وأطفئــــت قلبها للـــ ماضي [ قلوب بلا مضاجع ]
يبحث الإنسان دائماً في كل زمان ومكان عن الحب، والأمل،والأمان، وهذا ما فعلته ميّاسه عندما ضمت اخوتها إليها بعد وفاة والدتهم وتخلي الأب عن مسؤوليته تجاههم ، وتنكر الأختين لهم وجشعهما للمال والرفاهية، ،وبعد غدر ابن خالتها كرهت الحب، ترى من هذا الذي سيرضى أن يتزوجها وهى ترعى اخوتها الصغار فهى الأم البديلة لهم أهلاًوسهلاً في رحلة مع قلمــي قراءة ممتعة ----------------------------------------- الجزء الاول: قالت عليا بحماس و ابتسامتها تشرق في ردهة مكتب فهي وزميلاتها يعملن في القطاع الخاص ومديرهن من جنسية الهندية.. وأغلبية الموظفين من هذه الجنسية إلا كم مواطنة؛ اللآتي لا تعد على أصابع اليد.. يعملن في وظائف متواضعه و راتبهن لا يتعدى ستة الاف درهماً... - تعاااااالي! ستكون حفلة غير رسمية.. أعرف أن الحفلة في الساعة الثامنة مساءً وقد تشعرين بــ أنه أمر غير مريح في أن تعودي إلى البيت متأخرة.. صدقيني أنه حفل صغير يحضره بضعة زملاء وزميلات العمل للاحتفال بيوم السنة الميلادية.. - اتسعت عينا ميّاسه وسألت و مشاعر الضجر يتآكلها: عليا! أأنتِ متـأكدة أن هذا الأمر طبيعي ، والاحتفال بهذا اليوم الذي لا يمت بصلة لديننا ولا لعاداتنا.. صحيح أننا نعمل في قطاع خاص ولكن ليس معناه أن نترك التيار يجرفنا.. ردت عليا وسيمات السخرية بادية على وجهها: اوووه ميّاسه لا تصبحي جامدة ومتشددة، الدنيا تطورت وأصبح كل شي easy ... وضحكت بصوت ساخر وخافت عليا تغري بجمالها كل من ينظر اليها بيضاء البشرة ذات عواطف رقيقة تحب المرح وتعيشه بكل لحظاته كانت تقنع نفسها أن الرقه تلد الرقه تمتلك قلوب الناس بالوداعه تجسد الغنج بكل احترافية لانها تحب الغنج ولا تخضع له...تبلغ من العمر اثنين وثلاثين عاماً وقد ملت من حياتها فهى دائماً تبحث عن رجل يثير غرورها رشيقة القامة تحب الرياضة وتدمن الأكل عندما تكون مقهورة كانت أطول زميلاتها مما جعل الرجال يلتفتون إليها..ميّاسه جميلة وتريح العيون لا تحتاج مساحيق التجميل ذات رموش كثيفة طويله طولها تحت المتوسط بالرغم أنها لا تمارس الرياضة كثيراً فهى مازالت تحتفظ بقوامها المعتدل... متوسطة البياض...تمتلك أنف شامخ وملفت، أصابع يدها طويلة لحد الاغراء..ذات وجه حسن صافي حاولت ميّاسه أن تتملص من هذه الدعوة فأخذت تتلهى بالأوراق الموجودة أمام مكتبها وترد على كم الإتصالات التي تعتبر جزء لا يتجزأ من عملها الدائم.. فهي تحضر لدوامها من الثامنه صباحاً حتى الرابعة مساءً... كان عملها في المؤسسه يشغل معظم أوقاتها .. إضافة إلى أنها هي المسؤولة عن أخوتها الصغار المكون من ثلاثة أولاد وطفلة صغيرة لا تتعدى الثلاث من عمرها.. فهي المعيلة الوحيدة بعد تخلي والدهم عن الإنفاق، والمربية اليتيمة بعد وفاة والدتهم.. بالرغم أن لها اختان تكبرانها فالعمر... يكفي أنها تخلت عن دراستها الجامعية وضحت بكل شيء حتى تُشعر هؤلاء الأيتام بأنها معهم وعلى قلب واحد... لا وقت لديها لحياة اجتماعية.. ومع كل هذا لم يكن بإمكانها تجنب زميلاتها .. فهي تنظر إليهن كأنهن خرجن من المجلات التي تهدف الفئة المهتمة بكل مباهج الحياة من الزينة إلى آخر صيحات الموضة... نمط حياتهن مختلف تماما عن حياتها..ولباسهن يختلف عن لباسها.. فهى تأتي إلى عملها بلباس متواضع ولا تضع مساحيق التجميل.. - من الذي يستأهل، والدنيا لا تستحق وكل العاملين من الجنسية الهندية.. ضحكت في سرها عندما ترى البنات يبالغن في الزينة ثم استغفرت و دعت الله لهن ولها بالهداية . بعد انتهاء الدوام ركبت سيارتها ، وهي تنظر إلى الشارع المزدحم بتأفف،و السماء ملبدة بغبار أشبه بالغيوم من كثرة أعمال البناء و الصيانة، وكثرة بناء الأبراج في ذلك الشارع الذي لا ينفك ينتشر كالهشيم المحتظر. - أووف ..لا يوجد موطأ قدم في أن نمشي بروية ورواق.قالت وهي تهز رِأسها بضيق وضجر تحاول الوصول ِإلى أقرب مكان حديقة ما، مسجد، أو حتى بيت صديقتها حصة،ولكن الناس لا يعطونها فرصة، وهم من كل حدب ينسلون.. وكل ٍ يحاول أن يسابق الآخر لـلوصول إلى بيته بسلام ليخرج جسده المعبأ بتعب العمل و الشارع المزدحم، والانسانية التائهه ،والمتهالكة بـ ضغوطات الحياة.. وكلهم يهزون رؤوسهم بأسف مما يحدث ويوميًا ، ولسان حالهم يقول: إلى متى هذه المعاناة؟! بصرخة داخلية مكبوتة لما يحصل لهم ويهزون أكتافهم بسأم وفرط غضب.. من الأزمة الخانقة التي تعصف بهذه المدنية الوليدة والتي جعلت كل التجار والرجال وأصحاب المال ينظرون إليها نظرة اشتهاء خاصة..فهم يريدونها لشم الهواء... لمشوار الثراء في ساعة.. كأس الثمالة.. رقصة.. ولا يريدونها لمحطة البناء الحضاري.. والتكافل الاجتماعي فالمال سيد الموقف وعصب الحياة... - صرخت داخلياً:صدق من قال المال في الغربة وطن... والفقر في الوطن غربة.. انحرفت بسيارتها إلى شارع فرعي حتى وصلت إلى حي متواضع من أحياء دبي وهي في حالة ثورة.. فــ كل شيء يبعث على السخط ونزلت عن سيارتها تحاول أن تهدئ أعصابها وتتمشى لتحرك دمها فلن تستطيع الوصول إلى البيت في الساعة المحددة. فالشمس على وشك المغيب.. وبينما هي تسير دون أن تعرف وجهة سيرها وكانت الساعة تشير إلى الخامسة والنصف مساء، فإذا بسيارة مرسيدس بحرية اللون وعليها رقم أبوظبي مميز تقف بالقرب من الرصيف وكان يقودها شاب في منتصف العمر عليه سمات الرفاهية والثراء.. ولم يحدث لها أن تأخرت لمنزلها في مثل هذه الساعة ولكنها الصدف.. ونظر إليها الشاب ، فاقترب من نافذة سيارته ..وترددت هي ثم دفعتها الحشرية في أن تقترب - وقالت له بلهجة جافة: ماذا تريد.. لا وقت لدي للعبث كانت تحاول أن تصب جام غضبها عليه حتى تهدأ نفسها وتوترها من ضغط الشارع وتأخرها عن البيت وكان هو عباره عن كيس ملاكمة كهذا وجدته.. - ابتسم لها وقال بصوت عميق ذو نبرة جادة: أنا لا أريد مما تتصورين ولكن أريد أن أنبهك بأن مؤخرة سيارتكِ مفتوحة ... ثم ذهب مع الريح كان حنطاوي اللون، عريض الكتفين، يمتلك رقبة قوية، شعره أسود ناعم ، كان ذو ملامح مميزة حليق الوجه موضة بين شباب اليوم،وجه للخلق للابتسام لم تعرف ما لون عينيه حيث كان يرتدي نظارة سوداء.. لا تدري لماذا طبع ملامح وجهه في ذاكرتها بهذه اللمحة الخاطفة لا تدري كم يبلغ من الطول لأن من أصابع يده وهو يشير إلى سيارتها يدل على أنه فارع الطول و أخيراً و صلت إلى البيت في الساعه السابعة بعد أن خف الزحام.. يارباه منطقتي لا تبعد أكثر من ربع ساعه وكأني قطعت مشوار امارتين وليست منطقتي ها هو ملامحه يعاودها من جديد كانت تبتسم عندما يمر طيفه وهي تخلع عباءتها وخمارها، دخلت منزلها الصغير المكون من أربع غرف بالإضافة إلى صالة كبيرة متصلة بمجلس الرجال.. رمت بعباءتها على الأريكة واستندت على باب الصالة يرافقها شعور بالذنب لتأخرها عن اخوتها الصغار.. - هيييييه لقد جئتِ وارتمى سيف في حضنها ليستمد منها بعض الأمان والحنان المفقود.. أين كنتِ ولماذا تأخرتِ؟!! قالها بصوت خائف ومحتج جلست ميّاسه على أطراف الكرسي القريب منها، تمسح على رأسه بحنان يخالطه بعض الذنب.. خاصة أنها تجد صعوبة في أن تشرح له سبب قبولها بهذه الوظيفة وهو يــ كاد يبلغ الثامنة كان نحيف الجسد أسود الشعر والعينين كــــ والدته.. وكانت مضطرة أن توصل له رسالة في أن يتفهم طبيعة عملها - حبيبي تعلم أنني أعمل في قطاع خاص، والمكان بعيد وبالذات الشارع الذي يؤدي إلى البيت مزدحم .. تحملني حتى أبحث عن وظيفة تناسبنا.. لم تستطع أن تقول له أن لا وجود لوظائف مناسبة لمثل حالتها.. وحاولت أن تخفف من التوتر ببعض الفرفشة والضحك لــ تبعث جو من المرح والراحة - حمدالله على السلامة آنسة ميّاسه! وأخيراً تشرفتِ ووصلتِ إلى البيت، تعرفين أنني زوجة و حامل ولا وقت لدي لأجالس اخوتكِ ، فقد سببوا لى الصداع والسأم! وزوجي حمد يتصل كل لحظة متى ستعودين إلى البيت؟! وأنا أحاول أن أمتص غضبه، و لآخر مرة تطلبين مني أن أبقى مع اخوتـكِ.. سمعتي!! بصوت صارخ ومؤذي سلمى الأخت الوسطى والتي تكبرها بــ ثلاث سنوات.. تزوجت ابن خالتهن.. الذي خدع ميّاسه في يوم من الأيام.. ووعدها بالزواج ولم تعي ميّاسه حتى علمت أنه خطب سلمى وهي متوسطة الجمال وبليدة المشاعر ولكن لله مقاليد الحكم ؟... - كما هم اخوتي فهم اخوتكِ لا تنسين!.. وحجة الغائب معه.. ماذا في الأمر لو انتظرتي؟! فبيتكِ لا يبعد عن بيتنا سوى بضع دقائق .. وليس عيباً أن تنامي هنا!! قالتها وكلها أمل في أن تغادر ما عادت تأمن على نفسها من زوج أختها.. المخادع والذي مازال ينظر إليها بنظرة ذئب... غادرت البيت وهي تنظر إلى ميّاسه نظرة سقم ومرض... كأن ميّاسه عجوز شمطاء خربه.. - حمد ابن خالتها قبل غدره... - كانت أجمل أيامي معه عندما كان يتصل بي في الساعة السابعه مساءً ويومياً، ليخفف عني الألم، وفقداني لأمي، لقد أخبرته بأسرار قلبي.. ومنحته حبي وعاطفتي له.. وأخبرته بكل شي توقي إلى الجامعة.. وعن أنانية أختيّ اللتان رفضتا التضحية لأجلنا نحن الأصغر منهما.. كلتاهما تخرجتا في الجامعة.. وأجبرتُ أنا على أن أضحي لأجل اخوتي الصغار.. بحجة أني كثيراً ما أخفقتُ في الدراسة.. صحيح أنني تخرجت من الثانوية متأخرة. لم أتوقع من بعد وفاة والدتنا أن كل شيء سيتضح.. من والدي لاختيّ الكبيرتين ... وأن أنا واخوتي الصغار سنكون فريسة أنانيتهم.. كم كان عمري عندما تخرجت من الثانوية أجل خمس وعشرون عاما التحقت بالجامعة وكنت على وشك التخرج عندما جاءني خبر مرض أمي الشديد... تركت كل شيء لأكون بجانبها.. كنت أتكلم معه لـــساعات طوال.. أبث له شوقي والآمي ويبث لي شوقه ومواساته لي... كان يدعي أنه مهتم بي.. في وقت لايريد سوى أن يلهو معي.. حتى شكت صديقتي حصة بالأمر وطلبت مني أن أقول له أن يتقدم بطلب يدي... ووعدني بذلك ...و بعد أن نطقت خالتي أن حمد طلب يد سلمى.. أصبتُ بالانهيارالعصبي.. ولم يعلم أحد سبب انهياري سوى حمد الذي طعن قلبي وصديقتي المقربة حصة... راحت ميّاسه تتقلب على فراشها أرقاً وتعصر دماغها.. بحثاً عن لحظة نسيانه. قالت بصوت خافت: - لا ما عدتُ أحبه، ولكن قلبي أعطيته له لمدة عامين ، وكافأني بزواجه من أختي، بقلب ملؤه الألم والعارابتسمت كانت حياتها عباره عن فلاش باك...وميض أبيض يسطع في عينيها المملوءة بالدموع... الإشفاق على النفس لم يكن أمراً تسمح بأن يتملكها طويلاً.. فنهضت من فراشها ودخلت إلى المطبخ لتحضر فنجان من شاي البابونج وحضرت بعض من الخبز وجلست على الأريكة تمد رجليها على الطاولة وتقلب بآلة التحكم تبحث عن شيء يستحق المشاهدة فوجدت مباراة تتسلى بها حتى يأتيها النعاس.. كانت تعشق كرة القدم جداً والآن لا تهتم بسبب المسؤولية - هل قمت بالأمر الصائب عندما اخترت هذه الوظيفة؟ للمرة ألف تسأل نفسها هذا السؤال وهي تحس بأن الوظيفة أخذ أوقاتها وحياتها، واستنزف كل جهدها فهي تعود منهكة لا قدرة على التواصل مع اخوتها.. شعرت بتأنيب الضمير لأنها لم ترى أختها الصغيرة فقد غفت من شدة الإنهماك والتعب... ولم تتعشى معهم... |
هذه القصة كتبتها في بدايتي بالعامية وكانت اول رواية...ولكن شخص أعرفه طلب مني أحوله بالفصحى
وواجهتني صعوبة في بداية كتابتي بالفصحى لذا أجلت كتابته لأتدرب على كيفية كتابة الفصحى وإن شاء الله تتابعوني وتقيموني من ناحية اللغة تحيتي |
إماراتية نصراوية
الأحداث كبداية تشد ...... عامي فصحى ..... أيا كان ..... بس كملي لأن بجد شدتني جدا البداية أتمنى لك كل التوفيق .............. |
الجزء الثاني..
لم يكن يوم الجمعة يوم راحة عند ميّاسه، لأنها تقوم بتنظيف المنزل ومشاركة
أحوال اخوتها في المدرسة فهي تريد أن تعرف كل شيء عنهم حتى يطمئن قلبها فتسألهم بطريقة غير مباشره عن أحوالهم في المدرسة، فهذا اليوم الوحيد التي تعرف كيف أمضوا يومهم في المدرسة ومن حسن حظها أن أخوتها يحبون الثرثرة فتستمع لهم بآذان صاغية، ولا تقاطعهم حتى آخر انقطاع لأصواتهم ثم تبدأ بتوجيههم أن وجدت شيء يستحق التوجيه والنصح وتثني أن وجدت ما يستحق الثناء هكذا كانت تتعامل مع أخوتها فهي في النهاية أختهم وليست أمهم، وهي لا تريد أن تقوم بدور الأم، بل بدور الأخت الكبرى فقط حتى لا تتعب نفسيا.. - كفى اسمعوا أنا أختكم لا أمكم كانت تقولها وقلبها يعصر ألماً و لا أقدر أن أكون في مكانها، ساعدوني حتى أساعدكم، فكما أني مسؤوله عنكم فأنتم أيضاً مسؤولون عني.. تنهدت وقد أحست كأنها تلقي عن قلبها جبل من الهم.. فدور الأم دور متعب.. الأفضل أن أكون أختاً كبيرة.. فأنا مازالتُ أتوق أن يكون لي عالمي الخاص وحياتي الخاصة.. - قال عبدالعزيز: ميّاسه.. نعرف.. وكل جمعه تكررينها لنا.. كفاية حفظنا الاسطوانه.. ولا نريد أن نتأخر على صلاة الجمعه.. نظرت إلى عبدالعزيز وهي في سرها تحمد ربها أنه يساعدها ويعينها على المسؤوليه، عبدالعزيز ترك دراسته وأصر على ترك الدراسة والتحق بالعسكرية بعد وفاة والدتهم بثلاث سنوات كان عمره آنذاك سبع عشرة عاما..صحيح أن العسكرية في أبوظبي ولكن ماذا تفعل، فهي أخته ولا تستطيع أن تتحكم به، وبالنسبة لها رجل يعتمد عليه مع أنه يحتاج إلى كل الاهتمام والرعاية خاصة لمن كان في عمره ... - قالت ميّاسه: هادي!! بصوت حازم وتكمل.. كفاية مشاهدتك لرسوم المتحركة وعليك الاستعداد للذهاب إلى المسجد وانتبه لخطبة الجمعة.. ولا تنسى أن صلاة الجمعه له أجر عظيم وهذا ما أعطوكم إياه في المدرسة وأنت اليوم في الثالث الاعدادي ورصيد معرفتك بالدين كبير ولله الحمد.. هادي طويل القامة مقارنة بـ سنه سمين بسبب كسله وحبه للأجهزة الالكترونية بشتى أنواعها..على الرغم من ولعه بـ الدراسة وتفوقه على أقرانه إلا أنه مدمن التلفاز عاشق للكرة ولا يلعبها إلا من خلال الأجهزة.. - اووووه!! أتوسل إليكِ بعد انتهاء من مشاهدتي لهذه الحلقة...والتفت لتكملة ما تبقى من الرسوم المتحركة - هادي!! كفاية لا تكن طفلاً مدللاً، وتستطيع مشاهدة الإعادة، لا تجعل الشيطان يغلبك هيا.. أخذت غاية تقهق ضحكاً وهي تشير بأصبعها الصغيرة تجاه هادي تشمت فيه، وتحدث ضجة بضحكاتها المستمرة فهى حلوة المعشر جميلة جداً وهو الوحيدة التي تملك جمال ملفت للنظر تبلغ ثلاث سنوات هادئة كأنها تعلم ما يدور حولها، أخذت ميّاسه تتأمل أخوتها بقلب خائف وجل مع بعض الحماسة والأمل في أن كل هذا الضيق سينفرج يوما ما... - غاية هيا قومي لأحممكِ ولألبسكِ اليوم ثياباً جديدة فقد قررت أن نذهب أنا وأنتِ وسيف إلى حديقة صفا في قسم النساء نأكل هناك ونلعب... بينما كانت تحتضن غاية ، اتصلت بصديقتها حصة تخبرها بأنها قررت ملاقاتها في حديقة صفا.. أخذت تجهز أدوات الرحلة وتنظر إذا نست شيئاً في جو صاخب وفوضوي... وهناك في حديقة صفا.. أحست بالارتياح بعض الشيء وهي تراقب أختها الصغيرة وسيف يلعبان بمرح وحماس والضحك يملأ الأفق ببراءتهما المعهودة، لم يسرق اليتم فرحتهما مازالا صغيران جداً على الحزن والمعاناة، كانت الحديقة تعج بالناس من كافة الجنسيات.. تسمع الضجيج والازدحام ذكرها بذلك الشارع الرئيسي المزدحم بالبشر، والمعبأ بكافة أنواع الجنسيات.. - هاه!! اوه حصة أنا آسفة ماذا كنتِ تقولين؟! - ردت حصة :أجل لقد بدوتِ ضائعة في عالمكِ.. هل مازال قلبكِ يتذكره؟!! كانت عيناها تنظران إليها ببعض من الخوف - ميّاسه ومحياها جامد : لم أفهم ... اووه لا مستحيل تقصدين الغدار الذي تزوج بأختي لا.. لا.. اطمئني.. ما عاد قلبي كالسابق وليس له في قلبي معشار الحب الذي كنته له يوماً ... ظننت في البداية أني أريده .. لكن مع مرور الأيام تمكنت من اقناع نفسي بأني سعيدة لانتهاء كل شيء فعلاقتنا لم يكن لها أي مستقبل ..ابتسمت ميّاسه محاولة أن تبين لها أن حمد لا يعني اليوم شيئاً مجرد ماضي ميت لا رجعة فيه.. - حصة والبُشر في وجهها: أنا سعيدة لسماعي هذا... ميّاسه عيشي حياتكِ وادعي الله بأن يرزقكِ بالزوج الذي يستحق قلبكِ وطيبتكِ - ميّاسه: واخوتي!!! بصوت مندهش مستنكر من هذا الشهم الذي قد يقبل بوجود اخوتي معي حتى يكبروا ويعتمدوا على أنفسهم - حصة بكل لطف: ميّاسه ماعدتِ صغيرة.. - ميّاسه بضجر: أدري ما عدتُ صغيرة... وليس ذنبي أني ما عدتُ صغيرة.. وتوقفي عن القلق بخصوصي وغيري الموضوع.. وهذا الموضوع بالذات لا أحبه ولا أحبذه.. وأستطيع الاعتناء بنفسي..أعطيني شيء مهم كيف أنتِ وزوجكِ إن شاء الله سمن على عسل.. كانت تسألها وهي تدعي ربها أن لا تخبرها حصة بشيء.. حتى لا تحس بالنقص والحرمان.. - حصة: الحمدالله هو لم يقصر ويعاملني بالحسنى... قالت بشكل عادي مع بعض الخجل لم يمر على زواجهما أكثر من ستة أشهر.. على فكرة ! ميّاسه أخبريني هل فكرتِ أن تغيري وظيفتكِ وأن يلائم طبيعة وضعك خاصة أنكِ مسؤولة عن هؤلاء الصغار.. - ميّاسه: ياليت والله فياللأسف تعبت من البحث وأغلبية الشركات تبدأ ساعات عملهم في الثامنة صباحا وتنتهي في الرابعة مساءً وأما القطاع الحكومي لم يستدعني أحداً للمقابلة ولا أدري ما السبب بالرغم أني أمتلك خبرة جيدة.. فقد مر على وظيفتي سنتين.. بعد بحث طويل جداً، باحثة عن مصدر دخل لي ولأخوتي الصغار.. و الحمدالله على كل حال.. شيء أفضل من لا شيء.. ولا أريد أن أصرف ما ادخرته أمي لنا في البنك وهذا المال لا يكفينا وخاصة كل شيء في ارتفاع.. ومتطلبات اخوتي لا تنقطع - حصة بحذر شديد: هممم ألم تفكري بالذهاب إلى أبوظبي!! فوجئت ميّاسه من كلام حصة ونظرت إليها تحاول أن تستوعب المقصد من هذا السؤال - ميّاسه باستنكار وتعجب شديد: أبوظبي!! - حصة : نعم أبوظبي أخوكِ عبدالعزيز يعمل هناك فلما لا تنتقلين أنتِ وأخوتكِ وتعيشين بشكل أفضل عن هنا... وتفتشين في مكان آخر عن الاستقرار لكِ ولاخوتكِ.. ولا تنسين كان تخصصك جولوجيا بترول.. صحيح لم يحالفكِ الظروف في أن تحملي شهادة جامعية.. وليس معنى هذا أنكِ نسيتي ما تعلمتيه في الكلية!! وصدقيني ذلك أفضل لكِ ولاخوتكِ وبما أنهم صغار فــ هم سيتأقلمون بسرعة.. فكري جيداً وليس هناك داعي أن تكوني أسيرة الماضي.. وأيضاً أبوظبي تفتح أبوابها للغرباء فأنتِ أولى .. وهجرتكِ داخل الوطن.. وقد يتحسن وضعك المالي والاجتماعي..ولــ يكن معلوماً عندكِ لا أختيكِ ولا أباكِ سيسألون عنكم.. وبما أنكِ المعيلة الوحيدة.. ولا تطلبين منهم أي شيء.. صدقيني سيسرون كأن الحمل قد انزاح عنهم.. كانت حصة تتكلم بحذر شديد وبصوت أقرب إلى الهمس تريد أن تبث الحماس والأمل في قلب ميّاسه.. تنهدت ميّاسه لكلام حصة ولا تدري ماالذي جعل حصة تعطيها هذا الاقتراح.. معقولة حصة تخاف علي أو مني.. خاصة أني غير متزوجة... اووو أعوذ بالله ما هذا الذي أقوله.. ابتسمت لحصة تريد أن تطرد ما أصابها من الذهول والاستغراب.. حصة تريد مني أن أبتعد عنها معقولة يا حصة!! - ميّاسه : وهو كذلكِ يا حصة سأتشير أخي عبد العزيز اليوم وأخبره بما قلتيه.. وسأسمع اقتراحاته وسأخبركِ به.. للحظات ظنت ميّاسه بصديقتها سوءاً ونيران الشك والأسى تتكالب على رأسها... كانت تحدث نفسها: معقولة حصة!! تريدين مني أن أذهب بعيداً عنكِ فأحست ميّاسه كأن هناك من يضربها في بطنها وأخذت معدتها تتقلب حتى شعرت بألم فتمالكت نفسها... ولكن آثار تغضن وجهها كانت واضحة.. حتى شعرت بها حصة - حصة باهتمام المحب: ميّاسه!! ما بكِ هل كلامي سبب لكِ الضيق ... صدقيني يا ميّاسه أنا لا أقصد بـ كلامي إلا كل خير... وإلا يعزّ علي فراقكِ فكل شيء بعدكِ عدمُ.. ولكن مصلحتكِ أهم شيء عندي أريدكِ أن تحققي مستقبلكِ ، وراحة بالكِ مهم، وليس هناك داعي لهذا التحسس.. وتوكلي على الله واستشيري أخاكِ حتى تري ما هو الصواب واعملي به.. واعلمي الحكمة ضـالة المؤمن.. بعد مرور شهر على السنة الجديدة والتغيرات التي جرت لكل من خطط أن يبدأ بعام فيه تخطيط أفضل من العام السابق.. ومازالت الحياة تمشي بروتين شديد و كانت أعصاب ميّاسه في حالة رهيبة تفكر كيف تحسن من وضعها ووضع أخوتها..أخذت تقلب في أفكارها عن كيفية بناء حياة جديدة وهي لا تملك من حطام الدنيا سوى صحتها وأخوتها الصغار.. ماذا علي أن أفعل لأكون كما الآخرين.. وأقرب المسافات والأوقات هل علي ان أذهب إلى خطابة وأعرض عليها أن تبحث لي عن فارس أحلام حتى لو كان فقيراً المهم أن يرضى بها و بأخوتها تحملهم أينما حط رحالها..أم تدخل في مواقع الدردشة كما تفعل عليا وتتعرف على شاب احتمال أن يشفق على حالها ويتخذها زوجه وأخوتها في رعايتها دون أن تكلف عليه مهمة الانفاق عليها وعلى اخوتها لانها امرأة عاملة.. مجنونة بلا ريب أن فعلت بما يدور في رأسها... أخذت تمشي في الصالة جيئة وذهابًا لا تعرف كيف تطرح اقتراح حصة.. ولكن عزمت أخيراً أن تحدث عبدالعزيز باقتراح حصة حتى لو كانت تشعر أن حصة تبطن أكثر مما تظهر.... وعلى آذان الفجر قامت وهي تحث عبدالعزيز على القيام لصلاة الصبح وقالت بالحرف الواحد : بعد أن تنهي صلاتك في المسجد هناك موضوع أريد أن أحدثك عنه..رفع عبدالعزيز حاجبه بتساؤل كبير دون أن يستفسر ماعدا كلمة إن شاء الله فهو يعرفها جيداً لن تخبره إلا في وقت التي تحدده هي..وبعد شروق الشمس بقليل.. بدأت تشرع في اخبار أخيها بما اقترحته حصة وانتظرت جوابه وكلها أمل في الرفض من قبله.. ولكنه كان يفكر بصمت ماذا عساه أن يقول فهذا الموضوع يحتاج إلى مشاورة الجميع من الأكبر حتى الأصغر.. ورد عليها بجواب واحد - خير.إن شاء الله. بما أنكِ طرحتي الموضوع اليوم دعي الأمر لمدة اسبوع بعد الاجازة سنتناقش في الأمر جميعاً حتى غايه يجب أن نسمع لها صوتاً وليس هادي وسيف وأنا وأنتِ بل الجميع.. لأن فيه مستقبلنا جميعاً. . ابتسمت ميّاسه بـ مضض وقامت من مكانها ونطقت "إن شاء الله"... ومرت الأيام كعود يحترق بصمت وألم والكل يدفن مشاعره التي تختلجه بين فينة وفينة.. لا أحد يحب أن يقترب من ذاته الحقيقية.. يكفينا من المتاعب والمناكب التي لا تنفك تأتينا دون استشراف منا.. كلنا في عزلة عن هذا العالم... - ميّاسه... ميّاسه اسمعي ما يقوله هااادي.. صرخ سيف بصوت يكاد يخترق السقف.. وهي تطبخ تحاول إنهاء طعام العشاء دون أن تحرقه من كثرة التفكير... كانت تردد في خاطرها ماكان من المفروض أن أخبره باقتراح حصة كان كل ماجرى غباء... حماقة!! والآن بعد أن عرف الاقتراح لا تعرف كيف ستتصرف.. وانتبهت على صراخ سيف المخيف - سيف آخر مره أسمع صوتك العالي الذي يبعث على الفزع.. كانت تنظر إليه بعين جافة وتائهه.. واحتضنها سيف ليمتص ما اعتراها من الغضب .. حتى لامست شفتيها شبه ابتسامه ..وبعد العشاء وانقضى كل شيء على خير ما يرام - ظل الاقتراح يعاود ميّاسه مراراً لماذا حصة اقترحت عليها الذهاب إلى أبوظبي هل كانت ترغب بابعادها عنها لأنها عانس وهي متزوجه...حاولت طرد الخواطر المنهالة على رأسها كرياح عاتية.. تصرخ في داخلها ليس في نيتي أن أذهب إلى هناك.. ولا أريد تجربة نوع جديد من الشقاء بعيداً عن مكان ولادتي..وبالأخص هذا البيت الذي فيه رائحة أمي الحبيبة.. أكره الفقد في كل شيء يكفيني أني فقدتها جسداً ... فلا أريد أن أفقد بقايا نسماتها الموجودة في هذا البيت... المكان الوحيد الذي أستمد منه سلسلة قوتي لأستمر برعاية واهتمام بهؤلاء الصغار |
اقتباس:
بس الفصحى ضروري جداً عندي...لو الشور بيدي لكنت نشرته دفعه واحده بس تبقى لي أجزاء كثيرة ...وإن شاء الله بحاول قدر المستطاع أنشر جزء واحد بعد التنقيح والتعديل...وبيني وبينج كاس العالم على الأبواب والامتحانات بعد...واشويه بنكون مشغولين دمتي بود |
الساعة الآن 12:57 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية