الفجر فى الغسق - روميليا لاين
السلام عليكم و رحمة الله هنزل ان شاء الله رواية الفجر فى الغسق اتمنى انها تعجبكوا الغلاف ليس سهلا ان يتقمص الصديق شخصية صديقه له, بخاصه اذا كان للأمر علاقه بالقلوب و اذا كان هذا القلب مرهفا الى حد الانكسار . لكن الظروف شاءت ان تذهب فيفيان مكان لوسى الى طنجه للقاء روبرت المقعد المشرف على الموت و كانت لوسى قد راسلته و ارسلت اليه صورة فيفيان لانها اجمل منها . و فى طنجه تجد فيفيان نفسها ممزقه بين ثلاثة رجال : ترانت شقيق روبرت الذى يملك الكازينو و تحيطه اجمل النساء لكنه شديد القسوه لا يرحم , غارى الشاب الذى احبته منذ سنوات فى طنجه و راحت تبحث عنه حتى وجدته , و روبرت المقعد الذى يحلم بالشعر و الزواج بعدما لمح طيفا للشفاء . اى واحد من هؤلاء سيكون رجلها و هل تنجح مؤامرتها مع غارى للسطو على خزنة الاموال فى مكتب ترانت ؟ :f63: اتمنى ان تعجبكوا |
1- عندما يخطئ الاصدقاء الصمت العميق يعم داخل مكاتب شركة بيتشفيلد للمبيعات . ثم كالعاده رن الجرس معلنا نهاية النهار فى العمل . و فى الحال سمع ضجيج و صخب الموظفات يهبطن السلالم و يجتزن الممرات الطويله التى تصلهن الى الباب الخارجى فى الوقت نفسه كن يثرثرن عن مختلف الامور العابره و الاحاديث المقتضبه , و خاصه عن الرجل الجنس الخشن . تنهدت ساندا غاتش , و هى فتاه شقراء ممشوقه و قالت : -كم انا مستعجله للوصول الى المنزل .سـأرى براين فى المساء انا اكيده انه سيطلب يدى هذه الليله ! |
علقت بياتريس تشرمان بصوت متعب و هى والده لثلاثة اطفال و قالت :
- الحياه الزوجيه ليست دائما حلوه و مفرحه ! لو طلب منى ان اعيش حياتى من جديد و لما كنت وقعت فى الخطأ نفسه! اما الزميله صوفيا سيمث فأعلنت ضاحكه ضاحكه : - انت حظك شئ يا بياتريس لقد تزوجت من اول رجل تقدم لك , و هذا كان الخطأ الذى ما كان عليك ان ترتكبيه . كان من المفروض الانتظار حتى التعرف الى الرجل المثالى . ضحكت مونيكا راندال و قالت بسخريه : - الرجل الثرى بما معناه ! اجابت صوفيا بجديه : - بالضبط . اليوم نختار الرجل نظرا الى طريقة الحياه التى بامكانه ان يقدمها لنا .لا يوجد فتاه عازبه لا تشاطرنى هذا الرأى , انا اكيده من ذلك. - ما عدا فيفيان ! الرؤوس التفتت بأستغراب نحو فيفيان . فقالت احدى رفيقاتها بسخريه : - صديقتنا محافظه جدا , فلم تخبرنا مره عن مغامراتها العاطفيه . اجابت فيفيا الهادئه: - ليس لدى مغامرات عاطفيه و هذا ابسط ما فى الامر . كان لهذا الكلام صدى دهشه و استغراب . فقالت بياتريس تشرمان بلهجه قاطعه : - انها تقول الحقيقه . انا اعرف فيفيان من زمان و لم ارها ابدا برفقة رجل . |
و حلت الابتسامات المرتبكه و الشفوقه مكان المزاح . فقالت فتاه فى الثلاثين من عمرها و تدعى باتى غارمس :
- اه ! لو الشباب يعرف ولو الشيخوخه تقدر !انظرن الى هذه الفتاه ! الا تدعو الى الغيره بشعرها المجعد الجميل .....لا عداله فى هذا العالم ! ابتسمت فيفيان بهدوء كما هى عادتها فى مثل هذه الظروف . فهى تعتبر نفسها فتاه شابه بالرغم من عمرها الذى يبلغ الثاله و العشرين , بل غالبا ما تشعر بأنها لم تعد صبيه , و من يدخل الى قلبها يكتشف مدى عذابها و مرارتها . و انتهى الحديث و تمنت كل واحده لزميلاتها ليله سعيده . بعضهن امطتين دراجتهن الناريه , و البعض الاخر من ذوات الحظ و الثروه صعدن الى سيارتهن . اما فيفيان على غرار عدد كبير من زميلاتها , فعادت الى غرفتها مشيا على الاقدام . فهى تسكن فى المنزل المعد خصيصا للموظفات اللواتى يعملن فى بيتشفيلد ,و الذى يقع قرب مكاتب الشركه , خارج المدينه , دخلت البنايه و سمعت صوت خطواتها و هى تدوس البلاط . ثم وضعت يدها على الدرابزين الحديدى و صعدت السلالم . فقد اختارت فيفيان من زمان و عن قصد ان تعيش فى هذا المكان البارد , اللاشخصى , و ما ان وصلت الى الطابق الثانى , حتى شاهدت فجأه بابا بابا ينفتح و على عتبته تقف فتاه فى هيئة مربيه . صرخت فيفيان مسرعه نحوها : - لوسى! لم تذهبى للعمل بعد الظهر , هل انت مريضه ؟ عضت لوسى على زاوية منديلها و رفعت نحو صديقتها عينيها المدمعتين و ناحت تقول: - اه يا فيفيان , لقد حدث امر كريه ! |
امسكت فيفيان بمعصم صديقتها و اقتربت عليها قائله:
- لندخل الى غرفتك و ستخبرينى كل شئ . لوسى ميلز من عائلة فلاحين, فتاه خجوله , عديمة المهاره , تعمل بنشاط فى بيتشفيلد يداها و قدماها طويلتان بالنسبه الى جسمها النحيل و ملابسها الباهته . لكن فيفيان عرفت ان وراء هذا الشكل الرتيب , تتمتع لوسى بصدق كبير و كرم لا حدود له . لذلك اصبحتا بسرعه غريبه صديقتين حميميتين . فى الغرفه قليل من الاثاث . ضمت فيفيان صديقتها بين ذراعيها و سألتها : - ماذا جرى ؟ هل يتعلق الامر بعائلتك ؟ فيفيان فتاه وحيده لا اهل لديها , سبق لها ان ذهبت مره مع لوسى لزيارة اهل صديقتها الذين يسكنون فى مزرعه قديمه مهدمه تقع على بعد بضع كيلو مترات من المدينه و تعرفت على والد لوسى الذى فقد يده اليمنى بحادث شاحنه فاضطرت زوجته زوجته و اولاده ان يعملوا بلا انقطاع لاستثمار قطعة الارض الوحيده التى يملكونها . و بالرغم من شغف لوسى للعيش فى الهواء الطلق , فقد وجدت نفسها مرغمه ان تجد لنفسها عملا فى بيتشفيلد لكى تؤمن حاجيات اهلها . اجبت لسى متثائبه مضطربه : - لا الجميع على ما يرام وصلتنى رساله هذا الصباح .... رساله اخرى ..و الرسائل التى ارسلتها ........ اه , لم اخبرك بشئ اما الان ........ لا اعرف ماذا افعل ........ قاطعتها فيفيان بهدوء و سألتها بصوت دافئ و ناعم : - لم افهم شيئا مما تقولين . عما تتكلمين بالضبط؟ ما هى هذه الرسائل؟ |
واو
بداية قوية وممتعة الف شكر يا زهرة الشمال بانتظارك |
شكرا لمرورك leen و اتمنى تكون عند حسن ظنك
يلا خلينا نكمل الروايه لم ترد صديقتها فى الحال . و بعد جهد كبير , مسحت الدموع عن عينيها و بدأت تقول: - هل تتذكرين ذلك الاجتماع الحاسم فى النادى الاجتماعى , و تعرفنا هناك على سيده تدعى ايفا درموث , و شددت علينا بالحاح ان نقدم العون و قليلا من السعاده للبؤساء و المساكين كان ذلك مباشره قبيل رأس السنه . فقبل مغادرتى الاجتماع طلبت منها ان تذودنى بعنوان كى اراسل مريضا فى يعيش الخارج. -اه فهت , و ماذا بعد؟ - يدعى روبرت كوليى و يعانى من انحلال عضلى مزمن ولا يمكنه التنقل الا بواسطة الكرسى النقال . عمره 24 سنه كان فى الماضى من ابرز لاعبى الروكبى و .......... قاطعتها فيفيان قائله : - لوسى , هل كنت تراسلين هذا الرجل منذ رأس السنه ... منذ ثلاثة اشهر ؟ - نعم . اكتب اليه مرتين فى الاسبوع . اننا نحب بعضنا . وقعت فيفيان فى حيره و اطلقت ضحكة انزعاج و قالت : - اذن ما دمت تشعرين بهذه العاطفه الكبيره , لماذا ...؟ صرخت لوسى و الدمع ينهمر من عينيها قائله : - اه يا فيفيان انت لا تفهمين ! روبرت على وشك ان يلاقى حتفه .... عما قريب ! سحبت من جيبها رساله مدتها نحو فيفيان و قالت - خذى اقرأى ! لقد استلمتها صباح اليوم. بدأت فيفيان بليث تقرأ بشغف من دون ان تعى ان الرساله موجهه فى الواقع اليها و ذلك لورود اسمها . |
- العزيزه الانسه بليث ....انا متأسف لأعلمك بأن صحة روبرت تدهور بشكل ملموس . لم يعد هناك من امل فالأطباء قالوا فى تقريرهم الاخير انه بقى لديه ليعيش عدة اسابيع فقط . و هو يطلب حضورك . سأكون شاكرا اليك اذا امكنك المجئ بأسرع ما يمكن , على نفقتى الخاصه طبعا : ترانت كولبى .
رفعت فيفيان عينيها عن الرساله و قالت لصديقتها : - يجب ان تلبى هذه الدعوه يا لوسى . - هذا مستحيل ! اطلقت لوسى تنهيده طويله . ثم نهضت و فتحت درجا و اضافت : - هذه صورة روبرت كولبى . كانت الصوره تمثل شابا اشقر , مبتسم الوجه , واضح الملامح . فقالت فيفيان على الفور : - انه شاب وسيم و جذاب ! هزت لوسى رأسها و قالت عابسه : - لمسبق ان احدا من قبل , و هذا امر لا يدهش من يرى شكلى و مظهرى ! كتب الى رساله جميله جدا و اردت ان افرحه .... اه يا فيفيان اعرف ماذا جرى لى حينذاك ارسلت اليه صورتك ! - صورتى! - نعم . الصوره التى كانت هديه منك بمناسبة عيد ميلادى ... تلك الصوره فى الاطار الجلدى ... |
تذكرت فيفيان ان المصور نجح فى اظهار الابتسامه على شفتيها مكان الحزن فى نظرتها . و كتبت فيفيان خلف الصوره بعض التعليقات المرحه و المضحكه ووقعت امضائها عليها.
- لكن ليس ذلك مصيبه كبرى ! - بلى ! لا يجب على روبرت ان يأخذ علما بذلك ابدا ! لقد وقع فى غرام الفتاه المرسومه فى الصوره ... وليس فى غرامى انا ! سألتها فيفيان التى بدأت تفهم الأمر : - هل كتبت اليه كل هذا الوقت معتبره نفسك انك انا ؟ - نادرا ما كانت تصلك رسائل. و فى كل حال , انا من يستلم الرسائل الموجه لك و لى . و كنت اعرف جيدا ايها الرسائل الاتيه من روبرت . لاحظت فيفيان تغيرا ملموسا لدى صديقتها منذ فتره , ذلك لأنها كانت تحمر خجلا و تقهقه من لا شئ سألتها بصوت ناعم: - لماذا فعلت ذلك ؟ انت تعرفين ان الامر سينكشف عاجلا او اجلا. اجابتها بحزن و كآبه : - لم يكن امامى خيار . كان امضاؤك موقعا خلف الصوره . كما ان روبرت وجد هذه الصوره جميله جدا خطر ببالى مرارا ان ابوح له بهذه الخدعه , لكنى كنت اخشى ان افسد كل شئ و الان .... لا يمكننى ابدا ان اقول له الحقيقه ! - اه , يا لوسى ! انت الطف انسانه و اكرم مخلوق على هذه الارض ! روبرت انا متأكده , لن يلومك اذا صرحت له بكل شئ . اجابتها لوسى بذعر : - من الظلم ان احطم اوهامه و هو على وشك مغادرة الحياه ! لا , يا فيفيان . انه مقتنع انك انت من كتبت هذه الرسائل و الحل الوحيد هو ان تذهبى انت لزيارته . |
صرخت الفتاه مصعوقه :
- هذا جنون يا لوسى !انا غير قادره ان انجح فى تمثيل هذا الدور ! اجابتها لوسى بنبره جازمه: - بلى , انت قادره على ذلك , و لن يطول الامر . ستظهرين محبه طيبه و محبه لروبرت و لى انا ايضا . امسكت فيفيات يد صديقتها و قالت : - لوسى , انا اقر بانك الان تعانين وضعا معقدا للغايه . طبعا لايجوز اعلام روبرت بهذه الفتره الحاسمه من حياته . لكن من ناحيه اخرى , انا اجهل كل شئ عن علاقتكما . عن ماذا سأحدثه ؟ - لا احتفظ فقط برسائل روبرت , بل لدى نسخا مصوره عن كل الرسائل التى ارسلتها اليه. بامكانك قرائتها و بالتالى يكون باستطاعتك اختيار التصرف المناسب . لدى شهر اجازه تأخذينه عنى و انا اعمل مكانك . انتصبت لوسى و القرار مرسوم على وجهها و اضافت تقول : - روبرت سيموت , يا فيفيان و لن نخيب امله . غدا عليك الذهاب بأى ثمن الى طنجه . - الى طنجه ! تهيأ لها فجاه ان هوه مرعبه تنفتح تحت قدميها . |
هاااااااااي خيتوووووووو مشكووووورة عالرواية بس لسى ماقريتها هههههه عن جد مشكووووورة بااااي
|
شكرا سوار الحب على مرورك
ان شاء الله تعجبك الروايه مستنيه رأيك بعد ما تقريها |
- نعم. هناك يسكن روبرت و اخوه . انه ثرى كبير اخوه صاحب كازينو و يملك فيللا رائعه...
لم تعد فيفيان تسمع شيئا. نهضت و توجهت نحو النافذه ز المعمل يظهر جانبيا فى الليل تحت اضواء المصابيح . لكنها لم تكن تراه لانها كانت تتذكر الطرقات المكتظه , و الواطئ المشمسه و النساء السمراوات و الرجال فى الجلابيات , منذ اربع سنوات و هى تبذل جهدا كبيرا لتنسى هذه المدينه .... لتمحو من ذاكرتها ذكرى غارى ثورتن , و السعاده التى قضتها برفقته لكن , بقدر ما كان حبها جنونيا لم تستكع فيفيان ان تشفى كليا من هذا الحب . شحب وجهها و التفتت نحو صديقتها و قالت: - مستحيل ان اذهب الى طنجه يا لوسى .انا اسفه ! راحت لوسى تنوح و تقول: - آه , يا فيفيان! لقد اتكلت على مساعدتك ! اعترف انى ارتكبت حمماقه لا تغتفر , لكن كيف بامكانى ان اتنبأ بنهايه غير منتظره؟ كانت فيفيان تتمزق بين رغبتها فى نجدة صديقتها و بين الخوف المروع للخضوع لهذا المخطط . يا لسخرية القدر ! بينما كانت فيفيان تبذل جهددها فى رفض مجرد علاقه عابره بالرجال و محو اى غرابه تطرأ على حياتها , كانت لوسى تحلم بذلك مثل زهره تذوى فى الشمس. |
مشوقة متابعين معاكي
|
- تطلبين الكثير منى يا لوسى .
- اعرف . لكن لو هناك حل اخر لما كنت اتوسل اليك ان تساعدينى . حل صمت طويل بينهما وراحت فيفيان تتخيل هذا الرجل المسكين ينتظر بأمل كبير لقاء امرأة احلامه . و بما ان لوسى كانت اعز صديقاتها قالت بصوت ملؤه الثقه : - اين الرسائل ؟ امضت فيفيان جزءا كبيرا من الليل فى القراءه . و كانت تشعر بأنها تمتهن سرا رائعا عندما بدأ روبرت فى رسائله يفتح قلبه لحبيبته و تتجاوب معه لوسى . و يزداد شعورها عندما اصبحت اسرارهما حميمه و حنونه . نعم روبرت و لوسى واقعان فى الغرام , مما جعل فيفيان تشعر بأزدياد القلق فى داخلها . كيف بأمكانها ان تحل مكان صديقتها , الطيبه و الناعمه؟ و فى صباح اليوم التالى ارسلت فيفيان برقيه الى طنجه , و بعد ساعات معدوده توجهت الى المطار . ساعدتها لوسى على تحضير حقائبها و توسلت اليها ان تكتب اليها باستمرار و تعلمها عن حالة مراسلها الصحيه و تطوراته . الرحله تمت من دون شائبه . لكن, عندما هبطت الطائره فى مطار طنجه , شعرت فيفيان فجأه بالذعر يحتلها , فتحلت بالشجاعه و هى تطأ الارض المغربيه . دخلت الى محطة الطيران و راحت تسلك طريقا بين الحمالين و الجمع الصاخب المؤلف من خليط كبير . السماء الزرقاء و شمس الغسق و المنارات الورديه كلها تصفع قلبها كأنها ضربات خنجر حاد . لا.لا تريد ان تتذكر ! ترفض ان تتذر! كانت فيفيان ممشوقة القوام , نحيفه , ترتدى بزه خضراء فاتحه , و قميصا ابيض . لحق بها الباعه المتجولون . تجالبوا الزبائن للفنادق و راحوا يعرضون عليهم خدماتهم بألحاح , رافضين الاكتراث لرفضها و تشكرها . فجأه دوى صوت حاد , فأبتعد الرجال ليفسحوا المجال ان يتقدم رجل غريب , قاسى الملامح , يرتدى بزه فاتحه و انيقه . |
ميرسى اوى على الروايى حبيبتى :55:
منتظرين التكملة:f63: |
- تطلبين الكثير منى يا لوسى .
- اعرف , لكن لو هناك حل آخر , لما كنت أتوسل إليك كي تساعديني . حل صمت طويل بينهما . وراحت فيفيان تتخيل هذا الرجل المسكين ينتظر بأمل كبير لقاء امرأة أحلامه . و بما إن لوسى كانت اعز صديقاتها قالت بصوت ملؤه الثقة : -أين الرسائل ؟ أمضت فيفيان جزءا كبيرا من الليل فى القراءه . و كانت تشعر بأنها كانت تمهن سرا رائعا عندما بدأ روبرت فى رسائله يفتح قلبه لحبيته و تتجاوب معه لوسى . و يزداد شعورها عندما اصبحت اسرارهما حميمه و حنونه . نعم روبرت و لوسى واقعان فى الغرام , مما جعل فيفيان تشعر بأزدياد القلق فى داخلها . كيف بامكانها ان تحل محل صديقتها , الطيبه و الناعمه ؟ و فى صباح اليوم التالى ارسلت فيفيان برقيه الى طنجه , و بعد سات معدوده توجهت الى المطار . ساعدتها لوسى على تحضير حقائبها و توسلت اليها ان تكتب لها بأستمرار و تعلمها عن حالة مراسلها الصحيه و تطوراته . الرحله تمت دون شائبه . لكن , عندما هبطت الطائره فى مطار طنجه , شعرت فيفيان فجأه بالذعر يحتلها , فتحلت بالشجاعه و هى تطأ الأرض المغربيه . دخلت الى محطة الطيران وراحت تسلك طريقا بين الحمالين و الجمع الصاخب المؤلف من خليط كبير . السماء زرقاء و شمس الغسق و المنارات الورديه كلها تصفع قلبها كأنها ضربات خنجر حاد . لا, لا تريد ان تتذكر ! ترفض ان تتذكر ! كانت فيفيان ممشوقة القوام , نحيفه , ترتدى بزه خضراء فاتحه , و قميصا ابيض . لحق بها الباعه المتجولون و جالبو الزبائن للفنادق و راحوا يعرضون عليها خدماتهم بألحاح , رافضين الاكتراث لرفضها و تشكرها . فجأه دوى صوت حاد , فأبتعد الرجال ليفسحوا المجال ان يتقدم رجل غريب , قاسى الملامح , يرتدى بزه فاتحه و انيقه |
حدق الرجل بالفتاه مفصلا و بنظره ساخره و قال بصوت خفيض :
- آنسه بليث ؟ آنسه فيفيان بليث؟ اجابت بلهجه بارده - نعم . - - انا ترانت كولبى , شقيق روبرت . ثم اشار الى خادمه و قال : - سيهتم عبدول بالحقائب السياره بأنتظارك فى الخارج . كا الغسق معطرا بالميموزا و زهرة الليمون الحامض و تنشقت فيفيان اريجها بألم حاد . امام سيارة الليموزين السوداء كا يقف عبدول بجلابيته الرماديه و طربوشه الاحمر فاتحا لهما الباب . بعد لحظات قليله كانت السياره تجتاز الطريق . و الفتاه تبذل جهدها لئلا تشاهد المنظر الاخضر الغريب لكن رؤية اشجار النخيل و الطرفاء و البيوت المبنيه على الرمال الحمراء , كلها ايقظت فى قلبها الما طالما كبتته طويلا . هذه السنوات الاربع لم تكن كافيه لنخفف آلامها . و بعد قليل لاحظت فيفيان ان رفيقها يراقبها و تذكرت فى الحال ان عليها ان تلعب دورا كبيرا و بمهاره و اتقان , فانتصبت بسرعه فى مقعدها . قال ترانت كولبى و هو يحدق بها بنظره بارده : - يتحدث روبرت دائما عنك . الظاهر انكما تتراسلان بأستمرار . الا تعتقدين ان المراسله طريقه غريبه للوقوع فى الحب ؟ - النفوس الشقيقه ليست بحاجه لأتصال جدى , يا سيدى . روبرت و انا نناسب بعضنا و فهمنا ذلك منذ البدايه . و انت الظاهر انك لا تصدق ذلك. |
رمقها بنظره ثاقبه و قال :
- بالفعل ! انت هنا فقط لان روبرت طلب حضورك , و انا اتكل عليك كى تجعليه سعيدا . و اذا تبين لك انك اخطأت تجاه عاطفتك , فلا انصحك بمحاولة التقتعس عن واجباتك . لا اريد ان ارى يتعذب , هل فهمت ما اقصده ؟ كان ترانت كولبى يتمتع بشخصيه قويه و نافذه . ينبع منها نضج كبير و قوه غير اعتياديه . و الدليل على ذلك يظهر فى نبرة صوته الحسمه و كتفيه العريضين و ملامح وجهه البارزه و عينيه الحدقتين اللتين يغشاهما ظل من الحزن . اعلنت فيفيان ببرود : - وجودى فى طنجه لا يفرحك , اليس كذلك ؟ رفع كتفيه و قال : - عندما كنت فى سن روبرت , لم يكن الرجل ينظر الى الحب هكذا كان بحاجه كى يضم حبيبته بين ذراعيه لا ان يحبها بالمراسله . - و مع ذلك لم تصبح لينا و ناعما بما فيه الكفايه . ابتسم و اضاف : - و هذا ينطبق عليك ايضا قولى .... لماذا هذا التعلق بروبرت ؟ لا يقول منظرك على انك امرأه قادره على الاكتفاء بحب افلاطونى . تبدين لى عكس ذلك , كأنك عشت تجربه ما فى حياتك ! . - - قبل مرضه , لم يكن روبرت يعيش حياة النساك على ما اظن ! - لا يبلغ اخى من العمر سوى 24 عاما . مازال صغيرا بالنسبه الى فهم غرائب المزاجات المزاجات الانثويه ولو سمع كلامى , لما كنت هنا اليوم . |
لكن بما ان الأمر اقتضى وجودك , فمن صالحك الا تتهربى من واجباتك .
تذكرت فيفيان بكاء لوسى مساء امس و قالت : - ربما انت مخطئ تجاهى , الم تفكر بذلك ؟ يحصل احيانا ان تقع النساء – و احيانا الرجال – بحب مراسلهم ! اجاب بسخريه: - اذن , آمل , يا آنسه بليث , او بالأحرى يا فيفيان ما دمت ستصبحين من الآن فصاعدا جزء من العائله انك لم تخطئى . ادارت فيفيان وجهها نحو النافذه مستائه من شكوك ترانت كولبى تجاهها و من وقاحته فى اظهار نفوره و كرهه ثم راح نظرها يجول داخل السياره الفاخره , من خلال الزجاج الازرق الفاصل , كانت ترى عبدول يقود السياره بمهاره فى السير الكثيف . و قربها فى المقعد الخلفى , كان ترانت كولبى ببزته الثمينه و ازرار اكمامه الذهبيه و ساعة يده الذهبيه الضخمه . لاحظت فيفيان كل هذه التفاصيل بعبسة استياء و اشمئزاز . فهى تعرف ماذا يفعل ترانت كى يعتاش . فالرجال الذين يربحون ثروه ضخمه على حساب الغير يزعجونها ولا تبالى بهم , بل تتحاشى رفقتهم . غادرت السياره الطرقات الواسعه وراحت تتسلق التلال الخضراء . فلمحت فيفيان جدران الكاسبا , و الجامع الكبير و القبب و المنارات . كل هذا الجمال الذى كانت تحاول ان تنساه بات هنا , امام عينيها , ليتحاداها و لما كانت تخفض نظرها رمقها ترانت كولبى بنظره ساخره و قال : - استفيدى من التأمل جيدا فى هذه المناظر لأنه ليس عندك الوقت للقيام برحلات و نزهات سياحيه . فروبرت عاجز عن مغادرة المنزل و يأمل فى رؤيتك بقربه بأستمرار |
اقتباس:
شكرا leen 2 على مرورك اقتباس:
شكرا سيكى ميكى على مرورك |
يسلمو ايديكي متابعين معك لاتطولي
|
حبيبتي متابعيتك لا طولي علينا يا قمر
|
- اريد ان اعبر لك عن تعاطفى و مودتى تجاه روبرت ...... هذا الضعف المفاجئ .... عندما علمت بالنبأ , كنت ....
قاطعها قائلا : - يعرف روبرت انه لديه من هذه الحياه اياما معدوده , لكنه ليس كئيبا كما تتصورين . بالعكس , انه مرح بالرغم من مرضه و ارغب ان يظل هكذا . و دورك ان تظلى بجانبه من دون ان تذكريه بعاهته , لأننا لا نتداول هذا الموضوع ابدا . دخلت السياره الباب الحديدى لمنزل يسيطر على المدينه . و برزت الفيللا ذات الجدران البيضاء و السقف الاحمر و القبب و السلالم الحلزونيه . و شرح لها ترانت كولبى : - تدعى هذه الفيللا "كوريا" و هذا يعنى التله . اجتازت السياره بستان خوخ ثم بستان برتقال , لتستقر نهائيا تحت اشجار الارز . صعدوا السلالم الرخاميه ولما وصلوا الى البهو , قال ترانت كولبى بابتسامه كريهه : - مريضنا يدخل الى فراشه فى السادسه مساءا كل يوم . لذلك عليك ان تنتظرى حتى صباح الغد كى تتعرفى اليه. العشاء سيكون جاهزا بعد ساعه من الان . و بينما كانت فيفيان تستدير كى تتبع عبدول , اضاف ترانت قائلا : - لا يوجد فى هذا المنزل سوى الرجال . اذا كنت تفضلين ان اوظف لك خادمه , فلا مانع لدى . - بامكانى الاهتمام بنفسى على احسن وجه . اجابها بسخريه واضحه : - كما تشائين |
الله ينجحك ويحقق امانبك
متابعين............ |
ثم اشار برأسه و ابتعد . اما فيفيان تمكنت من رؤية بعض السجاد العجمى و الاثاث القديم , و لم تشعر تجاه صاحب المكان الا بالنفور و الاشمئزاز .
ادخلها الخادم الى غرفه واسعه , لا يقل ديكورها ترفا عن الطابق الارضى . السرير واسع و مصنوع من القماش المشجر و المقصب . البساط احمر سميك اشعل عبدول نور الحمام , و ازاح الستائر و قال باللغه الانجليزيه و بلهجه حاده : - هل ترغب الانسه بشئ اخر ؟ -كلا, يا عبدول , اشكرك. بالرغم من منظره المتجهم , كانت نظرة الخادم دافئه و على شفتيه ارتسمت ابتسامه لطيفه . ابتسمت له فيفيان بدورها بينما كان يغادر الغرفه . ثم انصرفت الى افراغ محتوى حقائبها . اغتسلت بسرعه و تزينت ببساطه ثم ارتدت فستانامن الكتان الوردى و نظرت الى نفسها فى المرآه فشعرت بتوتر غريب . عيناها الجوزيتان لا تظهران قلقها . اطمأنت و خرجت من غرفتها . على طاولة غرفة الطعام تلمع الآ نيه المصنوعه من الكريستال و الفضه . و ترانت كولبى ببزته السموكينغ كان فى انتظارها . فقال بلهجه ودوده متصنعه : - مساء الخير , يا فيفيان . هل اعجبتك شقتك؟ اجابت بهدوء : - نعم , شكرا . |
فراح كولبى يحدثها خلال العشاء عن امور لم تكن تهمها و يفتح معها تحقيقا فضوليا .
- كان روبرت يكتب لك باستمرار و يرسلها الى ايلسهورست , قرب اوكسفورد اليس كذلك ؟ لقد سبق و زرت هذا المكان . هل تسكنين هناك منذ صغرك ؟ - كلا , لقد انتقلت الى هناك منذ سنوات . - مع عائلتك ؟ - وحدى كنت احب هذه المدينه و بحثت عن عمل لى هناك . و الان اعمل سكرتيره فى شركه كبيره للمبيعات . - لكنك تبدين لى امرأه لا تكتفى بالحصول على وظيفه ثانويه . - لست سوى موظفه صغيره و اسفه ان اكون قد خيبت آمالك . - فى كل حال كنت انتظر منك ذلك . و بعد انتهاء العشاء اعلن قائلا : - يمضى اخى معظم اوقاته فى بركة السباحه , فما زال قادرا على التحرك بسهوله فى الماء عليك ان ترافقيه فى السباحه لئلا تخيبى ظنه . - اسبح جيدا لكن تصورت ......... - روبرت ليس معاقا يتألم اخلعى هذه الفكره من رأسك . مرضه لا يسمح له فقط بأن يقوم بالنشاطات التى يتمتع بها اى شاب بصحه جيده . شعرت فيفيان بالدم يعلو وجهها , ولاحظ ترانت كولبى هذا الامر فى الحال و سألها بسخريه : - ماذا جرى ؟ هل انت خائفه من العلاقات مع رجل لم يسبق ان التقيت به من قبل ؟ |
استعادت وعيها فى الحال و اجابت بلهجه حازمه :
- لا شك ان روبرت رجل جذاب و لطيف , فى الواقع , كما كان عليه فى رسائله. زم ترانت عينيه الزرقاوين و قال : - - انا شديد الفضول حيال معرفة ردة فعل اخى عندما سيراك بدأ الحديث يدخل نمطا خطيرا . وقفت فيفيان من دون استعجال و توجهت نحو النافذه . صحيح ان اسئلة ترانت ارهقتها لكن اصعب الأمور هى المواجهه مع روبرت . ماذا سيكون رأى روبرت بها ؟ هل سيلاحظ لعبتها ارتعشت بصمت من دون ان تظهر ذلك . و بحزن راحت تنظر الى سقوف الكاسبا , و المنارات الممتده نحو السماء المنجمه . اقترب منها ترانت و قدم لها سيكاره و قال : - هل تعجبك الاقامه فى طنجه ؟ اجابت بأبتسامه حزينه : - لست هنا لأزور البلاد , بل لأن روبرت بحاجه الى و اى سبب يجعلنى اقوم بهذه الرحله لولا حبى له ؟ قال و هو يسحب عميقا من سيكارته : - للتعرف الى بلد جديد , مثلا . او لقضاء عطله فى فيللا مغربيه فاخره . هذا اذن سبب سخريته المبطنه و تلميحاته الغامضه ! يعتقد انها جاءت الى هنا للكيف ... و انها انتهزت الفرصه الاولى لترك عمل ممل بحجة مرض روبرت ..... يا للوسى المسكينه ! اجابت الفتاه بغضب و احتقار : - لا تتصور ان كل هذا الترف يثيرنى ! |
ربنا يوفقك حبيبتى وتجيبى اعلى الدرحات باذن الله
:yjg04972: |
اشارت بحركه من يدها الى الاثاث الفاخر و الشرفات المضاءه ,ثم اضافت :
- لا اصر على الاشتراك بهذه الثروات الملطخه بالعار ! - تعرفين اذن اننى املك كازينو ؟ و مهنتى هذه لا تعجبك ؟ رفعت ذقنها بفخر و اعتزاز و قالت : - فى الحقيقه انا استخف ذلك . و انت فى وضع لا يسمح ان تعظنى بأمر اخيك ! - انت لست من عصرك , يا فيفيان . فى ايامنا هذه الكازينو يعتبر مهنه محترمه يتعاطاه كبار رجال العالم سألته مندهشه من شجاعتها امام هذا الرجل المخيف : - هل هذا سبب اختيارك؟ - ربما تظاهر بجهل ملاحظة ضيفته الاذعه و نظر الى ساعة يده و قال : - حان الوقت لأذهب لعملى . تجدين فى غرفة المكتبه اختيارا واسعا من الكتب و الاسطوانات الكلاسيكيه و الحديثه . - اشكرك لكنى متعبه و افضل ان اصعد الى غرفتى . قال باصرار كأنه يريد ان تكون له الكلمه الاخيره : - انت على حق . لأن الغد يوم كبير . روبرت متحمس ان يتعرف اليك ولا يجب ان نخيب امله . تصبحين على خير يا فيفيان . خرج من الغرفه و بعد لحظات , اقلعت السياره . فاحتل فيفيان خوف كبير ز هى الان فى طنجه , فى منزل اشخاص مجهولين , تحل محل صديقتها العزيزه . هل كانت على حق فى الانصياع لتوسلات لوسى ؟ قبلت ان تلعب هذا الدور فقط من اجل حماية روبرت , لكنها لم تفكر بوجود ترانت كولبى الذى يسهر على شقيقه مثل فهد يعتنى بصغيره الجريح . راح قلبها ينبض بسرعه و هى تصغى الى هدير المحرك يبتعد فى الليل . عليها الحذر , لأن ترانت سيتصرف من دون شفقه تجاه اى انسان يحاول ايذاء اخيه. |
اقتباس:
اللهم آمين و ربنا يستر على النتيجه :f63: الحمد لله خلص الفصل الاول ان شاء الله هبدأ الفصل الثانى بكره عشان اكتب شوى برواية الاغنيه المتوحشه سلامى للجميع :flowers2: :friends: |
اقتباس:
ربنا يستر علينا ان شاء الله بكره ابدأ كتابة الفصل التانى و انهارده احاول انزل الفصل الاول من رواية الاغنيه المتوحشه سلامى للجميع :flowers2: |
الله يعطيك العافيه ياريت تنزلين الروايه مومقطعه عشان احفظها في الورد اسهل
شكلها روعه بلييييييز كمليها بنتظارك ملوكه |
لا تطولي يا حلوة
بالانتظار.. |
آسفه على التأخير
2 – حوض السباحه و منذ ان افاقت فيفيا من نومها استنشقت رائحة هذه المدينه و عطرها الذى كان عزيزا على قلبها فى الماضى . البهارات , خشب الصندل , الياسمين . كم كان سهلا عليها كبت حزنها فى انكلترا البعيده البارده ! تنهدت و نهضت من سريرها ازاحت الستائر و دهشت لرؤية البحر الذى ايقظ فى ذاكرتها ذكريات الماضى الحلوه و المره . و رأت الكاسبا محاطه بهاله ورديه و ليلكيه بتأثير شمس الصباح الباكر , و بارزه بوضوح من بين اشجار السرو و الشربين و الأوكاليبتوس . الى يمينها , على طول الشاطئ الرملى ووراء اشجار النخيل العاليه تظهر البنايات و قصور طنجه البيضاء . و هنا فى , باستور , يقع فندق الرياض هل ستتمكن يوما من نسيان هذا الفندق و اسمه . ..من نسيان تلك السهره حيث تعرفت فيها الى غارى ؟ |
اغمضت عينيها لتحاول محو هذه الذكريات الناعمه من مخيلتهل لماذا آه , لماذا عليها ان تعانى مثل هذا العذاب ؟
لكن المها لن يمكث طويلا . فمنذ اربع سنوات و فيفيان تفرض على نفسها مخططا نظاميا قاسيا غايته منعها من الاستسلام و الخضوع لهواجس مخيلتها . تمالكت نفسها و توجهت الى الحمام . و بعد ان اخذت حماما باردا , ارتدت فستانا مقلما , و سرحت شعرها و تناولت حقيبه مصنوعه من القش و خرجت من غرفتها . كانت الشرفه محاطه بسلسله متوازيه من القبب المتشابهه . و فى طرفيها , برجان ابيضان حيث تقع غرفتا الاستقبال القت الفتاه نظره سريعه الى داخلهما و شاهدت الاثاث , من طراز لويز الخامس عشر , حيث اضيفت المصابيح المغربيه و الصناديق الثقيله المحفوره و الائرائك الجلديه .... ابتسمت بسخريه امام هذا الترف ثم هبطت السلم الخارجى متجهه الى حوض السباحه و من خلال اشجار النخيل و الشجيرات المزهره , سمعت اصواتا عاليه لا شك اذن ان حوض السباحه يقع من هذه الجهه . راح قلبها ينبض بسرعه روبرت ينتظرها هناك بفارغ الصبر . من اين لها الشجاعه لعبور هذا الممر المشجر ؟ فجأه شعرت بخوف و خجل . لا يمكنها ابدا النجاح فى تمثيل دور صاحبة الرسائل ! و خطر ببالها ان تتوجه فورا لرؤية ترانت كولبى و التصريح له عن خداعها و تعود الى انكلترا على الفور . لكنها تخيلت وجه لوسى المتوسل .... ووجه الشاب المشلول , الذى يبحث عن قليل من السعاده يتمتع بها فى اخر ايام حياته . |
الف الف الف الف مبروك على النجاح
وميرسى على الرواية |
مبينة رواية روعة واني دانتظر التكملة على شوق وشكرا على محهودك
|
ليس امامها الاختيار . تحلت بالشجاعه و هبطت السلالم الباقيه المؤديه الى الشرفه الثانيه حيث حوض السباحه وراء المزروعات الكثيفه . شاهدت من بعيد وجود شخصين , بينهما خادم . نعم , و هذا الكرسى النقال !
فانعقدت حنجرتها و اقتربت من الرصيف . كانت تسير بأناقه , و من دون اى انزعاج مستمتعه بحرارة الشمس تلمس ذراعيها . و لما وصلت قرب روبرت , و بابتسامه ناعمه بدأت لعب الدور الذى وافقت على اتخاذه فصرخ المعاق ماسكا يديها : - فيفيان اخيرا . - روبرت ! من زمان اريد مقابلتك ! ز و بخجل ابتعدا . و راحت فيفيان تراقب الرجل محاوله ان تعطى لنظراتها بريقا حنونا و محبا . كانت بشرته سمراء من شدة تعرضها لاشعة الشمس . و عيناه زرقاوان قاتمتان . لكن ساقيه و ذراعيه و كتفيه تبدو كأنها منخوره من الداخل . انعقدت حنجرتها لكنها ظلت مبتسمه لا تبعد نظرها عنه بالرغم من رغبتها فى الصراخ لقساوة القدر . كان شعره كثيفا و اشقر . يشبه اخاه الكبير لكن ملامحه كانت اشد رقه و نعومه . و باختصار كان كثير الجاذبيه . قال مادا يده يلمس راس الفتاه المالس : - شعرك تماما كما فى الصوره . و انت تماما كما تخيلتك ..... كم انت جميله ! رمقته فيفيان بنظرة اعجاب و اجابت ضاحكه : - لو تعرف اى اثر تفعل بى , لكنت تعاظمت من الكبرياء ! . وجه اليها ابتسامه فاتنه و ازاح كرسيه قليلا ليقدم لها خادمه الذى كان واقفا وراءه : - هذا هارون . ينقلنى الى الحوض عندما اشعر برغبه فى السباحه , و فى المساء يحملنى الى فراشى . كان هارون ممشوق القامه , اطول من عبدول , يرتدى سروالا ابيض و ستره فاتحه و عمامه فوق رأسه . اضاف روبرت قائلا : - يتكلم اللغه الانجليزيه بقدر ما اتكلم انا اللغه العربيه , لكننا نتفاهم قدر المستطاع ! اليس كذلك يا هارون ؟ الضاهر ان خادمه لم يفهم شيئا لكنه اجاب قائلا : - نعم يا سيدى . - هارون من قبيلة الورزات جاء به ترانت من مراكش فانا لست بوزن الريشه ولا احد هنا فى طنجه كان على استعداد لقبول هذه الوظيفه . يعلمنى هارون اللغه العربيه . و عندا احاول اثير الضحك لكننى مصر على تعلم هذه اللغه لكى اتمكن من الاتصال به بطريقه افضل . و هو الذى لا يبقى له الا القليل ليعيش ! ادركت فيفيان ان عليها الا تظهر له اى ردة فعل مهما كانت شجاعة روبرت تثيرها . و كانت تتحدث معه عندما وصل ترانت من الجهه الثانيه للحوض . لا شك انه اراد ان يحضر هذا اللقاء الاول من دون ان يراه احد . و امام هذه الفكره , احمرت وجنتا فيفيان بعنف ..... لسببين : اولا من القلق : هل لعبت دورها كما يجب ؟ . . . . . ثم من النقمه ! فى كل حال , لم يكن ترانت يثق بها ابدا . كان يرتدى سروالا اصفر و قميصا حريريا معرقا . و يبدو مسترخيا , واثقا من نفسه لا شك انه يكبر اخاه بعشر سنوات او اكثر و تعترف فيفيان ان هذا الرجل جميل الطلعه بشعره الاسود ووجهه الوسيم . لم تظهر فيفيان اى شئ مما يدور فى ذهنها و اجتهدت فى اتخاذ تعبيير مرح بينما كان صاحب الدار يتقدم منها . قال ترانت قبل ان يرمق اخاه بنظره حنونه : - صباح الخير يا فيفيان . و اللان يا خى الصغير , لقد صدقت بوعدى , اليس كذلك , هل انت سعيد ؟ امسك روبرت بيد الزائره و قال : - فيفيان اروع مما كنت اتصوره ! ثم شرح لفيفيان قائلا : - اصريت على ترانت ان يوافق على استقبال امرأه فى هذا المنزل .انه عازب محنك و شديد الصعوبه فى اختيار مدعويه . - سأحاول عدم ازعاجه . قال ترانت بصوت ناعم و هو يقدم لها كرسيا لتجلس : - ولا تنسى ان تمشى على رؤس اصابعك ! اعترف بأن عنصرا انثويا فى هذا المنزل يشكل نوعا من الزينه . اراد روبرت ان يعرف كل شئ عن وصول صديقته ....... الاستقبال فى المطار , الطريق فى السياره حتى الفيللا . اجاب ترانت و فيفيان على اسئلته من دون ان يذكرا طبعا المشاحنه البارده داخل السياره , و الجو المتوتر خلال العشاء . و بينما كانا يتكلمان , كان روبرت يراقب كل واحد بدوره كأنه لاحظ سوء التفاهم من وراء ابتساماتهما . و فى تلك الاثناء , كان عبدول و معين يحضران المائده فى زاوية الشرفه المطله على المناظر الخلابه . و لما اصبح الفطور جاهزا نهض ترانت و تبعته فيفيان , و قام هارون بمساعدة روبرت على ارتداء مئزره القطنى ثم جر كرسيه حتى الطاوله . المنظر كان رائعا . و لدى رؤية هذه الاماكن الحميمه شعرت الفتاه بغصه و ادارت راسها للمنظر . عبس ترانت بسخريه و قال : - اى انسان لا ينبهر بمظر الكاسبا الرائع و منظر المرفأ ؟ اجابت الفتاه بهدوء : - العظمه لا تهمنى . صرخ روبرت ضاحكا و هو يسكب اللبن فى فنجان الشاى : - انت تمزحين يا فيفيان تذكرى يوم وجدت نفسك فوق كومه العلف فى مزرعة والدك ! لقد وصفت لى هذا الحادث بكل تفاصيله , انسيت ذلك ؟ نظر ترانت مفصلا الى كتفى الفتاه الصغيرتين و معصميها النحيلتين و قال : - انت ابنة مزارع ؟ اه فهمت ! قال روبرت بفخر : - و فوق ذلك , فهى ذكيه جدا ! تصور انها تسلقت مره فوق كومه علف بغية الوصول الى مرفاع على علو 15 مترا , كى تحل بكره معلقه . - يا للوقاحه ! اسرعت فيفيان فى القول بعد ان امتلأ وجها بالاحمرار : - منذ زمن طويل لم اعمل فى القريه . شعرت فيفيان بارتياح لوصول الفطور اذ تغير الحديث و قدمت ثمار البحر , و لحم العجل و اكباد الدجاج و العسل و البلح و التين و الليمون الافندى . و فكرت فيفيان ان كل هذا التنوع فى المأكولات لابد ان تكون غايته اثارة قابلية روبرت . و كان روبرت يحب الحديث عن تاريخ طنجه . و بينما كان يتذوق هذه المأكولات الشهيه , راح يقص على صديقته الحكايات الفكاهيه حول هذه المدينه , محاولا تسليتها . فشعرت بالارتياح يحتلها تدريجيا . و معين كان يهتم بخدمة المائده وخاصه بالانسه الضيفه . قدم لها صحن البلح الذيذ للمره الثانيه قائلا : - اذا سمحت الانسه , احب ان اقدم لها من جديد هذا البلح الذى يشبه دموع الشمس . - ان طعمه لذيذ , يا معين , لكننى لا استطيع ان آكل المزيد منه . منه . شكرا . - العصفور يأكل اكثر من الآنسه ! اجابت ضاحكه : - اى نوع من العصافير , يا معين ؟ الوز ام البط ؟ و من دون انتباه كانت فيفيان تتكلم باللغه الفرنسيه و لم تنتبه الى ذلك الا بعد فتره قصيره و ترانت كان يراقبها بشده ثم قال : - تتكلمين الفرنسيه بطلاقه يا فيفيان. اجابت بلطف : - اشكرك . هذه المره بذلت جهدا كبيرا لتمنع الدم من الصعود الى خديها . لا شك ان اعصابها متوتره , لأنه ليس غريبا ان تتقن لغه تستعمل بكثافه فى طنجه و يتقنها عدد كبير من الناس ! بعد الفطور لم يدخل ترانت الى المنزل , بل رافق روبرت و فيفيان الى الشرفه حيث حوض السباحه , و جلس امام طاوله وراح ينقب و براجع فى السجلات و المستندات . و جلست فيفيان قرب روبرت و شعرت فجأه برغبه فى الاستراحه بعد هذا اللقاء المتوتر او على الاقل , بعيده عن انظار ترانت كولبى . و ترانت يرغب فى تكريس معظم وقته لأخيه , و هذا امر طبيعى جدا . لكن من جهه ثانيه كانت الفتاه تشعر بالتعب من البقاء دائما متحفظه و محترسه و عرضه للأنظار و الانتقادات . بعد قليل اعلن روبرت قائلا : - فيفيان و انا سنقوم ينزهه قصيره , يا ترانت . سأريها الحديقه . رفع ترانت رأسه و هز حاجبيه بسخريه و قال بنبره حاده : - لا تقلقا على . اقترب هارون ليجر الكرسى , فاوقفه روبرت فى الحال و قال : - ستساعدنى فيفيان على ذلك , يا هارون . قال ترانت ملاحظا : - سيكون ذلك حملا ثقيلا عليها . اجابت الفتاه : - سأتدبر الامر ارجوك . بامكانها ان تجر دبابات الاقحام من اجل ان تتخلص من هذا الرجل و لو لفتره قصيره . اعطاها روبرت بعض التعليمات و استدارا حول حوض السباحه لاجتياز ممر صغير بين الاسيجه العاليه . كانت الحدائق روعه حقيقيه . ووسط حوض بشكل نجمه , مبلط بالفسيفساء الملونه , يهدر سبيل ماء . تحيط به اشجار النخيل و الموز . |
و هناك ممر طويل يصل الى عرزال مصنوع من تشابك الياسمين و العريش , ثم يمتد الى العشب الاخضر المسقى و المعتنى به باتقانو المحاط بمساكب الازهار العطره و بعض اشجار الارز و الفلفل التى كانت ترمى ظلالها هنا و هناك . مرت فيفيان تجر روبرت امام استراحه داخل البستان تعلوها قبه مبنيه على اعمده حجريه و اجتازا المقاعد الخشبيه التى تظللها اشجار الزهر و الغار و من خلال اوراق الشجر لمحت فيفيان المروج الهادئه البعيده عن الضجيج و الضوضاء .
و شاهدت النساء البربريات يعملن من دون توقف فى بستان البرتقال , فابتسمت لا شك ان ترانت مسرور من هذه الامبراطوريه الصغيره التى يبنيها فى طنجه ......من اموال غيره , ولا يبدو انه منزعج من ذلك ابدا . لم يكن روبرت مهتما بالمنظر . فاشار اليها بالتوقف . فجأه لمحت فيفيان من وراء الخضار البحر الازرق الصافى . قال روبرت ممسكا يد الفتاه : - فيفيان ! التقينا اخيرا لو تعرفين كم كنت انتظر هذه اللحظه بفارغ الصبر . حينئذ لاحظت فى عينيه الزرقاوين ظل خوف و قلق و نداء نجده اثرا بها حتى اعماق كيانها لذلك اجابت بحراره : - روبرت لا ارغب الا ان تكون سعيدا . - عانقينى , يا فيفيان انا بحاجه الى حبك .... ان احسك بقربى ! جذبها نحوه بشغف ...... حاولت الفتاه عدم الرجوع الى الوراء من زمان لم تعانق احدا و تذكرت غارى ... عندما كان يضمها اليه . لكن الان ليس غارى , انما رجل اخر , لم تعجبها الفكره , اخيرا ابعدها روبرت عنه و نظر اليها بارتباك و قال : - رسائلك كانت تعد بأكثر من ذلك , لكننى اكتفى بهذا فى الوقت الحاضر . و لاخفاء ابتسامه مكبوته , وضعت فيفيان يدها على شعره الاشقر و سالته : - من الذى يقص لك شعرك؟ - هارون لكن بامكانك الاهتمام بذلك و اعدك ان اكون عاقلا و الا اتحرك . كان يتكلم بمزاح لكن فيفيان رات فى عينيه رزانه و جاذبيه , فحزن قلبها . لا , لا يجب ان يتعذب ! مهما يكن . قالت و هى تداعب شعره القمحى : - احب شعرك هكذا . لا اريد ان اغير شيئا . قال روبرت بصوت ملئ بالانفعال , كم سنفرح معا ! انتظرى متى ترينى فى حوض السباحه ! فى الماء انتقل بسرعه كبيره .... و انصحك بالحذر منى ! اجابت بفرح على مناكدته : - اراهن انك لن تقدر ان تقبض على . - تمزحين ! انت لا تجيدين السباحه , و هذا ما ورد فى رسائلك ! لماذا لم تتذكر محتوى رسائل لوسى ؟ لكنها تمكنت من انقاذ نفسها و القول بسرعه : - اخذت دروسا فى السباحه فى المده الاخيره و قمت بتمارين عديده و اصبحت الان سباحه جيده . سحب يدها بلطف من شعره ليجعلها تجلس على كرسيه . و قال لها : - قولى متى لاحظت انك بدأت تحبيننى ؟ تمنت الفتاه الا يسمع الرجل نبضات قلبها السريعه . متى ؟ حاولت ان تتذكر و اجابت بلهجه خفيفيه : - اه ! باكرا جدا تقريبا منذ البدايه . و للمره الثانيه بدت خيبة الامل على وجهه و قال بابتسامه مسكينه : - هل نسيت ذلك الاسبوع عندما ارسلت اليك بعض زهر الليمون فوضعتها فى ديوان شعر و ارسلته الى ..... و راح يلقى احد ابيات الشعر : - غناء القبره و هى تحلق فى الليل الكالح ...... لم تكن فيفيان تعرف هذا البيت , فاطلقت ضحكه مرتبكه و قالت : - طبعا ! لكن الان , انا هنا و هذا ما يهم . اليس كذلك ؟ احاط روبرت خصر الفتاه بذراعيه و ضمها اليه و قال : - انت جميله جدا لكن ذاكرتك ضعيفه ! لا الومك بل احبك . طبعت على صدغه قبله و شعرت بارتياح كبير و بمحبه و حنان و نحو هذا الرجل المعاق . هذا الحديث عسير و معقد و حاولت تغيير الموضوع و قالت وهى تشير باصبعها نحو العاملات فى المروج و هن يسقين البستان . - دائما بهذه الطريقه ؟ - نعم , هكذا كل شجره تأخذ حصتها فى الماء . ثم راح يشرح لها الاعمال القائمه هنا و اخبرها ان اشجار الخوخ ستزهر عما قريب و ان اخاه يحاول صنع بعض العطورات و توزيعها على الاسواق . كانت فيفيان تصغى اليه بشغف و حماس . ما دام الحديث يدور عن امور عامه , فلا مجال لديها للقلق . و روبرت كان سعيدا بوجود الفتاه قربه و من وقت الى اخر كان يدير الحديث عنهما و عن مراسلتهما . و كى لا تقع فى اخطاء اخرى , كانت تسرع فى عرض مشاريع الايام التاليه . كانت الشمس فى اوجها عندما عادا الى المنزل عن طريق مختلف يطل على منظر خلاب و سرى . هنا تنتصب بين الجدران الحجريه المغلفه بالنباتات المتسلقه مقصوره مهدمه . هذا البناء الانيق المصنوع من القرميد الوردى يذكر بالهياكل الصينيه المتعددة الادوار . و الطابق الثانى لا شك انه يطل على المدينه . قال روبرت و هو ينظر الى وجه فيفيان المتألق فرحا : - هذا متنزه بنى فى الماضى لاستقبال الضيوف . اما فى الوقت الحاضر فتسكنه الطيور و الحمام ! بعد ذلك اجتازا رواقا مقنطرا . داخل البركه تنعكس الطبيعه الغنيه . الزهر بكثره ينبت فى الاوانى الحجريه و الجرار الفخاريه . و يعم فى هذا المكان صمت ثقيل . و بعد ان سلكا ممرا ضيقا تحيطه اشجار الميموزا الكثيفه , وصلا الى الفيللا بعد لحظات . اوكلت فيفيان صديقها الى هارون و صعدت الى غرفتها . كانت منهكة القوى , ليس تعبا بل الضغط العصبى لتخوفها من ارتكاب خطأ احمق . لم يسمح لها الوقت للأسترخاء , فما ان غسلت وجهها و سرحت شعرها حتى سمعت الجرس يثرن معلنا عن موعد الغداء . كانت غرفة الطعام الصغيره حيث يقام الغداء عادة مستديرة الشكل , اثاثها رائع و تطل على حديقه مقفله حيث تتصاعد رائحة الورد و الغاردينيا . و لما دخلت الى غرفة الطعام توقف قلبها عن الخفقان , خلال لحظه , ذلك لان ترانت كولبى كان فى الداخل . على الطاوله وضعت الانيه الصينيه و الكريستال الثمين . هذا الديكور المتغير باستمرار لا شك ان غايته افراح هذا الشاب المعاق كى ينسى واقعه المرير و الحزين و الرتيب . يصرف ترانت الاموال الطائله من اجل اسعاد اخيه , اضافه الى الحنان و المحبه و التضحيه . الطعام كان لذيذا لكن الفتاه الانكليزيه لم تتمكن من تذوقه كليا لانها كانت متحفظه خلال فترة العشاء كلها . اما روبرت فكان فى مزاج رائع . و راح يشرح لضيفته قائلا : -الكازينو الذى يديره ترانت مبنى على الطراز المغربى . عندما انتقلنا الى طنجه , ذهبت مره الى هذا الكازينو . الزبائن خليط من العرب و الارستقراطيين الاوربيين . يمكنك ان تحتسى هناك اى مشروب , من الشاى حتى المشروبات القويه . و فى الصاله الخساره يمكن ان تصل من مئة دولار الى خمسة الاف . قالت فيفيان بلهجه خفيفه و هى ترمق ترانت بنظرات وقحه : - و كل هذا المال يصب فى الخزنه العائليه . قال ترانت رافعا كتفيه : - الحظوظ متعادله و الربح وارد كالخساره . - الثروات تتكدس و العائلات تفلس .... و الكازينو يسخر من كل هذا ! سكب ترانت كولبى قبل ان يجيب اليا : - انها لعبه قديمه كالعالم . ما افعله هو اعطاء امكانيه للاعبين ان يمارسوا رياضتهم المفضله . قالت الفتاه بلهجه قاطعه و صوت لاهث : - حسب رأى , انها طريقه ماهره لتشجيع نقائص الجنس البشرى . - للاسف ان النساء يعتبرون الكازينو مكانا للخطيئه ... حيث الانسان مهدد ان يخسر نفسه . بالنسبه الى الرجل , بالعكس , هذه التسليه تستدعى كل حواسه . - ما عدا حاسته الجيده ! |
الله يعطيك مليوووون عافيه حبيبتي تسلمين لي الروايه روعه على ذوقك
انا بنتظارك تحياتي وحبي ملوووكه |
ننتظررررك ................
|
ماتتاخري ياحلوة
|
طولتي !! عسى المانع خير ؟
|
الف شكر . .
ننتظرك لا تطولين علينا : ) |
بنات انا بعتذر على التاخير
سافرت فجأه السعوديه ان شاء الله اكملها قريبا جدا اعذرونى |
تيجى بالسلامه ياقمر ودى روايه مليهاش حل كتبتها ورده مصر الاولى
|
وتسلم اديكى واحنا مستنيينك على نااااااااااااااااااااااااار هههههههههههههههههههههههههه
|
و لكى تحسم هذا الخلاف بينهما اضافت الفتاه ضاحكه :
- اصر ان تكون لى الكلمه الاخيره . فى كل حال طنجه برأى مدينه جميله جدا و لا يجب ان تفسد بهذا النوع من التسليات . اجاب صاحب الدار بابتسامه بشوشه : - لكل جنه حيه . اعلن روبرت قائلا : - السعه تقترب من الثانيه ! ترانت . قل لمعين ان يستعجل فى جلب الفاكهه ! اريد ان ارى فيفيان كيف اسبح جيدا . و لكن اصر ترانت على اخوه المريض ان يذهب للراحه و الاستمتاع بقيلولته قبل التوجه الى حوض السباحه . و هكذا فيفيان للتمتع قليل من الوحده فى غرفتها . وضعت لوسى فى حقيبة فيفيان بزة سباحه من الساتان و اخرى باللون الاخضر الفاتح . و ارتدت البزه ثم وضعت فوقها مئزرا خفيفيا و هبطت الى الشرفه . روبرت كان فى الماء و هارون لا يفارقه حول الحوض . و على استعداد للتدخل فى اى لحظه يطلب فيها المريض مساعدته . شعرت فيفيان بانزعاج ان تخلع مئزرها لان ترانت كان جالسا قربها يراقب المستندات . لكن روبرت ناداها بالحاح , فما كان عليها الا ان تخلع مئزرها و تضعه على الكرسى و الالتحاق بروبرت . و ما ان اصبحا فى الماء حتى نسيت توترها . امسك روبرت بها بذراعيه العضلتين و رماها بعيدا . كادت ان تختنق من الضحك و راحت تسبح بكل قواها . لكن الرجل كان يتمتع بنشاط غريب , فقبض عليها باسرع وقت . بعد قليل احست بالتعب لكنها كانت تشعر برتياح ما دامت فى الماء تخاف ان تتفوه بالتفاهات حيال ملاحظات روبرت . و لاول مره منذ وصولها الى كوديا , بدأت تسترخى قليلا . بعد قليل تمددا على الاسره المملوءه بالهواء المضغوط و راحا يحتسيان المشروبات المنعشه . غير ان الشاب المعاق كان تعبا . و لما بدأت لشمس تميل نهض ترانت و امسك بمئزر ضيفته و اقترح اليها قائلا : - تعالى جففى نفسك سيصبح الطقس باردا فى غضون نصف ساعه . لم تجد اى شئ لتقوله للرد عليه سوى اطاعته فى الحال . مد ترانت يده ليساعدها على الخروج من الماء , و لما تشابكت اصابعهما , احست بتيار حيوى يخترقها . وضع المئزر حول كتفيها و اشتبكت نظراتهما لحظه قصيره . |
السلام انا صراحة عندي الرواية بس اخواني قطعو الصفحات الاخيرة يا ريت تكملينها بسرعة اني مشتاقة اكملها
مشكورة |
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أهلا وسهلا بك هههههههههههههههههههههههههه
|
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .ام دموع
|
. و لما التفتت إلى الوراء كان هارون قد اجلس روبرت في كرسيه النقال . قال روبرت :
- لقد أمضيت نهارا رائعا , يا فيفيان . أود أن ياتى الغد بسرعة . جذبها نحوه و عانقها . و اضطرت فيفيان ان تتبعه الى داخل المنزل . كانت تنوى هى ايضا ان تلجأ الى غرفتها للسهره , لكنها سمعت ترانت يقول بلهجه متصنعه : - العشاء سيكون جاهزا كالعاده , يا فيفيان . و ما ان وجدت فيفيان نفسها فى غرفتها ابتسمت ابتسامه حزينه . صاحب الدار لا يتركها مع روبرت وحدها الا عندما يتأكد من نواياها . و لما جاء الوقت للنزول الى العشاء , كانت مضطربه امام فكرة تناول الطعام برفقة ترانت الى درجة ان قلبها راح يخفق بقوه . كان ترانت يرتدى بزه السموكينغ , لانه بعد العشاء سيتوجه الى الكازينو , مركز عمله و ينتظر الفتاه فى الغرفه التى تناولا العشاء فيها بالامس . ما ان جلسا الى المائده حتى عرفت الفتاه ان مخاوفها كانت فى محلها . اذ قال لها ترانت بابتسامه بارده : - اقدم لك كل التهانى الصريحه , يا فيفيان ! لا شك ان روبرت خاضع لسلطتك ! شعرت بالغضب يحتلها . كانت ترغب فى ان ترد عليه بلهجة لاذعه , لكنها فكرت بلوسى و بذلت جهدا للقول بهدوء : - انا سعيده لاننى حصلت على رضاك . بريق ساخر لمع فى عينى ترانت امام لباقة ضيفته . و اثر ذلك دخل معين ليخدم على الطاوله . كان يتكلم الفرنسيه و هو يقدم حساء البصل و الكبيبات المطبوخه على الطريقه الفرنسيه و نجحت فيفيان الا تظهر مدى معرفتها بهذه اللغه رغم اكتشاف امرها . هل لاحظ رفيقها ما يدور فى مخيلتها ؟ لكنه قال , من دون اى شفقه : - تسبحين جيدا .... كأنك امضيت كل اوقات فراغك فى الماء . قالت محاوله عدم اظهار الارتجاف فى صوتها : - لقد اخذت دروسا فى السباحه فى مدرسه كبيره . - و هناك تعلمت ايضا ان تتكلمى الفرنسية بصوره جيده ؟ قالت مبتسمه : - كلا , تعلمت الفرنسيه بعد ذلك . و كذلك اتكلم اللغه الاسبانيه. - تدهشينى . الفرنسيه و الاسبانيه : لغتان ينطق بهما فى طنجه بشكل غريب . احمرت بعنف و قالت : - يوجد اناس موهوبين لتعلم اللغات . و انا احداهم . - لابنة مزارع , لا بأس بذلك ! - هناك انواع مختلفه من المزارعين . راح ينظر اليها مفصلا و لاحظ تسريحة شعرها البسيطه و قميصها الكريمية اللون و تنورتها البيضاء العاديه و قال : - صحيح . و خلال العشاء كانت فيفيان تتكلم بالاسلوب نفسه . و تهيأ لها انها فأره بين قدمى هر شيطان . فقط ذكرى لوسى ترغمها على الابتسام برصانه و برباطة جأش , لكن فى الواقع , كان رفيقها يزعجها كثيرا . بعد القهوه ارادت ان تسرع الى غرفتها للاختباء . لكن اللياقه اشارت اليها بضرورة البقاء . و كأنها لا تخشى ابدا وجود ترانت , توجهت نحو النافذه لتأمل السماء المنجمه . ضجيج المدينه بعيد لا يتغلب على حركة الامواج فى البحر . و ظلت فيفيان قادره ان تسمع زقزقة العصافير فى الحديقه . اقترب ترانت منها , وضع يده فى جيب سترته الداخليه , تناول منها علبه ذهبيه و قدم لها سيكاره . - ما كانت ردة فعل والدك عندما علم برحيلك و مجيئك الى طنجه ؟ احنت راسها لتقترب من من نار الولاعه . والد لوسى ؟ لا شك انه لم يكن على علم بمراسلته فتاته مع شاب يعيش فى الخارج . رفعت عينيها و سحبت من سيكارتها و اعلنت : - انا كبيره لأفعل ما يروق لى . - صحيح انت من عمر روبرت , على ما اظن . - تقريبا , عمرى 23 سنه . هذه المره لم تكن تكذب . نظر اليها مطولا قبل ان يعلن بصوت عابث : - كنت اعتقد ان فى ايامنا هذه الفتيات يتذوجن باكرات . - كل النساء يبحثن عن زوج بعد انتهاء دراستهن ! فى كل حال و انت ايضا لم تتزوج بعد ! و مع ذلك عمرك 35 . 36 سنه ! - 37 سنه . كنت مشغولا حتى الان . عملى ياخذ قسطا كبيرا من وقتى , و لذلك تركت النساء بعيدات عنى . - هل يعنى ان لا وجود للنساء فى حياتك ؟ لكل فردوس ثعبانه و نساؤه على ما اظن . جاءت الى مخيلتها صورة ترانت فى الكازينو محاطا بجمهور من النساء الجميلات . و ازعجتها هذه الصوره . و سمعته يضحك و يقول : - هناك ما يكفى من النساء لتسليتى . ما دمنا فى هذا الحديث , لن تكون فكره سيئه ان قدمت لاخى بعض الحنان و المحبه عندما تتمنين له ليله سعيده ! اشتد الاحمرار بوجهها و همست تقول : - صحيح اننا كنا نتراسل منذ عدة شهور , و لكننى التقيت به اليوم للمره الاولى . - لكن روبرت لم يكن له ردة الفعل نفسها . انه شاب , مندفع و يحب ان تظهرى له العاطفه نفسها . - انا احتاج لبعض الوقت . احب روبرت لكنه يبدو متحمسا فوق ما توقعت . - تتخلصين من المأزق كما يجب . - لكن ليس مثلك , هذا اكيد , لاننى لم ادخل كازينو فى حياتى . على فكره , الم يحن الوقت لكى تذهب الى عملك ؟ - اشكرك لتذكيرى بالامر . و بينما هو ذاهب التفت الى الوراء و اضاف : - لا تعتبرى نفسك مضطره ان تقضى سهرتك مسجونه فى غرفتك . تجدين كتبا رائعه فى غرفة المكتبه . انه الباب الاول الى اليسار و انتى خارجه . همست بلطف و تهذيب : - اشكرك . بعد قليل سمعت فيفيان محرك الليموزين تبتعد . فتوجهت الى غرفة المكتبه لكنها لم تنجح فى طرد الضغط الذى يحتلها لكن اذا نغمسن فى قصه جميله , ستهدأ اعصابها . فبدأت فى القراءه , لكن الكلمات راحت ترقص امام عينيها من غير معنى . لقد قضت نهار مرهقا و هى تلعب دور لوسى . و روبرت مقتنع انها هى صاحبة الرسائل , الانكليزيه الواقع فى غرامها . اما ترانت ؟ هل نجحت فى خداعه ؟ لو بامكانها فقط ان تعرف هذه الحقيقه ! الفصل الثالث البحث عن الماضي فى البدايه و فى بعض الاحيان كانت فيفيان تنوى الهرب لشدة ذعرها من الكذب . لكن مع مرور الايام بدأت تتعود شيئا فشيئا حياتها الجديده فى كوديا . تمضى النهار كله برفقة روبرت . و فى المساء , كان عبدول يقود يقود ترانت الى المدينه فى الليموزين السوداء و تبقى الفتاه الانكليزيه وحدحها . مره واحده فى الاسبوع كان يذهب الشاب المعاق الى المستشفى حيث كانت تجرى له الفحوصات الطبيه الروتينيه . و تبقى فيفيان وحدها فى الفيلا , تسرح فى الحديقه حسب راحتها . هذه النزهات التى تقوم بها خلال غياب المريض كانت بمثابة بلسم لاعصابها المضطربه . و مره اكتشفت المرائب وراء المنزل و رأت فى داخلها سيارات عديده و من بينها سيارة سريعه صغيره , حمراء اللون يعلوها غبار . و فكرت انها لا شك تخص روبرت . و احيانا كانت تستفيد من هذا النهار و تكتب للوسى الرسائل الطويله و تقص عليها كل الحوادث المختلفه , ثم توكل معين فى ارسالها بالبريد . معظم فترات بعد الظهر كانت تقضيها مع روبرت فى حوض السباحه . و كانت هذه اجمل و امتع فترات النهار بالنسبه اليها . عندما كانت تسبح برفقة روبرت و تضحك على تهريجاته و هزله , لم تكن مضطره ان تلعب دورها . لكنها لم تكن قادره على نسيان وجود الاخ البكر , الذى كان يجلس كالعاده تحت مظله و يعمل , من حين الى اخر كان يرفع رأسه لينظر اليهما و هما يلهوان فى الماء . بدأت تشعر تجاه روبرت بالعطف و المحبه . كيف لا و هو رقيق القلب و رهيف الاحساس . مرضه جعله ناضجا و حساسا الى درجه غير اعتياديه بالنسبه الى رجل من جيله . لم يذكر امامها ابدا القدر الرهيب الذى ينتظره غير انه ذات صباح و من دون انتباه تناولا هذا الحديث عندما كانا يجلسان فى المكان الذى يطل على المروج و امام عيونهما تتجلى ابنية طنجه البيضاء و تلمع تحت اشعة الشمس , و حيث يسمع من بعيد ضوضاء المدينه . قالت له عفويا : - اسفه انه لا مجال لأن اصطحبك الى المدينه ! بامكانى ان اجر كرسيك اذا سمح لى باخذك ! - ترانت لن يسمح لك بذلك . و حسب الاطباء تطول حياتى اذا بقيت فى كوديا حيث الهواء منعش و نقى و الجو هادئ . لامت فيفيان نفسها على هذا الحديث و غيرت االموضوع فى الحال |
ين بقي القصه القصه حلوه كتير بس نقصه
|
جزاك الله الف خير
ننتظر التكمله..:( |
الرواية تجنن وأنا متشووقه جدا جدا جدا لمعرفة البقيه
|
الروايه اكثر من رائعه ننتظر التكمله سلمت يداك 000
|
pleeeease kmlyha mstnyaky
|
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . ننتظر التكملة
|
وينك ننتظرك من زماان ليه انقطعتي ياليت تكمليها باسرع وقت 000
|
ننتظر التكمله
رواااايه روعه اختيار موفق تحياتي ــــــــــــــــــــــــــ /// ــــــــــــــــــــــ |
رواية روعة منتظرين التكملة
|
احنا مستنيين التكملة الرواية روعة كتير
|
موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .
|
يسلمووووووووووووووووووووووووووووو0000000000تحياتي لكي
|
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
|
الرواية لها أكثر من سنة ولم تكتمل
وقوانين القسم ان تكون مدة الكتابة سنة واحدة حتى تكتمل تنقل الى الإرشيف |
الساعة الآن 01:26 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية