منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   الارشيف (https://www.liilas.com/vb3/f183/)
-   -   سجينة الماضي للكاتبة ملكة بكبريائي متوقفه 2006 (https://www.liilas.com/vb3/t25925.html)

انا وانتي وكلنا 23-12-06 01:42 PM

سجينة الماضي للكاتبة ملكة بكبريائي متوقفه 2006
 
صراحه فيه قصه شدتني وحبيت احطها لكم معاي علشان تتابعونها :dancingmonkeyff8:
وبحط الاجزاء اللي نزلت
بسم الله
- الجزء الأول -
[ 1 - حقيقة مرّة ]
اِستيقضت من سريري هذا اليوم متأخره ..
فالحياة لم تعد تعني لي شيئاً من بعد فقداني لأعز ما أملك ..
انها الحقيقة المرّه والتي لا يمكن تجاهلها ابداً ..
كم تمنيتُ لو أني أستفيق من هذا الحلم المزعج ..
او انها تكون مزحة ثقيلة من والدي لمعرفة كم مدى محبتي له ..
لكن ! (ما كل ما يتمناه المرء يدركه ) ..
لهذا المثل مدى عميق في نفسي .. فأنا اقدره تمام التقدير لأنطباقه علي ..
فكم من مرة تمنيت .. وكم من مرة حلمت .. لكن هل تحقق لي شيئاً من هذا ؟ أبداً هذا لمْ يحدث ..
كرهت الحياة بما فيها .. وكرهت قدري اكثر ..
كم تمنيت لو أني متُ قبله..
وكم رفعت يداي متضرعة من اجل ذلك ..
ياألهي !! لقد تمكن اليأس مني تماما ..
استغفرت ربي تلك اللحظة وذهبت حيث دورة المياه وأقبلت إلى الوضوء ثم الى صلاتي داعية ربي ومتضرعه له بأن
يرزقني ما ينقذني من الغرق والتيهان .. ما يعوضني عما انا فيه من حرمان وضياع ..
احبتي .. اظنكم تجهلوني نوعا ما ..
فأنا لمى محمد , ابلغ من العمر العشرون عاما ولدت لدى عائلة محافظة وبسيطة جدا ..
العلم والتعلم لمْ يكونا من نصيبي بل حُرمت منهما كما حُرمت اختي نجود قبلي ..
والدي أنسان لا يسعني وصف مدى مثاليته ..
آه كم أحبه !
لكن ما اهمية ذلك , فقد رحل وتركني ابحر في الحياة بلا مجاديف ..
حرمني من العلم ورحل ..
آه ما اقسى هذه العبارة على نفسي ..
فحرماني لهذا العلم اودى بشخصيتي الى الحضيض ..
وجعلني انسانه حادة الطباع لدرجة لا تطاق وانا اعترف عن هذا بنفسي ..
كنت اعيش بسجن مؤبد بين جدران ضيقة .. لا انيس ولا رفيق ..
ليس لدي ما املك سوى والدي ووالدتي وشقيقتي واللتي اكاد اجزم بأنها نسخه مصغره من والدتي ..
والدتي نادرا ماراها لانهماكها بذلك العمل اللعين ..
اما والدي فأنا اعتبره شيئا آخر يفوووق معنى الأبوة ..
انه حقا اب مثالي لا يسعني سوى احترامه وتقديره ..
لكن دوام الحال من الحال ..
فها أنا الآن بت وحيدة .. رحل عني والدي وللأبد .. وتبعته اختي في ذلك ..
رحلا وتركاني في متاهة لا سبيل للخلاص منها ..
تنهدت وتأوهت فمرارة تجري في حلقي لا اعرف سببها ..
بل اعرف لكني ادعي ذلك ..
تمزقت حبال افكاري بطرق الباب , ففوجئت بدخول والدتي :
" هاه لمى جهزتي "
همست بشرود : " هاااااه "
قالت امي في غصة وقد لاحظت حفاظها على هدوئها :
" حبيبتي عمك تحت .. وينتظركـــ "
تداركت الآن ما أنا فيه وتذكرت ماوالدتي عازمة عليه , فتمسكت بيديها من جديد وقلت راجيه ببكاء :
" يمه تكفين قولي له يروح .. مابي اروح معه .. خليني معك ووعد مني لأجلس بهالغرفه وماتشوفين رقعة وجهي .. يمه تكفين حتى علي والله لأحب راسه ورجوله بس ماروح مع عمي يمه اذا انا بنتك بصحيح قولي له لأ هذي بنتي وهو ماله حق عليك .. يمه اوعدك اني اشتغل وما احملك اي مصاريف لكن اروح مع عمي لا يمه لا ولله ماقدر ماتخيل هالشي ابد يمه انــا مستعده أكــ ,,,,,,,, "
قاطعتني والدتي بغضب :
" لمىىىىى "
" بس يمه أنـ..... "
قاطعتني بلهجة امره :
" عمك ينتظركــ"
صمت فمالذي بوسعي قوله او صدّه ..
لا يمكنني الاعتراض او المناقشة في هذا الموضوع من جديد ..
فالأمر قد حسم وانتهى الامر ..
خَرجت من عيني دمعة حاره الهبت خداي بنزولها فَــلمْ اعد استطع كتمانها ..
اغمضت عيني منعاً لتدفق اي دمعة اخرى .. فأنا لا اقبل الشفقة من احد ..
حتى ولو كانت من والدتي ..
قدري الآن اعلن عن بدايته والذي اكاد اجزم باني عرفت أحداثه و نهايته ..
شهقت والدتي لدى رؤيتها منظري .. فاقتربت مني ولمست شعري بحنان وقالت :
" حبيبتي لمى انتي تدرين اني مستحيل اقدر اعارض عمانك وهالشي انا مابيه بس شنسوي ! هذا المكتوب وربك مقدر هالشي "
مسحت دمعتي بنفسي .. و رفعت لها رأسي بشجاعه :
" يمه ليه سويتي كذا ليه ؟؟؟؟؟ "
تجاهلت سؤالي بقولها :
" يابنيتي المره مالها الا الستر "
فقلت لها بسرعه وتسائل :
" وأنا "
اجابتني ببردوها المعتاد وكأن شيء لم يكن :
" ربي يرزقك بولد الحلال الصالح , بعدين أنتي مارحتي بعيد انتي بتسكنين عند عمك اللي بيعاملك مثل بناته او اكثر ليما يجي رزقك ..... "
قاطعتها بصراخي في وجهها بلا اراده ..
ثرت فأعصابي لم تعد تتحمل برودة والدتي وعدم اكتراثها بي ..
" بس يمه بس خلاص بترتاحين مني .. بروح واريحك من هالوجه اللي عمرك ما فرحتي منه "
بكيت وبكيت .. فهل بكاء القلب يجدي ؟
كلامي قاسيا نوعا ما .. لكنني لم اعد اكترث ..
فانا غارقه لا محاله مع هؤلاء الاعمام واللذين بحياتي لم ارهم ..
قلبي يكاد يتمزق فأنا اعرف تمام المعرفه مدى كره وبغض اعمامي لوالدتي ..
وكيف كان اعتراضهم لدى زواج والدي بها ..
تنكرو له من بعد ذلك وطردوه من كنف العائلة ..
عاشا بمعزل تام عن الناس ..
رحلنا عن الوطن حيث الخليج وبالتحديد الامارات العربيه المتحده ..
ولدت هناك .. في بلد غير بلدي .. وعشت فيه عشر سنوات من بعدها عدنا الى الوطن ..
والدتي لم استطع حتى الآن فهم شخصيتها او طريقة تفكيرها ..
انها كتاب مغلق باوصاد واقفال .. ولا يمكنني قراءتة او حتى فهمه !
فمرة اجدها غير مباليه وانانية بكل معنى الكلمه ..
ومرات اكثر اجد الحنان والمودة يتلألأن في عينيها ..
لكن نظره الحزن التي اراها فيها لم تغب ابدا عن ناظري بالرغم من القسوة التي تحيطني بها ..
تنبهت من جديد لوعيي لأجد نفسي بين احضان والدتي ..
وقد تمزقت هي الاخرى من البكاء و النواح ..
فمن يدري لربما هذا اليوم هو آخر يوم آراها فيه ..
لم أعد مباليه ..
انتزعت نفسي منها بقسوة , واتجهت حيث ملابسي فلملمتها ووضعتها في حقيبة صغيره لقلتها واقفلتها ..
لم اقوى على رفع بصري الى والدتي فأنا اعلم بأني ان فعلت سأضعف واتجه اليها من جديد وهذا ما لا اريده ..
فهي من تخلى عني .. ورماني في بئر عميق لا ادري كيف سيكون خلاصي منه !
او لربما سوف اغرق واغرقهم معي .. من يدري ؟
* * * * * * * * * *
أخيرا وصلت الى غرفة الجلوس حيث الجميع هناك ..
وضعت حقيبتي جانبا بأسى .. ورفعت بصري حيث المواجهه ..
نهض من الكنبه متفاجئاً بدخولي .. واكاد ألحظ نظرة غريبة من عينيه وكأنه تفاجأ بي أو لربما شيئا آخر ..
اما أنا فلمْ أكن اتخيل ابداً بأن عمي قد بلغ سن الشيخوخه ..
لقد ظننته بعمر يقارب عمر والدي ..
لكن ما آراه الآن فهو العكس تماما ..
حاولت قراءة عينيه لعلي اجد املا جديدا بحياتي معهم ..
لكن ظنوني يبدو ووانها بمحلها تماما ..
فنظرة السخريه اتضحت لي تماما من خلال تلك العينين الحاقدتين ..
كان ينظر الي وكأني مجرم يواجه محاكمته بالرغم من اني برئية من ذلك الماضي المجهول ..
فأنا اجهل اسباب والدّي في الزواج ..
تكلمت أخيراً والدتي والتي كانت متواجدة هناك مع زوجها البغيض "علي" ..
قاطعتاً لحظات الصمت والشرود التي بدت على الجميع لحظة دخولي ..
فقالت لي من خلف حجابها الاسود :
" سلمي على عمك أحمد يا لمى "
اذن فهذا العم المزعوم هو احمد اي وكما عرفت من والدي هو أكبر اخوته ..
اووه يا ألهي ماأذكره من حديث والدي عن العائلة .. بأن احمد هو المحرض الاول على نفي والدي من العائلة ..
وبالطبع تجاهلتُ والدتي كعادتي , فرمقت عمي بنفس نظرته وقد قررت بأن أهينه بعدم مصافحتي له لكني مالبثت ان ضعفت
ومددت يدي إلى تلك اليد الخشنة القوية والتي كادت ان تكسر عظامي فقال :
" السياره برا وفكرة الانتظار تراي ماحبها "
فتركني وخرج ..
فهمت تلك الحركة بسرعه فهو يريدني توديع والدتي وذلك الاحمق "علي" ومن ثم اللحاق به ..
روادتني فكرة مجنونة بأن اتجاهل كلمته الاخيره واتعمد التأخير ..
لربما احقق انتصارا لذاتي قبل بدء تلك الحرب ..
لا اعرف حقيقة مالذي يجعلني اتصرف كالطفلة المتمردة ..
لم أكن كذلك ابداً ..
لكنني اكره العجز والخلود تحت رحمة الآخرين لذا قررت اعلان الحرب قبل قيامها ..
ودعت والدتي وتداعيت بأني نسيت شيئا في غرفتي ..
اتجهت مسرعة حيث الغرفة فأقفلت على نفسي الباب واجهشت بالبكاء من جديد متأملة انحاءها قبل الفراق الاخير ..
* * * * * * *
تنبهت اخيرا على صوت الباب يكاد ان ينقلع من مكانه ..
ارتبت واصابني الهلع فيبدو انني مع نوبة البكاء تلك , قد غرقت في غفلة قصيرة ..
اسرعت الى فتح الباب ففوجئت بــ "علي" زوج والدتي , يصرخ في وجهي قائلاً :
" اظنتس تدرين ان عمتس تحت ؟؟؟؟؟ "
صمت كالعادة فأنا لا استحمل تواجد هذا الشخص امامي فأنا اكرهه اشد الكره
رمقته بنظرة احتقار واحده كافيه لردعه والرد عليه ..
كاد يفقد اعصابه ويفعل ما انا بأنتظاره منذ زمن لكي ابرهن لوالدتي مدى ادعاءه لحبي ..
لكنه تمالك نفسه اخيرا وانصرف من حيث اتى ..
عدلت نفسي وغسلت وجهي ولبست حجابي ولثامي ..
وتأهبت للحرب الجديده بعزيمة اقوى ..
ونزلت الى حيث السيارة بل الى حيث عمي ..
* * * * * * * * *
ركبت في المقعد الخلفي بصمت ..
كان الجو هادئا نوعا ما .. اما بالنسبة لعمي فأدركت بأنه يجلس بجوار السائق , اما السائق فحقيقة اجهله
لكن من المؤكد بأنه احد ابناءة او ابناء اخيه لأنه يبدو لي من هيئتة الخلفية بأنه شاب ..
كُسر حاجز الصمت اخيراً ......
" أظن اني عطيتك فكره قبل لا اطلع بأني اكره التأخير يابنت محمد "
" آسفة ماحسيت بالوقت " كان ردي بارداً جافاً ..
اومأ برأسه بكبرياء ولاذ بالصمت ..
قال السائق :
" هاه وين تبي بيتي ولا بيتك ؟ "
لم افهم بالضبط عن ماذا يتحدثون !
ومن هو ذاك المتحدث !
لابد وانه ابنه .. أذن سأواجه اياما اكثر صعوبه مما توقعت ..
فالبيت يوجد به شخص شاب وبالغ مما سوف يعيق حربي وحريتي ..
ياآلهي بل يالا غرابتي ؟
كيف لي ان افكر بالحرب وانا المهزومة لا محاله ..
بل كيف لي ان افكر في حرباً لست مؤهلتا لخوضها ..
فالمكان ليس مكاني والعائلة ليست بعائلتي ..
بل انا انسانه غريبه ودخيلة عليهم ..
اصابني الشعور بالاعياء والتعب من جديد فبمجرد التفكير بهذا الامر تنتابني مباشرة تلك الخنقات المرة ..
مشكلتي الوحيده هي الكتمان فأنا لا احب الانفجار بل اعتبره لحظة الضعف ..
وهذه لحظة لم ولن ادعها تهزمني يوما ما ..
فانا معتادة على ذلك ..
والدي بالرغم من قربه لي الا انني بحياتي لم اشاركه بهمومي بل كنت مكتفيه بسماعي همومه بالرغم من سطحيتها ..
مرّ على وفاته ثمانية اشهر , استطعت من خلالها العودة الى حالتي الطبيعيه بعد الانهيار العصبي الذي اصابني والذي بدورة ألزمني الفراش شهرا كاملا ..
فموته كان على مرأى من ناظري ..
اختي لم تمت بسرعه بل لبثت في العناية المركزة تسعة ايام من بعدها فارقت الحياة ..
كان حادثا صعبا للغاية ..
افقت من جديد لأجد احدهم يخاطبني قائلا :
" حياكـــ يابنت محمد "

انا وانتي وكلنا 23-12-06 01:44 PM

- الجزء الثاني -
[ 2 - المواجهه ]
مازلت ارتدي حجابي حينما دخلت ذاك القصر العجيب ..
حقا لا يسعني وصفه , بدى لي في منتهى الضخامة والاناقة ..
لمْ اكن حينها في وضع يسمح لي للإعجاب به ..
لكن نظرة الفضول الحت لي بذلك ..
وصلت الى الداخل اخيراً .. وانا مازلت مطأطأة رأسي ..
همس الي صوت أنثوي يقول :
" نورتي البيت يابنيتي "
تقدمت مني تلك المرأة وصافحتني بصدر رحب ..
رمقتها ببرود تام فمهما حدث .. يظلون اناساً غرب عني ولن اتقبل وجودي بينهم اطلاقاً ..
همست لي مرة اخرى : " افصخي عباتك يابنيتي ماهنا غريب "
تقدمت مني وصافحتني ومن ثم قبّلتني ثم رحلت ..
لم اعرها اهتماماً بل اخذت أتأمل المكان بحرية تامه ..
فها أنا الآن وحيدة .. الجميع اختفى الرجلان والمرآه وانا مازلت اقف بجوار الباب ..
لمْ استطع كتمان دموعي بل فتحت لها العنان بالخروج بما اني تحت ذاك الحجاب السميك ..
احسست بخطوات احدهم قادمة فمسحت دمعاتي ووجهت نظري للامام ثم نزعت ذاك اللثام عن وجهي ..
كانت هي نفسها تلك المرأه التي رحبت بي وكانت قد جلبت معها ثلاث فتيات وطفلة ..
رمقتني بنظرة اعجاب فقالت متأسفه :
" واخزياه أنتي للحين واقفه تفضلي يابنيتي البيت بيتك وهذولي بنات عمك ماهنا غريب "
اوطأت برأسي وتقدمت بخطواتي الى حيث المرأه وانا ابتلع دمعاتي محاولة الحفاظ قدر الامكان على نفسي ..
قدمتني الى غرفة الجلوس ..
واخذت تعرفني الى العائلة المصونه ..
كانت تدعى [ام فيصل] وهي زوجة عمي خالد ولديها ابنها فيصل البالغ من العمر 27 عاما ..
وطفلة صغيره لا تتجاوز حدود الخامسة من عمرها اسمها رهف وهي التي رأيتها مع الفتيات الثلاث ..
وام فيصل يبدو لي بأنها في حدود الخامسة والاربعون من عمرها ..
كانت في منتهى الاناقة والذوق سواء في ملبسها ام في اسلوبها وحديثها ..
تساءلت في نفسي كثيراً عن تلك الفتيات الثلاث فوصلني الجواب سريعا ..
كانت اكبرهن تدعى [تغريد] وهي ابنة عمي احمد الشخص الذي انتشلني من احضان امي ..
والمحرض الاول والاخير لنفي والدي ..
عمرها 21 عاما بدى لي انها اصغر من ذلك لقصر قامتها كانت عادية مامن شيء مميز في مظهرها سوى تلك الابتسامة
الغريبه والتي انتبهت لها على شفتي والدها ..
الفتاة الاخرى هي [هيفا] وهي ايضا ابنة عمي احمد تبلغ من العمر 19 عاما اي انها تصغرني بعاما واحد فقط ..
اما الاخيره فكانت [مرام] وبدى لي في اول الامر انها هي الكبرى لكن اتضح لي العكس فلم تكن سوى فتاة في الرابعة عشر من عمرها ..
لكنها كانت ممتلئة الجسم فوزنها الزائد ضّخم من عمرها قليلا لا بل كثيراً ..
اذن .. الفتيات جميعهن يصبحن بنات عمي احمد , ياترى كم لي من عم ؟
كان هذا السؤال يراودني كثيراً .. لكنني لم أتجرأ بسؤال والدي عن ذلك ..
فبمجرد ذكر الموضوع ينتابه انزعاج غريب وغامض .. كنت ساذجه جدا حينما لم اكترث للامر ..
فأمر كهذا كان يجب علي معرفته عن ظهر قلب لكن ماجدوى ذلك الآن ؟
الوحيد الذي كان يخبرني عنه هو عمي احمد ذلك الانسان الحقود ..
لم يكن ابي يتكلم عنه كثيراً لكنه كان دائما ينعته بالحاقد ..
وانه يبرز عضلاته عليه .. حقيقة لم اكن افهم في ذلك الوقت من كلام ابي شيئا ..
لكن منذ رأيته اعتقد بأنني بدأت افهم الكثير ..
فبدا لي انه انسان مسيطر واعتقد بانه مسيطر على الجميع ..
فكان اثناء حديثة الموجز معي بدى واثقا من نفسه كثيراً وغير آبه بي ..
يا آالهي كيف سأستحمل الوضع هنا ؟
هل سأعيش مذلولة سجينه كما رسمت ؟
ام ان الوضع سيتغير ! هذا ما ستثبته الايام معي ..........
* * *
وصلت أخيراً إلى حيث غرفتي اقفلت الباب خلفي بقلق ..
فها أنا الآن اقبل على حياة جديده واناس لم ارهم من قبل بالرغم من قرابتهم الشديده إلي ..
تجاهلت ذلك واخذت اتفحص الغرفه ..
كانت حقا لا مثيل لها ..
الأريكه السرير الدولاب كل شي هنا يعبر عن مدى ثراء ساكنيه ..
جلست على السرير باكتئاب جديد فأنا لم اتصور يوما بان عمي يعيش بحال كهذا ..
لم يتملكني تلك اللحظة سوى شعور الاسى والقهر ..
فماذا لو كان والدي واعمامي على وفاق ؟
هل سيكون الحال كهذا .. هل سأكون بنفس الخوف والقلق كما هو حالي الآن ..
تنهدت بألم وانتزعت نفسي من ذاك السرير المريح ووجهت نفسي حيث الحمام ..
فانا احس بالتعب من جديد ومامن شيء سيريحني سوى الاسحتمام ..
* * * * * * * *
[.. أم فيصل .. ]هاقد جاء دوري ..
لم تكن لمى بالقدر الذي تخيلناه جميعاً ..
ظننتها بلهاء كوالدتها ..
لكني اعتقد بأن نظرتي عنها ستنزحاح بمجرد معاشرتي لها ..
كانت هادئة جداً ومسالمه ..
لكن بدى لي نظره تائهة من تلك العينين الواسعتين ..
والتي تبوح بحزن كامن في ذلك القلب الصغير ..
امتلكني الكثير من العطف اتجهاها لكن نظرة واحده فقط للماضي تجعلني اكره اليوم الذي عادت به من جديد ..
قاطع شرودي صوت ابني فيصل بعودته إلى المنزل :
فيصل : " هاه وش فيه الحلو سرحان ؟ "
ام فيصل : " افكر بــ لمى "
فيصل بإستغراب : " من لمى ؟ "
ام فيصل : "مسرع نسيت .. بنت محمد "
تغيرت ملامح ابني بشكل فضيع فاشاح بنظره عني وقال بهمس وقد بانت حدة التوتر في صوته : " اوووه "
اكمل وقال وقد تداعى عدم الاكتراث : " متى وصلت ؟ "
ام فيصل : " اليوم العصر بس كــ ..... "
توقفت عن الكلام هذه اللحظة فأنا أعرف ردة فعل الجميع عن هذا الموضوع ..
خصوصا ابني فيصل فهو المتأذي الأول من ذلك الماضي المزعج والذي بدى يعلن عن نفسه ويكشف ستاره ..
القيت بنظري اليه لأتفحص عينيه لعله الوقت المناسب للحديث ..
فوجدتهما تلمعان بشدة من حدة التوتر .. لكني لم اكترث بل قلت بتلعثم وأرتباك :
" اقول يا و... لـــ ....ـــيدي ماتبي تــــ .. ــــســـ ........... "
قاطعني بسرعه مانعا المزيد من الكلام بقوله ..
" يمه احنا تكلمنا بهالموضوع واجد , وتكفين فكيني منه "
ام فيصل : " ايه بس وانا امك البنت وش ذنبها هي مهما كانت تبقى ......... "
فيصل : " يمه واللي يرحم والديك ابي انام "
قلت مستسلمه : "على خير انشاء الله على خير "
* * * * * * * * * * *
[ .. لمى .. ]خرجت وانا احس بنشاط كبير اخذت اجفف شعري بالمنشفه بهدوء وسكينه ..
طُرق باب غرفتي تلك اللحظة لأفاجأ بسيده كبيره في السن تدخل علي :
" السلام عليكم "
كانت ترمقني بنظرات غريبه وعيناها تتلاألأن ببريق أغرب ..
كأنها عثرت على شيء قد فقدته منذ زمن ..
لا اعلم كيف تمكنت من التشجع بردي السلام عليها .. فانا قد عهدت نفسي بأن لا اتكلم مع احدهم اطلاقا ..
ابتسمت لي واتجهت إلي مصافحه , اخذتني بين احظانها غير آبهه ..
لا أعرف لما بكيت لحظتها .. شعور غريب أنتابني .. ولم اجد له تفسيراً ..
همست لي :
" انا أم ياسر "
حسنا اذن هي ام ياسر لكن أين موقعها في العائلة ؟
لم أشأ بسؤالها لكنها لاحظت نظرة التساؤل في عينيّ فأردفت :
" مرت عمك أحمد "
يا آلهي يبدو وأني سوف ادرجها في صفحة المحضورين والتي كتبتها لتوي في مخيلتي ..
فأي شيء من طرف هذا العم يجب لي ان اتجنبه تماما..
قاطعت تفكيري بقولها :
" شلونك يابنيتي عساك بس مرتاحه ؟ "
صمت واوطأت برأسي لمْ أشأ أن اجيبها سؤالها .. فحالتي الآن ترفض ذلك ..
فَهمت سكوتي واظنها عللته بالخوف فقالت لي :
" يابنيتي لا تخافين من شي احنا اهل , وعديني مثل امك اذا هذا يرضيك وبناتي هن خواتك وعمك بمكانة ابوك .. حبيبتي ماله داعي الخــــ "
قاطتها بحده :
" انا ما اخاف الا من ربي "
استغربت حدة صوتي واظنها احست بغضبي ..
فقالت :
" طيب ارتاحي انتي الحين وانشاءالله خير "
خرجت كما دخلت بهدوءتام ..
لم اعر الامر اهمية فهو حقاً لا يهمني اطلاقا ..
مرت دقائق معدودة حتى احسست بأن احدهم يطرق باب غرفتي من جديد:
" تفضل "
فوجئت بأم ياسر من جديد لكن الابتسامة قد غابت عن محياها :
" هاه يابنيتي عساك ارتحتي "
قلت بصوت عالي واكثر حده وكأن من تقف امامي هي احدى اطفال جيراننا و الذين كانو يسلوني اثناء اقامتي مع والدتي : " الحمدلله انا مرتاحه "
رمقتني بنظره غريبه وقالت : " عمك تحت ويبي يشوفك "
قلت بعدم مبالاة : " وش المطلوب مني ؟ "
تجاهلت وقاحتي فقالت :
" اذا انتي خالصة تراه ينتظركـ تحت "
بعدها تركتني ورحلت ..
كدت اغرز اظافيري في يدي من شدة الحنق ..
جلست على الاريكة بسرعه وانا افكر كيف ستكون المواجهه بيني وبين عمي ..
فلقائنا الاول لم يكن سوى نظرات عابره ..
تشجعت اخيرا وقررت ان ازيح ضعفي جانبا ولو لمرة واحده في حياتي ..
عدلت نفسي في المرآه ووضبطت شكلي والذي بدى لي شاحبا لما قاسيته الفترة الماضية مع ذاك الغبي " علي "
لم تكن حياتي مع زوج والدتي سهلة ابداً كان دائما يفتعل الاكاذيب ليجعلني مذنبة ..
اما والدتي فكانت مغلوبة على امرها لا تعرف تصدق من ؟!
مع انني واثقة بانها تعلم بان الحق معي .. لكنها مع ذلك تضع اللوم كله فوق عاتقي ..
حسنا سأحاول ان انسى ماضيي مع زوج والدتي فاعتقد بان حياتي القادمه كفيلة لذلك ..
غيرت ملابسي واستبدلتها باخرى تليق بحالتي ..
بلوزة سوداء قاتمه مع تنورة جينز (ميدي) ..
اما شعري فأخفيته خلف رأسي بربطة سوداء ..
اخذت نفساً عميقا واتجهت الى حيث العاصفة .....................
* * * * * * * *
[.. أمل .. ]
كان الجميع متحمس للقيا ذلك الماضي التعيس والمتمثل بتلك الشابة الصغيره ..
الجميع قلق ومتوتر .. وحالهم لا يقل عن حالي ..
الشخص الوحيد الذي لم يعبأ لهذا كله هو اخي سلطان ..
كان بارداً كالثلج فلم الحظ اية علامة توتر على ملامحه ..
على عكس خالد وأحمد والذين اراهم يحترقان من امامي لشدة حنقهم ..
اخيراً وصلت ..
كانت خطواتها بطئية ولكن مسمعها قد شق اذاننا ..
الجميع نهض من مكانه قبل دخولها ..
الكل متأهب لها ..
اقترب صوت خطاها اكثر فأكثر الى ان باتت امام مرآنا ..
لا يسعني ابداً ابعاد لحظة الذهول عن ناظري ..
لمْ اتوقعها هكذا أبداً ..
لقد تخيلتها شخص آخر ..
باتت لي طفلة بريئة جميله ..
كان التوتر قد بان عليها هي الآخرى ..
الجميع ينظر اليها وهذا مما لاشك هو ما أربكها ..
كانت تركز ناظريها على اخي احمد بطريقة غير مفهومه ..
وما ان ابعدت عينيها يمينا ويساراً ورأت أخوتي الآخرون ..
حتى كادت ان تسقط ارضا من الرعب ..
حاولتْ الهرب لكن يدي سبقتها في ذلك ..
* * * * * * * *
[.. لمى .. ]
دخلتُ عليهم بثقة بالغة بالرغم من انني متشتته في الداخل وقلبي يكاد يخرج من قوة نبضاته ..
لكني حاولت ان اتمالك نفسي وان ابدو اكثر تماسكاً ..
بدا لي في الصورة عمي احمد وقد بدى امامي رجلاً بحق .. بالرغم من كبر عمره ..
اكتشفت فيما بعد ان حوله ثلاثة رجال ويرمقونني بنظرات مخيفه ومتفحصة ..
اثارني الرعب فحاولت ان اعود ادراجي لكن يداً انثويه حالت عن هروبي بإمساكها بي ..
"عمانك لا تخافين "
مازلت قد القيت ظهري اليهم اثناء محاولتي الهرب .. ولم اكن اعلم بالضبط من يتواجد بتلك الغرفة ..
ما لمحته حتى الآن هو عمي احمد والرجال من حوله ..
لم اعد قادرة على التحمل بدت ثقتي تنزاح بالتدريج ..
فها انا فتاة ضعيفة تقف امام اربعة رجال ..
وعدد مجهول من النساء ..
التفت اخيراً الى جانبي حيث المرأه التي امسكتني , بدى لي بأنها في الثلاثين من العمر او اكثر ..
كانت نظراتها لي مطمئنة .. استطعت من خلالها ان استعيد ولو جزءا قليلا من ثقتي بنفسي ..
أعدت بصري حيث الرجال فأزحته بسرعه للأسفل حيث انهم مازالو على تلك النظرات المخيفة ..
فكيف لهم بأن يزيحو نظرهم وامامهم فتاة لم يسبق لهم ان شاهدوها !!
مازلت مطأطأة الرأس وهم على حالهم ..
قُطع حاجز الصمت بعد ذلك بواسطة عمي احمد :
" اقعدي يالمى ورانا وقت طويل "
(ورانا وقت طويل ) هذه الكلمة اخذت تدور وتدور في رأسي قبل ان أقوم بتفيذ ما طُلب مني ..
جلست كالوديعه امامهم ..
اخذ يُعرفني بداية بالرجال الماكثين امامي ..
فكانوا كما قالت تلك المرأه اعمامي ..
اكتشفت حينها ان لدي اربعة اعمام يعيشون تحت ظل واحد بينما نحن نعيش في منزل لا يسوده سوى الظلام والوحده ..
لكن لمَ حدث كل هذا ؟
هذا ماكنت اتسائل عنه كثيراً لكنني مازلت غير مكترثة بالسبب ..
وكما علمتم عمي الأكبر هو [أحمد] ولديه زوجتان أم ياسر و أم نواف و عدد ليس بالقليل من الابناء ..
فأم ياسر انجبت [ياسر 25 سنه] و [تغريد 21 سنه] و [مرام 14 سنه ]
اما ام نواف فلديها [نواف 27 سنه] و [هيفا 19 سنه ]
العم الثاني والذي لاحظت سمنته كان [عبداللطيف ] زوجته لم يتطرقو لأمرها ..
بينما اعلموني بأن لديه التوأم [ راكان و انهار 23 سنه ] و [مهند 15 سنه ]
العم الثالث هو [خالد] وقد بدا لي صعباً اكتشفت بأن والدي يكبره سنا اي ان والدي ترتيبه الثالث من اخوته ..
خالد يدعى بأبا فيصل أي ان المرأه التي أستقبلتني هذا اليوم هي زوجته ..
وكان له [فيصل 28 سنه] و [ رهف 5 سنوات ]
العم الرابع والاخير كان [ سلطان ] كان شاباً يافعا لم يتزوج بعد , و عمره ثلاثون عاما ..
بدى لي وسيما ولطيفا وقد استغربت عدم اقترانه وزواجه ..
هذه هي عائلتي الجديده اعتقد بانني لن استطع تذكرهم لكثرتهم ..
مع اني لم ارى أي احد منهم سوى الاعمام وفتيات العم احمد والطفلة رهف بينما الجميع فــ لأ
اكمل عمي احمد حديثة بشرحه لشجرة العائلة فأكتشفت ايضا بأن لدي عمات ..
يا ألهي لا أظن بأني قادرة على استقبال اسماء جديده فليأجل امرهن قليلاً ..
اكمل شرحه غير مبالي فأخبرني بأن لدي عمتان فقط ..
واحده منهن هي من امسك بي تلك اللحظة المريبه ..
والتي كدت افقد عقلي فيها ..
اسمها [ امل ] وكما توقعت فهي تبلغ من العمر 34 عاما ولم يطلعني بشيئ عن حياتها الخاصة ..
العمة الأخرى لم يتكلم عنها بل توقف لبرهه ثم غير الموضوع بموضوع آخر أقل أهميه ..
فهمت منه ايضا بأن هذا القصر فيه خمس فلل لكل واحد منهم فله اما هو فلديه اثنتان واحده لأم ياسر والاخرى لام نواف ..
كما ان العمة تسكن في منزل ام نواف ونحن الآن في منزله الرئيسي منزل ام ياسر ..
طبعا طيلة ذاك الوقت لم اتفوه بأية كلمة بل كنت مطأطأه الرأس صامته ..
ولم ابد اي اهتمام له بينما في الواقع انا اسارع نفسي في حفظ تلك الاسماء والحقائق ..
وصل اخيراً الى الموضوع الاكثر اهمية والذي فاجأني فيه قائلاً وبحده مرعبه :
" لمى .. قبل ماتعيشين حياتك بهالبيت حبيت احط فكرة صغيره عندك ولو بسيطة "
لم اجبه بل كنت اكثرا جموداً من قبل .. فالخوف عاد لي من جديد ..
اكمل كلامه بقوله :
" انتي معي ولا كيف ؟ "
اعتقد بأن احدهم غضب من صمتي فسمعت صوتا كالصراخ يقول :
" الظاهر أن بنت أبو صالح بالعه لسانه "
يالوقحاته !
كيف يجرؤ ؟
اقسم باني كدت انفجر فيه كعادتي فأنا لا استطيع تقبل الاهانه ساكته ..
لكن وضعي هنا أسكتني ..
فمن هي بنت ابو صالح ؟ هل يقصد امي ! امْ شيئاً آخر .. انا لا افهم
لكن الامر واضح لي انه يهينني فطريقة كلامه تثبت ذلك ..
اه لو اعرف اي الاعمام تكلم ؟
كي اضعه في قائمة المحاربين لدي ..
جائني صوت عمي احمد هادئاً :
" لمى ارفعي راسك مانب اكلك "
لم أجرؤ على رفعه فأنا لا اريده ان يرى عيني الملتهبتين ..
لا اريده ان يطالعني بنظرات الشفقه والتي اعتدت ان اراها لكل من حولي ..
آه متى اتخلص من هذا العذاب ..
اريد ان اعيش كغيري ..
لي اب حنون وام عزيزة وشقيقة تغمرني بعطفها وتسعدني بلهوها ..
لكنني ابداً لم احضى بذلك بل كنت سجينة الذكرى ..
الماضي يجري خلفي وانا لا ادرك اي سر من اسراره ..
الحياة من امامي وخلفي كلها الغاز ..
عشرون سنة مضت وانا لا اعلم عن اي سبب ترك والدي عائلته !!
ولماذا ؟
وهل السبب يكمن فيه هو !! ام في شخص آخر !!
تحليلات كثيرة تسري في مخيلتي لكن الوقت لا يسعفني الآن ..
حيث ان نظرة الدهشة في عيني اعمامي افاقتني من سرحاني ..
فلاحظت نظراتهم الساخره والتي انتبهت لها سابقا على عمي احمد ..
تكلم عمي احمد مرة اخرى بتلعثم وكان التردد قد بدى في صوته :
" أنتي كنتي معاهم لحظة الحادث ؟ "
اخافني هذا السؤال فأومأت برأسي بعد برهة زمن قصيره نوعا ما ..
فقال :
" من اللي كان يسوق ؟؟؟ "
يا آلهي ...... لهذا السؤال جرح عميق في نفسي لا يمكنني يوماً البوح به ..
تلعثمت كثيراً قبل ان اجيب لكنني نطقت ولاول مرة في هذه المواجهه :
" ابووي "
تأملني كثيراً بعد تلك الاجابه فأكمل استجوابه :
" ونجود ؟ "
ياآلهي مالذي يريده ؟ هل حقاً لا يعرف ما حدث ؟ اما انه يستدعي ذلك !!
قال بحزم عندما تجاهلته :
" وامك ؟ "
اجبته بثقه وقد رفعت رأسي : " ماكانت معنا "
لاحظت بأن الجميع يصغي إلي بغرابه .. وكأنني شيئ نادر قد عثرو عليه في احدى كنوزهم ..
ازعجتني نظراتهم فنهضت من مكاني قائلة :
" انا تعبانه ابي ارتاح "
" اقعدي يالمى انا للحين ماقلت اللي ابي "
قلت بسخرية تامه : " اختصر لو سمحت "
فوجئت بــعمي خالد[ابو فيصل] يقف من مكانه و يقول بغضب واقرب للصراخ " تكلمي بأدب يابنت محمد "
اخافني منظرة وحدة كلماته , لكني لم اوطأ رأسي بل تظاهرت الشجاعه ومازلت احتفظ بنظرتي الى عمي احمد
بالرغم من تزلزلي في الداخل ..
لم اكن اعي تقلصات وجه عمي احمد لكني اكتشفت اخيرا انه فعلا قد غضب مني ..
لكنه تصرف بشكل لم اكن اتوقعه حيث التفت الى العمة أمل وهمس إليها بكلام لم اسمعه ..
لكني لاحظت تقلصات وجهها هي الأخرى ..
فقال :
" اعتقد تدلين المكتب يابنت محمد متى مارتحتي تلقيني هناك "
خرجو معا امام مرأى من عيني ..
حتى الآن انا فعلاً لا اعي مالذي يحدث امامي ..
ياله من غبي أنا لتوي قد وصلت كيف لي ان اعرف المكتب !
ولكن مايهمني الآن هو مالذي قاله لامل كي تستاء بهذا الشكل !!
تقدم إلي عمي خالد فبدأت احس بيداي ترتجفان ..
قال قبل ان يصل إلي .. للجماعة خلفه بهمسات لم اسمعها لأنشغالي بالتفكير بما سوف يفعله بي ..
لكنني اكتشفت بأنه طلب منهم الرحيل لانهم فعلو ذلك ..
والآن ماذا افعل ؟
ها انا وحيده مع رجل في عمر والدي ولا اعرفه ..
اقترب مني اكثر واكثر الى ان اصبح امامي ..
اما انا فكنت قد اوطأت رأسي لخوف شديد انتابني ..
لم اكن اعي بيداي المرتجفتان ولا لرجلي واهتزازها كان كل همي بذلك الرجل الواقف امامي ..
قال لي بعد لحظات الصمت وقد مد يده وامسك بشعري بقسوة :
" اسمعي يا بنت فوزية .. اذا كان اخوي محمد الله يرحمه ويغفر له ماعلمتس وشلون تحترمين اللي اكبر منتس فانا كفيل بهالشي وبيتي واسع الحمدلله وماراح يضيق على بنت فوزية "
قال ذلك بهدوء .. كان لكلماته وقعها المأثور علي , فحافظت انا ايضا على هدوئي ولم اسمح لدموعي بالخروج ..
فأنا لا ارضى بأن يكلمني احدهم بهذه الطريقه ..
ولا ان يمسك شعري بهذا الشكل اللاحضاري ..
و حقيقة فانا لااعرف كيف تمكنت الجرأه مني كي احادث رجلاً بتلك الطريقة ..
لربما خوفي منهم وكثرة تفكيري بذلك هو السبب ..
كم انبت نفسي على فداحة تصرفي ..
قاطع صمتي بقوله :
" تشيلين اغراضك هالحين لبيتي فاهمه يابنت محمد "
كانت قبضته على شعري مزعجة ومؤلمه في الوقت ذاته ..
لكني كنت قد تعودت عليها من والدتي فلطالما فعلتها معي بسبب او من دون سبب ..
بحركة لا ارادية ابعدت يده القوية عن شعري بشجاعه قد اندهشت انا نفسي لها ..
" آسفه ياعمي مضطرة اقولك لأ .. بالرغم ان ابوي ماعودني اقولها "
كاد ان يصفعني لولا عودة عمي احمد وعمتي امل ..
أبو ياسر : " خالد "
أبو فيصل : " خلني أأدبها ياخوي الظاهر محمد ما عرف يربي "
أشتد غضب عمي احمد [أبو ياسر ] فقال وقد تماسك نفسه :
" خالد تعال وراي ابيك "
خرج وخرج الشر معه ..
تنفست الصعداء برحيله عن هذا الغرفه ..
فكدت اختنق بوجوده المخيف ..
لم اكن اتصور بأن يومي سيكون سيئاً إلى هذا الحد ..
لكنه قدري ولا يسعنى سوى الرضى به ..........................
كانت العمه امل مازالت موجوده وترمقني بنظرات مخيفة وكأن قنبلة قد وقعت امامها ..
قالت لي بعد فتره :
أمل : " حبيبتي لا تواخذين اخوي خالد تراه عصبي بقوة وهو من النوع اللي مايسكت على اي شي ولو كان هالشي بسيط "
صمت لمْ اجبها بل اخذت اتحسس شعري واعدله من بعد قبضته المؤلمه ..
امل : " تبين اساعدك "
قلت بحده : " لو سمحتي ممكن غرفتي "
امل : "حبيبتي لمى شفيك رسمية .. انا مهما كان اظل عمتك وبأمكانك تناديني ياعمه .. اما اذا كنتي ماتبادليني اي شعور فخليه من باب الذوق والاحترام
ولو قدام اخوتي "
ازداد ضغني فقلت ساخره : " ليه تعبين نفسك قولي اني مش محترمه واختصري السكه "
تطايرت عينيها غضبا فقالت : " الظاهر انك صعبه يابنت محمد "
قلت لها بتأكيد : " لو سمحتي انا لمى محمد مش بنت محمد "
قالت لي بنفس لهجتي : " اووه معلومة جديده تصدقين "
قلت لها بنفس طريقة سخريتها لي : "حلووو ان الواحد يكتسب يا عمه "
أبتسمت لي أبتسامة صادقة ومن بعدها قالت :
امل : " اعتقد كذا احنا متفاهمات ولا كيف ؟ "
قلت لها بمكر : "تقدرين تقولين اني أنسانه تحب مصلحتها وحابه اتفاهم علشان اعيش "
اجابتني بابتسامه : " وربي قلت انك صعبه "
لمى : " عندكـ اولاد ياعمه ؟ "
تضايقت لسؤالي كثيراً واجابتني بتحفظ بالغ :
" ربك ماكتب "
لمى : " آسفه "
امل : " أأأأأ تبين افرجك ع البيت ولا اخليه وقت ثاني "
لمى : "على راحتك "
ابتسمت لي من جديد وامسكت بيدي واخذت طريقها في وصف المنزل لي ..
بدا لي كبيراً جداً لقد كان اكبر مما تصورت ..
كان القصر حاويا لخمس فلل لا يفصل بينهما سوى الحدائق الصغيره والبسيطه ..
كان بالفعل رائعا بكل شيئ .. اثاثه ديكوره تصميمه كل شيء هنا يتكلم عن مدى ذوق مصممه ..
لم استطع انكار اعجابي به فبدت لي عمتي سعيدة لذلك ..
مر الوقت بسرعه البرق لم نشعر به ابداً ..
اعتقد بأني عقدت صداقة معها فقد كانت لطيفة معي جداً ..
اخذت تشرح لي طباع بنات عمي الواحده تلو الاخرى ونحنا في طريقنا الى غرفتي ..
اخبرتني بأنها سوف تتنازل هذا اليوم عن غرفتها لتبيت معي ..
وكأنها خائفة من شيء ما ..
لكني لم اكترث لذلك بل سعدت جدا لحظة اخبارها لي بقرارها .. وبالطبع لم اوضح لها ذلك ..
فأنا لم اكن اتكلم كثيراً ..
كانت هي المتكلم الاول والاخير ..
ان تكلمت فكان كلامي بحدود اجابة قصيره او تأكيد ..
اما عدا ذلك فلأ .................................................. .............
<نهاية الجزء >
اذا عجبكم نزلت الباقي

القم الفضي 23-12-06 08:06 PM

كملي اختي

ويالبت تحطينها مرة وحده مثل مايسوون بالأقسام الثانية.

يعطيك العافية

عهد 23-12-06 10:12 PM

كملي الله يوفقك شكلها خطيره ..

عهد 23-12-06 10:53 PM

كملي الله يوفقك شكلها خطيره ..

انا وانتي وكلنا 24-12-06 11:39 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة القم الفضي (المشاركة 555196)
كملي اختي
ويالبت تحطينها مرة وحده مثل مايسوون بالأقسام الثانية.
يعطيك العافية

الله يعافيك بس اصلا هي لساتها ما كملتها صاحبتها وبنزل ان شاء الله الاجزاء اللي حطتها

ابشروووووووو:flowers2:

انا وانتي وكلنا 24-12-06 11:40 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عهد (المشاركة 555402)
كملي الله يوفقك شكلها خطيره ..

ويوفقك يالغاليه ووابشري بعزك :dancingmonkeyff8:

انا وانتي وكلنا 24-12-06 11:47 AM

- الجزء الثالث -
[ 3- عاصفة القدر ]

يوم جديد أطل على الجميع حاملا معه الخير والمسرات ..
كنت لتوي قد استيقضت من نومي ..
بداية لمْ استوعب مكاني ولا الفتاة الماثلة امامي ..
كان يوم الأمس كالحلم كل شيء تم بسرعه ..
أكتشافنا لأبنة أخي محمد جاء بشكل مفاجئ ..
والوقت الذي تواجدت فيه بيننا ايضاً جاء مفاجئاً ..
فلم نكن نتوقع ولا يوما من الايام بأنه من الممكن ان يكون محمد لديه طفل او طفله ..
اِعتقد الجميع بأن تلك نزوه من نزواته وانه سيحين اليوم والذي يعود به إلى رشده ..
والآن ها قد جاء اليوم الذي عاد به إلينا ولكن ليس بشخصه بل بأبنته ..
كم اتمنى لو آخذها بين احضاني .. فشوقي لأخي بات مُراً خصوصا بعد تسلمنا خبر وفاته ..
لكنها بدت لي صعبة المراس حادة الطباع تماما كوالدها ..
الأمر الغريب هنا والمدهش هو فوزية ..
فكيف لها ان تتخلى عن ابنتها بهذا الشكل ؟!
اعتقد بان هناك سراً تخفيه !
احسست بحركة بجواري فألقيت ببصري عليها ..
كانت نائمة كالوديعه .. بريئة جميله تماما كالطفلة الصغيره ..
يزعجني كثيراً حينما اتذكر بأنها أبنة فوزية والتي سببت الدمار في هذا المنزل ..
لكنه القدر وليس بوسعنا الا ان نرضى به ..
رنين هاتفي انتزعني من افكاري , فسارعتُ اليه للرد فكان المتصل ياسر أبن أخي :
" هلا والله وغلا بأحلى وأعذب عمه .. شلونك ياعمه "
امل : " يالله صباح خير وش عندك أكيد تبغى حاجه "
ياسر : "أفا يا عمه لهالدرجة انا طايح من عينك ! "
امل : " لا بس اعرفكم يا عيال اخوي مصلحجين بقوة "
ياسر : " طيب ياللي مانتي بـ مصلحجيه الوالد طالبك عندنا "
امل : " ياملحك انت وابوك انا في بيتكم الحين "
ياسر : " لاه ,, اجل شكلك متخفيه عنا "
امل : " اي والله متخفيه عنكم وعن ازعاجكم بس شكل بطيني بينزلني غصب "
ياسر : "اجل الحقي على عمرك نوافووه جايب لنا حركتات حلوووة "
امل : " اذا كذا ثواني وانا بجنبك "
وبسرعه اغلقت المكالمه وأتجهت الى الاسفل ببطء كي لا تشعر بي لمى وتستيقظ ..
وصلت الى هناك حيث غرفة الطعام اصابتني رعشه فالكل موجود اخوتي وابناءهم الصبيه
اذن فهناك شيء مهم سوف يحدث , وإلا لمَ الجميع هنا !!
اتجهت حيث ياسر فضربته بخفه على كتفه وهمست :
" شالسالفه ؟ شفيه ؟ .. وبعدين وين الحركتات اللي تقولها يا اكبر نصاب بالرياض كلها "
ياسر : "والله السالفه علمي علمك للحين الوالد ماقال شي والحركتات لا تخافين موجوده بس ابوي حاب يجتمع فينا قبل "
امل : "طيب ماتدري وش الموضوع ؟ "
ياسر : " خلاصة الموضوع هو بنت فوزية لكن وش هو ؟ الله اعلم "
تضايقت لذلك فأمسكت بقلبي وقلت بسري :
"اويلي يعني بتسوي اللي في راسك يا ابو ياسر ......... "
* * * * * * * * * * *

[.. لمى ..]

أزعجني نور الشمس المرتكز على عينيّ فتنبهت بسرعه لأجد نفسي اصارع الواقع ..
فوجئت حينما لم اجد نفسي في غرفتي , تنفست الصعداء حينما تذكرت احداث الامس ..
عاد الحزن الى قلبي من جديد فأي حفرة هذه أوقعت نفسي فيها !!
حاولت النهوض من مكاني ففعلت ..
استدرت ناحية الحمام واخذت دشاً مستعجلاً كي استعيد نشاطي وحيويتي ..
مضت ربع ساعة بالضبط حتى خرجت من الحمام وانا احس بنفسي انسانه جديده ..
استعدت لياقتي وقوتي من بعد هذا الحمام السريع ..
جففت نفسي واخذت اتأمل وجههي الذابل ..
لاحظت شحوبه وتلك الهالات المزعجه ..
لابد وانه الهم فمن سواه يفعل بي هكذا ..
اتجهت الى حقيبتي واخذت افرغها من محتوياتها ..
بدت ملابسي ضئيلة بالنسبة لحجم تلك الخزانة الضخمه ..
وجدت آخيرا مابحثت عنه منذ قليل "كريمات لازالة الهالات السوداء "
اعتقد بأنهم منافقون حين زعمو بانها ستزيلها ..
فها انا بلغت الاربعة اشهر وانا استعملها ومازالت الهالات موجوده ..
تأفأفت فألقيتها بسرعه في القمامه ..
بدأت أشعر بالملل .. فمامن شيء اقوم به ..
سابقا كنت الهي نفسي مع اطفال الجيران ..
اما الآن فمامن احد أسلي نفسي معه ..
قررت النزول للاسفل ..
لكني تراجعت اخيراً لتذكري وجود ابناء عمي ..
اخذت افكر اكثر واقنع نفسي بالنزول فالملل قد تسرب الى كل خلية من جسمي ..
بالأخير اقتنعت ونزلت حاملة معي "شال" لأتستر به اذا لزم الامر ..
خرجت من غرفتي ببطء شديد , كان المكان هادئا تماما ولا يوجد اي اثر لأحد ..
تفحصت كامل الدور العلوي لبرهه ثم نزلت وانا اتنفس بصعوبه ..
كنت امشي ببطء شديد احسست فجأه بأصوات ونقاش حاد صادر من احدى الغرف ..
شدني الفضول فقررت ان اذهب الى مصدر الصوت ..
اقتربت اكثر فاكثر الى ان باتت الاصوات مسموعه ....................................
.
.
.
.
.
ابو ياسر بحده : " انا قلت قراري واللي ماعجبه مشكلته .. "
خالد [ابو فيصل] : " ياخوي والله حرام عليك (وبسخريه) هذي بنت فوزية "
ابو ياسر : " خالد رجاءاً خلك برا الموضوع "
أحدهم قال بلهجة الدعابه : " ياعم انا توني نونو صغيرون ماني قد مسؤليه اذا انت بلش فيها ياخي زوجها واحد من عيالك ليه اللف والدوران "
ابو ياسر بقوة وثقه : " مجرد حب استطلاع حبيت اخذ رايكم قبل ما افرض رايي عليكم "
.......1...... : " يبه لا تطالعني ,, مابيها ,, يسووروه احق مني "
........2...... : " لا والله .. ياخي انت الكبير ومايصلح اعرس قبلك اخاف على مشاعرك "
.......1...... : " تكفى ياشيخ .. لايكون تحسب روحك بنت وانا مادري "
........2...... : " والله يمدحون هالايام عمليات التجميل يقولون تدخل ولد تطلع بنت والله فلة "
.
.
.
.
يا آلهي لم أعد قادره على سماع المزيد بدى لي الامر واضحا وضوح الشمس ..
لم استطع كتمان شهقات ونزيف قلبي ..
فها انا الآن سلعة رخيصه تباع على افراد هذه العائلة والكل ينفر منها ..
كدت افقد توازني لولا وجود تلك الخزانه بقربي ..
حاولت ان ابتعد قبل ان يُكتشف وجودي .. بتلك الصرخات العنيفة الصادرة من قلبي ..
وبالفعل فعلت كنت منهاره تماماً ..
لا اعي بمن امامي ولا من خلفي ..
دموعي اشاحت عني الرؤية تماماً ..
اصطدمت بأحد ما .. هذا ماترجمه لي عقلي ..
حاولت مسح دموعي كي ارى مالذي حصل لي ..
مسحتها وبعدها صعقت كان رجلاً غريباً ..
ويرمقني بنظرات مخيفه .. مخيفه جداً ..
عينيه تلمعان بشئ غريب ..
بعد مرور ثواني قليلة تداركت نفسي ووضعت الوشاح على نفسي ..
كانت نبضات قلبي تجري بسرعه ..
ويداي ترتجفان ذعراً ..
لم يتكلم ولم يتحرك بل ظل صامتاً مذهولاً ..
كنت منهاره ودموعي تلسع خدي لكن بعد هذا الحدث ..
اعتقد اني اصبت بشراره كهربيه حاده ..
مع اني وضعت الوشاح على نفسي الا انني مازلت اقف مكاني ..
مرت ثواني طويلة كانت كالدقائق لا بل كالساعات ..
كان شعوراً غريبا يسري بداخلي ..
لا اعرف ماهو ؟ ولا يهمني ان اعرف ..
تنبهت على صوت خطاه وهو يبتعد ..
تداركت نفسي لكن سؤالاً لم يغب أبدا عن بالي ..
من يكون ؟!
* * * * * * * * * * *
[.. أمل .. ]
أشتدت حدة النقاش في اجتماعنا العائلي ..
والذي اصدر فيه قرار يتعلق بمصير فتاة لاذنب لها ..
يخالجني شعور غريب اتجاه افكار اخي احمد ..
فتارة اجدة على صواب .. وتاره احس بالعطف تجاه تلك الشابة الصغيره ..
فماذنبها ان كان والدها محمد ام ان والدتها فوزية !
فهي تظل ثمرة لا علاقة لها بماضي قد رحل ..
ياآلهي هل أنا من يقول هذا ؟
ايعقل حقاً ان اكون تغيرت بهذه الدرجة ؟
لقد كنت اشد الحاقدين على فوزية ..
ما بالي الآن ادافع عن احدى ثمارها الرديئة ..
ولكن لمى انسانه مختلفة .. مختلفة تماما ..
وليست كوالدتها اطلاقا ..
حقيقة بدأت اشعر بالضياع .....
وبأي اتجاه اقف مع احمد و سلطان !!!!
ام مع خالد وفيصل كما كنت سابقاً ..
هذا ما لا استطيع تحديده ..
قررت انهاء هذه الحماقة ..
فنهضت من مكاني وخرجت ولم يمنعني احداً من ذلك ..
وجدت في طريقي فيصل واقفاً بالقرب من احدى النوافذ وقد بدى شارداً للغاية ..
اقتربت منه بخفه :
" شعنده الحبيب سرحان ؟ "
فيصل : " اوه هلا بالعمه الغاليه "
امل : "مارديت على جوابي ؟ "
فيصل : "ابد كنت زهقان شوي وجيت اغير جو مع نواف والشباب "
لم اشأ أن أسأله لكني فعلت : "وووش عرفك أنهم مجتمعين هنا "
فيصل : "مهند قال لي "
امل : "ايواااااا .. طيب اشرايك نفطر سوا انا سامعه انه فيه حركتات حلوة بالمطبخ شرايك نسبقهم "
فيصل : " لا ماعليه افطري انتي , مالي نفس انا"
امل : "اف السالفه كايده .. وش فيك ياروح عمتك "
أجابني بشررررود : "ولا شي ياعمه ولا شي "
رمقته بنظرات استفهام ودهشه فحركاته لم تعجبني هذا اليوم ..
هل يعقل أن يكون سمع شيئا مما دار بين الجميع ؟
كلا لا أظن ! لو كان سمع شيئاً لأخبرني بذلك ..
ثم ان الامر وكما قال لا يعني له شيئاً ..
أنشغل بالي عليه كثيراً .. لكني تجاهلت ذلك واتجهت للمطبخ ..
فمعدتي تكاد تتآكل جوعا ولن استطع الصبر أكثر من ذلك ...
* * * * * * * * * * *

[.. فيصل .. ]

وصلني الدور أخيراً ..
اسمي فيصل من مواليد عام 1978 ميلادي .. أي أن عمري لا يتجاوز حدود الثمانية والعشرون عاما ..
حصلت على الماجستير من جامعة اكسفورد في بريطانيا تخصص أدارة اعمال ..
حققت نجاحا في حياتي ولله الحمد والمنه ..
في ذلك اليوم لم اكن راغباً في زيارة بيت عمي احمد ..
لكن القدر شاء ان يحملني الى هناك ..
اخبرني مهند ببراءة بأن الجميع هناك منذ الصباح ..
عدا الفتيات فكن جميعاً في بيت عمي عبداللطيف ..
اي ان المكان هناك آمن ..
ومامن اي حرج لو ذهبت برفقة الجميع ..
كان قلبي ينذرني بأن هناك امرا خطيراً يحصل ..
فمنذ وصول ابنة فوزية وقد انقلب حالنا فوق عقب ..
واعتقد بأنهم يناقشون امراً ما بخصوصها ..
كنت اتجاهل اي موضوع يتعلق بها ..
وابعد نفسي عنه قدر المستطاع ..
فــ لدغة الماضي كانت قوية ولايمكنني نسيانها ماحييت ..
لقد قاسيت الكثير في حياتي ..
عانيت منذ طفولتي ولازلت اعاني ..
وها قد انكشف الجرح من جديد ليعيد الينا الماضي بحذافيره ..
كرهت ابنة فوزية اكثر مما كرهت فوزية نفسها ..
الانتقام من فوزية كان غايتي بالرغم من اني موقن بأنه ليس بوسعي سوى التجاهل والنسيان ..
ولكن هل للنار ان تخمد وبقربها الحطب ؟!! لا أعتقد ..
كنت شارداً حينما اصطدمت بتلك الفتاة المجهولة ..
لتلك الدمعات التي رأيتها على عينيها الأثر العميق على نفسي ..
لقد أثرت بي كثيراً ..
لم استطع اخفاء شعوري ..
لتلك الطلة تأثير خاص لم احس به من قبل ..
احساس الشفقة غمرني واشعل نيرانه ..
فأنا أعلم تماما ماهو قائم عليه عمي احمد بخصوصها ..
ولا انوي القيام بأية تدخل بل سيسعدني ذلك ................
* * * * * * * * * * *
[.. لمى ..]
كنت منهارة على تلك الاريكة ومعدتي تكاد تصرخ الماً ..
احس بالمرارة بكل اتجاه ..
احس بالالم مع كل حركة ..
انه شعور المذلة حتماً ..
يالا قساوة هذا العم ..
كيف له ان يجرؤ ان يقوم بعمل خسيس كهذا ..
كيف يجرؤ على بيعي بطريقة كهذه ..
اليس لديه قلب ؟
اليس لديه بنات ؟
انه حتما يحس بما احس ..
كنت منهارة تماما .. ابكي كالمجنونه ..
واصرخ كالتائهه ..
بدأت افقاد اعصابي ..
بدأت احس بالتشنجات في كل عصب في جسمي ..
الصداع يكاد يفجر رأسي ..
بحركة لا اردايه بدأت انتف القليل من شعيرات رأسي ..
غلبني الارق تلك اللحظة بالرغم من اني لتوي قد صحيت ........
* * *
افقت على صوت طرق باب غرفتي ..
فتحت عيناي بصعوبه .. وجهتهما حيث الساعه ..
وجدتها تشير إلى الثانية ظهراً ..
اي انه مرّ على نومي 3 ساعات كامله ..
آه لو انام الدهر كله اليس ارحم من حالي هذا ..
اشتد طرق الباب .. فنهضت من مكاني بصعوبه ..
القيت بنظرة الى المرآه اولاً فكدت اصرخ لشكلي ..
كانت عيناي متنفختان وجاحضتان بشكل مزعج ..
اما شعري فكان اشعثاً غير مرتب ..
حاولت اصلاح مايمكن اصلاحه ..
بعدها انطلقت للباب وفتحته ..
فجائني الصوت :
"السلام عليكم ورحمتو الله وبركاتوه "
لم تكن سوى طفلة صغيره تحدق بي ببراءة وعذوبة ..
انها رهف الصغيره .. لا تتجاوز الخامسة من عمرها ..
ضئيلة الحجم .. ذات شعر فاتح يميل الى الكستنائي ..
ملامحها صغيره وجذابه .. وشعرها الاملس اعطى لها بريقا لامعا ..
كانت ضئيلة جداً بالنسبة لحجم الباب ..
ابتسمت لها بصعوبه فجلست امامها على ركبتي لاصبح بمستواها فقلت :
" بغيتي شي حبيبتي "
رهف : " انتي وش اسمك ؟ "
لمى : " لـــــــمــــــــى "
رهف : " أنا اسمي رهف "
قلت مداعبه بالرغم من صعوبة ذلك بالنسبة لي : " ياحلو اسمك يجنن "
دخلت الصغيره غرفتي كالأميرات غير مبالية بي .. دخلت بكل ثقة وعزة ..
ويبدو انها معتادة على ذلك ..
رهف : " عندك مث مث "
نهضت من جلستي وقد استغربت الكلمه : "يعني ايش؟ ؟؟ "
رهف : "يعني مث "
تجاهلتها فأنا عاجزة عن التفكير لما يشغل قلبي وعقلي ..
رهف : " أمي تقول انك بتمرحين عندنا كل يوم .. صدق ؟ "
لم استطع كتمان الضحكة في قلبي فقلت :
" مافهمت عليك ؟ "
رهف : " كمخه ........ يعني بتنامين معنا صح "
لمى : " اوووه اذا انتي تحبيني عادي ماعندي مانع "
رهف : "انا ماعرفك "
قلت بشرود : " ولا انا "
رهف : " انا ماحب مهند انتي تحبينه ؟ "
لمى : "ماعرفه "
رهف : " احسن تراه شيطاني ويعض "
قلت متحمسه : "والله ؟ "
رهف : " تحبين فيصل ؟ "
لمى : "ماعرفه "
رهف : "بس انا احبه مرّه "
للحظة نسيت اين موقع فيصل هذا ..
لكنني تذكرت ذلك بعد مضي دقائق من التفكير ..
فـ فيصل هو ابن تلك المرأه التي استقبلتني هذا اليوم [ام فيصل] اي زوجة عمي خالد وهذه الصغيره هي اخته ..
يا آلهي اذن فيصل سوف يكون من ضمن قائمة المحضورين التي وضعتها ..
قاطعتني الصغيره مرة اخرى لتملي علي قائمة احبابها ..
استمعت إليها بأعجوبه بالرغم من انهياري الداخلي ..
كانت برئية مرحه وقد استمتعت بصحبتها كثيراً ..
فوجئنا بطرق الباب , فأسرعت الصغيره لفتحه ..
كانت احدى الفتيات اللاتي استقبلني هذا اليوم ..
دَخلت وقد بدت لي تلك الأبتسامة الساخره على شفتيها ..
" رهوف انتي هنا وفيصل يدورك "
رهف : " بقعد مع لمى "
تغريد : "رهف اسمعي الكلام .. الخدامة تقول فيصل يبيك ومعاه حلاو اكيد "
محاولاتها في اغراء الصغيره كانت ناجحه تماما ..
فقد اسرعت الصغيره للخروج وقد ودعتني بقبلة صغيره على خدّي ..
تغريد : " شرايك تنزلين معنا عند عمي عبداللطيف احنا كلنا هناك والجو حلو ورايق في الحديقة "
اجبت بعد تفكير : " أنا .. أنا تعبانه وابي ارتاح "
كشرت لي شفتيها فقالت : "طيب على راحتك "
بعدها خرجت وولمْ ارها بعد ..
انبت نفسي كثيراً لرفضي دعوتها ..
فلربما اخرج مما انا فيه وانسى ولو قليلا مما سمعته اذناي هذا الصباح ..
لم اجد لي حلاً سوى الوقوف على النافذة ورؤية المكان من هناك ..
بدى لي المنظر رائعاً وجذاباً ..
فالحدائق كانت رائعة حقا بالرغم من صغر حجمها ..
الا انها اعطت الفلل منظراً جذاباً ..
مرّ الوقت ببطئ شديد حتى فوجئت بأمل تدخل علي وقد كانت الساعه تشير إلى السادسة والنصف مساءاً ..
" مساء الخير "
لمى : " اهلين .. مساء النور "
امل : " هاه عساك ارتحتي عقب امس "
لمى : " لا الحمدلله انا مرتاحه "
امل : " كنت بجيك الظهر بس قلت اخليك على راحتك احسن , والعصر يكون خير "
لم أتكلم بل انتظرتها تتم حديثها .. فقالت بعد ان درست ملامحي جيداً :
" لمى حبيبتي انتي للحين ماتعرفتي علينا كويس , وهذا شيء ضروري لان حياتنا مرتبطة ببعض , إخوتي وعيالهم عايشين سوا زي العايله الوحده , وما اعتقد انك ترضين
انك تكوني شاذه بينهم .. اقصد حبسات الغرفه هذي مالها داعي , حبيبتي حاولي تدخلين نفسك بيننا .. عيشي حياتك .. انتي مانتي بغريبه انتي مهما صار تظلين بنت اخونا محمد (وبتنهد) واللي صار صار والكل نسى "
قاطع حديثنا طرق الباب فقالت امل وأظنها تعلم من القادم :
" اُدخـــــل "
كانت أم ياسر حيث بادرت امل بنظرة حزينة فأوطأت أمل رأسها وكأنها عرفت شيئاً ..
أستأذنت بعدها امل وخرجت قبل ان تتفوه أم ياسر بأي شيء ..
تبعتها ام ياسر فأقفلت الباب خلف امل بأحكام وعادت الي وجلست بقربي تماماً ..
قالت بعد فترة صمت طويله بقليل من التلعثم :
" عمك كان يبي يكلمك بموضوع .... و.... وفكرت لو اني انا اللي اوصله لك قبل ... مـ .. مــ منع لاي حرج عليك.. وماراح يصير الا الخير انشاءالله "
فوجئت ببداية موضوعها فأنتابني القلق ..
قالت بعد ان اخذت نفساً عميقاً :
" عمك يبيك لولده على سنة الله ورسوله شرايك ؟ "
لا لا يمكنهم ذلك !!
ياآلهي عاصفة القدر بدأت بهالهبوب من جديد ..
إذن ماسمعته هذا اليوم لمْ يكن مزاحاً .. بل كنت حقاً سلعة معروض للبيع ..
واعتقد انهم وجدو المشتري ..
لم استطع كتمان اي دمعة من دمعاتي بل فتحت لها العنان غير آبهة بالواقفه امامي ..
كنت اتمزق من الداخل فجراحي قد كثرت ..
كنت اظن بأني تخلصت من شبح زوج والدتي ..
ام الآن فأعتقد اني في مواجهه من هو اخطر منه ..
يا آلهي هل سأتمكن من مواجهة قدري هذه المرّه ام انه سيغدر بي كعادته ............

انا وانتي وكلنا 24-12-06 11:50 AM

- الجزء الرابع -




[ 4 - سحقاً للماضي ]






صرختُ و بَكيتْ و تأوهتُ إلا ان احد لم يشعر بي ..

أزداد عذابي بهذا الجرح الجديد والذي سوف يشكل لي حياة مؤلمة في الحاضر ..

لمْ أشأ على ردع عمي بأسلوبي الفظ ..

بل قررت ان اتبع معه اسلوب المسايره ..

لعله يتراجع عن قراره المفاجئ والمميت ..

تلك الليلة لم اشعر بها بل احس بأنها انقصت يوما من عمري ..

مرّت علي ككابوس مزعج اتمنى الاقاضة منه سريعاً ..



* * *


أستيقضت مبكراً في صباح الغد والذي يعتبر اليوم الثالث من حياتي بين أعمامي ..

قررت مواجهة عمي ورفض قراره ..

فسحقاً لذلك الماضي الذي يجبره على الانتقام بهذا الجنون ..

كنت واثقة تماماً بأن زواجي لهو حيلة جديده من حيل عمي للأنتقام ..

وصلتني رسالة عبر ام ياسر تفيد بأن عمي يود لقائي بسرعه ..

كانت مرتبكة وهي تخبرني بذلك ..

لكنني لمْ اتفاجئ فأنا اعلم مالـذي يريده ؟

ولن ارضى بذلك مهما حصل ..

تشجعت ولبست قناعا جديداً من القوة والثقه ..

ذهبت مع ام ياسر إلى حيث المكتب لكي اقابل ذاك الكهل ..

وصلت اخيراً فوجدته منشغلاً بأوراق مبعثره امامه ..

احس بوجودنا فطلب من زوجته الرحيل ..

بحركة لا ارادية لم احس بيداي تتشبث بأم ياسر وكأني ارجو منها عدم تركي وحيده مع هذا الكهل ..

على الاقل فأنا ارتاح لوجودها معي فهي الوحيده التي تمثل لي الامان هنا ..

بالطبع من بعد عمتي امل ..

صرخ عمي في وجهها قائلاً :

" ام ياسر وش انا قلت ؟ "

رمقتني بنظرات كلها حنان ..

بعدها خَرجت ....





*آ * * * * * *


[ .. امل .. ]







كنتُ متآكله في الاسفل أنتظر عودة اخي بالنتائج ..

بدى لي مصمما على مخططاته ..

لم احس بخطوات فيصل و سلطان بدخولهم المنزل :

" خير وش فيك مش على بعضك ؟ "

ارتبكت بسؤال اخي سلطان أكثر ..

فلا يسعني اخباره بما يدور في خلدي لوجود فيصل ..

اما فيصل فكان اذكى منا جميعاً حيث قال :

" وش قرار بنت فوزية في موضوع زواجها من نواف ؟ "

صعقت بجملته الاخيره ..

كيف له ان عرف ؟

بدى واثقاً من معلوماته جداً ..

لكنني لم الحظ عليه اي استياء لذلك ..

"شلون عرفت ؟ "

فيصل : "آسف ياعمه مصادر خاصه .. بس حركات الجحادة هذي خلوها عنكم "

اصابني الخجل لعبارته تلك ..

فقلت باستياء :

" للحين ما نزل عمك والظاهر انه يناقشها بهالموضوع "

قال بهمس لا يُسمع لكني سمعته :

" يا خسارة نواف عليها "

وصلتنا صرخه قوية من الاعلى ..

فــ قفزت من مكاني مذعورة ..

وقد بدى القلق ايضاً على فيصل و سلطان ..

" لا يكون ذبحها !! " قلت ذلك مفزوعه ..

بينما انطلق الاثنان بسرعه للأعلى ..

لم اتردد بلحاقهما فيما بعد .. فالصرخه كانت مخيفة ..





* * * * * * * * *


[.. لمى ..]







كنت اصارع الامواج مع ذاك الكهل ..

فانا لن ارضى ابداً بمخططاته الدنيئة ..

لم اكن اصدق بأنني اتحلى بكل تلك القوة ..

فقد اتضح لي عدم قدرته على موازنة الامور معي ..

بعد كل محاولاته اِختصرتُ له الطريق فقلت بصراخ :

" لو على موتي ماتزوج انسان تربى بين يدين قذرة "

النتيجة كانت صفعة مدوية على خدي سلبت لي كل قوتي ..

لتلك الجملة الاثر العميق على عمي ..

فـ بسببها كانت تلك الصفعة التي رمتني ارضا بقسوة ..

اعترف بانني كنت فظة معه لكن هذا لا يتيح له الحق بمد يده علي ..

اثارتني تلك الصفعه فأفقدتني عقلي ..

وبدأت العن واسب هذه العائلة بلا شعور مني ..

لمْ اُحس بدخول الشخصان المحملقان فيّ الآن ..

لكني ما ان رفعت رأسي حتى اصابتني تلك الشراره الكهربيه من جديد ..

يا آلهي انه هو !!

كانت ملامحه صلبة قويه ..

برؤيته فقط نسيت كل شيء ..

ولا اريد من الحياة سوى رؤياه ..

شيء ما يربطني به .. لا اعرف ماهو !!

كانت نظراته لي كالصخر ولمْ يَصد او يَهربْ كوني من غير محارمه ..

بل ظل شاخص البصر بكل حرية ..

كل مايحزنني الآن هو انه رآني مذلوله مهانه بين يدي انسان لا يرحم ..

انسان قد ضيع أبي واَعتقدُ بانه في صدد تضييعي انا الأخرى ..

انزاح نظره عني واتجه حيث عمي وكأنه يطالبه بتفسير لما يحصل !!

وَصلتْ اخيرا عمتي أمل فهرعت الى احضانها كالطفله ..

وبلا اراده اخذتُ انزف دموعاً حاره لا سبيل للخلاص منها ......................








* * * * * *



[.. فيصل ..]





كنت أركض كالمجنون ..

إن اردتم الحق فأنا لا اعلم من خلف تلك الصرخه ..

لكن الفزع قادني إلى حيث المكتب والذي نبع منه ذلك الصوت المزلزل ..

ذُهلت عندما رأيت الفتاة ملقيةً ارضاً وقد امسكت بخدها بألم والدموع تتسابق في العدو ..

كانت تتفوه بكلمات حادة قوية ..

" انسان ******************************** سافل ماعندك اخلاق ولا ضمير وووووولدك لو على مووووتي مااخذه فاهم .. مابيه ولاابيك ولابي ولا واحد من طرفكم "

سحقاً لها كيف لها الجرأه على ذلك !!

كدت افقد عقلي واتجه اليها والقنها درساً لن تنساه ..

لكن نظرة من عمي منعتني من ذلك ..

حينما التقت عينانا انا وهي .. لا اعرف اي شعور شعرت به ..

لكنني نسيت كل ماكنت افكر به ..

احسست بالشفقه والاسى لها ..

كانت ذابله وعيناها توحيان بالعذاب والالم ..

كدت افقد توازني واهرع اليها واضمها الى صدري وأهدأ من روعها ..

بدت لي تائهه ضائعه ..

نظرتها تلك افاقت ضميري من نومه ..

دموعها سببت لي الالم العميق..

كم تمنيت لو تعلم حقيقتي !!

كم تمنيت لو انها ليست ابنة فوزية

آه مااصعب التمني وما أصعب تحققه ..

اتجهت حيث عمي اطالبه بتفسير لما يحدث ..

كان يتنقل ببصره بيني وبينها وكأنه عرف ما أفكر به ..

دخلت في تلك اللحظات عمتي امل فهرعت اليها لمى كالطفله التائهة من ذويها ..

كانت تبكي وتأن كالاطفال .. شهيقها وبكاءها يمزق اقسى القلوب فما بالكم ان كان أنا ..

لمْ استحمل الموقف فهربت ................................







* * * * * * * *



[.. امل ..]








" البنت محمومه عطيتها مهدأ وأنشاءالله تكون احسن "

سلطان : "الله يستر ولا وش هالورطة اللي ورطنا فيها "

امل : "المشكله انه مع كل هذا احمد مصمم على رايه وماضنتي بيتنازل , اخوي واعرفه زين عنيد وراسه يابس "

سلطان : " نواف يدري بالموضوع ؟ "

امل : "هو معصب بسبة هالموضوع ومارد البيت "

سلطان : " الله يهديه احمد ولا الموضوع كله بكبره مال امه داعي .. وش ذنب هالمسيكينه يزوجها بالقوة .. لو ياسر او حدا العيال كان ممكن .. اما نواف حرام الناس عطيناهم كلمه "

قلت بشرود : " مادري .. مادري .. تدري شلون باروح اشوفها اخاف تصحى "

تركته واتجهت الى حيث غرفة لمى لكنه استوقفني قائلاً :

" على هونك عليها يا امل تراها مسيكينه "

ابتسمت له فقلت :

" لا تخاف هذي مهما صار تظل بنت محمد الغالي "

عبر عن رضاه بابتسامة عريضة , بعدها تركته واتجهت اليها ..

دخلت اليها ببطء كانت نائمة بسلام ..

اقتربت منها وجلست بجوارها اخذت اقرأ عليها بضعاً من الآيات القرآنيه لتحل عليها الطمأنينة والسكينه ..

الى ان دخت وغلبني النوم بجوارها ..................




* * * * * * *


[.. نواف ..]






ابتعدو عن طريقي ها قد جاء دوري ..

اسمي نواف بن احمد بن سالم , من مواليد 1979 م وابلغ من العمر 27 عاما ..

تخرجت من جامعة الملك سعود في الرياض تخصص نظم المعلومات كما أراد والدي ..

واعمل الآن لدى شركة اتصالات بمرتب عالي جداً ..

الجميع يحسد ترابطنا الاسري فقلة من الناس يعيشون كعيشتنا هذه ..

والدي شخصية غريبه لم التق بمثلها اطلاقا ..

مع ذلك فأنا احبه واكن له كل التقدير و الاحترام ..

عدوه اللدود هو من يقف في طريقه حتى ولو كان اقرب الناس الى قلبه كما حصل مع عمي محمد سابقاً ..

بالرغم من محدودية معلوماتي عن ذلك الماضي ..

الا ان والدي ان قال امراً فويل لمن يعارض او يبدي انتقاداً ..

الجميع في هذا المنزل يحترمه ويخافه في نفس الوقت ..

فشخصيته قويه جداً ..

لا يمكنني ان أنكــــر ما اكتسبته من شخصيه والدي من العناد والقوة ..

الا انني لا يمكنني مجارته في ذلك فلو فعلت لغدوت صغيراً جداً بالنسبة اليه ..

يوم مشؤم وقع علينا جميعاً كالصاعقة ..

حينما اخبرنا والدي عن قراره بتزويج احدى افراد العائلة لأبنة فوزية ..

لقد اخذنا الموقف بسخريه ولم نكترث له الا حينما وقعت الفأس بالرأس ..

فقد وقع الاختيار علي .. كوني اكثر اعتماداً من ياسر و راكان و فيصل ..

فياسر بالرغم من انه بلغ الخامسة والعشرون من عمره الا انه شخص لا يعتمد عليه اطلاقاً ..

كذلك راكان فهو مستهتر ولا أظنه مستعد للزواج أبداً ..

أما فيصل فهو شيئاً آخر .. لا أستطيع تفسيره !!

الحاح ابي بعدم أفشاء الأمر لفيصل يثير فضولي و غضبي معاً ..

مع ذلك لم أكترث فالفأس قد وقعت ولابد من حل ..

بالطبع لا انكر لكم ردة فعلي عن هذا الموضوع لكني لن استطع ان اقف في وجه ابي اطلاقا ..

خصوصا ان من سيزوجني بها هي ابنة فوزية تلك المراءة ال********************************ه والتي سببت آلاف الجراح في هذه العائلة ..

فبسببها وحدها زهقت روحين .. وتعذب شخصين .. وسلبت منا اعز فرد في هذه العائلة ..

وابنتها قد تربت على يديها ولن استغرب اطلاقا ان كانت تشبهها في تصرفاتها الدنيئة ..

وماسمعته عنها حالياً من خالتي ام ياسر يثبت لنا ذلك ..

خرجت من المنزل ولم اعد له ..

بقيت عند صديقي سلمان فترة نقاهه افكر فيها في حياتي المقبله ..

فهل ارضى بالامر الواقع واجعل الامور تسير كما خطط والدي على حساب سعادتي .؟

ام اقف في وجهه واتحداه , هذا ما أنا عاجز عن تحديده .......................................

فقلبي يؤيد القرار الثاني بينما عقلي يقنعني بالرضى ..






* * * * * * * *




[.. امل ..]






مرّ هذا الاسبوع علينا كالدهر ..

وهاهو اليوم العاشر يعلن دخوله منذ عودة ابنة فوزية إلينا ..

تحسنت اوضاع لمى قليلا فبدت في الايام الاخيره اكثر هدوءاً ..

خصوصا بعد سكوت اخي احمد عن مخططه الاخير ..

كنت واثقة تماما بأنه لن يرضى بالهزيمة بل سيظل على قراره ويتمسك به اكثر ..

لكنه بدا هادئا هذا الاسبوع ولم يثر الموضوع من جديد ..

كانت لمى على حالها حبيسة الغرفة ..

لا تريد الاجتماع بأحد ولا رؤية احد سواي انا ..

حتى ام ياسر ترفظ لقياها ..

ام نواف كانت اشد الرافضين لهذه الفكره ..

فهي اكثر الحاقدين على ابنة فوزية ..

وتتنمى الموت ولا ان تصبح زوجة لأبنها ..

بدت هذه الفترة منعزلة عنا وتحاول قدر الامكان اقناع زوجها بذلك ..

إلا ان احمد يظل هو احمد العنيد والذي يستحيل على احد اقناعه بالعدول عن قرار من قراراته ..

اليوم هو يوم الاحد اي انه يوم اجتماع العائلة ..

فقد اعتدنا كل يوم احد تجتمع النسوة في منزل ام نواف ..

بينما الرجال في منزل ام ياسر ..

هذا هو حالنا منذ زمن ..

في هذا اليوم بالذات لم اكن اعرف ماذا افعل ؟

فهل علي المكوث مع ابنة فوزية ؟ ام مشاركة الجميع اجتماعهم ؟

فكرت قليلاً فوجدت ان الحل هو تقديم اعتذاري لـ لمى واطلاعها على الامر ..

انطلقت بسرعه الى منزل اخي الرئيسي لـ لقياها.. فأصطدمت بـ ياسر في طريقي ..

" عساك للعمى ماتشوووف "

ياسر : " كسرتي خشمي وشفيك مستعجله ؟ "

امل : " مهو بـ شغلك .. انت اللي وش عندك مستعجل "

ياسر : "ابروح اسبح مع الشلة تجين معنا "

امل : "مجنونه انا اضحي بعمري معكم "

ياسر : " طيب ترا الفرجه بلاش "

امل : "على غيري يا بابا.. تبيني انشات زي ذيك المره "

ياسر : "اعوذ بالله ما تنسين "

امل : "وجع اذكر ربك "

ياسر : "الا اقول ياعمه الاهل يدرون عن سالفة نواف وبنت فوزية "

امل : " وجع اسكت لا يسمعك احد , لا ما احد يدري وبعدين فيه احتمال ان الموضوع بكبره يتفركش "

ياسر وقد رفع يديه : "الله يسمع منك "

ضحكت عليه واكملت مسيرتي اليها ..

" سلام "

كانت واقفه بجوار النافذه وتتطلع بصمت .. اجابتني تحيتي:

"وعليكم السلام والرحمه "

امل : "وش تسوين ؟ "

لمى : "ابد لقيت نفسي زهقانه قلت اوسع صدري عند الشباك .. الا بسألك لمن كانت هالغرفه ؟ "

امل : " كانت لسلطان بس انتقل .... حاليا هو في فلته "

قالت بتردد : " هو ليه للحين ماتزوج ؟ "

اجبتها بصراحة فهي عاجلاً ام آجلاً سوف تعلم : " لا هو ارمل "

لمى : " آسفة "

امل : " لاعادي .. الله يرحمها ويغفر لها "

لمى : " متى توفت ؟ "

امل : " قبل اربع سنوات (وبألم ) وهي تولد "

لمى : "لاحول ولا قوة الا بالله .. والطفل ؟ "

امل : " جلس بالحضانة ثلاث ايام وبعدها لحق امه "

أجابتني بضيق :

" لاحول ولا قوة الا بالله .. الواحد لما يشوف مصايب غيره تهون عليه مصايبه .. مايستاهل سلطان مبين حبوب زيك "

اعجبتني جملتها الاخيره فقلت :

" لمى انتي ماتعرفينا زين .. وصدقيني لما تدخلين فينا اكثر راح تحبين الكل "

أومأت برأسها وقد بدى عليها الحزن من جديد ..

قلت لها راجية بتغير الموضوع :

" لمى ماقلتي لي كيف كنتو عايشين ؟ "

رمقتني بنظرة خوف فنهضت من مكانها مذعورة ..

تلفتت يمنة ويسره وكأنها خائفة من شخص ما .. فقالت :

" عمي احمد يعرف انك تجلسين معي ؟ "

استغربت جملتها فأجبتها بأستفهام :

" ايه ........... لمى انتي خايفه من عمك ؟ "

اجابتني بصراخ :

" قلت لكم انا اخاف الا من ربي "

امل : "طيب طيب هدي بالك .. شرايك نشرب العصير برى "

لمى : "لأ مابي "

امل : "طيب على راحتك .. عموما انا نازله لبيت ام نواف الكل مجتمع هناك "

صُعقت الفتاة لدى ذكر اسم نواف أمامها ..

فأرتجفت يداها وكأنها تذكرت امراً ما ..

جلستْ على الاريكة وقد بدى عليها بأنها تحاول منع دموعها ..

اقتربت منها وجلست بجوارها ووضعت يدي على كتفها مطمئنة :

" لا تخافين ماراح تضيعين يابنت محمد "

انكبت بكامل قوتها بين احضاني باكيه ..

فيبدو ان حبال صبرها قد مُزقت لحظة اقترابي منها .................







* * * * * * * *






[.. أم ياسر ..]






ازعجنا صدى رنين هاتفي بينما نحن مندمجات بتبادل الاحاديث معاً ..

نهضت من مكاني حينما رأيت بأن المتصل هو زوجي ..

أبتعدت قليلا عن الموجودين .. فأجبت لتكون الصاعقه ............

" هلا ام ياسر وش اخبار الاوضاع عندكم ؟ "

اخافني سؤاله فليس من عادة زوجي السؤال ..

حيث ان اجتماعنا عائلي وطبيعي وليس لسؤاله اي مكان ..

اجبته بذهول :

" الحمدلله .... (وبقلق) خير يا ابو ياسر تبي شيء؟ "

اجابني بحده : " ايه .. "

تنهد قبل ان يقول :

" أعلني الخبر يا أم ياسر "

صعقت بسماعي ذلك .. ياآلهي انه لمْ ينسى بعد ..

قلت محاوله فلعل وعسى اجد معه تجاوباً :

" تو الناااااااااااااس .. استخير ربك ياولد العم هذي حياة ومستقبل .. لا تدمر حياة ولدك بلحظة غضب "

قال بغضب واكاد اجزم بأن لو احداً حولي لسمع صوته عبر سماعة نقالي :

" ام ياسر كلامي ماحب اعيده اعتقد تعرفين هالشي "

اغلق الخط في وجهي ..

يا آلهي مالذي سأقوله الآن ؟

الجميع يعرف بأن نواف لأنهار .. وأنهار لنواف ..

فأنا خائفة على مشاعر الصغيره و والدتها..

انها لحقارة في حقنا ان يتخلى ابو ياسر عن كلمته ..

يا آلهي انها مهمة صعبه كيف سأتشجع واعلن ذلك ..

قررت التشجع فما بيدي حيلة .. ابا ياسر مصمم ولا يمكننا اعتراض طريق مخططاته ..

ثم اعتقد بأنه سوى الامر مع اخيه عبداللطيف ..

وإلا لما قام بمجازفة كهذه ..

كان خبر قرار ارتباط نواف مع انهار اسعد خبر تلقته العائلة منذ وفاة اخيهم ..

وها قد ظهرت ابنة فوزية لتقف عائقاً امام سبيل سعادتهما ..

كما فعلت والدتها سابقاً ..

كلا لا يجب ان نسكت يجب ان نتكاتف جميعاً كي لا ينعاد الماضي على مرأى من اعيننا وعلى من ؟ على نواف ..

انا لن ارضى بذلك ..

يا آلهي سحقاً لها ولوالدتها ..

لا يمكنني ان اقف بوجه زوجي فلو فعلت لتسلمت ورقة طلاقي من الآن ..

وَصلت للغرفة شارده بينما الجميع اخذ ينظر الي بقلق ..

فشحوبي اعلن عن سوء الخبر قبل البوح به ..

قلت اخيراً وأنا أبتلع ريقي :

" ابو ياسر يبارك لك يا ام نواف ويقول ان الملكة يوم الخميس الجاي "

توقفت الضحكات وعمّ الهدوء ..

نهضت ام راكان من مكانها مستاءة وقد اتضح لي من ملامحها بأن عبداللطيف قد تناقش الامر معها ..

أما أنهار فبدت كمن لا يصدق .. اعتراها الخجل واحمرت وجنتيها ..

اما ابنتي تغريد ومرام فقد بدت السعادة على ملامحهن ..

استغربت ذلك ..

فلربما هناك سوء فهم .. لذلك اكملت جملتي بقولي :

" تجهيزات لمى كلها أنا مسؤله عنها والله يقدم اللي فيه الخير "

صعق الجميع بجملتي تلك بمن فيهن انهار ..

صرخت قائلة : " شقصدك ؟ لحظة انا مش فاهمه شي ؟ "

ام ياسر : " خطبنا لمى لنواف والملكة الاسبوع الجاي "

بدت الصغيره كالمجنونه : " لا لا ماصدق .. وانا ؟ .. وليه ؟ .. كيف؟ .. لا لأ ماصدق "

انهمرت دموعها وهربت .. لحقت بها والدتها

وكان خروجها على وصول امل ..

اقتربت مني وقالت بهمس لا يسمع :

" ماتوقعته يسويها ابد .. انصدمت يوم سمعته يعلن الخبر "

ابتلعت ريقي وقلت :

" الله يوفقهم ويسعدهم "

لاحظت النظرة الحزينه على عيناها فقلت :

" البنت عرفت بالخبر ؟ "

قالت بحزن :

" ماجابني هنا الا هالشي .. ابو ياسر فاتحها بهالموضوع والحين هي منهاره فوق .. طردتني وقفلت على نفسها الباب .. ورافضة تشوف احد ..وغير كذا رافضة هالزواج بشكل قطعي "

ام ياسر : " الله يصلحه ويهديه .. لو كان ماخذها لياسر كان الموضوع انبلع .. بس انه يكلم اخوه ويحجز بنته وبعدها بشهرين بس .. يتنازل عن كلامه .. والله ان وجهي ضايع وماني قادره احط عيني بعين ام راكان "

اجابتني بحزن :

"وانتي وش بيدك تسوين .. خليها على ربك "






< نهاية الجزء >





- برأيكم أحبتي هل ستتمكن لمى من صد العم أحمد و جبروته ؟

أما أن الهزيمة هي حليفها !! .................................................. ..

- ونواف وش موقفه ؟ هل بيقدر يوقف في وجه أبوه ؟

- وشمعنى نواف ؟ ليش ما كان ياسر او راكان او فيصل ؟

انا وانتي وكلنا 24-12-06 11:55 AM


- الجزء الخامس -
[ 5- هـروب لادغ ! ]

قالت لي راجيه :
" سوي لي هالخير ولو مره في حياتكـ .. اذا مش علشاني فهو علشان ابوي .. تكفين لا ترديني "
أنه أول طلب تطلبه مني تلك الصغيرة ..
تساءلت في سري كثيراً عما يجول في خِلدها ..
فالشكوك تراودني تجاهها ..
فليس من المعقول أن تكون قد نست أحداث الأمس..
بدت لي طبيعيه جداً هذا اليوم بعكس حالتها الليلة الماضية ..
قالت لي راجيه وقد أمسكت بيدي :
" تكفين يا عمه لبيني .. أول مره أطلبك "
لم أشأ أن أردها ..
فقد بدأت بتقبلها والتعلق بها ..
أجبتها بعد مدة من التفكير برجاء :
" اوكي موافقه .. بقول للسواق لكن بشرط "
استاءت لاستغلالي فقالت :
" واللي هو ؟ "
أجبتها بعد طول تفكير :
" رجلي على رجلك .. غيره مافيه "
ابتعدت عني نوعا ما وأخذت تفكر فجاءني ردها الماكر ..
والذي يثبت لي مدى حنكتها :
"عمة تروحين معاي وش تسوين ؟ قلت لك بسلم وراجعه "
قلت مهدده :
" وإذا رجع اخوي وما حصلك وش اقوله ؟ "
لمى : " لا تخافين هو أصلن متى يشوفني ؟ وبعدين رقمك معي وبطمنك اول بأول , واذا حابه اعطيك رقم الوالده ماعندي اي مانع "
قلت مستسلمه :
" امري لله , خليني ادق ع السواق عشان يجهز السياره .. بس هاه توعديني ما تتأخرين مابي انذبح "
قالت بشرود :
" انتي كلمية الحين ويكون خير بعدين "
* * * * * * *

[.. لمى .. ]

جيد هاهي الأمور تجري لصالحي من جديد..
حسنا إذن كيف سأفسر الموضوع لوالدتي ؟
كل ما علي الآن هو أن اخبرها بالحقيقة لعلها تنقذني من ورطتي..
فوالدتي الآن هي ملجأي الأول والأخير ..
وليس لدي سواها ألجأ إليه من بعد رب العالمين سبحانه ..
قبّلت جبينها شاكره :
" مشكورة يا أحلى عمة.. خدمة ما راح أنساها طول عمري "
خرجتُ من غرفتي من بعد ما أكدت لي خلو المنزل..
فالجميع في منزل العم عبداللطيف ..
ركبت السيارة أخيراً ولمْ ينتبه أحدهم إلي ..
أغلقت الباب وأخبرت ذاك السائق بطريق منزلنا ..
* * *
وصلت إلى هناك .. فبدأ قلبي بالخفقان ..
فأنا اجهل ردة فعل والدتي لدى حين تعلم بعودتي إليها من جديد ..
فهل سيسعدها ذلك ؟
لا أعلم !!
طرقتُ الباب وتنهدت ..
فها أنا الآن أجازف بحياتي وأتحدى ذاك الكهل عن طريق والدتي ..
ياترى .. كيف ستكون ردة فعله حينما يكتشف هروبي ؟
يا لكِ من مسكينة أيتها العمة , أعتقد بأنك ستواجهين يوماً صعباً ؟
لكني متأكدة بأنه لن يسكتْ , بل سيأتي سريعاً إلى هنا ..
عندها سأُشفي غليلي به , وارفض الخروج إليه ..
سأحبس نفسي في غرفتي ..
عندها لن يستطع التهجم على حرمة المنزل..
بل أظنه سيُفرغ حقن غضبه في عمتي المسكينة..
فتحت لي الخادمة أخيرا .. فقلت لها لاهفة و بسعادة :
" I'm back Maria .. I'm back"
قالت لي بسعادة :
" I can't believe that "
رحبت بي كعادتها .. بدت مشتاقة إلي جداً ..
سألتها أين والدتي فجاءني الرد :
"she's shopping"
لمى : " ? Oh no... When well she's back"
الخادمة: " !! I don't know"
لمى : "ok I well waiting her "
قد يستغرب الجميع قدرتي على إدراك المحادثة الانجليزية وفهمي لهذه اللغة ..
فأنا جاهلة ولم أنل قصدي من العلم ..
إلا إنكم تجهلون بـــــــ [ أم عزة ] جارتنا المصرية
لقد تعرفنا عليها حينما كنت في سن الخامسة عشر ..
لقد استاءت كثيراً لدى معرفتها بجهلي للقراءة والكتابة ..
فاعتكفت علي سراً وعلمتني كيف أقرأ و أكتب..
إلا أنها لم تفلح في ذلك..
كوني لمْ أساعدها بالتقبل والفهم ..
يمكني القول بأني استطعت أن أدرك القراءة لكنها ليست بالدرجة المتمكنة ..
أما اللغة الانجليزية فتعلمتها بعد وفاة والدي ..
وبالتحديد تلك الفترة والتي أصبت بها بالانهيار العصبي ..
حيث وجدتْ والدتي بأنه من صالحي أن تُبعدني لأنسى..
ولم يكن بوسعها أن تجعلني أنسى إلا إذا أشغلتْ نفسي بــ شيئا آخر ..
وكوني مهووسة بالأفلام الاجنبيه منذ صغري ..
فلم أواجه صعوبة بالتعلم ..
بل بدا لي شيئاً ممتعاً ..
جلستُ في الداخل منتظرة عودة والدتي بلهفة ..
آه كم اشتقت إلى أحضانك أيتها العزيزة ..
بدأت ذكريات الماضي تعود إلي ..
نجود .. والدي.. والدتي.. كل شيء يمر من أمامي
تنهدت بصعوبة , فكل شيء الآن رحل ..
لم يتبقى لي في هذه الحياة سوى والدتي ..
مضت خمس ساعات من انتظاري ولا أثر لها..
أخيرا سمعت صوت الباب يغلق وقهقهات والدتي مع ذلك الأحمق قد تغلغلت في أذناي ..
كل ما سمعته هي جملة هزتني من الداخل وأيقظتني من غفلتي :
" ليتك من زمان معلمة احمد بـ بنتك ومريحتنا منها توني أحس إني متزوج وعايش "
وصلا إلى المدخل وقد بدا سعيدين للغاية ..
ولن يعكر مزاجهما سوى تواجدي بينهما من جديد ..
أصابتني غصة في حلقي ..
فأيقنت للحظة بأني أخطأت العنوان .. وتسرعت في المجئ ..
فمكاني ليس هنا بل بين أحضان عائلة والدي..
ويجب أن اَقنع بالأمر الواقع ..
صُدِمتْ والدتي لدى رؤيتها وجهي .. فكشرت عن شفتيها وقالت باستياء :
" لمى !!!!!!!!!!!!!! "
اِقتربت مني بعد أن أفلتت من بين يدي زوجها بصعوبة..
" أنتي هنا "
قلت محاربة دموعي :
" شلونك يمه ؟ "
اجابتني ببرود :
"الحمد لله.... وش جابك هالحزة ؟ "
لمى : "آسفة بس حبيت اسلم "
سألت : " عمك يدري ؟ "
أومأت برأسي نافيه بحزن , فشهقت وقالت :
" يالغبيه انتي وش سويتي ؟ "
تركتني واتجهت إلى الهاتف ..
أسرعت إليها فسحبت السماعة من بين يديها محاربة دموعي , قلت بشجاعة :
" لا تتعبين عمرك يا فوزية , ما عندي نية أشاطرك البيت أنا كنت بسلم بس , عن أذنك "
خرجتُ معلنة الفراق بلا عودة ..
خرجتُ وقد تمزق قلبي بكاءا ..
ها أنا تائهة من جديد ..
ها أنا أصارع الأمواج بلا حبل نجاة ..
لا يسعني سوى الرضوخ للأمر الواقع ..
فمن هي أنا كي ترفض أو تفرضُ أمرها ..
إنني لست سوى فتاة طائشة جاهلة و فاشلةً أيضا ..
لمَ أنا دائما متمرده ..
فـالـ أرضى واَقـــنــع .. فلم أعد قادرة على تداعي القوة بعد ..
فأنا لست سوى سجينة الماضي ....................................
والله وحده يعلم بحالي ...
* * * * * * * *

[.. امل ..]

هاهي الساعة الآن العاشرة مساءاً ولا اثر لها ..
يا آلهي كيف سأفسر الأمر لأخي ؟
انه لن يرحمني فأنا من سهل لها ذلك ..
فمن المؤكد أن تكون قد رحلت بلا عودة..
ما لعمل الآن ؟
منزلها ولا اعرف طريقه ؟
كم أنا متسرعة .. كيف لي أن سمحت لها بذلك ؟
لمت نفسي على تسرعي وطيشي كثيراً , فكيف لي أن اصدق حيلتها بهذه السهولة !!
فمضى الآن على رحيلها خمس ساعات ولم تعد بعد ..
كنت امشي وأعود بلا هدف ..
دخلتْ علي تغريد حاملة بيدها كوباً من الشاي , استغربت أمري فقالت :
" اموله شفيك ؟ "
امل : "ولا شي "
تغريد : " ما أظن "
صرخت في وجهها : "اوووف قلت لك ولاشي حلي عن وجهي "
قالت بلا مبالاة : " اعصابك.. اعصابك انا ماشيه "
رحلت عني وآلاف علامات الاستفهام تتماشى من حولها ..
لم اعرها اهتمام , فالأفكار والوساوس أخذت نصيبها مني تماما ..
يا الهي أصبحت الآن العاشرة والنصف .. من المؤكد أنها لن تعود ..
قلت بضيق : " ليش سويتي كذا يا لمى ؟ ليه ؟ "
جاءني صوت ليس بغريب :
" وش سوت بعد بنت محمد ؟ "
ارتعشت حينما التفت لأفاجئ بأخي خالد يدخل ويغلق الباب خلفه ..
لم استطع تفسير جملتي , فارتبكت وتلعثمت قبل أن أقول :
" ولا شي يا خوي كنت شايله همها مع نواف "
اتضح الاستياء على وجهه فقال بحده :
" ماني أبو فيصل إن تم هالزواج "
قلت بضيق :
"ما راح تقدر .. ولده وهو حر فيه "
أجاب بغضب واضح :
"مو المشكلة انه ولده .. ولا لو راكان كان قدرنا عليه "
فُتح الباب في هذه اللحظة فالتفتنا معاً لنفاجئ بـ لمى ..
لا يسعني وصف مدى سعادتي بذلك ..
فلقد ظننتها لـ لحظة بأنها هربت ..
زالت فرحتي حينما دققت في ملامح وجهها ..
كان مكفهراً مسوداً وكأن مصيبة عظيمة وقعت على عاتقها ..
عينيها محمرتان ومنتفختان بشكل مريب ..
كادت تسقط من عيني دمعة لحالها هذا ..
إلا أني فوجئت بأخي خالد يقترب منها ويشدها من شعرها :
" وين كنتي يا بنت محمد ؟ من أولها طلع الوجه الثاني ؟ "
لحقت به :
" لا خالد لأ "
إلا انه لم يبالي بي فدفعني بعيداً ..
كان يشدها بقسوة ..
يا الهي أتعلمون ماذا فعلت ؟
لم تبالي أبداً ..
وكأنها اعتادت على هذا ..
كانت تنظر إليه بلا أية مبالاة أو خوف ..
لا اعرف كيف أن حركتي شُلت ولم أدافع عنها حينما أبعدني خالد ..
لقد كنت مذهولة ومصدومة ..
كل شيء تم أمامي بسرعة ..
سمعتها تقول :
" وش بتسوي أكثر مما سوى غيرك ؟ هذاني قدامك تبي تضربني عادي اضرب ماعاد الضرب يهمني جلدي مات من زمان .. او انك بتزوجني ولدك انت بعد "
أرخى قبضته منها وأنا على حالي , لم أتحرك حتى من مكاني ..
أبعدها عنه وقد لاحظت بأنه قد تأثر بآخر جملة لها ..
ومن لا يتأثر بمنظر كهذا ..
فمنظرها يدمي أقسى القلوب ..
أحسست بــ خنقات في صدري ..
وددت حمل ولو قليلا مما على عاتقيها..
وددت لو أحل مكانها ولو لبضع لحظات ..
أظن بأنها قاست الكثير, الكثير من الجراح ..
فمنظرها وانكسارها الآن يثبت لي هذا ..................
* * * * * * * *
[.. لمى ..]
وصلتُ إلى غرفتي وألقيت بنفسي على السرير بثقل ..
دخلت في نوبة بكاء طويلة ..
لم أكن أتخيل ردة فعل والدتي أبدا ..
لقد خُيل إلي بأنها ستتلقاني بين أحضانها وتحميني من أعدائها ..
ظننتها ستمسح شعري بحنان وتخبرني بمدى اشتياقها لي ..
ظننتها ستحتفظ بي وتمنعني من العودة ..
آه .. آه فشيئاً من هذا لم يحدث, ولن يحدث أبداً ..
ها أنا يتيمة الأبوين..
والدي رحل ..
أختي رحلت ..
اما امي فقد تخلت عني ..
و أعمامي ينتقمون ..
أية حياة هذه كي أدافع فيها عن حقوقي ..
أية حياة هذه كي أعارض أو أتمرد ..
إنني و بلا شك لست سوى طفلة ساذجة حينما تمسكت بالحياة ..
انتفضت من مكاني في هذه اللحظة ..
فنهضت ومسحت دموعي وخرجت من غرفتي متوجهةً إلى قدري بنفسي وبكامل قواي العقلية ..................
* * * * * * *
[.. أمل .. ]
كنت سارحة شاردة إلى أبعد الحدود ..
أستهوت تفكيري تلك الصغيرة ..
ما لذي يجعلها هكذا ؟
أنها غامضة جداً بالنسبة إلي ..
فأنا حتى الآن لمْ أشهد سوء معاملة من اي منّا اتجاهها ..
هل قرار أخي بتزويجها يجعلها بهذه الصورة ؟
ألهذا الحد هي كارهه للزواج ..
أم أنها كارهة نواف نفسه ؟
لكنها لا تعرفه ولمْ تره قط ..
هل يا ترى تعلم بشأنه مع أنهار ؟
هل ستتصدى لأخي أبا ياسر ؟
لقد بدت لي قوية حينما أهانته في مكتبه ..
فسلطان اخبرني بمدى تلفظها على اخي حينما داهماهما في المكتب قبل مجيئي ..
إن فعلت وانتصرت .. فـ هي لمعجزة كبيره ستحدث للمرة الثانية في حياة أخي احمد ..
يا الهي إنها نسخة مصغره من والدها كيف لي لم انتبه لذلك !!
نفس القوة والصمود والعناد ..
يبدو انها صفات موروثه في العائلة ..
قاطع اخي شرودي بقوله :
" الوكاله انتهت يا أمل متى تبيننا نجدد العقد ؟ "
امل : " هاااه ؟ "
رفع ببصره من فوق تلك الجريدة قائلاً بجمود :
" لوين وصلتي يا أمل ؟ "
امل : "آسفه كنت سرحانه .. وش كنت تقول ؟ "
رمقني لفتره وكأنه يبحث عن شيء ما , بعدها قال :
" الوكاله انتهت متى تبين نجدد العقد ؟ "
امل : " متى ما بغيت لو الحين ما عندي اي مشكله "
ابو ياسر : "حلو .. بكرا اجل توقعين على العقود , بارسلها لك مع سلطان في الصباح "
امل : " على امرك ياخوي "
كان وكأنه يود إخباري بأمر ما شغل تفكيره ..
فبدا لي على غير عادته .. التردد واضح على ملامحه ..
كان قلقاً مهموماً .. حاولت استدراجه بقولي :
"وش فيك يا خوي عسى ما شر ؟ "
قال بعد تنهد طويل :
" لا بس أحس إني استعجلت الأمور بإعلاني الملكة "
كلا أنا غير مصدقة ..
أيعقل أن يكون هو احمد من تفوه بتلك الكلمات ؟
لم لا ها هي المعجزة تتحقق ..
يا الهي حقاً أنا مذهولة ..
كيف له أن يتراجع بهذه السهولة ..
أنها لمعجزة سوف تكتب في التاريخ ..
يا لكِ من فتاة يا لمى , ها قد استطعتِ التفوق عليه بجداره ..
ها هو ينسحب وبمحض إرادته ..
قلت له بعد فترة تفكير وبسعادة غامره :
" عين العقل يا خوي , من زمان وانا انتظر هالخطوة منك "
استجمع قواه وقال :
" ما دري ودي انهي الموضوع , بس ما هي بحلوة فــي حقــ .... "
قاطعته بقولي : " بالعكس يا خوي اللي بتسويه بيسعد اطراف كثيره , بمن فيهم ولدك وزوجتك وانهار واخوي وزوجته
وكمان لمى صدقني ياخوي انت بتسوي جميل بحق المرحوم , البنت يتيمه وربي مايرضى بالظلم "
قال بخيبة أمل :
" وهذا اللي مخوفني , ولا لانواف ولا عبداللطيف يهموني "
أسعدني اعتراف أخي وشجاعته للتراجع عن قراره ..
قاطعنا صوت آخر:
" السلام عليكم "
التفتنا معنا ..
لقد كانت لمى وقد بدى عليها الشحوب أكثر ..
كانت عينيها مشــبــثــتان على أخي ..
قالت بعد فترة طويلة من النظرات المترددة و بشجاعة غير متوقعه :
" أنا .. أنا موافقة يا عم على ولدك ومستعدة للملكة "

< نهاية الجزء>

انا وانتي وكلنا 24-12-06 12:00 PM


- الجزء السادس -







[ 6- القدر المحتوم ]











أسعدني اعتراف أخي وشجاعته للتراجع عن قراره ..

قاطعنا صوت آخر:

" السلام عليكم "

التفتنا معا ..

لقد كانت لمى وقد بدى عليها الشحوب أكثر ..

كانت عينيها متشبثتان على أخي ..

قالت بعد فترة طويلة من النظرات المترددة و بشجاعة غير متوقعه :

" أنا .. أنا موافقة يا عم على ولدك ومستعدة للملكة "

ذُهلت لما سمعته أذناي , وما رأته عيناي أيضا ..

أهي لمى فعلاً من قالت هذا ؟

أخي أحمد لم يستطع كتمان مدى سعادته بذلك ..

تراجُعه الأخير وخوفه من ظلم الفتاة انتهى ..

ليحل محله القوة والصلابة كما اعتدتها على أخي دائماً ...

" ونعم القرار يا بنت أخوي "

لمى لمْ تحاول التفوه بالمزيد , بل كانت مطأطئه الرأس صامته ..

وبعدها بدقائق غادرت ..

كنت عازمة على اللحاق بها وتأنيبها على تسرعها وإفسادها الأمور..

إلا أن يد أخي حالت عن ذلك :

" أمل .. اللي تناقشنا فيه قبل شوي أمسحيه من ذاكرتك "

أمل : " بس ... "

أبو ياسر : " أمل كلامي يمشي وما أبي أعيد .. وأن عرفت أو شكيت أن أحد عرف بشي .. ماراح يحصل لك طيب "

أجبت بضيق وقِلة حيله :

" اللي تبيه ياخوي بيصير "










* * * * * * * * * *








[.. نواف ..]







كل شيء تم بسرعة ..

أصر والدي على إتمام الزواج بعد ثــــلاثــــــــــــة أشهر فقط من الملكة ..

أما الملكة فقد تحدد يومها وهو الخميس القادم أي بعد يومين فقط ..

كنت في حالاً أسوأ من قبله ..

لا أعود للمنزل إلا متأخراً ..

وأحياناً أظل خارجاً مع صديقي سلمان ..

حيث لا يُخرجني مما أنا فيه بعد الله سواه ..

فـبــ هروبي عن المنزل أنسى ولو قليلا مما ينتظرني بعد يومين ..

كيف لأبي أن يفرض أمرا خطيراً كهذا ؟

و ابنة عمي ما موقفها من هذا الحدث ؟

أكاد اجن ..

الأفكار تداعب عقلي باستمرار ..

لكنني مازلت متمسكاً بقبولي..

ولا أظني قادراً على الوقوف في وجه والدي ..

إلا أن سؤالا واحداً يئن علي باستمرار :

ما غرض والدي من هذا كله ؟؟







* * * * * * * *






[.. أمل ..]











اليوم هو يوم الخميس أي يوم ملكة نواف و لمى ..

الجميع مستاء لهذا اليوم ..

لا أحدا سعيداً البتة ..

لمى تمسكت برأيها فهي رافضة أن تقابل أحدا إلى أن يحين موعد تواجدها مع زوجها ..

أما نواف فلمْ أره هذا اليوم إطلاقا ..

فيا خوفي أن لم يعد هذا المساء ؟!

فلو فعل فهي لكارثة ستحل على العائلة..

المعازيم وصلوا .. كذلك كاتب العدل ..

ونواف لم يعد بعد ..

إخوتي جميعهم مستاءون عدا أخي سلطان كان سعيداً للغاية ..

أما خالد و عبد اللطيف فهم لأشد المعارضين على إتمام هذا الزواج ..

لكن ما لذي بوسعهم فعله ؟

ليس باستطاعتهم شيئاً سوى الرضوخ للأمر الواقع ..

انهار لم أرها هذا اليوم ولا أظن بأني سأراها ..

إلا أن أخي احمد لا أظنه سيسامحها إن هي تغيبت !!

وبالفعل ما هي إلا دقائق معدودة حتى أصبحت أمامي برفقة والدتها ..

كانت شاحبة الوجه .. مرتدية فستاناً ناعما عنابي اللون .. مما أظهر جمالها وتألقها تلك الليلة ..

لكن الضيق و الحزن آكلا معالم وجهها ..


* * *

اتجهتُ حيث المرآة المعلقة في الصالة .. لأعدل من شعري قليلاً ..

لمحت في المرآة وجوه الفتيات الثلاث والضيق قد بان عليهن أيضاً ..

يا آلهي الكل مستاء !!

لا احد يضحك هذا اليوم ..

يوم كالعزاء لا فرح فيه ..

يا الهي كيف ستكون ردة فعل لمى إن رأت هذه الوجوه المغتاضه ..

يكفيها ما فيها ..

تغريد كانت مغتاظة للغاية ومتوترة هذه الليلة ..

فستانها لم يكن جديداً بل كان مكرراً , لعدم اهتمامها بالحفلة التعيسه كما قالت ..

أما هيفا فكانت ترتدي فستاناً ناعماً وردي اللون ... مما أضفى عليها نعومه فائقة ..

أما مرام فكالعاده ترتدي فستاناً فضفاضاً لخجلها من وزنها الزائد ..

رنّ هاتفي النقال فأجبت وأنا امسك بقلبي و قلت بسرعة :

" هاه بشر وصل نواف ؟ "

جاءني رده ضاحكاً :

سلطان : " هلا أمول أعصابك .. تعالي خوذي الدفتر لغرفة العروس توّقع "

ارتاحت أعصابي فقلت :

"الحمدلله والشكر لك يا رب .. أن شاءا لله هذاني طالعه "

خرجتُ إليه .. حيث منزل أم نواف واستلمت منه الدفتر ..

عدّت إدراجي الى غرفة لمى ..

كنت مترددة في الدخول فهي رافضة تماما أن تقابل أحدا ..

المُزينة دخلت عليها هذا العصر وقد واجهت صعوبة في إقناعها ..

إنها رافضةً أيضا استعمال مساحيق الزينة ..

ظللنا معها حوالي نصف الساعة لإقناعها ..

والحمد لله رضخت في النهاية ..

فستانها كان على ذوق أم ياسر ..

اشتريناه من أفخم المحلات وبسعر باهظ جداً ..

فهي أول عروس تدخل هذا المنزل على ذمة الأحفاد أي أبناء أخوتي ..

أصرت لمى على اللون الأسود .. لكني وبالتأكيد رفضت ذلك ..

فأنا بحياتي لمْ أرى عروسا ترتدي ثوبا اسوداً قاتماً في ليلة من اسعد الليالي ..

اخترنا اللون "التركواز" .. لون أمواج البحر .. ليضفي عليها تميزاً و جاذبيه ..

استاءت لمى حينما دخلتُ عليها به ليلة الامس ..

فهي لا تريد شيئاً يسعدها في تلك الليلة حتى ولو كان ذلك مجرد فستاناً ..

يا الهي إنها يائسة تماماً !!

غموضاً كغموضها بحياتي لم أقابله ..

حاولت الاحتكاك بها أكثر .. إلا أنها تصدني في كل محاوله ..

اعتقد بأنها ستواجه حياة صعبه للغاية مع نواف ..

فـ نواف عنيد جداً .. تماماً كوالده ..

ولمى غير متفقه أبدا مع والده , فكيف لها أن تتفق مع نواف ؟!

وصلت إلى الغرفة أخيرا .. وطرقت الباب بخفة ..

جاءني صوتها خافتا فلم أميز حروفه ..

دخلت بهدوء فـ دُهشت لرؤيتها !!

لقد بدت لي إنسانه مختلفة تماماً ..

أكاد لا اصدق بأن من تقف أمامي الآن هي لمى فعلاً..

شعرها أسدلته على كتفيها مما أعطاها سحر خاص ومميز ..

فهي المرة الأولى و والتي أرى بها شعرها منسدلاً ..

لقد كان طويلاً براقاً .. ولونه رائع وجذاب ..

صفرتُ بأصبعيّ بعجب :

"تفو مشاء الله لا إله إلا الله ..وش ها لزين كله بتدوخين ولد اخوي يا بنت الغالي "

ضحكت بصورة غير متوقعه ، فقالت بحزن :

" أبوي دايمن يمدحني لو كان هنا ........ (ابتلعت ريقها) "

اقتربت منها محاولة تهدئتها :

" حبيبتي أنتي عندك أربعه الحين ونواف خامسهم .. استغفري ربك وادعي له بالرحمة والمغفرة "

قالت ببكاء محشور :

"الله يرحمه ويغفر له "

قلت لها مداعبه :

" واللحين يا حرم نواف بن احمد ممكن توقعين ؟ "

اعتقد بأن جملتي أزعجتها كثيراً , تَقلُص ملامح وجهها يثبت لي ذلك ..

سحَبتْ القلم من يدي بخشونة ووقعت بارتجاف ..

قبّلتها بحنان وقلت : "ألف ألف مبروك حياتي "

قلت قبل أن اخرج :

" برجّع الدفتر وراجعه لك ما راح أطول "

ابتسمت لي بحزن بعدها خَرجتْ .........................................



* * *


سلطان ينتظرني في الخارج وبالتحديد بجوار البوابة الرئيسية لمنزل أم ياسر ..

رمقني بقلق عندما رأى ابتسامتي فقال متآكلاً :

" هاه بشري وقعت ؟ "

قلت له مازحه وأنا أهز برأسي : " لا للأسف "

قال لي بأسى :

" توقعت تسويها بنت فوزية عنيدة ورأسها يابس ما راحت بعيد ابد .. طيب وش السوات الحين ؟ والله إن احمد ما يرحمها "

لم استطع الاستمرار بتلك الكذبة البيضاء , قلت بمرح :

"السوات وأنا أختك انك تشيل ها لدفتر وترجع به "

أجاب بضيق :

" وأبو ياسر وش أقول له ؟ والله يسويها و يذبح البنية "

قلت بمكر :

" ما يقدر هي الدنيا فوضى "

سلطان : "يا برد أعصابك , أحس انك كذابة ما دري ليه ؟ "

قلت له بضحكة مرحه :

" لأني فعلاً كذابة .. والحين ممكن توريني عرض أكتافك وقل لنواف لا يتأخر ما نبي العروس تنتظر أكثر "

ابتسم لي فقال : " نضحك على أنفسنا إن قلنا أن نواف و لمى مبسوطين بهالشي "

قلت بتنهد : " ايـــــــــــــــــــــــــــه .. خلها على ربك يا ولد الحلال "

أخذ مني الدفتر فغمزت له بمرح : " عقبال ماتوّقع ليله عرسك "

تنهد بضيق وانصرف ..

أما أنا فعدت أدراجي , وانطلقت إلى لمى كي أُعدها للنزول ومواجهة الحضور ..

كانت قلقة وخائفة , بالرغم من تحفظها وادعائها القوة ..

لكن موعد اقتراب لقائها بزوجها كسر تلك القوة و أدخل القلق والخوف مكانها ..

هدئت من روعها وطمأنتها ..

دعيت لهما بالتوفيق والسعادة في الدنيا و الآخرة ..

أمسكت بيدها وعدّلت ماكياجها قبل النزول ..

فآثار الدموع قد شوهت وجهها ..

بدت الآن على أحسن ما يرام ..

تشبثت يديها في يدي ونزلنا معاً ..

وصلنا إلى غرفة الضيوف ..

فنهض الجميع وصفق واعتلت الزغاريد المكان ..

جَلستْ بمساعدتي في المكان المخصص لها ..

بدت نظرات الإعجاب و الانبهار على الجميع ..

لقد كانت حقاً كالملاك ..

جمالها مثير و ساحر ..

شعرها جعلها كأميرة زمانها ..

اقترب المدعون منها لمصافحتها ومباركة هذا الزواج ..

بدت لي تائهة وهي ترمق النساء المتواجدات حولها ..

عرفتها بهمس بالمتواجدين ..

إلا أنها لم تعرني انتباها, فـ فكرها ليست معي وإنما يسبح في مكان آخر ...........................


* * *

لاحظت استياء أنهار و توترها لحظة وصول لـــمـــى ..

أكاد ألمح نظرة الغيرة من عينيها ..

جاءتني رهف تركض :

" عمه عمه عمه "

أمل : " بسم الله علي وش عندك ؟ "

رهف : "شوفي فستاني "

امل : "الله يهبل .. بس ما هو أحلى من فستاني "

رهف : "لا أنا أحلى .. سوفي أنا عندي فراشه أنتي لا "

اقتربت منا هيفا وقالت :

" رهف من وين طلعتي ؟ لي ساعة أدروك ؟ "

رهف : " كنت مع فيصل "

هيفا : " طيب روحي الحين لأبوي وقولي له بأذنه لا احد يسمعك أن .... "

قاطعتها :

" هيفا انجنيتي أنتي بتدخلينها على الرجال .. دقي عليه احسن "

هيفا : "دقيت ما يرد "

امل : " طيب وش تبين فيه ؟ أنا أقوله "

هيفا : "ما بي شي بس كنت بشوف متى بيدخلون ؟ "

امل : "ذكرتيني ..... اوه الساعه الحين 11 ونص ومادخل نواف .. باتصل على سلطان واشوف "

بحثت عن جهازي فوجدته فوق التمثال الموجود بقرب المصعد ..

فوجئت لدى رؤيتي المكالمات التي لم يرد عليها فجميعها برقم احمد ..

خفت فاتصلت به .. جاءني صوت سلطان عبر السماعة :

" الله يهديك يا أمل وينك ؟ يلا بسرعة سوي لنا طريق بندخل الحين "

امل : " وش جاب جوال احمد لك ؟ "

سلطان : " ماهو وقته الحين .. سوي لنا طريق بسرعة "

امل : "طيب طيب "

أغلقت الخط واتجهت فورا إلى غرفة الضيوف :

" تغطن يا بنات الرجال بيدخلون الحين "

معظمهن رحلن للغرفة المجاورة أما البقية فتسترن بما معهن من أوشحه ..

أما انهار و والدتها فقد رحلن مع البقية ..

لم تستطع لمى أن تداعى القوة والثقة هذه المرة ..

فبدت لي متوترة جداً ..

قررت أن اتجه إليها واقف بجوارها فلعلها تستعيد ثقتها بنفسها بوجودي قربها ................





* * * * * * * * * * *





[.. نواف ..]












وقّعت وانتهى أمري ..

وها أنا الآن أقبل على حياة جديدة و برفقة من ؟ إنها ابنة فوزية ..

يزعجني ذكر اسمها أمامي كثيراً, فلو كانت فتاة أخرى لأمكنني تقبل الأمر ..

أما أنها تكون ابنة فوزية فهذا مالا أطيقه أبدا ..

حقيقة أنا جاهل لماضيها وماضي والدتها السيئ ..

ولكن حقد أعمامي لها يجبرني على احتقارها والتقليل من شأنها ..

بارك لي الجميع بلا استثناء ..

بدا لي عمي خالد مستاء جداً ..

فلم يستمر معنا في استقبال التهاني بل أستأذن ورحل ..

لم يتضايق والدي لذلك فربما أنه يقدّر موقفه ..

فما سمعته من العائلة يؤكد لي بأن لــ عمي خالد شأن بهذا الماضي ..

الوحيد الذي لمْ أره هذه الليلة هو فيصل ..

سألت الجميع إلا أنني لم أتلقى أي رداً مقنع ..

حان موعد دخولي على عروسي ..

أحسست بالارتباك نوعا ما ..

فــ حتى الآن أنا لا أعي كل ما يحدث لي ..

كل شيء كان كالحلم ..

وبمجرد رؤيتي لابنة فوزية حتماً سأصبح على ارض الواقع ..

عندها لا أظن بأني سأتقبل الأمر أكثر من ذلك ..

اتجهنا إلى منزل خالتي أم ياسر برفقة والدي وعمي سلطان ..

أما العم عبد اللطيف فقد اتصلت به زوجته ورحلا ..

فمن يلومه إن فعل ؟

فقد كنت على وشك أن أصبح صهره لولا تدّخل والدي الأخير ..

وصلنا إلى غرفة الجلوس أخيرا ..

توقفت لبرهة قبل أن ادخل..

جاءني صوت عمي سلطان مشجعاً: " توكل على الله نوّاف "

أراحتني جملته تلك, فتوكلت على الله ودخلت بيميني ..

لم ارفع بصري إليها ولن افعل ..

فأنا سأتحاشاها قدر الإمكان ..

اتجهت بسرعة لأقف بجوارها ..

كل ما لمحته في هذا الوقت هو لوناً ازرقاً فاقعاً يقف بجواري..

نغزني عمي سلطان فقد كدت انسي أن اسلم ..

مددت يدي لمصافحتها إلا أنها لم تفعل بل تجاهلتني..

نغزتها عمتي أمل فمدت لي تلك اليد الناعمة الصغيرة ..

تلك اللحظة رفعت رأسي لأراها ويا ليتني لمْ افعل....................

[.. لمى ..]








كل خلية في جسمي ارتجفت لحظة دخول ذلك الزوج الغريب ..

أحسست بخفقان قلبي وذعري لحظة وصوله إلى جواري ..

كنت مطأطئة رأسي للغاية ..

فأنا لا أريد أن أرى وجهه أبدا و مهما حصل..

نغزتني عمتي أمل والتي كانت تقف بجواري ..

لأفاجأ بتلك اليد الممدودة أمامي ..

ارتجفت يداي وأنا أمدها لمصافحة ذلك الرجل الغريب والذي أصبح زوجي الآن ..

استمر ممسكا بيدي وقتاً أطول من العادة , فرفعت برأسي للأعلى لتتلاقى عينينا ولأول مره ..

أحسست بشيء غريب تلك اللحظة ..

رعشة خفيفة تسري بداخلي ..

كان ينظر إلي بذهول و شرود تام ..

وأكاد أجزم بنظرات الإعجاب التي قرأتها من عينيه ..

سمعنا صوت أحدهم يتــنحنح فأوشحة بنظري عنه وهو كذلك ..

ارتبكت كثيراً و أظنه مرتبكاً هو الآخر..

طُلب منا الجلوس ففعلنا ..

كنت ابحث عن أي شيء اُلهي بصري به متجاهلتا من يجلس بجواري..

أما هو فظل على حاله صامتا بلا حراك ..

لم استطع نسيان تلك النظرات التي جرت بيننا لحظة التقاء عينينا..

أحسست بالخجل أكثر لإدراكي بأن الجميع لاحظ ذلك ..

كدت أنسى موقفي من هذا الزواج وأصدق بأنني عروس حقيقية ..

تقدم أعمامي إلي بانبهار والقوا التحية والتهاني المزيفة ..

وَصلت أخيرا أم نواف فتقدمّت نحوي بأمر من زوجها ..

قّبلت جبيني ومن ثمّ سلمت ابنها علبة كبيره على شكل قوقعه بحريه ..

بدا منظرها فاخراً وأنيقا للغاية ..

وضعها نواف على الطاولة من أمامي فأخرج منها قوقعه صغيره نوعا ما ..

اقترب مني وكدت أموت ذعراً ..

فتح العلبة أمامي دون أن يرفع رأسه إلي ..

انتزع الخاتم منها فمددت يدي بحركة لا إرادية, كنت كالـ مسحورة تلك اللحظة..

امسك بها فأحسست بحرارة تلسعني ..

ادخل الخاتم بأصبعي النحيل فبدا واسعاً جداً ..

قال بهمس : "ما خذت ببالي نحالة أصابعك يا بنت العم "

وبحركة لا إرادية أيضا ابتسمت له , وكأنني مصدقة كل ما يدور حولي ..

بالرغم من إني واثقة بأن هذا كله ما هو سوى مسلسل درامي أخرجه عمي بإتقان تام ..

مدّ لي العلبة ففهمت منه بأنه حان دوري .. ففعلت وأنا أنتفض ..









* * * * * * * * *





[.. أمل ..]










لقد بدا لي ثنائي رائع ..

كانا مُدهشين للغاية ..

حزني تجاه حياتهما المقبلة اعتقد بأنه تلاشى من هذه اللحظة ..

فنظرات الإعجاب المتبادلة بينهما واضحة تماماً ..

عندما انتهيا من "الدبل" جاء دور الكعكة ..

فرفضت لمى أن تقطعها مع نواف احتجاجا بالخجل ..

لا يمكنني إنكار ذهولي لحظة سماعي بذلك ..

فــ لمى بنظري فتاة قوية و حادة و لا أعتقد بأن للخجل مكان في حياتها ..

لكن تصوراتي أعتقد بأنها أصبحت الآن خاطئة ..

أما نواف لم يتحدث معها أبدا سوى بهمسات معدودة وذلك أثناء وضع الدبل..

أما بعد ذلك فكل واحد منهما بدا بتجاهل الآخر..

مرّ الوقت بسرعة ..

فأنصرف المدعوين..

وأصبح المنزل شبة فارغ عدا أهله بالطبع ..

نواف ولمى لم يستفردا بالجلوس معاً ..

بل كانا كغريبين تماماً ..

فنواف لم يطلب الاختلاء بعروسه لتبادل ولو القليل من الحديث كأي عروسين مقبلين على حياة جديدة ..

بلا ظل صامتا شارداً إلى أن حان وقت رحيله..

فاستأذن ورحل بهدوء ..

لمى بدت لي هي الأخرى في حال غير طبيعيه أبدا ..

كانت شاردة لأبعد الحدود ..

ونظرة الحزن لم تغب أبدا عن عينيها ..

طلبت منها الراحة .. ففعلت ..

أما البقية ففضلنا أن يمضي كل واحداً منا سهرته في منزله ..

وافترق الجميع .................................................. ................











< نهاية الجزء >

انا وانتي وكلنا 24-12-06 12:14 PM

- الجزء السابع -









[ 7 - حان الهرب ]













استيقظت على صوت منبه ساعتي المزعج ..

فتحت عينيّ بصعوبة لأفاجئ بأنها الثانية ظهراً ..

نهضت من سريري بكسل وخمول ..

دخل علي هذه اللحظة زوجي أبا فيصل:

" صح النوم "

ابتسمت بكسل و خمول :

" ليه ما قومتني ؟ "

قال وهو ينزع حذائه وقد اتضح عليه الضيق :

"شفتك مرتاحة قلت خلها تنام "

أم فيصل : "خير وش فيك تقولها كذا ؟ "

رمقني بنظرة حزينة بعدها نهض من مكانه واتجه حيث دورة المياه ..

لم يرتح قلبي من نظراته بل بدأ بالخفقان ..

فأبا فيصل يخفي عني شيئاً وهذا ليس من عادته ..

استوقفته قائلة :

" أبو فيصل وش فيك ؟ "

رمقني بنفس النظرة وحاول أن يبعدني عن طريقه بهدوء ..

قلت له بتخمين وضيق :

" تكلمت مع فيصل ؟؟؟!! "

أومأ رأسه بالإيجاب ..

فآلمني قلبي !!

قلت له بعد مدة من التفكير والقلق ..

" وش تكلمتوا فيه ؟ "

قال لي ببرود :

" عن بنت الحية "

أزعجتني تسميته لابنة أخيه بهذه الصورة ..

فـ قلت له ناصحه :

" أبو فيصل حرام .. لا تحمّل البنت ذنب أمها "

رفع حاجبه مندهشا فقال :

" ومن متى ها لحكي ؟ "

ارتبكت وتلعثمت لكني أجبت بصدق :

" من يوم شفتها "

قال بسخرية :

"قلت لك هذي حيه مثل أمها إذا قدرت تخدعك بها لسرعه "

أم فيصل : " أبو فيصل البنت صارت مرّت نواف يعني بنت أخوك وحرمة ولد أخوك .. يعني انسي "

قال هازئاً وبغضب : "أنســـى .. تبيني انسي !!!!! "

قهقه في وجهي كالمندهش بعدها خرج ..................







* * * * * *









[.. نواف ..]











كانت ليلة الأمس كالحلم بالنسبة لي ..

كل شيء تمّ بسرعة البرق ..

زواجي منها لمْ يكن من المتوقع حدوثه أبدا ..

كدت أتصرف كالمراهقين واهرب من المواجهة ..

لكني لمْ استطع فعدت أدراجي ..

زواجي منها كرّهني بها أكثر ..

طُرق باب غرفتي فعدّلت من جلستي قائلاً بصوت عالي : " منهو ؟ "

دخلت علي تغريد وقد بدت لي حزينة منشغلة البال ..

جَلست ْبقربي فلاحظت التردد عليها ..

" خير تغريد فيه شي ؟ "

أجابتني بتوتر :

" ليش نواف ليش ؟ "

أعتقد بأني فهمت الآن ما تريد !!

أوطأت رأسي بحزن , فلا حيلة بيدي ..

لقد انتهى كل شيء ..

" وش إخبارها أنهار ؟ "

تغريد : " ياااااااااه توك تسأل ؟ توك تتذكر إن فيه وحده تعد الأيام والليالي مقابل اللحظة اللي بتجمعها فيك !! .. وجاي الحين وبعد كل اللي صار تقول وش أخبارها بكل ها لبرود "

نوّاف : " تغريد اللي صار صار وأنتي اعرّف الناس بالوالد .. وعارفه كيف زعله .. و وش ممكن يسوي لو أنا تحديته و رفضت "

تغريد : " كان قدامه ثلاثة غيرك ليه أنت ؟ ليه تكسرون بقلب انهار ليه ؟ "

نهضت من مكاني وقلت بغضب :

" تغريدووه اعتقد انك غلطانة بالعنوان غرفة الوالد على يمينك , و كلامك هذا كله ماله داعي "

عضّت شفتيها وخرجت وقد أغلقت الباب بكامل قوتها ..

كانت غاضبه للغاية , لكني لن اهتم ولا أظنهم أيضا مهتمون بي ..

فهم الآن يضعون اللوم كله فوق عاتقي وكأني أنا من طلب ذلك !!

ولكنهم محقين !! كان بوسعي الرفض والوقوف في وجه والدي ..

ليس بسبب زواجي من ابنة فوزية بل من اجل انهار المسكينة ..

أشتد حنقي فخرجت من المنزل إلى حيث لا أدري...........................................








* * * * * * * * *








[.. لمى ..]










ما لِلحياة تقسي كل يوم أكثر!

وما لِلأيام تُسقِينا دِماء الجِراح؟

ومالِي أنا تائِهةً وسط الضياع؟!

كفاكِ يا هموم كفَاكِ ..

ألم يحِن وقت رحيلك عني؟

مُتعبةٌ أنا والهُموم تَقتُلني ..

يَا ليت أُمي لمْ تَلِدني..!

ولم أفتح في هذهِ الدُنيا عيُون ..

أو ليتني فقدتُ أنفاسي حال خروجي من رحم أمي ..!

تمنيتَ لو إني مُتُ وما عشتَ السنين ..

لفُجِعت فيّ أُمي ولكن ذلك المصاب يَهُون ..

دون حالي هذا الذي قرّح الجفُون ..

تعبت يا ناس هذه الحياة تَعبتُها ..

اشتقتُ إلى ضياء الشمس الذي حُجِب علي إثر غيوم الألم ..

اشتقتُ إلى روح الحياة التي حُرِمت عليّ ..

سيعود شعاع الشمس الذهبي إليّ لا محال ..

وكذلك غيث السماء من جديد سيهطل ..

و لابد أن تَتَجدد الحياة ..

وينجلي الألم ..

و تَرجع لي قِواي ..

في غدٍ قريب!

فدوام الحَالِ مِنْ المُحال









* * * * * * * * * * *






[.. أم فيصل ..]












نزلت للأسفل فوجدت أبني فيصل مُمدِداً نفسه على الأريكة ..

ومنهمك بمتابعة إحدى البرامج على الشاشة التلفزيونية ..

اقتربت منه بهدوء وجلست بجواره ..

عدّل من جلسته احتراماً لي , فقال مداعباً :

" يا هلا والله وغلا بأم فيصل وأنا أقول وش ها لنور اللي عمى عيوني أثاري الغالية بجنبي "

ابتسمت له بحزن فتبدّلت ملامحه إلى أخرى صلبه :

" فيصل "

فيصل : " سمي يا لغاليه "

أم فيصل : " متى ترجع زي أول ؟ "

أوطأ رأسه بحزن وقد فهمت من ردة فعله بأنه يريدني أن احجب عن هذا الموضوع وانسي ..

لكنني أبداً لن افعل ..

بل سأظل أطالبه بحقوق تلك اليتيمة ..

قلت له بعد تردد :

" فيصل أنا سكت عليك كثير لكني ها لمرة ما أعتقد أني بقدر, يا ولدي ما بقى بالعمر كثر ما مضى خلني أفرح ولو مره بحياتي, البنت مالها ذنب!!"

أعتقد بأن أعصابه ثارت في هذه اللحظة فقد نهض من الأريكة بغضب وقال لي بضجر :

" يمه تكفين قفلي ع الموضوع .. ها لموضوع بالذات ما طيقه .. يا ناس فكوني .. الله يلعن الساعة اللي رجعت لنا فيها بنت فوزية "

صرخت في وجهه بلا شعور :

" فيصل "

قال وقد بدا لي بأنه يحاول الحفاظ على أعصابه :

" آسف يمه ما قصدت ارفع صوتي عليك "

قلت له بقوة صارخة :

" فيصل ثمّن كلامك قدامي .. ما بي أسمعك تلّعن مره ثانيه فاهم "

بعدها تركته ورحلت ..

اعتقد بأني سمعت صدى وقع يديه على إحدى الطاولات ..

لكن هذا لا يهمني !

فـ إلى متى سيظل قلبه مقفلاً هكذا ؟

فليحس ويشعر ..

فالماضي رحل ولن يعود ..

لمَ لا يَقنع وينسى ما حدث سابقاً ..

الفتاة يتيمة مسكينة لا ذنب لها بكل ما يحصل !!

وهي لأكبر غلطة حدثت حينما تم تزويجها ..

وهو مع كل هذا لم يفعل شيئاً !! بل أظنه سعيداً للغاية من هذه الأحداث المؤلمة ..

أنه يكاد يذبحني ببروده وقلة مبالاته ..

ألا يشعر ؟ ألا يحس ؟

لن يُشعل قلبه سوى غضبي ..

سوف أهجره..

نعم سأجافيه حتى يعيد حساباته بشأنها ..

حسناً هذا ما سأفعله ..

وليساعدني الرب على ذلك ................................










* * * * * * *








[.. هيفــــا ..]










حان دوري ....

أنا هيفا بنت أحمد بن سالم .. عمري تسعة عشر عاما , ومن مواليد 1987 ميلادي ..

أدرس حاليا في أولى سنواتي الجامعية تخصص كيمياء في جامعة الملك سعود بالرياض ..

كاذبة هي أنا إن قلت بأنني أحبه لكنه الوحيد المتبقي لي ..

حيث طُلبتْ نسب عاليه في الأقسام الأخرى , أما هذا فالنسبة فيه تناسبني وبالطبع كان هذا بوجود فيتامين "واو" فيه ..

تعرفت هناك على الكثير لكنني لمْ استطع تقبّل أي واحده منهن ..

كن جميعهن يحاولن الاحتكاك بي لمجرد أني ابنة أحمد بن سالم أما عدا ذلك فلا ..

فوالدي لديه نفوذ كثيرة , والجميع يدرك ذلك ..

في ذلك اليوم وبالتحديد يوم الجمعة اليوم التالي من بعد ملكة أخي نواف ..

والتي سببت لنا الكثير من الحزن والآلام..

فأنهار ونواف عاشا قصة حب طاهرة ..

وفجأة أُعلن الفراق بدون سبق إنذار ..

أنها لضربة قاضية وجهت إلى أنهار نفسها ..

كنت أحاول تلطيف الأجواء المشحونة..

فالجميع صامت وحزين ..

وما حدث لنواف أمر لا اعتراض عليه ويجب أن نرضى بالأمر الواقع ..

ولا نزيد الأمور سوءاً ..

انهار لم نراها طيلة هذا اليوم ..

أما بالأمس فهي تواجدت لوقت بسيط بعدها اختفت حينما رأت لمـــــى ..

أما لمى فــ قد كانت حقاً جميلة وأبهرتنا جميعا ..

حتى أخي نوّاف نفسه لم يستطع أن يقاوم سحرها.. وهذا ما يزعجني ..

أخبرتني تغريد بأنها توّد زيارة أنهار والترويح عن نفسها ولو قليلاً..

وافقتها ما هي عازمة عليه , فأخذنا مرام معنا وذهبنا إليها ..




* * *



بدت لنا منكسرة ..

متحطمة ..

مخذولة..

في البداية رفضت لُقيانا ..

لكن خالتي أم راكان ألحت عليها بذلك واستطعنا الدخول إليها ..

" بس انهار خلاص ذبحتي عمرك , اللي صار صار "

أنهار : " باعني واخذ بنت فوزية يا تغريد وتبيني اسكت "

تغريد " لا تعورين قلبي نهورا , كلهم ما يستاهلون ولا دمعه من عيونك "

أنهار : "آه يا تغريد أكيد أحر ما عندي ابرد ما عندك , بلاك ما ذقتي اللي أنا ذقته "

تغريد بمرح : "الله لا يذوقني إياه يلا عاد بسك بُكى , وخلينا ننزل نتمشى شوي.. الجو تحت توحفه "

انهار : " روحي بروحك مالي نفس "

هيفا : " الطلعة من غيرك معدومة .. انهار يلا عاد كفاية تغلي "

تقدمت أختي مرام منها وقد رفعت أكمامها ووجهت إصبعها إليها مهدده وقالت بمرح :

" شوفي عاد الظاهر انك ما تجين إلا بالعين الحمراء .. هي كلمتين ما فيه غيرهم إن ما قمتي ها لحين يا ويلك سواد ليلك .. تراني دبه وثقيلة .. لأطب فوقك و أخليك تكرهين الساعة اللي بكيتي فيها "

ضحكت أنهار رغماً عنها على حماقات مرام.. فقالت :

" لا واللي يعافيك ما استغنيت عن عظامتي بقوووم بس مش الحين خلوها وقت العشى الجو الحين يحرّق .. مرّه مشمس "

قلت ببلاهة : " لا يجنن مغيم وفيه مطر بعد "

ضحكت أنهار من جديد فهي تعلم بمدى نصبنا واحتيالنا ..

قالت كارهه : " ok أمري لله .. بعد مجانين بجنبي واقدر اقعد........ ما ظنتي "

ضحكنا جميعاً على ذلك .. ونزلنا معاً للأسفل وبالتحديد إلى الحديقة الخلفية ..

بعيداً عن إزعاج وتدخلات المتطفلين ..

" هاه من عليه القهوة اليوم ؟ " قالت ذلك تغريد متعاجزة .

مرام : " لو تموتن ما قوم .. دورن غيري "

تغريد : "مرامووه يعني عليك الدور صح ؟ "

مرام : "لا على البقرة اللي بجنبك "

هيفا : "نعم نعم نعم "

مرام : "أأأأأ قصدي على العنز اللي يسار "

ضحكنا معاً فقد كانت تقصد انهار والتي كانت في عالم آخر لا يمت إلى عالمنا بأية صلة ..

استغلينا الفرصة فقلنا معاً : " أنهار القهوة عليك "

أنهار : " هاااا "

هيفا : " قلنا القهوة عليك "

مسكينة هي !! أظن بأن نفسيتها أسوأ مما توقعنا ..

فقد نهضت وامتثلت لأوامرنا على غير عادتها ..

لا بل فعلت هذا من غير أدنى شعور .. أليست هذه هي الحقيقة !!

فشرودها و صمتها وامتثالها هو اكبر دليل على ذلك..

طبعاً في أقل من دقيقه عادت إلينا من جديد فقد أمرت إحدى الخدم للقيام بهذه المهمة ..

أخذتنا الأحاديث وانغمسنا في الضحك والمرح إلى أن فاجئنا ذلك الصوت :

" طحت عليكم وش تسون ؟ "

صرخنا جميعنا برعب ..

لقد كان مهند الأحمق ..

قالت مرام مفزوعة :

"بسم الله الرحمن الرحيم من وين طلعت يا لجني الأزرق .. بعدين خير يا لشايب ما تلاحظ انك كبرت وبنتغطى عنك شعندك تلصق يا مال الوجع اللي يوجع عظامك قل آمين "

أجاب مهند وهو يهم بالجلوس :

"تعرفون ودي أحفظ وجيه العنوز قبل لا افقدها "

مرام : "عنوز بعينك يا لتيس الاربد فارق يلا "

مهند : "والله لا صار البيت بيتك هذيك الساعة تكلمي "

مرام : " عشنا والله .. وطلع لك لسان مهندوووه "

مهند بغرور : " أيه وش على بالك ؟ "

مرام : " أبوووك يالغرور .. كلش مو لايق "

مهند : " اصلاً وفصلاً الغرور مخترع علشاني .. ياشين الغيره ياناس "

مرام بضحكه : " ووووووووع من حلات هالوجه ..ولا لو انك ريكي مارتن "

مهند : "ما قلت شي يضحك يالبالون "

مرام : " مير البالون ارحم من البعيرصي "

مهند : " البعيرصي على قولتك له فايده البالون بالله وش فايدتها ؟ ماغير تضيق علينا "

تغريد : "مرامووه .. مهندوه .. وبعدين ؟ "

مهند : " بكيفكم انتم حرين ع العموم أنا كنت باخذكن لجولة في السيارة بس الظاهر أنكن صدق عنوز ومانتن بكفو "

تبادلنا النظرات جميعاً غير مصدقات ,, فقالت انهار وهي تؤشر عليه بأصبعها باستخفاف :

" أنت بتسوووق ؟؟؟ "

مهند ويسرح شعره : " وش فيني ؟ .. شباب وجمال "

انفجرت مرام بالضحك وقالت : " هييييييييه يابو الشباب بتخطب ولا بتسوق "

مهند بضيق : " يالقف هالبالونات بعد "

انهار : "لحظة تعال من سمح لك ؟ وبعدين من وين لك السيارة ؟ "

مهند بثقة : " السيارة سيارة راكانوه عندكم أي اعتراض يا آنسات ؟ "

قلنا معاً وبصوت واحد : "أييييييييش ؟ "

مهند : "اللي سمعتوه سيارة راااااااااااااااااااااكان "

تغريد : "نصاب .. ما أصدقك "

مرام : "ما يسويها راكان ويتبرع بحبيبته وغرامه "

مهند : " والله سواها ما سواها شيز نوت ماي بروبليم .. أنا الحين ماشي تبون توصيله شي ماشيات تراني جاهز "

اقتربت منه مرام وقالت :

" تكفى يا ولد العم طلبتك .. فحط و خمّس بأم أمه .. أبي الكفرات تنسم من التفحيط .. وإذا تبيني اقشم فصفص فيها ما عندي اي مانع .. كم مهند انا عندي "

تغريد : "هيييييييي أنتي وين ؟ وبعدين اسمع بأي حق هو بــ يعطيك إياها ؟ "

مهند : " غصبن عليه لأنه مراهني فيها على زواج نوّاف من بنت عمي محمد "

صعقنا جميعا بهذا ..

تبادلنا النظرات ووجهناها مباشرة إلى أنهار والتي عاد إليها حزنها من جديد ..

فلم تفعل شيئاً سوى أنها تركتنا ورحلت ..

أما مهند فقد ظل يبرز عضلاته أمامنا بأسلوب مضحك و فُكاهي كعادته ..

ولم يحس أبداً بما سببه لأخته من ألم ...................................







* * * * * * * *







[.. أنهار ..]










ماذا يعني أن أموت لأجله من العذاب وهو لا يهتم لعالمي الصغير وقلبي البريء الذي يحمل حبي الطاهر !!؟

ماذا يعني سؤال حائر لجواب مدفون لن يأتي !!

ماذا يعني أن نتوه في بحيرة الحياة ونقع صرعى في مقبرة الواقع الأليم!!؟

فتجعلنا الحياة نختبئ خلف الحيرة العميقة الأبعاد ..

ونبقى بحزن لا نعرف إلى نهايته من سبيل ولا حتى ما مداه أو قراره

ماذا يعني أن ترتسم أمام أعيننا سبل الحياة المريرة العابسة..

فننسى سعادتنا وننتقل من عالم إلى عالم نحن فيه حزن ممضي..

والأمل فيه شاحب ؛

ولكن علينا أن نتجول بين الموج والبحر على ما فيهما من أخطار ..

بزورق يقوى مقاومة هذا الإعصار ......................................












* * * * * * * * * *





[.. أم فيصل ..]











كنت منهمكة بقراءة تلك المجلات حينما وصلت الخادمة إلي حاملة معها جهازي النقال..

وأخبرتني بأن هناك مكالمة لم يرد عليها ..

ألقيت بنظرة عليه فوجدت خمس مكالمات باسم أبني فيصل ..

وجميعها في وقت واحد وكان قبل ساعة تقريباً ..

أثارني القلق فأمسكت بالسماعة مباشرة بعد أن أدرت الرقم ..

جاءني صوته حزيناً غريباً :

" الو "

نغزني قلبي فقلت وقد نسيت كل ما عزمت عليه :

" فيصل حبيبي خير وش فيك ؟ عسى ما شر ؟ "

فيصل : " ما فيني إلا الخير يمه .. بس حبيت أطمنك علي "

أم فيصل : " تـتـطمني ؟ ؟ ؟ خير ياولدي فيك شي ؟ ؟ ؟ "

قال بصعوبه :

" يمه انا حجزت تذكره اليوم .. ومسافر .. ما حصلي أقولك أبكر من كذا .. (ويتنهد) بس طيارتي بعد خمس دقايق وما اقدر أطول أكثر من كذا "

أم فيصل : " لا يا فيصل لا .. كله ولا ها لحكي .. تسافر ولا تعلمني إيه ليه ؟ و وين ؟ وكيف يهون عليك قلبك تسافر وما تقولي "

فيصل : " يمه اعذريني .. عموما أنا ما ني مطول كلها أسبوع اثنين وبأذن الله راجع .. اهتمي بنفسك وصحتك .. فمان الكريم يا لغالية "

فصل الخط ..

فأدركت ما أنا فيه ..

فيصل سيضيع مني لا محالة ..

يا الهي ماذا سأفعل الآن ؟ وكيف سأعيده ؟

انه حتى لمْ يخبرني إلى أين ذاهب ؟ ولا أظنه سيفعل..

أبني واعرفه جيداً ..

لقد هرب ..

نعم لقد فعلها فهو لا يريد مواجهة الحقيقة ..

شبح الماضي يقضي عليه .. الجميع حاول أن ينسى.. إلا هو..

ولا أظنه سيفعل هذا يوماً..

فزوجي أشعل في قلبه نار الكراهية ضد محمد و زوجته ..

ولا أظني قادرة على امتصاص كُرهاً انغرس بقلبه منذ أكثر من عشرون عاما ..........................


[.. لمــى ..]











" مساء الخير لأحلى عروس "

استدرت لمصدر الصوت ..

فرحبتُ بعمتي بهمة أعلى من أيامي السابقة ..

" هلا عمه "

أمل : " وش تسوين ؟ "

لمى : " ولا حاجه "

أمل : " حـــــلــــــو أجل أمشي ننزل نتمشى بالحديقة .. الجو رايق "

لمى : " نتمشى !! معليش مالي خلق "

أمل : " وإذا قلت لك علشان خاطري !! "

لاحظت رفضي الصامت ..

فأضافت بضيق :

" اف لها الدرجة مالي خاطر عندك "

لمى : " لا ياعمه لاتقولين كذا .. يعلم الله شقد غلاتك عندي .. بس بجد أنا مالي نفس لشي "

قالت لي بمرح :

" أوكي ميخالف أنا مقدرّه موقفك بس أمشي ننزل تكفييييييييييييييييييييييييييييين !! "

لمْ أستطع منع ضحكتي على محاولة عمتي الايجابية معي ..

فبالرغم من مدى ضيقي وحزني لأحداث الأمس ..

إلا أنها استطاعت التفوق علي وبجداره ..

أجبت بعد فترة :

" أوكي أجل مش الحين بعد شوي "

أمل : " موافقة يا أحلى عروس "

قلت بضيق : " الله أكبر يا ذي العروس "

أمل : " أفا أفا .. وين نواف يسمعك "

أزعجتني طريقة كلامها معي .. فهي توهمني بأني عروس حقيقية ..

وأنا اكره اشد الكره أن أصدق تلك الكذبة الحقيرة ..

فأنا لا أريد أن أوقع بنفسي في الرمل من بعد أن غرقت في البئر ..

فلن انسي يوما عُرضت فيه كسلعه رخيصة أمام أبناء العائلة للزواج ..

وكيف كُنت مسخره على ألسنتهم ..

والجميع يقذف بي على الآخر كقطعة قماش باليه ..

قلت بعد طول تفكير وبهدوء:

" عمه خلينا جدين شوي .. وماله داعي نكذب على بعض "

أمل : " لمى ما فهمت عليك وش تقصدين بكلامك ؟ "

قلت بضيق : "لا يا عمه أنتي فاهمه زين أنا وش أقول ؟ "

امل : " طيب طيب ولنفرض اني فاهمه .. وانتي الحين مش عروس .. ها يرضيك كذا "

يا الهي أي غباء هذا !! أظنها تعلم ما أنا قاصده لكننها تداعى ذلك ..

حسنا وليكن ..

تجاهلتها واتجهت حيث (الكوميدينا) لأعدل من مظهري ..

لاحظتها تركز ببصرها علي وقد بدت شاردة ..

قالت بتأمل :

" تدرين يا لمى انك نسخه من محمد "

رعشه سرت في كامل بدني حينما تفوهت بذلك..

فأنا لمْ استلم من قبل تنبيها كهذا ..

تأملت نفسي في المرآة قليلاً مذعورة ..

قالت لي بعد ذلك بحنان :

" لمى كلميني عن حياتكم هناك كيف كنتو عايشين ؟ "

قاطعتها بـ حده فأنا لا أريد خوض الحديث في هذا الموضوع:

" كيف عايشين يعني .. أكيد مثل العالم والناس "

أمل : "ايوا كيف طيب ؟ "

ضحكت باصطناع .. فأمسكت بالفرشاة بتوتر وأخذت اسرح شعري ..

قلت لها من خلال المرآة :

" عمه وش تبين توصلين له بالضبط ؟ "

اعتقد بأنها توترت قليلا ..

نهضت من مكانها ودارت حول الغرفة ..

إلا أنها توقفت حينما وصلت إلي ..

" لمـــى "

لم أحاول أن التفت إليها ..

فالأجواء بيننا متوترة و ساخنة ..

فلو اصرّت أكثر , لبحت لها بكل شيء وهذا مالا أريده ..

قالت بعد ذلك بتقطع :

" كنت .. أبي ...... "

التفتُ إليها في هذه اللحظة فأثارني موقفها ..

لقد كانت تبكي !!

أنا لا اصدق !

لم أرها تبكي قط ..

إنها تبكي لسيرة والدي ..

لم استطع كتمان مشاعري تلك اللحظة..

قفزت إلى حضنها كتائهة وجدت ذويها ..

يخالجني شعور الفرح والأسى معاً ..

فأنا سعيدة بموقف عمتي وحبها لوالدي والذي اكتشفته لتوي ..

وحزينة لفراقه ورحيله ..

أنها حقاً لحظات مرّه لا يمكنني نسيانها أبدا ..... أبداً ما حييت










* * * * * * * * *







[.. أم فيصل ..]












قلتُ صارخة :

" أقولك فيصل راح.. تقولي وش فيها ؟ .. وش ها لبرود اللي فيك ؟ "

أجابني بنفس البرود :

" يا مره أنتي مكبره الموضوع "

يا الهي أكاد اجن انه يخاطبني بلهجة الواثق ولمْ يعر الأمر أية أهميه , أي رجل هذا !!

قلت له بجنون و بصوت أعلى وضيقاً اشد:

" لا ما كبرته ويكون بعلمك إن ما رجع لي فيصل أنا اللي بروح وراه .. وأرده "

قهقه على خرافاتي فقال وهو يهم بالخروج :

" يا شيخه روحه بلا رجعه "

يا الهي ما لعمل الآن ؟

إذا زوجي بنفسه لم يهتم ؟ كيف لأعمامه أن يهتموا ؟

انه وحيدي .. ألا يعلمون ؟

لا يمكنني أن أراه يَهلك وأمام مرأى من عيني ..

أكاد افقد عقلي !!

فليس بوسعي عمل أي شيء !!

* * *

لم استطع الصبر بل اطلعت جميع أعمامه على الأمر ..

وبالطبع كانت ردة فعلهم كردة فعل زوجي ..

قمة البرود واللا مبالاة !!

اغتظت لذلك وسلمت أمري لله ..

ودعيت الرحمن بأن يحفظه ويرده إلي سالماً غانماً ..

لم أتسلم منه أية مكالمة أخرى تطمئني على حاله ..

نقّاله للأسف مغلق !! وهذا ما يمزق قلبي ..

فماذا لو كان أصيب بمكروه لا سمح الله ؟!

فوضت أمري لرب العالمين واستغفرته كثيراً ..

فربما أراه غداً من يدري !! ..................................











* * * * * * * * * * * * *








[.. أمل ..]











وأخيراً رضخت الصغيرة لطلبي ..

حتماً هي بحاجة إلى التغيير ولو لبضع دقائق..

انحباسها في الغرفة يزيد نفسيتها سوءاً ..

قراري برعايتها كان نابعاً من قلب ..

فقد استطاعت وبفترة وجيزة أن تحتل لها مكانا بقلبي..

ربما حبي لأخي ومرارتي بفقدانه هي السبب !!

عدّلت الفتاة مظهرها وهممنا بالنزول ..

" عمه خلينا بها لصالة أحسن, ماله داعي ننزل تحت "

قلت لها مُقنعة :

" حرام عليك.. وش عاجبك بها لصالة ؟ ما غير كتمه وضيقة خلق .. أمشي تحت أحسن, واشرح صدر "

لمى بضيق : " شكلك ملزمة , طيب أخاف واحد من العيال فيه !! "

أمل : " يووووه يا لمى يا كثر علثك , أمشي معي ولا عليك , وبعدين العيال كلهم مش فيه , أرتحتي !!"

رمقتني بتردد لكنها رضخت في النهاية..

نزلنا معاً بهدوء وسكينة ..

وصلنا للأسفل فجلسنا معاً ..

قاطعت صمتنا بقولها :

" إلا ما قلتي يا عمه وين عمتي الثانية ؟ وليه ما أشوفها هنا ؟ أنتو أطلاقاً ما تجبون طاريها , حتى (وتتنهد) ملكتي ما حضرتها "

أمل : " قصدك أختي فاطمة !! "

لمى : " فاطمة !! هي أسمها فاطمة ؟ "

أمل : " ليه؟؟؟ ...... ما تدرين وش أسم عمتك ؟ "

لمى : " اعذريني ما سبق وقلتوا لي شي عنها .. طيب أهي وينها ؟ "

أمل : " أبوكــ ما قال لك عنها ؟ "

طأطأة الفتاة رأسها بأسى : " ومن قال لك أن أبوي يخبرني شي عن أهله "

سألتها باهتمام : " ما كان يكلمك عنا ؟؟؟؟؟ "

لمى : " أبداً "

كررت سؤالي بحزن : " ولا أنا ؟ "

لمى : " قلت لك ما يكلمني عن ها لموضوع خير شر , ولو فتحت الموضوع معاه قفله بعصبيه "

أزعجني كثيراً ما سمعته من الصغيرة ..

قلت لها بضيق واضح :

" تدرين يالمى أن آخر مرة شفته كان عمري ما يتعدى السبع سنوات "

لمى : " تتذكرينه يا عمه ؟ "

أجبت بحزن :

" عندي صورته ؟ "

لمى : " ما قلتي لي .. وين عمتي فاطمة ؟"

" عمتك فاطمة يا طويلة العمر بــ كندا "

لمى : " كندا !! "

أمل : " ايوا كندا, وش فيكــ مستغربه ؟ "

لمى : " أش وداها هناك ؟ "

أمل : " زوجها يحضّر الدكتوراه "

لمى : " أيوا كذا .. طيب وش ترتيبها فيكم ؟ "

أمل : " أكبر مني بخمس سنوات "

لمى : " يعني هي بينك وبين عمي خالد "

أمل : " أيوا عليكــ نور "

اندمجنا لفترة بالحديث عن أختي فاطمة ..

وبدت لي لمى متحمسة للغاية ..

وصلتني فكرة خطيرة تلك اللحظة ..

فقلت بسرعة :

" لمى "

لمى : " هلا "

أمل : " مشتهية قهوة من يدينك ممكن ؟!!!!!! "

رمقتني باستغراب وتساؤل ..

قاطعت ذهولها , فقلت بمرح:

" أذا ما تعرفين ! عادي , ترى ما أعلم أحد "

إلا أنها قاطعتني بثقتها المعهودة :

" بنت محمد ما فيه شي يصعب عليها "

انتهزت الفرصة فقلت :

" أجل وش تنتظرين ؟ "

لمى : " من جدك أنتي تبين القهوة ها لحين "

أمل : " عادي مع أمل يحصل المستحيل "

ضحكت الصغيرة فقالت بمرح لم أعهده :

" أوكي بسوي لك لا تصيحين علي , بس ما دري وين المطبخ ؟ "

أجبت منتصرة : " على يمينك حبيبتي "

ذهبت لمى وكدت أرقص فرحاً ..

ها قد بدأت فهم شخصيتها الغامضة ..

لمى إنسانه محرومة ..

فقدت الكثير .. وهاهي مقبلة على المزيد ..

كم أتمنى الدخول إلى عالمها المجهول !!

المليء بالغموض والأسرار ..

يا ترى كيف حياتها هناك ؟

أهي سعيدة ؟ أم تعيسة ؟

كم أنا متشوقة لمعرفة ذلك !!!!!!

" السلام عليكم "

صوت ليس بالغريب ألقى التحية ..

ألتفت بسرعة لأفاجأ بــ نواف

قلت مندهشة ومستاءة في نفس الوقت :

" وش جابك ؟ "

نواف : " أفــــــــــــا "

أمل : " قصدي وش تبي ؟ "

نواف : " يعني عدلتيها الحين ؟؟؟ "

أمل : " اوووووه وش عندك جاي ؟ "

أجاب بمرح : " لا يا شيخه !! .. هذا بيت أبوي ؟ "

أمل : " لا .. قصدي أدري .. بس وش جابك ها لوقت بالذات ؟ "

نواف : " عمه وش فيك ؟؟ "

أمل : " نواف تكفى أطلع وتعال بعدين "

نواف : " عمه شبلاك ؟؟؟؟ بــقـعـد "

طبعا نواف لم يشاورني بل أتجه بنفسه للمقعد ليجلس وبحريه تامة ..

كدت أفقد عقلي ..

فماذا لو عادت لمى الآن !!

حتماً ستظن بأني أنا من دبر هذا ..

" نوافوووووووه قــــــــم "

أمسك بـ "الريموت" وبدأ يقلب القنوات :

" آسف عمه فيه مباراة حماس اليوم , تعالي تابعي معي خبري بك هلاليه "

أمل : " لا بالله أنا مقروده ماني هلاليه "

نواف : " أيش ؟ "

أمل : " اقول خلصت الأماكن .. قم يلا بيتكم وبلا كلام زايد "

نواف : " والله ماعندي طاري "

همست مغتاضه : " اف وش يقومه ذا ؟ "

وصلتني فكرة لا بأس بها فقلت بمكر :

"أقول نواف حبيبي .. روحي أنت .. بعد قلبي .. أمك تبيك "

رمقني بنظرة خبث ..

فقال :

" ياحليلك ياعمه كل هالدلع على أبو أن امي تبيني "

أمل: " اوهووووووووووه يا أخي افهمها عندي ضيفه وأبيك تنقلع "

نواف : " يا حبيلك يا عمه ما تعرفين ولا تكذبين .. دوري غيرها "

قلت بقلة صبر :

" نواف صدقني عندي ضيفه با لمطبخ .. تكفى قوووم قبل لا تجي "

أعتقد بأن حيلتي بدأ مفعولها عليه

ولكن في الوقت الضائع ..................................

" وهاذي القهوة قدامكـــــ "

هذا ما تفوهت به الصغيرة غير منتبهة لمن يجلس خلفي .......................













* * * * * * * *







[.. نواف ..]









أثار انتباهي صوتا لم أتوقع سماعه هذا اليوم أطلاقاً ..

إنها زوجتي !!

أية صدفة هذه !!

بدت لي طبيعيه أكثر ..

شعرها الطويل الأملس يثيرني ويجذبني ..

أرى البراءة والطفولة في عينيها ..

كم هي جميلة تلك الإنسانة !!

بدأت بربط الأمور , فاتضحت لي أكثر ..

وجود ابنة فوزية هو ما أربك عمتي ..

أعتقد بأنها لم تلاحظ وجودي ..

وضعت الفتاة ما تحمله على أحدى الطاولات ..

فانسكب القليل منه على أحدى يديها ..

وبدوري .. نهضت من مكاني بلا أية أرادة ..

ولكوني عشت مع أحلامي الوردة أكثر من اللازم مددت لها منديلاً أخرجته من جيبي ..

وكدت أقوم بمهمة أزالته عن يديها لولا أنها ابتعدت بشده عني..

الفتاة لا يسعني وصف مدى ذهولها لدى رؤيتها لي ..

عينيهـا اتسعتا بذهول تام ..

توترت الفتاة وارتجفت ..

رمقتْ عمتي بنظرة أكاد أصفها بالاحتقار..

وبعدها انصرفت وبلا مقدمات ..

أدركت نفسي وما قمت به من حماقة ..

تباً لها !! بوجودها أفقد كل تركيزي ..

تصرفي أحمق وتافه ..

كان يجب أن أمسك نفسي أكثر ..

فهي مهما حدث ستظل ابنة فوزية ويجب أن لا أنسى ذلك أبداً ...................

















* * * * * * * * * *














[.. أمل ..]









نواف أفسد كل شي لحظة تطوعه بالمساعدة..

فـ لمى اكتشفت وجوده وانتهى الأمر ..

حاولت أن أشرح لها موقفي..

لكن نظرة الاحتقار من عينيها ردعتني عن ذلك..

صرخت في وجه نواف باستياء:

" عجبك اللي صار !!!! "

لاحظت شروده و تفكيره فقلت صارخه :

" نوااااااااااف "

نواف : " هاااااااا "

قلت بغضب : " الله يغربل عدوكـ .. قل آمين !! "

أجابني بلا مبالاة :

"آمييييين .. إلا أقول.. الآنسة زوجتي ما تعرف تسلم على زوجها, وين الاحترام ؟ "

كررت كلامه بسخرية :

" الآنسة زوجتي .. هي أنت اصحي , ليه سويت كذا ؟ "

نواف ببراءة : " عادي ما سويت شي "

أمل : " أبداً ما سويت شي "

نواف : " عمه شفيك عادي زوجتي "

أمل : " وإذا زوجتك تسوي كذا ؟ أجل وش خليت للعرس ؟ "

أجابني بخبث : " لا العرس هذا شي ثاني "

فقدت أعصابي , فقلت :

" نوافووووه انقلع عن وجهي لا ارتكب فيكــ جريمه "

نواف : " الحين كل هالربكة اللي مسويتها واطلع ولا تطلع على أبو بنت فوزية "

أمل : " و وش فيها بنت فوزية , ناقصها عين ولا خشم ؟ "

نواف : " لا من ناحية الوجه كاملة والكامل الله , بس وش فايدة هذا إذا الأخلاق زفت "

أمل : " نواااااااااف وش ها لكلام ؟ "

أجاب باستياء :

" عمه لا تحاولين تدافعين وتخلينها بالعلالي , عمي خالد علمني كل شي "

قلت بخوف : " وش علمك ؟ "

نواف : " علمني اللي كنت ما عرفه ومخدوع فيه "

أمل : " وش تقصد ؟ "

قال ببساطة :

" بلاوي فوزية يا عمه "










* * * * * * * * * * * *








[.. هيفا ..]









" ياربيه ما صارت طلعه .. كل هذا لبس .. حرام عليكـ شوفي شسويتي بدولابكـ .. حشى جبل صار "

مرام : " وش حاركـ أنتي .. هماني أنا اللي ألبس "

هيفا : " ايه بس وش له تفصخين وتلبسين ؟ .. بالله عليكـ ِكم مره غيرّتي ملابسك خلال دقيقتين بس ؟ "

مرام : " مالك دخل .. وبعدين أنا ما أفصخ عبث .. كل اللي لبستهن مهوب زينات ويبينن جسمي "

هيفا : " اف .. طيب وش علي أنا ؟ .. يلا أخلصي .. تأخرنا ع البنات "

مرام : " اووووووووه ذبحتيني خلاص قلنالك طيب "

فُتح الباب , فدخلت علينا تغريد بأناقتها المعهودة ..

" يلا بنات تراني مخلصة "

أستاءت لمنظر غرفة مرام فقالت :

" مرامووووووه وجع وش هذا ؟ "

أجابت مرام وهي تبحث في خزانتها : " اوووهووه جتنا الثانية "

تغريد : " شتسوي هالخبله ؟ "

هيفا : " تقول تدور له شي زين و واسع "

تغريد : " ياربي رجعنا لطاري اللي .. طيب دوري معها وفكينا منها "

هيفا : " مالي دخل شوفيها انتي .. حمت كبدي بذوقها الماصخ "

تغريد : " مرووومتي اللي عليك الحين حلوين ليش بتغيرينهم ؟ "

مرام بضيق : " ماعجبنن "

تغريد بتصنع : " بالعكس جنان "

مرام مستاءة : " ضيقات يبينن الشحم واللحم أرتحتي الحين "

تغريد : " يالله طيب وش الحل معكــ ؟ "

أبتعدت مرام عن الخزانه فقالت :

" الحل انكم تروحون لأني هونت وماني طالعه "

أندهشنا جميعاً من قرار مرام الغريب فقلنا معاً : " أيييييييييش ؟؟؟ "

هيفا : " مرام بلا دلع وأمشي معنا "

رمت مرام بالملابس من يديها وجلست على الأريكة غاضبه :

" مابي اروح خلاص روووحو انتو "

هيفا : " مرام والله اللي عليك يهبلون أمشي عاد "

تغريد بلا مبالاة : " هيفا أمشي خلاص بكيفها ماتبي غصب أهو "

هيفا : " ايه بس "

مرام : " خلاص هيفا روحو , أنا راسي يوجعني وبنام "

هيفا : " متأكده ماتبين تروحين ؟ "

أجابتني بإيماء ..

طريقة تفكير مرام غريبة ..

فوزنها الزائد يسبب لها الحرج الكثير..

لدرجة أنها تتجنب الاحتكاك بالآخرين , بالرغم من شخصيتها الاجتماعية والمحبوبة ..

المسكينة حاولت كثيراً الإنقاص من وزنها لكن بلا أمـــــل ..

وهاهي اليوم ستظل حبيسة المنزل لسبب أجده تافه ..

لكن لكل منا وجهة نظرة وطريقتة في التفكير .................................................. .......






< نهاية الجزء >

انا وانتي وكلنا 24-12-06 12:25 PM

- الجزء الثامن -









[ 8 – يوم مختلف ]














" والله العظيم ما كنت أدري .. وش تبين أزود من ها لحلف ؟ "

أجابتني بحده وغضب :

" للأسف يا عمه كنت متخيلتكـ كبيره وفاهمه , وتفكيركـ فوق ها لحركات "

أمل : " لمى وش ها لكلام ؟ أنتي فاهمه زين أني مستحيل أسوي كذا "

قاطعتني بغضب وصراخ , مشددة على أحرف جملتها:

" كـ ــــنــ ــت فـــــاهمه , لكن الحـــــــيـــــن لأ "

جميع سبل أرضائي لها فاشلة ولم أعد صابرة على المزيد ..

" الظاهر الكلام معكـ ضايع "

تركتها ورحلت فأنا موقنة بعنادها واقتناعها التام بتفكيرها الخاطئ ..

ومهما فعلتُ وأقنعتْ فأن نتيجتي ستظل واحده ولا سبيل لتعديلها..












* * * * * * *













[.. مرام ..]














حان دوري ..

أنا مرام بنت أحمد بن سالم, من مواليد عام 1992 ميلادي..

أبلغ من العمر أربعة عشر عاما, وأدرس في الصف الثالث متوسط..

لي أختان من أب واحد .. وأم مختلفة..

شقيقـتي هي تغريد..

أما أختي الغير شقيقه فهي هيفاء..

ولكوني أقرب في العمر لـ هيفاء [19 عاما] فأنا أميل إليها أكثر..

ذلك اليوم بالذات كنا قد قررنا الخروج إلى المدينة الترفيهية "ستار ستي"

كنت متشوقة جداً لذلك اليوم ..

حيث خططت للكثير من المقالب والمغامرات..

إلا أن أمرا ليس بالمتوقع قد حدث !!

وليس باستطاعتي البوح به



* * *



مللت أجواء الغرفة والوحدة ..

صديقاتي جميعهن هناك لا أحد أستطيع تضييع وقتي معه..

قررت النزول للأسفل والبحث عن عدوي اللدود مُهند لعلي أُضيع وقتي معه ..

وصلت للدور السُفلي من منزلنا صارخة بأعلى صوت :

" ستيممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممه "

" ستيممممممممممممممممممممممممه وصمخ "

ياسر : "الله ياخذ هالوجه وش له الصراخ ؟ فجرتي طبلتي الأذنيه "

مرام : " هههههههههههاي ركب كلامكـ أول , بعدين هاوش "

ياسر : " والله من ثقالة الطينة "

مرام : " طالعه عليك "

ومن جديد ..

" ستيممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممه "

وصلت الخادمة مفزوعة إلى الصالة :

" يس مدام "

مرام : " سوي لي شاي بسرعة "

قاطعني ياسر كعادته :

" آخرته على شاهي يا لبقره "

مرام : " يا شين لقافة بعض الناس "

ياسر : " ويا شين طوالة لسان ناس ثانين "

مرام : " على الأقل ها لناس يعرفون يضبطون كلامهم زين مهوب مثل ذولاك الناس "

ياسر : " ذولاك الناس محترمين وما يعرفون يصارخون على أبو شاهي "

مرام : " تراي مالي خلقك "

ياسر : " اجل أنا اللي لي خلقك , إلا تعالي هنا ليه ما رحتي مع البنات اليوم ؟ أو طارداتك "

مرام : " بايخ ما تضحك "

ياسر : " ومن قال لك أني جادع نُكته "

مرام : " اخلص وش تبي ؟ "

ياسر : " من حلات هالوجه اطلب منك شي "

مرام : " أزين من وجهك "

ياسر : " مشكله الثقه "

نهضت من مكاني وقلت :

" ياليل ما طولكـ اروح عند عمي سليطين ابرك ,, (وبصراخ) ستيمووووووه ووجع وين شاهيي ؟ "

ياسر : " ترا عمي سلطانو ما يستقبل مبزرة "

مرام : " والله ماغيركـ البزر , عمري 14 وبعد شهرين بس بدخل الخمس طعش "

ياسر : " وإذا .... تظلين بعد بزر "

مرام : " الحين كل هالجسم وتقول بزر "



أمل : " مساء الخير .. وش تسون ؟ "

هذا ما قالته عمتي أمل لحظة دخولها علينا ..

رحب بها ياسر بحرارة واصطناع :

" هلا والله با لطش والرش .. هلا بأمولة .. الحلا و الزين كله "

أمل : " ههههههه شعندكـ !! "

ياسر : " افا ممنوع أدلعك "

أمل : " ما دري تخوفني كذا , متعودة على جفاستكم "

ياسر : " افا يا لعمه كل ها لرقة وتقولين جفس "

مـــــــــرام بسخرية : " إيه مبين , كلش ما شاء الله رقيق "

ياسر : " أقول .. أنتي آخر وحده تتكلمين , ترى أذني للحين منسدة منك "

قلت ببلاهة : " عادي تبي أفتحها ترى الشاهي لسا ما وصل "

ياسر : " لا واللي يرحم والديك , ما بعد استغنيت عن إذاني "

مرام : " عادي وأنا أختك تراي متبرعة جيده "

سأل ياسر عمتي باستفهام, وقد لاحظت أنا الأخرى شرودها :

" عمه وش فيك ؟ "

مرام : " ياهووووووه اللي تفكر به تهنى به "

قال بهمس : " الظاهر مودعتنا مع هواجيسها "

قلت له غامزة وبخبث : " تبي أخليها تنقز "

رفع حاجبيه بإيجاب وخبث ..

عندها اقتربت منها ببطء وهدوء ومن ثم صرخت وبأعلى صوتي

" ستيممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممم ممممممممه "

صعقت عمتي وقفزت من مكانها بحركة هيسترية ..

أما أنا وياسر فقد استلقينا أرضا من شدة الضحك ..

الخادمة مسكينة وصلت أيضا مفزوعة وخائفة لكنها معتادة على صراخي وصوتي الأجش ..

أما عمتي أمل فردة فعلها كانت متوقعه..

انتزعت حذائها ولحقت بي للأخذ بالثأر ..

وكالعادة أيضا , ملاذي هو الهرب و قفل غرفتي بالمفتاح .......................................

















* * * * * * * *













[.. لمى ..]














سئمتُكِ يَا حياة عني فَرحلي!

أضناني الطريق ..

وأهلكني حَرُ المَسير ..

أتعبتني أفكاري التَائهة ..

وأدمعت قلبي وحدتي القاتِلة ..

أدركتُ أني ميتة !!

لا أريدُ مِنكِ خيراً تَبخلين بهِ عليّ

ولا أريد شركِ الدائم المُتوجه إليّ

لا أريدُ مِنكِ شيء فقط اتـ ـركينـ ـي!

اتركينـ ـي لوحدتي كما تَركني الكَثيـر..

اتركيني لأوجاعي

اتركيني لآلامي وأشلائي

اتركيني لجروحي ودِمائي..

اتـ ـركـيـنـ ـي

أشتاقُ للِرحيل

أشتاقُ للرحيل

فكل ما كُنت أهواه يهجرني!

وكل ما أعشقهُ يمقتني

وكل ما أتمناهُ يُتعبني

لا نصيب لي في حياتكم

ولا لحياتكم فيّ نصيب!

يا ليت سَبيل الرَحيلُ إليّ قريبْ

لما كُنت هُنا لثوانٍ

رُبما تَكون آخر الزَفرات!

وهذهِ آخر كلماتي ..

عذابُ اللامُبالاةِ أليم..














* * * * * * *













[.. راكان ..]

















حان دوري ..

أنا راكان بن عبد اللطيف بن سالم , من مواليد عام 1983 ميلادي , أي أبلغ من العمر 23 عاما ..

أعترف بأني فاشل في دراستي ولم أحظى بالنجاح كغيري من أبناء عمي..

لكن لكل مجتهد نصيبه فأنا مهمل وأستحق ما حصلت عليه..

تخصصي هو الأدب الإنجليزي

تخرجت منه بصعوبة بالغه

حياتي هي المتعة فقط ..

لا للعمل لا للجد ..

مصروفي أستلمه من والدي بالتمام والكمال ..

روتيني اليومي لا يتغير ..

نوم و أكل, ومن ثم خروج وسهر ..

هذه هي حياتي ولا أظنها ستتغير بمرور الزمن ..

رفاقي حالهم كحالي مامن اختلاف ..

أما إخوتي ..

ليس لدي سوى توأمي أنهار[23سنه] وأخي الصغير مُهند ..

أنهار مسكينة حالها تغير تماماً من بعد إلغاء ارتباطها مع نواف..

فقدت ثقتها بنفسها و أصبحت أكثر انطوائية ..

يتملكني الكثير من الحقد تجاه عمي أحمد وما فعله بأختي ..

فهي لأهانه كبرى في حقنا جميعاً ..

لكن ما باليد حيلة !!

أما مُهند [15سنه] فهو مراهق صغير , جنونه وعشقة قيادة المحركات ..

أبي رافض تماما تسليمه أية سيارة لطيشه ومراهقته ..

ومن الممكن أن يتسبب بكارثة نحن بغنى عنها ..

ذلك اليوم بالذات فاجئني رقم دولي في سجل مكلماتي التي لمْ يرد عليها ..

استغربت كثيراً الرقم كونه دولي ..

فأنا لا أعرف أحداً يمقت خارج البلاد سوى عمتي فاطمة ..

ولا أظنها ستتصل بي أنا بالذات !!

فأمرها مستبعد تماماً ..

شككت في فيصل فــ استبعدت ذلك فوراً ..

فنحن على غير وفاق أبداً ..

إذن من يا ترى ؟؟

هذا ما يجب أن أعرفه..

حقيقة لمْ تتسنى لي الفرصة للرد وإشباع فضولي ..

لكن لابد وأن يحصل هذا عاجلاً أم آجلاً..

فكثرة اتصالات ذلك الرقم تثير جنوني ..

" مــــــــســـــــــــــــــــــاء الخــــــــــــــــــيـــــــــــــــــــر "

راكان : " اووووووه أنهار ما شاء الله أمداكم تجون ؟ "

رمقت أنهار ساعتها فقالت :

" الساع 2 .. وش تبي أزود من ها لوقت ؟ "

راكان : " لا بالعادة 5 أو 4 الفجر "

أنهار : " يا بابا هذاكـ بالعطلة الصيفية , اللحين لأ الوضع مختلف الناس دوامات ومدارس "

راكان : " طيب كيف الطلعة هناك ؟ أنشاء الله أنبسطتو "

أنهار : " يااااااااه وناسه .. انبسطنا لآخر حد "

راكان : " عساه دوم أنشاء الله "

أنهار مبتسمة : " الله يخليك لي ياخوي "

















* * * * * * * * *












[.. سلطان ..]













" حالك هذا ماهوب معجبني أبد , يا خي عيش حياتك تزوج وافرح وفرحنا معك , روتينك هذا صدقني بـ يقضي عليك "

سلطان : " يا بنت الحلال كذا أنا مرتاح "

أمل : " لا يا سلطان ما أنت مرتاح وكلامكـ هذا ما يدخل راسي , ويكون بعلمكـ تراني من بكرا بدور لك على عروس "

سلطان : " أمل , رجاء خاص لا تحاولين تبنين حياتي من جديد , لأنكـ لو سويتيها وبنيتي صدقيني راح تنهدم وبخسارة "

أمل : " والله أنك ذابح قلبي بكلامك , يا خوي خل عندك ذرة أمل وجرب ما أنت خسران "

سلطان : " إذا على التجربة فأنا مخليها لك "

لجملتي الأخيرة وقعها المأثور على أختي أمل ..

ندِمت مؤخراً على ما تفوه به لساني ..

فبدت لي ملامح أمل متقلصة حزينة ..

تجربتها الفاشلة مع زوجها السابق كان لها أكبر التأثير على نفسيتها ..

وها أنا الآن أعيد ذكراها الحزينة بلحظة طيش وغضب ..

" آسف أمل ما كان قصدي "

أجابتني بإيماء , فقالت بحزن :

"ماقلت شي غلط يا سلطان .. لكن حط في بالك إني حرمه وأنت رجال والفرق كبير "

عندها تركتني ورحلت ..

جملتها الأخيرة كان لها المغزى المقصود ..

لكني مع ذلك لمْ أكترث !!

ولن أتجرأ يوماً على التفكير بالزواج من جديد ..

تجربتي الأخيرة وحبي لزوجتي وهيامي بها تمنعني من إعادة الكّره ..

ليس فقط خوفاً من الفشل و إنما وفاء لقلبها الطاهر................................



















* * * * * * * * *











- بعد مرور شهر -











[.. أم فيصل ..]
















عزيزي .. إلى أينْ تَشيدَ المَسير؟!

ألا تَعلم أن الرَبيع دونكَ كئيــب!

الزهرَ يابسٌ ذليل

النهر جامِدٌ عجيب!

الريحُ لا تُداعبُ النَخيل

ستتوقف الَحياة بالرحــيل!

فلتَنظر بوجودكَ كيف السماء تصير؟!

والطيور تَطير!

الزهور تغني

والمياهُ تَسير

وهل بلغت فَرحةَ الشَجر؟

أم هل عرفت – ياترى – سر ضوء القمر ؟

رحيلك عني يشعل نار القرحة والألم

يمزقني إلى أشلاء صغيره

شهر بأكمله مرّ علي كدهر كامل

مع ذلك فأنت لمْ تعد بعد !!

عقلي يكاد يجن

عيني تلهثان شوقاً بقدومك

قلبي جريح متألم

يعاني فقدان أعز ما ملكته يداي

أعز أبن ربته يداي

أبن لمْ يلده بطني !!

ولمْ يحويه جوفي

أبن سَهِرتُ الليالي من أجله

وعلمته وفهمته

أبن قاسيت معه أشد الصعاب

وعلمته أسس الأدب و الاحترام

أبن تخلى عنه أبويه

فتقبلته يداي بكل حنان و أُلفه

أبن لن أحضي بمثله طالما حييت

أبن تخلى عني بمجرد بروز الماضي أمام ناظريه

آه لو لمْ تعلم بالحقيقة !! لعشنا بسلام و طمأنينة

لعشنا راغدين بأسعد اللحظات

كرهتكِ يا ابنة فوزية وها أنا أعلن ذلك من جديد

دفاعي عنكِ أفقدني أعز ما ملكته

أية أم أنا أكي أُعيد فُتح الجروح

جروح قديمه ظننتها خمدت

لكنها لازالت تشتعل ولا أظنها ستخمد يوما

أليست تلك الحقيقة !!
























* * * * * * * *

















[.. هيفاء ..]


















" بنات شرايكم ؟ "

هذا ما قالته مرام لحظة خروجها لنا بآخر "بروفة" على فستانها ..

صفرّت لها بإعجاب ..

الفستان كان بمنتهى الذوق والأناقة ..

مرام بحياتها لمْ ترتدي ثوباً كهذا..

تغريد : " لا بأس , يمشي حاله "

هيفاء : " وش اللي لا بأس إلا يجنن , تقطعينه بالعافية حبيبتي"

مرام : " إلا بنات تعالوا انهار بتحضر العرس ؟ "

تغريد : " خبله أنتي ؟ أكيد بتحضر تبين أبوي يذبحها "

مرام : "تتوقعون يطلع العرس حلو "

هيفاء : " أنا بصراحة متشائمة ما أدري ما دخلت مزاجي ها لبنت ولا أتخيلها مع نواف أبد"

مرام : " بنات تدرون .. هي حلوة بس شينه .. صح !! "

ضحكت لجملتها الغير مركبة , فقلت : " شلون ذي ؟ ما تجي !! "

مرام : يعني حليوة بس شينه "

هيفا : " بالله .. يعني الحين أنتي عدلتي شي !! "

مرام بتفكير : " يعني .. يعني .. يعني حلوه بشي وتحوم الكبد بشي ثاني "

تغريد : " والله كلها على بعضها تجيب البلى "

هيفا : " لا حرام الحق حق البنت ما عليها حلوة , بس مشكلتها ما تتدخل القلب "

مرام : " أما ماتدخله إلا طالعه منه بالقوة , مادري شلون بـ يعيش نواف معها .. أحس بيجيه شي من مقابل خشته "

هيفاء : "الله يعينه "

















* * * * * * *
















[.. أمل ..]



















اليوم هو يوم الأحد أي انه يوم اجتماع العائلة..

وبالطبع أنا محذوفة من قائمة النساء , فاجتماعي يكون بصحبة إخوتي الصبية ..

ففي الغالب مثلاً يكون اجتماعنا يتحدث عن حياتنا الخاصة وبعض القرارات المتخذة في ذلك..

خصوصا المادية منها..

لدي مبلغ ليس بالقليل ورثته من والدي حين تم تقسيم الإرث بيننا بالتساوي..

وبالطبع كوني أنثى, وكلتُ أعمالي كلها لأخي أحمد فأنا أثق به وبأمانته ثقة عمياء..

سلطان : " ها أمل شرايك بها لكلام ؟ "

أمل : " هاااااا "

نواف : " عمتي أمل الظاهر مش معنا !! ولا كيف ؟ "

أمل : " لا .. وش قلتو ؟! "

سلطان : " قلنا انه بدل قعدتك بالبيت لا شغل ولا مشغله ندخلك معنا شريكة في مشروع العمر "

نواف : " يا قوي مشروع عمر مرة وحده "

سلطان بثقة : " إيه وش على بالك ترانا ما نلعب "

قلت بالرغم من عدم إدراكي للموضوع :

" من أيدي هذي لأيدكم هذي , بس كيف ادخل شريكة وأنا ما دري وش السالفة ؟ , وبعدين تراني خبله و ما عرف بأمور المشاريع و لا التجاره !! "

نواف : " عمه المشروع بأذن الله ناجح , حنا علينا المادة وأنتي اللي تديرينه "

قلت ومئات الاستفهامات تدور حولي :

" هييييييييييي لحظة عد كلامك ما فهمت "

سلطان : " لحظة نواف خلني أنا افهمها , شوفي يا أمل بما أنك جالسه في البيت لا شغل ولا مشغله فأنا و نواف قررنا نسوي مشروع نسائي , يعني إحنا بنضبط لك الأمور و كل شي , وأنتي ما عليك إلا انك تديرينه و بس "

نواف مُقنعاً : " منه يا عمه تشغلين نفسك , وغير كذا تفيدين غيرك "

سلطان : " ها شقلتي ؟ "

أمل : " طيب شنو ها لمشروع ؟ "

نواف : " مشغل تجميل "

أمل : " وااااااااااااااااااااااااو "

سلطان : " هاه نفهم من كذا انه عاجبك ؟! "

أمل : " وش ذي عاجبني إلا داخل مزاجي بقوة "

أضفت بحماس :

" موافقة .. موافقة "

سلطان : " هههههههه حلو , أجل من بكرا نبتدي التخطيط ودراسة المشروع "













* * * * * *










[.. فيصل ..]























ما أصعب أن تبكي بـلا... دموع

وما أصعـــــب..أن تذهب بلا رجوع

وما أصعب أن تشعر بالضيق

وكأن المكان من حولك ... يضــــــيق

ما أصعب أن تتكــلم بلا صـــــوت

أن تحيــى كى تنتــظر المــــــوت

ما أصعب أن تشــــعر بالســـــــأم

فتــرى كل من حــــولك عــــــدم

ويسودك إحســـــــاس النـــــــدم

على إثــم لا تعرفه !! .... وذنب لم تقترفه !!

ما أصعب أن تشـــــعر بالحــزن العميـق

وكأنه كامـنٌ في داخــلك ألـــم عريــــق

تستـــكمل وحــدك الطــريــق

بلا هـــــدفٍ... بلا شــريكٍ... بلا رفيــقٍ

وتصيــر أنت و الحزن و النـدم فريــق

و تـــجد وجـــهك بين الدمــــوع غريـق

و يتحــول الأمــل البــاقي إلى.... بريـق

ما أصعب أن تعـــيش داخــل نفـــسك وحيـد

بلا صديــــقِ... بلا رفيـــــقِ... بلا حبيـــبِ

تشـــــعر أن الفــــرح بعـــــيد

تعانى من جــــرح...لا يطــيب

جـــرح عمـيق.. جـــرح عنـيد

جـــرح لا يـــداويــه طبيـــب

ما أصعب أن تــرى النـــور ظـــلام

ما أصعب أن تـــرى السعادة أوهام

و أنت وحيــد حـــيران .............

[.. أمل ..]













" يا شيخ ما يخرب طلعتنا إلا ها لمهند , خله بأرضه أحسن "

أمل : " هيي انت وياه لاتقعدون تسبون بـ ولد أخوي "

ياسر بأسلوب نُكتي : "أبعدو عنها .. جتكم المحامية اللي ما تلعب "

أمل : " زين منك تعرف هالشي "

راكان : " عمه وأنا ليه طايح من حسبتك ؟ "

أمل : " أنت فاشل ما تعجبني "

راكان : " تهي .. من عاشر القوم "

أمل : " أيا الصايع .. شتقصد ؟ "

ياسر : " اقول عمه صدق بتفتحين عيادة تجميل ؟ "

أجبته بغرور : " يس "

راكان بهمس : " عز الله تشوهن بنات ديرتنا "

ياسر : " كااااااااااااك تلقى زباينها كلهم طقة هالـ عبند و التكرن "

راكان بدعابه : " ايه كفوه "

ياسر ببراءة : " أخس يا قوي ترى اللي بجنبك هذي تصير عمتك "

راكان ببلاهه : " عادي أمون "

أجبت بنفس لهجتهم :

" حبايبي غيرانين ؟! ترى عادي أشغلكم معاي أذا تبون !! .. عندي وظائف شاغرة لسواقين عاملاتي الخاصات "

راكان (طاح وجهه) : " يا خطيرة من وين جبتيها "

رفعت حاجبي بانتصار : " احم احم "

ياسر لم يهتم : " حرام عليك مالقينا إلا نشتغل بمحل صبغ ونفخ !! "

راكان : " إلا أقول عمه وش بتسمين المحل ؟ "

ياسر : " أنا أشير عليك تسمينه صالون يسوري للحلاقة "

ضحكت بلا أراده : " وش ذي حلاقة !! اسمه مشغل تجميل "

قاطعنا نواف والذي كان يجلس في آخر الصالة مع سلطان , بيمنا أنا جالسه بين أجن أثنين :

" أقول عمه .. عندك مقطع بلوتوث حلو "

أمل : " هااااااا ما أسمعك !!!!! "

كرر كلامه :

" أبي مقطع بلوتوث حلو .. إذا عندك ؟؟ "

أمل : " أصبر خل أشوف "

أمسكت بجهازي أفتشه بينما أستمر الاثنان راكان و ياسر بالاستهتار بمشروعي القادم ..

عثرت أخيراً على مقطع كوميدي رسومي فأرسلته فوراً إليه ..

أستقبله نواف فأستمتع به مع سلطان وعلقا كثيراً عليه ..

أخذت أقلب بجهازي من جديد لعلي أعثر على شيء أفضل ..

راودتني فكرة مجنونه تلك اللحظة !!

فتحت فوراً حافظة "الأستوديو" في جهازي ومن ثم حافظة " خاص جداً "

وصلت للمطلوب وأرسلت المقطع فوراً ..

























* * * * * * * * *


















[.. هيفا ..]













قالت بـ بكاء :

" يمممممممممممممممممممه تكفين خليني اسبح .. والله إني ماني تعبانه هذاني انابط وش زيني .. ها يمه تكفين قولي ايه "

ام ياسر : " لأ "

مرام برجاء : " بليز ماماه "

أم ياسر :" قومي بس صبي لي الشاهي "

مسحت تلك البلهاء دمعاتها و قالت:

" اصب لك أبو الشاهي بس أنتي قولي ايه "

ام ياسر : " لا تصكين راسي , قلت لك لا يعني لأ "

مرام توجهت إلى والدتي : " خاله .. استغفر الله قاعدة زي الجدار بيننا , توسطي لي تكفين "

أم نواف : " ما علي منكم "

مرام مخاطبة أمي من جديد :

" طيب شمعني كلهم بــ يسبحون إلا أنا ؟ "

ام ياسر : " أنتي غير "

مرام تستهبل : " أنا غير ولا جده غير كااااااااااك "

هيفا : " الحمدلله والشكر على نعمة العقل , تو تبكي الحين تستهبلين , أنتي من أي طينه مصنوعه ؟ "

مرام معبسه : " وه ماتبون الواحد يستانس "

هيفا : "لا بس شكلك هدر "

مرام متجاهله : " يمه ابسبح "

أم ياسر : " اقول اسكتي بس فشلتينا "

مرام : " عادي مافيه احد .. وبعدين شمعنى أنا ها "

أم ياسر : " مراموووه قومي عن لأنادي لك أبوك .. شوفي هيفا ماسبحت وساكته "

مرام : " ليه أنتي ما تسبحين "

هيفا : " أسباب خاصة , مو شغلك "

مرام : " إيه بلا من قرادتك .. ها يمه ترى بسبح وما علي منك"

أم ياسر : " مراموووه والله ماهوب ازين لك "

أقبلت تلك الماكرة إلى والدتي فقبّلت رأسها بود وقالت :

" يمه الله يخليك ودي أسبح والله العظيم اطلع بسرعه "

ضحكت من أعماق قلبي لمحاولات مرام في الإقناع

تدخلت خالتي أم راكان بقولها :

" أم ياسر ذبحتنا بنتك , خليه تسبح وفكينا "

أم ياسر : " شووووفي بـ تسبحين بس بشرط انك ما تطولين أكثر من نص ساعة "

صرخت مرام وقفزت من مكانها :

"ياااااااي تعيش أمي تعيش , افا عليك لو عشر دقايق أهم شي أطافش وأطلع اللي بقلبي , يلا تشااااااااو "

أم نواف : " شوي شوي لا تطيحين "























* * * * * * * * * * * *












[.. أمل ..]















راقبت ملامحه جيداً لحظة وصول الملف

بدا لي غير مهتماً

لكني اكتشفت بأنه لم يفتحه للآن

أحسست بالإحراج لو فتحه أمام سلطان

لكنني تغاضيت عن ذلك

مرت الثواني طويلة والفتى في عالم آخر مع سلطان ولم يهتم لما أرسلت

اغتظت لذلك فأنا متحمسة جداً لردة الفعل

صرخت ببراءة كونه بعيداً عني نوعا ما

"نواف وصلك الملف ؟ "

أخيرا تذكر الملف ففتح جهازة ببرود ..

تغيرت ملامح الفتى فجأة , وتبدلت إلى ملامح أكثر صلابه ..

بدا لي متفاجئ !!

لكني لمحت تلك الابتسامة الخفيفة على شفتيه

قلت غامزة :

" ها شرايك بحركتاتي أعرف أرسل ؟! "

ضحك نواف فقال :

" من وين جبتي المقطع يا عمه ؟ "

سمعت سلطان يسأل :

" وش مقطعه أشوه بشوووف "

نواف : " خير يا بو الشباب مناك بس "

سلطان : " يالبخيل خلني أشوف "

نواف : " أقول أبلع العافيه بس "

قال سلطان باسماً بالرغم من جهله المقطع :

" أمل أبي مقاطع أنا بعد "






















* * * * * * * * * *










[.. أم ياسر ..]




















" يمه دقيت عليه تقول الحين بجي "

أم ياسر : " زين قولي لـ ستيمه تنظف الغرفه "

هيفا : " حاظر يمه , تبين شي ثاني "

أم ياسر : " لا "

أمل : " أنا جييييييييييييييت "

هيفا : " جت أم الرجال وينك ماسطه فينا "

أمل بغرور : " وش أبي فيكم أخواني ألزم , إلا بغيتي شي يا أم ياسر "

أم ياسر : " أيه يا بنيتي أبيك تشوفين العشى قبل لا يدخلون الرجال تدرين رجولي يوجعنن و ما فيني حيل أقوم "

هيفا : " زين يمه .. عمتي وصلت , أنا بروح أشوف البنات خلصن ولا لا "

أم ياسر : " إيه و شوفي ها لحماره خليه تطلع , لا تمرض علينا الحين "

أمل : " أوه البنات يسبحون ؟ "

هيفا : " إيه "

أمل : " النذلات ليه ما قالوا لي ؟ "

هيفا : " وأنتي متى شفناك عشان يقولو لك "

أمل : " أعوذ بالله أذكري ربك , شكلي بأكره إخواني من عيونك "

هيفا : " هههههه الله و أكبر من حلات إخوانك الحين "

أمل :" شوووفوو اللئيمة , هذولا عمانك يالهبله "

هيفا : " أدري ولكذا أنا مقروده "

أمل :" هيفوه ابعدي عني ولا ترى بالجزمه , كلش ولا إخواني عاد "

هيفا : " هههههه امزح عمه "

أم ياسر : " أمل "

أمل : " هلاااا "

ام ياسر : " لا تنسون بنت فوزية "

أمل : " اوووه ذكرتيني بروح اشوفها "





















* * * * * * * * * * *











[.. أمل ..]















" السلام عليكم "

ألقيت التحية عليها قبل دخولي الغرفة

الفتاة لم تعدْ كما عهدها سابقاً

الموضوع الأخير والذي تمْ بمحض الصدفة لم تنسه للآن بالرغم من مرور فترة طويلة عليه ..

ما زالت ُمتحفظة معي ..

ولا تحادثني أبداً إلا في أموراً رسمية جداً تجبرها على ذلك ..

لم ترد علي السلام بل تجاهلتني كعادتها ..

وضعتُ الصينية جانباً غير آبهة بالرغم من انكساري الداخلي لحالها ..

ومن لا يتقطع قلبه لرؤيا تلك المسكينة !!

لا اعرف حقيقة كيف سأتمكن الدخول إلى قلبها من جديد ..

فعلاقتنا الحاليه أصبحت أكثر سوءا .. ولأتفه سبب !!

الوحدة لربما تقتلها و تقضي عليها

لكن ما باليد حيله !!

فهي ترفض تماما لقيا أحد

ما يثير دهشتي وحيرتي هو سكوت أخي أحمد عليها !

وعدم تدخله في أمورها !!

فلو كانت مرام مثلاً أو أنهار لأجبرها حتماً للنزول ومشاركتنا وجباتنا واجتماعاتنا

لكن الوضع هنا مختلف .. مختلف جداً



* * *



خرجت من الغرفة واتجهت للأسفل ..

وطبعا منزل أبا ياسر هو لاجتماع الرجال فقط

لذا صادفني سلطان في طريقي لمنزل ام نواف حيث النساء

" وين الناس ؟ "

امل :" بروح عند الحريم تبي شي ؟ "

سلطان : " امل "

امل : " نعم ؟ "

سلطان : " وش ارسلتي لنواف ؟ "

ضحكت رغما عني فقلت :

" ليه تسأل ؟ "

سلطان : " مدري الولد رايح فيها "

أثارني الحماس : " والله ؟ "

سلطان : " ترى أن ما أعترفتي تفكيري بيكون شين "

أمل : " أعوذ بالله من تفكيرك , عادي ما أرسلت له شيء مهم لهالدرجه "

سلطان : " طيب ممكن اعرف ؟ "

أمل : " والله من الشرافه "

سلطان : " أمل أخلصي , تري الفضول ذابحني "

أمل : " قلي بالأول وش بعد لاحظت عليه ؟!! "

سلطان : " أوووهووه أمل خلصي "

أمل : " طيب بشويش "

سلطان : " مابتقولين يعني ؟ "

أمل : " إلا بقول "

سلطان : " طيب !! "

أمل : " بس ماتقول لأحد "

سلطان باستياء : " ياليل ما أطولك "

أمل : " خلاص خلاص , أرســـــــ ــــــلت له ... "

سلطان : " ايوه وش ارسلتي ؟ "

أمل : " ارسلت له ... "

سلطان : " ايوه ؟؟؟ "

أمل : " ارسلت له ... "

سلطان : " ؟؟؟ "

أمل : " ارسلت له ... "

سلطان : " ايوه وش ارسلتي ؟!!! "

أمل : " مقطع ..."

سلطان بغضب : " وبعدين !! "

أمل : " مقطع لـ مِلكته "

سلطان (مكشر لتفاهة السالفة) : " تدرين انك بايخه "

اجبت ببراءة : " للأسف لأ "

- بعد مرور شهرين -













[.. أم فيصل ..]



















اليوم هو يوم زفاف نوّاف من ابنة فوزية ..

لقد مرّت الثلاثة أشهر الماضية بصعوبة بالغه ..

وما زال أبني غائباً لا نعلم عنه أية شيء ..

لم أتلقى منه أية محادثة تبشرني عنه على الإطلاق..

صحتي تدهورت ..

لا أستطيع التوقف عن التفكير فيما قد يحصل له !!

مع ذلك مازلت مؤمنه بأنه سيعود الي يوماً ..

سيعود كما اعتدته ..

سيعود فيصل كما كان ..

طفلي الصغير ..

لقد كبرت يا بُني و أصبحت رجلاً يافعاً ..

وأنا مجبره على تحمل هفواتك ..

سيأتي اليوم والذي تدرك به نفسك .. وما فعلته بحق اقرب الناس إليك !!

لقد آلمتني برحيلك .. وقهرتني بعنادك ..

لكنك أبداً لن تهزمني .. فأنا مدركة جداً لما خلف ذلك القلب القاسي ..

وسأحاول مهما كلفني الأمر القضاء على ذلك الجدار السميك والذي كونته حول نفسك ..

عودة ابنة فوزية إلى أرض الواقع دمرته وقضت عليه ..

انه يكره حتى المكان الذي تتواجد به ..

لا اعلم حقيقة كيف سيمكنني أن أزيح هذا الستار عنهما ..

فهي لا تستقبل أحدا سوى أمل وهذا ما يحيرني ..

فــ أمل أشد الكارهين لوالدتها .. كيف أمكنها أن تتقبل ابنتها بهذه الصورة ..

حتى أنها كانت من المعارضين بقوة لفكرة عودة ابنة فوزية إلينا ..

لقد وقفت بوجه أخيها إلى انه لم يعرها أية اهتمام ..

بل اخذ معه سلطان وفعل ما خطط له ..

احضرها وهاهو الآن يدمرها ويدمّر ابنه معها ..

أي جرم هي ارتكبته ليفعلوا بها هذا ..

انه جرم والدتها وليس هي .. كيف لهم لا يفرقوا ؟

" أنتي هنا وأنا أدورك يلا بسرعة السواقين ينتظرون "

فزعت بالصوت فألتفت لأرى تغريد واقفة منتظره ..

قلت بارتباك : " بقفل البيت وجايه "

نظرت لي بقلق فقالت : "اوكي خالتي أنا بركب .. ننتظرك ها "

ذَهبتْ من حيث أتت .. أكملت مسيرتي فأغلقت أنوار الإضاءة ..

وأحكمت إقفال الأبواب وخرجنا جميعاً إلى حيث الفندق ..

حيث سيقام حفل الزفاف ........................
























* * * * * * * *


















[.. أمل ..]


















" لمى خلاص لحد هنا و كفاية طالعي نفسك خربتي مكياجك "

قالت لي بصوت مؤلم وبدمعات خفيفة انزاحت على خديها :

"عمتي أنا ما بقى لي بها لدنيا غيرك .... تكفين لا تهديني بروحي.. خليكي معاي لا تبعدين "

كلماتها تزلزلني من الداخل وما بوسعي سوى تهدءتها , أمسكت بيديها مطمئنه وقلت بحنان:

" حبيبتي لا تخافين أنا بجنبك ومهما حصل راح أكون بجنبك بأذن الكريم "

صمتت ومسحت دمعاتها بأسى واضح ..

لا اعلم حقيقة كيف لها أن نست الأحداث الماضية بلحظة واحده ..

لربما قوة الموقف هي ما أجبرها على ذلك ..

بعدها بدقائق معدوده فاجأتني بقولها :

" أمي "

وأضافت :

" أبي أشوفها الله يخليكم جيبوها لي "

لهذه الجمله وقعها المأثور علي ..

فــــهــــــــــــل جُنت ؟

أتريد منا أن نحظر فوزية بشحمها ولحمها ؟

لو فعلت فوزية وحضرت لركلتها بنفسي ..

أنا لن أسمح بوجودها هنا أبداً أبداً ..

ولكنها أبنتها .. ومن حقها أن تراها في ليلة عمرها ..

يا الهي المسألة معقدة للغاية !!

فمن جهة أريد تلبية طلب تلك المسكينة ..

ومن جهة أخرى فأنا لا أريد أن أرى وجه فوزية من جديد ..

والأسوأ من ذلك كله تنبيه أخي أحمد لي بعدم اطلاع والدتها عن أي من ذلك ..

حسنا .. مالعمل الآن ؟

الحل واضح سأتجاهلها وكأن شيء لمْ يحدث ..

ولكن ماذا أن سألت ؟

ان هي فعلت وسألت سأخبرها بأنها مسافرة .. نعم انه الحل الأمثل ..

طُرق الباب فذهبت لأرى ..

كانت تغريد ومرام وهيفا قد حضرن للمباركة ..

وبالطبع هذا عمل ليس تطوعي بل هو أمر من والدهن ..

فهن لم ولن يتقبلن لمى بهذه السهولة !

خصوصا وأنها سلبت أخيهن من أنهار العزيزة ..

دخلن ولم يبدن أية إعجاب بالرغم من أني قرأت ذلك في أعينهن ..

" ألف مبروك " قالت ذلك تغريد بلا نفس .

أما هيفا و مرام فقد اكتفتا بالمصافحة ولم تتفوها بأية كلمة ..

خرجن من حيث أتين ..

كنت مازلت بجوارها ..

وهي مازالت تبكي ولسبب اجهله ..

حاولت تهدءتها لكني لم استطع ..

لربما خوفها هو السبب .. لا أدري !!

تجاهلت ذلك فهي عروس ومن الطبيعي جداً ما يحدث لها من خوف وقلق ..

أكتمل الزفاف وكان في قمة الروعة والنظام ..

حان موعد الزفة فخذلتنا لمــــى بشكل غير متوقع ..

فهي ترفض تماما أن تُزف أمام الناس ..

احترت في أمرها , فعلت كل ما في وسعي ..

إلا أنها استمرت على رأيها وجمودها ..

احترت .. فماذا بوسعي أن اعمل ولم أقم به ؟

كل الحيل استخدمتها معها إلا أن رفضها جاء قطعياً ..

خرجت منها وأخبرت أم ياسر لعلها تستطع ..

لكن الفشل كان حليفها هي الأخرى..

كان رفضها قوياً و كأن المسألة أخذت كعناد ليس إلا ..

اعتلا صوت نقّالتنا بالمكالمات الرجالية ..

حيث أن موعد دخول العريس قد أوشك ..

مع ذلك فالعروس لم تزف بعد !

يا الهي أكاد اجزم بأن احمد سوف يرتكب جريمة هذا اليوم ..

حاولت أن أخبر سلطان الموضوع بهدوء لعله قادر على إقناعها من يدري :

" يا حبها للعناد هالبنت .. أبفهم وش غرضها من هذا كله ؟ "

امل : " سلطان واللي يعافيك احمد لا يدري تعال بخفي حنين (يعني بهدوء) مابي احد يحس فيك "

سلطان : " ولا يهمك أنا احرص منك على هالشي مابي الحفلة تنقلب لهوشه "

امل : "الله لا يقول عجل تكفى "

أقفلت السماعة بقلق ..

فقد أيقنت بأن هذا اليوم لن يمرّ على خير ..

عدّت أدراجي إلى غرفة لمى غاضبة :

" وهذا اللي تبينه صار ارتحتي الحين "

لم تتكلم بل ظلت ترمقني بلا أية تعبير ..

إني حقاً لا أفهمها ..

فما غرضها من هذا كله !!

أتريد الانتقام لأن أخي حاول تزويجها بالقوة ..

لكنها هي بنفسها من طلب إتمام هذا الزواج ..

يا الهي أنها غريبة .. غريبة جداً ..

طرق بعد لحظات الباب الفاصل بين غرفة تجهيز العروس و الساحة الخارجية والتي منها سيأتي سلطان ..

هرعت لفتح الباب لسلطان ..

لكني فوجئت حينما أدركت بأن القادم ليس سلطان ..

بل نوّاف بنفسه .................................................. ...






















* * * * * * * *












[.. سلطان ..]



















حينما أقفلت السماعة من أختي أمل ..

فوجئت بنواف يسألني عن سبب ارتباكي ومع من كنت أتحدث ؟

فأظنه سمع حديثي .. وقلقي تلك اللحظات ..

أخبرته بأنها أمل وأنها تريدني في موضوع هام ويجب أن اذهب إليها ..

لم يصدق كلامي بل أصر على معرفة الحقيقة ..

وبطبعي أنا .. لم استطع الكتمان بل أخبرته الحقيقة كاملة ..

غضب نوّاف بشده لتصرفها الطفولي كما وصفه ..

فماذا سيفعل أحمد لو عرف بالأمر ؟

فأن يقوم بخنقها هو ابسط الأمور الممكن تصورها ..

اخبرني نّواف بأنه سيتصرف و ينهي هذه الحماقة بنفسه ..

سألته كيف سيتصرف إلا انه لم يطلعني على شيء ..

اتجه حيث والده وهمس إليه ببضع كلمات ..

رأيت ملامح أخي احمد تتقلص ويتكلم بحده إلى ابنه ..

إلا انه أخيرا رأيته يومئ برأسه وأنا لا افهم شيئاً ..

انصرف نواف منه واخبرني بأنه انهي الأمر ..

وهو ذاهب إلى زوجته الآن ..

دُهشت لقراره فموعد دخوله عليها لم يحن بعد ..

فيجب أن تُزف أولا , بعدها له أن يفعل ما يشاء ..

أجابني بأن وضعه يختلف .. وان هذا الزواج ليس سوى صفقة فاشلة ليس إلا ..

لم أشأ أن أعارضه بأية كلمة بعد ذلك ..

فهو محق بكل ما قاله فلم الاعتراض ؟!

بعدها ذهب إلى هناك ..

وليكن الله بعونه ..............................................























* * * * * * * *















[.. نوّاف ..]























لا يمكنني أن اكتم مدى غضبي حينما علمت بتصرف تلك الحمقاء ..

إنها لا تزن الأمور حتماً ..

كيف لها أن تتصرف بطيش كهذا ..

إنها لفضيحة لو علم الناس بخفايا الأمور ..

ألا يكفيها ما نحن فيه الآن !!

ما لذي تريد أن تصل إليه ؟

لم استطع أن أفكر تلك اللحظة سوى بالتستر عليها ..

فلو فعلت واطلعت والدي على كل شي لانتهى أمرنا بمأساة جديدة ..

فوالدي لن يرحمها .. بل سيقلب الحفل إلى صفحات الجرائد بلا وعي منه ..

فغضب أبي لا يفرق ردات فعله بين الصالح منها والطالح .. بل يجعلها سواسيه ..

اتجهت حيث والدي وأخبرته بأنني مستعجل ولا أريد أن تزف عروسي إلى المعازيم ..

فلو زُفت لربما ترتكب حماقة هناك وتفسد الحفل ..

في البداية اعترض والدي على ذلك ..

لكنه حينما فكر .. أيقن بأن الفتاة عنيدة و طائشة ..

ولا استبعاد من أن تقوم بهذا العمل المشين ..

حمداً لله أذن مر الأمر بسلام ..

لكني لن أفوته أبداً أيتها الزوجة النكدية ..

بل سأرده لكِ صاعين والأيام بيننا ..

وصلت إلى الساحة الخارجية أخيراً , وطرقت الباب ..

صُدمت أمل حينما رأتني لأنها ظنتني شخصاً آخر كسلطان مثلاً ..

" نواف ... تو الناس .. ليه هالحين ؟ .. العروس لسى مانزفت ..وبعدين ... "

قاطعتها قائلاً :

" عمه ممكن تهيئين لي جو معاها وتتركينا شوي "

أعتقد بأنها دُهشت لجملتي تلك !

او لربما لم تتوقعها !!

لكنها أومأت بالقبول وخرجت ..

الفتاة أعتقد بأنها لم تشعر بي ..

أو أنها أحست لكنها تتجاهل ..

فبدت لي يداها ترتجفان بوضوح تام ..

اقتربت منها أكثر , فأعتلى شهيقها ..

لقد كانت جالسة على الكرسي الدوار والمواجه للمرآة ..

وقد أوطأت برأسها ولم ترفعه طيلة الوقت ..

اقتربت أكثر فأكثر إلى أن أصبحتُ خلفها تماماً ..

أحسست بتوترها فأدرت الكرسي بقوة ..

لتصبح في مواجهتي تماما .. كتفت يدي بغضب أمامها ..

صرخت في وجهها بقسوة :

" ممكن تفهميني وش ورى هالحركة السخيفة ؟ "

ارتجفت الفتاة أكثر ..

ولمْ تجبني على سؤالي .. بل طأطأت رأسها بـ حزن ..

بلا أية حركة .. او صوت ..

كل ما اسمعه هو أنفاسها فقط ..

عدا ذلك فلا ....

إعتالني الغضب أكثر ..

قاطع شرودي صوتاً لم أتوقعه ولم اسمعه بحياتي ..

" آســـــــــــفـــــــــه "

يا آلهي هل هي من نطقت ؟ أم أنني احلم ..

لقد بدت لي بريئة حتى في صوتها ..

أية فتاة تلك !!

غضبي كله رحل بمجرد سماعي لتلك الكلمة الغير متوقعه ..

نظرت إليها بتركيز لكنها ما زالت مطأطئة رأسها للأسفل وبإصرار ..

وكأنها لا تريد أن تراني , أو أن أراها !!

قلت بعد طول تفكير .. وبهدوء :

" فهميني يا بنت العم ليه سويتي كذا ؟ "

" آسفة "

هاهي تقولها مرة أخرى !!

استأت هذه المرة من برودها وقلة مبالاتها

فماذا بوسعي أن افعل ؟ اُقبّل رأسها مثلا على صنيعها هذا !

أم أن أشكرها على تلك الحماقة الطفولية !

كدّت افقد صبري واتخذ معها أسلوب القسوة

والذي أظن بأن حياتي لن تتحرك إلا به ..

إلا أن دخول عمتي أمل حال عن ذلك ..

رمقتني بنظرات استفهام , فنفيت برأسي ..

وجهتْ بَصرها حيث الفتاة أمامي ..

والجالسة على ذاك الكرسي ..

اقتربت عمتي منها وقالت :

" ها لمى للحين ملزمه ؟ "

سمعت ذلك الصوت يقول بهدوووء تام جداً واقرب إلى الهمس :

" قلت لك آسفة "

امل : " ايه ليه طيب ؟ أنتي حطيتينا بموقف صعب .. لو احمد يدري كان جاء وجرك مع شعرك بالقوة .. بس نوّاف فضل انه يسايرك ولا تنقلب الفرحه لصرخه "

بدت الفتاة تأن .. وما هي إلا لحظات حتى انفجرت باكيه وأمام مرأى من عيني ..

بكاءها حرك مشاعري رغماً عني ..

إلا أني رميتها بنظرات ساخرة مستفزة ..

عمتي أمل لم تُقصر في حقها بل هدأت من روعها ..

إلى أن وصلت والدتي و خالتي أم ياسر .. وأخواتي ..

حينها تركت أمل الفتاة فأعلنت بدوري عزومي على الرحيل ..

رفضت خالتي استعجالي في ذلك ..

لكني اصريت على موقفي ..

" خاله أنا مستعجل طيارتي ست الفجر ولازم نرتاح "

همست لي هيفا بصوت واطي : "نواف أنت ما أنزفيت ولا العروس أنزفت !!!!! "

" ماله داعي هالشكليات يالله عن أذنكم .. مشينا يا عروس "

تحركت الفتاة أمامي كالآلة المأمورة ..

وصلنا السيارة فـ فتحتُ لها الباب الجانبي ..

وركبت بجوارها وإلى حياة جديدة .................................................. ..





























* * * * * * * * * * *


















[.. لمى ..]























وصلنا أخيراً للفندق وأنا أكاد أموت ذعراً بجوار شخص غريب لم أره في حياتي سوى مرتين ..

أمرني بالنزول ففعلت ..

مشيت خلفه كالطفلة المتابعة لذويها ..

وصلنا المصعد فوضع بأصبعه على رقم الدور ..

بالرغم من بعده عني , إلا أنني أحسست بالتوتر أكثر ..

لم اعد قادرة على موازنة أرجلي فاهتزازهما وذعرهما زاد عن أقصى الحدود ..

تبعته حينما خرج باهتزاز ..

وجدته يفتح باب إحدى الأجنحة فترددت كثيراً في الدخول..

لا أعلم حقيقة أي شعور ينتابني الآن !!

فأنا موقنة بأني موشكة على الغرقان ..

ها قد وصلت إلى الهاوية ..

ولا يمكنني أن اسمح لنفسي بالسقوط بها ..

سمعته يقول :

" تفضلي يا عروس "

لم أستطع الحراك .. حركتي شُلت ..

يخونني التعبير عما بداخلي ..

فالخوف والقلق ينتابني من جميع النواحي ..

لربما حياتي مع زوج والدي قد تكون ارحم من أيامي المقبلة ..

لكنه القدر وكما قلت لا يسعني أبدا سوى الرضي به ..

" خير وش فيك ؟ "

رفعت عيني فوجدته واقفاً وقد أتكأ على الباب ..

ويرمقني بنظرات ساخرة ..

كنت وبالطبع ما زلت ارتدي حجابي ..

مما أراحني بعدم قدرته على رؤية تعابير وجهي الباكية ..

أفقت من شرودي فتقدمت بخطواتي أكثر ..

عندما وصلته ابتعد عن طريقي ليتيح لي المرور ..

وصلت إلى منتصف الغرفة ..

فقال بعد مدة :

" غرفة النوم على يمينك .. وهذي دورة المياه .. خذي راحتك بالمكان أنا طالع شوي وراجع "

التفت إليه فرمقته بنظرات المندهش مما سمع !!

فأي زوج هذا , كي يترك عروسه وفي ليلة عمر كهذه ..

اعتقد بأنه شك بتعابير وجهي الموجهة اليه ..

فتقدم نحوي ببطء شديد ..

ما أن لمحت تقدم خطواته نحوي حتى شُلت يداي ورجلاي ..

وأكاد أجزم بأن قلبي أوشك أن يتوقف ذعراً ..

تبدلت ملامحي الساخرة إلى صدمة الخوف ..

تقدم أكثر فأكثر إلى أن أصبح في مواجهتي ..

رفع يديه نحوي وأشاح غطائي بكل قسوة ..

لدرجة انه افسد شعري قليلاً ..

كنت مذهولة من حركته تلك !!

ظلت على حالي

لا حركه ولا صوت ولا همس

أما هو فبدا يطالعني بنظرة غريبة لم أتمكن من تفسيرها !

حاولت قراءة عينيه لكني لم أستطع ..

مرت ثواني طويلة حتى أفاق لنفسه ..

وابتعد عني بسرعة وهرب إلى حيث لا اعلم !

بالطبع لم استطع نسيان تلك اللحظات بسرعة ..

بل بدأت استرجعها وأحاول تفسير نظراته حينما رآني من بعد ما أفسد غطائي ..

أعتقد بأنه شك فيما أكنه له تلك اللحظة فأراد أن يرى تعابير وجهي ..

تذكرت لمسته لغطائي وكيف له أن أشاحها بقوة ..

لا أعلم لمَ انتابتني السعادة لما قام به ..

اهو فخري وحبي للقوة ..

أم انه شيء آخر ..

حقيقة أنا لا اعلم .................................



























* * * * * * * *














[.. نواف ..]




















لم استطع أن أجبر نفسي على التواجد معها في نفس المكان ..

فأنا أشعر بالكتمة والضيق لدى إحساسي فقط بتواجدها ..

كرهي لها بدا يزداد لي عما سابقه ..

أحس برغبة كامنة في أن أَهلُ عليها بالضرب بأقصى ما لدي من قوة ..

إلا أنني برؤيتها فقط أنسى ذلك كله ..

تلك اللحظة والتي رفعت عنها ذلك الغطاء الأسود والذي يُخفي لي تعابيرها ..

اعتقد بأنني كدت أنسى العالم بأسره ..

شيء ما فيها يجعلني أسير لها ..

كنت عازما على إبعاد الغطاء وصفعها أيضا ..

لكن نظرة واحده فقط من عينيها أنستني هذا كله ..

أ أكون معجب بجمالها أم ذاتها.. هذا ما يجب أن اعرفه ؟

فأنا لا أستطيع إنكار مدى إعجابي بذلك الجمال الساحر ..

لقد بدت لي كالملاك في ذلك الثوب الأبيض الناصع ..

يتملكني فضول عن سبب رفضها للزفة ..

فأي فتاة في مكانها كانت لتسعد بهذه اللحظة ..

أما هي فترفض ذلك و بأصرار أيضا؟ ولكن لمَ ؟

أيعقل أن تكون تعلم بصفقة والدي.. ورفضي لها ؟

أم أن والدتها أورثتها حقدها وضغنها لنا , من المؤكد ذلك .......................................



* * *



عُدت في ساعة متأخرة من الليل ..

انزعجتُ كثيراً لدى رؤيتي الساعة فقد كانت تشير إلى الثالثة والنصف فجراً ..

لم أشعر بالوقت , فقد مرّ بسرعة عجيبة ..

وصلتُ إلى الجناح بعجله ..

فتحت الباب ودخلت ..

أخذت أجول ببصري بنظره عامه على المكان , بدا لي هادئاً ..

يبدو أنها نامت

حسنا إذن , فقد وفرت لي عناء مقابلتها من جديد ..

انتزعت حذائي .. وقررت ألا ادخل غرفتها .. بل سأنام هنا على الأريكة ..

وفعلاً هذا ما حدث .................................................. .....








































< نهاية الجزء>

انا وانتي وكلنا 24-12-06 12:33 PM

الجزء التاسع - [ 9 - رحلة العمر ]


















أفاقني صوت المنبه من لبّ نومي ..

أخذت العن واسب فأنا لم أنل قسطي الكافي منه..

كانت الساعة تشير إلى الخامسة فجراً ..

أي أن موعد طائرتي بعد ساعة فقط..

فززت كالمجنون من تلك الأريكة المؤلمة ..

تحسست ظهري بكسل ..

جلست مرة أخرى متعباً ..

إنني لم انم سوى بضع ساعات قليله

يا الهي , كيف لي سأتحمل عناء ثمان ساعات متواصلة على متن الطائرة !!

وبجانبي من ؟ إنها ابنة فوزية ..

أي حظ هذا..

تأففت ونهضت من مكاني ..

تذكرت بأني لم أؤدي فريضتي , فأخذت حماماً سريعاً واتجهت إلى من لا تضيع ودائعه ..................































* * * * * * * * *





















[.. أمل ..]




















" ها عمه شقلتي ؟ "

امل : " والله ما أدري بكيفكم .. انتم فصلوا وأنا البس "

تغريد : " عمه إحنا ماجينا نأخذ رأيك علشان تقولي بكيفكم ! حددي إيه أو لأ .. غيره مانبي "

امل : " طيب قلتو لأخوي ؟ "

مرام : "افا ياعمه وأنتي وين رحتي ؟ وين فزعاتك ؟ "

قلت باستنتاج :

" اها يعني كل هالمسلسل اللي مسوينه علشان اكلمه ... لا يا حبايبي ما حزرتو "

تغريد : "اوووه عمه تكفين "

مرام : "أيه عمه تكفين قولي له .. و لك اللي تبين "

أنهار : " ايه عمه واللي عافيك قولي له بجد تمللنا جو البيت مرّه زهق "

امل : " خلاص بقوله وأمري لله .. أوامر ثانيه ؟ .. خلصوني بكمل هالكتاب "

قبّلت مرام رأسي : "يا حبيلك والله أنا قايله انك أم الفزعات بس محد مصدق "

ضربتُها بخفه : " وجع شقصدك ؟ ترا أهون "

تغريد : " لا واللي يعافيك .. مراموووه برا لا تخربين علينا "

خرجن من عندي راضيات ..

حسنا الآن كيف سأفاتح أخي احمد بالأمر !!

الأمر يتطلب مني شجاعة ..

أمسكت بهاتفي النقال وأدرت رقمه ..

كنت مترددة في طلب ذلك منه ..

لكني تشجعت وفعلت ..

فالمزرعة منذ زمن لم نتطرق للتفكير بالذهاب إليها..

ولا اعتقد بأن أخي احمد سيرضى بذلك لانشغاله التام ..

لكنني فوجئت حينما جاءني قبوله ..

أخبرت الفتيات وبدورهن اجرين عدة اتصالات لجمع شمل العائلة..



























* * * * * * * * * *

















[.. لمى ..]




















فوجئت بذلك الطرق المزعج ..

استيقظت مفزوعة ..

تأملت نفسي و مكاني .. فأدركت بأن ليلة الأمس لم تكن حلماً ..

انتفضت من مكاني وهرعت إلى الباب لأفتحه..

" خير أن شاء الله ليه مقفلة على نفسك ؟؟؟ "

لمى : "آسفة "

رمقني بسخرية لاذعة وقال :

"وأنتي من جيتي ما عندك غير هالكلمة ؟ "

لمى : "آسفة "

قال بضيق :

"اوووف .. صبر جليل وبالله المستعان "

أبعدني بيديه عن طريقه بقسوة ..

اتجه ناحية إحدى حقائبه واخذ له رداء مناسب ..

التفت إلي ورمقني بنظرات متفحصة أعارت الخجل في نفسي ..

فأنا لم أغير ذلك الثوب الأبيض المزعج بعد ..

قال وهو يؤشر على فستاني :

" بتروحين كذا !!!! "

صمت ولم أتكلم, فبنود خطتي تملي علي ذلك ..

بل وقفت بثقة وقوة ..

تحولت نظراته الساخرة إلى نظرات أخرى غريبة , بعدها قال :

" طيارتنا الساعة 6 الفجر ومسافة الطريق نصف ساعة وإذا الشوارع زحمه بتكون ساعة .. يعني إذا ما تجهزتي بعد اقل من عشر دقايق مش من مصلحتك فاهمه "

من يظن نفسه كي يملي علي أوامره !!

قررت مسايرته كالعادة بــ صمتي ..

أما هو فأخذ جميع ما يلزمه من حقيبته المبعثرة وخرج ..

أقفلت الباب بعده مباشره ..

اتجهت إلى حقيبتي و فتحتها ..

يا الهي لقد مكثت عهداً مع نفسي بأن لا أمس أية قطعة منها !!

لكن ما بوسعي أن افعل ؟

أيعقل أن اذهب بثوب طويل ومزعج كهذا !! كلا لا يمكنني ذلك ..

أكملت فتح الحقيبة والتي جهزتها لي أم ياسر ..

تأملت الموجود , فكلها قطع ساحره ومبهره ..

جميعها رائعة وأنيقة , لا يمكنني ارتدائها أمام شخص كـهذا ..

بحثت أكثر عن لون قاتم , فوقع بصري على تنوره "ميدي" سوداء مطرزة بشكل أنيق ..

وبالطبع ما شدني إليها هو لونها إنما غير ذلك فلا !

ارتديت معها كنزا حمراء رائعة..

لقد بدا شكلي جذاباً للغاية , وهذا ما أزعجني !!

عدّلت شعري ووضعت القليل من المساحيق التجميليه لإخفاء الهالات السوداء والتي برزت أكثر في وجهي ..

بعدها لبست حجابي و لثامي وخرجت ..



* * *



كان جالس على كرسي هزاز أمام التلفاز وبيده الجهاز..

حاولت إصدار الأصوات بنعالي كي يحس بوجودي..

وبالفعل نهض من مكانه وقال :

"يلا مشينا "

دخل إحدى العمال في هذا الفندق وانزل بحقائبنا إلى حيث السيارة..

البند الثالث من خطتي هو الركوب خلفه..

وفعلاً اتجهت للخلف وركبت خلفه تماماً ..

أنصدم هو من حركتي تلك .. فألتفت إلي وقال بقوة :

" السالفة كذا يا بنت فوزية هااااا "

نزل من مكانه بلا مقدمات .. فتح بابي وامسك بي من كتفي وأنزلني بالقوة :

"اسمعيني زين يا بنت الناس إذا أنتي تحبين العناد فأنا اعشقه.. وسواء كنا بالشارع ولا بالبيت ما يهمني بسوي اللي براسي .. مير اقصري شري و تراي للحين احاول اضبط نفسي معاك "

لم أتكلم بل كنت مذهولة, فتصرفه لم أتوقعه منه إطلاقا..

خصوصا وأننا بمكان عام كهذا , وأمام جميع عمال هذا الفندق ..

أحسست بنار الكراهية تشتعل بقلبي أكثر, فلم أعي بنفسي إلا وقد تكلمت معه بنفس قوته, مخالفة بنود ما خططت عليه وكانت الأولى في حياتي والتي أتكلم بها معه بتلك اللهجة :

" ما تهمني يا ولد العم.. وما أعتقد بتقدر تجبر إنسانه ما تبيك تقعد بجنبك بالقوة "

أجابني بثقة :

"والله إذا المسألة تحدّي بسويها ليش لأ "

أبعدتُ يديه عن كتفيّ بقوة وقلت له باشمئزاز :

" لا تحاول تلمسني مرة ثانيه فاهم "

أعتقد بأن لهجتي معه قد أثارته ..

فأمسك بي من ذراعي اليمنى بكل قوة وقسوة ..

جرّني إلى الباب الأمامي ..

رماني بالداخل بكل قسوة ..

بعدها أقفل الباب ..

الأحداث مرّت بسرعة البرق من أمامي ..

حتى أنني لم استطع أن أدافع عن نفسي..

بل كنت مذهولة من قوة ذلك الأحمق ..

كيف له أن يجرؤ ؟

تحسست موضع يده القاسية بألم ..

بعدها بثواني قليله وجدته يصعد ويركب بجواري ..

قال قبل أن يدير المحرك وبهدوء تام :

" حركات الأطفال يا لمى ما أبيها تنعاد فاهمه "

أشحت بوجهي عنه بحزن ..

لم أكن أتوقع خسارة كهذه أبدا, فنجاحي في رفض الزفة أطمعني بالمزيد..

وصلنا إلى المطار بعد نصف ساعة فقط , بالرغم من ازدحام الطريق ....................................






















* * * * * * * * * * *













[.. أم فيصل ..]














" يالله صباح خير وش عندك داقه هالحزة ؟ "

أمل : " لا يكون صحيتك ؟ "

أم فيصل : " لا كنت أصلي "

أمل : " اجل قطعتك عن فرضك ؟ "

ام فيصل : "لا يا بنت الحلال .. وش عندك طيب ؟ "

أمل : "نبي نطلع المزرعة شرايك ؟ "

أم فيصل : " حرام عليك تبين نطلع بهالشموس "

أمل : "عادي فيه مكيفّات .. عذرك غير مقبول فيه .. عندك عذر غيره "

أم فيصل : " من بيجي ؟ "

أمل : "مادري عن تغريد .. بس الأكيد أنها عازمة خوالها "

أم فيصل : " إيه على خير أن شاء الله "






















* * * * * * * *















[.. هيفا ..]



















" بنات لازم نسوي شي مميز مالي خلق نتقابل وبس "

انهار : "ايه وش تبينا نسوي ؟ "

هيفا : "مادري اي شي "

مرام : " ام الشباب قصدها نسوي مغامرات "

انهار : "نلعب كوره مثلاً ؟ "

هيفاء : "والله يانتي تراث أقولك أبي شي جديد "

تغريد : " نلعب بالبالون طيب ؟ "

نهضت من مكاني متحمسة وقلت :

" لا لا أبي شي أقوى يعني مانسويه لأنفسنا .. يعني زي ماتقولين مقلب خدعه من هالكلام .. فهمتو علي "

تغريد : "هيييييي أنتي وين مفكره نفسك ؟ "

هيفا : "عاد لا يروح بالكم بعيد مرّه .. يعني انا قصدي أشياء خفيفة .. خصوصا أن خوالي بيجون كلهم بكرا .. يعني خوذي الهبال على كيف كيفك "

مرام : " أبوك يالصياعه .. طيب فهمينا زين .. ترى جاز لي الوضع "

هيفا : " مادري انتو فكرو معي وش نسوي ؟ "

انهار : "بنات وش رأيكم نهبل بالعيال بالبلوتوث "

هيفا : "لا بايخه وبعدين بيعرفون على طول انه منا "

انهار : " اجل وش تبين ؟ "

مرام : " بنات اص اص اص جتن فكره إنما إيه .. جهنمية .. تطيح إبليس من مكانه "

قلنا معا : " اف "

هيفا : " عطينا من أفكارك .. بس اسمعي من الحين أقولك خلي مهندوه برا الموضوع .. مانبي انتقاماتك على حسابنا "

مرام معبسه : " افا اجل هونت "

تغريد : " لحظة خليها تقول يمكن تعجبنا الفكرة ما تدرين "





















* * * * * * * * * *
















[.. أمل ..]














" كلمتيه ؟ "

أمل : " لا مالحقت .. دقيت قبل شوي على جواله مُقفل .. أتوقع أنهم بالطيارة "

أم ياسر : " إيه موعد رحلتهم ست "

أمل : "صحيح !! لكذا مقفل جواله يعني ؟! "

أم ياسر : " إيه تلقينهم بالجو الحين .. الله يحفظه إن شاء الله ويرده لي سالم غانم "

رفعت يداي متجاوبة :

" ويفرحنا بـ ياسر و راكان "

ام ياسر : " اللهم آمين "

أمل : " تدرين يا أم ياسر .. غيبة فيصل ما هي طبيعيه ؟ "

ارتبكت أم ياسر بجملتي وكأنها تعرف أمراً ما ..

انتابني الشك لذلك :

" وش بلاك ؟ "

أم ياسر : " ها .. لا ما فيه شي .. الله يرده لأمه سالم "

بعدها تركتني ورحلت ..

قلبي لم يطمئن لردّة فعلها الغريبة ..

لكنني لم أكترث ..

بل ذهبت لأجهز نفسي لرحلة الغد ...............................





















* * * * * * * * * *























[.. لمى ..]




















مازلنا هادئين فوق الجو وبجوار كومة من السحب ..

منظر الطائرة بالرغم من حداثتي عليه إلا انه لم يخيفـنـي ..

زوجي لم أتكلم معه منذ موقفي معه في السيارة..

استمر صمتنا حتى أثاره النعاس ونام بهدوء ..

لا أعلم كيف تملكتني الجرأة كي أوجه بصري إليه..

لقد بدا لي وسيما جداً ..

أعجبتني قوته وثقته بنفسه حينما أجبرني على الركوب بقربه ..

ردة فعله تلك أعلت من قَدره في نفسي..

أيضا حينما أشاح بالغطاء عن وجهي..

فبالرغم من حماقة تصرفه إلا انه نال إعجابي ..

جاءني صوتاً غريبا يتكلم بلكنة أجنبيه ..

فاكتشفت أنها مضيفة الطائرة :

" do u want coco , coffee , juice ..........or any drink"

لمى : " no thanks "

تابعت شرودي وتفكيري حول حياتي مع هذا الإنسان الغريب ..

" كم الساعة ؟ "

أفاقني ذلك الصوت من شرودي ..

انتبهت لنفسي حينما أدركت أن بصري واقع عليه لحظة شرودي...

انتابني الخجل لأنه أدرك ذلك ..

أشحت ببصري عنه تدريجيا كي لا يدرك خجلي ..

كرر سؤاله :

" كم الساع ؟ "

جزءاً مني يشدني للإجابة , والجزء الآخر يمنعي ..

فبنود خطتي تقضي بصمتي وعدم محادثته !!

لم يكن بوسعي سوى أن أمد له يدي ليرى بنفسه ساعتي..

فوجئت بحركته السخيفة حينما امسك بيدي عن قصد , ليرى الساعة عن قرب

انتزعتها منه بقوة ..

وكسرت حاجز صمتي بغضب و اشمئزاز:

" كم مرة قلت لك لا تحاول تلمسني "

أجابني بسخرية :

" آسف.. المرة الثانية بأدق الجرس قبل لا ألمسك "

لمى : " إنسان سخيف "

قال بـدعابه :

" ثمني كلامك يا بنت العم تراني شحليلي لما أروق , وياشيني معصب "

أجبته ساخرة :

" حلو أن الواحد يكون فاهم نفسه "

رفع حاجبه متعجباً , فقال :

" ما فهمت القصد يا بنت العم .. وضحي ؟ "

لمْ أزعج نفسي بشرح جملتي الأخيرة , بل أنحيت بوجهي للجهة الأخرى ..

مرّ الوقت ببطء شديد , فالمسافة كانت بعيده جداً ..

خصوصا أننا نقضي وقتنا صامتين..

أظنه ملّ كثيراً هذا الروتين , فحاول كسر حاجز الصمت بقوله :

" لــــــــــمـــــــــــى "

التفت إليه بهدوء لأفاجئ به يقول :

" تدرين أن عيونك حلوة "

ضحكت من قلب على عبارته الغزلية الغير معهودة..

فأجبته بـــغـــرور و كراهية في نفس الوقت :

" ما احتاج منك إثباتات .. الثقة بالنفس حلوة "

أعجَبته جُملتي فعدّل جلسته و قال متحمساً :

" فعلاً الثقة حلوة .. لكن مش على كل الناس يا لمى "

ملاحظته الأخيرة أشعلت نار الغضب في قلبي..

فقلت بحنق :

" نظرية ما أيدها "

قال مغيراً الموضوع وهو يقلب إحدى المجلات في يديه :

" سبق لك وسافرتي يا لــــمــــــى ؟ "

أوطأت برأسي قبل أن أجيب ..

بعدها قلت بحزن وقد عُجبت من انفتاحي له:

" مرّه بحياتي بس "

قال ببرود :

" وين ؟ "

قلت وقد ابتلعت غصة:

" دبــــــــــــــــــي "

التفت إلي بسرعة مستغرباً :

" دبي !!!! "

قلت بحزن وأنا أتابع تلك الغيوم من النافذة :

" ما أدري أقولك أنا سافرت لها , ولا جيت منها .. بكل الأحوال دبي عشت فيها عشر سنوات من عمري "

قال لي وقد بدا لي مهتما: " عشر سنوات !! "

لمى : " أنولدت هناك "

نواف : " قصدك أن عمي محمد مهاجر لدبي ؟!! "

لمى : " ليه ؟ .. ما عندك خلفيه عن ها لموضوع ؟ "

نواف: " أبدا.. اللي عرفته من الوالد أن عمي محمد كان في تركيا "

قلت له بسخرية واضحة:

" بالله.. أبوك قال كذا !! "

قال بغضب :

" لــــــــــمــــــــــــــــى "

وأضاف بهدوء :

" خلينا نعيش ما أبي حياتنا تكون صعبه "

قلت بلهجة القوي الواثق من نفسه :

"إذا تظن إن حياتك مع الحقيقة بتكون صعبه فهذي مشكلتك , أما أنا فأعذرني ما حب أعيش جوا كذبه "

قال بشدة وقد رمى بالمجلة من أمامه :

" على راحتك يا بنت محمد , إذا أنتي تبيني استعمل أسلوب القوة معاك .. ما عندي أي مانع "

لمى : " اسمي لمى محمد مش بنت محمد يا ولد العم "

أجاب بسخرية :

" المعنى واحد "

أجبت بغضب وقد فقدت أعصابي :

" بالنسبة لي مختلف .. واعتبره أهانه "

استغرب ردة فعلي وجوابي , فملامحه فسرت لي هذا ..

ضحك بمكر فقال بهدوء :

" نقطة ضعف بضيفها لقاموسي "

لم اُجبه حيث أن أعصابي بدت تثور فعلاً ..

عزمت على الصمت فهو أفضل الطرق لتفادي لذاعة لسانه ..

بعد ست ساعات من الصمت ..

أعلن الطاقم عن وصول الطائرة .. وأهمية ربط حزام الأمان ..

ربط الجميع أحزمتهم .. و أوقعت الطائرة على ساحة المطار بسلام ..

نزلنا بهدوء ..

المكان مزدحم للغاية ..

أخافني تدافع الناس فخفتُ الضياع ..

بلا وعي مني أمسكت بذراع نواف حينما أدركت بأنني سأضيع ..

ألتفتَ إلي فوراً مستنكراً مسكتي تلك ..

خجِلت فأبعدت يدي فوراً و باشمئزاز ..

لاحظت تلك الابتسامة الساخرة على شفتيه فأصابني الغيظ ..

استوقف سيارة أجره وانطلقنا إلى الفندق المحجوز باسمنا ..

حيث أن إحدى رفاقه هناك يقضي شهر عسله وقد تكفل بمهمة حجز الفندق ..

وصلنا إلى جناحنا مُتعبين للغاية ..

سقط هو فوراً على أقرب أريكة كي يريح أعصابه ..

أما أنا فاتجهت فورا لاستكشاف المكان مستغلة انشغاله ..

دخلت غرفة النوم فآثار انبهاري أثاثها الرائع ..

حوّلت بصري إلى الجهة الأخرى من الغرفة ..

فقد كانت فعلاً مميزة بأثاثها الكلاسيكي الفخم..

اقتربت من النافذة فكان المنظر اشد من الرائع ..

سمعت صوته يقول بلطف :

" تبين نتعشى هنا ولا تحت ؟ "

ألتفت إليه فوجدته متكأ على الباب والتعب قد أكل معالم وجهه

أجبته باستياء :

" ماشتهي حاجه "

قال بغضب :

" أنا سألت .. يعني جاوبيني على قد سؤالي .. هنا ولا هناك ؟ "

قلت له بلهجة اللا مبالاة :

" وأنا قلت لك جوابي .. تنزل تحت .. تجلس هنا مالي شغل فيك .. أنا عن نفسي مابي .. شهيتي منسده اذا هالجواب يرضيك "

انصرّف عني غاضباً ..

لكنه ما لبث أن عاد فقال :

" نسيت أقولك أن سفرتنا هنا ما راح تطول أكثر من خمس أيام "

قلت كمن لا يهمه الأمر بالرغم من ارتياحي لبُعدي عن أعمامي :

" يكون أحسن "

لا أظنه سمع فرحيله جاء قبل جوابي..

حاولت أن أضيع وقتي في تفريغ حقيبتي..

بعد ساعة واحده فقط , عاد نواف من جديد إلى الغرفة والتعب قد أكل معالم جسمه

القي بنفسه على السرير بتعب :

" ممكن كوب ماء "

تجاهلت طلبه ..

لكنني ما لبثت أن ضعفت فاتجهت بهدوء وصمت إلى الثلاجة ..

احترت حينما فتحتها ..

فهناك أمامي ثلاث علب قاتمة اللون سوداء..

أمسكت بإحدى العلب لأتأكد من محتواها , لكن للأسف اللغة غريبة علي !!

يبدو أنها ماليزيه , هذا ما أظنه !!

أمسكت بالعلبة فلربما تكون عصيراً يروي ظمأه ..

أحسست بالظمأ أنا الأخرى حينما تخيلتها عصيراً ..

فبرودته أشعلت حريقاً في حلقي ..

فتحت العلبة وشربت منها رشفة قليله ..

لفظت ما دخل حلقي باشمئزاز و ألقيت بها أرضا بسرعة وانكسرت القنينة ..

لقد كان مذاقها مراً لاذعاً ..

فوجئت بـ نواف مسرعاً

" خير وش فيه ؟ "

القى بنظرة على القنينة المكسورة ..

فقال مستفهماً :

" وش فيه ؟ "

أجبته بضيق فمرارة ذلك الطعم ما زالت في حلقي : " ما فيه شي "

قال مستفهما مرة أخرى : " شربتي من هالعلبه ؟ ؟؟ "

استغربت سؤاله !! فكيف له أن يحاسبني بهذه الطريقة !!

تجاهلته وابتعدت عنه, لكنه امسكني من ذراعي وقال بغضب:

" لما أكلمك تردي فاهمه "

قلت ساخرة :

" آسفة ما انتبهت أن حضرتك تكلمني "

قال بحدة :

" شربتي من العلبة ولا لأ "

قلت بجمود :

" ما يخصك "

قال وقد اشتد حنقه :

" لمى .. جاوبيني دام النفس عنك راضيه "

أجبته بغضب :

" لو سمحت اترك يدي "

نواف :

" ماتركها دامك تتجاهليني "

أضاف مُفكراً :

" للأسف يا لمى أنك بنت عمي"


اشتد غضبي فصرخت في وجهه : " ثمن كلامك "

رمقني بنظرة المهدد لكني لم اكترث بعدها ترك يدي بكل قسوة

ورحل خارجاً من الفندق..

قبضتُ يدي بشدة فحياتي معه تزداد سوءاً ..

أخذت ابحث عن شيء ما, أزيل به القنينة المكسورة..

لكني لم أجد شيئاً ..

لملمتها بيدي ووضعتها في اقرب قمامة ..

لم تسلم يدي من تلك القنينة بل فوجئت بالجراح حينما انتهيت من عملي ..

حاولت البحث عن منديل فوجدت قطعه من قماش موضوعه على إحدى الطاولات استعملتها في تضميد الجرح فتوقف النزف ..

مرت الساعة تلو الأخرى ونواف لم يعد بعد..

انتابني القلق ..

فأنا في مكان غريب .. ومرعب.. ولو حصل لي شيئاً فلا اعرف حقيقة كيف سأتصرف !!

فلا توجد أية وسيلة نجاة تنقذني لو حصل لي مكروهاً !!

حينما خرج كانت الساعة تشير إلى العاشرة مساءاً ..

وهاهي الآن تشرف على الخامسة فجراً ولم يعد بعد ..

عينيّ تكادان تغفوان من النعاس ..

إلا أن الخوف مزق قلبي ..

فماذا لو حدث له مكروهاً ؟

حاولت استرجاع أحداثي الماضية معه..

لِمت نفسي كثيراً وأثارني الغيظ مما فعلته ..

ما كان لي أن أعامله بتلك الطريقة الهمجية ..

نواف مهما حصل يظل زوجي, وما كان لي أن أقلل من شأنه أو أحتقره..

كنت قلقة للغاية ولم أدرك نفسي حينما غلبني النوم على الأريكة................


















* * * * * * * * * *















[.. أنهار..]
















يا وقت وش باقي حزن تخفيه ؟؟

أظن حزن الناس كلهـ وصلني !!

كل التعاسة والألم عايشهـ أنا فيه !!

حتى الأمل خيب بها اليوم ظني !



أخبرني والدي هذا اليوم عن "عامر " المتقدم لخطبتي ..

وبالطبع أعطيته رفضي وبلا أدنى التفكير !!

فخوض التجربة من جديد أمر يستحيل علي

خصوصا بعد تخلي أغلى من حلمت به عني

أنني لست سوى إنسانه مجروحة !!

جُرحت مشاعرها و كبريائها بلحظة وأمام الجميع ..

ولا أظن بأن جرحي سـيلتأم يوما ما !

" أنهار ممكن طلب لاهنتي ؟ "

أنهار : " آمر "

راكان : " أبيك تطلعين معي "

أنهار : " ههههههه راكان وين اروح ؟ "

راكان : " أي مكان أهم شي نطلع "

انهار : " راكان وش فيك ؟ "

راكان : " أنتي اللي وش فيك ؟ "

أنهار : " راكان أنا أهبل وش زيني أنت اللي شكلك مصخن "

راكان بجديه : " ليه علشان قلت لك نطلع !! عادي .. وإذا تبين الصراحة بغيتك في موضوع خاص ومابي اناقشك فيه هنا "

أنهار : " أوكي تكلم هنا مايفرق "

راكان : " الله يحوم كبدك.. أنا من أجي هنا أتفل العافيه وأنتي تبيني أقعد هنا "

أنهار : " راكان هذا بيتك أجل بكرا لما تتزوج وش بتسوي ؟ "

قال و بصوت أكثر للجدية :

" أنهار "

صمت بانتظاره يُتم حديثه , فأضاف :

" شفيه عامر ؟ ليه رفضتيه ؟ "

أنهار : " أوه راكان بليز لا تعيد هالموضوع أنا قلت لكم فكرة زواج مابي , وبعدين عامر هذا ماعرفه ولا أدري وش هو!! يعني المسأله مش متعلقه بشخصه وبعدين ماني مستعده للزواج وتوني صغيره "

قال باستنتاج وهدوء :

" انسي نواف يا انهار خلاص الرجال تزوج ونساك "

ثرت في وجهه بغضب :

" راكان أنت أكيد مجنون , نواف آخر إنسان ممكن أفكر أنتظره أو أفكر فيه بالأصل , اللي باعني بعته "

راكان : " اجل ليه الرفض فهميني ؟ "

أنهار : " قلت لك توني صغيره "

راكان : " أي صغيره واللي يرحم والديك عمرك 23, اللي بعمرك معه خمس بزران وتقولين صغيره "

أغضبتني جملته الأخيرة كثيراً لكنني لم أستطع الرد عليه ..

أنهيت نقاشه بالرحيل ..

فمهما حاولوا وأقنعوا أبداً لن أرضى بتكرار التجربة ..

كاذبة أنا إن قلت بأني لست مغرمة بة !!

فنواف فتى أحلام جميع فتيات العائلة

إنسان حدد هدفه في حياته وثابر في تحقيقه

كيف لي أن أعيش مع شخص آخر وقلبي مازال متعلق به

صدمة الواقع كسرت لي كبريائي وحطمتني

لمْ أتخيل يوما بأني سأفقده من بعد أن تملكته

لكن دوام الحال من المحال

فهاهي الحياة تنقلب ضدي و تذيقني مرّها.............































* * * * * * * * * *




















[.. لمى ..]

















أحسست بيداً تتحسس وجهي !

نهضت مفزوعة ..

وجدت نفسي في غرفتي وبالتحديد في السرير ..

يا الهي كيف وصلت إلى هنا ؟

التفت إلى يميني ثم شمالي , فوجدت نواف واقفا بالقرب مني ..

انتابني الخجل لحظتها..

إلا إني لم أتطرق للموضوع ..

قلت له بلا وعي مني :

" وين كنت ؟ "

قال بلطف :

" قلقتي علي ؟ "

أجبته بسخرية :

" سؤال بايخ .. أنت تدري أنت ايش بالنسبة لي ؟ "

أجابني بابتسامه :

" لا ما أدري قولي لي أنتي "

أخافتني جملته وابتسامته فأدرتُ وجهي إلى الجهة الأخرى ..

قال لي مستفهماً :

" شفيها يدك ؟ "

لمى : " مافيه شي "

قال بهدوء :

" لمى ليه تصديني ؟ فهميني يابنت الناس ؟ ليه كل ما أحاول اقرب منك خطوة بعدتِ مية خطوة "

قلت وقد استعدت قوتي :

" أنا ما أصدك .. هذا طبعي .. عجبك أهلا وسهلا .. ما عجبك ماحد عضك على يدك تاخذني "

أثارته جملتي فكاد أن يرفع يده ويصفعني كما فعل أبيه ..

لكنه تمالك نفسه في آخر اللحظات ..

قلت له ساخرة و بنظرات احتقار :

" ليه تراجعت ؟ .. اضربني وريح قلبك "

قال بغضب :

" لمى اقصري الشر وفارقي عن وجهي قبل لا أرتكب في حقك جريمه "

قلت له ساخرة .. متعمدة أغاضته :

" غيرك سوا الجرايم .. مستكثر على نفسك وحده "

ابتعد عني متجاهلاً حماقاتي ..

كدت اغرز اظافيري في يدي لشدة حنقي ..

نهضت من سريري بسرعة ..

يا الهي ها أنا أتصرف معه بحماقة من جديد !!

لما يحصل هذا لي ؟

بدأت بلوم نفسي من جديد وقلع شعيرات رأسي بتوتر ..

لمَ لا أستطع الإمساك بعجرفة لساني ؟!!

برؤيته فقط تعود لي أحداث تلك الليلة

والتي عُرضت بها سلعه أمام الجميع والكل ينفر منها لسوئها

تلك اللحظة لمْ ولن أنساها ما حييت !!

ألقيت بنظرة على ساعتي فكانت تشير إلى السادسة فجراً ..

بدّلت ملابسي على عجله ..

ارتديت تنوره جينز قصيرة وبقصات أمامية ..

مع كنزا بيضاء فأضفت لي رونقا خاصاً ..

فأنا لأول مرة منذ وفاة والدي ارتدي ألوانا زاهية كهذه , باستثناء ملكتي و زفافي طبعاً ..

عدا ذلك فألواني دائما قاتمة , فهي ما يمثل حياتي دائماً ..............



* * *



عندما انتهيت قررت الوقوف بجوار النافذة و الاستمتاع بمناظر الطبيعة ..

إلا أن عودته إلي من جديد حالت عن ذلك ..

" حلو كذا .. وفرتي علينا الوقت .. البسي عبايتك وامشي نغير لنا جو برا "

أجبته بهدوء كي لا يجبرني على الخروج :

"آسفة نواف , ما أبي "

ثار في وجهي غاضباً :

" بتنزلين يعني بتنزلين حتى لو أضطريت استعمل معاك القوة يا بنت العم "

أثار غضبي بتحديه لي فأجبته بنفس قوته :

" الدنيا مش على هواك عشان تغصبني على شيء مابيه "

قال بيأس :

" إذا الدنيا بتمشي على هواك أنتي .. كان ضعنا وما عرفنا نعيش "
































< نهاية الجزء >

انا وانتي وكلنا 24-12-06 12:42 PM

- الجزء العاشر -








[ 10 - ألم جديد ]





















اتجهنا هذا الصباح للاتفاق مع مرشد سياحي لجولة هذا اليوم

ابنة فوزية أجهل طريقة تفكيرها !

فـــ تارة أرى في عينيها الحزن الخالد

وتارة أخرى أجدها شخصية قويه غير مبالية !

إلا أنها حادة الطباع جداً وهذا ما أزعجني بها

إنها حتى لا تخافني !!

بل ترمي كلماتها بل أية موازنة

ثقتها بنفسها تزعجني

شكلها العام هو ما يجذبني إليها

أما عدا ذلك فلا أظن .......................









* * * * * * * * *







[.. هيفا ..]









قلتُ صارخة وأنا أقف بجوار السلم :

" يمه إحنا كلنا جاهزين يالله تأخرتي "

أم نواف : " اوووه يا حبكم للزن .. طيب قلتلكم هذاني جايه "

هيفا : "يمه من أمس وأنتي تقولي هذاني جايه ماشوفك نازله "


وَصلتْ أخيرا والدتي من الأعلى ..

وكالعادة جاء سؤالها :

" ماتصل نواف ؟ "

قلتُ مؤكده :

"لا يمه لو بيتصل مايتصل علينا أكيد بيتصل عليكِ إنتي "

أجابتْ والدتي وقد أمسكتْ بقلبها :

" الله يستر على وليدي من بنت فوزية لا تصير سوت به شي "

أجبتُ بدعابة :

" يمه حرام عليك ولدك يموّت قبيلة "

قالتْ لي بتأكيد وتخويف :

" بلاك ما تعرفينها .. هذي نسره زي أمها "

قلتُ لها بمرح :

" طيب ممكن تمشي قدامي .. الأخ مهندووه طق فيه عرقين من الحمق "

صَرخَتْ في وجهي مندهشة :

" ووووووووووووشي ؟؟؟؟؟ "

قلتْ :

" شفيك ؟ "

سألتْ :

" من قلتي بيودينا !!!!!! "

قلتُ ببرود :

" مهندووه "













* * * * * * * * * * * *







[.. أمل ..]












دخلتْ علي رهف الصغيرة وأخذت تدور حول نفسها : " شوفي فستاني "

أجبتُها بسعادة :

" الله يهبل "

رهف : " فيصل أشتراه لي ذيك المره "

وأضافتْ بحزن :

" عمه أمل .. متى يجي فيصل ؟ "

أجبتُها بحزنْ :

" قريب أن شاء الله , قريب "

قالت بتشكيك :

" أمي دايمن تقول بكرا بس مايجي "

أجبتها بضيق :

" حبيبتي أخوك مسافر وان شاء الله بيرجع .. أنتي ادعي له إن ربي يحفظه ويرجعه سالم"

رفعتْ الصغيرة يديها : " يارب "

قلت وأنا أنظر للبعيد :

" يارب "











* * * * * * * * * *





[.. لمى ..]











كُنا جالسين بانتظار الباخرة والتي سَتقلنا إلى إحدى الجزر

لاستكشاف معالم الحَضارة هناك

مرشدُنا السياحي يمكنني الجزم بأنه جيداً جداً

ففي يوم واحد فقط استكشفنا خمس مناطق رائعة وخلابة

ومع ذلك فيومنا لم ينتهي بعد

سمعت صدى صوت نواف واعتقد بأنه يكلم والدته

صوتها من خلال "السبيكر" أوحى لي بأنها هي

أعجبني قلقها وحزنها على ابنها

تملكني الكثير من الحسد والغيرة

كم أتمنى لو أن لي أماً كهذه !!

نواف لا أعتقد بأنه لاحظ مراقبتي له فهو منشغل بـمهاتفة والدته

إلا أنني ولقلقي من الضياع اقتربت منه حيث لمْ يشعر بي

" يمه الله يهداك تبيني احلف لك علشان تتأكدين إني بخير وصحة "

أم نواف : " إيه وأنا أمك أكلّ زين ونام زين ترى قلّ النوم ياكل الصحه .. أعرفك زين راعي سهر "

نواف : " هذاك أول يمه الحين لأ "

أم نواف : " بو طبيع ما يجوز عن طبعه "

نواف : " إيه يمه بس مش مع بنت فوزية "

توقفت آذاني عن السماع للحظة ..

أظنها لحظة الصدمة !!

لمْ أتوقع كراهيته لي ستكون بهذا الشكل العلني !!

أصابتني غصة مؤلمة في حلقي لا يمكنني إخراجها ..

تمنيت البكاء تلك اللحظة لأبعاد ألم تلك الغصة ..

لكنني لمْ استطع فكبريائي يمنعني من ذلك .........................












* * * * * * * * *








[.. راكان ..]










قلتُ بقلة صبر :

" يا خي أزعجني , شكلي بتهور وأتصل عليه"

أجابني ياسر ببروده :

" طيب أصبّر يمكن يكون نصاب "

راكان : " وش اللي نصاب ؟ غبي أنت !! أقولك متصل علي مية مرّة "

ياسر : "وإذا يتصل عليك يعني مايصير نصاب ؟ وش هالتفكير !! "

راكان : " لا بس هذا قاصدني ويبغاني "

ياسر : "طيب رد وفكنّا "

راكان : " المشكلة ماهي كذا , المشكله انه يتصل بأوقات مايحصل لي ألحق عليه عشان ارد "

ياسر : " طيب عندي لك حلّ "

راكان : " عطنا حلولك "

ياسر : " بس فيه مشكله "

راكان : " ياذي المشاكل !! "

ياسر : " طيب اسمع الحل وبعدين نناقش المشكله "

راكان : " سَمِعنا "

ياسر : "حوّل مكالماتك اللي ما يرد عليها لرقمي الثاني , وبكذا إذا ما لحقت أنت عليه أن شاء الله أنا بقدر"

شهقتُ من فرط سعادتي قائلاً :

" يا خطــــــــــــــــــــــــــــير ! "

أجاب ياسر بغرور :

" شرايك باللي مايلعب "

راكان : " فنتكه "

ياسر : " طيب ما سألتني وين المشكلة ؟ "

راكان : " ما فيه مشكله .. حل ديناميكي "

ياسر : " ياخي شفيك متسرع اصبر خلني أستعرض عليك ثقافتي شوي "

راكان : " تكفى عاد يالمثقف "

ياسر : " مشكله الغيره "

راكان : " خلصنا وش مشكلتك !! "

أجاب ياسر بإحباط :

" مشكلتي للأسف إني بستقبل أي مكالمة أنت ما رديت عليها , فهمت يالدلخ "











* * * * * * *






[.. هيفا ..]








" wow يا حلوها تغيّرت علينا "

كان هذا ما عبّرت به ابنة خال أختي تغريد لحظة دخولها المزرعة

قلتُ لها بمَرح :

" معك حق تغيّرت واجد .. تعالي جوا بعد فيه أشياء بتعجبك أكثر "

دخلنا معا حيث الداخل

وبالطبع فتلك الفتاة هي ابنة خال أختيّ تغريد و مرام

أسمها [ رنـــــــــــــــــــا ] وتبلغ من العمر 22 عاما .. أكره فيها الغرور والتكبر

فهي تعتبر من نفسها مَلاكاً لا يوجد غيره

مع أن جمالها متواضع جداً !

وطبعا هي ابنة إبراهيم الوحيدة , الأخ الأكبر لأم ياسر وأم فيصل

أبيها مُسن وقد واجه مشاكل لا تحصى في الإنجاب

إلا أن الله سبحانه رزقه بعد عشرون عاما بــــ رنا

وطبعا لخالتي أم ياسر أشقاء آخرون إلا أنهم لم يحضروا لهذا اليوم

بسبب ارتباطهم مع مواعيد أخرى نجهلها


* * *


رنا كانت تتطلع في المزرعة بذهول إلا أن ما تنطقُ به هو غير ذلك

إنها تعيش في حياة وهميه بنتها بنفسها

حبها للثراء و غرورها هما ما صورا لها ذلك !

خيالها واسع في الأكاذيب

تحب أن تغيضني كثيراً

وعندما أتشكى فأن تغريد ومرام يقفان في صفها دائماً

لذا كان من دواعي سروري أن أتجاهلها تفادياً لأية مشاكل أخرى

" إلا أقول هيفا إخوانك ماجو المزرعة ؟ "

أجبت بنفس سيئة :

" إمبلا جاين "

رنا : " ونواف متى يرجع ؟ "

هيفا : " ما أدري ! "

رنا : " حلوة زوجته ؟! "

أجبتها بلا نفس :

: " تهبل "

أضفتُ لها مُتخلصة :

" إلا شرايك نروح نجلس مع البنات مو أحسن "

أجابتني بغرور :

" o.k. I like that"

أخذتُها معي إلى الداخل للتخلص منها

فِلة المزرعة فارغة تماما بحثنا معاً عن الجميع

وجدناهم جميعاً في الشُرفة

وعلى الفور شاركناهم الجلسة

أمل : " شخبارك رنا ؟ "

رنا : " very well "

أمل : " وش أخبار الجامعة معك ؟ "

رنا : " الحمد لله it's not bad "

هيفا : " أنتي بأي مستوى ؟ "

رنا : " السادس "

هيفا : " حلو والله "

رنا : " إلا وين بنات عمتي ؟ "

أمل : " تغريد تكلم صاحبتها , ومرام ما أدري توها كانت بجنبي "

رنا : " أقدر أروح لها ؟! "

أمل : " خذي راحتك حبيبتي المكان مكانك "

رنا : "mery dost oh thanks "

(هندي على انجليزي من الدلع الزايد)



* * *



عادت لنا مرام مُحمِلة معها مجموعه كبيره من قوالب الحلوى والمعجنات

قالت عمتي أمل بمكر :

" يا هلا يا هلا, تعالي بجنبي يا روح عمتك "

قالت مرام هامسة لنا :

" وه يا كثر مشافيح بيتنا , أصبرن بحشم الحريم قبل "

همست لي عمتي :

" هذي ليه غبية ؟ "

هيفا : " والله مادري !! "

أمل : " أشك بنواياها "

هيفا : " وأنا بعد "

أمل : " و السوات ؟ "

هيفا : " السوات أننا ننثبر الشكوى لله "

أمل : " صدق جبانة !! "

هيفا : " لا والله وأنتي شو ؟ "

قالتْ ببلاهة :

" أنا أمل "







* * * * * * * * *







[.. تغريد ..]





قلتُ لها متعجبة بعدم تصديق :

" والله "

أضفتْ :

" طيب شو سويتي ؟ "

أجابتني رنا بثقتها المعتادة:

" عادي I said no "

ما أروع شخصيتها أنها تعجبني جداً

الجميع ينصاع لها صغيراً كان أم كبيراً

حتماً هي محظوظة

قلتُ لها مؤنبة :

" حرام عليكِ هذا شخص ينرفض !! "

أجابتني مشمئزة :

" بصراحة شكله مبهدل و أبداً مو بريستج "

تغريد : " تكفين عاد , وبعدين مو مهم شكله أهم شي أنه ولد ناس "

رنا : " لا حبيبتي , أنا أبي واحد يكون أتيكيت و وسيم مو زيه مخبول "

تغريد: " يا واثقة "

أضفتُ لها متحمسة :

"إلا دريتي أن عفاف أعرست !! "

أجابت باستنكار :

" عفاف Who is ؟ "

تغريد : " عفاف الخبله أم شعر محروق "

رنا باستنتاج : " قصدك اللي معنا بالجامعة !! "

تغريد : " ايووه "

رنا (معبسه) : " ومين اللي أخذها ؟ "

تغريد : " مدري بس اللي سمعت أنه مش أي كلام ومستواه حلو "

رنا : " Really !! "

تغريد : " والله "

رنا : " ما حبيتها هي وخلقانها "

تغريد: " شفتي كيف النصيب !! "




*********************







[.. راكان ..]



" يا شينك أنت و استغلالك "

ياسر : " حبيبي مافيه شي بلاش !! "

راكان : " خلاص ماعندي مانع , أهم شي أشبع فضولي "

رفع حاجبيه منتصراً :

" تعجبني "

راكان : " طيب شف أول مايتصل على طول خبرني أعرفك قمة البرود "

ياسر : " إذا أتصل بقفلها بوجهه مهوب بس هو اللي يتدلع كاااااااك "

راكان : " لا يسور واللي يرحم والديك بلاش تهورات خلنا نعرفه ونرتاح "

ياسر : " اللهم يا كافي كل ذا فضول !! "

أجبت بغرور :

" أيه تدري بي رجل أعمال ما شاء الله علي وأخاف يفوتني شي "

ياسر مستهزئ :

" أيه بالحيل ما شاء الله عليك "







* * * * * * * * * * *






[.. لمى ..]








حالتي تدهورت

نفسيتي ازدادت سوءاً

أي حظ هذا يرميني بين يدي إنسانا حقيراً كابن العم أحمد !!

ومن اعتبره عدوي اللدود !

كنت قد عُدت إلى نفس الكرسي والذي جلست به منتظرة

محاولة التغلب على دمعاتي

لكن الضيق في صدري يمنعني عن ذلك !

لدي رغبة كَبيره في الصُراخ

ولدي رغبه أكبر في الرحيل عن هذه الدنيا بلا تراجع

استغفرت ربي ومسحت ما نزل على خدي من دمعات, فخطوات نواف قدّ اقتربت

" هاه .. ما وصلت الباخرة؟ "

أجبتُ بصوت ثقيل :

" مادري "

قال بعد فترة من الصمت :

" لمى شفيك ؟ "

لم أتكلم ولا أعرف كيف نطق لساني قبل قليل !!

إلا أنني كنتُ كمن ضُرب إبرة مخدر ولا يعي بتصرفاته

كرر سؤاله للمرة الثانية وقد جلس بجواري:

" لمى ... شفيك ؟؟ "

نهضتُ من كرسيّ مضطربة

قلت محاولة الحفاظ على نفسي أكثر :

" ما فيني شي ممكن نمشي "

قال باستنكار :

" نمشي ؟ ..... والباخرة ؟؟؟ .. لاه أنتي ما أنتي طبيعيه اليوم .. و ش فيك يا بنت الناس؟ "

لمْ استطع تلك اللحظات أن أتداعى القوة أو الثقة

فرغبتي في البكاء جعلت مني إنسانة ضعيفة للغاية

ظل يُطالعني لفترة طويلة بعدها قال :

" لمى احد ضايقك ؟ "

لأول مرة اضعف أمامه !

جلست على الكرسي كالجثة الهامدة

قلتُ بغصة وبكاء محشور :

" خلني بروحي واللي يعافيك "

[.. هيفا ..]








كنتُ جالسه في الشرفة مُحملقة في عالم أحلامي

بنيت لي جسوراً و قلاع من الأماني الوردية

قاطع شرودي وصول عمتي أمل بلهث

فقالتْ بحماس :

" ما سمعتي آخر خبر ؟ "

أجبت ببرود :

" لا وش هو ؟ "

أمل : " حزر فزر !! "

هيفا : " عمه , شو ترا مزاجي اليوم Off "

أجابت بغموض :

" بتنصدمين لو عرفتي "

أثارني الفضول فقلت :

" خير وش فيه ؟ "

قالت بحماس :

" رنا بتعرس "

أجبتُ بفرَح فـــما سمعته وعرفته عن رنا يؤكدان لي رفضها التفكير في الزواج إلا من فارس أحلامها كما قالت

" لا عاد .. كيف عرفتي ؟ "

أضفتُ مؤكده :

" أكيد بتاخذ هامور "

أجابتْ عمتي بلهجة حماس :

"ما حزرتي !! "

هيفا : " من بتاخذ طيب ؟ "

قالتْ بغموض :

" بتنصدمين أكيد "

تحمستُ أكثر :

" قولي "

أمل : " واحد تعرفينه "

هيفا : " واحد اعرفه!!!!! مين ؟؟؟ "

أمل : " قِلتْ لك بتنصدمين إذا عرفتي "

هيفا : " حمستيني قولي ؟ "

أمل : " ما أقول أنتي توقعي "

هيفا : " طيب أنا اعرفه "

أمل : " عز المعرفة "

أثارني القلق فقلت :

" خوفتيني "

أمل : " وليه ؟ "

هيفا : " ما أدري ؟ لا يكون احد من العايله "

أمل : " قربتي شوي "

أصابني الهلع فقلت راجيه :

" لا واللي يعافيك لا تقولين ... إذا هو احد من إخواني ترا بموت "

امل : " لا لا تخافين مش ياسر "

تنفست الصعداء فقلت :

" مين اجل ؟ "

أمل : " فكري "

أصابتني رعشة كهربيه سرت في كامل جسدي

فماذا لو كان فيصل ؟

يا الهي بالكاد سوف انتحر لو حقاً فعل

قلتُ بتردد :

" فــ .. ــيــ .. ــصــ ... ـــل "

أجابتني ببرود :

" واللي يرحم والديك لا تكوني غبية لهالدرجة احد يخطب وهو مسافر وش هالذكاء اللي طايح عليك ؟ "

تنفستُ الصعداء فقلت :

" اجل ما بقى إلا راكان "

أمل : " بشحمه ولحمه "

صرختُ في وجهها غير مصدقة :

" قولي والله "

امل : " والله هذا اللي صار "

هيفا : " وووووووع وش هالتوهيقه "

امل : " عاد هذا اللي حصل "

هيفا : " كيف عرفتي طيب ؟ "

قالتْ بغرور :

" مصادر خاصة ما علمك ؟ "

ضربتُ كتفها بخفه :

" يلا عاد خلصيني "

امل : " أمه قالت لي .. يعني تبي شوري "

هيفا : " قصدك للحين ما خطبوها "

امل : " إذا تبين الجد هي من زمان مكلمتني بهالموضوع تاخذ شوري فيها .. طبعا أنا وبكل صراحة ما أيدتها .. لأن رنا مادري بس طبعها مش عاجبني عليها حركات نص كم .. و راكان ما يحب اللي كذا "

هيفا : " معك حق هي متكبرة شوي "

أضفتُ سائلة :

" طيب خطبوها ولا لسا "

أمل : " اليوم كَلمتْ أم راكان أمها و مادري وش بيصير عليهم !!! "

قالت متسائلة :

" ظنك توافق ؟ "

هيفا : " أكيد مايبيلها ؟ هي دايمن تتحكك فينا علشان نواف وياسر "

امل : " من جدك أنتي !! أمك ما تبيها وين تخطبها لنواف ؟ "

هيفا : " هذاها ما تبي بنت فوزية ومع ذلك تزوجها نواف "

امل : " حبيبتي ... لمى وضعها مختلف .. لأن الشور أولا وأخيراً كان بيد اخوي احمد "

هيفا : " حتى و اذا "

أمل : " هيفا أنتي ماتدرين عن شي .. بس اللي اعرفه إن أبوك ما يطيق أبو رنا "

هيفا : " هذاه ما قال شي بخطبتها لراكان "

امل : " واللي بعد ما تعرفينه إن اخوي عبداللطيف مسوي ها لحركة عناد فيه ليه يفرّق بين انهار و نواف "

قلتُ مصدومة :

" ياويل حالي .. وش تهقين أبوي يسوي ؟ "

رمقتني بحنان بعدها قالتْ :

" ياه يا هيفا اثاريك مانتي ع الدنيا "

هيفا : " وليه تقولي كذا ؟ "

أمل : " لأن أبوك و عبداللطيف متهاوشين بسبة هالخطبه .. ويا خوفي ينرفض راكان وتصير هالهوشة على بلوشي "

هيفا : " مافهمت شي تتكلمين الغاز أنتي "

أجابتْ :

" ما تكلم الغاز بس أنتي غبية , لأن السالفة مبينه من عنوانها "

وأضافت :


" اسمعي يا طويلة العمر هذا قبل فترة كذا قبل زواج نوّاف بالتحديد .. شاورني عبداللطيف و زوجته بـ رنا وطبعا قلت لهم رايي فيها بكل صراحة وما شجعتهم ع الخطوة .. بس عبداللطيف للأسف معاند !!
وقال إلا إنها تناسب له .. سوا اللي برأسه وراح لأخوي احمد ورمى في وجهه قراره .. يوم عصب احمد وحمق عليه .. انهبل عبداللطيف وقال له ليه ؟ و انه هاذي حياة ابنه وهو حر فيه ليه يدخل بشي ما يخصه ومن هالكلام .. وطبعا اخوي احمد ثار في وجهه .. بس مع ذلك هو مُقدّر انه مقهور علشان بنته وإنها فعلاً ما تستاهل اللي صار .. ظلو أسبوع كامل بحاله مايعلمها غير ربك , حتى كلام ما يتكلموا مع بعض .. وطبعا كالعادة نادوني سلطان و خالد أصير وسيط بينهم .. والحمدلله الحين هم سمن على عسل .. بس اخوي احمد ما زال مش راضي ع الخطبه .. بس وش يقدر يسوي ! .. ولده وهو حر فيه "



هيفا : " ياااه كل هذا صار وأنا مادري ؟ "


امل : " شفتي كيف ؟ .. إيه تعالي هنا الكلام اللي قلت لك يا ويلك يطلع منا ولا مناك .. خصوصا تغريد ومرام .. تراهن قربة منشقة .. أمسكي لسانك عندهن "


قلتُ بغرور :

" عمه أنا هيفا ولا أنتي ناسيه "



أجابتني بحنان :

" لا ما نسيت ولكذا أنا متطمنه "



قلتُ بتردد :

" طيب يا عمه ما فيه خبر عن فــ .. ـــيـصل "


أجابتني باستياء :

" للأسف لأ , اللي مكدرني أكثر أنه ما يرد ع اتصالاتي ولا اتصالات أمه !! "

هيفا : " الله يهديه "



أضفتُ مستفهمة :

" طيب هو ليه مسافر ؟! بصراحة أول مرة يسويها عقب البعثة !! أكيد فيه سبب "

أمل: " مدري والله "








* * * * * * * * * *







[.. نواف ..]





عجيبة هي تلك الفتاة !!

برودها وثقتها يشعلان نار الغضب في قلبي

حينما عدّت بعد مكالمتي لوالدتي بدت لي غير طبيعيه !

وأكاد اجزم بأن أمرا ما حصل لها

حاولتُ معها بشتى الوسائل لكني لم افلح

في النهاية انفجرت أمامي باكيه

يا الهي أية فتاة هي ؟

ألحتُ هذه المرة لمعرفة السبب

فلا يمكنني أبدا أن أعيش حياتي بهذه الطريقة والغموض

صرختُ في وجهها قائلاً :

" لمى تكلمي شفيك ؟ "

استمرتْ في البكاء وقد وضعت رأسها بين يديها وهي مازالت جالسه على كرسي الانتظار

أمسكتُ برأسها ورفعته لأرى وجهها بوضوح

لقد مزق قلبي ذلك الوجه الصغير والغارق في بحيرة من الدموع

بلا وعي مني حاولت أن امسح إحدى دمعاتها

لكنها أبعدتني عنها بيديها النحيلتين بقوة ونهضت من مكانها بارتعاش قائلة :

" كم مره قلتْ لك لا تحاول تلمسني.. ليه مش راضي تفهم ؟ "

أنني زوجها ألا تفهم !!

كيف لها أن تعاملني بهذا الجفاف ؟

أهذا جزائي !

أنني وبالرغم مما سمعته عن والدتها أحاول التقرب إليها

لمَ لا تُقدر ذلك !

أنها حقاً غريبة الأطوار

ولا أعلم حقيقة كيف سأتمكن من الدخول إلى قلبها !!

قلتُ لها كمحاولة أخيره :

" يابنت الناس شفيك "

أضفت :

" المكان ما عجبك ؟!!!!! "

رَفعتْ رأسها عندئذ ورمقتني بنظرات غريبة !

وكأنها توصلت لأمر ما !

هذا ما استنتجه عقلي !

قالت مغالبة دموعها و بعد فترة من التردد:

" نواف "

لأول مرة أدرك جمال أسمي

فما أعذبه على لسانها !

ضحِكتُ على نفسي قليلاً لتفاهة ما أفكر به

أضافتْ الفتاة بتلعثم :

" ممكن أطلبك طلب ! "

رفعت حاجبيّ مستنكراً فما لذي تود طلبه !

لأول مرة منذ ابتداء حياتنا معاً تكلمني بتلك الطريقة

حقيقة اختلفت مشاعري هنا !!

وما عدتُ أفهمها !

قلتْ بلا تفكير :

" خـــيــــر ! "

قالت بتلعثم أكثر :

" صدقني بيكون طلبي الأول والأخير "

بالكاد طلبها ليس عادياً

وإلا لما ألحت بتلك الطريقة !

قلتْ بحدة :

" تكلمي !!! "

احتدت نظراتها لي فنهضت من مكانها مديرة ظهرها لي

قالت بعد فتره :

" أبي أرجع الرياض "

أجنت !!

لمْ نلبث سوى ثلاثة أيام فقط !

كيف لنا أن نعود ؟

هاهي تتصرف بطيش كعادتها

أحتد غضبي أكثر

أجبتها بتسرع :

" آسف طــــــــلــــــــبك مرفوض "

كررت لي رجاءها بلا لباقة لكن بهدوء :

" لو سمحت أبي ارجع الرياض "

رمقتها بنظرات حادة بعدها قلت :

" الباخرة وصلت "

وصول الباخرة في هذا الوقت بالذات كان من صالحي

أمرتها بارتداء غطاء وجهها حالاً

وأن تنسى كل ما حدث

تضجرت الفتاة لذلك , لكنها انصاعت لأمري وركبت الباخرة

منظر الجبال والتلال ساحر وجميل

وموج البحر وانسدال أشعة الشمس عليه كل شيء هنا أشبة بلوحة مرسومه

أزعجني توتر الأجواء بيننا

قلتُ بهدوء :

" لمى "

لمْ ترفع رأسها ولمْ تحاول ذلك بل ظلت على هدوءها

أضفتُ لها بهدوء :

" لمى .. أكلمك "

رفعت لي رأسها بهدوء

" نعم "

قلت بحنان :

" شفيكــ !! "

أجابت بصوت محشور :

" لو سمحت أبي أرجع الرياض "

قلتُ لها بحده :

" وأنا قلت لكـ طلبك مرفوض "

قالت بهدوء غير معتاد :

" طيب ممكن أفهم ليه ؟ "

أجبتها بنفس هدوئها :

" سؤال وجهيه لنفسكـ "

صمتت لفترة , بعدها قالت :

" سببي واضح ! "

رفعتُ حاجبي مستنكراً :

" واللي هو ؟ "

قالت بهدوء :

" حاسة بالغربة والضياع ديرتي ممكن تحسسني بالأمان أكثر "

أحسست بشيءً من المنطقية في كلامها !

فتلك هي الحقيقة !!

مازلت غريباً بالنسبة لها

لربما عودتها للوطن تــُـــــصلح الأمور بيننا

لكني أبداً لن أتنازل بهذه السهولة !

فلأرى ماهي أقصى سبل أقناعها !

قلت متفاعلاً معها :

" الأمان مع زوجك سواء كنتي بالرياض أو بغيرها "

أجابت بحده :

" مع زوجي أحس بكل معاني الخوف والضياع "

أضافتْ بهدوء راجيه من جديد :

" أرجوك ريحني "

قلتُ مبتسماً :

" شكلك من النوع اللي ما يمل ويحب تنفذ له رغباته "

أجابت بنظرة مشتته :

" أنا صحيح ما أمل, لكني أبداً ماقد تحقق لي شي من رغباتي "


لمْ أفهم جملتها !

قلت لها مغيراً الموضوع :

" شرايك نغير الوجهه ؟ "

أجابت بحده :

" وليه تسأل إذا رايي ما يهمك "

أجــبــتـُــها بــِحده :

" ومن قال لك أن رأيك ما يهمني "













* * * * * * * * * * *







[.. لمى ..]











يالا تناقضه العجيب !

أحس بالتشتت أكثر

أنني عاجزة عن فهم شخصيته !

أنه يكرهني, كيف له أن يعاملني بهذه الصورة

لو لم أرى أو أسمع ما سمعته لصدقت أكاذيبه و احتيالاته علي

أتراها خطة جديدة من خطط العم ! أم ماذا ؟

أنني حقا غير قادرة على التركيز

التزمنا الصمت أخيراً

حاولت تضيع وقتي بتأمل المكان

فبالرغم مما أشعر به من مرارة وألم إلا أنني أدركت جماله وسحره

وصلنا أخيراً إلى تلك الجزيرة المقصودة

نزلتُ من الباخرة متقدمه

المكان نوعا ما مخيف

يغلبه العُمال الأفارقة

منظرهم بشع

تراجعتُ للوراء بخوف

نواف لمْ يحس بشيء مما أحسست به

فالرجال لا يأبهون أبدا

نظرات هؤلاء الأفارقه لنا مخيفه جداً

لمْ أستطع أن أقاوم رغبتي في التشبث في ذراع زوجي

فالموقف أكبر من التفكير في تلك الأمور

لم يبدِ انزعاجه كتلك المرة

بل أظني لاحظت توتره هو الآخر

قال بعد صمت :

" شرايك نرجع؟ "

لشدة خوفي وقلقي لمْ استطع النطق بل أومأت رأسي بشدة

تراجعنا بسرعة حيث الباخرة

واتفق من جديد مع قائدها على العودة

أبدى القائد انزعاجاً لكنه قـَــبــِـــل أخيراً حينما دفع له نواف مبلغاً إضافياً

ركبنا الباخرة بصمت شديد

مرت الساعة ببطء شديد إلى أن وصلنا سالمين ولله الحمد

أستوقف بسرعة سيارة أجره واتجهنا إلى الفندق







* * * * * * * * * * * *




[.. هيفا ..]










قلنا معاً :

" ما نبي "


سلطان : " بكيفكن أنا ماشي اللي بيجي معي حياه الله "

هيفا : " عمو تكفى قول لأبوي مانبي تو الناس "

سلطان : " والله الصراحة ماقدّر لأن اخوي تعبان وأنا بعد تعبان ونبي نرتاح "

مرام : " تكفى عمو لسا الوناسه ماكتملت "

تغريد : " وش قصدك ؟ "

مرام وبتكشير :

" مالك دخل انا اكلم عمي ما اكلمك "

قالت تغريد بسخريه :

" بالله .. ايه حبيبتي لما تكلميني عطيني خبر .. ها "



سلطان : " وبعدين ؟؟؟ ..... بتركبون ولا شلون ؟ "

هيفا : " بنروح مع السواق "

سلطان : " الله مستعان .. بس السواقين كلهم بالشركه "

هيفا : " لا تقول "

قالت تغريد وهي تهم بالخروج :

" اوووووووف يعني إلا بنمشي من بدري .. وش كذا أمدانا نفرح بالطلعة "


تأملها عمي سلطان فقال وهو يخرج الى الشارع :


" يالله بأنتظركن لا تقطعنن "











* * * * * * * * * *








[.. سلطان ..]










ركبت سيارتي بانتظار بنات أخي

تمللّت بتأخرهن , أمسكت بجهازي النقّال وأخذت اقلب أرقامه

بدت ذكرياتي تجري من أمامي وكأني أبن الأمس

الجميع معاً كأسرة واحده

كم حسدنا الغير على ذلك !

أما الآن فيا للأسف !!

فنحن أسرة مشتته

ولا أظن بأن الأمس سيعود يوما !

[ فيصل ] رحل ! ولسبب مجهول

ولا أظنه سيعود !!

و [ نواف ] كذلك رحل إلى حياة جديدة برفقة ابنة فوزية

الطفلة البائسة

والذي ينتابني تجاهها الكثير من العطف والشفقة

كذلك [ راكان ] هاهو مقبل على هفوة جديدة من هفوات العائلة

كإحدى أسباب الانتقام .. ومع من ؟ إنها رنا

لطالما شتِمت أمل تصرفاتها وأكاذيبها

و لربما دوري أنا سيحين بالرحيل من يدري ؟

قاطعني صوت هاتفي النقّال

من يتصل بوقت كهذا !!

ألقيت بنظرة على الهاتف لأجد الرقم دولي

أيعقل أن يكون فيصل ؟؟؟؟

لا لا أظن

أمْ انه نواف !!

كذلك لا أظن فوقتهم في ماليزيا يخالف وقتنا الآن

حسناً فلأرد أذن وأرى بنفسي !

أجبت على المكالمة لأفاجئ بصوت نوّاف على الطرف الآخر :

" بالخير يا عم "

أجبته بتحية حارة وصدمه في نفس الوقت :

" هلا والله وغلا بالأحباب .. وش أخبارك يا شيخ ؟ ووش مسوي ؟ "

قال بضيق :

" الحمدلله على كل حال "

أجبته بمرح :

" وش فيك تقولها كذا ؟ شكلك ما يطمن ؟ عسى بس ما آذيت البنية بدلاختك ؟ "

نواف : " افا يا عم هذا رايك فيني ؟"

سلطان : " لا بالله أنت أدرى وش رايي فيك .. إلا طمني وش أخبار الأوضاع هناك , عساكم بس مرتاحين "

نواف : " الحمدلله علومنا كل خير يا عم .. وأبشرك طيارتنا على الرياض بتكون هالأسبوع أن شاء الله "

سلطان : " افا .. تو خير مالك ولا أقل من الأسبوع رايح .. عسى ما شر ؟ "

نواف : " ماصار شي .. بعدين أقولك .. حبيت بس اطمنك .. وياليت تطمن الوالده وتعلمها بوصولي "

سلطان : " أن شاءالله لا توصي حريص .. وسلم لي على لمى "

نواف : " يبلغ يالغالي .. يالله فمان الكريم "

سلطان : " مع السلامه "

أزعجتني هذا المكالمة جداً

فحال نواف لم يعجبني

لابد وانه واجه أياما صعبه مع زوجته

وصلت الفتيات فأدرت المحرك بصمت ...................................









* * * * * * * * * * *





[.. لمى ..]





أذهلني قراره المفاجئ والغير متوقع حينما استيقظت صباح الغد

كيف أقتنع بهذه السهولة !

بالأمس كان رافضاً تماماً

أتراه يريد إذلالي ؟

أم أنه فعلاً أقتنع بضرورة العودة إلى البلاد

تلك الحادثة جعلتني أعيد موازنتي للأمور

وأغيّر خططي وتوجهاتي

قراره في العودة إلى الوطن جاء سريعاً وغير متوقعاً

لكني لم اكترث بل أنا سعيدة جداً لذلك

على الأقل سأجد هناك أمل فربما تواسيني في مصيبتي ولو قليلاً

توقفت لبرهة وأخذت أفكر أكثر !

فما هي أمل بالنسبة لي ؟

هل أحبها حقاً ؟

أم أن انتقامي سيشملها ؟

ضحكت قليلا على نفسي

فأي انتقاما سأقوم به وأنا كالسجينة الذليلة بينهم

حان الآن موعد طائرتنا

أنه اليوم الرابع لحياتي الجديدة مع زوجي الغريب

ركبنا الطائرة بصمت شديد

طعام الغداء لم يذقه فمي

فحالتي النفسية السيئة تمنعني من ذلك ..........................






* * * * * * * * * * *







[.. هيفا ..]








قالت تغريد بحماس :

" شفتي شلون صار صدق كلامي "




مرام : " ماتخيلته ابد يرجع بهالسرعه .. تلقين الجنيه زهقته "

هيفا : " حرام والله انها تجنن "

تغريد : " ياحبيبتي انتي ماتعرفين .. ترى من برا الله الله .. لكن من جوا يعلم الله "

هيفا : " يمكن يكون معاك حق "



دخلت علينا عمتي أمل لتزف لنا اسوأ نبأ سمعته أذناي ...

أنه نبأ الخطبة الرسميه لراكـــــــان و رنـــــــــــــــــــــــــــا ..

" ها بنات شرايكم من وين تبون نشتري الفساتين ؟ "



أجابت تغريد بغرور :

" انا بفصل واحد مافيه منه اثنين "


مرام : " اكشششششششخ .. انا والله ماعندي استعداد ينخبص قلبي بالتفصيل .. باخذ لي جاهز اريح "


هيفا : " وأنتي عمه ؟ "


أمل : " مادري , إلا دريتوا ان نواف بيوصل اليوم "


تغريد : " إيه قالته خالتي أم نواف ؟ إلا متى بالضبط ؟ "


أمل : " مادري على حسب .. بس اتوقع بالليل .. لأن طيارتهم وقت الضحى .. ويبيلهم تقريبا ثمان ساعات او اقل .. يعني اذا حسبتيها تطلع لك تسع الليل او عشر .. تقريبا حول هالوقت "



تغريد : " حلو "


مرام : " أقول بنات مو كنه بدري رجعته .. امداه بسم الله يسافر "


تغريد : " يا روحي هو ... تلقيه متبهدل مع هالسحليه "


صرخت عمتي في وجه تغريد قائلة :

" تغريد .. عيب هالكلام .. مابي أسمعك تتكلمي عن لمى بهالطريقة فاهمه "


عضت تغريد شفتيها لمَا قالته أمام عمتي أمل


عمتي أمل شخصية رائعة جداً لا يمكنني التوقف ابداً عن الاعجاب بها

ذات قلب مسامح و مُحب

طيبتها و قوة رأيها تجعلنا نحترمها رغماً عنا

أبي يعتمد عليها في كل امورة

وأكاد أبصم بأنها قادرة على تحريك العائلة كيفما تشاء لقوة حضورها

ومدى حب أعمامي و والدي لها

حنانها وطيبتها تجعلها محبوبة من الجميع

اهتمامها الغريب تجاه ابنة فوزية يثير دهشتنا

أما ابنة فوزية نفسها فهي لـ لغز غامض الجميع يرفض البوح به

جميعنا نجهل أسباب كره أعمامي ووالدي لها ..

إلا أننا وبالطبع أصبحنا نشاركهم كرهها رغماً عنا ..

حتى عمتي أمل نفسها أخبرتنا بضرورة الابتعاد عن أي شيء يربطنا بتلك العائلة

عائلة فوزية صالح ...............







*****************









[.. أمل ..]









خرجتُ من منزل أخي أحمد بضيق داخلي أجهل سببه !

لربما قلقي واشتياقي لـ لمى هو السبب ؟

يا ترى كيف هي أنتي أيتها الشقية ؟

آه كم اشتقت إليك

أخذني المسير إلى منزل أم فيصل لكي أعلن لها نبأ خطبة راكان من رنا

قبل أن تـُــعلن رسمياً في اجتماعنا العائلي

أم فيصل لمْ تبدي لا سعادة ولا استياء بما سمعت !

حالها أبداً لمْ يعجبني

قالت داعية:

" الله يوفق بينهم أن شاء الله "

أمل : "آمين "

تجاهلتُ حالها, فقلتُ سائله :

" قولتكـ بيمر الموضوع مرور الكرام ؟ "


أم فيصل : " الله يستر "

أمل : " تدرين يا أم فيصل من يوم رجعت لنا بنت محمد والحال منعفس , أبداً ما كنا كذا "

أم فيصل : " الله يصلح الجميع "

سألتْ أم فيصل بضيق :

" ماهنا أخبار عن نواف ؟ "

أجبتها بمرح :

" اليوم أن شاء الله وصوله ؟ اللئيم من سفرته ما تصل علي ولا مرة , أوريه والله مافوتها عليه !! "

لم يعجبني حالها وصمتها فأضَفتُ متسائلة :

" أم فيصل شـــــفيــــك ؟ "

لمْ تجبني !!

كررت سؤالي بخوف :

" شفيك ؟؟؟ "

أجابت بضيق :

" مادري أحس بكتمه بصدري "

أخافني قولها فنهضت من مكاني مهتمة :

" بسم الله عليك , أنزين أمشي نطلع برا يمكن تخف "

تمثلتْ لأمري وخرجنا معاً للخارج

صادفنا في طريقنا تغريد و مرام

" شو مجلسكم هنا ؟! "

مرام : " الجو الحلو "

أمل : " أمحق جو "

تغريد : "أف المفروض بالصيف ما نجلس بالرياض نطس برا أبرك "

أمل : " عاد كله ولا حبيبتي الرياض "

انتقلت ببصري حيث أم فيصل فأثارني منظرها

قُلتُ مستعجلة :

" يلا عن أذنكم بنروح نتمشى شوي "

ابتعدنا عن الفتيات قليلاً نوعا ما

" أم فيصل حالك مش عاجبني لازم تروحين الطبيب "

أم فيصل : " وش طبيبه ! مابي إلا العافية "

أمل : " وش اللي مكدرك طيب ؟ "

أم فيصل : " يعني ما تدرين !! "

قلتُ مواسيه :

" ولدّك مرده يرجَع لكْ , لا تكدري نفسك أكثر من كذا "

أجابت بضيق :

" هذا ضناي يا أمل كيف ما أكدّر نفسي ؟! "

قلت مستنتجه :

" أول مره يسويها !! "

صمتت لمْ تجبني !

رحيل فيصل المفاجئ وردود أم فيصل تثير شكوكي

فهنالك سراً أجهله

حتى خالته أم ياسر أمرها غريب تجاه فيصل

قلتُ بتفكير متفحصة وجهها بعمق :

" فيصل عاقل وما يروح عبث أكيد فيه شي !! "

دققتُ في وجهها أكثر فقلت :

" أم فيصل أكيد فيه شي أنا ما أعرفه ؟! "

أضفتُ مرة أخرى :

" أم فيصل "

أم فيصل : " سمي "

تفحصتُ عينيها بقلق وقلت :

" فيه سر !! "

أوطأت رأسها بحزن فهمت أن هناك فعلاً أمراً خطيراً يجري من وراء ظهري

صعقت في وجهها قائلة :

" أم فيصل تكلمي !! "

أضفت :

" والله العظيم كنت حاسة أنه فيه شي سفرة الولد أبداً مو طبيعيه !! "

قلتُ مهدده :

" يعني ما بتقولي !! "

أضفتُ بتهديد :

" أم فيصل إن ما عرفت منك بعرف من غيرك , فتكلمي الله يخليك "

قالت بعد تردد وبتلعثم واضح :

" فيصل "

أخافني تلعثمها فقلت بخوف :

" شفيه !! "

أجابت بأسى :

" فيصل يعرف بكل شي "

اتسعت عينيّ بذهول :

"ما فهمت !! "

انفجرت أم فيصل أمامي باكيه

لأول مرة أراها بهذا الضعف

يا الهي ما لذي يحدث ؟

قالت من بين دمعاتها :

" خالد الله يصلحه معلمه بكل شي "

إلى الآن أنا لا أعي شيئاً !

ولمْ أفهم شيئاً مما قالته !

إلا أن منظرها وبكاءها ينذراني بهول ما تتفوه به

" علمه عن أيش ؟! "

أم فيصل : " حقيقته "

ضربت بيدي على صدري لهول ما سمعت :

" شقصدكـ !!"

أضَفتُ بخوف :

" يعني فيصل يعرف أنك مش أمه !!!!!! "

أضفتُ نافيه :

" لا لا تقولي !! "

أضفت بخوف أشد :

" زوجك مجنون والله مجنون "

يا ألهي أيعقل أن يصل تهور خالد إلى هذا الحد !

أن يقضي على فيصل ؟!

كلا يستحيل ذلك !!

في الأمر سراً آخر

أضَافت أم فيصل موضحه بتردد :

" فيصل عارف بكل شي من زمان , خالد الله يهديه علمه الحكاية من أولها لآخرها من غير حتى ما يقولي "

يا الهي الآن اتضحت الأمور لدي أكثر

أذاً قلق أم فيصل لمْ يكن عبثاً !!

قلتُ لها مستنتجه بخوف :

" قــ..ــصـ..ـــــدكـ أنه هرب ! "

أضفتُ صارخة موبخه :

" وش هالتهور ؟ خالد شلون يقول له سالفه زي هذي , أنجن رجلك ؟!"

أضافتْ بأسى مُفسرة :

" أمل .. فيصل يدري بالسالفة من كان عمره 15 "

اتسعت عيني بذهول مصدومة بما سمعت :

" أييييييييييييييييييييييش !! "

صرخت في وجهها بلا وعي مني :

" زوجك مجنون رسمياً , قضى ع الولد !! كيف طاوعه قلبه يسوي إلي سواه حرام عليه والله حرام , أحمد لو يدري وربي ما يرحمه "

أضفت بأسى عليه :

" يابعد عمري يا فيصل "

لمْ تستحملني أم فيصل فانفجرت قائلة :

" بس يا أمل بس , لا تقطعين قلبي أكثر "

أمل : " خالد تهور وأحمد لازم يعرف "

أم فيصل : " لا كله ولا احمد "

أمل : " أم فيصل أخوي أحمد حكيم وممكن يقدر يرجع لنا فيصل "

أضفتُ مقنعه :

" أم فيصل ولدك أكيد أنحاش من البيت يوم عرف بحقيقته وماضنتي بيرجع بسهوله لكذا إحنا لازم ندور عليه "

قالت باكيه :

" أمل أنتي فاهمه غلط , فاهمه غلط "

آلاف الاستفهامات تدور من حولي لم أفهم مقصدها

"أقولك فيصل عارف من زمان يعني هو ماراح عشان أنا ماني بأمه ولدي ولله الحمد متقبل هالشي من زمان البلا كله ببنت محمد "


أمل : " يعني شلون ؟ "

أجابت ببكاء مزق قلبي :

" يعني فيصل راح مني راح , ومستحيل يرجع طالما بنت فوزية موجودة "




























<نهاية الجزء>

أبتسم رغم أحزاني 24-12-06 12:59 PM

مشكوووووووووووووووووووووووووووووووورهـ

أختى أنا وأنتا على القصة والله يعطيك العااااااااااااااااااااااااااااافيهـ

انا وانتي وكلنا 25-12-06 01:47 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبتسم رغم أحزاني (المشاركة 556333)
مشكوووووووووووووووووووووووووووووووورهـ
أختى أنا وأنتا على القصة والله يعطيك العااااااااااااااااااااااااااااافيهـ

العفو يالغاليه :flowers2: والله يعافيك

انا وانتي وكلنا 25-12-06 02:02 PM

- الجزء الحادي عشر -










[ 11 - وطن بلا أمل ]


















" تدرين أحس أن اليوم مميز والفرحة فيه بتصير ثنتين "

أجابت عمتي مُتعجبة :

" كـيـف ؟ "

قلتُ سَعيدة :

" يعني يمكن رجوع نواف يغيّر الوضع شوي "

أجابت عمتي بتساؤل :

" ما فهمت أي وضع !! "

قـُـلتُ باستياء :

" ما دري بس أحس الأجواء مشحونة بين عماني , وبصراحة أنا ما لاحظت ها لشيء إلا لما عرفت السالفة اللي بين عمي عبد اللطيف وأبوي , وفعلاً لاحظت تطنيشهم لبعض !! "

أجابتْ عَمتي مُستنكرة :

" وش دخل نواف طيب ؟ "

قـُلت :

" ما أدري بس زواجه من بنت فوزية هو اللي قلب الدنيا فوق عَقب "

وأضفتُ بتردد:

" يعني لو مثلا يرجع كل شي لحاله "

أعتلا صوت عمتي بقولها:

" هيفاؤه تكلمي بالعدّال ما فهمت منك ولا حرف !! "

قــُـــلت غير مكترثـــة :

" يعني قصدي أن أنهار ترجع لنواف "

صَرختْ عمتي أمل في وجهي كالمجنونة :

" مجنونه أنتي وش ها لأفكار ؟ "

قــُلت :

" أنا قلت مجرد تخمين بس ! "

اعتقد بأنها غَضِبتْ لحَماقتي فقالت بـِـغضب :

" هيفوووه لا تخليني اقلب عليك, و الخرابيط اللي قلتيها قبل شوي أقص لسانك إن سمعتها منك مرّة ثانيه فاهمه "

أجبتُ بضيق:

" أف أموولتي زعلت .. افا بس والله امزح "

أجابتني بحدة :

" الأمور الجدية ما فيها مزاح يا هيفاء , ورجاء خاص مني خلي نواف و لمى على جانبك الأيسر , يعني فكي يدينك منهم لا تتدخلين بأمورهم, أما انهار فخلاص نصيبها مع نواف انتهى ومستحيل يأخذها على ذمة إنسانه ثانيه "

قـُلت :

" آسفة طيب "






* * * * * * *






[.. لمى ..]










وصلنا و أخيراً إلى أسوأ منزل صَادفتـــه عيني والذي مؤكداً ستكون نهايتي بداخله

وصلتْ السيارة إلى مقدمة القصر

تنبهت على صوت نَواف يأمرني بالنزول ففعلتْ

اتجهنا حيث الباب الرئيسي لمنزل أم نواف

فــَــتح الباب من المقبض ودخل

المكان هادئ جداً ومُظلم !!

الساعة تشير تقريبا إلى الحادية عشر والنصف مساءاً

تقدم نواف بخطواته للداخل وقد صوّت لأحدى الخادمات

" تيناااااااااااااااااااااااااااا .. تيناااااااااااااااااااااااااااااااا .. يا تينا "

" نعم بابا "

"وين مدام ؟ "

" مدام فوق "

" أوكي خذي الأغراض لغرفتي "

أمرها بجلب الحقائب ووضعها في الأعلى حيث الغـُـرفة

أما أنا فقد تسمرت بمكاني لا حِراك.. ولا هَمس

جاءنا صوت وقع خطوات تجري

رفعتُ بصري لأرى أم نواف وقد ضمّت أبنها بحنان

لقد كان مشهداً مؤلماً بالنسبة لي !

فبرغم من وجود أمي على قيد الحياة ألا إنني لم أبادلها لحظاتً حميمة كتلك !

أَحبَّ قلبي الحب النابع من قلبْ أم نواف اتجاه ابنها, وتمناه !

فحياتي القاسية هي ما أشعل مشاعري تجاه تلك العاطفة.......................

أفقت من شُرودي حينما أدركت بأنهم تجاهلوني

توقعت أن أبادل بــ نفس ما تلقى نواف من الحُب والحنان

إلا أن التجاهل كان نصيبي !

صُدمت لذلك !!

فأحسست بالقهر والألم !

أبداً لم يراعوا شعوري, بل تجاهلوني كإحدى قطعهم الباليه

أخذتْ السيدة ابنها وذهبا إلى حيث لا اعلم

بينما أنا واقفة كالجدار بجوار الباب

هذه المرة لم أضعُف بل وقفت بصمود و وقوه بالرغم من تزلزلي من الداخل

بعد مرور بضعا من الوقت - تقريبا عشر دقائق - من وقوفي لوحدي

فوجئت بمن يفتح الباب خلفي !

لمْ التفتْ بل وقفت بثقة و صمود

جاءني صوتاً لطالما تمنيت سماعه

ولا يسعني وصف مدى شوقي إليه بالرغم من أني لمْ اغب عنه سوى أربعة ليال فقط

أنها أمل الحبيبة !

قفزتُ إلى أحضَانها كطفلٍ تائه وجد من يحتمي به

طفلاً واجه أيام قاسيه و لمْ يتحملها عاتقيه

استقبلتني بحرارة صادقة , نابعة من قلب كبير

الآن فقط أجزم بأني فعلا أحبها بـِصدق

ولأجلها وحدها أنا متمسكة بالحياة..................

" تعالي يا لغالية يا بنت الغالي شلونك ؟ وش أخبارك عساك طيبه !! "

أخذتني للأعلى بسعادة صادقة نابعة من قلب طاهر

آه ما أروعها !!

بوجودها فقط يُغرس في قلبي شعور الراحة والطمأنينة

شعوراً حياتي لم تذِق طعمه

شعوراً افتقدته منذ رحيل والدي

آه .. ألف رحمة عليك يا والدي العزيز

" وش أخبارك حبيبتي , و شو سويتو هناك ؟ "

أنها حتى وبالرغم مما نالته مني في الآونة الأخيرة تسألني عن حالي

أية إنسانة هي !!

أجبتـُـها بابتسامة :

" بخير يا عمه "

ابتسمتْ هي الأخرَى فقالتْ :

" عساه دوم أن شاء الله , طيب وشلون شفتي ماليزيا حلوة ولا يعني ؟! "

ابتسمتُ لها وبنفس الوقتْ أصابتني حيرة عظيمة !

فكيف سأجيبها !!

نعم كيف لي أن أجيبها وأنا لم أذق طعماً للراحة هناك !

اكتفيت بقولي :

" حِلوة "

قالت من جديد :

" ونواف ؟ كيف تشوفيه ؟ عساه ما بهدلك !! قولي لي أوريك فيه الشغل "

ضحِكتُ لها بهدوء فقلتْ :

" لا الحمد لله أحسن من غيره "

أجابتْ مُستنكره :

" أحلى من غيره !! قوية الصراحة "

قلتُ لها مُضيعه للحوار :

" أنتوا كيف أحوالكم ؟ "

وصل الحِزب مقاطعاً حديثنا

نهضت من مكاني كي ألقي سلامي على الأخوات الثلاثْ

تغريد كانت الأولى

سلامها كان بارداً جافاً, حيثُ اكتفتْ بالمصافحة !

بينما مرام و هيفاء بادرني بالسَـــــلامـِ والقــُــبل

" أجل وين نواف ؟ "

هذا ما قالته هيفاء لحظة انتهائها من إلقاء السلام

أجابتها العمة أمل:

" والله مدري لسا ما شفته بس أكيد تلقين أمك مستلمته يا بغرفته يا تحت "

ضحِكت هيفاء قائلة :

" ههههه عاد الوالدة ونواف اجتمعوا عز الله ما شفناهم ابد , المهم إحنا بنروح نسلم تجين معنا عمه "

قالتْ العمة بسرعة :

" ألحقكم بعدين "

أجابتْ هيفاء :

" اوكي "

رحلنْ بهدوء

نظراتْ مرام و تغريد لي تخيفني كثيراً !

هيفاء ارتحتُ لها أكثر ولسبب أجهله !

بالرغم من أني لا اعرفها ...............







* * * * * * * * *




[.. أمْ رنا ..]











" هاه يا بنيتي شو قلتي ؟ "

أجابتْ صغيرتي بقولها :

" I don’t know mom "

قـــُــلتُ مُـقنعة :

" يا بنيتي .. راكان أبداً ما يفوّت ولد رجّال , و سنع وأيده مليانه و كافي أنه ولد عيال سالم "

سألتُ محتارة :

" طيب هو ولد مين بالضبط ؟ عبد اللطيف ولا سلطان !! "

أجبتـُـها موضحة :

" لا ولد عبد اللطيف, اللي أخته أنهار, وعمهم سلطان صغير ما عنده عيال "

أجابت مُستنتجه:

" أهاااا أخو أنهار "

أضافتْ مشمئزة :

" وووووع I don't like her"

قـلتُ مُقنعه :

" يا بنيتي تراه ما يتفوّت "

رنــا :

" إيه يمه بس أخته تلوع كبدي ما حبها I hate her so much "

قـــُـلت :

" وش عليك من أخته مصيرها تتزوج أهم شي الرجل "

رنا :

" ما أدري عطيني فرصة أفكر"






* * * * * * * * *




[.. نواف ..]








" نواف وين زوجتك من جيت ما شفتها ؟ "

سُؤال عمي سُلطان أربكني

فأنا فعلاً لا أدري أين هي ؟

لمْ استطع التفوه بالحقيقة لأني لو فعلت لعاتبني مؤكداً

أجبته بقلق :

" بغرفتها ترتاح "

سلطان : " عسى ما تعبتم بالرحلة ؟ "

نواف : " لا الحمد لله .. بس تعرف يعني ثمان ساعات ما هي بسهله "

سلطان : " أكيد "

نواف : " إلا وش أخبارك مع الأسهم ؟ يقولون ها لأيام السوق طايح "

سلطان : " يا أخي أنا جاي عندك أبي أوسع صدري تجي تذكرني "

قلت بمكر :

" افا العم خسران اجل ؟ "

سلطان : " أعوذ بالله يا أخي تفاءل خير , إن شاء الله إنها فترة وتعدي "

عدّلت جلستي وقلت بعدم اقتناع :

"إيه الله يوفقكم "

بعد فترة اجتمع شمل العائلة بوجود والدي والذي بدت مقابلته لي صارمة كالعادة وقوية

وكذالك عمي عبد اللطيف والذي بدا صامتاً طوال الوقت

كذا أخي ياسر ومرحه المعهود

أما خالتي أم ياسر فبادرتني السلام وأطمئنت على حالي بعدها رحلت

تغريد ومرام و هيفا استلمتني كل واحدة منهن بالأسئلة اللانهائية

قلتُ بعد مدة مستفسراً :

" إلا وين عمتي أمل ما شفتها ؟ "

أجابتني هيفاء بسرعة :

" لاهية مع زوجتك "

قلتُ بتردد :

" وين ؟ "

أجابتني :

" فوق بالصالة "

عندها استأذنتُ الجميع بقولي :

" طيب عن أذنكم بروح ارتاح "






* * * * * * * * *





[.. لمى ..]










" مجنونه أنتي ؟ ليه طيب ؟ نواف ما يعاملك زين ؟ "

قلتُ بتلعثم :

" لأ مو كذا , بس أنا ارتحت هناك وأبي أرجع زي أول "

أجابتني عمتي بحدة :

" لمى حبيبتي أول غير الحين , حاولي تفرقين !! "

وأضافتْ :

" زمان كنتي مش متزوجة , الحين لأ الوضع تغير عندك زوجك ولازم تقعدين بالمكان اللي هو فيه "

ترجيتها بغصة وفقدان أمل :

" عمه ساعديني تكفين, مالي غيرك "

أجابتْ :

" حبيبتي كيف أساعدك ؟ الحل بيدك أنتي , حاولي تغيرين نواف لصالحك , نواف طيب وأنا أبخص الناس فيه , هو صحيح عنيد شوي بس ما عليه أهم شي أن ها لقلب فيه طيبه ويخاف ربه "

قلتُ برجاء أكبر وصوت عالي أشبه بالبكاء :

" عمه ما أقدّر أعيش معه ما أقدّر , حرام عليكم ليه تسون فيني كذا .. دمرتوني ... دمرتو كل شي فيني ..... "

لمْ أستطع أكمال حديثي بل غلبني البكاء, ولمْ أحاول منع نفسي....................









* * * * * * * * * * *




[.. أمل ..]








قــَـلبي يتقطع ألماً لحال تلك المسكينة !

لكن ما بيدي أن أفعل ؟

فأنا مغلوبً على أمري

لم أشأ أن أرُدها , بل أخبرتها بمحاولتي في ذلك

وبالطبع لم أفــســر لها كيف ستكون محاولتي ؟

حسنا إذن .. الأمر يبدو لي صعباً ولكنني سأحاول

فالحل ليس بيدي ولا بيد أخي احمد

بل هو نواف نفسه

لكن كيف سأقنعه ؟ حقيقة لا اعلم ؟

فالأمر يتطلب تدبير وتخطيط , ولابد لـ لمى أن تساعدني في ذلك

قلت بعد برهة من التفكير :

" حبيبتي لمى أنتي عارفه إن خيوط الحل بيدك بس ما أنتي قادرة تلميها "

رفعتْ الفتاة رأسها من بين دموعها, وقالت ساخرة:

" أي حل يا عمه ؟ "

أثارني سخرها مني فقلتُ غاضبه لكن بهدوء:

" شوفي عاد إذا أنتي بتأخذين الموضوع تريقه و طنازه ما راح أتكلم "

صمتتْ لم تتكلم !

قلتُ لها بحنان فمنظرها يوحي بالإيجاب :

" هاه حبيبتي مستغنية عن حلولي "

نهضتْ الفتاة من مكانها ومسحت دمعاتها

قالت لي ويبدو عليها بأنها تذكرت أمرا ما :

" عمة آسفة ما كان له داعي أدخلك بمشاكلي عن أذنك بروح أنام .. إلا وين غرفتي ؟ "

دُهشتُ لتصرفها الغير متوقع !

والذي جاءني بصورة غير طبيعيه

أعتقد بأني الآن اكتشفت أمرا كان غامضاً لي في شخصيتها !!

فقلتُ بسرعة :

" لحظة لمى "

التفتت إلي منتظرة حديثي

فقلتُ لها بجدية وتساؤل صادق :

" ليه تتهربين ؟ "

وأضفتُ بتفكير :

"مو يمكن اقدر أساعدك ؟ "

صُدمتْ الفتاة لجملتي فنظرات الدهشة قد برزت في عينيها

قالت بعد فترة من التفكير والتردد :

" أتهرب ؟ .. أنا ما أتهرب "

صرختُ في وجهها بغضب :

" إلا أنتي تتهربين من الحلول , والظاهر انك تبين تعيشي حياتك على طول كذا "

أجابتني بغضب هي الأخرى :

" صح عليك بعيشها كذا على طول .. مش هذا نصيبي اللي يبيه لي عمي ؟ "

أجبتـُـها :

" آآآه لو أفهمك ؟؟؟؟؟؟ "

وأضفتْ :

"الحين بعد كل هذا تحطين اللوم على اخوي.. ما كنك أنتي اللي قبلتي واستعجلني ها لشيء , كان بوسعك ترفضين وتوقفين بوجهه زي ما وقفتي بوجهه بالبداية , ليه تراجعتي في النهاية ؟ "

أجابتني بغضبْ أشدّ وصوتاً اقربُ للصراخ :

" لأني مجبورة "

أجبتـُـها بسرعة :

" عذر ما يبرر لك أنك تكرهي زوجك بها لطريقه "

قاطعنا صوت إحدى التحف بسقوطها !

فصدمنا معاً عندما أدرنا وجوهنا للجهة الأخرى

لقد كان نواف !!

يا الهي الأمور ستزداد سوءاً الآن !

فحوارنا الساخن الأخير لابد وانه سمعه و لا أظنه سيفهمه من الناحية المطلوبة

اقترب نواف منّا

فكرتُ أن أغير الموضوع ريثما تهدأ الفتاة وتلين

لم أجد سوى أن اُسلم عليه وأسأله عن أحواله

وبالفعل نجحت خـُـطتي

حيث استأذنت لمى بشكل سريع للراحة

حاولت أن استغل وقتي معه لصالح لمى

فقلت :

" نواف أمش معي المكتب أبي أكلمك بموضوع مهم "

أجابني بلا مبالاة وهو يقّلب إحدى القنينات بيده :

" قوليه هنا ما يحتاج الغلبة "

أجبتـُـه بغضب :

" نواف الموضوع خاص و ما أبي احد يسمعني "

نهض من مكانه وقال :

" أذا بتكلميني عن لمى فأنا يا عمه آسف توني واصل وتعبان "

يا ألهي ما أدراه ؟!

قلتُ له حائرة :

" ياربي !!!! انتم شسالفتكم ؟ وش صاير بينكم ؟ كل واحد يتهرب من الثاني ومو راضين حتى ولا تفاتحوني فيه "

قال لي ساخراً وغير مُصدقاً :

" تبين تفهميني إنها ما قالت لك شي ؟ "

قلتُ له بصدق :

" بس فعلاً هذا اللي صار لا البنت ولا أنت راضين تقولون "

نواف :

" عمه أنا تعبان و أبي أنام عن إذنك "

ذهبْ ولم يترك لي مجالا ولا حتى أن أتـَابع حديثي

يا الهي.. ما حكايتهم ؟

كل منهم يتهرب من الآخر بشكل مثير !!

اعتقد بأن الجو بينهم قد تكهرب

وإلا لما رفضا خوض الحديث معي في هذا الخصوص

وأن يكن فأنا أمل وحتماً سيأتي الغـــد لأعرف !!!!!!!!!!!!!

[.. أنهار ..]









" ما شاء الله وأنا آخر من يعلم "

أجَابتني والدتي بـِبُرود وعدم اِكتراث :

" كل شيء صار بسرعة "

قـُلتُ مغتاظة :

" وإذا !! أنا بنتكم .. و المفروض أكون عارفه قبل ع الأقل أقدر أمنعكم "

كانت جملتي على وصول والدي

" وش فيكم ؟! "

صمت لم أتكلم فا لغيض تمكن مني

كررّ والدي سؤاله :

" وش فيكم !! "

أجابت والدتي متلعثمة :

" ما فيه شي يا بو راكان بس بنتك تدلع "

أجاب والدي مُبتسماً بحنان غير مدركاً لمحتوى ما نتكلم به :

" خليها تتدلع دامها بنت عبد اللطيف سالم "

لمْ أبادله التـَـبــسُم بل كُـنتُ مغتاظة لما يحصل

أنها رنا البغيضة !!

لا يسعني أن أتخيل يوماً بأنها ستشاركني أخي

حتماً أنه يوم بؤس علي

" يبه صدق راكان بيتزوج هذي اللي أسمها رنا "

أعتقد بأن والدي لم تعجبه نبرة حديثي معه

قال حانقاً :

" أنا قلت لكم موضوع راكان منتهي ولا أحد يتكلم فيه "

قـُلتُ مُدافعه :

" أيه يبه ميخالف ما نتدخل بس إذا المسألة فيها رنا وأنها تأخذ أخوي فالسالفة ما تستحمل سكوت "

صرخ والدي :

" أنهار ! "

أوطأت رأسي بأسى وقلتْ :

" آسفة يبه "

أضفت :

" بس البنت ماهي زينه "

أجاب والدي حانقا وبحده :

" الموضوع منتهي "







* * * * * * * * * * *





[.. أم فيصل ..]









كنتُ جالسة اُقلب بتلك القنوات الفضائية

لعلي أجد ما يسليني ويسرق وقتي

وصلتني خادمتي المصرية [أم أيمن] لاهثة

" مدام مكالمة ضرورية أوي "

أجبتـُها بكسل :

" قولي مشغولة "

أجابت :

" ايوه بس ده راقل "

قلتُ متعجبة :

" رجل !! وش يبي فيني ؟ "

أوجعني قلبي !

أمسكت بالسماعة مباشرة

وصلني صوتاً بلكنة غريبة :

" ألو "

آه .. أنه هو !!

صغيري ومن عانقت روحه روحي

لساني شلُ

عيني دمعت !!

صرختُ فيه بلا وعي مني !!

فأنا أم مجروحة عانت من فراق أعز ما ملكت

" فيصل بعد عمري وليدي.. كذا تسوي في أمك .. كذا تخليني وتروح ؟ .. ابد ما هقيتها منك "

جاءني صوته العذب مريباً :

" شلوووونك يمه ؟ "

ام فيصل :

" ماني بخير دام عيني ما تشوفك "

فيصل :

" يمه أنا آسف "

لم اُجبه فقلبي يتقطع ألماً لفراقه

وشوقاً لرأياه

جاءني صوته مكرراً وبألم:

" يمه أنا آسف "

لمْ أستطع أن أجافيه أكثر فأنا مهما حدث أظل أم ولن يقوى قلبي على ذلك

أجبتُ بمقاومه :

" متى ترجع يا وليدي ؟ "

أجابني بصوت ثقيل :

" قريب يمه قريب "

بعدها اختفى صوته

حلماً جميلاً داهمني واختفى

صرخت :

" فيصل .. فيصل "

لمْ أصدق حينما أبلغتني الخادمة بأن هناك مكالمة من رجل

أسرعت إليه كالمجنونة إلا أنني فوجئت بجفائي معه

لربما حنقي وغضبي على غيابه هو السبب !

فكم مرّ من الوقت على رحيله

ومع ذلك لم يحس ولم يشعر بي !

بل تجاهلني ولم يكلف نفسه ولا حتى أن يكلمني ويطمئن قلبي المفزوع





* * * * * * * * *





[.. ياسر ..]







أجابَني راكان المِسكين راجياً :

" ياسر تكفى قول وش صار ؟ "

أجبتـُـه ببرود ومكر :

" قـِلتْ لك طلعت لي وحده "

أجابني مُصدقا :

" أحلف "

ياسر:

" والله إذا ما صدقتن بكيفك "

قال مُحتاراً :

" طيب وش تبي ؟ "

قلتُ بمكر:

" أسأل نفسك ؟ "

أجابَ مستنكراً :

" وش قصدكـ !! "

ياسر :

" ما أدري عنك يا ما تحت السواهي دواهي "

راكان :

" ياسر لا تفهم غلط والله العظيم ما عرفها !! يمكن غلطانة !! "

ياسر :

" لا البنت تقول أبي راكان بالحرف الواحد"

راكان :

" ياسر والله العظيم ما عرفها "

قلتُ بمكر :

" راكانوه تراي يسوور يعني عادي ما علم احد !! "

صرخ :

" أقسم لك بالله العظيم أني ما اعرفها ما عرفها "

قـُـلت بمكر :

" يعني حلال علي !! "

أجابني بلا تفكير :

" حلالين عليك "

أضاف مستنتجاً :

" لحظة وش قلت ؟ "

أضاف مَرة أخرى مُشككاً :

" يسوووورووه لحظة أحـلف أنها طلعت بنت "

اِنفجرتُ تلك اللحظة ضاحكاً على براءته و سذاجته

صرَخ المسكين في وجهي حانقاً

" زين يسور زين, مردودة يا لتعبان "

لمْ أستطع إيقافْ ضحكي على نجاح خـُدعي على أبن عمي المسكين

أستمر ضحكي وأشتد غيضه هو الآخر

لم يستحملني فضرب بالمخدة في وجهي ورحل






* * * * * * * * * *



[.. هيفاء ..]






" دريتي أن أبوي بيسوي عزيمة يوم الخميس الجاي "

أجابت مرام ببرود وهي تفتح العلبة أمامها :

" يا قدمك .. داريه قبلك "

وضعتُ يدي على خصري فقلت :

" لا صرتي داريه قبلي ليش ما قلتي يا آنسة ؟ "

أجابتني وهي تأكل أول قطعه من تلك ’الشيكولاه البلجيكية’ :

" لأني مالي خلق "

قلتُ باشمئزاز :

" الله يحوم كبدك , لا عمرك تتكلمي وأنتي تأكلين "

قالتْ بلذة :

" ما حد قال لك راقبين "

هيفاء :

" خبله أنتي, كيف افهم إذا ما طالعتك "

دخلتْ علينا في هذه اللحظة من لا نتوقع أبدا تواجدها بيننا

إنها لمى !

كلانا أصابنا الذهول !

كنا جالستين في غرفة الجلوس السفلى في منزلنا

لم يكن هناك سواي أنا و أختي مرام والتي جاءت إلي لأشاركها تناول الشيكولاه البلجيكية المستوردة

صُدمنا نحن الاثنتان لحظة دخولها علينا !

كما أنها الأخرى بدت خائفة منا

" السلام عليكم "

لم نـُــجبها سلامها بل ضللنا صامتتين لبرهة

فهذه الأولى بالنسبة لنا و التي نقف بها أمام ابنة فوزية لوحدنا

قالتْ مرام وهي تمضغ الشيكولاه :

" احم أنا بروح عند تغريد عن إذنكم "

تباً لها ستتركني لوحدي معها !

لا لن تفعل

استوقفتها بقولي المتردد :

" مرام لحظة , اقعدي أصلا تغريد الحين بتجي "

كانت واقفة بصمت وأظنُ بأنها غاضبه

مرام قاومت توسلاتي و هربت

بقيتُ معها والرعب قد تمكن مني

قلتُ لها بخوف وصوت متلعثم :

" اجلسي "

رمقتني بنظرة غريبة فتقدمت نحوي وقالت:

" خربت عليكم الجلسة ؟ "

أجبتـُـها بتلعثم :

" لا عادي .. تفضلي "

بعد قليل وصلتْ تغريد ومعها مرام

ويبدو أن الأخيرة هي من استدعاها

جلسنا معاً بصمتْ

كسرتْ تغريد حاجز الصمت بقولها:

" أنتي بأي صف ؟ "

أجابت الفتاة بحده وعدم مبالاة :

" ما درس "

قالت تغريد بجفاء:

" ليه ما دخلتي الجامعة أكيد مجموعك يفشل"

أجابتها بتوضيح اكبر:

" لأ ما درست بالأصل لا جامعه ولا غيره "

صُدمنا جميعا بهذا الخبر الغير متوقع

قالت أختي تغريد ساخرة ومشمئزة وتؤشر عليها بأصبعها :

" يعني أنتي جاهلة ؟ "

نهضت لمى من مكانها غاضبه فأضافتْ :

" إذا أنا جاهلة بنظرك فهذا شي راجع لك "

أجابت تغريد بغرور :

" أنتي قلتي بنفسك انك ما درستي معناها انك جاهلة , الحقيقة ما تزعل "

أجابت الفتاة بقوة عجيبة :

" ومن قال لك إن كلامك ضايقني أو مس شعره وحده مني , بالعكس أنا ماخذه الأمور بساطه , و مو معناة إني ما دخلت مدرسه ماني قادرة اثقف نفسي , يكون بعلمك العلم اللي أنتي تعلمتيه وأخذتي عليه شهادات و سنين, ما يحصل ولا عُشر اللي عندي "

نهضتْ تغريد من مكانها غاضبه :

" أنتي على ايش شايفه حالك ؟ "

رفعت لمى حاجبها وقالت :

" أنتي تشوفين إني شايفه نفسي ؟ إذا مفهوم الثقة بالنفس عندك غرور وشــوفــة نــفــس فهذا كمان شي راجع لك "

لمْ تستطع أختي تغريد الردْ عليها

خرجت من الغرفة من بعد ما أفسدت الأجواء بيننا

قالت لمى بعد مدة :

" عن أذنكم بشوف نواف أذا هو صحى أو لا "





* * * * * * * * * * *




[.. لمى ..]






مقابلة الأخوات الثلاث تطلبتْ مني جهداً أكبر مما توقعت

بدت لي تغريد صعبه

كذلك مرام والتي تهربت مني فور مجيئي

أما هيفاء فتلعثمها معي وترددها يثير مخاوفي

تعللتُ في النهاية بأني سأوقظ زوجي المزعوم

لا اعرف كيف تملكتني الجرأة لقول ذلك !

فأنا بطبعي أكره أن أصدق الحقيقة المزيفة

فأنا أعلم تماما ما خلف هذا الزواج المدّبر

فعمي أحمد يودّ القضاء علي والانتقام كما فعل بوالدي

وأنا أبداً لن أسمح له بذلك

ولكن ؟

نواف ما ذنبه ؟

لربما يختلف عن والده ؟

كلا انه نسخه مصغره من والده وهذا ما تضح لي من خلال أيامي السابقة معه

ولربما قد خططا ودّبرا لأيامنا المقبلة بحيّل دنيئة

شيء ما بداخلي يرفض ذلك

لكني للأسف مقتنعة بما أنا فاعله

وصلتُ للغرفة ودخلت

وجدته يعد نفسه للخروج

جلست على السرير بصمت

رمقني لفترة بعدها أشاح ببصره عني وخرج

حسناً إذن .. انه يتعمد تجاهلي

ولكن لماذا ؟ الست أنا من يحق لها أن تغضب ؟

أنه يهينني ويحتقرني أمام والدته أليس هذا ذنبا كافياً !!

يا له من شخص بليد

آه لو تعرف مدى كرهي لك !

لما جلست معي ولا دقيقه

ولكن ؟

أ أنا فعلاً أكرهه ؟

سؤال لم يسبق لي أن طرحته على نفسي

فأنا حتماً لا اكرهه وكذلك لا أحبه

انه شعور مختلف تماماً

لربما لو كان زواجنا في ظروف أفضل من هذه لعشنا بسلام

فـــ نواف لم يسئ لي في بادئ الأمر بل أنا من جعلته يفقد أعصابه

كم أنا غبية !!

كيف لي أن أفسد حياتي بهذه الطريقة

لربما أعيش معه بسلام من يدري !!

إنه حتى يحاول التحكك والتقرب إلي

بينما أنا أصده

ولكن ماذا لو كان هذا هو مخطط عمي احمد

يجعلني أتعلق به بعدها ينفذ بي مآربه

كلا لا أعتقد بأن خسته ستصل إلى هذا المستوى الحقير

ولكن ماذا لو فعلاً هذا ما خطط له !!

حتما سأضيع...................







* * * * * * * * * * * *






[.. فيصل ..]










ليتني شخص بلا مشاعر !

أو ليتني إنسان بلا إحساس

ليتني بحر أو بر..أرض أو سماء

أي شيء عدا أن أكون إنسان

يبكي ويتألم..يندم ويتحسر

ويذكر كل ما فات

مواقفً كانت أم ذكريات

يتحسس جروحها وآلامها

فيجد الجرح في اتساع

والألم في ازدياد

والنفس في انكسار

ومع كل هذا وذاك تزداد التساؤلات

وتكثر معها الاستفهامات

أتجرد جميع من في الأرض من مشاعرهم ؟

وتجاهلوا كل أحاسيسهم !!

وأطلقوا لألسنتهم العنان

كي يصيبوا سهام الكلمات ويقذفوها في وجوه الضعفاء دون أدنى محاسبة منهم أو اكتراث

لما قد يلحقوه من أضرار

أتراهم بصراخهم يرضون غرور ذواتهم القاصرة !!

يظنون أن باختيارهم الكلمات الساخرة وتفننهم في قذفها وإلقائها

أمرا يستلزم شخصياتهم الطاغية !!

ما بالهم يجرحون نفوساً !!

ويدمون قلوباً ؟

ويبكون عيوناً ؟

ثم يخرجون , وقد ارتسمت على شفاهم ابتسامة غرور بغيضة

وكأنهم يضيفون بذلك نصراً جديداً إلى سِجل انتصاراتهم الدنيئة

أتراهم لم يعرفوا يوماً فن الحديث ؟!

أم لم يسمعوا بالمشاعر و الأحاسيس ؟!

فيأتون بعدها ويسألون

عما تغير .. أو حدث

وما سر ذاك الجرح الذي ظهر ؟!

متصنعين براءة ولطفا لا يليقان بما عهدنا منهم

متجاهلين أنهم كانوا طرفا في معركة جرح الشعور وتحطيم النفوس

فلا يأتي الرد من النفس الجريحة والعين الدامعة الكسيرة

إلا صمتاً يدل على عمق الألم

وصدمة بواقع البشر

فكيف للنفس أن تبوح وللقلب أن يشتكي ويقول

لشخص قد فقد معنى الإنسانية

وتجرد من مشاعره وأحاسيسه لحظات عده

ولكن تعود الأيام وتجبرنا على أن نبتسم لذاك الإنسان

الذي مازال الجرح الذي أورثته كلماته إلى الآن

ويزداد الألم حين تتلاقى العينان

صحيح أن الحياة طويلة

ومواقفنا عديدة كثيرة

تنسي بعضها بعضا

أو تجبرنا على النسيان

أو يتوجب علينا أن نقنع أنفسنا الجريحة

بأنها ذكريات من الماضي

علينا أن نطوي بها صفحة الأحزان

ولكن منها ما يدمي القلوب

ويجرح النفوس

فنعجز بعدها عن النسيان

أو تغاضي الجروح والآلام

لنكتشف بعدها

أن هناك أشخاص يحيون بلا مشاعر

ويعيشون بلا إحساس !!

[.. نواف ..]









اتجهتُ إلى مقر عملي وهي شركة للاتصالات من أملاك جدي وأنا منْ يديرها

الجميع استغرب تواجدي بالعمل !

فأنا متزوج حديثاً ولا يحق لي المجيء

وعدا ذلك فانا مُستأنف من العمل كوني في إجازة زواج

شرحت للجميع ظروفي الوهمية وحبي للعمل ولا أظنهم تقبلوا الأمر

لكنني لم اكترث بهم

فصدقوا أمْ لم يصدقوا هذا أمر لا يعنيني

انتهيت من عملي في حدود الساعة الحادية عشر ليلاً

خرجتُ من هناك مباشرةً إلى صديق عمري وطفولتي سلمان

لم أحسُ بالوقت يمضي كوني بعيداً عن مشاكل أبي و تلك الزوجة النكدية

صُدمت حينما اكتشفت بأنها الرابعة فجراً

استأذنت سلمان بعجله و أسرعت إلى السيارة ومن ثم إلى المنزل

حينما دخلتُ بسيارتي إلى داخل القصر فوجئتُ بالنور الموقد في حديقة خالتي أم ياسر !!

ترجلّت سيارتي واتجهت إليه

فوجئت بعمتي أمل جالسة وأظنها تنتظر شخصا ما !








* * * * * * * * * * * * *






[.. أمل ..]










هاقد وصل أخيراً

نهضت من كرسيي

" تو الناس "

أجابني ببُرود واِبتسامه :

" هلا عمه .. شكلك تنتظرين أحد ولا أنا غلطان !! "

أجبتـُـه غائضة:

" كويس انك عارفك .. أمش معاي أبيك بموضوع مهم "

أجابني غير مكترث :

" ملزمه يا عمه ؟ تراني تعبان وراسي بينفجر "

أمسكتُ بذراعه قبل أن يذهب وقلت بقليل من الرجاء :

" نوافوووه بتجي معي .. يعني بتجي معي .. وإذا تهربت مني هالمره ترى بجد بزعل عليك "

أجابني بابتسامته المَعهودة :

" افا كلش ولا زعل العمة عاد .. وبعدين من قال لك إني أتهرب .. كل ما في الموضوع إن أوقاتك معي دايم غلط .. وأنتي ما يجيك الكلام إلا بالوقت اللي أنا تعبان فيه "

وضعتُ يديّ على خصري متعجبة :

" بالله .... وين تبيني أشوفك وأنت يا نايم يا طالع ؟ "

أجابَ مُختصرا :

" طيب يا عمه وين تحبين نتكلم ؟ "

قـُلت :

" هنا كويس بما أن الكل نايم "

أجاب :

" اوكي "

جلسَ نواف في الكرسيّ المقابل لي

وبالمقابل جلستُ أنا

احترت في البداية كيف سأفاتحه في الموضوع

فتلعثمت كثيراً قبل أن أقول:

" نواف قبل كل شيء أبيك تعطيني عهد انكْ تفتح لي قلبك "

ضحِكَ نواف لكلامي وأظنه يستهزئ بي , قال :

" اوكي يا عمه عهد مني ما تلقين إلا اللي يسرك "

أجبتـُـه سَعيدة :

" حلو "

أضفتُ بعد تفكير :

" أول شي وش صار بينك وبين لمى ؟ "

وقبل أن يُقاطعني رفعتُ يدي في وجهه وأكملتْ :

" نواف ما أبيك تقول إني ملقوفة ! أنا عارفه إنها حياتك الخاصة , والمفروض مني ما أتدخل , بس حرام البنت يتيمة ومسكينة , وما فيه احد غيري ممكن يساعدها من اللي هي فيه ! فالله يعافيك استحملني ليما اخلص كلامي وجاوبني بكل صراحة "

تنهد نوّاف وقال :

" هي اشتكت لك !! "

وأضَافْ :

" بما انك تطالبيني بالصراحة فكوني أنتي بعد صريحة معي "

أجبتـُـه بصدق :

" وإن قلت لك أنها ما قالت لي شي بتصدقني ؟ "

أجابني مُـقتنعاً :

" أذا هذي الحقيقة ليش لأ "

أدرتُ له ظهري

وقـــُـلتْ :

" نواف... لمى إنسانه غريبة وصدقني بالرغم من إني عــاشــــرتــــها ثلاث شهور إلا إني للحين مش قادرة افهمها !! "

و أضفت :

" أحسّ بقلبها ألم و حزن , صحيح هي ما كد اشتكت من حاجه بس عيونها تنطق وتتكلم "

وأضَفتْ :

" أمس يوم جيتوا البنت كانت كاتمه وصابرة وبس شافتني ما قدرت انهارت قدامي زي المجنونة , لمى خايفه من شي ! ما أدري وش هو ؟!! ولا ظنتي بيوم راح اعرف !! لأنها ما تتكلم عن أي شي يخص حياتها الخاصة, فما بالك عن زوجها !! "

وأضَفتْ مستاءة :

" نواف أنا ماني قادرة استحمل أشوف بنت محمد تذبل قدامي وأسكت ! عطني محاوله ولو وحده أني أصلح بينكم "

أعتقد ما أباحه قلبي قبل لساني جاء بنتيجة

فبدا لي نواف متقبلاً كلامي

أجابني مُحتاراً :

" عمه ما أدري وش أقولك بس هي معقدتها من كل النواحي "

أجبتـُـه بحماس :

" قلتْ لك خلني وسيط بينكم مش يمكن أقدر بشي أنت ما قدرت تسويه "

نواف :

" طيب وش تبيني أسوي ؟ "

أخذت أفكر بخطوتي القادمة

فحديثي مع نواف قد أبدى نتائج ايجابيه

قلتُ له بعد طول تفكير :

" أسمع .. أنتم الحين وش اللي مكدركم من بعض ؟ "

أجابني ببساطة :

" ولا شي "

أجبتـُـه متعجبة :

" كيف ولاشي !! وأنا أشوف الشرار بعيونكم "

أخبرني بعدها بتفاصيل أحداث ليال ِ ماليزيا خصوصاً غرابة تصرفها ليلة ركوب الباخرة

استأت كثيراً لعلمي بسوء التفاهم المتبادل والصراعات العنيفة بينهما

وبخته كثيراً على تسرع لسانه وعدم ترجله

لكن جوابه الغاضب كان حتماً مُقنعاً:

" إيه وش تبيني أسوي له , أشوفها تهزئني وتهيني واسكت, أذا هي نفــسـها ما احترمتني كيف تبيني أحترمها !! "





* * * * * * * * *






[.. أنهار ..]









قــُــلت محاوله :

" راكان البنت ما هي من ثوبك , أسألني عنها أنا أبخص الناس فيها "

أجابني وهو يعدّل "شماغه" غير مكترث:

" أنهار الموضوع انتهى خلاص وبعدين أنا مستخير ربي وأحس أني أبيها "

قـُلت :

" أيه بس .... "

قاطعني بهدوء قائلاً:

" أنهار خلاص "

قال جملته وخرج

أكاد أموت غيضاً لبرودة أعصابه

فليذهب إلى الجحيم !

لقد فعلتُ ما بوسعي ونصحته

لكنه رافضاً فتحُ أذنيه

منصاعاً وراء صفقات عائلتي بكل سعادة !!







* * * * * * * * * * *





[.. نواف ..]






دخلتُ غرفتي مُرتاح البال

فعمتي أمل استطاعت أن تحمل جزءاً مما وُضع على عاتقي

لمى لمْ أستطع أن أفهم طريقة تفكيرها ؟

وما أنا بالنسبة لها !!

حدة طباعها تمنعني من ذلك

أسلوبها دائماً قوي بالرغم من أني موقن بأنها تخافني

فاهتزاز يديها أمامي لأكبر دليل على ذلك

ولكن لمَ تتداعى بالقوة أمامي !

ألستُ زوجها ؟

ألا يجب أن نكون كتابان مفتوحان لبعضنا البعض ؟

إنها لـ لغز غامض يحيرني

فمن بمكانها لتفخر أشد الفخر بزواجها من أبن أحمد بن سالم وخصوصا أن هذا الأحمد هو عمها

يا تـُـرى هل للماضي علاقة بهذا ؟

أخبرتني والدتي بأن لوالدة هذه الفتاة ماضي سيء للغاية

لكن ما ذنبها ؟

ولمَ الجميع يحتقرها بتلك الطريقة الهمجية ؟

حقيقة بدأت أحس بالضياع

فـ قلبي يجبرني على الابتعاد بينما عقلي العكس

قــَــطع شرودي صوتها :

" نواف أنت هنا ؟ "

يا الهي لأول مرة أسمعها تنطق باسمي

وما أجمله بلسانها !

فتحتُ الإضاءة فوراً وقلت بهدوء :

" آسف إذا أزعجتك "

ألتفتُ إلى السرير لأفاجأ به فارغاً

أذن من أين كلمتني ؟

أدرتُ ظهري للجهة الأخرى فوجدتها جالسة على الأريكة

خجـِـلت من نفسي قليلا فلربما الفتاة تنظرني بينما أنا سعيد بلهوي مع سلمان !

قلتُ لها بهدوء :

" وش مسهرك لها لحزة ؟ "

أجابتني بحدتها المعتادة :

" سؤال المفروض توجهه لنفسكـــ "

أعترف بغلطتي حقاً

لكني أبداً لن انطق بهذا فــكبريائي يمنعني

قلتُ بعد فترة :

" لمى عندك استعداد ندردش شوي ؟ "

أوطأتْ رأسها و أجابت بأدبٍ لم أعهده عليها سابقاً :

" خذ راحتك "

قلتُ بمرح :

" حلو .. طيب سؤال آخر ممكن ؟ "

أجابت بحدة :

" أيش بعد ؟ "

قلتُ بمكر :

" أش تعرفين عني يا لمى ؟ "

ضحكت الفتاة لجملتي مع أني لا أجدها تثير الضحك

بعدها قالتْ بابتسامه :

" ببساطه ولا شي "

بدت لي سعيدة , وما أجمل سعادتها

أحساس لم أعهده من قبل !!

قلتُ لها راداً ابتسامتها :

" اوكي اسأليني أنتي "

قالتْ بـِحده مُفاجئة :

" وليه أسأل ؟ إذا أنت ما تهمني "

يا لها من فتاة متناقضة !!

حاولت أن أتغاضى عنها وأكتم غضبي

فقلتُ ماكرا :

" أوكي أنا بتكلم , شكل زوجتي مستحيه تسألني "

عضت الفتاة شفتيها , وتوردت وجنتيها

استغليت هذه الفرصة فأخذت أحدثها عن نفسي

بدت متحمسة أكثر للسماع

وهذا ما أسعدني

أخبرتها بدراستي ومقر عملي والمصاعب التي واجهتني

أنها حتماً مستمعه جيده

أخذت أشرح لها حياتنا في المنزل أكثر

والمشاكل التي واجهتنا

لا اعرف حقيقة كيف تفتح لها قلبي بهذه السرعة

لكنني اعترف بأني اكتشفت شيئاً مخيفاً للغاية

فأنا مهتماً بها وبشده ......................................







* * * * * * * * * *



[.. لمى ..]








اكتشفت معلومات هائلة جداً عن زوجي لمْ أكن أعرفها سابقا

تحديه لي أشعل في قلبي ناراً لمْ أعهدها من قبل

أثناء حديثه معي لم أعي بنفسي إلا وقد بنيت جبلاً من الأحلام الوردية

جبلاً شاهقاً مليئا بالحب والسلام

مليئا بأشياء رائعة حُرمت منها ولم أذق طعمها

العاطفة شي رائع وجميل

لكني أبداً لم أبادلها مع والدتي ولا أختي

بالرغم من حبي الكبير لهما إلا أنني لم أذق طعماً للسعادة بل ذقتُ صنوفاً هائلة من العذاب

أختي نجود تغلبها الأنانية والغيرة

وبالرغم من ذلك فأنا أحبها رغما عني

حبي لها لم يكن بالشكل العلني

بل كان على شكل سيل من الصراعات المستمرة

في هذا المنزل بالذات تعلمتُ أشياء كثيرة لم أكن في يوما ما قد فكرت بها

حنان أم نواف لأبنها

عطف عمتي علي بالرغم من نفور أعمامي الصبية مني

كلها أشياء تجعلني أفكر بالأمور أكثر

لغز هرب والدي بدا لي غامضا أكثر

فما فهمته منه بأن عمي أحمد وقف في وجهه مانعاً لزواجه

وما أراه الآن لا أتوقع أطلاقاً أن يكون بسبب تافه كــ ذاك

أعتقد أن هناك أمورا مخفيه ولن أستطع الحصول عليها سوى من عمي أحمد بذاته

لحظة !!

كيف لي لم أفكر في الأمر ؟

فــ نواف لابد وأنه يعرف بكل شيء

نعم حتما سيخبرني بكل ما يحيرني

و وقتي الآن ســ يساعدني في ذلك

ولكن كيف سأفاتحه الموضوع ؟

هذا ما أفكر به ؟

فأمر كهذا يتطلب مني عزيمة أقوى

قاطع نواف شرودي بقوله :

" هاه لمى ما كلمتيني عن نفسك ؟ "

أجبت بشرود :

" هااااه "

جاءني سؤاله :

" ما قلتي لي ليه ما دخلتي الجامعة ؟ "

حسناً أذن .. هاهو سؤال أخته يتكرر

وهذا ما خشيته طوال فترة وجودي معه

كيف سأجيب ؟

هل سيستحقرني كما فعلت تغريد ؟

وأن يكن فــ نواف لا يعني لي شيئاً

ولكن .. أحقا نواف لا يعني لي شيئاً ؟؟؟

حتماً لا أعرف .....

" لــمــــى أكلمك !!!! "

قــُــلت:

" آسفة ما سمعتك .. أش كنت تقول ؟ "

كرر سؤاله وهو يرمقني بحيرة :

" كنت أقول لك ليه ما دخلتي الجامعة ؟ "

أجبته بثقة و حده :

" بالأساس أنا ما أدرس كيف تبيني أدخل الجامعة ؟ "

دُهش وأعتقد بأنه لم يستوعب ما قلته جيداً :

" ما تدرسين !! .. قصدك ما خذتي الثانوية ؟؟ "

أجبته بفخر :

" ما خذت شهادة خير شر "

ضحك باصطناع فقال بــ جِد :

" لمى أنتي تمزحين ولا شلون ؟ "

أجبته بثقة أكبر :

" ليه أمزح ؟ أنا بطبعي جديه وما عندي وقت لا للمزح ولا لغيره "

و أضفتُ بــ سخريه :

" أما أذا أنت ما أنت مصدق أن حرمك بتكون جاهلة فحقيقي شيء مؤسف "

أجابني بهدوء :

" ليه طيب ؟ "

أجبته ببرود و تحفظ :

" آسفة ما عندي جواب لسؤالك ؟ "

قال بغضب :

" لمى أنا زوجك متى تفهمين ها لشيء ؟ "

تداركت نفسي قبل أن أسيء إليه أكثر

فكم أنا غبية ؟

فـــ قد نسيت تماماً نيتي في استدراجه للحديث عن الماضي

حسناً أذن يجب أن أهدأ وأن أتحاشى أثارة غضبه من جديد

قلت بهدوء وتلعثم خفيف محاولة امتصاص غضبه :

" السبب مو مني يا نواف "

أعتقد بأني أثرت دهشته من جديد , فقال مستفهماً وقد بدا عليه الهدوء :

" قصدك إن عمي منعك ؟ "

أجبتـُـه بأسى :

" للأسف هذا اللي صار أبوي كان متمسك بقراره بشكل فضيع, كِـنتْ صغيره ما دري شالسالفه ؟! .. بس بعدين لما كبرت وفهمت حسيت بخسارة كبيره "

نواف :

" شي غريب والله .. طيب ليه ؟ "

أضاف :

" ما سألتيه ؟ "

وأضاف بحيرة :

" نادراً ما أشوف إنسانه مش متعلمة , خصوصا البنات إقبالهن على العلم أكثر من العيال, أكيد لـــعـــمي محمد سبب !! "

أجبتـُـه بأسى أكبر :

" كان يقول لي ما أبي أدخلك أي مدرسه أنتي لازم تدخلين أحسن مدرسة وطبعاً أموره المادية أبداً ما تسمح له بها لشيء , فــ مرت السنوات ورى السنوات لحد ما ضاع الحلم "

بعد فترة من كلامي الأخير, سألت نواف بتردد :

" نواف أنت وش تعرف عن الماضي ؟؟ "

رفع حاجبه متعجباً لسؤالي .. فقال :

" وش يهمك الماضي فيه ؟ "

قلت بخوف :

" يعني من باب العلم فقط "

ظل يرمقني بنظرات استكشافيه , بعدها قال :

" اللي اعرفه تعرفينه "

لمى :

" بس أنا ما أعرف أي شي "

أجابني وهو يتفحص وجهي ولا أعتقد بأنه صدّق كلامي :

" ما هو بلازم تعرفين, والأفضل تقومين تنامين الظاهر الكلام أخذنا وما حسينا بالوقت .. النور طلع "

نهض من مكانه وقد أتضح لي بأنه يتهرب من إجابتي

تملكني الغضب والقهر معاً

إلا أنني لم أستطع مقاومة النوم فالشمس فعلاً أشرقت ومازلنا مستيقظين........................................





< نهاية الجزء>

انا وانتي وكلنا 25-12-06 02:10 PM

- الجزء الثاني عشر -











[ 12 - قــَـــسّــــوة مُـــــحِّــــــب ]




















" هاااه عساك جاهزة "

أجابتني أمل بنعاس:

" يا صباح الخير , هلا سلطان شو تبي ؟ "

سلطان:

" شو اللي شو أبي ؟ أنتي ما جهزتي ؟ "

أجابتْ ببرود و استغراب :

" أجهز ؟!!! شو السالفة ؟ "

سلطان:

" أمل حرام عليك وش قايل لك أنا أمس ؟ "

صرختْ :

" يوووووووووووووووووه صح , وربي آسفة راح عن بالي موعدنا "

سلطان :

" ما عليه تجهزي الحين بسرعة, يا ويلك تقطعينن تراي مسافة الطريق وأكون بجنبك"

أجابتْ :

" أوكي "



أغلقتُ السَماعة منها بعَجله وسارعتُ بمُغادرة مكتبي

أخذتُ منه ما يلزمني من أوراق قد أحتاجها هناك

كانتْ الساعة تشير إلى التاسعة والنصف صباحا

اتجهتُ حيثُ سيارتي الراكنة بالمواقف السفلى

استوقفني أحد العمال

" أستاذ سلطان, أستاذ سلطان "

أدرتُ وجهي إليه :

" نعم !! "

قال :

" فيه واحد له مدة يَسأل عنك "

سلطان :

" ما قال لك من هو ؟ "

أجاب :

" لا والله ما قال ! "

سلطان:

" كان قلت له يجيني بمكتبي "

أجاب :

" قلت له "

سلطان:

" أوكي الله يعطيك العافية "

أكملتُ مسيري

وصلتُ و أخيراً إلى سيارتي

أدرتُ المحرك وانطلقتُ ببطء ريثما أخرج عن هذه المنطقة

توقفتُ لبُرهة مصدوماً و مشككا بما أرى !

فركتُ عيني فلربما يكون ما رأيته مجرد خيال عابر !!

صرختُ بصوتي منادياً له

أيعقل أن يكون هو !!

ارتجلتُ سيارتي بعجله و تقدمت إليه بخطى واسعة

لكنه للأسف أسرع مني

حيث ركب سَيارته وأقلع بها إلى حيثُ لا أدري !

إلى الآن أنا غير مصدق فيما إن كان هو أمْ لا

ركِبتُ سيارتي وحاولتُ اللحاق به

ضربت بيدي حانقاً لفشلي في ذلك

غيرتُ وِجهتي إلى المنزل بشرود

فهل يكون هو حقاً !

أنني لا أدري !

لربما تهيأ لي ذلك

أو شخصا يشابهه

فهو مغادر للديار وتواجده على أرض الوطن أمر مستبعد تماماً !

لكنني متأكداً مما رأته عيني

إنه هو ولا يمكنني أن أُخطأ ذلك أبداً........ أبداً






* * * * * * * *






[.. مرام ..]









اليوم هو يوم الأحد أي أنه يومي المفضل

أفقتُ على صوت مُنبهي المُزعج

ألقيتُ بـِــبَصري على السَّاعة لأفاجأ بها تشير إلى العاشِرة صباحا

نهضتُ من سريري بعجله

أمسكتُ بجهازي النقّال وأدرت الرقم بسرعة

جهازها مغلق !!

تباً لها

بدلتُ ملابس نومي

نزلت للأسفل مُرتاحة البال

صرخت بأعلى صوتي :

" ســـــــــــــــتــــــــــيــــــــــمـــــــــــ ــــه "

" ســـــــــــــتــــــــيـــــــــــــمـــــــــوه وووجع "


فاجأني الصوت :

" خــــــــــير "

من تفوه بذلك !!

يا الهي أنه والدي !

ما لذي أتى به هذا الوقت !!

أصابني الارتجاف تلك اللحظة

فكيف سأبرر له تغيبي !

بالكاد لن يتفهم ذلك

" وش فيه ؟ "

يا الهي ها أنا أرتجف من جديد

لكن كيف سأجيبه ؟!

قلتُ أخيرا بارتجاف و خوف :

" هلا يبه .. صباح الخير "

ترك تلك الجرائد من بين يديه

قال بحده:

" ما جاوبتيني ليه ما داومتي اليوم ؟ "

همهمت بتلعثم :

" هااااااااه "


أحتد صوته :

" ليه ما داومتي اليوم ؟ "

يبدو وأنه مُصر على الإجابة

ومصر أكثر على المعاقبة

تملكتني الجرأة أخيراً وقلت :

" يبه راحت علي نومه , ساعتي خربانه "

قال بحده وصوتٍ عالي مُروع :

" ساعتك خربانه تشترين غيرها لكن تتغيبين عن دوامك شي مرفوض "

قلتُ مرتاعة :

" آسفة يبه "

أقبلتُ إليه متأسفة

قــبـّـلت جبينه بعدها حاولت الهرب

استوقفني قبل ذلك بقوله :

" هالحين تلبسين وخلي السواق يوديك "

شــهـِـقتُ لدى سماعي ذلك

قلتُ بترجي :

" إيه بس يبه الباب الحين مقفل له ساعتين يعني مستحيل يدخلوني "

أجاب بحده :

" يدخلونك غصبن عنهم "

قـُــلت :

" يبه ممنوع "

لا أظنه سيتفهم الممنوع والمباح من قوانين مدرستي المملة

وبالفعل هذا ما حدث !

حيث أصرّ على حضوري وعدم تغيبي

تأففت لذلك

فيا فرحة لم تتم !

صعدتُ السلم متأففة مُـتجهة إلى غرفتي كي اُعدَّ نفسي للمدرسة

صادفتُ تغريد في طريقي بكامل زينتها من ماكياج وتصفيف شعر إلى تلك الألوان الزاهية التي ترتديها

استوقفتها بسرعة :

" هييييييييييييييييي وين ؟ "

أجابتْ مستاءة :

" يالله صباح خير .. نعم ! "

أشرتُ بإصبعي للأسفل و قــلــتُ بهمس مُنبهة :

" ترى أبوي تحت "

شهـِـقت تغريد مرتاعة:

" قولي والله !! "

قلتْ :

" والله العظيم "

أجابت بخوف :

" وش جابه الحين ؟ "

قلت :

" الله أعلم .. توه زافني "

ضحِكت بنذالة :

" أحسن تستاهلي "

قلت مستلطفه :

" يا ويلك من الله .. وربي ما نويت أغيب بس ساعتي ها لحماره خربانه , وبعدين دورك جاي بالطريق"

أجابتْ :

" فال الله ولا فالك "

أضافتْ:

" أف شو السوات الحين ؟ "

قلتْ ببرود :

" عادي أنطقي بالبيت ليما يروح "

أجابت مستاءة :

" وجامعتي !! وبعدين أنا رصيدي بالغياب Off وما ينفع أغيب "

قلت :

" أجل روحي أغسلي خشتك وعدلي شعرك وانزلي معي نروح سوا "

أجابت :

" مراموووه تراني ما ني ناقصتك أنتي الثانية "

قلت :

" أجل بكيفك غيبي وخليهم يحطون عندك حرمان "

أجابت بتفكير :

" تدرين شلون !! بكلم على وحده من صاحباتي توقع لي ومتى ما راح الوالد مشيت "











* * * * * * * * * * *







[.. لمى ..]










أفقتُ من نومي في تمام الساعة الحَادية عشرا صباحا

تحسستُ ظهري المتألم لسوء استلقائي

نهضتُ من سريري منزعجة

بَحَثتْ عينيّ عشوائياً عن زوجي فلمْ تجِداه

لربما خرج مُـبكرا إلى عمله لا أدري !

اتجهتُ إلى الحمام - أعزكم الله - للاستحمام

دخلته وأحكمتُ إقفاله ...........................



* * *


خرجتُ من الحمام بـِـنـَشاط وحيــويــة لمْ أحسُ بهما مسبقاً

بدلتُ ملابسي وعدلتُ مِن شعري

استخدمتُ بعض مساحيق الزينة لأخفِي ما أستطيع إخفائه من هالاتَ مُزعجه

توقفتُ لبرهة أتساءل فيما إن كنتُ أستطيع النزول !!

فهل يمكنني ذلك ؟

حقيقة لا أعلم !

مواجهة العائلة أمر صعب

بالذات أم نواف قلبي لمْ يتقبلها

أيضاً الأخوات الثلاث لمْ ينشرح لهن صدري

الوحيدة التي استطاعت أن تمتلك قلبي هي أم ياسر

مشاعري اتجاهها أبدا لا أستطيع إنكارها

بالرغم من محدودية لقاءاتي بها !

حتما أنها مشاعر غريبة !

فكرتُ وأخيراً بالنتائج المتوقعة لو فعلت و نزلتُ للأسفل

فلربما الأمر في صالحي من يدري !

حياتي معهم لمْ تكن كما في السابق مجرد حاله مؤقتة

بل مبيتي هنا حُـكم عليه بـِالإعدام

ومع من !!

أنِه أبن من حقـِـد عليه قلبي و بغضه

توقفتُ هنا لبرهة !

فهل أنا فعلاً حاقدة وباغضه لـ نواف

سؤال كم أتمنى الإجابة عليه لكني غير قادرة !

فأنا غير مُدركة لمشاعري اتجاهه

توكلتُ على الله وقررت النزول

فتحتُ مِقبض الباب بهدوء و خوف

تقدمَت قدمَاي بالمسير مُتجهة حيث لا أعلمْ

صدى أصواتً بالأسفل اجتذبني إليها

نزلتُ بهدوء للأسفل لأستكشف المكان

وصلتُ وأخيراً بنفس هدوئي وأعتقد بأن أحداً لمْ يشعر بي

حاولتُ أن أسبب الأصوات لعلهم ينتبهون

وبالفعل حدث ما أريد

كشرتْ أم نواف لدى رؤيتها وجهي فأصاب السهم قلبي الجريح !

أنها حتى لمْ تحاول مجاملتي

بل أعلنت عن بغضها لي منذ البداية

حاولتُ تمالك نفسي أمامها باتخاذ دور الفتاة البريئة اللا مُبالية

أدارت بوجهها عني ولم تنطق بحرف واحد !

تنبهتُ إلى المرأة الجالسة بجوارها

يخيل لي بأنه سبق لي وأن رأيتها لكن أين ؟ لا أعرف !

أزعجني وقوفي أمامهن كالذليلة

قــُلت وأخيراً:

" صـــــبـــــــاح الـــخـــــــيــــــــر"

تنــقـّـلت أبصَارهنْ إلي فكشرت الاثنتان مستاءتان

اشتدت قبضتا يدي غضبا

قالت الأخرى بلا نفس:

" صباح النور "

تماسكتُ نفسي أمامهن أكثر

أبداً لن أسمح لهن بالانتصار

جلستُ أمامهن بثقة فأنا أعلم تماما بأن جلوسي يسبب لهن الضيق

وهذا حتما ما أريده !

تأففت أم نواف من جلستي

قالت الأخرى ساخرة:

" وش أخبارك يا بنت فوزية "

يا لحقارتها ودناءة أسلوبها !

إنها تهينني عمداً !!

تماسكتُ نفسي أمامهن وللمرة الثانية

ألقيتُ عليها بنظرة احتقار واحدة كافيه لردعها

فنوع كهذا لن يردعه سوى التجاهل

وهي امرأة بعمر والدتي و أجهلها تماما

أمسكتُ بإحدى تلك المجلات التي أمامي

أخذتُ أقلب بتلك الصفحات بلا روح

ففكري و تركيزي كله بجوار تلك المرأتان

قالت المرأة ساخرة :

" إلا وش أخبارها ها لفوزية حية ولا ميتة ؟ "

تجاهلتها وللمرة الأخرى متداعية اللامُبالاة

والحقيقة هي غلياني من الداخل ورغبتي في الانفجار

فهي تنطق أسم والدتي باحتقار وكل حرية !

أجَابتها أم نواف بنفسْ سُخريتها:

" وش تـَـرجين من أمٌ أمس قطت ولد سارة , واليوم بنته اللي من لحمه ودمه"

أجابتها المرأة ساخرة :

" أي والله أنك صادقة "

لمْ أفهم من مغزاهن الدنيء أية حرف !!

لكني جازمة بنبرة السخرية في حديثهن

أشتد غليلي أكثر

حاولت التريث قليلاً ثم الرحيل

رميتُ بالمجلات أرضاً

وقلت :بحده :

" وين ألاقي عمتي أمل ؟ "

كشرت لي أم نواف

قالت بعد فترة:

" ما أدري ! "

أزعجني أسلوبُها في الحديث معي

يبدو وأنني سأواجه أياما أكثر صعوبة مما تخيلت

فــعُــمرها يمنعني من التطاول عليها والأخذ بحقي

لذا فالتجاهل بظني هو الحل الوحيد !

قلتُ بعد فترة من الصمت :

" هي وين تسكن ؟ "

ضحِكت المرأة المجهولة بصورة مُستفزة على ما قلته

مع أني لا أجد فيه ما يثير ضحكها !!

تجاهلتُ الاثنتان وأنا في قمة توتري

اشتدت قبضتا يدي من الحنق

اتجهتُ وبلا إرادة إلى المخرج

فتحتُ المقبض بقوة وخرجتْ ........................







* * * * * * * * * * * *




[.. مرام ..]









وصلتُ و أخيراً إلى مدرستي المُملة

فوجئتُ حينما أدخلني الحارس

شيء غير متوقع منه !!

تجاهلتُ ذلك

مشيت بثقة وغرور أمام البنات حيثُ الوقت الآن يوافق وقت الفـُسحة

أي أنني حديث جميع فتيات المدرسة

تجاهلتُ ذلك أيضاً

اتجهتُ إلى فصلي

وضعتُ حقيبتي وكتبي وذهبتُ أبحث عن زميلاتي

وجدهن في مكاننا المعتاد

صَرخَتْ حنان عن بعد, قائلة:

" مرااااااااااااااااااااااام لا مش معقول !! "

وصلتُ وأخيراً إليهن

قلتُ بغرور :

" هااااااي بناااااااااات "

صَرَخت حنان في وجهي مُتعجبة :

" من وين طلعتي ؟ أنتي متخبيه ولا كيف ؟ "

قُلتُ مشمئزة :

" أنا مرام بنت أحمد بن سالم أتخبى !! "

حنان :

" اجل وينك ؟ "

قلتُ بتفلسف :

" سؤال ذكي من وحدة غبية "

حنان :

" مرام بلا ثقاله دم قولي !! "

مرام :

" أول صبولي قهوة وبعدين أحكي "

تأففت حنان وقالت آمره :

" يا ربيه صبوا لها قهوة "

مرام :

" أحم "

استلمتُ القهوة وارتشفتُ منها أول رشفه

نظرات صديقاتي تكاد تأكلني

قلتُ بعد ذلك موضحه :

" أحم أحم , هذا يا موزميزلات كل أمس وأختكم اللي هي أنا سهرانه تتابع فلم هندي "

قلتُ بعد ذلك شاكيه :

" الله يأخذهم تصدقون بنات ثلاث ساعات كاملة و ورى بعض وعيوني مبققه وظهري شاقص وطبعا ما خلص إلا الساع 4 الفجر وتعرفوني ما شاء الله علي نومي ثقيل وما أحس بأحد خصوصا أذا نمت متأخرة والله لو تنفجر بجنبي قنبلة ما حسيت "

أكملت حنان مُستنتجه :

" يا عيني عليك , وبكذا راحت أكيد عليك نومه "

مرام :

" عليك نور "

أضفتُ مستاءة :

" قمت مستانسه .. ولا من زود الذهانه نازلة تحت يقالي بفطر بس المصيبة طلعت بوجهي"

حنان :

" وشو المصيبة ؟ "

مرام:

" أبوي "

حنان:

" اف أف "

مرام :

" طاح بي ويحسبني متقصده أغيب حلف يمين إلا أروح , والغريب هنا الحارس مدري كيف طاع يدخلني "

حنان :

" صح غريبة !! طب مُمكن يكون أبوك مكلمه ولا حاجه "

مرام :

" لا ما ظنتي أبوي واعرفه زين ما يسويها "

حنان :

" غريبة والله !! "

تدخلــتْ فرح بقولها :

" إلا بنات شو رأيكم اليوم نطلع لستار "

أجبنا جميعاً بـملل :

"لا "

فرح :

" أنزين الحكير "

أجبنا جميعاً للمرة أخرى بملل:

" بعد لا "

فرح :

" أنزين السوق "

حنان :

" وشو نسوي بالسوق "

فرح :

" عادي نجلس بالمطاعم و نحش بخلق الله"

مرام :

" صاحية أنتي ولا تجننتي والله أن يذبحني أبوي "

فرح :

" وليه يذبحك عادي طالعين السوق ! "

مرام :

" بس أنتي عارفه مطاعم الأسواق كيف تكون !! أكيد مليانه شباب ومغازل "

فرح غير مُبالية:

" وإذا !! "






* * * * * * * * * * * * *





[.. لمى ..]









خرجتُ إلى فـِـناء المنزل

المكانُ رائع جداً

الحدائق جذابة بالرغم من حرارة الجو

تقدمتُ بمسيري لأستكشف المكان أكثر

أنها المرة الأولى والتي أخرج بها لوحدي

انتهزت الفرصة

أخذتُ أتأمل المكان أكثر

تساءلت أين سأجد عمتي من بين كُل تلك الفلل !

أصابتني الحيرة !!

فأنا الآن بجوار منزل أم نواف

وعمتي أظنها تسكن في منزل عمي الرئيسي

وما سمعته مسبقاً بأن المنزل الرئيسي هو منزل أم ياسر

أي من الطبيعي أن يكون أكبر الفلل

كمْ أنا غبية !!

لقد سكنتُ وعشتُ هناك ثلاث شهور كيف لي لا أميزه !!

لكنها جميعها متشابهه من الخارج !

ولا أستطيع تمييزها !

أفضل حل هو العودة من حيث أتيت

فلا يمكنني المجازفة بدخول تلك الفلل وأنا أجهل أصحابها !

خَرجتْ تلك اللحظة فتاة من إحدى تلك المنازل

ركزتُ ببصري عليها لكني لم أميزها !

يا ترى من تكون !

نظراتها المتفحصة تخيفني

تقدمتْ الفتاة نحوي مُتعجبة

اِبتسمتْ لي فمدت يديها لــمُــصافحتي

صافحتـُـها باستنكار

اِبتسامتها لي لمْ تكن سوى ابتسامة حزن أجهل سببها !

قالت بعد فتره بشيء من الغرور:

" شكلك ما عرفتيني ! "

قـُـلتُ بصدق :

" لا "

أجابتْ :

" أنا أنــــهـــــــار "

وأضافتْ بفخر:

" بنت عبد اللطيف بن سالم "

ابتسمتُ لها باصطناع وصمتْ

بعدها تجاهلتها بقولي :

" عمتي أمل وين ؟ "

أجابتْ بتفحص :

" توي شايفتها تلبس عبايته بتطلع "

استأتُ لقولها فانصرفت عنها بلا مقدمات

عدتُ أدراجي إلى تلك الجدران المملة

عدتُ إلى سجني حيث انتمائي

عدتُ وحيدةً لا أنيس لي سوى تلك الجدران القاهرة

أسلوب تلك الفتاة معي لمْ يُعجبني !

نظراتها الحادة غريبة مخيفه

ذات مغزى أجهله !!








[.. أمل ..]









وأخيراً وصل لقد انتظرته بما فيه من كفاية

لقد مضى على مكالمته لي ثلاث ساعات

صرختُ في وجهه لدى إقباله علي :

" هذا اللي يقول مسافة الطريق ما شاء الله عليك "

لمْ يُجبني !

تـَـجاهلني ودخل المنزل بشرود تام

أمره عجيب !

لــحـِـقــتُ به فمنظره لا يوحي بالخير

" شو فيك سلطان ؟ "

جلسَ على أول مقعد صَادفته عينيه

فتح "أزارير" ثوبه بتعب

كررتُ سؤالي :

" سلطان شو فيك خوفتني ؟ "

لمِستُ جبينه بسرعة

أنه ليس بمريض !

ما للأمر إذن !

" سلطان !! "

أجاب أخيراً بصوت مبحوح:

" هلا "

قلتُ بقلق :

" شبلاك يا خوي "

أجابَ بغموض :

" شفته يا أمل "

قلتُ بتساؤل :

" من شفت ؟ "

أجاب :

" فيصل "

تحسست جبينه :

" بسم الله عليك الرحمن الرحيم , أنت مصخن يا خوي "

أجاب :

" والله العظيم شفته "

تسارعت نبضات قلبي :

" سلطان .. فيصل مسافر شلون شفته ؟ "

أجاب :

" مدري.. مدري "

قلتُ بخوف :

" وين شفته ؟ "

أجاب :

" بالشركة "

قلت :

" بأي شركه ؟ "

أجاب :

" شركة أخوي أحمد "









* * * * * * * * * *











[.. أم رنا ..]










" أنا من رأيي نرد عليهم الحين ولا شو رأيك يا أبو رنا "

أجابني زوجي :

" اللي تبينه سويه "

وأضافْ :

" بس التأخيره فيها خيره ولا أنا غلطان "

أم رنا :

" وأنت الصادق , بس ليه نماطل فيهم إذا البنت ما تبيهم !! "

أبو رنا :

" ميخالف الصبر زين "

قاطع حديثنا وصول صغيرتنا رنا

" Hi mom.. hi dad "

وأضافتْ :

" شو عندكم ؟ أكيد تحشون فيني "

رحبتُ بها قائله :

" هلا بـ بنيتي شو عندك جايه بدري "

جلستْ بجوار والدها قائله :

" مالي مزاج للمحاضرة الأخيرة خليت وحده من البنات توقع لي, إلا ما عندكم نية سفريه هالسنه تراني حيل متملله و زهقانه نبغى تغيير جو ع الأقل يومين "

أبو رنا :

" وجامعتك "

رنا :

" دادي it's so easy أخلي وحده من صحباتي توقع لي لا تخليها حُجه"

قـُـلت ناصحة :

" أيه بس حرام يوقعون لك وأنتي ما حضرتي "

رنا :

" يووه بدينا بالمحاضرات, أقوووول عن أذنكم بروح أبدل أبرك لي "

أم رنا :

" الله يصلحك من بنيه "









* * * * * * * * * * *






[.. لمى ..]








أحداث تعصف بصميم الأيام

تضفي عليها ألوانا شتى

لتتقلب بين المعقول واللامعقول

وأنا وحدي أسير خطاي رغما عنها

في درب مجهول !

أتجاوز المدى القصير بتأن وروية

يحث الواقع خطاي فلا تستجيب له

أعبث برحلتي الضالة

فأتقدم خطوة وأعود ألفا إلى الوراء

وهناك, خلف مخابئ الأحداث

يقبع النداء النائم

تحت غطاء مشبوه

فجأة, تحركه الحمية الضحوية

فيطلق عنانه المطلق

لينتشلني من فوهة الاحتمال والضلال

بيدٍ تجمع بين العنف واللين

ثم يطلق لي العنان

لأنتشله في ظرف مشابه

وأنا مازلت وحدي

أسير الخطى في دربي المجهول

أكابر صرخات الأيتام

فليس هناك من آذان ولا مسامع تُشاطرني المسير

في وحشة هذا الدرب المجهول

تستوقفني منحنيات الطريق لأعبّ من وحشتها

فلدي أمل بأن يُدوّنني التاريخ

عبر صفحات " سجينة في عالم مجهول "






* * * * * * * * * *





[.. أنهار ..]








" صباح الخير "

هذا ما قـــُـلته لـَحظة دخولي على والدتي وأمْ نواف

أجابتني أم نواف بحنان:

" يا هلا والله ببنيتي "

أجبتــُها برحابة صدر :

" هلا بك أكثر خالتي "

قــلتُ متسائلة :

" شو عنده مجلس الشورى مجتمع بدري, خابره اجتماعنا المغرب مو الحين "

ضحِكت لي أم نواف, بعدها قالت:

" هذا يا بنيتي يُسمى ما قبل الاجتماع "

أجبتها ضاحكه:

" يا عيني وهو في شي اسمه ما قبل أو ما بعد "

أجابت هي الأخرى ضاحكة :

" بالنسبة لي أنا وأمك كل شي يصير "

ضحكنا معاً جميعا

بعدها سألت:

" إلا وين البنات ؟ "

أجابتْ:

" هيفاء توها جايه , تغريد ومرام ماجن عندي اليوم "

قلتُ مترددة و بخبث:

" ومرت ولدك ؟ "

أجابت بلامبالاة:

" ما أدري عنها "

قلت :

" كأني شفتها قبل شوي تحوس برى ! "

أضفتُ بخبثٍ ندِمت عليه مؤخراً:

" ما هي بحلوة يا خالتي تتمشى على راحتها برى وكأن البيت بيتها, المكان مهما صار مليان عيال "

أجابتني غير مكترثة وهذا ما لمْ أعتده عليها:

" باللي ما يحفظها وأنا شعلي منها "

ضميري لمْ يسمح لي بالمزيد

فما لذي جنته لي الفتاة !

الذنب ليس ذنبها !

بادرتُ بتغير الموضوع وبصورة سريعة

أخذنا نتبادل الحديث عن اِجتماع هذه الليلة وعرض المقترحات حوله

فاليوم هو يوم الأحد, أي أنه يوم اجتماعنا العائلي الأسبوعي

وصلتْ هيفاء أخيراً وشاركتنا الجلسة بسعادة

" أنا أقول نخليه بالحديقة أحسن وأشرح صدر "

هيفاء :

" وين تجلسين من حلات الجو برى؟ "

أنهار :

" الحين حر بس بالليل بيكون الجو حلو "

هيفاء:

" أي حلو!! صدق ما عندك سالفة ! , أنا أقول بس نجلس بـ بيتنا زي العادة أحسن "

أنهار :

" التغيير حلو "

قاطع حديثنا صوت إغلاق الباب المزعج وبقوة

التفتنا جميعا لنرى الفاعل

فوجئنا بها ابنة فوزية !

رمقتنا جميعا باحتقار

بعدها تجاهلتنا وصعدت للأعلى

جميعنا استأنا من تـصرفها الهـَمجي !

إنها حتى لمْ تكلف نفسها ولا بإلقاء السلام !!

بل أكتف بتلك النظرات الدنيئة !!

يا لتصرفها المشين !

كيف لخالتي أم نواف السكوت عليها

رمقتني هيفاء بنظرة حيرة وتساؤل في نفس الوقت

هززت لها كتفي بلا إجابة

فأنا مثلها غير مُدركة للسبب !!

فالمؤكد أنه لا يوجد سبب

فما سمعته عنها من الجميع

يؤكد لي صدق قولهم عن حِدة طباعها !

لكني لمْ أتخيله أبداً أن يصل إلى هذه الدرجة من الهمجية !

استأذنت هيفاء لتبديل ملابسها

ولحقتها بالانصراف لكن إلى غرفتي .........................





* * * * * * * * * * *






[.. نواف ..]










وَصلتُ إلى المنزل في تمام الساعة الثالثة ظهراً

صادفتُ في طريقي هيفاء

تجاهلتها واتجهت إلى السّـُـلــم

استوقفتني بقولها :

" ياهوووه ترى السلام بلاش "

ضحِكتُ لها :

" هلا هيفاء "

أجابتْ مستاءة :

" هلا هيفا .. شدعوى مدة هالبوز شفيك ؟ "

قـُــلت :

" تراي مالي خلق جاي تعبان وأبي ارتاح "

أجابت :

" أفا .. أنا هيفاء "

ضحِكتُ لها .. بَعدها قلت:

" وين لمى ! "

استاءت لدى سماعه سؤالي عن زوجتي

أجابتْ بعد فترة غامزة:

" أيوه قول كذا , من لقى أحبابه نسى أصحابه "

أجبتها بنفس طريقتها:

" إلا هيوفتي عاد ما تهون "

أجابتْ بسعادة :

" أيه هذا الكلام الزين "

نواف:

" أمي وينها ؟ "

هيفاء:

" داقتها سوالف مع أم راكان "

نواف:

" أوكي تامرين شي بروح ارتاح "

أجابت بشرود :

" سلامة عمرك "

ابتعدتُ عنها مُـتجهاً إلى غرفتي

طرقتُ الباب قبل دخولي بأدب

طريقة لمْ أعتدها مُسبقاً !

لكني مضطراً لذلك

وصلني صوتها غاضباً

" تفضلي عمه "

أظنها مُخطئة !

فتحتُ الباب بهدوء ودخلتْ

رمقتني بنظراتها المُتعجبة

اِبتسمتُ لها ببراءة :

" تنتظرين أحد ! "

أجابتْ بأسلوبها المعتاد و المُستفز :

" أنت ! "

أجبتــُــها بابتسامة راجية :

" ما قلنا خلينا نعيش ! "

رمقتني بذهول !

أدارت لي ظهرها

ابتعدت قليلاً

أدارت لي وجهها من جديد بنظرات استكشافيه

بعدها قالت بحيرة :

" أنت شو تبي مني بالضبط ؟ "

إنها تثير عَجبي !

صَرختُ في وجهها قائلاً :

" لمى أنا رجلك ليه ما تفهمين ! "

أمسكتْ الفتاة بإحدى خصلات شعرها وأخذت تلويها بطريقة غريبة كشفت لي عن مدى توترها

قالت :

" أوكي أنا زوجتك "

تصرفاتها غريبة

إنها حتى تــُـُشككني في عقليتها !

قالتْ بعد مدة من التفكير بتردد :

" أنت قلت أنا زوجتك يعني لي عليك حقوق "

لمْ أفهم مغزاها !

ما لذي ترمي إليه ؟

قالتْ بتردد :

" ممكن طلب "

أكاد ألمح في عينيها نظرة الخوف

قلتُ بمكر مُستدرجاً :

" عيوني لك "

بالرغم من بعدها عني إلا أنها ابتعدت أكثر بارتجاف !!

كم أتمنى قراءة أفكارها

أجهل طريقة تفكيرها تماماً !

سألتُ تلقائياً مُستنكرا :

" وش فيك خايفه "

أجابت بِِحده مفاجئة وبصوت عالي:

" أنا ما أخاف إلا من اللي خلقني "

قـلتُ مُتجاهلاً مُتمللاً:

" وش بغيتي يا لمى "

أجابت بـِـلا مُبالة :

" أبي أزور أمي "

ألمْ أقل لكم أنها جُنت !!





[.. مرام ..]









الساعة الآن تشير إلى الخامسة عصراً

وأنا لمْ أجهز بعد !

اتصلتُ بسرعة على السائق وطلبت منه التجهز للانطلاق

نزلتُ للأسفل بعجله ونفسية سيئة

فأنا لمْ آخذ قيلولتي بعد

وكذا لمْ أنته من شراء حاجياتي !

اصطدمتُ بطريقي بأخي ياسر

" لا حووووووول حاسبي "

تجاهلته بتلقائية فنفسيتي أسوأ من أن أرد عليه

طرقتُ باب غرفة أختي تغريد بقوة:

" وجع مين ؟ "

دخلتُ بعجله وبلا إذن ٍمسبق

" تروحين معي ؟ "

أجابت مستنكره :

" وين أروح ؟ "

أجبتها بعجله :

" السوق "

ضحكت علي بعدها قالت :

" صادقه أنتي بنام "

قلتُ راجيه :

" تغريد يا حبيلك والله شوي بس , تدرين لو أروح بلحالي يذبحني أبوي, وحاليا ما عندي غيرك يروح معي "

أجابت :

" آسفة دوري لك غيري "

أغلقتْ المصباح وتجاهلتني

ألقتْ بنفسها على سريرها غير مكترثة ً بي كعادتها

تضايقتُ كثيراً

خرجت وأغلقتُ الباب خلفي بقوة

نزلتُ للأسفل حانقة لبث محاولاتي من جديد

فلعل عمتي أمل أو هيفاء يستجبن لي

وجدتُ ياسر كما تركته جالساً في الأسفل يقلب الجرائد بين يديه

قال مؤشرا بأصبعه:

" هييييي أنتي وش فيك ؟ "

أجبته :

" مب شغلك "

تركته وخرجتُ من المنزل مُتجهة لمنزل خالتي أمْ نواف حيث هيفاء

دخلتُ المنزل مستاءة

سألتُ الخادمة بعصبيه:

" وين هيفاء ؟ "

أجابت :

" فووق "


قلت :

" زين انقلعي عن وجهي "

اتجهت للأعلى حيث الغرفة طرقتها بأدب ودخلت

" سلام "

هيفاء :

" وعليكم السلام شو عندك أنتي الثانية مادة البوز ؟ "

أجبت بلا مقدمات :

" أبي السوق "

هيفاء :

" السوق !!!! "

مرام :

" ايه السوق عندي حاجات ضرورية أبيها وما عندي غيرك يروح معي "

هيفاء :

" ايه بس أنا عندي بحث وضروري اخلصه اليوم وانتي عارفه اليوم عندنا اجتماع يعني يالله يمديني اخلصه العصر "

مرام :

" اووووووووف لأ , طيب وأنا مين يروح معي ؟ "

هيفاء :

" مادري عنك شوفي تغريد ولا أمك "

مرام :

" أمي طالعه وتغريد نامت وعمتي مدري وينها , تكفين هيفاء أجلي بحثك بعدين وروحي معي , الله يخليك "

هيفاء :

" مرامي قلبو أنتي مقدر البحث لازم أسلمه بكرا , دكتورنا مش مُتفهم يعني إذا ما سلمته البحث العشر درجات بتطير علي "

مرام :

" هيفاء الله يخليك والله أكثر من خمس دقايق ما بي "

هيفاء :

" يالله مدري , طيب أسمعي الحين الساع 4,15 إذا صارت 5 أن شاء الله أروح معك "

مرام :

" يا حبيلك يا أم الفزعات أنا قايله هيوفتي ماتردني بعد قلبي والله أخيتي "







* * * * * * * * * *





[.. لمى ..]








" على فكرة اجتماع اليوم تحضرينه مفهوم "

من يظنّ نفسه !

أكره أن يحادثني أحدهم باللهجة الآمرة !

تجاهلـــــتـُـــــه

قال بعد فتره:

" أهم ما علي أمي حاولي تكسبيها "

ابتسمتُ له بسخرية

فكيف سأكسبها وهي من أعلن الحرب أولاً !!

أكمل مسيرة أوامره بقوله

" وأختي هيفاء بعد حاولي تكسبيها "

لمْ اُجبه اكتفيت بالصمت

" أشوف كلامي ما عجبك ! "

أجبـتـُه بـحِده :

" ما قلت شي "

أجاب مُـستنتجا :

" سكوتك يقول "

قلتُ ساخرة :

" ليه ما قالوا لك السكوت علامة الرضا "

بالرغم من تأكدي من عدم انصياعي لأوامره

إلا أنني مجبورة على مسايرته

قال :

" أوكي حلو"

نهض من مَجلسه

توقف قليلاً بنظراته المتفحصة المُخجلة

قال مُبتسما:

" عندك شي تلبسينه ؟ "

أنه يحيرني !

منذ قليل يفرض أوامره علي

وما قبل ذلك يرفض طلبي في رؤيا والدتي وبحزم

أما الآن فأرى الحنان في عينيه !!

حقيقة أصبحتُ مشتتة بشأنه !

وبالطبع لمْ أستطع إجابته !

فأنا فعلاً واقعه في مشكله حيث لا أملك ما يناسب اجتماعهم هذا

وكبريائي يمنعني من أن أطلب منه ذلك و شخصياً !

قال بمكر :

" أنتي قلتي السكوت علامة الرضي يعني ألبسي عباتك وألحقيني "

لمْ يترك لي مجالا للمناقشة بل رمى بجملته ورحل !

لكنني سعيدة بالنتائج ...............................................









* * * * * * * * * *






[.. نواف..]












نزلتُ للأسفل منتظراً زوجتي

وجدتُ مرام على غير عادتها جالسة بتوتر واضح

" السلام "

أجابتني بسرعة :

" وعليكم السلام "

جلست أمامها بعدها قلت مُستنتجا :

" تنتظرين احد ؟ "

أجابتني بسرعة :

" إيه "

قلت :

" وش فيك تقوليها كذا "

أجابت :

" لأني متضايقة "

قلت :

" و وش فيكِ متضايقة ؟ "

أجابتْ :

" لأني متضايقة ؟ "

أضافتْ بسرعة :

" كم الساع ؟ "

ألقيت بنظرة على ساعتي

أجبتــُها ببرود :

" خمس إلا ثلث "

تــَــأففتْ لذلك

قلت مستنكرا:

" هيييي أنتي, وش بلاك ؟ "

أجابت بعصبيه :

" بلاي ما أحد معطيني وجه "

قلت :

" أفا "

نهضتْ من مكانها بعجله :

" أف أف أف بروح بيتنا أبرك "

استوقفتها :

" لحظة "

مرام :

" نعم شتبي ؟ "

قلت :

" أمي وينها ؟ "

أجابتْ :

" طالعه مع خالتي أم ياسر وأم راكان "

قلت :

" وين ؟ "

أجابت :

" مدري !! "

قلت :

" انزين إذا جت تقولي لها أني طلعت أنا ولمى السوق "

أضفتُ مؤكداً :

" وش تقولين لها ! "

كررت كلامي بهستيريا :

" أنت و لمى طلعتوا السوق "

انصرفتُ عنها

صرختْ و استوقفتني بصوتها الأجش :

" نواف.. نواف"

أدرت لها وجهي :

" نعم !! "

قالت :

" وين قلت بـ تروحون ؟ "

أجبتـُها :

" السوق "








* * * * * * * * * * * *





[.. لمى ..]









ارتديتُ حجابي وعَقدت لثامي

نزلتُ للأسفل حيث زوجي أو من ينعته الجميع بذلك !

فأنا مازلت غير قانعة بمصيري معه

ولا أظن بأني سأقنع يوما !

وصلت للأسفل

المكان هادئ

بحثت يمنة و يسرة عن نواف فلم أجده

استوقفني صوت احدهم

" أنتي "

أدرتُ وجهي حيث الصوت

أنها إحدى الأخوات الثلاث

وبالتحديد أصغرهن سناً وأكبرهن حجماً

استغربتُ سبب مناداتها لي

لربما تود إكمال سخرية أفراد عائلتها بي !!

" نواف برى ينتظرنا "

لمْ أستوعب جملتها بداية ً

إنها تقول " ينتظرنا "

أي أنها استخدمت صيغة الجمع !

وما علمته من نواف أنني أنا وهو فقط من سيذهب هناك

إذن ما لحكاية ؟




* * * * * * * * * *





[.. أمل..]










" سلطان تكفى قول إيه "

سلطان :

" أمل فكينا تراي مالي خلق "

أمل :

" يا حبيلك يا خوي أنت بس خلنا ندور لك وصدقني بيعجبك الوضع "

قال مهدداً :

" أمل "

فقدتُ أعصابي :

" يوووووه ياخي زهقتني متى تشوف حالك وتنسى "

قال قاصداً :

" بشوف حالي لما أنتي تشوفي حالك "

أجبته غاضبه :

" سلطان ترى ذبحتني أجيبك يمين توديني يسار كم مرة قلت لك لا تقارن نفسك فيني ليه مش راضي تفهم "









* * * * * * * * *







[.. لمى ..]












وصلنا السيارة معاً

ابتسم لي نواف أمام أخته مُجاملاً

احترت أين أركب ؟

هل سأكرر مآسي ماليزيا !

أمْ أتداعى القوة أمام هذه المراهقة بجلوسي جواره !

فعلاً أنا محتارة !!

فضلت الحل الأخير غير قانعة

وهذا ما أسعد نواف كثيراً مما سبب لي الإحراج

قال مُبتسماً مغازلاً:

" يا حيى الله الزينة "

توردت وجنتي خجلاً منه ومِن أخته !

حمدتُ ربي لوجود حجابي وإلا لافتضح أمري

التزمنا الصمت طيلة الوقت

قالت مرام :

" أقول نوافووو بعد قلبي أخيي وين بتودينا ؟ "

أجاب :

" اللي تبون "

قالتْ :

" ترى لا حبذا لو تودينا صحارى بيكون كرم منك "

قال :

" هاه لمى شرايك تبون صحارى "

أجبتُ بهدوء :

" كيفكم "

انا وانتي وكلنا 25-12-06 02:18 PM


- الجزء الثالث عشر -









[ 13 – مَشاعر غريبة ! ]













وصلنا السيارة معاً

ابتسم لي نواف أمام أخته مُجاملاً

احترت أين أركب ؟

هل سأكرر مآسي ماليزيا !

أمْ أتداعى القوة أمام هذه المراهقة بجلوسي جواره !

فعلاً أنا مُحتارة

فضلتُ الحل الأخير غير قانعة

وهذا ما أسعد نواف كثيراً مما سبب لي الإحراج

قال مُبتسماً مغازلاً:

" يا حيى الله الزينة "

توردت وجنتي خجلاً منه ومِن أخته !

حمدتُ ربي لوجود حجابي وإلا لافتضح أمري

التزمنا الصمت طيلة الوقت

قالت مرام :

" أقول نوافووو بعد قلبي أخيي وين بتودينا ؟ "

أجاب :

" اللي تبون "

قالتْ :

" ترى لا حبذا لو تودينا صحارى بيكون كرم منك "

قال :

" هاه لمى شرايك تبون صحارى "

أجبتُ بهدوء :

" كيفكم "






* * * * * * * * * * *






[.. أمل ..]









صرختُ بسعادة غير مُصدقه :

" لا ما أصدق, سلطان تكلم جد !!! "

ضحك قائلا :

" أي والله العظيم, وش فيك! اكذب عليك يعني "

أجبته بسعادة غامره :

" حاشاك بس الفرحة وعمايلها "

سلطان :

" هاه, أشوفك ما سألتيني وش سميته !! "

أجبتُ غير مكترثة:

" مو مهم .. أهم شي متى أداوم ؟ "

سلطان:

" لو بغيتي الحين مش مشكله بس طبعا التجهيزات لسا ما انتهت, المهم الأثاث والأدوات والأجهزة بكرا نشتريها لا تقولين ما قلت..
بأنبزك من صباح الله خير وإذا تأخرتي .............. "

قاطعته بعجله :

" وأنا أقدر ! "

سلطان :

" اوكي نتلاقى المغرب, يا لله تأمرين شي بمر واحد من الشباب "

أجبته بحنان:

" سلامة عمرك "








* * * * * * * * * * * *







[.. هيفاء ..]








" طيب ما قالتْ لِك وين ؟ "

أجابتني الخادِمة بلا حِيله :

" لا مدام "

قــُــلت :

" اوكي روحي أنتي الحين "

لمْ أستطع الصـَّـــبــــر

فضولي يأمرني بالاتصال والاستفسار

ما من شيء يجعلها تلغي موعدها معي بهذه العجلة !

مُؤكدا أن سبب طارئ حل بها !

أدرتُ الرقم بسرعة

وصلني صوتها على الطرف الآخر

" آلو "

صرختُ فيها بلا مقدمات :

" مرامي ليه ما قلتي لي انك مش رايحه معي ؟ "

أجابتني ببرود :

" اوووه صح آسفة .. نسيت "

يا لبرودها وعدم مبالاتها !

أية أخت هي ؟

صرختُ فيها غــَــاضبه:

" يا سلام !! وأنا أجلس منطقه تحت لا أنا اللي سويت بحثي ولا أنتي اللي أستفدتي مني "

أضفتُ مهدده:

" زين مرام هذا وجهي أن لقيتك خبر مره ثانيه "

أغلقتُ الخط بعصبية

ألقيتُ بهاتفي أرضاً

إنها إنسانه عديمة الإحساس !!

لتوها تترجاني بمرافقتها !

وعندما تركتُ أشغالي وأعمالي من اجلها

تتركني وترحل دون إنذار مسبق

وما يسيء الأمور سوءاً عدم مبالاتها بهذا كله !!!

لكنني لن أسكت

نعم لن أســـكــت

سكوتي عنها يزيدها تــَـمرداً

خصوصاً و أنها بأشد مراحل عمرها خطورة

سألقنها درسا لن تنساه.......................









* * * * * * * * * * * * * *






[..لمى..]






حاولتُ كـِـتمان ما بداخلي من قهر وضيم تجاه تِـلك المُراهقة الصغيرة

وصلنا وأخيراً إلى المركز المقصود

فاجأني قوله :

" هاه حبيبتي تبون صحارى القديم ولا الجديد ؟ "

تبا لهذا الــعـَـاشق المُخادع !

من يَظنُ نفسه كي يخاطبني بتلك الطريقة !

حقيقة أصابني الإعياء والاشمئزاز لما سَمعتُه أذناي

فأنا موقنة تماما بتصنعه أمام أخته بالحب والألفة

وهذا ما لا أريده !

همستُ له غاضبه:

" ماني حبيبة احد "

رمَــقــنـي بــنــظــرةٍ مــاكــــرة مُــخــيــفــة زلزلتني من الـــداخـل

أشـــــــكُ بنوايــــــــــــــاه !

مرام لا أظنها سمعتْ ما قـُــلته

لانخفاض صوتي وبُعدها في نفس الوقت

المركز مُزدحم بعامة الناس

حقيقة أصابني الذعــــــــر

منذ صِغري لمْ أخرج إلى مكان كهذا !!

بل كنتُ حبيسة المنزل

وها أنا أيضاً ســجــيــنة في عالم آخر غير عالمي

عالم مجهول أجهل حاضره وماضيه !

أفقتُ من شرودي لحظة سماعي صوته:

" أنــــــــزلوا "

ترددت في النزول في البداية

لكني فعلت حينما رأيت مرام تفعل

نزلنا نحن الاثنتين معاً

توقفتُ مـُـنتظرةً نزوله

لكنه لمْ يفعل !!

تحرَكتْ السيارة مُبتعدة !

يا الهي .. هل سيتركني لوحدي !!

تحركتُ بسرعة للحاق به لكن يَد مرام كانت العائق

" وين رايحه ؟ "

الخوف والارتباك منعني من النطق

تلعثمت وارتجفت

تساءلت مما أنا خائفة !!

لكني لمْ أجد الإجابة

حتما انه الخوف من المجهول !

" هيييي أنتي شفيك ؟ أمشي .. ليه واقفة ؟ "

قلتُ بقلق :

" ونواف !!!!!!!!!!!!! "

مرام :

" شفيه ؟ "

لمى :

" ما راح يجي معنا ؟ "

مرام :

" أندري عنه !! .. امشي بس فشلتينا .. ترانا واقفين بالطريق "

ترددت بالذهاب معها

إنها التجربة الأولى لي !

قالتْ مُتخلصة :

" وَصل البرنسيس "

تنفستُ الصعداء لحظة رؤيتي إياه مُقبلاً نحونا بابتسامته المعهودة

قال مُستفسراً :

" شفيكم ؟ "

أجابت مرام متأففة :

" أسأل مرتك "

وأضافت مستهزئة بصوتٍ أجش :

" ذبحتنا نواف و نواف "

وأضافت ضاربة على كتفه بخفه:

" كاهو حبيبتي شبعي فيه !! "

نواف بحده :

" مرامووووه "

للأسف لساني تلك اللحظات شُـــل

لم أستطع التفوه بحرف واحد !

موقفي سيء للغاية

ماذا سيظن بي الآن !

حتماً سيظنني واقعه في غرامه وخائفة من أجله

تباً.. أكره أن يفكر بي بهذه الطريقة !!

يجب أن أوضح له الأمور

ومرامٌ هذه فسحقاً لها لقد أفسدت كل شيء

بالأصل ما كان لي أن أقبل بمشاركتها الرحلة !

أدار بوجهه نحوي

" ندخل ؟ "

نظراته عاديه !

لمْ يحتقرني ولم يستهزئ بي !!

شيء غريب, أنها ليست بعادته !

فهو إنسان استغلالي

يستغل كل الفرص لإحراجي وإذلالي

لكن توقعاتي هذه المرة خابت

تقدمتُ بمسيري بصمت

دخلنا البوابة الرئيسية للمركز

تركيزي وفكري كله حول ما قالته مرام لأخيها

فأنا فعلاً مُنزعجة من ذلك

" من هِنا "

مشيت خلفه بنفس صمتي

صرختْ مرام :

" ياي منزل بضاعة نيو "

اِنطلقتْ فوراً إلى إحدى المحلات بحركة سريعة

ضحِك نواف مُعلقاً:

" مطفوقه ها لبنت ما هيب كابره ابد "

وأضاف مُبتسماً :

" شرايك فيها يالمى ؟ "

أجبتُ بشرود :

" نعم !! "

قال :

" وش رأيك في مرام ؟ يعني وش الانطباع اللي اخذتيه عنها ؟ "

أجبتــُه بحزم :

" طايشه و متهورة "

مُشكلتي هي صراحتي حتى وإن كانت سيئة !

وضيقي مما سببته لي من حرج قبل قليل

هو ما جعلني أتفوه بذلك

أجابني بتأييد مفاجئ لمْ أتوقعه :

" لا تنسين أنها مراهقة ! "

أجبتـُـه باستنكار :

" و المراهقين مرفوع عنهم القلم ؟ "

لمْ يجادلني أكثر

أشار إلى احد المحلات فاتجهنا إليه

بداية لمْ يُعجبني شيئاً فكلها أشياء لا تليق بي

استوقفتني إحدى القطع

كانت قميص من القماش الحرير وردية اللون

موديلها وقماشها أعاد بذاكرتي للوراء

وبالتحديد حيث أختي نــــجــــــود

لقد كانت مهوسه بهذا النوع من القماش !

وخصوصاً هذا اللون

كنا نتشاجر دائماً حول القطع التي يحضرها لنا والدي

آه أين أنتي يا أختاه !

لمَ رحلتِ وتركتني وحدي !

آه كم أحبكِ وأتمنى رؤيتك

وكم أنا مشتاقة لشجاراتنا معاً

وأنتَ يا والدي العزيز

لمَ لمْ تأخذني معكما !

أترضيكم حياتي هذه !

أيرضيكم أن أعيش سجينة في عالم لا أمت له بصلة سوى الدم !!

عالم يكرهني ويتمنى موتي !

عالم ينتقم مني ولسبب لا ذنب لي به

عالم يتمسك بحياتي من أجل إذلالي

أية حياةً تركتموني أعيش من أجلها !

حتما هي حياة ذلُ ومهانة

و أنتِ يا والدتي العزيزة

أين قلبك و عقلك ؟

إنني أبنتك !

أتجهلين هذا !!

" هاه عجبتك هذي ! "

أجبته بشرود :

" نعم !! "

كرر كلامه :

" أقول عجبتك ها لقطعه ؟ "

أجبتـُـه شاردة :

" ما أدري !! "

قال :

" اوكي أنا رايح أشوف مرام وراجع لك "







* * * * * * * *





[..نواف..]








لا أظنها سمعتني !

لكنني تركتها تبحثُ عما يناسبها و ذهبت للبحث عن مرام

وصلتُ المحل المطلوب

وجدتها بين كومة من الملابس

" مرام "

أجابتني :

" هلا نواف .. شوف هالبلوزة ييييي تهبل صح ! "

قلت :

" وأنا بقعد ألاحقك من محل لمحل .. إذا خلصتي دقي على موبايلي "

قالت مُتضجرة :

" يا سلام !! وزوجتك المخبلة إيه "

أجبتها غاضباً :

" مراموه ما أبي أندم أني جبتك "

مرام :

" خلاص .. خلاص "







* * * * * * * * * *



[.. لمى ..]






كم أتمنى شراء كل القطع من هذا النوع

إنها حتماً جميلة ورائعة

وما يميزها أكثر جنون أختي نجود بها

أمسكتُ بقطعتان منها واحدة وردية اللون والأخرى حمراء قاتمة وكلاهما رائعتان

تشبثتُ بهما بشده

بحثتُ عن نواف فلمْ تجــِده عيناي !

أصابني الهلع

أين ذهب !!

حقيقة كدتُ أجن

تركتُ القطعتان من يديّ جازعه

ركضتُ بهستريا باحثة عنه

لربما تركني ورحل !

فأنا آفة على الجميع

الكل يتمنى الخلاص مني !

اصطدمتُ بأحدهم لجزعي

صرخ في وجهي :

" لمى شفيك !! "

صوته أعاد لي رشدي

استوعبتُ أخيراً ما يجري لي !

وأن من اصطدمتُ به هو زوجي بنفسه

" شفيك يا بنت الناس !! "

أجبته بتلعثم :

" ما فيني شي "

لا أظنه مُصدقاً لي فنظراته توحي بذلك !!






* * * * * * *




[.. راكان ..]




" شلون !! ما فهمت لك ؟ "

ياسر :

" أجل أنا اللي فاهم ! "

راكان :

" ياسر لا تجنني !! "

ياسر :

" أسمعني .. الرجل ميه بالميه نصاب "

راكان :

" ياسر كيف نصاب !! "

ياسر :

" تدري شلون ! أحسن حل نعلم عمي سلطان بالسالفة "

راكان :

" قولتك كذا ! "

ياسر :

" ما فيه إلا كذا "

راكان :

" على بركة الله "






* * * * * * * * * *




[.. رنا ..]







وصلتني الخادمة حاملة معها سماعة الهاتف

" مدام .. تلفون حق أنتا "

قلتُ بملل:

" مين ! "

أجابتني الخادمة بكل برود :

" ما يعرف "

صرختُ فيها :

" u r so stupid .. كمْ مرة قلت لك أي مكالمة تجيني لازم تسألين بالأول منو ؟ "

لمْ تجبني تلك الحمقاء

سحبتُ السماعة من بين يديها بخشونة :

" فارقي عن وجهي أشوف "

رحلتْ الخادمة بسرعة

ترددت في الإجابة على المكالمة

لربما تكون تغريد !

صرختُ منادية للخادمة

عادت لي من جديد

" ياه مدام !! "

قلتْ :

" شوفي .. ردي واسأليها من هي ؟ "

هزّت رأسها بالإيجاب

تناولت السماعة من يَدي

سألتْ المتصل :

" منو أنتا ؟ "

همست لي :

" مدام يقول تغريد "

كما توقعت !!

ما لعمل الآن ؟

قلتُ لها هامسة :

" قولي لها طلعت "

هزّت رأسها بالإيجاب وأخبرتها بذلك فوراً .................







* * * * * * * * *




[.. لمى ..]









" من رحتْ وأنتي ما معك غير ها لقطعتين, تبين نشوف محل غيره ؟ "

أجبته بسرعه :

" لا "

أجابني مُستغرباً :

" شفيك تقوليها كذا ؟! "

قلتُ معتذرة:

" آسفة بس أبي ها لقطعتين "

لا أظنها أعجبته !

نظراته توحي لي بذلك

لكنه لا يُهمني !

فهي ذكرى لأختي الراحلة

ويستحيل أن أتخلى عنها بسهوله بعد أن عثرت عليها

وبمحض الصدفة

" اوكي "

سحب القطعتان من يدي فامتنعتُ عن ذلك

قال غاضباً :

" ما تبين نحاسب !!!!!!!! "

أرخيتُ قبضتي عن القطعتان ببطء

نظراته تقتلني !

أمسك القطعتان بنظرات ملؤها الدهشة !!

أتجه إلى المحاسبين وتبعته في ذلك

حاسب القطعتان وخرجنا من المحل صامتين

قال بهدوء :

" لمى شوفي أنا ما أعرف بذوق الحريم وها لخرابيط , بس اللي أنتي شريتيهن ما أعتقد يناسبن الاجتماع ولا أنا غلطان ؟ "

أجبته بنفس هدوءه:

" لا تخاف ما راح ألبسهن"

أجابني مُستنكراً :

" أجل ليه شريتيهن ؟ "

أجبته بصدق :

" ذِكرى "

قال:

" نعم !! "

قلت :

" قلتْ لك ذكرى "

لم يطالب بالمَزيد من التفسير

أختصر بقوله:

" أوكي نشوف المحلات الثانية "

قاطعته :

" لا خلاص أكتفي بذولي "

توقف فجأة عن المسير

قال غاضباً :

" لمى لا تجننيني !! "

قاطعته بحده :

" قلتْ لك من أول ها لطلعه مالها داعي "











* * * * * * * * * * *




[نواف]






كم أتمنى قراءة أفكارها !!

كل يوم يزداد غموضها أكثر !

أنها بمثابة كنز مغلق أجهل كافة محتوياته !

تصرفاتها جداً غريبة

انتهت رحلتنا بسلام وعلى تمام الساعة السابعة مساءاً

تأخرنا عن موعد اجتماعنا نصف ساعة فقط

وصلنا المنزل وتم الافتراق

دخلتُ منزل خالتي أم ياسر واتجهتُ إلى المجلس

الجميع متواجد عداي أنا

" السلام عليكم "

حياني الجميع بردهم سلامي

سأل عمي سلطان مُستغرباً :

" شفيك تأخرت "

أجبته بصدق :

" أبد والله وديت البنات السووق و قطعنن "

سلطان :

" عسى أم عيال معهم ؟ "

نواف :

" وش أم العيال ذي وش قالوا لك !! "

وأضاف بمكر:

"ترانا تونا شباب ومعاريس"

ضحِك مُعلقاً على كلامي:

" ههههههههه مصيرها تصير أم العيال وش عليك أنت !"

نواف:

" لا جت ذيك ساعة يكون خير "










[.. هيفاء ..]








الــجــمـــيـــع مُـــلــتـــــم هنا في مَــنــزلـــنا

لقد تأخرتْ كثيراً

تــُــراها أين ذهبت ؟

أيعقل أن يكون نواف تبرع بالذهاب معها إلى السوق !!

أمرٌ مُستبعد تماما بحكم معرفتي بطباع أخي نواف !!

يستحيل عليه أن يقوم بعمل كهذا !!

ولمن لمرام !

هذا ما يثير عــَجبي !

لكن أين ذهبا ؟

ولمَ لمْ يخبرني بذلك نواف ؟

أكادُ أجن

ولمَ أهلك نفسي بالأسئلة !!

حتما سَتـَصل ويصلني معها الخبر اليقين

قاطعت تغريد شرودي بسؤالها الموجه لعمتي أمل:

" صدق يا عمه اللي سمعناه !! "

أجابت عمتي مـُـتغافلة:

" و وش سمعتوا ؟ "

تغريد:

" عمو سلطان يقول بتفتحين محل !! "

أجابتْ عمتي أمل بدعابة :

" أحم أحم.. إيه صدق .. ولو سمحتوا لا تكلموني أنا خلاص صرت امرأة أعمال وما أنزل مُستواي للعاطلين "

تغريد:

" يا عيني يا عيني .. طلع الغرور.. عساه كشخه يستاهل كل ذا ! "

أمل:

" إذا تبون الصدق لسا ما شفته"

تغريد:

" كل ها لغرور وما شفتيه !! "

أمل:

" ذكرتوني مير أروح لسلطان نتفاهم بها لخصوص "

نهضتْ عمتي أمل خارجه من المنزل

وكان خروجها على وصول أختي مرام

دخلت محملة معها أكياسها بكل سعادة

ومع من ؟

إنها مع ابنة فوزية !!

أمر غريب !

لمى اتجهت فوراً للأعلى

بينما تقدمت مرام إلينا

قـُـلتُ حانقة :

" الناااااس تسلم "

أجابتْ ببرود:

" بسم الله علي خلوني أتنفس طيب "

قالت أنهار مُـعلقة:

" الله الله وش ها لكشخه؟ تجنن بلوزتك من وين أخذتيها ؟ "

دارت حول نفسها بغرور

بعدها قالت:

" شريتها من زارا "

وأضافتْ بحماس:

"ييييييييي بنات بصراحة عجزت أنقشع منه , منزل بضاعة مرررره واااااو لا يفوتكم "

قالت تغريد مُعلقة:

" غريبة لقيتي عنده مقاسك "

شُحب وجه مرام بطريقة غريبة مُلاحظة

أضاعتْ الحديث بقولها:

" إلا وين لمى ؟ "

أجابتْ تغريد:

" المهلي ما يولي .. وش تبين فيها ؟ "

مرام:

" إلا بنات فاتكم فشلتنا ها لخبله الله ياخذها"

أضافتْ بحماس:

" تخيلوا يوم نزلنّا نواف عند بوابة صحارى عيت كلش تدخل معي !!
قال أيش ما تبي تدخل إلا مع نواف .. مالت عليها
ولا غير كذا متمسكة فيه و ما تدخل محل إلا وهو معها "

تدخلتُ بقولي:

" رجلها وش عليك منها ! "

أجابت :

" وأنا بعد أخته "






* * * * * * * * * *






[.. لمى ..]








وَقــفــة مَـع الــنـَّـفــسْ

هذا ما أحــتـَـاجُ إليه !

رحلـــَّة هذا اليوم مع أبناء عمي أحدثت تــَغيراً جذرياً في أفكاري ومُخططاتي

مع ذلك ما زلتُ مشتتة التفكير بشأن زوجي !

مُعاملته لي غريبة !

وليستْ كما تخيلتُ مُسبقاً !!

لكني مُدركة تماما بأن هذا جزءاً من مُخططات عمي الدنيئة

ويجب أن أحتاط من ذلك جيداً

وإن تمادى في ذلك مؤكداً سأوقفه عند حده

ولكن !

كيف لي لمْ أفكر بهذا الشأن ؟!

لمَ لا أتعامل معه بنفس طريقة تفكيره !!

حتماً إنها لمغامرة خطيرة !!

ولكن كيف ؟

أنه أمر بسيط

سأتخذ معه أسلوب المُسايرة

لن أتمرد عليه من الآن وصاعداً

ولكن !!

غبية أنا إن فعلتُ هذا !!

ماذا سيظن بي ؟

حتماً إنها مُجازفة خطيرة ولا أظني قادرة عليها !!

لكن المغامرة تحتم علي بذلك ..........

ولنرى النهاية !!

قاطع تسلسل أفكاري صوت أحدهم :

" سلاااااااااااااااااااااااااااااااااااااام "

أدرتُ بوجهي للخلف

أنها العمة أمل

كم أنا سعيدة لرؤيتها

أجبتها مُبتسمة:

" وعليكم السلام "

أمل:

" عسى بس ما طيحت قلبك "

لمى :

" من ويش ؟ "

أمل:

" يعني .. طريقة دخولي !! "

أجبتُ تلقائياً :

" عااااادي .. متعودة ها لحركات من نجود "

توقفتُ فجأة عن الحديث !

ألمي و جراحي عادت من جديد لتـُعلنْ الدمعات انفتاح أبوابها

تقدمتْ إلي عمتي مواسيه :

" حبيبتي أدعي لهم بالرحمة "

وأضافتْ بدعابة :

" هاه قالوا لي اليوم طلعتي .. وين رحتي ؟ "

أجبتــُها بضيقي المكبوت :

" السوق "

ضـَـربتْ كتفي بخفه :

" أحلا تطورات ولا تقول لي النذلة ! "

ضحَكتُ عليها قائله :

" وش تبين أقولك ؟ طلعت السوق عادي "

أجابتْ غامزة :

" لا حبيبتي أنتي عروس يعني مو عادي "

قلتْ:

" عاد بالله عليك هذا وجه عرووس "

أجابتْ بمرح :

" وش فيه وجهك .. قمر منزل "

أضافتْ آمره :

" يلا عن القرق الزايد وأمشي ننزل تحت "

قلتُ خجــــِله :

" آسفة ما قدر "

قالتْ مندهشة :

" و ليه ؟ "

قلتْ مـُـترددة :

" كذا من غير ليه "

قالت بحزم :

" مادام ما فيه ليه أجل بتنزلين غصب "

قلتُ بهدوء :

" عمه الشيء مو بالغصب تراني أكره ها لحركه "

قالتْ بلين :

" طيب حبيبتي ممكن ننزل تحت "

قلت بصدق:

" بكون صريحة معك ما عندي حاجه ألبسها "

قالتْ مندهشة :

" أنتي ما قلتي لي طلعتي اليوم السوق !! "

أجبتها بتأكيد :

" إلا "

قالت مُستغربه:

" أجل شلون ما عندك شي تلبسيه "

قلتُ بصدق :

" بصراحة ما لقيت شي يعجبني "

قالت مُستنتجه :

" يعني ما شريتي شي !! "

قلت:

" للأسف ما شريت غير قطعتين بس .. ولا ينلبسن "

قالت مكررة :

" ما ينلبسن !! "

أجبتْ :

" إيه "

قالتْ مُتسائلة :

" شلون ما ينلبسن ؟ ليه شريتيهم إذا هم كذا "

قلتُ بتردد :

"أخاف أقول تضحكين علي "

قالت مُبتسمة :

" ما أضحك قولي "

قلت :

" شريتهم ذكرى "

كررت كلامي مُندهشة :

" ذكرى !! "

قلتُ موضحة بألم :

" أبوي الله يرحمه ويغفر له كان حارمنا من طلعة السوق بشكل فضيع, مو بس السوق إلا الطلعة من البيت بكبره, صدقيني شي أسمه عالم خارجي بحياتي ما شفته إلا من بعد وفاة الوالد الله يرحمه , حتى الجيران كانوا يجتمعون ويضحكون ويستانسون وإحنا يا ويلنا نتكلم أو نعترض ونقول نبي زيهم .. الوحيدة المسموح لنا نشوفها جارتنا [أم أيمن] وليه ما أدري ؟ اهتمامي باللبس معدوم , أبوي مع ذلك ما قصر معانا كان بين كل فترة وفترة يجيب لنا قـِــطـــع من السوق وأكيد على ذوقه وأنتي أبخص الناس بذوق الرجال , كنت أنا ونجود دايما نتخانق على أحسن قطعه و دايمن المنتصر أنا وما يتبقى لنجود غير أسوأ القطع "

توقفتُ لبرهة , بعدها أضفتُ بألم :

" القطعتين اللي أخذتهم يشابهن كثير للقطع اللي كانت تأخذها نجود , وحز في نفسي أشوفها ولا أشتريها "

خنفتني العـَـبرات فتوقفتُ عن الكلام فوراً

لمْ أستطع منع نفسي من البكاء

فنفسيتي أسوء مما تخيلت

تلقفتني أحظان عمتي أمل بألــــمْ

مسحت دَمعاتي من على خدي بحنان

قالت:

" فديتك لا تبكين "

مسحتُ دمعاتي وانتزعت نفسي منها بقوة

قلتْ:

" آسفة "

أمل:

" ليه الأسف ؟ "

قلت:

" آسفة ما كان المفروض أقولك ها لكلام "

قالت:

" لمى أنا عمتك ما ني غريبة .. والإنسان اللي تكلمتي عنه تراه يصير اخوي"

قلت مضيعه للموضوع:

" ما تبين تنزلين لهم ؟ "

قالت مستاءة:

" طردة يعني "

قلت :

" حاشاك بس ودي أبدل ملابسي عشان ألحقك "

قالت مُندهشه بقراري المفاجأ :

"صدددددددق .. أجل بطلع قبل لا تغيرين رأيك "

وأضافت غامزة :

" المشتهي يقطع المستوي, هذا اللي ما عندها شي تلبسه"









* * * * * * * * * * *






[.. هيفاء..]










وأخيراً اُعــلِــنَ الخبر الرسمي لخبر خطوبة راكان من رنا و بواسطة أم راكان بنفسها

لكن الرد النهائي وكما قالت لم يصل بعد

مؤكداً لن تـــرفض !!

أنهُ ما تــَـطمح إليه منذ زمن

اللــــقــــب والــــنـــفــــوذ

إنها جُل أمنياتها

أيضا أعــلـــن في مجلسنا عن قرار عمتي أمل بافتتاح مركزاً للتجميل

وهي خطوة رائعة منها لاستغلال وقتها

تمنيت لها التوفيق من أعماق قلبي

أنها تستحق أكثر من ذلك

أنهار .. لمْ يعلن أي شيء بخصوصها سواء خطبة أم غير ذلك

تمنيتها لأخي نواف لكن القدر حال عن ذلك !

مرام .. تحاشيتها طيلة الاجتماع

وانتقامي منها بالطبع سيكون أشد

تغريد .. قهقهاتها اعتلت المكان

وما من شيء يعكر مزاجها

خالتي أم فيصل .. لا أثر لها بيننا

ولا أظنها قادمة

مسكينة هي !!

وليكن الله في عونها

فيصل .. أتمنى عودته عاجلا غير آجلا

و من أعماق قلبي

فهو حــُــلــمٌ من أحلام طـــفـــولـــتــــي البريئة الذي لطالما تمنيت الخلاص منه !

لكن ما من مفر !

فقلبي وعقلي متعلقان به بشده

نوّاف .. تــــغــــيــــر وبشكل ملاحظ

وأجهل السبب !!

مُــهــنـــد ..ما زلنا نعتبره طــفـــلا

بالرغم من أنه في سن الخامسة عشر من عمره !

راكان .. مسكين هو إن تمت صفقة أبيه بنجاح

فهو الخاسر الوحيد من هذا كله !

عمي سلطان .. أبداً لن يتخلى عن قراره

وكم نتمنى تزويجه

لكن محال أن يحدث ذلك !!

فهو عنيداً جداً

عمي خالد .. نـــــــــــادراً جداً ما أراه !!

عمي عبد اللطيف .. حقدتُ عليه لما قام به تجاه فلذة كبده

وكم أتمنى عدوله عن ذلك !

والدي .. أتمنى الدخول إلى عالمه الخاص

وقراءة كل ملفاته

تنبهتُ أخيراً على صوت والدتي تقول:

" أعوذ بالله "

استغربتْ قولها !!

أدرتُ بوجهي حيث المكان الذي تنظر إليه

فوجئت بها لمى زوجة أخي نواف !!

قالتْ الفتاة لحظة وصولها :

" السلام عليكم "

لمْ يجبها أحد !

تداركتُ الموقف فرديت تحيتها :

" وعليكم السلام "

لمْ تبتسم لي ولم تبادلني أية نظره

بل بصرُها متشبث بوالدتي !

تقدمَّت منا وجلستْ بأقرب كنبة

عم السكون لحظة جلوسها

نطقت تغريد بأسلوب غير لائق :

" و شلونك يا لمى "

أجابتها الفتاه بحده :

" الحمد لله بخير "

سألت تغريد:

" وكيف سفرة ماليزيا ؟ "

أجابت الفتاة باختصار:

" حلوة "

سألت من جديد :

" وأمك شخبارها ؟ "

أجابت الفتاة بحده :

" ما دري عنها !! "

قالتْ تغريد مُستهزئة :

" ما تدرين عن أمك ؟!!! "

وضحكت قائلة :

" أهنا أحد بها لدنيا ما يدري عن أمه ؟ الحمد لله والشكر "

أجابت الفتاة غاضبه و بصوت محتد :

" إيه أنا "

قالتْ تغريد بفظاظة:

" لأنك قليلة خاتمه "

نهضت لمى من مكانها غاضبه

قالت بحده :

" مشكله إذا الناس اللي حولك مو بمستواك الفكري "

رمت بجملتها و رحلت !! بل عادت من حيث أتت ...............





* * * * * * * * * * * * *





[.. أمل ..]











" السلام عليكم "

هذا ما قــُــلته لحظة دخولي مَجلسهم

حياني الجميع بصدر رحب

الجميع مُتواجد من صغيرهم إلى كبيرهم

أخي أحمد مُنشغلاً بالأحاديث الجانبية مع أخي خالد

بينما سلطان يـُـقهقه مع راكان و ياسر

نواف مُنعزلاً عن الجميع عابثاً بجهازه النقال

عبد اللطيف و اِبنه مُهند يحتسيان الشاي

اِخترت مكاني بجوار نواف مُتعمدة ذلك

رَحب بي بقوله :

" هلا والله وغلا بامرأة الأعمال الناجحة "

ضحِكتُ له قائلة :

" تو الناس على ها لكلمة "

نواف:

" أفا ليه التشاؤم "

أمل :

" ماني متشائمة بس تو الناس "

نواف:

" الله يوفقك أن شاء الله "

أمل:

" نواف "

أجابني :

" عيونه "

امل:

" أترك اللي بيدك شوي "

وضع بجهازه جانبا :

" خير وش فيه ؟ "

أمل :

" شخبار لمى ؟ "

نواف:

" الحمدلله طيبه ... أنتي ما تشوفينها !! "

أمل :

" أنا أسألك أنت ! "

نواف :

" وأنا جاوبتك "

أمل :

" نواف لا تستهبل .. أنت فاهم قصدي زين ! "

ضحك نواف قائلاً:

" البنت على خبرك ما من جديد "

أمل:

" يا برودتك !! "

أجابني مستاء:

" إيه وش تبيني أسوي ؟ "

أمل:

" طيب خلنا من ها لسالفة وقولي وش سالفة طلعة اليوم ؟ "

نواف :

" عادي طلعنا السوق "

أمل:

" وما صار شي !! "

ضحِك لجملتي , بعدها قال :

" وش تبين يصير ! "

أمل:

" يعني حركتات رومانسيه , مثلا تعزمها على فنجان قهوة , تشيل عنها الأكياس يعني من هالحركات "

ضحك على قولي بهستيريا

قلتُ حانقة :

" وش فيك تضحك ؟ "

قال مُستهزئاً:

" عمه الظاهر تشوفين أفلام مصريه كثير "

قلتُ حانقة :

" مالت عليك أصلا أنت مو كفو أحد يساعدك "

أدرتُ بوجهي عنه غاضبه

ألتفتُ إليه من جديد وقلت :

" أصلا أنتو يا لرجال وش فهمكم بالرومانسية ؟ ما عندكم غير رأيكم وجفاستكم , ولا واللي يقهر زود أن لكم وجه تتشكون من حريمكم , ما تدرون أن الرومانسية و اللين هم مفتاح قلب المرأة "






* * * * * * * * * * * * * *





[.. نواف ..]








( الرومـانــسـيـة هي مفتاح قــلـب المرأة )

تـعـلـيـق عَمتي الأخير أيقظ بي مشاعر غريبة !

لربما أصابتْ في قولها

وأرشدتني إلى حلاً مُبهما بالنسبة لي

همس لي عمي سلطان :

" نواف "

أجبته :

" هلا "

قال :

" تعال معي "

سألت :

" وين ؟ "

أجاب :

" أمش معاي بعدين تعرف "

لحقتُ به إلى حيث لا أدري !

استوقفنا عمي خالد

" وين ماشين ؟ "

أجابه عمي سلطان :

" مشوار صغيّر وراجعين "

قالت أمل:

" بتطولون !! "

سلطان:

" إن كثرنا دقيقتين "

تحركنا للخارج

أوقفته بقولي :

" يا عم وين موديني "

سَحَبني من طرف ثوبي إلى حيثْ مواقف القصر

ركِب سيارته وأمرني بركوبها أنا أيضاً

" خير يا عم وش فيك ؟ "

وأضفتْ سائلاً :

" وين موديني ؟ "

أجاب بهدوء :

" ما راح نروح مكان "

قلت مُتعجباً :

" نعم !! "

قال بغموض:

"نواف لا تستخف فيني صدقني اللي بقولك إياه خطير وما أبيه يطلع لأي من كان "

أخافني قوله, قلتُ بتأني :

" خير أن شاء الله "

تنفس بعمق, بعدها قال :

" اليوم الصبح كنت متفق مع أمل نروح المحكمة عشان أوراق المُلكية تبع المحل , ومن حظي إني نسيت كم ورقة بمكتبي الأول اللي بشركة أبوك , رحت هناك أجيب الأوراق وكنت مخطط آخذهن وأرجع البيت أخذ أمل معي ونكمل الإجراءات , لكن الصدفة حطته بطريقي "

قاطعته :

" أي صدفة ماني فاهم عليك ؟ "

أجاب بتأني :

" شفت فـيــصــل "

عم السكون لحظة نطقه بذلك

أظنها لحظة الصدمه !

قلتُ غير مصدقاً :

" وين ؟ "

أجابني :

" وش أنا أقول من أمس "

قلتُ مُستنتجاً :

" لحظة قصدك شفت فيصل بشركة أبوي !!!!!!!!!! "

أضفتُ مُستفهما :

" إيه بس فيصل مسافر يا عم !!! شلون شفته !!"

أجابني مُؤكداً :

" فيصل ما سافر "

علامات التعجب تتراقص من حولي

سألت مندهشاً :

" شلون "

أجابني بغموض :

" هذا اللي نفسي أفهمه ! "

قلت :

" لحظة لحظة .. وش معنى كلامك !! "

قال حانقاً :

" يا شيخ خلك ذكي شوي !! ما خبرتك كذا"

قلت :

" وأنت وش اللي يخليك تقول أنه ما سافر !! "

أجاب مؤنباً:

" أنت لو تخليني أكمل كلامي ولا تقاطعني كان سلمنا "

قلت:

" كمل أشوف"

قال شارحاً :

" زي ما قلت لك الصدفة خلتني أشوفه طالع من الشركة وللأسف حاولت ألحقه بس كان أسرع مني , ومن حسن حظي أني طلعت أذكى منه لأني رحت وسألت حارس الشركة وقالي أنه ها لشخص من زمان وهو يتردد على الشركة !!! "

يا للعجب !!

سألتُ من جديد:

" طيب وش مصلحته من هذا كله ؟ وليه ؟ "

أضفتُ مستاءً :

"وأمه المسيكينة ليه يكذب عليها ؟ الموضوع أكيد فيه إن !! "

أجابني سلطان حازماً :

" كل هذا مو مهم, أهم شي وش عنده بالشركة ؟ أكيد زياراته كانت لأخوي أحمد ولا مو معقولة يغامر بنفسه ويجي وهو قايلنا أنه مسافر "

قلت:

" طيب وش السوات الحين ؟ "

سلطان:

" ما أدري ؟ لازم نفكر !! ما أبي أتهور "









* * * * * * * * *




[.. أمل ..]







عدُت إلى مجلس النساء خائبة

ما من شي اجتذبني في مجلس الرجال

خصوصا بعد رحيل سلطان ونواف المفاجئ

وصلتُ إلى هناك بسرعة عَجيبة

توقعتُ أن أجد لمى بينهن

لكن توقعاتي خابت !

تباً لقد مكثت عهدها معي وخدعتني !

سألتُ مَن حولي :

" ما نزلتْ لمى ؟ "

أجابتني مرام :

" إلا بس ما طولت على طول راحت فوق"

قلتُ بسرعة:

" أوكي عن أذنكم "

اتجهتُ إليها فوراً

دخلتُ عليها غاضبه :

" هذا اللي تقول بنزل !! "

وجهتْ الفتاة بصرها لي بكل برود !!

قالت بحده :

" إذا أنتي جايه تنزليني تحت فاعذريني يا عمه إن قلت لك لأ "

قلتُ بغضب :

" إيه ليش "

ثارتْ في وجهي :

" من غير ليه !! ناس محتقرين وجودي ليه أتعب نفسي وأجاملهم بجلستي معهم
مع أني متأكدة ميه بالميه أن جلستي بغرفتي يوم السعد لهم "

قلتُ مندهشة :

" من قال لك ها لكلام ؟ "

أجابتني :

" للأسف العيون تتكلم "

قلتُ راجيه :

" طيب قلبي علشاني انزلي "

أجابتْ بحزم :

" آسفة مقدر "

يبدو وأن الفتاة مـُـصــرة على رأيها !

ثم أني أكثر المُعاشرين لها علماً بطباعها

لربما اختلقت المشاكل في الأسفل

وهذا ما يمنعها من النزول !

حقيقة لا أعرف !!

فـُـتــح الباب فجأة :

" أووه آسف إذا قطعت سالفتكم ! "

أنه نواف !!

ما لذي عاد به باكراً !!

الاجتماع لمْ ينته بعد !







* * * * * * * * * * * *





[.. لمى ..]






لمْ أسمح لها بإقناعي من جديد

فنزولي للأسفل أمر يستحيل علي

خصوصا بعد كل ما رأيته من تنكر لوجودي

فالكل مستاء وهذا واضح وضوح الشمس

لكن ماذا بوسعي أن أفعل ؟

أني وحيده ومجبورة !!

وما من مكان يضمني سوى منزل عمي

فـُتح باب غرفتي فجأة

أنه نواف !!

أمره غريب !

ما لذي عاد به باكراً ؟

خصوصا وأن اليوم اجتماع لعائلته !!

لربما تلك الحمقاء تشكت علي عنده

حقيقة أنا لا أستبعد شيئاً عنها !!

قال مُتأسفا:

" أووه آسف إذا قطعت سالفتكم ! "

أجابته عمتي أمل متعجبة هي الأخرى :

" لا خلك أنا بطلع أصلا "

صمتْ نواف و لمْ يمنعها من ذلك !

بل أنتظر خروجها بصدر رحب !!

تصرف غريب !

خرجت العمة بهدوء

نطق :

" وش أخبار الاجتماع ؟ "

أجبته بهدوء :

" الحمد لله كويس "

قال :

" حلو .. يعني حظرتيه ! "

لمْ أجبه بل تجاهلته

قال بعد قليل :

" تعشيتي ؟ "

ما لذي يريده ؟

أجبته :

" لا "

سأل :

" جوعانه "

ضحكتُ عليه

بعدها قلت :

" شتبي مني ؟ "

قال:

" ممكن تلبسين عبايتك "





* * * * * * * * * * *








[.. هــيــفـــاء ..]










" تبين الصراحه تغريد زودتها حبتين "

أمل:

" إيه وش قالت ؟ "

هيفاء :

" ما أذكر بالضبط !! "

سألتُ عمتي مُتعجبه :

" ليه تسألين وش يهمك فيها ؟ "

أجابت بحزم :

" حلوة ذي وش يهمني فيها !! هذي بنت أخوي ويهمني زعلها "

قلت مُستنكره :

" ذي تزعل ! "

أمل :

" هيفا وش هالكلام ؟ ليه قالو لك مو بشر ؟ "

أجبتـُـها :

" مو القصد .. بس من كلامك عنها أحسها تاخذ حقها وزيادة "
أجابت :

" حبيبتي .. فيه أشياء لو وش ما صار ماتقدرين تاخذين حقك فيها خصوصا كرامة الإنسان !! "

قلت :

" أوكي ماتبين نتعشى "





























< تم الجزء >

kash5ah_girl 04-01-07 11:23 AM

thaaaaaaaaanks a lot 4 it
I'm waiting 4 the rest of the harlequin

عربية 08-01-07 07:28 PM

القصة روعه ارجوك اختي كمليها

kash5ah_girl 10-01-07 01:23 AM

7yato0o wain el bagy?????????
plz kmleeha

انا وانتي وكلنا 17-01-07 01:13 AM

انا اعتذر منكم والله البنت في المنتدى الثاني ما كملتها ومسافره حتى انا مستويه حدي

بس ان شاء الله اول ما تبدى تنزل انزل معها


اليوم جبت قصه ثانيه بس تأكدت انها كامله قبل لأقراها او احطها لكم

وآسفه مره ثانيه

وجد11 29-01-07 07:54 PM

خسااااااااااااااااااارة


استمتعت فيها كثير ... الله يخليك إذا اكتملت القصة نزلها هنا على طول


ودمتي بـــــــــــــــــــــــــــود ,,,

roudy 31-01-07 02:00 AM

شووووووووووووو
لهلاء مسافره
ياجماعه ماحدا عنده تليفونها
عن جد القصه روعه

ريمــو 22-02-07 10:26 PM

السلام عليكم
بناااااات بشررررررررررررى ساااااااااره لقيت القصه :dancingmonkeyff8: والكاتبه منزله 21 جزء
وهي موجوده بمنتدى ثاني <<< امس طحت به صدفة وقعدت انابط من الفرح ههههههههههههههههه
بغيت انزل لكم الاجزاء الناقصة بس الكاتبه منزله قسم من ناحية النقل :3EO05175:
والقصة تقطر روووووووووعه ما انصحكم تفوتوها ابد
تشاو
يوووه نسيت الرابط :Tgn04610: <<< يا شين الخرشة الزايده
http://www.liilas.com/vb3/images/icons/proud.gif


http://www.alamuae.com/vb/showthread...194057&page=57

frrr 19-06-08 02:27 AM

السلاااااااااااام

بصرااااااااحة قصة احلى من الحلى نفسة واتمنى الكاتبة ماتطووووووووووووول علينا وتقبلوني عضوجديد

عيوز النار 19-06-08 11:40 PM

آآآآآآآآآآآآآآآآآه

الله يعينكم .. تعلقتو في هالقصه .. هي وايد حلوه .. لكن للاسف الشديد غير مكتمله ولها يمكن سنتين.. والقصه معلقه..

شذى العطر 20-06-08 12:58 AM

هي من جد حلوه
ياليت ان الكاتبه تكملها
انا من سنتين وانا استنا التكمله
ياااااااااااااااااااااااااارب تكمل

صحوة ضمير 22-06-08 07:17 PM

هذه من أروع القصص التي قرأتها لكن للأسف لم تكتمل

اتمنى من اللي يعرف كاتبتها يطلبها تكملها لنا

ارادة الحياة 23-06-08 03:16 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اعزائي الاعضاء
القصة جدا حلوة وممتعة لابعد الحدود
والكاتبة انسانة مقتدرة في مجالها

ولكن ما فائدة الاستمتاع بالقصة اذا كانت المتعة ناقص
والقصة لم تكتمل والكاتبة لم تطرح جزء جديد منذ سنتين واكثر ولايوجد هناك امل في ان تطرح جزء

اعزائي رجاءا تأكدو قبل ان تنقلو قصة الى منتدنا يجب ان تكون القصة مكتملة
حتى وان لم تكن مكتملة على الاقل تكون الكاتبة ملتزمة بتنزيل الاجزاء


خالص شكري وتقديري للجميع

♫ معزوفة حنين ♫ 22-04-11 01:47 PM




متوقفة ، تُنقل للآرشيــف ..




الساعة الآن 12:02 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية