... صرخة في صدري ...
صرخة في صدري ....
الجزء الأول : الحب هل هو نعيم نتلذذ به أو عذاب نتقلب على جمره المتقد؟ هل كل قلب هائم نهاية سعيدة , بأن يحضن من هواه , و عينه ملك على عرشه العاجي؟ أم قلب مهشم , مكسور .... لا دواء له ,و لا جابر له ؟ سؤال يولد بعد كل قصة حب عاشها الهائمون في بحورها الغادرة .... المتوعدة بالخير في حين أن باطنها يكمن كل شر و آلام لا نهاية لها .... من المجيب على كل هائم و لهان , ينتظر جواب شافيا يبل ريقه الظمآن.... الطواق لنهاية ترسم البسمة على شفتيه..... - صباح الخير ...... ماذا بك وجهك متجهم هكذا ؟ رفعت رأسها المنكس, لتكشف عن مسحت عزن خطت على محياها .... وقالت بأسى : - لقد طلب يدي عادل.... بذهول قد تشكل على قسمات وجهها البيضاوي , ذو اللون الأبيض ..... - عادل أبن عمي ؟!!! هزت رأسها بالإيجاب... - لكن ..... أنت .... ( أخذت نفسا من بين كلماتها المشتتة ) ..... هل أنت موافقة ؟ - يجب أن أوافق... - و ما الذي يجبرك على الموافقة , أأنت خائفة من عمي؟ - كلا......أبدا .... أنا ..... ( و توفت لتزدرد ريقها ) ... أنا يجب أن أكمل طريقي... - بأن تتزوجي شخصا لا تحبينه ... - نعم ...... فالذي أحبني لم يردني ..... - رنا لا تستسلمي بهذه السهولة ...... لا ترمي نفسك إلى المجهول... أدخلت ما تستطيع عليه من الهواء إلى صدريها ..... لتنفذه دفعة واحدة..... و صحبته بكلمات مغلفة بالضيق... - لقد حزمت أمري و انتهى الأمر, لن يردعني أحد عن قراري... - رنا أنت لن تورطي نفسك في هذا الزواج, سوف تورطين عادل كذالك .... - وما أدراك يا نجوى أنه سوف نتورط بهذا الزواج , و من ثم لماذا تحكمين عليه بالفشل منذ البداية؟ ( و قطبت كلى حاجبيها) - لأنني أعلم أن قلبك قد سلبه حسن ... كم كان وقع هذه الكلمة عليها كالشحنة الكهربائية .... التي هزت أركانها .... و فجرت ما كان خامدا ..... أو بالأحرى ما كانت تحاول أن تخمده....... - صباح الخير يا بنات... ألتفتت كليهما إلى صاحبت الصوت.... رنا بصوت مرتجف.... - صباح الخير أمي ... - صباح الخير خالتي... - ماذا بكما واقفات هكذا أمام المائدة, لماذا لم تأكل الإفطار بعد؟ رسمت ابتسامة على شفتيها الحمراوان ... - كنا ننتظرك يا خالتي , و هل يهنأ لنا الطعام بدونك.... ضحكت و أردفت قائلة: - حسنا ها أنا ذا قد حظرت فلنأكل الآن... فجلست أم تامر ..... لتتبعها نجوى ...... في حين أن رنا ضلت واقفة... - رنا ماذا بك واقفة هكذا؟ أجلسي و تناول الإفطار ... بعينين سارحتان في عالم آخر قالت ... - ليس لدي رغبت في الأكل , يجب أن أذهب الآن للجامعة , فقد تأخرت ... و مضت ناحية الباب .... و لم تدع لأمها مجالا للرد عليها .... بتعابير وجه ترسم العجز و قلت الحيلة ... - لا أعلم ما الذي جرى لرنا , فمن مده و حالها متغير , لم تعد تأكل كسابق ,و حتى لم تعد تجلس معنا وتتكلم .. - لا تشغلي بالك بها يا خالتي , بتأكيد هذا التغيير بسبب أنها في السنة الأخيرة في الجامعة .... و هي مضغوطة ..... هذا كل ما في الأمر... - أرجو ذالك يا نجوى.... المهم نجوى أخبيرين ,هل أخبرتي تامر عن الحمل؟ بابتسامة تستر الارتباك الذي بداخلها ... - كلا .... فقد نمت قبل أن يحظر... شقت ابتسامة واسعة على محياها و هي مصوبتين نضرها إلى ما وراء نجوى ... و قالت بنبرة صوت مشبعة بالفرح... - ها هو ذا , استغل فرصت وجوده و زفي له الخبر الذي انتظره طويلا .... ألتفتت نجوى إلى خلفها , لتجده مقبلا ناحيتهما , بوجه عابس ... عندما غدا بالقرب منهما ,قال موجها حديثه لنجوى ... - لماذا لم تقضيني , ألم أقل لك أن عليه اجتماع مهم اليوم... - أنا آسفة, لقد نسيت هذا الأمر نهائيا , أعذرني ... - كيف نسيت, ليس من عادتك أن تنسي, ما الذي يشغل تفكيرك ؟ أم تامر قالت معاتبة ... - ما هذا يا تامر , دخلت علينا بدون سلام و لا كلام , و تصرخ على نجوى بخطأ لم تقصده ... - أمي إن هذا الأمر مهم.... صوت رنين هات فه النقال قاطعه.... أنتشله من جيب بنطاله ... ما أن تعين الرقم الذي على الشاشة حتى تغير لونه ... و تبدلت قسمات وجهه ... لتطغى عليها الارتباك... - حسنا .... يجب أن أذهب الآن فقد تأخرت بما فيه الكفاية..... وبسرعة البرق غاب عن أنظارهن ذات مسحت التعجب .... ..................................................... بوجه ملئه الضيق , و بحاجبين مقطبان, قال بصوت يعكس ما بداخله من ضيق ... - أوووووه ... أسوف تمنني على كم ورقة نقدية سوف تعطيني أيها .... حسنا لا أريد منك شيئا... وأدار وجهه ناحية الموج الهائج .... وضع يده على كتفه و أرغمه على مواجهته ... - ما هذا الكلام يا عمر ؟ تعلم أن مال هو مالك ... لكني جل ما قلته لماذا لا تجد عملا .... و تريح نفسك من طلب الآخر المال.... أغمض عينيه , و حاول أن يكظم ضيقه...فقال بصوت أقل حدة ... - ومن يوضف شخصا لا يملك شهادة هذه الأيام... - يمكنك أن تكمل دراستك ... - وأنا في هذا العمر .... مستحيل ....أنا لم أفلح وأنا أصغر سنن .....فهل سوف أفلح الآن.؟!... - هل حاولت حتى تعلم؟ في بعض الأحيان أحس بأنك أنت الذي لا يريد أن يتعب نفسه .... و يريد أن يأتيه كل شيء جاهزا بدون تعب أو جهد.... ثار من جديد ...ورما كلماته بدون تفكير... - هل تلمح بأني كسول ؟ ..... أنا المخطأ بأني سألتك , وطلبت مساعدتك .... و شرع بالمسير ... أمسك بيده ... فردعه عن المضي قدما ... - ماذا بك هكذا , تفسر الأمور على هواك ؟..... أهدأ و أصغي لي جيدا .... سحب عمر يده من قبضت يده , و تبعها بكلمات مشبعة بالغضب ... - لم أعد أنا صديقك و لا أنت صديقي .... فأنا لا أصادق أناس يتهموني بأشياء ليس فيه ... وأكمل طريقه بخطى واسعة... تاركا صاحبه متعجبا من تصرفه , و ثورانه غير المبرر... ...................................................... قوست حاجبيها إلى أعلى لما رأته وهو يلوح لها , و الابتسامة مرسومة على شفتيه .... - رنا هيا بنا فالسائق قد وصل... - ها... أعذرني ريم اليوم لن أذهب معك ... سوف أذهب مع أبي... - حسنا .... إذا سوف أراك غدا ... - إن شاء الله ... توجهت ناحيته و هي لا تصدق عينيها ... فليس من عادته أن يأتي إليها في الجامعة.... - السلام عليك أبي... - وعليكم السلام بنيتي , كيف حالك ؟ - بخير الحمد لله , و أنت كيف حالك؟ - الحمد لله , هيا أغلق باب السيارة لكي ننطلق... هزت رأسها موافقة .... ما أن أغلقت الباب حتى شرعت السيارة بتحرك ..... - ها بنيتي ما أخبار الدراسة؟ - لا بأس بها .... - ها نريد معدلا يرفع الرأس ... - بأذن الله .... - بنيتي رنا هل أخبرتك أمك بأمر عادل...؟ هنا عرفت سر هذه الزيارة المفاجأة .... هزت رأسها بالإيجاب... - هذا جيد , ما هو ردك ؟ جاءت لحظة الحسم .... لحظة تحديد المصير .... لم يكن سهلا أن تنطق ما لا يريده القلب .... و لم يكن لسانها يساعدها على قول ما يأمره العقل .... فطال صمتها .... فالصراع في داخلها في أوجه ... فالقلب يحاول و للمرة الأخيرة أن يردعها عما هي مقبلة عليه .... لا يريد أن يستسلم .... لكن في النهاية كانت الغلبة ل.... - بنيتي ما هو ردك ؟ - نعم أنا موافقة ... ( قالتها دفعة واحدة , خوفا من أن تضعف ولا تقولها , أما قلبها فقد كان يسكب الدموع ) - هذا رائع يا صغيرتي, فعادل رجل جيد, و سوف يسعدك ... ( وشق ابتسامة رضا على محياه ) أما هي فقد كان الجمود هوى عنوانها .... فهي في حالت صدمه , فقد نطقتها .... لم يعد الآن مجال للعودة أو الردوع عن القادم ... .................................................... كان مقطب حاجبيه , وعينيه تشتعل غضبا , و لسانه يتمتم بكلمات مبهمة غير مفهومة... وقدماه تمشي بخطى واسعة .....ورأسه منحني ناحية الأرض .. توقف ..... فالشارع كان مكتظا بسيارات المارة .... فقال بحنق ... - هذا الذي ينقصني ...... أففففففففف...... فأخذ يضرب بقدمه على الأرض .... و يتأفف في نفس الوقت .... و عيناه موجهة ناحية السيارة المارة .... أخيرا أضاءت الإشارة الحمراء... وتوقفت السيارات عن الحركة .... فصوب بصرته ناحية الطرف الآخر للشارع .... لتصطدم عيناه بكائن بشري ... جعلت شحنتا كهربائية تسري في جسده .... لتشل حركته ..... وتصم أذناه ..... وتجعل عينياه تفتح على مصراعيهما .... ونيران الغضب تخمد في صدره.... شيئا فشيئا أخذ يقترب هذا الكائن .... حتى غدا بمقربة منه..... فمر من جواره. .... و عمر لم يعتقه من عينيه المذهلتان مما تريان.... لقد بحر في عالم آخر .... لم يكن فيه سوى هو و هي..... لكن صوت بوق السيارات التي عادت إلى الحياة .... أعاده إلى الواقع ... يتبع.... |
الاخت العزيزه هوب لايت..... أولا ...أبارك لكي علي قصتك الجديده ....صرخه في صدري.... والتي تبشر بمولد ....قصه رائعه جديده لكي.....أعجبتني جدا المقدمه....وتسأولك المحير عن الحب كلماتك كانت بالصميم......وأبطال القصه ...بدأأمن ....رنا وأرتباطها المجهول مع عادل ونجوي وعلاقتها الغريبه مع تامر المتوتر والعصبي لسبب لا تعلمه....غطي علي مفاجأتها الرائعه له بالحمل...... ومن هو عمر ؟؟؟؟؟؟......ومن هي الفتاه التي خطفت لبه .....وجعلته يتيه بدنيا بعيدا عن دنيا البشر أنتظر القادم بشوق ولهفه....وفقت عزيزتي..... وكل تحياتي وودي لكي وكل عام وأنتي بخير |
اهلا اختي هوب لايت ...اعجبتني قصتك <صرخة في صدري< اسلوبك رائع و انتظر المزيد ان شاء الله و جزاك الله خيرا
|
(صرخة فى صدرى) عنوان لافت مبهر يشد الانظار ويجذب القارىء ليتجه نحوه بكل لهفة ويبحث بين ثناياه عن كل جديد وابداع لا يندثر ابدا طالما انه خرج من انامل ذهبية كاناملك يا عزيزتى يبدو يا بسيبوسة اننا على وتيرة واحدة فقد خلبت المقدمة لبى وبهرنى منطقها واسلوبها المنمق اما عن المقتطفات الصغيرة التى بدأتى بها جزئك الاول لتلهبى لهفتنا وتشعلى شوقنا بانتظار القادم فاسلوبها رائع كالعادة ولم اندهش له او تتمكن منى المفاجأة الاحداث متتأججة ننتظر القادم ليروى ظمأ تشويقنا الف مبررررروووووووووووك يا هبهوبة على الرواية الجديدة وطبعا انا متابعة لكى انتظرك بشووووووووووووووووووووووووق |
اقتباس:
كم أنا سعيدة برأيت ردك على قصة الجديدة, فهو يعني لي الكثير ... الحمد لله أن القصة قد نالت على أعجابك ... و كذلك المقدمة التي أنسابت من ذهني و خطها قلمي بدون تفكير... ان شاء الله تعجبك البقية... :) مع خالص حبي غاليتي... |
اقتباس:
أشكرك على ردك الذي يبعث الفرح و الراحة الى قلب ... فقد كنت متخوفه من أن لا تنال أعجاب القراء.. مع خالص ودي :) |
اقتباس:
ليتك تعرفين مدى ساعدتي بأن العنوان و المقدمة و القصة قد حازت على اعجابك ... فرأيك يهمني جدا ... شكرا لك غاليتي على هذا الرد الجميل مثلك... و باذن الله البقية تعجبك:) مع خالص حبي وامتناني... |
الاخت العزيزة هوب لايت الف مبروك على قصتك المتألقة بعنوانها الجميل واحداثها المشوقة سجلينى متابعة معكى موفقة ان شاء الله دمتى بخير عروسة النيل |
اقتباس:
الله يبارك فيك :) شكرا لك على ردك المشجع هذا... ان شاء الله تعجبك القصة حتى نهايتها .... دمتي بخير... |
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يف حالك هوب ألف مبروك على قصتك الجديدة الي تبشر بالجمال و الأبداع و تشوق كعادتك في انتظار الجزء الجاي حتى تتضح ملامح قصتك أكثر لنا تقبلي مروري :) |
اقتباس:
الحمد لله , أنا في أحسن حال... الله يبارك فيك... أشكرك على ردك , و أن شاء الله تكون القصة في حسن ضنك:) دمتي بخير... |
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
|
اقتباس:
تسلمين على مرورك الطيب و على ردك هذا... وان شاء الله البقية تعجبك... :) |
صباح الورد والريحان
HOPE LIGHT بدايه حلوه اسلوبك جميل وجذاب البارت كان حلو واحسه مقتطفات من كل شخصيه انسجمت معاها وصابني فضول حتى اعرف كل شخصيه شنو تخبي بانتظار الأجزاء الثانيه للتتوضح ملامح شخصياتنا دمتي بود دفوو |
اقتباس:
دفى الكون ألف شكر لك على ردك ... و أن شاء الله تجدين الأثار و التشويق في قصتي... وأن تكون القصة عند حسن ضنك ... دمتي بخير... |
الجزء الثاني...
تسلل إلى أذنه صوت صاحبة المشبع بالغضب... - تامر أجننت , يجب أن تحضر وحالا و إلا خسرت فرصت ترقيتك . بصوت مكسور ... كان الحزن هو عنوانه... - لا أستطيع يا خالد , لا أستطيع فهي متعبة جدا , لدرجة أنهم وضعوها في العناية المركزة , لا أستطيع أن أتركها و أحضر الاجتماع , حتى لو حضرت فعقل لن يكون معي. بصوت بدأ يلين , قال... - أختها معها , سوف تعلمك بكل جديد , ومن ثم هي في العناية المركزة , هذا يعني أنه لن يكون بإمكانك رأيتها, فما فائدة بقائك , تامر أنت طوال الخمس أشهر الأخيرة وأنت كنت تعمل على هذا المشروع , لا تضيع مجهودك سدا ... - لا أستطيع, لا أستطيع, أفهم أرجوك موقفي.... أطلق زفرت ... تبعها قائلا ... - حسنا.... حسنا .... سوف أحاول أن أطلب من المدير أن يؤجل الاجتماع لظروف عائلية منعتك من القدوم ... ما رأيك بذلك... - شكرا لك يا صاحبي... دائما أتعبك معي... - لا عليك يا تامر هذا واجبي ... أرجوك اعذرني على انفعالي في البداية... فأنه يعز عليه أن تخسر مجهود أشهر ... - لا داعي للاعتذار ,فأنا أعلم أن نواياك جيدة... - حسنا يا تامر سوف يبدأ الاجتماع بعد قليل ... يجب أن أغلق الخط الآن... - حسنا ... إلى اللقاء... - إلى اللقاء ... لا تنسى أن تطمئنني عليها... - إن شاء الله ... .......................................... - رنا أرجوك فكري جيدا قبل أن تقديم على فعل شيء سوف تندمي عليه في المستقبل.. بضيق صدر, قالت : - أرجوك أنت يا نجوى كفى حديثا عن هذا الموضوع , لقد أحبرت أبي بأني موافقة , لقد انتهى الأمر, لا فائدة من محاولاتك لردعي... - لكنه لم يحصل أي شيء رسمي بعد, أي عندك فرصة لتراجع.... سدت الطريق على كلمات نجوى لدخول إلى طبلت أذنيها, و قالت بصوت حاد .... - قلت لك كفى يا نجوى, لا أريد أن أسمع المزيد.... هنا فقدت نجوى هدوءها .... وسحبت كلى يدي رنا عن أذنيها ... جاعلة الطريق سالكا لكلماتها ... - ألا تريدين أن تسمعي الحقيقة ... كلا سوف تسمعينها و حتى النهاية ... أتعلمين لماذا قبلتي بعادل لأنك لازال لديك أمل بأن يحبك حسن .... صرخت بأعلى طبقة من صوتها قائلة ... - لا ........ لا ......... أنا......أنا ..... بترت جملتها, قائلة بالحدة نفسيها ... - أنت ماذا يا رنا ..... لا تجدين الكلمات ....لأنك تكذبين .... لقد وافقت على عادل لأنه أخ حسن ..... هذا يعني أنك سوف تكونين بالقرب منه .... - كلا يا نجوى ...... كلا ....كل الذي تقولينه ليس له أساس من الصحة ..... أنا كنت سوف أقبل بأي أحد يتقدم لي ........فصادف بأنه عادل ..... بصوت أقل حدة ... قالت: - لا تحاول أن تخدعيني .... فأنا أعرفك جيدا يا رنا ........ أرجوك لا تجرحي نفسك بيديك .... أنت لازلت مصدومة من زواج حسن لغيرك... لهذا تتصرفين هكذا ... بدون تفكير....... تريثي أعطي نفسك بعض الوقت ... لم تجد الكلمات طريقا لها من فمها.... لكن دموعها وجدت لها طريقا من مقلتيها ......فنسكب الدمع من عيني رنا الحزينتان.... لتجد حضن نجوى .... يمدها بالحنان .... ...................................... بقسمات وجه ملئها الغضب .... و بصوت يعكس ما في داخلها ... قالت - أخير قررت أن تكرمنا بزيارتك .... أول ما وقعت عيناه عليها ... حتى تأفف .... و اكتفى بصمت حتى لا يزيد النار حطبا.... و أكمل طريقه ... فزاد تجاهله لها نار الغضب في داخلها .... فصرخت قائلة له... - ما هذا يا عمر, ألا تراني أكلمك ..... توقف في الحال, أنا لم انتهي بعد... أغمض عينيه .... رفع رأسه إلى أعلى ........ محاولا أن يكظم ما في داخله من ضيق... ومن ثم أعاد بصره ناحيتها ... - ماذا هناك يا أمي؟ بصوت مشبع بالغضب... - ماذا هناك... ماذا هناك؟؟؟ ! أتسألني ماذا هناك ؟ أنا لم أرك منذ صباح الأمس...... أين كنت ؟ - كنت أبحث عن المال, فأنتم ترفضون أن تعطني المال... فذهبت للخارج لأجد أحدا يعطيني مالا... - أذهبت تستجدي من الآخرين ....... ألا تخجل من نفسك... - أنت دفعتني لفعل ذلك... - أنت الذي دفعني بألا أعطيك مالا, لأنك تصرف المال في أمور تافهة..... - هذه الأمور التي في نظرك تافهة .... هي قيمة في عيني..... - عمر..... متى سوف تكبر....... وتريحني؟....... لقد أتعبتني ........ لم أعد أعلم ماذا أفعل بك... - أعطيني ما أطلبه وسوف أريحك.... - أتعلم لا فائدة من كلامي معك, سوف أخبر أبك عن تصرفاتك ..... هو سوف يعرف كيف يؤدبك... - لا تتعبي نفسك بالكلام معه ...... فهو ليس لديه وقت لنا ...... فهو مشغول بحبيبة قلبه .... كم كانت كلماته كالخنجر الذي يغرس في قلبها المحب .... فكتفت بنظر إليه باندهاش..... فالطعنة كانت مؤلمهم.... أما هو فأعطاها ظهره و أكمل طريقه ...... كأنه لم يفعل شيئا... ................................................... بابتسامة زينت شفتيه.... قال وهو مطوقا يدها بكلى يديه... - الحمد لله على سلامتك, لقد أخفتني حتى الموت... - أنا آسفة ... لقد أتعبتك في الفترة الأخيرة... - لا تقول هذا الكلام , إذا أنت لم تتعبين فمن سوف يتعبني..... رسمت بسمت على شفتيها ... - تامر ,أين كريم ؟ - في المنزل مع خالته ...... فلم يكن هناك داعي لبقائهما هنا..... - هذا صحيح ...... المسكين لقد عاش في المستشفيات أكثر مما عاش في البيت....... و هذا كله بسبب... رفع أحد حاجبيه إلى أعلى و قال معاتبا.... - ما هذا الكلام يا هدى ؟ ماذا بك اليوم تلومين نفسك هكذا؟! بمسحة حزن صبغت بها قسمات وجهها ... وغلفت بها نبرة صوتها... - لا فائدة من أن أخدع نفسي بأني سوف أتخلص من هذا المرض اللعين ..... - لا تقولي هذا الكلام ..... سوف تتخلصين منه .... كما فعلنا في المرة السابقة ... - وهذا الذي يجعلني أقول هذا الكلام.... فهو سوف يعود .....لا فائدة .... كلما تخلصت منه ...... عاد لينهش بجسدي.... ضغط على يدها المحاطة بيده ....و قال : - أأنت تعلمين بالغيب ؟ ....... الله وحده يعلم بالغيب...... فلا تقول هذا الكلام مرة أخرى ...... فأنت سوف تشفين ........ وتعودين مثل قبل وأحسن أيضا........ طأطأت رأسها , ونسكب دمعها .... وقالت بأسى... - كم أتمنى ذلك ....كم أتمنى أن يكون كلامك صحيحا... حرر يدها........ ليحطها بكلى يديه .... ويضمها إلى صدره الدافئ.... تبعها قائلا: - سوف تشفين بإذن الله ....... وسوف تعيشين أطول مني ..... ................................................... كانت مسمرة عينيها ناحية الوسادة القابعة بالقرب منها ... كانت خالية كالعادة...... بقلب يعصره الحزن...... وبدمع يتربص لفرصة سانحة للخروج من عينيها .... قالت... - ما الذي يؤخرك هذه الأيام يا تامر؟ ووضعت يدها على الوسادة المهجورة... يتبع......... |
كيف حالك يا هبهوبة اتمنى ان تكونى بخير حال واحسن صحة ومازال الغموض والتشويق سمة لصرخة فى صدرى وهاانا اصرخ لترحمينا من عذاب الفضول وتجودى علينا بما يشبعه ويطفىء ناره حقا القصة مختلفة تماما عن دموع من دم والاسلوب اصبح اكثر تمكنا والاحداث نفسها جميلة جدا لكن كعادتك الجزء ينتهى فى سرعة شديدة فاقرأ وفجأة اصدم بكلمة (يتبع) رنا ومفاجأة جديدة فلم تقتل حبها وتضغط على قلبها بالزواج من رجل لا تميل له ولكن هذا الرجل هو اخ زوجها00ويا له من مأزق ورغبة مدمرة فى ان تكون بجانب حبيبها الذى لا ندرى بعد اسباب تركه لها وزواجه من اخرى حياتها الزوجية بدون اى شك مههدة بخطر ان يكشف عادل هدف زواجها منه تامر ماذا عنه ؟؟ هو متزوج من نجوى وطفل جديد سيأتى للوجود 00هل سيأتى ليكتشف ومعه امه خيانة والده لها ؟؟ فما حكايته مع هدى ؟؟؟؟؟ عمر شخصية مميزة 00وهذا ليس تغزلا فيه وتصرفاته الغير مقبولة 00بل لانه تحدى فهو متكاسل ويريد ان يحصل على ما يريد دون جهد ولا يستحى ان يحصل على هذا المال بالاستيدان او عقوقه لامه وصراخه عليها ليحصل منها على ما يريد 000000000 انتظر التعمق فى شخصياتك ومعرفة المزيد عنهم وعن حياتهم بشوق تحياتى وحبى يا هبهوبة وهل يا ترى هذا البارت هو عيدية العيد ام ننتظر غيره قبل العيد ؟؟ |
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هوب لا أعرف ماذا أقول لا أجد كلمات تسعفني لأصف أبداعك هذا حقا قصتك جميييييييييييييلة و شيقة و لا تجعل أحد بالملل في شوق للقادم |
شكرا لكي اختي هوبي لايت روايتك رائعة وغامضة في نفس الوقت
رنا اتوقع انها تتزوج من عادل الذي لم يظهر حتى الان وربما تحبه مع الايام تامر اتوقع انه متزوج من هدى ولديه طفل منها وشكل مرضها خطير ويمكن تموت نجوى مسكينه حامل وتامر مشغول عنها بوحدة ثانية الله يعينه اذا درت . عزيزتي هوبي اعتبريني من متابعينك للنهاية وتسلمين وجه الصباح |
الجزء الثالت....
كان معطيها ظهره ... ومصوبا نظره ناحية السماء ذات اللون الحالك السواد ..... وفكره سابح في أفق بعيد .... قاطعت سلسلة أفكاره .... بقولها: - حان الوقت لتذهب إليها... ( كان واضحا من نبرة صوتها أنها تقول خلاف ما يقوله لها قلبها) ألتفت ناحيتها , وخط ابتسامة على شفتيه ....ومن ثم قال: - لا أتزحزح من هنا حتى أطمأن عليك.. رقص قلبها فرحا من رده الذي أفلج صدرها, لكن عقلها كالعادة ينغص عليها سعدها و يأمرها بأن تدوس على قلبها , و تقتل فرحها بيديها ... أنكست رأسها ... وقالت : - أنا بخير الآن فذهب ... زاد من سعت ابتسامته ... وبخطى واسعة أقترب منها .....جلس على طرف السرير .... مرر أصبعه من تحت ذقنها .... فرفع رأسها ... ومن ثم قال: - أرفقتي تزعجك لهذه الدرجة... رسمت بسمة لم ترى النور طويلا... ومن ثم قالت... - بالعكس.... لو الأمر في يدي ما جعلتك تفارقن و لا ثانية واحدة ...... لكن ...... لكن .... وضع أصبعه على شفتيها .... فمنع ما تبقى من كلمات من الخروج من حنجرتها ... - لا يوجد لكلمة لكن ..... أنا الآن أمامك و لن أفارقك ثانية واحدة إلى أن تتعافي و تعود لي هدى القديمة... عادت البسمة لتزر شفتيها .... لكن هذه المرة لم ترحل.... - إذا لن أشفى , حتى لا تفارقني ... البسمة زينت شفاهه في تلك اللحظة.... دنا منها , وطبع قبلة دافئة على جبينها ..... كم كانت الأرض لا تسعها من السعادة في هذه اللحظة..... لكن حبل السعادة لا يبد أن يقطع..... فجاء صوت رنين هاتفه النقال ..... ليقتل تلك اللحظة و هي في أوجها .... أخرجه من جيبه .... ما أن وقعت عيناه على الرقم الظاهر على شاشة الهاتف حتى تبدل حاله .... وزالت تلك الابتسامة التي كانت ملازمة له.... وهي كذلك هجرته البسمة ..... فقد عرفة هوية المتصل .... من مجرد رؤيتها لتعابير وجه ... - إنها قلقة عليك فذهب إليها يا تامر... موقف لا يوجد للكلام مكان فيه ... فكان الصمت و للغة العيون حرية البوح بما في الصدور بدون قيود.... .......................................... على سريره الدافئ , كان يتقلب , كأنه ينام على جمر متقد , فعقله يعيد له مشهدا واحدا أمام عينيه .... يعيد له منظر تلك الفتاة التي جعلته يهجر الأرض .....و يدخل عالم لا يوجد فيه سواه و سواها .... فتح عيناه التين جافاهما النوم... وقال بصوت مصبوغ بالحيرة... - ما الذي يجرى لي, لماذا صورتها لا تبتعد عن ناظري؟!!!!!!! ......................................... دخل عليها وهو حابس غضبه في صدره.... ما أن وقعت عينيها عليه ...... حتى تهلل وجهها بالفرح.... وقالت بنبرة صوت تترجم الفرحة التي في داخلها... - الحمد لله أنك عدة ... لقد بدأت أقلق عليك ... عندما لم ترد على مكلماتي .... كأن جملتها كانت الشرارة التي حررت الغضب المتقد في صدره ... فقال بصوت يقطر غضبا : - أأنا طفل صغير حتى تخافي عليه ... صدمها ردت فعله ... فليس لها تفسير... فقالت ... - ماذا بك يا تامر, لماذا تصرخ في وجهي هكذا ؟...... ( بترت جملتها , فقد تذكرت شيئا يفسر هذا الغضب ) ... أأنت غاضب بسبب الاجتماع ؟ أرفضوا فكرتك؟ أخذ نفسا ... تبعه بزفرة ... ومن ثم قال... بصوت بدا عليه اللين ... - نجوى أنا تعب و أريد أن أنام ... واندفع ناحية دولابه .... و تناول منها بجامته.... ومن ثم توجه إلى ناحية الحمام.... أما نجوى فقد ضلت صامته .... و لعبت دور المتفرج.... فأخذت تتبعها بأنظارها المشفقة لحاله .... فأخذت تفكر بوسيلة تخفف عليه وقع ما حدث له في الشركة.... أما وراء ذلك الباب الذي يفصل بينه وبينها .... كان هو متسمر أمام المرآة ..... يحدق بالصورة المنعكسة عليها .... ويترجم بالكلمات ما في داخله من حيرة ممزوجة بضيق... - ما الذي فعلته ؟ !!!... يا الله ما الذي يجري لي في الآونة الأخيرة ؟!!! ومرر يده على وجهه.... ............................................................ بوجهها البشوش أقبلت وهي تقول.... - صباح الخير خالتي... ردت عليها بابتسامة , تبعتها قائلة ... - صباح النور نجوى.. - أراك وحيدة على المائدة, ألم ينزل تامر ؟ - بلى نزل , لكنه ذهب إلى غرفة عمر, أما رنا فهي تقول أنها لا تشتهي أن تأكل شيئا.. لم يبقى سواك ... أرجو أن تشاركيني الإفطار.. ابتسمت, ومن ثم قالت... - وهل أستطيع أن أرفض مشاركتك للإفطار... فسحبت الكرسي المجاور لأم تامر .... و جلست عليه .... - نجوى .... - نعم خالتي... - ما أخبار والدك ؟ هنا وجد الحزن مكان له على قسمات وجهها ... وقالت بأسى.. - على حاله .... لا جديد يذكر... - يا الله .... ماذا سوف يفعلون الآن , أسوف يضلون هناك؟ - أخبرني مجد بأنهم سوف يضلون لبضعة أسابيع أخرى ..... لأجراء فحوص أخرى ...... لعل و عسى يجدون شيئا ...يساعدهم على العلاج... - إن شاء الله .. ......................................................... أغمض عينيه ومن ثم تأفف ... وقال: - هل انتهيت من محاضرتك الآن ؟ - ما هذا ؟ كأني لم أقل شيئا ؟ - نعم لم تقل شيئا جديدا .... هذا الشريط حفظته عن ظهر قلب ..... لقد مللت الإصغاء إليه مرارا و تكرارا ....... ألا تملون أنتم ؟ - يا ل برود أعصابك يا أخي ... - اسمع يا تامر أن شخص لديه أشغال..... إذا انتهيت من كلامك دعني أذهب.... - لا أدعك تذهب حتى تعقل... وتعود لرشدك .... فهل تصرفك الذي فعلته لأمي تصرف يعمله شخص عاقل؟ كيف تجرأ و تقول لهى ذلك الكلام الجارح؟ حرك عمر عينيه بحركة تنم على عدم الاكتراث... مما أستفز تامر ... و أشعل فيه نار الغضب... فزمجر قائلا... - لماذا لا ترد عليه ؟ بضيق صدر قال , و هو مقطب حاجبيه... - أسمع يا تامر لا أنت أبي و لا أمي ..... لهذا ليس لك دخل بي .... وندفع ناحية الباب .... لكن يد تامر التي أمسكت بكفه ردعته عن المضي قدما ....... فسحبه حتى أجبره على السقوط على سريره .... هنا عمر فقد صوابه من شدة الضيق .... فقام من فوره من على السرير .... ووجه أصبعه ناحية تامر ... وأخذ يصرخ قائلا.... - كيف تسمح لنفسك بأن تلقيني هكذا ؟؟ أنت ليس لك دخل بي .... أنا حر أتصرف كيف أشاء ......... ليس لأحد منك حق في ألقاء النصائح عليه ..... في حين أنهم هم الذين يجب أن ينصحوا .... اتسعت حدقت عيني تامر ... فناقوس الخطر رن في داخله... - ماذا تقصد بكلامك يا عمر ؟ - أنت تعلم جيدا ماذا أقصد , فلا تحاول أن تلعب دور الولد المثالي عليه ....مفهوم.... ومضى قدما.... لكنه تامر لم يعتقه بعد .... فأمسك بكتف عمر و أجبره على الالتفات ناحيته .... - أنت لم تجبني على سؤالي .... ضرب يد تامر بظهر يده .... فأجبرها على السقوط .... و قال بصوت حاد... - أوووووووووه ....... كفى ....كفى دعني وشأني ...... يا تامر ......أنت تعلم جيدا ماذا أقصد ..... فلا تحاول أن تلعب دور الغبي الآن........ أزدرد ريقه بصعوبة ... وقال بارتباك جلي على وجهه و نبرة صوته... - أنت تحاول أن تتهرب ..... لهذا تقول هذا الكلام ... - كما تشاء فقد أتركني و شأني .....( قالها بأعلى طبقة من صوت) وبخطى واسعة توجه إلى ناحية الباب .... تاركا تامر يغرق في بحر الخوف من انكشاف المستور ... ............................................................ ..... أطلق العنان لقدميه لكي تقوده بدون رقيب , فالغضب أعمى بصيرته و بصره .... لم يعد له رشده ....... سوى صوت زمور السيارات الذي تسلل إلى أذنيه .... فبعينين رسمتا الدهشة .... قال... - لماذا أتيت إلى هذا المكان ؟.... أفقدت عقلي ..... فلتفتت بسرعة البرق إلى الخلف و في نيته الرحيل .... لكنه صدم بجسم بشري .... أجبره على سقوط أرضا .... أما هو فطول قامته وضخامة جثته وقت من أثر الالتطام.... أنزل عينيه ناحية الجسد الممد على الأرض ....... ليصدم بأنها هي....... تلك الكائن الذي طبعت صورته في ذهنه ...... هو الكائن الذي جعل النوم يهجره ..... هو الكائن الذي جعله يدخل عالم آخر... لم يتحرك ساكنا, ضل مسمرا بصره عليها ... بذهول و عدم تصديق... بصوت مذعور أقبل ناحيتها .... قائلة ... - جنان هل أنت بخير؟ أمسكت بيد جنان ... التي رفعت رأسها .... و قالت : - أنا بخير ..... لا تقلقي عهود .... رفعت عهود جنان ... و ساعدتها على الوقوف ...... وما أن أطمأنت على جنان , حتى هاجمة عهود عمر ..... الواقف كالأبله بدون حراك... - ماذا بك ....... ألا ترى أمامك ؟ أخيرا عاد إلى رشده .... و دبت الحركة في جسده ... - ها .... أن.... أنا.... أن....... قاطعته بصراخها ... - أنت ماذا ؟ ها .... ماذا إذا حصل لها مكروه بسببك؟ بيد تائهة .... وجدت أخيرا طريقها على كتف عهود ... قالت بصوت حاني... - عزيزتي عهود .... لم يحصل شيئا ...... أنا بخير... لا داعي لك هذا الانفعال.... ربما لم ينتبه لوجودنا .... أو أنه لم يرنا.... دخل صوتها إلى مسمعيه .... ليجبره على الإبحار في أنغامه العذبة ..... - أنت دائما هكذا على نياتك ...... تفترضين الخير في الآخرين .... في حين أن نواياهم سيئة... - ما هذا الكلام يا عهود .... يا سيدي ... أنا آسفة على الكلام الذي بدر من صديقتي ... أرجوك أعذرها فهي كانت خائفة عليه .... فهي تحسبني طفلا صغيرا .... لا يستطيع أن يتدبر شؤونه لوحده ... - ما هذا الكلام يا جنان .... - هيا بنا يا عهود لقد تأخرنا فيما فيه الكفاية... - آهن منك يا جنان .... هيا بنا نذهب ... ( فأمسكت بيد جنان و شرعا في تجاوز الشارع ) أما عمر المبحر في عالم آخر ... فقد اكتفى بصمت .... فلسانه خانه في تلك اللحظة .... على الطرف الآخر من الشارع .... أخذت عهود تعاتب جنان... - لماذا اعتذرت منه؟ ...... كان يجب هو أن يعتذر منك.. - لأنك اتهمت الشخص بجرم لم يفعله ....و لمعلوماتك كان هو مرتبك ... لهذا لم يعتذر ... رفعت عهود أحد حاجبيها بحركة تنم عن التعجب ... - و كيف عرفت هذا؟1 رسمت ابتسامة ساحرة على شفتيها الصغيرتان ... و قالت ... - من نبرة صوته ... وقبل أن تفتح فمها لك ترد على جنان ... جاءهما صوت صراخ أحدهم قائلا : - لو سمحتن توقفن ......لو سمحتن توقفن .... فلتفتت كليهما إلى الوراء... ليجدا عمر مقبلا إليهما... فقالت عهود بصوت مغلف بالدهشة .... - أنه هو !!! ماذا يريد هذا ؟! توقف عندما غدا أمامهما مباشرة .... أخذ يلتقط أنفاسه التي هربت منه بسبب الركض ورائهن .... فسألته عهود لكي تشبع فضولها ... - ماذا تريد يا هذا ؟ أزدرد ريقه ... ومن ثم قال ... - أنا آسف .... ( ألقها دفعة واحدة ) خطت جنان ابتسامة على شفتيها و هي تقول .. - لا داعي للاعتذار فلم يحصل شيئا .... لا إراديا وجد شفتيه يتحركان ليرسمان ابتسامة واسعة... قالت جنان ... - يجب أن نذهب الآن , لهذا مع السلامة ... أخذ نفسا عميقا ..... ومن ثم أخرجه من صدره ... وتبعه قائلا ... - مع السلامة.... فمضت هي و صديقتها في طريقهما ..... وضل هو يتبعهما لا بأقدامه بل بعينيها المسحورتين بهذا الكائن العجيب... يتبع..... |
اقتباس:
كالعادة ردك جميل مثلك ... و يشعرن بالفرح و يدفعني للأستمرار لقد حاولت قدر المستطاع أن أطيل الجزء ... ان شاء الله يعجبك :) و في الختام .. كل عام وأنت بخير بمناسبة قدوم العيد ... وهذي عيديتي لكم :flowers2::flowers2: |
اقتباس:
همسة حالمة... ألففففففففف شكر لك على ردك ... و ان شاء الله يعجبك الجزء الجديد... وكل عام وأنت بخير... |
اقتباس:
أهلا بك ضيفة عزيزة و غالية على قصتي المتواضعة... تسلمين أختي على ردك المشجع ... و تحلليلك :) بنشوف مع الوقت اذا صدقت توقعاتك أم خابت... :) ان شاء الله يعجبك الجزء الجديد... و كل عام وأنت بخير بمناسبة قدوم العيد.... |
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف حالك هوب؟ جزء ثالث محيرني بشخصيات قصتك لكن الأحداث كل مرة بتشوقنا فلا تتأخري علينا بجزء الياي وكل عام وأنت بخير |
اقتباس:
أختي همسة حالمة... تسلمين على هذا الرد ... ان شاء الله مع الأجزاء الجديدة بتضح الصورة أحثر... وان شاء الله تعجبك الأجزاء القادمة.... وكل عام وأنت بخير:) |
الجزء الرابع....
من وراء يده, ظهرت عينيه الحائرتان ... الضائعتان ...... المرتعدتان ....... هوى بجسده على السرير....... - يا الله لقد أكتشف أمر....... ماذا أفعل ؟...... ( فخرجت تنهيدة من فمه ) دخلت عليه أمه المذعورة .... ومن ورائها نجوى.... فرفع رأسه المنكس.... بصوت ملئه الخوف... قالت... - تامر ماذا جرى بينك وبين عمر؟...... لقد خرج من هنا وهو متضايق.... قام من على السرير , و أقترب من أمه....و لما غدا أمامها مباشرة قال: - تعلمين عمر يا أمي... لا يحب أن يسمع الحقيقة ... أغمضت عينيها , و أخذت تهز رأسها بأسى .... وتقول.... - لا أعلم ماذا أفعل بهذا الولد , سوف يقتلن من كثرة الخوف عليه... سند يده على كتفها , و قال : - لا تقولي هذا الكلام يا أمي, لا يستحق أن تتعبي نفسك بتفكير به, فهو لم يفكر بمدى الألم و الخوف الذي يسببه لك , هو لا يستحق أن يهتم به أحد , العين بالعين , و السن بسن ... فتحت عينيها المنذرتان بسكب الدمع... وقالت: - يسهل عليك قول هذا الكلام ... فأنت لست أمه ... قلبي لا يطاوعني ...... يجب أن أخاف.... حتى لو لم يكن يكترث بمشاعري ....... و كان يجرحني..... حرر كتفها من يده, و هرب بأنظاره إلى الأرض ... جاءت من ورائها يد نجوى لتحط على كتف أم تامر...تبعتها كلماتها المواسية ... - خالتي لا بد أن يصطلح عمر, فهي فقد مسألة وقت لا غير... - متى ..... متى سوف يحصل هذا يا بنيتي ... متى ؟ قال تامر: - أعذرني, يجب أن أذهب الآن .. ومشى قدما ... ................................. قبل أن يخرج من عتبت البيت , جاءه صوتها وهي تناديه : - تامر....تامر توقف.... ألتفت إلى ورائه ...... ليجدها مقبلة عليه بخطى متسارعة ... بحاجب مرتفع إلى أعلى , قال: - ماذا هناك يا نجوى ؟ - أريد أن أكلمك في موضوع... زفر زفرة قوية ... ومن ثم قال: - ليس الآن يا نجوى ,فأنا مستعجل؟ - إذا متى سوف أكلمك ؟ فهذه الأيام بالكاد أراك, وحين أراك تكون في عالم آخر, و لا تطيق أن تتكلم , فمتى يا تامر أستطيع أن أكلمك , متى ؟ ( قالتها وضيق على محياها ) - نجوى أنت تعلمين كم أنا مشغول هذه الأيام ... - بماذا ؟ لا تقل بالمشروع , فأنت أخبرتني بأنك انتهيت منه , ما الشيء الذي يشغلك , قل, ما الشيء الذي يجعلني بالكاد أراك .... ما هو ...ما هو؟ قفز إلى ذهنه سؤال واحد .... تردد صداه في عقله .... ( أتشك بشيء؟ ) أخذ يبتلع ريقه بصعوبة ... فهي محاصرته بأسئلتها من كل جانب .... لا مفر... لا عذر يطرأ على البال... لينقضه من هذا الحصار... بوجه لانت قسمات وجهه قالت: - تامر هل هناك شيء تخفيه عليه ؟ جاء سؤالها كصاعقة عليه ..... وبصوت مرتعد .... و بكلمات متفرقة ...قال: - شيء....... ش.......شيء مثل.... مثل ماذا ؟ - لا أعلم, أخبرني أنت ... - أنت تتوهمين لا غير لا .......... لا يوجد شيء....فقد .........فقد ......... أنقذه صوت رنين هاتفه النقال... فأخرجه من جيبه بسرعة البرق....فرأى الرقم الظاهر على شاشته ....... فجاءته فكرة تنقذه من الورطة التي هو فيها .... - أنه خالد ....... لقد تأخرت عليه ..... يجب أن أذهب .... وقبل أن تنطق ..... كان قد أعطاها ظهره ومضى قدما .... ....................................................... بعينين تتمتعان بمشاهدة ذلك الملاك الصغير النائم على مهده ... وبوجه زينته ابتسامة واسعة قالت: - يال جمالها ....أنها حقا تشبهك . - حقا ........ غريب فالجميع يقلون أنها تشبه أبها ... - ربما أنفها يشبه أنف أبها .... أم ما تبقى فهو نسخة منك يا نادية... تبسمت ضاحكة نادية ..... ومن ثم قالت... - وهل هذا شيء جيد بأنها تشبهني ؟ - للأسف لا ... بوجه رسم الذهول على محياه ... - ماذا ؟!!! أيعني أنني بشعة الآن يا هند ؟؟!!! انفجرت هند ضاحكة .... و أخذت تقترب من صاحبتها المستلقية على سريرها ....فجلست بالقرب منها ... وقالت : - أيتها الحمقاء كنت أمزح معك ... - كالعادة مزاحك ثقيل.... - ماذا سوف تسموها ؟ - لازلنا محتارين .. - ما رأيك بأن أساعدكم , وأحل مشكلتكم ... - أعندك أسم ؟ - نعم ....... بدور... ما هو رأيك به ؟ - بدور....... أسم جميل .......... لكن أليس هذا الاسم الذي كنت سوف تسمين ابنتك به عندما تنجبين, وكنت تحذرينا من ألا نسمي أحدا من أبنائنا بهذا الاسم ؟ شيئا فشيئا أخذت تتلاشى تلك الابتسامة التي زينتها ... وقالت بغصة ... - نعم ... لكن لم تأتي بدور ... لاحظت نادية مسحت الحزن التي حلت بهند.... فقالت : - هند يجب أن تقنعيه ... فهذا من حقك .... بأن تصبحي أما ... خرجت من فم هند تنهيدة ساخنة .. وقالت بصوت حزين... - أنا قبلت بهذا منذ البداية ..... - لكنك الآن غير هند قبل الزواج .. لقد صحية و أدركت أن موافقتك بعدم الإنجاب كان خطئا .... وبتأكيد هو كذلك قد تغير مثلك... ففاتحيه بالأمر, لن تخسري شيئا يا عزيزتي... لم ترد عليها ... فقد أكتفت بصمت .... وتفكر بكلام صاحبته الأخير.... ............................................................ - السلام عليكم يا نجوى .. - وعليكم السلام يا عمي ... - كيف حالك يا نجوى؟ - بخير الحمد لله , و أنت يا عمي, كيف حالك ؟ - الحمد لله بأفضل حال.. - تفضل يا عمي ... و أشارت له بدخول.... جاءهما صوت أم تامر وهي تسأل بصوت عالي : - من على الباب يا نجوى ؟ فردت عليها نجوى بصوت مرتفع : - أنه عمي أبو تامر ... بعينين ترسمان الدهشة ... - أبو تامر!!! - نجوى هل رنا هنا ؟ - نعم يا عمي.. - نادها لي, أريد أن أكلمها .... - حسنا , عن إذنك ... - إذنك معك ... فذهبت عنه .... تاركة إياه لوحده .... لكن لم يطل بقائه وحيدا.... فقد خرجت أم تامر من المطبخ .... لتجده جالسا على الكنبة المواجهة للمطبخ ... تشابكت عينيها بعينيه الحادتان .... ضلوا على هذا الحال لبضع دقائق .... ساكنين بلا حراك ... و لا كلام .... لكن عيناهما بحتا بكل ما في الصدور.... فجاءت نجوى لتقاطع حديث عيناهما .... - عمي أنها قادمة , أتشرب شيئا ؟ - لا داعي فقد طلبة من الخادمة أن تحظر له القهوة وسط .... إلا إذا كان عمك تركها ... و لم يعد يحبها ... قالتها وعينها الضيقتان مصوبة ناحية أبو تامر.... كانت رسالة أم تامر واضحة وضوح الشمس ... - لا شكرا لا أريد قهوة و لا شيئا آخر, فأنا جئت لأقول لكم بأن يوم الأربعاء سوف يأتي أخي و عائلته لك تصبح الخطبة رسمية .... - بهذه السرعة !!! جاءهم صوتها المصدوم .... فلتفت الجميع ناحية صاحبة الصوت... ليجدوها واقفة في أعلى الدرج, و الصدمة تملكت قسمان وجهها .... ............................................................ .... بوجه ملئ رعبا ... - ماذا أفعل يا خالد , ماذا أفعل؟ - لا أعلم .. لكن كان يجب أن تعلم أن هذا اليوم سوف يأتي... - لكن ليس بهذه السرعة ... قوس خالد حاجبيه إلى الأعلى ... وقال بتعجب : - بسرعة!!! ........ لقد مضت أربع سنوات على زواجك بهدى ..... هز رأسها بقل حيلة .... و غطى معالم وجهه بيديه ....وقال : - الوقت غير مناسب ........ غير مناسب ..... وأنا لست مستعدا بعد, لست مستعد ...... - متى سوف يكون الوقت مناسبا في وجهة نظرك, و متى سوف تستعد ؟! بعد 4 سنوات أخرى .....أو 5....6.... 10 سنوات , أتعلم يا تامر لو الأمر بيدك لضلت مخفيا أمر زواجك بهدى لآخر عمرك.... ............................................................ ..... بعينين مصبوغتان بالحزن .... و شفتين ترتعشان .... قالت: - بعد يومين سوف يصبح كل شيء رسميا ؟ - لازال لديك وقت يا رنا ... تحرك قبل أن تتورطي.... هزت رأسها بنفي... مصحوبا بكلماتها : - كلا ....... كلا ........ سوف أستمر ..... أنها فقط البداية ........ دائما البداية تكون صعبة .... سوف أتجاوزها ....و عندما أتجاوزها سوف يكون كل شيء على خير ما يرام .... هزت نجوى رأسها بأسى , و قالت .. - أتحاولين أن تقنعي نفسك بهذه الأكاذيب ؟ ألتفتت بسرعة ناحية نجوى الجالس بجوارها , و قالت : - أنها ليست أكاذيب أنها حقيقة , الجميع يقولون هذا .... - و الجميع يكتشفون أنها أكاذيب .... فيندموا لكن للأسف بعد فوات الأوان .... لم يسعفها عقلها برد ........ فهو يعرف أنها أكاذيب ..... أوهام ........ لهذا رافقت الصمت ..... ............................................................ .... من على سماعة الهاتف جاءه صوته وهو يقول .... - أصحيح الذي سمعته من أمي يا عادل ؟ - وماذا سمعت يا حسن ؟ - سمعت يا أخي الكبير بأنك سوف تتزوج من رنا , أهذا صحيح ؟ ابتسم ومن ثم قال: - نعم ... بصوت كله فرح ... - ألف مبرووووك يا أخي , حقا لقد فرحت لك , أخيرا بعد طول انتظار قررت أن تتزوج, لماذا الآن وافقت على الزواج .... أكنت تنظرها حتى تنهي دراستها ؟ - ش....شيء من هذا القبل ... - أنها فتاة جيدة ... سوف تسعدان معا ... أنا متأكد .... بابتسامة باهتة قال .... - أرجو ذلك يا حسن , أرجو ذلك من كل قلبي ..... ............................................................ ......... كان جالسا على الأريكة , يتصفح كتابا ... لكنه بين الفنية و الأخرى كان يلقي نظرة عليها , كانت جالستا على السرير و وجهها يقول بأنها تريد أن تقول شيئا ... رفع أحد حاجبيه وأنزل الآخر.... ومن ثم قال: - ماذا هناك يا هند؟ يبدو أنك تردين أن تقولي شيئا ... بنبرة صوت تعكس التردد وتوتر الذي بداخلها , قالت: - نعم .... هناك شيء.. - ما هو ؟ أخذت تبتلع ريقها بصعوبة .... - سوف أقول , لكن أرجوك لا تغضب ........ أرجوك... وضع الكتاب جانبا , و عدل من جلسته , ومن ثم قال.. - المسألة فيها غضب, ماذا هناك يا هند, تكلم ؟ - أولا عدني ... نفذ صبره , فصرخ عليها قائلا... - هند ما هذه التصرفات الغريبة ؟ تكلم , أنطقي .... أهناك مشكلة تورطت بها ؟ ها , قولي ... زاد خوفها .... و أخذ يعصر قلبها أكثر فأكثر.... مما جعلها تفضل السكوت عن فتح باب الجحيم على نفسها .... - لا شيء لا يوجد شيء... قام من مجلسه ... و أقترب منها بخطى واسعة ....ووقف أمامها مباشرة ... وزمجر قائلا ... - لا شيء...... لا شيء.........بل هناك شيء ....... وشيء كبير أيضا ......... فنطقيه ... وقول ما هو ...... هيا .... قررت أن تنهي الموضوع , و تنفذ بجلدها من براثمه.... فقامت هي الأخرى و قالت... - قلت لك لا يوجد شيء مهم.... ألقت كلماتها هذه و اندفعت ناحية الباب , هربا من نوبة غضبه .... لكن يده حالت دون ذلك... أمسك بيدها , و دفعها ناحيته .... حتى غدا وجهها مواجها لوجهه الذي أخذ منه الدهر ما أخذ .... و خط عليه علاماته ..... كانت عيناه تقدح شررا .... ووجهه ينذر بالأسوأ.... - أسوف تنطقين أو أجبرتك بالقوة ... أخذت تحدق بتلك العينين الغاضبتان .... فارتعدت.... و خافت .... ولم تجد سوى أن تتكلم .... ففي كلى الحالتين سوف ينفجر عليها غاضبا .... - أريد أن أنجب أولادا .... ( قالتها وهي تحاول أن تتصنع القوة) قوس كلى حاجبيه إلى أعلى.... وارتخت قبضة يده على يدها ... وبذهول تجلى على تعابير وجهه .... و نبرة صوته قال... - تنجبين ........و لماذا ؟ - لأني امرأة, ومن حقي أن أصبح أما ... - لكن نحن اتفقنا بألا ننجب ... - كنت حمقا عندما وافقت على هذا الأمر .... - و الآن ماذا جد .... ما الذي جرى ......... أهي لعبة ...ها ؟ - الآن أدركت بأني لا أستطيع أن أعش بدون ابن يملئ حياتي ... و ينشر الفرح فيها ... - ما هذا الكلام؟... من الذي أدخل هذا الكلام في رأسك؟ ... طوال السنتين ونصف الماضيتان لم تفكر بهذا الأمر ... الآن تأتي و تطلب مني هذا الطلب ... بتأكيد أن أحدا دس هذه الأفكار في رأسك .... أمسكت بيده بكلى يديها ... و بعينين راجيتان قالت ... - لم يدس أحد هذه الفكرة في رأسي ...أنا لوحد أردة هذا .... غسان أنت لا تستطيع أن تحس بالإحساس الذي أشعر به .... فأنت عندك أبناء ... لهذا لا تستطيع أن تحس بمدى الألم و العذاب الذين أشعر بهما .... فأرجوك وافق... بحركة سريعة سحب يده من قبضة يديها .... و صرخ بها قائلا ... و هو مقطب حاجبيه .... - لا ..... لن أوافق على هذا الأمر ........ فالأولاد ليس ورائهم سوى التعب و ألم الرأس........ كما أنني في هذا السن ليس فيه قوة على تربية الأطفال ...... لهذا الأفضل لك ( رفع يده و صوب أصبعه ناحية رأسها و هو يكمل قائلا ) بأن تمسحي هذه الفكرة من رأسك ونهائيا.... مفهوم .... و إلا سوف يحصل لك شيء لا يحمد عقباه... وخرج من الغرفة, تارك إياها ....تغرق في دموعها .... و تندب حظها العاثر الذي أجبراها على الزواج به .... يتبع..... |
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته على الجميع
أحب أن أبارك على الجميع بمناسبة قرب حلول العيد فكل عام وأنتم بخير :) |
جزء جميل
شخصيات و أحداث جديده أيش قصة هند ؟ و هل رنا بتستمر في هذا الزواج؟ انتظر الجزء الياي على أحر من الجمر وكل عام وأنت بخير هوب |
اقتباس:
أن شاء الله في الأجزاء القادمة كل شيء سوف يتضح.. وكل عام وأنت بخير... |
الجزء الخامس...
- ألن تذهب؟ بوجه متكدر قال: - كلا , سوف أبات الليلة هنا. - انك تهرب .. - هدى أرجوك لا أريد أن أتحدث بهذا الموضوع . - تامر هربك لن ينفعك. بل سوف يضرك , أنظر لنفسك . قام من الكرسي المجاور لسريرها .... و أخذ يمشي ناحية الشباك .... توقف أمام الشباك , و أخذ يتطلع في السماء التي لبست عباءة الظلمة .... ثم تنهد ... وقال... - ليس الوقت مناسبا يا هدى , ليس مناسب ... - لكنها بدأت تشك , وأخاك أيضا قد عرف بالأمر... أنه أنسب وقت حتى تقلل من الخسائر, بادر أنت, وأخبرهم ... - عمر أنا أستطيع أن أسكته .... و هي .... - وهي ماذا يا تامر؟ ......................................... بعينين لم يتزحزحا عن الشارع .... كانت واقفة تترقب قدومه .... من على الشباك.... بقلب حزين .... وذهن حائر.... لا يجد جواب لسؤاله .... لماذا يتأخر تامر؟!!! - أين أنت , و لماذا أغلقت هاتفك ؟ أففففففففففففففف...... لقد تعبت يا تامر .... تعبت من الانتظار .... و الخوف عليك .... ........................................ هوت على كتفه على حين غرة يد ... جعلت رعشة تتخلل جسده... فالتفتت إلى خلفه بسرعة ليجد ... - أخيرا أمسكت بك ... بعينين رسمتا الذهول قال عمر: - فريد !!!!!!!!!! - ماذا بك هكذا مذهول ... كأنك رأيت شبحا.... - لا ....لا أبدا .... لكنك فاجأتني .... الناس تسلم أولا .... - حسنا .... السلام عليكم ... ( وجلس بالقرب منه ) بابتسامة مصطنعه قال عمر: - وعليكم السلام ... كيف حالك ؟؟ - سيئة ... بحاجب مرفوع قال عمر: - لماذا سيئة ؟!! - بسببك .... أين مالي ؟ - أوووه مالك ... ( أخذ يبتلع ريقه , ويتلعثم في كلامه ) ...هو .......... أنا ......أأأ قاطعه قائلا ... وقد أصطبغ وجهه بالضيق: - هو ماذا ؟؟ واضح أنك لم تدبر مالا .... صحيح ؟ هز رأسه بالإيجاب و هو منكس رأسه ... بسرعة البرق أمسك بقبة قميص عمر وأخذ يصرخ قائلا : - ماذا ؟ .... ألن تعطيني مالي ..... لقد صبرت عليك كثيرا يا عمر ... الأفضل لك أن تعطيني مالي و إلا ... بتر عمر الخائف جملته قائلا: - من أين يا فريد ؟ لقد حاولت أن أدبر مالا , لكنني فشلة... بنفس حدة الصوت قال فريد: - مادمت لا تملك شيئا , لماذا أخذت مني البضاعة , لماذا ؟ - أهدأ يا فريد أهدأ , انظر إلى الجميع , كل من في المطعم ينظرون إلينا , فهدأ و أجعلنا نتفاهم ... - على ماذا نتفاهم ؟ لا يوجد بيننا تفاهم ... الأفضل لك أن تعطيني مالي و فورا .... - من أين ؟ صرخ بأعلى طبقة من صوته قائلا : - لا يهمن ... ازدرد ريقه بصعوبة , ومن ثم قال بصوت يشوبه الخوف: - حسنا .... حسنا .... سوف أعطيك مالك .... لكن أمهلن وقتا .... - وقت .... أتريد أن أعطيك المزيد من الوقت؟ أكثر مما أعطينك لن أعطيك.... - أقسم لك أنني هذه المرة سوف أعطيك , فقط أمهلني بضعة أيام.... و أيضا سوف أعطيك زيادة إذا أردت ... أخذ فريد يبحلق في عمر بعينيه اللتين تقدحان شررا لبضع ثواني .... و من ثم قال بصوت أقل حدة ... - حسنا .... لكن سوف تحظر المال غدا .... هنا ... بوجه مذهول قال لا إراديا ... - غدا!!! - غدا و إلا لن أمهلك وقتا .... و سوف أهشم وجهك بيدي هاتين ... - لا .... غدا .... غدا سوف أعطيك مالك ... ( قالها و أوصاله تحتك ببعضها البعض ) .......................................................... أخذت تمرر يدها أمام عيني نجوى , السارحة في عالم آخر ... من التساؤلات التي لا تنتهي .... لم تتحرك نجوى ساكنة ... فلجأت رنا إلى أن تهزها بيدها لعلها تعود لها ... فعادت أخيرا نجوى .... فقالت باستغراب... - ماذا هناك ؟1 - أنت ماذا عندك , أين كنت ؟ منذ فترة وأنا أكلمك , لكن أنت في عالم آخر... غطت وجهها بستار يدها , و قالت بعد أن خرجت من صدرها تنهيدة : - تامر ... رفعت رنا كلى حاجبيها إلى أعلى و هي تقول : - ماذا به ؟ أخذت تهز رأسها بأسى , و تقول بنبرة صوت حائرة : - لا أعلم .... لا أعلم .... جلست رنا المتعجبة من كلام نجوى على السرير بالقرب من نجوى , و قالت : - ماذا هناك يا نجوى ؟ ما الذي جرى بينك و بين تامر؟ - لم أعد أراه , و لم أعد أقدر على أن أكلمه .... ( قالتها و الدمعة بين أهدابها ساكنة ) زادت حيرة رنا , فسألت حتى تبعد هذا الضباب من ناظريها : - لماذا ؟! أبعدت يدها, فكشفت عن دمعها الذي انسكب من مقلتيها ... فقالت : - هذا الذي أريد أن أعرفه , لماذا يحدث هذا ؟ ما الذي يشغله, و يجعله لا يأتي إلى المنزل, و لا يتكلم, و يغلق هاتفه النقال... |
قصتج رائعه جدا اختي وبالرغم اني لم اقرائها قبل الان الا ان احداثها جديده ومختلفه انتظر القادم منذ الان وتسلم ايديكي اختي ويعافيكي |
عزيزتي هوب لايت......تحيه طيبه وبعد.... المعذره منك لتأخري بالتعليق.....ولكن اسمحي لي أن اعبر لكي عن مدي تألقك ....وتطور أسلوبك بالكتابه.......والذي كل ما يزداد....حنكه ....وروعه.... بارتين ولا أروع.....اعدت بهم أكتشاف العديد من الأبطال..... فلكل منهم سر....ويحاول أن لا يظهر علي السطح ويعقد الأمور.... الزوجه ألتي لم تخبر زوجها عن حملها.....والزوج المتزوج سرا من وراء زوجته... والمديون الذي يحمل هم الدين ....ولا يستطيع النوم حتي يسدده والتي تحب شخصا لا يحبها .....وسترتبط برجل غيره....... كلهم يعيشون بدوامه ....مليئه بالأسرار....فمتي ستنجلي الحقيقه وتظهر علي السطح.... ويحتدم الصراع بينهم أنتظر القادم بشوق ....فلا تتأخري علي.... امنياتي لكي بالتوفيق والابداع دائما وكل التحيه والود |
ازيك يا هوبة اعذرينى جداااااااااااا على تأخير ردى فقد كنت غائبة عن المنتدى الفترة الماضية سعيدة جدا اننى عندما عدت وجدت قصص جميلة تستحق المتابعة من ابرزهم طبعا قصتك وليس بفصل واحد بل بفصلين حقا كانت عيدية جميلة اثلجت صدرى واشعرتنى بالسعادة واستمتعت جدا بقراءتهم لكننى شعرت ان الفصل الخامس صغير جدا هند وغسان 00شخصيتان جديدتان وافدتان بقوة على القصة وباحداث شائكة وقضية خطيرة فما سيكون جديدهم وما علاقتهم بباقى افراد القصة ؟؟؟ رنا وعادل00وقرب المصير المخيف لرنا 00كيف ستتعامل مع الامر وماذا عن عادل؟؟ هل سيشك بشىء؟؟ وحسن يبدو انه لم يؤثر فيه ابدا خطبة عادل لرنا هل كان يحبها ام لا يدرى اصلا بحبها له ؟؟ تامر ونجوى00للاسف تامر بعيد كل البعد عنها ومتزوج من غيرها فى السر هل سينكشف السر قريبا ومن سيكشفه؟؟ هل سيعلن تامر زواجه من هدى ؟؟ ام ان نجوى ستكتشف بالمصادفة عمر ودينه الكبير كيف سيتمكن من سده فى مهلة مبلغها عدة سويعات ؟؟ القصة مشوقة جداااااااااااا وتساؤلات كثيرة تعربد فى اعماقى انتظر معرفتها والغرف من متعة قراءة قصتك فى الفصول القادمة تقبلى حبى وتحياتى وتشجيعى يا هوبة |
اقتباس:
أشكرك أختي على كلماتك... حقا لقد سعدة بردك ... ان شاء الله الأجزاء القادمة تنال على أعجابك ... دمتي بخير... :) |
اقتباس:
عزيزتي لا داعي للأعتذار ... فأنا أعلم مدى أنشغالك ... المهم أنك قرأتي القصة و أنها نالت على أعجابك... فشكرا على ردك المميز كعادته... دمتي بخير... |
اقتباس:
عزيزتي كم أنا سعيدة برأيت ردك من جديد في صفحتي... لا داعي للعتذار فالأنسان وقته ليس ملك له ... أشكرك على كلماتك هذه ... و كالعادة كل الأجابات على أسألتك سوف تجدينها في الأجزاء القادمة... دمتي بخير... |
السلام عليك أختي هوب
قصة جديدة خطيتها وأسلوب جديد تبدو القصة جميلة و تعد بتشويق و الاثارة فتابعي فأنا من المتابعين لك بشغف |
اقتباس:
كم جميل رؤيتك من جديد في صفحتي المتواضعة... كلماتك المشجعة لها وقع كبير في نفسي فشكرا على ردك و على مرورك الكريم... أرجو الا تخذلك قصة و تجدي كل مايسرك فيها ... دمتي بخير... |
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ضوء الأمل >>صح المعنى :liilas: بصراحة اليوم يوجد لدي وقت ولفتت انتباهي قصتك وقررت ان اتصفحها بصراحة ودون مجاملة ذهلت من روعة سطورك ودقة صياغتك للحوار وعذوبة كلمات القلق والهفة والحزن التي تصوغيها شخصياتك كلها رسمت بعناية لكل شخصية خط مغاير وللجميع ووجهة نظر واسلوب مختلف تماما تامر بحياته المنقسمة الى قسمين قسم يعيشه بالعلن وقسم يعيشه بالسر اعجبني كثيرا ابرازك لهذه الشخصية وللانفعالات التي تصاحبها على الرغم من الغموض حول هذه الشخصية الذي لم يتضح لحد الان يعني ضروف زواجه الاول وضروف زواجه الثاني نوعية العلاقة بينه وبين زوجته العلنية هل هو مقتنع بها هذا بالاضافة الى عدم ايضاح ايهما تزوج اول نجوى ام هدى ففي بداية القصة اوضحتي ان خبر حمل نجوى انتظره طويلا يعني ممكن تكون نجوى الزوجة الاولى انتظر ايضاح كل هذا عمر شخصية لاهية واعية هو يعرف ان طريقه خطأ مع ذلك مستمر بالسير به هل تعرفين مثل هذه الشخصية تجعل قلم الكاتب يشطح بأفكار كثيرة فهي شخصية حرة وردود افعالها خير محسوبة والكاتب الجيد هو الذي يستطيع اضهارها في سطور اتمنى ان توفقي فيها رنا شوفي عزيزتي هنا انا اعطي وجهة نظري انا مع زواج رنا من عادل هل تعرفين لماذا لانها لو بقيت دون زواج سوف تبقى محصورة ومحاطة بالتفكير ب حسن ولكن مع الزواج قد تجد في عادل هو الانسان الذي كانت تتمنى وقربها من حسن ممكن ان يساعد في ان تنسى خاصة اذا رئت عمق العلاقة بينه وبين زوجته كانت لدي احدى الصديقات تقدم لها شخص وهو ابن عم وابن خالة شخص كانت تحبه قبلت به وهي مترددة ولكن اهلها وجدو فيه الشخص المناسب صدقيني الان هي تضحك على نفسها كيف كانت مترددة وهي الان سعيدة جدا بأسرتها ليس كل شخص نميل اليه هو الشخص الذي سوف تستمر الحياة معه لان ببساطة نحن في مجتمع لايسمح بهذا الشيئ ومسألة الحب والاعجاب تبقى حبيسة قلب الفتاة ومسألة اضهراها مسألة صعبة لذا انا دائما مع اختيار الاهل لان الفتاة دائما تحكمها مشاعر والاهل دائما يكونون موضوعين بأختيارتهم خاصة اذا كانت الشاب المتقدم يشهد له بالاخلاق والصلاح غسان وهند قصة تتكرر دائما الرجل الكبير والفتاة الشابة هو يطمح بتجديد شبابه وهي تطمح بنقوده وشخصيته يفرض الشروط وهي تقبل وبعد ذلك تكتشف خطئها وكيف تهوانت في حقها وفي غريزة الامومة لديها اتمنى ان تجدي حل مقنع لهذه العلاقة ومن هو غسان هل هو والد تامر ؟؟؟ اربعة اجزاء من الغموض التام والتشويق فهل سوف ينجلي الغموض قريبا عزيزتي انا من عشاق الواقعية في الكتابة وقصتك شدني لها واقعيتها وتناولها لمشاكل اجتماعية موجودة بالواقع ختما اتمنى لكي التوفيق ولقلمك التطور وفقك الله |
الف مبرووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو وووووووووك على وسام التميز يا هوبة والله فرحتلك اوىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى وحقيقى تستاهليه كلكم تستاهلوه ما شاء الله عقبال تميز قصتك يااااااااااااارب بانتظار البارت القادم |
الف الف مبروك عزيزتي هوب ......علي حصولك علي وسام التميز.......فأنت تستحقينه بالفعل...... وفقك الله دائما .....وأسعدك..... والف شكر علي كلماتك الرقيقه ...وتهنئتك الرائعه موفقه دائما كل التحيه والود |
اقتباس:
كم أنا سعيدة برؤيت ردك الذي أثرى صفحتي.... و كلماتك الجميلة و تحليلك الرائع تمتعة بقراءتها .... و قد أخجلني في نفس الوقت ... نبدأ الرد على تعقيبك... رنا ... في البدأ شكرا لمشاركتك لي قصة صاحبتك... ثانيا ... في دروب الحياه تتعدد الشخصيات و ردات أفعالها ... فهل سوف تكون رنا كما توقعت و تتأقلم مع عادل... سوف نرى ... أما تامر... فأنا في طبيعة كتابات لا أحب أن أضع جميع المعلومات دفعة واحدة ... في كل جزء أضع معلومه جديدة .... حتى لا تبقى بقية الاجزاء مجرد حشو و أيضا حتى يستمر الحماس و تسائلات لدى القارء... يعني في كل جزء سوف تكشفين شيء جديد عن هذه الشخصيه.... :) عمر... كما قلت الكاتب عند هذه الشيخصيات يستمتع بكتابتها فليس فيها قيود ... فالمجال مفتوح للأضافة فيها ... وعندي حبك بخصوصه ان شاء الله تعجبك ... هند و غسان ... عزيزتي ... هذه الشخصيتان سوف يقلبان توقعاتتكما لهما .... ما بقول غير كذيه ... عشان ما أحرق القصه.... و في الختام ... فشكرا لك من القلب على كلماتك المشجعه... دمتي بخير... |
اقتباس:
لا أعرف ماذا أقول لك ... لا يجد قلم سوى كلمة شكرا لك منه في الصداقة لا يوجد لكلمتا شكرا و آسف مكان في قامسه... دمتي بألف خير صديقتي ... |
اقتباس:
تسلمين أختي الغاليه على مباركتك .... و شكرا ..............شكرا........شكرا ..... حتى يجف قلمي ... فتشجعكم لي و مآزرتكم لي هو السبب الرئيسي في أني وصلة لهذه المرحلة..... وكما قلت لأختي جين في الصداقة لا توجد كلمتا شكرا و آسف في قامسه .... فالنتفق على ذلك .... دمتي بود... |
الجزء الخامس يتبع.....
- عمر ... جاءه الصوت من خلفه ... فلتفت ليجد تامر واقف ورائه .... - جيد أنني وجدك ... - ماذا هناك يا تامر ؟ ( قالها و قسمات وجهه ترسم التعجب) - أريد أن أحدثك في موضوع ... غطى عينيه بيده .... و تأفف ومن ثم قال: - إذا كنت سوف تعطيني محاضرة مثل البارحة فأنا لست .... قاطعه تامر بقوله... - كلا لن أكلمك بذلك الموضوع....بل هناك حديث آخر لم ننهي البارحة.. زادت حيرة و تعجب عمر... فلجأ للكلمات لينهي هذا الأمر... - عن أي موضوع تتحدث؟! - في البدء دعنا ندخل البيت و من ثم سوف نتكلم ... ............................................ في دهاليز ذلك البيت الشبه الخاوي من أنسي ... كانت جالستا لوحدها ي الظل... لتخفيا دمعها... و حزنها الذي يعتصر قلبها ... و تندب حالها, الذي هي خطته بيدها ... - أنا التي فعلة بنفسي هكذا.... أنا التي هدمة حياتي بيدي .... أنا التي هربت من سجن إلى سجن آخر.... أنا التي قبلتك زوجا لي فقط لك اهرب من ذلك اللقب الذي أثقل كاهل .... و جعلني أشعر بأني مختلفة عن بقية النساء.... جعلني أشعر بأني ارتكبت جرما ما .... في حين أنني لم ارتكب خطئا سوى ..... سوى بأنني .... بأنني انتظرتك.......... أيه المخادع........و ضيعة شباب في انتظارك..... أكرهك ........ أكرهك .........أكرهك .....( وفجرة غضبها في الأبجورة.... التي أصبحت مجرد فتاتا متناثرا على أرضية الغرفة ) دخل الغرفة ... ووجهه يعتليه الخوف... فأضاء الضوء.... ليكشف عن ما يخفيه جناح الظلام.... ألا وهو دموعها المنسكبة على خديها كسيول... فقال ... - ما الذي جرى يا هند ؟ ......................................... - أوووووووووه الآن أدخلت لغرفتي و أغلقت علينا الباب لكي تسألني هذا السؤال..... أأنت خائف ؟ ( ورمقه بنظرة شماتة... ) كان تامر يحاول أن يتماسك أعصابه .... فالكرة في ملعب عمر... - أنا لست خائف فهذا من حقي بأن أتزوج بأربع .... انكسرت نظرة الشماتتة في عينيه .... ليحل محلها نظرة الذهول مما دخل في الآذان ... - أأنت متزوج بامرأة غير نجوى ؟!!! لم يستوعب تامر ما سمعه من أخيه ...( لما هو مدهش هكذا .... أمعقول بأنه لا يا علم؟!!!) سؤال كان يدور في خلده .... - ألم تكن تعلم بذلك ؟!! - كلا لقد ظننت بأنك على علاقة بإحداهن...... لكن لم أتوقع بأنك تزوجت على نجوى .... كأن صاعقة التطمت بتامر في تلك اللحظة...... فهو كشف سره بلسانه.... عمر ضلت علامات الدهشة بادية على محياه وهو يقول.... - لماذا ..... لماذا فعلت هذا الشيء.....؟ رفع أحد حاجبيه و أنزل الآخر .... وأخرج من فمه صوت مغلف بالتعجب... - ألم تكن تعلم بذالك ؟!!! هز رأسه بنفي و عيناه لا تزالان ترسمان الذهول وعدم التصديق... - كلا لم أكن أعلم .... ضننت على علاقة بإحداهن .... ففي ذلك اليوم الذي أخذت فيه هاتفك النقال بالخطأ .... تلقيت اتصال و كان المتحدث امرأة .... و أخذ تتكلم دون أن تدع لي المجال لرد .... تامر.... لكن لماذا تفعل هذا بنجوى .... لماذا... ماذا فعلت لك ....ما ذنبها ؟؟؟؟!!! تأفف تامر... و من ثم وضع يده على جبينه و أخذها تكمل طريقها ناحية شعره .... لتحط الرحال إلى أسفل عنقه .... وألتفت إلى خلفه ... لكي يهرب من عيني أخيه .... اللتين تؤنبانه .... - هي لم تفعل شيئا .... لكن .......... لكن كان من حقي بأن يكون لي ابن يحمل أسمي ..... لقد انتظرت عشر سنوات ...... لكن لم يحصل شيء.... لم اظلمها... لقد كنت عادل معها ...... لم أقدم على هذه الخطوة إلا عندما تأكدت بأنه لا يوجد أمل بأن تنجب .... أنا لم أظلمها .... لم أظلمها .... - لم تظلمها .... بل ظلمتها يا تامر.... قتلتها بتصرفك هذا .... نجوى لا تشكو من شيء حتى تنجب .... هي فقط مسألة وقت .... كما قال الطبيب لكم .... عاد ليواجه أخيه وجها لوجه .... و بوجه كساه الغضب قال.... - وقت ...... أسوف انتظرها عشر سنوات أخرى .... وربما 20 عاما .... أو ربما 100 .... هذا الأمر ليس فيه ضمانات .... ثار عمر ... و أخذ يقول بأعلى طبقة في صوته ... - ضمان ..... أهي سلعة ؟ .... هذا الأمر بيد الله ليس بيدها.... كم انك رجل جاحد لا تقدر ما الذي تملكه .... و تطمع بالأكثر..... خرجت منه ضحكة استهزاء ... وقال بنبرة صوت ساخرة .... - انظروا من يعظ .... أنت آخر شخص يتكلم في هذا الأمور... - صحيح يا أخي الكبير أنني شخص كل الصفات السيئة اجتمعت فيه و عاطل .... لكن لست مثلك مخادع و غدار .... راماه بقذائفه هذه .... ومضى ناحية الباب ..... تاركا تامر مذهولا .... فقد ضربه في وتر حساس .... وتر لم يفطن له من قبل....... ..................................................... قبل أن يضع يده على مقبض الباب .... جاءه صوتها الحنون و هي تقول.... - عمر أهذا أنت ؟ ألتفت إلى مصدر الصوت .... ليجد نجوى في أسفل الدرج ... - أهلا بك نجوى ... - أهلا بك .... لم أرك منذ يومين ..... رغم أننا نعيش في بيت واحد إلا أننا لا نرى بعضنا ... كأننا نعيش في فندق.... ( و ابتسمت ) رد عليها بابتسامة.... وأردف قائلا ... - كنت مشغولا قليل في هذه الفترة .... زالت تلك الابتسامة عن شفتيها .... وقالت ... - عمر أيمكنني أن أحدثك بموضوع إذا أمكن ؟ بوجه رسم علامة التعجب قال... - خيرا ماذا هناك ؟ - دعنا نذهب لغرفتي لكي نتكلم على راحتنا .... وقب أن ينطق عمر برده ... جاءهم صوته الغاضب ... - في ماذا تريدين التحدث معه ؟ ألتفت إلى خلفها... لتجد تامر .... بوجه يرسم الغضب.... و عينان مصوبتان إلى ما هو ورائها ... ردت عليه قائلة .... - انه أمر بيني و بين عمر.... خطى بضع خطوات مقتربا ناحيتها ... و لما غدا أمامها مباشرة, وضع عيناه في عينيها , ومن ثم قال و هو على حاله .... - و ما هذا الأمر الذي بينك و بين عمر؟ - ماذا بك يا تامر... لماذا تسألني هذه الأسئلة ؟ - هذا اعتقده من حقي, أللست زوجتي ؟ - بلا ... - إذا يجب أن تقول لي ما الذي يجري بنك و بين أخي؟ - و ما الذي سوف يجري بين و بين عمر إلا سوى كل خير.... ( ورسمت ابتسامة على شفتيها ) - خير .... ومن يضمن لي بأنه خير ..... فتحت حينها أوسع ما تكون ... وزالت تلك الابتسامة التي زينتها ... فصدمة كانت أقوى ... و توجع .... أما عمر فقد ثار وماج .... و أخذ يصرخ بأعلى صوته قائلا .... وقد قطب حاجبيه ... - ما هذا الكلام يا تامر؟ ألا تخجل من نفسك .... ألقى على عمر نظرة باردة .... و بهدوء أعصاب قال .... - في هذه الأيام كل شيء جائز ... و لا أحد يأتم على الآخرين .... ( و وجهه عيناه ناحيتها ..... لتتشابك بعينها المذهولتان من هول ما تسمع )... ركضت نجوى المجروحة من كلمات من أحبت التي كسكاكين التي تدمي القلب ناحية الدرج .... و الدمع متربص لها .... أما تامر فقد أغمض عينيه ..... ليكبت ما في داخله .... جاءته قبضة يدي عمر على خديه لتطيح به أرضا .... وتدمي أنفه .... وبصوت مشبع بالغضب قال له .... - أيه الخسيس في حيات لم أرى شخصا مثلك .... و أمسك بمقبض الباب الذي كاد يهشمه .... و خرج و بركان الغضب قد انفجر بداخله ....... ....................................................... كانت على وشك أن تضع أول خطوت لها في الشارع .... لكن يده ردعتها ....وسحبته ناحيته ... لتصطدم من جديد بجسده الضخم ... و تلفح وجهها الطفولي أنفاسه الثائرة ... وما هي إلا ثواني معدودة و إذا بصوت سيارة يمر بالقرب منهما ... دخل صوته إلى طبلة أذنها و هو يقول ... - كان يجب أن تنتبهي ... فهائلا النوع من السائق المتهورين لا يرون أحدا أمامهم .... ابتعدت من جسده ... و هربت بيدها من قبضة يده القوية , وقالت : - شكرا لك ... - لا عليك هذا من واجبي ... و رفع رأسه ناحية إشارات المرور... ينتظر دوره في المسير .... و هي كذلك وقفت بالقرب منه .... تنتظر دورها ... أخذ بين الفنية و الأخرى يتأملها... من رأسها إلى أخمص قدميها .... لاحظ تلك العصا التي بيدها... فطأطأ رأسه .... وقال في داخله ( أهي عمياء ؟!!) قاطعه صوتها وهي تسأله ... - أأنت بخير....؟ رفع رأسه بسرعة .... ووجهه ناحيتها ... و مسحت من الاستغراب تعتليه ... و قال: - ماذا ؟! تبسمت ضاحكة ... ومن ثم قالت... - أنفاسك المتسارعة تدل على أنك غاضب... و كذلك نبرة صوتك ... لهذا سألتك هل أنت بخير.... دهش بالذي سمعه ... لدرجة أنه شك باستنتاجه بأنها لا ترى ... زادت من سعت ابتسامتها ... لتغطي على شعرها بالإحراج ... وقالت.. - أنا آسفة كان يجب ألا أقول هذا الشيء...... متى سوف أتخلص من فضولي هذا ... لتني أملك دواء لكي يعالجني من هذا الوباء ...... أتملك دواء لهذا المرض؟ وجد نفسه يبتسم بدون وعين منه .... دخل إلى طبلة أذنيهما صوت غاضب , وهو يقول... - آيته الغبي كيف تخرجون من دوني؟ ... لقد مت خوفا عليك... ألتفت إلى خلفها وهو كذلك .... وقالت ... - أنا آسفة حقا ... لكنك كنت مشغولتا ... و لم أرد أن أزعجك ... وكذالك آن الأوان بأن أعتمد على نفسي بذهاب إلى المنزل .... فقد مرت سنة كاملة .... - لا تقسي على نفسك ... فطريق طويل إلى منزلكم ... لم ترد بل مسحة الحزن التي صبغت وجهها ردت ... لقد لمح ذلك الحزن الذي شوه وجهها .... فوجد حاله يعكس حالتها .... كأنه مرآة ... - ها هي الإشارة الحمراء تضيء ... هيا بنا فلنتحرك قبل أن تتحرك السيارات من جديد يا جنان ... و ابتعدتا عن ناظريه .... وهو ي داخله قد جد جديد ... ونبت ت بذرة جديدة .... لا تعرف ما هو مصيرها ... يتبع.... |
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ضوء الأمل على الرغم من قصر الجزء الذي اتمنى ان يكون اطول في المرة القادمة الا انه رائع الصياغة رغم وجود بعض الحروف الطائرة الناتجة عن سرعة الطباعة >>عادي تحصل مع الجميع ولكنك حللتي لغزا واضفتي لغزين حللتي لغز زواج تامر واضفتي لغز هند وجنان ماذا بعد ذلك ياترى ادع هذا لكي لأعلق على الجزء تامر تصرف عادي وطبيعي لا اقول كل الرجال متشابهون ولكن ربما 90 بالميه منهم يرغبون بزواج ثاني في حالة عدم مقدرة الزوج الاولى من انجاب الاطفال وهذا من حقهم وبصراحة شديدة جدا وهنا انا اتكلم عن نفسي انا افضل ان يتزوج علي زوجي >>لا قدر الله دون علمي وابقى جاهلة طول العمر على أن اعرف بزواجه لان في احالة معرفتي سوف تبدأ الغيرة تشتعل بصدري رغم معرفتي بضروف زواجه اما في حالة عدم علمي اعتقد انه سوف يراعي شعوري دائما>> وجهة نظر لاغير تامر بعد المواجه مع عمر بصراحة كان حوارك رائعا جدا واجده مشاهد متكاملة جدا واجمل ما فيه وصفك لحالة تامر بالجملة التالية تأفف تامر... و من ثم وضع يده على جبينه و أخذها تكمل طريقها ناحية شعره .... لتحط الرحال إلى أسفل عنقه .... جدا جدا رائع اما عن ردة فعل تامر عندما شاهد عمر مع زوجته بصراحة ردت فعل معقولة في الحالة التي فيها تامر فهو بحاجة الى أوناس مخطئون حتى لايكون هو المخطأ الوحيد بنظر نفسه ومن هو افضل من زوجة مقتنع بقرارة نفسه انه خدعها واخ انكشف امامه بشكل واضح وجلي واصبح لايستطيع تبرير شيئ اذن عقله الباطن كان يتمنى ان يخطئى هذا الاثنان بالذات الزوجة والأخ وكان وجودهما وحديثهما اشبه بحلوى طازجة قدمت على طبق من ذهب لتامر فهل ياترى سوف يكون سعيدا بما فعل ام ان هذه المشكلة سوف تجر عليه مشاكل اخرى ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ هند بصراحة احترت معها هل هي مضلومة ام انها ضالمة واية حياة كانت تعيش قبل زواجها ولماذا تقول انها دمرت نفسها ومن هو الذي تكرهه هذا الكره المفرط وتحمله نتيجة تسرعها في قرارها هذا كله ننتظر انكشافه معك ولغز جنان ومن معها وفقدانها للبصر الذي يبدو اصيبت به حديثا عزيزتي جزء صغير بأحدلث محيرة خفي علينا ختما بشوق كبير انتظر جزءك القادم وفقك الله عزيزتي |
السلام عليكم أختي هوب
تسلم الاياد عى هذا الجزء الي رغم قصره لكن تمتعة به كثيرا ما ناهية تصرفات تامر الغير متزنه نجوى الخافي أعظم ... . الله يعينك:( و هند لازالت الصورة ليست واضحة بنسبت لنا في شوق و حماس للجزء القادم مع السلامه |
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هوووووووووووب برافووووووووووو ابدعتي حقا في قصتك الجديد و تشويق لازل يغلف قصصك استمري فأنا من المتابعات لك |
اقتباس:
كلمة شكرا ليست كافية في حقك ... حقا ردودك تسعدني ... و تمتعني .... و تلهمني ايضا ... فشكــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرا من القلب لك ... تحللك للقصة جميل حقا .. تأفف تامر... و من ثم وضع يده على جبينه و أخذها تكمل طريقها ناحية شعره .... لتحط الرحال إلى أسفل عنقه ..... ( الحمد لله ان الصورة وصلت لكم ...فقد كنت خائفة بأن المشهد لا يفهم :) ) كما قلت كل الرجال يطمحون بأن يكون لهم ذريه تحمل اسمهم ... وهو حق مشروع ... لكن ما ذمب الزوجه اذا لم تكن تشتك من علة ... لماذا نحكم عليها ... بأنها لن تنجب ... وبخصوص ردت فعل تامر ...فهي تسكت لضمير الذي في داخله ... هند قصتها قصه ... ما يكفي الرد لسردها ...فنتظر القادم من الاجزاء ... جنان حبه حبه بتطلع أكثر في الاجزاء و بتعرفين ما هي حقيقتها ... وفي الختام اعتذر عن قصر الجزء فأنا في فترة امتحانات منتصف ... لكن هذي تصبيره عشانك ... تسلمين على ردك الجميل مثلك... ودمت في ألف خير... |
اقتباس:
تسلمين على ردك الي يفرح القلب .. و تسلمين على تشجيعك المستمر لي... دمت بألف خير... |
اقتباس:
منورة الصفحة ... مشكوره على كلامك الي أفرحني... في شوق لرؤيت ردودك في القادم من الاجزاء... دمت بخير... |
بدموع غسلت به وجهها .... و تشبعت بها وسادتها ... التي اختنقت من يديها التين تطوقان بها .... كانت جالستا على سريرها ... تجعل الدمع يترجم ما بداخلها من حرقة قد اشتعلت بداخلها .... من صدمة من شخص عزيز على قلبها المحب له ....
بصوت مخنوق بالعبرات... قالت: - لماذا.... كيف تتهمن بهذا الأمر يا تامر؟ كيف طاوعك لسانك .... وقلبك ؟ ............................................................ ......... ضل واقفا منتصبا .... لم ياهتز ... و لم يتزعزع.... ضل يتصدى لضربات نسمات الهواء .. الهاجمة عليه .... و عيناه الحائرتان... يبحران في معالم البحر الهائج ... وسؤال يطبل في رأسه ... (( لماذا فعلة هذا بهم ؟ .... كيف أتهمهم بهذا الشيء؟!!....لماذا فعلة هذا يا ترى؟!!... ما ذنب نجوى ...؟!! لماذا أأعذبها ...؟!! لماذا ؟!!)) ............................................................ ........ - الجواب واضح ...وأمام عيناك ...لكنك لا تريد أن تراه ... - ما هذا الكلام يا خالد؟!! - تامر أنت تحاول بفعلتك هذه بأن تسكت ضميرك ... ألتفت إلى صاحبه... و قوس حاجبيه إلى أعلى ... وقال : - ما هذا الهراء ؟ .... لا يوجد شيء من هذا القبلي .... تبسم خالد... لكن تلك البسمة زالت مع نسمة الهواء التي مرة بهم ...وقال: - أرأيت انظر إلى ردك فعلك.... هذا أكبر دليل على صحة قولي ... هذا هو الطريق السهل لكي تريح عقلك و تفكيرك ... و تسكت ضميرك... بأن تلومها بأي شيء ... رغم أنك أنت المخطأ... وأنت الخائن ....( وأشار بأصبعه ناحية تامر المذهول مما يسمع) بوجه تاه بين مشاعر الغضب و الذهول و عدم التصديق قال: - هذا غير صحيح ... أنا..... أنا .... - أنت ماذا يا تامر ....انظر حتى لسانك لا يجد جوابا ..لأن كل كلمة قلتها صحيحة ... - كفى يا خالد ...كفى... - أنت سألتني وأنا أجبتك , لماذا الآن لا تريد أن تسمع جواب ؟ ها .... - لأن كل ما تقوله غير صحيح .... ( وهجم على البحر بأنظاره ) - حسنا كما تشاء ... كل ما قلته أنا خاطئ.... وليس له أساس من الصحة..... تابع حياتك يا تامر ... تابع تدمير كل من حولك .... وأستمر أنت تمضي قدما كأنك لم تفعل شيئا ... ( ومن ثم أعطاه ظهره و مضى مبتعدا عن تامر الواقف في مكانه .....مواجها للبحر العاتي )) ............................................................ ........ أخذت تلوح بيدها أماما عينيها الشاردتان ... - إلى أين وصلت يا رنا ؟ - ها... ماذا قلت يا عبير؟ جلست بجوارها ... وقالت : -لا شيء لم أقل شيئا... ( وابتسمت) في الفترة الأخيرة كثيرا ما أراك شاردة (ثم غمزت لها وقالت) هل هو عريس الغفلة الذي يشغل بالك؟ - ماذا .... عادل ... ( أخذت نفسا ومن ثم قالت ) كلا ... ليس هو... زالت البسمة من شفتيها ... ليتل مكانها التعجب ... - إذا من يشغل بالك ؟ أخذت تبحلق في عبير لبضع ثواني ... ومن ثم قالت : - لا أحد .. لا يشغل بال أحد ... وقامت من مقعدها ...وتركت عبير لوحدها ... ............................................................ ... أخذ يقترب من ذلك السرير الذي هجره ببطء..... وقع بصره عليها و هي ممدة على السرير ... و دمع الجاف مرسوم على خديها المحمرين.... وأنفها الذي لبس الثوب الأحمر .... و شعرها المتناثر بعشوائية على وجهها و على السرير.... أحس بوخز في قلبه... جلس بالقرب منها ... رفع يده .... أخذ يقترب منها... وقبل أن تلمس وجهها... شلت يده ... وضلت معلقة بين السماء و الأرض .... شكل قبضة بيده .... وأغمض عينيه بقوة..... حاول أن يمتص ما في داخله من ألم ... لكن لا فائدة... فهرول مبتعدا عنها ناحية الباب ...... .......................................................... صعدت في سيرتها ... وتعب بادي على قسمات وجهها بعد يوم طول من العمل .... أشغلت السيارة... و قبل أن تتحرك .... فجئت بيد تقرع على زجاج الشباك الأيمن.... فتحت الشباك .... والتعجب بادي على وجهها .... شيئا فشيئا ظهر وجهه لها .... لتفتح عينيها على مصراعيهما ... و تتحرك شفتيه ... لتنسج أسمه ... بصوت صبغ بالصدمة : - خليل !!!! ........................................................ دخل يتسحب كاللصوص ... لكن عينيها أمسكتا به.... فأشعلت ضوء الأبجورة .... لتتضح لها معالم وجهه الذي أعياه التعب...فسألته هدى مستفسرة .... - تامر ... ماذا بك ؟ .... و لماذا أتيت في هذا الوقت المتأخر؟!!! رفع رأسه المنكس .... وبجفنان بالكاد أستطاع أن يرفعهما ... قال: - جئت لأنام..... ( وبخطى متثاقلة أقترب من سريرها, ورما بجسده المتداعي على السرير بالقرب منها , في حين أنها ضلت تتبعه بأنظارها المستغربة ) ضلت تنظر أليه وهو قد نام على فوره كطفل صغير.... كان الإجهاد واضح على وجهه .... تحركت شفتيها لترسم ابتسامة ...وبظهر يدها أخذت تسير على خده الناعم ...... ومن ثم أمسكت بطرف الغطاء ...و غطته به..... ووضعت رأسها على الوسادة نفسها التي يشاركها هو بها .... رفعت يدها ووضعتها على صدره .... فهي لا تريده أن يذهب عنها .... في اليوم التالي كالعادة .... .......................................................... دوى صوت قرع الباب في غرفتها .... وبصوت أعياه البكاء قالت : - من الطارق؟ بصوت عالي جاءها الرد : - أنا عمر ... هل يمكنني الدخول؟ - لا .... لا أريد أن أرى أحدا ... فأرجوك دعني ... أرجوك.... ( و أخذت تمسك عبراتها المتربصة لها ) فقال عمر بصوت ملئه الغضب: - نجوى ..... أنه لا يستحق بأن تبك له .... أنه شخص أناني .... متكبر... خ.... ( أمسك لسانه قبل أن يزل بقبلة قد تدمرها نهائيا ) نجوى أنت لم تخطأ , هو المخطأ هو الذي يجب أن يتألم لأنه أتهمك بشيء لم تفعليه ..... فأرجوك توقف ... لا تعذبي نفسك أكثر من ذلك .... وجدت دمعة طريقها إلى النور من عينيها ... فقالت بصوت مكسور: - لقد جرحني جرحا عميقا ... ليس من السهل أن يندمل .... شد قبضة يده على مقبض الباب .... وأغمض عينيه ..... فجاءه صوت رنا تسأله و قد أعتلى وجهها علامة التعجب: - ماذا بك يا عمر؟ فتح عينيه وألتفت ناحيتها , و قال: - أعتني بنجوى, إلى أن أحضر ذلك الحقير.... وندفع بخطى واسعة .... ولم يدع لرنا المجال لترد عليه ..... ............................................................ . أخذت تلعب بسكين ....و عينيها مصوبة ناحية العصير الذي لم يلمس ..... في حين أنه لم يعتقها من عينيه التين تتأملانها.... طال الصمت .... و النفوس لم تعد قادرة على كتمان ما في داخلها أكثر من ذلك .... فسقطت السكين من يدها .... ووجهت عينيها التين تقدحان شررا .... وقالت بصوت مشبع بغضب متراكم : - ماذا جاء بك ؟............ ماذا تريد بي يا خليل؟!! أبتلع ريقه بصعوبة .... و بعد أن أخرج النفس الذي أدخله من صدره قال: - هند جئت لأجلك... قوست حاجبيها إلى أعلى .... ومن ثم قالت بنفس الحدة : - جئت لأجلي ..... لماذا ؟ ..... أمللت .... وتريد بأن تكرر اللعبة عليه مرة أخرى , ها .... - أرجوك هند ... أنا لم ألعب عليك , أنا أحببتك بصدق..... بترت كلامه بصراخها قائلة : - كفى خليل ........ كفى ..... أنا لم أعد تلك الطفلة الساذجة التي تضحك عليه بهذه الكلمة .... أنا أصبحت امرأة ناضجة الآن .... ومتزوجة كذلك أنظر.... ( ودفعت أصبعها المطوق بالخاتم ناحية عينيه ) ففتح عينيه أوسع ما يكننا.... و قال بنبرة صوت تعكس الذهول وعدم التصديق الذي في داخله : - كيف ...... مستحيل ... كيف حصل هذا؟ - ماذا تقصد بكلمة مستحيل؟.... أتظن بأني سوف أنتظرك .... كلا لقد تزوجت بشخص أفضل منك ... يحبني وأحبه.... ونحن نعيش بسعادة ... لهذا أبتعد عني ولا ترني وجهك بعد الآن .... ورحلت عنه تاركة إيه في إعصار الصدمة يعاني... ............................................................ .... - أرجوك نجوى أفتحي ..... أمي قلقة عليك ....وأنا كذلك ... أرجوك أفتحي .... حسنا فكري بطفل ... ألا تعلمين أن هذا يؤذيه.... فكفى .... توقف عن البكاء .... و أخرجي ما في قلبك لي... هذا أفضل .... نجوى .... نجوى ......( وأخذت تقرع الباب .... الذي بعد فترة من القرع فتح ) خرجت من وراء الباب وألقت بنفسها بين أحضان رنا .... التي استقبلتها........ قالت رنا المتألمة لما ترى: - أشششششش.... أهدأ يا عزيزتي و قول لي ما الذي جرى ؟ بصوت مبحوح من كثرة البكاء قالت نجوى : - الذي جرى لا يمكن وصفه.... كيف يفعل بي ذلك .... كيف يتهمني بهذا الشيء كيف؟؟ كيف؟؟ ............................................................ ...... فتحت عينيها لتجد أنه قد رحل ... ليس معها على السرير .... فأخذت تتلفت في أجاء الغرفة ... لكن عبثا فقد رحل كعادته .... فطأطأت رأسها .... و خيبة الأمل بادية على وجهها .... جاءه صوته وهو يقول لها : - صباح الخير... ألتفتت ناحية مصدر الصوت .... لتجده واقف أمام الباب وفي يده قدح يتطاير منه الدخان ..... فابتسمت فرحتا ... وقالت: - صباح النور ... خلتك قد ذهبت ... هز رأسه بنفي و أخذ يقترب منها ... ومن ثم جلس على طرف السرير ....وغلف يدها الممددة بيده ... و قال: - لن أذهب بعد اليوم ... سوف تملين مني ... ( ورسم ابتسامة صفراء على شفتيه ) كانت تعلم في داخله أن هناك شيء قد حدث له ... رفعت يدها الأخرى ... ووضعته على يده المحيطة بيدها ... وقالت: - ماذا هناك يا تامر.... ما الذي جرى لك ؟ سحب يده من تحت يدها ... وهرب بأنظاره بعيدا عنها .... وقال: - لقد أخطأت في حقها .... رفعت كلى حاجبيها وقالت : - من هي التي أخطأت في حقها ؟!!! - ن......جوى .... ( وازدرد ريقه ) كورت يديها الممددتان على الفراش .... لتمتص الغضب الذي في داخلها .... حل الصمت ضيفا عليهم لبعض الوقت... ومن ثم قالت: - ما الذي فعلته لها ؟ - أتهمتها بأنها تخونني مع ............مع عمر.... لا أعرف كيف فعلة ذلك ........لا أعرف لماذا فعلة ذلك .......لا أعرف ....لا أعرف..... ( وهوى بقبضة يده على الفراش ) - لماذا أنت متضايق ؟ ألتفت أليها بسرعة البرق .... وقال : - لأنها لم تخنني ...... - و لماذا أنت أتهمتها بشيء أنت تعلم بأنها لم تفعله؟ عاد ليحدق في الأرض و قال بصوت بالكاد يسمع : - يقول خالد ...بأنه ...بأنه ربما ...ضميري...يؤنبنني ... وهذه وسيلة لإسكاته ... - وأنت ماذا تقول؟ أخذ يهز رأسه بالنفي ... ويقول في الوقت نفسه...: - أنا لا أعرف شيئا , الذي أعرفه بأني إنسان أناني ... ومخادع ..... وخسيس ... ( و طوق رأسه بكلى يديه ) أمسكت يده و سحبتها ... ليكشف لها وجهه .... وقالت : - لقد آن الأوان .... ليس من أجلي ... بل من أجلك .... لك ترتاح .... ألتفتت ناحيتها .... وشبك عينيه بعينيها ..... ............................................................ ................ بسرعة الضوء دخلت غرفتها .... وأغلقت على نفسها الباب .... اتكأت برأسها على الباب.... وفيما بين أنفاسها المتسارعة .... أخذت تقول... - لماذا عدت ؟........ لماذا عدت إلى حياتي ... لماذا يا خليل ... لمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاذا , ألا يكفك الذي فعلته بي.... ألا يكف أنك دمرت حياتي ....و جعلتني أتزوج شخصا لا يفهمني و لا يحبني .... أيه الحقير.... أيه المخــــــــــــــــــــــادع ؟ ( صرخة دوى صداها في جميع أرجاء المنزل الخاوي من أنسي, وأخذت تضرب بقبضة يدها على الباب ) ............................................................ ................ بصوت ساخر وصله صوته عبر سماعة الهاتف المتنقل: - أخيرا رديت عليه بعد أن تأكدت أن المتصل ليس أنا .... بذهول قال: - عمر ... رقم من هذا ؟ - ليس مهما من رقم هذا , المهم يجب أن نتكلم ... و حالا ... - ليس لدي وقت ... - بطبع ليس لديك وقت لنجوى ... فقد لديك وقت لزوجتك الثانية .... - ليس هكذا و لك.... بتر جملته و قد تحول من نبرة صوت ساخرة الى صوت مشبع بالغضب: - اسمع يا تامر إذا لم تخبرها فأنا سوف أخبرها... - لالاااااااااااااا لا تخبرها ....أنا سوف أخبرها .... لقد قررت أن أخبرها هذا أفضل لي ....و لها ... يتبع... |
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جميعا...
عذرااااااااااااااااااا على التأخر في انال الجزءو قصره كذلك... فسموحه على القصور.... متابعة طيبة ... |
ألــــــــــــــــــــــــف شكر على هذا الجزء الجنان
بس قصــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــير وايد :( لكنه ممتع بعد في انتظارك غاليتي |
اقتباس:
ان شاء الله يعجب القادم ... دمت بخير... |
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف حالك أختي هوب عذرا علىتأخري في الرد تسلم يمناك على هذا الجزء حلو وما عليه كلام الأحداث و المفاجآت لازالت من سماة قصصك فننتظرك فلا تتأخري علينا |
اقتباس:
تسملين أختي نيوووووو على كلماتك المشجعه ... و لا داع للأنتظار المهم تواجدك وردك الجميل .... دمتي بخير... |
الجزء السابع.....
في عالم الذكريات الأليمة غريقة ..... جاءها صوته ليكسر صمتا ... تربع ملكا عليهم ... - ماذا بك يا هند ؟ هزت رأسها بنفي... وقالت بصوت أقرب منه إلى الهمس: - لا شيء... بحلق بها لبضع ثواني ومن ثم وضع الشوكة و السكين من يديه ... وقال : - أأنت متضايقة بسبب ما قلته بخصوص الأطفال... رفعت عينيه من الأرض ... وهجمت بهما ناحيته وقالت: - أنت السيد وأنا الخادمة .... أنت عليك أن تأمر وأنا عليه أن أنفذ.... يا سيد أبو تامر .... ( وانصرفت تاركة إياه في شرك الذهول واقع ) .................................................. .... أخذت تمسح على رأسها .... و تهدئها بقولها: - عزيزتي نجوى لا تحزني.... فلربما كان تامر متضايق من شيء ما...فأنت تعلم تامر مستحيل أن يقول شيء كهذا من بين سيل الدموع المنهمرة من عينيها المحمرتان قالت بصوت أعياه التعب: - مهما كان كان يجب ألا يتهمني.... يتهمني .... بهذا الأمر...فأنا في حياتي لم أفكر بشخص غيره .... لقد كنت أردي فقط أن أكلم عمر بخصوص تصرفاته ... وبأن هذا الأمر يزعج خالتي ... لكنه لم يدع لي المجال لك أبرر له ...هجم عليه .... ( ودخلت في دوامة البكاء من جديد ) تنهدت رنا فلم يعد في جوفها كلام يخفف عن نجوى المنكسرة من طعنت من عشقت وأحبت ... …………………………………. وقف أمام الباب ... حائرا .... أيخط إلى الأمام أو يعود إلى الخلف .... أيبوح بما يثقل صدره .... أم يصمت ليستمر عذابه..... ياليت هناك أحد يساعده على اتخاذ القرار كانت هذه أمنيته في تلك اللحظة ... أنها هذا الصراع خرج رنا .... و استدام عينيها بعينيه.... فسألته و الغضب بادي على محياها ... - أجئت أخير.... أدخل ما يقدر عليه من أكسجين إلى صدره تبعه بزفرة وقال بصوت خافت ... - يبدو بأنك قد عرفت.... انفجرت عليه رنا .... و أخرجت كل ما في قلبها من ألم و حزن و نار الغضب التي تنهش بداخلها ... - نعم عرفة .... كيف تجرأ على اتهامها بهذا الأمر .... كيف تفكر للحظة بأنها قادرة على فعل هكذا.... أنها تحبك و بجنون كذلك .... فمن سابع المستحلات التي تذهب لغيرك... الطرف الوحيد الذي يجب أن نشك به بأنه خائن هو أنت يا تامر........ دخلت تلك الكلمة في عقله ... لتهيج الخوف من القادم ..... فرمقها بنظرة خوف و ارتعاد.... أكملت رنا كلامها قائلة ... - أرفق بها يا تامر .... أرفق بهذه المسكينة .... أعطها و لو جزء من الحنان و العطف... كفى جفاءا .... كان مطأطئا رأسه ... يشعر بأنه مجرم ... مخادع .... و جلاد ...... يجلد من أحبته مئة مرة .... و هو مبتسم .... قالت رنا ... - لن أزيد على كلام شيئا .... وسوف أجعل لك القرار .... ( و ذهبت عنه إلى غرفتها التي تبعد بضع خطوات عن غرفتهم ) ضل على حاله ..... ساكنا ... تتخبطه أمواج الملامة .... و الخوف من القادم .... - أنا أعلم يا نجوى بأني ظلمتك وأسأت إليك.... لكن أنا أيضا مثلك أتألم ...وأتعذب ..... متى سوف نحصل على الراحة و السكينة و الطمأنة, متى ؟ .................................................. ..... - أتضنن بأنه سوف يخبرها ؟ رفعت رأسها .... ووجهت عينيها ناحية أختها التي بجوارها .... وقالت ... - أرجو ذلك .... فأنا تعبت بقاء في الظل... - هدى إذا عاد ولم يخبرها يجب أن تقنعيه بأن يخبرهم ... فأنت من حقك بأن تعيش كبقية الزوجات ... أنا أقول لك هذا لأني أراك تتألمين , تتعذبين من أجله و هو لا يحس بذلك .... - أعلم ذلك عزيزتي ... أعلم ذلك ....لكنني رضية بهذا منذ البداية ... بأن أكون في الظل فقلب أعمى بصيرتي .... و جعلني أوافق بدون تفكير.... لكن الآن هناك شخص آخر سوف يظلم .... ( أخذت تمسح على شعر طفلها النائم كالملاك بين أحضانها ) - لهذا لا تسمح له بتراجع , يجب أن يخبرهم و ينهي الأمر... - حبيبتي سعاد تامر أيضا معذور فالموقف ليس بالسهر .... - أفففففف ... الآن بدأت تتكلمين بقلبك ليس بعقلك .... أنظر كم أنت تضحين من أجله و هو لا يحس .... - كفى أرجوك سعاد كفى ..... لا أريد أن أتحدث أكثر في هذا الموضوع .... أعلم أن كلامك صحيح ... هو الوقت قد حان لك يعترف بزواجنا ... ليس من أجلي بل من أجل كريم ...فإذا مت ماذا سوف يكون مصيره ؟ - أرجوك لا تكرري هذه الكلمة مرة أخرى .... أنت سوف تعيشين .... سوف تعيشين ... ( قالتها و الدمع يهدد بالنزول من عينيها ) ألتفتت ناحية أختها .... و رسمت ابتسامة واسعة على شفتيها ... و أخذت تمسح رأس أختها و تقول بصوت هادئ.... - هذا هو قدري وأنا راضية به .... ويجب جمعكم أن يرضى به ... - هدى لماذا نبرة التشاؤم هذه؟ - لأن المرض لا يريد أن يتركن بحالي ... يريد أن يتخلص مني .... فلماذا المقامة مادام المصير هو الموت .... قامت من مقعدها بسرعة و أخذت تصرخ بأختها قائلة ... - ما هذا الكلام أيتها المجنونة, لماذا أنت أنانية هكذا ؟ لماذا لا تفكرين بي و بكريم ؟ كيف سوف نعيش بدونك , كيف ؟ ( و خرج الدمع أخيرا من مقلتيها الحزينتان ) أمسكت هدى بيدها .... وسحبتها ناحية حضنها .... لتطوقها بيدها اليمنى ..... .................................................. ................. أخيرا تحرك ذلك الباب الساكن ..... ببطء .... خرج رأسه من وراء الباب... تجمد عينيه ناحيتها ... كانت جلستا أمام النافذة تتطلع إلى السماء الزرقاء.... أخذ يقترب منها ... لكن توقف ولم يبقى له سوى خطوتان ليصل إليها ... قدماه منعتاه من المضي ... كانتا تفضلان العودة إلى الخلف ... الهرب ...من هذه المواجهة المصيرية .... تعلى صوت بكائها .... فذاب قلبه من حرارة الحزن عليها ... فجمع أشلائه المتناثرة ... و تسلح بالقوة ... وتقدم ناحيتها ... وضع يده على كتفها و قال : - أنا آسف .... ألتفتت بسرعة إليه ... و قالت بصوت باكي : - لماذا .... فعلت ذلك ؟ أخذ يبحلق بها لثواني ..... ومن ثم ازدرد ريقه ... وجثا على ركبتيه ... وقال: - لأني رجل أناني .... حقير ... لا أستحق.... ( يدها سدت الطريق لكلماته عن الخروج ) و قالت و الدمع ينهمر من عينها كزخ المطر : - أرجوك لا تقول هذه الكلمة .... أمسك بيدها وأبعدها عن شفتيه , و من ثم قال: - لا أعلم ما الذي جرى لي في الآونة الأخيرة ... لقد تبدل حال كله .... ( و نكس رأسه ) - ربما أنت متضايق بسبب المشروع .... عزيزي أنت لست أول و لا آخر شخص يحصل له هذا الشيء... كانت الفرصة مأتية بنفاذ بجلده .... وعدم البوح بالحقيقة التي سوف تقلب حياته رأسا على عقب .... رفع رأسه ناحيتها , و خط ابتسامة على شفتيه, ومن ثم قال : - أعلم ذلك يا نجوى ... لكنه كان حلم ... لقد خطة له منذ زمن بعيد .... و حظرت له كثيرا ... ومن ثم يتبخر هكذا .... أنه أمر صعب جدا ... أنه صعب .... - ليس صعبا ...سوف تتجاوز هذه المشكلة ...وأنا سوف أساعدك .... فقط لا تتعب نفسك بكتم أسرارك عني ..... أخرج كل ما في صدرك .... وشاركني بآلامك.... هكذا سوف ترتاح .... ( ورسمت ابتسامة على شفتيها ) بادل الابتسامة بابتسامة .... أحاطت رأسه بيدها .... وجعلته يهوي إلى فخذيها ... و ينام كطفل صغير.... .................................................. ................. عقله و تفكيره لم يعد ملكا له ... حتى قدماه ... فهن يقودانه بدون إرادته ... إلى مكان واحد فقط .... إلى ذلك الشارع ... الذي رأى فيه كائنا بشريا قلب حياته .... ها هي قادمة إلى الطرف الآخر من الشارع .... أنها تقترب منه .... بدأت الابتسامة تشق طريقها على شفتيه ..... لكنها لم تكتمل .... فقط أختل توازنه من جراء قبضة يد أحدهم ... كانت كفيلة بإيقاعه أرضا .... أخذ يتحسس خده الأيمن ... و عينيه ترسمان الذهول .... أما أنفاس فريد فقد كادت تحرق وجه عمر من شدت سخنتها .... دنا منه و قال بصوت هز الأرض بمن فيها : - أين مالي أيه المخادع؟ كان الخوف قد تمكن من عمر في تلك اللحظة ...فقال بصوت ملئ رعبا: - أنه موجود ... موجود.. - أين هو؟ - سو...ف أتصل بصديقي لك يحضره .. صرخ بوجه قائلا: - أتصل به حالا .... - حسنا ...حسنا ( وبيديها المرتعشتان انتشل عمر هاتفه النقال من جيب قميصه ... وأخذ يضغط على الأرقام ) على بعد بضع خطوات منهم ... قالت جنان بصوت غلف بالتعجب: - ماذا بك توقفت هكذا يا عهود؟! قالت بصوت مصدوم : - أنه هو ... - زادت حيرة و تعجب جنان... فقالت مستفسرة : - عن من تتكلمين ...و لماذا نبرة صوت تغيرت هكذا؟ ألتفتت إلى صاحبتها و قالت : - انه ذلك الرجل الذي استدم بك منذ بضعت أيام ... يبدو أنه في ورطة .... ( وأعاد بصرها نحيت عمر الساقط على الأرض و فريد المتربص له ) بصوت شابه الخوف: - ماذا به ؟؟ ما الذي يجري له؟! عودتا الى عمر الذي انتهى من اتصاله ... فقال من فوره بصوت لم يهجره الخوف: - انه قادم و معه المال.... - أرجو ألا تكون تخدعن كما فعلت اليوم ... وعدتن بأن تحضر الساعة الواحدة... وها هي الساعة الرابعة ... - أنا .... آسف لقد انشغلت قليلا.... - لا يهمن إذا انشغلت أم لا .... المهم مال يصل إلى جيب... أسمع عندما أحصل على مال ... لا أريد أن أرى وجهك الدنيء هذا مرة أخرى ... هل سمعت .... هز رأسه بالإيجاب.... فهو ليس في موقف يسمح بالجدال.... عودتا إلى جنان و عهود.. - يا الله لماذا لا يقوم أحد بمساعدته ؟ - مساعدته ! ومن يساعد الآخر هذه الأيام يا جنان ؟ الجميع يمشون بجانب الجدار خوف من المشاكل .... لم يعد الأخ يساعد ّأخاه هذه الأيام فكيف بغريب... - يجب أن نفعل شيئا يا عهود... - نفعل شيئا ! كيف ونحن مجرد فتاتان ؟ - لا أعلم و لكن .... بترت عهود كلام جنان بقولها : - لحظة يا جنان أرى أحد ينزل من السيارة متوجها نحيت عمر... ربما يريد مساعدته .... .................................................. .............. كان فريسة سهلة لأفكار الندم... وذكريات الحب الضائع .... كان يناج نفسه قائلا : (( لماذا فضلة المال على سعادتي .. على حب حياتي.... عليك يا هند .... ؟ كم كنت أحمقا عندما ضننت بأن سعادتي سوف تكون مع المال.... للأسف عرفت متأخرا بأن سعادتي سوف تكون وجود بين أحضانك ..... لا أستطيع العيش بدونك يا هند ... لا أستطيع ... يجب أن أحصل عليك ... يجب ... يجب ... فأنا أحبك وبكل جوارحي أحبك ....أحبك ....)) قاطع حبل أفكاره و سلسلة الندم ... صوتها و هي تسأل: - ماذا بك عزيزي ؟ لماذا سارح هكذا يا خليل؟ رفع رأسه ناحية صاحبة الصوت .... لتتبخر صورة هند .... و تقع عينيه على امرأة أخذت منها السنون شبابها... وخلفت ورائها تجاعيد ... لا تعد و لا تحصى .... ............................................. نظرات صاحبة التي بين الفنية و الأخرى تحط عليه ..... كانت تخنقه .... فنفجر على صاحبه قائلا بعصبية تجلت على قسمات وجهه وصوته: - لماذا تنظر إليه هكذا يا سامر؟ أنا قلة لك بأني سوف أعيد لك مالك .... فتوقف عن النظر إليه بهذه الطريقة ... ( و طأطأ رأسه, فالخزي يأكل وجهه ) أوقف سامر سيارته بالقرب من الرصيف.... ومن ثم ألتفت ناحية عمر المنكس رأسه , وقال: - أنت تعلم أني لم أكترث بالمال, أنا خائف عليك , ما قصة هذا الرجل , قل ... لماذا كان يصرخ في وجهك بتلك الطريقة؟ - كفى .... ليس لك دخل بي.... (رفع رأسه ناحية سامر و قال بأعلى صوته ) مسح سامر وجهه بيده , ومن ثم قال: - عمر أنت شيئا فشيئا تضيع .... هذا الطريق الذي تسلكه نهايته واحده وهي ضياعك ... حينها لن يستطيع أحد أن يعيدك إلى الطريق الصحيح ... فسمع... قاطعه بصراخه : - أنت ليس لك دخل بي ...أنا لست طفلا صغيرا حتي تعضني ....قلت لك مالك سوف يأتيك كاملا بلا نقصان ... و الآن وداعا .... ( وفتح باب السيارة ... و ترجل منها بلمح البصر.... ) أما سامر فأخذ يهز بأسى رأسه على صاحبه الذي لا يعي ما هو مقدم عليه .... ............................................... دخل البيت وهو لا يرى ما أمامه من شدة الغضب الذي في صدره .... هجم على طبلة أذنه صوت أبيه الذي ينبأ بالأسوأ: - أخيرا عدت .... ألا ترى كم الساعة ...ألا تعلم بأن اليوم عمك و عائلة سوف يأتون لخطبة أختك... أخذ يكور يده ليشكل قبضة ... حتى يمتص غضبه ...و لا ينفجر على أبيه ... ويزيد من مشاكله التي لا تريد أن تتركه لحاله هذا اليوم... ألتفت ناحية أبيه ... وقال من وراء أسنانه ... - أعلم ... لكن كنت مشغولا .... - مهما كانت أشغالك كان يجب أن تعتذر و تحضر ..فهذه مناسبة مهمة.... أخذ يشد من قبضة يده ... - أمرك يا والدي العزيز ... هل من أوامر أخرى سيدي .... أنزل أحد حاجبيه الكثيفين ورفع الآخر... ومن ثم قال: - كأني أشعر بأن في صوتك نبرة سخرية يا عمر.... هنا لم يعد قادرا على أمساك نفسه أكثر من ذلك ... فنفجر قائلا : - أبي أرجوك ... أنا لست في مزاج جيد للجدال معك ... الذي فيه يكفيني ... هنا أبو تامر هو الآخر لم يتمالك نفسه .... فثار وماج وقال: - يا ولد أتصرخ في وجهي ... يبدو بأني لم أحسن تربيتك ... - نعم ...لأول مرة تقل شيئا صحيح في حياتك ... لم تحسن تربيت .... لأنك في الأصل لم تكون متفرغا لنا ... كان همك هو نفسك فقط .... سعادتك فقط ...أما نحن الذين من لحمك ودمك لا يهمك إذا كنا فرحين أم حزينين ... كنت تعاملنا كجنود ليس كأبناء ...وأم المسكينة ... تحملتك كل تلك السنين ... تحملت جفائك لها .... و عصبيتك .... ومزاجك الذي في كل لحظة يتغير.... فما كان جزائها ... رميته وطلقتها ... وذهبت لتتزوج من غيرها ... لإشباع رغباتك... أيها الأناني .... أي... جاءت يد أبيه على خده لتبتر جملته, و تخلف أثر أصابع أبيه على خده .... رمق أبيه بنظرة كلها كره .... ومن ثم اندفع ناحية الدرج ... بدون أن ينبس بأي كلمة .... أم أبو تامر فأخذ يصرخ قائلا ... بصوت شابه الغضب ... - أيه العاق .... أن سوف أربيك ... أنتظر حتى يذهب عمك وعائلته ... حينها سوف أربك من جديد .... أيها العاق .... حدث هذا أمام ناظري جميع من في البيت ... الذين لم يجرأ أحدهم على التدخل ... فكتفوا بدور المتفرج..... يتبع.... |
عزيزتى هوب اتأسف لكى بشدة يا عزيزتى لتاخرى عن متابعة رائعتك اعذرينى لكم انا مشغولة بالامتحانات لكن حمدا لله قاربت على الانتهاء وباذن الله باخر هذا الااسبوع ساكون معكم واقرأ الفصول التى فاتتنى وانتظرى منى تعليق متميز يليق بهذه التحفة |
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
تحيه طيبه لكي عزيزتي هوب لايت.... هذه ثاني مره أعلق ......علي قصتك.... ولست أدري هل سيصلك هذا التعليق أم لا.....ام سيضيع كالذي قبله... فالنت عندي ضعبف جدا .....ولا يعطيني أي فرصه للتعليق علي أي شيئ الا بصعوبه,,,,,,لذا فأنتهز هذه الفرصه ....واعبر لكي عن مدي جمال وروعه كلماتك الذاخره بالمشاعر ......بهذان البارتان.......وخاصا مواقفنجوي مع تامر... ومواجهه عمر مع أبيه..... فتحياتي لكي أختي العزيزه......والمعذره منك أن لم أستطع التعليق دائما لأن النت مجنني .....لدرجه أني مش عارفه أنزل حتي الفصل التالي من قصتي الذي أنتهيت منه.....فالسماح منك..... ولكني سأظل متابعه بهدوء....حتي يهدي الله النت.... واستطيع أن أقوم بالتعليق علي المواضيع كما أرغب.... تحياتي وودي وتقديري,,,, |
اقتباس:
الحمد لله على السلامة.. كم سعدة برأيت اسمك ينير في صفحتي... لا داعي للأعتذار فأنا مقدرة للموقف... وان شاء الله تتوفق في امتحاناتك ... دمتي بألف خير... |
اقتباس:
صديقتي العزيزة بوسي... كم انا سعيدة بتواجدك في صفحتي ... ومن ردك الذي ضخ الحاصة في صدري... الله يعينك على النت و حركاته البايخه... وان شاء الله في القريب العاجل تنحل مشكلته... لكي تتحفينا بجزء جديد من روايتك المميزة... دمتي بألف خير... |
هبهوبة كيف حالك يا جميلة ؟؟ اوحشتينى كثيرا عساكى بخير رائع رائع رائع رااااااااااااااااااااااااااااااااااائع ثلاث بارتات متميزين جدا جدا امتعونى للغاية واثاروا فضولى والهبوا شوقى وأججوا فضولى فتحية كبيرة لكى على تميزك وابداعك قصة ممتعة للغاية وواقع اليم جدا واسلوب مبدع واثارة وتشويق بلا حدوووووووووووود من اول سطر حتى اخر سطر اتذوق كلماتك فاستمتع بشدة واتركها مع كلمة يتبع بضيق لاضطرارى بالانتظار حتى تنزيل البارت الجديد باذن الله قريبا جدا هذه القصة ستثبت وتميز لانها تستحق بجدارة00حقا تستحق نجوى مشاهد جرحها الغائر من تامر سواء كانت وحدها او مع رنا او عمر او حتى مع تامر نفسه كانت رائعة واجحدتى وصفها فشعرت بالالم والجراح الدامية تنزف بقلبى انا كم هى انسانة رائعة تلك المرأة 00باعتذار بسيط قبلت عودة تامر بل حاولت تخفيف همومه على الرغم من اتهامه البشع لها 00كيف سيكون وقع الصدمة عليها حينما يخبرها ؟؟ كيف ؟؟ تامر ربما التمس له العذر 00نعن نجوى لا تشكو من عله لكنه كذلك انتظر كثيرا وكم يرغب بفلذة كبد تنير حياته وتملأها فكم من العمر سينتظر وهذا شىء غير مؤكد بصراحة لا اشعر بالضيق الشديد منه لانه يحب نجوى وحقا ويشعر بتأنيب الضمير لفعلته لكن ابوته كانت اقوى منه والان لا ادرى هل الافضل الا يخبرها حتى تظل تعتقد فى اخلاصه ام يطلعها على الحقيقة ؟؟ اعتقد انه سيخبرها حتى تكون علاقته بهدى وولده كريم معروفة وواضحة فيا ترى ما القادم ؟؟؟ عمر تحتارين معه 00لا استطيع تصنيف شخصيته تارة يكون رجلا شهما لا يطيق الخيانى ةيكون حنونا مع نجوى ناصحا لتامر مثنيا اياه عن افعاله وتارة يكون مستهترا لا يدرى اين مستقبله وتارة يكون عطوفا حريصا على لقاء من شعر معها بشىء غريب وتارة يكون ثائرا ويضرب بالتربية والدين عرض الحائظ بتطاوله على ابيه ترى من هو حقا والى اين ستسير قصته ؟؟ هند بدات مشكلتها تظهر للعيان وقعت فى هوى رجل تخلى عنها من اجل مال امراة عجوز وتركها مجبرة ان تنقذ ما تبقى وتبيع نفسها هى الاخرى لرجل يكبرها فى السن والان يمزقها هذا الشعور واعياها عودة خليل النادمة لحياتها ترى ما القادم ؟؟؟؟؟ خليل اعجبنى جدا المشهد الذى نظر فيه لامراته العجوز كان وصفك متميز جدااااااااا رنا ما زالت قصتها لم تتقدم كثيرا فمازلت انتظر زواجها الوشيك من عادل وجراحها الدامية وحبها الذليل لاخيه جنان وافدة رقيقة على القصة ويبدو انها سيكون لها دور جديد بالقصة 00ترى ما هو ؟؟؟ هدى اشفق عليها كثيرا تشعر انها مظلومة لان زواجها بالخفاء وفى ذات الوقت تشعر ان اقامتها بالدنيا مؤقته بسبب مرضها اللعين المشهد الذى وصفتى فيه عودة تامر للمبيت معها وخوفها ان يفر منها سريعا كالعادة كان رائعا احداث واحداث واحداث مبتورة لتزيد من لهفتنا ورواية متميزة كل بارت تحلو عن سابقه واسلوب يتجه بسرعة نحو الاجادة والاحتراف سلم قلمك وانتظر القادم بشوق شديد |
اقتباس:
لك وحشة.. في البدء مبروك انتهاء الامتحانات .... ارجو أن تكون ابليتي جيدا .... :) لقد أخجلتني بكلامك ... أرجو حقا أنني وفقة بما كتبته وو صلت الصورة واضحة.... بخصوص الشخصيات .... كل ما استطيع قوله .... هذه فقط مجرد البداية ... فالخافي أعظم .... ربما لن تستطيع ان تكتشفي حقيقة الشخصيات الا في الأجزاء الأخيرة... في الختام أود ان اعتذر عن الأخطاء الاملائية الفادحة في الجزء .... هذا سببه تعجل كالعادة.... ألف شكرا غاليتي على حضورك المميز كالعادة و على الرد الطويل الذي يشرح الصدر... دمتي بألف خير ... :flowers2::flowers2::flowers2: |
الجزء الثامن...
لحظات ترقب ... لحظات تفصلها عن لقائه ... هذه المرة اللقاء لن يكون مثل اللقاءات السابقة ... هذه المرة سوف تقابله بصفتها خطيبته ... وليست ابنة عمه ... موقف كانت تفكر به طويلا... تحاول أن تتحاشاه ... بشتا الطرق ... لكن لا سبيل من ألتملصه منه ... لقد أصبح كل ما خافت منه واقعا ... لم يعد مجرد كلام ... كم هو صعب أن تصطدم بالحقيقة الملموسة بعد أن كانت مجرد كلام لا غير ... أخيرا فتح الباب ... وحانت لحظة اللقاء ... اقتربت منها نجوى... وقفت أمامها مباشرة ... وقالت بصوت خافت... - رنا انه ينتظرك في المجلس.... رفعت رأسها بسرعة .... لتكشف عن عينيها المترددتان... لكن العقل هو الآمر الناهي ... فأمر بتحرك ... و تجاهل صراخ قلب عاشق لإنسان اسمه حسن....فأخذت تتقدم بخطى صغيرة ناحية من سوف يكون شريك حياتها في المستقبل .... ...................................... فتحت الباب .... الذي حمل لها مفاجئتا خلفه .... فتحت عينيها أوسع ما يكون .... كانت الدهشة بادية على قسمات وجهها .... فنطق لسانها قائلا... - خليل ..!!! بابتسامة واسعة رد قائلا .. - مساء الخير ... حبيبتي .... أخيرا صحت من الصدمة ... وانهالت عليه بأسئلتها... - كيف عرفت مكاني ؟ .... ولماذا أتيت إلى هنا ؟ رفع يده اليمنى وأشار بأصبعه السبابة ناحية قلبه وقال: - قلبي دلني إليك ... رفعت حاجبيها ... تبعتها بعينيها المفتوحتان على مصراعيهما ... - هل جننت ؟ كيف ... كيف تأتي إلى هنا؟ - نعم أنا مجنون بحبك .... و أتيت لهنا لأرى الشخص الذي أخذك مني... ألا ترين بأنه بسن أبيك ... قد انتهت صلاحيته ... انفجرت عليه قائلة ... - كفى ... إياك أن تتفوه بكلمة أخرى بخصوص غسان ... - أوووووووووه يبدو بأنك تعزينه كثيرا .... لكن ليس بمقدار ما تحبين أنا .... ( ودنا برأسه ناحيتها ... حتى أصبح وجهه مواجها مباشرة وجهها... لدرجة أن أنفاسه باتت تلفح وجهها... فارتبكت .... وتبعثرت ... ولم يعد عقلها يعمل .... لثواني ... ) فجأة أنفضت ودفعته بكلى يديها بعيدا عنها ... وصرخت به قائلة.... - أرحل .... أرحل عن حياتي .... أيها المخادع .... بسبب دفعتها خطى بضع خطوات إلى الخلف... رفع رأسه المنكس ليكشف عن ابتسامة لم تجد لها سببا ... وقال ببرود أعصاب.... - عينيك ... تصرفاتك .... حتى كلامك ... يثبت لي بأنك تحبيني ..... سوف لن استسلم ... سوف أقاوم ... حتى تتركي هذا الدور الذي لا يناسبك .... ( و زاد من سعة ابتسامته ....و أعطاها ظهره .... و خطى مبتعدا عنها ) أما هي فألجمها كلامه الذي كان ينطق بالحقيقة التي هي تحاول أن تخفيها.... ............................................ دخل عليهن بطوله الفارع .... و شعره الأجعد القصير... مطأطأ رأسه ... ألقى السلام ... - السلام عليكم ... جاءه رد من نجوى .... - و عليكم السلام.... أما رنا فلازالت تعيش في معمعة عدم التصديق... فكل ما كان مجرد كلام صار واقعا ... رفع رأسه بعد أن تسلل صوتها لمسمعيه .... وقعت عيناه على نجوى الواقفة فوق رنا مباشرة ... رسما ابتسامة على شفاهه ... وقال : - كيف حالك يا نجوى ؟ - الحمد لله بخير , كيف حالك أنت ؟ - الحمد لله حل الصمت ضيفا عليهم لبعض الوقت, و بدأت العيون عملها في التأمل و تحديق بالآخرين .... ومن ثم دبت الحياة من جديد ... فقال عادل: - تبدين مختلفة يا نجوى ؟ ابتسمت ...و أردفت قائلة : - حقا ..! - نعم ... - وهل أنا مختلفة لأفضل أم للأسوأ؟ زاد من سعة ابتسامته ...ومن ثم قال: - بطبع للأفضل.... هزت رأسها ... ومن ثم قالت: - الحمد لله ... حسنا يجب أن اذهب ...و أدعكم تتكلمان على راحتكما .... هز رأسه ...ومن ثم قال: - حسنا .... أغلق ذلك الباب .. ليعل بداية اجتماعهما ... الذي كلهما كانا يخافان منه... حانت وقت الكلام... و البوح بما في الصدور... تقدم بضع خطوات...وفي كل خطوت كان يخطوها ... كان قلبها يدق بقوه .... توقف أخيرا و جلس أمامها مباشرة ... كانت منكسة رأسها ... أخذ يحدق بها ... ويتربص لكلمة تخرج من فمها ... لكن لا فائدة ... الوقت يمر ...وهي لم تتحرك ساكنة ... فقرر أن يكسر الجليد ... و يفتتح الحديث... - رنا .... كيف حالك ؟ أكتفت بهز رأسها بحركة بمعنى نعم ... - وما معنى هذه الحركة ؟ ( قال عادل) زاد ارتباكها ... و كادت أن تهشم يديها المتشابكتان من كثرة الضغط عليهم .... عاد ليدوي صوته بقوله: - رنا هل أنت موافقة بأن أكون زوجا لك؟ هنا تملكتها الصدمة ... واتسعت عينيها أوسع ما يكن ... و لتجم لسانها الذي لم ينبس بعد... - قول الحقيقة ... ومهما كان ردك ... فأنا أعدك بأني لن أتضايق ... ماذا تقول... بماذا تنطق.... أبما يأمرها العقل به ... أم القلب الباكي...؟ - رنا .... أنا أتيت اليوم لأسمع ردك ... و ليس كلام عمي ... أنه يحاصرها من كل جانب لا مفر... لا مهرب .... - رنا... جاءه أخيرا ردها... قلتها بكل ما أوتيت من قوة ... دفعة واحدة .... تريد أن تنهي الصراع الذي في داخلها ... و ترتاح ... - أنا موافقة .... ( ومن ثم التهمت الهواء التهاما ... كأنها كانت في حرب ...و الآن انتهت ... ) أخذ يحدق بها لبضع ثواني .... أما هي على حالها مطأطأت رأسها ... أخيرا أعتقها من نظراته ... وأنزل بصره ناحية الأرض.... ومن ثم قال: - رنا هل أجبرك أحد على القبول بي ؟ أنه لا يريد أن يعتقها ... يتركها و حالها ... ها هو يسألها سؤالا صعبا آخر... لماذا ... لماذا ؟ كم كان صعب عليها بأن تكذب ... و تدوس على قلبها ... و تنطق بما لا تريد ... - كلا ...أنا وافقت عليك بإرادتي... بابتسامة واسعة نظر أليها ... ومن ثم قال: - حسنا ... لقد سمعة الذي جئت لأجله.... وأرجو بأنها هي الحقيقة.... أخيرا رفعت رأسها ... و كشفت عن عينيها التين ترسمان الدهشة... لكن بعد فوات الأوان ..فها هو يمضي مبتعدا ناحية الباب... ليتركها غارقة في دهشتها .... ............................................. بكل ما أوتي من قوت صرخت في وجهه قائلة: - لماذا يا تامر.... لماذا لم تخبرها ؟ رد عليها بالمثل: - لأنه أمر ليس بالسهل.. تصادمت عيناها ببعض..... ليقابل عينيها المعاتبتان... بعينيه الخجلتان.... لم يعد قادر على تحمل نظرتها هذه ...فهرب بعينيه إلى الأرض... وبصوت أقل حدة قال: - أقسم لك بأني كنت عاقد العزم على أن أكلمها ... لكن لساني..... و حتى قدمي ... لم يطاوعاني... لم يطاوعاني.... كانت تحدق به ... و قلبها يعتصر من الحزن .... أخذت نفسا عميقا ... عقبته بزفرة قوية... ومن ثم قالت بصوت هادئ: - لما لا تقول بأنك أنت الذي لا يريد ذلك ....؟ رفع بصره عن الأرض و هجم بهما ناحيتها ... ومسحة من الذهول تعتلي قسمات وجهه ... قال: - ما هذا الكلام يا هدى ؟ ... أنا أقسم ل.... جاءت يدها على شفتيه ... لتقاطعه ... وتوقف سيل كلماته .... قالت: - كفى كلاما بشيء لا وجود له في داخلك.... اتسعت حدقت عينيه .... و خانته الكلمات ... و الأفكار كذلك ... أبعد يدها عن شفتيه ... وأكملت قائلة : - إذا لم يكون من أجل... فمن أجل ابنك الذي لا يعرف أهله ... و الذي مع تقدمه في السن سوف يبدأ يفكر و يتساءل عن أصله ...و عن هذه الحياة التي كلها كتمان و أسرار.... أعادت بصرها إليه ... وبعينين حزينتان ... ينذران بهطول الدمع ... قالت : - أرجوك فكر بمصلحة ابنك الوحيد .... و ليس بي... اكتفى بتحديق أليها بذهول... و لم ينبس بأي كلمة أو يتحرك ...... ضل جامدا كالتمثال.... الكلام الذي سمعه لم يخطر على بله قط... يتبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــع |
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جميعا ...
استميحكم عذرا على تأخري في انزال جزء جديد... سوف ابذل قصار جهد في انزاله خلال الاسبوعين القادمين باذن الله ... دمتم بألف خير... |
الجزء التاسع ...
- أنها هي , أليس كذلك ؟ أزدرد ريقه ... و بصوت أقرب إلى الهمس قال... - نعم ... - لا داعي لكي يتغير وجهك مئة لون كلما اتصلت بك أمامي... كلمها فهي زوجتك التي لا تستغني عنها ... لم يعرف ماذا يقول ... فهو في وضعية لا يحسد عليها ... و أي كلمة تخرج من حلقه , لن تزيد إلا الأمور سوءا ... فضغط إصبعه على زر الاستقبال ,ومن ثم قال : - ألو .... - تامر أين ذهبت .... بحثت عنك في كل مكان بعد أن ذهبت عائلة عمي ...أين أنت الآن ؟ أرتبك ... لا يعرف ماذا يقول ... لا يعلم كيف ينهي هذا الاتصال الذي ندم على الرد عليه ... - تامر ماذا بك .... لماذا لا تتكلم ...أين ذهبت ... - أنا .... أنا مع ...مع أحد أصدقاء .... نعم أصدقاء ... فقط ...فقط .. كان في ورطة ... وقد طلب عوني ... نعم عوني ...فذهبت فور خرج عمي و عائلته ... خيرا ... خيرا ... هل هناك شيء ؟ - في الحقيقة نعم ... كنت أريد أن أخيرك بشيء ... لكن لا بأس عندما تعود سوف أخبرك ... - خيرا ماذا هناك ... ؟ - عندما تعود سوف أخبرك ... - لكن ...لكن ربما أتأخر ... - لا بأس سوف أنتظرك ... - نجوى أخبريني في الهاتف و أريح نفسك من عناء الانتظار... - لقد انتظرت سنين طويلة ... لن يضرني أن انتظرت بضع ساعات أخرى .... - حسنا كما تشائين ... يجب أن أغلق الخط الآن ... أراك قريبا ... - أن شاء الله ... أنا في انتظارك ... - حسنا .... كم كانت تتقطع ألف مرة من داخل و هي ترى الشخص الذي سلمته قلبها يكلم امرأة غيرها... (( لماذا لازلت أتعذب عندما أسمعه يكلمها ... كان يجب أن أعتاد هذا الشيء بعد هذه السنين ...لكن ...لكني لازلت أتعذب ... وأتألم ... متى ... متى سوف أرتاح ...متى سوف تريحني يا تامر.... أرحني أرجوك ... أرحني....)) مناجاة نفسي أعياها الانتظار ... ..................................... بخطى واسعة هجم على الباب ... وأمسك بمقبضه الذي كادت قبضة يده تهشمه .... وقبل أن يحركه جاءه صوت أمه و هي تسأله : - إلى أين أنت ذاهب ؟ تأفف ومن ثم قال بنبرة صوت يشبها الغضب : - أمي أنا لا مزاج لي للحديث الآن ... - ومتى كان مزاجك رائق ويريد الحديث؟ ... عمر ماذا بك ؟ ما الذي جرى لك ؟ - لا شيء لم يحدث لي شيء.... هل يمكنني أن أذهب الآن ؟ - عمر ... حبيبي ... كلمني أفتح لي قلبك ..لربما ساعدتك ... صرخ بها قائل: - قلت لك أنا بخير ... لماذا تصريني على أن بي شيء ...؟ - تصرفاتك و كلامك هو الذي يقول ذلك .... - أنا دائما هكذا , لم يجد عليه شيء... - كلا ... هذا ليس أبني عمر الذي أعرفه ... - يبدو إذا يا أمي بأنك لم تعرفين قبل ... فأنا عمر نفسه لم أتغير... و الآن إلى اللقاء ... ( وحرك المقبض بحركة سريعة , ومن ثم خرج بسرعة البرق هربا من أسألت أمه ) ...................................... قامت من الكرسي ... و أخذت تقترب منها ... ومن ثم جلست بجوارها على السرير ....وشرعت بسؤال: - أسوف يطول انتظاري لسماع جواب لسؤالي ...؟ رفعت رأسها المنكس ... وقالت و عينيها سارحتان في عالم آخر ... - ماذا قلتي يا نجوى ؟ - سألتك ما الذي جرى بينكما أنت و عادل؟ أعادت عينيها ناحية الأرض التي تكاد تخرقها بعينيها .. وقالت... - لا شيء ... لم يحدث شيء ... فقط .. فقط تحدثنا ... - تحدثتما في ماذا ؟ رفعت رأسها من جديد .. ووجهت عينيها ناحية نجوى المترقبة لإجابة منها ... وقالت : - نجوى لا أعرف ما الذي يجري لي .... أشعر ... أشعر بألم في صدري ( وحطت بيدها على صدرها ) ... بضيق .. لماذا ... منذ كلمته لم يفارقني هذا الشعور .... - ما الذي جرى ... ما الذي تحدثتما عنه ؟ - سألني إذا كنت أنا موافقة على الزواج به .... - وماذا قلت له ؟ ابتلعت ريقها ومن ثم قالت : - موافقة ... - وهو ماذا قال لك ؟ - قال أرجو ... أرجو بأنها الحقيقة ... كأنه يعلم ... يعلم ... - أأنت خائفة من أن يكشف حقيقة زواجك به ...بأنك تزوجته لتتقرب من أخيه ... قامت من على السرير بسرعة ...وزمجرت قائلة : - نجوى ما هذا الكلام ... حسن لم يعد له مكان في قلبي ...فأنا أكرهه أكرهه من كل قلبي .... - كلامك متناقض يا رنا .... تقولين أن حسن لا مكان له في قلبك ... وفي نفس الوقت قلتي بأنك تكرهينه من كل قلبك ... ما هذا التناقض... - نجوى ماذا جرى لك ؟ ...لماذا تهاجميني هكذا بدل أن تساعدين؟ وقفت نجوى ... وصوبت عينيها التين رسمتا الحزن ... وقالت : - أنت يا رنا تركضين وراء وهم ...و للأسف سوق تدمرين أشخاص أبرياء بسبب ذلك ..و في نفس الوقت سوف تورطين نفسك في موقف لن تستطيع الخلاص منه بعد أن تدرك بأن ما تركضي وراءه مجرد وهم ... - وهم ...!! عن ماذا تتكلمين يا نجوى ...؟ أنا لم أعد أفهمك ؟ - أنت تعلمين جيدا عما أتكلم ... حسن ... وحبك له ... قطبت حاجبيها وقالت : - أوووووووووووه حتى لو أردت أن أنساه أنت سوف تذكريني به .... ( وهوت بجسدها ناحية السرير ) تنهدت نجوى ...و هزت رأسها بأسى ... وثم وضعت يدها على كتف رنا .... و قالت: - رنا حبيبتي ... حسن أصبح لغيرك فقطع حب الأمل الذي يعشمك به .... أشاحت بوجهها ناحية الجهة المعاكسة لنجوى ... وقالت : - نجوى أنا تعبت وأريد النوم ... فخرجي لو سمحتي .... - حسنا ... لقد حاولت ... لكن يبدو بأن هذا الوهم سيطر على تفكيرك ... أرجو من كل قلبي بأن لا تندمي على ما أنت مقبلة عليه ... أرجو ذلك ... ومن ثم خرجت نجوى و هي تجر أذيال الهزيمة ... تاركة رنا واقفة في وسط دوامة من المشاعر المتضاربة ... و حرب شرسة بين عقلها و قلبها .... ........................................ كانت تختفي تحت جناح الظلام .... فالذي جرى ليس بسهل ... هو زارها , و أعترف بأنه يحبها ... وبأنه لن يستسلم ... أنه يريدها ... نعم يريدها .... فعادت لتهجم على عقلها تلك الأيام الورد التي عاشتها معه كحبيبين عاشقين ... دام حبهما لأربعة سنوات كانت كالحلم ... وصلت خلالها لقمة السعادة ... إلى السحاب ... لكنه رحل ... سافر للعمل في الخارج ... لكنه وعدها بأن يعود بعد أن يجمع مالا كافيا ... لكي يتمكن من طلب يدها .... ويبنيان عش الزوجية الذي طالما خططا له ورسما معالمهم ... انتظرته عام .... فلحق به عام آخر ... تلاه عام آخر.... أخذت الأيام تمر ...تسحب معها الشهور ... تليها العام تلو الآخر... لتذبل وردة شبابها ... و يكثر القال و القيل عنها فهي لم ترضى بأحد من الذين تقدم لها ... مرت 9 سنوات ... وخلال تلك التسع سنوات لم يكلمها سو ى بضع مرات ... في البدء كان يكلمها كل يوم تقريبا لكن مع مرور الوقت قلت مكلماته ... حتى انقطعت نهائيا ... لكن لم تكترث فهو وعدها ... وعدها بزواج ... عاد بعد طول انتظار ... لمسك في يده مفاجآت ... بل قنبلة مدوية .... لقد جاء بالمرأة التي كانت هي التي يجب أن تكون محلها ... خدعها ... خانها ... نقض بالوعد الذي ضحت من أجله بشبابها ... فاشتعلت نار الكراهية في قلبها... و انفجرت براكين الغضب في صدرها ... لن يخمدهما إلا الانتقام ... لكن يا حسرة من أين ... كيف تنتقم ...و تبرد صدرها ... بسببه خسرت شبابها ... بسببه رضيت بزواج من شخص متحرج القلب ...لأنه الوحيد الذي رضي بها .... بعد أن غدت وردة ذابلة ...كل هذا بسببه بسببه ... بسببه .... دخل طبلت أذنيها صوت مشحون بالغضب : - هند ........يا هند ............يا هند ... انتفضت ... و تفشت رعشت في جسدها ... وأخذت الأفكار تضرب برأسها من اليمين و اليسار .... (( أمعقول ... أمعقول بأنه رأى خليل ... أمعقول ...لا .... لا .... لا .... )) من شدة الخوف تخدرت قدمها ...وما عادتا يقويان على الحركة ... فتح الباب ... وأشعل النور ... وانفجر عليها قائلا... : ما الذي جرى ؟ ... ما الذي سمعته ؟ .... تكلمي ... تكلمي .... ( ومن ثم أنقض عليها كالوحش المفترس ) ....................................................... - قلت لك بأنه ليس هناك داعي لبقائك هنا يا تامر ... فذهب فزوجتك تنتظرك .... أخذ نفسا ومن ثم قال: - هدى ... أرجوك لا تكلمين بهذه الطريقة ... - وكيف تريديني أن أكلمك ها ... هل تريدني أن أستقبلك بالأحضان ... تكلم ... - هدى ...كم مرة قلت لك بأني حاولت و الله حاولت . ...لكن الأمر ليس سهلا كما يبدو ... ومن ثم يا هدى أنت تزوجتني وأنت تعلمين بأن زواجنا سوف يكون في السر .... خطت ابتسامة لكن لم تدم طويلا ... و أخذت تهز رأسها بحركة معناها نعم... : نعم ... نعم ... فقد كنت عمياء حينها بحبك ... ولم أحسب حساب أبنائنا .... كنت أنانية .... الآن كريم للأسف يدفع الثمن الآن بسبب حبي لشخص ... لشخص .... - لماذا ... لماذا صمتي ؟... تكلمي ... تكلمي ... قولي .... قولي الذي قلبك وأخرجيه ... أخذت تحدق به .... فكتفت بلغة العيون .... فالكلام لم يعد يعبر كالعيون التي ترسم الندم و الملامة .... - حسنا يا هدى ... حسنا ... كما تشائين سوف اذهب ....أذهب إذا كان هذا يريحك .... ( وخرج ووجهه مصبوغ بالون الأحمر ) يتبع .... |
مشكوره أختي على هذا الجزء الأكثر من رائع
بعدني متابعة لرائعتك ومتحمسه للجزء الياي تقبلي مروري :) |
تسلمين أختي همسة ...
وألف شكر مني لك على ردك الجميل هذا :) :flowers2::flowers2::flowers2: دمتي بألف خير... |
هوووووووووووووووووب الجميلة سورى يا عسل على تأخيرى بالرد على الجزء الجديد اللى يتاكل اكل هههههههههههههه من شدة روعته وسلاسته بس انا ملاحظة ان الاحداث بالبارت دة وقفت لم تتحرك الامام لكن واضح انها مقدمة لانفجارات بالبارت القادم الذى انتظره على احر من الجمر يعجبنى دوما ما تخطيه بقلمك فاستمرى انا دوما متابعة ومعجبة بقلمك ونار الشوق تحرقنى لاعرف القادم مصير رنا وعادل هل ستسير بهذا الطريق المحفوف بالاخطار ام باخر لحظة تعود لصوابها وتبتعد وترحم برىء من العذاب ؟ وما هو الشىء الذى جعل ابو تامر يثور على هند بهذا الشكل؟ وهل سيكون هناك لقاء اخر بين هند وخليل ؟ وماذا عن نجوى ؟ هل اخيرا ستبوح بامر حملها لتامر كيف سيكون وقع المفاجأة عليه وما هو يا ترى رد فعله كل هذا واكثر انتظره بالبارت القادم لا تتأخرين فى حفظ الله وسلامته يا غاليتى |
اقتباس:
ولا يهمك ... المهم رجعتي لنا ... كما قلتي هذا الجزء تصبيره لجزء فيه أحداث مثيرة و حافل بالأحداث ... بس أمكن أتأخر بأنزاله بسبب الأمتحانات ... مشكوره أختي على مآزرتك المستمرة لي :) :flowers2::flowers2::flowers2: دمتي بالف خير.... |
الجزء العاشر...
بابتسامة واسعة استقبلته .... و بوجه عابس قابلها ... - مساء الخير تامر.... تنهد ومن ثم قال... - مساء الخير... توجه ناحية الدولاب ... لينتشل منه بجامته ...وهي أخذت تتبعه بعينيها .... و الابتسامة لم تفارقها ... وبينما كان يرتدي بجامته ... استجمعت قواها و شرعت بالقول: - تامر ... عندي خبر لك ... - نجوى أنا تعب ولا أريد أن أسمع شيء... - لكن ... - تصبحين على خير... ( وغطى نفسه بالفراش , لينهي الحديث و هو في بدايته ) تنهدت ومن ثم قالت باستسلام و خيبت أمل: - وأنت من أهله ... ..................................... - يا الله ... ماذا به وجهك ؟ طأطأت رأسها .. محاولتا إخفاء الكدمة التي تصبغ عينها ... - هند .... ألهذا لم تحضري إلى المدرسة ....؟ هزت رأسها بالإيجاب ... - ضربك من جديد ...؟ - تفضلي ريم .... ( وأشارت لها بدخول ) استجابت لأشارت هند .... ودخلت ... - أجلسي .... ( وأومأت لها بالجلوس على الكنبة ) وجلست ريم .... - ماذا تريدين أن تشربي ؟ - لا أريد أن أشرب شيئا ...فجلس و حدثيني .... - لا يوجد شيء نتحدث به .. - كلا هناك أشياء كثيرة يجب أن نتحدث عنها ... فجلس وحدثين بالذي جرى ... ما أن انتهت ريم من جملتها من ناحية ... انفجرت هند باكية ... فلم تعد قادرة على كبت دموعها الثائرة ... بصوت يشوبه البكاء قالت : - لقد هجم عليه كوحش مفترس ... لم يجعل لي مجال للكلام ... - يا الله ... ( و وقفت ... ومن ثم توجهت ناحية ريم الواقفة ... و حضنتها ... ) استرسلت هند بالكلام... فقالت: - ضربني و ضربني حتى تعب من كثرة الضرب .... - لماذا ... لماذا ضربك هذه المرة ؟ - بسبب ..... بسبب خليل ... أبعدتها ريم عن حضنها ... وبعينين ترسمان علامة استفهام قالت : - خليل !! كيف ..؟!! - لقد ... لقد زارني خليل البارحة ... و قد ... وقد رآه الجيران وسمعوه يقول لي بأنه يحبني وأخذ يقترب مني ... وأخبروا غسان... ( وعادت لنوبة بكاءها ) - يا الله ... هؤلاء الناس لا يتركون أحدا لحاله ... ومن ثم خليل ما الذي جاء به إلى هنا ... لماذا لا يتركك و حالك .... - جاء ليكذب عليه من جديد ... ليخدعني .... ليقول لي بأنه يحبني ... يضني غبية .. سوف أصدقه... أنني أكره ... أكره ... دمر حياتي ...دمرها .... ....................................... - ماذا بك توقفت هكذا فجأة ...؟ - أنه هو ... قوست حاجبيها للأعلى ... وسألتها : - من هو ؟!! - ذلك المزعج ... الذي اصطدمت به... بدأت أشعر بأنه يتبعنا ..... - أهو بخير ؟ ألتفت ناحيتها .... و علامة الاستفهام على وجهها ...و قالت : - بخير..!!! لماذا تسألين إذا كان بخير يا جنان؟ - أنسيت البارحة عندما هجم عليه ذلك الشخص .... لهذا سألتك إذا كان بخير... وجهت بصرها ناحيته ... وقالت : - يبدو بخير .... - يجب أن نذهب و نطمأن عليه أعادت بصرها ناحية جنان .... و الذهول يرتسم على قسمات وجهها .... وقالت : - أجننت يا جنان... - ماذا بها ... أنه مجرد سؤال لا غير... - لا أنت مجنونتا رسميا ... - وهل سؤال الآخرين إذا كانوا بخير خطأ ..؟ - نعم إذا كان غريبا ... - لكنه ليس غريبا ... رفعت حاجبيها إلى أعلى .... لتتبعها عينيها المذهولتان ... - ليس غريبا !!!! ما بك اليوم يا جنان ؟؟؟ - اسمعي أسوف تأخذيني ناحيته , أم أنا اذهب لوحد ؟ هزت رأسها ومن ثم قالت : - حسنا سوف آخذك و أرى ما نهاية هذه الفكرة المجنونة ... رسمت ابتسامة واسعة وأردف قائلة : - شكرا لك ... ما هي إلا ثواني معدودة وإذا بهن أصبحا بالقرب منه... بادرت جنان بالسلام : - السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... ( وخطت ابتسامتها المعهودة ) ألتفت إلى خلفه وصتطدمت عيناه بذلك الكائن الذي قلب حياته ... فطأطأ رأسه على الفور ... فذهول قد تملكه .... وقال بصوت متقطع بالكاد يسمع : - وعليكم السلام ... قالت جنان: - كيف حالك ؟ - بخير ... بخير... سألت عهود...: - ماذا بك ترتعش هكذا ... ؟ - ها .... ( أزدرد ريقه و قال بصوت متلعثم ) ... لا شيء ... فقط ... فقط أشعر بالبرد ... قالت عهود : - بالبرد !!! غريب فالجو دافئ ... طأطأ رأسه أكثر ... وأخذ يهز رأسه و يقول بنفس الوقت .. - أنا دائما هكذا أشعر بالبرد حتى و لو كان الجو دافئ ... قالت جنان : - أحقا أنت بخير .... فالبارحة رأيناك متورطا بشجار مع أحدهم .. هنا ثار عليهما وزمجر قائلا : - وما دخلك أنت ؟ زار الذهول كليهما .... وردت عهود.عليه بنفس الحدة بعد أن رحل عنها الذهول: - أسمعتي يا جنان هذا جزاء عمل الخير ... نعم نحن مخطئتنا لأننا أردنا أن نطمأن على حالك .... أمسكت بيد جنان وأخذت تسحبها و تتقدم بخطى واسعة بعيدا عنه .... هنا أدرك ما خرج من فمه ... فقال : - توقفا أرجوكما .... توقفا ... لكنهما استمرتا في المسير ..كأنهما لم يسمعا شيئا... ( فركض خلفهما ... وأمسك بذراع جنان ... وأجبرهما على التوقف ) ألتفت عهود إلى خلفها ... لتجد يده تحيط بذراع جنان .. فصرخت به قائلة : - أجننت ...كيف تمسك بيدها .... ( وبحركة سريعة أبعدت يده عن ذراع جنان ) أزدرد ريقه ... وقال: - أنا آسف لم أقصد ... أرجوكما أعذراني على كلامي و على تصرفي ... أنا أمر في ظروف صعبة... ردت جنان : - لا بأس حصل خير... - لا لم يحصل خيرا ... مهما كانت ظروفك ما كان يجب أن تصرخ في وجهها بهذه الطريقة... هيا جنان فنذهب ... لقد ضيعنا وقتنا فيما فيه الكفاية ... ( وأمسكت من جديد بيد جنان وأخذت تجبرها على المشي ) أما هو فقط اكتفى بدور المتفرج ... فعقله لا ينضح بأفكار تحل هذا الموقف الصعب .... ............................................................ ..... بابتسامة واسعة تزين شفتيها قالت : - شكرا لك على زيارتك لي يانجوى و على الورد كذلك . - ما هذا الكلام ... كلمة شكرا ليس مجودة في قاموس الأصدقاء ... أليس كذلك يا سعاد.....؟ زادت من سعت ابتسامتها وقالت : - معك حق .... أووووه صحيح كيف الحمل معك ؟ تنهدت نجوى ... وتغير لون وجهها ... من الفرح إلى الغم و الحزن ... فسارعت سعاد بسؤال بعد أن رحلت تلك الابتسامة التي على شفتيها : - ماذا هناك يا نجوى , أهناك مشكلة ؟!! أخذت نفسا ومن ثم قالت بصوت تخنقه العبرة: - نعم ... قبل أن أحظر إليك , كان لدي موعد مع الطبيبة لفحص روتيني , أخبرتني بأن هناك مشاكل في الحمل .... و نصحتني براحة ... أمسكت سعاد بيد نجوى , وقالت لها : - لا تخافي هذا أمر عادي , فهو الحمل الأول لك , لهذا هناك مشاكل , الجميع يحصل ه هذا , ما عليك إلا أن تتقيدي بأوامر الطبيبة لا غير و سوف يمر كل شيء على خير ما يرام.... فطمئني يا عزيزتي... هزت رأسها بالإيجاب... وجاهدت في سبيل أن ترسم ابتسامة على شفتيها ... وقالت: - حسنا ... أنا آسفة لقد أزعجتك بكلامي ... كنت عاقدة العزم بأن أتمالك أعصابي ...لكن .... بترت سعاد جملة نجوى بقولها : - أشششششششششش لا داعي للاعتذار .... فنحن أصدقاء ومن واجبي أن أقف بجانبك عند أزماتك .... أسمعي تكلمي معي بكل الذي في داخلك ... ربما هذا يريحك ... - لا شكرا الآن أنا أفضل حقا بعد أن كلمتك ... ( ورسمت ابتسامة باهتة على شفتيها ) على العموم يجب أن أذهب الآن .... أتريدين مني شيئا ... - لا شكرا .... أسمعي أذى أردتي أن تتكلمي فأنا في الخدمة ... - حسنا .... أعتني بنفسك .... ( وطبعت قبلة على خد سعاد الأيمن ) - وأنت كذلك .... قالت نجوى : - مع السلامة . - مع السلامة . ومضت قدما ناحية الباب الذي كان يخفي وراءه مفاجأة لها .... فتحت الباب ... فالتقطت عينيها تامر .... الذي كان يشرع في فتح باب أحد الغرف .... فاستغربت .... وأخذت تسأل نفسها عن سبب وجوده في المستشفى ... فأخذت تمشي ناحية تلك الغرفة التي دخل إليها... رفعت يدها لتقرع الباب ... لكن صوته هجم على أذنيها .... كان يقول : - أرجوك هدى .. أقبل اعتذاري لما بدر مني البارحة ... فقد كنت .... كنت ... بصوت شخص نفذ صبره ..قالت هدى : - كنت ماذا يا تامر ....؟ ( تنهدت, وأخفت رأسها وراء كفها ومن ثم قالت ) تامر أنا تعبت ...لم أعد أحتمل ... فأرجوك يا تامر حدد موقفك الآن اذا سوف تخبرهم بأمر زواجنا وبابنك أو لا .... ( ورفعت رأسها عن كفها .... وصبت نحوه نظرة ترقب و تعطش لجواب شافي ) من وراء ذلك الباب صارعت من أجل أن تضل واقفة على قدميها التين لم تعودان قادرتان على حملها... أصحيح ما سمعته أم أنه خيال ... زوجته وأبنه ... مستحيل .... تشوش تفكيرها .... وأخذت الأفكار تحصف بها من كل جانب .... - سيدتي .... سيدتي .... أأنت بخير ... ( قالت أحد الممرضات المارة من هناك ) بعينيها المذهولتان نظرت إلى الممرضة ... لكنها لم ترد عليها ... فهي لا تستوعب ما تقوله الممرضة .... فكررت الممرضة سؤالها ... لكن لازال الجواب يردها .... أخيرا تحركت نجوى ... أخذت تمشي بقدميها المرتعشتان بعيدا عن تلك الغرفة التي ألقت بقبلة قاتلة عليها ..... .................................................. قامت من مقعدها ...و أخذت تدنو من هند التي كانت جالسة على الكرسي المقابل لها .... ومن ثم وضعت يدها على كتف هند وقالت : - هند يجب أن تحدثي خليل و تنهي هذا الموضوع ... رفعت رأسها إلى أعلى و بعينين مفتوحتان على مصراعيهما قالت : - أكلم خليل ؟!! - نعم .... يجب أن تخبريه بأن يكف عن إزعاجك ... وبأنك لم تعودي تحبيه .... هذه الوسيلة الوحيدة للأسف ........... غمست برأسها بكلى يديها ... وخرجت من فمها تنهيدة طويلة ... تعكس ما في داخلها من تعب .... وقالت : - يا الله .... لقد تعبت حقا تعبت .... من غسان و تصرفاته .... و الآن من خليل الذي لا يريد أن يتركني في حالي ... لقد تعبت ..... و الله تعبت ... ( وانسكب الدمع من عينيها ) قطع قلبها ما رأته ... فنحنت وطوقت صاحبتها بكلى يديها وأخذت تقول ريم : - لا بأس ...سوف ينتهي كل شيء ...وأنا سوف أساعدك على هذا ... فقط أنت أهدأ و لا تشغلي بالك .... كل شيء سوف يكون بخير .... .............................................. أقبلت على أمها المنهمكة في الطبخ وباغتتها بقبلة طبعتها على خدها الأيسر ... وقالت و الابتسامة على محياها : - مساء الخير أمي ... ألتفتت ناحيتها و الابتسامة تعتلي شفتيها و قالت : - مساء النور عزيزتي .. - ها أمي ماذا حظرت لنا اليوم على الغداء.... - حظرت الطبق الذي حظرته البارحة... - أممممم هذا رائع فأنا ميتة من الجوع ... - هذا جيد ... هيا اذهبي و بدلي ملابسك بسرعة وصلي .... دقائق و سوف يجهز الغداء.... - حسنا ... سوف أعود فورا ... ومضت ناحية الباب .. لكن صوت أمها استوقفها بقولها : - أووووه كدت أنسى .... توقفت رنا و ألتفتت ناحية أمها ... و قالت و حاجبيها مرفوعان للأعلى : - ماذا نسيت يا أمي ؟! - اليوم سوف يعود حسن ابن عمك و زوجته من شهر العسل الساعة الرابعة ... فجهزي نفسك لذهب لزيارتهم .... قفز قلبها من مكانه لمجرد سماعها لذكر اسمه ... - رنا ماذا بك واقفة هكذا ؟ ! - ها ماذا قلت يا أمي؟ - الطعام سوف يجهز قريبا .... فذهبي بسرعة ... - حسنا ... حسنا .... ( قدمها ثقيلتان ...بالكاد تقدر أن تحركهما .... ) (( هو عائد ... عائد ... وهي معه ... معه .. لا أستطيع ... لا أستطيع رأيتهما معا ...لا أستطيع )) لسان حال قلب نازف ... .............................................. ضلت ساعتين كاملتان جالسة على سريرها بلا حراك... وذهول و عدم التصديق مرسوم على قسمات وجهها ..... أخيرا نطقت .... - تامر متزوج من غيري ... وعنده ابن ... ابن .... متزوج ..... متزوج .... ابن ..... متزوج من غيري .... غيري ..... متزوج ..... ( أخذت أنفاسها تتسارع ... وقلبها ثائر من وراء ضلوها يريد أن يكسرها و الدمع فاض أخيرا من عينيها المذهولتان ) صرخت بأعلى طبقة من صوتها : - لااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ومن ثم قامت من على السرير ... وهجمت على الدولاب .... وأخذت تنتشل ملابسه و ترمي بها على الأرض و هي تصرخ قائلة : - أيه الخائن ... المخادع ..... لقد خدعتني وكذبت عليه ..... أكرهك ... أكرهك يا تامر .... أكرهك .... دخلت عليها رنا بعد أن سمعت صراخها و عينيها مفتوحتان أوسع ما يكون .... و بصوت ملء رعبا قالت : - ماذا جرى لك يا نجوى ...؟ لم يردها جواب ..... ضلت نجوى منهمكة في رمي ملابس تامر بعشوائية على الأرض و تصرخ قائلة : - مخادع .. غشاش ... هرولت رنا ناحية نجوى .... وأمسكت بها من خصرها ...محاولة بأن توقفها عما تفعله... وأخذت تقول : - توقفي يا نجوى ... توقفي ... وقول لي ما الذي يجري ؟ ألتفت ناحيتها نجوى ... وعينيها تشتعلان غضبا ... وقالت بصوت مشبع بالضيق : - أتريدين أن تعرفي م الذي جرى ... سوف أقول لك ما الذي جرى ... أخوك .... أخوك متزوج من غيري و لديه أبن .... نعم ... لقد خانني .... خدعني ..... خدعني ..... رنا التي أصيبت بالدهشة مما سمعت تسمرت مكانها .... فهوت يديها .... و عادت نجوى لإكمال ما كانت تفعله .... لكنها لم تستمر ... فقط شعرت بشيء غريب يحصل لها .... بشعور لم تشعره قبل .... بألم ..... فالتفتت ناحية رنا المصدومة ... وقالت : - رنا أنا لست بخير ..... ( وهوت على الأرض ) .......................................................... تأفف حالم وقعت عينيه على الشخص المقبل عليه ... وقال : - ألم أقول لك بألا تأتي إلى هنا .... هز رأسه بالإيجاب....ومن ثم ازدرد ريقه .... وقال : - اسمع أنا مستعد بأن أعطيك أي شيء ..فقط أعطني و لو كمية بسيطة .... فأنا تعب ... تعب جدا ...أرجوك يا فريد .. أرجوك ... انفجر فريد ضاحكا .... ومن ثم قال: - تعطيني أي شيء .... نكتة جيدة .... كيف تعطيني أي شيء وأنت لا تملك شيئا يا عمر...؟ - أملك هذه الساعة .... ( ومد يده ناحية فريد ) هز رأسه وقال: - هذا لا يكفي وأنت تعلم ذلك ... فالبضاعة هذه الأيام غالية .... - إذا ماذا تريد .... أتريد بأن أعطيك ملابسي .... - وماذا سوف أفعل بملابسك أيه الأحمق ؟ - إذا ماذا تريدني مني أن أعطيك حتى تعطيني.... أخذ فريد يحدق بعمر لبضع ثواني .... و بعد طول انتظار قال: - لا أريدك أن تعطيني شيئا ... بل أريدك أن تفعل لي شيئا .... ........................................................... أقبل أليها و الابتسامة مرسومة على شفتيه .... رفعت رأسها .... فوجدته مقبلا عليها ... فقامت من على الكرسي ... وقلبها يكاد يقع من عرشه .... توقف أمامها مباشرة ... ومن ثم قال : - كنت أعلم بأنك في النهاية سوف تستسلمين .... أخذت نفسا عميقا .. تبعته بزفرة قوية ... ومن ثم قالت بصوت جاهدة في خروجه من حنجرتها قويا بلا رعشة : - أنا طلبة أن أقابلك هنا ي الحديقة ليس للذي في بالك ... بل لأقول لك أنا امرأة متزوجة الآن وأحب زوجي من كل قلبي ... وأنت حبك مات منذ زمن .... تحولت ابتسامته إلى ضحك ... تبعها بتصفيق ... ومن ثم قال: - كم ساعة أخذتي لتحفظ هذه الجملة .... ها ؟ - أرجوك خليل ...كفى .... أنا حقا لا أحبك ... أكرهك فدعني أعيش بسلام ... دعني .... - أنت التي يجب أن تكفى بالتفوه بالذي ليس في قلبك ....واعترفي بأنك تحبيني .... ابتلعت ريقها ومن ثم قالت : - لن أقولها لأنك لست في قلبي... اسمع يا خليل لآخر مرة أقولها لك ... دعني و حالي ...و إلا أخبرة غسان ... ( ورفعت أصبعها متوعدة ) قطب حاجبيه .... وأمسك بأصبعها المنصوب ومن ثم قال: - ماذا سوف تخبرينه ؟ بأنك تحبني .... وتزوجته بسبب ..... ها ... ماذا سوف تخبرينه ؟ قول لي ... شبكت عينيها ألمخفيتنا وراء تلك النظارة السوداء بعينيه وقالت : - سوف أقول له بأنك شخص أحببته في الماضي ... ووثقت به ... وانتظرته لأعوام .... ليعود لي بامرأة أخرى تزوج بها من أجل مالها ..... لقد فضلت المال عليه .... هذا الذي سوف أقوله له .... نكس رأسه ... وقال بصوت أقل حده : - أعترف بأني أخطأت .... للأسف اكتشفت ذلك متأخرا ... اكتشفت بأن المال ليس كل شيء ... ليس هو سبب السعادة ... أعترف بذلك الآن ..... أنا أعرف الآن ( ورفع رأسه ليكمل قائلا ) بأنك أنت سبب السعادة ... أنت فقط .... ( أخذ يحدق كل منهما بالآخر لبضع ثواني ) لتدب الحياة بهند ... التي أخذت تحرك رأسها بنفي و هي تقول: - لن تخدعني مرة أخرى .... لن تنطلي عليه ألاعيبك .... لقد وقعت مرة في أكاذيبك و لن أقع مرة أخره ... لهذا ابتعد عن طريقي يا خليل و ألا سوف تندم .... ( وشرعت بالمشي ) لكنه لم يتركها لحالها ... أمسك بيدها و سحبها ناحيته بقوة ... لدرجة أنها اصطدمت بجسده .... وسقطت النظارة السوداء التي تغطي تلك الدائرة السوداء المحيطة بعينها .... وأخذ يقول : - لم ننتهي بعد من الكلام .... صرخت به قائلة : - أجننت .... لكنه لم يرد عليه ... فعينه مصوبة على عينها التي اكتست بالون الأسود .... سحبت يدها من قبضت يده ... وانحنت لتتناول النظارة ..... و لما انتصبت ... هجم عليه بسؤاله : - ما الذي جرى لعينك ...؟ وضعت النظارة على عينيها بسرعة ... و بصوت متلعثم قالت : - لا شيء.. أنه ... أنه فقط ... فقط سقطة ... من على السلم في المنزل ..... - تكذبين .... فشقتكم ليست بها سلم .... أهو فعل بك هذا ؟ قول ... - أوووووووووووه .... أسمع ليس لك دخل بي و لا بحياتي ... ( وشرعت بخطى واسعة بالمشي مبتعدة عنه .... و هي تحس بأنها في أي لحظة سوف تقع بالأرض .... فقواها تكاد تخذلها ) يتبع ..... |
تسلم ايدنك أختي هوب على هالجزء الي كله احداث شيقه و ممتعه
من بدايته حتى نهايته لا تتأخرين علينا متحمسههههههههههه للجزء الياي |
أختي العزيزة نيو منورة الصفحة كعادتك...
وزينتي صفحتي بردك الي يبعث الهمت في نفسي لأكملها... دمتي بألف خير... |
الجزء الحادي عشر...
أقبلت و هي تهرول ناحية المكان الذي أخبرتها الممرضة عنه, و قلبها يحيط به الخوف من كل جانب, و جدته هناك واقفا أمام الباب وهو مطأطأ رأسه, اقتربت منه, و صرخت به قائلة: _ ما الذي جرى لهدى ؟ رفع رأسه, وأطلق تنهيدة طويلة, و تبعها قائلا: - لا أعلم ... لا أعلم... لقد تعبت فجأة, و أحظروها هنا منذ ساعة , و لم يخرج أحد حتى الآن ليطمأنن عليها. رمقته بنظرة كلها كره, وأعقبت بصوت لاذع: - إذا جرى لأختي شيء فأنت المذنب. أخذ ينظر إليها بذهول... وبصوت به نبرة تعجب قال: - وما دخل أنا؟!!! ردت عليه بنفس الحدة ... و النظرة لازالت تعتلي عينيها: - ما دخلك ؟ أتسأل أيضا, أنك حقا تقتل القتيل و تمشي في جنازته. هنا تمرد عن هدوئه, و صرخ بها قائلا: - ألا تلاحظين بأنك تماديت ِ ؟ - لا أعرف ما الذي أعجبها بك, أناني, جبان, لا توجد بك صفة جيدة واحدة. - كفى... الأفضل أن تتوقف و إلا ... رسمت ابتسامة سخرية على شفتيها ... وقالت: - و إلا ماذا يا تامر؟ أسوف تضربني ... ليس لك الحق في لمس شعرتين من رأسي, فلا تنفش ريشك عليه... منذ دخلت حياتنا لم نرى يوما جميلا ... كل حياتنا كانت رعبا ... و بالأخص على هدى التي كانت تعيش في رعب من الناس ومن كلامهم ... ومن نظراتهم ... و من أن ينكشف أمر زواجكم ... كان حبك أعمى قلبها .... لم تعد تفكر إلا بسعادتك ... و لم تهتمم بسعادتها ... لقد ضحت بالكثير ... و ماذا كان جزائها أنك خذلتها .... خذلتها .... أتعلم هذه المهزلة انتهت ... أخيرا صحت هدى من مخدرك ... ووعت للواقع ... لم تعد تعني لها شيئا ... أصبحت لا شيء يا تامر ... لا شيء... رفع حاجبيه إلى أعلى و هو ينظر إليها بعينيه المفتوحتان على مصراعيهما .... رن هاتفه النقال ... ليقطع عليه نوبة الذهول .... أنتشل هاتفه من جيب معطفه ... و ضغط على زر الاستقبال .. وقال بصوت أقرب منه إلى الهمس ... : - ألو .... - أهلا أمي ... - أين أنا ؟ .... أنا ... أنا مع أحد أصدقاء ... ماذا هناك يا أمي ؟ ارتسمت على محياه قسمات الصدمة ... من هول ما سمع ... أخذ يسأل أمه من جديد ... لربما لم يسمع جيدا ... بصوت مغلف بتعجب ..: - ماذا قلت يا أمي ؟ !!! .................... دخل غرفته ... ليجده هناك ... جالسا أمام الشباك ... يتطلع على السماء الزرقاء ... أقترب منه بهدوء ... و عندما بات بقربه ... توقف ... و هوا بيده على كتفه ... فسرت رعشة في جسده الساكن ... ألتفت لخلفه ... ومن ثم قال : - أهذا أنت ؟ لقد أرعبتني ... ابتسم له و من ثم قال : - ماذا تفعل بغرفتي؟ بادله الابتسامة ... - أهرب من أمك , التي كما يبدو تضنن لم أكل شيئا طوال هذا الشهر, لهذا تحظر لي كل دقيقة طبقا جديدا. زاد من سعة ابتسامته ...و هو يسحب كرسيا ... ليجلس عليه ...و يواجه أخاه ... - و اختبأت بغرفتي . - هو المكان الوحيد الذي لن تجدني أمي فيه. - وتترك زوجتك تتورط بأمك و أبيك , صح؟ - لا تخف عليها, هي سوف تتدبر أمرها, أسألني أنا. ( و زاد من حجم ابتسامته التي لم تدم على شفتيه ) - كيف حالك حسن؟ - بخير, وأنت يا عريس كيف حالك. أخذ يضحك .. ومن ثم قال: - عريس, إن الوقت مبكر لهذا اللقب. - لماذا؟! ألذي فهمته بأن الزواج سوف يتم بعد ثلاثة أشهر. - نعم, لكن هذا كلام أمي و أبي ... لم نتكلم بعد مع عمي . - بتأكيد عمي لن يمانع. - لكن رنا ... - ما بها رنا؟ - ربما هي تمانع . - ولما تمانع؟ - لا أعلم. ( قال جملته هذه و هو يهرب بنظره إلى ما وراء الشباك ) - عادل, أهناك شيء برنا, أقصد أهي رافضة لهذا الزواج؟ أعاد أنظاره إلى ناحية حسن.... وبعد ثواني من التحديق بحسن قال ... - كلا, هي موافقة ... لكن ... زادت حير حسن ...من كلام أخيه و تعابير وجه التي باتت كالطلاسم التي تحتاج إلى فك شفرتها ... - لكن ماذا يا عادل؟ أخذ يهز رأسه بلا .. و هو يكرر قائلا : - لا شيء ... لا شيء .. لا يوجد شيء... قام ... ومن ثم أضاف قائلا: - يجب أن أعود لصالة... و سوف أجعلك تتابع تأملك ... وشرع بالمشي إلا أن صوت حسن قاطعه ... - عادل ... أهناك شيء؟ أخبرين فأنا أخيك الذي كنت تشاركه كل شيء . أزدرد عادل ريقه ... ومن ثم قال: - صدقني لا يوجد شيء, إذا كان هناك شيء لأخبرتك ... يجب الآن أن أذهب. .................... دخل المستشفى وهو لا يزال لا يصدق ما سمعه من أمه ...(( أمعقول أجهضت ... لكن متى كانت هي حامل لك تجهض ..؟!!...)) لمح أمه وأخته فهرع ناحيتهما ... - أمي ... - أتيت أخيرا بني ؟ - أين هي ؟ - أنها في الغرفة 130 ... أذهب إليها ريثما أنا و أختك نذهب لنحضر بعض الأغراض من المنزل... هيا بنا يا رنا . - أسبقيني أمي أنا سوف ألحق بك... أريد أن أكلم تامر في موضوع.. - حسنا لك لا تطيل . هزت رأسها بنعم ... نظر ناحيتها .... و هو يترقب لكي تنطق بما لديها ... ألتفتت ناحيته ... و عيناها تحملان نظرة عتاب ... - تامر, كيف فعلت بها هكذا ؟ كيف ؟ بعينين تعكسان التعجب الذي في داخله مما يسمع و يرى قال: - عما تتحدثين يا رنا ؟ - أنت تعلم جيدا عما أتحدث, لم أتخيلك نذل لهذه الدرجة. ( وأخذت تهز رأسها بأسى ) وأخذت تمشي مبتعدة عنه ... و هو يتبعها بعينيه المتعجبتان و الحائرتان مما سمع ... .......................... خرج من بيت فريد وهو غير مصدق لما سوف يقدم عليه... بخطى متثاقل أخذ يمضي .... لم تعد قدماه تقويان على حمله أكثر من ذلك ... فهوا بجسده على الجدار ... و أخذ رويدا رويدا ينهار ناحية الأرض ... جثا على ركبتيه ... وغمس برأسه بكلى يديه ... و أخذ يقول بصوت ينذر بالبكاء ... - كيف وافقت على هذا الشيء, كيف ... كيف ... ( و أخذ يضرب برأسه براحة كفيه بطريقة هسترية ) ......................... فتح الباب ببطء بعد طول انتظار ورائه ... على جواب يأذن له بدخول ... بعد عد أن قرع الباب أكثر من مرة ... و لم يرده الجواب ... وجدها مستلقية على السرير ... و معطيته ظهرها ..... أغلق الباب ورائه وبخطى صغيرة أقترب منها .... تناهى إلى مسمعه صوت بكائها .... توقف لبرهة ... وأخذ يحدق بها ... ثم أكمل طريقه ... جلس على طرف السرير .... و حط بيده على رأسها ... فانتفضت بسرعة ... و ألتفت إلى خلفها بسرعة ... لتقع عينيها على آخر شخص تريد رأيته الآن .... أخذت تحدق به بعينيها الغارقتان بدمعها... أخذ ينظر إليهما بنظرات حزن و أسى ... فردت عليه بنظرات تشتعل نارا من الكراهية التي تتقد بداخلها .... فتح الحديث بسؤاله: - لماذا لم تخبريني بأنك كنت حامل؟ أمسكت بيده التي لاتزال على رأسها ... ورمتها بعيدا عنها ... وبصوت شحن بالغضب قالت: - كيف أخبرك وأنا بالكاد أراك ... أو حتى أكلمك .... فأنت لم يعد لديك وقت لي ... فكل وقتك تقضيه مع زوجتك و أبنك .... أجتاحه الذهول و الصدمة لما دخل إلى أذنيه .... فألجم لسانه ... و شل تفكيره .... فكتفا بصمت ... و الإصغاء لكلامها اللاذع ... فأكملت بنفس الحدة ... و نظراتها التي تقدح شررا : - أكرهك يا تامر ... أكرهك ... أكرهك من كل قلبي .... خدعتني .... تلاعبت بمشاعري ... ضحكت عليه ..... و قتلت أبني أيضا ... لم أعد أطق رأيتك و لا سماع صوتك ... فخرج .... أغرب عن وجهي .... أخرج ..... ( وصوبت أصبعها ناحية الباب و هي تصرخ قائلة ) ... أخرج ... لم أعد أطيقك أيه المخادع ... أخرج ... حاول أن ينطق بشيء يشفع له ... لكن خذلته الكلمات ... فلم يجد أمامه سوى أن يرضخ لأوامرها ... و يخرج و هو مصدوم مما سمع و رأى .... ما أن أغلق الباب .. حتى انخرطت نجوى في بكاء أليم ... ........................ دخلت البيت و هي خاوية القوى ... فقد استنفذت كل قواها أمامه .. فليس من السهل أن تكبت ما في قلبها ... أمام من سكن قلبها ... لهذا توجهت ناحية غرفتها لتنا قسطا من الراحة ... لكن مخططها لم يكتب له النجاح ... فقد استوقفها صوت الذي يبعث القشعريرة في أوصالها كلما نطق ... - هند ... ببطء ألتفت إلى خلفها ... لتجده واقفا أمام باب مكتبه ... و عيناه تتقد نارا ... ازدرت ريقها بصعوبة .. فهي تعرف ما معنا هذه النظرة ... بتأكيد نهايتها الضرب ... أخذ يقترب منها ... و مع كل خطوت ينبض قلبها أقوى من سابقتها ... وقف أمامها مباشرة ... قضا على الصمت الذي ساد المكان بصراخه عليها : - أين كنت ؟ كانت أوصالها تحتك ببعضها البعض ... من شدت خوفها من القادم ... فقالت بصوت مرتعش : - ك... ك ... كنت في ...مع ... مع ريم ... صديقتي في المد.... المدرسة ... لم ينطق حرفا واحدا... ضل يبحلق بها بعينيه التين لا ينذران بالخير... أما هي فقد زاد صمته من خوفها ... فحاولت أن تستدرك الموضوع ... و تقلل من الخسائر ... فقالت: - إذا أردت أن تتأكد فسوف أكلمها, لكي تخبرك بأني كنت معها . ( وازدردت ريقها بصعوبة ) أخيرا نطق ... فقال بصوت أقل حدة : - لا داعي .... لكن في المرة القادمة يجب بأن تستأذني مني قبل أن تطأ قدمك عتبت هذا الباب... مفهوم . هزت رأسها على الفور ... بنعم ... أخذ نفسا عميقا ... عقبه بزفرة قوية ... ومسح تلك النظرة التي أماتتها رعبا ... و باتت أكثر ودا ... وحنانا ... وقال بصوت مغاير تماما عن قبل ... بصوت أكثر هدوءا : - عزيزتي .. أرجوك لا تغضبي مني ... فأنا أحبك ... لهذا أفعل كل هذا .... لا أستطيع أن أتحمل فكرة فقدك ... فهميني أرجوك و لا تغضبي مني... قالت بينها و بين نفسها (( حركاتك المعتادة يا غسان, تصرخ بي و تبعث في الخوف ... ومن ثم تتحول كالحمل الوديع تطلب عفوي ... يا الله لقد تعبت ... تعبت من هذه الاسطوانة )) كانت تريد أن تتخلص منه ...و أن تخلد إلى فراشها و ترتاح فقط كان يومها مليء بالأحداث التي هدتها ... فهزت رأسها ... و من ثم قالت: - حسنا .... أنا لست غاضبة .... أسمح لي فأنا تعبت و أريد أن أرتاح ... رسم ابتسامة واسعة ... وقال بصوت مفعم بالفرح : - شكرا لك حبيبتي .... شكرا لك ... اذهبي و ارتاحي وأنا سوف أحظر الغداء من المطعم فلا تكترثي. رسمت ابتسامة باهتة على شفتيها ... ومن ثم مضت ناحية غرفتها ... أمسكت بالمقبض .. وقبل أن تحركه ... تعالى صوت جرس الباب... ألتفت إلى ناحية الباب ... لتجد غسان ذهب ناحيته ... فتح غسان الباب ... فحطت على عينه اليمن قذيفة ... جعلت توازنه يختل ... و يسقط أرضا .... ذهلت هند لما رأت غسان يسقط إلى الأرض ... لم تستطع رأيت من كان وراء الباب .. فالباب كان يقف حاجزا .... هرعت ناحية غسان ... لكن قبل أن تصل أليه ... دخل خليل و وجهه أحمر مثل الدم ... و عيناه تقدحان شررا ... أنحنا ناحية غسان وأمسك به من قبة قميصه ... ورفعه ... وأخذ يصرخ به قائلا: - كيف تجرأ و تضربها ؟ ... ها ... أيه الحقير ... أيه المجرم ... ( و رماه بواحدة أخرى على وجهه, فسال الدم على طرف فمه, هنا لم يعد غسان قادرا على كبت غضبه أكثر من ذلك, فدفع خليل بعيدا عنه, وأخذ يصرخ به قائلا) - كيف تجرأ ... كيف تجرأ و تضربني ؟ وندفع ناحيته و ي نيته أن يضربه بقبضة يده على وجهه ... لكن خليل بحركة سريعة تحاشا ضربت غسان ... و أخذ يضحك عليه و هو يقول: - أيه العجوز أنت بالكاد تستطيع أن تتحرك ... أتضن بأنك سوف تستطيع ضربي ... لا لن تستطيع ... أنت فقط تستطيع أن تبسط سلطتك على هذه الضعيفة ... ( و أشار بأصبعه ناحية هند الواقفة بلا حراك من الصدمة مما رأت ... و الذهول على تعابير وجهها مرسوم ) بأعلى طبقت من صوته صرخ غسان الذي كان يركض ناحية خليل ... و هو رافع قبضت يده .... : - أيه الحقير ... سوف أأدبك .... أمسك خليل بمعصم غسان المرفوع ... و رفع هو قبضة يده ... و قبل أن يهوي بها على وجه غسان .. دوت صرختها و هي تقول: - توقف ..... ألتفت ناحيتها ... فوجدها تنظر أليه و عيونها تذرف الدمع ... فأكملت بصوت يشوبه البكاء: - أرجوك توقف... - يجب أن أأدبه .... فقط ضربك .... - قلت لك بأني وقعة ... هو لم يضربني ... بأعلى طبقة من صوته قال: - لا تدافعي عنه .. أستغل غسان فرصت انشغال خليل عنه ... فسحب يده ... و ضربه بالأخرى على خده ... الذي أشتعل نارا ... و أخذ يقول له .. و هو مقطب حاجبيه : - كيف تجرأ و تكلم زوجتي ... كيف تجرأ و تدخل بحياتنا ... كيف ؟ كان في نية غسان بأن يعطيه المزيد ... لكن يدين خليل قيدتا يديه ... و منعتاهما .... - قلت لك لن تستطيع عليه ... و سوف أدفعك الثمن غاليا على ضربك لهند .... هنا وصل غسان حده من الغضب الذي أخذ ينهش به .... لكن قلبه الضعيف لم يستحمل كل هذا ... فنهار ... شعر بضيق في التنفس ... و بدأت قدماه بالارتعاش ... لم تعودا قادرتان على حمله ... فأخذ يهوي رويدا رويدا ناحية الأرض ... و يداه ينزلقان من يدي خليل ... الواقف بلا حراك من الصدمة ... و عيناه مفتوحتان على مصرعيهما ... هند صرخت بأعلى صوتها : - يا اللهي .... غسان ... وركضت ناحيته ... في حين أن خليل حرر يدي غسان من قبضتهما ... فسقط على الأرض .. و بات ممددا عليها بلا حراك .... جثت هند بالقرب منه .. و و ضعت رأسه على حجرها ... وأخذت تصفعه في كلى خديه بطريقة هسترية ... و هي تصرخ به قائلة ...: - غسان أستيقظ ... أستيقظ ... يا الله ... أخيرا أستيقظ من مخدر الصدمة .. و سأل وهو ينظر أليهما بعينيه المفتوحتان أوسع ما يكونان : - أهو بخير؟ رفعت رأسها ناحيته ... ورمقته بنظرة كلها كراهية ... وصرخت بوجهه قائلة: - أخرج ... أغرب عن وجهي ..ألم يكفك ما فعلته بالماضي ... الآن تأتي وتعذبني أكثر... لماذا ؟ ... لماذا ؟ ... ماذا علت بك لتفعل كل هذا بي... ماذا فعلة بك ؟.. ماذا ... ؟ ( خذلتها دموعها التي صارعت في سبيل عدم خروجهما للعلن ) وبصوت مزج بالبكاء قالت : - أرجوك أرحل ... أرحل و دعني و حالي ... أرجوك ... أرجوك ... أرجوك .. ( لم تعد تطيق النظر في وجهه ... فأعادت عينيها ناحية غسان السكن بلا حراك ) أخذ يحدق بها ... و هي تنظر إلى غسان بنظرة كلها خوف ممزوج بحزن ... نظرة لم يعتقد بأنه سوف يراها ترمق به على هذا الشخص... خرجت تنهيدة منه ... ومن ثم خرج وقلبه يعصره الحزن ... يتبع... |
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارت رائع ......... ومازال صراع الابطال مستمر في احداث الرواية ......... ويعتبر هذا البارت ركيزة للاحداث القادمة ......... فهو بارت مفترق الطرق للابطال ........ تامر ........ حان الاوان ان تعلن زواجك ........ وحان الاوان لتأخذ قرار هل ستظل متزوج الاثنتين ام ستختار احداهن ........ نجوى ......... هل ستستمرين مع تامر ...... ام ماذا ؟ عمر ....... حان الاوان ان تتخذ قرار هل ستستمر في الضياع ام ستغير طريقك ... من اجل حبك الوليد ........ رنا ........... على مفترق الطرق ....... هل تستمرين في حب انكتب عليه الموت قبل ان يرى النور ....... ام تختارين حياة خاصة بكي انتي ... .... وتبتعدين عن عادل وحسن ......... هدى ........ حددي ماذا تريدين واصري من اجل ابنك ........ هند .......... لقد اخترتي غسان ........ ولكن هل هو سيختارك اذا انكتبت له الحياة مرة اخرى ......... خليل ........ لقد كنت سبب في شقاء هند اولا ....... وثانيا .......... تميزتي ....... فاستمري ...... وتقدمي ........... منتظرين جديدك ......... |
اقتباس:
شكرا لك حقا على تعقيبك و ردك الذي اسعدني :) :flowers2::flowers2::flowers2: وبخصاص االتسائلات فاجاباتها سوف تحملها الأجزاء القادمة ... فلا تحرمينا من طلتك .... :) أجدد شكري لك و على ردك .... دمتي بالف خير ... |
راااااااااااااااااااائع دوما ما يخطه قلمك تعجبنى السرعة والسلاسة التى تسير بها الاحداث لكن اشكو من شىء واحد ...احتار فى بداية كل مشهد لا ادرى من ابطاله اذ لا تضعين اسماء الابطال الا فى نصف المشهد واحيانا بآخره الاحداث عن جد روعة ومثيرة جداا واسلوبك طبعا كالعادة لا غبار عليه انتظر القادم بشوووووووووووووق |
هند..خليل..غسان ربما كان خليل نادما على ما فعله لكن لم نرى تصليح خطأه فمازال متزوجا بتلك المرأة غسان..اكره هذا الرجل الذى يفرغ غضبه فى المرأة باهانتها وضربها وبدون تفاهم ووقتما يحلو له مصالحتها يفعل فقط لمزاجه ويتوقع منها القبول دوما هند انتى فى مفترق طرق امامك غسان الذى يهينك لكنكى تشعرين بانه قبل بكى واحتواكى رغم سوء معاملته وخلفك خليل الراغب فى العودة اليكى لكن بالوقت الخطأ فمن تختارين وما يا ترى تأثير الحادثة الاخيرة بين غسان وخليل على حياتك وقرارك ؟؟ هدى..تامر..نجوى هدى لديكى كل الحق فىما تطلبين وهو طلب ليس بالغريب ولا العجيب انتى تريدين اعلان زواجك واعلان ابوة تامر لابنك واخيرا اكتشفتى ان تامر جبان وربما انانى نجوى صدمتى ووقع عليك النبأ كالقنبلة ..خانك وغدر بكى وكانت النهاية ان فقدتى ما كنتى تحلمين به ..فقدتى ولدك تامر..انت فى موقف لا تحسد عليه ابدا بين شقى الرحى ترى كيف ستتصرف والابواب اغبقت بوجهك عمر ماذا تفعل بنفسك ؟؟ وما هو يا ترى ذلك الطلب الذى اراده فريد والذى ندمت على الموافقة عليه ؟؟ انتظر بلهفة سلمت يداكى |
اقتباس:
كم سعدة برؤيت ردك المميز كالعادة بتفاصله و تحليله .... فشكرا لك على كلماتك التي أرجو بأني استحقها ... :flowers2::flowers2::flowers2::flowers2: القصة بدأت تحمى الآن :) فلا تحرمينا من ردودك التي أطوق لها... دمتي بود... |
الجزء الثاني عشر....
في بحور الحزن سار ... لا يعلم من الهم مفر ... لا يدري أين المفر ... وأين قدماه سوف يقودانه ... فالطرق جميعها أغلقت أمام وجهه ... فبات بلا عنوان ... - خسرتهن كلاهما ... بسبب ضعفي ... و جبني ... الآن أين المفر ... أين ؟ ونسلت من عينيه دمعة .. فاالهم في داخله يزداد في كل دقيقة تمر... ................... كانت تخرج من السيارة بعض الأكياس ... حنا هجم على مسمعها صوت سيارة الإسعاف .. فالتفتت لا أرادين ناحيتها ... لتفتح عينيها على مصراعيهما و هي ترى الشخص المستلقي بلا حراك ... يخرج منها ... وتتبعه المرأة التي خطفته منهم ... لتجد شفتيها تتحركان ... لتنسجان بصوت يكاد يخرج من حنجرتها : - أبي ..!!! ................... هوى بيده على الطاولة ... و هي ممسكة بأوراق نقدية ... و قال بصوت يخرج من صدره المثقل بالضيق : - ها هي نقودك الوسخة .... وهذه أول مرة وآخر مرة أفعل هذا الشيء... أفهمت . خط ابتسامة سخرية ... وقال بصوت ساخر: - لا سوف تفعلها مرة ...و اثنتان و ثلاث ... فأنت لا تستطيع أن تعيش بدونهن ....فلا تنفعل هكذا ... و ترمي بكلام ليس له معنى .( وزاد من سعة ابتسامته ) الأمر الذي استفز عمر ... و جعل بصيرته تصاب بالعمى ... رمى بالمال في وجه فريد ... وأعطاه ظهره ... وخطى مبتعدا عنه ... في حين أن فريد ..قال بصوت بالكاد يسمع : - حسنا يا عمر ... سوف تعود ... وحينها سوف نتحاسب ... سوف نتحاسب . .................... دخلت إلى غرفة نجوى ... التي كانت معها أمها التي سبقتها ... و في وجهها لمحة خوف ورعب مما رأت ... سألتها أمها وفي عينيها علامة استفهام : - أين الأغراض يا رنا ؟!!! لم ترد عليها .. بل قالت لها بصوت مغلف بالرعب: - أمي أريد أن أحدثكِ في أمر مهم . - وما هذا الأمر المهم ؟ نظرة ناحية نجوى المستغربة من تصرفات رنا ... ثم أعادت عينيها ناحية أمها ... وأضافت قائلة: - أريد أن أكلمكِ على انفراد إذا أمكن, فالأمر مهم حقاً. .................. كانت واقفة أمام الباب مباشرة, و عينيها الغارقتان بدمع متسمرتان ناحية ذلك الباب الذي طال سكونه, و قلبها يكاد يسقط إلى قدميها من الخوف من القادم... -( يا الله أنقذه أرجوك يا الله , لن أسامح نفسي إذا جرى لغسان شيء, لن أسامح نفسي) قطع لحظة انتظارها صوت شخص مرعوب... و هو يصرخ بحرقه: - غسان ... غسان أهو بخير؟ ألتفتت ناحية مصدر الصوت ... لتقع عينيها على منى آخر شخص تريد أن تراه في هذه اللحظة... بسرعة البرق هوت بعينيها ناحية الأرض... ولم تجد جواباً لسؤالها ... فهي نفسها تريد جواباً لهذا السؤال.. هجم إلى مسمعها سوت مشحون بالغضب: - ما الذي جرى لأبي, تكلمي ؟ هزت رأسها, وبصوت أعياه البكاء: - لا أعلم, لا أعلم. وانفجرت باكية. هجمت عليها رنا, و أمسكتها من ذراعيها, و صرخت بها قائلة: - كيف لا تعلمين, كيف ؟ قول لي ما الذي جرى لأبي, تكلمي. - رنا .... توقفي . ( خرجت صرختها لتتمرد على الدمع ) ألتفتت ناحية أمها الشبه منهارة, و قالت: - لكن أمي... بترت جملتها بقولها: - رنا أبوك في العمليات, وأنتِ تتكلمين في أمور ليس لها داعي, يجب أن ندعوا له بأن ينجيه بدل الصراخ على بعضنا البعض. حررت يدي هند الساكنة بلا حراك, و تراجعت ناحية والدتها التي لم تعد قدمها تحملانها, فأسندتها هي.... و استسلمتا للانتظار المغلف بالخوف القاتل من القادم. ............................... دخل عليها وهو محطم, متمسك بآخر شعرة تعيده للحياة, دخل وهو منكس رأسه, وجدها مستلقية على سريرها كعادتها, وقعت عينها عليه, فتغيرت تعابير وجهها, لتصبح مغتمة, جاءه صوت ملتهب من خلفه: - ما الذي جاء بك إلى هنا؟ ألم ننتهي منك . بصوت عانى من أجل أن يخرج من حنجرته, قال: - لقد جئت لأكلم زوجتي. عاد صوتها الغاضب إلى مسمعه: - لم يعد بينك و بين أختي أي كلام, فخرج. صوب بصره ناحية عيني هدى التي لا تزال على سريرها, وبصوت حاني قال: - هدى يجب أن نتكلم, أرجوكِ, أصغي إليه هذه المرة , ومن ثم قرري ما تشائين , أرجوكِ. طال الصمت المصحوب بلغة العيون, ليقتله صوت مشحون بالغضب: - هدى لا تعطيه فرصة أخرى, فهو يريد أن يضحك عليك كعادته. حررت عينيها من عينيه, و نقلتهما إلى أختيها, و قالت بنبرة صوت لا يعرف ما ورائها من مشاعر: - أرجوك دعينا لوحدنا. بخيبة أمل قالت: - لكن... بترت جملتها قائلة: - لا تخافي عليه عزيزتي , فأنا لم أعد هدى القديمة ( وأعادت عينيها ناحية عينيه وأكملت قائلة) لن يستطيع أن يخدعني من جديد. التهمت الهواء التهاما , قبل أن تقول: - حسنا , كما تشائين, سوف أكون في الخارج إذا احتجتِ أي شيء. هزت هدى رأسها بنعم , و خرجت بعد أن ألقت نضرة احتقار على تامر.... لم يعد في الغرفة سوى هو و هي... افتتحت الحديث بسؤالها : - ما الذي عندك يا تامر؟ أخذ يخطو ناحيتها, جلس على طرف السرير, ورفع يده ليسكنها خدها, لكنها قابلته بصد, فأبعدت خدها, و قالت: - ما الذي جاء بك يا تامر؟ - لقد خفت عليك ِ حقاً عندما تعبتِ هذا الصباح, كيف حالكِ الآن؟ - بخير, ما دمت بعيداً عني. رفع حاجبيه و هو يقول بصوت مخنوق بالذهول: - ألهذه الدرجة تكرهنني؟!!! - أنت الذي جعلني أكرهك, حولت كل الحب الذي كنت أحمله اتجاهك إلى كراهية بجبنك و بخذلانك لي. أغمض عينيه, ومن ثم قال : ماذا تريدين مني, أتريدين أن أخبر نجوى بزواجنا, حسناً , سوف أبشركِ بأنها باتت تعلم بكل شيء بي و بك ِ و بابننا , بكل شيء. فتح عينيها و هو يضيف قائلاً: - ها هو تحقق الذي رغبتي به , هل ارتحتِ ؟ أطلقت تنهيدة طويلة, و هي تقول بأسى: - لن و لن تعرفين قد يا تامر, كيف ارتاح على تعاسة الآخرين, أنا لست من هذا النوع. - هدى أنا تعبت, و الله تعبت , هناك نجوى تكرهني و تنقضني و تريد الطلاق, و هنا أنت أيضاً تكرهيني و تريدين الطلاق, ماذا أفعل , قول لي , فأنا لم أعد قادراً على التفكير , أرجوكِ قول لي ما الحل؟ وأخذ يجاهد من أجل ألا تخذله دموعه المتربصة له. - تامر يجب أن تعترف و لو لمرة , بأنك أنت الذي وضع نفسه بهذه الدوامة, إذا كنت منذ البداية واضح لما جرى شيء من هذا القبيل. أخذ يهز رأسه, و على محياه ابتسامة و هو يقول: - نعم, أنا المخطأ , أنا المجرم, أنا صاحب كل الصفات الكريهة, وأنتن الملائكة...............( لحظة صمت قاتل... صارع فيها دموعه .... ) - يبدو بأنكِ أنتِ أيضاً لم تعودي ترغبي بي. أخذت تحدق به, ووجهها مجهول المشاعر, ومن ثم قالت: - أتعلم لماذا لم أعد أرغب بك, لأني لم أعد أعلم إذا كنت تحبني كما تقول و إلا لا, لماذا أحارب من أجل شخص ربما كان لا يبادلني نفس المشاعر, قل لماذا ؟ تشابكت عينيها المتسائلة, بعينيه المذهولتان ... لينتهي الكلام ... و تبدأ لغة العيون.... ليتبعها صمت رهيب.... قام من مكانه... وانتصب واقفاً .... حاول أن ينطق ... لكن لسانه خذله ... فخرج بدون أن ينبس بأي حرف.... و في قلبه كلام كثير... عجز عقله عن فهمه ... و استيعابه تلك اللحظة.... أما هي فما إن أغلق الباب ... حتى انهارت حصونها التي تحتمي بها .... و تدفقت حشود الدمع من مقلتيها .... .................... أخيراً ... وبعد طول انتظار... تحرك ذلك الباب الساكن ... ليخرج من ورائه الطبيب ... ليخمد نار الترقب ... بكلماته ... أقبلت كل منهن ناحية الطبيب, الذي كان وجهه لا ينبأ بالخير... بادرت رنا بسؤال: - خيراً يا دكتور, كيف حال أبي؟ - لازال الوقت مبكراً لكي نعلم ما حالته, يجب أن ننتظر 24 ساعة, ونرى حاله. هند لم تعد قدمها تقويان على حملها أكثر من ذالك , فلجأت إلى الجدار , وتكأة عليه , ودمعها الذي لم يجف بعد زاره دمع جديد... أما منى فقد استندت على ابنتها, و شدت من قوت مسكتها بيد أبنتها, التي لم تعد تستطيع استيعاب الذي جرى ... - عن إذنكم. خرجت عربة ... محملة بجسده الساكن بلا حراك ... هرعت ناحيته رنا وأمها ... وكذالك هند ... لكن نضرت رنا الحارقة أوقفتها ... لتتبعها كلماتها اللاذعة : - ما الذي تريدينه منه بعد, ألا يكفي أنه في المستشفى بسببك, أغربي عنا, و تركنا بحالنا, لقد نلنا ما كفانا منكِ. وأعطتها ظهرها, و ابتعدت عنها لتحق بأمها و أبيها.... في حين أن هند... انهارت ... و خارت آخر قواها .... واستسلمت لدوامة الأحزان التي تسحبها شيئا فشيئا ناحية النهاية... ................................... كانت واقفة لوحدها .... حين وجدها فرصة ليعتذر عما بذر منه ... تردد كثيراً ... لكنه في النهاية عقد العزم ... و مشى قدماً ناحيتها... - صباح الخير... دخل طبلة أذنها صوته, فردت عليه : - صباح النور. - أنا .... أنا ع بترت جملته بقولها: - أعلم من أنت. بصوت مرتبك ... مهزوز...قال: - آه... حسن ... في الحقيقة جئت ... لكي ... لكي أعتذر... لما بذر مني البارحة .... فأنا حقاً كنت أمر بظروف صعبة .. لهذا ... لا أعلم ماذا أقول حقاً ... أنت ِ ... أنا ... قاطعته لمرة الثانية : - لا بأس لم يحصل شيئاً. - كلا بل حصل, كان يجب ألا أعاملك ِ بتلك الطريقة, لو كنت أملك شيئاً سوى الاعتذار لقدمته لك ِ. زينت شفتيها بابتسامة ساحرة سلبت لبه .... و قالت: - أنا لست طماعة, يكفيني كلمة آسف. وجد نفسه يرسم ابتسامة هو الآخر لا إراديا.... - شكراً لكِ. - لا داعي لشكر, فجميعنا يمر بظروف تقلب كياننا. - نعم هذا صحيح, لماذا أنت ِ واقفة هنا تحت هذه الشمس الحارقة ؟ - أنتظر أحدهم. - أتنتظرين صديقتكِ تلك؟ - نعم, عندها اجتماع لهذا تأخرت. - أأنت ِ طالبة هنا ؟ - كلا, أنا مدرسة. - ماذا!!!!!!!!!! زادت من حجم ابتسامتها و هي تقول: - لماذا أنت متفاجئ هكذا, أيعني أني عمياء بأني لا أصلح للعمل؟ - كلا لم أقصد هذا, أنا آسف حقاً. - لا بأس , هذا أمر أعتدت عليه. - أيمكنني أن أسألك ماذا تعملين؟ - بطبع, أنا مدرسة هنا, أدرس ألعمي. أخذ يحق بها و هو في داخله يقول: - ( يالك ِ من فتاة, غريبة عجيبة, لم أقابل مثلك أحد ) - ماذا بك صمت هكذا؟ - لا لشيء. - أسمع ليس من الآئقي وقوفنا لوحدنا هكذا, لهذا إذا أمكن ... - أوه .... نعم بتأكيد سوف أذهب الآن.... مع السلامة .. - مع السلامة. صحيح أنه ابتعد عنها... لكنه كان يشعر بأن شيئاً منه قد تركه معها... ما هو لا يعلم .... يتبع.... |
الجزء الثالث عشر...
ألم يعصر قلبها, و يسكب دمعها, ليخلف قلباً مهشماً, هشمه الحبيب, فما أقصاه من حبيب.... - لا أعلم لماذا فعلت بي هكذا يا تامر, أعطيتكِ كل شيء, و لم أطلب منك سوى أن تعطيني قلبك, لكنه بدل أن تعطيني إياه, أعطيتني ألام لا يدوى, كم أكرهك يا تامر, كم أكرهك, خنتني, وطعنتني في ظهري, و سلبت مني ابني, أكرهك, أكرهك. ................................. لحظة الانتظار ما أقصاها, و ما أوجعها, تسلب روح الإنسان رويداً رويداً , لتزيد من عذابه.... - بقت ساعة, يا الله أنقذه , أنقذه وأعيده إلينا سلاماً. ( قلتها أم تامر, و هي رافعة يديها تضرعاً لرب العباد) - أفففففففففف, كلاهما لازالا مغلقان هاتفهما, لماذا ؟ - حاول مرة أخرى. - اتصلت بهم مليون مرة , لا فائدة, دائماً هكذا عندما نحتاجهما لا يكونان معنا. - حسنا, أجلسي يا رنا, لن ينفعك المشي يمنتاً ويساراً هكذا. - لا أستطيع, لا أعلم أشعر بأني عاجزة, أريد أن أفعل شيئاً, لا أستطيع أن أرى أبي هكذا و أضل جالسة. ( قلتها بصوت ينذر بالبكاء ) قامت أم تامر, واقتربت من ابنتها التي تكاد تنهار, و تفقد جلدها, وأحاطتها بذراعيها, و ضمتها إلى حضنها, لتدخل السكينة في قلب ابنتها الذي حاصره الخوف من كل جانب, و قالت لها بصوت جاهدت من أجل أن يكون قوياً, لكي تمد صغيرتها بالأمل: - بإذن الله أبوك سوف يكون بخير, فأباك رجل قوي, فلا تخافي عزيزتي. غرست جسدها بحضن أمها فهو منبع الآمان لها.... ................................ صمت لم يكون يريده, كان ينتظر جواباً شافياً يعيد إلى قلبه الأمل... - ألن تقول شيئاً؟ ألتفت ناحيته, وأعطى البحر الثائر ظهره, وقال بصوت ذو نبرة غريبة: - ماذا تريدني أن أقول لك يا تامر؟ - رأيك يا خالد. أنزل رأسه لبضع ثواني, ومن ثم رفعه ليرميه بكلماته : - أنت تعلم جيداً رأيي, لكنك في الحقيقة لا تريد أن تسمع رأيي بل تريد أن تسمع الآتي, أنت ترديني أن أقول لك بأنك أنت الضحية الوحيدة, بأنهن هن اللاتي آذينك, في حين أنك أنت لم تفعل لهن إلا كل خير, أليس هذا الكلام الذي تريد أن تسمعه يا تامر؟ قام من على تلك الرمال الدافئة, و وجهه يخط قسمات الضيق, ومن ثم قال: - ظننتك بأنك سوف تفهمني, يبدو بأني أخطأت. وأعطاه ظهره و شرع بالسير بعيداً عنها, لكن صوت خالد رافقه, ليتسلل إلى طبلتي أذنيه رغماً عنه: - نعم أهرب كعادتك عندما تواجه الحقيقة, لكن حل الهرب لم يكون يوماً حلا مناسباً, لا بد من يوم سوف تندم على هربك, و سوف تجبر في النهاية على مواجهة حقيقتك. أكمل المسير كأنه لم يسمع شيئاً.... .................................. كانت جالستاً في تلك الزاوية, التي رغم الإضاءة التي تحيط بها, إلا أنها تشعر بأن ظلمة خانقة تشد الخناق عليها, لتخنقها, و تسلبها أنفاسها.... - هند.... رفعت رأسها لتكشف عن وجهه سلبت منه الحياة... ارتعبت ريم عندما رأت وجه صاحبتها ... فهرعت إليها و جلست بالقرب منها... أحاطتها بيدها... و قالت : - عزيزتي هند, ما الذي جرى؟ كانت في عالم آخر... عالم من الظلمة ... التي تبعث منها الأحزان... فلم تصلها كلمة مما قالتها صاحبتها... فهي في عالم آخر... غير هذا العالم... لهذا ضلت تنظر إلى صاحبتها بعينيها الواسعتين... بدون أن تنبس بكلمة... ضلت ريم تانهال عليها بالأسئلة ... و هند مكتفية بالنظر إلى صاحبتها ... و الصمت .... لكن صمتها لم يطل ... فدمعها تفجر دفعت واحدة ... ليجيب عن كل أسئلة ريم .... وألقت برأسها على صدر ريم, التي استقبلتها بحفاوة, و طوقتها بكلى يديها... لتجد نفسها هي الأخرى تسكب الدمع... فالموقف لا يوجد مكان فيه للكلمات..... ................................. بعينين مفتوحتان أوسع ما يكونان, وبذهول مصبوغ بالصدمة قالت: - عمي أصيب بجلطه!!! كيف و متى؟ - اهدئي أرجوك يا نجوى, فهذا ليس جيد لصحتكِ. - لماذا لم يخبرني أحد؟ - لم نرد إزعاجكِ - يا الله, أهو بخير الآن؟ - نعم , الحمد لله, لقد تعد مرحلة الحرجة. بوجهه بدأت تنتشر فيه معالم الراحة, و الطمأنينة, قالت: - الحمد لله, لم تخبريني, كيف حصل له هذا, كيف أصيب بالجلطة ؟ قطبت حاجبيها وهي تقول بصوت يشتعل كراهية: - من غيره, تلك التي تدعى هند, بتأكيد هي السبب بأن يصاب أبي بالجلطة. - رنا, لا تتهمي المرأة هكذا. - منذ دخلت حياتنا, انقلبت حياتنا رأساً على عقب, في البدء أخذت أبي منا, ومن ثم أقنعته بأن يطلق أمي, و الآن جعلته يقاطعنا نهائياً, وكما يبدو بأن مخططها الآتي بأن تقتله لكي تتحرر منه و ترثه. - رنا, ما هذا الكلام, لا تجعل قلبكِ أسوداً هكذا. قاطع حديثهما صوت قرع الباب... أخذت تنظر رنا ناحية نجوى باستغراب و هي تسألها قائلة: - أتنتظرين أحدهم ؟ هزت نجوى رأسها بلا و هي تقول: - كلا. ومن ثم قالت بصوت عالي: - من هناك ؟ رد عليها صوت رجولي: - أنا خالد, هل يمكنني الدخول؟ تبادلت كلاهما نظرات التعجب و الاستغراب, قبل أن ترد عليه نجوى بنفس طبقة الصوت: - لحظة فقط. ومن ثم انتشلت حجابها الذي كان موضوعاً على الطاولة المجاورة لها, في حين أن رنا سألتها و على محياها لمسة من التعجب: - ماذا يردي هذا؟ ردت عليها و هي تعدل من حجابها: - لا أعلم. ومن ثم أذنت له بدخول: - تفضل. دخل الغرفة وهو مطأطأ رأسه ناحية الأرض, و في يده باقة من الورد الطبيعي التي فاحت رائحة العطرة, و بصوت بالكاد يسمع : - السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. ردت كلهما: - و عليكم السلام ورحمة الله وبركاته. - كيف حالك يا نجوى و يا رنا؟ ردت كلاهما: - بخير الحمد لله. وأردفت نجوى: - كيف حالك يا خالد؟ - الحمد لله بخير, الحمد لله على السلامة, و بإذن الله يعوضكِ بغيره, المهم صحتك. بوجه بدأت تعابير الحزن تتفشى به قالت نجوى: - الله يسلمك, تفضل. - لقد أحظرت هذه الباقة المتواضعة. - لم يكن هناك داع لذلك . - أنه لا شيء. ( ومد يده لتمسك بها رنا) - شكراً لك خالد. قالت رنا: - سوف أقوم بوضعها في المزهرية. - فأمسكت بالمزهرية القابعة على الطاولة المجاورة لنجوى من اليمين, ومن ثم توجهت ناحية الحمام, ليصبحا لوحدهما نجوى و خالد... - تفضل خالد. ( وصوبت يدها ناحية الكرسي المقابل لها ) - شكراً. جلس على الكرسي و هو مازال منكساً رأسه ناحية الأرض.. - أتريد أن تشرب شيئاً؟ - لا شكراً, في الحقيقة يا نجوى أنا ..... ( تملكه الارتباك, و بعثر كلماته و أفكاره ) أنا جئت... جئت ... أخذت تنظر أليه نجوى باستغراب, و هي تراه مرتبك, فحاولت أن تساعده على الكلام, فقالت: - خيراً يا خالد, ماذا هناك؟ بعد تنهيدة طويلة قال: - أنا في الحقيقة ... في الحقيقة أخطأت في حقك...و أريد أن أعتذر. وزاد من انحناء رأسه ناحية الأرض... رفعت حاجبيها إلى أعلى و هي تحدق به بتعجب... وسألته بصوت يميل إلى الاستغراب مما دخل الأذان: - تعتذر مني, لماذا؟!!! أزدرد ريقه بصعوبة, فحلقه جف من الرعب مما هو ناوون على قوله: - أنا ... أنا كنت ...كنت أعلم بزواج تامر... لكن ...لكن أقسم لكِ بأني حاولت أن أردعه ... لكن بلا فائدة....ومن ثم ... حاولت أن أخبركِ لكن تامر أجبرني على أن أحلف بألا أخبركِ... ومن ثم ماذا سوف أقول لكِ ... بأن زوجكِ تزوج من غيرك... هذا صعب... حقاً أنا كنت في موقف صعب ... صعب... لكن هذا لا يبرر تصرفي... كل الأعذار لا تغفر لي عملتي.... فأرجوك ِ سامحني ... فأنا متضايق من تصرفي... فعذريني .... أول ما تناهى إلى مسمعه... صوت نفسين يسحب ... ليليه زفرة مصحوبة بكلمات ... مغلفة بهدوء أعصاب: - لا داعي لتعتذر... لأنك لم تفعل شيئاً خطأناً لكي تعتذر منه.... المجرم الأول و الأخير هو تامر.... لقد غدر بي ... و بحبي له.... ( لجأت لصمت فدموعها تحاول أن تباغتها و تنسكب ) صمتها طال... فخاف أن تكون تشتكي من شيء... فرفع رأسه .... لتقع عينيه عليها .... و دمع قد انتصر على دروعها .... ألمه ما رآه ... فأنزل رأسه على الفور... وقال: - أنه لا يستحق أن تبكي عليه.. فدموعك أغلى من أن تنسكب على تامر. رفعت رأسها هي الأخرى ... لتجده قد قام من على كرسيه.... ويقول: - يجب أن أذهب الآن... أرجوك ِ أعتني بنفسك... هزت رأسها بنعم, وأردف قائلة: - شكراً لك على زيارتك. من تحت ذلك الهم الذي كان يعتلي وجهه... شقت ابتسامة طريقها على شفتيه ... لتنشر السكينة و الطمأنينة في روحه... - مع السلامة. - مع السلامة. أخذت تتبعه بعينيها ... وهي في داخله تتساءل... : ( ألازال هناك أناس شرفاء مثله...) - يا لهو من رجل. انتشلها من تساؤلها صوت رنا ... فوجهت بصرها ناحية مصدر الصوت لتجد رنا واقفة أمام باب الحمام... فقالت: - كنت تتنصتين إذا؟ .............................................. - شدة و تزول يا أم تامر. - بإذن الله يا أبو عادل.. بإذن الله. - أين عمر و تامر؟ ارتبكت ... و لم تعلم ماذا تقول له ....: - في الحقيقة يا أبو عادل .... لا أعلم ... نتصل بهما وهواتفهما مغلقه. ( وازدردت ريقها ) لم يعجب أبو عادل ما سمعه ... فهز رأسه ... و قبل أن يرد ... قاطعه صوت الباب و هو يفتح.... ليكشف من وراءه عن نجوى التي كانت على الكرسي المتحرك و رنا التي كانت وراء الكرسي المتحرك.... وقت عينا رنا على آخر شخص تريد أن تراه في هذا العالم .... لقد قضا عليها مجلد رأيته بابتسامته الساحرة التي تعتلي وجهه ... تسمرت مكانها ... و شل تفكيرها ... و هي تنظر إليه وهو مقبل عليها... - السلام عليكم يا بنات . - و عليكم السلام يا عمي. ( جاء الرد من نجوى , في حين أن رنا ضلت صامتة بلا حراك ) - السلام عليكم نجوى , السلام عليكم رنا. تسلل إلى مسمعها صوته ليقضي على حاسة السمع لديها ... و يزيد من معاناتها .... - وعليكم السلام حسن, كيف حالك؟ - بخير, الحمد لله , كيف حالك أنتِ, لقد سمعة بالذي جرى, أنا آسف حقاً, بإذن الله الله يعوضكِ؟ بابتسامة صفراء ردت عليه, وأردفت قائلة: - بإذن الله. رفع رأسه , لتشتبك عينيه العسليتين بعينيها, لتكتمل المجزرة .... و تنضم عينيها في عداد المصابين من سهامه .... - كيف حالكِ رنا؟ لم يرده رد منها ... مما زاد من تعجب الجميع .... قالت أم تامر... محاولة تدارك الأمر: - رنا ... ردي على حسن و عمكِ.... رنا .... بصوت شخص عاد من عوالم أخرى قالت, بصوت ضائع في أفكار مشوشة , و قلب ينبض بسرعة البرق: - ها .... أمي ...ماذا هناك؟ - ردي على عمك وحسن, فهما يسلمان عليكِ. أنزلت رأسها باستحياء ... و قالت بصوت مخنوق من الخجل: - وعليكم السلام. - ماذا بكِ بنيتي, هل أنتِ تشكين من شيْ؟ زاد لون وجهها احمراراً وهي تسمع سؤال عمها الذي لا تستطيع أن تجاوبه بالحقيقة... فأنقذتها نجوى من هذا الموقف المحرج بقولها: - المسكينة لم تنم منذ البارحة, لهذا هي تعبة , ومشوشة الفكر, وأيضاً خوفها من حالة عمي. - آه ... لا داعي للخوف يا بنيتي , أخي قوي , و الحمد لله تجاوز مرحلة الخطر, لهذا اذهبي و ارتاحي في بيتكم. قالت نجوى مؤيدة: - هذا صحيح رنا, يجب أن تذهبي و تأخذي قصدا من الراحة , فأنتِ تحتاجينه. وغلفت يد رنا التي على الكرسي المتحرك بيدها .. لتعيدها من عالمها ... إلى عالم الواقع... وجدتها رنا فرصة لتهرب من هذه الغرفة التي تكاد تنهار عليها .... و تتحرر منه .... فهزت رأسها , وأردفت بصوت متداعي من التعب الداخلي: - عن إذنكم. وخرجت برجليه المرتعشتان, وما إن أغلق الباب الذي يفصل بينها و بينه , حتى التهمت الهواء التهاماً, وانهارت دروع الصمود أمام دموعها الساخنة, التي حرقة وجنتيها. ..................................... مدت يدها المحملة بكأس من العصير... تبعتها بكلماتها: - تفضلي هند, فعصير الليمون سوف يهدأ أعصابكِ. هزت رأسها بلا ... و هي تقول: - ليست لديه رغبة بشرب شيء. - لكن عزيزتي... بترت جملتها...: - أرجوكِ ريم, حقاَ أنا لا أشتهي شيئاً. هزت رأسها بأسى, و هي تجلس بجوارها, وقالت بنبرة صوت حزينة: - إلى متى سوف تضلين هكذا؟ - حتى أطمأن عليه. - قلت لكِ بأني ذهبت إلى الطبيب, و قد قال بأنه تجاوز مرحلة الخطر. أنزلت رأسها إلى أسفل, و قالت: - لكنه لا يزال في المستشفى, لن أطمأن عليه حتى أراه و أكلمه, رغم أنني أعلم بأنه لن يرغب بالحديث معي, و لا حتى أن يراني. ( قلتها و عبرة تسللت على طرف عينها ) وضعت ريم كأٍس العصير بالطاولة المجاورة لها, وأخذت نفساً عميقاً , قبل أن تقذف هند بسؤلها الناري: - هند أأنتِ تحبين غسان ؟ ..................................... وضعت كفها على ظهريه, و هو جالس متسمر كالتمثال, سند ذقنه على يديه المتعانقتان, هائم بعينيه في ألا شيء, فعلقه لازال يعيد شريط تلك اللحظة عندما رأى تلك النظرة التي خرقت قلبه إلى نصفين .... فقالت له مستفسرة: - أين كنت لليلة البارحة, لقد قلقة عليك كثيراً, عندما لم تعد للبيت. كانت كلماتها كالشرارة التي أشعلت بركانه الذي أخمده بالمال فترة طويلة... فتمرد على عقله... واتحد مع قلبه... لينفجر عليها قائلاً: - كفى ... كفى .. لم أعد أحتمل... لم أعد أطيق الحيات معكِ.. خسرت حياتي و عمري معكِ... و خسرت حب حياتي بسببك و بسبب جشعي... فاتركيني وشأني... وأريحيني من بأوسي .... لم أعد أطيق الحياة بدونها ... لم أعد أعيش كإنسان بدونها ...لم أعد قادراً ... لم أعد ...فكفى ...كفى... وهجم على ذالك الباب الفخم... و فتحه بسرعة .... وهو يردد : - لم أعد أطيق العيش بدون هند ... لم أعد .... وهي من شدة الصدمة شلت حركتها ... و تسمرت مكانها ... و الذهول يجتاح قسمات وجهها ... الذي أعيته السنين .... يتبع .... |
سلاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ااااام
قصة رائعه احب اهنيك عليهاااااااااااااااااااااااااا واللي عجبني انهاااااااا تحي عن عائله كاملة رنا والزوج لتقرب من حبيبها الاول تامر وخسارته زوجاته نجوى والخيانة وفقدان طفل انتظرته اكثر من عشر سنوات جنان وحب غريب عمر وتدهور المستمر غسان و ترك ابنائه وزوجته من اجل متعته هند والقرار الخاظىء بزواج من غسان خليل محاولت ارجاع حبه القديم خالد لم ارتااااااااااااااااااااح له مطلاقا اشتكي |
اقتباس:
وأرجو بأن تعجبك القصة حتى نهايتها و لا تحرمينا من أطلالتك البهي في ثنايا قصة :) دمتي بألف خير... |
الجزء الرابع عشر...
دموع حبست طويلاً في مقلتيها... حتى باتت حملناً ثقيلاً عليهما ... فقد حبست منذ شهر مضى ... وجاء هو ليحررها .... لتنسكب بغزارة غير آبهة بمحاولاتها للكف عن الانهمار من مقلتيها ... تسلل صوته إلى مسمعها, ليخرجها من دوامة الدموع : - رنا, لماذا تبكين ؟!! ألتفتت ناحية مصدر الصوت, لتصطدم عينيها بعينيه المذعورتان... ابتلعت ريقها بصعوبة... و هي تحاول أن تتدارك الأمر... ففكرها مشوش ... لقد قلبت رأيتها لحسن أفكارها ... و شتتها ... فلم جد سوى الصمت الحل الأنسب وهي في هذه الحالة ... عاد صوته الذي غلفه الخوف ليصب على إذنيها... - رنا أرجوكِ , لا تضلي صامتة هكذا, أخبريني , أجرى شيء لعمي ؟ عندما رأت قسمات وجهه التي ترسم الخوف و القلق .... هزت رأسها بلا ... حتى تطفأ نار الخوف الذي بدأت تشتعل في صدره... تنهد تنهيدة راحة ... وأغمض عينيه ليرحهما ... بعد حالة الذعر التي اجتاحته عندما رآها تبكي بحرقة ... ومن ثم قال: - الحمد لله, الحمد لله .... ومن ثم خطر في باله شيء... ففتح عينيه ... وصوبهما ناحيتها .... وأخذ يمعن في تعابير وجهها ... و سيول الدمع التي تنساب من مقلتيها إلى و جنتيها .... ومن ثم قال: - لماذا تبكي إذا ؟ ! هربت من عينيه التين تلتهمانها بأنظارهما ... و لجأت ناحية الأرض... و هي في داخلها تعجز عن أيجاد جواب ينجدها من قول الحقيقة .... عاد صوته الذي لم يرحمها من أسألته إلى مسمعها : - رنا , ماذا هناك , ما الذي جرى لك ؟ طال صمتها ... و طال صبره ... و الجواب لا يبدو بأنه في الطريق إلى مسمعيه ... - رنا .... بترت جملته ... بكلماتها التي تخرج من حنجرتها بسرعة البرق...: - عادل أنا مستعجلة .... يجب أن أذهب.... و شرعت بالمسير ... بخطوات واسعة .... فهي لم تعد قادرة على تحمل نظراته ... و لا أسئلته ..... في حين أنه أخذ يتبعها بعينيه المذهولتان .... ..................................... قامت من على المقعد... و في عينيها حيرة ... تبعتها هي الأخرى و قامت .... أخذت تلحقها بعينيها المترقبتان لجواب على سؤالها ... طال صمتها المصحوب بأنفاسها المتسارعة .... فنطقت أخيراً بعد نفس عميق ... ليعيد الحياة إلى رئتيها ... و ينعش حنجرتها ... لتنضح بالجواب : - إذا كنت ِ سألتني هذا السؤال قبل أن يحدث هذا, لأجبتك بسرعة بلا, لكن الآن ..... الآن... بعينين متسعتان ... متشوقتان لسماع الجواب قالت: - لكن الآن ماذا يا هند ؟ التفتت إلى خلفها ... أخذت تحدق بصاحبتها لثواني قبل أن تقول بصوت متهالك: - لا أعلم ... لا أعلم إذا كنت أحبه أو أكره ... لا أعلم يا ريم ... لا أعلم ... وهوت برأسها ناحية راحت كفها ... ..................................... - أين الجميع ... أين اختفوا؟! غريب حقاً. لم يدم تساؤله طويل ... حين جاءه الجواب من وراء الباب الذي فتح على عجل ... لتخرج من وراءه رنا و الدمع لا يزل ينهمل من مقلتيها التين باتتا محمرتين ... لم تنتبه له ... فتفكرها منصب لذهاب ناحية غرفتها ... و تفجير كل ما في صدرها من تراكمات ... ضلت حبيسة صدرها لشهر كامل... فضلت تركض قدما ناحية الدرج ... حين استوقفها صوته و هو يناديها : - رنا ...... تسمرت مكانها .... لكنها لم تجرئ على الالتفات إلى وراءها ... فهي لا تريد أحداً بأن يراها بهذه الحال ... أخذ صوت خطواته تتعالى و هو يقترب منها .... و هي لازالت متسمرة مكانها على الدرج... توقف أخيراً ... و قال: - ماذا هناك يا رنا ؟ أين كنت , وأين أمي و نجوى ؟ أخذت تجمع شتات صوتها المتداعي من البكاء... و تمده بالقوة و الجلد ... حتى لا يفضحها ... ومن ثم قالت: - جميعهن في المستشفى..... قوس حاجبيه إلى أعلى ... و هو يسألها قائلا : - في المستشفى ... لكن لماذا ؟ لم تعد تستحمل أكثر من ذلك ... فقوها تكاد تخذلها ... فقالت دفعة واحدة : - أذهب إلى هناك يا عمر ... و أعرف بنفسك ... فهن في مستشفى ______ وأكملت مسيرها ركضاً ... تاركة إياه في مومعة التساؤلات ... ...................................... بعد أن عدلت من جلستها ... خطت ابتسامة على شفتيها ... و هي تقول له : - شكراً لك يا عادل ... لم يكن هناك داعي بأن توصلني إلى هنا... كنت سوف أتدبر أموري ... رد عليها بابتسامة أوسع ... ومن ثم قال: - لا تقول هذا الكلام يا نجوى .... أنا لم أفعل شيئاً ... أنه مجرد تحريك هذا الكرسي .. لا غير... - تفضل ... وأشارت له بالجلوس... سحب كرسيا ً .... و جلس بالقرب من سريرها .... ليغلف جود الصمت أرجاء الغرفة ..... أخذ يحدق بها .... و هو محتار .... أيقولها أم لا .... أما هي فضلت تزين شفتيها بابتسامة .... قرر أخيراً ... و حزم أمره ... لا بد من أن يسألها ... فطعن الصمت بخنجر صوته ... المتردد : - نجوى .... أيمكننني أن أسألك سؤالاً؟ - بطبع ... سحب ما يقدر عليه من أكسجين إلى رئتيه .... و عندما أخرجه من صدره قال : - أأنت ِ بخير؟ بابتسامة باهتة قالت: - نعم ... الحمد لله. فهرع ليقول: - لا أقصد جسداً بل نفسياً. أخذت تحدق به لبضع ثواني .... قبل أن ترد عليه .... وتحني رأسها للأسفل ... بصوت واهي ... بالكاد يمكن سماعه قالت: - نعم ... ( وازدردت ريقها ) - اسمحي لي بأن أقول لك , بأنك تكذبين. رفعت رأسها من فورها ... و في وجهها لمست من الذهول .... لكنها لم تلبث أعادت عينيها للأسفل... - نجوى ... أنتِ تعلمين بأنك ِ يمكنكِ تحدث معي ... إذا كان هناك شيء يضايقكِ. - لا تخف عليه عادل ...فأنا بخير ... و لا أشكو من شيء... شكراً على اهتمامك. أخرج ما أدخله إلى صدره دفعة واحدة وهو يقوم من مقعده ... ومن ثم قال: - حسناً... كما تشائين ....لكننٍ لازلت أحس بأنكِ لست بخير كما تتدعين ..... مع السلامة... ونصرف تاركاً إياها جالست لوحدها ... تواجهها الذكرى الأليمة ... و تدمي قلبها .... ........................................ بأقدام مترددة ... حائرة أتكمل المسير ... أم تعودان أدراجهن .... أخذت تمضي .... ليقاطعها صوت صاحبتها وهي تقول: - ألا زلت مصرة يا هند على الدخول؟ توقفت ... ومن ثم قالت: - نعم ... فهو زوجي ...ومن واجبي أن أبقى معه .... والتفتت ناحية صاحبتها ...وأكملت قائلة ... بعد أن رسمت ابتسامة خادعة ... تخفي ورائها ارتباك و خوف....: - شكراً لك ِ ريم لقد أتعبتك ِ مع ... لكن كنت حقاً محتاجدة لأحد لكي يكون بجنبي .... و والدتي كما تعلمين مع خالتي .. لهذا لم أجد سواك أطلب عونه... - لا تقول هذا الكلام.... ومن ثم إذا لم تتصل بي لقتلتك... وخطت ابتسامة على شفتيها .... - يمكنك الذهاب الآن ... فأنا أفضل حالاً... - كلا لن أتركك أبدا ...فأنت بحاجة لمن يكون بجانبك ... وخاصة في هذه الظروف. - ريم عزيزتي... صحيح أنهم يكرهوني ... لكنني لا أزال فرد من عائلتهم ... فلا تخافي عليه ... و اذهبي لبيتك ... لقد أتعبتك بما فيه الكفاية . - تعبك راحة... على العموم سوف أذهب و سوف أعود بعد ساعتين ... أتريدين أن أجلب لك شيئاً؟ - لا شكراً. - حسنا ... مع السلامة . - مع السلامة . أعطتها ظهرها ... وأخذت تمضي مبتعدة عنها ... لتصبح واحدها ... سوف تواجههم لوحدها ... بدون سندين تتكئ عليه... كانت دائما تقابلهم و معها غسان .... لكن الآن الأدوار اختلفت ... باتت لوحدها ... و غسان ... و غسان .... لن يكون في صفها .... فيا لهو من موقف صعب.... التهمت الهواء التهاماً ... ومن ثم رفعت يدها المتثاقلة ... و هوت بها ناحية الباب.... ............................................ تلخبطت أوراقه .... و تدمرت خططه ... فقط لأنه لم يقدر حبها في قلبه .... لم يتوقعه كبيراً لهذه الدرجة ... ضنه بأنه يقدر على نسيانه ... و الاستمرار بدونه ... لكن هيهات ... فالقلب لا يستسلم عن حبه بهذه السهولة ... - آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه منكِ يا هند, حبك شل تفكيري ... لم أعد أعلم ما الذي يجب أن أفعله و ما الذي يجب أن لا أفعله .... كم أشعر بأني مشتت .... بلا وجهة .... هند ... هند .... لثانية واحدة أغلق عينيه ... لكي يسمح لدموعه التي حرقة مقلتيه بأن تنزل ... و تريحه ... لكن هذه الثانية كانت كفيلة بأن تقلب حياته .... أو حتى أن تنهيها ... ............................................ - لم أرى عمي بهذا الضعف من قبل... كم آلمني رأيته هكذا ... ساكن بلا حراك. - بإذن الله سوف يقوم ...و سوف يعود مثل أول وأحسن. - بإذن الله .... أتعلم يا عادل... الجميع قد تأثر بما جرى لعمي... حتى رنا المسكينة ...كان يبدو عليها الإرهاق ... اليوم كنا أن وأبي نكلمها ..لكنها لم تكون معنا كما يبدو .... يبدو بأنها خائفة على عمي . - ها ... أحقاً .... إذا هذا سبب ....( توقف عن الكلام فجأة ...) مما جعل حسن يستغرب ...فسأله : - سبب ماذا يا عادل ...أكمل؟! - لا شيء.. لا شيء ... - يبدو بأنكم سوف تطرون لتأجيل عقد القران . - بطبع ... فحالة عمي لا تسمح. - ألن يزعجك هذا الشيء. - ماذا تقصد ؟! - تأجيل عقد القرآن. هز رأسه ... بلا و من ثم أردف قائلاً: - كلا ... خرجت من فمه بدون تفكير: - ماذا !! غريب. - وما الغرابة في هذا؟ - ألست مشتاقاً لكي تكون رنا في عصمتك ؟ لم تتحرك شفتيه بالجواب ... فقد فضلتا الصمت .... لكنهما في نهاية الأمر تحركتا ... لكن ليس لقول الجواب الذي ينتظره حسن بل لقول: - ها قد وصلنا للمنزل. نزل .... تارك حسن معلق في حيرة من تصرف أخيه ... ............................................ أخذت تحدق بأختها المنهمكة مع العب مع ابنها ... و الابتسامة تعتلي شفتيها .... ومن ثم نبست قائلة: - هدى ... ألازلت مصرة على الخروج من المستشفى ؟ ألتفتت ناحية أختها .... والابتسامة لم تفارقها : - بطبع ... لقد سمعتي الطبيب ... يمكنني أكمال العلاج في المنزل... كما أني لم أعد أطيق البقاء في المستشفى ... أريد أن أبقى بينكم في آخر أيامي .... بعينين يكاد الدمع أن يخرج منهما قالت: - أرجوك توقفي عن هذا الكلام السخيف... لقد تعبت من كثرة سماعه منك... فأرجوك توقفي. زادت من سعت ابتسامتها .... وأخذت تأشر لأختها بالقدوم ناحيتها ... و تقول في نفس الوقت: - تعالي حبيبتي ... تعالي... استجابت لدعوتها ... و هرولت ناحيتها ... و الدمع يتناثر من مقلتيها .... استقبلتها بحضنها ... و ضمتها بأحد يديها ... و هي تقول : - حبيبتي ... لا تبكي .... فأنت ِ تعلمين كم يؤلمني رأيتك وأنت تبكين . بنبرة صوت شوهها البكاء قالت: - سوف أتوقف عن البكاء... لكن على شرط ألا تتفوهي بهذا الكلام مرة أخرى . - حسناً... لكن حبيبتي يجب أن تدركي بأن هذا مصيري و لا مفر منه ... فهناك احتمال كبير بألا .... قطعت الطريق على كلماتها بيدها اتلي سد فمها .... وقالت: - و هناك احتمال بأن ينجح العلاج و تعيشي ... ففكري بهذا الاحتمال أيضاً ... و لا تنسيه . لم ترد عليها ... بل أكتفت بضمها أكثر إلى حضنها .... و كبت عبراتها في مقلتيها .... ....................................... كانت الأعين مسلطة عليها .... لم يعتقوها منذ دخلت تلك الغرفة ..... مما زاد من خوفها ..... : (( يا الله الجميع ينظر إليه ... كأني مجرمة .... يا رب صبرني ... يا رب..)) كسر حاجز لصمت صوت مرهق .... : آآآآه ... ألتفتت الجميع ناحية مصدر الصوت .... لتقع أعينهم عليه ... و الحركة تدب في أوصاله ... فوقفت منى ... يتبعها أبو عادل... و أقبل ناحيته و الفرحة تلتمع في عينيهما ... في حين أنها تجمدت مكانها ... فعقلها قد توقف عن العمل... بادرت منى في الكلام: - غسان ... أتشكو من شيء... أيؤلمك شيء؟ فتح عينيه ببطء .. وأخذ يتعين تلك الوجوه التي تنظر إليه ... جاهد لكي تخرج الكلمات من حلقه ... فقواه خاوية ... أخيراً خرجت كلمة من فمه رغم الصعاب التي واجهتها ...: - هند ... اجتاحت الصدمة منى ...وأبو عادل... لكن الصدمة كانت أشد و أوجع على منى ... التي فضلت أن تتراجع .... و تعود في الظل كعادتها .... ففتحت المجال لهند ... التي لم تصدق ما تسلل إلى مسمعها ... فقامت من على كرسيها ببطء... و قلبها ينبض بسرعة .... أخذت تخطو ببطء ناحيته .... وقلبها المتمرد يريد أن يخترق صدرها من شدت نبضه .... وقفت أخيراً ... فها هي قد وصلت إليه ...و باتت قريبة منه ... ألقى عليها نظرة تأمل ... ومن ثم حرك يده ... الموصولة بأجهزة .... وأشار لها بأن تنحني ناحيته .... انحنت .... وباتت أذنها ملاصقة لشفتيه ... تحركت شفتيه لتنسج كلمات ... جعلت حدقت عيني هند تكادان تخرجان من محجريهما ........................................ خرجت من صدره تنهيدة طويلة .... تعكس ما في صدره من هم و غم ..... و صراع داخلي أتعبه .... - آآآآآآآآآآآه , ما الذي أفعله .... أًصحيح هو أم خطأ ..... لكن لا بد من أن أفعل هذا ... لكي ..لكي ... أفففففف ... لا بد ... إنها تحبه ... تحبه .... يجب أن أتعذب وأتألم ...لأجلها ...لأجلها ( رفع عينيه الى أعلى ... و بصوت راجي قال ) .... يا الله .... أعني ... أعني .... أنا خائف أن أستسلم وأنهار ....أرجوك يا الله ألهمني الصبر .. أرجوك ... قاطعه صوت الباب وهو يفتح ... تبعه صوت حسن التي كانت الابتسامة على محياه ... - هيا يا عادل ... العشاء جاهز .... يتبع... |
سلاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا اااااااااااااااااام
الجزء فية شيء وخوفي مصير هند هل غسان ام الحب القديم مع اني اتمنى انهاااااااااااا تكون لخليل بدال غسان لان ينخاف منه اللي باع زوجته ا عياله وعاشت سينين معه باعهااااااا ممكن يبي هن المسكينه هدى وصرااااااااااااااااااااااع الموت البطيء سعاد وش موقفها من القصة هل هي خت زوجت البطل وش للي يخلي عادل يتزوج من رنا وهوعلم انها تحب اخوه حسن راااااااااااح يعرف باللي يدور براس اخوه نجوي ه رااااااااااااح تنفصل عن تامر عمر اليوم ما في شيء جديد عنه خليل والندم اللي ملاحقه |
اقتباس:
ألف شكر معطر بالرياحين لك :) سعدة برؤيتك مرة أخرى تزني صفحتي بردودك التي تعني لي الكثير.... زين ردك تفاعلك من القصة... صحيح هناك شخصيات ما طلعت كثير في هذا الجزء بس في الجزء القادم بيكون لها دور بارز... وهناك مفاجآت كثيرة في القادم ... فتابعي ... وشرفين بأطلالتك المميزة... دمتي بخير... |
الجزء الخامس عشر....
بهدوء يسبق العاصفة ... و بمشاعر هوجاء في الداخل مخفية بقناع الذهول من الخارج .... دخلت بخطى مرتعشة .... هوت على أول كرسي وقعت عينها عليه ..... وأخذت نفساً عميقاً ... لتخرجه من صدرها مصحوباً بدموع ... ومن بين تلك الدموع التي خنقت صوتها قالت: - انتهى كل شيء.... كل شيء .... لم أعد عنساءاً فقط بل ... بل مطلقة .... مطلقة ..... كله ... كله بسببك ... بسببك يا خليل .... بسببك ..... وعلى حين غرة انقضت على تلك الأبجورة القابعة بالقرب منها ... وأنهت حياتها ... لتصبح ممدة على الأرض .... ..................................... ضل يترقب كلمة منه, تنساب من شفتيه, لتطمئنه على حاله, لكن الوقت يمضي, ومع كل دقيقة تمر يزداد حزنه على أخيه, الذي تعرض للمصائب دفعة واحدة, عزم رأيه على أن ينطق ليشفي ولو جزء صغير من ألم أخيه الصامت.... - أبو تامر... ألتفت إلى أخيه القابع على يمينه... ليكشف عن قسمات تنبع منها التعب و الإرهاق, و الكدر و الهم ... مزيج زاد من ألم أبو عادل ... فصمت لبرهة ... ليكمل بعد ذلك قائلاً: - يا أبا تامر, إنها لا تستحق بأن تتضايق عليها, الذي فعلته هو عين العقل, هي لا تصلح لك, أنت رجل يستحق امرأة مثل أم تامر ... تداريك و ترعاك .... و لا تسبب لك الهم و الغم ... فأنت منذ تزوجت بهند وأنت في قلق و خوف دائم ... لم تهنئ بيوم ... أخذ نفساً ... تبعه بتحريك رأسه ناحية الجهة الأخرى .... ليعود يبحلق في الشباك المغلق .... ومتناسياً أخاه ... بيده التي افترشت السرير ... غرس بأصابعه على الفراش .... ليمتص من خلاله وجعه الممزوج بغضبه العارم ... المتنامي في داخله .... و قال في أعماقه الملتهبة : (( لقد أحببتكِ ... أحببتكِ حقاً ... لماذا ... لماذا يا هند فعلتي بي هذا ... لماذا خنتني ....لماذا ... لماذا ؟؟؟؟ )) لتدوي صرخة سؤالٍ لم يرد عليه سوى تردده في جوفه .... .............................................. - كفى يا أمي كفى ... لقد قلت لك ِ بأن بطارية هاتفي كانت فارغة ... لهذا كان هاتفي مغلقاً... - ولو يا عمر ... كنا أنا وأختك بحاجة لكم ... وعمك ... عندما سألني عنكما لم أعرف ماذا أقول له ... - أمي ... أترين بأنكِ تكبرين الموضوع .... ها هو بخير ... لا يشكي من شيء ... ومن ثم رغم الذي فعله بكِ ... تخافين عليه ... و تراعينه .... انه لا يستحق منكِ شيئاً .... هزت رأسها بأسى ... وأردفت قائلة... و الغضب على محياها... - عمر .... لقد تماديت كثيراً ... مهما يكون هذا أباك .... و هو أبو أولادي ... لهذا من واجبنا .... بتر جملتها قائلاً... - أرجوكِ يا أمي استيقظي .... انتبهي للذي يحصل من حولك ... انه أراك الأمرين ولم يكترث لكٍ .... أتعلمين لماذا ... لأنكِ مهما فعل بكِ ... لن تغضبي منه .. و لن تعاتبه ... انه يستغلكِ ... يستغلكِ يا أمي .... هذا الشخص الحقير يستغلك ِ .... ما إن أنها جملته حتى هوت يد على خده لتطبع بصمتها حمراء اللون عليه ... و تخرج عينيه مذهولتان من حدقتيهما . ... مما حصل.... وبصوت شحن بالغضب ... حاد ... ملتهب .... - أحترم نفسك يا عمر ... هذا أبوك ... لهذا لا تتفوه عنه بالكلام خاطئ مرة أخرى ..... فهمت .... أولته ظهرها و فتحت باب الغرفة ... لتدخلها ... و تغلق الباب ورائها ... في حين أنه كان غارقاُ في دوامة الذهول ... و عدم التصديق لما حصل منذ قليل له ... و يده ملتصقة بتلك الحمرة التي صبغت خده ... ................................. لازال الدمع ينهمل من عينيها .... اللتين اصطبغتا بالحمرة من كثرة البكاء... وبصوت شوه بالبكاء قالت : - شكراً .... شكراً لك ِ نجوى على اتصالك ِ ... لقد .... لقد كنت بحاجة لكي أكلم أحداً .... من على الطرف الآخر من الخط ... جاء صوتها المواسي : - عزيزتي .... لا داعي لشكر ... المهم كيف تشعرين الآن؟ بصوت لم يهجره البكاء ... قالت: - لا أعرف كيف أصف حالي .... لا أعرف .... لم أتصور أن رؤيته سوف تؤلمني وتأثر يي لهذه الدرجة ... لم أعلم .... - رنا .... أسمعي .... هي فقط مسألة وقت .... أنت بعد لم تتقبلي الفكرة .... فكرة أن حسن تزوج بأخرى .... الآن و بعد أن عادا من شهر العسل .... سوف تريهم دائماً معاً ... وهذا سوف يجعلك ِ تتقبلين الواقع و تدركن ... رغم صعوبته ... و الألم الذي صوف يصيبك حتى تستوعب ذلك ... إلا أنه في النهاية سوف تتخلصين من حب حسن ... و تنتزعينه من قلبك ... - أرجو ذلك حقا ً... يا نجوى ... أرجو ذلك ... قطع عليها حديثها صوت باب غرفتها و هو يقرع .... - لحظة يا نجوى ... أحد يقرع الباب ... سوف أرى من القارع ... - حسنا ً مسحت دمعها ... ومن ثم قامت من على سريرها ... و أخذت تقترب من الباب ... و لما غدت أمامه مباشرة ... رفعت يدها الخاوية ... و حركة المقبض ... ليتحرك الباب ... و يكشف عن ..... - تامر !!! قالتها و عينيها تكدان تخرجان من محجريهما ..... تسرب صوت رنا المذهول إلى هاتفها النقال الذي لا يزال في يدها ... ليصل إلى مسمع نجوى ... التي شعرت بموج الأحزان تهجم على شاطئها المتداعي .... و يجلب الألم و الدمع على عينيها التين لم ترتاحا بعد .... - ماذا تريد ؟ ( قالتها بصوت متضايق ...) - أريد أن أكلمك ِ ... إذا أمكن ؟ بعينيها التين ضيقت خناقهما ... قالت : - تكلمني !!! مستحيل ... فأنا الآن لا أطيق رأيتك .... بعد عملتك .... أغمض عينيه ... وأطلق زفرة قبل أن يقول بصوت أعياه التعب : - أرجوكِ يا رنا ... أعطيني فرصة لأشرح لك ِ.... بنفس الحدة قالت: - تامر ... مهما كان عذرك ... فهو لن يغفر لك عملتك ... ومن ثم لست أنا من يجب أن تشرح له و تبرر له عملتك ..... هز رأسه ... ومن ثم فتح عينيه ... وقال: - أعلم .... لكن... لكن ... لكني لا أستطيع ... لا أستطيع .... أرجوك يا رنا ...أنا بحاجة لكي أكلم أحدهم أرجوك ِ... - لا أستطيع ... فأنت الذي آذيت نجوى و جرحتها دون ذنب ... لهذا أنت تستحق الذي يحصل لك الآن ... وأكثر ... فخرج من غرفتي ... فأنا لم أعد أطيق رأيت وجهك أكثر من ذلك ... أخرج ... خرج من الغرفة خائب الرجاء .... و عينيه تخنقانها العبرة ... أغلقت من فورها الباب ورائه .... لترفع يدها المحملة بالهاتف النقال بسرعة ... و تقول: - نجوى ... ألا زلت على الخط .... لم يصلها من الخط الآخر .... سوى صوت بكائها ... الذي حاولت ألا يتغلب عليها ... لكن بلا فائدة .... شعرت بتأنيب الضمير ... نجوى تتألم و هي تزيد عليها بآلامها و أحزانها .... فقالت: - اعذريني رنا ... لقد أزعجتكِ بمشاكلي ... في حين أنك ِ أنت ِ أحوج إلى من يواسك ِ ... اعذريني ... بصوت متقطع ... يتخلله شهقاتها ... قالت: - لا .... لا ... عليك ِ .... أنا .... أنا الآن أفضل ... نعم أفضل ... بكثير.... عندما ... عندما علمت حقيقته .... نعم .... كنت ... كنت أتعذب كل ليلة وهو ليس معي... ضننت بأن الخطأ مني ... لكنه .... لكنه .... الآن الآن كل شيء اتضح لي .... لم أعد عمياء .... لم أعد عمياء... - عزيزتي .... أنه... بترت جملتها بقولها : - رنا ... لا تخافي عليه ... أنا بخير... حقاُ ... وأنت ِ أيضاً سوف تصبحين بخير... هي فقط مسألة وقت لا غير .... فصبري ... أصبري .... أخذت نفسا ً عميقاً ... تبعته بزفرة .... ومن ثم أردفت : - حسنا ً ... على العموم لم يبقى لي خيار سو الصبر .... لم يبقى لي سواه .... - حسنا ً يا رنا ... يجب أن أغلق الهاتف الآن ... فأنا متعبة وأريد أن أرتاح قليلا ً... - حسنا ً ... مع السلامة ... - مع السلامة .... ما إن أغلقت الهاتف .... حتى أكملت موجة الدموع ..... .................................... كانت الريح الهوجاء تعصف في أرجاء المكان... لكن الريح التي تعصف بداخله كانت أعتا وأشد ... فالعالم من حوله يتداع من كل جانب أهله ... مستقبله .... وهويته .... لتزيد الحرقة في قلبه ... و ينغمس أكثر في ظلمة الضياع أكثر فأكثر .... تنهيدة طويلة نابعة من أعماق محطمة ... تبعه سؤال : - أمي .... كيف ... كيف ؟ لم ... لم أتوقعها منكِ... تفعلين بي هذا لأجل ذلك الخائن ... الذي لم تري منه سوى الألم و المعاناة ...لماذا ... لماذا ؟ ... آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه إلى أين أذهب .... أشع بضيق ...بضيق .... ........................................... رخم ذلك الخنجر الذي غرسه في قلبها ... إلا أنها لازالت تنزف بعشقه .... و تدعو بأن يعيش ... رغم وجعها ... رغم حزنها .... إلا أن كلمة القلب كانت هي الأكثر نفوذاً ... لتنحني لها جوارحها جميعاً ... منصاعة لها ... و رامية كل همومها لأجل من ملك قلبها... ضلت تنضر من ذلك الزجاج الذي يفصل بينها وبينه ... تتأمل و تترقب حركة تدب فيه الحياة من جديد .... آلمها سكونه ... و تلك الأجهزة التي تحيط به من كل جانب .... وذلك الجبس الذي يخنق قدمه اليسرى ... لم تعد تقوى على رؤيته أكثر من ذلك ... وهو معلق بين الحياة و الموت ... فأولته ظهرها .... لتهرب دمعة من مقلتها .... وترفع يدها .. لتخنق تلك الصرخة في داخلها .... رفعت رأسها إلى أعلى ... ولهجت بالدعاء الصادق من قلبها ... - يا رب ... يا رب ... أنقذ خليل ... أشفه ...أشفه .... وجعله يعيش يا رب ... يا رب.... ............................................ دخل إلى غرفته وهو يجر الأسى و الحزن ... ليجدها مقبرة .... تتناثر فيها أشلاء المزهريات و التحف ... و ملابسه ..... ليخطو بخطوات صغيرة ... ليشق طريقه ناحية السرير ... و يهوي ناحيته ..... ويتح أزرار قبة قميصه ....... ويأخذ نفساً عميقاً ..... ومن ثم يخرجه من صدره مصحوب .... بدمع الذي نفذ صبره .... ليبكي كطفل صغير ... ويشكي حاله لنفسه ... بعد أن أغلقت الأبواب جميعها أمامه ... بصوت تخلله البكاء : - أنا أستحق الذي يجري لي ... أستحقه .... أستحقه .... كلاهما لم يفعلا لي إلا كل خير... أحبتاني ... وأنا ...وأنا ..... ( لم يقدر على نطقها ... فالحقيقة صعبة ... صعبة جداً ... ومرة كالحلقوم ) يتبع...... |
سلاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااام
وااااااااي ونااااسه في جزء مع انه صغنون بس حلوووووووو نجوى معقوله راااح تلغي دور تامر من حياتها عمر ترا جد مصختهااا مهمه هذا ابوك والكف اللي اخته من امك ترا تستاهله يمكن يخليك تصحى ام تامر انك جد جد كبيرررررررررررره بقلبك وليت ابو تامر يحس بقيمتك على كل اللي سواه لك للحين تحبينه رنا الله يصبرك يمكن اذا شفتيهم مع بغض راااح تتقبلين وااقع ان حسن مو لك ويمكن مع الوقت تحبين او تكنين شوي من المشاعر لعادل الف شكررررررر على الجزء من زمان ادخل واشوف نازل شيء اشتكي |
اقتباس:
مشكووووووووووووووووووووووووره على تواصلك المستمر على القصة و على ردودك الي تعني لي الكثير حقاً و على تفاعلك المميز .... وردودك هذه هي الدافع الذي يحفزني على الاستمرار .... فشكراً لك من القلب :) ها هو ذا الجزء الجديد ... يارب ينال اعجابك ... دمتي بألف خير... |
الجزء السادس عشر:
روح والت المنية بسبب هم أثقل على الصدر ... لدرجة الانفجار ... لتدوي صرخة استنجاد ... لم يسمعها سوى شخص جديد في حياته ...و في عالمه المليء بالفوضى .... ما إن وطأت قدمها عتبت الباب حتى تخلل صوته أذنها... - جنان ..... ... فالتفتت ناحية مصدره ... وهي مدركة من هو صاحب الصوت ... عاد صوته المنهار ... ليدخل إلى طبلة أذنيها ...قائلاً: - جنان ... أعلم ... أعلم بأن ...بأن طلبي ...سوف ...سوف يكون غبياً ...بل ... بترت جملته ....قائلة : - أأنت بخير....؟ صوتك ...صوتك ليس طبيعياً.. - كلا ...كلا أنا ...أنا لست بخير... لست بخير... أنا ضائع يا جنان ... ضائع ... لا أعلم ... آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه ... لا أعلم ماذا أقول .... بل لا أجد الكلمات لأعبر عما بداخلي .... حتى أنني لا أعلم لماذا جئت إلى هنا ... إلي المدرسة ....إليك... لم يرد منها كلام .... ففهم ما معنى صمتها ...فأنها الحوار بقوله: - أنا ... أنا آسف حقاً ...كم أنا غبي ...بل ساذج ...اعذريني على غبائي أرجوك ...و على تصرفي ... عن إذنك ِ... أعطها ظهره ... وهو في داخله يحترق أكثر فأكثر .... وأخذا يخطو مبتعداً....لينساب إلى أذنيه صوتها وهي تقول: - لحظة .... ألتفت على فوره ناحيتها .... ليرسم على عينيه نظرة ترقب ... - أنت ِ اخترت الشخص الخاطئ لتشتكي له .... رب العباد هو الذي يجب أن تشكِ له ... فهو مذهب الهم و الغم ... فذهب ودع ربك .. وصلي ركعتين و سوف ترى صدرك قد أنشرح .... وخطت تلك الابتسامة التي سلبت لبه .... وكسرت جليد الحزن من شفتيه ... لتخط شفتيه ابتسامة واسعة ... دون أن يشعر .... .......................................... - هل اكتفيت ؟ هز رأسه بنعم ...وأردف قائلاً : - شكراً لكِ. وضعت كأس الماء على الطاولة المجاورة له ...وقالت: - لا داعي للشكر يا أبا تامر... أتريد شيئاً آخر...؟ - لا ...كلا الحمد لله ... أنا الآن أفضل و لست بحاجة لشيء...لهذا اذهبي يا منى للبيت و ارتاح ِ قليلاً .. خطت ابتسامة على شفتيها ...و أردفت قالت : - لن أرتاح حتى أراك خارج هذا المستشفى .... أخذ يبحلق به لثواني .... مما جعلها تستغرب منه ..فسألت مستفسرة : - لماذا تحدق بي هكذا يا غسان؟ طأطأ رأسه .... ومن ثم قال: - أنا ..... أنا ..... - أنتِ ماذا يا غسان ؟ رفع رأسه ومن ثم قال: - أنا تعب ... وأريد ...وأريد أن أرتاح ... خيبة الأمل أطفأت شمعة الأمل التي اتقدت في قلبها .. فقالت : - حسناً ...سوف أدعك تنام .... أنا سوف أكون في الخارج إذا أردت أي شيء. - لا ...لا داعي يا منى ...اذهبي إلى المنزل ...فكما قلت لك ِ ...أنا بخير .... فلا داعي بأن تتعبي نفسك بي... هزت رأسها بنعم ... وهي تصرخ في داخله (( لمـــــــــــــــــــــــــــــاذا ... لمــــــــــــــــــاذا ؟؟؟؟ تفعل بي هكذا يا غسان ...لماذا؟؟؟ )) ومضت ناحية الباب ...تاركة إياه هو الآخر يتساءل ..(( يا الله .... لماذا يا هند .... فعلت بي هكذا لماذا ؟؟؟ )) ................................................... كانت توضب الأغراض و على طرف لسانها سؤال .... جاهدت من أجل أن يخرج للملأ ... - هدى .... كانت هي الأخرى منهمكة في وضع الأغراض في الحقيبة ... فأجابت و هي لا تزال مصوبة بصرها ناحية الحقيبة .: - نعم ... - ألا ... ألا ترين أنه من الأفضل بأن تبقي في المستشفى بضع أيام أخرى . أخيراً ألتفتت ناحيتها ... وقالت: - لماذا ؟ وضعت ما في يديها جانباً... و من ثم قالت: - لأنكِ بحاجة لرعاية ... ابتسمت لها وقالت: - أنا بخير يا سعاد ... و سوف أكون أفضل في منزلي ... فلا تقلقي عليه ... - لكن ... بترت جملتها قائلة : - لا لكن و لا شيء... هي أكملي ما في يديك ...فأنا أريد أن أخرج من هذا السجن بسرعة.. رضخت لكلمها ..و عادت لعلمها ... لكن هناك سؤالاً يدور في خلدها .... يريد جواباً يريحه .... أخذت نفساً عميقاً ... وتبعته بزفرة .... ومن ثم عقدة العزم على قوله : - هدى ... - ماذا عندك ِ أيضاً يا سعاد ؟ ( قلتها وهي لا تزال منهمكة في وضع الأغراض في الحقيبة) - هدى ( توقفت لتبلع ريقها ) وو ...و تامر... توقفت هدى عما كانت تعمله ... و تسمرت بلا حراك ... و عينيها تحدقان في العدم .... لاحظت سعاد هذا ...لكن على الرغم من ذلك أكملت ما في جعبتها : - و تامر ... ماذا سوف يكون مصيره في حياتك ؟ ضلت عل حاله ساكنة بلا حراك لدقائق ... ومن ثم عادت توضب الأغراض ... و بهدوء مغلف بجليد قارص ...قالت: - هو سوف يحدد مصيره بنفسه ... قوست سعاد حاجبيها إلى أعلى ..و أردفت قائلة: - ما قصدك ؟....لم أفهم . - سوف تفهمين حينها ... الآن أكمل ما في يديك .... أخذت تحدق في أختها وهي متعجبة من كلامها ومن تلك النظرة التي تعتلي عينيها .... ............................................ بابتسامة واسعة .... تخفي ورائها حزناً عميقاً ...قالت: - أهلا بكِ عمتي ..كم سعدت برؤيتك ِ... كيف حال عمي؟ بادلتها بابتسامة باهتة هي الأخرى ...فالألم و الوجع الداخلي لم يعد يطاق ...وقالت: - أهلا بك يا نجوى ... الحمد لله عمك بخير...لقد تركته لينام قليلاً ... - الحمد لله .... الحمد لله لأنه تعد الأزمة ... - نعم ... الحمد لله ... صحيح قبل أن أنسى .... هل رأيت تامر مؤخراً ...؟ سؤال خنقها ... و أجبرها على العودة للبداية ....إلى ذكر ذلك الخائن ... هزت رأسها بلا .... وأردفت قائلة: - كلا ...لماذا تسألين عنه ؟ - أفففففففففففففف من هذا الولد .... أتصل به هاتفه مغلق ..... ولا أحد يعلم مكانه .... أباه في المستشفى وأنتِ كذلك ... كان يجب أن يكون بجانبك في هذا الوقت ... وجدت شفتيها ترسمان ابتسامة سخرية ... ومن ثم قالت: - هو ليس لديه وقت لنا ... رفعت منى أحد حاجبيها إلى أعلى ....و هي تسأل مستفسرة : - ماذا تقصدين بكلامك يا نجوى ؟!!! أدركت نجوى ما لفضتها من قول ... وحاولت أن تتدارك الأمر قبل أن يفلت من يديها : - لا شيء ...لا أقصد شيئاً يا عمتي ... فقط أنا أقول بأنه مشغول بعمله بالمشروع المهم الذي يعمل فيه . - ولو يا نجوى ...هذا ليس عذراً ... العائلة قبل أي شيء... في داخلها المحطم ... و في مناجاتها لنفسها قالت: (( أي عائلة يا عمتي ... أنا منذ زمن لم أكون فرداً من عائلته ... لقد مسحن من حياته دون علمي ... )) - نجوى ... نجوى ... - هااااااااااااااااااا - أين كنت ِ ... ؟ ما الذي جرى لكِ؟ - لا شيء يا عمتي لا شيء.... - حسناً عزيزتي .... حاول أن تتصلي بتامر و تخبريه بأن يحضر فأباه في المستشفى ... وبصفته أبنه البكر فمن واجبه أن يحضر و يكون بجانبه و بجانبك ِ... حسناً... برضوخ أجبرت عليه قالت: - حسناً عمتي... قبلتها على جبينها ... ومن ثم قالت ... وقد رسمت بسمة على شفتيها : - حسناً عزيزتي ... أنا سوف أذهب للمنزل لأبدل ملابس و سوف أعود ...هل تريدين شيئاً ؟ - كلا ...شكراً لك ِ. - مع السلامة ... - مع السلامة ... ........................................................... كان مستلقياً على السرير ... مصوباً عينيه ناحية السقف ... الذي يكاد يتهشم على رأسه من عينيه الساكنتان .... وفي أعماقه يشعر بضياع ..... دوى صوت هاتف الغرفة .... لكنه لم يتحرك ساكناً ... ضل على حاله .... تحول الهاتف إلى المجيب الآلي .... ليخرج صوتها المتردد ... و ينتشر في أرجاء الغرفة ... - تامر .... إذا ...إذا ..سمعت هذه الرسالة ....... حرر أخيراً السقف ..والتفتت ناحية الهاتف ... وبحركة سريعة .... أخذ السماعة ... و و ضعها في أذنه ... وقال بلهفة : - نجوى ....نجوى ...كنت أعلم ...كنت أعلم بأنكِ... قاطعته بقولها : - تامر ...أنا لم أتصل بك... للذي في بالك .... فأنا ...فأنا مستحيل ...مستحيل أن أسامحك .... ومازلت مصرة على الطلاق... لهذا من الأفضل بأن ..بأن تمهد الأمر للجميع .... كانت خيبة الأمل جلية على تعابير وجهه التي عادت إليه معالم الحزن ... قال بصوت باهت .... لا حيات فيه : - نجوى .... إنها ...إنها... هي ... هي الأخرى تريد ...تريد الطلاق .... ماذا أفعل ...قل لي ..ماذا أفعل؟ لم يرده جواب من على الخط الآخر...لم يتسلل إلى مسمعيه سوى صوت أنفاسها المضطربة .... وبعد طول انتظار نطقت قائلة : - أفعل ما تشاء ...فهذا شأنك ... والموضوع لا يهمن ... الذي يهمن ِ ... أن تصل لي ورقة طلاقي بأسرع وقت ممكن ...... أوووووو صحيح قبل أن أنسى ... عمي في المستشفى ...لقد أصيب بجلطة البارحة.... وداعاً تامر.......... وأغلقت الخط .... ليتسمر هو بلا حراك ... و الذهول ملء عينيه .... أما هي فعلى رغم الجلد الذي كان جلياً على صوتها ...لكنها في داخلها تصرخ بأعلى صوتها .... و تسكب الدمع ... على حبها الضائع .... ........................................................ أخذ يلعب بالقلم بأصابعه .... في حين أن ذهنه في عالم آخر .... يحلق .... - (( لماذا فعلت هذا؟... لماذا صرخة على تامر ...؟ ... و تصرفت بهذه الطريقة مع نجوى ؟... آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه ما الذي جرى لي ؟ نجوى ..... يا نجوى ..... )) رمى القلم من يده .... و هجم بكلتا يديه على شعره ... وأخذ ينثره بعشوائية ... وهو يقول : - نجوى ... نجوى .... ... من أنتِ ...من أنتِ بنسبة لي ...من أنتِ؟ قاطعه صوت الباب وه يقرع .... فقال بصوت عالي : - من ؟ - أنا سامر يا سيد خالد... هل يمكنني الدخول؟ أخذ يرتب شعره الذي بات منكوشاً ...ومن ثم قال: - نعم ... تفضل. ................................................ كانت جالسة و الظلمة تحيط بها من كل جانب .... تماماً كالظلمة التي تسكن قلبها ... فالحزن لازال يرفض أن يهجرها ... و يتركها في حالها ....أخذت تضغط بأصبعه المرتعش على أزرار الهاتف ....وتوقفت ..لتستسلم للانتظار ... فجئت دخل مسمعها صوت أمها ... فانفجرت بها قائلة بكل آلمها و حزنها الذي تجسد في صوتها: - أمي ... أمي ...لقد ...لقد تطلقت.... طلقني غسان ... طلقني ... طلقني ... ( لتنساب السماعة من يدها و تصبح طريحة الأرض ... تتبعها دموع هند ) .............................................. رفعت يدها المرتعشة ... لتغلف بها يده الساكنة على السرير... وأخذت تتأمله .... وهو محاط بالأجهزة من كل جانب.... وبنبرة صوت شهها البكاء قالت: - أكنت تظنني لا أعلم بأنك ِ لا تحبني ... أنت ِ مخطأ ... كنت أعلم ... ومن أول يوم من زواجنا .... كان واضحاً بأني أنا ليست المرأة التي تعشق و تحب ... لكنني رغم ذلك دست على قلبي الذي كان يذبح مئة مرة .... و عشت معك ...أتعلم لماذا ....لأنني أحببتك ... نعم أحبك ومن كل قلبي ....لم أكترث بكلام الناس ... و حتى لم أكترث بأنك لا تبادلني المشاعر و الأحاسيس ... لأنني ببساطة لا أستطيع أن أعيش بدونك ... لا أستطيع أن أفتح عينيه ولا أراك أمامي ... لا أستطيع ... لهذا أرجوك ... أرجوك أستيقظ ... أستيقظ ... أستيقظ يا خليل .... أرجوك ...أرجوك .... وتشق دمعة طريقها من مقلتيها ...... ............................................. كان جالساً في تلك الزاوية ... وهو يتأمل الناس .... وهم يصلون بخشوع ... و سكينة ... و الراحة مرسومة على قسمات وجههم .... - كيف كانت وجههم حينما دخلوا المسجد ... و كيف أصبحت بعد أن صلوا ... كان الهم على وجوههم و أصبحت البسمة عليها الآن و السكينة .... كيف ... كيف حدث هذا ؟!!! فجئت تعالى صوت المؤذن يدعو إلى الصلاة ....: - الله أكبر ... الله أكبر..... قام الجميع ليقوم بفريضة الصلاة .... إلا هو ضل جالساً في زاويته ... دخل إلى مسمعه صوت أحدهم و هو يقول: - ألن تقوم لتصلي ؟ رفع رأسه ... ليرى من هو صاحب الصوت ... لتسقط عينيه عليه ... و تتسع من الصدمة ..... يتبع .... |
الجزء السابع عشر...
- أنت هنا في البيت ونحن نبحث عنك... نظر إليها بعينيه الميتتان .... فشعرت بوخزه في قلبها عندما وقعت عينيها على عينيه ... فقالت على فورها: - تامر ...ماذا بك؟ ... أأنت بخير؟ رد عليها بصوته الذي سلب منه الحياة : - نعم ...أنا بخير يا أمي. لم يكون جوابه مقنعاً لما تراه ..فقالت: - لكن شكلك لا يوحي بذلك ... ما الذي جرى يا تامر ... ؟ أخبرني .... أخذ نفساً عميقاً ومن ثم قال: - سوف أخبرك ِ بعد أن أعود . وأكمل طريقه ناحية الباب الرئيسي .. غير آبهن بنداء أمه التي زايد خوفها .... ............................. لم يصدق ما وقعت عينيه عليه ... فقام على فوره .. وقال: - عبد الله ... أهذا أنت؟ كان حال عبد الله مثله .. فهو غير مصدق لما يراه أمامه ... فقال و الدهشة على محياه: - عمر...!!! تحولت الدهشة التي سكنت قسمات وجهه .. إلى ابتسامة واسعة وهو يقول: - لا أصدق ما أرى حقاً ... لم أرك منذ زمن ... منذ ... بتر عبد الله جملة عمر بصوته الثائر : - منذ أن كنا في السجن ... قلها ووجهه يرسم الضيق... هجرت البسمة شفتيه على هذه الذكرى ... وقال: - عبد الله ...... - لا وقت لدي للحديث معك .. فالآن وقت الصلاة ... وتركه ومضى بعيداً عنه .. في حين أن عمر تعجب من ردت فعله .. ومن تلك النظرة التي كادت تصهره ............................ فتح الباب بعنف ... ودخل عليها ... وفي وجهه لمحة من الضيق ... نظرت إليه ... وقالت بصوت مغلف بالعصبية : - ألا تفهم ... أنا لا أريدك .. لا أريدك ...و لا أطيق رؤيتك ... قال وقد زاد تقوس حاجبيه ناحية الأسفل ... : - أأنتِ متأكدة بأنك تريدين الطلاق يا نجوى ؟ ردت على الفور وبكل ثقة : - نعم . فقال : - حسنا ً ... لكي ما أردتي ... أنتِ...أنتِ ... طالق... هجمة تلك الكلمة على مسمعها ... فهزت ثقتها ... و غرست سهماً في قلبها ... فكتفت بتحديق به وهو يوليها ظهره و يخرج من الغرفة ... لتظل هي متسمرة بلا حراك ... تعيد شريط ما جرى منذ قليل في ذهنها ... لتستوعب الذي جرى .... ............................... خرج من غرفتها وهو غير مصدق لما تفوه به ... وخرج من فمه .... وضع يده على شفتيه ... وأخذ يقول وعينيه تكادان تخرجان من محجريهما: - أمعقول... أمعقول ... أقولتها ... أنا قلتها .... لم تعد قدماه قادرتان على حمله أكثر من ذلك ... فاتكأ على ذلك الباب الذي يفصل بينها و بينه ... ............................... قامت من على الكرسي وصرخت بأعلى صوتها..: - مــــــــــــــاذا ... ماذا قلتِ ؟ - أشششش آيته الحمقاء سوف تفضحينا . عادت لتجلس على الكرسي وهي غير مصدقة لما سمعت ... فعادت تسألها لكن هذه المرة بصوت أقصر : - ماذا ...قلتِ؟ - قلت بأن ذلك الرجل الذي ألتطم بي جاء اليوم وحدثني ... قوست حاجبيها إلى أعلى وهي تقول: - متى ...؟ - قبل أن تخرجي من المدرسة بقليل... كنت في الخارج انتظركِ.. - ولماذا هذا الرجل يريد محادثتكِ ؟ - قال بأنه متضايق ويريد أن يتكلم معي ... - وما شأنكِ أنتِ... أيضنكِ طبيبة نفسية .... ؟ - المسكين كان واضح من صوته بأنه مغتم و متضايق... - جنان .. ما الذي جرى لكِ ... أأنتِ واعية لما تقولينه ... - ماذا قلت ...؟ لم أقل شيئاً خاطئاً. - اسمعي جنان ... هذا الموضوع لا يريح ... وتصرفات هذا الرجل لا تريح أيضاً ... انه بتأكيد يريد التسلية ... - ما هذا الكلام ؟ لا تتهمين الرجل بدون أي دليل ... ومن ثم هو لم يفعل شيئاً خاطئاً ... - جنان , ماذا جرى لك ِ ؟ أنا لم أعهدكِ هكذا ... جنان هل أنتِ مدركة لتصرفاتكِ...؟ - أوووووووه أنا المخطأة لأني أخبرتك ِ .. قامت من جديد ... وقالت: - اسمعي جنان ... نصيحة مني .. أنا صديقتك ِ التي تحبك ... انتبهي من هذا الرجل .. فأنتِ لا تعرفينه ... ومن ثم جميع تصرفاته لا تريح .. فانتبهي .. فهو بتأكيد يريد أن يستغل ... قامت جنان هي الأخرى بسرعة ... وحاجبيها معقودان .. وقالت بضيق : - أن يضحك لأني عمياْ ... أهذا الذي تريدين قوله ... صحيح أنني عمياء... لكن العطب في عينيه ... و ليس في رأسي ... عن أذنك ... فقد تأخرت ... ومضت قدما ناحية الباب ... غير آبهة لنداء صاحبتها ... المستغربة من ردت فعل جنان... فتحت الباب .. وأغلقته بكل ما أوتيت من قوة خلفها ... هزت رأسها بأسى ..: - الله يحميكِ يا جنان .. الله يحميكِ.. .................................................... كان لا يزال ملتصقاً بالباب ... وعينيه المفتوحتان على مصراعيهما .. تنظران في الفراغ .... تسلل صوت الى مسمعه ... لينتشله من عالم الذهول الذي يعيشه : - تامر ... ماذا هناك ... أجرى لنجوى شيء...؟ وجه بصره ناحية مصدر الصوت ... ليجد عمه واقفاً أمامه مباشرة .... وفي عينيه نظرة توجس ...و قلق ... أخذ تامر يمس على وجهه ... ومن ثم قال: - لا نجوى بخير... عن إذنك عمي ... وأخذ يمشي مبتعداً ... لكن صوت عمه عاد ليهجم على طبلتي أذنيه ...: - تامر ... توقف ... وهو في داخله لم يعد قادراً على تمالك ما في داخله من مشاعر متضاربة ... فقال بصوت جاهد لخروجه من حنجرته : - نعم عمي... - ألن تذهب لتزور أبيك ...؟ ألتفت ناحية عمه ... وفي عينيه علامة استفهام ...: - أزور أبي ... ؟ - ألم تعلم ؟! زاد تعجب تامر من كلام عمه ..فقال: - أعلم ماذا ؟ - بأن أباك أصيب بذبحة صدرية ليلة البارحة ... سرعان ما تحول التعجب إلى صدمة ترتسم على وجهه .... ....................................... ضلت تغرسها أكثر فأكثر ناحية صدرها .. لعلها تخفف من ألمها .... - كفى يا هند ... هذا يكفي .... بصوتها المخنوق بالعبرات: - لا أستطيع يا أمي .. لا أستطيع ... - لماذا ... لماذا هكذا فجأة ... يطلقك ِ ... ؟ ماذا ... ما الذي جرى ...؟ ما الذي فعلته وجعله يطلقكِ؟ أبعدت رأسها عن صدر أمها ... وأخذت تنظر إلى أمها بعينيها الغارقتان بالدمع.. وقالت: - لماذا تضنين بأنني السبب ؟ وضعت يدها على رأس ابنتها و هي تقول: - هند الرجال لا يطلقون هكذا ... بدون سبب .. لا بد من سبب ... - و لماذا ... و لماذا لا يكون هو ... بتفكيره المريض ...هو السبب... - يا بنيتي غسان رجل لا يفعل أمرواً كهذه إلا... بترت جملتها بصراخها قائلة: - أمي ... ما هذا الكلام ... أنا ابنتكِ .... كيف ... كيف تفكر هكذا ... وقامت من على السرير ... وهي مصدومة من كلام أمها ... - هند ... أنا متفهمة حالتكِ ... لهذا لن أرد عليكِ ... اسمعي لا تخافي .. أنا سوف أكلم غسان ...و سوف أحل المشكلة... - كلا أمي ... لا تتدخلي .... غسان رجل مريض ...وأنا لا أريد أن أعيش معه ... ومن ثم إذا تدخلت هذا يعني بأني أنا المخطأة في حين أنه هو بسبب شكه و ظنونه هو السبب ... - هند ... لا تكون حمقاء ... غسان هو الرجل الوحيد الذي رضي بك ِ و... عادت لتقطع كلام أمها ... بقولها وهي تنظر لأمها بعينيها المذهولتان لما دخل أذنيها من كلام من أقرب الناس إليها...: - قل هكذا يا أمي ... قل بأنكِ تريدين الخلاص مني ... تريدين الراحة مني ... الراحة من العانس ... التي تثقل كاهليك ِ... قالتها ودمع عاد ينهمر من مقلتيها ... لكن هذه المرة أكثر غزارة من قبل... - هند ...ما هذا الكلام ..؟ أنا لم أقصد... عادت لتقاطعها قائلة بصوتها المشوه بالبكاء: - أرجوكِ أمي أخرجي ..فأنا أريد بأن أكون لوحدي ... أرجوك ِ... رفعت يدها محاولة أن تمسك بابنتها وتقول: - هند ... ردت عليها بالصد وقالت: - أرجوك ِ أمي ... أريد أن أختلي بنفسي ... فخرجي .... رضخت أمها لطلبها ... وخرجت ... لتندفع هند ناحية الباب ... و تغلقه خلف أمها .... و تطلق العنان لآهاتها و دموعها التي لا تريد أن تتركها لحالها. ... .......................................... رفعت سماعة الهاتف أخيراً بعد طول صياح .... وقالت: - ألو ... ليأتيها صوت خالي من المشاعر ... ميت : - لقد طلقني ... لقد طلقني ... لقد طلقني .. تامر... رفعت حاجبيها إلى أعلى وهي تقول: - نجوى ....!!! ليعود صوتها الميت ليزور مسمعها من على الخط الآخر: - لقد طلقني يا رنا ... طلقني ... طلقني ... لتسري رعشة في صوتها ... فها هي تستوعب أخيراً ما جرى ... تدرك حقيقة بأنها لم تعد له ...و لم يعد لها ... لقد طلقها .... عم صمت رهيب من على الخط الثاني ... فدب الخوف في قلب رنا ..: - نجوى ... نجوى أأنت ِ معي ... ؟ نجوى ... نجوى ... ليهجم على مسمعها صوت شيء يلتطم بالسماعة ... وهي لا تزال تنادي : - نجوى ... ألو ... نجوى ... يا الله .... في حين أن الدمع أخير تفجر من مقلتي نجوى التي وعت على الحقيقة المرة ... حقيقة بأن تامر ..حب حياتها طلقها .... .................................. - أنا آسف حقاً أبي ... لم أعلم إلا منذ قليل من عمي .. فعذرني... - لقد كنت محرجاً عندما لم تأتي أنت وأخاك ... ماذا سوف يقول أخي الآن ... ها ... - أعذرني ... أرجوك .. يا .... قاطع كلامه صوت الباب وهو يقرع .... فقال أبو تامر بأعلى صوته : - تفضل ... ليفتح الباب .. ويكشف من وراءه عن أم هند ... لترتسم ملامح الدهشة على تعابير وجهه أبو تامر الجامدة .. بادرت أم هند بالسلام: - السلام عليكم ورحمة الله وبركاته... رد تامر وهو قد قام من مقعده: - وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ... ورد فيما بعد... بعد صمت صاحبه أبو تامر السلام... قالت أم تامر و البسمة الزائفة على شفتيها ترتسم : - كيف حالك يا أبو تامر...؟ هز رأسه و هو يقول : - بخير... بخير... - الحمد لله .... والتفتت ناحية تامر وقالت: - كيف حالك يا بني ؟ - الحمد لله بخير .. كيف حالك أنتِ ؟ - بخير الحمد لله ... قال تامر وهو يشير بها ناحية الكرسي الذي كان يجلس عليه : - تفضلي ... استجاب لطلبه ...وقالت: - شكراً لك يا بني... جلست .... فعاد ليقول تامر: - ماذا تشربين يا خالة ؟ - لا شكر .. لا أريد شيئاً... ومن ثم ساد صمت مطبق ... قتلته بعد أن ابتلعت ريقها أم هند ..: - أبو تامر ... أيمكننا بأن نتحدث على انفراد ...إذا أمكن ... أخذ أبو تامر يحدق بها لثواني .. وهو يعلم جيداً الأمر الذي تريد أن تكلمه به ...ومن ثم وجه بصره ناحية تامر الذي فهم مغزى نظرت أبيه ..فقال : - عن إذنكما ... وخرج من فوره .... ليترك أبو تامر وأم هند معاً ... لوحدهما .... ................................... حملت هاتفها النقال الذي لم يكف عن الرنين وفي عينيها الضيق يشتعل ... وقالت بصوت مشبع بالغضب: - كفى يا تامر ... لقد أزعجتني باتصالاتك ... أضني بأني أوضحت لك .. بأنني لا أريد صلت بك حتى .... توقفت عن الكلام فجأة ... وتسعة حدقت عينيها .... بعد أن دخلت مسمعها تلك الكلمتان من الخط الآخر: - لقد طلقتها ... لتتحول علامات الضيق ... إلى الذهول .... فهوت على سريرها ..... في حين عاد صوته يشق طريقه إلى طبلت أذنها : - لقد طلقت نجوى يا هدى .. طلقتها ... فأنا ... أنا أريدك ... أريدك أنتِ وكريم ... أريدكما في حياتي .... يتبع .... |
اهلين تسلمين على اروايه روعه بصراحه تونى اخلصها
اسلوبك بالكتابه رائع احس انى عايشه مع كل واحد بالقصه لحاله مدرى وش اقول عنهم كلهم حبيتهم عمر ليش لجى للمخدرات عشان ابوه يعنى تركهم نجوى حرام عليه يطلقها احس انه عادل يحبها مع انى اتوقع انه تامر بيرجع لها لانه هدى بتموت وبترجع نجوى لتامر رنا مدرى احس حسن ما هو لمها ولا يدرى عنها وبتاخذ عادل وبتحبه هذا توقعاتى ونستناك يالعاليه سلام من النصف الاخر |
اقتباس:
أهلا بك في قصتي المتواضعة ... أشكرك على تواجدك و على ردك و تعقيبك و تحليلك للقصة الأكثر من رائع ... تواجدك أسعدني ... ويجعلني أطمع بتواجدك في الأجزاء القادمة ... أكرر شكري لك ... وان شاء الله الجزء الجديد ينال على اعجابك ... وعذراًً على التأخير... دمتي بود... |
الجزء الثامن عشر ...
أغمضت عينيها لثواني ... وهو لا يزال مسترسل في حديثه ... كانت منتشية ... فرحة ... لقد اختارها هي ... هي ... انه يحبها ... يحبها .... تامر يحبها ... لكن سهم الخيانة صوب ناحية فكرها ... لتتذكر أنها بسعادتها هذه حطمت سعادة أخرى ... أخذ ينادي باسمها بعد صمت طول صاحبها من على الخط الثاني..: - هدى ... هدى ... ألازلت معي على الخط ... هدى ... دبت الحياة على شفتيها ... لتقول : - ونجوى ... - ماذا بها نجوى؟ - ماذا سوف يحدث لها؟ تسللت إلى مسمعها تنهيدة طويلة من على الخط الأخر ... تبعه صوته الحائر..: - لا ينقصها شيء... سوف يصلها حقها وزيادة أيضاً... فلا تقلقي عليها ... المهم الآن هو أنتِ ... هدى كيف حالك ؟ لقد اشتقت لكِ ... ولكريم ... - نحن بخير .. - أيمكنني بأن أزرك في المستشفى الآن ؟ - كلا ... صرخ بأعلى صوته ... فصدمت تملكته ...: - لماذا ..؟! لقد ... بترت جملته ... بعد أن تسللت الابتسامة على شفتيها : - لأنني لم أعد في المستشفى ... أنا في المنزل ... عادت الحيوية إلى صوته و هو يقول: - لقد أخفتني ... أنا قادم فوراً ....................................... ضلت تترقب شيئاً يبدر منها ... يشعرها بأنها حية .... فهي متسمرة مكنها منذ قدمت إليها ... و لم تنبس بحرف واحد أيضاً ... لم تعرف ماذا تقول ... أو ماذا تفعل ... فالكلمات لا تفيد و لا تدوي هذا الجرح الذي في قلبها ... _ ( لا بد بأن أفعل شيئاً .. لا بد ... ) مدت يدها ... واحتضنت بها يدها التي تفترش السرير ... وقالت: - نجوى ... ( خنتها الكلمات ) ...أنا ... أنا ... ألتفتت ناحية رنا ... أمسكت بيد رنا وأبعدتها عن يدها ... وقالت بصوت لا يهزه ريح المشاعر التي في داخلها : - لا أريد أحد بأن يواسيني ... أنا بخير ... تامر ... تامر لا شيء بنسبة لي ... صفحة طويتها في حياتي ... ردت رنا المذهولة مما ترى و تسمع: - نجوى .... بترت جملتها قائلة: - أريد أن أخرج من هنا ؟ زادت تصرفات نجوى من ذهول رنا .. فقالت : - نجوى ... لا داعي بأن تدعي القوت أمامي ... فأنا ... عادت لتقاطعها قائلة: - أنا لا أدعي شيئاً ... أنا حقاً بخير ... و الأول مرة في حياتي .. أنا بخير ... بخير ... أرجوك نادي الطبيب ...فأنا أريد العودة إلى منزلي .... .......................................... أخذت تحدق به غير مصدقة لما سمعت ... أما هو فقد ألقى عليها نظرة كلها ثقة و هو يقول: - أخبريني الآن ما رأيكِ بتصرفات ابنتك ِ؟ طأطأت رأسها لثواني .. تحاول استيعاب ما قاله لها ... ومن ثم رفعت رأسها و في عينيها لمحة من الذهول و هي تقول: - هذا مستحيل ... مستحيل هند أن تفعل هذا الشيء .. رسم على شفتيه ابتسامة سخرية لم تلبث أن رحلت عنهما ... وقال: - قلت لك بأنه دخل منزلي ... و أخذ يضربني ... أنظري إلى هذه الكدمات... انظري ... ( وأخذ يشير إلى خده الأيمن ) ارتبكت ... لم تعلم ماذا تفعل ... أو ماذا تقول... فأخذت تقول بصوت متلعثم : - ســ.....يد غسا...ن أنا لم ... لم أقل بأنك تكذب ...لا ... فقط أنا أقصد ...بأنه ... بأن هذا الشاب ... يربد تبلى على ابنتي ... أنا أعرف هند .. هند لا تفعل شيء كهذا ... - كلا يا أم هند ... هي تعرفه .. نظراتها و تصرفاتها ... و حتى كلامها يدل بأنها تعرفه .. تعرفه جيداً أيضاً ... لقد خدعتني ... ابنتكِ سخرت مني ... و شوهت سمعتي ... وجعلتني سخرية للجميع ... ( قلها وعينيه يتقدان شرراً ) - كلا يا سيد غسان ... كلا ... لم يعش من يفعل بك هذا ... اسمع يا سيد غسان ... أنا سوف أكلمها ...وسوف أسألها عن ها الشخص ... فقط أنت ... أنت لا تتعب نفسك ... كل الأمور سوف تكون بخير ... - يا أم هند .. أنا مستحيل أن أرجع لها .. مستحيل ... - يا أبو تامر ... لا بد من حل سوى الطلاق ... أخذ يحدق بها لثواني ... أما هي فقد ظلت تنتظر رداً منه ... يطفأ نار الخوف التي تحرقها .... أخيراً نطق قائلاً..: - هناك حل .. لكن ..لكن بشرط ... ...................................... ما إن خرج من المسجد حتى ركض ناحيته ..مندياً له باسمه ...: - عبد الله ... يا عبد الله ... ألتفت للخلف ... ليجد عمر مقبلاً ناحيته ... بانت علامات الضيق على قسمات وجهه الذي اكتسى بلحية كثيفة ... توقف أمامه عمر ... وقبل أن ينبس ... قال عبد الله بنبرة صوت حادة: - ماذا تريد بي يا عمر؟ - يا عبد الله ... ماذا بك ؟ لماذا أشعر بأنك تكرهني .. لقد كنا من أعز الأصدقاء... - لقد قلتها كنا ... و هذه صفحة سوداء طويتها منذ زمن من حياتي ... قوس عمر حاجبيه للأعلى وهو يقول بصوت فيه نبرة تعجب: - صفحة سوداء !! ماذا تقصد يا عبد الله ... صوب سبابته ناحية عمر .., قطب حاجبيه الكثيفين وقال بأعلى طبقة من صوته : - أسمع يا عمر أبتعد عني الأفضل لك ... وأنسى بأنني كونت يوماً صديقك ... فأنا لا أصادق أمثالك ... أخذ عمر يبحلق به بتعجب ..وعدم تصديق ... في حين أن عبد الله أولاه ظهره و في نيته المضي بعيداً عن عمر ... لكن يد عمر التي أمسكت بذراعه ردعته ... ألتفت بسرعة ناحية عمر ... و صرخ به قائلاً ... وعينيه تقدحان شرراً: - أبعد يدك عني... قال عمر : - لن أبعدها حتى أفهم ما الذي جرى لك ... ما الذي جعلك تتغير هكذا .. وتحمل كل هذه الكره لي ... قال متحدياً : - أتريد أن تعرف. هز عمر رأسه ... و تلها قائلاً : - نعم ... - حسناً ... سوف أخبرك ... أنت الشخص الذي دمر مستقبلي ... أنت الشخص الذي دمر عائلتي ... أنت الشخص الذي دمر حياتي ... ألا يكفيك هذا ... ( قالها بأعلى طبقة من صوتها ... وبحركة سريعة ... أمسك بيد عمر المذهول ... و أبعدها عن ذراعه ... ومضى مبتعداً ) في حين أن عمر ضل واقفاً غير مستوعب للذي سمع ورأى من عبد الله ... ............................................. كانت مستندة عليها ... وهي تعينها على المشي ... حين لم تعد قادرة على السكوت أكثر من ذلك ... فقالت : - نجوى ... أنتِ تبدين مرهقة ... دعينا نعود ... أنتِ بحاجة لتبقي بضع أيام أخرى .... قاطعتها قائلة ... و ألم بادي على تعابير وجهها : - أنا بخير... قلت لك ِ بأني بخير يا رنا .. لا داعي لن تقلقي ... - كيف لا تريدين بأن أقلق ... أنظري إلى وجهكِ ... واضح عليكِ الإرهاق... قاطع حديثهما صوت رجولي عميق ..وهو يقول: - نجوى ... رنا ... إلى أين أنتما ذاهبتان ؟ رفعت كليهما رأسهما ناحية صاحب الصوت لتجدا عادل يقف أمامهما مباشرة... قالت نجوى : - أنا خارجة من هذا المستشفى وذاهبة إلى المنزل. - ألا يجب أن تبقي فترة أطول في المستشفى ؟! قالت رنا : - قل لها عادل ... لقد بح صوتي وأنا أقول لها بأنها لم تشفى تماماً و هي بحاجة للبقاء في المستشفى بضع أيام أخرى ... صرخت نجوى قائلة وقسمات الضيق تكتسي وجهها : - أنا أدرى بحالي ... فكفى ... كفى ... وإذا كنتِ لن تذهبي معي إلى المنزل .. فأنا سوف أذهب بنفسي .... أخذ عادل ورنا يتبادلان النظرات وهم متعجبان من ردت فعل نجوى ... عم الصمت لبضع ثواني ... ليكسره صوت عادل قائلاً: - حسناً... حسناً يا نجوى ... لا داعي بأن تتضايقي ... هيا ... أنا سوف أقلكما ... ( ورسم ابتسامة على شفتيه ) قالت رنا : - لا داعي لكي تتعب نفسك .. الآن سوف تأتي سيارة الأجرة و تأخذنا . - سيارة أجرة وأنا هنا ... أبدا ً ... هاتي عنكِ هذه الحقيبة ... مد يده ناحية الحقيبة التي كانت تحملها رنا بيدها الحرة ... لتلامس يده يدها ... و تسري رعشة في سائر جسدها ... وتبعد يدها بدون أن تشعر بعيداً عن مصدر تلك الرعشة ... لم يلاحظ عادل شيئاً مما جرى ... فقد مضى قدماً إلى ناحية الباب وهو حامل الحقيبة ... ................................ أقبلت ناحية أختها المتسمرة أمام المرآة بلا حراك ... و باغتتها قائلة : - ماذا بكِ يا هدى؟ فتسري رعشة في جسدها الساكن ... و الغير مهيأ لسماع صوت انسي .... فعادت لتقول: - هدى هل أنتِ بخير؟!!! أخذت تلتقط أنفاسها وهي تقول: - لقد أرعبتني ... وقفت أمامها مباشرة ... وحالت بينها و بين المرآة .. وقالت: - ما الذي جرى لك ِ ... كنت أناديك ِ حتى جف حلقي ... فلم أسمع جواباً منكِ ... فدخلت ووجدتك ِ تنظرين للمرآة ... أهناك شيء حصل لكِ يا هدى ....؟ أخذت نفساً عميقاً ... ومن ثم أعطت أختها ظهرها ... ومضت ناحية سريرها ... وجلس عليه ... دون أن تنبس بأي حرف ... تبعتها سعاد المستغربة من تصرف أختها ... وقالت بعد أن جلست جوارها على السرير: - هدى لقد بدأت أخاف .. أهناك شيء تخفينه عني؟ أخذت نفساً عميقاً آخر ... ورسمت ابتسامة مطمأنة على شفتيها حمراوي اللون وقالت وهي تهز رأسها بنفي وتحضن يد أختها بكلى يديها : - لا تخافي يا سعاد ... - إذا ماذا جرى لكِ؟ - تامر... زادت حيرت سعاد ...: - ماذا به هذا أيضاً؟! - لقد ... ( ابتلعت ريقها ) ... لقد طلق نجوى ... فتحت عينيها على مصراعيهما وهي تقول : - طلقها ... كيف ...ومتى ... وما أدراكِ ؟!!! - كيف ... ومتى ... لا أعلم ... ما أدرانِ ...هو أخبرني ... - هدى ... ربما هذه لعبة من ألاعيب تامر... أخذت تهز رأسها بنفي وهي تقول : - كلا ... هذه حقيقة ... لقد طلقها .... وقال .... وقال بأنه يريدني أنا وكريم ... لا أعلم ماذا أفعل ... ( سحبت يديها من يد أختها لتحررها و أكملت قائلة وقد أبعدت وعينيها عن عيني أختها ) لا أعلم ... أنا ... أنا أشعر بفرحة عارمة ... في قلبي ( وضعت يدها على قلبها, لكن يدها لم تلبث وأن انهارت ناحية فخذها وهي تقول بأسى ) لكن ... لكن أشعر بأني أنا المذنبة ... بأنه طلقها ... ( رفعت يديها وغطت بهما وجهها وهي مسترسلة بالحديث ) أشعر بأني وسخة ... حقيرة ... مجرمة ... م ... أمسكت سعاد بكلى يدي هدى وأبعدتهما من وجهها .. لتكشف عن وجهها ... وقاطعتها قائلة : - أنتِ لست كذلك ... هذا حقكِ ... لقد ضحيتي بالكثير من أجله ... ومن ثم أنتِ لم تطلبي منه بأن يطلقها ... هو المذنب و لست أنتِ ... يا هدى أنتِ تستحقين هذه السعادة ... تستحقينها ... فلا تفسديها بشعوركِ بذنب .... ( وخطت ابتسامة على شفتيها ) لترسم هدى هي الأخرى ابتسامة ... وتحيط أختها بكلى يديها ... و تضمها إلى صدرها ... .............................................. - إلى أين أنت ذاهب يا عادل ؟!! تعجب عادل من سؤالها فقال: - إلى منزل عمي ... فردت عليه قائلة: - أنا قلت لك بأن تذهب بي إلى منزلي .. وليس إلى منزل عمي .... زادت حيرة عادل ورنا من الطلاسم التي تنطق بها نجوى , فقال عادل: - أليس بيت عمي هو بيتكِ؟!! - كلا ... لم يعد بيتي منذ اليوم ... قالت رنا : - نجوى أرجوكِ ... لا... ألتفتت ناحيتها نجوى على الفور ... و بعينين حادتين قالت: - رنا لا أريد النقاش في هذا الموضوع ... ومن ثم ألتفتت ناحية عادل ..وقالت: - عادل خذي إلى بيت أبي ... فهذا هو منزلي . - حسناً كما تشائين يا نجوى ... كما تشائين ... .............................................. أخذت تحدق إليها بعينيها التين تكادان تخرجان من محجريهما .... وقالت بنبرة صوت بالكاد تسمع: - ما الذي قلته يا أمي ؟!! - لقد قلت يا هند بأن غسان مستعد بأن يرجعكِ إلى ذمته بشرط أن لا تخرجي من المنزل نهائياً .. ألا معه ... قامت هند المذهولة من مقعدها وقالت : - أأنت ِ مدركة لما تقولين يا أمي ... ؟ قامت هي الأخرى من مقعدها واقتربت من هند وقالت: - يا ابنتي ... يا حبيبتي ... أنها مسألة وقت لا غير ... صرخت هند بأعلى صوتها قائلة : - أمي أنه يريد أن أعيش في سجن ... مدت يها وأحاطت بيد هند اليمنى بها وقالت بهدوء : - يا هند ... كما قلت لكِ هي مسألة وقت ... هو غاضب الآن .. عندما يهدأ بتأكيد سوف يلغي هذا الشرط ... ومن ثم أنتِ بطريقتكِ يمكنكِ بان تغيري رأيه... المهم الآن بأن تطيعيه حتى تعودا لبعضكم البعض... بسرعة البرق سحبت يدها من يد أمها ... وقطبت حاجبيها ... و صرخت بها قائلة: - ومن قال لكِ بأني أريد أن أعود له ... أنا لا أريده ... لا أريده يا أمي .. ألا تفهمين ... هنا فقدت أعصابها ... وردت على صراخها بصراخ ... وقالت ... و الغضب في عينيها يشتعل: - أنتِ التي يجب أن تفهمي .. نحن بدون غسان لا شيء. .. بدون رجل لا شيء... أعمامكِ لن يرحمونا ... لن يدعونا بحالنا ... سوف يتحكمون بنا ... و ينهبونا ... بوجود غسان لم يجرأ أحدهم على الحديث ... و لا التدخل بحياتنا ... بدون رجل نحن سوف نضيع تحت براثم هذا العالم القاصي الذي لا يرحم ... ففهم أنتِ ... وفكري جيداً قبل أن تندمي ... فكري جيداً ... واندفعت ناحية الباب ... الذي دوى صوته وهو يغلق بقوة في أرجاء الغرفة ... أما هند فقد ظلت واقفة ... ضائعة ... لا تعلم ما الذي يجب أن تفعله .. رغم أن خياراتها محدودة ... فتمردت دمعة من مقلتيها و رأت النور من جديد ... ........................................... ما أن دخلت حتى توجهت على الفور ناحية غرفتها التي هجرتها منذ 10 سنوات ... غير آبهة لشخصين الذين يرافقانها ... فهي لم تعد قادرة على التحصن بالجلد أكثر من ذلك ... فهي تكاد تنفجر ... تنفجر ... اندفعت رنا هي الأخرى ورائها ... إلا أن يد عادل التي أحاطت بيدها استوقفتها لتعود تلك الرعشة تسري في جسدها من جديد ... لكن هذه المرة أشد من سابقتها ... ألتفتت ناحية تلك اليد القوية التي تحيط بذراعها ... وتتبعتها ... حتى وصلت إلى وجه صاحبها ... الذي ما إن وقعت عيني رنا المفتحتان على مصراعيهما بعينيه ... حتى أدرك فعلته ... فسحب يده على الفر ... وطأطأ رأسه ... وأخذ يبتلع ريقه .. قبل أن يقول...: - أنا آسف لأنني ... أمسكت بذراعكِ... لم أقصد حقاً... هي الأخرى أنزلت رأسها وقالت بصوت أقرب منه إلى الهمس : - لا بأس ... لم يحصل شيء... - رنا .... ما الذي جرى لنجوى ...؟!! ارتبكت ... ولم تعرف ماذا تقول : - في الحقيقة ... لا .. لا أعلم ماذا أقول لك... - قلِ الحقيقة ... بعد أن ابتلعت ريقها بصعوبة .. قالت : - تامر... تامر طلق نجوى ... رفع رأسه بسرعة ... وصرخ بأعلى صوته بدون أن يشعر : - مــــــــــــــــــــــــــاذا ؟!!!! ........................................... أخذ يفتح عينيه المتثاقلتان بصعوبة ... وأخذت الأضواء تهجم على عينيه ... لتصعب عليه عملية الرؤية ... التي لم تلبث حتى اتضحت له ... تسلل إلى مسمعه صوت أحده وهو يقول : - الحمد لله على سلامتك يا خليل . ألتفتت ناحية يمينه ... ليجدها جالسة بقربه و مغلفة يده بكلى يديها ... و ابتسامة عريضة مرسومة على شفتيها ... قال بعد جهد جهيد لإخراج الكلمات من حنجرته : - أين ... أنا ؟ - في المستشفى ... لقد تعرضت لحدث ... ألا تذكر ....؟ - آآآآآآآآآآآآآآه ...نعم .... - كيف تشعر؟ - أنا عطشان ... أيوجد ماء؟ - نعم ...نعم ... تناولت أبريق الماء الذي على يمينها ... وملأت الكأس بالماء ... - تفضل حبيبي ... تناول الكأس وأخذ يشرب ... ومن ثم أعاده لها ... مسح على شفتيه بيده السليمة ... ومن ثم قال : - حنان ... أنا ....أنا ... وضعت أصبعها على شفتيه ... وقالت: - أنت يجب أن تنام الآن لتستجمع قواك .... وتعود إلى منزلك الذي ينتظرك ... وخطت تلك الابتسامة المهزوزة بمشاعر الحزن التي تختلجها ... أخذ يحدق بها ... وهي كذلك .... لبضع ثواني ... ومن ثم أمسك بيدها ... وأبعدها عن شفتيه ... وقال ...: - حسنا ً .. حسناً ... وأغمض عينيه ... وهي لا تزال تحدق به ... وفي داخلها تتألم ... وتتعذب ... وهي ترى من أحبت يبتعد عنها .. شيئاً فشيئاً ... ......................................... دخل سيارته بكل هدوء .. .. أغلق الباب بروية .... أمسك بكلى يديه مقود السيارة .... أخذ يحدق في المقود بعينيه المتسعتان ... أخذت قبضة يديه تشتد على المقود .... وبدأت ترتعش يديه .... وأنفاسه تتسارع ... أنحنى برأسه إلى الخلف ... ليلامس الكرسي ... ومن ثم أغمض عينيه ... ويقول بصوت خافت: - لماذا ... لماذا ... لمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاذا ؟ لتدوي صرخته... ودفع بكلى يديه ناحية وجهه ... ويهوي بهما ناحية زمور السيارة ... الذي تعلى صوته في أرجاء المكان... ويعاود ليصرخ بأعلى صوته ... - لماذا الآن ... لماذا الآن يا تامر ... لماذا تركتها الآن ... لمــــــــــــــــــــــــاذاااااااااااااااااااااااااااااااا ااا؟ يتبع..... |
تسلمين يالغاليه البارت حلو
نستناك يالغاليه سلام من النصف الاخر |
سلاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااام
ضجوج يعطيك الف مليوووووووووووووووووووووووون عافية علية بصراااحه قصير بس ممتع ديمااااااا بلا وجع راس الرجال يحاول يرضيك وانتي ولا همك حرااااااااااام ترا تنازل واجد كثيرين يسوون اللي هو سواه لا ما يندمون ولا حتى يفكرووووووووووووووون يتزوجن احمدي ربك انه حليل ويدور رضاااااااااااااااااااااك بس انتي يبيلك انه يسفهك عشان تعرفين ان الله حق خخخخخخخخخخخخخ عايض صرااااااااااااااااحه حزنين مرررررررررررررررره هديل وراااحت ضجوج الف مليون شكر فديتك والله ما تقصرين لنا بالبارتات اشتكي |
اقتباس:
منوره كالعادة.. متأسفه على الــتأخر ... وان شاء الله يعجبك الجزء ... دمتي بألف خير... |
اقتباس:
سعدة جدا بشوفت ردودك من جديد على صفحتي ... وان شاء الله يعجبك الجزء.. دمتي بود ... |
الجزء التاسع عشر...
تعالى صوت جرس الباب ... بعينيين تشعان بالفرح قالت: بتأكيد انه هو ... سوف أذهب لأفتح الباب... أمسكت يدها ... وحالت دون قيامها وقالت: أنتِ أجلسي هنا ... أنا سوف أفتح الباب ... ( ورسمت ابتسامة تحفي ورائها غضب عارم ) هزت رأسها بنعم ... فقامت هي, و توجهت ناحية الباب ... الذي اليم يتوقف صياحه ... فتحت الباب ... لتجده واقفاً أمامها مباشرة ...و الابتسامة الواسعة مرسومة على شفتيه .... قال: السلام عليكم سعاد .. ردت عليه بوجه يرسم تعابير جامدة : وعليكم السلام يا تامر. قال: هل هدى هنا ؟ ردت: نعم إنها في غرفتها ... في انتظارك ... زاد من سعت ابتسامته ... وأردف قائلاً : حسناً ..أيمكنني الدخول.. قالت: نعم .. لكن في الأول يجب أن أقول لك شيئاً . قوس حاجبيه إلى أعلى وهو يقول : خيراً... أخذت نفساً .. لم يلبث إلا وخرج من صدرها ...وقالت: أسمع تامر إذا كانت هذه لعبة من ألاعيبك القذرة فسوف تندم ... فتح عينيه على مصراعيهما وهو يحدق بسعاد بعدم باستغراب : سعاد ... أنا ... قاطعته قائلة: أنت إنسان أناني لا يحب إلا نفسه ...و للأسف أختي لا تعي ذلك ..فحبك أعمى بصرها ... لكنني أنا هنا ..و لن أسمح لك بأن تجرحها مرة أخرى .. لن أسمح لك ... ( وصوبت أصبعها السبابة ناحيته مهددة ) قبل أن ينبس حرفاً ... هجم إلى مسمعهما صوت هدى: تامر ... سعاد ... ماذا بكما واقفان أمام الباب هكذا ؟ ألتفت ناحية هدى ... لتذوب تلك النظرة ... ويغمره شعر آخر ... ليجد قدميه تقده ناحيتها ... ليهجم عليها بحضنه ويضمها إلى ناحية صدره ..... لتسكنه لأول مرة وهي تشعر بأنه يبادلها نفس الشعور ... و تحس بدف الحب الذي كانت تفتقده منذ زمن .... .............................. كانت منهمكة في غسل الأطباق حين دخلت عليها بجسد بدون روح تسكنه ... بوجه أعياه البكاء ... بعينين راضختان للأحزان ... فقالت بصوت تداعى من كثرة البكاء: لقد حاصرتماني ... لم تجعلا لي مخرجاً ... لقد سلبتم مني حقي في الاختيار... لقد جعلتما مني مجرد ( سكتت لبرهة لتمسك دموعها التي تريد أن تنهمر من جديد ) دابة... ما عليكم سوى أن تجرها حتى ترضخ بدون أية مقاومة ... توقفت عن غسل الطبق الذي في يدها ...وقالت بصوت لم تهزه ريح المشاعر ....وهي لا تزال موليتها ظهرها ... : أنت ِ التي اخترته ... لا تنسي ذلك ... فردت عليها : نعم لقد اخترته أنا ... لكنني الآن ... الآن ألتفتت بسرعة ناحيتها وهي ثائرة وبصوت يهز المطبخ بن فيه قالت: الآن ماذا يا هند ... ماذا ؟ الزواج ليس لعبة ... الزواج مسؤولية... الزواج ليس كله فرح وسعاد ... هناك أوقات فيها ألم ووجع ... لكن الإنسان لا ييأس يحاول أن ينجح هذا الزواج مهما كان ... أخذت تقتر من أمه وهي تقول : سعادة ... فرح .... أين هي هذه السعادة و الفرح التي تتكلمين عنها ... أنا لم أرها ... طوال فترة زواجي به يا أمي ... لم أرى سوى الألم و الوجع .... كيف أدافع عن هذا الزواج الذي لم أهنا به ولا ليوم واحد ...كيف يا أمي ..كيف قول لي ...كيف ؟ توقفت أمامها ... وهي مصوبة عينيها ناحية عيني أمها .... التي بدأت نوبة ثورانها تخف .... هربت بعينيها بعيداً عن عيني هند ... والتفتت إلى ورائها .... وعادت تغسل الأطباق ..دون أن تنبس بكلمة ... تقدمت هند خطوتان وباتت بجوارها ... وصرخت بأمها قائلة : لماذا لا تجبيني ... لماذا يا أمي ؟ كانت كالقنبلة الموقوتة التي حان موعد انفجارها... لتأخذ ذلك الطبق وترميه في الأرض ليصبح أشلائنا ... وتصرخ بأعلى صوتها: كفى ... كفى يا هند ... أنت ..أنتِ لا تفهمين شيئاً .... أحمدي ربك بأن غسان سمح لك ِ بالعودة إلى ذمته بعد عملك المشين ... أخذت تحدق بأمها بذهول لبضع ثواني .... ومن ثم قالت: عمل مشين ؟ عم ماذا تتكلمين يا أمي ؟ ردت عليها بنفس الحدة : عن الشاب الذي أقتحم بيتكم وضرب غسان ... ما علاقتكِ به .. تكلمي ... أنطقي ؟ تقيد لسانها ... فصدمة كانت أكبر منها ....لتجد الدموع المكبوتة طريق سالكاً أخيراً لها .... عاد صوتها الثائر ليهجم على مسمعيها كالجلاد : لماذا لا تتكلمين ... أأنت على علاقة به ؟ ... أهذه التربية التي ربيتكِ بها ... تكلمي ...؟ أخذت تهز رأسها ...وهي تقول بصوت تخلله الشهقات : ماذا تريدين أن أقول؟ ... في كلى الحالتين لن تصدقيني ... يكفي بأنكِ... بأنك ِ شككتِ بي .... لا أصدق ... أتعلمين يا أمي ... أفعل بي ما تشائين ... لم أعد أكترث ... فروح قد سلبت مني منذ زمن ... حتى لو أردت أن تقتليني فلا يهمن ... أفعلي بي ما تشائين ... لم أعد أكترث .... وخرجت وهي تركض ودموعها على خديها .... .................................... دخلت عليها .. لتجدها جاست في تلك الزاوية المظلمة ... تنظر بعينيها الدامعتين إلى ألا شيء .... دنت منها ... جلست بالقرب منها ... وطوقتها بذراعها لتضع رأسها على صدرها .... وتقول : أبكي ... أبكي .... فأنت ِ لا تمكلين سواه ... فبكي يا نجوى ...وأخرجي كل ما في صدرك ..أبكي ....أبكي ... بصوت بالكاد يسمع قالت: لقد أحببته .... أحببته ... أكان هذا هو جرمي ... حبي له ... لماذا إذا أحببته .... لماذا هذا القلب الغبي أنصاع لحبه ...لماذا .. لماذا...( وأخذت كالمجنونة تضرب على صدرها وهي تصرخ قائلة ) لماذا يا رنا ... لماذا ... لماذا ..؟ وأخذ صوتها يطفئه البكاء ... ليخمد و يتعالى صوت البكاء ... قالت رنا: أنه ليس جرمك ....و لا خطأك ... أنه هذا المرض ... خطأ هذا المرض الذي يسمى بالحب ... يتفشى فينا بدون أن نشعر ... لسلبنا بصيرتنا .... و يجعلنا راضخين له ..... هذا هو السبب و ليس أنتِ ... ليس أنتِ .... ............................... بحاجبين مرفوعين إلى أعلى .... قال بأعلى صوته : ماذا قلت ....؟ أسوف تعيد هند ... لماذا ... لماذا ؟ قال : في البدء أجلس يا أبو عادل ... أجلس ...( وأخذ يشير له بالجلوس ) رضخ لطلبه وجلس ... لكنه لم يلبث وأن عاد يسأل: لماذا سوف تعيدها ...لماذا؟ قال: لأنني أريدها ... ردت عليه قائلاً : وأم تامر ... قوس حاجبيه إلى أعلى وهو يسأل قائلاً: ماذا بها أم تامر؟ ردت عليه : ماذا بك يا غسان ... أأنت تتغابى عليه ؟ رد عليه وقد بدأ صبره ينفذ: أنت الذي ماذا جرى لك ... أفهمني ماذا تريد أن تصل إليه يا أحمد ؟ قال: حسنا .... لقد ضننت بأنك عندما طلقت هند ... فسوف تعود إلى أم تامر ... رد عليه قائلاً: ولماذا أعود إلى أم تامر ؟ رد عليه : لأنها وقفت معك وأنت في أشد الحاجة لها ... أنها امرأة أصيلة ... هي المرأة المناسبة لك ... هي أم أولادك ... رد عليه قائلاً: قلتها بلسانك ... هي أم أولادي ... لهذا هي وقفت معي ... لأنني أبو أولادها لا غير... لا تنسى يا أحمد بأنها وقفت أمامي ...و تحدتني ... وهذا أمر لن أنساه أبداً ... رد عليه قائلاً: هذا من حقها ... فقد تزوجت عليها ... رد عليه بأعلى طبقة من صوته قائلاً وهذا من حقي ... أن أتزوج اثنتين و ثلاث وأربع .. هذا من حقي .... هز رأسه بأسى وهو يقول: لا فائدة ... لا فائدة منك .... سوف يأتي يوم وتندم على تصرفاتك ..سوف تندم ..... رد عليه بضيق: أووووووووووووووه كفى ... حسناً أنا سوف أندم ... ما دخلك أنت ...؟ ............................................ حسن .... ألتفت إلى خلفه ... وقال: ماذا هناك ؟ قالت: أأنت ذاهب ...؟ رد عليه : ماذا ترين ؟ ابتلعت ريقها بصعوبة وهي تهيؤ نفسها لسؤال: لكن .... لكنها الساعة الثانية صباحاً.. رد عليها قائلا وه يرتدي قميصه ..: وان كانت الساعة الثانية ماذا بها .... ومن ثم ماذا بك ِ هذه الأيام منذ عدنا وأنت تسألين ... ما الذي جرى لك ِ ...ها ...( قالها وهو مقوسو حاجبيه للأسفل) دبت رعشة في جسدها .... فدق ناقوس الخطر ... ففضلت الانسحاب : لا شيء ... لا شيء ... أنا آسفة ... آسفة ... أخذ نفسا ومن ثم قال: هكذا أريدك ... وخرج تاركاً إياها لوحدها .... ........................................ لم يعلم كيف يبدأ ... فالكلمات تبعثرت في ذهنه ... كانت أمامه ... لا تفصله عنها إلا بضع خطوات ... لا يعلم كيف يكسر حاجز الصمت هذا ... كلما يفتح فمه الكلمات تعود أدراجها .... فجاء من يكسر حاجز الصمت نيابة عنه ... جاءه صوتها الثائر: هذا أنت ؟ ألتفت إلى ورائه , ليجدها مقطبة حاجبيها ... فرتبك ...: ن.... ع...م ... عاد صوتها الثائر ليهجم على مسمعيه : ماذا جاء بك إلى هنا يا هذا ؟ جاء صوتها العذب ليدخل طبلة أذنيه: غدير ... ما الذي جرى .. لماذا تصرخين هكذا ؟ ألتفت إلى خلفه .. ليجدها أمامه مباشرة ... لا يفصله إلا شبر واحد فقط .... حتى أنفاسها تكاد تلامس وجهه ... ليجد ضربات قلبه تتسارع ....وأنفاسه تسلب منه ... أمسكت بيد جنان ... وسحبتها بعيداً عن ناظريه ... لتقتل تلك اللحظة .... التي انتشلته من هذا العالم ... إلى عالم آخر ... عادت تقول بنفس طبقة الصوت الغاضبة ....: أبتعد عنها الأفضل لك ... فهي ليست لعبة تتسلى بها . قال باستغراب مما سمع : لعبة ... كلا ... أنتِ فهمت خطئاً ... أنا ... أنا ... ردت عليه بنفس الحدة : أنت ماذا ... .. - بترت جملتها جنان قائلة : - كفى يا غدير ... كفى ردت قائلة: كلا يا جنان .. ليس كفى ... لن أتوقف حتى أعلم ماذا يريد هذا منكِ ... ماذا تريد بهذه المسكين ... أتريد أن تتسلى بها ها ؟ قال على فوره: لا ... بطبع لا ... قالت : إذا ماذا تريد بها ...؟ أرتبك ... لم يعرف ماذا يقول .. أو يفعل : لا شيء ... أوووووووووووو ... لا أعلم ... لا أعلم ... عادت جنان لتصرخ قائلة: هذا يكفي يا غدير ... أرجوك توقفي ... قالت غدير غير آبهة لصراخ جنان : أنا لست حمقاء... أعلم أشكالك جيداً ... أنت تريد أن تستغل ضعفها ... و تضحك عليها ... لكن هيهات ..هيهات ... بتر جملتها قائلاً : لا و الله لا أريد أن أفعل الذي في بالك ... والله .... لكن صدقاً لا أعلم لماذا أريد أن أراها .. أن أسمع صوتها ... لا أعلم حقاً ... هناك شيء في داخلي يرغمني على القدوم إلى هنا .. لرؤيتها... لا أعلم ما هذا ... لا أعلم حقاً لماذا صورتها لا تفارق مخيلتي ... لا أعلم .. لا أعلم ... دوت ضحكة ... كانت صادرة من غدير ومن ثم قالت: أتريد أن تفهمني بأنك تحبها .... محولة جيدة لخداع ... هيا بنا يا جنان ... لقد اكتفيت من هذه المسرحية ... وأخذت تجر جنان معها ... و جنان لا حول لها ولا قوة .. رضخت لها .... لكنه لم يعتقهما .... فتسلل صوته ناحية طبلة أذنهما من جديد وهو يقول : نعم ..... نعم أنا أحبها .... أحبك ِ يا جنان ... أحبكِ .... تسمرت جنان مكانها ... لتقف بلا حراك .... وتتوقف غدير هي الأخرى ... فجنان لم تعد تتحرك ... فالتفتت إلى خلفها وقالت لها : لا تكوني حمقاء .... أنه يخدعكِ ... فلا تصغي له .... ضلت جامدة ... مكانها ... وأنفاسها تتصاعد شيئاً فشيئاً .... عادت لتقول غدير: جنان هيا بنا ... وترك هذا المخادع ... هيا ... حاولت أن تحرضها على المشي ... لكنها لم تتزحزح .... وأخذت يد جنان تسل من يدها ... حتى تحررت ... قالت: جنان ... أخيراً نبست قائلة: ما أدراكِ .... بأنه يخدعني ... وبأنه ليس صادق ... ما أدراكِ ؟ ردت وهي مذهولة : جنان ....أأأ.... قاطعتها قائلة: أنتِ لا تعرفينه ... لا تعرفينه .. فلا تحكمي عليه هكذا ... لا تحكمي هكذا .... ( وأخذت نفساً عميقاً والتفتت إلى خلفها وعيني غدير المذهولتان تتبعانها ) في حين عمر لازال يقف مكانه ... ينتظر ردت فعل منها .... لتقع عينيه عليها وهي تلتفت ناحيته .... يتبع ....... |
و هلا وغلا حلو
بس والله ثامر قهرنى بكل سهوله يتخلى عن خوله وبعدين هدى مريضه يعنى تحمل شوى وعمر عجبنى اناشالله يصلح على ايدين جنان نستناك يالغاليه النصف الاخر |
اقتباس:
اسمحي لي على التأخير... وان شاء الله الجزء الجديد ينال على أعجابك ... دمتي بود ... |
الجزء العشرون ...
كان جالساً ممسكاً بيديها الاثنتين ... و يملئ عينيه بالنظر بها ... حضن يديها أكثر إلى راحة يديه وقال...: - لا أول مرة أشعر بسكينة و الراحة .... كان يجب أن أفعل هذا منذ زمن ... كان يجب أن أختاركِ أنتِ منذ زمن ... أحبكِ يا هدى ... أحبكِ ... - شعت الفرحة من عينيها ... ووجدت الابتسامة الصافية طريقها على شفتيها .... وقالت..: - وأنا كذالك أحبكِ ... أحبكِ من كل قلبي ... - تعالى صوت رنين الهاتف ... ليقطع تلك اللحظة التي طالما ترقبتها ... لينتشل هو هاتفه النقال من جيبه ... وينهي صياحه .... ..................... مدت يدها المحملة بالماء ناحيتها .... وقالت: خذي أشربي ... تناولت كأس الماء ... و ارتشفت رشفة ...ووضعته على المنضة المجاورة لها ... وقالت: شكراً لك رنا .. لقد أتعبتك معي ... هزت رأسها بنفي وقالت: كلا لا تقولي هذا الكلام .. المهم كيف تشعرين الآن ؟ قالت بعد أن أخذت نفساً عميقاً ...: الحمد لله ... ثم قوست حاجبيها إلى أعلى وهي تكمل قائلة: صحيح ... أين عادل ؟ قالت رنا: لا أعلم لقد ذهب ... قالت نجوى: يا الله ... لقد عاملته بطريقة غير لائقة ... قالت : لقد أخبرته بكل شيء ... فلا تخافي ... قالت نجوى وقد فتحت عينيها أوسع ما يكون: لماذا قلت له ؟ رفعت رنا حاجبيها إلى أعلى وهي تقول مستغربة : ولماذا لا أقول له ... ففي كلى الحالتين سوف يعلم ... قالت نجوى وهي تهز رأسه بنفي وعينيها يشران ناراً: كلا ...كلا ... كان يجب أن يخبرهم تامر ... يواجههم جميعاً .... كان يجب ... يجب... قالت رنا: انسيه يا نجوى .. انسيه ... أنه لا يستحق أن تتعبي نفسكِ بتفكير به ... صدقيني هذا الأفضل لك ... الأفضل ... رمقتها بتلك النظرة التي بعثت القشعريرة في جسدها وقالت بصوت مشبع بالكراهية: كلا ... كلا يا رنا ... لن أنساه ... لن أنساه ... يجب أن أذيقه الأمرين كما أذاقني .. يجب .. يجب ... ................................. - جنان كفى ... لا تكوني حمقاء .. عودي لرشدك ... نداء أخير منها ... لم تعره بالاً ... وأخذت تمضي قدماَ بخطى صغيرة ... ناحيته.... لتشع البسمة على شفتيه ... فهاهي آتية ناحيته .... كانت مادة كلتا يديها إلى الأمام وتسير في تلك الظلمة المرافقة لها ... لكن شيئاً جعل خطاها الثابت ...تاهتز .... لتهوي ... لكن يداً ألتفتها ... حالت دون ذلك ... لتعيدها واقفة على نصابها .... ويسأل بصوت فيه لمسة من الخوف : هل أنتِ بخير؟ رجعت خطوة إلى الوراء ... لتبتعد عن جسده الذي لامس جسدها الهزيل ... فبعث شحنتاً كهربائية في جسدها ... لم يقوى عليها .... فهزت رأسها بنعم .... وتقول بصوت مهزوز ...: ماذا تريد مني ؟ قال على فوره : أريد أن أعلم ذا كنتِ تبادليني نفس المشاعر . طأطأت رأسها لتخفي تلك الحمرة التي كست وجهها ...وقالت بصوت بالكاد يسمع: لا أستطيع أن أجيبك على هذا السؤال... رفع حاجبيه إلى أعلى وهو يقول مستغرباً : لماذا ؟!!!!!!!!! رفعت رأسها وقالت بصوت أكثر جلداّ : أنت تعلم لماذا؟ ورسمت ابتسامة على شفتيها... ومن ثم استدارت ... وعادت أدراجها نحو غدير الواقفة بلا حراك و الذهول على محياها مرسوم ... في حين أن كلماتها الأخيرة ... ضلت تدور في خلده بحثاً عن جواب شافي ... لهذا ضل واقفاً بلا حراك ... مكتفياً بنظر إليها وهي تبتعد عن أنظاره شيئاً فشيئاً... ............................. دخلت الغرفة و الابتسامة الواسعة على محياه ... لكن هذه الابتسامة لم تلبث إلا وزالت عندما وقعت عينيه على ذلك الكائن الجالس بالقرب منه.. فتحت عينيها مذهولة ... ولتجم لسانه من الدهشة و عدم التصديق... قام من مقعده لما رآها في هذه الحال ... وحاول أن يخفف وطأ الصدمة عليها ... فقال: - أهلا بكِ يا أم تامر... أهلا ,,, تفضلي ... تفضلي ... ( وأخذ يومأ لها بالجلوس ) لم ترد عليه و لم تنبس ولا بجواب واحد ... نظر إلى أخيه معاتب... لكنه رد عليه بنظرة عدم اكتراث ... شعرت بالجو المشحون ... فقررت أن تخرج ... فهي بالكاد تقوى على التنفس ... كأن يدا تطوق على عنقها وتشد الخناق عليه ... و الآن وبعد أن دخلت أم تامر ... أشتد الضغط على عنقها .... - عن إذنكم ... ومضت ناحية الباب ... لكن صوته استوقفها .... - إلى أين ؟ - ذاهبة لأحظ شيئاً أشربه ... فأنا ظمآنة... أشار لها برأسه ...قائلاً: هذا هو الماء ... أشربي قدر ما تريدين ... - لكن ... - بتر جملتها قائلا: - أبهذه السرعة نسيت الاتفاق... تسمرت مكانها .. لم تعلم ماذا تفعل ... فها هو يفرض عليها أوامره الدكتورية ... وهي ...وهي لا تقوى على أن تفعل شيء... سوى الرضوخ لأوامره منصاعة ... حاولت أن تمتص غضبها بتكور يديها... وعادت أدراجها حيث ما كانت تجلس... وفي داخلها نار ... نار متقدة ناحيته .... ناحية غسان ... رغم ذلك الباب تحرك ... وخرج كائن منه ...لم ينتبه له أحد ...إلا لما تحرك الباب ... وتصوب عليه الأعين ... عاد لينظر إلى أخيه وهو يهز رأسه بأسى ... ومن ثم خرج من الغرفة ... ليجدها متكئة على الجدار ... بالكاد تلتقط أنفاسها .... أقترب منها ...ومن ثم قال: يا أم تامر لا أعرف ماذا أقول لك؟ انفجرت أخيراً قائلة : - لماذا يفعل بي هكذا ... لماذا ... ماذا فعلت له لأستحق كل هذا منه؟ ... قل يا أحمد ... قل لي لم يكن عنده جواب يشفي ظمأها ... فأخذ يهز رأسه بأسى ... غلفت وجهها بكلى يديها ... وضلت هكذا لثواني ....ومن ثم حررت وجهها الذي بات أحمرا ً كالدم وقالت : - لقد اكتفيت ... اكتفيت ... لم أعد أتحمل أكثر من ذلك ... لم أعد - أهدأ يا أم تامر ... أهدأ ... أنا معك في كل شيء... أن غسان تمادى كثيراً بتصرفاته .... لكنك أنت الأعقل ... أنت ... قاطعته قائلة: يا أبا عادل ... لا فائدة ... لقد انتهى الذي بيننا ... أتعلم الآن أخيراً أدركت ذلك ... أدركت بأني كنت أجري وراء سراب ... الآن سوف أعود لرشدي .... سوف أعود لرشدي ... - يا أم تامر ... قاطعته من جديد قائلة: قل له بأنه من اليوم .. أنا لا دخل لي به ... وأولته ظهرها و انصرفت.... أما أبا عادل ... فلم يملك إلا أن يهز رأسه بأسى ....لما يسمع ويرى .... .................................... ترجل من سيارته ... لتقع عينيه عليه ... وهو مواجه للموج العاتي ... الذي يضرب الشاطئ بكل ما أوتي من قوة .... فأخذ يقترب منه ... حتى بات مجاوراً له ... فقاطع تأمله بقوله : خيراً يا عادل ... ما هو الشيء المهم الذي لا يقبل التأجيل ؟ ألتفت ناحيته ... وفي عينيه شرارة تصهر كل من تقع عليه ... وقال: لماذا طلقت نجوى ؟ استغرب مما سمع ... فقال : لأننا لا نصلح لبعض .... فجأة أنقض عادل على تامر وزمجر قائلاً: لا تصلحان لبعض .... أاستغرقت 10 سنوات لتتوصل لهذا الاستنتاج ... ها ؟ أخذ يحدق على عادل بعينيه المفتوحتان على مصراعيهما بذهول ... أمسك بيدي عادل الممسكة بقبتي قميصه ... وأبعدهما ...وقال بصوت مغلف بالاستغراب... - ماذا بك يا عاد ل؟ أجننت ؟ - ماذا بي ...؟ أتسأل أيضاً.... لو لم تتزوجها منذ البداية ... لما تعذبت نجوى ... وذاقت مر الطلاق منك ... لما ذرفت دمعها الغالي عليك ... لما أصبحت لشخص غيري ... هنا زاد اتساع حدقة عيني تامر ... فذهنه لا يصدق ما سمع ... ................................................. - أجننت يا جنان ... صدقاً ما الذي جرى لك ؟ - كفى يا غدير ... طوال الطريق وأنت ترددين نفس شيء ... كفى - أنا لازلت لا أستوعب الذي جرى ... أتدركين ما الذي فعلته ؟ - لم أفعل شيئاً خاطئاً ... - كيف لم تفعلي شيئاً خاطئاً... جنان منذ عرفت هذا الرجل وأنت حالك متغير... لم تعودي جنان الذي أعرفها ... - أنا لازلت جنان التي تعرفينها... لكن أكثر فرحا و سعادة ... ( ورسمت ابتسامة واسعة على شفتيها) ............................................... - أأنت مدرك لما تقوله ... - نعم ... أنا أحب نجوى ... ومنذ زمن ... كنت فقط أنتظر حتى أحصل على عمل ... لكي أكون جاهزا ً لطلب يدها ... لكنك أنت سبقتني ... سبقتني وأخذتها مني ... لماذا ... لماذا فعلت ذلك ما دمت لا تريدها لماذا ؟ غمس رأسه في كلى يديها لثانية .. ومن ثم حرره .. لينظر أليه بذهول ... ومن ثم قال: أنت مجنون .. مجنون ... صوب ألبه يده السبابة و قال: أنت المجنون لأنك تركة نجوى ..... بحركة سريعة أبعد يد عادل المصوبة ناحيته و صرخ بأعلى صوته قائلا: توقف .. لم أعد أطيق سماع منك هذا الكلام ...ألا تدرك بأنك تتكلم عن زوجتي ... وبأنك سوف تكون زوج أختي ... ألا تدرك ذلك .... - أولاً نجوى لم تعد زوجتك وثانيا أنا لم أطلب يد رنا .. ألا لأنسى حب نجوى ... فقد انتظرت طويلا ... وحاولت أن أنسى حبها .. لكن بلا فائدة ... أما الآن وعندما باتت الفرصة مؤتية ... فلن أضيعها ... سوف أنهي كل شيء ... فهذا لمصلحتنا نحن الاثنان ... قطب حاجبيه ... وقال بأعلى طبقة من صوته: - ماذا ... أهي لعبة ... ؟ أنك بتصرفك هذا سوف تأذي أختي .... - الأفضل أن أؤذيها الآن و نحن في البر .... ومن ثم أنت آخر شخص يتكلم عن الآيذاء .... فأنت قد آذيت نجوى بدون أن يطرف لك عين .... هنا فقد تامر رباطة جأشه ونفجر قائلا بأعلى صوته: إلى هنا ويكفي .... لقد تماديت كثيرا.... رد عليه متحدياً: ماذا سوف تفعل ؟ باغته بقبضة يده التي أسكنته الأرض .... ومن ثم قال: سوف أعيدك إلى رشدك يا عادل... قام على فوره عادل ... وندفع ناحية تامر ليسقطه أرض .... و هو يتبعه ... وينهال عليه بضرب .... حاول تامر أبعاده عنه ... لكن بلا جدوى .... فعادل قد تحول إلى أسد شرس ... لا يهم هالا أن ينقض على فريسته ... غير آبهن بالنتائج... ضل يضرب ويضرب ... حتى سال الدم من طرف فم تامر ... المنهك من كثرة المحاولة على الفرار من هذا الهجوم المباغت .... أما عادل فقد بدأ يتعب من كثرة الضرب المتواصل بلا انقطاع .... أخيراً توقف .... وقام من على تامر وقال وهو يشر له متوعداً: سوف تندم ... سوف تندم على كل شيء ... سوف تندم .... وأولاه ظهره و نصرف... تاركاً تامر المغطى بدمائه على الأرض ... مذهولا ً مما سمع ورأى .... ........................................... دخلت إلى المنزل وفي قلبها عزن كبير ... لا يشعر به سواها ... أقبل عليها و الابتسامة الواسعة على شفتيه .... وقال: السلام عليكم أمي .... أمي أريد أن أكلمك في موضوع إذا أمكن ؟ هزت رأسها وهي تقول : ليس الآن يا عمر .. ليس الآن .... لحظ لمست الحزن التي تكتسي وجهها ... فقال مستفسراً: أمي ... أأنت بخير؟ أكتفت بهز رأسها بالإيجاب ... ومضت في طريقها ..... أمسك بكفيها .... فردعها عن المضي ... وقال بعد أن أصبح أمامها ... - أجرى شيء لأبي ؟ أخذت نفساً عميقاً ومن ثم أخرجته ...وقالت : كلا .... وهذه هي المشكلة ... أنه لم يحصل له شيء ... لم يتغير.... لم يتغير.... - أمي .... - لم أفعل له ألا كل خير .... احترمته رغم تهشيمه لي ... وعدم اكتراثه بي ....لا أفهم .. لم أعد أفهم شيئاً.. - طوق ذراعيها بكفيه وقال...: ( قالتها و الدمع أخذ ينسل من مقلتيها ) - أششششششش.... لا تتعبي نفسك يا أمي بتفكير به ... فالخطأ منه ... هو الشخص الذي لا يدرك بأنه فقد جوهرة ... و جوهرة غالية أيضاً ... هو المخطأ ... هو الأعمى .... فلا تحزني ... ولا تألم نفسك .... أخذت تحدق بابنها لثواني ..ومن ثم قالت: - عمر أريد أن أختلي بنفسي لبضع الوقت ... هز عمر رأسه بنعم ... وأخذت تخطو مبتعدة عنه .... في حين أنه قال: دائماً هكذا ... تجرح الآخرين من أجل سعادتك ... سوف يأتيك يوم تندم على كل ما فعلت .. سوفي يأتيك يوم .... ........................................... ألو .........- - ألو ... من معي ؟ - أنا نجوى ... ألم تعرفني يا عادل ؟ - نجوى ؟!!! أوووووووو أنا آسف ... لم أتعرف على الرقم ... - أنه هاتف رنا النقال .... خطيبتك ولا تزال لا تعلم رقمها ... أهذا كلام ... أرتبك .... - أنت م.......حق .... كيف حالك الآن ؟ - أخذت نفساً عميقاً وأردفت قائلة : - الحمد لله .... عادل أنا حقاً متأسفة على تصرفي .... لقد ... لقد ... - بتر جملتها قائلاً: - لا تعتذري .... فأنا مقدر موقفك .... نجوى .. أنت .... أنت مهرة أصيلة .... لا تستحق العيش مع من لا يقدرها ... - اندهشت مما سمعت ... فأخذت تتلعثم في كلامها : - ش...كرا ً ... آآآآآآآآآآآآآآ.....عادل ..... - نجوى ... ( وقفت الكلمة في جوفه ... رفضت الخرج للعلن ) - طال صمته ... فسألت قائلة : - ماذا هناك يا عادل ؟ - أنا ...أنا ... - أنت ماذا ؟ - أنا ... أح......يتبع.... |
هلا وغلا بك تسلمين على البارت
والله يستاهل ثامر الى جاه من عادل بس بس وش بيصير برنا ونجوى بتقبل بعادل بعد ثامروخاصره بالوقت هذا وهى توها ما صحت من الى صار يعنى يبيلها وقت حتى تتقبل بعد ثامر عنها رنا اتوقع انها بتتقبل قرار عادل لانها اساسا ما تحبه ننتضرك بس لا طولين يالغاليه النصف الاخر |
لااااااااااااااااااا
كملي البارت حرام عليكي hope light ماشاء الله عليكي ابدااااااااااااااااااااااع روايتك قمة في الابداع بس بحسها كلها معاناة والم وحب من طرف واحد وانهم عايشين بمتاهة ما بعرف ليه يعني متلا تامر بصراحة انه نرفزني لانه عديم الاحساس واناني وما بهمه غير سعادته والباقي الله معهم عادل وخالد ونجوى حب من طرف واحد واثنين اشتركوا بحب نجوى في حين انها تحب تامر رنا بصراحة وما بعرف ليه كنت بعتقد انه رنا هي بطلة الرواية ليه ما بعرف بس من اول ما قرات عن رنا حسيتها البطلة وكمان حسن انسان لئيم بكل معنى الكلمة يمكن كرهته بسبب اجرامه في حق رنا وحتى لو بدون علمه<<<لوول في امور غامضة جدا بالنسبة لحسن وزوجته اشكرك عزيزتي على ابداعك وانتظر البارت القادم بفارغ الصبر ولا تطولييييييييي علينا تحياتي لك وتقبلي مروري |
اقتباس:
كالعادة ردودك روعه مثلك ... وتفاعلك ولا أروع... أشكرك على تواجدك المستمر ... واسم لي على تأخير... كم يوم وبينزل الجزء.... لا تحرمين من أطلالتك المميزه.. دمتي بود... |
اقتباس:
أشكرك على كلماتك إلي عن جد أفرحتني :) بخصوص ليش القصة كلها معاناة والم؟ ببساطه لأني أحب هذا النوع من الروايات ... وما حلاوة الحب إلا بعد عناء ... مو صح :) الحب من طرف واحد ؟ أممممممم .. كيف أقولها ... طلعت مع الأحداث هكذا ... صدفه تقولين أمكن ... :) تامر ... لوحده قصه ... وما بقوله الحين .. خليها مفاجأة :) عادل وخالد ... من سيربح نجوى ؟ أممممممم ... بعد خليها مع الأحداث تظهر الأجابة:) رنا وشعورك بأنها البطله ...أممممممم... ربما لأنها طيبه .. وتحب بسمط ... ربما ... هذا السبب... حسن وزوجته ... هذا أمكن أجاوبك عليه.. بس في الجزء الجاي ان شاء الله... مشكوره على أطلالتك الرائع ... ولا تحرمينا منها في الجزء القادم... واسمح لي على التأخير... كم يوم ونازل الجزء بإذن الله... دمتي بود... |
الجزء الحادي و العشرون...
حرر رأسه من كلتا يديه... و صوب بصره ناحية أخيه ومن ثم نقلهما ناحيتها و قال: - هل يمكنك أن تتركينا وحدنا يا هند, إذا أمكن هزت رأسها على بنعم ... و خرجت من فورها .. وهي في داخلها ترقص فرحاً.. فأخيراً تمكنت من الخروج من تلك الغرفة التي تكاد تكتم على أنفاسها... أخرج غسان زفرة قوية ... ومن ثم قال: - لا تتعب نفسك بالكلام .. فأنا أعلم ماذا سوف تقول... قطب حاجبيه ... وزمجر قائلاً: - ما دمت تعلم .. لماذا ... لماذا فعلة هذا بأم تامر ... هل ارتحت الآن ... رفه كلى حاجبيه إلى أعلى وقال: - ماذا فعلت بها ؟!! لم أفعل بها شيئاً .. زفر أحمد زفرة قوية تعكس ما بداخله من ضيق .. وقال : - أتريد بأن تفقدني عقلي ... غسان... لا تلعب عليه دور الغبي الآن .. أنت مدرك جيداً بأنك جرحتها بتصرفك هذا ... لقد كانت تأمل بأن تعود إلى رشدك... كنا جمعاً نأمل بأن تعود إلى رشدك ... وبأن تعيد الأمور إلى نصابها... و توقف هذه المهزلة ... هنا رما غسان بقناع السذاجة ال1ي كان يرتدي ... و كشف عن بركان ثائر ..: - أي مهزلة ... أتمي زواجي بالمرأة التي أحب مهزلة ... - أي حب هذا الذي تتكلم عنه... أنا لا أرى حباً.. بل أرى الجلاد و الضحية أمامي... أي شيء غير الحب... صدرت منه ضحكة ... أستغرب منها أحمد ... و تعجب من سببها ... ما أن توقف عن الضحك.. قال: - كلكم تحسدوني... جميعكم... لأني أخيراً وجدة السعادة ... في حين أنكم ... لازلتم تبحثون عنها ... ( وعاد إلى نوبة ضحكه الهسترية ) أخذ أحمد يهز رأسه بأسى ... وه يردد قائلاً : - لا فائدة منك ... لا فائدة... الأفضل بأن أذهب... فأنت يبدو بأنك فقدت عقلك... من بين ضحكاته أخذ يقول وهو يشير له بالخروج: - أذهب ... أذهب .. فأنا لست بحاجة لك ... أذهب ... أذهب إلى منى وواسها اذهب.... رمق أخيه بنظرة كلها أسى ...ومن ثم تمتم قائلاً: - لا حول ولا قوة إلا بالله وخرج وهو يسأل نفسه (( ما الذي حل بغسان؟ )) ............................... دخلت عليها لتجدها ممددة على سريرها بلا حراك .... تنظر إلى السقف ... دون أن تطرف لها عين... اقتربت منها ... وفي وجهها لمحة من الاستغراب ... الممزوج بالخوف... لما باتت بقربها سألت قائلة: - نجوى ... أأنت ِ بخير؟ صوتها أخرجها من سكونها ... ودب الحياة في جسدها الساكن... لترد هي الأخرى عليها بسؤال: - هــــــــــا , أقلتي شيئاً يا رنا؟ جلست على طرف السرير ... ومن ثم قالت: - نعم ... لقد سألتكِ إذا كنت بخير؟ هزت رأسها ودعمته بقولها: - نعم أنا بخير... - لماذا كنت سارحة هكذا؟ نصبت أصبعيها معاً وهي تقول .. وبسمة لم تلبث على شفتيها .: - أتتخيلين ... أنه في غضون يومين فقط ... يومين... انقلبت حياتي رأساً على عقب... وسلمت نفسها لصمت ... أمسكت رنا بأصبعي نجوى المنتصبين ...وهوت بهما .... و جئت بيدها الأخرى ... لتحضن بكلى يديها يد نجوى ... وتقول: - صحيح خلال هذين اليومين انقلبت حياتك رأساً على عقب.. لكن في نفس الوقت ... انفتحت عينيك على الحقيقة... صحيح أنها مرة ... لكن في نفس الوقت ... جعلتك تدركين الذي يجري من حولك... أخذت نجوى تحدق برنا لثواني ... ومن ثم رسمت ابتسامة باهتة ... ووضعت يدها على يدي رنا المغلفتان يدها الأخرى ... وقالت بصوت مهزوز : - أيمكنك أن تتركيني لوحد ... أرجوك... - بطبع ... حررت رنا يد نجوى... ومن ثم قامت من على السرير و توجهت ناحية الباب .. لتخرج تاركة نجوى لوحدها ... مستسلمة لأحزانها.... .................................... كانت مقبلة ناحية الباب .. حين صرخ بها قائلاً: - هذا يكفي .... يكفي .... كلما أقول لك بأني أريد أن أحدثك بشيء ... تحججت بأي عذر حتى تهرب.. لكن اليوم لن أسمح لك بالهرب ... يجب أن تسمعي ما أريد قوله لك... حتى أرتاح ... وأنت ترتاح من هذا العذاب... أخذت نفساً عميقاً ... ومن ثم ألتفتت إلى ناحيته ... وهي ترسم قوة مصطنعة على قسمات وجهها ...وقالت: - كلي آذان صاغية يا خليل ... قل ما تشاء ... فأنا لن أهرب ... - في البدء أجلسي .... استجابت لطلبه وجلست على أقرب كرسي إليها .... وقالت: - تكلم ... قالتها وناقوس الخطر يدق في داخلها ... ليوقظ كل أحساس بالألم و الحرقة في قلبها من.... للقادم.... أبتلع ريقه ...قبل أن يقول: - لا أعرف من أين أبدأ ... بترت جملته قائلة.. وبصوت قلت فيه المشاعر الداخلية: - أتريدني بأن أساعدك ؟ .... حسنا ... سوف أساعدك وأوفر عليك عناء الكلام ... أنت ... أنت تحب امرأة أخرى ... فتح عينيه على مصراعيهما مما سمع .... وقال بكلمات مبعثرة: - ك....كيف ... عرفت...؟! خطت ابتسامة صفراء على شفتيها ... ومن ثم أنزلت رأسها ناحية الأرض .. وقالت بعد أن جاهدت بأن تمسك مشاعرها وحزنها النابض: - لم أعرف ... بل أحسست ... فالشخص الذي يحب أحدا ً ... يحس به .... ورفعت رأسها لتواجهه بنظراتها المذبوحة ... من خيانته لحبها له .... ما إن تشابكت عيناه بعينيها... حتى هرب بأنظاره ناحية الأسفل ... بعيداً عن نظراتها التي حرقته... ................................... هوى بيده على الطاولة المسكينة .... وأخذ يصرخ كالمجنون : - لماذا ... لماذا .. لم أخبرها بما في قلبي ... ألا يكفيه أنه حبس فيه لسنين طول ... لماذا .. لماذا ؟ ثم هوى بجسده على الكرسي ... وغمس وجهه في كلى يديه ... وهو يتذكر تلك اللحظة ... التي كانت سوف تقلب حياته رأسا على عقب... - نجوى ... أنا ... أنا ... - أنت ماذا يا عادل؟! - أنا.... - عادل هناك خطب ما؟! - كلا ... كلا ... فقط ... - عادل ... لقد بدأت أقلق ماذا بك ؟ - لا شيء... لا يوجد شوي ... يجب أن أغلق الخط الآن... مع السلامة.. حرر رأسه من حصار يديه ... ومن ثم قال بعد أن التهم الهواء التهاما : - لماذا ... لماذا لم أقول لها بأني أحبها ... لماذا؟ قاطعه صوت قرع الباب ... إذ لم يلبث إلا وفتح ... ليكشف من ورائه عن حسن ... الذي قال من فوره : - عادل .. هل يمكن بأن أكلمك لبضع دقائق ...؟ أخذ نفسا عميقا .. قبل أن يقول: - بطبع .. تفضل ... .............................................. - آآآآآآآآآآآآآآآآي ... - أنا آسفة .. هل آلمك ....؟ - حاول أن تضعي المعقم باللطف - حسنا يا حبيبي ... لم تجبني من فعل بك هذا يا تامر؟ - شخص فقد عقله ( قلها وعينيه تقدحان شرراً ) - من هو؟ و لماذا فعل بك هذا؟ ألتفتت إليها ... وقال: - هدى أرجوك ... لا أريد أن أتحدث في هذا الموضوع .. إذا أمكن.. - حسنا حبيبي .. كما تشاء .. ( وأخذت تكمل مهمتها ... بتعقيم الكدمات المتفرقة على وجهه ) أما تامر ففي داخله نار ... لم تنطفئ إلا برده لدين .... …………………………………………………. - لماذا صامت هكذا ؟ ألا تريد أن تقول شيئاً ... ؟ تزيد على كلامي ... تكلم ... قل لي بأن ... بأن إحساسي خاطئ... خاطئ... أرجوك يا خليل ... أرجوك ... قول لي بأني مخطأة ... ظل مطأطئا رأسه ... والصمت رفيقه ... قامت من مقعدها ... دنت منه ... و قناع القوة قد ... قد سقط عن وجهها .. بدموعها التي بدأت تنهمر من عينيها ... وهدوئها تحول إلى عصف ... يخرج من حنجرتها : - تكلم ... أنطق أرجوك ... وأرحني ... أخيرا تخلى عن صمته ... وواجهها بنظراته ... : - ليتن أستطيع أن أقول لك هذا ... لكن ... لكن لا أستطيع ... لا أستطيع أنا كذبت عليك كثيرا ... حان وقت الصراحة .. هذا حقك عليه .. بأن أخبرك الحقيقة ... بأني أحب امرأة أخرى .... عادت إلى الخلف ... لخطوتان ... وحدقة عينيها تكاد تخرجان من حجرهما ... مصحوبتان بدمع .... - أرجوك سامحيني .. أرجوك ... لقد استغللتك ... تلاعبت بك ... لقد ... بترت جملته مخنوق بالعبرات: - أنا أسامحك .... بعينين مفتوحتان أوسع ما يكونان ... أخذ ينظر إليها .... اقتربت منه بخطى سريعة ... أمسكت بيده الملقاة على السرير ... بكلى يديها ... وأكملت قائلة : - فقط لا تتركني.... لا تتركني ... .............................................. - ماذا هناك يا حسن... لك نصف ساعة جالس بلا أن تقول كلمة... ماذا هناك؟ - لا .. لا أعلم كيف ابدأ .. - ماذا هناك ... ما الذي لا تعلم كيف تبدأ به؟! تكلم يا حسن ... وضع راحت يده على جبينه ... وهو يأخذ نفس عميق ... ليخرجه مصحوباً بقوله: - يبدو بأني تسرعت ... وستسلم لصمت .... - حسن ... ماذا بك ... تقول جملة و لا تكملها ... ماذا هناك ... ابتلع ريقه بصعوبة قبل أن يقول: - لقد تسرعت بزواجي بقمر ... رفع كلى حاجبيه إلى أعلى وهو يقول: - ماذا ... ماذا قلت؟!!! .......................................... دخلت مجبرة ناحية تلك الغرفة التي تخنقها ... ما إن وقعت عينه عليها ... حتى هجم عليها بالأسئلة : - أين كنت ... ؟ماذا كنت تفعلين كل هذا الوقت ؟ أخرجت كل الهواء الذي أدخلته إلى رئتيها ... وقالت ... وأعصابها تكاد تفلت منها : - كنت أتمشى في الخارج ... كنت أريد أن أتنشق هواء عليل ... نقي... - لماذا ... لماذا تعاملين هكذا ... ؟ لماذا لا تريدين أن تفهمي بأني أحبك ... لقد تحديت الجميع لأجلك ... لماذا ... لماذا ... أفهميني .. ماذا تريديني أن أفعل لك حتى ... حتى ترتاحي ...؟ بخطى كبيرة اقتربت منه ... قطبت حاجبيها ... وجعلت موجة غضبها تجرفها معها ..وقالت: - أتريد أن ترحن .... سوف ترحن.. عندما تعتقن ... تتركن لحالي ... أتركن .. فأنا لا أطيقك .. لا أطيقك ... صوت أسنانه التي تحتك ببعضها البعض بدأت تتعالى .. وهو يقول من ورائهن: - غريب ... كنت قبل أن يظهر حبيب قلبك تطيقين ... تتحملين.. وضعت كلتا يديها على وجهها ... لتكمل بهما طريهما إلى شعرها ... ليهويا ناحية أسفل رأسها ... - يا الله ليس من جديد ... ليس من جديد ... غسان أفهم ... المسألة ليس لها دخل بخليل.... دوت ضحكة صادرة منه ... تبعه قائلاً : - إذا اسمه خليل ... وتقولين لي ليس لك علاقة معه ... بحركة سريعة بذراعها ... وأخذ يضغط عليها ... ويقول و الغضب يغلف وجهه: - لن اسمح لك ... لن اسمح لك بأن تذهبي له بهذه السهولة ... أنت زوجتي ... زوجتي أنا...أنا...وسوف تضلين هكذا إلى الأبد ... بمحاولات لم تكلل بالنجاح أخذت تحاول أن تحرر يدها ... و بوجه يعصره الألم أخذت تقول: - أترك يدي ... إنك تؤلمن ... حررها أخيرا ... لكن لم يحررها من كلماته اللاذعة : - هند ... لا تتعبي نفسك ولا تتعبيني معك .... كون زوجة مطيعة الأفضل لك ... وإلا أنت تعلمين العواقب جيداً ... طوقت ذراعها التي تحررت أخيراً من قبضته ... وأخذت تقول: - أنك مجنون ... مجنون حقاً ... وهرولت خارجة .... - نعم ... أنا مجنون ... مجنون بحبك ... ........................................... دوى صوت قرع الباب ... فردت عليه قائلة: - أدخل... دخل ليجدها منهمكة في القراءة ... - جنان ... توقفت عن تحريك يدها على الصفحة .... وردت عليه بابتسامة واسعة: - نعم أخي ... - أصحيح الكلام الذي سمعة من غدير ؟ - أي كلام ؟ أقترب منها ... وسحب كرسياً ... وجلس عليه ... ليقول: - قصة هذا الرجل ... الذي يلاحقك؟ زالت تلك الابتسامة الواسعة من شفتيها... وقالت: - لا توج قصة ... - لكن هذا ليس كلام غدير ... - أنا أختك .. ألا تصدقن ... أنزل رأسه لثواني للأسفل ...ومن ثم رفعه ... وقال: - أرجو بأن يكون كلامك صحيحاً... وقام من مقعده ... ليهوي بكل قوته بقبضة يده على الطاولة .... لتسري رعشة في أوصالها ... ومن ثم خطى مبتعداً ناحية الباب ... ليتركها لوحدها ... والخوف يبدأ يسري في داخلها ... - أرجو بأنك لن تخذلن يا عمر ... أرجو ذلك .... ............................................ سحب يده من كلتا يديها ... وقال وهو مغمض بعينيه : - أرجوك أنت تصعبين عليه الموقف ... - وأنا ألا تضن بأن هذا صعب عليه ... - مريم ... - أنت لا تفهم ... لا تفهم .. بأنني أحبك .. أحبك .. ( قالتها وهي تشير إلى قلبها بأصبعها ... و الدمع لازال رفيقا لها ) أنت .. أنت بنسبة لي عائلتي ... عائلتي ... إذا تركتن سوف أصبح وحيدة ...و حيدة ... - مريم ... مريم أنا استغليتك ... لأجل مالك ... مالك - قلت لك بأني سامحتك ... سامحتك ... فقط لا تتركني ... لا تتركني ... زفر زفرة قوية قبل أن يقول : - لا أريدك أن تسامحين .. أريدك بأن تكرهين .... لأني أستحق هذا منك ... لكن لا استطيع .. لا استطيع أن لا أتركك ..فأنا أحبها ... أحبها ... ولا أستطيع العيش بدونها ... لا أستطيع .... ............................................. كان واقفاً مواجهاً لشباك ... وموليه ظهره.... تبعه هو .. فصمته يقتله ... - لماذا تضن بأنك تسرعت بالزواج ... ألا تحبها ؟! - أحبها .. لا ... لا أعلم .. لا أعلم ... ووضع يده على جبينه ... وضع كلتا يديه على كتفي حسن ...وأجبره على الالتفاف ناحيته ... وزمجر به قائلاً: - حسن ... ما هذا الكلام .. أتحبها أم لا .. ؟ أخذ حسن نفساً عميقاً ... تبعه بزفرة مصحوبة بكلماته : - عادل ... الأمر لا أعرف كيف أصفه .. أنه معقد .. معقد .. أنا نفسي لا أفهم الذي يجري لي .. لا أفهم ... يتبع ... |
الجزء الثاني و العشرين...
نزل من على الدرج ... لتقع عينيه على أمه لوحده ... أمام مائدة مكتظة بما لذ وطاب ... لكن يداً لم تلمسها ... كانت تنظر إلى الطبق الخالي ... بعينين سارحتان في عالم آخر ... أقترب منها .. سحب الكرسي ... وانظم إليها على المائدة... حاول أن يعيدها إلى هذا العالم ... لكن بطريقة لا تجعلها تتحسس من شيء.. فهو يعي ما تمر به أمه ... مد يده وقال: - هل يمكنك أعطاء رغيفاً من الخبز يا أمي ؟ ردت كالبلهاء ... فهي لست معه ذهنياً: - ماذا ؟! - خبز .. أريد خبزاً إذا أمكن... - آآآآآآآآآآآآآآه ... بطبع .. تناولت رغيف الخبز ... ومدته ناحيته ... أخذه وأخذ يشرع بالأكل ... لاحظ بأنها لازالت لم تمد يدها ناحية الطعام .. فقال: - أممممممممم .. الإفطار اليوم شهي ... سلمت يمناك يا أمي .. بابتسامة عابرة قالت: - شكراً يا عمر.. - أين البقية ... سوف يفوتهم هذا الإفطار الشهي ... - لا يوجد في البيت سوى أنا و أنت ... - توقف عما كان يفعله .. وقال .. وحاجبيه مرتفعان إلى أعلى : - أين ذهبوا..؟! - رنا مع نجوى في بيت أهلها... فنجوى تريد أن تبتعد لبضعت أيام تعلم بسبب ما جرى ... أما تامر فأنا لا أعلم أين هو ... هذا الفتى في الفترة الأخيرة لم أعد أفهم تصرفاته .. لا أعلم ما الذي جرى له ... - أنا أعلم ما الذي جرى له ... فهو نسخة طبق الأصل عن غسان ... أناني .. لا يهمه شيء .. أستوعب ما قاله لكن بعد فوات الأوان .. فنظر إلى أمه متفحصاً ... ليجدها قامت من مقعدها ...و هي تقول: - الحمد لله ... وشرعت بالمشي ... لكنه استوقفها بقوله: - لكنك لم تأكلي شيئاً يا أمي ... - ليس لديه شهية اليوم .. وأكملت طريقها ... لكنه قام من مقعده وقال لها : - أمي إنه ... توقفت ... وبترت جملته قائلة: - أرجوك يا عمر هذا الموضوع لا أريد أن أتكلم فيه ... فقد طوية صفحته ... لكن يلزمن بضعة أيام حتى أعتاد عليه .. ليس غير ... ومضت مبتعدة ناحية المطبخ ... ......................................... فتحت الصنبور ... ووضعت الطبق تحته ..وأخذت تفركه ... لتدخل عليها نجوى ... محملة بأطباق متسخة أخرى ... وقالت: - شكراً لك يا رنا ... لقد كان الطعام شهياً ... قالتها وابتسامة باهتة على شفتيه سكنت ... - أحقاً .. وكيف حكمتي على طبخي وأنت لم تتناولي سوى لقمتين فقط ... طأطأت رأسها خجلاً ... وقالت بصوت مخنوق: - أنا آسفة ... أنت تعلمين بأنه ليس السبب طبخك .. لكن أنا ... قاطعتها قائلة : - لا داعي لتكملي ... أنا أعلم صعبت الذي تمرين به ... لكن يجب أن تقاومين وألا تستسلمي للحزن ... رفعت رأسها ...وهزت رأسها بالإيجاب ... - صحيح قبل أن أنسى ... أنا سوف أذهب لمنزلنا اليوم ... لأحظر بعض الأغراض ... - هذا جيد ..فأنا أيضاً أريد بعض الأغراض إذا أمكن أن تحضريها لي ... - حسناً .. لا بأس ... أكتبها لي في ورقة فأنت تعلمين كم أنا أنسى ... - حسناً عم صمت لفترة وجيزة ... لم يعلو فيه سوى صوت الماء النازل من الصنبور و الأطباق .. أخيرا قالت رنا : - نجوى ... ألم يحن الوقت .... ناولتها نجوى أحد الأطباق المتسخة ...وقالت وهي ترسم التعجب على قسمات وجهها : لماذا ؟!!! ابتلعت رنا ريقها..ومن ثم قالت: على .. على ..أن تخبريهم بطلاقك ... أنزلت رأسها لثواني ... وأخذت نفسا عميقا ... تبعته قائلة : - هو الذي يجب أن يفعل هذا ....فهذا أقل شيء يجب أن يفعله ... - لكن ... رفعت رأسها وصوبت عينيها ناحية رنا وقالت: - لا يوجد لكن ... هذا هو واجبه اتجاه .. أن يواجه أهله ... ويخبرهم بأنه طلقني ..لأنه فضل امرأة أخرى عليه ... ومدت يدها محملة بطبق آخر ... .............................................. - نعم أي خدمة ؟ - هل السيدة نجوى عصام هنا؟ رفع أحد حاجبيه ...وقال: - كلا ...من حضرتك .. ولماذا تريد نجوى ...؟ قاطع حديثهما صوت أم تامر وهي تقول: - من في الباب يا عمر ؟ التفت إلى ناحية أمه وقال: - لا أعلم يا أمي ... أنه يريد نجوى... بوجه رسمت قسماته الاستغراب قالت: - نجوى ... وماذا يريد بها ...؟!! قالتها وهي تقترب منهما ... هز عمر رأسه بلا ... قال: - سيدي متى سوف تأتي السيدة نجوى ؟ قبل أن يرد عليه عمر .. قالت أم تامر : - ماذا هناك يا بني.. ماذا تريد بنجوى ؟ - عندي ورقة يجب أن أسلمها لها شخصياً.. فقال عمر مستفسراً: - وما هذه الورقة.... - إنها ورقة طلاق ... ............................................. كان يهم بالخروج .. لكن يداً أمسكت بذراعه ردعته... التفت إلى خلفه ... وقال: - لماذا تمسك بذراعي يا عادل ؟ - أريد أن أحدثك... رفع كلى حاجبيه وهو يقول: - في ماذا ...؟!! - في الكلام الذي قلته لي البارحة.. فنحن لم ننتهي بعد منه ... زفر زفرة قوية قبل أن يقول: - بنسبة لي لقد انتهى .. فدعني فأنا مشغول ... - كيف انتهينا ... نحن... - قلت لك لقد انتهى الحديث ... وأمسك بيد عادل ... و أبعدها عن ذراعه ... لكن لسانه لم يعتقه : - ماذا سوف تفعل يا حسن ؟ رفع حسن كلى كتفيه إلى أعلى .. ومن ثم هم بالخروج .... .............................................. - ماذا تفعلين ..؟ سرت رعشة في جسدها ... تلتها قائلة وهي تضع يدها على قلبها ... - لقد أخفتني ... - أنا آسفة ... لكن لزلت لم تقول لي ... ماذا تنتظرين ... - لا شيء ... - لا شيء ... نعم ... أو إنك تنتظرين .... اعتلت وجهها قسمات الضيق وهي تقول: - غدير هذا يكفي ... ألا يكفي ما فعلته البارحة ...و أنك أخبرتي أخي ... - أخبرته لأنك لم تعودي بوعيك ... إنه يلعب بك ... و الآن لقد اكتفى ... لن يعود ... - كفى غدير ... لم أعد أطيق سماعك ... - جنان .. أنا أريد مصلحتك ... أنا حقاً خائفة عليك ... - لا داعي لكي تخافي ... لأنه لا يلعب بي ... تنهدت ...ومن ثم قالت : - أرجو بأن كلام صحيح ... - هيا لقد تأخرنا ... هيا لنذهب ... ............................................. انهارت على أول كرسي وقعت عينها عليه .. وعينيها يرسمان الذهول... وجه قبضة يده ناحية الجدار ... وهو يقول من خلف أسنانه ...: - لا أصدق بأنه فعلها ذلك الحقير... رفعت رأسها ناحيته ...وقالت بنبرة صوت فيها لمسة من التعجب: - أكنت تعلم بهذا الأمر... أدرك زلت لسانه لكن بعد فوات الأوان... فأخذ يتلعثم في كلامه : - أنا.. أأأ قامت بسرعة من على الكرسي وصرخت به قائلة: - عمر ... هل كنت تعلم بأن تامر يريد أن يطلق نجوى ...؟ أخذ نفساً عميقا.. قبل أن يرضخ لصراخها.. و يحزم أمره بالاعتراف : - ليس تماماً ... اقتربت منه ...وقالت مستفسرة : لم أفهم ... ماذا تقصد بليس تماماً يا عمر ...؟ لقد جفت الدماء في عروقي وأنت لم تتكلم... ألتهم الهواء التهاما قبل أن يقولها... فهو يعلم أنه سوف يرمي قنبلة على أمه...: - الذي أعرفه بأن... بأن تامر قد ..قد ... قاطعته بصراخها عليه قائلة: - تكلم ... لقد أتعبتني .. - قد تزوج على نجوى ... ............................... فتحت الباب ... لتقول على فورها ...: - عادل ...!! خط ابتسامة واسعة قبل أن يقول: - نعم .. عادل ... ماذا بك .. مستغربة هكذا ؟ ابتسمت هي الأخرى ...وقالت: - لا أبداً لست مستغربة ... تفضل ... وأشارت له بدخول .. ليستجيب هو لإشارتها ويدخل ... تفضل ...- وأشارت له بالجلوس ... ليجلس ... وهو في داخله شيء يريد أن يبوح به .. لكن لا يعلم كيف ينطق بما في قلبه... - كيف حالك يا عادل ؟ - بخير ... بخير .. وأنت ؟ - الحمد لله ... قالتها وابتسامة مهزوزة على شفتيها ... وأكملت قائلة : - أتريد أن تشرب شيئاً ... - ها ... كلا ... شكراً ... اجلسي ... لم أنت واقفة هكذا.. جلست ليسود صمت في الأجواء.. لكن حوار داخلي شرس كان يدور في داخله... كيف ينطقها و ياعترف لها بأنه يحبها ... كلمة بسيطة... لكنها تحتاج إلى جرأة كبيرة... قتلت ذلك الصمت الذي سيطر على المكان بقولها : - في ماذا أنت سرحان ؟ - أنا ... - ماذا بك هكذا قلتها وأنت مرعوب ..؟! - أنا مرعوب .. كلا .. كلا .. لاشيء من هذا القبيل... - عادل .. أيمكنني بأن أسألك سؤالاً ؟ - بطبع... - البارحة... ماذا كنت تريد أن تقول لي ... هنا أنتفض كل جزء من جسده... ليتوقف عقله لثانية عن العمل ... و يجد نفسه محاصر ... لقولها... ............................................ كان يلعب مع ابنه ... و الابتسامة الواسعة على شفتيه ... أما هي كانت تنظر إليه ... وعلى تلك العلامات التي على وجهه ...وسؤال لا يفارق خلدها منذ البارحة .... (( ما الذي جرى له ؟)) لاحظ نظراتها له .. فقال والابتسامة لم تفارقه : - لماذا تحدقين بي هكذا ...؟ - ألن تخبرني بالذي جرى لك ؟ زالت تلك الابتسامة من على شفتيه ... وقال والضيق بدأ يتفشى في معالم وجهه: - قلت لك بأني لا أريد الحديث بهذا الموضوع... - لقد ضننت بأنه لن يكون بيننا أسرار بعد ما حصل أغمض عينيه لثانية واحدة ..و أطلق زفرة قويه ... ومن ثم قام تاركاً ابنه يلعب مع الألعاب المتناثرة على الأرضية ...فتح عينيه ..وأقترب منها ... جلس بجوارها ... وأحاطها بذراعه ...وقال: - لا توجد أسرار ... فقط ... أنه ... أنه موضوع لا يعينك .. أقصد .. - تامر ... أرجوك ... كفى ... نحن الآن نفتح صفحة جديدة .. خلية من أية أكاذيب ..و أسرار .. أرجوك لا تجبرنا لك نعود للصفحة القديمة ... طبع قبلة على جبينها وأردف قائلاً: - لن نعود يا حبي... لن نعود فلا تخافي ... فتحت فمها لترد عليه ... لكن صوت رنين هاتفه النقال ... استوقفها ... أخرج هاتفه من جيب بنطاله ... وتعين الرقم .. ليرفع أحد حاجبيه ... ويقول: أنها أمي ...- ضغط على الزر الأخضر ...وأجاب قائلاً: - السلام عليكم أمي... لم ترد عليه السلام ... بل انفجرت عليه قائلة: - تعال إلى المنزل وفوراً .. - ماذا هناك يا أمي ؟! - قلت لك تعال إلى المنزل ...وحلاً وأغلقت الخط ... ليجتاحه الذهول الممزوج بالاستغراب ... يتبع... |
الجزء الثالث و العشرون ...
كانت تترقب رده .... أما هو فلازال معتكفا في صمته .... أخيراً تحركت شفتيه ... لتتأهب حاسة السمع لديها ... لسماع رد على سؤالها ... كان أخيراً رفع الراية البيضاء .... و مستعد لينطقها... رغم صرخة مدوية في داخله... تقول له ... لاااااااااااااااااااا تفعل ... خرجت الكلمات من حنجرته بعد طول انتظار بصوت هزه الصراع الداخلي: - لأنه ... لأنه أردت ... بأن أخبرك ... بأنه ... بأنه .... ( عاد إلى صمته لبرهة ... ليدخل نفس عميق إلى رئتيه ... ويخرجه بسرعة ...و يكمل قائلاً ) ... بأنه ... ( شلت شفتيه ... وضلت بين السماء و الأرض ... لا يريدان بأن ينطقانها ....) - لتسأل هي بعد طول صبر : - بأنه ماذا يا عادل ؟! - بأن ... بأن حسن يشعر بأنه تسرع في زواجه ... ( أعتلة وجهه الدهشة ... لا يعلم كيف تحولت الكلمات عندما خرجت من حنجرته ..... في حين أنها أخذت نظر إليه بتعجب ) وقبل أن تفتح فمها لتستفسر ... دوى صوت شيء ... التفت الجميع إلى مصدر الصوت ... ليجدوا رنا واقفة وفي وجهها علامة الصدمة ... وعلى الأرض هاتف نقال... قامت نجوى من فورها ...وسألت رنا : - ماذا هناك يا رنا ؟ وجهت رنا بصرها ناحية نجوى ... و لازلت الصدمة تعتلي وجهها ... وقالت بصوت بالكاد يسمع: - م....ماذا ؟! اقتربت منها نجوى .... وقفت أمامها ...وقالت: - ماذا بك ؟ هزت رأسها يمنتا ويسارا ... وهي تقول بصوت بدأ يعلو : - لا شيء ... فقط ... فقط سمعت صوت هاتفك النقال ... وهو يرن ... فجأة به ... ( ومدت يدها الخاوية ناحية نجوى ) نظرت نجوى ناحية اليد الخالية ... وابتسمت ...ومن ثم عادت بعينيها ناحية رنا .. وقالت : - لماذا تمدين لي يدك ...؟ - الهاتف ... نظرت رنا ناحية يدها ... فاتسعت حدقت عينيها وأخذت تسأل بهسترية ...: أين الهاتف ؟ انحنت نجوى ناحية الأرض ... وتناولت الهاتف ...وقالت والابتسامة لا تزال على شفتيها...: الهاتف ها هو ... طأطأت رنا رأسها ....خجلاً ... ومن ثم قالت نجوى بعد أن تعينت الهاتف: إنها عمتي ... غريبة 7 اتصالات... سوف أتصل بها .... ومن ثم التفتت ناحية خالفها وقالت : عن إذنك يا عادل ... سوف أذهب وأكلم عمتي وسوف أعود... - حسناً ... خذي وقتك ... وقبل أن تخرج... همست بأذن رنا قائلة: - ابقي مع خطيبك ريثما أعود .. هنا رفعت رنا رأسها... لتتذكر بأنه هناك كائن حي آخر غير نجوى ... أما نجوى فقط خرجت و تركتهما لوحدهما.... ....................................................... كانت جالسة أمام زنزانتها ... تنظر في اللاشيء ... وهي تتخيل ... كيف سوف تصبح حياتها بدونه ... بدون سجانها.... لكان العالم ذو ألوان زاهية.... خالية من الدمع والأحزان .... قطع سلسلة أفكارها صوت هاتفها النقال وهو يرن ... كانت ممسكة به بيدها ... رفعت يدها ... وعندما رأت الرقم الظاهر ... قوست حاجبيها إلى أعلى وهي تقول بنبرة صوت بها لمسة من التعجب: - هذه خامس مرة يتصل بي هذا الرقم !... من هذا ؟ ... سوف أرد وأمري إلى الله ... ضغطت على الزر الأخضر ...وقبل أن تنطق ... جاءها صوت المتصل قائلاً: - أخيراً رددت عليه ... اتسعت عينيها وهي تقول : - خليل ..!!!! - نعم خليل ... هند ... أريد أن أخبرك بأمر مهم ... بترت جملته قائلة: - ماذا تريد مني أيضاً ..؟ . ألا يكفي الذي فعلته بي... - هند أنا اتصلت بك لكي أخبرك بأن الأمور سوف تكون أفضل .... نعم أنا سوف أحل كل شيء ... وسوف نصبح لبعضنا البعض ... ردت عليه بصوت ملئه الضيق : - ومن قال لك بأني أريد بأن أعود لك ... على صوته وهو يقول: - أففففففففففففف منك يا هند .. إلى متى سوف تضلين تمثلين هذا الدور ... أنا أعلم بأنك تحبيني ... فكفى ... فكفى واعترفي بذلك .... أنا لقد تعلمت درسي ... بأني بدونك لا أستطيع أن أعيش ... فأرجوك ... أرجوك كون لي .... تعالى صوت ضحكة من على الخط الآخر ... تبعها صوتها وهي تقول: - تقولها وبقل ثقة ...بأني أحبك ... حسنا .. حسنا يا خليل ... نعم ... نعم أنا أحبك .... لكنني ... مستحيل أن أعود لك ... لقد جرحتني ... وآلمتني .... لهذا سوف أنساك ... سوف أنسى أنني يوماً أحببتك .... لهذا وداعاً خليل ...وداعاً ... - هند ..لحظة... اسمعيني ... سوف أطلقها... نعم ... لقد أخبرتها بأني أحب غيرها...سوف أطلقها.... - كالعادة تحل مشكلة بمشكلة أخرى .... على العموم لم أعد أهتم بك ... ولا بأس شيء يخصك .... لهذا أفعل ما تشاء .. لكن أنا ...ولا تحلم بأن أعود لشخص مثلك خائن ... لتغلق الخط عليه .... و باب قلبها كذالك ... وتنسكب دموع الظلم على الحكم الجائر الذي حكمت عليه قلبها .... .......................................... لم يعلو سوى أصوات أنفاسهم المضطربة ... ونبض قلوبهم المنتعشة بأمل ولو كان صغيراً ... في حين أن صوت النفس لم يركد ... ( إذا حسن ليس سعيداً بزواجه .... لا أصدق ... هناك ... لازالت هناك فرصة ... نعم فرصة ...) لكنها لما رفعت رأسها ...ووقعت عينها على الشخص القابع أمامها ... زالت تلك الابتسامة التي رافقتها لثواني معدودة ... ( عادل ... آآآآآآآآآآآه .... أنا الآن لعادل ... ) ( كيف فعلت هذا ؟!... كيف تفوهت بهذا الكلام ...؟! ... كان يجب أن أقول لها بأني أحبها ليس ذلك الكلام ...أأأأأأففففففف .... لماذا أجبن هكذا دائما ... ما الخطأ باعتراف بأني أحبها ... لا يوجد أمر خاطئ في ذلك ... أنا أحبها ... حتى قبل أن يأخذها ذلك الخسيس مني .... أنا الأحق بها نعم ... أنا ... سوف أخبرها ... نعم ... سوف أخبرها عندما تعود ... لا مزيد من التأخير ... فأنا لم أعد أطيق حبسه أكثر في قلبي ... نعم سوف أخبرك يا نجوى بأن أحبك ... نعم أحبك .... ) ليخط ... ابتسامة واسعة على شفاهه .... ابتسامة فتح صفحة جديدة ... يخط فيها أول كلمة ... وهي أحبك ... لكنها لم تلبث إلا ورحلت عن شفتيه ... عندما وقعت عينه على رنا ... لعود للواقع ... ( رنا ... يا الله كيف نسيتها .... ) لتتدخل نجوى وتقطع عليهم حبل أفكارهم .. بقولها : - إن عمتي تريد أن تراني وفوراً ... لهذا يا عادل ...اعذرني يجب أن أذهب ... التفتت رنا ناحية نجوى وقالت : - خيراً ..ماذا هناك...؟! - حقاً لا أعلم ... لم تقول لي سوى بأنها تريد مني أن أحظر فوراً إلى المنزل ... وفي الحقيقة نبرة صوتها أشعرتني بالخوف ... قامت من على الكرسي ..وقالت ..وقد بدا على تعابير وجهها الخوف: - أمعقول بأن أبي حصل له مكروه ... ولا تريد أن تخبرن به أمي ... - لا تقول هذا الكلام ... قام عادل من مقعده ...وقال: - هيا بنا إذا لنذهب ونعرف ما الأمر .. - لكن ... - لا وقت للكلام يا نجوى ... هيا سوف أوصلكن ... ... .................................................. كانت تتأمل نفسها أمام المرآة ... أما هو فقد كان يرتدي قميصها .... نظرت على انعكاسه على المرآة ... وقالت: - حسن .... أأبدو جميلة ؟ ألتفت ناحيتها وهو مقوس حاجبيه إلى أعلى : - ولماذا تسألين هذا السؤال ؟! - سايرني وأجب عليه ... هل تراني جميلة ؟ - أعاد بصره ناحية أزرار قميصه التي بدأ يدخلها بطرف الآخر ... ومن ثم قال: - نعم ..جميلة ... بدأ الضيق يتفشى في ملامح وجهها .... وقالت بصوت يعكس ما بداخلها من غضب: - لماذا تقولها هكذا ...؟ عاد ليلتفت ناحيتها .... : - ماذا تقصدين .؟ قامت من المقعد .. واستدارت ناحيته ... وقالت ولازلت هي على حالها : - لماذا تقولها هكذا بدون مشاعر ...بدون أحاسيس ... بدون حتى اكتراث ...؟ عاد ليقوس حاجبيه إلى أعلى وهو يقول لها : - ماذا بك يا قمر ...؟! ما هذه الترهات التي تتفوهين بها ؟؟؟ ! هزت رأسها يمنتاً و يساراً قبل أن تنطق قائلة: - إنها ليست ترهات .... فمن حقي أن أعرف إذا لازال زوجي يراني جميلة في عينيه .... - ولماذا الآن ... لماذا تسألين هذا السؤال الآن ؟ اقتربت منه بخطى صغيرة ... وقفت أمامه .... صوبت عينيها ناحية عينيه ... لتجبر عينيه على الوقوع في شرك عينيها ... وقالت: - تصرفاتك هي التي جعلتني أسئل هذا السؤال... فأنت على أتفه الأسباب تتضايق ... دائم الخروج من المنزل ... وقلما تتحدث إليه .... لا أعلم ما الذي جرى لك خلال هذا الأسبوعين .... أنقلب حالك تماماً ... ألم تعد تحبني يا حسن ....؟ ................................................ دخل المنزل على عجل ... ليجد أمه وأخيه يلتهمنه بأعينهم .... خطى خطوتين للأمام ومن ثم قال: - السلام عليكم .... لم يرد عليه أحد ... فزادت حيرته و استغرابه .... قامت أمه .... و توجهت ناحيته ... وهي لم تعتقه من نظراته التي لم ترحه .... وقفت أمامه ...وقالت بهدوء يسبق العاصفة: - أصحيح بأنك متزوج بسر ؟ اتسعت حدقت عينيه ... لما دخل مسمعه ... وعلى فوره وجه بصره ناحية عمر الذي لازال جالساً مكانه .... ليعود صوت أمه يهجم على مسمعه : - لا تنظر إلى أخيك وانظر إليه .... أعاد بصره ناحية أمه لكن بعد أن رمق أخيه بنظرة كلها توعد .... وعادت لتقول: - لم تجب على سؤالي يا تامر ... هل أنت متزوج بسر ؟ أدخل ما يقدر عليه من أكسجين إلى رئتيه ومن ثم قال : - نعم .... ولم يجد نفسه إلا يداً قد التطمت بخده الأيمن ... وفي نفس تلك اللحظة .... دخل كل من رنا و نجوى و عادل ... ليشهدوا على تلك الصفعة التي جعلت خده الأيمن يشتعل ناراً.... ثارت عليه أمه قائلة : - كيف تفعل ذلك ... ألا تخجل من نفسك ....؟ لم يرد عليها بل أكتفا بمرافقة الصمت ... في حين أن أنفاسه كلما تعلو في صدره ... أما البقية فقد أكتفوا بدور المتفرج ... و الدهشة ملئ أعينهم .... أما هي فقد بدت تلك النار المتأججة في صدره تخمد رويداً رويداً ... فها هي عمتها ... تنتقم لها ... وتريه الأمرين كما أراها... أما أم تامر ... فموج الغضب أعم بصيرتها ... وجعلها تصرخ بدون أن تعي ماذا تقول: - كيف علت هذا الشيء ... ولماذا ... لماذا ؟ لم ينبس ولا بكلمة واحدة ... وهو يحاول أن يمنع ذلك البركان الثائر من الانفجار في داخله ... - أنطق ... الآن لا تستطيع الكلام ؟ .... لم ... حتى لا أعلم ماذا أقول.... مستحيل... غرس وجهها في كلتا يديها ... وهي تحاول ... أن تتمالك نفسها ... هرعت رنا ناحيتها.... وأمسكت بها ...وقالت: - اهدأ أمي ... فالانفعال ليس جيدا لصحتك ... حررت رأسها من يديها ... ونظرت ناحية رنا وقالت: - لا أستطيع أن أهدأ .. لا أستطيع ... لازلت غير مصدقة.. لما سمعت ... ( ثم بسرعة البرق .. أعاد نظراتها المتقدة بالغضب ناحية تامر ... الساكن بلا حراك ... وصرخت به قائلة ) .... لماذا لا تتكلم ... وتقول لي لماذا فعلت هذا ؟ ( أخذت تضرب على صدره وهي تصرخ به قائلة... ) تكلم .. قول شيئاً .... هنا انفجر البركان في داخله... فحرق ذلك السكون الذي كان يتقيد به ... فأمسك بكلى يدي أمه ... وصرخ بها قائلة: لأنه من حقي ... بأن أتزوج 2..3.. 4 .... ومن ثم أنا أحبها ... أحب هدى ... نعم أحيها من كل قلبي .... ضلت تلك الكلمات الأخيرة تترد في عقلها ... لتشعل الصدمة في داخلها ... بدأت تفقد توازنها ... كانت تريد أن تستند على شيء ... لكنها هي لا ترى شيئاً فالعالم من حولها يدور ... إلا أن يدين أمسكتا بها ... ليمنعانها من السقوط أرضاً ... تبعه صوته وهو يقول : - أأنت بخير يا نجوى ؟ توجهت الأنظار منه ناحية نجوى وعادل الممسك بها ... ليهرع الجميع ناحيتهما ... إلا هو فقد زاد تدفق تلك الحمم في صدره...وهو يتذكر لليلة البارحة ..... سحب عمر كرسياً ...وقال : - اجعلها تجلس هنا ... استجاب لكلامه ... وجعلها تجلس على الكرسي ... وعينيها بالكاد مفتوحة ... أمسكت بيدها و بصوت مغلف بالخوف قالت: - نجوى بنيتي ... ماذا بكي ... بماذا تشعرين ...؟ ... اذهبي رنا واجلب لها ماءاً .. - حلا أمي ... وركضت رنا ناحية المطبخ .... - بنيتي أرجوك أجيبيني... ...ردي عليه ... قال عادل الميت من الخوف عليها ... : - يجب أن نأخذها إلى المستشفى .... قالت أم تامر : - نعم .. هيا بنا ... نظر ناحية عمر وقال: - هيا بنا نحملها ناحية سيارتي ... أمسك عادل بذراعها وعمر بالذراع الآخر ... وقبل أن يرفعها لتقوم... دوت صرخت: - توقف ... أبعد يدك عنها ... التفتت الجميع ناحية مصدر الصوت... ليجدوه قادماً من تامر ... الذي كان مقطباً حاجبيه..و عينيه لا تنذران بالخير... لم يعره عادل بالا .. بل شرع برفع نجوى ... مما زاد من غضب تامر ... الذي ركض ناحيته ..وأمسك بيد عادل وأبعدها عن نجوى .... ومن ثم صرخ به قائلاً: - قلت لك أبعد يدك عنها ... صرخت به أمه قائلة : - أجننت يا تامر .... ألتفتت ناحية أمه وقال بصوت مشبع بالغضب : - لا لم أجن ... تضنون بأني أنا المخادع .. أنا المخطأ ... كلا لست أنا فقط كذلك ... بل هذا أيضاً ( وأشار بأصبعه السبابة ناحية عادل ) ... أنه أوسخ مني .... يدعي بأنه طيب وايهمه الجميع ... في حين أنه يخدعكم جميعا ... جميعا ... قال عمر : - ما هذا الهراء الذي تتفوه به ...؟ - هذا ليس هراء ... ( وألتفت ناحية عادل الواقف بلا حراك ) الذي لا تعرفونه عن عادل بأنه ... صرخ عادل بأعلى صوته : - توقف ... لا تقول شيئاً... - لا سوف أقول ..وسوف أري الجميع حقيقتك.... عادل .. كور يده ...ورفعها لكي يسكنها في وجه تامر ... الذي أمسك بيده ومنعها من أكمال طريقها.... هز رأسه قبل أن يقول: - هذه المرة أنت الذي سوف يضرب ولست أنا.... وبحركة سريعة وجه قبضة يده على أنف عادل ... الذي أختل توازنه وسقط أرضاً.... قالت أم تامر المصدومة مما ترى : - تامر .. ما الذي فعلته...؟ ليقول عمر: - لا لقد فقدت عقلك رسمياً .. - هذا رد على الذي فعله بي لليلة البارحة ... أمي أنت لا تعلمين ما الذي يفعله عادل ... لو كنت تعلمين لفعلت مثل الذي فعلته وأكثر ... أمي عادل ... يحب نجوى ... ويريدها ... فتحت أم تامر عينيها أوسع ما يكون وهي تقول والذهول يغطي وجهها : - ماذا قلت ؟!! - مثل ما سمعتي .... أنه يخدعكم ... ويخدع أختي رنا .. المسكينة ... قال عمر الذي أمسك بأمه : - أمي لا تصغي إليه .. بتأكيد أنه يكذب .... تعالى صوت شيء ينكسر ... لتستدير الأرؤس ناحية مصدر الصوت ... ليجدوا رنا...واقفة...وفي وجهها الصدمة مرسومة .. و كأس الماء قد تحول إلى قطع صغيرة متناثرة على الأرضية... توجه تامر ناحية الباب ...ومن ثم استدار إلى خلفه ... ومن ثم قال : - أنتم حرين بأن تصدقوني أو لا... أننا أخبرتكم وبرأت ذمتي ... الآن مع السلامة .... وقبل أن يخرج ألقى نظرة كلها شماتة ناحية عادل.... الذي لا يزال مستلقين على الأرض... ورسم ابتسامة انتصار ومن ثم خرج .... دوى صوت خطوات متسارعة على الدرج .... كانت رنا ... وهي تهرع بعيداً عن هذا المكان الذي في كل لحظة يفجر قنبلة أشد وأقوى من سابقتها... توجه عمر ناحية عادل ... مد يده له .. ومد عادل هو الآخر يده ناحية عمر ... وبحركة سريعة ... سحبه عمر .. ليقف على ساقيه ... وهو لازال لا يقوى أن يضع عينيه في أعينهم ... لم يكن يريد أن يعرفوا بهذه الطريقة... كان يريد بأن يهيأ الأمر قبل أن يخبرهم .... قال عمر: - أصحيح الذي قاله تامر يا عادل ... الآن لا مفر ولا منفذ ... فالأبواب جميعها أغلقت في وجهه .. لا بد من الاعتراف ... هز رأسه بالإيجاب .... ليتحول الشك إلى يقين مر الطعم على عمر و أم تامر .... يتبع ... |
الجزء الرابع و العشرون ....
ضلت تترقب تلك الإجابة التي سوف تخمد نار الشك التي تنهش بها ... لكن الانتظار طال ... و الصبر بدأ ينفذ ... فكل خلية بداخلها تحترق ... فلجأت لإعادة السؤال ... لعله ينهي عذابها ... - حسن ... هل لازلت تحبني ؟ أخذ يحدق بها لثواني ... مرت عليها كدهر ... ومن ثم قال ... بصوت خالي من أية مشاعر : - بطبع ... أغمضت عينيها ... وأدخلت شفتيها إلى داخل فمها ... وهي تحاول تكتم ذلك الدمع .. ومن ثم قالت بصوت مهزوز : - بطبع ... هذا واضح ... واضح ... ومن ثم أولته ظهرها ... وتوجهت بخطى مهزوزة ناحية الباب ... لتوقفها صرخته ...وهو يناديها : - قمر ... ماذا بك ... ماذا تقصدين بكلامك ؟ أخذت نفسا .. ومن ثم أخرجته من صدرها المكبل بالحزن ... وقالت : - لقد اتضحت الصورة لي... طوال هذان الأسبوعان وأن أفكر... ما الذي جرى لك ... ما الذي غير حالك... الآن وجدة الإجابة ... وجدتها .... بأنك... بأنك لم تعد تحبني... ... وخرجت قبل أن تخونها دموعها ... ركض ورائها ... ليمسك بذراعها قبل أن تخطو أول خطوت ناحية الدرج ... ليستوقفها ... ويجبرها على الالتفات ناحيته ... - قمر ... أنت ... أنت لا تفهمين شيئاً ... أنا ... - أنت ماذا يا حسن ؟ ! حرر ذراعها ... ووضع كفه على جبينه ... ومن ثم قال .. بعد أن زفر زفرة قوية : - أنا نفسي .. لا أعلم ما الذي يجري .. لي ... - لا داعي لكي تتعب رأسك بالتفكر ... أنت لم تعد تحبني ... .. لم ( خنقتها العبرة وهي تكررها ... وقد بدأت الفكرة تستوعبها في خلدها ) لم تعد ت...تحبني ... - كلا ... أوووووووه ... أستند بظهره على الجدار ... وهو يحاول أن يرتب أفكاره المشتتة في عقله .... - حسن ... قاطعها بقوله: - قمر ... في الفترة الأخيرة ... كان هناك سؤال يضل يدور في رأسي ... يبحث عن جواب ... كان مطأطئا رأسه .. قبل أن يرفعه ... ويوجه بصره ناحيتها وهو يكمل قائلا: - هل تسرعت بزواجي بك ... فأنا .. فأنا لم أرك سوى مرة واحدة ...وأنت ...وأنت لم تريني سوى مرة واحدة ... ربما ... ربما الذي نحن نعتقد بأنه حب ... ليس حبا ... ربما هو أي شيء آخر سوى الحب ... أخذت تحدق به وهي غير مصدقة لما تسمعه ... لتستغل الفرصة دمعة ... وتهرب من مقلتها ... لتنساب على خدها .... ومن ثم قالت ... بعد أن جاهدة في سبيل أن تخرج تلك الكلمات من حنجرتها ...: - أنا متأكدة بأن ما أكونه لك هو الحب... يبقى أنت ... أن تجيب على هذا السؤال ... هل ما تكنه لي هو الحب ؟ ... لحين أن تجاوب على هذا السؤال ... سوف أكون في بيت أهلي .... .................................... قرعت الباب لكن ما من مجيب ... انتظرت ... فلم يقبل انتظارها بصوت يجيبه ... فتحت الباب ببطء ... لتجدها جالسة على حافت السرير ومولية ظهرها ناحية الباب ... خطت ناحيتها ببطء ... لتجدها مصوبة عينيها ناحية الجدار ... و دمعة محتارة أتنزل .. أم تبقى على عينيها ... جلست بجانبها ... وضعت يدها على يدها التي كانت ممسكة بحافة السرير ... وقالت: - رنا .. حبيبتي ... انتفضت هي ... فاهو حاجز الصمت يكسر .. التفتت ناحيتها ... وقالت ... وعينيها مفتوحتان على مصراعيهما..: - أمي ... متى دخلتي ...؟!!! - منذ قليل ... لقد قرعت الباب .. لكنك لم تردي ... - لم أسمعه ..... صحيح ... كيف نجوى ؟! - إنها بخير .. قال الطبيب بأنه إرهاق .. ويجب بأن ترتاح ... لقد أحظرنها ... هي الآن في غرفتها نائمة .... طأطأت رأسها ومن ثم قالت: - الحمد لله بأنها بخير... شدت قبضت يدها على يد رنا وهي تقول: - حبيبتي رنا .. هل أنت بخير؟ أغمضت عينيها لثانية ... لتندفع تلك الدمعة من مقلتها أخيراً ... ومن ثم هزت رأسها وقالت: - نعم أنا بخير ... وضعت يدها تحت ذقن رنا ... وأجبرته على التفات ناحيتها ..ومن ثم قالت : - كلا أنت لست بخير ... إنه موقف صعب .. أنا أعلم ذلك ... ففضفضي لي يا رنا ... ولا تكبتيه في قلبك ... أخذت تحدق بأمها لثواني ... ومن ثم مسحت دمعتها بيده الحرة ... ورسمت ابتسامة واسعة على شفاهها ..وقالت بعد أن أخذت نفساً عميقاً : - أتعلمين يا أمي ... أنا سعيدة بأني عرفة هذا الأمر الآن ... أتعلمين لماذا ... لأني منذ البداية لم أكن مرتاحة لهذه الزيجة ... والذي حصل ... ساعدني على حسمي أمري .... هذا أمر جيد ... وليس سيئا كما يبدو ... أنا بخير ... بخير .... فلا تقلقي عليه أمي ... ( وضعت يدها على يد أمها التي غلفت يدها الأخرى وأكملت قائلة ) ... فذهبي يا أمي ونالي قسطا من الراحة ... فأنت تبدين متعبة جدا ... ولا تقلقي عليه ... أنا حقا بخير...( وعادت لترسم تلك الابتسامة الواسعة من جديد ) رفعت يدها الأخرى ... ووضعتها على خدها ... ومن ثم قبلت جبين رنا ...ومن ثم قالت : - تعلمين بأنك يمكنك أن تأتني في أي وقت .... وتفضفضي لي ... هزت رأسها بالإيجاب وأردفت قائلة: - أعلم ذلك ... لكن ليس هناك داعي لذلك ... قامت بعد أن حررت يد رنا ... وذهبت لتترك رنا تعود لعالم الصمت من جديد ... لكن حديث النفس لم يتركها وحالها : ( لماذا أنا متضايقة هكذا ...؟ يجب أن أفرح ... لقد تحررت من زيجة منذ البداية لم أردها ... وأصبحت الفرصة سامحة ... لكي أفكر بك يا حسن ... بدون خوف .. ولا قلق ... لا أعلم لماذا أشعر بهذه الحرقة في صدري ... بهذا الوجع ..... أهذا لأن عادل الذي كان لي ... لم يكن في الحقيقة لي ...... كما حصل لي مع حسن ... كان لي ... كنا سوف نصبح زوج وزوجه ... لكنه في الواقع .. كان ل... لتلك ....آآآآآآآآآآآآآآآآآآه ( وضعت كلتا يديها على رأسها وهي تكمل ) يكاد رأسي ينفجر ... ما الذي يحصل لي ؟) ............................................. أوقف السيارة ... كان يريد أن يقتل الصمت الذي رافقهم طول الطريق .. بشيء يهدأ النفوس ... نظر إليها لبرهة .. كانت تمسك بحقيبة يدها .. تشرع بالخروج ... وضعت يدها على مقبض الباب .. لكنه أخيرا نطق ...قائلا : - قمر ... لحظة .... كانت ملينته ظهرها .... تهلل وجهها بالفرح ... أخيرا نطق ... كانت طوال الطريق تنتظر منه كلمة تردعها عما هي سوف تفعله .... ردت عليه و النشوة في داخلها تتقد: - نعم ... ولازالت هي على وضعيتها ... - ماذا .. ماذا سوف أقول لوالديه .. ؟ كيف .. كيف سوف أبرر لهم سبب غيابك ؟ خيبة الأمل كانت جلية على ملامح وجهها .. وهي تقول .. بصوت خنقته العبرة : - قل لهم أي شيء ... فأنا لم أعد أهتم ... مدام سبب بقاء في منزلهم ... لا يهتم بي ... صدمته كلماتها الأخيرة ... فحاول أن يخفف عليها .. لكن بعد فوات الأوان .. كانت قد ابتعدت ... ........................................ فتحت عينيها ببطء.... لتجد نفسها في غرفتها التي جمعته بها لعشر سنوات .... أخذت تنظر بتفحص للمكان .. كان مرتباً .. كما كان تماماً .... خطت ابتسامة واسعة على شفتيها .... التفتت إلى خلفها ... لتصدم بأنه ليس هناك .... قامت جالسة ... وأخذت تقفز بعينيها فيما تبقى من أرجاء الغرفة ... بحثا عنه ... لم تجده ... قامت من على السرير ..... وبخطى صغيرة اقتربت من الحمام ... فتحته ... لتجده خاوي من أي إنسي .... ومن ثم نظرت إلى خلفها ... لتقع عينيها على الدولاب ... ركضت ناحيته ... أمسكت بمقبضه .. أخذت نفساً عميقاً ... وما إن أخرجته.. حتى فتحته ... لتجده خاوي - لقد رحل ... لم يكن حلما ً ... لم يكن حلماً ... ( أخذت تقولها و الدمع وجد طريقه إلى وجنتيها ) تامر ... تامر ... ... ......................................... كان جالساً في سيارته ... مسمراً بصره في العدم .... حين باغته صوت شيء يقرع... التفت ناحية يمينه .... ليجد حسن واقف خلف شباك سيارته ...أنزل الشباك وقال ...وهو رافع أحد حاجبيه إلى أعلى : - ما الذي تفعله في مثل هذا الوقت المتأخر؟!! - أنا الذي يجب أن يسألك لماذا أنت جالس لوحدك في السيارة في مثل هذا الوقت المتأخر ... ؟!!! حول بصره ناحية مقود السيارة .... وأخذ نفسا عميقا قبل أن يقول: - لأني لا أستطيع أن أدخل المنزل الآن ؟ قوس حسن حاجبيه إلى أعلى وهو يقول: - لماذا ؟!!! - لأني أحمق .. غبي ... أفسدت كل شيء ... زادت حيرة حسن عندما سمع كلام أخيه : - ما الذي جرى لك يا عادل؟! أخذ يمسح بيديه على وجهه ... قبل أن يقول: - لقد عرف الجميع بأني أحب نجوى .... صرخ حسن المذهول قائلاً: - ماذا .... أأنت تحب نجوى ..؟ وماذا عن رنا ؟ - أشششششششششش ... سوف توقظ والديه بصوتك... رفع حسن رأسه لبرهة ... لكي يتفقد منزلهم ... ومن ثم ركض ناحية الباب الآخر لسيارة .. وركبها .. وهو يكرر قائلا: - ما الذي قلته .... أنا لم أعد أفهم شيئا... ظننتك تريد أن تتزوج رنا لأنك تحبها ... ما الذي يجري ؟َََ!!!! - كلا ... أنا لم أحب رنا في حياتي ... كان قلبي لنجوى ... نجوى فقط .... كنت أريد أن أتزوج رنا ... لأني فقدت الأمل بحصول على نجوى .... وأردت بأن أتزوج رنا.... لعلها تساعدني على نسيان نجوى ...وأيضاً لإصرار والديه عليه بأن أتزوج .... وفوق كل ذلك ... كنت أعلم بأني لن أحصل عليها ... لكن بزواجي برنا ... فهي لن تبتعد عن ناظريه .... لكن كل هذا انتهى .. انتهى ... وضع حسن يده على جبينه .... وأسند رأسه على كرسي السيارة .. وهو يحاول أن يستوعب الذي يجري ... - لا أصدق الذي أسمعه ... لماذا .. لماذا لم تخبرني بأنك تحب نجوى .. لماذا ؟!!! - كنت أريدها أن تكون هي أول شخص يسمعها مني ... لكن لم يقدر لي بأن أعترف لها بحبي ... فقد أخدها عني تامر الخسيس ... ( وهوى بقبضة يده ناحية مقود السيارة ... وقد قطب حاجبيه ) ................................ نزلت من على السلالم .. وفي نيتها التوجه للمطبخ ... كانت الظلمة تحيط بها من كل مكان ... لكنها فوجئت ... بضوء يتسلل من المطبخ ... بدأت تخطو بحذر ناحية المطبخ ... وجدت باب المطبخ مفتوحاً ... انحنت .. وهي تحاول بأن ترى من في المطبخ ... لتجد نجوى جالسة لوحدها .... حركت قدمها ...التطمت بالباب .. الذي تحرك ليصدر صوتاً ... ويكشف عن وجودها وراءه ... التفتت نجوى إلى ناحية الباب ... لتجدها ..واقفة هناك ... ومن ثم قالت ... وعلامة استفهام مرسومة على محياها : - رنا .. ما الذي أيقضك في مثل هذا الوقت المتأخر..؟!!! رفعت كتفيها للأعلى وهي تقول : - لم أنم حتى استيقظ ... - لماذا لم تنامي ؟! أخذت تحدق بنجوى لثواني ... قبل أن تقول: - لا يوجد سبب ... فقط .. لم أستطع النوم ... ابتسمت نجوى ..ومن ثم قالت لها ..و هي تضع يدها على الكرسي القابع بجوارها ...: - مادام هكذا ... فتعالي وانضمي لي ... خطت رنا ناحية الثلاجة .. فتحتها .. وانتشلت قارورة ماء .... أغلقت الثلاجة ... ومن ثم توجهت ناحية نجوى .. وجلست بجوارها بعد أن سحبت كأسا من على الطاولة ... ومن ثم قالت نجوى: - أتردين أن أسخن لك حليبا ً مثلي....؟ - لا شكراً .... لقد جئت لأشرب الماء... سكبت الماء على الكوب ... وقبل أن تشربه .. قالت: - ما الذي أيقضك أنت في مثل هذا الوقت ؟ كانت ممسكة بالكوب الذي كان الدخان يتطاير منه ... شدت الخناق عليه لعله يمتص الألم الذي في داخلها ...وقالت: - كيف أنام بعد الذي جرى ... وضعت رنا كأس الماء الذي لم يزر شفتيها على الطاولة... ولم تنبس بكلمة ... فضلت الصمت ... لتسترسل نجوى بالحديث ... و إخراج جزء مما في داخلها..من ألم ... - أتعلمين .... عندما استيقظت... ووجدت نفسي في الغرفة ... ضننت بأن كل الذي جرى ... مجرد حلم .. بل كابوس ... ( خطت ابتسامة عابرة ... لم تدم على شفتيها ... المكبلتان بالأحزان وأكملت قائلة ) .. ليصفعني الواقع المر .. بقوه .. وتعود تلك الذكرى الأليمة ... تمر ( ومررت كفها الأيمن أمام ناظريها وهي تقول ) يمر أمام ناظريه... أنه .. أنه يحبها... يحبها ... ولا يكن لي أية مشاعر ..... ومن ثم أنزلت يدها على الطاولة .. رفعت يدها المترددة ... أتكمل طريقها .. أم تعود ... لكنها في نهاية الأمر شقت طريقها... لتهوي على يد نجوى .. وتتبعها كلماتها : - صحيح بأن تامر لم يحبك ... لكن هناك ... هناك....( رضخت لصمت لبرهة ... قبل أن تكمل قائلة ) هناك أحد آخر يحبك... نظرت ناحية رنا..... ومن ثم قالت: - ماذا تقصدين ؟!!! - ألم ... ( ثم صمتت .... وهي تفكر: أمعقول بأنها لم تسمع شيئا ؟!! ) .... الذي.. الذي أقصده بأنه لا بد بأن هناك شخص آخر في هذا العالم يحبك.... مررت يدها من خلال شعرها .. وهي تقول: - لكنني ... لم أحب إلا تامر ... ولا أعتقد بأني.. بأني سوف أحب غيره... - إنه لم يعد لك ... أغمضت عينيها ... وأدخلت شفتيها إلى فمها .... وهي تهز رأسها قائلة...: - أعلم ... أتضنن بأني لا أعلم ذلك... لتنسل دمعة من مقلتها ... ضحكت ضحكة لم تطل ...ومن ثم أردفت قائلة: - أتعلمين ما المضحك في الأمر ... بأني دائما كنت أقول لك بأنك يجب أن تنسي حب حسن... لأنه أصبح لغيرك ... والآن...و الآن أنا أعيش نفس الشيء... وكما كنت تقولين لي.. بأن الأمر ليس بالسهل... نعم هو ليس بالسهل يا رنا... ليس سهلا ... شدت رنا قبضت يدها على نجوى... ومن ثم قالت ... بعد أن أخرجت ما في رئتيها من هواء: - ليتنا لم نحب يوما ... ليتنا لم نحب يوما ... - هذا صحيح .. لكان الأمر أكثر سهولة.. ...................................... كان كلاهما مسندا رأسه على كرسي السيارة ... مصوبا بصره ناحية الزجاج الأمامي لسيارة ... يفكر فيما وضع نفسه فيه ... ليقول عادل بعد طول صمت : - أتعلم يا حسن ... أنت محضوض ... حصلت على المرأة التي تحبها .. كم أحسدك ... تبسم ضاحكاً حسن .. من ثم قال: - لا يا أخي ... لا أضنك تحسدني في هذه اللحظة ... قوس عادل حاجبيه للأعلى .. قبل أن يقول : - لماذا..!!! - لأني لم أجبها ... زادت حيرة عادل من الطلاسم التي يسمعها من أخيه ... ومن ثم قال .. بعد أن التفت ناحيته: - ما الذي تقوله .. لم أفهم ...؟!!! هز حسن رأسها يمنتا ويسارا .. قبل أن يقول ..وهو يمد شفته السفلى ...: - ولا أنا ... لا أفهم شيئاً ... ضننتن أحبها ... والآن ... أسأل نفسي هل أحبها ؟!! .. لا أعلم ما الذي جرى لي... لا أعلم .... أبعد عادل رأسه من مقعد السيارة ... ومن ثم قال وهو لازال مصوبا عينيه ناحية أخيه والاستغراب يكسي وجهه : - أأخبرتها بما أخبرتني البارحة ؟ أخذ حسن نفساً عميقاً .. ومن ثم أخرجه مصحوبا بكلماته: - نعم .. لكنها كانت تعلم ... كانت تحسن بأن هناك شيئا يحصل... ( وضع كلتا يديه على رأسه ..ومن ثم هوى بهما على وجهه ... ومن ثم قال) ما هذا الشيء الذي في داخلي ... جعلني أِعر بأني تسرعت.. وأثار سؤال هل أنا أحبها.. هل أنا أحب قمر...؟ ..................................... كانت معطيته ظهرها ... وهي مستلقية على السرير ... تستجدي النوم ... لكن بلا جدوى ... لأن الشخص النائم بجوارها ... لم يركد ... يتحرك بلا توقف ... يبدو بأنه لم يستطع النوم .... قالت: - تامر... - نعم ... - لماذا لم تنم ؟ أخرج زفرة قوية ... ومن ثم قال: - لا أعلم ... صمتت لبرهة ... ومن ثم قالت: - أأنت نادم ...؟ تعجب من سؤالها ... - من ماذا ؟!! - لأن عائلتك باتت تعلم بزواجنا... رد عليه من فوره : - كلا ... ضغطت على زر الأبجورة .. لتقتل الظلمة التي تحيط بالغرفة ... ومن ثم استوت ..وجلست ... ونظرت ناحيته ... وهو لا يزال على حاله.. مولنها ظهره... : - أنا أعلم بأنك نادم .. لا داعي لكي تخفي عليه هذا ... هذا أمر طبيعي ... قام هو الآخر... نظر ناحيتها ..ومن ثم قال: - بكلامك هذا كأنك تقولين بأني نادم على زواج بك ... وأنا يا هدى لست نادم على ذلك ... بالعكس... هذا القرار الوحيد الذي فعلته في حياتي ..وأنا سعيد به ... رسمت ابتسامة واسعة على شفتيها ... ووضعت رأسها على صدره ... ومن ثم قالت ونبرة الفرحة تقتر من صوتها: - لا تعلم كم أنا سعيدة بسماع هذا الكلام ... ابتسم هو الآخر ... أحطها بكلتا يديه ... ومن ثم قبلها على رأسها .... أما هي لم تلبث تلك الابتسامة وقد رحلت عن شفتيها ... ومن ثم قالت: - ماذا سوف تفعل الآن ... و قد علم أهلك بزواجنا ... غرسها أكثر إلى حضنه وهو يقول: - سوف أتمسك بك وبكريم ولا أترككما أبدا ً... .................................... دخل المطبخ .. ليجد أمه منهمكة في تحضير طعام الإفطار ... خطى خطوتين .. ومن ثم توقف ... التفت إلى ورائه ليعود أدراجه .. لكن قلبه أمره بالعودة .... فأغمض عينيه .. وحزم أمره بأن يخبرها ... التفت ناحيتها ... وبخطى صغيرة أقبل ناحيتها ... باغتها بقبلة على رأسها ... لتلتفت على فورها إلى خلفها مذعورة .. وتقول ...: - عمر ... لقد أخفتني .... ابتسم ومن ثم قال: - أنا آسف يا أمي ... صباح الخير... - خير .. .. ( ومن ثم ابتسمت ضاحكة وهي تكمل قائلة) ومن أين الخير.... و المشاكل تنهل على رؤوسنا ... - لا تتعبي نفسك أمي بتفكير ... بإذن الله كل شيء سوف يصطلح ... رفعت عينيها إلى أعلى وهي تقول: - إن شاء الله ... وعادت تكمل تقلب ما في القدر ... عم الصمت لثواني .... قبل أن يجمع قواه .. ويتشجع لكي يخبر أمه : - أمي ... - همممم... أزدرد ريقه بصعوبة قبل أن يقول: - أمي ... أنا ... أنا أربد الزواج ... توقفت عما كانت تفعله ..و لتفتت ناحية عمر ...و ذهول مرسوم على وجهها ...: - ماذا ...ماذا قلت؟!!! - قلت بأني أريد أن أتزوج ... - أأنت جاد فيما تقوله يا عمر..؟! خط ابتسامة واسعة ... وهو يقول: - نعم ... لقد وجدة الفتاة التي تصلح بأن تكون زوجتي... سوف تحبينها ... أنا متأكد من ذلك ... - عمر ... حبيبي... أترى الوقت مناسب لهذا الأمر... - أنا لم أقل بأني سوف أتزوجها اليوم... فقط سوف نطلب يدها ... - أسمع يا عمر ... وأرجوك ألا تفهمني خطئاً ... أنا حقا سعيدة بأنك أخيرا قررت بأن تتزوج... لكن كما قلت لك لا الظروف ولا وضعك يساعدان... رفع حاجبيه إلى أعلى وهو يقول.. بنبرة صوت مغلفة بالتعجب: - ماذا به وضعي ...؟!! زفرت زفرة قوية .. قبل أن تجيبه قائلة: - بني ... من سوف يرضى بأن يزوج أبنته من رجل لا يعمل... قل لي من ؟ - أمي.. بخصوص العمل .. فأن سوف أجد عملا... وضعت يدها على كتف ابنها ...ومن ثم قالت: - عندما تحصل على عمل .. وتنحل الأمور .. سوف نطلب يدها ... أما الآن فهذا الأمر مستحيل ... ومن ثم عادت لتقليب ما في القدر ... - لكن أمي .. لماذا ... - أرجوك يا عمر... تراني مشغولة ... وفي رأسي ما يكفي من المشاكل.. ولست مستعدة لمناقشتك أكثر في هذا الموضوع .. هذا كل ما لدي ... إذا لم يعجبك .. فذهب لأبيك .. ربما هو يرضى بأن يطلبها لك ... مني أشك بأنه عنده وقت لأحد... وعادت تحرك ما في القدر... لتجتاح عمر خيبة أمل كبيرة ... وهو يجد حاجزا كبيرا يبنى بينه وبين جنان.... ..................................... خرجت من الحمام وقطرات من الماء على وجهها .. لتجدها قد استيقظت من النوم ... .. فبادرت بالكلام..: - صباح الخير نجوى ... التفتت ناحيتها وقالت.. بعد أن رسمت ابتسامة خاطفة ... لم تدم: - صباح الخير.. مدت يديها ...ومن ثم قامت من على السرير ... وأمسكت بالغطاء ..وهي في نيتها بأن ترتبه ... لتوقفها رنا بقولها : - ماذا تفعلين ... دعيه عنك .. أنا سوف أقوم بهذا ... عادت لتنظر إليها ...: يكفي بأنك استضفتني ليلة البارحة في غرفتك ... هذا أقل شيء أفعله لك ... ابتسمت وهي تقول: ما هذا الكلام يا نجوى ... لا يوجد بيننا رسميات ... ومن ثم غرفتي هي غرفتك ... لا يوجد فرق... وقدمت ناحيتها .. وأمسكت بالغطاء .. وسحبته من يدي نجوى ...وهي تقول ..والابتسامة على محياها ...لم تغب : - اذهب وغسلي وجهك ... وصحصحي ... لكي ننزل لنتناول الفطور ... أنزلت نجوى رأسها لثانية ... ومن ثم أطلقت زفرة قوية .. قبل أن ترفعه ... وتنظر إلى رنا ... وتقول: - أنا لن أتناول طعام الإفطار .. لأني سوف أذهب ... وجدت الاستغراب طريقه على قسمات وجهه رنا وهي تقول: - لماذا سوف تذهب ... ومن ثم إلى أين سوف تذهبين ...؟!! - سوف أذهب إلى بيت والديه ... بيتي ... هذا لم يعد بيتي ... رنا .. أنا لا أستطيع أن أعيش في مكان كنت أنا وتامر نعيش فيه .... أنت تفهمين أليس كذلك .... قبل أن ترد عليها رنا ...دخلت عليهم أم تامر .. لتقاطعهما ... و التي من فورها قالت: - أنت هنا يا نجوى ..وأنا كنت أبحث عنك ... قالت نجوى : - خيرا عمتي ...ماذا هناك ..؟ - لا شيء ...فقط أردت لأقول لك بأن الإفطار جاهز ... - أعذرين عمتي أنا لن أستطيع تناول الإفطار معكم ... فأنا .... فأنا ذاهبة إلى بيت أهلي ... أجتاح أم تامر الذهول مما سمعت ...وقالت بصوت يغلفه الاستغراب : - ولماذا سوف تذهبين يا ابنتي ...؟!! وجهة نجوى عينيها ناحية رنا .. لتتشابك عينيهما للحظة ...ومن ثم أعادتهما ناحية أم تامر وقالت : - لأن هذا البيت لم يعد بيتي ... أنا ... أنا لم أعد زوجة ....( كانت الكلمة ترفض الخروج من حنجرتها ... فجاهدت بكل قواها لكي تقولها .. لتخرج بعد عناء للعلن ) ... تامر ... خطت ناحيتها أم تامر ... أمسكت بيد نجوى.... ووضعت يدها الأخرى على رأس نجوى...ومن ثم قالت .. وقد صوبت عينيها ناحية عيني نجوى الغارقتان بالحزن: - بنيتي.. لا تحزني .. سوف نحل الموضوع... تامر سوف يعود لك ... فلا تخفي ... بتأكيد هذه المرأة غسلت عقله ... أن تامر لك وأنت له ...وهذا أمر مفروغ منه ... فلا تخافي سوف أحل الموضوع.. وأعيد تامر إلى رشده ... هزت رأسها بنفي ... وهي تكبت دموعها المتربصة لها ...ومن ثم قالت بصوت مهزوز بالكاد يسمع: - كلا عمتي ... الذي بيني وبين تامر انتهى ... ومنذ زمن بعيد... إنه لم يحبني .. لقد قالها .... وأنا لا أريد أن أعيش مع شخص لا يحبني ولا يرغب بي... حتى أنت لا ترضينها لي ... - أمي اتركيها .. لربما هذا هو الأحسن لها... نظرت إلى رنا... وما إن أنهت رنا كلامها.. عادت لتنظر لنجوى بدون أن تبس بشيء.. لثواني.. من ثم قالت: - ما دمت تريدين هذا فلن أمنعك... على الرغم بأني أشعر بأن تامر يحبك ... لكنه الآن مشوش التفكير لا غير... شقت ابتسامة صفراء طريقها على شفتي نجوى .. قبل أن ترحل... لتتبعها كلماتها : - لا أضن ذلك ... تامر لم يحببني قد .. لكن لا بأس... لا بأس... الحمد لله بأني عرفة بهذا الأمر ...ولم أستمر في السير في الظلام ... طبعت أم تامر قبلة على جبين نجوى .. وردت عليها بابتسامة باهتة ... ومن ثم حررتها من كلى يديها ... لتذهب نجوى ناحية الحمام .. وتترك أم تامر ورنا لوحدهما في الغرفة... نظرت أم تامر ناحية رنا ...ومن ثم قالت: - تبدو بأنها حزينة ... نظرت رنا إليها هي الأخرى وقالت: - المسكينة هذه صدمة كبيرة ... بأن تكتشف بأن الشخص الذي تحبه ... و الذي عشت معه 10 سنوات لا يبادلك نفس المشاعر ... وأيضا متزوج عليها وبسر ... كانت تعيش في كذبة .. كذبة كبيرة .... - نعم ... وما الذي زاد الطين بلة ... الذي حصل لليلة البارحة ... و أن عادل يحب... ( لتبتر جملتها .. فقد أدركت بأنها ذهبت إلى مكان .. يجب ألا تذهب إليه ... ) لتنظر إلى رنا بتوجس وخوف .. من ردت فعلها ... ابتسمت رنا ضاحكة ..ومن ثم قالت وهي تنظر إلى أمها ..: - لماذا توقفت عن الكلام ... ؟ أمي لقد قلت لك ... بأني لست متضايقة بأن عادل يحي نجوى ... أنا حقا سعيدة ..لأني عرفة هذا قبل أن نتمادى و نتزوج... ولكلنا لا يحب الآخر... ومن ثم ( ألقت نظرة ناحية باب الحمام.. قبل أن تكمل قائلة ) نجوى لا تعلم بهذا الأمر.. يبدو بأنها قد فقدت وعيها حينها ... ........................................... التهم الهواء التهاما ...وهو ينظر إلى ذلك الباب المغلق أمامه... ضل ساكنا لا يتحرك مثل ذلك الباب .... تسلل إلى مسمعه صوته وهو يقول: - هيا أضغط على الجرس ... نظر إلى صاحب الصوت ومن ثم قال: - لا أعلم كيف سوف أقابلهم بعد الذي جرى لليلة البارحة... بتأكيد الجميع يكرهني ... ولا سيم رنا ... - أنا هنا ... أليس هذا السبب لحضور معك لكي أساندك ... ومن ثم ما الذي سوف يفعلونه بك... هل سوف يأكلونك مثلا ... ( وخط ابتسامة على شفتيه ) ليبادله هو بابتسامة لم تلبث إلا وقد غابت ... - أسمع أنا سوف أساعدك .... ومن ثم ضغط على الجرس ... ثم استسلما للانتظار ... الذي لم يطل .. فقد بدأ الباب يتحرك ... ليكشف من خلفه عن عمر ... الذي تغيرت تعابير وجهه إلى الضيق عندما وقعت عينيه عليه ... لاحظ حسن الجو المشحون .. فأراد بأن يخفف من حدته .. بقول: - السلام عليك يا عمر.. كيف حالك ...؟ كانت عينيه معلقة على عادل .. المطأطأ رأسه .. فلم يقوى على النظر إلي عمر أكثر من ذلك... فقال: - بخير... كيف حالك أنت ؟ - بخير الحمد لله ... أيمكننا الدخول ... - تفضلا... تقدمهم عمر وهو يوجههم ناحية الصالة ... فستغل حسن الفرصة وهمس قائلا : - ماذا بك يا عادل .. ؟ لماذا لم تقل شيئاً ...؟ رد عليه عادل بنفس درجة الصوت: - أرئيت نظرته إليه .... أو طريقة كلامه... أنه غاضب مني ... - أسمع أنت أتيت اليوم لكي تكلم رنا و توضح الأمر.. فلا تكترث لعمر ... قاطعهما عمر وهو يقول بنفس طبقة الصوت التي تدل على الغضب العارم الذي بداخله ..: - تفضلا .. - شكرا لك يا عمر .. قال حسن ... أما عادل فقد اكتفى بهز رأسه ... جلس كليهما ... أما عمر فقد ظل واقفا ً ..ولم يعتق عادل من نظراته .... التي خنقت عادل ... ولم تجعله قادرا على قول شيء... دخلت في تلك اللحظة رنا.. وفي يدها طبق محمل بكوب .. يتطاير منه دخان ... في البدء لم ترى عادل وحسن .. لأنها كانت تنظر إلى الأسفل... : - عمر .. ها هو كوب الشاي ... لترفع رأسها ... وتقع عينيها على الكائنان الذين رمياها... وجرحاها ... جالسين... أصابها الذهول ....فتسعة حدقت عينيها وهي تنظر إليهما... قام حسن ... ومن ثم تبعه عادل ... الذي خجله .. لم يجعله يقوى على النظر إليها أكثر .. فهرب بعينيه بعيدا عنها ... بادر حسن بالكلام وابتسامة على شفاهه ... لينبض قلبها بسرعة كالبرق ... وصوته ينساب إلى أذنيها ..: - السلام عليكم رنا ... كيف حالك ..؟ توقفت الكلمات في حنجرتها .. وأبت أن تخرج... قاطعهم عمر بسؤاله : - أيمكنني أن أعلم ما سبب هذه الزيارة المفاجئة..؟ نقل بصره ناحية عمر ... ليحررها من عينيه التي غرقت فيهما... ومن ثم قال: - أن عادل يريد أن يتكلم مع رنا .. إذا أمكن ... - لا أضن أن هناك بينهما كلام بعد الذي جرى البارحة ... فتح فمه وهو في نيته بأن يرد على عمر .. لكن عادل قاطعه قائلا ... : - كلا ... فهناك كلام كثير يجب أن أقوله لرنا ... ( رفع رأسه وصوب عينيه ناحية رنا ... لينظر إليها لبرهة .... ومن ثم ينقلهما إلى عمر .. ليكمل قائلا ) .. لهذا أرجوك أن تسمح لنا بأن نتكلم لوحدنا إذا أمكن ... - لن أسمح لك ... فأختي يكفيها الذي جرى لها منكما أنتم الاثنان ... فالأفضل لكما بان تخرجا قبل أن يحصل لكم ... بترت رنا كلامه وهي تقول بصوت أقرب منه إلى الهمس : - عمر ... دعنا نتكلم على انفراد .... ألتفت عمر ناحيتها وقال والدهشة على محياه : - لكن ... قاطعته من جديد وهي تقول ... بصوت بدأ يخرج من قوقعة الخفوت : - أرجوك يا أخي.... فما قال عادل ... ( وحولت حينها عينيها ناحية عادل وهي تقول ) فهناك الكثير لنتكلم عنه ... لتجبر عيني عادل على الخضوع و الاستسلام لشكر عينيها ... ولتعم لحظة صمت أرجاء المكان ... ................................ كانت جالسة ... وهي تتسلح بسلاح القوة .. لم ترد بأن تريه ألمها ..وحزنها ... حتى ترضي غروره ... أرادت بأن تبين له بأنها لا تكترث له .. وبأنها تستطيع العيش بدونه .. لقد باعها ... ببساطة.... وحان الوقت لتبيعه هو أيضاً ...و تنساه ... أما هي فقد كانت جالسة على الطرف الآخر من السرير ... لم تكن مرتاحة للبقاء معهما في نفس الغرفة .. فهي تعلم جيدا بأنها لا تريدها بأن تكون هنا ... وهذا جلي من نظراتها لها ... لكن ماذا تفعل .. عندما أردت الخروج ... منعها سجانها من ذلك ... كالعادة ... - أنت هنا منذ ربع ساعة .. ولم تبسي بشيء .. يا منى ... خيرا ...ما سبب هذه الزيارة ..؟ نظرت إليه بطرف عينيها ..ومن ثم قالت: - أريد بأن أخبرك بشيء ... ( ومن ثم التفتت ناحيتها وهي تقول) لكن على انفراد ... قامت هند ...وفي نيتها الخروج ... لكن يده التي أحاطت بذراعها .. استوقفتها ... ومن ثم قال: - إذا كان هناك شيء تريدين قوله لي .. فقوليه ...وهند هنا ... فهي زوجتي ..وأنا لا أخفي عنها شيئاً... كم أجج كلامه هذا نار الغضب في صدرها ... لكنها تمالكت أعصابها وبصعوبة... وقالت بصوت جاهد بأن لا يعكس ما في داخله من غضب عارم: - حسناً ... جئت لأخبرك بأن تامر متزوج بالسر .... صرخ قائلا ..و الدهشة تصبغ وجهه : - ماذا قلت ...؟!!! - - مثل ما سمعت ... أنه متزوج بامرأة أخرى غير نجوى و بالسر ... وهو يرفض أن يتكلم معي ... لهذا يجب أن تتكلم أنت معه .. وتعيد له رشده ...فهو أبنك إذا لم تنسى ... ..................................... كان جالساً ...يفرك يديه من كثرة التوتر الذي تملكه .. لا يعلم كيف يبدأ .. بال أنه لا يعلم ماذا يقول... رفع رأسه ليجدها أمامه .. جالسة وهي مطأطأت رأسها ناحية الأرض ... هي لم تكن أحسن حالاً منه ... كانت تشعر بحيرة ... وضياع .... فهناك ألاف المشاعر المتضاربة في داخلها ... شوشت تفكيرها... ( يجب أن أقول شيئاً ... فهذا أقل شيء أفعله لأجلها .. فقد خدعتها ... وجرحتها ... يجب .. يجب أن أعتذر منها .. يجب ) فتح فمه ...وكان يريد بأن ينطقها ... لكنها هي سبقته بقولها وهي على حالها : - أعلم ما سبب مجيئك اليوم... أنت جئت لكي تعتذر ... لا داعي لذلك .. لا داعي لكي تعتذر مني ... حدق به مذهولا ...ومن ثم قال: - لماذا ...؟!!! - لأني أنا لم أكن مرتاحة لهذه الزيجة ... زادت حيرته مما يسمع منها فقال: - لم أفهم يا رنا ...ماذا تقصدين ؟!! التفتت إلى خلفها حيث ذلك الباب الذي يفصلها عنه ...تبعها هو الآخر بأنظاره ناحية الباب ..ومن ثم قال: - ماذا هناك يا رنا ..؟ - رفعت رأسها ناحيته ...ومن ثم قالت: - أتذكر بأنك سألتني .. إذا كنت أريد الزواج بك حقاً ؟ - نعم ... - لقد قلت لك حينها ... نعم .. لكن في الحقيقة كذبة عليك ... فتح عينيه على مصراعيهما وهو يقول: - ماذا ...؟!! لماذا كذبت عليه ... هل ضغط عليك أحد ... ردت على لفور نافية ...: - لا ... ولكن .. ( وعادت لتنظر إلى الأرض ..) ولكن ... أنا ... يتبع... |
اهلين يعطيك العافيه على البارت
رنا ليتها ما تقوله انها تحب حسن مع انه حسن ما يستاهلها ولا يستاهل حبها لانه تخلى عنها وتزوج غيرها نجوى ما اتوقع تاخذ عادل لانها ما تحبه وانا شاكه انها بترجع لتامر بس مو الحين وتامر الحين يوم فقدها بداء يحس بغلطه وانه تسرع نستناك يالغاليه |
اقتباس:
سعدة برؤيت ردودك من جديد تنور صفحتي... الأجزاء القادمة ... سوف تكشف لك إذا توقعاتك في محلها و ألا لا :) مشكوره على ردك ... وأترقب إطلالتك في الجزء القادم ... دمتي بود... |
عــــــــــــــذرا على التأخير ...
وشكرا لك من سأل ... ان شاء الله يكون الجزء عند حسن الضن ... ::::::::::::::::::::::::: الجزء الخامس و العشرون.... فتح عينيه على مصراعيهما وهو يقول: - ماذا ...؟!! لماذا كذبت عليه ... هل ضغط عليك أحد ...؟ ردت على ا لفور نافية ...: لا ... ولكن .. ( وعادت لتنظر إلى الأرض ..) ولكن ... أنا ... أنا ... ( أخذت نفسا عميقا ... ومن ثم رفعت رأسها ... وجلست بثقة ... وصوبت عينيها ناحيته وهي تقول ) أنا لا أحبك ... لهذا هذا الزواج لن ينجح ... لا أنت و لا أنا نتبادل مشاعر الحب .... أليس كذلك ... أخذ يبحلق بها لثواني ... ومن ثم تشكلت ابتسامة أطمأنان على شفتيه وهو يقول: - نعم .. هذا صحيح ... هي الأخرى رسمت ابتسامة ... أما هو أكمل قائلا والابتسامة لم ترحل عن شفتيه...: - ليتك تعلمين كم كلامك هذا قد أراحني ... فأنا كنت أشعر بالذنب .. لأني أقحمتك في هذا الموضوع ... - لا عليك ... الحمد لله بأن الأمور اتضحت قبل أن نقدم على أمر قد نندم عليه لاحقاً ... هز رأسه مؤيدا وأردف قائلا : - هذا صحيح ... تسلل الصمت في أرجاء الغرفة ... وسكن السكون شفتيهما .... لكن عينيهما ... تحررت ... وأخذت تنظر بكل حرية ناحية الشخص المقابل لهما .... فقيود الذنب قد انكسرت ... ولم يعد هناك شيء يثقل الصدور ... كسر الصمت بقوله : - يجب أن أذهب الآن ... بما أن الأمور الآن قد اتضحت ... وقام من على الكرسي ... لتقول هي : - لحظة ... رد هو عليها من فوره ..: - نعم ... ماذا هناك ..؟! - ماذا عن أهلنا ... ؟ وقامت هي الأخرى من على المقعد ... ضرب براحة يده على جبينه وهو يقول: - هذا صحيح .. لقد نسيتهم تماما ... - أسمع يا عادل ... أنا يمكنني ... رفع يده وأشار لها بتوقف عن الحديث ..ومن ثم قال: - كلا ... أنت فعلت بما فيه الكفاية ... الآن دوري... أنا سوف أتدبر الأمر ... - لكن ... بتر جملتها قائلا : - لا يوجد لكن ... أنا سوف أتصرف ... لا تقلقي ... وخط ابتسامة على شفاهه ... وهي الأخرى رسمت ابتسامة ...ومن ثم قالت: - حسنا ... لكن على شرط بأن إذا احتجت لي بأن تخبرني ... - حسنا ... إذا مع السلامة .... - مع السلامة .. وتوجه ناحية الباب ... لكن قبل أن يمسك بالمقبض ... استدار وقال: - شكرا يا رنا ... - على ماذا ..؟!!! - على كل شيء ... طأطأت رأسها لثواني ومن ثم رفعته لتكون البسمة على شفتيها ... وقالت: - لا شكر على واجب ... ثم خرج ليتركها لوحدها في الغرفة ... تنظر من بعيد على حبها الذي أصبح بنسبة لها ممنوع ... بل محظور ... ...................................... أخذ يقول له ببرود : - ألهذا طلبت مني المجيء...؟ أثاره وجهه أكثر بروده ... فصرخ به قائلا: - نعم ... لهذا ... أتضن الذي فعلته بسيطاً...؟ رد عليه بنفس النبرة ... لكن بعينين تحملان إصرارا وعزيمة ... ممزوجا بتحدي : - نعم ... أنه بسيط ... تزوجت ممن أحب ... وممن أنجبت لي الابن الذي طالما انتظرته ... - يا ل وقاحتك ... لو كانت عندي القدرة لضربتك ... تسخر منا ... وتخدعنا طول هذه المدة .... قالها وشرر يقدح من عينيه ... - أبي ... حتى لا تتعب نفسك و تتعبني معك ... سوف أقول لك من الآخر ... أنا لن أطلقها ... هي زوجتي وأم ابني ... زادت حدة صوته وهو يصرخ به ...مقطبا حاجبيه : - تامر ... لا تتحداني ... فأنت تعلم جدا بأنك لا تستطيع عليه ... - أنا لا أتحداك يا أبي ... بل أقول لك أن هذا اختيار ... وأعتقد أنه من حقي بأن أختار كيف سوف أعيش حياتي ...كما فعلت أنت .... ووجهه بصره ناحية هند الجالسة بدون حراك .... ومن ثم أردف قائلا: - مع السلامة أبي ... وأولاه ظهره وتحرك مبتعداً ... في حين أن أبو تامر ... أخذ يصرخ ويتوعد .. لكنه لم يعره بالا وأكمل طريقه ... ..................................... كان على وشك أن يتخطى عتبت الباب عندما أستوقفه ندائها له باسمه : - عادل .. لحظة ... التفت إلى ورائه .. وكذالك حسن الذي كان واقف ورائه ... لتنزل عينيها بسرعة البرق عندما تلاقت عينيها بعيني حسن ... تجاوز عادل حسن وهو يقول لها: - ماذا هناك يا رنا ؟ قالت بكلمات مبعثرة : - لقد .. لقد نسيت .. بأن ... بأن أخبرك بشيء ... قوس حاجبيه إلى أعلى وهو يقول: - تخبرين بشيء ... ما هو هذا الشيء ... نظرت إلى عمر الواقف بجوارها نظرة خاطفة ومن ثم اقتربت ناحية عادل.. لتتوقف عنه بسنتي مترات قليلة ومن ثم قالت بصوت هامس : - نجوى لم تعلم بعد بأنك تحبها ... اتسعت عينيه وهو يتلقى هذا الخبر .... ليرد عليها بصوت جهوري : - أأنت متأكدة من ذلك ؟ لتعود لتنظر إلى أخيها الذي اجتاحته علامات التعجب على معالم وجهه ... ومن ثم تعاود لتوجهه نظرها ناحية عادل.. وتهز رأسها بالإيجاب ... لتتحرك شفتيه.. وتخط ابتسامة واسعة .... ويقول بنبرة صوت مشبعة بالفرح : - آآآآآآآآآه يا رنا ... لا تعلمين كم أسعدني سماع هذا الخبر ... شكرا لك .. شكرا ... رفعت رأسها لتجد تلك الابتسامة تشع من عادل ... ولتجد نفسها هي الأخرى بدون مقدمات تبتسم .... ........................... - إنه هنا أليس كذلك ؟ رمقته بنظرة خاطفة ... ومن ثم نظرت ناحيتها وقالت: - والآن أصبحت تحسين به ؟ - كلا ... لكن رائحته... بترت جملتها قائلة ..: - وأصبحت تميزين رائحته أيضاً ... ما الذي فعله بك ؟ - أرجوك .. ليس من جديد ... - حسنا ... أنا فعلت الذي أقدر عليه ... حاولت أن أنبهك ... إذا حصل لك شيء بسببه فأنت المسئولة ... - حسنا ... حسنا ... هل يمكنك الآن أن تتركينا لوحدنا للحظة ... أخذت نفسا عميقا ومن ثم أخرجته مصحوبا بقولها : حسنا ... لكن لا تطلي فأنا منهكة وأريد أن أذهب وأرتاح ... خطت على شفتيها ابتسامة وقالت والفرحة على محياها : - حسنا ... حررت يدها ... ومن ثم توجهت ناحيته ... وهمست له قائلة: - إذا أذيتها فسوف تندم ... - ومن ثم ابتعدت ... لتجعل الساحة لهما ... أقترب منها ... ومن ثم توقف أمامها .. وقال بعد أن زين شفتيه بابتسامة : - السلام عليكم ... ردت عليه وهي مطأطأت رأسها قائلة: - وعليكم السلام ... - كيف حالك ؟ - بخير ..وأنت؟ - بخير الحمد لله ... لماذا أنت منكسة رأسك هكذا ... ؟ لماذا تحرميني من النظر إليك ..؟ تبسمت ضاحكة وهي لا تزال مطأطأت الرأس ...ومن ثم قالت: - ماذا تريد ...؟ - ما هذا السؤال..؟ ... أنت تعلمين بأني قادم لرؤيتك .... - زادت سعة ابتسامتها ... التي لم تلبث إلا وقد رحلت ... ليليها كلماتها التي خرجت من حنجرتها .. بصوت فيه وجع: - أحقا ...أم أنك ..؟ ومن ثم توقفت ... لتجد الحيرة و التعجب مكانهما على تعابير وجهه ... ليليها قوله : - أم أنني ماذا يا جنان؟!!! ساد الصمت لبرهة .. لتليها قائلة بصوت به نبرة تردد : - الجميع ... الجميع يقول بأنك .. بأنك تتلاعب بي .... بتر كلامها بصراخه : - مـــــــــــــــــــــــاذا ..؟!!!!!!!!!! زادت من تنكس رأسها ... ليكمل هو قائلا: - وأنت .. ماذا تقولين؟ ... بأني أتلاعب بك .. - جنان ... أنطقي .. قولي شيئاً.. هنا رفعت رأسها ... أغمضت عينيها .. ومن ثم قالت: - هناك شيء ي داخلي يقول لا... ( ومن ثم فتحت عينيها وأكملت قائلة ) ... وأرجو بأن يكون صحيحا ً ... أخذ يلتهمها بعينيها .. وهو يقول : - ما يقوله صحيح .. فلا تخافي .... أنا أريدك ... ولن أتخلى عنك .... أنا أريد أن أتزوج منك .. سرت ابتسامة وساعة على شفتيها وتسللت الفرحة في عينيها وهي تسمع كلمت الزواج ... - لقد كلمة أمي ... بهذا الموضوع ... لكن ... لكننا حاليا نمر بظروف صعبة ... لهذا لا نستطيع بأن نأتي لطلب يدك ( وبحماس أخذ يكمل ) ... لكن ... لكن أعدك .. عندما تنصلح الأمور .. سوف نذهب فورا لطلب يدك ... فأنا في شوق لكي أتمكن من ضمك .. إلى صدري .... ( قالها وهو يرفع كلتا يديها ناحيتها وأكمل والابتسامة قد اعتلت شفتيه ) وأصرخ لناس أجمع قائلا ... هذه زوجتي ... هذه التي سرقت قلبي مني ... ..................................... هجم بعينيه التين ترسمان الغضب ناحيتها ... وصب جام غضبه فيها ... بصوت يهز الغرفة بمن فيها قال: - أرئيت وسمعتي يا هند ... ها ... ها هم الأبناء الذين تريدينهم ... لا يأتي منهم إلا التعب و المشاكل .... نتعب ونربيهم ونرعاهم .... ومن ثم ماذا يجازوننا به .... ها ... بدل أن يريحوننا ويعتنون بنا في كبرنا ...يقومون بتطاول علينا ... وعدم الاكتراث بنا ..ولا بكلامنا ... ها هم الأبناء الذين تريدينهم ها ... .. ها هم .... كانت تريد أن تنفجر عليه حينها ... وتخرج له كل الذي تراكم في صدرها ..... لكنها في آخر لحظة تراجعت ... فهي تعلم بأن كلامها لم يعد مسموعا ... سوف يكسرها كالعادة ... لم يعد لها وسيلة لتواصل معه .. سوى الصمت و ودفنه في صدرها ... فلا من معين .... أبعدت نظرها بعيدا عنه ... فهي لم تعد تطيق النظر إليه أكثر من ذلك ... ومن ثم قالت : - لقد نفذ الماء ... سوف أذهب لأملأه ... كانت بحاجة لتخرج من تلك الغرفة ... لكي تصرخ .... وتخرج الحرقة التي في صدرها... ..................................... فتح عينيه وصدى ذالك السؤال لا يزال يتردد في خلده : (( آآآآآآآآآآآآآههههههههه ماذا أفعل الآن ....؟ أنها لم تعد تريدني .... قلتها ....أأعتذر من مريم وأكمل حياتي معها ... لا لا لا .. لا أستطيع ... فأنا أحبها.. أحبها ... لقد حاولت العيش مع مريم ونسيانها .. لكن لم أستطع .. لم أقدر .... ( وضع يده على رأسه .. ليهوي بها رويدا رويدا .. ليغطي بها وجهه ) يا الله .. ما الحل ... ماذا أفعل ...؟ ماذا ..؟ ................................ دخلت المنزل .. الذي اكتسى بالظلمة ... خطت خطوتان ... ومن ثم توقفت لتخرج من فمها تنهيدة طويلة ....ومن ثم تهوي بالحقيبة أرضا... وتغمس وجهها بكلى يديها.... لتستمر على هذا الحال لبضع دقائق ... ومن ثم حررت وجهها .... وأكملت طريقها ... لتصبح بالقرب من أحد الكراسي ... وتهوي بجسدها عليه .... وتلقي نظرت خاطفة على المكان الذي لم تهجره الظلمة .... ومن ثم قالت بصوت بالكاد يسمع .. ذو بحت : - لقد عدة إليك ... ولن أرحل عنك .. فقد ... فقد ( لياهتز فكها السفلي ..منذر بفوج الدمع . وتكمل قائلة ) فقد انتهى كل شيء ... كل شيء ... ومن ثم استسلمت لدموعها ... التي كانت سخية ... تعالى صوت رنين هاتفها النقال ... وضعت يدها في جيبها وأخرجته ... تعينت الرقم .. ومن ثم أخذت نفسا ً عميقاً ... لعلها تكبت دمعها ... ومن ثم ضغطت على زر الاستقبال ... وقالت بنبرة صوت ... حاولت أن تجعها طبيعية .. ببقايا قواها ...: - ألو .... - أهلا بك أمي ... كيف حالك وحال أبي وأمجد ...؟ - الحمد لله ... - وأبي هل يشكو من شيء ؟ شقت الفرح طريقه على قسمات وجهها.. وهي تقول : - أحقاً ... قال بأنه بخير ويمكنه العودة... ؟ .... - حسنا متى سوف تعودون ؟ - غداً ... هذا خبر رائع ... الحمد لله الحمد لله ... لكن سرعان ما تبدلت الفرحة إلى حزن سكن تعابير وجهها ... وهي تقول ... بعد صمت دام لبضع ثواني : - أنه بخير .... اتسعت حدقة عينيها وهي تقول: - ها تريدين أن تسلمي عليه ...؟ ابتلعت ريقها ومن ثم قالت: - أنه غير موجود الآن ... خرج لمقابلة صديق له ... - حسنا أمي ... سوف أخبره... وأنت أيضا سلمي على أبي كثيرا وأيضا أمجد... لتغلق الخط من جهة وتغمض عينيها من جهة أخرى ... وتقول بأسى : - آآآآآآآآآآآآآآآآآآآه يا أمي لو تعلمين الذي جرى بيني وبين تامر ... آآآآآآآآآآآه... .............................. - ها لم تقل لي ماذا همست به لك رنا ... لتجعل الابتسامة لا تفارقك ..؟ ببطء اتكأ برأسه على الكرسي .... و أغمض عينيه ... والابتسامة ترفض بأن تهجره ... ومن ثم تنهد وهو يقول: - أنها لا تعلم يا حسن .. لم تسمع شيئاً ... لم تسمع شيئاً ... تملكه الاستغراب من كلام أخيه .. فسأل مستفسرا ...: من التي لا تعلم شيئا .. وما هذا الشيء الذي لا تعلمه ... ؟!!! فتح عينيه ...ولتفت ناحية أخيه وقال: - نجوى .. لا تزال لم تعلم بحبي لها ....آآآآآآآآآآآه كم أنا سعيد بذلك .. لا تزال الفرصة سانحة لكي تسمع بأنني أحبها مني ... مني .... ................................... وضعت قدمها على أول درج ... ومن ثم الثاني ... لكنها عندما أرادت أن تضع قدمها على السلم الثالث ... أستوقفها عمر بقوله : - ما الذي دار بينكما يا رنا ...؟ أعادت قدمها إلى الدرج الثاني ... والتفتت ناحية عمر وقالت: - لقد انتهى الموضوع ... خطى خطوتين ناحيتها وفي وجهه علامات التعجب : - ماذا تقصدين بقد انتهى الموضوع؟!!! - أقصد بأن كل واحد سوف يذهب في طرقه ... - خطى خطوت أخرى وقال ولازال التعجب يكسي وجهه : - بهذه البساطة ... سوف تجعلينه يتركك بهذه البساطة ... لماذا ... لماذا .... يفعلون هكذا ... لماذا يتلاعبون بك ... في البدء حسن والآن عادل ... ( وسرعان ما تحول التعجب إلى غضب جارف ) أهي لعبة حتى يفعلوا هكذا... - ماذا تريد مني بأن أفعل؟ - لا أعلم لكن ليس هكذا .. تجعلينه يذهب بهدوء... أرأيت نفس الشيء فعلتيه عند حسن ... وها هو أخيه يكرر نفس الفعلة ... لأنك كانت ردت فعلك هكذا .. تسامحينهم كأنهم لم يفعلوا شيئاً ... - إذا أتردني بأن أذهب إليهم وأترجاهم بأن يتزوجوني ... أترضها لي ... ها ... ( ليتحول هدوئها .. إلى عاصفة هوجاء ) ليتراجع غضبه أمام عصفها ..ويقول: - لم أقصد ذلك .. لكن ... لتختصر رنا الدرجين بخطوة واحدة ... وتقف أمام أخيها مباشرة ... وتجعل عينيه يقعان في شباك عينيها مجبرتان ... وتقول بصوت هز البيت بمن فيه : - عمر ... كفى ... كفى ... لا أريد أن أسمع هذا الموضوع مرة أخرى ... ولا حسن ... لقد أصبح عادل وحسن من الماضي .. فكفى ... لقد تعبت ... تعبت ... كل مرة تفتحون نفس الموضوع ...ألا تعلمون كم هذا يؤلمني ويتعبني ... لقد انتهى ما بيني وبين عادل وكذلك حسن .. ونحن الآن مجرد أبناء عمومه ... مفهوم ... مفهوم ... لم تجرءا لكمات على الخروج من فمه ... فهز رأسه بالإيجاب .... لتلتفت إلى ورائها وتكمل طريقها ناحية غرفتها .. لكن هذه المرة ركضا ... فهي تخسا بأن تفقد رباطة جأشها ... ................................... نظر إليه نظرة خاطفة .. ومن ثم قال وهو يعيد نظره إلى الطريق ..: - ماذا الآن ؟ صوب هو الآخر بصره ناحيته ... وقد قوس أحد حاجبيه إلى الأعلى : - ماذا تقصد ؟!! أخذ نفسا ولم يلبث وإلا أخرجه من صدره ومن ثم قال: - ماذا سوف تفعل الآن ... أسوف تخبر والديه بأنك تركت رنا ؟ زالت تلك الابتسامة التي رافقته منذ ترك بيت عمه ومن ثم قال : - آآآآآآآآآآآآه ... ( ومن ثم أعاد بصره ناحية الطريق وأكمل قائلا ) ... نعم ... من الأفضل أن يسمعا الخبر مني ... عاد لينظر إليه وهو يقول : - لكنه ليس بالأمر السهل ... أقصد سوف تكون ردت فعلهم ... بتر جملته وهو يهز رأسه للأعلى و الأسفل وهو يقول : - أعلم ذلك يا حسن ... أعلم ذلك ... في كلى الحالتين سوف يعلمنا ... ومن ثم هي في صفي .. أقصد بأن رنا تعلم بأن هذه الزيجة فاشلة ... هذا سوف يساعدني ... - قال وهو يعيد عينيه على الطريق: - لا أعلم ... لكن هذا الأمر لن يكون من السهل بأن يمر مرور الكرام ... - ماذا بك يا حسن بدل أن تآزرن ... تسد الأبواب في وجهي .... - لا يا عادل لم أقصد فعل هذا .. لكن تعلم أنت جيدا ً ما الذي جرى عندما حصل معي نفس الموقف ... كم غضب أبي عليه .. ولمدة أسبوع لم يكلمني ... أتذكر ... - أذكر ... أذكر ... على العموم لا تجعلنا نستبق الأحداث ... بأذن الله سوف يمر هذا الموقف على خير بإذن الله ... ............................... كانا جالسين و الصمت يرافقهما ... أجبرت الصمت على الرحيل بقولها : - ما الذي يريده أباك من عادل .. و الذي جعله يقول له إياه على انفراد ...؟ أرتبك ... لم يعلم ماذا يقول ... وكان هذا جليا على محياه وهو يقول بكلمات مهزوزة: - لا ... لا ... أعلم حقا .... رمقته بنظرة تفحص .. ومن ثم نظرت ناحية الباب المغلق الذي يقبع ورائه ... وقالت: - على العموم سوف أعرف عاجلا أم آجلا .... ( ومن ثم أعادت توجيه عينيها ناحيته وقالت) ... صحيح ... ما أخبار حماتك ... أتحسنت أم بعد ..؟ هنا زاد ارتباكه ... وباتت الكلمات مبعثرة على طرف لسانه ... لتخرج للمسامع العلن مشتت ... غير مترابطة : - أم قمر ... هي .. نعم ... لا ... هي أحسن .. أفضل... أخذت تنظر إليه بتعجب ... ولكنها رغم ذلك قالت: - لا بد من أن أزورها وأطمأن عليها ... فهذا واجب ... قام حسن فجأت من على الكرسي وفي نفس الوقت صرخ قائلا : - لاااااااااا .. لا داعي لذلك أمي ... زادت تصرفه من استغرابها ... وقبل أن تفتح فمها لتستفسر عما يحيرها .. دو صوت عالي أرجاء المكان ..... ................................ واقفة أمام الباب .. محتارة أتدخل أم لا ... في داخلها لا تريد بأن تدخل ... فهناك سوف تكون مجرد قطعة أثاث ... وفي نفس الوقت لا تستطيع بأن ترحل .. تهرب .. فقد كبلها بأغلال ... تكبحها عن الهرب للحرية ...شدت قبضة يدها على الإناء .. واستدارت .. وأولت الباب ظهرها ... وأرخت جسدها المشدود ... وانهارت به على الباب ... لتتكئ عليه ... ورفعت رأسها ناحية الأفق ... وقالت بصوت راجي : - يا الله ألهمني الصبر ... أرجوك يا الله ... ليقطع لحظت رجائها صوت أمها : - هند ... ماذا تفعلين هنا ..؟ حركت رأسها ناحيتها ... ونظرت إليها بنصف عين ... لتكمل أمها قائلة .. وبوادر من الهلع قد بدأت تتفشى على قسمات وجهها : - أجرى لأبى تامر شيء .....؟ حركت رأسها ... وجعلت بصرها بخط مستقيم .. ومن ثم أبعدت جسدها عن الباب ... أعادت نظرها ناحية أمها المترقبة لجواب ... لكنها بدل من أن تعطيها الجواب .. مدت يدها المحملة بإناء الماء .... لتمسك به أمها والتعجب لها عنوان ..... وتدير ظهرها ... وتبتعد بخطى واسعة عن أمها ... التي تنظر إليها بتعجب واستغراب ..... وهي تخطو بعيدا عنها في ذلك الممر المكتظ بالمرضى و الأطباء و الممرضات ... ............................. أخذت تنقل عينيها من أبو عادل الذي صبغ وجهه باللون الأحمر ... و الغضب يرسم خطوطه على قسمات وجهه ... إلى عادل المرتبك .... و الذي فتح عينيه على مصراعيهما وهو يحدق بأبيه ... لتسأل بصوت به نبرة استغراب : - ما الذي جرى ..؟ .. لماذا أصواتك مرتفعة ...؟! كان أول من أجابها هو أبو عادل .. الذي ألتفت ناحيتها و الغضب لا يزال لم يفارقه : - أبنك المصون يريد بأن يلغي زواجه من رنا ... أتسعت حدقت عينيها وهي تتلقى الخبر .. و تصوب عينيها ناحية عادل وهي تسأله: - أصحيح الذي قاله أباك يا عادل ...؟ أبتلع ريقه بصعوبة .. قبل أن يقول : - نعم ..أمي ... فأنا ورنا لا نصلح لبعض ... ليعود أبو عادل يصرخ قائلا : - ما هذا الهراء ... ومتى .. اكتشفتما بأنكما لا تصلحان لبعضكما .. ها ... أخذ نفسا وهو يوجه عينيه ناحية أخيه الواقف على عتبت الباب ... ومن ثم أخرجه ... وبنفس الوقت وجه بصره ناحية الأرض .. ومن ثم قال: - اليوم .. فقد كلمتها ... وتضح كل شيء ... فقط قلت لها . بأني ... بأني لا أكن لها أي مشاعر ... ومن ثم هي قالت لي نفس الشيء .. بأنها لا تبادليني بأية مشاعر ... ما إن أنهى جملته ... حتى دوى صوت يد أحدهم وهي تلتطم بشيء ... ليرفع رأسه قليلا .. لتقع عينيه على أبيه الثائر ,, و يده التي سكنت سطح المكتب ... ليدوي صراخ أبيه من جديد وهو يقول : - غبي .. غبي ... وماذا تتوقع منها بأن تقول لك ... بأن تقول لك بأني أحبك وبأن تترجاك بألا تتركها .. بعد أن قلت لها بلسانك بأنك لا تحبها ... - أبي .. أنت لم تفهم ... ليبتر جملت عادل بقوله ... وهو يرفع سبابتها قائلا : - اسمع هذا الزواج سوف يتم .. و هذا الكلام لا أريد بأن أسمعه مرة أخر ... كيف سوف انظر إلى أخي .. أو أم تامر .. أو حتى رنا ... إذا فسخت هذه الزيجة ... ألا يكفي الذي فعله أخيك بها .... اسمع لن أكرر كلامي .. سوف تتزوج برنا ..و بأسرع وقت ممكن .... مفهوم .... ليخرج من الغرفة .. تاركا عادل في الصدمة يغرق .... لينظر ناحية أبيه مستنجدا ...وهو يقول : - أمي أرجوك كلميه .. أقنعيه بأن هذه الزواج لن تجلب إلا المصائب ... - حتى إذا لم يتم هذا الزواج فسوف يجلب المصائب ... ألم تفكر بذلك ... ماذا سوف تكون ردت فعل عمك وأم تامر .... و الناس ماذا سوف يقولون عن رنا المسكينة ... مرتان يتقدم لها أبناء عمومتها وكلاهما يتركونها ... ماذا سوف يقولون عنها .. لن تتضرر أنت .. بل هي التي سوف تنظر ... هي التي سوف تخسر .... لتخرج هي الأخرى .. ليصبح فقط هو حسن في الغرفة ... أخذ ينظر إلى أخيه المذهول بأسى ...ومن ثم قال: - عادل ... ليقاطعه عادل بصراخه : - أنت أصمت ولا تتقل شيئا .. هذا كله بسببك .. بسببك ... ( قالها وعينيه تكادان تحرقان حسن من نار الغضب المتأججة فيهما ) ليلجم الذهول لسانه ... ويكتفي بالوقوف ... في حين عادل خرج هو الآخر .. و الغضب المخلوط بالحزن قد تملكانه ... يتبع ...... |
متوقفه من 2009
تنقل للارشيف لحين عوده الكاتبه |
الساعة الآن 02:35 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية