*وشايات المؤرقين*
http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13069408502.png
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ... .~. لـــ تحميل الروايه كاملة .. على تكست + ورد .~. http://www.liilas.com/vb3/t98514-18.html#post2994332 * * عدت من جديد لمكاني الذي به أستريح .. نعم هنا حيث أشارككم حكاياتي أجد متنفسي و راحتي ... و كلي رجاء أن تقرئوا هذه الرواية من دون الرجوع للمقارنة لما خط قلمي قبلها من روايات .. فأنا اليوم أختلف عمن كنت با الأمس .. حتى ولو كان اختلافا لا يُلحظ لكن أنا أشعر به ... أتمنى أن يكون الاختلاف للأفضل لكني لا أدعيه ... و أخيرا أريد فقط أن أخبركم أنني أشعر بشعور لذيذ لا يوصف و أنا ابتدأ الحكاية التي ستروى مرة في كل يوم خميس من كل أسبوع ... و السبب .. أنني لا أريد لكم و لا لي أن ننقطع عن القراءة و أن لا نحصر وقتنا في رواية .. و للأمانة هناك متعة أجدها في القليل الكثير .. أحترمكم و أحترم نفسي .. و لا يمكن لي أن أخلف و عدي إلا إذا خالفتني ظروف قاهرة .. فا المستقبل و ما يحمل ليس بيدي ... ملاحظة : أنا مشتركة بأسمي " ضحكتك في عيوني " في منتديين كا كاتبة و أنشر من خلالهما فقط .. البارت الثاني http://www.liilas.com/vb3/t155907-4.html#post2631826 البارت الثالث http://www.liilas.com/vb3/t155907-7.html البارت الرابع http://www.liilas.com/vb3/t155907-8.html البارت الخامس والسادس http://www.liilas.com/vb3/t155907-9.html البارت السابع http://www.liilas.com/vb3/t155907-10.html البارت الثامن http://www.liilas.com/vb3/t155907-12.html البارت التاسع http://www.liilas.com/vb3/t155907-13.html البارت العاشر http://www.liilas.com/vb3/t155907-14.html البارت الحادي عشر http://www.liilas.com/vb3/t155907-15.html البارت الثاني عشر http://www.liilas.com/vb3/t155907-16.html البارت الثالث عشر http://www.liilas.com/vb3/t155907-18.html البارت الرابع عشر http://www.liilas.com/vb3/t155907-20.html البارت الخامس عشر http://www.liilas.com/vb3/t155907-22.html البارت السادس عشر http://www.liilas.com/vb3/t155907-23.html البارت السابع عشر http://www.liilas.com/vb3/t155907-24.html البارت الثامن عشر http://www.liilas.com/vb3/t155907-25.html البارت التاسع عشر http://www.liilas.com/vb3/t155907-26.html البارت العشرون http://www.liilas.com/vb3/t155907-27.html البارت الواحد و العشرون http://www.liilas.com/vb3/t155907-29.html البارت الثاني و العشرون + الثالث و العشرون http://www.liilas.com/vb3/t155907-31.html البارت الرابع و العشرون http://www.liilas.com/vb3/t155907-33.html البارت الخامس و العشرون http://www.liilas.com/vb3/t155907-34.html البارت السادس و العشرون http://www.liilas.com/vb3/t155907-35.html البارت السابع والعشرون .. http://www.liilas.com/vb3/t155907-37.html البارت الثامن و العشرون .. http://www.liilas.com/vb3/t155907-38.html البارت التاسع و العشرون .. http://www.liilas.com/vb3/t155907-39.html البارت الثلاثون .. http://www.liilas.com/vb3/t155907-40.html البارت الواحد و الثلاثون .. http://www.liilas.com/vb3/t155907-41.html البارت الثاني والثلاثون والأخير .. http://www.liilas.com/vb3/t155907-43.html ... ... ... |
" وشايات المؤرقين " * * * الجزء الأول : * * * طرفه ... أدعوها "طرفه" لأغيض والدتها التي هي سجاني ... أختي الكبرى فينوس تعاني من تنادر التضادات !! والدتها التي نسخت جيناتها الوراثيه ورثتها القبح و أهدتها أسما يناقض تفاصيلها .. فينوس آلهة الجمال عند الإغريق و طرفه في قاموسي ! أما أنا فقد بدأت حكايتي قبل إدراكي .. عندما كشفت زوجة أبي الثرية خيانة والدي الذي انتشلته من الفقر ..فا والدتي ابنة العم التي عشقها و هو في ربوع الصبا و خطفته الثرية شابا يافعا يبحث عن فرصه , لكن عندما اشتد عوده و رسم الغنى ملامحه الجديدة حن لتلك الأنثى التي أسرت مشاعره , و كيف لا و هي تعيش تحت سقف بيت أخته ! .. فا رؤيتها و استشعار وجودها كان سببا خفيا لأواصر الأخوة القوية بين والدي و خالي أبن العم المحبوب و سببا متينا لإعالة كل من سكن ذالك المنزل المتهالك .. و لرد الجميل ! .. ضُحي بأمي زوجة با السر لمرعوب ... و هكذا اتفقوا على مداراة السر الذي أنكشف بولادتي على ارض جرداء ! * * * ردينه : لسانج يبيله قص يا بنت فديه .. ديمه بنبرة تحدي : فاديه .. أمي أسمها فاديه .. لهدرجة لاقيه صعوبة بتهجئة أسم المره اللي خطفتي بنتها رضيعه ردينه المشتعله غضبا : خطفتج !! .. قصدج انقذتج و حطيتج في حضن أبوج بس طلعتي مو كفو .. ديمه بضحكه متهكمه : قصدج حطيتيني في حضنه عشان تلغين السبب في رجوعه لحضن أمي .. يا مسكينه ما تدرين أن الخيال لا يمكن تختطفينه و هذا هو متحضنها بأحلامه .. ردينه تبتر كلمات ديمه بإطباقها بشراسة على ذراعيها : ما تهمني أحلامه و لا خيالات أمج اللي يهمني أن ذاكرتج تكون قويه عشان ما تنسين أني المعيل الوحيد لج و لهم بس ما أقول إلا أنا الغلطانة اللي حفظتك و أتمنت خالج الحرامي على حلالي .. ديمه تتقيح مر الحقيقة : إن كنا نبي نتذكر كل شي أجل لا تنسين أن أنتِ السبب في أمتهان أنسانية كل حي في بيت خالي .. أنتِ من قيديتهم بظروف صعبه و رميتي قدامهم فرص تقيدهم أكثر عشان ما يجي يوم و يتحررون منج . .تبين تعاقبين الكل بذنب أبوي .. بس ربي مو موفقج حتى في بيتج .. خرس لسانها و تصاعد غضبها لتكوُنه صفعه استقرت بقوة على خدي .. لكن لا تتخيلوا أبدا أنني حزنت أو حتى غضبت بل أطلقت قهقهاتي عاليا أعبر بها عن سعادتي .. سعيده .. جدا .. بإستفزازها و سلب مبرارتها السخيفه ... أخرستها با مفرداتي الحره و تركتها تشتعل غيضا لأسلب منها الراحة لهذا اليوم على الأقل .. و هذا أقل ما يمكن لي أن افعله انتقاما لهم ! * * * تمنيت اليوم فقط أن يتم تأجيل كل القضايا و أن نتآزر لمواجهة هذه المصيبة !! لكن تتلاشى الأماني أمام ضعفي و قوتهن .. لذا هربت من جدالهن لأقصى مكان في هذا القصر لا يصل له صوت بشري ... فا يبدو أن والدتي و ديمه يُجيّرون كل المصائب لترافع عن قضاياهن الشخصية ! نعم أنا فينوس كما سمتني أمي و طرفه كما لقبتني أختي الوحيدة ... ............................................................ ........................ * * * حتى عندما نركن راضيين بما هو عليه الحال .. يصبح رغما عنا من المحال .. و بين انتحاب والدتي و نشيجا مر مصدره عمتي ضعنا نحن الثلاث فا يبدو أن كل من له قوه ظاهريه في هذا المنزل أعلن استسلامه أمام حالة الخذلان التي ترافقنا دائما على أيديهم !! * * * أنفال تزجر هند : مو ناقصني إلا أنتي بعد مو كافي أمي و عمتي .. هند التي تسارع بمسح دموعها و تطلق غضبها باعتلاء الصوت : عاجبج اللي صار .. أنفضحنا قدام الكل .. أنفال التي توازيها غضبا تصرخ بها هي الأخرى : قصدج قدامهم .. أكيد بس هذا اللي هامج يعني مو هامج مصير أبوج .. و هدير لصوت مسوم بشؤم يخترق الباب الموصد و يصرح با المزيد من الخذلان .. ......... و مصير أختكم ........ لينشق آخر ستر ... و يتداعى كل شيء ! لتهرول هند نحو الباب لتفتحه على مصارعيه باحثه عن الغراب .. و عندما لم تجده أرسلت عينيها لي تطلب المساعدة .. حاولت أن أصل لها و أنا أعرف أن صدمتها توازي صدمتي لكن قدماي لم تسعفاني .. و اكتفيت بمجاورة الجمادات و الصمت حدادا .. بينما وثبت هي كا لبوه مغدوره ! * * تركتُ أنفال و أنا أختنق أبحث عن الهواء لأتنفس من جديد ... و عندما انتهيت من آخر زفير ... بحثت عن أبن الخال القاسي الذي منذ أن حكم هذا المنزل التعيس و نحن في بؤس !! ووجدته هناك بين أمي و عمتي يمارس طقوسه في زرع الخوف و حصده بمتعه .. هو .. و .. هي ... ناتج كل المعادلات الصعبة ... فا وعود أختي وصايف الكثيرة و المتكررة با الانتقام لنا جعلتني أتفحص أكثر المذنب لأجد أنه ظالم وجد له مساعد ! .. نعم .. والديً و عمتي الضعيفة لا يقلون عن ردينه ظلما .. هم من امتهنوا كرامتهم و سلبوا بإدارة و إرادة وجة خالي الدميمة منا المستقبل .. و ها نحن نُقبِل على ظلمة أبدية . .سوادها بلون هذا الغراب القبيح ... * * وجدتها في ثواني أمامي تُلقي على مسامعي لعناتها و تصفني با الغراب الذي يتواجد فقط في الخرابات و حول الرفاة ! * * أم ساري بصوت متعب : بس يا هند عيب عليج .. شملان بأبتسامه متهكمه : خليها يا عمتي أطلع حرتها فيني خاصه أنها خايفه عرسها ما يتم بعد ها الفضيحه ... * * أرتجفت مفاصلي و لُجِمت كلاماتي لكن عمتي الظالمة و المظلومة هبت بمحاولة ضعيفة لمؤازرتي و النتيجة بضع كلمات رتيبة .. العمه أم ديمه : يا شملان صحيح أن البيت بيتك و حنا ضيوفك بس مهما يكون ما يحق لك ترفع الكلفة بينك و بين بنات عمتك و تضايقهم في الكلام .. شملان بابتسامه متلاعبة : هو فعلا بيتي بس ما أنتم ضيوف فيه .. هو بيتكم بعد . هند تقاطعه : بيتنا با الإيجار يا ولد خالي و مثل ما أنت عارف المؤجره على الأكيد غضبانه على الكل و مو بعيدة بيلحقنا اللي لحق أبوي و اختي.. فا شنو خططك للمستقبل لأننا ما نقدر ندفع لك الإيجار لا لها الشهر و لا لباقي السنة .. شملان أطلق ضحكه تردد صداها في زوايا منزلهم المتهالك ..... ليقطع بكلماته فجأة الصدى ... .. الخطة أنتم اللي تحطونها لأن الدين بيزيد و إلا ما تبون محامي يدافع عن أبوكم و أختكم ؟!! ............................................................ . بمسح سريع للوضع ... و نظرة عابرة لكل تلك الوجوه .. أعترف أنا بذرة كل المصائب ! فأنا من رضيت بقيود ردينه و استسلمت منذ زمن بعيد حتى عندما رأيت أبنائي الذين من صلبي يتمادون بعدائي .. رضخت و تركت نفسي أسيرا بين أيديهم .. لكن آن لي أن أتحرر و لو خِلسة .. من أجلهم ! * * * أبو عذبي يضع كفه على كتف أبنه البكر : اسمعني يا عذبي دقيقة .. عذبي يلتفت لوالده و بين فكيه يموج الغضب : شتبيني أسمع .. أعتقد أنا و أنت سمعنا اللي يكفينا .. أبو عذبي : يا ولدي مهما يكون هذي زوجتك .. أم عيالك و بنت عمتك .. عذبي يقطع حديث والده : و كل هذا ما شفع لي عندها .. تخيل !! ... أبو عذبي بنبرة رجاء : طلبتك و أنا أبوك سامح .. عذبي و على ملامحه بانت ملامح الخيبة : كنت أعتقد أن ها المره بتوقف معاي .. بتحس فيني .. و بتبديني عليهم و لو مره ... ما أن نطق آخر حروفه حتى سارع با الابتعاد عني بينما روحي تركتني في مكاني و تبعته ... و لم أستعدها إلا عندما وصل لسمعي صوت الآخر ... أصيل يؤشر بعينيه لسيارة التي توجه لها عذبي : بتروح معانا و إلا بتروح لهم ؟ أبو عذبي بنبرة مستسلمة : معاكم و أنا أبوك ... * * * معنا عاد بجسده و كله رابط هناك ... و كنت أنا و هو متشابهين في اتشاح بسواد ... لذا في الليلة السابقة عندما توقف بنا أصيل أمام المنزل لم استطع الترجل و طلبت منه أن يتركني أنا و أبي للحظات ... حاولت أن أنطق و لو بكلمة تخفف عنه كل هذا الألم الذي أستوطن ملامحه لكني لم استطع فقط تجمعت في رئتي كل صرخات القهر ... مقهور إلى حد سفك الدماء ... * * و صلني ما أراد أن يقول و منعه القهر من نطقه .. لذا كل ما استطعت قوله مؤازرا.. تمالك نفسك من أجلهم .. و أي نصيحة ثقيلة عليه و علي أن أتبع ؟!! * * تركني و هرب كا عادته على الدوام ... و كل ما ترك خلفه ... " تمالك نفسك من أجلهم " !! و وسط التشتت و غياب العقل و طغيان المشاعر رددت نصيحته حتى حفظتها ... نعم .. يجب أن أتمالك نفسي من أجلهم .. قبل أن أدخل المنزل و أجد أطفالي أمامي متسائلين أين والدتهم ... و لكن كل ما طال بي الليل ... ضعفت قدرتي على استجماع قوتي .. أنهرت منتحبا تحت جنح الليل و بين أحضان سيارتي الباردة ... و لم ينقذني من رثاء نفسي إلا صوت المؤذن داعيا لصلاة ... * * * مرت ساعات الفجر بطيئة و العصافير قررت اليوم أن تكون كسولة .. بينما أنا هنا أشعر با الوحدة على الرغم من احتضاني لهم ... ما سيكون عليه مصيرهم .. و مصيره ؟ هذا كل ما كنت أتساءل عنه منذ الأمس و فشلت بإيجاد أي إجابة له حتى الآن ... * * الحل .. سأبسط لهم أجوبة أسألتهم المصيرية التي سينهالون بها علي بأصواتهم الطفوليه سأكون صادقا معهم بقدر براعتي سابقا بخلق الأعذار لتلك .. و سألون الصورة الرمادية بقدر الإمكان لعلي أترك لهم ذكرى سليمة ! ... هذا كان آخر ما كنت أفكر به قبل أن أدخل شقتي الفخمة في قصر والدتي ... لكن تفاجأت . . فا لم أجد أي منهم باستقبالي ! ... استغرابي مبرر .. فا هم شمسي التي تشرق قبل الفجر ... و عصافيري التي تسبق الكل بأدعية الصبح ... غمرني بلحظة شعور الخوف .. و رددت مستنطقا الفراغ .. أين هم ؟ ليقودني إحساسي لها ... هناك حيث يتجه الطاهرون فقط ... ليصدق حدسي هذه المره بينما خاب دهرا ... أطفالي نيام بأحضان تلك الطفلة التي لا تكبر .. أختي الطاهرة التي ما إن رصدت طيفي حتى طارت كا الفراشة لأحضاني .. * * عذبي يهدهدها بأحضانه : بس يا فينوس لا تبجين و تقومين عيالي و يسوون لي مناحه ... فينوس تبتعد عن أحضانه متسائلة برجاء : ليش ما جبتها معاك .. عذبي بنبرة عتب مملوءة ألم : و انتي بعد بتصفين معاها ؟!! فينوس تلتفت لأبناء أخيها النائمون : أنا بصفهم ... عذبي : و تبيني أغمض عيوني و اجذب نفسي و أنكر اللي عرفته عن دورها في مؤامرة الاختلاس و أمنها مره ثانيه على نفسي و عيالي و بيتي ؟!! فينوس تنطلق بدفاع صادق : صدقني يا عذبي وصايف ما تسويها تلقى أبوها قص عليها و آخر شي حط السالفة براسها .. عذبي يبتسم بسخريه : أنت تكلمين عن وصايف اللي أعرفها و إلا وصايف بنت عمتج وصديقة طفولتج ؟ فينوس تبتلع دفاعها و هي تعرف أن عذبي محق : يعني تحسب انه ما راح يطلعها ؟ عذبي : أبوي ها المره بيوقف في صفي و هذا اللي فهمته منه .. فينوس تجتر كلماتها : أنا ما أقصد أبوي .. عذبي كأنه تلقى ضربة على رأسه بمطرقة : شملان ... * * * لا أعرف كيف تجاهلت شبح أبن عمي شملان كل هذه المدة .. كيف تركت السنين تركني لخانة الأمان !! با الطبع شملان .. و من غيره ؟ .. هو الضلع الثالث في كل المجازر ... * * * في نهايات الغضب و على بدايات الخجل أقبع هنا متسائلة .. ماذا حدث ؟!! كيف مهدت الطريق أمام فنائي بينما كنت أحارب من أجل بقائي ! و كل ما انتهيت له .. أن هذه المرة أنا من ظلمت نفسي أكثر من كل المرات التي ظلموني بها ! أنا من تركت حريتي عارية على حافة النهاية و أنا من دفعتها عنه للهاوية ... و الآن كل ما أستطيع فعله هو البحث عن من يلتقط ما أبث من صرخات الاستغاثة .... و لها اهتديت ... هي ... تلك المحطمة التي تتوارى كا الشبح في زوايا العتمة و تختفي تحت الضوء .. ابنة عمي و زوجة أخي المهجورة .. و من كانت صديقة الطفولة ! * * * وضوح بهدوء : أنتِ تحالفتي مع الشيطان و تخليتي عنا و جايه اللحين تطلبين أساعدج ؟!! وصايف : الشيطان اللي تحالفت معاه أخوج اللي لو تطلبينه عيونه عطاج .. وضوح : صحيح .. بس عيونه .. أما روحه في إشارة منج يتنازل عنها في لحظة .. وصايف بغضب : وضوح أنا مو جايه هنيه أفتح الملفات القديمة .. أنا طلبي واضح .. وضوح : و طلبج ما اقدر أنفذه لأن ساري علاقته فيني مثل علاقته فيكم يا خواته .. وصايف : عارفه طبيعة علاقتكم و عارفه أنه ما عاد يمر البيت .. بس أنا متأكدة لو توقفين بصفي بيوقف هو بعد بصفي .. وضوح : هو بيوقف معاج بكل الأحوال .. و حتى لو نسيتي أنه أخوج هو لا يمكن ينسى أنج أخته .. وصايف بنبرة قاطعة : وضوح انتي عارفه بشنو أبيه يوقف معاي . وضوح بمعرفة مسبقة بكل ما يدور في عقل وصايف من خيالات تجذرت من أماني : لا يمكن يكلم عذبي و عيالج أنسيهم و القضيه شملان بخبثه بيطلعج و أبوج منها بسهولة بس عاد تحملي الثمن اللي بتدفعينه له .. وصايف بانكسار يجبره رجاء : وضوح أعترف .. أنا غبيه اللي جاريت أبوي و نفذت كل خطط شملان كان مفروض أعرف أن هدفه أكبر و ابعد و أنه يبي يهدم حياتي مع عذبي في المقام الأول .. وضوح بغضب : يا سلام اللحين بتبرئين نفسج و تحطين كل شي براس شملان ؟!! .. أنتِ معقول ما فكرتي أنج راح تنكشفين في يوم .. معقول حسبالج في هذاك البيت الكل عميان ؟!! .. نسيتي أصيل ؟!! * * أكتفت وصايف بغمر رأسها الذي يموج مع أعاصير أفكارها المشوشه بين يديها المرتجفتين .. أعتقد أنها لتو أدركت عمق الهوة التي كانت تعتقد بسهولة الخروج منها ... و أصيل هو الهاوية التي تبتلع كل من يهدد راحة و استقرار تلك الغولة . لكن ... عندما تكون المحن هي من تعزز قوة السدود فلابد من التيار الهدوء حتى استعادة مجمل القوى . * * * نهاية الجزء . |
شكرا لصادق تشجيعكم .. و أتمنى أن يكون الجزء الثاني أقل غموضا لكم .. * * * الجزء الثاني : * * * الرمال أول من يخون عندما تهب الرياح لتتخلى عن أثارنا لجيوش الانتقام ... * * هنا على جدار الكره رفض جنين الحقد أن يُجهض ... تعلق بي حتى أصبح عضوي النابض الحي و الأساسي حملته سنينا في ظل الخوف ... حيث كنت دوما مطارد بين جنبات هذا القصر ... أرى انعكاس صورتي في كل المرايا المحدبة حيث وجهي يكبر و يصبح أوضح كلما اقتربت متفحصا تجاعيد الحزن و نظرات الحقد و ابتسامة الوعيد التي لا تفارق محياي ... مشوه بكل الآفات .. و هي سبب كل هذا التشوه .... * * * ذهبت له و عقلي متردد بين فكرتين .. أحداها تحث خطاي و الأخرى تقيدها .. لا أعرف ما علي أن أنطق به في أول مواجهة لي معه بعد سنوات من الجفاء .. أعلي أن أكون مهادنة و مستسلمة كما أعرف أن أكون أو أن أخالف طبيعتي و أهاجمه با قسوة ؟! .. و بين رغبتي و خوفي و ما علي أن أفعل من أجل صغار أخي اخترت أن لا أعيد التفكير و أنطلق بما يعذبني دون تمهل ... * * * فينوس بنبرة حزن : ليش صعب تحب أحد ؟ .. أصيل با النصف ابتسامة : و ليش أنتي تحبين الكل .. فينوس و دمعه خانتها لتسقط على شفتيها المرتجفتين : لأن في كل شخص شي ينحب مهما كان قبيح .. أصيل و بعينيه الحادتين يطيل النظر لوجهها : بس ها الشي بياخذ وقت و جهد و نوايا طاهرة .. فينوس بنبرة عتب : يعني أول مرة ترد لي الصوت من سنين و مع هذا اخترت تستهزئ فيني و تحور كلامي و تصبه في مجرى الألم ؟!! أصيل يعيد ظهره لكرسيه الوثير في علامة لبحثه عن الراحة : شنو تبين با الضبط يا فينوس و لو سمحتي اختصري لأني راد من الشغل تعبان و أبي أرتاح .. فينوس بنبرة رجاء : طلّع وصايف من القضية .. أصيل يزفر بضيق : اللي يسمعج يقول أنا متبلي عليها .. فينوس تقاطعه : أدري أنك ما تبليت عليها و أعرف أنها مذنبة لكن أعرف أن من كلمة منك أمي بتنازل .. تكفى أصيل عشان عيال أخونا و عشان عمتنا الطيبة .. أصيل : و الله ما في طيب غيرج يا فينوس .. عادي عندج ينوكل حقج و تصيرين مظلومة أهم شي ما تصيرين في نظرهم قبيحة .. * * * اكتفيت بسياط كلماته التي أختزلها سنوات في جوفه و وليت ظهري له هاربة أتعثر بخطواتي الجبانة .. ألعن دموعي التي تتمرد دوما علي و تظهرني با قمة الضعف .. * * * كان بإمكاني أن أتجاهلها كما فعلت لسنوات .. لكني أردت أن تعرف أن انتقامي من أجلها و من أجل أبن عمي الراحل .. أردت أن تعرف أنني أنتقم لها و له و لكن لأنها لم تكبر يوما عن ذاك اليوم .. و ما زلت تتخبط في عباءة السذاجة قررت أن لا مجال لتفاهم .. يجب أن تًجلد ألف مرة و مرة حتى تموت أو تولد من جديد .. قاسي .. أعرف و متأكد و اعترف .. لكن قلبي يكاد ينفطر من أجلها .. و مصدر قسوتي عليها هو غضبي من كل من آذاها ..... و منها غضبي يتصاعد .. منذ أن جعلت من نفسها أضحوكة .. مسخ سخره عبد متمرد .. و أغتاظ كلما تساءلت كيف لها أن تتناسى .. جرحه و امتهانه هو .. و خيانتها و استعمالها با عبث من قبلها هي .. كيف لفينوس أن تتمسك با صورة متجعدة لصديقة الطفولة العذبة .. ألم ترى كيف كبرت لتصبح وصايف الحسن و سبب كل التأوهات .. وصايف تلك الأنثى المتباهية با اجتماع كل ذرات الحسن في صفها .. المتفردة الجمال .. تلك الأنثى المغرية . .الحرباء .. السامة .. تلك التي أوقعت الكل في هواها ! .. واحد تلو الآخر تساقطنا أمامها .. صياده ماهرة كانت .. ابتدأت با شملان و أحالت حياته جحيم بإدخال أخيه علي با المنافسة .. أما أنا المختال أبن الجاه و المال فا كنت فريسة سهله .. رفعت راياتي منذ أن قررت أن تضعني على القائمة هو فقط الذي استعصى عليها .. هو من تمرد على حسنها و رآها عادية ! و خدعها و خدعنا .. و مارس ألاعيبه حتى استسلمت هي .. ليفوز هو و يخسر الكل ! فاز بها و تداعى الكل .. موت علي و تشوه وضوح و ثورة شملان و سقوط فينوس ضحية ... و كلما حرمت على نفسي تغذية الحقد و هربت من طقوس تأجيج الكره تلقفني صوت أحد أبنائها يناديني عمي لأسمع صداها أبي ! .. لأعود لطقوسي أكثر عزما ... و أخيرا انتقمت منها و منه و من نفسي قبل الكل ! لكن شملان .. ماذا أفعل به ؟ فا هو يقف با الجهة الأخرى عدو مشترك بيني و بين عذبي و حليف لي ضد أخي ! سبقني شملان و لعب بقذارة .. و جعل فينوس تعاني فوق معاناتها و ادخلها شريكة صامتة و مثل بها كا ضحية ! بينما أنا كنت في غيبوبة رثاء .. و عندما استيقظت على مصيبة جديدة .. تظاهرت بعدم المبالاة .. و أن ليس بيدي حيلة .. لكن على الرغم من معرفتي بعظم ألمه و تنامي أحساس الفقد في جوفه .. و أن هو و أنا متشابهين لحد التناسخ إلا أن من المؤكد أن هناك ما يفصلنا و يجعلنا دوما في تباعد فا عند .. فينوس .. يتنحى كل التعاطف معه ليصبح موجة انتقام مؤجله .. ............................................................ ........................ * * * مهملة .. هذا هو إحساسي في هذه اللحظة .. اعتدته .. نعم .. أعتدت التجاهل و الإهمال .. منه ! يعتقد الكل أن بحسني استوطنت مضادات الحزن .. و الحقيقة أن حسني جلب لي الهم .. تمنيت أحيانا أن أكون بتواضع مظهر فينوس حيث يوجه كل التعاطف .. و با الأخص منه هو .. حياتي مع عذبي لم تكن وردية كما يرى الكل .. فا هو يردد لي دوما أنه يحبني و سلوكياته اليومية تخبرني انه مل .. مل من الدمية الجميلة فا قد حفظ تفاصيلها .. و جردها من كل الغموض .. و ركنها على رف التحف القديمة .. و على الرغم من أني صرفت أحاسيسي المنتهكة و صببتها في منبع الأمومة إلا أن أشباح مهدده بدأت اقتحام دائرة الرضا ... اتصالات متتابعة لنساء منتهكة و رسائل تحمل الصور لعذبي و لهن .. و مواجهات و غضب و قلق و أسى و دائرة لا تنتهي من الحزن .. و مرت سنتين و أنا في صراع معه .. أتهمه با الخيانة و يتهمني با الجنون .. و على خط النهاية أصبحت رسميا أنا الخائنة و المجنونة ... فا في لحظة غضب و تمرد اتفقت مع أبي متغاضية عن أحاسيسي التي لا تخيب .. إحساسي العميق أن شملان يقف هناك وراء أبي متخفيا يدير المشهد من خلال لوحة تحكم .. شملان و على مر السنين أصبح واقعا في منزل عائلتي .. ضيف و صاحب بيت .. ثقيل بكل حالاته .. كنت في عقلي الباطن أتساءل متى ستكون اللحظة التي سينقض بها علي منتقما .. و أعتقد أنني ساعدته و تواطأت معه عن رضا حتى و إن أنكرت ... أردت أن أنتقم و أن أنهي مسألة انتقامه .. أردت أن أصل لنهاية حتى و لو خسرت ! لكن التخيلات لا توازي الواقع شعورا ... فا شعور الخسارة مر ... و لسذاجتي اعتقدت أني كأم لا يمكن أن أخسرهم .. و أن مهما غضب علي الكل إلا أنهم سيعترفون بحقي في حضانة أبنائي ... لكن خالي أول من تخلى عني و وقف مع ابنه ضدي .. و فينوس الطيبة أصبحت شرسة و هي تلعني عبر أسلاك الهاتف .. و تصفني بأقبح الأوصاف حتى أنني تهيأت صوت أصيل لبرهة يصل لأذني بمفرداته الملغومة ... * * * أنا و هي فقدنا التواصل منذ ما حدث .. حتى أصبحت غريبة لا تهمني با شيء .. لكن عندما وصلني صوتها اليوم و هي تصرخ با الكل " أريد ابنائي .. أعيدوهم إلي " .. وجدت قلبي يتحرك بكل المشاعر .. أحسست بها فأنا في النهاية أم .. و شعرت بخفقات قلبها تدق با التزامن مع خفقاتي .. ألم تكن تؤم الروح في يوم .. و موضع السر .. الشاهدة على عشقي لساري و الحليفة لي .. من خططت و دبرت و وضعتني أمامه في كل تقاطع ... حتى تحقق لي ما أتمنى و أصبحنا زوجين .. حتى أمي لم تفرح لي بقدر فرحة وصايف بتلك الليلة و هي تحارب دموعها و تعدل لي طرحتي و تمنع الكل من تقبيلي حتى لا يفسدوا زينتي لتهمس سرا في أذني و تحقق الحلم ... يااااااااا .. كم تبدوا تلك الأيام بعيدة و مبكية يا وصايف .. * * * وضوح بعد طرقات قصيرة : ممكن ادخل .. وصايف تنتفض عن سريرها و تسارع لفتح الباب على مصارعيه لتلقي بجسدها المتعب بأحضان وضوح .. وضوح تتبلع عبراتها : بس أهدي يا وصايف و أن شاء الله الأزمة بتعدي .. وصايف المنتحبة : أبي عيالي يا وضوح .. أبيهم ... اشتقت لهم .. وضوح تبعد وصايف بتأني عن احضانها : ممكن تهدين و تخلينا نفكر با عقل .. وصايف تحاول استجماع قواها و نهر ما تبقى من الدمع : با فكر معاج يا وضوح بس دليني .. وضوح : ردينه .. كل الحلول عندها تنتهي .. وصايف بجزع : وضوح أنت شتقولين .. أنا بايقتها و تبينها تساعدني و تحل لي الموضوع ! وضوح : و ليش لا .. زوجة عمي عملية و مو عاطفية .. بتحل الموضوع إذا شافت لها مصلحة . وصايف : و شنو مصلحتها بأنها تعفي عني و ترد لي عيالي ؟! وضوح تثبت عينيها بعيني و صايف : أنتِ تعرفين .. وصايف بجزع : خالي لا يمكن يطيعني .. خالي على الرغم من جبنه وخوفه إلا انه لهذا اليوم ما تنازل لها فا شلون ممكن يتنازل لي .. أنا رحت له و ترجيته يكلمها لي و يلين قلبها بس هو رفض لأنه عارف الثمن .. وضوح : أنا ما أتكلم عن عمي .. و لا عن زواجه المعلق من عمتج .. وصايف و قلق ظاهر في صوتها : أجل عن شنو تكلمين ؟!! وضوح : عن فينوس .. وصايف بأستغراب : فينوس ؟!! وضوح بتاكيد : أي فينوس .. قلب أمها و روحها .. فينوس اللي تشوف ردينه نفسها فيها ... وصايف : فينوس معصبة علي .. و هي أصلا تهاب أمها و لا يمكن تتوسط لي عندها و هي عارفه أنها غضبانه علي .. وضوح : معقول للحين ما فهمتي علي ؟!! وصايف بتذمر : وضوح تكلمي بشكل مباشر عشان أفهم مو ملاحظة أني صايرة غبيه لدرجة طيحت نفسي با مصيبة .. وضوح : ردي شملان على فينوس .. وصايف ترفع احد حاجبيها بعدم فهم :أردهم لبعض ؟!! .. شلون .. و بأي صفة ؟ وضوح تبتسم بمكر : أنا أقولج شلون .. ............................................................ ..................... * * * هربت من المنزل فا أسألتهم لم تتوقف و بكاء ردينه الصغيرة مازال يرن في أذني .. كلهم يريدونها .. و أنا أريدها أكثر ! عشر سنوات لم يفارق محياها صباحاتي .. و لا دفء أحضانها مساءاتي .. عشر سنوات بحلوها و مرها كانت هي فتاتي .. ملكي .. و رعيتي .. و أنا بعيد عنها أكاد أجن .. ومن صدمتي با عظم ما فعلت أكاد انتحر .. كيف خانتني .. وداست على كل ما يعني لي و لها .. كيف لم تزن حياتي معها في ميزان المصالح شيء ؟! أيعقل .. أنها كانت محتاجه و لم تنطق .. أم أنها كانت تعد العدة لرحيل و تجمع ما تستطيع من مؤنه ؟!! * * * لا اعرف كيف يكون من صلبي و يكون بهذه القسوة على فلذات كبده .. و خانت .. و عبثت بمصيرهم .. أتنتهي حياته ؟!! لو أتبعت منذ سنوات ما ينتهج الآن لكانت حياتهم مختلفة .. لحرمتهم من والدهم و جلبت آخر بديلا عنه لأنجب منه أرواح أخرى تلهيني عنهم .. أليست أموالي دوما كانت مطمعا للكل ؟ * * * ردينة عبر أسلاك الهاتف : تعال اللحين و أحفظ عيالك .. عذبي : يمه الله يخليج لي ما عليج من عيالي و هم مو بروحهم عندهم عمتهم و الخدامات .. ردينه الغاضبه : أي عمتهم المربية .. اللي أنت و الهانم سخرتوها لكم .. عذبي : لا حول و لا قوة إلا با الله .. الهانم راحت با اللي ما يحفظها و أختي لها الحشيمة .. ردينة : أجل تعال و قابل عيالك يمكن تقدر تفكر بشكل أوضح .. عذبي : شنو افكر فيه ؟!! .. في حياتهم و مصيرهم .. في يتمهم و ضياعهم .. أنا حتى أفكر أردهم لها مهما يكون هم عيالها با الأخير حتى لو كرهتني و كرهتها .. ردينه بهدوء : يا مجنون .. أنت بيدك كل الحلول .. تعال و خلنا نتفاهم .. ............................................................ ....................... * * * هند تغلق السماعة لتنادي بعجالة على أختها : أنفال الحقيني .. أنفال تترك الكتاب الذي بين يديها : شفيج .. خير .. هند : خالد يقول أهلي طلبوا مني أطلقج و انا أبيج . . أنفال بتوجس : أي و بعدين ؟ هند : يقول لي الليلة لازم أقرر .. أروح معاه و إلا اقعد في بيت أهلي مطلقة .. أنفال بأستهزاء : يعني شنو .. بيجي قدام البيت و يطق لج هرن وتطلعين له ؟!! هند الغاضبه : أجل تبينه يكبر قدر أبوي الحرامي و ينزل له في ديوانه .. أنفال تُسقط كفها بقوة على خد أختها الأكبر : قطع لسانج .. أبوي أشرف منج و منه .. هند تمد يدها في بداية لتعارك إلا ان والدتها استوقفتها زاجرة .. أم ساري : أنتم ما تستحون .. كل وحده أطول مني و كل يومين في هوشة .. أنفال : تعالي يمه أسمعي بنتج تبي تهج من البيت مع عريس الغفله .. هند تسارع لدفاع عن نفسها : جذابه يمه .. أنا كنت اقولها ان خالد شاريني و واقف ضد أهله .. أم ساري : شسالفة ؟ .. شفيهم أهل خالد .. أنفال : أهله مستعرين من نسبنا .. و السيد خالد مو بعيد عنهم ما يبي يسوي عرس و لا يتعب نفسه و ويوقف في وجههم يبي ياخذ بنتج ليلة و إلا ليلتين و يقطها مره ثانيه في وجهنا .. هند تسارع للانقضاض على أنفال بينما أم ساري تهب لتفريق بينهما ... * * * أم ساري : حسبي الله و نعم الوكيل .. أم ديمة : أذكري الله يا أم ساري .. و فكري بعقل .. أم ساري ترد النظر لأم ديمة : أفكر بعقل ؟!! أم ديمة : خالد شاريها و أهله ما علينا منهم .. خلي هند تتصل عليه و حنا لوقف عند الباب خليناه ينزل و يكبر قدرها قدام الكل .. قومي اللحين أعزمي كم وحده من معارفنا و جاراتنا و خلينا نسوي للبنت حفله تستانس فيها .. أم ساري تصمت للحظات : أخاف أبوها ما يرضى .. أم ديمة : أخوي اللحين مو يمنا .. خليه بمصيبته ... أم ساري : و ساري ؟ أم ديمة : و ساري وينه يا أم ساري ؟ ............................................................ ..................... * * * نعم .. هذا صوت وضوح لا يمكن لي نسيانه .. بحة تميزه و نعومة تغلفه .. و سحر يتخلله .. تشبهه ! لكن .. ما الذي ذكرها بي ؟!! * * * وضوح : أكيد انتي مستغربه من أتصالي .. فينوس بخجل و اضطراب : يعني تقدرين تقولين مستغربه شوي .. وضوح : لا .. لا تستغربين .. الموضوع و ما فيه أن بكره عرس هند و بنسوي لها حفلة صغيره في البيت و أنتِ أول المعزومين .. ممكن تشرفينا باجر و تخلينا نجتمع مثل أيام قبل ؟ * * * ترددت .. بماذا أجاوب .. أعود .. لهناك حيث كنت و كان .. حيث امتهني و أهانني أمامهم .. حيث طردني في منتصف الليلة كا قطة مشردة .. أعود .. لأراه في ملامح وضوح .. و أحس به في زوايا ذاك السجن !! أأعود لحيث تأبى الذاكرة أن تغادر .. * * * ........... من ذاكرة فينوس ............. * * شملان : تبين أطفال ؟!! .. قلتيها ألف مره .. فهمت .. بس أنا ما أبي .. فهمتي يا زوجتي ؟ ... فينوس بمهاودة : حبيبي شملان أنا أبيهم مو لأني ابي أكون أم اكثر من زوجة لك .. بس لأنك بتكون أبوهم متشوقه اشوفهم .. تعرف ها الأطفال أكيد بيشبهونك .. شملان بمرارة : و بيشبهونج .. و يشبهون أمج .. و ما راح يلقون احد يحبهم إلا لمصلحة .. أنتظري علي شوي خليني أكوّن نفسي و نجيبهم في عز يجذب لهم الحظ مثل ما جذبني لج .. فينوس تتعثر بما واجهت : شملان .. أنا .. شملان بقهر يزفره بأعلى صوت : انتي اصبحتي عبأ .. خلاص ما أقدر أتحملج أكثر .. واضح اني عاقبت نفسي أكثر مما عاقبت أهلج يوم عصيتج عليهم .. فينوس التي بدأت البكاء بخوف : شملان أنت شتقول ؟!! شملان الذي هب كا أعصار لخزانتها يفرغها من كل محتوياتها : أقول خلاص ما عدت طايق أشوفج ..أطلعي من حياتي ... أطلعي قبل ما أتورط أكثر .. * * * لازلت أتذكر كلماته با التفصيل و حتى نبرته و هو يلقيها بلا هوادة مخترقة قلبي تمزقه و تلوعه حتى بعد مرور السنين .. ما زلت أتذكر .. عندما وقفت في وجهه اثنيه عن قتل حبي له ليرميني بعيدا عنه .. و يصرخ بأعلى صوت ... أكرهك .. أكرهك .. و لم أقدر و لن أقدر أن أحبك في يوم ... لم أتحرك من مكاني من هول ما سمعت .. كيف مثّل علي كل هذا الوقت أنه متيم .. و لماذا و كيف .. و كل .. كل الأسئلة اغتالتني في لحظة ... و في غفلة مني وجدت نفسي أُجر كا الذبيحة أمام أنظار الكل ؟!! لم يهب أحدا منهم لنجدتي .. و لا لتخليصي من قسوته .. لم يقف أحد أمامه ليحتضنني و يسكت صرخاتي التي مصدرها أحتضار قلبي و سفك كل أحساس نابض به .. رأيت في عيونهم الشماته و صورة أمي تنعكس في خلاياها .. أيعقل أنهم تخيلوني بصورة أمي .. أيعقل أنهم رضوا أن أهان و أجرح و هم يتفرجوا أنتقاما منها ؟!! و تريد مني وضوح أن أعود ! ... لماذا ؟!! ......................................................... * * * عندما نزور القبور تضل ذاكرتنا تستحضر أشباح كل من نخاف و من الجنون أن ندعي الشجاعة حتى نختال بأننا قهرنا الجراح .. * * * إلى اللقاء في الخميس القادم بأذن الله ... ............................................................ .................................. |
الجزء الثالث : * * * البكاء حين توطنه التفاصيل المتجهمة يقود لهمة الحواس المعطلة لنجمع بتصميم كل ما تبعثر منا طوال السنين من تفاصيل تكوين الكارثة ! * * * تطاول نظري ليخترق الدخان المتصاعد من فنجال القهوة الذي أمامي لتثير ابتسامته المخفية خلف صلابة تعابيره كل التساؤلات التي أحتفظت بها لسنوات .. و ها هو يجلس أمامي بكل التيه و التبجح مدركا أن الرهان كسبه منذ أن عرضه علي , نعم راهن و هو واثق و أنا كلي يقين أن كل ما فعله في سبيل الكسب هو الانتظار و المتابعة عن قرب لا غير ! في أي خانة ممكن لي أن أصنفه .. أخ أم عدو ؟ أشعر به دائما يترصد بي . .بمفرداته الملتوية و أفعاله الغير مفسره .. دائما يقبع بظل خلف والدتي و كأني به موشوشا لها أنظري ما هو فاعل ! ما بك أخي تبدوا دائما ضدي ؟!! .. * * عذبي على مائدة الإفطار التي تضمهما فقط : ربحت يا أخوي . أصيل يرفع عينيه عن جريدته ليصل لنظر أخيه متسائلا : ربحت ؟!! عذبي يتناول فنجال قهوته ليرتشفه على عجالة منهيا تردده في المواجهة : أي ربحت .. تذكر أول ما وقفت قدام أمي و قلت لها بتزوج بنت عمتي و رفضت و ثرت أنا و قلت ما عاد راح أقعد في ها البيت ليلة .. أصيل يستعيد الذكريات : وركضت انا وراك و قلت لك أرجع .. أمي وافقت من لقيتها ظهرك يا ظالم .. بس تذكّر بيجي يوم بتندم بتندم يا أخوي .. عذبي : وقلت لك لجى هذاك اليوم بقول لك ربحت يا أخوي .. بس من غبائي فكرت أن سبب موقفك هو وقفوك بصف علي و أمي بس اللي الحين فهمته أن الموضوع اكبر و أنا توني أنتبه .. أصيل يشعر بعدم الراحه من اتجاه هذا الحوار المفاجأ لذا سأل بتردد : و شنو السبب في ظنك و إلا لأنك خسرت بدور سبب يطلعك مظلوم و أنا الظالم . عذبي يركز نظره بحده على ملامح أخيه و هو يسأل من دون مقدمات : أنت ليش للحين ما تزوجت ؟ أصيل يرتد بسرعة لظهر الكرسي حتى يستند عليه و يجمع أفكاره : ليش للحين ما تزوجت ؟!! .. سؤالك غريب .. عذبي يضع قبضته التي يشعر بها تتكور رغما عنه تحت ذقنه ليثبتها : و إجابتك أغرب .. بس خلني أعيد صياغة السؤال : أنت كنت حاط وصايف في بالك ؟ أصيل ينهض بغضب من كشف سر كل عذاباته : أنت شفيك أنجنيت .. جننتك وصايف .. عذبي الذي مازال على نفس الوضعيه أبتسم بضعف : فهمت .. أصيل يعود للجلوس و يلتقط ببرود جريدته : أفهم اللي تبي ما يهمني .. و بعدين أكيد انا ربحت لأن فبيت عمتي الكل طمعانين فينا , و بحسبة بسيطه وصايف فكت خطبتها من علي عشان تاخذك .. ما فكرت ليش ؟ و شنو زودك على علي الله يرحمه ؟ عذبي : أنت عارف شنو في علي .. و على العموم الله يرحمه كان مفروض عليها عائليا و أنا اختيارها .. أصيل بنبرة تشكيك : و ليش أنت بذات اختيارها ؟ .. ما سألت نفسك ؟ عذبي بتصريح : قصدك ليش أختارتني و ما اختارتك . أصيل يتخلى عن هدوئه و يعود لأمتطاء ظهر الغضب الجامح : أنت شفيك .. علمني .. ليش الحين بذات قمت تشكك فيني . وصايف أشتكت مني ؟!! عذبي : ما اشتكت منك بس دايما كانت تتحاشاك .. أنا مو أعمى .. و صايف اللي دايما واثقة من نفسها كانت بوجودك تختفي .. أصيل : طبيعي لأنها تدري أن علي كان اقرب لي من روحي و أن هي سبب موته عذبي أختار هذه المره أن يكون هو من يقف بغضب : وصايف ما لها دخل علي كان مجنون . .مجنون ما فاد فيه لا طب شعبي و لا طب المستشفيات .. صديقك أو خلنا نقول تجربتك الخيريه الفاشله حرق نفسه لأنه فقد عقله كليا .. أصيل أنفجر با البكاء فاجأة و عذبي الذي أرتبك قفز ليكون بجانبه .. عذبي بنبرة تحمل كل الخوف : أصيل شفيك ؟ * * * بماذا أجيبه .. أأخبره أني سبب فقد علي لعقله كليا و سبب توقفه عن تناول دوائه الذي كان يساعده في مكافحة الآفة التي أستقرت في خلايا دماغه التي كانت تلازمه منذ أيام الطفولة .. أأخبره بما حدث تلك الليلة حيث انتهت حياته بتحول جثته لرماد .. * * ..................... من ذاكرة أصيل ......................... * * علي الثائر يشد قميصه بحرقه : أحترق .. أحترق .. أنا أحترق . أصيل يبحث في أدراج علي عن دوائه: وين حبوبك ؟ علي يلتفت على أصيل و هو يضرب على صدره : ما عاد تنفع يا أصيل ما عاد ينفع معاي شي ... صدري شاب فيه حرايق .. كله منك كله منك .. أصيل يلتفت عليه فجأة و كأنه كُشف على حين غره : كله مني ؟! .. علي بنبرة تدل على حوار داخلي يموج في عقله الغائب : شلون ما فهمت .. أي أكيد .. ليش .. أي .. أكيد أنت المستفيد . أصيل يقترب منه ليدفعه لخلف أسوار جنونه و يبقى هو بعيدا : و شنو مستفيد أن أخوي يتزوج بنت عمتي اللي حاولت أخلصها منك يا ولد عمي .. علي باستغراب يقترب أكثر و يترك الأسوار خلفه : تخلصها مني ؟! أصيل يتمادى : أي أخلصها من ولد عمي المجنون اللي رافض يتعالج و اللي يبي يمرضنا كلنا معه . علي بنبرة منكسرة : أصيل أنت صرت مثلهم .. تشوف أني مجنون ؟ أصيل أصيب في مقتل و تردد ليلوح بيده لإنهاء الحديث: ما عليك مني أنا بس معصب من عذبي .. علي يضع كلتا يديه على إذنيه ليسكت الأصوات التي بدأت تضج في رأسه : ما أبي .. ما أبي .. أصيل بنبرة تحمل الخوف : علي شفيك ؟ علي بمفردات غير مفهومة : ما أبي أحرقهم .. ما أبي .. ينتهون .. أبي أتنفس .. اختنقت .. اختنقت .. أصيل يمسك بجسد علي المنتفض في محاولة لاستعادته من المكان الذي أرتحل إليه ... علي يعود من وراء الأسوار مرة أخرى و بصوت يتهجد انكسارا : بعد عني .. أنا مجنون أي مجنون بس مو غبي .. أصيل يطلق مفرداته المهادنه : أنت ذكي و صاحي و ما فيك شي بس نفسيتك تعبانه و ما تنلام و لك عذر . علي ينظر بجزع لأصيل : أفهمها منهم كلهم إلا أنت يا أصيل ..إلا أنت .. أصيل يشعر بأن علي بدأ بحديث العقلاء الذي يشبه الجنون : شنو تقصد ؟ علي : لو رضت فيك كنت راح تتنازل عني ؟ .. عن صداقتنا ؟ .. عن الأخوة اللي جمعتنا يا أصيل ؟ أصيل بأفكار متعثرة أمام مفردات علي الثاقبة : بدينا عاد في شكوك المريضة .. علي بصراخ : أنا فعلا مريض بس مرضي مالي يد فيه أما مرضك أنت اللي اخترعته .. أصيل بنبرة ساخرة : تبي تجنني معاك .. تبي تخترع لي علة ؟!! علي برجاء : أصيل أعترف .. ريحني مره و قول أني عاقل و افهم كل اللي يدور حواليني .. أصيل الذي يدرك أن درجة جنون علي أوصلته لصفاء تفكير لا يدركه عاقل : بقولك أن عندك حاسة ما يملكها عاقل .. ضنيت أني ما تركت اثر .. و نسيت إحساسك اللي يتتبع اختلاج النبض الخافت .. أكيد أحساسي الخاين فر مني في غفلة و أنت رصدته بس تأكد أن حتى هي ما درت .. و لا فكرت في يوم يا علي أحطكم في كفة التفاضل لأنك على الكل مفضل .. علي يجر قدميه لفراشه : روح يا أصيل .. روح و خلني يمكن جنوني يعتقني من ظنوني .. و يطلع حوارنا تهيآت .. * * أأخبر عذبي أني تركته في غرفته خلفي خجلا من نفسي و ركنت لديوان عمي كي أكون قريبا منه و يمكن لي أن أتفقده كلما شعرت با الهواجس تهاجمني ... و غفت عيناي لأخونه كما خانني السهر الذي اعتدته ليالي طويلة و أنا أعاتب ضميري و أحاول أن أنعشه لعله يفيق من أجل الصداقة ... لكن لم يفق إلا و أنا أتنفس بصعوبة في المشفى ناجي بإعجوبة من النار التي غيرت ملامح منزل عمي للأبد .. * * عذبي يمد كأس الماء لأخيه : تعوذ من الشيطان و سم برحمن .. أصيل يتناول كاس الماء من يد أخيه الممتدة إليه و يردد اسم الله ليهدئ من نبضات قلبه المرتاعه .. عذبي بنبرة خجولة : أنا آسف .. معاك حق انا أدور أحد يطلعني مظلوم .. أصيل يلتفت لعذبي و في عينيه بواقي من الدمع : أنا تعبان . عذبي يضع كفه على كتف أخيه المتعب : اليوم أستريح لا تروح المؤسسة و أنا بغطي شغلك .. * * لأول مره منذ سنوات أشعر بأن أصيل أخي .. لأول مره منذ سنوات أشعر بأنه يحاول الوصول إلي .. و أعرف أننا نحتاج للمزيد من المواجهات .. و أعرف أنه علي أن لا أجعله يستريح و أن من المهم أن لا أتيح له أي فرصه لاستعادة قواه .. لكن هذه المره ضعفت فا رؤية الدمع متفجرا على صفحة وجهه المتباهي دوما با صلابة أفقدني تركيزي و ارتأيت لوم نفسي حتى أخفف عنه كل الألم الذي استشعرته بنبرته ؟!! ............................................................ ............. * * * منذ مغيب شمس الأمس حتى شروقها اليوم و أنا أفكك طلاسم غيبوبتي الحسية .. صوت وضوح أضاء شعلة التفكير في عتمة ليلي الذي اعتدته .. و أقتص منه السويعات القليلة التي أنعم بها وحيده با الهدوء حيث يعتُقني الكل من نصائحهم و توجيهاتهم و الأسى علي بكلمات سليطة في كثير من الأحيان ! .. حاولت في ساعات الليل الطويلة أن أستفهم من نفسي لِما أربكني اتصال وضوح و أنا أعرف مغزاه و إن تجاهلته .. من المؤكد أنها اتصلت في محاولة منها لإعادة ترميم المثلث الذي كنت أنا ركيزته .. نعم لا تستغربوا رغم ضعفي كنت أنا أساس متانته ! أنا المتأهبة دوما في تنفيذ جميع الأوامر بحرفيه .. أنا التي أملك كل التسهيلات و الوسائل لتحقيق الرؤى التي كانت وضوح تتفنن في صياغتها و أنا التي كنت دوما ظل وصايف و مساعدتها في تحريك قطع الشطرنج التي تلهوا بها .. و العائد علي هائل كما رأيته و أنا أتخبط في تلك الغيبوبة .. الانتماء.. هو كل ما كنت أبغي .. أن أنتمي إلى المجموعة الأجمل و الأقوى .. إلى تلك الفتاتين اللتان تفوقتا علي دوما في ميزان الربح الذي أقيس فيه أقصى النجاحات .. أهملت دراستي و نبذت كل الكتب التي كنت أعشق مجالستها حتى أخوتي عذبي و أصيل أصدق أصدقائي ابتعدت عنهم تحت مضلة " أنا أنثى لا يفهمني رجل " .. و أشرقت الشمس لتخبو شعلة التفكير بخجل و أمام حجم التنهيدة التي ضاق بها صدري انطفأت على عجل .. * * * فينوس بعدما أنتهت من مسح آخر قطره ماء تعلقت على صفحة وجهها المسالم : بسم الله الرحمن الرحيم ... ديمه : ليش شايفه جني .. فينوس تستغفر بهمس : شعندج مصبحتني ؟ ديمه : أبوي يقول ما راح يوديني لعرس هند إلا و انتِ معاي .. و من دون أي و لا .. تراني بقول له انج وافقتي و انتي عاد أقعدي بغرفتج طول اليوم عشان يعتقد أنج رحتي العرس و يعتقني .. فينوس تبتسم لديمة : و ليش عاد الف و دوران نختصرها و أروح معاج . ديمه بإستغراب : بتروحين ؟!! فينوس : أي بروح ... مو عرس بنت عمتي . ديمه محتاره : أي بس .. أنتِ متأكده من قرارج . فينوس : قصدج متأكده أني أقدر أروح بدون ما أمي تعترض . ديمه : با الضبط . فينوس : أصلا أمي بنفسها عطتني هديه لهند و قالت لي أروح أوجبهم و احضر العرس . ديمه باندهاش : لا مو معقول .. أكيد أمج وراها شي . فينوس بصوت رخيم هادئ : أمي اوضح من كل وجيه المعابيس اللي تعرفينهم . ديمه بانفعال مفاجأ : احترمي نفسج . فينوس بذات الهدوء : أنتِ اللي أحترمي نفسج و أحشمي أمي اللي هي حسبة امج .. ديمه في محاولة لمعاودة الهجوم : تخسي أمج تكون ام لي .. فينوس تقترب من ديمه لتقاطعها : أنتِ ليش تعاندين با اللي تعرفين ..امي كل اللي تبيه منج تحترمينها و هي راح تحترمج .. و فكينا من الهواش كل يوم ترى تعبتينا كلنا .. أو أختصري الموضوع و روحي عيشي عند أمج . ديمه و كلمات فينوس أصابتها بمقتل : هذا بيت أبوي و ماراح اطلع منه . فينوس تبتسم لأختها الصغيره : طبعا هذا بيت أبوي و بيتج و بيت أمي و بيتنا كلنا .. و أكيد أنتِ عارفه أن مالج مكان إلا بينا لان حنا اللي نبيج و غيرنا تخلى عنج . ديمه تبتلع دموعها و تصر على المكابرة : أي خير تبوني .. خلصيني بس أستعدي بعد المغرب نروح لهم مو نوصل العرس بعد ما يوصلون كل المعازيم . * * با القاضية تخلصت مني فينوس .. لم أستطع المكابرة أكثر و الكذب بما هو واضح .. و لِما أكذب و كلانا نعرف لب الحقيقة .. فينوس على علم تام بطبيعة العلاقة بيني و بين أمي فقد أطلعت على تفاصيلها عندما تزوجت شملان عندما رأت و سمعت أمي و هي تحثني على التقرب من ردينه .. عندما رأت أمي تدفعني بعيدا عنها باتجاه أحضان المرأة التي أبعدت زوجها عن أحضانها !! * * رق قلبي لمرأى طفله متوحشة تريد أن تفترس قدماي التي تخطو باتجاهها .. و جل ما أريد هو قربها .. أن أكون لها ما لم تكنه أمي لي أريد أن أبعدها عن المثلثات و كل أشكال العلاقات الواهنة .. أريد أن أبعدها عن هند و أنفال حتى لا تكون نسخة عني أريد أن أكون موضع سرها و مصدر قوتها .. أن أكون الداعم لها و المشارك لها .. أن أدفعها للأمام و أخلصها من كل درب يجرها للمتاهات .. ............................................................ ........................... * * * عصاها التي أتكات عليها دوما و هي تحث خطاها لتنجز ما ترانا نعجز عن إنجازه نحن الرجال تبدو اليوم ساكنه عكس صخبها الذي أعتاده هذا البيت الذكوري الذي خلى منذ تأسيسه من النساء عداها .. وحتى رائحة الهيل في قهوتها الصباحيه اليوم أعلنت تنحيها .. معقول .. أتحتسي قهوتها من دون إضافات .. مُره غير مبهرة ! * * خالد يهم لتقبيل كف أمه التي جعدتها سنوات التعب : طلبتج يمه أرضي .. أرضي علي .. أنا لا يمكن أتزوج و أنتِ مو راضيه علي . أم خالد بنبرة حنونه : أنا ما أبي لك يمك إلا الزين .. انا من أول قارصني قلبي من ها العايله .. و حنا ناس ندور الستر .. و شلنا في الفضايح .. خالد مدافعا : يمه الموضوع مو مثل اللي فاهمينه كل الجيران .. هند بنفسها قالت لي انه خلاف صار بين أبوها و زوجة خالها اللي يشتغل في مؤسستها و انتهى با المخفر غصبا عنهم بس أنحل الموضوع و لحظة شيطان عدت . ..ترى يمه تصير حنا بشر و خطائين . أم خالد تمسح على رأس أبنها البكر : أنت ضناي و قلبي ما يحن على احد كثر ما يحن عليك .. وقلبي يا أمك خايف عليك .. هند ما تصلح لك .. طيعني و طلقها مدامكم على البر و تنازل عن المهر رضاوه لأهلها و ربي بيرزقها و يرزقك .. خالد بنبرة رجاء يستعطف أمه : و قلبي يمه .. قلبي شسوي فيه ؟ أم خالد التي استغربت حديث أبنها الصريح تراخت : أمري لله .. ربي يوفقك و يهنيك . * * و كأني عدت طفلا و صرحت لي أمي بلعب خارجا لأطير لأحضانها أدغدغها بقبلاتي المتوالية و هي تضحك بخجل كا طفلة ... يااااااااااااا كم أحبك أمي كم أحب طهرك الذي يشي به حرفك و عنفوان المرأة المدافعه عن كل ما يخص فلذات كبدها الذي مسكنه أنتِ .. * * سند : مو قلت لك أمي مالها قلب و على طول بترضى .. خالد : أدري و عارف بس الشيطان خلاني أعصاها و أزعل منها .. و الله يا سند أني مستحي من نفسي مدري شلون راددتها با الكلام و هي تنصحني .. سند : يا ابن الحلال قدامك العمر كله تعوضها و إن شاء لله زوجتك بتكون لها البنت اللي ما جابتها .. خالد : أكيد و أنا أصلا حاط هند با الصوره و قايل لها أهم ما علي أمي .. سند : أي هذا الكلام قبل ما تقول لها أن أمي ما تبيها . خالد ينفي بعجل : لا أنا حطيتها براسكم كلكم و قلت ( أهلي ) .. سند يرفع حاجبه الكثيف باستغراب : يعني تبليت علينا و حنا يا غافالين لكم الله . خالد يطلق ضحكه قصيره : أجل تبيني أقول لها أمي ما تبيج و أكبر قلبها على أميمتي حلوة اللبن . سند : معاك حق .. المهم أستعد الليله بنطوف فيك شارع الخليج على طوله .. خالد برجاء : لا فكني من خططك تبيني أوصل لعشا الرياجيل دايخ .. سند بخبث : قصدك ما تبيني أوصلك لعروسك خائر القوى . خالد يرمي على سند شماغه : أقول ضف و جهك بنام لي ساعتين .. صج ما تنعطي وجه . * * * الضيق هو الشعور الذي يؤخر كل المشاعر الموجبة التي أعددتها لهذا اليوم .. أشعر بضيق يتنامى بأقتراب الساعة التي تجمعني به للأبد .. ها أنا أرى فرحتي ناقصة تُبتر بساعات معدودة غير مخططا لها و تسكنها آلاف الأخطاء .. حتى فستاني الأبيض يبدو رغم الاعتناء به في الخزانة متجعدا من غير أي تجعيده .. و مرآتي تصر على إبراز كل ما أكره في وجهي .. أرى حتى البثور تنطق ساخره " أنتِ معنا أجمل " !! و هنا أجلس بهدوء محاولة لخلق السرور ..أحاول وأحاول أن أستحضر وجه خالد و أخفي ورائه كل المخاوف .. و تأبى مخيلتي الانتصار لي .. بل مخيلتي تصر أن تصور لي أمه العجوز و هي تدعي الاحتضار حتى تثنيه عن قراره الذي فرضه علي .. و ذاكرتي هي الأخرى تصر على التضيق علي .. تذكرني بنبرته و هو يأمرني و و يبتزني عاطفيا .. كيف لم يخطر على بالي ؟!! من المؤكد أن قراره با الهروب يعني أنه يريد أن يهرب قبل أن يستسلم .. و أن هناك إمكانية أن يتخلى عني تحت أي ضغط أكبر .. ممكن ان تكون أنفال محقة .. قد يأخذني كا زوجة ليومين و بعدها يجعلني في مواجهة غير منصفة مع والدته ليتخلى عني مبديا أسفا غير متقن تحت ذريعة التخلص من عقوق به أُتهم ! نعم .. نعم .. محقة أنفال .. كان علي أن أجعله يجاهد من سبيلي .. كان علي أن اجعله أن يثبت تمسكه بي و أن أراه يأخذ كل الوقت اللازم لإقناع والدته و كل من أعترض من أخوته .. كان علي أن لا استسلم أمام تهديده بل كان علي أن أثور و اتهمه با البحث عن أي ذريعة لتملص من وعوده .. و أن هو من عليه إثبات حبه و ليس أنا إن كان صادقا في كل تعابيره ! لكن .. زفافي بعد سويعات .. ماذا علي أن أفعل .. نعم ممكن أن أعتصم في غرفتي و أن أرفض الخروج له لكن سيعني هذا في نظره من غير شك التخلي عنه .. و أنني أقطع كل ما يربطني به .. لن يسامحني .. قطعا لن يسامحني .. و سينتهي كل شيء . * * * أنفال التي دخلت على أختها لتنبهها بوصول المزينه : هند شفيج .. ليش تبجين ؟ هند تمسح دموعها على عجاله : ما فيني شي .. بس شوي متوتره . أنفال : أيييي متوتره .. عادي .. بس إذا للحين خزان الدموع ما خلص الأفضل تسرعين قبل ما ينحط لج المكياج . هند : و أنتِ إذا عندج كلمتين خانقينج قوليهم عشان أكمل بجيتي مره وحده .. أنفال : و الله بقفدج .. هند التي تفاجأت من تصريح أنفال : بتفقديني ؟! أنفال : أي بفقدج منو مرتب و كشخه و ملابسه قياسي مثلج ؟ .. اللحين أنا في ورطه ولازم دايما اكوي و اغسل .. يوووه من له خلق . هند : في احد قال لج دمج ثقيل .. أنفال : أي .. أنتِ .. هند بنبرة رجاء : انفال عن جد بتفقديني ؟ أنفال : لو هو قطو بيختفي من ها البيت بفقده شلون عاد و حده بحجمج معقول ما راح أفقدج .. هند التي تتباهى دوما برشاقتها : شقصدج بحجمي .. أنفال: قصدي خلصي علينا لا تفشلينا في المره و هي ناطره تحت .. ............................................................ .. ما أن رأتني حتى تعاظم الفشل على محياها .. و عرفت أنها فشلت في استنساخ صورة إمرأة رأتها على غلاف أحد المجلات التي تصوغ الموضة .. تعابيرها الصغيرة التي تشي بما تفكر به تظهرها ضائعة بين طفولة تتقنها و أحاسيس أنثى خجولة تأبى الأعتراف بتواجدها .. أود أن أخبرها أنها ما زالت تبدوا طفلة رغم كل محاولاتها الخجولة التي برزت في تفاصيل ثوبها . . و قد أكون في نظرها طرفة لكن من المؤكد أنها ظريفة رغما عنها ! * * * ديمة : مو كأنج كاشخه أكثر من اللزوم تراه عرس ملموم في البيت مو في قاعة فينوس : أدري بس أحاول أرفع أسهمي .. ديمه لم تستوعب ما ترمي له فينوس : ليش بتنزلين في البورصه ؟ فينوس تطلق ضحكتها الأنثوية التي تميزها : با الضبط .. أمي موصيتني أركز على نقاط القوة و أنزل بكل قوتي في أهم صفقه .. و انتي بشنو انصحتج أمج .. ديمة تعيد النظر لهيئتها ثم ترد النظر لفينوس : تستهزأين حضرتج .. أنا لابسه على قد ما تستدعي المناسبه وإذا بتسمعين نصيحتي ردي غيري ملابسج و خففي زينتج أحسن ما تصيرين مضحكه .. فينوس ترفع كتفيها دلالة على عدم المبالاة : و ليش ما أصير مضحكه على الأقل راح أفهمهم لما يتهامسون حواليني و يبتسمون با مسخره .. ديمة بعنجهية تفشل دوما في تقمصها : بكيفج .. يله بس خلينا نروح .. فينوس ببساطه تتجاوز أختها الصغرى : يله مشينا .. ............ في السيارة .............. ديمة : بتسلمين على وصايف ؟ فينوس : أنتِ بتسلمين عليها ؟ ديمه : ودي و ما ودي .. فينوس : سلمي عليها و هنيها أنها قدرت تغيض أمي بس لا تنسين تعاتبينها لأنها جرحت عذبي .. ديمه تحادث نفسها بصوت مسموع : مالت عليها الغبية .. فينوس تبتسم من تحت غطاء وجهها : بقولج شي عشان يكون عندج علم ترى أمي ردت كلمتني بعد الظهر و قالت خليت الهدية هديتين .. جيبي فينوس معاج الليلة خلي عيالها يباتون في حضنها و أنا سامحتها .. ديمه و كأنها كشفت لغما : أنا قلت موافقة أمج على حضورج وراها شي .. فينوس : و دعوتهم لي وراها نفس الشي فتلقين أمي قالت في نفسها نختصرها و نتغاضى عن الموضوع كله عشان خاطر عيال عذبي . ديمه : أي و عشان تحملونهم جمايل فوق جمايلكم اللي ما تخلص و غثيتوا العالم فيها .. فينوس : واضح أن تفكيرج يدور في نفس الحلقة عشان جذيه ما راح اتعب نفسي و اشرح .. ديمه تصرف نظرها لنافذة و تتمتم كا طفلة عنيدة : مو مهم تشرحين أنا أعرف كل شي . * * * رعشة مجنونة أجتاحتني و حرارة بدأت تسري في عروقي و السبب رؤية الخرابة التي فيها تحطمت ... كم كنت ساذجة و أنا أستسلم لشملان و أصدق كل ما يقوله .. اخبرني أن هذا قصري و رأيته أكبر القصور التي شيدت في الوطن .. واخبرني انه يخصني أنا فقط و رأيت كل من سكن معنا زوار دائمون لمناسبة فرح ! .. حتى ضيقه و تأففه من كل ما انطق به رأيته كما صوره لي تقويم و تأهيل لي للقيام با دور زوجة حضرة المحامي على أكمل وجه .. حتى منزله المحترق الذي يأبى أن يرمم و جعله شاهد على موت أخيه جعلني أول المدافعين عن قراره بشأنه .. و كم مرة وقفت في وجه وضوح و انا أخبرها أن المنزل المحترق قبر لا يمكن نبشه .. كان صوتي يحمل أفكاره .. حور تفكيري و جردني من أبسط ما يؤمن به عاقل ! و الخوف .. الخوف هو كل ما تركه لي ... حتى الحجارة تخيفني .. فا كيف في البشر الذين يسكنون خلفها و أعرف يقينا أنهم في انتظاري .. * * * ديمه ما أن رأت الباب الجانبي المؤدي لبيت عمها المحترق مفتوح حتى سارعت بفضول لولوجه ... فينوس بسرعه لا تتقنها أمسكت بذراع ديمة : وين رايحه ؟ ديمه بحماس : أول مره أشوف ها الباب مفتوح دايما انا و هند و انفال نحاول نفتحه و ما يفتح .. تهقين وضوح أقنعت شملان يحط البوفيه في ديوان عمي فينوس : أنت مجنونه البيت كله محترق و شلون يقلطون فيه العشا .. ديمه : اجل شنو تفسيرج للباب اللي مشرع ؟ فينوس بتساؤل مماثل : أي فعلا ليش الباب مشرع ؟!! * * * تساؤلاتنا العفوية تقود لفتوى تحرم المجهول الغير مفهوم و في المعرفة بعض الخلاص إن لم يكن كله .. * * * في الخميس القادم الملتقى بأذن الله .. |
الجزء الرابع :
* * أخطائنا المتعمدة تتباهى في زرع الحزن بين مآقينا و نتمادى نحن برسم الظل لنحبسها فيه و نرهن الوقت و نتناسى أنه سيمر بنا و يسلمنا لندم بلمح البصر .. * * * لا يلائمني الدور مهما ملأ قلبي الحب و الحنان اتجاهه . .أشعر بأني أحمق لا أعرف كيف أتدبر أموره الصغيره يريد أن يأكل و لا يمكن لي أن أعرف لما يبصق كل ما أقدمه له .. يريد أن يشرب و لا يستسيق الحليب الذي أشتريته بجهل .. لا اعرف حتى كيف البسه ملابسه الصغيره جدا فا هو يبدوا دائما غير صبور أمام جاهل مثلي بأموره .. عشرة أيام وحيدا معه أرهقتني و با الأخير استسلمت لما كنت أعرف أنه الحل الوحيد و الصحيح .. لابد ان يعرفوا بتواجده في حياتي .. هو ابني .. أبنهم .. و با الأخص بعد أن هربت والدته و ألقته خلفها كا شيء ثقيل ملت حمله و العنايه به .. توحده في عالم يخصه فصل مشاعرها الأمومية و جعلها تنبذه ! .. و هكذا بدأتُ رحلة العوده الطويله من المدينه العربيه البعيده مرهق متعب أريد فقط ان أستلقي في فراشي و انام لساعات طويله من دون ان أقلق على ابني الصغير .. لكن ما إن وصلت و رأيت معالم الاحتفال تحيط منزلنا حتى ترددت ... فا أنا كنت على أهبة الاستعداد لما سيهب في وجهي من عواصف .. تبدأ من وضوح و تنتهي بأمي .. لكن أن أدخل عليهم الآن و سط انشغالهم با فرح سيكون مصيبة .. لذا توجهت لمنزل عمي المحروق و صارعت الباب المقفل حتى خلعته و طفلي يبكي حيث وضعته فوق أمتعتنا القليلة .. كنت كا لص خائف أتلفت حولي و أنا أرجوا أن صوت الموسيقى العاليه ستغطي على بكاءه .. و ما كانت إلا نصف ساعة حتى اكتشف أمري .. و رأيت فينوس و ديمة أمامي .. * * * تجاوزتني بسرعة فائقة و تعثرت أنا بفستاني الطويل و أنا أحاول ألحاق بها .. فعلا أختياري سيء .. كانت جدا محقة ! * * فينوس بصوت متوجع تنادي أختها الصغرى : ديمة تكفين لا تروحين و تخليني .. ديمه الغاضبه تتوقف فجأه : شفيج ؟ فينوس تعرج و تحاول الوصول إليها : ركضت وراج و نسيت أني كاشخه اكثر من اللزوم .. ديمة بطبيعتها البسيطه رسمت أبتسامة شقيه تناست بها غضبها مؤقتا : أحسن تستاهلين .. فينوس : أنزين أستاهل بس تعالي ساعديني رجلي تعورني .. ديمة بشك: احلفي ؟ فينوس بدهشة مصطنعه : أحلف ؟!! ديمة : أي أن رجلج تعورج .. * * كم أنا سخيفة ألتف عليها كما أفعل دائما أريد أن اقترب و مفرداتي تستصغرها .. يجب أن أغير أسلوبي معها .. أنا متأكدة أنها ستفهم و ستقدر .. ألم أكن أشبهها قبل سنوات مضت .. مندفعه بما أرى أنه حق .. ألم أكن أحارب أشباح صنعوها و أقفز أمام كل من يعترض طريقهم .. ألم أنبذ نفسي من دائرتي حتى أكون ضمن دائرتهم .. و النتيجة خسارتي لكل الانتماءات التي ناضلت من أجلها و تلك التي نزعت روحي منها .. * * فينوس تضم أختها لدائرتها بمفردة الجمع : راح نكون مسؤولين عن تخريب عرس هند و آخر شي بنطلع حنا الغلطانين .. اللي عرفناه بيعرفونه الليلة .. كم ساعه ما تفرق .. خليني نحترم قراره .. ديمة با تفاني الصادقين : إذا أنتِ تعرفين تجذبين أنا ما أعرف .. فينوس : و شلون بتجذبين من غير ما يعرفون و تنسألين ؟ ديمه : أعرفوا و إلا ما عرفوا أنا أجذب لما أعرف و ما اقول لهم .. لما أجابلها طول الليل و أنا عارفه شي يخصها و أخشه عنها هذا أكيد جذب . فينوس تعاود المحاولة لكسب اختها : إذا عرفت منا بتنجرح أنا أعرف شلون تفكر .. و حنا نقدر ننسى الموضوع و نحترم خصوصيات ها البيت اللي حنا مو من ضمن أهله .. ديمه بغيظ : تكلمي عن نفسج أن أعتبر نفسي وحده من أهل ها البيت .. فينوس تستمر با المحاولة : فعلا اهل ها البيت اهلنا بس ها البيت مو بيتنا .. الخصوصية يا ديمه لازم تحترم و أنت كبيرة و أكيد تفهمين شنو خصوصية .. ديمه بدأت تفكر بما قالته فينوس لتقفز فكره : أنتِ أكيد طايره من الفرح ؟ فينوس تنطق با المفرده المخفية : قصدج متشمته ؟ ديمه تؤكد على الكلمه : أي .. متشمته ؟ فينوس : شوي .. طبيعه أنسانيه .. لما ننجرح من اللي نحبهم .. تعاقبنا السنين بمشاعر سلبيه تكبر في داخلنا و مهما صديناها نلقاها تكبر من غير وعينا .. و في أول مناسبه لشماته نقترب و نتفرج و طبيعتنا الطيبه تخلينا نواسيهم و أنانيتنا تبينا نكون شاهد عن قرب على جرحهم اللي نتمناه أكبر من جرحنا ! .. ديمة تسترسل بتساؤل : يعني مثل ما سووا أهل هالبيت لما شملان أطردج .. فينوس بصوت يتهدج حزنا : لا مافي وجه للمقارنه .. إذا هم يعتقدون أمي أذتهم أنا ما جرحتهم في يوم .. لا تحاولين يا ديمة تنبذيني و تصيرين محامي عنهم .. أنا أختج .. طرفه و إلا فينوس .. أنا أختج لا تنسين ... ديمة بدأت تشعر بضيق يتنامى في قلبها الصغير حتى قفز كا عبرة سدت مجرى التنفس : أختي .. اختي .. فهمت .. خلينا نطلع من ها المكان اللي يخنق .. * * خرجنا بسرعة من منزل عمي الراحل أبو شملان و اتجهنا لمنزل عمتي الذي يتصل به عبر ممر قصير يخلو من أي إنارة .. و كل ما كان يتردد في عقلي ..أرتكبنا غلطة .. غلطه كبيرة أننا اخترنا أن نكون اليوم من العائلة و ان ندخل للمنزل من خلال الباب الجانبي .. كان يجب علي أنا على الأقل أن أتحلى با الذكاء و الفطنه و أن أكون أكثر رسميه .. و أن لا ألتف و أختلق الأعذار و اجعل ديمة الصغيره وعلاقتي الجديدة بها الشماعة .. نعم .. أتفقنا على اختيار المدخل بشكل تلقائي لكن لكل منا أسبابه .. هي أختيارها عفوي .. لكن أنا .. أردت أن أستخدم الباب الخلفي متعمده .. فا قلبي الخائن تمنى سرا أن يراه صدفه .. كا متعاطي سابق يتذكر نشوة المخدر و ينسى العاقبة .. أردت أن أستعيد تلك الدغدغة اللذيذة التي تسري في أعصابي و كل أوردتي لتفقدني صوابي عند كل غزوة عاطفية يمن بها عليَ من خلال نظراته العميقة ! .. هو .. لعنة أبدية أهرب منها لأعود لاهثه أتصيدها صدفة .. و في غمرة أستغبائي لذاتي و خداعي لِما رممت من عقلي ظهر ساري أمامي صدفة .. ساري و طفل يبكي في أحضانه .. يهدهده و يخبره بأن غياب والدته لن يطول .. و يسأله بنبرة أبويه حانيه لم اعرفها في صوته يوما .. ألا تحب أن تكون معي أنا أبيك .. ألا تحب أن تكون معي يا صغيري .. و الطفل يتعلق بعنقه خائفا كأنه يهذي من بين شهقاته .. من هي أمه ساري ؟ .. من هي تلك المرأة التي نافست وضوح سرا .. من هي المرأة التي جعلتك خجلا أمامنا و أنت تتوارى كا المذنب في البيت المهجور .. و تردد برجاء .. أعطوني فرصه أن أكون من يخبرها أولا ... ماذا سوف تخبرها ساري .. ماذا سوف تخبرها .. واضح ساري كل ما تريد قوله .. واضح بهيئة طفل لم تنجبه هي و كم تمنت أن تكون هي أمه .. هل ستخبرها بأنك تناسيت فاجعتها بفقدها أخيها و مولودها في نفس اليوم .. و قررت ان تنجب أنت و تحقق ابوتك بعيدا عن من فجعت في أمومتها .. سيحترق قلبها لا محاله كما أحترق جسدها الشاب في منزل الرعب الذي سلب روحها للأبد ... سيحترق الليلة ذاك القلب الذي وهبته لك ! * * * عيناي كا مرصاد و جسدي مثقل من تطرف هذا الانتظار .. أنتظرها و كأني به هو الآتي .. أنتظرها لتوعد بي هناك لقربه و قربهم بذات .. * * أم ساري تسد الطريق على وصايف : وين رايحه ؟ وصايف التي تتابع فينوس من خلف والدتها : بروح أسلم على فينوس . أم سار ي: أقول أستريحي بس و لا تفشلين نفسج و تجيبين الكلام لنا قدام المعازيم وصايف : يمه شدعوه . .لسلمت على بنت خالي حماتي تصير سالفة و فضيحه . أم ساري : مسرع ما نسيتي و إلا حسبالج سامحوج مدامهم أسحبوا القضيه ضدج وصايف بدهشة : سحبوها ؟ أم ساري : أي سحبوها.. شملان بلغني اليوم و أبوج في إجرائات بيسويها و يطلع بعد هو .. وصايف بفرحه غمرتها تحتضن والدتها : الله يبشرج با الخير .. بس يمه ليش ما قلتي لي أول ما عرفتي . أم ساري بتأفف : هذا أنت عرفتي ما فرقت ساعه أو ساعتين .. وصايف و علامات الدهشه تنبثق من بؤبؤ عينيها : ما تفرق .. شلون ما تفرق يمه و انا بموت عشان اشوف عيالي .. أم ساري : و شدخل هذي ف هذي .. شفتي أنج ما عاد تفكرين .. هم سحبوا القضيه بس عيالح أنسيهم و أكل طبختيه يا رفله أكليه .. * * تركتني أقف مكسورة بعد ان وبختني كما ظلت تفعل لأيام ... كأم لا يمكن لي أن أفهم هذه القسوه .. لماذا تصر أمي أن أثقب ذاكرتي و أصرف صورهم لنسيان .. با الأمس وقفت فوقي كا مطرقة تهوي علي با اللوم و العتب .. و عندما انتفضت و أخبرتها انني سأجد الحل هوت علي مره أخرى بكلماتها التي مزقت فؤادي .. لا تصلحين وصايف أن تكوني أم !! .. و رددت فينوس ستكون لهم أم .. اتركيهم لها و أقلبي الصفحة و عيشي حرة مره أخرى !! * * لا اعرف كيف أعبُر لها فأنا أكره القفز في وجهها و هي تبدوا محلقة بعيدا ..احتاجت لأكثر من خمس دقائق لتنتبه لتواجدي أمامها ... و كل ما صفته من عبارات السلام أطلقته على موجة مشحونة بالتوتر .. بدت لي وصايف على غير عادتها .. مضطربة غير متماسكة تكرر جملها كأنها تحاول أن تصطاد مني كلمه تفتتح بها أهم مطالبها .. لم أساعدها و اكتفيت با الابتسام لها .. * * وصايف تبدأ المواجهة بعد أن تعبت من أختيار الجمله الاستهلالية المناسبة : آخر مره كلمتج فيها قلتِ لي محد بخير .. و صرختي فيني ما ابي أشوفج مره ثانيه بحياتي .. فينوس : هذاك أمس و حنا اليوم ... أنت غلطت و خسرتي بس حنا كلنا صرنا بخير وصايف توترت أكثر و نقلت التوتر لكفها التي فشلت في ضم كفها الأخرى : أمي قالت لي أنكم تنازلتم عن القضيه .. فينوس : صحيح .. با الأخير حنا اهل حتى لو أنتي نسيتي .. وصايف التي تعرف بضعف موقفها : تعرفين فينوس بحياتي ما ظنيت أني بسمع منج ها النبرة الهجومية .. فينوس : قصدج لما كنت اعرف أن الكل يهاجم امي ما رفعت في يوم الصوت و قلت لكم بس .. معاج حق بس اليوم عشان الأبرياء اللي انا عمتهم بقول لج بس يا وصايف بس و خلي اللي صار درس و لا تحاولين تعيدين اللي سويتيه مو لأن بنسمح لج و بنعطيج فرصه بس لأنج بتكونين في بيتنا أم لعيال عذبي و بس ...بنأمنج عليهم فا أحفظي الأمانه .. وصايف بنبرة مستنكرة : بتوصيني على عيالي .. تعتقدين أني بانتقم فيهم ؟!! فينوس بنبرة هجومية : أسألي نفسج شنو اللي تقدرين عليه بعد ما ضميرج سمح لج تخونين الثقه و تهددين استقرار عيالج المعوني و المادي .. وصايف تلتقط آخر ما لمحت له فينوس : أنت ما تعرفين في شغل المؤسسه و مسمى الاختلاس أكبر من القضيه اللي ورطت نفسي فيها .. فينوس تقطع عليها طريق التبرير : سرقتي . .أي أو لا ؟ وصايف تنفي بشده : طبعا لا .. الموضوع كله أني أتفقت مع ابوي ناخذ عمولة اكبر من اللي متفق عليها عشان يعادل تعبنا و جهدنا اللي مو معترف فيه .. فينوس بضحكه قصيرة متهكمة : ماني متعلمه مثلج و لا اعرف في الشغل بس أنتِ أدنتي نفسج بنفسج .. وصايف تبتلع غصه : أنت ما فهمتي علي .. فينوس تقاطعها : أنا أقولج با المختصر اللي أنا فاهمته .. .أنتِ مثل ما يعرف الكل كل يوم بهوشه مع عذبي و بما أنه في الاخير مل من الهواش و ما عاد يلقيج بال قلتي بلفت اتتباهه با اللي هي فيه ... و تعاونتي مع ابوج اللي الغراب وشوشله با الخطه اللي مشيتوا عليها با الملي بس أصيل خرب عليكم با الأخير .. وصايف ملت من تلقي اللوم : و أنت جايه تقولين لي اللي فهمتيه عشان تبررين المكان اللي رسمت حدوده أمج لي و بتحبسني فيه .. فينوس : و انت شايفه أي مكان مع عيالج حبس ؟!! وصايف بكبرياء : أنا غلطت و اعتذرت بس لا يمكن أصير مثل عمتي أم ديمة و أتحمل العقوبة للأبد .. فينوس ملت الحوار : يعني ما تبين عيالج ؟ وصايف بنبرة تحمل التوجس : أبيهم بس ما ابي أدخل نفسي بمواجهة مع أمج و لا ابي أقيد نفسي و أعرف أن تعاستي مع عذبي بتستمر .. يعني راح يزيد وضعي سوء .. فينوس : حيرتيني يا وصايف .. يعني تبين يرجع الوضع مثل ما كان .. تبين تردين لجناحج و تامرين و تنهين كأنج وحده من أهل البيت .. يعني ما راح تكتفين بدور المربية ؟ وصايف بتحدي و عنجهيه قفزت من أعماقها الحقيقية : أي يا فينوس لأن هذا حقي و حق عيالي .. و عذبي أنا راح احل مشاكلي معاه بشكل مختلف ها المره .. و لا تخافين راح أعطيج مقابل يرضيج و يرضي أمج .. انا مستعده اتوسط بينج و بين شملان .. أدري أنج للحين تحبينه ... فينوس بنبرة باردة لحد التجمد : عذبي طلقج يا وصايف ؟ * * أشرت لها باتجاه العتبة و مهدت لها الطريق إليها حتى أنني أرشدتها في كيفية تخطيها لكن قبل أن تقف عليها عادت لطيران كا عصفور خشى أن يتبلل ! * * وضوح بحزم : بنزف هند اللحين يله انزلي قبل ما ينتبه احد انج اختفيتي .. وصايف التي تدور في غرفتها و تتنفس با صعوبه : اقولج طلقني .. طلقني .. فينوس تقول طلقني ... وضوح : يعني أنت كنت منتظره شي ثاني .. اكيد بيطلقج .. المهم اللحين عيالج .. وصايف تقف أمام وضوح و هي تنتفض ب غضب حجر الدمع في مقلتيها : ما أبيهم .. خليهم له يربيهم .. وضوح : هذا كلام وحده منفعله .. بكره بتنسين كل شي إلا هم .. وصايف كمن فقد عقله : انسى شنو يا وضوح .. انساه .. شلون .. وضوح بنبرة رجاء : طلبتج وصايف انسي كل شي بس لربع ساعه و خلينا نزف هند بعدين بنفكر بكل شي .. يله قبل ما عمتي تعصب و يرتفع ضغطها .. ............................................................ ..... * * * أريد أن تقف اللحظة الآن و تعود الساعات بشكل عكسي سريعا ... مستلقية في فراشي و أنفال توبخني لأني لم اغلق إنارة الممر خلفي .. أسيبوخني خالد لأني أكره الظلام الدامس و أشعل أي إناره تعطي المكان أمانا ! كيف سيكون مزاجه صباحا عندما أصحوا مبكرا و أركض باتجاه النافذة أستقبل الشمس لتتربع اشعتها في كل إرجاء المكان ... المكان .. كيف يستوطن الأمكنة ؟ هل سيكون خالد فوضوي يترك كل شي خلفه مرمي على الأرض و أنا ألهث خلفه أعيد كل شيء لمكانه .. أعلي أن أهتم بكل تفاصيل حياته .. ماذا يحب أن يأكل و ما هو ممنوع أن يوضع على المائدة أمامه .. هل هو نزغ و لا يعحبه أي شيء .. هل يحب السهر ؟ ..أنا أكرهه .. لا أطيق أن تشرق الشمس إلا و أنا معها .. ماذا عن الرياضه .. كرة القدم و السباقات .. لا .. لا أطيق هذا النوع من الرياضة .. كيف إذن إن كان مدمن لها ... و ستكون هي محور حديثنا كل ليلة .. لا هو لم يتكلم في الرياضه معي قط .. لما خطر هذا في بالي من الأساس .. توقفي .. توقفي عن التفكير السلبي .. كل الإجابات ستحصلين عليه في الغد ... * * * خالد الذي أنعطف بسيارته لشارع المجاور : حبيبتي بنمر أمي .. هند بدهشه : بنمرها ؟ خالد : أي أميمتي حبيبتي كان ودها اليوم هي اللي تزفج لي بس تعرفين الروماتيزم متعبها اليومين .. عاد قلت لها تستريح و حنا بنمرها قبل ما نروح للفندق .. هند بحرج : بس خالد شلون تبيني أنزل بنفنوفي و حوستي أنا يله ركبت السياره و امي و اختي حولي .. خالد بحنان : و أنا حولج و معاج و إلا ما أنفع ... هند بخجل تبتسم من تحت غطائها : أنت البركه كلها . خالد يطلق ضحكه : الله يبارك لنا و يهنينا قولي آمين .. * * * أبتعلت ضيقي من قراره الذي فاجأني به .. و نزلت بصعوبه من السياره و فستاني الثقيل يعيق حركتي و غطائي الطويل يمنع الرؤية أمامي .. تمسكت به على الرغم من خجلي و تمنيت بشده لو أنني كنت أكثر شجاعه و أصريت على أن ترافقني والدتي و أنفال للفندق .. لكن الآن فهمت لما كان اعتراضه ! * * * أم خالد بعد أن هم خالد لتقبيل جبينها و قدم هند بين يديها : الله يباركلكم و يهنيكم و يرزقكم الذريه الصالحه .. خالد يقبل كف والدته و يستنشق الحنه فيها :و يخليج لنا و تربينهم على ايدينج يا اميمتي .. أم خالد تلتفت على هند : علامج واقفه يا هند ترى البيت بيتج لا تستحين يا بنيتي . هند بنبرة خجوله : أكيد يا خالتي بس .. خالد يقاطع هند : لا تقولين خالتي أمي ما عندها بنات و أنت اللحين بنتها يا هند .. قولي لها يمه ... هند لم تستطع أن تخفي ملامح الضيق التي داهمتها و هذا ما رصدته أم خالد : الخاله حسبة الأم يا خالد و ما تفرق قالت خالة و إلا يمه .. خالد بنبرة حازمة : لا أنا مصر .. هند بتناديج ..يمه .. * * * لم أنادي عمتي التي شاركت بتربيتي ب " أمي " و ها هو يطلب مني أن انادي أمه التي عارضت زواجي به ب " يمه " !! .. * * * خالد بعد أن وصلا لغرفتهم الصغيره التي حجزها ليوم في فندق يطل على البحر : خيلنا نصلي السنه و بعدين راح أطلب عشى لنا .. أحس بموت من الجوع .. اليوم أسند و حمد بذات غثوني ما خلوا مقلب ما سووه فيني ... تخيلي أقولهم .. هند التي تحبس غضبها منذ أن غادرا منزل والدته تقاطعه : شكلك يا خالد بتسولف طول الليل و أنا زهقت من ها النفنوف و تعبانه من الفراره بسياره .. خالد فهم مقصدها و هاجم : الفراره ؟!! .. الحين عشان مرينا أمي خمس دقايق صارت فراره ؟!! هند تدافع عن نفسها : ما قصدت بس أنا فعلا تعبانه.. من الصبح بين اللي تحط لي مكياج و اللي تسوي لي شعري و أحاتي النتيجه و بعدين مقابله المعازيم و الباقي تعرفه .. مفروض تحس فيني .. خالد يهدأ من نبرته و يتلطف في كلامه : أنا آسف حبيبتي .. روحي بدلي و خلينا ننقذ اللي باقي من الليله .. * * * تبدوا أنثوية جدا بازينتها الطاغية .. أحبها ابسط .. لا أحب التعقيد و الإسراف و التزييف .. و هذا ما أحببته جدا في هند .. دائما تبدو بسيطه في كل شيء .. غير معقدة التفكير لا تلف و لا تدور و ما يعجز لسانها عن التعبير به يعوضه جسدها بتعبيره .. حتى اليوم و تحت كل هذه المساحيق استطعت أن أقرا كل تعابيرها التي تصرخ بعدم الرضى .. أعرف إنني فاجأتها و أحرجتها بطلبي لها أن تنادي أمي كما أناديها لكن أنا عازم أن أرسم الحدود اليوم .. أريدها أن تعرف ماذا أريد و أن لا أجعل أمامها أي فرصه لتفاوض .. أردت أن استقل خجلها و حضور أمي الهادئ لأفوز بما أريد من غير معارك .. و كم أود اليوم أن أجعلها بكل المعاني زوجتي ... لكن ما كان يزعجني و تناسيته أصبح أكثر وطأه و هي بقربي .. فقد فقدت حماسي لهذه الليلة منذ حل نهار هذا اليوم .. تسرعت في قراري .. هذا أول ما خطر في بالي قبل أن أبرح فراشي و السبب أبدا لم يتعلق باختياري .. أنا أحب هند و مقتنع بها جدا .. لكن ما وشوش به صديقي حمد جعلني أوسوس و اشك في صحة قراري .. * * ..... من ذاكرة خالد ...... * * حمد : ليش معصب علي .. أنا بس أسأل خالد : أحتفظ با سألتك لنفسك .. حمد : لا ما راح احتفظ فيهم لنفسي .. مدامك مدخلني في كل موضوع و ناط لي بكل وقت و صاجني بمرتك تحمل اللي بتسمعه .... أبوها معقول لهدرجة مشغول و إلا فعلا للحين بسجن ؟ .. زين خلنا من ابوها .. بنقول أنت عارف ظروفه .. أخوها وين .. كم مره شفته من خطبت لين ملكت .. و ولد خالهم ها الغريب ليش ساكن بشقه فوق السطح و مضيق عليهم و بيته المحترق جمبهم و لا تقول لي ما عنده يرمم بيته ترى السياره اللي يسوقها ما تقل قيمتها عن عشرين ألف .. و خالهم اللي ماخذ عمتها ليش ماله حس حضر الخطبه و غاب عن الملكه ! .. يعني با المختصر كلهم وينهم ليش محد حاسبك و لا احد قال لك ليش لعجله .. خالد بنفاذ صبر : جيب من الآخر . أنت شتقصد ؟ حمد : ما اقصد شي أنا بس مستغرب منهم .. تعرف كلنا جيرانهممن عمر بس ما نعرف عنهم شي .. رجالهم غامضين و ما يتواصلون مع أحد .. يمكن لو ما حريمهم يطلعون و يجون جان أعتقدنا أن ما في البيت أحد ! خالد بغضب : انت واضح تلمح لشي . .شايف شي و بتقوله .. تكلم .. حمد يتملص من الإجابه : أنت وين راح تفكيرك .. أنا بس أسولف .. خالد يقف للمغادرة : سوالفك تغث .. * * * حمد أصبح صديقي منذ أول يوم ارتدنا المدرسة الابتدائية سويا .. أعرف عنه كل شيء .. متى أبتدأ نطق حرف العين بشكل صحيح لأني كنت أتعمد إغاظته على الدوام و أفقدني هو تلك المتعه بتصحيح نطقه .. أعرف لأي طول أستطاع أن يترك شعره قبل أن يلاحظ والده و يجره للحلاق ليجعله " أقرع " .. و أعرف أنه معتوه و متسلق محترف للجدران فكم من مره رافقته مرغما للهروب من بعض الحصص حتى لا يصفني با الشاطر أكال الكتب ! .. أعرف تاريخ اليوم الذي حصل على رخصة قيادته .. و اعرف متى خلع ضرس العقل و بدأ عقله با الاتزان ! .. ليصبح " تكانه " كما يصفه أخوته ممازحين له .. و برغم من كل صفاته الشقيه التي ميزت أيام مراهقته إلا أني أعرف أنه صادق و لا يمكن له ان يكذب .. لا يتدخل في شئون الآخرين و لا يكثر الثرثره إلا إذا كان هناك ما يضايقه .. لذا عندما أخبرته إنني اخترت هند زوجه لي و بدى غير متحمس و أكثر في الثرثره و تمادى في تشكيكي بأهم قرار لي .. شككت انه كان يخطط لخطبتها و اني سبقته لها .. لكن ما قرأته صدفه في بعض الأوراق الملقاة في سيارته أعاد لي الأمان .. فا صديقي بصمت يعشق أبنة عمه .. إذا هناك فعلا شي يخيفه و يخفيه .. ما هو حمد .. ما الذي عجز لسانك الفصيح عن نطقه ؟!! ............................................................ ...................... ما إن غادرت آخر المدعوات حتى نسينا كلنا هند و التففنا حول وصايف التي ألقت برأسها بين أحضان عمتي و هي تأن من كثرة البكاء .. طلقها عذبي . . لن اقول أنني تفاجأت فقد كان هذا كل ما نتوقعه منذ زمن بعيد لذا محكاة الصدمة و ادعاء المفاجأ بعدما حدث مؤخرا سذاجه .. لم يكونا سعيدين .. أو على الأقل هذا ما كنت أراه و هي تأتي حامله حقائبها و مردده لن أعود إليه لنفاجأ بعد بضع ليالي بهروبها في منتصف الليل خفيه عنا لتعود إليه ! أصبح الأمر روتينيا .. تغضب منه و تعود لمنزلنا لتبيت بضع ليالي لتعود بعد أول اتصال منه يطالبها فيه با العوده إليه .. و كلما حاولت أمي منعها من معاودة الكره و العودة من غير كرامه منكسة أعلامها تمادت في الحماقة .. أذكر آخر مواجهة لها مع أمي .. كيف أتهمتها أنها تريد أن تدمر زواجها الذي لم تكن راضيه به منذ البدايه .. أتذكر كيف قاطعتنا لشهر و كيف حاولت أمي أن تخفي حزنها عنا من قطيعة وصايف لها .. و عودتها كانت فقط من أجل خالي الذي رأف في حال أمي .. * * * العمه أم ديمة تأخذ كاس الماء من أنفال لتناوله وصيف : سمي يا قلبي .. وصايف بدموع تأبى التوقف : آخ يا عمتي .. آخ .. ما يقدر الماي يطفي النار اللي بصدري .. العمه : النار تولع في عدوينج قولي آمين .. لا تبجين و لا تحرقين قلبج و الدنيا كلها قدامج .. طلقج أحسن من أنه يعلقج و يروح شبابج في رجاه .. وصايف تشهق بدموعها التي عاودت النزول : لو علقني يا عمتي جان قدرت اخدع نفسي و أقول للحين شاريني و مو قادر يتخلى عني .. و إن الموضوع كله مسألة عقاب و لما تطيب نفسه بيسامحني .. بس يطلقني .. يطلقني .. يا عمتي .. هذا اللي ما جى في أسوء كوابيسي .. * * * مازلت صغيره وصايف .. لا تعرفين كيف هو مؤلم أن يضيع شبابك في رجاء رجل كبريائه يأبى أن يطلق حبلك و جبنه يمنعه أن يقترب و يعتذر .. لا .. لا تريدين أن تكوني نسخه عني ... أن تمر الليالي بك و أنتِ نصف زوجه و نصف أم و عزباء من دون حلم .. أنت محظوظة وصايف حتى و إن رأيتي أن الليلة حبيبك يقتلك على ارض غريبة .. * * * تركت وصايف المنهارة في أحضان عمتها و ذهبت ابحث أنا عن عمتي التي لم تبخل علي يوم با عاطفتها .. عمتي التي ربتني مع بناتها وكانت دوما اقرب لي من أمي التي بدت لي دوما غريبه تزورني فقط في المناسبات و عند الحاجة .. و أنا بأحضان عمتي لم أحتاج لها في يوم .. و لأصدقكم القول .. أنا مدينه لها بإنجاب تؤم روحي و حبيبي ساري أكثر من امتناني لها بتربيتي .. * * * تمنيت لو أنها صفعتني و حققت لي ما توقعته منها .. لكن رؤيتها و هي تنهار على المقعد و تحاول استعادة القدرة على التنفس أفزعتني .. * * أم ساري ما زالت تحاول أن تستوعب : أبي ماي .. جيب لي ماي .. * * ساري الذي يحمل طفله النائم على كتفه سارع بإنزاله و هو في قمة التوتر ليضعه بين أحضانها من غير تفكير واضح .. و ذهب بسرعة البرق لتلبية طلبها .. * * * طفل صغير نائم بأحضان عمتي .. لوهله أعتقدت أنه صلاح الصغير أبن وصايف لكن ما إن اقتربت لتقبيله حتى اكتشفت أنه يشببه لحد كبير و لكن من المؤكد أنه ليس هو .. * * وضوح بإبتسامه متسائله : منو ها الحلو يا عمه ؟ أم ساري المضطربة و التي اختفى الدم من عروقها منذ دخول وضوح ألتزمت الصمت و هي تركز نظرها با طفل ساري .. وضوح بقلق من ملامح عمتها الغريبه و صمتها الأغرب : عسى ما شر . .فيج شي يا عمه ؟ * * ......... سمي يمه هذا الماي ............. هذا ما نطقت به قبل أن أتبين أن وضوح و ليس أنفال هي من تقف أمام والدتي .. لم أتعرف عليها لوهلة .. فانا لم أراها بكامل زينتها منذ سنين طويله .. قبل سبع سنوات با الضبط ... * * ................... من ذاكرة ساري ......................... * * * ساري : و الله حلوه ... خلاص عاد تعالي .. وضوح التي ما زالت تتأمل شكلها با المراية : ساري تكفى لا تجذب أعرف أني من حملت و انا مختبصه .. كأني مو أنا .. كل شي فيني متغير . .. ساري يضحك من أعماقه : أي حليانه زود على حلاج .. وضوح بنبرة متململة : أنت ما ينوخذ منك لا حق و لا باطل بتقعد تمسخر علي لين أولد .. ساري الذي كان يتمدد على سريره نهض ليقترب منها : قولي أن شاء الله تولدين عن قريب قبل ما ينبط خشمج .. و تتمزق أصابعج و يتساقط شعرج كله و تصيرين واحد من الربع .. وضوح بدلال غاضب : أي شعليك تمسخر أنا اللي أحمل و اتعب و أنت اللي تنكت و تختار الاسم .. ساري يقف خلفها ليحتضنها : و الله ما يسميه إلا انتِ .. وضوح بفرحه تلتفت لتمسك وجهه الحبيب بين كفيها الناعمتين : أحلف .. أحلف ساري أن أنا اللي راح اسميه .. ساري يقترب ليضع أرنبة انفه على أنفها : بس عاد مو تختارين اسم صعب و اقعد اشرح للعالم و مختار الصحاح في جيبي .. وضوح تبتسم له با حب : لا الاسم اللي مختارته سهل .. ساري يمرر الاسم الذي يتمناه : ما في أسهل و أحلى من اسم محمد .. وضوح بدبلوماسية : أكيد عشان جذيه هذا بيكون أسم ولدنا الثاني أن شاء الله بس ها الولد أبي أسميه علي .. ساري بضيق مفاجأ : علي ؟!! وضوح برجاء : تكفى ساري أنت وعدتني لا تغير رايك اللحين .. ساري يحاول استعادة توازنه : ما راح أغير رايي بس ماني فاهم ليش نسمي أسم موجود في عايلتنا خلينا نغير أحسن . وضوح : لا أنا خاطري أسمي على أخوي .. ساري : الله يهداج وضوح تكلمين عنه كأنه ميت .. وضوح تقاطعه : بسم الله عليه .. الله يطول في عمره .. ساري : آمين . بس أنتِ غريبه تبين تسمين على اسمه كأنه مو موجود .. وضوح بحزن : وهو موجود يا ساري ؟ .. صار عقله يغيب أكثر كل سنه .. أنا خايفه الأيام تمر بسرعه و ما عاد يعرف أحد منا.. و ينسى حتى اسمه .. و يغيب عنا كلنا و ما عاد احد يفقده و لا يناديه بأسمه .. ساري تأثر بعمق الحزن الذي تجرد في صوت وضوح : خلاص حبيبتي ولدي ماله اسم إلا علي .. وضوح بفرحه غمرتها و أنهت نبرة الحزن في ثانيه : أحلف لي إذا تحبني .. ساري يبتسم بصدق : و الله اللي حط لج الغلا كله في قلبي أن ما ينادوني الناس إلا . . يا أبو علي .. ............................................................ ................... * * * منذ أن عرفت أنه طلقها و أنا قابع هنا بين الملفات ابحث عن عمل يلهيني عن كل الأفكار الخبيثة التي هاجمتني في لحظة و على دفعه واحده .. فرصه .. فرصه .. هذه الكلمة الوحيدة التي كنت أراها في كل الأوراق التي أمامي .. طلقها نعم لكن يبقى هو أخي و هناك بينهما أطفال .. ما هي الفرصة التي أراها أمامي ؟!! نعم فرصة .. و اكبر فرصة تلقى أمامي لتصحيح وضعي ! .. أنتقم و اشبع نفسي لما تاقت له لسنين .. و بعدها أستعيد زمام الأمور و أرتب حياتي كما أريد ..لكن كيف أضمن أنه لن يعيدها لعصمته .. و ما الذي يضمن لي موافقتها أن تكون لي من بعده ..و ذاك المشئوم شملان لابد انه بدء التخطيط منذ الآن .. و هو يسبقني بخطوة .. هي هناك تعيش في نفس المنزل الذي يعيش به .. وأخته من المؤكد في صفه و عمتي من الإستحالة أن تقف ضده .. و والدها الذي خرج من السجن الليلة خالي الوفاض سيقتنع بأي لقمة يمررها الثعبان شملان أمامه .. لذا يجب أن تكون خطوتي كبيرة و أن أصل إليها قبله . .مهما كان في الأمر من خبث .. يجب أن أفكر بنفسي أولا و قبل الكل ! * * * فينوس تتصل بأصيل لأول مره منذ سنين و بنبرة خجوله تبدأ حديثها : أنا متصله اسأل عن عذبي .. موبايله مسكر .. اصيل : و انا المربيه اللي لازم تصير ظله و هو منزعج ؟ فينوس بتردد : أنا بس أسال إذا شفته أو تعرف مكانه ؟ أصيل : لا أنتي متصله علي توصيني عليه بس بشكل مو مباشر .. لأن أكيد أتصلتي على ابوي قبل ما تتصلين علي و قالج أنه معاه في المزرعه .. فينوس باضطراب تخلل نبرتها المتعبة : وفيها شي إذا وصيتك على أخوك ؟ أصيل : أيه فيها أنه كبير و واعي و يقدر يدبر أموره .. و شرط يومين و بتلقينه على أول طياره و متناسي همومه .. فينوس : ما اعتقد .. الموضوع مو مثل كل مره زعل و هواش مع وصايف .. هو مصدوم من اللي صار و زادها بسالفة طلاقه ..أنا أقول هذا وقتها نصير يد وحده و نساعده .. أصيل شك بما سوف تقترحه لذا بدأ الهجوم : ما في شي نساعده فيه .. لا هو أول ولا آخر واحد يطلق .. أنا أقول دوري له وحده بنت حلال و زوجيها له خليها تقابل عياله و يمكن هو بعد يعقل و يركد في مكانه و مو كل يوم شايل جنطته و مسافر .. فينوس : بس .. اصيل يقاطعها : أنتِ اللي بس و مالج شغل بشي و روحي دوري لج شغله تسوينها بدال ما تدخلين بأمور ما تخصج .. فينوس تنطلق بغضب : أخوي يخصني و كل أمره يهمني و بساعده .. أصيل يقاطعها : بتساعدينه ؟! .. انت لو عندج نص عقل جان ساعدتي نفسج با الأول .. تبين كلنا نقعد نحن على راسه عشان يرضى بشي مو مقتنع فيه .. أجل خلينا كلنا نقعد نحن فوق راس شملان عشان يردج و نخلص من همج .. * * * عرف كيف يسكتني كل ما كان عليه هو تذكيري بخيبتي ... أنا المخطئة . .اعرف جيدا أنه مبدع في اختيار كلماته السليطة و يعرف كيف يوصلها بشكل موجع و أنه لا يبالي أبدا لو احترق عذبي أو أنا أمامه .. لكن حلقت مع أحلامي و ظللت نفسي بتمني .. تمنيت فعلا أن تكون هذه المحنه فرصه لإعادة الشمل و الاقتراب من بعض .. فأنا ما زلت أرى أصيل أخي الذي كان يحملني على ظهره كلما طلبت أن يطير بي .. أصيل كان أكثر ما قد تتمنى أي أخت في أخيها .. الكل كان يحسدني عليه .. كان دوما حنونا علي و صبورا أمام حماقاتي و مدافعا عني أمام والدتي التي تراني ملئ بالأخطاء التي لا تصحح .. لم يكن أبدا قاسي أو خبيث .. ماذا دهاه ... لما تغير ؟ .. من المؤكد أن ذاكرتي تأبى أن تسعفني إلا بما يخصني أنا .. لكن ماذا عن ما يخص عذبي ؟! .. لما هذا الشقاق بينهما .. لماذا يبدوان دوما في تشاحن صامت .. و الآن يبدوا كلاهما لا يكترث للآخر .. * * * من أبتدع النقر على الخشب لمنع الحسد ؟!! لما لم يحثنا على زرع الشجر لنحبس فيها نسخنا الشريره لنبقى صور ثابته لأرواح طاهرة لم يلوثها الحقد و لم يرهقها الحسد . ............................................................ ................................. * * * انتهى الجزء . |
الساعة الآن 03:00 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية