منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f449/)
-   -   45 - غضب العاشق - اليزابيث غراهام - عبير القديمة ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t80705.html)

ميسا ميسا 05-06-08 09:14 AM

45 - غضب العاشق - اليزابيث غراهام - عبير القديمة ( كاملة )
 
الملخص

ينتظر الانسان شيئاً مبهماً غريباً في داخله ... وفجأة تلتمع شرارة في العيون ....يصاب القلب بسهم خفي

وتتوق الروح الى الانفلات من المجهول,,, هذا ما حصل للمكسيكي الثري دييغو راميريز حين التقت عيناه

بعيني لورا الجميلة, عارضة الأزياء المشهورة على شاطئ الاآابولكو... لكن العاشق راميريز يعرف بأن

لورا مخطوبة ولا أمل له بالزواج منها... وهنا تلعب الأقدار لعبتها لتجمع راميريز بحبيبته في ظل ظروف
منتديات ليلاس
غريبة, اعتبرتها لورا انتهازية , وقاومت... لكن ما آتب على الجبين يجب أن تراه العين ... فهل تسعد لورا

بنصيبها وتقتنع به ؟ ام يخلصها خطيبها برانت من يد هذا المكسيكي المتعصب ؟


ملاحظة

آ= كـ


:flowers2::flowers2::flowers2:

ميسا ميسا 05-06-08 09:27 AM

[COLOR="Magenta"]الفصل الاول .... دعوة لم تتم.... سيداتي, انساتي , سادتي , دار الأزياء مارينا يسعدها ان تستقبلكم في

أول عرض لها في مدينة اآابولكو. الجو الساحر يحيط بنا اوحي الينا بتسمية موضوع المجموعة ب "

الاناقة تحت الشمس. " وان عدداً آبيرا من الناس بينكم ربما يتسائلون ما اذا آانت هذه الاناقة ضرورية,

فيما يتعلق باللباس الخاص لشاطئ البحر. دار مارينا تؤمن بحزم أن المرأة تهتم بأناقتها وأنوثتها, على

الشاطئ آما في النوادي الليلية أو السهرات العائلية.". توقفت لورا ترانت لحظة و راحت تحدّق في

الجمهور الجالس وراء الطاولات من السياح الأميريكيين الذين يعتبرون هذا الحدث نوعاً من التسلية

الاضافيه في وسط العديد من مختلف الموارد و الثروات التي تشتهر بها محطة الحمامات المشهورة. لا

يوجد إلا عدد قليل من الشباب , رجالا أم فتيات.

ان معظمهم من الازواج في منتصف العمر . وبرغم الهواء المكيف, آان العرق يتصبب من آل فرد و الرجال

يمسحون وجوههم العارية باستمرار. والنساء تخلصن من حدّة الشمس التي تحرق بشرتهن و يتمتعن

الآن في الظل بينما يشارآن في حضور عرض الازياء. ولفت انتباه لورا امراة و رجل . الرجل لم يتوقف

لحظة عن التفرس فيها مطولاً . ظاهرياً لم يكن أمريكياً . إذ عيناه السوداوان وأنفة المعقوف و فمه

المتعجرف وبشرته السمراء الداآنه , آلها تشير الى انه من اصل اسباني . وآذلك المراة التي ترافقه .

انها سمراء ذات عينين سوداوين وشعر داآن , ترتدي فستاناً أسود بأآمام طويلة يغطي قامتها الناضجة.

التفتت لورا من جديد نحو الرجل الذي آان يحدق فيها ثم نظرت الى الاوراق المطبوعة على رآبتيها

وأضافت تقول للجمهور : "والان ماريلا ستفتتح العرض في زي السباحة وسترة الشاطئ المصنوعة من

القماش نفسه ." وظهرت على المنصة فتاة طويلة القامة , سمراء , شديدة النحافة وحدها لورا بعينيها

الزرقاوين المدربتين ,يمكنها ان تكشف توتر هذه العارضة المبتدئة . لكن مع الوقت سوف تكتسب هذه

الفتاه المكسيكية خبرة تجعلها عارضة أزياء من الطراز الاول ... وآانت لورا تشرح للجمهور التفاصيل التي

تجعل من هذا الموديل الاناقة و الخفة معاً لكنها استغربت عندما رات ان الفتاه تفقد هدوئها وتضطرب

وهي تقترب من المكان الذي يجلس فيه الزوجان المكسيكيان , و بينما آانت عارضة الازياء تعود الى حيث

بدأت متوترة , ألقت لورا نظرة سريعه مرتبكة ومترددة الى الزوجين... الرجل قطب حاجبيه في استهجان

واضح ... وبدا انه لا يستحسن رؤية واحدة من بنات بلده تعرض أمام الرجال أزياء السباحة . ورددت لورا

لنفسها وهي تهز كتفيها النحيلتين : " هؤلاء اللاتينيين لم يتحرروا بعد. ثم عادت لتكمل تعليقها حول الموضة

و تشرح بوضوح فوائد آل زي ترتدية عارضة الازياء التي تمر منامامها . في الاجمال . آانت سعيدة من

النتائج بعد أسابيع قليلة من التمارين. ومتى اصبح الموظفون المحليون المكسيكيون العاملون في المحل

الجديد قادرين على ان يعتمدوا على انفسهم . حينئذ يمكن للورا ان تعود الى لوس انجلوس .... وبالتالي

تلتحق بخطيبها برانت . لكن لا داعي للاسترسال في الافكار خلال عرض الازياء . وعندما انتهى العرض ,

سرت النساء الامريكيات بالموديلات التي بدت شديدة الاناقة على اجسام عارضات الازياء اللواتي لوحت

الشمس اجسامهن . وبدان يطلبن منها بالكميات ... ايلينا , الفتاه المكلفة بادارة الفرع بعد ذهاب لورا

ساعدتهن في التوجه الي المحل الواقع في الفندق نفسه. ولما عادت لورا الى الكواليس .. راحت تهنئ

عارضات الازياء الاربع بحرارة لهذا العرض الافتتاحي .. وحدها ماريلا لم تكن راضية عن نفسها و لم ترد

على ابتسامتها.. فاذا بلورا تقترب منها و تسالها بعدما اسندت ظهرها الى الحائط و آتفت يديها :" ماريلا...

ماذا بك ؟ ." بدت الفتاه المكسيكية بشعرها الاسود اللامع المرفوع بكعكة الى اعلى راسها ايه في

الجمال . لكنها ظلت صامتة فأآملت لورا الكلام وقالت :" آل شئ آان رائعاً الى ان وصلتِ الى نهاية

المنصة . ماذا حدث حينئذٍ." اجابت الفتاه بعد تردد ظاهر : " السينيور راميريز , انه لا يحب رؤية امراة

ترتدي زي السباحة , الا اذا آانت تسبح او تتشمس على الشاطئ." فقالت لورا باستغراب وبلهجة

لاذعة :" في هذه الحال , لماذا جاء يحضر العرض , يا لهذه السخافة المضحكة !! ومن يكون

السينيور .....السينيور راميريز ؟؟ هل هو قريب لك ؟ ."

اجابت ماريلا في نوع من الاحترام : " اه ! لا !! ان السينيور دييغو راميريز هو أحد أهم شخصيات

المكسيك . إنه من عائلة عريقة وقديمة لها تأثير آبير في بلادنا . إن السينيور دييغو هو "....... قاطعتها لورا

غاضبة أن ترى النساء اللواتي يعشن في القرن العشرين لا يزلن يخضعن للتقاليد البالية ... "ليس هذا

امتيازاً يعطيه الحق في ان يقرر أين ومتى يمكن للمرأة ان ترتد زي السباحة. المرأة التي ترافقه لا شك

في انها مضطرة إلى أن تخضع لرغباته لكن لا شأن له معكِ . ما بالك . لا حق له عليكِ , اليس آذلك ؟؟ ."

وخلال عرض الأزياء فوجئت لورا مرّات عديدة بالمرأة المكسيكية التي ترافقه وهي تعرب له عن إعجابها

ببعض ازياء البحر , لكنه آان يرد عليها بهز رأسه بنفاذ صبر. قالت ماريلا :" آه .. مسكينة سينيورا راميريز ..

برغم شبابها ... لاقت الكثير من العذاب !!" اجابت لورا في اقتناع وهي تتذآر نظرة الرجل المكسيكي

الملحة :" إني أصدق ما تقولينه ." بعدما ابتعدت ماريلا , اقترب نائب رئيس الفندق من لورا و سألها ما إذا

آان الموظفون مستعدين للبدء بتحضير القاعه للحفلة الراقصة . وبعدما وافقت لورا على ذلك , راحت

تدقق بسرعة بالفساتين وأزياء السباحة الموضوعة في الخزائن . ثم غادرت الغرفة متوجهة الى القاعة

الكبرى التي تطل بابوابها العريضة الزجاجية على البهو الشاسع ..... الاشجار و الشجيرات المزروعة في

احواض آبيرة تضفي على المكان جو المشاتل .. ومن بين المشاتل الزنبقية لمحت لورا الرجل الذي أربك

منذ لحظات عارضة الازياء المكسيكية ..ماريلا . "انسة ترانت , هل في امكاني ان احدثك قليلاً "؟. آانت

لغه الانجليزية آاملة. لاشك في أنه تعلم في احسن المعاهد الاوروبية أو الامريكية بالنسبة الى السياح

الذين يهملون اناقتهم , آان يرتدي بذلة بيضاء وربطة عنق مضلعة تظهر اناقته الفاحشة... آان طويل

القامه .. أطول مما آانت تتصوره عندما آان جالساً . ولورا هي أيضاً ممشوقة القوام , ومع ذلك فكان عليها

أن ترفع رأسها حى تراه . وعن قرب تبين لها أن عينيه السوداوين هما في الحقيقة بلون المخمل البني

الغامق.. أجابته ببرود " : لا أرى مبرراً لأي حديث , يا سينيور راميريز إلا أذا آنت ترغب في الإعتذار

لإزعاجك إحدى عارضات الأزياء خلال العرض ." أجاب ببعض السخرية : "لا , لم تكن هذه نيتي يا

انسة. " "إذاً , لا يوجد مبرر لتبادل الاحاديث بيننا سينيور راميريز"..... آانت لورا تهم بمتابعة سيرها , لكنه

تمسك بذراعها في سطوة وقال مبتسماً ": أرى انكِ تعرفين هويتي , يا انسة .. هذا يتيح لي المجال ان

اعبر لكِ عن نواياي , على ما أظن ." قالت لورا في توتر وهي تخلص من قبضته :" نواياك !!؟ لا أعتقد أن

ما عندك يهمني حقاً. ""إذاً أنتِ تعتقدين أن دعوة الى العشاء هي نوع من الاقتراح." "دعوة الى العشاء

؟؟ ." !! قال وهو يسخر بلطف :" حتى ملكات الجمال بحاجه الى تناول بعض الاآل , ما هو الغلط برغبتي

في تناول العشاء برفقتك ؟ ." "إنك تهينني يا سينيور." "أنا اهينك يا انسة ؟؟!! لا أفهم .... آيف يمكن

لإمرأة جميلة ان تشعر بالإهانة إذا دعاها رجل انيق إلى العشاء ؟؟.""!! ابتعدت لورا بسرعه بعدما رمقته

بنظرات غاضبة و قالت : "لماذا لا تسأل السينيورا راميريز ""؟؟..!! توجهت إلى المحل غاضبة . آيف يمكن

لهذا الرجل , المتزوج , ان يتجرأ على إعتبار أن آل النساء طرائد يسهل الحصول عليها "؟! ولم يتغير رأي

لورا في السينيور دييغو راميريز عندما جاء في اليوم التالي لحضور العرض الثاني والاخير لأزياء الصيف .

وفي هذه المرة آان وحده . واعتذرت ماريلا عن العمل بحجة انها مريضة .وبما أن لورا تتمتع بالمقاييس

نفسها , فقد حلّت محلها بلا استعداد, واعطت الميكروفون الى الينيا . ارتدت لورا بذلة السباحة المصنوعة

من قماش القطن الأسود وفوقها سترة طويلة مقلّمة سوداء و بيضاء , من قماش الحرير الشفاف تغلّف

جسمها النحيف . وأظهر الجمهور اعجابه بالبذلة و راحت النساء تصفقن بحماس بينما الرجال يمسحون

جباههم المتصببة عرقاً . إن مهنتها جعلتها تعرف آيف تجابه نظرات الاعجاب في عيون المشاهدين , لكن

لورا آادت ترتبك , آما سبق لماريلا ان فعلت , عندما لمحت عيني السينيور دييغو راميريز تشعان غضباً

واحتقاراً. قالت ايلينا وهي تملق لورا بنظرة ساخرة وهي توضب الثياب بعد العرض :" من الغريب ان

يحضر السينيور راميريز حفلة العرض من دون أن تكون السينيورا معه. ألأ تعتقدين أن هناك سبباً اخر

دعاه إلى المجئ !؟." اجابت لورا بجفاف : " مهما آان السبب , فهذا لا يعني لي شيئاً." لكن عندما رأت

نظرات ايلينا المذهولة ,أضافت بلطف :" في بلادي يا الينا الرجال متحفظون في طريقة التعبير عن

اعجابهم بالنساء , وخاصة متى آانوا متزوجين".! فقالت ايلينا بذهول : " لكن السينيور راميريز هو"........

فقاطعتها مرت سكرتيرة المحل حين قالت للآنسة ترانت : " المعذرة , آنسة ترانت . مطلوبة على الهاتف .

مكالمة من لوس أنجلوس ." "شكراً مرتا . إني آتية للحال." وبتصميم طردت دييغو راميريز من أفكارها

وأسرعت الى المحل , لاشك ان المتصل هو تيم آالديرة المسؤول عن دار الازياء مارينا في لوس

انجلوس , ويريد ان يعرف ما هي ردّة فعل الجمهور على أزياء الصيف الجديدة . فالدار تفتتح في الاآابولكو

فرعها الأول . ولكن , آل ما آانت تنوي أن تسرده عن هذا الانتصار الذي حققته الدار انمحى عن شفتيها

عندما عرفت صوت الرجل الذي يكلمها. "آه برانت ! آنت اتصور أن المتصل هو تيم آالديرة . ويريد الاخبار

الاخيرة حول المعرض." فاجاب برانت بسخرية :" هل انتِ آسفة لسماع صوت خطيبك ؟ ."! تذآرت لورا في

الحال صورة رجل جميل جذاب وبشوش واجابت وهي ما زالت تلهث :" آلا بالطبع , في الواقع , إني......

إني أفضل لو آنت هنا , معي "! ضحك ثم قال :" أحب ما تقولينه . يسرني أن أآون قادراً على الطيران

إليكِ , لكن قضية مرسون باتت ذات اهمية اآبر مما آنت أتصوره ومعقدة أآثر أيضاً." برانت محام طموح

وخو يعمل في قضية ذات أهميه , من شانها أن تحقق له الشهرة التي يطمح إليها. ولورا التي آانت

تفضل أن تسمعه يهمس لها بكلمات حنونة , اضطرت الى سماعه يشرح لها بالتفصيل موقفه امام

المحكمة . وسرعان ما خفّ انتباهها , لماذا لا تكفّ عن التفكير بهذاالمكسيكي الغاضب الذي آان يبدو

قادراً على اعتلاءالمنصة و انتشالها من بين العارضات الى مكان ما في اعماق الغابة ؟ لا شك في أن

أسلافه الغزاه آانوا يتصرفون هكذا , لو أن السينيور دييغو راميريز هو المتصل بها , هل آان يزعجها

بالتفاصيل القضائية التي لا تفهمها , أو يهمس لها بكلمات الحب في صوت مرتجف ؟ وفجأة قالت لورا

عندما استعادت وعيها ! "ماذ ... ماذا قلت ...؟؟ هل طرح برانت عليها سؤالاً ..... نعم , لكن ماذا ؟ أجاب

مازحاً " لم تصغي الى كلمة واحدة مما قلته ." "بلى بلى .... لكن .... أنا أيضاً مرهقة في عملي ,, واعتقد

أن الحرارة تزعجني.." "هنا المطر يتساقط منذ ثلاثة أيام . إذاً لا تتذمري من الحر ." وفي آآبة مريرة

حدّقت لورا في الملف الجديد الموضوع أمامها على المكتب . لم يسألها أي شئ عن اعمالها . فقط " لا

تتذمري من الحر"...... "لورا " ؟؟. تنهدت وأجابت : " نعم. " "ألست واقعة في غرام مكسيكي ذي عينين

متقدتين ؟." اجابت وقد أغضبتها وقاحته : " في الحقيقة , حتى الآن , لم يتقدم سوى رجل واحد .. إنه

جميل المظهر , غني , ودعاني إلى تناول طعام العشاء معه مساء أمس." فسألها بسرعه :" وهل لبيت

الدعوة ؟ ." أخيراً بدأيهتم بها..... "لا . إني خطيبتك , يا برانت . إذا آنت ما تزال تتذآر هذا جيداً." "لا أسمح

لكِ أن تنسي ذلك ."! "لا تخف .لا خطر من ههذه الناحية . لكن , يا برانت , متى سنحدد موعد زواجنا ؟

لماذا الانتظار ؟ ويمكنني أن أظل أعمل بعد الزواج , و " ..... "إن زوجتي تبقى في المنزل وتهتتم بزوجها

وبأولادها , لكن لن نناقش هذا الموضوع الآن , على الهاتف .إن هذه المكالمة تكلفني آثيراً , أريد فقط أن

اشرح لكِ لماذا لم يتسن لي الوقت آي أآتب إليكِ . فأنا أعمل ليل نهار في هذه القضية , متى تعتقدين

أنكِ ستعودين ؟ ." "لا اعرف بعد ." انخفض صوته وقال : " أنا مشتاق إليك آثيراً يا حبيبتي."

وبعدما وضعت لورا السماعه , ظلت جالسة مطولاً أمام المكتب , منغمسة في أفكارها. أطلقت زفرة

عميقة ثم نهض وخرجت من المحل الفارغ وأقفلت الباب وراءها . الشقة الصغيرة المريحة التي تسكن

فيها لورا خلال إقامتها في أآابولكو تقع في الطابق الرابع من فندق بانوراما , حث يقع المحل الجديد

أيضاً . تطل الشقة على خليج صغير. ولا مرة سئمت لورا هذا المنظر المطل على البحر الذي يبدو في

النهار وآأنه يعكس بريق الحجارة النادرة . وفي الليل تحت سماء مخملية حافلة بالنجوم . ومن الشرفة

آانت تشاهد الرياضيين يمارسون هواية الهبوط بالمظلات فوق المياه الزرقاء, وفي الليل آانت تصغي

الى الموسيقى التي يعزفها المكسيكيون على القيثارة والتي يتخللها رقصة الفولادور حيث الرجال

يتعلقون بالحبال على عمود متين موضوع في وسط القاعه ويحومون حوله في دوائر تعلو مع ايقاع

الموسيقى الصاخبة . ومن وقت الى وقت يعلو نصفيق حماسي من القاعه إعجاباً وتشجيعاً. وبلا وعي

عمدت لورا الى إغلاق باب الشرفة والنافذة , فصوت الابواق بدأ يزعجها . لماذا هذه الموسيقى الشعبية

البدائية تخلق فيها هذا الشعور بالوحدة الكئيبة ؟ ولماذا تذآرها خاصة بالسينيور دييغو راميريز . هذا

المكسيكي المتعجرف الزاثق من نفسه ؟ وبعد أن ألقت نظرة سريعة على محتوى برادها في المطبخ

الصغير , قررت لورا أن تتوجه الة مطعم الفندق لتتناول طعام العشاء, فاخذت حماماً سريعاً ثم ارتدت

فستاناً طويلاً معرفاً بالاخضر الذي يشبه لون عينيها . ثم وضعت القليل من مساحيق الزينة على وجهها ,

الكحل الاخضر على الجفن و أحمر الشفاه بلون المرجان ومسحة بودرة على انفها الصغير و جبينها الناعم.
منتديات ليلاس[/
COLOR]



:flowers2::flowers2::flowers2:

ميسا ميسا 05-06-08 09:46 AM

ولما ظهرت في بهو المطعم , راح بعض السياح يصفرون . وشقت لورا طريقها وسط هؤلاء السياح عندما

شعرت بيد قاسية تتأبط ذراعها وصوت عرفته في الحال يهمس في أذنيها . "كنت في إنتظارك . اتريدين

تناول العشاء هنا ,أو تفضلين مكاناً حميماً ؟ ." وبينما هو يتكلم أبعدها عن المعجبين فقالت بصوت بارد

وهي تتخلص من قبضته : "لا تقلق عليّ سينيور راميريز ,إني قادرة على ان اتولى أموري

بنفسي." "هل انتِ على موعد مع احد ما ؟." بدأت لورا تتكلم وهي تخفض رموشها الطويلة : " آلا ,

آنت ... آنت أتوجه الى فندق المطعم لتناول العشاء . فالجميع تعودوا رؤيتي وحيدة ." قدّم لها ذراعه في

لياقة , مما جعلها تتأبطه بعد لحظة تردد . استقبلهما مدير التشريفات في الفندق وقال بعدما عرف

باستغراب رفيقة السينيور : " آه سينيوريتا ترانت ! ". ثم أضاف باحترام آبير : " مساء الخير , سينيور

راميريز ."! "آيف حالك , يا توماس ؟." "حسناً , شكراً سأقدم لكما طاولة جيدة." قال السينيور وعلى

وجهه امارات الأسف: "لا يمكنني أن أتناول طعام العشاء مع السينيورا هذا المساء , إني مدعو ولا

يمكنني أن أرفض هذه الدعوة بالذات." أجابت لورا في مرح : " لا داعي للاعتذار , سينيور راميريز . أريد

تناول العشاء وحيدة ." بريق غريب ظهر في الوجه الاسمر والتفت دييغو راميريز نحو مدير التشريفات

وتحدث اليه باللغة الاسبانية . وادرآت لورا أنها فهمت انه يتكلم عن السينيورا راميريز وعيد ميلادها. وبعدما

اجلسها أمام طاولة تطل على منظر رائع , على الخليج المضاء , شرح لها توماس أن هذا العيد سيتم

الاحتفال به في غرفة الطعام التابعه للفندق . فقالت لتوماس الذي بدا عليه الانهماك و العجلة : "كنت

أفضل ان اجلس أمام طاولتي العادية ." اجابها من دون إخفاء شعوره الفضولي: "إن السينيور راميريز

يصرّ على أن اخصص لكِ هذه المائدة , من الآن فصاعداً . لا شك أنه سوف يتناول معكِ العشاء في معظم

الاوقات!!." فردّت لورا في لهجة لا يمكن مناقشتها : "طبعاً لا .. هل بإمكاني الحصول على قائمة الطعام

من فضلك ؟." آلمته في هدوء تام , لكنها آانت تغلي في الداخل , وبينما آانت ترمق مدير التشريفات

بنظرة عندما آان يعطي اوامره الى الخادم , فهمت من دون صعوبة ماذا آان يقول : " ان السينيورا

الجالسة وراء الطاولة رقم 14 هي الرفيقة الجديدة للسينيور راميريز , اهتم بها جيداً." آانت لورا تود من

آل قلبها أن ترفض العشاء وتعود الى شقتها , لكنها آانت تخشى إثارة مشاآل جديدة , فاآتفت بان تختار

الوجبة البسيطة . لكنها صرخت عندما رات الخادم يجلب لها المشروب المثلج في زجاجة على رأسها وردة

حمراء : "لكن انا لم أطلب ذلك المشروب."!! "انها اوامر السينيور راميريز."

"لا أريد أن أشرب شيئاً . أعدها من فضلك ." ! آانت طاولة السينيور راميريز التي تحتل وسط غرفة الطعام

تضم أفراد المجتمع المكسيكي الرفيع. وآان يترأس الطاولة دييغو راميريز وزوجته التي آانت تشع جمالاً

في فستانها المطرز المصنوع من القطن الأبيض وآانت تبدو سعيدة لأن تكون هدف نظرات الإعجاب آلها .

وعندما رفع دييغو آأسه ليشرب في صحة السينيورا وهو ينظر اليها في حنان , وضعت لورا منشفتها

وخرجت بسرعه من المطعم . آيف يمكن لرجل يحب زوجته لهذه الدرجة ان يمهد لإقامة علاقة مع امراة

اخرى. ليس في الكون رجل يشبه الرجل اللا تيني الذي يفرض على زوجته القيود. ويطلق لنفسه العنان

في اقامة اية علاقه يريد مع النساء .!

الفصل الثاني.. 2
-آذبة بيضاء .......اسودّت.. مرّ اسبوع بكامله , لم تتبادل لورا خلاله الحديث مع دييغو رايمريز , ومع ذلك ,

فقد ظلت تعي وجوده في قربها , وعندما آانت تهتم بزبائنها , غالباً ما آانت تلاحظ شبح السينيور

الممشوق يقف امام الواجهه. وآلما ذهبت لتبتاع لنفسها شيئاً من المحلات , تراه هناك , على بعد أمتار

قليلة منها. حتى في الكنيسة حيث تذهب من وقت الى اخر لتبحث عن الهدوء , والصفاء اللذين شعرت

بهما خلال السنوات التي عاشتها في دير الراهبات في لوس انجلوس , حيث امضت كل سنواتها

الدراسية , كانت تلمحه من بعيد مستنداً الى احد عواميد البناء. وكلما راته تشعر بتوتر مفاجئ, الى درجة

انها بدأت تبحث عنه بنظراتها في أي مكان آانت تذهب اليه. واذا لم تره صدفة , كانت تشعر بقلق غريب ,

كالاحساس بالفراغ. "يالحماقتها !" آانت توبخ نفسها وهي ممدة على الشاطئ الرملي المحرق, امام

الفندق . لن تذهب بعيداً الى الشعور بالقلق تجاه الاهتمام الودي الذي يظهره لها لاتيني يكرس حياته

لامراة اخرى مرتبط بها وهي زوجته . تربيتها الصارمة تفرض عليها الابتعاد عن رجل متزوج, مهما كان

جذاباً وانيقاً وصاحب نفوذ . والسينيور دييغو راميريز هو آذلك حقاً ! إن رؤيته وحدها تكفي لإثارة لورا

وتشويش أفكارها. على بعد منها , على الشاطئ , آان يجلس شاب مكسيكي, يرتدي زي السباحة يظهر

اسمرار جسمه النحيف , وقد نجح في جذب سائحة امريكية في سن متقدمة ... وهي من تلك النساء

الوحيدات , الثريات ,اللواتي جئن الى الريفيرا المكسيكية للبحث عن اللهو و كسر روتين حياتهن الرزينة.

ومنذ ان وصلت لورا الى الاآابولكو وهي ترى مثل هذا المشهد يتكرر يومياًَ, مما يزعجها و يجرح

إحساسها التقليدي . الشمس القوية ارغمتها على إغماض عينيها . فهي لا تخاف هؤلاء الرجال . إنهم

يعرفون أنها ليست غنية ولا تبحث عن مغامرة عاطفية, لذلك لا يضيّعون وقتهم في ملاحقتها بحضورهم

المتواصل . ووراء جفنيها المغمضين , شعرت بظلٍ ينعكس على وجهها . فتحت عينيها قليلاً وفوجئت بنظرات

دييغو راميريز الحارة تحدّق فيها . كان يرتدي زي سباحة أبيض . ولثوان عديدة تبادلا النظرات. كأنهما

يلتقيان للمرة الأولى . قالت لورا بعد جهد : "ماذا تفعل هنا " ؟. "اني هنا مثلما انتِ هنا , للسبب نفسه ...

كي أستحم , هذا مسموح , اليس آذلك ؟!!." همست لورا بسخرية وهي تجلس : "لا تريد إقناعي بانك لا

تمتلك شاطئاً خاصاً بك." جلس دييغو قرب لورا التي تناولت نظارتيها من حقيبة يدها ووضعتها على عينيها

بسرعة. "ليس في المكسيك شواطئ خاصة . اني املك فيلا في الجنوب على بعد بضعة كيلومترات من

هنا و لحسن الحظ أن السياح يفضلون اآابولكو ولا يذهبون بعيداً حتى هناك." قالت لورا بسخرية وهي

تدع الرمل ينزلق بين أصابعها: "ما اروع ان يملك المرء مالاً آثيراً يتيح له أن يتمتع بحياته الخاصة." فأجاب

معترفاً: "هذه حسنات المال , لكن ينبغي ألا تنسي ما يفرضه من أعباء ومسؤوليات." تردد عندما لفظ

الكلمة الاخيرة , فنظرت اليه لورا في حيرة وارتباك. ذكرتها كلمة المسؤوليات بزوجته التي احتفل بعيد

ميلادها بطريقة ودية في الاسبوع الماضي.. سالته... "هل لديك اولاد ؟."! "كلا لسوء الحظ , لكن ذلك

وارد ضمن مشاريعي المستقبلية." وبينما كانت لورا تتأمل السباحين يغطسون في البحر , ارتسسمت

على وجهها ابتسامة ساخرة وقالت : "أعتقد بان هدف الرجل اللاتيني , عندما يتزوج , هو أن يظهر رجولته

ويفرض على زوجته انت نجب له ولداً بعد أقل من سنة." سكتت لحظة وتسائلت في نفسها , هل هو حقاً

الحديث الذي يجب ان اتبادله مع انسان مجهول ؟ قال في مرح وهو يحدّق في عينيها : "لا تنسي يا

عزيزتي ان النساء اللاتينيات لا يعترضن على ذلك ." ثم سالها فجاة : "هل لديكِ صديق ؟ ." "ماذ تعني

؟." "غريب حقاً أن تجلس امراة جميلة على شاطئ البحر بدون شخص يحميها من نظرات الرجال الذين

بيحثون عن طريدة جميلة مثلك ؟." وبحرآة من يده أشار ليس فقط الى الرجال المكسيكيين , بل الى

السيّاح الامريكيين الذين لم يكفوا منذ أن وصلت الى الشاطئ , عن التحديق فيها. قالت: "سبق لي

وقلت انني في سن ناضجة تسمح لي بالاتكال على نفسي . اما الجواب عن سؤالك فهو نعم . لدي

صديق وهو خطيبي , لكنه حالياً في لوس انجلوس." اطلق صفيراً مصحوباً بالدهشة , فقالت لورا لنفسها

في غيظ .. آل الرجال وقحون ... لا يتورعون عن سجن زوجاتهم ويعتبرون عدم اخلاص المراة للزوج او

الخطيب شتيمة أو عار.. قال في سخرية : "لكنك لا تضعين خاتم الخطبة." "انني اضعه باستمرار , لكنني

خلعته لانني أخاف ان يسقط مني في الماء أ, في"...... "واظن انكِ تخشين ايضاً ان تفقديه خلال

العمل ." رمقته لورا بنظرة ساخطة و قالت : ""اثناء عرض الازياء لا تضع العارضة سوى المجوهرات

التابعه للمؤسسة التي تعمل فيها . والآن يا سينيور , أرجو أن تعذرني لانني مضطرة الى الذهاب لأدعك

تستمتع بالسباحة." قال ويهز آتفيه : " هذا غير مهم في الوقت الحاضر." نهض و أصر على أن يرافقها

الى الفندق , وبرغم انزعاجها فانها لم تستطع أن تتجاهل نظرات النساء تلاحق السينيور في تحركاته.

فتح باب الفندق و ابتعد عنه ليدعها تدخل الى البهو المكيف وتبعها حتى المصعد . سألها في لا مبالاة وهو

يتكئ على الحائط : "هل تحبين أن تتناولي طعام العشاء معي مساء اليوم . إن اآابولكو ليست المكان

المناسب لامراة وحيدة "."أفضل أن اتتناول طعام العشاء وحدي. على ان اكون مع رجل معروف جداً ,

فضلاً عن انه متزوج." صمتت لحظة ثم قالت وهي تشير في اتجاه الباب الزجاجي الذي يطل على

الخليج : "على الشاطئ عدد كبير من النساء اللواتي يسرهن قبول دعوتك الى العشاء." تنهد وهو

يبتسم

وقال : "أعرف ذلك جيداً , ولكنني أحب أن العب دور الصياد , لا دور الطريدة." ارتعشت لورا بالرغم منها .

ليس من الصعب تصوّر هذا الوع من الرجال, وهم يلاحقون الطريدة و يتمسكون بها الى أن تستسلم.

قالت : "لا أرى مانعاً بان تلعب دور الصياد , شرط ألاّ أآون من بين الطرائد." قال وهو يتبعها بنظراته ,

وهي تدخل الى المصعد : "انك تطلبين مني الكثير يا لورا . الى اللقاء." على مدى أسبوع اختفى

السينيور دييغو رايميريز من اآابولكو. وقد حاولت لورا اقناع نفسها بانها تشعر بارتياح بغيابه , لكن الحقيقة

آانت عكس ذلك , فقد شعرت بشوق آبير اليه. نادتها سكرتيرة المحل للرد على الهاتف . وعندما تعرفت

الى صوت دييغو . فقالت له في جفاء : "هل تتكرم بالأ تضايقني بعد الآن ؟ اذا آنت مصراً على ازعاجي ,

فسأضطر الى الاستعانة بحارس خاص ." لكن هذا التهديد لم يؤثر فيه فقال وهو يطلق ضحكة

صغيرة : "استغرب آيف ان امراة في مثل جمالك البارد تتصرف بهذا الغليان والتوتر ! لا أنوي ازعاجك. أريد

فقط أن أجدد لكِ دعوتي للعشاء." "هذا ما اعتبره ازعاجاً للناس يا سينيور . آم مرة ينبغي ان أقول إن

دعوتك هذه لا تهمني أبداً ". "لورا , بامكانك ان تؤدي لي خدمة آبيرة. عليّ ان استقبل رجل أعمال

وزوجته وهو مثلك امريكي الجنسية ,و أفضل ألا اآون وحيداً من دون رفيقة." "هذا مستحيل يا سينيور ,

لانني ساتعشى مع خطيبي." ران صمت قصير قطعه السينيور قائلاً في جفاء : "فهمت . ينبغي أن أبحث

عن رفيقة اخرى." قالت في لهجة ثاقبة قبل ان تضع سماعة الهاتف بخشونة: "سبق وقلت لك , انك لن

تجد صعوبة في العثور على رفيقة." وبعد انتهاء المحادثة بقيت لورا تحدق في الهاتف في امعان وهي

تعض على شفتيها بتوتر. ان دييغو راميريز هو الذي سبب آل هذا التوتر. فهي لا تحب الكذب . كما انها

ستكون وحيدة هذه الليلة كالعاادة . بينما لو كانت رفقته لأمضت سهرة ممتعة . ليست في حاجه الى

مخيلة واسعه لتدرك أنه فارس الاحلام الذي تتمنى كل امراة ان تكون رفيقة سهراته. ولما دخلت الى

شقتها , سمت رنين الهاتف , فتسائلت: "يا الهي , ربما هذا دييغو راميريز الذي اكتشف ان خطيبها على

بعد الف ميل من هنا. لكنها عندما عرفت الصوت نسيت في الحال الرجلين وصرخت : "ابي ! أين انت ؟. "

ضحك دان ترانت وقال : "إني هنا . في أآابولكو , رجلان استاجرا سفينتي في لوس انجلوس وفكرت

بانها الفرصة المناسبة لا اقوم بزيارة قصيرو الى ابنتي الوحيدة." "وآم من الوقت ستبقى هنا ؟." "آه ,

أيام قليلة فقط , هذان الرجلان يصران على أن انقلهما الى مكسيكو في اسرع وقت ممكن. من الافضل

لهما ان ياخذا الطائرة الى مكسيكو لكنهما يحبان ممارسة هوايتهما المفضلة وهي صيد الاسماك . مع

انهما لا يعرفان تماما كيف يحملان قصبة الصيد
."


:flowers2::flowers2::flowers2:

ميسا ميسا 05-06-08 10:03 AM

"هذا لا يهم . متى أراك ؟ اني في شوق اليك ." "ساقوم ببعض المشتريات للسفينة ....ايناسبك ان

التقيك في الندق بعد ذلك ؟ يجب الاحتفال بهذا اللقاء آما ينبغي , يا صغيرتي . وانتِ تعرفين المطاعم

المشهورة , اليس آذلك ؟." أجابت لورا بفرح: "يمكننا الذهاب الى الميرادور , وفي الوقت نفسه يمكننا ان

نحضر مشهد الغطس , انه لا يمكن تفويته." "آما تشائين , هل في امكانك الاهتمام بحجز مكانين

؟." "نعم. " بعد ان اقفلت لورا سماعة الهاتف . طلبت رقم المطعم وحجزت طاولة للساعه الثامنه والنصف.

هكذا سيكون امامها الوقت الكافي لتناول العشاء بهدوء قبل حضور مشهد القفز و الغطس من اعلى

الشرفات التي تطل على الشاطئ الصغير. وبعد ان اخذت حماما سريعا ارتدت فستانا اسود يتلائ مع

شعرها الاشقر بشكل بارز. بعد وفاة زوجته , تخلى دان ترانت عن آل شئ , عمله في السمسرة

البحرية, ومنزله وحتى ابنته . اذ بعد شهرين من وفاة والدتها دخلت لورا دير الراهبات واشترى والدها

يختا . وعندما آان يشعر بحاجة الى المال آان يؤجر اليخت و يقترح على المستاجرين خدماته آقبطان

السفينة. وفي مخيلته ذآريات ساحرة عن العطلات التي آانت تمضيها على متن سفينة والدها التي

دعاها بربارا على اسم والدتها. آان ذلك ممتعاً لها ولو لاسابيع قليلة , لتتخلص من اجواء الدير المملة

والكئيبة. طرقات متواصلة على الباب جعلتها تدرك ان الطارق هو والدها الذي آثيرا ما خرجها من احلام

المراهقة العاطفية بالطرطقة على الباب آانه يدق على الطبل. صرخت لورا وهي تبكي وتضحك في ان

واحد معا بينما آان والدها يعانقها بحنان في ذراعيه القويتين: "ابي ! آآه, آم انا سعيدة لرؤيتك."! لم يتسن

لها الوقت لتعاين وجه والدها إلا بعدما جلسا مواجهة وراء طاولة المطعم , ما يزال يتمتع بالنظرات الزرقاء

نفسها . لكن تجاعيد وجهه بدات بالظهور , وشعره البني الكثيف بدات تتخلله بعض الخصل الرمادية و

خاصة حول الاذن . لكنه ما زال رجلا بمظهر حسن وجذاب . وبينما آانت لورا تراقب نظرات بعض النساء

المرآزة على والدها . تساألت لماذا لم يتزوج دان مرة ثانية. نساء آثيرات آانت تحمن حوله وخاصة

الجميلات منهن. لكن ولا واحدة آانت تتمتع باناقة والدتها وجاذبيتها وشعرها الاشقر آسنابل القمح . ولا

واحدةآانت قادرة على ان تحل مكانها. قال دان ترانت وهو يبتسم : "لا تلتفتي الى الوراء يا صغيرتي .

هناك رجل وراء الطاولةالبعيدة يرمقني بنظرات غاضبة. يبدو حتما انه مكسيكي . هل تعرفين احدا هنا ؟ ."

ومن دون ان تلتفت أدرآت لورا ان الرجل الذي يحدق في والدها ليس سوى السينيور دييغو راميريز .لماذا

يظهر هذا الشيطان في اي مكان تذهب اليه . وخصوصا هذا المساء بالذات . اذ من المفروض انها تتناول

العشاء مع خطيبها..! أجابت في جفاف : "اني اعرفه من بعيد .. انه واحد من الذين يعتبرون ان آل شئ

مسموح. لقد دعاني مرّات عديدة الى العشاء من دون علم زوجته بالطبع." صرخ دان مستغرباً: "هل هو

متزوج ؟ وهذه المراة السمراء الجميلة معه . هل هي زوجته ؟ لكن لماذا ينظر اليّ هكذا ؟." هزت لورا

آتفيها: "تجاهله , ا رجوك . هؤلاء المكسيكيين يتصرفون بوقاحة لا مثيل لها." "اذا حاول ان يعامل ابنتي

بهذه الطريقة , بهذه الجراة الفظة"... قاطعته لورا قائلة: "اني اعرف تماماً آيف اتصرف . لا تقلق عليّ . ولا

تنسى أني مخطوبة." قال وهو ينظر الى خاتم الخطبة في يد ابنته: "نعم صحيح . اني لا انسى." في

لقائهما الاول ظهر بوضوح ان دان وبرانت لم يستلطفا بعضهما العض. فالمحامي الشاب لم يكن راضيا عن

طريقة حياة دان البوهيمية , هو الذي يعيش حياة منظمة. ولاحظ دان هذا الشعور وحزن على ابنته . لكنه

مع ذلك يحترم اختيارها.| قالت لورا وهي تنحني نحو والدها : "سأغيب لحظة صغيرة . وبعد ان اعود نبحث

عن زاوية تطل على الخليج حتى نتمكن من مشاهدة الغطاسين جيدا ". قال وهو يبتسم بحنان:

"آما تشائين يا صغيرتي." فكرت لورا وهي تمر بين الطاولات آيف ان والدها ما زال جذاباً واسفت لانه لم

يتزوج بعد وفاة والدتها. الحياة الروتينية التي يعيشها لا شك انها تزعجه . فهو يستحق حياة افضل. وبعدما

خرجت من الحمام اسرعت تغسل يدها وتضع على وجهها بعض الزينة والعطور. ثم خرجت الى البهو

خافضة الراس وهي تحاول اغلاق حقيبة يدها. ولم تر الشبح الذي يرتدي البذلة السوداء يظهر من وراء

شتلات ضخمة ويجابهها بعنف. صرخت مستغربة بعدما شاهدت نظرات دييغو راميريز الشرسة : "انت ! من

اين اتيت ؟." اجابها في غيظ لم يعرف انه يكبته جيداً : "آنت اراقبك , لدي ما اقوله لك." "صحيح ! وماذا

تريد ان تقول ؟ اختصر آلامك . لا انوي ان ادع..... رفيقي ينتظر." فقال في حدة متجاهلا نظرات الفضول

التي رمقها بها الحضور: "اريد ان اآلمك عنه ! انه يكبرك سناً في شكل ظاهر." "من يكبرني سناً ؟ هل

تقصد .....؟." اجاب في شراسة : "خطيبك طبعاً . لا شك انه في سن والدك."! آبتت لورا قدر الامكان

رغبتها الملحة في الضحك. دييغو يعتبر والدها خطيبها . اذا هو السبب الذي من اجله آان يرمق والدها

بنظرات غاضبة. بدات تقول بصوت متردد : "لكنه ..و"....... ثم توقفت لحظة مدرآة ان آذبتها انفضحت . ثم

تابعت تقول: "ان له قلب شاب. " قال دييغو راميريز في حقد: "صحيح انه يكبرك في السن سنوات عديدة ,

فكيف ترتبطين به مدى الحياة ؟." وبعدما القى نظرة خاطفة الى السيّاح الذاهبين والاتيين داخل البهو ,

أمسكها من معصمها و جذبها وراء مجموعة المشاتل الضخمة وعاد يقول : "هل بامكانه أن يوفّر لكِ الحب

و الشوق و اللهفة ؟ هل سبق أن عانقكِ ؟ " فجأة , جذبها نحوه وشدها الى صدره وراح يعانقها بشغف

حتى جعلها تلهث خاضعة وتقول : "دعني ! ارجوك." ! "ادرك تماماً انه لم يسبق له ان عانقكِ آما يجب."!

فقالت في غضب و هي تتخلص من قبضته : "وانت يا سينيور , منذ متى لم تعانق زوجتك هكذا ".؟؟!!

عندما عادت الى والدها , آان وجهها ما زال مضطرباً وقدماها ترتجفان. "آآه , ها انتِ قد عدتِ ! اجلسي

واحتسي القهوة , مازال أمامنا بعض الوقت قبل ان يبدا مشهد الغطس." جلست في الكرسي وهي لا

تزال متأثرة بالصدمة . وهنا مرّ السينسور في قربها . فخفف من خطواته وحدحّق فيها ثم تابع طريقه. نظر

دان الى ابنته في حيرة وارتباك , آانه فهم ما حدث منذ لحظة ,على بعد امتار قليلة منه. فسالها في قلق:

"اليس هذا الرجل هو المعجب بكِ ؟." "آيف؟ آآة . نعم ." "لو آان برانت ينظر اليكي آما نظر اليكِ هذا

الرجل لكنت سعيداً جداً." بعد فترة صمت أجابت لورا : "أبي , ان برانت يحبني . وهو ينوي الزواج منى ,

اليس هذا آافياً ؟." فقال لها وهو يربت على يدها في حنان: "لكن , يا حبيبتي , يجب ألا تخلطي الأمان

والاستقرار بالحب و الرغبة . إن برانت شاب لطيف , لن يضربكِ و سيكون زوجاً صالحاً لكِ . وتتمتعين معه

بحياة راغدة و ستسكنين في منزل صغير جميل في الضاحية.. وستنجبين ولدين مثل الجميع ... لكن .... لا

أعرف جيداً آيف أشرح لكِ.... .لن تعيشي الحياة التي عشتها مع أمك ....آنا زوجين مثاليين وفي الوقت

نفسه غير عاديين ".... فقالت لورا في صوت مفاجئ ومبحوح وعينها تدمعان : "اعرف ذلك تماماً . انت

وامي آنتما زوجين رائعين واستثنائيين. ومن النادر اليوم ان تجد مثلكما في هذا العالم . ماذا علىّ أن

افعل ؟ يجب أن اقتنع بما عندي ....على الاقل .....""ربما انتِ على حق ... هيا بنا نتفرج على الغطس."

تبعت لورا والدها خارج غرفة الطعام . غير انها لم تستطع ان تقاوم رغبتها في القاء نظرة خاطفة على

مائدة دييغو راميريز . آان معه الزوجان الامريكيان اللذان حدّثها عنهما, وامراة شابة سمراء رائعة الجمال ,

ابتسمت لها المراة . لم يجد دييغو صعوبة في ايجاد رفيقة له. وفي حرآة الية رفعت لورا يدها لتلمس

شعرها وشاهدت ديغو يحدّق في خاتم الخطبة الذي يلمع في اصبعها. أسرعت باللحاق بوالدها الذي

ابتسم لها بحرارة وادخل الى قلبها العزاء و المواساة. استرعى انتباهها الشاطئ الصخري الذي بدا

يشع تدريجياً بالاضواء المختلفة الالوان .. شاهدت لورا رجلاً مستعداً لقفز , بشرته تلمع تحت تأثير الاضاءة

الكثيفة , آان يقف على نتوء صخري من علو شاهق , احنى راسه وبدا انه يحدق في امعان الى المياه

التي تغلي من تحته. سبق للورا ان شاهدت باعجاب آبير مرات عديدة هذا المنظر الذي يحبس الانفاس .

فاسرعت تشرح لوالدها الوجه التقني للغطس: "عليهم ان يصمموا قفزتهم بعناية . في الحالة العادية , لا

يتجاوز عمق المياه اآثر من مترين ونصف متر بانتظار ان تاتي موجة قوية ترفع الماء الى علو اربعة امتار.

وهذا الحد الادنى المنتظر لتحقيق القفزة." "اريد أن أصدق ذلك . من المفروض اذاً ان يستعد لوثبة قوية

ليتحاشى السقوط على الصخرة." "طبعاً . آه .. انظر انه يقفز." رفع الغطاس ذراعيه . وحبس المتفرجون

انفاسهم وهم يشاهدون هذا النحيف يستعد للقفز ويحلّق مكتفاً ذراعيه مثل عصفور متألق , قبل أن

يغطس مثل السهم في الماء التي تتصاعد منها الرغوة البيضاء. التفتت لورا الى والدها الذي آان يمسك

بيدها ويبتسم لها في حنان هامساً: "ان هذا المشهد مثير حقاً. " "انتظر رؤية الذين يقفزون من قمة

الصخور , من علو ارعين متراً أو أآثر . لقد شاهدت هذا المنظر مئات المرات وما زلت ارتعب آأنها المرة

الأولى." همس دان وهو يبتسم في وجهها المتالق الذي يذآره بزوجته الراحلة: "انني اتساءل ما اذا آان

قلبي يتحمل هذا النوع من الانفعال." قالت لورا ضاحكة وهي تتطلع الى العدد الهائل من الناس

المحيطين بهما: "يجب ان تتحمل ذلك , اذ ليست هناك طريقة نستطيع فيها ان نغادر المكان وسط هذا

الحشد." فجأة , ماتت الكلمات على شفتيها , فقد التقت نظراتها بنظرات راميريز التي آانت تشع باانفعال

غريب. فوجئ دان بسكوت ابنته فتطلع اليها وقال: "لورا ,ماذا لكِ ؟." "نعم ؟ ." نفضت لورا جفنيها آانها

تستيقظ من حلم , ثم قالت : "انظر يا ابي , شاب اخر سيقفز الآن." تطلع دان نحو قمة الصخرة حيث راى

غطاساً ينتظر في انتباه أن تاتي الامواج على علو ارعين متراً منه. الجمهور الذي شاهد هذا الجسم

النحيل الاسمر الملئ بالحيوية يلتطم بالموجة العالية , بدأ يصرخ بحماس ويطلق زفرات الارتياح .

وتسائلت لورا , ترى بماذا يفكر الرياضيون لحظة القفز في الفراغ .. ربما الى الابد .....رفعت عينيها

الحالمتين , والتقت مرة اخرى بنظرات دييغو القوية, آانه لم يحوّل نظره عنها طوال الوقت , قارئاً آل ما يدور

في أفكارها. نهضت لورا تارآة المكان لغيرها من المشاهدين وبعد لحظات آانت مع والدها قد غادرا

الميرادوز . وعندما أوصلها دان الى فندق بانوراما رفض ان يتناول اي شراب وقال مبتسماً : "الى مساء

غد يا صغيرتي . هل تتناولين العشاء معي على متن السفينة ؟." "بكل سرور ." "أخشى ألاّ اآون قادراً

على أن أعِدّ لكِ وليمةً في الوقت الحاضر." ابتسمت لورا وقالت: "فهمت , ساحضر معي آل ما نحتاج اليه

للعشاء . لا تقلق يا ابي , فسأعد لك عشاءً لذيذاً."

"هل يوافقك ان يكون الموعد الساعه السادسة ؟." قالت لورا وهي تقف على رؤوس اصابعا لتقبيل

والدها: "اتفقنا." وعندما اصبحت في شقتها اخذت تذرع ارض الدار ذهاباً واياباً مئات المرات , مقطبة

الجبين , قلبها الحزين العامر بالكآبة والقلق . ماذا جرى بينها وبين والدها ؟ خيّل اليها ان احاديث دان

الودية تخفي قلقاً غامضاً......

الفصل الثالث.............. 3

-امور تحدث سريعاً!! لا شك في ان المكسيكيين اسوا من قاد السيارات في العالم. رددت لورا هذا الكلام

وهي تقود السيارة على طول الجادة الجميلة , التي تمتد بمحاذاة مجموعة من الفنادق الضخمة المطلة

على الخليج. ومرة خلال حفلة استقبال حضرتها قال لها رجل اعمال مكسيكي: "الرجال هنا جبابرة

اقوياء .. وأضاف : "في بلادنا وفي آل المناسبات , على المكسيكي ان يفرض سيطرته وسواء حاول

الحصول على امراة او آان يقود سيارته , فانه مضطر الى ان يفعل المستحيل ليؤآد سطوته وعلّو شانه.

وما على المراة إلا أن تطيع." استعادت هذه الكلمات , وهي تحاول عبثاً تغيير اتجاه سيرها لتستطيع

سلوك طريق المرفأ . فجأة توقف سائق تاآسي ورمقها بنظرة إعجاب , وتخلّى لها عن فسحة إستطاعت

من خلالها عبور الطريق المطلوب . وبعد دقائق صفّت سيارتها في مرآب نادي اليخوت . اخرجت من

سيارتها آيساً يحتوي على آل ما تحتاجه لإعداد عشاء اميريكي يحب والدها أن يتناوله, ثم سارت على

رصيف الشاطئ..الى حيث يرسو يخت والدها. صعدت الى سطح اليخت الخلفي فلم تجد احداً . فنادت

وهي تقترب من السلم الذي يؤدي الى قاعة الجلوس و المطبخ: "ابي!! أبي !! إنني هنا." لا جواب .

هبطت لورا بحذر السلم الضيق , المطبخ الصغير آان فارغاً, وآذلك غرفة الجلوس التي تحتوي على طاولة

في وسطها ومقاعد مغلّفة بالنسيج القطني ذي الألوان الزاهية. اتكأت لورا على أحد الجوانب وغرقت

في الذآريات , تعرّفت الى الرائحة العادية الممزوجة برائحة سجائر والدها. وبدأت تنفعل . آم هي نادمة

لاها لم تكن مثله شريدة البحار, غير ان دان فضّل العمل بنصائح الراهبات اللواتي أشرن عليه بادخال

لورا المدرسة الداخلية اذا ارد ا ان يضمن مستقبلها. ترعرعت لورا على ايدي الراهبات اللواتي آرّسن

حياتهن للتربية والتعليم. مرّة حدثتها الاخت آرميليتا ذات الوجه الملائكي , التي آانت تعلمها اللغة

الاسبانية , عن مستقبلها آامراة وذلك عندما عبّرت لورا عن رغبتها في دخول سلك الرهبنة. اذ قالت لها

الراهبة في لطف وهي تبتسم: "لا يا لورا . سيدخل حياتك يوماً ما رجل يغمركِ بحنانه و تنجبين منه اولاداً

تسعدان بهم. أعتقد يا ابنتي ان دخولك السلك سيكون غلطة
."


:flowers2::flowers2::flowers2:

ميسا ميسا 05-06-08 10:25 AM

سرعان ما نسيت لورا هذه الرغبة , لكن آلمات الاخت آرميليتا ظلّت محفورة في ذهنها. وعندما التقت

برانت اعتقدت انه هو رجل حياتها . فهو يتمتع بمزايا خلقية رفيعة, اهمها انه لا يحاول ان يمارس الزواج

قبل الاوان وهذا شئ نادر في هذا العصر حيث لم تعد هناك أية حدود تمنع الرجل والمراة من الاستمتاع.

تناهت الى سمعها خطوات على متن السفينة , فانتفضت واسرعت الى تسلق السلالم... "أبي ..اين آنت

؟؟ أرجو ألاّ تكون قد اشتريت اغراضاً للعشاء لأنني""............. سكتت فجأة وهي ترى شبح دييغو راميريز

الممشوق و المفرط في الاناقة منتصباً امامها. سألته في لهجة باردة: "ماذا تفعل هنا ؟ بدأت أسأم

رؤيتك وملاحقتك لي في آل مكان. سيأتي والدي في أية لحظة الان , لذلك انصحك بالذهاب ." قال

متجاهلاً ملاحظتها: "أيمكنني الهبوط إلى داخل اليخت ؟." "والدي في طريقه الى هنا . ولن تسرّه رؤيتك

على متن سفينته." لم يأبه لهذا التهديد , بل توجّه في هدوء الى غرفة الجلوس وقال : "اجلسي يا لورا .

لديّ أمر مهم أريد أن أحدثك فيه." فقالت في لهجة حاسمة: "أرجو ان تقول ما عندك بسرعة , أريد إعداد

العشاء لوالدي." هزّ رأسه في تعبير آسف جعل لورا تشعر بجفاف في حلقها و بقلق غامض... قال وهو

يسمّر عينيه في عينيها: "أخشى ألا يتمكن والدك من أن يتناول العشاء معكِ هذا المساء." "لماذا "

؟؟ "آسف أن ابلغكِ أن والدك محجوز لدى الشرطة المحلية." قالت لورا وقلبها ينبض

بسرعة.... "الشرطة .....إن هذا مستحيل.." "آنت على الشاطئ القريب جداً من هنا ولاحظت زحمة

وهياجاً على السفينة وعرفت الرجل الذي اصطحبته الشرطة : انه الرجل ذاته الذي آان يرافقك في

مطعم الميرادور....... وقد آنت اعتبره خطيبك ....."سألت وهي تنهض غاضبة من دون ان تعي ما قال: "لكن

لماذا اوقفت الشرطة والدي ؟ لم يقم بشئ غير قانوني طيلة حياته.. لاشك أن ذلك خطأ ... يجب ان

اذهب وارى ماذا يجري .... وساقول لهم"..... وفي حرآة نجح دييغو في تهدئتها... "ربما فيما بعد علمت من

الشرطة التي اوقفته ان والدك متهم بالتورط في عملية تهريب مخدرات.. وهنا في المكسيك تعتبر جريمة

آبيرة." رددت لورا منذهلة.... "تهريب مخدرات ؟؟ أبي ؟؟ لكن مستحيل ,,,, هل سمعت ما أقوله ... هذا

مستحيل." قال دييغو في حزم.... "اجلسي " هبطت الفاته في المقعد ...أما دييغو فظل مستندً الى

الطاولة.. "يجب أن تدرآي جيداً ان والدك متهم بجريمة بالغة الاهمية.. وحسب الادلة التي اآتشفت على

متن الباخرة فهو معرض لان يبقى في السجن طيلة الحياة او لنقل مدة طويلة قبل افتتاح المحكمة "

همست لورا واضعه رأسها بين يديها..... "محكمة؟؟ لا ... لا يمكنني ان اصدق شئيا آهذا.." "لكن هذا هو

الواقع ...ذهبت الى مرآز الشرطة وتوصلت الى التحدث مع والدك .. فاخبرني بان الرجلين اللذين استاجرا

منه اليخت عادا في الصباح الباآر وما لبثا ان غادرا .. وقالا له انهما سيعودان في المساء .. وآانا على

استعداد للابحار فجر الغد." قالت لورا مستغربة وهي تقفز... "رجلان , هما اذاً المذنبان .. قال لي والدي

انهما استاجرا السفينة وفي نيتهما الصيد,, لكنهما لم يكونا يعرفان شيئا عن الصيد .. ساخبر الشرطة

بذلك.." ارادت الاسراع نحو الممر لكن دييغو اقفل عليها الطريق وقال وهو يمسكها من آتفيها : "لا

تتصرفي تصرفا احمق! هل تتصورين ان الشرطة هنا ستصغي الى ما تقولينه ,, انتِ ابنته."!! "لكن يجب

ان افعل شيئا ما ." قال لها بلطف: "لا يمكنك ان تفعلي شيئا يا لورا امام السلطات"..... سالته وقد احتلتها

الكابة فجاة: "الى من سالتجئ اذاً ؟ هل في اآابولكو قنصلية للولايات المتحدة ؟." "آلا .. القنصليه

مرآزها في مكسيكو .. لكن في مثل هذه القضايا لا يستطيع القنصل ان يفعل اي شئ." "يبدو وآانك

وجدت الحل ..ارجوك .. قل لي ماذا افعل ؟." حدّق في عيني الفتاة الخضراوين ثم اخفض جفنيه وقال في

صوت مبحوح : "لديّ نفوذ في بعض الاوساط" "يمكنك اذا ان تفعل شيئا ما لمساعدة والدي." وفي هذه

اللحظة بالذات رفع راسه وانتفضت الفتاه امام حدّة نظراته القاتمة: "لكن نفوذي يكون له صدى اقوى

اذا"....... عمّ صمت طويل راح فيه قلب لورا ينبض بسرعة... واضاف : "اذا آنتِ زوجتي." آالبلهاء راحت لورا

تحدّق فيه وهي تلاحظ برغم الصدمة القوية وجهه ذا الملامح البارزة ورموش عينيه الطويلة وقساوة فمه

ورددّت في صوت خفيض: "زوجتك ؟ لكن الا تكفيك زوجة واحدة."! هزّ راسه في تلهف: "أنا لست متزوجاً

والمرأة التي تعتقدين أنها زوجتي هي في الحقيقة أرملة أخي الصغير ..جيم. .الذي قتل السنة الماضية

في سباق القوارب الآلية ." "لكنني آنت أعتقد ".... توقفت ..... وآل شئ يغلي في ذهنها.. "نعم .. اني

اعترف انني جعلتك تعتقدين ان آونسويلو زوجتي لم يكن ذلك قصدي في بداية الامر.. ولكن عندما وضعت

في ذهنكِ انّ المراة التي ترافقني في حفلة عرض الازياء هي زوجتي, لم اآن قادرا ان انكر ذلك .. آنت

اريد ان اعرف ما اذا آنتِ قادرة على الصمود مدة طويلة امام رجل تعتبرينه متزوجاً." ولان تعبيره بعض

الشئ ...ثم قال:.. "اني اعترف بانك تصرفتِ بعناد وتصلب.." ما زالت لورا مضطربة لوضع والدها

المؤسف ,, فلم تسجل هذا الاعتراف الجديد. "لم افهم بعد .. هل آان ذلك امتحاناً ؟؟ أهذا ما تقصده

؟ ." "نوعاً ما .. نعم". تناول من جيب سرواله علبة السيجار واخرج سيجاراً صغيراً واشعله بقداحة ذهبية..

خارت قدما لورا وهبطت في المقعد .... قال دييغو وهو ينظر من نافذة اليخت: "يهمني جدا فيما يتعلق بهذه

الامور ان تكون زوجتي مترفعة عن اية شبهة." تأملته لورا لحظة من غير ان تقول آلمة... فهي حزينة لما

حصل لوالدها ثم صرخت وهي تستعيد وعيها... "لكنك مجنون حقاً ! لن استطيع ان اتزوجك .. يبدو انك

نسيت اني مخطوبة واني ساتزوج حين اعود الى لوس انجلوس." سأل دييغو وهو يتفحص وجه لورا

الجميل المحمر خجلاً :"هل تحبين ذلك الرجل ؟." أآدّت له وهي تقف لتواجهه وعيناها تتوهجان

غضباً: "طبعاً .. ولماذا اتزوجه اذا لم اآن احبه ؟." ما من احد يعرف ما الذي يدفع النساء الى الزواج ... هل

هو المال ام المرآز ام الاستقرار .. ام الحب , خطيبك , هل هو غنيّ ؟." "آلاّ . انه محام شاب ما زال في

بداية الطريق .. يمكنك ان تلغي السببين الاولين." "اذاً لا شك أن السبب الثالث هو الذي ينطبق عليكِ ,

الاستقرار... اهذا ما يقدمّه لكِ ؟ منزل في حيّ جميل , وولد أو ولدان .. وسهرة نهاية الاسبوع في

النادي." "وماذا عندك ضدّ هذا النوع من الحياة , في آل حال انه وضع معظم الناس في بلادنا, ولست

اخجل من آوني جزءاً منهم." ثم اضافت في لهجة ساخرة: "طبعاً , ليس بامكان الجميع ان يملكوا منزلا

يقع في محطة الحمامات الاآثر شهرة في العالم, وربما ايضاً قصراً في مكسيكو." اخذ دييغو نفساً من

سيجاره وقال في تمهل: "ليس في هذا خطأ .. في آل حال ان المراه تحب بشغف الرجل الذي يؤمن لها

آل هذه المتعه.. هذا ما يوصلنا الى السبب الرابع الذي هو." .... قاطعته لورا قائلة: "لماذا نتجادل في هذه

الامور السخيفة بينما أبي يقبع في احد سجون بلادك التعيسة ؟ سوف أصبح مجنونة مثلك " .... اجابها

دييغو:... "اني لست مجنونا . لكني انتهازي .. واعترف بان سجوننا ليست آما يجب وخصوصاً اذا آان

السجين متهماً بتهريب المخدرات , لكن يمكنني القول ان والدك لا يلقى معاملة سيئة.. لقد حاولت

اقناعهم بان يقدموا له الطعام المعقول وان يجعلوا زنزانته في وضع مريح ومقبول ." فقالت في صوت

مخنوق: "شكراً .. المال يفعل آل شئ , اليس آذلك ؟." "في مثل هذا الوضع , المال وحده لا يكفي"...

ترددّ ثانية ثم أضاف: "ان الموظفين الذين اتصلت بهم من اجل مساعدة والدك عطفوا عليه, ليس من اجل

المال , بل بسبب قرابتي لوالدك ." "لقرابتك بوالدي .....؟ لكنك لم ..... لم تقل لهم ان .........ان"........ قال

لها وهو ينظر اليها في جراة: "قلت لهم انكِ ستصبحين زوجتي . وانني لا ارضى ان ارى عمي يلقى

معاملة المجرمين." فهمست لورا وهي شاحبة الوجه: "آيف تجرات وقلت ذلك ؟." "هل تعارضين ان ينال

والدك معاملة حسنة ؟" اجابت في غضب: "لا .. انما يزعجني انك آذبت من اجل ذلك... وماذا اخبرت

والدي ؟ هل آذبت عليه ايضاً ؟." "الحقيقة اخبرته عن رغبتي في الزواج منكِ... وان ذلك سيتم ابكر مما

آنت اتوقع .. نظراً للاوضاع الحالية".... تقدم دييغو منها خطوة واخذها من ذراعيها وقال في صوت

خفيض: "لن اخفي عليكِ انني آنت افضل ان يتسنى لي الوقت لان اغازلكِ يا حبيبتي .. لكن".... وبحرآة

عنيفة تخلصت من قبضته وقالت بغضب: "انني امنعك من ان تناديني هكذا ؟ انا لست حبيبتك ولن اصبح

حبيبتك ابدا." فقال دييغو وهو يبتعد عنها: "حسنا . " توجّه نحو السلم ثم التفت ونظر اليها باشمئزاز

واستخفاف وقال: "اذا غيّرت رايك يا انسة , يمكنك ان تتصلي بي في فيلا جاسينتا , انه اسم منزلي ."

ثم اخرج من جيبه دفتراً صغيراً , وآتب بعض الارقام .. ثم اقتلع الورقة واعطاها اياها قائلاً: "ان رقم هاتفي

غير موجود في الدليل الهاتفي .. فلا تضيعي الرقم , الى اللقاء ." ضغطت لورا على الورقة بين اصابعها

الجامده وهي تنظر الى دييغو يصعد الى سطح السفينه . وبعد ذهابه شعرت فجأة بضياع وحيرة. ..عادت

الى غرفة الجلوس واسترخت في احد المقاعد وعيناها تحدّقان في رقم الهاتف الذي انحفر للحال في

ذهنها, لكن لابد من ايجاد طريقة لاخراج والدها من السجن من دون الاضطرار الى اللجوء الى الزواج من

هذا المكسيكي المتوحش! "ايمكنني ان افعل لكِ شيئا يا انسه ؟ ." ان مهنة لورا جعلتها تعتاد سماع

آلمات الاعجاب. ومع ذلك فقد انتفضت امام نظرات الموظف الملحة الذي يحرس باب مرآز الشرطة , وبين

شفتيه سيجارة ."انني ..... اريد ان ارى والدي , دانييل ترانت." سالها الشرطي في فضول وهو يعريها

بنظراته: "هل انتِ الفتاة الاميريكية ؟ " فقالت بترفع: "قل لي فقط اين يمكنني التحدث الى الشرطي

المسؤول." اجابها ببطئ وفي لهجة مليئة بالاشمئزاز والكراهية: "أظن انه مشغول في الوقت الحاضر."

لكن لورا مرت من امامه من دون ان تلح عليه ودخلت الى البهو ولاحظت من خلال باب مفتوح رجلاً ضخماً

يرتدي بذلة رسمية جالس وراء مكتبه وزجاجة عصير في يده. ولدى رؤيته الفتاة الشقراء , نهض الضابط

في سرعة وقال : "انسة ماذا تريدين ؟." "اريد ان ارى والدي , دانييل ترانت . جئ به الى هنا بعد ظهر

اليوم." فاجابها الرجل مقطباً عن حاجبيه: "موعد الزيارة ليس الان عودي في الغد"... رفعت الفتاة يدها

لتبعد شعرها عن وجهها , واذا بها ترى ملامح الضابط تتغير فجأة: "هل قلتِ انك تريدين رؤية السينيور

ترانت ؟ اذاً انت "....... "ابنته." "خطيبة السينيور راميريز ؟." سحابة مفاجئة مرّت في عيني الشرطي

الصغيرتين , انه يستغرب آيف انّ رجلاً غنياً اهدى خطيبته خاتم خطبه عادياً جداً. تبعت الشرطي في طول

الممر الضخم التي تفتح عليه الابواب السوداء الضخمة . فلما وصل الى الباب الاخير , ادخل مفتاحاً في

القفل وفتح الباب. قالت لورا وهي تدخل الى غرفة صغيرة: "شكراً يا سيدي." الاثاث الوحيد في الزنزانة

هو سرير بسيط فوقه رفّ من الخشب الابيض وطاولة وآرسي آان يجلس فيها والدها , صرخ دان وهو

ينهض: "لورا , ابنتي الصغيرة."! رآضت اليه وعانقته وهمست في صوت متقطع وهي تضغط على

آتفيه: "ابي ..... اه ابي." ! قفال في صوت منفعل: "لم اآن اريد ان تاتي الى هنا . الم يحضر راميريز معكِ

؟." "هو ... اه ... لا , لا يعرف انني هنا".... فقال دان مقطباً حاجبيه : "اني اشك في انه سمح لكِ ان تاتي

لوحدك الى مثل هذا المكان .... اجلسي في الكرسي .. وانا ساجلس على السرير." ولما راى نظرات

ابنته المشمئزة وهي تنظر الى غرفته , ابتسم في سخرية وقال: "لا يبدو لك المكان فاخراً يا صغيرتي ,

لكنه بكل تاآيد افضل مئة مرة من الزنزانة التي القوني فيها عند وصولي." فانفجرت قائلة بغضب: "لكن

ليس مفروضاً ان تكون هنا." ! اجابها في لهجة مهدئة : "أعرف ذلك يا صغيرتي . ااعرف جيداً . وانا ايضاً

احسست بالشعور نفسه عندما وصلت الى هنا, لكن عندما رايت آيف يعاملون الموقوفين"................

توقف ثم انحنى ليضع مرفقيه على رآبتيه: "هل تصدقين اذا قلت لكِ انّ بعض الاميرآيين وبعض الاجانب

موجودون هنا منذ اشهر ... بل منذ سنوات عديدة من دون ان يمثلوا امام المحكمة , لا عائلاتهم ولا

محاموهم ولا احد يمكن ان يفعل شيئاً لمساعدتهم." قالت لورا في استغراب: "ربما هم مذنبون ! لكن انت

لست آذلك , يجب ايجاد طريقة لاقناعهم بانك برئ." تنهد دان وهو يزرع ارض الغرفة الصغيرة وقال: "يا

ابنتي المسكينة , في هذا البلد اهم شئ ان يكون لك اصدقاء في الدولة. على فكرة رجال الشرطة لم

يعتقلوا بعد الرجلين اللذين استاجرا سفينتي." "متى القوا القبض عليهما , يطلقانك في الحال." هزّ دان

رأسه وقال: "هذا شئ رائع ! لكن ما أعرفه عن هذين الرجلين قليل جداً, إلا انهما لن يترددا في ان يفعلا

ما في وسعهما للتخلّص من هذه الورطة, يجب النظر الى الامور بلا خوف , يا لورا .... ربما قالا انني

متواطئ معهما." "لكن هذا ليس صحيحاً." وبعد تنهد عميق , عاد دان ليجلس على السرير ثم قال: "انا

وانتِ نعرف ذلك تماماً . لكن هل بامكاننا اقناع الاخرين؟." فقالت وهي تضغط على يديها: "سوف اطلب

من برانت ان ياتي الى هنا فهو يعرف ما يجب عمله." "هل هذا صحيح ؟." التقى نظره المرتاب بنظر

ابنته , فاخفضت لورا عينيها , انها تعرف بماذا يفكر والدها , لقد اظهر برانت انزعاجه فيما يتعلق بالحياة

الحرة التي آان يعيشها والدها . شعرت لورا بفقدان الامل وقالت في صوت غير اآيد: "اسمع , يمكنه ان

يدلنا الى محام صديق له . وفي آل حال فان برانت متخصص بالدفاع عن حقوق الشرآات , وهذه القضية

ليست من اختصاصه". فقاطعها دان في قسوة لم تتعود عليها من قبل: "الم تفهمي ما قلته لكِ .

المحامي الاميريكي لا يمكنه ان يفعل شيئاً في هذا البلد ...القانون وحده يطبق ." همست لورا في

صوت مخنوق: "لكن يجب ان نفعل شيئاً" اآدّ لها دان في قوة: "هناك شخص واحد قادر على اخراجي من

هنا هو السينيور دييغو راميريز... لديه النفوذ والمال والعلاقات." توقف قليلاً ثم أضاف: "وهو يريد الزواج

منكِ." فهمست قائلةً: "آه .. هل فاتاحك بالامر ؟." "تصرّف بوضوح ...لكن , يا ضغيرتي , لماذا لم تخبريني

بأن الامور وصلت الى هذا الحد بينك و بينه ؟ مساء أمس في فندق الميرادور جعلتني اعتقد بانه رجل

متزوج".... "صحيح ؟ اووه".... من الصعب ان تقنع والدها بانها قبلت الزواج من دييغو اليوم فقط بعدما آانت

تعتقد بالامس بانه متزوج فعلاً. ليس هناك الا حل واحد وهو الاعتماد على هذا الرجل المكسيكي لينقذ

والدها من هذا المازق الصعب. فقالت في خجل: "في الحقيقة , آان يزعجني بعض الشئ ان اعلمك

بقراري قبل ان افسخ خطبتي من برانت." وصدّقها دان ..اذ قال وهو ينحني ليضغط على يديها

بحنان... "انكِ لا تتصورين الى اي درجة انا سعيد من أجلكِ. يا ابنتي الصغيرة مساء امس رايت دييغو
منتديات ليلاس
راميريز شعرت بانه رجل حياتك , اآثر من برانت
.


:flowers2::flowers2::flowers2:

ميسا ميسا 05-06-08 10:49 AM

اني اقول لكِ هذا بصراحة . ان دييغو يحبكِ . هذا هو واضح للغاية , نظراته لا شك فيها ... و."..... توقف

فجاه ليمرر يده في شعره ثم اضاف: "شرط الا تعتقدي ان هذه الظروف الصعبة هي التي تدفعني لان

اقول ما اقول, افضّل ان ابقى هنا واموت على ان اراكِ"........... قاطعته لورا بسرعة قائلةً: "اعرف ذلك يا

ابي , لكن في وسع دييغو ان يسوّي الامور , انه يعرف عدداً آبيراً من الشخصيات البارزة في الدولة .

سترى ان بقائك في السجن لن يطول". "هل انتِ متاآده تماماً من عواطفكِ يا لورا ؟ الزواج من رجل مثل

راميريز هو زواج لا يمكن فسخه , لا تنسي ذلك . اذا آنتِ تشعرين بانكِ غير واثقة من الامر قولي

بصراحة, في آل حال لا شئ يؤآد انني ساستعيد حريتي حتى ولو بمساعده دييغو . يجب الاّ تتاثري

بوضعي الحالي ولا تلقي بنفسكِ في زواج تندمين عليه مدى الحياة." أخفضت لورا عينيها على يدي

والدها الضاغطتين على يديها, لقد اآدّ والدها قائلاً: "الزواج برجل مثل راميريز هو زواج لا يمكن فسخه ."

وهي التي آانت تظن انّ هذا الزواج مؤقت ينتهي بمجرد خروج والدها من السجن. ومع ذلك شعرت

بالامل في ان آل شئ سيتم بصورة حسنة. رفعت عينيها ونظرت الى والدها وقالت: "نعم يا ابي , اني

متاآده من حقيقة عواطفي . ولا اتصور حياة سعيدة من دون دييغو." وللمرة الاولى ابتسم دان في

استرخاء , وعندما غادرت لورا والدها بعد دقائق , آان في غاية الغبطة والانشراح ومتفائلاً بقدرة صهره

العتيد على وضع حدٍ لهذه الازمة .....

الفصل الرابع: 4-انتظرتك منذ الازل.. . "الو"" آانت لورا تنتظر ان تسمع صوت دييغو راميريز البارد,, لكنها

فوجئت بصوت امراة , فقالت بعد تردد: "هل ... هل بامكاني التحدث مع السينيور راميريز ؟." "السينيور

راميريز يأخذ حماماً في برآة السباحة , هل الامر طارئ ؟." "نعم . سانتظر على الخط." اخذت لورا

ترتجف ..اذا اقفلت السماعه , فلن تستعيد شجاعتها لتطلبه من جديد. فمن الافضل الانتظار. "لحظة من

فضلك." آانت لورا تطرق بعنف على طاولة الهاتف وتحاول تهدئة اعصابها.. من مع دييغو في برآة السباحة

؟ ربما آونسويلو ذات القامة الممشوقة والعينيين السوداوين الجميلتين. , ليس من الصعب التصوّر ان

هذا الرجل لا يمانع في رؤية النساء الجميلات في زي السباحة. فقالت في صوت متردد: "إني ......... لورا

ترانت." "آه"!..... ران صمت طويل , وتسائلت لورا ما اذا آان محدثها يكتفي برؤيتها تعتذر جهاراً. فقال اخير

اً في لهجة مالوفة: "هل زرتِ والدك ؟." "اني ..... نعم . مساء امس . اني مستعدة للتفكير في عرضك"....

عمّ صمت من جديد , وطال الى حد انها ظنت ان المكالمة قطعت. وبعد ثوان عديدة .. قال دييغو في لهجة

لا مبالية: "من الافضل ان تكلميني عندما تقررين قبول العرض." بعد ساعات من التفكير المستمر والعذاب

للتوصل الى هذا الحل , آانت تامل منه على الاقل ان يقوم هو ايضاً بجهد من جانبه, لكن يبدو انهه ليس

من طبيعة دييغو راميريز انه يبدي بعض التفهم و قليلاً من الرحمة. همست في صوت مخنوق: "حسناً إني

اوافق على الزواج منك." طبعاً لم تكن تنتظر منه آلمات الحب , لكن خاب ظنها من ردة فعله

الموجزة::. "ساوافيكِ بعد نصف ساعه , هل انتِ في الفندق" ؟. "نعم."

"الى اللقاء يا لورا." بينما تذرع الارض بعصبية ذهاباً واياباً بين غرفتها وغرفة الجلوس, بدا لها الوقت

طويلاً , آانت في حالة قلق وبلبلة عاجزة على ان ترى المنظر الساحر الذي يطل من شرفتها على البحر

وراء شاطئ روملي ابيض محاط باشجار النخيل العديدة. لماذا يريد دييغو راميريز هذا الرجل الثري

وصاحب النفوذ وزير النساء ان يتزوجها ؟ صحيح ان عمل لورا آعارضة ازياء يجذب اليها الاضواء وصحيح انها

تتمتع بجمال خلاب, لكنها لا تعتز بذلك, ان بشرتها الشقراء الفاتحة لابد ان تكون العامل الفعال الذي جذب

هذا الرجل المحاط بالنساء السمراوات. لكن هذا السبب ليس آافياً ليتزوجها. "الزواج اللاتيني لا يمكن

فسخه " هكذا قال والدها. انتفضت عندما تذآرت انها ستفسخ الزواج الذي تعتبره رباطاً مقدساً وذلك بعد

ان يخرج والدها من السجن .تطلّعت الى نفسها في المرآة بعد ليلةٍ لم تخلد فيها الى النوم , بدت شاحبة

الوجه. فاسرعت الى الحمام , ووضعت بعض المساحيق على وجهها لتخفي شحوب بشرتها.. وعندما

سمعت طرقات متواصلة على الباب , ظلّت لحظة مسمّرة في مكانها, فالكابوس الذي بدأ منذ توقيف

والدها مازال مستمراً والله وحده يعرف متى ينتهي. ! تقدّمت بخطىً بطيئة وفتحت الباب , وفوجئت بدييغو

الذي آان يرتدي بنطلون جينز ضيقاً وقميصاً بيضاء .... ياخذ يدها ويطبع عليها قبلة,, وبسرعة تخلّصت منه

وابتعدت عنه قائلةً في لهجةٍ فظة: "هذا النوع من اظهار العاطفة لا يبدو ضرورياً." رفع حاجبيه متعجباً

وقال: "الا تعتبرين انه من الضروري ان تقبلي مني دليل حبي المتواضع ؟" "من الافضل ان تدخل."

وعندما اصبحت في غرفة الجلوس الصغيرة المفروشة على الطريقة الاسبانية , التفتت نحوه

وقالت: "قبلت الزواج منك لسبب واحد انت تعرفه , ولا داعي لان نتبادل العاطفة التي لا نشعر بها تجاه

بعضنا البعض." "العاطفة ربما لا تشعرين انتِ بها يا حبيبتي , لكن ذلك لا ينطبق عليّ يجب ان نحتفل بهذه

المناسبة , الا ترين ذلك ضرورياً "؟. "لست في مزاج يؤهلني لان احتفل باي شئ ما يا سينيور , لكن

فنجان قهوة يكفي لتهدئة اعصابي." وبينما آان دييغو يعدّ القهوة في المطبخ , خرجت لورا الى الشرفة

واسندت ظهرها الى الدرابزين وراحت تراقب برغبة الازواج اللامبالين الذين يسترخون على الشاطئ ,

منذ ان وصلت وهي تحلم بان تعود الى هنا في شهر العسل بعد ان تتزوج برانت في لوس انجلوس ....

اين هي من هذا الحلم الان ؟ قالت ببرود وهي تاخذ فنجان القهوة من يد دييغو بعد ان اصبحت في غرفة

الجلوس: "شكراً." رفع هو آاسه وقال: "اتمنى لنا .... زواجاً خصباً." قالت لورا بصوت جليدي: "دعك من

هذه الاوهام .. هذا الزواج لن يكون سوى صورياً , ولا تنتظر ان تنجب اولاداً." وولحظة ظلّ جامداً ثم اخرج

آاسه ووضعها على الطاولة وقال في هدوء وثقة: "لا يا حبيبتي ,ليس الامر آذلك , لن يكون بيننا زواج

ابيض . لن اتزوج إلا مرة واحدة وزوجتي ستكون ام اولادي وستكونين انتِ تلك الزوجة , وليس سواكِ".

سالته في صوت مرتعش: "لكن لماذا ؟ لماذا تصرّ على ان تتزوجني ؟ اننا لا نعرف بعضنا بما فيه الكفاية ..

فكيف يمكننا بالتلي ان نحب بعضنا ؟." فقال في لطف وهو يلامس شعرها الاشقر البراق الذي ترآته

ينسدل على آتفيها: "لن يكون من الصعب معالجة هذه الامور في اوانها." بدأ قلبها يلين امام آلماته

الرقيقة وأضاف: "الم يسبق لكِ يا لورا ان التقيتِ احداً للمرة الاولى وشعرتِ بهذا الاحساس الغريب,

عندما رايتك في حفلة عرض الازياء , انتِ التي آنت انتظرها منذ زمن من دون ان اعرف ذلك." احست لورا

وآانها مخدرة , صوته العذب فعل فعله فيها , وراحت تتطلع الى عينيه السوداوين الجميلتين , وفمه

المكسيكي , ثم ادرآت انه ياخذ فنجانها من يدها بلطف ويجذبها الى ذراعيه. هذا العناق الطويل لم تذق

طعمه من قبل .. آانت يداه تداعبان وجهها وعينيها ,, وآان يهمس في اذنيها آلمات الحب الناعمه , في

البدء تقلصت لورا , لكنها سرعان ما استرخت , لم يسبق لها ان شعرت بالتفاعل مع الاخرين,

واحتلتها رغبة في ان تتخلى عن المقاومة امام هذا الرجل الذي اختارته, لكن لم تكن هي التي

اختارته.... استعادت وعيها في الوقت الذي آان دييغو يرفع راسه مواصلاً الهمس بكلمات ناعمة.. وفجاة ,

دفعته عنها واتكأت على الحائط , وراح قلبلها ينبض بسرعة جنونية وعيناها الخضراوان تحدّقان فيه في

تعبير يتعذر تفسيره. ثم قالت في صوت لاهث: "اني لا أؤمن بهذا الهراء .. لماذا ؟." اقترب منها على مهل

وقال في صوت مبحوح وهو يداعب خصلة شعرها: "ومع ذلك شعرت يا حبيبتي بأني لم اآن في نظرك

مجرد عابر سبيل , لقد احسست تجاهي بالحب والرغبة ... وزواجنا ملائم تماماً وسيكون ناجحاً." ابتعدت

لورا, عندها آانت تبدو منطويةً على نفسها , قالت: "في رأئي , هذا الزواج ليس له الا هدف واحد يا

سينيور , وهو ان يؤدي الى تحرير والدي." "آلما اسرعنا في الزواج آان في وسعي ان احقق هذا

الهدف , آل ما استطيع عمله هو ان اقنعهم بالاسراع في محاآمته . واذا آان بريئاً."..... صرخت وهي

ترمقه بنظرة قاتمة: "طبعاً هو برئ , في حياته لم يقم باي عمل اجرامي , فكيف يمكنه ان يتواطأ في

تجارة المخدرات او ت هريبها ؟." "يبدو انه لا يقوم بأي عمل ثابت , وليس لديه مهنة معينة ؟." قالت وهي

تنظر الى النافذة لتخفي الدموع المترقرقة في عينيها: "ترك آل شئ بعد وفاة والدتي , آان يريد ان يبتعد

عن آل شئ يذآّره بها." فصرخ دييغو: "بما في ذلك ابنته ؟." "آان مضطراً لان يضعني في مدرسة داخلية

في دير للراهبات , ماذا يمكن ان يفعل رجل ارمل بابنة في الثانية عشرة ؟ آان من الصعب ان ارافقه

واتقاسم حياته على متن سفينة تظل مبحرة." "طبعاً , لم يكن ذلك مناسباً." ثم ربت على المقعد الواسع

الذي يجلس فيه وقال: "تعالي واجلسي قربي يا حبيبتي." لكنها جلست في مقعد اخر وسالته: "متى

تظن انه يمكنك اقناعهم بتحديد موعد المحاآمة." "الوقت مبكر لمعرفة الجواب . ربما شهر او

شهران".... "يا الهي ... ! آل هذه المدة ؟." "اشكري ربكِ , هناك العشرات ظلّوا في السجن من دون

محاآمة." "نعم , اعرف . مساء امس اخبرني والدي بذلك , حسنا .... لم يبقة امامنا الا ان نتزوج في

اسرع وقت ممكن." فقال دييغو بسخرية: "هذه العجلة تغمرني فرحاً , ويجب ان تتم حفلة الزواج في

مكسيكو .. لدّي هناك العديد من الاصدقاء والعلاقات والمعارف الذين قد يحقدون عليّ اذا لم يتسن لهم

حضور العرس.. ليس لديّ اهل مقربون . وباستثناء آونسويلو , ارملة اخي , قريبتي الوحيدة , هي التي

تعيش في المسكن العائلي في آويزنافاآا . انها طاعنة في السن ولا يمكنها ان تاتي الى مكسيكو في

هذه المناسبة." "اليس لديك اب او ام ؟." اجابها وهو يضغط بشدة على شفتيه: "آلا . مات والديّ في

حادث طائرة وهما عائدان من آانساس . آنت في الرابعة عشر انذاك." فقالت لورا بحنان: "انني اسفة."

الم تمر هي ايضاً بمثل هذه المحنة ؟ قال دييغو وهو يهز آتفيه: "الشباب يشفون بسرعة من هذه

الصدمات , والان يجب ان نحدد تاريخ العرس . الزواج المدني يمكن ان يتم خلال اسبوع , يوم الجمعه

المقبل , والزواج الديني في اليوم التالي." "لماذا آل هذه السرعه ؟." "آي تجري الامور بصور افضل

والى ان يحين هذا الموعد , لا يمكنني ان اعرض عليكِ ان تسكني معي في مكسيكو, لذلك ساطلب من

آونسويلو ان تستقبلكِ في منزلها." قالت بلهجة جافة: "اريد .... ان ابقى قرب والدي : لماذا لا يمكننا ان

نتزوج هنا في اآابولكو ؟." قطب دييغو حاجبيه وقال: " "ان معظم الشخصيات الكبرى التي انا بحاجة اليها

من اجل قضية والدك آلها في مكسيكو , حيث مراآز اعمالها . لذلك فمن الضروري ان يحضروا العرس."

وضع يده بلطف على يد لورا وقال: "وتعويضاً لذلك , يمكننا ان نعود الى هنا حالاً بعد انتهاء حفلة العرس

ونقضي شهر العسل في فيلا جاسينتا . وهكذا تتمكننين ان تذهبي لرؤية والدكِ يومياً." آان عليها ان

تكتفي بهذا الوعد , واقترحت على دييغو امهالها يومين للقيام بالاشياء الضرورية , وقال دييغو ان آل

النفقات ستكون على حسابه , فاضطرت الى قبول ذلك لان المال القليل الذي تحمله لا يكفي لشراء

الملابس الفخمة التي من المفروض ان ترتديها آزوجة السينيور دييغو راميريز,,
,,.


:flowers2::flowers2::flowers2:

جنين_المجد 05-06-08 04:17 PM

تسلمي يا ميسا
 
تسلمي يا ميسا على روايتك الحلوة بس في الي طلب صغير في مجال تنتبهي على التهجئة لانو كتير عندك اخطاء فيها وخصوصا حرف الكاف وميرسي الك كتير

ميسا ميسا 06-06-08 04:16 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جنين_المجد (المشاركة 1458758)
تسلمي يا ميسا على روايتك الحلوة بس في الي طلب صغير في مجال تنتبهي على التهجئة لانو كتير عندك اخطاء فيها وخصوصا حرف الكاف وميرسي الك كتير

الله يسلمك حنين وبالنسبة للرواية

هي عندي كاملة على الجهاز ولمه

بنقلها للمنتدى تتغير الحروف وما اعرف السبب


:flowers2::flowers2::flowers2:

ميسا ميسا 06-06-08 07:26 AM

الفصل الخامس:

5-لأنها تشبه الأم... ضغطت لورا بأصابعها المرتجفة على صدغيها آي لا تسمع الأصوات المرتفعه الآتية

من قاعة الاستقبال في الطابق الاسفل . آان القماش المطرز الذي صنع منه فستان العرس يلوي قامتها

النحيفة, آما تلوي الريح السنبلة الصغيرة . هبطت في الكرسي الصغير الموضوع امام منضدة الزينة ذات

المرايا المزخرفة , وراسها ما يزال بين يديها , ثم اسندت مرفقيها الي المنضدة. هذه الغرفة الشاسعة

بدأت تخنقها , اثاثها من الخشب الاسود الثقيل , وابواب الخزائن العالية المزينة بالمرايا , تعكس سريرا

عريضاً , يقع في احدى زوايا الغرفة, عليه غطاء من قماش موشى بالذهبي والاحمر الغامق. آل شئ من

الطراز الاسباني. انه ديكور يليق بزوجة مكسيكية للسينيور دييغو سيزار دافيد راميريز ..... عندما سمعت

هذا الاسم , في المرآز البلدي , رفعت لورا حاجبيها مستغربة , فقال لها دييغو ان والدته اميريكية

الجنسية, نعم هذه الغرفة تليق بعروس مكسيكية , لكنها تبدو غريبة لفتاة اميريكة عاشت حياتها في جو

بسيط , هل نامت والدة دييغو في هذا السرير , وهل وضعت فيه ولدها البكر؟ ارتعشت لورا لهذه الفكرة ,

وشعرت بارتياح عندما شاهدت آونسويلو تدخل الغرفة وتقول: "ارسلني دييغو لاطلب منكِ ان

تستعجلي. " بدأت لورا تفك سلسلة الازرار الصغيرة التي تغلق الفستان عند الظهر , فقد جرى تصميم

الفستان لجدة دييغو منذ ستين سنة, اي قبل اختراع السحابات, وهذه السيدة العجوز التي استقبلت لورا

بلطف في المسكن العائلي في آوبرنافاآا , الّحت عليها آي ترتدي هذا الثوب يوم العرس , وقالت لها

بانجليزية صحيحة: "آنت احلم دائماً بان ترتدي عروس دييغو الفستان نفسه الذي ارتديته عندما تزوجت

جده . ما من احد في العائلة له مقاييس جسمي نفسها سواكِ ." نظرت آونسويلو في عين حاسدة الى

ثوب لورا الحريري الاصفر الموضوع على المقعد وقالت: "حظكِ آبير لانكِ تزوجتِ من رجلٍ تري." فضّلت

لورا الاّ ترد . آانت تعلق فستانها في الخزانة , وتستعد لارتداء ثوبها الاصفر , وهي لا تشعر باي خجل من

خلع ملابسها امام النساء , فقد تعوّدت ذلك آعارضة أزياء . وآانت آونسويلو تتأمل في عينٍ ناقدةٍ قامة

الفتاة الممشوقة والنحيفة . "لست ادري آيف انجذب دييغو الى امراة نحيفة مثلك . ان صديقاته آلّهن

نساء جميلات ذوات أجسام مليئة." قالت لورا و هي تبكلّ زنار تنورتها: "صحيح ! ولكن لماذا لم يقع اختياره

على واحدة منهن ؟ ." "آان دائماً متمسكاً بفكرة واحدة , وهي ان ياتي بامراة تحلّ مكان والدته التي

توفيت عندما آان صغيراً . انه لايزال اسير هذه الذآرى ." انتفضت لورا قلقاً . قفزت الى ذهنها صورة تلك

المراة الشقراء الجميلة المعلقة في الجدار بين عدد من اللوحات تمثل رجالاً ونساء آلهم سمر . صحيح ان

هناك بعض التشابه بينهما, لكن ذلك لا يؤآد ان دييغو انما اختارها لهذا السبب. قالت لورا: "آل ما تقولينه

اوهام." ! فاجابت آونسويلو: "لا . لست مخطئة , واذا آان ما اقوله غير صحيح , فلماذا لم يخترني انا ؟ ان

تقاليد بلادنا تقضي بان يتزوج الرجل ارملة اخيه ." "تلك هي اذاً المشكلة." فكرّت لورا وهي تجلس وراء

منذدة الزينة . آانت آونسويلو تأمل في ان يتزوجها دييغو بعد انتهاء فترة الحداد , لكن بدل ان يفعل ذلك ,

اختار امراة غريبة... انها غلطة لا تغتفر , لو آان بامكان لورا ان تقول لها ان زواجها لن يدوم , فقط لان يخرج

والدها من السجن بعد اعلان برائته, في آل حال , الم يفرض دييغو عليها الزواج , هي التي آانت ترفض

تلك الفكرة بقوة." قالت لورا: "آان عليكِ ان تكلمي دييغو بالامر." "أن تكلمني عن ماذا ؟." آان صوت دييغو

منبعثاً من عتبة الغرفة .. التفتت لورا نحوه , فاقترب منها وهو لا يزال يرتدي بذلة العرس الغامقة . وقد

وضع على القبعة قرنفله حمراء. وبرغم قرار لورا اعتبار هذا الزواج بمثابة اتحاد عابر سببه الوضع المؤسف

الذي يعيشه والدها في السجن. فانها لم تستطع ان تلجم انفعالها عندما سمعت في الكنيسة آلمات

الحب والاخلاص تتدفق من فم دييغو, وتمنت لو ان هذا الزواج آان اآثر من صورة ساخرة آئيبة. وبعد

خروجهما من الكنيسة وسط اصدقاء دييغو الذين ملأتهم الدهشة والفرح , توجها الى المسكن العائلي ,

حيث آانت قاعات الاستقبال الواسعة تزدحم بمئات المدعووين من الشخصيات ورجال الاعمال , الذين

حرصوا على تقييم العروس برغم نظرات زوجاتهم الحانقة, بينما رمقت بعض السيدات لورا بنظراتهن

اللاذعة الخبيثة . ثم وجّه دييغو بعض الكلمات باللغة الاسبانية الى ارملة اخيه التي هزّت آتفيها وخرجت

من الغرفة بعدما صففقت الباب وراءها بحدة. التقت عينا المكسيكي اللاهيتين بعيني لورا في المرآة

وقال : "ها نحن اخيراً وحيدان يا زوجتي. لقد تحملّت بعذاب آل هؤلاء الرجال الذين آانوا يحيونك , ولم تخطر

ببالي الا فكرة واحده, هي ان اخطفكِ من بين المدعوين واذهب بكِ الى فيلا جاسينتا بأسرع ما يمكن."

عانق لورا التي شعرت برعشة صغيرة , فهمست وهي تلتفت اليه: "ارجوك .".... لكنه لم يسمع . بل راح

يعانقها بحنان . مما جعلها تشعر باحاسيس بالغة. همس في اذنيها قائلاً: "اه لو تعرفين آم احبكِ هل يجب

ان ننتظر حتى نصل الى فيلا جاسينتا ؟ هل تريدين ان اطلب من المدعويين الانصراف ليتسنى لنا ان

نكون وحيدين ؟." المدعوون يزدحمون في قاعات الاستقبال في الطابق الاسفل . امام هذا المنظر

استعادت لورا وعيها فتخلصت فجاة من عناق دييغو وراحت ترتب نفسها , ثم همست في صوت

مخنوق: "هل نسيت ان هذا الزواج هو مجرد زواج ابيض ؟." وبقوة تمسك بكتفيها وحدّق في اعماق

عينيها وقال: "سبق لي يا حبيبتي ان قلت لكِ ان الزواج لن يفسخ , ومن هذا الزواج ومن هذا الحب

سيكون لنا اولاد "."لا ." وضع يده على صدر زوجته حيث آان قلبها ينبض بسرعة جنونية , ثم همس قائلاً :

"آيف تقولين شيئاً آهذا ؟ انكِ ترغبين في هذا الاتحاد وانا آذلك . انني اعرف تمامًا انكِ تشعرين بان قلبينا

ينفعلان في انسجام وتناغم."! هذا الكلام الهائم جعلها ترتعش في خوف غامض. اية امراة لا تتاثر بكلمات

الحنان والغزل من فم رجل جذاب له خبرة واسعه في استمالة النساء ؟." قالت في عناد وتصلب بالراي

وهي تتوجه الى منضدة الزينة وتسرّح شعرها: "لا شك انك تهذي يا سينيور , انت تعرف جيداً سبب

زواجنا . وهذا الزواج لا دخل له بانجاب الاولاد من اجل استمرار عائلة. راميريز , عندما يخرج والدي من

السجن فانني."...... توقفت وعضت على شفتيها فسألها دييغو في لطف: "ماذا ستفعلين يا حبيبتي ؟."

أمسكها من معصمها وادارها نحوه واآمل: "هل تعتقدين انني بعدما اقسمت بان اآون مخلصاً امام

اصدقائي والشهود ؟, سأرضى بأن تطرديني عندما لا تعودين بحاجه الىّ لأصبح أضحوآة الجميع ؟؟ ." !!

لاااا يا لورا , لقد اصبحتِ زوجتي, وسوف تبقين زوجتي , وانني اتعهد بذلك." ارتعشت لورا حين لمحت

نظرته المصممة , يبدو ان تهديده ليس مجرد آلام. انه ينوي الذهاب في الزواج حتى النهاية , وسيصر

على ان يكون له اولاداً , مما يؤدي الى استحالة فسخ الزواج ,,, نعم , لكن ... نحن في القرن العشرين,,

بأولاد او من دون اولاد آل شئ ممكن حتى الطلاق..... وبعد ان وضعت احمر الشفاه , تناولت حقيبة يدها

وقالت وهي تبتسم: "انني جاهزة." "اذاً , هيا بنا , حقائبنا اصبحت في السيّارة." "الا تريد ان تبدل ثيابك

؟ " ابتسم وقال : "الخدم في فيلا جاسينتا لم يحضروا العرس , وسيفرحون اذا شاهدوني في ثياب

العرس ." وبطرف اصابعه راح يداعب خدها: "آما اني اريد ان يفهم آل اللذين سنلتقيهم في طريقنا ان

هذه العروس الجميلة هي ملكي." ثم اضاف وهو ينظر الى لورا: "ارجوكِ من اجل والدكِ , ان تبذلي آلّ ما

في وسعكِ آي تظهري امام الجميع انكِ الزوجة المحبة." صمت المدعوون المتجمعون في المدخل

الواسع حول سبيل ماء لمدة لحظات لدر رؤية العروسين يهبطان السلم , ثم تجمّعوا حولهما ووجهوا اليهما

التهاني والتمنيات. وعندما اصبحا في السيارة المزينة بالورد , اقلع دييغو بسرعه . وبعد قليل سلك

الطريق المؤدية الى اآابولكو , ومن وقت الى اخر آان يرد باشارة من يده على تحيات السائقين او

الفلاحين الذين لاحظوا بذلة العرس , ولم يتبادل مع لورا الا بعض التعليقات العابرة في شان الاماآن التي

مروا فيها. آانت لورا المتكئة باسترخاء على المقعد المريح , تحلم في اليقظة , يا لسخرية القدر , فقد

تزوجت من رجل آانت تريد ان تعتبره الرجل المناسب , لولا الظروف الحاضرة , انه متديّن مثلها , وهذا في

رايها امر اساسي. آما ان دييغو يتمتع بجمال وجاذبية وثراء و شهرة. اخفضت عينيها على الزمردة

المحاطة بحبات الماس الرائعة التي يتالف منها خاتم الزواج الموضوع في اصبع يدها اليسرى قرب

المحبس الذهبي . دييغو بنفسه وضعه في اصبعها بعدما اجبرها على خلع خاتم الخطبة الذي اهداها اياه

برانت. وقد بعثت الى خطيبها برسالة موّسعه , تطلب منه ان يسامحها على تغيير رايها, ولم يتسنى له

الوقت للرد عليها, هل سيتسنى له القراءة بين السطور ليدرك ان لورا ما تزال تحبه ؟. سالها دييغو

فجأة: "بماذا تفكرين ؟ ." انتفضت , لكنها ردت عليه بصراحة. "افكر ببرانت خطيبي." قطب دييغو حاجبيه

وقال: "لم يعد لكِ خطيب يا لورا , لديكِ زوج مصمم على ان يجعل منكِ في القريب العاجل زوجته , بكل ما

تحمل الكلمة من معنى...... ثم هذا الذي يدعى برانت , اما آان فعل مثلما سافعل انا الليلة لو آان مكاني

؟." اجابته وهي تحاول ان تخفي انفعالها: "ليس اذا طلبت منه ألاّ يفعل." "هذا ما آنت اظن . في عروقه

تسري دماء باردة." صرخت بعنف وحدّة: "أنت مخطئ ! إ نه يتمتع برجولةٍ مثلكَ , إنما هو انسان متمدّن ...

ولطيف , وأقل تطلباً منك." "أمثال هؤلاء الرجال بطبعهم البارد , يجعلون الدنيا مهجورة من البشر , يا لورا

المسكينة ! هل تعتقدين انّ الغزاة الاسبان آانوا يضيّعون وقتهم عندما يغازلون النساء ؟.. لا ... عندما آانت

تعجبهم المراة التي يلتقونها آانوا يتزوجونها وما من مرة شكت هذه النسوة من شئ." سالته لورا في

مرارة: "وهل يسمعون شكواهن ؟." ... "ربما لا . اني اعترف بذلك , لكن القليلات هنّ اللواتي حاولن

التخلص من هذا القدر , ومعظمهم أسسّ عائلات مثل عائلتي , واعطين اولادهن العطف والحنان والمحبة

التي نالوها من ازواجهم . لا شك في انهن نساء رائعات عرفن ان يتقبلن مصيرهن. فقالت لورا

بسخرية: "لم يكن امامهن خيار آخر." وصلا الى مدخل اآابولكو ولما رات الشاطئ الرملي الذي تحدّه

اشجار النخيل وجوز الهند, فكرت لورا بانفعال انها سترى والدها عمّا قريب . الممر الطويل المتعرج الذي

يؤدي الى فيلا جاسينتا لم يكن قد قطعته لورا من قبل, المرّة الوحيدة التي جاءت فيها مع دييغو الى هنا

آانت عن طريق البحر على متن يخته, ظهرت الفيلا من بعيد , جدرانها بيضاء وقرميدها زهري وهي مبنية

على قمة تلة صخرية, تحيط بها الازهار من آل الجهات , على الشرفة الواسعه وجهتي السلالم العالية و

الجدران الصغيرة والمرتفعات المشجرة .... انها فيض من الالوان الزاهية والروائح العطرة. وما ان توقفت

السيارة امام الفيلا , حتى انفتح الباب بمصراعيه الكبيرين ... وظهرت جوانيتا الخادمة المسؤولة , وورائها

زوجها آارلوس المسؤول الاول في الفيلا. اسرعت جوانيتا بوجهها الاسمر الضاحك لاستقبال العروسين ,

فرحةً برؤية سيدها في بذلة العرس والقرنفلة الحمراء, قبّلها دييغو على خديها وصافح من في المنزل

وطلب من جوانيتا ان تحضّر الشراب المنعش في غرفة الجلوس. اخذها الى الصالون الصغير الذي تطل

شرفته على البحر المنظر رااائع .. فتوجهت لورا الى الشرفة لتتمتع بهذا المنظر الخلاّب. الامواج تتكسر

على الصخور والرغوة البيضاء ترتفع احياناً بعلو المنزل . ومن جهة اخرى يبدو الشاطئ الرملي تحميه

سلسلة صخور تحيط بعرض الشاطئ. قالت لورا لنفسها : "على الاقل هنا يمكنني ان اسبح بصورة

دائمة." ظهر دييجو فجاة وقال آانه قرا افكارها: "من الافضل الاّ تسبحي الا على الجهة الجنوبية من

الشاطئ , فالشاطئ الشمالي ملئ بالتيارات الخطرة , افضل شئ هو الاآتفاء بالسباحة في البرآة."

فكّرت لورا :" اليس جريمة ان يسبح المرء في البرآة عندما يكون البحر على خطىً قريبة منه ؟ شاطئ

تحده اشجار النخيل وجوز الهند المليئة بالثمار الناضجة." شعرت بيد دييغو تلمس عنقها بينما ترفع يده

الاخرى ذقنها وسالها: "هل تعتقدين حقاً ان السباحة هي التسلية الوحيدة التي تجدينها في فيلا

جاسينتا , يا حبيبتي اود ان اقدم لكِ اآثر ... وافضل ".... وبحرآة عنيفة تخلّصت لورا من قبضته وقالت: "اراك

واثقاً من نفسك."! أجابها بصوت خفيض: "نعم , اني واثق من قدرتي على اسعاد زوجتي , وعندما اضمكِ

بين ذراعيّ الليله ,أعدك بانكِ ستنسين برانت نهائياً." فقالت وهي تدير نظرها عنه وتحدّق في

الخليج: "آيف تجرؤ على التحدث بهذه الصورة , انت تعرف جيداً ان هذا الزواج ليس سوى اتفاق ورياء ! يا

الهي سامحني لانني ارتكبت صباح هذا اليوم خطيئة مميتة , فقط لانقاذ حياة والدي , فقد اقسمت بان

اخلص لرجل لا احبه . ارجوك الاّ تجعلني اضاعف خطأي الى .... الى. "..... جذبها دييغو نحوه بقوة

وقال: "تقولين انكِ لا تحبينني ! اني اشعر آلما عانقتكِ بان هناك تجاوباً لديكِ . ومن يقول انك لن تتوصلي

الى حبي متى اصبحنا زوجين بالفعل ؟." فجأة خفف من حدة صوته ونظر اليها بلطف وقال: "اني اسف يا

حبيبتي .. ان تخوّفك في محله , وهذا شئ طبيعي , الا يمكنكِ ان تثقي بي . اني قادر على اآون لطيفاً

معكِ." ظهرت جوانيتا حاملة صينية: "شكراً جوانيتا." ثم اضاف بعض الكلمات الاسبانية طالباً من الخادمة

ان تفرغ حقائب السيدة. ولما خرجت جوانيتا من قاعة الاستقبال التفت دييغو نحو زوجته وسالها: "هل

يمكنني ان اطلب منكِ ان تتصرفي آسيدة المنزل , يا لورا ؟." وبعد تردد قصير , هزت لورا آتفيها واتجهت

نحو الطاولة التي وضعت عليها الصينية , آانت تشعر بالتعب وبالعطش بعد المسافة الطويلة التي قطعتها

في هذا الحرّ اللاهب , فلم تشعر برغبة في التحدث مع الرجل الذي بدات تخشاه, عليها ان تحافظ على

نشاطها وحماسها وطاقتها لانها ستكون في حاجة اليها هذا المساء لتبقيه بعيداً عنها .ومع ذلك فهي

تعترف ان شغف دييغو بها وولعه وشوقه , اضافة الى الديكور الروماني المحيط بيهما , آلها توقظ فيها

رغبتها. ومن حسن حظها . فقد ادرك دييغو انه من الافضل تغيير الموضوع, فبدا يتحدث بمرح وطلاقة عن

اشياء آثيرة وفي الوقت نفسه آان يحتسي الشاي ويأآل السندويتشات الصغيرة والحلوى بالكريما التي

احضرتها جوانيتا. "هل تعرفين يا لورا ان هذه الفيلا تحمل اسم جدتي ؟." "لا . لم اآن اعرف ان جدتك

تدعى جاسينتا." "عندما بنى والدي هذا المنزل , اعطاه اسم والدته.".... سالته في صوتٍ ساخر: "ولماذا

لم يعطه اسم زوجته "؟. غاصت نظرات دييغو بتعبير حزين فقال : "لم توافق جدتي على زواجهما , في

الحقيقة يمكن القول ان والدتي لم تستطع التجاوب مع تقاليد البلاد ....."."وما هو اسم والدتك "؟. "لورا .

لورا دايفيس." آأنها تلّقت حماماً مثلجاً. هل آانت آونسيويلو على حق عندما قالت ان دييغو لم يتزوجها الا

لانها تشبه والدته ؟ حتى انهما تحملان الاسم نفسه ..... سالها دييغو بلطف عندما رآها تنتفض : "ماذا

جرى يا حبيبتي , تبدين آانكِ تخشين حكم جدتي ... لكن هل تعتقدين انها استقبلتكِ بالحرارة وهذا الحب

وأعارتكِ فستان عرسها , لو لم تعتبركِ الزوجه التي احلم بها ؟." وضعت لورا فنجان الشاي على الطاولة

وقالت ببرود: "لا يهمني آثيراً ما اذا آانت جدتك تقبلني ام لا." انها آذبة واضحة . في الحقيقة , احبّت لورا

آثيراً هذه المرأة العجوز التي تتمتع ببعض الاستبداد والجمال , والتي لا تخفي حبها الكبير لحفيدها

الوحيد. اضافت وهي تنهض دفعة واحدة: "هل يمكنني الآن ان اتوجه الى غرفتي ؟." سأوصلكِ الى

جناحنا , ان جوانيتا تعدّ لنا عشاء بسيطاً وخفيفاً. لكننا لن نتناوله قبل الثامنة والنصف , وأمامنا الكثير من

الوقت حتى ذلك الحين ." تساءلت لورا بعصبية وهي تتبعه في البهو , ثم في الممر: "أمامنا الوقت آي

تفعل ماذا ؟ هل سيحاول تنفيذ ما يجول في خاطره ؟." فتح دييغو باب شقتهما الفاخرة المستقلة تماماً

عن المنزل. وفي رواق صغير تطلّ غرفة نوم شاسعة مزينة ومفروشة في ذوق مترف ولطيف, الابواب

الزجاجية تفتح على شرفة مزهرة تطل على قسم من الشاطئ , وفي وسط الغرفة سرير عريض.

التفتت لورا الى دييغو وقالت: "بما ان العشاء سيتاخر , فانني اوّد ان اذهب لزيارة والدي قبل".... "آلا يا

حبيبتي , هذا لا يمكن تحقيقة اليوم." فقالت لورا بغضب: "لكن لماذا ؟ لقد اتفقنا على."..... "لقد اتفقنا

على ان تتزوجيني ليكون لدي سبب وجيه يمكنني من مساعدة والدك على ان يمثل امام المحكمة

باسرع وقتٍ ممكن . لقد وعدتكِ بان افعل ذلك , وساحقق هذا الوعد." "واتفقنا ايضاً على رؤية والدي."

فقال بهدوء: "نعم سأتيح لكِ ذلك . لكن آثيرين سيفاجأون بان ترغب زوجتي في الابتعاد عني ليلة

العرس ... والدكِ ايضاً سيستغرب ذلك.".... "لماذا ؟ انه يعرف ان ".... توقفت لورا عن متابعه الكلام وعضّت

على شفتيها , صحيح .. لا يعرف والدها ان هذا الزواج ليس زواج حب. "ان والدكِ يعرف فقط اني احب

ابنته اآثر من اي امراة اخرى , وان سعادتها هي اقصى ما اتمناه." اآثر من اي امراة اخرى . انه يعني

والدته... تضايقت لورا فجأة , وتوجهت نحو النافذة واسندت جبينها الملتهب اليها وراحت تتامل الامواج

تتكسر على الصخور. لماذا رفض دييغو ان يسمح لها برؤية والدها الان ؟ هل يخاف اقاويل الخدم , او انه

يصرّ على ان يملكها قبل ان يتسنى لها الهرب ؟ قالت في جفاف: "بما انه لا مجال لرؤية والدي الان فاني

افضّل ان استريح." وفوجئت بقبول دييغو عرضها: آما تريدين يا حبيبتي , سآتي لآخذكِ الى العشاء في

الثامنة. استريحي جيداً ." وبعدما أغلق الباب وراءه , خلعت لورا حذائها العالي وشعرت بألم في رأسها,

فتناولت حبتي مسكن من حقيبتها وتوجهت الى الحمام. آان الحمام مقسماً الى جزئين. الاول يحتوي

على مغسلة آبيرة وحنفية مذهبة .وطاولة زينة آبيرة تضم عدداً آبيراً من الادراج تعلوها المرايا الرمتفعة

حتى السقف, اما الجزء الثاني فقد ذآرها بالحمامات الرومانية . فهو مؤلف من حوض رخامي اخضر في

وسطه نافورة ماء تحيط بها احواض مزروعة باشجار النخيل , وما ان تناولت حبتي المسكن حتى عادت

الى غرفتها وبدات تخلع ملابسها. فتحت باب الخزانة الواسعه ووجدت في جهة آل ملابسها معلّقة باتقان ,

وفي الجهة الثانية آانت ملابس دييغو, يا الهي , يجب ان تقنع نفسها انه الان زوجها وانه يحق له ان يضع

ملابسه مع ملابسها . وبحرآة غاضبة تناولت قميص نوم من الساتان الابيض وهرعت الى الحمام, حتى

المياه الناعمة التي وضعت فيها الاملاح ذات العطور المختلفة لم تساهم في استرخاء عضلاتها بصورة

آاملة. لكن عقلها يعمل باستمرار وتبحث من دون جدوى عن طريقة تجعل دييغو يتراجع عن تصميمه.

بامكانها ان تهرب من المنزل وتستقل سيارة دييغو وتذهب الى اآابولكو . لكن ذلك لن يخدم قضيتها ولن

يعيد الحرية الى والدها. لا يمكنها الاستغناء عن مساعدة دييغو , انها حلقة مفرغة. خرجت من المغطس

ولفّت جسدها بمئزر الحمام . ثم راحت تجفف جسمها وارتدت قميص النوم. ربما توصلت الى اقناع زوجها

بان رجلاً يحترم نفسه لا يمكن ان يحقق لنفسه اية متعة ضد ارادتها. تمددت فوق الغطاء الحريري المعرّق

الذي يلف السرير. ماذا تفعل آي تجعل دييغو بعيداً عنها. راحت تقارن بين وضعها بوضع شهرزاد التي

نجحت في النجاة من الموت المحتم طوال الف ليلة وليلة.. لانها راحت تروي لشهريار القصص المشوقة

التي لا نهاية لها.... ولكن هل ستتمكن بهذه السهولة من ان تحوّل دييغو عن الهدف الذي صمم على

تحقيقه ؟ منتديات ليلاس



:flowers2::flowers2::flowers2:

ميسا ميسا 06-06-08 07:48 AM

6-الهمسة الحاسمة

عندما استيقظت لورا آان الظلام قد ملأ الغرفة. وللحظات لم تتذآر اين هي، ولا لماذا هي هنا. لكنها

عندما سمعت صوت الباب استعادت ذاآرتها بسرعة. بدأ قلبها ينبض بسرعة جنونية، عندما رأت دييغو، في

بذلة المساء البيضاء، يتقدم بخطوات واسعة نحو السرير. نظر اليها بدقة وتهلّل وجهه عندما شاهد قميص

نومها نصف المفتوح. حاولت لورا اقفال القميص، لكنه ابعد يدها، وجلس قربها و وضع راسه على صدرها.

ويصورة غريزية، وضعت يدها على شعره الاسود مستمتعة بهذه المداعبة. همس دييغو بصوت مبحوح"

انت رائعة الجمال يا حبيبتي." والذي استفاد من نعاسها ليفاجئها؟ الحت بصوت مخنوق: "ارجوك ابتعد

عني" وبحرآة مفاجئة توصلت الى ابعاده عنها. "لن تسامحنا جوانيتا، اذا لم نتذوق الطعام الذي احضرته

خصيصا لنا " لم تجرؤ لورا على ان تنظر الى زوجها. فسكتت. اخيرا قال دييغو في لهجة ساخرة "اه، سوف

تفهم، انني متأآد انها تفهم. لكن ربما آنت على حق وسوف ننتظر... ربما هذا افضل"... القى نظرة سريعة

على ساعة يده الذهبية، ثم قال. "اذا اسرعت بارتداء ملابسك، فلن تتأخري عن العشاء. سأختار ما

تريدينه" ابتعد باتجاه الخزانة وعاد حاملاً فستاناً طويلاً من القطن الابيض المقطع بالرسوم الهندسية.

وقال لها وهو يضعه على طرف السرير: "لديك تشكيلة جميلة من الملابس الرائعه يا حبيبتي، لكني

ساشتري لك الكثير ايضاً، مما يصدر عن دور الازياء الباريسية. وسوف اشتري لك الحلي و"... قاطعته لورا

بسرعة: "الثياب والحلي لا تهمني ان الشئ الوحيد الذي ارغب فيه هو حرّية والدي" "انت تعرفين جيداً

انني سأفعل آل جهدي لأحصل عليها. هل تشكّين في آلامي؟" "ساصدّقك بسهولة اذا وعدت بألاّ

تلمسني والاّ تمارس حقوقك آزوج قبل خروج والدي من السجن." فقال في تقلّص: "لكن هذا يمكن ان

يدوم اسابيع، وربما شهوراً! هل تظنين انني من حجر؟ هل تظنين يإمكاني النوم قرب زوجتي آاللوح؟ لا

هذا غير وارد... وليس صحيحاً سواء باللنسبة الي او بالنسبة اليك." ارتجفت عينا لورا. احست بانها آانت

تتجاوب مع مداعبته لها. آيف وصلت الى حدّ ان تكشف عواطفها؟ قالت بوضوح: "لن تكوت ثمة مشكلة اذا

لم نتقاسم السرير نفسه." انتفضت عندما رات دييغو، الغاضب، يمسك بمعصمها ويضغط عليه بقوة

ويقول: "لا تتعلّقي بالأوهام، يا لورا، قبل نهاية الليل، برضاك او بالقوة، ستصبحين زوجتي. والآن اسرعي.

انتظرك في قاعة الاستقبال الصغيرة." نظرت اليه بغضب وهو يعبر عتبة الغرفة ويغلق الباب وراءه. من

يكون هذا الرجل ليشتهي امرأة ترفضه؟ هل تسلّيه مقاومتها له وتثيره، بدل ان تبرد اعصابه؟ اذا آان ذلك

صحيحاً، فستخيب لورا آماله! وعدت نفسها بأن تتصرف بين ذراعيه مثل عجينة رخوة، من دون انفعال. لن

تقاومه ولن تشجعه ايضاً. ربما تأمل بأن تمنعه آبرياؤه في مثل هذه الظروف من ان يرغمها على اطاعته.

بعد هذا القرار شعرت لورا بارتياح. ارتدت الفستان الذي اختاره لها دييغو و وضعت الزينة والعطور وتوجهت

الى غرفة الاستقبال. آان دييغو مديراً ظهره يحدق في عتمة الليل. رأى انعكاس لورا من خلال زجاج

النافذة، فاستدر مسحوراً امام زوجته الرائعة في فستانها الابيض. ولما رأت نظراته، ندمت لأنها لم ترتد

فستاناً عادياً اقترب منها بسرعة، ورفع يدها وراح يقبلها وهمس: "صحيح ان الجواهر لن تزيد من جمالك،

يا حبيبتي" لكنّها افلتت منه بلطف وجلست في آنبة مريحة. وسألته متجاهلة نظرته المهانة. "هل

يمكنني ان اشرب شيئاً؟" سكب لها دييغو عصير البلح المثلج وسكب لنفسه آوب ماء بالليمون ثم قال

بلهجة احتفالية يتخللها القليل من السخرية: "أرفع آأسي لصحتنا." ولمّا لاحظ ان لورا لم تسمع ما قاله

افرغ آاسه وجلس في مقعد آخر، وقال بجفاف "لم يسبق ان فرضت على امرأة شيئاً اريده." آانت لورا

تدرك انه تعرّف الى عدد آبير من النساء في حياته. هذا طبيعي لرجل مثله، يتحلى بمرآز رفيع في

المجتمع، اضافة الى جاذبيته ورجولته. شربت العصير وسألته بصوت متردّد: "الشخص، اقصد الاشخاص

الذين ستتصل بهم بخصوص والدي، هل بإمكانهمان يعجلوا في تحديد موعد المحاآمة؟" "لم افعل شيئا

حتى الآن." "لكنك وعدت"... "لقد وعدت بأن احدثهم عن والدك. ويوم عرسي ليس بالظرف المناسب وانت

تعرفين ذلك جيداً. سأفعل خلال اسبوع او اسبوعين"... "اسبوع او اسبوعين، وخلال هذا الوقت، يبقى

والدي في السجن. اتجد ذلك طبيعياً؟" "يجب الا نبالغ في الامر .ان والدك في ايدي امينة. وهو الآن

يتناول عشاءً فاخراً لا ينقصه اي شئ. ولا حتى الرفقه النسائية اذا آان هذا ما يرغبه." احمرّت لورا خجلاً

وقالت: "آيف تجرؤ ان تقول ... هذا ... عن ابي"... "ان والدك رجل مثل بقية الرجال، اليس آذلك؟" بعدما

طرقت الباب دخلت جوانيتا، مضطربه ومعتذرة عن تأخرها فقال دييغو بلطف: "هذا غير مهم، يا جوانيتا، لم

تنته السينيورا من آأسها بعد." "شكراً، سينيور العشاء حاضر." وبعدما خرجت الخادمة واغلقت الباب

وراءها، نهض دييغو وقال: "لو سمحت ان تنهي عصيرك يا حبيبتي، آي نذهب الى العشاء. لقد امضت

جوانيتا ساعات تعد الطعام ولا داعي لأن ندعها تنتظرنا اآثر ." فقالت لورا وهي تفرغ آأسها. "ليس في

نيتي ازعاج جوانيتا، ابداً" قالت لورا لنفسها : "ان دييغو يحترم موظفيه ويحرص على راحتهم، بينما رغباتها

هي تبدو آخر اهتماماته. يالسخرية القدر" ! قال وهو يتأبط ذراعها: "لورا. اسمعي جيداً. لا اريد ان تعرف

جوانيتا اننا لم نتزوج عن حب. فهي تنتظر هذا اليوم منذ زمن".. اجابت لورا بقسوة وهي تفلت من

قبضته: "تباً لجوانيتا وللجميع في آل حال، ليست جوانيتا من يضطر مقاسمتك سريرك ومائدتك." تقدمت

امامه في خطى اآيدة، لكنها توقفت في منتصف الممر، ضائعة امام العدد الهائل من الابواب لا تعرف اي

منها تختار. ومن دون آلمة لحق بها دييغو ثم ادخلها الى قاعة الطعام المتصلة بالدار الكبير بباب ذي

مصراعين. غرفة الطعام بسيطة، لا تشبه في شئ غرفة الطعام الواسعة بقصره في مكسيكو. فكرت

لورا وهي تتأمل الطاولة الممدودة في دقة وفن: "يالها من ورطة ". ان اي فتاة في العالم تحلم بمثل هذا

الديكور ليلة عرسها. برفقة زوج جذاب مثله! لماذا اختار هذا الرجل المتعجرف، الجذاب الذي يستطيع ان

يملك آل النساء، اختارها هي بالذات؟ ..

ظهرت جوانيتا حاملة الوجبة الاولى المؤلفة من اللوبياء المتبلة بالحشائش العطرية والجبن والصالصه

الحامضة. انه حساء شعبي اعجبها طعمه، لكنها لم تكن قادرة على احتساء الا القليل منه لأنه حار.

الوجبة الثانية آانت مؤلفة لحم الاوز المطبوخ. اآلت بعضاً منها. ولم يكف دييغو من النظر اليها بشكل مبهم.

آان يلعب مع طريدته لعبة الهر والفأر... ولمّا مدت يدها لتتذوق العنب الهندي سألها دييغو فجأة: "منذ متى

عقدت خطبتك على هذا الاميرآي؟" فقالت متعجبة: "برانت؟" اجاب بخشونة: "هل آان الكثير قبله؟" "آلا.

هو فقط. انه الرجل الاول الذي تعرفت اليه منذ خروجي من الدير. آنت اسمع دائما اخبار صديقاتي.

يتحدثن بفرح عن اصدقائهن الرجال. الذين تعرفن اليهم خلال العطلة الصيفية. اما انا فكنت امضي عطلتي

على متن سفينة والدي وهذا آان يكفيني حقاً." "الى ان دخل برانت في حياتك؟" "نعم. انه يملك آل ما

ترغب اي امرأة ان تجده في الرجل." وعندما رأت وجه دييغو يتجهم اضافت: انه شاب حسن المظهر،

ساحر، تحبه الفتيات. وقد حسدتني العديدات عليه" انهت آلماتها بصوت مخنوق. وتذآرت بدقة غريبة،

السبب الذي دفعها الى قبول الزواج من الاميكري برانت. ذات مرة عادا باآراً من عطلة نهاية الاسبوع،

امضياها لورا وبرانت في منزل والديه. وبرغم استقبالهما الحميم لها، والحاح برانت بالذات، آانت لورا

مترددة في ان تعده بالزواج. صحيح ان المحامي الشاب يتمتع بمزايا عديدة، لكنها آانت تشعر بأنه جدي

اآثر من اللازم. نادراً ما آان يعانقها او يداعبها، لم يكن قادرا على ان ينس لحظة، ان لورا تلقت تربيتها على

ايدي الراهبات. ومع ذلك، وفي ذلك اليوم بالذات، اتخذت قراراً نهائياً بأن تتزوجه، بعدما رأت والدها يعانق

فتاة سمراء على سطح السفينة. التي آانت تتوجه نحوها برفقة برانت . ومن دون تردد، التفت لورا

برفيقها واقترحت عليه ان يعودا من حيث اتيا، او بالاحرى الى مطعم قريب لشرب القهوة. لم تكن تريد ان

ترى والدها في هذه الحالة. وفهمت حينئذ انه لم يعد لها مكان في حياة والدها. صحيح ان برانت فوجئ

بقرارها، لكنه لم يظهر استغرابه. فهو بتمتع باعصاب هادئة الى درجة الغيظ. قال دييغو بصراحة قاسية:

"لاشك ان احدى الفتيات التي آانت تغار منك، ستكون مسرورة جدا لأن تستعيد حبيبك القديم." اخفضت

لورا عينيها. حزن قلبها امام فكرة ان برانت يغازل امرأة اخرى. نهضت وقالت متثائبه في الوقت الذي

دخلت فيه جوانيتا حاملة صينية القهوة. "اني مرهقة واريد ...ان اذهب الى غرفتي." نهض دييغو في

الحالو وضع ذراعه حول آتف لورا وقال للخادمة: "ان السينيورا متعبة بعد هذا النهار الطويل. لن نتناول

القهوة." ابتسمت جوانيتا وقالت: "نعم سينيور. ليلة سعيدة." ولمّا وصلت الى غرفتها، حاولت لورا اغلاق

الباب على دييغو، لكنها لم تنجح. توجهت الى منضدة الزينة وخلعت حلقها الماسية و وضعتها في علبة

الجواهر. ثم قالت بجفاف: "في منزل شاسع آهذا، لاشك ان غرف النوم عديدة." فقال بهدوء: "نعم. لكنّني

قرّرت ان أتقاسم هذه الغرفة مع زوجتي." صرخت لورا: "انا لست زوجتك." قال وهو يرفع يدها اليسرى

ويتأمل محبسها الذي وضعه في اصبعها في الصباح: "لكن، يا حبيبتي، هذا هو الدليل"... فقالت وهي

تسحب يدها: "آل هذا مسرحية محزنة وانت تعرف ذلك جيداً. آيف استطيع التعبير عن محبتي لرجل لا

اعرفه؟ فكيف اذا آنت لا احبه" ! لمع وجه دييغو وقال بصوت مداعب: "غالبا ما يأتي الحب بعد الزواج يا

حبيبتي.. ان الزوج الحنون والمهتم يعرف آيف يجلب الحب الى قلب زوجته"... فقالت وهي تدير

ظهرها: "صحيح انني ترعرعت في دير. لكنني نشأت في بلد حرّ حيث النساء عرفن منذ زمن طويل آيف

يتخلين عن سيطرة الجنس القوي." "اذاً فأنت تفضلين ذلك الاميرآي الفاتر الذي نشلتك من بين يديه.

حبيبتي .سوف نرى...سأترآك عشر دقائق فقط لأغيّر ملابسي." ظلّت لورا محدقة للحظة طويلة في الباب

حيث خرج دييغو. لا شك انه ذهب الى غرفة اخرى ليغير ثيابه. سوف تقفل الباب. ومن المؤآد انه لن يحاول

خلع الباب خوفاً من ازعاج جوانيتا.. ولكن لا مفتاح بالباب، لا في الخارج ولا في الداخل! آاجت ان تجهش

بالبكاء. وفجأة، اتخذت قرارها النهائي. فخلعت فستانها وارتدت قميص نوم حريرية، وآانت متأآدة من شئ

واحد :قد يمتلكها دييغو هذه الليلة لكنها لكنها ستفعل المستحيل آي لا تدعه يشعر بأي اآتفاء لكبريائه

وعزّة نفسه. لم تكن لورا تدرك الوقت الذي مر، فأغلقت باب الحمام وراءها وراحت تغسل اسنانها وتزيل

الزينة عن وجهها. ثم سرحت شعرها. عيناها الخضراوان تعكسان نوعاً من الالهام والوله. حلمت مثل اي

فتاة شابه بليلة عرسها، لكن بصورة غير واضحة. آانت دائماً تتصور زوجاً جذاباً، حالماً و رومنطيقياً، يعرف ما

تطلبه المرأة في مثل هذه المناسبة. فجأة انفتح الباب واطلّ دييغو مرتدياً مئزراً من الحرير. آه آم هو بعيد

من رجل احلامها الناعم! قالت بصوت متقطع لتربح بعض الوقت: "لست...لست جاهزة." ومن دون ان

يتحرك ظل يتأملها من رأسها الى اصابع قدميها. فالتفتت لورا بعصبية نحو المغسلة لترتب بعض الاغراض.

فأمرها باختصار: "اترآي هذا آله وتعالي" وبحرآة من اصابعها المرتجفة اوقعت لورا معجون الاسنان. ثم

وآأن صوت دييغو سحرها، اقتربت ببطء وآانها مخدرة، فضهما الى صدره بشدة. ثم حملها بين ذراعيه

آالريشة وتوجه بها الى الغرفة وهو يهمس بكلمات ناعمة وساحرة. وضعها على السرير بلطف، وجلس

قربها .آانت لورا جامدة آالثلج وهو غارق في مداعبتها... لكنها لم تستطع الاستمرار في الصمود قرارها

ان تظل باردة آالحجر بين ذراعي زوجها لم ينفذ، لأنها آانت تشعر بأحاسيس مثيرة من جراء ملامساته

البارعة. همس دييغو بحرارة وبالاسبانية: "حبيبتي، اني احبك" وغريزيا آانت لورا تداعب آتفيه قبل ان

تغرز اصابعها في شعره الاسود. آانت تهمهم باللغة الانكليزيه بكلمات متقطعة ثم قالت من دون وعي "آه

برانت،حبيبي" ! عم صمت لبضع ثوان. ثم سحب دييغو شعرها بعنف وهمس بصوت اجش: "ماذا قلت؟"

انتفضت لورا في ارتعاشة غير ارادية واستعادت برودة اعصابها. انها تحمل الحل لجميع مشاآلها. آيف لم

تفكر في ذلك من قبل ؟ فقالت في برائة متصنعة: "هل قلت شيئاً ما؟" فقال وهو يرمقها بنظرة

غاضبة: "لقد همست باسم برانت" فقالت وهي تقطب حاجبيها: "آه، ليس ذلك غريبا في مثل هذه

الحالة...برانت وانا آنا"... وتوقفت تارآة دييغو ينهي الجملة. آانت تشعر بأن جسمه يرتجف غضباً. فسألها

بهدوء يشوبه تهديد واضح: "هل آان عشيقك؟" تطلعت اليه بنظره خاليه من اي تعبير وقالت

ضاحكة: "وماذا آنت تتصوّر؟ في الولايات المتحدة الاميرآية يتمتع المخطوبين بحرية اقوى من هذه البلاد !

هل آنت تتصور ان برانت وانا يمكننا التوصل الى الاتفاق على الزواج من دون ان نعرف مسبقاً اننا

منسجمان على جميع الاصعدة؟" رفع دييغو مرفقيه وسمّرها على السرير ونظر اليها بغضب وقال وهو

يشد بشعرها" "لا اريد ان امارس حقوقي مع امرأة سبق وعرفت رجلاً آخر. لماذا تزوجت مني؟ لماذا؟

فقالت وهي ترفع آتفيها: "لأنك لم تترك لي اي خيار ان والدي"... قفز دييغو من السرير وهو يطلق سيلاً

من الشتائم باللغة الاسبانية. و وضع مئزره والتفت الى لورا ورمقها بنظرات قاتلة. "والدك... دائما

والدك ... هل تتصورين انني بعد آل هذا العار، سارفع اصبعا واحدا لأساعده على الخروج من هذه الورطة

التي وضع نفسه فيها؟ يمكنه ان يمضي حياته آلها في السجن" ! بعد هذه الملاحظة، خرج من الغرفة،

تارآاً لورا في حالة انهيار. نجحت في انقاذ نفسها ولكن ماذا آان الثمن؟ منتديات ليلاس


:flowers2::flowers2::flowers2:

sasa sasa 07-06-08 09:16 AM

شكرا لتعبك ومجهودك ميسا
ارجوكى كمليها بسرعه
فهى حقا مشوقه
شكرا لكى

hoor 07-06-08 01:49 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الرواية جميلة ولكن لون الخط غير واضح فالرجاء مراعاة لون الخط لأن القراءة في الألوان الفاتحة تعب العين وشكراً لتعبكم

وداد التميمي 07-06-08 03:19 PM

يعطيكي العافية ميسا ، على كتابتك الرواية ، ولكن لي رجاء هو الانتباه الى تهجئة الحروف والكلمات لانه في بعضها غير واضح المعني والاخطاء الاملائية وانا كمان بطلب يا ريت تغيير لون الكتابة لانه متعب للعينين . وشكرا لسعة صدرك .

ليزا واين 07-06-08 09:18 PM

شكرا لتعبك ومجهودك

ارجوكى كمليها بسرعه

شكرا لك

ميسا ميسا 08-06-08 01:49 AM

الرواية كامله على جهازي

لمه بنقلها للمنتدى الحروف تتغير

وهي موجودة في كذا منتدى

مو انا اللي كتبتها ولو كنت بعرف

الكاتبة كان كتبت اسمها بس هي منقولة

في عدة منتديات


sasa sasa

hoor

وداد التميمي

ليزا واين


مشكوووورين ياقماري على المرور

آ =ك

:flowers2::flowers2::flowers2:

ميسا ميسا 08-06-08 02:03 AM

الفصل السابع.......

7مشاعر متناقضة .....

– "لورا........" غصباً عنها فتحت لورا عينيها الناعستين وتسائلت في خوف أين هي. ثم تعرفت الى الوجه

القاسي , ذي الملامح النبيلة المتعجرفة الذي آان يترائى لها في نومها الملئ بالكوابيس. وبحرآة من

يده , أشار دييغو الى الصينية الموضوعه على الطاولة ثم قال: "جئتكِ بطعام الفطور . آان يجب ان افعل

هذا والا استغربت جوانيتا الامر و."........ تقوقعت لورا وسالته: "ماذا ..... ماذا قلت لها ؟."

اجاب وهو يتجه نحو النوافذ , ويفتح الستائر تارآاً النور يدخل بقوة الى الغرفة: "هل اعتقدتِ بانني ساقول

لها الحقيقة ؟ أي اني امضيت الليل بعيداً عن زوجتي التي وهبت نفسها لرجلٍ آخر ؟." تكلم من دون

غضب وبصوتٍ حزين , شعرت لورا بالدمع يصعد الى عينيها متأثرة بكبريائه. آانت تريد ان تتراجع عما قالته

بالامس وان تقسم له ان برانت احترمها دائماً , وانه هو , دييغو بالذات هو الذي عرف آيف يحرك المشاعر

التي آانت تجهلها حتى الان هذه الليلة , ليلة الحب المتقطع وضعتها على شفير الانهيار وآانت سبباً في

ارقها. ومن دون آلمة , جلست في سريرها والقت نظرة خاطفة الى الصينية المليئة بالمآآل الشهية. في

سلة آان الخبز الصغير الطازج والساخن والزبدة الشهية بشكل اصفاد موضوعة في صحن من الكريستال

الثمين , وقرب ابريق القهوة المصنوع من الفضة وضعت وردة حمراء في مزهرية صغيرة. فهمست لورا

بصوتٍ خافت: "شكراً لهذا الفطور .. الوردة .... رائعة." قال دييغو وهو يقترب من السرير: "ليس انا من اعدّ

الصينية . عليكِ ان تشكري جوانيتا." "آه " لماذ خاب املها الى هذه الدرجة . لا تعرف ؟ وفي حرآة خالية

من اي حنان , اخرج دييغو من جيبه علبة صغيرة ورماها على السرير واضاف بسخرية :"من عاداتنا ان

نقدّم هدية الى العروس , شاآرين لها محبتها ورقتها خلال ليلة العرس , من الافضل ان تاخذيها." اخذت

لورا العلبة بيديها المرتجفتين وفتحتها بعناية , وجدت لورا داخل العلبة المبطنة بقماش الساتان الابيض

زوجان من الحلق , مصنوعان من الزمرد المحاط بحبات الماس , التي تشبه خاتم خطبتها. "ارجو ان

تضعيها هذه الليلة خلال العشاء."تلعثمت وهي تنظر الى وجه دييغو الحزين: "انها رائعة جدا . لكن يجب ان

تحتفظ بها لزوجتك." "انتِ زوجتي , وآما سبق وقلت لكِ , لن اتزوج الا مرة واحدة في حياتي." سالته بعد

زفرة عميقة: "حتى بعد آل ما حدث الليلة الماضيه ؟ ." ثم اضافت بعدما اطلقت ضحكة خالية من الشعور

باي فرح: "لكنك لستَ ناسكاً." "لم اعتد العيش آناسك , وبانتظار ان انسى خيبة املي بعد خداعك لي,

فلن تنقصني النساء عندما ارى انني بحاجه الى واحدة ." قالت وآانها تلقت صفعة: "والنساء الاخيرات ,

السن جديرات بالاحتقار ؟." فاجابها بصوتٍ هادئ وهو يتجه نحو الباب: "لا تخلطي الاشياء , لم يسبق ان

فكرت ان تكون زوجتي واحدة منهن. احتسي القهوة ثم تعالي لنسبح في البرآة قبل الغداء وسنذهب

لزيارة والدكِ في فترة بعد الظهر." شعرت لورا بجفاف في حلقها , فسكبت عدة فناجين قهوة شربتها بنهم.

لم يكن وضعها افضل من يوم امس , سيبدا لعبة الهر والفار.

ومتى سئم من النساء سيفرض عليها ان تقوم بواجباتها الزوجية , وسيعرف حينذاك انها آذبت عليه فيما

يتعلق ببرانت..... لكن في الوقت الحاضر يبدو انه عاد عن قراره في اهمال والدها وترآه الى القدر , وهذا

في حد ذاته انتصار. عندما خرجت لورا من غرفتها , آانت الساعه العاشرة وفي الممر التقت جوانيتا التي

احمر وجهها, لاشك في ان الخادمة اعتبرت ذلك ناتجاً عن قضائها ليلة رائعةً بين ذراعي زوجها. فقالت

الخادمة وهي تتامل لورا من شعرها المرفوع الى الوراء الى قدميها النحيفتين مروراً بفستانها

المزهر: "صباح الخير سينيورا راميريز." "صباح الخير يا جوانيتا." بدت الخادمة مسرورة من ان الفتاة

الامريكية تجيد اللغة الاسبانية , فقالت جواباً على احد اسالتها. "ان السينيور في البرآة , يمكنني ان

اجلب لكِ بعض الشراب , اذا آنتِ تريدين ذلك." "شكراً , افضّل بعض القهوة اذا آان هذا ممكناً." "سأعد

القهوة في الحال." قطعت لورا بهواً في وسطه سبيل ماء واسع, حوله النباتات المتسلقه على اعمدةٍ

حديدية, فجأة شاهدت برآة السباحة المستطيلة ذات اللون الازرق الفيروزي تلمع تحت سماءٍ شديدة

الزرقة. وتأملت بامعان شديد شبح دييغو على حافة البرآة وبالرغم منها بدأ قلبها ينبض بسرعة وهي

تتأمل جسمه الجميل الملئ بالرجولة وآتفيه العريضتين وقدميه المعضلتين. آان واقفاً يستعد لقفزة . ومن

دون أن يراها رفع ذراعيه الى الشمس, ثم قفز تحت الماء ولم يظهر الا بعد ان وصل الى الطرف الآخر من

البرآة. وخلال عملية الغطس , جلست لورا على سرير بحر مبطن وراحت تدهن قدميها بزيت واقً للشمس.

وفجأة شعرت بدييغو يقترب منها ويتوقف قربها وهو يلاحظ ما تفعله ومن دون ان ترفع عينيها طلت تدلك

قدميها لتدخل الزيت الى بشرتها . اخيرا قال بصوتٍ جاف: "اتصور ان شمسنا المكسيكية الحارة ستتردد

في التسرب الى بشرتكِ بعد هذا التدليك." آانت تفكر فيما اذا آانت هذه الكلمات تعني شيئاً آخر , واذا

بدييغو يتناول الانبوب من يديها ويشير الى آتفيها: "هل تسمحين لي بأن ادلك آتفيكِ"... "بوسعي ان

افعل ذلك بنفسي." لم يأبه دييغو لرفضها بل وضع في يده قليلاً من الزيت وراح يدلك آتفيها بلطفٍ

وشعرت بانه يملك اصابع ذهبية , فهذا التدليك الخفيف ساعدها على الاسترخاء بعد انفعالات الساعات

الماضية وليلتها البيضاء , فاسترخت واغمضت عينيها الى ان شعرت بيد دييغو تقترب من صدرها , وانفاسه

تلامس اذنها , فشعرت بقشعريرة تعبر جسمها , فانتفضت واقفة. "آه . عفواً يا سينيورا , احضرت القهوة

آما طلبتِ".... ولدى سماعها صوت جوانيتا التفتت لورا بسرعه واحمرت خجلاً. لا شك في ان الخادمة

شاهدت دييغو يلامسها ولربما اعتقدت انه يهمس في اذنيها بكلمات الحب المعسولة

وعلى وجهها تعبير يقول بان ما تراه او تسمععه شئ طبيعي جداً. قالت لورا عندما اختفت جوانيتا عن

الانظار: "آيف تجرؤ على هذا , لا شك انها فكرت".... هز آتفيه وجلس على طرف سرير البحر وسكب لها

القهوة وقال: "في آل حال انتبهت بسرعة الى عينيك المتاججتين , لا شك في انها وزوجها سعيدان

ومبتهجان لليلة عرسها".... ثم قدّم لها القهوة في فنجان مصنوع من الخزف الصيني , فقالت بصوت
ساخر: "اني اعجب لاهتمامك براي الموظفين والخدم." "لا يمكنكِ ان تفهمي ... عندما آنت صغيراً , آنت

آتي الى هنا خلال العطلة المدرسية , وآان آارلوس وجوانيتا بمثابة والدىّ. وهما الآن سعيدان جداً

لرؤيتي متزوجاً .. ويحلمان برؤية ابنائي يقفزون على احضانهما, ولذلك , فلا اريد ان اخيب المالهما."

اتكأت لورا بعنفٍ على ارائك السرير فاندلقت القهوة على الصحن , فاذا بدييغو ياخذ الفنجان من يدها و

ينظفه ثم يعيده اليها قائلاً: "آوني حذرة يا حبيبتي." قالت في تحدٍ: "من الذي يمنعني من ان اقول لهما ان

زواجنا ليس سوى مسرحية."!!.. "أولاً , لن يصدقالكِ , ثم , رغبة مني بأن اآذّب اقوالك , فلن أتأخر عن

المطالبة بحقوقي الزوجية والحصول عليها." "صحيح ..؟؟ وما رأي والدتك بالامر , لو آانت لا تزال حية."

لكنها آانت قد وعدت نفسها بالا تدعه يعرف بان تلميحات آونسويلو فيما يتعلق بتشابهها مع والدته قد
جرحت شعورها , فسالها بصوت مبحوح: "من حدثكِ عن أمي ؟." "لقد شاهدت صورتها في مكسيكو ... ان

شبهها بي قوي جداً." فقال وهو يتاملها من راسها حتى قدميها: "ليس هذا رأيي , الشبه هو مجرد شبه

سطحي, في الواقع , ليس بينكما اي شئ متشابه." صمت لحظة ثم نهض قائلاً: "سوف اسبح قليلاً قبل

موعد الغداء , هل تاتين معي ؟." هزّت لورا راسها بالنفي , فقفز دييغو في البرآة وطرطشها بالماء الذي

انعش بشرتها الملتهبة , لمااذ لم تتبعه الى البرآة برغم حرارة الطقس ؟ احتلها شعور بالخدر والخمول ,

لكنها لم تكن توقف عن التفكير بصورة مستمرة. في آل حال , ربما آان من الافضل الا تلحق به في الماء ,

ربما حدث احتكاك بينهما وهي تعرف انها عاجزة عن مقاومة رغبتها بالاستسلام له آلما اقترب منها ولمس

جسمها. متى اصبح والدها خارج السجن , سوف تفسخ هذا الزواج الذي فرضه عليها دييغو, وتغاذر البلاد

ومن السهل ان تحصل في بلادها على فسخ للزواج بطريقة اسهل مما يجري في مكسيكو. اوقف دييغو

سيارته المرسيدس قرب مرآز الشرطة , ثم حدّج لورا بنظرة تهكمية وقال: "تشبهين آثيراً امرأة عانساً

مهانة يا حبيبتي , اآثر من عروس متالقة بعدما امضت الليل بين ذراعي زوجها , يجب معالجة هذا الامر."

فالتفتت لورا نحوه وانفجرت غاضبة وقالت: "هل تعتقد ان والدي سيصدق آل هذا الرياء والكذب ؟ والدي

ووالدتي احبا بعضهما البعض منذ اللحظة التي التقيا فيها. ويعرف والدي تماماً آيف يظهر الحب والغرام

في عيون العروسين وخاصةً بعد ..... بعد ..... اوه" ... اآمل دييغو ببرود: "بعد ليلة عرسهما . اسمحي لي

بان اقول لكِ يا عزيزتي ان والدتك لم تكن بكل تاآيد قد نامت مع رجل اخر قبل ان تتزوج والدكِ."

استغرابها المصدوم مات على شفتيها , لان دييغو جذبها نحوه وخلع نظارتيها, ثم رفع ذقنها بنعومة وحدّق

في عينيها الخضراوين الناقمتين , ثم من غير مبالاة بنظرات الشرطة التي تستعد للدخول الى المرآز ,

احنى راسه على وجه لورا التي راح قللبها ينبض بسرعة جنونية , ارادت ان ترفع يدها لتبعده عنها , لكنها

لاحظت انه انتزع من شعرها الدبابيس وانسدل شعرها الاشقر على آتفيها . تقلصت حتى لا تنساق مع

هذه الاحاسيس المتيقظة من جراء هذا الاقتحام المنتظر. عناق دييغو واصابعه التي تلامس شعرها

وعنقها , آلها تساهم في فقدانها لوعيها, وادرآت ان برانت لم يكن قادرا على ان يشفي غليلها ويطفئ

الظمأ الذي تشعر به همست في اذنه بصوت مذهول: .. "دييغو " .... ولمّا دفعها عنه فجاة , شعرت بصدمة

آبيرة , وخلال لحظة , راح يتاملها مثل فنان معجب بلوحته, ثم قال لها بصوتٍ مبحوح: "والآن لا شك في

انكِ تبدين متعةً للنظر , سوف يتأآد والدك من اننا عاشقان متيمان , ولما رآها تبحث في حقيبتها عن مشط

وحمرة الشفاة قال: "لا . لا تفغلي شيئاً , وإلا اضطررت الى ان اعيد الكرّة." تناولت لورا نظارتيها لكن

دييغو اعترضهاقائلاً: "اترآي النظارات هنا, ان نظراتك ... آاشفة." وبرغم غضبها لم تكن لورا مستاءةً من

وجود دييغو معها الشرطي البدين الذي راته خلال زيارتها الاولى نهض لاستقبالهما في ابتسامةٍ مجاملة,

لكن الشرطيين الآخرين راحا يحدقان بها بطريقةٍ وقحة, مما جعلها تلتصق بدييغو الذي وضع ذراعيه حول

خصرها, ولم يترآها إلا عندما وصلا إلى زنزانة والدها , ولما فتح السجّان الباب أسرعت لورا الى داخل

الغرفة , تبحث عن والدها الذي آان ممدداً على السرير وراسه في اتجاه الحائط وقد حلّ مكان السرير

الصغير سرير واسع عليه الشراشف الملونة. "أبي ... هذا أنا." استدار دان وفتح عينيه آانه يستيقظ من

نوم عميق.... "لورا ؟ هذه انتِ حقاً ؟." انتصب بصعوبة وجلس على حافة السرير , ثم نهض وعانق ابنته

وشدها الى صدره ثم قال بصوت ثقيل: "آنت احلم , عفواً يا ابنتي , لم انتظر ان اراك بهذه السرعة بعد

الزواج , والا لرتبت غرفتي , إقبل مني احرّ التهاني يا دييغو".. ثم ابتعد عن ابنته قليلاً ليتأملها عن قرب.

واستغربت لورا ان ترى بشرته داآنة . فقال دان بابتسامة طبيعية: "ارى ان الزواج يليق بكِ يا صغيرتي ,

لم يسبق لي ان رايتكِ مشعةً آاليوم واني سعيد جدا لذلك." قالت بصوت خافت: "آنت اود لو حضرت

حفلة العرس , يا ابي , لم يكن هناك احد من عائلتي".. ضغط دان على يدها وقال بانفعال بعد صمت

طويل: "آان هناك زوجكِ , انه يساوي آل اهلك و اصدقائك." آتمت لورا احاسيسها والتفتت عفويا الى

دييغو وفوجئت أن رأت في عينية الحنان والمحبة , فقالت بصوت منخفض: "نعم .... آان هناك دييغو." قال

دان: "لنجلس ونتحدث قليلا , لا اريد ان احتجزآما آثيرا, لا شك انكما ترغبان ان تكونا وحيدين . آما اننا

لسنا في فندق من الدرجة الاولى . لكن منذ زيارة لورا الاخيرة , اصبحت غرفته مريحة جدا , وضعت

المقاعد الجلدية حول الطاولة وخزانة مليئة بالملابس , وعلى الطاولة اباريق القهوة والشاي وبراد يحوي

على المشروبات المنعشة. "دييغو اريد ان اشكرك لكل ما فعلته لتجعل هذا المكان مريحاً , آما احب ان

اشرب شيئاً على شرفكما. ماذا تريدين ان تشربي يا لورا ؟ " آانت على وشك الرفض , لكن نظرات دييغو

جعلتها تغيّر رأيها , فقالت: "اريد قليلاً من الشاي." وقام دييغو يسكب الشاي للجميع . واذا بدان يرفع

آأسه ويقول وهو ينظر الى ابنته بانفعال آبير: "ليكن زواجكما سعيداً آما آان زواجي." احمرت لورا خجلاً

وجرعت الشاي وآادت تختنق ثم قالت: "اعرف جيداً يا ابي ان زواجك آان فريدا من نوعه." لم يكن

بامكانها التصور انه سياتي يوم ويشرب والدها على شرفها في زنزانة مكسيكية , آان عرسها من

رجل **** ؟ هي التي آانت تحلم ان يرافقها والدها الى العرس ويسلمها الى برانت, امر غريب للغاية....

فجاة , عادت الى وعيها وتبين لها ان والدها و زوجها يتحدثان آانهما صديقان قديمان. آه لو انها قادرة على

ان تفتح قلبها لدان , او ان تبقى معه لوحدها بضعة دقائق , خلال الفرص المدرسية التي آانت تمضيها

برفقة والدها على متن سفينته بربارة , آان دان دائما يصغي اليها بانتباه لكل مشاآل واحزان الطفولة

والمراهقة. اما اليوم والوضع معها متازم , فان والدها هو اخر من يمكنها ان تشكو اليه او تفتح له قلبها.

نهض دييغو آانه احس بمدى توترها , ووضع فنجانه على الطاولة وقال في محبة: "يجب ان نذهب الآن يا

حبيبتي." ثم اضاف وهو يلتفت نحو عمه: "تأمل خادمتي ان يكون العشاء الليلة انجح مما آان عليه عشاء

الأمس ".... ابتسم دان ترانت بينما ابتعد دييغو نحو الباب تارآاً الابنه والاب يودعان بعضهما البعض على

حدة.. همس دان في صوت مبحوح: "لقد عثرتِ على زوج محبٍ يا حبيبتي .. اعتني به جيداً , هذا ما فعلته

امكِ ولم تندم ابداً على هذا."ارادت لورا ان تصرخ له انها نادمة على زواجها من هذا الرجل الذي لا تحب

ولا يمكنها ان تحبه ابداً." "انت تحب دييغو آثيراً .. اليس آذلك يا ابي ؟." اجابها دان وهو يتفحصها

بنظراته: "نعم , سيكون صالحاً لكِ يا صغيرتي . لقد عرفت ذلك منذ المرة الاولى , عندما رايته ينظر اليكِ

في الميرادور ,آما انني فخور جدا بابنتي , واعتقد ان دييغو محظوظ ايضا و مسرور لانه تعرف اليكِ , لقد

قلت له ذلك . وآا من رأيي." سالته لورا من دون ان تخفي مرارتها: "والآن ؟ ." قال دان وقد فاجأته لهجتها

الحزينة: "آأن شيئاً ما يزعجكِ يا ابنتي , الستِ سعيدة ؟ احيانا يشعر المرء بالانصدام بعد ليلة العرس

الاولى , لكن الامور تتبدل بسرعة , سوف ترين ذلك." ادرآت لورا انها تشكو بطريقة غير مباشرة , فقامت

بجهد وابتسمت وقالت: "بلى انا سعيدة , لا يمكنني ان اتصور العيش من دون دييغو." فرح لجوابها . غصّت

لور وخرجت لتوها من الزنزانة . طوّقها دييغو بذراعيه ورافقها في الممشى ولم تتمكن من اخفاء دموعها.

ولما وصلا الى السارة سألها دييغو: "هل هناك ما يزعجكِ ؟." "طبعاً . لماذا الاستغراب ؟ اني متزوجة من

رجل ترعبني مجرد رؤيته ووالدي مسجون في هذا المكان المرعب." قامت بحرآة غاضبة باتجاه السجن

الواقع على الجهة الثانية من الطريق. وبالصدفة وقع نطرها على وجه دييغو , فانتبهت الى تغيّر ملامحه

بهذه السرعة الرهيبة . فقدت عيناه لمعانهما وحرارتهما العادية . وتقلص وجهه ومن دون آلمة اقلع

بسيارته. وخلال الطريق عمّ الصمت , مرة او مرتين القت لورا بنظرة خاطفة باتجاهه اوقف السيارة امام

المنزل واخذ لورا بذراعها وجذبها بقوة نحو الشقة من دون ان يلاحظ نظرة جوانيتا المتفاجأة وآانت لورا

تنتظر في ان تراه ينتقم منها بطريقة .. طبيعية . لكنها ظلّت جامدةً مستعدة لكل شئ ما عدا رؤية ملامح

وجهه الجامده .. فهمست بعدما دفعها بقوة الى داخل الغرفة: "دييغو " ثم رددت بصوت مرتجف وهي ترفع

عينيها نحوه: "دييغو .. دييغو " ." اجلسي " تقدّمت خطوة منه وفي نظراتها توسل..... "اجلسي . اني

آمركِ ان تجلسي , اسمعيني جيداً." جلست لورا في مقعد وهي تحدق فيه .. توجه دييغو الى النافذة

وادار لها ظهره وبعد صمت طويل قال بدون ان يلتفت اليها: "لقد أخطأت ,,, أخطأت عندما تزوجتكِ بعدما

انتزعتكِ من خطيبكِ ,, وأخطأت في الاستفادة من وضع والدكِ لأرغمكِ على الزواج الكريه بنظركِ. آنت

اعتقد بأني قادر على التوصل الى ان اجعلكِ تحبينني .. لكن " ...التفت نحوها وهو يهز آتفيه . فهمست

لورا في صوت متقطع "الحب .... لا يمكن فرضه." أضاف وهو ينظر الى النافذة: "أعرف هذا الآن .. ولذلك ,

لن أفرض عليكِ شيئاً .. من الافضل ان نظلّ متزوجين لمدة من الوقت. هذا يسهّل علىّ القيام بالمساعي

الضرورية لاخراج والدكِ من السجن ومتى اصبح حراً أعيد لكِ حريتكِ." "اتريد ان تقول".......... "سوف

نطلب فسخ الزواج" "لكن ... دييغو".... هذا ما آنتِ تريدينه منذ البداية .. اليس آذلك ؟ ان تخرجي والكِ من

السجن والالتحاق بالرجل الذي تحبين ؟."" حزن قلب لورا وتلعثمت وهي تقول بصوت خافن: "نعم" بينما

ادار دييغو ظهره وخرج من الغرفة ...منتديات ليلاس


:flowers2::flowers2::flowers2:

ميسا ميسا 08-06-08 02:15 AM

الفصل الثامن.... 8

-ما طعم الحياة بلا حب ؟

همس جار لورا بلهجة متملقة: "ان زوجك محظوظ جداً لانه عرف آيف يقطف أجمل زهرةٍ ليزين طاولته يا

سينيورا." ألقت لورا نظرة سريعة الى الطرف الآخر للطاولة المستطيلة .. آان دييغو يصغي بانتباه الى

حديث جابرته الجذابه . آان يبدو مسحوراً بجمال هذه المرأة السمراء.. التي آانت ترتدي فستاناً أبيض

ضيّقاً يظهر تفاصيل جسمها الجميل . أجابت بابتسامة مشدودة: "لا اعتقد بأنّ زوجي آان يجد صعوبة في

تزيين طاولته بالزهور يا سينيور." أضاف جارها الذي آان يتبع اتجاه نظراتها: "لا تقلقي عليه فيما يتعلق

بفرانسيسكا , انه حب قديم , حب الطفولة , لقد تزوجت من رجل فرنسي , وسمعت انها آانت سعيدة جداً

معه . لكن للأسف , توفي انطوان منذ بضعة شهور , آانا يعيشان في فرنسا , لكن فرانسيسكا فضّلت أن

تعود الى وطنها, فبامكان عائلتها و اصدقائها ان يساعدوها في التغلب على احزانها. شاهدت لورا يد

دييغو في يد الارملة الجميلة, حيث ابقاها مدة طويلة, حاولت جاهدة ان تتحرك وتتذوق ثمر الفريز الذي

ينمو في جنوب المكسيك, لكن قابليتها ضاعت.... وضعت شوآتها في الصحن واشارت سراً الى الخادمة,

وبعد لحظة , قدًمت القهوة الى المدعويين, نظرت لورا بسرعه نحو زوجها , انه ما يزال يتحدث الى جارته.

هذا هو العشاء الثالث الكبير الذي يقام في فيلا جاسينتا منذ عودتهما الى اآابولكو , وتعوّدت لورا بسرعة

أن ترأس الطاولة التي يشترك فيها عدد من الشخصيات الكبيرة المعروفة جداً في لمكسيك, فقد قال لها

دييغو إنّ هذا النوع من الاحتفالات يساعد في الجهود المبذولة لإخراج والدها من السجن وفي الإسراع

باجراء المحاآمة. قال لها ذات يوم عندما آانا يتناولان طعام الفطور قبل ان يتوجه لى مكتبه. "في بلادي

من الصعب استعجال الأمور , علينا ان نستقبل الشخصيات مرّات عديدة قبل ان تطلب منها الاهتمام

بقضيتنا." فقالت له بلهجة غاضبة: "أنت لا تفعل شيئاً , ووالدي."..... أجابها دييغو غاضباً وهو يرفس

الكرسي: "بالنسبة الى الظروف الراهنة , فإ والدك ليس في وضعٍ سئ , بل بالعكس"... قالت لورا

بإلحاح: "ينقصه الهواء ولون بشرته أصبح رمادياً." قال في سخرية: "آسف لأني لم أستطع إقناع

المسؤولين بأن يأخذوه آل يوم الى شاطئ البحر لتلّوح الشمس بشرته." وخرج من الغرفة قبل ان

يتسنى لها الاعتذار, فهي تعرف جيداً أن والدها سيكون في وضع يرثى له لولا مساعدة دييغو, لكنها لم

تستطع ان تمنع نفسها من إثارة زوجها , ربما لانها تشعر بالاهانة عندما تراه يتأقلم مع وضعهما المعقد

في رباطة جأشٍ وهدوء. ومنذ الليلة التي وعدها فيها بأن يعيد إليها حريتها, آان يعتبرها آأنها تمثال من

الرخام يزين المكان. وخلال شهر العسل الذي لا ينتهي لم يعد دييغو ينظر اليها آأنها امرأة جذابة ومثيرة ,

بينما هي تفقد صوابها وتضطرب تأثراً, فإن دييغو يحافظ على هدوئه الغريب , ولاشك في أنّ ذلك غريب

لأنه يتمتع بطبع ناري, ان ذآرى ليلة عرسهما حين آانا على وشك إتمام الزواج ما زالت تلازم لياليها الأرقِة.

قالت لورا لجار دييغو بعدما انتبهت انه يكلمها: "آه عفواً انني ... انني تائهة ... آأنني آنت في القمر."

فهمس قائلاً "اعتقد بان دييغو يحاول ان يشير إليكِ منذ لحظة , لاشك في انه يرغب في ان ينهض عن

الطاولة.".. "نعم , بكل تأآيد." احمّرت بينما آانت نظراتها تلتقي بنظرات رب المنزل المتزنة, ولثانية ظلّت

جامدة وآأنها مشلولة, وبجهد نهضت ولحقت بالضيوف الى الصالون. اتكأت لورا الى حائط الموقدة و راحت

تتأمل في ابتسام المدعويين المتجمعين في حلقات في مختلف زوايا القاعة الكبيرة. بين المدعويين آان

وزير العدل واثنان من معاونيه. في هذه الليلة بالذات سيحقق دييغو اولى الخطوات من اجل الاسراع في

اجراء محاآمة والدها. هل سيبدا بالحديث معهم الآن.. في غرفة الطعام الفارغة , ام انه سيصطحبهم الى

مكتبه المريح الواقع في الطرف الآخر من البهو ؟ فجأة تقدّم منها بعض المدعويين يرغبون في أن

يشكروها على هذا العشاء الذي أعدته. قالت لور وهي تبتسم لإحدى المدعوات: "يجب ان تشكري

الطاهيه على ذلك , آان يكفي فقط ان أوافق على قائمة الطعام التي وضعتها." وفجأة تقلّصت معدتها.. إذ

رأت وزير العدل يصغي بانتباه الى احد معاونيه بينما معاونه الآخر يتحدث مع مجموعة من المدعويين. أين

ذهب ديغو ؟ اعتذرت لورا من المدعويين المحيطين بها وابتعدت خلسةً, آان الخدم يقدمون المشروبات

المنعشة , ألقت نظرة الى غرفة الطعام, فلم تجد إلا الخدم يوضّبون المائدة. ترددت لحظة, هل هو في

مكتبه ؟ ربما ناداه أحد ليرد علىالهاتف ؟ في اآابولكو آما هو في مكسيكو , لم يكف الهاتف عن الرنين.

اجتازت البهو وتوقفت أمام باب الكتب وراء باب ضخم . فلم تسمع اي صوت . وبعد ثانية من التردد فتحت

الباب. آان دييغو يحني رأسه على امرأةٍ وجهها ملئ بالدموع وهي تنتحب بين ذراعيه... إنها فرانسيسكا.

وأول انسان استعاد وعيه آان دييغو , الذي نظر بقسوة الى لورا ثم قال لفرنسيسكا في لطف: "اذهبي

الآن يا عزيزتي .. سنتابع الحديث بعد قليل." أحنت فرانسيسكا عينيها ومّرت أمام لورا واختفت من دون أن

تقول آلمة. فتح دييغو علبة موضوعة على المكتب وأخرج سيجاراً صغيراً ثم أشعله بهدوء قبل أن يلتفت الى

زوجته وسألها في سخرية: "اذاً يا عزيزتي , انتِ تطاردينني في عريني ؟ لماذا هذا التطفل ؟." الغضب

الذي شعرت به لورا ورؤيتها فرانسيسكا بين ذراعي دييغو حلّ مكانه الانفعال, فقالت بلهجة جارحة: "إني

اهزأ من آل النساء اللواتي تعاشرهن. آما اني لا اهتم بالمدعويين الذين تتغاضى عنهم, غير أنني أشعر

بالصدمة إذ أراك تخلّ بوعدك بأن تتحدث الى الذين سيساعدوننا في اخراج أبي من السجن ".لم يرد

دييغو في الحال .. تسمر وجهه ثم نفض رماد يسجاره قبل ان يجلس الى المقعد الجلدي الاسود وراء

مكتبه وهو يقول بلهجةٍ هادئة: "لم اعدكِ بشئ من هذا النوع , لم أآن أنوي أن أبدأ محادثاتي

الليلة." "لكنك أآدّت لي.".... "لقد سبق وقلت لك ورددت ذلك على مسامعك مئات المرات , أنه في

بلادنا , هذا النوع من المبادرات لا يمكن الاقدام عليه إلا بكثير من الدبلوماسية, وليس مسلكاً سليماً أن

أفتح هذا الموضوع مع رجال مدعويين الى مائدتي الآن." فقدت لورا سيطرتها وخبطت على المكتب

وصرخت في صوت هستيري.. "لا ابالي قطعاً بهذه الانظمة واللياقات اذا آنت لا تريد ان تكلمهم الآن

فسوف أآلمهم انا." أسرعت بالخروج , لكنها ما آادت أن تصل الى الباب حتى أمسكها دييغو في معصمها

بعنف وأدارها نحوه وقال ووجهه أبيض من الغضب: "أمنعكِ من احراج المدعويين , هل تسمعين . اصعدي

الى غرفتكِ في الحال , سأعتذر لهم عنكِ , سنتحدث في الأمر في وقتٍ لاحق." فقالت: "قبل أو بعد

محادثتك الصغيرة مع فرانسيسكا ! يبدو لي أنّ سهرتك حافلة بأمور آثيرة." رفع يده عنها وتراجع خطوة

الى الوراء وقال بهدوء: "لا ارى لماذا أآنّ لكِ الاخلاص."!! فقالت في تحدٍ: "وأنا لا أرى لماذا لا أتولى

الدفاع عن قضية والدي شخصياً." فصرخ وهو يحملها آالريشة ويتوجه بها نحو السلم المكسو بالسجاد

الاحمر الذي يصل الى الطابق الاول: "هنا , انتِ في منزلي أيتها المرأة الشرسة , ستفعلين ما أقوله

لكِ". صفعته لورا بقوة وصرخت: "اذاً تقول إني امرأة شرسة ! لكنك لم تر أو تسمع شيئاً مني بعد , انتظر

لترى." فقال وهو يضع يده حول ظهرها ويصعد بها السلم: "الآن تجاوزت جميع الحدود." توقفت لورا عن

التخبط ليس لأنها مكبلّة بل لأن انفعالاً غير منتظر اجتاحها آلياً , فقد شعرت بصدر دييغو المضغوط على

صدرها . تكفي رائحة عطره حتى تغيب عن وعيها. حملها من دون أي جهد ظاهر حتى السرير ووضعها

بلطف وقال بصوت يلهث وهو يحدّق فيها بشراسة: "المطلوب منكِ أن تبقي هنا حتى ينصرف المدعوون .

هل فهمتِ ؟ سأعود فيما بعد ." نظرت اليه وهي مخدرة بالانفعال ولم تكن قادرة على ان تنطق بكلمة .

خرج دييغو وأقفل عليها الباب بالمفتاح. فهمست بصوتٍ متقطع: "آه .. يا الهي ! هذا مستحيل , إني أحبه !

لا , هذا مستحيل." يالغرابة الأمر ... قبل دقيقة آانت تكرهه .. والآن ... انها تريده بجنون.. لم يعد الامر

بمثابة رغبة سبق وشعرت بها في اآابولكو ,,لا , انها تريد ان تصبح زوجته بما في هذه الكلمة من معنى ,

ان تكون المرأة التي آان يحلم بها منذ الأزل, أن تكون في الوقت نفسه العشيقة والزوجة وربة بيته وام

اولاده.... لماااذا استغرقت آل هذا الوقت آي تكتشف حقيقة عواطفها ؟ آان لديها العديد من الاسباب

لتحبه.. شكله الخارجي يعجبها . وهذا تعرفه منذ وقت بعيد.. ثم اعجبت بالاهتمام والعناية والاحترام

لموظفيه وحتى لخدمه , آذلك الاحترام والمحبه اللذين يكنهما الجميع له, فضلاً عن الاهتمام بمساعدة

والدها . لماذا أضاعت آل هذا الوقت الثمين لتقاوم هذا الانجذاب الخدّاع؟ ربما لم يفت الامر !! صحيح انها

راته منذ قليل يعانق فرانسيسكا, لكن هذه الاخيرة عادت من فرنسا منذ فترة وجيزة .. والامور بينه وبينها

لم تتطور بعد... وعندما يكتشف دييغو أنها تحبه , يمكنها ان تستعيده.... وفي الباحة الواقعة تحت النوافذ

سمعت فجأة ضجيج أصوات و ضحكات وابواب تصفق ومحرآات سيارات تقلع.. تحمست لورا ونهضت من

سريرها وخلعت بسرعة فستانها الاخضر الذي ارتدته للعشاء , وفتحت باب خزانتها , وبعد ان امضت وقتاً

لا بأس به تتأمل العدد الهائل من قمصان النوم المعلقة, وقع اختيارها على قميص نوم شفاف من قماش

ناعم , عربون البراءة , آما سيكتشف دييغو ذلك. بدأ قلبها ينبض بسرعة , نظرت الى المرآة واعجبت

بنفسها وبوجهها الاحمر وعينيها اللامعتين المتلهفتين , فكّت آعكة شعرها فانسدل على آتفيها ثم راحت

تسرحه, ثنت غطاء السرير وأطفأت الانوار تارآة ضوء قنديلين من آل جهة من السرير. آه آم آانت تكره هذه

الغرفة , وأثاثها الاسباني الضخم وجوّها المخنوق . والآن آل شئ مختلف وهي تستعد أن تتقاسمها مع

دييغو..... لكن لماذا تأخر دييغو في الحضور ؟ لقد وعدها بأن يوافيها متى ذهب المدعويين .. ساورها

القلق فاقتربت من احدى النوافذ وازاحت الستائر قليلاً. .ربما قرر دييغو ان يحدّث وزير العدل في قضية

والدها. لم يكن هناك اية سيارة امام المنزل , سوى سيارة المرسيدس التي تلمع تحت ضوء المصابيح

الكهربائية التي تنير الساحة آضوء النهار. ثم لمحت شبح دييغو واعتقدت لورا ان قلبها سيتوقف عن

الطرق,, آان يتأبط ذراع امراة ترتدي معطفاً أبيض. وما ان وصلا امام السيارة , حتى أخذها بين ذراعيه .

رفعت المرأة وجهها نحوه , انها فرانسيسكا. ولما انحنى رأس دييغو على وجه فرانسيسكا , أطلقت لورا

نحيباً عنيفاً وأقفلت الستائر. لا شك ان باب غرفتها قد نفتح في وقت معين من الليل . وعندما أفاقت لورا

آانت تريزا الخادمة قد وضعت صينية الفطور على طاولتها . وباصبعها لمست ابريق القهوة الذي ما زال

فاترا فقفزت من السرير وتوجهت الى الستائر تزيحها لتدع النور يدخل اليها. ونظرت الى ساعة الحائط

المعلقة فوق المدفئة .. انها الساعه التاسعه والربع.. آيف آان بامكانها ان تنام طويلاً وبهذا العمق بعدما

أمضت جزء آبيراً من الليل تبكي وتنتحب ؟ ولمّا نظرت الى نفسها في المرآة عرفت مدى حزنها

وتعاستها , عيناها متورمتان وملامحها الناعمة متشوشة,, فدخلت الى الحمام ووضعت وجهها في الماء

البارد مدة طويلة , ولما عادت الى غرفتها استعادت بعض وعيها , القهوة الفاترة تساعدها على ان

تستيقظ تماماً. لكنها لم تكف عن التفكير فيما حصل , لم يعد دييغو قبل الفجر لأنها لم تسمع صوت محرك

سيارته. ما دامت لم تخلد الى النوم الا في الفجر , ولحسن حظها فان دييغو لا يمكنه ان يعرف انها

انتظرته في تلهف العروس ليلة زفافها.يكفي ما تشعر به من ذل واهانة بعدما عرفت انه بقي مع

فرانسيسكا بدل ان يعود الى غرفته آما وعدها ..سكبت لنفسها فنجاناً آخر من القهوة وذهبت تجلس في

أحد المقاعد قرب الموقد. لاشك أنه عاد خلال الفجر, والا لما آان في وسع تريزا ان تدخل الى غرفتها

حاملة صينية الفطور, الا اذا ترك المفتاح في القفل.. وهل الخدم اغبياء هنا.. يكفي ان تنظر تريزا الى

السرير لتعرف انها نامت وحدها في هذا السرير الضخم. وفي يأس نظرت لورا الى السرير الذي تأمل

من آل قلبها أن تتقاسمه مع زوجها. للأسف لقد فات الاوان , سئم دييغو هذا الزواج الابيض ,,وحبه القديم

لفرانسيسكا سرعان ما عاد ا لى الحياة من جديد آما ان هذه المراة المكسيكية الجميلة اصبحت حرة ..

بدأ الدمع يترقرق في عينيها عندما سمعت طريقاً على الباب. فانتفضت فجأة ونهضت ,, انفتح الباب, وظهر

دييغو في بذلته الرمادية وقميصه البيضاء وربطة عنقه ذات اللونين الاحمر والرمادي.. نسيت لورا آلياً

قميص نومها الشفاف الذي آانت ترتديه , وراح دييغو بكل وقاحة يتأمل جسمها النحيف الظاهر تحت

القميص.. احمرّت لورا خجلاً وراح قلبها ينبض بسرعة جنونية, لاشك أنه يقارن نحافتها بجسم المرأة التي

أمضى الليل معها. سالها فجأة: "هل انتِ تعيسة جدا يا حبيبتي ؟." مسحت الدموع بطرف يدها و اجابت

بلجة لاذعة: "تعيسة , أنا ؟؟ لماذا اآون تعيسة ؟ تزوجت من رجل ثري وقادر , ووالدي متهم خطأ بتجارة

المخدرات , فلماذا أ:ون تعيسة ؟." "لورا لقد وعدتكِ"... قاطعته في شراسة وهي تتوجه الى الخزانة

لتضع مئزرها: "حافظ على وعودك لفرانسيسكا." ! "فرانسيسكا."!! ظهرت الدهشة على وجه دييغو الى

درجة ان لورا آادت ان تستسلم لو لم تره بعينيها خارجاً ليلة البارحة مع هذه المراة المكسيكية الرائعة.

رددت وهي تبكل أزرار مئزرها: "نعم , فرانسيسكا."! تقدّم دييغو خطوة منها وقال: "سأشرح لكِ".... قالت

له بصوتٍ جارح وهي تجلس أمام منضدة الزينة لتسرح شعرها: "لا أطلب منك أي شرح, إني أرغب في

شئ واحد وهو معرفة متى يمكن لأبي ولي أن نغادر هذا البلد اللعين." ! قال لها في جفاء: "جئت لأقول

لكِ اني على موعد مع جوزيه بيريز , وزير العدل في لساعه الحادية عشرة ." "آه "توقفت لحظة عن

تسريح شعرها ثم أضافت: "حسناً , تخبرني عن نتائج اللقاء في اآابولكو لاني انوي السفر الى هناك

في الطائرة المسافرة ظهراً." ران صمت فيه تهديد, تمالكت لورا نفسها فلم تقذفه بالاتهامات التي ظلت

ترددها طيلة تلك الليلة البيضاء التي امضتها وهي تنتحب باآية على وسادتها ,, أخيراً سألها: "هل أنتِ

ذاهبة الى اآابولكو ؟." أجابت بمرارة وهي تلتفت اليه: "ليس عندي خيار آخر , إني من دون عمل

وبالتالي ليس معي نقود. .اني مضطرة لان اتكل عليك الى ان اصبح قادرة على الاتصال ببرانت." خيّل

اليه انه سينفجر غضباً مثلما حدث مساء امس, لكنها تجاوزت حدود الخوف آانت مستعدة لان ترضى بان

يخنقها غضبه, لم يعد هناك طعم للحياة ما دام لا يحبها. قال وهو يستعيد برودة اعصابه: "حسناً , ساتصل

بك,, وفي الوقت الحاضر ساحجز لكِ مكاناً في الطائرة , انكِ لم تحجزي بعد على ما اظن."!! "لا." تناول

دييغو سماعةالهاتف واجرى الاتصال اللازم , قال لها قبل ان يتصل بفيلا حاسينتا: "لقد حجزت لكِ مكاناً."

ثم اعطى اوامره لجوانيتا , ووضع السماعة وقال: "ستعد جوانيتا آل شئ لتوصيلك , وسينتظرك غييارمو

في المطار." "لا .... سآخذ تاآسي ,, المطار ليس بعيداً عن الفيلا." "افضل ان يذهب غييارمو لاستقبالك .

فليس لديه اعمال آثيرة في غيابي." لم تلّح لورا عليه , آيف يمكن لدييغو ان يكون مطّلعاً على اهتمامات

غييارمو . لقد شاهدت لورا هذا الشاب الجميل قبل زواجها بقليل , وآان على متن باخرة دييغو , ولمحته

يغازل احدى السائحات , لو شاهده دييغو ذلك اليوم لما سمح له بان يقترب من زوجته . آان دييغو قد وصل

الى الباب عندما سالته لورا في صوت متوسل: "ستتصل بي , اليس آذلك ؟." "طبعاً." همست وهي تراه

يخرج حالماً من غرفتها: "شكراً." قالت لورا لنفسها في غضب, لاشك انه سيسرع في تحريك الامور

ليتخلص منها ومن والدها , ثم يتزوج من فرانسيسكا هذه الارملة الشابه الجذابه التي جاءت الى

لمكسيك لتلتقي حبها القديم منتديات ليلاس


:flowers2::flowers2::flowers2:

ميسا ميسا 08-06-08 02:28 AM

9-حقيقة آالحلم

حسب الاتفاق،جاء غييارمو لينتظر لورا في المطار. وخلال الطريق الى الفيللا، آانت تدرك اعجاب هذا

الشاب المكسيكي بها. وخلال الاسبوعين اللذين قضتهما في الفيللا، خلال شهر العسل، آانت تلاحظ

ذلك، لكن وجود دييغو الى قربها. منعه من اظهار اعجابه بوضوح. لكن نظراته بدت اليوم وقحة الى درجة

ظاهرة. "استغرب آيف ان السينيور دييغو يدع زوجته الرائعة وحدها خلال هذه السفرة الطويلة"... آانت

مكسيكو تبدو لهذا الشاب في آخر الدينا وهو الذي لم يغادر مدينة الحمامات الشهيرة. ابتسمت لورا

بتحفّظ وقالت بلهجة مازحة: "لا اظن ان بامكان احد ان يخطفني. آان السينيور دييغو على موعد مهم،

صباح اليوم، فأوصلني سائقه الى المطار، وبعد ساعة سفر في الطائرة وسط مئات المسافرين، جئت

انت لأستقبالي. واني أسألك ماذا يمكن ان يحدث لي؟" وخلال الطريق، لم تكف لحظة عن التفكير

بوالدها. المهم ان تتم المحاآمة بسرعة. فهي لم تشك لحظة في برائته وهي التي سمعته مراراً يهاجم

بعنف الذين يتاجرون بالمخدرات. فكيف يمكنه ان يورط نفسه في مساعدة هذين الرجلين اللذين استأجرا

منه اليخت. آه، لو يتم القبض عليهما، لكان بالامكان انتزاع الحقيقه منهما. وبدا حتمياً ان والدها سيدفع

الثمن مكانهما اذا استحال توقيفهما. وصلت السيارة امام ساحة الفيللا المحاطة بالخضار بمختلف انواعها.

وما ان سمعت محرك السيارة حتى خرجت جوانيتا الي عتبة المنزل لاستقبال معلمتها بحرارة وارتباك.

سالتها وهي تأخذ من يد لورا حقيبة الزينة بينما آان السائق يخرج حقيبتها الوحيدة من صندوق

السيارة: "هل سياتي السينيور دييغو متاخراً"فاجابتها بأختصار: "نعم. سيلتحق بي قريباً. لديه مواعيد

عمل مهمة." فتحت جوانيتا الحقيبة التي وضعها آارلوس على طاولة صغيرة واطلقت زفرة عميقة

وقالت : "آه، الواجب بالنسبة الى السينيور دييغو قبل اي شئ آخر. عندما آان صغيراً آان يعرف معنى

المسؤليات. آان يكبر اخاه بسنتين فقط ويهتم به اهتماماً مسؤولا. لكن جيم آان مختلفا. يحب المرح

والضحك. ولا يرى في الحياة غير حسناتها." توقفت لحظة عن الكلام ثم تابعت : "آان عمر السينيور دييغو

اربعة عشر عاماً عندما فقد والديه. وبعد ذلك آانت تأتي السينيورا جاسينتا لتمضي مع حفيدها العطلة.

في اي ساعة تحبين تناول العشاء يا سنيورا؟" "آه، في الثامنة والنصف، يا جوانيتا. لكني سأتناول فنجان

شاي في الصالون الصغير بعد القيلولة. وبعدها سأخرج لفترة قصيرة." قالت جوانيتا مقطبة حاجبيها: "هل

تحتاجين الى غييارمو ليوصلك الي مكان معين؟" "آلا. سأقود السيارة بنفسي." لم ترحب جوانيتا بقرار

معلمتها الخروج وحيدة. لكن لورا تجاهلت الأمر. فهي لا تريد ان تدع احداً يعرف بوجود والدها في السجن

المحلي. سألت لورا " هل هناك اي رسائل لي؟" "آلا، سينيورا." لم يرد برانت على رسالتها وهي لا

تستغرب ذلك. في الحقيقة لم تكن مصرة على ان تتلقى منه رسالة.فهي لم تشعر تجاه خطيبها القديم

سوى بالمحبة. وهذا الاحساس لم يكن واضحاً الاّ الآن. ان دييغو وحده يملأ عالمها. وحده قادر على ان

يشعرها بمداعباته وملامساته الحنونة. وتساءلت وهي ممدّدة على السرير: لماذا ما تزال تتذآر مشاهد

الحب مع دييغو بعد ان بعد ان تهدم آل شئ بينهما؟ وبرغم تصميمها على الا تفكر فيه، لم تستطع ان تمتنع

عن التفكير بتلك الليلة التي آادت ان تستسلم فيها نهائياً. "عفواً سينيورا، الهاتف" ! التفتت لورا وقالت

نصف نائمة : "ماذا هناك؟" "الهاتف، سينيورا! انها الشرطة" ! نهضت لورا من سريرها مرتجفة

ورددت: "الشرطة؟ سأرد من هنا" وبرغم صدمتها، ظلت منتظرة الى ان اقفلت جوانيتا سماعة الهاتف في

البهو قبل ان تعطي اسمها: قال صوت رجل: "العفو، سينيورا. اريد التحدث مع السينيور راميريز." "ليس

هنا. انه في مكسيكو، ولكنني"... "لو تفظلت ان تقولي لي اين استطيع الاتصال به يا سينيورا." فقالت

متوترة: "اذا آانت القضية تتعلق بوالدي، دانييل برانت. فيمكنك ان تقول لي ما الأمر." ضغطت على

اسنانها عندما اصرّ المتكلم على معرفة رقم هاتف دييغو. وعلى مضض اعطته رقم المنزل ورقم المكتب.

ثم اضافت: " آنت على وشك الذهاب لزيارة والدي. لا شك ان بامكانه ان يشرح ما يجري من الامور"... "لا

انصحك بالمجيء، سينيورا"... "آيف؟ لن تمنعني من القيام بزيارته" !"لا داعي ان تنزعجي، سينيورا

راميريز. ان السينيور ترانت ... لم يعد هنا." حدقت لورا بالسماعة في توتر وقالت: "انني ... لا افهم،

لايمكن ان يكون قد نقل بهذه السرعة؟" "بلى، لقد ذهب." احتلها فرح آبير هي التي آانت تشكو من بطء

القانون والعدالة المكسيكية! لقد تحدث دييغو مع وزير العدل منذ قليل. وها هو والدها يتقل الى مكان

آخر، ربما الى مكسيكو، من اجل محاآمته. فقالت قبل ان تضع السماعة جانباً: "شكراً سينيور، شكراً

جزيلاً." لم يطل فرحها الاّ لحطة ... ان محاآمة والدها وتبرئته، ستؤديان الى مغادرتها المكسيك او

بالأحرى الى الطلاق، من الافضل الاّ تفكر في الامر ...ان دييغو يريد فرنسيسكا. ومن النافذة القت نظرة

سريعة الى الساحة. البحر يرفع امواجاً عالية، ترتطم على الصخر وتظهر رغوة بيضاء. تذآرت لورا ان دييغو

حذرها من السباحة على هذا الشاطئ الخطر. لكن لماذا لا تذهب لأآتشاف الشاطئ الجنوبي؟ انها

الفرصة الوحيدة، فستغادر اليفللا عما قريب. لاشك ان عليها الانتظار يوماً او يومين قبل ان تعرف الى اين

نقل والدها. اخرجت من احد الجوارير زي السباحة. لا داعي للقبعة، فستحتمي تحت اشجار جوز الهند

العالية. دقت الجرس لجوانيتا التي خضرت في الحال ."لن اتناول الشاي في المنزل، فقد قررت الذهاب

الى شاطئ البحر. وسآخذ معي عصير الليمون." سالتها الخادمة وهي معجبة بقامتها النحيفة الظاهرة

تحت سترة البحر القصيرة: "الن تأخذي السيارة؟" قالت لورا وهي تبحث عن آتاب صغير بدأت قرائته في

الطائرة: "لقد غيرت رأيي في الآمر" "هل هناك شئ خطر؟" فوجئت لورا والتفتت نحوها. "المكالمة

الهاتفية ... الشرطة"... "آه لا. لا شيء .آانوا يريدون ان يتكلموا مع السينيور دييغو. وشرحت لهم اين

يستطيعون الاتصال به." "هكذا اذاً." اطمأنت جوانيتا وذهبت الى المطبخ تعد العصير المطلوب، بينما آانت

لورا تضع داخل حقيبة البحر، منشفة وآتاباً وانبوب زيت. ثم حملت الحقيبة على آتفها وتوجهت الى

الشاطئ. سبحت لورا طويلاً في مياه البحر الفاترة، ومن وقت الى آخر آانت تعوم على ضهرها في فرح،

مغمضة العينين .

وبعد نصف ساعة من السباحة، عادت الى الشاطئ الرملي حيث ابريق العصير المثلج في انتضارها.

تمددت على بساط البحر وراحت تشرب العصير ببطء وهي تتأمل المنظر الرائع الذي لن تراه بعد الآن

وآانت تحاولان تحفر في ذاآرتها الرمل الناعم الابيض والبحر الازرق والاخضر، واشجار جوز الهند العديدة

المحملة بالثمار الناضجة تحت الاوراق الخضراء الغامقة. ثم تمددت واغمصت عينيها تحت اشعة الشمس

البراقة. فجأة مر ظل بينها وبين الشمس، فخفق قلبها بسرعة وفتحت عينيها. ولثانية اعتقدت ابنها ترى

دييغو في قميصه البيضاء القطنية وبنطلونه الجينز الضيق. فجأة شعرت بصدمة عندما رأت غييارمو. سألته

وهي تنتصب في حرآة سريعة محاولة تناول سترتها: "ماذا تفعل هنا؟" "ارسلتني جوانيتا لأرى ما اذا

آنت بحاجة الى شئ ما." "لا تبدأ في سرد القصص! لديّ آل ما اريد وتعرف جوانيتا ذلك تماماً" انحنى

غييارمو ليجلس قربها، ثم نظر اليها بوقاحة قائلاً: "لاشك انها لاحظت مثلي بعض الاشياء، لقد تزوج

السينيور دييغو من امرأة جميلة جداً يمكن ان يفتخر بها اي رجل. ومع ذلك فهو يبتعد عنها زارعاً الحزن في

عينيها. اني اعرف ذلك يا سينيورا. لقد سبق وقرأت هذا التعبير على وجه النساء اللواتي يأتين الى

اآابولكو من دون ازواجهن." قفزت لورا واقفة وقالت في غضب: "لا استغرب ذلك. لكنك تعتبرني مثل

السائحات اللواتي تلتقيهن على الشاطئ اذا قلت لزوجي"... همس غييارمو بصوت شهواني مقنع: "لا

حاجة لك لآن تقولي له شيئاً؟ انني اعرف ان اجعل النساء سعيدات، يا سنيورا، ويمكنك ان تثقي بي

تماماً." صرخت لورا: "اذا آنت مصرا على الاستمرار في موقفك فسأنادي آارلوس." لكنها قبل ان تنفذ ما

هددت به، امسكها غييارمو بذراعها وجذبها بشدة نحوه ضاغطاً بيده على فمها حتى يمنعها من الصراخ.

راحت تقاومه بصمت. آانت تقاوم بكل قواها وتمكنت للحظة من ان تفلت من قبضته، وفتحت فمها لتصرخ،

لكنه ارتمى عليها مانعاً مقاومتها وشعرت بالغثيان آملة ان يأتي آارلوس او جوانيتا آادت ان تفقد وعيها

تحت قوّة جسده عندما وجدت نفسها فجأة تسقط على رآبتيها وقد ابتعد عنها غييارمو والدم ينزف من انفه

وسرعان ما سمعت شتائم بالاسبانية مما جعلها ترفع رأسها. انه دييغو، يرتدي بذلة الصباح، وآان شاحب

اللون من الغضب. ارتمت بين ذراعيه وراحت تبكي وتنتحب: "آه دييغو! اني خائفة جداً." التفت دييغو ليلقي

نظرة الى خادمه ثم صرخ: "اختف من هنا في الحال، ساراك في السفينة بعد قليل." ثم التفت الى لورا

وحدجها بنظرة غاضبة بينما آانت ترتجف بين ذراعيه. فقال وهو يبعدها عنه في حنان: "ان منظرك غير لائق

وردة فعل هذا الولد عند رؤية امرأة جميلة نصف عارية على شاطئ مهجور، ليست مستغربة." اجابتة لورا

وقد استشاطت غصباً: "بلادك بلاد البرابرة" آان دييغو يحدق فيها بنظرات غريبة وتسائلت في قلق ماذا

يدور في خلده في الوقت الحاضر. وعندما رأته يخلع سترته وربطة عنقه ويفك ازرار قميصه، تثاءبت

وسالته: "ماذا تفعل" . "هذا طبيعي، اليس آذلك؟ هذا سيعلمك آيف تثيرين الرجال.لست سوى امرأة

مثيرة." القى بثيابه جانياً، رآضت لورا نحو السلم الحجري، لكن دييغو لحق بها وحملها بين ذراعيه. تلاشت

وحدقت فيه متوسلة. صحيح انها ارادت دييغو وتريده دائماُ، لكنها لا تريد علاقة ناتجة عن غضب ورغبة بحتة.

وقبل آل هذا آيف تنسى المرأة المكسيكية السمراء، فرنسيسكا... ؟ همست: "دييغو، لا، ارجوك"! تصرف

آأنه لم يسمع شيئاً. وضعها في لطف على اريكة الشاطئ وراح يتأمل جسمها الجميل المرتعش

وهي آانت تقول: "دييغو، لا"... لكن عينيه آانت تقولان اشياء جعلتها تتخلى على اية مقاومة وتستسلم.

قال وهو يعانقها: "لم اعد استطع احتمال تهربك." ليس هناك آلمات تستطيع ان تصف الاحاسيس التي

شعرت بها من جراء مداعباته البارعة. آانت تداعبه بشعره الاسود وتلثم عنقه. بعد هذه اللحظات الرائعة

التي عاشتها، رفعت عينيها الخضراوين البراقتين وشاهدته ينظر اليها، بسحر ويهمس وآأنه لا يصدق : "يا

الهي. لقد اآدت لي ان ... اوه .. برانت وانت"... "آه دييغو، هذا لآنه ... لم اآن اعي تماماً ... انني"... وبينما

آانت تحاول ان تشرح له بصعوبة، انها آانت تقاوم منذ البداية هذا الحب الذي آانت ترفض الاعتراف به،

آانت تسمع عويل الرياح في اوراق شجرة جوز الهند التي آانت تحميها من اشعة الشمس ولبرهة قصيرة

شاهدت دييغو يرفع رأسه فجأة في استغراب ويمد يده في حرآة دفاع ... ثم تلقت صدمة عنيفة افقدتها

وعيها .


:flowers2::flowers2::flowers2:

ميسا ميسا 08-06-08 02:41 AM

10عتمة الذاآرة -

فتحت لورا عينيها وآان اول ما لمحته زهور البنفسج الرائعة مضى وقت طويل قبل أن تلمح من بعيد شبح

أبيض آإنه ضباب آثيف أرادت أن تصرخ لكن الصوت لم يخرج من حلقها الجاف إن مثل هذا الجهد البسيط

آاف لأن يحفر دماغها في الم عميق وبشبه غيبوبة راحت تنتحب همس صوت في لغة لم تعرف ماهي

برغم أنها فهمت المعنى من دون صعوبة -شكرا ياالهي ! هل تريدين شئ ما يا ابنتي؟ قالت لورا في

صوت ثقيل انها تشعر بالعطش فاختفت الممرضة لتعود حاملة قدحا مليئا بعصير البرتقال ألمثلج وقالت: -

سيفرح زوجك آثيرا لأنك استعدت وعيك إجابت لورا مقطبة الحاجبين: -زوجي هل أنا متزوجة؟ -طبعا

ياصغيرتي إنه قلق عليك وآأن الممرضة تذآرت أن لورا لاتعرف اللغة الأسبانية , فقالت لها بالأنكليزية: -

سأزف إليه الخبر السار واطلب منه إن يحضرلرؤيتك -إنتظري, ارجوك , من ستحضرين؟ انني لا اتذآر

احدا -انت زوجة السينيور راميريز وهو شخصية بارزة في المكسيك المكسيك ماذا تفعل هنا في

المكسيك ؟ هل هي متزوجة من رجل مكسيكي ؟ أضافت الممرضة: -تعرضت لحادث على الشاطئ

القريب من فيلا جاسينتا حادث في فيلا جاسينتا هزت لورا رأسها في حيرة وارتباك ومن جديد عاد الألم

العنيف يعصر صدغيها -انني إنني لا أتذآر شيئا -لا تقلقي, سينيورا هذا شيء طبيعي بعد صدمة آهذه

لاتتحرآي سأقول لزوجك أنك استعدت وعيك وضعت لورا يدها على أآمام الممرضة وهمست: -أرجوك

اخبريني أولا عن الحادث أن تلتقي زوجا لا تعرفه فكرة ترعبها من هو ؟ من يشبه ؟ ماعمره ؟ وهي من

هي ؟ -آنت ممددة على الشاطئسنيورا تحت شجرة جوز هند المحملة بالثمار الناضجة إن ثمره واحدة

بإمكانها تحطم رأسك -وهذا ما حدث لي ؟ -من حسن حظك أن زوجك آان معك في هذه اللحظة وقد

تمكن أن يخفف من حدة الصدمة والآن سنيورا سأذهب لآتي به لم نستطع أن نقنعه الا اليوم بأن يخلد

إلى الراحة لكننا وعدناه بأن نوقضه متى استعدت وعيك وعندما اختفت الممرضة راحت تحاول الترآيز

تلاحقها عشرات الأسئلة التي لا تعرف لها جوابا منذ متى وهي متزوجة من مكسيكي ؟ لا شك أن يحبها

آثيرا لأنه رفض أن يبتعد عنها آأن عليها أن تطلب من الممرضة مرآة قبل أن تدعها تذهب لتأتي به لا تعرف

آيف ملامحها؟ هل لون عينيها أزرق ام اسود ؟ رفعت يدها لتلمس خصلة من شعرها لمعرفة لون شعرها

لكن شعرها آان مختفيا وراء ضمادات تلف آل رأسها وعندما لمست جبينها شعرت بألم عنيف فجأة ,

انتفضت فقد دخل إلى غرفتها وبقي جامدا قرب السرير آان ممشوق ألقامه أسود, الشعر ,أسمر

البشرة في الثلاثين من العمر يرتدي قميصا بأآمام قصيرة وبنطلون جينز وجهه متعبا آان ينظر إليها في

قلق ويهمس في صوت مبحوح وهو يضع يده على يدها: -لورا هكذا إذا إنها تدعى لورا اعجبها الاسم وما

اسم زوجها؟ قالت لها الممرضة منذ قليل عن اسمه آه صحيح فهمست: -دييغو سألها وفي عينيه ومضة

امل: -هل عرفتيني يا حبيبتي هزت رأسها قليلا وقالت: -الممرضة هي التي أعطتني أسمك ولاحظت

الضمادات التي تحيط بمعصم زوجها فسألته: -هل جرحت؟ -هذا لا شيء -هل حصل هذا في الحادث

الذي تعرضت أنا إليه لقد قيل لي أنك خففت من حدة الصدمة وإلا لكنت الآن من عداد الأموات -هذا

الحادث هو بسببي أنا وغلطتي لا تغتفر آان علي أن أعرف توقف عن الكلام وجلس على السريران دماغ

لورا يرفض ان يعمل بصورة طبيعية لم تحاول أن تعرف ماذا يعني في آلامه فقالت بصوت خافت: -من

متى وأنا غائبة عن الوعي؟ -من 3 إيام أخفض رأسه فإذا بلورا تشد على قبضته وهي تقول بلطف: -إذا لا

شك أنك مرهق جدا قالتلي الممرضة أنك لم تبرح غرفتي طيلة هذا الوقت -سيحضر الطبيب قريب جدا

وسأراك بعد أن ينتهي من معالجتك توقعت أن ينحني ليقبلها لكنها ابتعد في خطى سريعة تارآا إياها في

خضم الحيرة والقلق لماذا يبدو هذا الزوج الذي أشرف على الاعتناء بها 3 أيام متوالية مستعجلا في

التخلي عنها ؟ آانت لورا تنثر فتأت الخبز وهي تتناول فطور الصباح على الشرفة المليئة بالزهور وهي

تنظر في حنان الى العصافير الصغيرة المتعددة الألوان التي حومت حول المائدة لتلتقط آسرات الخبز في

فرح قال لها دييغو في توبيخ ناعم: -إنك تدللين العصافير ياحبيبتي -انها عصافير جميلة عادت للجلوس

قرب زوجها وتناولت إبريق القهوة وقالت: -إنها آالأولاد الصغار لا نستطيع أن نرفض لهم اي شئ هل

تريد؟ -ماذا أريد ماذا ؟ أولاد؟ -لا يا حبيبي هل تريد بعض القهوة؟ -آه نعم بكل سرور ثم عادت تقول وهي

تسكب له فنجان قهوة: -إنجاب الأولاد فكرة حسنة أليس آذلك؟ ما رأيك؟ قطب جبينه وقال: -لقد اتفقنا

على أن نتجاهل هذا الموضوع في الوقت الحاضر إلى أن تتحسن صحتك تناول دييغو سيكارا وأشعله

فأجابت لورا قائلة: -نعم آنت متفقة معك على هذه الفكرة , لكن نهضت واسندت ظهرها الى حجارة

الشرفة وحدقت في المنظر الرائع امامها ثم اضافت تقول: -دييغو؟ - -نعم ؟ - -لنفرض انني لن استعيد

ذاآرتي ابدا ؟ - -الأطباء يعرفون تماما ان حالتك ستتحسن لكنها بحاجة الى بعض الوقت -انفجرت

صارخة: - -الوقت لقد مر شهران وانا على هذا الحال ! لم استعد من الذآريات الا صورة اليخت الراسي

على الشاطئ وصورة الراهبات في ذلك الدير قال دييغو في حذر وهو ينفض رماد سيكاره في المنفضة: -

لقد ترعرت وتعلمت في الدير - -لماذا لا تساعدني لأستعيد ذآرياتي وبالتالي ذاآرتي آلها نهض دييغو

متجها نحوها ثم وضع أصابعه على ذراعها وقال: -نصحني الأطباء بألا استعجل الامور وانت تعرفين ذلك

جيدا من الأفضل ان تستعيدي ذاآرتك بصورة طبيعية - -وهل نصحك الأطباء ايضا بأن تنام في غرفة

منفصلة عن غرفتي ؟ آانت تنظر اليه في تحد فشاهدت تقلص وجهه حين قال بعد ان سحب يده من

ذراعها: -لا هذا القرار اتخذته بنفسي يجب ان اذهب الان آيلا تفوتني الطائرة لدي مواعيد آثيرة بعد ظهر

اليوم في مكسيكو تبعته حتى الغرفة التي ينام فيها وقالت: -الا يمكنني ان ارافقك , ولو لمرة واحدة

التفت دييغو اليها وهو يضع اوراقه داخل حقيبة سفره وآان يبدو منزعجا: -من الأفضل ان تبقي هنا بعض

الوقت ريثما تتحسن صحتك ليست المرة الأولى منذ الحادث يرفض فيها طلبها وفجأة قالت بغضب: -هنا

أليس آذلك وهكذا لا يتسنى لي أن أرى عشيقتك أغلق حقيبته واقترب منها وقال في جفاف: -إنني

أذهب إلى مكسيكو لأداء بعض الأعمال وليست لدي أية عشيقة فانتزعي هذه الفكرة من رأسك هذا

العذر هل سبق وسمعته قبل الحادث؟ آيف لها أن تعرف أنها ترغب في أن تسد اذنيها آي لا تسمع اي

شيء بعد الآن هل باستطاعة ثمرة جوز الهند أن تزعزع دماغها الى هذه الدرجة؟ هل آان دييغو دائما

يتصرف معها آصديق أآثر منه زوجا؟ لا هذا مستحيل فهي تشعر أنهما آانا متفقين ومندمجين روحيا

وجسديا همست لورا في الوقت الذي آان دييغو يقترب منها آالعادة ويقبلها في جبينها: -دييغو -ماذا ؟ -الا

تعتقد أن صحتي تتحسن بسرعة لو لو آانت علاقتنا طبيعية مثل قبل الحادث إني متأآدة من ذلك غمز

بعينيه وهو يتأمل وجهها الأحمر وسألها فجأة: -آيف تعرفين ذلك ؟ -آيف ؟ لكني أشعر بذلك أنت زوجي

وماذا يمنعني من اآون طبيعية معك؟ صمت برهة ثم أطلق زفرة عميقة وقال بصوت حنون وهو يداعب

شعرها: -ما من أحد يستطيع منعك وأنا أيضا يالورا آنت أرغب في ذلك لم يكن سهلا مقاومة رغبتي

باللحاق بك الى غرفتك صرخت: -لا أفهم ليس هناك أية خطر إني بصحة جيدة إذا لماذا؟ -سنبحث الأمر

بعد عودتي إنها تعرف دييغو الآن بما فيه الكفاية وتعرف أنه متى اتخذ قرارا ما فلن يعود عنه بسهولة

عندما أصبحت لوحدها راحت تفكر بمصيرها وحده زوجها يمكنه ان ينسيها الشكوك التي تراودها

باستمرار منذ وقوع الحادث لقد أخبرها دييغو أنها فقدت والديها لكن لا بد أن لها قصة أو مهنة أو أصدقاء أو

معارف او اقرباء لا أحد يعرف عنها شيئا لا شك أنها انفصلت عن الجميع بعدما تزوجت آه لو يساعدها

زوجها على إعادتها الى الطريق الصحيح بدل أن تكتفي بأنتظار مشيئة القدر! شعرت بالتعب فتمددت على

السرير الضخم الذي يشعرها بالضياع طيلة الليل وراح عقلها يشتغل بقوة هل لدى دييغو عشيقة في

مكسيكو ؟ وتذآرت أنها قرأت مرة أن المكسيكيين ليسوا مخلصين لزوجاتهم ودييغو هو رجل جذاب ومثير

وقليلات من النساء قادرات على مقاومته الدير إنه الماضي إنها الأن متزوجة! وهي تحب زوجها وهل

هناك ما هو أفضل من ذلك الحب إن ثمة طرقا تساعدها على إقناعه بضرورة مشارآتها حبها نعم ستحاول

أن تجذبه إليها بطريقة أو بأخرى في الأيام الثلاثه التي تلت ذهاب دييغو عملت لورا بكل نشاط وحيوية

ومساء عودته آانت الفيلا على استعداد لاستقباله وضعت لورا على الطاولة شمعدانا يضئ المكان وآانت

لورا تبدو في شعرها الأشقر المنسدل على آتفيها وفستانها ألأبيض الضيق في أناقة وجمال تامين

وبعدما ألقت نظرة خاطفة على الطاولة نظرت في عينين براقتين الى الخادمة وقالت: -عندما يصل

السنيور نأخذ المقبلات في الصالون الصغير وسيكون أمامك متسعا من الوقت لأن تنهي العشاء قالت لها

المرأة في فرح: -لا تقلقي ياسنيورا ان السنيور يقول لي دائما أنه سيصطحبني يوما ما إلى مكسيكو

لأعلم الطاهي الفرنسي إعداد ألمأآل المكسيكية وفي تلك اللحظة دق جرس الهاتف فتناولته جوانيتا

من المطبخ قالت لورا لنفسها : آل شيء جاهز لهذه الليلة التي ستكون مليئة بالسحر والإثارة الأضواء

الناعسة الطعام المفضل تريد أن تفعل أي شيء آي تنقذ زوجها من براثن عشيقته قالت جوانيتا وهي

على عتبة غرفة الطعام: -المكالمة لك انه السنيور دييغو -هل يريد أن أستقبله في المطار؟ -إنه يتكلم من

مكسيكو يا سنيورا جف حلق لورا ورفعت السماعة وقالت: -دييغو , ماذا جرى ؟هل أنت متأخر؟ -إني

آسف يا حبيبتي لن أستطيع الحضور هذا المساء شوقي إليك قالت لورا وهي تعض على شفتيها: -حسنا

إذا إلى يوم الأحد -أعدك بذلك وسأتصل بك في حال حدوث اي تغيير لكن لورا لم تعد تسمع شيئا آانت

تفكر بالمكالمة الهاتفية هل آان دييغو غير قادر على المجيء أم إنه لم يكن يريد ذلك؟ ماذا وراء آل هذه

المواعيد ؟ هل هناك امرأة أخرى في حياته؟ مكالمته الهاتفية في اليوم التالي التي أخبر لورا فيها إنه

سيؤخر عودته 48 ساعة أخرى بدأت تؤآد شكوآها فقال دييغو: -لدي مواعيد من مهمة جدا يوم الاثنين

ويوم الثلاثاء بالتالي لا يسعني الوصول قبل مساء الثلاثاء لكنني أنوي قضاء الأسبوع آله معك في الفيللا

فقالت له في صوت جاف قبل أن تقفل الخط في وجهه: -لا تقلق عليه أرجو أن تمضي عطلة جميلة مع

عشيقتك آه لو تستطيع أن تتحمل هذا الوضع أين يمكنها أن تذهب ؟ بمن تستطيع الاتصال ؟ أن فقدانها

الذاآرة يمنعها من مغادرة هذا السجن الذهبي فيلا جاسينتا آانت أحلامها مهددة برؤية امرأة سمراء

يمضي دييغو معها أيامه في مكسيكو لماذا تزوجها إذا ؟ هي الشقراء النحيفة المختلف جمالها عن

الجمال المكسيكي ؟ حاولت أن تجد تفسيرا لكن ذآرياتها تهرب منها ربما آان زواجهما على وشك الانهيار

قبل الحادث ؟ وهذا يفسر تهرب دييغو منها يوم الاثنين أي قبل عودة دييغو بيوم واحد عادت إلى لورا

ذاآرتها

في طريقة صاعقة وغير منتظرة -سينيورا ! هناك زائر آانت من منغمسة في رسم العصافير الملونة

المتجمعة حول فتات الخبز فلم تأبه في البدء لهذا النداء لقد نصحها دييغو بأن تلجأ إلى الرسم حتى لا

تضجر خلال فترة غيابه عن الفيلا وآان ذلك اآتشاف جميل عندما ترسم تنسى آل شيء رددت جوانيتا

قائلة: -سينيورا , لديك زائر فقاطعها صوت رجل قائلا: -لا تقلقي سأآلم الآنسة ترانت بنفسي آه عفول

السنيورا راميرزا قطبت جبينها وهي ترى الزائر يقترب منها يبدو إنه أمريكي بماذا ناداه بادئ الأمر؟

الآنسة ترانت لكن ربما سيكون قادرا على أن يوضح لها شيئا عن ماضيها قالت لورا وهي ترمق زائرها

بنظرة متسائله: -حسنا يا جوانيتا سأستقبل السيد السيدآوه -لورا ! هذا انا برانت لاتقولي انك نسيت من

اآون خيبة الأمل ضغطت على قلب المرأة هذا الرجل الجميل المظهر ذو الشعر الكستنائي مجهولا تماما

بالنسبة إليها قالت لجوانيتا وهي تمسح أصابعها المليئة بالدهان: -اجلبي لنا القهوة ثم قالت لزائرها: -

آسفة انني لا اعرفك -اتسخرين مني ؟ انا برانت ! آنا مخطوبين الا تذآرين لكنني بدأت افهم لماذا تخليت

عني من اجل هذا المكسيكي راميرز تلعثمت من دون ان تتوقف لحظة عن النظر اليه بامعان: -انا انا

التي هجرتك ؟ ثم لاحظت ان جوانيتا مازالت مكانها فرمقتها بنظرة جافة وقالت لها: -جوانيتا , طلبت منك

اعداد القهوة أجابت المرأة المكسيكيه قبل ان تبتعد: -نعم نعم ياسنيورا قالت لورا بلباقة وهي تجلس في

مقعد من القش: -اجلس ان جوانيتا ترعاني منذ الحادث -الحادث ؟ اي حادث؟

-انها قصة تافهه آنت ممددة على الشاطئ تحت شجرة جوز هند فوقعت حبة من الشجرة وأصابتني في

جبيني ومنذ ذلك الوقت وانا فاقدة الذاآرة آليا جلس الرجل على المقعد شاحب اللون وسالها وهو يحدق

في عينيها: -هل صحيح انك لاتتذآرين اي شئ ؟ -لاشئ او تقريبا احيانا قليلة ارى صورا تنبعث من

الماضي ويؤآد الأطباء انني سأستعيد ذاآرتي مع مرور الزمن ’, لكن ترددت هل بأمكانها ان تسأل هذا

الرجل الذي آان يعرفها جيدا شيئا عن ماضيها ؟ فقال برانت: -غريب انك لا تتذآرينني لم تجب فقد جاءت

جوانيتا لتضع الصينية على الطاولة وتبتعد -يا لورا آنا على وشك الزواجوهذا امر لايمكن لانسان ان

ينساه سألته لورا وهي تسكب القهوة: -هل تزوجت من دييغو قبل ان افسخ خطبتي منك ؟ -آلا لقد

ارسلت لي خاتم الخطبة وقلت لي انك واقعة في غرام هذا الرجل -اني اشعر بأنني احببت دييغو منذ

اللحظة التي رأيته فيها انه انهى برانت آلامها: -غني؟ تقلصت لورا ماذا يعني بذلك ؟ هل يعني انها فتاة

انتهازية ؟ -نعم انه غني جدا -وذو نفوذ , اعرف ذلك ومع ذلك ترك والدك يموت في احد السجون

المكسيكية ! أي نوع من الرجال هو ؟ اني ارى ان لكن لورا لم تعد تسمع صوته فقد استعادت ذاآرتها

فجأة آان رأسها يدق آالطبل وآذلك اذناها والدها دان ترانت تخيلت وجهه الرمادي , في زنزانة معتمة

وأمامه طاولة وضعت عليها الأباريق والزجاجات وسمعت صوت والدها رافعا آأسه ويقول: -ليكن زواجك

سعيدا مثل زواجي انتصبت ورفست بعنف مقعدها الذي سقط وراحت تصرخ مثل حيوان جريح: -أبي !

أبي ! أبي ! ثم غابت عن الوعي


:flowers2::flowers2::flowers2:

ميسا ميسا 08-06-08 02:58 AM

11-وتألق القلب

لاح نور خفيف من وراء الستائر عندما فتحت لورا عينيها وانحنت جوانيتا الجالسة في آرسي قرب

السرير , نحو الوجه الذي بدأ يستعيد لونه فابتسمت لورا قليلا وانفجرت الخادمة بالبكاء وقالت وهي

تتمسك بذراعها الممددة على الغطاء: -آه سنيورا ما آان ينبغي ان اسمح لهذا الرجل بالدخول آه, لو أدرآت

ان بأمكانه أن يؤذيك! سامحيني يا سنيورا تمتمت لورا بصوت مرتجف: -لست مخطئة يا جوانيتا في آل

حال , لم يقصد برانت ايذائي ماما قاله لي اعاد الي الذاآرة بصورة صاعقة وانفجر رأسي هذا آل ما حدث

ضغطت جوانيتا بيديها على صدغيها ونظرت الى لورا بخوف وقالت: -سيغضب السنيور دييغو مني آثيرا ,

سيقول لي انني قاطعتها لورا قائلة: -لا تخافي ياجوانيتا سأقول ان برانت دخل بالقوة أوه هل تمكنت من

الأتصال بزوجي ؟ -نعم سينيورا تقريبا لم اتمكن من التحدث اليه شخصيا ترآت له رسالة مع مدير الفندق

الذي آان عليه ان يتصل به عند السنيور فرانسيسكا بوردي حيث آان معها في زيارة عمل زيارة عمل

صورة ممزقة نصف منسية برقت فجأة في مخيلة لورا وتذآرت وجه دييغو الأسمر المنحني فوق وجه

فرانسيسكا الملئ بالدموع لم يكن من الصعب تخيل نوعية الأعمال التي يقوم بها دييغو مع هذه الأرملة

الشابة السمراء قالت لورا آاذبة: -انني بحاجة الى النوم الآن -اخاف ان اترآك , يا سنيورا ان السنيور

دييغو -انا في حالة جيدة يا جوانيتا لاتقلقي علي انني بحاجة الى قليل من الراحة -الاتريدين شيئا ما يا

سنيورا ؟ -لا , شكرا لا اريد ان يزعجني احد لكنها لم تتوقف عن التفكير آانت تستعيد الذآريات , الواحدة

بعد الأخرى آل حوادث حياتها الماضية تعود شيئا فشيئا الى مكانها وعندما تذآرت موت والدها في السجن

المكسيكي بدأت الدموع تنهمر من عينيها هل اعتقاله هو السبب الرئيسي لموته ؟ لم تنس لورا العشاء

الذي تناولته برفقته في مطعم الميرادور في ذلك المساء لاحظت ملامح وجهه المشدود آان قد فقد

حيويته العادية "انني اتساءل ما أذا آان قلبي يتحمل هذا النوع من الأنفعال " هذا ما قاله لها وهما

يشاهدان الفطاسين يقفزون من اعالي الصخور لقد اعتبرت هذا التعليق بمثابة مزحة هل آان دان

حينذاك مصابا بمرض القلب فجاء السجن ليعقد له الأمور وتذآرت لورا وجهه الرمادي الشاحب خلال

زياراتها العديدة له في السجن آانت تعتبر ذلك ناتجا عن الجو المشحون داخل الزنزانة وابتعاده عن

الشمس , والهواء , والحرية وبرغم آل الاهتمام الذي آان يوليه دييغو لعمه , لم ينجح في إعطاءه الحرية

التي آان يرغب فيها قبل أي شيء آخر وأخذت الأفكار تعود باتجاه دييغو إلى يوم الحادث الى الشاطئ

آيف نسيت تلك اللحظات السعيدة مع دييغو ؟ راحت تتذآر دييغو منحنيا فوقها يداعبها بحنان فائق آل شيء

يعود الآن الى ذاآرتها في دقة تامة جاعلا إياها مرهقة ومتلاشية في تلك المرحلة آانت تعرف أن زواجهما

آان مهددا فقد قبل دييغو فكرة فسخ الزواج ثم فرانسيسكا , المرأة , السمراء , الجذابة , ظهرت في

المشهد بصورة مباغتة لماذا تعلق دييغو بهذه المرأة الأمريكية المتحررة وهو الذي يتمتع بعقلية مكسيكية

متعصبة؟ لكن حصل ما حصل على الشاطئ وعرف دييغو أنها آذبت عليه ليلة عرسهما تارآة إياه يعتقد أنها

وبرانت آانا عاشقين فجأة شعرت بانتفاضة في آل أنحاء جسمها في ذلك النهار عندما آانت على الشاطئ

قبل الحادث آان دييغو يعرف تماما إن والدها مات وإذا آان قد عاد باآرا من مكسيكو فذلك لأنه تلقى

مكالمة هاتفية من رئيس شرطة أآابولكو لماذا أحبها في هذا النهار بالذات؟ آان والدها قد مات ولا شيء

يمنع فسخ الزواج فكان حرا بأن يتزوج فرانسيسكا عندما يتم فسخ الزواج هل لأنه فاجأ غييارمو معها

أحس برغبة عنيفة في أن يجعلها زوجته في الحال مهما آان الأمر آانت تصرفه وقحا وهو يعرف إن والدها

مات نهضت من السرير وأسرعت إلى خزانتها وبسرعة أخرجت حقيبتها الجلدية الحمراء وراحت تضع

حاجياتها وهي تفكر بعصبية واضطراب أين تستطيع الذهاب في اآابلوآو من دون أن يكتشف دييغو مكانها

ويعيدها الى الفيلا ؟ إن الندم جعله يعتني بها عناية آبيرة منذ الحادث وهي تفهم الآن لماذا آان ينتظر

بصبر أن تستعيد ذاآرتها بصورة طبيعية ربما آانا يأمل بألا تشفى تماما في آل حال ألا يتمتع دييغو بحياة

ذهبية؟ لديه زوجة وديعة وطيعة مدفونة في فيلا جاسينتا وعشيقة ملتهبة في مكسيكو ؟ أقفلت حقيبتها و

نظرت إلى حقيبة يدها لديها من المال ما يكفي لأن تمضي بضعة أيام في فندق من الدرجة الثانية قبل

أن تستقل الطائرة الى لوس أنجلوس إنها لا تريد مغادرة اآابلوآو قبل أن تعرف إين دفنو والدها آانت

أمنيته أن يدفن قرب زوجته وستحاول أن تنقل جثمانه إلى مدافن لوس أنجلوس حيث ترقد والدتها هل ما

زال برانت هنا في اآابلوآو ؟ ربما , لكنه ينزل ولا شك في أحد الفنادق الفخمة التي تحيط الخليج ولا

مجال للورا لأن تذهب للبحث عنه هناك حيث يمكن لدييغو أن يكتشفها بسهولة لا من الأفضل أن تنزل في

فندق متواضع يقع على أحد التلال البعيدة عن الشاطئ وهناك يمكنها أن تمضي وقتها من دون أن يلاحظ

أحد وجودها لم تجد أية صعوبة في صف السيارة في المطار والمرور بين مجموعة آبيرة من السياح الآتين

من مكسيكو لكن الأمور تعقدت فجأة عندما لمحت شبح دييغو الذي آان يرتدي بذلة رمادية شاهدته يرفع

يده ليوقف سيارة أجرة ثم يدخل إليها وينظر في تقلص أمامه إنه يستحق ما يحصل له الآن ماذا اخبر

فرانسيسكا ؟ عندما قرأ رسالتها لا شك إنه آان يبين ذراعي هذه المرأة السمراء -سنيورا توقفت سيارة

تاآسي أمامها -أين تذهبين ؟ -إني أبحث عن فندق صغير في حيي أآابلوآو القديم قادة السائق التلال

العالية وتوقف أمام بناء مؤلف من 4 طوابق وقال: -إنه فندق روزاريو سأسأل اذا آان ثمة غرفة فارغة هل

تريدين غرفة بسرير واحد ؟ -نعم ولبضعة ايام فقط دخل السائق الى الفندق وفهمت لورا انها ستدفع

مبلغا ضخما للحصول على هذه الغرفة وأن السائق سيقبض عمولة هزت آتفيها في استياء وقالت ان

هذه الأمور ليست مهمة في الوقت الحاضر المهم هو ان تبتعد عن دييغو الذي لن يخطر في باله انها تقيم

في مثل هذا المكان آما انه اذا رأي سيارته في المطار سيفكر في الحال انها استقلت الطائرة الى

آاليفورنيا ولن يفكر في البحث عنها في مدينة الحمامات ظهر السائق أخيرا: -هناك غرفة واحدة يا سنيورا

وسعرها مرتفع احمرت لورا غضبا عندما عرفت القيمة المتوجب عليها ان تدفعها ان شقتها الصغيرة في

بانوراما تكلف السعر نفسه لكن ليس امامها خيار آخر اومأت اليه موافقة وهبطت من سيارة التاآسي

بينما اخرج السائق حقيبتها من الصندوق رائحة العفن تتصاعد من البهو ولدى دخولها انحنى صاحب

الفندق السمين وابتسم لدى توقيعها على السجل فقد وقعت باسم والدتها قبل الزواج : بربارة فوريس

صعدت الى الغرفة في الطابق الثاني انها صغيرة جدا وفيها مروحة بطيئه ومغسلة قديمة ومقعدان من

القش وخزانة على بابها ستائر باهته تستعمل في الوقت نفسه آمنضدة للزينة وفي احدى الزوايا سرير

عريض من الحديد المقشر قالت لورا في قرف: - -انها غالية الثمن نسبة الى ماتحتويه من اشياء غير

مريحة فقال صاحب الفندق وهو ينظر اليها في ارتباك ويتأمل ملابسها الأنيقة: -انه الموسم يا سنيورا ثم

انك لم تحجزي من قبل -نعم اعرف لن ابقى هنا مدة طويلة -سأرسل لك حقيبتك بأسرع ما يمكن قبل ان

يجلب لها الخادم الحقيبة لاحظت لورا ان السرير يطلق صريرا قويا وان المروحة تجلب هواء رطبا رائحته

آريهة عندما اصبحت لورا وحدها تمددت على السرير وهي تتصبب عرقا وثيابها تلتصق بجسدها آانت

تحدق بشفرات المروحة ربما آان من الافضل لو انها ذهبت لتبحث عن برانت لتستدين منه المال لتستأجر

غرفة تليق بها لكن ربما اضطر لأن يطرح عليها اسئلة محرجة وربما اقنعها بمنطقه مؤآدا لها ان دييغو لم

يعد له حقوق عليها ما دام ارغمها على ان تتزوجه ابتزازا اغمضت عينيها آيلا ترى هذه الغرفة ال****ة

نعم قانونيا ربما لم يعد لدييغو أي حق عليهالكنها تشعر بأنه يمتلكها جسدا وروحا لايمكنها ابدا ان تمنح

رجلا آخر هذا الحب الممزوج بالشغف أيقظها دوي الرعد من نوم عميق ارتعشت ثم نهضت خائفة

لوجودها في هذه الغرفة ال****ة المظلمة من جديد سمعت طرقات على الباب فتقدمت وهمست

بصوت يرتجف وهي تشعل النور: -من من هنا ؟ - -دييغو -ألقت نظرة خاطفة الى الغرفة آملة ان تجد

وسيلة للهرب حينذاك شاهدت حشرات صغيرة تسرع بالأنسحاب من السقف وجدران الغرفة وتختبئ في

ثقوب الخشب والجص ارتعبت لهذا المنظر وصرخت بأعلى صوتها وفي الحال سمعت ضربة قوية وصوت

الخشب المتحطم دخل دييغو من الباب وسألها: -لورا حبيبتي , ماذا جرى ؟ -فأشارت لورا باصبعها الى

الحشرات ذات القرون الطويلة المنتشرة هنا وهناك -جذبها نحوه واخفى وجهها بصدره وقال بصوت هادئ

وهو يداعب شعرها: -هذا لاشئ ياحبيبتي هذه الحشرات الصغيرة غير مؤذية هدهدها لحظة ليهدئ من

خوفها , ثم ابعدها عنه بلطف وسألها: -هل انت مطمئنة الآن ؟ -اشارت له برأسها ايجابا -سألها وهو

يشير الى حقيبتها الحمراء: -أهذا آل ما لديك من امتعه ؟ -نعم لم اآن احتاج الى اآثر من هذا حمل

الحقيبة وقال: -تعالي آان صاحب الفندق ينتظرهما في المدخل فقال: -اني آسف ياسنيور راميرز لم اآن

اعرف ان السنيورا هي زوجتك -آيف تجرأت على تأجير مثل هذا الكوخ القذر! أحب ان اعرف آم طلبت

أجرة لمثل هذا المأجور ؟ أطلعت لورا دييغو على المبلغ الذي دفعته فحدج دييغو صاحب الفندق بغضب

وقال: -عليك أعادة ثلاثة ارباع المبلغ الذي قبضته في الحال والباقي يكفي لتصليح الباب الذي خلعته الآن

انك تفقد سمعتك بطريقة ذليلة راح الرجل يعتذرشارحا وضعه ولما أعاد المبلغ اخذ دييغو لورا بذراعها

وخرجا معا الى الشارع حيث تنتظرهما سيارة المرسيدس صعدا الى السيارة وأقلع بها دييغو سالكا اتجاه

وسط اآابلوآو ران صمت ثقيل أخيرا سألته لورا بصوت خفيض من دون ان تجرؤ عليلى النظر اليه: -آيف

توصلت الى اآتشاف مكان وجودي ؟ -لم يكن ذلك سحرا صحيح انك ترآت السيارة في المطار لتوهميني

أنك غادرت البلاد ولكنني لم انخدع بذلك اني اعرفك جيدا وأعرف انك لن تغادري أآابلوآو قبل ان تعرفي

أين دفن والدك لقد بحثت عنك في آل فنادق المدينة ابتداء من الفنادق الفخمة ولما وصلت الى هنا ,

قرأت اسم والدتك على سجلات فندق روزاريو -اسم والدتي ؟ آيف عرفت ان هذا الأسم هو اسم زالدتي

؟ لم اذآره امامك أبدأ -قرأته على مقبرتها عندما آانوا يدفنون والدك الى جانبها أطلقت زفرة ممزقة -لورا

حبيبتي , هل تذآرينكل شئ ؟ همست بعدما أزاحت وجهها عنه حتى لايرى الدموع في عينيها: -نعم ثم

أضافت بصوت متقلب: -اني سعيدة لأن والدي دفن قرب والدتي شكرا على ذلك سألها بحيوية: -لماذا

تشكرينني على هذا فقط ؟ الم افعل آل ما بوسعي لأعالجك وأهتم بك بعد الحادث الذي افقدك الذاآرة

؟أطلقت ضحكة صفراء وقالت: -حتى اليوم لم اآن اصدق المثل الذي يقول " ان الجهل هو سلام الحياة "

لم تقل لي شيئا يا دييغو ولم تعلمني بموت والدي ولا اذآر ما تبقى من احداث عندما يجهل المرء سوء

حظه فلا يتألم من ذلك أليس هذا صحيحا؟ قاطعها بلهجة ساخطة: -آفى يالورا ! سنستأنف هذا الحديث

في المنزل المنزل ؟ اين منزلها ؟ انها لاتذآر شيئا عن فيلا جاسينتا ولا عن مسكنها الفخم في مكسيكو

قبل وفاة والدها آان منزلها الحقيقي هو يخته فماذا حل باليخت ؟ وما ان وصلت السيارة الى مدخل فيلا

جاسينتا حتى تذآرت لورا فجأة جوانيتا وآارلوس ماذا يقولان عن اختفائها ؟ هل هما على علم بالحادث

الذي حصل بينها وبين غييارمو مباشرة قبل الحادث ؟ ربما نعم , لأنها منذ ذلك الحين لم تعد تسمع عنه

شيئا استقبلتهما جوانيتا الشاحبة اللون قلقا وفي صوت خافت حيتهما ثم سألت دييغو ماذا يريد ان

يتعشى ؟ -أحضري لنا شيئا سنتناول العشاء في الصالون الصغير شعرت لورا انها على وشك الانهيار

عندما ترآها دييغو في الغرفة الكبيرة التي لم تكن تتصور انها ستراها مرة اخرى ولكنها بعدما اخذت

حماما فاترا شعرت بالأسترخاء والأرتياح آانت جالسة أما منضدة الزينة تسرح شعرها الأشقر عندما دخل

دييغو الى الغرفة آان يبدو شديد السمرة بقميصة الحريري الأبيض وبنطلونه الأزرق الفاتح وشعره

الأسود السميك الرطب مملسا الى الوراء ولدى رؤية زوجته في قميصها الحريري الأخضر , لمع بريق

في عينيه الداآنتين -عندما تصبحين مستعدة سنتوجه الى الصالون الصغير لنتحدث في امور آثيرة قالت

وهي تلقي نظرة أخيرة الى المرآة قبل ان تنهض: -هل أنت متأآد من ذلك آان يبدو لي أن الأمور واضحة

بيننا لقد مات والدي ولم يعد هناك مبرر لاستمرار زواجنا لقد وعدتني بأن تعيد لي حريتي قال دييغو: -إن

زواجنا هو الآن أمرا واقع, يا حبيبتي لم يعد بإمكاننا الرجوع الى الوراء لم تتمكن من إخفاء توترها

فابتعدت وأزاحت الستائر عن النافذة ونظرت إلى الليل والقمر الذي آان بدرا -لا شك أن هنأك مجالا

لفسخ الزواج انتفضت لدى شعورها بيدي دييغو تربتان على آتفيها فلم تسمع صوت خطواته وسألها: -

لماذا ؟لماذا تحبين ان تعذبينني؟ ألا يمكننا أن نعيش سعيدين؟ ألم نختبر معا الفرح في تقاسم الحب؟

تذآري يا حبيبتي على الشاطئ آنت تريديني آما آنت أريدك اعترفي بذلك يا لورا آوني مخلصة وصادقة

مع نفسك نظرت إليه ثم اغمضت عينيها هل بإمكانها أن تنسى ما حدث معها في ذلك اليوم على

الشاطئ تحت شجرة جوز الهند؟

همس دييغو في أذنيها وهو يعانقها: -لم تستطيعي يوم ذاك ان تخفي حقيقة أحاسيسك ومرة أخرى

راحت تشعر بالذوبان لدى ملامساتة البارعة وراحت هي بدورها تلامس عنقه ثم حملها بين ذراعيه

ووضعها على السرير حاولت أن تقاوم لكن بدون جدوى لكنها قامت بجهد آبير للتخلص من قبضة دييغو

وعناقه ووقفت وهي تنظر إليه في احتقار وقالت: -آيف تجرؤ على ملامستي ؟ ادخر ملامستك البارعة

لفرانسيسكا لأنها بلا شك تقدرها -لا افهم مادخل فرانسيسكا في الموضوع ؟ ضحكت لورا بسخرية

وقالت: -ربما نسيت يا دييغو , لكنني مازلت أذآر آل شيء, أذآر الليلة التي أمضيتها معها بعدما شاهدتكما

متعانقين آما أنك آنت وقحا للغاية اذ أنك ما ان خرجت من سرير عشيقتك حتى لحقت بي مصرا على

القيام بواجباتك الزوجية برغم أن آنت تعرف تماما أن والدي ميت على بعد مسافة قصيرة من هنا انت

رجل آريه وفظ صرخ دييغو , شاحب اللون: -لا , هذا غير صحيح , أعترف بأنني ربما آنت عنيفا ذلك اليوم

على الشاطئ لكن إني أقسم لك بأنني لم أآن أعرف أن والدك مات -هذا مستحيل لقد اتصلت بي

رئيس شرطة أآابلوآو في اليوم الذي آنت على موعد مع وزير العدل قال لي أن والدي ذهب اعتقدت أنان

اعتقدت إنهم نقلوه الى مكسيكو ليصار إلى محاآمته بسرعة لقد أعطيت الشرطي رقم هاتفك في

المنزل وفي المكتب حتى يتمكن من الاتصال بك اقترب دييغو منها وضع يديه الاهبتين على آتفيها: -لم

أتلق أية مكالمة ربما لأني آنت حينذاك في الطائرة لقد أخبرني وزير العدل أنهم ألقوا القبض على

الرجلين الذين استأجرا اليخت من والدك وهذان الرجلان اثبتا براءته وجئت بسرعة لأخبرك بالأمر -تريد أن

تقول أن السلطات آانت أطلقت سراح والدي؟ -نعم لم اعرف أنه مات إلا بعد الحادث الذي تعرضت له لورا

هل بإمكانك الأعتقاد لحظة واحدة إنه بوسعي أن أجعلك امرأتي بالفعل لو آنت على علم بوفاة والدك؟ -

آنت اعتقد أنك آنت تريد أن تربح على الجهتين فرانسيسكا في مكسيكو , وانا هنا قال مستغربا وهو

يحك رقبته: -يا الهي لو عشت 1 سنة فلن اتوصل إلى معرفة آيف يعمل دماغ المرأة؟ لكنني في ذلك

اليوم آنت أحبك آثيرا ولا يمكن لأحد أن يمنعني من التعبير عن حبي الم تشعري بذلك؟ هل في إمكاني

التعبير عن حبي لو آان ثمة امرأة أخرى في حياتي ؟ أنا لا أتظاهر بالحب إني أحبك حقا وانا مجنون بحبك

منذ اليوم الأول الذي التقيتك فيه آيف تستطيعين التفكير أن هناك امرأة أخرى؟ -ليس هذا صعبا الم ارك

تعانق فرانسيسكا ؟ -هل تغارين منها يا حبيبتي ؟ -نعم اآتشفت تلك الليلة بالذات انني أحبك انتظرت

انتظرتك بحرارة وبلهفة لكن بدلا من أن تعود إلي رأيتك تذهب معها -آه يا حبيبتي! وبسرعة أقترب منها

وأخذها بين ذراعيه وجذبها الى السرير -تعالي دعيني أشرح لك ما حدث وضع دييغو ذراعه حول خصرها

وقال: -عندما آنت صغيرا آانت فرانسيسكا تصغرني بسنتين فقط وآنا مخطوبين وأهلنا يحبون هذه العلاقة

لكن القدر آانا مختلفا تعرفت فرانسيسكا الى انطوان وأحبته وتزوجته بينما آنت أحلم بالمرأة التي

ستصبح يوما ما زوجتي ورفيقة حياتي أطلق زفرة عميقة ثم تابع يقول: -مات انطوان وعادت فرانسيسكا

الى مكسيكو حيث بدأت أعمال زوجها تنهار فطلبت مني أن أساعدها وهذا العناق الذي حصل بيننا هو

عناق الأخوة صحيح أنني رافقتها تلك الليلة إلى منزلها لكني لم أبقي مدة طويلة أمضيت الليل آله اقاوم

رغبتي في اللحاق بك -آه -لو جئت آما وعدتك به ياحبيبتي لكنت أصبحت ليلتها زوجتي لكني آنت أخشى

مجابهة آرهك آيف لي أن أعرف أن عواطف نحوي تغيرت؟ -في آل حال لم تكن تريد امرأة أحبت أحدا

قبلك زوجة لك ليلة عرسنا ترآتني بعدما اعتقدت أني آنت عشيقة برانت هز دييغو رأسه وقال: -في

الحقيقة لست متشبثا تماما بهذا الموقف يمكنني أن أقر بعض التصرفات ولكنك عندما لفظت في تلك

اللحظة الحاسمة اسم برانت , تأآدت تماما أنك ما أحببتني ولهذا السبب وعدتك بأن اعيد لك حريتك عندما

يخرج والدك من السجن وثم -ثم ماذا ؟ -بعد الحادث الذي وقع لك قلت ورددت مرارا أنك تحبينني وانت

تريدينني لكنني لم أآن قادرا على ان البي رغباتك آما حصل بيننا على الشاطئ لقد اجبرتك على أن

تستسلمي لي وبطرف اصابعها , لمست لورا شفتي دييغو وقالت: -إذا آانت ذاآرتي سليمة فإنني أذآر

أنني تجاوبت معك في ذلك اليوم على الشاطئ صحيح أنك آنت تحبني منذ البداية؟ -لم اآف عن التفكير

فيك منذ اليوم الأول أنت أغلى شيء عندي في العالم أنت امرأة أحلامي إلى الأبد لا يمكنني أن أعيش

من دونك -حتى وان لم أآن في مستوى والدتك؟ -والدتي ؟ ما دخل والدتي بالأمر؟ -تعتقد آونسويلو أنك

أسير حبك لوالدتك وهي تعتقد بأنك تزوجتني فقط لإنني أشبهها -هذا خطأ إنها تتحدث على هواها

لتجعلك تغارين آانت تأمل دائما بأنني سأتزوجها بعد وفاة أخي, زواجي منك أغضبها -آه , دييغو لقد

ارتحت الآن لم أآن أعرف وضعت لورا رأسها على آتف زوجها وأضافت في خجل: -هل تغفر لي لأنني

شككت فيك؟ -وأنا أيضا يا حبيبتي أعترف بأنني أتحمل بعض المسئولية -ما علينا إلا أن نبدء من جديد -

وأن نعوض الوقت الضائع وألا ننتظر دقيقه واحدة قالت جوانيتا: -سنيور , سنيورا , العشاء جاهز قال دييغو

قبل أن يعانق لورا: -حافظي عليه ساخنا ثم قال للورا: -انا جائع اليك يا حبي
منتديات ليلاس




الــــــــنــــــــــهــــــــــايــــــــــــــــــة....... .

م/ن

:flowers2::flowers2::flowers2:

الناظر 14-06-08 11:51 AM

تسلمين ميسا

اختيارموفق روايه غضب العاشق من احب الروايات عندي وعبير القديمه كلها روعه

sasa sasa 20-06-08 02:39 AM

شكرا حبيبتى على هذه الروايه الجميله

تازيري 10-08-08 11:47 PM

شكرا بس اريد طلب اريد رواية رجل الماس

tootty 01-09-08 08:47 PM

يعطيكي الف عافية

majedana 02-09-08 11:34 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تازيري (المشاركة 1588513)
شكرا بس اريد طلب اريد رواية رجل الماس

رواية رجل الماس من روايات احلام



وهي موجودة في قسم روايات احلام المصورة

sall 24-09-08 09:00 PM

مشكورة اختي على الرواية الروعه يسلمو ايديكي يا أمورة

moura_baby 24-11-08 09:10 PM

تسلم ايدك ...

Rehana 29-11-08 08:14 PM

قصة رائعة ..ستمتعت بقراءتها

يسلموو

hamesha 31-12-08 04:52 AM

myammmmmmmmmmm
rewayaaa 5ateraaaaaaaaaaaaa
chokran laki o5ti ^^

posy220 05-01-09 10:41 PM

ررررررررررررررررووووووووووووووووووووععععععععععععععععععععععهه ههههههههههههههههههههههههه

قمر المغرب14 23-03-09 02:08 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

posy220 25-06-09 03:29 AM

شكرا على الرووووووووووووووواعه وعلى المجهود

زهرة الماس 08-12-09 12:20 AM

يسلموووووووووووووووووووووو000000ميسا000000تحياتي لكي

قماري طيبة 01-01-10 08:22 AM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

gaviotta 26-05-10 03:11 PM

رووووووووووعة
يسلمو

الجبل الاخضر 31-05-10 12:35 AM

:55::55:براف:55::55:وبراف:55::55:وبرافو:55::55:برافو:55::55:
شكرا على الاختيار الرئع وتسلمييييييييييييييييين وننتظر جديدك
:flowers2::flowers2::flowers2::flowers2::flowers2::flowers2:
ولاتحريمين من طلتك بجديد:friends:

صفاء القلوب الحزينه 03-10-10 09:12 PM

http://i830.photobucket.com/albums/z...bicText140.gif

شاهد 09-10-10 12:44 AM

مشكووووووووووورة

احلى عالم 10-10-10 10:34 PM

:dancingmonkeyff8:شكرا شكرا شكرا

سومه كاتمة الاسرار 11-01-11 12:26 AM

ميسا ميسا ياقمر دومتى بود دائما الروايه اكثر من رائعه تقبلى تحياتى ومرورى
:flowers2::flowers2::flowers2::flowers2::flowers2:
:liilase:

a7wak 21-01-11 03:20 PM

يعطيكي العافية
رواية تجنن
تسلم ايديكي

طيف السما 23-01-11 06:08 AM

شكراااااااااااااااااااااااااا اكثر من رائعه:8_4_134:

ندى ندى 20-11-11 12:59 AM

رائعه جدا جدا

سماري كول 15-12-11 11:26 PM

مرررررررررررررررره حلوه تسلمين الغاليه عليها

sally abu soud 27-08-15 04:14 PM

رد: 45 - غضب العاشق - اليزابيث غراهام - عبير القديمة ( كاملة )
 
الرواية جميلة جداً
يعطيكِ العافية


:55::Thanx:

سمر سمسمه 22-09-15 02:29 AM

تسلم ايدك روعه

fadi azar 26-09-15 07:11 PM

رد: 45 - غضب العاشق - اليزابيث غراهام - عبير القديمة ( كاملة )
 
lمشكورة على الرواية الرائعة

نجلاء عبد الوهاب 29-07-16 11:57 PM

رد: 45 - غضب العاشق - اليزابيث غراهام - عبير القديمة ( كاملة )
 
الروايه جميله جداااااااااااا انا قراتها قبل كده مرتين بس كل مره بتبقى اجما من المرة اللى قبلها فعلا روايه جميله جدااااااااااااااااا تسلم الايادى
:55::55::55:

paattee 30-07-16 05:24 AM

رد: 45 - غضب العاشق - اليزابيث غراهام - عبير القديمة ( كاملة )
 
راااااااااااااااااااااااااااااااىعه واكثر من راىعه تلم الانامل ياعسل

نجلاء عبد الوهاب 11-09-22 10:48 PM

رد: 45 - غضب العاشق - اليزابيث غراهام - عبير القديمة ( كاملة )
 
الرواية حلوة جدا بس ليه حرف أ مكتوب بدل حرف ك فى كل كلمه فيها ك
💋💋💋💋💋💋

mustafasst 12-09-22 06:44 AM

رد: 45 - غضب العاشق - اليزابيث غراهام - عبير القديمة ( كاملة )
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نجلاء عبد الوهاب (المشاركة 3747493)
الرواية حلوة جدا بس ليه حرف أ مكتوب بدل حرف ك فى كل كلمه فيها ك
💋💋💋💋💋💋

بامكانك متابعة الروايه مصوره من هذا الرابط:

https://www.liilas.com/vb3/t120418.html

نجلاء عبد الوهاب 19-10-24 07:01 PM

رد: 45 - غضب العاشق - اليزابيث غراهام - عبير القديمة ( كاملة )
 
:55::55::55::0041::0041::0041::f63::f63::f63::friends::frien ds::friends::c8T05285::c8T05285::c8T05285::363::363::363:


الساعة الآن 01:25 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية