منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f449/)
-   -   252 - حائرة بين رجلين - روسليا آش - مكتبة مدبولي ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t137057.html)

المحرومه من الحنان 28-02-10 10:13 AM

252 - حائرة بين رجلين - روسليا آش - مكتبة مدبولي ( كاملة )
 
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مرحبا للجميع


أول رواية أكتبها من روايات عبير



اسم الرواية

حائرة بين رجلين



الكاتبة


روسليا آش




روايات عبيرمكتبة مدبولي




الملخص



كـانت تـعلم انه لا يـحب أن تذهب لتراه في المستشفى لكنها مـنذ
إن رأته في حفل العشاء الخيري ، لم تستطع ان تبعده عن ذهنها ، ولا منتدى ليلاس
عن أحلامها ، كانت متأكدة أنها تعرفه .
والآن مـاذا ستـفعل ؟ لـقد استيقـظ بعد الحـادث مصــابًا بفقـدان
مؤقت للذاكرة ، واعتقد أنها خطيبته ، لماذا لم تخبره بالحقيقة ؟ وهي
أنها مخطوبة ولكن لشخص آخر .


المحرومه من الحنان 28-02-10 03:42 PM

الفصل الأول
فتى أحلامها



عرفته في تلاحق أنفاسها ، وفي الزنبق الساخن الذي حل محل عظامها فجأة ،
حتى كاد جسمها أن ينهار إلا إن أعصابها المشدودة جعلته يتماسك قليلا .
في غرفة كـبــيرة عاليــة الســقف ، ممتــلئة بالنـاس الماسـكين أكــواب الخمر
ويتحــدثون بكلـفة ، رفـع الرجــل رأسه عندمــا أحس أنهــا تحدق فيــه ، تقابلـــت
عيناهما .
ارتفع حاجباه بشكل يدل على فرحته بنظرتها ، ولمعت عيناه الخضراوين .
لمس ( كالوم ) ذراع كاترين " كاتى ؟ " فانتبهت . طرقت عيناها " آسفة ، كنت
أفكر "
نظر إليها خطيبها ذو الملامح المألوفة والشعر الذي يشبه لون الرمال ،
والعيون الزرقاء الطيبة نظرة تدل على قلقة بسبب شرودها . شعر الرجل الغريب
لـ أسود كحاجبيه ، ويبدو أنه لم يحلق يـ لفترة حيث أنه قارب على تغطية ياقة بدلة
لا السهرة التي كان يرتديها . س
وقف وإحدى يديه في جيب بنطلونه والأخرى حرة ، وبدا غريبا على النخبة
الموجودة ، ربما بسبب صدره الواسع وطوله الفارغ .


3




عرض مالكوم على كاترين أن يحضر لها مشروبًا . أوقف مضيفًا وأخذ
كوبين من الصينية الفضية " ها هو " ، أعتقد أنك تريدينه "
أمسكت بالكوب ، قال كالوم بنبرة قلق " لا أعتقد إن الأنفلونزا أصابتك ،
وقال وهو يتحسس خصلة شعرها الأحمر المتدلي حول خدها وحول كتفيها
العاريين . " فقدت جزء من وزنك "
وقالت وهي تبتسم " أنا بخير ، حقًا " وارتشفت من كوبها رشفة ثم قالت "
ينبغي أن تكون العارضة رفيعة "
أبتسم مالكوم وقال " لا أريدك رفيعة جدًا " ورفع كوبه أمامها قبل أن يشرب
منه " نخب مستقبلنا "
توجه إليهما اثنان من المدعوين ، احتضن الرجل مالكوم ،، طلبت المرأة أن
ترى خاتم كاترين .
لـ رفعت كاترين يدها اليسرى التي كان يـ بها الخاتم ذو الماسة الكبيرة التي
تجاورها ماستان صغيرتان لا ، هذا الخاتم الذي أهداه إليها مالكوم ـس وقال أنه صنع
وكأنه مخصص لها .
حاولت أن تركز على حوارهم لكنها كانت تقاوم رغبتها في البحث عن
الرجل الذي جذب اهتمامها عندما دخلت منذ البداية .
استشعرت أنه القرب منها ، ولم تستطع أن تمنع نفسها من أن تدير رأسها
لكنه لم ينظر في اتجاهها . وفجأة استدار ، فأرغمت نفسها على أن تبعد
نظراتها وركزت على مالكوم الذي توقف عن حديثه ونظر لها نظرة متسائلة
ابتسمت له وشربت قدرا من الخمر ، لم تكون تعرف موضوع الحديث .


4




ابتعد الرجل ، واتجه الجميع إلى المناضد الموجودة بالغرفة المجاورة . أخذ
لـ مالكوم كوبها الفارغ وأعطاه لمضيف يـ آخر . كانت ترتدي حذاء ذو كعبين
عاليين ، أحست أنها تمش على الهواء . فربما قد شربت الخمر وسكبته في معدة
خاوية لا. كانوا على وشك تناول وجبة العشاء كانت الحفلة بغرض خيري
لمساعدة أرملة وأطفال رجل من سكان الجبال الذي مات أثناء البعثة ـس
النيوزلاندية بجبال الهملايا منذ عدة أشهر وألقى زاشارى بالنتين خطبة بعد
العشاء وكان من أفراد البعثة .
وقد نشرت له عدة صور في الصحف القومية وقت حدوث المأساة .
وهو رجل ملتح ويعلو عينيه حاجبان لونهما كلون الثلج .
وكانت كل الصحف والقنوات التلفزيونية تريده أن يقص فيها ما رآه لكنه
رفض إلى أن أقنعه شخص ما بالحديث الليلة .
كان يجلس أمام منضدة قريبة من المصة التي عليها مكبر الصوت
( الميكرفون ) . نظرت إليه كاترين مرة ثم أدارات رأسها تذوقت بصعوبة الطعام
منه بدون شهية وجدت أمامها قطعة كيك محلاة
بالشيكولاته والكريمة لكن معدتها أعلنت الرفض ، فدفعت الطبق بعيدا
وأمسكت بكوب الخمر .
شربت أكثر من المعتاد ، ومع هذا ملأ لها مالكوم
الكوب مرة أخرى ، وابتسمت له ورفعت الكوب إلى شفتيها نظر مالكوم إلى
الحلوى التي لم تلمسها ، فأحاطها بذراعه وقال : هل أنت بخير ؟
- طبعًا أنت تعلم فأنا عادة لا آكل الحلوى ،، كما أن معدتي ممتلئة . ابتسم


5




و قال لا أعرف متى سنبقى وحدنا ، فأنا لا أطيق الانتظار ثم آخذ ملعقة وقطع
بها قطعة من الحلوى وقال لها : افتحي فمك .
ضحكت كاترين ، وهزت رأسها ، لكنه أصر ففتحت فمها وتركته يضع
الملعقة بين شفتيها . كان طعمها سيئًا ، وعندما أراد أن يناولها قطعة أخرى
وضعت يدها على يده وابتسمت حتى لا يظن أنها غاضبة " لا ، حقيقة لا استطيع
أن آكل أكثر من ذلك "
ابتسم كالوم " يواقى كريمة على وجهك " واقترب من وجهها ولحس
الكريمة التي بجانب فمها .
ضحك شخص في مواجهتها . نظرت إليه كاترين ثم أدرات وجهها .
غضبت كاترين وأحست بالسخونة في وجهها .
قال كالوم : " كنت ألاطفك فقط " ، نظرت له وقالت " أعرف ، لا
بأس " كان كالوم يشعر بحالاتها المزاجية ودائما يعرف إذا كانت سعيدة أم
غاضبة ، وهذا كان احد أسباب حبها له .
تم تقديم القهوة للضيوف ونهضت رئيسة اللجنة لتقدم الضيف الذي
سيلقى الخطبة ، وأخذت تذكر مغامراته المتعددة في عمله . تسلقه للجيال ،
ومساعدته في بناء مستشفى في نيبال وعمله في انتشار كتيك ، واستكشافاته لأكثر
المناطق بعدًا وبرية ثم ابتعدت ليتقدم زاشاى بالانتين .
أطفأت الأنوار وتم تركيز الضوء على المنصة ، نظرت كاترين تجاهها فرأت
ثم وقف خلف مكبر الصوت ،


6

المحرومه من الحنان 28-02-10 03:48 PM

تعرفت عليه من خلال ذقنه .
نظر لمنتصف الغرفة ثم نظر للبطاقة التي بيده وبدأ الحديث نظرت كاترين
لفنجان القهوة الذي أمامها وتأملت البخار المتصاعد منه ورفعت الملعقة منه ،
فهي تشرب قهوتها سادة ( بدون سكر ) له صوت رخيم جذب انتباهها وتسلل
إلى داخلها ، وظلت قترة تسمع للصوت لا للكلام وهي تحدق في مفرش المنضدة
الأبيض الذي أمامها ، وفي النهاية رفعت عينيها تجاهه ، توقف عن الحديث ونظر
إليها ثم حاد بنظرة ثم نظر للبطاقة قبل أن يضعها في جيبه واستمر في حديثه .
حاولت أن تهدئ من دقات قلبها وقالت لنفسها يحتمل أنه كان ينظر
لشخص آخر .
ما زالت أصابع كالوم تتحسس كتفها العاري ، انتباتها رغبة عارمة أن تبتعد
عن يده ، ولكنها قاومت هذه الرغبة .
قال زاشارى بالانتين : " لا إحساس يماثل إحساسك وأنت فوق العالم منتدى ليلاس
فوقوفك فوق قمة ايفرست ونظرك على العالم تحتك يذهلك فلا تشعر بأى ألم أو
إرهاق أو خطر ، فالموقف يستحق و ( بن ) قمنا بذلك للمرة الأولى معا منذ
خمس سنوات ، ولن ينس أحد منا هذه المغامرة طوال حياته " .
توقف عن الحديث مرة أخرى ،، ونظر للأرض وكأنه ينتظر منها رد فعل .
واستأنف الحديث بعد أن سمع قلقًا في الغرفة : " وبعد هذا ، فكل ما تستطيعون
فعله هو البحث أن تحديات أكبر ، وجبال لم يتسلقها أحد من قبل . "
همس كالوم في أذن كاترين مازحًا : " لماذا ؟ "
هزت كاترين رأسها ، فهي لم تفهم أيضًا ، ولكنها أرادت ذلك في داخلها ،


7




ركزت الآن وخافت أن تفوتها كلمة .
استمر الرجل في حديثة : " يوجد دائما جبل آخر ، يمثل تحديا أكبر ومغامرة
أخرى لا يمانع المرء في المجازفة بحياته من أجله . "
وبدأ صوته تقل قوته وحدق في يده ، وسادا المكان صمت هائل .
تأكدت كاترين أنه نسى جمهوره لثانية أو ثانيتين ، أدخل يده في جيبه
وتكلم ببطء وهو ينظر لشئ بعيد خارج الغرفة : " الرجال والنساء يرتكبون
أخطاء ، والجبال لا تسامح ، العام الماضي أخذت أعز صديق لدي ، إنه ( بن
ستورى ) . ثم نظر إلى كاترين التي نظرت إليه هي الأخرى وشعرت بالألم في
عينيه أردف قائلا : " ـفضل صديق ، وأفضل متسلق جبال ، أعظم شخص
عرفته ، أنا أفتقده بالفعل "
ابتعد الرجل عن الضوء المسلط عليه ، تعاطفت معه وأغلقت عينيها ،
وشعرت بغصة في حلقها نتيجة مقاومتها البكاء .
فتحت عينيها لم تجده . فقد جلس في مقعده وسط موجة من
ليصفق ، ثم صفقت هي أيضا وقامت امرأة
أمامها وهي تجفف دموعها .
فقالت كاترين في نفسها ، لست أنا وحدي ، فقد أثر في كل النساء
الحاضرات .
كان الهدف من اجتماعهم في هذه الليلة جمع نقود من أجل أسرة متسلق
الجبال الميت . خطبة زاشاى بالنتين جعلت الجميع يتعاطفون . فقد بدا بالفعل
مغرما بصديقه ومفتقدًا له بشدة . شئ محزن جدا لكنها لم تكون تعرف أيًا منها ،


8




وعندما سمعت أخبار الكارثة أشفقت على المرأة التي فقدت زوجها ووالد
طفليها وغضبت غضبا صامتا من الرجل الذي جازف بحياته رغم انه يعول
أسرة . فكيف لشخص أن يعرض حياته للخطر ليجرب ارتفاع نسبة الأدرينالين
في دمه عندما يشعر أن الموت تحت رقبته .
ورأت أن هذا هراء في هراء .
نظرت لزاشارى فوجدته واقفا يسلم على شابه جميلة التي كانت تنظر إليه
بإعجاب ، فشعرت بالحنق بسبب هذا المشهد كيف يفعلون ذلك – فالرجال
الذين من نوعه يمتلكون رقة وجاذبية لكونهم مغامرين بما يجعل النساء كحبهم
ثم بدون مبالاة يقضين حياتهن في مطاردة رجال ذوي عقول مراهقة حالمة . هذا
ظلم وقسوة .
ابتسمت الشابة له وهي تلمس ذراعه ، ووجهها يبوح بإعجابها به ، لا شك
أنها تبدي له إعجابها به ، وستترك نفسها له ليؤلمها فقالت بهمس : " يا لك من
غبية "
اقترب منها كالوم : " ماذا تقولين ؟ "
هزت رأسها : " لا شئ ، أيمكن أن نذهب الآن ؟ " لم تستطع تحمل رؤية
المزيد من هذا المنظر ، الذي أضجرها . ربما يكون كالوم محقا فلم تشف بعد من
الأنفلونزا التي هاجمتها أخيرًا .
فقال كالوم : ألا تريدين التحدث قبل أن نذهب ؟
كثير من الناس حوله ، كانت الفتاة واقفة أمامها لا تحول نظرها عنه .
قالت كاترين : " لا ، أمامه الكثير من المعجبين وأنا متعبة "


9




وقف كالوم : " هيا ، سأحضر سيارة أجرة " . لم يكن يحضر سيارته أبداً
عندما يقوم الشرب . كان أحساس كالوم بالمسئولية صفه أخرى فيه جعلتها
تعجب به ، فلم يكن يقلقها بمغامرة يخوضها في البراري تركها وخرج يبحث
عن " تاكسي " .
لم تشرب كثيرا ، لكنها أحست أن رأسها خفيف فمشت عدة خطوات
تبحث عن كرس . فوجدت أقرب منضدة عليها اثنان ، يبدو أنهما يتبدلان
حديثا عاطفيًا .
أغلقت كاترين عينيها ، فوجدت بقعا سوداء ترقص أمامها وأحست
بجينتها باردًا ثم أحست بيد ثقيلة تربت عليها فتحت عينيها بتثاقل ، فوجدت
إمامها زاشارى بالانتين ، رائحته رائحة الصابون ويرتدي بدلة صوفية ، ووجهه
لامع بفعل حلاقته لذقنه .
فقالت : " نعم ، أنا بخير ، شكرا " ظل ممسكًا بذراعيها
" تبدين شاحبة جدًا "
" نعم فأنا مصابة بالأنفلونزا "
سرت رعشة حفيفها في جلدها بفعل أصابعه ، " ألن تذهب ؟ "
عشرات من الناس يودون التحدث معه .
" كنت في طريقي لحجرة الرجال ، ولما رايتك بمفردك وشاحبة بشدة ... "
ابتسم " ظننت أنك سيغمى عليك " .
قليل من الرجال مكن لهم مثل تلك الابتسامة ، التي يمتزج فيها وقار الرجولة منتدى ليلاس
بلمعان العينين وجمال الأسنان البيضاء .


10

المحرومه من الحنان 28-02-10 03:54 PM




اتسعت عيناها ، وأدركت أنه أحس بانجذابها له فقد انطفأ بريق عينيه
وماتت ابتسامته ، وأخذ نفسا عميقا وحدق في شفتيها .
شعرت بالدوار مرة أخرى ولاحظ ذلك فزاد ضغط يديه على ذراعيها
مال جسمها ناحيته ، وأرجعت رأسها للوراء ، حركات بسيطة لكنها معبرة ،
ولاحظت اقتراب فمه منها .
ظهر مالكوم " هيا يا كاتى ، ماذا تفعلين ؟ "
قفزت كاترين تلقائيا ودفعت صدره بيديها وتخشب جسمها وانزلقت يداه
من على ذراعيها بدون تردد ، ووجد أمامه الرجل الذي كان بجانب كاترين طول
الليلة ، فقال : " من أنت ؟ "
فاقتربت كاترين من مالكوم ووضعت يدها على ذراعه وقالت :
" إنه كالو ستيوارد ، خطيبي " ثم نظرت لكالوم : " مستر بالانتين ظن أنني
سيغمى علي يا كالوم ، وكان ذوق منه أن يقف ليساعدني . "
شعرت بالسخونة في وجهها لأن لاحظت في نظرة مالكوم عدم اقتناعه لعدم
وجود علامة شحوب على وجهها الآن .
وضع كالوم ذراعه حول وسطها : " أتشعرين أنه سيغمى عليك ؟ "
" قليلاً ، أنا بخير الآن " وجازفت بالنظر إلى زاشارى .
نظر زاشارى لكالوم : " لو كنت مكانك لما تركتها بمفردها " ، " فقد بدا
الأمر وكأنها ستسقط بين ذراعي أي شخص غريب "
فردت كاترين : " لا بالمرة ، فقد كان دوارًا لحظيًا وكنت متأكدة أنه سينتهي
بسرعة "


11




رد زاشارى ساخرًا " كان ذلك واضحًا "
قال كالوم : " أشكرك لوجودك بجانبها في الوقت المناسب يا مستر
بالانتين ، قد استمعنا لحديثك على العموم " صافحة فرد بالانتين : أشكرك .
" أشكرك مرة أخرى على عنايتك بخطيبتي ، والآن بعد إذنك فقد أوقفت
" تاكسي " بالخارج " هيا يا حبيبتي "
قد ترى أي أمرآة زاشارى فارس أحلامها . وبالتأكيد كان صديقه الذي
مات على الجبل معجبًا ، وتذكرت قصة بن ستورى التي نشرت في أعقاب موته .
وكان على نفس الصفحة التي نشرت فيها قصته صورة زوجته تنظر بعيون غير
دامعة للكاميرا وأصغر أطفالها على ذراعيها وكان الآخر أمام ركبتها .
تذكرت كاترين أيضًا العنوان : " يتسلق جبال مات وهو يفعل ما يريده "
كان هذا تعليق ( ويندى ستورى ) المرأة التي ساندته وولدت أطفاله وأعجبت
بشجاعته كالآخرين ، لكن كاترين أعجبت بها أكثر .
جلس كالوم بجانبها بالسيارة ومسك يدها ، قالت له : " شكرًا للماء إنك
لا ترغب في غزو الجبال يا كالوم "
رد كالوم بتلقائية : من قال لك ذلك ؟
نظرت له بنظرة مرعوبة .
ضحك كالوم وجذبها بين ذراعية ، وهمس في أذنها " لي رغبات أخرى "
تركته يقبلها قبلته لتمحو آثار القلق الذي بدا في عينيه الخضراوين .
شقتها في الحي الداخلي ب ( هيرين باي ) وقد تشعث شعرها وتلاحقت
أنفاس كالوم . أخرج محفظته ودفع للسائق أجره وتبعها لداخل شقتها .


12




أعدت قهوة وجلست بجانبه على أريكة لا تتسع إلا لاثنين في غرفة
الجلوس ، أخذ يشربا القهوة وأحاطها بذراعه فأسندت رأسها على كتفه وقالت :
" أنا فعلا متعبة يا كالوم "
رد كالوم وهو يتحسس شعرها : " أنا شهواني وأناني "
- " لا ، لست كذلك . أنت ألطف إنسان عرفته ، لكنك على حق فما زلت
مصابة بالأنفلونزا ،، أنا آسفة "
- " لا تقلقي ، سأنتظر حتى تشفي تمامًا " وقبل جبينها كان ألطف إنسان
عرفته ، فلماذا وجدت نفسها فجأة لا تطيق رايته ؟ ولماذا أحست أنه ، إذا لم يتركها
الآن فستصرخ ؟ قبلته قبلة عابرة في شفتيه ثم قامت ورفعت كوبيهما وقالت :
ربما المرة القادمة .
لو كان رجل آخر ، لنام معها في السرير بمجرد أن وضع خاتمًا في إصبعها
وربما يفعل قبل ذلك ، لكون كالوم مختلف ، فقد اعتاد أن ينتظر اللحظة المناسبة .
لكن هذه اللحظة تأخرت بسبب الأنفلونزا التي أصابت نصف السكان في هذا
الشتاء ، وأخذ يرسل لها الزهور ويتصل بها كل يوم أو يذهب إليها عارضًا
الطعام أو التمريض . لكنها أرادت فقط أن تشرب الحساء وعصير البرتقال ,
وألا يراها وهي مريضة . لكنه لم يقصر على ذلك بل اتصل بأختها وميراندا التي
ذهبت إليها بانتظام بحساء الدجاج والأسبرين ، وأحيانًا كانت تصطحب معها
في زياراتها أصغر أطفالها الثلاثة وتأمره ألا يدخل الغرفة الممتلئة بالفيروسات وألا
يزعج الخالة كات .
اتصل كالوم بالتليفون لتصل إليه سيارة أجرة بينما دخلت هي لتغسل


13




الأكواب غسلتها بإتقان فلو تركت شيئًا عالقًا بها فسيغسلهم كالوم بنفسه .
وقف كالوم باب المطبخ : " سأتركك الآن ، سيحضر التاكسي بعد دقائق "
مشت معه ناحية الباب ، قبلها بلطف وتحسس شعرها ثم خديها وابتسم لها .
تذكرت ملمس يدي زاشارى عندما أمسك ذراعيها ، جلده أقل نعومة من جلد
كالوم .
أغلقت الباب وراء كالوم وأسندت جبينها على الحائط المطلي . ماذا حدث
لها الليلة ؟
أخذت حماما دافئا ، ورقدت على سريرها مرتدية قميص نوم رقيق أطفأت
النور ، وحدقت في الظلام مدة طويلة ، ولما أغلقت عينيها أتى هو ، وكان
كعادت ، الرجل الذي جذبها بقوته وذراعية الآسرتين ونطق بكلمات لم تسمعها ،
ارتعبت وتلاحقت أنفاسها حتى جاءها صوت وسط الظلام الدامس يقول لها :
" ثقي بي "
أعاد الصوت الجملة ليؤكدها حتى تهدا ، أحست بفمه فوق شفتيها
وأنفاسه تملأ كيانها ، ودفء جسمه يتخلل جلدها البارد . رفعها وحملها إلى
الخارج سواد الظلام ، إلى نصاعة الضوء فتحت عينيها ورأته .
حملت به كثيرًا وعرفت الآن أن ضوء الشمس جاء ورائه فخلف ظلالاً
على ملامحه ،،، فلم تستطع أن تعرف ملامحه أبدًا .
واختلف الأمر هذه المرة فعيناه شديدة الخضار ، شعر ناعم ، لكنه متموج
بعناد ،، العضلات واضحة في صدره العرى وكتفيه . نظر إليها وابتسم
وأحست بشفتيها تحترق من نظرته . أحنى رأسه وما أن لمس فمه فمها حتى


14




سحبت عيناها في الظلام . دق قلبها وكأنها تجرى وابتلت ملابس نومها بسبب
العرق الذي تصبب من جسدها الساخن ، أخذت تجذب ملابسها ثم جلست
وإضاءة المصباح المجاور لسريرها وأزاحت شعرها للخلف ونظرت لساعتها . لم
تنم أكثر من ساعة ،، رمت نفسها على المخدة وتركت المصباح مضاءً وحدقت في
الحائط المطلي بلون الكريمة أمامها .
لم تستطع أبدًا رؤية ملامح الرجل الذي أتى لها في أحلامها . أحيانا تقوم من
نومها تبكي لأنه لا يظهر لها فلا تعرف شكله . الآن وللمرة الأولى رأت وجهه
بوضوح .



15



نهاية الفصل الأول

الجبل الاخضر 28-02-10 05:25 PM

وووووووووووووووووووااااوووووووووووو بدايه قويه ماشالله بس لاتتغلين وتتمطعين فيهاانا اتابع بقوه وانحرق من التخير ننتظر على احر من الجمر


الساعة الآن 01:27 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية