رد: يا صلاله خبرينا // عن قلوباً 'تهتوينا'
(الجزء الأول )) الطريق إلى الجامعة اللي بالعاده يكون طويل وممل،هذا اليوم مر بسرعه فاجئتني... وارجع السبب للشعور الغامض اللي مسيطر علي خلال هذي الأيام ... قبل لا انزل من السيارة ...وقفت اسمع السؤال اللي يتكرر كثير من خالتي: (عليا مو فيك ..يا بنت ذا الأيام ترى حالتك مو عاجبتني ابداً..تعاني من مشاكل..حد مضايقش ..قولي..بس لا تظلي ساكته كذاك..) جذبت نفس قوي..ورسمت ابتسامه على وجهي استعدادً للأجابة عن هالسؤال اللي بات يزعجني كثير..لسبب اني اجهل هالإحساس الغريب اللي يلفني..وبروحي مو عارفة الجواب: ( الله يهديش يا خالتي...كم مره وانا اقولش ما فيني شيء فعلاً..تبيني احلف بعد.ترى جاهزة..بس مدري حاجة كذا في نفسي مدري شعور او احساس سيء)....! ثم اردفت بضحكة (او يمكن تغير الجو اثر على المود بشكل عام وخربه)..! ابتسمت خالتي بخفة..وعلامات عدم التصديق واضحة على ملامحها: ( يالله يالله انزلي..لا تتأخري على محاضرتك..ولا راح يطردك الدكتور..وخليني اروح لدوامي انا بعد) العباءة الضيقة ..والشيلة المطعمه بالفصوص الراقية ..والوجه الحسن المكشوف ..كانت اسباب كافية لتركز النظرات علي وانا اشق طريقي باتجاه كلية الطب..وسط الزحام.. من الطلبة والطالبات..والأساتذة ...مما جعلني اجفل من الشعور بالضيق ..الشعور بأني اعيش في خطر ،او خطأ انا سببه. ..راجعت افكاري ( صحيح ان خالتي اللي مفصله عبايتي ....بس كان بإمكاني اقول لا..هالعباية ..هالشيلة ..مو مناسبين ...)..!! ثم تراجعت في تفكيري (انا وييييين ...بويش جالسه اهتم و افكر..حالتي المزاجية اليوم من سيئة الى اسوء..)..! على الرغم من ان الطلاب والطالبات في سنتهم الأولى لدراسة الطب..وما زالوا في بداية الفصل ...إلا ان الكل كان متململ في مقعده ..يعني مو انا لوحدي ..ملانه من المحاضرة ... هذا افضل تبرير للوضع ...!!! حتى اشعر بقليل من السلام في داخلي قلت ...(اكيد الخلل من الدكتور)..!! على آخر محاضرة تنفست بسلام...وارخيت رأسي وغمضت عيوني بخفة وظهر امامي ذاك الوجه..انتفضت بقوه..وانا اتذكر ذيك النظرات القاتلة اللي رمقني بها..ليش كذا..؟؟ ومن كان هذاك الشخص ..وليش اسود وجهه لما سمع اسمي...وحسيت انه انهان قدام الدكتور اللي كنت رايحة اقدم له البحث...مو معقوله من هذاك اليوم وانا انتفض لما اذكره..ويمكن يكون هو سبب تعكر مزاجي...مستحيل يكون الأمر طبيعي وعادي..... رن جوالي..وعرفت انه خالتي تنتظرني... ( هلااا باللي تكذب و تقول معاها حصص تدريس وراح تتأخر..وبالأخير جات حتى قبل لا اروح الكافتيريا....شوفي ترى هالحين بنمر كوفي شوب ...اممم خاطري بموكا وتشيز كيك يعدل المزاج...هاه شو رايش..) (رأيي انه نروح البيت مالي خلق اي شي..غير النوم) صوت خالتي مو طبيعي ابداً..ابداً...القيت عليها نظره بس نظارتها الشمسية الكبيرة مغطية عيونها..بس وجهها محمر بقوه..رديت نظري ..والقيت ملفي فالمقعد الخلفي..بس تفاجأت بأوراق البحث اللي لازم تقدمه خالتي اليوم لمكتب الإدراة بالجامعة موجوده...مستحيل..! سألتها باستغراب( خالتي انتي اليوم ما مداومه....هذا البحث اللي مطلوب من اساتذة الجامعة موجود )! حسيت بصدمتها..بس جاوبت..( اووووه نسيته...مو مشكلة باكر راح اوديه) قلت: ( خالتي).. بس قاطعتني..وقالت ( عليا اذا ممكن اسكتي عني ..ما عرفت اسوق)! الصمت كان سائد ...وصلنا البيت ...وقفت بنصف الصالة وانا اسمع خالتي تقول للشغالة لا تناديني على الغدا ما ابي شي..وبعدها راحت جناحها وقفلته بهدوء..!! رميت حقيبتي بالكنب...وفتحت عبايتي وشيلتي وتمددت ...تفكيري متعب..وخالتي اليوم زادتني..من لما كان عمري 12سنة ما يوم شفت خالتي تتصرف كذاك.. اذان الظهر ..ايقظني من موجة التفكير..بس ما وقفت هالموجه ....!!! لحتى ظهرت خالتي بعد المغرب بوجه اقل ما يقال عنه مرعب..!...ازال من قلبي كل بقايا الإطمئنان اللي كنت امني بها نفسي..! نادت الشغالة وقالت لها تجهز القهوه..لأن راح يجونا ضيوف..ناظرتها وانا بقمة الإستغراب ..! الى ان التفتت لي وقالت بصوت مخنوق( عليا بيجونا ناس بعد اذان العشاء خليش جاهزة) وقبل لا أسأل من اللي راح يجينا قالت( لا تلبسي قمصان او جنز..البسي دراعة ساتره ..) واغلقت الباب وراها... وانا في حالة ذهول..في حالة ثانية كنت راح اضحك..لأن خالتي فري واول مره تلزمني بلبس معين .....لااااا وبعد ساتر...!!! صليت العشاء ..ولبست دراعة سوداء بشك خفيف وحطيت شيلتي برقبتي..ورحت الصالة وانا اشوف القهوة والشاي وتوابعهم بالطاولة الزجاجية بالصالة..وريحة البخور ..تعم المكان.. رن الجرس وزادت معاه دقات قلبي...وزاد الفضووول ..! راحت فاطمة شغالتنا تفتح الباب..بس خالتي وقفتها ..وراحت بنفسها تفتح الباب..وهي لا بسه عبايتها...! كيييف...!!!! لا بسه عباية...وانا لا...!راح اجن من التفكييير...!! سمعت اصوات تقترب من مدخل الصالة ... رفعت راسي ..... دوار خفيف ..توقف لأنفاسي ....ترافق مع الصدمة اللي جمدت كل عضلة بجسمي...!! |
رد: يا صلاله خبرينا // عن قلوباً 'تهتوينا'
(( الجزء الثاني )) اللي اشوفه مو صحيح ..صار يتخيل لي هالشخص في كل مكان..حتى بالبيت..!! لكن هذا هو اكيد..هذا هو المرعب اللي شفته قبل ايام بالجامعة..!! ويش يسوي جاي هنيه ومن الرجال اللي معه...يا الله ..ويش اللي يصير...!! احساس بداخلي يحثني على الهرب ..بس وين اهرب ..والناس شافوني..ومن الأساس رجليني ما عاد اقدر احركهم...!! ( تفضلوا ...تفضلوا ...) صوت خالتي وصلني..وهي تحث هالغرباء المرعبين على الدخول..!! يالله صاروا قريبين مني ...بس انا ما اقدر اتحرك...ابا ارجع غرفتي واقفل الباب ..بس ما اقدر ...ابا اصرخ ...بس ما اقدر...كني مجمده فمكاني..!!! ( زاد فضلك..يا اسماء )هالصوت مشابه وااايد لصوت ابويه.....! صحيح ان ابويه ميت من سنين بس بعدني ما زلت قادره اذكر صوته.... رفعت راسي ..وفاجئني وجه الغريب قدام وجهي...تجمد كل ما فيني وانا اشوف وجه ابويه...لاااااا كييف...؟؟؟ ابويه ميت ..انا احلم...ويش قاعد يصير فيني...الميت ما يعيش..! ...يمكن انا فيني شي مب طبيعي ...يمكن جنيت..يمكن انا ميته ...صحيح انا ما قاعده اتنفس ...حاولت اتنفس كذا مره بس من دون فايده...عيوني احس فيها مفتوحة بذهول وشبيه ابويه جالس يتكلم ..بس انا ما اسمع اي كلمه يقولها...حتى خالتي قربت وهي تتكلم.... والمرعب واقف في بداية الصالة...شفته يتقدم ويقول شيء ...بس انا ما اسمع ...غمضت عيوني ووقتها اول صوت سمعته كان صوت سقوط على الأرض تلاه صوت تكسر زجاج على الرخام... غمضت عيوني اكثر ...وما عاد حسيت بشي... شهقت لما حسيت بالماي البارد على وجهي...وفتحت عيوني وتضايقت لما شفت الأمور ما زالت على حالها ووجه شبيه ابويه قرب مني اكثر عن قبل..!!! لحد ما اكتشفت السبب..اني ممده على الأرض ..وراسي على رجله ..!! غمضت عيوني وفتحتها واحسه قرب مني..وهو يناديني بتوتر : (يا بنت ..انتي بخير ..؟؟) جاء صوت خشن من بعيد : ( تطمن يا عمي هي بخير ..هذي مجرد صدمة خفيفة..ما عليها باس ان شاء الله )!! تميت اتأمل وجهه من قريب ..هذا ابويه؟!!! ..انا متأكده انه هو .. يا الله ويش كثر مشتاقة له.....مديت يدي اتلمس وجهه ..وقلت بصوت باكي.. : ( ابويه..انته هنيه ..انته حي...انا ..انا مشتاقة لك وايد) غصة ألم مرت على وجهه...ومن ثم سمعت صوت خالتي المرهق وهي تقول : ( عليا حبيبتي انتي بخير..حاسه بشي...)ثم اردفت بسرعة...(حبيبتي لا تخافي هذولا اهل ابوك وهذا عمك اخو ابوك ) عمي....!! هذا هو سر الشبه ..! اخو ابويه ...حسيت بجسمي ينتفض لكن قمت بسرعه ورفعت راسي الممدد بحضن المسمى عمي.. حاولت اقوم ...وسمعت صوت حاد من الخلف يقول :( انتبهي لا يأذيك الزجاج المتكسر...)ثم اضاف بأمر..(وعدلي شيلتك وغطي وجهك)..!! بعدت عن الزجاج ورحت جهة خالتي جلست على الكنب ..وعدلت شيلتي بس ما غطيت وجهي...! ما زال جسمي يرتجف من الصدمة ...وعدم التصديق....أهل ابويه ويش اللي جايبنهم بعد هالسنوات...وليش هالجمود اللي فنظراتهم...أحس كأنهم جايين يخوضوا معركه ...!! جاء الصوت من جهة الغريب المرعب ..اللي بعدني ما عرفت ويش صلة القرابة اللي تجمعني به يمكن عمي ....!!بس لا ..هو قال غطي وجهك...!!! ( انتي ما تعرفي الدين ولا الأخلاق ...ليش ما تغطي وجهك..انا ولد عمك ..ولا خالتك ما عرفت تربيك زين) قالها اللي يكون ولد عمي بصوت خشن حاد ضربة قوية لمفاهيم اللباقة في الزيارة والحديث..وفي الواقع صوته الخشن زاد الرعب في قلبي اكثر واكثر ...ويش هذا الإنسان الغريب ...معقوله في حد يخوف كذا...هذا لو يروح يجاهد انا متأكده أن راح يكون اجره عظيم عند الله ...يمكن حتى ما يحتاج سلاح..نظره وحده ومعاها زجره بصوته الحاد وجيوش العدو راح تنسحب بانهزام...!!! (ما معقوله...وقاحة مثل كذا ما شفت انا....جالسة تناظرين فيه بلا حيا...الله يرحمك يا عمي سلطان....هذي نتيجة اللي يتزوج من خارج جماعته) هه الوقاحة على من تطلق في هالحالة...!!يمكن هالبني آدم فاهم الأمور بالخطأ...خلني اكسب فيه اجر واعلمه...رفعت عيني وحاولت انطق ..بس لما جات عيني فالعيون النارية ..فضلت الإنسحاب..ونسيت مبادرتي تماماً ..!!! خالتي نطقت أخيراً... ( دكتور باسل ما كذا الحوار...لو سمحت.. خلنا نتحاور بهدوء.. وبدون كلام جارح) دكتور وش دكتوره هالكتله النارية يكون دكتور...هه وفي أي مجال...لا يكون طب بشري بس..الله يستر...!!! نطق اللي يقال انه عمي( للأسف يا أسماء انتي ما خليتي للحوار مكان...اللي سويتيه ما يتصدق وانتي اول من نبذ الحوار..ولا تنسي الأحداث اللي صارت قبل سنين) شفت التوتر والضعف مالي وجه خالتي .. معقوله خالتي اللي دايم معروفه بقوتها ... في هاللحظة خايفة من هالأشخاص...طيب لييييش..؟؟ جاوبته خالتي بانفعال( مو تبيني اسوي يا بو خالد...هذي بنت اختي بحسبة بنتي ..واختي قبل الحادث موصتني عليها...وانا ادري انه اهلك ما متقبلينها لأنه والدتها مو من قبيلتكم ...وادري بالعادات والتشدد اللي معكم بالجنوب..فكيف تبيني ارتاح وانا اعرف انه بنت اختي ما مرتاحة) نطق الدكتور باسل( اظن يا استاذة اسماء ان دراستك بأستراليا رسخت كثير من المعتقدات الخاطئة فعقليتك..ولا من متى الدين والأخلاق الإسلامية صار يطلق عليها تشدد) ويش هالحرب الكلامية اللي جالسة تدور هنا...!!!وكيف هالأشخاص لهم معرفة بخالتي ... وعن ويش يتكلموا ...بصراحة ..انا ما صرت فاهمه شي...!! قال ابو خالد يعني عمي.!!! ( شوفي يا أسماء..احنا مقدرين اهتمامك ببنت اخينا..ورعايتك لها طوال السنين اللي مضت...لكن موضوع هروبك واختفائك مع البنت..هذا تحدي لا يمكن نسامح عليه...بالإضافة للتحدي الواضح لنا من خلال الإنفتاح الواضح اللي مربيه فيه البنت..والطامة الكبرى انك مدخلتها جامعة السلطان قابوس جامعة مختلطة ...ولا بعد كلية الطب...هذا شيء لا يمكن نتقبله) اضاف الدكتور باسل بصوته المرعب( تصور يا عمي الموقف اللي انحطيت فيه لما اسمع بنت عمي تسرد اسمها بالكامل قدام الدكتور أسعد وقدامي...والقهر أن الدكتور يقولي بعد ما راحت ما شاء الله العائلة كلها أطباء أولاد وبنات...فهذاك الوقت حسيت راسي انحط بالقاع)..! رجفة واضحة سيطرت علي في هذي اللحظة....! معقوله في ناس باقي يفكروا بهالمنطق..! يعني الحين انا اصير علامة سيئة بالنسبة لهم..! شفت خالتي تجذب نفس قوي..بس للأسف ما ساعدها في تهدئة أعصابها...لأنه الرجفة ما زالت تسري فيها...!! والتوتر والضيق والخوف ...اتضحوا لما تكلمت : ( ويش المطلوب يا بوخالد...ويش قصدكم انته ودكتور باسل من هالكلام...ترى أنا مو مرتاحة لكم ابداً ..بعد هالمقدمة..).. حاول المرعب يتكلم..بس عمه اشار له بأن يسكت حتى يتكلم بنفسه : ( انتي فاهمتنا زين يا أسماء..اللي ما صار قبل سبع سنين وهربتي منه...راح يصير غدوه ( باكر )ولو على قطع اعناقنا..شرفنا واسمنا شيء غالي...وبنت اخونا احنا المسؤولين عنها ...والبنت من بكره راح ترجع معنا لبلادها للبلاد اللي تربى فيها ابوها...وراح تنسى هالجامعه والطب..حالها من حال قريناتها من بنات العائلة) وقفت خالتي بعنف ..وصرخت بشدة توضح فقدانها لأعصابها : ( لا تمني نفسك يا بوخالد...لا انت ولا اهلك يقدرو يوقفوا في حياة عليا ...عليا بنتي..وهي اللي اجتهدت واختارت مجال الطب..وراح تواصل غصبن عن الكل ...وراح استخدم كل الوسائل حتى اضمن هالشيء ..وحتى لو ألجأ للقانون...تسمعني....محد راح يوقف بوجه عليا ..وهذا انا احذرك...) الكل وقف بعد هالكلام اللاذع اللي انطقت به خالتي...وبنفس القوة وبصوت اشد قال الدكتور باسل : ( كلامك وتهديدك يا أستاذة مردود عليك...انتي اللي جالسة في طريق البنت ...وانتي اللي حرمتيها من أهلها من عمامها ومن يدتها اللي ميته على شوفت بنت المرحوم...وانتي اللي جالسة تفرضي عليها قناعات ما تناسبها ....ابا أسألك وجاوبيني بصدق يا أسماء ..جالك يوم وخبرتي البنت عن اهلها بظفار ...وانهم يبونها تعيش معهم )..؟؟؟ثم اضاف باستهزاء (ولولا هروبك الجبان كان البنت بحضن اهلها بالجنوب..طوال هالسنين..)ثم اضاف بحده (ولا مثل ما اتوقع ماليه راسها من الكذبات عنا ....هاه جاوبي جالك يوم وخيرتيها بين العيش معك لوحدك او انها تعيش وسط جماعة واهل في مجتمع صالح ...وبيئة طبيعية ..ما تماثل هالواقع اللي معيشتنها فيه ..هاه جاوبي ياللي تتكلمي عن القناعات ...؟) خالتي لاذت بالصمت....تمنيت اني اصرخ ...واوقول لها ..لا تصمتي..قولي اي عذر..برري..بس اترجاش لا تصمتي..لا تخلي كلامهم صح..واصير انا المخدوعة طول هالسنين..بان اهلي ما يبوني ..ولا حاولوا مره يتواصلوا معي... لكن الصمت اللي زرع في قلبي احساس جديد ومؤلم..احساس القهر..والانخداع من شخص قريب ..شخص يمتلك قلبي ..وافديه بروحي...هالصمت هو اللي حل....رفعت عيني بتساؤل لعيون خالتي..بس اشاحت نظرها عني.. رغم الصمت...إلا أني حسيت بأن الكل فهم الموقف ..نظرات خالتي اللي ابتعدت عن عيوني ..الانكسار اللي متأكده انه بان في ملامحي ...اكد للجميع بأني كنت مغيبة عن الواقع والحقيقة وعايشة طوال هالسنين بوهم....! بعد دقائق ...نطق العم المسمى ابوخالد : ( احنا رايحين يا اسماء ..الوقت متأخر ...وباكر العصر راح نمر على البنت...وحذاري تحاولي تسوي أي حركة من هنا ولا هناك ...اقصد انك تحاولي تلعبي بفكرة اللجوء للقانون ...لااا هذا انا احذرك مو من مصلحتك ..ترى حضانة البنت من لما كان عمرها12 سنة معنا...والأوراق المزيفة اللي استخدمتيهن لتسهيل سفرك لأستراليا مع بنت اخويه راح نستخدمهن ضدك...فلا تقضي على بقية احترام نكنه لك لأنك خالة بنت اخونا بتصرفات راح تنقلب ضدك...هيا يا باسل خلنا نروح ..الوقت متأخر...) |
رد: يا صلاله خبرينا // عن قلوباً 'تهتوينا'
(( الجزء الثالث )) نزلت راسي في حضني..وكلي رغبة بالبكاء..ابا ابكي ..لكن ما عندي رغبة اني ابكي فالحضن اللي لمني طوال السنوات الماضية....لمجرد تفكيري بهالطريقة ..حسيت اني ناكرة للمعروف..خالتي اللي رعتني ..لمتني...احيتني من جديد بعد فقداني لأمي وابوية...ودفعتني لتحصيل اعلى الدرجات بدراستي...طوال السنين اللي كانت تحضر فييها الماجستير ومن بعدها سنين عملها فأستراليا كانت ترجع مهدوده ..بس ما تبين تعبها ..ترجع وتهتم بي وبأمور البيت والمطبخ..!بس ليش....ليش تخفي عني مسألة حساسة مثل كذا...ليش كانت تبين لي انه اهل ابوية ما يبوني...ليش.....؟؟؟ رفعت راسي ..على صوت خالتي..اللي كانت جالسة فالكنب المقابل ( لأني عاقر يا عليا ...ما اقدر انجب...انتي ووظيفتي كل حياتي...ما ابا اتزوج وانا اعرف اني ما راح انجب..وراح ادخل في مشاكل ما لها حصر....بس مع وجودك انتي بنتي ..وانا اقدر اعطيك واوفر لك كل شيء تبينه ...وما اقدر افرط فيك ..لذلك اضطريت ازور أوراق تثبت انه حضانتك لي...وهربت مثل ما قال عمك ابو خالد...لأنه الحضانة كانت لهم....هربت لأني ما اقدر اخليك..) ويش اقول ...احس بالنيران تشتعل بداخلي....ويش ينقال في مثل هالموقف....جريان دموع خالتي ما وقف...ابا اخفف عنها....بس كيف ...ما اقدر اعطيها شيء...ولا اني اوعدها بشيء... لأني اعرف ان الأمور متعقدة بشكل خطير...بسبب ولوجها في المسائل القانونية...اللي زادتها تعقيد... تكلمت خالتي من جديد...والدموع ما زالت تنحدر من وجنتيها المحمرات بشدة تأثرها ( لكن....) .....بعدها ضحكت بأسى وقهر .. : ( كنت اعرف انه هاليوم راح يجي ..كنت انتظره من لما رجعنا للسلطنة...كنت دايم متأكده انهم راح يجو ويطالبوا فيك.........كنت متأكده...) .. ثم دخلت في دوامة بكاء عنيفة ..وركضت باتجاه جناحها وقفلت الباب ..قبل حتى لا ترف عيني.... ( آآآه ) تنهيدة عميقة طلعت مني...ويش كان هاليوم الغريب...ليت احداثه كلها حلم ... بس انا ادري انه مو حلم.....هذا إحساسي اللي كان يراودني خلال الفترة الماضية...وتذكرت للحظة الدكتور باسل وعيونه الغريبة بلونها الناري...لو انه بنت كنت راح اقول اكيد انها لابسه عدسات ..بس لا انا متأكده انه عيونه طبيعية لأن هاللون متوافق مع حدة صوته...وبشرته السمراء وضخامة جسمه ..كتلة من الرعب...! صحيت على صوت العاملة ...فاطمة وهي تسألني ( اليا يبي اشا الهين)... اي عشا...الأكل آخر حاجة ممكن تجي على بالي...بس ما يمنع كوب شاي يروق اعصابي..بس وييين الشاي ..!!!انا اليوم كسرت دلة الشاي والقهوة بطيحتي...!! ما بقى إلا آثار الزجاج..!! خلني اقوم اسويلي كوب شاي بنفسي... قلت لها ( لا ..مابا شيء يا فاطمة ..انتي روحي تعشي ..ونامي ..) صباح اليوم الثاني ..نهضت للمره الثانية لأني بعد ما صليت الفجر رجعت انام ..البارحة ما نمت إلا قبل الفجر بشوي...عالساعة سبع كنت افكر محتارة اداوم اليوم ولا ....؟ بروح أسأل خالتي.. رحت الصالة بس محد فيها..رحت المطبخ ..اخذت كوبين نسكافية بإيدي..ودقيت باب جناح خالتي ..انفتح الباب ..وكان وجه خالتي مرهق لأبعد حدود...صبحت عليها وعطيتها قبلة صباحية على الخد..واعطيتها كوب النسكافية..ابتسمت وخذت الكوب ورجعت على صالة جناحها...عرفت انها ما راح تداوم لأنها لابسه بيجامتها...جلست فسريرها ..وانا بالكنب المقابل.. قلت لها وانا ابتسم ( كنت اتمنى هالإجازة..بس في ظروف غير هالظروف ..نطلع فالأسواق او عالبحر ونفلها..بس للأسف هالإجازة ما ترقى للمعايير اللي فبالي) ضحكت خالتي بخفة ..وقالت بشرود( راح تملي من الإجازات حبيبتي راح تملي..) انتابني الذعر لأخمص قدمي( وش قصدش يا خالتي ) حطت عينها بعيني...ثم قالت ( ما احيدش تفهمي متأخر...انتي تعرفي ويش اقصد) حطيت كوب النسكافية بالتسريحة..والتفت لها من جديد( لا يمكن ..خالتي...انا مستحيل اقدر..انا....) قبل لا اكمل كلامي قالت ( اسمعيني يا عليا .. انا كنت واعية لنظرات الألم اللي حسيتيها لما قالوا عمك وولد عمك عن رغبة عائلة ابوك في ضمهم لك....مثل ما كنت واعية دايماً لشعورك بالنقص تجاه لمة العائلات... وانا متأكدة انش راح تتأقلمي مع عاداتهم بسرعة... عالية ترى ما يخفى علي نظراتش للبنات اللي متغشيين.. وانزعاجش من الإختلاط وكذا ... حتى لو ما تتكلمي.. او حتى لو ما تشوفي احد من معارفنا كذاك .. انا متأكدة بأنه هذي حاجة فطرية او يمكن تكون جينية فيك) صدمة بعد صدمة.... هذا كان كلام خالتي....لوين تبا توصل... ايش تبا تقول بالضبط... قلت باختناق( يعني كيف ...انا ما فاهمه...؟) قالت بحدة مو متعودة عليها وبلهجة عامية تامة ..توضح فقدانها لأعصابها ( يعني جهزي شنطش... واغراضش... واهلش راح يجو مثل ما قالوا العصر.. فخليش جاهزة).. قلت برجفة ( وانتي) ردت علي بحدة مماثلة لسابقتها ( انا راح اظل هنيه اكيد فبيتي...واروح لشغلي )! قلت لها واحس الدموع تشق طريقها لوجنتيه..( تبينا نتفارق ببساطة..بعد كل هالسنين ..بعد ما تعلقت فيك...تبيني اروح لناس ما اعرف عنهم شيء...مستحيل اللي تقوليه يا خالتي مستحيل) قالت بفقدان اعصاب ومن دون اكتراث لدموعي ( يعني مو تبيني اسوي هاه ..تبيني اتبهذل بالمحاكم ...ولا تبيني اعفن بالسجون..واخسرش واخسر وظيفتي..ايش راح استفيد انا بعدين ..) قلت وانا اشهق( هم بس يخوفوك يا خالتي ...ولا مستحيل ..مستحيل يلجأو للإدعاء العام والمحاكم...) حسيت بالصدر اللي لطالما لمني ..حاضني بقوة ..كنت احس بدموع خالتي تغسل شعري ...واحس باهتزاز صدرها ...آه لا يمكن افارق هالحضن ..وهالإنسانة اللي تشكل كل شيء بحياتي..انا ما اقدر اعيش من دونها ...ما اقدر... مرت دقايق واحنا على هالحال ...احس كأن خالتي تتودع مني...! اعوذ بالله ويش هالكلام .. بس اللي قالته عقب اكد لي صحة هالشيء... خالتي مسحت دموعها ..وقالت بحده..غريبة عنها ( خلاص يا عليا ..الأمور خارج نطاق السيطرة ..وحتى نكمل حياتنا بشكل صحيح..لازم نرضخ ونستسلم وكل وحده فينا تواصل حياتها..انا راح ارجع استراليا اكمل الدكتوراة ..واذا حصلت بعثة حكومية ابا اروح امريكا..واحقق حلمي ..وانتي راح ترجعي مع اهلك وتكملي حياتك...لكن بقائنا مع بعض يشكل عائق...امامنا) مسحت دموعي ..واخذت نفس قوي ...الحمدلله ان العقلانية احدى طباعي .. والا لكانت الهستره هي الرائد في هالموقف ...سألتها بهدوء( تسافري لوحدك ...) بعد صمت خفيف اجابت ( اكيد)..ثم اردفت ..( لا تزيدي فالكلام انا عارفة وين تبا توصلي) عيونا تشابكت في نظره غريبة...ثم هزت خالتي رآسها وقالت : ( الوقت يمر بسرعة ..روحي قولي لفاطمة تساعدك في تجهيز الشنط ..وانا راح اجهز اوراقك القانونية ...واتوقع انه راح تسافروا بطريق البر..لأنه عمك ما شال جواز السفر ) على مائدة الغدا ..القبولي ( الكبسة ) ما لها طعم ..! حتى مع وجود المقبلات المحببه لي ...بس قدرت ابلع بعد ثاني ملعقة ..شربت كوب الماي...واسندت ظهري على الكرسي...... وفاجئنا جرس الباب.. سقطت عيني بعين خالتي ..الحزن العميق واضح ..بس كانت تقاوم ..انها متأكدة انها كذاك هذي خالتي ..وانا فاهمتها...راحت فاطمة تفتح الباب ورجعت تقول ( هزا رجال يقول وين اليا) اغمضت عيوني بألم ..وشفت الساعة ما تعدت الوحدة والنصف..كيف جو الحين ..وهم قايلين انهم راح يجوا العصر .. خالتي فثواني لبست عبايتها وشيلتها وشلت شنطة كبيرة وقالت لفاطمة تشيل الثانية وقالت : ( عليا البسي عبايتك وشيلتك ..وحطي شيلة احتياط ...يعني ..في حال قال عمك تغشي غطي بها وجهك..يلله حبيبتي لا تأخريهم مو حلوه يظلوا واقفين برع ) ثم طلعت باتجاه الباب الخارجي ما راح ابكي ...ليش ابكي..هذا اللي ربي كاتبنه ....بس احس نار بجوفي نار فقلبي نار..رحت بسرعة دورة المياة رشيت ماي بارد على وجهي ..وتوضيت تحسباً لصلاة العصر ..طالما انه السفر عبر البر ..خليني اكون متوضية احسن...لبست عبايتي الكتف وشيلتي تحجبت فيها وباقي شيلاتي فالشنط ويش اسوي الحين ...بويش بتغشى .....الله يستر...!! طلعت والرجفة تزيد مع كل خطوة اخطوها ..صكيت باب غرفتي وتعديت الصالة حسيت اني راح اختنق طلعت باسرع ما يمكن من البيت سرت باتجاه الباب الخارجي وشفت عمي بوخالد عيونه بالأرض وخالتي قدامه جالسة تكلمه ..ابتسم بخفة لما شافني جاية بس نظرة عدم رضا سريعة مرت بعينه ..اكيد ان عبايتي وعدم تستري هو السبب...!! ( وهذي عليا جات ) قالت خالتي بابتسامه ما وصلت ابد لعيونها وقال عمي ( مرحبا يا عليا ... نتظرك بالسيارة لا تتأخري علينا) وبعدها راح قالت خالتي بصوت محمل بالشجون ..لكنه محافظ على هدوءه :(عليا حبيبتي ..طمنيني عنك اول بأول ..ردي على اتصالاتي..وايميلاتي ..دايماً حبيبتي..وبكل زيارة لك لمسقط مري علي..وانا بعد اذا ما سافرت اكمل دراستي ..اكيد اني راح اصيف بصلالة عندكم..عاد اكيد انك راح تكوني محظوظة بتواجدك فقلب الخريف..) ما قدرت استحمل كلامها ..حسيته تحول هذيان محمل بمشاعر جياشة عانقتها بقوة ..وانا ودي اتم كذا للأبد ..لكن ...الفراق طبيعة في الحياة لا بد منها... قالت باختناق ( اوعديني ) قلت لها ( اوعدك يالغالية اوعدك..انتي خالتي وامي وكل حياتي ..وانا ملزومه ابرك ..واوصلك ..ومهما ابتعد عنك هالجسد ..تأكدي انك ساكنة هنا بوسط قلبي ..) ثم اردفت بسرعه ( الظاهر اني تأخرت ..استودعك الله ..ونلتقي على خير) ..طلعت ..وانا احس حلقي مخنوق ..ما اقدر حتى ابلع ريقي...والإرتجاف ما فارقني..باب السيارة الخلفي مفتوح جزئياً..فتحته بالكامل...وجلست ...ثم قفلت الباب وانا احس اني فاقدة كل شعور |
رد: يا صلاله خبرينا // عن قلوباً 'تهتوينا'
(( الجزء الرابع )) وقفنا نصلي العصر باحد المساجد ...ودخلت انا مصلى النساء ...وتحركنا من جديد ..وما زال الصمت هو السائد.. مع مرور الوقت بدت الشمس تغيب...وصار لون السما احمر...الغروب ..ما يعني النهاية طالما وراه شروق من جديد ..وكذا حياتنا بعد ...تغرب غروب الزامي في مرحلة معينة عشان انها تشرق بمرحلة جديدة...... بعد دقايق سمعت صوت حديث حولي.. ..رفعت عيوني لا شعورياً ورجعت لورى لما شفت المرعب هنا ...اوووووف انا كيف نسيت وجود هالإنسان..وكيف راح اتحمله طوال الطريق الطويل المؤدي من مسقط إلى صلالة .. صوت حديثهم وصل إلى مسامعي ..وانا اسمع عمي يسأل المسمى باسل عن اسمي..!!!يقول نساه ..رغم ان خالتي نطقته قدامه قبل لا يطلع .. بس باسل قاله بهدوء (اسمها عليا).. التفت عمي تجاهي..وقال ( عليا راح نوقف نصلي ذلحين ..جمعي صلاة المغرب مع العشاء ..زين ؟؟) جاوبته بهدوء ( زين )....تكلم المرعب وقال ( اذا ما تعرفي تكلمي راح نعلمك ..) رغم قهري قلت له بهدوء..( جزاك الله خير..بروحي اعرف ..ما يحتاج) هه شكله انقهر مني ..ويش يفكرني هالإنسان ..رجع للسواقه ..وبعد فتره انعطف بالسيارة تجاه المسجد ..وقبل لا ينزل قال ( لحظة خليني اتأكد من مصلى النساء اذا حد فيه ولا ..لا تنزلي من السيارة )ونزل عمي وراه .. لا والله ..هذولا ويش مفكريني ..الظلام يزداد بقوه ...وما اشوف اي اثر للإنارة هنيه فالمنطقة مظلمة لأبعد حد ..وانا فيني اللي مكفيني اليوم ..والرعب لاعب فيني لعب..ويبوني اتم فالسيارة لوحدي..في احلامهم ..!! باسل المرعب اهون من غيره ..! نزلت بسرعة ..والظلام لفني من كل صوب ..وين راحوا دخلوا من هذيك الجهة هالمسجد الصغير بابه من الجهه الثانية ..!!يعني لازم ادور نصف دوره في هالظلام....حاولت امشي بهدوء بس ما قدرت ركضت ومن دون شعور كنت احس دموعي تهطل وتشوش علي الرؤيا ...وفي هذي اللحظة جات في بالي كل القصص المرعبة اللي اقراها فالنت واسمع البنات يقولونها فالجامعه عن الجن والسحره .....زادت وتيرة ركضي ...لحد ما اصطدمت بحائط بشري ......!! وقتها افلتت كل صرخات الرعب الحبيسة ..ولما حسيت بإيد حديدية تجذبني نطقت بالشهادتين في داخلي وحسيت اني ميتة ميتة اليوم..كنت انسحب ورجليني متخاذلات وصرخاتي وشهقاتي ما وقفت من الرعب اللي حاسته ..لحد ما وصل النور لعيوني..بس ما زالت دموعي مشوشة الرؤيا علي...ابتعدت اليد الحديدية عني شفت عمي قدامي واكمامه مرفوعة عشان الوضوء ..واقف و يشوفني بذهول.....ثم نطق بسرعة (ويش صار..ويش صار ...ليش تبكي وتصرخي ) ما قدرت ارد من خوفي واستمريت ابكي بشهقات عميقة ..وجسمي كله ينتفض .. عمي جلس على ركبه جنبي وهو ينظر لأعلى وسمعت صوت باسل الضاحك وهو يقول ( هالجبانة قايل لها لا تنزل ..وسوت فيها شجاعة زمانها ونزلت ..وبعدين لما غاصت فالظلام خافت ..وما عرفت باب المسجد ....ولما قربت انا ظنتني حرامي او جني يمكن ) وختم كلامه بضحكة عالية ...ابكتني بزيادة ...من شعوري بالوحدة والخوف ..والظاهر انه عمي حس بضعفي ..قرب وسمى علي واخذني بحضنة وهو يردد( بسم الله عليك..بسم الله عليك...لا تخافي يا عليا لا تخافي..محد هنيه والمكان آمن وخالي شوفي حتى الآدمي ما فيه ) تكلم باسل بصوت يميل للجديه ( بس بصراحة يا عمي ما حد يعرف ..يمكن ما فيه ناس غيرنا ..بس يمكن في حد من غير الآدميين ..حد من الجن ولا هالنوعية ) آآآه راح اموت ..حسبي الله على شيطانه ....ويش هالإنسان ..الحين ما اقدر اتحرك شبر لوحدي.. سمعت ضحكة عمي الخفيفة من جنبي ..وقام وقومني معه وقال ( خلاص يا باسل ....ادخل توضى ..خلونا نصلي ونتوكل ).. دخل باسل يتوضأ ..وانا واقفة جنب عمي ..وكل ثانية اتلفت لصوب ..ما زلت مرعووبة.. طلع باسل وقال عمي ادخلي توضي ..راودني شعور بالإحراج ..يمكن من وجود باسل..او هو وعمي ككل..!!ما اعرف ..بس انا مو متعودة على وجود رجال بحياتنا من لما كنا انا وخالتي ..لأنه اهل امي وخالتي متوفين من زمان ..وباقي قرايبهم مو ساكنين بمسقط ..فهالموقف بالنسبة لي محرج الى حد ما.. قلت لعمي بحرج خفيف ( لا ..عادي..انا متوضية ) نظرة متبادلة من الطرفين ...بعدها ..قال باسل (انا بروح اجري مكالمة وبجي بعدين)... طلع وقال عمي بأمر ( ادخلي توضي )...اممم حسيت انهم كشفوا انحراجي ..معليه ..معليه ..خلني ادخل واتوضأ قبل لا يرجع باسل ... .. بعد مرور ساعات ..! وقفنا نعبي السيارة بنزين ..ثم لف باسل باتجاه احد المطاعم اللي تضم جناح عائلي ...نزل باسل وتكلم مع العاملين ثم اشر لعمي ... قال عمي ( هيا يا عليا ..نزلنا )....نزلت رغم انه كان ودي اقول مابا عشا ..بس اخاف ابقى فالسيارة لوحدي... طاولة وحدة وحولها كراسي ..!من اول ما شفت الوضع كذاك قلت في نفسي ...مستحيل..! شفت باسل واقف وبإيده لوازم العشاء..وعمي جلس فالكرسي..وهو يناديني ( عليا ..ليش واقفة تعالي جلسي) طاحت عيني بعيون باسل النارية ..مستحيل اقدر اجلس فطاولة وحدة معاه ..قلت ( لا عمي ..بس ما لي نفس ..مو جوعانه ) قال باسل بحده ( خلي عنك هالحركات ..الطريق طويل والليل طويل ..بتتعبي اذا ما تعشيتي ..واحنا ما راح نوقف لحد ما نوصل ) ثم اردف..( اونك خجلانة مني ..! انتي لو تعرفي الخجل ما طلعتي قدام الناس يشوفوك ووجهك سافر ..ولابسه هالعباية اللي ما اعرف ويش الفايدة منها ..حتى انك يمكن تكوني استر بدونها ...؟!) اذا كانت شهيتي 5 بالمية فأنا متأكدة انها هالحين صارت صفررر..!! قلت بضعف انثوي بحت ( مابا عشا ...ما ودي ..ما ودي...وبرجع للسيارة) ما يهم حتى لو خايفة بروح لوحدي بس مابا اظل هنيه ... زجره حاده من باسل ( بـــنــت)... وقفت رجليني عن الحركة ..ثم اردف( خليني اشوفك طالعة لوحدك ..يا ويلك مني..اجلسي تعشي جنب عمي ..وانا من الأساس طالع مستحيل اقعد مقابلك) جلست جنب عمي وجسمي كله يرتجف ...هالمخلوق صوته مريع يوصل لمفاصل العظام ويسبب رجفة ....مفهوم الخوف يتفسر بصوت باسل...!!! رجعنا للسيارة وللطريق الطويل اللي ما ينتهي..الحمدلله انه عمي كان متفهم وما غصبني على العشا ..لأني ما قدرت ابلع نهائياً...صوت التلاوة المهدئة للنفوس للقارئ محمد ايوب لها اثر كبير في بث الطمأنينة للقلب..ريحتني ..وحسيت جسمي كله استرخى ..وحتى عمي الظاهر انه ارتاح لأن صوت شخيره وصلني.. ويش هالصوت المزعج اللي ما زال يرن...يمكن صوت جوالي ..ما اقدر اقوم ..بس الشخص اللي ناداني رأيه كان عكسي...( عليا ...عليا ...قومي ردي على جوالك ..) مديت يدي اتأكد من ثبات شيلتي ..الحمدلله ثابتة ..مثبتنها بتعليقة محكمة..! رجع يقول ( جوالك يرن ..ما سكت )... اووووه ويش هالإنسان ما يعرف يسكت ...انا من وين اجيب جوالي الحين .. قلت بصوت فيه النوم ( وينه..جوالي) قال بضجر ( يمكن بشنطة يدك صوته مكتوم...ردي وخلصينا..عمي نايم لا يقوم ) فتحت شنطتي وطلعت الجوال ..وكل النوم راح من عيوني لما شفت رقم خالتي اسماء.. بلهفة رديت عليها( مرحبا خالتي..) قالت بصوت ضعيف من البكاء ( هلا عليا ..هلا حبيبتي..كيف حالك...اعذريني اذا ازعجتكم باتصالي ..بس ما قدرت انام ابا اطمئن عليك بالأول) رديت عليها بصوت مخنوق ( الحمدلله انا طيبة..وانتي تتصلي متى ما تبي..لا ازعاج ولا شيء..اخبارك انتي) ضحكت بخفه ( مو بخير ..مشتاقة لك من الحين يا الغلا..وين واصلين)؟ تغاضيت عن كلامها الأول لأني اضعف من الرد عليها ( انا غفيت ..ما ادري وين واصلين ...) ( صار لكم فوق العشر ساعات ...خلاص اتوقع انكم دخلتوا في الأراضي الجنوبية توصلوا بالسلامة حبيبتي ..المهم ..ارسليلي رسالة اول ما توصلوا مو تنسي..) (اكيد يا خالتي ..ما راح انسى بإذن الله ) قالت خالتي ( فأمان الله وحفظه ) قلت لها ( فأمان الرحمن ..يالغالية ) وطفيت جوالي..ورديته فالشنطة..واعتدلت فجلستي..احس النوم طار من عيوني... سمعت عمي يتحنحن ...وشفته يعدل جلسته قلت له ( آسفه ..الظاهر اني صحيتك من نومك ) قال بهدوء( خلاص اخذت كفايتي من النوم...عليا شوفي غرشة الماي اذا جنبك صبيلي كوب ماي ..خليني آخذ حبوب الضغط ..نسيت ما اخذتهم بعد العشاء ..) مديت يدي اسفل المقعد اللي عن يساري وسحبت الكيس ..وطلعت غرشة الماي والأكواب.. .. بعد ما شرب عمي..واخذ دواه..سأل باسل ( باسل تبا ماي ) رد عليه ( لا بس ابا كوب شاهي كرك ..شوفي الدله هناك يا عليا ) اممممم شاي كرك..ما اقدر اقاومه ..وخصوصاً مع هالجو البارد نسبياً..بس من وين جابه ..؟؟؟ اهاا اكيد انه جايب دله فاضية وخلى عامل المقهى اللي كان مجاور للمطعم يملاها له.. فكره حلوه..! استمتعت بكوب الكرك بصراحة كان طعمه خيال..بعد فترة ..عدل عمي جلسته بحيث صار مواجه لي..وقال بهدوء ( عليا ..ترى حريمنا وبناتنا كلهم يتغشون ...وانا ما اباك تكوني اقل منهم ..ما اباك تكوني رخيصة بعيون رجال العايلة او غيرهم والكل يشوفك..وبذات الوقت انتي غالية بنت غالي ..ابا ربي يكون راضي عنك..ويهمني انك تكوني محافظة على دينك...انتي صغيرة ..تو عمرك 19 او 20 ..وان شاء الله ان ربي يهديك ويتوب عليك عن ما مضى..) ما عندي رد ...كيف اجاوبه ..حججي باطله وواهيه ...وانا في قرارة نفسي مواكبة للفطرة الإسلامية ...واعرف ان التغشي من مصلحتي انا وحدي..وتركي له ..راح يضرني لحالي اكثر من اي شخص... بعد صمت لحظات قلت وانا احول اختصر حديثي ..(جزاك الله خير )ولأول مره قلت ( يا عمي.)...(انا ما عندي مشكلة ..لطالما تمنيت اني اتغشى..بس هالحين..ما عندي غطا..انا ما جايبه ..رغم انه خالتي قالت شيلي معك شيلة ثانية ..بس كانت الشنط بعيدة عني ).. قال عمي بوجه منشرح وبعيون مبتسمه ( قال تعالى { وكان أبوهما صالحا }......قلت لك يا باسل..من اول ما شفت البنت وانا احاس انها تحمل بداخلها صلاح..عسى ربي يبارك فيك يا بنتي...) ثم فتح درج السيارة الأمامي وطلع كيس وسلمني اياه..!! من دون تفكير ..عرفت ....انه جايب غشوة...قال عمي ( هذا باسل اليوم الصبح نزل السوق وشرى غشوة وتوابعها..) تفاجأت بصراحة...ما توقعت كذا ..بس كان لازم اعرف انهم مستحيل يتقبلوا تواجدي بين العائلة وانا بهذاك الحال....ما عليه دام انا بداخلي موافقه على تغطية وجهي ..ما همني شي ..بس ابا ربي يرضى عني ...ابا ااحس بالراحة اللي لطالما تاقت لها نفسي... فتحت الكيس بهدوء..طلعت اول حاجة وصلت لها يدي وكانت شيلة سوداء سااده..! ولا نقشة ولا فص ولا كريستال...امممم طيب ويش بعد...ويش موجود في فانوسك السحري يا باسل...!!! عباية ..!!!!!!!!...انا معي عباية ..ما يحتاج ..بس كيف هذي شكلها مختلف...اهاااا عباية راس ساتره سوداء قاتمة بقماش سميك..بس احسها كبيرة وثقيلة ...!!! فتحتها اكثر..وعرفت سر حجمها ..العباية نفيييسه وااااااااايد...وطبعاً سااااده ولا نقشه ولا علامه ....!!! شفت الغشوة ...برقع وفوقه طبقتين من القماش الخفيف...شكله غريب..بس اتمنى اني اعرف البسه صح...قلبته في يدي...وعرفت ان لبسه ما صعب ..بس لازم احدد جهة اللبس واضبط مكان فتحة العيون ..ثم اسدل فوقها الطبقتين ..حتى تغطي عيوني... ..احس بفرحه غريبة بداخلي ..احس بنور ايماني بدا يظهر فقلبي..ما اقدر اصبر ..ابا البس هالعباية والغشوة الحين الحين....قلت بصوت يشوبة ...التوتر..( عمي ..!! ممكن توقفوا شوي ابا .احم....ابا البس ال....) الحمدلله انه عمي متفهم ..قاطعني قبل لا اكمل وقال ( باسل ..انعطف لهذاك الصوب ..وانزل خذلك دورتين تحرك فيهم دورتك الدموية ) سمعت ضحكة خفيفة وبعدها قال باسل ( اووهووو يا عمي..صاير تلقي نصايح طبية ..لا يكون انته الطبيب هنيه).. واخيراً نزل باسل...تأكدت انه ابتعد ..والظلام كفيل بالتغطية ...شفت عمي مسترخي فمقعده ..ومغمض عيونه ...بحركة سريعة لبست العباية الجديدة فوق عبايتي الأولى ..!! ما اقدر اخلعها ...والحمدلله ان الجو بارد..بحركة سريعة ..نزلت راسي لتحت وفكيت الشيلة الأولى ....ولبست الجديدة واخذت الغشوة من الجهة المناسبة ....وصرت مغطاه بالكامل ...لا مو بالكامل ..يديني ..ورجليني ما زالوا ظاهرين ....!!راح اعالج هالمشكلة مستقبلاً...لكن اليوم خلني اعيش هالأحاسيس الجديدة ...الإحساس بالقوة ..وبهاله من الحماية...والنور.. تحفني... احساس رائع... تردد صوت عمي ( ما شاء الله ..يا عليا ..الله يستر عليك في الدنيا وفي الآخره ..ويرحم والديك..تعالي قربي مني ) ..بحركة سريعة قبل راسي من فوق الشيلة ..!! حركته نزلت دمعة فرح من عيني..الحمدلله ..الحمدلله اللي من علي بنعمة الستر ..وفضلني عن كثير من خلقه ..جات في بالي خالتي ..ويش راح تقول لما تشوفني ..؟؟!! تمنيت ان ربي يهديها ..وتحس بالإحساس اللي انا تو حاستنه ..بس كيف راح تقدر ..وهي موظفة حكومية ..راح تمنع اكيد من لبس الغشوة ..كذا النظام في عمان للأسف..!! بعد دقايق لما رجع باسل ...ما التفت صوبي كالعاده..بس بعد ما قاد السيارة .. قال بهدوء ( مبروك تمام الستر)... تمنيت لو انه ساكت ..ما اقدر ارتاح او استقبل اي كلام من هالشخص.. قلت على مضض ( مشكور)..! قال بسرعة ..وهو ما زال مركز على القيادة ( بالنسبة للجامعة ..) ما اتحمل اسمع اي اوامر او حتى اقتراحات من هالباسل بالتحديد..!!! ويش دخله من الأساس ...هالموضوع من اساسه يرجع لي انا وبس.. ومهما بلغ احترامي له او لعمي ..او حتى خالتي او اي شخص غيرهم من المستحيل انه يكون لهم الإمكانية اللي تخولهم في التحكم بشؤوني اللي انا لوحدي اصنع لها القرارات ... فكان لازم ارد عليه قبل لا يكمل كلامه بجواب يمحي اي فكرة خضوع تتمحور في باله.... |
رد: يا صلاله خبرينا // عن قلوباً 'تهتوينا'
((الجزء الخامس )) (( انتظرني يالجنوب.. تاق قلبي..وصاب ظني.. اني تايه من زمان...ومالي مأوى...غير حضنك..))! جسمي مااا عاد احس فيه ..خدر عاام ..الآن احنا فالجنوب ..في صلالة بالتحديد.. العمران في صلالة راقي ..وافضل بوايد مما كنت اتخيل... حركة السير بالشوارع هادية جداً ..والسبب معروف لأنا بمنتصف الليل .. عيوني تفتح وتقفل والنوم داخلني بقوة..ما اقدر اركز كثير..بس احس بالسيارة وانعطافاتها الكثيرة ..اللي سببت لي غثيان ..لأني ما متعودة على السياحة الداخلية..ولا على ركوب السيارة لسااااعااات..رجعت راسي للخلف وارخيته ...واغلقت عيوني ...وتنفست بعمق ..شهيق ..زفير..شهيق ..زفير...تذكرت باسل اللي متأكده من انه يعيش حالة صدمة الحين ..كان يتوقع اني راح احط له شور في حياتي....منشان يجي ويفرض رأيه علي..!! ليش ..؟؟! هو ولد عم لا جاء ولا راح ..وما تعارفنا الا من هاليومين..!! فكرتي ورأيي عنه انه انسان محب للتسلط بس مو علي أنا...انا حره وبنفسي اقرر ويش اللي اريده واللي ما اريده..تحصيلي العلمي طوال ذيك السنوات مستحيل ارضى انه يروح هدر.. ولكن ما يمنع اني أأجل هالسنة الدراسية ..منشان اكون اقرب من اهلي اكثر..وعموماً راح ارتب اموري بمساعدة من خالتي ....خلال الأيام المقبلة ....انتهى تفكيري ..لما توقفت السيارة اخييييييييييراً....!!. قال عمي ( الحمدلله اللي وصّلنا بالسلامة ..الحمدلله على السلامة يا عليا ..ويا مرحبا بك بوسط هلك ) وصلنا اذاً ......طار النوم ...طار الغثيان ..رجع الخوف والتوتر..من المجهول ..من الناس اللي راح اعيش معهم ..خلال الفترة المقبلة... قال باسل ( عمي بوخالد ..بتبات ( بتمسي ) هنيه ..ولا تباني اوصلك بيتك ) قال عمي ( ابا انزل اسلم على الوالدة ..ادري بها مستحيل تغمض جفونها..وهي تعرف انه احنا جايين) نزلت من السيارة وكل مفاصلي تشتكي من الجلوس اللي اتعبها..!! بديت اتنفس بقوة ..وعدلت الغشوة ..رفعت طبقة خفيفة من الغشوة وبقيت وحده فوق عيوني ..حتى اقدر اشوف زين ..لأني ما متعوده على تغطية وجهي وعيوني..اول ما بديت امشي ..كنت متأكده ان منظري مضحك بشكل فظييع..لأن العباية بحرررر..طويلة حيل ..!!! ما ادري ليش عندي احساس انه باسل ماخذ هالعباية على قياسة العملاق..!! لما بدت تتضح الصورة اكثر...وجهت نظراتي على المنزل الفخم ..الواسع ..بلونه الأبيض وجذبتني الأضواء المنعكسه بدفئ على السياج اللي محاوط اشجار خضراء كبيرة من الجانبين....و مع التدرج المذهل للبلكونات من الطابق الثاني والثالث والنوافذ والأبواب الفرنسية الزجاجية ..كان المكان قطعة من الخياااال ..تصميم مبهر..متقن لأبعد حد..حسيت المنزل اسطوري ..!! على الرغم من انه ما يزيد عن ثلاث طوابق ..ومساحاته مو كبيرة لدرجة ...كان متوسط لكن التصميم فعلاً حلوووو... ذبحني الفضول من حبي للهندسة المعمارية والديكور....وتسائلت اذا كان هذا شكله بهالروعة من الخارج ..فكيف من الداخل...!! بديت امشي ورى عمي بالضبط ..اتبع كل خطواته بتوتر...!! دخل من الباب الزجاجي الواسع ودخلت وراه بخطوات مستقيمة ....لحد ما صرنا بوسط الصالة الواسعة ... الفخامة الشرقية كانت تغلب على المنطقة..بسجادها الفاخر..والألوان الذهبية ..الممزوجة بخفة مع اللون الأبيض والعودي ... حاولت اشغل نفسي بالنظر للوحات المعلقة ...اللي تحمل مناظر تراثية قديمة ..مطلية من جوانبها بلون الذهب ..لكن من دون فاايدة فرغم ذلك ..التوتر كان يشدني..والهدوء الغالب على المنزل كان غريب ويزيد الجو توتر.....! اظن ان الكل نايم ..!!لكن من اعني انا بالكل ...؟؟؟!!! من موجود هنيه..ومن اللي عايش ..!انا ما اعرف اي معلومه عن هلي للأسف...!! صوت حاني لحرمة عوده ( كبيرة ) فالعمر كسر الصمت : ( حيا الله ...حيا الله من ضوى علينا..حي ذا الشوف) قبلها عمي بوخالد فوق راسها وهو مبتسم ( الله يحييك يا امي..رغم اني عارف ان هالسلام ما مخصوص لي انا الليلة ) ابتسمت في وجهه ..ثم التفتت ناحيتي..بنظره كلها فرح ، ألم , شوق , مزيج مختلط من المشاعر..لحظات صمت مرت وما حسيت إلا وانا مسجونة بين يدين والدة ابويه ..بأحضان جدتي ...جدتي رددت في نفسي....بين يوم وليله اكتشفت انه معي جده...!! لا حرف ولا كلمة ولا ادنى صوت ...باستثناء صوت بكاء يصدر من جدتي بين الفترة والأخرى ....اما انا ....في قلبي ودي اقول لها اشياء كثيييرة ..! لكن لما جيت انطق ...ما ساعدني اي حرف بالظهور...!! الى ان قال عمي بوخالد( لا إله إلا الله ...يكفيك الدمع اللي سكبتيه طوال هالسنين يا امي ..اليوم افرحي ..هذي بنت المرحوم بين يديك..) بعد دقايق ..خففت جدتي من احتضانها لي ...معقول انها تحبني ..وصار لها سنين وهي تتمنى تلمني بحضنها ....وانا ما اعرف عنها شي...والله لو اني اعرف كان جيت وركعت تحت رجلها من سنين ..ولا احرم نفسي واحرمها من المشاعر اللي تجمعنا كحفيدة وجدتها... بعد لحظات حسيت بيد ترفع غشوتي وتكشف عن وجهي ...مرت لحظات وجدتي تتأملني بصمت ..كنها تبا تخزن ملامحي بقلبها ...لما يحس الإنسان بأن في شخص يحبه ويغليه ..وينظر له بشوق ومن دون ما يشبع من شوفته ..يتولد بداخله شعور بأن العالم موشح بالبياض ..ينسى في هذيك اللحظة كل ألم وكل عثره سبق ومر فيها بحياته ..... طاحت عيني بعين جدتي ..شفت آثار تقدم العمر..وتعب الحياة ..والدموع ..ما قدرت تخفي ملامح الجمال الواضحة في جدتي ..اسمرارها العذب...انفها العربي المستقيم ...وسع عيونها..بلونهن الناري......... لحظة ..لحظة .....نفس اللون..!!!!! لون عيون جدتي ناري ..مماثل لعيون باسل..!! آآآخ راح احسد هالباسل على حظه بالعيون الشبيهه بعيون جدتي ..!!! ليتني طلعت اشبه جدتي ويصير لون عيوني مثل هاللون...!!! قبلتين على خدي صحتني..ودفعتني لأرد لجدتي قبلة احترام فوق راسها .. قالت جدتي بصوت تتخلله مشاعر الإشتياق( السلومة يا بنتي ) رديت بحسن نية ( وعليكم السلام ) ..بس صوت ضحكتين متباعدتين اصدموني ..!! بسرعة دوّرت ( بحثت ) عن مصدرهن الأولى ضحكة عمي اكيد..ولفيت راسي بعجلة نحو الباب وشفت باسل يتراجع وهو يضحك ..الظاهر انه انتبه اني ما لابسه الغشوة وراح ..!.. بس ويش السالفة ..على ويش هذولا يضحكوا..؟؟!!! بعد ما تنبه عمي لنظراتي الثاقبة المحتارة ..والمتنرفزة بالتأكيد ..قال ( احم ..يا عليا ترى لازمك دورة في لهجتنا..يدتك تعني لك الحمدلله على السلامة )..! فاااح صدري من الغضب ..رغم اني ابتسمت في وجه عمي ..لا يكون ابا اصير انا مصدر استهزاء لهم....!!!! عقدت النية من باكر وانا راح اتعلم هاللهجة ..ما ابا حد يضحك علي...!! قالت جدتي (كيف حالك يا بنتي ...ويش مسويه بهالزمن..ويش علومك ..انتي طيبة ) رديت عليها ( الحمدلله ما اشكي من باس ..احوالي طيبة ..كيف حالك انتي ) قالت بصوت صادق ( فرحانة بشوفتك يا امي ..) قال عمي بوخالد بتعب ( انا بروح بيتي..تعبان حدي..روحي يا امي ارتاحي.اكيد انك ما راجده من ايبارح ( البارحة)..وانا قبل اروح بوصل عليا لغرفتها..)ثم التفت لي ( يلله يا عليا..شنطك نزلهن باسل ..والشغالات بيجيبنهن لغرفتك) اخذت غشوتي ..وشنطة يدي ..والتفت لجدتي اللي نظراتها ما فارقتني ..! قلت لها ( جدتي تصبحي على خير ) ردت بابتسامة فرح ( وانتي من اهل الخير يا امي ) تكملة الجزء الخامس راح انزله غداً ان احيانا المولى ..التكمله تحوي مفاجأة تختص بباسل ..وسر غامض ارعب عليا نلتقي على خير |
الساعة الآن 01:43 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية