منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   القصص المكتمله (https://www.liilas.com/vb3/f717/)
-   -   مالوم قلبي لي انتفض عند طاريك للكاتبة الملكة الأم (https://www.liilas.com/vb3/t78918.html)

reem99sh 15-05-08 05:39 PM

مالوم قلبي لي انتفض عند طاريك للكاتبة الملكة الأم
 
جبت لكم قصة جميلة للكاتبة الملكه الأم


مالوم قلبي لي انتفض عند طاريك






مالوم قلبي لى انتفض عند طاريك



أعزائي


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


أعود إليكم مجدداً بقصة جديدة


تدور حول شخصيتان


نقرأ عن حياتهم


عن عملهم


ندخل في مشاعرهم


ونغوص في أفكارهم


لما اخترتهم ؟؟؟


لأنه قد يمر عليك العديد من الأشخاص لمدة طويلة ولا تحس بهم


وقد يمر عليك شخص واحد للحظة ويؤثر بك كثيراً


هذا ما حصل لي...


قابلت جواهر


وقابلت سيف


وجمعتهما في قصة



أضعها بين أيديكم


علها تنال على إعجابكم
أختكم العوده


الملكة الام


الجزء الأول

كانت جواهر في سيارتها الـ BMW عائده للبيت من عملها كمحلل جنائي في

الإدارة العامة للأدلة والمعلومات الجنائية... متأخرة كعادتها تًفكر بأمها التي بالتأكيد

لازالت تنتظرها على الغداء وقد تعدت الساعة الرابعة عصراً وصوت حسين

الجسمي الذي تعشقه يغني لها وحدها عندما سمعت هاتفها النقال.

ضغطت على زر في سماعة الإذن بدون أن تنظر لهوية المتصل وأجابت: هلا

والله..

نوف : السلام عليكم

جواهر: وعليكم السلام ورحمة الله .....شحالج حبيبتي؟ وشحال حبايبي ؟؟

نوف: بخير الحمد لله وحبايبج على قولتج جنّنوني وماخلولي مخ ....

جواهر وهي تضحك : فديتهم ياربي وفديت جنونهم .....

نوف : خذيهم ....خذيهم كلهم وفوقهم مليون ريال ....

جواهر : بس مليون !!!! حرام عليج ....المهم بتجونا اليوم ؟؟؟

نوف : إن شاء الله ...بس أنتي طبعاً توّج طالعه من شغلج كالعادة....وأكيد امج

تنطرج وهي ميتة من الجوع....

جواهر: لا تحنين أنتي تدرين إني دايماً أقولها تتغدى بس هي ماترضى ...أنا

شسوي ؟؟؟

نوف: تطلعين من شغلج مع الناس ....نفس الدوام الرسمي يعني....

جواهر : بس أنا شغلي طبيعته غير , وأنتي تعرفين ...

نوف : ذليتينا على هالشغله....والحين لين تتغدين لين ترتاحين شوي يبغيلج

ساعتين على الأقل....يعني على العشا وما راح اقدر اقعد معاج وايد تدرين انه

محمد بيجيني عقب المجلس ....

جواهر : تعالي عقب المغرب على طول ماراح ارقد مخي مشغول ....وبعدين عشان

أمي تستأنس مع عيالج شوي.

نوف : قضيه جديدة ؟؟

جواهر : إيه...بس بعد في شي ثاني لين جيتي بقولج ..

نوف وفضولها ابتدأ: أنزين كلمتين بس ...تصبيره يعني...

جواهر : نوفه ...والله إني تعبااااانه اخليج الحين ....يله باي....

نوف بملل : الحين بجي مهب لازم ترتاحين ....ههههه باي


جواهر ( 29 ) الابنة الوحيدة لأمها تعمل منذ سنوات في هذه الأداره بعد حصولها

على الماجستير في هذا التخصص وهي التي درست في جامعة قطر ....سمعت من

نوف أن وزارة الداخلية وبطلب من الوزير الشاب وضعت خطه لإيفاد مجموعة من

الشباب المواطنين من حملة الشهادات الجامعية إلى بريطانيا للمشاركة في دورات

تخصصية في مجالات المختبر الجنائي المختلفة. لقد طلب تأهيل الكوادر الوطنية

للعمل في هذا المجال، والحصول على شهادة الدكتوراه والماجستير في تخصصات

علمية مثل التعرف على بصمة الدم عن طريق تحليل الـ D.N.A. .كان يطمح

للوصول بهم للعالمية لأنه رغب بتحقيق تغير ملموس أثناء عمله كوزير وقبل أن

يترك الوزارة ..وقد نجح نوعاً ما. توسط لها محمد زوج نوف وتم توظيفها في

الإدارة ومن ثم تم إبتعاثها للدراسة في بريطانيا فذهبت مع أمها لسنتين ونالت

درجة الماجستير .

لازالت تذكر كيف أقنعت أمها بالسفر ...لم تكن مهمة صعبه لأنها لا تستطيع أن

تسافر وحدها ولا تستطيع أن تترك أمها لوحدها في الدوحة ....أقنعت أخاها الكبير

احمد وهو اهتم بإقناع باقي العائلة ....احمد أخوها من الأب لقد تزوج أبوهم ست

مرات ورزق بمنى كشقيقه لأحمد ... وهيا من زوجه ثالثه , وحمده ونوره وعبد

الله من رابعة.فارق الحياة وهو لازال شاباً وجواهر لازالت طفله في السابعة ....

وعاشت أمها لأجلها ولم يظلمها إخوتها في ارثها ...بالعكس اعتادوا على زيارتهم

باستمرار ومشاركتهم حياتهم ...


نوف ( 25 ) صديقة جواهر الحميمة تعرفت عليها وهي في سنتها الدراسية

الأخيرة وعرفت على الفور أنها طيبه وذات شخصيه قوية ومميزه....تختلف عن

كل صويحباتها دخلت في حياتها بدون حتى أن تستأذن كانت لها الأخت الشقيقة

التي لم يرزقها رب العالمين استمرت علاقتها بها خارج الجامعة ...كم أحست

بالوحدة بعد تخرجها مع وجود كل صديقات الثانوية معها ولكن جواهر كانت

مختلفة.. وقفت معها في زفافها وحتى في ولاداتها ....حتى عندما كانت في لندن

كانت الاتصالات بينهما مستمرة وسافرت لها مرتين مع زوجها الذي كان في رحلات

عمل ...


نظرت جواهر لليمين قبل أن تلف المقود وإذا بشاب مراهق يتجاوزها بسرعة هائلة

أرعبتها فضغطت على الفرامل وخفف سرعته هو أيضا وكأنه ينتظرها...مرت من

جانبه محاولة تجنبه لكنه كان لاصقاً بها بشكل غريب ....كانت بقرب منزلها فخففت

أكثر حتى تجاوزها وأخذت أول منحنى للخروج من الشارع ....اصدر الشاب صوتاً

قوياً بسيارته ثم زاد سرعته وأكمل طريقه ....كان يحاول أن يرعبها فقط....كانت

تفكر ( هذا اللي كان ناقصني إنا ) أدخلت سيارتها وأوقفتها أمام الباب الرئيسي

وهي تعلم أن رفيق السائق سيركنها ما أن تدخل الفيلا . كانت فيلا ضخمه ولكنها

في نفس الوقت بسيطة ذات حديقة كبيره في الخلف اعتادت أن تجلس فيها مع أمها

بعد صلاة المغرب .


وجدت أمها تنتظرها في الصالة سلمت عليها وصعدت لغرفتها لتبدل ثيابها حتى

تتناول الغداء, صلت العصر ثم نزلت إلى غرفة الطعام .أخبرت أمها : نوف وعيالها

بيجون عقب شوي يمه .

الام : مرحبا بهم ...بينورون البيت ..

ابتسمت جواهر : يعني البيت الحين مظلم حتى وانأ فيه !!!!

الأم : يا زين حسهم والله ....يا حبي لهم ....

جواهر : انأ بروح غرفتي ارتاح شوي لين جات نوف خلها تجيني هناك ...

الأم: مهب تقعدون هناك وتخلوني بروحي مع عيالها....

جواهر: توج تقولين يا حبج لهم ....وبينورن البيت...استأنسي معاهم لين ننزل...


استلقت على فراشها تنتظر نوف وتفكر في أحداث يومها الطويل....كم تكرهه...


بعد نصف ساعة سمعت طرق على الباب أجابت: ادخلي

دخلت نوف وهي تبتسم وتقول: خل افتك منهم شوي طاحو بجبد أمج

سلمت عليها وجلست بجانبها على السرير وقالت : يله هاتي اللي عندج ...

شمضايقج؟؟

تنهدت جواهر بقوه وأجابت : بعد وشو غيره هالتعيس؟؟

نوف : شسوا اليوم بعد؟

جواهر : تصدقين جمع الموظفين الكبار في الإدارة الصبح وقعد يجعم فينا ونظراته

علي جنه أنا اللي كنت مقصرة....

نوف : شوي.. شوي....من البداية ...ليش كان الاجتماع ؟؟

جواهر : كان فيه قضيه عندنا في القسم دولارات مزيفه انتشرت من مقيم أسيوي

وصادوه بس عقب مده وكان متهمنا كموظفين بالتقصير في أداء واجبنا بشكل

سريع ومتكامل ...والدولارات كانت مزيفه بطريقه متقنه .موظف في البنك شك فيها

وحولها علينا ,المشكلة أنا مالي خص فهالقضيه أنا كنت ماسكه وحده ثانيه وهو

يعرف عدل هالشي لأنه هو اللي يكلفنا بها لكن شتقولين ؟؟؟؟ يحّر ...

نوف : وأنت شسويتي؟

جواهر: بعد شبسوي ؟؟ ولا شي طبعاً قعد يتحندا لين أبو حسن الله يخليه لنا ما

نبهه أن قسم الاحتيال هو اللي تأخر في تحليله للعملة والتحري عن مصدرها ...

كان يطالعني وأبو حسن يشرح له وللحين معصب ...يبغيني اشتغل شغلي وشغل

غيري...!!!!! ما صارت هذي .

نوف : هدي اعصابج حبيبتي... يمكن لأنج أحسن وحده في الإدارة متوقع انج أنتي

اللي تهتمين فيها ...

جواهر: بس نوفه الإدارة فيها أكثر من قسم وعشرات الموظفين ...متوقع مني إني

إنا أسوي كل شغلهم ....عيل هم شبيسوون ياكلون حب وسنبل!!!

نوف : ما فكرتي تكلمينه بينج وبينه ؟؟

جواهر بغضب: شنو؟؟؟ بيني وبينه ؟؟؟هذا واحد مغرور وشايف نفسه محد مثله في

الوزارة,, صدقيني متوقع أن الأمير يختاره وزير بدال وزيرنا...تبغيني انأ أروح

اكلمه ....مستحيل انزل نفسي حق واحد مثله...

نوف: والحل ؟ هذي مهب أول مره يعاملج بهالطريقه قدام الموظفين ؟

جواهر: ادري بس شسوي؟؟ الله فوقه يأخذ حقي منه ....جنه محد درس فأمريكا

إلا هو ...

نوف : أنا سألت محمد عنه يمدحه ...يقول انه كل إخوانه عرسوا واستقروا إلا هو

لأنه للحين ما لقى اللي ممكن تناسب تكون شريكة حياته مثل الأمريكيات اللي هم

في نظره أحسن الزوجات في العالم ...اونه يبغي مَره تكون زوجه له وأم حق عياله

مهب وحده ما تدري عنه وعن بيتها مثل حريم خوانه....الظاهر تعقد الريال..

جواهر: يعله يتعقد اكثر ....عيل كله معصب وكله يهاوش ويبرد الحره فينا ...خل

يذلف يروح يأخذ أمريكية ويفكنا ....اللي يقول ميتين عليه بنات الدوحة , من اللي

داعية عليها أمها وبتاخذه....

نوف : اقولج جواهر ....لو أقول لو يخطبج شتسوين ؟؟؟

جواهر: يخسي والله يخسي ....ما دريت إلا أخذه هو ؟؟؟؟ الحين اللي أحسن منه ما

رضيت فيهم أرضى فيه هو هالمعقد!!!!!

نوف : إيه والله حتى عبد العزيز اخوي ما رضيتي فيه مع انه للحين شاريج....

جواهر وهي ترفع حاجبها الأيمن : ليكون فاتحه هالسالفه بالعماله؟؟؟ الموضوع

مهب أنهيناه من زمان ؟؟؟؟ لو تخطبين له وتفكيني من هالسالفه يكون أحسن....

نوف: شفيه عزوزي والله انه يجنن ومافي مثله....ليش ماتبغينه؟؟؟

جواهر: كيفي....أنا مابغي أتزوج واخلي أمي بروحها...

نوف: عزوز ماعنده مانع...

جواهر: يا هالعزوز ....اقولج قومي اطلعي من غرفتي ....يله أشوف انزلي حق
عيالج أحسن..خليني أبدل ...






نزلت نوف ووجدت توأماها راشد وسعود(4 سنوات ) يجريان في الصالة وهما

يضحكان بصوت عالي ...وحصة( سنه ) في حضن أم جواهر تراقب أخويها وهي

تبتسم.. صرخت عليهما : بس بس طلعوا برع اركضوا في الحديقة مهب هنيه ....

وأمرت الخادمة بلحاقهم إلى الحديقة لمراقبتهم....

جلست بجانب أم جواهر وحاولت اخذ حصة منها وهي تقول : عطيني إياها يمه

أكيد غربلتج ...

رفضت إلام : لا والله ماغربلتني ...خليها عندي أنتي ماعليج منها.. إلا وينها

طبجتج؟

نوف : الحين بتنزل ...

بعد قليل نزلت جواهر ونادت على الخادمة لتحضر الذي أعده الطباخ لهذا العصر ..

أحضرت قطع صغيره من الجاتوه مع شاي بالنعناع وشاي بالحليب ووضعتهم في

الحديقة..

الجو كان رائعاً في هذا الوقت من السنة في شهر ابريل ...لم يأتي الصيف بعد

والحديقة كانت في أبهى حلتها ...

كانت حصة تحاول المشي ...تمسك بالطاولة تخطو خطوه والثانية ثم تسقط ,الجلسة

كانت حميميه جداً. أخذتهم الأحاديث حتى غادرت نوف وأولادها بعد العشاء..


بعد يوم

كانت جواهر على مكتبها تراجع تقرير رفعه لها فتحي الموظف في القسم وذلك قبل

أن ترفعه لمدير الإدارة حين جاءها اتصال من مكتبه قال لها السكرتير انه يطلبها

للحضور لمقابلته خلال عشر دقائق. نظرت لمرآتها الصغيرة تأكدت من حجابها

كانت لا تضع أي مساحيق القليل من الكحل فقط لكنها لم تكن تحتاج كان جمالها

رباني, بشرتها بيضاء وشعرها اسود غامق في غاية النعومة قصته العام الماضي

في لبنان على احدث موضة.. شربت القليل من الماء وأخذت تقرأ بعض الآيات

القرآنية في سرها وبعد دقائق أخذت الملف في يدها وتوجهت لمكتبه وهي تفكر (

يا الله صبح خير ...يبنكد علينا من الصبح ). ومن حسن حظها لم يكن هناك أي

احد في مكتب السكرتير فكرت ( أحسن عشان لين صارخ محد يسمعه واتفشل لي

طلعت) اتصل السكرتير يعلمه بوصولها وأشار لها بالدخول ...

تقدمت لباب مكتبه وهي تقدم رجل وتؤخر الأخرى,ثم طرقت الباب ودخلت . لم تغلق

الباب خلفها وهو لم يأمرها بذلك لقد كان يعلم أنها لا تحب أن تختلي به في المكتب

تحت أي ظرف وكان يضحك في سره لذلك ولكنه لم يخالف رغبتها .

جواهر : السلام عليكم سيدي طلبتني ( دخلت في الموضوع بسرعة ).

سيف :تفضلي ( أشار للكرسي أمامه ) خلصتوا تقرير جريمة بن عمران؟

جواهر: ( وهي تناوله الملف ) تفضل سيدي .خلص وكنت أراجعه لما اتصل

السكرتير...

سيف : قعدي شوي خلني اطّلع عليه شوي...

جلست على مضض وهي تنظر لطرف عباءتها سرحت قليلاً بينما هو يطلّع على

التقرير.. فاجأها بقوله وبصوت قوي : انتو على أي أساس قلتوا أن الحرامي دخل

من دريشة الحمام؟

جواهر وبدون أن ترفع عينها :لأن المجني عليها أكدت أنها تأكدت من كل الدرايش

والبيبان قبل لا ترقد ألا دريشة حمام غرفة الطعام كانت بحاجه لتصليح وكانت تنطر

زوجها يجيب العامل ثاني يوم ..وفتحي رفع البصمات من كل البيت ما لقى إلا

حوالين دريشة الحمام وهالشي اللي أكد كلام المجني عليها.

سكت قليلاً وعاد للتقرير لدقائق ثم سألها : قارنتوا البصمات مع اللي عندكم ؟

جواهر: نعم سيدي..ولقينا انه واحد من الوافدين الجدد وأضفنا معلوماته في

التقرير..

سيف : خلاص عيل ارفعيه لي مع خطاب عشان أحوله للضابط المسئول في أسرع

وقت .

جواهر : ان شاء الله تأمرني بشي الحين سيدي؟ ( وهي تحاول النهوض )

سيف وكأنه يتعمد ذلك : إيه ... سعادة الوزير طالب اقتراحاتنا على أي أجهزه

جديدة تحتاجها الإدارة.. أبغيكم تحددون احتياجات الأقسام من الأجهزة الحديثة

عشان نرفعها لسعادته.

جواهر: أن شاء الله عطنا كم يوم واللي طلبته يكون جاهز ..يلله أنا مضطرة

استأذن عندي تقرير لازم أخلصه ...عن إذنك سيدي....

سيف بامتعاض : اذنج معاج أختي ....سكري الباب وراج لو سمحتي..

غادرت بسرعة وكأنها تطير تأملها متعجب وهو يفكر ( بل ماصدقت.. شلت عليه

!!!! ماتطيق تقعد دقيقه في مكتبي ...جني باكلها غريبة هالبنت ..غير عن كل

البنات اللي قابلتهم ...على قد ماهاوشها وانقشرها عمرها ماردت علي ....مادري

ليش ...تتعمد تتجاهلني ولا تعطيني ويه ابد لكن أنا وراها والزمن طويل بشوف

آخرتها معاها بس ميزتها إنها في الشغل ماتعرف يمه ارحميني )


عندما عادت جواهر لمكتبها اكتشفت إنها لازالت ترتجف مع إن الجو ليس بارداً...

أنها ترتجف كلما تقابله ولا تعلم لِمَ؟ لكم تبغضه هذا الرجل وفكرت ( الحين هو

المدير وعنده نائب وكل شي جواهر سوي جذيه وتعالي كملي هذيه والأقسام

شناقصها ....وأنا شدخلني؟؟؟ أنا إلا محلل جنائي عنده غيري ليش مايطرشهم!!!!!

يحسبني عبدة أبوه؟؟؟لا وكله مشوط )



لاحقاً

عندما أكملت غدائها مع أمها دعت لها كعادتها بأن يرزقها ابن الحلال الذي يسعدها

والذرية الصالحة التي تقر بها عينها ...ابتسمت ولم تقل شيئاً ولكنها انسحبت

بهدوء لغرفتها لملاذها الآمن وأخذت تفكر ...أمها تدعي لها دائماً هذا الدعاء ولا

تعلم إنها في كل مره تبتسم لأنها لا تؤمن بشيء اسمه الرجل الصالح ...إلى الآن لم

تقابله ولم تسمع عنه ...يبدو انه لا وجود له إلا في عالم الخيال...كل من تقدم لها

كان إما من أهلها وهي تعلم جيداً انه لا يصلح كزوج لها وأما غريب يطمع في

ثروتها التي ورثتها من أبيها أو متسلط يرفض أن تكمل عملها بعد الزواج ....لم

تجده إلى الآن هذا الرجل الصالح ويبدوه أنها لن تجده .....أبوها أول رجل في

حياتها كان مزواجاً له في كل بلد خليجي زوجة ,هذا غير اللواتي يتزوجهم ويطلقهم

بدون أطفال ....حتى محمد زوج نوف تسمع عنه الأقاويل التي لا تستجري ذكرها

لنوف لعله يعقل في يوم من الأيام... غفت ......والأفكار تدور في عقلها.....



بعد يوم

كانت تطبع نهاية تقريرها في جريمة القتل التي حصلت قي المنطقة الصناعية والتي

راح ضحيتها رجل أعمال وجد مقتولاً في مكتبه ...ومن ثم رفعته لمدير الإدارة

والذي اتصل بها قبل نهاية الدوام


جواهر : الو

سيف : انسه جواهر انتي متأكدة من الكلام اللي مكتوب في التقرير؟

جواهر : قصدك تقرير جريمة قتل الصناعية ؟

سيف: إيه ما غيره

جواهر : نعم سيدي ...

سيف: كيف يعني؟

جواهر : كل الأدلة المادية اللي جمعوها سيدي تنفي التهمه عن المتهم ما تثبتها

عليه ..

سيف : شالحل الحين ؟؟؟كله منج أنتي ما ترضين تروحين موقع الجريمة وإلا وقتنا

يضيع مع أغبياء ما يعرفون شيجمعون من أدله ....

جواهر: أسفه سيدي إنا مهب معاك ....الجماعة ما قصروا بس الضحية كان عنده

عمال وايد داشين وطالعين ...مكتبه كان مليان آثار وأدله لكن في خيط عند الشرطة

الحين يدورون ورآه ومثل ما تعرف إحنا نساعدهم بس لكن الشغل كله عليهم ...

( تجاهلت تعليقه على عدم خروجها مع زملائها لمواقع الجريمة ) الملازم علي أكد

لي أنهم يتابعون عامل كان يراقب رجل الإعمال يومياً وهو يعّد الإيراد أخر الدوام...

سيف: أول ما توصلج النتيجة تعلميني بها ..ممكن ؟

جواهر ( بقهر مكتوم ) : حاضر سيدي.

سيف: باي

جواهر ( باي !!!!!) : مع السلامه

أمسكت رأسها بكلتا يديها بعد أن أقفلت السماعة ....(سندرني الله يسندره .... عاد

انه كله منج وقتنا يضيع ....يعلك ما تلاقيه ابد ...عنده قدره فظيعة إن يرفع

ضغطي بكل سهوله ..سد نفسي عن الشغل . بروح أشوف الأجهزة الجديدة اللي

يبغيها ...بتصل في باقي الأقسام بشوفهم ...مافيني يضيق علي بسبتها )



حاولت أن تركز في عملها باقي النهار ولكنها فشلت في ذلك فقررت أن تعود للبيت

وما أن خرجت من مكتبها حتى لمحت الملازم علي قادم نحوها وهو مبتسم كعادته

ففكرت ( سبحان الله لو يعطي مديرنا شوي بدل هالتكشيره اللي دايماً على ويهه )

علي : السلام عليكم أختي

جواهر : وعليكم السلام ملازم علي ...

علي : فاضيه؟

جواهر : والله أنا خلص دوامي ورايحه تبغي شي؟

علي : لا ..كنت بتناقش معاج في قضية الصناعية ...

جواهر: ممكن تخليها بكره ......؟

علي : خلاص عيل بكره الساعة 10 بمر عليكم وبجيب أخر التحريات معاي...

جواهر وهي تتحرك محرجه من وقوفها في الممر معه : بأذن الله مع السلامة.

مشت باتجاه المصعد والتقت عيناها بعيني المدير فلمحت غضب فيهما فأنزلت

رأسها وهي تدخله وتضغط الزر للأسفل ....وفكرت ( يمه منه شفيه يطالعني جذيه

جني مأكله حلاله..)

أكمل سيف طريقه وهو يفكر : ( شموقفها هذي في الممر مع الريال!!!! تسولف

معاه ...ما عندها مكتب ؟؟؟؟ )

ما أن ركبت السيارة حتى رن هاتفها فابتسمت وردت بهدوء : اهلين ..

لم تسمع رد ولكنها سمعت صوت بكاء وشهيق ...

جواهر: نوف ....نوف حبيبتي شفيج ؟؟؟؟

لم تسمع أي أجابه لأن الخط انقطع .. أحست بأن قلبها سيتوقف من الهلع ..أعادت

الاتصال أكثر من مره ولكن ما من مجيب ....
********

dali2000 15-05-08 07:18 PM

بداية مشوقة قرأتها بتأنيي

واتسائل ليش انقطعت المكالمة وايش سر البكاء ،بدأ الفضول يتأكلني

الله يعطيك العافية على نقل القصة لنا ،تسلم الأنامل

سعوديه وكلي عز 17-05-08 11:10 PM

مبدعه يارييم

وفقتي في اختياار القصه

ومتابعيين لك ان شاء الله

دمتي بود

سعوديه وكلي عز

reem99sh 18-05-08 02:11 PM

الجزء الثاني



اتصلت جواهر في أمها وأبلغتها أن نوف تعبه وأنها ستمر عليها لدقائق في طريقها

للبيت ثم توجهت بسرعة إلى منزل نوف والذي لم يكن يبعد إلا دقائق من مقر

عملها لحسن الحظ.. ووصلت إلى فيلا متوسطه الحجم تتشابه في الشكل مع عدد

من الفلل كمجمع واحد,اشتراها زوجها لأنه لا يقدر على بناء واحده واحتمال كل

الضغوط المصاحبة مع أي بناء ...

وصلت لباب الصالة وفتحته ونادت الخادمة: لينا

ردت عليها وهي تجري باتجاهها قادمة وهي تبتسم : yes mam

جواهر : وين نوف؟

لينا : Upstairs mam


جواهر : وين بابا؟

لينا : at work


صعدت لأعلى الدرج وهي تفكر في نوف ....حتى وصلت لغرفتها ...إحساسها

القوي بأن السبب هو زوجها جعلها تضع قناع الهدوء على وجهها قبل أن تطرق

الباب وتدخل الغرفة وجدتها جالسه على الكرسي ويدها على خدها ودموعها تتساقط

كالطفل الحزين ...

تقربت منها وحضنتها فازداد بكاءها ...أخذت تهدئها : نوفه حبيبتي ابغي اعرف

شصاير؟ اهدي وقولي لي..

بعد دقائق قالت بشكل متقطع : كان في الحمام .....جاته رسالة في

الموبايل....وبعدين وحده ثانيه ...حسيت بالفضول وفتحت وحده .....لقيت مكتوب

: وحشتني ...كثر الحكي من غير صوت ....كثر الألم ..كثر المحبة والعدم ....

وحشتني ...كثر الوله اللي بقلبي احمله ...كثر المشاعر والعيون اللي تصيح بكل

صوت ....اشتقتلك ...حفظتها من كثر ماقريتها....

جواهر وهي تبتسم : وليش زعلتي؟

نوف: يعني مافهمتي ؟؟؟؟!!!!! هذي رساله من واحد!!!! اكيد وحده

جواهر : شدراج؟ مكتوب اسم؟

نوف : لا بس رقم...

جواهر : عيل شالي خلاج تتهورين وتسوين سالفه؟؟

نوف : الحين تبغين تفهميني ان هذي رساله ممكن يطرشها ريال حق ريال !!!!

ممكن اذا كان Gay ....

جواهر :ههههههههههههههه Gay عاد !!!! قويه هاذي

نوف : اضحكي اضحكي ....احر ماعندي ابرد ماعندج....

جواهر وهي تمسح لها دموعها : شوفي انا بقولج شتسوين بس بعد ماتتوضين

وتنزلين لي تحت في الميلس بنطرج لاتتأخرين علي ترى امي تنطرني .

نوف وهي تهز رأسها موافقه : ان شاءالله بس ....ليش بتقعدين في الميلس؟

جواهر : اخاف ريلج يرجع ولا شي ...يلله لاتتاخرين ...توضي لاتتسبحين..ههههه

كانت تنتظرها وهي تفكر بكلامها جعلتها تتوضا عملاً بحديث الرسول صلى الله عليه

وسلم " إن الغضب من الشيطان وإن الشيطان خلق من النار وإنما تطفأ النار

بالماء، فإذا غضب أحدكم فليتوضأ " رواه أبو داود.....

ان امكانيه كون الرساله من واحده ....انها متأكده انها من واحده لكنها لاتستطيع

ان تعبر عن رأيها بهذه الطريقه....



دخلت عليها نوف وهي تنظر لها وكأنها تحمل طوق النجاة ...جلست بجانبها

ونظرت لها...

جواهر: شوفي حبيبتي ...هذا مهب دليل انه على علاقه بوحده ...تدرين هالرسايل

عاديه ممكن تكون واحد من ربعه علاقتهم انقطعت ويبغي يرجعها ...تعرفين ريلج

عصبي ودايماً يقولج انه يتهاوش مع ربعه صح؟؟؟

نوف وهي تهز رأسها:... ايه

جواهر: وكم مره قايلج انه متذابح مع واحد ويقرر انه يقاطعه ....صح والا لا؟

نوف : صح ...بس ...تدرين....صح

جواهر: نوفه حبيبتي ...كدرتي عمرج على مجرد شكوك ...لاتخربين حياتج على

مجرد شكوك ...انتي تدرين انه يموت فيج وانتي بعد تموتين فيه ومالج في هالدنيا

غيره ...وغير امج ...صح؟

نوف: صح ....تدرين اتصلت امي ومارديت عليها واحسبتي راقده

جواهر: احسن ....مافيها شده امج على الافلام الهنديه...

نوف: يعني الحين شسوي؟؟؟

جواهر: ولا شي ....انتي يوم طلع ريلج من الحمام شسويتي؟

نوف : سويت نفسي راقده ...

جواهر: والحين تروحين تتسبحين وتتعدلين له عشان لين رجع يشوف مرته حبيبته

احلى من كل اللي يشوفهم برع هالبيت...الا حبايبي وينهم ؟؟؟

نوف: قاعدين في غرفة الالعاب مع المربيه ...

جواهر: بينا اتصال بعدين ...انا تأخرت ولازم اروح حق امي .....باي...هههههه

نوف ليش تضحكين : ذكريني بعدين اقولج عن باي هذي...

نوف : الحين قولي...

جواهر وهي تتوجه للباب: يلله يلله...متسندره تسندر منه وانتي تبغين تكملين

علي...بعدين...



في المساء كانت تشرب الشاي مع أمها في الحديقة والهدوء يعم المكان وأمها

تحدثها عن أولاد أخيها احمد والذي مر بهم اليوم وهي نائمة العصر...

الأم: سأل عنج يقول من زمان مامريتي عليهم وجا يشوفج ويتطمن عليج ...

جواهر : بمر عليه بكره أن شاء الله.

الأم : روحي الحين مهب من بعد البيت إحنا إلا جيران...

جواهر: اليوم ما قدر ...مالي بارض على مرته بتسندرني ولا راح تعطيني فرصه

اتكلم وياه ولا انه يكلمني كالعاده ....بكره ان شاء الله ...بكون احسن ...وبقدر

اتحمل...

الام: شفيج اليوم ؟؟شكلج مهب طبيعي ...قضيه جديده ؟

جواهر: مالج لوا يمه ....بس طالبين علينا اشياء وقاعده افكر فيها....

الام: الله يعينج ...قلنالج قعدي في البيت ...شحاجتج في هالكم بيزه اللي يعطونج

اياها اخر الشهر؟ ما يرزا عليج التعب والله...غيري شغلتج...

جواهر بصبر : يمه تدرين اني احب شغلي ....كل شغله فيها متاعب حتى المدرسة

تتعب مع تلاميذها والطبيبة تتعب مع مرضاها ...ولو قعدت في البيت شبسوي؟ يوّد

مينونك لايجيك اللي ايّن منه.



فيما بعد


كانت تتحدث مع نوف بالهاتف وأمها تشاهد المسلسل التلفزيوني اليومي , أخبرتها

بكل ما صار في يومها مع مديرها ...

جواهر : تصدقين !!!!تجرأ وحمَلني خطأ غيري لمجرد إني ما طلع معاهم حق

مسرح الجريمة .....لا وبعد كله ليش ما تروحين معاهم !!!

نوف : مهب بكيفه انتي عندج استثناء ...ما تطلعين برع القسم ...ما يدري انتي

بنت من؟ خلصوا الريايل عشان أنتي اللي تروحين!!!!

جواهر: اقولج.... هالريال يبغيله من يوقفه عند حده....

نوف: شرايج بشور؟؟؟

جواهر:وشو..؟

نوف : تاخذين أجازه ونروح الزرع كم يوم انتي وامج وأنا وأمي وعيالي؟؟؟

جواهر: والله فكره.....بس مهب الحين ....عندي شغل لازم اخلصه قبل....

نوف : عيل متى؟ أنتي شغلج ما يخلص ....

جواهر: شدعوه قاعدين في شيكاغو!!!! أكثر القضايا تزوير وهذا مهب في قسمي..

نوف : الله يديم الأمن والأمان ان شاء الله

جواهر: اقولج سكري خليني أقوم أقرا شوي قبل ما رقد ...

نوف: صبر صبر....شسالفة باي؟؟؟

جواهر: ههههههههه تصدقين انه قالي قبل لايسكر ....باي

نوف: ههههههه عقب الغيضه؟ باي بايييي

جواهر: شفتي عاد!!!

نوف بضحك : باي باي.



بعد كم يوم

كانت جواهر في مكتبها تتأمل الخطاب الذي سترفعه للمدير بعد تجميع طلبات

الأقسام الأخرى وكان أهم جهازين جهاز البروكلتينا الخاص بالكشف عن عمليات

تزوير الأوراق المالية والمستندات، وجهاز المايكروسكوب الالكتروني TEM

المستخدم في فحص الآثار المتخلفة في مسرح الجريمة . أرسلت الخطاب وهي

تدعوا ربها إلا يطلبها بعدها خصوصاً انه كان عصبياً من يومين عندما جاء الملازم

علي ودخل مكتبها يسألها عن تقرير السرقة وكأنه لا يعلم بوجود الملازم عندها مع

أن الجدران كانت زجاجيه .. والباب كان مفتوح على مصراعيه !!!

سيف: السلام عليكم ..

جواهر وعلي : وعليكم السلام

جلس سيف مقابل علي ووضع رجل على رجل وسأله: وش أخر تحرياتكم عن

مجرم المنطقة الصناعية؟

علي : لقيناه بس نبغي نتأكد وجبت عينه من دمه عشان يطابقونه الجماعة مع

العينه اللي كانت على الضحية..

سيف: وينها؟

علي : عند اخت جواهر...

سيف: جواهر ؟ ( تعمد ان يناديها باسمها مجرداً) خلصتي ؟

جواهر وهي مندهشه : الملازم توه جايب العينه .النتيجه بتكون عندك في أسرع

وقت ممكن..

سيف : عيل يلله ....القيادة مستعجلين عليه...

خجل علي من حديث سيف فنهض قائلاً : أستأذن انا ....

سيف وهو لازال جالساً: مع السلامة..

انصرف علي وذهبت الى طاولة المختبر التي في الغرفة الملاصقة وهو ترتجف

غضباً وبدون ان تنطق بأي حرف....غادر سيف إلى مكتبه وهو يبتسم ....

كانت جواهر تجري التحليل وهي تفكر ( هاذيه شقصده؟؟؟ليش جذيه يسوي؟؟؟
احرج الملازم واحرجني ...كأنا كنا نتسامر مع بعض....مهب كأنه جايب لي

التحريات اللي هو يحّن عليها!!!


انتبهت على صوت جرس الهاتف ردت على سكرتير المدير يقول أن المدير يطلبها

مع رؤساء الأقسام في اجتماع فوري في مكتبه ..لمدة دقائق....

عندما دخلت المكتب وجدتهم ينتظرونها جلست في أخر الطاولة بشكل متفرد وهي

تعبث بالملف الذي في حضنها لتهرب من الإحراج الذي تحسه من نظرات الجميع

وخصوصاً المدير..

سيف: طبعاً تدرون ليش ناديتكم عندي الحين؟

ابو حسن : عشان طلبات الأجهزة الجديدة؟

سيف وهو ينظر لهم ويتحدث: انا لاحظت ان في بعض الأجهزة اللي انذكرت في

القائمة عندنا منها ... مثل الميكروسكوب الالكتروني صح يا اخت جواهر؟

جواهر رفعت رأسها بكل هدوء واجابت : الميكروسكوب الالكتروني اللي عندنا له

درجة عاليه في تحليل الاشياء تصل قوتها الى 5 انجستروم وتتكبر الصور

الفوتوغرافية الى حوالي مليون مرة او اكثر بس اللي احنا طالبينه هو التصميم

الجديد للميكروسكوب مداه في التكبير وتوضيح الذرات والجزيئات اكثر مما تتصور

واكيد يقصر الوقت والجهد سيدي..

سيف مقاطعاً : انت متأكده من صحة ثمنه؟

جواهر: نعم سيدي.

سيف: ok بالنسبه للأجهزه ................

سرحت جواهر بخيالها ولم تسمع الباقي لأنها كانت تحمد الله لأنه لم يتمكن من

إحراجها هذه المرة أو انه لم يرد إحراجها!!!! غريب هذا الرجل.....كانت أول

المغادرين من المكتب عند انتهاء الاجتماع.


فيما بعد


عندما كانت تسوق سيارتها خارج مجمع الإدارة توقفت عند إشارة مرور صغيرة

بعد أن ولعت الإشارة حمراء فجأة وتمكنت من التوقف بسرعة لأنها لم تكن تسرع

وفي ثانيه سمعت صوت فرامل ثم أحست بضربه كبيره وموجعه في سيارتها من

الخلف مصحوبة بصوت مزعج علمت أن سيارة صدمتها ...كانت من الرعب بحيث

لم تعرف كيف تتصرف ..تذكرت احمد أخوها فاتصلت به وكان نائما ..

جواهر: أنا أسفه احمد أني قعدتك..

احمد : خير جواهر في شي؟

جواهر: خير ان شاء الله خير..وأنا راجعه من الشغل في واحد دعمني من ورا عند

الاشاره اللي احذا مكاتبنا ...ممكن تجيني؟

احمد : سكري سكري الحين بجيج ...( ثم تذكر) جواهر ...تعورتي صار فيج شي؟

جواهر: لا الحمد لله ما صار فيني شي ...تعال أنا بنطرك


نزلت من السيارة لترى مدى الضرر فوجدته كبير..عادت لسيارتها ولم تتحدث

للأسيوي الذي كان يمسك رأسه ويكاد يبكي من الرعب فضلت أن تنتظر احمد..

دقائق وإذا بالباب يفتح ...

سيف بخوف: صار فيج شي ؟؟؟؟تعورتي؟؟؟

جواهر بإحراج واضح : لا الحمد لله هو الغلطان ...

سيف وهو يتأملها كلها ليطمئن قلبه : متأكدة ؟

جواهر : ايه ...( بتردد )سيدي

سيف (متفرغه بعد سيدي ):انزلي أشوف وركبي سيارتي هذيك الرنج السودا اللي

موقفه ورا....خذيها وروحي البيت وأنا بتصرف

جواهر: لا مشكور ...اخوي بيجيني الحين ...كلمته خلاص

سيف : لا تخليني اعصب الحين ...عاجبتج يعني قعدتج قدام الرايح

والجاي؟؟؟روحي قعدي في سيارتي لين يجي اخوج ...( وأكمل) وتغشي .

كانت سترفض مجدداً لكن عندما التقت عيناها بعينيه رأت الجدية والاهتمام فيها

فقررت إطاعته ...أخذت حقيبتها وذهبت لسيارته ...فتحت الباب الخلفي وركبت..

وأغلقته ...غطت وجهها كما أمرها ...وأخذت تنتظر أخوها....شمت رائحة عطر

رجالي قوي ....كانت الأوراق تحيط بها في كل مكان وفكرت( محول سيارته

مكتب,خاطري افتش فيهم ....متفررررررررغه..انتي وين والناس وين ...انتي

مدعومه والريال سوا فيج معروف وانتي تبغين تفتشين !!!!!بس الظاهر مابقى

عطر في الغرشه خلصها كلها.....هالكثر الناس يتعطرون ...بصدع الحين ...مادري

افتح الدريشه...لا لا ماقدر ...ماقدر اسوي اي شي....بس يمكن شي واحد بس ..)

ألقت نظره ووجدته في سيارتها والباب لازال مفتوح...إذا لن يراها لا تستطيع أن

تقاوم ...أخذت ترتب الأوراق كلها ووضعتها في ملف كان موجوداً فأصبح المكان

مرتباً نوعاً ما....ثم أخذت تنظر للشارع...تجمهر بعض الرجال حول الحادث ...

وبعد قليل لمحت سيارة احمد تتوقف وينزل منها وسيف يلتقيه ويسلم عليه.. أشار

على سيارته فشاهدها احمد وتحدث مع سيف قليلاً ثم تقدم لجواهر وانزلها من

السيارة : جواهر أنتي بخير؟ تقدرين تسوقين ؟

جواهر: ايه

احمد: اخذي سيارتي وروحي البيت وانا بتصرف

استغربت جواهر انه لم يسألها عن جلوسها في سيارة سيف ولكنها نفذت ما قال

وركبت سيارة احمد اللاند كروزر وغادرت المكان .

دخلت البيت وسلمت على أمها وصعدت لغرفتها وبعد قليل وأثناء الغداء أخبرتها

عن الحادث بكل هدوء وعن مساعدة احمد ...وأثناء ذلك سمعت صوت أخاها ينادي

فإجابته: في المطعم احنا...

دخل عليهم احمد وسلم عليهم وجلس مقابلها وابتسم:حد يتغدا الساعه 5 ..مابقى

شي على أذان المغرب ...ماعلينا شالاخبار؟

جواهر متجاهلة تعليقه : الحمد لله ...شقالوا الشرطة ؟؟

احمد : الغلط على السيارة اللي ورا طبعاً

جواهر: أنا أصلا كنت أسوق 60 لأني شفت الاشاره بتطفي بس هو اللي للحين

طاير وماتوقع ....جبت سيارتي؟؟

احمد : لا ..اتصلت في الجراج جاو وخذوها ..

جواهر: عيل شلون جيت؟

احمد : وصلّني سيف جزاه الله خير ..انتي حظج حلو يوم سيف مر عليج..

جواهر: تعرفه مديري..

احمد : سيف؟؟ ايه هذا ابوه كان رفيق ابوي الله يرحمه ..لزيمه ..ويمر علينا

الميلس ساعات ...يوم صار مديركم وصيته عليج ودايماً اسأل عنج وهو يطمني

ويقول اختك اخت رجال ما ينخاف عليها ....

احمد : يعني ما قلتلي من قبل !!!!

احمد مستهزأ: لج حق ....ما انا كل يوم اشوفج في بيتي.. نسيت يمكن؟

جواهر تبتسم وهو محرجه:عاد ...احمد والله ان شغلي صعب ودوامي طويل.. وارد

تعبانه حتى اسأل امي....

احمد : ادري مهب انتي مقومتني من رقادي الساعه 4 ...وانتي توج ظاهره من

الدوام...وحتى اذا مرينا عليج وانا والعيال تكونين راقده...

جواهر: والله بمر عليكم

احمد : بنشوف ...ان غداً لناظره لقريب

جواهر وقفت وذهبت له وحضنته قائلة : فديت اخوي اللي يحبني ويشتاقلي..

احمد : انتي قلتيها يشتاقلي ...انا ...والا انتي لو اتم سنتين ما مر وما تشوفيني ما

تشتاقين ابد..

أخذت تقبله على رأسه ...

احمد : قصي علي قصي ...المهم دبري عمرج وروحي مع الدريول لين تخلص

سيارتج...



وقف استعداداً للمغادرة ...فقالت أمها : وين رايح اقعد تقهوا ...

احمد : اي قهوة وانتو توكم مخلصين غدا ...

الام : والله ماتروح لين تتقهوى ...وغدانا هذا مهب بيدنا ...الله مقدره علينا بسبة

اختك وشغلها...

جواهر وهي تقف أيضا للذهاب للصالة : انا شكثر اقولج تغدي ولا تنطريني..بس

أنتي اللي ماتطيعين...

ذهبت تأمر الخادمة لتحضر الشاي والقهوة والكيك لهم في الصالة وتوجهت

لغرفتها... فانتهزت أمها الفرصة وقالت لأحمد : احاتيها وايد...لو صار فيني شي

بتم بروحها...

احمد : افا والله يام جواهر ...واحنا وين رحنا!!!!

الام : ما تقصرون يا ولدي بس مهب هذا قصدي ...البنت مردها بيت رجلها ...لين

متى بتم بلا ونيس ؟؟

احمد : والله بكيفها ...والا محد انخطب كثرها ...اخر واحد من شهرين ...والا

نسيتي..

الام : ما نسيت بس اختك راسها يابس...وماتسمع كلامي ...لين جاها نصيبها لازم

تقنعها ...لي متى بتم عازبه!!! مصختها صراحه...

جواهر وهي نازله: من هي اللي مصختها؟

احمد: من غيرج؟

جواهر وهي تتصنع البراءة : انا ؟؟؟؟مصختها!!

احمد: شوفي ترا هذا علمٍ يوصلج ويتعداج وأمج شاهده...اذا جاني رجال فيه خير

وراعي دين يخطبج ماني براده...

تفاجأت جواهر بكلامه : وشو؟؟؟ من صدقك!!! وانا مالي راي!!!مهب انا اللي

بتزوج؟

احمد: اكيد لج راي ...بس بحدود ...انتي ماعادج بصغيره...لي متى بتردين

الرجاجيل...الحين وايد بس عقب كم سنه ولا واحد بيمر عند بيتكم...

جواهر: عساهم مايمرون ....انا ماراح اقبل بأي واحد عشان بس اعرس ..انت ما

تحبني انتو كلكم ما تحبوني وتبغون الفكه مني....

احمد وهو يبتسم: الحين احنا الحين مانحبج!!!! عشان ندور مصلحتج يعني

مانحبج....افا بس ياجواهر وانا اللي اقول انج عاقله ....

سكتت جواهر فقال ضاحكاً: لاتمدين البوز من الحين يبه للحين محد جا...لين جاج

يصير خير...


بعد أن سمع الآذان استأذن منهم وغادر وتركها مع أفكارها....بعد الصلاة اتصلت

في نوف ...

جواهر : عيل انا كبرت ومصختها؟

نوف: تبغين الصج؟ ايه

جواهر: ترى بسكر التلفون الحين ..

نوف وهي تضحك : هههه مسرع ماتعصبين انتي!!!

جواهر: عيل انا اشكيلج وانتي معاهم!!!!

نوف : جوجو حبيبتي ..عندج شك في حبي لج؟

جواهر: طبعاً لا..

نوف: زين عيل ...انا اكلمج بالعقل ...الحين انتي لي متى بتمين عايشه بروحج؟

جواهر: مهب بروحي معاي امي الله يخليها لي...

نوف: وانتي تدرين انها مهب دايمة لج وتدرين انها تحتاتيج دايماً

انتي فكري شوي....ماتبغين عيال مثل حبايبج؟ماتبغين ريل تحبينه ويحبج ...

جواهر: ويتزوج علي مثل ماسوا ابوي الله يرحمه في امي وفي باقي حريمه؟

نوف: ابوج مهب احسن من ابوي وانتي اكثر وحده تعرفين ومع ذلك تزوجت ...

والله رزقني بهالعيال اللي مطلعين عيوني وريل يحبني....

جواهر: يصير خير...اللي الله كاتبه بيصير...

نوف: شرايج تمرين علي نروح فلايجيو شوي؟

جواهر: ماعندي سياره .تعالي انا ماقلتلج...اندعمت اليوم...

نوف: ابيه ...عسى ماتعورتي؟؟؟

جواهر: لا الحمد لله الضربة جات من ورا وتعورت السيارة ...

حكت جواهر لنوف كل ما جرى

نوف: الله سيارته رنج....اموت فيها بس محمد ما يحبها

جواهر: لا ومسبحها بريحة العطر...بس عفيسه ....تصدقين ما قدرت امسك نفسي

قعدت ارتبها شوي..

نوف: استخفيتي!!!! الحين شبيقول...

جواهر: شبيقول يعني يحمد ربه اني نظيفة مهب دثويّه مثله...ورتبت له سيارته..


********

زارا 18-05-08 03:58 PM

وااااااااااااااااااااااااااي ريماااااااااااااااااااااا ... فدددديييتس ياا السميه..
جبتي سيف لين عندي.. وااااااااااااااااااااااي.. يجنن.. تدرين ريماا القصه هذي اول قصه اقرااها غير مكتمله.. يعني تاابعتها على الهوااء مع الكااتبه.. وهذا كاان في عطلة الصيف اللي فات.. وتو الكااتبه مخلصتها يمكن من اسبووعين..

بس سيفاااااااااااااني فديييييييييييت رووحه خذااا قلبي وررحي.. وكاان جديــــــــــــــــــــــــر بانه يدخل مجمووووعتي الذهبيه.. على فكره ترااه من اول روااد المجموعه.. ههههههههههه

ريماا الله يوفقتس يااقلبي بالنقل..

ايه نسيت اتكلم عن الابطاال .. سيف وخلاااص عرفتوا مووقعه في قلبي.ز ماا يحتاج اعيد الكلاام .. والا اعييييييييييييد.. خخخخ.. والله اول شي عجبني فيه عمره.. ورزانته و وظيفته. رووعه حبيت انه موو رجل اعماال ولاا راعي سفراات ومدري وشوو..

جواهر.. جذبتني لها بعد وظيفتها احس انها وظيفه غريبه على بنت خليجيه. انها تشتغل بالجنااائياات..

موووفقه ريووماااا..

لااا تطوووولين بالاجزااء. وانا بحااول باذن الله اكوون داائماا معتس هناااا..

ارادة الحياة 18-05-08 05:17 PM

السلام عليكم ام حمودي

قصة جدا راقية واسلوب الملكة الام جدا مميز

اختيار موفق جدا
كنت احدى المتابعات لهذه القصة الى ان اكتملت

ابدعت الملكة الام بها

اعجبتني علاقة الصداقة القوية بين جواهر ونوف جدا حلوة علاقتهم

اعجبني تناولها الرائع لمسألة تعلق بعض الشباب بعادات الغرب وانبهارهم بها وامنيتهم بأن يتزوجو من بناتهم
ثم بدأت تفتت هذه القناعة لدى سيف تدريجيا الى ان بدأينظر الى جواهر نظرة اعجاب وتقدير ثم بدأ الحب وانتهى اعجابه الذي كان بتلك الاجنبية
وفقك الله ام حمودي
واتمنى الا تحرمينا من تواجدك
انتظرك دائما
تحياتي القلبية الك

reem99sh 20-05-08 11:02 AM

[B]
الجزء الثالث
[/B




في مكان أخر من الدوحه

كان سيف في المجلس أخذاً مكان منعزل ومنشغل بأفكاره عن الرجال ...يبدو

وللوهلة الأولى وكأنه عمر الشريف لكن بالغتره والعقال ...نفس البنية الرياضية

الطويلة ...نفس العيون الواسعة ذات النظرة الخطيرة الملتصقة بالحواجب

السوداء...نفس الأنف لكنه ذو بشرة داكنه ...بشره خليجيه بحته ..

كان يفكر بجواهر وما حصل اليوم معها .... ( طاعتني بدون مناقشه !!ولبست

الغشوه.. ركبت فسيارتي ...اخ ورتبتها بعد ....بأي حق ترتبها ؟؟ انا حاط اوراقي

بطريقه معينه ....هي شلقفها ؟؟؟ تبغي تحسسني اني وصخ ومهب مرتب؟ يمكن..

بس سيارتها مرتبه بعد وريحتها عود ...صج سيارة مَره...وتحب الجسمي الاخت..

ذوقها داق...لو بونوره بقول ...بس مهب مهم ...بس انا ليش افكر فيها الحين؟؟؟

وليش ساعدتها ؟؟؟ لأنها اخت احمد..بس لأنها اخته؟ ولا لأنها عاجبتني؟ لالا شنو

عاجبتني ...مافي وحده تعجبني هنيه ...كلهم نفس الشي مثل حريم اخواني

وربعي.. بس جواهر غير ...جميله بدون مكياج ومحتشمه وخجول ...في وقت

صار الخجل عمله نادره ...لالالا للحين ماعرفها عدل ..اكيد تمثل مثل كل الحريم

لين يتزوجون...لين مايصيدون لهم ريل وبعدين....يطلعون على حقيقتهم ..آخخخخ

بس انا مايصير احكم عليها في هالمده القصيره ...لازم اعرفها اكثر قبل لا احكم

عليها.. )


( سييف ) قطع سعيد استرسال سيف في افكاره منادياً اياه

سعيد: انت ايه ...ماتستحي على وجهك قاعد مع الرجاجيل ومتحيّز بروحك!!! يوم

انك ماتبغي قعدتنا ليش جيت؟

سيف: اسمحلي ياسعيد في سالفه شاغلتني...

سعيد: قضيه مالها حل؟

سيف: لا

سعيد: بنت!!! مانت براعي بنات

سيف: مهب وقته ياخوي ولا مكانه بعدين لين رحنا الكافيه ..

سعيد: عيل يله قوم اقعد معانا.

قام سيف مع سعيد وانضم لبقية الرجال ..


في نفس الوقت في مركز التسوق (فلايجيو)

كانت جواهر تتمشى مع نوف... كانت ذات تكوين جذاب متناسق ترتدي عباءة

بسيطة كعادتها بينما نوف ذات قامة طويله نحيفه ترتدي احدث صيحات الموضه

للعباءات كما انها تغطي وجهها دائماً...


جواهر : انا تعبت وراسي عورني فريتيه فر...قعدينا في كوستا خلنيا نشرب شي.


نوف: بس انا للحين مارحت ( pimkie )


جواهر: اوكي ان مارحتي الحين معاي الكافيه بطلع وبروح بيتنا مع دريولي وانتي

عقب خل ريلج يجيج....

نوف : اوففففف هذي اللي بتذلنا ...يله روحي روحي وامرنا لله ..

ذهبوا لمول الحياة بلازا ..واتجهوا للكافيه وجلسوا في طاوله خلفيه وطلبوا شاي

وقهوه وكيكة التيرامسو وكيكة العسل التي يشتهر بها ...

جواهر : تصدقين ملل لما تقعدين ورا سواق وانتي تسوقين يدور راسي مادري

متى بتخلص سيارتي...

نوف: قوليله يأجر سيارة مؤقته لين تطلع سيارتج..

جواهر : والله فكره بتصل فيه..

أخرجت هاتفها النقال واتصلت به: بوجاسم ..

احمد: بوجاسم!!!!

جواهر: السلام عليكم

احمد: وعليكم السلام والرحمه..

جواهر : بوجاسم حبيبي انت ...من لي غيرك انا ...

احمد :اممممم.. لج امج..وعبدالله ومنى وهيا وحمده ونوره.....وتعالي لج بعد

نوفوه مالتج.....

جواهر: احمد ( بدلع ) عاااااد لا تخليني اصارخ في الكافيه واقول شكثر احب

اخوي احمد...

احمد: جوجو ...لا بالله استخفت البنت ...بتفضحينا ...اول قوللي انتي متغشيه؟

جواهر: لا طبعاً ..

احمد :عيل انجبي وتكلمي بالعدال ...شتبغين؟

جواهر: ابغيك تأجرلي سياره رفيق يملل ...

احمد : يالدلوعه ...دريولكم يملل!!! شلون هذي؟

جواهر: تعودت اسوق بروحي ....هذا ثور يرفع الضغط ...انا ابغي سياره..بتجيبلي

ولا اروح أأجر لي وحده بروحي؟

احمد: تخسين والله تخسين ...لايكون تحسبين نفسج في امريكا؟ بعطيج المرسدس

مالتي لكن والله يان صار فيها شي انه مهب اخير لج ...تسمعين.

جواهر وهي تبتسم : فديتتتتتت اخوي حبيبي اسمع اسمع ...

احمد: والله ياجوجو ان صار فيها شي انج تاخذينها وتطلعينلي وحده مثلها موديل

السنه ....بفلوسج ...كيفج عاد

جواهر: خلاص بللل كليتني بعاملها مثل ماعامل امي زين؟

احمد : واحسن بعد ...بخلي الدرويل يجيبها البيت بعدين..اقول ..

جواهر: لبيه؟

احمد: يعل ريلج يلبسج الغشوه من يوم العرس ان شاءالله..

جواهر: يعله مايجي يله مع السلامه...

اقفلت الهاتف ولم تلاحظ نظرات الحيرة والغضب المتجهة لها من طاوله بعيده

بجانب الباب...( ليتني ماطعت سعيد وجيت هالمقهى الجديد....ليتني ماشفتها...

تتكلم في التلفون وتتضحك ...لا وشاقه الحلج....وكنها تكلم واحد...مندمجه !!!انا

كنت اظن انها ممثله. والحين تأكدت )


في الجانب الأخر من المقهى

نوف: شعليها....بيعطونها المرسدس ...

جواهر: وخري زين معطيني اياها وهو يتحلف ...سئلي ريلج بكم سعر الموديل

الجديد....؟

نوف: للحين ماسقتيها وتبغين مثلها!!!!

جواهر: شتقولين انتي...اقولج متحلف فيني اذا صار فيها شمخ ...اشتريله

الجديده...فانتِ اسألي وخلصينا.

نوف: وانا اللي اقول كرييييم طلع زطي


جواهر: بتصل في امي بشوفها شخبار عيالج؟؟؟ اكيد تسندرت

نوف : توني مكلمتها من شوي...تقول تعشوا وقاعدين يلعبون في الحديقه وهي

تطالعهم مع المربيه...

جواهر: عيل يله نروح الساعه قربت التسع ...تاخرنا..

نوف: مشينا....انا خلصت القهوه



في الصباح

أخذت سيارة أخيها المرسيدس وتوجهت لعملها كالمعتاد ...كان يوما مملاً لأنها لم

تكن هناك اي جريمة لتساعد في حلها....فكرت وهي على المكتب تبحث في

الانترنت عن اخر الأبحاث التي تخص عملها (الحمد لله في قطر معدل الجريمة

منخفض...الله يديم نعمة الأمن والامان علينا وعلى جميع المسلمين)

فيما بعد اتصلت زميلتها ابتهاج من قسم الاحتيال والتزوير تدعوها للحضور وذلك

لمشاركتهم الاحتفال بخطبتها ...ترددت في الذهاب ثم قررت ان تبارك لها وتعود

لمكتبها...وفعلاً عندما دخلت تفاجأت بعدد الموظفين المتواجدين في القسم ...خجلت

من التواجد معهم بنفس المكان لقلة العنصر النسائي فيه ...باركت لأبتهاج وغادرت

بسرعه على أن تشتري لها هديه ...كانت لوحدها في مكتبها عندما دخل عليها

غانم الموظف في قسم البصمات والذي لا تحبه أبداً نظراً لسمعته القذرة المعروفة

على مستوى الدوحه وليس الوزارة فقط ...كانت دائماً تتعجب من عدم طرده كل

هذه السنين ...لكنها علمت ان أباه من المقربين للسلطة.. كان يبتسم ابتسامه خبيثة

اقشعر لها بدنها لكنها تظاهرت بالقوة عندما سألته : نعم استاذ غانم؟

غانم: الله ينعم عليج ...ماخليتنا نسلم ....

جواهر: سلامك وصل ....محتاج شي؟

غانم بخبث: ايه محتاج ...شلون ماحتاج !!!

وقفت جواهر لإحساسها بعدم الأمان معه واذا بسيف بقامته المهيبه يقف عند الباب

بدون أن يدخل سائلاً غانم : غانم خلصت تقرير البصمة اللي كلفتك به ؟

غانم وهو محرج : ان شاء الله سيدي ..

كان سيف ينظر اليه باحتقار ضاماً يديه لصدره وأكمل: متى يعني؟ اليوم؟

غانم : ان شاء الله سيدي...لف وغادر المكتب ماراً بسيف الذي كان لازال واقفاً..

حتى عندما اختفى...نظر لجواهر وجدها واقفة بجانب خزانة الملفات تحاول إخراج

ملف منها معطية ظهرها للباب ...كانت ترتجف بشده ... وحاولت الهروب من

الموقف لاحظ انها لن تلتفت اليه فغادر وهو يفكر ( الحين هذا الح.....شيسوي

عندها ...بس هي كانت واقفه ومبين عليها الخوف منه...لازم يصير في تنقل في

الإدارة لازم انقل لها وحده والا افنّش غانم....بس هالح....مسنود ...خلاص بنقل

لها وحده )








شغلّت جواهر السيارة وانتظرت قليلاً وسرحت في الموقف الذي حصل اليوم وهي

تحمد الله ان المدير أنقذها من موقف بالتأكيد كان سيكون سخيفاً ( هذا شيبي كل ما

شافني بروحي دخل وهو يبتسم بطريق زفته...بس المدير اول مره يسوي شي مفيد

في حياته ...خزبق غنوم..يستاهل يعله مايربح....)

أشغلت المذياع على قناة امارات fm وأخذت تستمع لبرنامج مباشر مع اتصالات

المستمعين لطلب الاغاني احدهم طلب أغنية الاماكن لمحمد عبدو.. ابتسمت وهي

تستمع لها كانت المفضلة لنوف وكثيراً ما استمعت لها وهي معها.....اتصلت بها

ووضعت السماعة وساقت السيارة ولمحت سيف في سيارته يبتسم ....( غريبه

!!!يبتسم اول مره اشوفه يبتسم!!! شكله صار حلو يوم ابتسم....)


سيف من جهة أخرى كان ينظر لجواهر وهي في تقود السيارة ويبتسم.. ( عطاها

احمد سيارته... ) انتظرها حتى غادرت وتطمئن ان غانم غير موجود ...ثم حّرَك

السيارة وغادر هو أيضاً..



في صباح احد الأيام


تم استدعائها على عجل لمكتب المدير ...عندما دخلت كان يتحدث في الهاتف

بعصبيه أشار لها بالجلوس فجلست وهي صامته وما أن انتهى حتى نظر إليها نظرةً

كلها رجاء وقال : في مهمة لج ومحد غيرج يقدر عليها...

جواهر باهتمام : خير سيدي..

سيف: في جريمة قتل صارت في بيت واحد مسؤول مهم ومانبغي فيها اي اخطاء

مكتب رئيس مجلس الوزرا مهتم بالموضوع...وانا مضطر اوكلج بهالموضوع انتي

بالذات ..( قالها بتردد )

جواهر: بس انت تعرف سيدي ان انا ما طلع هالطلعات انا عندي استثناء..

سيف: ادري ...بس انتي تذكرين الاخطاء اللي كل مره تصير في قضايا مثل

هذي...انا ما أمرج انا اطلب منج ....لو سمحتي اطلعي حق هالقضيه بس ..

القتيله بنته ....الجريمه توهم مكتشفينها من ساعه والمباحث هناك والمصور باقي

احنا ..

جواهر: سيدي انا ماعرف....ماعندي خبره ...ممكن تكلف حد اعرف مني

بهالامور..

سيف: حمد وفتحي بيروحون معاج بس انا ابغيج تروحين معاهم لأنج احسن موظفه

فالادارة عندي ...دقيقه في الامور التكتيكيه...وعندج قوة ملاحظه ما شاءالله..

صدقيني لو نجحتي فهالقضيه بتجيج ترقيه من فوق...هذه قضيه مهمه مثل

ماقلتلج...

جواهر: بس...لازم ....استأذن .... مايصير اروح بس جذيه...

سيف: انا كلمت احمد قبل لا اكلمج وهو تفهم الموضوع ..بس اشترط انج تروحين

في سيارته..اقصد في سيارتج مهب مع الشباب يعني....وانا بعد اقول

جذيه..شقلتي...الوزير بنفسه متصل ينطر اخر الاخبار...

جواهر بملل واضح : حاضر سيدي ....بس....

سيف:بس ؟؟؟

جواهر: اذا انا غلطت بعد؟؟اذا انا ماعرفت اجمع الادله المطلوبه للقبض على

المتهم؟؟؟

سيف : انا عندي ثقه كبيره فيج...روحي واتكللي على الله...

جواهر بصوت منخفض : ونعم بالله ...

وقفت وكأن على ظهرها حملٍ كبير تعجز عن حمله..

قالت بتردد: شلون بروح من بيدليني؟

فيه سياره تنطرج تحت السواق بيمشي قدامج. واذا بغيتي اي شي اتصلي

فالسكرتير بيحولج بسرعه انا بعطيه امر...

جواهر: حاضر سيدي..

سيف: مع السلامه..


عندما وصلت لمكتبها اتصلت بأمها : يمه انا عندي قضيه كبيره وبتأخر تغدي انتي

وكلي حبوبج ...ارجوج يمه لا تخليني احاتيج وانا بروحي مخي مشغول...

امها : ان شاء الله يا حبيبتي بس انتي تحملي على عمرج...

جواهر: بكلم احمد الحين ....مع السلامة يمه..



واتصلت في اخيها احمد: احمد ....دريت بالسالفه؟

احمد : ايه ..كلمني سيف وشرحي لي الوضع ...وانا وافقت ...تراج مهب هينه

الريال متوهق ويقول ان ما في غيرج يقدر يحلها بسرعه وبدون اخطاء...

جواهر: بس انا ماعرف....ماقد رحت...وبعدين مسرح الجريمه اكيد بيكون مليان

ريايل...

احمد : جوجو حبيبتي....انتي بنت خليفه بن علي ....وكلٍ يعرفج ويعرفنا وانا

ما خاف عليج ....روحي وسوي شغلج والله معاج ...

جواهر وهي في غاية الاحباط: فديتك احمد مر على امي خلها تتغدا والا تغدا معاها

لأني متأكده انها بنتطرني وماراح تاخذ دواها ....وبتم احاتيها ..

احمد: ولا يهمج بعد شوي بمر عليها...

جواهر: اوكي حبيبي ...ينطروني الجماعه ادعِ لي مع السلامه.




غادرت جواهر مقر عملها وهي تتبع سائق الدورية الذي أخذها الى فيلا كبيره في

منطقه هادئة ...على مدخل الباب الخارجي ركنت سيارات الشرطة دخلت بسيارتها

للداخل بعد إظهار هويتها للشرطي وأوقفتها أمام الفيلا ونزلت ووجدت العديد من

الرجال مدنيين وعسكريين خارج وداخل الفيلا ....مواطنين ومقيمين الكل يعمل

لمحت فتحي فنادته وأخذها للطابق العلوي...كان قلبها يدق بسرعة ...الخوف

متمكن منها....رأت رجل مرتدي جلابيه المنزل جالس على كرسي وعيونه حمراء

ورئيس النيابة يستجوبه ...وادخلها فتحي لغرفة المجني عليها...دخلت وهي تكاد

تأكل الغرفة بعينيها ..كانت غرفه واسعة بها سرير كبير وطقم جلوس في طرفها..

لمحت شيء على الأرض خلف السرير تقدمت لتتأكد واذا بها ترى فتاه في

الثلاثينات من عمرها حنطية اللون مذبوحة من رقبتها ...والدم كوّن بقعه كبيره

أسفلها ...تحاملت على نفسها وسألت فتحي وحمد عن تحليلهم للجريمة ثم أخذت

بالبحث بنفسها ...ارتدت قفازاً مطاطياً نظرت الى السرير ولاحظت انه غير مرتب..

المكان كله يدل على حدوث عراك تفحصت غرفة الملابس لاحظت وجود خزنه

حديده صغيره مفتوحة تم رفع البصمات عنها ألقت نظره على الحمام ورأتهم

يرفعون البصمات عن النافذة أيضاً..عادت للمجني عليها...لاحظت بعض الخدوش

عليها ....أمسكت بذراعها ...دققت على أظافرها الطويلة فوجدت دم وبقايا غريبة

نادت فتحي ونظفتها بداخل كيس نايلون ..أجرت بعض التدقيق على الغرفة لبعض

الوقت ثم غادرت لمكتبها مره أخرى وتبعها حمد وفتحي ...وما ان دخلت مكتبها

حتى وجدت المدير واقف على الباب متسائل بفارغ الصبر: So ?

ابتسمت وأجابت : محلوله بأذن الله سيدي ...لقيت دليل مهم جداً بيدلنا على

القاتل..

سيف: دليل؟

جواهر: دم القاتل كان في اظافر المجني عليها مع جلده ...بتلقونه مشمّخ اكيد..

بشتغل على التحاليل الحين وخلال 48 ساعه النتيجه بتكون جاهزه بأذن الله

سيدي..

ابتسم ولأول مره قائلاً : الله يعطيج العافيه ...

انصرف وتركها تسرح قليلاً في ابتسامته ( ابتسم !!!! اخيراً ابتسم الشيخ

نكد..غريبه ...اكيد مريض ...!!!!) هزت رأسها وحاولت ان ترتب افكارها استعداداً

لبدء العمل ...قررت ان تتصل في امها ...تطمنت عليها ...تغدا معها احمد كما

وعد..دخلت عليها ابتهاج ...سلمت ثم عرضت المساعده..

جواهر: لا مشكوره حبيبتي مافي داعي..

ابتهاج: مش على كيفك ...انا اتكلفت من سعادة المدير اني اساعدك انت وفتحي

وحمد في القضيه دي ...






بدأت العمل وكلفت ابتهاج ببعض الأعمال .... انتبهت إلى أن الوقت متأخر ...

فغادرت المكتب بسرعة لاحظت أن المكان هادئ...على غير العادة ..كاد قلبها ان

يقف من الفزع عندما سمعت صوت رجل خلفها: هاه مرَوحه؟

التفتت فإذا بالمدير واقف بجانب باب مكتبه ينتظر إجابتها..

جواهر: نعم سيدي...

سيف: والشغل خلصتوه؟

جواهر: نعم سيدي قربنا والبااقي بكره بيخلص بأذن الله...

سيف : ليش طالعه بروحج؟ وين ابتهاج عنج ؟

جواهر: بتخلص اللي في يدها وبتروح..

سيف: عيل لحظه بوصلج للسياره.. مايصير تطلعين بروحج فهالليل..انتي امانه في

رقبتي...

تضايقت من عرضه وفي نفس الوقت ارتاحت ...لم ترد ان تكون وحيده في هذا

الوقت من الليل...خرج من مكتبه متقدماً إياها للمصعد ...ضغط على الأزرار عندما

دخلت ...احتفظ بمسافة لا بأس بها بينهما ...خرج قبلها عندما فُتح الباب وتوجه

للسيارة ووقف أمامها أعطاها الوقت الكافي لتركب وتشّغلها ولكنها كانت

بطيئة..فكر( حريم شعرفكم بالسواقه انتو!!!! عنبوج بلاد اللي البنات يسوقون فيها

همر ورنج وشبح )

لم يعرف أنها كانت بطيئة لأنها كانت ترتجف ....لم تقدر أن تستوعب وجوده

أمامها يراقبها كانت تحس بالارتباك مما زاد من أخطائها ....وهو لا زال واقفاً..

أخيراً تمكنت من تحريكها ومغادرة المكان ....


اخرج هاتفه واتصل : السلام عليكم ....

سيف : متصل ابلغ عن ان الأمانة طلعت خلاص...الحين مسؤوليتك انا مالي

خص...مدري ياخي شهالقلب عليك مخليها تسوق بروحها فهالليل!!!!ليش ماجيت

تاخذها؟

سيف: والله لو اختي ماخلتيها بس ..شقول ...خل حد غيرك يقعد في المجلس

وتعال...والله اختك اهم ....عيل زوجها احسن وخلها في ذمة ريال غيرك ...سكر

سكر دام النفس عليك طيبه...


اخذ يفكر في رد احمد ( الحين معقوله كل هالرياييل ردتهم !!! ياترى ليش؟ يمكن

شايفه عمرها ان محد يستاهلها...ليش من تكون ...زبيده بنت مروان؟؟ ) عاد

لمكتبه ليتأكد من سير العمل قبل ان يغادر هو أيضاً لقد كان نهاراً طويلاً ...



كانت تفكر وهي تقود عائده لمنزلها ( يحررررر ...انتي امانه في رقبتي ...

يعله..استغفر الله كنت بدَعي وهو موصلني ...اصلاً هو السبب ...مسوي نفسه

يخاف علي ...لو يخاف علي مايطرشني اشوف اللي شفته اليوم مع هالعالم...طلعت

روحي اليوم ابغي ارقد ....جان زين بيتنا احذا الشغل ...حمدلله اني صليت كل

الفروض في المكتب ...لأني برقد حتى بدون مابدل...)



في مكان أخر من أحياء الدوحة وصل سيف لمنزله ضغط على جهاز التحكم بإصبعه

ففتح الباب ....ادخل سيارته إلى خلف الفيلا وأوقفها ونزل ...دخل من الباب

الجانبي ولمح أمه جالسه في الصالة الداخلية مر في البهو الكبير متوجهاً لها وهو

يقول بصوت عالي: السلام عليكم ...

انتفضت امه على صوته وضربت صدرها بخفة قائلة : بسم الله الرحمن

الرحيم...خرعتني يايبه الله يهداك...

قبلها على رأسها وجلس بجانبها وقال: افا وانا سيف ....تتخرعين من ولدج !!!!

اخاف شايفه جني....

الام : بسم الله الرحمن الرحيم ....شفيك يبه مهب زين تطريهم في الليل...

قبل كفها وهو يقول: ليش بروحج فديتج ؟؟؟

الام: كل حد لاهي بحياته ....وانا قاعده انطرك....عنبوك من طلعة الصبح توك

راجع؟؟

سيف: ايه يمه والله اني تعبان كان عندنا شغل وايد اليوم ....تعبان وجوعاااان ..

( قالها وهو يستلقي ويضع رأسه في حضنها ...)

الام: افا ...تجوع وانا امك !!! قوم قوم بحط لك عشا....

سيف: بعد شوي ...همزي راسي شوي ....

اخذت امه تدلك رأسه وهي تقرأ عليه بعض الايات ...

ثم سألته: انت طب بطنك شي اليوم؟؟

سيف: سندويش جبن سواه الفرّاش وماكلته الا يوم برد..

الام: لا تغفي ...ادريبك من اهّمز راسك تغفي....ترا انا ماتعشيت انطرك..

سيف: مهب راقد ...وراي طلعه ...

الام: والله ماتطلع ...هذي حلفه..

سيف: ليش عاد الله يهداج ؟؟؟ مواعد الرجال انا...

الام: اتصل تعذر منه ...ماتستحي على ويهك ...انا من متى ماقعدت معاك؟ كله

برع...ومخليني اطالع الاطوف بروحي....

سيف: شالله حادج ...روحي حق خواتج ...والا جاراتج...نادي عيالج...ماعدنج الا

انا؟؟

الام: استح على ويهك...بدل ماتقول ان شاءالله يمه ...مالي الا انتي...تقول

هالكلام..

سحب سيف كفها وقبلها وقال : حقج علي ...انا فعلاً مالي غيرج انتي حلوة اللبن..

الام: قوم قوم خلني انادي ليسا تحط عشانا باخذ دواي ...

وقفت ومشت قليلاً ثم نادت ليسا وأمرتها بوضع العشاء...

سيف: خلها تجيبه هنيه مافيني شده اروح المطعم ...

الام: توك تقول بتروح مواعد ...ومافيك شده تاكل على الطاوله!!



أثناء العشاء تنهدت وهي تسأله: متى بشوف عيالك معاي على العشا؟؟

سيف: اذا الله راد....

الام: بس....هذا اللي عندك ...؟

سيف: تبغيني اخذ بنت الناس واخليها تقعد بروحها!!!

الام : ليش بروحها ؟؟؟بتقعد معاي والا بتظهر في بيت بروحك؟؟؟

سيف : لا شنو بيت بروحي ...اذا ماتبغي تقعد معاج نفادها...

الام: انت اللي تقول انها بتقعد بروحها..

سيف : يايمه ياحبيبتي المره ماتبغي ريل؟؟ انا الحين مهب فاضي شغلي يبغيله

مداوم ...لين اقدر اثبّت نفسي فيه...

الام: لين متى يانظر عيني لين متى؟

هذا انتي زوجتي خواني ..شاللي نابج؟؟؟ ماتشوفينهم لا هم ولا عيالهم..

الام: يايمه الناس مشغوله ...

سيف: الا حريمهم مافيهم خير...وتبغيني اجيب وحده نفس الشي...

الام: اصابعك مهب سوا يمه...

سيف مغيراً الموضوع : الحين انتي خليتي كل هالسندويشات وكلتي خبز وجبن!!!

الام: ماقدر اكل غيره يمه...اذا كلت طباخ احس معدتي بتنفجر وتجيني لوعه...

سيف: مسويه ريجيم يمه...

الام : من سنين هذا اكلي ...من جاني السكر...

سيف: الحمدلله ...بروح اتسبح وبرجع اسهر معاج..

الام: روح يبه ...بخليهم يبرزون الشاهي والقهوه.



سهرا أمام التلفاز حتى تعبت أمه وذهبت للنوم ...وجلس وحده...اخذ يفكر بكلام

أمه...( الحين انا ما شفت حد مرتاح من تزوج ...اولهم خواني لهوا بحياتهم وكله

مراكض ورا حريمهم ...ما بغي اصير مثلهم ...ابغي مرتي تحبني وتحب امي

وتحب حياتي ...ابغيها تحتويني كلي ...ابغيها تفهمني بدون ماشرح قصدي...وين

القاها هذي ؟؟؟

يوم كنت في امريكا كنت اقدر بسهوله اختارها .... بس هنيه ....بنات خالاتي اللي

تفكيرهم سطحي ومراهق؟؟؟وبنات عماني عرسوا والا .....وتقوللي تزوج....هذا

مستقبلي ما يصير اقرر فيه بهالسهوله....



********

reem99sh 20-05-08 11:09 AM

لحظة زمن ......

سعوديه وكلي عز....

زارا....

ارادة الحياة...

مشكورين يالغاليات وفعلا القصة جميله ......وظيفة جواهر كثير حلوة وغريبه على البنات الخليجيات

و أسلوب الملكة الأم جميل في الكاتبة وسلس.........


اتمنى التابعوا الباقي معي.......

عطر الأماكن 21-05-08 12:36 AM

مشكوره على النقل فهي بحق قصة رائعه تتستحق ذلك

أتمنى لك التوفيق

reem99sh 22-05-08 10:54 AM

الجزء الرابع




في اليوم الثاني



كانت الإدارة مقلوبة رأساً على عقب والمدير عصبيا جداً يثور لأتفه الأشياء ..كان

بإمكان جواهر سماعه ...شارفت على الانتهاء من التقرير ولكنها لا تقدر أن تسلّمه

حتى تنتهي من كل التحاليل والاختبارات وتتأكد من النتائج...كانت بانتظار آخر

تحليل لدى فتحي ....انتبهت إلى أن الوقت كان متأخراً والنتائج لن تنتهي إلا في

صباح الغد ...أخذت حقيبتها الصغيره وهاتفها النقال ووقفت لتغادر بمنتهى الهدوء

بعد أن سلًمت على ابتهاج وكادت أن تصطدم بمديرها عند الباب ...كان واقفاً عند

الباب ليسألها : شالاخبار؟

لم يحلق لحيته هذا الصباح فظهر شعر قصير زاده وسامة .

جواهر بإرتباك وهي تحاول أن تزيح نظراتها عن عيناه السود الواسعة والتي يبدو

التعب عليها : قربنا نخلص سيدي...بكره الصبح بإذن الله بيكون التقرير على

مكتبك...

سيف: وليش مهب الحين؟

جواهر: أنت تدري سيدي أن الاختبارات ماتنتهي قبل 48 ساعه يعني بكره

الصبح...فتحي بيسهر على آخر واحد وأنا بكره بدوام من الفجر عشان اهتم

بالباقي.


عاد للخلف معطياً المجال لها لتخرج ثم صحبها وهو صامت للمصعد ثم للباب

الرئيسي ...وقف ينتظرها الى أن غادرت مثل الليلة السابقه كان يفكر لدرجة انه لم

ينتبه لنظراتها له....كان يفكر بحديثه مع مدير مكتب الوزير ( شكان يقصد

بكلامه؟؟ ماعجبتني تلميحاته ..ابداً ...ياترى الوزير مستاء من عملنا والا..

راضي؟الله ياخذه ...ما بّل ريجي بكلام حلو ...لكن معليه بكره لين خلص التقرير

بشوف شبيقول...)


كانت جواهر تفكر ( شفيه مديرنا اليوم؟؟؟ مهب طبيعي بالمره....في شي شاغله

اكيد الضغوط قوية عليه عشان هذي القضيه ...بس يستاهل ...خله يحس باللي

يسويه فينا في كل قضيه ..)


في المساء وفي وقت متأخر

كان سيف متوجه لباب جناحه وفتحه...اصطدم برائحة البخور والعود المطيب وفكر

( فديت أمي اللي تطيب لي مكاني دايماً ) دخل للمدخل الذي صممه ليبدو مثل اجنحة

الفنادق فبعد المدخل هناك غرفة الجلوس ذات الارائك الامريكيه المريحه والمطبخ

التحضيري في الزاويه وجهاز التلفاز البلازما المعلق ...فتح باب غرفة النوم

ومشى عبرها الى غرفة الملابس غير ثوبه وفتح المكيف المقابل للسرير الفارهه

وعاد لغرفة الجلوس واشغل التلفاز وامسك جهاز التحكم وأخذ يقلب في

المحطات...كان التفكير قد شل عقله فشاهد أخر الاخبار على قناة الجزيره ثم أخذ

يشاهد فيلم Heat لروبرت دي نيرو اللص الماهر وال باتشينو رجل الشرطه

كان يشاهده للمرة الثانية ولكنه يحبهما كممثلين ووجدوهما معاً في فيلم واحد كان

رائعاً..أنهم قمم في التمثيل ولكل منهما مدرسته الخاصه في الاداء ... قمة الاداء

....لم يقدر ان ينام الا أن انتهى من مشاهدته...


بكرَت جواهر في حضورها للمكتب مثلما وعدت مديرها ...كانت من اوائل

الموظفين الذين وصلوا للإدارة شرعت في إكمال التقرير ...كانت لوحدها عندما

دخل عليها غانم بابتسامته الخبيثة وهو يقول : الإ من الفجر مداومه !!!

جواهر بدون ان ترفع عينيها عن الشاشه : عندي شغل مستعجل ...

غانم: عيل وينها عنج ابتهاج ؟؟؟

جواهر بملل واضح: الحين بتجي..

غانم وهو يتقدم نحوها: ماتبغين مساعده ؟ ترانا حاضرين ...لا يردج الا لسانج..

جواهر وهي تقف فجأه وبعصبيه واضحه: لا شكراً ...ممكن تخليني اكمل شغلي

..المدير ينطر هالتقرير ومستعجل عليه..

غانم وهو يقترب اكثر : أنا مامسكتج ...كملي...بس كنت بآخذ نظره على

كمبيوترج..

جواهر وهي تلف من خلف المكتب نحو الباب وبحده : لو سمحت تطلع برع ...

الحين ..

غانم وبنذاله متناهيه: والله لي صار مكتب ابوج طردينا منه ....

تمت مقاطعته بصرخه قويه: غانم ...

التفت فإذا بالمدير واقف خلفه : شعندك هنيه؟؟ أنا ليش دايماً اشوفك في

هالمكتب..عندك شغل هنيه؟

غانم: سيدي شفت اخت جواهر تشتغل بروحها قلت اساعدها وهي ما مانعت ..

التفت سيف لجواهر ووجدها تنظر له بغضب..

سيف: والله اللي اشوفه انها احذا الباب وشكلها مهب شكل وحده مرحبّه.. اسمعني

عدل يا غانم ( واقترب منه حتى الصَق وجهه به ) علمٍ يوصلك ويتعداك ..لين شفتك

فهالمكتب مره ثانيه بدون داع والله مايردني عنك حد حتى الوزير...تسمعني؟؟

انزل غانم عينيه وهو يقول : نعم سيدي..

سيف: يله عطني مقفاك ورح كمل شغلك احسن لك...

انصرف غانم وعادت جواهر لمكتبها في اللحظه التي سألها سيف:

الحين.....ماتقولينلي ليش غانم كل شوي ناط عندج؟

جواهر وهي تمنع نفسها من النظر إليه: سيدي هذا واحد فاضي وأنا مشغوله بس

هو...

قاطعها: شخبار التقرير ؟؟طبعاً ماخلص..

جواهر وهي تمسك اعصابها لأخر لحظه: سيدي بعد دقايق بيكون على مكتبك..

انصرف عنها بدون أي كلمه وتركها والدموع تكاد تسقط من محجريها ...لكنها

تماسكت ورشت بعض الماء على وجهها ووقفت وأغلقت باب مكتبها ولم تفتحه

حتى أكملت التقرير وسلمته لسكرتير المدير...

في نهاية الدوام اتصل فيها الملازم علي يطلعها على اخر اخبار القضيه الأدلة التي

اكتشفوها أيدت اتهامهم لذلك الاسيوي المعتقل لديهم بعد إستجواب السائق وتبين

أن المتهم والذي صادقه فجأه وكان يسهر لديه كل ليله ....علم عن سفر اغلب

العائله فقرر تنفيذ جريمته في تلك الليله ... فقام بدخول غرفة القتيلة عبر شباك

الحمام وكانت لوحدها في المنزل،،وشقيقها يسهركل ليله مع أصحابه... وعندما

اكتشفت القتيلة وجوده في غرفتها ، قامت بالصراخ فتعارك معها ،بدليل الخدوش

على جسدها وقام بنحرها مستخدماً أداة حادة ، وتركها ملقاة على الأرض وفّر

هاربا حاملا معه مصوغاتها والنقود التي كانت في الخزنه كلها ...

لاحظ شقيقها عند استيقاظه من النوم أنها لم تخرج من غرفتها منذ اليوم

السابق,خصوصا وان أفراد أسرتهما خارج البلاد.طرق الباب أكثر من مره ثم

كسره ليجدها مقتولة في غرفتها، مما شكل له صدمه كبيرة، فتقَدم ببلاغ لنا ...


عندما أقفلت منه أحست بالراحة للانتهاء من هذه القضية ...صحيح أن فتاة بريئة

فقدت حياتها بسبب جشع إنسان أخر ..لكنها كانت مستاءة من تصرف مديرها معها

لذا غادرت المكتب بصمت حتى بدون أن تٌعلم ابتهاج ...فقط خرجت ...

كانت تحس بضيقة غير طبيعية ودموع غريبة تتجمع في مقلتيها وهي تفكر في

سخافة غانم وتصرف مديرها ...أحست بالاهانه ...( أنا براويهم منهي جواهر بنت

خليفة...واحد يتجرأ علي والثاني يتهم ...أنا ادري أنهم مهب مستوعبين فكرة

وجودي فهالشغله ...لكن أنا لهم ..مهب أنا اللي اطفش من هالحركات ...راسي بيتم

مرفوع غصبٍ عنهم ....)


وهي في طريقها لمحت وهي متوقفة عند إشارة ضوئية شجرة كبيرة بجانب بيت

قديم ...كانت ميتة ...فكرت ( سبحان الله ...الشجرة ميتة وللحين واقفة !!!!أنا لازم

أكون مثلها ...لازم ...لازم محد يقدر يطيحني ....لا غانم ولا سيف وإلا أي ريال في

هالدنيا ....لازم اقوي نفسي ...لازم اراويهم الوجه الثاني ....

صدق خالد الفيصل يوم قال )


يموت الشجر واقف وظل الشجر ما مات

رياح الدهر تصرخ وهي تجرح جنوبه

لك الله شجر للموت ماترخي الهامات

بقت وقفتك يارافع الراس مهيوبه

شجوني لها مع وقفتك ياشجر واقفات

عيون النظر مع نظرة الفكر مصحوبه

شموخ الشجر عبره لمن يفهم الشّارات

والانسان في غفله والايّام محسوبه

ارّد النظر لا شك يانظرتي هيهات

أبا استوعب العبره بالاشجار مكتوبه

وانا يعتريني ضعف الانسان والهقوات

أروم العزايم يوم وأيّام مسلوبه

أباظهر عن الدنيا مع حالم النظرات

واسافر عن العالم على غايم دروبه

وابا رسم على غيمة دروب الهوى بسمات

وابا نثر كلام الحب طربٍ ومطروبه

وأغنّي بها سامر واقّوم بها عرضات

واباترك ثَرى الدنيا لمن كان مطلوبه


في المساء وهي جالسه مع أمها إمام التلفاز وتحّدث نوف في الهاتف ..

جواهر: أنا من بكره بقدم على أجازه أسبوع ...خلهم يولون ..بنروح الزرع

وخّل الشيخ يدور حد غيري يبرد فيه حرته ...

نوف: أنا ابغي أعرف غانم هذا شقصده ؟؟ شيبغي منج ؟؟

جواهر: شيبغي بعد ؟؟ قال أكيد مثل البنات اللي يعرفهم ...قال يجرب ..مع إني

ماعطيه ويه لكن النذل للحين ما يأس ..

نوف: يبغيله زفّه معتبره منج عشان يحرّم يطب مكتبج ..

جواهر: بكره بشوف بيشّرف وألا لا؟ المشكلة أنه كل مره يطب عليه المدير

ويفشله ...بس شتقولين ...ويهه بليته ...

نوف : جوجو ...اسمع صياح بروح أشوف العيال ...

جواهر: يله بعدين بكلمج...باي باي

التفتت إلى أمها وقالت : يمه شرايج نروح الزرع مالنا عقب بكره ...بقدّم على

أجازه بكره...

الأم: أخيرا ...وإذا مارضوا بالاجازه..

جواهر: مهب على كيفهم ....بخلّي احمد يكلمهم..

اتصلت في أحمد ...

أحمد : اهلييييين ....

جواهر: هلا والله...

أحمد : يمدحونهم ..شعليهم ....يقولون بيضّتي الويه ..

ابتسمت جواهر وقالت: صدق؟؟؟ بس هو اليوم زعابيبه طالعه ...اظن انه

مايعرف يستانس...

أحمد : يقول أن الوزير استانس على ادائكم وسرعتكم ودقتكم في الكشف عن

القاتل..

جواهر: طلعت من روحنا والله مع الضغط اللي يمارسه علينا..بعدين تعال..مهب

يتعود ...أنا مستحيل اطلع مره ثانيه لمسرح الجريمه ...

أحمد : قلتله...

جواهر: اذا مستانس وصَه علي ..خله يوافق على اجازتي اللي بقدمها بكره ...

أحمد : آجازه !!! الحين!!! مهب طبعج ...ليش؟

جواهر: بنروح الزرع احنا مع نوف وعيالها كم يوم ...تعبت من الدوام والله ..

أحمد : بكلمه لج الحين ولا يهمج ...توج حالتله قضية مهمة...بس ماتروحون

بروحكم بجي أنا واهلي وبنقعد كم يوم

جواهر: الله يخليك لي يله بنطرك ...رد علي..

أحمد: يله قلبي ويهج...

جواهر: مع السلامه...

بعد قليل اتصل أحمد وقال: الظاهر مايقدرون يستغنون عنج...

جواهر: والله اغيب ...خلاص ...أنا عندي ايام مهب من حقهم يرفضونها..

والا بغيب مرضي ..بروح عيادة الشرطه وبطلع اجازه..

احمد: بل بل بل ...كلتيني بثيابي ....انتي ليش عجله؟؟ أنا قلتلج مايقدرون

يستغنون عنج ...لكن بعد ما كلمته واقف وقال تستاهل على هالشغل ...

جواهر: تصدق علينا .....مادانيه هالريال....أن شاء الله ارجع من الاجازه

القاهم شايلينه ....هو ويا ذاك اللعين ...

أحمد: من ذاك بعد؟

حكت جواهر لأحمد عن غانم فغضب للغايه وقال: وأنتي ليش ماقلتيلي من

زمان...يحسب ماوراج ريايل ؟؟؟ أنا براويه الكــ......عشان يعرف يكلم بنات

الناس عدل...

جواهر: انا مابغي فضيحه في شغلي ....تكفى أحمد ...

لا تخافين ...أنا براويج فيه والله لا أخَليه يتحسف ..





في اليوم التالي

قدمت جواهر طلب الاجازه للسكرتير وطلبت منه ان يعلمها بالرد حال حصوله

عليه , مر اليوم بطيئاً مملاً حتى مع وجود ابتهاج معاها مقارنة باليومين

السابقين..فوجئت بالسكرتير يبلغها موافقة المدير على الاجازه ...مع دعواته

بالاستمتاع بها ..فكرت ( يدعي أني استانس!!! غريبه ...اكيد هذي من عنده

مهب من عند المدير)


غادرت مع نهاية الدوام لبيتها ولمحت المدير واقف مع ابو حسن في الممر مرت

بهدوء على امل الا يحس بها ولكنها كانت مخطئه ..لأنه التفت عليها وقال : الله

يعطيكم العافيه على هالشغل ....الوزير مرتاح لأداء إدارتنا في القضية ..

أنزلت رأسها وهي محرجه وقالت : لا شكر على واجب..بتوجيهاتكم

سيدي...

أكملت سيرها نحو المصعد ثم نحو سيارتها ولم تعلم كيف وصلت لبيتها ..لأن

التفكير شغلها عن الوقت والطريق...

في المساء تأكدت من امها أن جميع احتياجاتهم لأسبوع في المزرعه

جاهزه..سينضم لهم أحمد مع عائلته وسينام في المجلس الخارجي ليعطي نوف

بعض الخصوصيه ....


في صباح اليوم

توجهت جواهر امها والخادمتين مع السائق وتلاقوا مع نوف وزوجها محمد في

الطريق وتتابعوا حتى وصلوا للمزرعه بعد ساعتين ..انصرف سائقهم بعد انزال

اغراضهم وجلس محمد ينتظر احمد في المجلس...امرت جواهر بتحضير ترامس

الشاي بالحليب والقهوه وزجاجات الماء المعدنيه لأخذها للمجلس مع بعض

الفطائر ...

وتركت امها تشرف على الخادمات ودخلت الى غرفتها ولحقتها نوف التي

ستشاركها فيها في الايام المقبله مع اولادها ...

ساعدتها في تغير اغطية السرير بأخرى نظيفه ثم استلقت عليها ...فتحت نوف

النافذه الطويله ليدخل الهواء للغرفه ثم خرجت لتساعد ام جواهر ففتحت نوافذ

الصاله والغرف ايضاً ....اندفع الهواء العليل في ارجاء المنزل قبل أن تجلس

على احد الكراسي وهي تتأمل اولادها يجرون في الصاله ثم للغرف ومن ثم

لبلكونة الصاله الفسيحه وهم في غاية السعاده...

مع أذان الظهر وصل احمد مع عائلته ...جلس مع محمد وصليا ثم تناولا

الغداء..وانصرف محمد بعدها حتى مع إلحاح أحمد عليه بالبقاء..


بعد الغداء توجهت جواهر للبلكونه الملحقه بغرفة نومها ...طلباً للهدوء من منى

زوجة أحمد واولادهما رزقوا باربع اولاد اشقياء ووفرت لهم 3 خادمات ...كانت

جالسه بأسترخاء على كرسي خيزران مادّةً رجليها على كرسي اخر وضمت

يديها لصدرها واخذت تنظر لأشجار النخيل والسدر والطيور التي تحط عليها

وتغرد ...كان الجو رائعاً اخذت تراقب ذكر الطاووس وهي يمشي بخُيلاء كان

يمشي خلف حمامة بيضاء لابد انها لم تعد لقفص الحمام .....

في لحظه نفش الطاووس ذيله

لأنه رأى أُنثاه قريبه..بدا جميلاً لكنه عندما نعَق كاد ان يصّم أذنيها لقربه الشديد

منها...وضعت كفيها على اذنيها وأغمضت عيناها حتى انتهى ثم وقفت واشّرت

له بعنف لكي يذهب وفعلاً ترك المكان وعاد لها الهدوء مرة ثانيه...اشغلت

مشّغل الاغاني في موبايلها على أغنيه تعشقها للجسمي

شوفي شموخي ترى غالي معي ذاتي

قلبي شموخه يساوي الف من ذاته

أن كان تقصر خطاه بعيد خطواتي

يلعب عليك و طموحه بس غاياته


كانت تفكر في الاثنين اللذان جعلا من عملها الممتع جحيم ..كان الهواء يلعب

بشعرها القصير وقد وضعت النظاره الشمسيه على عينيها واخذت تراقب

العصافير بدون ان تتحرك...

نوف كانت تتحدث مع منى واولادهما يلعبون معاً ... بعد نصف ساعه لاحظت

أن جواهر لن تنظم اليهم فاستأذنت وذهبت لغرفتها ولمحتها جالسه في البلكونه

فانظمت لها : وأنا اقول وينها؟؟ قاعده هنيه بروحج..

جواهر: عيل اقعد مع عيالج وعيال أحمد السنداره؟

نوف :فديتهم ياربي ...على الاقل هم اللي يقدرون يطلعونج من اللي انتي فيه..

جواهر: محد يقدر...للحين منقهره..

نوف : والحل؟

جواهر : اسئلي ريلج ...مايعرف آنسه امريكيه حلوه ...نضَبطها مع مديرنا

وياخذها ونفتك ...

نوف: هههههههههه الله يخسج وانا مصدقتج بعد...

جواهر : وأنا من صدقي ترى ...ماعندي الا هالحل ...او ...

نوف: او ايش...؟

جواهر: ريلج يطلب مقابلة سمو الامير ...ويقوله عن مديرنا الممتاز وعن شغله

الرائع ...يمكن يحطه وزير ...ونفتك ..شرايج؟

نوف : ههههههههههههه والله انج تضحكين ...

جواهر: ممكن تسكرين الموضوع ...مابغي حد يسمع ...مالي خلق حق

الاسئله..

انضمت لهم منى بعد قليل وقالت : وينكم ؟؟ اختفيتوا ..اقول جواهر انتي

مستانسه هنيه؟؟؟ في اجازتج اقصد؟؟؟ ماتحنّين على شغلج؟؟؟ ( والتفت )

تهقون وين عبود؟؟؟ مايندرا شيسوي الحين؟؟؟ بكلم احمد يشوفه ...أنا ماقدر

عليه غربلني ...( ثم نظرت الى نوف ) الا قميصج من وين شاريته ؟؟ أنا أحمد

شرالي واحد يشبهه بس اللون غير ...بنفسجي فاتح ...وفي قصه منيه على

صوب ...اممم يشبهه ...ماتبغون تاكلون شي؟؟ خاطري في كافي ..بنادي ايلين

تجيب لنا كافي ..تبغون؟؟ ( وقفت لتنادي الخادمه ) اظنها برع مع اليهال

..بروح اشوفها ...

عم الهدوء المكان بعد خروجها ...واكتفت جواهر بتبادل النظرات مع نوف التي

ابتسمت لأنها فهمت ماتعنيه بدون ان تقوله ...


في الدوحه

في غرفة نومه كان سيف مستلقي على سريره يفكر...( لازم أنزل تعميم بنقل

غنوم من وظيفته لأي إدارة ثانيه ... !!!! لكن شمعنى هو ؟؟؟لأنه مغربل الحريم

عندنا ...الحريم كلهم والا جواهر ؟؟؟ ايه جواهر ...اكيه خذَت اجازه عشان

تفتك منه ...أنا من كلمني أحمد وأنا كارهه زود

هالغنوم...اوهوووووووووو....لازم افكر في شي ثاني ...شي يخليني اهدا

وارقد ...بيأذن المغرب وانا للحين مارقدت...)



في المزرعه

كانت جواهر تتمشى في المزرعه قبل أن تغيب الشمس كان الجو رومانسي مع

كثرة العشب والشجر بالاضافه الى اصوات الطيور حولها ..ذهبت لقفص الحمام

الكبير ونظرت اليه كان مليء بالحمام الابيض ...

الابيض فقط تم تزواجهم خلال السنوات السابقه وقفت عنده قليل

من الوقت ثم مشت لقفص الحمام الافريقي ...كان عددهم قليل ...ثم اكملت

سيرها نحو الجلسه اسفل شجرة الصفصاف العتيقه جلست على الكرسي الابيض

ورفعت رأسها ونظرت لها ...كم افتقدتها هذه الشجره ....اخبرتها امها أن اباها

احضرها من مصر واوصى بزراعتها في هذا المكان تحديداً لعمل جلسه اسفلها

تكون ظليله وفي نفس الوقت منعزله نوعاً ما عن منطقة المجلس الخارجي

وتتيح بعض الخصوصيه لمن يجلس فيها ...تركتها لّما غابت الشمس وعادت

للمنزل لتصلي المغرب...


بعد يومين

نزل قرار نقل غانم من الادارة وترقية جواهر كرئيس قسم ...احدث ضجه في

الإداره وغضب غانم وغادر متوعداً المدير أمام الموظفين ...لكنه في النهايه لم

يقدر على تغيير القرار ....كان بموافقة وعلم الوزير شخصياً ...نفّذ سيف قراره

في يوم خميس ....قرر أن يخبر أحمد فأتصل به : السلام عليكم ...

أحمد : وعليكم السلام ورحمة الله ....

سيف : أنت وينك ماتبّين ؟

أحمد : اطلع من الدوام اروح الزرع ...الأهل هناك قاعدين ...ومخلي عبدالله

عندكم في الميلس ...ابغيكم تحسون بمكاني...

سيف : خف علينا يابو الشباب....ترانا مهب متصل عشانك...

أحمد : افا!!! مهب عشاني!!

سيف : عندي بشاره قلت بتصل اعلمك بها...

أحمد : بشّر ...

سيف: الرضيعه ...ترقت ...

أحمد : والله ....

سيف : خذت مكان رئيس القسم اللي كان خالي من ترقى راعيه ...والرضيعه

شايله أغلب الشغل وبدون أي شكوى...وعقب القضية الاخيرة...اسمها انعرف

في الوزاره ...

أحمد : زين ياريال ....يله حياك غداك عندنا...

سيف: مشكوور ياخوي ...بس أنت تقول هلك في الزرع ...وأنا ماخلصت شغل

للحين ....

أحمد : عيل خلاص عشاك عندنا ومابغي عذر....

سيف: حاضر وعلى هالخشم ....دام بتأكلني ...ماعندي عذر...بس أنا خاطري

في حمام من حمامكم الحلو اللي عندكم ...

أحمد : أبشر الحمام التي تبغيه بطلعه من القفص وبنسويه لك..

سيف: أنا خاطري في الحمام الافريقي اللي شفته ذاك اليوم...

أحمد : روح زين ...هذا حمام زينه ماينكل...تبغي طاووس بداله..؟.

سيف: ياريال اضحك معاك ....انا ماحب الحمام ...والطاووس احب بس اشوفه

وهو يتمشى قدامي ....ولاتكَلف على عمرك ...

أحمد : عيل ننطرك عقب صلاة العشا ...والسهره صباحي عبدالله بيجي وبعد

نسيبي محمد ....

سيف : صار ..يله توكل على الله ...نشوفك عالعشا ....ماتبي اجيبلك شي وانا

جاي؟

أحمد : لا يبه ...عشان تذلنا عقب...كل شي عندنا ...بس انت تعال ...

ضحك سيف وودعه ثم أنهى المكالمه..


في المساء

كانت جواهر جالسة تحت شجرة الصفصاف كعادتها كل مساء وانضمت لها

نوف..

نوف: شعليهم ..مَرقينهم...وللحين زعلانين ...يتدلعون...

جواهر: سكتي الله يخليج...مرقيني...انا صار لي اكثر من 6 شهور اشتغل

شغلي وشغلة رئيس القسم وبنفس الراتب ...وجان زين كنت اعجب ..والحين

يوم طنقرت عليهم وخذت أجازه عطوني اياها..وبعدين أنا أستحقها

اصلاً..ترقيتي كانت موفقه من مُده...يعني عادي لاتفرحين ...الكراف بس هو

اللي بيزيد...

نوف : بل بل ...شرايج في رأي؟؟؟ مددي اجازتج ...والا اقولج قدمي استقالتج

..بتبينين وجهة نظرج بطريقة جريئة...

جواهر : شششش..... شوفي هناك ..

نوف : هناك وين؟

جواهر: هناك عند قفص الارانب ..ماتشوفينه..

نوف : الحين شفته ...منهو ذيه؟؟

جواهر : مادري شكله مهب واحد من اخواني ..

نوف : ولا ريلي..

جواهر : قاعد يتمشى جنه في بيته ...ولابس تي شيرت وجينز..يتكلم في

الموبايل ..جني شايفته..بس ماعرف وين ..

التفت ونظر ناحيتهم بدون أن يراهم فقط توجه ناحيه الصوت..مما أرعب جواهر

عندما تبين لها من خلال الإضاءة الخافتة أنه ...سيف ..نزلت على ركبتيها

بسرعه ساحبة نوف معها لئلا يشاهدهم..وأخذت تراقب من خلال الشجيرات

الصغيره حولها ...رأته وهو يعطيهم ظهره ويعود للمجلس مره أخرى .

جواهر: هذا مديرنا.

نوف: مديركم ؟؟؟ شيسوي هنيه؟

جواهر بذهول : مادري؟؟

نوف: مديرنا الخايس ومديرنا التعيس ...ويطلع هالمزيون ..

جواهر: ارجوج ...مزيون!!! بلاج ماتعرفينه ...لو عرفتيه ماراح تشوفين غير
التعيس والخايس بس..

نوف : كاشخ بجينز الاخ...

جواهر : شتقولين عاد ؟؟؟ امريكي ...

نوف بتردد :جوجو.... ترا محمد قال أنه بيودينا معاه بكره الدوحه...

جواهر: وشو ؟؟؟؟؟؟؟ بس ماقعدتوا وايد؟؟؟ بتخليني مع السنداره....

نوف: شسوي حاولت معاه وماقدرت ..

جواهر: عيل احنا بعد بنرجع ...شيقعدنا ...؟؟

reem99sh 22-05-08 10:58 AM

الجزء الخامس




في ما بعد في المجلس

أحمد : شعندك كل شوي طالع برع ومخلينا ؟؟

سيف: شسوي يأخي مافي إرسال عندكم ..وتدري الجوال مابنده ولازم أتابع

بعض الشغلات..

أحمد : شنسوي مافينا الا ننطر الشركة الجديدة ..يمكن تطلع أحسن من كيوتل..

عبدالله : جيب جوالك بحطه فوق السطح الإرسال اقوى هناك..هههه

سيف:ألا برجع الدوحه أحسن..

عبدالله : يعني مهب بايت هنيه؟؟

سيف: لا....مافيني والله تعبان بروح ارقد ...بعدين امي بروحها ..مارتبت

معاها اني ببات ...

محمد : الا صدق اللي سمعناه ؟؟

سيف : وش سمعتوا؟؟

محمد: في ترفيعات في الوزاره عندكم..

سيف: صارت شوية ترقيات وتنقلات بين الادارات والاقسام..

محمد: لا اللي سمعته اكبر شوي ..

سيف بأبتسامه: علمي علمك...

محمد : ياخبر بفلوس بكره يبئى ببلاش...

سيف :يله تصبحون على خير...

عبدالله: عيل بوصلك أنا لين الشارع العام..

سيف: مايحتاي ياريال...أدل الطريق أنا عادي..

عندما خرجوا عند باب المجلس الخارجي سمعوا صراخ عالي بالقرب منهم

ركض عبدالله بإتجاه الصوت ففوجئوا بخادمة تجري وراء ظربان وهي ممسكة

بعصا وتصرخ عليه وهو عاضٍ على بقايا طير في فمه...ومن ورائها كانت

جواهر تبكي ...راح لها عبدالله وسألها بحده : شفيكم ؟؟ خرعتونا ؟؟؟ وصوتكم

واصل للشارع...شصاير؟؟


جواهر وهي لازالت تبكي: كلى الطاووس ...كنت بلحق عليه بس شرد....كلى

أثنين ...عبدالله فديتك أذبحه ...عشان خاطري أذبحه...هذا مجرم لين ماذبحته

بياكل كل الطيور...

كانت تتكلم بشكل متقطع من البكاء...

عبدالله : بس خلاص أهدي شوي...الصباح رباح ...بنصيده لج ولا تحاتين

...الحين مهب مسويله شي مسكين توه متعشي ....( قالها وهو يضحك )

جواهر: آحر ماعندي ..أبرد ما عندك ...الشرهه علي أنا اللي اقولك..

عاد عبدالله لضيفه الذي كان ينتظره في نفس المكان اللي تركه فيه..والذي سأله

عندما شاهده: خير أن شاءالله؟؟

عبدالله وهو يبتسم : خير أن شاءلله...الخدامه كانت تراكض ورا ظربان (

حيوان قارض لونه اسود وعلى ظهره خط ابيض عريض يفرز رائحة نتنه إذا

أحس بالخطر ماكل طاووس...


سيف وهو يقف متهيئاً للأنصراف : يعوضكم عنه خير ان شاءالله ..يلله

تصبحون على خير..

أنصرف ...ركب سيارته وغادر ...شغّل الاضاءة الداخليه وفتح نافذته وأدار

المذياع على قناة الجزيره..ووضع مرفقه على طرف النافذة وخرج على الطريق

العام في دقائق ...كان الهواء يلعب بشعره الاسود وهو سرحان ...( الحمدلله أنه

ماعرف أني لحقته وشفتهم...تضّحك والله أنها تضّحك ...تصيح على

طاووس..أنزين عيل يجوع الظربان!!! لازم بياكل شي...هههههههه ميته من

الصياح كانت....من جِدها يعني...لهالدرجه هي حساسه!!! والا ماتعرف عن

صراع البقاء وسلسة الغذاء ....لا شكلها حساسه...والله أنها غريبه هالبنت

...كل يوم أكتشف فيها صفه جديده..اللي عجبني فيها أنها كانت لابسه جلال

صلاه ...يعني ماكانت حاسر...ماقالت مزرعتنا وباخذ راحتي...بس عبود هذا

حمار وماعنده أحساس ...بدل مايحظن أخته ويهديها قاعد يصارخ عليها...

.....جواهر...هذي الدلوعه...كأني مساعه لمحتها ورا الشجر ؟؟؟ وأنخشت

مني...بس مادرت أني لمحتها....المهم ....الحين هي صارت رئيس قسم لازم

تداوم مهب على كيفها ...)


عندما وصل للبيت مر على امه في غرفتها وجدها نائمة أغلق الباب وصعد الى

جناحه..


بعد يومين

في كافيه لاميزون النجار كان سيف يتناول القهوة الفرنسية مع سعيد

سعيد : ابغي بس أعرف شفيها الأمريكيه غير عن الحريم؟؟؟

سيف: تستهبل أنت ؟ منت كنت معاي يوم كنا في LA عشنا معاهم ودخلنا

بيوتهم وشفناهم ...

سعيد: وكلهم نفس الشي!!!! مستحيل ....لقينا امريكيات مايدرون بالدنيا كله

البُطل في يدها وسكرانه ولا كله تطربق في الشوارع والنوادي والبارات والا كله

في المكتب وماتدري عن بيتها ولا عيالها..

سيف: حبيبي هذي كانت قله بس هنيه كثره..تذكر Anni كانت تشتغل في

المدرسه وترجع تركض تلَقط عيالها من كل مكان وعقب ترد تطبخ لهم وتغسل

ثيابهم ولا خدامه ولا هم يحزنون...والا Gessi مرت جاك رفيجنا كانت مثل

عبدته ...تذكر.. والا جارتنا Carol المحاميه ماعندها ريل ...بروحها شايلها

عيالها...وبيتها ...

سعيد: بس اللي عندها فلوس تجيب خدامه مكسيكيه حق بيتها وعيالها..ولا

تقول ماشفتهم ...ياكثرهم هناك

سيف: والمعنى؟؟

سعيد: هناك والا هنيه ...اهم شي الريل ...من اول يوم يكسبها ويحببها فيه

ويملكها والا يخليها تملكه ...

سيف: والله انا للحين ماشفت اللي تنخ براسي وتخليني ادش هالمصارعه...مثل

Jean....( وتنهد تنهيده قوية )

سعيد : اوهوووو ..أحنا ماخلصنا من هذي للحين ؟

سيف : حد ينسى قلبه ...هذي حبي الاول والاخير...

سعيد: مهب من نصيبك ياسيف ...صدقني لوهي من نصيبك ماشي حال بينك

وبينها ..

سيف: تدري انها مطرشتلي ايميل أمس..للحين مايئست ...للحين تحبني..

سعيد : وانت رديت عليها؟

سيف: لا للحين ...كنت في الدوام يوم فتحته..

سعيد : احسن...

سيف: ليش؟

سعيد : عشان ترد عليها رد يقطع عنها الامل خير شر..

سيف: ماقدر ياسعيد ....والله ماقدر...

سعيد: لازم تقطع الامل وتنهيها هالسالفه للابد...أنت تبغي أم عيالك تكون

هذي؟؟؟ الحين أنت الديّن اللي ماترضى بالغلط ...تتزوج هذي...أنت ماكنت أول

حب ولا أول رجل في حياتها...لو كانت قطريه ونفس الشي بترضى تتزوجها

...طبعاً لا...بس لأنها أمريكيه !!!! أنا مادري أنت وين كان عقلك يوم

عرفتها...

سيف: تقول هالكلام لأنك ماعرفت الحب ...

سعيد : جانه مثل اللي عندك مابغيه ... أنا أمي خطبتيلي بنت خالي ...بنيه خيّره

وأمي تحبها ... بعد انت لازم تفكر بجديه انك تتزوج وتستقر ...ماتبغي عيال

صكيت الـ38 وانت للحين ماعرست ولا جاك عيال ... متى بتكبرهم متى

بتزوجهم ...بتفنقش قبل ماتشوف أحفادك ....ههههههه

سيف مغيراً الموضوع وهو يقف : ههههههه... الله يوفقك ان شاءلله ...أنا

ماشي ...تامر على شي؟

سعيد:لا ...يهديك ربي ان شاءالله .

سيف: يهدي الجميع ان شاءالله .

قبل أن يركب سيارته مغادراً المقهى تقدمت له فتاة أجنبية شقراء جذابه مع

أحلى أبتسامة رأها في حياته سألته: can you help me sir?

...: ممكن تساعديني ؟

سيف: sure

: طبعاً

Where can I found Fauchon? They told me it's here.

: وين ممكن القى فوشون ؟ قالوا لي أنه هنيه.

سيف:you have to take this traffic lights again then take

the u turn you'll find it at your right hand after Gareer

bookstore.

:لازم تاخذين الاشارة المروريه وترجعين مره ثانيه بتلقينه على يدج اليمين

..بعد مكتبة جرير.

Turn left ….or right…of the bookshop?

....: ألف يمين والا يسار المكتبة؟

سيف: you know what? It's on my way …why don’t you

follow me?

...: تدرين ...هي في طريقي شرايج تلحقيني؟

Are you sure it's ok with you?

...: متأكد أنه عادي عندك؟

سيف: you have your chance don't loose it

..: هذي فرصتج ...لا تضيعينها ..

God you are something…

...: أنت صج سالفه...

ركب سيارته أغلق الباب ونظر في مرآته الاماميه وجدها تركب سيارتها أيضاً

تحرك بهدوء نحو الاشارات الضوئيه...وهي خلفه حتى وصل لوجهته..فأشر لها

..شكرته وانصرف ...فكر : ( وماتطلعي هالمَره الا يوم أذكر Jean....

آهههه)

.......

بعد كم يوم

دخلت جواهر مكتبها لتجد خبر تعيين موظفه جديده في وظيفة غانم

السابقة..أبتهاج تبرعت بنقل الخبر لها: أسمها خلود ..هي صحيح شكلها بيجنن

بس مش عارفه فيها حاجه...شايفه نفسها حبه.. ووشها مش وش شغل


الزاهر الوزيفه دي مش مكتوبه لواحد عدِل...هههههه

أخرجت جواهر كيس صغير ملون فاخر خاص بمحل مجواهرات المفتاح وأعطته

لها قائلة: اسمحيلي متأخره بس تدرين كنت وايد مشغوله وبعدين خذت أجازة..

ابتهاج أحمرت وجنتاها وقالت : والله مش عاوزه حاجه ..أنتي مكلفه على نفسك

ليه؟؟؟ بئا احنا في حاجات زي دي بينا!!

جواهر: انتي تدرين بمعزتج عندي ...انتي تستاهلين أكثر...

قبَلتها ابتهاج على خدها ثم عادت لمكتبها حاملة هديتها معها..

فيما بعد وهي خارجه من مكتبها لاحظت فتاة في العشرينات ترتدي عباءه

مخصرة على جسدها وتلف على شعرها شيله شفافه تكاد لاتغطي شيء فأغلب

شعرها كان ظاهراً وهي تضع مكياج كامل على وجهها والعطر يكاد يزكم الانوف

تسير بأتجاه مكتب المدير ثم تدخله....

هزت جواهر رأسها وهي تفكر ( الحمدلله والشكر....هذي جايه الشغل والا

عرس ؟؟؟؟ لا وداشه عند المدير من اول يوم !!!)

في مكتب سيف

دخل السكرتير له وهو يبتسم قائلاً : الموظفة الجديده في مكتبي تبغي تسلم

عليك..

سيف وهو يرفع حاجبه الايمن: أنت ماتشوفني مشغول ؟؟ لازم أخلص اللي في

يدي قبل لا أروح الاجتماع ... وبعدين انا ماطلبتها ..!! شجايبها ذي؟

السكرتير بلؤم : بس انت تبغي تشوفها...

سيف : أنت منت خالي ....دخلها أشوف أخرتها ...بس فهمها أني مشغول مهب

تقعد...








ابتسم السكرتير وخرج وأدخَلها بعد لحظات .. دخلت بكل خيلاء وأبتسامه كبيرة

على محياها وقالت : السلام عليكم ...

تفاجأ سيف بكمية العطر القوي الذي اشتمه لحظة دخلت فلم يرفع رأسه عن

الورق الذي كان يقرأه ولم يرد حتى السلام ...أحُرجت وأختفت الابتسامه..ومن

ثم تبخرت الثقه ...

سيف وبعد أن أحس أنه حقق مُراده رفع رأسه وسألها وبكل غرور: نعم؟

خلود : أنا خلود الموظفه الجديدة بغيت أشوف إذا في شغل لي ؟؟

سيف ونظرات استخفاف واضحة: لأيش وين رئيس القسم وامسك الهاتف ليتصل

به مما احرجها أكثر فقاطعته قائلة: لا لا ...أنا فكرت أن حضرتك يمكن عندك أي

توجيهات لأن اليوم أول أيام دوامي...

سيف وهو ينظر لها من تحت لفوق..: لا ...لو فيه شي رئيسج المباشر بيكلفج

فيه لا تخافين أحنا هنيه نمشي حسب التسلسل الوظيفي...مع السلامه ...أنهى

اللقاء بكل حزم ...وأنزل نظرهُ لأوراقه مرة أخرى مما أجبَرها على الأستئذان

ومغادرة المكتب وهي تجرجر أذيال الخيبه ورائها...

فكر بعدما خرجت ( مابقى الا هذي !!!!! جايه تعرض علي نفسها...مالت على

هالويه جان بجابله كل يوم...داحبه ويها صبغ وكاشفه شعرها ...ويبلفيت جايه

تبغي توجيهات....وجهَوج صوب مقبرة بوهامورأن شاءالله....الحين هي

ماشافت البنات اللي يداومون هنيه شيلبسون!!! ماشافت جواهر؟؟؟ والله انها

عمه من عماتها هالجواهر ....)

وبينما جواهر في مكتبها لمحت خلود وهي تمشي بغضب عائده لمكتبها فأبتسمت

وفكرت( أكيد فشلّها وماعطاها ويه....راحت للشخص الغلط...لو غنّوم جان

بيستانس...لكن مديرنا ....مديرنا غييييير....مديرنا مايداني النسوان ...)

قبل أن ينتهي الدوام كان هناك أجتماع لدى مدير الاداره وتم أستدعاء شخصين

فقط ...نائبه وابو حسن رئيس قسم البصمات وجواهر لمكتبه ...وعند تجمعهم

في غرفة الاجتماعات الملحقه بمكتبه ...


القى نظرة على المتواجدين ثم توقفت نظراته عند جواهر فأبتسم لها قائلاً :

الحمدلله على السلامه ...أن شاءالله أستمتعتي بأجازتج؟

أنزلت نظرها في خجل وأجابت : الحمدلله ...

أعاد نظرة الجديه على وجهه وقال: عندنا مؤتمر في باريس بعد اسبوعين لمدة

4 أيام عن القواعد الاجراءيه وقواعد الاثبات والادله...وتم أبلاغنا من مده به

من قبل مكتب سعادة الوزير بأنهم أختارونا لتمثيل دولة قطر فيه.. سلمهم نسخ

من الخطاب ...المؤتمر برعاية

The Ordre des Avocats à la Cour de Paris and ICDAA

بالتعاون مع وزارة العدل وسيكون فيه أكثر من 110 متحدث ومشارك.....

واكثر من 300 شخص من 63 دولة

وال NGO for the International Criminal Court (CICC)

أبوحسن: من اللي طلع أسمه في الترشيحات؟

سيف: الوفد بيكون برئسة سعادة الوكيل وبعضوية 2 من الأدعاء العام

ومحاميين أثنين وانا وانت وجواهر..

تفاجأت جواهر بأسمها وأرتسمت على وجهها الدهشه بصورة طفوليه تعَجَب

منها سيف ولكنه أكمل ...: واليوم متصلين طالبين نسخه حديثة من جواز السفر

وصورتين شخصييتين لكل واحد حق الفيز ....ايه وقبل لا أنسى ترى بنمر لندن

يومين نتعاقد على بعض الاجهزة ونشوف الاجهزة الجديده اللي نزلت...في أخر

تطور علمي سجله العلماء البريطانيون وأُعلنوا عنه الأسبوع الي فات ، اكتشفوا

برنامج كمبيوتر يقدر يحدد من خلال فحص الـ DNA كل اللي مروا على ساحة

الجريمة قبل وقوعها بساعات, ولا كل اللي لامس المجني عليه قبل وقوع

الجريمة.

هذا الخبر توهم معلنينه ...ويقولون أن جهاز المخابرات البريطانية كان

يستخدمه وبشكل سري من سنين ، أذا هالخبر صحيح بيسوي انقلاب في علم

اكتشاف الجرائم.

أستمر الاجتماع لمدة نصف ساعة قبل أن ينصرفوا ...ترددت جواهر في

الانصراف لرغبتها الحديث معه ...كانت لاتزال واقفه ولاحظ سيف ذلك قبل أن

يجلس فأعفاها من الحرج وسألها:عندج شي ؟


التقت نظراتهما عندما تشجعت وقالت : ممكن تعفيني من أني ارافقكم سيدي

وتستبدلني بأي موظف ثاني ؟؟

سيف: ليش؟ الحين أنتي كنتي ماسكه شغلج وشغل رئيس القسم أحسن من كل

الموظفين اللي في القسم ...وجايه تقولينلي اختار حد ثاني !!!هذي السفريه

مهمه ومهب سياحه ...فكري في مصلحة الشغل ...فكري في مصلحة البلاد...

تبغيني أكلم أحمد؟

جواهر وبسرعه: لا ..سيدي..أنا بكلمه بس أنا ...( وصمتت )

سيف: بس أيش ؟؟ في شي ثاني ..؟؟

جواهر: نعم سيدي ...أمي مره كبيره وراعية مرض وماقدر أخليها بروحها ولا

أقدر أروح عنها واخليها ...امي مالها غيري سيدي ...وبعدين أنا ماقدر أسافر

بدون حد من أهلي معاي ...

سيف: بس على ما اعتقد أنتي عندج أخوان وخوات يقدرون يحلون محلج كم

يوم والا أنتي متعلقه فيها وايد؟

جواهر بحزن واضح بدا في عيناها: أنا وحيدتها سيدي وهم اخواني من أبوي..

سيف : معاج حق عيل ...كله ولا الأم .. شوفي أنا عندي حل ...انتي جيبي

الاوراق المطلوبه حق الفيزا وأخذي وقت كلمي هلج وشوفي ظروفج يمكن

تتحسن وردّي علي بعد كم يوم.. شرايج؟


هزت رأسها موافقه وأعطته ظهرها وغادرت وظل يتأملها حتى غابت عن عينيه

ويفكر ( مسكينه ...شكلها كنها شايله حمل على ظهرها ...هالكثر مرتبطه بأمها


مثلي ...فديت امي ...وفديت طاريها ...ماراح أضغط عليها ....بخليها لين

تجيني بنفسها وترد علي....بس فرق من بين السما والارض بينها وبين

هالجديده ...أنا متأكد أني لو كنت قايلها هي ....جان بتبوسني على راسي من

الفرحه ...والله هالبنت غير ....غير عن كل اللي قابلتهم ....تحيرني ..معاها

دايماً أنا مافكر...معقوله خبرتي في الحريم ماتنفع معاها !!!!! ساعات تصير

مثل البزر..وساعات مثل مره عيوز ...وساعات مثل مهره أصيله مالقت خيالها

...فعلاً تحّير)


جواهر جلست في مكتبها صامته وتفكر في الموضوع حتى عندما دخلت ابتهاج

عليها وهي مبتسمه وجلست ثم قالت : المدير كان جامعكو ليه؟

جواهر: ماشي يكلمنا الاجهزه اللي طلبناها ويبلغنا عن مؤتمر بيصير خاص

بإدارتنا.. ليش تسألين مهب من طبعج ؟

ابتهاج : متبصيش لما اقولك بس البت خلود كانت هتاكل دوافرها كلها لما عرفت

انك دخلتي علمدير وكانت هتاكلك بعنيها وانتي خارجه...ولسه..

جواهر: معليج منها ....توها جديده ...بكره تتعود...

ابتهاج : بس انتي شفتي حمد عمل فيه أيه ؟؟

جواهر كانت سرحانه فلم ترد عليها ...

ابتهاج: لالالاه اللي ماخد عئلك ...الوووووه

جواهر تنظر لأبتهاج وكأنها في في عالمٍ أخر...أحست ابتهاج بأنها غير طبيعيه

ولم تجلس أكثر عندها ...انسحبت بهدوء تاركة اياها غارقة في ماتفكر به...

بعد مده أحست أن الموظفين بدأوا بالانصراف فأخذت حقيبتها وغادرت المكتب

وركبت سيارتها وأدارتها وأنطلقت عائدة لبيتها ....وصلت ووجدت أمها جالسة

تنتظرها في الصاله ...سلمت عليها وصعدت لغرفتها وبعد عشر دقائق نزلت

لغرفة الطعام وغرفت لها من الغداء ولكنها لم تمسه كانت تلعب بملعقتها في

صحنها ..لم تجد أي شهية للأكل ..التفت الى أمها وقالت لها : يمه ...يمكن

أحمد يمر علينا بعدين ..لين جا طرشي لي الخدامه تناديني ...انا ابغيه ...

الام : أن شاءالله ....انتي روحي ارقدي شوي لين يجي...

قامت جواهر وصعدت مره أخرى لغرفتها ....أمسكت هاتفها المحمول وأرسلت

لأحمد رساله تخبره بضرورة مروره عليها اليوم ....أشغلت التفاز وأستلقت على

السرير ثم أخذت تقلب في المحطات حتى غفت وهو يعمل ...









صحت على طرقات الخادمه على الباب فأجابت : ok ok ….


دخلت الحمام وأغتسلت ثم غيرت ملابسها ومشطت شعرها ووضعت عطرها

المفضل D&G light blue ثم ألقت نظرة على نفسها حاولت جمع ثقتها

بنفسها ثم خرجت من غرفتها ونزلت ... وبعد أن سلمت على أخاها أنتظرت الى

أن فرِغ من كأس الشاي ثم دعته الى المجلس لأخذ رأيه في موضوع...

وبعد أن جلسا أخبرته بما جرى اليوم بالكامل وهو لم يقاطعها الى أن أنتهت من

حديثها ... تفأجأ أحمد بدموعها التي نزلت وهي تتحدث..أبتسم لها وقال: وأنتي

ليش زعلانه ومتضايقه...؟

جواهر : لأنه قالي (فكري في مصلحة الشغل ...فكري في مصلحة البلاد) وأنا

ظروفي صعبه...

أحمد : خلاص خليني أفكر في الموضوع وأقلبَه شوي في مخي وبقولج ...

جواهر : الله يخليك لي ياخوي ..

أحمد : ويخليج لنا ...يله خل نطلع أكيد الوالده بتحاتيج ....روحي غسلي ويهج

وقعدي معانا...

هزت جواهر رأسها وأطاعت كلامه وخرج هو للصاله ...كانت أمها ترتشف

القهوة وتشاهد التلفاز ...جلس بجانبها وسألها: ناقصكم شي ؟؟ تبغون شي؟

أم جواهر : جزاك الله خير ....الحمدلله ...مهب ناقصنا شي ...

بعد قليل خرجت جواهر وجلست معهم وحاولت أن لا تشغل إنتباه أمُها وشاركتهم

حديثهم حتى غادرهم أحمد ....


في المساء

كانت على الهاتف مع نوف

جواهر : متضايقه ...ومهب عارفه شسوي ؟؟

نوف : ليش متضايقه؟ أخوج وقالج بيفكر وبيحلها لج خلاص انطري ....بتمين

بهالحاله لين يرد عليج !!!

جواهر: شسوي مهب بكيفي ...

نوف محاولة أخراجها من حالتها : مادريتي ؟؟ اليوم عقب الغدا أنتبهت أن

مبارك محد دورته ماحصلته ...وسئلت المربيه قالت ماشافته وهيونه بعد

ماشافته ...مت من الخوف وقعدنا ندوره في البيت كله والخدامات طلعوا في

الحوش ....ومايرد علينا ...توني كنت بصيح وانا داخله غرفتهم الا اشوف

رويلات صغيرة طالعه من تحت سريره ...الأخ كان راقد ...جاته النوده وهو

يلعب ورقد مكانه ...

جواهر وهي تضحك : فدييييييته بروك يكسر الخاطر...

نوف : هو اللي يكسر الخاطر والا أنا ....صروعني ...كل يوم بسالفه مخليني

أدور على عمري ...

أبتسمت جواهر وقالت : لاتحنين عليهم مهب زين عليج ...

نوف : شرايج بكره المغرب نروح اللاند نلعبهم شوي..

جواهر: يصير خير...ذكريني بكره..



في اليوم التالي


حاولت جواهر أن تزيح الموضوع عن بالها فأغرقت نفسها في الشغل ...كانت

تساعد أبتهاج في قضيه تباشرها ...بعد أن أنتهوا منها طلبت أبتهاج القهوة

لهم..

دخلت عليهم خلود وهم يشربونها وسألت بدلع : وأنا مالي نصيب؟؟

أبتهاج : أزاي ...؟؟ أقعدي وانا هطلبلك دلوئتي...( وأتصلت في الفراش وطلبت

لها فنجان من القهوه)

خلود : انتو الموظفين عندكم مايستحون على ويههم كله مبققين عيونهم

ويطالعون..جنهم ماشافوا نسوان في حياتهم ...

ابتسمت جواهر وأجابت أبتهاج : اه ...معاكي حق ...محنا مش نسوان ....محنا

عندهم بئالنا سنين ومحدش أفتكر يبص ولو بصه....

خلود بحده: شقصدج؟؟ أنا أتبلى عليهم؟؟؟ ولا يتروالي؟؟؟

أبتهاج : أنا ماقلتش كده...أنا قلت انهم مابيبصوش علينا...

خلود: مالج عليج وعلى اللي يقعد معاج....هاج قهوتج مابيها ....

غادرت المكتب بطريقة مسرحية....

ابتهاج : شفتي؟؟؟ عملتش أنا حاجه !!!

جواهر: أنا مايخصني فيكم ....بروحي مصدعه ...بروح مكتبي أخلص شغلي

قبل لا أروح البيت..

تركتها وهي تضرب أخماس في أسداس...


بعد ساعه وفي سيارتها تذكرت شعورها عندما شاهدت المدير يمشي في الممر

بالقرب من مكتبها ....لمحته من خلال الزجاج ألتفت لها وألتقت نظراتهما للحظه

قبل أن تنزلها ...شعرت بكلام في عيونه ...أحست بغموض وحنان

غريبين...كان هناك أهتمام أيضاً وكأنه كان يسألها عن حالها ... أنتبهت على

رنة الهاتف فقبلت المكالمة بزر السماعه ...كانت نوف..

نوف : السلام عليكم ...

جواهر : وعليكم السلام ..

نوف : طبعاً للحين مارحتي البيت ...

جواهر: هذني فالطريق...

نوف : بنكون عندج أنشاءالله الساعه 5 ...تدرين لازم مانتأخر ... بنجي مع

الدريول لأن سيارتج ماتشلنا انا وعيالي والمربيه والخدامه ...

جواهر: بل بل ...وين رايحين انتو..؟

نوف: قلتلج بوديهم الالعاب ...بنخليهم هناك مع الخدامه وحليمه بتكون

معانا..بتمسك علايه..وأحنا بنتسوق...

جواهر: خلاص ...بنطركم يله أنا قربت من البيت خليني أتغدا وارتاح شوي..قبل

لا تطبون علي....


بعد ساعات


كانوا بجانب الالعاب أمام السينما يشاهدون ملصقات الافلام الجديد بعد أن تطمنوا

على التوأم...واختاروا فيلم كوميدي ليشاهدوه بعد يومين... جلسوا في أوبرا

كافيه وطلبوا بعض المرطبات ...ودارت بينهم الاحاديث...

جواهر: أقولج نظرات غريبه.. ماعرفت كيف أفسرها ...كان كأنه يبي يتطمن..


مدري حسيته غير ....هالريال متقلب ...

نوف: يعني أول مره ماتسبينه!!!!

جواهر: لأنه أول مرة مايحرني...وهقني بهالسالفه بس ماحرني...وبعدين كنت

حاسه أنه متفهم وضعي وفي نفس الوقت تفأجأ به بس المهم أنه تفهم ...

نوف :لو أنا منج أروح...باريس هذي ....اللي تموتين فيها ...

جواهر: مع من؟؟؟ أمي ماتقدر تقعد بروحها وانا في الشغل ....في الصيف

نكون دايماً حوالينها ....بس هذا مؤتمر وبس كم يوم ....مستحيل بترضى

تتبهدل عشان كم يوم...

نوف : يمكن أحمد يروح معاج...

جواهر: جان زين ...بس ماقدر أطلب منه أنه يخلي بيته واهله وشغله ويروح

معاي...

نوف: والحل؟

جواهر: بنطر أحمد واذا مالقى حل...بضطر أرفض ويمكن أستقيل...المشكلة

الترشيحات جايه عن طريق الوزير...

نوف: وشو؟؟؟ تستقيلين عشان مارحتي مؤتمر....!!! وبعدين؟؟ تقعدين في

البيت؟؟ودراستج؟ وتعبج؟؟

جواهر: مادري والله مادري...


في نفس الوقت في المقهى


سيف كان يحدّث سعيد عن الموضوع...

سعيد: قم عنكم باريس ولندن!!! مع بعض؟؟؟ أخاف الا خاطركم تروحون

تونسون عمركم وعلى حساب الحكومه....أخاف الا الوكيل مضبطها لأنه في

خاطره ...

سيف: روح زين ...أنا من صدقي أكلمك ترى ...

سعيد : وأنا بعد ....بيتفسحون على حساب الحكومه ....

سيف بصرامه : سعيد ...انجب جبك الله ... بتخليني أكمل والا لا؟

سعيد وهو يضحك : خلاص يبه خلاص ...كمل ...بسكت..

صمت سيف وسرح لوهله ثم قال :الموضوع مش مثل منت فاهم ....هذا مؤتمر

عالمي يستوي في كل بلاد وكل مرة موضوع بس كلها تخص الإمن والجنائية...

سعيد : اهاا ...يعني ظلمتكم ؟؟ المؤتمرات شكثرها ....تلاقي الوكيل هو اللي

نقى هالمؤتمر ....

سيف بغضب: سعيد ....شفيك ؟؟ هذا مهب موضوعنا ..

سعيد : أضحك معاك ...أنت ليش معصب ...

سيف: لو شفتها اليوم كان عرفت ....طاحت عيوني بعيونها بالصدفه ...حسيت

بضعف الدنيا فيها ...مادري ...أحساسي يقول أنها كانت حزينه ....بس عقلي

يقول أنها مثل كل الحريم ....

سعيد : لا تظلمها المسكينه ...هي لما قالت لك ظروفها شكان مبين عليها..؟

سيف : والله ياخوي أني حسيت بالذنب لأني قلتلها ...مع أن الترشيح جا من

سعادة الوزير شخصياً عقب القضيه الأخيرة...

سعيد : وليش هالأحساس ؟؟

سيف : أنا أحتكيت في حريم وايد ...بس هذي الوحيده اللي محيرتني...تصدق

لو قايل حق أي وحده ثانيه كان ماتت من الفرحه...من يرفض سفرة ببلاش حق

أوروبا!!!

سعيد : وحده مطيحه في أوروبا ومهب ميته على الفرصه ....

سيف : حتى ولو ...حد يعوف بلاد النار والنور ....

سعيد : أي والله أما في هذي معاك حق ....هالبنت غريبه...

سيف: تقول أن امها معندها غيرها وماتقدر تخليها بروحها...

سعيد : والله ولقيت وحده مثلك ....

سيف: كيف يعني..

سعيد : وحده عندها أستقلالية ....تموت في أمها ....عندها مُثل وخطوط حمرا

ماتتجاوزها ....تفرض أحترامها على الاخرين ...عدل كلامي والا غلط؟

سيف : عدل ...بس أنت وشدراك؟

سعيد : من كلامك ...ولا كيف ؟؟؟ أعرفها أنا ... يعني؟؟ أنت صاحي؟

سيف: ههههه ...الله يخسك ...كأنك تعرفها مثل ماتعرفني ...شككتني يأخي...

سعيد : شعرفك أنت ....هذي يسمونها فِراسه....

سيف: ok وتشبهني وبعدين ؟؟

سعيد : ولا ئبلين ... تزوجها ...( قالها وهو يبتسم )

سيف: نعم ؟؟؟ماسمع ....قلت شي أنت ...( أخذ يفرك أذنه ) مادري شفيها أذني

صرت ماسمع...

سعيد يصر عيناه وهو ينظر له ....

سيف: فلم هندي هو؟؟؟ أتزوجها لأنها كسرت خاطري!!!! عيل المفروض

ماروح مصر لأني بتزوج كل اللي أشوفهم في الشارع ...بالله عليك هذا منطق

هذا!!!!

سعيد : وهي بس كاسره خاطرك؟؟

سيف: نعم ...

سعيد : معليه ...أنا معاك بس ....بيجي اليوم اللي بتقعد نفس القعده وتشتكي

من حبها وبذكرك بكلامك...

سيف: قم أنت بس قم أنت وفراستك...قال فراسه قال...

سعيد: قايم..قايم ...بروح أشوف أمي حبيبتي شسوت في موضوع خطبتي

أحسن من مقابل واحد كذاب...



********

waxengirl 23-05-08 11:56 PM

تسلم ايديكى reem99shعلى نقللك لهذه القصه المميزه...
قرات هذه القصه ولم اكملها للنهايه لذا فاعتبرينى من متابعينها باذن الله معك ...
اعجبنى عمل جواهر كثيرا واعجبتنى اكثر الصداقه التى بينها وبين نوف فالصداقه شىء مهم جدا فى حياه اى انسان لذا يجب ان تكون صداقه حقيقه صادقه خاليه من اى اغراض كما الحال بين نوف وجواهر ...
موقف جواهر وهى تتحدث عن الظربان اللى اكل االطاووس يدل على رقه هذه الفتاه رقه لا تناسب ابدا طبيعه عملها.....
سيف لماذا هذه الافكار الزواج من الاجنبيات يمكن ان يكون له مميزات ولكن عيوبه تطغى على مميزاته........
تسلم ايديكى ومنتظرين البقيه .......

reem99sh 25-05-08 04:05 PM

الجزء السادس




عندما عادت جواهر وجدت أحمد ينتظرها ...ومعه إقتراح...فتح موضوع

المؤتمر أمام أمها وهي صامته إلى أن وصل لأقتراحه ....

أحمد : أنتي بتسافرين وأنا ومرتي بنروح معاج ...

جواهر: وأمي ؟؟؟ بتقعد بروحها؟؟

أمها : أنا ماعلي شر ...روحوا أنتو ولا تحاتوني..

جواهر: مستحيل...أنسو...

أحمد : من قال بتقعد بروحها؟؟ عيالي بيجون عندها مع خداماتهم...وساره

بترقد معاها والباقي في الغرفه اللي قدامهم ...

جواهر : بس سارة عمرها 14 سنه يمكن تبغي ترقد بروحها ...

أحمد : إذا بغت... الغرف شكثرها فوق ...وأحنا بنتطمن عليهم كل يوم...

جواهر: والله أنا قلبي قارصني...مهب لازم أروح..بعتذر..

الأم : والله ماتعتذرين وتروحين...أنتي تعبتي وايد في شغلج ...تبغين تهدمين

كل اللي سويتيه في لحظه..قلتلج أنا ماعلي شر أن شاءالله...ومعاي عيال أحمد

يسلوني وعبدالله بيمر وأكيد نوف بتجينا بعد...

جواهر: أنزين على الاقل خل مرتك....ليش تجي ؟؟؟ مهب أحسن تقعد معاهم؟

أحمد : لا والله ..أنتي بتكونين مشغوله طول اليوم وأنا شسوي؟؟ أجابل

الطوف!!!

بأخذ مرتي وبنروح أسبوع عسل بدون العيال...

جواهر: خلاص ...خلاص ...اللي تبغونه بسويه

جواهر: اقول ...للحين فيزة بريطانيا مانتهت صح؟

أحمد : أيه باقي 3 سنين..

جواهر : حتى أنا ...عيل طرش المراسل يسوي فيزا الشنغن لكم..وأنا الشغل

بيسونها لي ..

أحمد : أتفقنا ...بس ترى هاه... السفره عليج...

جواهر: أنت على راسي بس مرتك أنت عازمها وعلى حسابك مالي شغل...

أحمد : والله ياخوفي تصير السفره كلها على حسابي...ماخذ معاي حرمتين...

ماظن يخلون شي في السوق حق الناس..

جواهر : ظريف ...ههههههه

أحمد : ألا بسألج ...للحين مدرسة الفرنسي تجيج؟

جواهر: ايه...تجيني كل سبت ..ذكرتني ...بتصل فيها بخليها تجيني كل يوم..

أحمد : والحين أنتي صرتي ترطنين مثل الفرنسيين والا بس جذي..مخاسير

عالفاضي؟؟

جواهر: لا ذيه ولا ذاك... يعني هه...أطقطق...بتمرن زيادة هالايام..

أحمد: وشو؟؟ هالتطقطق من زمان...وش الجديد ...؟

جواهر: يعني ...هه...تحسنت شوي ...صرت أقدر أكون جمل كاملة ...

أحمد: زين... زين...يعني بترجمين لنا؟

جواهر: وأنت من متى تعوقك اللغة؟؟؟ في حد في باريس مايتكلم أنجليزي!!!

دايماً يكلمونا عادي ....هذاك أول...

أحمد: والله أنه على كيفهم ..أذا بغوا سووا نفسهم مايفهمون كلامنا...

جواهر: هذي قله...قليلة..بس الباقي يساعدون السياح....


أنقضت السهره بسرعه..... أتصلت جواهر بنوف تخبرها أخر ألاخبار...



في صباح اليوم التالي

أعطت جواهر سكرتير المدير الاوراق المطلوبه للفيزا وعندما تمالكت نفسها

أتصلت به ...

جواهر: ممكن أكلم المدير؟

السكرتير: لحظه شوي..

لحظات وعلا صوت سيف في الهاتف: الو..

جواهر بتردد وبصوت واطي: ....الو

سيف: نعم؟ من معاي؟ ( كان يعلم أنها على الخط ولكنه تعمد ذلك )

جواهر: أنا جواهر سيدي..

سيف: نعم يا اخت جواهر ....( كان يجب أن يثبت صحة رأيه )

جواهر:سيدي أنا حليت مشكلة سفري معاكم ...وعطيت السكرتير الجواز

والصور.

سيف: خير أن شاءالله ...فيه شي ثاني...؟


كانت جواهر في قمة الاحراج فردت بسرعه: لا سيدي ...مع السلامه..

أقفلت الهاتف بدون أن تنتظر رده ...تمنت أن تنشق الأرض وتبتلعها...

وفكرت...

( ليش هذيه يسوي جذيه...جني كنت أطر منه ...هو اللي قالي أرد عليه ...هذا

معقد وكل شوي بشخصيه ...من يحسب عمره عشان يعاملني

بهالطريقه....أكرهه...أكرهه..خلاص مهب رايحه معاهم ...بضيق علي إذا

بيقابلني كل يوم ...)


أقفل سيف الهاتف ولديه أحساس فظيع بالذنب وفكر ( مسكينه تفشلت ...بس أنا

لازم أثبت لهم كلهم أني مافكر فيها ...من كلهم ؟؟؟ الا سعيد قايلي أمس ...من

غيره؟؟ هي !!!! أصلاً هي وحده متناقضه...ماينعرف لها ...كل يوم بحال ....)

خرج من مكتبه بعد موقفه مع جواهر وكاد أن يصطدم بخلود التي كانت تتحدث

وتضحك مع موظف في الممر بجانب المصعد وكانت ستلفت عنه حين تواجهت

مع المدير وجهاً لوجه ..أتسعت أبتسامتها عندما رأته وقالت : صباح الخير

سيدي..

كانت قريبه منه بدرجه خطيرة لكنه تنحى بسهوله عنها وهو ينظر لها بنظرة

إحتقار ثم دخل المصعد المفتوح وضغط على الزر للاسفل بدون أن يرد عليها

مما أغضبها وأثار إستيأها...وفكرت ( هالمغرور على شنو شايف نفسه ؟؟؟ ولا

تأثر فيه أبتساماتي .... لكن أن ماخليته يتحسف .....أن ماخليته يجيني يترجى

البسمه وأنا اللي أصد عنه .....معليه ...بشوف أنا والا هو ....)



خرجت جواهر أيضاً من مكتبها وذهبت لقسم البصمات عارضة على إبتهاج

المساعده في القضيه الجديده التي تعمل بها ....جريمة القتل التي حصلت مساء

البارحه ...مقتل حارس البنك في ظروف غامضة ...أكتشفوا محاولة لسرقة

البنك ويبدو أن المجني عليه أحس بالجناة وحاول منعهم فقتلوه لئلا ينكشف

أمرهم ...لم يكن لديهم سوى البصمات ...وبعض الأدله البسيطة الأخرى أخذت

تعمل معهم حتى نست الوقت ...لم تنج من نظرات خلود الحاقده عندما دخلت

عليهم وتفأجأت بوجودها معهم ...كادت أن تقول شيئاً ولكنها عدلت في آخر

لحظه ...غادرت جواهر عملها وهي لا تزال محبطه من سيف... اتصلت في

نوف وتواعدوا على الذهاب لسينما سيتي سنتر لمشاهدة الفيلم المرشح

للاوسكار الذي سيعرض هناك ...




في الطريق للسينما أخبرت جواهر نوف عن قرارها عدم الذهاب للمؤتمر بعد

تصرفه الاخير معها ...

نوف : خله يولّي ...روحي وأثبتي نفسج وأقهريه ...مهب اخوج بيكون

معاج...يعني مهب محتك فيج وايد.... توكلي على الله وروحي...

وصلوا للمواقف ونزلوا من السيارة وتوجهوا للمصاعد ووقفوا مع غيرهم

بإنتظارهم حتى وصل ثم أستقلوه للطابق الثالث حيث قاعات السينما وأول مافتح

الباب لاحظت الأعداد الغفيرة للناس هناك...كأنهم في سوق الخضار ....توجهوا

لشباك التذاكر وأشتروا تذكرتين لفيلم بابل وتوجهوا لبائع الفشار والمرطبات...

جواهر : أحنا وقتنا اللي جينا فيه غلط ...ماتم حد ما جا هنيه ....

نوف : أيه والله ...مشكله لو يدري محمد بيمللني...

جواهر : يلله تعالي ....في ناس ورانا يبغون يشترون ...

تحركوا بأتجاه الصاله ودخلوها ...


فيما بعد

توجه سيف وسعيد لمطعم ناندوز في الطابق الثالث من السيتي سنتر ...كان

يتناول العشاء عندما لمح جواهر تدخل المطعم مع إمرأة وتحدّث النادل ثم

يجلسون على إحدى الطاولات القريبة من الباب كان يتبعها بنظراته ممتعضاً من

تواجدها بهذا الوقت وفي هذا المكان ...

جواهر القت نظره سريعه على المطعم بينما تنتظر طلبهم الــ Takeaway

وشاهدت سيف ومعه رجل فرفعت حاجبها اليمين مع نظرة إحتقار واضحه

وأدارت وجهها بسرعة باتجاه معاكس ثم أخبرت نوف أنها ستخرج من المطعم

وستعود بعد قليل لتأخذ الطلب ....ولحقتها نوف توجههوا لمحل الركن الرياضي

تجولت فيه قليلاً وهي متوترة ...حاولت نوف أن تعرف مابها ولكنها أخبرتها

بأنها ستقول لها في السيارة لاحقاً وبعد دقائق عادوا للمطعم وبدون أن يدخلوا

وعند الباب طلبت من النادل إحضار طلبهم ...أخذوه وغادروا المجمع بأكمله ...


في الطريق

جواهر: شفته...قاعد هناك ويقّز بعد ....

نوف : وش سويتي يوم شفتيه؟

جواهر: شسويت بعد قمت وطلعت ...لو شفتيه شلون كان يطالعنا ...مالت

عليه...اكرهه..

نوف : خله يولي ...

..............


سيف: شفتها؟

سعيد : ايه....ما شاءالله عليها ...طايح لك على مزيونه...

سيف: جب ولا كلمه...

سعيد: ههههه صج ...والله أنها مزيونه....آخخخخ أنا أستعجلت يوم كلمت أمي

تخطبلي البنت ....

سيف: والمعنى؟؟

سعيد: جان بخليها تخطبها لي ...دامها مهب في بالك...

سيف: عليك بالعافيه الله محلل 4 ..

سعيد: المشكله أنك بعد مهب في بالها....شفتها كيف كانت تطالعك؟؟؟؟ كنها

كانت تشوف حشره...كانت منقرفه ليش يا ترى...؟

سيف: لأنها مَره ....وتعبت من التمثيل معاي...

سعيد: بس أنا فرحان فيك....وايد...

سيف:ليش؟

سعيد:عندي أحساس أنك بتطيح قريب وعلى راسك...

سيف: طاحت عليك طوفه ...بلا طاحت عليك طوفه...الشرهه مهب عليك ...

على اللي معطيك ويه ....يله اقلب ويهك ...

قام من الطاوله مغادراً المطعم وهو يسمع ضحكات سعيد ترّج المطعم








كان سيف يفكر طوال الطريق لبيته بحديثه مع سعيد ( يبط الجبد ...مستوي لي

عراف الاخ...لالالا مستوي لي رومانسي على كبر ...بكره لي تزوج بيجي

بيشتكي...والله مارحمه ...بذله ذل....يحسب إنه بيعيش في تبات

ونبات...معليه...يا أنا بتشّفى فيه تشفي... قال بيخلي أمه تخطبها !!!! ومن

قاله أنها بترضى فيه؟؟

هذي محد يترس راسها زبيده بنت مروان....بس الحين من صجه هذا يوم يقول

أنها تطالعيني جني حشره!!!! بل حشره عاد ....ليش؟؟؟ هذيه كله يبالغ....كان

مبين عليها أنها للحين معصبه علي...عادي...بتعصب وبتنسى... بس صج

أنقهرت يوم قال مزيونه ...لو تلبش غشوه جان محد شافها...لكن آخخخ....لو

أنها مرتي والله ماتشبر من البيت بدون ماتغطي وجهها....عيل أخلي كل من

هب ودب يطالعها ويفكر ويعلق.....يخسون....)




بعد يومين

كانت جواهر في مكتبها تبحث عن موضوع بالانترنت ولم تلحظ الذي دخل

بهدوء وجلس ثم سلم بصوت كفحيح الافعى : السلام عليج ياحلوة..

التفتت جواهر لمصدر الصوت لترى غانم جالس على الكرسي ويبتسم كعادته إذا

رأها ......وأكمل قائلاً: أفتقدتيني ...صح؟ أدري ...

لم ترد جواهر أو تنطق بحرف بل أكتفت بنظرة تعجب ثم أتصلت بالفراش

وأستدعته ...

غانم : ليش تنادينه...؟ تخافين تقعدين معاي ؟؟ وأذا جا شبيسوي؟؟

تجاهلته جواهر تماماً وأكملت عملها إلى أن وصل الفراش فقالت له : أبغيك

تتطلع كل هالملفات من الخزنه وتحطهم على الطاوله ...


أخذ يخرج الملفات ويرتبهم على الطاولة وهي لاتزال تعمل على الكمبيوتر وكأن

لا وجود لغانم معها .... فقال : عطينا ويه يبه ....الكبر لله ....( ثم التفت الى

الفراش وأكمل ) ومابغيتي ترتبين المكتب الا يوم أنا هنيه!!!! ( صرخ على

الفراش ) انجلع روح سو لي شاي ....يله أشوف....

ألتفت الى جواهر بأرتباك فقالت له بثقة غريبة: كمل ماعليك ....لازم نلقى

الملف اللي يبغيه المدير ....

الفراش : مافي مكان هنيه ..

جواهر وهي تؤشر على على الكرسيين أمام مكتبها والذي يجلس على إحداها

غانم وقالت : حط على الكراسي ...يله خلصنا ..

غانم : بل ...تبغينه يحطهم علي !!!! على الأقل أنطري لين أطلع ...

أستمرت في التجاهل وأتصلت بأبتهاج : ممكن تجيني بسرعه بأخذ رايج في

التقرير اللي عندي ...

غانم: وأنا ما أنفع !!! جان سألتيني أنا ...( ثم وقف ليتقدم نحو الشاشه

فأغلقتها بحركه سريعة لم يتوقعها ...) ودخلت أبتهاج وهي تقول : أهلاً وسهلاً

يأستاز غانم... أزيك ؟؟؟ أنت مشرفنا النهارده!!!

غانم : زين زين ..مابقى حد يلاحظنا .... ( وأردف بسخريه ) أزيك ياأبتهاج؟؟؟

عامله أيه بدوني ..وحشتيني ياوليه..

أبتهاج : وليه ... ولولوا عليك بدري يابعيد!!!! أنت شايفني بملايه ؟؟؟

غانم وبسخريه : هههههههههههه الوليه هي التي تولول ....

أبتهاج : زريف والله ...دمك بيلطش.... إلا قوللي أنت بتعمل أيه عندنا هنا ..

غانم : بعمل كشري ...ههههههههههه

أبتهاج : أنا بتكلم جد ....أحنا عندنا شغل مهم لازم نخلصه دلوقتي ...عن إزنك...

تقربت من جواهر وأخذت منها بعض الاوراق وأخذت تناقشها فيها ...

بعد قليل أحس غانم بعدم جدوى جلوسه معهم فأنصرف وهو غَضب لتجاهل

جواهر التام له وهو يفكر ( هذي تتجاهلني أنا !!!! من تتحسب نفسها ؟؟؟ والله

لا أراويها.. أنا مافيه بنت تصعب علي ...كل وحده ولها مفتاح ....ومفتاحها

بلقاه...وساعتها ياويلها مني...........)


بعد أن خرج تأففت أبتهاج : أوففففف ...دا سخيف بشكلللللللل ...ورزيل رزاله

جواهر: خله يولي ...زين إللي فهمتيني يوم أتصلت وجيتي بسرعه...

أبتهاج: أحنا مش أصحاب ...خلاص ...بئيت بفهمك قبل حتى ما تنطئي...

جواهر: الله يخليج لي أن شاءالله....

أبتهاج : ويخليكي ليا ياحبيبتي ....الا أنتي أتصرفتي معاه أزاي أبل مأجي؟؟

جواهر: ولا شي ...كان الطاولة نطقت أنا نطقت ...حسسته أنه ولا شي ...وأني

ما اشوفه ...ولا كأنه موجود يعني ....قعد يكلم روحه لين جيتي...

أبتهاج : ياترى لو المدير بتاعنا شافه كان هيعمل أيه ؟؟؟

جواهر: بيهاوشه وبيطرده أكيد.... وبيقول أني أنا السبب..

أبتهاج: وأنتي مالك بئى!!! أنتي بيتهيئلك ...ده مديرنا مفيش أطيب منه ...

جواهر وهي ترفع حاجبها الأيمن : مديرنا!!! أنتي متأكده ؟؟

أبتهاج : أه والله ...ليه أنتي معرفتيش هو عمل أيه مع عم جابر

الجنايني..الراجل العجوز ده..؟

جواهر بدون أهتمام : لا .. شسوى يعني...

أبتهاج : من كم يوم ولما كنتي أنتي واخده أجازة ...لقينا عم جابر قاعد وحاطط

أيده على رأسه وبيعيط ...وكل ماحد يسأله ماله مكنش بيرد ...كان بس

بيئول..حسبي الله ونعم الوكيل...

جواهر تلفت بغضب : لا تقولين فنشه ؟؟؟ يسويها...

أبتهاج : لا ...فنشه أيه تُوفي من بئك..ده عمل اللي محدش أدر عليه مننا ...

جواهر بملل: خلصينا شسوى؟؟

أبتهاج: نده عم جابر لمكتبه وقعد معاه لوحده وعرف أن البيت اللي فيه شئته

وقع وأهله بئو في الشارع وعاوز أجازه عشان ينزل يصرفهم ...عارفه عمل

أيه ؟؟

أداله أجازه داخلية ...ماتتحسبش عليه وأداله فلوس في أيده وأله لما يروح

هناك يروح يدور له شقه تكون كويسة وهو هيدفع له تمنها ..الراجل ماكانش

مصدق الكلام اللي أتقال له ...من فرحته عيط زياده...وأخد يدعي له طول

النهار لغاية ماسافر...مسكين ...حالته كانت تصعب على الخاطر...بس الحمدلله

ربنا ماينساش حد ....بعتله البيه المدير....ربنا يعمر بيته ....

كانت جواهر تستمع لأبتهاج وهي متعجبه مماتسمع...وأخذت تفكر ( معقوله

مديرنا يسوي جذيه ...عنده قلب يحن على الفقارا!!!!آخر واحد ممكن أفكر أنه

يسويها..)

أبتهاج : أنتي سرحتي فإيه ...أنا قاعده بكلمك....

جواهر: فاللي تقولينه حبيبتي ....مهب مصدقه ...

أبتهاج : والله العزيم أنه كل اللي بقوله حئيئي...ولو مش مسدئاني أسألي عم

جابر لما يجي...أصله ماقالش لحد ....مديرنا منبه عليه عشان ينحسب له خير

عند ربنا...بس أنا كنت عايزه أساعده فئالي ونبَه عليا مئولش لحد ...ولولا

غلاوتك مكنتش جبت سيره..

جواهر: مادري ....يمكن ...الله العالم ...

أبتهاج : تصدئي نفسي ربنا يكتبه من نصيبك....لو حصل ...دا كنت أفرح فرحه

...دا انا كنت أزغرط لغاية ماينشف لساني...

جواهر بقرف: وشو !!!! فال الله ولا فالج...الله لا يقوله ...مادريت ألا أرضى

بهالشيفه...

أبتهاج : شيفه؟؟؟ يعني أيه...؟

جواهر: بعدين بقولج ...

أبتهاج: أنا بتكلم بجد ....خديه قبل ماتاخده خلود منك...دي بتشتغل على تئيل

أوي..

جواهر: عليها بالعافيه ...لين خذته ذكريني أطرشلهم ورد....

أبتهاج : يابرودك يختي...أنتي معموله من إيه ...مابتحسيش؟؟؟

جواهر: شحس فيه أنتي بعد ؟؟؟ أنا شلي خص فيه؟؟ ومن قالج أصلاً أن أنا

أبغي أتزوج ؟؟ ولو أبغي مستحيل أقبل به ...

أبتهاج زهي تهز رأسها: الله يهديك يختي...

عادت جواهر لتنظر لشاشة الكمبيوتر وأشغلت نفسها به لتهرب من التفكير في

ماقالته أبتهاج لها...


أثناء عودتها للبيت كانت لاتزال تفكر في تصرف المدير....( للحين في ناس

يسوون خير بهالطريقه!!! راعي نخوه ....بس كيف وثق فيه يمكن يقص

عليه؟؟؟ لا مسكين عم جابر...نعرفه من سنين هذا غير عن كل اللي عرفناهم

كان يجيب لنا شجر ورد بلدي وجاردنيا وماكان يرضى نعطيه فلوس ...طول

عمره عنده كرامه..وبعدين أنا شلون ماعرفت عنه...صج مافيني خير....



في المساء كانت نوف عندهم في البيت ...تشكي لجواهر حالها...

نوف: أقولج تخزبق يوم رد عالتيلفون ...أنا قاعده حذاه في السياره وسمعت

صوت جنه ناعم... وهو رد بكلمتين...مع الاهل وبكلمك بعدين ...

جواهر وقد فاض بها الكيل : بعد يمكن يتروالج ...مدام ماسمعتي صوت مره

خلاص لا تظنين فيه....لازم كل الريايل صوتهم خشن؟ في ريايل أصواتهم

عاديه...

نوف: قلبي قارصني منه .....مهب مرتاحه...

جواهر: أنا بسألج سؤال؟ أنتي لو ....لو صدتيه صج يغازل شبتسوين؟ بتتركين

له البيت وتنفصلين منه؟

نوف بحزن: لا ...وين أروح ...مالي مكان الحين أمي عايشه في بيت
أخوها...وين أروح أنا وعيالي .... أنتي أكثر وحده تدري بالظروف...

جواهر: عيل خلج عاقل ولا تميين تدققين على كل شي...أنا عندي لج حل

يريحج..

نوف: قولي فديتج...

جواهر:تروحين بيتج ولا كأن فيج شي...وبعد كم يوم وفي جلسة شاعريه معاه..

تقولين له وبوضوح...أنج لو في يوم من الايام دريتي أنه على علاقة بوحده

غيرج ... بتهدين له البيت وماراح يشوف ويهج مرة ثانيه ...وأنج بتزوجين

مرة ثانية وتخلين العيال عنده....لازم يقلق شوي...ولازم يحس بجديتج في

الكلام...أنتي شارحتله وضع أمج في بيت خالج؟؟؟

نوف :لا..مهب أنتي موصيتني ماقوله أي شي ينَقص من قدر هلي...

جواهر: وكل هالسنين ماسألج ولا أستغرب من شي؟

نوف: ماعطيه فرصه ...كل ماسألني حطيت أعذار ويصدقها...

جواهر: ممتاز...عيل نفذي فكرتي وخنشوف وش ردة فعله..

نوف : مدري بدونج وش كنت بسوي....الله يخليج لي...

جواهر: ويخليج لي ...يله قومي أكيد أمي الحين تأذت من عيالج...

نوف: فديتهم ...عيالي مؤذيين!!!

جواهر وهي تخرج من الغرفه وتنزل من الدرج: لا عيالي أنا ...

نوف: أن شاءالله بنشوف عيالج...لو ياخذج المزيون بيطلعون في منتهى

الجمال..لا بعد طلع طيب وراعي خير...

جواهر: حلفي انتي بس....قولي قسم....

نوف وهي تضحك: قسم...

جواهر : ماقلتلج ...ماتصدقين من دخل علي المكتب اليوم؟؟

نوف وهي تهمس: المزيون ؟

جواهر: الله يمللج مثل ماتملليني ....الحين من جاب سيرته....أنا قصدي غانم..

نوف : هذا مهب نقلوه عنكم وافتكيتو منه !!!

جواهر: أنقلوه ....بس مافتكينا ...

نوف: مادري...قعد يستظرف ويقل كلام وعمك أصمخ ....حقرته حقار ...مات

من القهر وناديت الفراش وخليته يطلع الملفات الكبيرة ويحطها على الكرسي

اللي قاعد عليه عشان يفج...وعقب كلمت أبتهاج وجاتني وطلع يوم يأس...

نوف : شقالج أبغي بالتفصيل الممل....







فيما بعد وبعد ذهاب نوف أتصلت في أحمد وأخبرته عن غانم...

أحمد : شوفي ..أسمعيني عدل ...أذا جاج مره ثانية أتصلي فيني على طول..ولا

تقولين شي بس قوللي التقرير خلص...وأنا بفهم وماعليج...لا تنسين ...


بعد يومين


كان هناك أجتماع لدى مدير القسم لمن سيشارك في المؤتمر ...وبعد تجمعهم

أخبرهم أن سعادة الوكيل أمر بإعداد ورقة عمل تمثل الدولة في المؤتمر وهو

من سيقدمها..وطلب من أبو حسن الاشراف عليها....أتفقوا على الخطوط

العريضه وعلى الجلوس معاً لمناقشتها بعد الاجتماع...

كانوا سينصرفون حين نادى سيف جواهر.. وأمامهم سألها بكل هدوء: غانم كان

هنيه من كم يوم؟

فأجابت : نعم سيدي...

سيف: شيبغي؟؟

جواهر: مادري سيدي ...ماسألته ...

سيف: كيف يعني؟؟ كان عند من؟

جواهر وهي متأكدة أنه يعلم جيداً الاجابة: مر مكتبي سيدي...

سيف: وماعرفتي شيبغي!!! يعني كان عنده معامله يسأل عنها مثلاً؟

جواهر: مادري سيدي أنا كنت مشغولة بالتقرير اللي طلبته وكان الفراش معاي

يساعدني مع الملفات الكبيرة عشان أدوّر الاوراق الناقصه ... وما أنتبهت

له...فطلع...

سيف: أهاا...ممكن لين جا مرة ثانية تبلغيني...أبغيه في سالفة..

جواهر: أن شاءالله سيدي..



بعد أن خرجت جواهر من الاجتماع أخذت تفكر بالسبب الذي جعله يطلب منها

هذا الطلب ...( غريب والله ...هالريال أنسان مستحيل حد يقدر يفهمه ...)

تجمعوا في مكتب أبو حسن لمناقشة ورقة العمل ....أستغرق عملهم باقي

النهار..وغادرت متأخرة لبيتها ..




في اليوم التالي

عندما وصلت جواهر وجدت الإدارة مكتظه بالموظفين وكأنهم ينتظرون خبرً

جديد..

ووجدت أبتهاج معهم فأشارت لها وسألتها : شصاير؟؟ شفيهم متجمعين؟

أبتهاج : بيئولو جريمة سرئة في محل مجوهرات مشهور في السوء وحمد لسه

جاي من هناك دلوقتي ...بيقولوا حاجات كثيره راحت ...ومش كده بس..في

كمان محل صرافه في الخور أتسرق كمان أمبارح بالليل.....

جواهر:عيل أكيد الحين بيجينا الشغل ... بروح المكتب أستعد ..

وكما تنبأت جواهر لم تمضي دقائق حتى طلبوا منها أجراء تحليل DNA لعدة

أشياء تم العثور عليها في المحلين ....منها شعرات وبصمات تم رفعها ..وأيضاً

طبعات أحذيه ...وأرفقوا معها الصور لموقع الجريمة بالتفاصيل المعروفه...


أخذوا يعملون على الأدله طوال الاسبوع... وتردد عليهم صحفيون محاولين أخذ

أية أخبار عن الموضوع ولكنهم رفضوا تزويدهم بشيء وطلبوا منهم التوجه

لمكتب النائب العام للحصول على أي معلومات مطلوبة...

كانت جواهر قد أعادت تحليل الشعرات مرتين والنتيجه واحدة ...نفس

الشخص..مما أثار غضبها لمعرفتها أن كل من الشعرتين قد وجدتا في مكانين

منفصلين .....أتصلت في الملازم علي وطلبت منه الحضور في أسرع وقت

لتطلعه على شيء مهم يخص القضية....مع أنه لم يكن الضابط المكلف بها

ولكنها فضلت أخذ رأيه قبل كتابة التقرير..

عندما حضر الملازم لمكتبها أصطحبته مع أبتهاج للمعمل حيث حمد وفتحي

موجود وأجروا أجتماعاً مغلقاً ...

جواهر: ملازم علي.... أنا أشكرك أنك قدرت تجينا مع أن هذي القضيه مهب

لك..

ملازم علي: أنتي تأمرين أختي...خير؟؟

جواهر: تعرف طبعاً عن عملية سرقة محل المجوهرات ومحل الصرافة اللي

صارت من كم يوم؟؟؟

الملازم: طبعاً ...الدوحة كلها عرفت ..

جواهر: الجماعة لقوا أدلة في المحلين....بصمات على زجاج الفترينه ...وشعرة

سودا في محل المجوهرات...وشعره وبصمة على درج الصراف وطبعة جوتي

فيها طين ....في محل الصرافة....وتم تحريزهم وبشكل منفرد يعني أخ فتحي

في مكان وأخ حمد في مكان ثاني...


حمد مقاطعاً: نعم أنا كنت في محل المجوهرات وأنا اللي جمعت الأدله كلها

بنفسي..

فتحي : وأنا كنت في محل الصرافه ...صحيح أنه مكان صغير بس أنا جمعت

حاجات مهمة ...

جواهر: ومع ذلك نتيجة كل الاختبارات والتحاليل المعروفه ومن ضمنها DNA

كلها كانت متطابقة... ومستحيل أن الجاني أنتقل بين المكانين بعاد عن

بعض...واحد في الدوحه وواحد في الخور....

الملازم وهو يَحك رأسه : أكيد فيه سر...خلوني أشوف الضابط المكلف

بهالقضيه وأقعد معاه...ولنا أجتماع ثاني...

أنصرف الملازم عنهم وأكملوا أجتماعهم ....لقد كان لزاماً بهم أن يعّدوا التقرير

الخاص بهذه الجريمة ورفعه للمدير في أسرع وقت ممكن ...

في اليوم التالي

عندما دخلت مكتبها أخر النهار بعد عملها في المختبر مع الفريق المكلف

بالقضية الاخيرة وجدت باقة ورد بلدي راقية ذات لون أصفر فقط منسقة بطريقة

مبتكرة على شكل درزينتين ملفوفتين معاً بورقة شجر تفحصتها فشمّت رائحة

زكية ووجدت علبة صغيرة مغلفة أسفلها ....مع بطاقة بدون توقيع مكتوب فيها


تعال ياوجه الـسعد واشطب علـى وجه البغيض

ياحــــيك وطلتـك في وجهي بعد ياحيـها


تنعشني انعاش الشفاء..العاجل.. القلب.. المريض

ياايــها تدري يالبــيك انت وش ياأيها ..؟


ماانتـــه بزي الـناس واكتبها لك بخط عريض

تبغيــني احلف لا ورب الــبيت منت بزيها


حملت البطاقة في يدها وهي مستغربه.... قرأت الكلمات وفكرت ( من اللي

مطرشها هذي ؟؟ وش هالكلام بعد ...) وضعتها على المكتب ونادت الفراش

وسألته : من جابها هالباقة ؟؟

الفراش: محل الورد ...

جواهر: وماقالوا من وين ؟؟؟

الفراش: لا ماقالوا شي..

جواهر: أنزين شسمه المحل ؟

الفراش: لا ماعرف ..ماقالوا ...

جواهر: أنزين أخذها وحطها عندك لين نعرف صاحبها ....ولا تتصرف فيها

حتى لو جفت ....ولا تخلي حد يلمسها ...تسمعني؟؟

الفراش: أن شاءالله ....

حمل الفراش الباقة وخرج من المكتب وهو مستغرب من طلبها....ووضع الباقة

في غرفة البوفيه...

وضعت البطاقة في حقيبتها وغاصت في عملها ولم تنتبه الأ على رنين هاتف

المكتب رفعت السماعة وردت...

نوف: جوالج وين حبيبتي؟

جواهر: مادري أظني في الشنطة ....ليش؟

نوف: لا...ولا شي..طلعيه وشوفي كم missed call على الشاشة؟

تظهر جواهر هاتفها النقال وترى فيه 20 مكالمة لم يُرد عليها...

جواهر: بللللل شصاير؟؟

نوف: ولا شي ..يهمج تعرفين ؟؟؟ كان رديتي على جوالج...

جواهر بصبر نافذ :نوف...أنا مشغوله وايد...وأنتي تعرفين هالشي...وأظن انج

تعرفين رقم المكتب وأتصلتي...ليش ماتصلتي من البداية وخلصتي؟؟

نوف: خفت حد ثاني يرد...

جواهر: نوف حبيبتي ....تبغين شي؟؟ أنا حتى صلاة الظهر للحين ماصلتيها..

وأبغي أروح أصلي ...وأرجع أخلص شغلي..

نوف وبخيبة أمل كبيرة: خلاص....لين ركبتي السيارة أتصلي وبقولج..

جواهر: ok ...يلا باي...




فيما بعد وفي السيارة

ما أن أستقرت جواهر في سيارتها حتى أتصلت في نوف...

جواهر: السلام عليكم ..

نوف: وعليكم السلام..

جواهر: اليوم كان عندنا شغل وايد...ماقدرنا نرفع راسنا ....ولا قدرت حتى أكل

لي شي..

نوف : والله أنا عاذرتج حبيبتي...بس شاسوي؟؟؟

جواهر: شصاير حبيبتي... شسوى ريلج؟

نوف: شدراج أنه محمد ؟؟

جواهر: أدري ...محد ملعوزج الا هو...قلتلج خففي حبج له بس أنتي

ماتطيعين..تحبينه أكثر من حبه لنفسه...

نوف وهي تتنهد بحرارة : ماقدر....وأنتي تدرين أني ماقدر ...

جواهر: المهم شسوى اليوم بعد؟

نوف: حاجزلنا اسبوع في المالديف..

جواهر: so ...روحوا...الجو هناك يهبل بهالوقت ...

نوف بحزن : بدون عيالي....

جواهر بحده : وشو؟؟؟

نوف بتردد: يقول خليهم عند أمج...

جواهر: ياسلام....يوم أنه مايبغيهم ....ليش كل يحّن عليج عشان تحملين!!!!

نوف: مادري....يبغي يحس أنه يقدر ياخذ راحته مثل قبل ...

جواهر: بس هو يوم قرر يتزوج يدري أنه وضعه مستحيل يرجع مثل

قبل....الحين هو مسؤول عن أربعة مهب عن نفسه وبس....ملزوم أنه

يستوعب هالموقف ويتأقلم معاه....

نوف: حاولت بس هو يقول أذا مارحت معاه بياخذ رفيجه معاه.....

جواهر: يهدد الشيخ؟؟؟ خله يأخذه ....طول عمره أناني ومايفكر الا بنفسه...

نوف: جوجو ....عاد...مارضى عليه...

جواهر بغضب: والا ترضين .....أنا ماعندي غير هالكلام....عيالج صغار

ومايصير تخلينهم بروحهم ....ووصلت البيت ....بكلمج بعدين ....باي...

أقفلت الهاتف وهي في قمة الغضب.....( الريايل كلهم أنانيين ...مايفكرون الا

بنفسهم ....يبغي يعرس بس مايلتزم بمره....يبغي عيال يشيلون أسمه بس

ماينَقَصون عليه وناسته!!!!مثل أبوي الله يرحمة....... وشو ذيه!!! أنا مادري

ليش الناس يعرسون دامهم جذيه.....)



دخلت على أمها البيت وهي فاقدة الشهية في تناول الغداء ...أخبرتها أن لديها

صداع وأنها ستنام ثم صعدت لغرفتها ...



في اليوم الثاني


وجدت نفس الباقة تنتظرها ولكن مع علبة مختلفة وبحثت عن البطاقة ووجدتها

بدون أسم أيضاً وقرأت :


ياللـــي غرامك في خفوقي من كثر قدره يفيض

النفـــس تندب حظهــا والعــين تبكي حيها


من عوضك اليا فقدك وان وجد كيف استـعيض

وانتي النـهار وشمسي وشجرة غلاي وفيها


هاجرت واصبح زولك في عيني يهاجرني واميض

يااول جـروحي دخـيل الله من تاليها

فكرت ( أنا لله وأنا اليه لراجعون .....من هالمتفرغ اللي يسوي هالحركات

السخيفة..ولا يحط أسمه !!! بعد جبان .... أنا بشوف وش أخرتها معاه...)

أتصلت بالفراش وعندما حضر سألته : هذي من جابها ؟

الفراش: مادري ...جابها عامل وسألته من وين وقال ماعرف...

جواهربحده : مرة ثانية أسأله عن أسم المحل على الاقل....قوللي ...وين الباقة

الاوليه.

الفراش: هناك على الطاولة في البوفيه ..

جواهر: العلبه حد زخها؟؟؟

الفراش بخوف: لا ..لا ..

جواهر: اوكي... أخذ هذي وحطها عندها لين نعرف راعيها ....

الفراش: ان شاءالله ...

حملها ووضعها بجانب الاخرى وهو فَرح... أصبحت رائحة مطبخه زكية من

باقات الورد...

وضعت جواهر البطاقة في حقيبتها وذهبت لأبتهاج لتتابع قضية السرقة الاخيرة

معها قبل تسليم التقرير للمدير...

وبعد أن أنتهوا منه أرسلته جواهر للسكرتير وعادت لكمبيوترها وهي تأمل

بحصولها على معلومات مهمه في بريدها الالكتروني....

وجدت عدة رسائل هناك...أطلعت عليها كلها ووصلت لأخر واحد والتي تحمل

عنوان غريب غير مسجل على لائحتها....كان من3ashigFzaa3 @hotmail


فتحت الرسالة فوجدت رسالة في منتهى الغرابه...


تغَلي مثل ماتبين ......مردَج في النهاية لي....


عاشق فزاع


أستغربت كثيراً من فحوى الرسالة....وغموض مرسلها؟؟؟؟؟فكرت ( أكيد مغلط )

أنقطع حبل أفكارها على رنين الهاتف ردت فجاءها صوت سكرتير المدير يطلبه

لمكتبه ...

رتبت من نفسها وحجابها ثم توجهت لمكتب المدير وهناك وجدت أبوحسن قد

سبقها وتأكدت أنه بسبب التقرير المعد عن جريمة السرقة الثنائية...



أخذت تردد في قلبها (وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ

فَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ ) ودخلت على المدير...وجدتهم جالسين حول طاولة الاجتماعات

والمدير يمسك بيدة ملف التقرير وأبو حسن يجلس على يمينه ...فجلست على

يساره بعد أن سلمت..

كانت تحمل معاها نسخة من التقرير وأبو حسن أيضاً ...أخذوا ينتظرونه ليبدأ

المناقشة..

سيف: بالنسبه لتقريركم ...الحين أنتو متأكدين 100 % من النتائج؟

ابو حسن : نعم سيدي....صارلنا أسبوع نشتغل عليها...

التفت نحو جواهر وسأل : عدتوها مرة ثانية؟؟؟

جواهر: نعم سيدي ...والنتيجة نفسها ...

سيف: بس أستحالة يكون نفس الجاني...متى لحق طلع من شارع السد وراح

الخور؟؟؟ حتى لو خذا هليكوبتر...مستحيل يقدر يرتكب جريمة السرقة هناك

وفي نفس الوقت ....وبهالطريقة ماراح يكون قدامنا الا تفسير واحد يخطر على

أي حد يقرا هالتقرير....أن هناك خطأ في جمع الادله ( قالها وهو يرفع حاجب )

أبو حسن: مستحيل سيدي....كان هناك فريقين متكاملين في المكانين ووصلوا

الادارة في وقت مختلف ...وتم تحريز الأدله من قبل الشرطه بعد....نسبة الخطأ

معدومه...

سيف: عيل وش تفسيركم للي صار؟؟

جواهر: سيدي أحنا أجتمعنا مع الملازم علي وأطلعنها على الموضوع ووعدنا

أنه يبحث الموضوع مع الضابط المسئول...ويشوفون حل حق هاللغز ..

سيف: أيواااا ... الملازم علي....ومتى قال بيرد عليكم؟؟

جواهر: أول مايخلصون تحرياتهم سيدي...

سيف: خير أن شاءالله ...هالتقرير بيتم عندي وبتناقش فيه مع التحريات ....

أبوحسن وهو يقف: تأمرنا بشي سيدي؟؟؟

سيف بغرور: لا شكراً ...تقدرون تروحون مكاتبكم الحين ....وبنطر أخر

المستجدات ...


أنصرفت جواهر مع أبو حسن وهي تحمد ربها أنه لم يثير حنقها ....اليوم على

الأقل...

في المساء كانت نوف عندهم ...قالت لها عن باقات الورد وأرتها البطاقتان

وعندما أنتهت من القراءة أرتفعت حواجبها بدهشة وقالت : هذي قصيدة

فزاع...أعرفها دايماً يقولها ....بس مهب كامله ....أكيد التكمله بكره....

ههههه..

جواهر: ومنهو فزاع؟؟

نوف : فيه حد مايعرف فزاع!!! هذا حمدان بن محمد بن راشد المكتوم حاكم

دبي..ماتذكرينه...؟ ذاك المزيون اللي مسويّ مسابقة اليوله في دبي..

جواهر: أهااااا ...هذا بعد مزيون ؟؟؟ وينك يامحمد تسمع مرتك...كل الريايل

عندها مزايين....

نوف: مهب أنا اللي أقول...شوفي شيسون المعجبات له من كل الخليج...جنه

مطرب أو ممثل عالمي...

جواهر وقد تذكرت شيئاً : تعالي ....اليوم جاني ايميل من واحد أسمه عاشق

فزاع..

نوف: صج؟؟؟ عيل أكيد هذا اللي يطرش الورد .....اوه اوه ...وصارلج معجبين

خصوصيين ...يطرشون ايميلات بعد...الا شكاتب فيه؟

جواهر: جملة وحدة بس .... تغلّي مثل ماتبين مردج لي....والتوقيع عاشق

فزاع

نوف: قم عنه.....واثق الاخ...

جواهر: شفتي؟؟

نوف: ليكون العاشق الولهان هو مديرج ....

جواهر: ماظني....هذا شكله مراهق...حتى الشاعر اللي مختاره شاب....أكيد

هذا مراهق يلعب...

نوف: عيل أنا متأكده أنه مهب مراهق.... وبتشوفين ....تعالي شفيها الهدايا؟؟

جواهر: شدراني..... أنا عمري مافتحت شي ماعرف من وين....

نوف: مافيج فضول تعرفين وشفيها الهدايا...

جواهر: أبداًًً ....لازم أعرف من من ؟ وبعدين يصير خير..

نوف: والله لو أنا جان فتحتهم وعرفت شفيهم ماقدر أصبر....

جواهر : عاد آناااااااااااااااااااااا غيررررررررررررر وأنتي غير....

نوف: أيه أنتي ماعندج أحاسيس ومشاعر مثلي....أنا أشك أن عندج قلب أصلاً ..

جواهر: خليت القلب لج...شسوالج؟؟ كله متعبج ... خليني مرتاحه أحسن لي...

نوف: بنشوف لين تزوجتي بيتم هذا رايج والا بيتغير...ماورانا شي بننطر...

جواهر : عز الله أنج بتنطرين وايد ...هههههههههههه


********

reem99sh 25-05-08 04:11 PM

الجزء السابع





في اليوم التالي..

وجدت جواهر الباقة الثالثة على مكتبها تضايقت وأخذت البطاقة المرفقة وفتحتها

ووجدت :


احيا على وصلك واموت في كل برد وكل قـيض

تضمـى مشـاعر خافقي لك وانت سبة ريها



لبيك يلي من عشـقتك قمت احس اني حضيض

يامـغوين نفسي .. ونفـسي ذايبه من غيها



انا ادري ان كل الليـالي سـود والايام بيض

دامـك معي ماهمنـــــــي من كـيها
وضعتها في حقيبتها وأتصلت بالفراش وسألته عندما حضر عنها : من وين

هالباقة؟؟ ولا تقول أنك ماسألت عن المحل؟؟

كان الفراش يتأمل الباقة بدهشة وأجاب: مادري...أنا ماكنت موجود .. كنت

أشتري غرض حق سكرتير المدير...والله ماشفتها الا الحين ....

جواهر: مكتبي خله مسكر ولا تفتحه الا إذا جيت أنا بس ..مفهوم...

الفراش: مفهوم...

جواهر: شيلها من قدامي وحطها مع الباقي....

يحمل الفراش الباقة ويخرج وهو يهز رأسه...



فيما بعد تحضر أبتهاج لمكتبها وهي تبتسم أبتسامة ماكرة ...وجلست أمامها..

جواهر: شعندج؟؟؟ وش ورا هالابتسامة؟؟

إبتهاج : مَفيش...

جواهر: أنا أعرفج زين ...مهب علي هالحركات...قوليلي شعندج...

إبتهاج: الإدارة كلها مالهاش حكاية الا حكايتك مع الورد اللي رامياه عند

الفراش...

جواهر: شيقولون؟؟

إبتهاج : أولاً هُمَ نفسهم موت يعرفوا من اللي بيبعتلك الورد...وسانياً مستغربين

أنك مش مهتمه ورامياه مع الهدايا اللي فيه بدون حتى ماتعرفي فيها أيه....

جواهر:أولاً ..هذا معناه أنهم ماعندهم شغل هالايام وبَعلم عليهم....ثانياً مهب

شغلهم شسوي فيه...عن اللقافه...

إبتهاج: أنتي عاوزه تفُهميني أنك مش عاوزه تعرفي من اللي ورا الورد ده؟؟؟

جواهر: حاولت وماقدرت...بس مردي بعَرفه...

إبتهاج: يابرودك يختي!!!!

جواهر وهي تغير الموضوع: مافيه أخبار عن المشتبه فيهم في جرايم السرقة

الاخيرة؟

إبتهاج: تصريفه دي؟؟ لا ياحبيبتي مفيش لسه أي حاجة جديدة..

جواهر وهي تلمس جبهتها كلما فكرت : الحين اكيد المدير بياكل قلبنا بالحنّه

وبيقول أن أحنا فاشلين ومانعرف نشتغل .....الخ الخ...

إبتهاج : بس أحنا لسه بنستنا الملازم علي يخلص مع زمايله ويئولنا

عالنتيجه..أحنا مالنا...والا هي حجج وخلاص...

جواهر: أقولج ...أنا مافيني على تهزيء منه ...بروح أكمل شغلي...




في المساء

كانت جالسة تتحدث مع أمها عندما أتصلت فيها نوف ...

جواهر: هلا والله ....

نوف: شالاخبار؟؟

جواهر: مادري ؟؟؟منشورة في الراية ....روحي قريها...

نوف : من صدقي أنا...

جواهر: قاعده مع الوالدة شوي...

نوف: بكرة الجمعة ...شرايج نروح بكرة فيلاجيو عقب المغرب ...نونّس اليهال

شوي..

جواهر: أسفة... تدرين أن مدرسة الفرنسي بتجيني فهالوقت..

نوف: عيل عقب بكرة ..

جواهر: هههههه ...مدرسة القرأن تجينا أنا وأمي .....

نوف: شهالحالة؟؟ عيّزتي وللحين مدرسات ودروس!!!...

جواهر: نوفه حبيبتي...مدرسة القرأن تجينا كل سبت ومن زمان...عشان أكون

رايقة ومصحصحة لكتاب الله. ومدرسة الفرنسي زدت معاها الحصص هالأيام

عشان السفرة...يعني وضع مؤقت...

نوف: وبتسافرين بعدين وبتقعدين أسبوع أو عشرة أيام برع....وأنا شسوي؟؟؟

جواهر: أنطريني لين أجي ....قري في بيتج شوي...والا أقولج تعالي عند أمي..

لاتخلينها بروحها مع عيال أحمد بيجننونها...

نوف: لا توصين حريص..هي مثل أمي ...بس خل نطلع بكرة عقب ماتخلصين

مع المدرسة ...خلها تجيج من وهل شوي...

جواهر: ok أتفقنا...


ما أن أقفلت الهاتف حتى دخل عليهم أخاها عبدالله....

وبعد السلام أبتسم بسخرية وسألها : متى السفر أن شاءالله ؟؟

جواهر: يوم الأثنين أن الله راد..

عبدالله: وبتخاوين مرت أحمد!!!!

جواهر: أحمد قرر أنه يجيبها..وبعدين أنا بكون أغلب اليوم مشغولة...وهم

بيكونون بروحهم...

عبدالله: لو كنتي قلتيلي....كان رحت معاج مرافق....بروحي بدون المره....

جواهر: حياك ياخوي...أنت مايبغيلك عزيمة...بعدين تعال ...أنت الوحيد اللي

السفر ما يعوقكك ...مهب توك جاي من هولندا الاسبوع اللي راح؟؟؟

عبدالله: أسفاري كلها شغل حق الشركة بس معاج بروح أرتاح شوي وبعذر...

جواهر: مهب بيدي ...أنا ماكنت بروح عشان ماخلّي أمي بروحها بس أحمد

حلها وبيحط عياله عندها...

عبدالله: زين عيل ...الخيرة فيما أختاره الله...أنا والله طفروني في الشركة ...

وأحمد ولا مهتم في أي شي أبد وحاذف كل شي على رأسي.....

جواهر: الله يعينك ياخوي....تبغيني أداوم معاك ؟؟ حاضرين ..أنت بس تأمر..

أبتسم وقال: هذا اللي ناقص....الحين أنتي في شغلج هذا ومانشوفج الا

بالحسرة...بعد تداومين في الشركة!!!! عزالله محد بيشوفج عيل...

جواهر وهي تضحك: لا لا ...أنا قصدي أني أستقيل وأداوم عندكم...

عبدالله بخبث: أنا عندي فكرة أحلى...

جواهر بفرح: وشو؟

عبدالله : تستقيلين من شغلج وماتداومين في الشركة ...وتتزوجين أحسنلج..

جواهر ضمت شفايفها والتفت إلى الجانب الآخر: هههه ..سخيف..



في اليوم التالي

كانت جواهر في المختبر تعمل في تحليل جديد للشعرتين لمعت الفكرة في رأسها

عندما قرأت التقرير ...وبإنهماك عميق لم تسمع ذاك الذي جلس على الكرسي

وأخذ يراقبها... التحليل الذي كانت تجريه والمحاليل التي تقّطر منها على إحدى

الشعرتين في غاية التعقيد ...وضعتها تحت المجهر وأخذت تسجل بعض

المعلومات على ورقة بجانبها حتى أنتهت منه ...أخذتها وأتجهت الى مكتبها

تسجله بالكمبيوتر عندما لمحت غانم يجلس وهو مبتسم ...لم ترد على إبتسامته

بل أمسكت هاتفها النقال واتصلت بأحمد وقالتله أن التقرير جاهز وهو فهم

وأخبرها أن تماطله حتى يصل وأنه لن يتأخر ويستحسن أن تنادي إحدى

زميلاتها لتكون معها...

أتصلت في إبتهاج ونادتها وهنا أبتسم غانم وقال: أنا جاي أسلم ...وبروح...

جواهر: أسفة أنا مشغوله لي قمة رأسي مثل مانت شايف...

فتحت الورد وبدأت تكتب التقرير عندما قال :شسوي ماقدر ما اشوفج( ثم أكمل )


هاجرت واصبح زولك في عيني يهاجرني واميض

جواهر وهي تلفت له: اها ....

اتصلت بالفراش وأمرته بإحضار كل مالديه الى مكتبها...وفعلاً أحضر الباقات

الثلاث ووضعهم بجانب الباب والدهشة مرسومة على وجه غانم.....

جواهر: لو سمحت ....إخذهم لأن الفراش تغربل معاهم وأنا قايلتله أنه ينطر لين

مايجي صاحبها وهاذنت جيت.....

غانم : بس ...بس...

جواهر وبكل أنفه وكبرياء وقوة غريبة لاتعلم مصدرها :أنا جواهر بنت خليفة

مهب أنت ولا عشر من أمثالك يقدرون علي......

غانم : شتقولين أنتي..أنا بغيت أبين لج أعجابي مهب أكثر..وين راح تفكيرج...

جواهر: ولا أي مكان...بس جاوب على سؤال واحد ....أنت وش اللي عطاك

الحق أنك تبين لي أعجابك؟؟؟ أنا كنت مجرد موظفه في نفس الأدارة اللي أنت

فيها ...

غانم : لا ..مهب مجرد موظفه....أنتي جواهر ....

جواهر: صح ...بس أنا مافي بيني وبينك أي علاقة ...فبرجع وبسألك نفس

السؤال مرة ثانية..وش اللي أعطاك الحق أنك تطرش لي ورد ...وهدايا قدام

العالم والناس كأنك مراهق..

غانم : أنا دايماً أطرش ورد حق كل هلي وربعي ...

جواهر: أنت قلتها ...هلك وربعك...وأنا لاني من هلك ولاني من ربعك....فأعتقد

أن اللي سويته أكبر غلط.....

غانم: أنا قصدي شريف....

جواهر: لو سمحت ....أنت مهب تشتغل في إدارة ثانية؟؟ اللي سويته هذا

أحرجني قدام الموظفين ....حطيتني في موقف سخيف ....عشان جذيه ومثل

طرشته قدام الكل ..تأخذه بعد قدام الكل ....أنت طرشته حق الشخص الغلط....

التفت الى الفراش وهو في يغطي على شعوره بالاهانة بصراخه عليه: شيله

كله... أخذه لك ...

نظر الفراش الى جواهر التي هزت رأسها موافقة ...فبدأ يحمل الباقات ...

كان غانم لا زال جالساً حين دخل عليهم أحمد والغضب يبدو عليه وصرخ سائلاً

احمد: شتسوي هنيه أنت..؟!

غانم بعدم أهتمام : وانت شكو؟؟؟

أحمد : رد علي عدل ....اللي قدامك رجال مهب بزر...

غانم وهو ينظر لجواهر: اوهـــوه..ماتم ريال مايا يرز عمره جدامج...

شالسالفه....

أحمد : جواهر أطلعي من هنيه ..

جواهر وهي تخرج : أن شالله أحمد..

أحمد: وأنت ياحيوا......لا تقعد تقل خيط وخيط .... أاانا (وبكبرياء شديد)

أخوها بس أنت اللي من؟؟؟

غانم بتوتر : أأأأأأأنا زميلها ...كنننننننن ....

أحمد : لا تقعد تأتألي ....زميلها كله مضيق عليها؟؟؟؟أنت ماعندك خوات ؟؟

ماعندك دم ...مافيك نخوه؟؟؟

غانم : أسمحلي ياخوي .....أنا ما قصدت الا كل خير..

أحمد مقاطعاً :أي خير؟ أعتقد أنها عندها بيت تجيها فيه وأهل تقابلهم ....بس لا

تعب نفسك ...أنا أقولك من الحين ...ماعندنا بنات لك....ويله عطنا مقفاك

وليكون أشوفك توطوط هنيه ...ولا تقول ماقلتلك..والا ترى منتب معين

خير...وروح أسأل عني وعن أخوي عبدالله ترى لو درا بسواياك بتمّنى أن أمك

ماجابتك....


خَرج غانم مجرجراً أذيال الخيبه ورأءه...وأتصل أحمد في جواهر وطلب منها

العودة...وعندما عادت قال لها مطمئناً : لا تخافين ...خلاص مستحيل بيتجرأ

وبيجيج مرة ثانية...يله كملي شغلج...أنا بروح عنج...

جواهر: مشكور ياخوي...الله لا يحرمني منك ...

ذهب أحمد ودخل مكتب المدير والذي كان بأنتظاره...

سيف: بشّر ...

أحمد : عطيته كم كلمة خليته يعرف من هو ....لا تخاف على أخوك..

سيف: أنا ترى كنت موصيها تعلمني عنه لو جاها... ومن قلتلي وأنا مبرز

عمري...

أحمد : شحقه؟؟؟ بزر أنا ماعرف أتصرف...أما لو عبدالله جان سمعت صوت

الطراقات من هنيه....هههههههههههه

سيف: تقوللي عنه ....من يشوف هوشه يدش يازعم يفجج بينهم ...وهو

يكفخهم تكفخ...الله يعطيه الصحة ...الجسم مساعده...كل يوم في الجم حتى

وهو مسافر!!!!

أحمد: خلاص ...نظلته....بتصل فيه أكيد أنسدح الحين .....أذكر الله...

سيف: ههههه لا الله الا الله ....أصلاً أنا عيني بارده ....لو تسمعك الوالده.....

أحمد : ولا تسمعني ولا أسمعها....أنا مضطر أخليك الحين...وماراح أعطلكم عن شغلكم أكثر يلا مع السلامة..


أنهكها التعب ولم تكمل تحاليلها وقد تبقى القليل فقررت الذهاب للبيت وأكمال

الباقي في يوم الأحد …وفي المساء زارتهم زوجة أحمد وأولادها …بينما

أولادها يلعبون في الحديقة عللت زيارتها لجواهر عندما نزلت وسلمت عليهم :

بيت هلي معزومين على عرس مع أني حاولت فيهم وقلت لهم مابغوا يسوون

عرسهم الا يوم الخميس لكن مافي فايده ...راحوا له قلت بمر عليكم أونس

العيال شوي... أكيد أنتو مهب طالعين ....شالاخبار؟؟؟ مستعده حق السفر؟؟؟

برزتي الشنطة؟؟؟أنا للحين مابرزت شي ...بس يوم السبت أن شالله بطلع كل

الاغراض مالتي ومالت أحمد حق أيلين وبخليها ترتب الشنط....أحسن من وهل

عشان أذا في شي ناقص والا شي ناخذ أحتياطنا...وبخلي أغراض اليهال

يرتبونها المربيات ...عادي هم أدرى....بس أحمد وين حجزلنا؟؟؟في أي فندق؟؟

هو قالي بس نسيت؟؟؟ هذاك اللي كله نسكن فيه...يقول احذا مكان

المؤتمر...عشان تااخذين راحتج...ويكون قريب عليج لو تأخرتي مايحتاي

سيارة...

كانت ستكمل لولا أن جواهر أعتذرت وذهبت للمطبخ الداخلي وأمرت الخادمة

بتحضير العصير وأخبار الطباخ بوجود ضيوف على العشاء...وأتصلت بهاتفها

النقال بنوف ...

جواهر: يرحم والدينج تعالي الحين وجيبي عيالج معاج...

نوف: الحين؟؟ بس أنا في بيت أهل محمد وتوني ماقعدت عندهم...

جواهر: تصرفي...أرجوج أذا ماجيتي الحين بتجيني جلطة وبموت...تبغيني

أموت؟؟

نوف: اسم الله عليج...اشفيج؟

جواهر: توني نازله وأبتدا الصداع ...مالي بارض أرجوج أنتي تعرفين لها

وتستحملين بس أنا....

نوف بنذاله: كم تدفعين؟

جواهر: اللي تبغين...بس تعالي...

نوف: كلمتي مدرسة الفرنسي؟

جواهر: الحين بكلمها ...عاد خلاص تعالي.....

نوف: بس أبغي أعرف شلون بتخاوينها في السفر ...بتتصلين فيني من هناك!!!

جواهر: لا مقدور عليها هناك..هناك أروح وأجي بروحي عادي متعوده..وأحمد

يدري...وأعتقد أن وقتي بيكون مزحوم وماراح أفضى لهم....

نوف: بنشوف...يله خلني أشوفلي صرفه....باي...

جواهر: بايين...


خرجت جواهر وبحثت عن أبنت أخوها وجدتها في الحديقة أمام حمام السباحة

ترسم بقلم الرصاص.. سلمت عليها وجلست معها وأخذت دفترها منها وقلبته

بيدها... وجدت رسومات جيدة ...كانت لديها القدرة على رسم الوجوه ...كهاوية

طبعاً ولكنها سألتها : سوسو تحبين أدخلج دورة في رسم البورترية عشان

تساعدج وتطورين من موهبتج شرايج؟؟

سارة: الحين عموه هذا تسمينه موهبه؟

جواهر: طبعاً وأنتي تحسبين أي حد يقدر يرسم هالرسم؟

ساره بتعجب: بس أمي تقوللي أنها شخابيط وبتلهيني عن الدراسة...

جواهر: وهي تلهيج فعلاً؟؟

سارة : لا والله عموه ...أصلاً انا مارسم الا من الملل لي خلصت دراستي

بس...

جواهر: ودرجاتج للحين مثل ماهي مرتفعه...

سارة تهز رأسها موافقة ...

جواهر: خلاص عيل ...أنا بتصرف وبأخذ موافقة أبوج وبعدين لين خلصت كل

شي بوديج بنفسي ولا يهمج....كم سوسو عندي أنا...بس وحده...

سارة وهي تحضن جواهر : الله يخليج لي عموه ....أنتي الوحيد اللي تهتمين

فيني وتحسين فيني دايماً بدون ما اقول...

جاءت لهم منى بصوتها العالي وهي تقول: أنتو هني؟؟ وأنا أدوركم ...جواهر

امج تسأل عنج...شتسوون هنيه؟؟؟الجو حلو ....سارة وين أخوانج ؟؟؟ماشفتي

وين راحو؟؟؟ شكل الماي فالبرجه يهبل ...خاطري أسبح ...بس ماجبت

ملابسي...

جواهر هربت وهي تقول: بروح أشوف أمي مادام تبغيني...






بعد ساعة


كانت نوف موجودة معهم في الصالة وجواهر أخذت مكاناً جانبياً مع اولاد أحمد

وأخذت تلعب معهم جلاد حرامي ...وهم فرحين ...يتنافسون كل منهم يرغب

بدور الجلاد...


في نفس الوقت وفي مجلس العائلة


كان سيف وسعيد هناك وجلس سيف مع أحمد يتناقشان عن رحلة يوم الأثنين

لقد تم ترتيب كل شي لقد حجز أحمد لأهله في فندق
Etoile saint-honore hotel والذي تعودوا الأقامه فيه عند ذهابهم للتسوق

في باريس لوجوده في شارع saint-honore التجاري والقريب من

Intercontinental Paris-Le Grand Hotel حيث سيعقد المؤتمر..أما

سيف فحجزه في نفس الفندق مع الوفد وأخبره أنه أبلغ الشؤون الأدارية

والمالية أن جواهر لن تكون مع الوفد في مقر الأقامة....

أما في لندن فقد كان حجز الوفد في فندق Churchill القريب من Oxford

شارع التسوق الشهير..ووافق أحمد على الأنضمام لهم على شرط أن يكون

حجزهم بعيد عن الوفد ....ضحك سيف لكلامه...

أحمد : شعليه تضحك ...؟

سيف:شله تحجز في إتوال ...لو صدق عشان الشوبنج عيل الريتز أحسن

وأقرب...

وأنا دايماً أسكن فيه بس هالمرة بقعد مع الوفد عادي...والا يازعم ماتبغي حد

يشوف هلك ... أنزين الرضيعه بتكون معانا طول اليوم ....

أحمد : وأنت شعليك ؟؟ ياخي هالفندق صغير وملموم ومايعرفونه الحبربش

وأحذا قصر الاليزيه يعني أمن وأمان.... وبعدين من قالك أن الرضيعة بس اللي

بتكون معاي؟؟

سيف: آهاا يالخطير...مودي المره معاك؟؟؟؟يازعم مرافق وأنت بتسويلك ايام

عسل.....والله أنك منت هين....

أحمد : أي أيام عسل ...المره مبرزه نفسها حق التشري ...ماتشوف بحجز

معاكم في Churchill لأنه أجنحته أوسع من فندق Selfridges والا

الماريوت بعيد في أخر الشارع وفي الليل الشارع مهب أمان ياخوك....خلنا

معاكم أحسن عشان أتطمن على الرضيعه ..تدري لندن غير باريس....يعني

باريس نتمشي في الشوارع لين 2 فالليل عادي....لكن لندن....ينتفونك ربعنا...

سيف: أي والله أنك صادق...ماتشوفني ماروح لها الا مع الشغل....تضيق

بالصدر..

سعيد وهو يقاطعهم :خلصتوا....كنكم تتناقشون في عملية السلام....ترى مافي

فايدة الاسرائلين والأمريكان قصوا عليكم ....مافيه سلام فيه أستسلام بس...

سيف مغيراً الموضوع: سعيد أنت من مساعه عندك سالفة تبغي تقولها..وشي؟؟

سعيد: في سالفه منتشرة في الدوحه والأخ ( وأشار على سيف ) ماجاب طاريها

أبد يازعم مايبغي يتفشل...

سيف: أي سالفه مع ويهك؟

سعيد: سالفة الحمار عزكم الله....اللي على الحدود..

سيف بأستغراب: أي حمار وأي حدود..

سعيد: معليه بصدق ان ماتدري ....هذا الله يسلمكم على حدود قطر جا ذاك

البدوي المسكين ومعاه حمار الله يعزكم ...شاريه من السعوديه ....وبغا يدخله

البلاد ...لكن حرس الحدود مارضوا قالوله ممنوع بأمر من الصحة...حاول

معاهم وقالهم أنا رجال فقير وذا بيساعدني لكن مافيه فايده ...ممنوع يعني

ممنوع...

أحمد : وشسوا المسكين؟

سعيد: عوّد على السعودية لكنهم مارضوا يدخلونه..قالوا له توك طالع به ومنت

بمدخله....

سيف: سالفة غوار هذي....

سعيد : العن ...أسمع أنت بس...أطلق الرجال حماره في البر ودخل بروحه

البلاد..والحمار يجوع ومايحصل شي ياكله ويجي عند ربعنا يدّور العيشة وهم

مرة يعطونه ومرة يطردونه ....وتم على هالحال لين ماطفر وقرر ينتقم منهم

ويدخل غصباً عنهم...ويجيكم مستن سييييييده ويخلي اربع مسارت فاضية

ويروح حق بوابه مسكرة وينطحها ....

أحمد : ينطحها !!!! ليش؟؟؟

سعيد : حمار شتقول بعد ...عفس الباب عليهم ...فتشاورو وسووا إتصالاتهم

وجابوا دكتور بيطري له....عطاه حقنة الموت الرحيم....وماصار له

شي...والثانية وبعد ما آثرت والثالثة ...مات...

سيف: ليش ذبحوه الله ياخذهم ...ليش ما طرشوه حق الرعيان في البر

أحسن...

سعيد: والله أنا مادريبهم...بس السالفة ماخلصت ...

أحمد : فلم هندي هو ...قوم عني قوم ..الشرهه علي اللي قاعد أسمعك وأنت

تضحك علينا ...

سعيد: والله أن السالفة حقيقية ...أسمع زين الباقي...الحين يوم مات قالوا لازم

يدفنونه قبل لا يخيس....بس في وين؟؟ الارض حواليهم صلبة ماتنحفر

بسهولة..فكروا ولقوا الحل في المزرعة اللي حذاهم...فتحوا البوابة ودخلوا وهم

شايلينه ولافينه في خلق ...جان الحارس يشوفهم من بعيد ويموت من الخوف

ويتصل في الشرطة يبلغ عن جريمة قتل ومحاولة دفن الجثة ....

أحمد وسيف : ههههههههههههههههههه

سعيد : والشرطة تتصل في النائب العام ويعتفس ويتصل في الصحافة عشان

يعطيهم سبق صحفي....

سيف: هههههههههههههههههه يالفضيحة.......ويني أنا محد علمني فيها...

سعيد : مهب معلمينك عن سواد ويهم أكيد..المهم ماوعوا الا حوالي 50 سياره

متجمعة عند المزرعة والجماعه توهم طالعين ....جان يقبضون عليهم والحارس

يصارخ من وراهم...ويراويهم....هنيه ....هنيه دفنوها...

أول ماحفروا ولا تطلع حوافر الحمار وسيقانه والمصورين يصورون...

أحمد : ههههههههههه خلاص ذبحتنا من الضحك....بس .....ههههه

سعيد : شنهو تفشلوا فشيله .....اعتذروا من الصحفيين ووعدوهم بسبق صحفي

مرة ثانية..

سيف: وهم شعايلهم يعلمون الصحافه؟؟

سعيد: تدري البلاد مافيها اكشن...


فيما بعد عند باب الفيلا

نوف: الحين عشر دقايق وماتتحملينها عيل شبتسوين لي سافرتوا؟؟

جواهر: نفس اللي أسوية كل صيف لين سافرنا مع بعض....ماقعد معاها أبداً..

أوقات طلعاتنا مختلفه جداً...مثل مانتي عارفه ..أحنا نقعد من الصبح ونطلع

وهي ماتطلع قبل ماتصلي الظهر...أحنا نرجع ونصلي ونرتاح ونتغدا ونرجع

نطلع المسا وهي تكون توها راجعه مع عيالها ومتسندره......والحين بتكون مع

أحمد طول الوقت..

نوف: والتسوق وقعدة الكافيهات؟؟؟

جواهر: متعوده اقعد بروحي واتسوق بروحي...شفيج نوفه؟؟ جنج ماتعرفيني..

طول عمري جذيه وش اللي بيتغير...حتى الكافيهات اللي في باريس أعرف

الزين منها والشين..

نوف: الله يوقفج أن شاءالله...أحاتيج شسوي...

جواهر: لا تحاتين طلعتي ...لازم تحاتين المدير لا يسوي حركات تضيق وينكد

علي ...

نوف: لا ماعتقد ....بيخاف من أحمد ...

جواهر: يله حياتي بأخرج على بيتج ...تصبحين على خير...

نوف: وأنتي من أهله ...لا تأخرينا بكرة...

جواهر: لا أن شاءالله..


في الساعة العاشرة من صباح اليوم التالي

نزلت جواهر لأمها بعد أن أنتهت من الاستحمام وتناولت فطورها وهي تتصفح

الجرائد ...صبت لها كوب شاي أخر وتوجهت للصالة لتجلس وتكمل قراءتها

لها...تأكدت أن نوافذ الصالة مفتوحة أما أمها التي كانت تشاهد التلفاز فأستقرت

على قناة قطر وأطالت على الصوت وهي تنتظر صلاة الجمعة...لقد أعتادت على

الأستماع الى الخطبة وياسَعدها أذا كان الخطيب هو الشيخ القرضاوي....تنصت

له بإندماج كامل وتؤيده في كل مايقوله خصوصاً وهو يسند أقواله لأحاديث

وأيات قرأنية.... ومن ثم تصلي وتقرأ بعض من الأيات القرأنية مثل جواهر

تماماً ....هذا كان يوم جمعة نموجي بالنسبة لهم..

بعد الغداء أستلقت جواهر على الأريكة لتشاهد التلفاز مع أمها والنسيم العليل

يلمس وجنتها ...كانت لاتزال تفكر بالقضية...ولديها أحساس أكيد بأنها ستحلها

يوم الأحد...لكن بعد أن تجتمع مع الملازم علي والضابط المكلف بالجريمة...

في نفس الوقت كان سيف يشرب الشاي مع أمه في الصالة وهو يقرأ الجريدة

وصوت القرأن من قناة المجد بتلاوة الشيخ أيوب يأخذ بالالباب ...وأمه تدور في

البيت تبخره...أخذ يشم رأئحة العود المبخر الذي تستخدمه أمه كلما أرادت

تبخير المنزل... ويقول بصوت عالي مع أبتسامة عريضة : يازين الريحة

ويازين اللي حاطها..

أبتسمت ...غيرت العود ونادت على الخادمة لتضعه في جناح سيف وذهبت

وجلست بجانبه وسألته: كل بلاليط يابعد روحي؟

سيف: كلت وماقدرت اوقف أكيد انتي اللي مسويته ؟؟؟

أبتسمت وسألته : شدراك؟

سيف: من العسل اللي فيه ...

الام متفاجأه: والله ماحطيت عسل ...من يحط عسل في بلاليط!!!!

سيف: والله الطعم الذي ذقته كان عسل أكيد نزل من أصابيعج هالحلوة هذي

وأمسك أصابع يدها وقبلها ..

ضحكت وهي تدفعه برفق وقالت : روح منّاك...خرعتني...وأنا اقول ماحطيت

عسل.. من وين جا!!!

سيف: شخبار الغدا؟؟؟ محتاجين شي ؟؟ناقصكم شي ...بمر السوبرماركت عقب

الصلاة...

الأم : لا فديتك كل شي موجود...تهقى حريم اخوانك بيجون معاهم؟؟؟

سيف: والا ماجاو ...طز...من عافنا عفناه يمه..

الأم : والله أن العيال وحشوني...

سيف: بيجونج أكيد بيجونج...


صعد لتغير ثوبه ولتعطر وأرسل رسالة sms لأخوانه بضرورة أحضار أبنائهم


للوالدة...ثم نزل لها ليتدخن بالعود الطيب الذي وضعته له ما أن رأته ينزل على

الدرج الرخامي ...وضع المدخن تحت غترته حتى تخلل الدخان النسيج ثم سلمه

لأمه التي وضعته على الأرض...خطا فوقه ورفع ثوبه قليلاً ثم أنتظر قليلاً حتى

تأكد من الرائحة قد لصقت به ثم خطا مبتعداً نحو المرآه أعتدل في وقفته عدّل

من عقاله ثم قبّل أمه على رأسها وغادر للمسجد ....


فيما بعد

مرّت نوف على جواهر وذهبوا لمجمع فيلاجيوا توجهوا لمحل H&M وتسوقوا

فيه قليلاً ثم Zara وقرروا أن يتناولوا العشاء في مقهى Dolce

الايطالي..أختاروا طاوله منفرده وراء عمود ضخم وجلست جواهر خلفه تماماً

ونوف امامها ..لا حظت عدم نظافة الطاولة فأخرجت منديل ديتول ومسحتها..

المقهى كان خالياً من الشباب ..تناثرت طاولات العائلات فيه.. أخذت جواهر

تشير للجرسون ويوميء برأسه ولا يحضر...فتشير لأخر ولا يحضر...حتى

قامت وذهبت بنفسها ونادت على مسؤول طاولتهم وتبعها...

سلمهم قائمة الطعام وغادر...أختاروا مايشتهون وأخذوا ينتظرونه ولم يعد...

غضبت جواهر وأرادت أن تغادر ولكن نوف طلبت منها الصبر قليلاً وأعطائهم

فرصة فهي جائعه..

جلس شابان في الطاوله أمامهم والذي جلس بمواجهةجواهر كان وسيماً التقت

عيناهما للحظه وأنتبهت جواهر لنفسها فطلبت من نوف تعديل جلستها حتى تصد

عن الشاب وتبتعد عن نظراته ...

عاد لهم بعد مدة فسألته جواهر: كم بتاخذ وقت تقدم فيه طلبنا؟

النادل : 20 دقيقة

جواهر: خلها 30 دقيقة...بس يكون في علمك أذا تأخر الطلب أكثر ماراح أدفع

فلس...

النادل بأبتسامه : اتفقنا..

بعد نصف ساعه أحضر الطلب غير كامل وبدون العصير...أمسكت الشوكة

فلاحظت قذارتها....فلم تستخدمها....

كانت تحس بنظرات الشاب تخترقها حتى وهي تأكل...كانت متظايقة جداً فأنهت

عشائها بسرعه وقالت لنوف أنهم تأخروا ....وبعد أن دفعوا الحساب غادروا

للبيت..





في اليوم الثاني

أوشكت جواهر على الأنتهاء من التقرير بعد أن أتصلت في الملازم علي..تناقشت

مع أبوحسن عنه ثم طبعت نسخة مع رسالة رسمية منها تبين فيه تحليلها

لصفات الجاني وتبرع أبوحسن بأخذه للمدير..


في مكتب المدير

سيف: أنتو متأكدين من هالنظرية؟؟

ابوحسن:هذا أكتشاف جواهر سيدي...هالتحليل أثبت ان واحد من الجناة ومن

عينة شعره يتشغل في صباغة السيارات...والثاني يعمل بجانب البحر لتركز اليود

في عينة شعره

سيف: مكتوب تواجد في العينة الأولى رصاص ومذيبات وجزيئات جليكول

إيثيلين وبوليستر..... تركيزهم كان قوي....والثانية نسبه عالية من اليود...لكن

بالنسبة للبصمة الجينية فهي واحده...وبالتالي فالأحتمال الوحيد للجاني أن

يكون له توأم مع أن اختبارات البصمة الوراثيه لا تميز بين توأمين متماثلين لأن

تركيبهما الجيني يكون متطابق....ممتاز ...هذا التحليل يساعد التحريات على

سرعة معرفة الجناة ....


أتصل بالسكرتير ليحضر وقال له: الحين تحط كتاب تغطيه مع هالتقرير وتطرشه

مكتب النائب العام بسرعه خله يتصرف ...وجيبه أوقعه بسرعه ...

فكر ( والله جابتها بنت عبدالرحمن....غلبت كل الموظفين ...غلبتهم

مره....هههههههه مالت على شواربهم....) كان يبتسم فأبتسم ابوحسن

بدوره..وغادر المكتب ..

قبل نهاية الدوام وبينما جواهر في مكتبها تنهي ترتيب نسخ من أخر تقارير

طبعتها وتضعها في الملف قبل أن تعود لبيتها فإذا بها تتفاجأ بالمدير يقف أمامها

ممسك طرف الباب وكأنه لا يريد الدخول وقال لها بكل جديه : Good job

أنقذتي سمعة الشرطة هالمرة وسهلتي لهم أنهم يلقون الجناة ....توأم !!!

مستحيل حد يقد يفكر بهالنتيجة...

نظرت اليه وبدون أي مشاعر واضحة قالت : شكراً سيدي ...

المدير: مستعدة حق السفره؟

جواهر: نعم سيدي.. عندي نسخة من ورقة العمل وكم ورقة ممكن نحتاجها..


في المساء

في مقهى Le Notre كان سيف يجلس في الخارج على أحدى الطاولات مع

سعيد ...بجانبهم كان لاعب أفريقي مشهور تم ضمه لنادي السد الرياضي لأربعة

مواسم برقم خيالي ..وعلى الجانب الأخر كانت هناك فتاتان جميلتان يبدو عليهم

أنهما من أسر ثرية وأنهما لم تتعدا السابعة عشر....ولكنهما تتصرفان

كبالغتان...وجذبتا إنتباه كل من حولهما...كانت تجلس في الطاولة غير بعيده

عنهم حبشيه تنظر لهما طوال الوقت أمامها كأس من العصير وشكلها في غاية

التعب وكأنها تتنظرهما...

سعيد: والله قهر....بنات في عمر الورد مهملين بروحهم فهالليل!!!!! وين أهلهم

عنهم؟؟؟

سيف: بالضبط....وين أهلهم...هم مالهم ذنب ...أهلهم لاهين عنهم ومخلينهم

مع الخدم....ويعطونهم هالفلوس وبس....

سعيد : أيه والله ....أنتشرت هالايام ظاهرة العيال اللي مامعاهم أهل ومهملين

طول اليوم مع الخدم والسواقين...وتشوفهم في كل مجمع يدورون بدون هدف

وحتى يتشّرون بدون داعي ....مافيه أي معنى من حياتهم وماعندهم أي

قدوة..يسوون تصرفات غريبة ويلبسون ملابس أغرب عشان يجذبون الأنتباه

لنفسهم ...تلاقيهم عصبيين دايماً ويدورون الحب والحنان والاهتمام في أي

مكان وعلى أي ويه....مساكين والله ...ذنبهم في رقاب أهلهم اللي لاهيين

عنهم...بيندمون بس وقت ماينفع فيه الندم...

بعد قليل جاءه إتصال ورد عليه ...وصف مكانهم ثم أقفل الهاتف...

سيف: من تكلم ؟؟

سعيد: ناصر...

سيف : شعنده؟

سعيد : يبغينا ...قلته يمر علينا هنيه...

سيف :هالريال من زمان ماشفته ...قاطعنا ...مافيه خير....

سعيد : ياريال يمكن عنده ظروفه ... تدري أنه ماسك شركة ابوه الله يرحمه...

سيف: اييييه نسيت .... يله اليوم بنعرف ظروفه...والله أني أشتقت له..وأشتقت

حق سوالفه....للحين مالقيت حد في مثل خفة دمه...


بعد دقائق لمحوا ناصر يوقف سيارته وينزل منها ويتجه لهم...كان طويل القامة

وعريض المنكبين ....جسمه رياضي لكنه كان يمشي وكأنه يحمل ثقلاً على

كتفيه ...لحيته نمت بغير ترتيب ...عيناه كانت غائره والسواد يحيط بها...وجهه

ككل يبدو عليه التعب والارهاق وقلة النوم...

بعد السلام ....جلس معهم وهو يسند رأسه بكفه بدون أن يتكلم....

سيف: شحالك ياخوي ؟؟وش علومك؟؟

ناصر: حمدالله...

سعيد: ماعدت تنشاف ياخي ...مول ....نسيت ربعك...

ناصر: اسمحولي ...مشاغل الحياة ...ومتاعبها...

سيف: كلنا عندنا مشاغل...بس أنت مهب خالي....شوف شكلك....وين ناصر

الزقرت؟؟؟للهدرجه ناسي نفسك!!!

ناصر: وأنسى أمي بعد....بلاك ماتدري شبلاني..

سعيد: بيعنا في السوق ياخوك....

ناصر: أشتريك ياسعيد أشتريك...

سيف: وش اللي بلاك...قول ياخوي يمكن نساعدك...محتاج؟؟ ترا رقبتي

سداده..الفلوس فالبنك ماحتاجها...تدري لا مره ولا عيال...خذها فك ضيقتك...

ناصر: مشكور ياخوي...أذا علفلوس...موجوده...بس...

سيف: بس ..شو..طيحت قلوبنا ...قول ...

ناصر: المره ... رجعت بلادها...وتركتلي رسالة تقول فيها أنها ماعادت تحبني

ومافي شي يخليها تستحمل هالعيشة المتخلفة...

سعيد: توها مكتشفه أنها مختلفة!!! ليش ماقالت يوم لميتها من الشارع وسكنتها

بيت ماتحلم فيه...ليش ماقالت يوم عيشتها عيشة ماعاشتها مع أهلها...ليش

ماقالت يوم وديتها باريس وروما ولندن وعلمتها تدش أحسن المحلات وتشتري

أغلى الماركات...وتسوق أحسن السيارات !!!!

تأرجحت دمعة بين جفنيه ولمعت من الأضاءة القريبة...ولمحها كلاهما ...

أحس الأثنان بالأسى ....يالغلاء هذه الدمعة...

تحدث بعد مده...

ناصر: كنت أعتقد أنها حَبتني مثل ماحبيتها..كانت تاخذ كل اللي تبيه بدون

ماتقول...كل طلباتها كانت مجابه...بنيت لها قصر مهب فيلا...الخدم والحشم

كانوا حواليها نسافر متى مابغت ووين مابغت...حتى العيال قالت واحد بس قلت

كيفها مع أني أحب اليهال..حتى أسمه هي مختارته عشان يطلع سهل

بالانجليزي..سمته يوسف...ودختله المدرسة الأمريكية...كنت أوديه بالخش حق

أمي وأبوي...كان دايماً تقول أنها تبغي تعلمه شلون يكون متحضر وأنه إذا قعد

مع هلي بيصير متخلف....

سعيد: تخسي وتهبي ....وحده مثل هاذي تقول هالكلام....ورضيتها على

هلك!!!!! ياحيف عليك...

ناصر: أقولك أحبها....ماتسمعني ...كنت أحبها ...

سعيد : أي حب أي خرابيط....الحب يرفع من الشخص عمره ماذله...أنتو

فاهمين الحب غلط....الحب شي سامي يبذل له الطرفين كل شي عشان

ينجح...تسمعني...الطرفين مهب واحد...الحب مافيه أنانية ...الحب عطاء عمره

ماكان تملك...هذي عمرها ماحبتك ....

ناصر وهو يهز رأسه.....: لا تزيدني ياخوي لا تزيدني......

سعيد: والحين شاللي تغير؟

ناصر: شردت بولدي...

سعيد وسيف: وشو؟!!!!

ناصر: قالت بروح لندن كم يوم عشان الشوبنج...وانا ماقدرت أروح معاها

فخذت معاها يوسف...امس متصله من أمريكا تقولي أنها ماعاد تحبني وتبغي

الطلاق بهدوء وبأسرع وقت...

سعيد : وأنت شقلتلها؟؟؟

ناصر: حاولت معاها ومارضت...وترجيتها ومارضت...

سعيد : ترجيتها بعد!!!!! هذي يبه مايبغيلها ترّجي ....يبغليها تكفخ...

ناصر: يوسف معاها ياسعيد ....وبعدين هي في أمريكا ماقدر أسوي أي شي..

سعيد: والمطلوب منا ؟؟؟

ناصر: تساعدوني ...ابغي النصيحة شسوي؟؟

سعيد : عطنا وقت نفكر ....

عم الصمت بينهم ....لمدة...ثم قال سعيد: تبغي رأيي؟

ناصر: الحقني به يرحم والديك؟؟

سعيد: توكل محامي بالموضوع ...محامي ممتاز...يكلمها ويعرض عليها ثمن

تركها يوسف..

ناصر: كيف يعني؟؟

سعيد: يعني تشتري ولد منها....وهي تغسل أيديك منها...

ناصر : أنت شتقول؟؟

سيف: سعيد معاه حق...مرتك مادية جداً بتبيع ابوها لو قدرت...أعرض عليها

200 الف دولار وأرفعها أكثر أن شاءالله توصلها مليون وصدقني

بترضى...الموضوع يبغيله محامي شاطر يعرف يلعبها معاها صح ...وأنت أطلع

من السالفه ...ولو أتصلت تحمل ترد عليها....أقولك ...غير رقم الجوال

أحسن..بتحس أن مافي حل الا أنها تتعامل مع المحامي وبتشوف...صدقني ولدك

بيرجع لك...

ناصر: بس محامي الشركة ما يعرف الا الامور التجارية...وأنا ماعرف غيره...

سيف: أي محامي الشركة أنت...يبغيلك محامي أمريكي شاطر في هالمواضيع أنا

بشوف لك واحد ممتاز لا تحاتي....ولا تستخر شي عشان ولدك.... ولدك

تسمعني..لو ماكفت فلوسك لا يهمك ترا يوسف أغلى من أي شي...

ناصر: لا شنو ماتكفي...الخير وايد... أبوي الله يرحمه ما قصر..ورثّنا الخير...

بس أنت بتجيب لي أسم المحامي في أسرع وقت ممكن...

سيف: اليوم فالليل بتصل نيويورك ..بيكون عندهم الصبح ..ولا يهمك ...بكره

الصبح بتصل فيك وبعطيك الرقم والاسم ...قبل لا أسافر ....بأذن الله...وبَكون

فاتح جوالي دولي خلك على أتصال معاي...

ناصر وقد بدا له بصيص أمل .....: أن شاءالله ... مشكورين وماقصرتوا...

سعيد: هذا اللي خذنا من الزواج من غير بنات البلاد....الحين لو ماخذلك قطرية

ماتسوي ذيه ...بتزعل وبتروح بيت أهلها...بتلتهك وبتدفعك حلك وحلالك؟؟؟...

سيف: خلاص ياسعيد لا تزيد على الريال....كفاية اللي هو فيه.....


في وقت متأخر من الليل وسيف يشاهد التلفاز وهو يجري إتصالاته بنيويورك

وفي أقل من ساعة حصل على أسم محامي شهير مختص بحالات الطلاق كتب

المعلومات في رسالة ثم أرسلها لناصر ....وقرر أن يحادثه في الصباح...


في نفس الوقت كانت جواهر تشاهد فيلم Out of sight لجورج كولوني مع

جينفر لوبيز كانت تعشق تمثيله وتستلذ بمشاهدته وخصوصاً في هذا الفيلم الذي

يمثل فيه دور لص بنوك ولوبيز حارسة السجن تنقل المساجين من السجن الى

أي مكان أخر كالمحكمة أو سجن أخر...وتقع بينهما قصة حب غريبة ...أستلقت

على فراشها وهي لا تزال تفكر في كولوني....كم تمنت أن يحبها شخص

مثله..تعلم أنها أمنية مستحيل تحقيقها ولكنها أمنية...نامت وهي سعيده...

وأبتسامة على محياها....


********

reem99sh 25-05-08 04:24 PM

مراااااحب بك waxengirl اتمنى أن القصة تعجبك ......مشكورة غاليتي

reem99sh 27-05-08 04:32 PM


الجزء الثامن



في صباح اليوم التالي كانت حقائب جاهزه أخذها السائق ومر على أحمد وأخذ

الشنط الاخرى وذهب للمطار حيث كان بأستقباله حسين موظف بالعلاقات العامة

بالوزارة وأتخذ كل الأجراءات الخاصة بالوفد وضّم لهم أسم أحمد وزوجته

بتوصية من سيف وبعد ساعة حضرت جواهر للمطار مع أحمد ومنى وتوجهوا

لصالة كبار الزوار في المطار والتي تقع في الجهة الشمالية ...دخلوا ووجدوا

ضابط سألهم عن أسمائهم وتحقق من القائمة التي لديه وأخذ منهم جوازاتهم ثم

سمح لهم بالدخول للبهو الذي تفرعت منه صالات عديدة تحتوي جلسات

متنوعه...كل صالة تتميز بلون مختلف..أشار لهم الى الصالة التي جلس بها

باقي الوفد فدخلوا لها وأتخذوا لهم جلسة في الزاوية وأنتظروا هناك.. حتى تمت

مناداتهم للصعود على الطائرة كان أحمد جالس مع سيف طوال الوقت ألقت عليه

نظرة كان يرتدي بدلة كحلية مع قميص أصفر فاتح وربطة عنق كحلية منقطه

بالأصفر...أما أحمد فأرتدى بدلة سوداء كتان مريحة وكنزة رمادية ..سّلم

الضابط الجوازات الى حسين بعد أن خُتمت ... فيما بعد وعندما خرجوا من

البوابة أستقلوا سيارات BMW المخصصة لركاب الدرجة الأولى لتأخذهم

للطائرة ..ركبت جواهر مع أخاها وزوجته والباقي كان قد لحق الوكيل..

كانت المقاعد ثنائية وطبعاً أضطرت أضطراراً كبيراً أن تجلس بجانب منى لأن

الوفد أحتلوا أغلب المقاعد وجلس أحمد بجانب سيف الذي غير بطاقة الصعود

مع شخص أخر ليجلس معه...

أستمرت الرحلة 7 ساعات والذي لّطف الوضع بالنسبة لجواهر أنها وضعت

السماعة عندما جلست على مقعدها وشغلت تسجيل للقرأن الكريم وأقنعت منى

بتشغيله أيضاً حتى أقلعت الطائرة ثم أخذت تقلب القنوات وتشاهد friends

على القناة الكوميدية ثم الفيلم العربي الجديد ملك وكتابة...كان فيلم غريب في

وقت تسابق الجميع على عمل الأفلام الكوميدية...نالت عنه هند صبري البطلة

على جوائز عديدة....أستحقتها...


فيما بعد وقبل أن تنتهي الرحلة قلعت عباءتها وطوتها ووضعتها في حقيبتها

اليدوية والكبيرة نوعاً ما ....كانت قد أرتدت بدلة سوداء مريحة ولا تتكرمش

من الجلوس...مع قميص أبيض أنيق أشترته من بوتيك فرنسي صغير في

الصيف الماضي وشيله ديور سودا ...نظرت في مرأتها الصغيرة الى وجهها

تأكدت من كحل عينها وأضافت بعض gloss الى شفتيها والقت نظرة أخيرة ثم

أبعدتها قليلاً وأذا بها تلمح نظرة المدير فيها ...أقفلتها بسرعة وهي تفكر

( الحين هذا كان يطالعني !!!)


هبطت الطائرة على أرض مطار شارل ديغول وتم وصلها بالخرطوم وما أن فُتح

الباب حتى دخل مندوب من السفارة قدم نفسة لهم كان جزائري يدعى مصطفى

تحدث قليلاً مع حسين موظف العلاقات العامة وأخذ جوازات السفر الخاصة

بالوفد وطلب منهم أن يتبعوه...كانت جواهر ومنى أخر الصف مشوا بطريق

مختلف عن باقي المسافرين...فتحت تليفونها النقال وأتصلت بأمها لتطمئنها

بوصولهم ثم أتصلت بنوف .. وأنهت المكالمة في ثوان ...أدخلهم مصطفى من

بوابات مختلفه وفي دقائق كانوا على السلم الكهربائي ثم الى مكتب ضابط

الجوازات المنفصل والقريب من السوق الحرة..خرج الضابط الفرنسي وطابق كل

مسافر بصورته وأبتداء بالوكيل الذي تحرك بأتجاه الباب الجانبي ليخرج وتبعه

الجميع بعد ثواني...مضت الأجراءت في منتهى السهولة...أتجهوا نحو إحدى

البوابات والذي تنتظرهم امامه سيارات المرسيدس للوفد بأكمله مع السائقين

وأيضاً توجههوا لأخر سيارة بإشارة من حسين والذي وزع الوفد على السيارت

وتحرك الوفد للفندق...تحدث أحمد مع السائق باللغة الأنجليزية عندما صعد

بجانبه وقال له أن يتوجه لفندق Etoile saint-honore hotel ....والتفت

الى جواهر قائلاً: الجوازات خذتها والشنط قالوا بيجيبونها لنا بعدين ....

بعد أن تحركت السيارة قليلاً لخارج المظلة الكبيرة تساقط عليهم مطراً خفيفاً

فتحت جواهر النافذه قليلاً وتنشقت الهواء العليل الذي إفتقدته منذ عدة شهور

منذ الصيف...أغمضت عيناها وهي تفعل ذلك ....وفكرت (آآآآه شكثر أحبج)

طلبت من السائق الذي سيرافقها طوال الوقت أن يدير الراديو على محطة

الشرق ....سمعت صوت المذيع اللبناني يقرأ الأخبار سرحت بخيالها طوال

الوقت لم تسمع الحديث الذي كان يدور بين أحمد ومنى ...

دخلوا شارع Faubourg Saint-Honoré وتجاوزوا قصر الاليزيه

الرئاسي ثم توقف السائق أمام باب الفندق وأنزلهم ثم أكمل طريقه لعدم وجود

موقف في هذا الشارع بالذات وأوقفها بعيداً ثم نزل لهم ..دخلوا الردهة البسيطه

الحمراء اللون وتوجهوا للكراسي التي بجوار البيانو وجلسوا حتى يفرغ أحمد

الذي توجه للأستقبال ومعه ورقة الحجز التي احضرها معه من الدوحة أعطوه

غرفتين متصلتين بباب فأخبرهم بأحضار الشنط لهم بمجرد وصولها...

لاحقاً في الطابق الخامس ...عندما دخلت غرفتها أغلقت الباب ..خلعت النظارة

الشمسية وألقت نظرة عليها ...مكتب صغير أمامها وورق الجدران البيج يغطيها

ومناسب مع غطاء السرير المزدوج وقماش الكرسيين اللذان بجانب النافذة

والتي تطل على الشارع ...وليس على الحديقة الداخلية ...لديهم حديقة في

منتهى الجمال فازت بأكثر من جائزة فرنسية لتنسيقها الرائع... فكرت ( معليه

بروح لها بعدين مهب مشكله..) أستلقت قليلاً لترتاح من عناء السفر وتنتظر

شنطها التي احضروها بعد دقائق ...رن هاتفها بعد دقائق وردت لتجده حسين

موظف العلاقات العامة يتطّمن على وصول الشنط...ثم أخبرها بأنه سيترك ظرف

لدى الأستقبال بأسمها فيه ساعات التحرك لقاعة المؤتمر ومواعيد الأجتماعات

السابقة واللاحقة للمؤتمر كما يرغب سعادة الوكيل ...

استحمت ...صلت وأرتدت بدلة صوفيه خفيفة رمادية ايطالية مع شيلة ورديه

وحذاء وردي وحقيبة ديور وردية أيضاً والتي أكتشفت أنها متسخه باللون

الأسود من كثرة أحتكاكها بالعباءة قررت أن تأخذها لبوتيك ديور لترى أن كانوا

سينظفونها لها ...وضعت الكحل والجلوس الوردي الفاتح تأكدت من أناقتها ثم

خرجت من الغرفة .... طرقت على أحمد الباب وأخبرته أنها بأنتظاره في حديقة

الفندق ريثما يجهز مع زوجته ونزلت في المصعد الى الردهة ومنها الى

الحديقة... بدت مساحتها صغيرة نظراً لحجم الفندق ...انها تقع في خلف

المبنى... كانت الساعه الثامنة مساء وقد غابت الشمس ولكن الإضاءة كانت

قوية أخذت جولة فيها وتذكرت اللحظات الحلوة التي قضتها فيها ..جلست قليلاً

بجانب البركة الصغيرة وأخذت تشم رائحة الزهور التي قد أيعنت للتو بعد البرد

الشديد الذي يصيب البلاد كل شتاء....شاهدت سيدة عجوز تتمشى مع كلبها

الأبيض الصغير يبدو عليها أنها أنجليزية وفعلاً سمعتها تتحدث مع كلبها

وتلاطفه ثم تحمله قبل أن تتوقف بجانبها وتسلم عليها ..... وأخذت تتحدث

معها.. بدت وحيدة الا من كلبها...ذكرت لها أنها تأتي لباريس للعلاج والتسوق

كل شهرين وأنها تعودت أن تسكن في هذا الفندق من أربعين سنه هي وزوجها

قبل أن يتوفى... أتاها أحمد وأنقذها من الحوار الممل مع العجوز..توجهت معه

نحو مدخل الفندق وهي تبتسم وتقول: كاشخ بو عبيد...ماقالت شي مرتك...

ضحك وهو يقول : وطي حسج لا تفتحين لي باب والله أرجع الغرفه ترى...

جواهر: خلاص يله روح لها تنطرك ...مهب قايله شي ..

أحمد: بناخذ السيارة وبنروح الشانز ولا تقولين الجو حلو خل نمشي...مافي

وقت الحين ثمان ونص ولين نوصل ونتمشى شوي ونقعد في كافيه خلص

اليوم...خل المشي حق بكرة ...

جواهر وهي تضع أصبع السبابة على أنفها وتبتسم وتقول: أن شاءالله على

هالخشم..


أتصل بالسائق وركبوا معه عندما وصل ....


في مقر إقامة الوفد كان سيف مستلقي على سريره يتأمل السقف وهو يفكر عما

سيفعله ...كانت غرفته حمراء …واسعة وحمراء …لون سيئ لغرفة نوم لأنه

لون محفز…كان اللون يعم المكان كله …الموكيت وورق الجدران ..طقم

الكراسي..حتى الستارة كان جزء كبير منها أحمر والباقي بيج.. قرر التريث قليلاً

فلربما طلبه سعادة الوكيل..أتصل بحسين وعَلِم أن الوكيل يتناول عشاءه في أحد

المطاعم.. فأتصل بأبو حسن ليخرجا للتمشي قليلاً فالوقت مازال مبكراً...أرتدى

جينز أسود مع كنزة سوداء طويلة العنق بدا في غاية الأناقة عندما تأمل شكله

في المرأة أبتسم لنفسه وهو يفكر ( جني لبست مثل جواهر ...بس صج

كشخة...طالعه علي ...هههه ) ...


خرجوا من الفندق المطل على حديقة Tuileries في شارع ريفولي وركبوا

السيارة الخاصة بهم وطلب منه سيف التوجه الى الشانزليزيه وفيه المقاهي

التي تفتح لوقت متأخر من الليل...مروا على ساحة الكونكورد وشاهد الأضاءة

الساحرة على المسلة الفرعونية والتي نقش اسم "محمد" على الرخام الذي

يحيط بالمسلة التي أهداها "الملك محمد علي" المصري إلى "الملك لوي فليب"

الفرنسي -حسبما نقش عليها- والذي حكم فرنسا أوائل القرن التاسع عشر.

والنوافير التي حولها...كان مشهداً يستحق الوقوف عنده....وقد وقف عندها

فعلاً بعض السائحين لإلتقاط الصور الفوتغرافية...مرت السيارة على مبنى

البحرية ومنه الى جادة الشانزليزية الشهيرة ...طلب سيف من السائق إنزالهم

أمام اليزيه 26 ليتمشوا في الشارع وقال له أن يعود لهم بعد ساعتين ....


مروا على المقاهي التي تناثر على كراسيها الناس...دخلوا محل ديزني ليشتري

أبوحسن منه بعض الهدايا ...وبعد أن خرجوا منه وبعد مسافة بسيطة وصلوا

فيرجن وشاهدوا الرجال ذو البنية الضخمة واقفون أمام الباب...تجاوزوهم

ودخلوه وبدأ سيف بتصفح الكتب الجديدة التي نزلت السوق ...وانفصل ابوحسن

عنه ليبحث عن هدايا لأولاده ...أشترى له كتابين وصعد الدرج الى قسم

الأفلام... توجه الى أرفف الأفلام الكلاسيكية ..وأشترى لنفسه المجموعة الكاملة

لفيلم العراّب الذي يعشقه ويحفظه لكثرة مشاهدته له ...أخذ جولة في الطابق ثم

نزل على الدرج العريض الى الدور الأرضي ووجد ابوحسن يحمل أكياساً في يده

خرجوا وتوجهوا لمقهى فندق الماريوت وجلسوا في طاولة في الخلف بجانب

السور المغطى بأصايص الورد وأتخذ سيف مكان أستراتيجي ليشاهد الشارع

ومن فيه كان مدخل الفندق أمامهما مباشرة ...بعد عشر دقائق شاهد أحمد

يمشي أمامهم مع أخته وزوجته فوقف ونادى ...التفت أحمد له ثم كلم أهله

وجاء لأحمد وأبوحسن ..سلم وجلس معهم ...أما جواهر ومنى فدخلوا محل زارا

وتفرقوا .... توجهت جواهر لقسم الأطفال ودارت فيه ثم أشترت بعض القطع

لأولاد نوف .... ثم وجدت بعض القطع التي تصلح لسارة فأشترتها لها....


خرجوا من المحل وتوجهوا لمقهاها المفضل LE MADRIGAL والذي يقع

آخر الشارع مقابل صالات السينما ....جلسوا في أحدى الطاولات في الوسط

لتجنب التيار البارد...وطلبت الشاي الأخضر وطلبت منى القهوة الفرنسية ...كان

المقهى هاديء وزواره قليلون وبعيد عن زحمة الشارع وهذا مايعجبها

فيه..لاحظت وجود بعض السعودين في المقهى...أتصلت في نوف وسلمت

عليها...

نوف : انتي وين قاعده الحين؟

جواهر: في كافية في الشانز..مع منى..

نوف : بل من اولها ...عيل وين أحمد عنكم ؟؟

جواهر: لقى مديرنا قاعد في كافيه الماريوت وقعد معاه وخلانا ...شفتي

عاد..من شافه خلانا وراح له..

نوف : شخبار باريس..

جواهر: تجنن كالعادة...درجة الحرارة 15 مئوية....وانا جايبة بدلات الصوف

الخفيفة ...فالحمدلله....

نوف: مستعدة حق بكرة...؟

جواهر: تصدقين خايفة....مادري وش بيكون وضعي بكرة ...وين

بقعد...يعني..

نوف : ماعليج الا العافيه ...انتي قدها وقدود ...U CAN DO IT أقري

المعوذات كلها قبل لاتدخلين مقر المؤتمر وأن شاءالله خير...


مضى بهم الوقت حتى لاحظت تأخره فأتصلت بأحمد الذي أراد البقاء مع سيف

وطلب منهم العوده للفندق على أن يلحقهم لاحقاً...أتصلت بالسائق وأخذهم

للفندق.. وفي الطريق أخذوا لهم عشاء خفيف ...لما دخلت غرفتها أقفلت الباب

المشترك بينهم وأشغلت التلفاز ووجدت قناة الجزيرة فأطالت على الصوت

وذهبت لتبّدل ثيابها ...لبست بيجامه قطنية وجلست على الكرسي بجانب النافذه

واطفأت النور وفتحت الستارة وأخذت تتفرج على الشارع بالليل....شاهدت

بعض رجال الشرطة يتجولون بالشارع وهم على أهبة الأستعداد لأي طاريء..

كانت تعلم بالسرقة التي حصلت في محل فرد للمجوهرات القريب والتي نشرت

بكل الجرائد العالمية....ولكنها كانت متأكدة بيقظة الشرطة بعدها....أنهت

عشائها وغسلت أسنانها وتوضت وصلت ثم فتحت الباب المشترك وأستلقت على

سريرها وجهاز التحكم في يدها ....كانت قد ضبطت المنبه على الساعه السابعه

بعد أن قرأت الجدول الذي تركه لها حسين سرحت بافكارها في مديرها البغيض

الذي كان في منتهى الأناقة ( كاشخ بالاسود ....لايق على شعره الاسود طالع

جنه ممثل ..) قلبت بين القنوات ....أستقرت على الجزيرة ..شاهدت الاخبار ثم

نامت ....






في صباح اليوم التالي


أختارت بدلة بنية غامقه وأرتدت معه شيلة بيج وحذاء بكعب عالي بيج أيضاً

وحقيبة يدوية Gucci بيج....وضعت أوراقها في حقيبه مناسبة ووضعت

القليل من Gloss والكحل ثم غادرت الغرفة....وعندما نزلت للردهه أتصلت

في السائق وتأكدت أنه موجود....وخرجت له وتوجهت لفندق الانتر....وفي

الطريق الذي أستغرق دقائق أتصلت بحسين وأخبرها عن مكان تواجدهم...قبل

أن تدخل الفندق لاحظت التماثيل الذهبية والتي تحمل لمبات أضاءة والمحاطة

بالباب..دخلت البهو ومنها الى الردهة الكبيره ذات الأرضية من الرخام الأيطالي

البيج مع لمسة من اللون البني ( مثل صالتي ) ورأت اطقم الجلوس الحمراء

الموضوعه بتنسيق جميل في كل مكان حتى مكتب الاستقبال كان سقفه أحمر

وورود الروز الأحمر الموضوع في فازات الكريستال الدائرية على سطح الكاونتر

المغطى ...مشت بثقة نحو Salon Berlioz ووجدت الابواب مفتوحه وعلى

طاولة كبيرة جانبية في الممر جلست موظفات فرنسيات لديهم قوائم الحضور مع

شاراتهم ليسلموها للحضور ...سمعت أسمها فالتفتت ووجدت حسين يبتسم وهو

يحمل ملفات صغيرة في يده وناولها شارتها فوضعتها على طرف الجاكيت ثم

تبعته حيث كان الوفد جالس ....وجدت بعضهم فجلست في المكان المخصص لها

وألقت نظرة على القاعة....كانت حديثة وكبيرة وتتسع لألف شخص تقريباً

السقف كان دائرياً والجلسه أيضاً ...الكراسي والطاولات كانت كلها باللون

الأسود...أما الجدران فكانت مغطاة بورق جدران مشمشي منقوش مع موكيت

بنفس اللون...كان الوفد كله موجود الا الوكيل والمدير ألقت نظرة سريعة عليهم

ووجدت إثنان منهم يتحدثون معاً ولاحظت وسامة أحدهم الشديدة والذي أكملها

بأرتداء بدلة شديدة الأناقة ... وبعد نصف ساعة دخل الوكيل وسيف معاً وبدا

عليهم أنهم يتناقشون في ورقة العمل التي أمسكها كلاهما.. سلموا ثم أستقروا

في مقاعدهم, سيف كان يرتدي بدله رمادية غامقة مع قميص أبيض ...وترأس

الوكيل جلسة الوفد...وبدأ المؤتمر بعد عشر دقائق..قام المضيف بعرض آخر

المستجدات في القانون الجنائي..

ثم بدأ رؤوساء الوفود بعرض أوراق عمله في المؤتمر حسب الجدول المرفق

لهم..

أستمرت الجلسة الأولى أربع ساعات ثم كانت هناك أستراحة لشرب القهوة

والشاي في القاعه المجاورة..لمدة 20 دقيقة ...أستغلت الوقت كله في الذهاب

لفندقها للصلاة والعودة مرة أخرى... تواصل العمل في الجلسة الأولى الى

الساعة السابعة حيث بدأ الجميع بالخروج وأستعدت جواهر لتأخذ أوراقها وأذا

بحسين يتقدم نحوها يخبرها كما أخبر الجميع أن سعادة الوكيل أمر بحجز طاولة

للوفد في Le Café de la Paix في نفس الفندق ...أتجهت جواهر له

ووجدتهم جالسين حول طاولة دائرية ذات كراسي حمراء أتخذت مكانا في

الكرسي الفاضي الوحيد ...أخذت تتأمل المقهى...كان ذا تصميم فرنسي كلاسيكي

السقف كان مرسوم ومنقوش ببراعة تحمله أعمدة رخام متعددة ..أشجار الظل


كانت تحيط بهم ..أكتشفت من خلال الحديث الذي دار بدون مشاركتها أن الرجل

الوسيم كان المحامي المعروف عبدالعزيز بن ماجد ...والذي يبدو عليه أنه في

أوائل الثلاثينات..قُدم العشاء لهم أثناء الأجتماع فأخذت تلعب في السلطة

بالشوكة.. لعبت بها قليلاً مع أنها كانت في غاية الجوع....أحست بالحرج من

وجودها معهم على العشاء كانت المرة الأولى لها لذا كانت صامته طوال الوقت..

سيف ومنذ أن جلس ونظراته تنتقل من بين جواهر وبين عبدالعزيز... كان

يراقب بدون أن يحس به أحد ...كان يبدو عليه الإنصات لحديثهم ...مكانه

الاستراتيجي سمح له بذلك فقد كان أمامهما مباشرة...بعد ساعة أنتهى

إجتماعهم فكانت اول وحده تغادر المكان لم تتصل في السائق الا عندما خرجت

من الفندق ...فأخبرها أنه سيأخذ وقتاً ليأتي فأعلمته أنها ستعود مشياً على

الأقدام ...كان الجو في منتهى الروعه .وقفت قليلاً لتتنشق الهواء قبل أن تتجه

لليسار وتمشي لشارع سانت اونريه ..مرت على بوتيكات الماركات المشهورة

وكانت تقف عند الفترينات تتفرج ثم تكمل سيرها ولم تنتبه أن هناك من يتبعها

من بعيد... لاحظت أن هناك محل صغير لم يقفل بعد فدخلته ودارت به ...أشترت

لها ولنوف قمصان أنيقة ... أكملت طريقها وتوقفت أمام الشارع المتفرع والذي

يأخذها لساحة الفاندوم فدخلت به مع أنها كانت قريبة جداً من الفندق ..لكنها

كانت بحاجة للهواء النقي ...كانت تتضور جوعاً...مرت على فندق الريتز

ودخلته بعد أن فتح لها البواب..مرت على الاستقبال ثم الى اليمين وتفأجأت

بوجود محمد الفايد في الردهة الضيقة وهو يبتسم للضيوف ...كانت ستدخل

المطعم عندما أوقفها الفايد وسلم عليها بيده..وسألها من أي بلد هي...أجابت

عليه وشكرته ثم دخلت للمطعم الذي يطل على الحديقة الداخليه لم تجد أناس

كُثر بها تبعت الجرسون الذي أختار لها طاولة هناك وجلست....


كان سيف متردداً في أن يتبع جواهر ولكنه سمع جزء من المحادثة بينها وبين

السائق ...فقرر أن يتبعها ليطمئن فقط ...كان يمشي خلفها من بعيد وهو يفكر

( مخلينها بروحها في هالبلاد ..أحمد يحّر رايح مع مرته ومهمل أخته ...أنا

بوصلها بدون ماتدري ...أخذ يتبعها حتى تفاجأ بتغير طريقها ودخولها فندق

الرتز..تبعها وشاهد الفايد وهو يتحدث معها ..وفكر ( الحين شيبغي ذيه !!!)

أنتظرها الى أن دخلت مطعم L`Espadon الذي يقع في وسط الفندق.. والذي

ينفتح على شرفه الحديقة الداخلية المليئة بالتماثيل الرخامية ....لحقها فابتسم له

الفايد وكان سيسلم عليه عندما مر سريعاً ودخل المقهى وهو يفكر ( متفرغ والله

انك متفرغ وفاضي)... وقرر أن يجلس في طاولة بعيدة عنها وراء شجرة ..

طلب له قهوة وأخذ يراقبها ( طالبه سندويش ...ماتعشت معانا ...كانت تلعب في

الأكل...ماعجبها؟؟ والا ماتبغي تاكل معانا؟؟؟ والا تستحي والا ...) وغرق في

أفكاره ..


طلبت جواهر لها شطيرة ديك رومي والتي يعدونها بطريقة مميزة قطعتها لقطع

أصغر حجماً ثم تناولتها بتلذذ ..وكانت ترشف عصير البرتقال الطازج ...كانت

اللقمة الوحيدة التي دخلت معدتها منذ الفطور...بعد أن أنتهت دفعت الحساب

وغادرت ...عادت في نفس طريقها وأكملت سيرها حتى وصلت للفندق ودخلته

ومن ثم الى غرفتها ...


شرب سيف قهوته ورأى أنها دفعت الحساب فدفع هو أيضاً ...خرج بعدها

وتبعها..تأكد من أنها دخلت الفندق ...التفت وعاد الى ساحة الفاندوم...وفي

الطريق كان يفكر فيها ( الحين هي عادي عندها تتمشى في الليل بروحها!!!

ماتخاف!! الا أهلها مايخافون عليها!!! هي شكلها ماتخاف ....ومتعوده..متعوده

تتمشى بروحها ...وتتسوق بروحها... وتتعشى بروحها...بس أنا شدخلني ؟؟؟

ليش اتليقف واتبعها؟؟ شلي خص فيها؟؟؟ أهلها مهب نشادين فيها..وأنا

أحاتيها...ليش؟؟ أحنا مهب في الدوام ومأخرينها عشان أحس بالذنب

وأوصلها..ليش أحس بالمسئوليه تجاهها ؟؟؟ ) ضم يدية لصدره حين وصل

لمنعطف وصفق وجهه تيار بارد ....لم يرغب بالعودة الى الفندق ...كان التفكير

يشغله ...أكمل طريقه ومشى حتى ساحة متحف اللوفر القريبة ....جلس على

حافة أحدى النوافير مع سواح آخرين كانوا يلتقطون صور للمتحف ليلاً مع أنه

مقفل ...بعد نصف ساعة تحرك عائداً لفندقه...


بعد أن عادت جواهر لغرفتها طرقت الباب الذي بينها وبين غرفة أخيها ولم يرد

أحد فأتصلت به ...

أحمد: احنا في الشانز.. بتجين؟

جواهر: لا ...وين اجي !!!! توني داخله الغرفة....من الصبح قاعده...بتسبح

وبرقد وراي قعده من الصبح .

أحمد: ماتبغين عشا؟

جواهر: تعشيت في الرتز ...خذتها مشي من الانتر ...

أحمد: بوطبيع مايجوز عن طبعه...لازم تمشين؟؟؟ وين السيارة...؟ ماتخافين

فهالوقت بروحج تتمشين؟

جواهر: أي بروحي الله يهديك...الشارع مليان...حتى المطعم كان شبه

مليان...زين لقيت طاولة وبدون حجز....عيل انتو وينكم اليوم؟

أحمد: رحنا فرساي وتغدينا هناك... ومن شوي جينا هنيه...

جواهر: شعليكم ...لا شغل ولا مشغله...

أحمد: خلينا الشغل لج...روحي أرقدي روحي خلينا نستانس بدالج...

جواهر: تصبح على خير ...سلم على منى...

أحمد: وانتي من هله..


بعد أن أستحمت وصلَت جلست على سريرها وأطفأت النور وأشعلت ضوء اللمبه

التي على الطاولة بجانب السرير ....وضعت جهاز التحكم في يد وهاتفها في يد

أخر واتصلت في أمها ...ثم في نوف...وبعد نصف ساعة أطفئت كل شي

ونامت...


في الصباح التالي

الساعه السادسة والنصف

طلبت لها فطور كونتنينتال وجهزت لها بدلة بيج مع اكسسوارات بنية ..وضعت

القليل من الكحل ولونت شفاهها بلون بيج بعد أن جهزت طلبت السائق ونزلت له

وذهبت لحضور الجلسة الثانية من المؤتمر...توجهت للقاعة فوجدت المحامي قد

سبقها ...سلمت ثم جلست في كرسيها وأظهرت جريدة الحياة التي تأتيها كل

صباح من الفندق وأخذت تتصفحها ...لاحظت أن المحامي أقترب منها بكرسيه

وبادرها بالحديث...

عبدالعزيز:هاذي أول مرة لج في باريس؟

جواهر: في شغل؟ ايه...

عبدالعزيز: يعني جايتها من قبل بدون شغل؟

جواهر: وايد... أجيها مع هلي ...من يوم أنا صغيرة...

عبدالعزيز: أها...تعجبج ؟؟

جواهر بحرج من استجوابه: ايه ... ( ثم محاولة تغير الموضوع ) جنه الجماعة

تأخروا؟

عبدالعزيز: أحنا جينا من وهل...بس هذا هم وصلوا ...

جواهر التفتت الى الباب وشاهدت سيف يقترب منهم وعلى وجهه نظرة..سلم

وجلس بعده دخل باقي الوفد وخلال عشر دقائق بدأت جلسة اليوم..


في الثانية ظهراً كانت الاستراحه ....ذهبت جواهر لتصلي في غرفتها ..وعادت

بأسرع ما أمكنها... كانوا لايزالون في الاستراحة أخذت لها كوب شاي ثم

توجهت لمكان منعزل وأخذت تراقب الجميع ...سمعت شخص يحدثها التفتت

فوجدت عبدالعزيز يبتسم لها فقالت: تكلمني؟

عبدالعزيز: كنت اقول أن الجلسة اليوم ممله...جاتني النوده ...

ابتسمت جواهر ولم ترد ...فاكمل : سمعت الوكيل امس يقول أن شغلج مميز في

الإدارة ...

جواهر وهي متفاجأة : أنا...الوكيل يتكلم عني انا ليش؟

عبدالعزيز: شفيج خفتي اختي...عادي ..كان يتفاخر بشغل الشباب في الوزارة

وجات سيرتج...وأخر قضية حليتيها ...سرقة السد والخور...وأنج اكتشفتي انهم

توأم ...بس كنت ابغي أعرف كيف عرفتي..اللي أعرفه أن البصمة الوراثية

ماتتشابه حتى عند التوائم...من الله..

جواهر وهي تكمل شرب الشاي وتضع الكأس على الطاولة : أنت قصدك على

بصمة الأبهام...

عبدالعزيز: في فرق؟

جواهر بصبر: طبعاً في فرق ...شوف أخوي في العالم فيه 6.2 بليون شخص

ونادراً تلاقي أثنين متماثلين بالضبط في البصمة الوراثية الا التوأم المتشابه ..

الي تكونوا من بويضة وحده ...بس بصمة الأبهام هي الوحيدة الي تحدى الله

تعالى كل البشر لأنه مافي أثنين لهم نفس البصمة حتى التوأم المتماثلة لقوله

تعالى ( "بلى قادرين على أن نسوى بنانه" سورة القيامة آية 4 ) البصمة تتكون

عند الجنين من الشهر الرابع ( سبحان الله ) وتكون مع الأنسان لين يموت

وماتتغير حتى لو أزيلت جلدة الاصبع لأي سبب فهي تتكون بنفس الطريقة في

الجلد الجديد...

عبدالعزيز: عيل في الأفلام الأمريكية يخلونهم يشيلون الجلد ويبصم البطل

وماتظهر البصمة ....يقصون علينا ؟...

ضحكت بخجل وقالت : وأنت ماتدري أنهم دايماً يحورون الحقايق لمصلحتهم...

( لاحظت أن الجموع بدأت بالدخول للقاعة فاستأذنت منه ) أسفة بس أحنا لازم

ندخل الحين ...

دخلت ووجدت الجميع قد سبقهم للدخول ....جلست في مقعدها وحاولت الانصات

الى مايقوله المتحدث مع تفكيرها في عبدالعزيز وحديثه معها ...


نحو الساعة السابعة أنتهت الجلسة لليوم الثاني ...انصرف اغلب الحضور

وفضلت جواهر الأنتظار حتى يخف الزحام ويأتي السائق الذي طلبته بالهاتف

وفعلاً حضر بعد عشر دقائق..لاحظت أن عبدالعزيز لم يترك القاعه أيضاً ولكنها

فضلت عدم ترك المجال له مرة أخرى فخرجت من الفندق في أقل من دقيقة

لتركب سيارتها.

أعطت السائق بطاقة مطعم Trattoria Napoletana Da Maurizioالايطالي ليأخذها هناك...


كان مطعماً عائلياً صغيراً عرفته من سنوات وأعتادت أن تأكل فيه مع أمها إذا

تواجدت في باريس في أي وقت غير شهر أغسطس والذي يقفل المطعم فيه

أبوابه لتأخذ العائلة كلها أجازتها السنوية ... كانت تحبه كثيراً لأنه غير معروف

بالنسبة للسواح الخليجين ...

في أقل من ربع ساعة وصلت...وأخبرت السائق بأن يعود بعد ساعة فقال لها

بأنه سيذهب ليتعشى... دخلت المطعم وأستقبلها صاحبه بترحاب شديد كعادته مع

الزبائن ولكنه أخبرها وبفرنسيته ذات اللكنه الايطالية أنها إن ارادت البقاء

ستضطر لمشاركة أخرين الطاولة نظراً للزحام الموجود ولصغر حجم المكان..

وافقت وهي تحس بالاثارة من هذه التجربة التي كانت تسمع عنها وستعيشها

لأول مرة..

كان المطعم عبارة عن غرفتين صغيرتين الاولى وهي التي دخلتها تحوي

طاولات في الوسط للسلطات والمخللات ..وبها عدة طاولات شُغلت من قبل

الزبائن والثانية والتي قادها لها أصغر حجماً وبها طاولات أقل منها واحده منهم

كانت دائرية جلس فيها رجلين وامرأة وهي التي توقف عندها وكلم الثلاثة

وأستأذنهم وعاد لها يخبرها أن بأمكانها الجلوس معهم...دققت بنظرها فلاحظت

أن رجل أشقر وامرأة مثله ويبدو عليهم أنهم زوجين فرنسيين ..والرجل الثاني

والذي أعطاها ظهره شعره حالك السواد ويرتدي كنزة بنية بدا شكله مألوفاً..

قالت وهي مبتسمة بالفرنسيه: بون سوار




ردو عليها جميعهم بنفس الطريقة..اختفت أبتسامتها عندما رأت سيف يبتسم

لها.. لم تعرف كيف تتصرف...هل تعتذر وتغادر ...لكن السائق سيعود بعد

ساعة وسكون موقفها محرج ..لاحظ سيف ترددها فحرك كرسيها الذي بجانبه

ودعاها للجلوس قائلاً : تفضلي اقعدي ...أنا مهب متأخر هنيه...

جلست وهي في قمة الاحراج...: شكراً سيدي...

سيف: جواهر: أحنا مهب في الشغل ناديني باسمي..

جواهر : حاضر سيدي ...أقصد حاضر ....

أحس بتوترها الزوجان فأرادا تغير الجو فسألاها من اين هي فأجابت : من قطر

وسألوا سيف نفس السؤال فلم يفهمه فترجمت له جواهر..فأجابهما ثم التفت

اليها سائلاً : أنتي تعرفين فرنسي؟؟؟

جواهر وعلى وجهها أبتسامه خجوله: شوي ...

سألتها المرأة عما إذا كانوا سواح ...فأجابت أنهم في رحلة عمل ..

ثم سأل الرجل عما اذا كانوا يعرفون بعض ...فأجابته انهم يعملون معاً ..

كان سيف يراقبها بصمت حتى أتى صاحب المطعم بقائمة الطعام لها فأخذت

تتصفحها مع أنها تعرف طلبها ,,, قال سيف: لا مهب شوي ...أنتي تعرفين

تتكلمين فرنسي عدل ...انا اللي شوي...ليش هالتواضع؟؟

لم ترد جواهر لكن أحست أن وجناتها قد أحمرت لاحظ هو ذلك فأبتسم وسكت ..

كان سيف قد وضع جاكيته البني على ظهر مقعده فبحث في جيبه عن هاتفه

والقى عليه نظره ...حوله على الصامت ثم وضعه أمامه على الطاولة...

وضعت القائمة على الطاولة ليراها الرجل ويأتي ...وفعلاً جاء وأخذ طلبها

وعرض عليها أن تختار لها بعض السلطة فوافقت وقام معها سيف ...أخذ كل

منهما صحن ووضعت جواهر بعض البذنجان المقلي ...وقليل من الحمص ...

ووضع له نفس الشي وأضاف بعض من السلطة الخضراء ...وعادا لطاولتهما..

كان المطعم قديم ...لم يجدده صاحبه منذ أن أخذه ليتميز بشكله القديم وجدرانه

الصفراء غير المستويه والمليئة بالصور ...وبعد لحظه لم يقدر أن يقاوم فضوله

فسألها : من وين تعرفين هالمطعم ؟؟؟

جواهر: من زمان ..تعرفت عليه بالصدفه من سايق أيطالي عايش هنيه كان

معانا..وتعلمنا عليه...

سيف : أنا بالصدفه عرفته ...كنت أدور العام في هالمنطقة مضيع ووقفت عنده

بسأله عن الطريق وعجبني الريال وتعشيت عنده....

جواهر: شكله طيب هالريال ....يعاملك معاملة تحسسك بأنك مهب غريب...

سيف: صح....( ثم وبتردد سألها السؤال الذي يجهز له ) الا قوليلي شعندج مع

عبدالعزيز مساعه؟

جواهر: ابد ...كان يسألني عن القضية ...سمع عنها وبغى يعرف شوية
تفاصيل...

سيف: ايوااا قلتيلي..... تفاصيل.... ( أخذ يحك رأسه وهو يفكر ) ثم سألها:

يعني اشوفج تروحين بروحج دايماً ...وين أحمد ومرته عنج...

جواهر: ماحب أضيق على حد ولا أفرض نفسي على حد...خلهم يستانسون ...

أنا متعلمة أروح وأجي بروحي من سنين....

سيف: ماتخافين ؟؟

جواهر: ليش أخاف ...؟؟ أنا ماروح الا الاماكن اللي أكون واثقة بأنها أمان..وما

اتأخر في الليل الا إذا معاي حد..

سيف: حتى في لندن؟

جواهر: لندن لا... هناك مافي أمان أصلاً ...فأنا ماحط نفسي في هالموقف...


أحضر شاب له بيتزا بالاربع أجبان ...ولجواهر رافيولي بالسبانخ بالصلصة

الحمراء وتمنى لهم شهية طيبة وغادر ...كان الزوجان عشاءهم مختلف...

لحوم مع خضار ...

قال سيف وهو يقطع البيتزا : شخبار الوالدة؟؟؟

جواهر: بخير الله يسلمك ..

سيف: عيل من قعد معاها؟؟

جواهر: عيال أحمد عندها في البيت ..وانا أتصل فيهم طول اليوم...

سيف: عيل أنا امي فديتها محد عندها....أنا موصي خواني يمرون عليها بس

محد قاعد عندها....

جواهر: وزوجتك ؟ ليش ماتقعد معاها..

سيف: لا ..أنا ماعندي مره...للحين ...

جواهر: عيل كلمت الوالده اليوم ؟؟ تطمنت عليها؟؟

سيف: كلمتها مساعه بس ذكرتيني بتصل بشوفها كلت دواها والا لا؟

اخرج سيف هاتفه وأتصل بوالدته وعندما ردت عليه : هلا والله بالغلا

كله...شحالج حياتي؟؟

سيف: حتى لو ...يمكن تغير شي والا شي ..لازم اسأل ...أنا كم أم عندي بس
وحده....

سيف: كلتي دواج يمه ...؟؟ زين زين ...بتصل فيج بعد شوي بشوفج رحتي

ترقدين والا لا...

سيف: لج الحشيمة يمه ...منتي ببزر لكن أنا مهب عندج ولازم أحاتيج ...

شسوي؟؟

كانت جواهر تستمع لكلامة مع أمه وهي مستغربه من هدوءه وصبره معها...

كانت ترى جانباً أخر من شخصيته ...جانباً لم تعتقد أنه فيه... جانب الأبن

الحنون الذي يفكر بأمه ....كان ببساطة شخص آخر ...شخص لم تعرفه قط ...


فيما بعد سألها : ممكن اسألج أنتي ليش أخترتي هالشغله؟؟

جواهر: ليش شفيها هالشغله؟؟

سيف: لا مافيها شي بس يعني تعودنا البنات يختارون دايماً أشياء معروفه مثل

التدريس أو السكرتارية أو حتى الطب لكن أنتي غريبة في هالمجال...


جواهر: هذاك أول ...الحين سمو الأمير الله يحفظه فتح المجال حق عمل المرأة

في كل مكان ...صار مافي فرق بين المره والريال الا في نجاحها في عملها ...

مادامت مجّده في شغلها ومحتشمة أيش المانع؟؟

سيف: يمكن .. أنا أوافقج في نقطة النجاح ...أنتي طبقتي لنا النظرية بشغلج

اللي تنجزينه دايماً بطريقة أسرع وأحسن من عشر رجاجيل ....

جواهر: أشكرك سيدي على المجامله...

سيف: هذا رأيي مهب مجاملة ...وأنتي عقب هالوقت اللي عاشرتيني فيه أكيد

بتعرفين أني ماجامل أبد...

أبتسمت جواهر ولم ترد ...ولكنها انتبهت الى أن الوقت مر بسرعة...أشارت

على الشاب لتدفع الحساب وفعل سيف مثلها ...أحضر لهما الحساب فأمسك

سيف الفاتورتين وقال لها وبصرامة : خلي عنج ...أنا بدفع...

كانت ستقول شيء حين قاطعها بأشارة من يده وقال: أدري عندج خير...بس أنا

أبغي أدفع اليوم ...ما تدرين يمكن أحتاج في يوم من الايام وتكونين الوحيده

اللي تدفعين عني...

وقفت جواهر وحملت حقيبتها لتخرج وشكرته ....

أجرى أتصال سريع ثم تبعها للخارج لاحظوا قطرات المطر الخفيفة التي كانت

تتساقط وقف ينتظرها الى أن صعدت لسيارتها وتحركت فركب هو سيارته وطلب

من السائق أن يلحقها...تبعها الى أن أنزلها سائقها أمام الفندق وأنتظر الى أن

دخلت ثم طلب من سائقة التوجه للشانز ...لاحظ أنها التفتت له قبل أن تدخل

الفندق وظهرت أبتسامة على شفتيها....أبتسم بدوره وقادته أفكاره بعيداً حتى

قاطعه السائق بقوله أنهم وصلوا لمقهى الماريوت... فأخبره بأنه سيعود مشياً

على الأقدام وأنه سينتظره غداً في نفس الموعد أمام الفندق..

دخل المقهى وأتصل بأبوحسن الذي أخبره أنه كان يشتري هدايا وأنه سيأتي بعد

قليل...كان يفكر بجواهر وبكلامها .... يفكر بذكائها وثقافتها.. يفكر بجمالها

وأناقتها ....يفكر بحيائها وخجلها ...ثم... فكر بعبدالعزيز ( شيبي ذيه....أونه

مهتم بتحليلها للجريمة....علينا أحنا هالحركات....أحنا ماصدقنا أفتكينا من غانم

يجينا عبدالعزيز ...هذا سمعته واصله هني.. الأخ مايخلي مره في

حالها.....بس أنا شلي فيه والا فيها...هي مرة عاقلة تعرف تتصرف ...العالم

كلهم يتكلمون على تصرفها مع غانم....والله انها أخت رجال....بس بعد أنا

مالي خص فيها ... في شي في شكلها يغري الواحد أنه يتحرش فيها...مادري

مثل الغزال ... )

تذكر قصـيدة الامـير دايـم السـيف

من خصايـص عنـود الصـيد كثر الطـواري

وعـادة الظـبي يجـفل ليـتحرك ظلالـه


مايصيـد الجـوازي كـود بخـص و داري

القنـص بالركـاده و التسـرع جهـالـه


ولا يـعرف الطـرد مـن لا يـعرف الصحـاري

ماتـعرض سمـوم و لا تعـرض شـمـالـه


كـل درب عليـه مـن المخـالـيق سـاري

للسـوالـف رجـال و للشكـاله رجـالـه



وانت عشـقـة حيـاتـي ياغـزال البـراري

أتفـاول بوجهـك سـعــد من صـرت فاله


إنـت والله حبـيـبــي وانـت والله داري

ان نـظــرة عيـونـي يـم غيـرك جمـالـه


مـا انقـطع سيـل حبـك بالمعـاليـق جـاري

كـن قـلـبـي خـلـقـه الله لحـبك سبـالـه


ليـلـتـي ياقــمرهـا غـار منها نهـاري

حيـث همـس المـودة همسـة فـي ليـالـه


جعل واهـج غرامـك مثـل وجـدي ونـاري

ميـر ماأظـن في دنـيـا المحبـة عـدالـة


في فندقها كانت جواهر جالسة على الكرسي بجانب النافذه وتتأمل منظر المدينة

وهي تتحدث مع سارة بعد أن تطمنت على أمها ..

جواهر: أنزين قوليلي شتبغين أجيبلج معاي...عندنا أخر يوم شغل شوي وطيارة

لندن ثاني يوم العصر يعني وقت وايد أتشرى فيه....قولي لا تستحين...

سكرت الخط بعد ان عرفت أنها ترغب بمعدات رسم بالزيت ....كانت تعلم أين

تجدها.

بعدها أتصلت في نوف ...

جواهر: هلا والله ...شحالكم وشخباركم ؟؟؟

نوف: بخير حبيبتي كلنا بخير أنتي شسويتي اليوم..

جواهر: ماتدرين؟؟؟ ماتصدقين....؟

نوف بقلق: وشو؟؟؟ شصار؟؟ قوليلي عشان أعرف بصدق والا لا؟؟

جواهر: اليوم عقب ماخلصنا الجلسة رحت المطعم الايطالي اللي جنب . . وحكت

لها ماصار....

نوف: وقدرتي تاكلين وهو معاج؟؟

جواهر: تبغين الصدق ...كنت خايفة بعدين يوم قعد يتكلم عن أمه وبعدين أتصل

فيها ...حسيت بأحساس غير...

نوف: أي احساس؟؟

جواهر: مادري ...هدوء يمكن...طمأنينه...مادري ....

نوف : يمكن حب مثلاً...

جواهر: أنتي للحين عايشه على هالأمل!!!

نوف: أيه وادري انه بيتحقق...مع سيف والا غيره ....بس بيتحقق...

جواهر: تعاااااالي ماقلتلج.... تعرفين المحامي اللي قلتلج عنه أمس؟

نوف: شفيه؟؟

جواهر: صادني في البريك وطاح فيني أسئلة...

نوف: أسئلة عن أيش يعني؟؟؟ أسمج وأسم أبوج؟؟؟

جواهر: نوفه....حبيبتي أنتي شتقولين؟؟ تبغين تذبحيني من القهر؟؟ شدخل

أسمي وأسم ابوي!!! هذا مكتوب عنده في الورقه اللي وزعوها علينا أول

ماوصلنا باريس....يسألني كيف أن التوأم يكونون متشابهين بالبصمة الوراثية..

وبعد سألني كم سؤال في الشغل...

نوف: متفرغ هذا بعد ...ناوي يشتغل معاكم ويترك المحاماه!!!

جواهر وهي تضحك : يمكن ...مريتي على أمي من سافرت ؟

نوف: أتصلت فيها وقلتلها أني بجيها بكرة من العصر أنا وعيالي عشان تحسب

حسابنا على العشا...

جواهر: بس هذا أنتي ...مايهمج الا بطنج....تتطمن على العشا قبل...

نوف: الله يسامحج...انا ماتطمن على العشا ...انا اتطمن على العشا

والغدا...هههههه

جواهر: المهم ماوصيج...

نوف : تعالي قبل لا أنسى شخبارج مع منى؟

جواهر: ولا أدري بها كله بروحي وهي مع ريلها...اليوم سويت له لقيتهم

رايحين غابة بولونيا ....مستانسين الربع....

نوف : روحي باريس مع ريلج وبنشوف شبتسوين.....

جواهر: انا تأخرت ولازم أرقد الحين....تصبحين على خير...

نوف وهي تضحك: وانتي من هله...



********

reem99sh 27-05-08 04:35 PM



الجزء التاسع




رن هاتف سيف عندما دخل غرفته كان ناصر..

سيف: مرحبا ...شحالك ؟؟ شخبارك؟؟

ناصر : بخير أنت شحالك؟؟ ان شاءالله ما أزعجناك؟؟

سيف: لا ماهنا إزعاج ...توني داخل غرفتي...شخبار المحامي معاك؟؟

ناصر: طرشت له التوكيل بالـAramex وحولتله دفعه من المبلغ وقال

أنه بيتصرف... بس لازم اروح له عقب إذا ما اقبلت بالمساومة ورفعنا قضية..

يقول الموضوع بينحل ....صحيح أني بدفع وايد بس هو يقدر يقنعها بأنها

تتنازل عن ولدي لي ..

سيف: انا أعرفه ....هذا أحسن واحد يحل مثل هالمشاكل...

ناصر : الله يعين ....

سيف: على العموم أنا راجع بعد كم يوم ....خلنا نشوفك...

ناصر : ان شاءالله ...ولا يهمك..

بعد أن أقفل الخط أخذ حمام سريع ثم صلى ولبس إزار ( وزار) حول خصره

ونام...



في صباح اليوم التالي

أستيقظ سيف بصعوبة وبعد أن أستحم طلب فطوره للغرفة ثم أخرج بدلة ارماني

سوداء اللون مع قميص أسود وربطة عنق حمراء مخططه بالاسود... وتناول

فطوره ثم نزل في المصعد الى البهو ....توجه الى الـ concierge ووضع

أوراق لديه ليجهز نسخة منه على أن يحضرها له لاحقاً في قاعة المؤتمر...

ما أن دخل القاعة حتى رأى جواهر جالسة وابوحسن يتحدث معها وهي تنظر

للأرض كانت ترتدي بدلة خضراء فاتحة اللون مع شيلة وردية بدت في منتهى

الأناقة مقارنة بالنساء الموجودات بالقاعة واللاتي أرتدى أغلبهن اللون الأسود..

كالرجال....

وقف قليلاً مع الوكيل ثم جلس معه ..وبعد قليل بدأت الجلسة ....كانت عن الأدلة

الجنائية ...لذلك بان على جواهر وأبوحسن التركيز الشديد ..لم تنتبه جواهر الى

أن الوقت مر سريعاً حتى حانت وقت الأستراحة ...لم تخرج معهم لأنها كانت

ترتب ملاحظاتها التي دونتها ...بدت منشغله فلم تنتبه لسيف الذي وقف بجانبها

وهو يحمل كوبين من القهوة ققدم أحدهما لها .... أخذته منه وشكرته ..جلس

على أحد الكراسي وقال : في كرواسان أجيب لج؟ شكلج مشغولة وماتقدرين؟

جواهر: مشكور سيدي...لازم أخلص من ملاحظاتي...قبل لاتنتهي الاستراحة..

أحترم سيف رغبتها فصمت وتركها تكمل ماتفعل بدون أن يقاطعها وأخذ ينظر

لها تارة ,,وتارة أخرى ينظر للناس المنتشرين في القاعة....بعد عشر دقائق

دخل الجميع وأكملوا الجلسة ....أنتهت في الساعة الخامسة ....


جلست تكمل ملاحظاتها لدقائق لحين أن تخف الزحمة ....أتصلت في السائق ثم

خرجت له وعادت لفندقها لتصلي وترتاح ...بعدها أتصلت في أحمد ..

جواهر: أنتو وين ؟

أحمد : قريب ...في شي؟

جواهر: أبداً...اليوم خلصنا من وهل......وبغيت أشوفكم بتروحون معاي

Gallery Lafayette والا لا؟؟

أحمد : لحظه ...بسأل منى ..( بعد برهه) OK بنجيج هناك ...

جواهر: أنا بروح عيل ...لين وصلتوا أتصل...عندكم وقت Lafayette بيسكر

متأخر لأن اليوم الخميس...

أحمد: توكلي على الله ...

أرتدت لها بلوزة واسعة طويلة الى الركبة تركوازية اللون مع بنطلون مماثل

لها...وشيله بيج مع حذاء مريح للتسوق بنفس اللون...نزلت للبهو وأتصلت

بالسائق وصعدت السيارة وأخبرته عن وجهتها... أنزلها السائق من الباب

الجانبي للمتجر الكبير ذو الطوابق الستة كانت ترغب بشراء بعض الهدايا لأمها

ولأبناء أخوتها وأبناء نوف.. بعد مدة أتصل فيها أحمد وسأل عن مكانها ...

دقائق وكانوا امامها..

ارتمت جواهر عليه عندما رأته وقبلته على خده قائلة: جني ماشفتك من

زمان.... وحشتني يالدب...( ثم سلمت على منى ) مفتلين عدل ..هاه..؟

أحمد: شتبين فينا؟؟؟ انتي مهب مشغولة طول اليوم....خلاص... بعد أحنا ..

ضحكت جواهر لكلامه : شريتوا حق عيالكم شي؟

منى: شرينا كم بدلة بس ..وسارة مالقينا لها شي يناسبها...

جواهر: انا اعرف ماركة حلوة في الدور الثالث ....خل نروح...

تحركوا للسلالم الكهربائية وصعدوا للدور الثالث وتبعوا جواهر للمكان الذي

تقصده ...أختارت لها قميصان وثلاث تيشرتات وبنطلون وأعطتهم لأحمد

وقالت:أنا بروح أشتري حق عيال خواتي وعيال نوف...وانتوا اشتروا حق

عيالكم...

وتحركت للأمام وأنشغلت بتفحص الثياب لأختيار أشياء مناسبة لتشتريها..

بعد ساعتين كانت تدفع ثمن مشترياتها وأخرجت للبائعة جواز سفرها لتخصم

الضرائب كالعادة ...بعد أن انتهت اكتشفت أن أحمد لازال يتسوق هو وزوجته

فتجولت في نفس الطابق قليلاً وأخذت تتفحص أدوات المائدة الرائعة من اشهر

الماركات العالمية حينها قررت أن تذهب لمحل العطور المشهورٍSephora...

أنتظرتهم لدقائق ثم أستقلوا السيارة وتجهوا للمحل الذي يقع في شارع

الشانزليزية ...

عندما دخلت جواهر المحل ضاعت وسط الزحام ...كان المتواجدين هناك من

جميع البلدان ... والمحل المستطيل الشكل يجهز بضاعته بطريقة مغرية على

الجانبين عارضاً على المتسوق تجربة كل عطر قبل أن يشتريه وبدون تدخل اي

موظف وفي الوسط كان المكياج وأدواته بالاضافة الى مربع كبير للمحاسبة ....

كل شي كان باللون الأسود بدأً من اللافتة.. بدا على جواهر أنها تبحث عن

أحدث العطور والمكياج فاقترب منها موظف وعرض بلباقة أن يساعدها ...دارت

في المحل وأشترت بعض العطور وبعض المكياج لها ولنوف ... بالاضافة الى

أحدث العطور الى أخواتها وأمها...

لاحظت من بعيد سيف وابو حسن يتفحصان العطور الرجالية ....كان شكلهم

مضحك كل منهما يحاول أقناع الآخر بعطر ما...سمعت صراخ سيدة بجانبها

وعندما التفت لها وجدتها تصرخ قائلة أنها سُرقت ولم يحرك أحد من الزبائن

ساكناً لمساعدتها وفي النهاية جاءها موظف وأخذ يسألها عن الموضوع ....

كانت تبدو في الخمسين ...ولكنتها تدل على أنها امريكية اما هيئتها تدل على

أنها ثرية..عم الهدوء المكان مرة أخرى وعاد الكل لما كانوا يفعلون قبل

الصراخ...


فرغ أحمد ومنى من التسوق وكانوا ينتظرونها ...ذهبت لتدفع قيمة مشترياتها

وخصم الضرائب ...أعطتها المحاسبة هديتين نظراً لكثرة مشترياتها.... أخذ

أحمد الاكياس وأعطاها للسائق الذي وضعها في السياره...

تمشوا قليلاً في الشارع قبل أن يقترح أحمد عليهم العشاء في Bizza Pino ...

جواهر: مافي مثل Maurizio ....تعشيت فيه البارحة ....اكله عجيب ...

منى لأحمد : خل نتعشى فيه بكره.....

أحمد : يازعم بتحرينا يعني! يله قدامي اشوف...

وقفوا عند مدخل المطعم الخارجي وأستقبلهم الجرسون وقادهم لطاولة جيده في

الخارج كما طلبوا...وضع أمامهم قائمة الطعام وأنصرف عنهم ...وعاد لهم بعد

دقائق..أختارت جواهر بيتزا بالاجبان الأربع التي طلبها سيف البارحه...رغبت

بشده أن تجربها...أحمد طلب بيتزا مارغريتا ...ومنى طلبت مكرونه بالصلصة

البيضاء...

جواهر: شفت المطعم شلون خالي!!

أحمد: اي والله ...لو في الصيف كان ولا لقيتي لج مكان...توقفين لين ماتفضى

طاولة...لا والجرسونات مايعطونج وجه...لين ما تعطينهم بقشيش ..

جواهر: صدقت....

جائهم طلبهم بسرعة...كانوا يأكلون ويتحدثون الى أن انتهوا من وجبتهم....دفع

أحمد الحساب وخرجوا ...أقترحت جواهر أن يكملوا المشي في نفس الجانب من

الشارع...امضوا الوقت بالمشي والتحدث حتى قررت جواهر العودة للفندق

لتستعد لليوم الأخير للمؤتمر ....


فيما بعد وفي غرفتها ...وبعد أن تطمنت على أمها أتصلت بنوف وأخذت تتحدث

معها ....

جواهر: للحين مستغربه من تصرفاته....

نوف: يمكن الريال طيب وانتي اللي ظالمته....ترى في السفر تبان معادن

الناس..

جواهر: أدري....بس توصل أنه يجيب لي قهوة لأني كنت وايد مشغولة!!!! من

متى هو يفكر في حد والا يكسر خاطره حد...

نوف: عندي أحساس أنج ظالمته....

جواهر: كنتي تقولين نفس الكلام عن فهد تذكرين؟؟

نوف: عاد الريايل مهب كلهم مثل فهد....مايصير انج تعممين...

جواهر: ولا كل الرياييل ابوي ...صح؟؟؟ غيريها هالسالفة...

نوف: شخبار المحامي المزيون ..؟

جواهر وهي تضحك: الله يغربل بليسج .....كل واحد عندها مزيون....

نوف : والا مهب انا اللي اقرر انه مزيون الواقع هو اللي يثبت ويقر انهم

مزايين... انا شلي؟؟؟

مضى بها الوقت مع نوف حتى أحست بأنها ستنام ...أقفلت الخط معها وأطفئت

النور ونامت....


في فندق الانتركونتيننتال كان سيف واقفاً بجانب النافذه المطلة على شارع

ريفولي ينظر للا شيء ويفكر.....يفكر بأشياء كثيرة ...في جواهر التي رأها

ولأول مرة بالبنطلون...لقد بدت عصرية... مختلفة تماماً على ما تعّود أن

يراها...هل من الممكن أن تغير جواهر نظرته للقطريات....وتغير نظرته

للزواج...أحس بالسخافه لتفكيره بهذه الطريقة...


في صباح اليوم التالي


وعند وصول جواهر لقاعة المؤتمر وجدت أغلب الوفد فيها ...كانوا مختلطين

مع ضيوف من بلدان عربية....وبدأت الجلسة في أقل من 30 دقيقة... لم يكن

هناك أستراحه نظراً لقصر الجلسة كونها الأخيرة...بعد أن أنتهوا اتاهم حسين

يخبرهم جميعاً بأن السفير القطري دعاهم الى الغداء في فندق جورج الخامس

فور سيزن ...حاولت جواهر الاعتذر متذرعة بموعد لها...لكن حسين قال لها

أن سعادة الوكيل أصر على حضورهم جميعاً المأدبه...أتصلت في أحمد ..

جواهر: والله أني متملله من السالفه...الحين انا شدخلني في العزيمة...كلهم

ريايل بكون بروحي...

أحمد: أكيد مرت السفير بتجي عشانج ....هم عندهم الاسامي واكيد بيتصرفون..

بس هم مايعرفون السنع ولا عزموني انا ومرتي...

جواهر: هذا وقته...انت اصلاً ماتحب عزايم السفرا ودايماً تقول ان اللي

ينعزمون يكونون في منتهى التكلف وانت ماتحب هالاجواء...والا هم دايماً

يعزمونك...

أحمد: كيفي ...بس لازم هم يعزمون وانا اللي اقرر إذا بجي والا لا؟

جواهر: عيل اروح؟

أحمد : روحي يبه روحي...جود حد يشوفج ويعجب فيج ويجي يخطبج منا

ونفتك منج....

جواهر: سخيف ...ماتضحك...يله باي ...






اكملت جواهر المكالمة وذهبت للحمام الذي يقع في الردهه ورتبت من نفسها ثم

أتصلت في السائق وتوجهوا لفندق جورج الخامس ...عن طريق جادة

الشانزليزية دخلوا شارع جورج الخامس والذي يقع فيه الفندق وتوقف السائق

أمام الباب الرئيسي...فتح لها البواب ودخلت....بدت الفخامة في البهو حيث

الرخام الايطالي المصقول بتشكيلات الفسيفساء الرائعة وتداخل اللون الرمادي

والاصفر فيها... أكثر مايميزها تمثالين كبيرين يحيطان بالاستقبال...وتشكيلة

الورود المنسقة بطريقة فنادق الفورسيزون المميزة....وقطع سجاد التبستري

الضخمة المطرزة يدوياً والمعلقة على الجدران أحداها خلف طاولة الأستقبال...

الثريا الكبيرة التي تنزل من وسط السقف فوق الطاولة الدائرية.. التحف

الموزعه على الطاولات.الآية القرآنية (لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ سورة إبراهيم أية7 )

المحفورة في أعلى الجدار...والتي أمر الوليد بحفرها عندما انتهوا من تجديد

الفندق ...أنتبهت الى حسين واقفاً في أخر البهو ...حاملاً اوراقه كالعاده ...

تقدمت نحوه وبعد السلام سألته: وصلوا كلهم؟

حسين : باقي سعادة الوكيل وسيف...حتى السفير وزوجته وصلوا... تعالي

بعرفج عليهم...


تبعته جواهر الى داخل مطعم Le Cinq دخلت من البوابة ذات الحديد المشغول

الى القاعة الانيقة المزينة باللونين الرمادي والذهبي.... لاحظت الطاولات

المربعة شديدة الترتيب وتتوسط الغرفة قبة دائرية معلقة فيها ثريا ضخمة...

قادها حسين الى طاولة كبيرة في أخر الغرفة ووجدت اعضاء الوفد عليها مع

ثلاث رجال لاتعرفهم قدمها حسين لأكبرهم سناً والذي كان جالساً بجانب امرأة

في الاربعينات أبتسمت ما أن سمعت أسمها ...

حياها السفير ودعاها للجلوس بجانب زوجته التي رحبت بها بكل لطافة: هلا

والله بريحة قطر..حياج ...

جلست جواهر بجانبها وهي ترد لها ترحيبها : بالمهلي ...الله يحيج ويبقيج....

حرم السفير: اسمي روضه ...شحالج جواهر ؟؟ ان شاءالله مرتاحه هنيه؟

جواهر: الحمدلله...

روضه وهي تمسكها من ذراعها : المؤتمر كان على مستوى توقعاتج؟

جواهر: اكثر....استفدنا منه بأكثر من طريقة ...بالنسبة لي على الأقل...

روضه: ملل انج بروحج وسط هالرياييل؟؟؟ أنا استانست يوم قال لي زوجي انج

من ضمن الوفد...احب اشوف بنات قطريات ناجحات ...

جواهر: حتى انا استانست لما دريت أنج بتكونين معانا اليوم...

روضه : مرتاحه في شغلج؟

جواهر : وايد ...مافيه روتين ...كل يوم غير عن اللي قبله...


أخذهم الحديث لدقائق حتى حضر الوكيل مع سيف يرافقهم حسين حتى الطاولة..

سلموا ثم جلسوا ...شرح لهم السفير اختياره لهذا المطعم بالذات بأنه حاصل

على 3 نجمات من 3 وهو اعلى رقم يمنح لمطعم او فندق في

Michelin Guide

وفي أقل من ثلاث سنوات منذ أفتتاحه وهذا بحد ذاته يعتبر انجاز له لأن هذا

الدليل السنوي يعتبر مرجع للفنادق والمطاعم الفاخرة في اوروبا وامريكا...

القى سيف نظرة سريعة على المدعوين حتى وصل لجواهر التي كانت ترتدي

بدلة سوداء مع قميص وردي وشيله وردية أيضاً ...لاحظ أن عبدالعزيز لم يرفع

عينيه من عليها ....كان يجلس في طرف المائدة...شارك أحيانا مع السفير

والوكيل في حديثهم....جاءهم النادل بالمقبلات ...كانت عباره سلطة جمبري

بالمايونيز والجوز.. تناولتها جواهر وقد نست الوقت والمكان والرفقة مع

احاديث روضه المسلية..ثم معكرونه بالصلصة البيضا والمشروم الابيض...

والطبق الرئيسي كان لوبستر مدخن ومشوي مع الكستناء ....كانت الحوارات

جانبية بين الحضور ... بدا على الجميع الاستمتاع بالغداء ...أحست جواهر

بالتخمة عندما رأت طبق الحلو أمامها ..كانت هناك قطعة صغيرة من البسكويت

المحلى وفوقه تين وعنب بري...لكنها تشجعت عندما سمعت روضة تصر على

أن لا تفّوتها فقد أشتهر المطعم بحلوياته اللذيذة..

عندما فرغوا من الغداء أستأذنت روضة زوجها في أن تشرب الشاي مع جواهر

في البهو الخارجي وانحنت على جواهر وقالت لها: شرايج نخليهم ونروح

نشرب شاي بروحنا وناخذ راحتنا...

وافقت جواهر ووقفت لتغادر معها وتوجهوا الى جلسة ذهبية خلفها باب زجاجي

كبير مفتوح على الحديقة الداخلية جلسوا فيها وطلبت روضة من الجرسون جلب

الشاي لهم مع صحن صغير من الحلويات....وأخذت تكمل حديثها مع جواهر..

روضه: قعدنا في طوكيو 5 سنين ...حبيتها بس ماقدرت ارتاح فيها...تشبه

نيويورك كل شي فيها يصير بسرعه...كل الناس مشغولين محد يفتكر فالثاني..

مجتمع مادي بحت فيه صراع واضح من اجل البقاء...

جواهر: تصورينها كأنها غابة....مع كل اللي راح لها حبها...اخوي راح لها

مرتين ويمدحها بشكل...

روضة: اللي يروحون لها سياحة غير عن اللي يعيشون فيها...

جواهر: شكنتي تسوين مع مدارس عيالج وانتي كل كم سنة في بلد...

روضة: كنا ندخلهم المدرسة الامريكية ...لها افرع في كل بلد....درسوا نفس

الشي كلهم...ومهما انتقلنا ماتتغير عليهم مدرستهم...

جواهر: هذا ذكاء منكم....الله يخليهم لكم..

وبعد دقائق احضر الجرسون الشاي ومعه الحلويات...

روضة تصب الشاي لجواهر ثم تقدمه لها وتحمل طبق الحلو...

جواهر: لا لا تكفين...بموت من كثر الأكل...

روضة : عشان خاطري بس مع الشاي ...عشان ماكل بروحي...

جواهر بخجل تضع الطبق على الطاولة وتمسك بكوب الشاي وترشف منه ..

كانت تضع رجلاً على رجل وهي تحمل الكوب وتميل بجسمها الى روضة لتكمل

لها قصة حياتها....

بعد حوالي عشرين دقيقة ردت روضة على أتصال هاتفي من زوجها يطلب منها

الحضور له ...استأذنت من جواهر وذهبت له .....وقفت جواهر بدورها وأخذت

تَجول في المكان...أخذتها رجلها الى الحديقة مرت بين الطاولات والشجيرات

الصغيرة المنسقة ثم عادت الى حيث كانت ....وقفت بجانب النافذة الطويلة

وأكملت تأملها للمشهد الذي أمامها ....ضمت يديها لصدرها وسرحت في ملكوت

الله.... لم تسمعه لأول وهله ....ضايقة هذا وأحس أنها تتعمد ذلك ....تتعمد

عدم سماعه...فأعاد كلامه بنبرة أعلى : قاعده بروحج؟؟

جفلت جواهر لسماعها كلامه بشكل مفاجيء مما خالف نظريته بأنها تتجاهله..

جواهر: نعم؟؟؟

عبدالعزيز : وين حرم السفير عنج؟

جواهر: راحت شوي وبترجع...

عبدالعزيز: عاجبج الفندق؟

جواهر: حلو...

عبدالعزيز: أنا يعجبني الماريوت أكثر ...ونيس ..وفي الشانز..وكل شي حذاه ..

قضيت فيه اوقات حلوة اول ما فتح...وقبل لا يخربونه العرب...

لم ترد جواهر واكتفت بالصمت ....فأكمل : أنا درست القانون هنيه في

باريس..في جامعة السوربون....لما قررت اتخصص فيه سألت عن احسن

جامعة تدرسه وطلعت السوربون...خريج القانون منها يكون مثل شيخ

القانونيين....


لم تعلق أيضاً ..ولكنها هزت رأسها علامة الفهم....

سألها: أنتي وين درستي عيل؟

جواهر وهي ترى روضة قادمة : لندن...

كان سيكمل حديثة عندما لاحظ روضة قريبة فسكت وسلم عليها ثم تركهم

وذهب..

جلست معها دقائق قبل أن تعتذر جواهر لأرتباطها بموعد وشكرت روضة

وزوجها ثم أتصلت في السائق وطلبت منه الذهاب لفندقها... وصلت في دقائق

فالمسافة بين الفندقين ليست كبيرة اتفقت معه على الانتظار عند فندق الرتز بعد

ساعة ونصف.. صلت وبدلت ثيابها...أرتدت قميص ابيض طويل يصل لركبتها

مع بنطلون جينز مع شيلة بيضاء وحذاء جلدي ابيض اسكادا مناسب للمشي

وحقيبتها الجينز الصغيرة وغادرت الفندق أتصلت في أمها وهي تمشي في

الطريق وقبل أن تعرج على ساحة الفاندوم ...لم يكن لديها الكثير من الوقت

للتسوق .. دارت حول الساحة ومرت على Dior ثم Chaumet ودخلت

Chanel ابتسمت عندما فتح لها البواب الباب بعد أن القى نظرة متفحصة

عليها...تعودت على ذلك في مدينة الاناقة....أخذت جولة في داخله ونظرت الى

قطع ولكن لم يعجبها شيء.. خرجت وتخطت أكثر من محل حتى وصلت بولغاري

ودخلت ....أعجبتها سلسلة فأشترتها...وخرجت ومشت الى Carter ودخلته..

لمحها بول مدير الفرع الفرنسي الأفريقي الأصل فأسرع يستقبلها....رحب بها

كثيراً ...وأخذها للداخل وأجلسها ....

بول : Long time no see ?

من زمان ماشفناج ؟

جواهر: How are you Paul ??And how is your family?

كيف حالك بول.؟ وكيف عيلتك؟

بول : I'm fine. How is your mother? Did she come with you?

أنا بخير..الوالدة شلونها؟؟ جات معاج؟

جواهر:Not this time. I'm in a business trip

مهب هالمّرة...انا في رحلة عمل..

بول : What can I do to help you today?

فأيش ممكن اساعدج ؟؟؟

جواهر:I'd like to see the latest leather watches , , appointment

notebook and a pen ….

أبغي اشوف أجدد شي نزل عندكم من الساعات الجلدية , دفاتر مواعيد ..وقلم.


أمر بول البائع بأحضار ماطلبت ووضعه لها في صينية جلد لتختار... بعد نصف

ساعة كانت قد أشترت ساعة لأحمد كعربون شكر لقدومه معها...وأخرى لأمها

ودفتر مواعيد مع قلم الباشا وزرارين لعبدالله ...جلب لها القهوة الفرنسية كما

تحبها.. لقد كان يُعرف بذاكرته الحديدية ...كان ملماً بتفاصيل كل زبائنة ....

وهذا ما ميزه .... شكرته وغادرت وهي تحمل أكياسها وعادت ودخلت في

شارعRue de la paix ومشت حتى وصلت محل Alfred Dunhill

دخلته وأشترت لعبدالله محفظة وزرار من أحدث تشكيلة لديهم...


عادت للساحة ومن ثم لفندق الريتز حيث وجدت السائق ينتظرها ركبت السيارة

وطلبت منه أخذها الى جادة Avenue Montaigne كانت الساعة قد اصبحت

السادسة وسيقلون بعد ساعه ...نزلت عند بوتيك Channel ودخلته تجولت

فيه قليلاً شاهدت أحدث الحقائب وخرجت منه ودخلت للباب الاخر من نفس

المحل وتفرجت على الاحذية وأشترت لها حذائين بعد أن جربتهم ...لاحظت

وجود رجل أماراتي يتحدث لسيدة على هاتفه النقال ..يبدو أنها زوجته ويشرح

لها شكل الحذاء اللي أعجبه لها...وفي النهاية سمعته يقول بغضب : لو طعتيني

وفتحتي mms جان طرشتلج صورته وافتكيت....روحي افتحي الخدمة وبعدين

تعالي خبريني....


أبتسمت وهي تخرج حاملة اكياسها وصعدت السيارة وطلبت منه التوجه لمحل

Dolce &Gabbana أخر الشارع ....صعدت الدرجات القليلة ثم فتح لها

البائع الباب ودخلت ....تجولت معه في المحل وأختارت بلوزه من الشيفون لها

وأخرى جينز مشّجر لنوف وحقيبة يدوية لها ...وبعد أن دفعت الحساب غادرت

وصعدت السيارة وهي تنظر لفندق سلطان بروناي Plaza Athénée المقابل

وكانت ستدخل وتشرب بالمقهى شاي أو قهوة لكنها ستتأخر على أحمد ومنى في

الشانزليزية وقد واعدتهم بعد نصف ساعة..فقررت العدول عن هذه الفكرة

وأخبرت السائق بالتوجه لمقهى LE MADRIGAL ... وصلت بسرعة

للمقهى فقد كان قريب جداً ...نزلت من السيارة والقت نظرة شاملة على المكان

ولم تراهم ...فقررت أن تجلس وتنتظرهم ,أختارت لها طاولة في موقع جيد

وجلست وطلبت لها قهوة فرنسية...وضعت رجل فوق الأخرى وضمت ذراعيها

لصدرها وأخذت تراقب المارة...لاحظت أن في الطاولة المجاورة لها جلس

مطرب عربي مشهور وهو يرتدي نظارته الشمسية ويشرب قهوته بهدوء ...



خرج سيف من فندق جورج الخامس وعرج الى اليسار كان يرغب بالتسوق فقد

أشترى لأمه عطور وحذائين وشبشب وفانيله من النوع الذي تفضله ....أتجه

لليمين وذهب الى الى بوتيك Jean-Paul Gaultier وأشترى له بعض

الكنزات ثم عبر الشارع ودخل Armani واشترى له بدلة سوداء ذات قصة

غريبة مع قميصين وربطتين عنق...

أخذ يمشي تحت المطر الخفيف حتى وصل الى محل Louis Vuitton والذي

يقع على تقاطع شارع جورج سان والشانزليزية ....دخله وتوجه للمحافظ

الجلدية... تفحص بعضها وأختار منها واحد ليشتريه واعطاه البائعه وقال لها

أنه يرغب بحذاء جلد بني اللون فأخذته لقسم الأحذية ....جرب ثلاثة وأختار

واحد منها ثم دفع ثمن مشترياته وغادر المحل وعبر الشارع الى مقهى

الماريوت وجلس على طاولته المعتاده...بعد أن طلب قهوته رأى خلف النائب

ودعاه لطاولته فابتسم وتقدم ليجلس معه ....وضع أكياسه على كرسي بجانبه

مثلما فعل سيف الذي أشر على الجرسون ليأخذ طلب خلف...

سيف: سنداره هالسفير ...مابغى يخلص كلامه .....لوع جبودنا بالهذره ...الا

سويت والا حطيت والا كلمت ....يأخي هذا شغلك والا مايعرف وشو يعني

الدبلوماسية!!!!

خلف: حرام عليك قطعت الرجال ...

سيف: استغفر الله ...طفرني ياخي ...

خلف: يبغي يبين شغله قدام سعادة الوكيل ...

سيف: انزين والوكيل شدخله بيروح يقول هالكلام عند وزير الخارجية؟؟

خلف : يبغي يتجمل ...

سيف: مسويلنا عزيمة في أغلى فندق في باريس وأغلى مطعم عشان يتجمل

على حساب الدولة!!!! والله أنها لعبة...

خلف : مع أن الاشاعة تأكد أن سعادة الوكيل بيتغير ...

سيف: سمعتها ...بس مافي أي تأكيد ..

خلف: اشوفك ماخليت كيس ماشلته ...تم شي ماشريته!!!

سيف : اذكر الله ....ليكون أشتري على حسابك؟؟ قول.... عادي!

خلف: بسم الله منك ....أنت اليوم مهب طبيعي ومشّوط ومعصب على كل شي...

فيك شي؟؟

سيف: كيف؟؟ شايفني ماسك عصى وقاعد اضرب فيها العالم..

خلف وهو يقف : اقولك...قهوتك مانبغيها ....مع السلامة...

سيف وهو يمسك يده ويجلسة مرة أخرى : والله ماتقوم...مادري شفيني

اليوم...اسمحلي ..


خلف : بطلب لك شاي أخضر يهَديك...( واشر على الجرسون ولما جاء طلب

لسيف كوب شاي)

أخذ سيف يفكر بكلام خلف ( الحين صدق انا صاير عصبي اليوم؟؟ ماحس

بشي... انا بس متملل .. بس متملل من ايش؟ ... من يوم ماشفتها تسولف مع

اسود الويه ...وانا ليش اتملل؟؟ شلي انا من تكلم ولا شتسوي؟ وحشتني Jean

وايد ...كانت فاهمتني عدل...كانت تحترمني وماتسوي شي يضيقني ولا

يمللني...كانت تعرف اني احس بالغيرة فكانت ماتحط نفسها في موقف يخليني

أغار...آآآآآآآآآآآه ...وينج يا Jean ...في اخر ايميل طرشته قالت انها تركت

الـ boy friend وانها مالقت اي واحد يحل محلي...وانا بعد مالقيت اللي تحل

محلها ...) تذكر عندما عرض عليها الزواج ووافقت ولكن على شرط عدم

الانجاب لأنها لا تؤمن بإحضار أطفال لهذه الدنيا ليتعذبوا كما تعذبت مع والدها

القاسي ....وتذكر كيف انه حاول اقناعها بشتى السبل بأنه ليس كل الرجال مثل

اباها.. وانه بحاجة لأطفال يحملون أسمه ...لكن بدون جدوى...كانت مستعده

للعيش معه في أي مكان ولكنها لن تنجب ....وهذا من حق من حقوقها ...كانت

تريد حرمانه من أن يصبح أب ....حاول في السنوات التي تلت تخرجهما أن

يقنعها بعكس ذلك حتى عندما حصل على الماستر...ولكن أصرارها على رأيها

جعلته ينفصل عنها وللابد....عادت لمراسلته بعد مده واتصلت واستمر هو

بمكالمتها..الى أن أخبرته بعلاقتها مع صديقها عندها غضب وقطع علاقته معها

ولكنها ظلت تعود له بعد كل علاقة ....كان يعلم أنه ضعيف أمامها وأنه يحبها

ويسارع لمغفرتها...


جاء أحمد مع منى بعد أن انتهت من قهوتها...كان يحمل أكياس التسوق

المختلفة سلموا وجلسوا ...

أحمد: مانطرتينا وتقهويتي بروحج؟؟؟

جواهر: والله موعدكم كان من نص ساعة...ليش متأخرين؟؟

أحمد : مهب مني ...الا من بعض الناس تبغي تشتري حق كل هل الدوحة...كل

ماخلصت من حد طلع حد ثاني ....

منى: حرام عليك....تبغيني أفرح ناس وناس ...

أحمد: لا طبعاً مهب عدله...فرحيهم كلهم على حسابي...

ضحكت جواهر على نقاشهم المستمر ..

بعد أقل من ساعتين وبعد أن أنتهت منى من الحديث عما فعلوه طوال اليوم

وعما كانوا سيفعلون.... مشو في الشارع متوجهين الى مطعم بيسترو روماني

حيث سيتناولون وجبة العشاء....كان المطعم قبل محل Carter دخلوا

وأجلسهم الجرسون في طاولة في الطابق العلوي مطلة على الشارع...لم ترغب

جواهر بتناول أي شي لأنها كانت لاتزال متخمة من وجبة الغداء فطلبت عصير

فقط...مضى بهم الوقت حتى عادوا لفندقهم ليجهزوا حقائبهم فعليهم المغادرة في

الساعة الثانية عشر من ظهر غد ....

استحمت وصلّت ثم وضعت اول حقيبة على السرير وأخذت ترتب الأغراض

فيها.. اقفلتها بعد أن انتهت ووضعت الأخرى وفي أقل من نصف ساعة كانت قد

انتهت.. قررت أن تقفلها في الصباح وقبل أن تنزل مع أحمد وزوجته لتناول

الفطور.. كانت قد اتصلت في امها وتطمنت عليها وبقي نوف فاتصلت بها ولم

ترد.. وبعد دقائق اتصلت نوف بها ..

جواهر وبعد السلام : وينج عن التليفون ؟؟؟

نوف : كنت احط العشا حق محمد.

جواهر: عيل خلاص...روحي اقعدي معاه..مهب حلوه تكلميني وهو قاعد ..

نوف : بس هو يتعشى تحت مايسمعني .... وانتي اكيد بترقدين عقب شوي...

جواهر: بكلمج بكرة وانا في المطار ...

نوف: متى الطيارة ؟؟

جواهر: بنروح الساعة 12 الظهر على الـBritish ونوصل هيثرو بعدها

بساعة أن شاءالله...

نوف: الله يحفظكم ...طمنينا عليكم...

جواهر: أن شاءالله ...بوسيلي العيال ...وحشوني فديتهم...

نوف: الحين فديتيهم ...وقبل كله تقولين انهم سندراه...

جواهر: سنداره بس اموت فيهم...

نوف: هههههه ...يله تصبحين على خير ..

جواهر: وانتي من هله ...

إستيقظت في الصباح الباكر صلت ثم استحمت وارتدت بدلة كتان off white مع

شيلة سوداء وحذاء أسود بكعب عالي وضعت فوطتها وبيجامتها في الحقيبة ثم

أقفلتها..وضعت القليل من الكحل والـGloss الوردي وتأكدت من أناقتها ثم

حملت حقيبتها الصغيرة وحقيبة الاوراق ثم طرقت الباب على أحمد ففتحه ...

ووجدته جاهز هو وزوجته فنزلوا للمطعم لتناول الفطور ...وهم في المطعم

أتصل حسين ليخبرهم أنه سيمر بعد قليل ليأخذ الجوازات والحقائب ....فذهب

أحمد ليدفع حساب الفندق وليأخذ جوازات السفر ويطلب منهم تنزيل الحقائب ...


عندما وصل حسين كانوا جاهزين...طلبت منى المرور على Sephora وهم

في طريقهم للمطار ...


قال لها أحمد : بنروح المطار من وهل ...عندج وقت تدورين في السوق الحرة.

منى : يمكن مالاقي اللي ابغيه هناك..أنت تدري انها صغيرة .... عطني بس 5

دقايق..

أحمد : بيفتحونه في فيلاجيو ....

منى : لين يفتحونه يصير خير....

أحمد: أنا مهب شايل شي في يدي في المطار...اقولج من الحين...

منى: انا بشيل...ودني عاد ...

جواهر كانت تسمعهما وهي تبتسم ..كانت تعرف أن أحمد يجيب كل طلباتها

ليريح دماغه من الحاحها...

مروا على المحل وبقيت جواهر في السيارة وبعد ربع ساعة صعدوا للسيارة

واستمرت المناقشات بين أحمد وزوجته ...ووصلوا للمطار بعد ساعة...كانت

صالة مختلفة للرحلات الداخلية...وكان حسين ينتظرهم عند البوابه ومعه

مصطفى..اجراءات السفر كانت أسهل بكثير ...عرفت من حسين ان المحامين

سيعودون للدوحة على الرحلة المسائية وأن باقي الوفد سيسافر للندن لمعاينة

الاجهزة وتوقيع عقود الشراء...

توافد الجميع للمطار في لحظة ..دخل الوكيل ومن خلفه سيف وابوحسن وبعدهم

النواب...لاحظت أن سيف ارتدى بدلة بيج فاتحة تشبه بدلتها ...ابتسمت

ووضعت يدها على فمها لئلا يراها احد... مشوا خلف صدقي مندوب السفارة

الذي يرافق حسين ومروا على السوق الحرة ...دارو فيها لعشر دقائق قبل أن

يتحركوا للخرطوم..

********

reem99sh 27-05-08 04:38 PM


الجزء العاشر



بعد ساعة في مطار هيثرو

كانوا يتبعون موظف العلاقات العامة في السفارة الذي دخل لهم الطائرة بعد أن

فتحت البوابة مشوا في ممر طويل ذا تصميم قديم واجهته كلها من الزجاج

والارض يغطيها موكيت رمادي متهالك.. كانت مسافة طويلة التي مشوها حتى

وصلوا لموظف الجوازات ...ووقفوا أمام موظف الجوازات الانجليزي وهو في

الخمسينات من عمره والذي نظر لموظف السفارة بإستعلاء ثم سأله بعض

الأسئلة والقى نظرة على الوفد ثم عاد يسأل الموظف وبعد دقائق ختم على

جوازات سفرهم وكأنه تعطف عليهم بها ثم القاها على الطاولة ليأخذها موظف

السفارة ويطلب من الجميع اللحاق به للبوابة حيث تنتظرهم سيارات السفارة ..

أستقلوها بنفس ترتيبهم في باريس في اربع سيارات وغادروا المطار ...وما أن

خرجوا للشارع العام حتى انهمرت الأمطار بكثرة عليهم ولم يكن في وسع

السائق الا أن يسوق ببطء ....رجعت الذكريات لجواهر ساعة أن هطلت الأمطار

على السيارة ...أنها لسخرية من القدر أن تستقبلهم عاصمة الضباب بالمطر

الكثيف ...كانت السماء ملبدة بالغيوم ومع أن الوقت كان ظهراً الا أن اللون

الرمادي الذي طغى على الجو يوحي بقرب حلول الظلام ....بداية قاسية لأيام

عملهم في لندن وأحست أنها ستختلف تماماً عن أيامها في باريس ..حتى الجو

كان بارداَ وندمت لأنها لم تحمل معها معطف وحمدت الله عندما ركبت السيارة

ووجدتها دافئة ....كان الصمت يحل على ركاب السيارة ...وأحمد يركز وبكل

حواسه على الطريق وجواهر تنظر بحزن للجو الكئيب من خلال النافذه المغطاة

بالمطر..أما منى فحاولت التعبير عن خوفها عندما سقط المطر لكنها التزمت

الصمت عندما لاحظت توتر أحمد ...



في سيارة سيف


كان الجو متوتراً للغاية بدا سيف أنه بدأ يومه ببداية سيئة ..كان يحدّث

ابوحسن..

سيف: الحين يعجبك هاللي سواه هالحيوا.... جنه الا احنا جايين نطر منه ....

هالانجليز عمرهم مايتغيرون دايماً يعاملون الناس بدونيه ...الحين انت تشوف

هالمعاملة في مطار ثاني؟؟؟

ابوحسن : مادري ..هذي اول مرة اسافر اوروبا وماروح غير الدول العربية

وخبرك هذول اذا عرفت لهم ...ترتاح وماتحس بشي ...

سيف : عيل اسمعها مني ...مافيه مثلهم ...أنا داير أوروبا بلد بلد ...وامريكا

رحت لها مليون مره ..حتى عقب 11 سبتمبر يعاملونك عادي وإذا واحد طلع

لعين يكون أصله يهودي ...بس هنيه كلهم يعاملونا جنهم يهود وإذا لقيت واحد

زين ...يكون حظك من السما ....والا أمك داعية لك ...

ابوحسن : صل على النبي ياريال...أذكر ربك ....

سيف: لا اله الا الله ...نرفزوني الله ياخذهم ...بالعون أنا مفتك من وجيهم من

زمان ...والله لوما الشغل ماجيت....بلد كل همهم المظاهر ناس يكشخون ببدله

عشان يروحون السوق حتى في عز الحر....الواحد مايقدر ياخذ راحته بجينز

وتي شيرت ....

ابوحسن: لو رايحين مصر والا لبنان مهب احسن لنا ؟؟؟ على الأقل امورك تنحل

بالخَضر...

سيف وهو يبتسم: صدقك ...وبنستانس بعد ...وبدون مذله..يازين مصر

زيناه... طول اليوم وانت تضحك ....

أخذا يتبادلان الحديث عن ذكرياتهم وهم يضحكون.....


بعد ساعة ونصف وصلوا فندق Churchill كانت سيارة جواهر أخر

الواصلين..دخلت السيارة تحت المظلة الكبيرة وبذلك احتموا من المطر.. دخلت

من الباب الكبير الذي يسنده أربعة أعمدة رخام رمادية اللون القت نظرة شاملة

للبهو ثم توجهت مع منى الى جلسة جانبية وجلست على أحد الكراسي أما أحمد

فذهب الى مكتب الأستقبال ليسأل عن حجزه ....لاحظت جواهر أن اللون

الرمادي يعم المكان أضافة الى لون البيج للجدران وأرضية الرخام المصقول

والاثاث....والكثير من اللوحات الرائعة التي لم تستطع أن تمسك نفسها من أن

تقف وتتأملها واحدة تلو الأخرى ...فعلت ذلك بكل براءة ولم تلحظ نظرات سيف

التي تلاحقها ...

فيما بعد دخلت جواهر غرفتها ذات الطابع الحديث كانت الجدران باللون الأبيض

والاثاث والستائر باللون البني ...وبجانب النافذة الكبيرة المطلة على الحديقة

يقبع كرسي مفرد امام طاولة صغيرة وفي زاوية الغرفة مكتب صغير مع

كرسيين.. وامام السرير دولاب للادراج وفوقه تلفاز بشاشة مسطحة ...أحست

بشعور غريب..احست بعودتها للحياة الواقعية ,الحياة التي هربت منها كل هذه

السنين .. الحياة الجامدة التي لا روح فيها والتي تقيس كل شي بمقياس العقل

والعقل فقط...

وقفت بجانب النافذة تنظر للخارج وسرحت بتفكيرها الى مكان بعيد ولم تحس الا

وبأحمد واقفاً بجانبها وهو يقول لها : اللي ماخذ عقلج….

التفتت له وبأبتسامة شاحبه سألته: أنت هنيه؟؟

أحمد : ايه …هنيه …من مساعه اناديج وانتي ماتسمعين …

جواهر: اسمحلي يا اخوي …في اشياء شاغلتني وافكر فيها …

أحمد : قولي وش شاغلج ؟ يمكن اساعدج …

جواهر: جيتنا هنيه مسئولية كبيرة …أهم جهاز من الاجهزة اللي بنعاينها هو

من طلبي ….

أحمد : and

جواهر: يمكن مايعجبهم الجهاز...ويمكن يطلبون سعر مبالغ فيه ويمكن ...

أحمد : ويمكن ماتلقونه أصلاً ...ويمكن ويمكن ....Relax هذي النوعية من

الصفقات مايكون فيها مشاكل ...أي صفقة حكومية يكون سقفها أقل من مليونين

تكون عادية ....لو كانت بـ200 مليون ...ذيك الساع خافي وتوتري....

ابتسمت جواهر لرد أحمد وقالت : بتطلعون ؟

أحمد : منى قاعده تصلي وبتبدل وإذا خف المطر بنطلع تبغي تروح Oxford ..

جواهر: عيل خلاص ...بشوف حسين إذا سعادة الوكيل مايبغينا لأني أنا بعد
ابغي اروح Selfridges ..أشوفكم هناك...

بعد أن صلّت استلقت على سريرها واتصلت في حسين الذي أخبرها أنه سيرسل

لها جدول الرحلة وأن الوكيل سيرتاح لباقي النهار...وأنه سيجتمع معهم يوم غد

الساعة 11 صباحاً للتحضير لأجتماع يوم بعد غد الأثنين مع وزارة الداخلية

البريطانية ...اخرجت لها لوح شكولاته من حقيبة يدها وتناولته وهي تتصل في

أمها ..وبعدها أتصلت في نوف لدقائق ثم قررت الخروج للغداء والتسوق في

Selfridges ارتدت بنطلون جينز أسود وقميص كتان طويل للركبة أسود مع

بوت جلدي أسود وشيلة سوداء وأخرجت لها معطف بيج طويل وارتدته وخرجت

من غرفتها..عندما وصلت للبهو وجدت ابوحسن وسلم عليها وسألها : ماتعرفين

مطعم القى فيه عيش وصالونه؟؟

جواهر مبتسمه: اعرف واحد قريب بس في مجمع اسمه Selfridges في الدور

الرابع وانا رايحه هناك الحين ...

ابوحسن : جزاج الله خير ...ماقصرتي...

سيف كان مستلقياً على سريرة واضعاً رجلاً على رجل ويفكر...يفكر في أمه

التي كلمها منذ قليل وعرف أن اخوته لم يزوروها كما هو مفترض منهم ...

فأتصل في سعيد يشكو له همه ..بعدها قرر أن يصلي ويستحم ثم ينزل

للردهه..ارتدى جاكيتBOSS جلد بني مع بنطلون بني وكنزة بيج وحذاء جلد

بني ...مشّط شعره الناعم الطويل نسبياً للخلف ووضع عليه القليل من الجل

ومشطه مرة أخرى ثم رش على نفسه عطرDior Homme ثم تأكد من أن

ساعة يده على معصمه وغادر غرفته ...


عندما خرجت جواهر من الفندق كان المطر قد توقف ولكن السماء ظلت ملبدة

بالغيوم .. عبرت الى يمين الشارع ودخلت في شارع جانبي صغير ثم أخر حتى

وصلت للباب الجانبي لـ Selfridges ودخلته..

اخترقت قسم العطور والمكياج حتى السلم الكهربائي واستقلته للدور الرابع حيث

مطعم Food Garden Cafe ذا الطعام الشرقي ( هندي ولبناني ) وأجمل ما

فيه أنها لن تنتظر الطعام فهو جاهز( بوفيه ) ماعليها الا أن تأخذ صحناً وتملأه

بما تشتهيه نفسها ...

دخلته وخلعت معطفها لأن كل المتاجر في أوروبا تكون دافئة فهم يشغلون

التدفئة المركزية فيها ..أمسكته بيد وأمسكت الصينية باليد الاخرى وأخذت

تدفعها على الطاولة وأمام قدور الطعام.... وضعت في صحنها بعض الفتوّش

والحمص ... ثم اختارت شقف دجاج وطلبت من الشيف اللبناني شيّها لها

ووقفت تنتظره .. لم يكن هناك الكثير من الزبائن لذا خدمها بأبتسامة على وجهه

واضاف لها رغيف خبز ساخن... تحركت بصينيتها للأمام حتى وصلت لقدر

شوربة العدس الكبير فصّبت لها القليل منه وأرادت أن تحملها لتأخذ لها كأس

من العصير ....ولكن وبما أنها كانت تحمل معطفها بيد والصينية التي ثقُلت باليد

الأخرى , فتأرجحت الصينية وكادت أن تسقط على الارض لولا أن حملها أحدهم

عنها في لمح البصر...


جلس سيف في الردهة قليلاً ولما قرصه الجوع تذكر أنه لم يتناول شيئاً منذ

فطوره فقرر أن يذهب لأقرب مطعم ليأكل أي شي.. أتصل في ابوحسن ووجده

ينتظر بالبهو فنزل له....فأعلمه بأن جواهر أخبرته عن المطعم فقرر أن يرافقه

اليه وبعد قليل وبعد أن سألوا البواب ... مشوا في نفس طريق جواهر ودخلوا

من نفس الباب, دقائق وكانوا واقفين في نفس الصف .... لمح سيف جواهر

وهي تغرف لها الشوربه وأخذ يختار السلطات بدون اهتمام , كان يضعها في

الصحن وبصره معلقاً عليها...وعندما لاحظ انها ستسقط الصينية لم يحس بنفسه

وهو يترك صينيته مكانها بجانب ابو حسن ويهرع لمساعدة جواهر التي رفعت

عيناها لتشكره فالتقت بعيناه وتعطلت لغة الكلام وأحست بالحراره تشتعل في

وجهها من الحرج وعندما لاحظ سيف ذلك ابتسم لها وقال : معبله عمرج

بالاوركوت .... هالكثر بردانه؟؟


لم تقدر جواهر أن تنطق بكلمه فحمل عنها سيف الصينية وتوجه الى المحاسبه

ووضعها هناك على الطاولة وهو يقول لها ساخراً : عفواً .... وعاد الى حيث

صينيته ودفعها الى حيث السمك البريطاني المقلي مع البطاطا ووضع قطعتين في

طبقه وهو يراقب جواهر التي دفعت ثمن غدائها ثم ارتدت معطفها مرة أخرى

وحملت صينيتها وتوجهت الى أبعد طاولة في المطعم مقابل النوافذ التي تطل

على العاصمة وهو يبتسم ويفكر( مسكينه ...توهقت ورجعت البسته مرة

ثانية... هههههه لو حاطته على طاولة وراحت ورجعت جان ماحصلته ...)


جواهر بدورها جلست وهي متضايقة من تصرف سيف معها وإحراجه اياها

بكلامه ....وتفكر ( يبط الجبد ....يحر....يحررررر....اونه هالكثر بردانه ....

وهو شخصه؟؟ اخخ )

فيما بعد نزلت للتسوق قليلاً في المتجر وبعد ساعتين التقت بأحمد وزوجته في

الدور الارضي قرب قسم الأحذيه ( عزكم الله ) ومن هناك قرروا الذهاب الى

HARVEY NICHOLS وفعلاً استقلوا السيارة الى Knightsbridge

ودخلوه وافترقوا كالعادة .... وقبل الثامنه وقبل أن يغلق المتجر كانوا أمام الباب

الجانبي للمتجر ينتظرون أن يقرب السائق السيارة لهم ليتفادوا المطر

المنهمر..كان البواب يضع المظلة على رأس كل واحد الى أن يدخل سيارته

ويعود ليساعد الآخر وهكذا دواليك....


بعد أقل من عشرون دقيقة كانت في غرفتها ....أستحمت وأرتدت بيجامة قطنية

وصلّت أطفأت النور وفتحت الستارة كعادتها ثم جلست على الكرسي الذي بجانب

النافذه ورفعت رجليها وضمتهم لصدرها واضعة ذقنها على ركبتها وتنظر للمطر

وهو يتساقط على نافذتها لدقائق قبل أن تمسك هاتفها النقال وتتصل في أمها ...

وبعد 5 دقائق أتصلت في نوف وردت عليها بسرعة ...

نوف : هلا والله بأهل لندن هلا...

جواهر بصوت يملأه الأحباط : اهلين ...شحالج نوف وشحال عيالج ؟؟

نوف : كلنا بخير المهم أنتي شحالج ؟؟؟

جواهر: أنا بخير الحمدلله ..

نوف : هاللي اسمعه صوت المطر؟؟

جواهر: ايه ...لأني قاعده احذا الدريشه فالصوت قوي ...

نوف بحسد : يحيكم ... جان زين أنا معاج الحين ....

جواهر: الا جان زين أنا معاج ...

نوف: حد يهّد هالجو ويجي هنيه !!!

جواهر: لو على الجو بس جان زين ....بس هو على الناس اللي يخربون

هالجو..

نوف : شصار اليوم بعد؟

حكت لها عن الموقف الذي حصل لها مع سيف فضحكت نوف بصوت عالي مما

أغضب جواهر: الحين أنا منقهره وأنتي تضحكين!!!

نوف: والله الموقف كله يضحك...

جواهر: يله عيل روحي كملي ضحكج وانا بروح ارقد ...

نوف : والله ماتسكرين ....خلاص مهب ضاحكه ...كملي...

جواهر: عيل Selfridges فيه 8 مطاعم يخليهم كلهم ومايجي الا هذا؟؟؟

نوف :مهب أنتي معلّمه ابوحسن عنه ...

جواهر: ابوحسن مهب هو...

نوف: وهو قاله ...عادي..

جواهر: بس في شي أسمه Room Service ليش مايطلب منه مثل غيره ...

وبعدين هو مهب دافع من جيبه...الا كله على حساب الحكومة...

نوف: وأنتي ياحياتي ...

جواهر: شفيني أنا ؟؟

نوف : ليش ماكلتي في الفندق مادام الأكل على حساب الحكومة؟؟

جواهر: أنا جايه انحبس بروحي في غرفتي؟؟ قلت بروح مع الناس...

نوف: وهو بعد بغى يروح مع الناس...

جواهر: أنتي معاه والا معاي؟

نوف: بس خلاص حبيبتي انا معاج ....

جواهر: بس هو رزيل ...ليش يتتطنز علي ...أنا كله بردانه وبعدين أحنا في

لندن.. ولندن كله برد ...

نوف : أمي تسلم عليج ترى ....وتقولج تحملي على نفسج ..

جواهر:الله يسلمها ...شخبارها ؟؟ ان شاءالله مرتاحه...

نوف: الحمدلله ...ماتشكي باس...

جواهر:سلمي عليها...

نوف :الله يسلمج ....يله اخليج الحين روحي ارقدي.. تصبحين على خير

حبيبتي..

جواهر: وانتي من هله...مع السلامة...

أستلقت جواهر في فراشها وهي تفكر ...( صحيح انه انقذني من حرج كبير ...

بس بعد هو احرجني ....مادري ...احسه يسوي شي زين وبعدين يستخسره ..)

غلبها النوم بعد لحظات ...





صباح اليوم التالي


نزلت جواهر قبل الأجتماع ووجدت حسين في الردهه ينتظر وقد رتب لهم جلسة

متطرفة على عددهم للأجتماع وقد جلس الوفد فيه ولم يبقى الا هي وسعادة

الوكيل فقط نظرت حيث أشر لها فوجدت سيف جالس بجانب خلَف وابوحسن

بجانب جاسم النائب الاخر وبقيت الأريكة فقط ...مؤكد لن تجلس بجانب الوكيل

على نفس الكرسي..ولكن وبمجرد أقترابها منهم نهض سيف تاركاً لها مكانه

وجلس هو على الأريكه ...قدرت له هذا الشيء فسلَمت وجلست ..ثواني وإذا

بسعادة الوكيل يتقدم لهم وبعد السلام جلس بجانب سيف وبدأ الأجتماع ...


بعد أنتهاء الأجتماع والذي استغرق ساعة تم التحضير فيه لكل النقاط التي

ستكون محور اجتماعهم في صباح يوم غد مع( FSS) ورئيس شرطة لندن...

توجهت جواهر الى الـ Concierge وسألته عن مسرحية Fame والتي

ترغب بحضورها فأخبرها أنها لاتعرض يوم الأحد والوحيدة التي تعرض هي

Lion King وهناك عرض الساعة الثالثة ومدتها ساعتين وخمس واربعون

دقيقة وأكد لها أمكانية الحصول لها على تذاكر فأتصلت بأحمد لتسأله : هلا

أحمد..شحالك؟

أحمد : هلا والله بجوجو الصغيرة ...

جواهر: أنتوا وين عيل؟

أحمد : هنيه في Oxford ..بتجينا؟

جواهر: لا حبيبي ..متصلة أسألك أذا تبغون تروحون معاي مسرحية والا لا؟؟

لأني بحجز الحين ..

أحمد : لا وين نروح وهذي للحين مادخلت الا جان لوي ....

جواهر: عيل خلاص..سلم على منى ..

أحمد : في امان الله ...

جواهر: في امان الكريم ...

دفعت له ثمن التذكرة وزادته اكرامية لحصوله لها على تذكرة بهذا الوقت

السريع مع نفاذ أغلب تذاكر العروض في مسارح West End عادةً لكنها

ولأنها دأبت على حضور العروض المسرحية كانت تعلم أن هناك دائماً طريقة

للحصول على تذاكر في اللحظات الاخيرة حتى من السوق السوداء ..

استقلت سيارة الأجرة الى Piccadilly حيث المسرحية نزلت بالقرب من مقهى

وطلبت لها شطيرة جبن وتناولتها مع شراب غازي حتى حان موعد المسرحية

فدخلت المسرح...كانت مسرحية استعراضية غنائية ممتعة وعندما خرجت منها

كان الوقت لايسمح لها بعمل شيء آخر فمعظم المتاجر تغلق ابوابها الساعة

السادسة ايام الأحاد.. أتصلت بأحمد الذي أخبرها بأنهم لازالوا في نفس

الشارع..فقررت أن تمشي لهم لعلمها أن الجو لن يمطر اليوم ...الغيوم كانت

خفيفة تكفي لحجب أشعة الشمس ولكن الجو لم يزل بارداً... عرجت على شارع

Regent ومشت الى أن وصلت الى تقاطع شارع Oxford وعطفت الى

اليسار حيث ستلتقيهم ومرت على مطعم صغير بين المحلات يبيع الوجبات

السريعة مثل قطع البيتزا والبطاطس المشوية بالجبن ويضعها في واجهه

زجاجية صغيرة...تذكرت أنها كانت تشتري منه في الماضي إن أحست بالجوع

وتأكل البطاطا الساخنة وهي تجول في الشارع وتتفرج على واجهات

المحلات....

وصلت الى محل التذكارات المليء بالبضائع التذكارية عن بريطانيا واللعب

الغريبة والقبعات الملونة الكبيرة حيث يفترض أن ينتظرونها ..دخلته ووجدتهم

هناك فأخذت تتجول فيه وهي تتفحص الالعاب بحثاً عن أحجام صغيرة تشتريها

للأطفال... وبعد نصف ساعة

أحمد : يالله ماتعبتوا من الحواطه؟

منى : لا للحين ..

جواهر: أنا تعبت ...أبغي أصلي وأرتاح شوي قبل العشا..

أحمد: وين تبغون تتعشون.؟

جواهر: انا اليوم غداي سندويش ...شرايكم نروح Scalini's .

منى: حلو والا شرايكم في Mumbai والا نروح مطعم الباشا ....

أحمد : الحين هالمطاعم اللي قلتيهم واحد هندي وواحد لبناني واللي عجبج

ايطالي...فأي واحد تبغين ؟؟

جواهر: أنا خاطري في Scalini's واذا ماتبغونه ....كيفكم ...بروح

بروحي...

أحمد: أحنا تونا نتناقش وانتي بسرعة عصبتي ...تبغينها من الله عشان تروحين

بروحج؟

جواهر: شسوي فيكم ؟؟ عيل الحين اقولكم خاطري في الايطالي وانتو للحين

تتناقشون ياخي جاملوني شوي وعطوني ويه ....أنا ماشوفكم كل يوم...

أحمد: بل بل ...خلاص لا تاكلينا ...بنروح مطعمج ...بس على حسابج ...

جواهر: خلصونا الحين صارت الساعة سبع ونص وبعد شوي بيأذن المغرب ...

أتفقوا على العوده للفندق والذهاب فيما بعد لتناول العشاء في Scalini's ..


فيما بعد


أرتدت بدلة صوفية خفيفة لونها برتقالي فاتح عبارة عن جاكيت طويل للركبة ذا

طراز هندي مع بنطلون مماثل وشيلة بيج وحقيبة يد وحذاء بكعب عالي بنفس

اللون أيضاَ ...وضعت الكحل والقليل من الـ Glossتأكدت من شكلها في

المرآة وطرقت الباب على أحمد ثم أخبرتهم أنها ستنتظرهم في الأسفل ....نزلت

في المصعد وذهبت لتجلس في البهو ثم تذكرت أنها كانت ترغب بالنظر الى

لوحة عازفة البيانو فتوجهت لها ووقفت أمامها وأخذت تتأملها بينما تنتظرهم...



بعد الأجتماع ذهب سيف مع أبو حسن الى منطقة Knightsbridge للغداء

في مطعم Ciro's Pizza Pomodoro وطلب بيتزا مارغريتا لهم الاثنين بعد

أن أنتهوا من الغداء تجولوا في المنطقة قليلاً لأن ابوحسن لم يزرها من قبل ..

وعادوا الى الفندق في سيارة الاجرة مروراً بالـ Hyde Park ووصلوا بعد

حلول الظلام وعندما دخلوا لبهو الفندق شاهد سيف جواهر تمشي في الردهة

وتقف أمام لوحة معلقة على الجدار.. أكمل طريقة للمصعد ودخل كل منهما الى

غرفته للصلاة والراحة قبل أن يذهبوا ليكملوا يومهم ويسهروا في Piccadilly

كما أقترح سيف ...


في سيارة الأجرة كانت جواهر تتأمل قطرات المطر الخفيفة على زجاج نافذتها

ولا تسمع الحديث الدائر بين منى وأحمد حول ذهابهم غداً الى مجمع

Blue water .

كانت مشاعرها غريبة ....تذكرت آخر سنة لها في بريطانيا ولندن بالتحديد كانت

أيام حزينة وكئيبة مثل جوّها....كانت تعد الدقائق لتهرب من هذه المدينة بدون

أن تفكر بالعودة ... لكنها عادت ....عادت وقد ظنت أنها نسيت ...ولكن

الذكريات بدأت بالانهمار عليها منذ وطئت رجلها أرض المطار ...وكانت تحاول

أن تهرب منها ولكن هيهات ...هزت رأسها بشده لتنفض الافكار منه وتوقفت

عندما أنتبهت لنفسها وحمدت ربها أنهم لم يلاحظوها ...دخلت السيارة

Brompton Road فمروا على Harrods ثم دخل الى اليسار والى

اليمين الى شارع Walton دقائق ووصلوا المطعم الذي كان على ناصية في

وسط الشارع كان أحمد قد حجز طاولة بأسمه تحسباً لزحمة المطعم

المشهور...وفعلاً كان الزبائن على أغلب الطاولات ماعدا طاولتهم والتي أخذهم

لها المسؤول وجلسوا...كانت الطاولات قريبة من بعض بشكل غريب ولكن

طعامه اللذيذ وجوه الساحر كان يجبر الناس دائماً على العودة...


بعد ساعة

أتصل سيف في خلَف واتفق معه على مصاحبته , واتصل في ابوحسن والذي

كان مازال تعباً ولكنه وافق على الذهاب معهم ....أنزلهم سائق سيارة الأجره

الى ناصية في الـ Piccadilly وذهب ...بدا المكان رائعاً بالأضواء التي تخرج

من لوحات الاعلانات النيونيه الضخمة على العمارات وزحمة السيارات وكثرة

السواح المتواجدين .. هناك نافورة الماء والتي أعتلاها تمثال لملاك ...وفنادق

فاخرة مثل Ritz Hotel , كانت دنيا اخرى غير الدنيا التي عرفها ابوحسن في

لندن ....لقد ظن ان الانجليز لايسهرون ولا يمرحون ولكنه الآن غير رأيه...

أخذ سيف يشرح له وهم في الطريق الى المقهى.

سيف : شوف ياحبيبي ..هاي البكاديللي سموها على موديل فستان كان موضه

في القرن السبعطعش اللي اشتهر فيه واحد خياط واستغنى من وراه فبنى له بيت

هنيه فسموه على تصميمه يعني على راعي البكدلز تخيل ...ومع الايام بنو

نصب تذكاري اللي هو هذا ( واشار على نافورة ماء ) حق واحد معروف وقتها

وحطوا عليه تمثال ملاك ...هذا اللي فوق تشوفه..

ابوحسن : الحين هذا ملاك !!!! شكله معفن وخايس...

سيف: ينظفونه كل ماطرى عليهم ....لا يفوتك بعد ..ترى هالتمثال شالوه وقت

الحرب العالمية الثانية من الخوف لايصير فيه شي ولما انتهت الحرب رجعوه...

ابوحسن: صيه بعد هالمقطّن...هههههههه

سيف:ههههههههههه


أختاروا مقهى وجلسوا فيه وأكملوا سهرتهم في المكان التي يرتاح سيف فيه....



في اخر الليل

كانت جواهر تتحدث مع نوف على الهاتف...

جواهر: يعني كنتي عند امي اليوم؟

نوف: اقص عليج ؟؟ تبيني احلف ....ماطلعنا من عندها الا لما شفناها تنود..

جواهر: وشخبارها؟ انا كل ماكلمها تقوللي انها بخير بس انا قلبي ناقزني مادري

ليش.

نوف: انتي تحاتين عشانج ماتشوفينها ...بس خلاص كلها كم يوم وبتشوفينها..

جواهر: الله يصبرني ....

نوف: قوليلي وين رحتي اليوم؟

جواهر: كان عندنا اجتماع مع الوكيل عشان بكره..بعدها رحت حضرت مسرحية

Lion King و..

نوف مقاطعه: وشو ؟؟ مهب كنها هالمسرحية حق اليهال؟ بدل ماتودين عيالي

تروحين بروحج؟

جواهر: هم عندي وماوديتهم؟ بعدين الجمهور اغلبه من الكبار ...مسرحية

عجيبة ولا المطربة صوتها عذاب ...

نوف: وانتي متفرغه تروحين مسرحيات؟

جواهر: تمللت من السوق قلت اغير....وبعدين انتي تعرفين اني احب اروح

هالاماكن...

نوف: اعرف ...اعرف..لو انا منج انتهز اي فرصة واروح اتشرى وين بتلاقين

مثل هالمحلات الا في لندن...

جواهر: تمللت عاد ....المهم ...فاتج رحنا تعشينا في Scalini's ..

نوف: ياحيكم ...انتي ومن؟

جواهر: احمد ومنى...

نوف: وطلبتي البيتزا ..

جواهر: ايييييييييييه ....لذذذذذذذذذذذذذذيذة ...تذكرتج..

نوف: تحريييين ....ماحبج ....روحي ارقدي روحي....

جواهر: هههههههه بروح أصلاً عندنا شغل من الصبح ...تصبحين على خير...

نوف: وانتي من هله ..مع السلامة..






في صباح اليوم التالي أستيقظت جواهر الساعة السادسة والنصف وأستحمت

وأرتدت بدلة رمادية مخططة بخطوط رفيعة بيضاء مع بلوزة وشيلة بيضاء

وحقيبة يد سوداء وحذاء اسود بكعب عالي...وضعت كحلها و والـGloss

الوردي ألقت نظرة على شكلها ثم غادرت غرفتها الى البهو حيث أجتمع الوفد

قبل التحرك الى شركة Forensic Science Service (FSS) تحرك الوفد

ومعهم حسين وموظف من العلاقات العامة في السفارة الى مقر الشركة في

شارع Lambeth Road ....عندما خرجت جواهر من باب الفندق أحسّت

بالهواء البارد يلمس وجهها أرتجفت لثانية وتذكرت أنها لم تحضر لها معطف

مع أن البرد شديد لئلا يسخر منها مديرها ثانية..مديرها الذي كان يرتدي بدلة

سوداء وقميص ابيض وربطة عنق سوداء أيضاً وبدا غير مكترث ببرودة

الجو..في الطريق مروا على الـ Piccadilly ثم على St James's Park

وعبروا نهر التايمز وفي دقائق وصلوا للمبنى ..كان مبنى تقليدي لونه أبيض

ولا يدل على أن شركة مهمة مثل هذه تعمل بين جدرانه.. كان في أستقبالهم

رئيس شرطة مدينة لندن المفوض Mike Bowron والسيد مدير ( FSS )

رافقوهم الى قاعة الاجتماعات حيث كان هناك موظفين بأنتظارهم وبعد أن

جلسوا عرض أحدهم عن تاريخ الشركة..

كيف أنها شركة حكومية والرائدة في السوق بتقديم خدمات الطب الشرعى لقوات

الشرطة في انكلترا وويلز مركزها الرئيسي في مدينة Birmingham ولها 11

مرفق في أنحاء البلاد وتساعد الدول الأخرى عند الطلب , وتتعاون مع 60 دولة

حالياً ...

تم عرض جهاز الفحص المحمول CellDEK وهو عبارة عن عدة متكاملة في

حقيبة صغيرة ذات بطارية تعمل لـ 10 ساعات متواصلة وممكن تعبئتها عن

طريق شاحن السيارة أو الشاحن الأصلي...كما أن البيانات المطلوبة وفي حالة

توفر قاعدة بيانات تكون جاهزة خلال 5 دقائق ....


وتقنية أخرى هي Footwear Intelligence Technology (FIT) والتي

يمكن معرفة الجاني عن طريق طبعة قدمه على حسب ثقل الوزن وهي تسمى

Cinderella analysis وسميت كذلك نسبة الى قصة حذاء سندريلا ....ابتسم

الوفد القطري وتبادلوا التعليقات فسألهم المدير عن رأيهم فضحك سيف وقال:

We have this technology for more than 200 years ..

نحن عندنا هالتقنية من اكثر من 200 سنة..

المدير وهو متعجب : How come ??

: كيف ذلك ؟؟

سيف: We have a family called Almerrah they are experts in

tracing a human being or an animal or a car and they know


if the animal has 1 eye or old or sick or ….and the kind of

car that has been here, the things in it and how many people

were in…

: عندنا قبيلة المره هذول خبراء في قص الأثر الانسان او الحيوان او السيارة

حتى ، ويفرقون بين الحيوان إذا كان عور والا عجوز والا مريض ، ونوع

السيارة التي تكون هنيه وش حمولتها وكم شخص فيها...

المدير: But we are talking about a new technology , the

possibility of mistakes is zero

بس أحنا نتكلم عن تقنية أحتمال الخطأ فيها صفر.

الوكيل مقاطعاً الجدال: Can we continue please?

ممكن نكمل من فضلكم..


شاهدوا عرض لأحدث تقنية تسمح بالتعاون مع الخبير جنائي في تحديد هوية

أشخاص عبر تركيب الحمض النووي الـ DNA من خلال تحليل أدلة حتى ولو

لمسها أكثر من شخص ..ولكن من المهم لنجاح كل التقنيات بناء قاعدة بيانات

لجميع سكان البلد لتكون مرجع للخبراء الجنائيين...وأخبرهم أن حوالي مليون

شخص بريطاني تبرعوا بتخزين جيناتهم في قاعدة البيانات الخاصة بالحكومة

والباقي في الطريق...


وفي أخر الاجتماع ذكر المفوض مالفت نظر الوفد القطري عن بروفيسور

متخصص في مادة علم الجينات ويعتبر الأفضل في هذا الحقل قد تقاعد من

جامعة Oxford وأنهم حاولوا توظيفة كخبير لديهم ولكنه رفض لمرض زوجته

ونصيحة الأطباء لهم بالذهاب لبلد ذات جو دافيء ولذلك قرروا الهجرة لجزر

الكاريبي وذكر أن أسمه Russell Oliver ولم تقدر جواهر من قولها

وبالعربية: هذا أستاذي...

التفت الجميع لها مما أحسسها بالاحراج وقال لها الوكيل: بعدين بنتناقش في

هالموضوع...

بعد ساعتين انتهى اجتماعهم بأن يتم شراء بعض هذه الأجهزة لدولة قطر على

أن تتعهد الشركة المصنعة بتدريب المحللين الجنائين عليها ...وتم توقيع هذه

الأتفاقية في أخر الأجتماع والتي كان مقرر لها من خلال مراسلات مسبقة بين

الطرفين....


فيما بعد وقبل مغادرة مبنى الشركة تقدم حسين من باقي الوفد عندما كان الوكيل

يسلم على الجانب الأنجليزي وأخبرهم أن هناك أجتماع في الفندق فور عودتهم

اليه..


بعد أقل من نصف ساعة وفي جلسة في بهو الفندق كان الجميع ينظر الى الوكيل

الذي وجه سؤاله الى جواهر: أنتي كيف كانت علاقتج مع البروفيسور اللي قالوا

عنه؟

جواهر: كان أستاذي ومشرفي طول فترة دراستي ..سيدي

الوكيل: وش ممكن تقولين لنا عن شخصيته؟


جواهر : سيدي ...كان صارم بس لطيف...كان يحترم فيني التزامي بديني
ويقول أنه اكيد أثر بالتزامي في دراستي وحياتي وبشكل ايجابي...وكان يحب

العرب وزار مصر أكثر من مرة...

الوكيل: تقدرين تدبرين لنا موعد معاه بكره وبنروح له مكتبه أذا بغى ؟

جواهر: بحاول سيدي.. أنا ماقطعته ...كنا نتراسل بالايميل ..

الوكيل : كلميه الحين وشوفي...

جواهر وهي تمسك هاتفها النقال: حاضر سيدي..

قامت من كرسيها وأجرت أتصال لمكتب أساتذها وكلمت السكرتيرة التي وبعد

ترحاب كبير أعطتها موعد في ساعة الغداء لأنشغاله طوال اليوم..عادت للوكيل

وأخبرته بنتيجة المخابرة..

الوكيل: خلاص عيل ...أستعدوا بكرة الصبح نلتقي في اللوبي الساعة 9,30 أنا

وسيف وجواهر وحسين وبنحّرك على جامعة أكسفورد وبنرجع وأحنا بأذن الله

معانا موافقة البروفيسور أنه ينتقل الدوحة ويشتغل معانا خبير...

لاحظ سيف الذي كان صامتاً طوال الوقت الحزن الذي بان على وجه جواهر عند

سماعها قرار الوكيل ...وكأنها لاترغب للذهاب لـOxford لما ياترى هذا

الحزن المفاجيء؟ ؟ وأخذ يفكر ( ليش حزينه؟؟ يمكن ماتبغي تروح؟ حد مايحب

يرجع جامعته ويزور المدينة اللي عاش فيها أحلى أيام حياته!!! أنا ودي اروح

جامعتي اليوم قبل بكره..هذي أنسانه غريبه ...حتى صوتها فيه حزن وهي

تقولنا عن موعد أساتذها )


تذكر قصيدة دايم السيف الأمير خالد الفيصل

الحزن في صوتك


الحزن في صوتك ازعج ساكنـي

لين صار الكون من حولي حزين


غصب عني حزن صوتك هاجني

لين خلّى عاصي المعنـى يليـن


وامتثل حرف القصيـد وعادنـي

وانسكب شعرك على حزني حنين


شلت انا صوتك وحزنك شالنـي

اكتم الصرخه وينسـاب الأنيـن


شفت حزنك كيف حزنك شافنـي

كيف داهم خلوتي فـي لحظتيـن


طير انا مثلك زمانـي ضامنـي

جرحتني مثلك سيـوف السنيـن


صابك اللي من زمانـي صابنـي

في معاليق الحشا جرحـه دفيـن


كلّمـا ودعـت هـم زارنــي

من عذاب الوجـد بيـاح الكنيـن


الفرح عقـب الصداقـه هابنـي

خافت البسمه على وجهي تبيـن


طير ياللي صوت حزنك صابني

الله اللـي ينتصـر للصابـريـن


فيما بعد في العصر

كانت جواهر في غرفتها تشرب القهوة التي طلبتها أمام النافذة وهي تفكر في

مشوارها لأكسفورد في الغد لم تتناول الغداء لأنها فقدت شهيتها للطعام ....

أخذت تنظر للحديقة والذكريات المؤلمة تعود من جديد ....أحست بوخزة في

قلبها وبدون أن تشعر أمسكته بيدها وكأنها ستمنع الالم عنه ولكن هيهات

تحولت الوخزة الى ألم ثم أنهمرت الدموع مع تدفق الذكريات...تذكرت لقاءها

الأول بفهد وهي في الثانية والعشرون من عمرها كان يومها الأول في الجامعة

وهي تمشي ممسكة بيدها جدول محاضراتها وأماكنها ووجدت قاعة المحاضره

في مبنى منفصل والتوتر مسيطر عليها.. وعندما وصلت كان المحاضر قد سبقها

فلم يسمح لها بالدخول بعده ووبخها أمام الطلاب عندما رآها متحجبة..خرجت

مطأطأة رأسها وعلى وشك الانفجار ومشت في الممر الحجري ذو الأقواس حتى

وصلت أخره وجلست على الدرج واضعة رأسها بين يديها والاحباط يغمرها ولم

تستطع أمساك دموعها أكثر فأخذت تبكي ولم تلحظ الشاب الذي جلس بجانبها الا

عندما مد لها محرمه لتمش بها دموعها قائلاً لها بصوت مليء بالحنان : إذا من

اولها بتنهزمين عيل لازم ترجعين البلاد أحسن..بس لو أنا منج ما أخليهم

يحبطوني لأن الأنجليز جلفين ويعتبرون قوانينهم مقدسة ...تعلمي تحترمينها

وبترتاحين ....

التفتت له وهي لازالت تمسح دموعها من على خدها لتقول وبتردد لعدم معرفتها

به : بس أنا تأخرت 5 دقايق بس ...واليوم أول محاضرة وماتوقعت أنه


بيفشلني ويطردني قدام كل الطلاب...

الشاب : معليه أختي ....تذكري الضربة اللي ماتذبحج تقويج..وتعلمي كيف

تتعاملين معاهم وبترتاحين....روحي شوفي مكان كل محاضراتج وتأكدي من

الوقت عشان ماتمرين بمثل هالموقف مرة ثانية..والحين أسمحيلي لازم أروح..

بشوفج اكيد ....باي..

غادر الشاب فجأة مثلما ظهر فجأة حتى أن جواهر ظنت أنها تخيلته .... بعدها

تأكدت من قاعات محاضراتها ووقتها وأصبحت تحضر قبل بوقت كافي لتتحاشي

الاحراج...


********

reem99sh 01-06-08 01:47 PM


الجزء الحادي عشر




صوت هاتفها الملّح قطع عليها أفكارها وعندما ردت كان أحمد قال لها بعد

السلام: أنتي بتروحين معانا نتعشى لين رجعنا من كنت ؟

جواهر: لا ..ماقدر اطلع اليوم ...بكرة عندنا شغل مهم في أكسفورد ولازم استعد

له من اليوم ...

أحمد : وش شغله؟

جواهر : الوكيل يبغينا نروح كلنا حق جامعة اكسفورد ....وبنرجع في نفس

اليوم.

أحمد : الله يعينج ...يله بخليج عيل ...


نظرت الى الطاولة الدائرية أمامها ورأت 3 فناجين قهوه فارغه..أعادت نظرها

للمطر الذي يتساقط على نافذتها وغرقت في ذكرياتها مرة أخرى ...فيما بعد

تعرفت على ندى البحرينية والتي التقتها في المكتبة وهي تحمل المراجع الثقيلة

فعرضت عليها المساعدة بوجه بشوش وهي تقول لها: شكلج خليجية هالجمال

المغطى بالحجاب أكيد عربيه هههه..


فرحت جواهر لمقابلتها ندى وشعرت أنها ستصبح صديقتها ...عرفت عندما

جلست معها أنها تكمل دراستها وفي نفس التخصص علوم المختبرات الطبية..

كانت لها نعم الصديقة, وقضت معها ومع امها امسيات كثيرة خصوصاً وأنها

تعيش وحدها في الغربة ...كانت تعشق أطباق أمها التي تعدها وخصوصاً

المجبوس ...وفي يوم من الايام وهم يمشون في الساحة الخضراء التي تحيط

بمباني الجامعة المتفرقة لمحوا فهد وحوله فتيات يتحدثون معه ويتضاحكون

بصوت عالي ....بدا عليه الانبساط معهم وحذرتها ندى منه قائلة: هذا واحد من

الشيوخ في بلاده تملل من الدوام في شركة ابوه قرر أنه يكمل دراسته في إدارة

الأعمال ويأخذ إجازة من كل الضغوط اللي في حياته ....ومسوي نفسه دون

جوان وكل يوم مع بنت شكل....ماتمت بنت حلوة في الجامعة مارافقها حتى

بنات بلاده وبعد كم يوم يتملل منهم ويغير ....

جواهر: بس شكله طيب وأجودي ....ساعدني في أول يوم لي في الجامعة ....

ندى: يتروالج أنه طيب ....هذا اناني ومايحب الا نفسه وكل شي يسويه لغرض

في نفسه ....تحملي منه تراه أكيد بيحاول يتقرب منج وبأي حجه فأنتي انتبهي

منه ...لاتقولين ماحذرتج ...


وصَدَقت ندى حاول كثيراً خلال السنه الاولى أن يتقرب منها ممارساً كل أنواع

الحيل كلما سنحت له الفرصة وكانت لوحدها....لذا كانت تحرص جواهر على

عدم البقاء لوحدها في مبنى الجامعة كلما استطاعت ذلك...وكانت كلما أعتذرت

منه وتركته أزداد إصرارا على معاودة الكرة بوجه جديد وسبب اجدد....

كانت تربية جواهر المحافظه هي الرادع لها لعدم التجاوب معه وطبعاً كانت تخبر

نوف بكل التفاصيل...ولكن نظراً لعدم خبرتها مع الرجال من قبل وعدم اختلاطها

بهم كانت تحس بشعور غريب كلما قابلت فهد ....كانت تشعر بخفقان قلبها يزداد

في كل مرة ولم تعرف معنى هذه الخفقات السريعة....داخلياً كانت تشعر

بالإطراء لمحاولة فهد المستمرة للتقرب منها مع وجود كل الفتيات الجميلات

حوله ....


انتبهت لنفسها عندما سمعت الباب المشترك بينها وبين غرفة أحمد يُفتح فقامت

من مكانها وأخذت ثياب من الدرج ودخلت للحمام....بعد أن استحمت صَلت

واتصلت بأمها وكلمتها قليلاً ثم اتصلت بنوف التي لاحظت نبرتها الحزينة...

نوف: أنتي مهب طبيعة حاسة أن فيج شي...

جواهر: مافيني شي ....بس شوي متضايقة....

نوف: وش اللي مضايقج حبيبتي؟؟

جواهر: بكره لازم نروح جامعة أكسفورد ...تعرفين شمعناته هالكلام؟؟ يعني أني

بروح وبرجع أعيش نفس السالفة مرة ثانية ...

نوف: تصدقين ...أنتي ممله وتحبين تسوين افلام هندية وتعيشين فيها...

جواهر: الله يسامحج...

نوف: أنا من صجي ....السالفة أنتهت من سنين ....وراعيها في بلاده وماراح

تشوفينه وتلاقينه مستانس ولا يتذكرج .....خلاص فكري بطريقة ايجابية

وتذكري انج بتروحين تشوفين جامعتج وتقابلين دكاترتج...وبتمشين في

الشوارع اللي ياما مشيتي فيها والمطاعم الي كلتي فيها والمكتبات اللي

تحبينها...استهدي بالله وتوكلي عليه ...أنتي بكرة لازم تكونين جواهر القوية

قدامهم كلهم وتنجحين في هذي المهمة وتثبتين روحج على الأقل قدام نفسج ...

جواهر بتردد : الكلام اللي تقولينه أنا أعرفه عدل بس الشعور ماقدر اتحكم

فيه...

نوف: تجاهليه ...قاوميه ...ارجعي حق جواهر الاوليه ....

جواهر: بحاول ...

نوف: واشتري لي البسكوت اللي كنتي تشترينه لي قبل... تذكرين؟

جواهر: متفرغه...وين بالقى وقت اروح اشتري ...اقولج بروح مع الوكيل

والمدير .... وأكيد لي خلصنا بنرجع لندن تدرين هي الا ساعة بينهم ....

نوف: بل بل ...كلتيني...خلاص يبه مانبغيه هالبسكوت ..

جواهر: ولا يهمج بشتريلج من هارودز ...انتي تحبينه بعد...

نوف: هارودز ...هارودز ....يا الله العوض ولا الحريمه...


سيف كان قد اتفق مع خلف وابوحسن على السهر في مطعم "ضوء القمر" في

Edgware Road كان يهرب من التفكير في جواهر ....كان قد أشترى

جريدة الوطن من المكتبة القريبة فجلس يتصفحها على أنغام الاغاني العربية

وصحون المقبلات على الطاولة ...



في الصباح حملت جواهر معطفها الطويل بيدها وحقيبتها الصغيرة باليد الاخرى,

كانت ترتدي بدلتها البنية مع الشيلة والحذاء البيج ووقفت أمام الباب الرئيسي

للفندق..كانت الساعة التاسعة والربع ولم يكن هناك الا حسين ...دقائق وأنضم

لهم الوكيل وسيف استقلا السيارة الاولى وصعدت هي وحسين السيارة الأخرى

وتوجهوا إلى اكسفورد ...وما أن خرجوا على الطريق السريع حتى تساقط

عليهم المطر ولكن على شكل زخات خفيفة فشغّل السائق المسّاحه وأدار المسجل

وإذا بصوت ماجدة الرومي يصدح بشعر نزار قباني قصيدة كلمات ...


يُسمعني.. حـينَ يراقصُني كلماتٍ ليست كالكلمات

يأخذني من تحـتِ ذراعي يزرعني في إحدى الغيمات

والمطـرُ الأسـودُ في عيني يتساقـطُ زخاتٍ.. زخات

يحملـني معـهُ.. يحملـني لمسـاءٍ ورديِ الشُـرفـات

وأنا.. كالطفلـةِ في يـدهِ كالريشةِ تحملها النسمـات

يحمـلُ لي سبعـةَ أقمـارٍ بيديـهِ وحُزمـةَ أغنيـات

يهديني شمسـاً.. يهـديني صيفاً.. وقطيـعَ سنونوَّات

يخـبرني.. أني تحفتـهُ وأساوي آلافَ النجمات

و بأنـي كنـزٌ... وبأني أجملُ ما شاهدَ من لوحات

يروي أشيـاءَ تدوخـني تنسيني المرقصَ والخطوات

كلماتٍ تقلـبُ تاريخي تجعلني امرأةً في لحظـات

يبني لي قصـراً من وهـمٍ لا أسكنُ فيهِ سوى لحظات

وأعودُ.. أعودُ لطـاولـتي لا شيءَ معي.. إلا كلمات


كأن نزار يعرف حكايتها مع فهد لأنه وصف شخصيته بدقة متناهيه ....كان

يتعمد أن يثير شفقتها عليه في كل مرة يلقاها حتى تصدقه في ما سيقوله لاحقاً..

مرة يشتكي الوحدة القاسية والتي لا يجد من يعينه على مرارتها...ومرة يشتكي

من وضعه الاجتماعي الذي يتطلب منه الموافقة على أشياء كثيره يرفضها لو

كان من العامة ....كان يلتقيها في الطرقات وتفاجأ به في المكتبة أمامها أو حتى

في المقهى الايطالي الذي اعتادت أن تقضي فيه أوقاتها مع ندى بين

المحاضرات..وهي كانت تصدقه وبمنتهى السذاجة كانت تصدقه....لم تعلم بأنه

قد أجرى رهان مع أصحابه يقضي بفوزه بقلبها بسهوله وهي الطالبه الملتزمة..


كان السائقان يعرفان الطريق للجامعة فلم تمض الساعة الا وهم في

المدينة....وهناك ساعة قبل موعدهم مع البروفيسور ...

تلقى حسين اتصال في هاتفه فأجاب: نعم سيدي ...أن شاءا لله سيدي...

ثم أمر السائق بتقدم الطريق والتفت لجواهر وقال لها: سعادة الوكيل يقول

اختاري قهوة قريبة عشان نشرب فيها شي ونتناقش قبل الموعد ...

وجهت جواهر السائق بنفسها ليدخل شارع جانبي ثم أخر حتى دخل شارع

اسمهBroad Street ومروا على العديد من المكتبات ومحلات الهدايا التذكارية

وأوقفت السائق أمام مقهى صغير ونزلت وتبعها حسين ثم الوكيل وسيف. أختار

حسين طاولتين وطلب من الجرسون أن يلصقهما معاً وجلسوا جميعاً حولها

نظرت جواهر للشارع المقابل ورأت مكتب معلومات أكسفورد فابتسمت عندما

تذكرت الأيام الأولى لها في المدينة والتي قضت ساعات منها في هذا المكتب ثم

في هذا المقهى...

طلبت اكبريسو وطلب سيف مثلها أما الوكيل فطلب له قهوة وحسين مثله..وبدأ

الوكيل بالحديث قائلاً : جواهر...أنتي تعتقدين أنه ممكن يوافق على أقتراحنا

وينتقل الدوحة ؟

جواهر: .........صعب اقرر الحين سيدي...بس أعتقد أني اقدر أقنعه..هو يحب

مرته وايد وممكن يرضى لي عرف أنه في مصلحتها ...

الوكيل: أنا ببتدي ...بعرض عليه الشغله وانتي كمَلي واقنعيه...

جواهر: بحاول سيدي..بحاول...

سيف مشجعاً : أنتي قدّها وقدود...أنا متأكد أنج بتقدرين عليه...

ابتسمت جواهر بخجل وقالت: أن شاء الله سيدي...

توقف الحديث عند هذا الحد وأنفرد كلً بأفكاره ....الوكيل بكيفية أستقطاب هذا

البروفيسور المعروف...وسيف بجواهر وخجلها القاتل ومراقبة

نظراتها...وجواهر بالمهمة الصعبة التي تنتظرها والتي ترغب كثيراً بأن تنجح

فيها...وبعد نصف ساعة عادت السيارات وأقلتهم لمبنى الجامعة وتحديداً للمبنى

الذي فيه مكتب Russell Oliver....البروفيسور المعروف...

لاحظ سيف وهو يتبع جواهر أن المباني مختلفة التصميم ولكنها متجاورة

والمساحات الخضراء منتشرة بكثرة حولها...مشوا في ساحة كبيرة امتلأت

بالطلبة الى مبنى حجري قديم دخلوا من باب كبير الى بهو ضخم يتوسطه درج

حجري ضخم وأبواب خشبية, اثنان منها مفتوحة ويؤدي إلى ممرات دخلوا من

أحدهم وبعد أن اجتازوا عدة أبواب وقفوا أمام أحدهم والذي طرقته جواهر ثم

دخلت وتبعوها ....سلمت على المرأة العجوز القابعة خلف المكتب ثم عرفتها

على المجموعة فحيتهم بلباقة ودعتهم جميعاً للجلوس على الكراسي الجلدية

لحين إخطار البروفيسور...كان الضوء الوحيد في الغرفة قادم من النافذة

العريضة ... كان بإمكانهم رؤية ذرات الغبار تنتشر في الجو من خلال انعكاس

الضوء عندما جلسوا على المقاعد... لم يستطع سيف أن يمسك نفسه من أن

يقول : جنه غلطنا ودخلنا مقبرة خوخ عنخ امون .....مافي ليتات والمكان مغبر

من القلب ...

ضحك الجميع على جملته حتى جواهر ...لكنها فسرت الأمر بقولها : هذي أقدم

جامعة انجليزية عمرها أكثر من 9 قرون ويمكن من القرن الثاني عشر ويدرس

فيها أكثر من 130 جنسية مختلفة وبدوا يدرسون فيها عقب ما منع الملك هنري

الثاني الطلاب الانجليز من الدراسة في جامعة باريس ...

سيف : يعني نفس الفراعنه ....( قالها وهو يبتسم ) حتى السكرتيرة ...أخاف

إلا رفيقنا يطلع مثلهم وتصير جيتنا على فشوش ....

جاءتهم السكرتيرة قبل أن يعلق أحد على جملته لتعلن عن استعداد البروفيسور

على استقبالهم ...دخلوا مكتب مختلف تماماً والنوافذ تحتل الحائط خلف مكتبه

بشكل مربع كبير جلبت الإضاءة الطبيعية للغرفة دار حول المكتب للسلام على

جواهر وحضن كفها في كفه لوهلة مرحباً بها وابتسامة تشع على وجهه قبل أن

تقدم له المجموعة ...كان في أواخر الستين من عمره والشعر الأبيض قد غزا

شعره ومع ذلك بدا في أوج شبابه..

Russell: What can I do to help you Jowaher?

......: كيف بإمكاني مساعدتك جواهر؟

Jowaher : Mr. Essa wants to talk to you first.

.....: سيحدثك السيد عيسى أولاً ...

Russell: You have all my attention Mr Essa…

....: لك كل اهتمامي يا سيد عيسى ..


شرح له طبيعة العرض الذي يقدمه له ثم أشار لجواهر بأن دورها قد حان ...

بدأت بتذكيره ببلادها وطبيعتها الشرقية الساحرة ولما لم تلحظ أي بادرة اقتناع

على وجهه قالت :

I have an idea. Would you accept to be and your wife as my

gusts for a week …visit the county go around know our life

there and think about our offer….


:إنا عندي فكرة ....ممكن تقبل أنت وزوجتك دعوتي أنكم تكونون ضيوفي لمدة

أسبوع.. تزور البلاد وتتمشى وتتعرف أكثر على حياتنا وتفكر في عرضنا ...


أخذ يفكر بعمق وقلق التف بجسده نحو أحدى النوافذ لعدة دقائق بعدها التفت

وقال:

Why not ?? I'll think about it …but incase I accept it it'll`

not going to be before June….i have classes until then…


...: ليش لا ؟؟ بفكر في الموضوع ...لكن في حالة قبلت بالفكرة ماراح تكون

قبل يونيو لأن عندي فصول ...


أستمر الحديث لدقائق حتى قاطعتهم السكرتيرة لتذكره بأن موعد محاضرته قد

حان فسلموا عليه جميعاً ثم انصرفوا بعد أن تبادلوا معه بطاقاتهم

التعريفية...وبها جميع أرقام هواتفهم...




وعندما خرجوا من الباب الكبير كان الوكيل يمشي بجانب حسين ويتحدث معه

ومشى سيف بجانب جواهر وفجأه سألها : كنتي تدرسين في هالمبنى ؟

جواهر وهي تشير على مبنى مجاور: لا سيدي ...هناك ...

سيف: ما اشتقتي ترجعين؟؟ تتركين كل شي وترجعين ؟؟

جواهر بحزن : لا سيدي ....يمكن لو في بلد ثانية يمكن ...بس هنيه....أنا

تحملت وايد عشان اخلّص ...الانجليز ماعندهم أي مشاعر...دايماً يحكمون

عقلهم في كل تعاملاتهم ...

سيف متعاطفاً: معاج حق...للحين عايشين على أطلال الإمبراطورية اللي

انتهت... مالت عليهم ...والقهر أن رئيس وزرائهم يلحق العم سام مثل

الجرو...ولا عنده أي قرار ..


عندما اقتربوا من السيارات التفت عليها الوكيل وقال: جواهر..ما تعرفين مطعم

زين نتغدا فيه قبل لانرجع لندن ...

جواهر: سيدي ماعرف الا المطاعم العادية...

سيف: مافي مطعم ايطالي مثلاً؟

جواهر : في مطعم وكافيه ايطالي عالمي اسمه Uno ..

الوكيل: دلي السواق عليه ...يله مشينا..


ركبت جواهر في السيارة وركب حسين بجوار السائق كالعادة وأخذت ترشد

السائق الى George Street.توقف أمام المطعم بالضبط ..فنزلت قبلهم ودخلت

من الباب الزجاجي وكان مثلما دخلته اخر مره ...لم يتغير فيه شيء

بالمره...الطاولات الدائرية أحتلت من قبل الطلبة أو المدرسين الداخلية

والخارجية منها,وبقيت طاولة فقط تبعها الباقون وجلسوا عليها.. وجاءتهم فتاة

لم تبلغ العشرين.. فكرت جواهر أنها من المؤكد طالبة تعمل لتعيل نفسها ....

وناولتهم قائمة الطعام ..

طلب سيف بيتزا مارغريتا وطلب الوكيل وحسين مثله أما جواهر فلا زالت بدون

شهية فطلبت لها سلطة الجرجير بالطماطم المجفف وجبنة البرمزان...فكر سيف

بعدها ( الحين بس هذا اكلها!!! شكلها ضعفان ..جنها اجنبية تتغدا سلطة؟؟؟

يمكن مسويه ريجيم ؟؟؟ بس شله هي مهب محتاجة.؟؟)


اما جواهر ففكرت عندما طلبت أطباقها المفضلة هنا والتي كانت تطلبها

باستمرار مثل Penne all’ arrabbiata المعكرونة بصلصة الطماطم والفلفل

الحار والثوم وزيت الزيتون أو شطيرة الديك الرومي مع السلطة ....

لمح سيف لمسة الحزن تظهر ثانية على وجهها فسأل الوكيل : الحين الوزارة

اللي تبغي الخبير ...ليش جواهر تتحمل مصاريف زيارته للبلاد؟

جواهر أحرجت من كلامه وأحست أن الوكيل سيفهم أنها هي التي شكت لسيف

فقالت بسرعه: لا عادي ...هذا أستاذي وانا فعلاً عزمته هو وزوجته...

الوكيل : ماقصرتي يا أختي لكن الحق حق...انتي صحيح صاحبة الدعوة بس

حسين وأذا رد عليج استاذج بيرتب كل شي وبيعلمج وأنتي تدرين أن عندنا بنود

لمثل هالدعوات...

قبلت جواهر بأقتراح الوكيل ولم تعلق بل وجهت أنظارها للنافذه وسرحت بخيالها

للماضي بدون قصد منها وأحترم الباقي صمتها ودار الحديث بدونها حتى جلبت

الفتاة الطعام تناولت بعض من السلطة بعد أن أضافت زيت الزيتون لها ...كانت

تتناول ببطء شديد حتى أنهم انتهوا من طعامهم قبلها ومع ذلك لم تكملها...
كان سيف يفكر في حزن جواهر ( أكيد لها ذكريات هنيه ....لا واحنا جبناها

نفس الأماكن ...) ربط بين وضعها وبين قصيدة الأمير خالد الفيصل كأنه كتبها

عنها بالذات...


في غير الزمان في نفس المكان

مرتني الذكرى وأنا واقف

في نفس المكان في غير الزمان

في ذا ضحكت أيّام لكنّي بكيت

في ذا حلمت أحلام لكنّي صحيت

منها أبتديت وفيها أنتهيت إلا من الذكرى

في نفس المكان في غير الزمان

قالت لي الذكرى كلام عنّي

كلام واللّه بغيت أنساهـ ..

وصاحت ربابة شوق وأثر النّغم مني

يشكي وأنا شكواهـ

وغنّى صوت في ليلة فرح

وهلـّت عين وقلب أنجرح

في صوتها جرح وتعب وفي عينها نظرة عتب

وشفت إبتسامه عليها هلّت الدمّعه

ونظرة ملامه من الماضي على ربّعه

وأنا مع الذكرى في نفس المكان في غير الزمان

تعطيني الذكرى ولا تاخذ أبدْ

تحكي لي الذكرى ولا تسّمع لـ..أحدْ

وأنا عندي كلام ممنوع حتى عن الخاطر

لا ياخذهـ أمْسي ولا يقبلـه باكر

ما أقدر أوضّح غايمْ الصورهـ

ولا أزوّد للمسا نُورهـ

اللّه يا ذكرى ياما فهمتيني خطا ..؟

ياما قدم رجلي علَى جمرك وطا

واليوم هيّضني هواي أشكي ولا أدري وشْ بلاي

هو من شقاي الّلي مضى وإلا هناي

وأنا مع الذكرى في نفس المكان في غير الزمان ..!!


بعد أن انتهوا من الغداء دفع حسين ثم احتفظ بالفاتورة وأخذ يتحدث مع الوكيل

الى أن ركب معه السيارة ومشت بهم وتحركت السيارة الأولى…..كان سيف

يشتري علبة بسكويت لأمه وعندما دفع تعمد أن يتأخر ليعود مع جواهر في

نفس السيارة بدل من حسين والتي أحست بالحرج من الموقف لكن لم يكن في

يدها شيء …جلس في الكرسي الأمامي وتحرك السائق ومروا على وسط

المدينة فلم يمنع سيف نفسه من سؤالها وبدون أن يلتفت عليها وهو يشير على

المبنى الأثري الذي يتنزه حوله الناس بدراجاتهم وظهرت المقاهي بجانبه :

شهالمبنى القديم ؟

جواهر: هذا برج اسمه Carfax Tower وهو اللي تم من كنيسة قديمة من

القرن الـ13 على ما أذكر وتقدر تركب للسطح وتشوف منظر رائع للمدينة...


شاهدوا تجمعات من الموسيقين وعدد كبير من الرجال والنساء وجميعهم يرتدون

ملابس غريبة فسألها أيضاً : وهذول شسالفتهم ؟؟ ليش متجمعين في هالمكان ..

نظرت جواهر حيث اشار بيده فأجابت : هذا مهرجان حق الموسيقى والرقص

يتجمعون هنيه في وسط المدينة وبعدين يسوون مسيرة لين القلعة ...ويحتفلون

هناك ...

سيف: امحق مسيرة ...لازم يجون عندنا يعطونهم الشباب عندنا دورة في فن

المسيرة...

ابتسمت جواهر لجملته ..لقد نجح في أخراجها من جو الحزن والكآبة التي تحس

بها ..ولما مروا مبنى حجري دائري تاريخي ضخم رملي اللون له سور من

الحجر أيضاً تجاوره بنايات من نفس الطراز قالت وبدون أن يسألها سيف

وكالمرشدة السياحية : هذا مبنى الأوبرا اسمه Sheldonian Theatre

يسوون فيه حفلات طول السنة عدا الأيام التي تكون عندهم عروض خارجية في

عواصم عالمية ...الموسيقيين فيها محترفين يعزفون موسيقى كلاسيكية..وفي

الصيف يسوّن عروض خاصة للسواح..

سيف: والله مونسين عمارهم....عايشين حياتهم بالطول والعرض يامال

الضعفه..

ابتسمت جواهر وفكرت ( حتى الانجليز ماسلموا من طنايزه )..


سيف بعد ان اقتربوا من الطريق السريع: شوارعهم ضيقة وايد...من زاده كلهم

على سياكل ...


لم تقدر أن تمنع نفسها من الضحك لكنها كتمتها ثم فسرت : السيارات عندهم

غالية مهب أي حد يقدر يشتريها ومافي مواقف وايد لها ....فكل ماراح له مكان

مايلقى موقف بسهوله والمخالفات هنيه مرتفعة ...فيريحون عمرهم ويركبون

سياكل...

سيف : معليه ...حلاتهم مع سياكلهم في شوارعنا الساعة وحده الظهر....والله

لا ينشوون مثل السمك....

ابتسمت جواهر وهي تفكر ( اشمعنى السمج؟ ) لكنها لم ترد فعم الهدوء السيارة

وانشغل كلاهما بأفكاره حتى وصلوا الى الفندق..وعندما نزلوا منها كان حسين

واقف في الردهة يدوّن شيئاً ثم التفت عليهما وقال : ترى حجزنا مثل ماهو …

الرحلة بكرة فالليل إن شاء الله..

رد سيف: بأذن الله ……. ووقف يحدثه قليلاً ليعطي جواهر الفرصة للصعود

إلى غرفتها …


وفعلاً خلال دقائق بسيطة كانت في غرفتها طرقت الباب المشترك بينها وبين
أحمد ولكن لم يجبه أحد فاتصلت به وبعد السلام : بل توكم واصلين !!! العصر

مآذن من مساعه…

جواهر: شسوي الوكيل عزمنا على الغدا وكمل مناقشته لنا …

أحمد : انزين بتجينا ؟

جواهر: أنتو وين ؟

أحمد : في هارفي …

جواهر: وبعد ساعة وين بتروحون؟

أحمد: منى تبغي هارودز..

جواهر: خلاص عيل اشوفكم في هارودز بعد حوالي ساعه بأذن الله..

أحمد: اوكي…باي

جواهر: باي..



توضأت وصلت ثم استلقت على السرير وهي تمسك بيدها جهاز التحكم بالتلفاز

وتقلب القنوات واتصلت بأمها وحدثتها قليلاً ...وأحست بصوتها غريب ... ولا

تقدر أن تفسر إحساسها أكثر ....وعندما سألتها طمأنتها...ولكن الشك ساورها

فاتصلت بنوف وبعد السلام ...

جواهر: أنتي كلمتي امي اليوم ؟

نوف: كلمتها الظهر...ليش؟

جواهر: وماحسيتي بشي؟

نوف: شي مثل وشو؟

جواهر: مادري....من شوي كلمتها حسيت في شي في صوتها...كان مش

طبيعي....

نوف: ماعليها شر ...لا تقعدين توسوسين انتي...قوليلي ..متى رحلتكم بكرة؟

جواهر: تسع ونص في الليل ...وبنوصل ست ونص الصبح أن شاءالله...

نوف: وأن شاءالله بتداومين؟

جواهر: على حسب..

نوف : بعد كيف يعني على حسب!!! اقولج ارتاحي مافيه دوام وأنا غداي عندكم

أن شاءالله ..

جواهر: حياج الله بس ريلج مع من بيتغدا؟

نوف: ريلي يسلم عليج ...سافر اليوم راح المالديف مع رفيجه....

جواهر: قوللي والله؟

نوف :والله ...كان سألني متى بترجعين وعلمته ....راح الأخ حجز ..عشان

الهى معاج وانسى انه راح بدونّا ...

جواهر: مهب هين بعد ...

نوف: طبعا شريتيلي نفس اللي شريتيه حق عمرج...

جواهر: نفس الشي...!!! مال اول نفس الشي....شريت لج وشريت حق عيالج

بعد وحتى امج مانسيتها...

نوف: انا اسألج عني تقولين كل هلي...مالي خص اذا طلع أنج شاريه حق

نفسج أشيا احسن باخذها عنج...

جواهر: حلالج ..أصلاً ماشريت اشياء وايد ...اللي شريته لج اكثر ...خلاص

بعطيج اغراضي وباخذ اغراضج..

نوف: والله مهب اخيرلج....وين بتروحين عيل الحين؟

جواهر: هارودز ...

نوف: عيل مري على Iceberg منزل قمصان فظيعة ...

جواهر: ان شاء الله ...قلت حق احمد أني بجيهم هناك...

نوف: عيل تعشوا في المطعم اللبناني ....

جواهر: مالي خاطر ...انا اليوم ماكلت الا شوية سلطة وقهوة ..

نوف: ليش عاد؟؟

جواهر: مادري ...روحتي هناك فتحت جروح كنت اعتقد أنها اندملت...

نوف: تذبحين عمرج من الجوع على الفاضي...تحريين ...الا ماقلتيلي وين كلتي

سلطتج ؟

جواهر: تذكرين المطعم الايطالي اللي احبه واللي وديتج له...Uno ..

نوف: ايه..

جواهر: عزمنا الوكيل فيه على الغدا..

نوف: انتو من؟

جواهر: انا وحسين والمدير...

نوف: ياعيني ياعيني وصرنا نتغدا معاهم بعد وفي مطعمنا اللي نحبه...

جواهر: لا يروح تفكيرج بعيد ...انا قلتلج اني كلت شوي من السلطة صح؟

نوف: صح ..بس..

جواهر: لا بس ولا شي..أنا لازم ابرز الحين عشان الحق اروح هارودز...بكره

بقولج السالفه عدل..

نوف: أي بكره ؟ والله لين رجعتي تتصلين وتقولينها كلها...أنا شيرقدني...

كيفج... مالي خص..

جواهر وهي تضحك: ان شاء الله فضولي افندي...



ظلت على فراشها قليلاً تشاهد التلفزيون ثم وقفت امام الدولاب محتارة في ما

سترتديه ثم اختارت بدلة كاكية اللون مع كنزة وردية وشيله بنفس اللون...

وضعت محفظتها في حقيبتها الوردية ورجلها في حذاءها الوردي وتأكدت من

شكلها في المرآة ثم خرجت من الغرفة...


صعد سيف الى غرفته بعد أن راقب جواهر وهي في المصعد دخل غرفته وهو

يحس بإحساس غريب ....أحس بالوحدة ...بدل ملابسه وارتدى جلباب بيتي

وتوضأ ثم صلى وجلس على الكنبة واضعاً رجلاً على رجل وأتصل في أمه

وتطمئن عليها ثم أتصل في سعيد ....وبعد السلام...

سيف: شالاخبار؟

سعيد: الاخبار عندك أحنا الا قاعدين ومتمللين ..

سيف: ماشي ...بكره في الليل أن شاءالله احنا بنطلع من لندن...والفجر احنا

عندكم ...

سعيد : شوفلي الساعة كم بالضبط ورقم الرحلة وطرشلي مسج عشان اجيك

اخذك من المطار...

سيف: تبغي توهقني ياخي...ماشريت لك شي ...

سعيد: ههههه أعرف هداياك ...متعود عليها...عطر من الـDuty free تتنطز

بعد ليش؟

سيف: أفا بس عليك أفا ....أنا أشتري حق الشيخ سعيد من الـDuty free ..

لكن معليه لين شفت الكيس بتعرف غلاك...

سعيد: يارجال اضحك معاك صدقت أنت بعد!!! لو كنت رايح اتوّنس جان معليه

بس أنت الا رايح في شغل ....بس تدري ...المرة الجاية ريلي على ريلك ..

سيف:ابشر ...والله لو الوكيل مهب معانا كان جيت معانا هالمّره...

سعيد: شالاخبار؟؟ عطوك وجه والا للحين؟

سيف: مسكينة هالبنت...

سعيد: اها ...كيف يعني مسكينة؟

سيف: مدري ...بسألك سعيد ...الحين لو تروح كم يوم جامعتك وتزور أساتذتك

وش بتشعر؟

سعيد: بستانس طبعاً ...

سيف: عيل هي كانت حزينه ...رحنا اليوم جامعتها وكنت اراقبها طول الوقت

وماحسيت انها متولهه على المكان ....قعدنا في مطعم هي اختارته قامت تطالع

الدريشة وغرقت في ذكرياتها ولا كأن حد معاها ياخي .... حتى غداها ماكلته

... والله والغدا ...سلطه ...

سعيد: أسألك سؤال وماتزعل مني؟

سيف: اسأل...

سعيد: ليش مهتم هالكثر؟

سيف: مادري ...يمكن عشان كسرت خاطري.؟؟

سعيد: بس ؟

سيف: بس..

سعيد: أنت شايفها وحده مثل البنات اللي شفتهم؟

سيف: لا طبعاً ...هذي غير...

سعيد : كيف يعني غير؟

سيف: يعني غير...أنت ماتفهم؟

سعيد بخبث : لا مافهم فهمني...

سيف وهو يهرب من إلحاحه: أنت متفرغ وانا لازم أطلع الحين...اشوفك

بكره...

سعيد: قصدك عقب بكره...

سيف: مع السلامة ياظريف..






ارتدى له بدلة رمادية ونزل للبهو ووجد أبوحسن جالس هناك سلم عليه ثم

جلس بجانبه وأتصل بخلف وأخبره أنه سيسهر في Edgware Road وجلس

ينتظره..

سيف: هاه ...بوحسن شالاخبار؟ بتخاوينا ؟

ابوحسن : وين بتروحون؟

سيف: شفت الشارع اللي كله مطاعم ودكاكين عربية؟؟ هناك...

ابوحسن: حي الحياة ...كل شي بالعربي ..حتى البيبسي وجبنة ابو الولد وحليب

ابوقوس من الامارات جايبينهم...

سيف: كل هذا شفته في البقالات ماشاءالله عليك ...

ابوحسن: بعد هذي الاشياء اللي شفت أن مكتوب عليها بالعربي ...

ضحك سيف بصوت عالي لفت أنظار الجميع حتى جواهر التي كانت تتجه لمدخل

الفندق وجذبتها ضحكته فالتفتت نحوها بتلقائية والتقت عيناها بعينيه لثانية قبل

أن تلف رأسها مرة أخرى وتكمل طريقها للخارج طالبة من البواب أن يحضر لها

سيارة اجرة.. ركبتها وطلبت منه أن يأخذها الى هارودز حيث ستلتقي أحمد

ومنى... وصلت في اقل من عشر دقائق ودخلت من الباب الى قسم العطور

وتجولت في قليلاً بعد أن اخبرت أحمد بوصولها ...بعد نصف ساعة احتاجت أن

تدخل للحمام فذهبت للحمام الفاخر صعدت الدرجات القليلة الموصلة له فقط ...

وضعت جنية في فتحت الباب ودخلت كان هناك سيدة انجليزية واقفة امام المرآة

فوقفت بجانبها وخلعت شيلتها ثم فتحت شعرها ومشطته ورفعته بعناية ثم لبست

شيلتها مرة أخرى ورتبت هندامها وخرجت ثانية لتجد أحمد ومنى قد وصلوا

فانضمت لهم بعد أن سلَمت عليهم.... تنقلوا بين الأقسام وفي النهاية قرر أحمد

أن يتناولون عشاءهم في مطعم Ishbilia اللبناني والذي أعجبه عندما تغدى

فيه سابقاً مع منى ....دخلوا قاعة المطعم الصغيرة ومن بين الطاولات القريبة

من بعضها بشكل غريب توجهوا لطاولة بعيدة وجلسوا .....طلبوا صحن بطاطا

مقلية مع الثوم والفلفل وجبنة حلوم مشوية على خبز لبناني ومشاوي مشكله

وأخذوا يتحدثون...


أحمد : وينج ياحلوه ماتنشافين ابد؟؟؟ وشخبار اكسفورد؟

جواهر: والله مشغوله وايد...

قاطعتها منى قائلة : أحمد يقول أنج رحتي جامعتج ؟؟؟ للحين هي نفس الشي ؟؟

لقيتي ربعج اللي كانوا يدرسون معاج ...؟ والا لا أكيد خلصوا مثلج وراحوا


بلادهم ....والجو احسن هناك والا غير ....لا أكيد نفس الشي هي مهب بعيده

صح ؟؟؟ كان خاطري اروح معاج واشوفها بس أحمد قال أنج رايحة مع الشغل

؟؟ الا شخبار الشغل ؟؟ اكيد تعبانه ...شكلج تعبان ..أحمد لازم تشتريلها حلبه

... بسويلها مع الحليب بترد لها روحها شوي ...

جواهر وهي تضحك : استريحي حبيبتي .... لو تنقلب السما على الارض

ماخذت الحلبه ...

منى : بس هذه زينه حق عضامج وحق بطنج....

جواهر وقد تصنعت الغضب: منى...لو سمحتى لا تلوعين جبدي أنا بروحي من

يومين ماكلت شي ...ترى عادي اقوم واخليج بروحج مع ريلج....

أحمد: والله ياويلج....منى ....شريتي حق امج شي؟

منى : ايه خذت لها قطع قماش ..وكم عطر......

لم تسمع جواهر بقية الحديث لأنها سرحت بخيالها في تصرف سيف معها لقد

كان لطيف ولأول مرة ...فكرت ( اكيد في شي في مخه ...مستحيل يصير طيب

في يوم وليلة...ياترى ليش هاللطف المفاجىء!!!! شحليله لين كان طيب...وطلع

دمه خفيف الأخ ...أنسان في منتهى الغرابه....طبيعته تتغير على حسب المزاج

.... مثل جو لندن .... ساعات صحو وساعات عواصف وامطار)

انتبهت على الجرسون وهو يضع الإطباق على الطاولة ...كان منظرها يحفّز

النفس على التذوق فمَدت يدها وقطعت الخبر الطازج وبدأت في تناول الطعام...

بعد ساعة كانوا قد أنتهوا من غدائهم فذهبت معهم الى الدور الثالث وتوجهت

وحدها حيث قسم الماركات وبحثت عن Iceberg ووجدت مجموعة من

القمصان أختارت اثنان منها وتوجهت للبائعة لتدفع ....وجالت قليلاً في الاقسام

المجاورة ووجدت تنورة سوداء طويلة Armani ذات قصة مميزة طلبت

مقاسها ومقاس نوف وأخذت معها جاكيت قررت أن ترتدي هذه البدله غداً

للمطار ... أشترت لها بلوزة مناسبة ووضعها البائع لها في حافظة خاصة

طوتها على ذراعها وذهبت لقسم الاحذيه وقاست حذاء اسود وابيض ذا كعب

عالي من Channel أخذته منها البائعه وذهبت معها لتدفع ثمنه ...وعندما

قاربت الساعة الثامنة توجهت إلى المدخل الرئيسي واتصلت بأحمد تعلمه

بمكانها.. وبعد عدة دقائق وصل هو وزوجته وخرجوا معاً إلى الشارع وأوقف

لهم سيارة أجرة وعادوا للفندق...


فيما بعد استحمت وصلت ثم لبست لها بيجامة قطنية خفيفة وفتحت حقيبتها على

الأرض وحاولت أن توظب ثيابها وهي تحدث امها ولكنها لم تقدر على اكمالها

فجلست على السرير وأتصلت في نوف...وبعد أن حكت لها شي سمعت جواهر

ضحكة على الطرف الاخر من السماعه...


جواهر: ماتعلميني شيضحكج أنتي الحين؟

نوف : من التطورات الجديدة...

جواهر: شقصدج؟ أي تطورات؟

نوف : يحاتيج ويدافع عنج...وانتي كله ظالمته....وبعد يسولف معاج بطريقة

ظريفة وبدون هواش وتقولين أي تطورات؟

جواهر: يمكن كان قصده مساعدتي بس هو احرجني ...شبيقول الوكيل ؟؟أكيد

بيقول هذي شاكية حق مديرها ..وبعدين هذي كانت فكرتي عشان اخلي اساتذي

يجي ويشوف البلاد عشان يقتنع لأنه أكيد بيحبها ...

نوف: درينا أنها فكرتج بس بعد تصرفه معاج في غاية النبل لا تنكرين..

جواهر: بيذلنا عشان تصرف مثل كل البشر؟ بس بتشوفين بيرجع حق طبيعته

لما نرجع الدوحة وبذكرج...

نوف : والله انج ماتعرفينه ....وانتي اللي بتشوفين ...

جواهر: بخليج الحين أبغي ارتب شنطتي واسَكرّها... تصبحين على خير...

نوف : شردتي هاه ؟؟؟ معلينا تصبحين على سيف...ههههههههههه

أقفلت جواهر الهاتف وأخذت تفكر في كلام نوف وهي تكمل ترتيب اغراضها

أبقت البدلة الجديدة فقط في الدولاب مع لوازم الحمام الذي ستأخذها عندما

تستيقظ من نومها ولم تقفل الحقيبة ....كان الوقت متأخر جداً ولكن النوم جافاها

فقررت مشاهدة التلفاز لبعض الوقت وأطفئت النور مع مضي الوقت اكتشفت أنها

لن تنام فأقفلته وذهبت وجلست في كرسيها أمام النافذه بعد أن فتحت الستارة

وشاهدت أضواء الشوارع وهي متلألئة على مد البصر .....


تفكيرها قادها لتصرفات مديرها ولطفه الشديد معها هل هو فعلاً كما تقول

نوف؟؟


بعد ساعة انقشع ظلام الليل بمنتهى السلاسة ليحل بدلاً منه ضوء النهار بعد أن

صلت الفجر عادت لجلستها أمام النافذة أخذت تراقب الشروق وانتشار أشعة

الشمس الذهبية في السماء مع وجود الكثير من الغيوم البيضاء ...بدا أن الجو

تحسن في اليوم الأخير لهم في المدينة..لاحظت أن هناك مجموعة حمام تشرب

من الماء المتساقط على العشب من التروية الآلية وقطة تتربص بهم ...تمشي

بهدوء وتقترب منهم حتى تهجم ولكنهم يطيرون ساعة أن تصل وتكرر المحاولة

معهم ....بعد دقائق مرت عليهم سيدة وهي تحمل فتات خبز في كيس ورقي ....

ألقته على العشب وتطاير الحمام نحوها وكأنه تعود عليها أن تطعمهم كل يوم

... بدوا أنهم اعتادوا عليها وأنهم كانو ينتظرونها.. فكرت بكمية الأجر الذي

تناله هذه المرأة من عملها هذا... تثاءبت فقامت من جلستها واستلقت على

السرير وجرت اللحاف على جسمها ثم تثاءبت مرة أخرى فأغمضت عينيها

واستسلمت للنوم ...


سيف كان يتحدث مع الجرسون بنفس لهجته المصرية فسأله الجرسون : أنت

ازاي بتتكلم مصري كده ؟

سيف: أصل أمي من الزازيئ .

وصدقه المسكين وبما أن المقهى شبه فارغ إلا منهم فقد جلس معهم وأخذ

يتندر معهم ...

سيف: أنتى بئالك كم سنة عايش هنا؟

الجرسون : بئالي أن شاءالله 7 سنين جيت... عند خالي هنا بعد مافضلت 5

سنين بعد ماتخرجت من غير شغل ..

سيف: ولعنه ....5 سنين بدون شغل؟ كنت عايش ازاي؟

الجرسون : زي كل الناس اللي في سني ...كنت باخد المصروف من ابويا ..

سيف: يعني معقوله مالقيت شغله أي شغله؟؟ أنت خريج أيش؟

الجرسون : لسانس فلسفة..

سيف: من زاده...للحين حد يدرس هالتخصص؟

الجرسون : غصب عني يا استاز ...دا كله من مكتب التنسيئ ..

سيف: يادي مكتب التنسيئ.... هوا لسه موجود؟ دحنا بنسمع عنه من تلاتين

سنه...

الجرسون: ولسه حيفضل خمسين سنه...هتشوف...

سيف: بس قوللي ...أنت جاي لندن عشان تشتغل جرسون !!! ماكنت اشتغلت

في بلدك ياشيخ وبلاها الغربة...


الجرسون : هو أنا طلت وقلت لا؟ مافيش محدش كان عاوز يشغلني...
سيف: وانت لازم تشتغل في مصر؟ كنت رحت اسكندرية والا شرم..

الجرسون : ومين ألك أني مارحتش ؟؟ رحت يا استاز رحت ...بس هم كانوا

عاوزين خريج فنادئ ..اول مايعرفوا أني فلسفة يئولوا لي مافيش شغل...

بس ربنا رزئني بالشغلانه دي بعد ماخدت تصريح شغل وبئالي تأمين طبي

وأجازة مدفوعة لمدة شهر كل سنتين والمدير طيب والحمدلله ...وفي الصيف

بيكون الشغل على ودنه والعرب بيدوا بئشيش حلو .... الحمدلله على كل حال..

سيف : ماتئلويش أنك اتجوزت انجليزية..

الجرسون وهو يضحك: لا ...خالي اللي اتجوز..أنا خطبت بنت عمي وكمان سنة

هنتجوز أن شاءالله...


سيف: ربنا يوفئك ...

الجرسون وهو ينهض : الجميع أن شاءالله ...


ابتسم خلف وهو يسأل سيف: أنت كيف اتقنتها اللهجة ..ليكون صدق أمك

مصرية..


سيف: روح زين....أنا في مصر دايماً اسوي جذيه معاهم ويصدقون

ويستانسون بس مهب كلهم طيبين مثل هذا ...الصيف اللي فات كنت هناك...


ومرينا على معصرة بناخذ سندويشات أنا وخويي والا يطلع لنا واحد ويطالعنا

وبعدين يصد ويروح ....وأحنا نهرن له وهو مطقع وشوي والا يصارخ من

بعيد علينا ... أنا صراحة أنقهرت وكنت بحَرك لكن جانا واحد ثاني أحسن منه

وخذا طلبنا وهو يتأسف عن رفيجه وماتأخر علينا وجاب لنا السندويشات جان

أعطيه بقشيش 100 جنية ...تم يطالعها ومهب مصدق ...

خلف : وليش عطيته هالكثر ؟

سيف: عشان لي درا الحمـ.... الثاني يتحسف على اللي فاته ويتأدب مره ثانية

مع عمامه...

ابوحسن : ههههههههه والله أنك منت بـهين ... تعرف لهم عدل...

سيف: أعرف حق كل الجنسيات أنا ...

خلف : يالغرور...

سيف: هذي حقيقة مهب غرور...


سهروا حتى ساعة متأخرة من الليل ثم عادوا للفندق واستلقى سيف على سريره

بعد ان أستحم وصلى وأخذ يفكر في جواهر وشخصيتها وذكائها إلى أن نام ...






********

reem99sh 01-06-08 01:49 PM



الجزء الثاني عشر


في اليوم التالي استيقظت جواهر على صوت رنين الهاتف وعندما ردت كان

موظف البدالة الذي طلبت منه الاتصال بها في الواحدة ظهراً لإيقاظها.. تأكدت

من أن أحمد مستيقظ ودخلت تستحم وصلّت وتجهزت وقبل أن تخرج من غرفتها

تذكرت دبوس اشترته من Channel على شكل زهرة الكاميليا بالقماش

الأبيض والأسود.. أخرجته من الحقيبة وثبتته على صدرها بدا رائعاً بحجمه

المتوسط ....

أقفلت كل حقائبها ثم حملت حقيبة يدها السوداء وطرقت الباب على أحمد

وعندما فتح لاحظت أنهم جَهزوا أيضاً فنزلت معهم إلى بهو الفندق وانتظرت مع

منى على الكراسي حتى ينتهي أحمد من إجراءات الخروج من الفندق ....لاحظت

أن حسين يتحدث مع البواب فذهبت له وسلمته بطاقة غرفتها وأخبرته أن

حقائبها جاهزة وعرفت منه أنهم سيذهبون للمطار الساعة الخامسة ....

استقلوا سيارة الأجرة الى مطعم ومقهى Ladurée Harrods ودخلوا له من

الباب الجانبي ...وكان له بابان احدهما على الشارع والأخر داخل Harrods

كانت الواجهة زجاجية والمطعم ابيض اللون وهناك طاولة طويلة من رخام

المرمر لعرض الحلويات التي يشتهر بها المقهى ...خلفها تقف موظفة والجدار

من ورائها مقسم الى مكعبات مملوءة بالحلويات الطازجة والشكولاته المرتبة

بشكل هرمي يغري الزبائن بالشراء .... أخذتهم فتاة الى غرفة مخصصة لرواد

المطعم وقبل أن تتبعها جواهر رفعت رأسها فشاهدت في الدور العلوي جلسات

حمراء اللون فسألتها عنها فقالت لها أنها لشرب الشاي وتناول

الحلويات..أدخلتهم إلى غرفة صغيرة لون جدرانها وكراسيها رمادي... وعلقت

على الثلاث جدران تماثيل نسائية قبيحة الشكل بنفس اللون وثريا من الكريستال

معلقة في قبة ذهبية وتنير الغرفة..بعد أن اطلعوا على قائمة الطعام اتفقوا على

أنهم يرغبون بأطباق خفيفة. فطلبت جواهر Omelette au crabe

الاومليت بكريمة الفطر الأسود والذي تشتهر به فرنسا.........وطلب أحمد

Les Clubs Sandwiches Ladurée الكلوب سندويش بالسبانخ

والبط والبرتقال وزين الزيتون والسلطة الخضراء مع البطاطا المقلية ...وطلبت

منى Salade Concorde فيليه الدجاج مع الخيار والسبانخ والطماطم ثم

طلبوا تحلية المطعم المشهورة Mini macarons بالشكولاته والفانيلا

والفستق وايس كريم بفانيلا مدغشقر والفستق الصقلي وقبل أن يغادروا وقفوا

أمام قسم الحلويات واشتروا عدة علب منها على أن يضعوها في حقيبة صغيرة

يحملها احمد في يده الى الدوحة...


عندما استيقظ سيف من نومه امسك هاتفه بيده واتصل في أمه وتَطمن عليها

وابتسم لدعواتها له وأخبرها عن موعد عودته ...بعد أن استحم رأى نفسه في

المرآة ولاحظ أن الشعر قد نما في لحيته بشكل خفيف فقرر أن لا يحلقها ...

سيذهب لحّلاقه في الغد وسيرتب له شكله ... ارتدى له بدلة رمادية داكنة مع

قميص من الكتّان رمادي أيضا وربطة عنق حمراء ونزل ليتناول الفطور قبل

انتهاء الوقت المخصص لذلك...كان قد اقفل حقيبته قبل أن يخرج من غرفته ...


بعد أن انتهى من الفطور ذهب الى البهو وجلس هناك يقرأ الجرائد العالمية وبعد

ساعتين انضم اليه خلف ثم ابو حسن وجلسوا يتحدثون حتى حان موعد

الغداء..صلوا الظهر والعصر جمعاً في غرفة خلف ثم قرروا الذهاب الى مطعم

Food Garden Café بناء على طلب ابو حسن الذي أعجبه الطعام الهندي

... خرجوا من باب الفندق ليجدوا الجو صحو عدا بعض الغيوم البيضاء كالقطن

المنتوف مشوا إلى Selfridges ودخلوه وتوجهوا للطابق الأخير حيث المطعم

ووقفوا في الطابور أمام الشيف اللبناني والتفت سيف الى حيث البطاطا المقلية

وتذكر جواهر عندما كانت تحمل صينية توشك أن تسقط من يدها وهب هو

لمساعدتها ...ابتسم ثم التفت ثانية للشيف الذي كان يسأله عما يريد شكره

بابتسامه ثم توجه واخذ قطعة سمك مع البطاطا وقطعة بيتزا مع مشروب غازي

وتوجه للمحاسبة اختار الطاولة التي جلست فيها في المرة السابقة المطلة على

العاصمة وأخذ ينتظر أصحابه وهو يتأمل المنظر الرائع الذي لا يشوبه إلا بعض

التلوث في الجو.....


فيما بعد

تجمع الجميع في البهو ووقف حسين مع مندوب السفارة الذي أجرى اتصالاته

ثم طلب من حسين التحرك للمطار....

صعدت جواهر السيارة مع أحمد ومنى و استقل سيف السيارة مع الوكيل والباقي

توزعوا على السيارات الباقية وتحركوا نحو المطار ووصلوا المطار بعد ساعة

ونصف بسبب زحمة السير في هذا الوقت الذي يعود فيه اغلب الموظفين إلى

بيوتهم ...


كانت إجراءات المغادرة سهلة فجلسوا في صالة الدرجة الأولى لحين موعد

الرحلة التي بقي عنها ساعة ...بعد قليل لاحظت جواهر أن أحمد ذهب ليجلس

مع سيف فقررت أن تذهب إلى السوق الحرة مع منى التي أخذت بطاقة الائتمان

الخاصة بأحمد ونزلوا إلى السوق الحرة ....وبعد نصف ساعة اكتشفوا أنهم لا

يقدرون على إدخال معهم اغلب الأشياء التي رغبوا فيها فعادوا إلى الصالة مرة

أخرى ...

فيما بعد جلسوا بنفس الترتيب فجلست بجانب منى التي حاولت الشكوى لديها

من قلة النوم فوجدتها جواهر فرصة لتنصحها باقتناص الفرصة والنوم أثناء

رحلة العودة ووضعت السماعة في إذنها لتسمع بعض من آيات القرآن الكريم

قبل الإقلاع .....


بعد اقل من سبع ساعات وصلوا الى مطار الدوحة الدولي كانت الساعة السادسة

والنصف صباحاً وبعد أن انتهوا من إجراءات الأمن خرجوا ليجدوا السائق

ينتظرهم ليأخذهم للبيت....


سيف وجد سعيد بانتظاره كما وعد ليوصله لبيته ويذهب لعمله .... ركب سيارته

اللاند كروزر الذهبية بعد أن سلم عليه وجلس الى جانبه وسأله : شفيه الجو

معتفس ؟؟ تو الناس للحين ماجا الصيف ...

سعيد : شعليهم جايين من البرد وماعاد يعجبهم جونا ...

سيف: لا صدق شالسالفه ؟؟ أنا مخليكم والجو من احسن مايمكن ....شصار؟

سعيد: ما شي زعل الجو يوم سافرت ولحقك ...

سيف: ههههه دمك خفيف ..ومن الصبح !!!!

سعيد : ماعلينا ....شالاخبار ؟؟

سيف: تلقاها في الجزيرة كل ساعة....أنا في الطيارة ومافيه الا موجز قديم ...

والا تدري ( واشغل المذياع واداره على محطة الجزيرة ) الحين بتجي الاخبار

فرش...

سعيد: ياعيني على الظرافه ...زايده اشوفها من سافرت مع حبيبة القلب...

سيف وبغضب: سعّود ...شهالكلام بعد ؟؟؟ وش حبيبة القلب بعد ؟؟

سعيد: طاع طاع والله معصب من صجه...!!! انزين أنا قصدي جين ...

شخبارها؟

سيف : مادري عنها ...من طرشت الايميل اخر مرة ومارديت عليها ...

سعيد: ولو طرشت لك مرة ثانية ؟

سيف: مهب راد عليه وبصكها بلوك ودليت بعد ...

سعيد: قم ..بلوك ودليت مرة وحدة!!! لا عيل الاخبار اكيد ممتازة ( قالها وهو

يضحك)

سيف وهو ينظر له بريبة: شقصدك ؟؟؟

سعيد: ولا شي ..صل على النبي وقول يالله صبح خير..( سأله مغيراً الموضوع)

كلمت امك وقلتلها انك وصلت؟

سيف بابتسامة على وجهه: Nop ..ابغي أفاجأها واحضنها من ظهرها وهي

تتقهوا في الصالة التحتية...

سعيد: بدش معاك عشان اشوف الفلم الهندي...

سيف: أنت وصلّنا الحين وبعدين دش وراي ....

وبعد عشر دقائق أدخل سعيد سيارته إمام باب الفيلا ونزل منها سيف وتبعه

سعيد... فتح الباب بمفتاحه ودخل البهو ثم وبهدوء شديد توجه للصالة السفلية

ووجدها مثلما توقع جالسة تشرب قهوتها الصباحية وظهرها للباب ..فتقدم

وانحنى وحضنها بحب وهو يقبلها على رأسها ويقول: صبحج الله بالخير يمه..

صرخت امه مفزوعه وهي تلفت للوراء وعندما تأكدت أنها لا تحلم وقفت

وحضنته بقوه وهي تكاد تطير من السعاده وتقول: تو مانّور البيت ياحبيبي

..الحمد لله على السلامه يابعد طوايفي كلهم ....

عندما أحس سعيد بتغير صوتها وأنها تبكي تقدم وقال بصوت عالٍ: وأنا ؟؟ والا

من احبابه نسا اصحابه؟

مسحت دموعها من خلف البرقع ثم قالت له مرحبة : اقلط يبه اقلط ياولدي ...

قبّلها على رأسها ثم جلس بالجانب الأخر من الكنبة وهو يقول : عندي دوام يمه

وولدج بروحه مأخرني بس عشانج بشرب فنجال قهوة ....

أم سيف: فنجال واحد بس ...قول خمسه على الأقل ...

سعيد وهو يضحك : لا مافيني على خمسه أصلاً أنا لازم اروح الحين ...

صب لنفسه فنجان قهوه وشربه ثم وقف وودعهم وخرج من بيتهم وهو يقول:

خل الخدامه تاخذ شنطتك بحطها في الحوش...

سيف: في الحوش!!! معليه بردها لك ...

ضحكت أمه وهي تلمس صدره وتسأله : شحالك يبه أن شاء الله بخير؟؟ شكلك

ضعفان!!! ماكنت تاكل هناك؟؟

سيف وهو يقبل كفها ويقول : امبلا كنت اكل يمه ....أنتي الا اللي شكلج

ضعفانه ...

امه: الا الحين بس ردت لي روحي ...قوم ارتاح وتسبح وغير ثيابك وانا بروح

اسويلك بلاليط مع بيض مثل ماتحبه ....

صعد سيف إلى جناحه وهو مرتاح لرؤية أمه بخير وعندما فتح الباب اشتم

رائحة العود الطيب في المكان وقال كعادته : فديتها اللي مدخّنه لي المكان ...


جواهر نزلت من السيارة وأنزل السائق حقائبها وأكمل طريقة ليوصل أحمد

ومنى إلى بيتهم ....دخلت إلى الصالة ولم تجد أمها فذهبت إلى غرفتها وفتحت

الباب فوجدتها نائمة ...فاستغربت ذلك وتقدمت نحوها وقبلتها على رأسها برقة

ثم عدلت لحافها والتفت إلى الكنبة التي تتحول الى سرير ولم تجد سارة هناك

تذكرت أنها ذهبت للمدرسة فصعدت لغرفتها ودخلت ....خلعت شيلتها

وعباءتها ووضعتها على الشماعة ودخلت الحمام لتستحم وتصلي الفجر لأنها لم

تستطع الصلاة وهي في الطائرة...وبعد ساعة كانت في السرير تحاول النوم

لأنها لم تنم أثناء الرحلة...ولكنها أخذت تتذكر تصرف سيف معها في الطائرة

وكان سيف قد جلس في الكرسي الذي في الوسط بجانب أحمد وجلست هي

بجانب النافذة وأخذت تشاهد التلفاز وعندما أطفئوا الأنوار حولّت منى مقعدها

إلى سرير ونامت وتبعها أحمد وكذلك معظم الركاب مع الوقت إلا هي ...كانت

تحس أن عيونٍ تراقبها لكنها لم تعرف من فالكلُ نائم ... ولكنها عندما ملّت

وأرادت أن تمشي قليلاً ذهبت إلى المضيفات وطلبت نسكافيه ووقفت تنتظر وهي

تطل من النافذة الصغيرة التي في باب مخرج الطوارئ ولم يكن هناك إلا الظلام

وسرحت بخيالها بعيد ...ولم تحس بسيف الذي وقف بجانبها يتأملها بصمت

ولكنها سمعت المضيفة تسأله أذا كان يحب أن يشرب شيئاً فالتفت ورأته واقف

يخبرها أنه يرغب بكوب من الشاي الأخضر ثم التف إليها وقال : ليش للحين

ما رقدتي ؟؟؟

جواهر: سيدي أنا في كل رحلة اكون متوترة ومقدر ارقد ...

وأمسكت كوب النسكافيه الذي ناولتها إياه المضيفة ...

سيف: وبعد نسكافيه مستحيل ترقدين ...

جواهر: برقد في البيت بعدين...

سيف : ممكن اسالج سؤال محيرني؟

جواهر: تفضل ..

سيف: ليش تحبين باريس اكثر من لندن؟

جواهر: ليش تقول جذيه سيدي..؟

سيف: لأنج في باريس كنتي وحده وفي لندن كنتي وحده ثانية...

جواهر: مادري ....يمكن لأن باريس تمثل الحياة بكل مافيها ....

سيف: ولندن تمثل الموت عيل؟

جواهر: مهب قصدي ...بس لندن ماحبها وعمري ماحبيتها ...

سيف: تصدقين حتى أنا ...

قاطعتهم المضيفة عندما أحضرت له كوب الشاي واستأذنت جواهر وعادت الى

مقعدها ....


كان سيف يبتسم وهو يفكر في جواهر وينشف شعره بالفوطة إمام المرآة

( هالبنت شكثر حساسة ...) كان قد ارتدى جلابية البيت فوق الإزار تعطر ثم

نزل لأمه...






كانت الساعة الواحدة عندما استيقظت جواهر من نومها على نوف وهي تطرق

باب غرفتها فقامت من سريرها وفتحت الباب وهي ترتب من شعرها وعيونها

نصف مفتوحة وتقول: من ؟؟

نوف وهي تضحك على شكلها : صباح الخير ...وإلا اقول ...ظهر الخير..عندج

نص ساعة تصلين وتبدلين وتنزلين لنا عشان نتغدى...والا بتذبحوني من الجوع

أنا وعيالي ...

جواهر وهي تحاول أن تستوعب كلام نوف : انزين ...

أغلقت الباب ودخلت الحمام توضأت وغسلت أسنانها وصلّت ثم بدلت ثيابها

ولبست جلابية الفراشة ونزلت لهم ...وجدت أمها جالسة في الصالة وبجانبها

نوف سلمت على أمها ثم على نوف وجلست بجوار أمها ولاحظت شحوبها

فسألتها : يمه شفيج شكلج مهب عاجبني ؟؟

امها بوهن : مافيني الا العافية ..

جواهر : حتى الصبح يوم وصلت كنتي راقده وهذا مهب طبعج !!!!

امها: مارقدت فالليل عدل كنت احاتيج يمه ....

جواهر لم تصدق كلامها فقالت : بكره بنروح العيادة نتطمن ....

امها : وشغلج يمه ...

جواهر: باخذ عرضي يمه ...صحتج اهم من شغلي ...

نوف: أن شاء الله مافي إلا الخير....( قالت لتغير الموضوع ) قوليلنا شخبار

لندن؟

جواهر وهي تبتسم لها: بقولج عقب الغدا ..

ونادت الخادمة وإمرتها بوضع الغداء لهم ثم التفت إلى نوف وسألتها : وين

عيالج ما اشوفهم ؟

نوف : يطالعون التلفزيون في الصالة الثانية ....



بعد الغداء انتقلوا جميعهم لصالة التلفاز وأم جواهر رغبت بأخذ قيلولة أوصلتها

جواهر لغرفتها وجلست معها حتى استلقت في فراشها وعادت إلى نوف ....

تطمنت أن الأطفال بخير ومع مربيتهم ...وجلسوا في الصالة الأخرى وبدت

قلقة..

نوف : أنت بتاحتين من الحين ؟؟ على الاقل انطري لين تروحين العيادة بكرة..

جواهر وهي تنظر لعيون نوف: قوللي الصدق ...أمي من متى جذيه؟

نوف: كيف يعني ...

جواهر: لا تتهربين من الاجابة...أمي من متى مريضة؟

نوف: من كم يوم تعبت شوي وجيت بوديها المستشفى بس مارضت وقالت بتاكل

مرّه وبتشرب نعناع وما طالعت عنها إلا لما تحسنت...

جواهر: وليش ماعلمتيني ؟؟؟

نوف: أنتي مسافرة وانا كنت معاها وكنت اكلمها طول اليوم وما تعبت عقب ذاك

اليوم ...

جواهر: الله يستر ...أنا وايد خايفة عليها ...

نوف : لا تفاولين عليها ...لا يقص عليج الشيطان...الرسول صلى الله عليه

وسلم قال ( تفاءلوا بالخير تجدوه ) وأنتِ متشائمه !!! قوللي لا اله الا الله...

جواهر : لا اله الا الله محمد رسول الله ...

نوف : يله قوللي شصار في الرحلة؟؟

جواهر: ماشي ....

نوف: بتقولين وإلا أروح بيتي؟

جواهر وهي تبتسم : تهدد بعد....بقول بقول....

حكت لها كل ما جرى بينها وبين سيف...فارتسمت ابتسامة عريضة على وجهها

ولم تقل شيئاً...

رفعت جواهر حاجبيها مستغربه وهي تسأل : ليش شاقّة الحلج ؟؟

نوف: أبدا.... أشوف قيس تلحلح شوي..

ابتسمت جواهر وهي تقول بدلع : إذا كان سيف هو قيس عيل وين ليلى...

أشارت نوف لها وهي تقول : هذي هي ....

جواهر: يتروالج لا تقعدين تسوين افلام عربية ...الريال ولا مفتكر ...كان بس

يبغي يلطف الجو ...

نوف: يلطف الجو ليش ما عنده ملطف Glade ؟؟؟

جواهر : هههه..ظريفه ...دمج خفيف ...

نوف : بذكرج عقب وبتشوفين ....




بعد أن تناول الفطور مع أمه جلس معها لساعة ثم استأذن منها لينام وقال : يمه

فديتج قعديني قبل أذان الظهر عشان اروح اصلي في المسجد ...


صعد الى جناحه البارد ودخل إلى غرفة نومه ثم إلى سريرة وقذف بنفسه عليه

وأغمض عينيه ونام من التعب...وبعد حوالي ثلاث ساعات كانت أمه توقظه

بلطف وهي تمسح على رأسه وتقول : قوم ياحبيبي الآذان بيأذن الحين ...ما فيه

وقت ..

فتح عيناه بصعوبة ثم ابتسم لأمه ونهض متوجهاً للحمام بعد عشر دقائق خرج

وهو يرتدي مئزر الحمام وفوطة صغيرة في يده ووقف كعادته أمام المرآة

لينشف شعره بها...أضاف بعض الجل ثم مشط شعره ارتدى ثيابه وساعته

وتعطر ثم اخذ نظارته الـ Cartier ونزل قبّل أمه على رأسها ثم ذهب

للمسجد...


وعندما عاد سألته أمه أذا كان يرغب بالغداء معها فوافق مع أنه كان لازال شَبِعاً

من فطوره الثقيل ولكنه لم يرغب بإفساد فرحتها به ...


بعد نصف ساعة كان معها على طاولة الطعام يتأمل سمكة الهامور المشوية

والتي تتصدر الطاولة وبجانبها صحن الأرز المطبوخ بالبصل ووعاء السلطة

الخضراء إمامه فبدأ بها ثم أضاف لنفسه القليل من الأرز مع شرائح السمكة

التي قطعتها له أمه.. كانت تدللُه وهو سعيد بهذا الدلال ....تفاجأ بها تقول: يعل

يسقى إذا شفت مرتك قاعده على الكرسي احذاك وتاكل معانا ...


سيف وهو يضحك : عاد أنا ابغى نسخة منج والا مهب معرس...

أمه : أنت وافق اول... وبدور لك احسن وحده ... بنات الناس الاجاويد وايد

ياولدي...

سيف وهو يتخيل جواهر جالسة بجانبه في المكان الذي أشارت عليه : يصير

خير.. قريب يمه قريب ...في شي لازم أتأكد منه وبعدين بخليج تروحين

تخطبين..

فرحة أمه بقرب موافقته أعمتها عن ملاحظة كلماته الاخيرة ...لقد قال أنه

سيرسلها لتخطب لا لتبحث....



في المساء


كان سيف في مجلس أهل جواهر مع سعيد الذي انتظر خلو المجلس من الرجال

الذين ذهبوا لتناول الطعام في غرفة الطعام واعتذروا عن الانضمام لهم بحجة

أنهم سبق لهم تناول عشائهم ....وذلك لعدم رغبتهم بتناول طبق الارز واللحم

في الليل...

سعيد : أنت لين متى بتّم جذيه عزوبي ؟؟؟

سيف: وأنت شحَارك؟

سعيد: ياخي ابغي مرتك تخاوي مرتي لي عرست ونسافر مع بعض ...

سيف: ول عليك مخطط لين السفر بعد؟

سعيد: طبعاً تدري فيني أنا احب اخطط للمستقبل دايماً..

سيف: عيل قوللي يامخطط ليش الحين بس غيرت رايك وخطبت وامك تحنن

عليك من سنين؟ شكنت تخطط له في هالتاخير ليكون تنطرني؟

سعيد: روح زين قال انطره قال...شتحسب نفسك أنت؟

سيف: عيل ليش ...أنت عمرك ماقلتلي حتى لما كنت اسألك كنت تتهرب ..

سعيد: كنت انطرها ...

سيف :تنطر من ؟

سعيد: الخطيبه كانت في اعدادي يوم حطيت عيني عليها وتمنيت انها تكون

زوجتي... كنت احس أنك بتضحك علي فما قلتلك بس قلت حق امي عشان لين

خلصت الثانوية تحجزها لي....وخلصت الجامعة واشتغلت وكونت نفسي وهي

بعد خلصت هالسنة وصارت خطوبتنا رسمية...

سيف: صدق فيلم عربي هذيه... شايفه من قبل والبطل كان رشدي اباظه...

سعيد: شوف شتقول؟؟؟ وكنت تبغيني اعلمك من قبل عشان كل هالسنين تتطنز

علي...لكن ماقول إلا أن شاء الله تنكوي بنار الحب وتجيني تشتكي وذيك الساعة

بنتقم منك اشر انتقام ....

ضحك سيف بصوت عالي وقال : هالافلام خربت مخك ...حب....وانتقام ... جنه

كان فيلم من بطولة فريد شوقي ؟؟؟

سعيد : اضحك ...اضحك...ضحكت من سرك بلا....الشرهه علي اللي اكلم واحد

مثلك...بروح بيتنا أحسن لي...

سيف وهو يجذبه للجلوس مجدداً ولا يزال يضحك : اقعد يا رجال ...حالف عليك

تقعد ...اضحك معاك وأنت تصدق...


جلس سعيد وهو يتظاهر بالزعل ....وجاءهم عبدا لله وهو يقول : فاتكم العشا

... خوش طباخ...

سيف: فيه العافية بس الوالدة من شافتني وهي تأكلني لين حسيت نفسي

بنفجر...

عبد الله : شخبار باريس ؟؟؟ أحمد راجع وجه موّرد...

سيف: لازم ....مخَلي اختك بروحها ورايح يطربق مع مرته في كل مكان ....

ياخي هالرجال بط جبدي ....

عبد الله: هو قايل بيروح ايام عسل ...والرضيعة متعوده على الهياته بروحها

ماعليك منها ...هذي ما ينخاف عليها ...

سيف: صدق يوم قالوا ما اخس من المربوط الا المفتلت.. تراك أنت أخوه لازم

بتطلع عليه....عيل بتطلع علي ..

ضحكوا عليه ولكنهم صمتوا عندما دلف الرجال للمجلس بعد أن فرغوا من تناول

العشاء....




في الليل والهدوء يعم البيت الكبير كانت جواهر تفكر في أمها وهي مستلقي

على فراشها وترتب أفكارها ليوم غد حتى نامت ....

في مكان أخر من أحياء الدوحة ....جلس سيف على الأريكة في جناحه يشاهد

فيلم City by the sea لروبرت دي نيرو الذي يقوم بدور ضابط شرطه يُتهم

ابنه في جريمة قتل ويهرب ويحاول مساعدته والذي شاهده أكثر من مره وشرد

فكره في حديثه مع امه ثم مع سعيد ( الحين ممكن أنا أحب جواهر ... أنا ما

انكر أني مهتم فيها ...بس حب وزواج....مادري..)



في صباح اليوم التالي


استقلت جواهر سيارتها مع أمها وتوجهت لمستوصف الجزيرة ...طلبت أن ترى

الدكتور حمدي والذي تتعالج أمها عنده منذ سنين وبعد ساعتين حان دورهم

فدخلت مع أمها عليه....استقبلهم بمنتهى اللطف كعادته مع الناس وهدئ من

روعهم بكلامه المطمئن ثم فحصها وطلب منهم بعض التحاليل والأشعة وأعطاهم

موعد ليراهم في مساء الغد لتكون النتائج قد ظهرت ...خرجوا من عنده وقضوا

النهار كله في عمل التحاليل المختلفة ...عادوا لبيتهم وهم مرهقين ...




عندما وصل سيف لعمله وشرب قهوته اطلّع على البريد من سكرتيره وبعد ثلاث

ساعات قرر أن يغّير من جلسته ويمشي قليلاً ويمر على ابو حسن وجواهر

ليسلم عليهما....ولكنه عندما اقترب من مكتب جواهر لاحظ أن كرسيها فارغ

فأكمل طريقه إلى مكتب أبو حسن الذي فرح برؤيته وجلس على الكرسي أمامه..

ابوحسن : نور المكتب سيدي...

سيف: بوجودك ...شمسوي ؟؟ عندك شغل وايد اليوم؟

ابو حسن : عادي مثل كل يوم ماشي جديد... قضيه ماسكينها من يومين

وقاعدين يخلصون التقرير...

سيف: وجواهر وين؟؟؟ راحت عندهم ؟؟

أبو حسن : لا سيدي ...جواهر بلغت عارضه اليوم...

سيف وهو يهز رأسه: اها ...عيل من ماسك القسم بدالها؟

ابو حسن :الحالات المستعجلة تحولت عندي...

سيف وهو يقف : على القوة...

أبو حسن : الله يقويك....سيدي..


عاد سيف إلى مكتبه ولمح جواهر جالسة خلف مكتبها ولكنه ركز نظره فلم

يجدها لقد تخيلها .... دخل وهو يحس بأن شي ما فُقد منه ...ولم يعرف ما

هو..

وجد نفسه بعد أن صلى الظهر يفكر بجواهر وبشدّه لدرجه أنه تعجب من

نفسه... ( معقولة كلام سعيد يطلع صحيح ...لا ...أكيد هذا تعود بس ...تعودت

أشوفها كل يوم ....بس أنا أحس بأني ابغي أشوفها ...هي ليش ماجات اليوم؟؟)

كان قد جلس خلف مكتبه وأخذ ينظر لشاشة الكمبيوتر ولكن خياله أخذه الى

البعيد أنه يحاول إلا يفكر فيها وأن ينشغل بأي شي ولكنه لا يستطيع ...وتنهد

تنهيدة حارة ثم تذكر خالد الفيصل وهو يقول ..



أستطيع أمنـع لسانـي لايقـول

واستطيع أمنـع عيونـي لاتـرى


واستطيـع أمنع يديـني لاتنـول

وامنع اذني عن سواليـف الـورى


لكن المشكل أنـا وش لون أحـول

دون فكري لو خيالـي بـه سـرى


شارد افكـاري على رغمـي تجول

كلمـا عـّن الهـوى والا طــرى


كل نجـم للخـيال أصبـح ذلـول

بالفلك طواف لـى ضـاق الثـرى


شاغـلي ياراعي الطرف الخجول

باع حبك فـي خفوقـي واشتـرى


ياربيـع القلـب في كل الفصـول

ورد حبـك فـاح عطـره وازهـرا


مرني طيـفك على العـاده عجول

عـزً طيفـك مثلمـا عـزً الكـرى


مانفع تحذيري القلـب الجفـول

يرقـد الخالـي وعينـي تسهـرا


باسألك قل لي : ولوفيـها فضول

كيف تذبح من يشوفـك مـادرى؟


عندما عاد أخر النهار لبيته لم يتناول غدائه عندما سألته أمه وأخبرها أنه قد

تناول غدائه في العمل وأنه سينام وأخبرها أن توقظه لصلاة المغرب ودخل إلى

جناحه البارد وأحس أنه ابرد اليوم حتى أن بدنه اقشعر للحظه ....بدل ثيابه ثم

استلقى في فراشة تلَحف وحاول النوم ...



في المساء وبعد أن جلس مع أمه وتناول معها القهوة وتحدثت معه عن

الخادمات وعن جارتها وعن إخوانه المشغولين بحياتهم وبيوتهم ودعت لهم

بالصلاح ...ثم فاجأته بسؤال : شفيك يبه؟؟

سيف: ما فيني شي ؟؟؟

أمه : أنت متضايق يبه ...وش اللي مضيق عليك قوللي ؟؟

سيف : وش دراج أني متضايق ( ابتسم لها ) شوفي مافيني شي ...

أمه : والله لو تخش على الناس كلهم ما قدرت تخش عني..أنا أمك وأعرفك زين

مازين..من رجعت من شغلك وأنت متضايق...

قبلها على رأسها وهو يقف وقال: مافيني إلا الخير...لا تقعدين

تحاتين...اسمحيلي أنا لازم أطلع وإلا بتأخر على المجلس...

هرب من البيت بأسرع ما يمكن....وتوجه إلى مجلس أحمد وهو يتصل بسعيد
ليلحقه هناك ...

لاحظ الجميع صمته هذه الليلة حتى سعيد لكنه احترم رغبته ولم يزعجه كعادته..

إلى أن تحدث له وحده فيما بعد...


في اليوم التالي

مر سيف وقبل أن يدخل مكتبه على مكتب جواهر ومن خلال الزجاج رآها هناك

جالسة خلف مكتبها وهي تسند ذقنها بكفها بدت متضايقة وتابع مشيته إلى أخر

الممر وإذا بخلود تواجهه في شكل تلقائي لأنه كان قريب من باب مكتبهم ...

ابتسمت وقالت : صباح الخير سيدي...

رد عليها بهدوء : صباح النور ...

خلود وهي تلتصق أكثر به : الحمد لله على السلامة سيدي...

سيف وكأنه مبرمج : الله يسلمج ....

خلود: أن شاء الله توفقتوا في المهمة سيدي؟؟؟

سيف: الحمد لله ...

خلود بدلع واضح : عاد المرة الجاية بتاخذني معاكم سيدي...

سيف وهي يرجع للوراء عندما انتبه لقربها الشديد منه : يصير خير...

ثم عاد أدراجه إلى مكتبه قبل أن تقول المزيد....لقد كان يفكر في جواهر طوال

الوقت فلم يحس بخلود ....( مدري شفيها شكلها مهب طبيعي ....بس المهم

أنها داومت ...بس أنا ليش مهتم فيها لهالدرجة ؟ليش استانست يوم شفتها ...

جني كنت مضيع شي ولقيته ....يا الله ....) وتنهد تنهيدة حارة ...وحاول أن

يركز مع البريد اليومي....


خلود كانت سعيدة وتكون لديها إحساس أن تصرف سيف معها اليوم بداية

إعجاب... أخيرا ستكون علاقة مع مديرها وقريباً جداً ستصل إلى هدفها ...

فيما بعد جلست جواهر وعملت مع ابتهاج في قضية حتى تخرج من حالة القلق

التي هي فيها...ومع انتهاء الدوام كانت أول المغادرين ....عادت بسرعة للبيت

وكانت قد تطمنت على أمها أثناء الصباح ...وخلال نصف ساعة وصلت ...

سلمت على أمها وصعدت لتصلي وتبدل ملابسها ثم نزلت لتناول الغداء معها...

جلست معها قليلاً ثم طلبت منها أن تجهز لتأخذها لموعد الطبيب وذلك بعد

ساعة.. وبعد نصف ساعة كانت في الطريق إليه وكانت أمام موظفة الاستقبال

بعد أن جعلت أمها تجلس في غرفة الانتظار وأعطتها الرقم الثالث للدخول

للطبيب.. وفي اقل من ساعة كانوا أمامه ...فتح الملف أمامه وقرأ بعض

الصفحات ثم بدأ في الكلام : أنتِ تعرفي أن الواحد لما يكبر كل حاجة فيه بتكبر

ويبتدي يتعب صح؟ زي العربية مسلاً بتاخديها جديدة وبعد كام سنه تبتدي تكبر

وتبتدي تاخديها للكراج ...


قالت له بالانجليزية : Just tell me what's wrong with my

mom , I can handle it …tell me the truth with no need

for her to know…


جواهر :قوللي وشفيها امي أنا اقدر اتحمل الخبر بدون ماهي تعرف ...

د .حمدي وبالعربية: اسمعي يا بنتي ...أمك محتاجه تزور أخصائي في أمراض

القلب .. القلب عندها تعبان شوية بس قد ايه ماعرفش ...لازم أخصائي قلب

.... أنا هكتب لها على شوية ادوية تبئى تاخدها لغاية ماتئابله... متخافيش ربنا

معاها...لازم يكون عندكم إيمان بالله وتتوكلوا عليه...

إلام : لا اله إلا الله محمد رسول الله ....اللي الله كاتبه بيصير واحنا ناس

مؤمنين يا دكتور ....

د.حمدي : ونعم بالله ....الحمد لله أنك بتفكري كده أصل الحالة النفسية مهمة

جداً في العلاج ....تئدري تعتبريها تلاتاربع العلاج....

جواهر وهي تستعد للمغادرة : الله يعطيك العافية ...مشكور يا دكتور....

خرجوا من المستوصف وأخبرت أمها أنها ستنزلها وستذهب للعيادة المسائية

لأخذ موعد لها في أسرع وقت مع استشاري القلب...


في الدور الثالث من العيادة الخارجية لمستشفى حمد كانت جواهر تستفسر عن

إمكانية وضع أمها في اقرب موعد مع استشاري قلب....ورشحت لها الدكتور

جاسم السويدي ...

الموظفة:بس الدكتور مسافر وبيجي عقب أسبوع ....

جواهر: أسبوع ؟؟؟؟!!!

الموظفة: أصلاً ما في مواعيد مع أي دكتور قلب قبل شهر وأنا بعد ماقلتلج عن

دكتور جيلاني هذا رئيس قسم القلب ....بس للأسف ماعنده قلب ... على الأقل

الطبيب المواطن بيتبيرض لج وبيتفهم أن أمج عجوز ولازم لها طريقة معاملة

خاصة ....

جواهر: والله انج بنت حلال ....شوفي لي متى اقرب موعد معاه ترى أنا احاتي

أمي وايد وما قدر اصبر ....

الموظفة: إن شاء الله بحاول ....صبري شوي ...

أخذت الموظفة تتطبع أوامر للكمبيوتر وهي تنظر للشاشة وبعد دقائق نظرت لها

وقالت: الله يحبج ....لقيت موعد حق امج بعد 10 أيام الساعة 8 المسا

يناسبج؟

جواهر : يناسبني...شسوي ؟؟ العوض ولا الحريمة...

الموظفة: صدقيني إنكم بترتاحون مع الدكتور جاسم وبتدعين لي...

جواهر: مشكورة يا حبيبتي الله يسهل طريقج مثل ماسهلتي لنا الموعد ...

الموظفة: الله يشفي الوالدة إن شاء الله ....

جواهر: ويجازيج كل خير أن شاء الله... مع السلامة..


عادت إلى المصعد وضغطت على الزر ليفتح بعد قليل ويخرج منه سعيد وهو

ممسك بيد أمه وخلفه فتاه في العشرينات ....لم تعرفه جواهر طبعاً فانتظرتهم

إلى أن خرجوا ودخلت وضغطت للأسفل ثم خرجت من العيادة ومشت إلى

المواقف وركبت سيارتها ثم عادت للمنزل وفي الطريق اتصلت بنوف وبعد

السلام سألتها: أنتي وين.؟

نوف: في بيتكم وننطرج ....من الصبح....

جواهر: أي صبح هذا وأنا طالعة العصر اكيد صبحج ....المهم أنا جايه في

الطريق وابغي اكلمج في شي...



في المساء وفي المطعم صبح ومسى جلس سيف مع سعيد على إحدى الطاولات

بقرب النافذة وهم ينتظرون المقبلات التي طلبوها...

سعيد: أنت ليش تجيبني هنيه؟؟؟

سيف: لأن اكله لذيذ ...والخدمة ممتازة ...ومهب معروف من كل الناس....

سعيد: بس ياخي اكله كله ثوم...

سيف: ما تشوف يحطون لك نعناع ...اعلجه مثلي وتخف ريحة الثوم ...

سعيد: خوش حل ...مع ويهك...أخر مرة تجيبني هنيه...

سيف: دام العشى على حسابي اوديك وين ما ابغي....

سعيد: أبوك يا الذل....تعال .....ماقلتلك...

سيف:لا ماقلتلي...

سعيد: قول من شفت في العيادة الخارجية مساعة وأنا مع الأهل.....

سيف: وانا شدراني ...تراك تقول كنت مع الأهل....يعني مهب معاي...

سعيد: يا ثقل دمك ياخي...أنت من قاص عليك وقايلك أنك ظريف...

سيف: أمي فديتها كله تضحك على كلامي ....وحتى شفوه دايماً تقول أن دمي

خفيف...

سعيد: ومن بعد ذي شفوه ؟؟؟

سيف: هاذي وحده في المنتدى معانا ما تضحك إلا على كلامي....

سعيد: عيل ذي هبله ..

سيف: لا تسب ..ماسوتلك شي ....المهم ...من شفت قول خلصنا...

سعيد: مهب قايل....خلك تتحرمص ...ليش تحرني...

سيف: بتقول وإلا العشى على حسابك ....عشان مرة ثانية تغَدي رجال وما تقول

سالفة ما تخلصها...

سعيد: الحين يوم انك طلبت كل اللي في الـ Menu بتخليني ادفع...

سيف: عيل انطق وقلها هالجوهره ....

سعيد: شفتها ...بروحها رايحه العيادة ....مثل عادتها...


أحس سيف بقرصه في قلبه وعرف أنه يقصد جواهر ولكنه ادعى الغباء قائلاً:

منهي اللي شفتها؟؟

سعيد: يعني من ....اللي بالي بالك...رفيقة السفر اللي ما تدانيها في عيشة

الله..

سيف: قصدك جواهر؟

سعيد: ليش سافرت مع حد غيرها أخر مرة؟

سيف: وأنت شدراك أنها هي؟

سعيد: تذكر يوم تراويني اياها يوم كنا نتعشى في الستي؟؟؟ يوم تطالعك مثل

الحشرة...( ذكّره بلؤم) ...

سيف وهو يتصنع عدم المبالاة: إيه الحين تذكرت...( ثم صَمت )

سعيد: تبغي تفهمني أن ما فيك أي فضول أنك تعرف وش كانت تسوي هناك؟؟؟

سيف: وانا شلي خص؟؟؟ البنت تروح أماكن وايده ...حلاتي اقعد اشغل نفسي

فيها وين راحت وليش جات....

سعيد: ايواااااا ...مادري من اللي متملل لأنها غابت يوم عن الدوام...جَدي

اعتقد...

سيف: الله يهداك أنت كله تبالغ....

قاطعتهم الجرسونه الفيلبينة وهي تضع لهم الإطباق مع ابتسامة عريضة...بدأ

سيف بتناول الفتوش ثم تَذوق الفول ....اما سعيد فبدأ برقاقات الجبن ثم البابا

غنوج...مع رغيف الخبز الطازج ....

كان سيف يأكل وهو يفكر بكلام سعيد عن جواهر ( حتى العيادة تروح

بروحها!!)


في نفس الوقت كانت جواهر تتحدث مع نوف عن ماحصل اليوم معهم ...

جواهر: أنا بنطر لين اقابل الدكتور ….واذا ماعرف يعالج امي بسافر معاها بره

بشوف السفارة في لندن وإلا امريكا ترشحلي احسن دكتور …

نوف: أنتي ليش مستعيله….يمكن يطلع مرضها بسيط …


جواهر: ماراح اقعد واكتف ايدي لين تتعب أمي زيادة…هذي أمي تدرين وشو

أمي.. مالي في الدنيا غيرها..

نوف: الله يخليها لج ويشفيها…ويشفي كل مريض قولي أمين

جواهر: أمين ….يا رب العالمين…



***************

reem99sh 01-06-08 01:53 PM




الجزء الثالث عشر





في اليوم التالي


وصلت جواهر مع بدء الدوام ولاحظت أن الوضع غريب في الإدارة... والموظفين

في كل مكان حتى لمحها أبو حسن وهي تدخل مكتبها فلحقها وسلم عليها وهي لا

تزال واقفة وقال: المدير طالبنا أنا وأنتي ...

نظرت إلى ساعتها وسألته: الحين ؟؟!!!

أبو حسن: المدير هنيه من الفجر ....واتصل وجابنا وقال أول ما توصلين نروح

عنده...

وضعت حقيبة يدها في الدرج وقفلته ثم لحقته بهدوء حتى وصلوا إلى مكتب

السكرتير وسمعوا صوت المدير وهو يتكلم بعصبية وبصوت عالي في الهاتف وكأنه

يستعجل شيء ما قد تأخر...دقائق ودخلوا عليه ولاحظت الضيق على محياه فرأفت

له وجلست في طاولة الاجتماعات مع أبو حسن بصمت منتظرة المدير ليطرح

الموضوع عليهم تحرك من خلف مكتبه وانضم لهم وبدأ كلامه بالشرح

لجواهر : بشرح لج الموضوع لأن كل اللي في الإدارة عرفوا قبلج.. في جريمتين

قتل صارت البارحة في الليل في مزرعة واحد معروف ...الشرطة جاها بلاغ من

جارهم حارس المزرعة بأن شخص قتل شخص أخر في المزرعة برشاش وهو كان

قاعد في غرفة الحارس معاه ولما سمعوا الصوت طلع الحارس يشوف شالسالفة

فانقتل هو بعد والشاهد انخش تحت السرير وشاف القاتل يدّور في الحجرة عن أي

حد ثاني وبعدين طلع ... وفي الدوحة كانت هناك محاولة قتل خادمة بسلاح مشابهه

بس هي ما ماتت ودخلت في غيبوبة..وإحنا شغالين من الصبح نبغي نربط بين

الجرايم الثلاث ...


كانت جواهر تنصت باهتمام وهي تدون ملاحظاتها ثم سألته: الشباب خلصوا من

جمع الأدلة سيدي ؟

أبو حسن: ايه توهم واصلين من ساعتين لقوا أثر نعال الله يعزكم في المكانين

ولقوا خراطيش فاضيه ....

جواهر: سيدي والشاهد ؟ شاف القاتل؟

سيف: شافه وأعطى وصفه للضباط....

وهنا رن هاتف المكتب فاعتذر منهم وذهب ليرد عليه وسمعت جواهر التالي

سيف: صادوه ....زين زين... خلاص الجماعة هنيه بيخلصون فحص أثر رجله

وأنتو طرشوا نعاله الله يعزك...وبيقارنون بينها وبين الدليل اللي عندهم من موقع

الجريمة والنتائج بتكون عندكم بأسرع ما يمكن ...


عاد لهم وهو يقول : صادوه حسب وصف الشاهد طلع سواق العيله اللي عندها

الخدامة والمزرعة...أبغيكم انتو الاثنين تشرفون على التحاليل اللي بيسوونها

الشباب اللي ممكن تثبت أنه الجاني أو تبريه وتخلصون التقرير وتحولونه علي..

يله عساكم على القوة....


استأذنت جواهر وخرجت وهي مهمومة...فمن جهة يجب عليها أن تنهي عملها

وبأكمل وجه ومن جهة أخرى يجب أن تعود لأمها المريضة.... وما أن خرجت حتى

قال أبو حسن لسيف: سيدي... أنا أحس أن جواهر ما تقدر تقعد معانا مثل كل مرة

لين تخلص التقرير...

سيف: ليش ؟؟

أبو حسن : سيدي..سمعت أن أمها وايد تعبانه ....وهي كانت غايبة من يومين

عشان توديها المستشفى ....

سيف: أنا بشوف الموضوع ماعليك أنت ...


بعد عشر دقائق ذهب سيف إلى جواهر ورآها تشتغل على الكمبيوتر فوقف على

الباب ونادها بحنان : جواهر...

رفعت جواهر رأسها له ولاحظ السواد حول عينيها وأحس بالذنب ....

ردت وهي تقف : نعم سيدي؟؟

سيف: الوالدة شحالها ؟

جواهر: الحمد لله على كل حال ...

سيف : سمعت أنها مهب صاحيه ...

جواهر: عندها مشاكل في قلبها ....سيدي

سيف: للحين هي تعبانه؟

جواهر: أحسن شوي مع الحبوب ....سيدي...

سيف: تبغيني اشيل عنج هالقضية عشان تقدرين ترجعين لها من وهل؟

جواهر: بشوف حد يروح يقعد عندها لين اخلص ...وإذا مالقيت ببلغك سيدي..

سيف: تدرين يا جواهر شكثر أعتمد عليج في الشغل ....لو اخليه عليهم بتطلع

الأخطاء وأنتي أكثر وحده شايفه...

جواهر وهي تنظر له بدون قصد وتتسمر عيناها على عيناه لوهلة ... أكملوا

حديثهم بدون أن ينطقوا ولأول مرة تعرف جواهر لغة العيون والذي كثيراً ما قرأت

وسمعت عنها...أعتذر لها على الإزعاج وقدرت هي مسؤوليته تجاه عمله ورغبته

بإظهار الحقيقة بأدق طريقة ممكنه ....قال لها أنه يشعر بالأسى لمرض أمها وأنه

يتمنى لو يساعدها... شكرته لاهتمامه ثم انتبهت لوضعها معه فأنزلت رأسها بخجل

وابتسم سيف وعاد لمكتبه ...لاحظ السكرتير أن مزاج مديره قد تغير في دقائق

قليله من عصبي لسعيد وتعجب لذلك ....


أما سيف فقد كان سعيداً لما جرى بينه وبين جواهر واخذ يفكر( هالبنت بتخبل بي..

قوية جداً وفي نفس الوقت هشة ....جريئة جداً وفي نفس الوقت خجولة ...

بس دايماً تكسر خاطري ....وحسيت أنها تفهمني من نظرة عيوني .. أول مرة حد

يفهمني من عيوني....ساحرة هالبنت ساحرة )


أما جواهر فاتصلت بنوف وكانت نائمة ...: نوف ....حبيبتي ...ابغي اطلب منج

طلب...

نوف وهي نصف نائمة: شتبين يالسنداره متصلة من الفجر...امج فيها شي؟

جواهر: لا الحمد لله ...بس

قاطعتها نوف بغضب : عيل ليش متصله هالحزه؟؟؟

جواهر: أنتي عطيني فرصة اقولج .....

نوف وهي تتأفف: قولي خلصيني...

جواهر: ممكن تروحين تقعدين عند أمي لين ارجع من الشغل؟؟

نوف: ليش شصاير؟؟

جواهر: عندي قضية مهمة وأنا ما قدر اطلع إلا إذا خلصت التقرير...وما راح

اعرف اشتغل إلا إذا كنت مطمنه انج عندها...

نوف وهي تزفر براحه: اشوا ...صبيتي قلبي قلت صار شي وإلا شي...بس جذيه؟؟

أن شاء الله ولا يهمج ..بس على شرط....

جواهر: وشو بعد ؟؟؟

نوف : تعشينا من مطعم شبستان .....يوصل منازل .....

جواهر: أن شاء الله والغنيمة ...بس من شبستان ؟؟؟ خليني اخلص من هالقضية

وبطلب لج اللي تبغينه ....

نوف: يله خليني أقوم أجهز أنا والعيال وأروح لأمج ...


في نهاية اليوم كان التقرير جاهز وذهب أبو حسن لتسليمه للمدير والذي ما أن قرأه

حتى أبتسم وطلب من سكرتيرة كتابة خطاب تغطية للتقرير تمهيداً لرفعه للنائب

العام..ثم التفت لأبو حسن وقال : تدري ....الجاني السواق طلع يحب الخدامة..

أبو حسن : يحب وحده ويثّور على ثلاثة ...

سيف: وكان بيصير فيه واحد رابع معاهم بس طلع ذكي وانَخش..


كانت جواهر تجهز نفسها للانصراف قبل أذان المغرب ...خرجت من مكتبها

وأغلقت الباب ثم توجهت للمصعد فرآها سيف وهو يقف مع أبو حسن والذي كان

على وشك المغادرة ولاحظ الحزن على وجهها....ودعتهم وأكملت طريقها وفوجئت

بسيف يلحقها ويدخل معها المصعد ويسألها : اتصلتي في أمج؟؟ شحالها الحين؟؟

أن شاء الله اشوا ؟؟

جواهر وهي تنظر للأرض : نعم سيدي...أن شاء الله إنها أحسن....

سيف: كالعادة كنتِ عند حسن ظني...وطلعت نتائج الأدلة تتطابق مع القاتل...

جواهر: أنا كملت شغل غيري سيدي....إحنا نشتغل كفريق وكلنا نكمل بعض...

فُتح باب المصعد وخرجوا أوصلها للباب وودعته وخرجت وبقى هو يراقبها من

خلف الزجاج إلى أن وصلت لسيارتها وصعدت فيها وذهبت .....تذكر قصيدة خالد

الفيصل المشهورة ....


يا ضايق الصدر بالله وسع الخاطر


دنياك يازين ما تستاهل الضيقه


الله على ما يفرج كربتك قادر


والله له الحكم في دبرة مخاليقه


حلو العيون استهانت دمعها الحادر


كف العباير حزين الدمع ما طيقه


حسايف الحزن يغشى وجهك الطاهر


والورد في وجنتك حرام تغريقه


يفداك قلب على ما تشتهي حاضر


يفداك باللي بقى لي من معاليقه


ما فات خله ولا تهتم من باكر


وأغنم من اليوم ما ساقت توافيقه



صعد ثانية إلى مكتبه ...


في المساء كانت جواهر جالسة مع نوف وأمها في الصالة وأكواب الشاي الأخضر

أمامهم على الطاولة ...








نوف: وأنتي شنهي القضية اللي شغلتج اليوم ...

جواهر: الجاني شاف الطباخ يضحك مع الخدامة اللي يحبها فقرر أنه يتخلص منه..

فأقنعه يروح معاه يجيبون أغراض من الزرع وراح معاه ...الأخ طلع ماخذ رشاش

الكلاشينكوف مال معَزبه وأول ما نزلوا طلَعه وثّور فيه كم طلقة.... والحارس كان

قاعد يتعلل مع حارس الزرع اللي حذاهم فطلع على الصوت رغم تحذيره وشافه

القاتل وقتله بعد ...ورجع البيت وكّمل على الخدامة بس لأنها شردت فصادتها

رصاصة وحده وقدروا يطلعونها ....وبتعيش وبتشهد عليه بعد..

نوف : وشو بعد هذا الكلاشنوف؟؟

ضحكت جواهر وقالت : كلاينشنكوف هذا اسم اللي اخترع هالرشاش الروسي

ميخائيل كلاشنكوف اللي صممه وهو في المستشفى قبل الحرب العالمية الثانية تّم

يدرس تصاميم أسلحة لين سوا تصميم حق بندقية آلية وأول من استخدمها كان

الجيش الروسي لكن عقبها تصنع حق العالم لأنه سهل وخفيف وسريع وبلاد كثيرة

قلدوه حتى الصين ومصر...

نوف: ابغي اعرف أنتي من وين تجيبين هالمعلومات؟؟

جواهر: من القراءة ومن الجامعة ومن التلفزيون ....ههه...ماقلتيلي عجبج

العشا؟؟

نوف: الحمد لله ...من زمان ماكلت اطباق ايرانية من رحنا دبي آخر مره...

جواهر: تصدقين وحشتني دبي....من زمان ما رحت لها ...أكيد تغيرت ...

نوف: طبعاً ...كل شهر تتغير مهب كل سنه ...

جواهر: والدوحة بعد بتصير مثلها وأحسن ...سمو الأمير الله يعطيه طولة العمر

عنده نظرة مستقبلية للبلد وكل الخبرا الأجانب يقولون أن المستقبل هنيه...

نوف: فديته والله ...متهيئلي لو شفته في مكان عام بحبه على خشمه...

جواهر:هههه...على خشمه عاد!!!

نوف: على خشمه وعلى راسه....كيفي...ولي أمرنا هذا...

جواهر: تعالي ..شخبار ريلج ..؟

نوف : مستانس ...مساعه متصل ومشّغل G3 ويراوني الشاليه اللي مأجرينه هو

ورفيجه ورواني كل شي والبحر قريب من الشاليه والمنظر يهبل ...ويقوللي شوفي

شفوتّي ..وقاللي أنه بيرجع مره ثانية معاي ويجيب العيال عقب ما شاف المكان كله

عوايل ....

جواهر: وشفتي رفيجه ؟؟

نوف : شفته كان رايح يسبح في حمام السباحة اللي في الشاليه...

جواهر: في الشاليه؟

نوف: اقولج كان شي عجيب ....لا اكيد بنروح إذا الله راد...

جواهر: الله يهنيكم ...ويهدّي بالج....

أطرقت نوف وقد فهمت مغزى كلامها ....


في نفس الوقت كان سيف مع سعيد في المقهى عندما لاحظ 3 فتيات جالسات

بالقرب منهم وهم يعبثون بهواتفهم وصوت ضحكهم مسموع فسأل سعيد...

سيف: هذول شيسوّن؟

سعيد: أبد ....يطرشون بلوتوث ويستقبلون غيره...

سيف: حق من ؟

سعيد: حق من يعني ؟؟؟ حقنا وحق غيرنا ... ما تشوفني من مساعه اضغط على

الجوال ؟؟ كنت ارفض ....وأنت عشان جوالك في مخباك ما تدري بهم...

سيف: ومصبغين وجوههم بألف لون ولون ....ما يدورن أنهم جنهم سيابيل وهم

يضَحكون ....؟

سعيد: شوف هذي جنها حاطه جص على وجهها ...

قهقه سيف بقوه لتشبيه سعيد .... ثم ارتشف القليل من Cafe la tea

ثم سرح قليلاً إلى أن أحس بيد سعيد عليه تهزه وصوته وهو يقول: اللي واخد

عقلك يتهنا به....

سيف: أن شاء الله ....

اعتدل سعيد في جلسته وهو يقول : احلف ....

ابتسم سيف وقال : والله ....

سعيد: يعني بديت تفكر ...

رسم ابتسامة لؤم على وجهه ثم قال : أصلا طول عمري وأنا أفكر فيها ومحد قاعد

في عقلي ومتربع في قلبي غيرها ....

سعيد وهو متعجب: أنت قصدك على من ؟؟

سيف: أمي حبيبتي بعد من!!!

سعيد: مالت عليك وعلى اللي يسولف معاك ....

قال سعيد ذلك وصّد عنه وهو يصطنع الغضب ....فابتسم سيف وقال : اليوم أخرّتها

في الشغل مسكينة ...وأمها مريضه ...

لم يرد عليه سعيد فأكمل : بس حسَت بالمسؤولية وتصَرفت ....خَلت حد يقعد معاها

لين خلصت شغلها .... تصدق أمها مالها إلا هي ....مثلي ...بالضبط ... حسيت

بالذنب لأني أخرتها عنها...ووصلتها لين الباب ....

تأمله سعيد بنظرة لؤم ثم سأله : أنت عن من تتكلم ؟

سيف: عنها ....بعد من يعني ؟؟

سعيد: من يعني ؟ أنا مدري أن أمك تشتغل ...وإلا أن عندك جدة للحين عايشه!!

سيف: ومن قالك أني أنا أتكلم عن أمي ؟؟

سعيد: أنت ...توك قايل....

سيف: وأنت كل شي تصدقه ؟؟؟

لم يرد عليه سعيد ولكنه صّر بعينيه وهو ينظر لسيف الذي ضحك بصوت عالي...



في اليوم التالي


وصلت جواهر في الوقت المناسب لمكتبها لتلاحظ وقوف ابتهاج عند الباب وهي

تهز رجلها من التوتر ....سلمت عليها وفتحت الباب ودخلت ودعتها للدخول... لما

جلست اتصلت بالفراش وطلبت لهما قهوة وسألت ابتهاج : شخبارج ابتهاج؟؟ جني

من زمان ما شفتج ...

ابتهاج : أنتي بتسهبلي...؟ منتي شافياني امبارح واول امبارح ...بس اكمنك كنتي

مشغولة بقضية بتاع المزرعة فمخدتيش بالك من أي حاجة وأي حد ...

جواهر: أي حد وفهمناها ...بس أي حاجه !!! شقصدج ... شصار أمس وأنا ما

لاحظت؟؟

ابتهاج : أنتي ما شفتيش خلود وهي نافشه ريشها وبتقول لنا أنها كلها أيام ونيجي

نترجاها عشان تتوسط لينا ...

جواهر: ليش تتوسط لكم ؟؟؟ أنتو محتاجين شي؟؟؟ ومن من بتتوسط لكم ؟؟

ابتهاج : مائالتش...بس باينه ....أكيد من المدير بتاعنا ...

جواهر: شمعنى ؟؟؟

ابتهاج : ماهو دا اللي محيّرني ومش عارفه ليه دلوئت بالزات ....

جواهر: وأنتي ليش محتره ؟؟؟ خليها تتكلم على كيفها ...أنتي تدرين أن مديرنا ما

يعطي وجه لأي احد ....خاصة لو كان مثلها...

ابتهاج : بس أنا أُلتلك أنها بترسم على تقيل اوي وأنتي ماسدئتنيش.....

جواهر: حبيبتي أنا معاها أؤمن بمثل معروف يقول ( فيه ناس تحشمهم وناس

تحشم نفسك عنهم ) تعرفين شمعناه ؟؟

ابتهاج : لا ..يعني أيه ؟؟

جواهر: يعني ناس تحترمينهم وناس تحترمين نفسج منهم ...على قولتكم أنتو على

بنات الحواري أنكم تترفعون عنهم لأنهم لين دخلوا في خناقة معاكم بيفرشوا لكم

الملايه ....صح؟

ابتهاج : صح ...بس هي ممكن فعلاً تفرشلي الملايه ....؟؟

جواهر: وأنتي بتعطينها فرصه؟؟ سوي مثل ما تقولون انتو صباح الخير يا جاري..

أنت في حالك وأنا في حالي... فهمتي وإلا لسه؟؟

ابتهاج : فهمت طبعاً ...

ارتشفت جواهر من القهوة وهي تفتح بريدها الالكتروني الخاص بالعمل....جلست

ابتهاج معها قليلاً قبل أن تعود لمكتبها ....







في منتصف النهار وقبل صلاة الظهر نهض سيف من مكتبه وقرر أن يخرج ليتمشى

قليلاً ليمرن رجله وفي نفس الوقت يطمئن على سير العمل ....مر بمكتب جواهر

ولاحظ من خلال الزجاج أنها منهمكة في عملها فأكمل طريقة للمكاتب الأخرى وبعد

عشر دقائق عاد لمكتب جواهر ووقف عند الباب مستنداً عليه رافعاً قدماً على

الأخرى ولم يتكلم إلا أن أحست أن هناك غيرها في الغرفة فرفعت رأسها ورأته

فحاولت الوقوف ولكن سيف منعها قائلاً : خلج ..خلج ...أنا مار على الموظفين

بسلًم وبشوفكم محتاجين شي ...

جواهر: شكراً سيدي....

سيف: شحال الوالدة أن شاء الله بخير؟

جواهر: الحمد لله ارتاحت على العلاج لين تشوف موعدها مع أخصائي القلب..

سيف: منهو الأخصائي اللي تروحون له؟

جواهر: د. جاسم السويدي...

سيف: زين ...زين ...هذا رفيقنا ...حتى أحمد يعرفه ...بوَصيه عليكم ...

جواهر: لا تكلف على نفسك سيدي ...أنا اقدر ادبّر عمري ...

سيف : أدري ...أدري أنج تقدرين تسوين كل شي ...بس أنا مستحب أني أساعد

أمج ...لأني أحسها مثل أمي ....والله العالم أني أعزها مثلها حتى وأنا عمري ما

شفتها ....

ابتسمت جواهر وقالت : شكراً سيدي ...ما تقصر ....

وقف قليلاً ينظر لها وهي تعبث بالأوراق التي أمامها فقال : يلله بروح أصلي

تأمرين على شي؟

جواهر: سلامتك ...سيدي...

ثم تحرك عائداً لمكتبه.. ليتوضأ ويذهب للصلاة في المسجد الصغير الخاص

بالمجمع ....


بعد أن صلّت جواهر المغرب جلست مع أمها في الصالة ...وجاءت الخادمة تعلن

قدوم ابن عمها سالم فلبست شيلة وذهبت لتفتح الباب بنفسها له وهي تبتسم

وترحب به جواهر : حياّك حياّك ....اقرب ...اقرب...

تقّدم سالم لها وهو يسلم : هلا ببنت عمي اللي ما تسأل ....

أدخلته وهي تقول : والله أني مشغولة وكنت مسافرة وتونّي جاييه من السفر...

سلم على أمها وجلس بجانبها وهو يقول: شحالج يمه أن شاء الله بخير...

أم جواهر: بخير جعلك بخير...أنت شحالك ؟؟ طمني عنك؟؟؟

سالم: أنا بخير دام أنج بخير..

أم جواهر: متى وصلت ؟

سالم: اليوم الصبح...رقدت شوي وجيتج بتعشى معاكم ..عندكم عشا والا اروح

اشتري؟؟

جواهر وهي تبتسم : شتشتري الله يهداك!!! الخير وايد..

وقفت لتذهب للمطبخ فقال لها سالم: اقعدي مهب الحين ...تو الناس..ليكون تبغين

تعشيني عشان اطلع... أنا جاي اسهر ترى...

ضحكت جواهر وعادت للجلوس وصبت له كوب من الشاي ثم سألته : شخبار

اسكتلندا ؟ وشخبار بناتهم؟؟

سالم : البلد للحين حلوة وبناتهم للحين حلوات ....بس ضعاف وايد ...

ما ياكلون..معصقلين ...

جواهر: قصدك على الموضه ....مثل العارضات...

سالم: أي عارضات الله يسلمج....هذول مافيهم طول ....عادي طولج يعني ... بس

شقر بنات اللذين...طبيعي مهب صبغ....والعيون اه من العيون ....خضر وزرق..

مثل زرقة البحر في الصيف...

جواهر: بل بل... ليكون خذت وحده منهم ؟؟؟

سالم : يخسون ...أنا اخذ منهم !!! هذول اللي لي وحق غيري؟؟؟؟ أنا مرتي لازم

تكون ملكة جمال ....وتكون ذكية وطيبة ودينّه وتموت فيني ....وبخليها بعدين

تحبكم ...يله شتبون بعد....؟

جواهر: ومن وين بنجيبها لك بالله هالمره؟؟؟

سالم : لين نويت أتزوج بتروحين تدورين وغصبن عنج بتتعبين لين تلقينها مرتي

حبيبتي...

جواهر: ومتى ناوي أن شاء الله؟؟

سالم : للحين ....ارتاحي الحين ...توني مخلص الجامعة ....

جواهر: عيل شبتسوي الحين ؟؟؟

سالم : ابد ...بعيش طرطنقي شوي.... ابغي أحس بالحياة ....ابغي أعيش...

جواهر: وأنت طول هالسنين كنت ميت؟

سالم: طبعاً... كارفينا طول هالسنين ....دراسة ودراسة ....وتدرين علي ماخلاني

ارتاح عقب الثانوية...

جواهر: أخوك العود ويفكر في مصلحتك...

سالم :والحين وناسة هو لاهي بمشاكل الشركة ومشاكل عياله ...وبرتاح منه

شوي...

جواهر: ههههه الله يغربل بليسك ولا كأنه أخوك ....

سالم : سنداره هالاخو..استوى مثل الشياب من توفى الوالد الله يرحمه ... جنه

روح الوالد انتقلت له....

جواهر: استغفر الله شهالكلام ...قمت تخوره أشوف ...

سالم : هههه يمه شوفي جوجوه شتقولي ...أنا اخوره !!!

ام جواهر: كيفك انت وياها ....

سالم : افا الحين أنا قلت أمي بتوقف معاي تقومين تقولين جذيه !!! خلاص بروح

عنكم ...خلو عشاكم لكم ( ووقف بطريقة مسرحية فأجلسته جواهر ثانية )

جواهر: اضحك معاك وأنت صدقت !!!

سالم : قولي آسفة عمي...

جواهر: آسفة عمي ...

سالم : حبيني على راسي ...

جواهر: تخسي ....ترى أنا اللي اكبر منك مهب أنت اللي اكبر مني....

سالم وهو يضحك : كله مشّوطه هالبنت ...!!!

جواهر: روح حق اللي قاص عليهم ولا يشوطون ...

سالم : انا شسوي ...؟؟ مهب بيدي أن الله خلقني جميل ....والمعجبات يحذفون

نفسهم علي..

جواهر: عدال...لا تنفجر من التواضع ...

سالم : بتروحين معاي السينما بكرة؟؟

جواهر: وأمي وين أخليها؟ بروحي أخليها بسبة هالدوام بعد أروح السينما...

سالم : نادي اللزقه تقعد معاها...

جواهر: من قصدك ؟؟

سالم : بعد من هذي نايف مدري نواف ....

جواهر: هذي اسامي صبيان .....وبعدين اسمها الشيخة نوف....

سالم : شاخت عظامها وعظامج ....مهب علي الشيخة هذي...

جواهر بهلع : اسم الله علينا ....

سالم : خلاص ...خلها تنفعج ...انا قلت بوديج لأنج متملله وعشان اخذ اجر فيج

لكن الحين خل نوافوه تنفعج....


سالم في الثانية والعشرين من عمره, طويل وذو بنية معتدلة وسيم مهتم بنفسه له

لحية على شكل القفل أنيق جداً يرتدي دائماً أفضل الماركات...أبن عم جواهر والذي

عاش اغلب وقته في بيت جواهر وربته أمها كابنها الذي لم تنجبه ...لذا لهم معزة

خاصة بقلبه ويعتبرهم كأم وأخت له لأنه لم يكن له أخت فقط 7 أخوة .... الأكبر

حمد كان هو المسيطر على العائلة بعد وفاة أبيهم ...درس هندسة الحساب الآلي

في اسكتلندا في جامعة The University of St Andrew إجازاته كان

يقضيها في بيتهم.. حتى أنه كان لديه غرفة في الطابق السفلي ينام فيها أحيانا...

************************

محبوبي(m)الغالي 03-06-08 01:29 PM

هذي القصص والا بلاش
تسلم لي هالاصابع الذهبية والخيال الممتع......
كنت اتمنى اعيش قصص حب ما اطلع منها ابد
اتمنى لك التوفيق ولا تطولين

reem99sh 03-06-08 09:30 PM

الجزء الرابع عشر



في منزل جواهر

فيما بعد وبعد أن تناولوا عشائهم جلسوا في صالة التلفزيون وامسك سالم جهاز

التحكم بيده واخذ يشاهد قناة الكأس...كان هناك تحليل بعد إحدى مباريات دوري

كرة القدم القطرية وكان منصت للغاية لهم ولم ينتبه لجواهر التي أتت من وراءه

وألصقت فمها بأذنه وصرخت قائلة : تبغي شاي؟

قفز سالم من مقعده وهو يصرخ: الله ياخذج ... شفيج؟؟

جواهر وتبدو البراءة على وجهها: مافيني شي ..أسألك تبغي شاي؟

سالم : عمى بلى عمى يعميج ....جذيه يعزمون على الناس...

جلس وادر لها ظهره وعاد لمشاهدة البرنامج ....وهو مقطب حاجبيه...وعادت

جواهر وخفضت رأسها مرة أخرى قائلة : أنت مندمج وما تسمعني من مساعه

أسألك وأنت خبر خير...

دفع رأسها بقوة للخلف وهو لازال في نفس جلسته قائلاً : ازحمي عن راسي لا

اعطيج سطار والصقج في الطوفه...

ذهبت جواهر للمطبخ الداخلي وهي تضحك وجدت الخادمة قد أعدت صينية الشاي

والقهوة فحملتها وعادت لهم ... وضعت الصينية على الطاولة إمامهم وصبت

فنجان قهوة لأمها أولاً ثم لسالم الذي أخذه ولا زالت عيونه متسمرة على الشاشة

وشرب ما فيه في رشفة واحدة ووضع الفنجان على الطاولة ...

انتظرت جواهر إلى أن انتهى البرنامج والتفت سالم لهم فصبت له كأس شاي

وناولته إياه وصبت لها آخر وسألته: الحين أنت من صجك؟ جاي تقعد عندنا ومن

زمان ما شفناك وتجابل التلفزيون !!

سالم : غبية أنتي وإلا تتغابين؟ الحين أنا ما بغيت القى هالتحليل اللي خلاني اعرف

شالسالفه هالأيام وتبغيني اهده واجابلج!!!!

جواهر : أي سالفه مع ويهك؟؟

سالم : الدوري يعني شسالفته !!!

جواهر: وان شاء الله لي فازوا بتطلع في المسيرة معاهم مثل كل مره؟

سالم : لو فاز الريان واشك إنه يفوز ...بسوي اللي ما يستوي لكن لو فاز غيره

عادي بنسوي مسيرة وبنستعبط ....

جواهر: أنا قلت تخرجت وعقلت تراك للحين بزر...

سالم : بزر في عينج ...جوجوه ...تراني معطيج وجه لا تخليني احرمج من شوفتي

أسبوع عشان تتأدبين ...

جواهر: ويهياك قلبك؟

سالم : اذا مللتيني ...ايه..

جواهر: خلاص مهب مللتك ...

سالم :قومي صبي لي شاي مره ثانية....

جواهر: أن شاء الله عمي ....

صبت له كأس ثانيه من الشاي وصبت لها كذلك ثم صبت لأمها فنجان قهوة...

سالم بصوت واطئ : شخبار الموعد ؟؟

جواهر: ما لقينا قبل...الدكتور مسافر وبيجي عقب كم يوم والموعد عقب اسبوع..

سالم : والدكتور زين؟

جواهر: يمدحونه ...بس أنا اول مره بروح له...اسمه د. جاسم السويدي..

سالم: قطري ؟؟!!!

جواهر: قطري ....ليش فيه شي؟

سالم : كنت بروح معاكم ...بس يمكن يعجب فيج الدكتور واذا رحت معاج يحسبني

ريلج وما يتقدم....

جواهر: ههههههههههههه سويت فلم هندي .....بيعجب فيني وبخطبني بعد !!!

انزين وإذا طلع كبير ودب وقبيح ولابس نظارات متينه ... وما عجبني ؟؟ شسوي؟

سالم : مهب مهم ...المهم انتي تعجبينه ....

جواهر: قم اشوف ....قم اطلع من بيتي ...الشرهه علي اللي مخليه نوف حبيبتي

ومجابلتك مع ويهك ..

سالم : روحي زين ....قال بيتها قال....يمه تسمعينها شتقول ؟؟

نظرت له أم جواهر للحظه ثم صدت بوجهها عنه وعادت لمشاهدة التلفزيون...لقد

تعودت على مشاحناتهم الدائمة ...

وقف سالم عند اهتز هاتفه النقال ألقى نظره على المتصل وقال : أنا إنسان عندي

كرامه..(وأخذ يغني مقلداً عبد المجيد عبد الله) بريحك مني خلاص وبغيب عن

عينك..مادام هذي رغبتك لازم أحققها ...

جواهر: من صجك انت ؟؟ اقعد عاد ..

سالم : وقتكم انتهى خلاص... في معجبين غير ينطروني في المجلس...

جواهر: في الميلس والا ....

سالم : كيفي ...في المجلس وفي ....حرّه ....يله مع السلامه ....

وغادرهم وعلى وجههم ابتسامة ....كان ينجح دائماً برسمها على وجوههم..


في نفس الوقت كان سيف يتجهز للمغادرة الى المجلس وشرب فنجان قهوة معه ثم

قبلها على رأسها مودعاً إياها قائلاً : لا تسهرين وتنطريني ...بروح المجلس

وبعدين بطلع مع سعيد ويمكن أتأخر..

أمه : اصلاً مافيني رقاد ... لا تحاتيني ...

سيف: بتم افكر فيج لأنج تنطريني ...فديتج يمه ارقدي ...

امه : لين جاتني النوده برقد ...خلاص روح أنت ولا تحاتي...

وصل المجلس بعد دقائق ووجدهم مجتمعين ...سلم عليهم ثم جلس بين أحمد

وسعيد ووضع ذراعيه خلهما على الكنبة ثم قال : طبعاً تعشيتوا....مالكم رفيق.

ضحك احمد وقال : اطرش الصبي يجيب لك عشى؟ الخير واجد ...

سيف: واكل بروحي كني مجروب ...!!!

عبد الله : شدعوه ...!! مجروب عاد!!!

سيف: عيل شفيها اذا نطرتوني ....خونه ...خلاص مابغي عشاكم ...

سعيد: ما عليكم منه ...هذا متعشي مع أمه ويقص عليكم...

ابتسم سيف وهو يقول لسعيد : وأنت ليش تتليقف ؟؟؟

عبد الله : صدق انك نذل ...يعني متعشي وتخلينا نتلَوم فيك !!!

سيف وهو يضحك : أحسن ...عشان ثاني مره تنطروني ...

في تلك اللحظة دخل سالم المجلس فوقفوا جميعاً ورحبوا به وسلموا عليه وجلس

بقربهم وهو يسأل: الا المجلس خالي اليوم غريبة!!!

عبد الله: واحنا مهب عاجبينك؟

سالم : مهب قصدي ...عادةً يكون مليان ما شاء الله حتى اخواني محد!!!

أحمد : يا ابني اليوم أول الأسبوع متلخلخين من الدوام ...

سالم : الكبر شين ...مشكله هالشياب...

عبد الله : أنت متى وصلت ؟

سالم : الفجر ...وما شفت حد في بيتنا جنه مهجور ...ما شفت الا بنت عمي وأمي

مزنه وتوني جاي من عندهم ..

احمد : تعشيت والا نحطلك عشى؟

سالم : تعشيت عند حبيبة قلبي فديتها ...ما خلتني اطلع من عندهم الا وانا شبعان

لا ابشرك وغداي بكره عندها بعد ...تبغي تسوي لي مجبوس هامور اللي احبه..

التفت عليه سيف واخذ ينظر له غير مصدق ما يسمع... ( من يقصد هذا ؟؟؟

معقولة قصده جواهر ... هو ما قال ...يمكن وحده ثانية )



بعد ساعة كانت جواهر تتحدث مع نوف وهي في غرفتها ...

جواهر: وقالي أن امي مثل امه ...

نوف: يه ..يه.. تطور هذا ...حنون صاير ويفكر في غيره..

جواهر: حس بالذنب الا عشان كرفني امس وامي مريضه..

نوف: شهالذنب اللي من امس لليوم !!!!

جواهر: تعالي ....يسلم عليج سالم ...

نوف بملل : مابغي سلامه ..خله له...متى رجع هذا بعد؟

جواهر: اليوم الفجر...شوفي عاد ويوم جانا مساعه ذكرج...

نوف: اكيد تطنز علي كالعاده...

جواهر: حرام عليج كله ظالمته ....

نوف :شعنده ؟

جواهر: جاي يسلم علينا لأنه خلص الجامعة خلاص وتخرج...

نوف: الحمدلله على السلامه ...مابغى يتخرج ...شبع من الهياته مع الانجليزيات

جواهر: نوفه حبيبتي....شفيج عالريال...؟

نوف: ما فيني شي ...بس ماحبه ...ما ادانيه خير شر...

ضحكت جواهر وهي تسمع كلامها فالشعور متبادل بينهما...استمرت مكالمتهما

نصف ساعة ثم أقفلت جواهر لأنها أحست بالنوم يطبق عليها..



فيما بعد


كان سيف مع سعيد في المقهى والصمت بينهما ...وسعيد يلتفت على سيف وينظر

له ويوشك أن يقول شيء لكنه يعدل عنه ...حتى واتته الشجاعة في أن يسأله :

أنت من طلعنا من الميلس وانت ساكت ....شفيك ؟؟؟ شاللي شاغل عقلك؟

سيف: ما شي...

سعيد: علي انا ؟؟؟ بتكلم ؟ والا انا اتكلم...

سيف: تكلم من ماسكك ؟

سعيد: سالم ضيّق عليك؟

سيف: اشمعنى سالم يعني ؟؟؟

سعيد: لأنه قعد يهذر عن بيت عمه قدامنا ...

سيف: أصلاً هذا احمد واخوه وولد عمه ما عندهم ما يعرفون سنع ..يبيلهم حد

يربيهم من الأول..

سعيد وهو يضحك : كلهم مهب متربين؟ ليش يبه ؟؟

سيف: عيل يقولهم ( مقلداً سالم ) تعشيت عند حبيبة قلبي فديتها ...ماخلتني اطلع

من عندهم ألا وانا شبعان ...وغداي بكره عندها بعد بتسويلي مجبوس الهامور اللي

احبه.. وهم يتضحكون وعادي عندهم ...

سعيد : كلامه عادي ما اشوف فيه شي ...

سيف: يعني عادي يتكلم عن أختهم قدامهم وقدام الرجاجيل ويقول حبيبة قلبي...

ضحك سعيد وقال : أنت ليش مخك وصخ؟ والبنت وينها في السالفة ؟

سيف: البنت في السالفة كلها .....شفيك؟؟ زاد غبائك !!!

سعيد: أنا !!! احتمال ...

سيف:أنت ما سمعته يوم يقول عنها أنها حبيبة قلبه ؟؟؟

سعيد: هو ما جاب طاريها ابد ...لا تقعد تسوي إشاعات ...

سيف: والله انه قال .... وأنا متأكد من اللي سمعته..

سعيد: هو قال تعشى عند حبيبة قلبه بس ما قال إنها بنت عمه ...

سيف: معاك حق يمكن خدامتهم عيل....

سعيد : الحين حتى لو كلامك صحيح.. أنت شحارك ؟؟؟ هم أخوانها وعادي عندهم

وهو ولد عمها ....يمكن يحبها صج وبياخذها....

سيف بانفعال: أنت شتقول هذا اصغر منها بوايد...هذا بزر شتبي فيه؟؟؟

سعيد وبكل هدوء : إذا عن العمر أنا اعرف شباب وايد ماخذين بنات عمرهم اللي

اكبر منهم ....عادي ...

لم يرد سيف عليه لكنه وجه نظره لأبعد نقطه وبدأ بالتفكير .....كانت أفكار

سوداويه....لم يعرف ماذا يقول او ماذا يفعل ....











بعد عدة أيام


تغيرت حالة سيف النفسية والجميع لاحظ ذلك فقد اخذ بالانطواء ولم يتحدث مع

الجميع كعادته بل كان يكتفي بأبسط الكلمات لم يعد يرغب بالذهاب إلى المجلس

وحتى عندما يخرج مع سعيد كان يكتفي بالتعليق البسيط على أحاديث سعيد .....

لقد خمن السبب ولكنه لم يناقشه فيه بل أراد لسيف أن يعيش الوضع بأقسى ما فيه

ليكتشف بنفسه مشاعره الحقيقة , لابد من أن يجتاز مرحلة الإنكار ليدخل مرحلة

القبول.. وعليه أن يكون لوحده في هذه المرحلة ...



في مكتبه كان سيف يتذكر اجتماعه الشهري مع الموظفين ....حاول أن لا يحصل

أي تواصل بالعيون مع جواهر...حاول بكل الطرق أن يتجنب النظر لها وهو يتناقش

معهم ...وكم كان ذلك صعباً خصوصاً أنها جلست مقابله على طاولة الاجتماعات

وحاول أن يركز نظره على الآخرين وخصوصاً خلود التي حضرت بأكمل زينتها

حتى عندما دخلت المكتب تسبقها رائحة عطرها النفاذة ونظراتها التي كانت عليه

منذ أن دخلت من الباب....كان يهرب من جواهر إلى خلود بدون قصد منه...لم

ينتبه أن الجميع لاحظ نظارته لخلود مما أسعدها ...حتى انتهى من الاجتماع وترك

الطاولة وهو يتصنع الانشغال بهاتفه النقال ووضعه على أذنه وتركهم جميعاً ووقف

أمام النافذة وهو معطيهم ظهره ينظر الى حديقة المجمع..


عادت جواهر إلى مكتبها ومعها ابتهاج التي أخذت بإبداء امتعاضها من تصرف

المدير أثناء الاجتماع ...وجواهر معها بجسدها فقط ولكن عقلها كان بمكان اخر..

ابتهاج : مكانش بيبص لحد غيرها !!! أنت مبترديش ليه؟؟ هو أنا بكلم نفسي؟

جواهر: نعم ؟؟؟ أنتِ قلتِ شي؟

ابتهاج: لا أبداً كُنت بقول مالك؟

جواهر: ما فيني شي؟

ابتهاج : علّي أنا الحركات دي؟؟ لا ياختي خدي بالك أنا خابزاك وعجناك....

جواهر : شدعوه فطيره!!!

ابتهاج: امك ازيها؟

جواهر: بخير أحسن مع الحبوب اللي كتبها لها الدكتور...

ابتهاج : وانتي شافيه أن اللي حصل شيء عادي؟

جواهر: وشو ؟

ابتهاج : لما المدير بتاعنا يسيبنا كلنا ويفضل يبص للي ماتتسماش طول الاجتماع

يبئا كلامها طلع صحيح...

جواهر: ما كان يطالعها هي بس.... نظره كان على الكل أنتِ تبالغين ... يمكن

لفتت نظره مثلنا من هيئها الغريبة المبالغ فيها ...خبرج...

ابتهاج وهي تحك ذقنها: يمكن .. دي عامله زي عروسة المولد... أنا نفسي

اشوفها ساعة عزا ..او وهي صاحية من النوم..

جواهر: عزا؟؟؟ الحين تشوفين العالم يروحون العزا بمكياج كامل... راحت ايام

التعاطف مع الناس وحزنهم ...وصار اذا كانت الوحده متوفي لها قريب وايد مثل

امها او ابوها تتنازل وتحط كريم اساس بس.... يا زَعَم هي حزينة...

ابتهاج : معاكي حئ ....بس عندنا الحال زي ماهوا ...يمكن اللي بيعملو كده هم

الناس المتريشه بس...

طلبت ابتهاج لهم فنجانين قهوة واخذوا يراجعون بعض الأوراق ولم يلحظوا أن

سيف وقف من بعيد وهو ينظر لجواهر ويمسك ورقة في يده ليبدو أنه يقرأها..

تحرك عائداً لمكتبه عندما سمع صوت موظف في الممر....

كان في مكتبه بعد أن صلى الظهر يتفحص البريد ولكنه قفل الملف بقوة ثم تنهد

في هذه اللحظة اكتشف سبب ضيقه وملله .....اكتشف سبب سهره وعدم نومه...

اكتشف سبب فقدان شهيته وعدم جوعه ....اكتشف جلوسه في بيته وعدم رغبته

في السمر مع الأصحاب ....وقف بسرعة وذهب للنافذة وأحس بغصة في صدره لقد

اكتشف أنه يحب ....يحب جواهر ....شعور مختلف عن شعوره تجاه أي احد..

حتى جين ....كان شعور قوي جارف به الكثير من الأنانية والاهتمام.. أنانية منه

لأنه يرغب بأن يكون الوحيد في حياتها ....والاهتمام بكل تفاصيل حياتها

الصغيرة... كان يحبها ....لأجل ذلك كانت تصعب عليه حين تقوم بكل مشاورها

لوحدها ... كان يرأف لحالها ....( كنت أتمنى لو أني اروح معاها كل مكان عشان

ما تكون بروحها ....شالفايده الحين فات الاوان....ولد عمها يبغيها.. يمكن عشان

جذيه كانت ترد اللي قبل.. لأنها تنطره يخلص دراسته.... مالت عليك من قلب

....اللي ما تعرف متى تحب والا من ....)


في المساء وبعد صلاة المغرب


توجهت مع أمها لعيادة القلب وبعد أن انتظروا ساعة دخلوا على الطبيب تفحصته

جواهر لثانية قبل أن تجلس مع أمها إمام مكتبه الصغير ..كان شاب في الأربعينات

من عمره ممتلئ الجسم تبدو عليه الثقة الشديدة بالنفس....وبعد أن اخذ بعض

المعلومات تفحصها لدقائق ثم قرأ التحاليل المرفقة مع جواهر واخيراً التفت على

جواهر وقال بهدوء ورزانة : الوالدة محتاجه فحوصات جديدة وبعضها دقيق

ويبغيلكم شوية صبر....وبحاول اشوفكم بعدها ..

جواهر: يعني ما تقدر تعرف من الفحوصات حالتها بشكل مبدئي...

د.جاسم وابتسامه مرتسمة على وجهه: اختي أنا مقدر خوفج على امج ...بس أنا

ما تعودت أعطي تشخيص مبدئي.... لازم المريض يسوي كل التحاليل اللازمه

عشان مع النتائج تكتمل عندي الصورة واعرف أيش نواجه بالضبط...

جواهر: والدوا ...نكّمل عليه...؟

د.جاسم : مهب كله ...بس نوع واحد ( وامسك العلبة لتراها ) Dilatren هذا

لضغط القلب وبضيف لكم حبوب ثانية تعطينها حبه وحده في اليوم لين أشوفكم مره

ثانية...

التفت على الممرضة وسألها : متى اقرب موعد ممكن اشوفهم فيه؟

تفحصت الممرضة دفتر المواعيد وقالت : بعد أسبوع مناسب الساعة 7 فالليل ؟ في

مريض اعتذر لأنه بيسافر .......

جواهر: مناسب ....نكون خلصنا من التحاليل والفحوصات المطلوبة...

د.جاسم : اتفقنا عيل ....بنطركم بعد أسبوع أن شاء الله ...( ثم التفت إلى أمها

وأكمل ) لا تحاتين يمه أن شاء الله مابه الا الخير...واللي الله كاتبه هو اللي

بيصير...

ام جواهر: ونعم بالله ....








خرجوا من عنده ونزلوا بالمصعد إلى الدور الأرضي وأجلست أمها على كرسي ثم

اتصلت بالسائق ليأخذهم الذي لم يتأخر وخلال دقائق كان ينتظرهم أمام الباب

صعدوا للسيارة وعادوا للبيت ولكنها في الطريق أمرت السائق بأخذ طريق

الكورنيش لترفه عن أمها قليلاً ...اشترت لها عصير طازج من الانفال ثم أكملوا

طريقهم للبيت...


فيما بعد... وبعد أن وصلوا للبيت جاءهم سالم ليتطمئن على ام جواهر...

جواهر: تعشيت ؟

سالم : مابغي... ردي علي ...قال شي الدكتور؟

جواهر: طلب فحوصات زياده وعطانا موعد بعد اسبوع...

سالم : موعد مع طبيب في مستشفى حمد بعد اسبوع !!! اكيد دكتور خرطي ومحد

يبغيه....

جواهر: حرام عليك هذا وايد زين بس حظنا أنه واحد لغى موعده وحطونا بداله..

سالم: وصدقتي ؟ هذي لعبه عشان يبين أنه مزحوم...

جواهر: انا شفت بعيني الممرضه وهي تحط اسم امي بدل الريال... وبعدين الدكتور

جاسم يعرف احمد...

سالم : والله والكوبه...هذا سبب اقوى انج تدورين عن واحد ثاني...

ضحكت جواهر وقالت : لا يسمعك احمد ياويلك...

سالم: المعاش اللي ينزله في حسابي خله يقطعه....

جواهر:قصدك يكلم اخوك عشان يقطعه ....ما انت عايش بطالي واخوك بصرف

عليك...

سالم : الحين هو ساكت وراضي ...انتي شحارج؟؟؟ وبعدين هذا حلالنا كلنا...

جواهر: وانت ما تستحي على ويهك ريال شكبرك للحين تاخذ مصروف من اخوك؟

متى بتشتغل..؟

سالم وهو غاضب : ومن قالج أني مهب مشتغل ...توه امس قايللي عن وظيفة في

الشركة بس أنا افكر اروح اقدم في هيئة من الهيئات..

جواهر: تهد شركتكم وتروح حق الغُرب...

سالم : اخاف يمللني عقب لين تم مشاهدني كل يوم.... وليش متأخر وليش

هالشغل.. ومن هذا الكلام ...

جواهر: ويمكن ما يسوي معاك أي شي من انت تقول عنه ....اصلاً انت كله تبالغ.

سالم وهو يقف : يتروالج ..لأنج ماتعرفينه كثري ....يله بروح المجلس .... مع

السلامة..



فيما بعد في المجلس

كان سيف جالس مع سعيد وعبدالله واحمد وانضم لهم سالم ....

أحمد :وش اللي شغلك عن المجلس كل هالمده ...

سيف: مشاغل ياخوي ...مشاغل...

تفاجأ الجميع بدخول عبد العزيز المحامي عليهم الذي سلم عليهم وجلس ... وبعد

اقل من نصف ساعة طلب من احمد أن يحدثه في موضوع على انفراد فذهبا الى

زاوية المجلس مع نظرات سيف تتبعهما...

وبعد نصف عشر دقائق انتهى عبد العزيز من حديثه فسلم عليهم وغادر المجلس..

انتظروا احمد الى أن جلس وسأله عبد الله : شيبغي منك هذا ؟

أحمد : ابد ...جاي يخطب ...

عبد الله : يخطب من ؟؟

احمد : الرضيعه بعد من ؟؟ بنتي للحين ياهل...

سالم :ومن هذا بعد ... ومن ابوه ....بروح اسأل عنه ؟؟؟

كان سيف يتابع الحوار بينهم وهو مستغرب... ويفكر بسرعة..بأسرع من السرعة

نفسها...( الحين مهب هذيه اللي كان يقول عنها حبيبته ... بيروح يسأل عن عبد

العزيز...كيف تصير ... يعني كلام سعيد كان صحيح ؟ ما كان يقصدها ....عيل من

يقصد؟؟ هي وحيدة أمها !!! والله مشكلة...يعني طلعت مهب له والحين طارت من

يدي !!! يخطبها هالخايس وانا قاعد مثل الاهبل ..)

حلت عليه المسألة كالصاعقة ... كانت متاحه له والآن ....خطبها شخص اخر...

غيره ... ماذا يفعل....؟؟ ماذا بإمكانه فعله الآن؟؟ كم كان غبياً...

كل هذا كان يجري أمام المتفرج الأوحد سعيد....كان يعلم بكل شي ولم ينطق

بحرف... ماذا بإمكانه القول؟؟؟ لا شي ....فجلس متفرجاً فقط...ينظر الى وجه

سيف ثم وجوه البقية ثم يعود لوجه سيف وهكذا....حتى استأذن سيف للمغادرة

ومعه سعيد.... صعدوا للاند كروزر بدون أن ينطقوا بأي حرف وتوجه سيف تلقائياً

للشاطئ الموازي للنادي الدبلوماسي ونزل ولحقه وفتح الباب الخلفي للسيارة

وجلس عليه وفعل مثله سعيد ....كان ينظر لأمواج البحر والأضواء المنعكسة على

سطح الماء في ظلام الليل كان البحر غامضاً ولكنه في نفس الوقت مغرياً

للسباحة...مع أن الوقت كان متأخراً لكن كان هناك بعض العوائل المتوقفة سياراتهم

بجوار الشاطئ وبعض الأطفال يسبحون في البحر علا صوت صراخهم وضحكهم

المكان ....


كان سيف ينظر للبحر ولكنه انفصل عن ما حوله...كان في عالم خاص به ولكن

كلمات خالد الفيصل كانت تتردد في عقله مراراً وتكراراً...


غرتني الايام باقبالها يوم

أثر النكوفه عند الايّام عجله


جتني لياليها على دف و نغوم

أثر الليالي بالغرابيل جزله


فرحة نهارٍ عقبها ليل و هموم

من يوم جذ البعد محبوب وصله


فرق الضحى تسهل على باقي القوم

لكن على الخلاّن ماهيب سهله


ما همّني بعد المسافات معلوم

لاشك بعد القرب للصّب قتله


راعي الهوى من راحة البال محروم

قربه و بعده نار ماينعرف له


عزّ الله إني في ظبي نجد مغروم

راعي العيون اللّي مع الزيّن خجله


من حبّهم كنّي من الحب مظلوم

و نفسي عليهم ياهل العرف وجْله

بعد ربع ساعة حاول سعيد تهدئة سيف بأن قال : هونها ياخوي ....هونها وهي

تهون...قل حملك على القدير الرحيم ....

سيف: خسرتها يا سعيد خسرتها بكل غباء ....خسرتها حق واحد مغازلجي سيرته

على كل لسان....خسرتها لأني غبي ....تسمعني .....غبي ....

واطرق رأسه وهو ممسكه بكلتا يديه....

سعيد: ياخوي إذا الله كاتبها لك محد بياخذها .... إذكر ربك ....واطلبه ...

سيف: .....لا اله الا الله ...

سعيد: تدري ...يمكن لين سالوا عنه وعرفوا سوالفه مايقربونه...

سيف: انا مالي حظ...مادري ليش ؟؟

سعيد: انت مهب مالك حظ ؟؟؟؟ انتي نحوسي... وعنيد ...وراسك يابس ... مابغي

اقولك أني قلتلك وانت ما سمعت الكلام...

لم يرد عليه سيف...بل نزل من السيارة واخذ يمشي على الرمل الناعم وهو يدخل

قدمه فيه ويرفعه لينتثر في الهواء كأنه يفرغ ما في صدره في الرمل...





في نفس الوقت كانت جواهر تتحدث مع نوف في الهاتف....

جواهر: تصدقين ولا التفت صوبي طول الاجتماع....كأنه كان يتجنبني ..جنه زعلان

مني...

نوف: انتي زعلتيه بشي؟

جواهر: لا والله ...حتى هو في الفترة الأخيرة تغير معاي وانتي بنفسج لاحظتي

هالشي....صح والا لا؟

نوف : يمكن شي مزعله في الشغل؟

جواهر: ويكلمهم كلهم الا انا!!! يعني أنا الوحيدة اللي اشتغل معاه!!!

نوف: خله يولي ...انتي ليش مهتمه فيه ؟؟؟ مهب هو كله يضايقج بكلامه؟ كهب

أنتي ماتحبينه ؟خلاص احسن أنه مايكلمج...افتكيتي...

جواهر وهي تغير الموضوع : انتي بتجينا بكره؟

نوف: على حسب...

جواهر: على حسب ؟؟؟

نوف: على حسب الشيخ سالم متى بيمر عليكم؟

جواهر: وانتي شلج خص فيه ؟ اذا جا بنروح مجلس الحريم...

نوف: يرفع ضغطي...ما احبه...

جواهر: لا تحطين عقلج بعقله...هذا للحين مراهق....

نوف : مراهق وهو مخلص جامعه!!!! عيل متى بيعقل.؟ لين صك الاربعين؟

جواهر: عاد لا تمصخينها ...تعالي عقب المغرب...

نوف : ان شاء الله ...بتسوون لنا مكرونه بالباشميل؟

جواهر: بنسوي لكم ....تعالوا انتو بس....


في اليوم التالي


لم يذهب سيف للعمل بل قدّم على إجازة لأربعة أيام وذهب هو وأمه إلى الشاليه

الخاص بالعائلة في لفاّن في الشمال ...ودعا سعيد للانضمام لهم في أي وقت يراه

مناسب...سبقهم الى هناك الخادمة مع السائق لينظفوا المكان قبل وصولهم...

فتح لهم الحارس البوابة بعد أن سمع صوت بوق السيارة ثم دخلوا الى ممر طويل

تحيطه اشجار السنديان العتيقة ...اوقف السيارة مقابل درجات المدخل ونزل ثم دار

حول السيارة وفتح الباب لأمه وساعدها على النزول لأنها جسمها ممتلئ وأمسك

بيدها وصعدوا الدرج ثم فتح لها الباب الرئيسي ودخلت وتبعها ....كانت أرضية

الشاليه من السيراميك المطفئ الزيتوني وأخذها إلى جلسة الصالون المشجرة

وأجلسها هناك أمامها حائط زجاجي وفتح الباب الزجاجي المزدوج ودخل لهم هواء

البحر الرطب وخرج للشرفة الكبيرة ووقف بجانب السور الحجري ونظر للبحر

أمامه وتنشق من الهواء العليل بقوة حتى كأنه أحس باليود يدخل رئته .... وقف

لفترة ثم قرر أن ينزل ليتمشى على البحر مر على شاليهات فارغة من أهلها ومضى

به الوقت حتى أنتبه لزيادة الحرارة فعاد أدراجه الى داخل الشاليه... جلس مع امه

قليلاً وشرب كأس ماء ثم استلقى ووضع رأسه في حضنها..فقامت باللعب بشعره

كما يحب منذ أن كان صغيراً وأخذت تقرأ عليه المعوذات ... كانت متأكدة أنه

متضايق من شيء ما ولكنها لم تسأله تعودت أن تنتظره الى أن يفصح عن ضيقه

بنفسه ...

قالت له بعد نصف ساعة : اذن الظهر يبه....قوم صل وخلني اصلي بعد ...

قام عن حضنها ودخل الى القسم الخاص بغرف النوم وفتح باب غرفته ودخل

وتوضأ ثم صلى وغير ثيابه وارتدى سروال قصير ابيض وفانله بيضاء بدون أكمام

وخرج للصالة مرة أخرى...




في نفس الوقت

جواهر علمت من ابتهاج أن المدير أخذ اجازة طارئة وفكرت ....( انا من عرفته

ماخذا اجازة ... صاير له شي؟؟ يمكن امه صار لها شي؟؟ مادري ليش حاسه أن

الموضوع فيه أن )

في المساء كانت جواهر تستقبل نوف وتذهب معها للصالة الداخليه سلمت على ام

نوف ثم جلست معها ...وبعد عدة دقائق جاءت الخادمة لتعلن عن قدوم سالم التفتت

جواهر لنوف التي تأففت ثم وقفت وذهبت للمجلس ...ادخلت جواهر سالم وسلم

عليها وعلى امها وجلس بجانب امها وعندها انتبه لوجود اولاد نوف فسأل جواهر:

عيل اللزقه هنيه؟

ابتسمت جواهر وقالت : قصدك نوف؟

سالم : نوف مادري نواف ...ليش كم لزقة عندج...؟

جواهر: سالم ...لا تتكلم جذيه عنها ....ترى بتسمعك وبتزعل....

سالم : في الطقاق...

جواهر وهي تقف : انا مارضى عليها ...وأنا مخليتها بروحها عشان اسلم عليك..

سالم : اقعدي زين .... لاحقه عليها هالنايف ...اذا كان معاك القمر مالك ومال

النجوم...

جواهر: اشوفك بعدين...


عندما دخلت الى المجلس لاحظت لمحة حزن على وجه نوف فسألتها : سمعتي

شي؟

أومأت نوف برأسها ....فعرفت أنها استأت من كلام سالم عنها ...

فقالت: تدرين أنه مخرخش ومحد ياخذ على كلامه ...

نوف بهدوء غريب: ذكرني بشي كنت احسب أني نسيته...

جواهر: لا تحطين في بالج حبيبتي...اكيد ذكرج بأبوج ..

نوف: تذكرت أنه عمره ماحبني وكان رافضني من قبل لا انولد...حتى يوم كبرت

وقمت اسافر معاه ومع عيلته الثانية كان يحسسني دايماً أني حمل على ظهره بعكس

عياله ...تذكرت اول مره رحت معاهم لندن واشتهوا اخواني ياكلون برغر قام ودانا

كلنا .... ودفع لهم كلهم وخلاني ادفع ثمن وجبتي واقعد في طاولة بروحي وقعدت

اشوفهم يسولفون ويضحكون وأنا كأني وحيد ماكنهم هلي.... ماكفاه اللي سواه في

امي كملها معاي .....محد كان يهّون علي هناك الا مرته الطيبه واللي كانت تحاول

تساعدني وتوقف معاي بس هو مايرضى ويهاوشها... تخيلي أن مرته تحبني وهو

لا....

جواهر: الحين ليش تتذكرين هالسوالف الكئيبة وتضيقين على نفسج... سالم يفرق

عنه وايد ... سالم يضحك معاي يبغي يغضني بس ...صدقيني والله يبغي يحرني


سمعوا صراخ سالم منادياً جواهر بصوت عالي فضحكت جواهر قائلة: ماقلتلج

مخرخش ...

ابتسمت نوف وذهبت خلفها لتسرق النظرة من خلف الباب .... أحست بالفضول

لترى شكله بعد عودته من السفر.....


في الشاليه


كان سيف يجلس على الشاطئ على كرسي من الخشب وبجانبه سعيد وبينهما

طاوله عليها صينية بها كأسين عصير وزجاجتين مياة معدنية... وموج البحر قريب

من قدميهما ....كان الجو رائعاً هبت عليهم ريح بارده بعد أن غربت

الشمس....حاول سعيد أن يغير مزاجه فقال: تعال ...قول من اتصل فيني مساعه؟؟

سيف: من ؟

سعيد: ناصر ....

سيف : رجع من السفر؟؟

سعيد : توه من يومين راجع ...

سيف: شخباره ؟؟ شسوا مع مرته؟

سعيد: يسأل عنك ؟؟؟ يقول يسوي لك وجوالك يعطي مسكر... قلتله أنك في

اجازة... وصاني ابلغك السلام واقولك أن المحامي حاول مع مرته وأنها بدت تلين

وأول ما محاميها يوافق على العرض اللي قدمناه بيتصل فيه وبيروح يكمل

الإجراءات ويستلم ولده...

سيف بعدم اهتمام : زين ...زين ..

سعيد : أحمد اتصل يسألني عنك يقول أن جوالك كله مسّكر...

التفت سيف له وسأله : شيبغي؟

سعيد : ماشي ...يسأل عنك ...ويقول كان يبغي يكلمك في موضوع...

سيف بضيق : مابغي اكلم حد ولا ابغي حد يكلمني ...

سعيد: بل ....شدعوه عاد ...أنت ياخي قالبها حزن ....

سيف: مهب بيدي ياخوي....

سعيد: بسألك سؤال ورد علي بصراحه...أنت تحبها ؟؟

سيف بتردد: أيه...

سعيد: واللي يقولك أني عندي احساس أنهم بيردونه....وانت خبرك احساسي

مايخيب.... بس السؤال هو.... إذا ردوه ...أنت شبتسوي ؟؟؟ بتخطبها...

سيف: الله كريم ... يصير خير... لين ردوه بيحللها الف حلال...




********

reem99sh 06-06-08 10:51 PM





الجزء الخامس عشر



في منزل جواهر


كانت جواهر واقفة مع سالم بجانب الباب لتودعه وهو لا زال يتحدث...

سالم : وأنا شدراني أنها بتسمع كلامي ....وبعدين تعالي ... أنا ما قلت شي

يزعل.. ليش تهاوشيني ....نوافوه مالتج وايد حساسة....وأنا اشك أن فيه بنت

حساسة !!!

جواهر: نعم ؟؟ ما اسمع ؟؟؟ تدري وشو الكلام الأصح من كلامك؟؟؟ أن ما فيه

رجّال حساس في هالعالم....

سالم : امبلا فيه ..... أنا .... أنا فديت عمري حساس وجميل وطيب وغني ...

وأدوّر على فتاة أحلامي...

جواهر: حط لها هالاعلان في الجريدة.... جميل وغني ....So what ? الأخلاق

أهم شي في الإنسان ....ولو كان بلا أخلاق ماتنفعه لا فلوسه ولا جماله..

وبالله عاد .... عطني مقفاك تأخرت على المَره....( وتفتح الباب )

سالم : تطرديني أنا عشان لزقه افندي.... ( وامسك لحيته ) شوفي من يقولج أخر

الأخبار ....خلج على عمَاج .... وخلها تنفعج...

جواهر وهي تمسكه من ذراعه قبل أن يخرج: قول شعندك....

سالم وهو ينفض يدها ويخرج وبصوت عالي يقول : خلي مقفاي يقولج ...

ضحك بصوت عالي وهو يتجه لسيارته اللاند كروزر البيضاء وهي تنظر له بغيظ ثم

تصفق الباب بقوة وتنادي نوف لتنضم لها ولأمها في الصالة كما كانوا قبل مجئ

سالم ...



جواهر وهي تنظر لنوف وتقول : سمعتيه شيقول ؟؟؟ يحّر ....

نوف : توّج قايله أنه مخرخش..

جواهر: وأنا صادقه عند ربي.... واللي سواه اكبر دليل...

ابتسمت نوف وهي تنظر لجواهر ثم سألتها : شخبار مديركم ؟؟

جواهر باهتمام : ما جا اليوم ...يقولون ماخذ إجازة كم يوم...

نوف: مسافر؟

جواهر: مادري ...يمكن ... بس مهب عادته ...

نوف: ما فهمت ؟؟؟ يعني ما ياخذ أجازة إلا إذا فيه شي!!!

جواهر: أنتي ما تعرفينه ... هذا مدمن شغل مستحيل ياخذ إجازة مثل الناس ..

نوف : ايواااا .... قلتيلي .... لا ماله حق .... تصدقين يذكرني بناس مثله مدمنين

بعد...

جواهر: من صدقي أنا ...في الفترة الأخيرة كان مهب طبيعي واليوم يطلع إجازة!!!

صدقيني فيه شي...

نوف : يمكن عاشق...

جواهر: عاشق؟؟

نوف: ايه ...يحب يعني ....

جواهر وقد بدأت تسرح: يحب !!!

نوف: ايه يحب ... مهب ريال هو؟؟ يمكن لقاله وحده يحبها ....

لم ترد جواهر وسرحت في سيف .....وبعد خمس دقائق أمسكت نوف يدها وهي

تقول : أنتي ما تسمعيني؟؟

جواهر: نعم؟؟

نوف: أقول بتعشونا وألا نروح نتعشى في بيتنا... محمد بيمر علينا بعد ساعة..

جواهر: بخليها تحط العشا لنا ....

نادت الخادمة وأمرتها بوضع عشائهم ...وعادت لنوف وسألتها : شخبار ريلج؟

نوف : من رجع وهو مستأنس ... أنفعه تغيير الجو.. حتى عياله لاحظوا لأنه

وداهم المطعم اليوم وخلاهم يلعبون على راحتهم وعقب تغدو ....

جواهر: جعله دوم مهب يوم ...

نوف : أمين يا رب العالمين ...هو طيب بس عصبيته مخربه عليه...

جواهر: بس ؟

نوف : وأنانيته ....لأنه يبغي يكون حر مثل العزوبي حتى وهو معرس وعنده

عيال...

جواهر: ما دام أنج عارفته وعارفه طبعه احمدي ربج ...غيرج مهب لاقي

هالحياة...

نوف : الحمد لله .. عارفه والله عارفه ... تذكرين أول ما تزوجنا كان يطلع اغلب

اليوم من البيت ويخليني بروحي حتى لما جبت راشد وسعود ....ما غيّر حياته

ولولاج أنتي وأمج جان رجعت لأمي ....

جواهر: لأني ما كنت ابغيج تعيشين عيشة أمج ....وتتعذبين مثلها..أنتي ما بغيتي

تفتكين من مرت خالج ..ترجعين لها!!! لا وعندج ولدين .... نسيتي شكانت تسوي

فيج أنتي وأمج ؟؟؟ لولا أن أمج عاقلة جان سوت شي ثاني...

نوف: خالي طيب ...شذنبه أن مرته جذيه؟ ما كانت تبغي تنكد عليه ... خصوصاً

أن شغله متعب ...

جواهر: ورأسها يابس ما ترضى تجي تعيش عندج ....

نوف: لأن خالي ما رضى ... وهي ما بغت تثقل على محمد ....

جواهر: لو كانت في الدوحة كان أسهل لها تمر عليج كل يوم ....بس في الخور..

نوف: والله أني عاذرتها يا جواهر... أحس أن الله طرشكم لي سند معاها في

هالدنيا ...

جواهر: وطرشج لنا بعد ....

صمتت جواهر وعادت للتفكير في سيف ....ولا تعلم سبب ذلك ... تأخذها أفكارها

له ...




في الشاليه


وبعد العشاء كان سعيد لازال جالساً معهم في الصالة وهم يتفرجون على التلفزيون

قالت أم سيف له: ما كلت شي يا ولدي .... تبغيني اسويلك سندويش؟ يمكن تجوع

بعدين ...

سيف: والله ما تقومين ... لين جعت بعدين بروح وبسوي لي شي..ادله المطبخ..

التفتت على سعيد وقالت : أمسي عندنا الليلة ... أحسن لك بدل ما تسري في ذا

الليل..

سعيد: ودي يا يمه ... بس وراي دوام ....

أم سيف: عيل أنا بترخص منكم وبروح ارقد ...تصبحون على خير يمه ...

سيف وسعيد : وأنتي بخير...



بعد ربع ساعة استأذن سعيد وذهب هو أيضاً وظل سيف وحيداً إلا من أفكاره....

لقد أنكر مشاعره حتى فات الأوان ....خرج من باب الشرفة ووقف بجانب سورها

وهو يمسكه بكلتا يديه وينظر للبحر ..لعب الهواء بشعره وفكر ببيت لخالد الفيصل

تذكره


من لا يسابـق زمانـه

يقعـد والأيام تجـري



تذكر كلام سعيد وفكر ( سعيد معاه حق ... أنا بنطر لين نشوف نهاية موضوعها

مع عريس الغفلة وبعدين لازم اكلمها ....لازم اكلمها قبل لا أطرش الوالدة ....

يمكن ما ترضى فيني بعد وافشّل أمي..لا والله ما احطها في هالموقف ...معقولة ما

ترضى فيني!!! يمكن ...ليش لا؟؟ هي ترضى بحد هذي....ما فيه إلا أني افتح

الجوال وأشوف شيبغي أحمد مني...)


بعد يومين


وفي مكتبها كانت جواهر تجري بعض الاختبارات عندما جاءت ابتهاج وبعد السلام

جلست بجانبها وقالت : أنا حبيت أفكرك أني هسافر بعد أسبوعين ....

جواهر: بهالسرعة؟

ابتهاج : سرعة ايه ؟؟؟ منتي عارفة من ساعة ما عملوا جدول الأجازات أني رايحة

في الوئت ده عشان الشغل ما يتعطلش....

جواهر: ادري... بس كأن الوقت مر بسرعة ...

ابتهاج : سبحان الله... بئالي سنه ما شفتش اهلي وانتي بتئولي بسرعة!!! وانتي

خاسس عليكي حاجة ؟ منت جنب امك ربنا يخليها لك ... الدور والبائي على الغلابه

اللي زيي..

جواهر: الله يعينج ... خلصتي تشرّي لهم؟

ابتهاج : لا ما تخافيش ... السنة دي عملت حسابي وكنت بشتري حجاتي من

التنزيلات ...وهاشحنهم بكره أن شاء الله.. بدل البهدله في المطار... لازم نودي

الحاجة قبل الطيارة بيوم ... ويوم السفر لازم نكون في المطار من الفجر...ولما

توصلي تلاقي امة لا اله الا الله سابئاكي....حكاية .. أنا مش حاخد معايا الا شنطة

صغيرة..

جواهر: والله إنها فكره عبقرية ... أحسن لج... بتفتكين ...


في المساء

تلقى سيف اتصالاً هاتفياً من أحمد في موضوع لم يتوقعه مطلقاً ...

احمد : شرايك في عبد العزيز؟؟

سيف: كيف يعني رأيي؟

احمد : يعني ينفع يناسبنا ؟ رجال وتحطه على يمناك ... وإلا ....

سيف: وليش تسألني أنا ؟؟ روح اسأل عنه في شغله وإلا عند جيرانه..

احمد : بس أنت احتكيت فيه في السفر ... شفت عليه شي؟؟

سيف: والله ما دري شاقول لك ياخوي؟؟

احمد : قول الصدق ياخوك هذا زواج مهب لعبه والأمانة تحتم عليك أن تصدق مع

اللي يسألك عن خاطب وما تخش عليه شي ؟؟؟

سيف: والله اللي اعرفه عنه ما يشجع ....

احمد : مثل ايش يعني؟

سيف: يعني راعي سوالف ...مغازلجي ...وحتى في باريس كان يسهر كل ليله في

ملاهي الليدو والمولان روج...

احمد : وأنت شدراك ؟؟؟ شفته هناك ؟؟

سيف: يا سلام عليك....وانت تخَبرني راعي هالسوالف؟؟ طبعاً هو كان يقول...

ويفتخر بهالشي...

احمد : يمكن لين خذا الرضيعة بتعَقله ؟؟

سيف: القطو العود ما يتربى ياخوك..أنتوا شاورتوها ؟؟

احمد : أنت مهب غريب يا سيف.. البنت كبرت وكل ما جاها رجّال ردته .. وأمها

تحاتيها والحين من مرضت وهي تحاتيها زود..تبغي تتطمن عليها قبل لا تموت..

سيف وهو يحس بالضيق يجتاح صدره : الاعمار بيد الله ياخوي مهب بيدك...

احمد : أخاف نرده ما يجي غيره وتتحسف بعدين أنها ما تزوجت وان إحنا

ساعدناها...لكن إذا جاها الحين حد أخير منه ممكن نقنعها ....( رمى أحمد هذه

الجملة الخطيرة أمام سيف وسكت )

سيف: خير أن شاء الله...اللي الله كاتبه بيصير..أنا الحين في الشمال مع الوالدة

ويمكن نرجع بكره ... وبمّر عليكم في المجلس لي جيت الدوحة أن شاء الله...



فهم أحمد قصده فسّلم عليه واقفل الخط ....


فيما بعد وهو جالس لوحده على البحر على نفس الكرسي الخشب كان يفكر بحديثه

الهاتفي مع أحمد.. ( أكيد كان يبغيني ... بس اقوله عن جواهر في التليفون مهب

عدله ... وبعدين كيف أخطب على خطبة عبد العزيز....لازم افّهم أحمد ...اكيد راح

عن باله....)

انضمت له أمه بعد دقائق وجلست بجانبه وسألته : للحين ماتبغي تقولي وش اللي

مضايقك؟

التفت سيف لها وابتسم وقال : متأكدة أنج تبغين تعرفين؟

أمه : اكيد أبغي اعرف .. أنت ولدي ليش ما عرف يمكن أهون عليك..

سيف: وتفهميني ؟؟؟

أمه : بتكلم وإلا أقوم عنك؟؟ تراك مصختها ..

سيف : بقول خلاص ... لا تعصبين ...تذكرين خويي أحمد ...

أمه : ايه ....مهب ولد خليفه؟

سيف: ايه ...

أمه: شفيه ؟

سيف: أخته تشتغل معاي ...

أمه : انزين ...

سيف: البنت خلوقه وجميله ومتربيه ...

أمه مقاطعه : وبنت ناس اجاويد...

هز سيف رأسه ثم أكمل : وعاجبتني ....

أمه : عاجبتك يعني تبغي تتزوجها؟

سيف : خاطري ... لكن غيري سبق...

أمه : تزوجت ؟؟؟!!!

سيف: لا انخطبت بس ...واللي خطبها واحد ما يستاهلها ...

أمه : وقربوه؟؟

سيف: للحين ...اليوم احمد متصل ينشدني عن الرجال لأني اعرفه...

أمه : وقلتله اللي تعرفه ؟؟

سيف: ايه ... والمشكلة أنهم يفكرون أنه ممكن يكون أخر واحد يجيها لأنها ردت

وايد قبله...

أمه : وليش ردتهم ؟؟

سيف: ما دري ... البنت وحيدة أمها ويمكن تبغيها تعيش معاها...

أمه : كيف وحيدتها واحمد ؟؟

سيف: عندها اخوان من أبوها الله يرحمه ...

أمه: الله يرحمه... وأنت بعد يمكن لي خطبت تردك ؟؟؟

سيف: يمكن ... ويمكن لا...

أمه: وش الله حادك ؟؟؟ ليش ما تخليني اخطب لك بنت خالك ...

سيف: يمه هذي بزر .... وانا قلتلج من قبل أني ما بغيها ...

أمه : والحل؟

سيف: بكره بشوف ....ولا تخافين بتشوفينها وإذا ما يازتلج ما بيصير أي شي إلا

برضاج...

أمه : الله يوقفك يا ولدي ويكتب لك المَرة الصالحة...

سيف: أمين يا رب العالمين ...يمه ........شرايج نرجع بيتنا بكرة؟

أمه: توكل على الله...







في نفس الوقت في بيت جواهر

جلس احمد مع جواهر في المجلس ليكَلمها على انفراد في موضوع الخطبة وفي

النهاية قال لها: لا تستعجلين وترفضينه مثل اللي قبله ....فكري في الموضوع

ورّدي علي بعدين ...

جواهر: سألتوا عنه ؟

احمد : سألنا ...

جواهر: وشقالولكم ؟؟؟

احمد : قالوا ...أنه كان مغازلجي....

جواهر: بعَدي...يعني راعي بنات ؟؟

احمد : لا تستعجلين يا بنيه.... الرجال يتغير مع حرمه تعرف له ...

جواهر: ما علينا يصلي في المسجد ؟؟؟

احمد : ما دري ... ما قالوا...

جواهر: رد اسأل وعلمني...ويصير خير...




في اليوم التالي

قرُب الدوام على الانتهاء وجواهر في مكتبها تعمل على جهازها لتطبع التقرير قبل

أن تذهب لبيتها عندما دخلت عليها خلود وسألتها : أنتي كله تشتغلين وبس؟

رفعت جواهر رأسها وقالت : أنتي شرايج؟

خلود : كل ما أمر اشوفج تشتغلين ؟؟ أنتي ما تتمللين من كثر ما تشتغلين ؟

جواهر وهي ترفع حاجبها : ليش الناس هنيه شيسوون؟

خلود : يشتغلون شوي ويستانسون شوي... ساعة لك وساعة لربك...

جواهر: والله يا حبيبتي أنا جايه الشغل عشان اشتغل وبس... وما اعرف عن

غيري...

خلود : صدقيني العمر يخلص والشغل ما يخلص...

عادت جواهر لعملها وهي تقول: كلامج صحيح ... بس الرسول صلى الله عليه

وسلم يقول ( إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه ) وإحنا مسئولين قدام

ربنا عن كل دقيقة نقضيها بدون ما نستفيد منها ....




خلود: كيفج ...إنا كنت أفكر في مصلحتج .... يلله أنا بروح الحين بمر على زينه

ما شفتها اليوم....

خرجت من المكتب وجواهر تنظر لها وهي تمشي في الممر وتهز رأسها متعجبة

من حوارها مع خلود....انتبهت لنفسها وعادت لعملها ...



في نفس الوقت

كان سيف مع أمه في طريقهما إلى الدوحة عبر الطريق السريع الذي أوصلهم في

اقل من نصف ساعة إلى أطراف العاصمة ومن ثم نصف ساعة أخرى ووصلوا إلى

بيتهم ....جلس مع أمه بعد أن تناولوا غدائهم إلى أن سمع أذان العصر فصعد

ليتوضأ وبعد الصلاة أتصل في سعيد وسبقه إلى Costa Café في السنتر

وانتظر هناك ... وعندما وصل سعيد رآه جالساً بدون أن يطلب شيئاً فذهب إلى

المحاسب واختار لهما كيكة التراميسو ونسكافيه ودفع ثم توجه إلى حيث جلس

سيف وجلس أمامه ولوح بيده لينتبه له وقال : نحن هنا ...

أغمض سيف عيناه بسرعة وفتحهما ثم قال : هلا والله ....متى وصلت؟؟

سعيد : صار لي مده ... وطلبت لنا بعد وأنت خبر خير....

سيف: اسمحلي يا خوي في شي شاغلني ....

سعيد: بيعنا في السوق يا خوي...

سيف: نشتريك .... بس أحمد كلمني البارحة يسألني عن عبد العزيز ...

سعيد: وشقلتله؟؟

سيف: شقلتله بعد؟؟؟ حاولت أتشّرد لكنه ما خلاني ...

سعيد : يعني قلتله أنه ما يصلح؟؟

سيف: لا ... مهب أنا اللي أقرر إذا يصلح وإلا لا؟ أنا علي أعلمهم عنه وهم

بكيفهم..

سعيد : طالعني ... حط عينك بعيني...بكيفهم عاد....

سيف: ايه كيفهم ....إذا هم يبغون يوافقون عليه بعد شسوي ؟؟؟

سعيد: أنت راسك يابس ...وما فيه فايده فيك ....

سيف مغيراً الموضوع: وأنت متى بتملج ؟؟

سعيد : قريب أن شاء الله .... عقب أسبوعين ....عقب ما تخلص أخر امتحان لها

في الجامعة وتتخرج...

سيف: الله يوفقك أن شاء الله ... ( ابتسم وسأله ) بتعزمني ؟؟؟

سعيد: سؤال سخيف....

سيف: أنا قصدي بتعزمني لين دخلت حق العروس ....

سعيد : أن شااااااااااالله ... ولا يهمك ... انطر أنت بس ...

ضحك سيف بصوت عالي وفكر سعيد ( الحمد لله ...رجع سيف اللي اعرفه ....)


في المساء وفي مجلس أحمد


وصل سيف وسعيد إلى المجلس في وقت متأخر ومع ذلك كان هناك بعض الرجال

يشاهدون التلفزيون ...بعد السلام جلسوا في الجهة المقابلة لهم وانضم لهم عبد الله

وسالم وبعد دقائق سأل سالم : الحين أنت مدير طيب وإلا شرير ...

ابتسم سيف وقال : شمعنى ؟

سالم : لا ...اسولف وياك ...أنت كيف مع موظفينك؟؟

سيف وبنذالة : ليش ؟؟ ناوي تتوظف عندنا ؟؟

سالم : أنا ؟؟؟ الله لا يقوله ...

سيف: وليش أن شاء الله؟؟ ما نعجب .؟

سالم : لا ما تعجبون ... كَرف طول اليوم والاسم إنك إنسان ...

ابتسم سيف وقال: بل..للهدرجه !!!! من اللي قاص عليك ومطلع علينا إشاعات ؟

سالم : أقول ...صج كنت برع البلاد بس ترى ارجع أيام وأشوف الأهل ما يرجعون

إلا نص الليل ... قاصين عليها.....إلا إذا تروح مكان ثاني ..هذا شي ثاني..

قال سيف : شوف يا حبيبي ...على حسب ضغط الشغل ؟؟؟ ساعات ما نقدر نحّك

رأسنا وساعات ما نقدر نحك ريلنا...

سالم : ناقص بس تحكون ظهركم ...روح زين ....أقعد طرطنقي عيل أحسن ...

ضحك الجميع على كلامه ...


بعد نصف ساعة وبعد أن انصرف الضيوف طلب أحمد من سيف أن يتبعه متخذاً

زاوية بعيدة عنهم ...وفتح الموضوع بسرعة ...

أحمد : أنا كلمت الرضيعة عن الموضوع ...

سيف: وش رأيها؟

أحمد : تبغينا نسأل عن صلاته وبعدين بتفكر....

سيف: نفذ لها اللي تبغيه.....

أحمد : وأنت يا سيف؟

سيف: شفيني أنا ؟

أحمد : متى بتعرس؟

سيف وهو يتنهد: أعرّس ...يصير خير ...

أحمد : أنت مثل اخوي ...كنت أتمنى أنك تأخذها....محد غيرك يستاهلها....

فهم سيف من التي يعنيها أحمد فأجاب : كان ودي .... بس ...سبقني ... وما

يجوز اخطب على خطبة أخي المسلم مثل ما تعرف...

أحمد : يعني ...؟

سيف: يعني ما بيدنا ألا ننطر قرار صاحبة الشأن...وإذا الله كاتبها لي باخذها..

أطرق أحمد قليلاً ثم قال : معاك حق...



في اليوم التالي

وصلت جواهر لعملها وهي تفكر بموعد أمها في مساء الغد ...كانت ترتدي نظارتها

الشمسية ودخلت من الباب الرئيسي ولم تلحظ أن هناك رجل في طريقه للخروج

فكانت ستصدمه لولا إن توقف في اللحظة الأخيرة قبل أن يلمس وجهها صدره

تلعثمت وهي تقول ( اسس... اسفه ) وعندما رفعت عينها وجدت نفسها أمام

غانم...مبتسم لها وهو يقول : عادي الشيخة ....حصل خير...

انتبهت لنفسها... لا تزال واقفة فحاولت أن تتجاوزه وتكمل طريقها ولكنه تصدى

لمحاولتها لكي لا يدع لها فرصة وقال : شحالج جواهر؟

جواهر وهي تحاول أن تتجاوزه من الناحية الأخرى : بخير .. ممكن أروح لو

سمحت ..أنا متأخره...

غانم : تو الناس ... وانا ما لحقت اشوفج .. واسلم عليج...

جواهر: سلمت وخلاص ... ولو سمحت ممكن تفتح لي طريق عشان أروح ..

في تلك اللحظة دخل موظف من خلفها وانتبه غانم وأفسح لها الطريق وخرج بدوره

من المبنى ....

جواهر صعدت في المصعد وكل ما كان يدور في خلدها هي جملة واحدة

( شيسوي هذيه هنيه ؟ ) كانت تتكرر وتتكرر إلا أن أحست بصداع في رأسها..

بعد أن دخلت مكتبها اتصلت بالفراش وطلبت لها قهوة واتصلت في ابتهاج وطلبت

منها القدوم لمكتبها ...وفي اقل من دقيقة كانت ابتهاج تجلس في الكرسي أمامها

وهي ترفع حاجبها منتظرة وعندما احضر الفراش القهوة طلبت لها فنجان أخر لها

ثم سألت جواهر: خير ؟؟؟ شكلك زي ما تكوني شفتي شبح ....

جواهر: بالضبط... شفت شبح ...

وحكت لها موقفها مع غانم ...فسألتها : هو ايه اللي فكرهُ بيكي بعد كل ده ؟؟

جواهر: ما دري ؟؟؟ أنا نسيته ...

ابتهاج : كنا قلنا أنه هم وانزاح.... إيه اللي رجعه ...

جواهر وهي تفتح بريدها الالكتروني: ما دري ...

ابتهاج : تعااااالي ... هو أنا ما قلتيكيش؟

جواهر بعدم اهتمام : لا ما قلتيلي ...

ابتهاج : مش طلعت أم خلود بلدياتي !!! وطلعت حكايتها حكايه ....

جواهر: كيف عرفتي ؟؟؟

ابتهاج : مش هتصدئي لو أولتلك ....أمبارح كلمتني فريدة صاحبتي وألتلي أنها

رايحة تزور وحده من أرايبها في المستشفى في العناية وكانت عايزاني أروح

معاها...ولما رحت هناك لقيت الست المسكينة مرمية على فرشتها ومعلئين عليها

أسلاك ألوان وأشكال وبطنها مفتوح وفيه فوط صغيّرة عليه ... كان شكلها يخوف

ويئرف كمان ... دموعي نزلت غصب عني من اللي شفته ولما خرجنا حكت لي

حكايتها ....

جواهر : شوقتيني اعرف سالفتها المسكينة...ليش بطنها مخلينه مفتوح؟؟

ابتهاج : حكايتها حكاية ...هحاول اختصرها أنا عارفة أنك مشغولة ... اسمعي يا

ستي ... خلود عندها أخت اكبر منها من أبوها... اللي كان مطلئ أمها قبل ما

يتجوز أم خلود...وكان سايبها عند أمها وما كانش بيسأل عنها خالص..حتى لما

تخرجت من المدرسة والكلية ...وأمها كانت مخوفاها منه لياخدها عنده وهو كان

بخيل بخل وكان بيشحت عشان بنزين العربية وعشان يحلئ...ولما مات حضرت

عزاه في بيتهم طول أيام العزا لغاية أخر يوم ألت لها مرات أبوها أنه معندوش إلا

معاش التقاعد ....فالبت قالت لها الله الغني عنه...خليه لأخواتي ...وبعد كام شهر

كلمها عمها وأل لها أنها لازم تروح المحكمة تسبت حقها في ورس ابوها وأنه مش

فئير زي ما هيا فاهمة وأن أخواتها وامهم أنكروا قدام القاضي أن ليهم أخت

تانية..تصدقي ؟؟؟

جواهر: أعوذ بالله .....ينكرون أختهم !!!! عشان ما تورث!!!!

ابتهاج : لا والادهى من كده .... إن أبوهم طلع مليونير....

جواهر: مليونير وأنتي تقولين كان يطر فلوس الحلاق؟؟؟

ابتهاج: شفتي ...؟؟ الراجل كان بيبعد عنه العين ... وطلع عنده شي وشويات في

بنوك كتيره.... غير الأراضي الكتيرة....وكانوا عاوزين يدحكوا على البت

اليتيمة....

جواهر: وبعدين ؟؟ خذت ورثها منهم ؟؟

ابتهاج : الئاضي طلع ابن حلال ... طلَع لها نصيبها من الورس بعد ما تأكد أنها

بنته... لكن مرات ابوها من ساعتها وهي عيانه ومحدش عارف فيها ايه بالزبط...

يا عيني ما لحقتش تهنى بفلوسها ...ولا حد من ولادها بيزورها في المستشفى ...

بئت لوحدها ....يا حرام...

جواهر وهي تهز رأسها :الله يغنينا عن المال الحرام ...

ابتهاج : أمين يا رب العالمين...

جواهر: والمشكلة هالبنت تجي الشغل وهي عيشة حياتها ولا هامها شي ولا كأن

أمها في العناية!!!!

ابتهاج : ناس ما تختشيش صحيح....

جواهر: تعالي شوفي هالتحليل ...حاولي تعيدنه وتتأكدين من النتيجة ...

ابتهاج: دلوئتي؟؟

جواهر: لا بكره ... اكيد الحين...يلله بسج هذره...





في ما بعد


وبعد أن صّلت الظهر في مكتبها أتصل بها سكرتير المدير يخبرها عن اجتماع طارئ

معها ومع أبو حسن في الحال.... فذهبت ودخلت من باب المكتب وعندما وقعت

أنظارها عليه كان لا زال واقفاً مع أبو حسن يتحدثان ولكنه التفت إليها بدون وعي

والتقت عيناهما فأحست بدقات قلبها تتسارع وبرجفة خفيفة في جسمها... وبرغبة

شديدة في شرب كأس ماء ... لقد نشف ريقها فجأة ولم تعلم السبب ...وكانت لا

تزال واقفة بجانب الباب وانتبهت إلى أبو حسن يشير عليها لتجلس إلى طاولة

الاجتماعات إلى أن يفرغا...


وبعد دقائق جلسا معها على الطاولة وبدأ سيف الاجتماع بقوله ...

سيف: الشرطة اليوم محولين لنا ملف ضحية قدامكم نسخ منه مش معروف سبب

وفاته والطبيب الشرعي بنفسه محتار من حالة الوفاة ...

أبو حسن : وليش ما تكون الوفاة طبيعية ..سيدي ؟

سيف: لأن الضحية شاب وفي مكتمل الصحة ولا يعاني من أي أمراض بس أطرافه

كانت زرقا وما لقوا سبب لها ...

جواهر وبتردد: بس سيدي..أكيد الضباط شاكين في شي وإلا ما اعتبروه

ضحية..سيف: الضحية كان يستخدم العنف مع زوجته باستمرار...والجيران شهدوا

أنهم كانوا يسمعون صراخها لما يضربها ويحاولون يتدخلون بس بدون فايده ....

ابغيكم تدرسون الحالة عدل وتجتمعون مع الطبيب الشرعي ومع الضابط المسئول

المهم أنكم تعرفون سبب الوفاة وبأسرع وقت ممكن ...

أبو حسن : بس هذا مش تخصصنا سيدي؟؟

سيف: امبلا.. تخصصنا ...مهب أحنا اللي انطّلع الجاني ؟؟ هذه الحالة لو عرفنا

سبب موته بنعرف الجاني ...

جواهر: مكتوب هنيه أنهم لقوا نسب من السيانيد في كبده وأن عنده ارتفاع في

إنزيم الكبد Alanine transaminase ومش من فتره طويلة ...وبعد فيه

نسبة من الـ أكيتامينوفين ...

سيف: بس مش الكمية اللي تكفي للتسمم بسرعه....مثل ما قلتلكم ...خذوا وقتكم

وسووا أبحاثكم واجتمعوا معاهم وبينحل الغموض بأذن الله ...يالله... الله معاكم..


نظرت له جواهر قبل أن تغادر المكتب فلاحظت الحزن في عيناه وتوقفت قبل أن

تصل الباب لسماعها صوته يسألها: شحال الوالدة جواهر؟

التفتت له بنصف جسمها فقط وابتسمت ابتسامه صغيرة وهي تجيب : الحمد لله ..

سيدي.. موعدها بكرة وبنعرف نتائج أخر التحاليل اللي سويناها لها طول الأسبوع..

سيف وهو ينظر لقلمه في يده : أن شاء الله خير ...الله يطمنج عليها ....

جواهر : مشكور سيدي ... تامرعلى شي سيدي...

سيف : لا ... طمنينا على الوالدة بكره ...الله معاج...



خرجت من المكتب ووتيرة دقات قلبها لا زالت سريعة دخلت مكتبها بسرعة وفتحت

لها زجاجة ماء Evian باردة وشربت نصفها وبعد أن انتهت حاولت تمالك

نفسها ضّمت يديها إلى صدرها وأخذت تقرأ آيات قرآنية لتهدئ من روعها أو هكذا

ظنت ...كان إحساس غريب وتحسه لأول مرة ولذا لم تعرف ما هو ...

فتحت الملف الذي أعطاها اياه سيف وبدأت في القراءة وأعادت القراءة ثم أخذت

تتفحص المعلومات بدقه وبعدها ذهبت إلى مكتب أبو حسن ... طرقت الباب ودخلت

بعد أن سمعت صوته يدعوها للدخول وتركت الباب مفتوحاً ثم جلست أمامه وقالت :

قريت الملف ؟؟

أبو حسن : نعم قريته وما قدرت أوصل لشي ...

جواهر : أنا عندي شك في مسألة وابغيك تطلب الضابط المسئول والطبيب الشرعي

إلى اجتماع مغلق في أسرع وقت ممكن...

أبو حسن : انزين قولي لي في ايش شاكه ؟

جواهر: مادري .. ابغي ادش النت عشان أأكد شكوكي أو انفيها... المهم أنت كلمهم

وأنا بقعد معاك قبل لا يجون ونتناقش ولا يهمك ...

أبو حسن : توكلي على الله...

عادت لمكتبها وتوغلت في صفحات الشبكة العنكبوتيه وبعد ساعتين كانت قد دونت

معلومات كثيرة وأتصل فيها أبو حسن ليخبرهم أنهم سيكونون في مكتبه غداً صباحاً

قبل الساعة الثامنة ...

اتصلت في أمها واطمأنت عليها وأخذت تطبع ملاحظاتها في الحاسب ورتبتها ثم

وبعد أقل من نصف ساعة طبعتها ....أخفتها في الدرج وقفلته ثم جمعت أغراضها

وأخذت حقيبة يدها الصغيرة وتوجهت الى سيارتها فالوقت تجاوز الثالثة وقد تأخرت

على أمها....



طوال الطريق وهي تفكر بمشاعرها أمام مديرها وقررت أن تتصل في نوف والتي

ردت عليها بعد مده ...

نوف : هلا والله بالمشغولة واللي ما تعطي ويه ...

جواهر: عيارتج البارحة مكلمتج وكان وجهي عندج طول الليل ....

نوف: وطبعاً توّج طالعه من الشغل...

جواهر: طبعاً ...

نوف: شالاخبار ؟؟؟

جواهر : الأخبار كلها في الجريدة اليوم ....

نوف: هههه... أنا قصدي أخبارج أنتي ...

جواهر: اليوم سمعت سالفة غريبة ....بس ما قدر اقولج في الجوال ...

نوف :خل نطلع اليوم والله تمللت من البيت...

جواهر: للأسف ما قدر اطلع لين اعرف نتيجة التحاليل وهذا بيكون بكره أن شاء

الله...

نوف : اوفف .... عيل بشوف محمد إذا بيطلع اليوم بخليه ينزلني مع اليهال

عندكم...

جواهر: حياكم الله ...

نوف : الله يحّيج حبيبتي ...يلله مع السلامة ...

جواهر: مع السلامة ....



دخلت على أمها بعد دقائق قليلة وسلمت عليها ثم صعدت لغرفتها لتصلي وتبدل...

فيما بعد كانت تجلس مع أمها بعد الغداء وتتحدث معها عن ما جرى في يومها ...

وأخبرتها عن نوف ثم استأذنت منها وصعدت إلى غرفتها لترتاح قليلاً قبل صلاة

المغرب ....


في نفس الوقت في بيت سيف


كان سيف جالساً مع أمه يتفرجان على مسلسل الضوء الشارد في التلفزيون وهو

مستلقي على الأريكة فسألها : الحين هالمسلسل ما شفتيه من قبل ميت مره؟؟؟

أمه : حشى ما شفته من قبل ...


سيف : يمه مهب البطل بيموت أخوه وهو عنده ولد ؟ وبعدين بيجيب مرته وولده

عنده هو أمه وبيحبها وفي النهاية بيتزوجها ؟

أمه : ما أتذكر...يمكن شفته بدوني ...

سيف: أي بدونج يايمه ؟.... شايفينه في الصيف في الفضائية المصرية يوم كنا في

المانيا ...تذكرتي الحين؟


أمه : يا ولدي ما تذكر ....خلنا نشوف بس ....أكيه العيوز تصيح مسكينة ...

سيف: لأن ولدها ما يبغي مرت أخوه تقعد معاهم ...أنا حافظ القصة صم أساليني

أي سؤال بجاوبج عليه..

أمه : أقول ...روح ارقد لك ساعة أحسن وفكني خلني أتابع المسلسل بس...

سيف: أفا .. تطرديني أنا ولدج حبيبج !!! عشان مسلسل ..

لم ترد عليه أمه بل اكتفت بالمتابعه فوقف وقال لها : إذا ما قعدت عقب ساعة

قعديني لا تنسيني بسببهم وتروح علي صلاة المغرب ...

أمه : أن شاء الله ...



في المساء في بيت جواهر

كانت جواهر تجلس مع أمها ومع نوف وحصة في حضنها تلعب معها والطفلة

تقهقه بصوت عالي ...وبعد قليل وضعتها في حضن أمها وذهبت تنادي الخادمة

لتضع العشاء لهم...

فيما بعد كانت تجلس مع نوف في الصالة وأمها بقيت مع أولاد نوف في صالة

التلفزيون يشاهدون الرسوم المتحركة....

نوف: أنتي اليوم مهب عاجبتني ....فيج شي؟؟

جواهر: شفيني ؟؟ شحلاتي وشزيني...

نوف: سرحانه ...ومخج مشغول.. في ايش؟

جواهر: جاتنا قضية جديدة اليوم...

نوف: كل يوم تجيكم قضية... أنا أتكلم عن شي ثاني...

جواهر: عن ايش يعني ؟؟؟

نوف : صار شي اليوم ؟؟ رجع مديركم التعيس من أجازته ..؟

جواهر: رجع المسكين وبدا الكراف على طول...

نوف : يعني هو بدا الكراف وألا بدا يكرفكم...

جواهر: وألا هو ما يفضى ... بس بدا الشغل مع قضية صعبه ويبغيلها بحث

وتحاليل وايد ...

نوف وهي ترفع حاجبها : وبس ؟؟؟

جواهر: وصار لي شي غريب اليوم.... شعور غريب مش موقف يعني ...

نوف : شقصدج ...؟

جواهر: ما دري ... ما عرف شلون ؟؟؟ اليوم طلبنا المدير لاجتماع عاجل ولما

دخلت .....وطاحت عيني في عينه .....

نوف: كملي ليش وقفتي؟

جواهر: ما دري ....قلبي تم يطق بقو ...... حسيت أنه بيطلع من جسمي ...

نوف بنذالة: ليش كان شكله يخرع ؟؟؟

جواهر: شكله ....... اممممم شكله كان حلو بس كان فيه قلق في عيونه...كأنه

كان حيران ....ما دري ...ما عرف .. ما عرف...

نوف ولا زالت تتصرف بنذالة: يمكن كان يفكر في القضية ....مثلج....

جواهر بتردد: تهقين ؟؟؟ والله يمكن ....

نوف: وأنتي ليش شاغله نفسج فيه؟؟

جواهر: هاه ... أنا ....

نوف : أيه انتي ....ليش شاغله نفسج فيه.... مهب هذا هو التعيس اللي

تكرهينه؟؟

جواهر: ممكن تغيرين الموضوع..؟؟

نوف: عادي بغيره... شخبار عبد العزيز ؟؟ بتوافقين عليه والا لا...؟

جواهر: امحق تغيير ...لا للحين ... قلت حق احمد يسأل عن صلاته وللحين ما رد

علي..

نوف: استخرتي؟؟

جواهر: لا ..لأني للحين اجمع المعلومات وبعدين إذا احترت باستخير ربي..

وبعدين أنا الحين مهب متفرغة ... ابغي اتطمن على أمي بكره...وبعدين يصير

خير...

نوف: الله يطمنا على أمج...أمين يا رب العالمين ...


جاءت لهم الخادمة تعلن قدوم سالم ...وقفت نوف وقالت : أنا بامشي ....

جواهر: لا تصيرين سخيفة .... اقعدي شوي ....

نوف: اسمحيللي .... أنا منب قاعدة معاه ....كلمي الدريول خليه يشغل السيارة..

جواهر: نوف ...عن الخبال ...

ذهبت وارتدت عباءتها ونادت الخادمة والتي ألبست أطفالها أحذيتهم وخرجوا من

الباب الرئيسي لتجد سالم لا زال جالساً في سيارته والضوء الأمامي في سيارته

يتشغل وبدا واضحاً جداً ... ركبت السيارة مع أطفالها بسرعة وألقت نظرة على

سالم الذي كان يبتسم وهو يؤشر بيده وكأنه يحدث أحداً ...أنه يتحدث في هاتفه..

فكرت ( يغازل اكيد ...ويقص على البنية ...وهي مصدقته ... )













انتظرها سالم إلى أن تحركت في السيارة ثم نزل وذهب يطرق الباب وفتحت له

جواهر وأدخلته ....وبعد أن سلّم وجلس سأل جواهر: شفيها اللزقة تركض شاردة

جنه حد يلحقها ؟؟؟

جواهر: سلّوم ... ابتدينا ...

سالم : سلوم في عينج ... اسمي سالم ...عمج سالم والا نسيتي..؟؟

جواهر : قوم زين ... عمي مات الله يرحمه أنت اللي نسيت...

سالم : الله يرحمه ...المهم ... هذي ليش شردت جنها شافت جني؟؟

جواهر: لا وأنت الصادق شافتك...

سالم : يعني أنا الجني .... ؟ يجوز ... المهم تعشت المسكينة وإلا شردت بجوعها

هي وعيالها؟

جواهر: أشوف تحاتيها ...

سالم : ولا احاتيها ولا شي ... بس احنا عيال ناس ويهمنا الضيف ياكل ويشبع

وبعدين يشرد....هههههههه

جواهر: ههههههههه... الله يغربل سوالفك ....

سالم : بتعشوني أنا بعد وإلا اشرد للمجلس ؟؟؟

جواهر: الخير وايد ...بس أنت اسكت شوي ... سندرتني...

سالم : يمه شوفيها بتذلني عشان تعشيني..

أم جواهر : بصرك أنت وياها ...لكن أنا بروح أمر لك على عشى ولا يهمك..

سالم : والله ما قمتي ...قومي جوجو ... قومي نادي الخدامة...

قامت جواهر ونادت على الخادمة وأمرتها بإحضار عشاء لسالم وعادت لمكانها

فسألها سالم : موعدكم مع الدكتور عشان نتيجة التحاليل متى؟

جواهر: بكرة فالليل أن شاء الله ...

سالم : من بيوديكم ؟؟

جواهر: أمي مهب رايحة بروح بروحي مع الدريول...

سالم : لا.. أنا بروح معاج ... الساعة كم الموعد ؟؟؟

جواهر: سبع...

سالم : خلاص عيل بصلي المغرب وبجيج ...والقاج بارزه ....

جواهر: أن شاء الله عمي ..

سالم : غصباً عنج ... وبعدين بوديج عشان خاطر أمي ... فلا تستانسين وايد...

جواهر وهي تضع صينية الطعام أمامه: أكل أنت بس وفكنا ....

شمّر سالم عن ساعديه وبدأ بتناوله أو بالأحرى بدأ بالعراك ...وفي دقائق كانت

الصحون فارغة....

فيما بعد سألته : شخبار شغلك ؟؟

سالم : تطرّي شي عدل مع ويهج...

جواهر: من صدقي أنا ... قررت وين بتشتغل ؟؟


سالم : أفكر اشتغل مع اخوي حبيبي في الشركة .. بس بشروطي ...

جواهر: شروط بعد؟

سالم : طبعاً ... لأني لو تركتها عليه بيخليني أداوم طول اليوم ... عادي عنده..

جواهر: حرام عليك....

سالم : إلا حرام عليه....بشتغل دوام واحد بس ... عاجبه أهلاً وسهلاً مهب عاجبه

كيفه ...

جواهر: وإذا اختربت الكميوترات في الليل ؟؟ شيسوون وانت محد؟؟

سالم: شقالولج ... فني كمبيوتر أنا ... هالشغلات لها موظفين هناك ... أنا شغلتي

اكبر من جذيه .. أنا اصمم برامج ... اسوي كمبيوتر كامل ...

جواهر: الله ... سولي واحد .... مخصوص لي...

سالم : باخذ لج لاب توب أحسن ...

جواهر: والمواصفات ؟

سالم : أنتي ما عليج ...بختار لج واحد ما تحلمين فيه وكل اللي يشوفه يتمناه حتى

نوافوه....

جواهر: إنا لله وأنا اليه راجعون ... الحين شجابها على بالك؟؟ لازم اتدخلها في كل

شي؟

سالم : ما يحتاج هي داخله داخله ما تبغي مساعده ....

جواهر: تدري ... قوم روح المجلس ...قوم ...

سالم بطريقة مسرحية: أنا ... أنا انطرد من بيت عمي !!!! هزُلت ....

جواهر: مع السلامة ... والقلب داعيلك....

سالم وهو يقف : والله لو ما أني صدق متأخر على الرجاجيل كان ما تحركت قيد

أنمله .... حلوه هذي قيد أنمله ... شوفي للحين أثار مدرسة الريان الثانوية

مترسخة في العقل الباطن ....

جواهر: الله يعين عقلك الباطن وش بيشيل والا بيشيل؟؟؟ تعال ... أنت كل الأفلام

الجديدة عندك ..شوفلي CD فيلم A Good Year حق راسل كرو...

سالم : هذي ماركة إطارات ...الشيخة...

جواهر: أي تواير أنت مع ويهك ... أقولك فلم من بطولة راسل كرو ... رومانسي

وأنت تقول تواير!!!! لكن وينك أنت ووين الرومانسية ...

سالم: روحي ولي مع رومانسيتج ..أصلاً أنتي وجهج مهب ويه رومانسيه أبد...

جواهر: تكفى ...يا رشدي اباظه ....

سالم : أحلى منه ... وغصباً عنج ...يلله ... فمان الله...

جواهر: هههه.... في أمان الكريم...



في نفس الوقت في مقهى رأس السنعة على كورنيش الدوحة


أختار سيف طاوله مجاورة للماء وأخذ ينظر للبحر في الظلام وأضواء مارينا النادي

تضرب على سطح الماء مكونة منظر في غاية الجمال ...

سيف: تذكر يوم رحنا جزر العذاري ؟؟ يوم انأجر لنا يخت ابيض مثل ذاك اللي في

المارينا ..

سعيد: ايه والله ... أيام .... شكثر استانسنا ....

سيف: وإلا الغطس .... عجيب ... مع هذيك المزيونه اللي لصقت فيك ولا عطتنا

ويه ... ما شافت إلا أنت ...

سعيد : هههه ... أتذكر يوم تسوي فيني مقلب وتقول لها يوم جات عندك أني

معجب فيها ومستحي أقول .... وهي ما قصرت عاد ... مللتني لين رجعنا

المينا....

سيف: كنت استأنس لين أشوفك متوهق خصوصاً مع البنات...

سعيد: من يوم عرفتك وأنت شرير...

ضحك سيف وعاد لمشاهدة البحر ورفع رأسه ورأى النجوم ذات البريق الأخاذ

متألقة وتشكّل مع القمر المتصدر عنان السماء فريقاً رائعاً وكأن هناك سيمفونية

تُعزف بطريقة استثنائية ....

التفت إلى سعيد وقال : أذكر قصيد لخالد الفيصل يقول فيها :



أحب الليل و نجوم الليالي

حبيباتي أساهرهن لحالي


لقيت بصحبة النجمات سلوى

عقب ما فارق الخفّاق غالي


ألا يا ساريات الليل سيري

على واديه مع مسرى خيالي


تجلّي في سما خلّ المودّه

وقولي للحبيب وش جرالي


هنيك يا نجوم تناظرينه

و انا مالي على النظره مجال ِ


ولكني ولو شابت عيوني

أحب الليل و نجوم الليالي


صبرت و كل حي لو تصبّر

إلى مالت ليالي العمر مالِ


سعيد : صح لسانك ولسانه ... تعاااااااال ما باركتلك...

سيف: الله يبارك فيك ... على ايش؟

سعيد :يقولون الملك عين خالد الفيصل أمير مكة المكرمة ....

سيف: أيه ادري ... من عقب ما كان أمير أبها ....الله يوفقه .... والله أنه أمير

صدق بدون محد يعطيه ألقاب ....

سعيد: يه.. يه ...يا حظه ... متى بتقول عني مثل هالكلام؟

سيف: قريب أن شاء الله .... لين ترقيت بعد انت ....ههههههههههه

سعيد:سخيف...........





********

reem99sh 06-06-08 11:26 PM


الجزء السادس عشر




في صباح اليوم التالي


توجهت جواهر إلى عملها مبكرة حتى تجهز أوراقها قبل الاجتماع كان صوت

المقرئ محمد ايوب يصدح في سيارتها وحاولت هي أيضاً مجاراته في الآيات التي

تحفظها وهي تعبر الشوارع المزحومة والمؤدية إلى مقر عملها ...وأوقفت سيارتها

في موقفها المعتاد ونزلت ومشت للباب ورأت مديرها يمشي هو أيضاً من الجهة

المقابلة وهو يرتدي نظارته الشمسية مثلها تماماً...لم تستطع أن ترى عينيه أحست

براحه غريبة عندما توقف وسلم عليها أنه لن يستطيع هو أيضاً رؤية عينيها وما

تحتويه عينيها.... دخلا معاً من الباب ودلفا إلى المصعد مع موظف كان ينتظر

قبلهم ووقفت في الجانب الآخر ...

سألها : شخبار القضية؟

جواهر: عندنا اجتماع سيدي مع الطبيب الشرعي والضابط المسئول بعد ساعة وأنا

جهزت بعض المعلومات وعندي بعض الاستفسارات لفك بعض الغموض وبأذن الله

على نهاية اليوم يكون التقرير على مكتبك...

سيف: من الضابط ؟؟؟ علي ؟؟؟

جواهر: ما عرف سيدي... ما قالي ابو حسن.. هو اللي مرتب الاجتماع..

سيف: خير أن شاء الله ... بخصوص التقرير بنطرج تقدمينه بنفسج متى ما

خلصتيه ...

جواهر: حاضر سيدي...


أكملت طريقها إلى مكتبها وبدأت عملها ما أن جلست خلف مكتبها وطلبت

قهوتها...كانت تحس بحرارة قوية تكاد تخرج من خديها فأخرجت المرآة ونظرت

لوجهها وفكرت ( من الحر ... اكيد خدودي احمرت من الحر ....الحين بابرد من

المكيف وبتروح الحرارة ) هكذا أوهمت نفسها أن الاحمرار كان من جراء الحر

وليس لتواجدها مع سيف في المصعد ..


بعد اجتماعهم المثمر عكفت جواهر على كتابة تقريرها وانتهت منه في مدة بسيطة

واتصلت تسأل سكرتير المدير عن إمكانية لقاءها إياه فاخبرها بأنه ذهب للصلاة

وعليها أن تحضر بعد ربع ساعة ... انتهزت الفرصة وصلّت صلاة الظهر هي

الأخرى ...وبعدها تأملت وجهها في المرآة مرة أخرى ورتبت شيلتها قبل أن تحمل

تقريرها وتذهب لمكتب المدير ...


وبعد دقائق كانت تجلس أمام سيف وهو يقرأ التقرير وقلبها يدق بسرعة وهي

تتمنى لو أنها تمكنت من تهدئته ... كانت تلعب بخاتمها الماسي البسيط من

Bvlgari بينما هي تنتظره أن ينتهي من القراءة ....

وبعد مده رفع رأسه ونظر لها وهو يسألها : وش اللي قوى عندج الحدس أن

زوجته ممكن تكون الجانية ؟؟؟

جواهر: سيدي ...مثل ما هو مكتوب في التقرير المجني عليه شاب وما كان يشكي

من شي لكن بعد التدقيق طلع أن عنده التهاب الكبد فئة ب وأصحاب هالمرض

المفروض ما ياخذون التايلينول أبدا لأنه خطر عليهم وعلى أي مريض بالكبد

والدراسة اللي طلعتها كانت في 2006, توضح أن استهلاك كمية كبيرة من الدواء

تسبب ارتفاع في إنزيم الكبد Alanine transaminase عند البالغين

الأصحاء. وأي جرعات زائدة منه تسبب الوفاة....

سيف: لكن هالدوا أنتي كاتبه أنه مسكن !!!!

جواهر: هالدوا بالذات سيدي أصله أمريكي ينصرف بدون وصفة طبية وتلقاه

بسهوله في الصيدليات و أقسام الأدوية في الجمعيات حق تخفيف الألم و تقليل

الحرارة, والصداع, وآلام المفاصل, وأعراض الحساسية, والإنفلونزا....

سيف: شيفرق عن البندول ...

جواهر: هذا اقوى سيدي... وفيه نسبه سيانيد ...هالنسبة اللي ذبحت أكثر من 7

أشخاص في شيكاغو وميتروبوليتان وإلينوي في امريكا سنة 1982 عقب ما خذوا

تايلينول بروحهم ولا حد عرف سبب موتهم ... ووقفوا الدوا بعد ما قلت مبيعاته

وبعدين رجعوه لما رجعت سمعته بعد سنين....

سيف: ويمكن هو راح شراه بروحه وخذاه ...

جواهر: مستحيل سيدي..لأن جرعاته كانت في دمه صار لها مده ... يعني كانت

تنعطى له بشكل مستمر يمكن في قهوة او عصير وبعدين الجرعة الأخيرة كانت

مفرطة ..

سيف: بلغتي الضابط عشان يستجوبون المَره ويخلصون الموضوع...

جواهر: نعم سيدي وبيبلغنا بالنتيجة بكره أن شاء الله ...

اقفل سيف الملف وسألها باهتمام : والله وجبتيها يا جواهر...عساج على القوة...

إلا قوللي لي ... شخبار الوالدة؟؟؟

جواهر باستحياء : بخير سيدي... موعدنا الليلة نشوف النتيجة وأن شاء الله خير..

سيف: الله يطمنج عليها ....( ونظر إلى عينيها مباشرة وأكمل بحنان زائد ) لي

احتجتي أي شي عشانها لا يردج الا لسانج ... تسمعين ....لا تقولين يمكن

ويمكن.. قوللي اللي تبغينه وبدون ما تستحين ...

تلعثمت جواهر وأحست بالحرارة تخرج من خديها مرة أخرى وحاولت الرد عليه

بأن قالت : للل.. لل.. لا سيدي ...( ووقفت بسرعة وهي تسأله ) تأمر على شي

سيدي؟ عندي اختبار لازم أساعد الجماعة فيه ....

ابتسم سيف عندما لاحظ ارتباكها واحمرار خداها وقال وهو لازال يتأملها بحب : لا.

روحي لشغلج ...

خرجت وهي تحس بأن هناك من يطاردها ولم تهدأ إلا عندما جلست ثانية خلف

مكتبها وهي تحضن وجهها بيدها مُديرةً ظهرها للباب ...ثم شربت لها قليل من

الماء لتهدئ من روعها قليلاً وهي لا زالت تفكر ( أنا شفيني كل ما شفته تخزبقت؟؟

ليش قلبي يدّف واحس أني مصخنه ؟؟ ) ...




في نفس الوقت في مكتب سيف


كان يفكر ( يحليلها توردت خدودها .... تستحي فديتها .... من زمان ما شفت بنت

جذيه ...لكن هذي جواهر غيرررر .. في كل شي غير..هذي عبد العزيز يخطبها!!

يخسي الا هو ... أن شاء الله بترفضه عقب ما تعرف بسواد ويهه وساعتها أنا

بخطبها ويا ويلها أن رفضت ....يعني شبسوي إذا رفضت صج ؟ تخسي ترفضني..

ما عاش اللي يرفضني ...بخطفها بوديها الشاليه وبقنعها أني أنا بس اللي اصلح

اكون ريلها... شدعوه اخطفها فلم هندي!! لو حد سمعني بيضحك علي .. أصلاً

مستحيل اكلمها قبل ما اجس نبضها مستحيل احط نفسي في موقف سخيف معاها..

لازم احس بميلها حقي قبل ...لازم ) وظل يفكر فيها إلى أن انتهى دوامه وعاد

للبيت...


في منزل جواهر


بعد الغداء طلبت جواهر من أمها أن ترسل لها الخادمة لتتأكد من أنها صاحية

لصلاة المغرب وصعدت لغرفتها ...ولكنها لم تستطع النوم ....كانت تفكر في سيف

وفي حالتها الغريبة أمامه ...اشغلتها أفكارها عن النوم حتى رأت الساعة فقامت

لتأخذ لها حمام سريع وتستعد للصلاة وللذهاب مع سالم للمستشفى بعدها..




فيما بعد


كانت جواهر جالسة مع أمها في الصالة عندما سمعت بوق سيارة سالم فلبست

عباءتها وخرجت له وأشرت له بأن ينزل ورد عليها بأن تحضر فأحضرت حقيبتها

وذهبت له وصعدت بجانبه وسلمّت ...وكان صوت خالد عبد الرحمن الحزين يَصدح

في السيارة حاولت أن توطي من الصوت ولكنه ضربها على يدها مانعاً اياها وقائلاً

: سيارتي كيفي اعلّي الصوت وإلا اقصّر عليه...

جواهر وهي تصرخ : حرام عليك الصوت بيصدعني ....قصّر عليه شوي...

سالم : صج ما عندج سالفه صوت خالد عبد الرحمن يصّدع بج !!! ما عندج

ذوق...

جواهر : خليت الذوق لك ... أرجوك عمي سالم قّصر عليه ...

سالم وهو يبتسم : الحين بقّصر يوم قلتي الكلمة السحرية ...

أصبحت السيارة أكثر هدوءاً وصار في إمكانهم الحديث ...

جواهر: بتنزل معاي عند الدكتور؟؟

سالم : شرايج أنتي ؟؟ وإلا ابغي اصير لج دريول بس!!!!

جواهر : مهب قصدي بس ليش تبغي تدش معاي؟؟

سالم : ابغي اعرف عن حالتها عدل ...بنفسي ...

جواهر: يعني لو سألتني بقص عليك؟؟؟

سالم : جواهر... سكري على الموضوع ....قلتلج ابغي اعرف بروحي ...خلاص.

عم الصمت الأجواء ولم يكن هناك إلا صوت خالد عبد الرحمن فقط ولكن لم يكن

هناك من يستمع له فقد سرح كل منهما في أفكاره ...


بعد ساعة من الانتظار الممل كان سالم واقف أمام غرفة الطبيب لعدم وجود مكان

للانتظار قريب من جواهر....خرجت الممرضة تعلن عن دخول المريضة مزنه ...

لفضت اسمها بطريقة مضحكه مما جعل سالم يقلدها حتى دخل للطبيب مع جواهر..

سلم عليه وسأله عن حاله وحال أهله وسأله د. جاسم عن أهله ثم عن احمد ..

سالم : احنا جايين اليوم نسأل عن النتائج اللي سويتوها حق أمي مزنه ؟؟

د.جاسم : هذي امك !!!

سالم : أمي اللي مربيتني ....

د. جاسم وهو ينقل نظره لجواهر ويقول : والله يا خوي مادري شاقول لكم...

الوالدة قلبها تعبان وعندها انسداد في 3 شرايين و...

جواهر: و ايش يا دكتور...

د.جاسم : اثنين منهم شريانات تاجيه ويمكن لازم يتغير...

جواهر: هالشي يزيد حالة أمي خطوره ..؟

د.جاسم : احتمال النجاح اكبر من احتمال الفشل بوايد...العملية عادية ويسوونها

الآلاف ... عادي لا تخافون ...

جواهر: وهذا رأيك بروحك؟؟...وإذا ابغي رأي طبيب ثاني ...

د.جاسم : حقج ...بس أنا فعلاً خذت راي د. جيلاني ...وقال نفس الشي..

أطرقت جواهر من اليأس وسأل سالم: والحل يا دكتور...

د.جاسم : عمليتين اول وحده منظار عشان نتأكد إذا تتوسع الشرايين بالبالون

والثانية بتكون للتوسيع أو تغير الشريان كله وهذي أصعب واخطر وحده...

جواهر : ومتى هالعمليات لازم تستوي...

د.جاسم : عملية المنظار قبل أي شي وبعدين بنشوف متى الباقي.... عملية

القسطرة تكون من فتحه الشريان التاجي الأيسر أول, وبعدين الشريان التاجي

الأيمن, وناخذ صور حق الشرايين عن طريق حقن سائل ملون من مادة اليود

لمعرفة وضع الشرايين ومكان التضيقات والتشنجات فيها....بشرح لكم شوي عن

عمل القلب ...؟


توقف ومشى إلى الجدار المقابل حيث علقت هناك لوحة كبيرة فيها رسمة قلب بارز

مفصّل بالألوان الطبيعية وحوله الكثير من المصطلحات الطبية مع الأسهم التي تشير

على مكان الاسم على القلب نفسه...

د. جاسم : هذا القلب وهذي الشرايين اللي توصلّه الدم .. في حالة تجمع وتراكم

المواد الدهنية على طول جدران شرايين الجسم. اللي مع الوقت تصير كثيفة وقوية

فهي تسبب تضيق الشرايين ويمكن انسدادها وبعدين يضعف تدفق الدم عبر هذا

الشريان اللي يغذيه ..

أما إذا حصل لا سمح الله انسداد كامل لهذا الشريان فاحتمالية حدوث موت جزء من

عضلة القلب نتيجة لانسداد الشريان التاجي الذي يغذي هذه العضلة واردة. وفي

بعض الحالات يؤدي تراكم الدهون على جدران الشرايين إلى ضعف الجدار وبالتالي

تمزقه وحدوث النزيف.

جواهر: وعملية البالون شلون تسوونها؟؟

د. جاسم : بعد تحديد مكان التضييق وحجمه ونسبته نسوي حق المريض العملية

الثانية .. نحط بنج موضعي في الشريان الرئيسي للفخذ وندّخل دليل معدني في

الشريان المتضيق, نوصله إلى أبعد نقطة ممكنة داخل هذا الشريان بعد اختراق

المنطقة المتضيقة عقبها نستعين بالدليل المعدني الموجود داخل الشريان لإيصال

بالون صغير مش منفوخ نوقفه على مستوى المنطقة المطلوبة بالضبط . نُنفخ هذا

البالون وبعدين نُفرغه كم مرّه على مستويات مختلفة, ولفترات تتراوح بين الثلاثين

ثانية والخمس دقائق في بعض الأحيان.

سالم : مافيه أعراض جانبية لهالعملية؟؟

د. جاسم :اكيد فيه أعراض جانبية ....محتمل يصير تمزّق في جدار الشريان واللي

ممكن أنه يؤدي أحياناً الى انسداده جزئياً أو كلياً, والمنطقة الموسعة بالبالون يمكن

أنها تكون عرضة لتكاثر غير طبيعي للخلايا العضلية واحتمال معاودة الانسداد

بنسبة تتراوح بين 30% إلى 50% خلال الأشهر الستة اللي بعد عملية التوسيع.

وأخر شي اخترعوه عشان ما تنسد الشرايين مره ثانية أنهم يحطون جسر معدني

مثل اللولب في المنطقة التي تم توسيعها بالبالون لتقوية جدار الشريان هالاختراع

نجح إلى حد بعيد في خفّض إمكانية معاودة التضييق بشكل كبير.

جواهر: ممكن تعطينا كم يوم نفكر قبل لا نقرر ...

د.جاسم : طبعاً بس لا تبطون علينا ... لازم نعرف بسرعة عشان نَدخلها

المستشفى ونجهزها للمنظار...

سالم وهو يراقب جواهر والضيق تملكهم جميعاً : خلاص ...على خيرة الله..

خلنتوكل على الله الحين ولنا رجعه ثانية....

وقفت جواهر أثر كلامه وخرجت من الغرفة بدون أن تقول شيئاً وأكملت طريقها إلى

أن وصلت إلى المصعد فوجئت بيد سالم تمسكها بقوه وهو يقول: وين رحتي

وخليتيني !!!؟؟

رفعت رأسها ثم نظرت إليه بصمت ...ولما فتح الباب دخلت ودخل معها ثم ضغط

للأسفل ... عندما صعدوا السيارة لم يشغل المسجل ..احترم رغبتها بالصمت ولم

يقل لها شيئاً ...أنها أمها ويعلم الموقف الذي وجدت نفسها فيه....حتى وصل قرب

بيتها التفت عليها وقال : أنتي مؤمنه .. تحملي تنزلين عند أمج وأنتي في هالحالة

غَيري شكل ويهج وطمنيها بأي شي لا تحَملينها الهم كفاية اللي هي فيه...

جوجو..تسمعيني شقول ؟؟؟

هزّت جواهر رأسها بالموافقة بدون أن تفتح فمها ...وبعد قليل توقفت السيارة أمام

باب الفيلا ونزلت جواهر من السيارة ودخلت البيت وأغلقت الباب وراءها.. انتظرها

سالم إلى أن دخلت ثم انصرف وتوجه للمجلس..








في نفس الوقت كان سيف مع سعيد في المجلس عبد الله واحمد عندما دخل عليهم

سالم وسألوه عن ما جرى في المستشفى ...

سالم : يسلم عليك الدكتور جاسم ويسأل عنك ...

انتبه سيف لجملته ورفع رأسه ونظر له باهتمام وسمع أحمد يجيبه : شخباره ؟

للحين دب وإلا ضعف ؟؟

سالم : نفس الشي والكرش كبرت...

عبد الله: شخبار أمي مزنه ؟؟ شقال عنها ؟؟

سالم : المسكينة عندها انسداد في 3 شرايين في القلب ولازم عملية توسيع...

أحمد : تفوو ...3 شرايين مره وحده!!!

سالم وهو يتنهد : نعم ... 3 ...

سيف: مهب لازم يسوون قسطرة قبل ؟؟

سالم : امبلا ... قال لازم يسوي .. ولازم نرد عليه بأسرع وقت عشان يحدد موعد

لها ...

أحمد : أنا بروح عنكم شوي وبرجع ...

علموا أنه سيذهب لجواهر وأكملوا مناقشاتهم بعد أن خرج...

دخل أحمد البيت وبعد أن سلم وجلس معهم طلب من جواهر أن تذهب معه ليحدثها

في موضوع ... وقامت معه للصالة الأخرى وسألها عن حالة أمها بالتفصيل ثم

سألها : وليش ما قلتيله يحدد موعد القسطرة وأنتي عنده؟


جواهر: قلت لازم اسأل عنها أكثر واقرا عنها وبعدين بتصل فيه...

أحمد بعد دقيقة صمت : ترى أنا سألت عن صلاة الرجال..

جواهر وبدون اهتمام: انزين؟

أحمد : صلاته رديه ...

جواهر: خلاص عيل .. هذي إجابتك اللي تنطرها ... شتنطر من واحد صلاته رديه

حتى لو ملك العالم بفلوسه وجماله ....

هز أحمد رأسه موافقاً ثم وقف وغادرهم عائداً للمجلس ...وهناك وبعد ساعة اقترب

من سيف وهمس في أذنه : الرضيعة رفضت عبد العزيز ...

أجابه سيف: على خيرة الله ...


بعد ساعة

كانت جواهر في غرفتها تتحدث مع نوف ...

نوف: وأمج قلتيلها كل هذيه؟

جواهر: لا ..طبعاً...حاولت بقدر الإمكان أني ارسم على وجهي ابتسامة وأنا أقولها

أنهم للحين ما يعرفون وإنها لازم تسوي عملية المنظار وبعدها بنعرف..

نوف: وصدقتج ؟

جواهر: ما كان عندها بديل ...

نوف: ومتى قررتي تسوونها؟؟

جواهر: مادري ؟؟؟ بسوي بحث في النت بعد شوي وبكره بكلم احمد بأخذ رايه

وبعدين يصير خير..

نوف: أنا رايي تتوكلين على الله وتسوون المنظار اول...

جواهر: المنظار مهب مشكلة المشكلة اللي عقب المنظار...

نوف : شرايج تتطلبين من الدكتور تقرير وتطرشينه حق لندن أحسن ...

جواهر: كنت أفكر في هالحل... بس ابغي أدور أحسن مستشفى...الليلة أن شاء الله

ما راح ارقد إلا إذا لقيت أجوبه حق كل الأسئلة اللي راسي ...

نوف : عيل اخليج الحين ...روحي خلصي شغلج ولا تسهرين وايد وراج دوام..

جواهر: عادي أروح الدوام وأنا مواصلة... أصلاً وين تجيني النوده وأنا فيني كل

هل هّم....

نوف: تعوذي من ابليس ...اذكري ربج ...

جواهر: لا اله الا الله.... ما تصدقين يا نوف ...أحس أن الهم اللي فيني لو يتوزع

على الناس كلهم بعد بيزيد ....

نوف: الله يهداج يا جوجو شهالكلام ؟؟؟ إذا هَونتيها بتهون ترى...

جواهر: الله بيعين أن شاء الله ... يلله روحي حق ريلج ...

نوف: تصبحين على خير...

جواهر: وأنتي من هله..


في نفس الوقت في مقهى كوستا كان سيف جالساً مع سعيد وهو يفكر ثم التفت

عليه وقال : ياخي انقهرت ....مخلين أختهم تروح مع ولد عمهم وهم قاعدين..

يعني يوم ما راحت بروحها راحت مع ولد عمها ... محد مهتم فيها ابد؟

سعيد: يكفي أنت مهتم ...

سيف بغضب: متفرغ أنت بعد ؟

ثم بعد لحظات ...قال سيف: من صدقي أنا ...حتى مع موعد مهم مثل هذا ما راحوا

معاها...

سعيد : أنت تدري أنها معتمده على نفسها وايد ... واستقلاليه بعد وشفتها بعينك

يوم سافرتوا مع بعض صح والا لا؟

سيف: أنا ما أتكلم عن الاستقلالية بالعكس أنا تعجبني ... لكن أنا اقصد الدعم

المعنوي ... هذي أختهم لازم يحسون فيها ويوقفون معاها..

سعيد : عندي حل ... عشان ما تنقهر مره ثانية ..

سيف: قول يا فصيح ...

سعيد: أخطبها وعطها كل الدعم المعنوي والعاطفي بعد ... شرايك ؟؟

سيف: تقول فيها ؟؟؟ بس أتأكد من شعورها تجاهي وبعدين بتوكل على الله...

سعيد: أي شعور أي بطيخ ... شكلك تبغي تتهرب ومهب عارف ..وطلعت هالحجة..

سيف: حرام عليك يا سعيد ... الحين أنت تقول جذيه ..!!! أنا الزم ما علي كرامتي

وأنت تعرف عدل هالشي .. لو ما كنت متأكد أنها تبادلني الشعور أو على الأقل

تقبلني وإلا مستحيل أحط نفسي في الموقف ...

سعيد: يقولك مافي كرامة في الحب ..

سيف: صح ...بين اثنين يحبون بعض مهب بين واحد ايه ووحده ما يندرى عنها..


سعيد: الحين تبغي تقنعني أن في وحده في الدوحة تقدر تمسك نفسها عن لا تعجب

فيك !!!!

سيف: البنات يحبون اللي مثلك شكلهم حلو ...يغّرهم الشكل بس..

سعيد : ما عليك قصور ... شهالكلام اللي تقوله ؟؟

سيف: أقول الصدق ....أقول اللي أشوفه ...


في غرفة جواهر

قضت جواهر ليلها كله وحتى آذان الفجر في البحث في الانترنت قامت لتصلي الفجر

وعادت لمقعدها وبعد ساعة استحمت واستعدت للذهاب للعمل وعندما نزلت طلبت

من الخادمة قهوة ثقيلة وجلست مع أمها قليلاً قبل أن تكمل قهوتها وتتوجه

لعملها...لاحقاً في السيارة كان صوت القرآن يذَكّرها برحمة الله ...

عندما وصلت كانت لا تزال مكتئبة من المعلومات التي قرأتها طوال الليل ودخلت

مكتبها بهدوء وبدون أي رغبه لمخاطبة أحداً اليوم ...

بعد ساعة كان سيف يطرق الباب ودخل بعد أن رآها واضعة رأسها على المكتب..

رفعته بسرعة عندما سمعت صوت الطرق ...بدا عليها السهر والتعب ... سّلم

وجلس أمامها وسألها : شحال الوالدة ؟

جواهر: الحمد لله سيدي ...

سيف: قال لنا سالم عن موعدكم أمس...وأنا عندي رأي إذا تسمحين لي يعني؟؟

نظرت جواهر له وكأنها تسأله المعونة ولم تقل شيئاً تركت عيناها تقول له كل

شي..رحبت به وأخبرته عن حاجتها لشخص يساندها في هذه اللحظة ويقف معها..

شخص تعتمد عليه وترمي بحملها عليه ... حملها الذي كسر ظهرها.. اخبرها بأنه

معها في كل شي ... وأنه رهن إشارتها ....


تذكر أنهم في المكتب فقال : توكلي على الله وسوو القسطرة عشان تتأكدون من

حالة الشرايين بالضبط ... أنا كنت مع أبوي الله يرحمه يوم صارت له نفس الحالة

بالضبط .... والقسطرة وضحت لنا أشياء أكثر في تشخيص حالته ...

جواهر: أن شاء الله سيدي...

سيف: متى قال لكم د. جاسم أنه يقدر يسويها؟

جواهر: بأسرع وقت سيدي ..بس لازم اتصل فيه عشان يحدد موعد العملية ..

سيف: اتصلي الحين فيه قبل لا تنشغلين ..

جواهر: أن شاء الله سيدي الحين بتصل...

كانت تنتظر انصرافه حتى تقوم بالاتصال ....لاحظ سيف ذلك فقام من مكانه وهو

يقول: الله يعطيج العافية...


انصرف إلى مكتبه وابتسامة على وجهه وجلس وفتح شاشة الكمبيوتر وانشغل به

في لحظة..


اتصلت جواهر في العيادة وحددت مع الطبيب موعد سريع لعملية القسطرة لأمها

خلال أيام وسيتصلون بها لأعلامها بالوقت بعد ساعة...وفعلاً اتصلوا فيما بعد

وحددوا يوم الأحد القادم موعداً للعملية...


في المساء في مجلس أحمد

أخبرهم سعيد بأن عقد قرانه سيكون يوم الخميس وباركوا له وابتسم سيف قائلاً :

الفال لي ...

سعيد : أن شاء الله أنت عزّم وتوكل على الله ...

سيف: وتخلي عرسك مع عرسي في نفس اليوم ؟

سعيد: كيف ..كيف ...ما سمعت ؟؟ بايعها أنا ؟؟؟ أنا ما بغيت اعرس أقوم اربط يوم

عرسي بك!!! عز الله بنطر... لا يبه استريح .... بعرس بروحي أنا ...

سيف: بل عليك... صدقوا يوم قالوا ...من لقى احبابه نسى صحابه....

سعيد: والله لين شفت احبابي بنسى الدنيا كلها مهب بس أصحابي... أصلاً ذيك
الساعة ولا أعرفكم موليه...

ضحك الشباب لجملته ...

التفت سيف إلى سالم وسأله : وأنت متى بتنسى أصحابك؟

سالم : بسم الله علي... أنا للحين ما شفت الدنيا وأنت تبغي تحبسني... !!وبعدين

ليش أنت ما تعرس يوم أنك شيبت ... الحق على الدنيا يا خوك قبل لا تفنقش...

ضحك الجميع على سالم إلا سيف الذي نظر إليه بغضب ثم قال : شابت لحيتك .. أنا

شيبت يا اللي ما تفهم ؟ أنا إلا اكبر منك بكم سنه بس....

سالم : واضح ...واضح.... خف علينا يالصغير....







في نفس الوقت

كانت جواهر تتحدث مع نوف في غرفتها ...

جواهر: أنا كنت راقده يوم تتصلين ... تدرين مواصلة من أمس...

نوف: كنت أبغي اتطمن ... وشقررتي؟

جواهر: كلمت الدكتور وحددنا يوم الأحد موعد حق العملية...

نوف: زين ... زين ... متى قررتي...

جواهر: اليوم في الدوام ... عقب بحثي طول الليل جاني سيف وقاللي أنها أحسن

لو سوتها...

نوف: لحظه ... لحظة... سيف !! ما غيره مديرج؟؟

جواهر: ايه ..فيه غيره بعد؟؟

نوف: صار سيف الحين !!! مهب مديرج!!!

جواهر بدلع: عااااد ... انا اكلمج انتي ..شحقه الرسميات بعد ؟؟؟

نوف: ما علينا ... شقالج هو ؟؟؟ ابغي بالتفصيل الممل ..

جواهر بعد أن حكت لها كل شي: لو شفتي وجهه وهو يكلمني... وإلا عيونه ...

حسيت فيه فهمني بدون ما أقول أي شي...

نوف : يا عيني يا عيني ... أشوف تطورت العلاقة...!!

جواهر: نووووووووف...

نوف: بلا نوف .. بلا خرابيط ...اعترفي... يعجبج وتعجبينه ...

جواهر: مادري يا نوف.... مشاعري بدت تتغير ...حتى هو صار غير معاي.. صار

حنون ...وهذا اللي خلاني تغيرت.... وصرت أشوفه بعيون ثانية ...

نوف: يعني ... فيه أمل؟؟

تنهدت جواهر بقوة ثم قالت : أخاف يا نوف... أخاف يطلع مثل فهد ....

نوف : الله لا يقوله ... لو مثله جان ما رافقوه اخوانج... وبعدين انتي سافرتي

معاه ..شفتي عليه شي ؟؟

جواهر: لا ...بس ...

نوف: بدون بس... لين متى بتمين حاطه حوالين نفسج طوفه كبيرة ما في أي ريال

يقدر يدخل منها ...

جواهر: تلوميني يا نوف؟؟؟!!! أنتي الوحيدة اللي تعرفين بقصتي معاه وتلوميني!!!

نوف: ما الومج يا حبيبتي ...بس ما ابغيج تتعقدين من كل الريايل بسبة واحد حقير

ما عنده ضمير ... ترى أصابع يدج مهب وحده...

بدا الضيق يزيد في صدر جواهر فاستأذنت من نوف وأقفلت الهاتف وجلست على

سريرها وضمت لها ساقيها كما تفعل دوماً أن تضايقت ووضعت ذقنها على ركبتها

وأخذت تفكر....وتتذكر ....


فهد وبعد أن أعيته الحيلة تجاهها ورفضها لكل الدعوات التي قدمها لها ..أصبح

يتفادى ملاقاتها واعتقدت أنه فهم أنها لن تقبل بأن تكون واحده من الفتيات اللاتي

يواعدهن ..بعد أن اعتاد على إظهار اهتمامه بها أمام الجميع ومعاملتها بحب ودلال

لظنه أنها تتعزز عليه كالبقية ....

وفي يوم ...كانت تعمل إلى وقت متأخر مع أستاذها هاملتون على بحث لها في

متحف التاريخ الطبيعي عندما انتبهت إلى تأخر الوقت وانصراف الجميع... والهدوء

يعم المكان فقد انصرف الطلبة الذين يزورون المتحف منذ ساعات وأقفل أبوابه إلا

من العاملين به أو من بعض طلبة الجامعة ذوي التصاريح الخاصة كالذي تضعه

جواهر على قميصها....


والمتحف يقع بالقرب من الجامعة في Parks Road ويدخله الزائرون مجاناً ...

سقفه الزجاجي الفريد من نوعه يجلب له المعماريين من كل مكان والذي يُدخل

شعاع الشمس في النهار كان مظلماً بظلمة السماء والأعمدة المتراصة في الدور

الأرضي مكونه من أحجار بريطانية مختلفة جمعها العالم الجيولوجي جون فيلبس

وهو القيّم على المتحف ... كانت تماثيل العلماء المشهورين موجودة بين هذه

الأعمدة في الدور الأرضي... وهو يتكون من طابقين وأربعة أقسام ...علم طبقات

الأرض والمعادن والحيوان والحشرات ... ويجمع ويحفظ ويعرض مجموعة

التاريخ الطبيعي الخاص بالجامعة لرفع مستوى البحث والتدريس لطلبة الجامعة...

أخذت أوراقها وسارت في الطابق الفارغ إلا من المعروضات ولم تسمع إلا صوت

كعب حذائها ... فتحت الباب المؤدي للدرج ونزلت بثقة وقبل أن تصل لاستراحة

الدرج أحسّت بشي غريب .. أحست بأنها ليست لوحدها فأسرعت بالنزول قبل أن

يطفأ النور الذي أشعلته عندما فتحت الباب ...لم تنتبه للزاوية في استراحة الدرج

والذي اختبأ فيها فهد وجذبها له بذراعها عندما مرت أمامه ...الصق ظهرها على

صدره وهو يقول لها في إذنها بصوت كفحيح الافعى : ما بغيتي تنزلين ... صار لي

سنة أنطرج حبيبتي....

حاولت التملص منه وهي تقول بحّده : هد يدي ليش ماسكها ؟


فهد : بتشردين عني ....وأنتي وحشتيني ... تعرفين شكثر وحشتيني ؟؟


جواهر بضعف: فهد ... أرجوك هدني ...


فهد: مهب قبل لا أخذ اللي جيت عشانه ... تعبت وأنا انطرج ... وايد تغليتي علي..

من تحسبين نفسج؟؟؟ ليش تعذبيني ؟؟؟


ووضع شفتيه اللزجة على خدها ليقبلها ...وهي تنتفض بقوة وتحاول التملص منه

وتصرخ عليه بصوت عالي عندما فُتح الباب ودخل أستاذها اللي سمع صوتها ونزل

مسرعاً لها وهو يسأل : Is that you Jowaher

د. هاملتون: هل هذه أنتِ يا جواهر؟

عندئذ تركها ونزل مسرعاً قبل أن يراه الأستاذ... والذي عندما وصل لها سألها مرة

أخرى : Have you been hurt?

د. هاملتون: هل تأذيتِ ؟

Jowaher : No , thank god you came.

جواهر : لا ....شكراً لله لأنك جئت ..

Dr. Hamilton :You have to be careful theses days you

never know what could happen to you. Come with me

I’ll walk you home.

د. هاملتون: يجب عليكِ أن تحذري هذه الأيام ..لا نعلم ما الذي ممكن حصوله لكِ..

تعالي معي سأمشي معكِ للبيت...

لملمت شتات نفسها ومشت معه إلى شقتها والتي لا تبعد عن الجامعة ووصلوا إلى

المبنى ذا الحجر الأحمر المشهور في المنطقة والمكون من ثلاثة ادوار.. احتلت

جواهر مع أمها شقة في الطابق الثاني ... شكرته ثم أخرجت مفتاحها من حقيبة

يدها وفتحت الباب ودخلت ثم أغلقته ورائها وصعدت إلى شقتها وهي تحاول أن لا

تفقد رباطة جأشها ... دخلت الشقة سلمت على أمها ثم دخلت غرفتها وأغلقت

الباب بالمفتاح وظلت واقفة خلف الباب وفي ثواني كانت دموعها على خدها

كالسيل.. تذكرت لمسة شفتاه فأخذت تمسح خدها بكم ثوبها بقوة وتعيد الكرة مرتان

وثلاث ثم لم يكفها هذا فذهبت للحمام وأمسكت صابونه اليد من على المغسلة

وفتحت صنبور الماء وأخذت تغسل وجهها مراراً حتى اقتنعت أخيراً بأنها أزالت

القذارة من وجهها حينئذ نزعت ثيابها واستحمت وتوضأت ثم صلت.. وشكرت ربها

كثيراً لإرساله أستاذها لإنقاذها في اللحظة الأخيرة ...


وبعدها ظلت تؤقت خروجها مع صديقتها ندى والتي حكت لها ما جرى لها فوعدتها

بعدم التخلي عنها ومساعدتها قدر الإمكان ..وكانت تلمح نظرات فهد الغاضبة لهم

من بعيد ...ومرت الشهور حتى شارفت بعثتها على الانتهاء..


وفي مساء يوم كانت جالسة في الساحة بجانب سور خشبي بانتظار ندى ليذهبوا

معاً للمكتبة لأجراء بحث.. جاءتها طالبه انجليزية تحضر معها بعض المحاضرات

لتقول لها أن ندى تعبانه وتطلب حضورها لها في غرفتها في السكن ... فأسرعت

لتذهب لصديقتها وطرقت باب غرفتها ثم دخلت ولم تجد أحد في الغرفة فأغلقت

الباب وطرقت باب الحمام وفُتح ووجدت فهد في وجهها ... أحست بالرعب يجتاحها

ودارت بجسمها لتهرب من المكان فسبقها ووقف أمام الباب وحال بينها وبينه ...


أمرته بقوه : وخّر عن طريقي أحسن لك ... وإلا بصّرخ وبلّم عليك الناس.. أحنا

في سكن مهب بروحنا...

سمعت صوت رنين هاتفها النقال ولكنها لم تستطع الرد عليه...

قال فهد بلطف وهي يضع يده في مواجهتها: ما في داعي للصراخ أنا نيتي سليمه..

ارجوج اسمعيني ..

جواهر بإصرار: ما يهمني ... قوم عن الباب ..الحين..


فهد محاولاً إقناعها : جواهر اسمعيني شوي...


رّن هاتفها مرة أخرى....

جواهر: وين ندى؟؟

فهد: ندى راحت المكتبة لج لأنج سبقتيها هناك...

جواهر: وش بتكسب من هاللي تسويه؟؟؟ أنا ومستحيل أغير رأيي فيك...

فهد: أبغيج....

جواهر: وأنا ما ابغيك... قوم عن طريقي...

تقدم فهد تجاهها وهو يقول: بتغيرين راييج .. أنا متأكد...أنتي بس عطيني فرصه..

جواهر وهي تصرخ: لا تقرب فهد أنا أحذرك..ترى بصرخ ...

أستمر رنين هاتفها وحاولت أن تخرجه من حقيبة يدها ولكنه ضربه بيده وأسقطه

على الأرض وأمسك يدها وحاول أن يحضنها وقاومت هي بأن رفست رجله

بحذائها..صرخ وجذبها بقوه وهو يقول : ما تليق عليج الدفاشه ...

كانت تحاول التملص من يديه وهي تصرخ بصوت عالي بالانجليزية : Help

أمسك حجابها وحاول نزعه من على رأسها وخرجت خصلات من شعرها فواصلت

صرخات الاستنجاد أما هو فاستثاره شعرها الذي رآه فقال : شعرج حرير يا

عمري...

وفي لحظه فُتح الباب ودخلت ندى عليهم وهي تصرخ : شتسوي يالحيوان ؟؟

دخل خلفها بعض الطالبات والطلبة الذين رأوها وهي تجري في الممر وتبعوها لأنها

لم ترد على أسئلتهم وتفاجأ بهم فهد الذي تركها وهو يقول : أبد .. هي مواعدتني

هنيه ...

جواهر وهي ترتب حجابها وبصوت عالي: كذاب ...والله أنه كذاب ...

ندى : أدري ... لكن الحين عندنا شهود على تحرشه فيج والموضوع بنرفعه

لمجلس الجامعة ...

فهد مهدداً وهو ينصرف : لا تسوين شي تندمين عليه .. أنتي تعرفين من أنا...

ندى : يدك وما تطول... احنا ما نخاف إلا من رب العالمين ...

أنصرف فهد وهو يجرجر أذيال الخيبة وشكرت ندى الطلبة والطالبات وطلبت منهم

الاستعداد للشهادة عند مجلس الجامعة في حال طلبهم التحقيق ووافقوا ... أقفلت

الباب خلفهم وعادت لجواهر التي وانهارت شجاعتها وبدأت بالبكاء وهي تقول:

شيبغي فيني ؟؟ ليش ما يخليني في حالي...اشمعنى أنا ؟؟

ندى وهي تحضنها : ما تعرفين ليش؟ لأنج الوحيدة اللي قلتي له لا... وهو يحسب

أنه يقدر يشتري كل شي بفلوسه .... حتى البشر...

كانت جواهر ترتجف من الغيظ .... وبعد نصف ساعة هدأت قليلاً وسألت ندى :

اللي متحسفه عليه أني في البداية صدقته ... كسر خاطري وصدقته ولولا أنج

حذرتيني منه أكثر من مره كان ممكن أصدقه للأبد...

ندى: أنتي بريئة وهو إنسان صايع ...كان من الطبيعي أنه يقدر يقص عليج..

جواهر : أنتي شلون عرفتي ؟؟

ندى :جاتني وحده تقوللي أنج في المكتبة وتعبانه ... وتبغيني .. رحت المكتبة وفي

الطريق انتبهت واستغربت أنج ما كلمتيني بالجوال ... وقفت واتصلت فيج بس ما

رديتي علي ... قلبي قرصني فرحت صوب المكان اللي اتفقنا نتقابل فيه وسألت

الطالبات عنج قالوا أنهم شافوج رايحه صوب السكن حسيت أن فيه شي وجيتج

اركض...وطول الطريق أتصل وما تردين وهالشي اللي خوفني زود...

جواهر وهي تغسل وجهها : الحقير ... ما ادري متى بيفكني .. وبيخليني في

حالي؟؟

ندى : أنا أعرف متى.. بكرة من الصبح تقدمين شكوى حق مجلس الجامعة بطلب

تحقيق في تعديه عليج وأنا والطلبه بنشهد معاج ...

جواهر: وإذا قدمنا الشكوى شبيسوون ؟؟؟

ندى : يمكن ينطرد ... والا اقل شي ياخذون عليه تعهد بعدم الاقتراب منج ..

وبهالطريقة تخلصين دراستج بأمان ...

جواهر: ما ادري شكنت بسوي بدونج ...

ندى : أنتي مثل أختي ... لا تقولين جذيه ...أنتي اللي هونتي علي غربتي...

جواهر: والله أني ما طلع من جزاج ...الله يجزيج كل خير...

ندى : أمين ويرزقني ريل طيب وجميل ويحبني...

جواهر: ويرزقج بالرجل الصالح ... أمين يا رب العالمين ...

ندى وهي تبتسم وترفع يدها : من بئك لباب السما ...

فيما بعد تدخلت سفارة بلاده وحفظ الموضوع لكن مع تعهد خطي من فهد بعدم

التعرض لجواهر أبداً...مرت عليها الأيام الأخيرة بثقل وبطء غريب.. فقدت فيه

الأمان فكانت حذره عندما تخرج من بيتها وتمشي في الشارع فتلتفت كثيراً وكأنها

تتأكد من أنه ليس هناك من يتبعها ... الرعب والقلق والحزن تحكما فيها إلى أن

غادرت بريطانيا عائدة إلى بلادها ..وقد فقدت ثقتها في الرجال جميعاً..

بعد مدة نامت جواهر وهي متكورة على نفسها ....ولم تحس الا بجرس المنبه يعلن

عن موعد صلاتها للفجر...استيقظت بثقل وقامت تتوضأ ....



************************

reem99sh 06-06-08 11:30 PM



الجزء السابع عشر






في صباح يوم الأحد

كان سيف متوجه لعمله وهو يعلم أنه لن يرى جواهر في هذا اليوم فهو موعد

إجراء عملية القسطرة لوالدتها وهي سترافقها بالتأكيد ...كم رغب بالاكتفاء

بالجلوس في البيت ولكنه يعلم أن هناك عمل مهم بانتظاره فحضر وهو في قمة

الضيق.....


عندما أوقف سيارته نظر إلى مكان إيقاف سيارتها ووجده خالياً أخذ نفس عميق ثم

نزل من سيارته ومشى باتجاه الباب ووقف عندما تهيأ له أنها تمشي أمامه فابتسم

لها ودخل معها المصعد وكان داخله موظفين ...التفت لها لتتأخر بالصعود فلم

يرها.. اكتشف أنه تخيل وجودها ....عّض على شفته بقوة ...


فيما بعد في مكتبه طلب من السكرتير إلغاء مواعيده وإبقاء أي تقارير مهمة

للعرض عليه في البريد...جلس في كرسيه وأشغل نفسه بالتصفح في الانترنت ولكن

أفكاره استحوذت عليه ...


في نفس الوقت في مستشفى حمد كانت جواهر تنهي إجراءات دخول أمها في قسم

القلب في مستشفى حمد بناء على ورقة الدخول التي أرسلها لها د. جاسم .. وطبعاً

كانت غرفة خاصة في القسم الذي يشرف عليه..وفي خلال ساعة كانت في الغرفة

مع أمها التي جلست على الكرسي بانتظار مرور الطبيب كما أخبرتها الممرضة

الهندية بابتسامة عندما لاحظت قلقها على أمها...


وضعت الخادمة أغراض أم جواهر في الأدراج بجانب السرير وغيرت غطاء السرير

بمساعدة جواهر بآخر أنيق احضروه من المنزل باللون الأصفر الفاتح ثم دعت أمها

للاستلقاء عليه..


بعد ساعتين دخلت عليهم الممرضة ثانية لتخبرهم بوصول الطبيب ليستعدوا ثم

خرجت وأدخلته... دخل الطبيب مع طبيب أخر فلسطيني وأخرى مواطنه يبدو عليهم

أنهم تحت التمرين ... سّلم على أم جواهر وجواهر وامسك الملف الخاص بها

تصفحه قليلاً ثم سألها: شحالج يمه اليوم ؟؟

ردت عليه: الحمد لله...

د.جاسم : أنتي طبعاً صايمة ؟؟

جواهر: ايه دكتور من البارحة فالليل..

د. جاسم : زين..زين ..عيل مستعدة حق القسطرة؟؟

أم جواهر: أن شاء الله ...

قال د.جاسم مطمئناً : يمه لا تحاتين..تراها سهلة أن شاء الله...دقايق ونخلص..


التفت للأطباء اللذين معه وشرح عن حالتها بالانجليزية وهم يكتبون كل ما يقوله

بدقه ..كان يبدو كمدرس وهم التلاميذ ...اخذ يسألهم عن الذي يمكن فعله مع

المريضة بعد أن شرح لهم الحالة وانطلقت الإجابات من أفواههم ..كل هذا وجواهر

تراقب بصمت...حتى انتهوا من نقاشهم فقال د.جاسم لجواهر: في اقل من ساعة

بتجي ممرضه تجهز الوالدة حق غرفة العمليات ... ولا تخافين ما راح نطّول ....

لم تقل جواهر شيئاً ولكن هزت رأسها موافقة...فخرج الأطباء مثلما دخلوا وسَاد

الهدوء الغرفة مرة أخرى...شاهدت أمها تحاول النزول من السرير..

سألتها: وين رايحه؟؟

أم جواهر: بنزل أصلي الضحى ..

أخرجت جواهر لها سجادتها من الحقيبة الصغيرة وفرشتها لها لتصلي ...


بعد أقل من ساعة جاءت الممرضة ومعها مساعد ممرض بسرير متنقل وبعد أن

بدلت ثيابها وارتدت الثوب الطبي الذي يربط من الخلف فوضعوا ام جواهر على

السرير وغطت وجهها لحين وصولهم غرفة العمليات...توجهوا لمصعد المرضى

ونزلوا للدور السفلي إلى أن وصلوا لباب مزدوج كتب عليه بالانجليزية

Theatre room وغرفة العمليات بالعربية وهنا التفتت لها الممرضة قائلة

لها : هذا اخر ما يمكن لك الوصول ..

ودلتها إلى مكان الانتظار في آخر الممر...

فتحت حقيبة يدها وأخرجت قرآن صغير وأخذت تقرأ فيه ... رغبت ببعض الطمأنينة

فلم تنتبه إلى أسم أمها الذي أذيع في المكبر إلا في المرة الثالثة فأرجعت قرآنها

مكانه وعادت إلى غرفة العمليات ووجدت ممرضة بجانب الباب وسألتها عن أمها

فقالت أنها ستوضع في غرفة العناية المؤقتة لمدة ساعة وأنها بخير...

جواهر: ما اقدر اشوفها ؟؟

الممرضة: ممنوع ... بس لما تفيق بنطلعها لج وتقدرين تشوفينها ..

جواهر برجاء: بس بشوفها .... ثانية بس ابغي اتطمن ...

الممرضة : اوكي بس بشرط .... بسرعة ...


جواهر: والله بسرعة ..بس بتطمن عليها ...وبطلع..

أدخلتها الممرضة بالخفاء في ممر ناصع البياض لا يوجد فيه الا الممرضات

المشغولات فلم يلحظها احد حتى دخلت غرفة كبيرة بها ستة أسرة رأت أمها نائمة

على أحدها فأسرعت لها ووقفت بجانبها وعندما رأتها غائبة عن الوعي لم تقدر أن

تتماسك نفسها فنزلت دموعها على وجنتيها وهي تمسحها بكمها حتى انتبهت ليد

الممرضة تجرها من ذراعها أطاعتها صاغرة وخرجت من المكان عائدة إلى غرفة

الانتظار ... فيما بعد رّن هاتفها ورأت اسم احمد فأجابت : وينكم ؟

جواهر وهي تحاول أن تتماسك : أمي توها طالعة من غرفة العمليات وانا انطرها

في الانتظار...

أحمد : أنا وعبدالله وسالم في الغرفة .... متى بيطلعونها ؟

جواهر: يمكن عقب ساعة أن شاء الله ..

أحمد : خلاص بننطركم عيل ...


اخبرهم احمد عن المكالمة وأمر عبدالله الخادمة بجلب بعض الشاي بالحليب لهم..

وجلسوا يتحدثون إلى أن تعود أم جواهر إلى غرفتها ...

بعد نصف ساعة كانت جواهر مع أمها في الطريق للغرفة بنفس الطريقة التي نزلوا

بها ... وعندما دخلوا الغرفة تحرك الرجال إلى قرب النافذة ليتيحوا المجال لنقلها

إلى سريرها عندما استقرت اقتربوا منها وسلموا عليها ... كانت لا تزال نائمة

ولكنها تفتح عيناها قليلاً ثم تغمضها ثانية ...

سألها سالم بخوف : شفيها للحين راقدة ؟

جواهر: توها طالعة من العناية المؤقتة يبيلها وقت وبعدين بتتوعى عدل...

أحمد : شخبار القسطرة ؟؟

جواهر: ما ادري .. لازم الدكتور يجي ويعلمنا ...

وقف سالم في الجانب الأخر من السرير وهو ينظر لها والحزن يملأ عينيه ثم امسك

كفها ووضعه في كفه وأخذ يربت عليها بلطف وهو لازال ينظر لها أملاً في

إيقاظها..

ناداه احمد قائلاً : سالم تعال اقعد وخلها ترقد ...المره تعبانه..

سالم : مالك خص ... أنا مرتاح جذيه ...

هز أحمد رأسه والتفت إلى جواهر وقال : بروح أصلي الظهر في مسجد المستشفى

وبرجع ... تبغين شي ؟؟

جواهر: سلامتك...

احمد : الله يسلمج...يلله حد بيروح معاي؟؟

تحرك عبدالله معه ولحقهم سالم فدخلت جواهر الحمام لتتوضأ وتصلي...


في نفس الوقت كان سيف قد بلغ به الوله ما بلغ... ووجد قصيدة جديدة للشاعر

القطري المبدع جاسم بن همام كلماتها تحكي عن شعوره


ما سألني

تركني

قتل طفل الوله فيني..

قتلني

راح يسحب وراه الليل

والخطوه جراح

خذ ما بقى من حيل ,,

ما همه راح

راح وكسر حتى الضلوع ..

اطفى الشموع

والدموع اللي بكت

غير الدموع

ليتها مثل الدموع

زحمة طريق ,,

وما بقى وسط الطريق الا انا ,,

درب عتيق ,,

وما بقى وسطه غريق الا انا ,,

ما سألني عن اللي مر بغيابه ,,

عن اللي صار بأسبابه ,,

تركني ,, تركني ,,

وانا اللي كنت له في يوم

صدري له غطى وغيوم

فجأة خطرت على باله فكره ... دخل برنامج شؤون الموظفين في الكمبيوتر وبحث

عن أسم جواهر وعندما وجده نظر إلى بياناتها وعثر على مبتغاة... أمسك هاتفه

النقال ونقل رقم هاتفها وضغط زر الإرسال ثم ضغط زر الإغلاق ...

واخذ يفكر ( اتصل بحجة تقرير جريمة الفندق وبعدين اسألها عن امها...بوحسن

كان يكلمها على جوالها أنا شايفه... عادي..أنا بس بسمع صوتها وبتتطمن عليها

بس... بس جنه الوقت غلط ... يمكن الحين هم في العمليات ... معليه بحاول ...

اسمها أني قاعد في المكتب ومن صجي ابغي التقرير...) كان يقنع نفسه ويبرر

ارتكابه للخطأ ...ضغط على زر الإرسال مرة أخرى ثواني وردت عليه جواهر

بصوت هادئ: الو ...

سيف: السلام عليكم ...

لم تتعرف عليه جواهر فردت بحذر: وعليكم السلام ...

سيف: معاج سيف... شحالج وشحال الوالدة أن شاء الله بخير؟؟

جواهر بتعجب : الحمدلله !!!

سيف: بغيت اسألج .. وين تقرير جريمة الفندق؟؟؟ حولتيه على حد؟؟

جواهر: ايه نعم سيدي ... عند ابتهاج تطبعه وتحوله على بوحسن للعرض عليك...

سيف: اهااا .. على خير أن شاء الله .. الا قول لي ... شخبار عملية الوالدة؟؟

جواهر وهي لم تصدق أنه سأل : مادري ... للحين ما جانا الدكتور سوا القسطرة

لها من ثلاث ساعات وما نعرف النتيجة...للحين...

سيف: جان خليتي احمد يكلمه... الا وينه احمد ؟؟؟

جواهر: راح ... كانوا كلهم هنيه وراحوا ... بيرجعون فالليل...

سيف: تبغيني اكلمه لج ... عندي رقمه ...

جواهر بتردد: تقدر ؟؟؟ بس أنا ما ابغي اكلف عليك...

سيف: لا عادي ما هنا كلافه ... أنا متأكد أنج قاعده تحاتين ... بتصل فيه وبخليه

يمر عليكم ...

جواهر بامتنان: مشكور وما قصرت ...

سيف: لا تشكريني أنا ما سويت شي ... هذي مثل امي ...الله يخليها لج...

لم ترد جواهر ولكنها أحست بقرصات في قلبها ...

ودعها سيف بغير رغبة منه ولكنه مجبر وأنهى المكالمة وهو يبتسم ويفكر( فديييت

هالصوت وفديت راعيته) ثم انتبه بعد دقائق أنه لم يتصل بالطبيب فبحث عن رقمه

في سجل الهاتف وضغط عليه ولكن لم يرد عليه .... ثم أعاد الاتصال وفي المرة

الثالثة اجاب : السلام عليكم ...

سيف: وعليكم السلام ... د. جاسم...شحالك...؟

د. جاسم: بخير ...من معاي؟؟؟

سيف : معاك سيف بن ....ما عرفتني ؟؟؟

د. جاسم : هلا والله .. ما اسمع صوتك أنا كنت في اجتماع وتونا طالعين ...آمر؟

سيف: ما آمر عليك عدو ..انت سويت اليوم قسطرة حق مريضه اسمها مزنه( تذكر

سالم وهو يقول اسمها لهم )..

د.جاسم : ايه .. ليش تسأل ؟؟ تقرب لك؟

سيف: لا والله بس تهمني ...واهلها ينطرونك تقولهم النتيجة وقاعدين على

اعصابهم..

د.جاسم : ايييييه تذكرت ...ام احمد .. والله أن اليوم كان مزحوم على اخره.. بس

بمر عليهم بعد شوي ... ولا يهمك...

سيف: جزاك الله خير يا دكتور...ما أطّول عليك ...مع السلامة..

د.جاسم : مع السلامة...





فيما بعد دخل الطبيب على جواهر وسلم ثم جلس على الكرسي وقال:اعذروني

تأخرت عليكم...ويوم سيف اتصل كنت للحين في الاجتماع ... لو مهنتنا مع

المرضى بس كان هانت ....

ابتسم ثم أكمل : وانتي طبعاً تبغين تعرفين نتيجة القسطرة ؟؟

هزت جواهر رأسها وهي لا تزال تنظر له فامسك ورقة كانت في يده وكورها

كالاسطوانة وأخذ يشرح لها ببطء : الشريان الطبيعي مثل هذا والدم يعبر فيه

بسهولة ومع السنين تتراكم الدهون على هالجدار الداخلي للشريان لين يستوي

غليظ ويصير الدم يمر بكمية بسيطة....وفي بعض الأماكن ينسد أكثر وما يقدر يمر

الدم إلا بصعوبة شديدة وهذا حال الشريان التاجي عند امج ...

جواهر: وبتنفعها عملية البالون؟؟

د. جاسم : اكيد...بس بتصير عملية صعبه ..حالة الشرايين تعبانه وايد ...وفي

خطر تهتك الجدران...

جواهر: نقدر نوديها لندن ؟؟ تتحمل السفر؟؟

د.جاسم : بنشوف..لازم اشوف طبيب ثاني فالموضوع.. بس ليش ما تسوننها

هنيه؟؟؟

جواهر: ودي اوديها هناك واسوي لها فحوصات ثانية ...

د. جاسم: على راحتج...

جواهر: ممكن تأمر لنا بتقرير عن حالتها لو سمحت ؟؟

د.جاسم : بكتب لكم طلب الحين .. بس لازم حد يتابعه ويدفع الرسوم ..

جواهر: ولا يهمك دكتور..

انصرف الطبيب بعد أن دوّن شيئاً في الملف ووقَّع على طلب التقرير..



بعد ساعة كانت نوف تجلس معها ...وهي تنظر لباقة الورد الضخمة..

جواهر: كلفتي على عمرج ...

نوف وهي تنظر لأم جواهر: الورد حق الورد...قوللي هي وعت عقب العملية ..؟

جواهر: من شوي...بس ارجعت ترقد ...

نوف: تعبانة مسكينه ...

جواهر بصوت منخفض: الدكتور قال أن الشرايين حالتها تعبانه والعملية بتكون

صعبة...وانا قلتله بنوديها لندن بس نبغي تقرير...

نوف: خلصوا التقرير وبَخلي محمد يكلم لها اللجنة عشان الحجوزات في لندن..

جواهر: ما تقصرون ...مادري كيف نطلع من جزاكم ...

نوف: لا تقولين جذيه ... هذي امي مثل ما هي امج...تعالي ترى جبتلكم عشى..

خفايف ...

جواهر: الله يغنيج ...عيالج وين عيل ؟؟

نوف : عند الخدامه ومحمد بيرجع البيت من وهل اليوم....

جواهر: لا..لا.. لا تقعدين روحي حق عيالج ...

نوف: انا ابغي اقعد والدريول ينطرني .. الحين بكلم محمد بستعجله يروح البيت..

وفعلاً اتصلت بزوجها تستعجله العودة ووعدته الا تتأخر بدورها في المستشفى..

مّر الوقت عليهم سريعاً وقبل أن تخرج نوف سألت جواهر : ما في أخبار من

مديركم؟؟

جواهر : اتصل على الجوال مساعه...

نوف: نعم ...نعم ؟؟؟ وبأي حق يتصل على الجوال ؟؟ ومن وين جاب الرقم ؟؟؟

جواهر: بل ..بل ..عطيني فرصة اجاوب اول واحد ...أصلاً رقمي مسجل عندهم

ومتعودين يتصلون إذا في شي بخصوص الشغل...

نوف: وش الشغل اللي كان طالبج عشانه؟؟

جواهر: كان عندي تقرير عن نتيجة جريمة أمس وعطته ابتهاج عشان تطبعه

وتحوله على بوحسن يعرضه على المدير بدالي...

نوف: اهااا ..وعقب ما خلص شغله سكّر؟؟

جواهر: سأل عن عملية أمي ..ويوم درا أنه الدكتور ما جانا عرض يكلمه

ويستعجله لنا...

نوف: يا سلام ...الفارس المنقذ... وهو شعرفه بالدكتور عشان يكلمه..

جواهر: مادري .. بس هو قبل سأل ليش احمد ما كلمه لأنه يعرفه..وأنا قلته إن

احمد بيمر فالليل علينا..عشان جذيه تبرع يتصل..

نوف بسخرية: والله فيه الخير...يحاتي امج بعد!!!

جواهر بعطف: دايماً يقول انها مثل امه ...

نوف: مثل امه هههه .. قلتيلي ....

جواهر: نوف .. احنا وين وانتي وين!!! هو اصلاً مقّدر قلقي على امي ..

نوف : لازم يقّدر ...عيل لو هو ما قّدر من اللي .... بيقّدر..

جواهر: قومي روحي عيل حق عيالج ...قومي...قمتي تخورينه اشوف..

نوف: أنا اخوره!!! أنا اقول الصج...صاير لنا الفارس المغوار...

جواهر وهي تهز رأسها : الله يهداج بس...هذا يزاه اللي يهتم فينا..

نوف: الله يزيد ويبارك...ما قلنا شي....( ورفعت يدها للسماء ) يعل يسقى إذا صار

اللي في بالي ...

جواهر وهي تصّر لها عيناها : وشو اللي في بالج...

نوف: مالج خص... لين كبرتي بقولج...

ابتسمت جواهر لها بضعف وقالت : الله يزيدج عقل ...



فيما بعد في بيت نوف...

محمد : ما تأخرتي ؟؟ شحالها ام جواهر عقب العملية؟؟

نوف بأسى : والله مادري شقولك ...للحين تعبانه وقلت اخليهم يرتاحون وارجع


لك..كنت احاتي العيال يغربلونك..

محمد : لا عادي قعدوا يلعبون قدامي في الصالة وبعدين عشتهم الخدامة ورقدتهم..

وأنا كنت كل شوي اطل عليهم ...

نوف: على فكرة ... تعرف حد في اللجنة الطبية؟؟

محمد : اعرف رئيسها د. اشرف .. ليش؟؟

نوف: جواهر تبغي توديها لندن ...الدكتور قال لها أن العملية صعبة وهي خافت

تسويها هنيه ...

محمد : عيل احسن لها تسافر... أنا بكره بشوف لها الموضوع ..

نوف: يزاك الله خير... والله أنها مسيكينه هالمره وتستاهل أن احنا نسويللها كل

شي...

محمد: ايه والله وياما مسكت عيالي واهتمت وكانت لج مثل الام وانا ما أنسى لها

هالشي ...

نوف: أنزين إذا ما مشت السالفة خله يضّبط لهم سالفة المستشفى هناك ويراسلهم

وهم بيروحون على حسابهم المهم يروحون بأسرع وقت ...

محمد : أن شاء الله ...شخبار جواهر؟؟؟

نوف: متوهقه مع امها ومهب عارفه شتسوي... اظن انها بتتفاهم مع اخوانها

اليوم على السفره...

محمد: خير أن شاء الله...




في المستشفى


كانت جواهر تتحدث مع أحمد وسالم عن لندن...

أحمد : مشكلة لو طولنا هناك .. ما قدر اخلي بيتي مدة طويلة..وعبدالله ما يقدر

يهد الشركة...

سالم : خلاص أنت توكل على الله وروح ويمكن ما تتاخرون ... وإذا تقدر ترجع كم

يوم لأهلك وتعّود هناك..

أخذ أحمد يفكر في اقتراح سالم وبدا له أنه أحسن حل ...في الوقت الحالي على

الأقل..




في نفس الوقت في مقهى Costa


كان سيف مع سعيد في زاوية المقهى جالسون على الأريكة الجلد يتصفحون

المجلات وسيف يمسك مجلة people ويقلب الصفحات وينظر لصور المشاهير

بدون اهتمام ثم التفت وسأل سعيد: الا شخبار ناصر؟؟

سعيد: ما شي ...للحين متلته مع مرته...وولده متصل من فتره يصيح يبغي يرجع

يقول أن امه تعرفت لها على واحد وعايش معاهم ويضربه كل ما سكر...

سيف: يعل يده الكسر...مالقى الا البزر يتشطر عليه!!!

سعيد: الخمر لين تمكن بالواحد ما يخلي له عقل يغيبه تماماً....وأنت تشوفهم لي

اسكروا شيسوون.. تذكر العام يوم نصور فيديو حق السكران يوم يفصخ ثيابه في

الشارع ويمشي سلط ملط ...هههههههه

ابتسم سيف وهو يقول : اتذكر... ضحكنا ضحك ذاك اليوم...

سعيد : ايه والله ...تدري امس قريت تحقيق في مجله عن هالموضوع ...

سيف: عن الخمر؟؟

سعيد: لا ...عن الزواج باجنبيات...مثل ناصر... يقولك واحد جنسيته إماراتية

تزوج له نمساوية وعقب ما جابت منه ولد وبنت اكتشفت أنه رجعي وأنهم يخلون

عيالها رجعيين مثلهم ....

سيف: الا التخلف عندهم ...مالت عليها ...كمل وبعدين...

سعيد: ولا ائبلين ...شّلت عيالها وشردت بمساعدة القنصل النمساوي.. ويوم لحقهم

ابوهم لقى الشرطة مانعته من أنه يقترب منهم ...وأن مرته رفعت قضية حضانه

على العيال...ورفع هو قضية و ثنتين ...سنين لين 12 سنة وفي النهاية بنته

متصله فيه تقوله أن امها حاطتها في ماؤى للمتشردين...تصدق...

سيف: حسبي الله عليها...متشردين وأبوهم موجود...

سعيد: لا ويوم راح ابوهم ومعاه السفارة ما خلوه يدش الماؤى وأنكروا ان عياله
موجودين....

سيف: والزبدة؟؟

سعيد: ولا شي خسر كل حلاله في المحاكم وعلى فشوش...اخر مره لما كان عند

قاضية في مكتبها ومعاه ام مرته تقول انها مش مؤهله لتربية عيالها لأنها دايماً

سكرانه وتستخدم العنف معاهم ...لكن القاضية قالت له أن هالقضية صار لها سنين

وماتقدر تحلها له بسرعة...يلله خذ..هذا اللي ناخذه من الزواج بأجنبيات... يقولون

ارخص بدون مهر وبدون مخاسير عرس ...ياخذها بثيابها اللي عليها ... وعقب

كم سنة تبيعه هو ثيابه اللي عليه لو ماخذه بنت بلاده ومتفاهم معاها ما صار كل

هالشي ...لكن البني ادم ما يتعظ ...

سيف: فهمنا.. ياخوي وأنا اتعضت والمؤمن من اتعض بغيره....

سعيد: امك داعيتلك اللي افتكيت منها احمد ربك وإلا انت الحين مثله متلته في

المحاكم ...

سيف: الحمدلله ...يستاهل الحمد...

سعيد: الا شخبار عرسك؟؟؟ صار شي جديد؟؟

سيف: على حطة ايديك...

سعيد: وشتنطر؟؟؟ لين يجي واحد ثاني ويخطبها ؟؟؟

سيف: الحين البنت تحاتي امها وما اظن أن هذا هو الوقت المناسب اللي اكلمها عن

شعورها...

سعيد: أي شعور أي بطيخ .. ياخي سو مثلي وطرش امك تخطبها رسمي...والا كلم

احمد مهب هو مرحب فيك...؟

سيف: أنت ماتفهم ...اقولك البنت متخرعه على امها ومافي بالها شي غيرها..

قالولك ماعندي احساس...!!!

سعيد: أنت ؟؟؟ أنت ابو الاحساس كله ...بالعكس طبعاً ...لا تصدق ...أنت

الاحساس عندك أقل من الصفر ...تعلم مني ياخي ...الناس ودهم ياخذون دورة

عندي ومهب محصلين ...

سيف: خف علينا ...



بعد يومين


كانت جواهر تعمل على قضية جديدة ....مع ابتهاج ..حين سألتها : أمال صاحبك

البروفسير ومراته جايين امتى ؟؟

جواهر: يمكن في اخر الشهر الجاي...

ابتهاج : هو اتأخر كده ليه..

جواهر: عنده شغل هو قال أنه بيتأخر على حسب متى يخلص ... وطرش لي ايميل

من مده حولته على سكرتير المدير عشان يعرضه عليه ويشوف وش الاجراءات

اللي بيسونها من حجز فندق وتذاكر وغيره...

ابتهاج: لو عزمتيهم في بيتكو أنا معزومه معاهم؟؟

جواهر: ويمكن تكونين مسافرة للحين

ابتهاج: ابداً أنا هكون رجعت هو أجازتي كام يا حسرة ...؟ دي كولها 30 يوم

عومي..

جواهر: يكون غير يعني ؟؟ كل الموظفين هنيه نفس الشي.. وانتي مثلهم والا انتي

على راسج ريشه؟؟

ابتهاج بحزن : ريشه!! أنتي بتقوللي كده ليه ..

جواهر: اسمحيللي يابتهاج... مرض امي مخليني مهب في حاسيتي...

ابتهاج: المسامح ربنا ... انتي صاحبتي وانا لازم اعزرك ...

جواهر: متملله ومالي خاطر في الشغل موليّه...جان زين اقدر أطلع من الدوام من

وهل...

ابتهاج: انا هخلصلك شغلك وانتي روحي خدي ازن وامشي بدري ...المدير مش

هيئول لك لا دنتي مابتستأزنيش ابداً...

جواهر وهي تفكر باقتراحها : تهقين ؟؟؟ يمكن ... بعد شوي بتصل في السكرتير

بشوف شخبار المدير...مافيني شده بعد يعصب علي والله بصيح في ويهه..

ابتهاج : بئولك مش هيمانع ...سدئيني...






ذهبت جواهر لمكتب المدير بعد أن نسقت مع السكرتير ودخلت المكتب بعد أن

طرقت الباب ووجدت سيف أمام الكمبيوتر ولكنه التفت عند أحس بدخولها وابتسم..

مما شجعها أكثر لمفاتحته في الموضوع ... تسارعت دقات قلبها بشكل مخيف

خصوصاً مع ابتسامته الجذابة التي اذابتها....

سيف: هلا بجواهر...

جواهر: اهلاً سيدي ..

سيف: امري ...

جواهر: ممكن اطلع الحين سيدي؟؟

سيف باهتمام : خير أن شاء الله؟؟

جواهر: خير... بس احاتي امي ...وودي اطمن عليها ..

سيف: الله يطمنج عليها .. أنا قاللي أحمد عن سفرة لندن..تبغون أي مساعده ؟؟

جواهر: مشكور سيدي.. في ناس بيخلصون لنا سالفة المستشفى كلها...

سيف: لين بغيتي لا تترددين قلتلج ..أنتي بس تامرين...

جواهر بخجل: ما يامر عليك عدو ...وشغلي حولته على ابتهاج ...وبكره ان

شاء الله برجع اكمل الناقص...

سيف: لا عادي الموضوع مش مستعجل...المهم تكونين في افضل حالتج النفسية

والذهنية .. ما راح تنفعين وانتي مشغوله بأمج هالكثر....أهم شي أنتي ..


اجتاحها خجل كثير وهي تسمع كلماته وقامت من مقعدها وهي تقول بتلعثم :

شكراً سيدي ...استأذن أنا ...

سيف: إذنج معاج ....


وصلت إلى بيتها وقلبها لازال ينبض بسرعة كان يخالجها شعور غريب لا تقدر على

وصفه ولكن كل ذلك زال بمجرد رؤيتها لأمها ...قررت مفاتحتها بموضوع سفرهم

قبلتها على رأسها ثم جلست بجانبها بعد أن خلعت عباءتها وأمسكت يدها لتجعلها

تنظر إليها ثم قالت : يمه شرايج نسافر لندن كم يوم ؟؟؟

أمها : مالنا حاجة ؟؟؟ وانتي عندج دوام وبعدين تو الناس على الصيف؟؟؟

جواهر: إذا بنسافر بيكون هالايام ....أبغي اسوي لج شوية فحوصات على قلبج..

أمها : ما كفاج فحوصاتنا اللي سووها لي مستشفى حمد ؟؟

جواهر: لا ما تكفي ... لازم نشوف دكاتره غير...مافيها شي لي تأكدنا...

أمها : ومتى معزمه ؟؟

جواهر: ننطر لين اللجنة يعلمونا عن مواعيد الدكتور هناك وبعدين بنحجز..

وبيروح معانا احمد...


أمها: على خيرة الله... روحي بدلي وصلي وارجعي خل نتغدا...

جواهر: أن شاء الله...


في المساء في المجلس


سالم يضحك على كلام الشباب لسعيد بمناسبة عقد قرانه في اليوم التالي وبعدها

انضم لهم وقال : بتملج وبتجرك المره ومحنا بشايفينك ...

سعيد: عليها بالعافية...خلها تجرني كثر ما تبي.. شبعت من مقابل وجيهكم سنين

وبنين...

سالم : مسرع.... من اولها بتتخلى عنا ؟؟

سعيد: ومن اخرها بعد ....ضف وجهك ..ما بقى الا الصغار بعد يتكلمون ...

سالم :أحنا صغار؟؟؟!! معليه يالكبير.. بنشوف بكره بتم تتطنز والا بترتجف...

سعيد: اولاً انت مهب معزوم فما راح تشوفني... ثانياً ليش برتجف رايح عند
بودرياه ؟؟؟

سالم : بعد !!! مهب عازمني!! احسن أصلاً انا مهب فاضي حقك ..أنا انسان

مشغول....

سعيد: زين يالمشغول فارقنا ...

سالم : تطردني من مجلسنا !!!! والله وجهك قوي ...

أحمد : بتسكتون انتوا الاثنين والا اطلعوا بره تراكم صجيتونا ؟؟

مال سيف الى سعيد وقال بصوت منخفض : اليوم جاتني تستأذن إنها تطلع من وهل

عشان امها...

نظر اليه سعيد وقال: وشقلت لها؟؟

سيف: رخصتها تروح ... بعد أنا اقدر ارفض لها طلب؟؟؟

سعيد: كلام بس كلام...

سيف: وفعل بعد ... بس والله كلامي كان على طرف لساني لكنك لو كنت مكاني

كان كسرت خاطرك مثلي ...البنت في عالم ثاني...

سعيد: بتقعد تقول بعدين ومهب وقته لين تطير الطيور بارزاقها....

سيف: لا تفاول علي ياخوي...

سعيد: انا ابغيك تتحرك...ياخي على الاقل اخطبها من نفسها ...انت مجابلها طول

اليوم...

سيف وهو يفكر: بحاول ...بحاول ...الاسبوع الجاي...

سعيد: وليش الاسبوع الجاي ...بكرة....

سيف: بشوف ..لا تحّن وايد على السالفة بتخترب...

سعيد: الا برودك هو اللي بيخربها ...

صّد عنه سيف وهو غضب ... كان يعلم أنه يقول الحقيقة ولكن ماذا يفعل أنه لن

يحتمل رفضها له ...لن يقدم على خطوة الا إذا تأكد من نجاحها ...لقد تعلم من

الفشل الذي واجهه في بداية حياته .. أصبح لا يخطو خطوة إلا وهو متأكد منها ...



في نفس الوقت


كانت جواهر تتحدث مع نوف التي أخبرتها بموافقة اللجنة على سفر أمها إلى لندن

على أن يتحملوا تكلفة المستشفى فقط وحددوا لهم موعد مع الطبيب بعد عشرة أيام

من اليوم ...أخبرت احمد بالخبر ليقوم بإكمال الحجوزات لهم ...


في اليوم التالي


طلبت جواهر أن تقابل مديرها وانتظرت السكرتير إلى أن اتصل بها عند الظهر طالباً

منها الحضور قبل أن يغادر المدير للاجتماع ...

عندما خرجت من مكتبها تواجهت مع خلود التي كانت مقبلة من جهة المصعد ولم

تسمع ما قالت فقد كانت تفكر بما ستقوله للمدير مما جعل خلود تلتفت لها وتلحقها

بنظراتها الى أن دخلت مكتب المدير فغضبت وفكرت ( شموديها مكتب المدير هذي..

لكن معليه ... كلها ايام وبعدين يصير اللي ابغيه ...)


دخلت جواهر مكتب سيف ووجدته غارق وسط الأوراق والملفات فدعاها للجلوس

وهو يقول: اسمحيللي .. من الصبح اجتماعات وبعد شوي لازم اروح اجتماع في

الداخلية.. امري ... طلبتي تشوفيني ؟؟؟ قصدي تقابليني ؟؟؟

جواهر بتردد وقلبها يكاد يخرج من بين ضلوعها : نعم ...سيدي...

سيف ونظراته تنطق بكل الحنان الموجود في الدنيا: تبغين شي ؟؟

جواهر: السفر حق لندن تحدد بعد اسبوع مادري شلون بتنحسب اجازتي ..؟؟

سيف: ليش أنتي مش مرافقة حق الوالدة ؟؟

جواهر: امبلا بس اللجنة الطبية وافقت على سفر امي شرط أن الدولة تتحمل

تكاليف العلاج في المستشفى للمريض بس...

سيف: معليج منهم أنا بخليهم يطلعون لج شهادة مرافق مريض وبناقص معاشهم

منتي محتاجه ...

جواهر: لا طبعاً والحمدلله بس احاتي الاجازة ... تقدر تطلع لي هالورقة ؟؟؟

سيف:عادي ... عشانج كل صعب يتحول سهل بإذن الله ...

خجلت جواهر من جملته وانزلت رأسها واستدركت نفسها وقالت: مشكور ..

سيدي.. طبعاً لين اسافر كل التحقيقات باشتغل فيها عادي...

سيف وهو يفكر ( اقول ؟؟؟ لا بنطر ... اقول احسن ؟؟ لا مهب وقته) : طبعاً ...

أنا متأكد من هالشي...بس طمنيني على الوالدة... أن شاء الله أنها بخير..

جواهر: احسن أن شاء الله مع الادوية حالتها مستقرة والحمدلله...

سيف: الحمدلله ...

كان سيف متردداً في البوح بما يعتمر في داخله ثم قرر تأجيل الحديث الى المّرة

القادمة تكون فيها جواهر في حالة نفسية أفضل ....

كان يتأملها حين استأذن وخرجت وتركته ضائع في أفكاره حتى أنتبه لنفسه وعاد

إلى أوراقه...



في المساء

كانت جواهر تتحدث مع نوف....

جواهر: كان في منتهى التفهم واللباقة ...كان Gentleman ...بكل ما تحمله

الكلمة من معنى ...

نوف : الله يديم المحبه...

جواهر: كان يتكلم معاي كمدير متفهم لظروف موظفته ....

نوف: تقصين علي والا تقصين على نفسج انتي ؟؟؟

جواهر: انتي تتخيلين ...مهب انتي اللي قايله أنه يحب له امريكية ...

نوف: لو يحبها جان خذاها ...شمنطره كل هالسنين..؟؟

جواهر: مادري...

نوف: أنا ادري ...واقولج شكله طايح في هواج ولا حد درى عنه ...

جواهر بتعجب: انتي من وين تجيبين هالكلام ؟؟؟

نوف: من مخي ...ومن خلال كلامج عنه ..أنا اعرف احلل وانتي تدرين..

جواهر: أنتي وتحليلج....

نوف: جوجو...وإذا خطبج بتوافقين؟؟

جواهر وهي منصدمه من سؤالها: شهالسؤال ؟؟؟

نوف: ارجوج ردي علي...

جواهر بتلعثم: ما...مادري... مهب وقته الحين ...أنا ما افكر الا في امي...

نوف: ولو أمج بخير ومافيها شر ؟؟؟ بترضين؟؟

جواهر: يصير خير....

نوف: يعني بتوافقين ....ردي نشفتي ريجي....

جواهر: باستخير مثل كل مره وبشوف ...

نوف: مهب غلط ...بس بعد مهب هذي الاجابة اللي انطرها ....

جواهر: اوفففف ... شفيج صايره حنّانه؟؟؟

نوف: ابغيج تقولين لي وانتي تتشردين ..

جواهر: والله مادري ...بس شعوري تجاهه غريب ما عمري حسيته مع أي رجل..

نوف: خلاص عيل... بننطر لين هو يتخذ اول خطوه وبنشوف...








في نفس الوقت


كان سعيد يجلس مع سيف في مجلس خاله وهو متوتر ويتأمل الشيخ يجلس بجانب

خاله ويستعد لعقد قران سعيد على ظبية ابنة خاله...

سيف يهمس لسعيد : ترى للحين ما صار شي امش نشل عليه ونشرد...

سيف بغضب وبصوت واطي: كيف يعني نشل عليه...والملجة!!!

سيف: مهب لازم ...جانك متخرع...

سعيد وهو يصر على اسنانة: من قال متخرع ؟؟؟

سيف: محد قال بس كلنا عندنا عيون ونشوف ... جنهم يودونك حق الجلاد يقص

راسك...

سعيد: فالك ماقبلناه ...قم عني قم ...هذا كلام تقوله لي يوم ملجتي ...

سيف وهو يضحك : عيل ابتسم يا اخي... ابتسم لا يقول خالك أن امك غاصبتك

ويهَوّن... وأن هوّن انا بخطبها ...نكاية فيك...

سعيد وهو يضحك : الله يسندرك مثل ما سندرتني ...لكن معليه بسوي فيك في

ملجتك نفس الشي ....

سيف: ايييييه ... قلتلي ملجتي ....شكلك بتنطر ...واصلاً حتى لو وافقت بكون

ميت من الوناسة والحلج بشّقه مهب مثلك ....

ناداه خاله وقطع عليهم بقية حديثهم فقام وجلس بجانبهم وبدأت المراسم ...

وبعد أقل من نصف ساعة وقف وقبل خاله على رأسه وبدء الجميع بتهنئة سعيد

وأولهم سيف ....

كان سعيد يتحدث مع أشقائه ثم مع ابن خاله ثم جلس مرة أخرى بجانب سيف الذي

سأله : شعندك وياهم ؟؟؟

سعيد: ابغي ادخل ابارك حق مرتي وهم يقولون تو الناس للحين عندهم ناس..

سيف: انطر شوراك أحنا مهب رايحين مكان...

سعيد وهو يسأله عن جواهر ليغير الموضوع : شالاخبار ؟؟؟ قلتلها والا خفت

كالعادة...

سيف: شنو خفت ؟؟؟انا ما خفت ... بس ترددت ...

سعيد: ما مات بس مبحلق عيونه....

سيف: ياخي جات تبغي إجازة تروح مع امها لندن والصيحه كانت في عيونها

وتبغيني اكلمها ؟؟؟ والله أنها كسرت خاطري...

سعيد: والله اني خايف أنها تطير منك...

سيف: يا رجال ...بكلمها والله بكلمها بس القى الوقت المناسب قبل ما تسافر..


بعد ساعة وبعد أن تعشى الضيوف استدعوا سعيد للدخول إلى المنزل ...فنهض

ورتب هندامه وسأل سيف : شرايك ؟؟؟ شكلي كشخه؟؟؟

سيف: اكشخ من الكشخة ما شاء الله عليك ...اخاف الحريم يطيحون مغمى عليهم

لين شافوك....

ابتسم سعيد وقال: المهم هي تطيح مهب هم...

سيف: ما فينا شده على المآسي ...الله يعديها على خير...

سعيد مبتسم وهو متجه لأبن خاله الواقف بجانب الباب المؤدي لغرفة الطعام

والمغاسل ويردد: أمين يا رب العالمين



مشى سعيد خطوات قليلة قبل أن يصل للباب الرئيسي لبيت خاله والذي يحفظه

جيداً... أجرى ابن خاله اتصال سريع وفي لحظه فُتح الباب لهم ودخلوا البهو

الصغير واشتم سعيد رائحة العود المختلطة برائحة الورد المنتشر في المكان وسمع

أنغام موسيقى يذكر أنها سمعها ولكنه نساها الآن لقد كانت أغنية لحسين الجسمي

ولكنه كان تواقاً لرؤية زوجته فلم يكن يسمع او يفهم شيئاً....

دخل المجلس الداخلي ووجد بعض نساء العائلة وتوسطهم على مسرح صغير ظبية

التي وقفت عند دخوله ...كانت ترتدي ثوب أحمر ذا قصة فرنسية بسيطة ويكشف

عن ذراعيها وعن عنقها الذي غطاه شعرها الناعم الطويل المنسدل على

جسمها...عندما وصل اليها رفع ذقنها ليراها للحظه لاحظ إنها تضع مكياج دخاني

بسيط ... قبلها على جبهتها ووقف بجانبه لتلتقط المصورة لهم بعض الصور...بعد

قليل جلس معها والتفت إليها وهو يقول: مبروك حبيبتي...

ردت بصوت منخفض بالكاد سمعه : الله يبارك فيك ...

سعيد: ما بغوا يدخلوني ....صار لي ساعة انطر...

ظبية : لين خفوا الحريم ...تعشوا وراحوا ...

سعيد : جان طرشتوا عشاهم معاهم ...عازمين عجايز الفريج كله ...

ظبية بدلع : حرام عليك سعيد ...امي تبغي تفرح فيني ....تدري بنتها الوحيده...

سعيد: قصدج دلوعتها الوحيده ...ادري حبيبتي ادري ...

رقصوا اخواته له قليلاً قبل أن تحضر امه الشبكة الالماس له ليلبسها زوجته ...

وما أن رأها حتى التفت الى ظبية وقال : ترى انا مهب ملبسج الشغاب... أنا ما

عرف ..لا تحرجوني قدام النسوان ...

قالت له وبدلع اكثر: سعيييييد...عاد ..عمتي بتساعدك ...

ذاب سعيد من طريقتها في الطلب فقال : أي يا قلبي ... ماقدر على هالدلع يا

عمري لكن إذا بطيت لج اذنج وطلع دم أنا مالي خص...

ابتسمت ظبية ولم ترد...

قبل امه على رأسها وأعطته الدبلة فالبسها ظبية وهو يسأل أي إصبع ... فأشرت

له على الإصبع المطلوب ...والخاتم الخاص بالطقم ثم العقد وجاء دور الحلق فاخذ

الفردة الأولى من أمه واحتار في إدخالها واخذ يدور بها حول أذنها بشكل مضحك

حتى يئست زوجته وأخذتها منه ولبستها بنفسها ...ولبست الفردة الأخرى.. كل هذا

حصل والمصورة تلتقط لهم الصور...وانضم لهم إخوته لتلتقط لهم بعض الصور

التذكارية معه ومع العروس...

بعد دقائق خلى المجلس إلا منهم فأخذ يتحدث معها ولاحظ دلالها الشديد وفكر( الله

يعيني على دلعها ...شكلها بتلعب فيني لعبه وأنا ماقدر اقولها شي...)

خرج بعد مده وهو في منتهى السعادة وعاد للمجلس ...حيث ينتظره سيف ليخرج

معه...


في السيارة كان سيف يستهزئ من سعيد وهو صامت لا يرد عليه...

سيف: ايه ...انت ...سرحان عبد البصير...شفيه ويهك صاير جنك اهبل ؟؟ أنا

احاجيك ...لا حول...شصار فيه الرجال؟؟؟ بدلوه !!! ياخي ايش شفت هناك؟؟

ليكون غشك خالك وزَوّجك الخدامه؟؟؟

سعيد : ما جنك صجيتنا ...شهالهذره هذي ...اسكت شوي جنك بالع راديو..

سيف: ايواااااا ....راديو ....أنا بالع راديو ....ok بنشوف بعدين ان ما خليتك

تترجاني ارد عليك مَني بولد ابوي...



في مساء اليوم التالي


كانت جواهر جالسة مع أمها في الصالة عندما دخلت عليهم منى مع ابنتها سارة

وباقي الأولاد وخادماتهم وبعد السلام جلست منى معهم وهرع الأطفال إلى الخارج

الى حمام السباحة وأمهم تصرخ عليهم وعلى الخادمات بأن يحترسوا من الماء

وبدأت جواهر تتحدث مع سارة ....

جواهر: شخبار الدراسة ؟؟


سارة: خلصت امتحانات اليوم ... والحمدلله..

جواهر: والنتيجة متى بتطلع؟؟

سارة: قالوا بعد اسبوع ..

جواهر: موفقة أن شاء الله...أنا واثقة فيج حبيبتي...

سارة: الله يخليج عموه ...والله محد مهتم فيني الا انتي وابوي...

جواهر: بتروحين معاي جرير بكرة تشترين عدة الرسم هدية النجاح...

سارة : عموه ...النتيجة بتطلع الاسبوع الجاي وانتي تشترينلي من الحين!!!

جواهر: لأني حبيبتي متأكدة انج بأذن الله بتنجحين وبتجيبين درجات عاليه...

منى مقاطعه : مكتبة حسونة تبيع اشياء احسن ... بس لو تطيعين شوري

وماتشترين لها هالخرابيط ...تعاليييي مكتبة حسونه غيرو اسمها سموها كولر

نوت...بس انا للحين متعوده على الاسم القديم ...يمكن عيالي راحوا حق البرجة..

اخاف يطبون فيها..ترى احمد كان بيجي معانا بس اتصل فيه ريال يبغي منه شي


وتواعد معاه يروح معاه حق مكان ...بس انا ترى جبت معاي فطاير كنت موصية

الخدامة تسويها لكم من وهل ....تبين تذوقينها ؟؟؟ والا احسن ننطر اليهال ...

تعالوا نروح عند التلفزيون الحين بيجي المسلسل السوري في قناة MBC ..



استمرت منى بالحديث وحدها كالعاده... وجواهر سرحت بأفكارها ترتب ذهابها مع

سارة إلى المكتبة في الغد لشراء الحاجيات لها... عرضت عليها بصوت عالي بعد

أن اخذت منى استراحة لتلتقط أنفاسها : شرايج تباتين عندنا هالكم يوم لين نسافر..

تفاجأت منى من عرض جواهر وابتسمت بارتباك قائله: يمكن للحين هي تعبانه من

الدراسة وتبي ترتاح شوي..

جواهر: خلها ترتاح ليش ترانا بنكرفها من الشغل لي باتت عندنا!!!!

منى : لا ..قصدي تبات عندكم بعد كم يوم ...

جواهر: مهب لازم ...خلها ترتاح ...اهم شي راحتها سارونه حبيبتي..

نظرت جواهر الى سارة التي كانت تنظر لها بحزن رفعت جواهر لها كتفيها بمعنى

أنه لا حيلة لها مع أمها...




في نفس الوقت في بيت سيف


كان سيف يجلس مع أمه ويشاهدون التلفزيون كانت أمه تقلب بين القنوات وتتوقف

لمشاهدة القناة لتقرر إن كانت ستبقي عليها أم لا...وإذا بهيفاء وهبي تظهر على

الشاشة فصرخ سيف قائلاً بمزاح: خليه يمه ..خليه على هالمزيونه...

أمه: تخسي الا هي ...( وتغير القناة ) والله ماحطيت عليها هالوصخة...بنت

الشوارع..

سيف: هذي اللي مهب عاجبتج توقف لها شوارب الرجاجيل ...

امه: اعنبوا ذا الرجاجيل اللي هذا سنعهم .... رجاجيل؟؟ مهب حولهم ...

ضحك سيف على أمه التي رغب بممازحتها وأكمل عندما شاهد اليسا ...

سيف: انزين خلي على هذي المزيونه...

امه : عنبر اخو بلال ....

سيف: الحين كل المزايين ماتبغينهم ...تغارين منهم ...ترى مافي حد في هالدنيا

يسوى حلاتج انتي...

امه وقد فاض بها : الا قوللي ...وين سعيد عنك اليوم ؟؟؟

سيف: افأ ؟؟ مليتي مني!!!

امه : لا ..بس.. مهب عوايدك ...

سيف بملل : مشغول مع المره... ما شاف خير...امس مالج واليوم رايح لها..

امه : المسيكين ... عيز وهو ينطر... مافيها شي لي راح لها ...الا انت متى

بتصير مثله ؟؟؟ انا راضية انك تطيّح عندها كل يوم ...بس انت اخطب...

سيف : خليها على الله يمه...

امه وهي تلفت بكل جسمها له: عسى ما شر يمه ؟؟؟ صار شي ؟؟ ردتّك ؟؟

سيف : مالج لوا ..اصلاً البنت مشغوله مع امها ...مرضت وبيسفرونها لندن عقب

اسبوع...ومهب متفرغه لي والا حق غيري..

امه: عنبوا من لامها ...الله يعينها ...هذي امها لازم بتتفرغ لها الميسيكينة..

سيف: وانا عاذرها بعد ...بس اخاف تطير مني ..

امه : اسمع يا ولدي ... إذا الله كاتبها لك محد بياخذها ...

سيف وهو يومئ برأسه : صح يمه...

امه : كل شي في هالدنيا نصيب .. ويمكن نصيبك بنت خالك...

سيف: يصير خير...

امه : ماعندك الا هالكلام....

سيف: وانا صادق ..يصير خير...



فيما بعد في جناحه


كان الجو بارد وهو يضع رجليه على الطاولة أمامه وجهاز التحكم في يده ويشاهد

فيلم قد شاهده من قبل لأنطوني هوبكنز وبراد بت Meet joe black

كان يحب تمثيل هوبكنز كثيراً وفي هذا أبدع كعادته ولكنه يحب مشاهدة حمام

السباحة الذي يظهر في شقته في هذا الفيلم ...كانت الشقة راقية تقع في افضل

مكان في مانهاتن في أعلى برج وتحتل الثلاث طوابق العلوية وحمام السباحة كان

في القمة واغلب حوائطه من الزجاج فكان المنظر مذهل لأنك تشاهد مدينة نيويورك

بكاملها من هناك وهناك حائط عليه رسومات يدوية أخاذة...

وسحر بخياله وهو وحده وتخيل جواهر تشاركه الجلسة ومشاهدة افلامه

المفضلة..وتخيلها جالسة بقربه وتسند برأسها على ذراعه وهم يتقاسمون

الفشار..وهو يُريها تفاصيل الشقة التي يقدر ثمنها بأكثر من أربعة ملايين دولار كما

عرف منذ مده من احد المجلات ...


في نفس الوقت


كانت جواهر وبعد أن أطمئنت على أمها تفكر أيضاً وهي مستلقية في فراشها وقد

جفاها النوم في وحدتها القاتلة ...وفي ردة فعل منى تجاه نوم سارة عندهم لعدة

ليال ...( ماعطتها فرصه حتى ترد علي ...كلتني بثيابي ....إنسانه غريبة ...ولا

تدري عن عيالها ابد وطول اليوم مع الخدامات ويوم طلبت من سارة تبات معاي

بغى يوقف قلبها.. ليش يا ترى؟؟؟ مع انها متأكده أني ادري عن وضع سارة في

البيت ووحدتها وإنها ماتستانس الا إذا جات عندنا ...إنسانه غريبه ... أنا بكرة أن

شاء الله باخذ سارة وبوديها جرير وشرط ماتعرف عنها الا إذا الخدامه قالت لها

بعدين ...بس أنا ليش حاسة بالوحدة اكثر هالايام ؟؟؟ يمكن كلام نوف صحيح؟؟ أو

يمكن كبرت وتمللت من الروتين وابغي اغيره ....يعني أنا ممكن اتزوج ؟؟؟ وامي

؟؟؟ مافي ريال يقبل يعيش معاي ومع امي ... وانا مستحيل اخليها بروحها واروح

مع أي ريال ...يعلني ما تزوج جان الثمن امي فديتها ) اغرورقت عيناها من الدمع

عندما فكرت باحتمال فقدها لأمها ونزلت دمعتين فمسحتهم وهي تتعوذ من الشيطان

على هذه الخواطر السيئة..








************************

محبوبي(m)الغالي 08-06-08 11:49 PM

ياسلااااااااااااااااااااااام عليك عيني عليك باردة
احس اني اشوفهم قدامي بالفعل ابداع ماشاء الله عليك بس مو بعد كل هالصبر وماتزوجينهم طيب غصب زوجيهم لايقين على بعض
ولا اصيك بالفواصل الرومانسية كثري منها
اشكرك من كل قلبي

reem99sh 13-06-08 08:55 PM




الجزء الثامن عشر



كانت خلود تبتسم بخبث وهي تتذكر حديثها مع غانم الذي اتفق معها على اللقاء في

مكتبها قبل مجيء الموظفين للعمل حتى لا يراه أحد خصوصاً وأنه قد تم نقله من

الإدارة ولا يرغب بإثارة أي شكوك حوله لحين نجاح مخططهم ....وتفكر ( ما بقى

شي يا سيف ...كلها كم يوم وتصير بين ايدي..)

فيما بعد كانت جواهر تعمل في مكتبها عندما دخلت ابتهاج ويبدو أن في جعبتها

الكثير من الكلام والأخبار ابتسمت جواهر ودعتها للجلوس وطلبت لهما قهوة..

وبدأت : سمعتي أخر الأخبار؟؟

جواهر: قصدج على احداث مخيم النهر البارد والا القتال بين فتح وحماس ...

ابتهاج: مش أصدي الأخبار دي ...قصدي على اللي حصل هنا في الدوحه....

جواهر وقد جذبت اهتمامها : خير... وش صار ..؟

ابتهاج : بيئولك فيتنامي ونيبالي في المنطئة الصناعية اتخانئوا مع بعض راح

الاولاني أتل التاني وأطعه حتت حتت وطبخه وعزم كل زمايله على العشى .. وجوا

وكلوا صاحبهم وهم مش عارفين ...

جواهر: من صجج!!! شهالكلام ؟؟؟

ابتهاج: والله زي مابئولك كده....بعدين كلهم بطونهم وجعتهم وراحوا المستشفى

وبعد الفحوصات وسين وجيم ألولهم أنتوا كلتوا لحم بني أدم ...ودلوهم على اللي

عمل العزومه وأبضوا عليه المجرم ...

جواهر: غريبة ما سمعنا عنها ولا جات عندنا...

ابتهاج : ماهو ماكانش في لزوم لينا عرفوا الحكاية كلها في ساعة ...

جواهر: ما احبهم من عقب استاذتي فالجامعة اللي درستني وكرَهتني فالجامعة

كلها.. كانت حقودة علينا...

ابتهاج : انتي كنتي بتعملي ايه لما دخلت ؟؟

جواهر: كنت اسوّي Search حق التقرير اللي عندي ابغي اتأكد من شي...

ابتهاج : أنا أعده ائفل القضايا اللي عندي ...عايزه اسافر وانا مرتاحه..

جواهر: أحسنلج ..حتى أنا بخلص كل اللي في يدي قبل لا نسافر إن شاء الله..

ابتهاج : إنتي بتهزري ؟؟؟ محنا كل يوم بيومه ...ربنا العالم بكرة هيجيب لنا ايه؟؟

جواهر: وانتي الصاجّه الحين وشو ممكن يجينا؟؟؟ لكن ما اقول إلا الله يستر...

ابتهاج وهي تهَم بالمغادرة : آمين يا رب العالمين..


بعد دقائق حولوا لها قضية إثبات نسب لطفل أمه أسيويه تعمل ممرضه ومتزوجة

مواطن بعد سنة طلقها ورفض الاعتراف بأبنها عندما أنجبته فاشتكت عليه في

مركز الشرطة وعندما أنكر أبوته للطفل حولوا القضية للنائب العام الذي أمر بعمل

تحليل DNA كانت قد انتهت من القضية التي كانت لديها فأخذت الملف وعينة

الدم وبدأت بعمل التحاليل ولم تنتبه للوقت إلا عندما انتبهت لساعتها بأنها تأخرت

على صلاة الظهر...ذهبت وتوضأت ثم صلت ثم أرسلت التقرير إلى المدير واتصلت

بالسكرتير وأخبرته بأن يعرضه عليه...



وبعد ساعة


كانت تقرأ في كتاب بالانجليزية تبحث عن تأكيد لمعلومة لديها عندما أحست أن

سيف في المكتب ...كانت رائحة عطرة القوية قد انتشرت في المكان فرفعت رأسها

لتنظر له مع ابتسامة خجولة ارتسمت على محياها ...فوجدته ينظر لها أيضاً ولكن

بطريقة غريبة ...قالت لها عيناه أنها أوحشته أكثر مما تتصور وردت عليه عيناها

بأنها سعدت بوجوده وأنها كانت بانتظاره طوال النهار ....بقيا على هذه الحال

لثواني حتى انتبه سيف لنفسه فبدأ كلامه بالسلام ثم قال : ادري ازعجتج وانج

مشغوله ..اسمحيلي ...بس بغيت اعلمج أنهم وافقوا على إجازة المرافق وأول ما

يطرشونها بعطيج اياها...

جواهر: مشكور سيدي...

سيف متجاهلاً شكرها: مستعدة حق السفر؟؟؟ احمد يقول خلص إغراضه واستعد...

جواهر: للحين ..بس أن شاء الله بلحق ....

سيف: أمج شحالها ...؟

جواهر: بخير والحمدلله ... بس هي ما تعرف عن خطورة حالتها ...

سيف: احسن ...بتتضايق وهي ما في يدها شي...الله يعينها على مابلاها ...

جواهر: وامك ؟؟ شحالها سيدي؟؟

سيف: الحمدلله بخير وعافيه ...طول اليوم مجابله دلتها وتمرها وتتابع المسلسلات

في التلفزيون ...الا إذا بتزور جاراتها والا هم بيزورونها...

جواهر: الله يخليها لك ....

بدا سيف أنه متردد في الانصراف ولم ينتبه الى خلود التي جاءت من وراءه وهي

تقول وبدلع متكلف : سيدي ...أنا ممكن أساعد تبغي شي ؟؟

تغير وجهه 90 درجة ولاحظت جواهر ذلك فقال سيف لجواهر : أنا ماشي الحين

وأول ما توصل الورقة بكلمج ....

والتفت الى خلود قائلاً وهو في طريقة لمكتبه : سلامتج ....

ردت عليه: الله يسلمك ...سيدي ...( لفظتها بتقطع )

ثم دخلت على جواهر وجلست أمامها وهي تسألها : أي ورقة اللي يقول عنها

المدير؟؟؟

جواهر بملل : ورقة خاصة بتقرير أنا شغاله فيه...

خلود: وأنتي كله تتكلمين عن الشغل ...!!! ما تتمللين؟؟

جواهر وهي تمسك قلم رصاص وتشير على بعض الفقرات في الكتاب.: ابداً ..أنا

أحب شغلي ...

هزت خلود كتفيها وغادرت المكتب وهي تقول بصوت واطي ( معقدة ...تملل )




بعد المغرب اتصلت جواهر في سارة وطلبت منها الاستعداد للذهاب لمكتبة جرير كما

وعدتها وأخبرتها بضرورة الاستئذان من أبيها....

وبعد دقائق كانت سارة أمامها مستعدة وعلى وجهها ابتسامة عريضة...قالت لأمها

أنها لن تتأخر وركبت سيارتها وتوجهتا إلى جرير ....دارت في المواقف مرتين إلى

أن وجدت لها موقف بعد انصراف زبون ...دخلت من باب الدخول تتبعها سارة

مرت على الركن المخصص لمقهى costa والذي يجذب المتسوقين دائماً لشرب

بعض القهوة أثناء التسوق.. مشت الى داخل المكتبة الى قسم الرسم بحثوا بين

الأرفف حتى وجدوا ضالتهم وضعت الألوان الزيتية واللوحات المرسومة باللون

الأسود في السلة التي أخذتها من المدخل .. أضافت لوحتين من الكانفس الجاهزة

للرسم ....

أكملت جواهر طريقها وصعدت الدرج الرخامي الكبير وخلفها سارة تحمل سلة

مشترياتها ...مشت إلى قسم الكتب العربية ووقفت إلى رفوف الكتب الأكثر مبيعاً..

تفحصت بعضها واختارت إحداها ووضعته في السلة واختارت لسارة بعض الروايات

التي تناسب عمرها وشجعتها على قراءتها في الإجازة ثم اختارت لها رواية حديثة

مترجمة لدان بروان مؤلف شفرة دافنشي...نزلوا لقسم المجلات واختاروا لهم بعض

المجلات وبعد أن دفعوا للمحاسب حملوا الأكياس وغادروا المكتبة الى البيت...



في نفس الوقت في المقهى

كان سيف جالس ينتظر سعيد منذ أكثر من نصف ساعة ...الغريب أنه لم يشعر

بالضجر لأنه كان مع جواهر... طلب له ولها قهوة أخذ يشربها وهو يتخيل أنه

يحدثها وهي ترد عليه ...كان يحس أنه عاد مراهق ..مر عليه الوقت ولم يحس

بسعيد وهو يجلس ويكلمه حتى شعر بلكزة في ذراعه التفت ووجد سعيد ينظر له

بغضب وهو يقول : هالكثر سرحان ؟؟؟؟ مصختها ....ساعة وانا اكلمك وانت ولا

حاس ...

سيف ببرود : أنت جيت ؟؟

سعيد: لا.. رحت ...شفيك سيف!!!!

سيف: ما فيني شي ....

سعيد: وانا اللي جاي وحاط يدي على قلبي لا تهاوشني عشان تأخرت ... اثرك

مهب مهتم !!!

سيف: شسوي فيك ؟؟؟ من ملجت وانت متخدي ... ومواعيدك كلها خرطي...

سعيد: لأن وراي مرة مهب مثلك عزابي..الفال لك...

لم يرد عليه سيف ولكنه عاد إلى أفكاره تاركاً سعيد في حيره ...


فيما بعد في سيارة سعيد

كان سيف يفتش في الدرج الصغير كعادته إذا ركبها يقرأ الأوراق الصغيرة ويضحك

على سعيد إذا وجد ما يثير فضوله ...ولكنه لمح بطاقة بجانب الفرامل فأمسكها

وهو يسأل سعيد: وش هذي؟؟

رآها سعيد فمد يده غاضباً وهو يقول : إلا هذي جيبها...

أزاح سيف يد سعيد وهو يحاول النظر لها وقال : شكلها بطاقة شخصية..

أخذت السيارة تتحرك يمنة ويسره مع تحرك سعيد لأخذ البطاقة منه قبل أن يعرف

لمن....

سيف: من له هالبطاقة ؟؟ وليش ماتبغيني اشوف الصورة ؟؟؟

سعيد: اقولك جيبها هذي بطاقة المرة كنت أكمل بعض الأوراق حق الأرض ..

أعطاه سيف البطاقة وهو يقول : هاك ..هاك.. بغيت تذبحنا ..ما يسوى علينا

هالشوفه.. مادري وشبشوف !!



في صباح اليوم التالي

كان المكان هادئ نسبياً نظراً للقضايا التي يعمل فيها الموظفين في هذه الإدارة

وهناك في مكتب المدير كان سيف قد قرر مفاتحة جواهر لقد عزم على ذلك وتوكل

على ربه قبل أن يغمض عينيه في الليلة السابقة ... رفع سماعة الهاتف وضغط

أربعة أرقام واخذ ينتظر وفي ثواني سمع صوتها في إذنه ..

جواهر : الو ...نعم ...

سيف : السلام عليكم ...

جواهر: وعليكم السلام ورحمة الله..

سيف: مشغولة في شي؟؟

جواهر : لا ..سيدي ..تامريني بشي؟؟

سيف: ممكن تجيني المكتب؟؟

جواهر: ان شاء الله ..سيدي..

سيف: انتظرج ...باي..

جواهر وهي تسمع صوت إنهاءه للمكالمة: باي ..باي...

نظرت إلى شكلها في مرآتها الصغيرة قبل أن ترتب هندامها وتذهب إلى مكتب

المدير في أخر الممر ...دخلت إلى السكرتير الذي أشار لها بأن تدخل..طرقت الباب

وسمعت صوته يأمرها بالدخول فدخلت ...






وجدته جالس خلف مكتبه ولكنه وقف عندما دخلت وتوجه إلى الأريكة الجلدية

السوداء الموجودة في الجانب الأخر وأشار لها بالجلوس عليها وجلس على الكرسي

المفرد بجانبها وتقدم بجسمه للأمام وهو يضع مرفقيه على ساقيه وشبك أصابعه

واخذ ينظر لها ...

جواهر: امر...سيدي ... بغيت شي ؟؟؟

سيف وهو ينظر لعينيها : بغيت اكلمج في موضوع مهم ...

قلقت جواهر من طريقة حديثه وقالت : خير إن شاء الله سيدي...

سيف : مبدئياً الموضوع ما ينفع معاه سيدي ابد فلو سمحتي ما ابغي اسمعها منج..

هزّت رأسها ونظرت له باهتمام وعلى وجهها ارتسمت علامات استفهام عده..

تنحنح سيف وقال : ترددت وايد قبل لا اكلمج لكن قلت لازم اخذ رايج قبل لا

تسافرين ...أنتي شرايج فيني؟؟

جواهر باضطراب شديد : أنت مدير نشيط ..وتراعي ربك في موظفينك ...

سيف: قصدي كرجل شرايج فيني ؟؟

جواهر بخجل وهي تفكر ( شيبي ذيه ؟؟) : رجال والنعم فيك ...

سيف : يعني لو قلتلج اني ابغي اخطبج من اخوج شبتقولين ؟

جواهر وهي تحس بالحرارة تصعد من رأسها :.. فاجأتني ...ماكنت متوقعه..

سيف: أنا أسف اللي كلمتج في الموضوع هنيه بس أنا لازم اخذ رايج قبل لا افاتح

احمد ...انا اعرف انج ترفضين أي حد يتقدم لج ...

جواهر بحزن : مادري شقول ؟؟؟ أنا ..رايحه مع أمي في رحلة علاج وما ندري

متى تخلص ...وصراحة ما قدر أفكر في أي شي في هالوقت ...مرض أمي شاغل

كل تفكيري ...و..

سيف: جواهر ...أنا طول عمري أدوّر على زوجة تكون بنفس مواصفاتج ...وحده

تكملني ...وحده تكون بنت حلال وطيبه مثل امي ...جواهر...أنا في حياتي نسوان

وايد كلهم يمثلون الصورة السيئة للزوجة لما أشوفهم والا اسمع عنهم اقول زين

اني للحين عزوبي ....بس لما دخلتي أنتي حياتي ....غيرتيها ...اكيد بدون قصد

بس غيرتيها ...حسيت بوحدة فظيعة ...وصرت اجي المكتب وأنا مشتاق أني

اشوفج ...جواهر...تقبليني زوج لج لو طلبتج من أحمد ...صدقيني بكون لج أحسن

زوج ولأمج الولد اللي ما جابته...

لم ترد جواهر ولكنها نكست رأسها بخجل ولأول مره لم تعرف ماذا تقول ...لقد

رُبط لسانها ...أحست بأنها أجبن من على وجه الأرض...

سيف: جواهر ... أنا انطر رايج تقبلين ترتبطين بواحد مثلي ...

بعد مده بدت لسيف كالدهر رفعت جواهر رأسها وقالت بدون أن تنظر له : أنت محد

يقدر يرفضك لكن أنا ما أنفعك كزوجة حالياً.. أمي مالها حد غيري ومحتاجة كل

اهتمامي وماقدر في هالوقت بالذات اوزع اهتمامي بينها وبين أي حد ثاني..يمكن

لو طلبك جا في وقت غير هالوقت ....يمكن ... ( ووقفت وهرعت نحو الباب وهي

تكمل ) اعذرني ...أنا أسفه ....

تأملها سيف وهي تخرج وقلبه يعتصر ألماً وكأن أحداً قد سكب عليه ماءً بارداً...

كان تحت وقع صدمة كبيرة... صدمة رفضها له...


لما جلست جواهر على كرسيها بعد أن اجتازت الممر بأقصى سرعة ممكنه .. كانت

تتصبب عرقاً وتحس أنها بحاجه إلى حمام بارد ...بعد دقائق دخلت للحمام وأخذت

تغسل وجهها بماء بارد....اتصلت في نوف وأخبرتها أنها ستمر عليها لتتحدث معها

في أمر عاجل ثم اتصلت في امها وأخبرتها أنها ستمر على نوف لدقائق..


بعد ساعتين كانت جواهر عند نوف في المجلس تحكي لها ما جرى ونوف فاغرة

فاها تستمع لكل ما تقوله جواهر وبدون أي مقاطعة...حتى انتهت من حديثها

وسألتها : شرايج؟

نوف : في ايش بالضبط؟

جواهر : في كل اللي سمعتيه..

نوف : فلم هندي ... فلم هندي من الزين بعد ...

جواهر : نوف عاد ...

نوف: ثمود ...عيل هالثور ما يعرف يروح يخطب على طول لازم يعطيج ويه ويجي

ياخذ رايج!!!!

جواهر مقاطعة : لا تقولين عنه ثور ....

نوف : الا ثور ونص ...لا وانتي بعد عقب كل هالكلام وعقب كل مشاعرج تجاهه

ترفضينه!!!

جواهر مقاطعة : أنا ما رفضته ...

نوف: انا لله وانا اليه راجعون ....ركزي معاي حبيبتي شوي... هو مهب جا

يخطبج من نفسج قبل لا يروح حق اخوانج؟؟؟

جواهر : ايه ...

نوف : وانتي قلتيله أنج مشغوله بامج وجان زين لو جا في وقت ثاني؟؟؟

جواهر : ايه ...

نوف : صبه ....حقنه .... لبن .... هو خطبج وانتي رفضتيه...

جواهر: مش بالشكل اللي تقولينه ... حطي نفسج مكاني ... شتسوين ؟؟

نوف : اقوله أنا عندي اخوان يكلمهم وإذا جا يخطب منهم اقولهم خله يأجل السالفه

لين أفكر ولين أمي تتعافى ...

جواهر: لو صحيح يبغيني بيرجع يخطب مره ثانية عقب ما نرجع بالسلامه.. لو

شفتيني وهو يتكلم تمنيت لو الأرض تنشق وتبلعني ...

نوف : تصدقين وايد معطيج ويه ....ماعنده سالفه ... ولا سنع بعد ...

جواهر: نوففففف...
نوف : بلا نوف بلا بطيخ ....هذي سالفه ترفع الضغط ....

جواهر : توقعت أنج انتي الوحيدة من بد الناس اللي بتفهميني..

نوف: ماهي المشكلة أني الوحيدة اللي فاهمه...( وأكملت وهي تحدث نفسها )

الوحيدة ...أنا لازم اشوف حل ...لازم امخمخ في الموضوع شوي...




في مكان أخر ... على شاطئ البحر

جلس سيف في الظلام على الرمل الناعم يتأمل البحر ويحدثه عن خلجات قلبه تذكر

قصيدة جديدة لدايم السيف تصف شعوره تجاه جواهر بالتفصيل


ليه أذا حبيتك اكثر..زدت قسوه


وأن دريت بحاجتي لك...زدت جفوه



وأن عطيتك من حياتي ماتريده..ماكفاك


تحسب أن الحب...نزوه


والله أني ياأحب الناس..أحبك


والله أن الروح لو ترضيك..فدوه


والله أني تاركٍ غيرك..وجيتك


مزعل الزعلان والعذال..عنوه


كل دقة قلب فيني لك قصيـده


تكفي الدنيا مع الأحباب غنوه


وكل هاجس مايجيب إلا خيالك


سلوتي بالعمر في صحوة وغفوة


أجمع إحساسي وأشواقي وأجيلك


والبس ثياب الهوي والعشق كسوه


انتقيلك من سواليفي حسنها


والقصايد من غزلها...كل حلوه


وانثر العبرات والضحكات عندك


تاخذ اللي تلتقيلك فيه سلوى


وأذكر الله كل ماشاهدت حسنك


أشهــد إنك فوق عرش الزين ذروه



كان الحزن يغمره والمرارة تجتاح قلبه .. لقد عاد لأمه بعد الدوام وبدون أن يقول
شيئاً استلقى على الكنبة ووضع رأسه في حضنها وأغمض جفنيه ولكنه لم ينم..

أحست به أمه فظلت صامته وتلعب بخصلات شعره كما يحب وبعد مده نهض وقبلها

على رأسها ثم صعد لجناحه وطلب عدم إزعاجه.... وبعد صلاة العشاء اتصل في

سعيد واخبره أنه سينشغل مع أمه هذا المساء....وذهب لشاطئ البحر وأوقف

سيارته في مكان منعزل ونزل....كانت هناك كلمات معينه تدور بخلده وتتكرر( قلبي

كان حاس أنها بترفضني ..أنا شله أروح اكلمها وهي مشغولة مع أمها؟؟؟ بس هي

قالت انه يمكن لو وقت ثاني جان غير...تحّر...من تحسب عمرها عشان ترفضني

أنا ...) قطع أفكاره رنين هاتفه المتواصل أخرجه من جيبه ونظر للرقم ...أنه رقم

غريب وكان يتصل كل نصف ساعة ضغط على زر الصامت وأرجعه إلى مكانه...

وعاد إلى أفكاره ( أنا اللي البنات يتمنون نظرة رضى مني ....لكن معليه أن ما

اثبت لها أنها خسرت يوم رفضتني ...) رن هاتفه مرة أخرى وأخرجه وهو غَضِب

وإذا هو نفس الرقم فقرر أن يعرف ماذا يريد هذا المتصل فقال بصوت عالٍ: نعم ...

تخلل أذنه صوت أنثوي ناعم : الو ...

سيف مره أخرى : قلنا نعم ....

عاد الصوت بدلع أكثر : مرحبا ...

سيف: انتي مغلطه في الرقم ...باي

قاطعته بهلع مصطنع قبل أن يغلق : لحظه شوي ...أنا متصلة فيك انت يا سيف..

سيف بملل : وش تبين بسيف؟

الفتاة : سيف الوحيد في هالدنيا اللي ممكن يساعدني ..

سيف : ما أظن روحي حق الشؤون أحسن لج..

الفتاة : مهب هالنوع من المساعدات...

سيف: ترى اللي فيني كافيني ...خلصينا قوللي شعندج...

الفتاة وهي تتصنع البكاء: ألحين أنا ماقدر اتكلم ...خرعتني...بكلمك بكره..

سيف: كيفج...

قفل سيف الخط وعاد لأفكاره ثانية ....


في نفس الوقت

كانت نوف تفكر جدياً في حل الموضوع ( هذي غبية وما عرفت تتصرف في

وقتها...هذا زوج ما يتفوت ..شخصياتهم تتشابهه...حتى في الغباء ...وإلا فيه

واحد قطري لي بغى وحده راح يأخذ رأيها قبل لايروح حق أهلها!!!! ما خبرنا...

أنا لازم اساعدها واحل المشكلة بدون ماتدري ...بس شلون ؟؟؟؟ لقيتها ...بكلم

أحمد ... مافيه الا هو اللي بيتصرف ...بشوف لي فرصه بكرة والا بعده وبكلمه..

مافيه الا هالحل ...وبدون لا احد يعرف...صح ...بدون محد يعرف ... والله

وجبتيها يانوف...محد قدج ...أصلاً أنا من يومي ذكية بس محد مقدر...) قالت

الجملة الأخيرة بصوت مسموع وإذا بزوجها يدخل الغرفة في نفس الوقت ويسمعها

ويقول: من قال أنج غبية؟؟؟ أنا زوجتي حبيبتي من أذكى النسوان اللي اعرفهم ....

نوف وهي تقفز من جلستها على الأريكة وتسأل بغضب: أي نسوان هذيلا اللي

تعرفهم؟؟ قوللي هاه؟؟؟ من هم هالنسوان ؟؟؟

محمد والبراءة ترتسم على وجهه: بسم الله الرحمن الرحيم ... أي نسوان

خرعتيني؟؟

نوف وهي تلتصق به وترفع وجهها لوجهه: تقول النسوان اللي تعرفهم .. منهم؟؟

محمد : اااااه ... امي وخواتي وخالاتي وبناتهم وعماتي وبناتهم طبعاً ...أنتي وين

راح مخج !!!!

نوف بدلع : اتحسب ... تعرف نسوان غرب ...

محمد وهو يبتسم لها ملء شدقيه : نسوان غرب ... مادام معايا القمر مالي ومال

النجوم ....

نوف : قص علي قص ... بس معليه هالمّره بعديها لك ... تعشيت حبيبي ؟؟

محمد : تعشيت في المجلس ..الحمدلله ...

نوف وهي تأخذ عنه الغتره والعقال : فيه العافيه ...


في نفس الوقت

كانت جواهر تحس بتأنيب الضمير لتصرفها مع سيف...لكنها متأكدة بأنه لو عاد

بها الزمان ستتصرف بنفس الطريقة...( أمي اخليها حق من ...هي الحين مريضه

ولين شفت بأذن الله وكنت من نصيبه مستحيل يرضى يقعد معاي أنا وأمي ...هو

بروحه قاعد مع أمه مسكينه ...مابغي ادخل نفسي في متاهات ماني بقدها .... خله

يلقى وحده احسن مني وتكون مش ملتزمه مع احد ولا عندها أي مسؤوليات وحده

مخها يكون فاضي وتقدر تسعده ...مهب مثلي وحده مليانه مآسي ولا فيه فرح في

قلبي...شالله حاده ياخذ وحده مثلي ...أحسن جذيه ...أحسن له ... أحسن له والا

احسن لج !!! جبانه ...حتى ماتبغين تحاولين...جبانه جبانه بس الخوف نص

الشجاعه...تقصين على نفسج انتي...اوووووه أنا لازم ارقد الحين مابقى الا يومين

على السفر ولازم اخلص الملفات اللي عندي قبل...اعوذ بالله منك يا ابليس)


في صباح اليوم التالي

عندما وصلت جواهر لمكتبها لاحظت عدم وجود سيف خافت من أنه لن يحضر ولم

تعلم سر اهتمامها ...ولكنها لاحقاً سمعت موظف في قصم البصمات يذكر أنه في

اجتماعات خارج الإدارة وأنه سيحضر إذا انتهى منها ...كان يوماً هادئاً خصوصاً

مع غياب خلود...


في مكان أخر

انشغل سيف ومنذ أول النهار باجتماعات في مبنى الوزارة ولم يعد إلا قبل انتهاء

الدوام بوقت قليل أمضاه مع سكرتيره يطّلع على أهم البريد ويوقع على خطابات

مستعجلة كان متجهماً وغير مركز فيما يقرأه ويحاول التهرب من التفكير في

موضوع الأمس..كما أنه حاول قد استطاعته عدم رؤيتها عند عودته للمكتب فدخل

مستعجلاً بدون أن يلتفت كعادته نحو مكتبها...بعد أن انتهى من البريد كان الدوام

على نهايته فانصرف وركب سيارته وغادر مسرعاً وما أن استقر في طريقة حتى

رن هاتفه الجوال وعندما رد كانت فتاة الأمس التي سلمت عليه بنعومه...

سيف: نعم ...

الفتاة : شحالك سيف؟

سيف: دشي في السالفه ...شتبغين من سيف كل يوم متصله؟؟؟

الفتاة : أنا محتاجة مساعدتك في موضوع مهم ...

سيف: أي موضوع ؟؟؟

الفتاة : أمي توفت البارحة وكنت ابغي أخذ أجازة ومدير الشؤون الإدارية يقول أنه

لأن ما صار سنة من توظفت ماراح يعطيني إلا 3 أيام... ( صوت بكاء مكتوم)

وهذي أمي وماقدر ارجع الشغل بعد كم يوم ....

سيف: وأنا شلي خص في كل هالسالفة؟؟؟!!!!

الفتاة : أنت اللي تقدر توافق على تمديد اجازتي ...ما عرفتني!!! أنا خلود ...

سيف: أي خلود...؟

غضبت خلود من ردة فعله لكنها قررت التماسك وقالت : سيف أنا خلود ال....

سيف : ايييه ...بس الدوام خلص ...وأنتي ليش ماقدمتي خطاب عند السكرتير بدل

ما تعبين نفسج بالمكالمات ....

خلود بدلع : لا عادي ...أنا احب أخلص اموري بنفسي...

سيف: على العموم ...عظم الله اجرج في امج ...أخذي أسبوع ولا يهمج ...

خلود : اجرنا واجرك....مشكور سيف وما قصرت ... أنا كنت متأكده أنك ما راح

ترضى علي ....

سيف: اقول ... أنا توني طالع من الدوام ووصلت البيت ولازم اسكر ...

خلود: مش مشكلة ....أكلمك بعدين ...باي

أنهت المكالمة قبل أن يرد سيف وتركت علامة استفهام كبيرة لدى سيف ....

وفكر ( الحين فيه وحده امها توها متوفيه تتكلم بهالطريقة لا ومع واحد بعد...!!!

بنات هالايام مايعرفون السنع ابد ...يبغيلهم أم سيف تعلمهم...)







كان قد وصل البيت فنزل ودخل للصالة ووجد أمه تشاهد التلفاز فسلم وقبلّها على

رأسها وجلس بجانبها وسألها : شحالج اليوم يمه أن شاء الله بخير؟؟

أمه : بخير دامك بخير...الله لا يحرمني من دخلّتك علي..

سيف: امين يارب العالمين ...

امه : بقولهم يحطون الغدا...ولا تقول مالك خاطر ترى منيب متغديه...

سيف وهو يبتسم: قولليلهم وانا بروح ابدل وانزل...

قامت من المقعد بثقل وتوجهت للمطبخ وإمرتهم بوضع الغداء وعادت لغرفة الطعام

تنتظر سيف الذي نزل بعد أن ارتدى جلباب مريح وتحته الإزار وجلس مقابلها وأخذ

قليل من السلطة وبدأ يأكل منها وهو يسمع أخر أخبار الجيران..



في المساء

كانت نوف تزور جواهر مع أطفالها ومع أمها التي جاءت لتسلم على أم جواهر قبل

سفرها وعندما شاهدوا إعلان لبرنامج سيرة الحب لفوزية الدريع فتذكرت جواهر

والتفتت إلى نوف وقالت : شفت الحلقة اللي فاتت وطلع فيها واحد متصل فيها

يقوللها عن مشكلته ...

نوف: واشمعنى هذيه اللي لفت انتباهج ؟؟ وايد يتصلون فيها ...

جواهر: لأنه فعلاً يلفت الانتباه ...ومثله نادر بهالزمان ..اسمعي .. قال أنه عمره

ما ارتبط ببنت ولا عرف بنات ولما صار في سنه ثالثه أمه حَنت عليه عشان يتزوج

وقالتله بتصرف عليه هو ومرته لين يشتغل المهم تفرح بعياله ...

نوف بتشوق: وبعدين ؟؟

جواهر: لقتله وحده بنت حلال من معارفها وتزوج ويقول كانت له نعم الزوجة ...

كان يكره يشوف أي مره غيرها حتى اللي الفضائيات والفيديوكليبات ...عاش معاها

احلى سنين عمره وحملت بولده وطول مدة الحمل وهم في منتهى السعادة

ويخططون لكل شي ... وفي النهاية ماتت في الشهر الثامن ...ماتت في حادث

سيارة هي والجنين وبغى يموت وراهم.. وتم على ذكراها 6 سنين وفي يوم جات

أمه له وأقنعته يتزوج مرة ثانية بعد ما كسرت خاطره.. وفي بداية حياته الزوجيه

تمت العروس تسأله عن زوجته وكان مايجيب طاريها بناء على النصايح اللي

انقالت له قبل الزواج ...لكن بعد الحاحها صار يوصف لها شتسوي له وشتقوله

ويذكر أخر ايامها لين صارت تمنعه يجيب طاريها...وحتى صوره معاها خلته

يوديها عند عمته ام زوجته واللي كان يزورها كل أسبوع ولما عرفت منعته بحجة

أنه خلاص ماله خص فيها وصار بس يتصل فيها... وكان متعود يزور المرحومة

كل جمعة وينفعل في مشاعره لدرجة أنه يصيح ويبوس الشاهد... وفي مره شافه

أخوها ...وراح الأخ وقال عن اللي شافه بحسن نيه حق أخته اللي شلت أغراضها

وراحت بيت أهلها..

نوف: بل ...تغار من وحده ميته!!!!

جواهر: اللي حصل عاد ...

نوف: شقالت له الدكتورة ؟؟

جواهر : مادري ...سرحت في سالفته بس سمعتها تقول شي عن حب التملك عند

الناس وأن بما معناه مرته ماعندها سالفه .. لو شفتي وجهها يوم قالها عن وفاة

مرته الأولى ...انصفق وشهقت ...حتى أنا ...أنا اشك أن في مثله في العالم.. لكل

قاعدة استثناء وهذا استثناء للقاعدة...لو سمعتيه شيقول عنها ...

نوف بخبث: ولو أنتي من مرته الثانية شتسوين ؟؟

جواهر: صراحة ...موقفها صعب...بس لو عندي مثله كان احتويته على قولة

الدكتورة واحترمت فيه وفاءه ...وحاولت اخلي حياته مع الأولى ذكريات قديمة بدل

هاللي سوته ...

نوف: كله كلام...خريط في دبه يعني ....

جواهر وهي ترّص بعينيها: الحين أنا كلامي خريط في دبه!!!!

نوف: طبعاً ... والا جان وافقتي على اللي جاج يخطبج...

جواهر: الحين شدخل ذيه في ذيه ...

نوف: يمكن هو مثله...

جواهر: قومي زين ....الحين من اللي كلامه خريط ؟؟؟

نوف : شفتيه اليوم؟

جواهر وقد عرفت من تقصد: لا ...كان عنده اجتماعات في الوزارة...

نوف: يمكن شارد ما يبغي يلمح حتى رقعة ويهج؟؟

جواهر: نوفوه...الحين أنا شمسويه عشان تقولين جذيه....؟؟

نوف : أبد ...ولا شي .. بس حطمتي أماله ...لكن الشرهه مهب عليج الشرهه

على اللي معطيج ويه ورايح يكلمج انتي وخلى أخوانج...

جواهر: تخلين الواحد يتحسف أنه قالج شي ....سكري الموضوع....ممكن؟؟؟

نوف: سكري على كيفج يبه...بقوم اعشي عيالي ابرك لي...

©

في نفس الوقت في المجلس

كان سيف جالساً مع أحمد وعبدالله وسعيد وبعض الأصدقاء عندما دخل سالم وهو

غضب ويتذمر وفجأة توقف ونظر للجالسين وسلم عليهم ثم جلس بجانب عبدالله

وهو ممسك بهاتفه النقال وأخذ يعبث به وأكمل تذمره فقال له أحمد : شعندك

تتحنطم كنك عجوز منكسر قدحها ؟

سالم : مافيني شي ..

أحمد : عيل إغد رجال وعن التحنطم مثل الحريم ...

لم يرد سالم بل قام من مكانه وخرج من الباب الجانبي المؤدي لغرفة الطعام ومنه

إلى الخارج وطرق باب بيت جواهر وهو ينادي.. ثواني وإذا بباب المجلس الجانبي

يفتح وجواهر تناديه فتوجه لها ودخل ...

بعد أن سلّم وجلس وجلست بجانبه وسألته : عسى ما شر شكلك تعبان ...؟

سالم : للهدرجة مبين علي ...ما تم حد ما قالي هالكلام ...

جواهر: لأنك بالعادة بشوش وراعي ضحك ووناسه ...بس اليوم أنت غير..

سالم : وهقت عمري بهالشغله...جان زين للحين طرطنقي ...حر نفسي ...هذا الاخ

يحسبني عبد من عبيد ابوه...كارفني كراف ...لا ولين خلص الدوام يتم يتصل

ويطرشني اسوي اشيا أو امر على رجاجيل ...أنا طفرت خلاص ... الا إنتوا متى

مسافرين؟؟

جواهر وهي تبتسم: بعد يومين إن شاء الله..

سالم : خلاص عيل بروح معاكم..بقوله محتاجيني كم يوم وبروح وبفتك منه ومن

كرافه كم يوم ..

في نفس الوقت في داخل المنزل رن الهاتف وطلبت أم جواهر من نوف أن تجيب

عليه ....قامت نوف إلى حيث الهاتف في الناحية الأخرى من المكان ورفعت

السماعة : الو..

أحمد : السلام عليكم ...

نوف : وعليكم السلام ورحمة الله ...

أحمد : من ؟؟ جواهر ؟؟

نوف وقد عرفته : لا ..جواهر مشغوله شوي مع سالم تبغي شي أحمد ..؟؟ أنا

نوف ..

أحمد : مع سالم ... عيل مهيب خالصه اليوم ...ولا عليج أمر خليهم يجيبون

الحلويات اللي عندهم الحين للمجلس...


نوف: أن شاء الله ...( ترددت لكنها شجعت نفسها واكملت ) أنت مشغول الحين

والا أقدر اكلمك شوي ؟؟

أحمد : لا عادي ..شعندج اختي ؟؟ اكيد عن جواهر...؟

نوف: واحنا عندنا غيرها...!!! الله يهداها..

أحمد : شمسويه بعد ؟؟

نوف: قالتلتها رفيجتها في الشغل أنها سمعت أن مديرهم ناوي يخطبها..جان جواهر

تقولها أنها ماتفكر بالزاوج ابد لأنها مشغوله بمرض امها..

أحمد : لا حووووول ...وهالثور صج رايج قايل حق ربعه وماجاني ؟؟؟ ليش؟؟؟

نوف : مادري بس يمكن كان يبغي يجس النبض قبل...

أحمد : دكتور هو يجس النبض !!!! ما عليج أنتي أنا بتصرف معاه ...

نوف بهلع من أن يكتشف الحقيقة: لا تجيب له طاري انك عرفت...

أحمد : أنت ما عليج ...أنا بتصرف ...خلهم يطرشون الاغراض بسرعة... يلا مع

السلامة...

نوف : مع السلامة ...

نادت نوف الخادمة وأمرتها بأخذ كل صواني الحلويات التي في غرفة الطعام إلى

المجلس وعادت إلى الصالة وهي متوترة وتضرب أخماس في أسداس وهي تفرك

كفيها باستمرار وتفكر ( أنا شسويت ؟؟؟ أنا شسويت ؟؟ لو الحين يسأل سيف عن

السالفه وذاك بيكرَها له ....يا فشيله ... جوجو بتذبحني لو عرفت .... الله يستر..

يا ربي أنا شسويت ؟؟؟ أنا فكرت اساعد جوجو بس ... مهب قصدي شي.. )

استمرت الأفكار تتدفق على دماغها حتى أصابها صداع قوي...


بعد مده

جواهر تنادي نوف وهي لا تسمعها لأنها لازالت غارقة في أفكارها....عندها هزتها

من كتفها فالتفتت لها نوف فاتحة فاهها وهي تقول : هاه ...

جواهر: هويتي ....شنو هاه بعد ....

نوف : خرعتيني ...شتبين ؟؟؟

جواهر: خرعتج عمتي ...اسفه حقج علي ...كان لازم انطر ساعة بعد لين تردين

علي... مالي حق صح ؟؟؟

نوف: سوري جوجو ... كنت سرحانه ...

جواهر: اهااا...سرحانه ...في من ؟؟؟؟ فيني ؟؟؟

نوف باضطراب: ومافيه الا انتي عشان اسرح فيج؟؟

جواهر بقلق : صار شي ؟؟؟ محمد كلمج وضّيق عليج ؟؟؟ أنا ادري ...اكيد عشان

تأخرتي عندنا ...يلا روحي له ....

نوف : لا حبيبتي ما اتصل ...بس مصدعه شوي وكنت افكر في موضوع شاغلني

شوي ...

جواهر: وانا متى بعرفه ؟؟؟

نوف: بعدين مهب الحين ...لا تزعل أمي من مساعه مخلينهم بروحهم...الا تعالي

شيبغي منج هالحزه؟؟؟

جواهر: يبغي يسافر معانا؟؟؟

نوف: وشو ؟؟؟ يسافر؟؟ ليش راز ويهه ؟؟؟ هو شخصه؟؟؟

جواهر: مايقدر يتحمل أني اسافر واخليه هنيه ....

نوف: وهذيه متى بيعرس ويفكنا ...

جواهر: عندج له عروس؟؟

نوف: عندي له وحده إنما ايه....

جواهر: منهي؟؟

نوف: حسون ...وبتدفع له المهر ....يعني بس ما عليه الا يتزوجها ....

جواهر وهي تضحك : الله يخسج ...مالقيتي الا حسون الخدامه !!!! والله لو يدري

عنج بيذبحج ... وانا بساعده لأنج تستاهلين ...

نوف : يخسي الا هو يذبحني....يحمد ربه جان حسون رضت فيه أصلاً .. أنا كنت

برشيها عشان ترضى...

جواهر: اقولج... هذا سالم شيخكم.... وعروسه لازم ندورها عدل لين نلاقيها مهب

أي وحده ياخذها ....

نوف : وععع ... مادري من بتاخذ ؟؟؟ Johnny Depp ...قومي زين زاد

الصداع بسبته..

جواهر: ردينا .....




في نفس الوقت

كان سيف يركب مع سعيد سيارته ليوصله لمنزله...منذ عقد سعيد قرانه وهو لا

يسهر كثيراُ حتى يعود لمنزله ويسهر مع زوجته على الهاتف...

سعيد: أنت مهب عاجبني ابد..شفيك؟؟

سيف: مافيني شي...

سعيد: بتقول والا انزلك هنيه...وترجع بيتكم مشي في هالحر...

يلتفت عليه سيف ويرفع حاجبه بدون أن يتكلم...

سعيد: عيل ...قاعد ومقندم طول الوقت وماتبغيني انشدك ليش!!!

سيف: ما رضت ..

سعيد: من اللي ما رضت ... وما رضت بإيش؟؟

سيف: ما رضت فيني... تقول أنها لاهيه بأمها ومرضها وماتفكر ترتبط الحين..

مثل ما كنت اقول ...

سعيد: عيل ما رفضت لشخصك ...رفضت لأنها مع امها الحين...يمكن لو بعدين..

سيف: هي بعد قالت لو وقت ثاني كان يمكن بس الحين مستحيل...

سعيد: يعني ما سكرت الموضوع للأبد...لين ردوا من السفر روح أخطبها رسمي

وبترضى ما عليك انت بس اسمع كلامي اقولك...

reem99sh 13-06-08 08:58 PM





الجزء التاسع عشر




فيما بعد في جناحه الخاص


كان سيف مستلقي على الأريكة وهو يمسك جهاز التحكم بيده ويقلب في محطات

التلفاز بملل حين رن هاتفه النقال بطريقة مزعجة إعادته للواقع فأمسكه ونظر للرقم

هز رأسه وهو يقول : صج ما تستحي ....

رد بصوت غاضب : نعم ...

خلود بدلع: هلا والله...

سيف: قلت نعم ...

خلود وهي تفكر ( مالت عليك جذي حد يرد !!!) : شحالك سيف ؟؟

سيف: كنت راقد ...اقولج ؟؟؟ أنتي ما عندج ساعة ؟؟؟ ماتعرفين أن الحين نص

الليل؟؟؟

خلود : اسفه .. بس تو الناس راحو ... وصرت بروحي ... قلت باشكرك ...

سيف: عفواً ...تبغين شي ثاني؟؟

خلود بمسكنه : لا .. بس ... أنا الحين صرت...يتيمه ...ومالي حد في هالدنيا...

سيف وهو يتصنع التثائب: اهه ...الله يعينج...كلها كم سنه ويجيج ولد الحلال اللي

يضمج ...يلله فمان الله ....أنا بروح ارقد..

خلود وهي متفاجأه من ردة فعله وإنهائه المكالمة...: هذيه من ايش مصنوع؟؟

ليش ما يحس فيني ؟؟؟ ليش ما يعطيني ويه...واحد غيره كان استغل هالظرف

وكلمني لكن هذيه يحّر...لكن معليه ...لي متى بيصدني ؟؟؟ مصيرك تستوي لي يا

سيف.. وبعدها ....بعدها بخليك تتحسف على كل تصرفاتك معاي...بخليك خاتم في

صبعي ... وتصير إنت اللي تركض وراي وتترجى مني نظرة رضى...


في اليوم التالي


توجهت جواهر مع أبو حسن لمكتب المدير بعد أن أبلغوا باجتماع مفاجئ مع المدير

ودخلت بعد ابوحسن وهي تركز نظرها للأرض لئلا تراه وجلست على طاولة

الاجتماعات ...وأخذت تلعب بأظافرها بانتظار أن يبدأ سيف الاجتماع وبعد قليل وبعد

أن أنهى مكالمته الهاتفية أنضم لهم على الطاولة وسلم عليهم ....

سيف: البارحة صارت جريمة قتل لمواطن في سيارته..كان موقف قبل النادي

الدبلوماسي على الشارع ولقوه شباب راجعين من البحر لما شكوا في موقفه

الغريب وبلغوا الشرطة واستلمته الدورية...الصور مثل ما تشوفون قدامكم أنقتل

برصاصة في راسه والشباب ماقصروا راحوا البارحه وفحصوا السيارة قبل لا

يودونها جراج الداخلية... تقرير الطبيب الشرعي بيطلع خلال ساعة واسم الطبيب

ورقمه مكتوب عندكم ... ابغيكم تتعاونون معاه ومع الضابط اللي مسك القضية

وتحلونها وبأسرع وقت ممكن... لأن رئيس الديوان الاميري متصل بنفسه في

سعادة الوزير ومستنكر من جريمة القتل...وتدرون مثل هالنوعية من الجرايم قليلة

فالله يعينكم.. وأنا كلي ثقة فيكم أن نتايج التحاليل والاختبارات بتكون على مكتبي

قريب ... وقبل لا تسافرين يا جواهر...( قالها وهو يركز نظره عليها ينتظرها أن

ترفع عينها)


وفعلاً لم تتوقع جواهر أخر ماقال فرفعت رأسها ونظرت اليه بتساؤل ولكنها لم

تنطق بحرف بل أخذت تفكر ( الحين يوكلني بالقضية المهمة !!! الحين وأنا

مفروض اليوم أخر يوم لي واطلع من وهل !!!)

سيف : أنا أبغيكم تشتغلون مع باقي افراد الإدارة عليها ...كل شي يتأجل لين تنتهي

هالقضية ...يلا ...ما ابغي أعطلكم زود...الله يقويكم ...

نهض عن الطاولة معلناً نهاية الاجتماع وعاد الى مكتبه وأخذ يعبث في الأوراق

التي أمامه ويتصنع عدم الاهتمام وهو يسرق النظرات لها حتى خرجت من الباب.


لاحقاً تم توزيع العمل بينهم وفضلت جواهر أن تفحص السيارة بنفسها حتى تسرع

في حل القضية فاتصلت بالضابط الموكل بالجريمة واتفقت معه على الالتقاء في

الكراج وذهبت مع سيارة الوزارة اليه حاملة حقيبة العمل ...أما ابوحسن فأتصل في

الطبيب الشرعي وذهب اليه ليرى الجثة ...

بعد أقل من نصف ساعة كانت جواهر أمام سيارة المجني عليه مع الضابط وأخذ

يفتح الأبواب لها ويريها أثار البارود على مسند الرأس الخاص بالسائق فقالت:

معناه أن الطلقة جاته من ورا ...معناه أن المجني عليه ماكان بروحه في السيارة

وإن القاتل غافله وقتله...

دخلت السيارة وجلست على المقعد الخلفي وأخذت تفحصها من الداخل وبدقة

متناهيه وبعد قليل لاحظت طرف قطعة معدنية محشورة في الأسفل بين مقعد السائق

وبين مسند الذراع في الوسط التقطتها بالملقط ورفعتها فإذا هي خرطوشة

فارغة...وضعتها في كيس نايلون صغير ثم أكملت فحصها ومسحت بعض من

البارود ووضعته في كيس أخر...


بعد حوالي ساعة كانت عائدة لمكتبها ومعها الأدلة التي جمعتها ....وبعد مده ذهبت

الى ابوحسن وأخذت تتناقش معه في القضية....وبعد ساعتين كان التقرير جاهز

وبتوقيع ابوحسن عليه... كان الضابط قد اتصل سابقاً يعلمهم بأنه تم القبض على

مشتبه به في حالة من السكر الشديد والهلوسة يحمل مسدس سميث أميركي الصنع

عيار 38 ويرجح أنه نفس المسدس المستخدم في الجريمة وهو يلوح به للمارة في

الشارع....



فيما بعد في مكتب سيف

كان سيف يقرأ التقرير الذي احضره ابوحسن له ثم اتصل بالسكرتير وطلب منه

خطاب تغطيه له ليوقعه ومن ثم عليه أن يرسله لمكتب الوزير مع سائق خاص ثم

التفت الى ابوحسن ...

سيف: ماشاءالله عليكم بسرعه طلعت النتيجة...

ابوسيف : قسمنا الشغل أنا رحت حق الطبيب الشرعي وجواهر راحت تعاين سيارة

المجني عليه وهي اللي لقت الخرطوشه اللي ربطت القاتل بالجريمة بعد الطبيب

الشرعي اثبت ان موته جا بسرعه نتيجة رصاصة في الدماغ من جهة اليمين..نفس

المكان اللي الضابط لقى اثار البارود فيه...

سيف : الله يعطيكم العافيه ...بس ما عرفتوا سبب القتل ؟؟؟

ابوسيف: مافي أي سبب ..الضابط يقول أن القاتل كان سكران وماخذ حبوب هلوسه

والمجني عليه كان واقف يتكلم في التلفون وهو ركب من ورا وطلب منه يوصله

فندق الشيراتون ولما خاف منه ورفض ثّور عليه بكل بساطه ...وبعدين نزل وراح

يمشي على رجيله ويهدد بمسدسه العالم إذا ماوقفوا له ... بلغوا عنه وجاته دورية

وشلته ...

سيف: عيل جواهر وينها ...

ابو حسن : تلبق اغراضها ...خبرك بتسافر بكرة واليوم اخر يوم دوام لها ...

قاعده ترتب اوراقها وقالتلي ابلغك سلامها لما اشوفك ...

هز سيف رأسه وهو يشعر بغصة في حلقه ...

انصرف ابوحسن عنه وتركه وحرك مقعده للخلف واخذ يراقب البوابة الرئيسة وهو

يضع يده على خده ويفكر حتى شاهدها وهي تخرج من المبنى لقد عرفها من اول

وهله من ظهرها واخذ يراقبها حتى وصلت سيارتها ودخلتها بقيت مده وهي تنظر

للمبنى وكأنها تودعه ثم تحركت وغادرت المكان ....وهو يتخيلها خارجة بعد أن

ودعته ....بعد أن سلمت عليه ..... ولاحت امامه كلمات الشاعر الامير




نواف بن فيصل


مايفضح اللي يحب إلا آخر اللحظات

لامد كفه بالوداع وصد بعيونه



معاه رايات الاسى وجيش من العبرات

وبين الحنايا صهيل خيول محزونه



كنه على موعد معك ياهادم اللذات

من شاف ماصابه يقول الله في عونه



سلام ياللي ناوي الفرقا عدد مافات

وتعداد مامر السحاب وهلت مزونه



سلام من قلب سكنته إنت والحسرات

غلاي تكفي يامودع ناظري صونه



إرحل وأنا برحل معي هم وتعب وسكات

واسرار مابيني وبين الروح مدفونه



إرحل مدام الله كتب لك يالحبيب شتات

مالي على حكم القدر راي ولامونه



مالي بعدك ألا الصبر ومجاذب الونات

وقصيدي اللي كل خلق الله يغنونه



وان طالت الغيبة ابنعي الحب لو مامات

عسى الهوى بك يشتعل وتردك ظنونه



وباحاول أنسى ولو يصيح الشوق بي هيهات

وباحاول أسلى ولو يصيح القلب ما أخونه


كان يحس بانقباض في قلبه كان الحزن قد بلغ أوجه وهو يراقبها تغادر أمامه..

أخذت جواهر تفكر طوال الطريق في سيف تتذكر كيف تجاهلها وكيف وكلها بقضية

قبل سفرها ( ولا كأنه توه مكلمني عن الخطبه ...غريب هالرجال !!! سفهني

عدل... اكيد زعلان ...بس هو ليش ما يقّدر ...ليش ما يقوللي أنا وش بيدي ؟؟؟

يعني اهّد امي واروح له...!! أنا مهب حره مثله....أنا مقيّدة وقيدي امي

المريضة... من لها في هالدنيا غيري !!! لو هي صاحيه معليه بس هي مريضه

وهو يدري ... من له نفس يفرح وهذي حالته!!!)


في المساء وفي مجلس احمد


دخل سالم والابتسامة مرسومه على محياه وسلم على الجميع وجلس معهم فسأله

عبدالله: الا الوجه بشوش....خير ...ونسنا معاك....

أحمد : يمكن لقى له صيده جديدة..

سيف: والا يمكن اقبلوه في وظيفة حكومية وبيهد الشركة...

كل هذا يدور وسالم يبتسم بدون أن يرد...

سعيد: لا ...الموضوع جايد ...يمكن قرر يعرس...

هنا نظر اليه سالم وقال : بس ...الاخ عرس ويحسب أن الناس كلهم يبغون

يسوون مثله ...أنا توني شباب وانت تبغي تحبسني ....

عبدالله : عيل ما تقولنا شفيك مستانس؟؟ عقب وجهك البارحة ...اكيد صار شي..

سالم بهدوء وصوت متقطع ليظهر مخارج الحروف بوضوح : حجزت معاكم على

لندن ...

احمد : شموديك الحين ...؟؟ انطر لين نحتاجك وبعدين تعال...

سيف يفكر ( صج ملقوف ....شموديه معاهم ؟؟؟)

عبدالله : ورخصوك ؟؟؟

سالم وهو يبتسم ابتسامه شريرة : قلت له أن احمد ملزم علي اروح معاه كم يوم

اساعده ....

احمد : وليش تجذب ...؟؟ انا ماقلتلك شي....

سالم : أنا طفرت ...قلت يا اروح معاكم كم يوم يا احذف نفسي تحت سيارة وافتّك..

بس المعجبات ما رضوا اصروا ان انا اسافر ارتاح لي كم يوم وارفه عن نفسي...

عبدالله : يا مسود الويه ...ليش ما تطرش لي من هالمعجبات ...

أحمد : ما عليك منه ....ما عنده معجبات ولا شي ...هذا كله يخربط...

توسعت ابتسامة سالم وقال : المهم أني معاكم في طيارة بكرة في الليل وبس..

قولوا اللي بتقولونه...ما يهمني...

أحمد : لهلدرجة تبغي تروح؟؟؟ يا اخي توك جاي ماصار لك مده ...

سالم : عاد أنا معاكم بكره في الطيارة بأذن الله ....وانتو كيفكم ...

أحمد : ما ادري متى بتكبر وبتعقل ؟؟؟

سالم بسخرية : يصير خير ...






فيما بعد

جلس أحمد بجانب سيف وكان وحده وسأله: أنت للحين مافكرت في الموضوع اللي

كلمتك عنه ؟

سيف باستغراب: أي موضوع ؟؟؟

أحمد : موضوع عرسك ...أنا ماقلتك أن مرتك عندي ؟؟؟ متى ناوي تخلص ؟؟؟

سيف وقد تذكر : اييييه يا ابن الحلال ... جان زين بس على قولة المثل ..اللي يبينا

عيت النفس تبيه واللي نبيه عيّى البخت لا يجيبه.

أحمد : شفيك صاير جنك بو صالح اللي في درب الزلق؟؟؟ كلمني كلام رجاجيل ودك

تعرس والا لا؟؟

سيف: ودي...والله العظيم ودي ...لكن مستحيل اخذ وحده غصب عنها ...

أحمد : معليك أنت من هالكلام... أنا ولي امرها واقولك أني راضي فيك زوج حق

اختي ....وبكلمها عقب ما نستقر هناك...ما عليك انت ...توكل على الله وخل

الموضوع علي وما يصير الا اللي في خاطرك ...

ابتسم سيف وهو يسأله : ومتى بترد علي ؟؟؟

أحمد : لا تصير مطفوق ...خلاص متى ما كلمتها بتصل فيك وبرد لك خبر...

سيف : توكلنا على الله ...

كان سيف يشعر بسعادة كبيرة جراء محادثته مع أحمد عندما عاد سعيد من الحمام

لاحظ سيف ولكنه لم يقل شيئاً حتى ركبوا السيارة ....التفت عليه وهز رأسه

بتساؤل وبدون أن ينطق ولكن سيف لم يتكلم بل صد برأسه للشارع ووجه نظره

للمجهول...كاد الفضول أن يفتك بسعيد لأنه كان يرغب بمعرفة الذي دار بين أحمد

وسيف وسبب سعادة سيف ولكن سيف لم يعره أي انتباه مما أثار غيضه...تجاهل

رنات هاتفه النقال وقاد سيارته الى أن وصل الى شاطئ البحر واوقفها ونزل.. انتبه

سيف بعد دقائق أنهم توقفوا فبحث عن سعيد ووجده جالس على صخرة كبيرة ذهب

وجلس بجانبه وابتسم وهو يسأله: ليش جبتنا هنيه اليوم ؟؟؟

سعيد : عشان تتكلم ...

سيف: اتكلم شقول ؟؟

سعيد: اللي تبغيه بس يكون في علمك محنا براجعين البيت الليله الا إذا تكلمت..

سيف: غصب ...

سعيد : غصب والا طيب ..أنت وكيفك ...

ضحك سيف وقال : طيب ...طيب يالشيخ ...أنت بس هد اعصابك ....


سعيد: اعصابي هاديه..

سيف: وافق أحمد على خطبتي لأخته وقال بيكلمها وهم مسافرين...

سعيد: أحلف ...وأنت متى خطبتها منه وأنا ما سمعت ... سويتها بالخش..

سيف: يارجال ...الموضوع جر نفسه واحنا نتكلم وهو وعدني خير وقال أنه

يتمناني نسيب...

سعيد: مبروك ..مبروك ياخوي ...أخيراً بتتزوج ..أخيراً يتدخل القفص الذهبي

وبتنربط مثلي...

سيف: عزك الله ...أنا مب حمار انربط... أنا فحل حر...وبتم حر طول عمري..

سعيد: تتحلم ...مادام بتتزوج ...ماراح تكون حر أبد...

سيف: إحنا للحين في أول السالفه...خل نشوف وش بيصير قبل ..وبعدين باركلي..

وخطط لي ...

سعيد وهو يمسك بلحيته: هاللحية بحلقها إذا ما تزوجت منها وقبل لا تكمل السنه..

شرايك؟؟

ضحك سيف وقال: أي لحيه ..قول متملل منها وتبغي حجه عشان تحلقها..

سعيد: ما نيب محلقها ..أنا متأكد أنك بتتزوج أصلاً ...



في مكان أخر في الدوحة


كانت جواهر تتقلب في فراشها وهي تفكر ( بسافر وهو للحين زعلان مني أنا

غلطانه ...كان لازم أرد عليه عدل... كان لازم افسر له بهدوء...أنا استعجلت..

بس هو فاجأني بكلامه ... عمري ما تصورت أني بمر في مثل هالموقف...كنت

اشوفه في الافلام دايماً بس أنه يصيرلي ...ابداً )

أخذت الافكار تعصف بها الى أن غلبها النعاس فنامت ...



في صباح اليوم التالي


في مطار الدوحة الدولي

جاء العامل ليدفع كرسي ام جواهر المتحرك من صالة الدرجة الأولى الى المصعد

نزلوا للطابق الأرضي وتوجه الى بوابة جانبية وهم يتبعونه وخرج الى ارض

المطار حيث تتنظر سيارة خاصة أقلتهم للطيارة من الجانب الاخر حيث ينتظرهم

عاملين بجانب مصعد كبير مفتوح ... ركبوه وبلمسة زر صعد ببطء الى باب مقفل

طرقه العامل وفتحه مضيف وبعد أن تأكد من بطاقات الصعود أدخلهم للطائرة

وسبقهم ليريهم مقاعدهم ... بعد أن جلست ام جواهر اخذ العامل الكرسي المتحرك

وهي تدعي له ونظر لأحمد الذي مد يده واخرج ورقة نقدية ووضعها في يده وهو

يشكره. جلست جواهر بجانب امها وسألتها بصوت منخفض : مرتاحه يمه؟؟ تبغين

شي؟؟

هزّت أمها رأسها وهي تسبّح ربها في مسباحه الذي تمسكه بيدها وأخذت تنظر من

النافذة للركاب الآخذين في الصعود للطائرة بعدهم أخذت جواهر تفكر في ماينتظرهم

في لندن ...كان تبتسم لأمها دوماً محاولة عدم إظهارها لأي قلق التفت الى

المضيفة التي قدمت لها كأس عصير طازج اخذته وقدمته لأمها ثم اخذت لها كأس

اخر..

جاءهم احمد وهو يقول : شالاخبار؟؟ مرتاحين ؟؟

جواهر وامها : الحمدلله ...

جواهر: جاك سالم ؟؟

أحمد : أيه ..توه بس المسكين مقعدينه إحذا انجليزي ..هذا هو جاكم ..

لما وصل لهم سالم سمع أحمد يقول : الذيب عند طاريه..

سالم : ذيب عاد !!...شعندك تحش فيني ...؟

أحمد : أبد يسألون عنك ..

سالم وهو ينظر لأم جواهر: يمه لين بغيتي شي والا حسيتي بشي ...أنتي بس

أشري واحنا كلنا عندج ..

أم جواهر: ما تقصرون بس الحمدلله ما فيني شي ...ومابغي شي ...مشكور

ياولدي..

سالم : رحتوا وخليتوني بروحي ...

أحمد : بزر أنت خليناك بروحك !! روح اقعد مكانك في البزنس كلاس لا يطردونك

الحين..

سالم : مشكلة الشياب لي حَنّو ...بروح خلاص بروح...


بعد أن استقرت الطائرة في الجو أخذ الركاب في التحرك وبعد نصف ساعة عاد

سالم ووقف أمام جواهر وهو يقول: شرايج تبدلين معاي شوي...قاعد حذاي واحد

انجليزي نفخ راسي بالهذره واحنا تونا في بداية الرحلة....الاخ من اللي يشتغلون

في راس غاز ومستانس على البلاد ويقول بيرجع يجيب مرته وعياله...والا اقولج

بنطر شوي يمكن يبطل كتاب ويقعد يقرا فيه ويفكني ...ابغي اشوف فلم وماخلاني

الله يسندره ....


جواهر: تستاهل ...ليش ماحجزت معانا ...في كراسي فاضيه ...

سالم: من وين ؟؟؟ توني مشتغل وماعطوني معاش للحين ...والفلوس اللي عندي

يادوب تكفي كرسي البزنس والفندق والصرف... وانتي يالنذله ماحجزتي لي

معاكم... يالله نفسي ...ولا كأن لج اخو يكسر الخاطر...

بعد ساعات وبعد أن انتهت الرحلة وإجراءات الدخول توجهوا الى فندق تشرتشل

حيث حجزوا لهم جناح صغير لها ولأمها وغرفة لأحمد وسالم ..بعد أن استقرت في

غرفتها وجلست بجانب النافذة وتذكرت عندما كانت هنا اخر مره.. لقد كان معها

وتذكرت كل مواقفها معه انتبهت إلى أمها تناديها ولما ردت عليها طلبت منها أن

تتصل بخدمة الغرف وتطلب لهم شاي وقهوة قبل أن يصل أحمد وسالم..


في نفس الوقت في الدوحة


كان سيف جالساً في جناحه يشاهد التلفاز عندما رن هاتفه الذي كان على

الطاولة..أخذه بيده ونظر للرقم فعرفه ... ولم يرد وبعد دقائق رن مرة أخرى لمدة

أطول فرد على المكالمة بصوت كسول ...


سيف: نعم ؟؟

خلود : مرحباااا..

سيف: وعليكم السلام والرحمة...

خلود وهي تفكر( بل ) : اهلين ....

سيف : نعم ....؟

خلود: شلونك سيف ..؟

سيف: بخير وتعبان وراقد ...تبغين شي ...؟

خلود: مهب معطلتك وايد..

لم يرد سيف عليها فأكملت : وحشتني ....قلت اسمع صوتك قبل لا ارقد..

سيف : مصخنه أنتي ؟؟؟ أنا خاطب وبتزوج قريب ...

انصدمت خلود ولكنها تمالكت : مهب مشكله.. من قالك أني ابغي اتزوج ...

reem99sh 13-06-08 09:01 PM




تكملة الجزء التاسع عشر




سيف بصوت عالي وبعصبية واضحة: اقولج ... اسمعيني عدل ... أنتي الظاهر

الطيب ما ينفع معاج ..وعطيتج ويه اكثر من اللازم ...وأنا مهب مثل الخمه اللي

تعرفينهم ... ايانا واياج تتصلين على هالرقم مره ثانية..والله ثم والله لو تفكرين

تسوينها مره لا تشوفين شيٍ ماشفتيه ...جاج العلم وانتي بكيفج...

وأغلق الخط وقفل الهاتف..


في المساء في لندن

كانت جواهر جالسة بجوار النافذة تنظر لشارع بيكر وأضواءه في الليل وقد خفت

الحركة التي فيه وخلا الشارع إلا من بعض المارة كل حين وبعض سيارات الأجرة

خرق الهدوء الذي عم المكان بعد نوم أمها صوت هاتفها فردت عليه بسرعة لئلا

يزعج أمها : الو ...

سارة : السلام عليكم ...

جواهر: وعليكم السلام ...شحالج سوسو؟؟ وشحال امج؟؟

ساره :بخير ...راحت عرس ...شحال يدوه ؟

جواهر : بخير ...امج راحت عرس وخلتكم وابوكم مسافر ...وللحين ماجات ؟؟

نظرت للساعة فوجدتها الواحدة صباحاً واستغربت عدم عودة منى للأن ..

جواهر: الخدامات قاعدين ؟؟

سارة :ايه بس تحت ...المهم ...عموه ..تصدقين.. وحشتيني ..ادري بتقولين توج

رايحه اليوم بس والله وحشتيني ..

جواهر: حتى انتي حياتي..

سارة : قعدت ارسم اليوم ..مع هديتج هذي انتي تكونين دايماً معاي ..عموه ..

اخواني رقدوا وانا قاعدة بروحي في غرفتي ...ملل..


جواهر: ليش ما ترقدين حبيبتي ...أصلاً ليش سهرانه للحين؟؟؟

سارة: عموه إحنا في إجازة ...تو الناس ...بدش النت بعد شوي...

جواهر: اوكي عيل ...تصبحين على خير ..

سارة وانتي من هله ...سلمي على ابوي وعلى يدوه..

كانت سارة تحب أن تدعو أم جواهر ( يدوه ) مع أنها ليست جدتها...



في اليوم التالي


قررت جواهر أن تتناول الغداء مع أمها في مطعم هندي صغير في نفس الشارع

يدعى Light of India وانضم لهم أحمد ..وكان سالم لا زال نائماً .. أركبتها

التاكسي وساعدها السائق في طوي كرسي العجلات ووضعه أمامهم ... عندما

وصلوا المطعم استقبلهم الجرسون بوجهه البشوش وأجلسهم في طاولة بجانب

الباب ...كانوا لوحدهم في المطعم فقد كان الوقت متأخر طلبوا جميعهم الطبق

الهندي المشهور ( برياني دجاج ) وطلبت جواهر أن يضيفوا لطبقها الفلفل الحار...

وعندما احضروه كان الفلفل في صلصة مرفقه وعندما إضافتها جواهر للرز

اضطرت لشرب الكثير من الماء ...لتطفئ اللهيب الذي اشتعل في فمها ... ولكن بلا

فائدة..


بعدها عاد احمد إلى الفندق واصطحبت جواهر أمها إلى Regent Park

والتي تقع في أخر الشارع والتي لا تبعد كثيراً عن المطعم لتغير من نفسيتها قبل أن

تدخل المستشفى.. كان الوقت عصراً والجو رائع بالغيوم الكثيفة البيضاء والهواء

المائل للبرودة .. نزلوا أمام باب الحديقة ودفعت أمها إلى الداخل وشاهدوا الأطفال

يلعبون كرة القدم على يسارهم فأكملت طريقها إلى أن وصلت للبحيرة اختارت

كرسي خشب فاضي وجلست على طرفه بعد أن عدلت من وضع أمها لتجلس

بجانبها ...أخذت تراقب صبية صغار يطعمون البط والإوز.. والعائلات العربية التي

افترشت على العشب وطوابير الأطفال عند بائع البوظة في المقهى في الجانب الأخر

من البحيرة..التفتت إلى أمها قائلة : تبغيني اجيب لج شاي والا قهوة؟

أمها: لا يمه ...مانيب مشتهيه شي الحين ..

جواهر : احسن لين جا سلوّم يروح يشتريلنا ويوقف في الطابور ..

بعد قليل اتصل سالم بهم ثم لحق بهم ...


وبعد قليل وبعد أن وصل ...

جواهر: لا تقعد ...روح اشتر لنا شاي وقهوة من الكافيه قبل لا يسكر ..

سالم : الحين انا ضارب خط وجاي هنيه عشان اصير مقهوي لج!!!

جواهر: يصير خير ضارب خط قال !!! ضاربه برجيلك؟؟

سالم : صدق ماتعرفين السنع ...تطرشين عمج يشتري شاي !!!

جواهر وهي تقف : والله انك صدعة ... اقعد مع امي وانا بروح اشتري الشاي..

أوقفها سالم بأن جّر كُم جاكيتها وهو يقول : بروح .. بس مهب عشانج ..عشان

الغالية أمي مزنه...

ذهب وبعد ساعة عاد مسرعاً وهو يحمل لهم 3 أكواب في كرتون صغيرة وناولها

جواهر التي وضعتها في حضنها ثم أعطت أمها كوب القهوة وأخذت لنفسها كوب

الشاي وهي تتصنع الغباء وسألت سالم : احنا قلنا 2 بس ..ليكون جبت لي واحد

زيادة؟؟

سالم : لا يا ظريفة ....عطيني اياه يلا...

ناولته كوبه وهي تبتسم ...

سألها: الساعة كم موعدكم بكرة ؟

جواهر: الساعة 1 الظهر..

سالم : زين عشان اشبع رقاد ..قعديني الساعة 11 ونص ...

جواهر: شحقه ؟؟؟ عندك المنبه في الجوال والا كلم الاوبوريتر تقعدك ...ايه والله

اقعده!!! لين رجعنا الدوحة بزوجك عشان مرتك تقعدك ...

سالم: وشو ... ( واخذ يفك أذنه ) ما اسمع ... شقلتي ؟؟؟

جواهر: بزوجك ... غصباً عنك.. لين متى بتم طايح بجبدي؟؟

سالم: يعل جبج البط ...تبغين تورطيني عشان تفتكين مني !!! بقعد على قلبج..

جواهر : عاد أنا شايفتلك ذيك البنت اللي تطيح الطير من السما ...

سالم: وان بعد شايفلج ذاك الرجال اللي اسكتي وبس الناس كلهم يحلفون براسه..

جواهر: من يعني ؟؟ الشيخ حمد ؟؟

سالم : لا ...دريولنا رفيق ...

جواهر: قم...قم.. قامت عصبانك ...الشرهه علي أنا اللي قاعده مع واحد مثلك..

اخذ يضحك عليها بصوت جهوري والمارة يحدقون فيهم ...


في نفس الوقت في الدوحة


كان سيف جالساً مع والدته في الصالة يشرب معها القهوة ويشاهد معها التلفاز

ولكنه كان سارحاً بخياله ...( شلون بستحمل غيابها الطويل جان من اول يوم

ضاقت فيني الدنيا ...!!!هيييييه الله بيعين ...من يقول أني انا اقعد هنيه وسلوم هو

اللي يسافر معاها...وهذا بعد ملقوف من طق طبله قال أنا قبله....)

أم سيف : سيف ...يبه شفيك؟؟

سيف وقد توقف تفكيرة : لبيه يمه ..تبغين شي؟

أمه : صار لي ساعة اكلمك وانت ما تسمعني؟

سيف: اسمحيلي يمه ...كنت افكر في قضية شاغلتني شوي...

أمه : عسى ما شر يبه...

سيف: ما شر ...شرايج أعد لج قصيدة حافظها ؟؟( اقترح مغيراً الموضوع )

خفضت أمه على الصوت والتفتت له معيرة كل انتباهها له وهي تقول : حي ذا

العين من قصيدك ...من زمان ما عديت علي شي منه ...

سيف: بس هذي قصيدة جاسم بن همام يمه ..مهب قصيدتي ... اسمعي ...




اخذ السنين اللي مضت معك وياك

ادع العواصف واستفز الأشرعه

بان الخريف وطارت اوراقك هناك

والصيف شاقه كل حلمٍ أزرعه

أكره حياتي يوم اناديك ملقاك

ملقا سوى شوقٍ حنيني يجمعه

وانا الذي ما طعت بك ذا ولا ذاك

قلي بربك حبنا من ظيعه ؟؟

أشره على قلبٍ بكا ليل ذكراك

قلبٍ أعاني كل يومٍ مصرعه

قل ليه جيت ؟ وبسمة الشوق بشفاك

ويـن انت يوم ان الليالي موجعه ؟

هـذي يميني ظمها وسط يمناك

ودع محبٍ لك ودادك ودعه

مات الشجر مابلله غيم دنياك

واقسم لك اليوم اوجعي ماتسمعه

والمشكلة ليلة وداعك وفرقاك

روحي تقول : أرحل معك ولا معه ؟‍‍‍



أم سيف : صح لسانك ...على هالكلام الزين ...كلام عاشق ...

سيف: صح بدنج يمه .. وهذا قصيد حبيب مفارق حبيبه..

أم سيف وهي تنظر له في عينه : متى بكحل عيني بشوفة عيالك يبه؟

سيف وهو يتنهد : قريب يمه ...أن شاء الله قريب...

أم سيف: يعني اروح اخطب؟

سيف : يصير خير ...للحين ماحان الوقت ...في شغله انطرها تخلص ولي خلصت

إن شاء الله بجي وبخليج تروحين وتخطبين...

أم سيف : ايه .....الله كريم ..






في المساء



كانت نوف تتحدث مع جواهر في الهاتف ...

نوف: اتصلي فيني اول ما تترتب اموركم في المستشفى ...ترى بنطرج...

جواهر: أن شاء الله ...

نوف: اقولج جوجو ... شتسوين لو بعض الناس طبو عليكم في لندن؟؟

جواهر: من قصدج يعني ؟؟

نوف : مافي بعض الناس الا هو ....عن العيارة...

جواهر بعد أن فهمت : أهههههه.. شدعوه !!!! فلم مصري؟؟؟ أروح لندن وبعدين

هو يلحقني ؟؟ بأي عذر ...مهب وقت إجازته للحين ...ولا في مؤتمر على حد

علمي ...

نوف: ما تدرين ...بين يوم ويوم يتغير كلللللل شي ...

جواهر: شقصدج ؟؟؟

نوف : ولا شي ...بس صج يعني.... كل شي يتغير..

جواهر : سبحان اللي يغير ولا يتغير ....



في اليوم التالي


دخلوا مستشفى ولينجتون والذي يقع بالقرب من مسجد ريجنت والحديقة أيضاً سأل

احمد عن أسم أم جواهر عند الاستقبال وقالت له رقم الغرفة في الدور الثاني وكان

سالم يدفع كرسيها وبجانبهم جواهر...استقلوا المصاعد وتوجهوا للغرفة.. كانت

الأرضية مغطاة بالسجاد المشمشي ومثلها كان الأثاث ....بدت الغرفة أنيقة وواسعة

لأنها في مستشفى فندقي أعطتهم الممرضة التي جاءتهم رداء وطلبت من المريضة

ارتدائه فخرج أحمد وسالم من الغرفة وأغلقا الباب خلفهما وبعد ربع ساعة خرجت

لهم جواهر تدعوهم للدخول مجدداً عندهم ...

reem99sh 13-06-08 09:06 PM




الجزء العشرون




في المستشفيات البريطانية كان هناك مواعيد للزيارة بالنسبة لمرافقين المرضى

ويتساهلون في مستشفىWellington مع أقارب المرضى الذين حالتهم تكون

غير حرجه فيمددون لهم الوقت ولكن لا يسمح لهم بالنوم فكانت جواهر تعود للفندق

كل ليلة مع احمد أو سالم أو كلاهما لتأخر الوقت حتى غادر سالم بعد انتهاء أيام

إجازته وطول إجراءات المستشفى الخاصة بالفحوصات والتحاليل كانت كلها

بمواعيد متفرقة وغير متتابعة والأولوية دائماً للحالات الحرجة فقط.


أقترح سالم عليهم تغير الفندق لبعده عن المستشفى وبعد البحث وجدوا اقرب فندق

هو the Danubius Hotel Regents Park لم يكن فاخراً ولكنه يفي

بالغرض فيكفي أن تقطع جواهر الشارع وتمشي نحو 150 متر بجانب سور ملعب

الكريكت Lord's Cricket حتى تصل للمستشفى...أخذها أحمد في جولة

مسائية في المنطقة للتعرف على المحلات والبقالات حول الفندق...أخذوا لهم جناح

حتى يجدوا شقة ملائمة ونام أحمد في الصالة...


بعد أسبوع

كانت الساعة التاسعة والنصف عندما خرجت جواهر بهدوء من الصالة بعد أن

تناولت كوب من الشاي بالحليب وهي تجهز في غرفتها حتى لا توقظ أخيها

وتوجهت نحو المقهى الصغير بجانب الفندق والذي اكتشفت أن صاحبه لبناني

واشترت من عنده 3 قطع من الكرواسان الطازج وعرجت على البقالة التي بجانبه

واشترت من البائع الهندي جرائد عربية وعادت لبهو الفندق لتخرج من الباب

الخلفي وتمشي للمستشفى ...كانت لا تستطيع مقاومة رائحة الكرواسان فتخرج

واحداً من الكيس الورقي وتتناوله بسرعة وهي تمشي حتى تنتهي منه عند البوابة

وتمسح فمها بمنديل ثم تدخل وتلقي التحية على عاملة الاستقبال وتتوجه

للمصاعد... كانت تلتقي بالكثير من الخليجين أما جالسون في البهو أو عند

المصاعد أو في المصاعد نفسها كانت تلقي السلام دائماً على السيدات وهي تمشي

بسرعة حتى لا يتم إيقافها ...لم تكن ترغب بتوطيد أي علاقات اجتماعية هنا لذا

كانت تهرب باستمرار من أي تجمعات نسائية ..

دخلت على أمها وهي تبتسم وتسلم ...:السلام عليييييييكم ..

ابتسمت أمها بدورها وهي ترد السلام...

قبلت جواهر أمها على رأسها ثم وضعت الأكياس على الطاولة وجلست على

الكرسي بجانب السرير وقالت : شحالج اليوم يمه..؟

أمها : الحمدلله .

جواهر: تريقتي ؟؟ ( كانت تسألها وهي تعلم جيداً بأنهم يقدمون لها الفطور يومياً

في الصباح الباكر)

أمها : ايه ...الحمدلله على النعمة ...

أمسكت كفها والمثبت فيها إبره وسألتها : خذوا دم منج اليوم؟

أمها :ايه يمه خذوا وما قصروا سحبت النرس الدم ودحبت اربع غراش صغار..

جواهر: خذاهم الله قولي امين ....يا مكثر ما ياخذون دم منج!!!

أمها: استغفري ربج يابنتي مهب زين تدعين ...

جواهر: عادي ..تجوز عليهم الدعاوي..المهم جا مسلسلج والا للحين؟

أمها : بعد شوي...

كانت أمها تتابع مسلسل سوري على قناة ابوظبي والتي تبث هناك مع بعض

القنوات العربية..دخلت عليهم الممرضة وأخبرتهم بأنهم سيجرون لأمها الترا ساوند

في الطابق السفلي وسيذهبون إذا اتصل لهم التقني المسئول..


مرت الأيام عليهم ببطء شديد وضجر أحمد من الوضع فقد كان يستلقي على الأريكة

ويشاهد التلفاز كل نهار وفي المقهى كل مساء ...كان دوره محصور بمروره عليهم

قبل أن يذهب للمقهى أو يكسر روتينه بشراء غداء له ولأخته ويأخذه لها ويقضي

ساعة معهم قبل أن يتركهم..


وفي مساء أحد الأيام وهو عائد مع جواهر اقترح عليها: شرايج نروح نقعد في

مطعم أنتي من جينا لندن مارحتي مكان غير المستشفى....؟

جواهر: مالي خاطر في شي ...تدري بي ما احبها هالبلد..

أحمد : امشي تعالي ماحبها وماحبها ...هي عاد ماتدانيج في عيشة الله... من زين

باريس ...شرايج إنها ماتعجبني ...ماعلي منج امشي معاي انا متملل وابغي اكلمج

في موضوع والمطعم في اخر الشارع والجو حلو يله اشوف...

عبر الشارع وهي خلفه تسرع الخطى وتصرخ : أي مطعم هاللي ميت عليه؟؟

ابتسم أحمد وقال : مطعم ايطالي صاحبه مصري ...

جواهر وهي تمسك يده ليبطئ خطاه : مصري ومطعم ايطالي!!! ما تركب ..

أحمد : أنا ماكل فيه من قبل والجرسونات جنهم من ايطاليا بيعجبونج بهذرتهم...

مشوا في شارع بيكر وقبل أن يصلوا إلى Selfridges وبجانب محطة نفق شارع

بيكر وقف أحمد أمام مطعم أسمه Little Italy على الرصيف كانت هناك اربع

طاولات اثنتين في كل جانب محاطة بسياج من الشجر القصير اختاروا طاولة على

اليمين وجلسوا فيها وجاءهم من داخل المطعم جرسون حياهم بابتسامة وقال وهو

يقدم لهم قائمة الطعام : Hello

أحمد: شحالك يارجال ؟؟

الجرسون :What ?

أحمد: I said how are you?

Fine thank you sir…would you like to order our today’s

special or you want to look at the menu.

القوا نظرة على القائمة واختاروا لهم بيتزا مارغريتا ...ألقت جواهر نظره على

رجل يجلس على الطاولة المجاورة ممسكاً بلاب توب في حضنه يكتب شيء ثم يقرأ

ويقهقه ثم يعود للكتابة ...كان يبدو مجنوناً ولكنه كان يمضي وقته في برنامج

محادثه وفي الجانب الأخر كان هناك فتاتان تتقاسمان بيتزا واحده والهم واضح على

محياهم...نظرت الى أحمد : الحين لو كنت قاعد في أي كافيه في باريس بتحس

بهالتلوث ؟؟؟ نسبة التلوث زادت في لندن بشكل قياسي لدرجة انهم كاتبين اليوم في

التايمز يطالبون بتحويلها الى مدينة مشاة بدون سيارات ولا باصات عشان يخف

التلوث من الجو...

أحمد: إنا لله وإنا اليه راجعون أنا عاجبني التلوث ...أقول جوجو ..شرايج تتزوجين

فرنسي وتعيشين معاه هناك؟؟

جواهر: مستحييييييل ....أنا أتزوج فرنسي !!!!

أحمد بلؤم: عيل تزوجي قطري..

جواهر: يصير خير خله يجيني اول...

أحمد:جاج خلاص...

جواهر وقد احمر وجهها : من اللي جاني..؟

أحمد: سيف ..خطبج مني قبل لا نسافر وانا وعدته اخذ راييج..

جواهر : انت تشوفها عدله أني اتكلم في هالموضوع وامي في هالحاله!!!

أحمد: وعشان امج في هالحاله أنتي لازم تفرحينها قبل لا تسوي العمليه..لازم

تتطمن عليج ...امج دايماً توصيني عليج ودها تشوفج عروس قبل لا يصير فيها

أي شي ...وأنا اقولج الرجال ما ينرد وأنا موافق عليه...

جواهر: افهمني يا احمد ..أنا ماقدر افكر في أي شي غير أمي ومرضها ..

صدقني..

أحمد: كيفج..انا قلتلج الرجال مافيه مثله ومني براده ...

أخذت تفكر في حديثه ولم تكمل عشائها بل أخذت تعبث بطبقها كعادتها إذا كانت

تفكر...


بعد كم يوم

كان أحمد في غرفة المستشفى ينتظرهم بعد أن ذهبوا لعمل بعض الاشعة التي

قررها الطبيب ...نهض من مقعده عندما دخلوا والممرضه تدفع ام جواهر سلم

عليها وساعدها للصعود الى سريرها وأخذ يسأل الممرضه عنها ...

أخذ ينظر الى جواهر التي تحاشت النظر اليه ثم التفت الى امها وقال: ماباركتي حق

جواهر يمه...

ارتسمت علامات الحيره عليها ونظرت الى جواهر ثم الى أحمد متسأله: على وشو

يمه؟

أحمد: جواهر انخطبت يمه...خطبها رجال في خير وهو رفيقي ومديرها في نفس

الوقت ...

رفعت جواهر رأسها ونظرت له بغضب بدون أن تتكلم...

فهم أحمد نظرتها ولكنه تجاهلها واكمل: خطبها مني قبل لا نسافر وأنا كلمت جوجو

عنه وقلتله أني موافق عليه وأنها ماراح تلاقي أحسن منه...

أم جواهر: تعرفه عدل يمه؟؟


أحمد: لو سارة بنتي كبيرة كان زوجته اياها بس هي مهب حوله أصغر منه بواجد.

أم جواهر: مدامك ضامن هالرجال وضامن أنه بيسعد بنتي توكل على الله وأنا بعد

موافقة بس بعد لازم تاخذ راي اختك وماظني بتعارض اهلها اللي يحبونها ويخافون

على مصلحتها ...وبعدين سارونه ابغيها حق ولدي سالم لا تقرب حد غير سالم ...

سمعتني يمه؟؟

أحمد: إذا ...إذا سالم بغاها ....هذا ما يبغي حد يجيب له طاري العرس ابد..

أم جواهر: ما عليك منه...عقب ماتكمل سارونه الثانوية بيكون شبع من الهياته

ويبغيله مره سنعه تضفه ...وماله غير سارة ...

جواهر: وإذا هي مابغته؟؟؟؟

تجاهلها أحمد وقال : يصير خير ...أنتي كلميه لي رجعنا الدوحه وشوفي شيقولج..

صدقيني بيفشلج...

أم جواهر: هذا ولدي اللي مربيته وإذا قلته اني ابغي له ساره مهب قايل شي..

أحمد: الحين انتي خلصي من بنتج قبل واقنعيها وبعدين تفرغي حق سلوم...

أم جواهر: قلتلك مهب معارضتنا ...ودي اشوف عيالها قبل لا اموت..

قفزت جواهر من مكانها وأمسكت يد أمها وهي تقول: اسم الله عليج يمه لا تفاولين

على روحج...

أم جواهر:الموت حق على كل حد وانا مؤمنه أن الله لي راد ياخذ امانته محد بيرده

عنها...

جواهر: صادقه لكن بعد لا تفاولين على عمرج ...ترضين تروحين وتخليني

بروحي!!!

أم جواهر: عندج اخوانج ورجالج....وبعدين بيصير عندج عيالج...

جواهر: زوجتيني وخليتيني اجيب عيال بعد...

أم جواهر وهي تبتسم : وبيطلعون عيالج شيوخ لأنج أمهم يا بنتي....

حضنت جواهر أمها بقوه لتجبرها على عدم أكمال حديثها ...


في المساء وهي على سريرها تتحدث مع نوف بالهاتف وتخبرها بأخر الأخبار

جواهر: يحطني قدام الامر الواقع ....يحر ولا راح اكلمه ...

نوف وهي تضحك: صراحة...عجبني..

جواهر: لا تسيخيفين انتي بعد ..كيف يعني عجبج؟؟

نوف: لأنج ياحبيبتي ماتنعطين وجه...هو ما قالج بزوجج الحين ...هو قال أنه

موافق على سيف ...وامج موافقة ...وبعدين حتى أنا موافقة عليه ..وانتي أصلاً

ماتقدرين ترفضينه ...نسيتي يوم تتحسفين على اللي سويتيه فيه يوم خطبج وقلتي

لو يبغيني بيرد يخطبني ؟؟ هذا هو رد وخطبج ومالج أي عذر ... ردوا على الرجال

باسرع وقت ممكن ... لاتغربلينه اكثر تراه ممكن يطفش..

لم ترد جواهر ولكنها كانت تفكر بكلام نوف لها...

نوف: جوجو...الو ...ترا هذي مكالمة خارجيه وبفلوس مهب مثل عندنا ببلاش..

ردي علي ولا تفكرين الحين فكري لي سكرتي...

جواهر: أن شاءالله عمتي..

نوف: غصباً عنج...



في نفس الوقت في الدوحة

كان سيف يجلس مع سعيد على شاطئ البحر بالقرب من مشروع اللؤلؤة الجديد

وأضواء المشروع تنعكس على سطح الماء وبدت الفلل التي جهزت في أروع حله

وباقي الأبراج جاري العمل فيها وكانت كخلية النحل كسر الهدوء الذي كان يعم

المنطقة من قبل لكن هذا لم يردع سيف عن القدوم فقد كان يحب هذا الشاطئ

بالذات لقربة من المدينة...

سعيد: مشروع ضخم صح ؟؟؟

سيف: مشروع مزعج خرق هدوء المنطقة ...

سعيد: حد يقول هالكلام عن استثمار بهالحجم بيفيد البلد؟؟؟

سيف: صل على النبي ...لا تشتط واجد بيفيد راعيه....

سعيد: ياخي انت مهب طبيعي يعني اللي بيسكنون هنيه من وين بيتقضون

أغراضهم ووين بياكلون ومن وين بيتشرون هداياهم؟؟؟

سيف: مالي شغل ...روح اسألهم دامك هالكثر مهتم...

قبل أن يرد لاحظوا سيارة بيك اب بيضاء تقترب من الشاطئ ووقفت على طرف

الماء والناس ينظرون....في ثانية زلقت السيارة وأصبحت في الماء ...

اقترح سعيد: نروح نفزع له؟؟؟

سيف: خله يولي...ان شاء الله تطلع سيارة معازيبه ويلعنون قفده...عيل هذي

سواه يسويها؟؟؟

سعيد: نروح نعطيه فول ليت عشان يصرف عمره...

سيف: مافي داعي شوف "الشميمه !!!" سبقوك...حبربش مثله...

اقتربت سيارة لاند كروزر من الماء وخرج السائق يصرخ: عندك قلص؟؟

نزل سائق البيك اب وخاض برجليه في البحر ليصل لسائق الكروزر وتناقش معه ثم

اخرجوا حبل كبير وتم سحب السيارة من الماء في لحظه...عندها التفت سعيد على

سيف وسأل :انت ماتقوللي شفيك؟؟؟ ليش كله معصب ؟؟ مايسوى علينا الملكة

اليزابث ماردت عليك للحين....

سيف وهو يقف وتبدو عليه الضيقة: ما ردوا علي يا سعيد .. هذي ثاني مره...

تعرف وش يعني ثاني مرة ؟؟ لو ما رضت علي هالمره بطلب نقلي من الإدارة..

سعيد: نقل مرة وحده!!!

سيف: مستحيل باقدر اواجهها وهي رافضتني زوج لها...

سعيد: وانت ليش تفاول على عمرك ليش هالتشاؤم كله؟؟؟ أنا واثق أن أحمد بيتصل

فيك هاليومين وبيعلمك انهم موافقين وساعتها تعزمني على عشى في دبي.

سيف: لندن أحسن ...

سعيد: لندن ..لندن المهم على حسابك ...وفالويك اند أنا ماعندي اجازة...خاشها

حق شهر العسل...

سيف: عندنا سفرة بريطانيا عقب أسبوع مع مدير المختبرات فيه برنامج مهم لازم

نروح نفاوضهم عشان نشتريه لأنهم ما يبغون ينشرونه ونبغي واحد مهم الحين..

سعيد: أنا قايلك أنها لعبه عندكم ...كل مابغيتوا تغيرون جو رحتوا على حساب

الوزارة لا وهالمرة جات عالكيف ...مهمة عمل عند الحبيبة...

سيف: للأسف...البرنامج موجود في ادنبره في استكتلندا ...يعني في المملكة

المتحدة على قولتهم ..

سعيد: وش هالبرنامج اللي يخليهم يطرشونكم تشترونه ؟؟؟

سيف: برنامج امني حق تحليل الجرايم ...يفحص الادله اللي نجمعها في أي جريمه

وبعدين يتوقع اللي يصير...

سعيد: شهالخريط....يفحص ويتوقع!!!

سيف: مالي بارض اناقشك هذي تقنية جديدة ما يقدر الشخص العادي اللي مثلك أنه

يستوعبها...قم خل نرجع البيت سندروني هالعمال وحفرياتهم...

هز سعيد رأسه وهو يقول : الحمدلله والشكر ...الله يعينا عليك لين ترد عليك

الحبيبة...

لم يرد سيف ولكنه سرح يفكر في جواهر وعن المعاناة التي عاشاها بسببها ( ان

الله راد وتم الموضوع وتزوجتها بكفخها تكفخ ...بخليها تعرف شسوت فيني ..

مهب كفاية مسافرة عني لا وبعد ماردت للحين ... شاللي مأخرها هذي ماتعرفني

يعني ؟؟؟ ماتذكر يوم اكلمها ؟؟؟ والا مشغوله بأمها مسكينة...؟؟ يمكن صج

مشغوله بأمها واحنا اللي متفرغين نفتح معاها موضوع مهم مثل هذا؟؟؟ آههه)

خرجت منه تنهيدة حارة سمعها سعيد ولم يعلق بل رأف لحال صديقه ...



تقررت العملية بعد أسبوع وكانت سهلة كما شرح لهم الجراح عندما زارهم أخر

مره ويجريها بشكل يومي في هذه المستشفى أو غيرها فقد كان استشاري زائر

لعديد من المستشفيات البريطانية ...

كانت جواهر تصطحب أمها كل عصر إلى حديقة صغيرة قريبة من المستشفى بإذن

من الطبيب وهي على كرسيها المتحرك وتأخذ معها فول سوداني تطعم به السناجب

المنتشرة هناك والتي تتسلق الأشجار وتعبر من شجرة إلى أخرى على الأغصان

المتشابكة......لقد الِفَت يد أم جواهر الممدودة لهم بالطعام وأصبحوا يقتربون منها

أكثر في كل مرة حتى وصل احدهم إلى قدمها كانوا يقضون لحظات مميزه في هذا

الوقت وينسون فيها المرض...وبما أن هذه الحديقة هي أقرب للمستشفى من

ريجنت بارك فقد امتلأت بكبار السن ولاحظت جواهر هذا اليوم عجوز بعمر جدتها

شعرها ابيض كالثلج وتمسك بيد زوجها الأكبر سناً منها وهو يتعكز على عصا

واستغرقوا وقتاً طويلاً ليصلوا إلى اقرب مقعد خشبي فارغ. تمنت في سرها أن

تكون عندما تكبر مثلهما وفكرت ( ممكن سيف يتم معاي لين يصير شعري ابيض

مثلها ؟؟؟ بنحب بعض مثلهم ؟؟؟ والا بيتزوج وحده ثانية عقب ما يضمن أني صرت

زوجته ؟؟؟ بيصير مثل ابوي الزواج عنده لعبه ... يركض ورا نزوات مايعرف وين

توديه ولا من بيجيه عقب ...جابنا كلنا ولا درا عنا ...هل يا ترى لو تزوجنا

بتستمر مشاعره بنفس القوة والا بيتملل مني مثل ما أبوي كان يتملل من زوجاته؟؟

يمكن هو غير ... حتى محمد كنا نحسبه غير لما خطب نوف بس طلع نفس الشي..

الرجاجيل كلهم نفس الشي .. بس سيف يحبني ...هو قالي اني الزوجة اللي كان

يتمناها طول عمره...بس ماقال انه يحبني!! يحبني؟؟؟ كأني صدقت روايات دانيل

ستيل اللي اقراها وظنيت ان فيه رجل بيعترف بحبه لي ولا قطري بعد!!!! ) أخذتها

أفكارها بعيداً حتى عن أمها..






في مساء نفس اليوم

سألها أحمد : تأخرنا على الرجال وهو للحين ينطر .. شقوله ؟؟ موافقة تتزوجينه

والا يروح يشوف له غيرج؟؟؟


ام جواهر: شهالكلام يبه !!! ( التفت الى جواهر واكملت ) جوجو بتريح قلبي

وبتوافق ....ماراح تخليني اسوي العملية وانا للحين ماتطمنت عليها ...اسمعيني

يابنتي كان تبغيني اموت وانا راضية عليج بتوافقين على هالمعرس ...

جواهر وهي تحضنها : اسم الله عليج يمه لا تفاولين على عمرج ....

أحمد: يعني ؟؟؟؟

جواهر: اكرهك .... وعمري ماراح ارجع احبك ....

أحمد: أنا راضي أنج تكرهيني الحين وتوافقين على سيف... بس بعدين لي

تزوجتيه... غصبٍ عنج بترجعين تحبيني لا وبعد بتتأكدين أني ما ظلمتج معاه....

أنا اعرف مصلحتج أكثر منج وأعتقد أنا احنا خليناج تسوين اللي تبغينه طول عمرج

وماقلنا شي...بس هالمره الرجال مايتعوض وانتي معادج صغيرة ... جواهر أنا

اخوج العود واحبج أكثر من ما تتصورين واظن انج تعرفين معزتج عندي عدل اكثر

من كل خواتج ...

أومأت جواهر برأسها وقالت : كلامك صحيح ياخوي ... أنا موافقة على الخطبه

لكن كل شي مأجل لين ترجع أمي بالسلامة...

أحمد: هذا الكلام العدل ...هذي جواهر اللي اعرفها ... مبروك يا اختي ياحبيبتي..

أم جواهر: مبروك يمه ... والله انج فرحتيني... الله يعطيني العمر واشوف عيالج..

أحمد وهو يبتسم : وعيال عيالها أن شاء الله..

التفتت جواهر إلى الحديقة وتأملتها من خلال نافذة الغرفة وسرحت في حياتها بعد

اتخاذها مثل هذا القرار...


ما أن وصل أحمد إلى بوابة المستشفى الخارجية حتى اخرج هاتفه النقال واتصل

في سيف الذي كان عائد للمنزل في سيارته...والذي أوقف سيارته بجانب الطريق

عندما شاهد أسم أحمد على الشاشة...

أحمد: السلام عليكم ...

سيف: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته هلا والله بأهل لندن...

أحمد: بالمهلي ...شحالك يابوهناد وشحال سعيد والربع كلهم؟؟

سيف: بخير جعلك بخير الجميع ينشدون عنك..طمني شحال عجوزكم؟؟

أحمد: نحمد الله خلصت كل فحوصاتها وعمليتها بعد اسبوع بأذن الله..

سيف: الله يقومها بالسلامه..ويطمنكم عليها..

أحمد: ابغي منك البشارة..

سيف وقد أحس بالدم يندفع بقوة في قلبه: تبشر ...ابشر ...اللي تبغيه..أي شي..

ضحك أحمد على تلعثمه: الأهل وافقوا على الزواج بس على شرط واحد..

أحس سيف بالملل وفكر( وش شرطه بعد؟؟؟ ) ولكنه تمالك نفسه وقال: تشرط

باللي تبغيه وانا حاضر..

أحمد: نأجل كل شي لي ما يرجعون البلاد بالسلامة....هذا شرط الرضيعة...


سيف وهو يأخذ نفساً عميقاً وكأنه يزيح حملاً ثقيلاً من على صدره:بس!!! شي

طبيعي مايصير شي لين ترجعون بالسلامة لازم ننطر عجوزكم تخف من مرضها

بأذن الله...على فكره...انا عندي مهمة رسمية الاسبوع الجاي جنبكم ...

أحمد: فرنسا!!

سيف :جان زين ... ادنبره...

أحمد: حلو...لي خلصت مر علينا عيل..

سيف: ماظن اقدر بس باحاول ..

أحمد: يا اخي تعال مليت من مشاهد نفس الشَيف كل يوم ...ضاق صدري على

الاقل لي جيت بلقى حد عدل اقعد معاه...

سيف: أن شاااااااااااءالله ...عشان خاطرك يالنسيب بعبر لك البحر سباحة..

أحمد : ههههه سباحة عاد !!! بدينا بالتحيلق من الحين؟؟؟ اللي اعرفه أن ادنبره

في نفس الجزيرة البريطانية...

سيف: يا رجال بجيك في قطار ولا تزعل ...

أحمد: لا تعال في طيارة اسرع ....وعن الحركات الماصخة بنطرك اول ماتوصل

بلادكم اتصل...

سيف: إن شاء الله والغنيمة...كم أحمد عندي أنا ؟؟؟بس واحد..

دخل سيف على أمه وهو يصرخ ويناديها :يمههههههه..

ردت عليه من الصالة الداخلية : أنا هنيه يمه ...

دخل إلى أمه وهو يبتسم ملء شدقيه وقبلها على رأسها ثم حضنها بقوة وهو يقول:

باركيلي يمه...

أمه بلهفة : مبارك يبه ..

سيف: وافقت يمه...وافقوا على الخطبه..

أمه: بالمبارك ... متى أروح اخطب رسمي؟؟ يوم الخميس ؟؟

سيف : لا يمه تو الناس...البنت مع أمها في لندن ..مريضه بالقلب...

أمه : الله يشفيها ويشفي كل المسلمين ...بس هي من بنته؟؟؟

اخبرها سيف وهو يقف ليصعد لجناحه ويتصل في سعيد وفكر وهو على الدرج

يصفر بأن يبعث له الخبر على شكل رسائل يرسلها لهاتفه النقال ...وفعلاً بعد أن

بدل ثيابه وارتاح على الأريكة امسك هاتفه وكتب ( يسلم عليك أحمد) وأرسلها واخذ

ينتظر الرد...ثواني وجاءه الرد ( الله يسلمك ويسلمه ...ماتقدر تنطر لي بكره ؟؟؟

لازم تزعجني وانا اتكلم مع مرتي حبيبتي!!! ) ابتسم سيف وكتب( هالمره غير..

ماقدر انطر ... ) رد عليه سعيد ( أي شي ينطر لي بكره.. ويله روح ارقد تراك

ازعجتنا ...) كتب سيف( معليه ...الحين أنا ازعجتكم!!! شوف من اللي بيعلمك ...

لو توديني بحر جميرا مني بقايلك اللي عندي) رد سعيد (بتقول وغصباً عنك ...

بس مهب الحين )

استاء سيف من تصرف سعيد وفكر( لهالدرجة مايقدر يهدها ولا حتى دقيقة

ويكلمني ...) فكتب ( خلها تنفعك أنا بكره من الصبح بروح دبي بروحي )


ثواني ورن هاتفه وشاهد أسم سعيد على الشاشة فلم يرد وعاد الرنين مرة أخرى

فرد عليه بثقل وهو يقول : الووووووو...

سعيد: مسرع مارقدت ... مَحلاك مسندرني بالمسجات...مَحلاك رقدت !!!!

سيف وهو يتصنع النوم: سَعود شتبغي هالحزه....؟

سعيد: شيوديك دبي بكره أنت قايلي انك بتروح لندن عقب اسبوع ؟؟؟

سيف: قصدك ادنبره....

سعيد: تصلح لي يعني مهب راقد قم قم يله وقوللي السالفة خلني ارجع حق حبيبتي.

سيف: حبتك خدامة جيرانا الساحرة...

سعيد: والقايل ان شاء الله... خلصنا مادري متى بنفتك منك ومن سندارتك وتطيح

بجبد مرتك...

سيف: قريب أن شاء الله لي ردوا من لندن..

سعيد بصوت عالي: احلف ؟؟؟ وافقت ؟؟؟ لو اعرف ألوللش جان لولشت بس معليه

بخلي غيري... مبروك ياخوي ....تستاهل والله ...قوللي بالتفصيل ...

سيف: وحبيبتك ؟؟؟ بتتاخر عليها ؟؟؟

سعيد: ماعليك انت..قلتلها هذا واحد من الربع ماتت ناقته ويصيح عليها لأنها

عزيزة عليه...

سيف: بدينا بالكذب؟؟؟ المهم الرجال قال لي أن المره عندها شرط وصراحة احتريت

بعد بتتشرط ...وطلعت أني ظالمها وهي شارطه أن مايصير شي قبل لا يرجعون

بالسلامة البلاد... قلته شي طبيعي ...يعني مثلاً بودي الملاج معاي لندن يملج

علينا!!!! المهم الرجال طفران من القعدة بروحه ويبغيني امر عليه مايدري أن

أدنبره بعيدة ...

سعيد: ماعليك أنت من هالخرابيط...بتمر عليه حتى لو المسافة 5 ساعات بينكم

عشان تكحل عينك بشوفتها ...

سيف: شوفة من ؟؟؟؟


سعيد: الملكة اليزابث يعني بعد من!!!

سيف: عمتك وتاج راسك ...

سعيد: هذا اول ... أيام الانتداب البريطاني والغوص .... الحين أنا عمها وتاج

راسها...

سيف: تخسي ...روح ....روح...دام النفس عليك راضية...



بعد أسبوع

وصل سيف ومعه مدير المختبرات الى مطار ادنبره الدولي بعد توقف ساعتين في

مطار هيثرو لتغيير الطائرة وعندما نزل على سلم الطائرة رأى برج المراقبة وشكله

الغريب فقد بني على شكل كأس العالم لكرة القدم ...وتعجب عندما رأى سكة حديد

للقطارات بجانب سور المطار ...كان الجو غائماً ويبدوا أن السماء قد أمطرت قبل

وصولهم.... بعد أن انتهوا من إجراءات الوصول في مطار صغير نسبياً ولكنه

أفضل من هيثرو كما فكر استقلوا سيارة أجره إلى الفندق الذي حجزوا فيه واسمه

The Glasshouse, Edinburgh's Boutique Hotel

كان يقع في وسط المدينة وتوقفت السيارة أمام بناء غريب تداخل فيه الطراز

الحديث مع الطراز القديم كأنهم بنو بناء زجاجي حول قلعة صغيرة من القرن السابع

عشر...غرفته كانت واسعة ذات نوافذ كبيرة تطل على حديقة صغيرة وذات أرضية

خشبية وكانت مريحة بشكل عام...بدل ثيابه وصلى ثم استلقى على سريره الخشبي

وأخذ يُقَلب في قنوات التلفزيون...



في المساء

كانت جواهر تتحدث مع نوف ...

نوف: وانتي شدراج أنه جاكم؟؟

جواهر: سمعت أحمد يكلمه في التليفون وعقب ماسكر علمني أنه في مهمة في

أدنبرة...

نوف: اها يعني مهب في لندن....جات غلط هالسفره كان لازم يضبط نفسه عدل

ويختار الجهة الصحيحة...

جواهر: أي جهة أي خرابيط ...هذا حتى ما مر علينا ترانزيت...

نوف: وأنتي شحارج!!!! الريال عنده شغل مهب فاضي...

جواهر: توقعته بتعذر بأي شي وبيجينا...

نوف: والله ما عرفنالج!!! انتي مارفضتيه وقلتيله اقلب وجهك انت متفرغ ؟؟ ويوم

كلم اهلج اشترطتي ان مايصير شي لين ترجعون؟؟؟ خلاص هو فهم ..

جواهر: وش فهم ؟؟؟

نوف: اقول...انتي شفيج مقفله اليوم ؟؟؟

جواهر: مادري شفيني قلبي يعورني ...يمكن عشان عملية امي بكره الصبح..

نوف: الله يقومها لكم بالسلامة...انتي عاد لاتصيرين متشائمة هالشكل... قال

الرسول صلى الله عليه وسلم ( تفاءلوا بالخير تجدوه )..

جواهر: أن شاء الله أن العملية بتنجح ...الجراح يقول سهلة ويسويها كل يوم..

نوف: خلاص عيل تعوذي من الشيطان وروحي ارقدي وبكره بنطرج... متى ما

بغيتي اتصلي...

جواهر: ادعي لها نوفه...

نوف: ادعي لها في كل لحظه ...يله تصبحين على خير حبيبتي..



في اليوم التالي

توجه سيف ومن معه إلى جامعة ادنبره حيث يقع مركز جوزيف بيل والذي طور

فيه علماءه البرنامج الأمني لإحصاءات الطب الشرعي أغلب المباني كانت قديمة من

القرن الثامن والتاسع عشر....قضوا هناك أغلب اليوم ...


في نفس الوقت في لندن

كانت جواهر تقفل القرآن كل عشر دقائق وتسأل أحمد: ماجنهم تأخروا؟؟؟

فيجيبها أحمد: تو الناس قالوا لنا 3 ساعات وللحين ماخلصت ساعة...

فتعود لقراءة القرآن ثانية...كانت غرف العمليات بالقبو مع غرف العناية

الفائقة والإنعاش وهناك ممرضه عجوز بدينه من دولة افريقية في الاستقبال ولكنها

لا تعلم شيئاً مما يحدث في الداخل خلف الباب المغلق عندما انتهت المدة وقفوا

ينتظرون أمامها حتى جاءهم الجراح بوجه مبتسم وهو يخلع غطاء الرأس ويمسكه

بيده ويخبرهم عن نجاح العملية وأنهم تأخروا لأنهم اكتشفوا تهتك جدار أحد

الشرايين وأخذ ينزف وأنهم نجحوا في إيقافه ويجب عليهم الانتظار لساعة قبل أن

يدخلوا عليها ... بعد ساعة أدخلوهم للاطمئنان عليها فقط لدقائق على أن ينقلوها

لغرفتها وفعلاً سبقها أحمد وصعد لينتظرها في الغرفة وبقيت هي أمام باب غرف

العمليات... وبينما هي واقفة حضر رجل خليجي في الثلاثينات من عمره وأحست

أنه يرغب بأن يتكلم معها ثم انصرف وبدا مترددا أمام المصاعد ...فجأة عاد ونادى

جواهر: لو سمحتي....

التفتت عليه جواهر وقالت: نعم..

الرجل : تعرفين انجليزي صح؟؟

جواهر: أي خدمه؟؟

الرجل: أختي مسوين لها عملية في ظهرها وهذي العملية الثانية وقايلين لنا أنها

ممكن ماتنجح...وطولوا وانا احاتي اختي هي ماتعرف انجليزي بعد وودي اتطمن

عليها واعرف عن نتيجة العملية...

فكرت جواهر( كم هو صعب جداً أن لا يتقن هذا الرجل بعض من المفردات التي

تساعده في موقفه هذا وحمدت ربها على النعمة)


عادت للممرضة العجوز وحاولت معرفة أي معلومات لتطمئنه بها لكنها رفضت

بحجة أن الجراح عليه أن يطمئن المريض قبل أي أحد أخر....ترجمت كلامها للرجل

وأبدت أسفها لذلك....فشكرها وانصرف وعادت هي تنظر لساعتها وللباب حتى

شاهدت الباب يفتح والممرضين يدفعون سرير أمها عليه...

هرعت لها وأمسكت يدها وهم يدفعون السرير داخل المصعد ودخلت رغماً عنهم

لاحظت أن تنفس أمها هادئ ومستقر وكأنها نائمة اطمأنت ولكنها لم ترفع ناظريها

عنها حتى استقرت على سريرها بغرفتها...كان أحمد يتحدث في هاتفه بجانب

النافذة وبصوت منخفض وعندما انتهى من المكالمة كان الضيق واضح على وجهه

ولكنها لم تسأله...بعد ساعة فتحت أمها عينيها ببطء وعندما شاهدت ابنتها ابتسمت

لها مما أراح جواهر كثيراُ فقالت : الحمدلله على السلامة يمه..

هزت رأسها وأدارت رأسها ولمحت أحمد فابتسمت أيضا ..

جواهر: الدكتور ملزم أن احنا مانتعبج باي شي حتى بالكلام....ارتاحي يمه

وارقدي...

عندما أغمضت عينيها خرج أحمد من الغرفة واتصل في سالم : السلام عليكم..

سالم : وعليكم السلام ... شحال أمي مزنه؟؟ طلعت من العملية..

أحمد: طلعت والحمدلله بخير افتحت عيونها وشافتنا وابتسمت...

سالم : الحمدلله...زين اتصلت توني كنت ماسك التلفون بتصل بس خفت القى

جواهر تصيح وانا ما استحمل الصياح ابد...

أحمد: انا متصل ومتوهق... عبدالله مسافر وعبود مريض وايد والمره كل يوم في

الطواري ومافيه فايده وانا هني ...

سالم: أنا اخوك يا احمد... امر...

أحمد: مادري... تعرف الدكتور شحاته؟؟؟

سالم: دكتور الاطفال ماغيره؟؟؟

أحمد: ايه...

سالم : هذا كان دكتوري يوم أنا بزر...شفيه؟؟؟

أحمد: ولعنه ... شيبه تراه؟؟؟

سالم : لا هو كبري بس متنكر... اكيد شيبه هذا يشتغل في الدوحة قبل ما انولد...

أحمد: المهم...كلمه وجيبه البيت خل يشوف شالسالفه

سالم: ولا يهمك ... الحين بكلمه ...وبجيبه البيت بنفسي برسم الخدمة بعد

شتبغي...؟؟

أحمد: تسلم يا سالم ....ما تقصر... خلك معاي وقوللي شالاخبار اول باول...

سالم: أن شاء الله....


فيما بعد


اتصل أحمد في سالم وسأله عن تشخيص الطبيب لولده فأخبره أن يشك بأن

جرثومة دخلت صدره وإصابته بالتهاب رئوي حاد ويجب أن يدخل المستشفى ليعالج

لأنها عدوى منتشرة ...وفعلاً أدخلوه المستشفى...تضايق أحمد لوضع أبنه وتضايق

أكثر لعدم وجوده معه...


في المساء

اتصل سيف في أحمد ...

سيف:شحال مريضتكم؟؟؟طمنا عليها؟؟؟

أحمد: ابشر نجحت عمليتها والحمدلله فتحت عيونها وعرفتنا..بس الدكتور قال أنها

لازم ترتاح وماتتعرض لأي تعب...

سيف: الله يطمنكم عليها ....على فكره أحمد ترى بمر عليك عقب كم يوم... محنا

مطولين هنيه...المهمة طلعت سهلة مهيب مثل ماتوقعنا...

أحمد: حياك الله...

سيف: عسى ماشر ياخوي صوتك متضايق ...شرايك تجيني هنيه تغير جو؟؟

أحمد: أنا لو اقدر اسافر كان رجعت الدوحة على أول طيارة...

سيف: لهالدرجة مشتاق لها؟؟؟

أحمد: اكيد بشتاق بس ولدي مهب صاحي ورقدوه في المستشفى والمره ماتعرف

تتصرف بروحها في هالحالات....

سيف: انزين كلم عبدالله يجي يقعد بدالك وارجع انت...

أحمد: جان زين ..بس هو في بوسطن عنده شغل هناك وكان ناوي يمر علينا وهو

راجع بعد كم يوم...

سيف: خلاص عيل...كلمه ونسق معاه واليوم اللي يوصل هو فيه هنيه انت تكون

سافرت فيه الدوحه...

أحمد: مهب على كيفنا عنده مواعيد ماخذها من اسابيع...بس بحاول...

سيف: الله يعينك...



في مساء اليوم التالي

جلس سيف مع رفيقه في مقهى في High street يحتسي القهوة وهو يفكر

في جواهر ...كان قد قرر عدم التفكير فيها إلى أن يعود للدوحة ولكنه لم يقدر أن

ينفذ قراره...لقد استاء من مواقفها تجاهه... وجاءت على باله قصيدة دايم السيف

خالد الفيصل




غريب الـدار ومنـاي التسلـي

أسلي خاطري عن حـب خلـي

سمعت الشور من قاصر معرفـه

يحسب البعد عـن داره يسلـي

أسافر عنه مـن ديـره لديـره

عساي اسلاه لكن مـا حصلـي

أهوجس فيه وأنسى إني نسيتـه

وأفكر في لياليٍ قد مضن لي

وأنا لاجيـت أبنسـاه إلتوابـي

خيالـه وأنهمـر دمعـي يهلـي

وأشوفه واقفٍ من دون دمعي

حبيب القلب فـي عينـي يهلـي

دعاني ياغريـب الـدار عـوّد

تـرى مالـك محـل إلا محلـي

مكانك فـي عيونـي ياعيونـي

وقلبـي مـن غرامـك مايملـي


في نفس الوقت في لندن


كان أحمد يتحدث مع جواهر بصوت منخفض ...


جواهر: سافر ياخوي... روح تطمن على ولدك أنا ادري أن منى ماتقدر على

هالمواقف ...

أحمد: وانتو....

جواهر: احنا ماعلينا شر... أمي الدكتور طمنّا عليها...وانا ماروح مكان غير

المستشفى..والفندق مادشه الا حق الرقاد ...وكلها كم يوم ويجينا عبدالله

أحمد: تهقين؟؟؟

جواهر: اهقا ونص... وانت ماقصرت ياخوي... روح شوف هلك واحنا بنكون في

حفظ الله...

أحمد: بروح القطرية عيل من الصبح بشوفلي حجز على بكره...

جواهر: بأذن الله بتلقى العالم كلهم جايين لندن في هالوقت محد يرجع الدوحة...

أحمد: أن شاء الله يطلع كلامج صحيح...




في صباح اليوم التالي


وجد أحمد مكان في رحلة المساء فأتصل في سيف يبلغه...

أحمد: أنا مسافر الليلة...ماقصر موظف السفارة ساعدني ولقالى لي حجز في أخر

لحظة...

سيف وبدون تفكير: وجواهر؟؟؟ وامها؟؟؟؟

أحمد: عبدالله بيجيهم عقب كم يوم...وهم ماعليهم شر ... هم اللي رخصوني...

سيف: خلاص عيل ... أنا بعد يومين بخلص شغلي وبجي لندن ...

أحمد: فيك الخير...أنت مهب غريب أنا اخوك وجواهر خطيبتك...

سيف: وانا فالشوفه...

أحمد : ما تقصر يابوهناد...



في الساعة العاشرة مساءً


غادرت جواهر المستشفى بعد أن أطمئنت على أمها وكانت قد زودتهم برقم هاتفها

الانجليزي ورقم الفندق والجناح ووعدوها بأنهم سيتصلون بها في حالة حدوث أي

طارئ لأمها ...استحمت وصلت وجلست في سريرها تحت اللحاف الوثير ثم اتصلت

بنوف..

نوف: هلا والله بهالصوت....شحالج حبيبتي وشحال أمي مزنه ؟؟؟

جواهر: الحمدلله حالتها مستقرة...كل شوي تقوم وتطالعني بس ماتتكلم..واليوم

تمت تطالعني مده وبعدين دمعت عيونها قطعت قلبي... تصدقين...

نوف: الله يعينج...والله قلبي معاج....الا هم للحين مايرضون ترقدين معاها؟؟

جواهر: لي بكره...اجي الفندق وانا عندي احساس كبير بالذنب...

نوف: لا تقولين جذيه...انتي مع الانجليز وهم لهم قوانين معينة وخبرج يبغون

يسوون لهم راس...

جواهر: وأحمد رجع لكم من 4 ساعات...

نوف: لقى حجز ...مسرع !!!!

جواهر: ساعده واحد من السفارة الله يجزاه خير وطلّع له حجز...

نوف: الله يعينه بعد هو مع هالمره اللي ماتعرف تسوي شي بروحها... تذكرين يوم

يترقد رشود ولدي العام اسبوعين 4 ايام منها كان في العناية...

جواهر: أذكر...كنتي ماتروحين البيت الا عشان تتسبحين واكون قاعدة مكانج لأن

امج تكون في البيت مع البزران...

نوف: ومحمد كان مسافر مع الشغل....ولا قعدت اتبجبج له في التلفون طول

اليوم..

جواهر: عاد انتي غير ومنى غير...

نوف: الحمدلله والشكر...جوجو ... ماتخافين قاعده بروحج؟؟؟

جواهر: لا والحمدلله الفندق احذى المستشفى ولين اطلع من امي اشوف ناس في

الشارع ....عادي الوضع....وبعدين كلها يومين ويجي عبدالله...

نوف: جان زين اقدر احط عيالي عند ابوهم واجيج...والا اقول ...جان زين حبيب

القلب يجيج.....

جواهر: متفرغ هو ؟؟؟؟ الرجال عنده شغل في بلاد غير...

نوف: بس رمية حصاة...لوبغى يقدر يجيج عادي...

جواهر: اقولج ...انتي وايد متأثره بالافلام الهندية اللي تشوفينها ...سكري خليني

ارقد عشان اقوم من وهل حق امي...



في صباح اليوم التالي

استيقظت مبكرة وبعد أن جهزت مرت كعادتها على مقهى اللبناني وأخذت منه

الكرواسون واتخذت طريقها إلى المستشفى والشمس قد صوبت أشعتها على ظهرها

حتى أحست بأنها بحاجة لحمّام أخر وعندما وصلت وجدت موظفة الاستقبال هي

نفسها البوسنية التي تبتسم لها وتقول قبلها : السلام عليكم..

ردت عليها السلام ثم توجهت للمصاعد ولاحظت في طريقها شابين قطرين يتحدثون

بصوت عالي مع ثالث أماراتي وهم ينظرون إليها حتى قفل باب المصعد وشعرت

بالراحة عندما وصلت لغرفة أمها ....وجدت الممرضة الصباحية فحيّتها وسألتها

عن حال أمها هذا الصباح فأخبرتها بأن كل شي مستقر وأنها نائمة لأنها لازالت

تحت تأثير المخدر الخفيف الذي أعطاها إياه الطبيب فقط لعدة أيام لضمان عدم

التوتر نظراً للحالة السيئة لقلبها والتي أكتشفها أثناء العملية...


وضعت حقيبتها على الكرسي والكرواسان على الطاولة ثم أخرجت جهاز القرآن

الالكتروني من الحقيبة وشغلته ووضعته على المخدة وصدح صوت السديس في

الغرفة ككل صباح ثم أخذت لها محرمه ورقية وبللتها بالقليل من الماء ومسحت

وجهها بلطف ثم قبلتها على جبينها ففتحت عيناها لها...

جواهر: السلام عليكم حبيبتي...

أمها بصوت متعب ومنخفض : وعليج السلام ...

جواهر وهي تمسك يدها وتقبلها : ما شاء الله منور وجهج اليوم ...

ابتسمت الأم ولم ترد ولكن عينها اغرورقت بالدموع وهمهمت بكلام غير مسموع

التقطت جواهر منه كلمة عرفت أنها تدعو لها ...ابتسمت وجلست بجانبها وبعدها

وقفت واتجهت للنافذة وراقبت السماء التي امتلأت بالغيوم وتمتمت ( سبحان الله

الجو يتغير كل ساعة ) ...


فيما بعد دخلت عليهم أم سعد العجوز القطرية التي حضرت مع زوجها منذ شهرين

وهو في غيبوبة وكان تحسنه طفيفاً مع مرور الأيام ودأبت على زيارتهم يومياً..

كانت اجتماعية وأحاديثها مسلية وممتعة..منذ أن أجروا لأمها العملية وهي تقوم

بالرد عليها لئلا تضطر أمها بالتحدث وتجهد نفسها...لاحظت فيما بعد أن أمها قد

نامت وكانت تنام أغلب الوقت ...

أم سعد : مريت على وضحى لقيت ريلها عندها يقرا قرأن ..ولا رفع عينه علي..

جواهر: منهي وضحى؟؟؟

أم سعد: هذي وحده كويتيه مسكينه مشلولة وجايين هنيه هي وزوجها يعالجون

وذهنها صاحي حافظه القرأن كله ما شاء الله عليها...

جواهر وهي مصدومه: وعليييه ...مشلولة؟؟؟

أم سعد: حادث خشن بغت تموت منه لكن الله ستر...

جواهر: الله يشفي كل مريض...لازم تاخذيني مره ثانية معاج لها...

أم سعد : أن شاااء الله ...والحين أنا بترخص...اسمحيلي...فيمان الله..

جواهر: مع السلامة...



لاحقاً اتصلت بأحمد لتطمئن عليه وأخبرها أن ابنه مريض للغاية وأنهم يعطونه

المضادات الحيوية في الوريد كل 6 ساعات....فكرت ( ياربي وش هالحالة .... الله

يعينا )..

ظلت مع أمها إلى أن حان موعد خروجها ودخلت الممرضة المختصة لتذكرها لا

تعلم لم أحست بشعور غريب بأن لا تذهب وتضرب بعرض الحائط بقوانين

المستشفى...ترددت قليلاً ثم قّبلت أمها على رأسها ووقفت تتأملها لدقيقة قبل أن

تأخذ حقيبتها اليدوية وتخرج وصادف أن خرج معها الكثير من الخليجين منهم من

كانت سيارته تنتظر أما باب المستشفى ومنهم من حاول إيقاف سيارة أجرة ومنهم

من مشى على رجليه مثلها وأن اختلفت المسارات ...كانت خطواتها سريعة وأحست

ببرودة في الجو فضمت يديها إلى صدرها وندمت لعدم ارتدائها الجاكت وقررت

إحضاره معها في الغد...


في نفس الوقت في أدنبره

كان سيف جالس على الكرسي أمام النافذة وهو ممسك هاتفه ويحدث نفسه (اتصل

فيها أتطمن عليها ؟؟؟ والا اتصل في أحمد ؟؟؟ بس أحمد مشغول مع ولده الحين

ومهب متفرغ ... أنا بتصل واللي يصير يصير... أنا ابغي بس اتطمن عليها مابغي

شي....)


ضغط الزر وسمع الرنة وانتظر إلى أن تهادى صوتها المتعب عبر السماعة: الو..

سيف: السلام عليكم ...

جواهر وقد عرفت صوته: وعليكم السلام...

سيف: شحالج جواهر وشحال الوالدة ؟؟ بشريني عنكم ...

جواهر: بخير الله يسلمك.. امي الحين مخلينها تحت مخدر خفيف عشان ترتاح

عقب العملية ... لقوا الشرايين متهتكة...بس الحمدلله تتوعى وتكلمني شوي

وترجع ترقد...

سيف : الله يلطف بها وبحالها ويشفيها لنا ...

جواهر وقد أعجبها لفظه لكلمة( لنا ): أمين يارب العالمين ...

سيف وبعد صمت : انتي وين الحين ؟؟؟ في المستشفى؟؟

جواهر: لا ... مايخلونا نقعد عقب الساعة عشر...أنا في الفندق...

سيف باهتمام : الفندق بعيد عن المستشفى؟؟؟

جواهر: لا...قريب وايد...شارع واحد بينهم...

سيف: ورجعتي مشي بروحج في هالوقت؟؟

جواهر: ناس وايد كانوا في الشارع...

سيف: جواهر.... محتاجة شي ... تبغوني اجيكم؟؟ ترى عادي .. خلصنا اليوم مع

الجماعة...

جواهر وهي تشعر بالحرارة تزيد في خديها : لا مانبغي نتعبك ... عبدالله بيجي

عقب يومين ...

بعد برهه من الزمن قال : الله يحفظج ...ماقدر اطول عليج أكيد أنتي راجعة

تعبانه..تصبحين على خير ...

جواهر: وانت من هله...

ظل سيف ممسك في هاتفه وينظر له وكأنه ينظر لجواهر....لم يرغب بأن يقفل

الخط ولكنه كان مقهوراً من إحساسه بالعجز...العجز عن الذهاب لجواهر والوقوف

بجانبها وأخذ يفكر ( تعرفين معنى أنج تكونين بروحج... ابغي بس تقولين لي ليش

ما اكون معاج وين ماتكونين...وين ماتروحين..) ضرب الجدار بقبضة يده ووقف

هناك أمام النافذة قليلاً ثم دخل الحمام ليستحم وينام....


بعد ساعة وقبل أن تنام

تلقت جواهر اتصالا هاتفياً وأحست بنغزة في قلبها ولما ردت: الو..

...: This is Wellington Hospital are you Jowaher

....: معك مستشفى ولنغتون هل أنتِ جواهر؟؟

جواهر: yes…Is something wrong with my mom??

....: نعم ..هل حدث مكروه لأمي؟؟؟

....: We need you to come here immediately your mom is

having some difficulties with her heart


....:نحتاجج أن تحضري حالاً للمستشفى أمك حصل لها متاعب في القلب..

جواهر : I`ll be there in a minute

.....: سأكون هناك في دقيقة..

وفي أقل من 5 دقائق كانت جواهر في الشارع تهرول وهي تدعو ربها أن يزيل كل

مكروه عن أمها ودخل الهواء البارد الى رئتها مباشرة وأحست بأنها لا تستطيع أن

تتنفس ولكنها ظلت تكرر: استر يارب... يارب سترك..يا رب أنت اللطيف...الطف

يارب....يارب الطف....استر يارب...يارب سترك....يارب لطفك وأنت اللطيف

بعبادك...

وعندما وصلت إلى مبنى المستشفى أدخلها موظف الاستقبال وجرت نحو المصعد

ودخلته وقلبها يكاد يتوقف عن الخفقان وهي لا تزال تدعو ربها وانفتح باب المصعد

عن ممرضة عجوز ما أن رأت جواهر حتى أمسكت يدها وقالت لها :

I’m sorry we lost her.

....: أنا أسفه لقد فقدناها...

جواهر: No you didn’t .Do I know?? Do you know me??

Your mistaken I’m here for my mom.

....: لا لم تفقدوها ...هل أعرفك؟؟هل تعرفيني؟؟أنتِ غلطانة أنا هنا من أجل أمي.

الممرضة: Yes I do . I’m really sorry but we tried everything

to save her and we failed. Her heart just stopped ,I’m

really really sorry.

...: نعم أعرفك..أنا آسفة جداً لكننا جربنا كل شيء لإنقاذها ولم ننجح لقد توقف

قلبها.. أنا آسفة جداً جداً..


جواهر وهي مصدومة: Are you sure that you tried everything?

She was OK when I left an hour ago. It can’t be …

...:هل أنتِ واثقة بأنكم جربتم كل شيء...كانت بخير عندما تركتها منذ ساعة.. لا

يمكن ذلك...

دخلت الغرفة ونظرت ورأتها مثل النائمة الارتياح الشديد يبدو على محياها وكأنها

لمحت ابتسامة خفيفة من خلال دموعها المنهمرة...أمسكت يدها وأخذت تحدثها:

يمه ...يمه ...ردي علي ...ماعليج منهم ...ردي علي يمه...مستحيل تخليني..أنا

ماقدر اعيش بدونج ...يمه ردي علي... أنا رحت عنج بالغصب...هم ماخلوني..

بس خلاص بقعد ...والله بقعد ...يمه فتحي عيونج....يمه ردي علي ...يمه بسوي

كل اللي تبغينه...بس بطلي عيونج ...يمه فديتج ردي علي ...


تركتها الممرضة لوحدها وقفلت الباب من ورائها...أخذت جواهر تقبل يدها

وتبكي..بكت بحرقة...بكت لأنها لم تصل في الوقت المناسب...بكت لأنها لا تستطيع

أن تفعل أي شيء لتجعلها تفتح عينيها... انهارت جواهر وهي القوية وأخذت تقبل

وجهها وعينيها وفمها ويدها وبعد مدة من الزمن أخرجت المصحف من حقيبتها

وأخذت تقرأ وبصوت عالي عند رأس أمها سورة البقرة ودموعها لا زالت تنزل

بغزارة لدرجة أنها كانت تقرأ بصعوبة فكانت تمسحها بالمحارم ولكنها استمرت

بالقراءة إلى منتصف السورة عندها دخلت الممرضة ومعها زميلتها وأخبرتها أنهم

يجب أن يحمّوها لأن جسدها بدأ في البرود ويجب عليهم تنظيفها لأخذها للمشرحة

لحين نقلها للبلاد....

جواهر بصوت متقطع بالبكاء : بشرط ... أن أساعدكم ...وأن لا يراها رجل إلا

وهي مغطاة ....

وافقت الممرضة ...عندها مسحت دموعها وأخرجت جهاز القرآن الالكتروني

وشغلته ووضعته عند رأسها وهي لا زلت تبكي وأخذت تزيل الإبر من ذراع

أمها وتضع الضمادات بدلها...ثم خلعت معهم ملابس أمها وأخذت تحممها وهي

تردد وبصوت مسموع ( إنا لله وإنا له راجعون ) حتى انتهت من تنظيفها تماماً

والبسوها رداء خاص ابيض جديد... وعندها عادت تقبل يدها ووجهها وهي تبكي

حتى سحبتها الممرضة وهي تخبرها بأن التأخير ليس من صالحها ...


ألقت نظرة أخيرة على أمها من خلال الدموع الغزيرة التي لم تتوقف أخذت القرآن

الالكتروني وأعادته لحقيبتها ونكست رأسها وخرجت من الغرفة ومشت بتثاقل إلى

خارج المستشفى كانت تمشي في الشارع الفارغ بترنح حتى وصلت إلى جناحها ثم

إلى الغرفة خلعت حجابها ونظرت إلى كم قميصها ورأت قطرات دم ...لابد من أنها

لأمها وبكت أكثر كانت تحس أنها تعيش كابوس مرعب ويجب أن تفيق

منه...أحست بأنها يجب أن تصلي ولما نظرت إلى الساعة اكتشفت أن صلاة الفجر

قد حانت...دخلت وتوضأت وأخذت تصلي والدموع مستمرة حتى انتهت قامت من

سجادتها وبحثت عن هاتفها فكتبت رسالة واحدة ( أمي خلاص ارتاحت .. راحت

حق اللي أحسن مني ومنك راحت عند ربها ) وأرسلتها إلى نوف وأحمد ثم وضعته

على الصامت وسحبت سلك هاتف الغرفة ثم شغّلت القرآن الالكتروني وأطالت على

صوته ثم جلست على الأرض وهي تضم ركبتيها لصدرها وتبكي...



استيقظ سيف على رنين هاتفه المزعج ورد عليه وهو غاضب : من؟؟؟

سمع صوت أحمد يقول : اقعد يا سيف...

سيف الذي جلس على سريرة وهو يسأل: خير يا احمد ...

أحمد: مهب خير ياخوي...ام جواهر عطتك عمرها...لقيت رسالة منها واتصل على

جوالها ماترد ولا حتى على تلفونات الجناح ...احاتيها ياخوي ومادري شسوي؟؟

سيف:أنا لله وانا اليه راجعون .... تبغيني اروح لها؟؟؟

أحمد: كم يبغيلك وتكون في لندن..

سيف: الرحلة لي هيثرو ساعة ونص بروح على أول رحلة القاها ...في رحلة كل

ساعة واحيانا اقل...

أحمد: توكل على الله واول ماتوصل طمني عليها ...

سيف: أزهلها وانا اخوك... كأنك هناك ....يالله مع السلامة ...

أحمد: مع السلامة..

reem99sh 17-06-08 07:44 PM


الجزء الواحد والعشرون



هذا مايفعله الموت ...يغير الناس الذي يتركهم خلف الميت...


الساعة الحادية عشر صباحاً في لندن


صعد سيف إلى الطابق الرابع حيث الجناح الذي تقيم فيه جواهر ووقف قليلاُ أمام

الباب وطرقه وأنتظر وما من مجيب وأعاد الطرق بطريقة أقوى وانتظر بلا فائدة

وألتفت حوله وهو مضطرب ويفكر في الحل وشاهد عاملة النظافة تخرج من جناح

ومعها رجل يساعدها في أخر الممر فأسرع إليهما وقال : Can you help

me miss to open the door ..i forgot the card

inside and my wife is not answering…


...: ممكن تساعديني يا انسه لأفتح الباب... انا نسيت البطاقة داخل وزوجتي ماترد

علي...

نظرت إليه بارتياب ثم نظرت إلى صاحبها الذي أومأ لها بالموافقة فقال :

Please.. I'm worried about her..

...: أرجوك أنا قلق عليها...

قالت : ok

وضعت بطاقتها في الباب الذي وقف أمامه وفتحته ثم أخذت تراقبه وهو يدخل

مسرعاً ويبحث بعينية في المكان ولم يجدها ثم وصل لباب الغرفة وطرقه ولما لم

يجد جواب فتحه ودخل وهما خلفه...كان اللون المشمشي يغلب على الغرفة بكل ما

فيها من أثاث وحتى الستارة والسجادة ...دارت عيناه في الغرفة المظلمة إلا من

ضوء بسيط من النافذة ولم يعثر على جواهر..سمع صوت السديس يتلو القرآن...

توغل في الغرفة أكثر وعيناه تبحث بقلق عنها حتى لمحها في زاوية الغرفة جالسة

على الأرض وهي تضم رجليها بيدها ورأسها على ركبتيها ... وشعرها منسدل على

ظهرها... أدار رأسه حوله ووجد حجابها مرمي على السرير مع ثيابها أخذه

ووضعه على رأسها وهو يناديها : جواهر ... تستري ياجواهر...


رفعت رأسها اليه وهي تضع حجابها ونظرت له وياليته لم يرها ...ليت عينه لم

ترى جواهر بهذا الحال ....بهذا الكم الهائل من الحزن ...مع أن عينيها صغرت

وانكمشت من كثرة البكاء لكنه قرأ اليأس فيها.. فكر ( آه يا جواهر صعبتي مهمتي)

التفت سيف إليهما وقال: Thank you.. I'll take it from here.

.....: شكراً ...سأتولى الموضوع من هنا ....

ثم دس ورقة نقدية في يد العاملة وأغلق الباب خلفهما وعاد لجواهر ليجدها بنفس

الشكل لم تتحرك قيد أنمله ... جلس على السرير بجانبها وقال: عظم الله اجرج..

أنا متأكد أن مصيبتج ما تنقاس لكنج قدها ... احمد متخرع عليج حسب أن صار

فيج شي ... يقول اتصل فيج الف مره وانتي ما تردين ...ليش جذي تسوين في

عمرج... قومي غسلي وجهج وكلميه وطمنيه...

لم ترد جواهر ولم ترفع رأسها ... فوقف وقال ثانية : قومي يا جواهر... قومي

تغسلي وتوضي وصلي لج ركعتين واطلبي الصبر من ربج...

لم ترد عليه ولم تنبس بحرف ...اقترب منها وهو يقول: جواهر... ردي علي يا

جواهر.....

احتار سيف في كيفية التصرف معها في هذا الموقف امسكها من ذراعيها وأوقفها

مقابله وناداها قائلاً : جواهر... جواهر ... ردي علي ... ردي قطعتي قلبي...


رفعت جواهر رأسها بتعب ونظرت له للحظه ثم استوعبت أنه سيف .... فنزلت

دموعها بغزارها وهي تتمتم : شفت يا سيف... ماتت أمي ... راحت وخلتني ...

خلتني بروحي في هالدنيا ... بروحي .... أنا الحين ما عندي أم ... تصدق أمي

ماتت ... أمي ماعادها بمعاي ...راحت خلاص يا سيف ...الحين صرت يتيمة..

تيتمت من عقبها ...فقدتها خلاص وفقدت معاها كل شي ....من لي في هالدنيا

عقبها ؟؟؟؟


كان سيف ينظر لها وهي تتكلم وتبكي وأحس بدمعة تنزل على خده... ثم أحس بها

تضعف وتكاد تسقط فسحبها للفراش وأجلسها عليه وخرج مسرعاً وهو يمسح

دمعته وبحث عن عاملة النظافة وناداها وطلب منها الذهاب لجواهر لمساعدتها على

الاستحمام ووضعها بالفراش لحين يستدعي لها الطبيب الخاص بالفندق ووضع مبلغ

ضخم في يدها وهو يكلمها والذي ما أن رأته حتى ابتسمت وذهبت إلى زميلها

وتحدثت معه ثم مشت مع سيف إلى الداخل ثانية...

بعدها اتصل بأحمد وطمأنه على جواهر ...

سيف: كلمت السفارة من الصبح وفيه واحد في المستشفى يخلص الإجراءات الحين

ولقولنا حجز على طيارة الساعة 9 فالليل والساعة 6 الصبح أحنا عندكم بإذن

الله...

أحمد: أنت متأكد أنها بخير...

سيف: طلبت لها طبيب عشان يعطيها ابرة مسكنة... البنت منهاره ...وبخلي المره

عندها لين نطلع من الفندق ...بس قول أن شاء الله ....

أحمد : أول ما تخلص مع الدكتور كلمني أنا انطرك .... تسمعني ...

سيف: ولا يهمك ...بسكر الحين الدكتور وصل...

فتح الباب للطبيب وشرح له حالة جواهر وأنها يجب أن تسافر في المساء... طرق

باب الغرفة وفتحته المرأة لهم وأوسعت لهم ليدخلوا...وجدها جالسة على السرير

ولازالت تبكي ... كان شكلها يبعث على الشفقة التي بدت على وجهه حالما رآها...

اقترب الطبيب من جواهر وقاس الضغط والسكر ثم اخرج إبرة من حقيبته الجلدية

المهتريه واخرج معها زجاجة دواء صغيرة قلبها وأدخل الإبرة فيها وسحب نصفها

ثم أخرج الهواء منها وغرزها في ذراع جواهر وبعدها وضع ضمادة وغادر

الغرفة...

سيف وهو يحاسبه : Can she travel tonight ?

.....: هل من الممكن أن تسافر الليلة؟؟؟

الطبيب : yes. The sedative drug that I gave her is

only for 6 hours. Then she'll be calm the rest of

the day. Don't worry…She'll be fine.

...: نعم .... الدواء المسكن الذي أعطيته إياها لمدة 6 ساعات فقط ... وستبقى

هادئة لبقية اليوم .. لا تقلق ستكون بخير....

سيف: You think…?

....: هل تظن ؟؟؟

الطبيب : But I'm sure….

....: بل أنا واثق ..

سيف : Thank you.. Doctor

....: شكراً لك يا دكتور...

عاد إلى جواهر ونظر لها ووجدها نائمة فدعى المرأة وطلب منها إحضار له نسخة

من بطاقة الدخول لضياع النسخة الخاصة به...فوافقت ...وبعد دقائق عادت وبيدها

البطاقة فشكرها وطلب منها أن تعود لعملها ....


بعد ساعة كان قد أنهى اتصالاته مع السفارة ووعد الموظف بأن يمر عليه في

المستشفى ليستلم بعض الأوراق ويوقع على اخرى...دخل إلى الحمام وتوضأ

وصلى الظهر والعصر جمع في الصالة ثم أعاد محفظته لجيبه وارتدى ساعته ولبس

حذاءه ثم امسك هاتفه بيده وغادر الفندق إلى المستشفى وفي دقائق وصل ووجد

الموظف بانتظاره بجانب الاستقبال... وفي أقل من ساعة انتهى من ترتيب كل شي

وأخذ منه متعلقات أم جواهر التي كانت في الغرفة والتي سلمت له عن طريق

الممرضة ....قاوم رغبته بالعودة إلى جواهر فقد اخطأ معها بما فيه الكفاية...فلم

يكن في الدين والعرف أن يراها بدون حجاب وأن يمسكها بيده...وجلس في مقهى

قريب وأخذ يفكر ( شسوي طقيت الباب أكثر من مره...الله يغفر لي...وبعدين ما

كان فيه حل ثاني عشان اعرف إذا هي بخير والا لا؟؟؟ مافيه الا أني اقعد هنيه

شوي وبعدين ارجع الفندق الساعة 5 اخلص الـCheck out وتكون هي

قعدت عشان تتجهز ونروح المطار...كسرت خاطري يوم قالت إنها بروحها .. لا

مهب بروحج ياجواهر وانا راسي يشم الهوا...بس تصيرين حليلتي وانتي بتلقيني

معاج في كل مكان ..آه يا جواهر ...متى ؟؟؟ مالت على هالحظ اللي عندي ...

صدق يوم قال : إن قلت زانت خالف الوقت ظني وإن قلت هانت عاجلتني بلاوي )

شرب له كوبين من القهوة على معدة فارغة...لم يشتهي الطعام أبدأ فكيف يشتهيه

وحبيبته في هذه الحاله!! أحس بأنه يؤازرها نفسياً ...وفي الوقت المحدد عاد الى

الفندق ودفع الفاتورة المتبقية للجناح ثم طلب منهم الانتظار لنصف ساعة قبل أن

يجلبوا الحقائب وصعد هو إلى جواهر وطرق باب الجناح قبل أن يدخل ولما لم ترد

عليه دخل واقترب من باب غرفة النوم وطرقة بطريقة عالية حتى سمع صوتها

ضعيفاً من خلف الباب يرد : أنا قعدت...

سيف : جواهر ممكن تجهزين شنطتج لأني خلصت مع الفندق والمستشفى ...

وهنا فتح الباب عن جواهر التي وقفت والرعب بادي على محياها : وأمي ؟؟؟

سيف وقد تفاجأ : بتكون معانا... السفارة خلصت كل الإجراءات مع المستشفى..

أغراض المرحومة في هذا الكيس... والرحلة مابقى عليها شي ولازم نحرك للمطار

في اقل من ساعة..

جواهر بإعياء شديد: وعبدالله ؟؟؟


سيف: لو كنتِ رديتي على احمد كان عرفتي انه المفروض يوصل بكرة فالليل لكن

مانقدر نخلي الوالدة هنيه اكثر ...واحمد كلفني ارجع معاج ومع المرحومه على

اقرب رحلة وعبدالله بيلحقنا الدوحة..

لم تجد القوة الكافية لمناقشته فاستسلمت وعادت للداخل لتوضب حقيبتها...


أخذت الدموع تتساقط من عينيها عندما أمسكت بدلتها التي لبستها البارحة ورأت

بقع الدم على القميص الأبيض ...طوتها ووضعتها في الحقيبة وأخذت تفرغ

الدولاب وعندما فرغت فتحت حقيبة أمها وأخذت تملأها بأغراضها وكانت كلما

أمسكت بثوب وضعته على انفها تشم رائحة أمها وتبحث عنها فيه ...لم تكن

الأغراض كثيرة فانتهت وبدلت ثيابها وارتدت عباءتها وفتحت الباب لسيف الذي

كان ينتظر ومعه البواب الذي اخذ منها الحقائب ونزل بهم ولحقوا به بعد أن دارت

في الجناح قبل أن تخرج منه وكأنها كانت تودعه....

في الطريق للمطار كانت السماء تمطر .... زخات خفيفة لكن الطرقات خلت من

الناس بسببها وحتى الهايد بارك خلت حتى من ممارسين رياضة المشي وركوب

الخيل ....بدت السماء وكأنها حزينة لفقدان امها والناس ايضاً... كم تكره هذه

البلاد وزاد كرهها لها الآن ....لن تعود لها ابدأ....






في الدرجة الاولى




كانت الطائرة من النوع الحديث ومقاعدهما متفرقة ولكن سيف طلب من المضيفة

المسئولة بصوت منخفض ان تغير المقاعد لتجمعهم معاً وذلك لظروف جواهر...

وفي دقيقة تخلى مسافر قطري عن مقعده الذي كان بجوار جواهر فشكره

وجلسوا....كان المقعد يتحول الى سرير عندما يلتصق بمقعد القدم إذا لم يرغب

المسافر بمد رجليه فيمكنه أن ينام ...اقترب من مقعد جواهر وقال : أنا أدري أنج

في وضع صعب ما تنحسدين عليه ....واللي انا متأكد أنج انسانه مؤمنه والموت

حق علينا ...حتى هالطيارة ...صحيح انها جديدة بس ممكن تطيح فينا... لا راد

لقضاء الله ... في مقوله قريتها تقول أن أقصى ما لدى الأقوياء يظهر في أسوأ

الظروف ... وأنتي كنتِ قوية ومؤمنه ما شاء الله عليج...لازم تتماسكين عشان

امج ( الله يرحمها برحمته ) وكل ما حسيتي بالحزن عليج بكتاب رب العالمين ما

فيه غيره يطمنج صدقيني...ما نفعني الا هو يوم اصطكت الدنيا فوجهي عقب

مارجعت من امريكا ...



مسحت دموعها ونظرت له نظرة مليئة بالحزن والامتنان له على وقفته بجانبها

أطاعته وأخرجت القرآن من حقيبة يدها وبدأت تقرأ...أما هو فبعد أن رآها تمسح

دموعها التي لا تنفك تتساقط تذكر أبيات لدايم السيف



امسح الدمعة ترى ضعفك قوي


انهزم قـدام ضعفـك ياغـلاي



امسح الدمعة بعمري لو تبـي


عطني احزانك وخذ مني هنـأي


امسح الدمعة قبل تقضي علي


دمعتك تغرق صباحي في مساي


بعدها وضع السماعة على أذنه وعبث بها قليلاً حتى وجد قراءة للقرآن الكريم

فضغط زر وحول مقعده إلى سرير ونام بعد أن وضع ملصق عدم الإزعاج...كان

يحس بالراحة فحبيبته بجانبه وقد نفذ المهمة على أكمل وجه وبعد ساعات قليلة

سيوصلها لأخيها ويعلم الله متى سيراها مجدداً ..



استيقظ فجأة وقد أحس بأن هناك من يراقبه ففتح عينيه وابتسم عندما لمحها تعود

لجلستها السابقة لكي لا يلاحظها ...فعدّل مقعده وسألها : جات صلاة الفجر؟؟ فقالت

له بصوت هادئ : ايه ...وانا صليت على الكرسي...

هز رأسها ووقف وتوجه للحمام ليتوضأ وعاد وصلى وبدا شكله وهو عائد منعش

وقد ارتاح عندما نام....

تقدمت منهم المضيفة تعرض عليهم أن تقدم لهم الإفطار فرفضوا وطلب سيف كوب

قهوة فقط وجرائد ....استغربت ولكنها جلبت له ما أراد...


عندما حلت الطائرة ونزلوا منها قال لها أنهم ينتظرونها بالداخل وأن هناك من

سيتكفل بالحقائب وعندما اقتربت من البوابة رأت أحمد ومن خلفه كانت نوف جالسة

على أحد مقاعد الانتظار...وقفت عندما رأتها تقترب من أحمد الذي سلم عليها ثم

على سيف فتقدمت لها وحضنتها وبدءوا بالبكاء معاً حتى قال لهم أحمد : روحوا

اركبوا السيارة السواق ينطركم برع....

جواهر بهلع: وامي؟؟؟؟؟؟

أحمد : بيطلعونها من بوابه ثانية وسالم ينطرها هناك وبيروح معاها للمستشفى لا

تخافين روحوا انتو...

جواهر : بروح معاهم...

أحمد بغضب : وين تروحين مالج مكان هناك سالم بيسوي كل شي وبيوصلها لنا

المقبرة قبل صلاة الظهر.... تعوذي من ابليس وروحي البيت..

جذبتها نوف من يدها وهي تقول : صاج أحمد ...مالنا مكان ...نروح البيت أحسن

عشان ترتاحين الناس بيجونج مع أذان العصر ...

أطاعتها جواهر مجبره ..وذهبوا الى السيارة وتوجهت بهم الى بيت جواهر.....

وفي الطريق التفتت نوف الى جواهر وقالت: بغيت اموت من كثر ما حاتيتج .. ليش

سكرتي التليفون .... حرام عليج قعدت اتصل طول اليوم وبعدين رحت بيتكم وخليت

سارة تكلم ابوها وعلمها أنه كلم سيف وانه بيتصرف.....


لم ترد جواهر بل اكتفت بدموعها المتساقطة لترد عليها ...

أكملت نوف وهي تبكي أيضاً : الله يرحمها ....ما كنت متوقعه أبد ....لكن هذي

إرادة رب العالمين ....واحنا لا يمكن نعترض على أرادته سبحانه....جعلها الجنه

كانت مثل امي.....

جواهر وهي تمسح دموعها: تصوري أنتي تتكلمين عنها وكأنها ماراح تكون معانا

ابداً ....خلاص ... راحت لربها وخلتني ...خلتنا يانوف...


أمسكت نوف يدها وحضنت رأسها وهي تمسح عليه وتقول : تعوذي من ابليس يا

حبيبتي... الله يمسح على صدرج بالصبر ...احنا كلنا عندج...


أخذت نوف تهدئها حتى وصلوا البيت...فتحت الباب الرئيسي بهدوء ونوف خلفها..

لقد أغلقته أخر مره وهي تخرج مع أمها إلى المطار....تقدمت للصالة ووجدت أم

نوف تنتظرها مع الأطفال وما أن رأتهم حتى وقفت وتقدمت من جواهر وحضنتها

وغلبها الحزن على حالها فبكت وأبكتها معها ثم قادتها للكرسي وأجلستها قائلة:

اقعدي يمه...اقعدي انتي تعبانه وتوج واصله...

دخلت عليهم منى من الباب الجانبي وهي تصرخ : الله يرحمج..... انا لله وانا اليه

راجعون...وينها جواهر....؟

هزت نوف رأسها وزاد بكاء جواهر عندما لمحت سارة تَجر رجليها بصعوبة خلف

امها وهي تنظر للارض وفيها انكسار الدنيا كلها....

سلمت منى عليها وضمتها وهي تعزيها وتتلو عليها النصائح بالصبر.... ولم

تتركها الا عندما أشارت عليها ام نوف بالجلوس فأطاعتها وتقدمت سارة وسلمت

على عمتها وحضنتها جواهر وأخذت تنوح وهي تتذكر وصية أمها بشأنها كانت

تشغل تفكيرها حتى الأيام الأخيرة ....

منى: مهب زين ياجواهر ...مهب زين تصيحين عليها بتعذبينها بصياحج...

نوف: مافيه شي الصياح ...العويل هو اللي مكروه ...خليها تطلع اللي في خاطرها

وتصيح على امها ....

جلست جواهر وجذبت سارة لتجلس بقربها ....بعد أن عبثت منى في المكان ونادت

الخادمات شغّلت القرآن في وعلا صوته في المكان وعادت للجلوس ثم قامت مره

اخرى وأخذت تنادي الخادمة وتأمرها بإحضار شاي وقهوة لهم ثم عادت وقالت :

خليتها تجيب لنا قهوة وشاي جواهر تبغين سندويش.. يمكن ماكلتي بقوم اقولهم

يسون لج ريوق...

جواهر بإعياء: لا مشكورة ما ابغي شي مالي خاطر ...أنا بروح ارقد أنا طول

الرحلة ما غمضت عيني ...وعيني تعبانه من كثر ما قريت قرأن مع ليت الطيارة..

أم نوف: روحي يابنتي ... روحي ارتاحي ... روحي معاها يانوف لين ترقد...



في العصر


استيقظت جواهر وهي مرعوبة من أنها تأخرت بالنوم ووجدت وسادتها مبلولة..

لقد بكت أمها حتى نامت ..دخلت الحمام واستحمت واستعدت لصلاة العصر وصلاة

الظهر التي فاتتها...وبعد أن فرغت ارتدت عباءة نظيفة مع شيلتها ونزلت لهم

وطلبت من الخادمة كوب قهوة تركية وشربتها في غرفة الطعام وقبل أن تدخل

للمجلس حيث جلس الجميع كما أخبرتها الخادمة....


بعد نصف ساعة دخلت عليهم سيدة عجوز ممتلئة الجسم وتستند على عصا وسلمت

على الحاضرين وسألت عن جواهر ولما تقدمت لها جواهر سلمت عليها وعزتها

وهي تخبرها بأنها أم سيف ...عندها زاد بكاء جواهر فحضنتها العجوز بحنان وهي

تصبرها وتقول : اذكري الله يابنتي ....اذكري الله...لها الجنة يابنتي لها الجنة...

تذكرت حضن امها وبقيت في حضنها مدة حتى انتبهت أن استغلت حنان ام سيف..

بدأت النساء بالتوافد الى العزاء بكثرة حتى تعبت جواهر وأحست بدوار في رأسها

فهي لم تذق الزاد منذ يومين ...ولكنها لا تقدر أن تترك المعزين ...عزمت على

التحمل لباقي الأمسية...


في المساء


كان سيف ينتظر أمه بفارغ الصبر فهو الذي طلب منها الذهاب الى جواهر والوقوف

معها وهو الذي وصف منزلها للسائق ...

سلم عليها وجلس بجانبها وهو يقول : عساج عالقوة يا أم سيف ...

امه : الله يقويك ياولدي...

سيف: شخبار جواهر ؟؟؟

امه : تكسر الخاطر يا ولدي....ما تنلام هذي امها ...مالها غيرها ...

سيف وهو يهز رأسه موافقاً : كلت شي؟؟

أمه : ما رضت ... حاولنا معاها حتى ام نوف حلفت عليها ومارضت ... قالت أن

جبدها لايعه وماتقدر تاكل شي...

سيف بقهر: الله يهداج يمه ...هذي ما ذاقت الزاد من يومين ...كان قصيتي عليها

بكلمتين ...

أمه : اقولك ما رضت ... بكره بروح لها من الصبح وبحاول معاها أذا ماكلت

بلاليطي بخليها تتغدى مجبوسي ولا يهمك...

ارتاح سيف لكلامها ولاحظت امه اهتمامه الشديد بها فقالت : الله يعينها ويصبرها

على فراق امها ياولدي ويكتب لك الخير معاها....

سيف: امين ...الا قوليلي ...من بيرقد معاها في البيت ..؟ لا يكون خليتوها

بروحها؟؟؟

أمه : لا يا ولدي ...بنت احمد وام نوف وبنتها قالوا بيقعدون معاها طول مدة العزا

ولا هم مفارقينها...



في اليوم التالي


في المساء جاءتها الخادمة تخبرها أن سالم خارج الباب الجانبي للمطابخ ويطلبها

فقامت له وأخبرت نوف أنها ستحضر حالاً وعندما فتحت الباب ورأت سالم مخفضاً

رأسه وهو يلف غترته حول رقبته نادته فرفع رأسه وبدا الاسوداد حول عيناه

واضحاً وقال : عظم الله اجرج يا جواهر ...

جواهر وهي تغالب دموعها : اجرنا واجرك ...

سالم بحزن : لا تصيحين ارجوج لا تصيحين انا تأخرت وماعزيتج عشان ما اشوف

دموعج...

جواهر وهي تبكي ولم تقدر على إمساك نفسها أكثر: كانت توصي عليك ... قبل لا

تسوي عمليتها كانت توصينا عليك ...

جهش سالم بالبكاء ولم يقل الا : انا لله وانا اليه راجعون ....انا لله وانا اليه

راجعون...

انصرف سالم ليهدئ نفسه قبل أن يعود للمجلس وعادت هي للداخل...



انقضت أيام العزا بثقل على جواهر وفي اليوم السادس فوجئت وكانت تقرأ القرآن

وأم سيف تتحدث مع أم نوف بفتاة تدخل المجلس وهي بكامل زينتها واشتمت رائحة

عطرها القوي قبل أن ترفع رأسها وتراها ....


مشت بخطوات راقصة الى أن وصلت الى جواهر وسلمت عليها محاولة إبداء

نعومه في تصرفاتها إمام الجميع في المجلس وقالت : عظم الله اجرج ...اسمحي

لي والله محد قاللي وعرفت صدفه من واحد من الموظفين اليوم وجيتج بسرعة...

جواهر: اجرنا واجرج ...معذوره ..تفضلي اقعدي..

جلست خلود وانفتحت عباءتها عن تنورة قصيرة فوق الركبة وحذاء طويل الرقبة لم

يستر الكثير من ساقيها عندما وضعت واحدة فوق الأخرى...

ما ان رأت أم سيف المنظر حتى قالت بصوت عالي : لا اله الا الله ... اللهم استر

على بناتنا ...شغلي لنا قرأن يا بنتي وطولي عليه....

أطاعتها سارة وعلا صوت السديس في المكان وعادت ومعها خادمة تصب لخلود

فنجان قهوه شربته على عجل وهي تلحظ همسات الاستهجان التي سرت في المكان

والنظرات المستنكرة المصوبة نحوها ....لم تطق غير دقائق قليلة قبل أن تستأذن

وتنصرف مسرعة الى الخارج...




في المساء



طلب منها أحمد أن يحدثها لوحدها في بيته... وعندما ذهبت له دخل معها المجلس

وأغلق الباب خلفها وجلس مقابلها على الاريكة ونظر إليها وقال: وش بتسوين

الحين؟؟؟

جواهر: في ايش؟؟؟

أحمد: وين بتقعدين؟؟

جواهر: في بيتي يعني وين!!!

أحمد: بروحج؟؟؟

جواهر : معاي الخدم وانتوا حواليني ...وإذا ترضى خل سارة تقعد معاي...

أحمد: وليش ماتقعدين معانا ...؟؟ وإذا ماشالج البيت نشيلج في عيونا....

جواهر وهي متفاجأة من الاقتراح: معاكم !!!!

أحمد : ايه معانا ...ليش مستغربه...اسمعيني عدل ... انتي بنت عرب وما يصير

تقعدين بروحج وبيوت اخوانج مفتوحه... تبغين تقعدين عندي والا عند عبدالله اللي

يريحج ...الا كلها كم شهر وتروحين بيت زوجج...

جواهر وهي تنتفض : اعتقد أن هالكلام مهب وقته....وإذا على القعدة بقعد عندك

عشان اكون قريبة من بيتي ...وما راح اسكره ...بس انت عندك مكان لي؟؟؟

أحمد : البنت هاوس فاضي ...بخليهم يرتبونه لج ويفرشونه... منى بتهتم بكل شي

لا تحاتين ...وبيتج بيتسكر ...ماله معنى تخلينه مفتوح...وخداماتج اختاري منهم

اللي تبغينه وسفري الباقي...وطباختج بعد إذا تبغينها خليها عادي مافي مشكله

عندنا... أم نوف متى بترجع بيتها؟؟

جواهر بحزن : مادري ..

أحمد : رخصيها خلاص المره ماقصرت المسكينة ...

جواهر: أن شاء الله عطني كم يوم عشان استعد ...

أحمد : 3 ايام بس ...وأذا ما كفت تقدرين ترجعين تنقلين اغراضج لين ماتخلصين

بس تباتين في بيتي...

جواهر: ان شاء الله ياخوي...



لاحظت نوف وجومها فيما بعد ولم تقدر أن تسألها أمام امها وسارة ثم أمام منى

التي دخلت بعد جواهر بساعة وكانت تتفوه بكلام لا معنى له مع امها وكأنها ترغب

بقول شيء ما وتمسك نفسها ظلت على هذا الحال حتى قامت امها لتصلي عندئذ

قالت : جواهر كلمج أحمد عن الموضوع؟؟

جواهر بدون أن تنظر لها : ايه ..

انا برتب لج البنت هاوس ولا يهمج... حتى الاثاث بكره بروح اشتريلج من احسن

محل في الدوحة...

هزت جواهر رأسها موافقة مع أنها كانت ترغب بغرفتها الحالية...ولكنها لم ترد أن

تبدأ معها أي إشكالية...

منى: كم خدامة بتجيبين معاج ؟؟ تدرين مافي سعة وايد في غرفة الخدامات ..

جواهر: في سعة حق 2؟؟

منى : في سعة حق 1 بس...

جواهر وكأنها تذكرت شيء : تدرين خليهم في حجرتهم أصلا هي قريبة من ملاحقكم..

منى : ايه صح...انزين والطباخة ؟؟؟ شبتسوين فيها اسماعيل موجود ويقدر يسوي

لج اللي تبغينه..تدرين في وحده من ربعي تبغيها شرايج تنقلين كفالتها لها؟؟ والا

يمكن ...

قاطعتها نوف : انا ابغيها ....

تنهدت منى بخيبة امل وقالت : اللي يريحج ...

منى : والدريول؟؟


جواهر وهي تنهض من مقعدها : بعدين ...بعدين ..خل نروح نصلي ...

ثم أسرعت للدور العلوي الى غرفتها ونوف خلفها حتى أغلقت خلفها الباب جلست

جواهر على السرير تبكي بقهر وهي تقول : شفتيها ...؟ تقسم وتخطط وتحل

وتربط... لا ولازم اروح اعيش عندها ....راحت الغالية وخلتني حقها وحق

غيرها..

نوف: استحملي ياحبيبتي ...الله أن شاءالله بيعينج....كلها كم يوم وبترجعين شغلج

وبتنشغلين وماراح تشوفينها الا دقايق...صدقيني ... لا تشيلين الهم من الحين ...

( قررت تغير الموضوع فسألتها) الا قوليلي من هالعنز اللي جاتج اليوم تستعرض

جمالها الاخاذ وحاطه كيلو كريم اساس وكيلو عطر؟؟؟

مسحت دموعها ثم قالت : هذي خلود اللي معاي في الشغل...اللي قلتلج عنها...

نوف: والله اني حسيت ....هي الوحيدة اللي بتروح عزا وهي جنها رايحه عرس..

شفتي البدي الضيق اللي يلمع من الشك اللي كانت لابسته؟؟ والا العباه حاطة نمر

كامل على ظهرها ....

جواهر : للاسف البنات هالايام صاروا مايعرفون يلبسون أي شي حق أي شي .. ما

يعرفون انه لكل مقال مقام ...يعني اللي حق البيت مايصلح حق السوق واللي حق

السوق مايصلح حق العرس واللي حق العرس مايصلح حق الزيارة ...



نوف بعد تردد وهي تراها تطوي شيلتها وتضعها على المقعد : بس انا خاطري

اعرف شي يقرقع في قلبي من اسبوع...

جواهر: لا تخلينه يقرقع ...اسألي..

نوف: شصار يوم جاج سيف؟

جواهر : ولا شي ...جا معنا الدوحة...

نوف: جوجو...تعرفين وش قصدي انا ...قوللي عاد...

لم تجعلها تنتظر طويلاً فحكت لها كل ما فعله سيف معها حتى حلت الطائرة في

مطار الدوحة..

نوف : اوفففففف والله انه رجال ...اقولج ...شرايج تبدلين معاي ..انا اخذه وانتي

تاخذين محمد...

جواهر بحزن: انا ما ابغي حد فيهم اخذي اللي تبين...

نوف: رجعنا ...!!! عن لعبة اليهال ...انتي وعدتي امج الله يرحمها...

جواهر: سكري الموضوع مهب وقته الحين...

نوف: معليه بمررها لج الحين لأن الوقت مش مناسب ...



في نفس الوقت


كان سيف يجلس مع سعيد في مقهى كوستا في حياة بلازا ولفتت نظرهم 3 فتيات

يرتدين عباءات حريرية ضيقة تبرز الامتلاءات التي في أجسامهم بشكل مقزز

ورؤوسهم منفوخة من الأعلى بشكل غريب...

سعيد: الحين هذول يحسبون نفسهم عارضات أزياء!!! مع هالعبايات اللي لابسينها

اكيد ماعندهم اصل ...والا مالهم والي ...والا فيه رجال يرضى أن اهل بيته يطلعون

قدام العالم بهالشكل!!!

سيف: يأبن الحلال ما تشوف شيّفهم؟؟؟ سيابيل شاردين من حديقة الحيوان

ومتنكرين بهالمكياج عشان ما يصيدونهم ويرجعونهم هناك...

سعيد: هههههههههههه والله انك صادق ...ساعات يكسرون خاطري ...

سيف: وليش ان شاء الله ؟؟

سعيد: محد جاهم يخطب قاموا يروحون بنفسهم يدورون الخطاطيب ...

سيف : صحيح كل ساقط له لاقط .....والرسول الكريم صلى الله عليه وسلم يقول

( وشر نسائكم المتبرجات المتخيلات وهن المنافقات لا يدخلنَّ الجنة منهنَّ إلا مثل

الغراب الأعصم...)


وقال صلى الله عليه وسلم : ( صنفان من أهل النار لم أرهما قوم معهم سياط

كأذناب البقر يضربون بها الناس ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رؤوسهن

كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة

كذا وكذا....)

سعيد: تعاااال .... شخبار الخطيبه ؟؟؟

سيف: والله مادري ...يوم كانت الوالدة تروح لها كانت تنقل لي اخبارها ومن

خلص العزا وقفت الاخبار...

سعيد: بتقعد بروحها في البيت...؟

سيف: سألت أحمد عنها قال بتقعد معاه في بيته ...عندهم بنت هاوس مسكر

بيجهزونه لها ...

سعيد: وبيتها؟؟؟

سيف: بيسكرونه بعد شبيسوون به ؟؟؟

سعيد: ليش ؟؟؟ الاجارات مرتفعة الحين خل يأجرونه احسن...

سيف: ظريف ... مهب محتاجه هي حق الايجار ... ما بغيت الا هي تأجر بيت

امها...!!!

سعيد: مخها مهب تجاري ... والا تكسب من وراه اكثر من 25 الف ريال

بالراحة...

سيف: انت شاللي شاطك؟؟؟؟ ليكون استويت دلاّل ؟؟؟

سعيد: الحين بصير عشانها....

سيف بحزم: مالك خص لا فيها ولا في بيتها...غير الموضوع

سعيد: هههههههه يغارون بعد...

لم يرد عليه سيف بل راح ينظر للأشكال الغريبة التي مرت أمامه .... رأى شابين

مراهقين شعرهما طويل الى صدرهما من أسفل غترة منشاة مرفوعة ويبدو وكأنهم

لم يغسلوه منذ زمن ... وثيابهم ضيقة من الخصر ....

تبع سعيد نظراته وعرف من يراقب فقال : ولين ناقشتهم ليش مطولين شعوركم

مثل البنات قالوا لك الرسول صلى الله عليه وسلم كان مطول شعره...ومايعرفون الا

أنه كان مطول شعره ومقصر ثوبه وبس...ما يطبقون معاملاته السمحه وخلقه

الحسن ودينه القويم ولا تواضعه ولا أي شي ... لكن شقول؟؟؟؟ جهل ...

سيف: جنهم التيوس اول الصيف قبل لا يحلقونهم ....

سعيد: هههههههههههههههههه




في اليوم التالي


قررت جواهر وبعد إلحاح من نوف أن تعود لعملها لتشغل وقتها... فذهبت من

الصباح الباكر الى المكتب لأنها لم ترغب بلقاء الموظفين والموظفات على الباب

فدخلت مسرعه الى مكتبها وجلست وفتحت حاسبها الآلي وطلبت لها فنجان قهوة

أحست وكأن الزمن لم يتغير وكأنها كانت هنا بالأمس ولم تسافر ولم تفقد كل حياتها

في هذه السفره...

بدأ توافد الموظفين ودخل سيف مكتبه وبدأ عمله مثل كل صباح وبعد ساعة خرج

من مكتبه ليمر على المختبر فلمح خيال جواهر جالسة في مكتبها وعندما اقترب

أكثر تأكد انها هي وفز قلبه وقال في خاطره ابيات دايم السيف ::


فزّ الخفوق وقلت يالله عسى خير

أثر الليالي عاد غايب قمرها


مع شوفته نشوه و فزّه و تخدير

و عيون خلاّنٍ تعانق نظرها


يفزّ له قلبي كما فزّة الطير

و الرجل كن اللي تحتها غدرها


يا صبح عمري يا صباح التباشير

نوره ملا قلبي و روحي غمرها


عقب الفراق اللي تعدّى المحاذير

يبّس غصون القلب جافي دهرها


ربّع بـروحي عقب ماهي معاسير

سحابةٍ هلّت بقلبي مطرها


واسقَى بها زرعة هوانا بتقدير

غرسة غرامٍ بالمحبه بذرها


يا عاذلين العين والله مخاسير

و اللي درَى عن حال عيني عذرها


تشوم عيني عن جميع الغنادير

و إن ناظرت عيني فوادي نهرها


يا ناس احبه و المحبه مقادير

هذا هوَى نفسي و هذا قدرها


و الحب ماله يا اهل الحب تفسير

قلبين و الله بالمحبه امرها


لا جيت اصوّر حالة الحب تصوير

و أرد عن حالي لخلّي خبرها



لقيت وجدي فوق كل التعابير

كل الشعر قطره و شوقي بحرها

وقف عند الباب كعادته وأخذ يراقبها وهي تحدق بالشاشة بدون اهتمام وكأنها في

عالم اخر كانت هناك مسحة من الحزن على محياها ... تنحنح فالتفتت له برعب

من سُحب فجأة من مكان بعيد...

سيف: السلام عليج..

جواهر: عليكم السلام...

سيف: الحمدلله على السلامة..تو ما نورت الإدارة والله ...

خجلت جواهر من جملته فأنزلت رأسها واجابت : الله يسلمك...

سيف: زين اللي دوامتي ... راجعي الأشياء اللي فاتتج وانتي محد .. مع بوحسن

وحاولي تساعدين في القضايا اللي للحين ماحلوها ....

جواهر: إن شاء الله ...

سيف: شحالج جواهر ...؟ إن شاء الله احسن...

تنهدت وقالت : الحمدلله على كل شي....

سيف: الله يعينج ..إذا احتجتي لأي شي ترا انا هنيه قريب ...اقرب حد لج...

جواهر: مشكور ...ما تقصر..

سيف: من جدي أنا ... أي شي ...أي شي تحتاجينه تقولين لي على طول معاملة

( VIP ) مش لأي حد بس حق الحبايب...

ابتسم لها وانصرف لئلا يحرجها اكثر...

reem99sh 17-06-08 07:52 PM




الجزء الثاني والعشرون




خرج سيف من مكتب جواهر وتركها وهي تشعر بحرارة الأرض كلها تخرج

من وجنتيها... وفكرت ...( الحين هذا وقته يقول هالكلام ويحرجني ... بس هو ما

قال شي ...قال حق الحبايب...يعني يحبني ...انزين انا ادري انه يحبني بس مهب

وقته الحين يعبر عن حبه... الله يهداه بس...انا وييييين وهو وين....؟)



بعد شهر


وجدت رسالة الكترونية من البروفيسور الانجليزي Russell Oliver يخبرها

بأنهم سيصلون للدوحة مثلما اتفقوا مع الوزارة الأسبوع القادم ...فردت عليهم

تعطيهم خيار أخر بديل للإقامة في الفندق وعرضت عليهم الإقامة في بيتها الفارغ

مع التأكيد على خدمة 5 نجوم والوجبات الشعبية والدليل السياحي المجاني (وتقصد

نفسها )

فكرت بالاتصال بسيف لأخباره ثم عدلت عن ذلك وفضلت التريث حتى يرسل

البروفيسور الرد ...

انصرفت بسرعة قبل أن تتراجع عن رأيها وفي السيارة تذكرت أنها ستعود وتقابل

منى والتي ألحت عليها في الصباح على أن لا تتأخر في العودة حتى تتناول معهم

الغداء.. دخلت البيت وهي تدعي ربها أن لا تجدها أمامها ... وما أن وصلت إلى

منتصف الدرج حتى صادفت ساره وهي نازله فسألتها : وينهم عيل ؟؟ البيت

صخه؟؟

ساره : راقدين ...امي نطرتج على الغدا وبعدين يئست ..

جواهر: الله يهداها أنا قلتلها أني بتأخر ..مره ثانية لا تنطروني...

سارة وهي تنزل: عموه...اخليهم يحطونلج غدا؟؟

جواهر: لا حبيبتي... شبعانه ومالي خاطر...بروح اصلي العصر وبرقد. لي شفتيني

مانزلت المغرب طلي علي...

ساره: اوكيك...

بعد المغرب طلبت فنجان قهوة وتناولتها وهي تفتح بريدها الالكتروني .. وجدت

رسالة من البروفيسور ففتحتها ..ووجدته يبدي سعادته بعرضها وبأنه وبناء على

موافقة زوجته قرر أن يقبل ضيافتها له ولزوجته لاستكشاف سحر الشرق ...

قررت أن تُطلع سيف على الموضوع بكامله في الغد ونزلت للصالة ووجدت سارة

تشاهد التلفزيون وأخوتها يتعاركون حولها والضجيج يعم المكان وهي تضم المخدة

الصغيرة إلى أذنها لتتمكن من سماع الأغنية...جلست بجانبها وهي تراقب أولاد

أخيها وتبتسم ...

جواهر: الحين انتي قاعده وسط هالازعاج ومندمجة مع ايش؟؟؟؟

سارة : هذيه اخر كليب حق Justin Timberlake مكسر الدنيا ...

جواهر: بسم الله الرحمن الرحيم مكسر الدنيا مره وحده؟؟؟

سارة وهي تلف جسمها لتواجه جواهر: عمووووووه ... لو تعرفين شمسوين له

في ابوظبي ...بيسوي حفله هناك ويقولج الناس موقفين حتى في الشارع طوابير

عشان يشترون التذاكر ...

جواهر: من زاده ما طق مطر لا عندهم ولا عندنا ...الا بسبة هالمطربين وسواد

الوجه اللي احنا فيه...

سارة: عموه تبغين شاي معاي؟؟

جواهر: انتي كريمة واحنا نتساهل....

نادت سارة الخادمة وطلبت منها عمل كوبين شاي ثم عادت وقالت :جان زين للحين

في بيتكم جان رحنا نشربه عند المسبح...

جواهر وهي تتنهد : الحين حر ما ينفع نطلع برع ...

نزلت منى وسمعت أخر الحوار فتدخلت قائلة: عندي فكره ...شرايج نشل الطوفه

اللي بينا وبين المسبح عشان نقدر نستخدمه كلنا ...والا اقولج شرايج تأجرينه

أحسن بدل ما هو مسكر ...يقولونلج الايجارات مرتفعه وصاكه السما...

جواهر وهي تتمالك نفسها : هدي اعصابج... البيت بيتم مثل ماهو ماراح نغير شي

ولا راح نأجره...

منى : قلت تستفيدين احسن ....

جواهر: مشكورة على اهتمامج ...

منى : تأخرتي اليوم وايد...كنا ننطرج على الغدا...

جواهر: انا دايماً اتأخر شغلي ما يخلص ..ماله دوام معين ساعات تجينا قضايا

وننجبر نخلصها...قايلتكلم الف مره لا تنطروني ...

منى : اييييه ...الله يعينكم ..بس معناته انج ماراح تقعدين معانا ؟؟؟

جواهر: هذا انا قاعده ...

منى: انزين تبغين غدا يحطون لج؟؟؟

جواهر: لا مشكورة ...لا تحاتيني ترى انا مش غريبه لي بغيت اكل شي باكل...

منى: تبغين اطلب لج من المطعم ...

جواهر: باكل سندويش لي جعت ...( ونادت ساره ) سارة ... روحي جيبي رسماتج

خليني اشوفها...

أحضرت سارة الرسومات فسحبتها منى من يدها وهي تقول : اشوف ...

تفرجت عليها رمتها على طاولة الشاي وهي تقول: مادري ليش تعبين نفسج مع

هالخرابيط.!!!

أشرت جواهر لسارة بأن تناولها الرسومات ففعلت....أخذتها ومشت لغرفة الطعام

ووضعتها متفرقة على الطاولة لتراها كلٍ على حده ...و خلفها وقفت سارة تنتظر

ردة فعلها ...دارت جواهر حول الطاولة وهي تتفحص كل رسمه ...وبعد دقائق

قالت : ما شاء الله عليج ...تطورتي يا حبيبتي...

سارة: صج عموه؟؟؟


جواهر وهي تمسك بواحده: هذي احلى وحده..شوفي النعومه في الالوان ... هذي

اذا عطيتيني اياها ببروزها وبحطها في غرفتي ...

سارة وهي سعيدة : اذا عاجبتج اخذيها ماتغلى عليج ...اصلاً لولا تشجيعج ما

رسمت شي...

قالت جواهر وقد طرأت على بالها فكرة: شرايج تصورين ؟؟؟

سارة : اصور !!! وش اصور ؟؟؟

جواهر: ايش شي؟؟ باشتري لج كاميرا واذا حسيتي ان المنظر مثل الرسمة اللي

بترسمينها التقطيها ...

سارة: والله فكره عموه...متى بتشترينها لي؟؟؟

جواهر: بكره ان شاء الله...بنروح السلام هو وكيل احسن الكاميرات ...

سارة وهي تقبل عمتها: الله يخليج لي يا احلى عمه في الدنيا...




صعدت جواهر الى غرفتها واتصلت بنوف ...

جواهر: مادري كيف بتحمل تدخلها في حياتي بهالطريقة ...

نوف: تزوجي وروحي بيت ريلج وبتفتكين...

جواهر وهي تمسك دموعها : يعني... تبغيني ....اتزوج ...!!! وامي توها .....

أحست نوف بأنها قالت الكلمة الخاطئة فقالت: اسفة جوجو والله مهب قصدي....

جواهر: محد يفكر فيها كأنها ما كانت موجوده في يوم من الايام.. ولا حد يفكر أني

توني فاقده امي ... فاقده كل شي في حياتي ...الكل يفكر في أنه يفتك مني... بس

محد فيكم فكر من وين بجيب فرحه افرحها ؟؟ مش المفروض أن افرح في

زواجي؟؟؟ والا اتزوج سكيتي بدون فرح ولا وناسه وكأني متزوجه غصب عن

هلي؟؟

نوف: بل بل ... مهب قصدي ...والله ماكان قصدي.. بس انا خايفه أنج تغيرين

رايج الحين...

جواهر: انا وعدت امي الله يرحمها ...( واكملت ) ماقدر اغير رايي مهب على

كيفي...

نوف: عيل الله يعينج على منى لين يجي الوقت اللي تعرسين فيه...

جواهر: هي طيبه بس غريبه..تبي تخطط حق الناس كلهم حياتهم وهي فاشلة في

تخطيط حياتها...

نوف: ياختي تملل ...ملكة الملل ...

جواهر: خلينا منها وقوللي بتجيني بكره؟؟؟

نوف: توني اقولج انها ملكة الملل وتبغيني اجيج بعد!!!!! لا حياتي ... انتي تعالي

لي... محمد بيطلع من العصر وتدرين به ما يرجع الا فالليل...

جواهر: خلاص عيل عقب المغرب بجيج....( ثم تذكرت ) اوههه نسيت بكره بوَدي

سارة مواعدتها اخذ لها كاميرا ...

نوف: والله ولقت لها عمه... خوشششش عمه...عقب ما تشترين لها كاميرتها

جيبيها وتعالوا...

جواهر: بشوف...اذا رضت امها ...تدرين الحين هي المتحكم في حياتنا...

نوف: تخسي الا هي ...مالها الا بنتها اذا تبغي والا تنتحر احسن وتفكنا...

جواهر وهي تضحك : صدق ماكله عليها حصى...

نوف: وطابوق بعد ....

جواهر: اقول ...تصبحين على خير قبل لا تتأزمين اكثر ما يسوى عليج والله...

نوف: وانتي من هله...





في اليوم التالي


كانت جواهر مترددة في الذهاب إلى سيف في مكتبه ولكنها عزمَت وحملت الأوراق

اللازمة وذهبت إلى السكرتير وطلبت منه إذن لمقابلة المدير فاتصل أمامها وفي

ثانية أشار لها بالدخول ....

كانت تحس بالاضطراب وعندما دخلت ووقعت عيناها عليه وهو واقف بجوار

المكتب وكأنه بانتظارها شعرت بمعدتها تعصر بقوة وقلبها يدق بسرعة... سلمت

عليه فطلب منها التفضل بالجلوس ثم جلس في المقعد الذي أمامها وابتسم لها مما

زاد من اضطرابها فقال: هلا والله وغلا... شاللي جابنا على بالج وزرتينا؟؟؟

ردت بخجل : عندي موضوع بغيت اطلعك عليه...

سيف: امري ....

جواهر: تذكر البروفيسور Russell Oliver ؟؟؟

سيف: لا...من هذيه؟؟

جواهر: البروفيسور البريطاني اللي زرناه في اكسفورد مع سعادة الوكيل؟؟؟

سيف: ايييه ... جان قلتي دكتورج المحنط...

ابتسمت جواهر بدون قصد فأكمل : شفيه؟؟؟

جواهر: الوزارة كانوا يتراسلون معاه ..وبيجي الاسبوع الجاي وعرضت عليه

يسكن في بيتنا بدل الفندق عشان الضيافة تكون احسن...

سيف وهو يرفع حاجبه: في بيتكم ؟؟؟

جواهر: ايه .. في غرفة كبيرة حق الضيوف في الدور الارضي بننظفها وبنجهزها

لهم والخدامه بتكون عندهم وطباخ اخوي بيسويلهم اكل قطري وعجبهم اقتراحي

ووافقوا...

سيف: والله فكره حلوه صدق بنحطهم في مخبانا واكيد بعدها بيوافق وبيتشغل

عندنا..عبقرية ...ما شاء الله عليج طالعه علي...

ابتسمت جواهر وخفضت رأسها وهو يراقبها ويفكر ( فديت اللي يستحون )

وأكمل : عاد لازم تنسقين مع مسئول العلاقات العامة عشان يكتمل جدول الزيارة

ونرفعه حق الوكيل...


وقفت منهية اللقاء وفكر (قعدي تو الناس ليش قمتي؟؟؟) قالت : استأذن الحين ما

ابغي اعطلك اكثر...

سيف: انتي تعطليني على كيف كيفج مالج شغل ....كم جواهر عندي ؟؟ بس انتي..


أحست جواهر بأن الأرض تهتز من أسفلها وتمنت أن تنشق لتبتلعها في هذه

اللحظة....

فكر وهو يقف مقابلها وينظر لعينيها ويفكر ( اموت فيج ... واتمنى وصالج بس

انتي متى بتحسين فيني متى؟؟؟ متى بتحسين بلَوعتي ) تذكر قصيدة دايم السيف

الامير خالد الفيصل...




قالوا لي العب قلت ما نيب لاعوب

إلا مزوحٍ عند صافي الجبيني


الاعبه و افرح إلى صرت مغلوب

واشوف و جهه لى غلبني يزيني


واطرب على ضحكه و هو حيل طروب

وانادمه في لحظة أحلى سنيني


حبيبي اللي كل ما فيه محبوب

ترخص له الدنيا و ما كان فيني


اللي يجيني كل ما غاب لاهوب

أونس حرارة لاهبه في كنيني


وكني على غيره من الناس مغصوب

وكن العمر ياقف بليا ظنيني


واصير بين يدين الأيام مقضوب

والليل يجلد بالسهر موق عيني


يضحك بي الشامت إذا قلت ما أتوب

ويحزن صديق العمر مما يجيني


ليته يغطي لوعة العاشق الثوب

وإلا عيوني ما تبيّن حنيني


وإن كان تعذيب المحبين مكتوب

على عذاب الحب ربي يعيني

انتبهت لوضعهم الغريب فانسحبت بهدوء من أمامه وعادت لمكتبها ولعملها وهي

لازالت تفكر بمشاعرها المتضاربة أتجاه سيف ( ما اصدق كل الحنان والحب اللي

عنده معقوله يحبني هالكثر ؟؟؟ بس ...وشو بس ؟؟.. أحس أن مشاعري له تغيرت

أذوب لين كلمني ...اتخسبق...لا ولا يوم يقول لي كم جواهر عندي؟؟؟ اخخخخ

هالكثر أنا غاليه عليه...) جلست على مقعدها وانتقلت الى عالم اخر...



بعد صلاة المغرب

سألت سارة : قلتي حق امج؟

سارة: لا .. ما شفتها كانت طالعه مع ابوي وتوها راجعه..

دخلت منى الصالة وهي لازالت تعطي الأوامر للخادمة...

منى : لا تنسين تقولين حق الطباخ يسوي ناجتس حق اليهال مع شبس

الخادمة وهي تتبعها وتقول: اوكي مدام

ومنى تكمل : واحنا يسوي لنا صينية معكرونه بالباشميل

الخادمة : اوكي مدام..

وتكمل منى : وأحمد يشويله صدر دجاج مع خضار سوتيه...

الخادمة : مدام انتي قولي خلاص طباخ ... انا بعد الهين قولي...

منى: روحي خلاص ...جيبي لنا شاي بالنعناع... ( والتفتت الى جواهر وسألتها)

تبغين شاي معاي؟؟

جواهر وهي تكمل سيرها : لا مشكورة انا بطلع الحين بروح السوق..

سارة: ابغي اروح معاها يمه...

منى : كنت ابغي اوديج معاي مشوار... بس يلله ..بوديج بكره...



لاحقاً وبعد أن خرجوا من السلام ومعها الكاميرا الجديدة سألتها جواهر: شرايج

تروحين معاي عند نوف وتجربين الكاميرا على عيالها ... ماعرفتي كل شي من

البياع؟؟

سارة بتردد: امبلا ..بس اخاف امي ماترضى..

جواهر: قوليلها ان احنا بنمر...وبعدين ماراح تلاحظ أن احنا تأخرنا..

سارة وابتسامة على وجهها: اي والله...

اتصلت سارة بأمها تخبرها بأنهم سيمرون على نوف قبل العودة للبيت ولم

تمانع..قضت الوقت في التقاط صور كثيرة للأطفال ...كانت تجربة جديدة باستخدام

الكاميرا الرقمية ...





في ما بعد تلقت اتصال من احمد

أحمد: شحالج جوجو؟؟ انتي وين ما شفتج من كم يوم؟؟

جواهر: في غرفتي ...لين انزل الصاله انت تكون محد...

أحمد: تدرين عقب المغرب اكون في المجلس... المهم انتي وين سلوم سندرنا يبغي

يشوفج ...؟

جواهر: انا عند نوف بس بنطلع بعد شوي...

أحمد: من اللي بيطلع؟؟

جواهر: انا وسارة..

أحمد : خلاص عيل لين وصلتوا اتصلي بنجي المجلس..


دخلت جواهر البيت ولم تلحظ أن سالم كان واقفاً بجانب الباب الخلفي لغرفة الطعام

التابعة للمجلس ويراقب ..شاهدها وهي تنزل من السيارة بعد أن أوقفتها وشاهد

ساره تتبعها إلى أن دخلوا البيت... ثم عاد للداخل وجلس بجانب أحمد وقال : يلله

جات خلاص ...

وقف أحمد وتبعه سالم ودخلوا للمجلس الداخلي ونادى أحمد جواهر وخرج دقائق

ودخلت جواهر سلمت عليه وجلست..

سالم: شحالج جواهر؟؟

جواهر: بخير الله يسلمك...انت شحالك؟؟

سالم وهو يتنهد : الحمدلله .. من مساعه وانا انطرج وين كنتي؟؟

جواهر: وديت سارة السلام خذتلها كاميرا ومرينا على نوف شوي...

سالم: وهالنوافوه محنا مفتكين منها؟؟

كانت ستبتسم ولكنها تصنعت الغضب وقال: شجاك على المره المسيكينة .. والله

انها طيبه..

سالم : ولزقة ...ماظن سيف بيستحملها...

جواهر: كيفه..هذي رفيقتي من قبله..

سالم: هذا عيبج الكبير انج مرافقتها..

جواهر: بس عاد ترى مارضى عليها..قوللي انت شخبارك؟؟

سالم: ملل.. محد يدري بي ..انكرف في الشركة وبعدين اكل غدا أي كلام من طباخ

الخدامة التعيسة وصرت ماقدر اجيج على كيفي من عقب المرحومة..لازم أحمد

يكون فالبيت ...اقولج ملل..

جواهر: شنسوي كله مكتوب.. بس انت ليش ماتفكر في الاستقرار..

سالم: شقصدج؟؟

جواهر: قصدي تتزوج وتعيش في بيت بروحك وتجيب عيال ..

سالم: متفرغه... قولي حق نفسج هالكلام..الرجال زهق من كثر مانطر..

جواهر بسخرية : مشتكيلك؟؟؟

سالم: من غير مايشتكي .. مبين....

جواهر: والله إذا مايقدر يصبر ..الدرب قدامه..

سالم: شهالكلام يالسخيفة.. والله ماتلقين مثله لو وشو..

جواهر بحزن وقد تذكرت شيئاً: تذكر يوم قلتلك أن أمي الله يرحمها كانت توصينا
عليك ..

سالم باهتمام : ايه ..

جواهر: كانت توصينا انك تاخذ سارة..

سالم وقد تفاجأ :سارة!!! اخذها شسوي فيها؟؟

جواهر: تتزوجها يعني...

سالم: انا اتزوج هالبزر!!!

جواهر : كل بزر يكبر...وبعدين هذي وصاة امي الله يرحمها كيفك عاد..

سالم: انتي ما شفتيها يوم كان عبود اخوها مريض وجبت له الدكتور ...كانت

تصيح مثل البزر ولا سكتت ...

جواهر: مسكينه من خوفها على اخوها..

سالم : عيل هذي وين تقدر تفتح بيت وتجيب عيال ...قولليلي لين مرض حد من

عيالها مثل عبود بتقعد تصيح بدل ما تساعده!!! روحي ...روحي...لين غدت مره

تعالي كلميني...

جواهر: الله بيهديك....

سالم: يهدي الجميع ... شمسوية عندهم هنيه؟؟

جواهر: عايشه والحمدلله..لا تحاتيني .. انت فكر بنفسك ..

سالم وهو يقف : يصير خير...يلله فمان الله ...

جواهر: فمان الكريم ..الله يحفظك...لا تقطع عاد...تدري ...توحشني...

سالم: غصباً عنج اصلاً كل اللي يعرفني واغيب عنه اوحشه...

ابتسمت وهي تراه عاد سالم الذي تعرفه...


عاد للمجلس ورأى سيف مع سعيد فجلس جنبه وسأله: انت متى بتعرس وتفكنا؟؟

سيف: جان سألتهم هم...انا حاضر من بكره..

سالم: صرت أروح بمواعيد عشان اشوفها ...ما يسوى علينا...

سيف: ومن قالك لين تزوجتها بتشوفها مثل قبل...انا زوجتي ماتنكشف على
غرب..

سالم: نعــــم؟؟؟!!! أنا غرب ؟؟ عيل انسى انك تاخذها ... بكلم احمد وباخذها

انا احسن ...يوم انك بتصك على البنت من اهلها...

سيف بغضب : تهبي وتخسي ... ماني ببزر عندك تقربه وتدزه مثل ما بغيت انا

ماخذ كلام رجاجيل من اخوها واقلب وجهك انت بس ....

وقام وقال لسعيد: بتمشي معاي؟؟؟



في السيارة


سعيد: أنت الحين ليش معصب؟؟؟

سيف: يعني ما سمعته هالثور شقال؟؟؟

سعيد: يعني انت توك تعرفه ؟؟ يضحك هذا ...

سيف: ضحك بلا سنون ان شاء الله قول امين ...

ضحك سعيد عليه بصوت عالي...

سيف: جايزتلك أنت يعني السالفة؟؟؟

سعيد وهو لازال يضحك : انا مالي خص لا تحط حرتّك فيني...

سيف: مهب كفاية عليه أنه يروح لها وأنا خطيبها قاعد في المجلس محروم.. بعد

يبغي يخلي بيتي مزار...

ابتسم سعيد وامسك ضحكته وقال: هانت مابقي الا حديد سهل ...وهذا مثل اخوها..

سيف: متى يا سعيد متى...؟؟ لاعت جبدي من كثر مانطرت ...

سعيد: ياخي البنت توها فاقده امها حتى قبر المرحومة للحين مابرد ... اللي نطرك

كل هالوقت ينطرك كم اسبوع...

سيف: بس لو اعرف راسي من كرياسي...جان ارتحت... صرت ماعرف اشتغل

مثل اول ما اعرف اركز...دايماً في بالي وأتحجج عشان اشوفها ...

سعيد: خلاص عيل يعني منت بمحروم مجابلها كل يوم...

سيف: أي مجابلها ...كلمتين على بعض ماكملها معاها ...الناس حوالينا واحنا في

مكان عام...

سعيد: إذا منت قادر تصبر كلمها والا كلم اخوها واملج...

سيف: أي والله ... والله انك جبتها ... شورك وهداية الله...



في اليوم التالي


وفي أخر الدوام وقبل انصراف الموظفين أخرج سيف قارورة عطره وتعطر منها ثم

دخل حمامه ورتب هندامه أمام المرأة وتوجه لمكتب جواهر...كان يمنع نفسه من

الذهاب قبل نهاية الدوام...

راقبها من خلال الزجاج وقبل أن يدخل مكتبها فرآها تقفل ملف وتضعه على المكتب

ثم تظهر صوره من الدرج وتتأملها وهنا دخل عليها وسلم ليرى الدموع على

وجهها بعد أن رفعت رأسها لترد السلام أخذت تمسحها ..كانت صورة أمها..

سيف: لا تسوين في نفسج جذيه...كلنا بنلحقها ...

فوجئت جواهر بنفسها تقول : وحشَتني أمي ...وحشَتني وايد ..

سيف مغيراً الموضوع : حتى أنتي وحشتيني..

شهقت جواهر من كلماته والتي لم تتوقعها ...

سيف: جواهر...ابغي املج...

لم ترد واكتفت بالنظر إليه بتعجب ...

سيف: تسمعيني ..ابغي املج بمر اليوم على احمد وبحدد موعد.. ادري مهب وقته

العرس بس ابغي املج ...ابغي ازورج في البيت على راحتي... اشمعنى سالم ؟؟؟

ارتسمت ابتسامة على وجهها بين دمعتين تساقطتا وكان شكلها في غاية البراءة

جواهر: بس...

سيف: بدون بس مهب لازم حفله وطقطقه احنا مهب صغار ...عشا صغير وامي

تجي معاي وبس...وبس...واجد اللي اطلبه ؟؟؟

جواهر: مدري؟؟؟

اخذ ينظر لها بعينين ضيقتين متصنعاً البؤس وهو يتكلم ...ارتبكت كثيراً مما جعلها

تقول جملة واحده فقط : كلم احمد...

سيف وهو لا يصدق أذنه : من صدقج!!!!

هزت جواهر رأسها....

سيف: خاطري اسوي شي الحين ...بس...بنطر لين نملج...

كانت في غاية الإحراج وبان على وجهها الاحمرار..وقفت وهي تحمل حقيبة يدها

وتقول وهي تهرب للباب: انا بروح الحين ...

تبعها وهو يضحك بفرح كما الطفل الذي وعده أبوه بشراء دراجة جديدة له..



اتصلت في نوف وأخبرتها بأنها قادمة ...وعندما دخلت مجلسها أمسكتها نوف من

يدها وأجلستها على الأريكة وجلست بجانبها وظلت ممسكة يدها وقالت: انتي

ترتجفين؟؟

جواهر: سيف...

نوف: شفيه..؟؟

جواهر: سيف....سيف....

نوف: اعرف ان اسمه سيف...شفيه... شسوى ؟؟؟ شهبب...

جواهر: يبغي يملج...

وقفت نوف من الصدمة ولكنها عادت وجلست وقالت : احلفي...

جواهر: والله...

نوف: اخيراً تلحلح ...قوللي لي السالفة من طئطئ لي سلامعليكو...

وبعد أن أخبرتها قالت: اقوللج صار مثل الياهل ...وين سيف اللي كله معصب

ويأمر...لو شفتيه بينكسر خاطرج انتي بعد...

نوف: انا من زمان كاسر خاطري..

جواهر: الحين شبسوي؟؟؟

نوف: ابد...تنطرين لين يقولج أحمد عن الموعد وبعدها نروح نشتري فستان ناعم

حق العشا..

جواهر: فستان!!!

نوف :ايه فستان عيل جلابية!!! قالج عشا بس مهب معناه انج ماتكشخين..

جواهر: انا عندي كم فستان شريتهم من باريس ومالبستهم...

نوف: بكره بمر عليج وبنجيك عليهم...روحي الحين لا تلاقين منى واقفة لج عند

الباب..

جواهر: لا ..الحين راقده ...تخلي سارة تقعد مع اليهال ....

نوف: عيل الحقي ارجعي قبل لا تقعد...تعالي تغديتي؟؟؟

جواهر: كنت اتغدا عشانها الغالية ( الله يرحمها ) لكن الحين ...اكل شندويش

علماشي متأخر في الشغل والحمدلله...



في المساء


انتهز سيف خلو المجلس من الرجال فاخذ أحمد على انفراد وفاتحه بموعد عقد

القرآن ...

أحمد : خلني اكلم البنت وبرد عليك ...

سيف: البنت كلمتها الصبح وقالت كلم أحمد ... يعني أحنا اللي نحدد ... شرايك

في يوم الخميس؟؟

أحمد: على خيرة الله...لاتنسى تجيب الملاج...عقب أذان العشى احسن..

سيف: بجيبه بس على حسابك..

أحمد: ليش ان شاء الله ...منهو المعرس؟؟؟

سيف: لو كنتوا رضيتوا من قبل كان انا بحاسبه لكن لأنكم ذليتوا ام اللي جابت
امي...تدفعون له وانتوا تضحكون ...لا بعد وتعطوني مهر..

أحمد وهو يقف غاضباً: قم انزين ... الحين هذا كلامك !!!! عيل غيرنا راينا

ماعندنا بنات حق العرس ... روح دور لك مره عند غيرنا...

سيف وهو يضحك: يمه منك ...كبريت.. خلاص يبه أنا بحاسبه وبعطيكم مهر

العروس وكان تبغي مهر لك بعد ..حاضرين...

أحمد: تهبي ...أنت شفيك اليوم استخفيت وقعدت ...

التفت على سعيد قائلاً : سعيد تعال اخذ رفيقك مني لا الحين اكنسل كل شي...

سعيد وهو يجذب سيف من يده ويدفعه للخارج: لا ياخوي ... مافينا شدة .. تعوذ

من ابليس هذاني بفكك منه...

ابتسم أحمد وهو يراقب خروجهم ويفكر ( استخف وقعد )....فيما بعد وعندما عاد

للبيت صعد إلى البنتهاوس وطرق الباب على جواهر ودخل عندما فتحت له الباب.

أحمد وهو يدور في الصالة الصغيرة : جاني سيف مساعه.... يبغي يملج يوم

الخميس ... وانا ماعندي مانع ...شقلتي؟؟؟

جواهر باستحياء: اللي تشوفه خير سوه يا خوي ...

أحمد : تبغين شي ولا شيات ؟؟؟

جواهر: مابغي حفلة ولا نعزم ناس ...هو بيجيب امه وانا بعزم نوف وبس..

أحمد: ليش ياختي هذه أول فرحتج...على الاقل خواتج وربعج...

جواهر بحزن : فرحه ناقصه ياخوي فرحة ناقصه....وبعدين أي خوات؟؟ هذول

اللي جاو العزا مثل الغرب دقيقة وطلعوا ... أنا خواتي نوف وسارة والله يخليهم

لي...

طرق أحمد برأسه وهو يقول: الله يعين ...

ثم انصرف بهدوء...





في مساء اليوم التالي


كانت جواهر تشرب القهوة أمام التلفزيون وبجانبها سارة تعبث بكاميراتها وتصور

كوب قهوة أخر عن قرب وأخواتها يلعبون السوني في الغرفة المجاورة...دخلت

منى وخلعت عباءتها ونادت على الخادمة لتجلب الأكياس من السائق ثم سلمت

عليهم جلست وقالت : أنا قلت حق الطباخ يطبخ لنا ذبيحتين حق يوم الخميس وحد

لنا ووحده حق الميلس وقدر هريس وقدر ثريد وسلطات وبطلب 7درازن سنويشات

وفطاير من المطعم ...وبخلي وحد تسويلنا عشر صواني حلويات ولقيمات ..

ردت عليها جواهر بهدوء : ماله داعي هالاكل كله...ذبيحة وحد حق الميلس وبس

مع سلطات وكم صينية حلويات...واحنا يكفينا صينية فطاير وصينية سندويشات

محد الا احنا بس...

منى: تبغين تفشلينا عند ام ريلج!!! بتقول بخلا...

جواهر: بتقول عاقلين وما يلعبون بنعمة الله..ام سيف مرة عاقلة وانتي عرفتيها

وهي عرفتنا يعني مافي داعي لكل هذا ...أحمد ماقالج اني مابغي الا شي بسيط؟

منى: امبلا قالي ...بس قلت يمكن مايكفي الاكل...

جواهر: بيكفي لا تخافين ...

منى: متى بنروح نشتري لج جلابية جديدة ؟؟؟

جواهر: ليش؟؟

منى: حق الملجة..

جواهر: عندي فستان جديد بلبسه..

منى : بتاخذين اجازة هالاسبوع؟؟؟

جواهر وهي تكاد تنفجر: ماقدر ماعندي اجازة الحين...منى الله يخليج اعتبري انه

عشا رجاجيل وبس ...








في يوم الخميس بعد العشاء

ارتدت جواهر ثوباً راقياً فرنسي القصة لونه أسود من الشيفون والدانتيل الناعم

وارتدت معه عقد الماس بسيط ينتهي بلؤلؤة سوداء مع حلق واسوارة وخاتم مكملة

له..

كانت نوف تراقبها وهي تضع مجوهراتها فقالت: الحين انتي لو لبستي الاحمر مهب

كان احسن؟؟

جواهر: والاسود شفيه؟؟

نوف : مافيه شي ... بس.. مادري ...جنج بتروحين عزا ...

جواهر: والا عشا ملكي ؟؟؟

نوف: عشا ملكي يله...انتي اصلاً لو تلبسين جلابية منى بعد بتطلعين حلوة..

انزين حطي لج مكياج خفيف ...

نظرت جواهر اليها بغضب وقالت: نعم !!!

نوف: انعم الله عليج ... بتقابلين ريلج جذيه جلحة ملحا ....حرام عليج على الأقل

شوية كحل وروج وبكرة ارجعي جلحا وملحا ...من حق سيف أنه يشوفج بأحلى

صورة...عشان خاطري ....

ترددت جواهر ولكنها قبلت عندما ناولتها نوف قلم الكحل وإصبع احمر الشفاه..

وضعت لها قليل من الكحل واحمر شفاه وردي ...

دخلت عليهم سارة وهي تحمل بيدها مدخن وتسلمه لنوف وتقول: ام المعرس

وصلت وقاعده مع امي...

جواهر: بخلص وبنزل حبيبتي ...

وضعت نوف قطعة عود في المدخن ونفخت فيه حتى انتشر الدخان برائحته العبقة

فسلمته جواهر التي دخنت به شعرها المتوسط البني ثم أرجعته لنوف لتضعه أسفل

ثوبها..

بعدئذ وقبل أن تخرج مع نوف تذكرت أمها ونزلت دمعات على وجنتيها ...

نوف: الله يهداج الحين بتخربين مكياجيج .. وبتتورم جفونج وبتصيرين مثل

اصاله..

لم تضحك جواهر على كلامها بل قالت وهي لازالت تبكي: كانت تتمنى تشوف

هاليوم... الله يرحمها ياما كلمتني عن عيال صديقاتها وربع اخواني ... كان ودها

تتطمن علي في بيت ريلي مثل ماكانت تقول....

أخذت نوف تطبطب على كتفيها وهي تقول : اذكري الله حبيبتي ..

جواهر: لا اله الا الله ...تدرين قبل وفاتها بيوم كنت رايحه المستشفى الصبح وعند

اللفة كانت فيه مره تمشي مواجهتني وهي تصيح وبعدين ما قدرت تمشي من

الدموع ووقفت في وسط الرصيف.... كنت مستغربه منها ... بس الحين لين أتذكر

اقول اكيد انها فقدت حبيب او قريب...وثاني يوم يصير لي نفس الشي..... أنا لله

وإنا إليه راجعون

أخذت محارم ورقية ومسحت دموعها وعادت للحمام لتغسل وجهها وتعيد وضع

ماكياجها...وقرأت بعض الآيات القرآنية التي تحفظها في سرها ثم خرجت تتبعها

نوف...


جلست بجانب أم سيف بعد أن سلمت عليها وقامت منى لتتصل بأحمد لتسأله عن

موعد تقديم العشاء فقال : منى ... شفيج مستعجله؟؟ لازم نخلص الملجة

قبل...جوجو عندكم؟؟

منى : ايه توها نازله..

أحمد : زين عيل دقايق ونخلص واجيب لها الورقة توقع عليها...انطريني عند باب

المطعم..

منى: بشوف الخدامات شسووا بالمَره وبنطرك...

دخلت على الخادمات في المطبخ وأمرت بتقديم عصير إلى جواهر ونوف وأخذت

تشرف على ترتيب الطاولة ...


بعد عشر دقائق وفي المجلس تم عقد القران بشهادة سعيد وسالم عليه وكان سعيد

أول المهنئين وتبعه عبدالله ثم الباقين...كانت فرحة سيف واضحة للكل.. كم كان

ينتظر هذه اللحظة.... وكم يحس أنها تأخرت وكأنها لن تأتي...

أخذ أحمد الورقة من المأذون وذهب الى منى ووصاها أن توقعها من جواهر...

وجدت أم سيف تحضن جواهر وهي تقول: الله يعلم أنج صرتي في معزة سيف

ولدي...

ابتسمت جواهر لتصرفها وقالت: وأنتي في معزة أمي الله يرحمها .. الله يخليج لنا

ويطّول في عمرج...



في المجلس

كان سالم مصراً على الدخول مع سيف وأحمد وعبدالله ...ليبارك لجواهر...

سالم : مالي خص أنا حالف يمين أني ادش اسلم عليها...

سيف: صوم شهرين والا اطعم 60 مسكين ...

سالم بغضب : علي الطلاق أني ادش معاكم ...

سيف وقد تفاجأ بكلامه فضحك معهم ثم هز رأسه وقال: الحمدلله والشكر..الحين

تحلف بالطلاق وانت ماعرست أصلاً !!! لهالدرجه !!! خلاص تعال بس خل

يعلمونها قبل تتستر وبعدين دش ...وتبارك وتطلع ..دقيقة بس والا ترى اجوتك

عادي....

سالم: لا والله شرايك 7 ثواني احسن...

سيف: احسن بعد...

سالم: مايسوى علينا ملج ... باكلها أنا !!! بسلم على بنت عمي بس...

كان يتكلم ببراءة جعلتهم يضحكون مجدداً على كلامه ...

دخل أحمد المجلس وطلب من منى أخبار جواهر وأم سيف بقدومه وبارك لهم ثم

اخبر جواهر أن سالم سيدخل معهم فذهبت لترتدي عباءتها وشيلتها ودخل الباقي

للمجلس وسلموا على ام سيف ودخل سيف خلفهم وسلم عليها وقبل يدها وهي

تقول: بالمبارك ياولدي بالمبارك ياحبيبي ...

جلس بجانبها والابتسامة ملء شدقيه ... وهو ينظر للباب ينتظر دخولها... وعندما

دخلت وهي مرتدية حجابها وعباءتها وسلمت على إخوتها وعلى سالم وباركوا لها

ثم رفعت رأسها ووجدت أن سيف واقفاً بجوار والدته وهو ينظر لها فوقعت عينيها

في عينيه ولاحظت الفرحة فيها ولاحظ هو الحزن في عينيها فاختفت ابتسامته بلمح

البصر وأخذ يراقب سالم ...

سالم : بتروحين عني ياجواهر...أنا شسوي الحين ؟؟؟

أحمد : كيفك ... تصرف والا اقولك ...سو مجبوس...

ضحك عليه الجميع ثم دوى صوت سيف الصارم : يلله اقلب وجهك ...خلص

وقتك...

نظر إليه سالم محاولاً التصرف بمرح ولكنه عندما لاحظ نظرته تراجع عن فكرته

وانسحب بهدوء إلى المجلس...عندها خرجت جواهر لتخلع حجابها وترتب شعرها

ثم عادت للداخل ونهض سيف عند دخولها وتبعه أحمد الذي عاد للمجلس وتركهم

مع أم سيف ...

جلست مقابلهم وخفضت رأسها وسيف لازال ينظر لها لاحظ خجلها فقرر أن يتخذ

الخطوة الأولى فنهض وهو يقول: اسمحيلي يمه بروح اقعد احذا مرتي ..قالوا وين

ديارك ياجحا قال اللي فيها مرتي ...

أمه : افا.. ياولد بطني ...الحين خليتني وصرت تركض ورا المره...

عاد سيف وقبل أمه على رأسها وهو يضحك : محشومه يمه بس اضحك عشان

أشوف مرتي مستحيه قلت اطري الجو شوي...

أمه وهي تنهض من مكانها وتغادر المكان وتقول : بروح اصلي العشا ماصليت من

فرحتي....

سيف: تقبل الله ...يا احلى أم في الدنيا...

أمه : أنا والا مرتك ؟؟؟

سيف: انتي يالغاليه احلى أم وهي أحلى زوجه...

أمه : ماتنغلب ياولدي ما شاء الله عليك...

انتظرها إلى أن خرجت وعاد وجلس بجانب جواهر على الأريكة وأخذ يتأملها ثم قال

بهمس : مبروك عليج ...

ردت بصوت لا يكاد يسمع : الله يبارك فيك..

سيف: مابغيتي ... اخيراً صرتي زوجتي ؟؟؟ ماتدرين شكثر نطرت هاللحظه...

راقبها ولاحظ هدوئها وحزنها فأكمل : أنا ادري أنج اكيد كنتي تتذكرين المرحومه..

أنا بعد تذكرتها مالومج ... كل بنت تتمنى أمها تكون معاها في لحظات مثل هذي ..

لكن هذا قدرنا ولازم نقبله ... ومن هاللحظه انا امج وابوج واخوج وكل دنيتج...

بخليج تنسين كل وحدتج وكل حزنج .. وأن شاء الله ما ازعلج أبد...واللي تبغينه

مادام ما يضر بمشاعر أمي بسويه لج مهما كان ... ولازم تعرفين أن أمي وجودها

مهم في حياتي ... أهم وجود في حياتي ... وإذا تبغين تكسبيني لازم تكسبين أمي

قبل ....

كانت جواهر تستمع له وكادت أن تقول شيئاً عندما أطلت عليهم منى مقاطعه وتقول

وهي تقف عند الباب: السلام عليكم... شلونكم ؟؟؟مبروك الملجة..تبغون عشا

أحطلكم ؟؟؟

استغرب سيف كثيراً من تصرفها ولكنه أجاب بتقطع : بخير .. مشكورة.. لا شكراً..

غادرت بسرعة كما دخلت ...وسيف يفكر فيها التفت الى جواهر وسألها: من ذي؟؟

أجابت : مرت أحمد اخوي..

هز سيف رأسه وقال: ماعلينا... نرجع للي كنت أقوله ...فهمتيني جواهر؟؟

نظرت له وقالت : أمك هي امي الحين وبحطها في عيوني.. من شفتها أول مره و لمتني

وحضنتني حسيت أن فيها حنان الدنيا كلها ...

سيف وهو يبتسم لها : أنا احساسي ما يخيب ... اعرف شلون اختار...

وقبل أن يكمل كلامه دخلت منى ثانية وسألتهم : تبغون حلويات مع شاي ؟؟؟

ابتسمت جواهر عندما شاهدت ارتفاع حواجب سيف وأخذت تراقبه عندما أجاب : لا

مشكورة أحنا شبعانين .. لاتعبين عمرج..

فخرجت ثانية والتفت الى جواهر مستفسراً : شالسالفه موصينها أنتوا..؟؟ كل ما

جيت بقول كلمة طلت علينا ....

ابتسمت جواهر وهي تقول: لا والله ... هذا طبعها ... تحس أنها مقصره ..

سيف: أنا لله وأنا اليه راجعون ...مره ثانية بوصي أمي تمسكها عندها.. والا

اقولج.. لين طلعت اتصلي فيني وانا بجي ...

reem99sh 17-06-08 07:55 PM

الجزء قبل الاخير




ابتسمت جواهر على كلام سيف وهي تفكر ( الحين هو للحين ماعاشرها وطفر

عيل أحنا شنقول ؟؟)

سيف: يازين البسمه لي صارت على وجهج..

خجلت جواهر كثيراً من جملته واطرقت برأسها تنظر الى صندلها الاسود وأخذت

تعد الاحجار اللامعه فيه فأكمل سيف: لا تستحين مني ياعمري ... أنا اقول اللي

كان خاطري اقوله لج من زمان وكنت ماسك عمري ... والحين ( وابتسامة

شريرة على وجهه ) مافيه أي سبب يخليني أمسك نفسي ...

شهقت جواهر وقالت بسرعه : ارجوك ...

سيف: ارجوج انتي ...

قاطعه صوت منى وهي تقول: مهب ملبسها الشبكه ؟؟؟

أحس سيف بأنه قد سُحب من لحظته الرومانسيه مع حبيبته فالتفت بغضب وهو

يسأل: نعم ؟؟ تبغين شي ؟؟

منى وقد خالجها الخوف منه : لا ... بس كنت أسأل عن الشبكة...

سيف: الشبكة عند امي ... تشوفينها هنيه ؟؟؟ روحيلها واسأليها...

انتظر الى أن تأكد من ذهابها وقال : شالسالفه؟؟ هذي صاحيه ؟؟؟ لا ما ظني

هذي اكيد على قولة امي مهب صاحيه الا الضيعه...أنتي شمسويه معاها؟؟؟

جواهر: تعلمت عليها ... اعرف لها...

سيف: من يعرف لها ذي!!! شوشت علي حتى نسيت وش كنت ابغي اقول...

ابتسمت جواهر له ولم تقل شيئاً ... دخلت عليهم أم سيف برفقة سارة ونوف

ومنى وجلست بجانب جواهر من الناحية الاخرى وهي تفتح علبه مجواهرات

راقية عليها أسم صانع مجواهرت ايطالي وتناولها لسيف وهي تقول: لبس مرتك

الشبكة ياولدي..

ارتبك سيف وهو يأخذ العلبة منها ويفكر( وش هالوهقه ؟؟؟ أنا شعرفني

البسها؟؟؟ وهي ماتعرف تلبس بروحها يعني؟؟؟) اخرج عقد الالماس من العلبه

وحاول الباسه لجواهر ونجح بعد مده ...ثم البسها الخاتم ولكنه فشل في الباسها

الحلق ... فوضعها في يدها وقال : البسيهم بروحج ...ماقدر...

ارتدتها جواهر وهي تتمالك نفسها من أن تضحك على سيف ...ثم جاء دور

خاتم الخطوبه فناولته امه اياه فأمسك كفها الايسر والبسها اياه بسهوله وهو

يفكر (الحمدلله هذي سهله ..) ثم اخرجت أم سيف علبة صغيره من جيبها

وأعطتها لجواهر قائلة: وهذي مني ...

فتحتها جواهر فوجدت خاتم الماس حجمه كبير ولكنه جميل فارتدته في اصبعها

ثم امسكت رأس أم سيف وقبلته وهي تقول : مشكورة يمه ... واييد حلو...

قبلتها أم سيف بدورها على خدها وردت: تستاهلين اكثر يابنتي ...انتي مرت

الغالي كنتي غالية وصرتي اغلى الحين...

كانت نوف واقفه قرب الباب مرتدية عباءتها ومتلثمه وتراقب المشهد والدموع

تملأ عينيها وتنهمرعلى وجنتيها حتى أنها كانت تمسحها خفية لتكمل المشاهده

ابتسم سيف بفرح وهو ينظر لأمه ولزوجته ويفكر( الله يديمها نعمه ويحفظها

من الزوال ...امين يارب العالمين)

تقدمت سارة وقبلت جواهر وهي تبارك وتقول: مبروك عموه..

وباركت لسيف: مبروك عمي سيف...

ردوا عليها : الله يبارك فيج..

اما منى فظلت جالسه مكانها ونظرها مركز على الخاتم الذي اهدته ام سيف

لجواهر لم ترمش حتى بعينيها ولم تقل شيئاً الا عندما صاحت فيها أم سيف

قائلة: ماتسمعيني يمه؟؟

انتبهت منى لنفسها وردت: ناديتيني؟؟

أم سيف: ايه يمه ..فيج شي؟؟

منى : لا.. بس راسي يعورني شوي...

ام سيف: روحي خلهم يجيبون لنا قهوه...

ذهبت منى لتأمر الخادمه وجلست في الصالة ...واخذت تكلم نفسها بعد عشر

دقائق تركتهم نوف وهم يتحدثون وعادت للصالة ووجدت منى بتلك الوضعيه

فاستغربت وسألتها: تكلمين روحج؟؟

منى: تأخروا في القعدة صح؟؟

نوف: ماصار لهم نص ساعة حرام عليج...

منى: بس الوقت تأخر...ونبغي نرقد..

نوف وهي في قمة الاستغراب : تو الناس ماصارت 8 ... واليوم ملجة جواهر

.. مناسبة ماتصير الا مرة في العمر..

منى: أدري ...اقولج....تهقين بكم الخاتم اللي عطتها اياه ام المعرس..

نوف: مادري..

منى: عيل الطقم بكم ؟؟ صغير شكله مهب غالي..

نوف: ناعم لأنه ايطالي ...هذي الماركة وكيلها علي بن علي...وتدرين ماعنده

طقم اقل من 100 الف...

منى بامتعاض: مايبين عليه ... لو شارين من سوق الذهب كان احسن...

تنفست نوف بعمق ولم ترد ...

بعد دقائق من الالحاح توجهت الى المجلس ووقفت بجانب الباب ورأتهم يتحدثون

ويضحكون وسارة تلتقط لهم الصور فقالت : سارة ...موعد رقادج ...يالله..

سارة : تو الناس يمه..

منى بقسوة: اقولج تعالي الحين..

تبعتها ساره بحزن وهي تنظر لعمتها التي رفعت حاجبيها بدهشة من تصرف

منى وانتبهت على أم سيف تقول: مشينا ياولدي...الناس بيرقدون...

قالت جواهر بسرعه: قعدي يمه شوي ....تو الناس...

سيف: انا بقعد ...ماشبعت مرتي مني...( التفت على جواهر وسألها ) تبغيني

اقعد...؟؟

أمه: قالت لي أنا ...مهب لك...عن اللقافه...امش قدامي وصلني البيت...

سأل سيف جواهر: اوصلها واَرد؟؟

لم ترد جواهر بل اكتفت بالابتسام.. فأكمل ..: والا اقولج بكلمج في التلفون

احسن اخاف انطرد أنا بعد ...

تبعتهم الى باب المجلس وودعتهم وأغلقت الباب خلفهم وعادت للصالة فوجدت

منى تصرخ بالخادمة بعصبية لتحمل الاطباق للمطبخ وتنظف المكان ونوف

تراقبها بضيق وهي تهز رجليها وعندما رأت جواهر وقفت واسرعت لها بفرح

وجذبتها من يدها الى الدرج ...توقفت جواهر وقالت لمنى : مشكورة منى والله

يعطيج العافيه...

هزت منى رأسها وأكملت جولتها في البيت ...

اقفلت نوف باب الغرفة خلفهم وسألتها : شفتي شسووت؟؟ مهب صاحيه ابد ...

جواهر: مسكينة ... هذي شخصيتها ... وأم سيف تعرفها .. وسيف مرده

بيعرفها مافيه مفر ومافي يدي شي ... كنت متوقعه تستخف قبل ... الحمدلله

اللي خلت الليلة تعدي على خير ...

نوف: بس جات في اخرها وفشلتنا الله يفشلها ... الحين هي من متى ترقد

هالحزه !!! تقص علينا والا تقص على عمرها ؟؟؟؟

جواهر: الله يهداج ...انتي ماتعرفينها ... غيري السالفه ..ما ابغي اخرب

هالليلة... انتي شوفي الخاتم اللي جابته لي أم سيف ....ذوقها حلو ...

نوف وهي تمسك يدها وتتفحصه : يجنن ... ما شاء الله عليها...

جواهر: تصدقين ... دشت قلبي هالمره من اول ما شفتها ... حبيتها بشكل ..

نوف: وولدها المسكين؟؟

جواهر: مالحقنا ...كل ما جا يتكلم ...دخلت منى تقول شي...

نوف : فشلتنا الله يفشلها ..

جواهر: عاد سيف مايلاعب ...عصب عليها ما تشوفينها سحبت سارة من

المجلس ....اونه وقت رقادها ...

نوف: هههههههههه قوللي والله انه عصب عليها ...

جواهر: ههه وفتن عليها وقالها الشبكة عند امي روحيللها..

نوف: الحين هي قاعده مع امه وتشوفها حاطة الشنطة عندها تروح تسأل

سيف!!

جواهر: يقول هذي مهب صاحيه الا الضيعه....على قولة امه...

نوف: ظريف طلع ريلج...

جواهر: لي بغى ...يستوي احسن من احمد حلمي ...

نوف: ولين ما بغى...

جواهر: وحش كاسر ...محد يقدر عليه ...حتى اسألي منى ...

نوف: ولا اسألها ولا شي ...صادقة ..خلاص صادقة...على فكره...شكلها

بتستلمج اكثر ... تفاديها قد ما تقدرين...لين تروحين بيت ريلج وتفتكين منها

ومن حنتّها..


في نفس الوقت كان سيف مع سعيد في السيارة

سعيد: بكره عندي موعد مع الفندق عشان نشوف لنا حجز حق القاعة لأن

العرس في عطلة الربيع...

سيف: بتعرس قبلي؟؟؟ بتغدر فيني...خوش رفيق...

سعيد: والله انك سخيف وماعندك سالفه..

سيف: بل بل ...عدال عدال..

سعيد: أنا خاطب قبلك بشهور...شي طبيعي أني اتزوج قبلك...ومرتك للحين

حزينة على امها يعني مستحيل تتزوج قبلي..وبعدين انت شنططك ؟؟؟ توك

اليوم مالج...تو الناس...

سيف: كلتني بثيابي الله ياخذك... كنت بروح معاك اسويلك خصم بس الحين...

شوف لك حد غيري..

سعيد: بتجي بكره معاي ورجلك فوق راسك...

سيف: انزين بكره الجمعة...مداومين؟؟

سعيد: قصدي يوم السبت ...الواحد ما يغلط قدامك...

سيف: خخخخخخخخخ شفيك معصب ...

ثم التف نحو الشارع ينظر للاشئ ويفكر في ليلته الجميله ... قصيرة لكنها

جميله.. بها منغصات مثل زوجة احمد ...لكنها جميلة.. جميله بتحقيق حلمه

بالزواج من محبوبته ...اخيراً اصبحت زوجته ...



لاحقاً

كسر الهدوء في غرفة نوم جواهر رنين هاتفها وكانت قد استلقت على سريرها

وهي تتفرج على صور الحفلة في كاميرة سارة وتضحك على اللقطات ...امسكت

به ونظرت للرقم ...انه سيف ...

ردت : الو..

سيف: السلام عليكم ..

جواهر: وعليكم السلام ...

سيف: أن شاء الله ما ازعجتج ..

جواهر: لا عادي ..

سيف: ما رقدتي؟؟

جواهر: لا .. كنت اتفرج على صورنا..

سيف: حمضتوها بهالسرعة!!!

جواهر: لا .. هذي كاميرا دجتال .. ماتتحمض صورها ..نوصلها بالكمبيوتر
ونطبعها ..

سيف: تكنلوجيا ... ؟؟ الصور ..حلوه ؟

جواهر: بعضها ..وبعضها تضحك بمسحها ..

سيف: ياويلج ... ابغي اشوفهم كلهم وبعدين اذا شفت انهم يبغون ينمسحون

بخليج تمسحينهم...

جواهر وهي تفكر ( تحكم من الحين ...معليه )

سيف:الو..

جواهر: معاك..

سيف: وين رحتي عني ... جاتج مرت احمد ؟؟؟

جواهر: هههه لا .. انا بروحي ...

سيف: اشوا ...صرت احاتي انها تقاطعنا حتى فالتلفون ...

جواهر: للهدرجه ؟؟؟

سيف: واكثر...بس خلينا منها ... أي صالون رحتي اليوم ؟؟؟


جواهر: مارحت الصالون تعدلت بروحي ...

سيف: صدق لي قالوا الزين زين لو قام من الرقاد والشين شين لو غسل وجهه

بالصابون...

جواهر تفكر ( ابيه ... استحي ...)

سيف : ومتى بشوفج ... ؟

جواهر: في المكتب..

سيف : باقي على الدوام يومييييييييييييييييين ...

جواهر: بيمرون بسرعة...

سيف: يعني انتي عادي عندج يمر يومين وماتشوفيني!!!!

جواهر مغيرة الموضوع : شرايك تجي تشوف الصور يوم السبت ... منى تطلع

كل سبت عقب المغرب وتروح بيت اختها ...

سيف: والله ؟؟؟ ان شاءالله تروح بيت اختها كل يوم ...بس قولليلي..

شهالزين؟؟ ماخليتي شي حق باقي البنات... ( وعندما لم يجد جواب اكمل )

فستانج كلاس .. والجمال طبيعي ... زين اللي ماصبغتي وجهج مثل هالحريم

اللي يحطون طبقه ثانية على وجههم ويرسمونه رسم ...صراحة

عجبتيني..طالعه علي ...عندج ثقة في نفسج وتعرفين انج جميلة وانيقة ...

تدرين يقولون لكل امرئ من اسمه نصيب ... وهذا فعلاً ينطبق عليج انتي

الجواهر اللي في الدنيا كلها ...جواهر...

جواهر: لبيه...

سيف: لبيتي في منى ....متى العرس؟؟؟

جواهر وهي مصدومه: نعم؟؟

سيف: نعم الله عليج... ابغي اعرس ...بكره بروح مع سعيد يبغي يحجز حق

عرسه ... وانا اقول مادام بروح معاه احجز مرة وحده حق عرسنا ...

تنهدت جواهر بقوة ولم تعلق فأكمل : جواهر ... تكلمي ...اكلم روحي أنا..

قوللي شرايج ...

جواهر: ابغيه السنة الجاية ..


صرخ سيف في أذنها : وشو ؟؟؟ السنة الجاية ؟؟ قوللي ما ابغيك واخلصي ...

جواهر بهدوء : سيف ... ممكن تسمعني؟؟

سيف: بسمعج ...تفضلي...

جواهر: لاحظت أن الملجة كانت هاديه... ومافي معازيم ... ولا اغاني ...

سيف: طبعاً واعرف ليش...

جواهر: وتبغي العرس يكون نفس الشي؟؟

سيف: لا طبعاً ...بس السنة الجاية ؟؟؟ واجد ...والله ماقدر اصبر هالكثر...

حبيبتي ... ما اكسر خاطرج ...

جواهر وهي تفكر ( حبيبته ...أنا حبيبته )

اكمل : جواهر حبيبتي ... فكري فيني شوي ...

جواهر: سيف ...ممكن تأجل الموضوع شوي ... روح بكره وخلص موضوع

سعيد وبالنسبة لنا عطني فرصة ...

سيف بغضب: وانتي شعرفج بسعيد؟؟؟

جواهر: أي سعيد؟؟

سيف: تقولين روح مع سعيد .. شعرفج بسعيد ؟؟
















جواهر: انت قلت بتروح معاه أنا ما اعرفه...

سيف: ايه صح .. أنا قلت ... سعيد هذا اخو دنيا ... رفيق عمري ... نصي

الثاني ...سري عنده وسره عندي...

جواهر: الله يخليكم حق بعض ...

سيف: عندج رفيقة مثل سعيد؟؟

جواهر: عندي ... اسمها نوف ...وهي اللي كانت معاي الليلة..

سيف: ما شفت اليوم غيرج... وغير مرت اخوج...

لم تستطع جواهر أن تمسك نفسها فضحكت ...

سيف: فديت اللي يضحكون ...

كتمت باقي ضحكتها ولاحظ ذلك فقال:امي تسلم عليج..

جواهر: الله يسلمها..

سيف: رجعت البيت وهي مستانسه...وطول الطريق تتكلم عنج وتقول أن الله

يحبني يوم رزقني اياج ....حبتج ... واخاف بعدين تغلني على صوب ...وتخليج

بنتها بدالي...

ابتسمت جواهر وقالت : حبيبتي ...

سيف: ياحيها ...الفال لي أن شاء الله....الله كريم ....يلله ... اخليج الحين ..

اكيد تعبانه وتبغين ترقدين ... بس بكره مالج عذر ... سهره للصبح ...

جواهر: أن شاء الله ..

سيف: تصبحين على خير ... يا احلى جواهر في الدنيا ...

جواهر: وانت من اهل الخير...

اغلق الهاتف وهو يفكر ....( الحمدلله ...الله وفقني بهالبنت العاقله.. ..

بتوحشني صحيح لكنها في روحي وقلبي مثل ما قال الامير خالد الفيصل )



يا روحي أحيا بك وحنّا غريبين

ما نيب أشوفك وانت يا روح ذاتي


في داخلي وأشكي معك لوعة البين

بعيد عني وانت نبضة حياتي


يا لحظتي لو الزمن بيننا سنين

ويا منوتي لو ما حصل مناتي


صوتي تقطّع في فلاة المحبين

وشوفي تبدّد مع سراب الفلاةِ


لا واهنيّ من هم على الما مقيمين

وأنا يبَس صوت الرّجا في لهاتي


أهيم في صحرا عديمة عناوين

متاهةٍ خلو الشجر والحصاةِ



الليل يوحش والضحى يجرح العين

والحزن يكتب من عذابي غناتي


أمنّي عيوني من الحين للحين

عسى الفرج مع طلعة الصبح ياتي


ياطاغي الفتنه من الراس للقين

ياليتي أستر لوعتي في عباتي

بعد اسبوع وفي يوم الخميس

دخل سيف مكتب جواهر وهو يحمل وعاء في يده وضعه على مكتبها وقال وهو

يجلس على المقعد امامها : صباح الورد والفل والياسمين...

ابتسمت بخجل واجابت : صباح النور...

سيف: السلام عليكم ...

جواهر وابتسامتها تتسع : وعليكم السلام...

سيف: حبيبتي الاولى مطرشه حق الثانية هالريوق ومأكده علي أنج تاكلينه كله

تقول انج ماتاكلين عشان جذيه انتي ضعيفه...

كشفت جواهر الغطاء فوجدت شعيريه بالسكر والبيض وقالت : الله ... الحين

هي شعرفها أني احب البلاليط !!!

سيف: أنا ...قلتلها..

جواهر: تريقت ؟؟

سيف: الحمدلله...

جواهر: انا بنطر ابتهاج ..اليوم اول يوم دوام عقب اجازتها..وبتريق معاها ..

سيف: اخليج عيل ...خذي راحتج ...بس مش واجد .. وراج شغل ...

جواهر: أن شاء الله..

خرج من عندها ولم يلحظ أن خلود كانت ترمقهم بنظرات غاضبه وعادت الى

مكتبها وقالت لزميلها عن الذي شهدته بين المدير وجواهر...

خلود: قاعدين ويتضحكون ... ماخذين راحتهم ولا كأنهم في مكان شغل ولا

شي..

زميلها: كلنا نعرف انه ملج عليها...فعادي أنهم يقعدون مع بعض ويضحكون مع

بعض ...

خلود وقد تفاجأت : نعم ؟؟؟؟؟؟؟ ملجوا !!!!!!!! متى .؟؟ وانا ليش ما عرفت؟؟؟

زميلها : لأنج كنت غايبه هالاسبوع وتوج مداومه ...

خلود بخبث : اها ... قلتلي ... عيل هذي اللي يحبها وقال بيخطبها ...

زميلها : هاه .. شقلتي ؟؟

خلود: ولا شي ....اكلم روحي ..

وجلست على مكتبها وهي تفكر ( لازم انكد عليهم ... مستحيل اخليهم يتهنون

ببعض بكل سهوله... والله لا اراويه منهي خلود....صج غبي .. يعوفني انا

المزيونه عشان وحده شينه مثل هذي ... معليه يا سيفوه ان ما راويتك ....)



تلقت جواهر اتصال من موظف العلاقات العامة يفيدها بوصول البروفيسور على

طائرة المساء فأتصلت بسيف ...

جواهر: السلام عليكم ..

سيف : وعليكم السلام ...هلا والله بهالصوت ...تريقتي...

جواهر: لا والله انطر ابتهاج قالت بتخلص شغل في يدها وبتجي..

سيف: ما بقى شي على صلاة الظهر...شهالريوق؟؟؟

جواهر: عادي ...انا ما اتغدا...

سيف: معليه كل هالكلام بيتغير لين جيتي بيتنا...تاكلين معاي كل لقمة ... حتى

العشى وبخلي سعيد يولي وبتعشى معاج...

جواهر: بس أنا ما اكل كل الوجبات ...عادي والله..

سيف: مهب على كيفج الحين انتي مرتي ... تطيعين كلامي ...سمعتي...



جواهر: أن شاء الله ...بقولك.. اتصلوا فيني العلاقات العامة.. البروفيسور

بيوصل الليلة الساعة 9 ..

سيف: خلاص عيل خله يكلم السكرتير ويتفق معاه على كل شي لأني بروح

استقبله في المطار واجيبه عندكم ...وانتي علمي أحمد ..والله الله بالعشى

السنع..

جواهر: أن شاء الله ...مع السلامة...

سيف: الله يحفظج...لي ...

ابتسمت جواهر وهي تغلق الهاتف...ثم اتصلت بأحمد واخبرته باخر

المستجدات..

دخلت عليها ابتهاج وهي تزغرط وتقول: مبروك ياحبيبتي... مش أدره اوئف

زغرطه ...

جواهر وهي تضع اصبعها على فمها : بس...اسكتي.. فشلتينا.. هذا وانتي

تدرين من امس وزغرطتي في التلفون لين صمختيني ...

ابتهاج: فرحانه واللهِ فرحانه...

جواهر: انزين اقعدي تريقي خلصينا ...

فتحت ابتهاج الوعاء وغرفت في طبق..واعطته لجواهر ثم غرفت في طبق اخر

وجلست تأكل وبعد أن انتهت قالت : الله يكَثر خيركم..عمايل مين ؟؟

جواهر: عمايل ام سيف..

ابتهاج : دي حماتك ست كُباره ... زي العسل.. أنا حبيتها خلاص..


بعد المغرب

كانت جواهر تضع العود في المدخن واخذت الرائحة تعبق في المكان .. وضعته

في الصالة ثم دخلت غرفة النوم في الطابق الارضي التي خصصته للضيوف

لتفقدها وجدت الفوط الجديدة مطوية على السرير فشكلتها على شكل مروحة كما

شاهدت في برنامج تلفزيوني ووجدت فراشي الاسنان والمعجون وكريمات

التلطيف فرتبتهم في سلة خوص ناعمة مغطاة بقماش ابيض ... وسلة اخرى

بها فوط صغير بيج ملفوفة بشكل اسطواني... مع زجاجات الاملاح المعطره على

سطح رخام المغاسل...

وسألت الخادمة عن الاطباق التي امرت الطباخ بأعدادها .... وبعد ساعة اتصل

بها سيف يخبرها بأنهم خرجوا من المطار فاتصلت بأحمد وحضر مع منى التي

ما أن دخلت حتى اخذت تتجول في البيت وتتفرج ثم دخلت غرفة النوم ودخلت

جواهر خلفها فسمعت منى تقول وهي تلمس الفوط : حطوها في الحمام احسن..

جواهر: لا هنيه احسن ...

توجهت للحمام : ونظرت ليش حطين سلال ... صفوا الاغراض على الرخام ..

سحبت جواهر منى من يدها للخارج وهي تقول : منى ارتاحي انتي تعبانه طول

اليوم ...انا رتبت كل شي خلاص ..


جلسوا في الصالة ينتظرون وفي اقل من نصف ساعة دخل سيف في ساحة

المنزل فخرج الجميع عند الباب لأستقبالهم وابتسم سيف لزوجته وهو يراها

واقفه وتنظر له بسعادة ..وفكر( يعلها دوم هالفرحه )

دخل الجميع للمنزل واخذتهم جواهر للغرفة لتريها لهم ورأت الدهشه على وجه

زوجته ...







البروفيسور: Your house is so lovely. Thank you for having us.

Alison seems to like it already..

...: بيتك جميل جداً .. شكراً لاستضافتك لنا.. تبدو اليسون سعيدة فعلاً..

…: I`m glad to have you..I prepared it like a hotel but if you


needed anything just feel free to ask.. a made will be here

for you her name is Sozy and she speaks English.

...: أنا سعيدة لاستضافتكم..جهزته مثل الفندق لكن أذا احتجتوا لأي شئ لا

ترددون ...

…: That's nice of you…

...: هذا لطفاً منك..

…:We will take you tomorrow morning in a tour in the city,

then in the afternoon we will visit an old Qatari Souq..

..: سنأخذكم غداً صباحاً في جولة في المدينة وبعد الظهر سنزور سوق قطري

تراثي ...

: Alison I can't wait..

...: لا استطيع الانتظار ...


خرجت للصالة ووجدت سيف مع احمد ولم تجد منى فعلمت أنها عادت لبيتها

فنادت الخادمة لتحضر لهم المشروبات والعشاء ...

سيف : بكره بيعلمني الوكيل عن موعدهم..لازم في هالوقت نحاول نقردنهم

عشان يستقرون هنيه .. شكل العجوز مستانسه واذا هي استانست هو

بيستانس...

أحمد : اكيد...

سيف: يعني أنا مثلاً طول ما مرتي مستانسه أنا اكون مستانس ...ولو زعلت

أزعل ...يعني لو زعلتوها ياويلكم مني...

أحمد: المعاش اللي تصرفه لي في بنك قطر الوطني ... اقطعه ...

سيف: اعوذ بالله... كبريت...

أحمد: شوفوا من اللي يتكلم !!!! اللي يقول بارد وهادي مثل تشارلز...

سيف:جواهر ...وين عشى الضيوف؟؟

جواهر: الحين بيجيبونه ..

قامت لتشرف على ترتيب العشاء في غرفة الطعام ...كانت الاطباق خفيفه

ومناسبة



وبعد العشاء


سبقتهم جواهر ونهضت من طاولة الطعام لتأمرهم بوضع القهوة والشاي في

الصالة الكبيرة...وجلست تنتظرهم فهم لم ينتهوا من نقاشهم حول تطور البلاد ..

انضمت لها اليسون ثم تبعها الباقون ...

لاحظ سيف انهم تأخروا فوقف مستعد للانصراف ولحقه احمد وجواهر على أن

تمر عليهم في التاسعة صباحاً لينتهوا من الجولة قبل صلاة الجمعة ...



فيما بعد وفي غرفتها ..


كانت جواهر تتحدث مع نوف في الهاتف

جواهر: صحيح أن اسبوع واحد بس مر علينا من ملجنا...لكن سيف شال حاجز

الخوف والرهبة من صدري...عنده طريقة يخليج تتعودين عليه وعلى كلامه

وعلى تصرفاته ...انسان غريب...يجذب بشكل مخيف..

نوف: حبيتيه؟؟؟

جواهر: مادري..

نوف: بس هذا على ما اذكر كان يحر وسخيف وكنتي تكرهينه ....وكررت

تقلدها اكرهه… اكرهه..

جواهر: هذاك اول...كنت ما اعرفه عدل ...

نوف: اهاا .. وتذكرين وش كنت ارد عليج؟؟؟

جواهر: كنتي دايماً تشككين في شعوري واحاسيسي...

نوف: لأني كنت اشوف انه يشبهج وانه يصلح لج.... وكنت متأكده انها مسألة

وقت وبتصيرين من نصيبه...

جواهر: ساحرة ؟؟؟

نوف: ليش ماتقولين ذكاء وفطنه ...الا تعالي... شرايج اروح معاكم سوق

واقف بكره؟؟

جواهر: للاسف سيف بيروح معانا....

نوف: So ؟؟؟

جواهر: خلج حق يوم السبت جان تبغين بنطلع الصبح بوديهم المتاحف

نوف: يا سلام ... انتي تدرين اني ما اقوم من وهل...

جواهر: والله كيفج ...تبغين تروحين اقعدي من الصبح وتعالي معانا...بس

سوق واقف No .

نوف: تغارين عليه مني؟؟

جواهر: لا ... بس مهب عدله...بروحها طلعتنا غريبة بعد انتي معانا..

نوف: زين ..زين.. كلتيني...روحي ارقدي وراج طلعه من الفجر...

جواهر : ما اقدر ارقد سيف بيتصل بعد شوي...

نوف: الله يرحم يوم كنت اخر شخص تكلمينه قبل لا ترقدين...

جواهر: سبحان اللي يغير ولا يتغير...شنسوي بعد ؟؟ هذي ارادة رب العالمين..

نوف: ونعم بالله ...تصبحين على خير...

جواهر: وانتي من هله...


فيما بعد

سيف: بعد بيكون معانا ناس .. متى بنطلع بروحنا ؟؟

جواهر: لي صرت في بيتك...

سيف: قلتلج ما رضيتي... تذلين الواحد على كل شي...مالت على هالقلب اللي

يذل نفسه...

جواهر بدلع : سيف ...لا تقول جذيه...

سيف: عيون سيف ...على امرج انا...

جواهر بحرج: كلمت الوكيل ؟؟

سيف: بكره بكلمه ..مستعجله على السنداره...

جواهر: لا ..بس اخاف يسويها سالفه...

سيف: اذا سواها بيسويها لي مهب لج...لا تخافين...طول ما انا معاج لا تخافين

من حد ...تسمعين حبيبتي ...لا تخافين الا من الله ...ومني طبعاً ...

تثاوبت جواهر من قوة النعاس وسمعها سيف فقال متمللا: شكلج بتردقين على

التلفون..

جواهر: لا عادي...سهرانه بعدني ..

سيف: لا حبيبتي ...ما ابغي اتعبج ... روحي ارقدي ..عزاي أني بشوفج

بكره..تصبحين على وجهي...هههه

جواهر: تصبح على كل خير..


في اليوم التالي وقبل صلاة الجمعة

عادت جواهر للبيت ومعها ضيوفها بعد أن أخذتهم في جولة في المدينة وتوقفت

عند النعيمي في شارع السد وطلبت لهم شاي كرك شربوه وهم في السيارة...

كانوا قد تناولوا فطوراً تقليدياً ولم يلمسوا فطور الكونتننتال الذي اعد لهم ...



بعد صلاة المغرب مر عليهم سيف بسيارته وأخذهم لسوق واقف وجلس

البروفيسور بجانبه ففكر ( اه يالقهر .. هذا المحنط هو اللي يقعد حذاي وهي

تقعد ورا!!! ) وجواهر تفكر ( والله زين ..منظف السيارة ..زين ما فشلنا

قدامهم...)

كان الجو عليلا فتمشوا في السوق واشتروا بعض التذكارات المحلية ...ثم

جلسوا في مقهى شعبي وطلب لهم سيف مشروبات مختلفه واخذ يتبادل معهم

الحديث واتفق معهم على الذهاب الى خور العديد في صباح الغد...عادوا للبيت

بعد أن قضوا وقتاً جميلاً ...



غادر سيف الى المقهى للقاء سعيد ودخلت جواهر مع ضيوفها... وامرت

الخادمة بترتيب العشاء الذي سيرسله الطباخ لهم ... واستأذنت وعادت لغرفتها

في بيت أحمد....)



في صباح اليوم التالي

جهزت جواهر مستلزمات الرحلة وجعلت الطباخ يجهز مجبوس هامور ليأخذونه

معهم بالاضافة الى بعض الفطائر الصغيرة والشاي والقهوة ...كانت قد اخبرت

أحمد عن المشوار لتستأذنه وسمعتهم منى وحاولت الاعتراض ولكن أحمد

اسكتها.. ثقته بسيف لا حد لها ...وهو شئ غير قابل للمناقشة..سعدت جواهر

برده وأحست بالفخر ثم حمدت ربها في سرها على هذا الزوج...لا بد أنه دعاء

امها لها ...



توجهوا لخور العديد في الساعة السابعة صباحاً وجلست جواهر في المقعد

الامامي وهي غاضبه وتفكر ( الحين ليش يلبسني غشوة؟؟؟ انا ما ابغي اقعد

قدام.. اونه لو حد من ربعي شافج شبيقول؟؟ طز فيهم ... الحين انا ما اشوف

شي .. جان زين هالشيبة قعد قدام مثل امس ... سبقني وقعد احذا مرته

العجوز.. ميت عليها هالكثر !!!! )


وسيف سعيد ويفكر ( وناسه ... طاعتني وبسرعة وبدون مناقشة ... يازينها

بالغشوة ...وقاعده احذاي ...شكلنا حلو اكيد ... جان زين تحط ايديها على القير

بعد ...والله اخلبصها ... بس هي حاطتها في حظنها وزاحمه عند الباب...باكلها

أنا !!!! معليه ياجوجوه...) قرر أن ينتقم منها فبعد ساعة وبعد أن وصلوا أنزل

الاغراض وفرش سجادة على الشاطئ على تلة قريبة من البحر واقترح أن

يريهم الكثبان الرملية ...وافقوا فصعد بالسيارة اللاند كروزر بسرعة فائقة مما

اخاف جواهر وكاد قلبها أن يتوقف فامسكت بذراعه وهي تصرخ : سيف ..

حرام عليك بننقلب ...


فرح سيف بردة فعلها وزاد من سرعته فشهقت جواهر وضحك البروفيسور

وصرخت زوجته...فصاح بسيف أن يهدئ السرعة قليلاً ولكنه اجابه بأنه أن

هدئ السرعة ستقف السيارة في وسط التله ...عندما وصل القمة توقف وطلب

منهم النزول والتمتع بالمنظر قبل أن ينزلوا..لم تنزل جواهر واكتفت بالنظر اليه

بغضب.. اخذ يقهقه وتقدم الى النافذة التي انزلتها وقال: ليش مانزلتي؟؟؟

جواهر: للحين قلبي ينتفض من الخوف..

سيف: فديت قلبج...سوري حبيبتي خرعتج ... بس والله ما كان في مجال اني

اخفف ...كنا بنغرس في وسط الطعس وبعدين من بيساعدني؟؟؟ هالمحنط ..؟

والا مرته العجوز..؟ والا انتي يا مرتي ياحبيبتي...؟

جواهر: يعني بيصير نفس الشي لي نزلنا؟؟؟

سيف: لا .. احلى ...ماراح تحسين بشي ابد...

جواهر وهي تمسك طرف النافذة بيدها وتسأله بفضول كبير: قول والله ؟؟؟

سيف: والله أني احبج ...

جواهر: عاااد ....سيف...

سيف: عيون سيف وقلبه ... ما قدر احلف يا حلوة لأن شعوري يختلف عن

شعورج ...واحنا راكبين انا كنت مستانس وانتي كنتي متصروعه...

جواهر والرعب على وجهها : بنزل على رجولي خلاص ....

سيف وهو يضحك ويدفع الباب لئلا تفتحه: ياويلج أن نزلتي... قلتلج النزله

غير.. لي خفتي غمضي...مع أني اشك انج بتخافين....

جواهر: بنزل ...مالي خص ...ابي انزل...بموت اذا صار نفس الشي..

سيف وهو يفتح لها الباب : اسم الله عليج ان شاء الله هالمحنط والا مرته ..

والا مرت اخوج...

ابتسمت جواهر غصباً عنها ...

reem99sh 22-06-08 03:05 PM



الجزء الاخير




نزلت جواهر ببطء وهي تحمل حذاءها سيرجيو روسي في يد وتمسك طرف

عباءتها باليد الاخرى وتغوص بقدميها على الرمل الناعم وقف سيف مستنداً

على السيارة بظهره ضاماً يديه الى صدره ويراقبها وهي تنزل بصعوبه

فيبتسم... ويفكر ( والله كاشخه حق الطعوس والرمل ...)

سيف: شالله حادج ؟؟؟ اركبي السيارة وبنزلج ...

جواهر: ما ابغي ...

سيف: اسمعي كلامي ... إذا طحتي بتتفشلين قدام ضيوفج...وبتدربحين لين

الارض وبتتلعوزين بالرمل ...

جواهر وهي تقف وتلتفت اليه: أنت لا تكلمني لين انزل والله بيحفظني ...

لم يقل شيئاً واكتفى بالابتسام والمراقبه وقبل أن تصل للنهاية تعثرت ولكنها

تمالكت نفسها ووقفت ثانية وسيف يقهقه بصوت عال لتسمعه ...

جواهر وهي تفكر( يحر ... يضحك علي لأني كنت بطيح على وجهي .. بدل ما

يسوي مثل الروايات ويلقفني ... بين ذراعيه الصلبتين ...على قولتهم .. ويه

يالفشيله .. لو يقرا افكاري ... فضيحه ...)

أخذت تتمشى بالقرب من التله وهي تنتظرهم ...ولم يطل انتظارها فنزل سيف

مصحوباً بصراخ ضيوفه ونظرات الرعب في عيون جواهر....توقف عند رجلها

بقوة ...قفزت من مكانها وهي تصرخ ...

ابتسم وقال وهو ينزل ويفتح لها الباب بطريقة تمثيليه ( تفضلي يا طويلة

العمر..) نفضت عباءتها وصعدت مكانها فاغلق الباب خلفها وعاد الى مكانه أمام

المقود وقاد سيارته ببطء الى مكان النزهه واوقفها ونزل وتبعوه إلا جواهر التي

ظلت جالسة وهي تعض شفتيها وتكاد تجرحها ولاحظ سيف الحركة فعاد الى

بابها ووقف أمام النافذة المفتوحه ووضع مرفقيه عليها وقال وهو يقرب وجهه

للداخل : القمر ليش معصب؟؟؟

لم ترد جواهر فأكمل وهو يضغط على شفتيها لتفتحها : نتفتي شفايفج ... وراح

الروج...

جواهر: انا ما حطيت روج ..

سيف: صدق !!!...كنج حاطه ... ماعلينا ...ليش معصبه ؟؟

جواهر: ليش ضحكت علي يوم تحنقلت ... فشلتني ... بدل ما تساعدني

تضحك!!

سيف: شسوي ؟؟ شكلج كان يضحك ...ما قدرت امسك عمري...

جواهر: اوكي خلاص ... وخر عن الباب اليسون تناديني...

سيف: مهب موخر ... خلها تنطر...

جواهر: عاد ...سيف ...

سيف: لين تقولين انج رضيتي..

جواهر وهي تحاول فتح الباب: رضيت خلاص...

ابتسم سيف وفتح الباب ...



انضمت للزوجين واخذت تفتح اوعية الطعام وتوزعه على الصحون وتقدمه لهم

وعندما قدمت الى سيف صحنه لمس يدها وهو ينظر لها ويترقب ردة فعلها

فسحبت يدها بسرعه وكادت أن تقلب الصحن ولكنه سارع بأخذه منها وهو

يبتسم ويفكر( ذابحها الحيا ...الله يعين )...أخذوا يأكلون ويسألون عن

المقادير.. كان باستطاعتهم أن يروا بعض الشباب على الدراجات وذاك الذي

يطير في السماء مثبتاً في الباراشوت وحيّاهم عندما اقترب منهم ...ردوا على

تحيته جميعاً عدا جواهر التي كانت تحس بنظرات سيف لها ..عرض سيف على

البروفسور ان يساعده ليجرب .. ضحك ثم اخبره بأن لديه لين عظام وانه

معرض للكسور لذا لا يمكنه المغامره ...


عادوا الى البيت مرهقين مع غروب الشمس وقد بدا عليهم أنهم قد استمتعوا

بهذه التجربه كثيراً ...



في اليوم التالي


كان سيف مع البروفيسور على موعد مع الوكيل فعرج عليه واقله الى مكتب

الوكيل...حين دخل لمكتب مدير مكتبه صادف موظف العلاقات العامه المكلف

بمرافقة الضيف فأمسكه وقال له بصوت منخفض.: وينك انت مخليني دريول

حق هالشيبة النخره..هو والعجوز مرته افتر معاهم في كل مكان في الدوحه ...

وانت اللي يازعم علاقات عامه؟

الموظف : أنا كنت مسوي برنامج في كل شي حتى المتاحف بس الانسه جواهر

ما رضت ..

سيف: قصدك السيدة جواهر ...؟

الموظف: اذا ماعندك مانع ممكن من بكره انفذ البرنامج المقترح..

سيف: كيفك... نسق مع السيدة جواهر...طلعني من السالفه ...يكفي أني جبتهم

الموعد مع سعادة الوكيل ..اذا طلع وصله انت مكان سكنهم ..

تقدم له مدير مكتب الوكيل يخطره بأنه مستعد لأستقبالهم فاخبر البروفيسور

ودخلوا ...بعد ساعة تم الاتفاق على معظم تفاصيل عقده مع الوزارة ...على أن

يعود لبلاده لينظم اموره مع زوجته ويبدأ دوامه بعد 3 اشهر من اليوم ..

وشكرهم على حسن ضيافتهم وهنئهم على وجود سيف وجواهر في الوزارة ...

ابتسم سيف لدى سماعه مديح البروفيسور وفكر ( والله طلعت منه نفعه هالشيبه

وثمر فيه التحفص في العديد والدواره في سوق واقف)..


فيما بعد في مكتبه

كان سيف مشغولاً بالبريد وقد انتهى لتوه من اجتماع مهم وقرر أنه وبمجرد أن

ينتهي منه سيمر على مكتب جواهر ليسلم عليها إذا لم تكن مشغوله...

ولكنه عندما اقترب من مكتبها وجد ابتهاج جالسه معها وهي تطبع شيئاً في

الشاشة فدخل على أي حال وسلم : السلام عليكم ...

ابتهاج وهي تقف باحترام : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ...

جواهر بحنان : وعليكم السلام ...

سيف: شتسون؟؟

جواهر: اخلص التقرير اللي بين يدي عشان ابتهاج تاخذه توصله لأبو حسن..

سيف لأبتهاج: علينا ...؟ يعني ابتهاج مهب قاعده تسولف معاج ؟؟؟ تنطر

التقرير!!

ابتهاج بخوف: والله بستنى التقرير يا سعادة المدير...

جلس امام جواهر وأخذ يراقبها وهي تنهي التقرير وتطبعه وتسلمه لأبتهاج التي

ما أن اخذته حتى اختفت بسرعة البرق من المكان...

سيف: اطلبيلنا 2 قهوه ....

جواهر وهي تمسك سماعة الهاتف : إن شاء الله ...


كانت في مكتبها تمسح عرقها وتلتقط انفاسها عندما دخلت عليها خلود وهي

تسأل: شالاخبار؟؟ شكلج متصروعه؟؟

ابتهاج: كنت أعده مع جواهر بستناها تخلص التئرير بتاع اخر قضية لما دخل

علينا المدير وخضني...

خلود وحاجبها الايسر يرتفع بشكل شيطاني: صج؟؟ والحين قاعد عندها ؟؟

ابتهاج : اه...

خلود : عيل اخليج مع تقريرج ...

توجهت لمكتب جواهر وهي تبتسم وتفكر في ما ستفعله لهما ووقفت قليلاً قبل

أن تصل للباب المفتوح وأخذت تراقبهما من خلف الزجاج والحقد يأكل قلبها

وهي تفكر ( صج انك ما شفت خير ..أنا ما ادري وش شايف فيها !!! ماعندك

ذوق موليه ...وهي ... تسوي نفسها تستحي ... علينا احنا هالحركات ؟؟؟)

دخلت بهدوء كالحية الرقطاء التي تترصد لفريستها لتهجم عليها وتفاجأوا بها

أمامهم تبتسم بشر وتقول : صباح الخير...

صد عنها سيف وهو يرد باقتضاب ( الناس تسلم ..)

خلود بدلع : لا تعصب عاد... مهب حلو عليك ...

سيف وهو يفكر ( حلّج بطنج إن شاء الله )

كانت جواهر تراقب الموقف بدون تدخل وهي مستغربه من خلود وجراءتها ...

خلود : مبروك يقولون ملجتوا ...

جواهر: الله يبارك فيج ... تبغين شي خلود؟؟

خلود : ابد ...شفتكم قلت امر ابارك...( ثم وجهت حديثها لسيف) سيف الا

شالاخبار ؟؟؟ للحين تسهر على التلفون ...والا عقلت ؟؟؟

نظر لها سيف نظره غاضبه وقبل أن يرد عليها سمع جواهر تقول وبهدوء شديد

: شوفي حبيبتي لو قصدج عن حياته قبل لا يرتبط فيني ...فهو قالي عن كل

شي.. حتى على المكالمات اللي تالي الليل ..الله يستر عليج... وانا سامحته...

تبغين شي ثاني والا بتروحين تكملين شغلج المتراكم احسن ...

خلود بغضب : شقصدج ؟؟؟ شلون تسمحين حق عمرج تقولين لي مثل هالكلام؟؟

انتي...

قاطعتها جواهر وهي واقفه وتشير للباب : لا تسمحين لي ولا اسمح لج ...

اطلعي من مكتبي أنا مشغوله وعندي كلمة راس مع زوجي حبيبي ..

خرجت خلود وهي تضرب الأرض بحذائها من وتركت سيف مشدوه وينظر

لتصرف جواهر مع خلود .... الغضب

حاول أن يتكلم ويفسر الموضوع ولكن جواهر رفعت كفها الأيمن في وجهه وهي

تقول : لو سمحت ... ما في داعي ... المكان مش مناسب لمناقشة مثل

هالمواضيع... وارجوك ... خلني بروحي ...

انتهت من أخر كلمه نطقتها ثم أمسكت رأسها بيديها وكأنها تحميه من

الانفجار..

خرج سيف يجرجر ساقيه وهو ينظر لجواهر بحزن ويفكر ( شقصدها؟؟ صدقتها

يعني وزعلت ..؟؟ بس هي دافعت عني قدامها وفشلتها ؟؟؟ شالسالفه؟؟؟ الله

ياخذها هالحقيره ...ليش جات تلمح هالشكل ... والله حاله ...)


فيما بعد

كانت جواهر في منزل نوف تحكي لها ماجرى وصوتها يهتز ويبدو عليها القهر



في المساء

وبعد منتصف الليل..


كتب سيف هذه الأبيات في رسائل وأرسلها لجواهر ... كانت قصيده للأمير خالد

الفيصل غناها محمد عبده بصوته وكانت في منتهى الروعة ...



لك حق تزعل ثم لك حق نرضيك

ما اقوى زعل حبيب قلبي وعيني




ما دام قلبي يا اريش العين مغليك

اطلب ولك روحي وما في يديــني



لا تـنـشـغل مالك وزينٍ يضاهيك

ابـيــك أنا لـو كان غيرك يبيني



يوم الله احسن صورتك خصني فيك

فـيك الجـمال وصادق الـود فيني



شعري يزين بوصف زينك وطاريك

والأرض مــن مـمشـاك فيها تزيني



اول غــناتي صوت الأشـواق يدعيك

واخــر غــناتي شـق صدري حنيني

كانت جواهر تستلم الرسالة تقرأها ثم تلقي هاتفها على السرير حيث استلقت

تنظر للتلفزيون بدون أن تهتم بما تشاهده ....وكلما سمعت رنين وصول

الرسائل أمسكت بهاتفها وفتحت الرسالة الواردة ثم رمته ثانية ...أثرت فيها


الكلمات بقوه لكنها لم ترد عليه ...تبعها عدة اتصالات منه بلا مجيب ...ثم

سمعت رنة الرسائل فقرأت ( ردي على حبيبتي...) ثم ( انزين ردي علي

واسمعيني ...اعرفي السالفه عدل ..) ( اخبرج مره عاقله ....)

رددت وكأنها تحدث نفسها: لا والله ...الحين استخفيت ...

ثم وصلتها رسالة جديده ( لا تحديني اتصل في اخوج الحين واقعده من رقاده..

ردي علي لو سمحتي)

رن هاتفها بموسيقى أغنية رومانسية تذكرت كلماتها بعد تهديده... فنظرت اليه

وحملته في كفها ثم ضغطت زر قبول المكالمه وهنا سمعت صوته القوي: الو..

ردت بصوت منخفض : الو..

سيف: ما بغيتي تردين...

صمتت ولم ترد فواصل : حياتي ليش زعلتي ؟؟ أنا يوم شفت ردج عليها

هالواطيه استانست ...وتأكدت انج منتي مصدقتها ...

جواهر: والحين شالمطلوب مني؟؟؟

سيف: حبيبتي ليش تكلمني جذيه ؟؟؟ انتي ما عندج ثقه فيني؟؟؟

جواهر: حياتك قبل لا تعرفني ملك لك وما يحق لي أني احاسبك عليها...وحتى

أنا حياتي قبل لا اعرفك ملك لي وما يحق لك انك تحاسبني عليها ...

عم الهدوء بعد اخر كلمة نطقتها وهو يفكر ( شقصدها ؟؟؟ كانت تعرف حد

قبلي!! والا شتقصد ؟؟؟ )

بعد دقائق علمت جواهر أنها أصابت مقصدها فقالت له وبكل ثقة: أنا محتاجه

ارقد الوقت متأخر ... تصبح على خير...

سيف بعد تردد: وانتي ...من ...هله....

تركته وهو يفكر بكلامها ...تركته وقد ارتسمت الصدمة على وجهه ...تركته

لوحده مع ظنونه...ما اقساها ....

تركها وقد ارتسمت ابتسامه على وجهها ..تركها وقد احست بأنها اصابته في

مقتل.. تركها وقد لقنته وبجمله واحده درسٍ لن ينساه طول عمره ...انها مثله

تماماً ومساويه له..في كل شيء ....اجل ...في كل شيء...



مضى شهر



كانت احوالهم لا تسر ولكنهم يكابرون ...كانوا يدعون أنهم احباب امام الناس

ولكن عندما ينفردون يكون الصمت ثالثهم وبالذات منى التي تساءلت بعد أسبوع

عن عدم زيارة سيف لجواهر بخبث ...مما دعاها للاتصال به في المساء

جواهر: السلام عليكم ...

سيف وببرود : وعليكم السلام ...

جواهر وبتردد كبير : مهب مار علينا ؟؟؟ هلي يسألون عنك...

سيف: أحمد يشوفني في المجلس...من قصدج ؟؟ مرته ...ما ابغيها تسأل

عني..

جواهر : بتحس ان بينا شي ....

سيف: ما يهمني احساسها ...هي بكبرها ما تهمني....

جواهر وقد اوشكت على البكاء من القهر : على كيفك ...مع السلامه...



أغلقت الخط قبل ان تسمع رده..وقالت وبصوت عالي : الحين هو الغلطان وبعد

يرفض طلبي ويسوي نفسه زعلان!!!


في الناحية الأخرى وعلى شاطئ البحر كان سيف مع سعيد الذي كان يراقبه...

احترم رغبة سيف بالمشي على الشاطئ فانتظره بجانب السيارة ورآه وهو

يجلس بعيداً على الرمال ...وبعد نصف ساعه عاد ووقف امامه وتنهد ...

سعيد: شفيك شايل الدنيا على راسك ؟؟ انت للحين في حوسه مع مرتك؟؟

سيف: لي بكره ...هالبنت عنيده وراسها يابس ...مسويه نفسها زعلانه...

سعيد: وليش ما تراضيها وتفتك !! وعلى قولة امي الهون ابرك ما يكون..

سيف: لازم هي تراضيني ...أنا اللي زعلان ...لأنها ما تثق فيني...

سعيد: يا عيني على الكلام ...انت من تحسب عمرك...

سيف: انا الشيخ سيف...

سعيد: طالعني وحط عينك في عيني..

واجهه وهو يفتح عينيه : هاه ...

سعيد: تبغي تقنعني أنها ما وحشتك !!!

سيف: ....واجد ...اصلاً انا مارقدت عدل من ذاك اليوم ...

سعيد: عيل روح لها وراضها .... اقولك ... عطها بطاقة عرسي ...وقولها أن

حضورها ضروري ...

سيف بغضب: نعم ؟؟؟ وليش ان شاء الله حضورها ضروري؟؟

سعيد: اوهوه علينا ....انت ايه ...خلك معاي...أنا ابغي السالفه علثه عشان

تبين لها اهميتها في حياتك ..فهمت ( صرخ عند قوله اخر كلمه )..

سيف : ايوااااا... تخطط مع وجهك؟؟

سعيد: طبعاً ...اصلاً لو مهب تخطيطاتي ما نفعت ..انت ما تسوى شي بدوني..

ولازم تعرف هالشي عدل..وتدعي أن الله يخليني لك ...

ضحك سيف وهز رأسه ...

قبل أن ينام بعث برسالة نصية الى جواهر ( بمر عليكم بكره بعد صلاة المغرب

بإذن الله ) وصلت بعد ثواني الى جواهر فقرأتها وقالت : شاللي غير رايه ؟؟

تعطف علينا يعني !!! أنا براويه ...

بعثت برسالة الى سالم تطلب أن تراه بعد المغرب ووصلها تأكيد انه استلمها...




في اليوم التالي


لم يتقابل سيف وجواهر في ذلك النهار وكأنه قد تعمد ذلك ... كان في الأيام

الأخيرة يمر ويسلم عليها وهو واقف لئلا يشك الموظفين في أمر خلافهما ...


وفي المساء وصل سالم قبل سيف ودخل المجلس ... وعندما أخبرت الخادمة

جواهر بقدومه لبست شيلتها وعباءتها ودخلت عليه مرحبة ...

جواهر: مرحبا ....شحالك سالم ؟؟ وينك ؟؟ من زمان ما بينت ...

سالم: ويني بعد ؟؟؟ في هالشركة الله يحرقها وافتك ...

جواهر: بسم الله من فالك....الله لا يقول...شجاك ؟؟ استخفيت انت ؟؟

سالم : والله...انحبست حبسه...حتى الشباب اللي في كلية احمد بن محمد

العسكرية ياخذون اجازة كل خميس لين السبت ...وانا يعطيني الجمعة مهب

عشان وجهي ...عشان الشركة تسكر اصلاً وعشان صلاة الجمعة..

جواهر: عيار ....كل ما اتصل فيك تكون في حدا المولات ..تفتر فيه مع ربعك..

سالم: كذبج... كم مره بس .. وبالحسرة اكون طالع من الدوام منهد ما اقدر

اشوف طريقي ... ويكونون مسندريني بالاتصالات ...امر عليهم شوي عشان

خاطرهم...

جواهر: واليوم ؟؟؟ هذاك عندي ...

سالم: ما رحت الدوام العصر... قلت حقه أنج تبغيني في موضوع ضروري

ورضى...

جواهر: كذبت عليه !!!!؟؟

سالم : ما كذبت ...مهب انتي قلتي تبغيني؟؟؟ انا زودت شوية بهارات من

عندي.. خبرج...

ضحكت جواهر ضحكة ناعمة توقفت عندما سمعت رنة هاتفها معلنه أن سيف

وصل ...استأذنت منه وخرجت بسرعه لتفتح الباب وتدخل سيف للمجلس ...

تفاجأ سيف عندما رأها بالشيلة والعباءة فسألها بعد السلام: حد عندكم ؟؟؟

جواهر: سالم ... مر علينا قبل لا يطلع مع ربعه...

سيف وهو يرفع حاجبه الايمن : ايواااااا ..من متى وهو عندكم ؟؟؟

جواهر : توه ...

دخل سيف المجلس مع جواهر وسّلم على سالم وهو يسأله: الا عندنا اليوم ؟؟؟

شالطاري؟؟

سالم: قصدك عندهم ؟؟ للحين ما راحت جواهر بيتك...

سيف: كله واحد ... عندهم والا عندنا ...

سالم: مار اسلم من زمان ما جيتهم...لكن... بكره لين راحت بيتك بمر عليكم كل

يوم ولا تزعل ...

سيف: الله يعين...


سالم: الله يعين الجميع ...الا سعيد متى عرسه بالضبط؟؟ كل يوم له موعد ؟؟

سيف: الشهر الجاي ...كل يوم يدور حجز لين لقى في فندق الانتر...

سالم : هناااااااااك !!! في قلعة وادرين ...

سيف: عن اللواته... كنك رايح ستي سنتر بس كمل 3 كيلو والا انت قدام باب

الفندق...

سالم: يالله ... بنتعنى شنسوي .. بس هاه ... تحمل تسوي عرسك مناك انت

بعد...

سيف: أي عرس !!! الله كريم ... إذا عرست ...إذا عرست .. بسويه في

الرتز..

سالم: صدق انك ضار ... الرتز ابعد زين...

سيف: بس اكشخ... واللي مهب متعني لي ولمرتي مالت عليه...

سالم: بل ...بل ...ليش تسب زين ..

سيف: انا ما سبيتك انت...ليش انت ناوي ماتتعنى لنا !!!!

سالم: افأ عليك ... إذا ما تعنيت عشان جواهر ...اتعنى عشان من عيل ؟؟

سيف: بس جواهر ...؟؟؟

سالم: اوهوووه..علينا ...انا شمقعدني عندك؟؟؟

سيف: مادري ؟؟؟

التفت سالم الى جواهر وقال: ما تشوفين ريلج انتي ؟؟؟ ليش ساكته عنه؟؟

ماتشوفينه شمسوي فيني؟؟؟

جواهر وهي تبتسم: انا مثل سويسرا ....محايده...

سالم وهو يقف ويتوجهه للباب: الشرهه علي اللي يقعد معاكم...

جواهر وهي تلحقه وتقول: تعال كمل قهوتك...

سالم : من زينها عاد..بروح اقعد لي في كافيه واشرب اللي احسن منها وانا

اشوف المزايين والسّحر...يله اقلبي وجهج..

بعد أن عادت جواهر الى سيف جلست في كرسي بعيد عن كرسيه وصمتت

بانتظار أن يبدأ هو بالحديث ولكنه اكتفى بالنظر لها ....مما أربكها وجعلها تلعب

بأظافرها وهي تفكر( ليش ما يتكلم ؟؟؟ ليش ما يقول شي ؟؟؟ أي شي ؟؟ على

الاقل يعتذر من اللي صار ويقول أنه ما يفكر في حد غيري ....)

وضع سيف رجل على رجل وهو لا زال ينظر لها ويفكر ( هذي متى بتتكلم ؟؟

مافي الا أني انا اللي ابدي ماتهون علي للحين زعلانه )

سيف: شحالج جواهر؟

جواهر: بخير ... أنت شحالك؟؟

سيف: نحمد الله على كل شي ... امي تسلم عليج..وتقول من زمان ماسمعت

صوتج؟؟؟

جواهر: الله يسلمها ... لها وحشه والله ..

سيف: وانا جواهر؟؟؟ ما وحشتج ؟؟؟ لي متى بتمين زعلانه ؟؟ أنا حلفلتج أنها

كذابه ؟؟؟

جواهر: يعني ما كان فيه مكالمات مثل ماقالت؟؟

سيف بتردد: يعني ...كانت هي تتصل بس انا ماكنت اعطيها وجه...

جواهر: عيل من وين جابت هالثقه في كلامها؟؟

سيف وهو يقترب منها ويجلس في المقعد المجاور لها : وانا وشدراني ...

يمكن انقهرت وبغت تخرب بينا ... تحملي ياجواهر تعطينها الفرصة...

جواهر وهي تهرب لأنه كاد أن يمسك يدها: بحطلك عشى...

سيف: قالولج مفجوع ؟؟ تعالي أنا جاي لج ... لج بروحج بدون عشى ...

جواهر: ما يصير ... بتهاوشني مرت احمد إذا ماحطيت لك عشى...

سيف: وهذي شلها خص ؟؟؟ حتى في عشاي بتتحكم .. اقولج تعالي وخلها

تولي..

جواهر: بجيب لك عصير عيل ...

وخرجت ... استاء سيف من تصرفها وخرج غاضباً من البيت وهو يفكر ( تدور

لها علثه عشان ما تقعد معاي...اخ يالقهر ... أنا انزل نفسي واراضيها وهي

للحين زعلانه ....!! ) ضرب المقود بيده وقاد سيارته اللاندكروزر الى شاطيء

البحر ليجلس لوحده ... لم يرغب برؤية أحد ... وعندما توقف بجانب النادي

الدبلوماسي في مكان مظلم فتح درج السيارة ليبحث عن كشاف نور صغير

وسقطت ورقه وعندما التقطها وقرأها وجدها نسخه من تقرير قديم كانت قد

ارسلته جواهر وفيه توصيه بخط يدها قبل توقيعها ...اخذ ينظر لخطها وأخذته

الافكار بعيدأ وتذكر قصيدة خالد الفيصل


قريت خطّك بالوفا عشـر مـرّات

في كل مرّه تنثـر العيـن ماهـا


ذكرتني هـاك الليـال الجميـلات

لو كان قلبي ذاكرٍ مـا نساهـا


من عقبكم ما عاد للعيـش لـذّات

ما التذّ في دنيـا مخالـف هواهـا


اليوم انا مثلـك جـداي التنهـات

عيني تهل دموعهـا مـن عناهـا


هايم بعيد الدّار سهران مـا بـات

أتبع هواجيسٍ بعيدٍ مداهـا


نارٍ تلهّب بين الاضلاع زافات

نارٍ لجت بالخوف العالي سناها

مّزق الورقة بغضب إلى قطع صغيره ونثرها من الشباك وتطايرت مع الهواء

وهو يفكر ( ليش دايماً لين حبيت وحده تذلني ؟؟؟ لهدرجه ابين ضعيف قدامهم؟؟

مالت على هالقلب اللي عندي اللي كله معذبني ...) ضرب المقود بقوه هذه

المره ثم آدار المحرك واستدار وعاد من حيث جاء ولكنه كان يزيد السرعه

بقدمه إلى أن تعدت 120 بدون أن يحس حتى أنه لم يلحظ قطعة الحديد الصدئة

بحجم طاولة صغيرة والتي سقطت من شاحنه أمامه ... صدمها بإطار سيارته

بقوة وفي ثانية انقلبت السيارة عدة مرات وامسكها الرصيف من مواصلة

الانقلاب ....توقف بعض الشباب لإنقاذه واتصل اخرين بالإسعاف ... وحاول

شاب أن يفتح باب السيارة المقلوبه ورأى سيف مضرجاً في دمائه وملتصقاً

بالمقود ويحضنه فخاف أن يلمسه لئلا يزيد الكسور بل امسك بمعصمه وتفحص

نبضه ووجده حياً...حمد ربه وصاح بصاحبه ليستعجل سيارة الاسعاف وفي اقل

من عشر دقائق كانت السياره تشق طريقها عبر التجمهر ونزل منها السائق مع

مسعفين اثنين واخرجوا سيف من السيارة بدقة ووضعوه على الحماله ثم انزلوا

الارجل ودفعوها للسياره ثم حملوها للداخل وتوجهوا للمستشفى باقصى

سرعه...







في نفس الوقت

كانت جواهر على السجادة وقد انتهت من صلاة العشاء عندما احست بوخزة في

قلبها فأمسكته وقالت : بسم الله الرحمن الرحيم ... الله يستر...

خلعت غطاء الصلاة وبحثت عن هاتفها واتصلت بنوف ثم بأخوتها ثم بسالم

وجميعهم بخير...بقى سيف ...فكرت ...ترددت ثم اتصلت ...فكرت ( مغلق..!!

ليش مسكر جواله؟؟؟ هالكثر زعلان؟؟ حتى لو ليش يسكر جواله؟؟؟ يمكن صار

له شي؟؟؟ لا..لا..لا..لا ان شاء الله...ليش افكر جذيه؟؟؟الله يحفظه حق

امه...امه؟؟؟ ليش ما اتصل فيها واتطمن بطريقة غير مباشرة؟؟؟)

اتصلت في ام سيف وبعد السلام ...

ام سيف: اسمحيلي يمه ماجيتكم ركبي تعورني ...

جواهر: مسموحه يمه...وانا بعد الشغل واجد هالايام...ما قالج سيف؟؟؟

أم سيف: اشوفه سيف أنا؟؟؟ يمه هذا يجي يتغدا ويرقد ويطلع ولا اشوفه الا

الصبح...وهلايام ما ينكَلم ...وكله مشغول ويفكر...

جواهر: للحين هو برع؟؟

أم سيف: وين يمه؟؟؟ اقولج أنا ارقد وهو ما رجع ...ماتعرفين جواله...؟؟

اتصلي عليه يمه شوفيه وينه؟؟؟

جواهر: مهب لازم ... تلاقينه مع ربعه الحين ..خليه على راحته.... أنتي متى

بتمرين علينا مرت اخوي كله تسأل عنج...

أم سيف: رويلاتي تعورني يمه اصبري علي كم يوم ....

جواهر: على راحتج يمه...تامريني على شي؟؟

أم سيف: سلامتج يمه ... سلمي على كل من سأل عني...

جواهر: الله يسلمج ...مع السلامه ..

أم سيف: وانتي بحفظ الله...الله يسلمج..


في نفس الوقت في طواريء مستشفى حمد

كان الطبيب ومعه الممرضين يحاولون اسعاف سيف وبعد أن فحصه امر بأن

تلتقط له اشعة للجمجمة وللصدر وبأسرع وقت ممكن ...وضعوه على أحد

الاسّره الثمانية الضيقه الموجوده في الغرفه الكبيرة والتي تحيط بكل منها

ستارة قطنية ملونه عليها شعار المستشفى .

بعد نصف ساعه وبينما كان الطبيب ينظر للاشعه الموضوعة على الإضاءة

الخاصة بها على الحائط دخل سعيد كما البرق ووجهه شاحب وأخذ يطل على

المرضى برعب وامل في نفس الوقت ...وعندما وجد سيف مستلقي على السرير

نظر اليه والدماء لازالت على جسده والممرضه الاسيويه تبدأ في تنظيفه وأمسك

يده وصرخ منادياً : سيف ... رد علي ياخوي... سيف ... فيك شي ؟؟؟ تحس

بشي؟؟؟ سيف... تسمعني يا سيف....

لم يرد عليه سيف ولم يفتح عينيه المغلقتين .....فالتفت على الطبيب وقال :

دكتور... شفيه سيف؟؟ ليش مايرد علي؟؟

الطبيب : هدي نفسك .. هو بخير.. بس فيه شويه كسور في القفص الصدري

وفي ذراعه اليمين وارتجاج بسيط في المخ...


سعيد: بل ..كل ذيه وتقول بخير !!!

الطبيب: لا تخاف ... صدقني بسيطه ..احمد ربك أن الضربه ما ضرته مثل

غيره.. الله لطف وسلم ..راسه خبط في الزجاج الامامي ولأنه كان ماسك المقود

الضربه جات في صدره ....وذراعه ...احنا بنحطها في جبيرة وراسه بنلفه لكن

ظلوعه.. الله يعينه ...مالها جبيره ...احنا بس نقدر نعطيه مسكن narcotics

ابره اليوم وبعدين حبوب بس مانقدر نكثرها لأنها تسبب ادمان...

سعيد: متأكد يادكتور؟؟

الطبيب: والله الاشعه تأكد هالكلام مش بس تشخيصي...

سعيد: وهو متى بقوم وبيفتح عيونه؟؟؟

الطبيب: الحين هو منوم من الابره ...بس إذا ربك راد بيقوم... انت لا

تحاتي...بعد ما نخلص من تجبيره بنحوله على أول غرفة تفضى ..

سعيد: الحين تطلع له الغرفه ...انت بس خلص علاجه ...

الطبيب: أن شاء الله ...

خرج سعيد الى الممر واجرى بعض الاتصالات اخرها لأحمد ليطلعه على

الموضوع ثم عاد لسيف لبعض الوقت وعندما رن هاتفه خرج ثانية الى الممر
ورد بغضب:الو..

سالم: انتو وين؟؟

سعيد: في الطواري ...

سالم: انا عندكم ...وين في الطواري؟؟

سعيد: بتلاقاني في الممر..



في اقل من دقيقة كان سالم وصاحبه امام سعيد سلموا ثم سأل سعيد والقلق يبدو

على وجهه: عسى ما شر؟؟؟ صاحي هو؟؟؟

سعيد: لا والله ...للحين مغيب ...بس ان شاء الله بيقوم ...الدكتور طمني ...

سالم: من وين جاته الضربه؟؟؟

سعيد: صدره ...عنده كسور ويده بعد وارتجاج في المخ...

سالم: تفووو...

سعيد: أحمد قالك؟؟؟

سالم: لا والله .. واحد من الربع شاف الحادث وعرف السيارة واتصل يعلمني...

سعيد: المشكله ...امه...مادري شبتسوي لي درت ؟؟؟ أنا ماقدر اقولها...

سالم: كلم اخوه حمد الحين وعلمه وخله يتصرف...

سعيد: أي والله شلون نسيته؟؟؟؟

أمسك هاتفه واجرى اتصاله اكثر من مره الى أن اجاب حمد اخيراً عليه واخبره

بالموضوع...ووصاه على والدته وذكره بامراضها المزمنه لينقل لها الخبر

بهدوء..

سالم وهو يهز رأسه ويكلم صاحبه : والله هالعالم عجيبه !!! ما يدري عن اخوه

ولا عن امه!!! الحمدالله والشكر...



في نفس الوقت

كانت نوف تتحدث مع جواهر وتهدئ من روعها ...

نوف: تعوذي من ابليس مافيه الا الخير...

جواهر: مادري يانوف مادري...قلبي قارصني ...حاسه انه صار له شي..

نوف: بكره الصبح بإذن الله بتلقينه قدامج في الدوام...يله روحي حطي راسج

وارقدي لج كم ساعه قبل لا يأذن الفجر...

جواهر وهي تتنهد تنهيده قوية: الله كريم...تصبحين على خير..سهرتج..

نوف: لا عادي حبيبتي..محمد مجابل قناة Nat Geo Wild ولا يدري عن

هوا داري ...اصلاً يوم اتصلتي انقذتيني من مشاهد الاسد وهو عاض على

الغزاله من رقبتها والله انها تكسر الخاطر...

جواهر: بس هذا هو...توج تعرفينه!!! يله روحي كملي مشهد التهام الفريسه..

ضحكت نوف وقالت: حتى وانتي جذيه تتطنزين!!! يله اقلبي وجهج...باي

جواهر: بايين...




فيما بعد


كان سعيد واقف أمام سيف المستلقي على فراشه في غرفه خاصه عندما دخلت

ام سيف وهي تبكي وابنها حمد خلفها : وين ولدي ؟؟؟ وينه نظر عيني ؟؟؟

امسكها سعيد بكلتا يديه وهو يكلمها بهدوء : مافيه الا العافيه يمه ...

ام سيف: أي عافيه ما تشوفه ملفوف بالخلاقين البيضا؟؟؟

سعيد: شوية كسور يمه بس الله ستر ... احمدي ربج يمه ...الدكتور طمني ...

ام سيف وهي لا زالت تبكي: وليش ما يبطل عيونه ويطالعني ؟؟؟

سعيد: معطينه ابره منومه ... عشان اللي فيه ...والصبح إن شاء الله بيقوم ...

ام سيف: عيل هاذي قعدتي عنده لين يقوم من رقاده...

أخذ سعيد يقنعها بصعوبه تواجدها في هذا الوقت : عشان خاطري يمه انتي

راعية مرض ... روحي رقدي في فراشج وبكره الصبح تعالي وجيبي معاج

شاي وحليب وقهوه وبتشوفين ان مالقيته قاعد وينطرج...

حمد: يمه قلتلج من اصبح افلح... أنا بجيج الصبح وباخذج قبل الدوام وبجيبج

عنده ...يله يمه توكلنا على الله...

أم سيف وهي تمسح دموعها وتقبل رأسه وتقول: الله يقومك بالسلامه ياولدي

ياحبيبي...الله يحفظك لي ...

كان منظرها وهي تودع ابنها بتردد يُقطّع القلب أوصلها سعيد الى بداية الممر ثم

عاد الى الغرفه ... نزع غترته وطوى كميه ودخل الحمام ليتوضأ ... رغب أن

يصلي لربه ركعتين ويشكره لإنقاذه سيف.... توجه الى المصلى الصغير

الموجود في كل طابق بعد أن اوصى الممرضه على سيف ...وبعد أن صلى أخذ

مصحف صغير وجده في الزاويه على طاوله مع مصاحف مختلفة الحجم وعاد

لسيف... وجلس على المقعد بجانبه يقرأ بعض الايات ...



في صباح اليوم التالي

كانت جواهر تسأل سكرتير سيف عنه فاخبرها أنه لم يحضر...ارتعبت ولم تتذكر

الا سالم اتصلت فيه بسرعه: سلم تعرف سعيد رفيق سيف؟؟

سالم وهو لا زال نائماً : ايه شفيه بعد ؟؟؟

جواهر: اتصل فيه واسأله عن سيف ...من البارحه وانا اتصل فيه وجواله

مسّكر..

هنا جلس سالم على سريره بعد أن استوعب الموقف وقال : هه...ليش انتي ما

تدرين؟؟؟

جواهر وهي تضع يدها على قلبها: ادري بأيش؟؟

سالم: جواهر...سيف كان يسوق بسرعه البارحه وفي شاحنة قديمة قدامه

طاحت منها قطعة حديدة وسيف داس عليها بتايره وانقلبت سيارته.. ( واكمل

بسرعه عندما سمع شهقتها ) بس هو بخير ترى..

جواهر والدموع تتساقط من عينيها: تقص علي؟؟؟ منقلب وتقول بخير!!!

سالم وهو يفكر ( الله يغربلك يا احمد هذا وانا موصيك تعلمها وانت قليتها في

راسي...) : والله انه بخير ..بس عنده كسر في يده من مسكته للسكّان يوم

ينقلب..

جواهر : كم رقم غرفته الحين بروح اشوفه...

سالم: ايييييييه...وين تروحين له الحين...تلقين غرفته كلها رجاجيل...تبيغين

تفضحينا انتي..

جواهر: يعني ما اتطمن على ريلي!!!

سالم: ماقلنا لا تتطمنين...بس مهب الحين...الظهر احسن.. لي راحوا الناس

بيوتهم يقيلون وتفضى الغرفه...وانا بكون هناك عشان اسوي لج درب بعد

شتبغين؟؟

جواهر: ولا شي ...بس أنا شينطرني للظهر؟؟

سالم: وانا شدراني؟؟؟ امسكي لج قضية وفصصيها تفصص وفكيني خليني اروح

المكتب بروحي متأخر...


ثم اغلق الخط ونهض من فراشه...

اخذت جواهر تنظر لساعة يدها كل خمس دقائق وهي تفكر ( كله مني ...اكيد

كان متضايق مني ...أنا السبب ...كله مني ...وهذي الساعه اكيد خربانه.. والا

ليش بطيئة ؟؟؟ يا الله ...ليش تأخر سالم .. ليش ما يتصل؟؟ محد يحس

فيني...محد في هالدنيا يحس فيني... سيف الوحيد اللي يحس فيني ...وانا وايد

غربلته اووووه... لازم اعلم احمد اني بزوره ...وان سالم بيكون معاي..)

استحوذ القلق عليها بشدة...وكأن القلق الذي في الدنيا كله قد تجمع عندها.. في

عقلها ...وفي عقلها هي فقط...


في نفس الوقت في المستشفى

خرج سعيد من عند سيف وبعد أن ترك امه معه..عندما افاق في الفجر كان

عطشاً فطلب من سعيد كأس من الماء ودخلت ام سيف عليهم بعدها..كانت

الدموع تتساقط من خلف برقعها وهي تبتسم لرؤيتها سيف مستيقظاً ...قبلته

على رأسه وهي تسأله: شحالك يبه؟؟ تحس بشي؟؟؟ شي يعورك؟؟؟

سيف وهو يحاول أن يبقي عينية مفتوحه: راسي يعورني ابغي ارقد...

أم سيف: بس راسك يبه!!! أنت ملفوف بهالشاش... ارقد يبه... ارقد وارتاح..



في الثانية ظهراً

تلقت جواهر اتصالاً من سالم يخبرها بأنه ينتظرها في المستشفى ...ساقت

السيارة بسرعة ووصلت لباب المستشفى مشت في الممر الطويل الى

المصاعد... واتصلت في سالم الذي كان ينتظرها أمام المصعد ليرشدها للغرفه

فمشوا إلى اليمين بعد استراحة الرجال المفتوحه والتي تحيط بها نباتات الظل...

وتوقف سالم في اخر الممر ..أمام الباب وتركها تدخل وحدها...كان قلبها

يوجعها وقد تذكرت كل اللحظات الاليمة التي رافقت مرض أمها وحتى

وفاتها..وعندما دخلت الغرفه أحست بالبروده تجتاحها فارتجفت ونظرت الى

سيف النائم على السرير بين الاغطية البيضاء...كان اللحاف يغطي نصفه الاسفل

فقط وقد وضع ذراعة الملفوفة بالجبس والمربوطه في عنقه على صدره العاري

الملئ بالكدمات ....ورأسه الملفوف بالشاش...وهو نائم كالطفل..لم تستطع أن

تمسك دموعها التي انهمرت ...حاولت أن تمسحها بالمحارم الورقية... واقتربت

من السرير اكثر ووقفت بجانبه وأخذت تنظر اليه.. كانت تراه على هذا الشكل

ولأول مرة ...طالما ظنت انه كالاسد لا يقدر عليه أحد..ولم تفكر في يوم من

الايام انه ممكن ان يصاب في حادث كهذا ....كانت تظنه غير قابل للكسر

والمرض وهذا ما آلمها اكثر ...لقد اعتبرته رجل خارق....استغفرت ربها

وأمسكت كفه السليمة وضمتها بكفها وجلست بجانبه وأخذت تناديه.: سيف ..

سيف...


ولما لم يجبها ...اكملت : رد علي يا سيف...انا جواهر...كلمني ...

ولم يرد واخذت تبكي بصوت عالي لم تقدر أن تتماسك اكثر...ولكنها اكملت :

قوم وانا بسوي أي شي تبغيه... أي شي ...تسمعني؟؟ قوم عشاني وعشان امك

المسكينه ...مهب عارفه شلون بقولها ؟؟؟ سيف ( وضغطت على كفه بحنان )

لا تخليني ... أنا مالي حد غيرك في الدنيا ....أنا احبك يا سيف ...تسمعني ؟؟

انا احبك ... وانا اسفه أني ضيقت عليك وزعلتك الايام اللي فاتت...كنت

غبيه..والله اني كنت غبيه...بس الحين أنا عرفت ...عرفت شكثر تعني لي..أنت

كل حياتي وانا من غيرك ما اسوى شي ...سيف حبيبي قوم وبطل عيونك خلني

أتأكد انك بخير... قوم وطمّني عليك...


لم يرد عليها سيف فظلت جالسه ودموعها لم تتوقف وهي تنظر لوجهه المتعب

والشعر قد بدا ينمو فيه رفعت يدها الاخرى ولمسته بخوف وحذر ...لمسته

بأناملها بنعومه..كانت كأنها تكتشف ملامح وجهه ...كالعمياء التي تتلمس

طريقها باللمس...


أحست بالباب يفتح فسحبت يدها بسرعه ووضعتها على حجرها...ودخل سالم

عليه وهو يقول لها بصوت خافت : يلا جواهر ...ما خلصتي...الرجاجيل بيجون

الحين...



حاولت سحب يدها من يده ولكنها لم تقدر فقد امسكها سيف ...وعندها التفت له

ولكنه كان لا زال مغمض عينيه واشارت لسالم بأن ينتظر قليلاً وعادت للمسة

سيف...وارتسمت الابتسامة على وجهها عندما رفع يدها وقربها من فمه ثم

قبّلها ووضعها بجانب وجهه ....حاولت أن تقرأ شي على ملامح وجهه ولكنه

كان لازال نائما ...ولكنها أحست به يتحرك قليلاً وسمعته ينطق اسمها ويناديها

فاقتربت اكثر وسمعته يناديها مرة اخرى بضعف شديد: جواهر....


فردت عليه وهي تمسح دموعها : عيون جواهر...

ولكنه لم يرد واكمل نومه ...فأخذت تتأمل في وجهه وتبتسم وهي غير مصدقه

أنه أحس بها ...أنه يمسك كفها بقوة وكأنه يخشى أن تهرب منه...أحرجت

عندما دخلت أمه في تلك اللحظه وهي تجر رجليها جرا وسلمت بهدوء على

جواهر ثم جلست على المقعد على الجانب الاخر من الغرفة وبالقرب من

ابنها...ولاحظت يد جواهر التي امسك بها ابنها فابتسمت وقالت : الله يبلغني

فيكم أن شاء الله...


ردت جواهر: تستاهلين سلامته يمه ...


أم سيف: الله يسلمج يمه ... انا جيته الفجر وقعدت عنده عشان صديقه سعيد

يرجع يرقد ....المسكين واقف على رجوله طول الليل مع سيف.. يعلني ماذوق

حزنه ان شاء الله...

جواهر: رجال والنعم فيه...


في تلك اللحظه دخل سالم وقال : ممكن تروحون استراحة الحريم ؟؟؟ الرجاجيل

برع وينطرون ..

لم يكن لدى جواهر أي خيار فسحبت يدها ووقفت تساعد أم سيف على الخروج

من الغرفة والتوجه الى الاستراحه والغريب أنها غطت وجهها قبل أن تخرج

وكأنها تنفذ رغبة سيف...رغبته دوماً حتى وان لم يقلها الآن...

اضطرت للمغادرة قبل المغرب وأوصلت أم سيف في طريقها على أن تبقى مع

اتصال معها لتطمئن...


في المساء

اتصلت جواهر في أحمد لتسأله عن سيف فوجدته بالمستشفى ولم يقدر أن يطيل

الحديث معها فقد كان المكان يعج بالاهل والاصحاب ...اقفلت الخط وظلت

ممسكه بهاتفها وتفكر بسيف الذي امسك بيدها ووضعها بجانب وجهه ...هل

احس بها فعلاً ام انه فعل ذلك بدون وعيٍ منه...اخذتها افكارها الى حيث سيف

وتمنت لو كانت لا زالت معه..


في نفس الوقت افاق سيف وفتح عينيه فوجد سعيد يشاهد التلفاز وهو يضع

رجليه على يد المقعد وغترته مرميه على مقعد اخر وهو يسند رأسه بيده..

وفكر ( اكيد كنت احلم ...هي مهب هنيه ... سعيد وامي بس اللي

شفتهم...للهدرجة ياجواهر ؟؟؟ للهدرجة ماهمج؟؟ ولا افتكرتي فيني!!!)




في ظهيرة اليوم التالي


عندما دخلت عليه مع أخيها احمد وجدته صاحياً وينظر للنافذة ورفعت غطاء

وجهها ..كان الضوء القادم من النافذه الطويلة يعم المكان فرأته على سريره

عاري الصدر مثل البارحه ولكنه ملفوف بشاش خفيف وقد ازالوا ربطة الرأس

وعلقو ذراعه الى عنقه...التفت لهم عندما سمع صوت الباب وقفز قلبه من

مكانه ولكنه حاول قدر استطاعته أن يخفي مشاعره بأن تحرك ليحاول الجلوس

ولكنه احس بألم في صدره لدرجه أنه عض على شفتيه ليكتم صرخته...فأسرع

له احمد وهو يقول: خلك ...خلك مرتاح لا تتحرك..اقربي يا جواهر...لفي مناك

عند ريلج...


لم تسمعه جواهر لأنها كانت تراقب سيف ولاحظت المه وأحست فيه ونزلت

دمعة حائرة من عينيها وهي لا زالت واقفة عند الباب..وعندما عاد سيف

للاستلقاء على سريره انتبه لها ولحزنها ولكنه لم يقل شيئاً بل انتظر أن تأتي

اليه بعد أن اعاد أحمد مناداتها حتى انتبهت لندائه واقتربت نحوه وجلست على

المقعد الجانبي واعطت ظهرها للباب ...بعد عدة دقائق خرج أحمد وتركهما

لوحدهما...






بدأت هي بالحديث فسألته: شحالك اليوم أن شاء الله احسن ..

رد عليها ولكن بدون أن يغير نظره المركز على النافذه : الحمدلله...

علمت أنه لازال غاضباً منها ...إنها تستحق ذلك...يجب أن تحاول ثانيه... دارت

حول السرير الى أن وقفت بينه وبين النافذه ثم جلست على المقعد الجلدي

الصغير وواجهته وقالت: سيف...أنا اسفه على كل شي ...كنت غبيه ..كنت

ابغي تثبت لي شكثر انت تحبني؟؟؟ ويوم حسيت أني ممكن افقدك ...بغيت

اموت.. مريت بلحظات الله لا يرويك....لو مهب سالم جابني لك امس كنت

بستخف...


سيف: جيتي امس؟؟؟

جواهر: ايه جيت الظهر بس انت كنت راقد ما حسيت فيني..وتميت قاعده للعصر

لين جات امك...وبعدين طردنا سالم ....والا كان ما تحركت من مكاني...

نظرت اليه فلم تجد أي نية للتعليق أو التعاطف ...فصمتت واكتفت باللعب

بخاتمها كعادتها أن اضطربت...


كان سيف يفكر ( يعني جات المسكينة ...ظلمتها...اكمل الحقران والا اخليها

تراضيني...تكسر الخاطر..شوفوا شلون متوهقه....اعرفها لين توهقت ...) قرر

أن يجاريها في الحديث فسألها: من علمج؟؟


رفعت رأسها : سالم ...محد استهم فيني الا هو...تدري سيف...أنا حسيت بنغزه

يوم سويت الحادث بس ماعرفت من ايش...اتصلت فيكم كلكم ...كلهم ردوا الا

انت كان جواك مغلق...تميت احاتيك طول الليل لين الصبح ويوم قالوا انك

ماجيت حسيت ان فيك شي ...مادري ليش...بس حسيت ...وطلع احساسي

صحيح...


سيف بخبث: خفتي علي؟؟؟

جواهر بخجل : ايه...

سيف: شكثر؟؟

جواهر: واجد....

سيف: يعني عيل بتوافقين نتزوج الشهر الجاي؟؟؟

جواهر ونظرها لازال على حذائها:وانت بهالحالة؟؟؟

سيف: مالج خص...انا بسأل الدكتور بس انتي موافقه؟؟

جواهر: سو اللي تبغيه...

سيف: يعني احدد على كيفي؟؟؟؟ وماتقولين امي واخوي ومادري من؟؟؟

هزت جواهر رأسها رافضه ...

سيف بنذاله: يعني كان لازم اندعم واموت عشان ترضين؟؟

جواهر بخوف: اسم الله عليك ...لا تقول جذيه...بس الظروف تحكمنا..
سيف: من اهم عندج؟؟؟ أنا والا الظروف؟؟؟

جواهر: انت ...بس...

سيف: بدون بس...( وحاول أن يتكئ على ذراعه السليمة فآلمه ذلك وتأوه

بقوه) آه ...

قفزت من مكانها وحاولت ارجاعه للسرير وقالت: لا تتحرك...عشان مايعورك

صدرك لا تتحرك...

سيف وهو لازال يتألم: مايقدرون يسوون شي الا بالمسكنات...لازم العظام تلتئم

بروحها...بس تدرين...انا مستعد اتحمل الالم إذا بشوف الخوف والاهتمام في

عينج مثل مساعه..

جواهر : حرام عليك...

سيف:في مقوله اجنبية معروفه تقول : الانسان له ثلاثة اشياء تحقق له السعادة

شخص يحبه..وشيء يفعله.. وشيء يتطلع له..وانا لقيت اللي احبه ..والشي

اللي اسويه...والشي اللي اطمح له أنج تكونين معاي للابد...

في تلك اللحظه دخلت امه الغرفه وسلمت: السلام عليكم ...

وقفت جواهر احتراماً لها وتوجهت لها لتسلم عليها ثم عرضت عليها الجلوس

على المقعد القريب من سيف...وجلست بتعب عليه وقالت: شحالك الحين يانظر

عيني؟؟ اربك بخير؟؟؟

سيف: الحمدلله ...أنا بخير يوم شفتج وشفت مرتي...

أم سيف: جعل عيني ما تبكيك...

سيف وهو يبتسم بسعادة: أمين يارب العالمين أنا وجواهر ..

ابتسمت جواهر بخجل من جملته...

فأكمل قائلاً لأمه : يمه مادريتي؟؟؟ اول مايشيلون الجبس من يدي بعرس...

أم سيف: مبروك ياولدي ...لكن شاللي عاجلك ؟؟؟ انت للحين متعور ومن حملها

وقيه حملها وقيتين..

سيف: بس أنا صبرت قبل غصب...

أم سيف: والحين بتصبر غصب بعد ...ياولدي الانسان مسير مهب مخير..

وهذي ارادة رب العالمين ... واكيد فيها حكمة...

سيف: ونعم بالله...

أم سيف: والبنت ماتبغي تتجهز ؟؟ ماتبغي تخيط وتتشرى؟؟؟

سيف: بأشارة من صبعها اوديها باريس والا لندن والا دبي تتشرى وتخلص في

كم يوم...

ما أن سمعت جواهر اسم لندن حتى قالت وبهلع واضح على وجهها: لا...لندن

لا...

تذكر سيف كل شي ورأف لحالها وقال: كان قصدي باريس والا دبي ...والا حتى

لبنان...

جواهر: كيفكم ...

أم سيف: الا على كيفج انتي ... اختاري وين تبغين تروحين عشان اروح

معاج...ولو نروح حق عرب احسن من العنقريز...

جواهر: ما ابغي اتعبج يمه ...مهب لازم اروح مكان ...بتشرى من الدوحة..

أم سيف: والله ماتتشرين الا من اللي خاطرج فيه ولا يتغير عليج شي وانا

عايشه... وهذي حلفه..

ابتسمت جواهر بفرح وذهبت لها وقبلتها على رأسها وحضتنها بقوة..وقالت:

الله يخليج لي...ولا يحرمني منج يا رب...

سيف : يا حيج ....

خجلت جواهر من كلمته مع أنه لم يحدد من التي يحسدها....هي ام امه؟؟؟

ذكي..

كان الجو ملئ بالفرح والسعادة ودعت أم سيف ربها بأن تديم عليهم هذه

النعمة..



ومضى شهر


كانت الليلة مختلفه فهي ليلة زواج سعيد الليلة التي انتظرها طويلاً وسيف

بجانبه يمازحه وقد لاحظ السعادة التي يشعر سعيد بها وتمنى في سره لو كان
في مكانه.. كانت يده لا تزال ملفوفه الى عنقه...لكنها زادت من جاذبيته وبدل

من أن يساعد سعيد ويرتب له غترته كان سعيد هو الذي يساعد سيف ويرتبه

ويقول : الله يسندرك موهقني حتى في يوم عرسي....

كانوا يقفون للمهنئين اللذين قدموا لعرس الرجال في قاعة النادي الدبلوماسي

التي وان كان حجمها صغير نسبياً الا انها كانت مجاورة لفندق الانتركونينتال

حيث قاعة العروس...وتوافد الرجال بكثره حتى ان بعضهم وقف في البهو

وجلس البعض الاخر في المقهى الخاص بالنادي...كانت فرقة شعبية احضرها

اخوه من السعودية خصيصاً لعرسه تغني القصائد الحماسيه والتي جعلت سعيد ينضم الى الشباب اللذين يرزفون بسيوفهم في عرضة رائعة جعلت سيف

يتحسف لأن كسوره لم تجبر بعد لينضم لهم...




فيما بعد وبعد العشاء

انصرف اغلب المدعون الا اهله واصحابه الذين انتظروا ليزفوه وليستعرض

الشباب منهم بسيارتهم قليلاً...وعند الساعة العاشرة تحرك الجمع من القاعة

واصبح صوت محركات السيارات عالياً في المكان وبدأ دخان الاطارات في

الانتشار ... ومع أن المسافة بين القاعتين قصيرة لكنهم وصلو بعد اكثر من

40 دقيقة ...دخل سعيد مع اخوانه على دف طبول الفرقة النسائية كان يمشي

بسرعه وهو يمسك ببشته الاسود الخفيف والمطرز بخيوط فضية وذهبية ووقف

بجانب زوجته التي وقفت عند دخوله وكانت مغطاه بقماش ابيض هنئته امه

واخواته ووقفوا بجانبه لالتقاط الصور ثم غنت الفرقة اغنية خصيصاً لسعيد

فرقصت بعض اخواته ورزف اخوانه الصغار ووقفت امهم تصفق بسعاده وحين

انتهوا باركوا لأخيهم وغادروا المكان فجاءت اخت العروس وازالت الغطاء عنها

واقترب سعيد منها وقبل جبينها وصور معها عدة صور ثم جلسوا على الكنبة

يتبادلون الحديث...وبعد ساعة من التصوير ذهبوا الى جناحهم المحجوز في

نفس الفندق..



سيف ركب مع سالم في سيارته وغادروا الفندق بعد ان اوصلوا سعيد وفي

الطريق كان سيف يتعارك مع سالم بسبب سرعته الزائده...

سيف: يعني الحين تشوفني للحين مكسر ومجبس وتسوق فيني هالشكل.. يعني

ماتتعلم؟؟؟ الرسول صلى الله عليه وسلم يقول ( المؤمن من اتعظ بغيره ) أنت

مهب مؤمن ؟؟؟

سالم: اوههههه علينا ...الاخ عقب الحادث صاير لي مطوع ...لاحظ انك إذا

سندرتني بدعم صدق ..كلها الا 80 ...وقاعد تحن عشان اخفف!!!... تبغينا

نوصل البيت الفجر!!!!

سيف: شوف عاد إذا ما خففت بحرمك من دخلت بيتي عقب العرس....

سالم وقد ضغط على الفرامل بكل قوة: وشووووو.؟؟ تهدد بعد... اقولك ... انا

بنزل وبكلم حد من الربع يجيني وانت سوق على كيفك وبطرش حد ياخذ سيارتي

بعدين...

امسكه سيف من ذراعه: ياويلك ...الحين تخليني وانا هذي حالي!!! هذي

المرجله!!!

سالم: اعوذ بالله من ابليس...خلاص بوصلك مشكلة الشياب لين اشتطوا....

سيف: شياب في عينك...سوق بس سوق....

سالم: مهب عشانك ...عشان جواهر بس...

سيف: انطم بس انطم ...ولا تقعد تتكلم عن مرتي ...




بعد منتصف الليل


كان سيف يحادث جواهر بالهاتف..

سيف: الحين المصمم اللبناني طرش فساتينج والا للحين؟؟

جواهر: كلمته اليوم ... قال عقب خمسة ايام ...

سيف: وإذا فيها خراب والا شي؟؟

جواهر: هو اصلاً كان يحن عشان اجيه واقايسهم عنده ...

سيف: لعبة يهال هي؟؟؟ حلاوه؟؟؟ ما يكفي انج رحتي مع امي بيروت بدوني

وقعدتي اسبوع...بعد تبغين تروحين وتغربلينها معاج وبدوني بعد!!! مره

ثانية!!! ولا تحلمين...مافي سفره الا وانا معاج...

جواهر: ولا سفره؟؟

سيف: ولا نص سفره بعد...

جواهر: انزين وانت؟؟

سيف: شفيني انا؟؟؟

جواهر: اذا جاتك سفره مع الشغل والا سفرة مع ربعك بتروح بدوني؟؟؟

سيف: افا عليج ...انتي قبلهم ...حتى لو قنص ...

جواهر: سيف ...عاد...لا تتطنز علي...

سيف: شسوي فيج...!!! ماعندنا حريم يروحون مع ربعي ...عطي عمرج

الراحة..الا تعالي ....انتي للحين معزمه تسوين العرس في حديقة بيتكم ؟؟

جواهر: اها...حديقتنا كبيرة والجو حلو ...

سيف: ظلام...

جواهر: بنحط ليتات على الشجر وبنوزع كشافات ...عندنا موعد بعد يومين مع

شركة احتفالات متخصصه بتسوي لنا كل شي...

سيف: تبغيني اوديج؟؟

جواهر: نوف قايله بتروح معاي...

سيف: جني بكرهها هالنوف...

جواهر: لا...حرام عليك...يكفي سالم مغربلها...بعد انت...انت تدري انها اختي

وانا ما ارضى عليها...

سيف: ادري...والله ادري ...بس اغار ...منها ومن غيرها...

جواهر: فديت اللي يغارون أنا...

سيف: فديت اللي يتفدوني والله...المهم ..بكره فالليل بتروحين مكان؟؟

جواهر: لا...نوف بتجيني عندنا شغل نسويه وسارة معانا بعد...

سيف: ياحليلها سارة والله..هالبنت ارتحت لها ...جان زين سالم ياخذها ...

جواهر: تصدق انها وصية امي الله يرحمها...بس هو مأجل سالفة العرس

بكبرها..

سيف: ماعليج منه ... عقب ما نتزوج بدبره لج...ان ماخليته يجي لج ويقولج

اخطبيها لي ما اكون سيف...

جواهر: ياولد...يا واثق...الا انت ليش تسأل عن طلعت بكره؟؟

سيف: بس..افكر بشي...يمكن امر عليج ..

جواهر: حياك الله ...بتجيب معاك الوالدة؟؟

سيف: انا بقولها وبشوف...على كيفها ..

جواهر: بكره بكلمها بروحي وبقولها وهي ماترد لي طلب..

سيف: ياعيني ...ياعيني.. تتفقون من وراي؟؟؟

جواهر: اضبط اموري من الحين...

سيف: ذكية ..طالعه علي..


في اليوم التالي بعد المغرب


ادخلت لهم الخادمة وهم في الصالة إناء صيني فاخر ضخم ملي بقطع شكولاتة

باتشي والتي تحبها جواهر وعلى طرفه الصقت علبه مجلده بجلاد ابيض

ومربوط بشريطة بيضاء كتب عليها بطريقة مكررة اسم كارتيه...جذبتها جواهر

بقوة وفتحت الجلاد وإذا بعلبة جلدية حمراء مربعة الشكل على اطرافها نقشت

سلسلة ورود ذهبية وقالت نوف عندما رأتها: قم عنهم ...افتحيها بسرعه...

فتحتها جواهر ووجدت طقم ذهبي ناعم مكون من خاتم وحلق وسلسة بقلب

بنفس الحجم على شكل زهرة الاوركيد وفي وسطها ماسة صغيره..فقالت : هذيه

الطقم اللي عجبني في كارتية تذكرين نوف...وكنت قايله حق سيف اني باخذه...

نوف: فيه بطاقة صغيرة شوفيها...

امسكتها جواهر وفتحتها وقرأت :


لــو نظــرت بعين قلبـــك شفتني

مامعــي مخلـوق يستــاهل غــلاك

كل عام وانتي حبيبتي

سيف




نوف وهي ترى الابتسامة البلهاء على وجه جواهر: ياعيني على الرومانسية...

يعني مانسى ذكرى ميلادج ... بس هو مسبق بيوم....


اخذت جواهر قطعة شكولاته وهي لازالت سرحانه في البيت الذي قرأته وفتحت

غلافها وتفأجأت باسمها محفور عليها فرفعتها لتتأكد وأرتها نوف وهي تسألها:

تشوفين شمحفور ؟؟؟ هذيه اسمي...

نوف: الله الله ...عاد هذي الحركة جديدة لنك...محد سبقه...أصلاً مادري شلون

باتشي رضو !!!!

أخذت لها قطمة من قطعة الشكولا وهي تتلذذ بها وتفكر كم هي محظوظه بسيف

( هذا دعاء امي لي ...الله يرحمها ويسكنها جناته)

reem99sh 22-06-08 03:16 PM




الخاتمة




قبل الزفاف بيوم

كانت نوف تتصفح مجلة وصاحت في جواهر التي كانت تجمع اغراضها من

الادراج وأعطتها المجلة وهي تقول : ارتاحي شوي واقري هالقصيدة حق سعاد

الصباح ....كنها كاتبتها لج ....بس لج ....اقري بسرعة ...

دفعتها نحو الكنبه لتجلس واخذت تراقب ردة فعلها ....

قرأت جواهر بهدوء حتى وصلت لمقطع فقرأته بصوت عالٍ :


فباريس..... معزوفة موسيقية

يلعبها اثنان...

وقصيدة جميلة...




يكتبها رجل وامرأة...

لم أقرأ تاريخ باريس

قبل ان ادخلها؟

لماذا لم افهم هندستها المعمارية وهندستها العاطفية؟؟

لماذا لم افهم ان كل شارع من شوارعها مرصوف بحجارة الحب؟؟

وان كل زهرة توليب في حدائقها

هي رساله حب؟؟

وان كل تمثال من تماثيلها

منحوت بيد من حب؟

وان كل ثوب معلق في واجهاتها

مصمم من اجل الحب؟؟

انزلت المجلة من يدها وقالت وقد بدأت تسرح بخيالها : فظيعة هالمره ...كلماتها

صادقة لدرجة الخوف ...وصفها خلاب ...فعلاً باريس قصيدة يكتبها رجل وامرآة

انا وسيف ....قريب أن شاء الله..

نوف : بتروحون بس باريس ؟؟؟

جواهر: بنروح اليونان قبل ...اسبوعين ....والباقي باريس..

نوف: اليونان !!!

جواهر: الجزر ...يقول ...لازم شهر عسلنا يكون غير...

نوف: يا عيني يا عيني ....على الحب والغرام..الله يسعدكم ....

حضنت جواهر المجلة وعلى وجهها ابتسامة شاحبه وقالت : تهقين يانوف؟؟ تهقين

بنعيش بسعادة ؟؟؟

نوف: ان شاء الله ...بس هذي حياة مشتركة بين اثنين تربوا تربية غير وعندهم

طبايع مختلفة ولازم يكيفون نفسهم ويتنازلون شوي عشان تمشي الحياة...وانتوا

ماشاء الله عليكم ...روسكم يابسه مثل الحصى ...

جواهر : أنا راسي يابس !!! والله أنه هو اللي راسه يابس...

نوف: باين ...باين ...

جواهر: خليني اكمل شغلي وانتي حطي هالاغراض في هالشنطة خلصينا ...

نوف: جايبتني عشان تكرفني ...وهذي ساروه وينها راحت تنادي الخدامة

ورقدت... والا شردت ؟؟؟

جواهر: مسكينة راحت تطل على امها ...

نوف: اوهو.. نسيتها بعد هذي ...شخبارها عقب ما انكسرت ريولها.؟؟

جواهر: حاشرتنا حشرة...واكثر اللي حشرتهم الخدامات ...مجابلينها طول اليوم

وهي تصارخ عليهم ...

نوف: معقوله تكسر رجلها من الدرج!!!

جواهر: لأنها نازله بسرعه مستعجله تبغي تلحق تقعد مع منسقة الافراح وانكفست

رجلها عند اخر درجه وطاحت عليها...الدكتور قال ان طيحتها على رجلها هي

السبب في الكسر ...


نوف: هذي نهاية اللقافة ...والا هي شلها خص في المره !! شايفتها وقاعده معاها

وما عجبتها افكارها...اكيد كانت جاية تغثها...اخ ...فاتتني ...جات زين كنت

معاكم وشفتها...كله من محمد ...

جواهر: هذا جزاه اللي مطلعج وموديج يعشيج لا وفي الملينيوم بعد؟؟

نوف: عشان ذكرى ميلادي...

جواهر: حرام عليج ...حتى في ذكرى زواجكم...وفي كل المناسبات..

نوف: اقول ؟؟؟نادي الخدامة خلها تنزل الشنط تحت احسن عشان بكره يودونها

بيتج..




صباح يوم الزفاف


كانت الاستعدادات قائمة على قدم وساق والجميع يعمل في بيت جواهر كان هناك

عمال يضعون غطاء الموائد ذات اللون العاجي ...وقد وزعت الطاولات بطريقة

مرتبه في الحديقة تحذوها الاشجار الباسقه وبعض التقنيين يحاولون توزيع

السماعات حول المكان ...وغيرهم يتأكدون من الاضاءة وفي زاوية الحديقة كانت

هناك تكعيبه بيضاء ذات عمدان اغريقية سته وسقف مغطى بنباتات المتسلقة ذات

اوراق تشبه اوراق العنب ....وقف هناك عاملين بيدهم كنبة فرنسية الطراز

قماشها عاجي ايضاً ووضعوها بمنتصف التكعيبة بالضبط ...

بحلول العصر كانت الحديقة قد جهزت لأستقبال الضيوف وفرغت من كل العمال

الا من بعض المضيفات وبيدهم صواني مليئة بالكاسات الفارغه وقد اخذوا

يوزعونها على الموائد مقلوبه...

كانت جواهر تنظر اليهم من خلف الستارة وتراقب المنظمة المواطنة وهي تتنقل

من مكان الى اخر وهي تشرف على الاستعدادات...وتفكر: صدق ان وجود

هالمنظمة رحمة من رب العالمين ...والا من متفرغ يعابل هالعمال ويراكض

وراهم؟؟؟


اتنبهت على صوت الخادمة تعلن وصول نعمت اللبنانية ومعها مساعدتها لتهتم

بتسرحة شعرها ...وكانت جواهر قد اختارت تسريحة راقية ترفع في شعرها ومن

اسفله طرحة دانتيل تماثل الدانتيل الذي صنع منه الفستان ذو القصة الفرنسية

والذي صممه لها المصمم اللبناني لرغبتها بفستان زفاف بسيط عاجي اللون له

قصة واسعة من الصدر اظهرت كتفيها على نحو جذاب وبدون ابتذال مع انسداله

على جسمها بنعومه حتى يتسع عند ركبتيها ...بدت كعارضة ازياء عند ارتداءها

له بعد أن وضعت لها دانيل بدجاني مكياج اظهر جمالها بدون مبالغه وركزت

على ابراز جمال عينيها بالكحل الاسود ... وقفت أمام المرآة البيضاوية تتأمل

شكلها من جميع الجهات...ونوف تنظر اليها من بعيد ونعمت تضع لها اللمسات

الاخيرة لتسريحتها بعد أنتهت من وضع مكياجها وتقول: ياحظك ياسيف جان كل

هالجمال بيكون من نصيبك...


ابتسمت جواهر وهي تنظر لأنعكاسها في المرآة وترد عليها : من يشهد

للعروسة؟؟

تدخلت نعمت قائلة: لا والله معها حئ...شكلك بيعئد ...ماشاء الله ...العين

تحرسك..

اتسعت ابتسامت جواهر وقالت : اسمعي تقولج شكلي يعقد...

نعمت: مو هيك أصدي...بئصد أنك حلوه كتير لهيك ئلت بتعئدي...

نوف: هههه تمزح معاج....لا تصدقين عاد....هي متخسبقة ماتعرف شتقول ...

تدرين عروس...

نعمت : عارفه ...والله عارفه...

أخذت جواهر تذرع الغرفة بتوتر وهي تفكر في استعدادت العرس دفعة واحدة..

ولم تهدأ الا حين اتصلت نوف بالمنظمة وجعلتها تحضر لتعلم جواهر بكل

التطورات...

المنظمة: كل شي مثل ماطلبتي والحمدلله الحديقة جاهزة ومافيه أي مشاكل...

جواهر: والدي جي؟؟؟ ما اسمع صوت الموسيقى؟؟

المنظمة: كانت تجرب الصوت وبعد أذان العشى بتبدأ ..

جواهر: جيكتي على الموسيقى الكلاسيك؟؟؟ جابتها؟؟؟

المنظمة: ايه...وحتى سي ديات الاغاني بعد...

جواهر: جابت نوال؟؟؟

المنظمة: وراشد الماجد وعبدالمجيد... والساعة 10 بيبتدي المطرب البحريني من

الملحق...

جواهر: تأكدتي انه ما ينكشف علينا هو وفرقته...

المنظمة: طبعاً...لا تقلقين... صدقيني انا هنيه معاهم كلهم ... والشاشات في

مكانها مثل ما اتفقنا...وجربناها..كل شي اوكي ...المصورة تحت تبغينها تجيج

تصورج مدام انج جهزتي...

جواهر: اوكي..طرشيها..

التقطت لها المصورة الصور في اكثر من مكان في الطابق العلوي...ثم سمعت

صوت أم سيف تنادي ...صعدت لتسلم عليها ولما رأتها جواهر تذكرت امها

فحضنتها وبكت وصاحت فيها نوف: بتخربين مكياجج...حرام عليج ..

نادت نعمت لتحاول انقاذ مكياج وجهها ...



في مجلس سيف الكبير

كان سيف يقف أمام المرآة في المغاسل الخاصة بغرفة الطعام ليغسل وجهه ويده

عدل غترته ونظر لشكله وارتاح ... وأخذ يفكر ( مادري راحت امي لهم والا

للحين؟؟؟ حبيبتي فرحانه اكثر مني اليوم ...قاعدة من الفجر تتبرز وتتدخن وتختار

لي العود اللي بتدخنه قبل لا اطلع....بس يا حيّها سبقتني وراحت حق جوجو..

الحين اكيد شافتها وقعدت معاها...جان زين نخلص بسرعة ونروح ..

بس وين؟؟ تو الناس ...يالله ..هانت مابقى شي...لكن ليش أنا متوتر؟؟؟ يدي كلها

عرق ...غسلتها قلت بتنشف ومافي فايده ...رجعت تعرق...)


مسح يده في ثوبه وغادر المكان عائداً الى المجلس حيث جلس سعيد بجانب سالم

واحمد وعبدالعزيز...وكانوا يستمعون لسالم...


سالم : ودخل علينا مدير شركة جديدة يبغي يتعامل معانا والا لابس باروكة وفرق

الموده فيها قشور شلون؟؟؟

سعيد: يمكن مهب باروكة ..يمكن شعره؟؟

سالم: باروكة...حتى حكها بعدين وتحركت ...كنت ماسك نفسي غصب عن

لاضحك في وجهه...خفت نخسر من وراه ...وماصدقت طلع وانبطيت من

الضحك..شكله وهو طالع وباروكته عويه....عجيب ....

ضحكواعلى حكايته وانضم لهم سيف وهو يبتسم ويقول: شقاعد يخربط عليكم

هذيه؟؟؟

سالم: هذيه ؟؟؟ أنا اسمي سالم ...ومادام مرتك يتيمة فتقدر تقوللي عمي...

سيف: تخسي ..

سالم: لا تغلط والا ترى ما ادخلك عند بنت عمي ..

سيف: ومن قالك انك بتدخل معاي !!!


سالم : بدخل معاكم وببارك حق بنت عمي احنا متفقين على الشي من

زمان..وبرزف شوي عندهم يمكن اطيح لي وحده من المزايين...

سيف: هنيه مربط الفرس... المزايين...لا تقعد تقول بنت عمي وبروح ابارك..

مكشوفه حركتك ...

سالم:: والله انا عزوبي ومن حقي اطالع اللي ابغيه...

سيف: احلف...

أحمد: معليك منه ...مهب داخل الا وهم دارين ...والكل بيتغطى...الا الخدامات

والجرسونات ...خله يدور بينهم...

ضحكوا على كلامه ووقف سالم ومشى الى الجهة المقابله ليتحدث مع صاحبه.


في نفس الوقت

عند باب عمارة جديدة في شارع جانبي لم توضع فيه أي اناره بعد نزلت خلود من

سيارتها ودخلت بسرعه وهي تغطي وجهها وصعدت للدور الثاني وطرقت باب

الشقة رقم 12 وفُتح الباب فدخلت بسرعة واغلقته خلفها ...وعبرت المدخل الى

غرفة الجلوس وهي تخلع شيلتها الشفافه وعباءتها وترميها على المقعد وتجلس

على الكنبه وهي بكامل زينتها وكأنها ستحضر حفل زفاف وقد سرحت شعرها

للاعلى ...نظرت لغانم الذي تبعها وهو يبتسم وجلس بجانبها وقال: حي الله اللي

جانا...

خلود: عن السخافه ودش في الموضوع بسرعة ... اكيد العرس بدا الحين... متى

لازم اكون هناك ؟؟؟

غانم وهو يفتح قنينة فودكا على الطاولة امامه ويصب منها في كأسين ويناولها

احدهما ويقول: اشربي معاي وخلنا نتناقش في الخطة...

أخذت خلود الكأس وتشربه كله دفعه واحده : يعني هذا وقته تسافر !!! لو كنت

موجود معانا قبل العرس كان فركشناه ...بس على قولتك للحين فيه وقت ...

غانم: على قولة اخوانا المصريين يدّي الحلق للي مالوه ودان...

خلود وهي تصب لنفسها كأس اخر: ايه والله ...والا هذه شيفه حد يتزوجها؟؟؟


غانم وهو يشرب الكاس : شتقولين عاد؟؟؟ عميان...لازم نفكر في طريقة نخرب

لهم العرس...

خلود وهي تشرب كأس اخرى: بوقف عند الباب من داخل وبدش معاه لين دخل

البيت...شرايك؟؟؟

غانم وهو يشرب كأس جديدة: لا ..لا..لازم نفكر في طريقة احسن...

مضى بهم الوقت وهم يخططون ويشربون وبعد ساعتين كان الخمر قد أخذ بعقلهم

بدون أن يحسو...

غانم وقد ثقل لسانه: شرايج....ن...رووووووح لهم...ونكسر ...لهم المكان...

خلود وهي مستلقية على جانبها وتضحك: فلم....عربي...بس وين فريد شوقي؟؟؟

غانم وهو يقف ويسحبها من يدها : تعالي ....معاي ...شوي...

مشت معه وهي تتمايل وقد اختلطت الوان مكياجها مع كحلها..

أدخلها غرفة النوم وصفق الباب خلفه...كان الشيطان معهما منذ البداية واستمر

لتلك اللحظه...كان الشر هو الغالب على تفكيرهما وتملكهم الحقد ولم يعلموا أن الله

فوقهم ورد كيدهم لنحرهم وبدل من أن يفسدوا على سيف وجواهر حفل زفافهم

التهوا بنفسهم ونسوا الحفل من اساسه...وانحدروا لأسفل الدرك...


كان سيف يبتسم فرحاً وهو يشاهد اهله واحبابه واصحابه حوله وأغلبهم يمسك

بسيفه ويرزف به ومن خلفهم وقفت الفرقة المكونة من صفين من رجال يحملون

الدفوف ويغنون الاغاني الحماسية ..تشجع سيف واخذ سيفه الذهبي وأنضم لهم

وأخذ يهزه بقوة ..

في نفس الوقت كانت جواهر تخرج من المنزل والاضاءة متركزة عليها وصوت

عميق لشاعر يشدو بأبيات رائعه للامير بدر بن عبدالمحسن تم تسجيله بطلب من

سيف ...


لا من غديتي شمس ...وشلون أعذلك

لا بد ما يظهر مع طلتك نور

ما الومهم وان لدت عيونهم لك

من ناظرك يا ربة الحسن معذور

تلطفى وان كحل التيه نجلك

وتواضعي لوبك غدى الحسن مغرور

أغار لو بالزين قد ذكر مثلك

وأغار لو غيري سبقني لك شعور

لا صار لي قلبك ..وروحك..ووصلك

لا قافلٍ بابٍ...ولا بانيٍ سور


ومن بعيد كانت الموسيقى الكلاسيكية تصل للمسامع بدون ازعاج وكان الضيوف

يتحدثون بحرية وبدون صراخ ...مع النسمات الباردة وريح العود الذي عبق

الجو.. جعل السحر يعم المكان ...

كانت تمشي بخيلاء وهي تسمع الكلمات وتفكر بسيف وكم أنها محظوظة به كانت

سارة تسبقها ومنى تراقب من مقعدها المتحرك ورجلها ملفوفة بالجبس وهي


تتتميز من الغيظ لأنها عاجزه عن التحرك وتفكر( الله يبط عينها اللي نضلتني..

الحين هذي حاله!!! حتى ماقدر افتر معاها لين ما تقعد ...تحرولت الله ياخذ من

كان السبب ...)


وصلت جواهر الى الكنبة وهي تبتسم لسارة التي وقفت هناك تنتظرها وهي تبتسم

ايضاً ...بعد ان التقطت لها المصورة عدة صور منها اثنتين مع سارة ..جلست

على الاريكة في التكعيبة الكبيرة المليئة بالورود وجاءت نوف وجلست بجانبها

والتقطوا لهم بعض الصور ثم ذهبت وعادت بأم سيف بناء على طلب جواهر

والتي وقفت لها عندما اقتربت وقبلتها على رأسها واجلستها بجانبها لتصور ايضاً

فمالت عليها ام سيف وقالت : الله يبارك لج يابنتي ويسخرج حق ولدي ويسخر

ولدي لج ويسعدكم قولي امين ...

ابتسمت جواهر واجابت: امين ويخليج لنا فوق راسنا ..

حضنتها أم سيف وقامت من مكانها متكزة على عصاتها ونوف تساعدها لتنزل

الدرجات الثلاث والى أن وصلت لكرسيها ...

بدأت الفتيات بالرقص بعد أن بدأ المطرب بالغناء واستمروا الى أن أعلنوا أن

سيف وصل ...عندها ارتعبت جواهر وأمسكت بيد نوف رافضة أن تتركها ولكنها

سحبت يدها وهربت فنادت جواهر على سارة التي جاءت وبيدها عباءتها وشيلتها

وامسكتها وحلفت عليها الا تتركها..واطاعتها ولكن بعد أن اكملت ارتداء عباءتها

وغطت جواهر بغطاء ابيض خفيف لحين انصراف سالم ...


في نفس الوقت وقبل منتصف الليل بقليل

كان سيف قد وصل ومعه سالم وأحمد وعبدالعزيز وسعيد الذي سلم عليه وعاد

لسيارته وغادر بعد أن تأكد أن سيف دخل للبيت...

دخل سيف بعد أن اتصل احمد بسارة وأعلمها بوصولهم وبعد دقائق دخلوا على

زفة بالطبول ومر على أمه وقبلها على رأسها وانضمت لهم وبمساعدة سيف

صعدت الدرجات مرة اخرى ووقفت بجانبه وعندما اقترب سيف من جواهر وقفت

على رجلها ولكنه جذب أحمد وعبدالعزيز ليقفوا بجانبه أما سالم بعد أن بارك

لجواهر وسيف اقترب من جواهر وصاح : شوفي هذي الرزفه لج مخصوص..

وأخذ يرتب غترته ويرفعها وهو يعطي ظهره للضيوف وأنتبه الى الفتاة الجميلة

التي تقف في زاوية التكعيبه بين الورود وتكاد تكون مثلهم وتجمد للحظة وعندما

رأت سارة نظراته احرجت وتوردت وجنتيها اكثر واخفضت رأسها وهي تفكر

( شفيه ذيه ؟؟؟) عندما انقطع التواصل مع عينيها انتبه لنفسه ونزل الى وسط

المكان حاملاً سيفه واخذ يستعرض مهاراته امامهم وأخذت الهمسات تتزايد بين

النساء لقد اعجبوا به وقد لاحظ هو ذلك كما أنه كان متأكداً أن جواهر تراقبه من

خلف القماش الابيض...ولم تفارق عينيه تلك الحورية وبعد أن انتهت الاغنية

خرج لوحده من الحفل ....خرج ولم يخرج ....خرج بجسده ولكن عقله بقى

هناك..كانت تلك الفتاه مختلفه عن كل الفتيات الذي عرفهم من قبل ...لقد رآها من

قبل ولكنه لا يتذكر أين...أخذ يحدث نفسه ( لازم اعرف من هي .... ماعندي الا

جوجو أسألها... بس هي مسافره بكره ..معليه ...بعطيها كم يوم عسل وبعدين

بتصل...انزين وإذا عرفت؟؟؟ بس..ابغي اعرف ...فضول ...وعقب ماتعرف؟؟؟

اوه ه ه ه يعني حرام الواحد يفكر بس؟؟؟ يفكر بشو؟؟؟؟ مادري؟؟؟؟ معقولة تكون

هذي هي اللي ادور عليها من زمان ....؟؟؟معقولة لقيتها؟؟؟ انزين واذا لقيتها؟؟؟

بنات الناس مهب لعبه...يعني وشو؟؟؟ اتزوجها؟؟؟ انا مابغي اتزوج الحين...ليش

لا؟؟؟ جواهر وراحت ...من بيهتم فيك ؟؟؟ من بياخذ اللي في خاطرك بدون ما

يغثك... من اللي بيريحك عقب دوامك الوصخ؟؟؟؟ فكر....لازم تتزوج...)








بعد أن خرج سالم أندفعت سارة الى اباها وقبلته وهي تبارك له وسلمت على عمها

وهي تبتسم ثم باركت لسيف وساعدت جواهر على خلع الغطاء الابيض فشهق

سيف عندما رأى وجهها ثم ابتسم ابتسامة كبيرة واقترب منها وامسك كفيها وقبلها

على جبهتها وقال: مبروك علي....وعليج...

خجلت جواهر منه وحاولت ان تتماسك لوجود اخوانها معهم...سلم عليها أحمد

وعبدالعزيز ووقفوا للتصوير ثم تركوا المكان وتقدمت أم سيف لهم وبعد أن قبلت

ابنها وباركت له أخرجت رزمة من النقود من جيبها والقتها عليهما والتقطوا لهم

بعض الصور ثم عادت لمكانها بمساعدة سارة وبقي العروسان لوحدهما وظل

سيف ممسك بيد جواهر اليسرى وكأنها ستهرب وهو يلتفت لها بكل جسده ويقول:

شهالزين ؟؟؟كل هذا عشاني؟؟؟ صكيتي عليهم؟؟؟؟جان ما يصكونج عين ؟؟؟

قريتي على عمرج المعوذات والا انادي امي؟؟؟

جواهر وأبتسامتها تتسع: قريت..

سيف: مستعده حق السفر؟؟؟

جواهر: ايه...الشنط جاهزة من امس...

طيارتنا الساعة 3 العصر حق دبي ...وبنبات فيها والصبح بنروح اثينا أن شاء

الله.. أما انا مسوي لنا برنامج...عجيب ....

بعد أن التقطوا الصور حان وقت انصرافهم فوقف وهو لازال يمسك بيدها ومشى

معها الى البيت مع صوت عبدالمجيد عبدالله ..تتبعهم المصورة وسارة والتي

ساعدت المصور في التقاط الصور في البهو ثم على الدرج ثم في جناحها على

الكنبة الكبيرة وما انفك سيف يهزأ من المصورة وطلباتها واضحك جواهر وسارة

حتى طلبت منه أن يحضن جواهر وهم واقفون فقال: اول مرة تقولين شي عدل

يله أنا جاهز ...

هنا ...غادرت سارة بهدوء لتعطيهم الحرية وبقيت خلف الباب تنتظر

المصورة...طلبت منهم المصورة الوقوف أمام باب الشرف الذي فتحته وظهرت

انور الحديقة من خلفهم فوقفوا على جانب ثم حضنها ووضع كلتا يدية على

خصرها وجواهر تكاد تذوب من الخجل...وبعد دقائق طردها للخارج قائلاً:

الظاهر اني عطيتج وجه اكثر من اللازم..يله عطينا مقفاج...

خرجت المصورة وقد تعودت على هذا التصرف من اغلب العرسان...وتوجه

سيف لجهة الشرفة وهو يقول: وهذول متى بيخلصون؟؟؟ والا عندهم سهرة

صباحي..؟

جواهر بخوف: لاتفتح الستارة...حرام الحريم ماخذين راحتهم ...

سيف وهو ينظر له باستغراب: شايفتني بلا مذهب ؟؟؟ أدري ان الحريم للحين

قاعدين أنا بس اسأل متى بيروحون بيوتهم ؟؟؟


جواهر: مادري..بس ما اعتقد بيطولون بعد مارحنا ...على ما تاخذ شاور وتبدل

بيكونون راحوا...

جلس سيف على الاريكة وناداها بأن ربّت على المكان بجانبه: تعالي

اقعدي...ابغيج شوي...

تقدمت جواهر بحذر وجلست ابعد من الذي اشار عليه ...

ابتسم وقال: اقربي ...مانيب ماكلج ..

ابتسمت ولم تتحرك فأكمل: شوفي حبيبتي ...مره كنت اسمع برنامج د. عمر

عبدالكافي ...الداعية...وقال جملة حسيت أن معناها كبير عندي..قال ( الفرحه

لحظه والرضا حياة ) ماتصدقين شكثر قعدت افكر فيها ...حسيت أنه يكلمني أنا

وانتي...لو فكرتي في المعنى بتكتشفين أن الفرحة عموماً عمرها قصير.. ومع

الايام يمكن تشوفين فيني اشياء تضايقج...او اتصرف بطريقة تزعلج والعكس

صحيح ...ولو كنا راضين ببعض ...بكل حسناتنا وسيئاتنا...بنعيش بسعادة ..

فهمتيني حبيبتي؟

أومأت جواهر برأسها ولم تعلق...

أكمل : أنا بروح اتسبح وابدل ...اغراضي وين؟؟

جواهر وهي تقف وتسبقة لتدله عليها: في غرفة الملابس ...

توقفت عند أحد الابواب وفتحته وأدارت نفسها لتريه وإذا هو خلفها تماماً فعلقت

بينه وبين الدولاب وهو يبتسم بلؤم ..حاولت الانسحاب ولكنه وضع ذراعه

لمنعها.. عندها ابتسمت وحاولت التملص منه من الناحية الاخرى فوضع ذراعه

الاخرى وعلقت بين ذراعيه...ترجته قائله: سيف...عاد...خلني اروح..

سيف: وين تروحين؟؟ الحريم للحين برع....

جواهر: بس هنيه....بعطيك فرصة تاخذ راحتك ...

سيف: حد قالج أني مهب مرتاح؟؟؟ انا مستانس...حبيبتي وبين يديني ومافي أحلى

من ذيه...

أحس سيف عندها بأن قلبها سيخرج من جسدها بعدما زادت نبضاته عندئذ أمسك

رأسها بحب وقبلها على جبهتها وتركها تمضي وهو يبتسم ... تناول فوطته

وملابسه ودخل للحمام ....


في أقل من ساعة أنصرفت المدعوات وخفت الاصوات بعد أن أنصرفت الدي جي

والمطرب وفرقته ...وأخذت نوف تشرف على الخادمات هي وامها وسارة قبل أن

يتركوا البيت وأوصت الخادمه بكل شي وأنها سترسل لهم الفطور في الصباح

الباكر...



استيقظت جواهر في العاشرة والتفت فوجدت سيف نائماً بجانبها فقامت بهدوء

وأخذت ثيابها ودخلت الحمام ...وبعد ساعة خرجت وذهبت لتشرف على تجهيز

الفطور ووجدت فطور كامل من عند نوف مع ترمس شاي بالحليب واخر للقهوة

فصبت لها كوب شاي وذهبت الى جلسة الخزيران في الصالة الزجاجية المطلة

على الحديقة وجلست على المقعد ترتشف الشاي وتنظر للحديقة وتفكر في حياتها

المستقبلية مع سيف.. انه شخص غريب مليء بالتناقضات أحياناً يكون في منتهى

الصرامه واحياناً اخرى في منتهى الحنان...

جاءتها الخادمة تعلن أن نوف على الهاتف وناولتها اياه...أمسكته وقالت : هلا

والله ...وغلا..

نوف: السلام عليكم حياتي...

جواهر: وعليكم والسلام ...

نوف: مبروك حبيبتي...

جواهر: والله يبارك فيج..الفال حق عيالج حبيبتي...

نوف: شحالج اليوم ...؟ عساج بخير؟؟

جواهر: انا بخير...انتو شحالكم عقب التعب .....؟

نوف:تصدقين مارقدت الا 3 ساعات...وقاعدة عشان اشوفهم طرشوا ريوقكم والا

للحين..

جواهر: طرشوه حبيبتي... كلفتي على نفسج وماتم شي ما طرشتيه...

نوف: مافيه كلافه...هذا مهب قدرج...الا تعالي...ان شاء الله ما سهرناكم؟؟

جواهر:اصلاً أنا مارقدت الا متأخر ...عقب ما خلصتوا كل شي...

نوف: كنت حاسه...واستعجلت الخدامات..بس المنظمة قالت أن الاغراض بيجون

ياخذونهم اليوم..بس الورود ماقدرنا نشيل الا بعضها...حرام يمكن اخترب

الحين..

جواهر: لا ابشرج ...الخدامات دَخلوه كله الصبح..اشوفه في كل مكان في البيت.

نوف: انزين انا قاعده عشان ريوقكم بس انتي؟؟؟ شمقعدج من الصبح يا حظي؟؟؟

جواهر: مادري...ماتعودت ارقد لهالوقت...الحين بيأذن الظهر.. بروح اشوف

سيف...يله روحي ارقدي...

نوف: بنطر الاذان وبصلي وبرقد وبخلي محمد يتوهق مع عياله...الساعة كم

بتروحون دبي؟

جواهر:3 العصر...بإذن الله...بتصل فيج لين وصلنا الفندق...

نوف وهي تتثائب: مادري شلون بقدر انطر للين الصلاة ...النوده ذابحتني...

جواهر: يله باي..

نوف: بايين..

بالكاد حملت جواهر صينية الفطور من الخادمه وادخلتها الجناح بهدوء ووضعتها

على الطاولة الدائرية في غرفة الجلوس ومشت الى غرفة النوم لتجد سيف لا زال

نائماً واللحاف يكاد يسقط من على جسده ...تقدمت لتغطيته وعندما جرت الغطاء

على ذراعه امسك بيدها وجذبها لتجلس بجانبه وفتح عينيه ببطء وهو يبتسم : ليش

خليتيني بروحي حبيبتي...

جواهر وهي تبادله الابتسام: صباح الخير...

سيف: صباح الورد والياسمين...ماقلتيلي وين رحتي؟؟

جواهر: رحت اجيب لك الريوق...

سيف: تو الناس...انا برقد..

جواهر: ورانا رحلة العصر ومابقى وقت ...لين تتسبح وتبدل وتتريق يكون أذن

الظهر فتروح تصلي وترجع نجهز نفسنا حق المطار...

سيف: حاضر يافندم...من اولها تتأمرين!!! وينج يا يمه ..؟؟ يللي كانت تقعد

ساعة لين تقعدني... وانتي من ثانية عجزتي!!!!

جواهر بدلع: عشان خاطري حبيبي.... قوم..

سيف:اه قلبي ...قلبي....ما اقدر على هالدلع...

جواهر: يلله حبيبي ...قبل لا يبرد شاهيك...

سيف: خلاص بقوم ...عشان مايبرد الشاي بس...

جواهر: المهم تقوم ...أنا بنطرك في المقعد...

سيف: ان شاء الله طال عمرج...


بعد الصلاة حضر أحمد يدفع زوجته على كرسيها ذو العجلات وأبنته

سارة....ليباركو للعروسين ويودعوهم قبل أن يسافروا..وبعد نصف ساعة

تحركوا مع أحمد ليوصلهم للمطار...

وصلوا دبي بعد الرابعه بقليل ووجدوا سيارة تنتظرهم لتقلهم الى فندق مدينة جميرا

ولم يخرجوا منه الا في الصباح حيث أن كل شيء موجود في الفندق خصوصاً

السوق القديمة المغطاة والتي تجولوا فيها لساعات...


في الصباح الباكر وبعد أن صلوا الفجر نزلوا للبهو وتناولوا الفطور ثم اكمل سيف

اجراءات الفندق وتجهوا لمطار دبي حيث سيغادرون في التاسعة والنصف على

متن طائرة الطيران الاماراتي الى مطار Eleftherios Venizelos

في أثينا ...وفعلاً وصلوا بعد رحلة استغرقت 5 ساعات على الدرجة الاولى ...

قبل أن تهبط الطائرة ذهبت جواهر ورتبت من مظهرها في الحمام وارتدت شيلة

وردية مع بدلة صوفية كحلية لأنها كانت قد بحثت عن درجات الحرارة في

اليونان في اكتوبر ووجدتها تتراوح بين 19 و20 وعندما عادت لمقعدها تأملها

سيف باعجاب ثم فعل مثلها وعندما نزلت الطائرة ووضعوا الخرطوم وفُتح الباب

تحركوا بأتجاه المطار وكانوا الخليجين الوحيدين على متن الرحلة والباقي كانوا

اجانب..

مشوا في المطار الحديث والذي افتتح في 2001 بدا واسعاً ونظيف..انتهوا بسرعة

من اجراءات الدخول في الجوازات واستقلوا سيارة اجرة وبعد اقل من ساعة

وصلوا فندق Royal Olympic ولاحظت الواجهه الزجاجية والذي تم تركيب

اصائص من الاشجار الكبيرة المعلقة على الزجاج ...بدا غريباً ومميزاً ..دخلوا

البهو وجلست جواهر على المقعد وانتظرت الى أن فرغ سيف من اجراءات

الدخول...


بعد أن دخلوا الجناح رمت نفسها على المقعد ذو اللون الكحلي والذهبي والمتناسق

مع السجادة والستارة التي فتحها البواب وكشف عن منظر رائع للأكروبوليس

والمدينة كلها... وخصوصاً بلكا المدينة القديمة التي تقع في الاسفل

كانت تتأمل المنظر وهي مشدوهه ولم تحس بسيف الذي جلس بجانبها وينظر لها

بحب ويراقب ردة فعلها ...منتهى البراءة لمس يدها بخفه وقال: ماجعتي؟؟؟ انتي

ماكلتي شي في الطيارة...

جواهر وقد تفاجأت بوجوده: عادي...ابغي ابدل واصلي...

سيف: صايره مطوعه؟؟؟

جواهر: الصلاة مالها خص ....شلون بيجيني خاطر اطلع واستانس وانا ماصليت

فرضي؟؟؟ لو صار لي شي ومت ...كيف بقابل ربي؟؟؟

سيف وهو يضع يده على فمها ليسكتها: لا تقولين جذيه...اضحك معاج سويتيها

فلم هندي...!!! ( واكمل مهدداً ) أن عدتيها ياويلج تسمعيني؟؟؟

هزت رأسها موافقة فيده لازالت على فمها...ولم ينزلها بل حركها وأخذ يلمس

وجهها فوقفت قائله: لازم اروح اصلي ...

وجرت نحو الحمام ودخلت وهو ينظر لها وهو يمثل الغضب ....وبعد قليل عادت

وقد مشطت شعرها وهي تبحث عن حقيبة ثيابها ...والقت نظرة على سيف

ليساعدها ورأته ...فاقتربت منه مترجيته بدلع: سيف ...سيافي ...حبيبي ممكن

تفتح لي شنطة ثيابي..

سيف : ذاب سيف..خلاص راح سيف....

ضحكت جواهر بنعومة...فوضع يده على قلبه واكمل : آه ياقلبي...

تحركت نحو الحقائب حيث وضعها البواب فلحقها وفتح حقيبتها وهو يقول: والله

مقصة...تقولي كلمتين وتقص علي.. وينج يايمه تشوفينها شتسوفي فيني...

أخذت اغراضها وهي لازالت تضحك ودخلت الحمام وبعد اقل من ساعة كانت

ترتدي رداء الصلاة وسألته وهي ممسكة بسجادتها بالطول: وين القبلة؟؟؟

قام من مكانه واقترب من النافذه الكبيرة وتأكد من موقع الشمس ثم نظر للمكان

وأشار لها بالقبلة وذهب بدوره ليأخذ له حمام سريع...خرج بعد نصف ساعة

مرتدياً رداء الفندق الابيض الذي يصل الى ركبتيه وشعره الاسود لا زال يقطر

ماءَ ووقف خلفها وهي جالسة تتجهز أمام المرآة مرتدية طقم سكري وابتسم وهو

يقول: القمر صدق جوعان ...اشوف ارفعي راسج اكثر..

رفعت رأسها وهي تنظر له من خلال المرآه فأكمل: فديت هالوجه الحلو...غيرت

رايي مهب طالع ...

بانت الضيق على وجهها فابتسم وقال : بل ...عنفش الوجه الحلو...خلاص

بنطلع.. اضحك معاج...بصلي وبلبس وبنطلع...طلعيلي الفنيلة السكرية والبنطلون

اللي مثلها عشان نطقم ...بيقولون تؤأم...لأنج مزيونه مثلي...


بعد ساعة


كانوا في ساحة سيندغما هي أكبر ساحات أثينا الراقية وأكثرها ازدحاماً والتي

تنتشر فيها المقاهي والمطاعم وأختار سيف مطعم يطل على الساحه وجلسوا في

الخارج وجاءهم الجرسون وسلمهم قوائم الطعام والقى سيف نظرة عليها ثم ناداه

وسأله : ماذا تقترح علينا ؟؟؟ ماهو طبق اليوم؟؟

ابتسم الجرسون واقترح عليه عدة اطباق وافقوا على بعض اقتراحاته وأخذ القوائم

وذهب..

بعد قليل كانت الاطباق على الطاولة...نظرت لها جواهر وقالت : هذي السلطه

اللي قال عنها نفس سلطتنا...وهذا جنه بابا غنوج...وهذي مسقعة..

سيف: انتي ماسمعتيه وهو يقولها؟؟؟ نفس اطباقنا...تدرين عادي عندهم ندش

المطبخ ونشوف الاكل ونكلم الشيف ونمدحه..عندهم بهالطريقة ان احنا

نقدرهم...ولاحظي حتى المقبلات يتشاركون فيها مثلنا ...

مر عليهم سياح مختلفون وحتى اليونانيون كانت الساحة مليئة بالناس ولاحظو

بعض العشاق على المقاهي...

فيما بعد ذهبوا ليتمشوا في الساحة ورأوا الفنادق والاكشاك التي تبيع الصحف

والمجلات بكل اللغات...امام نصب الجندي المجهول وقف حرس بثيابهم التقليدية

ذو الاكمام الواسعة والتنورة القصيرة باللون الاسود والابيض وأحذية سوداء وهم

ذوي اجسام مميزة يتم اختيارهم بدقه من جنود الاحتياط في الجيش...

سيف : الحمدلله والشكر لابسين تنانير ميني جيب ...خوش رجاجيل!!!

اشارت لهم جواهر وهو تقول باعجاب: مهب جسم عليهم...والا الطول!!!

ضغط على ذراعها التي تعلقت في ذراعه وقال: جب ...صدي مناك...

وادارها عنهم ...وهي تضحك متفاجأه من تصرفه وسألته: شفيييييك؟؟؟

سيف: ياويلج لي قلتي أي شي حلو عن رجال غيري...ترى بحبسج في البيت

وماخليج تشوفين غيري...

قهقهت جواهر وقالت: بل.. بل شدعوه!!! بتسجني عاد!!!

سيف: قلتلج اغار ...وصرخ بصوت عال : اغااااااااااااااااااااار.


ضحكت جواهر وقالت: بس فضحتنا ...خلاص فهمت ...انا اسفه...والله ما

اعيدها...

سيف: يله نرجع الفندق نرتاح شوي...بعد 3 ساعات لازم نكون في الاكروبوليس

لأنه ايام يسكر 6 ونص ونشوف الغروب هناك ...يقولون عنه عجيب وانا ابغيج

تكونين معاي في هالمكان وهالوقت محد غيرج يستاهل حياتي...بس على فكره أنا

سألت ال Concierge وقالي انه ممنوع يدخلون الشنط بانواعها وان الناس

يحطون اغراضهم في مخابيهم ..يعني مهب لازم تكشخين بشنتطج

اليوم...استحملي...

جواهر: مستحيل ..بدون شنطة!!! عيل لازم البس بدله فيها مخابي....مشكله..

سيف: لا بعد وتلبسين جوتي واطي بدون كعب ...عندج والا نمر نشتريلج نعال..


رجعوا الى الفندق وفعلاً بعد ساعات كانوا أمام الاكروبوليس البناء الاكثر كمالاً

في العالم والذي وبعد كل هذه السنين لم يعرف كيف تم تشيده ...انه يقع على

رأس جبل ويصعدون له مشياً على الاقدام وقد مُنعت السيارات من التواجد في

ذلك المكان التاريخي...كان بناء ضخم محاط بالاعمدة العملاقة وتحيطه من

الاسفل اشجار الزيتون استأجر سيف له مرشد يوناني ودفع لتذاكر الدخول

وصعدوا الجبل وفي الطريق كان يشرح لهم تاريخ المكان وعندما وصلوا للاعلى

اعطاهم المجال ليجلسوا لوحدهم بعض الوقت...كان المنظر في غاية الرومانسية..

جلس سيف مع جواهر على اعلى الدرج واحاطها بذراعه واستغرقوا في تأمل

خلق الله...

سيف وهو يشير للأسفل: شوفي هناك ...هذاك المسرح اليوناني اللي يقول المرشد

ان يسوون فيه عروض الموسيقى والباليه...

فيما بعد دفع للمرشد 50 يورو اجرته ونزلوا لبلكا المدينة القديمة في الاسفل مروا

على محلات صغيرة مليئة بالتحف والاعمال اليدوية توقفوا عند بعضها واشتروا

بعض الاغراض كهدايا ...

وصلوا الى الساحة الرئيسية المليئة بالمقاهي واختاروا مقهى وجلسوا فيه ..

عرض عليهم الجرسون شرب القهوة اليونانية وشرح لهم بأن مسحوق القهوة

المحمص يغلى بدون أن يصفى ...وممكن طلبها بدون سكر أو وسط او

حلوة...ويجب انتظارها الى تغرق في الاسفل...والا شربوا المسحوق..ولهذا يكره

الغرباء القهوة اليونانية في المره الاولى ..

قرروا تجربة هذه القهوة...وطلبوا كوبين منها...جاءهم عازف اوكرديون كبير في

السن...عزف لهم قليلاً مع تعليقات سيف عليه ثم اعطاه بعض النقود فانصرف..

سيف: يامال الضعفه شيبه اكبر من جدي الله يرحمه وللحين يدور على رجوله لا

وشايل هالاله ويعزف..

وما ان اكمل سيف جملته حتى تعثر العجوز ووقع على الارض...فشهقت جواهر

وضحك سيف وتحاشى النظر اليه ..

قالت جواهر: سدحت الريال!!!! عينك حاره !!!

سيف: انا عيني حارة؟؟ الا هو من كثر ماهو شيبه ...طاح ...

رن هاتفها النقال في هذه اللحظه واجابت هي تضحك: الو..


سالم: اضحكي ..شعليج..رايحه مع ريلج ومستانسه...وانا منجعم هنيه ويا

هالشغل...

جواهر: وعليكم السلام ورحمة الله...

سألها سيف بالاشارة عن المتصل فقالت : سالم..

فصرخ سيف بجانب هاتفها : ان لله وانا اليه راجعون شتبغي راز وجهك

ومتصل؟؟ توك مفارقنا من يومين..

جواهر: شحالك سيف؟؟

سالم: انا سالم مهب سيف...يومين وكلا عقلج!!!

ضحكت وضحك سيف معها ..

جواهر: خبلتوا فيني انتوا الاثنين...تبغي شي صحيح؟؟ صار شي؟؟

سالم: يوم العرس كان في وحده مزيونه واقفة وراج منهي؟؟؟

جواهر وهي ترفع حاجبها: ليش تبغي تعرف؟؟؟

سالم: مهب شغلج...انتي علميني منهي وبس...

جواهر:وحده...ما تصلحلك ...

سالم: انا اللي اقرر إذا تصلح والا ماتصلح...قوللي من هي وبس...

جواهر: يعني انت ماعرفتها؟؟

سالم: لا ...يعني لو عرفتها جان اتصلت فيج وانتي في شهر العسل عشان اسألج

عنها!!!! قولي ذليتي ام اللي جابت امي...

جواهر: سارة..

سالم: بنت من ؟؟؟ شسم ابوها ؟؟؟

جواهر: أحمد يعني من !!!

سالم: سارة ماغيرها!!!!جواهر... لا تلعبين معاي...انا اللي شفتها بنت مهب بزر

مثل سارة..

جواهر: سارة اكبرت وانت الوحيد اللي للحين عادها بزر...

سالم: قوللي والله...

جواهر: والله... والحين سكر ...ابغي اكمل قهوتي...

سالم وهو يفكر: باي...








قفلت الهاتف وهي تبتسم فسألها سيف: مثل ماتوقعت؟؟

جواهر: بالضبط...الاخ يسأل عنها ومنشغل باله وماصدق انها هي...تراك مهب

هين شدراك انه بيهتم والا انه بيلاحظها اصلاً..

جواهر: شوفي حبيبتي مرة كنت أسمع الشيخ عمر عبد الكافي مع امي والا يقول

( النصح ثقيل فلا تجعله جدلاً ولا ترسله جبلاً والنصيحة على الملا فضيحة )

وهذا اللي صار مع سالم طول هالفتره...لازم نخطط له عدل ...

جواهر: مقوله حقيقية والله

عشان تعرفين أني داهيه...بس انتي طيعيني...في ظرف شهرين بيقولج زوجيني

اياها...

جواهر: جان زين...والله ذيك الساعة لك مني اللي تطلبه..على هالتخطيط..

سيف بخبث: أنتي قد كلمتج؟؟

جواهر بتردد: هاه....ايه ...ليش شقصدك؟؟

سيف: ولا شي...بس لي صار الموضوع بتنفذين اللي اطلبه...أي شي اطلبه..

جواهر: سييييف ..لا تخليني اخاف ..

سيف: لا تخافين حياتي ...انتي روحي ..حد يئذي روحه!!!

جواهر بخجل: لا..

سيف وهو يمسك يدها ويضعها على حجره: خلاص عيل انطري وبتعرفين...

مر عليهم مجوعة سياح كبار في السن لوحوا لجواهر عندما رأوها وابتسموا..

سيف: شوفي؟؟؟ حتى الشياب ما سلمتي منهم...إذا أنا طيحتيني من أول يوم عيل

هم ماينلامون..صدق خالد الفيصل يوم قال :


مالوم قـلبي لي انتفض عند طاريك

والعين تبكي شوفتك ياعناها


ياليتني مــــاشد عن جال واديك

واشارك الخلاَن صافي هواها


اقعد معك واشوف زولك...واحاكيك

واوصل النفس الحزينه مناها


ياما حسدت ربوعك اللي حـــواليك

بالشوف يوم الله بقربك عطاها


اهواك انا واشتاق بالحيل واغليك

وارهي من اسبابك على العين ماها

مانيب والله ياهوى البال ناسيك

مادام لي روحٍ بوصلك هناهـــا


في اليوم التالي



استعدوا للسفر الى جزيرة فاروس بعد أن حجزوا على خطوط اولومبيا كطيران

داخلي...تم حجزها مسبقاً لصعوبة الحجز عليها وعلى العصر...واستقلوا طائرة

تسع 18 شخص فقط لثلاث رحلات في اليوم...وفي خلال 35 دقيقة وصلوها..

اخبر سيف جواهر بأنهم يستقلون العبارات للذهاب للجزر..ولكنها اسرع وافضل

بالطائرة...

سيف: هذي الجزيرة وحده من 220 جزيرة وقريت عنها في اكثر من موقع ..

وكتاب..مشهورة بس عند الاجانب ...وقررت اجربها...لأنها طبعاً ماتنفع في

الصيف ...الجزيرة رائعة وبتحبينها أن شاء الله.. نسيت اقولج...قريت بعد عن

اشهر سواق تاكسي في اثينا اسمه جورج.. كل اللي راح كتب عنه وعن حياته لا

وبعد حاطين صورته...لو تدشين جوجل وتحطين جورج اليونان بيطلع لج اكثر

من موقع يتكلم عنه....

جواهر: عيل احنا ليش ماركبنا معاه...؟

سيف: لأنج معاي...وهو هذار وشكله يمصخها عادي...ولو كان سواها جان

نزلته من سيارته وخليته يمشي على رجوله...وبعدين هم عادي يوقفون وياخذون

ركاب غيرنا...جنج في القاهرة...تخيلي يوقف ويركبهم بدون ما

يستأذن...وتبغيني بعد اركب معاهم انا عشان جذيه اجرت لي سيارة بسواقها..

ضحكت جواهر على كلامه ثم سألته مغيرة الموضوع: ومتى بنروح باريس؟؟

سيف: بعد اربع ايام...وبنقعد في باريس 10 ايام...اسمحي لي حياتي ما اقدر اتم

اكثر بعيد عن أمي وهي بروحها؟؟ والمرات الجاية مادام انتي معاي اكيد بتجي

معانا..هي تبغي ونس ...


قبل أن تهبط الطائرة على ارض المطار الصغير رأوا من خلال النافذه الصغيرة

البيوت البيضاء ذات الابواب والنوافذ الزرقاء ...أحست جواهر بأنها ستحب هذه

الجزيرة وأن اختيار سيف كان صائباً ...كالعادة..


بعد قليل كانوا في سيارة اجرة تأخذهم للطرف الاخر من الجزيرة حيث فندق

New Golden Beach Hotel وعندما دخلوا البهو كان يبدو كمدخل شالية في

الخور شمال الدوحة...وجناحهم ايضاً كان صغيراً طليت جدرانه باللون الابيض

عدا جدار واحد باللون الاصفر وارضيته من خشب الباركية وملحق به شرفة

صغيرة بها طاولة دائرية ومقعدين تطل على البحر مباشرة جلست جواهر على

احدهما وأخذت تستنشق رائحة البحر...

سيف: شرايج؟؟

جواهر : يجنن...فظيع...والسيف فاضي مافيه مفاصيخ...احلى شي...

جلس بجانبها وسألها: مستانسه حياتي...؟

جواهر: وايد...

سيف: على طول ان شاء الله ...ما راح اخليج تحزنين ابد...وايام الوحده خلاص

راحت ...بدون رجعه..انا الحين معاج ...على طول لين ياخذ الله امانته..

جواهر: الله يخليك لنا انا وامك...

سيف: امين ...بس هاه لا تقعدين تتدلعين وتزعلين على كل شي...

جواهروهي تبتسم : بحاول...



بعد عدة ساعات


كانوا يجلسون في مقهى To Distrato والذي يقع في قلب المدينة

القديمة..اختاروا طاولة خارج المقهى حيث الاشجار الوارفة والنباتات المتسلقة

على الجدران ...واقترح عليهم الجرسون اطباق بحرية طبعاً ..

سيف: قريت انهم يحنون على الزباين عشان يطلبون اللوبستر والربيان لأنهم

اغلى...بس احنا نحبها عادي...ندفع عشان الاكل الحلو...مش مثلهم قح...



استمتعوا بوقتهم واستفسر سيف عن الجزيرة من الجرسون الكبير في السن عندما

جلس معهم يسألهم عن بلادهم ...فأعطاه معلومات قيمة واولها لذة زيت الزيتون

الذي يباع في المحل المجاور...فتوجها له فيما بعد ووجدوا الكثير من الاشياء

واشتروا منه بعد أن وعد بلفهم بطريقة خاصة للطائرة لضمان عدم الكسر...



فيما بعد تنزهوا وهم ممسكين بأيدي بعضهم في شوارع المدينة الضيقة والحجرية

وشجرة الجهنمية تغطي اغلب الجدران باختلاف الوان زهرها فبدت مع لونا

الابيض لوحة زيتية رسمها رسام ماهر...


ثم عادوا للفندق وفي المساء تجولوا على شاطئه ...وجلسوا على رماله الناعمة..

وتناولوا العصير الطبيعي الذي احضره لهم النادل بناء على طلبهم...


قضو ايامهم في التنزه على الشواطيء ذات المياة الكرستالية والرمال البيضاء

وصعود طريق بيزنطين القديم في النهار...وفي المساء كانوا يذهبون الى الميناء

حيث طاحونة الهواء القديمة او المقاهي المجاورة للشاطىء المليئة بالزوار حتى

ساعة متأخرة من الليل...حتى انهم ركبوا الدراجات للتنقل من قرية الى اخرى ...

وزاروا وادي الفراشات ولكنهم لم يروهم لأنهم كانوا على شكل يراعات ملتصقة

بالاشجار واستاء سيف عندما وصل له واكتشف ذلك وانه محاط بسياج لأنه ملكية

خاصة فقال: كاتبين عنه في كل مكان وحتى هنيه يتكلمون عنه ولا فيه وحده

نشوفها!!!!


في المساء

كان سيف يتحدث مع أمه في الهاتف: شحالج يمه أن شاء الله بخير؟؟

أم سيف: الحمدلله ياولدي أنت شحالك وشحال جواهر؟؟

سيف: ما نسأل الا عنج؟؟ يمه ...شفيه صوتج ؟؟

أم سيف: مافيني الا العافية...بس أحس جسمي مكسر مادري شفيني...

سيف: جاج حمد اليوم؟؟

أم سيف: مر علي الصبح قبل لا يروح الدوام...

سيف: انزين يمه سكري شوي ...برجع اكلمج...

أم سيف: بكلم جواهر شوي...

سيف: برجع اكلمج وبعطيها السماعة ...دقيقتين بس...

أم سيف: على هواك...في امان الله..

سيف: في امان الكريم...


واقفل الخط واتصل في حمد ولم يرد عليه...أعاد الاتصال وبلا فائدة...سألته

جواهر: شفيك سيف؟؟ عسى ما شر؟؟؟

سيف: الوالدة تقول جسمها متكسر عليها...وهذا معناه ان السكر ارتفع عندها أنا

متأكد ..وما كانت ملتزمه في الدوا... واتصل في حمد ابغيه يروح يشوفها وما

يرد هالخمّه...

حاول مع جميع اخوته ...احدهم في الدوام والاخر مغلق هاتفه والاخر في

سيلين...

فغضب :....اوفففففف..

جواهر بهدوء : هدي اعصابك...انا بتصرف...( وامسكت هاتفها النقال )

سيف: شبتسوين؟؟

جواهر: ماعليك انت ...اصبر شوي...

اتصلت جواهر في نوف واخبرتها بالوضع: تقدرين تودينها الطواري عشان

يقيسون سكرها ويشوفون حالتها؟؟؟

نوف: زين أن محمد في البيت اليوم عشان شاعر المليون ...بخليه مع اليهال

وبروح لها ...لا تحاتين...

جواهر: للحين هو مع الفراعنه؟؟؟

نوف: مسندرني تنسدر ..لا وإذا خلص البرنامج دخل موقع اليوتيوب ودور عليه

وقعد يسمعه...يبغي يصوت له بعد...

جواهر: المهم ...روحي وخلج على اتصال معاي اول بأول...

نوف: أن شاءالله...يله مع السلامة..

جواهر: مع السلامة...

سيف: تعبلين هالمرة....؟؟ ما يسوى عليها تهد بيتها فهالليل وتروح حق ام ريلج

اللي عندها رجاجيل ....مالت عليهم ...

جواهر: اصابع يدك مهيب سوا...ويمكن عندهم ظروف...

سيف: لا عندهم رسايل...لا تسوين لي مثل امي...هذول مهب شامين ريحة الجنة

ابد ..

اتصل سيف بأمه واخبرها بأن نوف ستمر عليها...

أم سيف: الله يهداك ليش تعبل على المره في هالليالي ..انا مافيني شي ..

ومستشفيات منيب رايحه...

سيف: والله يايمه ثم والله إذا مارحتي معاها المستشفى وطمنتوني يأني اروح

المطار الحين وادور على اي طيارة ترجعني....

أم سيف: ومرتك بتخليها؟؟؟

سيف: بخليها هنيه تنطرني لين ارجع اوديج المستشفى وارد لها...

أم سيف: هذا مهب سنع...

سيف: والله بكيفج...أنا ممكن القى لي مكان بسرعه في اخر لحظه بس مع مرتي

ما اظني..هاه شقلتي؟؟؟

أم سيف: خلاص...بروح... لا تهد مرتك بروحها في الغربه...الله يهديك

ياولدي...







اتصلت فيها نوف بعد نصف ساعة

نوف : انا عندها الحين وبتلبس عباتها وبنروح الطواري..لا تحاتون...

جواهر: مشكورة حبيبتي..اتصلي لين شافها الدكتور..

سيف: والله ان نوف هذي اخت رجال...الله لا يفرقكم...الحين صارت اختي

وماراح اغار منها...

جواهر: وانت هذا بس اللي هامك؟؟؟ الله يعيني عليك..


بعد ساعة اتصلت نوف وقالت: طلع السكر مرتفع... 500 والدكتور تصروع

وطلع لها غرفه...بيرقدها لين يتعدل عندها السكر...وانا بقعد عندها لا

تخافين..والصبح بتصل في امي وانا برجع ارقد...

جواهر: بتصل فيج بعدين...


اخبرت جواهر سيف بالنتيجة فأطرق برأسه على كفيه وأخذ يفكر...راقبته جواهر

ثم أكملت : حبيبي ...انزل الاستقبال واحجزلنا على أي طيران يرجعنا في اسرع

وقت الدوحة...

سيف: وباريس؟؟ بتقطعين شهر العسل؟؟؟

جواهر: انت شتقول!!! امك اهم من كل شي...باريس شايفتها والله يخليها لنا..يله

انزل وتصرف وانا بنطرك وبجهز الشنط...مش مشكله لو لقيت اكثر من

ترانزيت..المهم نكون هناك بكره...لو صار شي حق امنا ماراح نسامح نفسنا

ابد..

كان سيف ينظر لها بامتنان وحب وهو يسمعها لقد كبرت في عينه في تلك

اللحظة..

وبعد جهد جهيد وجدوا لهم مكان في الدرجة السياحية على الخطوط اليونانية

اولمبيا الى البحرين في الصباح ومنها القطرية الى الدوحة ويصلونها في السادسة

مساءً...

كان سائق سيف ينتظرهم في المطار ومعه اخر ليهتم بالحقائب وهم توجهوا

للمستشفى وفي اقل من ساعة كانوا امام غرفة ام سيف في الدور الخامس..

كانت أم نوف معها تفاجات ام سيف عندما رأتهم ونزلت دموعها عندما حضنتهم

كل على حده وهي تقول: ليش رجعتوا ؟؟ انا مافيني الا العافية..

سلمت جواهر على أم نوف ثم قبلت أم سيف على رأسها وهي تقول: رجعنا

لج...ومرة ثانية مافي سفر بروحنا... رجلج على رجلنا..

أم سيف: انا مافيني شده على الطيارة وعلى المشي هناك...روحوا أنتوا وما

عليكم..

جواهر: معليج انتي ...أنا بعطيج الحل...يصير خير..

سيف: شقال الدكتور يمه؟؟

أم سيف: بيرخصنا بكره أن شاء الله...


بقت جواهر مع ام سيف وفي الصباح حضر سيف ومعه الفطور وأخذ يتنظر

الطبيب ليطمئن على والدته وفعلاً عندما حضر طمئن سيف واعطاه ورقة خروج

من المستشفى وعادوا للبيت مع أذان الظهر...وعندما دخلت جواهر البيت وهي

تمسك بيد أم سيف وتجلسها على اول مقعد في الصالة وتبعهم سيف وجلس بجانب

امه وأخذ يراقب جواهر التي كانت تتجول في المنزل وتتفرج عليه ثم عادت

وجلست معهم ....


سيف: اعجبج بيتنا؟؟

جواهر: اكيد بيعجبني...دام امي فيه اكيد بيعجبني..

فرحت أم سيف لجوابها وقال سيف: يا سلام ...هذي أمي بروحي ( ثم استلقى

ووضع رأسه بحضنها)

ضحكت أم سيف وقالت: فديتكم انتوا الاثنين عيالي...الله عطاني البنت كان

خاطري فيها يوم خذت جواهر ياولدي...



مرت بهم الايام الى أن أتصل فيها سالم يخبرها بزيارته لهم بعد المغرب...عندها

اتصلت في سيف واخبرته فاخبرها بما تفعله...


وقبل المغرب كانت جواهر تجلس مع سارة وأم سيف في الصالة ..

جواهر: شخبارج حبيبتي ؟؟؟ جبتي الكاميرا؟؟

سارة وهي تخرج الكاميرا من حقيبتها: ايه ..بس الصور عادية...للحين ماعرف

التقط شي عدل...

جواهر: بدخلج دوره تصوير...شرايج؟؟

سارة: كيفج...

بعد المغرب أتصل سالم فيها يخبرها بأنه بالباب فطلبت منه الدخول للصالة لأنهم

فيها...كانت ترتدي شيله وجلابية واسعة..وسارة فستان قصير واسع مع بنطلون

جينز...مع شيلة مناسبة...

سارة: يا فشيله ...شلون يدخل علينا هنيه؟؟

جواهر: المرة مريضة واحنا لبسنا ساتر...اقعدي بس....

فتحت له الباب ودخل وهو يقول: الحقي خدامتكم شردت مع السواق...توني

شايفهم طايرين بالسيارة....

جواهر وهي تضحك: أنا مطرشتهم يجيبون اغراض من عند نوف...

سالم: يسوق جنه شارد...بعدين دوريه معاها في المطار...

ثم دخل الصالة ووقف ...وصمت ...لقد رأها ...انها فعلاً سارة كما قالت

جواهر.. فكر ( تغيرت...كبرت...احلوت ....)تفاجأ بقرصه في ذراعه من

جواهر فانتفض وقال : عورتيني الله ياخذج ...قروص حشى مهب جواهر...انتي

متى بتصيرين بني ادمه...

جواهر وهي تضحك : لين صرت انت...دش ...دش ..فضحتنا...

سالم: السلام عليكم ...

ردوا السلام ثم جلس بالقرب من أم سيف ومقابل سارة وسألها: شحالج يأم سيف

أربج بخير؟؟ شحالج يابنت احمد؟؟؟

أم سيف: الحمدلله...أنت شحالك ياولدي؟؟؟

لم ترد سارة...


قال وهو يسترق النظرات لها: والله....الحمدلله...شخبار جواهر معاج...

مغربلتج؟؟؟ علميني عليها وانا اربيها لج...

أم سيف: لا فديتها...هذي شيخة الحريم...الا قوللي ياولدي...ماتمللت وانت

بروحك؟؟؟ ماتبغي تتزوج؟؟

سالم وهو ينظر لسارة مباشرة: امبلا يمه...عندج عروس؟؟؟ أنا تعبت من كثر

البنات اللي يلاحقوني في كل مكان....أبغيج انتي تختارين لي...

أم سيف: صار..يا ولدي ...من بكرة بدورلك...

جواهر: معليج منه يمه...اصلاً امي الله يرحمها خاطبت له وحده ..

أم سيف: على بركة الله...

سالم وهو ينظر لساعته: أنا مضطر اترككم الحين واحرمكم من قعدتي ...رفيقي

ينطرني برع وماقدر اتأخر عليه..


فيما بعد أتصل بها

سالم : كلمي أحمد الليلة واخطبيها لي...

جواهر: منهي؟؟؟

سالم: خدامتهم السلانية...يعني من ؟؟؟ اكيد سارة ....وبنطر مكالمتج بعدين...

جواهر: اليوم عاد؟؟؟ هذي يبغيلها قعده...وسالفه...

سالم: اليوم والا بروح بروحي وبخطبها كأني يتيم ومالي خوات...

جواهر: يمه منك...خلاص ...بكلمه خلاص...



في المساء وبعد أن اخبرته جواهر بالذي حصل..

سيف: تذكرين يوم قلتلج أنه بيخطبها وانتي قلتي بتسوين أي شي لي؟؟

جواهر بخوف: ايه؟؟؟

سيف وهو يحضنها بقوه ويهمس في أذنها: فنشي...

جواهر وهي تحاول الفكاك منه: مستحيل....اختار غيره...

سيف: ادري صعبه...بس عيل خلاص ...اخذي اجازة طويلة أذا حملتي... أنا

ابغي عيالي تجابلهم امهم لين يكبرون تقدرين ترجعين..وكل سنتين ابغي واحد...

جواهر: اجازة موافقة ...كل سنتين ..صعبه...

سيف: ليش...؟ انا وامي عندج...وبنساعدج...هذا طلبي....

جواهر : طلباتك اوامر يا حبيبي قلبي...

سيف: فديت قلبج انا....




النهاية








أتمنى أن القصة اعجبتكم...لو اعجبتكم أدعوا لأمي الله يرحمها لأن خطيت سطورها لما كنت معاها في المستشفيات ...

كانت لما ترقد وانا من الخوف عليها ما اقدر ارقد فكنت اسهر واكتب لكم القصة...ولما كانت تقعد الله يرحمها وتشوفني تقولي

( نظرج بيروح يابنتي) فكنت اسكر اللاب توب وارجع لها...( على فكرة كان القرآن رفيقي طوال هذه الرحلة ولو مهب اياته ماصبرت )


ولو ما اعجبتكم بعد ادعوا لها ....واسمحولي على المغثه
...



وبكذا تم نقل قصة مالوم قلبي الي انتفض عند طاريك للملكة الأم .......وربي يرحم أمها ويغفر لها

ندى ندى 01-11-14 06:08 AM

رد: مالوم قلبي لي انتفض عند طاريك للكاتبة الملكة الأم
 
قمة التميز والروعه والابداع

ما شاء الله يسلمو حبيبتي على

المجهود الرائع

fadi azar 11-01-15 11:05 PM

رد: مالوم قلبي لي انتفض عند طاريك للكاتبة الملكة الأم
 
الله يرحم امك اختي رويتك رائعة جدا


الساعة الآن 02:31 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية