منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f449/)
-   -   45 - غضب العاشق - اليزابيث غراهام - عبير القديمة ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t80705.html)

ميسا ميسا 05-06-08 09:14 AM

45 - غضب العاشق - اليزابيث غراهام - عبير القديمة ( كاملة )
 
الملخص

ينتظر الانسان شيئاً مبهماً غريباً في داخله ... وفجأة تلتمع شرارة في العيون ....يصاب القلب بسهم خفي

وتتوق الروح الى الانفلات من المجهول,,, هذا ما حصل للمكسيكي الثري دييغو راميريز حين التقت عيناه

بعيني لورا الجميلة, عارضة الأزياء المشهورة على شاطئ الاآابولكو... لكن العاشق راميريز يعرف بأن

لورا مخطوبة ولا أمل له بالزواج منها... وهنا تلعب الأقدار لعبتها لتجمع راميريز بحبيبته في ظل ظروف
منتديات ليلاس
غريبة, اعتبرتها لورا انتهازية , وقاومت... لكن ما آتب على الجبين يجب أن تراه العين ... فهل تسعد لورا

بنصيبها وتقتنع به ؟ ام يخلصها خطيبها برانت من يد هذا المكسيكي المتعصب ؟


ملاحظة

آ= كـ


:flowers2::flowers2::flowers2:

ميسا ميسا 05-06-08 09:27 AM

[COLOR="Magenta"]الفصل الاول .... دعوة لم تتم.... سيداتي, انساتي , سادتي , دار الأزياء مارينا يسعدها ان تستقبلكم في

أول عرض لها في مدينة اآابولكو. الجو الساحر يحيط بنا اوحي الينا بتسمية موضوع المجموعة ب "

الاناقة تحت الشمس. " وان عدداً آبيرا من الناس بينكم ربما يتسائلون ما اذا آانت هذه الاناقة ضرورية,

فيما يتعلق باللباس الخاص لشاطئ البحر. دار مارينا تؤمن بحزم أن المرأة تهتم بأناقتها وأنوثتها, على

الشاطئ آما في النوادي الليلية أو السهرات العائلية.". توقفت لورا ترانت لحظة و راحت تحدّق في

الجمهور الجالس وراء الطاولات من السياح الأميريكيين الذين يعتبرون هذا الحدث نوعاً من التسلية

الاضافيه في وسط العديد من مختلف الموارد و الثروات التي تشتهر بها محطة الحمامات المشهورة. لا

يوجد إلا عدد قليل من الشباب , رجالا أم فتيات.

ان معظمهم من الازواج في منتصف العمر . وبرغم الهواء المكيف, آان العرق يتصبب من آل فرد و الرجال

يمسحون وجوههم العارية باستمرار. والنساء تخلصن من حدّة الشمس التي تحرق بشرتهن و يتمتعن

الآن في الظل بينما يشارآن في حضور عرض الازياء. ولفت انتباه لورا امراة و رجل . الرجل لم يتوقف

لحظة عن التفرس فيها مطولاً . ظاهرياً لم يكن أمريكياً . إذ عيناه السوداوان وأنفة المعقوف و فمه

المتعجرف وبشرته السمراء الداآنه , آلها تشير الى انه من اصل اسباني . وآذلك المراة التي ترافقه .

انها سمراء ذات عينين سوداوين وشعر داآن , ترتدي فستاناً أسود بأآمام طويلة يغطي قامتها الناضجة.

التفتت لورا من جديد نحو الرجل الذي آان يحدق فيها ثم نظرت الى الاوراق المطبوعة على رآبتيها

وأضافت تقول للجمهور : "والان ماريلا ستفتتح العرض في زي السباحة وسترة الشاطئ المصنوعة من

القماش نفسه ." وظهرت على المنصة فتاة طويلة القامة , سمراء , شديدة النحافة وحدها لورا بعينيها

الزرقاوين المدربتين ,يمكنها ان تكشف توتر هذه العارضة المبتدئة . لكن مع الوقت سوف تكتسب هذه

الفتاه المكسيكية خبرة تجعلها عارضة أزياء من الطراز الاول ... وآانت لورا تشرح للجمهور التفاصيل التي

تجعل من هذا الموديل الاناقة و الخفة معاً لكنها استغربت عندما رات ان الفتاه تفقد هدوئها وتضطرب

وهي تقترب من المكان الذي يجلس فيه الزوجان المكسيكيان , و بينما آانت عارضة الازياء تعود الى حيث

بدأت متوترة , ألقت لورا نظرة سريعه مرتبكة ومترددة الى الزوجين... الرجل قطب حاجبيه في استهجان

واضح ... وبدا انه لا يستحسن رؤية واحدة من بنات بلده تعرض أمام الرجال أزياء السباحة . ورددت لورا

لنفسها وهي تهز كتفيها النحيلتين : " هؤلاء اللاتينيين لم يتحرروا بعد. ثم عادت لتكمل تعليقها حول الموضة

و تشرح بوضوح فوائد آل زي ترتدية عارضة الازياء التي تمر منامامها . في الاجمال . آانت سعيدة من

النتائج بعد أسابيع قليلة من التمارين. ومتى اصبح الموظفون المحليون المكسيكيون العاملون في المحل

الجديد قادرين على ان يعتمدوا على انفسهم . حينئذ يمكن للورا ان تعود الى لوس انجلوس .... وبالتالي

تلتحق بخطيبها برانت . لكن لا داعي للاسترسال في الافكار خلال عرض الازياء . وعندما انتهى العرض ,

سرت النساء الامريكيات بالموديلات التي بدت شديدة الاناقة على اجسام عارضات الازياء اللواتي لوحت

الشمس اجسامهن . وبدان يطلبن منها بالكميات ... ايلينا , الفتاه المكلفة بادارة الفرع بعد ذهاب لورا

ساعدتهن في التوجه الي المحل الواقع في الفندق نفسه. ولما عادت لورا الى الكواليس .. راحت تهنئ

عارضات الازياء الاربع بحرارة لهذا العرض الافتتاحي .. وحدها ماريلا لم تكن راضية عن نفسها و لم ترد

على ابتسامتها.. فاذا بلورا تقترب منها و تسالها بعدما اسندت ظهرها الى الحائط و آتفت يديها :" ماريلا...

ماذا بك ؟ ." بدت الفتاه المكسيكية بشعرها الاسود اللامع المرفوع بكعكة الى اعلى راسها ايه في

الجمال . لكنها ظلت صامتة فأآملت لورا الكلام وقالت :" آل شئ آان رائعاً الى ان وصلتِ الى نهاية

المنصة . ماذا حدث حينئذٍ." اجابت الفتاه بعد تردد ظاهر : " السينيور راميريز , انه لا يحب رؤية امراة

ترتدي زي السباحة , الا اذا آانت تسبح او تتشمس على الشاطئ." فقالت لورا باستغراب وبلهجة

لاذعة :" في هذه الحال , لماذا جاء يحضر العرض , يا لهذه السخافة المضحكة !! ومن يكون

السينيور .....السينيور راميريز ؟؟ هل هو قريب لك ؟ ."

اجابت ماريلا في نوع من الاحترام : " اه ! لا !! ان السينيور دييغو راميريز هو أحد أهم شخصيات

المكسيك . إنه من عائلة عريقة وقديمة لها تأثير آبير في بلادنا . إن السينيور دييغو هو "....... قاطعتها لورا

غاضبة أن ترى النساء اللواتي يعشن في القرن العشرين لا يزلن يخضعن للتقاليد البالية ... "ليس هذا

امتيازاً يعطيه الحق في ان يقرر أين ومتى يمكن للمرأة ان ترتد زي السباحة. المرأة التي ترافقه لا شك

في انها مضطرة إلى أن تخضع لرغباته لكن لا شأن له معكِ . ما بالك . لا حق له عليكِ , اليس آذلك ؟؟ ."

وخلال عرض الأزياء فوجئت لورا مرّات عديدة بالمرأة المكسيكية التي ترافقه وهي تعرب له عن إعجابها

ببعض ازياء البحر , لكنه آان يرد عليها بهز رأسه بنفاذ صبر. قالت ماريلا :" آه .. مسكينة سينيورا راميريز ..

برغم شبابها ... لاقت الكثير من العذاب !!" اجابت لورا في اقتناع وهي تتذآر نظرة الرجل المكسيكي

الملحة :" إني أصدق ما تقولينه ." بعدما ابتعدت ماريلا , اقترب نائب رئيس الفندق من لورا و سألها ما إذا

آان الموظفون مستعدين للبدء بتحضير القاعه للحفلة الراقصة . وبعدما وافقت لورا على ذلك , راحت

تدقق بسرعة بالفساتين وأزياء السباحة الموضوعة في الخزائن . ثم غادرت الغرفة متوجهة الى القاعة

الكبرى التي تطل بابوابها العريضة الزجاجية على البهو الشاسع ..... الاشجار و الشجيرات المزروعة في

احواض آبيرة تضفي على المكان جو المشاتل .. ومن بين المشاتل الزنبقية لمحت لورا الرجل الذي أربك

منذ لحظات عارضة الازياء المكسيكية ..ماريلا . "انسة ترانت , هل في امكاني ان احدثك قليلاً "؟. آانت

لغه الانجليزية آاملة. لاشك في أنه تعلم في احسن المعاهد الاوروبية أو الامريكية بالنسبة الى السياح

الذين يهملون اناقتهم , آان يرتدي بذلة بيضاء وربطة عنق مضلعة تظهر اناقته الفاحشة... آان طويل

القامه .. أطول مما آانت تتصوره عندما آان جالساً . ولورا هي أيضاً ممشوقة القوام , ومع ذلك فكان عليها

أن ترفع رأسها حى تراه . وعن قرب تبين لها أن عينيه السوداوين هما في الحقيقة بلون المخمل البني

الغامق.. أجابته ببرود " : لا أرى مبرراً لأي حديث , يا سينيور راميريز إلا أذا آنت ترغب في الإعتذار

لإزعاجك إحدى عارضات الأزياء خلال العرض ." أجاب ببعض السخرية : "لا , لم تكن هذه نيتي يا

انسة. " "إذاً , لا يوجد مبرر لتبادل الاحاديث بيننا سينيور راميريز"..... آانت لورا تهم بمتابعة سيرها , لكنه

تمسك بذراعها في سطوة وقال مبتسماً ": أرى انكِ تعرفين هويتي , يا انسة .. هذا يتيح لي المجال ان

اعبر لكِ عن نواياي , على ما أظن ." قالت لورا في توتر وهي تخلص من قبضته :" نواياك !!؟ لا أعتقد أن

ما عندك يهمني حقاً. ""إذاً أنتِ تعتقدين أن دعوة الى العشاء هي نوع من الاقتراح." "دعوة الى العشاء

؟؟ ." !! قال وهو يسخر بلطف :" حتى ملكات الجمال بحاجه الى تناول بعض الاآل , ما هو الغلط برغبتي

في تناول العشاء برفقتك ؟ ." "إنك تهينني يا سينيور." "أنا اهينك يا انسة ؟؟!! لا أفهم .... آيف يمكن

لإمرأة جميلة ان تشعر بالإهانة إذا دعاها رجل انيق إلى العشاء ؟؟.""!! ابتعدت لورا بسرعه بعدما رمقته

بنظرات غاضبة و قالت : "لماذا لا تسأل السينيورا راميريز ""؟؟..!! توجهت إلى المحل غاضبة . آيف يمكن

لهذا الرجل , المتزوج , ان يتجرأ على إعتبار أن آل النساء طرائد يسهل الحصول عليها "؟! ولم يتغير رأي

لورا في السينيور دييغو راميريز عندما جاء في اليوم التالي لحضور العرض الثاني والاخير لأزياء الصيف .

وفي هذه المرة آان وحده . واعتذرت ماريلا عن العمل بحجة انها مريضة .وبما أن لورا تتمتع بالمقاييس

نفسها , فقد حلّت محلها بلا استعداد, واعطت الميكروفون الى الينيا . ارتدت لورا بذلة السباحة المصنوعة

من قماش القطن الأسود وفوقها سترة طويلة مقلّمة سوداء و بيضاء , من قماش الحرير الشفاف تغلّف

جسمها النحيف . وأظهر الجمهور اعجابه بالبذلة و راحت النساء تصفقن بحماس بينما الرجال يمسحون

جباههم المتصببة عرقاً . إن مهنتها جعلتها تعرف آيف تجابه نظرات الاعجاب في عيون المشاهدين , لكن

لورا آادت ترتبك , آما سبق لماريلا ان فعلت , عندما لمحت عيني السينيور دييغو راميريز تشعان غضباً

واحتقاراً. قالت ايلينا وهي تملق لورا بنظرة ساخرة وهي توضب الثياب بعد العرض :" من الغريب ان

يحضر السينيور راميريز حفلة العرض من دون أن تكون السينيورا معه. ألأ تعتقدين أن هناك سبباً اخر

دعاه إلى المجئ !؟." اجابت لورا بجفاف : " مهما آان السبب , فهذا لا يعني لي شيئاً." لكن عندما رأت

نظرات ايلينا المذهولة ,أضافت بلطف :" في بلادي يا الينا الرجال متحفظون في طريقة التعبير عن

اعجابهم بالنساء , وخاصة متى آانوا متزوجين".! فقالت ايلينا بذهول : " لكن السينيور راميريز هو"........

فقاطعتها مرت سكرتيرة المحل حين قالت للآنسة ترانت : " المعذرة , آنسة ترانت . مطلوبة على الهاتف .

مكالمة من لوس أنجلوس ." "شكراً مرتا . إني آتية للحال." وبتصميم طردت دييغو راميريز من أفكارها

وأسرعت الى المحل , لاشك ان المتصل هو تيم آالديرة المسؤول عن دار الازياء مارينا في لوس

انجلوس , ويريد ان يعرف ما هي ردّة فعل الجمهور على أزياء الصيف الجديدة . فالدار تفتتح في الاآابولكو

فرعها الأول . ولكن , آل ما آانت تنوي أن تسرده عن هذا الانتصار الذي حققته الدار انمحى عن شفتيها

عندما عرفت صوت الرجل الذي يكلمها. "آه برانت ! آنت اتصور أن المتصل هو تيم آالديرة . ويريد الاخبار

الاخيرة حول المعرض." فاجاب برانت بسخرية :" هل انتِ آسفة لسماع صوت خطيبك ؟ ."! تذآرت لورا في

الحال صورة رجل جميل جذاب وبشوش واجابت وهي ما زالت تلهث :" آلا بالطبع , في الواقع , إني......

إني أفضل لو آنت هنا , معي "! ضحك ثم قال :" أحب ما تقولينه . يسرني أن أآون قادراً على الطيران

إليكِ , لكن قضية مرسون باتت ذات اهمية اآبر مما آنت أتصوره ومعقدة أآثر أيضاً." برانت محام طموح

وخو يعمل في قضية ذات أهميه , من شانها أن تحقق له الشهرة التي يطمح إليها. ولورا التي آانت

تفضل أن تسمعه يهمس لها بكلمات حنونة , اضطرت الى سماعه يشرح لها بالتفصيل موقفه امام

المحكمة . وسرعان ما خفّ انتباهها , لماذا لا تكفّ عن التفكير بهذاالمكسيكي الغاضب الذي آان يبدو

قادراً على اعتلاءالمنصة و انتشالها من بين العارضات الى مكان ما في اعماق الغابة ؟ لا شك في أن

أسلافه الغزاه آانوا يتصرفون هكذا , لو أن السينيور دييغو راميريز هو المتصل بها , هل آان يزعجها

بالتفاصيل القضائية التي لا تفهمها , أو يهمس لها بكلمات الحب في صوت مرتجف ؟ وفجأة قالت لورا

عندما استعادت وعيها ! "ماذ ... ماذا قلت ...؟؟ هل طرح برانت عليها سؤالاً ..... نعم , لكن ماذا ؟ أجاب

مازحاً " لم تصغي الى كلمة واحدة مما قلته ." "بلى بلى .... لكن .... أنا أيضاً مرهقة في عملي ,, واعتقد

أن الحرارة تزعجني.." "هنا المطر يتساقط منذ ثلاثة أيام . إذاً لا تتذمري من الحر ." وفي آآبة مريرة

حدّقت لورا في الملف الجديد الموضوع أمامها على المكتب . لم يسألها أي شئ عن اعمالها . فقط " لا

تتذمري من الحر"...... "لورا " ؟؟. تنهدت وأجابت : " نعم. " "ألست واقعة في غرام مكسيكي ذي عينين

متقدتين ؟." اجابت وقد أغضبتها وقاحته : " في الحقيقة , حتى الآن , لم يتقدم سوى رجل واحد .. إنه

جميل المظهر , غني , ودعاني إلى تناول طعام العشاء معه مساء أمس." فسألها بسرعه :" وهل لبيت

الدعوة ؟ ." أخيراً بدأيهتم بها..... "لا . إني خطيبتك , يا برانت . إذا آنت ما تزال تتذآر هذا جيداً." "لا أسمح

لكِ أن تنسي ذلك ."! "لا تخف .لا خطر من ههذه الناحية . لكن , يا برانت , متى سنحدد موعد زواجنا ؟

لماذا الانتظار ؟ ويمكنني أن أظل أعمل بعد الزواج , و " ..... "إن زوجتي تبقى في المنزل وتهتتم بزوجها

وبأولادها , لكن لن نناقش هذا الموضوع الآن , على الهاتف .إن هذه المكالمة تكلفني آثيراً , أريد فقط أن

اشرح لكِ لماذا لم يتسن لي الوقت آي أآتب إليكِ . فأنا أعمل ليل نهار في هذه القضية , متى تعتقدين

أنكِ ستعودين ؟ ." "لا اعرف بعد ." انخفض صوته وقال : " أنا مشتاق إليك آثيراً يا حبيبتي."

وبعدما وضعت لورا السماعه , ظلت جالسة مطولاً أمام المكتب , منغمسة في أفكارها. أطلقت زفرة

عميقة ثم نهض وخرجت من المحل الفارغ وأقفلت الباب وراءها . الشقة الصغيرة المريحة التي تسكن

فيها لورا خلال إقامتها في أآابولكو تقع في الطابق الرابع من فندق بانوراما , حث يقع المحل الجديد

أيضاً . تطل الشقة على خليج صغير. ولا مرة سئمت لورا هذا المنظر المطل على البحر الذي يبدو في

النهار وآأنه يعكس بريق الحجارة النادرة . وفي الليل تحت سماء مخملية حافلة بالنجوم . ومن الشرفة

آانت تشاهد الرياضيين يمارسون هواية الهبوط بالمظلات فوق المياه الزرقاء, وفي الليل آانت تصغي

الى الموسيقى التي يعزفها المكسيكيون على القيثارة والتي يتخللها رقصة الفولادور حيث الرجال

يتعلقون بالحبال على عمود متين موضوع في وسط القاعه ويحومون حوله في دوائر تعلو مع ايقاع

الموسيقى الصاخبة . ومن وقت الى وقت يعلو نصفيق حماسي من القاعه إعجاباً وتشجيعاً. وبلا وعي

عمدت لورا الى إغلاق باب الشرفة والنافذة , فصوت الابواق بدأ يزعجها . لماذا هذه الموسيقى الشعبية

البدائية تخلق فيها هذا الشعور بالوحدة الكئيبة ؟ ولماذا تذآرها خاصة بالسينيور دييغو راميريز . هذا

المكسيكي المتعجرف الزاثق من نفسه ؟ وبعد أن ألقت نظرة سريعة على محتوى برادها في المطبخ

الصغير , قررت لورا أن تتوجه الة مطعم الفندق لتتناول طعام العشاء, فاخذت حماماً سريعاً ثم ارتدت

فستاناً طويلاً معرفاً بالاخضر الذي يشبه لون عينيها . ثم وضعت القليل من مساحيق الزينة على وجهها ,

الكحل الاخضر على الجفن و أحمر الشفاه بلون المرجان ومسحة بودرة على انفها الصغير و جبينها الناعم.
منتديات ليلاس[/
COLOR]



:flowers2::flowers2::flowers2:

ميسا ميسا 05-06-08 09:46 AM

ولما ظهرت في بهو المطعم , راح بعض السياح يصفرون . وشقت لورا طريقها وسط هؤلاء السياح عندما

شعرت بيد قاسية تتأبط ذراعها وصوت عرفته في الحال يهمس في أذنيها . "كنت في إنتظارك . اتريدين

تناول العشاء هنا ,أو تفضلين مكاناً حميماً ؟ ." وبينما هو يتكلم أبعدها عن المعجبين فقالت بصوت بارد

وهي تتخلص من قبضته : "لا تقلق عليّ سينيور راميريز ,إني قادرة على ان اتولى أموري

بنفسي." "هل انتِ على موعد مع احد ما ؟." بدأت لورا تتكلم وهي تخفض رموشها الطويلة : " آلا ,

آنت ... آنت أتوجه الى فندق المطعم لتناول العشاء . فالجميع تعودوا رؤيتي وحيدة ." قدّم لها ذراعه في

لياقة , مما جعلها تتأبطه بعد لحظة تردد . استقبلهما مدير التشريفات في الفندق وقال بعدما عرف

باستغراب رفيقة السينيور : " آه سينيوريتا ترانت ! ". ثم أضاف باحترام آبير : " مساء الخير , سينيور

راميريز ."! "آيف حالك , يا توماس ؟." "حسناً , شكراً سأقدم لكما طاولة جيدة." قال السينيور وعلى

وجهه امارات الأسف: "لا يمكنني أن أتناول طعام العشاء مع السينيورا هذا المساء , إني مدعو ولا

يمكنني أن أرفض هذه الدعوة بالذات." أجابت لورا في مرح : " لا داعي للاعتذار , سينيور راميريز . أريد

تناول العشاء وحيدة ." بريق غريب ظهر في الوجه الاسمر والتفت دييغو راميريز نحو مدير التشريفات

وتحدث اليه باللغة الاسبانية . وادرآت لورا أنها فهمت انه يتكلم عن السينيورا راميريز وعيد ميلادها. وبعدما

اجلسها أمام طاولة تطل على منظر رائع , على الخليج المضاء , شرح لها توماس أن هذا العيد سيتم

الاحتفال به في غرفة الطعام التابعه للفندق . فقالت لتوماس الذي بدا عليه الانهماك و العجلة : "كنت

أفضل ان اجلس أمام طاولتي العادية ." اجابها من دون إخفاء شعوره الفضولي: "إن السينيور راميريز

يصرّ على أن اخصص لكِ هذه المائدة , من الآن فصاعداً . لا شك أنه سوف يتناول معكِ العشاء في معظم

الاوقات!!." فردّت لورا في لهجة لا يمكن مناقشتها : "طبعاً لا .. هل بإمكاني الحصول على قائمة الطعام

من فضلك ؟." آلمته في هدوء تام , لكنها آانت تغلي في الداخل , وبينما آانت ترمق مدير التشريفات

بنظرة عندما آان يعطي اوامره الى الخادم , فهمت من دون صعوبة ماذا آان يقول : " ان السينيورا

الجالسة وراء الطاولة رقم 14 هي الرفيقة الجديدة للسينيور راميريز , اهتم بها جيداً." آانت لورا تود من

آل قلبها أن ترفض العشاء وتعود الى شقتها , لكنها آانت تخشى إثارة مشاآل جديدة , فاآتفت بان تختار

الوجبة البسيطة . لكنها صرخت عندما رات الخادم يجلب لها المشروب المثلج في زجاجة على رأسها وردة

حمراء : "لكن انا لم أطلب ذلك المشروب."!! "انها اوامر السينيور راميريز."

"لا أريد أن أشرب شيئاً . أعدها من فضلك ." ! آانت طاولة السينيور راميريز التي تحتل وسط غرفة الطعام

تضم أفراد المجتمع المكسيكي الرفيع. وآان يترأس الطاولة دييغو راميريز وزوجته التي آانت تشع جمالاً

في فستانها المطرز المصنوع من القطن الأبيض وآانت تبدو سعيدة لأن تكون هدف نظرات الإعجاب آلها .

وعندما رفع دييغو آأسه ليشرب في صحة السينيورا وهو ينظر اليها في حنان , وضعت لورا منشفتها

وخرجت بسرعه من المطعم . آيف يمكن لرجل يحب زوجته لهذه الدرجة ان يمهد لإقامة علاقة مع امراة

اخرى. ليس في الكون رجل يشبه الرجل اللا تيني الذي يفرض على زوجته القيود. ويطلق لنفسه العنان

في اقامة اية علاقه يريد مع النساء .!

الفصل الثاني.. 2
-آذبة بيضاء .......اسودّت.. مرّ اسبوع بكامله , لم تتبادل لورا خلاله الحديث مع دييغو رايمريز , ومع ذلك ,

فقد ظلت تعي وجوده في قربها , وعندما آانت تهتم بزبائنها , غالباً ما آانت تلاحظ شبح السينيور

الممشوق يقف امام الواجهه. وآلما ذهبت لتبتاع لنفسها شيئاً من المحلات , تراه هناك , على بعد أمتار

قليلة منها. حتى في الكنيسة حيث تذهب من وقت الى اخر لتبحث عن الهدوء , والصفاء اللذين شعرت

بهما خلال السنوات التي عاشتها في دير الراهبات في لوس انجلوس , حيث امضت كل سنواتها

الدراسية , كانت تلمحه من بعيد مستنداً الى احد عواميد البناء. وكلما راته تشعر بتوتر مفاجئ, الى درجة

انها بدأت تبحث عنه بنظراتها في أي مكان آانت تذهب اليه. واذا لم تره صدفة , كانت تشعر بقلق غريب ,

كالاحساس بالفراغ. "يالحماقتها !" آانت توبخ نفسها وهي ممدة على الشاطئ الرملي المحرق, امام

الفندق . لن تذهب بعيداً الى الشعور بالقلق تجاه الاهتمام الودي الذي يظهره لها لاتيني يكرس حياته

لامراة اخرى مرتبط بها وهي زوجته . تربيتها الصارمة تفرض عليها الابتعاد عن رجل متزوج, مهما كان

جذاباً وانيقاً وصاحب نفوذ . والسينيور دييغو راميريز هو آذلك حقاً ! إن رؤيته وحدها تكفي لإثارة لورا

وتشويش أفكارها. على بعد منها , على الشاطئ , آان يجلس شاب مكسيكي, يرتدي زي السباحة يظهر

اسمرار جسمه النحيف , وقد نجح في جذب سائحة امريكية في سن متقدمة ... وهي من تلك النساء

الوحيدات , الثريات ,اللواتي جئن الى الريفيرا المكسيكية للبحث عن اللهو و كسر روتين حياتهن الرزينة.

ومنذ ان وصلت لورا الى الاآابولكو وهي ترى مثل هذا المشهد يتكرر يومياًَ, مما يزعجها و يجرح

إحساسها التقليدي . الشمس القوية ارغمتها على إغماض عينيها . فهي لا تخاف هؤلاء الرجال . إنهم

يعرفون أنها ليست غنية ولا تبحث عن مغامرة عاطفية, لذلك لا يضيّعون وقتهم في ملاحقتها بحضورهم

المتواصل . ووراء جفنيها المغمضين , شعرت بظلٍ ينعكس على وجهها . فتحت عينيها قليلاً وفوجئت بنظرات

دييغو راميريز الحارة تحدّق فيها . كان يرتدي زي سباحة أبيض . ولثوان عديدة تبادلا النظرات. كأنهما

يلتقيان للمرة الأولى . قالت لورا بعد جهد : "ماذا تفعل هنا " ؟. "اني هنا مثلما انتِ هنا , للسبب نفسه ...

كي أستحم , هذا مسموح , اليس آذلك ؟!!." همست لورا بسخرية وهي تجلس : "لا تريد إقناعي بانك لا

تمتلك شاطئاً خاصاً بك." جلس دييغو قرب لورا التي تناولت نظارتيها من حقيبة يدها ووضعتها على عينيها

بسرعة. "ليس في المكسيك شواطئ خاصة . اني املك فيلا في الجنوب على بعد بضعة كيلومترات من

هنا و لحسن الحظ أن السياح يفضلون اآابولكو ولا يذهبون بعيداً حتى هناك." قالت لورا بسخرية وهي

تدع الرمل ينزلق بين أصابعها: "ما اروع ان يملك المرء مالاً آثيراً يتيح له أن يتمتع بحياته الخاصة." فأجاب

معترفاً: "هذه حسنات المال , لكن ينبغي ألا تنسي ما يفرضه من أعباء ومسؤوليات." تردد عندما لفظ

الكلمة الاخيرة , فنظرت اليه لورا في حيرة وارتباك. ذكرتها كلمة المسؤوليات بزوجته التي احتفل بعيد

ميلادها بطريقة ودية في الاسبوع الماضي.. سالته... "هل لديك اولاد ؟."! "كلا لسوء الحظ , لكن ذلك

وارد ضمن مشاريعي المستقبلية." وبينما كانت لورا تتأمل السباحين يغطسون في البحر , ارتسسمت

على وجهها ابتسامة ساخرة وقالت : "أعتقد بان هدف الرجل اللاتيني , عندما يتزوج , هو أن يظهر رجولته

ويفرض على زوجته انت نجب له ولداً بعد أقل من سنة." سكتت لحظة وتسائلت في نفسها , هل هو حقاً

الحديث الذي يجب ان اتبادله مع انسان مجهول ؟ قال في مرح وهو يحدّق في عينيها : "لا تنسي يا

عزيزتي ان النساء اللاتينيات لا يعترضن على ذلك ." ثم سالها فجاة : "هل لديكِ صديق ؟ ." "ماذ تعني

؟." "غريب حقاً أن تجلس امراة جميلة على شاطئ البحر بدون شخص يحميها من نظرات الرجال الذين

بيحثون عن طريدة جميلة مثلك ؟." وبحرآة من يده أشار ليس فقط الى الرجال المكسيكيين , بل الى

السيّاح الامريكيين الذين لم يكفوا منذ أن وصلت الى الشاطئ , عن التحديق فيها. قالت: "سبق لي

وقلت انني في سن ناضجة تسمح لي بالاتكال على نفسي . اما الجواب عن سؤالك فهو نعم . لدي

صديق وهو خطيبي , لكنه حالياً في لوس انجلوس." اطلق صفيراً مصحوباً بالدهشة , فقالت لورا لنفسها

في غيظ .. آل الرجال وقحون ... لا يتورعون عن سجن زوجاتهم ويعتبرون عدم اخلاص المراة للزوج او

الخطيب شتيمة أو عار.. قال في سخرية : "لكنك لا تضعين خاتم الخطبة." "انني اضعه باستمرار , لكنني

خلعته لانني أخاف ان يسقط مني في الماء أ, في"...... "واظن انكِ تخشين ايضاً ان تفقديه خلال

العمل ." رمقته لورا بنظرة ساخطة و قالت : ""اثناء عرض الازياء لا تضع العارضة سوى المجوهرات

التابعه للمؤسسة التي تعمل فيها . والآن يا سينيور , أرجو أن تعذرني لانني مضطرة الى الذهاب لأدعك

تستمتع بالسباحة." قال ويهز آتفيه : " هذا غير مهم في الوقت الحاضر." نهض و أصر على أن يرافقها

الى الفندق , وبرغم انزعاجها فانها لم تستطع أن تتجاهل نظرات النساء تلاحق السينيور في تحركاته.

فتح باب الفندق و ابتعد عنه ليدعها تدخل الى البهو المكيف وتبعها حتى المصعد . سألها في لا مبالاة وهو

يتكئ على الحائط : "هل تحبين أن تتناولي طعام العشاء معي مساء اليوم . إن اآابولكو ليست المكان

المناسب لامراة وحيدة "."أفضل أن اتتناول طعام العشاء وحدي. على ان اكون مع رجل معروف جداً ,

فضلاً عن انه متزوج." صمتت لحظة ثم قالت وهي تشير في اتجاه الباب الزجاجي الذي يطل على

الخليج : "على الشاطئ عدد كبير من النساء اللواتي يسرهن قبول دعوتك الى العشاء." تنهد وهو

يبتسم

وقال : "أعرف ذلك جيداً , ولكنني أحب أن العب دور الصياد , لا دور الطريدة." ارتعشت لورا بالرغم منها .

ليس من الصعب تصوّر هذا الوع من الرجال, وهم يلاحقون الطريدة و يتمسكون بها الى أن تستسلم.

قالت : "لا أرى مانعاً بان تلعب دور الصياد , شرط ألاّ أآون من بين الطرائد." قال وهو يتبعها بنظراته ,

وهي تدخل الى المصعد : "انك تطلبين مني الكثير يا لورا . الى اللقاء." على مدى أسبوع اختفى

السينيور دييغو رايميريز من اآابولكو. وقد حاولت لورا اقناع نفسها بانها تشعر بارتياح بغيابه , لكن الحقيقة

آانت عكس ذلك , فقد شعرت بشوق آبير اليه. نادتها سكرتيرة المحل للرد على الهاتف . وعندما تعرفت

الى صوت دييغو . فقالت له في جفاء : "هل تتكرم بالأ تضايقني بعد الآن ؟ اذا آنت مصراً على ازعاجي ,

فسأضطر الى الاستعانة بحارس خاص ." لكن هذا التهديد لم يؤثر فيه فقال وهو يطلق ضحكة

صغيرة : "استغرب آيف ان امراة في مثل جمالك البارد تتصرف بهذا الغليان والتوتر ! لا أنوي ازعاجك. أريد

فقط أن أجدد لكِ دعوتي للعشاء." "هذا ما اعتبره ازعاجاً للناس يا سينيور . آم مرة ينبغي ان أقول إن

دعوتك هذه لا تهمني أبداً ". "لورا , بامكانك ان تؤدي لي خدمة آبيرة. عليّ ان استقبل رجل أعمال

وزوجته وهو مثلك امريكي الجنسية ,و أفضل ألا اآون وحيداً من دون رفيقة." "هذا مستحيل يا سينيور ,

لانني ساتعشى مع خطيبي." ران صمت قصير قطعه السينيور قائلاً في جفاء : "فهمت . ينبغي أن أبحث

عن رفيقة اخرى." قالت في لهجة ثاقبة قبل ان تضع سماعة الهاتف بخشونة: "سبق وقلت لك , انك لن

تجد صعوبة في العثور على رفيقة." وبعد انتهاء المحادثة بقيت لورا تحدق في الهاتف في امعان وهي

تعض على شفتيها بتوتر. ان دييغو راميريز هو الذي سبب آل هذا التوتر. فهي لا تحب الكذب . كما انها

ستكون وحيدة هذه الليلة كالعاادة . بينما لو كانت رفقته لأمضت سهرة ممتعة . ليست في حاجه الى

مخيلة واسعه لتدرك أنه فارس الاحلام الذي تتمنى كل امراة ان تكون رفيقة سهراته. ولما دخلت الى

شقتها , سمت رنين الهاتف , فتسائلت: "يا الهي , ربما هذا دييغو راميريز الذي اكتشف ان خطيبها على

بعد الف ميل من هنا. لكنها عندما عرفت الصوت نسيت في الحال الرجلين وصرخت : "ابي ! أين انت ؟. "

ضحك دان ترانت وقال : "إني هنا . في أآابولكو , رجلان استاجرا سفينتي في لوس انجلوس وفكرت

بانها الفرصة المناسبة لا اقوم بزيارة قصيرو الى ابنتي الوحيدة." "وآم من الوقت ستبقى هنا ؟." "آه ,

أيام قليلة فقط , هذان الرجلان يصران على أن انقلهما الى مكسيكو في اسرع وقت ممكن. من الافضل

لهما ان ياخذا الطائرة الى مكسيكو لكنهما يحبان ممارسة هوايتهما المفضلة وهي صيد الاسماك . مع

انهما لا يعرفان تماما كيف يحملان قصبة الصيد
."


:flowers2::flowers2::flowers2:

ميسا ميسا 05-06-08 10:03 AM

"هذا لا يهم . متى أراك ؟ اني في شوق اليك ." "ساقوم ببعض المشتريات للسفينة ....ايناسبك ان

التقيك في الندق بعد ذلك ؟ يجب الاحتفال بهذا اللقاء آما ينبغي , يا صغيرتي . وانتِ تعرفين المطاعم

المشهورة , اليس آذلك ؟." أجابت لورا بفرح: "يمكننا الذهاب الى الميرادور , وفي الوقت نفسه يمكننا ان

نحضر مشهد الغطس , انه لا يمكن تفويته." "آما تشائين , هل في امكانك الاهتمام بحجز مكانين

؟." "نعم. " بعد ان اقفلت لورا سماعة الهاتف . طلبت رقم المطعم وحجزت طاولة للساعه الثامنه والنصف.

هكذا سيكون امامها الوقت الكافي لتناول العشاء بهدوء قبل حضور مشهد القفز و الغطس من اعلى

الشرفات التي تطل على الشاطئ الصغير. وبعد ان اخذت حماما سريعا ارتدت فستانا اسود يتلائ مع

شعرها الاشقر بشكل بارز. بعد وفاة زوجته , تخلى دان ترانت عن آل شئ , عمله في السمسرة

البحرية, ومنزله وحتى ابنته . اذ بعد شهرين من وفاة والدتها دخلت لورا دير الراهبات واشترى والدها

يختا . وعندما آان يشعر بحاجة الى المال آان يؤجر اليخت و يقترح على المستاجرين خدماته آقبطان

السفينة. وفي مخيلته ذآريات ساحرة عن العطلات التي آانت تمضيها على متن سفينة والدها التي

دعاها بربارا على اسم والدتها. آان ذلك ممتعاً لها ولو لاسابيع قليلة , لتتخلص من اجواء الدير المملة

والكئيبة. طرقات متواصلة على الباب جعلتها تدرك ان الطارق هو والدها الذي آثيرا ما خرجها من احلام

المراهقة العاطفية بالطرطقة على الباب آانه يدق على الطبل. صرخت لورا وهي تبكي وتضحك في ان

واحد معا بينما آان والدها يعانقها بحنان في ذراعيه القويتين: "ابي ! آآه, آم انا سعيدة لرؤيتك."! لم يتسن

لها الوقت لتعاين وجه والدها إلا بعدما جلسا مواجهة وراء طاولة المطعم , ما يزال يتمتع بالنظرات الزرقاء

نفسها . لكن تجاعيد وجهه بدات بالظهور , وشعره البني الكثيف بدات تتخلله بعض الخصل الرمادية و

خاصة حول الاذن . لكنه ما زال رجلا بمظهر حسن وجذاب . وبينما آانت لورا تراقب نظرات بعض النساء

المرآزة على والدها . تساألت لماذا لم يتزوج دان مرة ثانية. نساء آثيرات آانت تحمن حوله وخاصة

الجميلات منهن. لكن ولا واحدة آانت تتمتع باناقة والدتها وجاذبيتها وشعرها الاشقر آسنابل القمح . ولا

واحدةآانت قادرة على ان تحل مكانها. قال دان ترانت وهو يبتسم : "لا تلتفتي الى الوراء يا صغيرتي .

هناك رجل وراء الطاولةالبعيدة يرمقني بنظرات غاضبة. يبدو حتما انه مكسيكي . هل تعرفين احدا هنا ؟ ."

ومن دون ان تلتفت أدرآت لورا ان الرجل الذي يحدق في والدها ليس سوى السينيور دييغو راميريز .لماذا

يظهر هذا الشيطان في اي مكان تذهب اليه . وخصوصا هذا المساء بالذات . اذ من المفروض انها تتناول

العشاء مع خطيبها..! أجابت في جفاف : "اني اعرفه من بعيد .. انه واحد من الذين يعتبرون ان آل شئ

مسموح. لقد دعاني مرّات عديدة الى العشاء من دون علم زوجته بالطبع." صرخ دان مستغرباً: "هل هو

متزوج ؟ وهذه المراة السمراء الجميلة معه . هل هي زوجته ؟ لكن لماذا ينظر اليّ هكذا ؟." هزت لورا

آتفيها: "تجاهله , ا رجوك . هؤلاء المكسيكيين يتصرفون بوقاحة لا مثيل لها." "اذا حاول ان يعامل ابنتي

بهذه الطريقة , بهذه الجراة الفظة"... قاطعته لورا قائلة: "اني اعرف تماماً آيف اتصرف . لا تقلق عليّ . ولا

تنسى أني مخطوبة." قال وهو ينظر الى خاتم الخطبة في يد ابنته: "نعم صحيح . اني لا انسى." في

لقائهما الاول ظهر بوضوح ان دان وبرانت لم يستلطفا بعضهما العض. فالمحامي الشاب لم يكن راضيا عن

طريقة حياة دان البوهيمية , هو الذي يعيش حياة منظمة. ولاحظ دان هذا الشعور وحزن على ابنته . لكنه

مع ذلك يحترم اختيارها.| قالت لورا وهي تنحني نحو والدها : "سأغيب لحظة صغيرة . وبعد ان اعود نبحث

عن زاوية تطل على الخليج حتى نتمكن من مشاهدة الغطاسين جيدا ". قال وهو يبتسم بحنان:

"آما تشائين يا صغيرتي." فكرت لورا وهي تمر بين الطاولات آيف ان والدها ما زال جذاباً واسفت لانه لم

يتزوج بعد وفاة والدتها. الحياة الروتينية التي يعيشها لا شك انها تزعجه . فهو يستحق حياة افضل. وبعدما

خرجت من الحمام اسرعت تغسل يدها وتضع على وجهها بعض الزينة والعطور. ثم خرجت الى البهو

خافضة الراس وهي تحاول اغلاق حقيبة يدها. ولم تر الشبح الذي يرتدي البذلة السوداء يظهر من وراء

شتلات ضخمة ويجابهها بعنف. صرخت مستغربة بعدما شاهدت نظرات دييغو راميريز الشرسة : "انت ! من

اين اتيت ؟." اجابها في غيظ لم يعرف انه يكبته جيداً : "آنت اراقبك , لدي ما اقوله لك." "صحيح ! وماذا

تريد ان تقول ؟ اختصر آلامك . لا انوي ان ادع..... رفيقي ينتظر." فقال في حدة متجاهلا نظرات الفضول

التي رمقها بها الحضور: "اريد ان اآلمك عنه ! انه يكبرك سناً في شكل ظاهر." "من يكبرني سناً ؟ هل

تقصد .....؟." اجاب في شراسة : "خطيبك طبعاً . لا شك انه في سن والدك."! آبتت لورا قدر الامكان

رغبتها الملحة في الضحك. دييغو يعتبر والدها خطيبها . اذا هو السبب الذي من اجله آان يرمق والدها

بنظرات غاضبة. بدات تقول بصوت متردد : "لكنه ..و"....... ثم توقفت لحظة مدرآة ان آذبتها انفضحت . ثم

تابعت تقول: "ان له قلب شاب. " قال دييغو راميريز في حقد: "صحيح انه يكبرك في السن سنوات عديدة ,

فكيف ترتبطين به مدى الحياة ؟." وبعدما القى نظرة خاطفة الى السيّاح الذاهبين والاتيين داخل البهو ,

أمسكها من معصمها و جذبها وراء مجموعة المشاتل الضخمة وعاد يقول : "هل بامكانه أن يوفّر لكِ الحب

و الشوق و اللهفة ؟ هل سبق أن عانقكِ ؟ " فجأة , جذبها نحوه وشدها الى صدره وراح يعانقها بشغف

حتى جعلها تلهث خاضعة وتقول : "دعني ! ارجوك." ! "ادرك تماماً انه لم يسبق له ان عانقكِ آما يجب."!

فقالت في غضب و هي تتخلص من قبضته : "وانت يا سينيور , منذ متى لم تعانق زوجتك هكذا ".؟؟!!

عندما عادت الى والدها , آان وجهها ما زال مضطرباً وقدماها ترتجفان. "آآه , ها انتِ قد عدتِ ! اجلسي

واحتسي القهوة , مازال أمامنا بعض الوقت قبل ان يبدا مشهد الغطس." جلست في الكرسي وهي لا

تزال متأثرة بالصدمة . وهنا مرّ السينسور في قربها . فخفف من خطواته وحدحّق فيها ثم تابع طريقه. نظر

دان الى ابنته في حيرة وارتباك , آانه فهم ما حدث منذ لحظة ,على بعد امتار قليلة منه. فسالها في قلق:

"اليس هذا الرجل هو المعجب بكِ ؟." "آيف؟ آآة . نعم ." "لو آان برانت ينظر اليكي آما نظر اليكِ هذا

الرجل لكنت سعيداً جداً." بعد فترة صمت أجابت لورا : "أبي , ان برانت يحبني . وهو ينوي الزواج منى ,

اليس هذا آافياً ؟." فقال لها وهو يربت على يدها في حنان: "لكن , يا حبيبتي , يجب ألا تخلطي الأمان

والاستقرار بالحب و الرغبة . إن برانت شاب لطيف , لن يضربكِ و سيكون زوجاً صالحاً لكِ . وتتمتعين معه

بحياة راغدة و ستسكنين في منزل صغير جميل في الضاحية.. وستنجبين ولدين مثل الجميع ... لكن .... لا

أعرف جيداً آيف أشرح لكِ.... .لن تعيشي الحياة التي عشتها مع أمك ....آنا زوجين مثاليين وفي الوقت

نفسه غير عاديين ".... فقالت لورا في صوت مفاجئ ومبحوح وعينها تدمعان : "اعرف ذلك تماماً . انت

وامي آنتما زوجين رائعين واستثنائيين. ومن النادر اليوم ان تجد مثلكما في هذا العالم . ماذا علىّ أن

افعل ؟ يجب أن اقتنع بما عندي ....على الاقل .....""ربما انتِ على حق ... هيا بنا نتفرج على الغطس."

تبعت لورا والدها خارج غرفة الطعام . غير انها لم تستطع ان تقاوم رغبتها في القاء نظرة خاطفة على

مائدة دييغو راميريز . آان معه الزوجان الامريكيان اللذان حدّثها عنهما, وامراة شابة سمراء رائعة الجمال ,

ابتسمت لها المراة . لم يجد دييغو صعوبة في ايجاد رفيقة له. وفي حرآة الية رفعت لورا يدها لتلمس

شعرها وشاهدت ديغو يحدّق في خاتم الخطبة الذي يلمع في اصبعها. أسرعت باللحاق بوالدها الذي

ابتسم لها بحرارة وادخل الى قلبها العزاء و المواساة. استرعى انتباهها الشاطئ الصخري الذي بدا

يشع تدريجياً بالاضواء المختلفة الالوان .. شاهدت لورا رجلاً مستعداً لقفز , بشرته تلمع تحت تأثير الاضاءة

الكثيفة , آان يقف على نتوء صخري من علو شاهق , احنى راسه وبدا انه يحدق في امعان الى المياه

التي تغلي من تحته. سبق للورا ان شاهدت باعجاب آبير مرات عديدة هذا المنظر الذي يحبس الانفاس .

فاسرعت تشرح لوالدها الوجه التقني للغطس: "عليهم ان يصمموا قفزتهم بعناية . في الحالة العادية , لا

يتجاوز عمق المياه اآثر من مترين ونصف متر بانتظار ان تاتي موجة قوية ترفع الماء الى علو اربعة امتار.

وهذا الحد الادنى المنتظر لتحقيق القفزة." "اريد أن أصدق ذلك . من المفروض اذاً ان يستعد لوثبة قوية

ليتحاشى السقوط على الصخرة." "طبعاً . آه .. انظر انه يقفز." رفع الغطاس ذراعيه . وحبس المتفرجون

انفاسهم وهم يشاهدون هذا النحيف يستعد للقفز ويحلّق مكتفاً ذراعيه مثل عصفور متألق , قبل أن

يغطس مثل السهم في الماء التي تتصاعد منها الرغوة البيضاء. التفتت لورا الى والدها الذي آان يمسك

بيدها ويبتسم لها في حنان هامساً: "ان هذا المشهد مثير حقاً. " "انتظر رؤية الذين يقفزون من قمة

الصخور , من علو ارعين متراً أو أآثر . لقد شاهدت هذا المنظر مئات المرات وما زلت ارتعب آأنها المرة

الأولى." همس دان وهو يبتسم في وجهها المتالق الذي يذآره بزوجته الراحلة: "انني اتساءل ما اذا آان

قلبي يتحمل هذا النوع من الانفعال." قالت لورا ضاحكة وهي تتطلع الى العدد الهائل من الناس

المحيطين بهما: "يجب ان تتحمل ذلك , اذ ليست هناك طريقة نستطيع فيها ان نغادر المكان وسط هذا

الحشد." فجأة , ماتت الكلمات على شفتيها , فقد التقت نظراتها بنظرات راميريز التي آانت تشع باانفعال

غريب. فوجئ دان بسكوت ابنته فتطلع اليها وقال: "لورا ,ماذا لكِ ؟." "نعم ؟ ." نفضت لورا جفنيها آانها

تستيقظ من حلم , ثم قالت : "انظر يا ابي , شاب اخر سيقفز الآن." تطلع دان نحو قمة الصخرة حيث راى

غطاساً ينتظر في انتباه أن تاتي الامواج على علو ارعين متراً منه. الجمهور الذي شاهد هذا الجسم

النحيل الاسمر الملئ بالحيوية يلتطم بالموجة العالية , بدأ يصرخ بحماس ويطلق زفرات الارتياح .

وتسائلت لورا , ترى بماذا يفكر الرياضيون لحظة القفز في الفراغ .. ربما الى الابد .....رفعت عينيها

الحالمتين , والتقت مرة اخرى بنظرات دييغو القوية, آانه لم يحوّل نظره عنها طوال الوقت , قارئاً آل ما يدور

في أفكارها. نهضت لورا تارآة المكان لغيرها من المشاهدين وبعد لحظات آانت مع والدها قد غادرا

الميرادوز . وعندما أوصلها دان الى فندق بانوراما رفض ان يتناول اي شراب وقال مبتسماً : "الى مساء

غد يا صغيرتي . هل تتناولين العشاء معي على متن السفينة ؟." "بكل سرور ." "أخشى ألاّ اآون قادراً

على أن أعِدّ لكِ وليمةً في الوقت الحاضر." ابتسمت لورا وقالت: "فهمت , ساحضر معي آل ما نحتاج اليه

للعشاء . لا تقلق يا ابي , فسأعد لك عشاءً لذيذاً."

"هل يوافقك ان يكون الموعد الساعه السادسة ؟." قالت لورا وهي تقف على رؤوس اصابعا لتقبيل

والدها: "اتفقنا." وعندما اصبحت في شقتها اخذت تذرع ارض الدار ذهاباً واياباً مئات المرات , مقطبة

الجبين , قلبها الحزين العامر بالكآبة والقلق . ماذا جرى بينها وبين والدها ؟ خيّل اليها ان احاديث دان

الودية تخفي قلقاً غامضاً......

الفصل الثالث.............. 3

-امور تحدث سريعاً!! لا شك في ان المكسيكيين اسوا من قاد السيارات في العالم. رددت لورا هذا الكلام

وهي تقود السيارة على طول الجادة الجميلة , التي تمتد بمحاذاة مجموعة من الفنادق الضخمة المطلة

على الخليج. ومرة خلال حفلة استقبال حضرتها قال لها رجل اعمال مكسيكي: "الرجال هنا جبابرة

اقوياء .. وأضاف : "في بلادنا وفي آل المناسبات , على المكسيكي ان يفرض سيطرته وسواء حاول

الحصول على امراة او آان يقود سيارته , فانه مضطر الى ان يفعل المستحيل ليؤآد سطوته وعلّو شانه.

وما على المراة إلا أن تطيع." استعادت هذه الكلمات , وهي تحاول عبثاً تغيير اتجاه سيرها لتستطيع

سلوك طريق المرفأ . فجأة توقف سائق تاآسي ورمقها بنظرة إعجاب , وتخلّى لها عن فسحة إستطاعت

من خلالها عبور الطريق المطلوب . وبعد دقائق صفّت سيارتها في مرآب نادي اليخوت . اخرجت من

سيارتها آيساً يحتوي على آل ما تحتاجه لإعداد عشاء اميريكي يحب والدها أن يتناوله, ثم سارت على

رصيف الشاطئ..الى حيث يرسو يخت والدها. صعدت الى سطح اليخت الخلفي فلم تجد احداً . فنادت

وهي تقترب من السلم الذي يؤدي الى قاعة الجلوس و المطبخ: "ابي!! أبي !! إنني هنا." لا جواب .

هبطت لورا بحذر السلم الضيق , المطبخ الصغير آان فارغاً, وآذلك غرفة الجلوس التي تحتوي على طاولة

في وسطها ومقاعد مغلّفة بالنسيج القطني ذي الألوان الزاهية. اتكأت لورا على أحد الجوانب وغرقت

في الذآريات , تعرّفت الى الرائحة العادية الممزوجة برائحة سجائر والدها. وبدأت تنفعل . آم هي نادمة

لاها لم تكن مثله شريدة البحار, غير ان دان فضّل العمل بنصائح الراهبات اللواتي أشرن عليه بادخال

لورا المدرسة الداخلية اذا ارد ا ان يضمن مستقبلها. ترعرعت لورا على ايدي الراهبات اللواتي آرّسن

حياتهن للتربية والتعليم. مرّة حدثتها الاخت آرميليتا ذات الوجه الملائكي , التي آانت تعلمها اللغة

الاسبانية , عن مستقبلها آامراة وذلك عندما عبّرت لورا عن رغبتها في دخول سلك الرهبنة. اذ قالت لها

الراهبة في لطف وهي تبتسم: "لا يا لورا . سيدخل حياتك يوماً ما رجل يغمركِ بحنانه و تنجبين منه اولاداً

تسعدان بهم. أعتقد يا ابنتي ان دخولك السلك سيكون غلطة
."


:flowers2::flowers2::flowers2:

ميسا ميسا 05-06-08 10:25 AM

سرعان ما نسيت لورا هذه الرغبة , لكن آلمات الاخت آرميليتا ظلّت محفورة في ذهنها. وعندما التقت

برانت اعتقدت انه هو رجل حياتها . فهو يتمتع بمزايا خلقية رفيعة, اهمها انه لا يحاول ان يمارس الزواج

قبل الاوان وهذا شئ نادر في هذا العصر حيث لم تعد هناك أية حدود تمنع الرجل والمراة من الاستمتاع.

تناهت الى سمعها خطوات على متن السفينة , فانتفضت واسرعت الى تسلق السلالم... "أبي ..اين آنت

؟؟ أرجو ألاّ تكون قد اشتريت اغراضاً للعشاء لأنني""............. سكتت فجأة وهي ترى شبح دييغو راميريز

الممشوق و المفرط في الاناقة منتصباً امامها. سألته في لهجة باردة: "ماذا تفعل هنا ؟ بدأت أسأم

رؤيتك وملاحقتك لي في آل مكان. سيأتي والدي في أية لحظة الان , لذلك انصحك بالذهاب ." قال

متجاهلاً ملاحظتها: "أيمكنني الهبوط إلى داخل اليخت ؟." "والدي في طريقه الى هنا . ولن تسرّه رؤيتك

على متن سفينته." لم يأبه لهذا التهديد , بل توجّه في هدوء الى غرفة الجلوس وقال : "اجلسي يا لورا .

لديّ أمر مهم أريد أن أحدثك فيه." فقالت في لهجة حاسمة: "أرجو ان تقول ما عندك بسرعة , أريد إعداد

العشاء لوالدي." هزّ رأسه في تعبير آسف جعل لورا تشعر بجفاف في حلقها و بقلق غامض... قال وهو

يسمّر عينيه في عينيها: "أخشى ألا يتمكن والدك من أن يتناول العشاء معكِ هذا المساء." "لماذا "

؟؟ "آسف أن ابلغكِ أن والدك محجوز لدى الشرطة المحلية." قالت لورا وقلبها ينبض

بسرعة.... "الشرطة .....إن هذا مستحيل.." "آنت على الشاطئ القريب جداً من هنا ولاحظت زحمة

وهياجاً على السفينة وعرفت الرجل الذي اصطحبته الشرطة : انه الرجل ذاته الذي آان يرافقك في

مطعم الميرادور....... وقد آنت اعتبره خطيبك ....."سألت وهي تنهض غاضبة من دون ان تعي ما قال: "لكن

لماذا اوقفت الشرطة والدي ؟ لم يقم بشئ غير قانوني طيلة حياته.. لاشك أن ذلك خطأ ... يجب ان

اذهب وارى ماذا يجري .... وساقول لهم"..... وفي حرآة نجح دييغو في تهدئتها... "ربما فيما بعد علمت من

الشرطة التي اوقفته ان والدك متهم بالتورط في عملية تهريب مخدرات.. وهنا في المكسيك تعتبر جريمة

آبيرة." رددت لورا منذهلة.... "تهريب مخدرات ؟؟ أبي ؟؟ لكن مستحيل ,,,, هل سمعت ما أقوله ... هذا

مستحيل." قال دييغو في حزم.... "اجلسي " هبطت الفاته في المقعد ...أما دييغو فظل مستندً الى

الطاولة.. "يجب أن تدرآي جيداً ان والدك متهم بجريمة بالغة الاهمية.. وحسب الادلة التي اآتشفت على

متن الباخرة فهو معرض لان يبقى في السجن طيلة الحياة او لنقل مدة طويلة قبل افتتاح المحكمة "

همست لورا واضعه رأسها بين يديها..... "محكمة؟؟ لا ... لا يمكنني ان اصدق شئيا آهذا.." "لكن هذا هو

الواقع ...ذهبت الى مرآز الشرطة وتوصلت الى التحدث مع والدك .. فاخبرني بان الرجلين اللذين استاجرا

منه اليخت عادا في الصباح الباآر وما لبثا ان غادرا .. وقالا له انهما سيعودان في المساء .. وآانا على

استعداد للابحار فجر الغد." قالت لورا مستغربة وهي تقفز... "رجلان , هما اذاً المذنبان .. قال لي والدي

انهما استاجرا السفينة وفي نيتهما الصيد,, لكنهما لم يكونا يعرفان شيئا عن الصيد .. ساخبر الشرطة

بذلك.." ارادت الاسراع نحو الممر لكن دييغو اقفل عليها الطريق وقال وهو يمسكها من آتفيها : "لا

تتصرفي تصرفا احمق! هل تتصورين ان الشرطة هنا ستصغي الى ما تقولينه ,, انتِ ابنته."!! "لكن يجب

ان افعل شيئا ما ." قال لها بلطف: "لا يمكنك ان تفعلي شيئا يا لورا امام السلطات"..... سالته وقد احتلتها

الكابة فجاة: "الى من سالتجئ اذاً ؟ هل في اآابولكو قنصلية للولايات المتحدة ؟." "آلا .. القنصليه

مرآزها في مكسيكو .. لكن في مثل هذه القضايا لا يستطيع القنصل ان يفعل اي شئ." "يبدو وآانك

وجدت الحل ..ارجوك .. قل لي ماذا افعل ؟." حدّق في عيني الفتاة الخضراوين ثم اخفض جفنيه وقال في

صوت مبحوح : "لديّ نفوذ في بعض الاوساط" "يمكنك اذا ان تفعل شيئا ما لمساعدة والدي." وفي هذه

اللحظة بالذات رفع راسه وانتفضت الفتاه امام حدّة نظراته القاتمة: "لكن نفوذي يكون له صدى اقوى

اذا"....... عمّ صمت طويل راح فيه قلب لورا ينبض بسرعة... واضاف : "اذا آنتِ زوجتي." آالبلهاء راحت لورا

تحدّق فيه وهي تلاحظ برغم الصدمة القوية وجهه ذا الملامح البارزة ورموش عينيه الطويلة وقساوة فمه

ورددّت في صوت خفيض: "زوجتك ؟ لكن الا تكفيك زوجة واحدة."! هزّ راسه في تلهف: "أنا لست متزوجاً

والمرأة التي تعتقدين أنها زوجتي هي في الحقيقة أرملة أخي الصغير ..جيم. .الذي قتل السنة الماضية

في سباق القوارب الآلية ." "لكنني آنت أعتقد ".... توقفت ..... وآل شئ يغلي في ذهنها.. "نعم .. اني

اعترف انني جعلتك تعتقدين ان آونسويلو زوجتي لم يكن ذلك قصدي في بداية الامر.. ولكن عندما وضعت

في ذهنكِ انّ المراة التي ترافقني في حفلة عرض الازياء هي زوجتي, لم اآن قادرا ان انكر ذلك .. آنت

اريد ان اعرف ما اذا آنتِ قادرة على الصمود مدة طويلة امام رجل تعتبرينه متزوجاً." ولان تعبيره بعض

الشئ ...ثم قال:.. "اني اعترف بانك تصرفتِ بعناد وتصلب.." ما زالت لورا مضطربة لوضع والدها

المؤسف ,, فلم تسجل هذا الاعتراف الجديد. "لم افهم بعد .. هل آان ذلك امتحاناً ؟؟ أهذا ما تقصده

؟ ." "نوعاً ما .. نعم". تناول من جيب سرواله علبة السيجار واخرج سيجاراً صغيراً واشعله بقداحة ذهبية..

خارت قدما لورا وهبطت في المقعد .... قال دييغو وهو ينظر من نافذة اليخت: "يهمني جدا فيما يتعلق بهذه

الامور ان تكون زوجتي مترفعة عن اية شبهة." تأملته لورا لحظة من غير ان تقول آلمة... فهي حزينة لما

حصل لوالدها ثم صرخت وهي تستعيد وعيها... "لكنك مجنون حقاً ! لن استطيع ان اتزوجك .. يبدو انك

نسيت اني مخطوبة واني ساتزوج حين اعود الى لوس انجلوس." سأل دييغو وهو يتفحص وجه لورا

الجميل المحمر خجلاً :"هل تحبين ذلك الرجل ؟." أآدّت له وهي تقف لتواجهه وعيناها تتوهجان

غضباً: "طبعاً .. ولماذا اتزوجه اذا لم اآن احبه ؟." ما من احد يعرف ما الذي يدفع النساء الى الزواج ... هل

هو المال ام المرآز ام الاستقرار .. ام الحب , خطيبك , هل هو غنيّ ؟." "آلاّ . انه محام شاب ما زال في

بداية الطريق .. يمكنك ان تلغي السببين الاولين." "اذاً لا شك أن السبب الثالث هو الذي ينطبق عليكِ ,

الاستقرار... اهذا ما يقدمّه لكِ ؟ منزل في حيّ جميل , وولد أو ولدان .. وسهرة نهاية الاسبوع في

النادي." "وماذا عندك ضدّ هذا النوع من الحياة , في آل حال انه وضع معظم الناس في بلادنا, ولست

اخجل من آوني جزءاً منهم." ثم اضافت في لهجة ساخرة: "طبعاً , ليس بامكان الجميع ان يملكوا منزلا

يقع في محطة الحمامات الاآثر شهرة في العالم, وربما ايضاً قصراً في مكسيكو." اخذ دييغو نفساً من

سيجاره وقال في تمهل: "ليس في هذا خطأ .. في آل حال ان المراه تحب بشغف الرجل الذي يؤمن لها

آل هذه المتعه.. هذا ما يوصلنا الى السبب الرابع الذي هو." .... قاطعته لورا قائلة: "لماذا نتجادل في هذه

الامور السخيفة بينما أبي يقبع في احد سجون بلادك التعيسة ؟ سوف أصبح مجنونة مثلك " .... اجابها

دييغو:... "اني لست مجنونا . لكني انتهازي .. واعترف بان سجوننا ليست آما يجب وخصوصاً اذا آان

السجين متهماً بتهريب المخدرات , لكن يمكنني القول ان والدك لا يلقى معاملة سيئة.. لقد حاولت

اقناعهم بان يقدموا له الطعام المعقول وان يجعلوا زنزانته في وضع مريح ومقبول ." فقالت في صوت

مخنوق: "شكراً .. المال يفعل آل شئ , اليس آذلك ؟." "في مثل هذا الوضع , المال وحده لا يكفي"...

ترددّ ثانية ثم أضاف: "ان الموظفين الذين اتصلت بهم من اجل مساعدة والدك عطفوا عليه, ليس من اجل

المال , بل بسبب قرابتي لوالدك ." "لقرابتك بوالدي .....؟ لكنك لم ..... لم تقل لهم ان .........ان"........ قال

لها وهو ينظر اليها في جراة: "قلت لهم انكِ ستصبحين زوجتي . وانني لا ارضى ان ارى عمي يلقى

معاملة المجرمين." فهمست لورا وهي شاحبة الوجه: "آيف تجرات وقلت ذلك ؟." "هل تعارضين ان ينال

والدك معاملة حسنة ؟" اجابت في غضب: "لا .. انما يزعجني انك آذبت من اجل ذلك... وماذا اخبرت

والدي ؟ هل آذبت عليه ايضاً ؟." "الحقيقة اخبرته عن رغبتي في الزواج منكِ... وان ذلك سيتم ابكر مما

آنت اتوقع .. نظراً للاوضاع الحالية".... تقدم دييغو منها خطوة واخذها من ذراعيها وقال في صوت

خفيض: "لن اخفي عليكِ انني آنت افضل ان يتسنى لي الوقت لان اغازلكِ يا حبيبتي .. لكن".... وبحرآة

عنيفة تخلصت من قبضته وقالت بغضب: "انني امنعك من ان تناديني هكذا ؟ انا لست حبيبتك ولن اصبح

حبيبتك ابدا." فقال دييغو وهو يبتعد عنها: "حسنا . " توجّه نحو السلم ثم التفت ونظر اليها باشمئزاز

واستخفاف وقال: "اذا غيّرت رايك يا انسة , يمكنك ان تتصلي بي في فيلا جاسينتا , انه اسم منزلي ."

ثم اخرج من جيبه دفتراً صغيراً , وآتب بعض الارقام .. ثم اقتلع الورقة واعطاها اياها قائلاً: "ان رقم هاتفي

غير موجود في الدليل الهاتفي .. فلا تضيعي الرقم , الى اللقاء ." ضغطت لورا على الورقة بين اصابعها

الجامده وهي تنظر الى دييغو يصعد الى سطح السفينه . وبعد ذهابه شعرت فجأة بضياع وحيرة. ..عادت

الى غرفة الجلوس واسترخت في احد المقاعد وعيناها تحدّقان في رقم الهاتف الذي انحفر للحال في

ذهنها, لكن لابد من ايجاد طريقة لاخراج والدها من السجن من دون الاضطرار الى اللجوء الى الزواج من

هذا المكسيكي المتوحش! "ايمكنني ان افعل لكِ شيئا يا انسه ؟ ." ان مهنة لورا جعلتها تعتاد سماع

آلمات الاعجاب. ومع ذلك فقد انتفضت امام نظرات الموظف الملحة الذي يحرس باب مرآز الشرطة , وبين

شفتيه سيجارة ."انني ..... اريد ان ارى والدي , دانييل ترانت." سالها الشرطي في فضول وهو يعريها

بنظراته: "هل انتِ الفتاة الاميريكية ؟ " فقالت بترفع: "قل لي فقط اين يمكنني التحدث الى الشرطي

المسؤول." اجابها ببطئ وفي لهجة مليئة بالاشمئزاز والكراهية: "أظن انه مشغول في الوقت الحاضر."

لكن لورا مرت من امامه من دون ان تلح عليه ودخلت الى البهو ولاحظت من خلال باب مفتوح رجلاً ضخماً

يرتدي بذلة رسمية جالس وراء مكتبه وزجاجة عصير في يده. ولدى رؤيته الفتاة الشقراء , نهض الضابط

في سرعة وقال : "انسة ماذا تريدين ؟." "اريد ان ارى والدي , دانييل ترانت . جئ به الى هنا بعد ظهر

اليوم." فاجابها الرجل مقطباً عن حاجبيه: "موعد الزيارة ليس الان عودي في الغد"... رفعت الفتاة يدها

لتبعد شعرها عن وجهها , واذا بها ترى ملامح الضابط تتغير فجأة: "هل قلتِ انك تريدين رؤية السينيور

ترانت ؟ اذاً انت "....... "ابنته." "خطيبة السينيور راميريز ؟." سحابة مفاجئة مرّت في عيني الشرطي

الصغيرتين , انه يستغرب آيف انّ رجلاً غنياً اهدى خطيبته خاتم خطبه عادياً جداً. تبعت الشرطي في طول

الممر الضخم التي تفتح عليه الابواب السوداء الضخمة . فلما وصل الى الباب الاخير , ادخل مفتاحاً في

القفل وفتح الباب. قالت لورا وهي تدخل الى غرفة صغيرة: "شكراً يا سيدي." الاثاث الوحيد في الزنزانة

هو سرير بسيط فوقه رفّ من الخشب الابيض وطاولة وآرسي آان يجلس فيها والدها , صرخ دان وهو

ينهض: "لورا , ابنتي الصغيرة."! رآضت اليه وعانقته وهمست في صوت متقطع وهي تضغط على

آتفيه: "ابي ..... اه ابي." ! قفال في صوت منفعل: "لم اآن اريد ان تاتي الى هنا . الم يحضر راميريز معكِ

؟." "هو ... اه ... لا , لا يعرف انني هنا".... فقال دان مقطباً حاجبيه : "اني اشك في انه سمح لكِ ان تاتي

لوحدك الى مثل هذا المكان .... اجلسي في الكرسي .. وانا ساجلس على السرير." ولما راى نظرات

ابنته المشمئزة وهي تنظر الى غرفته , ابتسم في سخرية وقال: "لا يبدو لك المكان فاخراً يا صغيرتي ,

لكنه بكل تاآيد افضل مئة مرة من الزنزانة التي القوني فيها عند وصولي." فانفجرت قائلة بغضب: "لكن

ليس مفروضاً ان تكون هنا." ! اجابها في لهجة مهدئة : "أعرف ذلك يا صغيرتي . ااعرف جيداً . وانا ايضاً

احسست بالشعور نفسه عندما وصلت الى هنا, لكن عندما رايت آيف يعاملون الموقوفين"................

توقف ثم انحنى ليضع مرفقيه على رآبتيه: "هل تصدقين اذا قلت لكِ انّ بعض الاميرآيين وبعض الاجانب

موجودون هنا منذ اشهر ... بل منذ سنوات عديدة من دون ان يمثلوا امام المحكمة , لا عائلاتهم ولا

محاموهم ولا احد يمكن ان يفعل شيئاً لمساعدتهم." قالت لورا في استغراب: "ربما هم مذنبون ! لكن انت

لست آذلك , يجب ايجاد طريقة لاقناعهم بانك برئ." تنهد دان وهو يزرع ارض الغرفة الصغيرة وقال: "يا

ابنتي المسكينة , في هذا البلد اهم شئ ان يكون لك اصدقاء في الدولة. على فكرة رجال الشرطة لم

يعتقلوا بعد الرجلين اللذين استاجرا سفينتي." "متى القوا القبض عليهما , يطلقانك في الحال." هزّ دان

رأسه وقال: "هذا شئ رائع ! لكن ما أعرفه عن هذين الرجلين قليل جداً, إلا انهما لن يترددا في ان يفعلا

ما في وسعهما للتخلّص من هذه الورطة, يجب النظر الى الامور بلا خوف , يا لورا .... ربما قالا انني

متواطئ معهما." "لكن هذا ليس صحيحاً." وبعد تنهد عميق , عاد دان ليجلس على السرير ثم قال: "انا

وانتِ نعرف ذلك تماماً . لكن هل بامكاننا اقناع الاخرين؟." فقالت وهي تضغط على يديها: "سوف اطلب

من برانت ان ياتي الى هنا فهو يعرف ما يجب عمله." "هل هذا صحيح ؟." التقى نظره المرتاب بنظر

ابنته , فاخفضت لورا عينيها , انها تعرف بماذا يفكر والدها , لقد اظهر برانت انزعاجه فيما يتعلق بالحياة

الحرة التي آان يعيشها والدها . شعرت لورا بفقدان الامل وقالت في صوت غير اآيد: "اسمع , يمكنه ان

يدلنا الى محام صديق له . وفي آل حال فان برانت متخصص بالدفاع عن حقوق الشرآات , وهذه القضية

ليست من اختصاصه". فقاطعها دان في قسوة لم تتعود عليها من قبل: "الم تفهمي ما قلته لكِ .

المحامي الاميريكي لا يمكنه ان يفعل شيئاً في هذا البلد ...القانون وحده يطبق ." همست لورا في

صوت مخنوق: "لكن يجب ان نفعل شيئاً" اآدّ لها دان في قوة: "هناك شخص واحد قادر على اخراجي من

هنا هو السينيور دييغو راميريز... لديه النفوذ والمال والعلاقات." توقف قليلاً ثم أضاف: "وهو يريد الزواج

منكِ." فهمست قائلةً: "آه .. هل فاتاحك بالامر ؟." "تصرّف بوضوح ...لكن , يا ضغيرتي , لماذا لم تخبريني

بأن الامور وصلت الى هذا الحد بينك و بينه ؟ مساء أمس في فندق الميرادور جعلتني اعتقد بانه رجل

متزوج".... "صحيح ؟ اووه".... من الصعب ان تقنع والدها بانها قبلت الزواج من دييغو اليوم فقط بعدما آانت

تعتقد بالامس بانه متزوج فعلاً. ليس هناك الا حل واحد وهو الاعتماد على هذا الرجل المكسيكي لينقذ

والدها من هذا المازق الصعب. فقالت في خجل: "في الحقيقة , آان يزعجني بعض الشئ ان اعلمك

بقراري قبل ان افسخ خطبتي من برانت." وصدّقها دان ..اذ قال وهو ينحني ليضغط على يديها

بحنان... "انكِ لا تتصورين الى اي درجة انا سعيد من أجلكِ. يا ابنتي الصغيرة مساء امس رايت دييغو
منتديات ليلاس
راميريز شعرت بانه رجل حياتك , اآثر من برانت
.


:flowers2::flowers2::flowers2:


الساعة الآن 01:21 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية