة..

وصفه لنفسه بسيط وسلس كعادته..

شكرا الك يا أميدو..مواضعيك اليوم كلها مذهلة..

ينقل لمنتدى ماوراء الطبيعة + سيتم تثبيته + خمس نجمات تقييم على هالموضوع الرائع..

تحياتي الك أخي على مجهودك المميز..

ايرما 18-12-08 09:16 AM

مشكور أخوي.. مجهود تشكر عليه

موضوع رائع و شيق أحتاج لأيام لأنتهي من قراءته :p



اقتباس:

ولن تمر بسلامٍ فترةٌ قابلت فيها ( د. أحمد ) .. فلابد أن يصيبك المرض المعتاد .. ستمكث لمدة أسبوعين بعد لقائه تقسم للجميع كم هو ودود ، متواضع ، عبقري .. حتى يشك الكل في سلامة عقلك !
لا أشك في هذا .. و لكن إذا سمحت لي بطرح سؤال هو نوع من الفضول لا أكثر " هل قابلت د. أحمد خالد من قبل؟"..
فما وصفتَه به يوحي بأنك فعلت :)

susu,ana 01-01-09 07:45 PM

قمة الابداع والروعه
فعلا فنان :)
افضل تقديم لافضل كاتب
كاتبي المفضل , الدكتور : احمد خالد توفيق

نور الهدى4 02-01-09 02:47 PM

أكن الاحترام لهذا المبدع

اذكر أنني لم اكن اطيق النظرة إلى رواياته

كنت أرى أنه لا يوجد من يبدع في كتابة القص الرعب بالعربية

لكن بعد أن قرأ عدد واحد من سلسلة ماوراء الطبيعة

العدد هو العلامات الدامية

احتفظت بالعدد و اصبحت اقتني ايضا هذه السلسلة:)
فشكرا لك على ابداعك يا سيدي


الساعة الآن 12:48 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية