منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   الروايات المغلقة (https://www.liilas.com/vb3/f836/)
-   -   فأنت الجحيم الذي استقر وأين المفرُ وأنت المفرّ (https://www.liilas.com/vb3/t204494.html)

ـ سَراب ، 12-06-17 07:45 PM

فأنت الجحيم الذي استقر وأين المفرُ وأنت المفرّ
 


فأنتَ الجحيمُ الذِّي استقَر.
وأينَ المفرُّ وانتَ المفرّ ؟





:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، .
قد تخلق المعاناة منَّا الجحيم...
أو قد يمتدُّ ذاك الجحيم ليحرق جُموحنا..
قد نصَهلُ كالخيل بكبرياء...
ولكنّ الناس تمتطينا لكي تدُوس ببساطة على كبريائنَا..
قد يجُرنّا الزمن على الانحنَاء...
لكن سطوة العشق...قد تشعل انتقاماتنا،،
قد ينام صوت الليلُ فينا...
ونعيش على الحكايا القديمة...
قد أكُون تلك المهرة المتألمة ...
وقد يكُون هو الذئب الذي يلتهمُ ذلك القلب الذّي ينبض فيّ..
لكن الله لا ينسى اوجاعنا...
لكن الله وعدنا بأنهُ سيحَمينا...
(أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ) .

كلمّا قرأت هذهِ الآية بعد مصيبتي...
قررت ان لا اصمت ...
كلما مرت علي تلك الكلمات...
وحده الله تعالى يجعلني انهض..
وأكُون من أكُون...

_
رافقُوني في مسيرة هذه الرواية...
أتمنى ان تنال على اعجابكم:$،،



البــارت : الأوّل


:
:
/
الفصل الاول
الرسالة الاولى :
" عزيزتي فينــا... الحدود كانت ممتلئة بالغبار والدم...
كنتُ ملطخًا تماما...حتى شعرت بأنني انا الذي كنت انزف..
كنت انزف كما تنزف هذه البلاد...
كيف هي مدينة الحب والحلوى؟
هل لازالت شهية كما اعتدنا عليها قبل نهوض الحرب؟..
هل لازالت كعكة الليمون التي تعدينها تعطر مخبز العم جاو؟
اشتاق لان اراك وارى عيناك...
نحن مستعدون للحرب...
اتمنى ان تكوني انتِ مستعدة للحب اكثر...
اتمنى ان تكوني بخير...
مُحبّك...
آدم ستيفينز "

:
:












نزل من سيارته الغريبة على ملامح الحي...وهو يناظر بالمكان وكأنه يريد يتفحصه ويمسحه بعينه ويشوف شنو يشابه بملامح فتاته المتمردة...
تنهد الصعداء...ومضى لداخل ردهات الحي حتى وصل للبيت الصغير.. هنا وبكل بساطة انه هذا المكان المقصود...
سمح لنفسه بأن يخوض هالتجربة وان صار ماصار...رفع يده وبدأ يوزع طرقات متتابعة على الباب...حتى جاه الرد...

....
....
من داخل المنزل...رجل كبير بالسن يشتغل على توصيل بطارية سيارته المنفصلة ...ويداه ممتلئة بشحم السيارات...السيارة اللي عمرت معه 23 سنة...هذا هي تعلن استسلامها امامه...بس هو رفض...رفض كيف يستسلم عن اغلى هداياه؟؟؟من الراحليين؟؟؟ من اللي مضوا عن حياته كطعنة وخنجر في صدره... عن حفرة عميقة مايقدر يداهي صرختها..
رفع رأسه يمسح العرق من جبينه...لكنه افاق على صوت ضرب الباب المتكرر...
نفض يده...ومشى باتجاه الباب...ماكان يدري منهو ورا الباب...
ماشي يفتح القفل...ومن بعدها يفتح الباب ...
استغرب...رجل بهذا الهندام المرتب ورائحة العود المنتشرة...ماذا يفعل امام بيتي وبهذا الحي الصغير؟؟؟..الذي لايناسبه...
لم يفهم هذا الرجل المغطى بزيت السيارات مالذي يفعله هذا الرجل العملاق الشاب خلف بابه...
دقائق حتى نطق الرجال اللي قدامه :
( مساك الله بالخير...
يمكن ماعرفتني يابو عبد الله...
بس انا اعرفك...وبيني وبينك تاريخ...
مايعلم به الا الله..)

مافهم...عذرًا؟؟
وش التاريخ اللي ممـــكن يجمــعني معك؟
رجل عجوز بمثل سني؟؟؟
عن أي تاريخ تتحدث!!؟؟







قبـــــــل سنــــة...






صباح سبتمبر مختلف اليوم...طيور السماء وصوتها مختلف مع هذا الاثير البارد المشمس..
ارتبكت يدينها وهي تناظر بالسقف...تناظر بالثريا اللي ينزل منها نجوم وغيوم...هذي الثريا...من اغلى ماملكت على قلبها...
كانت هدية من امها وابوها يوم كانت صغيرة... ولما تطفي النور...ينعكس صورة النجوم والغيوم بالجدران وعلى كل زاوية بغرفتها...
انقلبت بوجع ...اليوم يوم موعود...اليوم باشوف ذياب ..ومن هاليوم بأسحب السجاد من تحت رجوله وهو مايحس...باخذ حقي وحق هلي منه...
هذا الرجل الاسطورة...الرجل الذي حكى لها الجميع عنه...
الرجل الشـــريـــر في حكـــايا جدهــا..
الرجل الذي قتل والديها بدم بارد قبل خمس سنوات... رجل استطاع بكل بساطة سرقة اجمل ايامها... افاقها بصفعة عظيمة لم تستطع نسيانها...او تناسيها...
كل مايملكونه جردهم اياه...وابقاها تعيسة بحياتها...وحيدة مع جدها المغبون الذي يذكر ابنه الوحيد الغالي على قلبه يدخل بجثته الى وسط المنزل بصراخ الحي...مع زوجته التي نقلت الى المستشفى بحالة حرجة...مستحيل تنسى هالمنظر قدام عيونها...مستحيل كيف كانت صدمتها..كانت اخر سنة لها بالثانوي...وبيدها ملزمة تراجع فيها اختباراتها...بمجرد ان شافت ماشافته من فجيعة...
نزلت دمعتها بشكل آلي وطاحت على ركبها تنتحب بعبرتها...شالوها الحريم ودخلوها لداخل بعد ماتعبت كثير وكان مغمى عليها...

ارتعشت بدمعة باردة سقطت على خدها القطني وهي تنقلب على جنبها الاخر...تذكر هذا اليوم المأساوي يمزق كل عضلة حية فيها ...
ولكن ...الاجمل قادم...فهي اليوم تبدأ عملها كمساعدة لمديرة اعمال ذلك الرجل الظالم...درست سنينها في ادارة الاعمال والعلاقات العامة حتى تقدر توصل لشركة آل زيد... وتفضح خباياهم...
وقفت من سريرها وبدلت ملابسها...لبست عبايتها وحجابها وطلعت وشافت جدها مش موجود وعرفت انه بالمحل لازال..
دقائق تنتظر السواق ومنها تشرب قهوتها...وملامح مدينة الرياض هذي المرة كانت جادة اكثر...وكأنها تخبرها بالبعيد...المستحــــيل
وهو ...
استعـــــــــــادة احبابها...




بوصولها الى مقر العمل...شركة آل زيد...تحدق طويلاً وترمش ومو قادرة تفتح باب السيارة...كل هذا ألم ووجع غاص في صدري...
كل هذا زرعته في قلبي ذياب...
انيابك لازالت عالقة...وحشيتك لازالت مرسومة ومحفورة بعقلي...
عنهجيتك لازالت تؤلم أضلعــي...
شرك امتد الى قلبــي ومزقه ..
جعلتني فتات...بقايا...رذاذ..

نزلت من السيارة وجسمها يرتجف بشكل ملحوظ...وعيونها محمرة...تحبس فيها العبرة والدموع...
وتختنق اكثر بذكر الغاليين على قلبها، دخلت بهدوء...وسمت بالرحمن..صعدت الى الاعلى ..متوجهة الى مكتبها اللي بنفس طابق المدير وطابق مديرة اعماله والاستشاري حقه...
رمت عينيها على مكتب ذاك المتغطرس ...كيف يسمح له ضميره ان يعيش؟؟
حينما قتلت امي وأبي الم ترى عيناهما؟...
ألم ترى أرواحهما تنازع؟؟؟...
الم تؤمن وقتها بأنك سرقت مني حياتي واجمل سنيني؟؟..
دخلت الى مكتبها تجابه الوجع اللي نمى بصدرها...واختنقت به...





بمكتبه... دخلت بهدوء وهي تحمل معها كوب قهوة لابن اخوها وبنفس الوقت تعتبره اخوها... اللي تعتبر ايضا مديرة لاعماله ويثق بها كثير...
كان منشغل بمؤتمر صحفي بالانترنت...وحاط السماعات باذنه... فهي حطت جنبه القهوة وجلست بهدوء...وظلت تنتظره...لحتى ينتهي من شغله..مــــاهـي الا دقائق...حتى شال السماعات من اذنه وناظرها... ابتسمت له :
( صباح الخير...)
بهدوء يجيبها : ( صباح النور..؟)
ابتسمت له :( بقى لك اخر اجتماع ياذياب.. بس اتوقع ان الاجتماع راح يتأجل لان الشركة كلمتنا وبلغتنا ان المدير يعتذر عن الحضور!)
رفع حاجبه وبلا تفاهم كان صريحًا :
(اذًا الغي الاجتماع..)
امجاد تفتح عينيها بصدمة وبرفض : (ذياب من جدك؟..
لنا شهور نحاول ننسق اجتماع وهالحين تلغيه ببساطة؟..)
ذياب ينهي النقاش محدقًا بها : (تأجيلهم للاجتماع بشكل مفاجئ هذا عدم احترام لاوقات الناس..
واعتقد ان فيه الف شركة غيرهم نقدر نتفاهم معاهم على الفندق الجديد...)
امجاد كانت ستتكلم لكن قطع آمالها ذياب : (وغيره؟)
امجاد تسحب مذكرتها من يدها وهي توريه جدوله :( اليوم عندك اجتماع بأحد فنادقنا مع شركة التأثيث تبع الفندق...)
لم يجبها كان صامتًا ينتظرها تكمل كلماتها : ( راح يبدأ الاجتماع الساعة 8 وينتهي تقريبًا 10 المساء...)
تجاهل كل ماقالته ليحدق بها بهدوء : ( جت مديرة اعمالك؟)
امجاد تهز رأسها : ( ايوه لساتها واصلة من شوية لمكتبها..)
ذياب : ( حلو...بلغيها انها راح تحضر الاجتماع معك اليوم المساء..)
امجاد بفجعة : ( ذياب قل لا اله الا الله..ماصار للبنت دقايق من بدات دوام..)
ذياب يقف وهو يشرب قهوته : ( مو هي تعتبر مديرة لاعمالي؟؟... من اليوم تنسى حياتها الاجتماعية...كل وقتها لــي...)
امجاد بتردد : ( بس هذا خارج اوقات الدوام مثل شوفة عينك...)
ذياب ينهي النقاش:( ورا ماتريحين بالك وتبلغيها باللي قلت لك؟)
امجاد تقف بهدوء وتبتسم بتوتر : ( الله يهديك بس..حاضر...شيء ثاني؟)
هز رأسه بصمت وهو يراقب خروج امجاد ويعود لاوراقه..
غير مُلم بالذي سيحصـــل بعد ...







كانت واقفة تحدق بمكتبها الجديد...بعبائتها السوداء المختلفة عن جميع الموظفات البقية ..العبايات الملونة والمزخرفة...اما هي ..لاشيء سوى سوداوية عبائتها وحجابها المرتب ..
حينما دخلت امجاد .. نظرت لـ مهره بتفحص شديد ثم اردفت : (مرحبًا مهره..)
مهره كانت تشعر بارتباك، هل تكون بخير في شركة اعدائها؟ هل تنسى اوجاعها وقهر جدها؟..
هل يُعقل ان تكون رهينة لهذا المكان في حساب انتقامها؟؟... بللت شفتيها وعيونها تلمع ، لمحت امجاد عيون مهره التي تشارف على البكاء، كانت تظنه خوفًا من العمل ، كانت بتساندها مربتة على كتفها لكن مهره رفضت بلطف وهي تنظر لها :
(انا بخير..)
امجاد تبتسم : (طيب شرايك بالمكتب؟)
مهره تتنفس الصعداء : (ماشي حاله..)
ماشي حاله؟ !! ...رد اثار دهشة امجاد..مئات المتقدمين يتمنون هذا المكتب، لتأتي تلك الفتاة بذلك البرود متجاهلة الاثاث البارع الجمال والمرتب..
.ذو الموقع الاستراتيجي...
بجوار مكتب الاستشاري والمنسقة..
مقابلاً مكتب المدير..
امجاد تجاهلت برود مهره وهي تحدق فيها : (عمومًا استاذ ذياب بلغني اخبرك ان اليوم دوامك راح يخلص بعد الاجتماع بالليل واحتمال نخلص 10..)
مهره ترفع حاجبها باستنكار : (على اي اساس؟!!)
امجاد تكاد تحلف ان تلك الفتاة لاتشبه اي احد بالشركة سوى مديرها...ذياب ، لتردف :( المدير قال..)
مهره تهز رأسها بسخرية : (هذا عكس مواعيد دوامي الموجودة بالعقد..)
امجاد بغير تقبل لشخصية تلك الفتاة :( عندك اي اعتراض..بلغي المدير..انا علي اني ابلغك )
مهره تبتسم بتحدِّ :( يصير خير..)
الاقسى على امجاد ان يكون هناك احد بالشركة يشابه منطق ذياب في التفاهم، صعب جدًا ان تستلطفه وتحاول اقناعه..
لذلك وضعت امجاد احدى الملفات على مكتب مهره بهدوء :
( هذا ملف الاجتماع اللي راح يصير بالفندق.. خذي كل المعلومات اللي تبيها من الاقسام اللوجستية اللي عندنا ..
بس المهم انك تضبطين العقد حقنا بحيث يجذب الشركة تبع الاثاث.. وبامكانك تحطي المبلغ المعروض عندك بالملف..واذا حسيتي ان المبلغ يحتاج لزيادة تقدري تتواصلي مع عثمان مستشار الشركة...مكتبه جنب مكتبي..)
مهره بهدوء وبشبح ابتسامة عينيها تنظر للملفات بنظرة جانبية صامتة ، ..
امجاد مُدهشة من صمت مهره تردف :( مفهوم الكلام ولا اعيد؟!..)
مهره تبتسم بمجاملة واضحة : (اعتقد اني ماطلبت اعادة... شكرًا..... اشوفك على خير..)
خرجت امجاد بغضب " تتحلطم" على مزاجية الفتاة التي اتت اليوم، دخلت مكتبها تكمل اعمالها ..
بينما بداخل مكتب مهره فتحت الملف تقراهُ بصمت، ثم ضحكت ساخرة : (تبيني اداوم للساعة 10 ؟ نلعب حنا يا حضرة المدير؟ ... بس ولا يهمك..تبيها لعب...نخليها لعب!!!)
اكملت عملها وهي تضغط على رأسها ، تحاول ان ترتب عقدًا مغريًا لشركة الاثاث ، لتكون صفقتها ووجودها ناجحًا من البداية .
ياربي ساعدني...كيف بأكون معه بنفس المكان بدون قوة؟؟؟ ماتحمل اشوفه ...ماتحمل اطالع في وجهه...يذبحني كل ماتذكرت الغوالي تحت التراب بسببه...اكرهه الظالم...ربي ياخذ حقي وحق هلي مننه...ربي يسلط عليه من لايرحمه...

بللت شفتيها وتوجهت لمكتبها تكمل كومة الاوراق التي صدمتها من اول يوم عمل...اكملت عملها بكل غيظ وغير رضى...متوعدة بالعسير لذلك الرجل الذي يريد ان يبني هيمنته عليها...

*





امام فندق ضخم كبير..يفتح البواب الباب للسيد الموجود بداخل السيارة، ويستلم مفتاحها ليركنها جانبًا .. لينزل بهدوء للداخل ويستقبله مستشاره السيد عثمان..
اللي بادله التحية ودله على مقر الاجتماع، لكن ما ابدى الارتباك على وجه عثمان ان مديرة العلاقات العامة ماوصلت..واللي كان من المفترض ان تكون موجودة قبل ساعة.. الا انها تأخرت عن الموعد..
رفض ذياب تأخرها ليسأل عثمان : (وين مديرة العلاقات؟!)
عثمان بقلق :( لسة ماجات طال عمرك...)
ذياب بغضب : (بعد نص ساعة لو ماكانت موجودة تقدر تقدم استقالتها..)
عثمان تغير لون وجهه ليردف ذياب :
(بلــــغــــها بكـــــلامي..)
عثمان يهز رأسه لكنه تنفس براحة حينما دخلت مهره بهدوء امام انظار ذياب الصامته جدًا والتي تحدق لها بصمت صارم، كانت واثقة جدًا ، تحمل في يدها ملف، صادفتها امجاد التي اتت بطلب من ذياب حتى يزيل الاحراج بوجود امرأة في مقر عملها... بينما هي تمشي توبخها امجاد :
(وراه تأخرتي؟!!...)
مهره تحدق لأمجاد بسخرية :
(وعليكم السلام !!!! )

، ثم تكمل طريقها تاركةً امجاد باحراج... جلست مهره بهدوء وباحترام بعد ان القت السلام.. امام انظار الجميع.. تخرج الملفات والاوراق لتوزعها على الاطراف جميعها ثم تردف بهدوء : (اعتقد بأن العقد يشمل كل مطالب الطرفين..
والاهم من ذلك ان المبلغ محد يقدر ينافسنا عليه بالسوق..
يعني لو كان ربحكم مع اي احد ثانِي هو 40% ..فأتوقع مع شركة آل زيد يوصل للضعف.. وانا واثقة انه مابه منافس مثلنا بالسوق..
لذلك المطلب الرئيسي بأن الشركة تقرا الشروط وتشوف المبلغ وتوافق باذن الله على تأثثيث الفندق.. مهلة التوقيع على العقد ... الليلة فقط..واعتقد بأن احنا كريمين باعطائكم هاللحظات في التفكير.. لان مابه عاقل يرفض هالعرض!..)

امجاد..عثمان..وحتى ذياب...بدوا مصدومين من قوة تلك الفتاة التي تتكلم بثقة وكأنها عملت لمدة عشرين سنة تحت شركة ال زيد...عثمان بغير شعور يردف بهمس سمعه ذياب وامجاد :
(هذي داهيـــة ال زيـــد!..)
ابتسمت امجاد، اما ذياب كان يحدق بها ، لم تنظر له...لم تحدق فيه ابدًا حتى ولم تتكلم معه.. كانت تباشر عملها دون ان تحتك بهذا المدير الذي كان يخفي شبح ابتسامة حينما رأى ملامح الدهشة على الشركة الاخرى من روعة العرض..ليجيب الرجل الذي كان بعمر اب لمهره :( والله يابنتي وش هو قولك بعد هالعرض؟ حد يسمع عرضك ومايوقع ؟؟..)
ابتسمت مهره بثقة وهي تهز رأسها بعد ان وقع بلا تردد : (فيه الخير ياعــم..)
وقفوا جميعهم..ليصافح ذياب اعضاء الشركة برضا، تلك الفتاة حتى لم تجعله يضطر لان ينطق اي كلمة سوى السلام.. انها المنشودة لمثل هذا العمل بكافة المقاييس .. تمت التواقيع بسلام اتفقوا على بقية الامور وحددوا تاريخ انتهاء العمل من اجل التنسيق لافتتاح الفندق ، بينما مهره تجلس صامته بهدوء.. تشعر بأنها ستخنق ذلك الرجل الذي يتحدث بصوته الرجولي الحاد البارد... وكأن لا شيء يعيقه..تود لو انها تجرمه..تفضحه..تخبره بأنه مجرم والف مجرم...سرقوا منها حياتها..سرقوا منها الكثير.. ارتجفت يدها فجأة امام نظرات امجاد التي لاحظت ردة الفعل هذه للمرة الثانية... ومن تحديق امجاد لمهره انتبه ذياب وحدق ايضا بكف مهره المرتعشة... تمالكت نفسها وهي تسعل بحرج...غادر اعضاء الشركة الاخرى..وهي وقفت متوجهة للخروج دون ان تنطق اي كلمة او تنظر لذياب..
كانت واقفة امام باب الفندق تنتظر مرور سيارة اجرى.. لكن جسدها اهتز بالكامل..واصابتها كهرباء رعشة قوية حينما شعرت به ايضا واقف يحدق بها .. همست في نفسها بغضب : (وجع ليكون مضيع شيء الاخ؟)
لم يسمعها ذياب لكنه شعر بانها تتمتم ليردف رافعًا حاجبه : (ماقدر اقول اي شيء على شغلك..
بس تأخيرك خرب عليك..)
مهره ابتسمت ساخرة ثم اردفت : (اوه معليش... ماكان من وقت دوامي فعشان كذا تأخرت..)
ذياب ينظر لسيارته التي وصلت : (المرة الجاية لو كان في بالك انك تتأخري... تقدرين توقعين ورقة استقالتك..وتجيبيها معاك)
مهره تجرأت بغير قصد لتلتفت ناحيته وتنظر له... للحظة كانت قوية..لكن كل جبل هذا القوة اصبح رمادًا .. استجمعت كل خذلانها ورهبتها..هي تنظر الآن لقاتلها...لمن ذهب بها الى المقصلة وسرق منها حياة والديها...كيف تستطيع تقبل تلك الحقيقة..؟؟؟ كيف تصمت... كل العبرات لم تكن كافية امام هذا الموقف..
لتردف بثقة : (عذرًا بس الظاهر انك ماتفرق بين شغل الرجال والبنت في مثل هالوضع؟)
ذياب بسخرية صمت لدقائق ، ثم اردف : (لو كان الاجتماع الساعة 12 بالليل... تعلمي تنزرعي قبلها بساعة..يومك دخلتي بـ هالشغل كنتِ عارفة ان حالك حال الرجال..)
مهره بغضب كانت ستردف ، تغيرت ملامحها جدًا .. لكن ذياب اردف وهو يتوجه لسيارته : (على طاري الفرق اللي تبيني اشوفه...انتي ماعندك مانع تركبين تاكسي بـ هالوقت لوحدك؟)
مهره بكره اجابت :( اعتقد ان هذا خارج نطاق العمل ومالك حق تتدخل فيه..)
تمردت كثيرًا من المرة الاولى ، اصدرت انتهازاتها وتمرداتها امام عيني ذياب ومسمعه..
ولكن ليس هو الذي يختار طردها حلًا كي يؤدبها..اردف غاضبًا فورًا : (اركبي السيارة اوصلك..انا بركب قدام وهاتي عنوانك اوصلك..)
مهره برفض وكره : (تصبح على خير طال عمرك..)
جن غضبًا من تمردها وتجاهلها لمدى خطورة مضيها وبقائها وحيدة بهذا الوقت..
لفت داخلة الى الفندق مرة اخرى ، لكن امجاد مسكتها من ذراعها :( وين رايحة؟ امشي قدامي نوصلك..)
مهره برفض : (اعتذر ماراح اركب معه بسيارة لوحدي..)
امجاد تضحك بسخرية : (ومن قال انه عارض عليك انك تركبين معه لوحدك...تراني معاه بالسيارة..)
مهره باستنكار : (وعسى ماشر تركبين مع غريب بسيارة وحدة؟!..)
ضحكت امجاد بقوة مفرطة : (هههههههههههه محد غريب...انا عمته..)
دُهشت مهره، غريب ان العلاقة التي بالعمل بينهم هي علاقة موظف ورئيسه، ليست علاقة ابن اخ وعمته..
صمتت تنظر للسيارة لتردف لها امجاد : (الساعة عشر ...
امشي يابنت نوصلك..ترا ان ظليتي لحالك محد حولك..)
وكأن فكرة الخوف تسللت دماغها حينما تخيلت فكرة رحيلهم وبقائها واقفة هي وحيدة تركب سيارة تاكسي لوحدها..
مشت مضطرة كارهة كل شيء لتركب السيارة بجوار امجاد بالمقعد الخلفي، بينما ذياب بالمقعد الامامي منشغل بجواله, وهي منشغله برجفة جسدها وانحباس الغصة في حنجرتها، كيف تكون مع هذه العائلة بمكان واحد من غير ماتقدر ان تفصح بكرهها لهم.. ؟
كيف؟؟ كيف امدها الله بهذه القوة..كيف جعل تستطيع ان تصبر صامته في مكان مثل هذا المكان..
كلما التفتت لامجاد وذياب..رأت طفولتها الصعبة تمر امام عينيــــها
وتحزن ،
ترى دموع جدها وتحسبه على ظالمي ابناءه..
اللذين سرقوا حياة ابنه وزوجته.. وابقوا له بقايا لطفلة مدمرة يتيمة تبحث عن حنان الام ووجود الاب..
شدت على قبضة يديها تمنع الدموع وهطولها...حتى وصلت لـ العنوان بعد ما ارسلت العنوان للسائق وتتبع بـ " قوقل ماب" .
لتقف هذه السيارة الفخمة امام بيت بسيط في حي بسيط.. نزلت بهدوء بعد ان اردفت للسائق : (يعطيك العافية).
واقفلت الباب ماشية الى باب بيتهم.. ذياب امر السائق بأن لا يتحرك حتى تدخل مهره للداخل..
دقائق حتى دخلت مهره للداخل ومضى هو في طريقه..دون ان ينطق بأي كلمة.. استرخت امجاد بهدوء وهي تحدق بصمت ذياب..
بغير رضى وكانها تريد ان تستجوبه..تريده ان ينطق ويمدحها ويشكرها لاختيارها مديرة علاقات عامة رائعة بهذه المواصفات..كل اللي تبيه مجرد إطراء.
مطت شفتيها مردفة : (ايه...ماقلت لي وش رايك ؟)
ذياب يرفع عينيه عن الهاتف وينظر للنافذة اللي قدامه: (راي بأيش؟)
امجاد تتنفس الصعداء وتردف : (بخبرات عمتك في انتقاء الموظفين..)
ذياب هز رأسه بسخرية : (يعطيك العافية..)
امجاد بغير رضى تفتح عينيها : (بس؟؟؟ مافي شكرًا...ما استاهل شيء انا؟)
ذياب يتنهد : (امجاد.. يرحم والديك ماهو بوقته.. وشيء ثاني)..
تذكر ملامح تلك الفتاة المتمردة والواثقة
( ماعليها كلام... بس في بعض الملاحظات اللي ما ارضتني..)
امجاد تسحب نفسا عميقًا :( وش هي الملاحظات؟)
ذياب يحدق بالنافذة امامه ويردف بغير تقبل : (تأخرها من اول اجتماع ماعجبني... ومن الواضح ان حنا بنعاني من تمردها..)
امجاد بقهر : (سيب الدكتاتورية والعنصرية اللي فيك لأنها بنت. البنت ماعليها كلام.. والتأخر مفترض تراعيها فيه..ترى دخلت بعدك بـكم دقيقة بس)
ذياب بنبرة حادة تنهي النقاش : (لو دخلت بالاجتماع الجاي بعدي بثانية..حطي باعتبارك انك راح تدبري لي مدير علاقات عامة بنفس اليوم..)
صمتت امجاد غاضبة لتعيد كلماتها :( الله يسامحك يازيد اخوي على هالطليعة ..)
قلبها لم يتحمل، فهي تعشق ابن اخيها الذي يعتبر كأخيها لتردف (استغفر الله يارب... يارب كل اللي اطلبك تلين قلبه وبس..)
لتنتبه لوصولهم الى مملكة آل زيد الدكتاتورية... نزلت بهدوء متعبة من اثر يوم طويل اضطرت فيه مجارات ذياب، ذياب ينزل بهدوء من سيارته ويتقدم للداخل، ليجد اهله مجتمعين في الحديقه...امه وخواته..لتتقدم امجاد وهي تنزع حجابها بتعب : (ياويلي ياوووويلي الجوووووع...)
ام ذياب تبتسم : (ماعاد اعرفك يا امجاد يومك تفكرين من بطنك...)
امجاد بزعل تبتسم : (الله يسامحك يا منيرة...انتي شايفتني طول الوقت على رجولي مع ولدك.. قسم بالله اليوم طلع عيوني..)
ذياب بشبح ابتسامة يرفع حاجبه مستنكرًا :( بالله من طلع عيون الثاني؟)
امجاد تبتسم بارهاق : (مو حلاتك تجيب لعمتك عشاء بعد هالتعب؟)
ذياب يهز رأسه : (مايغلى عليك..هالحين اطلب لك..)
طلب لها العشا وجاها بعد عدة دقائق ،دخلوا عبير وشيماء خوات ذياب..لتبتسم عبير :( حي الله من جانا..)
امجاد بنرفزة : (حياك جني..أنتي متى بتعقلين ..شايفتني ضيفة عندكم؟؟)
ضحكت عبير : (هههههه الله الله.. وراه قافلة معك يا قلبي؟؟ روقي والله الدنيا ماتسوى..)
امجاد بصوت منخفض تهمس لعبير وشيماء:( ليه اخوكم خلى فيه تسوى ماتسوى؟...بس لا تخافي...تزعلني الدنيــا
ويراضيـــني الاكل)
كانت سَتغص بالطعام الا ان ذياب ابتسم نصف ابتسامة ليعطي كأس الماء : (شوي شوي ... كل هذا مأثر عليك؟)
امجاد تبتسم : (الله يصلحك ..)
ذياب يقف بهدوء : (انا رايح اخلص كم شغلة وراجع..)
ام ذياب :
(يمة اجلس شوي اكل ..بعدها امشي..)
ابتسم مقبلاً رأسها : (بالعافية..)
وختم النقاش مغادرًا امام نظرات عمته وخواته..
استندت امجاد على الاريكة بتعب وتخمة لتقول بضحك : (الحمدلله...والله المقصد ماهو الاكل...المقصد شوفتكم..)
ضحكت عبير :( ههههههههههههههههههه شوي وتاكلين الملعقة والصحن ياعمتي...)
امجاد تضرب عبير : (صلِّ ع النبي لا يطلع كله..)
شيماء بتقرف تضع يدها على فمها : (وع وع...)
امجاد تضرب راسها بنسيان : (اووووه صح نسينا ان الاخت حامل.. يالله عن اذنكم برووح اتروش وانام..باكر عندي شغل ماهو كثير....اللي بعده!)
ابتسمت لها ام ذياب : (نوم العوافي..ترا حمامك جاهز خليتهم يجهزوه لك..)
امجاد ترسل قبلات لام ذياب : (بعد قلبي ام الذيب...مافي منك ثنتين..تؤبري ئئلبي..)
لتمضي مغادرة الى غرفتها.. وتضع عبائتها بشكل مهمل على الاريكة .. تكررت عليها ملامح مهره الغير مفسرة جدًا لهذا اليوم ، بدءًا من قوة شخصيتها ، حتى رعشتها، وارتجاف جسدها.. واحمرار عينيها بالدموع ... ثم مرة اخرى..مكابرتها وثقتها.. كل المؤشرات التي مضت على عينيها غير مفسرة..
لذلك قررت تجاهل الموضوع للمستقبل.



*
بعد ان دخلت المنزل استندت على الباب تستجمع انفاسها...جُسمها ممتلئ برعشة ...تنتفض بشكل غير معقول وعينيها تُجمّدُ الدموع..
خدها القُطنِي صار مسارًا لدُموعها المنهزمَة لترسمَ خطًا الى أعلى شفتيها البارزتين..
تلك الرعشة التي حاولت ان تخفيها كانت تتكرر عليها ..
الى درجة كبيرة في الاجتماع، كم زرعت امال طويلة بانها لن تظهر أي جانب من جوانب ضعفها ...الا انها كاذبــــة...مُجرد فتاة ضعيفة، اختارت ان تتقوس بالقوة.
رفعت كفها الى خدها تمنع الدموع واستمراراها ، لكن الحرقة تشتعل في صدرها بشكل مجنون حتى طاحت على ركبها وصارت تبكي جنب الباب وتبكي بشكل مفجوع ...
أين سيبرر لها ذلك السيد ومن معه طفولتها ؟.. أين سيبرر لها قهر جدها وبكاءه وندبه لابنه الذي مات مقتولاً؟ أين؟؟ ..
أين سيمضي كل هذا ويرحل ؟ الى اين؟؟؟ لايوجد سوى عقلها يحتضن هذه الذكريات المُؤذية...
لايوجد سوى عقلها يدير عجلة الذكريات في كل مرة تنظر الى تلك الوجوه المُلامة ..
زخم الاوجاع الذي تسلل الى صدرها اليوم، كان ثقيلاً عليها. انها ساعات فقط، لكنها عبثت بها عبث غير مبرر!! ..
رفعت نفسها بصعُوبة حتى مايحس جدها فيها ودخلت لغرفتها ..
استلقت على سريرها الغجري المغطى بخيمة شفافة .. شغلت التكييف..رغم برودة الجو الا انها تحس بحريق في صدرها.. استلقت بعرض السرير.. تحدق للسقف..
للثرية التي كانت تغمض عين وتفتح اخرى وهي تطالعها.. هزت رأسها بوجع تمسح مسارات الدُموع : (وش بيصير يايمة ويبه لو كنتوا معي؟ وش بيصير؟؟؟ ليه ياخذكم مني ليه!! ليه سرق مني هالشيء بكل بساطة وسمح لنفسه يعيش مع ابوه وما سمح انهم يعيشون الفقد اللي عشته؟؟؟ لييييه!!!)
نهضت تنزع حذائها الرياضي المريح وتنزع عبائتها، لتخرج لها بيجامة كحلية حريرية وترتديها.. ثم استلقت بهدوء تتصفح رسائل البريد الالكتروني .. عثمان مستشار المدير ارسل رسالة عن موعد اجتماع بكرة الساعة 9 في الشركة واللي بيحضره الوفد الألماني عشان افتتاح سلسلة لفنادق آل زيد بـ المانيا.. لـ هالسبب طلب حضورها للشركة الساعة 7 ونص للقيام بالاجراءات المسبقة .
أطلقت تنهيدة ، واستسلمت عينيها للنوم ..بعد يوم طويل وشاق!.



*

الصباح....
الشمس، تتسل لعينيها، تداعب رموشها الطويلة... تنعكس كخطوط على وجهها بسبب خيمتها الشفافة.. سمعت صوت مجموعة العصافير الموجودة في حديقتهم وتزورهم دائما . ، وقفت بهدوء تتمد على سرير وتطلق صوت تثاؤب .. ترفس اللحاف ثم تتوقف وتخرج لدورة المياه ، دقائق حتى خرجت لتصلي صلاتها .. ثم راحت للمطبخ وهي تبتسم بسعادة تشتم رائحة الخبز الساخن يشتريه جدها كل صباح .. طلت براسها على جدها مبتسمة : (صباح الخير بابا علي...)
ابتسم لها جدها من الطاولة الخارجية الموجوودة بالحديقة وفي يده جريدة اليوم يقرأها : (صباح النور يابعد ابوك... تعالي يبه قولي لي شسويتي..؟؟!!)
جاه صوتها من المطبخ حيث كانت نافذة المطبخ تطل على الحديقة :
(كل شيء تمام يبه...اجهز الفطور واجي اقولك..)
بدأت بتجهيز الفطور ، وترتيبه..ثم طلعت بصينية الفطور وحطتهاا على الطاولة ، سكبت لها ولجدها الشاي ثم ابتسمت : (هنا وعافية..)
ابتسم لها جدها وهو يرتشف الشاي :
(قولي يبه..طمني قلب ابيك..)
ابتسمت بحب وهي تسند رأسها على يدها ثم ترخي عينيها بهدوء وتستجمع انفاسها :( مابه شيء يخوف...بس للحين ماصار شيء..)
جدها تغيرت ملامحه فجأة ليترك الشاي ويدير عينيه : (ليتني انا اللي القاه ...لاني اللي بقادر اخذ حقك وحق ابيك يابنتي...ولاني اللي قادر القاه..)
لمعت عيني مهره لتردف برفض وهي تضع يدها على جدها :( صحيح اني بنت يبه... بس ماني ضعيفه...انا بنت عبدالله يبه..)
ابتسم جدها يهز رأسه : (اللي يهمني تنتبهي ...)
مهره توقف وهي تقبله :( انا ماقدر اوقف هالطبع ...عسى يمر هالصبح بدون مابوسك بابا علي...اروح فيها..)
ضحك جدها على تصرفها المعتاد:( ههههههههههه اجلسي كملي اكلك يايبه وتقوي...وراك شغل..)
مهره تضرب على رأسها بنسيان :( والله نسيت نفسي... عليك بالعافية يبه... بروح البس واجهز..)
جدها يبتسم : (بالعدال يابوك..)
مهره تدخل وتبدل ملابسها وتلبس عبايتها وحجابها ثم تخرج .. لتأخذ صينية الافطار للداخل وتغسل الاواني بسرعة..
وقفت عند الباب تنتظر السايق تكسي تتعامل معه يعرفه جدها ويثق فيه حتى يوصلها يووميا الى الدوام

*





في سيارته ينظر لسيارة اجرى تنزل منها تلك الفتاة التي كانت موجودة يوم امس .. سمح لنفسه بأنه يتأمل وقوفها ..وتأملها لاسم الشركة..رفع عينه لاسم الشركة المكتوب بالجبس باللغة الانجليزية...شركة آل زيد.. كانت عيونها ترمش بشكل غريب وكأنها تحبس دمُوع.. ماكانت تدري بالشخص اللي يتأملها.. بالسيارة.. ماشال عيونه من عليها الا لما شافها تدخل الشركة..
نزل من السيارة وتوجه لمكتبه فورًا ، حتى صادف عثمان قدامه وهو يسلمه تقرير الاجتماع :( تفضل طال عمرك..هذا تقرير الاجتماع اليوم..)
رفع عينه الى مكتبها ثم اردف : (امجاد موجودة؟؟!)
عثمان يهز رأسه :
(لسة ماجت طال عمرك..)
ذياب : (بس تجي خل تجيني مكتبي..)
هز عثمان رأسه مبتعد وهو يلاحظ هدوء سيده لهذا اليوم!.. انتهى من كل شيء وتوجه لمكتب مهره يسلمها التقارير التي من المفترض ان تكون موجودة للاجتماع، اتم معها بعض الاجراءات ولمح امجاد ليتوجه مناديًا اياها : (طال عمرك..)
لفت امجاد بعينيها لترى عثمان :( تفضل؟؟)
عثمان بهدوء :( استاذ ذياب طلب حضورك بمكتبه..)
امجاد بقلق : (ياوجه الله وش يبي من صباح الله خير؟؟؟)
عثمان يرفع كتفه بغير معرفة : (ماعرف..)
امجاد تهز رأسها : (يعطيك العافية..)
تتوجه بسرعة ناحية مكتب ذياب، تطرق الباب ثم تدخل بهدوء لتراه منشغل ببعض الاوراق..وبمجرد ماشاف دخولها ترك كل مابيده واشار لها تجلس بهدوء حتى جلست واردفت : (صباح الخير..)
ذياب بهدوء يرفع السماعة يسألها : (شنو تشربين؟)
امجاد بهدوء تهز رأسها : (مويه..)
ذياب يتكلم بالسماعة ليطلب ماء وقهوة حتى اتت بعد دقائق بمجرد ان طلبها.. امجاد بهدوء :
(سم يقال تبيني..؟)
ذياب :( يقال!)
امجاد بخوف :( شصاير بعد ؟ فيه مصيبة مسويتها وانا مدري؟)
ذياب بهدوء: (مابه الا الخير.. بس ابيك تستفسرين عن السواق اللي تجي معه مهره..)
امجاد بتساؤل :( على أي أساس؟؟؟)
ذياب:( البنت تجي مع تكسي كل يوم..ماهي عدلة..على الاقل نأمن لها وسيلة مواصلات..)
امجاد تضيق عينيها : (وانت وش مدريك؟)
ذياب :
( ادري وبس... سوي اللي قلت لك عليه ..)
امجاد تهز رأسها : (طيب..)
تقف ( شيء ثاني؟)
ذياب يهز رأسه بالرفض لتخرج امجاد بينما هو تفرغ ليحضر للاجتماع، منشغلاً بكم الاوراق الذي ينبع كل صباح في مكتبه وكأنه لاينتهي.. حتى هو اشتاق ان يمتلك اجازة مثل بقية البشر..منذ ان فقد والده قبل سنين..نسى كيف يرتاح..نسى شعور ان يمتلك اجازة لنفسه.. وقبل ان يموت والده..لم يؤمن عمامه يومًا قط..يعلم تماما ان والده لايثق بعمامه..

وقف بهدوء بعد ما بلغه عثمان عن موعد الاجتماع حتى يتوجه لصالة الاجتماع في الطابق العلوي..المطلة بزجاجها الشفاف على شوارع الرياض..
قبل ان يدخل وجدها موجودة ممسكة بالملفات وتسلمه الملف : (تقرير الاجتماع..)
ذياب بهدوء يستلم الملف ويدخل للداخل.. كان الاجتماع مع اعضاء الشركة ومموليها.. هادئة وكانت تناقش بجدية تدعم قرار افتتاح فنادق بالدول الاخرى مثل قطر وعمان ودبي وايطاليا وروما.. كانت هذي الخطة موجودة من قبل 4 سنوات.. مخطط كان يخطط له والده لكن ما اتمه يومه رحل..

صدمة عمرها..طعنها..تغيرت ملامحها وحبست عبرتها وهي تسمعه ينطق حروفه :
( هذا المشروع من قبل لايتوفى الوالد الله يرحمه.. يعني من المفترض انه ينتهي قبل سنتين..بس حصلت تأخيرات واظن بكل تأخيرة فيها خيرة..)

طعنها موت...الى درجة انها مو قادرة تصدق اللي تسمعه...تعرف اليتم؟؟؟ تعرف اليتم وتيتمني انا ليه؟؟؟
ليه تخليني بدون هلي...اذا ابوك راح بروحة ربي..
.ليه تاخذ مني ابوي وامي...ليه تاخذ منا حقوقنا؟؟؟ ...
ليه تسوي سواياك بي وبهلي... الله ياخذكم..الله ياخذكم كلكم...

استغفرت الله حينما استوعبت انه لايجوز عليها ان تدعو على مسلم بهذه الطريقة، لتحمر عينيها بشكل غريب وتلمع بالدموع ، بلعت غصة عقيمة وهي تجلس بصمت دون ان تعلق..

ناظرها ..وناظرتها امجاد اللي استغربت من ملامحها اللي تغيرت..ماكانت تدري شنو اللي فيها..كانت تتوقع انها عاطفية بموضوع العائلة وحساسة ..ويمكن تأثرت بأبو ذياب يومه انذكر ..لانه ميت..مثل ابوها..
احد ممولي الشركة يجاوب : (طيب لو افتتحنا هالفنادق كلها بمرة وحدة ممكن يحصر مشاريعنا عليها يا طويل العمر..انت تعرف ان افتتاح فندق واحد مكلف..فكيف بسلسلة فنادق..)
ذياب : (الوالد ماراح الا وهو مفكر بالموضوع ودارسه زين..واعتقد ان الميزانية تبع هالمشاريع موجودة من زمان وماراح تأثر على ميزانية الشركة.. انا بلغتكم ان فندق ايطاليا وروما انبنى ولكن يحتاج بعض الاشراف...فاحتمال كبير نروح خلال شهر نوفمبر..)

كانت مقهورة...يتكلم عن ابوه...يعرف شعور اليتم وفقد الابو وقاعد يتكلم ببساطة... بينما هي محصورة بزاوية فقدان امها وابوها وسلبه لحياتهم...يارب يزيدك قهر مثل ما قهرتني..
عثمان : (طيب يا استاذ ذياب احتمال يكون جدولك مزدحم في نوفمبر...عندنا اجتماعات كثيرة ماراح نقدر نوفر وقت لـ هالسفرة وخصوصا انك طالب جميع اعضاء الشركة تقريبا في الرحلة..)
ذياب باعتراض : (لو مابه وقت اخلق لي وقت عثمان...هذا ماهو محل نقاش.. ومش كل اعضاء الشركة راح يتواجدون..انا وانت والممول وامجاد ومديرة العلاقات العامة..)
لم تبدي مهره اي ردة فعل..كانت عينيها مشغولة بيديها تحبس عبرة مرة وقفت في حنجرتها تجاري صدمتها في رؤية ذياب الذي لطالما حلمت سنين ان تواجهه ..ان تصرخ فيه وتهينه..ان تفعل اي شيء ..ولكن...لا تستطيع..
الشيء اللي تبيه انها تسحب منه اغلى مايملك من غير مايحس...وللان ماعرفت شنهو اغلى املاكه...
امجاد تحدق بمهره وهي تمد لها الماء :( انتي بخير؟)
مهره تشرب من الماء وهي تشعر بأنها تبتلع حجرًا ليس ماء لتجيب بنبرة خافته وكأنها غير مسموعه: (بب ـبخير..)
هزت امجاد رأسها بتفهم ولم تلاحظ مهره نظرات ذياب التي تراقبها منذ البداية .. الكل اتفق على ان يتم السفر في شهر نوفمبر ..اللي راح يكون بعد اسبوعين..الرحلة راح تكون مدتها اسبوع..من 1 نوفمبر لحتى 9 نوفمبر..
عثمان يقف خاتما الاجتماع : (تذاكر سفركم راح تكون على الشركة طبعًا..لذلك نحتاج هويات السفر وجوازاتكم تكون موجودة بكرة.. ويعطيكم العافية..)
مهره بسرعة وقفت مغادرة من مقر الاجتماع الى دورة المياه..جهشت بالبكاء والانين وهي غير مستوعبة... شقت سنين عشان تقابل قاتل امها وابوها والآن بكل بساطة ماتقدر تقتله..ماتقدر تذبحه؟؟؟
شوفتك ياذياب ماحسبته طعنة...كأني اسمع بخبر وفاة امي وابوي مرتين..كأني صرت يتيمة من جديد...
تمالكت اعصابها المفلوته وهي تشهق..غسلت وجهها بسرعة بارتباك...ثم خرجت لمكتبها مبتعدة عن الانظار التي تناظرها باستغراب من ارتباكها المفاجئ وربما ...لمحوا شيئا من عينيها المتورمة بالبكاء..
توجهت لمكتبها تكمل عملها..لكن اللي صدمها وجود امجاد بمكتبها.. ارتبكت بالبداية لكنها كملت ودخلت بهدوء: (السلام عليكم...)
ردت امجاد بهدوء السلام ، جلست مهره امام مكتبها ..امجاد لاحظت عيون مهره اللي واضح انها كانت باكية..بس توقعت انه امر شخصي وماله داعي تفتح جروح الغير..لتردف لها : (مهره ادري ان هالشيء مش من اختصاصي..بس لازم اسأل...انا عبد مأمور..)
مهره تهز رأسها : (تفضلي؟)
امجاد بارتباك:
(ذياب... أ..اعني ..هو سأل)
مهره لازالت تهز رأسها بهدوء.. تعطي لامجاد المجال في اكمال تساؤلها : (بلغني اسالك عن الشخص اللي يجيبك ويوديك..لان لاحظنا انك تجين مع تاكسي كل يوم..وهالشيء ممكن يكون خطر عليك او صعب... فاذا هالشيء مضايقك ممكن نوفر لك وسيلة نقل..)

خطر علي؟؟؟؟ والله ماهو خطر كثر وجودي بمثل هالشركة.. مافي اخطر منكم ياعيال زيد...مافي اخطر منكم..
هزت رأسها : (بلغيه السلام وقولي له لو كان هالشيء مضايقني فماراح اكون موجودة بالشركة..)
امجاد باحراج :( ممكن فهمتينا غلط يامهره...كل اللي نبـ...)
مهره بمجاملةة : (يعطيكم الف عافية.. شكراً انكم فكرتوا فيني وفي راحتي..)
امجاد استغربت عناد مهره وكرهها لاوامر ذياب وغطرسته..لتقف باستسلام : (براحتك ... ومتى ماحتجتي لشيء احنا موجودين..)
خرجت امجاد لتصفع مهره بالملف على مكتبها بقهر : (الله لايحوجني لكم...)




تدخل امجاد بهدوء الى مكتب ذياب المنشغل كعادته..لتجده يرفع عينيه اليها ويجيب وعينيه تعود للورق : (شفيك امجاد؟)
امجاد تغيرت ملامح وجهها بهدوء لتجلس على الكرسي : (تكلمت مع بنت الناصر..)
ذياب يهز رأسه : (شصار؟)
امجاد : (البنت ماقبلت.. وواضح انها مش متقبلة فكرة ان نعطيها سواق على حسابنا..)
ذياب ببرود :
(حلو... هاتي رقم سواقها..)
امجاد باستغراب:( مامعي رقمه..)
ذياب باصرار : (طلعيه من تحت الارض امجاد.. اذا عاجبها هي تركب مع سواق مختلف كل يوم وماتضمنه.. فاحنا مايعجبنا هالشيء..وبلغيها انها ماتمشي الامور بكيفها..دام رجولها وطت لـ آل زيد..تتقبل غصب عنها..)
امجاد : (ذياب ...اعتقد هالشيء خاص فيها..)
ذياب بدون تفاهم : (هالاجراء سويته معها ومع غيرها وانتي ادرى بـ هالشيء...محد عاند مثلها..)
امجاد تتقبل كلام ذياب وتجده منطقيًا لان ذياب بالفعل اتخذ هالاجراء مع كل بنت تشتغل بالشركة هذي.. لتقف بهدوء :
(حاضر..الحين اطلع رقم سواقــها..)
ذياب يهز رأسه ليراقب خروج امجاد..وهو غير متقبـــل لفكرة وجود بنت تفرض هيمنتها وتعارض كلمته.. وكان ينتظرها بتوعد بالمساء...موعد الخروج من الدوام..


*




الساعة 7 المساء.. كان موعد خروجها من الشركة..قررت تاخذ معها كم ملف تخلص باقي اشغالها في البيت لانها تحتاج لراحة بعد الشيء اللي عرفته بالاجتماع...كل ماتذكرت صدمتها يزيد القهر فيها والالم...وكأن اوجاعها عيت تهدا..
فتحت باب المكتب شافته يطلع من مكتبه..هربت بعيونها بعيد عنه ...اكيد عرف الحين برفضي...قال خايف علي قال... خوفوك جن ان شاء الله...
مشت من قدامه بكل ثقة بينما هو اخفى ابتسامته عن الشيء اللي راح يصير بالاسفل... دخلت بالاصنصير وكان الاصنصير وسيع موجود به كذا شخص معهم...انفتح للدور الارضي وهي كانت تراسل صديقتها منار بهدوء... طلعت من الاصنصير متوجهة للخارج...
انفجعت لما شافت ان السواق مش موجود وهي حذرته واكدت عليه ما يتأخر..رفعت السماعة وصارت تكلمه من برا الشركة وهي تراقب المواقف: (السلام عليكم...)
:
(وعليكم السلام..)
مهره بتساؤل : (لو سمحت فينك؟؟ انا اكدت عليك تجيني 7 ونص..الحين 8 وانت لسة مش موجود)
: (اعتذر لك ياختي بس انا ما اوصلك انتي بس...عندي شغل طول اليوم انقل واجيب بضايع...فطبيعي اني ماراح اكون ملتزم معك مئة بالمئة..)
مهره بغضب : (ماراح تكون ملتزم؟؟؟؟ ترضاها على بنتك ياعم ؟؟ ترضى بنتك توقف بالشارع كذا؟؟)
اجابها باحراج :
(والله يابنتي هذا شغلي وانا اترززق الله..)
مهره بقهر : (بس احنا ماقطعنا يدنا عنك ...كل شيء بحقه..)
ماعرف كيف يرد حتى جاوبت وهي ترتجف من الغضب :( خلاص مشكور ياعم...ادبر عمري..)
سكرت السماعة بوجهه لتنتبه لوجود ذياب ، شعرت بالقهر لانه يبتسم بشماته على وقوفها وهو اليوم عرض عليها سواق خاص فيها يجيبها ويوديها.. ظلت واقفة وهو لازال واقف...كل مواقف التأخير تصير قدامه..يعني ماصار هالموقف الا قدامك..
وقفت سيارة امام عينيها ليلتفت ناحيتها ذياب :
( لو ماعترضتي كان هالشيء ماحصل لك ...تحبين تحطين نفسك بـ هالمواقف..)
مهره بقهر :( انا جبت هالشيء لنفسي واتحمله...انت مش ملزوم فيني طال عمرك..)
ذياب :( حلو...يعني اشوفك بكرة واقفة بنفس مكانك تنتظرين سواقك المتأخر؟)
ماردت عليه، سفهته بكل بساطة ..ماتبي تنشغل باشخاص يعكرون مزاجها وصدمة موت ابوه لساتها تخليها ترتعش...وهي تفكر كيف راح تقدر تكمل معهم... تخرج امجاد لتنظر مهره وذياب وتهمس في نفسها :( الله يسامحك ياذياب...يعني سويت اللي براسك...)
مشت امجاد للامام لتنظر لمهره :( امشي نوصلك..)
شعرت بالاحراج وهي كل مرة بتطلع وينعرض عليها هالعرض : (خلاص اكلم ابوي علي يجيني...)
امجاد : (يابنت الناس امشي ...لاتتأخرين واقفة كذا..ماهي حلوة..)
لم ترد مهره سوى انها تجاهلت ...ليردف ذياب بغضب :( اركبي السيارة ...وانتي ساكتة...)
فتحت عينيها بصدمة كيف يخاطبها بهذي الطريقة لتردف:( لو سمحت انت مش ملزوم فيني ...)
امجاد لاحظت الغضب على وجه ذياب يزداد لتمسك بيد مهره وتهمس لها : (اذا تشترين سلامتك اركبي...لاتخلينه يعصب اكثر من كذا..ومن بكرة يجيك سواق الشركة وبدون اعتراض ...انتهى الموضوع..)
مهره بقهر تصمت وهي تنظر لزيد اللي كان بالفعل ينتظر اي كلمه حتى يكفر فيها... لكنها دخلت بهدوء للسيارة متجاهلته .. وكرهت نظرات اللي يشتغلون بـهالشركة..ماهي حلوة كل يومين تركب سيارة المدير..
جلست بصمت طول الطريق بغير رضى...ماعندها اي خيار سوى انها تروح وتجي مع سيارة الشركة...الله ياخذ بليس..يعني وش بيجيك ياعم لو ماتأخرت عليي وانتظرتني...لازم انحط بالموقف هذا مع هالصنم اللي قدام..
بللت شفتيها وراقبت شوارع الرياض من النافذة.. بصمت....


روابط الفصول

الفصل الأول في نفس المشاركه
الثاني
الثالث
الرابع
الخامس
السادس
السابع
الثامن





ـ سَراب ، 12-06-17 08:21 PM

رد: فأنت الجحيم الذي استقر وأين المفرُ وأنت المفرّ
 
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 6 ( الأعضاء 4 والزوار 2)
‏ـ سَراب ،, ‏Washm, ‏ثرثرة حنين, ‏missliilam

أهلاً بكم وبحضوركم جميلاتِي..
وشهر كريم علينا وعليكم :$
لاتنسوا أرائكم بالرواية لانها تهمني..
وباذن الله راح ينزل البارت الجاي قريب..

همسات حديث 12-06-17 09:13 PM

رد: فأنت الجحيم الذي استقر وأين المفرُ وأنت المفرّ
 
السلام عليكم سراب وجميع القراء
مساء الخير ، يسعدني أكون من أول اللي يرد على كتاباتك ، واضح من نسق كتاباتك للرواية انك متمرسة خفية لكتابة الروايات ، حتى وإن لم تظهريها للعلن ، الرواية من بدايتها مشوقة وشعلة نار ، وباين فيها التوقيت بين الماضي والحاضر ، الشخصيات ماوضحت تماما ، ولكن أعتقد انو شخصية ذياب شوي مستفزة😂😂، آسفة على الذم من البداية .
أتمنى أني وفقت في التعبير واصلي كتابتك ، وان شاء الله من أول الداعمين لك بإذنه تعالى 💕💕

ـ سَراب ، 12-06-17 10:26 PM

رد: فأنت الجحيم الذي استقر وأين المفرُ وأنت المفرّ
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة همسات حديث (المشاركة 3684227)
السلام عليكم سراب وجميع القراء
مساء الخير ، يسعدني أكون من أول اللي يرد على كتاباتك ، واضح من نسق كتاباتك للرواية انك متمرسة خفية لكتابة الروايات ، حتى وإن لم تظهريها للعلن ، الرواية من بدايتها مشوقة وشعلة نار ، وباين فيها التوقيت بين الماضي والحاضر ، الشخصيات ماوضحت تماما ، ولكن أعتقد انو شخصية ذياب شوي مستفزة😂😂، آسفة على الذم من البداية .
أتمنى أني وفقت في التعبير واصلي كتابتك ، وان شاء الله من أول الداعمين لك بإذنه تعالى 💕💕



وعليكم السلام جميلتي،،
محظوظة بوجودك وبمشاركتك الاولى في الرد هنا...
والحمدلله اني حظيت بشرف دعمك لي..
اي صح لي كتابات كثير ماطلعت للعلن..كنت اخجل كثيييير واحس الشؤم من قلمي...الواقع ان في بعض الاحيان تخذلني الشخصيات...ومسار الرواية يتوقف...
فأضطر اني اهرب منها وما افكر حتى بنشرها...
لكن هذي المرة كل ماكتبت حرف عيا يوقف وكأن المفروض من هالرواية انها تنشر...
كتبت منها بارتات كثير...
لكن باذن الله راح تعجبكم :$




ثرثرة حنين 13-06-17 02:29 AM

رد: فأنت الجحيم الذي استقر وأين المفرُ وأنت المفرّ
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

البارت جدا جميل واسلوبك ياسراب سلس وممتع

بنسبه للاحداث حدسي يقول ان سالفت موت ام مهره وابوها حدث فيها لبس

لان ذياب يبدو لي شخص عنده اخلاق ومبادء فماهي راكبه في مخي انه يقتل

عموما الاحداث مازالت في بدايتها ننتظر ونشوف

بدايه موفقه وجذابه

ننتظر المزيد

ـ سَراب ، 13-06-17 03:05 AM

رد: فأنت الجحيم الذي استقر وأين المفرُ وأنت المفرّ
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ثرثرة حنين (المشاركة 3684259)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

البارت جدا جميل واسلوبك ياسراب سلس وممتع

بنسبه للاحداث حدسي يقول ان سالفت موت ام مهره وابوها حدث فيها لبس

لان ذياب يبدو لي شخص عنده اخلاق ومبادء فماهي راكبه في مخي انه يقتل

عموما الاحداث مازالت في بدايتها ننتظر ونشوف

بدايه موفقه وجذابه

ننتظر المزيد

اهلاً فيك ياحلوة..
مبسوطة مليوون اني قاعدة اقرأ ردك..
والحمدلله ان الرواية كبداية حازت على رضاكم...
قربتي شويتين من حدسك...ولكن لا تبرأي المجرم من الجريمة...
المجرم مدان حتى تثبت براءته ..
وممكن حتى برائته ماتثبت...حتى لو كان الانسان ابو المبادئ.
يسعدني اشوفك مرة ثانية جميلتي..
نورتيني

شبيهة القمر 13-06-17 01:47 PM

رد: فأنت الجحيم الذي استقر وأين المفرُ وأنت المفرّ
 
السلام عليكم
حيااك الله اخت سراب ومبرووك علينا خروج مولودتك للنور وان شاءالله توصلين فيها لبر الاماان
حبيت شخصيه الثنائي ذياب ومهره اتوقع بيكون بينهم اكشن يبين شخصيه كل واحد للثاني وخاصه ذياب يمكن تكون هناك مواقف تبين للمهره وش كثر هو حبووب وحنون غير الفكره الي ماخذتها براسها عنه ويمكن هالشي يسبب لها تناقض بعقلها وقلبها..

سرااب.. تسلم الايادي اسلوبك سهل ممتع والاكشن بادي من اول الروايه
وهالشي يزيد من حماسنا كقراء بأنتظااار البارت الجاي بكل شغف..
حبيت اسأل اذا فيه ايام للتنزيل..
وشكراا ياأنيقه ..

ـ سَراب ، 13-06-17 05:03 PM

رد: فأنت الجحيم الذي استقر وأين المفرُ وأنت المفرّ
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شبيهة القمر (المشاركة 3684276)
السلام عليكم
حيااك الله اخت سراب ومبرووك علينا خروج مولودتك للنور وان شاءالله توصلين فيها لبر الاماان
حبيت شخصيه الثنائي ذياب ومهره اتوقع بيكون بينهم اكشن يبين شخصيه كل واحد للثاني وخاصه ذياب يمكن تكون هناك مواقف تبين للمهره وش كثر هو حبووب وحنون غير الفكره الي ماخذتها براسها عنه ويمكن هالشي يسبب لها تناقض بعقلها وقلبها..

سرااب.. تسلم الايادي اسلوبك سهل ممتع والاكشن بادي من اول الروايه
وهالشي يزيد من حماسنا كقراء بأنتظااار البارت الجاي بكل شغف..
حبيت اسأل اذا فيه ايام للتنزيل..
وشكراا ياأنيقه ..


أهلاً فيك حبوبة...
صدق تو مانور المكان بوجودك..وفرحني تعليقك بالرواية..
وبالمقابل انا مستعدة انتظر منكم حتى النقد ...
والله البارتات تقريبا الفصل الاول منها تكتمل...
راح انزل لكم تقريبا بشكل يومي او متى مافضيت لكن ماراح يمر الاسبوع من دوون ما انزل لكم بارتيين على الاقل...
وهم انتم ايضًا حددوا شنو اللي يناسبكم عشان التزم فيه...
شنو تحبون الاحد والثلاثاء؟
ولا الخميس والسبت؟


ـ سَراب ، 13-06-17 05:18 PM

رد: فأنت الجحيم الذي استقر وأين المفرُ وأنت المفرّ
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،
كيفكم وكيف حالكم مع حوسة رمضان >_< ..
الوضع عندنا اليوم مكركب وعزيييمة...
بس هذا مايضر اني اجيب هالبارت ونستكمل قصة مهرتنا مع الذيب،،
ومن جديد ارحب بكل من يقرأ الرواية زائر او عضو..
ويهمني اشوف ارائكم الجميلة، لأني وبصراحة اكون مبسوطة اكثر من حماسكم..
اللي باذن الله ماراح يخيب وراح تتحمسون اكثر للجايات..

ابيكم تركزون على رسالة آدم ستيفنز لحبيبته فيينـا في بداية كل بارت..
ترا وراها قصة متعلقة بأبطالنا...
راح تظهر بالبارتات الجاية..




البـــارت : الثــاني..



:
:
:
/
الفصل الثاني
" الى العزيزة فينــا...
هل تعلمين ان الحرب اكلت الكثير من الجثث..
لقد امتد دخانها وبدأ يأكل بأحشاء القطط ...
لقد اصبحت الشوارع متسخة بالدم...
حتى عويّ كلابنا قد اختفى...
ماذا حدث في فرنسا؟ ... هل لازالت الحياة كما نعرفها؟
هل لازالت حديقتنا عامرة بالعاشقين؟
هل لازلتي تحفظين رقصتنا تحت ضوء القمر...
اشتقت اليك...
اتمنى ان لايذهب دخان هذه الحرب اليك...

آدم ستيفينز "

:
:
:





تدخل للمنزل بهدوء...يعاكس العاصفة اللي بداخلها...كيف تطفي جحيم هالنار.. شوفة ذياب ماخلف فيها الا الرماد... كيف تقول لجدها وتخبره...كيف تقول ان ماعاد ينفع تبقى مع آل زيد...حقها وحق ابوها ضايع...حقها راح ..ماعاد تقدر تطالب الشيء...اقصى مطالبها تتمنى من ربها يخلي ذياب يختفي من الوجود..
اللي غصب حقوقها وحق ابوها ... وش له داعي تواجه اهل قاتلين امها وابوها؟؟؟ وش له داعي تطلع طعونهم من ظهرها..
دخلت محطمة تحبس عبرة ، ولما شافت جدها جالس بالكرسي الطويل اللي بالحديقه...سلمت بهدوء ومارفعت عيونها لجدها.. اللي حس بشيء في مهره بنته واردف: (مهره ابوي شصاير لك؟)
مهره ترفع عينيها بانكسار وبعجز وتلمع عيونها بالدمع...
لم يتحمل جدها ليحتضن صغيرته :
( افأ...منهو اللي قدر يزعل بنتي ؟)
مهره بحزن تجهش بالبكاء في حضن جدها وهي تهز رأسها بحسرة :( مقدر يبه... مقدر والله مقدر...)
جدها يهز رأسه : (بسم الله عليك يابوك...صل ع النبي..فهميني شصاير لك؟؟!)
مهره بغبنة :( مقدر اشوفه يبه... تعرف وش يعني مقدر اطالعه واسوي شي بحضوره؟؟؟!! ...احسني خاسرة يبه
مقدر اخذ حقي وحق اهلي منه...مقدر انتقم وافضحه بسوايد افعاله..)
جدها ينتفض بعدم رضى : (تسكتين يابوك وحقوقك يتلاعبون بها عيال زيد؟؟؟ انا ماقولك ضريهم..
بس لاتسكتين للناس ولك حق...خذي حقك ..خذي حق ابوك..لو انا رجال بصحتي وبعافيتي ماتركتك تسوين هالشيء لوحدك...)
مهره باندفاع : (ماني لوحدي يابو عبد الله...ماني وحدي وانت معي...)
مسحت دموعها لتنتفض من فكرة ان لها حق ويتلاعب بهِ غيرها لتجيب جدها : (وحقوقنا محد مضيعها يبه...بأرجع وبأخذها..ماني بنت عبد الله لو مأخذيت حقي وحق هلي..)
ابتسم جدها يقبل جبينها : (خلك قوية يامهره...خلك قوية..ولاتقولين مقدر..انا ماربيتك عشان تتنازلين عن حقوقك للظالم..روحي قدام عينه وطالبي بحقك...)
مهره تحتضن جدها بحب: (والله لو ما انت مدري وش بيصبرني على هالحياة...)
بو عبد الله يحتضنها بحنان ويبتسم : (قوي عودك يابنتي...روحي اقري لك من آيات ربّي...
وكل هم بك بيروح ..)
هزت رأسها لتبتسم بعد ان قبلت جدها بحب وتوجهت لغرفتها الصغيرة... لتجد رسائل متعددة من صديقتها منار التي كانت تريد ان تعرف ماذا جرى لها منذ يومين...ابتسمت بحب لصديقتها الوفية..بدلت ملابسها واستلقت براحة على سريرها وبيدها الجوال لتتصل على منار ليأتيها صوتها بعد دقائق بصراخ : (مهيييييييييييييييرووه)
مهره تبعد السماعة من ذانها : (اخ اخ بطيتي اذني...انتي شلون صرتي ام وبعدك ماعقلتي؟؟.......)
منار بحماس : ( هههههههههه بسرعة قووووووووولي شصار عطيني التقرير ..)
مهره تضحك وهي تتربع وتحتضن وسادتها :( هههههههههههه انتي ماتخافين الله..سوسة سوسة...تحبين تقروشين الناس..)
منار بابتسامة : (يالله خلصيني عطيني تقرير باللي صار..)
مهره بارتباك تتنفس بقوة ثم تردف :( ماعرف شنو اقول يامنار وشنو اخليه!!...
اليوم انفجعت...تذكريني كيف كنت اقولك بأروح لذياب وبأسويه له وبأنتقم منه..
كل هالشيء راح من يدي وماعادني اقدر اسوي شيء..)
منار بفجعة : (ليييييه شصار؟؟؟ حد تعرض لك يابنت؟؟!)
مهره صمتت قليلاً وهي تحدق بيديها ..
لتجيبها منار بجنون :
(بنننننننت...)
مهره بقهر :( مقدر اواجهه..احسني ضعيفة وخاسرة ..)
شهقت منار بغير تصديق : (تمزحيييييييين؟؟؟ مهووور....وين كلامنا اللي قبل؟؟...ماعهدتك تحبين المزح كذا...)
مهره بسخرية:( ليتني اقدر امزح..)
منار بمواساة : (طيب شنو بتسوين ؟؟)
مهره تستجمع شتاتها لتردف: (مستحيل اترك لي حق ولاهلي عند عيال زيد...ابوي كان شريك لهم...وله حصة من الايرادات..)
منار بتشجيع : (ايه ياقلبي خلك قوية...لاتسكتين...ياويلك لو تتنازلين عن حقك...والله اجيك واتوطى ببطنك..)
مهره تبتسم : (كيفه خلوودي؟؟)
ابتسمت منار تنظر لولدها بحسرة : (مشتاق لابوه اللي راح...)
مهره بحزن لصديقتها :( الله يرحمه ويجعل ملقاه به بالجنة..)
منار بألم : (اللهم امين...)
مهره بتساؤل : (طيب ماقدرتي تطلعين للحين؟؟على الاقل تروحين مواعيد خلودي )
منار بقهر وعبرة : (وين اطلع؟؟ وييييييين اطلع وعندي مثل هالابو؟؟ شوي ويحبسني انا وضنااي بالحمام...)
مهره تهز رأسها بقهر : (لاتسكتين...واجهيه قولي له مالك حق ..ماله حق يسوي بك سواته..)
منار بوجع : (اواجهه عشان اشيل قفاي للقبر؟؟؟ ...لو تبيني اعيش لاتزرعين هالافكار براسي مهره...تكفيييييين..)
مهره بحزن :(بسم الله عليييــــك...
والله ماخليكم كذا...اصبري والله لا اطلعك...كم صار لي ماشفتك..حرام عليه..شهور ماخلاك تتوطين برا البيت...)
منار بابتسامة تحتضن ابنها النائم في حضنها :( والله مابه شيء مصبرني غير خلوودي...ياجعلني فدا رجوله بس...)
ابتسمت مهره بحب : (افغصيييييييه وبوسيييه عني...بعد قلبي والله اشتقت لخدوده...)
منار : (يالله هانت ...ان شاء الله بحاول اقنعه اطلع واجيك..)
مهره :( ان شاء الله..)
منار: (يالله اخليك ترتاحين...)
وبتنبيه :( مهره....حبيبي كوني قوية عشانك وعشان بابا علي...)
مهره تبتسم وعينيها تلمع : (ماراح اكون ضعيفه...ان كان لي حق باخذه...)
منار :( انتبهي لنفسك حبيبتي...يالله مع السلامة...)
مهره تغلق السماعة: (مع السلامة..)
استلقت وهي تتقلب على السرير، وبدت فكرة تخطر ببالها مقد خطرت لها...هل معقولة ذياب ماحس من انا؟؟؟ ...كيف يسمح لنفسه يعيش بضمير ميت ويرضى بظلم الناس؟؟؟؟ ...احتضنت الوسادة وهي تحاول اغماض عينيها..
الله لا يسامحك...قهرتني بامي وابوي...قهرتني بحياتي اللي عشتها بنقص ووجع...
عشت بهنا وتهنيت بابوك وامك...وتركتني طول سنيني اعيش بلا ام وابو...

غمضت عينيها وهي تردد آيات من كتاب الله المجيد...حتى يرتاح قلبها ويهدأ النار المشتعل بصدرها...


*



اسبوع كامل مضى بحذافيره بتلك الشركة...طوال الاسبوع تتهرب من فكرة التصادف مع امجاد او ذياب...كانت تسوي شغلها مع عثمان غالبًا ومكتب المحاسبة اللي تحت...
واذا طلب ذياب تقارير تتهرب ...او تعطيها عثمان او اي موظف ثاني يدخلها....
ان واجهت نفســـها وقالت تبــي الصدق...حست انها ضعيفة...ايه ضعيفة...ضعيفة ماتقدر تطلب حقها...
ماتقدر تسوي شيء.... بس ماتبي تخليه يتهنى بحياته...تبي تاخذ اغلى مايملك...او تستولي عليه...ضرني سنين بفقدي لامي وابوي...كيف وليه ما اضره...يستاهل...يستاهل ...
ابعدت الفكرة من راسها...كيف تقدر تضره وهي ماقد ضرت نمله...شفت يالظالم؟؟؟ حتى انا ارحم منك ومقدر اسوي مثل سواتك...الله حسيبي عليك..
وقفت بتثاقل وراسها يوجعها وهي تطلع من مكتبها واخيرًا متوجهة لمكينة القهوة تاخذ لها كوب كوفي وتنزل بالمقهى اللي تحت... لكن ماصارت الا دقائق عديدة وهي تشوف امجاد تجلس معها على نفس الطاولة :
( قررت اعقد معاك صفقة...)
بسخرية اردفت :
( وانتوا حياتكم كلها صفقات؟؟؟..متى بتفرقوا بين الحياة الواقعية وحياة العمل؟)
لم تفهمها امجاد لتجيبها :
( ماعلينا من هذا كله...موافقة ولالا؟)
مهره تهز رأسها :
( موافقة على ايش بالضبط؟؟ هاتي ماعندك واشوف..)
امجاد : ( نقدر نصير اصدقاء لفترة معينة؟؟؟)
مهره بينها وبين نفسها تهمس : ( ما اتشرف..)
لكن ماسمعتها امجاد واردفت بتساؤل وهي تشرب رشفة من قهوتها :
( وش مناسبة هالصداقة؟؟؟!)
امجاد برجاء :
( ادري انك ماتتقبليني...ومدري ليه بس ماهو شغلي...تكفييييييين يااختي طلبتك بالله ...طلبة مسلم ماله الا اخو المسلم..)
مهره ضيقت عينيها: ( تفضلي؟؟؟!)
امجاد تتنهد وتردف :
( عندي فوق الـ 15 تقرير حق رحلتنا لروما...بس ماني جاية اخلص ولا شيء منها...لان اعدادها هايلة ومو قادرة اسيطر عليها...تقدري تساعديني؟؟؟!)
مهره تهز رأسها باستغراب :
( وليه مايشفق عليك ولد اخوك...) صمتت لدقائق ثم اردفت
( اوه صح نسيت انه مايعرف الشفقة والرحمة..)
امجاد تبتسم : ( انتي قلتيها...ذياب بالشغل مايرحم...مايرحم نفسه ولا غيره... فتكفين...)
مهره ابتسمت : ( اتفقنا...)
امجاد بسعادة : ( يا اختي الله يسعدك ويهنيك... وهم مايمنع ان احنا نصير اصدقاء عن حق وحقيق...)
مهره دارت بعيونها عن امجاد...ماتبي تطالعها وتقول لها ...انتم اهل شخص قاتل ...وهالقاتل ماقتل اي شخص...قتل اعز الناس لي...كله عشان يحفظ فلوسه ومايفرط ففيها...كله عشان الطمع والجشع اللي في قلبه...
مهره هزت رأسها مجاملة تأييد : ( بعد ساعتين اخلص لك التقارير... بس لاتتوقعي اني بوديها لمكتب المدير بنفسي...بليز توسطي بالموضوع وانتي وديها او خلي اي احد ياخذها له..)
امجاد تغمز لها : ( افا عليك... تم)
وقفت مهره باحترام : ( اشوفك على خير..)
هزت امجاد رأسها لتراقب مغادرة مهره للاعلى ...وانتبهت لطيف ذياب واقف من بعيد وهو يراقب حديثها مع مهره... وقفت بسرعة وصعدت ورا مهره حتى مايهاوشها ذياب لانها صايرة هاليومين بطيئة مرة في الشغل وسفرتهم مابقى عليها الا اسبوع واحد بس...




*


فتحت ألبوم صورها بوجع...فستانها الكحلي الفيكتوري بيوم ملكتها كان محل انظار الجميع...طقم الالماس اللي من اخوها ذياب كان شيء ملفت بليلة ملكتها... مستحيل تنسى لمسات مسفر لها وهمساته باذنها...مستحيل تنسى كيف كان يدللها ويرضي غرورها... لكن اللي صار بعد كم يوم من الملكة...خرب عليهم كل حاجة...امه بكل بساطة طلبت منه يطلقها... هاوشته وهددته اذا ماطلقها ماراح تكلمه ...كانت تخانقه وتقوله تتزوج وحدة اخوها مايخاف الله وقاتل له بني ادم؟؟؟ ... ماكانوا يدرون باللي يعرفه مسفر عن ذياب...
كان صاحبه وصديق روحه...وبنفس الوقت ولد عمه... فكيف يطعنه ويطلق اخته بكل بساطة بعد كم يوم من ملكة اخته...وبعد كم يوم من عقده عليها؟؟؟ اضطر انه يطلقها...بدون مايقول لها اسبابه...
اضطر انه يحرقها ويجرحها...ويدمر عليها اجمل ايام عمرها...ويقتل شبابها... ماتنسى كيف كانت ماتطلع من غرفتها بالاسابيع...وماترضى تاكل لين ماتجيها امها وامجاد ويهاوشوها عشاان تاكل...
تعبت وهي تسكر الالبوم بكره... وبحقد... خمس سنين من سويت سواتك يامسفر...ليت قلبي يقدر يسامحك...وليته ياخذ غيرك وينشغل به...
بلعت غصتها وهي توقف وتحبس البوم حياتها في صندوق... ممتلئ بالزهور اللي اهداها اياها يوم ملكتها...زهور الزنبق...
ماتت زهورك مسفر...ماعاد سقتيها...رحت وتركت لي بقاياها الذابلة...
تكسرت بعض الاوراق المتيبسة وسط كفها الناعمة...وبللتها بدموعها...نثرتها بالصندوق واغلقته ورفعته في دولابها من فوق...
طلعت وهي تشوف امها تقرا على بطن بنتها الحامل...نزلت بخطوات متواسعة من الدرج وتوجهت لرجول اختها وهي تقبل بطنها وتهمس بحب : ( كيفه شيخنا؟؟؟...بعده نايم ماطلع من بيضته الكسلان؟؟؟)
امها بعتب تهز راسها : ( الحين انتي تدرين انه ولد ولا بنت هاللي تسولفين معاه؟؟)
عبير بابتسامة :
( عندي شعور انه ولد...)
شيماء تنظر لعبير المستلقية على رجولها : ( واذا ماكان ولد وش بتسوين..)
عبير بسخرية : ( احتفظي فيه...حنطيه...علقيه سوي به اللي تبيه...انا مابي الا ولد..)
شهقت شيماء وهي ترفس عبير : ( انتي ماتخافين الله...عندك عنصرية من الآن؟؟؟...خليك ديموقراطية...)
عبير بضحكة : ( هههههههههههه استغفر الله بس دايم احسك لو جبتي ولد بيطلع احلى...يعني تخيلي تجيبين بنت عصلاء مثلك...تكفين لاعاد تجيبينها لي...)
امها تخزها بقوة : ( انتي ماتتأدبين ...اللي بيجي من الله حياه الله... وانا ماعندي فرق بين الولد والبنت...كلهم عندي سوا)
شيماء تقبل امها بحب : ( تعلمي من ست الحبايب يالحولاء...بكرة بيدخلون بناتك في صدمة نفسيه من امهم..)
عبير : ( يعني تخيلي بكري تكون بنت؟ والله اطب من السطح... استغفر الله ممكن افكر اني احولها لبوية... البسها ملابس اولاد والعب عليها ...اقولها لها ترا اسمك زيد وهويتك ذكر)
شيماء بفجعة : ( ءءءءءءءءءااااااا .....والله ماتستحين على وجهك...) رمتها بالخدادية بوجهها
( الله يعين بناتك عليك..)
ضحكت عبير : ( ههههههههههههههه مو لهدرجة ياختي العزيزة...لكن شأسوي فطرة من ربي...مافي احلى من الاولاد..)
ناظرت بامها اللي مو عاجبها كلامها لتردف لامها : ( وتبين الصدق يمه ...شنو يقولون؟؟؟ مااغلى من الولد الا ولد الولد... مافي على البنت حاجة...دايما مسحوب عليهاههههههههههه)
ام ذياب تهز رأسها باسف وهي تبتسم : ( انتي طول عمرك ماتتأدبين ...والله هذا انا جبت بنتين ولو خيروني بدالهم باولاد مابغيت... )
شيماء بحب : ( فديت ام ذياب ياناس...)
عبير بنص عين تنظر لامها : ( اسألك بالله...ننقاس احنا وذياب بكفة الميزان؟؟؟...اكيد كفة ذياب هي اللي ترجح معك...)
امها تهز رأسها ( كلكم غالين على قلبي... وكل واحد له مكانته بقلبي..)
عبير تبتسم بعنصرية وهي ترفع يدينها للسماء ( يارب خل كل ذريتي اولاد...)
شيماء تضحك وهي تطالع امها : ( بنتك هذي مرفوع منها القلم...خلاص ماعاد به فايده نتفاهم معاها ههههههههههههه)
عبير ببجاحة : ( اقول اخلصي علينا كم باقي على ولادتك؟؟!
...الفيلة والبقر ولدت وانتي بعدك تزحفين..)
امها تضربها بغضب : ( سمي بالله الرحيم لاتصيبين اختك بعين...)
ابتسمت شيماء بهدوء وهي تضع يدها على بطن طفلها : ( مابقى الا كم اسبوع تقريبًا ...)
امها تنظر لابنتها : ( ربي يسهلها عليك يايمة...)
نظرت لعبير بحب وبدعاء ام صادق ( ويخلف بك اختك..ونشوف عيال عيالكم..)
صمتت عبير...لم تردف...
الالم المنكسر...
الامنيات...
الاطفال...كلها كانت احلام من الماضي...
لم ترد يوما الا مسفر...
ولن تبتغي احدًا غيره..
وان لم يكن لديها اطفالًا من مسفر...فلا تريد اطفال ...البتة!





*

طلعت من المكتب بعد انتهت من 9 تقارير لامجاد...واللي من المفترض ان تسلمها لامجاد...او عثمان...لكن ماشافت لا امجاد ولا عثمان بوجهها...توجهت لمكتب امجاد...ضربت الباب اكثر من مرة بس ماكان فيه رد...حست بقهر شديد لما فتحت الباب...
وهي تطالع مكتب امجاد الفاضي بحقد شديد...
كيف تتركها كذا وهي وعدتها انها راح تسلم التقارير لذياب بنفسه..
انتفضت من غضبها وهي تعض شفايفها بغيض :
( الشرهة ماهو عليك يابنت آل زيد...علي انا اللي خذيت كلامك بمحمل الجد...)
هي اكثر الناس كرهًا لرؤية ذلك الرجل...
فكيف تدخل ببساطة وتتواجه معه وتناقشه على تلك التقارير..حست انها راح تذبح امجاد بمجرد تشوفها ووعدت نفسها انها ماعاد تسوي شيء لـ هالبنت اللي ماينوثق فيها..اضطرت انها تستسلم لعدم وجود امجاد بعد مانتظرت ربع ساعة...
توجهت لداخل الممر اللي فيه مكتب ذياب... ارتجف جسمها..وهي مو متقبلة فكرة انها تدخل وتناقشه بالتقرير..بس بما ان هذا الشغل وقع على عاتقها...فمحد راح يتعاقب غيرها..
مشت بهدوء وهي تطرق الباب عدة مرات حتى جاها الرد انها تدخل...من سمعت كلمة تفضل من صوته...اهتز جسمها...وارتعشت اطرافها...اختنقت وكأن الاكسجين ماعاد يكفيها...
كيف اقدر اواجهك بمكان واحد واسيطر على افعالي وملامحي...؟؟
كيف ماتشوف الطعنة اللي جرحتني فيها ومو ممكن اسامحك عليها...
كيف تسوي كل سواياك وتجلس مرتاح ورا مكتبك؟؟؟
دخلت بخطى مرتبكة ...تعاكس الثقة اللي كانت فيها كل مرة ..
منزلة عيونها وميتة خوف...وتحس انها مو قادرة تبلع ريقها حتى...كان يناظرها..وكانت ودها تخنقه بالمقابل...
ماكانت تدري انه كان يقرأ عيونها واللي تقوله...ماكانت تدري انه عارف بارتعاشها وخوفها...ومايلومها...
حطت التقارير على مكتبه وبصوت هادئ:
( هذي التقارير تبع الاجتماع اللي راح ينعقد بروما باذن الله الاسبوع الجاي..)
ذياب يلتقط التقارير ويمرر نظره سريعة ثم يردف :
( ماكان هذا شغلك...كان هالشيء على عاتق امجاد..)

جعل يطيح فوق عاتقك جبل قل امين...تكلمني بضمير ميت ومرتاح...ماتعرف خطاياك وماتنبش الماضي الاسود اللي يدينك متوسخة فيه...
ارتباكها وتقطع صوتها ماخلى ذياب الا انه يركز عليها حتى نطقت:
(أمـ ممجـاد ...طلبت مني اخلصه لها..)
ذياب : ( على أي أساس؟)
رفعت عيونها بصدمة تطالعه وهو يتكلم : ( تاخذين شغل انا ما امرتك به ليه؟؟؟)
مهره بنبرتها المختنقة ..والتي تكاد ان تكون مخفية تردف:
(كل اللي سويته اني طاوعت مديرة اعمالك وسويت اللي تبيه..)
ذياب يقف يمزق الاوراق امام عينيها ويرميها بالقمامة :
( امر ماجاك مني ...ماتسويه...ومالي شغل بامجاد وغير امجاد...)
ناظرت الاوراق بقهر ..مالك حق يالظالم مالك حق...ساعتين وانا منكبة اسوي لك تقارير في النهاية تسوي كذا..لعلك البط
قالت بخوفها تبي تغيظه:(لو كنت ادري انك بتسوي كذا كان حرقتها قبل لا اجيبها لك طال عمرك..)
باستلعان اكبر اجابها : ( ولا لك لوى الحين احرقها لو تبين...بس كنت ابي ارميها قدام عينك)
بغيض ترد بنبرة غاضبة : ( شيء ثاني؟؟؟؟)
ذياب يقف وهو يسلمها ملف كبير : ( عيدي التقارير وهاتيها...بعد ساعة تكون على مكتبي...)
مهره بغير تصديق : ( ليه اعيدها؟؟؟ ليه رميتها من البداية اذا انت تبيها..)
ذياب : ( ضريبة قبولك لاوامر غيري ... تحملي ماجاك..)
مهره بداخلها ...
الله ياخذك وينتقم منك... صدق من قال انه مابقلبك رحمة...القتل والجرايم مو غريبة على امثالك...
حاولت انها ماتكون مهزوزه وهي تردف له : ( الله خلق ومحمد ابتلى....)
عرف من تقصد...ان امجاد تأمرها وهي تبتلي بكلامها...يطالعها بنظرة قوية : ( عندك اعتراض؟)
مهره بسخرية وقوة : ( ساعة وتوصل التقارير لمكتبك..)
ذياب يهز رأسه : ( تفضلي..)
خرجت من مكتبه وهي تحمل كمية غضب مو طبيعية...
عليه ...على امجاد...على آل زيد..
وعلى الساعة اللي فكرت فيها تقابل وجهه...
طلعت من مكتبه وهي تدخل مكتبها بغضب : ( الله ياخذك...الله ياخذك اخذ عزيز مقتدر ...)

وكملت شغلها بقهر وهي حالفة تخلصه قبل ساعة عشان تكسر به عينه...



*


تعود امجاد من معرض تمت دعوتها اليه في الرياض..بتعب شديد الى الشركة لترفس باب مكتبها الا انها اهتزت حينما سمعت صوت ذياب الحاد يناديها بقوة من مكتبه لتضع يدها على قلبها بخوف وهي تهمس : (سلامٌ قول من رب رحيم...)
ماهي فاهمة شفيه كان يناظرها معصب وهو يشير لها بأن تلحقه...لحقته بخوف ومو فاهمته ابدًا ... اشار لها بأن تجلس على الكرسي وهو يناظرها بحدة : ( وش له تعطين مسؤولياتك غيرك؟؟؟)
امجاد عقدت حاجبيها بغير فهم وبعدها صفعت على خدها بشهقة ونسيان وهي تردف : ( ياويييييلي نسيت مهره...)
ذياب بغضب : ( مرة ثانية...لو بغيتي تعطي تقاريرك حد ثاني يسويها تبلغيني.. انتي تعرفيني ماحب هالشيء وماتقبله..)
امجاد بتساؤل :
(طيب ياذياب ماله داعي كل هالعصبية...ماني فاهمة الحين انا شصار؟؟ هل تأخرت بالتقارير ولا شسالفة!!)
ذياب ينظر للقمامة : ( شوفي مصير اهمالك..)
شهقت وهي تقرب منه وبقهر : ( يعني ضيعت تعب البنت والحين بتتعبني...موقفك ماله داعي..)
ذياب بنرفزة : ( مو انتي اللي تحددي موقفي امجاد...)
امجاد تتنفس الصعداء وبقلة صبر : ( الحين وش بيخلصه يا ذياب؟ ...يعني ماتتخلى عن دكتاتوريتك ولو لمرة؟؟؟ ..)
ذياب ينهي النقاش وهو يناظرها بغضب : ( لاعاد تحاتين...مسؤوليته ماصارت عليك..)
امجاد تعقد حاجبيها بغير فهم ليجيبها : ( طلبت منها تعيد التقارير..)
امجاد بعصبية : ( لو ربي بيحاسبك...بسبب قسوتك على موظفينك..كذا مايمشي الشغل ذياب..)
ذياب بحدة : ( هذي طريقة الشغل عندي...واللي عنده اعتراض الباب يدل دربه..)
امجاد بقهر :
( الله يسامحك...اهـي مالها شغل تعيد التقارير..
انا اللي طلبت منها هالشيء..
ولو في حال انك حبيت تعاقب حد عاقبني انا...مهره مالها ذنب انها جاية بكل صدق نية وتترزق الله..)
ذياب يفتح ملفه ويجلس على مكتبه وهو يفتح قلمه :
( أشوفك وقت ثاني..)

تنفست بقهر وبغير ارتياح وهي تطلع من عنده...ابدًا ماعادت تحب تصرفات ذياب اللي ماتدري وش السر اللي وراها...بس ماهي هينة...اللي عاناه ماهو قليل..وهي اكثر الناس تعرف انه عانى...فلذلك قلبها مايقوى تقسى عليه...
تعرف دائما كيف تجاريه..لذلك اختارها هي تكون مديرة اعماله...اللي بالفعل مايقدر يستغني عن وجودها...
لانه لازال يشوف حكمة ابوه زيد فيها...بقراراتها وبعقلها الكبير...
بسيطرتها على غضبه في حال كان معصب وقت الشغل او حتى برا الشغل...طالعت مكتب مهره بحزن عليها...
كل اللي تفكره بمهره انها انسان ماتستاهل اللي صار لها ...وماهي عارفة كيف تروح وتعتذر لها...
ترددت بالدخول الى مكتب مهره الآن...ومن باب الحكمــة..
قررت تأجل اعتذارها ليمــا تنتهي مهره من شغلها...
او بالأحرى...
عقـــــابــــها...




*


في الشركة وبما انه منشغل بالعمل...لم يتسنى له ان يرفع عينيه طوال هذه الايام...صحيح انه يقسو كثيرًا على موظفيه دون استثناء وبما فيهم امجاد...ونفسه...
فهو غالبًا يخرج من الشركة في منتصف الليل في هذه الايام...لانه حينما يعود للمنزل...تعود بهِ ذكرى الناس اللذين وثقوا به كثيرًا... تعود بهِ رائحة الاموات اللذين خذلوه...
عمه زياد...
لو تعرف ما حلّ بي بعدك ياعم؟ ...
هل سمحت لنفسك بالرحيل؟؟!...
كيف استطعت تركي...كيف قطعت المسافات والاشواط وتركتني وحيدًا اصارع كل مصاعب هذه الحياة...
واتلقى عقوبات لا استحقها...
تنهد وهو يناظر بولد عمه وعضيده مسفر...اللي يوم شافه ابتسم وهو يوقف له ويصافحه : ( حياك الله مسفر...)
مسفر بابتسامة : ( حياك الله... ها كيف شوطك يالذيب؟ )
تركه مابيده بتعب وهو يشير للاوراق التي حوله : ( كل شيء بشوفة عينك... كادح ليل بنهار...وماني جاي الحق..خصوصا لو كان عندك حريم يعطلونك..ويطلعونك من طورك )
ضحك مسفر : ( ههههههههههههههه...ليه شنو مسوية لك امجاد هالمرة؟؟!)
ابتسم ذياب وتفكيره بالتقارير الذي لايعلم متى ستصل : ( ماهو بس امجاد... لكن ربك يعين..)
مسفر بفزعة : ( ماعليك...هات ماعندك واساعدك...)
ذياب يمد له ملف وبتساؤل : ( فيك خير؟؟!..)
ضحك مسفر : ( باذن الله بحاول اخلص ...بس لا طولت لاتعتب وانا اخوك...ماعندي صبر الانبياء )
ابتسم ذياب متنهدًا وهو يسند رأسه على كرسيه الجلدي.. مغمضًا عينيه بأسى...لاحظه مسفر وعرف تماما لماذا...فلا احد غيره ومسفر يتشاركان هذا السر الذي لا يعرفه احد سواهما...
كلاهما يحملان ذلك الهم...ولكن لم يشب رأسًا غير رأس ذياب...فهو الذي عانــى لاجل تلك الحقيقة...
نظر له مسفر وصمت..يعلم ان ذياب يكره ان يفاتحه مسفر بهذا الموضوع وخصوصًا في هذه الايام الاخيرة...
دايم يقوله اترك الموضوع للايام...اتركه للنسيان...
بس مايدري ليه ماجاه نسيان ...
اضطر مسفر ان يفضي مابه :
( قلت لي اترك الموضوع للنسيان...
سنين ياذياب وانت مانسيت... ؟؟!)

ذياب يهز رأسه بأسف وهو يختنق بحقيقة مرة تلاحقه ..
( أنسى وبنته حولي؟؟...أنسى وانا اشوف حقد بنته بعيونها؟...
حتى نوم الليل مانامه...ماعاد لي خاطر اتكلم مسفر...
انت تدري بالحال وعارف..)

مسفر بصدمة وغير تصديق : ( كيف بنته حولك؟؟!...)
ذياب كان سيتكلم لكن رأى طيفها يدخل بعد ان طرق الباب باحترام...وهو ينظر للساعة...مرت 35 دقيقة فقط... استطاعت فيها انجاز التقارير ..
وهي تدخل بثقة امامه وتنظر له بتحدي وكأنها قادرة على هزيمته... نظر لمسفر وابتسم بحسرة...
مسفر صمت باحراج وعرف شنو اللي يقصده ذياب بكلمة بنته حولي...
مهره بنبرة قوية : ( أوامر ثانية استاذ ذياب؟؟؟!)
ذياب يرفع عينيه ناحيتها وينظر لها لدقائق معدودة ...بصمت...
هذه المرة الاولى اللي يقدر يثبت فيها عيونه بعيونها...
كأنه لمح عيونها تلمع...
كأن احمرار عيونها عاد من جديد...
كأنه لمح قهر وعذاب سنين...
كأنه لمح صرخاتها وفجعتها بخبر امها وابوها..
لكن تركها... مايبيها تدري انه عارف من تكون...
مايبيها تحس ان هو كاشفها وعارف سواياها...
والاعظـــم...
انه مامنعها...


هز رأسه بهدوء :
( تقدرين تكملين شغلك..)

هربت من اندهاش عينيه بعينيها...هربت من المكتب وقلبها ينبض بشكل مو طبيعي...كانت بتطيح على ركبها من الرهبة اللي صابتها...
قدر يحط عيونه بعيوني يبه...
قدر يحاكيني بعيونه ويقوله انه مجرم...
مايدري اني اعرف بكل سواياه...
مايدري اني اعرف انه ذبحكم...
مايدري اني مؤمنة انه مافي بالكون سفاح مثله...
سفاح يعرف شنو معنى اليتم...وييتم عيال الناس...
انطلقت وهي تركض لمكتبها وتقفل عليها الباب وتحبس عبرتها...
لكن وين؟؟!
من يقدر يحبس عبرته في مواجهة احد قتل اهله...
كيف يامهره وهو ذباح امك وابوك...
بكت بوجع على مكتبها...
بكت كثير وماحست على نفسها يوم غفت...



من داخل المكتب ينظر ذياب لمسفر :
( شفت؟...هذا الشيء انا مقدر اواجهه كل يوم يامسفر...
هذا الشـــيء مضطر اني اتعامل معه كل يوم...
مضطـــر احمل الذنب من عيونها...)

مسفر يردف لذياب :
( ماسويت شيء اخطيت به ياذياب....
كنت مضطر ...ومحد عليه لك لوم..)

صمت ذياب ليعقد مسفر حاجبه مشيراً :
( وليـــه ماتصــارحها؟؟!...)

ذياب : ( اصارحها وافجعها؟؟...خلها على ربك...على الاقل عندها الايمان بانها التقت بقاتل اهلها واخيــرًا...وهو مايدري عنها..)

مسفر كان سيردف لكن انتبه لدخول امجاد اللي واضح على وجهها ملامح العصببية لكن بمجرد ان شافت ولد اخوها مسفر ابتسمت بحب : ( حي الله من جانا... )
مسفر يقف لعمته ويسلم عليها :
( حي الله قدومك...ها وش الاخبار؟؟!)
امجاد بحقد تنظر لذياب اللي كان في وجهه شبح ابتسامة من عصبية امجاد : ( بخير...
بس في شخص لاعب بليس على عقله اليوم
...عكر مزاجــي..
الله يسامحه ..)

ضحك مسفر ينظر لذياب :
( والله مدري من فيكم مطلع عيون الثاني.. بس عندي تحيز واحساس انه ذياب معه حق..)
امجاد بقهر : ( دايما معه حق....انت ماتوقف بصف عمتك يالجاحد...خاف الله فيني انا شلتك وربيتك..)
مسفر يضحك بافراط :
( شلتيني وربيتيني وانتي اصغر مني بـ سنة ؟ هههههههههههههههههه... تكفين لاعاد تعيدها )
امجاد بترقيع : ( المفروض توقف بصف عمتك ...)
مسفر يستلطفها : ( وانا اقوى...؟؟
اتركــي ذياب علي... امشي بس نروق بالكوفي اللي تحت..
جعل مايروق غيرك)
امجاد تطالع بذياب اللي كان مبتسمًا ...
وطلعت مع مسفر متوجهة للكوفي اللي تحت...
وتتمنى انها تلقى الفرصصة المناسبة حتى تعتذر من مهره..
لانها فتحت باب مكتبها قبل قليل..
نادتها لكن شافتها مو بخير وهي طالعة من مكتب ذياب...
عرفت انه ذياب قهرها بشيء كالعادة...
وكالعادة كان اعتقادها انه بالشغل!!..
ماتدري عن الخبـــايــا الدفينة!!





ثرثرة حنين 13-06-17 06:41 PM

رد: فأنت الجحيم الذي استقر وأين المفرُ وأنت المفرّ
 
البارت جميل جميل البارت >>>>اغني

المهم وش المصيبه السودا الي حطيتي نفسك فيها يامهره ماتقدرين تواجهين الرجال اختصري على عمرك العذاب وانطقي في بيتكم مسويه قويه وبتنتقمين وكل اشوي تبكين لين اتطق كبدك

اذياب واضح وراه سالفه مع ابو مهره انا ودي اعرف كيف مات ابو مهره بضبط عشان
نقدر نعرف اذا اذياب له يد او لا ومن هنا لحد ماتنكشف اوراق موت ابو مهره وامها

شكل مهره راح تجيها فرصه في سفرة العمل انها تخرب على ذياب اي شي في شغله

المشكله الشغل الي تسويه من يدها ليد ذياب مباشره يعني صعب تتلاعب فيه

اما توقعي

اتوقت ان عائلة ال زيد فيهم اشخاص اهل شر واحقاد هم سبب موت ابو مهره وامها الفعليين

وان ذياب من قسم العائله الطيب والي عاده هم الي ياكلون خبث ومصايب اهل الشر في عايلتهم

اقصد ذولاك خربو الدنيا وذا جاء يرقع وراهم ولقى نفسه في وجه المدفع وتحمل ضريبة المشاكل الي صارت كلها

ـ سَراب ، 13-06-17 06:58 PM

رد: فأنت الجحيم الذي استقر وأين المفرُ وأنت المفرّ
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ثرثرة حنين (المشاركة 3684288)
البارت جميل جميل البارت >>>>اغني

المهم وش المصيبه السودا الي حطيتي نفسك فيها يامهره ماتقدرين تواجهين الرجال اختصري على عمرك العذاب وانطقي في بيتكم مسويه قويه وبتنتقمين وكل اشوي تبكين لين اتطق كبدك

اذياب واضح وراه سالفه مع ابو مهره انا ودي اعرف كيف مات ابو مهره بضبط عشان
نقدر نعرف اذا اذياب له يد او لا ومن هنا لحد ماتنكشف اوراق موت ابو مهره وامها

شكل مهره راح تجيها فرصه في سفرة العمل انها تخرب على ذياب اي شي في شغله

المشكله الشغل الي تسويه من يدها ليد ذياب مباشره يعني صعب تتلاعب فيه

اما توقعي

اتوقت ان عائلة ال زيد فيهم اشخاص اهل شر واحقاد هم سبب موت ابو مهره وامها الفعليين

وان ذياب من قسم العائله الطيب والي عاده هم الي ياكلون خبث ومصايب اهل الشر في عايلتهم

اقصد ذولاك خربو الدنيا وذا جاء يرقع وراهم ولقى نفسه في وجه المدفع وتحمل ضريبة المشاكل الي صارت كلها


أهلاً بك ثرثرة حنين..
والحمدلله انك مبسوطة من البارت ...
توقعاتك احسها شيء متوقع واي انسان ممكن يقدر يتوقعها...
بس بعدتي شوي في التوقعات بخصوص عائلة ذياب وهالسالفة...
ابدا الرواية مسارها مختلف وممكن تنصدموا شوي لما تعرفوا باقي الاحداث بالبارتات الجاية...
بس تدرين اني سعيدة للحين انك ماوصلتي للتوقع :biggrin: ههههههههههه
بتقولي نذلة شوي بس احب اني اخالف توقعاتكم...
حلو محاولتك وانتظر من الباقي محاولات اكثر في خوض التوقعات...

بالنسبة لمهره ماراح ادافع عنها كثير...
بس تصرفها جدًا شيء طبيعي...
انك تشوفي شخص ضرك وضر اهلك وماتقدري تسوي له شيء وتحسي بضعف امامه بعد ماحطيتي له خطط كثييييرة عشان تنتقمي منه...هالشيء يأذي بالنسبة لي انا شخصيًا...وممكن مثل ماقلتي انطق محلي بالبيت هههههههه
بس مهره طلعت شاطرة واقوى مني وقدرت انها تخلي من ضعفها مصدر لقوتها...وماتدري شنو راح تصير بالبارتات الجاية ياقلبي...


وحياك ربي جد جد اسعدني وجودك وحرصك على قراءة اجزاء الرواية
:$

همسات حديث 13-06-17 08:41 PM

رد: فأنت الجحيم الذي استقر وأين المفرُ وأنت المفرّ
 
هلا والله ،
البارت روووعة ، يمكن أول رواية أقرأها تحمسني من أول بارت ..عادة الروايات تحمسك من بعد خمس أو ست بارتات ...
اليوم أحلى شي عجبني في البارت هو ظهور شخصية مسفر ، يمكن لأنو هو الشخص اللي ذياب معاه يكشف جانبه الثاني ، ونحن عرفنا غموض وحدة شخصية ذياب من البارت اللي قبل ......شخصية عبير جدااااا شدتني وحزنت على حالها😞 وأحس انو سالفتها رح تتوضح مع مسفر اكثر ف البارتات الجاية ، لانو نحن اليوم عرفنا قصتها من جانبها هي ،،، لسسه مع مسفر قريبا ...متحمسة جدااااا جدااااا للسفرة اللي بعد أسبوع ومن الحين قاعدة ازهب اغراضي😂😂يمكن مو ناقصني غير شاحن الجوال.
استمري يا مبدعة ، وان شاء الله ما يخلص حبر قلمك الراااائع💗💗

ـ سَراب ، 13-06-17 11:52 PM

رد: فأنت الجحيم الذي استقر وأين المفرُ وأنت المفرّ
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة همسات حديث (المشاركة 3684291)
هلا والله ،
البارت روووعة ، يمكن أول رواية أقرأها تحمسني من أول بارت ..عادة الروايات تحمسك من بعد خمس أو ست بارتات ...
اليوم أحلى شي عجبني في البارت هو ظهور شخصية مسفر ، يمكن لأنو هو الشخص اللي ذياب معاه يكشف جانبه الثاني ، ونحن عرفنا غموض وحدة شخصية ذياب من البارت اللي قبل ......شخصية عبير جدااااا شدتني وحزنت على حالها😞 وأحس انو سالفتها رح تتوضح مع مسفر اكثر ف البارتات الجاية ، لانو نحن اليوم عرفنا قصتها من جانبها هي ،،، لسسه مع مسفر قريبا ...متحمسة جدااااا جدااااا للسفرة اللي بعد أسبوع ومن الحين قاعدة ازهب اغراضي😂😂يمكن مو ناقصني غير شاحن الجوال.
استمري يا مبدعة ، وان شاء الله ما يخلص حبر قلمك الراااائع💗💗


هههههههههه ياويل حالي على اللي بيسافرون معانا..
حياك ياقلبي نسفرك معاهم ونحجز معقد خاص لهمسات حديث وبس...
من جد مبسوطة بمتابعتكم اللي تسعدني وتشرفني..
واتمنى انكم فعلاً تبقون حولي وتقرأون الرواية وتستمعوا بأكشن الشخصيات...
ترا هم بالسفر في احداث ..
بس ابي حماسكم وباذن الله ماراح اخيبكم بالرواية...
وحياك ربي مرة ثانية :$



ـ سَراب ، 14-06-17 03:19 AM

رد: فأنت الجحيم الذي استقر وأين المفرُ وأنت المفرّ
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ثرثرة حنين (المشاركة 3684305)
انتي بس جيبي البارت الجديد وشوفي كيف امسك حبكة القصه

انا واثقه في توقعاتي بس يبيلها بعد بارت واصيدها صح

صايدتها صايدتها الله لايعوق بشر


وه وه بس ...
ياحلات اللي يصييد التوقعات يابشر ،،
انتي خليك معي على طووول...
واشوف من فينا يصيد الثاني هههههههههه ..

ـ سَراب ، 14-06-17 03:24 AM

رد: فأنت الجحيم الذي استقر وأين المفرُ وأنت المفرّ
 
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 7 ( الأعضاء 3 والزوار 4)
‏ـ سَراب ،, ‏ليل الشتاء, ‏فيت المشاكسه


حيا الله من يقرأ
تو مانور بكم اعضاء وزوّار...
أتحفوني بوجودكم ورأيكم يابعدي انتم "$$


ـ سَراب ، 14-06-17 05:25 AM

رد: فأنت الجحيم الذي استقر وأين المفرُ وأنت المفرّ
 


أهلاً أهلاً...
ماشاء الله عدد المشاهدات يثلج الصدر واحنا ماكملنا يومين من نزلنا الرواية...
من جد مبوسطة منكم...
بس اتمنى ظهوركم كلكم...لاني من جد اكون مبسوطة اكثر لما اشوف تواجدكم...
الساعة 8 ونص بالليل راح انزل البارت الثالث...
بارت ممتع ممتع ...ومنه راح يبتدي الحماس اكثر واكثر...

الموجودين اسفطوا هنا ...
انتظر حماسكم...




شبيهة القمر 14-06-17 01:33 PM

رد: فأنت الجحيم الذي استقر وأين المفرُ وأنت المفرّ
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ـ سَراب ، (المشاركة 3684308)


أهلاً أهلاً...
ماشاء الله عدد المشاهدات يثلج الصدر واحنا ماكملنا يومين من نزلنا الرواية...
من جد مبوسطة منكم...
بس اتمنى ظهوركم كلكم...لاني من جد اكون مبسوطة اكثر لما اشوف تواجدكم...
الساعة 8 ونص بالليل راح انزل البارت الثالث...
بارت ممتع ممتع ...ومنه راح يبتدي الحماس اكثر واكثر...

الموجودين اسفطوا هنا ...
انتظر حماسكم...




انا موقفه قراءة برمضان بس من دخلت قصتك ماقدرت اصبر
ولو مارديت فهذا لظروف الاجازه
وصدقيني لو منزلتها بأيام الدراسه شفتي الردود كيف.. عموماا اتمنى مايكون قلة الردود مهبط لك.. والمشاهدات اكبر دليل على جمال الروايه.. بس من جد احيانا تجينا فتره ركووود وكسل علشان نرد.. يعني قولي فتره نقاهه.. ومن بعدها ماشاءالله مانوقف هههههههههههه..
بانتظاار البارت الثالث..
وبالنسبه لايام التنزيل الي تشوفينه مناسب لك احنا راضين اهم شي ماتقطعين وتغابين عناااا..
وسلامة قلبك..

ـ سَراب ، 14-06-17 03:33 PM

رد: فأنت الجحيم الذي استقر وأين المفرُ وأنت المفرّ
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شبيهة القمر (المشاركة 3684328)
انا موقفه قراءة برمضان بس من دخلت قصتك ماقدرت اصبر
ولو مارديت فهذا لظروف الاجازه
وصدقيني لو منزلتها بأيام الدراسه شفتي الردود كيف.. عموماا اتمنى مايكون قلة الردود مهبط لك.. والمشاهدات اكبر دليل على جمال الروايه.. بس من جد احيانا تجينا فتره ركووود وكسل علشان نرد.. يعني قولي فتره نقاهه.. ومن بعدها ماشاءالله مانوقف هههههههههههه..
بانتظاار البارت الثالث..
وبالنسبه لايام التنزيل الي تشوفينه مناسب لك احنا راضين اهم شي ماتقطعين وتغابين عناااا..
وسلامة قلبك..


ياهلا فيك حبيبة قلبي...
المهم عندي وجودك على رغم ظروفك...
وبالعكس كلنا عندنا ظروف بس في شيء يهون علينا كل شيء...
وان شاء الله روايتي تكون مهرب مريح لكم ...
واتمنى ان مثل ما انزل القى من يتواجد بالمقابل...
انا تحمست بوجودكم من البداية معي وعدم تركي...
اتمنى ماتتركوني...
شيء ثاني وش هالجمال اللي قاعد يصير...؟؟؟
من جد مذهولة كل مرة ادخل عدد المشاهدات يتضاعف بشكل مجنون...
مبسوطة ويارب اشوفكم كلكم هنا واشوف ارائكم...
لاتحرمووني من جمالها...



فيتامين سي 14-06-17 04:42 PM

رد: فأنت الجحيم الذي استقر وأين المفرُ وأنت المفرّ
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حيالله الحامل والمحمول

بدايه مشوقه ومشجعه على القراءه سراب

ماشاء الله أسلوبك راااائع وإن شاء الله تلاقي التفاعل
اللي يرضيك لكن أنا مع النوري في رأيها ماوفقتي في وقت تنزيل الروايه تعرفين هالأيام الغالبيه مشغولين خاصه
في العشره الأواخر من رمضان وأول أيام العيد وكثير مايدخلون المنتديات إلا قليل استمري وإن شاء الله مستقبلا تجدي مايسرك لأن الروايه تستحق المتابعه
وأعذرينا على التقصير في الردود هالأيام لو ماقدرنا نرد

نأتي للتعليق على البارتين السابقه
الروايه في البدايه وصعب التوقع والتحليل لكن مع هذا
بأتوقع يمكن توقعي يصيب

ذياب من اللي ظهر لنا في البارتين شخص ما أتوقع يكون ظالم صح شديد وشخصيته قويه لكن أعتقد في الحق
والسبب في شخصيته الحاليه أتوقع ظروف مر بها وتحمله
للمسؤليه
أتوقع أن قتل أبو مهره ماهو قتل عمد وإنما أفعال أو عمل قام به ذياب أو أبوه تسبب في موت أبو مهره

وتوقع آخر أن أبو مهره ماهو مثل ماتظن هي وجدها يمكن
يكون شخص سيء أو العمل اللي كان يقوم به مشبوه أو
أعماله ماهي نظيفه واحتمال يكون أبو ذياب معه شريك

هذا يفسر كلام ذياب اللي مع مسفر عن مهره حسيت أنه مايبغى يصدمها في أبوها ومايبغى يشوه سمعته في نظرها في البارت الأول استغربت كيف ذياب ماعرف إنها بنت الشخص اللي توفي بسببهم رغم ذكائه وتوصيله لها
لكن إذا عرف السبب بطل العجب طلع عارف وساكت

مهره ماهي قويه بالشكل اللي تظن ولا هي قد كلامها
للآن يمكن تتغير مستقبلا جايز
سفرها مع ذياب كيف راح يكون محيرني كيف تسافر مع
شخص ماهو محرم لها وكيف ذياب راح يحل المسأله
هل بالزواج الشبه مستحيل حاليا خاصه من مهره
وهل مهره يدفعها إنتقامها للزواج من ذياب رغم كرهها له
يمكن شطحت شوي في توقعاتي وإحنا مازلنا في البدايه
والجاي راح يهدم كل توقعاتنا

منتظرين بقية الأحداث سراب وأتمنى أنك تكملي مابدأتيه
وماتسحبين علينا مثل بعض الكاتبات اللي علقونا برواياتهم وماكملوها



ـ سَراب ، 14-06-17 05:53 PM

رد: فأنت الجحيم الذي استقر وأين المفرُ وأنت المفرّ
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فيتامين سي (المشاركة 3684336)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حيالله الحامل والمحمول

بدايه مشوقه ومشجعه على القراءه سراب

ماشاء الله أسلوبك راااائع وإن شاء الله تلاقي التفاعل
اللي يرضيك لكن أنا مع النوري في رأيها ماوفقتي في وقت تنزيل الروايه تعرفين هالأيام الغالبيه مشغولين خاصه
في العشره الأواخر من رمضان وأول أيام العيد وكثير مايدخلون المنتديات إلا قليل استمري وإن شاء الله مستقبلا تجدي مايسرك لأن الروايه تستحق المتابعه
وأعذرينا على التقصير في الردود هالأيام لو ماقدرنا نرد

نأتي للتعليق على البارتين السابقه
الروايه في البدايه وصعب التوقع والتحليل لكن مع هذا
بأتوقع يمكن توقعي يصيب

ذياب من اللي ظهر لنا في البارتين شخص ما أتوقع يكون ظالم صح شديد وشخصيته قويه لكن أعتقد في الحق
والسبب في شخصيته الحاليه أتوقع ظروف مر بها وتحمله
للمسؤليه
أتوقع أن قتل أبو مهره ماهو قتل عمد وإنما أفعال أو عمل قام به ذياب أو أبوه تسبب في موت أبو مهره

وتوقع آخر أن أبو مهره ماهو مثل ماتظن هي وجدها يمكن
يكون شخص سيء أو العمل اللي كان يقوم به مشبوه أو
أعماله ماهي نظيفه واحتمال يكون أبو ذياب معه شريك

هذا يفسر كلام ذياب اللي مع مسفر عن مهره حسيت أنه مايبغى يصدمها في أبوها ومايبغى يشوه سمعته في نظرها في البارت الأول استغربت كيف ذياب ماعرف إنها بنت الشخص اللي توفي بسببهم رغم ذكائه وتوصيله لها
لكن إذا عرف السبب بطل العجب طلع عارف وساكت

مهره ماهي قويه بالشكل اللي تظن ولا هي قد كلامها
للآن يمكن تتغير مستقبلا جايز
سفرها مع ذياب كيف راح يكون محيرني كيف تسافر مع
شخص ماهو محرم لها وكيف ذياب راح يحل المسأله
هل بالزواج الشبه مستحيل حاليا خاصه من مهره
وهل مهره يدفعها إنتقامها للزواج من ذياب رغم كرهها له
يمكن شطحت شوي في توقعاتي وإحنا مازلنا في البدايه
والجاي راح يهدم كل توقعاتنا

منتظرين بقية الأحداث سراب وأتمنى أنك تكملي مابدأتيه
وماتسحبين علينا مثل بعض الكاتبات اللي علقونا برواياتهم وماكملوها





ياهلا ياهلا..
حي الله من جاني...
صحيح ممكن ماتوفقت بوقت التنزيل بس ماشاء الله الى الآن انا اشوف فيكم تفاعل مرضي وباذن الله يزداد التفاعل...
نقدر نقول شطحتي شويتين بالتوقعات...وأصبتي شويتين...
يعني صدتي شوي وماصدتي...<< يمه شقاعدة اقول :V8Q04529: ؟
ان شاء الله فهمتي هههههههه...
بس بالنسبة لمسألة مهره...اتمنى بقدر الامكان ماتستعجلوا...
بس لو جينا للشرع...مهره ماتسافر لحالها مع ذياب...تسافر مع طاقم عمل..
وحاليًا السفر جائز للمرأة اذا كان مع مجموعة نساء او بقصد العمل...
بما ان امجاد راح تكون معها وعثمان...راح تفهموا اكثر طبيعة السفر اللي اقصده..وهالسفر حتى انا اسافره ..لاني شخصيا سافرت معهد مع مجموعة نساء وكان معنا شباب...وكان لمقصد العلم..
نفس قصة الابتعاث بالضبط بس هالمرة شغل...يعني ماعليها اشكال شرعًا "$..
وهم أقول لاتستعجلوا بالاحداث...اشياء كثييير راح تصير وتنكشف لنا...
بس لاتستعجلوا ..


انتظروني الساعة 8 او 8 ونص البارت راح يكون جاهز "
$

دودي وبس 14-06-17 06:03 PM

رد: فأنت الجحيم الذي استقر وأين المفرُ وأنت المفرّ
 
مسا النور و السرور ...

ياا هلا فييك باليلااس ،، بدايه جميله وتشد أتمنى تكملينها ع خير ولا تقطعينها..

حبيت الأسلوب السلس ذكرني بأسلوب الكاتبه عجايب الله يسعدها وين ماكانت ..

عندي احساس ع شطحة ان ذياب متملك ع مهره وهي ماتدري بموافقة ابوها قبل مايموت ،، ويمكن سبب موت ابوها يكون ابوذياب ولا عمه كان شراني ولاشي وقتله وذياب غطى عليه ،،امها كيف توفت قهر ع ابوها ولا معه ؟!

مسفر مستفزز كونه عارف كل شي واستسلم لضغط اَهله وطلق وهذا وهي بنت عمه ،، واذا فعلا حصل واخوها قاتل ترا ولد عمهم اذا ماوقفوا معه مين بيوقف ؟! اذا اقرب قريب طلق وهو عارف كل التفاصيل

في شي ثاني بعد لفتني مسفر عشان اَهله عارفين ان ذياب قاتل ،، طيب هل اهل ذياب عارفين بهالموضوع ؟
ممكن لا لان عبير ماجا في باله هالسبب ،،

بس اهل مسفر كيف عرفوا ،، واذا الخبر منتشر كيف مافي كلام بشركه عنه ووصل لعمته ؟ يعني اذا عمته عندها الخير ممكن تستنتج ان مهره هي من العايله اللي قتل منها ؟ خصوصا ردود افعالها اللي تستغربها امجاد

وفي كمان عندي ملحوظة ع جمله ( الله خلق ومحمد ابتلى.... ) هالجملة خطيرة وما تجوز ،،، أتمنى تعدلينها
اقتباس:

( الله يخلق ومحمد يبتلي ) ؛ وكأن الله يخلق الخلق عبثا ؛ ليُوقع النبي ( صلى الله عليه وسلم ) في البلاءات والمصائب ؛ لأن أكثر الناس يعصون النبي ( صلى الله عليه وسلم ) !!! ، وهذا من أبطل الباطل ، وأنكر المنكر ... والله المستعان


واتفق جددا مع النوري وام جمال رمضان والناس منشغلة الروايه بدايتها جميله بس ماوفقتي بوقت التنزيل أتمنى تستمررين وتكون ان شاء الله نهايتها في القصص المكتملة ،،


يعطيك العافيه وتسلم الايادي ي عسل ،، سوري لو كلام الملخبط كاتبته ع السريع : )

سرابالحكايا 14-06-17 07:02 PM

رد: فأنت الجحيم الذي استقر وأين المفرُ وأنت المفرّ
 
روايه جمييله تسلمين سراب قريب من اسمي 😊
لا اعتقد ان ذياب قاتل شخصية متزنة بانتظار الاحداث

ـ سَراب ، 14-06-17 07:02 PM

رد: فأنت الجحيم الذي استقر وأين المفرُ وأنت المفرّ
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة دودي وبس (المشاركة 3684339)
مسا النور و السرور ...

ياا هلا فييك باليلااس ،، بدايه جميله وتشد أتمنى تكملينها ع خير ولا تقطعينها..

حبيت الأسلوب السلس ذكرني بأسلوب الكاتبه عجايب الله يسعدها وين ماكانت ..

عندي احساس ع شطحة ان ذياب متملك ع مهره وهي ماتدري بموافقة ابوها قبل مايموت ،، ويمكن سبب موت ابوها يكون ابوذياب ولا عمه كان شراني ولاشي وقتله وذياب غطى عليه ،،امها كيف توفت قهر ع ابوها ولا معه ؟!

مسفر مستفزز كونه عارف كل شي واستسلم لضغط اَهله وطلق وهذا وهي بنت عمه ،، واذا فعلا حصل واخوها قاتل ترا ولد عمهم اذا ماوقفوا معه مين بيوقف ؟! اذا اقرب قريب طلق وهو عارف كل التفاصيل

في شي ثاني بعد لفتني مسفر عشان اَهله عارفين ان ذياب قاتل ،، طيب هل اهل ذياب عارفين بهالموضوع ؟
ممكن لا لان عبير ماجا في باله هالسبب ،،

بس اهل مسفر كيف عرفوا ،، واذا الخبر منتشر كيف مافي كلام بشركه عنه ووصل لعمته ؟ يعني اذا عمته عندها الخير ممكن تستنتج ان مهره هي من العايله اللي قتل منها ؟ خصوصا ردود افعالها اللي تستغربها امجاد

وفي كمان عندي ملحوظة ع جمله ( الله خلق ومحمد ابتلى.... ) هالجملة خطيرة وما تجوز ،،، أتمنى تعدلينها




واتفق جددا مع النوري وام جمال رمضان والناس منشغلة الروايه بدايتها جميله بس ماوفقتي بوقت التنزيل أتمنى تستمررين وتكون ان شاء الله نهايتها في القصص المكتملة ،،


يعطيك العافيه وتسلم الايادي ي عسل ،، سوري لو كلام الملخبط كاتبته ع السريع : )

هلا فيك حبيبتي تو مانور المكان...
حلو شطحاتك بالتوقعات ..تساؤلاتك اجوبتها في البارتات الجاية...
وبالنسبة لخبر قتل ذياب...
هالشيء بيوضح مع البارتات الجاية...
وراح اوضح لكم نقطة مهمة جدًا عن كان يصير بالنسبة لمسألة ذياب واذا كانوا اهله يعرفون عنه...
ماعلينا من هذا كله...
بالنسبة لجملة " الله خلق ومحمد ابتلى "
انا راجعت هالمثل شخصيا وان الكل يقول ان هالجملة غلط وخطيرة وماتجوز..
بس شخصيًا استفسرت من احد المشايخ ...
اللي قال لي ان الجمله صحيحة شرعًا لأن الله سبحانه وتعالى وصف نفسه في القرآن بالخالق...والنبي محمد بالمبتلى...
والحد الفاصل بين جواز هذي الجملة وتحريمها هو كتاب الله تعالى..
لو رجعتي لسورة محمد بتلقي هالآية والمقصود بها النبي واصحابه كما فسرها اهل العلم :وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ )) .(محمد-31)

وع العموم ...الله شرف الانبياء بأعظم ابتلاء لهم وهو النبوة..
والجملة تبين مقصد الابتلاء... وتوضح الصبر...عن نفسي اشوفها جدًا عادية وواضحة..


وشكرًا للتنبيه مرة اخرى...واتمنى اكون افدتكم
يالله انتظروني شويات وينزل البارت الثالث..



ـ سَراب ، 14-06-17 07:09 PM

رد: فأنت الجحيم الذي استقر وأين المفرُ وأنت المفرّ
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سرابالحكايا (المشاركة 3684341)
روايه جمييله تسلمين سراب قريب من اسمي 😊
لا اعتقد ان ذياب قاتل شخصية متزنة بانتظار الاحداث


حيا الله سميتي...
نورتيني يابعدي ،،...
ان شاء الله الاحداث الجاية بتكشف لنا كل حاجة :$

ـ سَراب ، 14-06-17 08:00 PM

رد: فأنت الجحيم الذي استقر وأين المفرُ وأنت المفرّ
 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
كيف حالكم ان شاء الله طيبين؟؟
هذا البارت ووصل...وبليييز لاتحكموا على شيء ...اعتبروه مسلسل واحداث مابعد تبين كلها...
فتريثوا بالاحكام ووسعوا شويتين من مدى رؤيتكم...
وبالنسبة لنمط التوقعات...حاولوا تغيروا عن نمط توقعاتكم...
لان البعض توقع توقعات الكل يقدر يتوقعها فانا مش بالسهولة هذي اخلي كل شيء على نفس النمط...
المهم يابعدي شكرًا من القلب على عدد المشاهدات اللي يثلج الصدر...
واتمنى كلكم تطلعووون من البيضضضضة...
تعالوا كلكم هنا خلوني اشوفكم واستانس معكم ياخي...
وشكرا مررررررة لكل شخص نبهني عن اي التباس بالرواية ...
وقعت في غرامكم وانا توني بالبارت الثالث...
الله يعيين قلبي بعديييين ،،...

يالله استمتعـــوا "$ ،،..







البـارت : الثالث



:
:
:
/
الفصل الثالث
" اريد ان اخبرك عزيزتي فينا...
بأن صديقنا العجوز بولي مارس مات...
حينما كنت احصي اعداد الجثث مع الجنود..
رأيت جثته من بين العديد من الجثث...
كيف وصلت الحرب الى مدينة هذا العجوز المسكين؟!...
اخبريني...هل انتِ بخير؟!...
اشتقت اليك...
كوني بخير..

آدم ستيفينز "

:
:
:






تنزل من سيارة الاجرى...وهي تشعر بقلق ...
رجولها كانت مضطربه...
كـــانت هزيلة ...نحـــيلة امام صفعات العالم..
كيف تنزل وتقوله...كيــف تخبره ان عنده ولد من 3 سنين بس ماخبرته...
كيـف تواجهه بـ هالشيء وهي كارهة انها تواجهه...
كل اللي صـار بينهم صفحة انطوت بالماضي..
كيف ترجع له وتخبره انها محتاجة ابو لابنها...كيف؟؟!!
ابنها اللي جابته بعيد عن ابوه ...
وعن مسمعه... ابوه اللي قرر انه يتركهم وهو مايعرف بوجوده..
ابوه اللي صفعها بتركها لها ... ومغادرة من حياتها...
كل الاختبارات كانت ممكن تتحملها بحايتها...الا مرض طفلها الصغير بقصور بعضلة القلب... وكونه مو مسجل ببطاقة عائلة ابوه..
مايمتلك تأمين صحي...وبالاصح... مايقدر يخضع لأي عمليات غير العلاجات الاعتيادية...
كانت تكره انها ترجع لابوه... طول هالسنين كانت تحاول تبتعد عنه...
الشخــص اللي يتركها بنص المشوار مايستاهل ترجع له...
الشخص اللي طول عمرها خافت منه... وبتظل تخاف منه...ومستحيل تنسى فعايله فيها...
رجل اضطر انه يتزوجها بعد ماعتدى عليها...
ولما اكتشف انه مايقدر يلتزم معها... تركها ببساطة...
وكأن الزواج لعبـة بقانون التزامه...
ياربي انا ليه جيت هنا؟؟ ليه وصلت عنده!!
ليه بضطر ارجع له واقوله ان ولده باحتياجه؟؟
خصوصا وانا ماعندي مسند...ماعاد عندي مسند...ماعندي غير امي العجوز ...االلي ماتقدر تسوي لنا شيء...
بلعت غصتها وهي تتوجه لداخل الشركة...
راحت لقسم الاستقبال تسألهم عن اسمه..
( سيف ناصر آل زيـــد...)

بلغوها ان مكتبه بالطابق 24 ...
تحت طابق المدير بطابق واحد...مدير الحسابات المالية بشركة آل زيد...
لازالت رجفتها وخوفها منه ماخفت...
لازالت تكره كل خطوة اضطرت انها تروح برجولها لـ سيف...
لـ الشخص اللي ماتقدر تتعايش معه او تواجهه..
للشخص اللي حاولت تتواصل معه بس ماقدرت..
وصلت لقسم المالية...بلغوها ان عنده اجتماع..بعد نص ساعة بيطلع من الاجتماع..
راحت وجلست بالمقهى... تنتظر خبر من البنت اللي تشتغل بالاستقبال...
فتحت بوكها وهي تناظر صورة لاعز انسان على قلبها ...
ابنها فهد ... اللي كانت ملامح الطفولة ممزوجة بملامح ذبول...
بلعت غصتها وهي تقبل صورته ...وتدخلها بالمحفظة...
انتبهت لصوت بنت فوق راسها كانت لابسة عباية مزخرفة وملونه :
( تقدرين تتفضلين عند استاذ سيف هالحين...بس ماعندك الا خمس دقايق ...لانه الاستاذ مشغول جدًا ..)
حنين ارتبكت الحروف في لسانها وهي تلتوي: ( خمـ...ـس دقاايق؟؟!...)
البنت تجيبها باحراج : ( والله بالموت قدرت ادبر لك وقت ياختي... تفضلي بسرعة الله يعافيك...)
حنين بانكسار تقف... حتى ان كانت تلك خمس دقائق لا املكها الا لك ياحبيبي يافهد...
انت معصية والدك التي سأظل احبك فيها واكره والدك بها...
اختنقت وهي توقف تعد خطواتها اللي صارت بطيئة وكأنها تحس بحادثة الوحشية اللي قبل 3 سنوات تنعاد عليه...
فتحت لها الموظفة الباب ...ودخلت بخوف...وهي تطالعها تغادر المكتب...
ليه تخليني لحالي؟؟!
ماتدرين انا بحضرة من؟!!
بحضرة من سرق عذريتي وطفولتي وشبابي...

بلعت ريقها وركبها كانت تطق ببعضها من الخوف...مشت ناحية مكتبه وكان مشغول بمكالمة هاتفيه...وملتفت ناحية الزجاج المطل على شوارع الرياض...
لما التفت ناحيتها مانتبه لها وكان يكلم بالجوال...
وهي بالمقابل كانت تطالع تحت وتفرك يدينها اللي احمرت من الخوف والقلق...
سيف حينما انتبه لوجود فتاة في مكتبه تحدث في الهاتف :
( خلاص مو مشكلة...باذن الله راح يتم الموضوع...اكلمك بعدين على خـير...
فمـــان الله...)

اغلق الهاتف وجلس بهدوء على مكتبه محدقًا بها وهو غير مركز على ملامحها : ( آمريني يا اختي؟!...)
رفعت عيونها بصعوبة...عيونها اللي كانت شبه دامعة...
عيونها اللي ذبحت كل خليه فيه..
مايبـــي يتقابل مع ذنوبه وعصيـــانه...
مايبي يذكر تاريخ طيشـــه وجهله...
طول فترة زواجه فيها ماكان كارهها...بس كان كاره اللي مسوي فيهــا وخوفها منه...
وعرف ان طول عمرها بتظل خايفة منه ...ووحشيته بتظل منعادة في عقلها...صورة سوداوية مستحيـــل تنساها...
ارتبكت كلماته وهو ينطقها : (حـ..ـحنيين؟؟؟!...)
حنين تمالكت خوفها وقلقها لتبتلع غصة وتسعل بحرج محاولة البقاء هادئة :
( ايه...حـ حـنين...)
سيف صمت لمدة دقائق يتأمل صمتها وخوفها وارتباكها...بعدها نطق :
( تفضلي حنين... آمري؟!)
حنين برجفة كفينها مدت يدها لشطنتها وهي تسحب من محفظتها صورة صغيرة وتمدها له...
لما مسك الصورة من يدها عقد حاجبـينه بتساؤل :
( مين هذا؟!...)
حنين تنظر له بقهر وعيونها باكية :
( هذا تاريخ ذنوبك... تاريخ انكتب قبل 3 سنين ومستحيل ينمسح من بالي...)
سيف عقد حاجبه بغير فهم...ثم هز راسه برفض...وكأنه الشيء اللي يشوفه مستحيل...كان الشيء اللي قاعده تقول له كذب...مستحيل...سيف آل زيد يكون عنده ولد ومايعرف به سنين؟؟!...
كيــف؟!!!
برفض وبدون مايشعر بنفسه وجد نفسه يقول :
( مستحيل يكون ولدي... )
حنين بقوة : ( بلى ولدك...)
سيف يهز رأسه بغير تصديق :
( سيف آل زيــد لو كان عنده ولد ...
كان عرف به اول واحد...)
حنين بحدة : ( سيف آل زيد هو من ترك ولده وراح عنه...
أول واحــــــــد....)
وشددت على اخر كلمة...سيف لازالت صدمته الغير مصدقة تعتريه وهو يقول :
( مستحيل يكون عندي ولد وماعرف به...مستحيل..
صحيح بيوم من الايام ضريتك يابنت الناس...
بس بعد ما طلقتك ماقصرت عليك...عطيتك نفقتك كاملة...وزيادة...
لو كـــان مطلبك فلوس ... فلا تظلمين هالطفل البريء بـ هالشيء..)
حبست عبرتها بوجع...
ان كان لأجل عينيك ياصغيري...
سأفعل المستحيل..سأبتلع اهانة والدك واوجهه بحقيقة الامر...
المهم ان لاتذهب ياصغيري بأوجاع كتلك...
صوتها مخنوق بعبرة : ( لو كان مطلبي فلوس...كان جيتك من قبل 3 سنين... بس الفلوس ماهي اقصى طموحاتي...
رضيت...كابرت..اعترضت..الولد ولدك...ومافي الا حقيقة وحدة..وهي انك انت ابوه...وان كنت مو مصدقني..اختبار الابوه يثبت هالشيء..)
سيف يشعر بأن خلايا جسمه تخدرت...وماعاد يقدر يتحرك...لازال ثابت على مكتبه ليردف من مكنونته وعقدة الاغنياء بأن كل فقير يطلب منهم مثل هالطلب...معناها حاجته فلوس ...
اردف لها : ( كم المبلغ اللي تبيه؟!...)
فتحت عيونها بصدمة...ماقدرت ترد..
كل الكلمـــات وقفت بحلقها مثل الحجر...
تدافعت بحرارة في حنجرتها لدرجة ان الكلمات علقت..

سيف بهدوء :
( انا اعرف ان الفلوس عمرها ماراح تعوضك عن فعايلي بك...
بس لو كانت تسعدك او تغسل ذنوبي وخطاياي...
فلك اللي تبيه..هاتي حسابك واليوم يوصلك المبلغ اللي تطلبيه..)
حنين بألم وبقهر تتشنج عضلات فكها...
حاولت النطق..وحــــاولت...وحــــــــاولت...
بس الكلمات تموت في حنجرتها...
بصعوبة قدرت تنطق بصوتها المخنوق :
( كنت متأملة بأنك لازلت تحمل قلب في صدرك...
كنت متأملة انك ممكن تمتلك احساس او ذرة مشاعر...
لكن مع الاسف انا اتكلم مع انسان خالي...
الله ياخذني يوم جيتك...
الله لايحوجني لفلوسك...لو ما ولدك ولا كان ماوطيت هالمكان لك..)

وقفت وبغضب انثوي مقهور وباكي صرخت به :
( ياليت انت وفلوسك تروح بجهنم...)

مشت من قدامه وهي تصفع الباب امامه...
حنين السابقة اللي يعرفها..
ماكانت تقدر تواجهه وتحط لسانها بلسانه...
كان اصلاً مايصادفها...كانت تقفل باب الغرفة عشان مايدخل لها ولا تطلع له..
وطول ماهو بالبيت هي تبقى بغرفتها...
واذا دخل البيت وشافها ...يلمح طيف هروبها ...
اللي صادمه ...
من فـــين استمدت هالقوة؟؟!...
كيف امتلأت كل هالجرأة وقالت هالكلام...
كيف وقفت وحاججته بـ هالشيء...
اللي لازال الى الآن مايصدقه...
او مـــــــايبي يصدقه!!....







*



صَمت وقلق وتوجس...
ارتجاف خفيفة ورعشة من المنظر اللي راح يصير...
في طائرة خاصة وجنب امجاد مقابله له وعثمان..كانت هي الوحيدة اللي تجلس وشادة على مقعدها وكأنها ماتبي تطير...لانها وبالحقيقة ماقد جربت الاقلاع او الطيران...
هذي مراتها الاولى...صحيح اشتغلت مع شركات اخرى من قبل...بس كان شغل مقتصر على السعودية وبس...
ليما جى هذا اليوم الغريب حتى شافت نفسها جالسة بكرسي بطائرة قدامه... كان يلمح خوفها كل ماتكلم الكابتن...ولما قرا الكابتن دعاء السفر والمضيفة كانت تقول التعليمات معه...
ماتت خوف ونظراتها صارت تضحك.. لمحت طيف ابتسامة منه...
تضحك علي يالمجرم؟؟ ...عسى تطيح سنونك ...
عسى يشيلون شيلك قل امين...
شايفني ضعيفة بـ هالشيء ومستانس على ضعفي وخوفي...
اكيد امثالك يحبون يشوفون خوف الناس...
يحبون يشوفونهم يتوسلون...
يموتون من الوجع... وتبقى في نظرهم المجرم...


لما بدا الاقلاع غمضت عيونها وغاصت براسها في حضن امجاد اللي ابتسمت وبدأت تقرا عليها بطلب من ذياب ...
ماكانت حاسة بشيء ابدًا كل اللي سوته انها ماتبي تجلس وتناظر النافذة...تحس انها راح تطيح ...
امجاد تهدي فيها بضحكة : ( ترا قطعنا الشوط وانتي لساتك متعلقة فيني؟...ها سمي..
تبين تكملينها نومة بحضني؟؟؟!..)

فتحت عيونها باحراج وببطء شديد ماتبي تناظر بالنافذة...لمحت عثمان اللي غاص بسابع نومة بينما هو كان يشتغل على لابتوبه ويراقبها... ارتجف جسمها فجأة وتحس بأن الضغط اللي بجسمها اختل...وكأن في شيء يشد جسمها للاسفل كل ماحاولت تعتدل بجلستها...
حست بغثيان شديد...وعرفت انها بالفعل تعاني من رهاب الطائرة... سمعت صوت امجاد :
( اول مرة!؟...)
مهره بقهر من ذياب اللي واضح انه يراقب خوفها ومبسوط...لتردف لامجاد :
( أنتــــِـــي وش شـــايفة؟؟!..)
امجاد ضحكت على عصبيتها : ( ههههههههههههه انتي كذا لما تخافين تعصبين وماتسيطرين على اعصابك؟!)
بقهر وهي تناظر بامجاد : ( ممكن تبعدين السخرية حاليًـا...
وتخلـــيني أعيش لحظات حياتي الاكثر رعبًـا بسلام يامديرتي العزيــــزة؟؟!..)
امجاد تبتسم : ( لا...
ماني بنت آل زيد لو ما خليتك تطالعين بالنافذة وتتمقلين..)
انتفضت من اسم آل زيد وكأنها تكره بالفعل ذكر هذا الاسم...
عينيها هربت لذياب الذي علم تماما ماتفكر فيه...
بينما هي لاتعلم بأن ذياب يعلم كل هذا بصمت...
ابعدت وجهها بصدمة عن امجاد اللي كانت تحاول تلفه للنافذة وبقهر : ( ماااااابئ....وجع وجع اتركي خشتي...
قلت لك مابي تكفـــــــين.... ماحب اطالع هالمناظر...
ادوخ والله ادوخ ماتعودت...)
امجاد كانت تحسبها تتكلم من خوفها...بس الحقيقة ان هي اكثر شخص بالعالم يهاب المرتفعات...
لذلك باستلعان امجاد ثبتت وجهها للنافذة ...وهي كانت ترفض تبين نقاط ضعفها المفضوحة قدام الجميع...ماكانت تبي تلف وتطالع...غمضت عيونها وهي تقول لامجاد:
( واللي رفع سابع سماء يا امجاد...
ان ماشلتي يدك بتنشاتين...)
امجاد بضحكة : ( ههههههههههه انتي يام شبرين تشوتيني؟؟؟...والله لو فيك خير سويها...
وجيبي ورقة استقالتك معاك ههههههههههههههه)

تذكرت كلمة ذياب اول يوم شغل لها يوم كانت طالعة من الفندق...بعد ماخبرها وقال لها ان لو فكرتي تتأخرين مرة ثانية...
هاتي ورقة استقالتك معاك...
هذي العائلة اللي ماعندها غير قانون التهديد...
غير قانون الاجرام...
غير قانون الظلم...
التفتت لامجاد وبحقـد غير واضح :
( هدديني...انتي اصلاً ماعندك غير التهديد..)
وبهمس ماسمعه ذياب وامجاد...او ظنت ان ذياب ماسمعه :
( أنتِــــــي وولد أخووك)
ابتسمت امجاد وهي تعطيها الماء : ( طيب خلاص اهدي...
واستمتعي بالجانب الايجابي من الرحلة...)
مهره بعناد تهز رأسها وترفض شرب الماء :
( يرحم امك خليني بحالي...
والله ماسويت لك شيء...انتي ليه تحبي تستغلي ضعف الناس؟؟!..)
امجاد بسخرية مازحة:
( غبية ماعليك شرهة...
جالسة جنب النافذة وتغمضــين عيونك..
صدق ماتعرفين متعة الحياة...)
مهره بعناد اكبر : ( ايه انا غبية...واحب غبائي..
بس مابييئ...)

ذياب يراقب الوضع بصمت وعينيه يوزعها على اللابتوب وشجارهما...
ابتسم ذياب لامجاد وهو ينطق :
( انتي دعلة وماعليك شرهة امجاد...
محد يقنع حد يخاف كذا..)
امجاد بفجعة : (ءءءء...اناا دعلة طلعت؟؟؟...
والله الشرهة مو عليكم...علي انا اللي مقابلة وجيهكم...)
مهره لازالت تستفز امجاد باغماض عينيها ورفضها لرؤية المناظر...
ذياب يتكلم لامجاد :
( طيب ممكن يكون هذا جانب ضعف بالانسان ويرفض انه يوريك جوانب ضعفه...ماتحترمي قراره يعني؟!...)

فتحت عينيها بصدمة من كلامه...يعرف الضعف؟!
يعرف كيف الانسان يخبي ضعفه ويدفنه بالعميق...
هل ياترى امثالك يضعفهم فقدان الضمير؟؟؟
ياترى ضميرك صاحي ؟؟؟ولا لساته ميت...

اشاحت برأسها لتردف لامجاد :
( الضعف عمره ماكان عيب ...
ولا بيكون عيب بنظر عيني...)
وباعتراف هادئ اكملت..:
( وايــــــه...انا شخص عنده فوبيا من المرتفعات...
وهذا الشيء ماهو عيب...اكثر حوادث الانتحار من المرتفعات...فشلت بسبب خوف الناس من المرتفعات..
على الاقل خوفــي ممكن ينقذني من اشياء... )

ثبتت عيونها بذياب وكأنها ودها تخنقه :
( بس اللي يفتقد خوف ربي ... كيف ينقذ نفسه ؟؟!)

للحظات امجاد ظنت بالفعل ان الكلام موجه لذياب...لولا تدارك مهره للموقف وهي تطالع امجاد :
( يرحم والديك لاعاد تعيديها وتستقعدين لي بالطيارة مرة ثانية...)
وبسخرية اكملت
( حتى ما اضطر اجيب ورقة استقالتي معاي مرة ثانية...)

ضحكت امجاد وهي تراقب جرأة وصلت لقلب مهره...
اللي كانت تحاول بعينيها الساحرتين...
الوصول الى النظر للقمة...لعل والديها يراقبانها من على ظهر غيمة...
لعلهم ينظرون لها وهي تجلس مع قاتلهم...
وتقطع وعودًا كثير بالانتقام...
بعدم الصمت...
برفض الهيمنة..وكل صفات الغطرسة..

او لعلهم يمسحون تلك الدمعــة اليتيمة التي سقطت على خدها القطني امام انظار ذياب...وانشغال امجاد...


مسحت دمعتها بشكل آلي... واضطرت انها تفتح حزام الامان وتتوجه لدورة المياه...
ذكرهم على قلبها امامه...واالاعظم صمتها...وعدم قدرتها على الصراخ به واهانته...
شيء يؤذي قلبها الصغير...
حبست شهقاتها...تدعي من الله يبرد قلبها...ويمسح على أحزانها..

.

*

ماكانت قادرة تتحمل صوت الكحة بولدها...
حتى بنص الليل مو قادرة تشوف ولدها ينام ويرتاح...كان يصحى ويبكي متعذب من الالم اللي بصدره...
بكت بقهر وهي تحضنه وتبوسه...خلاص...ماعاد فيها تتحمل...
ابوها الشخص اللي يتعامل بقسوته..تاركها في بحر معاناة طويل الامد...
ومرتاح ومبسوط مع ربعه...
ياربي ياحبيبي ...ريحني من الهم اللي انا فيه...
ساعدنـــي...والله هالطفل ماله ذنب الا انه يتيم...
وهذا جده!!...

لما طفلها صرخ بعدم ارتياح وبكى ...طلعت وهي تبكي لابوها الموجود بالصالة يتابع التلفزيون...
: ( يبه...تكفــــى...شف خالد مو قادر يتحمل وينام...
تكفى لو دقيقتين نزلني المستشفى ..او على الاقل هات له علاج... )
ابوها عقد حواجبه مو عاجبه الكلام لتكمل :
( تكفى يبه تكفى...)
مارد عليها ابوها لتصرخ بقهر :
( وييييييييين ضميرك...عادي عندك تترك طفل يعاني كذا؟؟؟ لاهو اللي قادر ينام ولا انا... )
نهض ابوها من مكانه وعيونه معصبة...رجعت خطوات لورى بخوف وحمت طفلها الصغير بين ذراعها...
ورمى عليها كاس وهو يصرخ فيها ويسبها ويشتمها...
( خلييييييييييه ييلحق ابوه اللي مامنه خير...لو فيه خير
كان ترك لك فلوووووووس قبل لايموت..)
بكت بغصة ...مادي...
تبقى مادي يايبه ماتتغير...
مالي ذنب بـ هالحياة غير ان انا ارملة..
وانت أبوي!!!...

دخلت لداخل وقررت قرارها...ماعاد تملك اي خيار غير هذا الخيار...حتى لو ذبحها ابوها ..
بتظل امومتها فوق كل شيء...بيظل المها على طفلها هو اللي يحركها...
ماهمتها العواقب وكل تفكيرها بالطفل اللي يعفر جنبها من الالم...
ودموعها ماوقفت على حاله وحالها ...
رفعت السماعة بعد ماتأكدت انها قفلت الباب...
واتصلت على رقم جد مهره...بو عبد الله...
تحترمه وتعتبره مثل ابوها..
وكان دايم يقول لها لو ماتبين ابوك ويضرك امشي عندي وانتي بعيوني..
بس كانت ترفض... كانت ماتبي تترك ابوها لوحده...
بس خلاص...ضاق الصبر فيها وظناها العزيز على قلبها يعاني...
سمعت صوت الخط وبكت وهي تجهش بالبكاء :
( تكفى ياعمي....تكفى يابو عبد الله رجيتك...
ان كانت مهره عليك عزيزة وغالية...
تعال طلعني...خلاص ضاقت بي الوسيعة...
ولدي بيموت وابوي مابه احساس...)




*


طلع من الشركة متوجه يسلم بعض الاغراض لبيت عمه...طول الطريق ماكان يبي يروح للمكان اللي يذبحه...
كيف يروح...كيف يواجه ...كيف يبرر؟؟!
كل تنهيدات هالعالم ماتت محبوسة بصدره...طول هالاعوام...كان يكره يروح بيت عمه...واول مايدخله يتذكر صدمتها ورجفتها قدام عيونه...
وكأنه بـ هالشيء كان اقسى المخلوقات بالارض...
صحيح انه ماصارت بينهم ليالي طويلة من بعد العقد...
بس طول العمر وهم يتمنون انفسهم لبعض.. فجأة وبغير مبرر كما تعتقد هي...ينفصل عنها...
ذبحه صوت بكاها يوم وجه اسهم كلماته القاسية لها ...وهو يقول لها : ( انتي طالق ياعبير...)
ماينسى كيف طاحت على رجولها وبكت ...بل جهشت بالبكاء...
بنت صغيرة كانت على وشك تكون عروس...
يصدمها بقراره..ويهدم احلامها..
وش ذنبها غير ان اخوها كان يوم من الايام قاتل...
كيف يسمح له ضميره يضر اي احد بالعالم...وخصوصا بنت عمه؟؟؟
همس بعذاب وهو يناظر البيت...
( مانسيتك ...جعل ربي لا ينسيني..)


دخل من البوابة بعد مافتح له الامن البوابة...
ومن دخوله واستقراره بالحديقه هاتف زوجة عمته وخبرها ان تسوي له طريق...لانه داخل ومايبي يكشف على البنات بالخطأ...
دقايق حتى دخل لداخل بيتهم...متوجه للصالة الرئيسية محل جلوس زوجة عمه..اللي تعتبر بمقام امه...
ابتسمت له : ( حي الله مسفر...)
مسفر بابتسامة : ( الله يحييك... )
ام ذياب تطلب منهم اعداد القهوة لكن مسفر يجيب باحراج :
( وش له داعي الكلافة يام ذياب... جاي اعطيك اغراض وصاني عليها ذياب وامشي...)
ام ذياب تهز رأسها برفض :
( الكلافة على الغريب مسفر... انت منا وفينا..)
هز رأسه بصمت وهو يسلمها الاغراض وماسمحت له بالمغادرة حتى تضيفه...بهدوء سمع صوتها بينما كان يشرب قهوته العربية :
( كيف حالك ؟؟!)
مسفر ينظر لها وبحسرة ينطق الكلمة الباهتة :
( بـخيــــــر!!)
ام ذياب تطالعه : ( من هنا ياولدي انت مو بخير.. )
مسفر بصمت يتنهد ثم يردف :
( انتي ادرى الناس بهمي يام ذياب... وتعرفين اسبابه..)
ام ذياب :
( دامه هالامر يهمك يايمه... ليه تركت البنت تتعذب وتعذب نفسك؟؟؟ انت ماتدري بها شهور كانت ترفض تاكل... بسبب الصدمة اللي جتها منك... )
مسفر يهز رأسه :
( انتي ادرى الناس يام ذياب اني مستحيل ااذي بنتك....انا شخص عاقل واكيد لي اسبابي..)
ام ذياب تطعنه بخنجر الحقيقة :
( بس انت أذيتها يامسفر... وللحين بنتي مأثر عليها الموضوع...
اقول تكابر..اقول نستك...بس كل ماجاها غيرك رفضته...
وكل مانذكر اسمك بمكان تغير وجهها...)

: ( مو صحيح يمة...مو صحيح... انا بخير..)
رفع رأسه حتى شاف عبير اللي لابسة عبايتها ومتحجبه وكانت على وشك الخروج واكيد انها مرت وسمعت كلامهم بالصدفة...
كانت واقفة بثقة وهي تتكلم :
( كنت اتألم ...صحيح... كنت أبكي كثير صحيح..
بس ماعلي شرهة كنت بزر...
سنين تركك لي علمتني كيف انضج...وان كان ماهو مقصدك أذى... فكثر الله خيرك كفيت ووفيت...)
مسفر يضع قهوته بهدوء وهو ينسحب :
( جزاك الله الف خير ام ذياب... اشوفك على خير..)
انسحب امام عيني عبير اللي لما حست بخروجه من المكان طالعت امها بقهر وعيون دامعة :
( لا تبينين له اني ضعيفة بدونه...
تراني اقوى من غيابه ..
أقوى من صده ... انا اقوى من شفقتكم علي كلكم...
ولو علي...مابيه ولا بي غيره...
الله لايرد لي ايام خلت به..)

طلعت من المنزل للحديقة وهي تلمحه بالسيارة...تجاهلته وهي تبتلع غصتها ويفتح لها السائق باب سيارتها وتركب...
امام نظرات مسفر الغير راضية بجرحها..
وبنفس الوقت المقهورة من قوتها...
وكأنه ماعاد يعني لها شيء...
بينما هي لازالت تعني له الكثــــير...

الله يسامحك يايمه...الله يسامحك!...




*


ظلمت السماء... ودخلوا بسماء روما المغيمة...
واتضحت لهم ملامح المدينة المشتعلة بالاضاءات....كانت تجلس بهدوء وبصمت بعد ماطلعت من الحمام...غفت بطريقة متقطعة بالرحلة...كل مرة تجلس على كوابيس يوم فقدها لامها وابوها...
تحلم كيف دخلوا بجثثهم بوسط البيت...
تحلم كيف كانت واقفة وتناظر مصدومة...حتى لما دخلوا الرجال ماكانت حاسة بنفسها...واقفة ومو منتبهة لحاجة...
لو ما جو لها الحريم وشالوها...ولا كان ماتحركت من مكانها..

في كل مرة تستيقظ من غفوتها القصيرة...تنتبه لعيونه تراقبها...
ويهتز من كيانها الشي الكثير..
بقدرة قادر استطاعت ان تنظر من النافذة... وتشوف اضواء مدينة فيومتشينو القريبة من مدينة روما التاريخية..
ماهي الا دقائق...
حتى اعلن الكابتن بأنه حان وقت الهبوط في مطار فيومتشينو ...
ارتبكت ملامحها وعاد الخوف لها... فكرة السقوط من السماء للارض ترعبها...
امجاد اللي كانت غافية صحت...
وانتبهت لعثمان اللي كان يوري ذياب ملف لجدوله خلال هالرحلة..
التفتت لمهره وشافتها مغمضة عيونها وتقرا كل الايات اللي حافظتها...
ابتسمت بهدوء وظلت تراقبها لحتى هبطووا على الارض...
فتحت عين والثانية مغمضتها...انتبهت لامجاد تراقبها مبتسمة وتقول لها :
( مبروك ...وصلنــا...)

مهره خزتها بحقد لان امجاد طول ماهم بالطائرة كانت تعلق وتهاوشها على خوفها ...وكانت حالفة الا تكسر هالخوف اللي فيها..
وقفت بهدوء بعد مافتحت حزام الامان... وكلهم نزلوا من الطائرة الى المطار...توجهت لدورة المياه مع امجاد حتى تلبس بالطو طويل وترتب حجابها...
عثمان سبقهم الى الفندق حتى يتأكد من الحجز...
وهم انتظروا سيارتهم اللي وصلت بعد عدة دقائق من مغادرة عثمان...
اتجهوا الى فندق بالجويني بروما...اللي وصلوا له بعد ساعة في السيارة... كان الهدوء يعم عليهم...
وكان ذياب يتكلم مع امجاد احيانا عن بعض الاشياء البسيطة...
بينما هي لازالت مسندة راسها على الطاقة ...وتناظر شوارع روما التاريخية...
كانت غايبة في عالم ثاني... سرحانة بالبعيد البعيد...
ماكانت حاسة بأي شيء ثاني...
اطلقت تنهيدة لما اكتشفت انهم وصلوا... والشنط كانت مسؤولية الفندق...
توجهوا للداخل حتى يستلموا بطاقات الغرف من عثمان...
صعدوا للدور اللي كانت به الاجنحة الخاصة بهم...
دخلت غرفتها وهي تسمع ذياب يأكد على امجاد انه بكرة الاجتماع راح يكون الصباح الساعة 9 ومايبي تأخير...
فهمت مقصده من الكلام وتجاهلته وهي تدخل للداخل بعدما دخل لها العامل شنطتها...سكرت الباب...سحبت من شنطتها حبوبها اللي مستحيل تستغني عنه...الحبوب الوحيد اللي يسمح لها انها تنام من غير الكوابيس...
استلقت بارهاق على السرير اللي مقابله كانت موجودة نافذة...
تراقب القمر...وبرودة النسيم اللي تتصادم مع مسامها...
كانت تناجي الله...
يصبرها ويلهمها طاقة الاحتمال...يعطيها القوة حتى تواجه بها اعدائها...ماعاد تبي تبكي...
كانت حالفة انها ماتبكي ... لكن بكل مواجهة تشوفه فيها..تذكر ذاك اليوم المـــشـــؤوم...
بلعت غصتها وهي توقف... تشوف الساعة...
كانت الساعة 9 بالليل... حست بالارهاق يمزق عضلات جسمها...
خصوصا انها كانت شادة على اعصابها طول الوقت ...
فتحت حجابها وشالت البوت من رجولها...
تكورت بالسرير ...وهي تناجي ربها وتبكي...
كانت ماتبي تبكي...بس ماتعرف اي طريق تواسي نفسها بهم غير الدمع...
طول اليوم تحافظ على دموعها امامهم...ولما تختلي بنفسها تبكي بضمير...
ماحست بنفسها يوم غفت...
وهي لازالت تنادي امها وابوها..






*



الساعة 12 ...
بحديقة الفندق ....كان واقف بكنزته السوداء الصوفية بهدوء...يشرب قهوته...
كالعادة...مشوار النوم بعيد عنه...خصوصـا بوجود بنت مثلها..
تذكره بكل الماضي اللي كان يتناساهـ....
وجودها رجع له الايام اللي مايبي يتذكرها..
كل كلمة قالتها اليوم كان واثق انها ماتقصد به غيره...
لازالت كلماتها تترد في اذنه يوم قالت له..
( بس اللي يفتقد خوف ربي ... كيف ينقذ نفسه ؟؟!)
ماينسى ملامح وجهها الملكومة بالوجع...
طالع بالسماء... مايبي يواجهها ويقول لها انه يدري بكل حاجة هي جاية عشانها...
يعرف مقصدها ويدري انها ماتبي الا الانتقام...
بس مايبي يزيد اوجاعها فوق الاوجاع...
ان كان هالشيء بـيبرد الجحيم اللي بقلبها...
فخــله يبرده..!!

التفت كان بيمشي لداخل... بس شاف طيف باكي ...
شافها طالعة وتشهق ببكاء ...
وتحتضن نفسها...وكأنها تبي تتخلص من الاوجاع اللي سكنت فيها...
يدري فيها يمكنها مو واعية على نفسها...خصوصا انها طالعة بدون البالطو الطويل...
كانت متحجبة بطريقة مو صحيحة بس ناسية تلبس البالطو فوقها لحتى يستر جسمها الهزيل...
توجه ناحيتها وهمس :
( مـهره..)
ناظرته بعيون مليانة دموع... بعد ماكذبت ان صوته اللي ناداها... اختنقت حابسة العبرة بدون ماترد عليه...
ذياب بتساؤل :
( وش مطلعك بـ هالوقت...؟؟!... مو المفروض ترتاحين عشان بكرة عندنا شغل؟؟!)
مهره بغضب باكي :
( الله ياخذ الشغل... يارب مابه شغل..)
ذياب ابتسم على احتجاجها بالشغل وكرهها له :
( تبين اجازة؟!...)
مهره بقهر تمسح دموعها :
( أبي انسى كل شيء... ابي انسى وبس..)
ذياب بهدوء عرف انها جديا مو بوعيها...يمكن من التعب..
كانت تهلوس له بكلام مو مفهوم وغير مكتمل...
كلام غير مترابط...
مهره بغير شعور ووعي وهي تبكي :
( مابي انام...ماعرف انام...وانت شغلك طالع لي عرض...
يعني بالله ماتقدر تأجل اشغالك ليما اخلص نومي؟؟؟!
حتى اكل ماأعطيتني..)
ذياب ضحك على هذيانها :
( الحين اطلب لك اكل...بس ادخلي داخل...وضعك غلط كذا..)
مهره بعينيها الناعستين كانت تناظر فيه بغير ادراك وبصرخة :
( قلنااااااااا لك اجل شغلك....)
ابتسم وهو يغطيها بمعطفه ويردف :
( اوكيه جى وقت اللي تدخلي به داخل..
ماني محاسبك على كلامك واسلوبك...
لاني داري انك مو واعية ..روحي نامي لغرفتك..)
مهره بقهر تشير للفندق :
( ماعندي غرفة انت ماتفهم...هذا مو بيتنا..)
حبس ضحكته وهو مضطر انه يمشيها للداخل :
( وعدك بعدين..امشي داخل وبكرة نتفاهم..)
مهره تقعد فجأة على عتبة الفندق وبهلوسة :
( مابيئ...البيت بعيد وانا مادله..)
ذياب بقلة صبر وعصبية:
( قومي من محلك لا اشيلك هالحين...)
ضربت رجوله بيدها ...وهو مافهم تصرفها...معقول احد يكون نعسان ويطلع له كل ردات هالفعل ذي كلها؟؟ وكأنها بالفعل سكرانة... اردفت بنبرة ساخرة وهي تضحك بجنون..:
( تشيلني اشيل عيونك يالبومة...)
ذياب يرفع حاجبه وبحده :
( وش اللي بلاني بك؟ ...انتي وش شاربة ...اعترفي..)
شافها قامت ولازال معطفه عليها...
واضطر انه يمشيها لمكان غرفتها... كانت متخبطة ماهي عارفة تطلع البطاقة تبع الفندق من شنطتها...
انصدم لما شافها تنفض شنطتها وتطيح كل اغراضها منها وكل هذا بدون شعور...عشان تطلع بطاقة غرفتها...
اكتشف سبب هلوستها...
كانت تبلع حبوب تساعدها على النوم...بس من اعراضها تسبب الهلوسة وتسبب احياانا فقدان للاحساس والشعور...
اجل تاخذين حبوب يالبزر...
ليتك عارفة هبالك يومك تاخذينه...
لم اغراضها بسرعة بشنطتها وفتح لها باب الغرفة وظل برا ينتظرها تدخل لحتى قفلت الباب...
هز راسه وهو بالفعل يذكر انها مو طبيعية...
بس مانسى انه ياخذ الحبوب ويحاسبها عليه بكرة...



من داخل الغرفة...مافكرت حتى انها تستلقي بشكل طبيعي..
استقلت مثل الجثة بعرض السرير...ومعطفه لازال مغطيها...

ـ سَراب ، 14-06-17 11:34 PM

رد: فأنت الجحيم الذي استقر وأين المفرُ وأنت المفرّ
 
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 9 ( الأعضاء 5 والزوار 4)
‏ـ سَراب ،, ‏inay, ‏sareeta michel, ‏missliilam, ‏ليل الشتاء

حيّ الله من يقرأ...
استمتعوا بالجزء ولا تحرموني من وجودكم :$


ثرثرة حنين 14-06-17 11:45 PM

رد: فأنت الجحيم الذي استقر وأين المفرُ وأنت المفرّ
 
لحظه لحظه الناس قامت تقول الي قتله ذياب قاتل والي قتله ذياب

طيب وين القانون قتل ذا موب شرب مويه اذا ذياب قتل ليش ماقبض عليه ؟؟؟؟؟؟!

نجي لام فهد وش العبط ذا يعني الحين عزت عليها نفسها يوم قال تبين فلوس وهلت الدمعتين وراحت وبس خلصنا خير خير خير فيه ولد مريض ومحتاج علاج اي كرامه اي خرابيط

وانا المجروحه وكرامتي ماتسمح عطيه في وجهه اعطيه الحقائق خبريه عن مرض اولده

اذا صار ماصار اطلبي اثبات نسب الولد من الجهات الرسميه موب تقعدين ترغين ولولد يموت

التوقعات

مدري ابعطي سداح فرصه للبارت الجاي !!

المهم ذياب وعمته عليهم عنطزه وشوفة نفس ودك من رفسهم مع الدرج وهم نازلين

ـ سَراب ، 15-06-17 12:24 AM

رد: فأنت الجحيم الذي استقر وأين المفرُ وأنت المفرّ
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ثرثرة حنين (المشاركة 3684353)
لحظه لحظه الناس قامت تقول الي قتله ذياب قاتل والي قتله ذياب

طيب وين القانون قتل ذا موب شرب مويه اذا ذياب قتل ليش ماقبض عليه ؟؟؟؟؟؟!

نجي لام فهد وش العبط ذا يعني الحين عزت عليها نفسها يوم قال تبين فلوس وهلت الدمعتين وراحت وبس خلصنا خير خير خير فيه ولد مريض ومحتاج علاج اي كرامه اي خرابيط

وانا المجروحه وكرامتي ماتسمح عطيه في وجهه اعطيه الحقائق خبريه عن مرض اولده

اذا صار ماصار اطلبي اثبات نسب الولد من الجهات الرسميه موب تقعدين ترغين ولولد يموت

التوقعات

مدري ابعطي سداح فرصه للبارت الجاي !!

المهم ذياب وعمته عليهم عنطزه وشوفة نفس ودك من رفسهم مع الدرج وهم نازلين


حليلك حليلاه ياثرثرة حنين خليتيني اضحك :e412::e412:
بس تدرين شلون...يبي لك تكفيييييييييييخ....
انتي ماتقرأي القصة من البداية ...انتي محطوطة على احداث اليوم...
ايش صار بالماضي قبل خمس سنين ؟؟ تعرفييي!!!
لا ..وانا الحين بالبارت 13 قاعدة اكتبه واضحك كلما اشوف تعليقاتكم هههههههه...يعني من جد عجوووووووليييييييييين...
في مجرم لا يجرم؟؟؟ لو كان ملك الملووووك وين بيفلت المجرم...
بس انتي ماعشتي ماضي الشخصيات...انا دخلت معكم لاحداث اليوم...مش احداث الماضي...
وبما معناه ان فيه جزء من النص مفقود..بالعكس حلو تساؤلك منهو ذياب عشان مايتحاسب هو مع شكله :V8Q04529: هههههههههه
بس تدرين كيف؟
انا للحين مافضحت الماضي من القصة..
بس مع كل بارت راح تتفاجئون شويه شويه بالاحداث...كل حين يطلع خيط من القصة...


تصرف حنين... ياتبين تصفقيها مثل اختي...لما قرأت البارت سبتها سب هههههههههه...
صح فيه قانون فيه الف حاجة وحاجة... بس انا غير وانتي غير...وشخصية حنين غير...
تقبلوا الشخصيات من واقع تجربتها بالحياة... بأنهم اشخاص مختلفين عنه..
انا ألجأ للقانون....غيري لا ..يلجأ لأشياء ثانية...
صفعات من هالدنيا ناخذها عشان نتعلم..


بس توني اقول ياحلوة لا تستعجلون...
بغششك بمعلومة..بالبارت 13 اللي اكتبه حاليا...للحين مانكشفت الاسرار...
بس بدأت الخيوط تبان...
فكيف انتي توك بالبارت 3 ....
عشان كذا اقولكم...ركزوا ياحلوات لاننا مابعد نعيش ماضي كل شخصية...
مابعد نعرف منهم...هم مجرد اشخاص جبرهم الماضي انهم يعيشون بواقع اليوم...ومضطرين نتساير معاه لحتى نفهم من هم...
اعيييييييييييد واكرر...
اعتبروه مسلسل وان المخرج متسبب فيكم :biggrin:

فيتامين سي 15-06-17 04:44 AM

رد: فأنت الجحيم الذي استقر وأين المفرُ وأنت المفرّ
 


السلام عليكم ورحمة الله وبركااته
حيالله سراب ومتابعاتها حبيباتي الغاليات وعقبال اشوف بقية الحبايب
ونستمتع بردودهم
هالحين سراب فرحانه بشطحاتنا اللي شرق وإنت غرب وتضكين علينا
هين لابد مانصيدك ونكشف المستخبي خلينا نصحصح من المشاغل اللي ورانا هالأيام
ههههههه ماراح نيأس لما تصيب توقعاتنا
رجال عائلة زيد مافيهم الصاحي جعلهم للماحي كل واحد وراه مصيبه
وتو يصحى ضميرهم لكن من شوفة النفس يهجدونه

ثرثة حنين حرام عليك أمجاد ياحليلها ماهي مثل ذياب اللي يارأرض
إنهدي ماعليك قدي
ذياب مازلت اشك في إنه قتل أبو مهره فيه حلقه مفقوده في الموضوع
والله العالم وش مخبيه لنا سراب
مهره للآن ماشفت منها غير الضعف كيف بتنتقم وهي بمثل هذا الضعف أما فوبيا المرتفعات ما الومها والله لو أشوف مقطع من مرتفع
يأثر في اما الطياره مستحيل اجلس جنب الشباك وانظر حاولو في لكن
ماتجرأت أعملها هههههه

حنين المفروض مادام وصلت لعند سيف كان بالمره داست على كرامتها وقالت له كل شيء حياة ولدها تستحق كان اثبتت له بالتحليل
إنه ولده على الأقل تثبت له إنها شريفه مادام طعن في شرفها وكذبها
وبعدها بالطقاق ساعد ولده والا لا هي عملت اللي عليها

سيف يامال السيف اللي يقص رقبتك :e416: يعني ما أنت قادر تتحمل تشوف
كرهها لك وخوفها منك لكن قادر تتركها لظروفها الصعبه اللي كنت
السبب فيها
مسفر مالت عليك اللي مالك كلمه ولا رأي وش ذنب عبير
تدمر حياتها إن شاء الله تنقهر وإنت تشوفها تنزف لغيرك
تسلم يمينك سراب يعطيك العافيه
ولا خلا ولا عدم منك يارب

ـ سَراب ، 15-06-17 05:43 AM

رد: فأنت الجحيم الذي استقر وأين المفرُ وأنت المفرّ
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فيتامين سي (المشاركة 3684363)


السلام عليكم ورحمة الله وبركااته
حيالله سراب ومتابعاتها حبيباتي الغاليات وعقبال اشوف بقية الحبايب
ونستمتع بردودهم
هالحين سراب فرحانه بشطحاتنا اللي شرق وإنت غرب وتضكين علينا
هين لابد مانصيدك ونكشف المستخبي خلينا نصحصح من المشاغل اللي ورانا هالأيام
ههههههه ماراح نيأس لما تصيب توقعاتنا
رجال عائلة زيد مافيهم الصاحي جعلهم للماحي كل واحد وراه مصيبه
وتو يصحى ضميرهم لكن من شوفة النفس يهجدونه

ثرثة حنين حرام عليك أمجاد ياحليلها ماهي مثل ذياب اللي يارأرض
إنهدي ماعليك قدي
ذياب مازلت اشك في إنه قتل أبو مهره فيه حلقه مفقوده في الموضوع
والله العالم وش مخبيه لنا سراب
مهره للآن ماشفت منها غير الضعف كيف بتنتقم وهي بمثل هذا الضعف أما فوبيا المرتفعات ما الومها والله لو أشوف مقطع من مرتفع
يأثر في اما الطياره مستحيل اجلس جنب الشباك وانظر حاولو في لكن
ماتجرأت أعملها هههههه

حنين المفروض مادام وصلت لعند سيف كان بالمره داست على كرامتها وقالت له كل شيء حياة ولدها تستحق كان اثبتت له بالتحليل
إنه ولده على الأقل تثبت له إنها شريفه مادام طعن في شرفها وكذبها
وبعدها بالطقاق ساعد ولده والا لا هي عملت اللي عليها

سيف يامال السيف اللي يقص رقبتك :e416: يعني ما أنت قادر تتحمل تشوف
كرهها لك وخوفها منك لكن قادر تتركها لظروفها الصعبه اللي كنت
السبب فيها
مسفر مالت عليك اللي مالك كلمه ولا رأي وش ذنب عبير
تدمر حياتها إن شاء الله تنقهر وإنت تشوفها تنزف لغيرك
تسلم يمينك سراب يعطيك العافيه
ولا خلا ولا عدم منك يارب

حياا الله فيتامين سي...
انتي ليش فيتامين سي...المفروض فيتامين حب ...
جد سعييييدة بمتابعة تجنن مثلك...
والاهم انك ناوية تصيدين التوقعات مثل ثرثرة حنين هههههههه..
بفتح لك المجال من هنا ليما نهاية الرواية...
كل ماتوقعتوا شيء صح بكافئكم :e105:
بس روقوا ياجماعة ترا قاعدين تتشقلبون على ابو الرواية ههههههههه...
المهم ياجماعة الخير...
مبسوووطة ان عدد المشاهدات وصل للالفية الاولى بثلاثة ايام بس...
ياويلي منكم احبكم من جد...
اوعدكم ببارت الليلة يبرد قلوبكم...
بس بعدها بتوقف للاسبوع الجاي...
اخترت يوم الثلاثاء والخميس حتى تنزل البارتات ...
اذا هو يناسبكم فانا يناسبني يابعدي انتم...

فيتامين قلبي...صفي ع جنب ...
بخصوص اللي طلبتيه مني ع الخاص..ياليت اقدر ارد عليك بس مشاركاتي اقل...
سوي اللي تبيه ياقلبي :$
ممنونة لك...




خَمرُ . . 15-06-17 07:23 AM

رد: فأنت الجحيم الذي استقر وأين المفرُ وأنت المفرّ
 
السلام عليكم ياقلبي...
رواية رائعة جدًا جدًا ...
استمتعت بقرائتها والتهام تفاصيلهاااااا ،، شخصية ذياب كانت شوي مستفزة مثل ماقال البعض ولكن من البارت الثالث شوي بديت احبه واقع في غرامه <<<<<فيس مستحي:$:$:$


مهره لو تترك الضعف والحزن شوي وتستوعب انها في مسيرة انتقام اصرف لها والله >>__<<

اممم بالنسبة لجملة ((( الله خلق ومحمد ابتلى )))
انا مع الاخت دودي وبس بالاشكال اللي فيها...
اتتمنى انك تراجعيها كويس اختي،!

واعذريني لو ماتواجدت لاني غالبا هالفترة ما امتلك وقت وادخل كزائرة بالمنتدى ،،
بس عشانك بحاول باذن الله

ـ سَراب ، 15-06-17 07:31 AM

رد: فأنت الجحيم الذي استقر وأين المفرُ وأنت المفرّ
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خَمرُ . . (المشاركة 3684372)
السلام عليكم ياقلبي...
رواية رائعة جدًا جدًا ...
استمتعت بقرائتها والتهام تفاصيلهاااااا ،، شخصية ذياب كانت شوي مستفزة مثل ماقال البعض ولكن من البارت الثالث شوي بديت احبه واقع في غرامه <<<<<فيس مستحي:$:$:$


مهره لو تترك الضعف والحزن شوي وتستوعب انها في مسيرة انتقام اصرف لها والله >>__<<

اممم بالنسبة لجملة ((( الله خلق ومحمد ابتلى )))
انا مع الاخت دودي وبس بالاشكال اللي فيها...
اتتمنى انك تراجعيها كويس اختي،!

واعذريني لو ماتواجدت لاني غالبا هالفترة ما امتلك وقت وادخل كزائرة بالمنتدى ،،
بس عشانك بحاول باذن الله



أهلاً أهلاً بالناس الجدد الحلوين...
ياجمال وجودك وتعليقك الحلو على الرواية ...
المهم انك جيتيني ووضعتي ببصمتك...بس لاتطولي بالغيبة وارجعي لنا :$
كلكم استفزتكم شخصصية ذياب هههههههههه...
واستفزكم ايضا حزن مهره...
بس لاتخافون ماتدرون شنو راح يصير بالمستقبل


اقتباس:

اممم بالنسبة لجملة ((( الله خلق ومحمد ابتلى )))
انا مع الاخت دودي وبس بالاشكال اللي فيها...
اتتمنى انك تراجعيها كويس اختي،!

بالنسبة لـ هالكلام...
انا ماابي افتي عليكم يااخواتي...لكن اللي يقاس بالمنطق جوابه موجود في كتاب الله لا محالة...
انتم تقرأوا المثل من الناحية الخطأ وكأن ربي يعاقب محمد على خلقه...
بينما حتى الله سبحانه وتعالى وصف ابتلاء الانبياء بصريح العبارة في العديد من الايات ..


( وَإِذِ ابْتَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ ۖ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا )

أتمنى ان هالآية توقف الاشكال عليكم حبيباتي...
صدقوني انا اكثر الناس ماحب اسبب شبهات في عقولكم...
بس ياريت ايضا تتحققوا بالمقابل من الكلمات الموجودة
وشكرًا على تنبيهي يا اخوات...اتمنى تنبهوني مرة ثانية عن كل خطأ يبدر مني..
وانا بالمقابل مابقصر وراح اتحقق من كل شيء :$


قوّة 15-06-17 04:01 PM

رد: فأنت الجحيم الذي استقر وأين المفرُ وأنت المفرّ
 
السلام عليكم😧❤.
صارلي زمان أدور رواية بطله زي كذا😭.
متحمسه أعرف وش السالفه اللي تربط فيينا واللي يحُبها مع الذيب والمُهره😩💔.
سفرة روما بتكشف أشياء كثير لمهره أكيد ,ما ألومها اذا ذبحت ذياب فقد الأهل مو شي سهل😢❤💔.
يعطيك العافيه سراب لا تطولين علينا جعلني ما أفقدش🙍🏻💗.

ـ سَراب ، 15-06-17 05:08 PM

رد: فأنت الجحيم الذي استقر وأين المفرُ وأنت المفرّ
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قوّة (المشاركة 3684386)
السلام عليكم😧❤.
صارلي زمان أدور رواية بطله زي كذا😭.
متحمسه أعرف وش السالفه اللي تربط فيينا واللي يحُبها مع الذيب والمُهره😩💔.
سفرة روما بتكشف أشياء كثير لمهره أكيد ,ما ألومها اذا ذبحت ذياب فقد الأهل مو شي سهل😢❤💔.
يعطيك العافيه سراب لا تطولين علينا جعلني ما أفقدش🙍🏻💗.


وعليكم السلام ..ياهلا والله..
واخيرا شفت شخصة تحمست لسالفة فينا واللي يحبها مع الذيب والمهره...
شوي شوي وبتنكشف عليكم الاسرار يابعدي...
باذن الله مابطول عليكم..
انتظروني ببارت الليلة الساعة 8 او 8 ونص ...
وبكذا بتوقف لين موعدنا الاسبوع الجاي يوم الثلاثاء والخميس...
عاد وقتها ابيكم تسدحون توقعاتكم اللي ناوين تصيدوني فيها :spG05120:

ـ سَراب ، 15-06-17 07:13 PM

رد: فأنت الجحيم الذي استقر وأين المفرُ وأنت المفرّ
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
كيفكم يا جميلات ان شاء الله بخير...
ورجعت لكم بهذا البارت اللي فيه نذالة شويتين من ذياب وممكن تدوسوه على نهاية البارت :e412::e412:
بس لا تخافون بعد كم بارت بنخلي ياكل تراب شويتين ..
المهم ياحبيباتي... اعيــــد واكرر..
قصة فيينا وآدم ستيفنز..راح يبين جزء منها بـ هالبارت...
بعد كم بارت ايضا راح نبين وضعهم اكثر واكثر..
وباذن الله راح تستمعوا بالجانبين من القصة...
وأعييييييد وأكرر...
انا اعترف بأني مجرد انسان لا يحمل لنفسه ضرًا ولا نفعًا..
ويبدر مني الخطأ واذا شفتوه ياليت تبينون لي...
وباذن الله ماراح اقصر معكم..

وشكرًا شكرًا عظييييييييمة لكل متابعة ملتزمة معي الين هالبارت...
احبكم ويارب تكتمل هالقصة معكم..


انطلقووووا :biggrin:



البـارت : الرابع



:
:
:
/
الفصل الرابع
" حبيبتي فينا...
لقد هدأ دوي الحرب هذه الليلة...
انها ليلة ممطرة...اخشى ان يعود صوت الحرب من جديد...
اخشى ان تكون الحرب قد زحفت للبعــيد...
زحفت لابعد من الحدود...
اشتقت ان اراك بفستانك الازرق...
بحذائك الجلدي الممزق...
برائحة عطرك ...
لازال منديلك موضوعا تحت وسادتي...
اخشى ان تزول رائحتك قبل وصولي اليك...
ربما بقي القليل حتى تنتهي هذه الحرب...
انتظريني...ربما اعود

آدم ستيفينز "

:
:
:



صوت طرق غاضب على الباب...
ركضت بخوف بعد ما لبست عبايتها وجهزت ولدها...فتحت الباب بس اللي صدمها ان ابوها كان وراها ...
بو عبد الله دخل وهو معصب...ولما شاف ولدها تعبان ماقدر يسكت وهو يطالع في ابوها بقهر :
( ماني متحسر الا على الشنب اللي بوجهك...)
ناظر في منار وهو يطالعها :
( منار بنتي يالله...خل اوصلك المستشفى..)
رفض والدها بغضب وهو يهددها :
( تطلعين من البيت ماعاد تلقين بيت يضفك انتي وولدك...)
حبست غصتها ببكاء وقفت بحيرة...
حتى سمعت بو عبد الله يناظر ابوها بغضب :
( من قال ان ماوراها بيت يضفها؟؟...
مكانها مكان مهرة... وبيتي هو بيتها ...
ويضفها هي وولدها... )
جن جنونه وهو يراها تخرج...
ليصرخ امام وجه بو عبد الله بتوعد :
( بتلقين سواد يومك يامنار...
جنيتي على نفسك يالماتستحين...
تروحين لغيري والغريب وتطلبينه...)
بو عبد الله بعصبية :
( هذا لانها مالقتك حولها...
وانا ماني غريب عليها...منار بنتي...
وحاشا الله انها تنضام معي...
لما تصحى وتحس ان ضميرك حي...تعال...
ولا اقول... بلاها...ماعاد عند البنت لك حاجة..)

غادره بعد ان صفع الباب في وجهه ونظر لمنار اللي تحتضن ولدها وتبكي...
فتح لها الباب وهو يكلمها :
( لا تبكين يابنتي...
ماعاد يضيمك وانا حي...
بس تأخرتي يابوك...تأخرتي كثير على ماناديتيني...
ولدك هو اللي اكلها بالنهاية..)
منار بقهر باكي :
( كله منه يايبه...كله منه...
كل ماطلبت منه شيء اما يصرخ علي او يضربني..
ولو صار بولدي شيء ...كله معلق برقبته..)
بو عبد الله بحنان :
( باذن الله مايصير له شيء...
واوعدك...ووعد الحر دين...
ابوك ذا ماعاد يتعرض لك..ولو فكر بـ هالشيء..
والله انه مايبات الا بالسجن..)
منار هزت رأسها وبامتنان تمسح دموعها :
( الله يقدرني وارد جميلك..)
بو عبد الله يهز رأسه برفض :
( ماعلي لك جميل ...انتي بنتي وماهو واجبك رده...خل يقوم خالد بالسلامة...وانتي تكوني بخير وبس ..)
ركبت من الخلف باحترام وهو ركب قدام...
مشى بها للمستشفى وهي تدعي ربها وتناجيه ان ابوهم مايلحقهم ويسبب لهم مشكلة...
تعرفه لاحط براسه الشيء يسويه...
تخاف انه يضرها او يضر ولدها...
الى هالدرجة...
ابو يغرس نبته الخوف في صدر بنته...
بلعت ريقها وهي تقبل طفلها...
وتدعي الله ان يعدي هالليلة بسلام...





*



حست بضوء الشمس يلامس ملامحها...
كانت النافذة قدامها والستاير المخملية ماسكرتها من تعبها امس...
حست بريحة غريبة في جسمها...
ريحة كأنها عطر رجالي... فزت بخوف وقفزت من السرير...
طالعت بالبالطو اللي طاح من عليها...
مصدومة ومو عارفة وش اللي جابه...
غمضت عيونها من وجع راسها المفاجئ...
كانت متلحفة بالبالطوا هذا طول نومها...يالله شاللي جابه لها...
شوي شوي وبدأت تتذكر ...
شهقت وهي تحط يدها على فمها...
ماتذكر كل شيء...بس تذكر انها سولفت معاه...
تذكر انه مشاها لغرفتها...وفتح لها الباب...ولم اغراض شنطتها...

ضربت خدها بتوتر وخوف :
( ياويلك يامهره....رحتي فيها...
هو ينتظر الزلة منك وانتي خربتيها امس...
الله يستر شنو اللي قلتي له بس...غبية )
هزت راسها برفض وبخجل من نفسها ...
يا الله انا شنو اللي سويته ياربي....كيف باطلع وبشوفه الحين...
ياربي ساعدني...شالفضيحة يامهره...
والله ماكان قصدي ياربي سامحني...
ماقدر انام بدون هالحبوب...
مقدر اعيش حياتي بدونه...
سنين من بعد فقدي لامي وابوي...وانا ماعرف النوم بدون الكوابيس...الكوابيس اللي تنسيني النوم...

ضربت رأسها وهي تلوم نفسها بغبائها...توجهت لشطنتها تطلع لها قميص وبنطلون جينز وجزمة سبورت عادية مع معطف طويل باللون الاسود...
دخلت الحمام تتروش وهي تحاول انها تتذكر كل كلمة قالتها له...
بس مع الاسف ذاكرتها خانتها...
كل خوفها انها قالت له انها تدري بكل شيء...
وتخترب كل مخططاتها...
غبيـــــة....طول عمرك بتظلي كذا...
دايما تخربي على عمرك...

طلعت من الحمام متوجهة للبس ملابسها..
خلصت ولبست حجابها وهي تدعي الله وتتمنى انها ماقالت له الشيء اللي ماتبيه يعرفه...
لبست معطفها وهي تناظر معطفه على سريرها وبتردد...
ماهي عارفة ايش تسوي فيه...
تطلع به وتعطيه اياه قدام امجاد ولا عثمان؟؟؟!...
ايش راح يقولون؟!...
تركته باحراج وطلعت من غرفتها متوجهة للوبي تبع الفندق...



*


بالفندق تحت...
بمكان مثل المقهى ...للاجتماعات...طلب منهم تجهيز طاولة خاصة واغلاق المقهى حتى يتم الاجتماع اللي مدته ساعتين...
ناظر بامجاد اللي نزلت بدونها... وابتسم لا شعوريًا..
مايقدر ينسى كيف خارتها امس ...
كانت تخربط وكأنها عجوز مخرفة... ممكن انها قالت كلام يتعدى الاحترام له كمدير لها بالشغل...
خصوصا لما تذكر كيف ضربته على رجوله وهي تقوله...
تشيلني اشيلك عيونك يالبومة...
ماقدر يحبس ابتسامته اللي لما شافتها امجاد ابتسمت :
( يالله حيهم...وش سر الابتسامات؟؟
ماتعطيــنا شوي من سعادتك؟؟!)
بغموض اردف لها :
( نوع سعادة خاص ماينتوازع...)
امجاد بتحلطم :
( الله يستر مايكون وراها شغل..
بعد انت تقرر...واحنا اللي يختبرنا ربي بامتحان الصبر..)
صمت بهدوء وهو يراقب الدرج ثم يردف لامجاد :
( ماوصلوا اعضاء الاجتماع؟!..)
هزت رأسها بلا وهي تناظر جوالها ..
ثم قالت :
( لو وصلوا كان اتصل علي عثمان...
هو طالع برا عشان يستقبلهم..)
ذياب لاحظ امجاد اللي تتلفت كل ساعة وهي خايفة...
كانت خايفة ان ذياب يعصب على تأخير مهره كالعادة...
ماكانت تدري انه ينتظر يشوفها ويبدأ بتوبيخها...
وعرف انها ماراح تنزل الا بالوقت المحدد حق الاجتماع ...
حتى ماتضطر تتواجه معه...
طالع الساعة... 8:54 ...
يعني تنتظرين تجي الساعة 9 ؟؟؟
تفكريني مو قادر اعلمك وش خرتيها علي امس؟؟!..
ناظر امجاد عاقد حاجبيه وكانت جديا ماشالت عينها عن المصعد...
كلها 5 دقايق مضت حتى شافها طلعت من المصعد بتردد وبسرعة مشت باتجاه امجاد بدون ماتناظره...
ووجهها محمر ورعشتها المعتادة ماوقفت...
ارتاعت بخوف يوم سمعته يناديها ..
لفت عليه وهي تبلع ريقها وسمعته يقول :
( بعد الاجتماع لاتمشين...
ابيك بكلمة راس..)

شافته يمشي وطالعت امجاد بخوف وكانها بالفعل راح تموت من الخوف... وتطلب من امجاد انقاذها ...
لكن امجاد رفعت كتوفها باستسلام :
( ان طحتي بين نيرانه...مابه من يخلصك يا اختي..
اللي اعرفه انك ما تأخرتي...
بس على ايش راح يكلمك...مادري...)
مهره بتوتر :
( خليني استفيد من خدماتك يامديرتي...
ومشي الواسطة بالموضوع...)
امجاد بضحكة : ( مامشيتها على اللي يشتغلون من اهلي تبين امشيها عليك...؟؟؟
راجعي حساباتك وتقاريرك...ممكن انك مسوية شيء غلط ماعجبه..)
مهره تهز راسها بخوف بطريقة مضحكة لتبتسم امجاد :
( اسمعي شاللي راح يقولك...
اكيد ماهو خارج عن اطار الشغل.. وصدقيني ماقدر اسوي شيء بالشغل بس لاني عمته...العقاب والقرارات تمشي على الجميع..)

مشت امجاد واردفت مهره بقهر وهي تطالع قفاها :
( انا الغلطانة يوم سويت لك التقارير ذاك اليوم...
شنو اللي خلاني ابتلش بك انتي وولد اخوك؟؟!)

وضعت يدها على شفايفها بخوف...ولما لمحته يطالعها بحدة ...
ركضت بسرعة للاجتماع وهي تدخل امام انظاره...
جلسوا امام اعضاء الاجتماع عشان افتتاح الفندق اللي راح يكون بمدينة روما التاريخية...
الفندق انبنى على احد المرتفعات اللي تطل على البحر...
وجنبه خدمات شاملة...
وكان الاتفاق على التصاريح الحكومية والكهرباء والماء...
وشركة التاثيث تم الاتفاق معها مسبقا بالرياض...
يعني كل شيء جاهز بس ينتظرون التصاريح حتى يحددوا يوم الافتتاح ...
كانت تسجل تقرير الاجتماع في ايباد الشغل اللي سلموها اياه وهي تهرب من عيونه...تعرف عن شنو راح يكلمها..
راح يكلمها عن هذيانها اللي امس...
كانت بالسعودية متعودة على هالشيء...ياما دخل جدها وشافها نايمة بالحديقة ولما يجلسها يضحك عليها ...
وكم مرة يعصب عليها ويهاوشها يبيها توقف عن الحبوب...
بس يدري فيها انها ماعاد تقدر تنام بدون هالشيء...
كانت تعاني من الارق بعد ماتوفى امها وابوها...
فصار لـ هالحبوب الفضل عليها بالنوم...
فكل اللي سوته امر طبيعي ..قررت انها تشرح له الوضع...
وحالتها مع الحبوب...

كانت شادة على اعصابها طول الاجتماع...ولما انتهى وقت الاجتماع وطلع اعضاء اللجنة...
بقى هي وامجاد وعثمان اللي كان واقف جنب ذياب يتكلم معاه بخصوص الاجتماع والشغل...
انتهزتها فرصة حتى تهرب اول وحدة من الطاولة وماتتواجه معاه...
او على الاقل تطول مدة عدم المواجهة...
ما امداها خطت خطوتين حتى وصلها صوته اللي يناديها تجي له...
ضحكت امجاد على خوفها وهي تشجعها انها ماتخاف...بس هي كانت مترددة وخايفة...
مو عشان شيء...
هذي حالتها ولازم يتحملها...
بس خايفة انها تكون قالت كلام ماكان لازم يننقال...
مشت ناحية الطاولة ولمحت طيف امجاد وعثمان يغادروا لداخل الفندق...
بخوف جلست بدون ماتناظر بعيونه : ( تفضل ؟!)
صمـــــــت...
طـــال صمته وهو يراقبها خايفة وكانه يستمتع بشوفها خايفة...
رفعت عينها تنتظر منه يتكلم وسمعته نطق :
( تذكرين شيء من اللي صار امس؟؟..)
مهره احمرت باحراج وهي تهز راسها وهو يكمل كلامه :
( طبعا ماتذكرين...
طبعــا ماتذكرين انك طلعتي من برا غرفتك بوقت متأخر...
طلعتي بوضعية ماهي بعدلة...حتى جسمك ماسترتيه كامل...
والادهى والامر الكلام الواهي اللي قلتـيه...)
مهره ارتجفت وجمد لسانها..
ماعاد تقدر تنطق...
وكان الاكسجين انحبس من صدرها...
الا الحقيقــــة...
ماتبيه يعرفها...ممكن انها تموووت لو عرفها...
غمضت عيونها ونطقت بارتباك وصوت مرتجف:
( و...وش عرفت؟!.)
ذياب : ( عرفت ان لسانك يبي له تنظيف...
ويدك اللي انمدت يبي لها كسر...)
مهره رفعت عيونها بصدمة بغير تصديق :
( مستحيل...
مستحيل صحيح اني اهلوس وانا اعترف بالشيء هذا...
بس مستحيل اقول كلام وسخ...او امد يدي...وخصوصا على احد غريب)
ذياب بسخرية :
( يمكني ماعادت غريب عليك... وفكرتي بلحظتها انه مسموح لك انك تخوريها وتتجاوزي حدودك..)
مهره احمرت بخجل واحراج :
( ماكان قصدي... كنت مضطرة انـ...)
ذياب يكمل عنها :
( مضطرة انك تبلعي منوم عشان تجلسين بنص الليل وتهلوسين...والاعظم انك تطلعين بدون ستر...)
مهره بقهر وغضب احمرت :
( ماكان قصدي...انت شفت اني بحالة مو واعية... )
ذياب بحده :
( المرة الجاية مابه من يغطيك ويدخلك غرفتك ...
لو لا خوفي من الله ولا كان قلت انك سكرانة...
بس الحمدلله انه حبوب ماهو اقوى من هالشيء..)
سكتت مقهورة من نفسها ...
كيف سمحت لنفسها تطلع بـ هالشكل قدامه...
احتقرت نفسها وبنفس الوقت كرهته اكثر واكثر ..
سمعته يكمل كلامه بتحذير :
( لاعاد اشوفك تبلعين هالحبوب بوقت الشغل مرة ثانية...)
طلع لها الحبوب من جيبه لتردف بعجز مغتاظ :
( مقدر... مقدر انام بدونه...
بحاول اني احبس نفسي اسوي اي شيء...
اوعدك انك ماتكون ضحية لهلوستي مرة ثانية...
واعتذر لو تعديت عليك بالكلام...)
كره ان احد ثاني يكون ضحية لهلوساتها اللي امس...
حبس ضحكته على شكلها اللي مو قادرة تطالع فيه ثم اردف :
( والحين اقدر اخذ المعطف حقي ولا قررتي تحتفظي فيه؟!..)
رفعت عيونها بصدمة ثم وقفت وهي تردف له بحقد وغضب:
( دقايق واخلي الروم سيرفس يحطونه بغرفتك...
والسمــوحة منك...أقدر أمشي؟!)
هز راسه يشير لها بمعنى الانصراف...
حابسـًا ابتسامته على ملامحها ...
احمرت خجلا من نفسها وغضبا...
والحقيقة انها كانت تشتم نفسها كثيرا بسبب هذا الموقف الغبي امامه...

كانت بالفعل متفشلة منه...
حتى ماكانت تقدر تطالع عيونه...
نادت الروم سيرفس وعطتهم المعطف حقه...
وقفلت على نفسها الباب...
صرخت بقهر وغضب :
( مخ مافيه يامهره...
مـــاعاد بك مخ...حتى لسانك عنه ماقبضتيه...
الحمدلله انك ماخرتيها وقلتي شيء ماينقال...)

يمكن لو هي قالت كلمه بظنها ...
كان طردها...ورجعها بيومها للسعودية...
هزت راسها بقهر من نفسها واستلقت على السرير...
انتبهت لرسالة من عثمان...
انه في رحلة سياحية لهم بـالعصر...من الساعة 3 ..
وبعدها بيتوجهون للفندق تبعهم يشوفونه ويشيكون عليه..

اغمضت عينيها برفض :
( ماناقصني الا انت ياعثمـــان...
الله يسامحك...)






*



بليالِي الرياض الباردة...
كانت توها سبحت طفلها الصغير ولبسته بيجامته...
طفلها اللي عمره سنتين ونص...
كان يبتسم ويقفز بسعادة رغم تعبه...
مو مصدقه ان موعد عمليته للقلب قرب...
لما يكمل 4 سنوات لازم يخضع لـ هالعملية...
طفل بـ هالحجم وعنده مرض قاسي...
قلبك تعبان يايمه...
جعله في قلب ابوك...

قوست شفايفها بحزن وهي تستغفر الله..
ونيران قلبها لسة ماهدت...
قهرها بعيب الفقر اللي هي فيه...
رغم انها ماتشوف الفقر عيب...
ومستحيل عينها تطمع بأموال الناس...
بس اهانته لها أوجعتها كثير..
قبلت طفلها بحب بعد ماحضنته :
( والله لو ما انت...
ولا مارحت وهنت نفسي بابوك...)

بلعت غصتها وابتسمت بحزن لطفلها اللي كان دايخ وعلى وشك انه ينام... لكن انتبهت لجوالها يرن...
رقم غريب...
رفعت الجوال وسمعت الصوت اللي ماتبي تسمعه ...
( مساك الله بالخير ام فهد...
اطلعي لي انا على الباب...جاي ابتفاهم معك في كم شيء..)

ارتجفت... ناداها باسم طفله وبنكران...
يا الله ...نكر طفلـــه...
وكأن بالفعل ماينتمـــي له...
طعنها طعنـــة ثانية...
في وقوفها ولبسها لعبايتها...وعى طفلها وبدأ يبكي...
رتبت حجابها وراحت تحمل طفلها وهمست :
( بنروح نشوف ابوك يمه...
ادري فيك يمكن ماتحبه...
لا تحبـــه... ابوك مايستاهل المحبه...
ضرك وضر امك...بس تدري شنو اللي مصبرني؟
انت... ربي لايخليني من ريحتك..)
قبلته بحب وتوجهت للباب تفتحه...
لمحته واقف ورا الباب وصاد بنظره...
بس ماقدر يمنع عيونه اللي طالعت الطفل اللي بحضن امه...
كان اثر البكاء واضح على عيونه بدموعه...
وهو يفرك عيونه..
كان يطالع فيه بنعاس...بينما هي طلبت منه الدخول للمجلس بهدوء..انتبهت لحرمة دخلت وراه...
عرفتها ومستحيل تنساها...
اختـــه...
اخته مياسه... تقدمت لها وسلمت عليها بنبرة هادئة :
( كيف حالك حنين؟!)
حنين تهز رأسها بهدوء :
( الحمدلله...)
مدت مياسة يدها للطفل ...مامنعتــها...
بس تعلق في امه اكثر...
مستغرب من الناس الغريبة اللي اول مرة يشوفها...
حاولت مياسة تقنعه بأن يجيها ...
ماقدرت الا لما طلعت له شوكولاته...استسلم امام رغبته وهو يعبث بالشوكولاته ...
دخلت به للمجلس قدام سيف..
بينما هي دخلت تجهز لهم القهوة...
كانت مرتعبة...كيف بتواجهه لوحدهــا...
بس الحمدلله...ربها ستر وكان عارف بالاصول هالمرة...
جاب اخته معاه...

غريبــه...امثالك مايعرفون الاصول...
مايعرفون الحلال والحرام...
امثالك مايعرفون الا الهجوم والاهانة...

استغربت كيف قرر واخيرا يتكلم معاها؟
هل صدق انه ولده ولالا؟؟!..
واكيد انه جايب اخته عشان يهدي خوفها منه...
يعرف انها تخاف وتستوحش تجلس معه بمكان واحد...
كيف لو كــان هذا الموقف ببيتها؟؟!...

انتبهت للقهوة اللي تفور بغليانها..
حطتها بدلة وجهزت الفناجين والتمر والماء...وتوجهت للمجلس...
دخلت بهدوء واهتز جسمها بخوف يوم شافت ولدها عند سيف...
كان ولدها تأقلم بعد حيلة الشكولاته..
وكان يتنقل بين حضن مياسة وحضن سيف...
كان الولد حاس بالانتماء وعارف انهم اهله..
جلست مقابل لهم بهدوء بعد ماضيفتهم..
حنين بصمت تنتظر منهم الكلام ليما سمعت صوت مياسة يخترق الصمت :
( الله يزيد فضلك يام فهد... انا جيت من بعد ماقال لي سيف بالموضوع..
وحـابين نتأكد من الموضوع انا وهو..)
رفعت راسها بصدمة وبقهر ...
يعني ماهو جاي معترف الخسيس...
جاي عشان يتأكد...
بلعت غصتها وردت بغضب :
( لازلتوا تفكروني طامعة بفلوس؟!...
ناس مادية عاشت سنين تحت سلطة الفلوس...
تفكرون كل الناس مثلكم..
بس براحتكم...هذا ولدكم وعندكم...
ومايثبت صدق نيتي غير الفحص...)

مياسة باحراج تداركت الموضوع بعد ان لمحت صمت سيف وتحديقه فيها :
( معك حق في كل اللي قلتيه..
بس هذا لايمنع ان حنا نتاكد..)

حنين بقهر :
( تأكدوا مثل ماتبون... لاتتوقعون اني خسيسة وبأجيب طفل من الشوارع وبانسبه لي...
هذا ولدكم رضيتوا او لا...
وان ماحبيتوا تعترفون فيه ماهمني...
انا امه ومستعدة اشيله بعيوني...
بس كل اللي طلبته انكم تسجلونه ببطاقة ابوه...
عشان اقدر اسوي عمليته براحة..)

سيف عقد حاجبه وبصدمة :
( عملـــية؟؟!...)

كان سيف ومياسة يتبادلون النظرات...
نزلت عيون ابوه عليه وهو يطالع الطفل اللي يلعب في حضنه...
ماكان متوقع ان الموضوع معقد الى هالدرجة..
اردفت حنين بتنهيدة :
( ايه...الولد عنده قصور بالقلب...
وكلها سنة وحدة ولازم يدخل للعملية..
حتى فحوصات ماني قادرة اكمل فحوصاته...
لانه بدون تأمين وماهو مسجل ببطاقة ابوه..)

سيف بغضب يناظر حنين :
( وليه ماقلتي يوم جيتي المكتب؟!..
ليه ماخبرتيني من قبل...
ليه تحمليـــني هالذنب؟؟...
كنت بأتصرف بس لو قلتي لي من قبل)

حنين بحدة تضربه بالكلام :
( السموحة منك يا ابـــوه...
يوم جيتك ماعترفت به...)

سيف بقهر يوقف وهو يحمل فهد معه...
هي تلقائيا وقفت بخوف ..
ناظرها بقوة وحدة :
( اللي مالك حق فيه...انك ماتقولين لي عن الولد كل هالسنين...)
حنين بغصة تناظر مياسة بخوف :
( انا ماخبيت هالحقيقة عنك سيف..
انت اللي مشيت وتركتني ...
ولا تنســى ان مابه ثقة بيني وبينك..
كيف أأمنك على ولد انت متخلي عنه ..
صحيح غلطــانة...ومايحق لي اخبي عنك هالولد..
بس لاتلومني وانت ادرى الناس بـ هالشيء)

رجل قدر يضر بنت بمثل هالوحششية...
وبهذي الطريقة...
شيء طبيعي ماتثق فيه...
صحيح ماعندها حق...وكانت تلوم نفسها قبل لايلومها احد...
بس الله يلوم من يلومها...
خوفها منه ..ومن مواجهته هو اللي خلاها تمشي ورا هالشيء...
لو كان فهد صاحي ومابه ضر...كانت ممكن ماتوعى على ذنبها وتقول لابوه ان عنده ولد...
بس حكمـــة رب العالمين خلتها تضطر انها تقوله...

سيف بحده وفهد بين يدينه :
( امشي معي المستشفى...
اليوم اخلص فحوصاته...
وحسابك بعديـــن...)

حدقت فيه بحدة وقالت بغضب :
( ماني مقصرة في حق ولدي...
سجله ببطاقتك واترك الباقي علي..)

من بين اسنانه شدد بكلماته :
( وعزّه وجلاله لو ما تجين ماعاد تشوفينه..
كلمة وقلتها ...)

خافت من تهديده...توه قبل دقايق ماكان معترف فيه...
ليه يستغلها ويهددها بهذي الطريقة..
كرهته... كرهته اكثر واكثر واكثـر...
لان خوفها من هالشيء صار...
انه يهددها بضناها...
اردفت بقهر وبغصة حرقتها :
( ماتقدر تهددني فيه... مالك حق ..)

حس بغلطه يوم هددها...
الاعظم على قلب كل ام مطلقة..
ان زوجها يهددها بعيالها..
ناظر في مياسة حتى تساعده بمثل هالوضع..
توجهت مياسة لحنين وهي تربت على كتفها :
( حنين... ماراح نضره...وكل شيء تحت عينك..
لو كان الولد ولدنا...فحنا مو مستغنين عنه...
عارفين انك ماراح تقصري معه...
بس خليه يتهنـــى بأبوه..)

صمتت... جعل لايهني ابوه بشيء...
انقهرت وهي تمشي مرغمة تسحب شنطتها...
كل اللي طلبته انه يسجل الولد ببطاقته...
ليه يتدخل ويسوي كل هالاشياء عنها؟
ماهي مرخصة راحتها لولدها...
مستعدة تقوم بدور الام والابو..
بس لا يدخل بحياتهم...
ولو ما هي مضطرة ولا كان سيف ابعد من تفكيرها..
كان يمشي قدامها لسيارته...
بينما هي مع مياسة كانت خلفه..
جلست مياسة جنب سيف..
وفهد لازال مشغول باللعب...
كانت تراقبه بقلق طول الطريق .. لما انتبه لامه ترك ابوه واضطر ابوه انه يعطيه امه...
ظل يلعب بحضنها ...وينط بالسيارة...
وتوجه سيف بالسيارة للمستشفى..
عشان يخلصون من فحوصاته..




*





بشوارع روما التاريخية...
في متحف كبير مقابل لسلسلة من المقاهي التي تعود اعوامها للعصور القديمة...
كانوا جميـــعهم بداخل المتحف...

كانت تمشي بهدوء منشغلة بقسم اللوحات الغريبة...
وهي لازالت مندهشة من طبيعة الحضارات واختلافات عاداتها ...خصوصا العصر القديم...
ببساطة قررت انها تبتعد عنه وعن امجاد وعن عثمان...تبقى لوحدها ولو لمدة ثواني...تمشي بين الممرات...
وتناظر التحف...والتوابيت القديمة...
ارتعشت بخوف وحمدت ربها انها مفطورة بنعمة الاسلام...
اللي يندفن بها الانسان بطريقة كريمة...بدون لا تحنط جثته وتحرق بالسوائل الكيميائية بس عشان تبقى ملامح لجسده الخالي من الروح...
دخلت على مكتبة بوسط هذا المتحف...وكان جوها جدًا هادئ بعيد عن الضجيج ...اللي مصدره طلاب ثانوية كانوا برحلة زيارة لهذا المتحف...
خطف انظارها مجموعة كتب متعددة...
كلها كانت تحمل نفس الاسم...
" العزيزة فينـا"
مافهمت شنو سر هالكتب...
مجموعة كتب عددها 3 وكلها تحمل نفس الاسم...
كان الغلاف يحمل صورة جندي يضع وردة على قبرين مختلفين...
عقدت حاجبها حتى سمعت صوته من خلفها ...من غير ماتلف له عرفت بانه صاحب الصوت :
( اكثر كتاب شدني يوم جيت لروما ببداياتي... قريت هالمجموعة اكثر من 3 مرات... وليومك هذا مستعد اقراها..)

لفت عليه بصمت وشافته يحدق فيها وبنبرة مختلفة :
( كان يتكلم عن جندي الماني وقع في حب فتاة فرنسية بالحرب العالمية الثانية... وبفترة الحرب كان كثير ناس يهاجروا لالمانيا بغرض اللجوء السياسي... كانت الاحزاب تقتل كل من يدخل الحدود... كان الجندي موجود يحمي حدود المانيا...بيوم من الايام صار تداخل من سكان فرنسا المهاجرين وتدافع على الحدود...بدا الجنود يطلقوا النار لما ماقدروا يسيطروا على الهجوم...وكان هو من احد الجنود اللي استخدموا السلاح... قتل رجل ومرأة فقط... ماقتل اي شخص ثاني... لما شافهم يندفعون ناحيته بكل قلق اضطر يصوبهم... ولما طاحوا على الارض اكتشف وجود حبيبته فينا خلفهم... ومن دمعتها...عرف انهم امها وابوها..)

ماتحركت...مانطقت... عبرة وانحبست..
لكن اختنقت كثيـــر...
وكأن القدر قادها الى المكان هذا حتى يؤذي روحها بهذا الرجل الذي يقرأ القصة بدون اية مشاعر...
احمرت عيونها بالدموع... قوست شفايفها تمنع البكاء...
لو نزلت دموعها امامه ممكن يشك بأنها تعرف ان هو الشخص اللي قتل امها وابوها...
بضعف كبير...وقوة كبيرة..
بتناقضات العالم..
بكرهها له...وبحبها لامها وابوها...
بلعت غصتها واستجمعت شتاتها وهي تغلق الكتاب وبنبرة خافته وبالاصح مخنوقة :
( هالقصة مو غريبه علي...تشابه قصة اعرفها ... )
ومن كل عوالم الالم اللي فيها نطقت تموه حقيقتها :
( بـــس ماذكر فين...)


ذياب كان صامت ويراقب ردة فعلها...
مايدري كيف وصلت يدينها للكتاب...
كتاب قريب ويشابه واقعهم...اللي يعرف منه ذياب الكثير...
وتعرف منه هذي المهره القلـــيل...
بل اقل من القليل...
ذياب وهو يقرا عيونها :
( ممكن شفتيها بفلم... )

صمتت وهي تطالع به وكأنها تبي تصرخ فيه..
تبي تفضي بهمها...
بس دايما تذكر نفسها...هي وعدت نفسها...
السجاد اللي تحت رجوله...
راح تسحبه من غير مايحس...
راح تقلب الطاولة فوق راسه...
لما طال صمتتها واحمر انفها حاولت انها تغادر المكان...
لكنها التفتت لما اردف لها :
( بامكانك تاخذين الكتاب لو اعجبك... ممكن تاخذين كل مجموعة القصص ان اعجبك... )
تقدم ناحيتها اكثر
ذياب : ( تكاليف رحلتك مدفوعة من والى... وبما فيها هالاشياء..)

لاحظ لمعة بعيونها وهي تنطق بكره وحقد :
( مابغى الكتاب... ما أعجبني.. )
ذياب : ( اقريه...ماراح تندمين..)
احمر انفها وغازلت الدموع عينيها وهي تمشي للخلف بهروب :
( خذه انت وعليك بالعافيــة...
الواقع اللي اعيشه اهم من هالكتاب..)

غادرت من امام عيونه...
عرف سبب هروبها ...ولازال مؤمن بأنها جاهلة عن حقائق كثــيرة...حقائق قرر يحتفظ فيها لنفسه...
وممكن هالحقائق اللي فكر انه يخفيها...
لو افصح لها بها...تموت من القهر اكثر واكثر..
توجه للكتب وشراها...وطلب توصيلها الى غرفته بالفندق...
غادر المكتبه وخرج لبرا...
شاف امجاد وعثمان...لكن هي ماشافها..
لما سأل امجاد عنها خبرته انها شافتها تمشي للحمام...
التفت بعيونه يدور عن طيفها...
يدري بها راح تطلع وعيونها ملت من البكاء...

ـ سَراب ، 15-06-17 07:29 PM

رد: فأنت الجحيم الذي استقر وأين المفرُ وأنت المفرّ
 
لذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 11 ( الأعضاء 5 والزوار 6)
‏ـ سَراب ،, ‏فيتامين سي, ‏ثرثرة حنين, ‏missliilam, ‏سرابالحكايا


حي الله من جاني...
سعيدة بوجودكم وبأسمائكم اللي كل مرة ماتخيب ظني..
واتمنى ظهور البقية ..

ثرثرة حنين 15-06-17 08:10 PM

رد: فأنت الجحيم الذي استقر وأين المفرُ وأنت المفرّ
 
اف اف اف شكل الحكايه حكايه سودا

قال الجندي من الارتباك اطلق على رجل وامراءه ولمى سقطاء عرف انهم ام وابو حبيبته من دمعتها

يعني هو قتل ابوها بلغلط او كان يظن فيهم شي معين وبعد مانقتلو اكتشف ان الحقيقه مغايره للي كان يضنه فيهم

او يقصد انه هو حبها رغم انه قتل امها وابوها زي ماصار مع الجندي

اف من هالذياب شكله مجرم شريف !!

المهم التوقع

سداح اخذ جوله جويه ورجع بعد ماتحقق من الاوضاع

ويقول سداح ان ابو مهره هو المجرم وان هالذياب المخنز اقتله دفاع عن النفس او المال او العائله وام مهره ماتت متأثره بموت زوجها

وذياب مايبي يعلم مهره بالحقيقه لانه يحبها ومايبي يصدمها في حقيقة ابوها

جاكم العلم وسداح رجع لوكره المنيف بأمان



فيتامين سي بنتعاون انا وياك على ذياب وننبش وراه لين نطلع خوافيه ونعلم مهره ونسنعها سوا

اشوفكم في سداحيات قادمه

ـ سَراب ، 15-06-17 08:46 PM

رد: فأنت الجحيم الذي استقر وأين المفرُ وأنت المفرّ
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ثرثرة حنين (المشاركة 3684395)
اف اف اف شكل الحكايه حكايه سودا

قال الجندي من الارتباك اطلق على رجل وامراءه ولمى سقطاء عرف انهم ام وابو حبيبته من دمعتها

يعني هو قتل ابوها بلغلط او كان يظن فيهم شي معين وبعد مانقتلو اكتشف ان الحقيقه مغايره للي كان يضنه فيهم

او يقصد انه هو حبها رغم انه قتل امها وابوها زي ماصار مع الجندي

اف من هالذياب شكله مجرم شريف !!

المهم التوقع

سداح اخذ جوله جويه ورجع بعد ماتحقق من الاوضاع

ويقول سداح ان ابو مهره هو المجرم وان هالذياب المخنز اقتله دفاع عن النفس او المال او العائله وام مهره ماتت متأثره بموت زوجها

وذياب مايبي يعلم مهره بالحقيقه لانه يحبها ومايبي يصدمها في حقيقة ابوها

جاكم العلم وسداح رجع لوكره المنيف بأمان



فيتامين سي بنتعاون انا وياك على ذياب وننبش وراه لين نطلع خوافيه ونعلم مهره ونسنعها سوا

اشوفكم في سداحيات قادمه



هههههههههه يازين سداح زيناه...
وه بس وش زين هالتوقعات ...
الحمدلله بعدني في بر الامان وسداحك للحين ماصادنا هههههههه...
وسعي وسعي خيالك شويتين...
شوفي اللي بتلقطها صح بينك وبين فيتامين سي...
الها جائزة مني :58:
انتم اصبروا علينا شويتين...
وبتفهمو الاحداث...بس خلاص انا غششتكم ترا كثير بـ هالبارت..
اتوقع اني بخلي المهمة عليكم الحين..:3EO05175:
يالله خلوني اشوف شطارتكم

ـ سَراب ، 16-06-17 05:50 AM

رد: فأنت الجحيم الذي استقر وأين المفرُ وأنت المفرّ
 
صباح الخير ياجميلين..
كيفكم ان شاء الله طيبين؟
المهم يابعدي..
اللي يحب يسألني أو يستفسر مني أي شيء بخصوص الرواية..
لايجيني على الخاص مؤقتًا لان عدد مشاركاتي مايسمح ارد عليه..
فصعب ارد عليه هنا او بأي مكان...
لذلك هذا حسابي بسناب شات..
هو وسيلة التواصل اللي بيني وبينكم..

: js88990

وبس حياكم الله..



قوّة 17-06-17 02:41 AM

رد: فأنت الجحيم الذي استقر وأين المفرُ وأنت المفرّ
 
اوكيه! احاول افكر بس ماعندي اي فكره شوي أقول ذياب اكيد ماله علاقه بقتل اهل مهره وشوي اقول هو لو ماله علاقه كان ما سكت اتلخبطت وربي😭😂.
غير كذا عقلي علّق ماني قادره القى اي رابط يربط هرجة آدم وفيينا بذياب ومهره😩.
سالفة الحبوب عجبتني وهي بعفويتها معاه🤦🏻‍♀❤💔.
يارب يارب يكون مالو علاقه بقتل أهلها لكنه تدبس بالغلط 🙍🏻💗.
مدري ليش لكن أنا من حزب #ذياب🌝❤.

ـ سَراب ، 17-06-17 03:02 AM

رد: فأنت الجحيم الذي استقر وأين المفرُ وأنت المفرّ
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قوّة (المشاركة 3684434)
اوكيه! احاول افكر بس ماعندي اي فكره شوي أقول ذياب اكيد ماله علاقه بقتل اهل مهره وشوي اقول هو لو ماله علاقه كان ما سكت اتلخبطت وربي😭😂.
غير كذا عقلي علّق ماني قادره القى اي رابط يربط هرجة آدم وفيينا بذياب ومهره😩.
سالفة الحبوب عجبتني وهي بعفويتها معاه🤦🏻‍♀❤💔.
يارب يارب يكون مالو علاقه بقتل أهلها لكنه تدبس بالغلط 🙍🏻💗.
مدري ليش لكن أنا من حزب #ذياب🌝❤.

ياووووووويلي...انا نذلة واعترف...
احب لما اشوفكم كذا مفتر راسكم من الرواية ...ملخبط دماغكم :73:
شوفي انتي تفكيرك حلو... تلخطبي اكثر يمكن تلقطي لك خيط بعد
بخصوص انك من حزب ذياب..:V8Q04529: صحيح ان انتم مامنكم اماااان..
خليتوا مهرتنا وحيييييييدة بس كل ذا بيطلع عليكم
اللي بتصير من حزب مهره بصادقها ..من الحين اقول لكم..ههههههه

فيتامين سي 17-06-17 07:36 AM

رد: فأنت الجحيم الذي استقر وأين المفرُ وأنت المفرّ
 


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حيالله الحامل والمحمول أبدعتي سراب وظني فيك ماخاب
ومثل مايقولون الكتاب باين من عنوانه
الروايه تزداد جمالا وتشويقا بارت بعد بارت

ذياب
أولا ما أعتقد إنه قتل أبو مهره ولو حصل فهو بدون قصد
او فيه شيء أجبره على القتل وأم مهره ماقدرت تتحمل الصدمه
وماتت
ثانيا بما أن أبو مهره شريك مع أبو ذياب إذا ماني غلطانه
أعتقد عملهم ماهو نضيف وذياب عرف هذا وربما حب
أو شفقه ما حب يبين لمهره حقيقة أبوها
ثالثا ذياب اللي حريص على موظفات الشركه ويخاف عليهم
ويوفر لهم سواق من حرصه عليهن ما أظن أنه بيأكل حق
مهره وجدها من ورث أبوها فأتوقع إن أما أبو مهره خسر
كل ماله قبل موته أو تصادرت أمواله لأن عمله ماهو شريف
وذياب عصامي بنى نفسه بنفسه لأن اذا توقعي بخصوص
أن أبوه وأبو مهره شركاء وعملهم ماهو نظيف أكيد بيخسر معه

ظهور مهره في حياته من جديد الظاهر بيعلقه فيها ويحبها
لكن كيف راح يوصل لها

سيف
وصحوه متأخره أعتقد إنه بعد مايتأكد إن فهد ولده ماراح
يتركه والله يعين حنين سيف بيخلي فهد مثل مسمار جحى
وينط لها كل شوي بحجة ولده وأتوقع إنه بيرجع حنين
رغم عدم رغبتها أما عن طريق أبوها اللي لو راح له
وطلبها أعتقد بيزوجها له حتى يتخلص منها وحتى ينتقم
منها ومن جد مهره
أو أنه بيهددها بأخذ ولده إذا مارجعت له وبيمسكها من يدها اللي توجعها

مهره

كل مره تضعف أكثر هي وين والإنتقام وين
ما أعتقد بتقدر على الإنتقام الا لو تغيرت جايز إنتقامها
يكون عن طريق تسريب معلومات تتسبب في خساره
كبيره لذياب

حنين

ضعيفه لا أبوينشد به الظهر ولا زوج صالح
وإبن راح يكون نقطة ضعفها

أبو حنين
ماسبب قسوته على حنين هل عرف بما حصل لها من سيف
وحملها المسؤليه أو ربما تكون حنين بسبب ماحصل لها تزوجت
سيف غصب عن أبوها بدون علمه أو بدون رضاه

إن شاء الله المحقق كونن نجح في حل الغموض ههههههه
لاتقولين سراب نجيتي منه وإنك في السليم
وأعذريني سراب لو ماعلقت على البارتين أو الثلاث
القادمه يمكن ما ألقى فرصه تعرفين عشر أواخر
وضيوف من الرياض والباحه وعيد زين إن قدرت أقرأ البارت
في الأيام القادمه لكن بحاول لو قدرت أعلق لأنك
تستاهلين سراب من يرد عليك
لاخلا ولا عدم منك يارب

شبيهة القمر 17-06-17 01:07 PM

رد: فأنت الجحيم الذي استقر وأين المفرُ وأنت المفرّ
 
السلام عليكم
🤔🤔🤔🤔🤔
حل اللغز في سالفة فينا...
اتوقع ذياب مو هو الي قتل ابو المهره والا كان تلقونه خايس بالسجن الدنيا مو فوضى.. انا مع فيتوو ابو المهره كان شغله مو نظيف يمكن يهرب ممنوعات او مخدرات ويمكن يكون ذياب يشتغل بالشرطه وقتها ..وجت مداهمه وكان ابو المهره هو الضحيه
هذا هو الحل الوحيد اذا ذياب هو الي قتل ابوها..
سرااااب... اعتمدي توقعي هو الاقرب للصح وابي هديتي بااارت الليله تكفييين سوسو... 😍

فيتامين سي 17-06-17 03:28 PM

رد: فأنت الجحيم الذي استقر وأين المفرُ وأنت المفرّ
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شبيهة القمر (المشاركة 3684448)
السلام عليكم
🤔🤔🤔🤔🤔
حل اللغز في سالفة فينا...
اتوقع ذياب مو هو الي قتل ابو المهره والا كان تلقونه خايس بالسجن الدنيا مو فوضى.. انا مع فيتوو ابو المهره كان شغله مو نظيف يمكن يهرب ممنوعات او مخدرات ويمكن يكون ذياب يشتغل بالشرطه وقتها ..وجت مداهمه وكان ابو المهره هو الضحيه
هذا هو الحل الوحيد اذا ذياب هو الي قتل ابوها..
سرااااب... اعتمدي توقعي هو الاقرب للصح وابي هديتي بااارت الليله تكفييين سوسو... 😍


وعليكم السلام
الله عليك يالنوري والله جاء في بالي إن ذياب كان شرطي وقتله لأبو
مهره كان له مبرراته لكن ماكتبته هههههههه
الهديه بالنص أنا أعتقد أول من قال إن أبو مهره شغله ماهو نظيف
فلو كان يشتغل في الممنوعات ممكن فلوسه في بضاعه وتصادرت
أو انضحك عليه من قبل شركاه
وبما أن هو شريك مع أبو ذياب اللي جايز يعرف عن نوع عمله أو كان
يشتغل من وراه فأكيد ذياب يعرفه ويمكن يعرف مهره من صغرها
وذياب تفاجأ به عندما قتله وبحكم معرفته لذياب ممكن يكون طلب منه
مايخبر أبوه و بنته عن عمله وهو بيموت
يالله سوسو أعتمدي توقعي إنا والنوري وهاتي الهديه محنا طمعات
ماراح نطلب بارتين واحد يكفينا

ـ سَراب ، 17-06-17 04:15 PM

رد: فأنت الجحيم الذي استقر وأين المفرُ وأنت المفرّ
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فيتامين سي (المشاركة 3684442)


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حيالله الحامل والمحمول أبدعتي سراب وظني فيك ماخاب
ومثل مايقولون الكتاب باين من عنوانه
الروايه تزداد جمالا وتشويقا بارت بعد بارت

ذياب
أولا ما أعتقد إنه قتل أبو مهره ولو حصل فهو بدون قصد
او فيه شيء أجبره على القتل وأم مهره ماقدرت تتحمل الصدمه
وماتت
ثانيا بما أن أبو مهره شريك مع أبو ذياب إذا ماني غلطانه
أعتقد عملهم ماهو نضيف وذياب عرف هذا وربما حب
أو شفقه ما حب يبين لمهره حقيقة أبوها
ثالثا ذياب اللي حريص على موظفات الشركه ويخاف عليهم
ويوفر لهم سواق من حرصه عليهن ما أظن أنه بيأكل حق
مهره وجدها من ورث أبوها فأتوقع إن أما أبو مهره خسر
كل ماله قبل موته أو تصادرت أمواله لأن عمله ماهو شريف
وذياب عصامي بنى نفسه بنفسه لأن اذا توقعي بخصوص
أن أبوه وأبو مهره شركاء وعملهم ماهو نظيف أكيد بيخسر معه

ظهور مهره في حياته من جديد الظاهر بيعلقه فيها ويحبها
لكن كيف راح يوصل لها

سيف
وصحوه متأخره أعتقد إنه بعد مايتأكد إن فهد ولده ماراح
يتركه والله يعين حنين سيف بيخلي فهد مثل مسمار جحى
وينط لها كل شوي بحجة ولده وأتوقع إنه بيرجع حنين
رغم عدم رغبتها أما عن طريق أبوها اللي لو راح له
وطلبها أعتقد بيزوجها له حتى يتخلص منها وحتى ينتقم
منها ومن جد مهره
أو أنه بيهددها بأخذ ولده إذا مارجعت له وبيمسكها من يدها اللي توجعها

مهره

كل مره تضعف أكثر هي وين والإنتقام وين
ما أعتقد بتقدر على الإنتقام الا لو تغيرت جايز إنتقامها
يكون عن طريق تسريب معلومات تتسبب في خساره
كبيره لذياب

حنين

ضعيفه لا أبوينشد به الظهر ولا زوج صالح
وإبن راح يكون نقطة ضعفها

أبو حنين
ماسبب قسوته على حنين هل عرف بما حصل لها من سيف
وحملها المسؤليه أو ربما تكون حنين بسبب ماحصل لها تزوجت
سيف غصب عن أبوها بدون علمه أو بدون رضاه

إن شاء الله المحقق كونن نجح في حل الغموض ههههههه
لاتقولين سراب نجيتي منه وإنك في السليم
وأعذريني سراب لو ماعلقت على البارتين أو الثلاث
القادمه يمكن ما ألقى فرصه تعرفين عشر أواخر
وضيوف من الرياض والباحه وعيد زين إن قدرت أقرأ البارت
في الأيام القادمه لكن بحاول لو قدرت أعلق لأنك
تستاهلين سراب من يرد عليك
لاخلا ولا عدم منك يارب

وه وه حي الله اجل متابعاتي...
فديت قلبك انتي وتوقعك ...
مابقول توقعك صحيح هههههههههه لانك ماصدتيني للحين...
بس يكفي شرف المحاولة...
وتدرين شلون... اصبروا شويتين لما نتعمق شوي وبتقدروا تخمنوا صح...
بس مابقول انكم بعدتوا كثير ..
بالعكس قربتوا من القصة الحقيقية بس خرتوها شوي باعمال بو مهره وبو ذياب هههههه احس هالشيء الكل يقدر يتوقعه يالبطات :AaZ04485:
حياك ربي جعل مانحرم منك...
وبالعكس خذي راحتك بس لاتقطعيني بالمرة..
وجودكم هذا يشجعني وهو اللي خلاني احبكم واكثر واكثر :$


ـ سَراب ، 17-06-17 04:18 PM

رد: فأنت الجحيم الذي استقر وأين المفرُ وأنت المفرّ
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شبيهة القمر (المشاركة 3684448)
السلام عليكم
🤔🤔🤔🤔🤔
حل اللغز في سالفة فينا...
اتوقع ذياب مو هو الي قتل ابو المهره والا كان تلقونه خايس بالسجن الدنيا مو فوضى.. انا مع فيتوو ابو المهره كان شغله مو نظيف يمكن يهرب ممنوعات او مخدرات ويمكن يكون ذياب يشتغل بالشرطه وقتها ..وجت مداهمه وكان ابو المهره هو الضحيه
هذا هو الحل الوحيد اذا ذياب هو الي قتل ابوها..
سرااااب... اعتمدي توقعي هو الاقرب للصح وابي هديتي بااارت الليله تكفييين سوسو... 😍


يابعد سوسو انتي...
ليش انا اقدر اكسر فيك انتي وفيتامين سي؟؟؟
مع انكم ماجبتوها صح بس انتوا تستاهلوا يابعدي ...
بس بخصوص السجن وهالاشياء قلت لكم من قبل لاتستعجلوا...
ممكن نال جزاه بس بالماضي قبل خمس سنين...
المهم انتوا ركزوا شوي ...
يالله جايتكم جايتكم بالبارت...

ـ سَراب ، 17-06-17 04:20 PM

رد: فأنت الجحيم الذي استقر وأين المفرُ وأنت المفرّ
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فيتامين سي (المشاركة 3684450)
وعليكم السلام
الله عليك يالنوري والله جاء في بالي إن ذياب كان شرطي وقتله لأبو
مهره كان له مبرراته لكن ماكتبته هههههههه
الهديه بالنص أنا أعتقد أول من قال إن أبو مهره شغله ماهو نظيف
فلو كان يشتغل في الممنوعات ممكن فلوسه في بضاعه وتصادرت
أو انضحك عليه من قبل شركاه
وبما أن هو شريك مع أبو ذياب اللي جايز يعرف عن نوع عمله أو كان
يشتغل من وراه فأكيد ذياب يعرفه ويمكن يعرف مهره من صغرها
وذياب تفاجأ به عندما قتله وبحكم معرفته لذياب ممكن يكون طلب منه
مايخبر أبوه و بنته عن عمله وهو بيموت
يالله سوسو أعتمدي توقعي إنا والنوري وهاتي الهديه محنا طمعات
ماراح نطلب بارتين واحد يكفينا


بعدي والله هههههههههههه
المشكلة قلبي ضعيف ولا المفروض افقع عيونكم على هالتوقع البعيييد نوعا ما ...
يالله تستاهلوا بارت ..
شوي واحطه لكم ..


ـ سَراب ، 17-06-17 04:33 PM

رد: فأنت الجحيم الذي استقر وأين المفرُ وأنت المفرّ
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
كيف حالكم يا اجمل متابعات ؟؟
تدرون اني كنت بستقوي عليكم وبنزل البارت الثلاثاء...
بس نداءاتكم اللذيذة هنا وبسناب شات خلتني اروح وطي ...
من يقدر يردكم انتم يابعدي...
احييّ الاخت فيتامين سي وشبيهة القمر على توقعاتهم الحلوة حتى لو كان فيها شيء من الصحة وشيء من الغلط هههههههههه..
لازلتوا تستاهلون اكثر واكثر...
والبارت اهداء لكم..


استمتعوا ،




البـارت : الخـامس



:
:
:
/
الفصل الخامس
" العديد من الاصدقاء قتلوا عزيزتي فينا...
لقد حل الدمار في وسط هذه البلد التي كانت مرفأ الطفولة...
سعادتنا غاصت في جحور المقابر...
اصبحت متخصصا في جمع اشلاء من احبهم...
وحرقهم في محرقة الجثث..
حرثنا على التربة الكثير من الزهور فوق قبورهم...
مات الملايين...
ماتت اطفالنا ونسائنا وابائنا..
لم يبقى سوى نحن نصارع الظلام...

اتمنى ان تأتي سريعًا..
الظلام يحل سريعـا..
وانا اخشى ان تضيعي في الظلام..

آدم سيتفينز "

:
:
:







كانوا جالسين بالصالة كلهم...
سلمان ومسفر اللي كان توه جاي من السفر واخته نجلاء...
بس مياسه وسيف ماكانوا موجودين وقتها...
الكل عرف ان سيف طلع بشكل غريب اليوم وغامض مع مياسه...
ومع ذلك ماستغربوا بالعادة كثير يلجأ سيف لمياسة...
كانت هذي سياستهم المعتادة بكل شيء.. انهم يطلعون بصمت..خصوصا ان مياسة هي توأم لسيف...
فالعلاقة بينهم بأقوى مايمكن ان تكون..
الاثنين مايجلئون الا البعض...


تنهد بتعب على الاريكة...وجابت له الخدامة كاس الموية وحبة لصداع راسه...
لازال كلام عبير من يوم كان في بيت عمه يتردد باذنه ومستحيل ينساه...
كانت تصرح له انها عايشه به او بدونه...
كانت ناسية وجوده او انها قدرت تعيش بدون وجوده...
شافها اقوى...شافها شيء اقوى من البقايا اللي تركها..
طول ماكان هو متأثر بتركه لها...
وتعنيفه لنفسه وتأنيبه لضميره..
كانت هي تبني نفسها وتبني شخصيتها..
وتكسر وجوده بحواجز القوة...
بس لو ما يعرف عبير...كان قال انها نسته..
بس يدري انه لازال يشوف نفسه في عيونها...
لازال مايشوف الا انعكاس صورته بعيونها..



التفت على صرخة من اخوه سلمان الشاب اللي توه متخرج من الجامعة...وهو اصغرهم ومن بعده نجلاء...
مو مصدق اللي يشوفه بجواله وكانت تعابير العصبية ارتسمت على وجهه...كان وجهه يملك تعابير غيــر مفســرة..
بين صرخته كانت نجلاء تضحك بخبث...
التوت على نفسها بالكنبة وبدات تضحك بجنون غير متوقف..
واخيرا صار الوقت اللي تشمت به على اخوها
بعد ماشمت فيها لين قال آمين..

ابتسم مسفر وهو عارف مناقر سلمان بنجلاء...
واكيد قررت انها هالمرة تنتقم منه...
كانت مصورته فيديو يضحك من جد
كان لاف شماغه بخصره وقاعد يرقص مصري وخليجي واجنبي ...كان هذا بيوم اللي طلعت نتيجته بالجامعة c بأحد المواد اللي كان يعاني منها...كان يقول دايم انه مايهمه يجيب درجة عالية بـ المادة من قد ماهي صعبة...
المهم انه ينجح... فلما قدم الامتحان رجع بخيبة امل وهو يحس انه رسب فعلا بـ المادة...
بس امس طلعت النتيجة تبع المادة وصرخ وبدا يرقص بجنون...
ونجلاء ماصدقت على الله لما صورته بستوريها ونزلته بسناب...
كان عندها مشاهدات عالية ... فبسرعة انتشر الفيديو وواحد من عيال عمامه قاله يفتح الفيديو...
فتح عيونه بصدمة من اخته :
( ايا الخسيسة...انا تصوريني يالبزر وتنشريها ستوري بعد؟؟؟)
ضحكت بجنون على اخوها اللي فقد اعصابه :
( ههههههههههههههه...لاعاد تطلب برستيج ...
رح دور على برستيجك بين البهايم والبقر )

سلمان يشد اذنها باستلعان :
( عيدي ماسمعت...)
نجلاء بوجع :
( اخ اخ اذني راحت فيها...
وخر عني يامتوحش..)
سلمان :
( اذا ماحذفتيه بحذفك من النافذة ..)
نجلاء بلعانة تهز راسها :
( ماني حاذفته لو بمليون... حاول تقنعني ووقتها افكر...)
سلمان يزيد شده على اذنها وبغضب :
( هذاني اقنعك يالتيـــس...)

نجلاء ماهي عارفة تضحك على اخوها المعصب ولا تتوجع من اذنها :
( ابعد عني لا اتوطى في بطنك ياولد امي وابوي...)
سلمان بمزح يتركها :
( ماعليك شرهة ياقناة الاخبارية...انا اوريك..)
مسفر يطالعهم طول الوقت ...
مايدري يواسي تعبه ولا يضحك على هبالهم..
ضحك عليهم وهو يقول لسلمان :
( الحين انت ليه زعلان بالضبط؟؟ .. يعني الناس ماتدري انك تشتغل رقاصة ؟؟!)
سلمان بفشلة وهو منصدم من قطة اخوه :
( أحححح... والله من جدك؟؟!)
ضحكت نجلاء بجنون : ( هههههههههههههههههههه الله يلوم اللي يلومني يوم صورتك ...شاكيرا ماسوت سواياك يالظالم ..)
سلمان يطالعها بوعيد وهو يوقف :
( ان ماوريتك نجوم الظهر ماكون ولد ناصر..)
يدخل ابوهم ناصر وهو يحذر سلمان :
( سوي فيها شيء اذا فيك خير يالتيس..)
سلمان يتوجه لابوه ويبوس راسه :
( لا يبه ماني بمسوي فيها شيء...
امزح مع بنتك..)
بو مسفر يجلس بهدوء :
( فكر بس ان تسوي لها شيء...
اتوطى ببطنك... )
سكت بصمت
وهو لازال يطالع نجلاء بتوعد...
مشى من جنبها وهو يسمعها تضحك بسخرية :
( يانار شبي بين ضلوعي حطبكي ههههههههههههههه)

همس لها بانه راح يتوطى ببطنها لو ماسكتت..
وطلع من المكان...
بينما مسفر لازال يصارع صداعه ويوقف متوجه لغرفته...



*


الساعة التاسعة ليــلاً...
مستلقية امام ضوء القمر متكورة ..
تدفن وجهها بالوسادة... بكت كثيير لما رجعوا من رحلتهم الطويلة اللي كانت طول الوقت تبعد ماتشوفه...تحلف انها لو ظلت تطالع به...ممكن انها تخرب كل مخطاطاتها...
كانت امجاد تسأل وش فيها بس تسفهها او تصرفها بأي اجابة...
ماتنسى التفاتته لها وكانه حاس بانه ضرب وتر حساس فيها...
بس الحمدلله انه مايعرف بنواياها...
ياترى شنو راح يصير لو عرفف؟؟!..
احتضنت نفسها بوجع...تذكر انها لما مروا على فندقهم الجديد كانوا يشطبون على الاشياء الرئيسية...
كانت شركة التأثيث شحنت لهم الاثاث الممزوج بين الطابع الفيكتوري والفرعوني...
وبدأت تركبه بكل الفندق..

سجلت كل الاشياء اللي محتاجها الفندق بآيباد العمل...
وطلعت تنتظرهم بسيارتهم اللي برا...
وظلت طول اليوم ساكته ماتبي تتكلم...
بتخنقها العبرة...بتصرخ فيه وبتصرخ في امجاد...
ما كانت مصدقة لما وصلت غرفتها...
انهارت وهي تتذكره يقول القصة بضمير ميت...
انت قتلت ام وابو لوحده...
ماتدري من هي؟!
او تظنها ماتعرف منو انت؟!...
ان كان ستر عليك اهلك وجماعتك...
ومحد يعرف بانك قاتل عبدالله الناصر...
فأنا بنته...واعرف منهو جرد ابوي من الحياة...
اعرف الشخص اللي ارسل لي جثة والدي بدون معـــالم الحياة...
اعرف الشخص الذي جعل امي تعاني من سكتة دماغية لمدة اشهر...
ثم ماتت في نهاية المطـاف...
اعلم من انت تماما...
ومن المستحيل ان تخونك ذاكرتي...
ستظل تتذكرك حتى اشفي غليلي الملتهب منك...


فتحت الجوال على رقم جدها اللي اتصل عليها...
جلست متربعة على السرير وهي تمسح دموعها وتحاول تخفي وجعها عن جدها...
ابتسمت وهي تكلمه :
( هلا بحبيبي وقلبي...كيفك بابا علي؟؟؟!...)
وصلها صوت جدها المحب :
( هلا بك يابعد ابوك...انا تمام...
انتي كيف الشغل ماشي معك ولالا؟!..)
سكتت لثواني..
ماتبي تقوله انها سمعت بين شفايفها اكثر قصة سوداوية شهدتها بحياتها...
حست بالغصة تجرح حلقها..وهمست بصوت مخنوق:
( بــخــيــر ...
كل شيء بــخــيــر!!...)

جدها بصوته الحنون :
( لاتنسي حق ابيك ...
لاتعصين سنيني رباتي فيك..
لاتتنازلين عن دم امك وابوك...
وحطي حق ربــي بين عيونك يامهره...)

بلعت غصتها اللي جرحتها...وهزت راسها برفض :
( ماهو بمهره اللي تتنازل يبه..
لاتخاف..ماني متنازلة...
مصيري اطيح عليه وارفع قضيه...
مصيري انسيه كل يوم تهنى فيه بأمه وابوه..)

جدها بحزن :
( اذا بتنسين يامهره جثمان امك وابيك...
انا مابنسى موت عيالي ...ماني بناسي كيف دخلوا علي ابوك ميت ومتغطي بدمه...مابنسى ولدي كيف شفته على الارض ممدود..)

بكت بصوت عالي وهي تشهق...
ماكانت تدري ليه جدها كان يحذرها من النسيان..
وكأنه واثق انها راح يجي يوم وتنسى...
وكـأنه مو واثق بانها بتروح وبتسوي كل اللي قالت له عنه...
بين بكاها واحمرار وجهها :
( لا تقول كذا يابو عبد الله...
عبد الله مستحيل يروح دمه هدر...
وانا ماني ضايعة انسى دم ابوي.. )

من وسط الوجع نطق :
( خافي ربك وخافي من قاتل ابوك...
لايغدرك وتروحين من يدي...
ان حسيتي انك مو بخير منه...
ارجعــي..ارجعــي ونطالب بحقنا يوم القيامة..)

مهره بغضب باكي تهز راسها :
( والله ماخليه يتهنى يبه...
حتى رب العالمين مايرضاها...
اذا لي حق عنده مابخلي خوفي يمنعني عنه..
ربي بياخذ حقي وحق هلي منه بالدنيا
وبالآخــــرة ..)

جدها براحة :
( انتبهي لنفسك يايبه...
وادعي بصلاتك ربي يحفظك كثر مادعي لك بكل صلاة...
ارجعي بخير..وبس.. )

مهره تبتسم بين دموعها اللي كانت تمسحها :
( بأكون بخير يبه..لاتحاتي..)

ودعت جدها ووقفت بهدوء امام الابجورة والمرآة المعلقة بالجدار...
مسحت الدموع واستولتها كل خيوط القوة والثقة...
لـــست انا من يضعف امامك...
لســت انا من يحنــي رقبته ويرضى بقتلك لامه وابيــه...
لست انا من يستسلم ...

بلعت حبوبها المعتاد وتأكدت انها قفلت الباب وشالت البطاقة بمكان بعيد حتى لما تصحى بدون وعي ماتطلع...
نامت على سريرها بعد مافتحت النافذة
وتركت الاثير البارد...
يبرد كل حطب شبها ذياب بقلبها..




*




بداخل المستشفى كانت جالسة مع مياسة بمستشفى كبير وجالسين ينتظرون سيف اللي توجه على طول لمدير المستشفى..
كان بين هالمدير وابوه معرفه..لذلك ماقصر معه وطلب منهم يستعجلوا بالفحوصات..اللي استغرقت 3 ساعات انتظار...
كانت خايفة لانهم كل حين ينقلونه لغرفه...
ومن خوفها على طفلها كانت متوترة امام عيون مياسة...
ومن هالفحوصات...ادرك انه اخطأ في حق حنين يومه قال لها انه مو ولده وجاية تطلب الفلوس...
كل التحاليل تثبت انه طفله... وان طفله بالفعل مريض ومحتاج الى عمليه...
لما شافتهم ينقلونه الى غرفة ثانية وحاطين على طفلها بعض الاجهزة تبع جهاز المايوكارديوجرام MCG تبع تخطيط القلب...
انهارت وبكت وتوجهت ناحيته بخوف :
( لأ اتركووووه...
وش بتسووا فيه... تراه طفل مايتحمل...)
بلعت غصتها وهي تشوف سيف يكلمها :
( حنين... اجلسي داخل... خلي الدكاترة يخلصون شغلهم...كلها فحوصات..ماراح يصير شيء)

حنين بصراخ باكي وهي تمسك يد طفلها :
( شف يده...ليه كل هالابر بجسمه...ليه يركبون الاجهزة...
والله مايتحمل ...طفل صغير ..)

سيف مايبي يلومها كونها ام وقلبها يحن على طفلها اللي كان بالفعل يبكي بسبب تألمه من الابر وخوفه من الوضع :
( حنين...اجلســـي قلت لك داخـــل...
ووعد مني ماراح يتأذى فهد بشيء..
بأنتبه له ومستحيل ارضى يسوون لولدي شيء انا مو متأكد منه..
بس هذي الاجراءات اللازمة اللي طلبها الاطباء عشان الفحوصات..)
حنين تهز رأسها ودموعها ومن زود فجعتها تصرخ فيه :
( أقولك ماتفهم...
دكتوره قال لي انه مايتحمل اي محاليل زايدة...
خلهم يشيلون الابر من ولدي...
وش اللي بيدخلوه بجسمه...ترا صغير وجسمه ضعيف..)

سيف يتحوقل وهو يحاول يتسم بآيات الصبر :
( لاحول ولا قوة الا بالله...
ادخلي داخل ياحنين لا تعطلين الدكاترة عن شغلهم..)
هزت راسها برفض وبخوف :
( والله مادخل...مادخل ليما اتاكد انهم ماراح يضروون ولدي...)

سيف بعصبية يطالع فهد اللي يبكي بخوف:
( حنين ادخلي داخل لاتصعبينها..
حتى هو خاف من خوفك..)

بكت برفض حتى اتصل على مياسة اللي دخلت بغير فهم وشافت سيف يطالعها معصب :
( خذيها ودخليها داخل...
وان طلعت والله أبجلدك انتي وياها...)

شافت مياسة فهد وخافت مالامت خوف حنين على طفلها...
لكنها اضطرت وهي تمسك حنين وتدخلها لداخل :
( حنين ياقلبي اهدي...امشي معي لداخل..)
ابتعد سرير ابنها مع سيف الى الداخل مع عدة اطباء..
وهي جلست على كراسي الانتظار وبكت وهي تجهش بعد مانزلت راسها...
حضنتها مياسة بالم...مايهون...
ولد اخوها متعذب من كل النواحي..
بلا اب...وبلا قلب صاحي...
وجسد متعب..
مياسة تمسح على ظهرها :
( خلاص ياحنــين...
ولدك بيكون بخير.. صلِّ ع النبي ..)

رفعت راسها بعد دقائق ومسحت دموعها...
واردفت :
( يصير فيني اي شيء يامياسة قابلة...
كل الامراض وكل العلل..
بس هالطفل مايستاهل..انا بنفسي شهدت معاناته..
مابيه يتعذب اكثر... مابي يروح من يديني...
مالي الا هو... مابه شيء بالحياة يسوى غيره..
مقدر اشوفه كذا..)

مياسة تهديها وهي تعطيها من علبة الموية حقتها وتشربها اياها :
( هدي بالك وخلي صبرك طويل...
كل هذا امتحان من رب العالمين حتى يختبر صبرك..
وماتدرين ممكن وراها خيره وبكل شيء ربي يكتبه لك خيرة..
وباذن الله فهد ماراح يصير له شيء...
فهد وراه ابو هالحين..ولاتتوقعين ان ابوه يسمح ان يصيبه اي شيء..)

حنين بوجع هزت راسها...شافت سيف بعد ربع ساعة دخل وهو حامل فهد اللي يفرك عيونه من تعبه من البكاء...
قامت بلا شعور واخذته من عند ابوه وحضنته وهي تبكي..
بكى بلا فهم منها وخاف من بكى امه...
اضطر انه يمد يدينه لمياسة اللي سحبته من يدين امه وهدته وهي تطالعها :
( خلاص حنين...حتى ولدك من خوفك خاف...تكفين اهدي عشانه..)

هزت راسها تستولي على اوجاعها وتتحامل على وجهها...
حدقت لثواني بسيف اللي كان يطالعها بتيه..
وهو كاره نفسه بكل شيء سواه لها..
ومستحيل يسامح نفسه عليه...

طلعوا من المستشفى بعد ماهدت ولدها بدا يلعب معها ومع مياسة ويضحك ...
ومن ضحكه ضحكت معه... نزل سيف من السيارة لدقايق بياخذ بطاقات وبيدخلها للمستشفى... بس من نزوله بكى طفله وهو يبي من ابوه ياخذه...
ابتسم وهو ياخذه معه ويدخله لداخل المستشفى معه حتى يخلص اجراءاته ...وهو ماكان خايف وكان مبسوط وهو يسحب قلم ابوه ويلعب به بين يدينه ببراءة...

ومن هالمكـان...مياسة خبرت امها اللي خبرت عيالها وزوجها بوجود طفل لسيف... وباذن الله راح يجيبونه يوم معهم...
حنين من بين سرحانها...
انتبهت لسيف يطلع من محل العاب كان موجود بالقرب من المستشفى...وبيد طفلها لعبة وكان مبسوط ويشهق بفرحه...
تلقائيًا ابتسمت لسعادة طفلها وغمضت عيونها بغير تصديق..
وهي تسمع صوت سيف يكلم اخوه مسفر ويطلبه يكمل اجراءات لولده ويسجله ببطاقته تبع العائلة...




*


وصلتها مكالمة هاتفيه عشان تروح للشركة وتحل بعض الاعمال بدل امجاد...
اضطرت انها تطلع من البيت بدري وتوجهت بسرعة للشركة وخصوصا ان اتصلت بامجاد وقالت لها بالشغل اللي المفروض انها تسويه... وبالتحديد اليوم هو موعد مناقصة ...

مع بعض اعضاء الشركة في الاسهم... لذلك توجهت وقرت بعض التقارير عن الاسهم اللي راح تدور المناقصة حولها...
فكانت جالسة بمكتب امجاد ومشغولة بقراءة التقارير وهزت راسها بقهر من امجاد اللي استفزتها :
( يعني جايبتني على اسهم ماتمثل حتى 2% من الشركة وتبيني اسوي مناقصة عليها؟...
صدق مدري شأقول عنك يا امجاد...
مطلعتني من فراشي وراحتي وجايبتني هنا عشان هذا...)

اغلقت ملف التقارير وطلعت من غرفة امجاد وقابلتها احد الموظفات اللي تشتغل بالشركة وهي تمشي معها في الممر بهدوء وهي تشرح لها عن الوضع...
ومن شرحها للوضع عرفت بأن مسفر هو اللي راح يكون معها بالمناقصة...
فتحت عيونها بصدمة وهي تطالع بالموظفة وتقولها :
( كيف يعني مافهمتك؟!..)
الموظفة بهدوء :
( الاستاذ مسفر يحل محل الاستاذ ذياب بوقت الشغل...
وانتي اضطرينا نستدعيك حتى تغطي شغل استاذة امجاد بالمناقصة...
يعني احنا محتاجين ناس من مسؤولين الشركة حتى تتم المناقصة...لان الاستاذ ذياب محرص انه ماتصير اي خطوة بالشركة الا بعلم احد من المسؤولين..)

غمضت عيونها بقهر واردفت لها :
( طيب يعطيك العافيك...
دقايق وادخل على المناقصة..)

اكثر شخص ماتبي تواجهه بالحياة راح تواجهه...وكله عشان يديروا حلالهم العائلي ...
وكله يعود بفضل اوامر سيادة الاستاذ ذياب...
يعني لو انه متساهل بالقرارات شوي ماضطرت انها تخوض هالحرب النفسيه...
بس اخوها مستحيل يتسامح بخصوص اي شيء بالشغل...
وبفترة غيابه وغياب امجاد تضطر كثير انها تجي..
بس بالعادة يكون سيف اللي موجود بدل مسفر لانه مدير المالية...
بس الظاهر ان سيف مشغول او به شيء...
اردفت بقهر :
( طبعًـا...الشيخ ذياب والشيخه امجاد يسافروا..
وانا اللي اكلها واضطر اني اقابل وجهك ..)

لفت باحراج وشافته وراها يناظرها والاكيد ان سمعها...
كان رافع حاجبه ومو عاجبه الكلام وهو يدخل للداخل بدون مايلتفت عليها ..وصلها صوته وهو يقول :
( بتظلين واقفة كذا ولا نبتدي المناقصة بدونك؟!...)

اغلقت عيونها بغضب وقهر من نفسها ودخلت بهدوء الى قاعة المناقصات اللي بالشركة...
كانوا الاعضاء كلهم متواجدين... بدأت المناقصة...وماتدري ليه اضطرت انها تعاكس مسفر بكل شيء يقوله...
يعني اذا حط مبلغ كبير...نقصته لمبلغ اقل...
واذا قلل المبلغ ...رفعته...
كانت العكس في قراراته...ولمحت نظرات السخرية منه...
لكن بالنهاية ارضت غرورها ...
خسروا الاسهم مثل ماتبي...
تبــي تكسر عيـــنه...
وتوصل له ان كلمتك مو بكل مكان ماشية...

انتهت المناقصة بعد ماضطر مسفر انه يكتب شيك بقيمة الاسهم اللي خسروها...
وصحيح انها ماتأثر بالشركة بشيء...
بس مايبي يكون له خسارة لاي سهم بالشركة...
ولو عرف ذياب ممكن يقلب الدنيا...
طلعت من القاعة وكان خلفها وهو يقول :
( صيــري بزر مثل ماتحبــين...
بس لا تدخلين الخلافات الشخصية بالشغل...
وش الفايدة هالحين... خسرنا الاسهم بفضل ذكائك يا اخت عبير..)

بقهر لفت عليه وهي تناظره بقوة :
( ايه انا بزر... بس لا تعتقد انك عقدة كبيرة بحياتي الى درجة اني ادخلك بالشغل...
انا تصرفت على حسب قناعتي...كاحد ملاك الشركة وبما انه لي حق فيها..لي حق احدد اذا ابي هالاسهم ولالا...
عموما هالاسهم اللي مزعجني فيها مراح تضر بأصغر موظف بالشركة..)

مسفر يرفع حاجبه وبسخرية :
( ماعليك شرهة...وماعليه ذياب لوم يومه ماسلمكم الحلال...
ولا كان رحنا بداهية بفضل ذكائكم...
وبالنسبة للاسهم... كلنا نعرف انه اصغر سهم بالشركة وحتى لو كان تعداده علينا بالسالب...فهو مهم وممكن يرتفع بالسوق بيوم من الايام ويقلب ميزانية الشركة ..
وبفضلك..ضاع..)

عبير تبتسم بسخرية وبمجاملة :
( اوكيه...خلاص انا اتحمل كافة المسؤولية..
شيء ثاني استاذ مسفر؟ )

مسفر يمشي من امامها غاضبا وبدون مايلتفت عليها :
( امشي فوق وقعي على باقي تقارير المناقصة...
والله يعينك على ذياب..)

نست انه ذياب ممكن يعصب وهي متاكدة انه الموضوع شخصنه..بس حاولت انها تنكر هالشيء...وماتعطي مسفر وجه...
مشت باتجاه الاعلى بقهر وهي فعلا تشوفه مايعطيها وجهه ويدخل الى مكتبه وهو يكلم احدى الموظفات :
( تقدرين توصلين التقارير لمكتب امجاد حتى توقعها استاذة عبير...)

انقهرت منه... وهي تتحلطم عليه :
( ماتبي تشوفني خايف تكفر فيني ؟؟...
احسن..رح .. انا اللي مابي اشوفك ولا ابي اقابل وجهك...
يالســوسة..)

دخلت مكتب امجاد بغضب وانتبهت الموظفة لغضبها وكانت تتصرف بارتباك امام عبير...
بسبب نظرات عبير الغاضبة...اللي كانت تطلع الباب المفتوح وبقهر تراقب الممر الفاضي من مسفر ...اللي كان مشحون بغضبه..
انتبهت لملف التقرير مفتوح على الاوراق اللي المفروض توقعها..
وقعتها بسرعة ..وطلعت من الشركة ...
وركبت سواقها متوجه بكل طاقة غضب للبيت..






*



بـمدينة رومـــا...
باللوبي تبع الفندق تحت...كان جالس ويتابع كل المعاملات تبع الشركة...
كانت الساعة 1 ونص ... لكنه لما شاف موضوع المناقصة اللي صار انصدم ..وبغضب دق على مسفر اللي رد عليه وهو معصب ايضا ... مسفر بغضب يكلم ذياب :
( لا تكلمنــي عن موضوع المناقصة رحم الله والديك...
تبي تروح لاحد وتعصب عليه...
رح لاختك البزر .. ومرة ثانية لو فكرت تسافر...
دبر لي اي احد ثاني بدال اختك...
هذي مايندخل معاها مناقصة...هذي يندخل وياها محكمة..)

ذياب اللي كان معصب في دقائق ماقدر يحبس ضحكته وهو يقول : ( طيب ...خلاص انا اربيها..
بس انت هدي... وش هي سواتها بالمناقصة الحين انا مافهمت...
ليه انباعت الاسهم؟!..)
مسفر بقلة صبر :
( خلها على ربك يارجال... بوسط المناقصة حتى اعضاء المناقصة انفجعوا...
اختك فشلتني...يعني احنا اصحاب الشركة المفروض تكون كلمتنا وحدة...
تخيل وجهي بس وانا اعطيهم سعر ثم هي تكاسر بالسعر عشان تكسر كلمتي..لو ما ان الحشيمة لك ياذياب ولا كان توطيت ببطنها ..)
ضحك ذياب : ( هههههههههههههه...
يعني سوتها بنت ابوي وتبي تردها لك وتحرق قلبك..
بس لاتلومها..الله يلوم اللي يلومها..
ماهو شوي اللي سويته فيها..)
مسفر بقهر مرهق :
( يرحم والديك هي ضاربة معي مليون لاتزيدها..
انت عارف باسبابي...
وانت تدري ان هالمواضيع مفروض ماتدخلها وسط الشغل.. )
ذياب يبتسم : ( خلاص انا اشوف لها صرفة...
انت بس بكرة حاول تروح وتشتري الاسهم من الشركة الثانية بأي سعر يطلبونه...
وخبرني وش اللي يصير معك..)
مسفر بهدوء : ( طيب.. )
بعد مهلة صمت سأله مسفر :
( وش صار على بنت عبد الله..)
ذياب صمت للحظات وهو ينتبه لقدومها طالعة من المصعد مو منتبه له متوجهة للبوابة...بس هالمرة تأكد انها بكامل وعيها بعد ماشاف انها متسترة وتمشي باتزان..
نطق ذياب بلا شعور :
( بعدها تلعب في النار...الله لا يحرقها برمادي..)

فهم مسفر تماما مالذي يقصده عضيده وابن عمه..
وصله صوت ذياب الذي كان يراقب مهره بهدوء :
( اشوفك على خير...)

سكر السماعة ولازالت عينه عليها..





طالعت بالساعة شافتها الساعة 1...
وكانت جديا بتموت من الجوع... كم ساعة لها ما اكلت شيء..
يمكن اكثر من 12 ساعة...غير الكورن فليكس بالفطور مااكلت شيء طول يومها..
كانت بتنام..بس هي تعرف بطنها ...
اذا حست بالجوع مستحيل تنام...وقفت بغير احتمال وطلبت من احد تطبيقات المطاعم بالايفون اكل لها ...وانتظرته يوصل...
لما وصل هاتفها صاحب المطعم وبلغها انه ممنوع ان يصعد لها الاكل لفوق وهذي من قوانين الفندق ..
لبست حجابها ومعطفها ونزلت بسرعة لتحت وسحبت محفظتها معها...
بدون ماتنتبه لاي شيء كان مخها مشتت...
بسبب جوعها...
دفعت للموظف تبع المطعم الفلوس وراحت بسرعة للمقاعد تجلس بدون انتباه...
فتحت الكيس وهي تشم ريحة الاكل وبانهيار :
( والله لو ما انت يالاكل...
ممكن اني انتحرت..
ربي مصبرني على كل شيء صعب بالحياة بسببك..)
ضحكت على نفسها بهدوء وبدأت تاكل وعيونها مشغولة بجوالها تكلم منار ...
سجلت فويس نوت لمنار بدون ماتدرك انها مراقبة وبضحكة :
( ياحبيبي لا تخافين...مصيري اتوطى في بطنه النذل..
اصبري علي انتي بس...
عطيني مهلة كم شهر واطلع عيونه...الساحر البومه ..
المهم باكل باكل... ومن عندك اكلي خدووود خلودي...باااي)
ارسلت الفويس نوت لمنار وكملت اكلها...
ذياب :
( توني اعرف انك بطينية...)
< بطينية معناها تهتم بالاكل وتفكر بوقت الجوع من بطنها..

شرقت وهي ترفع عيونها وتطالع فيه..
كانت الاضاءة بالفندق خافته...
كيف مانتبهت له...كحت كذا مرة ومد لها علبة مويه وهو يهز راسه : ( صحة...)
هزت راسها بغير تصديق ووجها محمر وبصوت مخنوق :
( من متى وانت هنا؟؟؟)

ابتسم بهدوء وهو يرفع اللابتوب على رجوله ويناظرها :
( من لما كنتي تتوعدين انك تطلعي عيون الساحر البومه..)

فتحت عيونها بصدمة وباحراج وهو هز راسه يحبس ضحكته على شكلها ونطق بخبث :
( البومة... والله مــاهي غريبة هالكلمة علي.. )

نزلت عيونها بفشلة وباحراج امام عيونه...
رجعت وحطت نفسها بموقف بايخ قدامه..
عرف انه هو المقصود... تدري به يذكر يوم بلعت الحبوب قبل يومين...
وسبته بنفس السبة...قالت له لو شلتني اشيل عيونك يالبومة...
ومن هذا المنطلق عرفت انه ادرك بأنه هو المقصود...
ماعرفت شنو تقول غير انها تنتظر منه عقاب كمدير لها..
سمعته يقول لها :
( ماراح اعاقبك على كلامك هذا...
لك الحق تقولي اللي تبيه فيني خارج اوقات الشغل..
وانا احتــرم رأيـــك..)

سكتت وماردت عليه وهي تترك اكلها...
حست بالشبع من سخريته عليها...
وهي شتمت نفسها لانها سمحت للمرة الثانية تكون بموقف مثل هذا...
لما انتبه لها ترفع يدينها من الاكل سمعته يقول :
( كملـــي اكلك...)
مهره باحراج بدون ماتطالع فيه :
( شبعت..)
ذياب بصمت عيونه تعلقت عليها بينما هي كانت تحاول ماتناظره وتتحاشاه.. اردف من جديد :
( ليه تجوعين نفسك... لما نادتك امجاد عشان العشا ليه رفضتي؟؟
فوتتي عليك افخم مطاعم روما التاريخية..)

مهره رفعت راسها بقهر وقالت :
( تسمح لي يامديري اقولك ليه بدون ماتعاقبني؟..
او تطردني من الشغل..)

صمت لمدة ثواني ثم هز راسه بهدوء :
( اســــمـــح...)

ذياب ينتظر ردها حتى سمعها تتكلم بهدوء :
( ممكن اني ماتقبل اشوفك.. )

ذياب : ( ماتنلامين...
ما هو بس انتي... كل موظف بالشركة عنده هالشعور لي.. )

حسبي الله عليك...مابي اشوفك لانك عدوي..
مو لانك رئيس عملي يالظالم...
لو انت شخص ماعرف سواياك ...كنت تقبلت معاملتك الشينة لي..
ياما اشتغلت بشركات...بس ماكرهت مدير كثر ماكرهتك..

رفعت راسها بهدوء وبحقد:
( كل شخص له رايه الخاص بالموضوع..)
ذياب يستجوبها :
( ليه عندك اي رأي متعلق بمحيط خارج الشغل..)
مهره تهرب بعيونها من عيونه اللي بالفعل تستجوبها :
( هذا شيء متعلق فيني...اسمح لي ماراح اجاوبه..)
وقفت بهدوء :
( والحين تسمح لي باروح انام لان عندي شغل بكرة..)
ذياب يسكر لابتوبه بهدوء :
( ماله داعي...اجلسي كملي اكلك وانا اللي باقوم..)
مهره تهز راسها برفض :
( الحمدلله.. شبعت..)
مشت من قدامه لكن فتحت عيونها بصدمة لما شافت نفسها بالارض...طاحت على ركبها بسبب معطفها اللي علق بطرف الكرسي... وانقلب الكرسي معها...
رفعت راسها بغضب وهي تمشي لداخل..
وصوت ضحكته لازالت تسمعه ...

تضحك علي ؟؟
ضحكت عليك الجن قل امين...
انا اوريك.. مثل ما انت في اعلى المناصب..
باطيحك منها وانا بنت ابوي..
اضحك اضحك وافرح..
جعل مابك سنون ..يالمخرف..



*



دخلت البيت بغضب بدون ماتكلم احد وجلست بالصالة امام انظام امها واختها شيماء اللي كانت تاخذ حبوبها تبع الحمل...
كانت جالسة وتهز برجولها ...
شالت حجابها بقهر وهي تدق على امجاد وماترد...
عضت قميصها بقهر وبوعيد :
( هين يا امجاد... والله لاوريك..)

ام ذياب :
( ووجع...وش اللي بتوري عمتك انتي الثانية..
شصاير لك؟)

عبير بقهر :
( حطتني باكثر موقف تافه بحياتي...
ليتني مارحت الشركة بس..
رفعت ضغطي وجيت..)
ام ذياب بتساؤل :
( وش مسوية عشانك معصبة كذا؟
ماقالوا لك تروحي عشان كم شغلة بسيطة؟؟!...)
عبير بتنهيدة تطالع بامها :
( كل شغل بسيط يتعقد بوجود شخص مثل ولد عمي مسفر...)
شيماء بصراحة :
( والله اللي المفروض ينغث ما هو بأنتي...
المفروض اهو...ادري فيك انتي اللي صغرتي عقلك يالبزر
وخليتيه يعصب..)
عبير لفت عليها بصدمة :
( وش مدريك انتي؟..)
شيماء :
( ذياب دق علي ...
حالف بيتوطاك..بس اصبري يرجع..)
عبير بقهر :
( يعني ولد عمكم اللي يسوي الهبال وانا اللي تطيح براسي..)
امها بعصبية :
( تخسين ... مسفر ماهو راعي هالحركات...
ادري ان ورا هالبلا انتي ماهو بـ هو..)
شيماء تضحك على ملامح عبير :
( بس زين سوى فيك والله...
انتي ماينفع وياك الا مسفر... ويالله..
عاد برري لذياب يوم يجي..)
عبير بغضب :
( انتي اسكتي لا اشوتك انتي واللي ببطنك..)
ام ذياب :
( اشوتك انتي...
وش جايك انتي اليوم.. وراه معصبة..
كل هذا من الشغل يعني..)
شيماء بضحكة :
( هههههههههه لا يمة وراك ماتشوفين...
محد معصب بها غير مسفر..)
عبير فتحت عيونها بصدمة وغضب :
( يمة امسكيني لا اقوم اتوطاها..
اذا تخافين عليها واللي ببطنها قولي لها تسكت...)
ام ذياب غصب عنها ضحكت :
( والله مدري وش اللي قاله مسفر لك..
بس شكله أثر فيك كثير... ماعاد تجمعين وانا امك..
كل هذا منه؟؟!...)

احمر وجهها بخجل وغضب بنفس الوقت وهي تقوم بحلطمة :
( انا الغلطانة اللي افضفض لكم...
لو مقابلة جداري مو احسن...)

راحت من قدامهم وهي معصبة...ضحكت عليها امها وشيماء...
من البداية يعرفون ان محد ينرفزها طول عمرها كذا الا مسفر...
مهما عصبت او تنرفزت من الناس اللي حولها..
تضحك بالنهاية...بس لما يكون بالموضوع مســفر..
كل شيء يتحول لجدي...
ومحد يقدر يهديها الا لما تجلس لحالها..





*



في مكتب غرفته برومـــا...
كان واقف ببدلته الرسميه ...فسخ جاكيته ..وفتح ازرار قميصه...
وقف امام البلكونة...
يراقب الليل... وعسى ان يهديه الليل...
يذكر سنين السجن..
يذكر سنين غابت من حياته ولازالت تغرس فيه الاوجاع...
من بعد مامات ابوك يامهره..
تبهذلت بالسجن سنين...
تفكرين بس انتي اللي عندك اوجاع؟...
تظنين ان البلا فيك...
ماتدرين ان البلا فيني...
حتى ليلي ماهو بليل...
النوم العميـــق...صار اقصى امنياتي...
حتى لو غمضتي عيونك...
اظل انا الوحيد اللي اقدر اقراها..
لان مستحيل يفهم احد حكاوي عيونك غيري...

شرب ماء بارد لعلـــه يطفــي حريق التهبــت في صدره...
تلك المــهره التي تعاقبــه كل يوم وليلة بعينيها المتوعدتيـن..
بعينيها الموجوعتيــن...
لاتعلم بماذا يعاقبه الله ...
لاتعلم بماذا يمر لوحده...

اغمض عيونه ومرت على عيونه صورة عمه زياد...
ذكرى واصوات كثيرة...
صوت اسعاف وريحة دم...
صور متقطعــة تختفي وترجع...
وبالنهاية...
ذكرى عقيمة سحبت منه حياته...
وخلته شخص مختفي بالاسرار...


وهذه الذاكرة يامهره...
لازالت لا تخــــون..





ـ سَراب ، 17-06-17 06:09 PM

رد: فأنت الجحيم الذي استقر وأين المفرُ وأنت المفرّ
 
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 6 ( الأعضاء 4 والزوار 2)
‏ـ سَراب ،, ‏ثرثرة حنين, ‏سرابالحكايا, ‏ليل الشتاء


حي الله من يقرأ...
تور ما نور البارت بكم ...


ثرثرة حنين 17-06-17 06:37 PM

رد: فأنت الجحيم الذي استقر وأين المفرُ وأنت المفرّ
 
لحظه لحظه

سداح عنده اعتراض مو كنك قبل قلتي موت ابو مهره صارله ثلاث اسنين

والحين اذياب يقول خمس اسنين يبدو الموضوع فيه لخبطه

المهم بعد تحليقه سريعه لسداح كنه شاف حادث مروري بين ذياب وابو مهره

عاد هذي اخر الصور الي التقطها سداح في جولته الجويه وعساها ماتكون مفبركه بس

ومهره الجربوعه تكفين ارجعي لجدك وبلاش سوالف اكبر منك لانه واضح انك لاتهشين والاتنشين ليتك راقده بس قال تنتقم قال

ثرثرة حنين 17-06-17 06:59 PM

رد: فأنت الجحيم الذي استقر وأين المفرُ وأنت المفرّ
 
لا لا لا

انسي الفلم الي فوق سداح يقول انه حلق فوق منطقه غلط

توني اتذكر ان الي يموت في حادث ماينقال عنه قتل يقول مات مدهوس او مصدوم او مات في حادث بس ماينقال قتل

احم اطلقت سداح لتحليق مرةً اخرى فوق منطقة الحدث

ورجع بتصور جديد يقول انه صار بين ابو مهره وذياب مشاده كلاميه بسبة الشغل وتطور النقاش
وصار هوشه وهنا قتل ذياب ابومهره في وسط الضرب والضريب

هاه وش رايكم في التقاطات سداح الجويه

ايه نسيت اقول سويديح هذا المساعد الايمن لسداح يقول ان الخلاف الي بين ابو مهره وذياب
ونتج عنه قتل ذياب لابو مهره بسب ان ابومهره تسبب في خساره فادحه لشركه

اقول سراب وش رايك اسلم القياده لسويديح والا اخليها مع سداح

اهم شي لاتقولين افصليهم من الخدمه كلهم

ـ سَراب ، 18-06-17 03:03 AM

رد: فأنت الجحيم الذي استقر وأين المفرُ وأنت المفرّ
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ثرثرة حنين (المشاركة 3684462)
لا لا لا

انسي الفلم الي فوق سداح يقول انه حلق فوق منطقه غلط

توني اتذكر ان الي يموت في حادث ماينقال عنه قتل يقول مات مدهوس او مصدوم او مات في حادث بس ماينقال قتل

احم اطلقت سداح لتحليق مرةً اخرى فوق منطقة الحدث

ورجع بتصور جديد يقول انه صار بين ابو مهره وذياب مشاده كلاميه بسبة الشغل وتطور النقاش
وصار هوشه وهنا قتل ذياب ابومهره في وسط الضرب والضريب

هاه وش رايكم في التقاطات سداح الجويه

ايه نسيت اقول سويديح هذا المساعد الايمن لسداح يقول ان الخلاف الي بين ابو مهره وذياب
ونتج عنه قتل ذياب لابو مهره بسب ان ابومهره تسبب في خساره فادحه لشركه

اقول سراب وش رايك اسلم القياده لسويديح والا اخليها مع سداح

اهم شي لاتقولين افصليهم من الخدمه كلهم


ياهلا بام سداح وسويدح...
عاد لا سداح ولا سويدح جابوها هههههههه...
بس تصدقين يعجبني فيك اصرارك وقوة عزيمتك...
بالنسبة للانسة مهره...تراها ماهي نفرتيتي فجأة بتصير قوية...
انا ابيها تعرف ان عدوها مايستاهل الرحمة..ولا معليش راح تكون بطلتنا مرة مثالية اذا كانت هي القوية من اول المنوال...
صح هي دخلت بقوة ...بس اللي ابيكم تفهموا ان الانسان احيانا يضعف اذا تذكر ان الشخص اللي امامه قاتل...ومابيدها تسوي شيء غير انها تنتظر منه الزلة ..
لذلك اعتقد ان مهرتنا بتستوعب على حدث مستقبلي مهم..
ومن بعدها ماراح تلوموني فيها هههههه..

المهم اقولك ياثرثرة حنين...
انا وعيال روايتي ...مانستغني عن سداح وسويدح...
الله يستر بس مايخون بي العقل واحط واحد منهم بالرواية هههههه

حياك ربي :$



شبيهة القمر 19-06-17 02:41 PM

رد: فأنت الجحيم الذي استقر وأين المفرُ وأنت المفرّ
 
السلام عليكم
يعني ذياب انسجن!!! بس السالفه مو من عشرين سنه والقاتل بشرعنا يقتل
الا اذا كان قتل بغير عمد مثل حادث سياره .. ياليت نعرف كم صار له ابو المهره ميت!! فيس الذهايمر
وبعدين وش جاب عبير للشركه اذا ذياب موكل مسفر يكفي..

تدرين سراب اول ماقريت اسم ذياب ومهره توقعت الروايه خليجيه
خاصه ان بطلتنا مو متمسكه بالحجاب الشرعي الي متمسكين به بنات السعوديه ..
ياليت تحرصين على انك تبينين ان حجاب المرأه الشرعي مو عائق انها تشتغل لانك تقدمين رساله للعالم من خلال روايتك..

اتمنى تاخذين رأيي من قلب اخت محبه..

ـ سَراب ، 19-06-17 07:02 PM

رد: فأنت الجحيم الذي استقر وأين المفرُ وأنت المفرّ
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شبيهة القمر (المشاركة 3684515)
السلام عليكم
يعني ذياب انسجن!!! بس السالفه مو من عشرين سنه والقاتل بشرعنا يقتل
الا اذا كان قتل بغير عمد مثل حادث سياره .. ياليت نعرف كم صار له ابو المهره ميت!! فيس الذهايمر
وبعدين وش جاب عبير للشركه اذا ذياب موكل مسفر يكفي..

تدرين سراب اول ماقريت اسم ذياب ومهره توقعت الروايه خليجيه
خاصه ان بطلتنا مو متمسكه بالحجاب الشرعي الي متمسكين به بنات السعوديه ..
ياليت تحرصين على انك تبينين ان حجاب المرأه الشرعي مو عائق انها تشتغل لانك تقدمين رساله للعالم من خلال روايتك..

اتمنى تاخذين رأيي من قلب اخت محبه..

السلام عليكم اختي شبيهة القمر..
فبأي شركة في اعضاء مجلس الادارة في مدير عام وفي نائب...
مسفر نائب المدير العام في حال غياب ذياب وامجاد..
وامجاد وكلت عبير حتى تخلص الاشغال اللي تقوم بدورها بالشركة..
فمستحيل ان شخص واحد ياخذ المهمتين وهذا شيء بديهي..
بالنسبة لمسألة ذياب..ركزوا معي بالبارتات الجاية...وبتعرفوا ياحلوين...
انتم تفرضون افتراضات واهية ولسة ماتثبتوا ياحبيباتي...ولا تخافوا ماراح يكون الامر شيء خيالي وبعيد عن محيط الواقع :e404:

بالنسبة لكلامك بأمر الحجاب...
ابدا مو صحيح ان كل السعودية تلبس النقاب وهالاشياء...
انا شخصيًا من الناس اللي اسكن بالمنطقة الشرقية وملتزمة فقط بالحجاب ..
يعني يختلف من منطقة الى اخرى...
وعلى حسب عرف منطقتك وعرف اهلي ماعمري شفت ان الحجاب عيب..
وبالعكس مهره بينت انها الوحيدة اللي ملتزمة بالحجاب الشرعي عكس الموظفات اللي يلبسون العبايات الملونة وغيرها...
وابدًا ابدًا البنت اللي فقط متحجبة عمرها ماكانت شخص مخل وقليل ادب ..
انا ما ادري اذا انتم تشوفونها كذا...
بس عمرنا كله ربينا بأن هالشيء عادي...ويمكن لاني انا لي اصول كويتيه نوعًا ما فأشوف هالامر عادي :$

لازم تتقبلوا ياحلوات ان الناس اجناس واصناف وقبائل مختلفه...
لكن الشرع واحد... والحجاب باذن الله واحد..

وشكرًا

ـ سَراب ، 19-06-17 07:04 PM

رد: فأنت الجحيم الذي استقر وأين المفرُ وأنت المفرّ
 
السلام عليكم حبوبـات كيف حالكم؟
بس حبيت أسألكم اذا تأيدوا ينزل البارت بكرة ولالا ؟
ولا اخليـه لبعد العيد...
لانه جاهز وخالص بس البعض نبهني اخليه بعد العيد..
فأبي اشوف رأي الاغلبية وانا تحت امركم ..




ـ سَراب ، 20-06-17 08:56 PM

رد: فأنت الجحيم الذي استقر وأين المفرُ وأنت المفرّ
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
كيف حالكم ان شاء الله طيبين؟
يمكن هالشيء ماتسوى من قبل في عالم الروايات...
بس لاني من عشاق الروايات ...ولاني مبسوووطة كثير من متابعيني..
حبيت اسوي مسابقة وفيها هدية عينيه...
وهي عبارة عن بوكس مكياج كامل ومجهز...
شاورت متابعيني اللي يعرفوني بسناب عن السحب...
البعض قال لي انهم يبون السحب من سناب...
والبعض الآخر قال لي انهم يبون من الرواية ...
فعشان ارضي الجميع...
راح اسحب من تعليقات سناب بس بشرط انه يكون مصور الكومنت حقه من الرواية..
بمعنى لما اسحب وادخل على سنابه اشوفه راسل لي صورة التعليق على البارت...
وطبعا ماراح اسحب من اللي قبل ...
بسحب على البوكس من الكومنتات اللي بعد البارت 6..
ومتى راح يكون السحب؟
راح يكون السحب في البارت 10 او 11 ان الله اراد...
وعشان تتأكدون راح اصور السحب في سنابي حتى يكون الكل واثق من انه ماراح يكون شيء غلط باذن الله..

يهمني انه مايكون التعليق عشوائي وقصير..
يعني انا ماطلب قصيدة ههههه بس اطلب تعليق مناسب للمجهود اللي يقدمه اي كاتب..
وجد جد ماراح تكون اخر مسابقة وباذن الله بسوي افضل...
هذا سنابي : js88990



وهذي صورة المكياج..

http://store6.up-00.com/2017-06/149798400169671.jpg

دخلوا ع السناب وباذن الله راح تشوفون كل حاجة "$

شويات وينزل البارت 6 ..

ـ سَراب ، 20-06-17 09:17 PM

رد: فأنت الجحيم الذي استقر وأين المفرُ وأنت المفرّ
 
البــارت : الســـادس ..


:
:
:
/
الفصل السادس
" الليلة فقط.. كنت اريد ان اتحدث معك..
وارقص معك..
واثمل معك..
اريد ان اعود الى جننونا القديم..
في مدينة باريس..
تحت سقف الغيوم ، وعبارات الثورة التي كانت معلقة على الجدران...
اريد ان اراقب اياك بصمت سيناريو هذا الحرب..
اريد ان يكتب لنا التاريخ انتصارنا معا...
احبك هل تعلمين؟..
اخشى ان اموت قبل ان استطيع تقبيلك...
اخشى ان تضطري لجمع اشلائي وحرقها في مقابر المانيا..
اصبح هتلر يحرث الناس كثيران الحراثة..
لم يبقى شيء..
سوى القمح... والماء المتعفن..

آدم ستيفينز"



:
:
:





صباح يوم جديد بروما...
بعد يوم امس اللي كان متعب ومرهق جدا...
لانهم راحوا للفندق واشرفوا على الاثاث مرة ثانية..
وكتبوا تقارير بالاحتياجات اللي يبيها الفندق...
شيكوا على كل حاجة وحطوا تاريخ معين للافتتاح ..
اللي ممكن يكون بعد شهر...
رجعوا مرهقين كلهم...بس هي كانت مصدومة من ذياب اللي فعلا تحسه ماينام...
رجع وبدا يشتغل على جهازه ويراجع الشركة..
كلهم كانوا تعبانين...ماعداه...
بس شخص متعود مثله شيء طبيعي انه راح يتاقلم مع التعب...
ماتنكر انها جلست بصداع اليوم ...
بس واخيرًا مر يوم امس على خير...مع انه كان الاصعب عليهم بالشغل...
حتى اول يوم ...اللي كان يوم الاجتماع...ماتعبوا فيه مثل امس..
لانهم طول اليوم واقفين على رجولهم...

لما طلعت انتبهت لامجاد جالسة لوحدها وتشرب قهوة ...كانت تكلم شخص ..والاكيد انها وحدة...
وكانت تقول لها انها فشلتها قدام ولد اخوها..
وان ذياب بيتوطاها لانها ضيعت الاسهم...
ماهتمت ولافهمت شنو اللي يصير...
لما كانت بتمشي لبرا نادتها امجاد بسرعة ...
راحت بهدوء لامجاد وجلست امامها بالطاولة...
امجاد وهي تشيل سماعات الاذن من اذنها وتناظر بمهره بطريقة غريبه...
كانت ساكته ومهره خافت من نظرات امجاد...
غمضت مهره عيونها وهي تكلم امجاد :
( عندك شيء تقولينه قوليه...
لاتطالعيني كذا...خوفتيني)

ابتسمت امجاد بهدوء وبتساؤل :
( لاتخافين...كانت مجرد نظرة تفحص..)

سكتت بهدوء تنتظر امجاد تستكمل كلامها :
( كيــفك مع الشغل؟...
مبسوطة من شغلك!؟؟..)

هزت راسها بمجاملة :
( الحمدلله..)

امجاد تنهدت :
( انا ادري ان ذياب يشد احيانا عليك بالشغل ...
بس صدقيني ماهو عليك بس..
انا عمته وماسلمت منه...
وهذا هو بيرجع بكره وبيكفر في اخته لارجع..لانها سوت مصيبة بالشغل.. )

مهره تستمع لامجاد بهدوء وبالفعل كانت امجاد على حق اردفت ببرود :
( لا عادي...ماني مشتكية من جدية ذياب بالشغل...
اشتغلت مع شركات ثانية وحصلت نفس الشيء..)

امجاد ترجع لنظرة التفحص اللي قبل قليل وبارتباك :
( بس ... اللي اشوفه انه فيه شيء غير الشغل...
يخليك تكرهين ذياب...)

رفعت عيونها بصدمة ..سمعتها تكمل كلامها :
( انا مادري وش هو ...يمكن اني اتخيل...
بس انا حاسة بانه في مسألة شخصية بينك وبين ذياب...)

مستحيل... هل معقولة امجاد حاسة بشيء...
الى هالدرجة ماني قادرة امسك اعصابي...
ناظرت امجاد اللي تتكلم :
( انا استغليت هالفرصة لانه ذياب مو موجود مع عثمان...
فنقدر نتكلم براحتنا... قولي لي...
سوى لك ذياب شيء؟؟!..)

بلعت غصتها بارتباك وخوف ونزلت عيونها بحزن...
وش باقي ماسوى يا امجاد...
وش تنتظرينه يسوي..
اكثر من سرقته لحياة امي وابوي...
في شيء ثاني يقدر يسويه؟؟!...
سوى الكثير الكثير...
وترك فيني هم وحزن اكثر...
لا تسأليني...لان لو جاوبتك ممكن اختنق ...
ممكن تموت كل الاجابات بصدري...
وانا اللي اضيع بين اوجــاعي..


رفعت كتوفها باستسلام وهي تبتسم :
( ابدا مافي اي مسألة شخصية بيني وبين ذياب...)
بلعت غصتها وبصعوبة اكملت بتمثيل :
( ذ..ذيآ..ذيـــــاب...ماضرنـــي!...)

لما لمحت امجاد الربكة في صوتها رفعت عيونها لها ..
تداركت الوضع وهي تضبط نبرتها :
( بس للامانة...حقدت عليه اول مرة لما هزأني بالاجتماع ...وطلب وقت غير وقت شغلي .. ممكن هالشيء خلاني اتاثر وماتقبله.. )
امجاد بابتسامة وراحة :
( الحمدلله.. اهم شيء انه ماضرك.. )

لمعت عيونها وانجرحت...
كيف ماجرحني..لاتقولي ماجرحني...
ولد اخوك ذبحني...
بس بصمت..
مضطرة اكذب واقولك لا..
والحقيقة تعاكس كلامي..

ومن صمتــها المجروح..
وحبسها للعبرة..
نظرت لباب الفندق لتراه يدخل مع عثمان...
كان يتحدث معــه...
بمجرد ان رأى عينيها..
ترك الانتباه لعثمــان...
وراح يقرأ عينيهــا...
فهو متفنن في قراءة تلك العينين ..

وقفت بهدوء من امام امجاد :
( عن اذنك...)
مشت باتجاه عثمان للخارج وبتساؤل :
( فيه شغل عثمان الحين ولالا؟!...)
عثمان يهز رأسه :
( لا ...الحين مافيه..بس على حسب الجدول الساعة 4 لازم نكمل شغل ..)
هزت رأسها بهدوء وباحترام :
( يعطيك العافية..)
وامام انظاره...غادرت لحديقة الفندق...
وبمجرد مغادرتها...تقوست شفايفها تلقائيا...
عضت شفايفها السفلية بأسنانها ...
تحبس العبرة والدموع...
لكن بدون خيار منها...
نزلت دموعها وهي تبكي بوجع :
( يقولون ماضرني يبـــه...
بس سحب منك الروح...خلاك بيوم من الايام جثة هامدة...
وبكل وقاحة ارسلك لي..
وكأنه يتبارك بحزني.. )

بلعت غصتها وهي تلمحه طالع من الفندق مع احد عاملات الفندق اللي تتكلم معه...
مسحت دموعها ووقفت تلقائيًا لما شافتهم يتوجهون ناحيتها...
ماناظرت بعيونه...
ماتبي تناظر...ماتبي تؤمن بوجودها بجوار قاتل امها ووابوها...
بمجرد تفكيرها بـ هالشيء يخليها تنهار...
حاولت ولو للحظة من الزمن...
حتى تخلي خطتها ماشية...تتناساه...او تتناسى وجوده...
لما قربوا منها سمعته يتكلم مع العاملة بالايطالي وكان الموضوع جدي...
اشرت العاملة عليها...مهره عقدت حاجبها بقلق...
المشكلة انها ماتفهم ايطالي...
قربوا منها اكثر ولفت عليها العاملة وبدأت تتكلم بالايطالي بكلام مافهمته :
( لق لق لق لق.....)
حاولت مهره تكلمها بالانجليزي...بس فهمت ان العاملة ماتتكلم انجليزي...
لما عجزت مهره من الاستيعاب اردفت بقهر :
( شتبين انتي هالحين..؟؟؟!..)
لازاالت العاملة تتكلم بكلام ايطالي مو مفهوم..
عجزت من فهمها وهي تعقد حاجبها محاولة لفهمها ..
كانت تأشر بيدينها اشارات وكانت معصبة وهي تتكلم...
لما سكتت مهره ناظرتها بتسليك :
( ايه مايخالف...)

مات ذياب ضحك عليها... طالعته بقهر لانه يضحك :
( خير وش اللي يضحك..؟!..)
ذياب يحبس ضحكته وهو يكلم العاملة المعصبة...وراحت من المكان...
ذياب :
( انتي شنو اللي فهمتيه؟!..)
مهره باعتراف:
(مافهمت غير انها معصبة..وماعرف ليه؟!..)
ابتسم ذياب :
( كويــس مافهمتي..)
مهره فتحت عيونها وبقلق وهي تطالع فيه :
( شنو قالت؟؟؟...سبتني صح؟؟)
ذياب باستمتاع :
( واذا سبتك...شبتسوين؟!)
مهره بغضب :
( والله ادوسها واتوطاها وانا بنت ابوي..)
ذياب بتلاعب :
( راح تتعاقبين على استخدام العنف في مثل هالدول يامتوحشة..)
مهره ناظرته بحده :
( الاشخاص اللي ماعندهم احترام لنفسهم يستاهلون الوحشية..)
وبهمسة خافته :
(امثالك وامثال غيرك..)

ماسمعها ذياب بس عرف انها تتمتم والاكيد..
انه كان المقصود..
كان بيمشي لكن وقفته باصرار :
( شـ كانت تبي؟؟)
ذياب يلتفت لها وهو يحبس ضحكته :
( بروح ادفع للفندق ضرايب افعالك يامهملة...
تشغلين المدفأة اللي بالغرفة وماتعرفين لها..
بدل ماتقصرين عليها طولتي ...
والظاهر انها شبت بس لحقوا عليها..)

شهقت بغير ادراك وهي تتذكر انها فعلا سوت هالشيء...بس ماكانت تدري...كان المؤشر مو واضح ...وكانت بتقصر عليها لما كانت بتنام...
هزت راسها باحراج :
( والله ماكنت ادري...مانتبهت...
انا ماعرف لنظام التدفئة المعفن حقهم..)
ذياب يناظرها وبتلاعب يثير اعصابها :
( اكتشفت اكتشاف..)
رفعت عيونها تبي يكمل كلامه..
ذياب بممازحة:
( اكتشفت ان ماوراك الا الخساير...)
حست بفشلة وهي تلحقه ومن الاحراج قالت بقهر :
( لا تدفعه...انا اللي خربته...
انا اللي بدفعه..شكرا ماحتاج خدماتك..)
ذياب وهو يوقف عند العاملة وهي تطلع له جهاز الدفع وبنظرة مباشرة لعيونها ...
( ماني مشتكي من هالشيء... )

دفع بهدوء بينما هي ظلت تترجاه انه مايدفع ليما خزها بعصبية ومشت عنه وهي توعده انها راح تدفع له...
مستحيل تقبل انه يدفع لها ثمن اخطائها...
لما مشت شافت امجاد ميتة ضحك..وبقهر
: ( لا تموتين علينا ...
وولد اخوك هذا محد جبره يدفع...
الحين اسحب فلوس وادفع له..)

امجاد تمسكها وتمشيها :
( اقول يابنت الناس امشي...
والله لو تسوي له هالحركة بيدوسك دوس...
اشتري سلامتك ولا تناقشيه..
دامه متكفل وبيدفع فمعناها انه ماعنده مانع يسوي هالشيء...)

مهره بعدم اقتناع قررت انها تسكت..
لكنها بالنهاية راح ترسل له الفلوس...
هي مؤمنة ايمان تام بان ذياب قال كلامه لها مزح...
شخص مثله الفلوس اللي مثل كذا ما تأثر عليه بشيء...
لكن ومن داخل كرامتها...
مارضت ..
ولازالت على موقفها..
بتدفع له الفلوس..
وبياخذه غصب عنه...
حتى لو اضطرت تدخل الفلوس في عينه..



*


بعـــد يومين من اجراء الفحوصات...
رسل لها سيف انه بيجي ياخذ ولده وبيوديه لاهله يشوفوه...
صحيح تخاف منه... بس من يوم شافته بالمستشفى مع ولدها...عرفت انه مو ممكن يضرها...
جهزت كل شيء لولدها...
سبحته ولبسته... وجهزت شنطته...وكل حاجة...
حتى انها رسلت لمياسة مواعيد ادويته...
ماهي الا دقايق حتى وصل سيف قدام باب البيت ...
سمعت جوالها يرن... توجهت له بسرعة وهي ترفعه :
( السلام عليكم...)
سيف يرد بهدوء :
( وعليكم السلام... انا عند الباب.. اذا تقدرين تسوين طريق اخذ فهد واطلع)
حنين بهدوء :
( مو مشكلة تفضل..)

لبست عبايتها وحجابها... سمعت طرق على الباب...وايقنت انه مافي غيره على الباب..
حملت فهد بيد وشنطته على كتفها...
لما فتحت الباب شافته يبتسم تلقائيًا لفهد ولده اللي ابتسم بفرحه يوم شافه ابوه...
مدت له شنطته وهي تقول :
( هذي شنطته وفيها ادويته...بعد ساعتين لازم ياخذ الدواء...
ياليت تنتبهوا لدواه...)
سيف بهدوء هز راسه :
( ولا يهمك.. تامرين على شيء؟!)
حنين بارتباك تهز راسها :
( لا..)
طلع سيف مع فهد وركب به السيارة...
كان مجهز له مقعد ورا...ركبه فيه وربط حزام الامان...
مانسى احتياطه لما جى بياخذ طفله وشرا له هالمقعد...
حط شنطته بالمقعد اللي جنبه...
وبدا يلاعب طفله وهو بالسيارة...
كان يسمع صوت سواليف طفله الغير مفهومه وهو يبتسم..
: ( رجال ياولد ابوك...من عمرك هذا تعرف سلوم الرجاجيل..)

لازال صوت ولده اللي يسولف يخترق مسامعه...
ماهو غريب عليه يتأخر بالنطق...
لسانه ماتعود يقول كلمة بابا... فأغلب نداءه يكون بكلمة ماما...
ركن سيارته بعد ماوصل بالمواقف وحمل طفله لداخل...
دخل لبيتهم بالحديقه كانوا مجتمعين...
اكثر من لمح الفرحة على وجهه ابوه اللي كان مبتسم...
وبمجرد ماشاف حفيده وقف وهو ياخذه من ابوه :
( هلا بالشيخ... هلا بولد آل زيد..)
ابتسمت نجلاء بسعادة :
( ياقلبي قلباااااه...والله انه احلى من الصور اللي رسلتوها...
واخيرا عندنا بزر نقطة يكسر حالة الصمت اللي في البيت..)
مسفر يهز راسه بمزح :
( ومن قالك ان عندنا حالة صمت؟...
لاتنسين ان عندنا بزرين مشغلين راسنا..)
نجلاء بشهقة :
( انا بزر ؟؟؟..)
مسفر يضحك : ( ولا لك لوا...)
سلمان يبتسم لسيف :
( وش شعورك وانت عندك ولد؟؟)
سيف يهز راسه بسعادة وعيونه على طفله اللي بحضن ابوه :
( شعور ماينوصف... لاكبرت اعلمك..)
سلمان بفشلة :
( اححح... من جدكم انتم؟...جبهتي نسفتوها ليما قلتوا بس..
بشتكي عليكم عند منظمة حقوق الانسان...)
ابوه بحده يهزبه :
( انت انجح باختبار المحاماة وبعدها اشتكي مثل ماتبي...)
سلمان بابتسامة :
( واذا مانجحت يبه؟؟!)
بو مسفر :
( وقتها ممكن انك ماتقدر تشتكي لمنظمة حقوق الانسان...
لانك راح تكون مكفن..)
ام مسفر باعتراض وعدم رضى :
( بسم الله على ولدي...
طول بالك يابو مسفر عليه.. ان جينا للحق
دراسته ماهي سهلة..)
سلمان يبتسم لامه بحب :
( تدرين يمه انا بدونك اضيع في هالعائلة الظالمة..
ساعات احس اني انا ساندريلا ..وهم زوجة ابوي الظالمة )
مياسة بضحك :
(هههههههههههههههههههه اخخ بموت...
هذي نهاية المراجل...ساندريلا..ههههههههههه)
كلهم ضحكوا على سلمان وهباله ...
سلمان باعتراض يطالع بابوه :
( الحين انا لو جبت ولد ماراح تسوي له مثل ماتسوي لفهد ولد اخوي..اسمح لي اقولك يبه انت عنصري)
بو مسفر بممازحة :
( انت جيب ولد وبعدين نتفاهم...
انتاجك كله قرود..)
سلمان يطالع بامه وهو يخفي ضحكته ويمثل الحزن :
( اححح يمة احح...
شفتي زوجك؟؟ ... ماراح تدافعين عني خلاص..)
ابتسمت ام مسفر وهي تهز راسها :
( يارب يجي اليوم اللي اشوفك معرس واشوف عيالك..)
نجلاء بتصحيح ضحكت :
( قصدك قروده ههههههههههههه)
سلمان تجاهل نجلاء وطالع بابوه :
( طيب يايبه مايصير تسلفني ولد اخوي شوي...
ابيه بكلمة راس..)
بو مسفر يطالع بسيف بحدة :
( لا تخلي ولدك يجلس مع هذا لوحدهم...
اذا انت مو بايع ولدك وماتبيه يصير خبل...مثل عمه..)
سيف يضحك : ( ماني بايع ولدي..)
اخذ سيف فهد من ذراع ابوه وسلمه لسلمان اللي بممازحة قال :
( هلا بالسكني ولد السكني...)
سيف بقوة :
( خذ عمك وعم عيالك..)
ضحكت مياسة : ( هههههههههههههههه لا جديا الوضع يحتاج الى منظمة حقوق الانسان..)
سلمان يطالع باخته وهو يلاعب فهد اللي يضحك :
( شفتي ؟ ...
الله ع الظالم...)

لعب مع ولد اخوه وهو مبسوط...
كلهم كانوا مبسوطين...
والاهم من هالشيء...ان هالطفل واخيرا حس بسعادة العائلة ووجودها..
بعد ايام طويلة من المعاناة...
رغم انه مريض...الا انه لازال يبتسم...
وهذا اهم ما بالأمر..




*



بعد غروب الشمس وفي السيارة المتوجهة للمطار...
كان الصمت سيد الموقف...
كانت تفكر بهدوء مسندة راسها على الطاقة...
وكأن دماغها ماتعب من التفكير..
وكأن كل دقائقها اللي تقضيها بأي مكان مرتبط مع آل زيد..
ماتخليها توقف عن التفكير...
وكان صوت تفكيرها مؤلم ..



هل سيكســرني الصمت يوم؟
هل ســأخبرك واواجهك؟!...
يا الله كيف ستكون تلك المواجهة؟!...
كيف ستنظر في عيني بعد ان اخبرك بأني اعرف بأنك قاتل امي وابي...
بأنك الشخص الذي ارسل تهديدات لوالدي قبل ان يقتله...
وفعل فعلته ماضيًا...
مكملا حياته...تاركًا يتيمة تصارع في كل مواجهات الحياة...
حينمــا نأتي للواقع.. أنت جردتني من عائلتي ذياب...
أنت ارسلت جثثهم اليّ لكي تخبرني بأنك اكثر الناس ظلمًا ووحشية...
ترى بأي ذنب قتلت والدي وامي؟!...
بأي ذنب فعلت ذلك؟!...
وبأي ذنب تركتني يتيمة؟!..


بلعت غصتها وشدت على يدينها اللي ترتجف...
لمت معطفها لما نزلت من السيارة بسبب الهواء...
ومشت بهدوء الى طيارته الخاصة ...
كانت قطرات المطر تغسل دموعها...وتبرد لهيبها...
كل اللي تسويه انها تبعد عيونها عن انظاره..
لانها مؤمنـة تمــاماً ، بأن كل قوانين الاحتمال تنتهي بمجرد ان تشوف عيونه ...
تناظرها بكل ثقة...
تخترق اسرارها...
تحس بأنه يقرأها بشكل ثابت..
بدون مايهتز أي شيء فيه...
ومن بين دخولها للطائرة..كانت انظاره موجهة عليها...
وكأنه يتفحصها...لانها طول اليومين الماضيين...
كانت ملتزمة الصمت...
على عكس نقاشاتها معه...
على عكس اول يوم وصلوا فيه روما وهلوستها امامه...
ماكان مصدق ان هالبنت الواثقة ممكن يطلع منها هذا الجنون...
كان يشوف الشخصية القوية والواثقة من اول دخولها للشركة...
بس بعد اول يوم من روما...عرف انه جروح اللي ما بعد تلتئم..
كانت تحركها في معاكسات المشاعر...
كثير يشوف احمرار عيونها...
ويشوف الدموع اللي تحاول تخفيها...
ارتباك يدينها وارتجافها ...رعشة جسدها...
واحمرار انفها...
عضها المتكرر لشفايفها وكانها بهذي الطريقة ممكن تحبس العبرة...
حزينة كثير...بس باقي قوية...
مهدووومة مليوووووووون...
بس باقي قوية...
مهدودة الحييييييييل...
ضعيييييييفة...
ضعييييييفة...
بس باقي قوية...

جلوسها بالطيارة الصامت...حيرهـ وكثير..
اول ما بدأ الاقلاع...
حكمها خوفها انها تتمسك بالمقعد بخوف...
اغمضت عيونها وما ابدت اي ردة فعل ثانية...
لاحظ رجولها اللي ترتجف..
واياديها المحمرة من اثر شدها على مقعدها
وكأنها بالطريقة هذي تحبس خوفها اللي ماتبيه يشوفه...
ماتبي يشوف ضعفها ...
التفتت عليها امجاد بهدوء بعد مافتحت عيونها :
( أنتِــي بخير؟!..)
هزت راسها ورفعت راسها تلقائيا بعد مانتبهت لذياب اللي يطالعها :
( بــخير..)

لازال يكلم ويتبع الشغل...
ياترى شنو راح يصير لو تنازلت عن ساديتك بالشغل...
تحكم الشغل وكأنك تحكم مملكة...
وكأنك بمراقبتك لها كل الوقت قاعد تحميها..
قاعد تبعد عنها كل يد ماتبيها تمتد لها...
بس كيف ابسحب عنك السجاد ياذياب؟؟؟
كيف وانت ما تترك شغلك ولو لحظة...

اطلقت تنهيدة ضيق ...وطالعت النافذة هذه المرة...وسمحت لنفسها تطالع ابداع الخالق..
كانت تسبح الله باعجاب...
وكأن هالشيء قدر يداوي بعض من جروحها اللي تجرعتها من ذياب بـ هالرحلة...



*



حل المساء وبانت انوار مدينة الرياض من المدينة الصغيرة...
انتبه لها جلست بعد ماغفت لساعتين ..بآخر الرحلة...
كانت طول الوقت تعاند نفسها وتقاوم النوم..
ليما استسلمت بالاخير بعد معاناة النعاس...
وقف بهدوء وكلم عثمان يخلص كم شغله بعد مايرتاح بكرة من الصباح...
يدري ان عنده شغل متراكم لانه ترك الشركة لمدة اسبوع...
حتى وان حل مسفر محله...فالاجتماعات ماتنتهي...
والتقارير اليومية اللي توصل كل يوم وتحتاج توقيعه لازالت تحتاجه الى توقيعه...
نزلوا من الطائرة بهدوء...وانتبهت لسايقها اللي تبع الشركة موجود..لانها من قبل لا تقلع الطائرة بروما ارسلت له انه مايتأخر وعطته الموعد...
حمدت الله وهي تمشي الى سيارتها ...
بعد مالبست عبايتها السوداء...
بمجرد ماركبت السيارة وصلتها رسائل كثير...
من منار... من ربعها...
ومن الشغل...
الشغل اللي مايموت..


بينما هو ناظر بابتعاد سيارتها واطلق تنهيدة ،..
التفت لامجاد اللي تناظره بارهاق :
( لاتقولي انك بترجع وبتشتغل؟...تكفى ماعاد به حيل بعد..)
ذياب يبتسم :
( وان قلت ان فيه شغل...شبتسوين؟!..)
امجاد تهز رأسها :
( مو راح انتحر... اللي بـــعده..)
هز راسه مبتسم وهو يفتح لها بنفسه باب السيارة...
ركب معها وطلب من السايق انه يمشي...
طول الطريق كان يتواصل مع مسفر اللي كان باجتماع في نفس هذا الوقت مع شركة آل غانم اللي استلموا الاسهم واشتروها...بالمناقصة اللي صارت قبل كم يوم...
اسند راسه للخلف وانتبه لامجاد :
( ذياب.. يصير أسألك..)

فتح عيونه تلقائيا وناظرها ببرود :
( اسألي...)
امجاد بقلق : ( ياربي لا تواخذني..
بس اكيد انت تحس باللي احسه...
بنت الناصر... مهره..
شصاير لك معها؟..)

ذياب فهم ان امجاد ممكن حست..
ومايبيها تحس..فهو كالعادة يفضل ان يخوض هذا الوجع لوحده..
تنهد يهز راسه :
( غير اني معاقبها بالشغل وغاثها ...مافيه..)
وكأن هذا يعطيه الحق انه يعاقبها بالشغل بس امجاد اطمئنت انه مو اكثر من كذا..
امجاد بتوتر :( متأكد؟..)
ذياب رفع حاجبه باستنكار :
( ليــه هالتحقيق؟!..)
امجاد تحك راسها :
( بس... يعني حسيت ان فيه شيء بالبنت..
كل ماتشوفك تصد عنك...
وتحاول انها ماتلتقي بك..يعني شف كم مرة حنا نطلع وهي ماتبي.. )
ذياب يهز راسه يحاول يبعد الشك عن راسها :
( السؤال يقول ليه محولة هالشيء لموضوع شخصي...
ممكن البنت جتها ردة فعل بعد ما قسيت عليها اول فترة شغل..)
امجاد هزت راسها بتأييد :
( معك حق...فجعت المسكينة..
الحين بتظل طول عمرها تكره تشتغل معك..)

ذياب بغموض :( وهذي الحقيقة..)

اكيد بتكرهه..
هي ما تمتلك الا حقيقة وحدة...
انه قاتلها ...بقتله لاهلها...
وبأن سر وجودها...
حتى تنتـــقم منه...


انتبه للسيارة تدخل في وسط حديقة المنزل...
نزل من السيارة مع امجاد ...
وتوجهوا للداخل... سلموا على امهم وشيماء ..
اما عبير فكانت تسلم على ذياب بخوف وقلق...
ناظرها ذياب بوعيد :
( حسابك بعدين...)

جلسوا على العشا بهدوء وبدوا يتناقشوا عن السفرة...
وعدهم انه السفرة الجاية راح ياخذهم لما يفتتحون الفندق بروما...
وراح يسوي يوم افتتاح كبير وتغطية اعلامية...
امجاد بتعب :
( والله يا هالفندق بيطلع عيوني...
ماجانا من وراه الا المصايب..)

عبير بخوف مضحك وتأييد :
( ايه والله..)

طالعها ذياب حتى ماتت من الخوف وناظرتها امجاد بنص عين تحبس ضحكته :
( عاد انتي اللي من جد في مصيبة...)
طالعت في ذياب وهي تغمز له:
( اذا ماتوطيت في بطنها فاسمح لي ياولد اخوي...
بدوسها دوس... اجل تفشل مسفر قدام العالم؟؟؟..
هذي يبي لها تكفيخ.. )
ام ذياب تطالع عبير بقوة :
( لا تخافون... عطيتها اللي تستاهله واكثر..
بس ماهنا على كلمة ذياب كلمة..)

هز ذياب رأسه لامه :
( ولا فوق كلمتك يام ذياب كلمه..
بس السموحــة ) طالع عبير بحدة..
( الناس اللي تتصرف في الشغل بشخصنة تستحق عقابها...
واتوقع ان مثل ما ضيعت الاسهم ...
راح ترجعها للشركة.. )
عبير فتحت عيونها بصدمة :
( كيـــف؟؟؟!...
من جدك ذياب... ؟!)
ذياب يوقف بعد ماشبع متجه لمكتبه :
( الحقيني على مكتبي...
ابيك بكلمة راس..)

عبير طالعت في امها بخوف بعد ماغادر ذياب ..وطالعت بامجاد اللي تبي تنقذها لكن امجاد استندت على الكرسي لورا :
( والله يابنت اخوي اسمحي لي...
مقدر اتوسط لك ... اخوك وتعرفينه...
طول ماحنا بروما بعد ما درى عنك كان معصب وحالف انه يكفر فيك.. خبز خبزتيــه يالرفله اكليــه..)

عبير بقهر :
( اذا رضيت اصير بدالك في شغلة مرة ثانية...
فأنا حقييييييرة.. )
ضحكت امجاد على قهر عبير :
( انتي خربتي شغلي يا امي..
روحي رقعيه باللي تقدري عليه...
واذا اقنعتي ذياب هاتي ماعندك وكلميني..
اشوفك على خير بنت اخوي العزيزة )
ام ذياب وشيماء ضحكوا على جنون امجاد واغاضتها لعبير اللي مشت تتحلطم...
اما امجاد استأذنتهم وصعدت لغرفتها بتعب...
تحاول فيه تسيطر على كمية النعاس اللي اجتاحتها من بعد الاكل...
دخلت الحمام وتروشت ...
كلها مجرد دقايق حتى طلعت من الحمام..
واستلقت بروب السباحة على سريرها..




ومن الاسفل بين ماهو جالس بمكتبه يتكلم مع مدير اعماله يأكد عليه كم شغله ... دخلت بخوف بعد ما طرقت على الباب اكثر من مرة ..
بخطوات بطيئة وخوف جلست امامه...
تعرف انها غلطانة...بس ماتدري وش السبب اللي خلاها تسوي هالمصيبه...
غير انــه مســفر...وتبـــي ترد اعتبارها منــه...
ماتكلمت...
ولا نطـــقــت ...
انتظرته لحتى ينتهي من المكالمة...
اصلاً ماكان عندها القوة الكافية تطالع فيه...
حست فيه يسكر السماعة...
وكعادته اللي مايتركها...
يحب يخلي الشخص اللي يخاف منه يتعذب نفسيا بالخوف...
يظل يراقبه لعدة دقايق وكانه يقرأه...

ذياب :
( ايـــه؟؟.. ماعندك اي شيء تقوليه...)
رفعت عيونها بفشلة ... حطت نفسها بموقف تافه بسبب هالشيء ماهي قادرة حتى تحط عينها بعينه..

ذياب بحدة :
( أسافر انا وامجاد...واكلفك على شغل بكل ثقة..
لكن بكل بساطة تفشليني قدام مسفر...)

لارد...كانها ابتلعت لسانها..
اكمل كلامه لها :
( ولو توقعتي اني بتسامح معك في هالشيء فهذا مستحيل...
لما اكلفك بشيء..تسويه مثل ما ابي...
بأي حق وبأي جرأة تمشي الموضوع على كيفك؟؟..
حتى لو كانت الاسهم ماتمثل اي شيء للشركة...
ولا تأثر عليها..
ممكن يجي يوم وترتفع وتزيد من ميزانية الشركة...)

عبير باحراج تهز راسها بتأييد :
( معك حق ..
ووالله ماعيدها...بس انا عصبت فجأة وماقدرت اتصرف بشكل صحيح..يمكن لاني مو متعودة على الشغل...
وهذي اول مرة ادخل مجلس مناقصة بالشركة..)

ذياب بنبرة حادة :
( تصرفتي مثل البزر...
دخلتي المشاكل الشخصية حتى تردين اعتبارك..
لو كان مسفر مأثر عليك بيوم من الايام...
كوني اقوى منه.. والله لايحل من يلومك...
انتي اخت ذياب..)

عبير تهز راسها وهي تكاد تنفجر :
( اوعدك ماتتكرر... انت بس هدي واوعدك اني ماكررها..)

ذياب باستسلام لخوفها منه:
( مابيك تخافي ولا ابي اعيدها واضطر اني اخانقك ...
من بكرة ترجعين للشركة وتتفقين مع المالية على الاسهم...
مسفر اليوم راح اجتماع عشان يتفق مع الشركة اللي اخذت الاسهم ويشتري منها الاسهم من جديد..
اذا مارجعت...بوكلك تراب..)

ماحبت تناقش ولاتقول شيء...اكثر من كذا وش تقدر تقول...
الحق مع ذياب...والغلط راكبها من راسها لرجولها...
ماتقدر تتكلم وتعارض وتقول انها ماتبي ترجع وتشوف مسفر قدام وجهها...
بس هي اللي حطت نفسها بالموقف هذا...
وتستاهل اللي يجيها...
رحمها ذياب لما شافها بتبكي..
وقف واحتضنها...
لحتى انصدم لما سمعها تبكي...
عرف سر وجعها...
عرف انها مقهورة بضمير من ولد عمه وعضيده مسفر...
بس محد يعرف شنو اسباب مسفر...
غيره هو...
ومستحيل انه يقول لاخته هالشيء ببساطة...
ترك الامر للايام...يمكن تصلح هالحطام...

ذياب بحنية :
( ادري انه زعلك كثيـــر...
بس ربي بيعوض عليك ... وان زاد بجرحه لك..والله ماخليه )
بعدت راسها عن حضن ذياب تلقائيًا وهي تمسح دموعها :
( والله لو ماوجودك كان ضعت...)
ذياب يمسح على راسها :
( روحي غسلي وجهك ونامي...
من بكرة بتجلسين الصبح..
ومابي اي تأخير..)

عبير تهز رأسها بهدوء ثم تغادر...
توجهت بسرعة لغرفتها...
مهما قابلت النكران وعاندت...
يظل محفور جرحه في العمييييييييق...
مستحييييييل تنسى كيف جاها وفجعها...
طاحت قدامه برجا وهي تقول له لااا...لاتروح عني...
مابي غيرك وانت تدري بالشيء هذا....
مارد عليها وهو يقول لها الله يعوضك...
مشى بكل قسوة بدون حتى مايلتفت عليها...
اهتز جسمها بمجرد تذكر هذا اليوم
انقلبت على جنبها وبحسرة :
( مهما كذبت على نفسي وقلت نسيتك...
ربي يدري اني اكذب على نفسي...)

غمضت عيونها مستسلمة للنوم..
تدعي ربها ماتجمعها بكرة اي صدفة بمسفر..




*



حطت المفتاح بالباب وادارت المزلاج...
صوت سكون في منزلهم الصغير....نســمة باردة...
ريــاح تعاكس رياح روما اللي كانت قبل اسبوع....
غمضت عيونها ورفعت راسها للسماء...
تطرده من خيالها واحلامها ...والاهم...من كوابيسها...
استنشقت من عبير الرياض...
سمحت لرئتها بأنها تسحب كل حيز هوا حولها لحتى يبرد من الجحيم اللي داخلها...
ماتعرف تبدأ من وين ولا تنتهي من وين...
لان مافرقت معي ياذياب...
البداية في عيوني معك كأنها النهاية...
في هالرحلة تأكدت من شيء واحد... بأنك شخص مايمتلك ضمير...
شخص خالي من الانسانية...
عايش حياته مبسوط...بدون مايفكر بجثتين ارسلهم لي...قبل سنين...
امثالك مايخافوا من غضب ربي...
ولا يهابون جحيمه...

بلعت غصتها ولازال وجهها مرفوع للاعلى تناجي رب العالمين..
وشنطة سفرها الصغيرة جنبها...
وبكل مقاييس الالم دعت رب العالمين يبرد تراب امها وابوها...
تحاملت على الدمع...
ماهو وقته يامهره...
وقت تكونين اقوى وتوقفين بوجهه...
وقت تصيري اكبر من همجيته...وقسوته...
مايحق له الظالم يتهنى...
مايحق له يتهنى وانا هنا.......

ماقدرت تكمل كلامها وهي تبلع حسرتها وعبرتها...
مشت باتجاه الداخل...تسحب شنطتها خلفها...
ومن بين دموعها اللي ماسمحت بنزولها ...
سمعت صوت من غرفتها...
صوت طفل... ابتسمت بسعادة لما تذكرت وجودهم في بيتهم...
مشت بسرعة لداخل غرفتها وهي تشوف منار تستقبلها مع طفلها خالد اللي كان يشهق عليها لما شافها :
( ياووووووووويل حالي اللي يشهق...
ياجعلني فدى لـ هالبلاعيم....
ابووووووي اللي مبسووووط..)
حملته من بين يدين امه وهي تقبله وتبوسه وتوزع اصابعها على بطنه عشان يضحك ..ومن ضحكه قبلته في بطنه بحب :
( كذا يالحرامي تخليني اشتاق لك انت وامك المعفنة؟!...
تدرون اني احبكم وتخلوني اعاني من الشوق فوق شوقي...)

ضحكت منار بحب وهي تجلس معها على السرير وخالد الصغير كان مستلقي ومبسوط ...
سمعت منار تبتسم باحتجاج : ( اشوفك سحبتي على امه؟!..)
ضحكت مهره بلعانة : ( حد يشوف هالزين ويذكرك ؟!... )
منار تهز رأسها بضحكة :
( هههههههههههههه انتي جاية بطاقة استلعان..
هاتي ماعندك اشوف... طمنيني وش صار عليك؟؟؟!!...)
مهره صمتت بهدوء وهي تبتسم بأسى وتلاعب خالد الصغير...ومن صمتها اكتشفت منار ان صاحبتها واختها مو بخير.. وعارفة انها لو بمكان مهره ممكن انها توطت ببطن ذياب من زمان..بس كيف تسويها وهي لها حقوق..ومطالبتها لـ هذي الحقوق ممكن تخول مصيرها مثل مصير امها وابوها...من صمت مهره اللي طال ابتسمت مهره بتهرب وهي تناظر منار :
( ماعليك مني انتي هالحين...قولي لي وش صار عليك...
كيف طلعتــي من البيت قولي لي؟!..)
منار وهي تطالعها في ولدها الصغير بحب وبوجع :
( ماطلعني الا ابوي علي...
مالي غيره...تعبت كثير وانا اشوف خلودي يعاني...
عرفت اني مامتلك اي خيار ثاني غيره...
يومي رحت لابوي وطلبته ردني...
بل كان بيضربني... بس يوم جيت لابوك يامهره ماتركني...
وهذا اللي وجعني..)

مهره تهز رأسها وهي تربت على يد منار بحب ومواساة :
( ليه تنوجعيــن؟!...
ابوي علي ابوك... وماسويتي شيء غلط يوم جيتيه...
اصلا انتي متأخرة كثيييييير... كان من زمان مفروض تخلي ابوي يطلعك... انا قلت لك بيجيك اليوم اللي تحتاجي انك تطلعي وابوي علي ماهو مرخصك...
بس انتي ظليتي تكابري ومارضيتي...ابوي ومدري ايش...
والضحية في هذا كله ولدك...)

منار تبتسم بوجع : ( كنت ارحم ابوي يامهره...
ماهان علي اترككه واخليه لوحده... مع انه يستاهل ... بس بالنهاية هو ابوي ومالي غيره...
بس طلع فيـــه غيره.. فيه من يعزني ويحسسني بقيمتي مهره ..
يحسسني ان حياة طفلي مهمة مثل ماحياتي مهمة بالنسبة له...)
مهره تحتضنها : ( لا تضايقين نفسك..
عــارفة ابوك ومايهون عليك.. بس اذا انتي هنتي عنده وش له باقي ترحميـه؟!..
اذا مارحم هالطفل الصغير اللي بحضنك وش له تفكري فيه..
يوم فكرتي فيه سرق من ايامك وحياتك الكثير...
ماخلاك تعيشيها بسعادة وهناء...حتى ماسمح لك تطلعي من بيته وكأنك عبدة عنده مو بنته...
بس خلاص... سبق السيف العذل...لاتضحين اكثر من كذا..
وان فكرتي مرة ثانية ترجعين لماضي ضيمك..
انا اللي بدوسك هالمرة..)
ضحكت منار على غضب مهره من معاملة ابوها لها...
ياما كانت مهره تكره معاملته لبنته..من وهم بالثانوي حتى لما تروح عندهم كان يحطها بموقف محرج قدام مهره...
تضطر فيه مهره انها تطلع من بيتهم تاركة منار في نيران مواجهتها لابوها...
وبظنها انه لو كان يستحق الرحمة كان رحم طفلها الصغير...
وجى الوقت اللي تشوف منار فيه نفسها وحياتها وحياة طفلها...
منار بتنهيدة وحب ويدها بيد طفلها المستلقي ويسولف :
( الحمدلله اني قدرت الحق واوديه المستشفى...
الحمدلله على وجودكم في حياتي..)
مهره بحب تبتسم وهي تحمل خالد الصغير مرة ثانية وتحطه على رجولها بعد ما استندت للخلف وهي ترفعه وتقبله :
( ولا يحرمني منك ومن هالشيخ... )
منار تطالعها بتفحص ...ومنها عرفت مهره ان منار مستحيل تسكت ليما تعرف شنو اللي مسكتها ومخليها تتهرب عن الموضوع..
مهره بابتسامة اسف :
( يعني لازم تستجوبيني ؟!..
مافيه شيء لله..)
ضحكت منار بحب :
( الذيب مايهرول عبث..)
مهره بابتسامة وهي تلاعب خالد :
( مابي اعكر مزاجي بذكره...
تدرين كيف يوجعني لما اتكلم به..
فكيف الحين بعد ماشفته وكلمته...
كل ماشفته حسيته يسحب خناجر من صدري ويتركني انزف بقوة...)

منار بحب تستلقي بجوار صديقتها العزيزة على قلبها ...
حضنتها بحب :
( كل اللي ابيه انك تفضفضي...
واذا كان هالشيء يضايقك لاتتكلمين به..
بس حسيتك موجوعة ومحتاجة تتكلمين مع احد...)

هزت راسها وهي تطالع منار :
( كل اللي شفته منه انه انسان بدون مشاعر...
ولو ربي راح يحاسبه راح يحاسبه على فقدانه لضميره...
صحيح انه مابعد يعرف اني انا ادري به...
بس مو معناته انه يتجرد من مشاعره بهذي الطريقة وكأنه ماقتل انسان..
ذبــــحنـــي يامنار ذبحنـــي ...فجعني لما شفته عايش حياته ومبسوط وناسي افعاله...
آمنت انه خالي من الضمير يوم رحت المكتبه بهذاك اليوم وقعد ينصحني اقرا كتاب... وكان ربي ساقني لـ هالكتاب حتى يشمت علي ذياب..)

منار بهدوء تستمع لصديقتها المجروحة...
التي تشد شفتها السفلية حتى تحبس غصاتها..
اكملت مهره بلا شعور :
( كان هالكتاب عن بنت فقدت امها وابوها بسبب شخص كانت تحبه هو اللي تسبب بقتلهم...)
منار بشهقة : ( الى هالدرجة ؟!...الى هالمرحلة وصل هذا الرجال اللي ماعنده مشاعر ولا احاسيس؟!...
ينطق بـ هالكلام قدامك؟!... حتى لو ماكان يعرف انك تدري باللي سواه... بس هو يعرف ان هلك مقتولين...
ليه يقول هالكلام قدامك؟؟!..بأي حق..)

مهره تطالعها بعيون ذابلة :
( شفتي لأي درجة هذا الانسان ماعاد عنده مشاعر...
بس مايهمني... دامه مايعرف اني اعرف عنه كل شيء...
فهذي فرصتي... ومصيره مثل ماكان فوق...
ينزل تحت... الدنيا مو كل ايامها له..)

منار تنظر بهدوء لملامح مهره اللي تيبست على ذكرى مرت بها...وماتدري شنو هالذكرى؟...
هل هي ذكرى اول يوم بروما لما هلوست امامه؟؟!...
ولا المكتبه؟!...
ولا يوم تاكل وتطيح قدامه...
ولا قبل لايمشون بكم يوم لما دفع عنها ...
كل هذي المواقف حتى ولو كانت مو كلها بكت فيها...
تكرهها... تكرهها لانها تذكرها بانها عاشت جزء من حياتها مع قاتل ابوها...
لكن فجأة استفاقت مهره من صمتها وهي تناظر منار بعيون دامعة وبقوة :
( واللي خلق راس امي وابوي...
مااسكت له... مثل ماشوه ايامي..
بأشوه ايامه...)

حضنتها منار ...ونامت بتعب في حضن صديقتها وخالد كان يلعب بحضنها... لما حست بتعب صديقتها ...
سحبت خالد الصغير من حضنها بهدوء...
وغطتها باللحاف... قللت الاضاءة...
ونومت طفلها وظلت تراقب مهره...
تعرف انها كعادتها بتجلس بعد دقايق وهي تصيح لانها شافت جثمان ابوها يدخل بكابوس قاسي عليهم بالبيت مغطى بالدم...
وبتضطر انها تبتلع من حبوبها المنوم...
اللي يخليها تنام براحة..



*



صباحين مختلفين...
من مكانين مختلفين... من شخصين مختلفين...
جمعتهم الحياة...وبينهم حسابات متراكمة...
حسابات لها سنين...
وايام ...من المعاناة...
كلاهما نسى النوم...
احدهم اختار ان يستسلم للعقاقير الطبية...
والاخر اختار ان يتغطرس في عمله...
احدهم لازال يبكي وجعًا وهما...
والاخر قرر ان يصمت... دون ان يتلاعب مع الحكايات القديمة...
الكثير من الذي لايعلمه احدهم...
والكثييييير الذي يعلمه الشخص الاخر...



الصباح الاول...

تستيقظ من نومها على خالد اللي يحط فمه على خدها ويقبلها بطريقة مضحكة...لما حست فيه انتبهت لمنار اللي واقفة على راسها وتضحك ...
فتحت عيونها بسعادة وهي توقف وتهجم عليه بالقبلات ...
ليما مات من الضحك على هجومها...
ناظرت منار بحب وهي تنطق :
( اجمل صباح والله..)
ابتسمت منار بهدوء وهي تجلس جنبها وتمسح على كتفها :
( كيفك الحين؟...عسى ارتحتي بالنوم...)
مهره بابتسامة :
( دامي جلست بنص الليل وطلبت حبوب..
اعرفي اني بارتاح...لان من غيره ماعرف الراحة..)
منار بضحكة :
( ياليت تسمعين هلوستك وانتي نايمة...
كأنك عجوز...ماظل شيء ماتحلطمتي عليه...
الشغل والمدير والاوراق وامجاد...
مافهمت شنو تقولين..
وشنو اللي بتدفعيه؟!..كنت تقولي بدخل الفلوس في عيونه..
مافهمتك وربي...بس خوفتيني عليك ههههههههههههه...)

حست بالاحراج من نفسها :
( خرتها صح؟!..)
ضحكت منار وهي تغمز لها :
( شويتين..)
اخذت طفلها من يدين مهره ثم طالعتها:( قومي غسلي وجهك واطلعي...ترا جهزت الفطور... بس انتظر ابوي علي يجيب الخبز..)
مهره ترسل لها قبلات في الهواء لها ولطفلها :
( الله لا يحرمني منك ياخي..)
وصلها صوت منار اللي كانت طالعه للمطبخ مع طفلها :
( قووووومي من فراشك وتعالي ساعديني..)
مهره وهي تدخل الحمام
( جايتك هالحين...)

غسلت وجهها...
الصباح هذا كأنه بداية جديدة...
كأنها تبي تنسى بها روما... وكل ايام روما...
فرشت اسنانها وطلعت من دورة المياه...
طلعت لها ملابس وتروشت ع السريع عشان لازم تطلع الشغل...
لبست بنطلون جينز هادئ وجزمة اديداس ...
مع قميص كحلي عادي...
تعطرت بعطرها المفضل جيفينشي...
وطلعت من شنطة سفرها الملفات اللي تحتاجها بالشغل...
حملت شنطتها وعبايتها وهي تشوف رسالة من ابوها علي
يخبرها ان بيرسل الخبز مع ولد جيرانهم ويبيهم يفطرون بدونه لان شافوه رجال ولزموا عليه يجي يفطر معهم...
راحت للحديقة وفتحت الباب لولد جيرانهم الصغير واخذت منه الخبز وهي تمد الفلوس ...
ولد جيرانهم ينفخ نفسه :
( ابد والله ماخذ... خليهم عندك يا بنت الحلال)
ضحكت عليه وهي تعبث بشعره :
( والله انك رجال ولد رجال...
بس لايمنع ياولد الناس خذ الفلوس...
وسوي فيها اللي تبيه...
اعتبرها هدية مني..)
هز رأسه برفض قاطع : ( ماني ماخذه...خليه وعليكم بالعافية..)
مهره بخبث :( افا يعني ترد بنت حلوة مثلي من صباح الله خير؟!..)
توهق بفشلة وسمعت صوت منار من داخل المطبخ :
( هههههههههههههههه وهقتي الادمي...)
حطت الفلوس في جيبه وهي تغمز له :
( خذ الفلوس يارجال...الحق مافيه عيب..
المرة الجاية لو عطيتك سطرني...
بس الحين اخذها ..)

طالعها باستسلام وطلع بهدوء...
انتبهت للساعة...كانت الساعة 7 ونص...
وعثمان ارسل لهم مخطط الشغل اللي كان بالفعل طويل...
وماتدري متى بتخلصه...
سكرت ايميلها وراحت تجهز الفطور مع منار وتحمل خالد وتطلع به بالحديقه الصغيرة...
حطوا الفطور على الطاولة...بدأت تشرب من الشاي حقها وهي مستعجلة ...ناظرتها منار بفجعة :
( شفيك يابنت الناس...اجلسي اكلي مثل الاوادم..)
هزت راسها مهره وهي توقف بدون ماتاكل وتاخذ قطعة من الخبز الساخن وتمضغها بهدوء بينما كانت تلبس عبايتها وحجابها :
( لازم اطلع الحين..السواق برا والشغل لفوق راسي...)
منار توقف :( طيب اخذي لك شيء اكليه بالطريق على الاقل...لاتروحين كذا وانتي توك جاية من سفر...بتتعبين..)
ابتسمت لها مهره وهي تقبلها وتقبل خالد :
( ان شاء الله... جهزي حالك الليلة احتمال اخلي السواق يطلعنا انا وياك ..)
منار ابتسمت :
( يالله روحي لاتتأخري على السواق...بعدين نتفاهم على الطلعة..)
غادرت مهره وهي تركض لبرا...
مشت باتجاه سيارة السايق...وركبت منطلقة لشغلها...



*


صباح ثاني...
في حي آخر من احياء الرياض...
حي مختلف لا يشابه الحي الآخر...
يستيقظ من نومه بهدوء ويبدأ روتينه الصباحي...
توجه لخزانة الملابس يسحب ثوبه وشماغه وكبكاته...ومانسى ياخذ احد اقلامه الثمينة المرصوصة في علبة مخملية كبيرة...
توجه ناحية السماعة اللي بغرفته وطلب منهم تجهيز قهوه سوداء له...
دخل يتروش بالحمام... وهو بكل مايملك يحاول ماينسى كل ذكرى مضت في روما بذاك الاسبوع...
يحاول يبقيها ثابته بعقله وهو يقرا ويحلل كل ردة فعل وتصرف منها بروما...
وهو واثق ان اول قرار اتخذته بالصباح...
انها تتناسى رحلة روما بكل مافيها من ذكريات ...ماعدا الشغل...
طلع من دورة المياه بمنشفة على خصره...
وسحب جواله يطالع جدول دوامه الطويل اللي بيكون اليوم...
تنهد بهدوء وتوجه يلبس ثوبه وشماغه...
ويرتب هندامه...
سحب احد عطور العود اللي عنده...
ماهي الا دقائق حتى دخلت الخادمة وهي تدخل له البخور ...
تبخر بهدوء بعد خروج الخادمة وتواصل مع الشركة يرتبون له التقارير كلها على مكتبه قبل يوصل...
سكر السماعة وانتهى من البخور...
نزل للاسفل وشاف امه ..قبل راسها بحب
ذياب : ( صبحك الله بالخير يالغالية..)
ام ذياب : ( صبحك الله بالنور... ارتحت يمه؟!..)
ذياب بغموض : ( ماعلى راحة الايام راحة...
انا بخير يمه... )
ام ذياب بصمت تناظر ذياب وتراقب فيه معالم مختلفه...
جلس بهدوء جنب امه ووصلت قهوته وبدا يشربها وفي يده احدى الملفات...
التفتت لامه وهو يناظرها :
( امجاد وعبير طبعا ماجلسوا صح؟!..)
ام ذياب : ( باقي ماجلسوا..بعد نص ساعة بجلسهم..)
ذياب يوقف : ( لا يتأخرون ..هذا اهم ماعندي...
اهم شيء عبير...لا تتأخر..)
ام ذياب : ( ان شاء الله... انتبه لنفسك يمه..)
قبل راسها مرة اخرى...
وغادر المكان متوجه لحديقة المنزل الضخمة...
يفتح له السواق باب السيارة لكنه توجه لمقعد السائق بهدوء : ( انا اللي راح اسوق..)
هز السايق راسه وابتعد عن طريق سيده...
ماهي الا دقائق حتى طلع من المنزل...
متوجه فيها الى الشركة...
بادي اول صباحاته برؤيتها تنزل من السيارة بشرود...
تمشي للداخل بدون ماتنتبه له...



نزل من سيارته بعد ثوانٍ...توجه للداخل حتى شاف عثمان يستقبله وهو يطلع له ملف :
( استاذ ذياب اليوم عندك 3 اجتماعات بس اضطريت ااجل لك احد هالاجتماعات لان عندك تقارير كثير لازم تطلع عليها...
وبالنسبة للمالية...نحتاج خطة جديدة عشان الفنادق الجديدة... )
كان عثمان يماشي بطريقه للمصعد...هز راسه بهدوء وهو معه بداخل المصعد :
( سوي اللي تشوفه صح عثمان...
اهم شيء مايختل اي شيء بالشغل..)
ربت على كتف عثمان وبامتنان :
( انا اثق بك عثمان..)
عثمان بابتسامة :
( رايك يهمني...طال عمرك..)
ابتسم حتى انفتح باب المصعد وطلع من المصعد وهو يمشي للداخل وبدون مايلتفت على عثمان:
( لازلت عند رأيي ..كلامي لك مايعني اني راح ارحمك بالشغل اليوم..)
عثمان بتوهيقه هز راسه :
( كل اللي تامر به راح يصير..)
ذياب توجه لمكتبه ... ولاحظ الملفات والتقارير المتراكمة...
بعضها كانت خطابات من موظفي الشركة وبعض المطالب اللي لازمته بالشركة...
وبعضها كانت تقارير من المالية واحصائات عن الاموال اللي صرفوها باخر مشروع...وهو فندق روما...
بدا يشتغل فيها تلقائيًا....وهو يدعي الله انه يخلص ولو ثلث منها...
انتبه لمسفر يدخل ...وقف من مكتبه وتوجه لمسفر يصافحه :
( يالله حيهم..)
ذياب يبتسم : ( ربي يحيك... )
ترك كرسي مكتبه وفضل انه يجلس امام مسفر في الكرسي المقابل له..
ذياب : ( وش صار؟!..)
مسفر هز رأسه بعجز :
( تقدر تقول سويت اللي اقدر عليه...
بس شركة آل غــانم لازالوا رافضين انهم يبيعون الاسهم في الفترة الحالية...
يعني خسرنا هالاسهم الى الان بفضل دهاء اختك..)
ذياب وتصرف ال غانم ماعجبه :
( وعرضت عليهم المبالغ اللي قلت لك عليها؟!..)
مسفر هز راسه :
( عرضت... بس قالوا انهم ماراح يستغنوا عن الاسهم...
واذا نبي الاسهم لازم ننتظر لحتى يفكروا انهم يسووا مجلس مناقصة بشركتهم ونشتريها..)
ذياب يرفع حاجبه باستنكار :
( توقعت انهم يتنازلون عنها بسهولة بعد المبلغ اللي عرضته..)
مسفر بنفي : ( انت تدري شنو اللي صدمني يوم سمعت سعود آل غانم...؟؟
كان يقول لي اسهم شركة ال زيد محد يقدر يوصلها...ودامها وصلت ليدنا فحنا مو مستغنين عنها لو بمليون...)
ذياب هز رأسه بهدوء :
( خلهم عنك...لما يصير اي مجلس مناقصة بشركتهم بلغني...
عبير غصب عن خشمها بتروح وبتشوف لي طريقة ترجع لي الاسهم فيها..
وان مارجعت...وقتها انا بتصرف بنفسي...)
مسفر بعدم فهم : ( انت ليه مصر على الاسهم الى هذي الدرجة ذياب؟!..)
ذياب بهدوء صمت لثوان...
بعد ماطال صمته ناظر بمسفر بنظرة يفهمها :
( لأنها مو لــي...
هذي اسهم عبد الله الناصر..)
مسفر بصدمة :
( من جدك؟!... )
ذياب يهز رأسه :
( ايه...عشان كذا انا حرقتك وحرقت عبير...
اذا مارجعت هالاسهم لنا..
اعرف اني بأقوم الحرب على آل غانم...
بس اتوقع ان سعود فاهم ومشتري سلامته...
مابي احولها لحرب نفسيه عليهم مثل ماسويتها على اللي قبلهم..)
مسفر بتفهم : ( والله معك حق... انا ماكنت ادري انها له..)
صمتت لثواني...ثم نطق بنبرة قوية :
( اصلا لو كنت ادري كنت توطيت باختك..)
ذياب يرفع حاجبه وكان كلام مسفر مو عاجبه :
( بتتوطى في بطنها واجد يامسفر؟؟...
كان ماوراها ذياب..)
ابتسم مسفر بنرفزة : ( اختك تجيب هالشيء لنفسها..)
ذياب : ( انا مارضى على اختي...جرب تقربها واتوطاك...
يكفي اللي صار من قبــل..)
مسفر بقهر يطالع بذياب :
( يرحم امك ذياب...انت عارف وفاهم ليه سويت هالشيء..)
ذياب يهز رأسه بهدوء :
( طيب ماهنا خلاف...
اليوم عبير جاية وبوكلها تراب...
وبتاخذ ضريبة افعالها...بس انت شيك لي على الشغل من وراها..
انا قلت لسيف انه مايفتح لها مجال كبير في المالية ليما تتعلم الشغل صح... وان اي مبلغ تطلبه لاي مشروع يبلغني به..)
مسفر يوقف بهدوء :
( خلاص مو مشكلة...
لاتنسى الاجتماع اليوم الساعة 2 ...بعد استراحة الغدا..
نبي نخلص من الخطة الجديدة تبع الفنادق..)
ذياب يوقف ويتوجه للكرسي اللي بمكتبه :
( طيب... بس تطلع لغرفة الاجتماع بلغني..)

ابتسم مسفر ثم خرج...
ومن خروجه...انتبه لدخول امجاد وعبير..
قرر يتجاهلها بهدوء بعد ماسلم على عمته ومشى باتجاه الطابق اللي تحت...الطابق اللي يشتغل فيه هو واخوه سيف...
طابق المالية...حتى يراجع بعض الحسابات مع اخوه..


*





في وسط الشغل اللي اخذ منها الكثير... كانت جسمها يرتعش بين كل ثانية واخرى...لانها ما اكلت شيء..
تجاهلت هالشعور...اللي بالفعل خلاها بطيئة حيل بالشغل وكان ذياب بين كل دقيقة وثانية يتصل على مكتبها يطلب منها ترفع التقارير...وكل مرة تقول له ماخلصت...
تفهمها بالبداية انها ماخلصت بسبب الشغل كثير اللي مو قادرين يلحقوا عليه...بس استغرب ان الكل سلم اشغاله له الا هي كانت بطيئة على عكس عادتها...
ماكان متوقع انها تكون بطيئة الى هذي الدرجة... خلصت اغلب التقارير لكن بقى لها تقارير كثير ماخلصتها...
لما حست بالتعب يتسلل لاصابيعها وعيونها المركزة على شاشة الكمبيوتر...تراخت وهي ترفع يدينها للاعلى وتتمدد بنعاس...
انتظرت الطابعة اللي جنبها تطبع التقارير...
لكن بلا شعور حست بتعب... وحطت راسها على المكتب ...وبلا وعي منها نامت...
كانت الساعة 7 المغرب...
ومن الساعة المغرب نامت لحتى الساعة 11...
صحيح انها نامت اكثر من 4 ساعات...بس لو بدون هالنومة ماتدري ايش ممكن يصير فيها...
نست اوامر ذياب والحاح عثمان وقلق امجاد...نست كل شيء في سبيل نومها وتعبها اللي خلاها غصب عنها تنام ...
صحيح انها نامت بعد مارجعت من السفر...
بس نومها ماكفاها...
أسبــوع كامل كوابيس وصور لجثث ماتركتها...
نومها متقطع كانت كل يوم تحاول تقاوم الحبوب...
لكن ع الساعة 3 الفجر باستسلام تبلع الحبوب وتغوص في عميق النوم...
وبدون اي معالم للادراك نامت...
ونامت بعمق...
وماصحت الا على صوت جوالها...
انتبهت لجوالها ...وبكل التعب والحرارة اللي تحسها ابر بعيونها رفعت تنتبه للجوال ...كان سايقها...
ماستوعبت ولا حاجة من اللي هي فيها...
قامت بارهاق...وطلعت بصعوبة من المكتب...
جسمها يرتجف...رجولها ماهي حاملتها...
اكلها ونومها المتقطع ماساعدها...
وكأن الحرارة اللي بجسمها اخترقت كل معايير الاحتمال..
مشت متجهة للمصعد بدون ماتركز بشيء...
كانت الانوار اللي بالشركة مطفية ...
ظلام...مافيه الا ظلام...
وانارة النوافذ...
كناية عن عدم وجود اي مخلوق غيرها بالشركة...
او مثل ماتعتقد...
طلبت المصعد والتوت للامام لما حست ان جسمها مايحملها...
حاولت تقاوم التعب والهبوط المفاجئ اللي جاها...
بس ماقدرت...اغمضت عيونها وعقدت حواجبها...
كررت حركتها والتوت للامام...
ركبها ماتقدر تحمل ثقل جسمهاا...
صارت تلتوي بهزل...
وبعد محاولات متكررة من المقاومة...
استسلمت واغمضت عيونها...
وطاحت مغمي عليها...






منيره محمد 23-06-17 05:08 AM

رد: فأنت الجحيم الذي استقر وأين المفرُ وأنت المفرّ
 
اول مشاركه لي 🙆🏻✌🏻
المهم نجي للبارت الصارحه انا احب الروايات اللي كذا فيها غموض يعني عقده
عقدة وفاة ام و ابو المهره مين اللي قتلهم هل صحيح ذياب ؟ احس انه مو هو 🙄✌🏻
عبير و جرح اللي تعيشه مهما سوت انها قويه هي من برا هي مجروحه 😢 يمكن تحتاج ترجع
لمسفر و تعالج جروحها قريب منه كذا تنتقم بعدين يعني ذا 😂 يعيشون في حياه سعيده 😋
و ننتظر البارت الجاي ✌🏻

ضَّيْم 26-06-17 03:41 AM

رد: فأنت الجحيم الذي استقر وأين المفرُ وأنت المفرّ
 

حبيت سرد الرواية.. خلّصتها في وقت معدود..
وفي انتظار البارت القادم..
وبعد اذنك هل فيه يوم محدد لتنزيل البارتات لأني ما قريت التعليقات.

همسات حديث 28-06-17 01:26 PM

رد: فأنت الجحيم الذي استقر وأين المفرُ وأنت المفرّ
 
السلام عليكم سراب💕
حبيت التطور الملحوظ في الرواية وان شاء الله القادم أجمل💓
بالنسبة لقصة ذياب ، أعتقد أنها مقتبسة من قصة آدم ستيفينز اللي ذكرتيها ، يعني ذياب مذنب بس يمكن الذنب الأكبر يقع على أبو مهرة ، أو يمكن قتل بالغلط .
استمري بابداعك 👍، بس أتمنى انك تنزلين روابط البارات في الصفحة الأولى عشان اللي جاي جديد يتمكن من قراء البارات .

ـ سَراب ، 28-06-17 08:54 PM

رد: فأنت الجحيم الذي استقر وأين المفرُ وأنت المفرّ
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
كيفكم وكيف حالكم...
كل عام وانتم بخير... ويارب ينعاد عللينا وعليكم بألف صحة وسلامة ..،،
اكيييد ماراح اتأخر عليكم بالبارت...الاغلب بسناب شات طلب مني انزل البارت ..
ولاني مقدر فيكم .. ،،
البارت راح ينزل الليلة ونستمتع فيه سوا...
بس اعذروني مقدر الحين اعلق ورا تعليقاتكم بحكم انشغالي شويتين...
برجع لكم وحدة وحدة وبرد عليها..

بس قبل كل شيء..

لاتحكمون على ابطال روايتي وافعالهم...
انتم تعيشيون الحاضر من حياتهم...بدون ماتدرون شنو صار بالماضي..
بدون ماتعرفون من تحاسب ومن ماتحاسب...
بدون ماتعرفون من تأذى ومن عانى...
فبلييييز اصبروا شويتين مع تقدم البارتات راح تستوعبون ردة فعل كل شخصية بروايتنا...
وبس احبكم ،،..




البــارت : الســـابع

:
:
:
/
" الفصل السابع...
هذه الحرب سرقت مني جميع ما املك...
حتى ردًا منك لم يعد يأتي..
أخشى ان الجحيم قد ابتلعنا جميعًا
واغلق علينا بواباته...
لماذا اشعر وكأن الحب بيننا اقوى من هذه العاصفة..
اقوى من الحرب...
مهما نكرنا انفسنا...مهما كان كبريائنا عالي فيينّا..
فإننا نتألم شوقًا لنرى بعضنا البعض

مُحبِّك..
آدم ستيفنز "

:
:
:









في وسط الشغل اللي اخذ منها الكثير... كانت جسمها يرتعش بين كل ثانية واخرى...لانها ما اكلت شيء..
تجاهلت هالشعور...اللي بالفعل خلاها بطيئة حيل بالشغل وكان ذياب بين كل دقيقة وثانية يتصل على مكتبها يطلب منها ترفع التقارير...وكل مرة تقول له ماخلصت...
تفهمها بالبداية انها ماخلصت بسبب الشغل كثير اللي مو قادرين يلحقوا عليه...بس استغرب ان الكل سلم اشغاله له الا هي كانت بطيئة على عكس عادتها...
ماكان متوقع انها تكون بطيئة الى هذي الدرجة... خلصت اغلب التقارير لكن بقى لها تقارير كثير ماخلصتها...
لما حست بالتعب يتسلل لاصابيعها وعيونها المركزة على شاشة الكمبيوتر...تراخت وهي ترفع يدينها للاعلى وتتمدد بنعاس...
انتظرت الطابعة اللي جنبها تطبع التقارير...
لكن بلا شعور حست بتعب... وحطت راسها على المكتب ...وبلا وعي منها نامت...
كانت الساعة 7 المغرب...
ومن الساعة 7المغرب نامت لحتى الساعة 11...
صحيح انها نامت اكثر من 4 ساعات...بس لو بدون هالنومة ماتدري ايش ممكن يصير فيها...
نست اوامر ذياب والحاح عثمان وقلق امجاد...نست كل شيء في سبيل نومها وتعبها اللي خلاها غصب عنها تنام ...
صحيح انها نامت بعد مارجعت من السفر...
بس نومها ماكفاها...
أسبــوع كامل كوابيس وصور لجثث ماتركتها...
نومها متقطع كانت كل يوم تحاول تقاوم الحبوب...
لكن ع الساعة 3 الفجر باستسلام تبلع الحبوب وتغوص في عميق النوم...
وبدون اي معالم للادراك نامت...
ونامت بعمق...
وماصحت الا على صوت جوالها...
انتبهت لجوالها ...وبكل التعب والحرارة اللي تحسها ابر بعيونها رفعت تنتبه للجوال ...كان سايقها...
ماستوعبت ولا حاجة من اللي هي فيها...
قامت بارهاق...وطلعت بصعوبة من المكتب...
جسمها يرتجف...رجولها ماهي حاملتها...
اكلها ونومها المتقطع ماساعدها...
وكأن الحرارة اللي بجسمها اخترقت كل معايير الاحتمال..
مشت متجهة للمصعد بدون ماتركز بشيء...
كانت الانوار اللي بالشركة مطفية ...
ظلام...مافيه الا ظلام...
وانارة النوافذ...
كناية عن عدم وجود اي مخلوق غيرها بالشركة...
او مثل ماتعتقد...
طلبت المصعد والتوت للامام لما حست ان جسمها مايحملها...
حاولت تقاوم التعب والهبوط المفاجئ اللي جاها...
بس ماقدرت...اغمضت عيونها وعقدت حواجبها...
كررت حركتها والتوت للامام...
ركبها ماتقدر تحمل ثقل جسمهاا...
صارت تلتوي بهزل...
وبعد محاولات متكررة من المقاومة...
استسلمت واغمضت عيونها...
وطاحت مغمي عليها...



بداخل مكتبه ...سمح لكل موظفيه بعد مارحمهم انهم يطلعون من الشغل الساعة 9...
كانت الشركة اليوم جدا بحالة فوضى...
وكأن غياب ذياب عنها مايحافظ على استقرارها...
رغم ان كل من حوله يحاول انه يسيطر على استقرارها..
بس كثير من القرارات يرفض ذياب اي احد غيره يتخذها..
استغرب من تأخر مهرة ....
وماكان عنده اي مانع انها تجيبها الصباح...
راح يحاسبها الصباح...اهم شيء انها اشتغلت عليها مثل مابلغته امجاد...
شرب قهوته اكثر من 4 مرات غير اللي شربها الصباح بالبيت...
وهو لازال يحاول ينجز شيء كبير من الشغل...
لكن الحمدلله...انتهى من كل شغله المتراكم...بقى له الشغل المعتاد اليومي... وتقارير مهره المتأخرة...
انتهى من اجتماعين اليوم...وبكرة عنده اجتماعين...
المفروض يكون عنده اجتماع واحد فقط بكرة...
بس لانه اجل احد الاجتماعات اللي اليوم حتى يسيطر على شغله...
انتبه لاتصالات امه المتكررة...وهي تتسائل عن سبب تأخره...
رساله من مسفر تقوله بأن امك قلقانه عليك وتبي تتطمن عليك...
اتصالين من امجاد وثلاثة من شيماء...
رسائل عمل من عثمان في بريده الالكتروني...
والعديد من الاشياء اللي مالها نهاية...
سكر لابتوبه وسحب شماغه ووقف امام النافذة اللي عبارة عن خلفية لمكتبه كجدار كبيير ممتد ومطل على شوارع الرياض...
كان انعكاس صورته مرسوم على النافذة الضخمة...
نسف شماغه ... وسحب ملفاته وتوجه للخارج...
اتصل على مكالمات امه الملحة ...
وكانت تتسائل عنه وتترجاه يرحم نفسه من الشغل...
سمع الحاحها من كلمة :
( الشغل مايضيع يمه...بس الصحة اللي تضيع...
حتى نوم واكل مثل الاوادم ماتبيه...
ارحم نفسك محد بيضع حلالنا..)

اردف لها يطمئنها بأنه اكل وعاكس الامر الواقع...
الحقيقة انه ما اكل ...غير الاكل اللي باستراحة الغداء..اللي كان مع امجاد ومسفر وسيف وعبير...
وبالفعل ماكان له نفس ياكل...
الاكل عنده شيء يساعده انه يكمل يومه...
ياكل حاجته وبس...
غادر ردهة الممر... وبمجرد مغادرته كان المكان كله ظلام عدا من اضاءات النوافذ الخارجية...
لمح طيف يمشي بطريقة مرتبكة...
مرتعشــة...
ومهزوزة...
لمح انحناءاتها المتكررة امام باب المصعد ترفض السقوط..لمح رجفة جسمها وكانها تعاكس كل وقفاتها الواثقة ...
استغرب وجودها بـ هالوقت المتأخر...
لما حس انها بالفعل راح يغمى عليها وانتبه لاستسلامها ...
اغلق السماعة اللي كان يكلم بها امها خاتم الموضوع :
( اكلمك بعدين يمـــه..)

توجه بلا شعور ناحية جسمها المستسلم ...
طاحت فورا بين ذراعه...
ماسمح لسقوطها يوصل للارض...
فكان جسمها مرتخي بين ذراعه...
ناظرها...كانت شاحبة...شفايفها البارزة تحولت للون الابيض بسبب ارهاقها...
بشرتها كانت بلا لون...غير الشحوب...
حملها بين ذراعه ونزل بالمصعد...
هز راسه وهو يطالعها :
( لو قلتي لي انك تعبانة ماكان صار لك كذا...
تتحدين نفسك بهذي الطريقة القاسية ليه؟؟..)

انفتح باب المصعد ولمح سواقه...
طلب منه فتح الباب الخلفي...
دخلها الى المقعد...
وبسرعة توجه ناحية مقعد السائق بعد ماخذ المفتاح من السايق وتوجه للمستشفى...
ماقدر يمنع نفسه من سماع هلوساتها اللي كالعادة...
كلام متقطع...وهالمرة كان غير واضح ...
مايدري اذا هي تنطق الكلام بطريقة صحيحة او لا...
كان جسمها حار وهالشيء حس به من يوم طاحت بين ذراعه...
بين كل دقيقة ودقيقة مامنعت نفسها ...
تتكلم بطريقة غريبة...لكنه ماستغرب..
من بعد اول يوم لهم بروما ...ماستغرب...
هالشيء بسيط امام خروجها من الفندق بروما وتكلمها وضحكها الغريب ...وتجرأها المو طبيعي...
طالعها من المراية كانت غافية وجسمها يرتعش ...
لكن ماصدمه غير كلمتها ...
اللي اعتبرها اول كلمة تنطقها بطريقة صحيحة من لما ركبوا السيارة ..
مهره بصوت متقطع :
( ش..فـت ذي...ذيـ...ـآب يب..ـ يبه..)

اسمه دخل بين هلوساتها بشكل صريح...
وكان كل غايتها بـ هالحياة انها تشوف ذياب...
تنهد بداخله وكان يحاكي نفسه...
ليتك تشوف بنتك ياعبدالله...
ليتك تسمع هلوساتها...كان مالمتني بعد اللي صار...
سنين بعد موتك وانا عاني...
بس ماكنت اعتقد اني بعاني بشوفتها من بعدك...

توجه وركن سيارته للمستشفى ...
استقبله احد المسعفين بسرير للداخل...
دخل للمستشفى..وكان سهل عليه يفتح لها ملف ويجري معاملاتها بالمستشفى بدون مشاكل...
ماحتاج لبطاقتها ولا لاي شيء...يعرفوه كلهم فتساهلوا معه وخلصوا اجرائاتها..
لف لاحد الممرضين اللي طلع من غرفتها يناظره ...
ذياب : ( وش فيها؟...)
الممرض يهز راسه : ( مستوى الجلكوز بدمها منخفض...
ومن الواضح انها ماكلت شييء طول اليوم...
عطيناها مغذي وبعض المحاليل...
كلها ربع ساعة بالكثير وتصحى.. )
ذياب هز راسه للممرض وتوجه لداخل غرفتها يناظرها مغمضة عيونها وبيدها الصغيرة تدخل ابرة المغذي...
هز راسه وهو حالف انه بيكوفنها لو جلست...
هي عارفة ان عندهم شغل كبير...بس مو لدرجة انها تمنع نفسها من الاكل نهائيا بهذي الطريقة...
صحيح انه هو ماياكل كثير وقت الشغل...بس متى ماحس بانه محتاج ياكل بياكل وماراح يحرم نفسه...
بأي حق تحرم نفسها عشان تذبح نفسها بهذي الطريقة وقت الشغل...
طلع من الغرفة حتى ماتجلس وتشوفه يراقبها بهذي الطريقة...
يعرف انها ممكن تجن لما تشوفه يطالعها...
ومستحيل تقبل بـ هالشيء هذا...
انتظرها خارج الغرفة لحتى تجلس...



*



كانوا جالسين بالحديقة متجمعين ويسولفون...
بس ام ذياب وامجاد ملاحظين على شيماء علامات الطلق وكانها قربت تولد...خصوصا انها مو قادرة تجلس وكانت كل شوي توقف وتمشي...
ام ذياب تطالع في امجاد بقلق وامجاد تغمز لها وتبتسم لها تطمنها ترتاح...طبيعي ماتنلام اول بنت تولد وبتجيب لها اول حفيد...عبير كانت رايحة تكلم الخدم من داخل يجيبون لهم بعض حطب عشان يشبوا النار بالطاولة اللي كانت بوسط جلسة مزينة بأشجار مضيئة...
وبالوسط كان مكان مخصص لشب الحطب...
لما جلست طالعت بامجاد وامها ولفت بنظرها لشيماء...
عبير بضحكة تناظر شيماء : ( شفيك؟...تحتك بيضه؟؟!)
شيماء بتوتر : ( واللي يرحم والديك اتركيني...)
عبير تخوفها : ( نياهاها....بتولدين ...)
شيماء تهز راسها بخوف وعيونها كانت خايفة بطريقة مضحكة : ( والله ماولد...)
عبير باستلعان : ( هههههههههه بتولدين... وقولي عبير ماقالت..)
شيماء بقهر من خوفها :( والله ماولد بدون طلال...
نعم اول مولود لنا وهو بالشرقية؟؟...
قسم بالله مايطلع ولده مني..)
ضحكت امجاد : ( هههههههههه ليه هو بكيفك تطلعين ولده متى مابغيتي؟)
شيماء وهي تروح تجلس جنبهم :
( مابي...مابي اولد بدون ابوه...)
ام ذياب تبتسم : ( ماراح تولدين بدون ابوه باذن الله..)
شيماء بوجع من الام بطنها :
( يمه لو ولدت بدون طلال لايجيني ويكلمني...
يروح ينقع بشغله اصرف له...)
امجاد تبتسم لها وهي تمسح عليها :
( لا تخافي.... صلِّ ع النبي...
وبعدين يابنت الناس اذا انتي حاسة بآلام الطلق ليه معاندة ماتبي تروحي المستشفى؟!..)
شيماء بعناد تهز راسها :
( مابولد اليوم انتوا شفيكم؟...
لو جاني الم ولادة بقول..)
ام ذياب : ( ايه شايفتني عليمية ماعرف متى يجيك الطلق...
اذا ماولدتي اليوم حدك بكرة وتولدين...وقولي امك ماقالت..)
عبير بضحكة : ( هههههههههههه شفيك يمه؟
تراها متفقة مع اللي بطنها ينتظرون زوجها...
ماني فاهمة ولدك بيطلع من بطنك بتصريح من زوجك ولا شسالفة ؟؟)
شيماء بقهر : ( انتي انطمي...
يارب اشوف فيك يوم...تعافرين مثل الناقة بعز القايلة ولا تقدري تولدين..)
امجاد بضحكة : ( ههههههههههههههههه...
ياويلي...معليش عبير امسحيها بوجه طلال...
البنت اول ولادة لها ومو عارفة ايش تقول..)
شيماء اطلقت صرخة خفيفة وكلهم قاموا بخوف فزوا لها..
طالعتهم بقهر وهي تأشر لهم يجلسوا :
( قلت لكم مابولد اليوم...وخروووا عني..)
ام ذياب تطالع امجاد :
( روحي قولي لهم من داخل يجيبوا كمادة لتحت ظهرها..)
امجاد بطاعة راحت بسرعة وعبير ظلت تطالع بشيماء..صحيح انها تضحك معها بس كانت خايفة عليها خصوصا بعد اول صرخة لها...
كانت كل شوي تقوم وتمشي...او تغير وضعية جلستها..
ام ذياب كلمت طلال يجي من الشرقية ..وهو بنفسه قال لها مستحيل انه يفوت ولادة اول طفل له...اتفق مع دوامه يعطوه اوف وكان جاي بالطريق ...
والاكيد انه خايف على شيماء..لان عندها فقر دم...فطول ماكانت عند امها كانت تعطيها كل الاشياء والفواكه اللي تزيد من معدل دمها... حطوا لها كمادة ورا ظهرها وناظرتها امها بقلق :
( بايش حاسة يمة؟.. )
شيماء تطالع امها :
( بخير يمه لا تحاتين خلاص...
قلت لك متى ماحسيت اني بولد بقول..)
هزت راسها امها بابتسامة وناظرتها :
( الله يعين قلبي وقلب طلال على عنادك..)
ابتسمت لامها بهدوء وهي تحط يدها على بطنها..
وتتمنى من الله انها ماتولد طفلها الا لما يجي ابوه..
تمنت هالشيء بايام حملها..
وهي تتخيل سيناريو ولادتها...
ماتدخل غرفة الولادة الا وزوجها ينتظرها برا...
مستحيل تولد اول طفل لهم وابوه غياب عنهم...
ناظرت بهم خايفين عليها ويناظرونها وهي ضحكت عليهم ..


*



كانت جالسة بغرفة مهره بخوف وقلق على مهره طول اليوم...
حتى لما دخل جد مهره وسأل عنها اضطرت انها تكذب وتقول له انه مهره اليوم عندها شغل واحتمال تتأخر وهي كلمتها وقالت لها مهره بخير...
حطت لجد مهره العشا وانتبهت له يدخل ينام...
ودخلت غرفتها بعد مانومت ولدها وظلت تحاتي مهره...
اتصلت عليها اكثر من مرة بس الى وقتها هذا مالقت اي جواب او اي رد...
توترت طول الوقت وهي خايفة عليها...
معقول ذياب عرف عنها بشيء وسوى لها شيء يضرها؟؟؟
لا لا...مستحيل
مهره ذكيــة مستحيل تخليه يعرف بمثل هالشيء...
مستحيل تخليه يعرف او تحسسه بشيء...
طيب ليه تأخرت البنت؟؟؟
الساعة 12 تمام ولسة ماجت...
ياربي ياحبيبي احفظ مهره...
معقوله ذياب يسويها ويضر مهره؟؟
ايـــه ليه لا!!
شخص قدر يقتل بشر بدون ذنب...
بيقدر يقتل بنت بريئة كل مطلبها انها ماتقبل الظلم اللي صار لاهلها...
والله لو يسوي فيها شيء انا اللي باذبحه...
ان كانت مهره ماتقدر تضره جسديا وتاخذ روحه...
فانا اللي بروح روحه...
مستحيل اتنازل عن روح مهره مستحيل...ماعندي بالدنيا غيرها...هي اختي واهلي وكل شيء...


مايأست من محاولات انتظارها...
وهي تطالع في جوالها وتتصل على رقم مهره...
لعل وعسى تقدر تجاوبهاا...
او على الاقل تعطيها مشغول!!




*


بالمستشــفى...
جلست بصعوبة وتحس بأن عيونها تعورها...
الحرارة والحريق اللي بجسمها وصل لعيونها..ماقدرت تسيطر على عقلها اللي متعبها..
بلعت ريقها بصعوبة... واضطرت انها تفتح عيونها حتى تستوعب شنو اللي صار...
الاحلام اللي شافتها في هذي الغفوة اللي على مكتبها...
كانت تعتقد انها لازالت بالمكتب وبتستمر معها احلامها ...
احلام حلوة...تشوف فيها امها وابوها... وتعيش حياتها القديمة...
ببيتهم القديم...بكل املاكهم القديمة...
حتى حياتها ماكانت كذا...
كل توقعاتها بعد ماتجلس هي انها بتشوف نفسها بالمكتب...
وبتكمل تقارير ذياب...وبترجع البيت للسواق...
ماكانت تذكر اي شيء من اللي صار...
استوعبت انها مو بالمكتب...وبخوف جلست بقوة...ومن جلوسها السريع...حست بدوخها في راسها اضطرت منهاا انها تستند على السرير بتعب... طالعت يدها...ابرة المغذي بيدها...
وبوقتها بس استوعبت انها بالمستشفى...
انتبهت لحجابها اللي مو مرتب....
شالت ابرة المغذي اللي بيدها بعنف...
وماهتمت بالدم اللي نزل من يدها... رتبت حجابها وجلست على السرير وهي تحط رجلينها للارض...انتبهت لجزمتها الاديداس موجودة تحت... سحبتها لرجولها وربطت خيوطها...
ماهي قادرة تجلس مكتوفة وهي ماتدري وش اللي جابها للمستشفى...
ماهي قادرة تستوعب اللي هي فيه...
كل اللي تذكره احلامها...وغفوتها على المكتب...
حست بوخزة بيدها وبتعب :
(أخخخخخ...)
مسكت يدها اللي تنزف ولمحت ذياب واقف على الباب يراقبها...
من متى وهو يراقبها؟؟؟
من متى وهو واقف ويطالعها ...يتفرج عليها وكانه منظر لازم يعتاد على مراقبته...
لما حست بمراقبته لها وقفت وبهدوء اردفت له :
( وش اللي صار؟!..)
دخل ذياب وهو يمد لها منديل حتى تحطها على يدها اللي تنزف...
سحبت المنديل بهدوء حتى جلست على السرير وتستوعب كلامه اللي جاها بهدوء :
( بإيش حــاسة؟!..)
رفعت عيونها ناحيته ...وكانت مستاءة :
( اللي يشتغل عندك بايش يحس غير التعب طال عمرك؟)

ابتسم بهدوء وهو رافع حاجبه...وكان كلامها مو عاجبه...بينما هذي الحقيــقة..
رفعت راسها ناحيته لما سمعتها يكلمها..
ذياب : ( قالوا لي انك طول يومك ما اكلتي شيء..)
مهره كانت مقهورة منه وماتبي تطالع فيه...
بأي حق يكون هو الشخص الوحيد اللي شافها وشالها...
ليه مافيه الا هو...
ليه ماتواجد اي شخص غيره.. مابيه ياربي...مابي اشوفه...
كرهي له يزيد يوم عن ثاني...
واحس اني مو بخير معه...

ذياب :( ليه مااكلتي...
فيه شيء اسمه استراحة غداء...
ليه ما اكلتي فيها..)

مهره بسخرية : ( اعذرني يامديري العزيز...
كنت احاول الحق على شغلك اللي مايخلص..)

ذياب بنبرة حادة : ( المرة الجاية ان جيتيني وانتي مو ماكلة بالشغل...بدخل اوراق الشغل بفمك..)

ناظرته بقهر من كلامه ... جعلني اموت انت شدخلك يالبومة؟؟؟
وش تبي تتدخل في اللي اسويه...
انا عاجبني اني مو اكل مثل ما انت عاجبك انك ماترحمني بالشغل...
وقفت بقهر امامه وهي تبي تمشي...لكنها كانت بتطيح امام عيونه...بمجرد ان حس انها بتطيح تحرك ناحيتها...
لكنها اشارت له : ( انا بخير..)
مشت لخارج المستشفى وكانها واثقة بانها بتمشي وبتلقى سواقها...لكن كان ذياب وراها وفجأة صار قدامها :
( امشي للسيارة...مابه حد يوديك غيري..)
مهره ناظرته بغضب وبقوة :
( اعرف طريق البيت يامديري..
انت تامرني بالشغل وهذا ماهو وقت شغلي..
فاسمح لي اقولك اني انتظر سواقي يجيني..)

ذياب بعصبية : ( سواقك ماهو بفاضي لك...
الحين نايم..)
هزت راسها برفض شديد :
( اعتذر منك طال عمرك...بركب بأي تاكسي..)
ذياب بغضب : ( كلمة ومابثنيها...
تركبين هالحين السيارة قدامي ولا بشيلك...
الساعة 1 ونص بالليل...أي تكسي بتركبين معه بـهالوقت لوحدك؟؟)

مهره ناظرته بسخرية : ( يعني المفروض ما اثق بالتاكسي...بس اثق فيك!..)

ناظرها بغضب ووكان واضح انه بيكفر فيها...
طلعوا للمواقف وهي كانت بالفعل متجاهلته تنتظر سيارة تاكسي...
لما شافها واقفة معاندته كان بيجن جنونه...
راضية تعاند على حساب نفسها...
تتعب نفسها بالشغل وماتاكل على سبيل انها تتحداه وتكسر عينه...
والحين واقفة بنص الليل تنتظر تاكسي بس عشان تكسر كلمته...
ماتفاهم معاها...
انصدمت لما شافت نفسها تنجر للسيارة غصب عنها...
بأي حق يلمسني او يمسكني...
ماله حق ...مايخاف رب العالمين...
شخص يقتل كيف بيعرف الله وحدوده...

شالت يدها منه بقهر وغضب مصدوم :
( مالك حق تلمسني... ومالك شغل فيني...
انت مو ولي امري... وقت الشغل تقدر تامر وامرك ينوخذ بالطاعة...بس الحين اسمح مالك حق...)
ذياب بقلة صبر : ( عاندي اكثر وقتها بشيلك للسيارة..
وقولي ان ماعندي حق...)
مهره ناظرته بقهر...مضطرة تمشي وتركب السيارة...
حتى ماينفذ كلمته...حست بجدية كلامه لما مسكها بقوة من يدها وشدها ناحية السيارة...
بس حقـــير... حقيــر ومايخاف الله...
يمسكني بهذي الطريقة...مايجوز له...
والله مايجوز له...
يمشي الدين بكيفه وهو يمسكني ...
ياربي لا تواخذني...كله منه ...

عضت شفايفها بغيض وهي تركب السيارة بقهر...
ركبت من الخلف...بينما هو ركب من الامام...
تواصل مع امه وهي كانت تسمع كلامه...
جعلك تنبط يالعجل ...
يالعجوز...
الله لا يحلك...وش تبي تمسكني ...كسرت ايدي...
كل هذا عشان اركب معك وماركب تاكسي...
انا اثق في كل رجال العالم الا امثالك يالقاتل..
يالـــمجرم...
وماعلي لوم يومي مابغيت اركب معك...

فتحت جوالها وانصدمت من عدد المكالمات اللي من امجاد...فوق 50 مكالمة...
رسلت لها بهدوء انها جاية بالطريق وبتخبرها عن كل حاجة...
طول ماهي بالطريق ماتبي تفكر انها معه بسيارة وحدة...
بس غصب عنها لفت وجهها ناحية المراية ولاحظت عيونه اللي تراقبها...
هربت بعيونها بسرعة ماتبي تطالعه...وقربت معالم بيتهم امام عيونها...
وقفت السيارة قدام البيت...
سمعته يقول لها ان ماله داعي تجي بكرة وتداوم..
بس هي طنشته وبتداوم وبتكسر عينه...
بالنهاية ماهي اللي تاخذ اوامره بعين الاعتبار...
نزلت من السيارة ومثل اي حركة بنت معصبة بالعالم...
صفعت بالباب...
وعشان يكسر عينها...لما مرت من السيارة ضرب بوري لحتى فزت بخوف وهي تطالعه بحقد....
انتظرها ليما فتحت الباب ودخلت بغيض وهي تنطق :
( جعلك ماتنام ليلك يالمجرم...)

دخلت للداخل حتى تطمن قلب منار..
اللي حست انها بالفعل طول اليوم تحاتيها ومشغولة عليها..




*



وقف سيارته بداخل الحديقة بقسم الباركينق تبع البيت...
نزل بهدوء وتوجه للحديقة مكان ما اهله جالسين...
لاحظ وجه اخته اللي تعبان... وسلم على امه وخواته...
جلس وهو توه طالع من غزوه حرب مع تلك المهره...
كل تفكيره بأنه المهره الغاضبة اللي كل يوم تطالعه بقهر...
ماتدري عن الاسرار الكثير...
كل تفكيرها بأنها تشوف طريقه كيف تنتقم منه...
وهو لاحظ مهما كانت قوية...خوفها من الله وضميرها يوجعها وتتراجع عن كل قراراتها...
كل مالمح فيها طيف قوة...انهزم بنظرة منه ...
بيكتمل شهرين من اول مالتقت فيه...
لكن يومه التقى فيها ...مر الكثير...
التقى بـ المهره من زمن بعيــــد...
زمن بعيد عن ذاكرة مهره....
قريب من ذاكرة ذياب...
يعرفها قبل لا تعرفه...وماهو محتاج يواجهها بـ هالشيء لانه بيزيد من حدة طعونها..
ناظر امه اللي تطالعه :
( وش اللي سرحان به ذياب؟..
بك شيء ماني جاية اعرفه..)
ذياب بهدوء يناظر امه :
( كل اللي فيني يمه ماينقال...
لا جى وقته تكلمت...اتركيها على الله )
ام ذياب بقلق :
( كون بخيــر يمة...لاتوجع قلبي...)
ذياب يبتسم لامه :
( بخير يالغالية ...لا تحاتين...)
ناظر شيماء اللي تتوجع :
( شيماء تبين اوديك المستشفى؟!..)
شيماء ناظرت ذياب وارتخت ملامحها المشدودة :
( لا ...انا بخير..)
ابتسم وانتبه لعبير اللي تطالعه بنص عين :
( اختك هذي تنتظر تصريح من زوجها عشان تولد..
بس ماهو بعيد...اليوم او بكرة بالكثير ...وبتولد..)
ذياب ناظر عبير :
( طيب انتي ليه شاغلة نفسك بها؟
ورا ماتشغلين نفسك بالشغل ماهو بأحسن؟)
شيماء بحب : ( والله مايعزز لي غيرك ياذياب...
لو تشوفهم مساعة كلهم علي.. )
ذياب يبتسم وهو يناظرها : ( بس هم انتي عليك لوم...
دامك تتوجعين خليني اوديك المستشفى..)
شيماء تهز راسها برفض : ( مابي ..
متى ماجيت بولد بقول..)
ضحك ذياب عليها وهو يهز راسه :
( يعني على اساس ولدك بيعطيك خبر قبل لا تولدين؟)
شيماء باحراج : ( لا بس انا انتظر ابوه..)
ذياب بابتسامة :
( ابوه ماهو بعيد...كلها ربع ساعة ويوصل..)
فتحت عيونها بغير تصديق :
(شلون؟!...)
ام ذياب تطالعها :
(زوجك اخذ اوف اليوم عشانك...)
ابتسمت شيماء : ( طيب ليه ماقلتوا لي؟)
ضحكت امجاد : ( ليه الحين تقدري تولدين؟؟!)
شيماء بضحكة تناظر امجاد وهي تهز راسها :
( ايه ...الحين اقدر اولد براحه..)

ابتسم ذياب لاخته ودخل داخل لمكتبه...
فتح لابتوبه واول شيء سواه بدا يدخل على الويب سايت تبع شركة آل غانم...يشوف شنو آخر انشطتهم...
وكان مكتوب بالبنط العريض...
آل زيد يتنازلون عن اسهم بمقدار 2% والتي تقدر في السوق بالملايين...
حس بقهر كبير... وهم يكتبون تقرير بأن احد وجهاء ال زيد حاول يسترجع الاسهم ولكن من باب الحيطة ماعطوهم اياه...
وهذا جى برفض المدير سعود آل غانم...
وابنه ضاري آل غانم...

حس بغيض شديد ...ماقدر يسكت عن غيضه...
وخصوصا ان هالاسهم ماهي من املاكه...
هذي اسهم عبد الله الناصر...
وبمعنى احرى...
الاسهم لمهره ...كيف يتنازل عنها بهذي البساطة؟؟
اذا ماقوم الحرب على ال غانم في حال رفضوا كل الخيارات...
ماهو ذياب...
ماهتم للساعة ولا اهتم بالوقت...
فتح جواله واتصل على عثمان اللي وصله صوته الناعس...
ذياب بغضب وحده :
( بكرة تجيب لي كل التقارير اللي تقدر عليها من شركة آل غانم...
اذا ماقومت عليهم حرب الله...
ماني ولد آل زيد...)

سكر السماعة وتوجه لغرفته...انتبه لعبير اللي مرت من جنبه...
ناظرها بقوة وحدة وهو متجاهلها لغرفته...
وهي من خوفها ارتجفت وماهي عارفة شنو مسويه...
ظلت تراجع كل الاخطاء اللي ممكن تكون سوتها بالشغل اليوم...
مابه شيء حضرها...
غير الاسهم اللي باعتها بالمناقصة...
ماتدري شنو سوت...
وماتدري عن هالاسهم اللي قيمتها ماتتجاوز 2%...
شنو ممكن تسوي...



*



فتحت الباب بهدوء ، وتوجهت لغرفتها...كانت بالفعل تعبانة وتحس بان مافيها طاقة لما كانت بالشركة...بس الحين حست انها احسن بفضل المغذي اللي كان بجسمها... بس وين تحس انه قلبها المحروق احسن بعد ماحاصرها الظالم في كل زاوية من حياتها...
ناظرت يدها المحمرة بأثر اصابيعه يومه جرها الى السيارة...كيف كانت مستغربة انه ماخاف الله يوم مسكها بهذي الطريقة ...وكأنه يجوز له يسحبها بهذي الطريقة الوحشية على حساب مزاجيته...
انت رئيسي بالشغل...
مو رئيس بحياتي...
ماعاد ابيك تتحكم بقراراتي...
انا انسانة بالغة واعرف الصح من الخطأ
اعرف ان الركوب مع تاكسي بنص الليل أأمن من الركوب مع قاتل مثلك...
مع شخص مايعرف الله ولا يتقي حدوده...
انت شر على هيئة انسان...
حتى الشياطين تخاف منك...
اكرهك اكرهك....
ربي يحرق قلبك مثل ماحرقت قلبي... مستحيل اتقبلك وماممكن اتقبلك...من اول ماعرفتك وانت تبي تفرض هيمنتك علي...
وكأني ما ادري بشرك وبسواد افعالك...
تبيني اعرف انك شخص مايخاف رب العالمين؟
انا اعرف من قبل ماشوفك...
جعل عينك البط...
يالبـــومــه..


توجهت للداخل بتنهيدة وهي تعض شفايفها بتعب...
ناظرت منار اللي كانت غافية...دخلت بهدوء وحاولت انها ماتصحيها...بس بمجرد ان حست منار بحركة في الغرفة...
فتحت عيونها وبخوف ناظرت مهره :
( مهره؟؟؟)
مهره تغمض عيونها بسبب محاولاتها في انها ماتصحي منار فشلت...ومع الاسف جلست وناظرتها...
مهره تجلس بكرسي التسريحة المقابل لمنار المستلقية على السرير :
( توني داخله..)
منار بغضب : ( انتي مجنونة؟؟؟...خوفتيني عليك...
متت قلق...كنت باستجن والله العظيم..
ليـه تأخرتي؟...الساعة 1 الفجر!!)
مهره بهمس حتى ماتصحي خالد اللي نايم :
( ادري والله اني تأخرت...
بس تعبت واضطريت اروح المستشفى..)
منار فتحت عيونها بقلق ووقفت بدون شعور وهي تحط يدنها على جبين مهره...شافت يدها الموضوع عليها لزقة ...
رفعتها وبعيون مصدومة ناظرتها :
( من اييييييش ؟؟؟
وليه ماقلتي ليه طمنتيني؟؟؟؟؟..)
مهره بهدوء تناظرها :
( اشششش...اهدي لاتصحين ولدك...
شيء ثاني كيف اطمنك...
اغمى علي وانا طالعة...)
تحولت نظرتها الهادئة الى نظرة غاضبة وبقهر :
( وماشافني غير النذل...)
منار شهقت :
( هئئئئئئئئئئئ....يعني اهو اللي وداك المستشفى؟؟!)
هزت مهره راسها بارهاق :
( ماكان في الشركة غيره...
شافني واخذني للمستشفى وجابني..
والله يعز علي اكون معه بمكان واحد...
اكره وجوده...بس دايما اشوفه حولي...
وكأن الله مسلطه علي...)
منار بتوتر هزت راسها :
( ماسوا لك شيء؟؟)
مهره تذكرت ايدها يوم يجرها بقوة...كانت بتموت من الخوف لحظتها وخصوصا وهي تشوف شرار بعيون ذياب وقتها...
تجاهلت هذا الموضوع امام منار حتى ماتخاف اكثر واردفت :
( في اكثر من اللي سواه فيني قبل عشان يسويه؟؟؟...
اعتقد ان خيارات الشر اللي عنده خلصت...)
منار بخوف : ( خافي الله في نفسك يامهره...
هذا انسان ارسلك جثمان ابوك بيوم من الايام...
لاتسمحي له يرسل لي جثمانك...)
مهره بغضب :
( يخسي...
لاهو ولا عشرة من امثاله يقربون مني...
اذا على صوته علي بالشغل فهذا مايعني اني راح اسكت له برا الشغل...
ولو فكر بس فكر انه يضرني... راح يلقى سواد يومه...)
منار تجلس على طرف السرير مقابل مهره :
( انتي بعد لا ترهقي نفسك في الشغل عشان تكسرين عينه...
شوفي حتى اكل مثل الناس ماتاكلي...والضحية انتي..)
مهره ترخي ظهرها على الكرسي :
( اليوم ماكان لي نفس اكل...
بس خلاص...باكل الاخضر واليابس ...كله عشان لا اطيح بيوم من الايام قدامه واضطر اروح معه للمستشفى...)
منار بتحذير : ( والله بكرة ماتطلعين من البيت الا وماكلة...
اصلا مديرك الذكي المفروض يعطيك اجازة..)
مهره هزت راسها : ( عطاني اجازة...
بس تهبا من عينه ...بكرة بروح وباشتغل واخلص اشغالي...
ماهو بانا اللي اسمع كلمته...)
منار بغضب : ( لاتعاندينه على حساب نفسك )
مهره تقف وهي تتمدد في الهواء :
( لاتخافين...انا صرت احسن...
وبكرة راح اكل ...يعني مابه شيء يستاهل أأجل اشغالي يومين على حساب راحة ماني محتاجتها..)
منار تهز راسها :
( طيب يامهره...بس والله لو انعادت وتأخرتي انا اللي باروح له وبقلع عيونه..)
مهره تبتسم وهي تتوجه للسرير وتستلقي بجوار خالد...
ومنار جت استلقت معها بالجهة الثانية وناظرتها ...
ابتسمت مهره وهي تمسح على راس خالد اللي نايم وابهامه في فمه :
( في احلى من اني اجي من دوامي وتعبي واشوف هالوجه؟؟؟)
ابتسمت منار بضحكة : (هههههه تدرين انه تعبني اليوم...
صار له اسبوع يشوفك تنامين معنا وتلاعبيه...
اليوم حس بطفش ونام..)
قبلته مهره بنعومة : ( حبيبي والله...
ما تأخرت الا عشان النذل....
المرة الجاية مابسمح يأخرني...
انت اهم من البومة واشغاله)
ضحكت منار على تعليق مهره ونسب كلمة البومه لذياب...
ابتعدت عن السرير بهدوء وراحت تلبس بيجامة مريحة...
توجهت على السرير وسولفت مع منار شوي...
وبعدها نامت ...
ومانست انها تحط المنبه عشان تجلس من بدري...
وتروح الدوام ...على عكس امر ذياب اللي امرها تجلس وترتاح!!





*

صباح آخر في شركة آل زيد... كانت مداومة مبكرة قبل لا يجي ذياب او امجاد ...او حتى عثمان... هالشيء غريب جدًا...
كانت دائما تجي بعد عثمان...تقريبا بنفس الوقت اللي يوصل فيه ذياب...بس اليوم كانت ابكر وحدة واصلة بالطابق الاداري...
كانت تطبع باقي التقارير اللي مارفعتها يوم امس لما تمرض...
انجزتها خلال ساعتين ...وبعدها رتبتها في ملف بكل الاقسام اللي خاصة بالشركة...
ولما رتبتها وقفت بارهاق وهي تتمدد في الهواء...فتحت عيونها النعسانة وراحت تاخذ الملفات وبطريقها بتاخذ لها قهوة...
طلعت واخذت لها قهوة وشافت عثمان بمكتبه برا...لاحظت نظرات عثمان اللي مستغربة حضورها...
الاكيد ان ذياب قاله يخلي اي احد يحل محل مهره لانها مابتداوم اليوم...بس الصدمة انه شافها قدام عينه...
والاعظم انها طالعة من مكتبها كناية عن وجودها قبله بالشركة...
رجعت مكتبها وشربت قهوتها لحتى تصحصح...
شافت رسائل منار بالواتس اب وهي ترسل لها صور لخالد ...
ابتسمت بضحكة على حركاته واستهباله...
تنهدت بهدوء...وتذكرت انها اليوم سحبت مبلغ من الصرافة وحطتها بظرف عشان تعطيها ذياب...
بدل آخر يوم لهم بروما لما يدفع لها ... حست انه ماتبي تكون مديونه له...ولاا تبي تسكت بدون مارتجع له باقي الفلوس..
هي مؤمنة انه مو محتاج لـ هالفلوس اللي بتعطيه اياها...
ولا راح يطالبها بها...بس ماتبي تخليها كدين على عاتقها...
وخصوصا من شخص تكرهه مثل ذياب...

حملت التقارير بيدها وتوجهت لردهة المكتب...
مشت بالممر الطويل المزين بلوح تحمل صور مؤسسي شركة آل زيد...
بدءًا من سلطان آل زيد...
بدر آل زيد...
زيد آل زيــد...
ذياب آل زيد...
هربت بعيونها بسرعة عنه... ماتبي تطالع صورته ولا حتى تبي تدقق فيها... تبي تهرب من خياله...
ماتدري بالتناقض اللي تعيشه...
كانت تهرب منه...وبنفس الوقت متوجهة لمكتبه...
ضربت الباب بهدوء... وسمعته يسمح لها بالدخول...
دخلت بانشغال بدون ماترفع عيونها...
بس سمعت صوت خلاها ترفع عيونها غصب...
شخص ماتوقعت ان الصدف ممكن تجمعه بذياب...
او حتى يكون له علاقه فيه...
كانت تتوقع ان اعذار هالشخص في محله...بأنه منشغل بأعماله واشغاله واضطر انه يتركها بيوم من الايام تحت رحمة ذياب...
حتى تنصدم من وجوده يستلم ظرف من ذياب ويطالعه مبتسم...
رفعت عيونها بقهر....
وصدمـــة...
كان سايقها التاكسي اللي كانت تجي معه في بداية ايام دوامها...
كيف حتى انت خلاك تتعاون معه عشان انذل؟
ياترى كل ماينتهي اسمه بعبد الله الناصر تكرهه؟
ليه ربي سلطك علي؟؟!...
ماتركت فرض الا وسويته...
حتى ذنوبي ماقدر اواجهها واستغفر ربي واتوب...
انت تعرف الله وتتوب منه؟؟؟
ليه تعتبرني عصا بحياتك ترميها وتشدها وقت مابغيتها...
وكأني لعبة بين يدينك...
بأي حق تسوي معي كذا؟؟؟
بأي حق تتحكم بكل خصوصياتي وحياتي الخاصة...

ارتبكت الكلمات في لسانها وهي تطالعه يناظرها...
وكأنه ينتظر منها توبيخ... او اي شيء...
رفعت عيونها بثقة مقهورة وهي تطالع السايق اللي كان اسمه سالم وبغضب : (ياعم تتركني بعز ليالي عشان تاخذ لك كم فلس؟ وماتراعي امانة الله؟؟؟
الحين ما امنك جدي علي؟؟...ماقال لك هذي بنتك مثل ماهي بنتنا...رح وجيبها ولا تخليها ...ولا تتأخر عليها؟؟؟
وش استفدته من كم قرش غير انك اخذت مالك وتركت امانة موصى عليك بها؟؟!)

سالم باحراج :
( كنت مضطر يابنتي...وكلنا بيوم من الايام بنضطر ان احنا ننتازل عن اشياء في سبيل اشياء ثانية..)

مهره بغضب تناظر بذياب :
( انا مالومك... انا الوم اللي بالفعل تلاعب بي ...
اللي رضى على بنت عبد الله الناصر تنحط بالموقف هذا...)

سالم ينصرف باحراج :
( اكلمك بعدين يابنتي...
ولاتنسين اني لو ماني مضطر ماحطيتك بموقف مثل هذا )

مهره تصمت بدون ماتتكلم... ناظرت ذياب بحده وحقد...
وكأنها وده تقتله حالا...
خلاها تتعرض لـ هالموقف بس لانها رفضت سايق من شركته...
ماكانت تتوقع انه يكون السبب في اقناع السايق انه مايجيها...
تعود يفرض كلمته في الشغل...
مايبي اي شيء يكسره بالحياه...
بس خلاص...
بسك كسر وهدم في عبد الله الناصر...وعياله...
بسك حرق في قلبه وقلب من يحبه...
اذا انت تكره ابوي بيوم من الايام...
مالي ذنب غير اني جيتك ابي اخذ حقي وحقه منك...
بلعت غصتها بارتجاف وناظرته :
( كنت تقدر تقنعني اركب مع سايقك بدون هالتصرف هذا كله...
كل شيء ينجاب بالطيب ماهو بالغصب..)

ذياب يشير للكرسي :
( اجلسي..)
مهره بغضب وعيون تشرف على البكاء :
( ماني جالسة... مابي اجلس...
انا جاية اعطيك هالظرف...
كان لك حق علي وجايه ارده...
مابي بيوم من الايام اكون لك مديونة...)

ذياب برفض :
( ماراح اخذه...وماعليك عندي دين..)
مهره بقهر : ( ماهو شغلي اقنعك ...
انا جاية احطه عندك وانت تصرف فيه...
ماهمني وش تسوي فيه...ان شاء الله تحرقه...
اهم شيء مايكون معلق برقبتي..)
ذياب يناظرها تحط الظرف والتقارير وهي تطالعه :
( هذا شغلي وخلصته... وفلوسك وجبتها...
بس وربي لو عرفت انك تدخلت بأي شيء يخصني مرة ثانية...
وعد علي...اني ماراح اسكت ..)

ذياب يوقف ويتقدم ناحيتها :
( لاتسكتي...
اوفــي بوعدك...
وعد الحــر دين يابنت عبدالله..)

رفعت عيونها... يكسر قلبي بأبوي...بأهلي...
يبي يقولي انا قاتلهم...انا اللي فعلت وسويت...
انا اللي شوهت وهدمت...
انا قاتل اهلك وقدامك...
سوي ماتبيه فيني...
بس بظل واقف قدامك واواجهك...

بلعت غصتها :
( شيء ثاني طال عمرك...)

ذياب بنبرة مختلفة هادئة ماتشبه اي نبرة امر من قبل :
( إيـــه...
وراه داومتي وانتي تعبانة؟؟
انا ماقلت لك لا تداومين..)

مهره رفعت عيونها ...كانت دامعه...
انت سبب اتعابي...
انت سبب حزني ويتمي...
انت من يتمني... وتركني بلا اب وام...
مهره تبتعد خطاها من امام ذياب :
( انا بخيـــر...)

طلعت بسرعة من امامه تركض لمكتبها...
بكت بقهر... بكت بألم...
كافي خلاص...كافي...
ماعاد اتحمل...مصيري اجيك واوجهك..
واقولك انت قاتل....
ماعاد اتحمل اسكت لك وانت تعاملني كذا...
انت قاتل وانا وانت نعرف هالشيء...
ليه اسكت ؟ ليه ماقول...
حقوقي؟؟؟
مابيها...
ماعاد ابي شيء منك...
كل اللي ابيه انك تموت بقهر...
انك تعيش الشعور اللي عشته...
ان ربي يسلط عليك شخص مثل ماسلطك علي وعلى ابوي وامي...

بجنون بكائها...
وبصمتها المحروق...قررت انها تطلع بقرار جنوني...
قرار لاول مرة تتخذه...
انها تروح لذياب...وتواجهه...
انها تقوله...وتعترف له...
هم صمتها وسكوتها صار مايحتمل...
نست كل الوعود اللي قطعتها لجدها..
اللي قطعتها لامها ولابوها...
والاهم اللي قطعتها لنفسها...
توجهت لمكتب ذياب...
ويدينها المهزوزة كانت ترتجف...
مابقى شيء فيني غير الشتات...
بأدخل وبواجهك...
وموت بقهرك ...

وبأثر ادارتها لمزلاج الباب حتى تدخل....
طلع اخر شخص تبيه يكون بوجهها...



القيثار الحزين 01-07-17 11:18 AM

رد: فأنت الجحيم الذي استقر وأين المفرُ وأنت المفرّ
 
يا هلا والله بسراااب الحين اشوف الرواية وقريتها بساعات معدودة...الروااااية حيييل تجنن الاسلوب والسرد جدا جميل وكل الاحداث مشوقة ...الشخصيات استثنائية >ذياب&مهرة< لا زالت القصة غامضة بينهم بس اعتقد فيه سوء فهم بقضية مقتل والد المهرة وألقت التهمة ع عقاب ، >مسفر&عبير< اظني مسفر بالنهاية بيجيب راس عبير^^...بداية موفقة حبيبتي استمري و م زلنا بانتظار البارت الثامن..بس يا ليت تحددي موعد نزول البارتات بيكون أحسن *~•

ـ سَراب ، 02-07-17 12:09 AM

رد: فأنت الجحيم الذي استقر وأين المفرُ وأنت المفرّ
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة القيثار الحزين (المشاركة 3685050)
يا هلا والله بسراااب الحين اشوف الرواية وقريتها بساعات معدودة...الروااااية حيييل تجنن الاسلوب والسرد جدا جميل وكل الاحداث مشوقة ...الشخصيات استثنائية >ذياب&مهرة< لا زالت القصة غامضة بينهم بس اعتقد فيه سوء فهم بقضية مقتل والد المهرة وألقت التهمة ع عقاب ، >مسفر&عبير< اظني مسفر بالنهاية بيجيب راس عبير^^...بداية موفقة حبيبتي استمري و م زلنا بانتظار البارت الثامن..بس يا ليت تحددي موعد نزول البارتات بيكون أحسن *~•


ياهلا ياهلا...
حي الله من نورت المكان...
بتعجبك شخصياتنا وتمردها اكثر واكثر اذا استمريتي في هالحرب اللي كل واحد يشنها على الثاني..
بالنسبة للمواعيد...
انا حطيت مواعيد من قبل وقد قلت...
بس باذن الله..
راح تكون المواعيد مرضية...
كل احد... وثلاثاء..


فِيوري 04-07-17 10:28 AM

رد: فأنت الجحيم الذي استقر وأين المفرُ وأنت المفرّ
 
رواية جميلة جداً قريتها ورى بعض من الحماس ومتحمسه اعرف وش بيصير 😩👏🏻
بالنسبة للتوقعات أتوقع إنّو مهره تطلع زوجة لذياب🙊 وان ابوها مزوجها قبل لايموت لانه مسك يدها وكان الوضع طبيعي عنده وزي ما قالوا البنات ان ابو مهره كان يعمل في اعمال مشبوهه ولذلك قتل
متشوقه جداً للبارت 💕.
دمتي بود .

ـ سَراب ، 06-07-17 06:38 AM

رد: فأنت الجحيم الذي استقر وأين المفرُ وأنت المفرّ
 
صباح الخير جميليني...
اشتقت لكم وربي..
بس انشغال مابعد العيد يفرض نفسه بمناسبات الزواج اللي ماتخلص...
وياليت تعذروني وربي قد ما اقدر احاول ما اقصر عليكم ويارب ماكون مقصرة معكم...
باختصار اشتقت لكم ولكل شخص مايقصر علي بتوقعاته وتعليقاته الجميلة ..


استمتعوا ..


البــــارت : الثـامن

:
:
:

/




" الحُلم...
صار من بعد هذهِ الحرب * عيناك * ,
الحلم ؟..
صار من بعد هذه المصقلة تقبيل شفتيك...
وسقي الارض الجدباء في صدري من رائحة عطرك...
من زهور اللافندر...واقحوانات الشتاء...
من لهيب الحطب...وتوهج النجوم في سطح السماء الداكنة..
الحلم..
هو انتِ .. لا غيرك .

مُحبك..آدم ستيفنز "



:

:

:




طلعت بسرعة من امامه تركض لمكتبها...
بكت بقهر... بكت بألم...
كافي خلاص...كافي...
ماعاد اتحمل...مصيري اجيك واواجهك..
واقولك انت قاتل....
ماعاد اتحمل اسكت لك وانت تعاملني كذا...
انت قاتل وانا وانت نعرف هالشيء...
ليه اسكت ؟ ليه ماقول...
حقوقي؟؟؟
مابيها...
ماعاد ابي شيء منك...
كل اللي ابيه انك تموت بقهر...
انك تعيش الشعور اللي عشته...
ان ربي يسلط عليك شخص مثل ماسلطك علي وعلى ابوي وامي...

بجنون بكائها...
وبصمتها المحروق...قررت انها تطلع بقرار جنوني...
قرار لاول مرة تتخذه...
انها تروح لذياب...وتواجهه...
انها تقوله...وتعترف له...
هم صمتها وسكوتها صار مايحتمل...
نست كل الوعود اللي قطعتها لجدها..
اللي قطعتها لامها ولابوها...
والاهم اللي قطعتها لنفسها...
توجهت لمكتب ذياب...
ويدينها المهزوزة كانت ترتجف...
مابقى شيء فيني غير الشتات...
بأدخل وبواجهك...
وموت بقهرك ...

وبأثر ادارتها لمزلاج الباب حتى تدخل....
طلع اخر شخص تبيه يكون بوجهها...




ناظرت الطيف اللي واقف قدامها...
كان طيف مهزوز وباكي...
شخص متألم حد النخاع...
مستحمل المستحيل...
باقي به روح واثر اوجاع...
عيونها المحمرة ورعشة شفايفها...رجفة جسمها واختناقها بعبراتها ...
خل امجاد تناظرها بخوف...
سحبتها بسرعة لمكتبها ودخلتها....
انتبهت عليها تحاول تستجمع كل قواها حتى ماتبكي...
هنا امجاد استجنت...
اكيد ذياب مسوي لها شيء وهي تخبي عنها...
اجل ليه البنت وجهها مقلوب وكان احد تو ميت عليها....

سحبت علبة موية وعطتها مهره اللي جالسة بشرود:
( اخذي اشرربي موية...
وسمي بالرحمن وهدي...
ايش اللي مضايقك؟؟! )

مهره ترفع عيونها المرتعشة...دقايق خلتها لنفسها...
منصدمة من ضعفها كيف تحكم بها ...
وكانت بالفعل قبل دقايق بتروح لذياب...
بس تروح وتضيع عليها فرصة انتظرتها سنين...
بل بنت حياتها عليها..
عشان تاخذ حقها وحق ابوها....
رجفت كثير...ياترى لو تبعت غبائها وش ممن يصير؟
كان لقت نفسها الآن برا الشركة...
ورجعت لجدها بخذلان
وخيــبة امل...

شربت الموية وكأنها حجر في حنجرتها... ناظرت امجاد بقهر وهي تحاول تبعد عن الموضوع الاساسي وتلجأ لموضوع السواق :
( اعتذر لك... بس ولد اخوك بأي حق يكلم سواقي مايجيني...
عشان اركب مع سواق الشركة؟؟؟!)

امجاد ناظرتها بصدمة، اختفى صوت امجاد بين الصمت...
ووصل مهره صوتها بعد دقايق من الدهشة :
( كيف عرفتـــي؟؟؟!!)

مهره بصدمة ودهشة تشنج فكها لثواني....
بلعت ريقها بصعوبة ثم اردفت :
( كنــــتـــي تدريـــن ؟!!! )

سكتت امجاد ووقفت مهره بغضب :
( احترمك عشانك مديرتي...
بس انك تسوين هالشيء الخاص فيني من ورا ظهرري؟؟؟
بأي حق انتي وولد اخوك تتدخلون بخصوصيات الناس...
اذا غيري من الموظفين راضيين بالدكتوتارية اللي انتم فيها...
انا ماقبلها على نفسي....
كل اللي في بالي انكم تبون مصلحة غيركم...
بس طلعتوا ناس تحبون تسيطرون على كل اللي حولكم...)

امجاد توقف وهي تناظرها :
( اجلسي واهدي... خلينا نتفاهم..)
مهره بغيض :
( نتفاهم على ايش يامديرتي؟؟؟..
انا سكتت واجد على طريقة ذياب في التعامل...
بس مو لهذي الدرجة...
فهمت انه يبي يسيطر على الشغل...
بس هذا مايعطيه الحق انه يسيطر على حياة موظفيه!!)

امجاد بهدوء تجلس امامها :
( معك حق... وانا اللي غلطانة...
ماهو ذياب...
انا اللي طلعت رقم سايقك وكلمته...)

مهره بقهر : ( ماصدقك اسمحي لي..
ولا هو همي اني اصدق...
كل اللي ابي اعرفه ليه سكتي ؟؟؟
ليه سمحتي له يستغل جهلي!!)

امجاد بعصبية :
( اول شيء....اجلسي وتكلمي مثل الناس...
لاتطمسين الحدود اللي بيننا...
وماهو مهم صدقتي ولا بكيفك....انا اللي تكلمت مع السايق وتقدري تساليه بنفسك..)

مهره سكتت بهدوء، مهما حركها الغضب مايحق لها تتكلم بهذي الطريقة ، لو شخص ثاني غير امجاد كان بالفعل طردها...
سكتت بارتباك من تصرفها...
غمضت عيونها ومن باب الاحترام والأســف نطقت :
( آســـفــة...)

امجاد هزت راسها بطيبه :
( انتي معصبة....ومعك حق تعصبين..
محد قالك لا تعصبي بس لا تحطين كل عيب في ذياب وتعلقينه...
الشيء هذا مو منه لوحده...
انا شاركته في هالقرار... وكان معه حق ...
اذا سايقك هذا بايعك لذياب فاحمدي الله...
لو كان غير ذياب محد بيكون حولك...
وكل اللي سويناه لمصلحتك...)

مهره بهدوء : ( انا واعية لو سمحتي...
وافهم مصلحتي بنفسي... المرة الجاية لو فكرتوا تقرروا بمثل هالقرارات...اعتقد اني اول شخص لازم يعرف بها...
لو ماشفته اليوم كان ماعرفت ابدا..)

امجاد تهز راسها بتأييد :
( طيب وانتي عرفتي اليوم...ايش راح يتغير الحين؟؟)
مهره بتنهيدة ورجاء :
( كل اللي ابيه تعطوني حقي في القرار..
وبسكم طعون من ورا ظهور الناس...
تقدروا تسوون كل مخططاتكم الجهنمية قدام وجهي..)

ابتسمت امجاد :
( والله ماهو باليك الله بي وبذياب الا لان راسك يابس وعناد..)

مهره بقهر :
( ماراح اناقشك يا امجاد عشان لا اتجاوز حدودي مرة ثانية...
باقوم اكمل شغلي اصرف لي...
بس تكفين...ولد اخوك لا تنسين تقنعيه بأنه شخص مايقدر يسيطر على العالم بهذي الطريقة...)

ابتسمت امجاد وهي تهز راسها ...
مافي فايدة اي شخص فيهم يقنع الثاني...
دخلوا في دوامة كل شخص يشد الثاني للاتجاه اللي يبيه...
فتحت ملفات على مكتبها وبدوون ماترفع راسها لمهره:
( اشوفك وقت ثاني مهره..)

طلعت بقهر...وطالعت جهة مكتب ذياب بحقد...
لما انتبهت ان عثمان يراقبها...
سيطرت على ملامحها ومشت ناحية مكتبها بعصبية..




*




صباح آخر من مكان آخر.. في شركة آل غانم...
كان توه داخل مع اخوه مسفر عشان يحلوا موضوع هذي الاسهم...
اضطروا انهم يتكلموا مع محامي...عشان يتفق معهم ومع شركة آل غانم... اليوم ذياب كان كل همه انه يسترجع الاسهم وبأي طريقة...
تواصل مع محامين الشركة وطلب منهم انهم يتوجهوا مع عيال عمامه الى شركة آل غانم...
دخلوا مع اخوه مسفر الى قاعة الاجتماعات تبع شركة آل غانم...
وكانوا محامين شركة آل غانم موجودين مع سعود بو ضاري...
وولده ضاري...
جلس مسفر مع سيف ومحامين شركة آل زيد بعد ما القوا السلام...
بدأ محامي الشركتين بالمفاوضات...وطول الوقت كان الطرفين في حالة صمت...
الا ان النظرات في حالة حرب..
بين ضاري خصوصا مع مسفر وسيف...
بدأ الاحتجاج من الطرفين...نطق ضاري بهدوء وهو يطالعهم :
( الكل شاهد ان كانت المناقصة تحت القوانين والشروط الموجودة بالعقد...يعني احنا ماشرينا هالاسهم منكم الا برضاكم...
فبأي حق تجون تطالبون بها بعد ما انتم تنازلتم عنها؟!)

مسفر بنرفزة من كبرياء ضاري المستحيل اردف :
( كان الموضوع تبع خلاف بين منسوبي الشركة...
وانت بنفسك تعرف في حال صار خلاف بين منسوبي الشركة على احد الاسهم...
فعلى الاقل من حقهم ان تعاد جلسة المناقصة ...لان البيع والشراء مايكون على وفاق...وبالتالي يكون غير صحيح..)
سعود بغير فهم :
( وليه مو صحيح؟ واحنا المبلغ اللي طلبتوه حولناه لكم كامل...
من آخر مرة جيتني فيها يامسفر قلت لك هالكلام..
هالشيء المفروض مايطلع من شركة آل زيد..)

سيف يهز رأسه باعتراض :
( احنا ماسوينا غلط...هالشيء يحصل في كل الشركات...
وبظني مابه خلافات في الشركات المحلية كثر ماهي موجودة بشركتكم...
احنا كذا مرة يصير موقف خلاف بينك وبين ابنائكم وبما فيهم ضاري...بالنهاية نعطيكم فرصة ثانية ونعيد جلسة المناقصة..)

ضاري يرفع حاجبه معترضًا : ( انتم ابديتوا تسامح مع احد الشركات...هذا مايعني ان الشركات كلها راح تعاملكم بنفس المبدأ..)

تبدلت ملامح مسفر الى الغضب واردف بحده :
( ماكنا نتوقع منكم تجاهل هالشيء ومطالبتنا بجلسة مناقصة ثانية هذا حق قانوني لنا...)

ناظر مسفر سعود وبقهر واكمل كلامه : ( احنا ماطالبناكم بمثل موقفنا الا وحنا عارفين ان رد الجمايل من اطباع الوفيين...
بس مابي اقول انكم طالعين منها يابو ضاري...وانت تعرف حق المعرفة ان هالاسهم لنسيبنا )

سعود باصرار : ( لو تبون نتفاهم على هالاسهم...
ليه مايجي مديركم ويناقش؟ ...)
سيف يناظر مسفر ثم ينطق : ( شكلكم راعيين طويلة...
ماحبينا نقلبها حرب يابو ضاري...
بس دامكم بغيتوها حرب فما راح تسلموا من غربال ذياب...
وانتم تعرفون انه داهية وبيوديكم بداهية... )

ضاري باعتراض يبتسم بسخرية :
( خلاص... خلو داهيتكم يجي ونتفاهم...
الاسهم هذي ماتنباع لكم لو على قطع الرقاب..)

وقف مسفر مع سيف ووجيههم ممتلئة بملامح لاتفسر من الغضب ..
اردف مسفر وهو يطالع ضاري بحده :
( ماكنا نبيها حرب ...
بس انتم فتحتوا على انفسكم الباب...
اسهم عبد الله الناصر بترجع ...
ذياب قالها كلمة وماراح يثنيها..)

ضاري يبتسم وهو يوقف عشان يصافحهم بكل سخرية :
( الله يجيب اللي فيه الخير..بلغه سلامـي)
مسفر يطالع بيد ضاري...تجاهله وهو يدير انظاره لابو ضاري وبهدوء هز راسه :
( اشوفك على خير يابو ضاري..)

طلع مع اخوه سيف للاسفل...
ولكن الصدمــة اللي الجمت لسان سيف...
انه شاف آخر شخص يرغب بوجوده هنا...
كانت هي...
هي ماغيرها...
هذي ملامحها ...ومايصعب عليه يقراها...
مسفر لما شاف سيف يطالعها ابتعد عنه بتفهم وتوجه للسيارة وهو يتكلم مع المحامين...
ماكانت منتبهة...كانت تحمل بعض الملفات متوجهة لعند ضاري آل غانم بمكتبه ترسل له تقارير...
لكن سيف استوقفها بغضب :
( حنيــــن؟؟!..)
رفعت عيونها بخوف يوم شافته...
ماكانت متوقعة وجوده هنا... اردفت بهدوء وباحترام :
( تفضل ؟ فيه شيء!)
سيف بعصبية مفرطة :
( وش اللي تسويه هنا ؟؟؟؟)
حنين تهز رأسها ببراءة :
( شوفة عينك... اشتغل هنا..)
سيف بقهر :
( ليه كان ناقصك شيء؟؟؟؟
وليه كانت آل زيد ابعد خياراتك...
ليه اضطريتي وجيتي هنا؟؟ ..
لو كنتي محتاجة شغل كان كلمتيني وانا وفرت لك..
كووني بأي مكان بس لا تكوني هنا...)

حنين تهز رأسها بسخرية :
( انت انسان مريض؟...
لازلت تعتقد اني زوجتك... بس اصحى...
ماعادني زوجتك وانا حرة بكل قرار...
ولا تسأل سؤال انت تعرف جوابه...
اكيد بتكون شركتكم ابعد خياراتي لان انت موجود فيها...)

مشت من قدامه بتجاهل متوجهة لمكتب رئيس عملها...
اما هو طلع يتوعد فيها...مستحيل يتركها...
صحيح ان شركة آل غانم ماوراهم كلام..
ولهم سمعة محترمة في السوق مثل مالهم...
بس يكره ان يشوف حنين تشتغل معهم....
ابتعد من الشركة وهو يلبس نظارته الشمسية ويلتحق باخوه في السيارة اللي كان ينتظره...
كان يسمع مسفر يتكلم مع ذياب...
والاثنين معصبين...
ذياب ومسفر..
والحقيقة المطلقة ...
اللي مالها نهاية...
ان الحرب بتقوم... على اسهم عبد الله الناصر...
اللي تم التنازل عنها بعناد من عبير...



*



دخل الصالة وشافها جالسة مع امها بهدوء... ماكانت منتبه لوجوده ....لما مشى قدامها حتى يمر يسلم على امها...
رفعت عينها بدهشة ... سلم على امها وجلس جنبها...
حاوطها بذراعه وغمز لها :
( كيفها ام عيالي؟؟!..)

ناظرته بصدمة...كانت تدري بوجوده بس ماتوقعت انها تشوفه الحين... بعدت عيونها عنه بزعل بدون ماترد عليه...
سحب من جيبه ورده ياسمين ...وحطها على شعرها...
قبل جبينها مرة ثانية وناظرها بحنان :
( ليه زعلانة؟!..)

ماتحركت ولا نطقت...امها مشت من قدامهم حتى تعطيهم راحتهم... كان يناظرها بينما هي لازالت في رحلة الصمت والزعل الطويل...
شيماء والدلال؟؟
يعرف قلبه انها اكثر انثى مدللة في حياته...
ومايعجبه فيها غير دلالها...
يحبها ويحب كل مايجي منها..
صحيح انها تتغلى واجد عليه احيانا...
بس لذة زعلها تجي بروعة رضاها...

بثواني شافت وجهها ينلف ناحيته وعيونها تصطدم بمحيط عيونه...
طلال بابتسامة : ( يعني تبينا نلعب لعبة اللي تسكتين ليما اخليك تتكلمين غصب عنك؟!)
شيماء بغضب وزعل : ( انت تعرف ليه مابي اتكلم معك طلال...
لاتجبرني على شيء انا مابيه..)
طلال بممازحة : ( طيب يالدب القطبي...
بطنك كبر راسي وتزعلين بعد؟
تفكرين مادري عنك وعن فعايلك بامك واخوانك...)

قلدها بضحكة : ( مابولد ليما يجي طلال..)

ناظرته بقهر... على تعليقه عليها...
ولا على المواقف اللي انتقلت له...حست بقهر كبير وهي واثقة انه امجاد اللي نقلت هالتقرير الكامل له...
تعرف انها نحيفة بس صدمها يوم علق على بطنها...
ناظرته بحقد : ( بطني كبر راسك ...ياجعل راسك البط..)

مات في مسيرة ضحكه عليها وهو يقربها منه :
( هههههههههههههههههه...يعني معصبة ؟؟
بتزعلين وبتظلين معصبة علي؟؟؟
تراني بدوي...وطبع البدوي ماهو بإيده...
ازعلي وفي ثانيتها اولدك...)

ناظرته بصدمة وبغضب ضربته على صدره :
( تولدني؟؟؟...اذا مستغني عن ولدك سوها...)

قبل جبينها للمرة الثانية وهو يناظر عيونها وبهمس مشتاق :
( وحشتيني...)

بغضب بعدت عنه :
( كنت مستغني عني وعن ولدك على حساب شغلك...
لو صار فيني شيء وانت مو موجود؟
لو ولدك صــار ......)

حط يده على شفايفها يمنعها من الكلام ..
طلال : ( لو صار بكم شيء ممكن اموت...
وانتي تعرفيني شيماء...مستحيل ابعد عنك بأكثر وقت محتاجتني فيه...
مستحيل افوت على نفسي ولادة بكري...واول عيالي..)

من آخر كلمة له ابتسمت لا شعوريًا...
ومن ابتسامتها ابتسم اكثر ...
ناظرته بحده بين ابتسامتها : ( والله لو سويتها لي بالثاني بأشوتك..
ولا أقول... مافيه ثاني...عقــاب لك..)

طلال يقبلها وهو يضحك :
( ههههههههههههههه...فيه...
فيــه ثاني وثالث...
ليما اقول آمين..)

بعدت عنه بخجل وهي تطالعه :
( ابعد عني لا اولد...)

ضحك على تهديدها ...
وسولف معها ...وكان يدري ان آثار الولادة عليها..
تتألم كثير وتبتسم تحاول تنسى الالم...
بس ماهي الا كم يوم...او يمكن كم ساعة وتولد...
هذا موعد ولادتها اللي من المستشفى...
واكيد انه ماراح يتجاوز هالشيء...



*




يدخل بكل طاقته الغاضبة للشركة...مشى سيف اخوه حتى يحل بعض الاشياء بقسم المالية...لكنه هو تلقائيا توجه ناحية مكتب ذياب...
الاثنين نفس الطبايع...شرار في شرار...
وقت الغضب عند مسفر وذياب واحد...
محد يقرب منهم او يفكر يكلمهم..
كان اليوم ملتهب... عبارة عن غضب ...
لو تبادل ذياب ومسفر هالشعور...ممكن يحرقون آل غانم ...
بس ماقهرهم غير تحدي ضاري ...
اللي كان بالفعل واثق بان اسهم عبدالله الناصر اللي تابعة لشركة آل زيد شيء ثمين ومستحيل يرميه في ملعب الكرة....
كانت امجاد داخل بمكتب ذياب ولاحظت ان ذياب ماهو على بعضه...
يتكلم بحدة ويكره انه يتناقش بشيء....
حتى لما كلمته عن عصبية مهره ماعطاها وجه...
فقررت تطلع...ولما شافت ملامح مسفر المعصبة واللي تجاهلتها اردفت بخوف :
( يارب سلم.... وش فيهم هالاثنين؟؟؟
كل واحد مطلع خلقه ...الله يستر مايكون به شيء من ورا عبير ...)

راحت بسرعة لعبير اللي تشتغل بقسم المالية مع سيف ولد عمها وبعض الموظفين بالشركة...
بينما مسفر دخل وجلس بتوتر غاضب امام ذياب :
( والحـــل؟؟!..)
ذياب بحدة : ( قلت لك...
مابه حل... قوم حرب الله عليهم...
جيناهم بالطيب مابغوا...
اسهم عبدالله الناصر ماني متنازل عنها...)
مسفر بقهر :
( ولد سعود ماهو راضي ....
حتى لو ابوه فكر فولده ماهو عاطينا فرصة..)
ذياب بسخرية :
( يفكر ان ماوراي محاكم ومحامين؟
من حقي اعيد جلسة المناقصة... بس لانهم جبانين...
يخافوا الخسارة مرتين...)
مسفر سكت ينتظر من ذياب ينطق حلوله...ماكان عنده او بيده غير انه راح يسترجع هالاسهم غصبا عنهم...
وخصوصا ان هذي الاسهم ترجع لمهره...
اللي بالفعل ماكان عندها اي فكرة عنها...
والاعظم انها ماتدري عن الحرب اللي تقوم بسببها...
ذياب بهدوء :
( عموما لا تشغل نفسك...
كلها 24 ساعة... وجلسة المناقصة راح تتم...
والاسهم بأسترجعها...)

مسفر بتساؤل : ( طيب بنت عبدالله تدري عنهم؟)
ذياب يهز رأسه :
( ماتدري عن شيء... وهذا الاحسن...)
مسفر بتنهيدة :
( انا ماني خايف عليك من حرب آل غانم...
كثر ماني خايف عليك من بنت عبدالله..)
ذياب يبتسم :
( خوفك في محله...
البنت ينخاف منها... على ابوها..)

ابتسم مسفر وبادرت ذاكرته باسترجاع مواقفه في شبابه هو وذياب مع عبد الله الناصر... شريك زيد آل زيد بالشركة....
وكان الشريك الثالث...هو زياد آل زيد ..عم ذياب...
كل محور القصة يدور بالفترة هذي...
الفترة اللي مضت واخذت منهم الكثير...
فترة مايبي ذياب ينطق بها...
وما يمكن يسمح لاي احد ينبش وراها...ليما تسمح مهره بنفسها وتكتشف كل حاجة...
كل شيء بالشركة راح يدلها على حقيقة واحده بالنهاية...

سكت ذياب وهو يرفع السماعة بعد حالة صمت...
ذياب : ( عثمــان...
قدم طلب من المحامين بتجهيز وثيقة رسمية من المحكمة حق اعادة جلسة المناقصة...
خلال 24 ساعة ابيها تكون جاهزة...
بكرة اسهم عبد الله الناصر ترجع لي)



*


يوم ثاني بالشركة...
مايشبه اي يوم... مع انه يشبه روتين ايامها المعتادة...
روتين عادي وبسيط...غير مختلف عن الايام اللي سابقتها...
مابه شيء اختلف في نظرها...
غير معرفتها بحقيقة السايق اللي استغلها فيه ذياب وامجاد...
ولازالت زعلانة من هالحركة ومو راضية فيها...
مهما كان منصبه كمدير...
ماله حق يتدخل بحياتي الشخصية...
ماله حق يتخذ عني قراراتي...
هذي حياتي انا...
يكفي انه شوهها من قبل...
يكفي انه تحكم في يتمي...
وتركني يتيمه.... يكفي انه ارسل لي ابوي مقتول...وامي في حالة مايعلم بها الا الله....
وش يبي اكثر؟؟؟...
يستمتع بإذلال الناس واهانتها؟
بس غلطان...واكبر غلطان... ماهي بنت عبدالله اللي تسمح له يهينها....
بأطلع لك وجهي الثاني من اليوم...بعلمك من انا وبنت مين انا...
غمضت عيونها لما وقفت السيارة امام شركة آل زيد....
كانت بتدخل...لكن تفاجئت بذياب وامجاد...وولد عمه مسفر ...
كانوا واقفين ينتظرون سيارة...لما شافتها امجاد ناظرتها :
( امشي معنا...عندنا مناقصة بشركة ثانية..)

عقدت حواجبها بغير فهم...بالعادة عثمان يرسل لها كل تفصيل بجدول العمل على الايميل...بس هالمرة ماشافت المناقصة من ضمن شغلها...هزت راسها بغير فهم:
( ماجاني خبر...وماجهزت تقرير حق الشركة...)

ذياب مشغول مع عثمان ومسفر....اما هي في بحر تساؤلاتها...
امجاد بهدوء : ( صار تغيير مفاجئ بالخطة...ماعرفت فيه الا بالصبح... )
مهره بعجلة تطلع من شنطتها ايباد الشغل :
( طيب على الاقل عطوني اي معلومة عشان احطها بالتقرير اذا صارت المناقصة...
عشان اعرف شنو اللي لي واللي علي..)

لف ذياب عليها وبغموض :
( كلــه لك...مابه شيء عليك..)

مافهمت...كانت تفكره يقصد الشغل ...انه كل الشغل عليها وماهو راحمها.... تجاهلته بغيض وناظرت عثمان وباصرار :
( الله يعافيك عثمان ارسل لي اي شيء عن المناقصة...
مابي اروح وانا مو فاهمة شنو اللي راح يصير...)

عثمان يهز راسه بهدوء :
( طيب... باختصار احنا نبي نسترجع اسهم للشركة...
تم التنازل عنها بسبب الاستاذة عبير احد ملاك الشركة مع الاستاذ مسفر....
كل اللي عليك جهزي تقرير نقدر نسلمه شركة آل غانم نقنعهم باسترجاع الاسهم..)

هزت راسها بهدوء ومشت بسرعة ورا امجاد للسيارة...
بينما ذياب ومسفر وعثمان كانو بسيارة ثانية...
طول الطريق ماشالت عينها عن الايباد... كانت تكتب في التقرير وترتبه ...كل شوي تمسح وتكتب شيء ثاني...
بالفعل كانت مرتبكة...
سبت ذياب وشتمته...تحسه متعمد انه يحطها بموقف مثل هذا ويربكها....
لو انه متنازل عن عنهجيته وقال لها مخطط الشغل من امس...
كان ماصار اللي صار...
ناظرت امجاد بقلق ...ابتسمت لها امجاد ومن داخلها حست بتوتر...
اللي تعرفه امجاد من قضية مرت سنين...
ماهو مثل اللي يعرفه ذياب...
كل اللي تعرفه انه عبدالله الناصر كان شريك لاخوها زيد...
وحصل خلاف...انقتل عبدالله الناصر....من قبل ذياب...
ذياب كان بالسجن لمدة 5 سنين...
دفعوا كفالته لعمام مهره....
تنازلوا عن حق اخوهم ببرودة دم...
تاركين مهره في وسط نارها....
القليل اللي تعرفه امجاد...لكنها ماتعرف الحكاية الاصلية ...
اللي مايعرفها غير ذياب ومسفر...وابوه اللي توفى وعبدالله...

ولما عرفت ان الاسهم تبع عبدالله الناصر...
استجنت...كانت بالفعل مو مستوعبة اللي يصير...
ليما مسكها مسفر وخلاها تتماسك اعصابها...

بين نظرات امجاد اللي طولت التحديق بمهره...
مهره رفعت عينها بين انشغالها وانتبهت لامجاد...
ناظرتها باستغراب :
( فيه شيء امجاد؟؟)

هزت راسها بهدوء : ( لا...كملي شغلك...)

كملت شغلها بهدوء بعد ما انجزت المهم...
وهي ناوية تكسر عين ذياب وتبين له ان مهما كان وقتك غلط...
بأقدر اهزمك...واقنع غيرك باسترجاع هالاسهم...
اللي ماتدري ليه مصر عليه ...وحتى نسبتها ماتشكل اي خطورة للشركة...
رفعت عينها من الايباد براحة :
( واخييييييييييراً)

امجاد ابتسمت وهي تطالعها وتأشر للباب :
( على طاري واخيرا...ترا وصلنا..)

ابتسمت مهره بانتصار ونزلت امام انظار مسفر وذياب...
مشت للداخل مع امجاد ...
وغيمة من الجهل تحاوطها باللي يصير....
كل الامور اللي حولها ماكانت حاسة فيها...
امجاد بعدت خطواتها عن مهره وتوجهت لذياب وهي تنطق بقهر :
( البنت بتنفجع...
ماتدري عن شيء...
وش راح يصير لو عرفت وقت الاجتماع..)

ذياب ناظرها بهدوء ورجع نظراته على مهره :
( اتركي الموضوع علي وقتها...)

مشوا للداخل...الى جلسة المناقصة اللي انفرضت على شركة آل غانم بعد مرور 24 ساعة من تقديم ذياب طلب للمحكمة بامر الجلسة..وقانونيًا...
فرضت عليهم الجلسة...والآن بدؤوا يعيدوا جلسة المناقصة....
واللي يربح فيها...هو اللي ياخذ الاسهم...





*


ينزل من مكتبه متوجه الى قاعة المناقصة ....
كانت مجهزة ومرتبة ... وصلهم خبر ان اليوم لازم يسوون المناقصة اجباري ولا الاسهم راح ترجع لشركة آل زيد بدون اي مقايضة...
اضطروا انهم يتماشوا مع القرار...كان معصب بالبداية ...وحالف انه مايرجعها لآل زيد...بس ابوه اقنعه ان هذي لهم فرصة يقدروا يستغلوها ويرجعوا بالاسهم ...وتكون من نصيبهم...
كل شركة لازم تستخدم افضل طريقة في رفع سعر السهم ...
وبالمقابل اذا وصل الى سعر معين يشتريها المالك ...
ويدفع المبلغ للشركة المالكة للسهم...
واللي تملك السهم حاليا هي شركة آل غانم...
دخل بهدوء...كانوا طاولتين متقابلين...
وبالوسط كانوا المحاميين موجودين...
ناظر طاولة شركة آل زيد...
ذياب...مسفر...استشاري الشركة الشهير عثمان...مديرة اعمال ذياب ..امجاد واللي من نفس عائلته....
شخص جديد جالس جنب امجاد...مشغول بالتدرب على التقرير والهجوم..
شخص ملفت للانتباه وبنفس الوقت كانت انظار عدوه عليها...
ذياب...
طالت انظاره على البنت اللي كانت تناظر بعثمان وتحاول انها تتكلم معه...بس كان يأشر لها بعد المناقصة...
ماشال عينه عنها لان ذياب كان حاطها هدف ويطالعها...
انتبه له ذياب يطالعها وناظره بقوة...
ليما شال عيونه تلقائيا عنها...
بدأ المحامين بتقديم اعضاء الشركات...في مجلس المناقصة...
وذكرروا الاسباب وكل حاجة...
عرفوا عن الملاك تبع الشركة واللي كانوا...
ذياب آل زيد...
ضاري آل غانم...
سعود كان جالس بهدوء ينتظر ربحه بالاسهم هذي...
اسهم تعب عليها سلطان آل زيد ايام الشركة...
لازالت متوارثة ...واكبر الشركات تطمح فيها كإرث مستحيل يضيعونه...

بدأ مدير علاقات شركات آل غانم يتكلم بهدوء :
( باختصار...مثل ماقال محامي شركتنا...ان الاسهم وصلت للسعر اللي ارضى الطرفين...
واذا كان في خلاف بين منسوبي الشركة...الشركات الاخرى ماتتحمل المسؤولية ابدًا )

مهره تناظر في مدير علاقات شركة آل غانم هزت راسها برفض وهي تفتح تقارير قديمة لشركة آل غانم وآل زيد بعقود سابقة :
( بس مايمنع ان حنا نسوي جلسة مناقصة اولى وثانية وثالثة...
لان البيع في هذي الحالة غير صحيح...
انا ماراح اناقشكم عن الخلاف اللي حصل بين منسوبي الشركة...واللي باعتقادي انه يحصل في اي شركة بالعالم...
بس اللي شد انتباهي انه في عقد عام 2008 م لجلسة مناقصة صارت لكم مع آل زيد...وحصل فيها خلاف بين منسوبي شركة آل غانم...
والاستاذ زيد آل زيد الله يرحمه بادر بإعطائكم فرصة ثانية...
وتم عقد جلسة مناقصة من جديد... فأعتقد ان الاصح يعاد النظر في مسألة الاسهم..)

ضاري قاطعها بهدوء وهو يراقبها : ( تتكلمين وانتي تناظري من جهة آل زيد... خلك موضوعية وطالعي وجهة نظر آل غانم ايضا..)

مهره تهز راسها برفض : ( لو كانت الاسهم ماهي مهمة لشركة آل زيد.. وتم التنازل برضى منهم... فأعتقد ان لكم الحق ترفضون بيع الاسهم من جديد لهم... بس بما انكم تعرفون ان البيع ماكان صحيح...معناها لوو ماربحتوها بالمناقصة هذي ممكن تخسروها للابد..)

قاطعهم صوت ذياب الحاد : ( والاكيد انهم راح يخسروها للابد..)

لفت مهره بغضب لذياب ...المواضيع ماعمرها انحلت بفرض الهيمنة والسيطرة...كل شيء بالتفاهم...
تجاهلته ولاحظت نظرات محتدمة بين ذياب وضاري...
ضاري بتحدي :
( ضامن خسارتك يا ذياب...ماهي بعيدة ..)
ذياب يهز راسه بسخرية :
( خانك ذكائك... النتيجة ماهي من صالحك ياولد سعود...
انت وابوك اكثر ناس يعرفون اسباب اصراري ... )

سعود يهز راسه برفض : ( وليه تمنع نفسك من ربح عوايدها ياذياب اذا كانت لشخص ميت...
أكيد انها بالنهاية ترجع لحكمك...)
ذياب بحده :
( والميت ينحفظ حقه يابو ضاري...
ماهو كل شيء يبقى بدون موروث...
هذي بنت عبد الله وهي مالكتها...
اي كلمة فوق كلمتها ماينوخذ فيها..)

صدمــــــة....
بنت عبد الله؟؟؟ ...
يأشر علي ليه؟؟؟ ليه يطالعوني...
ليه الكل توجهت انظاره علي...
من يقصد... ؟؟؟
يقصدني انا؟؟؟ انا بنت عبدالله...
انا بنت الميت اللي ينحفظ حقه؟؟؟
ولا بنت المقتول اللي انسرق عمره وتيتمت بنته؟؟؟
هذي الاسهم لمين ياذياب؟؟؟
ماعدت اميز بين مزحك وجدك... تعبتني وانا ماكملت سنة وياك...
لاتطعني...لاتقول انها لابوي...
اطعن بكل مكان...ومن كل اتجاه...
بس لا تطعني بابوي...
لاتقول انكم تتحاذفون بالحرب على حق ابوي...
تتوازعونه قدام عيني...
وكأن ماله مصير...ماله اهمية...عبدالله وعياله مهمشين في عينك يا جماد...
ياقاتل ...
قاتلا بلا ضمير...

ارتجف جسمها بشكل مجنون...
عيونها اوشكت على البكاء...
لمعتها ماغابت عن انظار ذياب وامجاد...
حتى مسفر لاحظها...
اهتز جسمها بالكامل من اهتزاز المجلس ...
وحتى ضاري ماغابت عيونها الدامعة عنه...
وقفت بتعب...حبست عبرتها بس ماقدرت...
حطت يدها على شفايفها تمنع بكاها...
مشت بعيد عنه وعن حربه...
تجاهلت الاصوات اللي بالمناقصة من بعد خروجها..


يقيمــون الحرب على جثة والدي...
انت كمن يقتل القتيل...ويبكي في جنازته...
انت كمن يطعن الانسان...
ويداوي طعنته...

الهي ان كان هم الدنيا سيزيدني هما...
خذ روحي اليك...

بلعت غصتها طالعة من المكان لبرا الشركة...
دخلت السيارة تبكي...تبكي بضمييييييير...
كنت احارب معه...
استغلني...استغلني ياربي ...
حتى في حق ابوي استغلني لاجل صالحه...
خلاني اوقف في صفه على حق ابوي
كنت ادافع عنه وعن شركته...
كل اللي سويته اني وقفت بصفه...
ليه ماقال لي انها لابوي؟؟؟
ليه خلاني اشارك في حرب على حقوق ابوي...
تركني مثل الجاهل...
حرمني حتى من ابسط حقوقي...
اني اعرف انها املاك ابوي...

عرفت سبب كلمته يوم قال لها بالشركة انه كل شيء لك ماهو عليك...
بين بكائها المرهق...
نبرة صوته لازالت تخترق اذنها...
لازالت كلمته مثل الجحيم تصاوب قلبها الصغير...
ماعادت شهقاتها تحتمل اسهم ذياب...
اللي تصاوبها من كل اتجاه...
حتى رعشة جسمها ماعادت تحتمل قوته امام ضعف حيلتها...
آمنت في لحظتها...
ان كل ماينتهي اسمه بعبدالله الناصر...
يكرهه ذياب...
وربي يسلطه عليه...
أكملت بكائها بغير تصديق...وعقلها يرفض استيعاب كلماته الجارحة


(هذي بنت عبد الله وهي مالكتها...
اي كلمة فوق كلمتها ماينوخذ فيها..)

ـ سَراب ، 06-07-17 11:46 PM

رد: فأنت الجحيم الذي استقر وأين المفرُ وأنت المفرّ
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فِيوري (المشاركة 3685229)
رواية جميلة جداً قريتها ورى بعض من الحماس ومتحمسه اعرف وش بيصير 😩👏🏻
بالنسبة للتوقعات أتوقع إنّو مهره تطلع زوجة لذياب🙊 وان ابوها مزوجها قبل لايموت لانه مسك يدها وكان الوضع طبيعي عنده وزي ما قالوا البنات ان ابو مهره كان يعمل في اعمال مشبوهه ولذلك قتل
متشوقه جداً للبارت 💕.
دمتي بود .

ياهلا ياهلا...
حياك ربي ويارب ماتندمين لمتابعتك الرواية..
ياعسل انتي توقعاتك شويتين صوبتيها عدل بس كانك خرتيها ههههه...
يالله مع البارتات الجاية راح نعرف حقيقة ابو مهره ومهره وعلاقتها مع ذياب...
المهم حياك الله مرة ثانية ويارب تكون شاهدة لي مو علي"$





موضى و راكان 11-07-17 09:17 AM

رد: فأنت الجحيم الذي استقر وأين المفرُ وأنت المفرّ
 
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
عزيزتى سراب حياك الله ... اعجبتنى روايتك جدا بدأت بقرأتها امس ولم اتركها إلا بنهاية البارت الثامن ...شدنى اسمها منذ فترة و كنت أغازلها هل أبدأ بالقراءة الآن أم أنتظر لاكتمالها و لما بدأت لم استطع الانتظار فهى تتميز بالغموض و التحدى و قد كان
تمنياتى بالتوفيق و مزيد من التميز و الابداع

شبيهة القمر 15-07-17 12:53 PM

رد: فأنت الجحيم الذي استقر وأين المفرُ وأنت المفرّ
 
مبرووووك التثبيت والتميز ياسوسو
بالتوفييق يااارب

ام امل 28-07-17 03:07 AM

رد: فأنت الجحيم الذي استقر وأين المفرُ وأنت المفرّ
 
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته شكررررررررررررررررررررررررررررررررررررررا

سوسن الاحلام 29-07-17 02:04 AM

حلوة والفصل الاول جنان مشكورة حبيبتي

موضى و راكان 15-08-17 12:55 PM

رد: فأنت الجحيم الذي استقر وأين المفرُ وأنت المفرّ
 
عزيزتى سراب ... وينك أشتقنالك... عساك بخير و فى انتظارك

رحيل الحال 21-08-17 10:13 PM

رد: فأنت الجحيم الذي استقر وأين المفرُ وأنت المفرّ
 
السلام عليكم ورحمة الله
يا الله زمان ماقريت رواية ممتعة بهالشكل ، تخليني أقرأ البارت مرات ومرات .
جديًا ؛ لي خمس سنوات أدور رواية بأسلوب سرد مغاير ، وبأحداث غير متوقعة البتة ، ويني عنها ليه توي أشوفها !!

يسلم لي قلمك ياشيخة ، معجبة بكتابتك جدًّا .

رحيل الحال 22-08-17 08:38 AM

رد: فأنت الجحيم الذي استقر وأين المفرُ وأنت المفرّ
 
حاولت أرتب أفكاري شويتين لعلّ وعسى أتوفق ويطلع معاي شيء .

عندي كثير تساؤلات ، كتبتها بالنوتة عندي عشان مايضيع شيء عن بالي


ذياب وحديث نفسه أتعبني ؛ من البارتات الأولى كان يتكلم عن الموتى اللي خذلوه هل كان يقصد عبدالله الناصر وعمه زياد ، أو معقولة كان يقصد أبوه ؟ ، على طاري أبوه أبي أعرف متى توفى !

ولما كان يعاتب عمه زياد في نفسه كأنه كان يشعر بالظلم ليش يتلقى العقوبات اللي ما يستحقها !! غريب الموضوع مرات أحس إن تأنيب الضمير مقطعه على قتل أبو مهرة ، ايش يقصد بالعقوبات اللي مايستحقها وهو بس انسجن وطلع بكفالة لا قصاص ولا هم يحزنون !! ، لو ما كان هو اللي قتل عبدالله ، إذًا مين؟

وعلى طاري الكفالة ، أعمام مهرة مالهم حس !! ، ياترى أبو عبدالله تبرى منهم لتنازلهم عن القصاص؟؟؟


المهم نرجع لمحور حديثنا وألغاز ذياب ، لما كان مسفر يقول لذياب ليش ما تصارح مهرة وتقولها الحقيقة كان يرد عليه بـ أصارحها وأفجعها ! ، ايش اللي ممكن يفجعها أكثر من فجيعتها بأبوها وأمها ؟؟؟ ، هل هو صدق زي ماقالوا البنات انه فيه شبهات على أبوها ! بس الغريب إن شعور ذياب وكلامه بعبدالله كأنه يذكره بالخير ، لا يصير فيه سوء فهم خلاه يعتقد ان عبدالله مشبوه وبعد ماقتله استوعب انه العكس ؟


غير كذا فيه كلمة قالها مسفر استوقفتني ، لما كان يتناقش مع آل غانم بقضية الأسهم قال لسعود تعرف إن هالأسهم لنسيبنا !! ، ماقال شريكنا !! نسيبهم قريبهم يعني معقولة تكون مهرة زوجة ذياب صدق ؟؟ أحس في لَبس بالموضوع .

ومهرة يامهرة ، تذكرني في نفسي لما أحاول ما أظهر مشاعري على وجهي تفضحني رجفة يدي .
مهرة لما كانت تهاجي ذياب في نفسها كانت تتكلم عن جثتين أرسلهم لها مدري هي كانت تقصد جثة أبوها وجثة شخص ثاني أُرسلت لها ؟ ولا أنا قاعدة أدقق بزيادة وهي قصدها جثة أمها بعد ما انفجعت بزوجها وماتت !

على طاري الجثة ، خلونا نقول إن ذياب قتل عبدالله الناصر ايش مصلحته في إرسال جثة عبدالله لأهله !! ياناس أحس الفعلة هذي فعلة شخص ثاني ماتطلع من ذياب ، فيه إن بالموضوع بس ما عرفت ايش هالإن بالضبط T_T .

هذي أكبر الاستفهامات اللي عندي للحين .

وش يصبرني للبارت الجاي وقفلة البارت الثامن توجع القلب كذا *تبكي*

سراب معك لآخر الرواية بإذن الله تعالى ، لا تحرمينا من إبداعك .

رحيل الحال 10-09-17 04:13 AM

رد: فأنت الجحيم الذي استقر وأين المفرُ وأنت المفرّ
 
كل يوم أدخل للرواية ، مأملة بعيدية لطيفة 😢💔

شبيهة القمر 10-09-17 10:59 AM

رد: فأنت الجحيم الذي استقر وأين المفرُ وأنت المفرّ
 
بناات الي عندها سناب سراب تراسلها وتطمنا عليها

روز العرب 11-09-17 08:45 AM

رد: فأنت الجحيم الذي استقر وأين المفرُ وأنت المفرّ
 
شكرًا على الروايه الرائعه

jung79 13-09-17 07:14 PM

بسم الله الحمن الرحيم

امواج الخريف 19-09-17 08:24 PM

رد: فأنت الجحيم الذي استقر وأين المفرُ وأنت المفرّ
 
مرحبا
هي الكاتبة وقفت الرواية ولا كيف صارلها زمان ما نزلت شي جديد
لعل المانع خير موفقين


الساعة الآن 06:04 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية