منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   الارشيف (https://www.liilas.com/vb3/f183/)
-   -   احياناً تكون كل فصول السنة خريفاً (https://www.liilas.com/vb3/t64292.html)

ألحان الشوق 18-12-07 06:52 PM

احياناً تكون كل فصول السنة خريفاً
 
غدا أعود مجددا الى فرنسا، لا أعلم لما تمر أيام العطلة بسرعة، للأسف،،،

رغم مرور سنتين على ذهابي لفرنسا لا استطيع ان امنع دموعي الخائنة من النزول أمام نظر امي... لكم تمنيت في كل مرة ان أكون قوية لأجلها...ردا لجمائلها علي... هي كانت و لا زالت دائما قوية ـ أو ربما تتظاهر بقوتها ـ لأجلي لكي لا أحس بالانكسار و الضعف....

لكني ضعيفة و من المستحيل أن أنكر هذا الاحساس على الأقل أمام نفسي.... أعلم اني ضعيفة... لكن ما يهون علي هو أن أمي... تظن اني حزينة لمغادرتي الوطن مرة أخرى....

تظن أني أحس بالغربة هناك.... آآآآآآآآه أماه ليتك تعلمين ما أحسه هنا ....
غربتي هنا اقسى من غربتي هناك ...

هناك الكل غريب كل الناس حتى الفرنسيين منهم ...هناك كل يعيش لنفسه... صلة الرحم بينهم مقطوعة... علاقاتهم باردة كجوهم....

هناك لا يسألني أحد عن عائلتي عن اخوتي أعمامي أو أخوالي أو جدتي أو ابناء اخولي أو أعمامي... و فوق كل هذا لا أحد يسالني
عن ابـــــــــــي....


لا أدري لما يؤلمني قلبي في كل مرة أفكر فيه.... لا أدري هل أكرهه... هل أحبه... هل علي أن أعتبره شيئا محايذا في حياتي....

أنا لا أعرفه و لم أره أبدا لا أعلم ان كان يعلم بوجودي هل مات أم مازال جسده تائها في مكان ما من كوكبنا هذا....

أمي تحبه... أمي بقيت وفية له طوال حياتها،، لذلك لا أستطيع منع نفسي من أن أحن له....

أ حب أن تتكلم أمي عنه لأن ذكراه تجعلها سعيدة...نعم أرى برق السعادة في عينيها عندما نتطق اسمه و تحكي عن شخصيته ....

كنت فعلا أعجب لها...كيف تحب شخصا تركها بكل سهولة تواجه ظلم الحياة... ظلم الناس و نظراتهم، ظلم جدي ظلم اخوتها...لقد ظلمها... أو ربما هي من ظلمت نفسها حين سمحت لنفسها أن تحبه....

لا أدري....

هذه الأفكار تخنقني... أحاول أن ائتي الى هذا المكان لأستنشق هوائه العليل لعل الهم الثقيل على صدري يخف...لكن للأسف لا مفر، تعبت وسط دوامة افكاري التي لا تنتهي.... أحتاج لمن يحل عقد حياتي... احتاج لمن يخبرني .....

أين أبي؟؟




على أي سأحاول التفكير في الغد، في الحقيقة هذة أول مرة سأسافر بالطائرة...كنت دائما أسافر بالحافلة لفرنسا...رحلة طويلة و متعبة خاصة لإنسان يزيد الصمت و الوحدة من حزنه ... لكن ثمن الرحلات الجوية مرتفع و أنا لا أملك ثمنها و لا أحب مطالبة أمي بالمزيد من المال...

لكن هذه المرة حلفت ان لا أسافر برا لمدة طويله مرة أخرى...فقد قضت يومان من القلق عندما كنت آتية إليها لأنها سمعت عن وقوع العديد من الحوادث بسبب الثلوج الكثيفة التي تسبب انزلاق الحافلات و الشاحنات الكبيرة الحجم... لكن و أخيرا ستر الله...و هدأ قلبها و قلقها عندما رأتني أمامها سالمة معافاة...


لا أعلم من أين لأمي بالمال...لم أحاول أن أسألها يوما..لا أدري لما... و لكني متأكدة من أنها شريفة و عفيفة و مالها ليس حراما... ربما هو من جدي فهو رغم كل شيء يحبها لأنها مدللته و وحيدته... هو فقط لا يستطيع مسامحتها لأني موجودة في حياتها و لا يتحمل رؤيتي... أو ربما خوفا من اولاده الذين هم أخوالي...

ربما أما بالنسبة لي فلست حاقدة على أحد... حتى على أبي الذي لا يهمه وجودي كما يبدو...

احيانا أتخيل أنه جاء إلي و أخبرني أنه أبي...لا أظنني سأنفعل أو أبكي أو أن أرفضه.... بل سأرمي بنفسي على صدره أجعله يحمل عني أثقال الحزن و الخوف التي تجعلني أكبر من عمري بعشرات السنين...لن أعاتبه لن ألومه حتى لا يتركني مرةأخرى و يحطم آخر آمالي التي أحيا عليها....


أينك أبـــي؟؟ هل تحس بشوقي لك؟؟ ألا زلت فوق الأرض؟؟ أم أنك ....صرت تحتها؟؟



**** **** **** **** **** ****

هذا حالها من يوم صار عقلها قادرا على التفكير و التمييز و المقارنة،، التفكير في المستقبل،، التمييز بين الحسن و السيء،، و المقارنة بين نفسها و الآخرين،،


تدور في دائرة مغلقة عنوانها الأب و بطلها الأب وهي مخرجها هي و منتجها الأم التي لا تتعاون ،، فتجد نفسها امام نقطة البداية من جديد

قليل كلامها،، إلا مع ذاتها
قليلة ابتساماتها،، إلا مع أمها
قليلة دموعها،، إلا أمام روحها المذبوحة


ســـلــمــى
ذات بشرية ضعيفة بحجمها،، قوية بعواطفها الرقيقة و نظرتها الحالمة

ســــلمـــــى
فتاة بلا هوية
لكن بإرادة أقوى من أوراق الهوية
فتاة بلا أهل
لكن ثقتها بالله تغنيها عن الأهل

ســلــمى
لا مكان للحقد في قلبها
لا مكان لليأس في حياتها
لا مكان للكره في معاملاتها
لكل الناس نصيب في قلبها الكبير
لكل الناس نصيب من طيبتها الزائدة و حبها النقي


لكن لا مكان لها بين الناس


لذلك أوجدت لنفسها مكانا في أعماقها تنزوي فيه وحدها بين همومها و أحزانها،، تحاول إيقاف نزيف جروحها بنفسها،، علها تلهي نفسها عن نظرات الناس و همساتهم،،

..

ألحان الشوق 18-12-07 07:38 PM

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

عيد مبارك على كل الأمة المسلمة في كل أقطار الأرض

عيد مبارك على أمهات و زوجات و ابناء الشهداء

عيد مبارك على فلسطين الحبيبة، على العراق الأبي، على لبنان الجريح،

عسى ان نخلص لله إسلامنا فيداوي الله جراحنا و يجمع شتاتنا و يرفع الذل و الظلم عنا،،،آآآآمين



لقد سمحت لنفسي باقتحام منتداكم الجميل

سمحت لنفسي بقراءة رواياتكم الممتعة و المشاركة بها

و تجرأت على إضافة موضوع خاص بي بين مواضيعكم المميزة

و هذا كله في يوم واحد

لست بكاتبة قصة أبدا ابدا

هذه أول سطور أخطها لا اعلم ان كانت ستنال إعجابكم فأكملها

أم أنها لن تصل لمستوى باقي القصص المحبوبة هنا

لكني أعلم جيدا أني محتاجة لتشجيعكم لأحسن من أسلوبي و أكمل القصة معكم خطوة بخطوة،، آملة أن تنال إعجابكم و اهتمامكم


أختكم ألـحــان الــشـــوق

asma2 18-12-07 08:49 PM

أختي ألحان الشوق

اسمحي لي أن أعبر عن مدى

إعجابي بما خطته أناملك

وروعة تحليل الذات...ووصف المشاعر

المتلاطمة التي تشعر بها سلمى

واصلي وأنا من متابعينك ومشجعينك

دمتي بكل خير

saladin 19-12-07 01:49 AM

لم أقرأ كل الأسطر و لكن الظاهر من الكلمات الأولى أنها رائعة
شكرا لك أختي و ننتظر جديدك

dew 19-12-07 02:33 AM

أختي العزيزة :كل عام وأنت بخير هذا أولا ....أما ثانيا ...فيالها من كلات تلك التي سطرتها في هذا المنتدى العزيز ...لقد جذبتني منذ أن قرأت العنوان ..وعنما قرأت محتواها ...تأثرت للصراع الذي يعتمل في نفس سلمى .....عزيزتي على الرغم من أني لست المشرفة أو أي عضو في إدارة هذا المنتدى الرائع إلا أنني أقول وبكل رحابة صدر أهلا بك وبكلماتك المؤثرة ..واستمري ...
أختك dew

ألحان الشوق 19-12-07 05:20 PM

طالت لحظات تأملها للبحر،الذي كان خاليا بحكم برودة الجو و هيجان البحر ، إلا من بعض هواة الصيد،
تأتي دائما إلى هذا المكان، ترتاح له تحس أنه أنه يشبهها، كأنه يمثل مشاعرها الدفينة،، الغضب،، الحيرة،، و الحزن،،

قطع عليها هدوءها و تأملها صوت موسيقى مرتفعة جدا، استدارت بكل هدوء لترى ماذا يحصل خلفها، و بالفعل لم تكن إلا شلة بنات و شباب كما توقعت، تجمعوا بسرعة كبيرة في موقف السيارات الواسع تاركين محركات سياراتهم مشتغلة، و الموسيقى الغربيه المزعجة تصارع صوت ارتطام الأمواج بالصخور العملاقة ،، و صوت قهقهاتهم المرتفعة الصفراء تتعالى من الحين لآخر، و كأنهم يعلنون استعمارهم للمكان، داعين الباحثين عن الهدوء بكل قلة أدب لترك المكان و البحث عن مبتغاهم في مكان آخر،

وقفت من مكانها و هي تلف معطفها عليها لتحمي ضلوعها من هواء البحر البارد و الرطب، لم تكن تنوي مغادرة المكان بسرعة، لكنها لا تقوى على استحمال هذا الإزعاج أو تجاهله كما يفعل الصيادون


ركبت دراجتها و هي تتأفف "تركنا لهم الملاهي و المقاهي و الأسواق، و مع ذلك يزعجون الطبيعة و يضايقون محبيها


قادت دراجتها قاصدة المنزل لتنهي جمع أغراضها، و هي لا تزال تفكر كيف تقنع أمها بموضوع السفر و البحث عن أبيها، فكرة مجنونة،لكن ليست مستحيلة، هي تحتاج فقط لمعرفة مكان إقامته،تنهدت بعمق آه أمي لو أنك تقتنعين،،


دخلت من بوابة البناية و هي تدفي وجنتيها الباردتين بيديها، ألقت التحية على صاحب العمارة العجوز الطيب،،كم تحب منظره هذا و هو يحمل السبحة في يد و بيده الأخرى يحمل فنجان قهوته التي تنعش الروح برائحتها الشهية،، و كما العادة لم يخذلها و دعاها لتشاركه القهوة، ابتسمت له شاكرة و ممتنة، هو يعلم مدى حبها لقهوته تلك منذ صغرها، و قد اعتاد هو أيضا على أن تشاركه سلمى قهوته اليومية التي يتفانى في تحضيرها و اتقانها يوميا بعد عودته من المسجد بعد صلاة العصر.

أخدت سلمى فنجانها و جلست إلى جانب العم عبد الله، سألته عن زوجته فقال أنها نائمة كعادتها بعد أن تصلي العصر،
ارتشفت القليل من فنجانها و أغمضت عينيها لتستمتع بمذاقها اللذيد.

سلمى: آآآه يا لها من قهوة منعشة، هل تعلم انها اكثر ما أشتاق إليه في غربتي؟

نظر إليها العم عبد الله بعتاب: لا تحاولي مجاملتي، فقد حصلتي على الوصفة السرية، و بإمكانك تحضيرها بنفسك،،
سلمى:ههههههههههههه لولا معزتي عندك لما أعطيتها لي لا تحاول تمثيل الندم علي، ثم أن قهوتي ليست أبدا مثل التي تحضرها أنت، ينقصها حبك و قلبك الكبير،
العم عبد الله: لا بنيتي لا ينقصها سوى بعض الخبرة. لو أنك بقيت بيننا لما قصرت عليك بها،كنت لأجعلك تفطرين بها قبل الدوام، و تجدينها معدة لدى عودتك.

حاولت سلمى الإحتفاظ بابتسامة على شفتيها، لكن العم عبد الله لمح سحابة الحزن التي عادت لتغطي بريق عينيها و تجعل نظراتها منكسرة و كئيبة،
سلمى(وهي لا تزال مبتسمة):لم يبقى الكثير و أنهي دراستي و أعود إليكم إلى الأبد، ثم لا تلمني عمي، و أنت أكثر شخص تشجع على التعلم و نيل المعالي، أم أنك تحب ذلك لأولادك فقط.

ضحك العم عبد الله بحنان:لكنك لست خالد و لا جهاد، انت سلمى الصغيرة الرقيقة، لا أستطيع تخيلك وحيدة تواجهين الغربة و الناس.

سلمى:هناك لا أواجه الناس عمي، مواجهتهم هنا أشد علي من هناك.

رق قلب العم المسن لحال سلمى، لا تستحق حياتها هذه،إنها رقيقة،طيبة،خلوقة، لو أن الله رزقه و زوجته بابنة لما كان ليحبها قدر حبه لسلمى.

أحست سلمى أنها أحزنت العم بكلامها اليائس، و لأنها تعلم انها لن تقاوم أكثر أمام طيبته و حنان نظراته،وقفت و قبلت يده
سلمى: عمي لاتنسني من دعواتك،
العم عبد الله:يعلم الله يا بنيتي أنني أدعو لك أكثر مما أدعو لأولادي
سلمى:لا لا لا اعدل بيننا،لا أريد أن يغضبا مني
صعب عليها أن تذهب و تتركه حزينا فجلست أمامه و سألته بمرح
سلمى:عمي امممممممم، أخبرني بما أنك سبق و ركبت طائرات كيف أحسست، هل الأمر مخيف،
فهم العم قصدها، و ضحك بصوت عال، ثم ربت على رأسها و قال:لا تخافي فبعد رحلتك هذه ستعشقين الطائرات، أعرفك جيدا و أعلم أنك ستستمتعين بتأمل الطبيعة من السماء،

ابتسمت له سلمى بحنان و قبلت رأسه ثم ودعته لأنها تعلم أنها لن تراه بالغد، يوم الجمعة يذهب مبكرا للمسجد و لا يعود إلا بعد صلاة العصر.
أحيانا تحسده على حياته المريحة الرتيبة و تتمنى أن تشيخ بسرعة. و لكنه يقول لها دائما"لا تستعجلي، تمتعي أولا بشبابك، فأحيانا أحسك أكبر مني

ألحان الشوق 19-12-07 05:23 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة asma2 (المشاركة 1130430)
أختي ألحان الشوق

اسمحي لي أن أعبر عن مدى

إعجابي بما خطته أناملك

وروعة تحليل الذات...ووصف المشاعر

المتلاطمة التي تشعر بها سلمى

واصلي وأنا من متابعينك ومشجعينك

دمتي بكل خير

الله يجبر بخاطرك اسماء،
وأنا يسعدني تتبعك للقصة، و تشجيعك يحفزني على التحسن و اتمام القصة

ميامي123 19-12-07 05:36 PM

السلام
مائروع اسلوبك في السرد فقد ابتعدة عن اسلوب الكثير من الكتاب في سرد القصة لقد ابتكرت اسلوب جديد يجسد بسهوله ماتمر به الشخصية من غربه الديار والاهل والاب بطريقة جذابة جدا
فاتمنى لك التقدم من جميل الى اجمل
..........ممكن تغير خط الكتابة لانه مو واضح
تقبل مروري

اقدار 19-12-07 06:49 PM

الغربة في الوطن منفى

والغربة خارج الوطن اهون بكثير ..

سلمى ومشاعر الحزن القاتل

ان تحزن بصمت اصعب بكثير من ان تبكي وتصرخ ويشاركك الآخرون لو كان مواساة .. او أسف ..


اقتحمتني سلمى فتقمصت شخصيتها وكأنني انا من تنفث الوجع هنا


الحان الشوق

قلمٌ حادٌ ومتفرد بالجمال والهيبة والقوة

تبارك الله ماشاء الله

هنيئاً لنا انضمامك الى ليلاس ولأعضاؤه ولي انا خاصة


امتعتني والله في عيدي هذا

كل عام وانتي بمتعة واستمتاع وبعافية من الله
وكل عام وانتي تضحكين فرحاً ونشوة سعادة ..



متابعه ان اذن الله




ألحان الشوق 19-12-07 08:46 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة saladin (المشاركة 1130994)
لم أقرأ كل الأسطر و لكن الظاهر من الكلمات الأولى أنها رائعة
شكرا لك أختي و ننتظر جديدك

مرحبا بك بين أسطر القصة المتواضعة

أسعدني مرورك الطيب

و أتمنى أن تكون ضمن المتابعين

ألحان الشوق 19-12-07 08:49 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة dew (المشاركة 1131050)
أختي العزيزة :كل عام وأنت بخير هذا أولا ....أما ثانيا ...فيالها من كلات تلك التي سطرتها في هذا المنتدى العزيز ...لقد جذبتني منذ أن قرأت العنوان ..وعنما قرأت محتواها ...تأثرت للصراع الذي يعتمل في نفس سلمى .....عزيزتي على الرغم من أني لست المشرفة أو أي عضو في إدارة هذا المنتدى الرائع إلا أنني أقول وبكل رحابة صدر أهلا بك وبكلماتك المؤثرة ..واستمري ...
أختك dew


و أنت بألف صحة و هنا

أشكر اهتمامك الطيب اختي

أشكر لك ترحيبك بي و بمشاركتي البسيطة

و يسعدني أن تكوني من المتابعين

ألحان الشوق 19-12-07 08:54 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ميامي123 (المشاركة 1131832)
السلام
مائروع اسلوبك في السرد فقد ابتعدة عن اسلوب الكثير من الكتاب في سرد القصة لقد ابتكرت اسلوب جديد يجسد بسهوله ماتمر به الشخصية من غربه الديار والاهل والاب بطريقة جذابة جدا
فاتمنى لك التقدم من جميل الى اجمل
..........ممكن تغير خط الكتابة لانه مو واضح
تقبل مروري

و ما أروع مرورك العطر و اهتمامك بالقصة،،و سيسعدني استمرارك في المتابعة و ان شاء الله لن أخيب ظنك بي و بقصتي

أما ما يخص الخط فمن أي ناحية هو غير واضح حتى يمكنني تغييره و إرضاء كل قراء القصة

ألحان الشوق 19-12-07 09:05 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اقدار (المشاركة 1131897)
الغربة في الوطن منفى

والغربة خارج الوطن اهون بكثير ..

سلمى ومشاعر الحزن القاتل

ان تحزن بصمت اصعب بكثير من ان تبكي وتصرخ ويشاركك الآخرون لو كان مواساة .. او أسف ..


اقتحمتني سلمى فتقمصت شخصيتها وكأنني انا من تنفث الوجع هنا


الحان الشوق

قلمٌ حادٌ ومتفرد بالجمال والهيبة والقوة

تبارك الله ماشاء الله

هنيئاً لنا انضمامك الى ليلاس ولأعضاؤه ولي انا خاصة


امتعتني والله في عيدي هذا

كل عام وانتي بمتعة واستمتاع وبعافية من الله
وكل عام وانتي تضحكين فرحاً ونشوة سعادة ..



متابعه ان اذن الله




أهلا بمبدعة المبدعين،

نورتي صفحات مشاركتي بمرورك العطر، الذي أثلج صدري ،

أشكر لك اهتمامك و تشجيعك لي،

و الله يعلم أن مشاركة كل عضو و تشجيعه تحفزني على كتابة المزيد في هذه القصة،آملة أن لا أخيب ظنكم بي،

في الحقيقة أختي هنيئا لي و ليس لكم بالإنضمام لأسرة ليلاس الجميلة

شهادتكي أعتبرها وساما على صدري:Thanx:

و كل عام و أنت بألف صحة و عافية
و كل عام و قسم قصص من وحي الأعضاء في تقدم و تطور تحت إشرافك الحكيم،

waxengirl 20-12-07 01:36 AM

الحان الشوق
اولا كل سنه وانتى طيبه ويعيد عليكى وعلينا الايام بالخير اميين يارب .
واهلا بكى بين مبدعين هذا المنتدى الرائع.

اسلوبك القصصى ممتع ورفيع بدايه بالام القويه التى تدارى انكسار قلبها وتحاول تدارى ضعفها امام مصائب الحياه التى واجهتها والتظاهر بالقوه لكى تربى ابنتها وتجعلها فردا ناجحا قويا فى المجتمع وناتى لتللك الابنه التى نجحتى فى وصفها وصف دقيق برغم هدوءها وطيبتها وقلبها
الملى بالحنان لكل الناس ورغم نجاحها الا انها اتعس الناس. امتعنى وصفك لمدى غربتها فى بلدها فمن طبيعى ان يشعر الانسان بالغربه خارج بلاده وهو احساس قاسى جدا ولكن الاقسى والابشع ان تشعر بالغربه داخل ديارك .
كان وصفك للتساؤلات التى يطرحها عقل سلمى تجاه ابوها قاسي علينا بقدر قسوته عليها فجعلتينا نتسائل من هو هذا الاب ولماذا ترك امها ولماذا لم يتسائل حتى عنها لماذا اهملهههههههههها ؟ ايكون هذا الاب قاسى ؟ ولكن عدتى لتوضحى ان امها تحبه وكانت وفيه له ولم تجد سلمى بديلا عن كراهيه والدها غير حبه لها وحنينها اليه.
ومثل ما قالت الغاليه اقدار ان الحزن القاسى ليس صراخا او صيحات نهتف بها ولكنه ان تشعر بالحزن داخل قلبك ولا تبوح به لاحد وهذا ينطبق تماما على بطلتك المتالمه .


اعذرينى لانى اطلت الحديث عليكى وكل سنه وانتى طيبه

:rdd12tf:

ألحان الشوق 20-12-07 02:45 PM



فتحت باب الشقة بهدوء خوفا من أن تزعج أمها النائمة،دخلت غرفتها ففوجئت بأن حقيبتها جاهزة و غرفتها مرتبه على عكس حالتها عندما غادرت البيت،
فكرت و الإبتسامة تعلو شفتيها(لن تغير عاداتها أبدا)

التفتت بسرعة عندما شعرت بحركة خفيفة و رائها

زينب: لا تنظري الي هكذا، تعلمين لن أرتاح إلا إذا تأكدت بنفسي من أنك لم تنسي أغراضك هنا،

سلمى: أمي أنت لن ترتاحي أبدا لأني بنظرك طفلة صغيرة يجب أن تقضي وقتها في اللعب،، لقد كبرت أمي و أستطيع لإعتماد على نفسي في مثل هذه الأمور، لماذا تحبين إرهاق نفسك؟؟

زينب: لا لا لا، لن أقتنع، انت مهملة لنفسك و لأغراضك

ابتسمت سلمى لأمها بخبث و اقتربت منها و عانقتها بحب و قالت:لهذا سمحت لي بالخروج برحب و سعة صدر ، لكي تستفردي بحقيبتي المسكينة،،

ضحكت زينب على تلميح ابنتها:لا تخافي لم أضع لك لا أكلا و لا حلويات كالعادة، لقد وعدتك،

سلمى: حسنا أمي، آه عمي عبد الله يسلم عليك.
زينب بصدمة:أها إذن قد شربت قهوتك معه.
سلمى:نعم ماما، لكن لا تحزني هي لن تغنيني عن شرب شايك العسل يا عسل،
زينب:هههههههه، أعلم أنه نفس الكلام الذي تقولينه للعجوز عن قهوته، كفاك مجاملات يا فتاة،

ابتسمت سلمى لأمها، و حملت قميصا منزليا قطنيا و دخلت الحمام لكي تستحم بسرعة، تعيد نشاطها و ترتب أفكارها هي تعلم لن يكون سهلا إقناع أمها بما تخطط له.

في تلك الأثناء كانت زينب تتأمل صورة ابنتها الكبيرة المعلقة على جدار الغرفة، لقد كبرت بسرعة لم تلحظها، فسلمى بالنسبة لها لا تزال صغيرتها التي لم تتعلم المسي بعد، لو كان بيدها لاحتفظت بها طوال العمر داخل رحمها تحميها من هذا العالم الكبير الظالم، وتحميها من الأحزان و الجروح، كانت اثناء حملها تدعي الله كل صلاة أن يرزقها الله ولدا ، ذكرا، رجلا قويا لا تهزه متاعب الحياة، لكن إرادة الله جعلتها تنجب طفلة، و لله في ذلك حكمته التي لا اعتراض عليها، تذكرت زينب كيف كانت ولادتها سهلة و هادئة، حتى أن سلمى لم تبكي كثيرا كما هو الحال عادة عندما يكون المولود أنثى،انزلقت دمعة حارة على خد زينب، تمنت من قلبها لو أن ابنتها تبكي و تصرخ و تتمرد، تمنت لو أنها تخرج حزنها و دموعها و ترتاح، لكن ابنتها عنيدة، ارتسمت شبه ابتسامة على شفتيها، عنيدة كوالدها،كما كان هو يتمنى،آآآخ ليتك معنا لترى حلمك يتحقق و يكبر أمام عينيك،


دخلت سلمى الغرفة مجددا و هي تلف المنشفة على شعرها ، فوجئت بأمها جالسة كما تركتها و على شفتيها ابتسامة حالمة و على خدها بقايا دمعة بدأت تجف،اقتربت منها بهدوء جلست على الأرض أمامها و وضعت رأسها على ركبتي أمها و سألتها بصوت مرتجف:ما بك أمي ؟ ما هذه الملامح ؟ ألم نتفق على أن لا نبكي هذه المرة ؟
زينب: لكني لا أبكي صغيرتي أنا فقط سرحت قليلا فدمعت عيني.
سلمي بتردد: سرحت....تفكرين....في أبي؟
أغمضت زينب عيناها بألم، نفس الألم الذي يعتصر قلبها كلما جاءت سلمىعلى سيرة والدها، بقدر ما تريد من سلمى أن تحبه و تحترم ذكراه، بقدر ما تتمنى أن تمسحه من عقل سلمى و قلبها ،، فالتفكير فيه لن يسبب لها إلا الألم،

سلمى: أمي هل أشبهه؟
زينب: من؟
سلمى: ما بك أمي؟ طبعا ابي؟
مسحت زينب على شعر سلمى الرطب بحنان:لا، لا تشبهينه انت صورة مني لكن سواد شعرك الغامق و لون عينيك الداكن منه،
سلمى: و ماذا عن الطباع، هل أنا مثله؟
زينب:في كل شيء....و سكتت، تأملت وجه سلمى ثم أردفت: سلمى لما انت مصرة على أن أكلمك عنه، ألا يكفيك و جودي،

سلمى: لا أمي انت حياتي، نور عيني، انت كل ما أتمناه في حياتي،،،
ثم وقفت اتجهت إلى النافذة تستمد بعض القوة من أمواج البحر الهائج : لكنه أبي أمي أريد أن أعرفه،
أمي لا تغضبي مني ،
لكن وجوده في حياتي هو حلم أتوق لتحقيقه،
أمي إنه هويتي، عنواني، شرفي،
أخبرين عنه أمي،
أين هو؟ من أي بلد هو علني أجده و يهدأ بالي.

نظرت زينب إلي نظرات الرجاء في عيني سلمى ثم أجابتها بهدوئها المعتاد،: سأخبرك، لكن ليس الآن، أولا عديني،بأن تهتمي بامتحاناتك المقبلة، و إذا كانت جميعها في المستوى أخبرتك عنه كل شيء، و لك الإختيار،

سلمى: تعجبني طريقة كلامك معي و كأني طفلة صغيرة، لكن لا بأس، سأصبر ثلاثة أشهر، مع انها ليست سهلة،

زينب: فاليوفقك الله حبيبتي،

عادت سلمى لنفس موضعها الأول واضعة رأسها على ركبتي أمها و على شفتيها ابتسامة رضى( موعدنا بعد تسعين يوما ابتي )

ألحان الشوق 20-12-07 03:25 PM

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

أولا أحب أن أشكر كل من اهتم لموضوع قصتي المتواضعة،
تشجيعكم، و مجرد شعوري باهتمامكم يحفزني على الاستمرار في كتابتها و عرضها في منتداكم الرائع.

تعرفتم لحد الآن على سـلـمـى و ما تحياه من صراع نفسي داخلي، بين البحث عن تفسير لعدم وجود والدها معها، و البحث عنه، و نظرات الناس و كلامهم،
تعرفتم على طيبة قلبها و حبها للآخرين
و تعرفتم على أمها، المرأة القوية لأجل ابنتها رغم ألام قلبها الموجعة،

لكن لازالت ملامح القصة غير واضحة، رحلتي مع سـلـمـى لم تبدأ بعد و كل ما سبق كان مجرد تمهيد للآتي، حاولت من خلاله جعلكم تشعرون بما تحسه شخصيتي الرئيسية و تفكر به. لأن متعة المتابعة تزداد بنظري عندما يحس القارء أن الشخصية أصبحت جزءا منه.

أعزائي أستطيع أن أخبركم الآن ان معالم القصة ستبدأ بالإتضاح لكم مع الجزء القادم ،، و أتمنى أن لا تكون مملة لكم، كما آمل أن أكون و قصتي عند حسن ظنكم.

لا تبخلوا علي بانتقاداتكم و ملاحظاتكم، لأنها تجعلني أصحح نفسي و أحسن من سردي للقصة.

مع حبي

أختكم ألحان الـشوق

ألحان الشوق 20-12-07 03:35 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة waxengirl (المشاركة 1132502)
الحان الشوق
اولا كل سنه وانتى طيبه ويعيد عليكى وعلينا الايام بالخير اميين يارب .
واهلا بكى بين مبدعين هذا المنتدى الرائع.

اسلوبك القصصى ممتع ورفيع بدايه بالام القويه التى تدارى انكسار قلبها وتحاول تدارى ضعفها امام مصائب الحياه التى واجهتها والتظاهر بالقوه لكى تربى ابنتها وتجعلها فردا ناجحا قويا فى المجتمع وناتى لتللك الابنه التى نجحتى فى وصفها وصف دقيق برغم هدوءها وطيبتها وقلبها
الملى بالحنان لكل الناس ورغم نجاحها الا انها اتعس الناس. امتعنى وصفك لمدى غربتها فى بلدها فمن طبيعى ان يشعر الانسان بالغربه خارج بلاده وهو احساس قاسى جدا ولكن الاقسى والابشع ان تشعر بالغربه داخل ديارك .
كان وصفك للتساؤلات التى يطرحها عقل سلمى تجاه ابوها قاسي علينا بقدر قسوته عليها فجعلتينا نتسائل من هو هذا الاب ولماذا ترك امها ولماذا لم يتسائل حتى عنها لماذا اهملهههههههههها ؟ ايكون هذا الاب قاسى ؟ ولكن عدتى لتوضحى ان امها تحبه وكانت وفيه له ولم تجد سلمى بديلا عن كراهيه والدها غير حبه لها وحنينها اليه.
ومثل ما قالت الغاليه اقدار ان الحزن القاسى ليس صراخا او صيحات نهتف بها ولكنه ان تشعر بالحزن داخل قلبك ولا تبوح به لاحد وهذا ينطبق تماما على بطلتك المتالمه .


اعذرينى لانى اطلت الحديث عليكى وكل سنه وانتى طيبه

:rdd12tf:

و أنت بخير و صحة و هنا


شكرا لك أختي على اهتمامك و متابعتك

تحليلك دقيق و جميل و يؤكد لي بوضوح أنك قد قرأتي القصة بكل تأن و اهتمام، شكرا لك،

و أتمنى أن أراك دوما من بين المتابعين،

اقدار 20-12-07 05:51 PM

موعدها بعد تسعين يوماً

طويلةٌ هي التسعين ياالحان الجميلة
اتمنى ان اعرف قصة الأب الغائب ذاك

اعتقد بأني سأجد له عذراً فأسامحه


..

الم اقل لكِ بأني حينما اقرأ اشعر بأني سلمى


سلمت يداكِ ياالحان

جزء صغير وأحداثه قليلة لكنه يحمل من الألفاظ والمشاعر كمٌ هائل

ممتنةٌ جداُ لمنحك اياي شعور الارتياح والمتعه حين اكون هنا



ملاحظة يالحونه

خطك في الأجزاء صغيرٌ جداً

اعذريني لتطفلي وتكبيره كي لا تضيع جودة الرواية بسبب صغر الخط

اتمنى ان تهتمي لهذه النقطه ويتسع صدرك لقولي وفعلي




ألحان الشوق 20-12-07 06:14 PM

ملاحظتك يا أقدار إن لم يتسع لها صدري، حملتها عيناي،

و مرورك العطر لموضوعي يشرفني،

مرحبا بك و يسعدني ان تكون صفحتي هذه سببا في شعورك بالراحة و المتعة،التي في الواقع أشعرها دائما و أنا أتفقد صفحات القسم الجميل هذا،
:110:

ألحان الشوق 21-12-07 07:52 PM

إلى اللقاء أمي ... ودعـا سـلــمـى


ودي أبكي ليــــــــــن مايبقى دموع


ودي أشكي ليــــــــــن ما يبقى كلام


من جروح صارت بقلبي تلـــوع

و من هموم أحرمت عيني المنــــام

انطفت في دنيتي كـــــل الشـمــــوع

و الهنـا مـا يـــوم في دنياي دام

غربتي طالــت متى وقــت الرجـــــوع

كـل عام أمنـــي أحلامـي بعــام

و إن شكيت الناس زادونــي همــوم

طــال صبــري و الزمـــن عيــا يطــوع

و الرجــا باللي عيونه مـــــا تـنام


بقدر ما كانت حزينة لأنها سترحل بعد سويعات قليلة، و تترك أمها مرة أخرى وحيدة و حزينة لفراق وحيدتها، بقدر ما كانت سعيدة لأنها عائدة مجددا لتنغمس في حياتها الخاصة بعيدا عن عيون أمها الحارسة و حنانها المبالغ فيه، مع مرور الأيام صارت سلمى تعشق مدينة ـ تولوز ـ بكل حالاتها، في بردها و دفئها في ليلها و نهارها، بنت لنفسها هناك شخصية جديدة تتماشا و طبيعة الناس الغريبة المتقلبة، كانت بعيدة كل البعد عن ما هي عليه، و من لا يعرفها يحكم عليها بأنها قاسية، جريئة، أنانية، هي تعلم أنها أوصاف لا يفتخر بها أحد و لكن الحياة غابة يمكن لفتاة و حيدة أن تحطم و تؤكل من ذئابها في أي لحظة، كانت تملأ و قتها قدر الإمكان لتبتعد عن نفسها و أفكارها، تحاول أن تكون نشيطة لأقصى حد، مرحة و غير مباليةأيضا،، تكابر مشاعرها و ضميرها المؤنب و هي لا تعلم إلى متى ستستمر في هذا الدور و متى تخونها سلمى الحقيقية و تظهر لمن يعرفها هناك،،


بعد ساعات من الأرق و التقلب على السرير، استسلمت سلمى للنوم أخيرا بهدوء بعد أن شغلت المسجل بسورة يوسف ،، هي تحب هذه السورة، تجعلها تحس بأن حزنها تافه و أنها أحيانا تبالغ فيه عندما تسمع قصة نبي الله يوسف، لا يبقى لها خيار غير أن تبتسم برضا و ترفع كفيها للسماء و تقول بكل راحة و اقتناع ـ الـــــحــــمــــد لـــلــه ـ

الأعمى يتمنى أن يشاهد العالم، و الأصم يتمنى أن يسمع الأصوات، و المقعد يتمنى المشي خطوات، و الأبكم يتمنى أن يقول كلمات، و أنت تشاهد و تسمع و تمشي و تتكلم،،، فلما الحزن؟؟؟

و في الغرفة المجاورة، المظلمة إلا من نور أبجورة ظئيل جدا، كانت زينب لاتزال جالسة على سجادها، رافعة يديها للذي لا تنام عيناه، تدعوه و تترجاه الإستجابة، تتوسل إليه و تطلبه الرحمة، : ربي إني لا أسألك رد القضاء لكني أسألك الرفق فيه، ربي ارحمها برحمتك و لا تكلها إلى نفسها طرفة عين،، قالت كلماتها هذه و دخلت دوامة نحيب و آلام لا يعلم مدى قوتها إلا الله...
*** *** ***

قبل صلاة الفجر بقليل دخلت زينب بهدوء غرفة سلمى لإيقاضها، و كالعادة استغرقت المهمة مدة لا بأس بها
فتحت سلمى عينا واحدة و نظرت لأمها تتأكد من أنها لا تحلم ثم نهظت بسرعة و هي تحاول التبرير،لكن زينب قاطعتها بحب: نومك ثقيل حبيبتي لا مفر من هذه الحقيقة،
سلمى ـ و هي تنظر بريبة لأمهاـ: ماما ما بك؟ هل أنت مريضة؟ لون وجهك شاحب،
حاولت زينب إبعاد نظراتها عن سلمى و جاوبت بهدوء و برود:لا حبيبتي أنا فقط لم أنم جيدا، هيا انهظي صلي و عودي لنومك فأنت من تبدو شاحبة،، و انصرفت بسرعة تاركة سلمى في ريبة من أمرها،

*** *** ***

عادت سلمى و فتحت حقيبة يدها الصغيرة لتتأكد من أوراقها الضرورية، من حسن الحظ أن أمها قد اهتمت بملابسها و كتبها حقيبتها الكبيرة جاهزة و ليست بحاجة للمراجعة، لن تكون حريصة على نفسها و أغراضها أكثر من أمها ،،
زينب: هيا سلمى لقد تأخرنا، و سائق التاكسي يكاد يحرق الجرس من كثر ما دقه،
مرت سلمى أمام المرآة الكبيرة ووقفت قليلا تنظر لشكلها العام
زينب: سلمى حبيبتي هيا، لست بحاجة للمرآة، أنت أجمل ما رأت عيني،

ابتسمت سلمى على كلام أمها، لقد اعتادت على سماع هذه الجملة بالذات منها، و في ا لواقع لم يكن كلامها مجرد إطراء فسلمى جميلة فعلا، مهما حاولت إخفاء جمالها تحت ملابسها العادية جدا ، كانت صورة من أمها طولها متناسق جدا مع جسمها الرفيع، شعرها الطويل الأسود كسواد الليل و الذي تجعله دائما على شكل ظفيرة تجعل منظرها طفوليا،
عيناها ليستا بواسعتين بينما لونهما الداكن و رموشها الكثيفة جدا تجعل منهما في منتهى الروعة، لكنها تخفيهما دائما تحت نظارتها الطبية، و ابتسمت بسعادة أكبر حين تذكرت أن لها لون شعر أبيها و نفس عيونه

خرجتا من الشقة بسرعة، و سلمى تحاول ضبط دموعها ، عليها أن تكون قوية، لن تسمح لأمها برؤية الدموع على خديها، خاصة و هي تحس بأن شيئا ما ليس على ما يرام مع أمها، حزينة، أجل إنه الحزن على الفراق،( لا عليك أمي سأجعله سهلا عليك اليوم، و دموعي لن تريها بعد اليوم، لقد أحزنتك بما فيه الكفاية، لكن ليس اليوم)

وصلتا إلى السائق الذي فتح فمه ليبدأ في الصراخ و الإحتجاج، إلا ان زينب سبقته واعتدرت منه بأدب و لباقة، ركبتا في المقعد الخلفي ، و انطلقت السيارة في اتجاه المطار،

استغلت سلمى سكوت أمها التي لم تكن تحب الكلام في وجود أغراب، و أخدت تتأمل تلك المناظر التي ألفتها ، تعرف كل ركن في المدينه و كل الأركان تعرفها صحيح انها لا تملك جنسية مغربية ـ لا تملك أي جنسية أخرى ـ و كل من عرفتهم طوال حياتها ليست في نظرهم أكثر من حامله لبطاقة إقامة مؤقتة، ربما يصفها آخرون ب ـ النصف مغربية ـ لم يحسسها أحد بانتمائها لهم و لهذا البلد، أخرجت تنهيدة راحة من أعماقها و هي تنظر للسماء و البحر الذان يلتقيان بكل حب و انسجام في الأفق،، أجل الطبيعة، البحر السماء جدران المدينة رمال الشاطئ، الرباط كلها بشمسها، بسحبها، بقمرها و نجومها تشهد لها بالإنتماء،´
(يكفيني هذا الإحساس)،

وصلتا أخيرا للمطار، أسرعت سلمى بسرعة إلى الداخل و هي تجر ورائها حقيبتها بإهمال لتنهي إجراءات السفر بسرعة،بينما كانت تتفق زينب مع السائق و تطلب منه انتظارها على ان تزيد أجره،لعلمها صعوبة إيجاد مواصلات يوم الجمعة،

بعد إنهاء الإجراءات، ذهبت تبحث عن أمها، وجدتها أخيرا جالسة في إحدى المقاهي الصغيرة داخل المطار، كان منظرها حزينا جدا، ( لا هذه ليست نفسها أمي القوية التي تعودت منها أن تودعني و الإبتسامة تعلو شفتيها، و دعواتها تتسابق من قلبها لتسبقني و تسهل على حياة الغربة)

سلمى بهدوء:أمي لقد أنهيت معاملات السفر، لم يبقى الكثير على الرحلة، الحمد لله أني لم أتأخر،، كانت سلمى تتحدث بسرعة،حتى لا تمنح فرصة لدموعها للتتدخل.

نظرت زينب لإبنتها بعطف و حب، و هي مرتاحة لأنها تأكدت من أن سلمى بدأت تعود على الوضع، على الأقل تعلمت كيف تصبر نفسها لحظة الفراق،،،

سلمى: أمي ما بك، أرى أنك سبقتني إلى تولوز،؟
زينب: أجل معك حق، المهم اعتني بنفسك حبيبتي،و لا تجهدي نفسك كثيرا،لا تهملي صحتك، تغذي جيدا........
تركت سلمى أمها تتكلم، نفس الوصايا، نفس الإهتمام، و نفس الدموع المحاصرة ،،( لا علي أن أذهب الآن لن أستحمل أكثر)
سلمى: لا تقلقي أمي، و ثقي بي، أريدك أن تعتني بنفسك فقط، و لا تنسيني من دعواتك، ثم عانقتها بهدوء، و هي تصارع آهاتها المكتومة،
بادلتها زينب العناق بقوة غريبة و كأنها تحاول منعها من الرحيل.
نهضت سلمى بسرعة حملت حقيبتها على كتفها، قبلت رأس أمها و يدها و هي تستنشق عبيرها الحنون بقوة،حاولت أن تقول كلمات وداع قليلة بسرعة، لكن كل ما استطاعت قوله هو: سأتصل فور وصولي، مع السلامة أمي،

هزت زينب رأسها بالإيجاب،و نظراتها تودع سلمى بصمت، و الدموع تتصارع على المرتبة الأولى ، و قالت بهدوء و بصوت لا يكاد يسمع: وداعا بنيتي، أودعتك الذي لا تضيع ودائعه،،

تحركت بتعب و قد بدأت الدموع تتسابق على خديها، وهي تفكر في قدرها في هذه الحياة الظالمة، و قدر وحيدتها، كيف لذلك الجسم الضئيل أن يحارب لأجل البقاء، كيف لتلك العينين الصافيتين أن تتحملا حرارة الدموع، كيف لأميرتها الجميلة أن تكون خادمة للغير؟؟ من المفروض أن تكون هي الحاكمة المحاطة بالخدم و الحشم،،،.

وصلت لسيارة الأجرة المنتظرة، ناولت السائق بطاقة صغيرة و طلبت منه بصوت غير مفهوم أن يوصلها إلى هناك،،،


لم يكن حال سلمى أفضل من حال أمها،لا تدري كم واحدا اصطدمت به في طريقها، لأنها ببساطة لم تكن ترى شيئا من بين دموعها،جلست أخيرا على كرسي في قاعة الإنتظار،في انتظار النداء للرحلة، أحست بعد لحظات بحركة خفيفة إلى جانبها رفعت رأسها ببطء لتفاجأ بفتاة صغيرة ارتسمت كل براءة العالم على ملامحها،وهي تمد منديلا أبيضا بيدها الصغيرة لسلمى،:أمي تمسح دموعها بهذه المناديل، وأنت لا تملكين مثلها،لذلك طلبت من أمي أن تعيرك واحدا..
(آآآآآآآه يال براءتك صغيرتي)
أخدت منها سلمى المنديل، و قبل أن تكلمها كانت الطفلة قد انطلقت مسرعة إلى حيث جلست امرأة شابة على ملامحها حزن و دموع،و حامل كما يبدو ، و إلى جانبها زوجها وقد أحاطها بذراعيه مواسيا لها بكل حب، لفت نظرها تلك الصغيرة التي تقدمت من أمها ووضعت رأسها على بطن أمها ثم قبلت بطنها بقوة و تلك الحركة كانت كفيلة بأن تخرج الأم من حزنها لتطلق ضحكتها الحنونة وهي تعانق ابنتها البريئة، أما الزوج فقد أحاط هذه المرة ابنته و زوجته وضمهما إليه و على شفتيه ابتسامة عريضة.
(عسى الله لا يحرمكم من بعض)،





هذا كل ما خطر على بال سلمى و هي تنظر إلى تلك العائلة الصغيرة،، و بقية على حالها و هدوئها إلى أن تم النداء للرحلة، وقفت ببطئ و تقدمت ناحية الطائرة، و قد تغير اتجاه أفكرها مئة و ثمانين درجة و بدأت تهدئ من توترها و هي تتدكر كلام العم عبد الله عن الرحلات الجوية..
..




*************************************
آمل أن يعجبكم، و أعدكم بالمزيد في القريب العاجل

:flowers2::flowers2::flowers2:

waxengirl 21-12-07 11:53 PM

اهلا الحان الشوق
ودي أبكي ليــــــــــن مايبقى دموع
ودي أشكي ليــــــــــن ما يبقى كلام

من جروح صارت بقلبي تلـــوع

و من هموم أحرمت عيني المنــــام

انطفت في دنيتي كـــــل الشـمــــوع

و الهنـا مـا يـــوم في دنياي دام

غربتي طالــت متى وقــت الرجـــــوع

كـل عام أمنـــي أحلامـي بعــام

و إن شكيت الناس زادونــي همــوم

طــال صبــري و الزمـــن عيــا يطــوع

و الرجــا باللي عيونه مـــــا تـنام


اذا كانت القصيده من ابداعك احييك على الابداع وان كانت مقتبسه احييك على حسن اختيارك لان الابيات كانت معبره تماما عن معاناه سلمى .
الجزء الذى قمتى بانزاله جمييل جدا ومعبر وصفك لشخصيتها وهى فى الغربه فى محله وانا مع سلمى لان الدنيا مش محتاجه للضعيف لان اكيد هناك من يحاول ان يستغل هذا لمصلحته فما باللك بالحياه فى وسط غريب فيجب ان يكون لها تللك الشخصيه الجريئه حتى لاتضيع فى هذا المجتمع وتخسر نفسها .


تعبيرات البارت مذهله((((
الأعمى يتمنى أن يشاهد العالم، و الأصم يتمنى أن يسمع الأصوات، و المقعد يتمنى المشي خطوات، و الأبكم يتمنى أن يقول كلمات، و أنت تشاهد و تسمع و تمشي و تتكلم،،، فلما الحزن؟؟؟
))))

لحظات الوداع مع امها كانت سيمفونيه جميله بس احساسى بيقولى فيه كارثه هتحصل للام الحان اياكى ان تكون زينب مريضه وتموت وتسيب سلمى لوحدها يبقى لحظتها اكتملت معانى الوحده عند سلمى .
بلييز اكشفى ولو قليل عن الاب الحاضر الغائب فى حياه سلمى .اعتقد انها هتعرفه فى القريب العاجل ولكن حياتها معه هل ستكون لها علاقه بما ذكرتيه فى قصتك


" كيف لذلك الجسم الضئيل أن يحارب لأجل البقاء، كيف لتلك العينين الصافيتين أن تتحملا حرارة الدموع، كيف لأميرتها الجميلة أن تكون خادمة للغير؟؟ من المفروض أن تكون هي الحاكمة المحاطة بالخدم و الحشم،،،.))
اثقلت عليكى وفى النهايه استمرى فى الابداع والتوفيق من عند الله.

ألحان الشوق 22-12-07 03:01 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة waxengirl (المشاركة 1134866)
اهلا الحان الشوق
ودي أبكي ليــــــــــن مايبقى دموع
ودي أشكي ليــــــــــن ما يبقى كلام

من جروح صارت بقلبي تلـــوع

و من هموم أحرمت عيني المنــــام

انطفت في دنيتي كـــــل الشـمــــوع

و الهنـا مـا يـــوم في دنياي دام

غربتي طالــت متى وقــت الرجـــــوع

كـل عام أمنـــي أحلامـي بعــام

و إن شكيت الناس زادونــي همــوم

طــال صبــري و الزمـــن عيــا يطــوع

و الرجــا باللي عيونه مـــــا تـنام


اذا كانت القصيده من ابداعك احييك على الابداع وان كانت مقتبسه احييك على حسن اختيارك لان الابيات كانت معبره تماما عن معاناه سلمى .
الجزء الذى قمتى بانزاله جمييل جدا ومعبر وصفك لشخصيتها وهى فى الغربه فى محله وانا مع سلمى لان الدنيا مش محتاجه للضعيف لان اكيد هناك من يحاول ان يستغل هذا لمصلحته فما باللك بالحياه فى وسط غريب فيجب ان يكون لها تللك الشخصيه الجريئه حتى لاتضيع فى هذا المجتمع وتخسر نفسها .


تعبيرات البارت مذهله((((
الأعمى يتمنى أن يشاهد العالم، و الأصم يتمنى أن يسمع الأصوات، و المقعد يتمنى المشي خطوات، و الأبكم يتمنى أن يقول كلمات، و أنت تشاهد و تسمع و تمشي و تتكلم،،، فلما الحزن؟؟؟
))))

لحظات الوداع مع امها كانت سيمفونيه جميله بس احساسى بيقولى فيه كارثه هتحصل للام الحان اياكى ان تكون زينب مريضه وتموت وتسيب سلمى لوحدها يبقى لحظتها اكتملت معانى الوحده عند سلمى .
بلييز اكشفى ولو قليل عن الاب الحاضر الغائب فى حياه سلمى .اعتقد انها هتعرفه فى القريب العاجل ولكن حياتها معه هل ستكون لها علاقه بما ذكرتيه فى قصتك


" كيف لذلك الجسم الضئيل أن يحارب لأجل البقاء، كيف لتلك العينين الصافيتين أن تتحملا حرارة الدموع، كيف لأميرتها الجميلة أن تكون خادمة للغير؟؟ من المفروض أن تكون هي الحاكمة المحاطة بالخدم و الحشم،،،.))
اثقلت عليكى وفى النهايه استمرى فى الابداع والتوفيق من عند الله.

يا أهلا و سهلا و ألف مرحبا بك عزيزتي waxengirl

نورتي صفحتي يحضورك العطر

أولا الأبيات ليست من تأليفي إنما كنت قد وجدتها في إحدى المنتديات ولم يكن إسم الكاتب موجودا، أنا أيضا أحبها بما أنها تعبر عني شخصيا قبل التعبير عن سلمى،

أما التعبير الآخر فهو من كلام الشيخ الدكتور عائض القرني من كتابه لا تحزن

للأمانة فقط

لن أوضح لك وضع سلمى ولا أمها و لا والدها الآن

بل سأدعوكي لمتابعة القصة التي أعتبرني الآن فقط بدأت بها

انت لم تثقلي على ابدا، زيارتك القصة خفيفة على قلبي كالنسيم العليل،

و إلى الملتقى بإذن الله

اقدار 25-12-07 10:36 AM

الحان الشوق

جزء رغم جماله وروعته الا انه غارق في وجع الفراق واحزان البعاد

الأم المكلومه فراق الزوج ثم الابنه الوحيده

حزنها كان كفيلاً بأن يسقط الدمع من عيني ويذوب قلبي كمداً لأجلها


اما سلمى فأتمنى ان تجد ذاتها في سفرها

الحزن مستوطنها وهي في بلدها ومع امها فما بالك بالغربة


اعجبني اتسام الجزء بالروح الايمانية وذكر الله واللجوء اليه بسماع الذكر او الابتهال الى الله

جُزيت خيراً وعسى ان تنالي اجر ما كتبتِ



حقاً الحان

انتي هنا فخرٌ لقسم قصص من وحي الأعضاء

الاسلوب الذي تكتبين به ممتع ومذهل ..


امنيتي ان يتسع لي الوقت فأتابعك باستمرار

وان تعينني الظروف لمصافحة كل جزءٍ في وقته

وانا على ثقة تامه بأني طالما عرفت طريق احياناً تكون كل فصول السنة خريفاً فلن ادعها وان تأخرت ..



سلمتِ وباركك الرحمن

dew 26-12-07 12:53 AM

أين أنت يا ألحان الشوق؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
اشتقنا لكتاباتك العذبة ............زز

MALAK 26-12-07 02:28 AM

مرحبا اختي الحان الشوق....
من المتابعين....

قصة جمييلة مضمونا واسلوبا ...
بالتوفيق...

ألحان الشوق 26-12-07 06:25 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اقدار (المشاركة 1140653)
الحان الشوق

جزء رغم جماله وروعته الا انه غارق في وجع الفراق واحزان البعاد

الأم المكلومه فراق الزوج ثم الابنه الوحيده

حزنها كان كفيلاً بأن يسقط الدمع من عيني ويذوب قلبي كمداً لأجلها


اما سلمى فأتمنى ان تجد ذاتها في سفرها

الحزن مستوطنها وهي في بلدها ومع امها فما بالك بالغربة


اعجبني اتسام الجزء بالروح الايمانية وذكر الله واللجوء اليه بسماع الذكر او الابتهال الى الله

جُزيت خيراً وعسى ان تنالي اجر ما كتبتِ



حقاً الحان

انتي هنا فخرٌ لقسم قصص من وحي الأعضاء

الاسلوب الذي تكتبين به ممتع ومذهل ..


امنيتي ان يتسع لي الوقت فأتابعك باستمرار

وان تعينني الظروف لمصافحة كل جزءٍ في وقته

وانا على ثقة تامه بأني طالما عرفت طريق احياناً تكون كل فصول السنة خريفاً فلن ادعها وان تأخرت ..



سلمتِ وباركك الرحمن

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

أهلا بك في أي وقت و في كل وقت أختي أقدار

سعادتي بك بين المتتبعين كبيرة ، تجعلني أحيانا أنظر لمشاركتي البسيطة بفخر

و أتمنى أن تعجبك الأحداث القادمة و تزيد اهتمامك و حبك للقصة

و دمت بألف خير مبدعة المبدعين في هذا القسم

ألحان الشوق 26-12-07 06:28 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة dew (المشاركة 1141630)
أين أنت يا ألحان الشوق؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
اشتقنا لكتاباتك العذبة ............زز

آسفة و الله على تأخري و لكن ظروفي صعبة شيئا ما في الآونة الأخيرة الجزء القادم جاهز ليس علي إلا كتابته على الجهاز،، آمل أن أراك بين المتتبعين

ألحان الشوق 26-12-07 06:29 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mousa (المشاركة 1141746)
مرحبا اختي الحان الشوق....
من المتابعين....

قصة جمييلة مضمونا واسلوبا ...
بالتوفيق...

أهلا بك بين ثنايا قصتي و يسعدني أنها نالت إعجابك

ألحان الشوق 28-12-07 12:31 PM

السلام عليكم و رحمة الله

أعتذر لكل الذين اهتموا بمتابعة القصة عن تأخري

و أعد ان اواضب على تنزيل جزء كل جمعة بحول الله

ذلك لأني لاحظت ان الأجزاء قصيرة و سأحاول إطالتها شيئا ما، و جعلها غنية بالأحداث

بعد ساعتين على الأكثر بنزل الجزء،،،

فامان الله

ألحان الشوق 28-12-07 03:08 PM

أرض الواقع...مسرح الحياة

بدأت رحلتها و كل أجزاء جسمها ترتجف، لم تتوقع أن تخاف لهذه الدرجة، تمنت لو أنها لم تطاوع أمها و سافرت برا كالعادة، على الأقل هي لا تشعر بدوار البحر خلال المسافة القصيرة الفاصلة بين المغرب و إسبانيا و التي تقطعها على متن الباخرة...

جلست في مقعدها، و تمنت مرة أخرى لو أنها لم تطلب من موظف المطار أن يخصص لها مقعدا إلى جانب النافذة...

ساعدتها إحدى المضيفات في إغلاق الحزام بعد أن لاحظت ارتجاف يديها، ثم سألتها بلطف و لباقةإن كانت هذه أول رحلت لها جوا؟

سلمى:أجل هذه أول مرة أركب فيها طائرة،ثم أضافت بابتسامة مترددة، و أنا خائفة عض الشيء.
المضيفة: لا داعي للخوف حاولي فقط أن تلهي نفسك بأي شيء آخر عند الإقلاع، و أتمنا لك رحلة ممتعة معنا،

عملت سلمى بنصيحة المضيفة على الفور حيث أغمضت عيناها يقوة و حاولت التفكير في أول شيء خطر ببالها ـ الغد ـ نعم غدا ستستأنف عملها من جديد، كانت تعمل إلى جانب دراستها، لدى مطعم عربي وسط المدينة،صاحبه مصري، رجل طيب جدا، خاصة معها إذ أنها الفتاة الوحيدة العاملة لديه، هي مرتاحة في عملها، رغم أن المصري ـ حسين ـ و زوجته ـ سمية ـ دائما الشجار و الصراخ، إلا أنهما يحبان بعض، و كل منهما وفي للآخر، لم يرزقهما الله أطفالا و ذلك لمرض خبيث أصاب سمية بعد عام من زواجهما ، فقدت على إثره رحمها، حسين كان رجلا شهما و اختار زوجته، ورضي بقضاء الله و قدره، ساند زوجته في محنتها و مرضها، و تكفل بيتيم ربياه معا راجين من الله أن يرحمهما و يذهب عن الزوجة المرض والضرر،،، لكن الآن أصبحت سمية تداري عن ضعفها و انكسارها بالصراخ و الشجار، أما حسين فهو صبور معها لأبعد الحدود، لأنه يعي معنى أن تفقد المرأة جزءا من أنوتثها...

ذهبت للمطعم أول مرة عندما قرأت إعلانا في الجريدة يبحث فيه رب المقهى عن نادل للمقهى، تجاهلت سلمى كون المطلوب رجل و قصدت حسين وزوجته تسأل هل من الممكن أن تعمل لديهم، كان الإنكار ظاهرا على ملامح وجه حسين، بينما كانت سمية تدقق فيها بتأن، كأنها تدرس من أي نوع من البنات هي سلمى، إلى أن قاطع صوت حسين تأملاتها حين قال بحزم: آسف آنسة نحن نبحث عن رجل،
سلمى: لن تخسر شيئا اذا جربتني سيدي
حسين: لا يا ابنتي نحن آسفان
و هنا تدخلت سمية بصوتها الرفيع العالي: تكلم عن نفسك فقط، أنا أريدها أن تعمل هنا،
حسين: سمية هذا مستحيل
سمية بحدة أكبر: لا هذا يمكن جدا،، الا تلاحظ أن كل العاملين هنا رجال، ألا تحس أني أمل الجلوس هنا طوال اليوم لوحدي
حسين باستغراب: ما هذا يا سمية، أنا لا أبحث عن مرافق شخصي لك إنما عن من يساعدني هنا،

كانت سلمى متابعة للمحادثة بين الزوجين و قد أخبرتها حاستها السادسة أنها ستعمل هنا، لأنها لمحت قدر الحب الذي يحمله الرجل لزوجته، صحيح أنه يناقشها بحدة و لكنه لم يكن ليسمح لها برفع صوتها أو الإعتراض أي رجل عربي آخر كان ليسكت زوجته بصفعة محترمة،،،

نظرت سلمى من النافذة و هي تتسائل متى ستحلق الطائرة؟؟
لكنها فوجئت بأن الطائرة قد طارت منذ مدة في السماء و بدأت تبتعد عن الأرض شيئا فشيئا، أذهلها منظر الأرض و البحر و المنازل من فوق
( يا الله كم أننا أجسام ضئيلة تحت رحمتك،، كم أننا صغار و لا مرئيون في هذا الفضاء الفسيح الواسع!!! )

بقيت على هذا الحال إلى ان دخلت الطائرة الأجواء الأوروبية حيث حجبت السحب الكثيفة الرؤية عن الأرض،و بدأت سلمى تحس بلإعياء، و لون السحب الأبيض الناصع التي تنعكس عليها أشعة الشمس، يدفعها للإسترخاء، و بدأت تحس بالخدر في كل أنحاء جسمها، ثم استسلمت للنوم ، و هي تحاول أن لا تفكر في أي شيء و التركيز فقط على أنها تريد أن تريح كل خلايا دماغها في الساعة المتبقية من الرحلة،،،

* * * * * *
خرجت من المطار ، حركت عينيها في كل الإتجاهات محاولة البحث عن لافتة تعلن عن مكان سيارات الأجرة، لم تحاول التفكير في أخد الحافلة لبعد المسافة و ثقل الحقيبة، سيكون من المريح أن تذهب للسكن بسيارة أجرة رغم أنها مكلفة شيئا ما،،

بعد نصف ساعة أو أكثر بقليل كانت أمام السكن، دفعت أجر السائق بسرعة بعد أن ساعدها في إنزال حقيبتها من السيارة، فكرت بصمت وهي تنظر للحقيبة(ليته يساعدني في حملها قليلا،)لكن صاحب التاكسي ودعها و حرك سيارته و انصرف،، نظرت حولها كان المكان خال من المارة، أي أن عليها الإعتاد على نفسها كالعادة، يبدو أن العطلة الطويلة التي قضتها لدى أمها علمتها الكسل و الدلع،،،

أخدت تجر الحقيبة ورائها بهدوء إلى أن وصلت إلى حيث السلم الفاصل بينها و بين مدخل البناية، ضربت رجلها على الأرض بقوة وهي تتأفف( هذا ما كان ينقص، لم ألحظ و جودك يوما، هل كنت دائما هنا؟؟؟) كانت كالمجنونة تكلم الجماد، عندما سمعت صوت ضحكة ورائها لم تكد تنتبه حتى فاجأها شابان و سألها أحدهما و هو يحاول كتم ضحكته:هل تحتاجين مساعدة.
توردت وجنتا سلمى خجلا: نعم من فضلك،،،( لابد أنهما يضحكان على شكلي و أنا أنازع جمادا لا يتكلم)

تقدمها الشابان و هما يحملان الحقيبة كل من جانب، إلا أن وصلا أعلى السلم، فجرها أحدهما ورائه، و كان الآخر يحمل كيسا يظهر منه سجادة صلاة على ما يبدو،( أها مسلمان، طبعا و إلا ما فكرا في مساعدتي!!!)هذا ما فكرت به سلمى و بفخر،،،
انفتح باب المصعد، و سألها أحدهما و هو لا يزال يبتسم،:أين أضغط؟؟
سلمى بهدوء و هي تنظر للأرض: الخامس من فضلك،
فأجابها بمرح: جارتنا إذن؟؟ حمدا لله على سلامتك، أنا سالم و هذا ابن عمي سعود، نحن من السعودية،

حاولت سلمى ضبط توترها فأكثر شيء لا تحبه هو توزيع معلوماتها الشخصية على الأغراب، (يا له من شاب ترتار,ليته كان صامتا كإبن عمه) رفعت رأسها بسرعة و هي تحاول النظر لأي شيء آخر:أهلا بكما،،، أنا سـلـمـى من المغرب،،، سكتت قليلا ثم أردفت و أشكركما فعلا على المساعدة،

أجابها بعد أن خرج من المصعد،و ابتسامته لم تفارق وجهه بعد:بما أنك عربية، لمالا تتكلمين بالعربية ، رحمة بي فأنا لا أتقن الفرنسية كثيرا،،

سلمى لم تكن تود إطالة المحادثة معه، رغم أنه لم يكن قليل الأدب معها حتى أنه لم يكن ينظر إليها لكنها من النوع الذي يتجنب الكلام الكثير مع الأغراب ،، حاولت إجاد جملة مهذبة تنهي بها الكلام، محاولة إخفاء توترها،،

سلمـى بالعربية هذه المرة: حسنا أخي شكرا لكما على المساعدة،، ثم جرت حقيبتها باتجاه باب شقتها، التفتت مرة أخرى للشابان قبل أن يدخلا شقتهما: إلى اللقاء و شكرا جازاكما الله خيرا،
ثم فتحت باب شقتها و دخلت... ... ...

* * * * * *
سعود وهو يكاد ينفجر غيضا: سالم هل جننت؟ لم يكن ناقصا إلا أن تدعوها لفنجان قهوة،،،
سالم بهدوء: لما لا لو أني كنت متأكدا من أنها ستوافق،، لكن يبدو أنها خجولة جدا و قليلة الكلام،
ضحك سعود بسخرية: اجل اجل خجولة و تسكن مع صديقها السكير المزعج تحت سقف واحد،،
سالم: هل تعلم سعود ، لا يبدو عليها التحرر لهذه الدرجة، أشك فعلا أنه صديقها
سعود: و لو كفتاة عربية من المفروض ان لا تختلط بالرجال، ثم إن توترها علامة واضحت على أنها تتعاطى شيئا ما
سالم و قد وصل حده من أفكار ابن عمه: سعود توقف يا أخي، إن بعض الظن إثم،، لما تحكم عليها و أنت لا تعرفها،
سعود بنفس الحمية: و لما تدافع عنها انت إذن؟؟ هل نسيت نفسك؟؟ نسيت أنك رجل متزوج، و بأختي؟؟
سالم: سعود لم انسى ثم هل تراني تقدمت لخطبتها،أنا فقط ساعدتها،،و لا أظن أن شهد ستغار و تنفعل مثلك، لأنها ببساطة أعقل منك،،
كان سعود يستعد للإجابة، عندما سمعا صراخا بالخارج، كان الصوت صوت سـلمى،،
فقال سعود لسالم بتهكم: لابد أنها وجدت أخرى على سريرها
وجه له سالم نظرة حادة ولم يكلمه إنما اتجه مسرعا للباب.......



دخلت سلمى شقتها و هي مرتاحة و سعيدة أنها أخيرا وصلت و يمكنها أخد حمام ساخن و النوم قليلا ،،، لـــكــن لم تستمر في أحلامها الوردية طويلا، فقد هاجمتها رائحة أقل تعبير يليق بها أنها كريهة،،،
حاولت إضاءة المكان لكن نور المدخل لم يعمل،، تقدمت خطوات ثقيلة إلى الصالة و هي تحس بأن حذاءها يلتصق بالأرضية من كثر اتساخها.. لا هذه ليست شقتها ربما أخطأت في الطابق
التلفاز مشغل و لا أحد يشاهده،، لكن المصيبةهو ما كان على شاشة التلفاز،، شهقت سلمى و نزعت الكهرباء بسرعة عن التلفاز، توجهت للنافذة حاولت فتحها بالقوة كأن لها شهور لم يفتحها أحد..استنشقت بعض الهواء،و هي تفكر كيف لياسمين أن تعيش في مكان تستعر منه الحيوانات،،

على ذكر الحيوانات ،، الرائحة،،، صوت صادر من خلفها،،، التفتت بهدوء .... لا لا لا مستحيل كــلـــــب لالا لا هذا كثير،دارت بنظرها فالصالة التي اتضحت معالمها شيئا ما ،،، زجاجات خمر مرمية هنا و هناك،،، بقايا طعام خيل لها أنها ترى الديدان ترعى فوقها،،، و الوفا البيضاء لقد اختلط لونها بألوان كثيرة ،،، رفعت بصرها مرة أخرى لكن هذه المرة عبرت عما تشعر به بصرخة قوية،، من هذا ؟؟ ربي ارحمني مـــن هـــذا؟؟؟؟ جرت بسرعة اتجاه الباب و هو يلاحقها و يتكلم بصوت متقطع : ماذا بك يا حلوة، لا اظن أن شكلي مخيف لهذه الدرجة،،،

عندما خرجت سلمى من الشقة أخدت نفسا عميقا، و صرخت في وجهه:من أنت ؟؟ من سمح لك بدخول شقتي؟؟ و ...قاطعها بنفس الكلام المتقطع:أها هكذا إذن أنت شريكتي في السكن...

في هذه اللحظة فتح باب شقة الشابان السعوديان،،، لم ينتبه الشاب السكران لذلك اقترب أكثر من سلمى التي كان كل جزء من جسمها يرتجف،،اقترب أكثر و مد يده لها مصافحا و هو يقول: كم أنا سعيد كون شريكتي بالسكن جميلة و رقيقة وشابة مثلك،،، تكورت سلمى على نفسها أكثر و هي لا تفهم كيف لشخص كهذا أنيسكن معها،، صرخت فجأة عندما اقترب منها الكلب مد لسانه إلى الخارج فهمت سلمى على الفور ما ينوي فعله،،
نادا الشاب كلبه و ه يقول: تعال لكي لا بأس يبدو أن الجميلة ترفض مصافحتنا،،، ثم جر كلبه ورائه و دخل الشقة و هو يقول بوقاحة:سأترك الباب مفتوحا إذا تعبت من الوقوف هناك تفضلي للداخل البيت بيتك،،،

نظر سالم لوجه سلمى بذهول، إذن هي لا تعرف هذا الشخص،، حقا كيف لكائن رقيق و نظيف مثلها أن تعاشر مثل هذه الأشكال،؟؟ نظر لسعود و هو يضيق عينيه،، كأنه يقول له أخدت إثما من شكك فيها،،،

فهم سعود نظرات سالم له، و اكتفى بهز كتفيه ، الأمر لا يعنيه على كل حال،، لكن منظر سلمى و قد جلست على السلالم المقابلة لشقتها قد هاله، ملامحها ممحية، وجهها أبيض تماما كمن رأى الموت أمامه، و يديها المتشابكتان ترتجفان بشده،،، سمع صوت سالم يقول بهدوء: أختي هل بإمكاني المساعدة ؟؟؟

رفعت رأسها لكنها لم ترفع عينيها،،: آسفة،،، على الإزعاج مرة أخرى ،،، لكن حقيبتي و حقيبة يدي و مفاتيحي بالداخل،، و... لم تستطع إكمال جملتها من شدة إحراجها،،، و لم ينتظر سالم منها ذلك أيضا، تقدم بخطوات سريعة و واثقة إلى شقة سلمى، دخل و قد أصيب بالصدمة لما رأاه بالداخل،،، أحس بالحزن لأجلها،،،بحث عن الحقيبة الصغيرة بالداخل لم يكن ذلك صعبا لأنها الشيء الوحيد النظيف في المكان،،،

بينما بقي سعود في مكانه ،، متسمرا،، يراقب حركات سلمى،، أي حركات لقد كانت جامدة كأن لا حياة فيها،، طرد شعوره بالتعاطف معها بسرعة، و هو يقول في نفسه( لم يضرب أحد على يدها لتخوض غمار الغربة، و تترك أهلها)

سمع سعود أصواتا صادرة من الداخل،، تقدم بسرعة و دخل خوفا على ابن عمه من السكير،،
أحست سلمى بالخوف و الحرج من ما يحصل لها،، حاولت جاهدة أن تخفي دموعها،،، لكي لا تظهر ضعيفة،،، خافت أكثر عندما رأت الشاب الواقف أمام الباب داخلا الشقة بسرعة، و أدركت وقتها أن شيئا ما قد يحصل لسالم و ندمت على أنها طلبت منه المساعدة،، كان عليها مواجهة المشكل بنفسها،،

و ما هي إلا لحظات حتى خرج سعود و سالم وهما يضحكانعلى شكل الرجل الذي خاف و تراجع عندما رءاهما داخلين عليه،، دليل على أنه جبان،،، ليس أكثر،،، ناول سالم سلمى حقيبتها الصغيرة،، و قفت من مكانها و نظرت إليه دون أن تتكلم، كانت تعلم أنها لو فتحت فمها لسبقتها دموعها،،،

لكنها تذكرت أنه ليس وقت البكاء الآن و كلمت سالم برجاء:هل لي أن أطلب منك الإحتفاظ بالحقيبة الكبيرة إلى أن أحل المشكل،،، علي أن أكلم صاحب السكن،، ليس من حقه أن يتدخل في من يسكن معي،،
سالم بأسف: أخشى أختي أن ذلك من حقه،،، هي بالأخير شقته،،

سلمى و قد عادت لها بعض التقة بنفسها:بلا ففي العقد وضعت شرطين،وقع عليهما بالموافقة، أولهما ألا يسكن معي ذكور في نفس الشقة،،،و الثاني أني أنا من تختار شريكة السكن،،وإذا رفض ما علي إلا إبلاغ الشرطة الصحية ،، لا أظن أن شروط العيش في هذه الشقة ملا ئمة للشروط الصحية،،،،، سكتت سلمـى فجأة و هي تلوم نفسها على كثرة الكلام،،،، و أحست بإحراج شديد لم يخفى على سالم و سعود،،
لكن سالم ارتاح قليلا لقد خشي أن تكون من البنات الكثيرات البكاء،،
أما سعود فقد فاجأته مرة أخرى،، إذن هي ليست متحررة كنا اعتقد، و ليست ضعيفة كما بدا عليها منذ قليل،،،

أخد سالم الحقيبة معه، و قال لها محاولا إبعاد الحرج عنها قليلا،،:إذا احتجت لأي مساعدة أخرى نحن في الخدمة،،، و لا تعتقدي ابدا أنه من الممكن أن تزعجينا ،،،

شكرته سلمى بابتسامة مشرقة ثم توجهت للمصعد و هي تفكر في طيبة جارها الجديد،،،، لم تعتد الإعتماد على أحد،،، لكن هذا الجار سيفسد قوتها المزعومة،،، و ربما تعتاد طرق بابه كل مرة طالبة المساعدة،،، ضحكت بصوت ناعم و هي تدخل المصعد،،، ضغطت الزر و هي ترتب أفكارها و ما ستقوله لغبي صاحب البناية،،

دخل سالم و سعود إلى شقتهما ،، وكل منهما صامت ،،، سالم يفكر في براءة جارته و إحساسه بالإرتياح تجاهها،،،،

أما سعود فقد كانت صورة واحدة مرتسمة في مخيلته،،،،

ابتسامتها الساحرة تلك لا تـــــمـــــث للـــبرائـــة بــــصـــلة،،،،


احكم يا قلبي...احكم عليها بالبراءة
احكم يا عقلي...احكم عليها بنقض البراءة





للحكاية بـــقــيـــة

asma2 28-12-07 05:13 PM

رائعة كما عودتنا ألحان الشوق

وصفك لمشاعرها عشناه معها

ننتظرك بفارغ الصبر

اقدار 28-12-07 05:52 PM

رائعه رائعه رائعه

اصفق لكِ بمنتهى الاعجاب يالحونه

منذ اول حرفٍ قرأته وانا التهم الحروف حتى وصلت للنهاية

اسلوب راقي جداً

واضح خالي من التعقيد

سلس ويصل للقاريء بسهولة

ماشاء الله تبارك الله .. عسى الله يحميك ..




سلمى وحياة جديدة وجارين في الغربة ( رجااال بمعنى الكلمه )

سالم شخصية جميلة جداً وحنون وطيب

وسعود رجل حذر جداً ومن النوع الذي لايحكم على الشيء منذ اول وهله ..

اما اصحاب المطعم .. فأعتقد ان لسلمى معهما حكاية وان كانت في اطار العمل



سلمتي لحونه

ابداعٌ يشوقنا للقادم ..

dew 28-12-07 10:50 PM

تغير جميل في الأحداث ....لم أكن أتوقع هذا الكم من التغيرات ....جميل جدا
يبدو أن سالم شاب طيب أما سعود فهو متشكك ....أنتظر على أحر من الجمر الأحداث القادمة

ألحان الشوق 29-12-07 03:52 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة asma2 (المشاركة 1145888)
رائعة كما عودتنا ألحان الشوق

وصفك لمشاعرها عشناه معها

ننتظرك بفارغ الصبر

مرحبا بأسماء

عساني ما أخلا من مرورك العطر

و إشاء الله ما أطول

فامان الله

ألحان الشوق 02-01-08 02:51 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اقدار (المشاركة 1145946)
رائعه رائعه رائعه

اصفق لكِ بمنتهى الاعجاب يالحونه

منذ اول حرفٍ قرأته وانا التهم الحروف حتى وصلت للنهاية

اسلوب راقي جداً

واضح خالي من التعقيد

سلس ويصل للقاريء بسهولة

ماشاء الله تبارك الله .. عسى الله يحميك ..




سلمى وحياة جديدة وجارين في الغربة ( رجااال بمعنى الكلمه )

سالم شخصية جميلة جداً وحنون وطيب

وسعود رجل حذر جداً ومن النوع الذي لايحكم على الشيء منذ اول وهله ..

اما اصحاب المطعم .. فأعتقد ان لسلمى معهما حكاية وان كانت في اطار العمل



سلمتي لحونه

ابداعٌ يشوقنا للقادم ..




هلا و غلا فيك يا الغالية

و الله إن مروروك أروع من القصة و أبطالها و كاتبتها بعد

الله لا يحرمني مرورك العطر

وإن شاء الله تتبعينها للنهاية و ما تملينها أبد

ألحان الشوق 02-01-08 02:53 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة dew (المشاركة 1146482)
تغير جميل في الأحداث ....لم أكن أتوقع هذا الكم من التغيرات ....جميل جدا
يبدو أن سالم شاب طيب أما سعود فهو متشكك ....أنتظر على أحر من الجمر الأحداث القادمة

وانتظارك ما رح يطول يا حلوة

بس ظروف الدراسة تأخرني شوي

لكن إن شاء الله الجمعة بنزل جزء

ألحان الشوق 08-01-08 10:33 PM

غارقون في بحار الندم










في أطيب بقعة على وجه الأرض، هناك حيث ولد و عاش و بعث خير العباد، إلى حيث تتجه قلوب المسلمين و حواسهم في كل صلاة أينما كانوا، حيث تغسل دموع المسلمين من خطاياهم،حيث تشفى القلوب المكلومة و تطمئن النفوس المريضة،،،،

كانت جالسة بصمت،،، الصمت الذي بات لغة التعبير الوحيدة عندها،،،
عندما تنظر إلى ذلك الوجه الحبيب،،، لا تجد إلا أن تصمت،،،
كما سبق و صمتت لعشرين سنة طافت،،، ليس لها إلا أن تصمت إلى أن يحين أجلها،،،

لا تستطيع إلا أن تعيش مع ضميرها في حرب لا نهاية لها،،،
و هي تنظر لوجهه الذي كتب عليه ظلم الزمن حكاية ألم و حسرة،،

كانت سبحته بين يديه يحركها بهدوء ،،، ، و شفتاه تتحركان بحمد و تسبيح و تهليل و تكبير،،، لكن عيناه كانتا تسبحان بعيدا،،، تفكران في ماض مدفون في أعماقه،،، تتأملان وجوها غائبة،،، و تبكيان سعادة مقتولة،،،
ولا تزال شفتاه تتحركان بالحمد و الشكر،،، ولا يزال هو على حاله هــــادئ،،، ســــاكــــن،،،

انزلقت دمعة من عين روضة،،، دمعة واحدة،،، يتيمة،،، تاركة ورائها شلال دموع متواصلة لم تجف من سـنـيـن قابعة في قلبها الجريح و ضميرها المؤنب،،،،

نظرت حولها بحسرة لأفواج المسلمين المتهافتين على رحمة الله و غفرانه،،، جائوا من كل حدب و صوب يبتغون راحة النفوس و القلوب،،، و أغلبهم ينالها،،، إلا هي،،، إلا نفسها ،،، إلا قلبها،،،

رفعت رأسها تنظر هذه المرة للكعبة الطيبة،،، بيت الله الحرام،،، نفس الشعور يتملكها في كل مرة تقصد مكة مع زوجها فيها،،،
و كأن الكعبة تبتعد منها،،
ترفضها،،
ليت الله يتقبل نـــدمــــها،، ليت الله يــغــفـر صـمـتـها،،، ليتها ترتاح،،


كيف يا روضة ،،،الم يفت الأوان لترتاحي؟؟
ماذا ينفعك ندمك عند الله؟؟؟ إذا لم تطلبي السماح ممن تأذووا بسكوتك؟؟؟؟
شيطان أخرس يا روضة أصبحت،، شيطان لست إلا شيطانا أخرس،،،

أحست بيد ناصر تضغط على كتفها بحنان،،، نظرت إليه و هي تحاول بكل جهدها إخفاء دموع الندم الحارقة،،، ابتسم لها بكل حنان،،، ابتسامته المواسية تلك،،، تعذبها أكثر،،،


آآه يا ناصر تظنني حزينة اشتقت لسالم،، تشفق على حالي و حالك يصعب وصفه؟؟؟
ترى في روضتك،، ولا تعلم أني شيطان أخرس،،، ضحيت بسعادتك مقابل سعادة.............سعادة من لا تستحق حتى نظرة شفقة،،

من سيسامحها اليوم،،، بعد سكوت طال،،،
من سيلتمس لها عذرا،،،بعد أن حرمت أعز أحبابها سعادتهم،،،

عمها الطيب الذي رباها و حملها على كفوف الراحة،،، الذي عوضها غياب الأب و الأم،،، ماذا تقول له ؟؟ أنها اخترات مصلحة أختها،،، و أنكرت جميله عليها،،،

أو سالم وحيدها،،، ما حجتها أمامه،،، و هي قدوته في الطيبة و نكران الذات و التضحية لأجل الآخر،،، ماالذي ستقول له،،، جعلتك يا ابني وحيدا و أنا أعلم انك لست كذلك؟؟؟


و ماذا عن ناصر يا روضة؟؟؟؟ السؤال الذي تتهرب منه لكنه ملاحق لها،، و لامفر،،،،
ماذا أقول له،،،كيف أواجهه؟؟؟

زوجي الحبيب،،، تركت أجمل فتيات العائلة،،، و أغناهن،،، و اخترت اليتيمة ،،، الفقيرة،،، المريضة،،، عصيت أمك،،، أغضبتها،،، رحمة بحالي،،، تزوجت المريضة،،، و صبرت لمرضها،،، و عالجت ماقدرت عليه،،،
و حرمتك ابنتك،،، لم اقدر إخراجها حية،،، عاش سالم و ماتت سلمى،،، و تبعها الرحم،،، و لم تكرهني،،، لكن حبك زاد،،،
هل تعلم بما شكرتك؟؟؟ في اول فرصة أتيحت لي،،،
ضحيت بسعادتك لأجل أختي،،،
ضحيت بمن احبني،،، و راعاني،،،و صبر علي،،، لأجل أناس لم أعني شيئا لهم ،،،
رأيت البسمة تحتضر في عينيك و لم أتكلم،،،
رأيت المرض و الحسرة و ألم الخيانة ينهش عظامك ،،، و زاد صمتي،،،،

و قتلت سلمى مرة أخرى،،،

أحست بيده الحانية تلمس كتفها مرة أخرى،،، أغمضت عينيها بقوة كأنها تحاول إبعاد نظرةالحزن عنهما،،،
و تطرد طيف الدموع عنهما قبل أن ترفع له وجهها لمواجهت نظراته الحانية التي لم تقتلها الآلم ،،،،
حاول ناصر جاهدا الكلام:هـ.. ـل نــعو.. د ل.. ل شقة..... أنـا أش..ـعـر بالج..وع،،،

هزت روضة رأسها موافقة و هي تبادله ابتسامته العذبة:من عيوني يا الغالي،،،،

ثم وقفت و وضعت قرآنها الصغير بين يدي ناصر،، ،، لكي تستطيع التحكم في الكرسي
و هي تدفعه به،،،،،،


أحـــاول أسرق البـسـمة و أنا أشوفـك
و كثر ما أفشل أحاول...!!
أحاول ألبس القوة
بملامح وجه متماسك
و أنا مكسور في الداخـل..
أحاول أمنع الشهقة
و أمسح دمعتي سرقة!!
أخاف اتحس بضعفي


وصمـــتــك يــسأل إيــش حــاصل؟؟


*************** *************

الهدوء يعم أرجاء القصر،،، يحس دائما بيد تكتم على أنفاسه عندما يدخله،،،
تأمل أرجاء الحديقة الداخلية عله يلمح والده في مكان ما بين أشجاره و أزهاره الحبيبة،،،

جلس على أقرب كرسي وجده أمامه في مدخل المنزل،،، مسح على وجهه بتعب،،،نزع عن رأسه الشماغ و وضعه أمامه بإهمال،،،

لا وجود له،،، لابد أنه نائم مرتاح الآن،،،هذا حال البيت دائما عندما لا يكون ناصر فيه،،، كل شيء صامت و هادئ،،، و كأن الأسرة تجتمع فقط لوجود ناصر،،، و يوم يرحل ترحل معه حياة القصر و يسكن الحزن و الكآبة أركانه،،،

حالك كحالي يا بيتنا العتيق،،،، خال ،،، موحش ،،، حزين،،، ،،، ،،،

و مع ذلك أنت أفضل مني ،،، أنت تجمع الأسرة و تأويها ،،،

و أنا أفرق الأحبة و أشتت شملهم،،،،


تنهد بعمق و هو ينظر حوله،،،لمح محفظته التي وضعها على الطاولة أمامه،،،،
مد يده مترددا،،، و شيطانه يوسوس له بأن يتركها و لا يقلب على نفسه المواجع،،،
لكن حنينه غلب شيطانه ،،،
حنينه الذي يدفعه إلى فتح المحفظة عشرات المراة في اليوم الواحد،،،، شوقه لعيون والده الراضية السعيده،،،
حنينه لحضن ناصر الأخ الأصغر سنا،،،
و شوقه لإبتسامة عليا البريئة،،،،
و نظرات حصة الشقية،،،
كم يحب تلك الصورة القديـــــمة،،، التي رغم أن لا ألوان فيها،،، تحمل كل ألوان السعادة و الرضى ،،

نــــاصر،،،لكم كرهته و احتقرته،،،
كان يغيضني عندما يلعب مع من هم دون مستوانا،،،
كان يغيضني التصاقه الدائم بأبي و أصحاب أبي ،،، كنت دائما أحتقره و اخجل من تعريف اصحابي عليه،،، كنت أخشى أن يضحكوا علي،،،،
أجل فكيف يكون شقيق تركي ال... الشاب الوسيم الغني الذي يتسابق الكل لمرافقته،،،
كيف يكون شقيقه بهذه البساطة و التواضع،،، يرافق الفقراء،،، يحترم الناس،،، و يمشي دائما و هو ينظر للأرض،،،

نـــاصــر،،، ورث كل صفات أبي الذي لم تغنه امواله و شركاته يوما عن حب الناس له و حبه للناس على اختلاف مستوياتهم ،،،
كنت أظنه الخاسر في النهاية،،، إلا أنه هو الرابح،،،، الرابح الوحيد،،
الذي تعلم من أبي الحب و الإحترام و نكران الذات، تعلم منه كل ما يقربه من الله و يحبب الناس فيه،،،
و كنت أنا حينها تحت سيطرة أمي،،،
تزرع في كل أنواع السموم والأحقاد و الشر،،،،
تعلمني كيف أذل الفقير و أهين الضعيف،،،

و عشت فخورا بنفسي،،، أنا تركي ال... أغنى أغنياء المنطقة،،، الناجح دوما،،، صاحب أكبر الشركات،،،
و كنت انت نــاصر أخي الوحيد الذي لازال يعيش تحت جناح والده،،،
يدير معه أعماله في الحلال،، الحلال الذي طالما سخرت منه،،،

و تزوجت أنا أجمل بنات العائلة،،، و أكثرهن دلالا،،،

بينما تزوجت أنت أختها المريضة العليلة و البسيطة مثلك،،،
و حسبتني مرة أخرى قد فزت عليك،،،،،
لكنك كنت الفائز دائـــــــما و أبـــــدا،،،
كنت يا أخي الحبيب أرى الحياة بعيني أمي و غرورها،،،
و كنت تراها بقلب والدنا و طيبته،،،،،
و كنت الفائز بالدنيا و ستكون الفائز في الآخرة،،،،،

الــلـــه أكـــــبـــــر،،،،الـــــــلـــه أكـــــبـــــر
أشــــــــهـــد أن لا إلـــــه إلا الـــــــلـــــــه
أشـــــهــــد أن مـــــــحـــمدا رسـول الـــــلـــه


أيقضه صوت المؤذن من سرحانه،،، قام من مكانه قاصدا غرفته ليتوضئ و يذهب للمسجد ليصلي،،،
ليذهب ككل يوم مع والده للصلاة،،،
و هو يتحسر في قلبه على كل السنين التي انقضتــ ،،

و لم يكن يعرف الدرب للمسجد خلالها،،،

الـــلــهــم إنـــي ظـلـمـت نـفـسـي ظلــما كثــيرا،، فاغـفر لـي و ارحــمنــي،،، إنــك انت أرحــــــم الراحـــــمـــــيـــن

*************** ************ ************

مدت يدها له لتصافحه شاكرة ،،، لم يكن الأمر صعب التوضيح ،،، أكد لها أنه مجرد سوء تفاهم،، لم يكن هو من وقع على عقد الإيجار،، بل كانت السكرتيرة التي عوضته أثناء أجازته،،، و لكي يطمإنها أكثر اتصل بالساكن الجديد يوضح له المسأله،، و طلب منه إخلاء الغرفة خلال اليومين القادمين،، على أن يتكلف هو بمصاريف النقل للسكن الجديد الذي سيكون جاهزا الجديد الذي سيوفره له،،،،

خرجت من مكتب السيد لوك و هي مرتاحة جزئيا... فعليها الآن أن تفكر أين ستقضي ليلتها هذه بانتظار الغد و متاعبه،،،
تمنت لو أنها تجد الآن نفسها أمام سريرها المريح الدافئ،،، تتغطى بلحافها ،،، و تستسلم لنوم عميق ،،، لكن هيهات،، أين هي و أين الراحة؟؟

ليس لديها خيار غير أن تقضي ليلتها هذه في فندق،، ليس لديها معارف كثر،، و هي لا تحفظ رقم يـاسـمين،، جوالها مازال داخل حقيبتها الكبيرة،، و من سابع المستحيلات أن تطرق باب جيرانها ،، كفاهما إزعاجا منها لهذا اليوم،،


آآآه يا يــاسمين، في أي موقف محرج وضعتني، كان بإمكانك الإتصال بي و إخباري أنك ستغيرين السكن،، لما تركتني أواجه كل هذه المفاجآت،، كل هذا التهرب لكي لا أمنعك من السكن مع صديقك،،،سامحك الله،،

وقفت تنتظر الحافلة لكي تتوجه لوسط المدينة هناك فقط يمكنها إيجاد فندق ملائم لها ماديا، و حتي تكون قريبة من مكان عملها، حتى تتمكن من الذهاب باكرا و الإعتذار لحسين و سمية،،، فهي تحتاج على الأقل يوما كاملا لتنظيف الشقة،،،،

تأخرت الحافلة،، و سلمى تحس بتخدر قدميها و يديها من شدة البرد،، لم تكن مستعدة لهذه الورطة و إلا كانت أخدت احتياطها و ارتدت ملابس ثقيلة،،، لكن عليها أن تصبر اليوم،،، و الغد اصبح قريبا جدا


و أخيرا وصلت الإغاثة،،، تقدمت سلمى بخطوات أقرب إلى الهرولة منها إلى المشي و ركبت الحافلة بسرعة بحثا عن الدفء،،،

ناولت تذكرتها للسائق ليتأكد منها، و تقدمت بسرعة لداخل الحافلة، وهي تضع البطاقة داخل حقيبتها،،،ثم جلست إلى أقرب كرسي لها،،،تحركت الحافلة ، ، ،

رفعت رأسها لتنظر من النافذة،،، لكن نظراتها بقيت معلقة،،، آخر من كانت تتوقع رئيتهم الآن،،، تمنت لو تعيد الوقت للوراء و تنزل من الحافلة بنفس السرعة التي صعدتها بها،،،

ربــاه إلــى أيــن أهـرب؟؟ لا أي هرب ،،، لا أريد أن أكون قليلة الأدب،،،

ابتسم لها و هو يلقي التحية: السلام عليكم،، آمل أن تكون الأمور على ما يرام

بادلته سلمى الإبتسامة و ردت تحيته:و عليكم السلام و الرحمة، أجل كان مجرد سوء تفاهم،، و غدا تعود شقتي لي،، الحمد لله،،

سالم و قد فرح فعلا لكونها حلت المشكل بسرعة،، فمن الصعب على فتاة وحيدة، أن تتحمل مصاعب و مشاكل الغربة وحدها،:الحمد لله أختي، أهنئك،، و إذا احتجت أي مساعدة أخرى فأنا تحت أمرك،،

اخجلها بلطفه معها،، عادة تتضايق من الشباب الذين يفرضون أنفسهم بكل الطرق، و يعرضون المساعدة بمناسبة و بدون،،، لكنها لا تجد نفسها متضايقة من سالم،،،

ابتسمت له شاكرة ثم اشاحت بوجهها بهدوء ناحية النافذة تتأمل الطريق و المارة و البيوت،، مناظر متكررة،، ألفتها لدرجة أنه أصبح بإمكانها ملاحظة أقل تغيير ممكن في هذه المدينة،،،


************ ********* *********

لم يتحرك من مكانه منذ أن جلست مقابله،،لم يسلم،،، لم يهتم و لم يتكلم،،،،ولم تكلمه هي الأخرى،،،
تتجاهله هي أيضا،،، تتعمد تجاهله،،،
كيف لا و قد وجدت في سالـم صيدا سهلا،،، كان يصغي لكلامهما دون تعليق،،، لقد اعتاد من سالم عادته السيئة هذه،، يعرض مساعدته على الكل،،،
مسكين طيب القلب ،،، لكن طيبته زائدة،،، يعلم أن نيته حسنة،،،، و يثق به و بحبه الكبير لشهد ،،،

لكنه يعلم أيضا مدى دهاء البنات أمثال جارتهم،،،

حاول أن يسرق بعض النظرات لها و هي تتأمل الشارع،،، دون أن تلحظه،،،، و لم يكن ذلك بلأمر الصعب،،،، فقد كانت سارحة بعيدا بفكرها،،، تمنى لحظتها أن يعرف فيما تفكر،،،،
لابد أنها تخطط على سـالم،،،

هكذا هن،،،، يأتين وحيدات للغربة،،،، و عندما تغلبهم متاعبها،،،، يبحثن عمن يعينهن لنهاية الدراسة،،،، يلعبن دور المحبات المتيمات،،،،، ثم يرحلن كما حضرن ،،،، بصمت،،،،،

منظرها البريء خداع،،، قد يخدع الكثيرين،،، خاصة من هم بسن سالم،،،، شاب على أبواب الحياة،،،

استقرت نظراته على وجهها الذي لم يكن يلمحه إلا من جهة واحدة،،،،أنفها الدقيق و وجنتها اللذان تحول لونهما للأحمر،،، لابد أنه البرد بالخارج،،،،
رموشها الكثيفة الطويلة التي تكاد تغطي عينها،،،،، فمها الصغير،،،،،
وجهها الخالي تماما من أي أصباغ أو ألوان،،،، ظفيرة شعرها الأسود الطويل،،،،
ملابسها عادية جدا،،،إلى أبعد الحدود،،،، و كأنها ليست من هذا العصر،،،،

كل هذا يعطيها منظر طفلة ،،، طفلة،،،صغيرة،،، بريئة،،،،

لكن لا ،،،، لن يسمــح لها،،،، مهما كانت جميلة ،،، أو بريئة،،،، عليه أن يحمي سـالـم منها و من أمثالها،،، فهو بالأخير ليس مجرد إبن عم،،،، هو زوج أخته،،،

ولن يسمح لها بتحطيم حياة أخته التي لم تبدأ بعد،،،،،





******** ********* *********

للحكاية بقية

ألحان الشوق 08-01-08 10:39 PM

أعتذر من كل من اهتم و تابع مجريات القصة على التأخير،،خارج عن إرادتي،، لضروف أقوى مني،،

و أحدد احتراما لقرار المراقبين،، يوم الأربعاء لتنزيل الجزء،، و الله يعيني على احترام الموعد،،،

مرة ثانية آسفة على التأخير

وأدري بعد إن الجزء قصير

اقدار 09-01-08 02:47 AM

دعيني اشكرك ياالحان الجميلة على تلك المتعة التي وهبتني اياها في منتصف ليلي هذا


اقسم لكِ انني كنت بحاجة للإنسجام الروحي والعقلي بعد يوم منهك ..


هنا قرأت بانسجامٍ لااقدر على وصفه

انتي سااااحرة الألباب بصياغة الحروف

تمتلكين اسلوباً لم اقرأه منذ زمن

وثقي انني لااجاملك البته

هنا قرأت مسترسلة وبحب بغض النظر عن الأحداث

الاسلوب مريح للقاريء لأبعد الحدود

سلس ولغة محبوكة جداً ..

ماشاء الله تبارك الله ..


اما الأحداث

فشخصيات جدد ظهروا على الساحه


روضه واللغز الكبير ..؟؟؟

تركي الرجل الذي اعتقد بأنه استقام على كبر ..

وناصر الرجل ( المغبون )

اما سلمى

فتردد ذكرها مرتين

البطله التي اعتدنا عليها

وتلك التي لحق بها رحم امها

هنا بدأت اتوه ياالحاني الجميلة

لكن لابأس كل هذا سيحل لغزه في الأحداث القادمه



اشكرك كثيراً يالحونه

وانتظرك بلهفه

على مهلك اذا ماقدرتي تنزلين جزء لاترهقين نفسك ياقلبي وحذاري ان تكتبي لمجرد الاتفاق من اجل تنزيل الجزء يوم الاربعاء

نحن حددنا الجزء كي لانزيد من الصفحات وبعض اسئلة المتابعين التي ترهق الكاتب اكثر من ان تضيف له ..

ان شعرت بأنك لاقدرة لك على الكتابة في نفس اليوم فما عليك سوى طلب المشرفين ان يغلقوا الروايه لحين موعد الجزء .. هذا ان وجدتي المضايقات وطلب الجزء

اما ان كانت روايتك تتحلى بالهدوء والتنظيم فلاشيء عليك البته ..

خذي راحتك ياقلبي


مودتي وعميق محبتي

asma2 10-01-08 02:07 PM

راااااااااااااااااااائعه فعلا يا ألحان....

الشخصيات الجديده لازلت تائهه في فك رموزها

وسلمى العزيزه ونظرة صديق سالم السيئه

لها ....عبء آخر عليها....

أشكر لك المتعه والانسجام الذي عشته أثناء القراءه

تقبلي مروري

dew 10-01-08 04:24 PM

السلام عليكم عزيزتي ألحان , كالعادة سحرت الجميع بكلماتك العذبة المنسابة ,,أسلوبك رائع يا عزيزتي ومشوق خصوصا بالنسبة للشخصيات الجدد ..هناك لغز مخبأ وتشوقنا لمعرفته .,,أما عزيزتنا سلمى فنحن لشوق لمعرفة ما سيحصل لها وسعود *يا ساتر منه * ,,عزيزتي سننتظرك مهما تأخرت وقهرتك ظروف الحياة ...لك مني أجمل تحية :flowers2:

ألحان الشوق 10-01-08 07:55 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اقدار (المشاركة 1166299)
دعيني اشكرك ياالحان الجميلة على تلك المتعة التي وهبتني اياها في منتصف ليلي هذا




اقسم لكِ انني كنت بحاجة للإنسجام الروحي والعقلي بعد يوم منهك ..


هنا قرأت بانسجامٍ لااقدر على وصفه

انتي سااااحرة الألباب بصياغة الحروف

تمتلكين اسلوباً لم اقرأه منذ زمن

وثقي انني لااجاملك البته

هنا قرأت مسترسلة وبحب بغض النظر عن الأحداث

الاسلوب مريح للقاريء لأبعد الحدود

سلس ولغة محبوكة جداً ..

ماشاء الله تبارك الله ..


اما الأحداث

فشخصيات جدد ظهروا على الساحه


روضه واللغز الكبير ..؟؟؟

تركي الرجل الذي اعتقد بأنه استقام على كبر ..

وناصر الرجل ( المغبون )

اما سلمى

فتردد ذكرها مرتين

البطله التي اعتدنا عليها

وتلك التي لحق بها رحم امها

هنا بدأت اتوه ياالحاني الجميلة

لكن لابأس كل هذا سيحل لغزه في الأحداث القادمه



اشكرك كثيراً يالحونه

وانتظرك بلهفه

على مهلك اذا ماقدرتي تنزلين جزء لاترهقين نفسك ياقلبي وحذاري ان تكتبي لمجرد الاتفاق من اجل تنزيل الجزء يوم الاربعاء

نحن حددنا الجزء كي لانزيد من الصفحات وبعض اسئلة المتابعين التي ترهق الكاتب اكثر من ان تضيف له ..

ان شعرت بأنك لاقدرة لك على الكتابة في نفس اليوم فما عليك سوى طلب المشرفين ان يغلقوا الروايه لحين موعد الجزء .. هذا ان وجدتي المضايقات وطلب الجزء

اما ان كانت روايتك تتحلى بالهدوء والتنظيم فلاشيء عليك البته ..

خذي راحتك ياقلبي


مودتي وعميق محبتي



لما انتي يا الغالية تشكريني على متعتك في قراءة القصة

أنا لازم أشكرك آآآلاف المرات على المتعة و الفرحة اللي احسها لما أشوف ردك

الرد اللي يرد الروح حتى قبل لا أقراه



أسلوبي فالكتابة يا أقدار عادي و بسيط،، و ركيك أحيانا
و هذا راجع للدراسة الي ماخذه وقتي،، و مخلتني أنسا لغتي الأم الغالية لغة القرآن


و يمكن هذا سبب رئيسي خلاني أتحدى نفسي،، و أجمع شتات كلماتي ،، و أكتب قصة و باللغة العربية،،



و يال فرحتي لما أشوفك كاتبة ـ الأحداث القادمة ـ شيء يشجعني أكثر اني أكمل القصة للنهاية


مشكورة على تشجيعك :Thanx:

مشكورة على اهتمامك:Thanx:

مشكورة على مودتك و محبتك:Thanx:


و الـله فقط يعلم أني أيضا


أحـبـك في الـلـه أختي الغالية

ألحان الشوق 10-01-08 08:00 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة asma2 (المشاركة 1167599)
راااااااااااااااااااائعه فعلا يا ألحان....

الشخصيات الجديده لازلت تائهه في فك رموزها

وسلمى العزيزه ونظرة صديق سالم السيئه

لها ....عبء آخر عليها....

أشكر لك المتعه والانسجام الذي عشته أثناء القراءه

تقبلي مروري




و إنتي أرووووووع يا قلبي



و انشالله ما تشوفين شر و ترجعين لنا بإبداعك الجميل


و الله فرحت لما لقيت ردك
دليل على اهتمامك يا أسماء




و اتمنى فعلا اني اكون عند حسن ظنك و ظن كل من يشجعني بكلمات طيبة


تسلمين أسومة

ألحان الشوق 10-01-08 08:05 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة dew (المشاركة 1167756)
السلام عليكم عزيزتي ألحان , كالعادة سحرت الجميع بكلماتك العذبة المنسابة ,,أسلوبك رائع يا عزيزتي ومشوق خصوصا بالنسبة للشخصيات الجدد ..هناك لغز مخبأ وتشوقنا لمعرفته .,,أما عزيزتنا سلمى فنحن لشوق لمعرفة ما سيحصل لها وسعود *يا ساتر منه * ,,عزيزتي سننتظرك مهما تأخرت وقهرتك ظروف الحياة ...لك مني أجمل تحية :flowers2:



الله لا يحرمني من مرورك و متابعتك للقصة



يسعدني إن الأحداث تجذبك لمعرفة المزيد



يسعدني ان اسلوبي البسيط سحرك




و اؤكد لك،، أن تشوقك لمتابعة القصة و اهتمامك بها، يشجعني


على أن لااتماطل و أتم كتابتها بهمة اكبر

waxengirl 16-01-08 03:19 AM

ما تزعليش منى يالولو الشوق انى رديت عليكى متاخر اوى

اللله يوفقك فى امتحاناتك ياجميل.


البارت رائع ومااقدرش اقول حاجه على الاسلوب لان قدوره حبيبه قلبى زادت وكفت كمان, كل ما تكتبى بارت تزيدى شوقنا للى جاى بدايه البارت بروضه معقوله امراه طيبه بالطريقه اللى انتى وصفاها تعذب اقرب الناس ليها زوجها ناصر اللى برضه من وصفك انه انسان طيب متواضع محب لاهله ويحب الخير لكل الناس معقوله تكون هى ,ام سلمى الحقيقيه وسالم اخوها يعنى سالم وسلمى اخوات وام سلمى اللى عايشه معاها مش امها خالتها لفيتى دماغى مع البارت اكيد ورا التساؤلات دى كلها سسسسسسسسسر كبير .

[B]المهم انك مبدعه جدا بطريقه كتابتك بدايه من وجود روضه وناصر فى الحرم وصفك للبقعه التى يتهافت عليها المسلمين وبعدها ابدعتى ببعض كلمات عن الصمت احتراما للمكان الللهم اوعدنا بزيارته وثم دمجتيه بصمت روضه ومن ثم بكاءها [/B]((*كانت جالسة بصمت،،، الصمت الذي بات لغة التعبير الوحيدة عندها،،،

عندما تنظر إلى ذلك الوجه الحبيب،،، لا تجد إلا أن تصمت،،،

كما سبق و صمتت لعشرين سنة طافت،،، ليس لها إلا أن تصمت إلى أن يحين أجلها،،،

لا تستطيع إلا أن تعيش مع ضميرها في حرب لا نهاية لها،،،

و هي تنظر لوجهه الذي كتب عليه ظلم الزمن حكاية ألم و حسرة،، *))

يعجبنى انك لما بتوصفى ما بتوصفىش الخارج بتوصفى داخل ابطاللك خصوصا لما قلتى

((*كانت سبحته بين يديه يحركها بهدوء ،،، ، و شفتاه تتحركان بحمد و تسبيح و تهليل و تكبير،،، لكن عيناه كانتا تسبحان بعيدا،،، تفكران في ماض مدفون في أعماقه،،، تتأملان وجوها غائبة،،، و تبكيان سعادة مقتولة،،،

ولا تزال شفتاه تتحركان بالحمد و الشكر،،، ولا يزال هو على حاله هــــادئ،،، ســــاكــــن،،،

*))


ووضحتى مشاعر الاحساس بالندم وضمير لم يقتل بعد وتوبه يعلم الله ان كانت مقبوله ام لا ومناجاه رائعه من زوجه قتلها سكوتها لزوج راضى حامد بما يسره الله له.

((*زوجي الحبيب،،، تركت أجمل فتيات العائلة،،، و أغناهن،،، و اخترت اليتيمة ،،، الفقيرة،،، المريضة،،، عصيت أمك،،، أغضبتها،،، رحمة بحالي،،، تزوجت المريضة،،، و صبرت لمرضها،،، و عالجت ماقدرت عليه،،،

و حرمتك ابنتك،،، لم اقدر إخراجها حية،،، عاش سالم و ماتت سلمى،،، و تبعها الرحم،،، و لم تكرهني،،، لكن حبك زاد،،،

هل تعلم بما شكرتك؟؟؟ في اول فرصة أتيحت لي،،،

ضحيت بسعادتك لأجل أختي،،،

ضحيت بمن احبني،،، و راعاني،،،و صبر علي،،، لأجل أناس لم أعني شيئا لهم ،،،

رأيت البسمة تحتضر في عينيك و لم أتكلم،،،

رأيت المرض و الحسرة و ألم الخيانة ينهش عظامك ،،، و زاد صمتي،،،،

و قتلت سلمى مرة أخرى،،،

*))

كلمات رائعه ومنها انا استنتجت انها سلمى لم تمت يمكن ماتت بقلوب كل من حول روضه ولكنها تعلم انها هى اللى قتلتها فى قلوبهم فقط.

اما تركى فحاسه ان وراه لغز برضه وان ايمانه بالله والتزامه كان وراه سر .
سلمى الحمد لله مشكلتها شبه اتحلت فى السكن بس بتواجه مشكله تانيه وهى سعود وافكاره السودا عنها .........................ولحكايتك بقيه واحنا مستنينها طولتى الغيبه لعل المانع خير

ألحان الشوق 16-01-08 08:08 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة waxengirl (المشاركة 1175617)
ما تزعليش منى يالولو الشوق انى رديت عليكى متاخر اوى

اللله يوفقك فى امتحاناتك ياجميل.

البارت رائع ومااقدرش اقول حاجه على الاسلوب لان قدوره حبيبه قلبى زادت وكفت كمان, كل ما تكتبى بارت تزيدى شوقنا للى جاى بدايه البارت بروضه معقوله امراه طيبه بالطريقه اللى انتى وصفاها تعذب اقرب الناس ليها زوجها ناصر اللى برضه من وصفك انه انسان طيب متواضع محب لاهله ويحب الخير لكل الناس معقوله تكون هى ,ام سلمى الحقيقيه وسالم اخوها يعنى سالم وسلمى اخوات وام سلمى اللى عايشه معاها مش امها خالتها لفيتى دماغى مع البارت اكيد ورا التساؤلات دى كلها سسسسسسسسسر كبير .

[b]المهم انك مبدعه جدا بطريقه كتابتك بدايه من وجود روضه وناصر فى الحرم وصفك للبقعه التى يتهافت عليها المسلمين وبعدها ابدعتى ببعض كلمات عن الصمت احتراما للمكان الللهم اوعدنا بزيارته وثم دمجتيه بصمت روضه ومن ثم بكاءها [/B]((*كانت جالسة بصمت،،، الصمت الذي بات لغة التعبير الوحيدة عندها،،،

عندما تنظر إلى ذلك الوجه الحبيب،،، لا تجد إلا أن تصمت،،،

كما سبق و صمتت لعشرين سنة طافت،،، ليس لها إلا أن تصمت إلى أن يحين أجلها،،،

لا تستطيع إلا أن تعيش مع ضميرها في حرب لا نهاية لها،،،

و هي تنظر لوجهه الذي كتب عليه ظلم الزمن حكاية ألم و حسرة،، *))
يعجبنى انك لما بتوصفى ما بتوصفىش الخارج بتوصفى داخل ابطاللك خصوصا لما قلتى

((*كانت سبحته بين يديه يحركها بهدوء ،،، ، و شفتاه تتحركان بحمد و تسبيح و تهليل و تكبير،،، لكن عيناه كانتا تسبحان بعيدا،،، تفكران في ماض مدفون في أعماقه،،، تتأملان وجوها غائبة،،، و تبكيان سعادة مقتولة،،،

ولا تزال شفتاه تتحركان بالحمد و الشكر،،، ولا يزال هو على حاله هــــادئ،،، ســــاكــــن،،،

*))

ووضحتى مشاعر الاحساس بالندم وضمير لم يقتل بعد وتوبه يعلم الله ان كانت مقبوله ام لا ومناجاه رائعه من زوجه قتلها سكوتها لزوج راضى حامد بما يسره الله له.

((*زوجي الحبيب،،، تركت أجمل فتيات العائلة،،، و أغناهن،،، و اخترت اليتيمة ،،، الفقيرة،،، المريضة،،، عصيت أمك،،، أغضبتها،،، رحمة بحالي،،، تزوجت المريضة،،، و صبرت لمرضها،،، و عالجت ماقدرت عليه،،،

و حرمتك ابنتك،،، لم اقدر إخراجها حية،،، عاش سالم و ماتت سلمى،،، و تبعها الرحم،،، و لم تكرهني،،، لكن حبك زاد،،،

هل تعلم بما شكرتك؟؟؟ في اول فرصة أتيحت لي،،،

ضحيت بسعادتك لأجل أختي،،،

ضحيت بمن احبني،،، و راعاني،،،و صبر علي،،، لأجل أناس لم أعني شيئا لهم ،،،

رأيت البسمة تحتضر في عينيك و لم أتكلم،،،

رأيت المرض و الحسرة و ألم الخيانة ينهش عظامك ،،، و زاد صمتي،،،،

و قتلت سلمى مرة أخرى،،،

*))
كلمات رائعه ومنها انا استنتجت انها سلمى لم تمت يمكن ماتت بقلوب كل من حول روضه ولكنها تعلم انها هى اللى قتلتها فى قلوبهم فقط.

اما تركى فحاسه ان وراه لغز برضه وان ايمانه بالله والتزامه كان وراه سر .
سلمى الحمد لله مشكلتها شبه اتحلت فى السكن بس بتواجه مشكله تانيه وهى سعود وافكاره السودا عنها .........................ولحكايتك بقيه واحنا مستنينها طولتى الغيبه لعل المانع خير

صراحة ... افتقدت ردك ... لكنك لم تخذليني ... و قرأت الجزأ ...أخيرا


الألوان الي تستعملينها في الرد مبهجة .... و تفرحني ... يسعدني أيضا أن أبدأ نهاري هذا بكلامك العذب ... الرقيق ...:flowers2:


استنتاجاتك خطيرة ... لكن ستتوضح لك الأمور في الجزء القادم ...


و لن أتأخر في وضعه... اليوم إنشاء الله سيكون بين أيديكم ...

و اتمني ان يحوز على إعجابكم


الله لا يحرمني منك و من كلماتك المشجعة:Thanx:

عذبة التجريح 16-01-08 11:40 AM




روعة ماخطته اناملك ياأختي الحبيبة الحان الشوق
فالرواية.. ذات مضمون جديد لم يسبق لي قرأته من قبل

وطريقة طرحك للحوار والموضوع.. قمة

ما شاء الله وتبارك تعالى

وبصراحة انا توني خلصت من قراية جميع اجزاء الرواية الجميلة

ومن توقعاتي يالغالية بأن سلمى تكون أخت سالم

وامها زينب ليست بأمها الحقيقية

وسعود ابن عمها سوف تكون لهما مع بعض قصة

واتوقع بانه سيقع في حبها رغم محاربة عقله له بهذه الأفكار


وبنتظارك يالغالية لتكملة الرواية الرائعة

وتقبلي خالص محبتي وتقديري


أختك المحبة


عذبة التجريح




ألحان الشوق 16-01-08 02:56 PM

لحظات ... أحيتها الذاكرة .. و تركت تحت ظلال الصمت


تقلب صفحات ألبوم الصور... ليست أي صور ... ليست مجرد صور ...
انما هي تلك الصورالتي انطبعت في عقلها و قلبها ... و لم ولن تنساها ...
صور أحباب نسوا ... صور أحباب ماتوا... أحباب خانوا ... أحباب هجروا ... أحباب ابتعدوا ...

من بين تلك الصور العتيقة ...
تتعالا أصوات ضحكات بريئة ... ضحكات خجولة ... و ضحكات محبة ...

وسط هذا الألبوم ... تعيش ذكريات ماتت ... و سعادة وئدت ... و تأبا إلا أن تحيا معها لحظات و كأنها الحاضر...



تتأمل الوجوه كلها ... و هي تحمل لهم من الشوق ما يذيب الصخور...
هم أهلها و إن هجروا ... هم أعزاؤها و إن خانوا ... هم ماضيها و إن ابتعدوا ...


رفعت يدها بضعف ... تلمس صورته ... تحبه هي ... تحبه... و ليس لها خيار آخر ... كان و لازال يتربع عرش قلبها...
و تشتاق إليه ... رغم قسوة قلبه و هجرانه ... تشتاق له ... أكثر مما تشتاق لإبنتها الوحيدة ... و رغم أنه السبب الرئيسي في مسار حياتها التعيس ... إلا أنها تحبه و تشتاق إليه و تلتمس له كـــــل أعذار الدنيا ...

على الأقل هو لم يتركها تواجه الحياة ضعيفة ... وحيدة ... بلا عمل بلا مأوى ..لولا رحمته لها ... لا تدري ما كان سيحل بها...


لكنها تشتاق له ... و ترغب في رؤيته ولو للحظات ... تريد أن تلمس بيدها وجهه الحبيب.. تريد أن تطبع ملامحه العزيزة في قلبها ... ولو لآخر مرة...


رجعت بذاكرتها ... للماضي ... ماض بعيد ... لكنه قريب جدا ... و كأنه حصل للتو ...


رجعت بذاكرتها و حنينها يزيد إلى أحضانه الدافئة... إلى حنانه و حبه ... لم تشتكي يوما من أنها يتيمة الأم ... لم تشعر يوما بحنينها للأم ... فقد كان يعوضها عن الدنيا بأسرها ... كان حبيبها ... قبل ان يكون والدها ..

فعلا صدق من قال أن كل إبنة بأبيها معجبة... لكنها لم تكن معجبة به فحسب ... كان هو غرامها ... و كل ما تتمناه في دنياها ... هو إرضاؤه...


لم تتخيل يوما حياتها بدونه ... أو بعيدة عنه ...


إلى أن تقدم له صديقه و شريكه يطلبها زوجة لإبنه ... صحيح أنه لم يهن عليه أن تكون ابنته الزوجة رقم إثنان في حياة زوجها ... لأنها مدللته .. التي قضت حياتها تحتل المرتبة الأولى في قلبه... و كل العائلة من قريب و بعيد تعرف ذلك ... و لطالما غار إخوتها ـ الرجال ـ منها ....


احتار هل يوافق ... أو يرد صديقه العزيز ... لكن صديقه طلب منه أن يترك الإختيار لها ... و إن لم توافق ... فذلك لن يغير من صداقتهما ولا شراكتهما شيء...


و فعلا جاء إليها والدها ... خجلا ... يشاورها ... أحست من كلماته أنه لا يريدها أن ترفض ... و لا يريدها أن توافق ...
أحست بحيرته ... تمنت لو تخفف عنه و لكن كيف ؟؟ هي لم تستطع التوصل إلى ما يريده فعلا ... وما الذي سيسعده؟؟


و بينما هي في قمة حيرتها ... جائتها زائرة ... آخر من كانت تتوقع منها الزيارة... هي تعرفها جيدا بحكم صداقة والدها و والد زوج المرأة ... زوج المرأة الذي هو ذاته من تقدم لخطبتها ...

تمنت لو تنشق الأرض و تختفي داخلها .... تمنت لو ماتت قبل تلك اللحظة ...


لكنها تفاجئت أن المرأة جائت تطلبها الموافقة على الزواج.......


روضة : أرجوك يا زينب ،، لا ترفضي ،،

زينب : لكن ،، كيف ؟؟ ،، ألست حزينة ،، ألا تشعرين بالخذلان ،، و الإهانة ،، و كل هذه الأمور التي تشعرها المرأة عندما يتزوج زوجها أخرى،،،

روضة : إذا قبلت أنت بالذات لن أشعر بكل هذا...أنا أحب زوجي... أحبه بكل جوارحي ... و لا أتمنى من هذه الدنيا سوى أن أراه سعيدا... لذلك اقترحت على عمي أن يخطبك له ...

قاطعتها زينب : روضة ؟؟ أنت ؟؟ أنت تزوجين زوجك ؟؟ لا أفهم ... لماذا ؟ لا أستطيع أن أفهم ؟؟ لست قبيحة ... و لست حتى بنصف جمالك ....لست شريرة ولست أنا حتى بنصف طيبتك .... عن أي سعادة تتكلمين ؟؟ ما أعرفه أن الرجل يتزوج ثانية بحثا عن الأفضل....؟؟


روضة : زينب ... لا تقللي من قدرك ... ثم إن الجمال لا شيء مقابل الذرية ... مقابل أطفال يملأون حياته و يسعدونه....


زينب باستغراب : أطفااال ؟؟ لكن ســالم ... روضة أنا لا أفهم...

روضة و قد تغرغرت عيناها بدموع الحسرة ...: لا أستطيع إعطائه أكثر ن سالم... لا أستطيع ... و أعلم أنه يرغب فالمزيد لكنه يكابر حتى لا يجرحني... لقد كانت لنا أحلام مثل الجميع ...
ككل الأزواج ... كنا نحلم بأطفال يملأون قلوبنا فرحا و سعادة ،،، حلمنا بسالم و سلمى ...
خالد و خلود ...
و بدر و بدور....
ثم دخلت في نوبة بكاء مرير و هي تقول .... لكني لا أستطيع إعطائه أكثر من سالم ... و قد أصبحت امرأة بلا رحم ... بلا رحم يا زينب... حتى المعجزات لن تنفعني....


رق قلب زينب لحال روضة التي و ضعت رأسها بين يديها ... و هي تبكي بقوة ...
تبكي وراء نعش أحلامها ... أحلامها البسيطة... أن تكون أما...كباقي النساء ...
كانت الدموع تتسابق من عيني زينب ... أوجعها قلبها لحال المسكينة...
تخيلت للحظة أن تكون مكانها ... فزاد نحيبها و نهضت من على كرسيها بسرعة ... اقتربت من روضة و حضنتها بقوة ... تحاول أن تهدئها ... و لكن الكلمات تهرب منها ... و لا تستطيع فعل شيء غير ان تضمها و تبكي لبكائها ... فأحيانا تكون الدموع شفاءا للجروح المؤلمة و الذكريات الأليمة....



سقط ألبوم الصور من يد زينب ... فانتبهت لنفسها ... مسحت دمعتها ... التقطت الألبوم من الأرض و عادت تفتحه ... تنظر إليه و كأنها تنظر لعالم من الفراغ

و تتسائل ... أينك يا طيبة القلب ؟؟ هل مازلت تذكرينني ؟؟ أم أنك نسيتني و دفنتي ذكراي؟؟ هل تلتمسين لي العذر ؟؟ أم أنك نادمة على ثقتك بي و صداقتك لي ؟؟ هل صدقتهم ؟؟ أم أن قلبك يخبرك العكس؟؟ ...



***** ***** ***** *****


تحت سماء تـولـوز الرماديـة ... و جـوها البارد ... و قد تعب الرجلان من البحث ... لا فائدة ... صعب إيجاد السكن المناسب ... فضلا أن يرتاحا قليلا ... و يرتشفا بعض القهوى الساخنة ... في إحدى مقاهى المدينة ...


سـعود : ليتها فقط تنسى فكرة ان تأتي إلى هنا...

سـالم : لا حبيبي لا تحاول ... ستأتي يعني ستأتي ... أم أنك تريد أن أبقى وحيدا هنا... عندما تعود أنت للبلاد ...

سعود و هو يضيق عينيه بتشكك : لا أظنك ستبقى وحيدا ...

وضع سالم فنجانه بسرعة على الطاولة و قد فهم قصد سعود : لا سعود ... لست مثلك ... لن أبحث عن التسلية هنا ... لست مجنونا ... أنا أريد زوجة واحدة .,. و منها أريد كل أطفالي ...

تضايق سعود من كلام سـالـم ... لكنه لم يعلق اكتفى بأن هز رأسه ... و حول نظره لما وراء زجاج نافذة المقهى ... ينظر لوجوه الناس المارة ...
ندم سالم على ما قاله ... لأنه يعلم كم هي صعبة هذه الذكرى على إبن عمه ... لأنه يعلم أن إبن عمه لايزال على ذكراها ... و ربما مازال حبه لها حيا في قلبه... و إلا لكان تزوج مرة أخرى ... وكون أسرته السعيدة ... بدل هروبه الدائم ... و قد قارب عمره الخامسة و الثلاثين....

حاول سعود مسح الذكرى من مخيلته ... لكن ملامحها تأبى إلا أن تهاجمه ... و تفرض نفسها عليه ... يتذكرها ... بكل تفاصيلها الدقيقة ... أنوثتها الصارخة ... عذوبة كلامها ... دلالها ... و حبها المجنون ... كان بين يديها إنسانا مخدرا ... تائها ... لا يرى غيرها.. لا يسمع إلا صوتها ... ذاب في عالمها ... أغرقها حبا أكبر من حبها و أصدق ... أعطاها الأمان و كل حنان الدنيا ... كانت حلمه الوردي الجميل ... إلى أن أيقظته على كابوس الواقع ... و سقطت الأقنعة ...

فسعيـت نحـوك ظامـئـا
حـتـى وجــدت جهنـمـا
بالوهـم آثــرت الرحـيـل
إلـــى رحـابــك مـغـرمـا
ولقد عبرتك في الهوى
واجتـزت منـكِ المبهـمـا
حـتـى تـغـيـر عـالـمـي
ونسيت جرحي المؤلما
ولشدّما أوهمت روحي
بــالأمــانــي شـــدمــــا
كم مؤلـم أنـي خدعـت
ومـخــجــل أن أعـلــمــا
كم مؤلـم أنـي خدعـت
ومـخــجــل أن أعـلــمــا



سالــم : سـعووووود ... أين وصلت ... هيا لنعد للبيت ... أشعر بنعاس فضيع ....
انتبه سـعود على صوت صراخ سالم ... ابتسم له ببلادة ... وقال:حسنا حسنا ... لكن بلا صراخ فضحتنا يا أخي ....

و تحركا خارج المقهى ... و كل منهما يفكر في ما يشغله ... سالـم يريد ان يجد سكنا مناسبا لكي تلحق شهد بهما ... لأنه ببساطة اشتاق لها و يريدها أمامه في أقرب وقت ...



و سعود ... عاد لينغمس في ذكرياته... لكن هذه المرة هاجمته صورة أخرى .. ملامحها بريئة .. كبرائتها ... حاول أن يطرد الصورة من باله ... لكن عبثا يحاول ... لا يريد أن يعترف أنه اشتاق لها ... لا يريد حتى السؤال عنها ... لا يريد السماح لمشاعره تجاهها أن تغلبه ... و هو يقنع نفسه ... أنها بخير ... بعيدا عنه...



***** ***** *****



تتكلم بفرح ... بسرعة ... و كل أجزاء جسمها الصغير تعبر معها ... تحكي ... عن أدق التفاصيل ... و الفرح يملأ عيونها ... بكل برائة الدنيا تحكي لهم عن المعلمة ... و شكلها ... و هي تقلد كل حركاتها ... سعداء لأنها سعيدة ... و هي سعيدة لأنهم يشاركونها فرحها .. و يضحكون لكلامها البريء ...

سكتت لبرهة ... ثم أضافت : عمتي شهد ... متى أنهي المدرسة و أسافر مثل عمو سالم .؟؟
ابتسمت شهد و قالت لها بحنان: إذا كنتي مطيعة ... و مجتهدة فستسافرين و تصبحين مثل عمو سالم و ابوك أيضا...

عقدت سارة حاجبيها ركضت تجاه جدها و قالت بغضب : لا .. انا اريد ان اكون مثل سالم ... ليس مثل ابي ....

ضمها تركي اليه و قال لها بحنان: لكن لماذا .. فوالدك شهادته أحسن من شهادة سالم ..؟؟؟

سارة بحزن :لكني أحب عمو سالم ... و هو يحبني ...

حزن تركي لحال حفيدته ... لا يريد أن يرى نظرة الحزن في عيونها ... كبير هو عليها الحزن ...
لماذا يا سعود لما يا بني تهرب من ابنتك ... لماذا تجعلها تكرهك...

دخلت في تلك الأثناء عليا و هي تبتسم: لقد اتصلت روضة ... تقول أنهما عائدان غدا من مكة...


ابتسم الجد برضى : الحمد لله ... لقد اشتقت لهما ... البيت بدون ناصر ممل و كئيب...

ثم التفت ناحية حفيدته :و أنت يا شهد متى قررتي تركنا أنت الأخرى ...؟؟

شهد:لا أدري جدي فحفيديك المصونين لم يجدا لي سكنا قريبا منهما بعد ..

الجد: آمل أن لا يجداه أبدا.... تهربون الواحد تلو الآخر ... و لا يهمكم أبدا من تتركون ورائكم ... انتظروا على الأقل أن أموت ثم اذهبوا اينما تشاؤون ...

تكلم الجميع في صوت واحد: إسم الله عليك ...

اقتربت منه عليا و جلست الى جانبه قبلت رأسه و هي تقول عاتبة: و أنا لا أكفيك يا ابي ؟؟ انا سأبقى إلى جابك للأبد ... كيف لي أن أترك ابي حبيبي...

التفت الجد لها بحنان:انت نظر عيناي... انت قرة عيني ... لكن مصيرك تتزوجين و تعيشين حياتك...

ابتسمت له عليا و هي تخفي نظرات الألم عن ابيها:لا لالا لن اتركك ... هذا شرطي الأول و الأخير ...

تدخل تركي لأنه يعرف أن سيرة الزواج تحزن أخته :و أنا و سارة ليس لنا مكان في عيونك يا أبي...

نظر الجد حوله و هو ينظر إلى وجه كل واحد منهم تركي ..شهد ... عليا ... سارة ... : يعلم الله أني أرى الدنيا بعيونكم جميعكم ... الحاضر و الغائب ... و أتمنى أن أعيش يوما في حياتي و كل اولادي و أحفادي حولي... بعدها لا يهم كم أعيش ...

و انزلقت دمعة من عينه مؤكدة كلامه ... و شوقه ... و حبه لهم....


***** ***** *****

وضعت سماعة الهاتف على أذنها و هي تترقب ... تنتظر ... إلى أن وصلها ذاك الصوت العذب ... الذي يروي عطشها ... رغم بعده عنها ...أغمضت عيناها بقوة تمنعهما من الإستسلام مجددا لشلالات الدموع...

سلمى : أهلا أمي... كيف حالك؟؟

زينب : بخير حبيبتي ... لقد تأخرت في الإتصال ... خفت عليك ...

سلمى : آسفة أمي ... لقد انشغلت بتنظيف غرفتي ... و ترتيب الملابس ..

زينب : لابأس حبيبتي ... أخبريني كيف كانت الرحلة...

سلمى : جيده ماما ... و غير متعبة

زينب : و كيف حال صديقتك ... نسيت إسمها...

سلمى : ياسمين ... انها بخير ... تسلم عليك ..

استمرت المكالمه على هذا النحو ... كل منهما تحاول كبح دموعها ... و شوقها...
كل منهما تطرح الأسئلة البعيدة عن ما تشعران فعلا به ..
كل منهما تمد يدها لتلمس الصورة امامها ...
لكنها لا تجد إلا الفراغ ....
ياااه لبرهة تخيل لكل منهما أن الأخرى أمامها ... و تستطيع ضمها .. و تقبيل وجنتيها ...لكنهما تعانقان الفراغ ... و تضيع القبل وسطه...



عادت إلى الفندق الصغير ...حيث حجزت غرفة لليلة واحدة ... و بسرعة البرق خلعت حذائها ... و قفزت للسرير ... بملابسها طبعا ... لا بأس ليله بدون قميص نوم ... المهم أن تنام و تنال بعض الراحة و الدفئ ... و بينما هي تحاول ان تغفو ... أعادت في رأسها أحداث اليوم كله ... منذ لحظة وداعها لأمها ... مرورا بركوب الطائرة ... إلى موقفها مع الساكن بالغلط ... و جيرانها الجدد ... ابتسمت و هي تذكر طيبة سالم ... مستعد للمساعدة في أي وقت ... يكلمها بطيبة .. و من الواضح أنه ليس كباقي الشباب العربي هنا ...
لا يظهر عليه أن له نية سيئة أبدا... تذكرت أنها لمحت خاتما في أصبعه ... متزوج ... اتسعت ابتسامتها أكثر ...( يال حظ زوجته به ... لابد أن تكون طيبة و خلوقة من يرزقها الله زوجا مثله ..)

تمنت في تلك اللحظة ...أن يكون لها أخ ... تعتمد عليه ... يحميها ... و يحن عليها ... لكن سرعانما عادت لأرض الواقع ... و هي تقول كيف يكون لي أخ ... و أنا لا أملك أبا؟؟؟

استدارت على جنبها الأيمن ... تحاول النوم ... لكن طيف الجار الآخر هاجمها هذه المرة ... لا تذكر هل سمعت صوته ... لا لاتظن أنه تكلم في وجودها ... لكنها تذكر جيدا نظراته الغريبة ... المبهمة ... المختلطة بالإستحقار ... و الريبة ... جلست بسرعة و هي ترفع اللحاف عنها و قالت بصوت جهوري ...: استحقار ... ولما يستحقرني ... ماذا فعلت له ... إني حتى لا أذكر اسمه...؟؟؟؟انسان معقد.....



عادت لتسترخي مكانها ... و هي تحاول هذه المرة أن لا تشغل بالها بشيء .. قرأت المعوذتين ... و آية الكرسي ... و استسلمت جفونها للنوم .. و للراحة...



***** ***** *****


بعد العشاء ... صعدت شهد لغرفتها ... جهزت نفسها للنوم ... أخدت الرواية الجديدة التي بدأت قرائتها منذ أيام... و معها هاتفها النقال ... دخلت تحت لحافها ... و بدأت قراءة الرواية ... و عينيها ..معلقتين على الهاتف .... تنتظر مكالمة سالم ... لقد وعدها بأن يكلمها اليوم ...


كانت تحاول التركيز على الرواية و أحداثها ... لكن التفكير في سالم كان أقوى ... لم تتوقع يوما أن يكون زوجا لها ... رغم غزله الدائم ... و تعامله الرقيق معها منذ الطفوله ...
كانت تظنه مجرد مزاح ... لعب ... لم تكن تعلم أنه فعلا يحبها ... يصعب عليها أحيانا تقبله كزوج ...

تعلم هي جيدا أنها تعذبه ببرودها تجاهه ... لكنه جريء في التعبير عن حبه ... و هي لا تستطيع مجاراته ... ربما لأنها لا تحبه .. تعزه .. تحترمه ... لكنها لا تحبه ... أو ربما هي لا تعرف إن كانت تحبه أم لا ...
تذكرت عندما سألتها عمتها عليا إن كانت تشتاق له .. فالإنسان لا يشتاق إلا لمن يحب ...
هي فعلا مشتاقة له ... حسه و نشاطه و ضحكاته تملأ ارجاء البيت كله ... بل تملأ أرجاء كل البيوت الأخرى ... (ليتني أستطيع إسعاده كما يفعل هو معنا جميعا...)

ابتسمت و هي ترى جهازها النقال يتحرك ... و دون تردد رفعته إلى أذنها .. و قلبها يدق كأنه تحول إلى مجموعة طبول إفريقية...

شهد:ألووو..السلام عليكم

سالم الذي داخ بفعل صوتها الرقيق و الهادئ:وعليك السلام و الرحمة و السرور و السعادة ... كيف حال حبيبتي؟؟

شهد و لم تغير نبرة صوتها الهادئ: أنا بخير ... كلنا بخير ... و الجميع يسلم عليك .. و أنت كيف حالك؟؟

سالم : أنا أصبح بخير فقط عندما أسمع صوتك...

شهد :............

أطلق سالم تنهيدة عميقة، و هو ينظر لصورتها الموضوعة أمامه على مكتبه : مصرة على السكوت ... لن ترحميني أبدا ... قولي أي شيء ... ارحمي غربتي...


شهد لم يطاوعها لسانها على الكلام ... كانت تريد ان تقول له انها فعلا تحبه .. لكن ..هل تكذب عليه .. هي نفسها لا تعرف حقيقة مشاعرها تجاهه: سالم .... كل شيء بوقته ...لا تستعجل

سالم: سأصبر يا شهد ... و لو لآخر يوم في عمري...

شهد: إسم الله عليك

سالم و الإبتسامة تعلو محياه: تخافين علي شهد؟؟

شهد و هي تلعب بطرف اللحاف. و قد علت الحمرة خدودها : طبعا ... ألست إبن عمي..

سالم بمكر يحاول سحب لسانها و جعلها تعترف:فقط؟؟

شهد: و زوجي....ثم سكتت ... بقي هو ساكتا للحظات ينتظر أن تكمل كلامها ... لكنها سكتت...

سالم بخيبة أمل :حسنا ... سأنتظر ... سأتصل بك غدا في نفس الوقت .. تصبحين على خير حبيبتي ...

شهد :بلغ سلامي لسعود ... أخبره أني اشتقت له

سالم: حسنا سأبلغه ... هل أخبره أيضا انك تحبينه ولا تستطيعين العيش بدونه...

ابتسمت شهد و قد فهمت قصد سالم : سالم أخبره فقط أني اشتقت له .. و لاحقا أخبرك هل احبه و لا استطيع العيش بدونه أو لا....

ضحك سالم ،، يحب هذه المجنونة، يعشقها و يعشق خجلها ولو بالغت فيه:ههههههههه ... يكفيه انك اشتقتي له ... أول الغيث قطرة حبيبتي .. هيا نامي ...لا تسهري كثيرا على رواياتك التي لا تنتهي ... ستخربين عيونك الجميلة...تصبحين على خير ...

شهد و صوتها يكاد يطلع من حلقها : و أنت من أهل الخير سالم...


وضعت النقال على الطاولة جانب السرير ... و ابتسامتها لم تفارقها بعد... نظرت للروايه بين يديها ... ابتسمت و هي تتذكر كلامه عن عينيها ... رمت الرواية بعيدا ... و دخلت تحت اللحاف ... تغوص في أحلامها الوردية التي أصبحت منذ مدة تشاركها مع سالم... و هي تعد نفسها أنها ستقول له ما يريد سماعه يوما ما ...


**** **** **** ****


و هناك كان سالم يقفز من مكان لآخر ... و السعادة تغمره ... كلم حبيبته ... صديقة الطفوله ... ابنت العم العاقلة الخجولة .. و زوجته حبيبته و أم أولاده في المستقبل ... سمع صوتها المخملي ... الذي يدخل أذنيه كأنه نوتات موسيقية راقية ... هادئة ... يحبها ... و لم يكن ليحب غيرها لو لم توافق على الزواج به ... يحبها منذ نعومة أظافره ...
هي ببساطة أميرته الرقيقة الهادئة


في الغرفة الأخرى كان سعود ... يعيش عالمه الكئيب ...وسط ذكرياته ... الذكريات التي أيقضها سالم اليوم بجملة بسيطة واحدة ... لكنه لم يبحث عن تسلية ... لقد أحبها فعلا بكل تفاصيلها ...
بنى على حبه لها آمالا كبيرة ... خطط لمستقبل ... لأولاد .. لأحفاد ...
معها و إلى جانبها ...
لكنها خذلته ... حالما عادا للسعودية ... لم يظن انها قد تضحي به و بحبه و بابنتها ... لأجل الحرية التي اعتادتها في بلاد الغرب ...
كان هو سعيدا لأنه عاد إلى أرضه ...إلى أهله ... إلى بيته ...
و كانت هي كارهة لكل ما و من حولها ... و كل يوم تتصنع مشكلة جديدة ...
يوم لا تريد تغطية وجهها و هي ذاهبة للسوق...
و يوم تريد الخروج وحدها ... و يوما آخر تريد السفر وحدها ... و مرة أخرى جائته تريد طرد السائق و سياقة سيارتها بنفسا ....
و في خضم طلباتها التي لا تنتهي ... كانت مهملة لإنتها ... تاركة إياها و لا يهمها ما قد تفعله الخادمات بها ...
لكنه صبر لأنه يحبها بصدق ... يحبها و يقدر إحساسها وينتظر اليوم الذي تأقلم فيه على الحياة هناك ...
سألها إن كانت ترغب في أن يذهبوا للعيش في الكويت حيث أهلها ... تصور منها ان تفرح ... ان تشكره ... لكنها طلبت ان يعودو الى فرنسا ... فهي تعودت العيش هناك... لا تتخيل أن تكون مرتاحة في مكان آخر غير باريس....

لكنه تعب من الغربة ... و لا يريد لأولاده أن يترعرعوا في بلد غير مسلم .... بعيدا عن الأهل... و عن المساجد....


لم تهتم ... قلبت حياته هما ... شجارا ...و صراخا كل يوم ... و زادت في عصيانها و تمردها ...
حين حملت منه مرة أخرى ... و بدل أن تخبره و تسعده ... تخلصت من الجنين ...
قتلت ولده قاصدة متعمدة و هي تنظر له بكل شجاعة و وقاحة و تبرر فعلتها ...
بأنهالا تريده ... تريد الطلاق ... و لا تريد حتى ابنته ... تنازلت بسهوله عن كل شيء مقابل الحرية ...

رحلت و تركت سارة و عمرها لم يتجاوز الثلات سنين ... و لم تسأل عنها لليوم ....


فتح درج مكتبه ... أخرج الصورة من بين أوراقه ... ( و أنت أيضا لم تسأل عنها ... أنت أيضا تركتها و رحلت تبحث عن النجاح ... و النسيان)

نظر مطولا لصورة سارة ... ثم أعادها بسرعة إلى الدرج... و هو يقول بينه و بين نفسه:إنها بخير بعيدا عني ... أبي سيكون لها أبا أحسن مني ...أنا لن أنفعها ...



***** ***** *****



وضعها على السرير بهدوء ... غطاها ... ثم جلس للحظات يتأمل وجهها الملائكي الصغير ... تشبهه... كأنها صورة له ... لماذا يقسو عليها و يحرمها حنانه ... لما و هو طبيب يداوي جروح الناس .... يفتح جراحا لا تشفى في قلب ابنته الصغير ... ما ذنبها هي ؟؟ ... أنا لم أكره أحدهما عندما تركتني أمهما بكل بساطة ...


بلى تركتهما و انشغلت بانتقامي من ناصر ... لكن أم سالم كانت لهما أفضل من الأم ... انشغلت بحقدي على ناصر الذي وهبه الله زوجتين ... كل واحدة منها أفضل من الأخرى ... و كنت أنا أعيش في العذاب مع واحدة فقط ... و كان هو يعيش في السعادةو الإستقرار مع زوجتين ...
تحبانه و لا ترغبان إلا في راحته ...

فضل الإبتعاد عن أمي ... أو ربما أبعده أبي حتى لا تخرب أمي حياته ... أرسله إلى المغرب ليشرف على شركته هناك ... زوجه ابنت صديقه و شريكه ... و كانت روضة راضية بذلك... سعيدة لسعادة زوجها ... و أنا هنا أعاني مع أختها المغرورة ...
و أمي لاتزال تزيدني حقدا على ناصر ...

أحس بحركة سارة ... التفت إليها فرأى ابتسامة حالمة على شفتيها ... لابد أنها تحلم ...إحدى أحلامها البريئة...أو ربما تفكر في أبيها ...


رفع نظره لسقف الغرفة و هو يتمدد إلى جانب حفيدته ... فهاجمته مرة أخرى صورة زينب ... و قد غطى الدم وجهها... و تضع يدها على بطنها ... كأنها تحمي جنينها من الضربات المنهالة عليها من كل ناحية ... من والدها ... و إخوانها ...
لم يرحموها ...
بينما كان ناصر واقفا ينظر إليها بانكسار ... بخيبة ... و أبي ارتسمت على وجهه ملامح الخذلان ...
و كنت أنا الوحيد الذي يشعر بالفخر بما فعله ... لـم يكن لي ضمير ... ضميري كان تحت سيطرت أمي ... ترشدني إلى الخطأ و أظنه أنا الصواب ...

أي قلب كان عندي ... كيف لم تحركني دموع زينب ... ألمها ... صراخها ... كانت تنظر لأبيها بترجي ... و تصرخ أنا عفيفة ...
تنظر لناصر ثم لروضة و تصرخ أنا شريفة ... لم أفعل شيئا ...
لكن لـم يصدقها أحد ... خطة أمي كانت متقنة ... و نفذتها أنا باحترافية ...

كنت سعيدا ... لأني رأيت سعادة ناصر بحمل زينب تموت و تختنق فيعينيه ...
كنت سعيدا و أنا أرى سعادةأبي بزوجة إبنه تتحول لخيبة ... كنت سعيدا و أنا أرى الرضى في عيون أمي...


وجاء عقاب ربي بسرعة ... تطلقت نورة ... و تنازلت عن شهد و سعود ... و رحلت ... لكني لم أفهم رسالة ربي لي إلا بعد فوات الأوان


ليتني أعرف فقط إن كانت زينب حية ... هل أنجبت؟؟ أم أني أحمل على رقبتي جرما آخر؟؟
ليت لي شجاعة كافية لأبرئ زينب مما اتهمت به ؟؟


لن ينسى أبدا كلامها و هي تفقد الوعي تحت تاثير الضرب و الرفس ... كانت تتلاشى و هي لاتزال


تقول :ربي .... إني ...مغلوبة ... فانتصر...



ضغط على عينيه بشدة وهو يمنع دموعه من الإنهمار ... نظر مرة أخرى لسقف الغرفة ....وقال بهمس: و أنا أنتظر انتصاره لك يا زينب ... راض بكل عقاب يأتيني منه تعالى ... أسأله فقط أن لا يؤجله لآخرتي ... ليتني المشلول و ليس ناصر ...


***** ***** *****


استيقظت متأخرتا جدا ... لن يساعدها الوقت كي تذهب للمطعم وتعتذر من حسين و سمية ...

ركبت الحافلة بسرعة فاصدتا شقتها ... عليها أن تكون هناك ... قبل أن يرحل الآخر ...
لا تريد أن يأخد شيئا يخصها ... كل شيء محتمل ... وصلت للمكان ...
رأت أن هناك بعض العمال يحملون أغراض السكير ...
تنفست بعمق وهي تقول في نفسها ( أخيراا !!)

وصل المصعد أخيرا إلى الطابق الخامس ... خرجت بسرعة ... لم تنتبه للجسم الواقف أمامها ...
اصطدمت به و كادت تقع على الأرض إلا أنه مد يده و أمسك بيدها ليساعدها على الوقوف ...
رفعت عينيها إليه ... إنه ابن عم سالم ... رباه ما إسمه??!!

سحبت يدها بسرعة من بين يديه، وقالت: أشكرك ... آسفة لم أنتبه ... يبدو أني مازلت نائمة...

سعود: لا بأس حصل خير ... أنا أيضا آسف ...

ابتسمت ... ابتسامة عادية بسيطة ... كعادتها.ثم انسحبت من أمامه .. قصدت شقته إلا أنه

استوقفها ... و هو يقول: أخت سلمى ... هل أعطيك الحقيبة الأن؟ لا أحد في الشقة الآن ... و ربما احتجتي أغراضك...

ضربت بيدها على جبينها و قالت : لقد نسيت أمر حقيبتي ... أجل إن لم تكن ستتأخر عن أشغالك ناولني اياها الآن..

سعود : لحظة... ثم تقدم من باب شقته ...فتحها و دخل

خرج بسرعة و هو يجر الحقيبة ورائه...
وجد أنها تكلم أحد العمال و تطلب منه إخراج كل الأفرشة والأواني الموضوعة في الصاله و المطبخ... نظر إليها العامل ببلادة ... إلا أنه لم يعلق ... هو هنا فقط لينجز عمله....

تعجب سعود أيضا لطلبها ... لكنه تذكر حال الشقة كيف كان بالأمس ... هو كرجل لن يتحمل العيش فيها فكيف لفتاة أن تستحملها...

أخذت منه الحقيبة ... و هي تبتسم ...:شكرا .. و آسفة إلى الإزعاج..

ناظرها بجمود: لا بأس ... نحن في الخدمة ... استدار ليذهب ثم عاد و التفت و كأنه تذكر شيئا :آنسه سلمى ... إذا احتجت مساعدة في التنظيف... فلا تترددي في طلبها..

سلمى و هي لا تزال مبتسمة : شكرا... ودخلت إلى الشقة التي أصبحت خرابا....

بينما دخل هو المصعد... و هو يتأفف ... و يسب نفسه : سامحك الله يا سالم... نقلت لي عدوى المساعدات ...

لكنه ابتسم فجأة و هو يتذكر كيف تبتسم ... كأنها بلهاء ... تبتسم لي و أنا أكلمها بغرور... الم أقل أنها طفلة؟؟؟


***** ***** *****

للحكاية بقية

قراءة ممتعة أتمناها لكم

:flowers2::flowers2::flowers2:


ألحان الشوق 16-01-08 03:28 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عذبة التجريح (المشاركة 1175819)


روعة ماخطته اناملك ياأختي الحبيبة الحان الشوق
فالرواية.. ذات مضمون جديد لم يسبق لي قرأته من قبل


وطريقة طرحك للحوار والموضوع.. قمة

ما شاء الله وتبارك تعالى

وبصراحة انا توني خلصت من قراية جميع اجزاء الرواية الجميلة

ومن توقعاتي يالغالية بأن سلمى تكون أخت سالم

وامها زينب ليست بأمها الحقيقية

وسعود ابن عمها سوف تكون لهما مع بعض قصة

واتوقع بانه سيقع في حبها رغم محاربة عقله له بهذه الأفكار


وبنتظارك يالغالية لتكملة الرواية الرائعة

وتقبلي خالص محبتي وتقديري


أختك المحبة


عذبة التجريح





هلا و غلا و مليون مرحبا بالعذبة عذبة التجريح

مرحبا بك بين ثنايا قصتي:Thanx:

سعيدة أنا بمرورك يا عذبة الحضور و الكلام

صراحة توقعاتك خطيرة مرررة:YkE04454:

ما راح أدخل في التفاصيل

و أتمنى يزيد فضولك في تتبع الأحداث
و الله لا يحرمني مرورك العذب يا عذبة

فمان الله

dew 17-01-08 12:22 AM

السلام عليكم أختي العزيزة ...........جزء في غاية الروعة والتشويق ....أنا جدا متحمسة للأجزاء القادمة...همممممممم بالنسبة للشخصيات أحس بأنها بدأت تترابط بشكل جميل ومشوق لتكون شبكة رائعة من الأحداث ..لم أتوقع أن يكون لسعود ابنة صغيرة تفاجأت كثيرا وقصته مع زوجته السابقة محزنة جدا ..أصلا ما توقعت يكون متزوج من قبل ..أحداث رائعة بحق ...لا تتأخري علينا يالغالية بإبداعك ...

عذبة التجريح 18-01-08 12:56 AM






سلمت يمناك ياأختي الحبيبة ألحان الشوق

فالبارت كان حقاً رائعاً ومميزاً

فأسلوبك جميل جداً في سرد الأحداث

وبالنسبة لتوقعي بالقرابة النسب مابين سلمى وسالم

وانهم أخوة فهي صحيحة.. ولكن أخطأت من ناحية الأم

وأيضاً يالغالية .. بخصوص سعود واحتمال وقوعه بحب سلمى فهو كبير جداً



ومن توقعاتي الجديدة.. فهي موت زينب أم سلمى..

ولكن قبل الموت سوف تكلم روضة أو ناصر أو أبو ناصر الجد

وتعلمهم بأمر سلمى حتى تكون في رعايتهم من بعد موتها



وهذه كل الأفكار التي تشطح بها مخيلتي

ولكن الحقيقة تعيش مابين ثنايا أفكارك يالغالية

وانا بنتظار ترجمتها على صفحات هذا المنتدى الغالي

حتى يتسنى لنا التمتع بها والعيش مع أبطالها


ولكِ خالص المحبة التقدير

وفقك الله وجعل النجاح حليفك بكل دروب الحياة


اللهم آمين


أختك المحبة


عذبة التجريح


ألحان الشوق 18-01-08 12:21 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة dew (المشاركة 1176654)
السلام عليكم أختي العزيزة ...........جزء في غاية الروعة والتشويق ....أنا جدا متحمسة للأجزاء القادمة...همممممممم بالنسبة للشخصيات أحس بأنها بدأت تترابط بشكل جميل ومشوق لتكون شبكة رائعة من الأحداث ..لم أتوقع أن يكون لسعود ابنة صغيرة تفاجأت كثيرا وقصته مع زوجته السابقة محزنة جدا ..أصلا ما توقعت يكون متزوج من قبل ..أحداث رائعة بحق ...لا تتأخري علينا يالغالية بإبداعك ...

و عليكم السلام و الرحمة

أشكرك على إنك مهتمة بأحداث القصة

عاد أنا أعتبرك من الضيوف اللي حضورهم ضروري:YkE04454:

الله لا يحرمني تشجيعك و ردودك

تابعي باقي قصة سعود و بنته و سلمى و باقي الشخصيات و إنشاء الله تسمتعي

ألحان الشوق 18-01-08 12:29 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عذبة التجريح (المشاركة 1177715)




سلمت يمناك ياأختي الحبيبة ألحان الشوق


فالبارت كان حقاً رائعاً ومميزاً

فأسلوبك جميل جداً في سرد الأحداث

شكرا يا الغالية تسلمين



وبالنسبة لتوقعي بالقرابة النسب مابين سلمى وسالم

وانهم أخوة فهي صحيحة.. ولكن أخطأت من ناحية الأم

وأيضاً يالغالية .. بخصوص سعود واحتمال وقوعه بحب سلمى فهو كبير جداً

امممممممممم... ممكن




ومن توقعاتي الجديدة.. فهي موت زينب أم سلمى..

له له له يا عذبة ... ما لهم دعوة الجرائم<<<<<خخخخخ تستهبل عاملة روحها بريئة:YkE04454:


ولكن قبل الموت سوف تكلم روضة أو ناصر أو أبو ناصر الجد

وتعلمهم بأمر سلمى حتى تكون في رعايتهم من بعد موتها

تابعي و شوفي شلون بيعرفون وينها سلمى




وهذه كل الأفكار التي تشطح بها مخيلتي

ولكن الحقيقة تعيش مابين ثنايا أفكارك يالغالية

وانا بنتظار ترجمتها على صفحات هذا المنتدى الغالي

حتى يتسنى لنا التمتع بها والعيش مع أبطالها


ولكِ خالص المحبة التقدير

وفقك الله وجعل النجاح حليفك بكل دروب الحياة


اللهم آمين


أختك المحبة


عذبة التجريح




تسلمين حبيبتي على مرورك العذب

و انشالله ما تملين من قصتي أبدا
:flowers2::flowers2::flowers2:

فمان الله

waxengirl 21-01-08 02:47 PM

لحوووووووون عامله ايه ياجميل خلصتى امتحانات ولا لسه؟ يارب ينهيها على خير ان شاء الله .
البارت رااااااااااااااااااااااااااااائئئئئئئئئئئئئئئئئعععععععععع وفيه حاجات كتير بتتوضح
اسلوب الكتابه للى بتتبعيه رائع لالا بل اكتر من رائع بجد بيعجبنى كتير من اول كلمه فى البارت والاسلوب ما شاء الله عليكى وصفك للحدث رهيب انا مش عارفه اوفيكى حقك لان اسلوبك خطييييييييير واسمحيلى اقوللك على الكلمات الحالمه اللى كتير عجبتنى

اقتباس:

تقلب صفحات ألبوم الصور... ليست أي صور ... ليست مجرد صور صور أحباب نسوا ... صور أحباب ماتوا... أحباب خانوا ... أحباب هجروا ... أحباب ابتعدوا ...

من بين تلك الصور العتيقة ...
تتعالا أصوات ضحكات بريئة ... ضحكات خجولة ... و ضحكات محبة ...

وسط هذا الألبوم ... تعيش ذكريات ماتت ... و سعادة وئدت ... و تأبا إلا أن تحيا معها لحظات و كأنها الحاضر...



[وصف رائع للذكريات ولحظات تامل عميقه من زينب ليست هى من كانت تتامل بل جعلتينا نحن نتامل فى الصور
اقتباس:

قاطعتها زينب : روضة ؟؟ أنت ؟؟ أنت تزوجين زوجك ؟؟ لا أفهم ... لماذا ؟ لا أستطيع أن أفهم ؟؟ لست قبيحة ... و لست حتى بنصف جمالك ....لست شريرة ولست أنا حتى بنصف طيبتك .... عن أي سعادة تتكلمين ؟؟ ما أعرفه أن الرجل يتزوج ثانية بحثا عن الأفضل....؟؟
قمه الحب ان تسعد حبيبك حتى لو جرح قلبك روضه زوجه طيبه وتحب قبلت ان يتزوج زوجها عليها وقامت باختيار الشريكه الاخرى زينب واختارتها لانها صالحه وتعرفها ومن باقى الحوار اتضح انهما صديقتين والحوار بالاعلى لحظات اندهاش واستنكار للامور .
اقتباس:

سقط ألبوم الصور من يد زينب ... فانتبهت لنفسها ... مسحت دمعتها ... التقطت الألبوم من الأرض و عادت تفتحه ... تنظر إليه و كأنها تنظر لعالم من الفراغ

و تتسائل ... أينك يا طيبة القلب ؟؟ هل مازلت تذكرينني ؟؟ أم أنك نسيتني و دفنتي ذكراي؟؟ هل تلتمسين لي العذر ؟؟ أم أنك نادمة على ثقتك بي و صداقتك لي ؟؟ هل صدقتهم ؟؟ أم أن قلبك يخبرك العكس؟؟ ...
ياااااااااااااااااااااااه حيرتينى لولو فى البارت اللى فات عرفنا ان روضه جواها سر كبير السر يعنى وضح الى حد ما لكن روضه قالت انها عملت كده علشان اختها اولا اختها تبقى ام سعود؟ وايه مصلحه ام سعود من خلاصها من زينب ؟ ام ناصر وتركى حقد وغيره من ناصر بس زينب ايه ذنبها ؟
اقتباس:

يتذكرها ... بكل تفاصيلها الدقيقة ... أنوثتها الصارخة ... عذوبة كلامها ... دلالها ... و حبها المجنون ... كان بين يديها إنسانا مخدرا ... تائها ... لا يرى غيرها.. لا يسمع إلا صوتها ... ذاب في عالمها ... أغرقها حبا أكبر من حبها و أصدق ... أعطاها الأمان و كل حنان الدنيا ... كانت حلمه الوردي الجميل ..
ده كلام عاشق حب بجد بس للاسف الاختيار مش صائب.
اقتباس:

إلى أن أيقظته على كابوس الواقع ... و سقطت الأقنعة ...

فسعيـت نحـوك ظامـئـا
حـتـى وجــدت جهنـمـا
بالوهـم آثــرت الرحـيـل
إلـــى رحـابــك مـغـرمـا
ولقد عبرتك في الهوى
واجتـزت منـكِ المبهـمـا
حـتـى تـغـيـر عـالـمـي
ونسيت جرحي المؤلما
ولشدّما أوهمت روحي
بــالأمــانــي شـــدمــــا
كم مؤلـم أنـي خدعـت
ومـخــجــل أن أعـلــمــا
كم مؤلـم أنـي خدعـت
ومـخــجــل أن أعـلــمــا

لحظات الالم موجعه والاصعب شعور انك انخدعت فى الانسان اللى المفروض بيكمللك .
هروب سعود وحياته مش عاجبانى اى حاجه فى الدنيا دىه تهون بس بنته مالهاش اى ذنب دى حتى البنت مش شاعره بوجوده ولا بحبه هو فاكر ان ده افضل ليها بس ده يالمها وانتى وصفتى حالها بطريقه تخلينا نحزن اكتر ,ان شاء الله يرتبط بسلمى بعد الخلافات ما تدوب وتكون خير ام لبنته.
يعجبنى سالم فى طيبته وحبه لشهد وصبره عليها واعتزازه بيها واحترامه ليها هو فعلا نعم الرجل .
الجد وحواره مع ابنه وعن الغائبين سعود وسالم جميل شعور الاب والجد اللى محتاج وجود كل احبائه بجانبه فى اخر ايامه ولكن الحياه لها راى اخر.


اقتباس:

استمرت المكالمه على هذا النحو ... كل منهما تحاول كبح دموعها ... و شوقها...
كل منهما تطرح الأسئلة البعيدة عن ما تشعران فعلا به ..
كل منهما تمد يدها لتلمس الصورة امامها ...
لكنها لا تجد إلا الفراغ ....
ياااه لبرهة تخيل لكل منهما أن الأخرى أمامها ... و تستطيع ضمها .. و تقبيل وجنتيها ...لكنهما تعانقان الفراغ ... و تضيع القبل وسطه...
مشاعر الامومه والبنوه من اجمل المشاعر الساميه وتعبيرك رائع وخصوصا ان كل منهما تحاول ان تمد يدها لتمسك الصوره امامها ولكنهما يجدا الا الفراغ مشاعر مشتاقه ومتالمه.

اقتباس:

رحلت و تركت سارة و عمرها لم يتجاوز الثلات سنين ... و لم تسأل عنها لليوم ....


فتح درج مكتبه ... أخرج الصورة من بين أوراقه ... ( و أنت أيضا لم تسأل عنها ... أنت أيضا تركتها و رحلت تبحث عن النجاح ... و النسيان)
دى مش ام ولا هو اب سامحينى على قسوتى عليهم انا مش مهتمه لمشاعرهم كل اهتمامى هو ساره هما ما يستاهلوهاش .

اقتباس:

فهاجمته مرة أخرى صورة زينب ... و قد غطى الدم وجهها... و تضع يدها على بطنها ... كأنها تحمي جنينها من الضربات المنهالة عليها من كل ناحية ... من والدها ... و إخوانها ...
لم يرحموها ...
بينما كان ناصر واقفا ينظر إليها بانكسار ... بخيبة ... و أبي ارتسمت على وجهه ملامح الخذلان ...
و كنت أنا الوحيد الذي يشعر بالفخر بما فعله ... لـم يكن لي ضمير ... ضميري كان تحت سيطرت أمي ... ترشدني إلى الخطأ و أظنه أنا الصواب ...

أي قلب كان عندي ... كيف لم تحركني دموع زينب ... ألمها ... صراخها ... كانت تنظر لأبيها بترجي ... و تصرخ أنا عفيفة ...
تنظر لناصر ثم لروضة و تصرخ أنا شريفة ... لم أفعل شيئا ...
لكن لـم يصدقها أحد ... خطة أمي كانت متقنة ... و نفذتها أنا باحترافية ...

كنت سعيدا ... لأني رأيت سعادة ناصر بحمل زينب تموت و تختنق فيعينيه ...
كنت سعيدا و أنا أرى سعادةأبي بزوجة إبنه تتحول لخيبة ... كنت سعيدا و أنا أرى الرضى في عيون أمي...
شعور بالندم ممزوج بالتوبه ما بعد القسوه وارتكاب جرم بحق انسانه الجزء ده بكاءءءءءءء بس فظيع.
البارت رائع تسلم ايديكى وياترى هتنزلى البارت التانى امتى ؟؟؟؟؟؟
باى باى ياجميل

زهرة الايام 21-01-08 10:13 PM

القصة من موضوعها باين انها مشوقة.......لي عودة بعد القراءه

ألحان الشوق 22-01-08 10:31 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة waxengirl (المشاركة 1182130)
لحوووووووون عامله ايه ياجميل خلصتى امتحانات ولا لسه؟ يارب ينهيها على خير ان شاء الله .
البارت رااااااااااااااااااااااااااااائئئئئئئئئئئئئئئئئعععععععععع وفيه حاجات كتير بتتوضح
اسلوب الكتابه للى بتتبعيه رائع لالا بل اكتر من رائع بجد بيعجبنى كتير من اول كلمه فى البارت والاسلوب ما شاء الله عليكى وصفك للحدث رهيب انا مش عارفه اوفيكى حقك لان اسلوبك خطييييييييير واسمحيلى اقوللك على الكلمات الحالمه اللى كتير عجبتنى


[وصف رائع للذكريات ولحظات تامل عميقه من زينب ليست هى من كانت تتامل بل جعلتينا نحن نتامل فى الصور

قمه الحب ان تسعد حبيبك حتى لو جرح قلبك روضه زوجه طيبه وتحب قبلت ان يتزوج زوجها عليها وقامت باختيار الشريكه الاخرى زينب واختارتها لانها صالحه وتعرفها ومن باقى الحوار اتضح انهما صديقتين والحوار بالاعلى لحظات اندهاش واستنكار للامور .
ياااااااااااااااااااااااه حيرتينى لولو فى البارت اللى فات عرفنا ان روضه جواها سر كبير السر يعنى وضح الى حد ما لكن روضه قالت انها عملت كده علشان اختها اولا اختها تبقى ام سعود؟ وايه مصلحه ام سعود من خلاصها من زينب ؟ ام ناصر وتركى حقد وغيره من ناصر بس زينب ايه ذنبها ؟

ده كلام عاشق حب بجد بس للاسف الاختيار مش صائب.


لحظات الالم موجعه والاصعب شعور انك انخدعت فى الانسان اللى المفروض بيكمللك .
هروب سعود وحياته مش عاجبانى اى حاجه فى الدنيا دىه تهون بس بنته مالهاش اى ذنب دى حتى البنت مش شاعره بوجوده ولا بحبه هو فاكر ان ده افضل ليها بس ده يالمها وانتى وصفتى حالها بطريقه تخلينا نحزن اكتر ,ان شاء الله يرتبط بسلمى بعد الخلافات ما تدوب وتكون خير ام لبنته.
يعجبنى سالم فى طيبته وحبه لشهد وصبره عليها واعتزازه بيها واحترامه ليها هو فعلا نعم الرجل .
الجد وحواره مع ابنه وعن الغائبين سعود وسالم جميل شعور الاب والجد اللى محتاج وجود كل احبائه بجانبه فى اخر ايامه ولكن الحياه لها راى اخر.


مشاعر الامومه والبنوه من اجمل المشاعر الساميه وتعبيرك رائع وخصوصا ان كل منهما تحاول ان تمد يدها لتمسك الصوره امامها ولكنهما يجدا الا الفراغ مشاعر مشتاقه ومتالمه.


دى مش ام ولا هو اب سامحينى على قسوتى عليهم انا مش مهتمه لمشاعرهم كل اهتمامى هو ساره هما ما يستاهلوهاش .


شعور بالندم ممزوج بالتوبه ما بعد القسوه وارتكاب جرم بحق انسانه الجزء ده بكاءءءءءءء بس فظيع.
البارت رائع تسلم ايديكى وياترى هتنزلى البارت التانى امتى ؟؟؟؟؟؟
باى باى ياجميل


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يا حلوة

أبشرك ، أنا ما عندي امتحانات ، خلاص أخدتلي كورسين ورى بعض راحة ،

تسلمين يا قلبي على كلامك الحلو ... أحرجتيني ...

و على فكرة طريقة تحليلك بجد بجد روعة ... بحس انك فعلا قرأتي الجزء بانسجام تام ...

الله لا يحرمني مرورك العطر ...

يعجبني انسجامك مع الشخصيات ... و تعليقك على كل واحد منهم...

و أتمنى إن حبك لقرائة القصة يزيد مع كل جزء ...


الجزء القادم هيكون بكرة ... إنشاء الله ... و
أتمنى نك تقريه و تحبيه كمان ...

ألحان الشوق 22-01-08 10:35 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهرة الايام (المشاركة 1182474)
القصة من موضوعها باين انها مشوقة.......لي عودة بعد القراءه

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أهلا بك يا زهرة الأيام ...

أتمنى تنال القصة على إعجابك
و يسرني مرورك

ألحان الشوق 24-01-08 01:43 AM

البداية












بعد أن تأكدت من أن العمال قد ا نتهووا من أعمالهم.... و رحلوا ... دخلت غرفتها ... و هي ترتب أفكارها ...و تفكر بما ستبدأ أولا ...


فتحت الدولاب ... أخرجت بسرعة سروال جينز أبيض ... و قميصا واسعا أبيض ... كانا قديمين بعض الشيء ... و مناسبين للعمل في تنظيف الشقة ...
جمعت شعرها الطويل على شكل ذيل حصان ثم ضفرته حتى لا يزعجها أثناء العمل ... ثم غطته بشرشف خفيف حماية له من الغبار...


فتحت جميع النوافذ و باب الشقة كذلك فالمكان كان محتاجا لكثير الكثير من الهواء النقي ...


و بدأت أعمال التنظيف و هي واضعة كمامة على فمها و أنفها ... تقاوم رغبتها في الإستفراغ ... و تحاول التركيز مع سورة البقرة ... التي كانت سمية قد نصحتها بتشغيلها في الشقة عندما كلمتها قبل قليل تشرح لها الظروف و تعتذر لعدم حضورها...


أحست بالهدوء و الراحة...و هي تتمعن في كلمات السورة...



بعد ثلاث ساعات من العمل المتواصل ... نظرت سلمى حولها و هي تشعر نوعا ما بالرضى ... المكان نظيف جدا مقارنة بحاله قبل قليل ...


اختفت رائحة السكير و كلبه ... بعد أن غلبت عليها رائحة المنظفات و المطهرات ... قامت بمسح النوافذ كلها ... و ركزت كثيرا على غرفته ... التي كانت حالها أسوء من حال زريبة الحيوانات ...


كانت الشقة إجمالا مكونة من غرفتين ... صالون صغير ... و مطبخ مطل على الصالون ... حمام...

و بلكونة صغيرة ... كانت كافية لوضع طاولة و ثلاث كراسي ...





نظرت لساعة يدها ... الواحدة بعد الظهر ... ليس عليها الآن سوى تضع الستائر ... و باقي المناشف و المناديل في الغسالة ...



تتوضأ و تصلي ... ثم تخرج للتبضع ... فالثلاجة فارغة تماما ... و هي لم تأكل شيئا منذ البارحة....







* * * * * *





كان جالسا على مكتبه ينهي كتابة تقارير مرضاه لهذا اليوم ... و هو يفكر هل قرار عودته للبلاد صحيح ...


أم أنه من الأفضل له البقاء هنا للأبد... يعرف أنه جبان ... هارب من واقع حياته ... لكنه لا يستطيع غير ذلك ...


لا يريد أن يرى ابنته طوال الوقت أمام عينيه ... سيقسو عليها... سيحرمها من حضنه ... لأنه يرى فيها ... أمها ...



كلما نظر إليها تذكر هدى ... تذكر حب حياته ... التي بقدر ما جرحته و ظلمت حبه ... لا يستطيع أن يكرهها ... ربما لذلك يحاول الهرب من ابنته ...حتى يحاول النسيان ...



لقد مل فعلا حياته هنا ... كاندوما يحلم بأن يدرس ... و يتدرب في أشهر المستشفيات في فرنسا ... ثم يعود إلي أهله و بلده ...يحقق نجاحه هناك ... و يفيد الأطباء الشبان بما تعلمه هو هنا ....



لكن هدى هدمت أحلامه ... صدمته ... مثلت عليه البراءة و الطهر ... إلى أن أيقن أنه من المستحيل
أن يعيش بدونها ...



لم يفكر في العواقب ... لم يهتم إلى كونها متحررة و ألفت حياتها هنا لدرجة أصبحت تزور أهلها في الكويت لمدة لا تتجاوز الشهر...



ظن أنها تحبه ... و مستعدة للتضحية بالغالي و الرخيص لأجله ... لكنه كان أعمى ... أعمته أنوتثها و دلالها ... تخدر عقله تحت تأثير عذوبتها و جمالها ... كانت حبه الأول .... و ستبقى حبه الوحيد ...




لن ينساها صاحبة العيون الساحرة ... أحيانا يندم على قراره بأن يطلقها ... أحيانا يتمنى لو طاوعها و عاد إلى فرنسا ...



على الأقل لأجل ابنته ... سارة التي تعيش الآن يتيمة و والداها على قيد الحياة ... لكن هول الصدمة عندما عرف من الطبيب المشرف عليها أنها أجهضت عمدا ... جعلته يفقد أعصابه ...



قتلت ولده ... الولد الذي لم يعلم بوجوده إلا بعد موته ... حينها عرف أنها لا و لن تكون أما صالحة ...



هي تماما كأمه ... تحيى لنفسها فقط ... و حتى لو لم يطلقها آنذاك ... كانت ستتركه و ترحل هي يوما ما ...



ليته فقط يمحو ذكراها من عقله ... الذكرى التي تعرقل حياته ... و تبعده عن ابنته ...








* * * * * *






انتهى دوامه لليوم ... كان تفكيره خلال الساعات الفارطة منحصرا على إنسانة واحدة ... حبيبة قلبه ... شهد ... كيف سيدبر لها سكنا...


لقد أخطئا حين استأجرا شقة صغيرة ... سعود سيعود للبلاد لكن بعد شهرين ... و دراستها ستبتدئ بعد أسبوعين ...



تمنى لو كان بإمكانه أخد عطلة و الذهاب للبلاد و إقامة حفل الزواج حتى يمكنها أن تسكن معه ... في غرفة واحدة ... لكن ... صعب ...



خطرت بباله فكرة ... أجل ... أفضل حل ... لو أن سعود فقط يوافق ... و يتحمل ... يعرفه ... و يعرف عناده ...



سيسأله الآن حالا ... أجل عليه أن يعرف رأيه قبل إتخاذ القرار ... فهو أولا و قبل كل شيء شقيق شهد ... و ابن عمه الأكبر سنا ...




أخرج هاتفه النقال من جيبه ... و اتصل بسعود ... الأمر لا يحتمل التأجيل ... شيء طبيعي ... فهو لا يريد لحبيبته أن تتأخر في دراستها ...



جائه صوت سعود العميق: ألووو ... أهلا سالم ...

سالم : أهلا سعوود ... هل أنهيت عملك ...؟؟

سعود : ليس بعد ... لكني لن أتأخر اليوم ... ساعتين بالكثير و أكون في المنزل .... لماذا ؟؟

سالم : في الحقيقة ... أريد أن أقترح عليك شيئا بخصوص سكن شهد ...



سعود : هل وجدت سكنا مناسبا..؟

سالم : امممممم ... ليس بعد ... لكن ما رأيك في أن تسكن بجوارنا ... أقصد مع جارتنا... سلمى...



سعود بصوت حاد: آسف سالم ... لا أريد لأختي أن تسكن مع تلك الفتاة ... لن ترتاح معها ... لن تتوافقا ...


سالم : بالعكس يا ابن عمي ... إنها هادئة ... و مؤذبة تماما كشهد...


سعود: ربما ... لكن ... أنت لا تعرف مثل هذا النوع المتحرر من البنات ... كل شيء عاد ... و مقبول لديهن ... و شهد ليست متحررة ... و تربت في بيئة غير بيئة جارتك...



سالم و قد مل من ابن عمه الذي يرى الدنيا من ثقب ابرة: سعووود ... ألا تلاحظ أنك تحكم على البنت من منطلقك الشخصي .... أنت حتى لم تكلمها كيف تحكم عليها ... و كأنك تعرفها منذ زمـن؟؟؟



فهم سعود قصده ... أو ربما هيء له ذلك ... ربما لأنه يعرف نفسه ... و يعرف أنه علق حياته كلها على هدى ... لكن لا يحق لأحد لومه .... تنهد بعمق و قال : لا بأس سالم ... كما هي أختي ... هي زوجتك ... افعل ما تراه مناسبا و لائقا بزوجتك .... ركز على كلمته الأخيرة ... ليحسسه بقدر المسؤولية الملقاة عليه ...



سالم : طبعا لن أفعل إلا ما أراه لائقا بزوجتي... و جارتنا إنسانة محترمة ... و أي إنسان آخر سيحكم عليها أنها محترمة ... الا أنت ...



سعود: أرى أنك تدافع عنها بعد يوم واحد... الله أعلم بما ستفعله بعد شهر ...



سالم : سعود... آسف يا ابن عمي لكنك تافه ...


ضحك سعود بقوة على ابن عمه الذي يرتفع ضغطه بسرعة... ثم أنهيا المكالمة ... بعد أن أكد له انه موافق طالما ستكون شهد قريبة منهما .... هكذا يمكنهما حمايتها و رعايتها... و أقنع سعود نفسه أنها مدة قصيرة ... إلى أن يعودوا جميعا للسعودية و يتزوج سالم و شهد...






* * * * * *





كانت سـارة تلعب أمام عينيه ... بكل هدوء ... تذكر كيف كانت تنادي والدها ليلا ... ليس بالأمر الجديد ...هي دائما تناديه و هي تحلم... لكنه تأثر بالأمس أكثر من العادة ...



ربمالأنه فكر في جنين زينب ... هل كتب له الحياة... ذكر هو أو أنثى .. كيف يعيش ... و كيف يكفر هو عن ذنبه ... سامحها الله أمه التي جعلت منه إنسانا بلا بصيرة....



يا ترى ما مصير زينب وسط إخوتها ... هو يعرفهم ... قلوبهم قاسية و لا يهمهم شيء كثر ما تهمهم سمعتهم وسط الناس و في السوق ... لابد أنهم قتلوها و قتلوا طفلها ...



رده صوت سارة العذب إلى الحاضر : بابا تركي ... أتسمعني؟؟


: نعم حبيبتي ... ماذا قلتي ؟

سارة: متى يمكنني أن أذهب لأمي روضة و عمي ناصر ؟؟

:بعد أن يرتاحا من السفر... لكن هذه المرة العشرون التي تسألين فيها ...حملها فوق ركبتيه و سألها : لما الإصرار؟؟


سارة: اشتقت لهم...قالتها ببرائة ... لكن جدها يفهمها ... كيف لا و هو من رباها ... : فــقــط؟؟؟


ابتسمت سارة ببرائة: و لأحضر هداياي من عند أمي روضة...ضحك تركي على أفكار حفيته المتعلقة بالهدايا و الحلويات و الألعاب ...



و هو يتسائل كيف حرم نفسه من هذه المتعة عندما كان أولاده صغارا بسنها .... لكن كل ما يخطر بباله هو ... أن سامحك الله يا أمي....

و عاد شبح ابن او ابنة أخيه ليداهمه ... هل كان له من الهدايا و اللعب ما يكفي... أم أنه رمي في دور الأيتام ... لستر الفضيحة ...


كيف لأمه أن تكون قاسية لدرجة أن تتقبل بسعة صدر أن يكنى حفيدها باللقيط ... أحيانا يحمد الله أنها ماتت قبله ...


لأن بعدها عنه يجعله إنسانا بضمير ... كباقي الناس ...


منذ وفاة أمه و هو يفكر في الموضوع ... يحاول في كل مرة استجماع شجاعته و مصارحة والده ... لكن الأمر ليس بالسهل ...




صعب أن يقف أمام أخيه المريض ... والده ... اخواته ... ابنائه ... ابن أخيه ... و يقول بكل بساطة ... أن زوجة ناصر ... عفيفة ... و أن كل ما حدث آنذاك ... كان من تخطيط أمه ... و تطبيقه هو ...

و مساعدة نورة زوجته ... و حصة أخته ... صعب ... أن يظهر الحق ... بعد أن دفنه بيديه ... لكنه نادم ...

و لكم يحس أن هذه الكلمة غير كافية للتعبير عما يحسه...







* * * * * *






دخلت وهي تدفع كرسي ناصر أمامها ... و ورائها الخادمة لورا... تحمل هدايا سارة ... التي اعتاد جميع أفراد العائلة إسعادها بهدية ...كل يوم ... بمناسبة و بدون ...




رغم أنهم يعلمون ... أن ذلك لن يعوض غياب الأم الجاحدة ... و الأب الهارب ... و كانوا هم الكبار يتحملون خطأ أبنائهم و يراعون سارة ...




حتى عائلة أمها تحبها ... و يحاولون مع ابنتهم بجميع الطرق أن تزور ابنتها ... لكنها أهملتها كما سبق و أهملت والديها و إخوتها ...





سارة ... سارونة ... أين أنت ؟؟؟ نادت روضة ... ولم تنتظر كثيرا حتى خرجت لها سارة بفرح و هي تصرخ : بابا تركي .... لقد جائوا إلي ... عمو ناصر و أمي روضة .....



ثم قفزت بقوة لأحضان ناصر الذي فتح لها ذراعيه الذان كان بالكاد يستطيع تحريكهما .... قبلته بقوة ثم قفزت بنفس القوة لأحضان روضة ...



لكنها بعد أن لمحت الأكياس في يدي لورا ... فقدت التركيز ... و تبثت نظرها على الأكياس ... فضول طفلة بريئة ..
متشوقة لمعرفة ما تحمله تلك الأكياس ... متلهفة للعب بأشياء جديدة ...



ضحكت روضة على سارة التي كانت تكلمها و عيونها معلقة هناك حيث تقف لورا في مدخل المجلس ... رحمت حالها ... لأنها تعلم كم هي خجولة ... و لا تحب أن تطلب شيئا من أحد ...
أخذتها من يدها و تقدمت إلى حيث تقف لورا ...



أخذت منها الأكياس ... ثم التفتت لسارة ... التي لاتزال تنظر بصمت و خجل لروضة ...



كم هي جميلة عيونها الواسعة ... المتدفقة بالبراءة ... و المرح ... لا عجب أن الجميع ... صغيرا و كبيرا ... يسعى لرسم بسمة الفرح ...على شفتيها ... و نظرة الرضى ... في عيونها ...



هل تعلمين لمن هذا كله ؟؟



سارة و قد بدأت تحرك قدمها في عدة اتجاهات

عشوائيا ، و لم تجب ...




روضة : إذا لم تخبريني ... فلن أفتح الأكياس... و لن تري ما بداخلها ...



سارة : هي لي أنا ...



روضة: ههههههههه ... يا واثقة ... و كيف عرفتي ؟


سارة و قد وضعت يدها الصغيرة على خصرها ... و تكلمت بعفوية ... بعد أن عرفت أن الهدايا لها ...: لأنه لا يوجد غيري هنا ... أنا الوحيدة التي تلعب بألعاب و دمى ...









* * * * * *






دخل المجلس على صوت ضحكات حفيدته ... فوجئ بوجود أخيه و زوجته معها ... التي كانت تلاعب سارة ...




يشعر بالإمتنان نحو هذه المرأة ... ابنة عمه ... التي كان ... في الماضي يحتقرها ... حتى عندما كانوا مجرد أطفال كان دائما يضربها ... لأنها كانت ضعيفة البنية ... و كان ناصر يدافع عنها باستماتة ...




هذه المرأة التي ربت أولاده بعد أن تركتهم أمهم ...
التي صبرت لظلم أمه لها ... حبا في زوجها ... و احتراما لعمها ...


و ها هي ذي الآن تعمل على إبهاج حفيدته بعد أن تركها والداها ... كل منهم لسببه التافه ... الأم تريد الحرية ... و الأب يبحث عن النسيان ...


أبو سعود: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته... أطلتم الغيبة هذه المرة ... اشتقنا لكم ... انحنى على أخيه المقعد ... قبل على رأسه ... و عانقه بقوة ... كأنه يؤكد له مدى اشتياقه ... رفع رأسه اتجاه روضة...: كيف الحال يا أم سالم ؟



روضة: الحمد لله و الشكر ... أين أهل البيت ... أراه خاليا...



أبو سعود ..: أبي سينزل حالا ... حصة أبناؤها لم يعودوا بعد من سفرهم ... عليا و شهد خرجن للسوق ... لم يبقى الكثير لشهد حتى تسافر...



روضة :حسنا ... سأذهب أنا لأحضر بعض القهوة ... ثم التفتت لسارة :هل تأتين معي للمطبخ سارة..... ساااارة .... سارونة....



ابو سعود: ههههههههه ... لا حياة لمن تنادي ... الأميرة الصغيرة مشغولة بلعبها الجديدة ...



تقدم تركي لكرسي أخيه دفعه لداخل المجلس ... و جلس مقابله ... يسأله كيف كانت رحلة العودة ... و كيف هي نفسيته الآن... كانت كل ردود ناصر ... متشابهة ...


ليس على لسانه سوى كلمات حمد و شكر ... كان سعيدا لمجرد أنه عاد لبيته و أهله ...

يحس بالراحة إلى جانب أخيه الذي تغير كليا بعد وفاة أمهما ...

و إلى جانب والده الحنون ... الطيب ... رغم مرضه و ضعفه ...

هو شاكر لله بلا حدود أن له أسرة تعينه و تحبه ...




أما تركي فقد كان يدقق في ملامح شقيقه الأصغر ... و يكلمه بكل حب ...


و هو يتمنى أن لا تنتهي هذه اللحظات ... لحظات قربه من ناصر و كلامه معه ...


ربما لأنه قد حسم أمره ... بأن يخرج المدفون في ظلام أعماقه ... للنور ...


حسم أمره بأن يترك للسانه أخيرا حرية الكلام ... توكل على رب العباد ...

و قرر أن يتكلم ... و يحكي لأبيه عن الحقيقة كلها ...

يخاف أن توافيه المنية ... و يذهب إلى الله حاملا على كاهله ذنبا عظيما ...


و يكون عذاب الآخرة أشد من عذابه في دنياه ...







* * * * * *





بعد أن أنهت صلاتها ... و دعت ربها ككل مرة ... أن يعينها ... و يثبتها ...

فتحت حقيبتها ... لترتب ملابسها و أغراضها كل في مكانه ...
ابتسمت و هي ترى كم أن ملابسها جد مرتبة ... و معطرة ... داخل الحقيبة ...
لم تكن لترتب أغراضها بهذا النظام و الحب أبدا ... لفت إنتباهها كيس صغير بين الملابس ... عليه ورقة صغيرة ...
كتبت عليها ملاحظة ( لابد أن رائحة الرطوبة قد ملأت غرفتك بعد شهر غياب ... اسمعي كلامي هذه المرة فقط و بخريها ... فرائحة البخور تدوم عكس تلك الروائح الإصطناعية ..) ...

الكلمات عادية ... مجرد ملاحظة ... مخطوطة على قطعة ورق ...لكن سلمى و بعد أن قرأتها ... ضمتها إلى صدرها بقوة ...
كم هو مطمإن الإحساس بأن هناك من يرعاك... و يهتم لك ... حتى و هو بعيد عنك ...


لم تكن من محبي المباخر ... و الدخان ... لم تجرب أن تعد المبخرة أبدا ...
لكن أمها كانت معتادة على ذلك كل يوم تقريبا ... بمناسبة و بدون ...
قربت الكيس من أنفها ... نفس الرائحة ... و كأنها عادت إلى هناك ...
إلى الشقة الصغيرة ... الدافئة .... التي جمعتها بأمها لسنين ... رائحة أمها تفوح من هذا الكيس الصغير ...
سبب واحد ... جعلها تندفع بسرعة تجاه خزانتها تبحث عن مبخرة صغيرة كانت قد أهدتها لها ياسمين ... بعد أن عادت من تونس ...
لم تخذلها ذاكرتها ... و وجدت المبخرة ...
كانت صغيرة ... و مخصصة في الواقع للديكور ... لكن لابأس ستجربها اليوم ... علها
تخدمها و لا تخذلها ...






* * * * * *


فتح باب المصعد و خرج منه ... كان قد حسم الأمر و قرر أن يكلم سلمى في موضوع السكن ...
لمح باب شقتها مفتوحا ... لا يعلم إن كانت هي من بالداخل أم أن ذاك المجنون لم يرحل بعد ...

لكن رائحة بخور ... قوية ... عطرة ... أكدت له أن هي من بالداخل ...
مسكينه لابد أنها تعبت اليوم و هي تنظف المكان ...
فكر هل يتطفل و يكلمها الآن ... أم يؤجل الموضوع قليلا ... وصله صوتها ... و هي تدندن بكلمات أغنية ...
لم يستطع تمييز ما تقوله ... لكنه تراجع ... مخافة أن يحرجها ... ضحك بخفة و هو يفتح باب شقته ... يبدو أن جارته منسجمة مع أغنيتها و هي تدور بالمبخرة في أرجاء الشقة ...

تحول ضحكته لإبتسامة واسعة ... و هو يتخيل شكل شهد ... تبخر المجلس ... و صوت الموسيقى يصل لآخر ركن في البيت الكبير بيت عمه ...

و هي تغني و تتمايل على موسيقى عود محمد عبده ....
كانت العائلة برمتها معتادة على طقوسها تلك ...
و لكم اختلس هو النظر إليها ... دون علمها ... حتى و هي زوجته ... لأنه ببساطة يعرف أنها قد تذوب أمامه من قوة حيائها ...

رمى بحقيبته على المكتب ... و أخد صورتها ... ثم رمى بنفسه على السرير ...
و هو يتأمل وجه حبيبته شهد ... و يفكر في كلام سعود ... أنها لن تتوافق و سلمى في السكن ... ربما كلامه صحيح ...
لكن إحساسه يقول غير ذلك ...



بعد أن توضأ ... و صلى فرضه ... عاد و ارتدى معطفه.. و حذائه ... سيمر على جارته أولا ... ثم يذهب لتناول شيء خفيف في الخارج ...
أخذ مفاتيحه و هاتفه ... ثم خرج من الشقة ...



كانت واقفة أمام المصعد تنتظره ... منشغلة بأزرار معطفها ...

لا يدري كيف سمح لنفسه بتأملها ... يعلم أنه خطأ ... لكن ... هذه الإنسانة ... ليست كالباقيات ... هو لم يعرفها و لم يرها ...من قبل أبدا ... لا يعرف عنها شيئا ...
لكنه يحس أنها دخلت قلبه من أول لحظة ... حين كانت تتنازع مع حقيبتها الثقيلة و درجات مدخل العمارة ...
أحس ببرائتها ... حركاتها ... طريقة كلامها ... ظفيرة شعرها الطويلة تلك ...
طفلة صغيرة ... لا يضنها تجاوزت الثامنة عشر من عمرها ...
لكن ما يحرق أعصابه ... هو كيف يتركها إخوانها هكذا وحيدة وسط هذه الدنيا الغريبة...
لو كان له أخت كهذه الدمية الصغيرة ...
لوضعها وسط عيونه و أغلقهما مدى الدهر ... ليحميها ...


:السلام عليكم ورحمة الله وبركاته... ايقضه صوتها و أعاده لأرض الواقع ... خجل من طريقة وقوفه أمام باب شقته و هو يبحلق فيها ...
فكر أنها أسائت الظن ... و تظنه الآن ... عديم الإحترام ...
و عليكم السلام و الرحمة ... تردد قليلا ... ثم إقترب لمكان وقوفها .... كيف الحال؟؟

سلمى: بخير لو أن المصعد يسرع قليلا فقط...

ألقى سالم نظرة تجاه المصعد ...:كم من الوقت انتظرته؟؟

سلمى: عشر دقائق على الأقل ... يبدو أن أحدهم محتفظ به لنفسه ... ادري يفعلها الكثيرون ...

كانت تتكلم و هي عاقدة حاجبيها ... و شبح ابتسامة على شفتيها ... تماما كما الأطفال ....
تشجع سالم ... و دخل معها في موضوعه بلا مقدمات ... : أخت سلمى ... الحجرة الثانية فارغة الآن ؟؟

سلمى: نعم ...

سالم : في الحقيقة ... نحن نبحث منذ مدة على سكن لزوجتي ... التي هي أخت سعود ابن عمي ... إذا لم يكن هناك من حجز الغرفة فإني أحجزها الآن ...

ابتسمت له سلمى ... ثم قالت: أكيد بمكانها السكن في تلك الغرفة ... سيسعدني ذلك ... لكن عليك أن تجهز الغرفة بنفسك ... لأنها الآن بلا أثاث ... طلبت من العمال التخلص منه ... فقد كان في حالة سيئة...

ابتسم سالم برضى : من جهة الأثاث لا عليك ... هذا أمر مفروغ منه ... لكن متى يمكننا الذهاب لصاحب السكن لتوقيع العقد ....

أحست سلمى باللهفة التي تخللت صوته ... لا يلام ... مشتاق ليرى حبيبته أمامه بأسرع وقت ... : عادي متى ما تريد ... أعلمني فقط بيوم قبل حتى أرتب أموري ...

سالم : شكرا لك ... و أتمنى أن نذهب في أقرب وقت ... ربما يوم الإثنين ... فدراستها ستبدأ بعد أسبوعين ... لم يبقى الكثير من الوقت ...

سلمى: و أنا حاضرة ... يوم الإثنين لكن صباحا ...

سالم : اتفقنا ... شكرا لتعاونك أختي...

سلمى: لا شكر على واجب ...أعتقد سنضطر للنزول على الأقدام ...

سالم : أجل ... لابد أنه معطل ...




* * * * * *



الهدوء يعم غرفة المكتب ... صمت لا تخترقه سوى دقات ساعة الحائط المنتظمة ...
لم يجرؤ على رفع رأسه ... و النظر لأبيه ... لم يستطع مواجهته ... أكثر ... بعد أن فجر كل ما بداخله من كلام ... كل الحقيقة ... كل شيء... و ها هو ذا الآن ... واقف أمام القاضي ...
ينتظر الحكم ... هو راض بكل قرار ...
لكنه ... يأمل أن لا يقسو عليه ...



كان أبو تركي ... صامتا ... المفاجأة ... أكبر من أن يسطيع تقبلها ... الصدمة ... جعلت آخر ما بقي من حب و معزة لزوجته الميتة يندثر ...
يعرف أنها تغار ... يعرف أنها مغرورة ... تحمل كل طباعها الغريبة ...
صبر على أنانيتها ... على إهانتها... له و لعائلته ...

لكنه لم يتوقع يوما ... أبدا ... أن تصل بها الجرأة لأن تحطم حياة ابنها ...
أرادت الإنتقام منه و تحطيمه في شخص ناصر ... هذا جزائه ....
حافظ عليها و وهبها حياة هنيئة مريحة ... و كافئته بأن دمرت عائلة....حرمت ابنها من ضناه ... و رأته يعاني المرض ... و لم يحن قلبها ...

لا يستطيع أن يصدق ... ناصر ... لديه طفل آخر غير سالم ... زينب لم تخنه ... زينب عفيفة ... و حملها كان من ناصر....


رفع رأسه بضعف و تعب اتجاه تركي ... الذي لازال جالسا على نفس الوضعية ...
نادم ... نااادم لأنه أطاع أمه ... ما نفعه الندم الآن ... ماذا سيصلح الندم ...
خربت أمه أخلاقه ... و بدل أن تجعل من بكرها رجلا ... شهما ...
جعلت منه نذلا .. حقيرا .... خاتم شر في أصبعها ...

:لماذا يا تركي ... لما لم تحتفظ بهذه الحقائق لنفسك ؟؟ لما لم تسكت و تأخد معك الحقيقة لقبرك ؟؟ لما تعذبني الآن بهذا الكلام ...؟؟ ما فائدته؟؟



لا جواب ... لا تفسير ... لا أعذار .... مخطأ هو .... و كل محاميي العالم ... لن يستطيعوا تبرئته من جرمه ...



: لم السكوت ؟؟ أجب قل شيئا ... ماذا تعرف أيضا؟؟



تكلم تركي ... و بصوت باكي ... دون أن يرفع رأسه ... لا يستطيع النظر لملامح وجه أبيه المعذبة: لا أعرف ... لا أعرف شيئا ... لا فكرة لدي أين زينب ... و هل أنجبت ... أو لا ... إن كانت حية أو......



قاطعه ابوه بحدة : أو ماتت يا تركي ... أليس كذلك ... كيف طاوعك قلبك على أن تحيى كل هذه السنين ... و أنت تعلم ان لأخيك ابن أو ابنة قد يكون مرميا في إحدى دور الأيتام الباردة ... هنااااك ..بعيدا عن أهله... و يكنى باللقيط ...
أنت تعيش هنا بهناء ... أولادك حولك ... تعلموا في أفضل الجامعات ... و عاشوا في أفضل الضروف .....
كان أبو تركي يتكلم بانفعال ... عله يطفئ بعضا من النار التي تحرق جوفه ...
لكم فرح عندما تغير تركي و تاب لله ... كانت دموع الفرح تتسابق من عيونه و من قلبه ...
ذاك اليوم ... حين غاب تركي عنهم لأيام ... ظن أنه سافر كالعادة بحثا عن المتعة الحرام ...
لكنه أساء الظن به ... فتركي ... كان و لأول مرة منذ نعومة الأظافر في مكة ...
لكم حمد ربه الذي أحياه إلى أن رأى بكره ... يعود لطريق المسجد ... بعد أن ألفت قدماه طريق أصحاب السوء ....
و اليوم ... للأسف ...
عاد الإحساس بالخيبة لقلبه...



:اسمع يا تركي ... اعلم أني غاضب عليك ... آسف يا ولدي ... آسف ... لكن خطأك هذا عظيم عند الله ... و إن أردت أن أسامحك ... فابحث عن زينب و طفلها ... ان وجدته حيا ...فإني أريده هنا ... أمام عيني و عيني والده ... و إن كان ميتا ... أو مفقودا ...
فإني أنصحك أن تستغفر الله إلى أن يحين أجلك... عله يغفر لك .....
قال كلامه هذا بحدة ... و قد خنقته العبرة ... و تلألأت الدموع في عينيه ... لا يهون عليه إبنه ... لكنه أخطأ ... أخطأ بحق الكثيرين ... و كل مخطئ له عقاب...
حمل عصاه . وقف من على كرسيه ... ثم توجه للباب ... سيذهب لحديقته ... يريد أن يستنشق بعض الهواء ... يحس أن قوته بدأت تتلاشى ...


أوقفه صوت تركي : ابي ... هل ستخبر ناصر ...؟؟


: لا لن أخبره ... لن أزيده هما ... حين تجد طفله حيا ... أخبره ...




* * * * * *



بعد أن عادت من الخارج ... و كانت قد قررت ما الذي ستطبخه ... كانت فعلا تشعر بالجوع ... خاصة بعد يوم متعب ... غيرت أولا ملابسها... ارتدت لها بيجاما مريحة ... و خفيفة .... بما أن الشقة دافئة ....
أحست بالراحة و الرضى و هي ترى أن المكان قد أصبح فعلا نضيفا ...
دخلت المطبخ ... و حضرت بعض الخضر ... و اللحم ... و سلطة خفيفة ... حاولت أن تسرع ... بما أنها لم تعد قادرة على تحمل الجوع ...





استيقظت صباحا ... و هي تشعر بألم في كل أنحاء جسمها ... الدلال الذي اعتادته لدى أمها ... جعلها ضعيفة جدا ...
حتى أن مجرد تنظيف بسيط هد جسمها .... جلست على السرير و هي تتمطط و تحرك رقبتها في كل الإتجاهات ... اليوم يوم عمل ...
عليها أن تكون نشيطة بعض الشيء ... قامت من مكانها ... جهزت ملابسها ... ثم قصدت المطبخ تحضر قهوتها ذات الوصفة السحرية...
قهوة العم عبد الله ... مجرد رائحتها كانت كفيلة بأن تبث النشاط فيها ...
هي فعلا لا تشبه تلك القهوة التي يصنعها هو ... لكن مع المداومة على تحضيرها قد تصبح مثلها....




على الساعة الثانية عشر بالظبط ... كانت أمام مطعم حسين ... لقد اشتاقت لهما ... لنقاشتهما التي لا تنتهي ... دخلت بهدوء ...
كان المطعم لايزال فارغا نوعا ما ... عادة ما يكتض بالناس ابتداءا من الساعة الواحدة بعد الظهر ...
بما أنه اليوم يوم أحد عطلة الأسبوع ... فالكثير من العائلات و الطلبة العرب يأتون هنا ...


: أهلا أهلا أهلا بسلمى العزيزة ... الآن فقط نور المحل ... لقد مللت دونك....كان هذا صوت سمية ... صوت رفيع و عال ... لا علاقة له بشكلها ... فقد كانت مثينة بعض الشيء ...

التفتت سلمى لمصدر الصوت ... كانت جالسة في مكانها المعتاد ...أمامها طاولتها الصغيرة ... التي تضع عليها فنجان قهوتها ... و مجلاتها المفضلة ...

و موسيقى عبد الحليم الهادئة تملأ المكان دفأ و تعطيه جوا حميميا ....
الأثاث الشرقي ...
والديكورات الفرعونية...جو بعيد جدا عن فرنسا و بردها ...
تماما كما لو أنك تتجول في إحدى شوارع الأسكندرية العتيقة ...
لهذا تحب سلمى العمل هنا ...
حيث تنسى لسويعات ...مهما قلت ... أنها في الغربة ...

ابتسمت لسمية بحب ... و اتجهت اليها تسلم عليها ... بشوق ... أجل بشوق ... أصبحت تشعر بالإنتماء لها لحسين و للمكان كله...



* * * * * *



حكى له سالم عن كل شيء بخصوص استئجار السكن المقابل لشهد ... و أخبره بأنه سيوقع العقد غدا ... في الواقع لم يكن مرتاحا للأمر ...
لا يدري لما لا يستطيع تقبل سلمى ...
لا يدري لما تقتحم صورة هدى مخيلته كلما فكر في سلمى ...
لا يستطيع تقبل فكرة أن تعيش أخته معها ... و لو لفترة محدودة ...
لكنه سيحاول ظبط نفسه ... و الإهتمام بأخته ....


: سالم .... اينك .... بسرعة يا أخي ....كل هذا تلبس .... مدعو لعرس حضرتك...؟؟

خرج سالم من غرفته و هو يلبس جاكيته ... :آسف لم أعرف أنك تنتظر ... ثم لما الصراخ... كنت أكلم شهد ... أخبرتها أن تحجز تذكرة للأسبوع القادم ...


: بهذه السرعة ؟؟... تأكد منها أولا إن كانت راضية على أن تشارك السكن مع أخرى...

سالم: سألتها و حكيت لها عن سلمى أيضا...
نظر سعود إلى سالم و هو يديق عينيه: هل تعلم أنك لا تستحي...تحكي لزوجتك عن أن جارتك طيبة ....و ....

سالم: عادي يا أخي .... أختك واثقة من أني أعشقها ... و نيتها ليست سيئة مثلك...

: أقول .... تحرك هيا بنا ... أشعر بالجوع ... و مزاجي اليوم سيئ .... و لا يسمح لي بسماع
اتهاماتك....




* * * * * *



تعمل بجد و نشاط ... هي هكذا ... تحب أن تثقن عملها ... مهما كان بسيطا ... ترى رغبات الضيوف ... و تلبي طلباتهم ...
و بين الفينة و الأخرى ... تجلس إلى جانب سمية ... يضحكن ... ويتبادلن أطراف حديث شيق ...
كانت سلمى تحب خفة دم سمية ... و لهجتها المصرية الخفيفة ...
و هناك دائما عيون ... تحرسها و هي تشتغل و تتحرك بين طاولات المطعم ....
عيون حسين ... الذي كان يخاف من أن يعاكسها أحد ... كان دائما مستعدا للتدخل ...
بمجرد أن يلاحظ ... أن وجه سلمى قد اعتلته الحمرة ...
هو لم يعتد بعد على فكرة أن تعمل لديه ... و يحس نفسه مسؤولا عليها ...
إلى أن ينتهي دوامها و ترحل ... يخاف عليها كما لو كانت إبنته حقا ...



تقدمت من الشاب الجالس على طاولة في ركن المطعم ... و الذي يبدو أنه لم يطلب بعد ... ولأنه كان يعطيها بظهره ...
تفاجأت حين وجدت أنه ليس إلا سالم ... ابتسمت له عندما رفع رأسه يرى من وقف عند طاولته ....

:أهلا و سهلا ... كيف الحال؟

ناظرها سالم بدهشة و استنكار : بخير الحمد لله .... هل تعملين هنا ... ؟؟

:نعم...

سالم : ظننت أنك طالبة ...

: فعلا أنا طالبة ... لكني أعمل هنا يومي السبت و الأحد ... و احيانا بعد الظهر وسط الأسبوع...ها ما طلباتك؟؟؟


ابتسم سالم ... و هو في الواقع ... غير راض ... لا يهمه أمرها ... هي حرة ... لكن ... تبدو ضغيفة وصغيرة ... على تحمل الدراسة و العمل معا ....لكن هذا ليس من شأنه ... طلب له و لإبن عمه الذي تركه و ذهب للحمام ...



فوجئ بالواقفة أمام سالم ... تتكلم ... و ابتسامتها ... الرقيقة ... غمازة على خدها الأيسر ... تبرز مع كل حركة ... مع كل كلمة تنطق بها ...
فتاة أكثر من عادية ... ربما أقرب إلى طفلة ... منها إلى فتاة شابة ...
لكن صورة هدى يأتي من جديد ... يفرض عليه المقارنة الصعبة...
كم هن كثيرات من رأى و عرف بعد هدى ... لكن هذه بالذات ... تستفزه ... و تجبره على التفكير في هدى بعد ...أن بدأ ... في محاولة النسيان....


كان يتقدم من طاولته ... و عيناه لا تريان أمامه ... غير صورة هدى و شبح صورة سلمى ...


انتهت من تسجيل طلبات سالم ... استدارت من مكانها تود الذهاب للمطبخ ليعملوا على تجهيز الأكل ...
لكنها و بعد النصف خطوة الأولى ... اصطدمت بجسم قوي ...
لا تتذكر أنه كان هنا قبل برهة .... و نظرا لسرعة حركتها و خفة جسمها ... كادت أن تسقط أرضا ... لولا أن تلك الكثلة الجسدية التي صدمت بها تحركت و أمسكتها من كلتا ذراعيها ...
استطاعت أن تعيد توازنها ... رفعت رأسها و فتحت عينيها اللتان كانت قد أغلقتهما بشدة ... بعد أن أدركت أنها واقعة لا محالة ...
كانت ستفتح فمها ... لكن الكلام بقي معلقا ... لا ... إلا هذا ...
يكفي أنه ينظر ليها باحتقار كلما قابلها ... حاولت سحب ذراعيها من يديه ..
و هي تتمتم بصوت جدا منخفض: شكرا... آسفة ... لم أنتبه...

كأي شخص آخر مكانها ... وقع في نفس الموقف ... انتظرت منه أن يعتذر هو الآخر ... ثم ينتهي الأمر ... و تفتك من حرجها الذي تحسه ...


سعود: مرة أخرى ... حاولي أن تنتبهي أكثر ... لو سمحتي... كان صوته حادا ... و خشن ...

تقدم ناحية كرسيه ... و انحنت هي تحمل مذكرتها الصغيرة ... و ذهبت للمطبخ ...
أعطتهم ورقة الطلبات ... دخلت بسرعة لحمام المطعم ...
نظرت للمرآة ... بنظرات ساهمة ... فتحت الماء البارد ...
و بدأت تغسل به وجهها ... في محاولة لإطفاء حمرة و حرارة وجهها...
و كل تفكيرها يصب في بحر واحد...

هل هي المخطأة ... أم هو؟؟



* * * * * *


من أين سيبدأ ؟؟... على من يعتمد؟؟... كيف يجدها ؟؟...
كان رأسه على وشك الإنفجار...

شرط أبيه معجز ... صعب تنفيذه ... صعب إصلاح ما هدم بعد عشرين سنة ...

من يساعده...

و إن وجدها ....

ماذا عليه أن يقول...؟؟

هل تسامح...؟؟

أم تعاند... و تحرمه سماح والده له ...؟؟



صلى له ركعتين يستخير ربه ..... و يستعين به ....

و لم يجد في باله فكرة ... أفضل من أن ...يسافر هو بنفسه... و يبحث ...

كما سبق و سافر خصيصا .... و في نيته شر....

سيسافر الآن ....

و هو يأمل من الله كل خير...





* * * * * * * * *


قراءة ممتعة




إلى الملتقى

dew 25-01-08 12:25 AM

....يعجز لساني عن التعبير عما أشعر به عندما أرى جزءا جديدا من كتاباتك الرائعة ...أشعر بالتشويق والحماسة :55:كالعادة أتحفتنا بجزء مذهل وأحداث متنوعة سواء من ناحية والد سعود الذي تعاطفت معه لشرط والده الصعب فهو على الرغم مما فعله يشعر بالندم الشديد ,أو من ناحية سعود وسلمى وسالم ...لديك قدرة جميلة على إيصال المشاعر المرهفة والجياشة بالعاطفة إلى القارئ وهذا يا عزيزتي ما يميز كاتب عن آخر .....أتمنى لك كل التوفيق وأنتظرك مع الجزء القادم :55::55::55::55:

ألحان الشوق 27-01-08 01:31 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة dew (المشاركة 1186803)
....يعجز لساني عن التعبير عما أشعر به عندما أرى جزءا جديدا من كتاباتك الرائعة ...أشعر بالتشويق والحماسة :55:كالعادة أتحفتنا بجزء مذهل وأحداث متنوعة سواء من ناحية والد سعود الذي تعاطفت معه لشرط والده الصعب فهو على الرغم مما فعله يشعر بالندم الشديد ,أو من ناحية سعود وسلمى وسالم ...لديك قدرة جميلة على إيصال المشاعر المرهفة والجياشة بالعاطفة إلى القارئ وهذا يا عزيزتي ما يميز كاتب عن آخر .....أتمنى لك كل التوفيق وأنتظرك مع الجزء القادم :55::55::55::55:

هلا بك يا حلوة ....

أسعدني مرورك .... و تشجيعك .... و متابعتك لقصتي....

بس يا الغالية بنقطع عن الكتابة لفترة يمكن تطول أو تقصر ... ما أقدر أحددها من الحين ....

لكن أنا كلي عشم فيكي .... إني يوم أنزل جزء جديد ألاقيك كالعادة من المتتبعين و المشجعين

عذبة التجريح 27-01-08 10:36 PM





ألحان الشوق

ماهذه السمفونية الرائعة التي اطربتنا بها يا أختي الحبيبة..!!

إن عزف المشاعر لأروع لحن يستمتع به العقل

وأنتِ ماشاء الله أثبت وبجدارة لعازفة بارعة على وتر الكلمات

فسلمت أناملك يالغالية على هذه الرواية الرائعة


وإنني حقاً لمتشوقه لمعرفة ردت فعل سالم وسعوووووود بالأخص عند معرفة حقيقة سلمى..!!

وبداية المشوار بدأت عند تركي لتصحيح خطأ حياته حتى يغفر الله له ذنبه..

فكلي شوق ولهفه لمعرفة ماستئول عليه الأحداث القادمة..!!

وبنتظارك على أحر من الجمر أختي الحان الحبيبة

ولك خالص المحبة والتقدير

وفقك الله وحماك من كل شر ومكروه.. وسدد خطاك بالخير

وجعل النجاح حليفك بكل الأمور

اللهم آمين

أختك ومحبتك في الله


عذبة التجريح





RAYAN90 28-01-08 06:58 AM

شكورة اختي على الجزء الروعة

وننتظرك

waxengirl 29-01-08 03:32 AM

لولو عامله ايه والله زعلت لما عرفت انك هتغيبى الفتره الجايه بس فرحتللك لما عرفت انك هتجيبى بامبينو يملا حياتك ياقمر مبروك وربنا يقومك بالسلامه وترجعى لينا معاكى نونو موهوب زى مامته .:flowers2:
البارت رائئئئئئئئع بدات تفكى لغز القصه واحده واحده اهم احداث البارت اعتراف تركى لابوه .
اسلوب مشوق انك تقرى لحد ما تكملى للنهايه .
سلمى وسالم وسعود المثلث المترابطه اضلاعه بدون ما يدروا عجبنى ان سالم يشعر بشىء غريب ناحيه سلمى وكل شويه يقول انه لو كان عنده اخت ماكانش سابها ازاى اخواتها سابوها لوحدها .
اما سعود فبجد مضايقنى شايف هدى فى بنته يعنى ما كانش قادر يشوف امه فى هدى ومع ذللك استمر معاها برغم كل اعتراضاته الداخليه الواهيه لازم يرجع بلده ويحتوى بنته ويسيبه من اى تفاهات مسيطره عليه وبعدين ايه حكايته مع سلمى هو اكيد هيحبها بس شبح هدى هيسيطر عليه من جديد ومش من حقه علشان شاف مثال قدامه انه يحكم على غيره لا ده كمان بيعاملها بكل احتقار .
ناصر الشخص المتالم المجروح ياه ياالحان صعب عليا بشكل ولسه لما يعرف انهم ظلموا زينب وسابوها وحرموه من وليده اللى زى الشخصيه التقيه الراضيه ديه اكيد هيعذب نفسه كتير لما يعرف انه ظلم زينب .
اما حنان روضه وناصر على الطفله الجميله ساره فهو شىء جميل بس ما فيش حاجه تعوض عن غياب الاب والام.
تركى اااااه مش عارفه اقول ايه عليه عايزه اكرهه للى عمله بس فرحانه بتوبته بس ظلمه وحقده وغيرته اللى بثتها فيه امه بتقلبنى عليه اللى عمله كان فى منتهى القسوه وانعدام الضمير يارب يكفر عن اخطائه ويحاول يظهر الحقيقه يمكن ربنا يسامحه واهله يقدروا يسامحوه .
طبعا سميه وزوجها محتويين سلمى وبيعاملوها على انها بنتهم وده امر رائع انك تجد فى غربتك اشخاص يهتمون بك ولا يشعرونك بالغربه.
تسلم ايديكى وترجعى لينا بالسلامه امين يارب العالمين :f63::f63: .

dew 03-02-08 03:40 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ألحان الشوق (المشاركة 1190713)
هلا بك يا حلوة ....

أسعدني مرورك .... و تشجيعك .... و متابعتك لقصتي....

بس يا الغالية بنقطع عن الكتابة لفترة يمكن تطول أو تقصر ... ما أقدر أحددها من الحين ....

لكن أنا كلي عشم فيكي .... إني يوم أنزل جزء جديد ألاقيك كالعادة من المتتبعين و المشجعين


أهلين أختي ألحان ,,,إن شاء الله يكون المانع خير اللي يخليك تغيبين عن حبايبك ,,عزيزتي ,,ننتظرك مهما غبت ولا تخافين ,,أنا متابعتك الوفية ,,,

waxengirl 28-03-08 07:39 PM

الحان الشوق حمد الله على السلامه ولو انى زعلانه كتيييييييييييير منك علشان ما طمنتينا عليكى وعلى صحتك لما رجعتى بس ولا يهمك افتقدناكى كتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتييييييييييييير وحمد الله على سلامتك كمان مره

فطوم 29-03-08 03:38 AM

حبيبتي الحان الشوق اسلوب رائع وقصه مشوقه ونحن في انتظار البقيه - دمت لمحبيك -

ألحان الشوق 29-03-08 11:05 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عذبة التجريح (المشاركة 1191690)



ألحان الشوق


ماهذه السمفونية الرائعة التي اطربتنا بها يا أختي الحبيبة..!!

إن عزف المشاعر لأروع لحن يستمتع به العقل

وأنتِ ماشاء الله أثبت وبجدارة لعازفة بارعة على وتر الكلمات

فسلمت أناملك يالغالية على هذه الرواية الرائعة
من ذوقك يا رقيقة



وإنني حقاً لمتشوقه لمعرفة ردت فعل سالم وسعوووووود بالأخص عند معرفة حقيقة سلمى..!!

وبداية المشوار بدأت عند تركي لتصحيح خطأ حياته حتى يغفر الله له ذنبه..

فكلي شوق ولهفه لمعرفة ماستئول عليه الأحداث القادمة..!!
و انا كلي شوق لك و لتعليقك على الاحداث


وبنتظارك على أحر من الجمر أختي الحان الحبيبة

ولك خالص المحبة والتقدير

وفقك الله وحماك من كل شر ومكروه.. وسدد خطاك بالخير

وجعل النجاح حليفك بكل الأمور

اللهم آمين

أختك ومحبتك في الله


عذبة التجريح






تسلمين يا الغلا


و إنشالله ما طول غيبتك علينا

و تردين لنا كلك حيوية و ابداع

ألحان الشوق 29-03-08 11:08 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة RAYAN90 (المشاركة 1192347)
شكورة اختي على الجزء الروعة

وننتظرك

حياك الله رايان


مرحبا بك على صفحات القصة


حضورك الاروع

ألحان الشوق 29-03-08 11:14 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة waxengirl (المشاركة 1194346)
لولو عامله ايه والله زعلت لما عرفت انك هتغيبى الفتره الجايه بس فرحتللك لما عرفت انك هتجيبى بامبينو يملا حياتك ياقمر مبروك وربنا يقومك بالسلامه وترجعى لينا معاكى نونو موهوب زى مامته .:flowers2:
البارت رائئئئئئئئع بدات تفكى لغز القصه واحده واحده اهم احداث البارت اعتراف تركى لابوه .
اسلوب مشوق انك تقرى لحد ما تكملى للنهايه .
سلمى وسالم وسعود المثلث المترابطه اضلاعه بدون ما يدروا عجبنى ان سالم يشعر بشىء غريب ناحيه سلمى وكل شويه يقول انه لو كان عنده اخت ماكانش سابها ازاى اخواتها سابوها لوحدها .
اما سعود فبجد مضايقنى شايف هدى فى بنته يعنى ما كانش قادر يشوف امه فى هدى ومع ذللك استمر معاها برغم كل اعتراضاته الداخليه الواهيه لازم يرجع بلده ويحتوى بنته ويسيبه من اى تفاهات مسيطره عليه وبعدين ايه حكايته مع سلمى هو اكيد هيحبها بس شبح هدى هيسيطر عليه من جديد ومش من حقه علشان شاف مثال قدامه انه يحكم على غيره لا ده كمان بيعاملها بكل احتقار .
ناصر الشخص المتالم المجروح ياه ياالحان صعب عليا بشكل ولسه لما يعرف انهم ظلموا زينب وسابوها وحرموه من وليده اللى زى الشخصيه التقيه الراضيه ديه اكيد هيعذب نفسه كتير لما يعرف انه ظلم زينب .
اما حنان روضه وناصر على الطفله الجميله ساره فهو شىء جميل بس ما فيش حاجه تعوض عن غياب الاب والام.
تركى اااااه مش عارفه اقول ايه عليه عايزه اكرهه للى عمله بس فرحانه بتوبته بس ظلمه وحقده وغيرته اللى بثتها فيه امه بتقلبنى عليه اللى عمله كان فى منتهى القسوه وانعدام الضمير يارب يكفر عن اخطائه ويحاول يظهر الحقيقه يمكن ربنا يسامحه واهله يقدروا يسامحوه .
طبعا سميه وزوجها محتويين سلمى وبيعاملوها على انها بنتهم وده امر رائع انك تجد فى غربتك اشخاص يهتمون بك ولا يشعرونك بالغربه.
تسلم ايديكى وترجعى لينا بالسلامه امين يارب العالمين :f63::f63: .


شمعة الحلوة....انا بحب تعليقاتك

مش بس على قصتي

لا

على كل القصص


بكون جد حريصة اني أقرأها

اسلوبك حلو و راقي


تستاهلين لقب قارء مميز جدا:55:

ألحان الشوق 29-03-08 11:18 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة waxengirl (المشاركة 1307185)
الحان الشوق حمد الله على السلامه ولو انى زعلانه كتيييييييييييير منك علشان ما طمنتينا عليكى وعلى صحتك لما رجعتى بس ولا يهمك افتقدناكى كتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتييييييييييييير وحمد الله على سلامتك كمان مره


الله يسلمك و يبقيك
والله انه ما يهون علي زعلك
انا تمام الحمد لله
و البيبي كمان

بس كنت ابغي ادخل اللقصة لما اكمل الجزء
يلا انشالله مش هتأخر

ألحان الشوق 29-03-08 11:19 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فطوم (المشاركة 1308520)
حبيبتي الحان الشوق اسلوب رائع وقصه مشوقه ونحن في انتظار البقيه - دمت لمحبيك -


من ذوقك يا قلبي


انشالله تعجبك باقي الأحداث


و اكون عند حسن ظنك

حسناء 29-03-08 11:23 AM

الحمد لله على سلامتك إختي الحان

ومبروك البيبي ويتربى فعزك وعز ابوه

إن شاء الله

:29ps:



dew 29-03-08 06:24 PM

أهلين بأختي الحبيبة ,,,,والله اشتقت لك كثيييييييييييييييييييير

والحمد لله على السلامة يالغلا ,,,,:flowers2::flowers2::flowers2::flowers2:

ألحان الشوق 01-04-08 02:50 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسناء (المشاركة 1309013)
الحمد لله على سلامتك إختي الحان


ومبروك البيبي ويتربى فعزك وعز ابوه

إن شاء الله

:29ps:



الله يبارك فعمرك و يرزقك مثل ما رزقني




:flowers2:مشكورة يا قلبي:flowers2:

ألحان الشوق 01-04-08 02:52 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة dew (المشاركة 1309830)
أهلين بأختي الحبيبة ,,,,والله اشتقت لك كثيييييييييييييييييييير



والحمد لله على السلامة يالغلا ,,,,:flowers2::flowers2::flowers2::flowers2:


الله يسلمك حبيببتي
علني ما أخلا من هالطله الحلوة

:flowers2:مشكورة يا الغلا:flowers2:

احلي من القمر 01-04-08 05:43 PM

السلام عليكم ...مبروك البيبي ويتربي في عزك وانشاء الله يكون صالح ويسعدك ...زوصراحة القصة جدآآ رائعة ..وننتضر البقية ...

ألحان الشوق 21-05-08 08:58 AM

لحظات .. في .. سراديب .. الألم

&


&&


&&&


&&


&














نوارة حنينة....يمكن ياسمينة....يمكن ريحانة....غير كل الريحان


تضحك وحزينة..... في حضن جنينة....تحكي للنسمة....و تشكي من ظلم الانسان



قالت يا خسارة ... انا نوارة ... لا عندي جاه ولا عندي سلطان

كل اللي عندي... ريحة على خدي.... هي اللي بسببها كان اللي كان

تحبني و تحرقني ... ساعة تصدقني ... لمحبة تقتل لمحبة سجان
لو كان بيديا ... ريحة خديا ... نعطيها هديه ... و نعيش في أمان











" اينك ياسمين؟؟ تصدقين...اشتقت لك!!!"

قالتها بهمس عندما انطلقت انغام الاغنية تكسر هدوء الشقة


لكم كانت تكره صوت الموسيقى العالية التي تشغلها ياسمين في المنزل

لا يهم ليلا كان او نهار....


تعود متعبة بعد يوم طويل شاق...قسمته بين الجامعة....والمطعم

لم تكن تخفي ضجرها و رفضها للضجيج الآتي من غرفة ياسمين



لكن اليوم

تتمنى لو ان ياسمين هنا.... لقد اعتادت عليها
و ربما ايضا احبتها
لم تكن صديقتها
لكن وجودها هنا...اصبح من الضروريات....اصبحت منتمية لحياة سلمى اليومية




طوال السنة و نصف التي شاركت فيها ياسمين السكن

كانت تتهرب من تعميق العلاقة معها

كما سبق و فعلت طوال حياتها


لكي لا يسألها أحد

من انت؟؟


و لكي لا يزورها في احد بيتها

و يسأل اين اهلك


كانت تحسد ياسمين على شجاعتها في مواجهة الناس

كانت تحس كم انها ضعيفة الشخصية

تلجأ للهرب.....و الاستكانة

و ترفض المواجهة....حتى لو كانت هي المظلومة





مر على ذاكرتها....ذلك اليوم المشؤوم


اليوم الذي حدد مصيرها....و جعلها تتخذ قرار الهجرة

او الهرب بتعبير اصح


اول يوم ستحضر فيه محاضرة العلوم الاقتصادية في الجامعة

كانت مليئة بالحيوية...مصرة على النجاح

منذ اليوم الاول....خططت لدراساتها العليا



لكن الفرحة لم تدم



لاحظت نظرات الدكتور لها

نظرات بعثت الشك و الخوف في قلبها

فلطالها سمعت عن أساتذة جامعيين انتهكوا شرف طالباتهن

شعرت بالخوف اكثر عندما حمل لائحة الطلبة بين يديه


و نطق باسمها


رفعت رأسها بسرعة و نظرت اليه



سألها ليزيد من خوفها: امك.... اسمها زينب؟؟؟؟


شتمت غباءه....من أعطاه الحق ليسأل عن امي؟؟


بعد أن طال صمتها...أردف هو قائلا: لا تخافي
لست واحدا من عشاقها...لست اباك المفقود



احست لحظتها كأن دمها قد توقف عن السريان في عروقها...و قد ارتفع جله الى راسها الذي يكاد ينفجر



: هل انت بكماء...ام انك بلعت لسانك....ام انك خجلة من سيرة امك



بماذا تجيب....بحثث ارجاء عقلها بحثا عن الجواب المناسب لإسكاته


لكن....لا جواب....عيونها معلقة في الهواء....فمها جف ريقه...و تكاد تختنق

لم تجرؤ على الالتفات وراءها لترى من وراءها


يكفي من هم امامها

الذين التفتوا جميعا يبحلقون فيها

ينتظرون بما ستجيب زميلتهم



نطقت أخيرا: أستاذ عذرا هل تكلمني انا؟؟

سؤال غبي...لم تفكر حين نطقت به بشيء غير ان تنقذ ماء وجهها

لم تتوقع انه سيزيد من حجم الاحراج



: نعم انت سلمى ابنة زينب هل لي ان اسألك لما تحملين لقب امك

اضاف و على شفتيه ابتسامة سخرية
لا تقولي ان والديك اولاد عم



لا... الامر زاد عن حده

يكفي ما قاله

عليها ان توقفه

لكن الصدمة الجمت لسانها

ما قدرت عليه هو ان تحمل ما اخرجته من حقيبتها من مراجع وترجعه اليها



و تنصرف


لكن


و كأن القدر لم يكفيه هذه الاهانة

فيزيدها ان ترى عيونا مصدومة تبحلق فيها

عيون ندى

لم تتمكن من احتمال الوضع اكثر

و خرجت من الفصل


و هي تسمع صوت الدكتور يقول بصوت اعلى من قبل: جيد انك ذهبت من نفسك
فأنا لا أقبل لقطاء في محاضرتي



كانت تمشي بخطوات واسعة

افكارها مشتتة


من يكون؟؟؟ كيف عرفني؟؟؟و عرف امي؟؟؟

و لما يفضح سري امام الكل؟؟؟



سرها الذي دارته لسنين....لكي تتجنب نظرات الناس


مرت من امام اللوحة الكبيرة حيث برنامج المحاضرات

كانت تبحث عن اسم


اسم


قد يفسر لها ما حصل للتو في قاعة المحاضرة




عبد العزيز ال......




نفس اسمها


اسم امها


إذن هو قريب امها

هل يكون احد اخوالها



لا.....مستحيل......كيف يطاوعه قلبه على ما فعله بها


ألا يكفيهم مقاطعتهم لأختهم الوحيدة كل هذه السنين



ام انها فعلا ابنة زنا


"امي ......امي انا.......و الخطيئة"


لا يمكنها تصديق ذلك


رغم ان كل الدلائل تؤكد الامر

رغم صمت امها




هي مقتنعة من ان لها اصل

لها نسب

ابنه حلال



و امها عفيفة







عندما اصبحت خارج الجامعة

احست انها استنفذت ما بقي لها من قوة

و هي تهرول هاربة من لسان الاستاذ و عيون الطلبة التي تحدق بفضول



ركبتيها لم تعودا قادرتان على حملها أكثر...جلست على الرصيف امام الجامعة...هل كان تصرفا صحيحا هربها من القاعة...لا ابدا...تصرفها غبي


لقد اكدت للجميع صحت كلام الدكتور

ماذا ستفعل الآن...تعود غدا للدراسة كأن شيئا لم يكن

ام ان عليها الاستمرار في الهرب

زملاؤها ... هل سيتركون الحدث يمر بسهوله ...


تعرف هي ان طبيعة الانسان تحثه على الفضول و البحث وراء الحقائق و تزويرها



لم يكن لها حل...لتجنب الاحراج...غير الهرب...



و كأنها مجرم هارب من العدالة....تهرب من نظرات أمها المتسائلة كل يوم عندما تعود من الجامعة و هموم الدنيا فوق رأسها


تهرب من نظرات ندى التي اصبحت تحتقرها بعد ان كانت تجري ورائها من مكان لآخر لتوافق على الزواج من شقيقها أحمد



تهرب من حصص ذلك الاستاذ ... الذي عرفت فيما بعد انه خالها الاكبر ... لم تخبرها امها طبعا ...لان امها لا تعرف اساسا بما حدث في الجامعة ... العم عبد الله .... هو من اخبرها من يكون عبد العزيز ال.....






ايقضها جرس الباب من وسط ذكرياتها...نهظت من على الصوفا و هي تشد شعرها بشدة للخلف...محاولة غريبة فاشلة...تنتزع بها...حمل الذكرى الثقيلة من رأسها...


وصلت للباب و نظرت اليه و هي تفكر ان اسوء ما في هذه الشقة.....عدم وجود عين سحرية على الباب...على الاقل لترى هل الزائر مرحب به ام لا....




فتحت الباب ببطء كالعادة و هي تطل برأسها أولا لترى من على الباب...





ارتسمت ابتسامة عفوية على شفتيها و هي ترى الزائر...عجيب ارتياحها لهذا الشخص...الذي لم تعرفه الا خلال الاربع و عشرين ساعة الماضية!!!



:هل ازعجتك اختي؟؟


: لا ابدا انا دخلت للتو للمنزل...


نظر سالم لشكلها المتعب و هي متكئة على الباب ... لا تقوى على الوقوف بعد تعب يوم عمل كامل...


سالم: لقد اردت فقط ان أذكرك في موعدنا غدا.... قالها و هو ينظر للأرض امامه...يعرف انه ازعجها...لكنها خياره الوحيد الى ان يجدا شقة كبيرة و انيقة في المستوى



ابتسمت سلمى محاولة اخفاء ضحكة خفيفة كانت على وشك الهروب من بين شفتيها...جميل هو شوقه لخطيبته...لن تسكن معه...اذا على الاقل يريد ان يضمن لها مكانا الى جانبه...
: لا تخف اخي ... لم انسى ... غذا صباحا ... حاول ان تستيقظ مبكرا.... فمحاضراتي غدا تبتدئ على التاسعة بالظبط



ابتسم لها سالم بامتنان ... شكرها وعاد ادراجه لشقته ... و هو ينظر لساعته ... عليه ان يلحق شهد و يسمع صوتها قبل ان تنام


/
/
//
/




لا يهم المها...لا يهم ان تموت الآن او غدا...ليس في الحياة شيء يغريها ... و يجعلها تحزن ...


لكن اين تترك ابنتها...طفلتها التي تحملت عواقب خطأ لم ترتكبه ... في صمت ...


المرض و ضعه متقدم ... لا يمكن معالجته .... الا بمعجزة من الله ...


ليس بزمن معجزات زمننا هذا...



لم توافق على البقاء في المشفى...عليها ان ترتب امورا كثيرة عالقة...لن تستسلم للمرض و تنسى واجباتها...هي ام قبل ان تكون مريضة...

ام لطفلة...ليس لها في الدنيا غير امها...لا يجب ان تتوه ابنتها كما تاهت هي...لا يجب ان تتكرر مأساتها في سلمى...



كانت تنظر لوجه جيرانها الطيبين...الذان عوضاها حنان الاب...و حب الاخوة

الصدمة على ملامحهما يصعب اخفاؤها... معهما حق...ليس من السهل ان يأتيك شخص تعزه ليخبرك ان نهايته اقتربت...


ليخبرك انه اهمل صحته...و تجاهل آلامه...ليخفف آلام الآخرين...



المرض نهش احشائه...و ها هو ينتظر رحمة ربه..ليستريح من آلامه





العم عبد الله:زينب يا ابنتي...لا تفقدي الامل في الله...سنساعدك .... سافري الى الخارج و تعالجي....و انا ساتحمل المصاريف...لكن لا تأتي هكذا ببرود و استسلام تحكي عن مرض اهملته الى ان اوشك على قتلك



:عمي...اشكرك...لكن لا تحاول...اقناعي بالجري وراء وهم الشفاء...الطبيب شرح لي الحالة بالتدقيق..و انا تعبت من الجري وراء الاوهام...



كانت زوجته ستتكلم محتجة على كلامها...لكنها قاطعتها برجاء




:خالتي فاطمة....اني لطالما...دهشت لما تحملينه في قلبك من طيبة قلب و حب...غمرتني بعطفك من يوم وجدتني في دار الرعاية ... تفاجئت من عطفك علي...رغم بطني البارزة...لم انتظر العطف و لا الشفقة من احد...بعد ان حرمني اهلي اياها...و صدقوا ما قيل عني و طردوني...حتى هناك في دار الرعاية...كانت نظرات الناس احتقار و اشمئزاز...



زينب كانت تتكلم و دموعها تتسابق على خديها ... وجهها شاحب...ليس من الالم....لقد اعتادت الالم....انه الخوف...



و فاطمة....تشاركها الالم و الدموع...تتمنى ان تقوم و تحضنها...لم تتمنى يوما ان تكون قادرة على المشي كالآن...نحس هي بمدى ضياع هذه الانسانة..لم ترها بهذا الانكسار ابدا...حتى يوم وجدتها في تلك الدار...متكورة على نفسها تبكي بحرقة...و على يديها و وجهها آثار ضرب بنفسجية...و هي تتحسس بطنها و تكلم جنينها بكلام عير مفهوم من قوة نحيبها و بكائها العالي





العم عبد الله...كان تفكيره في مكان آخر...في " ابنته " ... التي قد تصبح في رمشة عين " يتيمة " بكل ما تحمله الكلمة من معنى...ربي ارحمها و امها برحمتك...ربي انك ارحم الراحمين





نظر لزينب التي جلست امام زوجته المقعدة...واضعة رأسها على ركبتيها...لتكمل نحيبها...و زوجته تقرأ عليها علها تهدأ قليلا...

قد لا يكفيه حزن العالم ... لاجل هذه المرأة الشابة التي لم تتجاوز الاربعين بعد...كان دائما يراقب كيف ابنتها تنمو و تنجح و تتقدم...و يفرح من قلبه لها...و هو يرى كيف تتحول سحابة الحزن في اعينها...الى ابتسامة مشرقة...عندما تقبل عليها سلمى....بابتسامتها البريئة...




كيف للزمن ان يكون بهذه القسوة...



استغفر الله العظيم...استغفر الله العظيم



ربي اني لا اسئلك رد القضاء ... لكني اسألك اللطف فيه



/
\
//
\


انفاسه لا تزال متسارعة... لكنه بدأ يحس بالراحة... بعد ان افرغ غضبه في ما تبقى من حاجياتها في غرفته ... يعرف تماما مقدار كرهها لعائلته ... لكنه لم يتصور انها حقودة مجرمة ....



هل ما يحدث له الآن بسبب طيبة قلبه الزائدة...ام ان الله يعاقبه على عصيان والديه و الزواج منها ...



لا انه ليس العصيان ... امه غضبت منه لفترة...ثم رضت عنه و عن قراره...



اين يكمن الخطأ اذن؟؟؟




نظر لما تبقى من صورتها التي فتتها قطعا صغيرة .... قطعة تظهر فيها عينها ... عين حاقدة .... كريهة ... كاذبة



لما لم يرى كل هذا آنذاك؟؟ كيف خفي عنه ما تحمله في جوفها من انعدام ضمير...و ضعف ايمان...



ترى ترى اي نوع من العذاب تلقينه الآن من الله الواحد القهار يا أم تركي....





أم ... أم !!!!!




سبحانك يا رب...كيف لأم عانت من الحمل و من الم الولادة و سهر الليالي....ان تعمل هي بنفسها على تحطيم اولادها...بلذة...و تفنن




دمرت بأنانيتها وجود اسم عائلته ... كان يتمنى ان يكون له اولاد كثيرون... ربما سبعة ... او حتى عشر



لكنه لم يجرؤ على الزواج من اخرى غيرها...و لم يهن عليه ان يجبرها على انجاب المزيد....


و بدأ يبني احلامه ... على احفاده... ابناء تركي ... ابناء ناصر و حصة و عليا...



لكن احلامه لم تكتمل... حقودة ... تكرهه لدرجة...انها تدخلت في احلامه وحطمتها....

يكرهها....يكرهها بشدة .... مع انه قبل ساعات كان يتذكرها و يدعو لها بالرحمة....



لكن لا....الا الرحمه يا الله...الا رحمتك...هي...ابدا لا تستحقها....





ترى ... هل يقدر على اصلاح ما خربته و رحلت...


لا يعرف



ما يعرفه ... هو انه حاقد عليها...و على حصة و تركي ... و نورة ابنة اخيه ...




ترك فتاة الصورة لتتساقط من بين يديه...ليقف و يدوس عليها بقدميه...و هو يتمنى لو انها هي التي تحت قدميه اللحظة....





ذهب ... بخطى ... متكسرة ... منهكة ليتوضئ


و يصلي ركعتين....لمن لا يرد من قصده و لا يخيب من ترجاه....

و كل ما يتمناه قلبه ... ... ... ... ان يكون حفيده ابن ناصر ... بخير ... و ان يراه قبل ان يموت



/
\\
/
//



في مكان آخر ... بعيد جدا ... عن ابو تركي ... قلب عجوز آخر متعذب ... رسم العذاب داخله اخاديد ... عميقة ...



انسان ... اقصد بقية انسان ... تحكي نظراته ... عن حزن ... اكبر من الحزن ... و عن الم اشد من الالم ...


انسان فقد ... كل عزيز غال ... و بقي هناك جالسا ... يبكيهم ... و يرجو عودة ... مستحيلة ...



سبحته لم تفارق يده...من يوم رحلت...تتعب تلك اليد...من كثرة التسبيح و الاستغفار...و لا يرحمها و يريحها و لو للحظات...



ما قصده ... اتراه يعاقبها على فعل ندم عليه ... ام انه يستغفر له و لها...



ليت الزمن يعود ... و يقف وقفة اب حازم شديد ... لا كلمة بعد كلمته ... و لا قرار بعد قراره ...



اشتاق لها ... حبيبة قلبه ... اشتاق لحماسها ... و نشاطها ... اشتاق لقلبها الطيب ... و عقلها الرزين الكبير ...



لما لم يحكم عقله قبل ... كيف؟؟؟...كيف ترك اقاويل لا دلائل عليها ... تعمي قلبه...على حقيقة لطالما آمن بها...



ان زينب ... اعف من العفة ...




لماذا بدل ان يدافع عنها ... كان اول من اتهمها ...؟؟؟



هل سيسامحه الله؟؟


هل ستسامحه هي؟؟



هل سيراها قبل ان يموت ...؟؟؟




يريد ان يبكي...يريد ان يعطي الحرية لدموعة تغسل بعضا من ذنبه....


يريد ان ينفعل ... ان يصرخ ... لكن قوته تخونه...



يريد و يريد.... لكن ما يسمعه الآن ... اقوي من جميع الانفعالات...



يحس ان آذانه تخونه ... و لن يسمع للنهاية ...

يحس ان عيناه ستخذلانه .... و قد بدأ الشخص الجالس امامه .. منحني الرأس .. حزين الملامح .. يتوارى عن النظر...





و فجأة ... احس براحة عجيبة .... و قد انقطعت صلته بما و من حوله ...

و هو يتمنى ان لا يعود ... يتمنى ان لا يعود و

يرتاح ...

من تساؤلات تنهش قلبه ...


//
\
/
\\


كان داخلا للبيت ... يحارب دموعه ...

هل يخبره ... ام ان اخفاء الامر اريح له و لي و لها ....


هي توسلت له ان لا يخبر أباها ... فمهما ...كان قاسيا عليها ... فهي تحبه ... تعشق الارض التي يمشي عليها .... و لا تتخيل ان تكون سبب عذابه ابدا ...



اخرجه صوت رجل يتكلم ... من سرحانه ... الصوت قادم من مجلس ابيه ... و صوت الرجل غير مألوف لديه ... يتكلم لهجة غريبة ... لكن كلامه مفهوم ... يمكن فهمه ...




يتكلم ... عن ... زينب ...

هل يعرف اخته ...

و ناصر ... و غلطة ... و شيطان ... و امه ... كلام كثير...لم يقدر حسن على الربط بينه ... و فهم المقصود...



تقدم قليلا يحاول سمع المزيد ... فعلا سمع ... لكن ما سمعه ... كان مفهوما لدرجة انه قفز من مكانه يجري صوب والده ... و هو يسمع صوت ذلك الرجل ... يحاول ايقاظه...




لم يكن الوقت مناسبا لاستجواب الزائر الغريب...




حمل اباه بين يديه و جرى به الى السيارة .......


و ما اسهل حمل هذا الرجل المسن الذي هزل جسمه ... حتى اصبح مجرد عظام ... مغطاة بجلد مجعد ...

اسمر لونه بعد ان كان ابيضا ....


//
\
\\
/


{{ حبيبي ... هل تذكر زوجة ناصر المغربية ...

نعم تلك التي خانته و اوصلته لحاله هذا... انا لا اذكرها جيدا ...

لكني لم اكرهها يوما ...


تذكر حبيبي ... عندما كنت اسألك ... ما اكثر شيء تحبه في ... كنت دوما انتظر ان تتغزل في عيوني او شعري او قوامي ...


لكنك كنت تخذلني في كل مرة .... و تقول ان اكثر ما يعجبك هو تريثي في الحكم على الاشياء ...


لا اذكر جيدا ما الذي حدث آنذاك ... كنت منشغلة باللعب مع ابن عم لي ... لم اعرف حينها اني ساحبه حد الثمالة ...
حبيبي ... هل تعلم ... استحق منك احلى باقة ورود ... فتخميناتي كانت صحيحة للمرة المليون ... ليتك هنا لتحبني أكثر ...


كنت اظن ان تلك المرأة ... ليست الا ضحية لإستبداد أمي ... انا لا اعرفها جيد
لكني لم استبعد ظلم امي لها ... امي التي ضحت بسعادة اولادها لإرضاء غرورها ... ليس من المستحيل ان تضحي بشرف بنات الناس ... و بسعادتهن...



ليتك تعود إلي .. لأجعلك تقرأ صندوق الرسائل التي اكتبها لك ... و لا تصلك..}}








وثقت الرسالة ... بالتاريخ .. و الساعة ... لتضمها ... لمئات الرسائل الاخرى ... التي كتبتها بسبب و بدون ... رسائل عجزت ان توصلها لصاحبها .... لكنها لم تتوقف عن كتابتها...





تحركت ببطء على سريرها...لتضع صندوق الرسائل فوق الطاولة الى جانب السرير ...


حوار تركي و والدها ... مازال يتردد على مسامعها ... سمعت كلامهم ... ليس عن قصد فهي لم تتعود التجسس على احد ... لكن الفضول و قوة الخبر ... منعاها من الحراك ...



تركي سافر امس ... رحلة عمل ... على حد قوله ... لا تدري لما تتمنى ان لا يجد ... من ذهب يبحث عنهم ...

لا تريد ان يسامحه والدها ... لقد كانوا سبب عذابها و طلاقها من حبيبها ... حرمت هي ممن تحب ... و هم يتفرجون بارتياح ... جاء الآن دورهم في ان يذوقوا بعضا مما عاشته و مازالت تعيشه منذ ست سنين .....





لكن ناصر يصعب عليها .... و تعود لتدعو الله بخشوع و رجاء ... ان يجد تركي ابنه .... تتمنى ان ترى دموع الفرحة تنساب بسخاء من عينيه ....
لقد بكي قهرا بما فيه الكفاية ....

تريد ان تراه سعيدا .... فلطالما .... كان سببا لإسعادها ... حتى و هو على كرسيه ... عاجز عن الحركة .... عاجز عن اسعاد نفسه ...



/
\\
\
//



أحيانا ... يتصرف بغباء ... لكن ما يعرفه ... ان بعض التصرفات تصدر منه بغير قصد ...

ليس نادما على انه لم يحدثها بلطف ... كما يحدث غالبا في مثل تلك المواقف ...

هو فقط يوبخ نفسه ... كلما نظر لنظارتها الطبية التي وضعها على مكتبه ... عليه ان يصلح ما كسر ... لقد داس على النظارة ... من غير قصد .... و الآن عليه اصلاحها ....

و الاعتذار من صاحبتها ... و لكم يكره الاعتذار من حواء ...


تقدم من المكتب باحثا عن علبة سجائره ... لا يذكر اين وضعها ... بلا انه يذكر جيدا ... هي هنا .... لكنه لا يجدها...فتح ادراج المكتب واحدا تلو الآخر بحثا عنها ... لكن لا فائدة ... هو صحيح ليس مدمنا على الدخان ... لكنه مستغرب ... اين اختفت العلبة ... ايمكن ان يكون سالم ....



: ما بك سعود؟؟؟ هل ضاع شيء منك ؟؟ اساعدك ؟؟؟

التفت على سالم الواقف عند الباب و قد مال بجسمه على اطاره ... على شفتيه ابتسامة بلهاء ...


: انت الذي اخدتها .... يا اخي كم مرة اخبرتك انها صحتي و ليست صحتك ... ليس من شأنك ... أليس حراما عليك ترمي علب السجائر بما فيها ... كأنك ترمي المال ...



تقدم سالم قليلا داخل الغرفة ... الى ان صار وسطها ... : انا رميت المال فقط ... انت ترمي مالك ... و صحتك ... يا دكتور .....


كان يتكلم و نظراته مثبتة على سطح مكتب سعود ... حيث لمح شيئا شاذا .... نظارة نسائية ... كأنها خارجة للتو من حرب ....
تقدم قليلا ... ليتأكد مما رأى ...لكن سعود ... عرف ما يدور في رأس سالم الفضولي ... سبقه و حمل النظارة ليضعها بسرعة في جيب سرواله ...



: ههههههههههههههههههههههه ... كنت أعرف انك تخفي عني شيئا....تكلم هيا يا ابن العم .... من صاحبتها... هل هي جميلة؟؟؟؟ .....



: سالم...ليس من شأنك ... و اسئلتك لن اجيب عليها ... هيا انصرف ... علي ان انام ... و لا تتدخل فيما لا يعنيك ...



مازال سالم مستمرا في الضخك على ابن عمه و شكل النظارة المتعفس ...



عاد ادراجه ليخرج من الغرفة ... فعليه هو ايضا ان ينام ... لكنه عاد و استدار ليكلم سعود هذه المرة بملامح جدية



: لقد كلمت شهد .... تسلم عليك .... و عندما سألتها عن الاهل .... قالت ان عمي مسافر .... و جدي متغير قليلا ... و عليا غريبة ....


سعود بتشكك: الم نقل الى اين سافر ابي ..؟؟



: يقول رحلة عمل لمصر ...



سعود: اها ... حسنا ... هيا تصبح على خير ... انقلع من امامي يا لص السجائر.....




كان يريد ان يسأل عنها ... هل تعمد سالم ان لا يخبره عنها ... لكي يسأل هو ... يحس بشوق غريب لها ... لكنه عاجز عن السؤال ... يخاف ان تخذله دموعه امام سالم ... و تفضح مشاعره...
/
//
\
\\


قراءة ممتعة


:flowers2::flowers2::flowers2:

الى الملتقي

dew 21-05-08 06:15 PM


يا أهلين بألحان الشوق ,,اشتقنا لك والله

جزء جميل جدا ولو انه قصير ,,
الجزء فيه لمحة من الغموض الذي سيتجلى لنا في الأجزاء القادمة
سلمى : مسكينة هذه الفتاة وموقفها مع خالها قاسي جدا ,,, ياله من خال قاسي
زينب :: أرجو أن يلحق عليها تركي قبل أن تموت ويحاول ردم الهوة التي اتسعت مع الزمن

سعود : ماقصته مع النظارة ؟ أهي نظارة سلمى ؟؟

أنتظرك على أحر من الجمر ,,ولاتتأخري علينا !!! :f63::f63:

:55::55::55::55:

waxengirl 22-05-08 02:55 AM

الحان الشوق:flowers2:
اولا حمد لله على سلامتك :flowers2:ثانيا ايه اخبارك وازى الاولاد عاملين ايه ؟؟
ثالثا بارت رائع :55:قصير لكنه مميز زاد بعض الاحداث غموض انتشر الحزن على ملامحه....
سلمى
الغربه بما تحتويه الكلمه من معان كثيره تجمعت فيها الغربه لا تعيشها الان فقط فى بلاد غريبه عليها بل غربتها فى بلدها فى نفسها كم تقاسى هذه الفتاه الا يكفى انها تجهل من ابيها وتحتمل الصمت المخيف من امها .....تعيش شبه منعزله كى لا احد يطيل فى اسئلته معها ......
البدايه اشتياق للصديقه القريبه البعيده او التى اعتادت على وجودها ثم تدفقت شلالات الذكريات المؤلمه ...
ما حدث معها فى الجامعه فوق مستوى اى تحمل ااجرد هذا الاستاذ الجامعى الفاضل ولن نقول خالها من الانسانيه حتى يقوم بفضيحه هذه البنت بالرغم انها ليس لها ذنب فى شىء سواء والدتها اذنبت ام لا ؟؟؟؟؟؟؟؟كانت فى مقتبل حياتها ولست الومها ان اختارت الهرب بعيدا عن مجتمع سيظل يدينها الى ان يثبت العكس ...
اعجبنى كثيرا ان هذهه البنت عندها ثقه كبيره فى امها نجحت هذه الام من زرعها فيها لذا لا تصدق عنها شىء بسهوله ولكنها تتمزق لصمتها ..
سالم
احب فى شخصيتك الطيبه والخوف على الغير ..اعجبنى موقف اخفائك لسجائر سلطان ....واحب ايضا الشعور الاخوى المبهم ناحيه سلمى وقريبا سوف تاتى شهد لتعيش مع سلمى وسوف يتعارف الجيل الجديد فى العائله دون ان يدروا انهم اقارب....
سلطان
مشاعر اهتمام واضحه تجاه سلمى ولكن لمن هذه النظاره وكيف حصلت عليها ؟؟؟؟اكيد سلمى ..

زينب ام سلمى
قمه الظلم ان تاتيك الطعنه من اقرب الناس اليك .......وان يكون اقرب الناس للك هم اول من يصدقوا الاشاعات الباطله عنك ولا يمدوا يد المساعده لينقذوك مما ورطك فيه الاخرون ......الم موجع ليس المرض المتقدم بل الم الظلم والاهانه والخوف من مصير كهذا ينتظر طفلتها خائفه لان ابنتها ستظل امتداد لها فى الحياه وستظل منبوذه فى هذا المجتمع الذى يرفضها بااصرار......
صعب جدا ما واجهته هذه الام فى حياتها لتربيه ابنتها لقد تاثرت بها كثيرا وشعرت يالامتنان للشخصان الذان اعتنيا بها دون ان يسالوها او يعاقبوها وعطفوا عليها واعتبروها بمثابه ابنتهم فى الوقت التى تهرب منها اهلها والقوا بها ...
ام تركى
ما سر الكراهيه الشديده لزوجها ؟؟ اايصل بها الكره والحقد الى الانتقام منه فى اولادها واحفادها ؟؟؟؟ هل هذه امه لالا هل تستحق كلمه ام ؟؟؟؟
اقتباس:

ما يعرفه ... هو انه حاقد عليها...و على حصة و تركي ... و نورة ابنة اخيه ...
تركى وامه نعرف ان لهم يد فيما حدث . حصه ونوره ما دورهم فى اللعبه القذره التى لعبت بجداره ؟؟؟
ناصر
ذكريات اليمه تعيش فيها وتلوم نفسك انك مسئول بنسبه كبيره عما حدث لزوجتك وابنتك اذا لم تتهاون فى حقها لكنت الان معهما وهما حوللك ...من الواضح ان تركى قام اخيرا بااطلاق سراح الحقيقه لابوه ولناصر ......

اقتباس:

ناصر ... و غلطة ... و شيطان ... و امه ... كلام كثير...لم يقدر حسن على الربط بينه ... و فهم المقصود...
اعتقد انه يكون هذا تركى ذهب وقال لوالد زينب على الحقيقه ولم يتحمل الوالد وانهار ...

البنت التى تقوم بكتابه الخطابات اهى عليا ؟؟
اى كانت فمن الواضح انها تاذت كثيرا من تركى وامها لان رغبتها الشديده بالانتقام منهما تدل على انهما دمروها .......

لولو ااستطيع ان اقول ان الحقيقه ستنكشف فى وقت قريب جدا جدا اقرب مما نتصور؟؟؟؟
تسلم ايديكى ياالحان على البارت الرائع وكم اثرت فى كلماتك الحزينه والمؤلمه ...
منتظرين الاحداث الجديده قريبا لولو

ارادة الحياة 01-01-10 10:21 AM

متوقفة منذ 2008
ننتظر الكاتبة للتوضيح

فراشة الوادي 29-01-10 07:03 PM

تنقل القصة للارشيف حسب قوانين القسم




مشرفات القسم


الساعة الآن 11:56 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية