المزورة ..قصة رعب ,, الجزء الاول ( غير مكتمله) 2جزين فقط
فى احدى قرى الصعيد كانت تعيش هناك عائلات كبيرة ولا تخلو حياتهم من المشاحنات والخصومات الثأرية وكان لغة الجهل هى اللغة السائدة فى تلك الازمنه ,,حيث غياب العلم يترك مجال للخرافات والظلم الشنيع وقصتى تلك انما احكى فيها عن خرافه عاشت فى تلك البلد لسنين طويلة وتركت لغزاً لم يفلح أحد فى فكه تلك القرية تتكون من تجمع كبير وحولها قرى صغيرة ونجوع تابعه لها ,,وكانت فى تلك القرية بيوت مهجورة كثيرة وكانت تلك البيوت يسكنها عائلات من الجن وكان ذلك ظاهر للجميع ,, وفى تلك البلد مات اناس كثر ولم يعرف الجانى حيث لا علامات طعن او طلقات رصاص على الجثة وظل الجانى مجهول ,, مما زاد من شدت تأزم العلاقت بين العائلات وسأحكى لكم اليوم عن ذلك القاتل المرعب وكيف تم التوصل أليه ,, |ــــــــــــــــــــــــــــــــ منذ شهر بالضبط كنت فى سفرى الى بلدى فى الصعيد ..وبما ان الجو كان بارد كانت العادة ان نجلس حول النيران لنمتص الدفىء ونحكى حكايات السمر حتى يحتم النعاس ,, واثناء جلوسنا قال احد الجلوس ,,المزورة ظهرت مرة أخرى ,, فقلت ,,المزورة تلك انما شىء خرافى لا وجود له ,,وكنت احسب ان الجهل قد جلى عن تلك البلد فقال احد الجلوس ,,من قال لك ان المزورة شىء خرافى ,,؟ قلت له ,,لأن من قال انها موجودة لم يراها فى الاصل بل قد يكون ذلك هلاوس بصرية لشخص يخشى أمراة ذات وشاح اسود .. فتمثل رعبه فى تلك المرأة ,, فقال لك الرجل ,,أؤكد لك ان تلك المزورة حقيقة وان اردت التأكد فأسمع منى تلك القصص ,, فأنتابنى الفضول ولأنى اعلم مدى صدق هذا الرجل اعتدلت فى جلستى وقمت بصب الشاى وتهيأت لسماع قصص طالما ارتعبنا منها فى طفولتنا ,, المزورة أحذر ذات الرداء الاسود هبت رياح عاصفة وكأنها زئير اسد غاضب وراحت تعبث بالاتربة وتحولها الى سحابة من الغبار ومن ثم أنين جذوع الشجر المتمايل وصليل اوراق النخيل الهائج جسد سيمفونية للطبيعة الغاضبة ومع خفوت اضواء المصباح الوحيد المعلق فى أول الدرب وكانه يعلن التحدى للطمات الريح ... وانبرى كلب ضآل يبحث عن مأوى يقيه شدة الريح ..وكان يوم عاصف من شهر أمشير ولا وجود للمارة فى ذلك الليل وكأن القرية مدينة للأشباح ,,وما كان للأشباح ايضاً ان تخرج فى ذلك الجو العاصف ,,وفى مكان على طريق ارتفعت الضحكات من وسط كومه من البوص أعدتى على شكل مقهى صغير ,,مقهى يقدم الشاى المغلى والكاكاو والسحلب بدون حليب ,,وراح ذوى الاسنان النخرة يقلبون اوراق الكوتشينة وامام كل واحد منهم من خمسة الى خمس وعشرون قرشاً وفى الجوار جلس صاحب المقهى بجسده الضئيل يصطنع الضحك من النكت التى يطلقها احدهم ويوقد النار ليبث الدفء فى العشة .. وهى فى الواقع نكت سخيفة لكن تأثير الحشيش جعله تبدو مضحكة وكم من مثل تلك السهرات العفنة تنتشر فى ربوع القرية وكأنها تزيح هماً من فوق الصدور ولكن للأسف تورث ندماً وحسرة بعض ضياع حصيلة يوم شاق على طبلية القمار ,, وهم احدهم ان ينصرف وقال ,:ما بقى معى مال سأذهب للبيت وأراكم غداً .. وعرض عليه احدهم ان يسلفه ولكنه أبى ,,وارتدى معطفة المثقب واتجه الى الخارج وما ان خرج الا وشعر بلطمة على خده من الريح كادت ان تسقطه ارضاً ,, فلملم معطفه بكلتا يديه ونظر الى الشارع المظلم بعد ان اعلن المصباح استسلامه . واتجه الى الطريق الطويل الذى يتخلل الزراعات عائداً الى بيته ,, وشعر بالخوف لهبوب الريح وتحريكها للأشجار وكأن الاشجار تريد ان تمسكه بأغصانها القوية وترمى به فى الترعة الموحلة على جانب الطريق ..ومع شدة الريح خيل له أنه يرى اشباح فى كل مكان ,,مما جعل خطاه تزداد فى السرعة ,,وراح يدندن بصوت اجش قصيدة لأبن الفارض غناها منشد الصوفة يا سين التهامى ,., دنيا التسآلى ,,لم يخدموكى ألا ذئآب خذى ما لكى ودعينى انتى دنيا ,,نعم اطلقوا الاسم الصوآب من مشرقيكى الى مغربيكى كل ما فيكى ترآب يآ دنيا كل ما قولنا رحيقاً قلتى بل هماً مذآب يا دنيا كل ما قلن وصولاً قلتى بل نحو السرآب .. وقطع وصلته بعد ما رأى شواهد القبور واصابت القشعريرة جسده النحيل ,, كان كل يوم يمر عليه ولكن لم يشعر بالخوف الشديد ألا هذه المرة وتذكر قصص الرعب التى كان يسمعها من جدته فى طفولته وكيف ان الاكفان تمشى بجوار القبور وأذا رأت أحد تلتف حوله وتلقى به فى فوه الجحيم حيث العقارب والحيات والدود الاسود واسرع فى خطأه ولكنه يشعر انه لا يمشى من شدة الخوف ,,ولما جاوز القبور تنهد تنهيدة حارة وراح يغنى من جديد ثم ما لبث ان صمت حينما رأى سواد جالس على حافة الطريق متمثلاُ فى هيئة أمراة فأقترب منها وقال :ما اجلسك هنا يا خاله ,,؟ ورد عليه صمت مطبق ,, مما جعله يظن ان المرأة مريضة ..وعاود السؤال فى صوت حانى ,,ولكن سمع فى هذه المرة صوت ازيز كأزيز النحل ..مما جعله يلتفت ليبحث عن مصدر الصوت لبضع ثوانى وحين ما عاد ببصره وجد المرأة واقفة ,, فقفز خطوة للوراء فى فزع واضح ..وما زال صوت النحل يئز وأيقن ان مصدره انما كانت تلك المرأة وسكت الصوت فجأة ..واقتربت منه المرأة فى خطى بطيئة جداً وشم رئحة زيتية عفنة تنبعث من ثيابها وحاول ان يجرى ولكنه شعر ان رجله مكبلة وحاول ان يصرخ ولكن ذهب صوته وكأنم احباله الصوتية لا وجود لها ففغر فاه فى هلع حينما رأى عيناها ,,,عيناها كانت كجمرتين مشتعلتين ورأى يدها تتحرك اليه وحينما ارتفعت يدها قبالة صدره ايقن ان يدها ما كانت الا عظام يكسوها بعض اللحم العفن ..وضعت يدها على صدره وحينها انطلقت من حنجرته صرخة ألم مريعة شقت سكون الليل اتبعتها عواء الكلاب الضآله ,, .. فى انتظار ردودكم وان شاء الله سوف نواتيكم بالتكملة ولكم تحيتى اخيكم زيزو عتباوى :flowers2: |
كح كح كح كح .. أحممممم ,, صباح الخير يا حاج . صباح الخير يا أم سعيد ..اعملك كوباية شاى علشان تغير ريقك قبل ما تروح تصلى ؟ لاء لما أجى من الصلاة ,, قامت ام سعيد الى ابريق الماء وصبت لزوجها لكى يتوضأ .. ولف عبائته على وسطه وذهب الى المسجد بخطى رجل اضناه المرض عاش ابو سعيد وزوجتة المريضة بالربو بمفردهما بعد رحيل ابنائهم الى الحضر بحثاُ عن لقمة العيش ذهبوا الى التجارة وتركوا الزراعة بعد ما ضمرت ولم تعد تؤتى نفعاً انكبت ام سعيد على اعمال المنزل الروتينية من تنظيف ووضع الحبوب للطيور ومن ثم حلب البقرة ووضع اللبن فى قربة لكى يتم الرج ومن ثم يخرج الزبد ...كان ذلك عمل اعتيادى لكل نساء الريف .. ــــــــــ سار ابو سعيد بخطى رتيبة وهو يتمتم بذكر الله ولاح له من بعيد جسد مسجى على الارض فعلم فى قرارة نفسه انه حدثة كارثة من نوع ما ..واقترب بخطى بطيئة من الجسد ومد عصاه فى حذر ولهز الجسد برفق .. ولكن الجسد قد اصابه التيبس واخذ يمعن بنظره الضعيف فى الوجه ,, فعلم انه عباس ,,الشاب المعربد سليط اللسان ..فقال فى نفسه ..يا ترى ما سبب موت هذا الشاب .؟ لا اظن ان احداً قتله لبذائة لسانه ,, وافاق من تفكيره حينما راى رجلاً يقترب منه صباح الخير يا ابو سعيد .. خير ,,!! وهيجى منين الخير يا حج احمد ... ليه كفالله الشر يا حاج .. عباس مقتول قدامك ولسه بتسأل ,.,,! يا راجل تلاقيه سكران ونام فى الطريق ..انت عارفه انه شاب طايش لاء ده ميت وشبع موت .,,,ابعت حد يبلغ العمده ,,, هو اليوم النهاردة مش فايت... ــــــــــ كان العمدة ابو المعالى رجلاً ذا ثروة تقدر بمائة فدان وذا نسب وعزوة وعائلتة كبيرة جداً فى مناصب رفيعة فى السلك الحكومى مما كان سبب فى ان يبلغ سطوتة على البلد ..ويكن لها عمدة .. ولما استيقظ على نداء شيخ الغفر ,,قام كعادتى يكيل له السباب والشتائم لأزعاجه فقال له شيخ الغفر ,,,اصل الموضوع خطير يا جناب العمدة ..الواد عباس اتقتل وعاوزينك تبلغ المركز يا صباح يا عليم يا رزاق يا كريم .,..طيب يا اخويى غور من وشى ومتخليش حد يقرب من الجثة لغاية النيابة ما تيجى,, وجائت أمراة العمدة من حوش البهائم وعلى وجهها علامات الاستفهام خير يا عمدة ,,,؟ العمدة .:هو اللى يشوف وشك يشوف خير .. هاتيلى يا ولية شوية مية علشان اغسل وشّى خلينى اروح اشوف المصيبة دى وفى مكان الجريمة التف اهل لبلد فى حلقة ومن داخلها ضباط المباحث و وكيل النيابة وبعد المعاينة حملوا الجثة التى تخشبت تماماً .وانطلقت سارينة الاسعاف لكى يفسح الناس الطريق ..تاركتاً خلفها الناس يتمتموا باقوال مثل ’’لا حول ولا قوة الا بالله...ده شاب غلبان لا بيهش ولا بينش .. منه لله اللى قتله بس ده مفهوش ولا طلق نارى ولا طعنة ,,,ولاد الحرام الظاهر خنقووه ...,,ممكن يكون حرامية ,, بس ده ممعاهوش حاجة تتسرق ,.,,ده غلبان وقوته يوم بيوم ,,الواد كان بيحب بنت ابو سلامة وكامزا بيتقابلوا فى السر ,,ولما عرفوا اهلها قاموا قتلوه ,, والكثير من تلك الاقاويل \,, وما كانوا على علم بما يخبىء لهم الفزع فى ليلة اخرة يتبع ,,, |
تمام يا افندم ..التقرير وصل من الطبيب الشرعى .. طيب دخلهولى المكتب بسرعة .. دلف الرائد اشرف الى مكتبه بمديرية امن اسيوط وهو يقلب صفحات دوسيه كان يحمله وهو يمعن النظر فى اوراقه وكانه يحاول فك لغز من الغاز الجريمة ومن ثم احضر له الساعى تقرير من الطب الشرعى يبين اسباب الوفاة للشاب عباس وكان محتوى التقرير ان المدعو عباس سيد ابو عزام مات متأثرة بازمة قلبية من شدة الخوف وان هذا تمام فى تمام الساعة الثانية فجرأ ولا يوجد اى اثار ضرب او خنق ,,, كان هذا ايضاً لغز يحتاج ألى حلّ .. فليس من المعقول ان يكون عباس رأى شبحا أو عفريت فزمن الاشباح قد ولى منذ سنين ... القى الرائد اشرف بالملف على طرف المكتب واشعل لفافة تبغ محاولاً انهاء تلك القضية بطريقة شفوية ومن ثم امسك بورقة ودون فيها ملاحظاته وراى الطبيب الشرعى واغلقت القضية على ان الموت كان بسبب أزمة قلبية ,., أزمة قلبية هى الملاذ الأخير لانهاء مثل تلك الامور التى تحتاج الى جهد وعقل غريب لكى يعمال هؤلاء النوع من البشر الذين يؤمنون بوجود الاشباح فى كل زاوية معتمه ,, ــــــــــــــــــــــ ازمة قلبية من شدة الخوف ,,! كانت تلك عبارة خرجت من فم العمدة وهو يفكر فى حياة ذلك الشاب الذى كان لا يخشى شىء وكان يملك جراءة وقوة قلب ودائماً ما يفعل المقالب المرعبة فى جيرانه واصدقائة ,, ربما ان ذلك بسبب كثرة شربه للحشيش ,..,. وقام بنداء الغفير وقال له ..: اسمع يا وله ,,من النهاردة ممنوع السهر فى القهاوى لبعد الساعة 10 واللى مش هينفذ الاوامر يبقى ذنبه على جنبه ,,,مفهوم ,, مفهوم يا عمدة .حضرتك تأمر بأى شىء تانى ؟ لاء ,,ً ويالله امشى من قدامى وبقولك ايه حسك عينك تجيى تصبحنى بخلقتك ولا تنده عليا بصوتك اللى عاوز كتمه ده حاضر يا عمدة ,, .,.. ـــــــــــــــــــــ يتبع ,,,, |
انتشرت فى القرية خبر سبب وفاة موت عباس وكان التعجب يعلو الوجوه ..وانتشر ايضاً خبر رجوع المزورة بسرعة البرق تلك المراة ذات الوشاح الاسود التى تهيم فى نصف الليل وتطرق الابواب ومن يراها يكون مصيره الموت او ان يعيش بقية حياتة أعمى ,, ويقال ايضاً انها تنفث فى وجه ضحاياها فتفقدهم ابصارهم .. وقد تخلف ايضاً ورائها ضحايه مصابون بلوثة عقلية من شدة الخوف ..ومما زاد دافع التصديق عند الناس رواية تلك السيدة العمياء التى تسكن فى كوخ على اطراف المدينة ..وتقول فى روايتها انها خرجت فى منتصف الليل لتقضى حاجتها وشعرت بأنفاس شخص خلفها وحين التفتت لم ترى شىء وقامت مسرعة الى الكوخ وهى متوجسه وبعد اغلاق الباب سمعت نداء كأنه قادم من بئر وحين فتحت رأت أمرأة ترتدى السواد وحين سألتها من أنتى قامت تلك المراة بالنفخ فى وجهها ومن وقتها اصابها العمى ,,, .. ــــ ظلت البلدة بعد وفاة عباس فى حالة خوف ورعب ومن وقت آذان المغرب لا ترى شخص يسير بمفرده وأصبحت حكايات المزورة هى حديث جلسات السمر وقصص تحكى للأطفال لكى يناموا ... وبعد شهور نسى الناس تلك الواقعة وعادوا لحالهم مثل سابق وهكذا العظات والآيات توقظ الناس لفترة ومن ثم ينسيهم الشيطان المخاطر والويلات وينكبوا على المعاصى وينسوان انهم عاهدوا الله على التوبه ,, ولله حكمه فى ان يجعل النار خالدة للمذنبين ,,لانهم لو عاودا للحياة لعادوا للمعصية من جديد فكل نفس تعيش بما جبلت عليه .,.. .......... ولم يكن نسيانهم يدوم لأكثر من هذا حيث كانت المزورة تجول فى انحاء البلده تبحث عن ضحية جديدة وكان لها ما أرادت ــــــــــ يتبع ... |
خلت محطة قطار اسيوط من المسافرين الا بعض العسكر ذاهبين لخدمتهم منتظرينً قطار الثانية والنصف ورجلا غلبه النوم فألتف بجلبابة الثقيل ونام على كراسى الانتظار ودوى فى المكان صوت مشرف المحطة معلناً اقتراب القطار القادم من القاهرة والمتجه الى اسوان مارأ باسيوط فى تمام الساعة الواحدة والنصف ,,,ولاح القطار من بعيد مطلقاً بوق التحذير مصحوباً بهدير المحركات الضخمة ,وحينما دخل المحطة ارتفع صوت صرير العجلات مع القضبان معلناً التوقف لدقائق ودلف المسافرون من الابواب متسابقين على نقل الامتعة من القطار الى رصيف المحطة غير مسافر يرتدى بالطو من الجلد وحذاء لامع لا يحمل فى يديه امتعة ويبدو عليه الثراء ولكن ظاهر للجميع انه (محدث نعمة )؛,,ومشى بخطوات متبختراً متجاوزاً كل المارة وحينما خرج من المحطة اشار الى تاكسى بطرف أصبعه..ومن ثم توقف السائق فدخل الى الداخل وقال للسائق متجاهلاً القاء السلام ..الطوابية ,, وسار التاكسى ينهب الطريق فى سرعة محدودة وراح جابر { هذا أسمه } ,, يفكر فى عمله وكيف استطاع ان يكون ثروة فى وقت قصير بفعل جهده وعمله المتواصل وحرصه على عدم الانفاق ولو على نفسه وتمعظ بشفتيه بعد ما جاءتة مكالمة من ابن عمه يخبره ان والدته مريضة وتريد ان تراه على عجل والدته التى اضناها مرض روماتيزم القلب فأصبحت قليلة الجهد واصبحت لا تفارق الفراش الا قليل .. وما كانت الثلاث جنيهات التى يرسلها لها ابنها الوحيد كل أول شهر تكفيها لشراء الدواء .. ولا يوجد مصدر رزق بعد ما باعت ارضها واعطت المال لولدها ليشق طريقة فى التجارة ,, ولكن ولدها الجاحد نسى ذلك الفعل وراح يتفضل على أمه بالثلاث جنيهات التى يعطيها اياها وكانها عبئ ثقيل عليه ,.,, كانت الامطار قد بدأت فى الهطول ثم ما لبثت ان اصبحت كالسيل مما تسبب فى سير التاكسى ببطىء شديد لصعوبة الرؤية , وحين وصل السائق الى اول البلده توقف وطلب منه جابر الاستمرار فرفض لأن الطريق موحل وغير ممهد وان مقص السيارة به كسر سابق ولا يستطيع ان يمشى على ذلك الطين فاعطاه جابر جنيه ونصف وهو ساخط ومتزمر .. ونظر بعينة على الطريق الذى اصبح بركة من الوحل ..مما جعله يكيل الشتائم للسائق و لأبن عمه والاسباب التى جعلته يأتى ....وسار على جانب الطريق متفاديا الوحل من جهه والسقوط فى مصرف الماء الموحل من جهه اخرى ,, وهنا ,,,هنا رأى خيال أمامه ,,خيال لأمرأة تعرفونها جيداً فقال فى صوت أجش ,,ممكن افوت ,؟ فلزمت المراة الصمت ,,فكرر سؤاله ..وهنا سارت المراة الى منتصف الطريق فمر وهو يتوجس خيفه وظل يعاود الالتفات من حين لأخر وهو يرى المراة تغيب عن عينه وهى فى مكانها بلا حراك,,وحين عاود النظر للامام اصطدم بذات الوشاح الاسود مما افقده توازنه وانزلجت قدمه وهوى فى المصرف وراح يقاوم للخروج ولكن ملابسه الثقيلة جعلت ذلك مستحيلاً ..وأخذ يستغيث بصوته الذى أنجلى عنه الجشأ وهو يمد يده ناحية المرأة التى وقفت جامدة كالصخر ..ولكن لا حياة لمن تنادى وغاص الى القاع وكان أخر ما سمعه ,ازيز كأزيز النحل ,, يتبع ــــــــــــــــــــــ دلف رؤوف الى بيت عمه الذى تقطنه زوجة عمه المتوفى ام جابر وهو حاملاً براد لبن ومعه بعض شرائح الفينو الصعيدى المسمى بالشورخ وكان ذلك عمل اعتيادى كل يوم قبل ذهابة لعمله ,,يأتى بالأفطار لها ومن ثم فى وقت الغداء تاتى ام رؤوف بالغداء ومن ثم تقوم بقضاء بعض حوائج البيت لها ,,,فتلك المراة مريضة ولا تقوى على العمل و ليس لها ابناء غير جابر الذى سافر الى القاهرة ,, وزوجها متوفى منذ سنين وتتلقى المساعدات من الجيران والاهل ...غير الثلاث جنيهات التى يرسلها لها جابر .. صباح الخير يا مرات عمى صباح الخير يا ولدى ,, ما فيه اخبار عن جابر ,,؟ جابر ,,!ألم يحضر بعد ؟ لا يا ولدى ما حضر وقلبى مشغول عليه كتير ,,ما بعرف ان قلبه قسى على أمه لتلك الدرجة بس انا اتصلت عليه وقالى انه هيحجز فى القطار اليوم او غداً ..واتصلت ليه البارحه وقالولى انه سافر لبلده فى الصعيد .وانا قلت انه اتى اليوم ,,! لا يا ولدى ما أتى ..اتصل بيه تانى الله يخليك قلبى واكلنى عليه ,,نفسى أشوفه ,, من عنيه يا مرات عمى هكلمه اليوم وأأكد عليه انه بييجى قوام ,,تعوزى شىء ؟ الله لا يحرمنى منك يا ولدى و يخليلك شبابك يا رؤوف يا ولدى بعد أذنك مرات عمى ,, أذنك معاك حبيبى ,, ..وأدمعت عيناها شوقاً لأبنها ولله درها ,,ما كانت تعلم ان ابنها أتى متذمراً وما كانت تعلم ايضاً أن ابنها بجوارها يرقد فى فى المصرف الموحل ,, يا لفجيعت قلبها على ولدها , قد يكون خير موته هو الضربة القاصمة لتلك المراة , وهذا هو قلب الأم ...لله درها ,, بسس يه بسسس يه بعبووووك,,,, العبيط اهه .. العبيط اهه كانت تلك زفة لعطية {مخبول القرية} من الصبية الاشقياء الذين قذفوه بالطوب حتى خرج من القرية ومن ورائه ضحكات الصبية فى أستخفاف ..وما كان حد يدافع عنه الا القلائل واصفاين المخبول بالرجل البركة ,,! وصاح احد الرجال فى الصبية قائلاً ,: بس يا واد انت وهو , سيبو الراجل البركة ده لحاله وكان المخبول فى تلك القرية يعتبر من اولياء الله الصالحين و..حيث انه من كثرة انشغاله بالتفكر فى الله وفى الملكوت ذهب عقله ..وبعد موته سترى قبره قد أبرز واصبح مقام و له مولد كل عام يجنى من وارءة الصوفة المال من الناس بغير حق وينفقوه على اهوائهم ولملىء بطونهم من النذور وخلافه .. وكأن الله تعالى اختار المجاذيب ومن يسيل لعبهم ليكونوا له اولياء ,,! لعنة الله على الظالمين .. خرج المخبول الى أول القرية وهو يتمتم بعبارات غير مفهومة ,,, وظل ماشياً ثم جلس على حافة المصرف يأكل بعض الكسيرات من الخبز الجاف اعطتها له احدى السيدات ثم أخذ يرمى بالحصى فى داخل المصرف وهو سعيد لرؤية التموجات الناتجة عن ذلك ... ثم وجدى شىء طافياً على الماء ,,فقام ضاحكاً وهو يصيح ,,: الجاموسة ماتت الجاموسة ماتت ,, وأخذ يقذف المزيد من الطوب ..وهو يهلل ,, ومر بجواره رجلان وقد استعجبا لما رأوه بتلك الحاله واقتربوا منه و قالوا له ايه الحكايا ,, فأشار بيده المتسخه ,,الى المصرف وقال ,,الجاموسه ماتت ,, فضحك الرجلان من لهجته ونظراً الى المصرف ,,ثم ما لبثت ضحكاتهم ان تحولت الى دهشة ,, حيث كان الجسد الطافى عبارة عن جسد أنسان ,,انسان يرتدى بالطو من النوع الفاخر ,,,.. وافاقا من دهشتهما بعد ما عاد المخبول للصياح مره أخرى ,, وقال احدهما للاخرى : أجري بلغ العمدة قوام ,, ــــــــــــــــــــــــــــــــ اعمليلى كباية شاية يا ولية احسن دماغى هتنفجر حاضر يا عمدة .. حاضر يا عمدة ,!!,! قبر يلمك .. اهيييي ,,! أمآل اقولك أيه قوليلى يا ذو المعالى ,,يا معلوووولتى ,,يا معاليه ,, حاضر يا معلووولتى جاكى علة فى رجليكى ,, ودلف شيخ الغفر الى ساحة الدوار مسرعاً ,..وقام بالنداء ,,يا حضرة العمدة يا حضرة العمدة ,, ان شاء الله تتعمد يا بعيد ,,يا بهيم انا مش قايلك ما تندهش علية بصوتك ده معلش يا عمدة اصل الموضوع خطير ,’,, يعنى الموضوع ناقص خطورة علشان تغفلقها بصوتك العفش ده ,, احكى يا جلاب المصايب ,, فيه قتيل فى مصرف الميه ,, انت يا جدع ما وراكش غير المقتولين ..كل ما تشوف واحد نايم تقول عليه قتيل هو فيه حدّ بينام فى المصرف يا عمدة ,,! يمكن يا لوح كان بيستحمى فى المصرف وغرق هو فيه حدّ بيستحمى فى الشتاء فى المصرف و بهدومه كمان يا عمدة ؟! بهدومه !! انت بتقول بهدومه,,,يومك مش فايت امشى قدامى على المصرف ,,, وانت يا غريب بلغ المركز بسرعة ... الشاى يا معلووولتى ,, فأخذ رشفة من الشاى وقال لها شايك ماسخ ودلعك ماسخ ,, وقام مسرعاً الى المصرف ,, يتبع ,, |
الساعة الآن 01:38 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية