عائشة و أبا القاسم للكاتبة بيران
معاناة الشعب الجزائري
كانت المرأة التي يكون زوجها أو ابنها ملتحقا بالجبل لا تقدر على لبس الحايك و هو لحاف طويل أبيض اللون تستر المرأة الجزائرية به نفسها ؛ فتضطر للسترة بقطعة قماش طويلة منعا لنفسها من الفرح إلى حين عودته . و لأن شكله كلباس رث فلا يُظهر جمال المرأة و لا يلفت انتباه القُومية الخونة ( فالقُومية أو الحرْكَة كانوا أناسا جزائريين لكنهم عملاء لفرنسا ) ، و هذا ما كانت تستعمله عائشة زوجة أبي القاسم كلحاف و والدته ؛ التي لجأت إلى واد بعيد لتبكي فيه فلا تخشى أن يُسمع صوتها . فقد كان كل من لديه قريب بالجبل يجاهد ضد فرنسا عليه أن يحتاط بأن لا يعرف العسكر بذلك حتى لا يأخذوه كنقطة ضعف يهددون بها المجاهد ليسلم نفسه و لذا فقد كانت الأم لا تُخبر أحدا ؛ إلى أن جاءها خبر من عدو لهم خائن يعمل لصالح فرنسا الحرْكي مثلما كانوا يسمونهم و قال لها : ـــ لقد شبت معركة بين فرنسا و الجزائريين و قُتل ولدك أبا القاسم بخضمها. لم تقل مريم شيئا حتى لا يشعر بها أحد و يأتي العسكر لأخذ عائشة و أولادها آخر ما تبقى لها ، فركضت إلى الوادي مكانٌ بعيد و هنا أجهشت باكية فلم يكن يسكن أحد هناك ؛ فبإمكانها أن تصرخ و بإمكانها أن تُخرج كل الأحزان التي تكبتها منذ بدء هذه المحنة التي طالت عليها كثيرا . لمريم والدة أبي القاسم أربعة ذكور هم محمد ؛ علي ؛ أبا القاسم و عمر و بنتان خطفهما الموت منها لأنها لم تكن تملك المال لمعالجتهما و بعدها قُتل الثلاثة فلم يكن لها أمل بالحياة إلا أن تعيش لأجل أبي القاسم فاهتمت بأولاده إلى حين عودته لكنه لن يعود هو الآخر لمن ستحيا و كيف ستتمكن من العيش دون أمل و أثناء هذا الفيض من الدموع و الصراخ يمر احد معارفها إبراهيم فيسمع بكاء ناحية الوادي فيتجه إليه كي يتفاجأ بها و اقترب منها مستغربا و هو يسألها عن سبب البكاء و سبب تواجدها هنا بمكان منعزل ، لقد كان إبراهيم من المقربين إلى المجاهدين فيأتي أحيانا بأخبارهم إلى الأهالي حتى لا يقلقوا : ـــ لماذا تبكين يا أختي مريم ولماذا أنت هنا وحدك بهذا المكان الموحش ؟ فتنظر إليه و هي لا تقوى على أن تنطق بها . اقترب أكثر و هو يُصر على معرفة ما يحدث ثم نطقت بصعوبة : ـــ قيل لي أن ولدي قُتل فماذا بقي لي أنا . علت على ملامح إبراهيم علامات الاندهاش و هو يقول : ـــ من هذا الكاذب الذي أخبرك بذلك ؟ قالت بصوت مبحوح يائس : ـــ احمد علي قدم الدشرة و عند وصوله إلينا قالها و كأنه سعيد بذلك . اشتدت حدة صوت إبراهيم و هو يقترب منها : ـــ الكاذب الملعون ذلك الخائن كان يود أذيتكم بهذا فكيف تصدقونه ؟ البارحة كنت بصحبة المجاهدين و كان أبو القاسم وسطهم بخير و لم يشارك في هذه المعركة لأنه كان مكلفا بأمر أهم مع الجبهة بمناطق بعيدة أخرى و لو كان حدث كهذا وقع فأنا أول من سيعلمه و أول من يخبركم . رفعت مريم رأسها و هي تنظر إليه غير مصدقة : ـــ أحقا ما تقول ؟ ولدي لازال حيا ؟ فابتسم : ـــ أجل . و فجأة تغيرت ابتسامته لغضب و هو يبتعد عنها : ـــ سأذهب إلى ذلك الخائن الذي لا يتنمر إلا على النساء بغيابنا ... و الله لأورينه . ثم يستدير ناحيتها : ـــ عودي أنت الآن إلى البيت و مرة أخرى لا تصدقي إلا الأخبار التي آتيك بها أنا فحسب . عادت مريم كمن يولد من جديد و هي لا تعلم هل ما حدث منذ ساعتين فقط كان كابوسا و افاقت منه أم انه حقيقة . فمعاناة مريم و عائشة هي معاناة كل جزائري فارقه أحد من أقاربه كي يلتحق بالجبل للجهاد . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ عائــــــــشـــــة الآية الربانية عائشة امرأة شهد لها الكل بجمالها الأخَّاذ و لذا كان يتهافت الكثير من الخطاب عليها ؛ فكان والدها يتردد كثيرا في قبول احدهم دون أن يُغضب الآخرين . اشتد الحديث عنها بين الرجال الذين يرغبون بها زوجة و أُما لأبنائهم ؛ لذا كان حتما طبيعي أن يصل الأمر إلى النساء و تشتد غيرة قريناتها فكانت كل بنات عمها يتساءلن : ـــ بماذا تتميز عنا و لماذا الكل يسعى لخطبتها ؛ إلى اليوم الذي تعارك فيه خطيبان كل واحد منهما يقول : ـــ هي لي .... و ارتفع صوتهما و شب العراك بينهما إلى درجة رفع السلاح و التهديد بالقتل و كل واحد يقول : ـــ أنا الأول الذي تقدم لخطبتها فأنا الأحق .... فيقول الثاني : ـــ إذا أخذها أي أحد سأقتله .... أثار كل هذا غيرة أمَّر بنفوس فتيات ينتظرن دورهن للزواج فلم يكن من تأثير العين على عائشة إلا أن قرر والدها عدم تزويجها لأي من الخطاب و أصبح يقول : ـــ ليس لي بنات للزواج .... كانت لي ابنة اسمها شريفة و قد تزوجت و انتهينا .... سرت قريباتها من هذا القرار الذي استغربته عائشة و لكنها تقبلته بصدر رحب كعادتها فقد كانت فتاة هادئة الطبع و ذات حكمة و فراسة و بذلك لم يكن الجمال الخارجي فقط هو ميزتها بل و أيضا جمالها الروحي و العقلي ، كانت بيضاء البشرة ناعمة الملمس و كان شعرها الناعم أشقرا طويلا ؛ لم يكن طولها مبالغا فيه كما لم تكن بحاجة للكعب العالي كي تظهر بين النساء . كانت ذات جسد رشيق و عيون فاتحة اللون و ثغر ذي شفتين صغيرتين و وجه بيضاوي بشوش و طلق على الدوام ، فلم يكن بإمكانك أن تلمح علامات الغضب أو الضيق على ملامحها حتى و إن كانت كذلك ؛ فكان هذا أكثر ما يحبب الناظر إليها فقد أحسن المولى خَلقها و خُلقها ، إن سمات و مزاج أي شخص تنعكس على وجهه لكن عائشة كانت تبدو دوما مرتاحة فكان يصعب على الشخص معرفة مكنونات نفسها من انزعاج و غيره . تزوجت قبلها كل فتاة كانت تحسدها على تهافت الخطاب عليها و ظلت تنتظر نصيبها إلى أن رضي والدها كي يكون هذا الشاب الوسيم هو رفيق دربها ؛ فقد وافق الوالد على تزويجها إلى أبي القاسم الولد الثالث لأمه فلم يكن والده موجودا لحضور هذه المناسبة المهمة فكانت مريم الأم هي الرجل و المرأة بعائلتهم . كانوا أربعة إخوة ؛ كما لم تكن الفرحة تسع أبا القاسم فالمرأة التي كثر الحديث عنها بين النساء و الرجال و التي سيفوز بها كانت من قدره و هو الذي لم يكن يخطر بباله هذا النوع من الأحاديث فقد كان رجلا مستقيما و لا يحب الخوض في تلك المواضيع التي يخوض فيها من هم أقرانه ؛ بل ظل يعتبر هذه الأمور قسمة و نصيبا ليس إلا ؛ و هكذا كان قسمته و نصيبه هذه الفتاة الشابة الجميلة و هذه الصبية الفذة . و أخيرا ... اقترب موعد الزفاف ؛ فقد كانت عائشة تُحدث إحدى بناتها بعد سنوات طوال من زواجها : ـــ كثرة الحسد و الغيرة من قريباتي و كل من سمع بكثرة خُطابي جعل زواجي يتأخر في حين كل من غارت مني و حسدتني تزوجت قبلي و بقيت أنا ببيت أبي فحتى أختي الوحيدة أذكر يوم أن خاصمها أهل زوجها لأنهم أرادوا أيضا خطبتي لكنني رفضت لكوني كنت أرى كيف كانوا يعاملونها فكيف أقبل أن أرمي بنفسي إلى الهلاك فالزواج بالنسبة لي استقرار و تفاهم و أهم شيء الاحترام . فقالت ابنتها : ـــ لكنك لم تتضايقي بتأخر زواجك بعد كل تلك الأحداث ؟ ابتسمت ابتسامتها الهادئة : ـــ ألست فتاة فرحتها الكبرى ليلة زفافها ... طبعا تضايقت كثيرا و حزنت لكن بداخلي و حدثت نفسي يا الهي كم صرخت الكثير من الفتيات و قلن لما هي بالذات و ها هن قد تزوجن قبلي و بقيت أنا سنوات بعدهن ؛ فهل تذكرتني أي واحدة منهن و قالت حرام علينا كم حسدناها فآذيناها أبدا بل كل واحدة لم تكن تفكر إلا بنفسها . اقتربت ابنتها و رفعت ذراعيها لتحيط أمها بهما و هي تقول لها : ـــ لكنك الأجمل فلازالت كل واحدة تقول كم كانت عائشة جميلة ... فأقول أنا بل لازالت جميلة . فتضحك عائشة : ـــ جميلة ؟ و وجهي تملئه هذه التجاعيد فالعجوز عجوز و لا جمال لها . ـــ و الله يا أمي كنت و لازلت أراك دوما الأجمل . ـــ لأنني والدتك . ـــ بل لأنك حقا جميلة و بشهادة الكل حتى من يحسدونك . تتنهد : ـــ إييه ... لازلت إلى الآن محسودة و لذا لا أشفى أبدا . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ أبـــــــــــا الـــــــــقــــــــــاسم لم يصدق عينيه عندما لمح الكلب يسرق خبزة كسرة من العجوز التي كانت تخرجها من الفرن الطيني و ركض هاربا فركض وراءه أبا القاسم و كلما كان الكلب يزيد من سرعته يزيد أبا القاسم من إصراره على أخذها منه فقد كان يرى انه أحق بها منه ؛ إلى أن امسك به فأخذها من فمه عنوة و رمى التي كانت ناحية فم الكلب كي يأكل ما بقي منها و بعد أن أكملها وضع يده بجيبه كي يعود أدراجه و هو يدندن ، لم يكن حجم الخبز كبيرا لكن الجوع الذي تسببت به فرنسا بعث القناعة بنفس الشعب الجزائري . كان أبو القاسم رجلا فارع الطول فارغ الجسد كما هو حال أغلبية الجزائريين منذ دخول فرنسا ؛ ذا أنف طويل و شعر أسود قليل التجعيد و ذا بشرة تميل إلى البياض . لم يكن يبدو على ملامح وجهه العُبوس رغم الفقر الذي أوصلتهم إليه فرنسا ؛ فرغم الأراضي الواسعة التي كان يمتلكها جده الذي كان معروفا بشرائه للأراضي الشاسعة كثيرا و الذي لم تكن كلمة بيع تتواجد بقاموسه التجاري لكن كانت تكفي بعض السنوات من النهب من قبل فرنسا و إخراج كل خيرات البلاد إلى ما وراء البحر كي تصبح العائلة شبه فقيرة و بعد سنوات أخرى حقا فقيرة . كان أخوه الأكبر محمد متزوجا من فترة غير قليلة لكنه لم يرزق بولد و أما أخاه علي فلم تكن له غير بنت واحدة ؛ أما عمر فلم يكن قد بلغ سن الشباب بعد ؛ كما أنه لم يكن مستعدا ماديا بعد للزواج فعليه العمل أكثر مثل إخوته ليتمكن من ذلك . محمد رجل طويل القامة هادئ الطبع شديد التعلق بفنجان القهوة فقد كان هذا الفنجان يكفيه و يغنيه عن أي شيء آخر ، لذلك لم يكن يسأل عن أي شيء بعد عودته من عمله بالأرض إلا أن يشربه و هو يجالس نفسه . لم يكن أيضا يتذمر لعدم رزقه بالأولاد فهو يعتقد أنه ربما قلة الحاجة التي يعيشونها حرمته لكي لا يتعذب أولاده معه و يعيشون نفس الحرمان . في حين أن أبا القاسم كان يرى أن قدوم الأطفال مباشرة بعد الزواج نعمة و ضرورة تجعل الرجل يتمسك ببيته أكثر و يعرف معنى المسؤولية ، حتى قبل أن تلد زوجته عائشة كان عندما تقسم لهم والدتهم الخبز صباحا يدخل غرفته كي يسلم قطعة الخبز لها فهو عند خروجه سيتدبر أمره مثلما فعلها من قبل مع ذلك الكلب و في كل يوم سيجد سبيلا ما لكن هي ليس لها طريق آخر كونها امرأة و كونها لازالت عروسا فلا يمكنها الابتعاد كثيرا عن البيت . كانت والدتهم مريم تقسم الخبز للأبناء الأربعة بالتساوي خبزتين بينهم و بعد خروجهم تقسم لكناتها الثلاث و هي معهن بالتساوي الخبزة الأخيرة المتبقاة لكن نصيب الرجال كان الضعف لأنهم يتعبون خارج البيت أكثر فعملهم كان حقا شاقا فكان يتطلب طاقة جسدية أكثر في حين عمل النساء أقل ، لكن مريم لم تكن تعلم أن أبا القاسم لم يكن يأكل من نصيبه أي شيء بل يسلمه لزوجته و يخرج لعمله و ربما كان باقي إخوته يفعلون ذلك كذلك مع زوجاتهم لكنهن لا يتحدثن مخافة أن تلومهن مريم فهي تعلم أن على الرجل التغذية جيدا حتى لا يتكاسل بعمله فيُطرد أي أنها تفكر لما هو أبعد مما تعتقده زوجات أبناءها . بعد أن رزق أبو القاسم بالبنت الثانية حورية التي أسماها على اسم أخته الصغرى المتوفاة و التي كان يعزها كثيرا و حزن لطريقة وفاتها ؛ اتصل به أحد الثوار للانضمام إليهم و أفهمه أن الحالة التي نعيشها تسببت فيها فرنسا و أنه بإمكاننا التخلص من هذا الوضع المزري و لكن بالجهاد و غير هذا لن ينفع فلم يتردد أبو القاسم للحظة واحدة بل وافق مباشرة حتى أنه لم يستشر أحدا كي يظل الأمر سرا ؛ فقد كان يقوم بالعمل السري لصالح المجاهدين دون الانضمام إليهم بالجبل و فور أن علم محمد بالأمر تضايق لشدة خوفه مما سيحل بهم إن علم العسكر فهو لا يخشى أي شيء بقدر خشيته على النساء ثم أن تعذيبهم لن يكون بالشيء الهين و ظل مكدر المزاج و هو يرى أخاه يعود إلى البيت متأخرا و أحيانا أخرى يغيب دون أن يعرفوا أين ذهب ؛ صحيح أن أبا القاسم كان الأشطر بالرغم من كون محمد هو الأكبر لكنه رغم ذلك لم يكن يترك فرصة دون أن يحاول تذكير أبي القاسم ببطش فرنسا إن علمت ، لكن هل يترك أبو القاسم هدفه السامي لخوف أخيه و تحذيراته ... أبدا ، فقد كان أكثر شجاعة منه و لذا اختاره المجاهدون فهم يدرسون شخصية الرجل قبل الاتصال به. لم يكن أبو القاسم يخبر والدته بعمله السري فقد كانت امرأة طيبة القلب و كلما يضحك إنسان ما بوجهها تصدقه فقد تفشي له السر دون شعور منها لذا ظل الأمر سرا على الكل إلى اليوم الذي تلقى أمرا بمغادرة البيت و التواجد بالمكان المتفق عليه بأحد الجبال . ركض يومها محمد إلى أخيه ناسيا الخلافات التي كانت بينهما و قال له : ـــ يا ابن أمي سمعت كلاما و لا أعرف مدى صدقه؛ صحيح أني لم أكن أريدك أن تنضم إلى المجاهدين ليس لضعف وطنيتي و لكن لدينا نساء و أولاد فما مصيرهم ؟؟؟ و أنت تعرف العسكر لا ملة لهم و لا دين و الذكي من يخشى من لا يخشى الله لأنه لن يفعل معه إلا ما هو مشين ؛ لكنني اليوم سمعت أحدهم يقول أن أمرك ظهر فاهرب و انضم إليهم بالجبل ربما هو أأمن لك فإن أمسكوا بك لن يرحموك و أنت تعلم تعذيبهم قبل قتل أحدهم . لم يشأ أبو القاسم أن يخبر محمدا أن المجاهدين اتصلوا به لأن هذا الخبر وصلهم أيضا من بعض من يعملون معهم سرا و هم يقيمون وسط العامة و قريبين من العسكر ؛ لكنه أحس أن أخاه لم يكن يعترض على الجهاد و لكن خوفا مما رأينا بمن تم القبض عليهم و ما فُعل بهم و بعائلاتهم و هنا فقط أحس أنه آن الأوان ليخبر أهله و يستسمح والدته لأنه لم يخبرها من قبل لسرية الأمر أولا و لعدم شغل بالها طويلا ثانيا. انقبض قلبها و هي تسمع منه ذلك الخبر : ـــ مغادر ؟ و الليلة ؟ ـــ أجل طأطأ رأسه و هو لا يقدر على النظر إليها فقد كانت عيناها تذرفان دموعا حارة كما انه كان يعلم أنها لن تعترض و لن تقف أمام وطنيته و جهاده لكن مهما كان عقلها كبيرا فهي هنا أما فقط و لن تحس و لن تفكر إلا تفكير الأم فمن قال أن الولد إذا كبر يكبر بعيني أمه ؟ إنه يبقى بنظرها دوما لازال صغيرا و بحاجة للحماية و هو هنا يقول سيحمل سلاحا و يحارب دولة ؛ جيوشا مسلحة بالطائرات و الدبابات في حين لا يملك ولدها غير بندقية صيد سلموه إياها ؛ من يحميه إذا ابتعد عنها بأعالي الجبال و من يعطيه قطعة الخبز صباحا ليتقوت بها و من سيتمكن من النوم قرير العين بعد رحيله .... ظل كل هذا يتخبط بفكر مريم و لكنها لم تمنعه ثم سألته إن كان قد أخبر عائشة فقال : ـــ لا ... أنت أول من أخبرت بعد إخوتي لأنني أوصيتهم بكم خيرا . ـــ إذن أخبرها و هي الآن تحت وصايتي إلى يوم عودتك منتصرا بإذن الله . كانت عائشة تعلم عن زوجها و عن عمله السري لكنها لم تكن تتحدث و لا حتى معه عن ذلك مخافة أن تسمع الجدران حديثهما فكانت تكتم الأمر دون أن يعلم أنها تحس بما يفعل؛ تدركه خفية ثم أنه إذا اقتنع بأمر ما لن يحيده عنه أي أحد فقد كان عنيدا لذا اكتفت مثل والدته بأن طأطأت رأسها و هي تقول : ـــ و لكن هل ستغيب طويلا ؟ اقترب منها و هو يضع يده على كتفها : ـــ لا أعلم ... لكن أمي معكن أنت و البنات و أنت تعرفينها قوية و يُعتمد عليها ثم أنها حنون حتى و إن كنت تعتقدينها قاسية و سترين . تنهدت حسرة : ـــ أعلم ... و لكن مكانك لا يملأه أحد أنت تعي ما أقول . كانت هذه اللحظات صعبة على أبي القاسم كثيرا فقد كان يعلم أن توديعه لوالدته و زوجته ثم ابنتيه من أصعب ما يمكن أن يحدث له فلم يكن يخشى الصعود إلى الجبل و بدء الكفاح المسلح بقدر خشيته من هذا الوداع . |
السلام عليكم
ياريت وضع اسم الكاتب على القصة لحفظ الحقوق |
الرواية للكاتبة
بيران و لم تكتمل بعد فانا لازلت اقوم بنقلها |
اقتباس:
طيب تم تعديل العنوان وإضافة اسم الكاتبة سلمي للتنويه |
شكرا
مع تحياتي و شكرا على رسالتك على الخاص فقد حاولت الرد عليك و لكنه غير ممكن كوني لازلت جديدة بمنتدياتكم |
الساعة الآن 02:07 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية