الانتقام هويتي
http://www4.0zz0.com/2016/01/14/19/686719378.png الرواية مكتملة من خمس وعشرين فصل ، سأنزل فصلين في كل مرة ******* ملخص القصه ليث عاش حياة مريرة ابتدأت بهجر والدته لوالده ومن ثم قتل والده في ظروف غامضة ، فقرر فتح صفحةٍ جديده بعد أن تمت تبنيته بأن يعيش حياته كالآخرين بالدراسة والعمل، إلا أن ذكرى مقتل والده طاردته ككابوس في كل ليله ، بتذكيره بأمرٍ لا ينبغي دفنــه في قبور الماضي ، ليبدأ في خطة الانتقام بربط خيوط تلك الذكرى لعله يصل لسر مقتل أبيه ومجريـات ذلك اليوم ، ولكن مع العمل عندما تُشكل المفاجآت حاجزاً منيعاً في طريقه نحو الوصول لهدفه فهل ينجح بتخطيها ؟وهل ينجح في تحقيق مسعاه ؟ ********************* الفصل الأول : حـــان الــوقت يا لهذه الشمس ! كم هي متقلبة المِزاج وغريبة الأطوار يوماً تبدو فيه دافئة وجميلة في آن كأنها تخفف من كٌربك وحيناً آخر تصبح فيه شديدة الحرارة كأنها تعاقبك أو غاضبة عليك كما هو حال اليوم .. آآه أتساءل إن كنت سأتذوق طعم الراحة ! سمع ليث خطوات أقدام مُسرعةً نحوه ، فعلم بهويّة القادم وسد أُذنيه بوسادته : " ليث! ألا تزال نائما بفراشك؟ .. إنها الساعة الثامنة الآن كما أنك كسول اليوم على غير العادة؟ هل انتـ.. " قاطعة ليث قائلا : أنـا لا أشكو من شيء عم ماركو سوى أن " .. "ماذا هناك؟؟ " " انظر لشمس اليوم وكم هي غاضبة .. أخبرتني ألا أفارق فراشي " "حقا! .. أتملك الشمس لسان ؟! إنها معلومة قيمة .. لا بأس إن أردت أن تبقى هكذا إذن " "حقا؟"! " ولكن إياك أن تشكو من قيمت راتبك لهذا الشهر " تمتم ليث بكلمات تنم عن تذمر شبة مسموعة فأجابه العم: "هل من مشكلة أخرى؟؟" "كلا.. كنت أتساءل ماذا عليّ أن أصنع اليوم , هل هنالك زبائن كُثر ؟ " "نعم وهنالك طلبات متعددة الأنواع أيضاً ، يجدر بك أن تسرع في تلبيتها وإلا لن ترى طيف مدرستك وستتأخر كالمعتاد" " المدرسة ؟ يا للهول والساعة الثامنة الآن .. لدي نصف ساعة فقط للوصول في الموعد المناسب ! " " إن كانت يدك سريعة العمل فقد تصل بالموعد المناسب إن لم تضيع الوقت بتحدثك معي الآن" " كم زبوناً هنالك الآن" " ست ، ولكن لا تقلق فلتلبي طلب ثلاث والبقية لي" لم يكن طلب زبائني بصعب التلبية ولكنه يحتاج لسرعة وتركيز و من حسن حظي أنْ تمكنت من الانتهاء في خمسة وعشرون دقيقة ولم يتبقى لديّ سوى خمسة دقائق للوصول لمدرستي وإن أردت تقدير المسافة من هنا إلى هناك سيكون علي أن أضيف خمسة دقائق أخرى .. العم ماركو تبدو ملامحه قاسية إلى جانب تصرفاته التي تجعلك تهابهٌ من الوهلة الأولى إلا أنه يمتلك قلباً طيباً ، يصعب تحليل شخصيته ولكن نظراً للسنوات الطويلة التي أمضيتها برفقته أصبح كالزجاجة الشفافية ، ها قد وصلت للمدرسة وعلى ما يبدوا أنني سأحتاج لثلاث دقائق حتى أعبر من خلال ذلك المُرشد.. عليّ تجاهله " أنت! من يبدوا اسمه من معاني الأسد .. تعال إلى هنا " سار بخطوات مُتثاقله إليه وهو يتذمر بصوت كاد أن يسمع: " اللعنة! ما دمت تعلم أن اسمي من معاني الأسد فلما لا تحفظه أذن يا ذو الصلعة المشرقة! " وكأنما شعر المُرشد هو الآخر بأن هنالك عينان وفماً يشتمانه فاستطرد قائلا: " هل قلت شيئاً ما عني؟" " كلا كنت أتساءل عمّ يُريدني فيه مرشدي ؟ " " كأنك لا تعلم لما أنت متأخر دائما ؟؟ " " دائما؟" " نعم ! دائماً ما تصادفني بهذه الأوقات ، ما مشكلتك؟" " غريب إنني أستيقظ باكراً ، عدا اليوم لأخرج بوقتٍ لا بأس فيه ثم يصادف بأن تراني بهذه المواعيد" " لم تجب على سؤالي بعد ، ثم ماذا حدث لك اليوم أيضاً " " استيقظت متأخراً وأنجزت بعض الأعمال مما أدى إلى تأخري" " أعمال ؟ أهي فروض مدرسية؟" "لا، يمكنك القول عنها أعمالٍ حُرة " " حقا ؟ أعمال حُرة؟ أتريدني أن أصدق أن فتىً في السابعة عشر من عمره يعمل في مكان ما مثلا لهذا السبب يتأخر؟؟" رد ليث بحماس: "بالضبط ! غير أنه نفس المكان " "إن تأخرت مجدداً فسيكون عقابك الفصل لمدة شهرين، كأنني سأصدق أُكذوبة كهذه كان عليك التفكير في غيرها ، اغرب عن وجهي وليكن هذا إنذار اً ! " بعدها انصرف ليث وكذلك المُرشد خاطب ليث نفسه متسائلاً : لما هو غاضب ؟ عرف الحقيقة دون أن أخبره مع ذلك لم يصدقني ، أهو من سابع المستحيلات أن يعمل فتىً في السابعة عشر من عمره عملا ما .. هل يعتقد أن الجميع لديهم دخلٌ مرتفع يعينهم . كان ليث مستغرقاً في أفكاره فلم ينتبه لإقبال زميله نحوه : "ليث! أسطورة التأخير مرحباً " "أوه ، ليو لما أنت صاخبٌ دائماً يا فتى؟ " " إن هذا نشاط وينبغي أن تكون كذلك وليس كسولاً ، بالمناسبة ماذا كان يفعل شبحك للتو مع المُرشد؟؟ " "كان يلعنه! " " هه ! مزحة ظريفة ، أراهن أنه كان يوبخك ويهددك للتو " "ما دمت تعلم مسبقاً فلماذا تسأل؟" " يا لك من متعجرف! " بعد انتهاء الدوام تذكرت بأن علي الذهاب لمكان ما قبل عودتي للمنزل " ليث لنذهب للبيت معاً" " آسف لا يمكنني ذلك" "وما يمنعك ؟ " " لدي أمر ما علي فعله أولاً" " لا بأس ، ليس لدي ما أفعله لذا سأنتظرك" "أستطيع رؤية ذلك بوضوح ولكن إجابتي لن تتغير" " أتساءل ما الذي يشغلك ؟ "! " أمر خاص ! " " هل أبدو لك بذلك المتطفل أنـا صديقك " " أنت كذلك ولست صديقي لا أراك تساعدني الآن .. أنـا في عجلةٍ من أمري وأنت تعرقلني " " حسنا نجحت في التخلص مني اليوم .. أراك غداً " بعدها خرج ليث قاصدا وجهةٍ أخرى غير منزله مخاطبا ذاته : أستطيع تأجيل جميع الأمور ماعدا أمراً واحداً وهو الذهاب لذلك الرجل البريطاني جاك هِنري فقد حان الوقت أخيراً .. ********************* الفصــل الثانـي : كـــارثه ! وصلت لذلك المركز ولم يتغير شكله الخارجي عن سابق عهده سوى تلك الجدران المطلية باللون الرمادي فضلا عن الأبيض ، دفعت الباب واتجهت إلى أول رجل لمحتهُ عيـناي . "مرحبا سيدي ..هل بإمكاني رؤية السيد جاك هِنري ؟" "جاك هِنري؟ هل تعرفه يا فتى؟ " "بعض الشيء ، هل هو متواجدٌ الآن ؟" "نعم ولكنه مشغول حالياً " " لا بأس سأنتظره" "حسناً ما اسمك حتى أتمكن من إعِلامه بشأنك؟" "أدعى ليث رينو" " حسناً" وبعدها اختفى ذلك الرجل ولم يعد إلا بعد بضع دقائق ليخبرني أن السيد ينتظرني جاك هِنري .. مرّت تسع سنوات منذ آخر مرةٍ رأيته فيها ، الآن بانت عليه علامات المُسن اشيّب رأسه وظهرت بعض التجاعيد إلى جانب نحول وجهه إلا أن بنيته احتفظت بسابق عهدها لازال مُحافظاً على لياقته بالرغم من بلوغه سن السادسة والخمسين "ثينو لقد أتيت إذن ؟ كبرت قليلاً ولم يتغير توهج عيناك بالنذير"! " أما زلت تناديني بهذا الاختصار" " بالطبع ، فهو اختصارٌ مبتكر و يتضمن اسم الوالد وابنه معاً" " لا يهم .. تعلم سبب تواجدي هنا أليس كذلك ؟" "بالتأكيد" " إذن " .. " لست مؤهلاً بعد؟ " " المعنـى ؟ " " أنت لا تزال في السابعة عشر إلى جانب كونك طالب بالثانوية ، القانون قانون و أنت غير مُستوفٍ للشروط الآن" " ولكنك لم تقل لي ذلك عندما كنت في التاسعة ! . .وعدتني بالمساعدة وأنت الآن تخلف وعدك " "لست كذلك يا ليث ! .. لا أخلف وعداً قطعته البته ، سأفي بوعدي ولكن في الوقت الحالي لا أعتقد أن بإمكاني فعل ذلك إلا إن .. " قاطعة ليث بغضب : " ماذا؟ ماذا هناك أيضاً " " أثبت لهم جدارتِك والى أي مدى قد تصل إليه عزيمتك .. منْ يعلم ربما يعيدوا النظر بشأن القانون ؟ .. ليث إلى إي مدى تريد هذه الوظيفة ، هل ستخاطر بحياتك؟" مال ليث برأسه للخلف واستمر بالتحديق به غير راغباً في التحدث : "لا يبدوا عليك الخوف أو التردد ، ما زلت غاضباً من القانون" استمر ليث بالتزام الصمت فاردف قائلا : " حسناً لا يهم ، عليك أن تأتي إلى هنا يومياً في مثل هذا الوقت وليكن في اعتبارك أن التدريبات لن تراعي سِنك أبداً " " ذلك شأني ! هل يعني ذلك أن بإمكاني البدء منذ الغد؟ " "إن كنت مستعداً ، عليك بإذهال سادتي منْ تخطوني برتب عالية حتى يتم الموافقة عليك بالإجماع" "حسناً اتفقنا" بعدها ذهب ليث للمنزل فاستقبله توبيخ عمه : " ليث أين ذهبت اليوم و تركتني أعمل بمفردي؟ " " آسف عم ماركو طرأت علي بعض الأمور والتغيرات" تمعن العم مطولاً بوجهه ثم قال : " على وجهك علامات احباط ، لم أراك هكذا قط؟ " تنهد ليث تنهده تنم عن آسى .. مُوافقاً العم في تحليله: "حسناً لِنقل أنها أزمة و ستمضي ولكن قد أتأخر في الأيام القادمة لأنني سأعمل عملاً آخر حين عودتي من المدرسة فهل من" .. قاطعة العم ماركو مشجعاً قائلاً: "بما أنك نشيط ولازلت تساعدني كالسابق لا علاقة لي بشيء آخر.. افعل ما يحلو لك شرط ألا تتوقف عن العمل هنا فأنا لست مستعداً بعد لرحيلك " ردد ليث بخاطره وكأنه يجيب العم مخاطباً ذاته : كيف أرحل عنك وأنت بهذا التفهم ! بالرغم من بقائي معك ما يقارب تسع سنوات حتى الآن إلا أنك أبداً لم تسألني عن ماضيّ أو مكانتي ، شخص مثلك لا يُطالب بأسئلة أو يتدخل في شؤون الآخرين دون رغبةٍ مني .. أأستطيع تركك حقاً ؟ كم كنت محبطاً بالفعل ومتعباً لدرجة جعلتني أرغب بالنوم وكأنه الشيء الوحيد الذي يحتاجه جسدي .. بدلا عن التفكير فيما عليّ فعله كخطوةٍ تاليه أفضل طاعة حاجتي الآن .. في منتصف الليل تقلب ليث كثيراً بفراشهِ وأكثر من الحركة كأن هناك شيئاً ما يزعجه ، طاردته تلك الذكرى وتلك العصابة ، التي غيرت حياته ،عندها استيقظ مرعوباً والعرق يتصبب من على وجهه فشرب كأس ماء ليُهدأ من روعِه قليلاً ثم مضى لغرفة النحت بالطابق الأسفل ليصنع بعضاً من المنحوتات شغل باله أمر تلك العصابة التي تراوده الكوابيس بشأنها كل ليله مذكرة أيّاه بأمراً يجب ألا يُنسى .. الانتقام ! .. ليبدأ التفكير في خطوته التالية بوضوح ، كيف سأتمكن من ذلك وأنـا مجرد فتىً عاديٍ الآن ؟ ، علي التحلي ببعضٍ من الصبر. في الصباح استيقظت و ذهبت لمدرستي مُبكراً على غير العادة ، بعد انتهاء الدوام ذهبت إلـى ذلك المركز كما وعدت، وحالما أصبحت بداخله علمت بأنني أصغرهم سِنـاً والوحيد الذي يرتدي زي مدرسي فطرأت على بالي فكرة . غير ليث زِيّهُ المدرسي لزيّ شرطة استعارة بسهولة من خزانة أحدهم ، كانت فرصةً للتسلية ، فمضى للسجون وتصرف كما لو كان فرداً من المركز ولم يخطر على بال أحدهم بأنه في سن السابعة عشر .. بل لم يرتابوا بشأنهِ حتى بينما ظل هو يتحدث معهم بثقة و يتنقْل بينهم كأنه عالم بالأمكنة ويحادث هذا وذاك كـأنه يعرفهم جميعهم وبالرغم من أنه عدوهم إلا أنهم قد أعجبوا بفطنته وشجاعته فلم يجدوا أي عسر في التحدث إليه ليث لم يكن بطويل أو قصير القامة بل متوسطاً عريض المنكبين ، قوي البنية ، تستطيع رؤية عضلات ذراعيه وصدره ، وجه بيضاوي وعينان ثاقبتان تنم عن قوة العزيمة والشخصية ذات لونٍ بُني فاتح يميل إلى الاصفرار قليلاً مع شعر شديد السواد ، اسمر البشرة ، مم تجعل منه تلك الملامح فتىً مميزاً يعلق بذاكرتك ، تشعر بأن شيئا ما به يجذبك كالمغناطيس إليه .. فاجأه صوت من الخلف على حين غفلة: "أرى بأنك تستمتع بوقتك جيداً .. كدت أُخدع بك أيها الملازم ثينو ! " بانت ابتسامة ساخرة على وجهه فور تعرفهِ على صاحب الصوت : " أليس من الغريب أن تنادي ملازماً بطريقةٍ غير رسمية ؟! " " ولكنك لست كذلك ! " " حسناً جاك كنت أتعرف عليهم محاولاً تمضية بعض الوقت" "أرى ذلك ولكن الغريب في الأمر تفاعلهم معك وأنت عدوهم بينما لم يفزْ أي شرطيٍ قط بلفت انتباههم وكل ما فعلته هو سرقتك لزي ليس ملكك وتصرفك مثلهم؟ أراهن أنهم لم يرتابوا بشأنك حتى ، عجباً ماذا فعلت بهم؟؟" "لدي طُرقي و أساليبي " " حسناً هل أنت جاهز للتدريب ؟" " بالتأكيد" "هيا إذن ، ولكن لتخلع أولاً هذا الزي قبل أن يحدث أمراً ما ويفقدهُ صاحبه " التدريب لم يكن صعباً بل سهلاً ، حيث تحدث عن الضروريات الأساسية للدفاع عن النفس سواء كان خصمك يحمل مسدساً بيده أو أي آداه حادة أو كان يستخدم قبضات يديه كيف تدافع عن نفسك في مواقف مُشابِهه ؟ .. لم أتمكن من مشاركتهم التدريب بشكلٍ فعال فمازالت مجرد جندي بالاسم فقط دون رتبة لأنني غير مستوفٍ للشروط ، لذا تم السماح لي بالمراقبة عن قرب ولا بأس إن قلّدت حركاتهم ما دمت لا أقاطعهم ! بعد الانتهاء توجهت للمنزل ولم يُلقي العم أي أسئلة نظراً لأخباري له مسبقاً بشأن العمل لم أخبره بأي تفاصيل حول عملي الجديد أو ماذا كان ؟ إذ ذهبت إلى غرفتي والقيت بنفسي في الفراش غير قادر على مقاومة النوم وأغمضت عينيَ ولم أستيقظ سوى في صباح اليوم التالي وفي مساء ذلك اليوم أثناء عودتي من التدريب بينما كنت عائداً لمنزلي علق بأذني صوت أُنثوي مألوف وعندما تمهْلت قليلاً وتتبعت مصدر ذلك الصوت كانت الكارثــــة! بل شيئاً لم يكن في الحسبان ! أعـادني ذلك الصوت إلى ذكريـات كنت قد قررت دفنها للأبد ، أمـامي على بعد بضعة يارداتٍ ، وقفت امرأة بالقرب من منزلي، رأيتها من الخلف ومع ذلك عرفت هويّتها وعندما استدارت والتقت عينيّ بعينيها تمنيت لو تنشق الأرض و تبتلعني في تلك اللحظة ! ********************* |
رد: الانتقام هويتي
الفصــل الثالث : رحلةً إلى الماضي شعر ليث لوهلةٍ بالعجز أمام مواجهة تلك المرأة وأن دفاعاتــه قد أصبحت هشة فأخبرتهٌ غريزته بالهرب ولكن يداً كانت أسرع بالوصول إليه لم تدعه يفلت " ليث انتظر أرجوك دعني "... قاطعها ليث ببرود مصطنع : " ليس هنالك صلةٍ تربطني بك فدعي يدي وشأنها" " كيف تتحدث إلى من هو بأكبر سناً منك هكذا؟!" " ومنْ أنتِ لتحاسبينني ؟ ألديك حق ؟ " "نعم لدي، فأنــا .. أنــا" قاطعها مجدداً : "مجرد امرأة رخيصه! " لم تتحمل المرأة إهانة ليث لها فأقبلت على صفعه بكل ما قد أوتيت من قوة وقالت بصوت ملأهُ التحسر والندم "كيف تجرؤ على قول شيء كهذا لـأمك ؟! " " أنتِ لست بأم ولا يحق لكِ استخدام هذا اللقب" "أنت فتىً سيء الأخلاق وأباك بالفعل لم يحسن تر ".. لم تتمكن من إكمال جملتها عندما شاهدت تغيير ملامح وجه ليث ورؤية عيناهُ مشتعلتان غضباً " إن أردت الإساءة فالتكن لي فحسب ، لا داعي لإدخال أبي بالأمر ، فما فعلهُ لي لا يمكن أن تفهمهُ امرأة هجرت زوجها وابنها وهو لايزال في سن الرابعة ويال الدهشة! ها هي الآن تدعي الأمومة ! " آلمها أن تستمع إلى كلمات بارده مُجرده من العواطف ومُهينة من ابنها الوحيد ولكنها الحقيقة لقد تخلت عنهم دون أسباب تذكر، فأقبلت تبكي ودموعها تسيل على خديّها ولكن ذلك لم يحرك شيئا في مشاعر ليث نحوها بل ظل يحدق بها بعينين باردتين كأن شيئا لم يكن حتى أقبلت تقول بصوت متوسل : "أعلم أن ما فعلته كان أمراً فظيعا وأنـا نادمة بحق على فعلتي صدقني" " وهل يفيدني ندمك ؟ هل سيغير شيئا ؟ ، الأمر الوحيد الذي يحزنني ويؤلمني بشده أن أبي أحبك بصدق بالرغم من هجرك له ، كان يبكي كلما تذكركِ آلماً عندما يكون بمفرده بينما يرتدي قناعه القوي مع ابتسامته المواسية حيث تواجدي ، أو أتعلمين أيضا بأنه ظل ينادي باسمك وهو يحتضر ماري .. مـــاري ، ليت أبي حظيّ بالمرأة المناسبة ! " "ليث لم يفُت الأوان بعد فلتمنحني فرصةً واحدة لا غير لأعوضك عن كل ما قد سلف أرجوك! " " بـــل فات لم أعد بحاجةٍ إلى جليس ! .. انسي أن لديــك ابن أو فكري بأنه قد لقي حتفه ! المهم أنني لا أريد أن أراك هنا مجدداً حسناً والآن وداعاً" بعدها انصرف ليث تاركاً ماري وهي مُنهارة خلفه ، لم يبالي بشأنها أو عناء النظر إليها مجدداً ولكن بداخله كان قلبه ينزف دماً على كل كلمة كان قد رماها بوجهها للتو فقد أحبها هو أيضاً كيف بإمكانه أن يكره أمه سبب مجيئه على هذه الحياة ولكنه كره فكرت تخليها عنه وهجره وأبيه ، تلك الحقيقة آلمته لدرجه جعلته يفكر بعدم مسامحتها .. فظل يتمشى بالطُرقات بعيداً عن منزله خشيةً أن تعلم بمكان إقامته، وبعد مرور حوالي ساعتان عاد للمنزل "آه ليث هل كنت بعملك الآخر لهذا تأخرت كثيراً ؟" نظر ليث إلى عقارب الساعة المعلقة على الحائط قبل أن يجيب، كانت تشير للواحدة صباحاً : " كــلا عمي ، خرجت مبكراً بعض الشيء من هناك ورغبت بالتمشي قليلاً لبعض الوقت " "أرى أنك أصبحت مقصراً بعملك هنا، هل لأنك أصبحت مشغول ؟" " أنـا آســف سأعوضك عن اليوم فلتدع بقية الطلبات لي سألبيها لك" "حسناً ذلك جيد فأنا مرهق .. أعتمد عليــك" ظل ليث حتى ما يقارب الساعة الثالثة والنصف صباحاً يُلبي طلبات زبائن عمه ويحاول أن يجد ما قد يُلهيه عن التفكير بالمـــاضي فما حدث اليوم كان أشبه برحلةٍ للماضي . في الصباح الباكــر كالمعتاد ذهب للمدرسة إلا أن الإرهاق والتعب بــان على وجهه , تلك الهالات السوداء حول منطقة العينين كما أنه لم يتمكن من إجهاد عقله أكثر على التركيز ، وعلم بأنه حتماً سيلقى حتفهٌ إن ذهب للتدريب بحالته هذه مالم يقوي نفسه ويسد جوع معدته بشيء ما لذا قرر الذهاب لأي مطعم مجاور وبعد مرور بضع دقائق شعر بأنه أفضل مم سبق وأنه مستعد للتدريب ، لا يجب عليه التغيب عن ذلك المكان لأن يومٌ واحد سيؤثر عليه في الوصول إلى هدفه ، ولكن لسبب آخر كان يومهُ طويلاً ، كل ساعة مرّت به بدت كالدهر بالنسبة إليه ، ومع مرور الأيام ومضيّ ثلاث أشهر على لقائه بوالدته علم بأنها أخيراً قد استسلمت ، وبسبب تفوقه بدراسته ونشاطه في المركز بات من السهل عليه التوفيق بين ثلاث أماكن المدرسة والمركز والمنزل أصبح ذلك كل ما يشغل باله في الوقت الحالي حتى نال اعجاب بعض الساده في المركز مم جعلوه يصبح جُندياً عادياً ولكن لن يتم منحه الوظيفة رسميا حتى بلوغه السن القانوني مع ذلك كان مقصراً فقط بشأن راحته الجسدية و الذهنية .. وذات صباح اتجـــه ليث لمدرسته وللمرة الأولى لفت انتباهه جمال الطبيعة، فمدرسته تتميز بالمدخل الواسع والممر الطويل بحراسهُ الأشجار على جانبية و زخرفة تلك الورود والأزهار المتناثرة على طول الطريق ، ما أجملها من طبيعة! خاصةً في هذا الفصل .. فصل الخريف . عند مدخل باب مدرسته الداخلي وقف صديقه ليو بانتظاره : "عجبا ! هل الفتى الذي أمامي ليث، لا أصدق ذلك؟" رفع ليث حاجباه مستفسراً عن تعجبه : "اهلا ليو و ما العجيب بالأمر ؟! " "حضورك المبكر! ، ليث هل تعاني من ارتفاع في الحرارة كن صادقا ؟" " بالطبع لــا، ما علاقة صحتي ؟ أيجب أن يكون هناك سبب وراء تبكيري؟" " لا أعلم ، ولكن أمرك مُحير على كل حال ما رأيك بهذا الفصل ألا يبدوا جميلاً ؟ "" " نعم إنه كذلك ولكنني أكرهه! " "أتكره فصل الخريــــف ؟ "! "نعم " " ألم تعترف للتو بجماله ؟! " " لا يعني بأني قد اعترفت بجمالهٍ أي أنني أحبه ، كما أن سبب كُرهي له يعد سببٌ خاص" " كم تغضبني بشدة عندما تختتم جُملك بعبارتك الشهيرة سببٌ خــــــــــــاص! ، و لا تعلم مدى رغبتي حين ذاك في تحطيم هذا الوجه الذي أمـامي الآن ! " بدأ ليث بالسخرية من ليو كالمعتاد : "هه ! يا لك من فتى يسهُل التلاعب بمشاعره أنا لا أحب التحدث عن أموري الشخصية لأي كان وهذا الفصل يذكرني بذكرى أتمنى ألا أتذكرها" *********************************** الفصـــل الـــرابـــع : الوظيفة لاحــظ ليو تغــير تعابير وجه ليث ونبرة صوته عندما أخبره بكرهه للفصــل معللاً بأنه يذكره بذكرى لا يحبها فلم يرغب بأن يلّح عليه لذا غيّر الموضوع " ليث هل أنت مستعد لامتحان الغد؟" استمرا بالتحدث بخصوص الامتحانات واقتراب مواعيدها ، و بالرغم من عدم اكتراث لينو بها كان ليث يحسده على ذلك ، لقدرته على اللامبالاة بينما يتحتم عليه هو أن يهتم بأمرها كثيراً ، حيث انخفاض معدل درجاته من شأنه أن يؤثر سلباً عليه عندما يلتحق بكليةٍ ما إلى جانب ظروفه المادية عليه أن يضمن قبوله دون ضرورةٍ ماسة بدفع الرسوم وبذلك يسهل الوصول إلى هدفه الذي كان مركز اهتمامه أغلب الوقت . ظل ليث على حاله مُستمراً في روتينه اليومي حتى مرور ثلاث سنوات واقترابه من عدوه المجهول بخطوة .. بات الآن مستوفياً للشروط و بإمكانه أن ينال الوظيفة أخيراً ،كان ليث سعيداً بما حققه ، لمعرفته أن ذلك سيساعده كثيرا في الوصول إلى هدفه ، انتظر بفارغ الصبر استلام آخر خيطٍ يربطه بمدرسته .. شهادة تخرجه، وحالما أصبحت في متناول يديه ذهب للمركز .. وهناك أصيب بالدهشة لمعرفته بأن معظم موظفو المركز كانوا بانتظاره ، بانتظار ذلك اليوم الذي يصبح فيه مستوفياً للشروط ، وما أسعد حظه ليكون الآن تحت إشراف أكثرهم تفهماً ومعرفةً به.. جاك هِنري نظر جاك مطولاً لِشاهدة ليث ومن ثم إليه والسرور بادٍ على وجهه قائلاً : "ثينو! تهاني الحارة لك ها قد وصلت لهدفك أخيراً صحيح؟ " "ليس بعد ولكن أصبحت قريباً جداً من تحقيقه ، وصولي للوظيفة هو خطوةٍ أولية نحو هدفي" "أثرت اعجابي يا فتى بعزيمتك آمل أنك على استعداد لتنال مهامك كملازم رسمي ؟" "أجل بالتأكيد وسأكون شاكراً إن كانت بمهام يصعب تنفيذها" رفع جاك حاجبه الأيسر متعجباً قبل أن يقول : "مهام يصعب تنفيذها ؟ ماذا يعني ذلك ؟ البعض يتجنبها بينما تريديها ، حقاً أنت غريب الأطوار ! " "إن لم تكن بمهام من هذا النوع لن أتمكن من الاقتراب لمكانتك وبالتالي لن أصل لهدفي " "إذن في سبيل الوصول لهدفك عليك أن تقفز لمكانتي الآن أليس كذلك ؟" " تستطيع قول ذلك ، لن أتمكن من فعل شيء برتبةٍ عاديه كرتبة الملازم هذه !! " قهقه جاك عالياً على قول ليث مردفاً : "أنت فتىً استثنائي عمْن هم في سنك إذ أنك منذ الآن تطمح للترقية وتخطط لأشياء كبيرة ،حسنا إن كنت تريد رتبةً أفضل ،عليك بإظهار أفضل ما لديك في المهام التي سأمنحها لك فهي خطيرةً حقاً فهل أنت مستعد للمجازفة بحياتك ؟" " بالتأكيد ، بمعنى آخر نجاحي بها بما قد يُثــير أعجابك قد يؤهلني لرتبةٍ رائعة" "وهو كذلك .. هات ما لديك ! " "اتفقنا سيتم قبولي هنا للدراسة أيضاً صحيح ؟" "بالطبع ! ، لم أطلع بعد على مستواك الأكاديمي لمعرفتي بأنك مستوفٍ للشروط مسبقاً ولكن بسبب القوانين سأرى ذلك .. فالتحضر إلى هنا في تمام السادسة صباحاً " بعدها انصرفت وعدت للمنزل فاستقبلني العم ماركو لحظة وصولي " أهلا بعودتك ليث ، أخبرني كيف سارت الأمور مع تخرجك، هل فكرت في مكان ما ؟" " أهلا عم ماركو يبدوا بأنك متشوق لمعرفة ما جرى معي من أمور لليوم ، حسنا حالفني الحظ ووفقت في كل اختياراتي، إذ فكرت بمكانٍ ووجدته و قد نجحت بالقبول به أيضاً" " هذه أخبارٌ سارة بالفعل لم تخيب ظني " " بالمنــاسبة عم ماركو هل هناك طلبات لليوم ؟ هل تحتاج لمساعدة في تلبيتها ؟" " لا ، فلم يتبقى الكثير و كدت أنتهي لذا اذهب واستريح " عندها توجهت لفراشي .. كان يوماً حافلاً بكثيرٍ من الأمور عدا و لم أفعل به شيئاً يذكر. في صباح مشرق ذات يوم كان علي التوجه للمركز كعادتي لتأدية مهامي ولكن عيناي كانتا مُثقلتان بالتعب لدرجة جعلتني لا أقوى على فتحهما إلى جانب أشعة الشمس الحارقة المنذرة بالاستيقاظ والتأهب، ولم أذق طعماً للراحة مذ التحاقي بالمركز أي قبل ثلاث سنوات، حيث بدا كفرعونٍ مُستبد متفرغاً لهلاكي بالتدريبات والمهام المكثفة وكأنني ربطت حبل مشنقتي حول رقبتي بنفسي عندما تقدمت للوظيفة، يطالبني بالحضور المبكر في الصباح ثم يطلق صراحي بحلول صباح اليوم التالي ولا تغفل عينايّ سوى ساعةٍ أو ساعتان بالكثير حتى يردف بمهمةٍ أخرى إلي لإنجازها وكأنني الوحيد الذي يملكه ! ، أتساءل أي مهمةً لعينة هي مهمتي لليوم ..تناولت بعضاً من الخبز المحمص كوباً من الحليب على عجالةٍ ومضيت في طريقي متوجها نحو المركز ، في تلك الأثناء سمعت أحدهم يستغيث ، بدا صوته شبه مسموعاً نظراً لبعد المسافة .. فاقتربت أكثر ، فإذا به بـصوت فتاة صغيره لا تزال بالمدرسة الثانوية على ما يبدوا من زيها الرسمي تحاول الدفاع عن نفسها من رجلٍ يفتخر برجولته باستدراجه فتاة صغيرة السن ومن ثم التهجم عليها .. أثار غيضي فمضيت نحوه وأوسعته ضرباً مبرحاً كدت أتسبب بقتله لولا فرصةً سمحت له بالفرار . نظر ليث للفتاة بأسى وهو يراقبها وهي تُمسد بيديها المرتجفتين الغبار من على تنورتها فقال : "هل تأذيتِ؟" " لا.. شكرا لك ..لا أعلم ماذا كنت بفاعلة لولاك " عبس ليث لحماقة الفتاة من ذهابها وحيدة بمثل هذا الوقت وفي هذه الأزقة فقال مؤنباً الفتاة : " ألا يوجد أحد أو حافلةً ما تستقلينها لإيصالك للمدرسة ؟ " " بلى يوجد ، ولكن صادف بأنني تأخرت لليوم ففاتتني الحافلة " "وليس هنالك من يصحبك كبديل لهناك ؟ "! "كلا" "أأنت يتيمه ؟" " لا" "ماذا إذن ؟"! بدا صبر ليث ينفذ وهو ينتظر إجابتها التالية فردت الفتاة قائله : " توفي أبي منذ سنتين وأمي مشغولة بالعمل لأجلي ولم تعد للمنزل منذ البارحة ولا حاجة لك بالقلق علي إذ أستطيع حل مشاكلي بنفسي " علّق ليث ساخراً: " رأيت مدى براعتك في تدبر حل لمشاكلك فقد رأيت النتيجة للتو ، على كلٍ ما هو عنوان مدرستك يا فتاة ؟ " "لما ؟ " " أتسألين من أجل السؤال أم من أجل المعرفة؟ لماذا أطلب العنوان برأيك؟ " "هل ستوصلني لهناك ؟" "نعم ، وليس وكأنني راغب بذلك أيضاً ولكن من واجبي ذلك كما أن هذا الحي خطر وهنالك الكثير من نوعية ذلك الرجل الذي هاجمك للتو" بدت الحيرة تعلو وجه الفتاة كأنها تشك بأمره فرد ليث مطمئناً : " لن أفعل لك شيئاً فلو أردت لفعلت مسبقاً كما أننا سنسير سيراً على الاقدام وسأكون على بعد مسافةٍ ليست ببعيدة عنك ، سأرافقك فحسب" بعدها استجمعت الفتاة رباطة جأشها ومنحته العنوان وماهي إلا دقائق حتى أوصلها للمدرسة وبينما هي في طريقها للبوابة أدارت رأسها شاكره ليث على فضله " شكرا لك مجدداً لمرافقتي " " لم أفعل سوى واجبي ، والآن اذهبي ولا تكوني بتلك الفتاة الخرقاء المتهورة تفوتين الحافلة حيث ليس هنالك منْ يقلك ثم تفكرين بالذهاب وحيدة بين الأزقة " " لدي اسم ، كف عن مناداتي بفتاة اسمي جين " " حســـنا أيا كان" أدار ليث ظهره للفتاة بمعنى أن مهمته قد انتهت وعليه الرحيل فقالت الفتاة : " ألن تخبرني باسمك .. على الأقل ؟ " قال لها وهو يسرع مبتعداً وعلى عجله : "لا حاجه لك بمعرفته " ! لسبب ما بدا له وجهه الفتاة مألوف كأنه يذكره بشخص ما ولكن الذاكرة خانته بالتذكر فتوجه بعدها مباشرة للمركز. ********************************** |
رد: الانتقام هويتي
القصه مشوقه وممتعه وفى انتظار باقى الفصول
|
رد: الانتقام هويتي
اقتباس:
سيتم تنزيل الفصول كل إثنين بإذن الله .. شكراً لمرورك وقرائتك .. |
رد: الانتقام هويتي
الفصل الخـــامس : طفلةٍ مُزعجة ! بعد دقائقٍ معدودات وصل ليث للمركز وقصد مكتب اللواء هِنري "وصلت أخيراً أيها الرائد " " آسف طرأت علي بعض الأمور الطارئة " " حقا مثل ماذا ؟! " "هل عليك فتح تحقيق بشأني لتأخري لنصف ساعه ؟! " "حسناً دعنا من ذلك.. كما تعلم لديك مهمه " "ليس بخبرٍ جديد" بعدها ظللنا نتناقش أنا وجاك بشأن المهمة الجديدة وكيفية تنفيذها ، لم تكن على مستوى صعب بل تحتاج لتركيز .. عليّ بمنع عملية تهريب المخدرات لأحدى العصابات بينما القبض عليهم مُتلبسين في آن ، انتهى العمل في غصون ساعتين وبات المجرمون بين يدايَ مع مساعدة بعضاً من رفاقي ،عدت لمكتب جاك لغرضٍ قد نسيته ، فتناولته وغادرت ولكن أثناء توجهي للمخرج صادف أن قابلت تلك الفتاة الصغيرة مجدداً ، بشعرها البني ذا التسريحة القصيرة والعينين الناعستين الزرقاوين و ذلك الزي المدرسي ،وما أن شاهدتني بدورها حتى هتفت بصوتها عالياً : "أنت ... أنت ذلك الشاب الذي ساعدني ؟ إذن فمكان عملك هنا " "حسناَ أجل ، وما الذي تفعلينه أنتِ هنا، أتحبين التجول وحيده؟ " "لا ،لم آتي بمفردي " " مع منْ إذن.. لا أثر لأحد سواكِ؟ " " أتيت برفقة أمي ولكنها ذهبت لمكانٍ قريب من هنا ولن تتأخر ، فهلّا انتظرتها ؟" "لا.. لا يمكنني أنا في عجلةٍ من أمري" صاحت الفتاة متذمرة : "أنت دائما في عجلةٍ من أمرك ! مجرد بضع دقائق لن تقتلك" " حسنا هل لي بأن أعلم لما تُصرّين عليّ لأقابلها ؟! " " لأنها ترغب بشكرك.. على الأقل وفرصة اللقاء بك مجدداً تبدو ضئيلة خاصةَ وأنـا لا أعرف عنك شيئاَ حتى اسمك " تدخّل صوت ذكوري آخر ليقطع مجرى حديثماً : " ســيدي .. أنت هنـا ! " أمال ليث رأسه للخلف فإذا به يجد إحدى رفاقه في حالةٍ يرثى لها وآثار الدماء على زييه العسكري : "ما الذي حل بك يا ماثيو ؟ إنك تبدو بحالةٍ سيئة، هل تلقيت ضرباً مُبرحاً ؟! " "بعض الشيء" "ماذا تعني بذلك ، كل هذا الكم وبعض الشي ؟!" وزع نظراته بشكلٍ عشوائي على زييه " أًرسلت إلى مهمة بالقبض على أفراد عصابة ولكنهم نصبوا لي فخاً عندما كدت أتمكن منهم أخيراً " "ولماذا لم تستعن بأحد ؟" " فعلت ذلك ! لم أكن بمفردي كما أن أفراد العصابة خطرون.. أصيب ثلاث في مجموعتي بإصاباتٍ عميقة فضلا عن أربع آخرون كانت إصاباتهم طفيفة وواحداً نُقلناه للمستشفى في العناية المركزة ، فلم أتمكن من المجازفة بالبقية لذا عدت كما ترى" " تبدوا عصابةً فريدةً من نوعِها ..ماذا عنك ؟ أهذه إصابة طلقٍ ناري ؟" أشار بيده على كتفه الأيسر "أنا بخير فإصابةٍ غير موفقةٍ في الكتف لن تؤدي إلى موتي على كلٍ ذلك السيـــد يطلبك" "هل تعني جــــاك ؟" "نعم هيا أسرع في الذهــاب إليه قبل أن يجنّ جنانه ..أما أنا فسأمضي في طريقي للمشفى" لاحظ ماثيو الفتاة الصغيرة التي تقف بجانب ليث فاستفسر قائلاَ : " بالمناسبة منْ تكون ؟ هل هي بأختك ؟" أشار بأصبعه عليها، فاتسعت عينا ليث إذ أنه قد نسي بأمرها تماماَ : " لا إنها مجرد طفلةٍ مزعجة تظهر لي من حيث لا أدري كأنها شبح " ردت الفتاة بصوت يخنقه البكــاء : "إنني لست بطفله ! أفضل بأن تناديني بفتاة على أن تناديني بطفله.. لمـــاذا تكرهني يا سيد ؟! " جال ماثيو ببصرة لليث ثم انتقل للفتاة ، زاد توتره عندما التمس ضيق الفتاة ، فجذب ليث بعيداً وهمس في أًذنه بصوتٍ خافت : "لماذا تمتلك لساناً لاذعٍ هكذا ؟ فهي فتاة صغيره ، انظر إنها على وشك البكاء الآن وأنا كما تعلم حساس أمام دموع الفتيات" " آه الرحمة !ماذا عليّ أن أفعل إذن " "اعتذر إليها، على الأقل فقد جرحت مشاعِرها" نفّذ ليث فوراً كلمات صديقه دون مبالاة بالتفكير : "آسف يا فتاة ، ولكن هذه طريقتي ،أعترف بأن لديك موهبةً خارقة في تمثيل الدراما ، هنالك مستقبلاَ مشرق في انتظارك" زمجر ماثيو خلفه بصوتٍ مسموع لليث وهو يطحن أسنانه في غضب : " ما الذي فعلتـــه ؟ !طلبت منك الاعتذار لا صبْ الزيت على النار!، هل علي بأن أُزودك دائما بالدروس في كيفية التعامل معهن بلباقــة " "آسف فليس لدي وقت للهو كما لديك" دفع ماثيو ليث عن طريقة ليواجه الفتاة : "آســف يا فتاة فلتقبلي اعتذاري بالنيابة عنه فإنه هكذا مع الجميع .. مــــا اسمك ؟" "جيـــن" " جين .. اسمي ماثيو ، هل من مشكلةٍ ما ؟" "نعم ، كنت أنتظر أمي فقد أخبرتني بأنها لن تتأخر كثيراً ولكنها تأخرت بالفعل لذا أمــلت من السيد الذي بجانبك بأن يؤدي واجبــه ويساعدني" نظرت لليث تطالبه بإجابة فرد قائلا: "ماثيو تكفل بمساعدتها بما أنه لا يبدوا عليك الألم بينما أتفقد جاك حســناً، أعتمد عليك " " أوه مهلاَ!" بعدها قصدت مكتب جاك مباشرةً "مرحبا ثينو ، تأخرت كثيراً، ظننتك عدت مسبقاً لمنزلك " " كنت في طريقي إليه لولا تلك العقبة التي عرقلتني لبعض الوقت .. فيمْ أردتني ؟" " سمعت بالأخبار من ماثيو عما جرى أليس كذلك ؟" "أتقصد بشأن العصابة ؟" " نعم ، إذ سيكون علي بأن أوكل المهمة إليك فكما ترى إنها عصابةً عنيفة ودموية ، وبحسب المعلومات التي أعلمني بها ماثيو فإنهم يمتلكون القدرة على تحريض بقية أفراد العصابات الأخرى والتحكم بهم إي لديهم السلطة ..إلى جانب تراكم حالات القتل والاعتداء في الآونة الأخيرة بأنواعها بسبب كثرة تفشّي هذه العصابات! وللأسف لا أملك سوى هذه المعلومات الضئيلة التي لا تفعل شيئاً ، فمهمتك أن تذهب مُتخفياً بينهم وتحاول التأقلم معهم كفرد منهم في سبيل معرفة رؤوس العصابات ومنْ بيده السلطة المُطلقة ، الذي يتحكم بهم جميعاً ويحرضهم ، اكتشف سر أفعاله، لديك كامل الصلاحيات باستخدام السلاح الناري عند الحاجة ، سأرسلك للمهمة غداً وأزودك بكل ما قد تحتاجه ، فهل من أسئلة ؟ " "لا" "بإمكانك الانصراف .. أثق بك وأعلم بأنك الأجدر لهذه المهمة" بعدها خرج ليث من مكتب جاك وسار في طريقه للمخرج .. حيث أوقفه أحدهم مُنادٍ باسمه : " ليــــــــــــــــــث ! " توقف ليث فوراَ لدى سماعه للصوت الأنثوي المألوف لتعرفه على صاحبه دون الالتفات للخلف بينما يستمع لخطواتٍ مُسرعة تتقدم نحوه "ليث .. أنت تعمل هنا " استمر ليث بالتزام الصمت دون الالتفات إليها ، مما أزعجها تصرفه فأدارته صوبها بالقوة : " انظر إلي عندما أحدثك" وقف ينظر لملامحها رغماً عنه ، امرأة نحيلة الجســم متوسطة الطول في حوالي الأربعين عمراً ، لديها شعرٌ بُني طويل عقدته في حركةٍ للخلف ، وعينين ناعستين سوداوين، ارتدت ملابس عملية ورسمية، في تلك اللحظة بدت له هذه الملامح مألوفة ومُشابهه بشكلٍ كبير لشخصٍ ما سبق أن رآهُ .. صوت أنثوي آخر أجاب على تساؤلاته . "أمــي ! .. لماذا تحبين الاختفاء كثيراً هكذا؟" الآن تبين لليث الوجه الآخر من التشابه وسببه توفقت جين عن السير فور ملاحظتها لليث ولأمها معاً ثم نظرت لكليهما بدهشه للموقف والطريقة التي بدت أمها ممسكةٍ بها ليث وكأنها تخشى هروبه منها فتساءلت بحيره : "هل تعرفان بعضكما ؟!"" رد ليث بسرعه : "كــــلا" ثم تخلص من إحكـــام ماري عليــه ، فقالت جين بصوت ملأهُ الشــك : "ولكن ما رأيـــته للتو .. " قاطعها ليث معللاً : " والدتكِ قد أخطأت بيني وبين شخصاً آخر ، و الأن اسمحا لي بالذهاب ،طابت ليلتكم" بعدها انصرف ليث تاركاً جين في حيرةٍ من أمرها. ********************************* الفصــــــل الســـادس : فلندع كل شيء للقدر .. "أمي ما الذي يجـــري؟ ،أنتما تعرفان بعضكما أليس كذلك؟" " ألم تسمعي ما قاله للتو ؟" "بلى ولكنني لست بمغفْلة .. بالرغم من صغر سني فقد بدى لي واضحاً بأن هنالك علاقةٍ بينكما " " أنتِ تتوهمين" " حــقاً ! إذن لمــاذا لم تنطٌقي بحرفٍ واحد عندما سألتكما بينما أجابني هو " " أتعملين بالصــحافة لتحققي معي هكذا ، وهل تفيدك أي معلوماتٍ بشأنه ؟" ثم صمتت فجأة ونظرت لوجه جين تتفحّصها وعلى وجهها ابتسامةٍ ملتويه .. دفعتها لتطرح سؤال استفساري . "ماذا، لمــاذا تنظرين إلي هكذا ؟" " هــل يعقل بأن ابنتي مهتمةٍ به ؟" صاحت جين باضطراب : " لا، بالطبع لا ،كيف لي أن أهتم بشخصٍ حتى لا أعرف اسمه؟" "إذن ؟ ما سر اهتمامك به " " أنه الشخص الذي حدثتكِ عنه ، الذي ساعدني في ذلك اليوم وكنت قد طلبت منه أن ينتظركِ لأنكِ أردتِ شكره " اتسعت عيّنا ماري دهشةً وهي تقول : "هـو منْ ساعدك ؟! " "نعم ، وبينما كنت أبحث عنكِ لمُلاقاته وجدته بين يــديك مٌسبقاً" "كفـــى ! هل تسخرين مني الآن ، يا لــك من ابنةٍ وقحه ! هيـا تحركي علينا الذهــاب للمنزل بما أنه لا حاجةً لوجودنا هنا " " حســنا أنا آســفه لم أقل سوى الذي رأيته ففيم انفعالك ؟" أجابتها ماري بصوت خفيض محدثةً نفسها : " لأنكِ للتو بدوتِ لي كليث وليــس كجيــن " "أمي هل قلتي شيئاً ؟" "لنعود للمنزل" *** " أمي هل ترغبين بمباشرة العمل في مثل هذه الســاعة المتأخرة من الليل ؟" ! "لدي بعض الأعمال لأٌنجزها كما أنني لا أشعر برغبةٍ في النوم ،اذهبي أنتِ للنوم ،غداً لديك مدرســة " "حسنــاً تصبحين على خيــر" حــاولت ماري العمل بالرغم من انشغال بالها بما حدث اليوم ،ونتيجةٍ لذلك فشلت كل جهودها المبذولة في صرف انتباهها " أوف ! ما هذه الصُدفــة الغريبة ! ، كنت قد أيقنت بعد مرور ما يقارب الســت سنوات بأنني لن التقيك مجدداً يا ليــث ، لو تعلم كم عدد المرات التي ترددت فيها على ذاك المكان حيث التقيتك لأول مرةٍ على أمل اللقاء بك من جديد أو حتى رؤيتك عن بعد، لتظهر عند يأسي بـمُلاقاتك بــصفتك شُرطي مرتديــاً زييك العسكري، وذلك القدر !.. الذي جمع بينك وبين أُختك صدفة ثم مرةٍ أخرى في المركز ، أهو صدفة أم قدر لقائكما ؟ إن كان قدراً فحتماً ستلتقيان مجدداً ولكن السؤال ؟ مــاذا عليّ أن أفعل بشأن جيــن ؟ ، أأخبرها بالحقيقة أن ليث أخيها ؟ ، وكيف أفعل ذلك فهي حتى لا تعلم بأنني كنت متزوجةٍ قبل أن ألتقي بأبيها " تنهدت ماري بعمق كـــأنها تحمل هموم العالم على أكــتافِها ، زفرت بضيق ثم حسمت تفكيرها في عبارةٍ واحدة " حـــسنا فلندع كل شيء للقدر " *** كـان ليث قد وصل أخيراً لمنزلهِ فبعد خروجــِه من المركز لم يذهب مباشرةً للمنزل بل ظل يتجول بالطرقات مضيعةً للوقت .. "أهلا بعودتــك يا ليث .. ، إنها الثالثة بعد منتصف الليل " " آه عم ماركو ألا تزال مُستيقظاً ظننتك نائِماً؟" "لا أشعر برغبةٍ في النوم لذا فكرت بالعمل " حدق العـم مطولاً بوجه ليث مُتفحصاً حاله من رأسه وحتى أخمص قدمــيه قبل تستقر مجدداً على وجهه ثم قال: " تبدو مُستاءاً ألهذا تأخرت كثيراً " "لما تعتقد ذلك ؟! " "لأنني أعرفك جيداً، بقيت معي ما يكفي من الوقت لأتعرّف على تصرفاتك .. كــنت سأقول تأخرك بسبب العمل ولكن لا يبدوا كذلك " عندما تأكد العم بأن هنالك سبباً آخر تقدم نحوه و ربت على كتفيه مُواسـياً : "لا تستاء بُني، أياً كـــان السبب فعلى كلٍ هكذا هي الحيــاة يوم عليك ويوم لــك" " شكرا عم ماركو ،دائماً ما أجدك عندما أشعر بالضيـــق .. هل أستطيع أن أطرح عليك سؤالاً؟ " " بالتأكـــيد تفضــل " " ماذا تفعل لو أن شخصاً ما تحبه قد هجرك في يومٍ كنت في أمس الحاجة إليه ثم عاد مجدداً بعد مرور سنوات ليطلب الصفح والغفران، ماذا كنت لتفعل لو أنك بمكاني ؟؟" فكر العم قليلا ثم أجاب : " الجـــواب بسيط " " كيــــف ؟" " ألا تزال تحبه ؟" " اعتقد ذلك" "إذن فلتمنحه فرصةٍ أخرى " " ذلك صعب علي..لقد جرحني كثيراً " " بُني أن تمنحه فرصةٍ واحده لا تعني لك شيئاً على كل حال ولكنها قد تعني له الكثير ، ثم ليس من الضروري أن بأنك قد منحته الفرصــة وأياً كان ذلك الجرح فالوقــت كفيلٌ بشفائٍه .. اذهب واسترح الآن أنت بحاجة للراحة" في صباح اليوم التــالي استيقظ العم كعادته مبكراً ولكن المفاجأة أن ليث قد سبقهُ إذ وجده العم يتناول افطاره وهو في كامل استعداداته "عجباً ماذا أرى ! منْ يقف أمامي الآن ؟ أتساءل ما إن كان هنالك رابط بينه وبين شاب الليلة المــــــاضية ؟" " هه ! لدي مهمة فريدة من نوعها وسألقى حتفي لدى أول مُحاوله .. إن ذهبت بحالتي تلك "سكت يعدّل ثيابه في علامة للرحيل ثم أضاف " عم ماركو سأضطر لمفارقك لوقتٍ غير معلوم ، قد آتِ من فترةٍ لأخرى لتفقد ما قد يلزمني لاحقاً من هنا " " يا له من عمل ! حســنا بُني أسأل الله أن يوفقك وأن يعيدك لي سالمــاً ..لا تعد إلي إلا وأنت منتصر " "حسنا لك ذلك" بعدها توجهه ليث للمركز لتلقي التعليمات الأخيرة من رئيسة بما قد يلزمهُ من أمور لغيابة الاضطراري عن المكان لفترة، منعاً لوقوع الأخطاء في حال تمت مُلاحقته أو تتبْعهِ لإي سببٍ كــان ، مضى في طريقة لمهمته الجديدة .. شغل باله فكرة واحده " ها أنــا في طريقي لمهمة مناسبة عم أبحث عنه ، سأجد تلك العصابة! " ******************************** |
رد: الانتقام هويتي
الفصـــل الســابـــع : النصف بالنصف ! مضــى على بقاء ليــث في مهمته الجديدة أكثر من ثلاثة أشهر حتى بدا مـعروفاً بشخصيــته المُزيفة لدى أغلــب المواطنيـن . كــان يجلــس دائـماً على صخرة بالقرب من البُحيرة للاستجمام عندما لا يجد ما يفعلهُ . في مثل تلك اللحظــات .. ذات مساء سمع وقع أقدام تخطو نحوه بخِفّه من خلفِه فتعرّف على مالكها ولكنه لم ينتبه على الرجل الآخر برفقته الذي جلس في زاوية أخرى على كُرسٍ خشبيّ فاخر يحتسي شرابه بهدوء .. " أنــت ! إن سيــدي يُريدك لتعمل لصالحـه ، فتحرك معي للذهــاب إليــه" هدر به بلهجةٍ آمرة مُستفزة . "حــقاً تُرى وهل لدى سيدك إي فكــرةٍ عني.. لابد أنكم سمعتم بالشائِعات أنا لا أعمل بالمجان " غضب الرجل لما في نبرة ليث من ثقـه وغرور وتعالي فقــال: "تبــاً لك ! نـعلم بذلـك كم تُريــد ؟" " النصـــف بالنــصف مع سيدك" زمجر الرجل غــاضبا : " مــاذا؟! منْ تحسب نفســك هــا؟ " " إذن فعلى ما يبدوا بأنكم قد فوّتم الجزء المُثيــر في شُهرتي " " أعتقد بأنهُ إن لم يتم ضربــك جيـداً حتى المــوت لــن تعذُرنــي لذلـك" وبينــما هّم الرجل بضرب ليث ورفع قبضــته في استعداد للهجوم أمره سيده بالتراجع وتقدم نحو ليث "همم ! تعجبني شخصيتك يــا فتــى تبدوا مـاكراً ولا تخــاف من شيء كمـا تقول الشائعــات عنك ، حســناً اتفقنا على المبلـغ ولكن هل ستعمل لِحسابــي ؟ " "إن كان لديك مثل هذا المبلغ متوفرٍ حاليــاً فلـك ذلك" لم يتحمل الرجل الآخــر عجرفة ليث مع سيدهِ فرد مقتضــباً: ""سيدي نحن لسنا بحاجةٍ إليــه، دعنــا فقط نُنجر عليه ونُريــه مكانتهُ ونبحث عن غيره" " ولكــننا لن نجد بأفضل منه وأنت تعلم بذلــك مُسبقاً لذا تحكم بأعصابــك لبعض الوقت" "حــاضر سيدي" أُمر ليث بأن يتخلص من عصابةٍ ما إذ كانت على خلاف مع منْ اتفق معه وكما هو معروف عنه بأنه دائما يُنجز أكثر من المطلـوب ، و أثنـاء انشغاله بالمهمة لاحظ بأن هناك منْ يتعقبـه عن بعد فتظاهر باللامبالاة لأمره حتى انصرف وحده بعد انتهاءه من مهمته بنجاح ساحق فقال ليث في سره : "يبدوا أنني قد أصبحت موضع اهتمام لكثيرٍ من العٍصابـات حتى يراقبوا تحرُكـاتي عن قرب " بعد عدة دقائـق في مكانٍ آخــر مجهــول : بعد انتهاء ليث من مهمته بنجاح باهر ، عاد متعقبة إلى سيده ليزف إليه الأخبار "سيدي .. لدي أخباراً ساره" " بشأن كارلوس ؟ " " نعم ، راقبتـه اليوم عن قرب وقد كان ينجز على عصابةٍ أخــرى كالمعــتاد " " هه! لابــد أن شخصـاً ما طلـب منه ذلــك.. وكيف كـانت النتيجة ؟" " كما تقول عنــه الشائِعــات " " همم ! فهمت بمعنى أنه بالفعل ينجٍز أكثر من المطلوب .. صف لي شكلـه العـام بالتفصيــل ؟" " شاب متوسط القــامه ، عريض المنكبين ، في أوائــل العشريــنات، لدية شعرٍ أسود غامقٍ كثيف وعيـّنان بُنيــتان تميلان للاصفرار قليلا كعينا أسـد ، و بشــرة سمراء ،كان يرتدي قميصــاً أسود قطني ذات أكمــامٍ طويلــه و بِنطــال جينز أزرق وعلى رأسـه عُصبةٍ سوداء يبدوا كرئيس عصابات ذو هيبه " ! " أثرت حماستي و اهتمامي لرؤيته.. على كلٍ أحسنت لم أكن أتوقع منك القليل يا روبرت ، و الآن اذهب واحضرهُ لي " "ولكن هنالك مُشكــله ؟" " مـاهي ؟ " " إنــه يعمل الآن لصالح عصابةٍ قويه " "حقـا، أذلك ما يثير قلقك أتعتقد بوجود عصابـةٍ أقوى منـا ؟" "كلا بالطبــع "! " إذن تحرك ولا تعد إلا برفقته معك .. أرغب في الحديث معه وجهاً لوجه" ذهـب روبرت للبحث عن ليث فسأل بعض المواطنين ، لعله يخرج بمعلومةٍ تدله عن مكانه فأخبروهُ بأنهم يخشون الاقتراب منه لأنه يشكل خطراً عليهم ولكنه يتردد عادةً على مكان ما بالقرب من البحيرة ، حيث تواجد العديد من الصخور بأحجامها المُتفاوتة ، ثم لا يجلس إلا على أكبر صخرةٍ بينهم لرؤية البحيرة عن قرب لربما .. لا أحد يعلم السر في ذلك ! . وبناءاً على ما حصل عليه روبرت من معلومات وارشادات سار في اثرها للبحث عن ليث وبالفعل وجـده على أكبر صخره مُستلقياً على ظهرهِ وبالقرب من البحيرة .. تقدم منه روبرت وقال بنبرة مُستفزه مخاطباً بها ليث : " هيي أنت ! كــارلوس، انهض بسرعه " ولكن ليث لم يجب عليه وكأنه لم يسمع شيئاً ، فثار جنون روبرت وركلة ركلةٍ قوية أوجعت النائم، فأمسك برقبته و أطــاح به أرضاً بيد واحده وذلك لأن بنية روبرت لم تكن بتلك القوه فساعدت ليث بسهوله على الهجوم " كيــف تجرؤ على إفســاد مُتعتي بهذه الطريقة الوقحـة! " "أنت تعمل لحساب الجميع ما إن امتلكوا أطناناً من المال صحيح ؟ .. فلماذا تغتر بنفسك كثيراً الآن" " يبدوا لي بأنك تعلم بوضوح خطورة وضعك الآن ، فلا تريد أن تُرسل لسيدك بعظامٍ محطمه .. اذهب إليه وأخبرهُ بانني لا أعمل في مثل هذا الوقت من المساء ، وعند غروب الشمس عُد مجدداً .. هيا اغرب عن وجهي الآن! " ثم افلت ليث رقبته وحرره من قبضته " أنت تثير رغبتي بتعجيل منيتك بالفعل ! ولو لم يطلب سيدي مُسبقاً بحسن التصرف وعدم إثارة المشاكل صدقني لحققت أمنيتك ، إنه يُريد التحدث معك فحسب و لا يُريدك من أجل العمل في الوقت الحــالي" " ولكنــه يطلُبني لذلك أيضـاً " تمالك روبرت أعصابه حتى لا تدفعه الحماقة بارتكاب غلطة بسبب برودة أعصاب ليث وتعجرفهِ فرد قائلاً : "حسنـاً أجل ولكن حاليــاً يطلبك للتحدث فحسب فهلّا تحركت الآن وكففت عن اللهو ؟" " خذني إلى سيدك هذا لنرى عمْ يرغب بالتحدث " ***************************** الفصل الثامن: مهمة ماريبل انطوان ذهب ليث برفقة روبرت إلـى حيث يقطن سيده .. وما هي إلـا لحظات حتى أصبح ليث أمــام سيـد روبرت .. وقف ينظر لهيئة سيده الجديد ، رجل في أواخر الأربعينيات، طويل القامه و عريض الصدر ، أشعر الذراعين و أعالي الصدر ، ذو وجه مربع وعينان سوداوان وشعر بذات اللون طويل "أهــلاً بك كارلوس ،سمعت الكثير عنك لذا رغبت برؤيتك شخصياً" " همم ! وكيف عسايّ أخدمــك يا مولـايّ ؟ " لم يتمالك روبرت أعصابه من وقاحة ليث فأخرج مسدسه وصوب فوهته على رأسه فرد سيده قائلاً: "اهدأ يا روبرت فلا أريدك أن ترتكب إي حماقات ..كارلوس ضيفي فاحسن التصرف ! ، هلا تركتنا بمفردنا قليلاً ؟" تراجع روبرت للخلف وارجع مسدسه لمكانـه ثم صوب عينين متوعدتين بالقتل لليث وبعدها رحل "كارلوس سأكون صريحاً معك.. أنت تعجبني ! ، تعجبني شخصيتك كثيراً فأنت ماكر وشجاع وذكي ومتعجرف وتعرف ما تريد ،لذا أريدك أن تعمل لصالحي وسأدفع لك حصتك من المال مضاعف" "عرضٌ سخي ، لا يسعني رفضه ولكن هناك مشكلة واحده؟، أنا لا أعرف منْ تكون .. ولا أحب مناداة أحدهم بسيد أيا كان ، إلى جانب عدم معرفتي بمتى تريدني للعمل ؟" "لا مشكله .. أنت لست بحاجه لمعرفتي سوى اسمي أُدعى كارلا، نادِني كما تشاء المهم أن تنجز ما أريده وإن احتجت إليك فسأرسل أحدهم لطلبك .. أعواني منتشرون بكل مكان فلا تقلق " " فهمت هل بإمكاني الانصراف الآن ؟" " كلا ليس بعد .. لديك مهمة ، أريدك أن تراقب تحركات فتاة تدعى ماريبل انطوان لبعض الوقت.. فهي طالبة في ثانوية تسمى بأزهار الكرز أو شيئاً من هذا القبيل .. ابحث عنها وراقبها ! " عندما هّم ليث بالمغادرة سألـه كارلا مُستفسراً : "أمرك مُحير ألن تسألني عن سبب اختياري لك لعملٍ سخيف كهذا .. لا يناسبك ؟" رد ليث بذكاء يجيب تساؤلاته" لا يهمني نوعية العمل مادام هنالك عرضاً سخياً بالمقابل و لا تبدوا لي من النوع الذي يهتم بالنساء .. لذا سأقول بأنك تبحث عن رجل وهذه الفتاة مفتاح للوصول إليه " " بينقوا ! أصبت ربما ستتعرف عليه أثناء المهمة ولكن عليك إخباري بشأنه إن رأيته قبل أي تصرف مُسبق " بعدها باشر ليث في آداء المهمة ولم يكن صعوبة العثور على المكان بمقدار البحث عن الفتاة المطلوبة في ذلك الفِنـاء الشاسع للمدرسة ، وكلما سأل أحداهن بشأنها جمدت في مكانها وتصلب وجهها ثم لاذت بالفرار بعيدا عنه دون إجابه مفيدة ..وضعه الجديد جعله يشتم عالياً من شدة الغضب " تبــاً ألا يوجد من يعرف تلك الفتاة المسماة بماربيل ويجيبني بشجاعةٍ عن تساؤلاتي " أجــابه صوت صاخب من الخلف فأدار رأسه لمعرفة صاحب الصوت : "أنــا واحده ممن تبحث عنهم .. هل تقصد ماريبل انطوان ؟" دُهش ليث لمعرفته بأن الفتاة الواقفة أمــامه جين .. إلـا أنها لم تتعرف عليه كليــث نظراً لملابسه الغريبة وتنكره وتلك العصبة على رأسه "نعم .. إذن هّلا أرشدتني إليـها ؟" "بالتأكيد رافقني" رافق ليث جين حتى وصل لهدفه .. ولكنه توقف فجأة على بعد أمتـار من مكانها وأدار ظهره وهمّ بالرحيل فاستفسرت جين عن الأمر قائله : "ما الأمر لماذا توقفت هنا ..من الجيد أنــها وحدها لذلك بإمكانك أن تخاطبها ، أيعقل بأنك خائفٌ منها؟" قهقه ليث من أعماق قلبه وكأنه لم يضحك منذ سنوات لاعتقادها الساذج بخوفه ورد قائلاّ : "كلا ، هل أبدو كذلك ؟ .. كل ما في الأمر أن ما أردته قد وجدته و ليس بنيتي مقابلتها شخصياً" "هكذا إذن .. أنت شخص تُراقبها لذلك لا تريدها أن تراك صحيح؟" "ذلك ليس من شأنك يا فتاة! .. هيا تحركي إلـي حيث انتمائك، لم أعد بحاجه إليك بعد الآن" ظلت جين تحدق فيه بغضب كأنما تذكره بأنه نسِي شيئاَ مهماً عليه فعله ، فأردف قائلا: "ماذا أتنتظرين مني كلمة ( شكرا لكِ على جميلك ) هيا تحركي بسرعه كأنني سأقول شيئا بهذا الغباء ! .. بسرعه اذهبي قبل أن أغير رأيي وأفعل ما لا يرضيك " أطلقت جين مجموعة من الشتائم بوجهه قبل أن تبتعد عن طريقه .. بعدها راقب ليث تحركات ماريبل حتى علم بمسكنها ، ولكن ما أثار اهتمامه هو خوف الجميع منها وسر طلب كارلا ، علم عندها أن شخصاً واحدا قد يساعده في أمره . فعاد في اليوم التالي مرةٍ أخرى ولكن للبحث عن جين وليس ماريبل ولـأن المدرسة كبيره وفخمه صعب عليه البحث عنها عشوائياً في إي مكان ، فخمن نظراً لسنها بأي الفصول هو فصلها، ووجد بعضاً ممن يعرفونها كزميله فطلب منهم مساعدته في البحث عنها .. وبعد لحظات أتت جين لتفاجأ برؤيته " هــذا أنت ؟! رجل البارحة الوقـح ؟! " "حسناً انظر من يتحدث عن الوقاحة .. وهل تخاطبين من هم بأكبر منك سناً هكذا ؟" " كلا ولكنك حالةً خـاصه .. ثم لا يبدوا لي بأنك من النوع المحترم فأنت رجل عصابات على كلٍ أليس كذلك ؟" " هاه ! لا يهمني كيف تنادينني أو تعاملينني .. أريد مساعدتك بأمر ما ؟" "ماذا تريد ولماذا أنــا ؟ .. أنـا لن أساعد رجل البارحة الوقح ؟" " سأريك ما يفعله رجل البارحة الوقح بالفعل إن رفضتي التأدب ؟ " سكتت جين لخوفها من إنذارات ليث المتوعدة.. لأنه لم يبدوا من النوع الممازح البته : " من هذه الفتاة المدعوه ماريبل ؟ أخبريني لماذا يخاف الجميع منها" "لأنهم يقولون بأن أبيها كان مثلك .. رجل عصابات والبعض يقولون أنه لا يزال .. ذلك ما أعلمه" " هكذا إذن .. حسناً شكرا لك ووداعـاً" " مهلاً هل ذلك فقط ما تريده ؟! " "نعم .. لماذا ؟" "ذلك يعني بأنك ستعود إلــي في كل مرةٍ بشأنها" " إن احتجت لذلك" " تبــاً لماذا تتصرف مثله ؟" "منْ ؟" "شخصا ما أعرفـه يدعى ليث" تصلب وجهه ليث لثانيه ثم ادعى الجهل: "ليـــــث ؟" " أجل هل تعرفه ؟" " لا وداعاً" ردت جين بعد أن ذهب ليث : " ولكن لماذا أشعر بأنك هو ؟" عندما خرج ليث من المدرسة لاحظ توجه ماريبل وحدها لمكان ما فتعقبها حتى انتهى به الأمر إلى مكان شبه مهجور وبعد لحظات خرج رجل في حوالي الخمسين من عمره أدخلها للداخل .. قرر ليث اعلام كارلا بالأمر قبل اقدامه على إي خطوةٍ أخرى . ************************************** |
رد: الانتقام هويتي
موعد تنزيل الفصول سيكون كل اثنين وخميس بإذن الله إن تأخرت الموا لي العذر رجاءاً .. لأنها مكتمله لدي وحتما سأرغب بالتنزيل في الموعد .. أما إن شاهدتم بعض الأخطاء الإملائيه فأتمنى إخباري بها فبعضها قد تكون بسبب سرعتي والبعض الآخر ربما جانب احتاج التحسن به تمنياتي لكم بقراءة ممتعه .. |
رد: الانتقام هويتي
قرائي وزواري الصامتون بما أنه لدي الكثير من وقت الفراغ هذه الأيام .. قررت تنزيل فصولي للرواية هنا كلما سنحت لي الفرصه .. لعلي أعجل بالإنتهاء منها هنا لحماسي في بدأ أمرٍ جديد لذا مواعيد التنزيل تقريبا شبه يوميه .. وفي حال لم استطتع ذلك فستكون يومي الإثنين والخميس كما حددت .. ولن أزعجكم بملاحظه أو فلسفةٍ أخرى من قبلي مرة أخرى ^^ |
رد: الانتقام هويتي
الفصل التاســع: قاعدتي إيـاك خرقها ! بعدمــا أخبر ليث كارلـا بما لديه من معلومات بخصوص مهمته لماريبـل طلب منه التوقف وأرسل شخصاً من أتباعه لأداء البقية كبديل ، بينما طلب منه عملاً آخر ولكن هذه المرة .. عمل إبادة عصابة على وجه الأرض نهائِياَ ولدى ليث الحق بالاختيار من طاقمه بعض الأفراد لمساعدتـه، حتى مضى عام على ليث وهو برفقة كارلا ينفذ تعليماته و بات يعرف تصرفاته وطريقة تفكيرهِ ، إلا أن ماضيه مازال مجهولاً له بالرغم من أنه أصبح ذراعهِ اليمين .. ولاحظ به شيئاً على مدار السنة التي قضاها برفقته ..وهي تلك الربطة السوداء على ذراعه اليسرى التي لم يصادف يوماً أن نزعها عنه وكأنها جُزئاً لا يتجزأ منه ، فتساءل ليث عن سِرها أهي لعاده أم لسببٍ خفي . وذات مساءٍ ممطر حيث كان ليث منشغـلاً بأداء مُهمه حاول أحد أفرادهِ التمرد عليه وقتله إلـا أنه تدارك الموقف في اللحظة المناسبة "هل كنت تحاول قتلي من الخلف روبرت .. ذلك اسلوب لا يليق برجل عصاباتٍ مثلك ! " "أنــا أكرهك ! لقد سلبتني كل شيء حتى منصبي" "أه إذن السبب هو الغيرة ! " "بل أشد من ذلك البغض! لا تغتز بنفسك يا فتى إن سيدي فقط يفضلك لأنـك تذكرهُ بصديق طفولتـهِ لا غير" "صديق طفولته ؟ وما الذي حدث له ؟" "مات مقتولاً من أقرب الأقربين له .. تماما كما سيحدث لـك " وبينما كان روبرت يستهزأ بليث أتـى كارلـا وحدق بعينين متوهجتين غضباً نحو روبرت فعلم ليث لما في عينيه من انذار بالصمت وعدم التحدث بخصوص هذا الشأن بالتحديد! لذا تسلل هارباً في تلك اللحظة لشعوره بأن عاصفة قويه ستهبَ .. مُقرراً التنزه لبعض الوقت .. ثم عاد مجدداً بعد حوالي ساعه ولكنه لم يجد روبرت في أي مكان ، فتعجب من الأمر ، ورأى كارلا عبوسـه فاستطرد قائلا مجيباً على تساؤلاته : "روبرت أرسلتهُ في مُهمة خطره" " أرسلته لمهمة خطره ! ذلك غريب ظننتك تفضلني لهذا النوع ؟" "ذلك صحيح ولكن هذه المرة أردتهُ هو، فهل من مشكله ؟" "همم! كأنك تتعجل التخلص منـه ؟" سكت كارلـا لبعض الوقت قبل أن يجيبه : " ولماذا تعتقد ذلــك ؟" "أنت تعلم بالإجابة .. ربما بسبب ما أخبرني عنـه ؟" " حسنـاً اعجبني تخمينك! ، ما حدْثـك عنه روبرت لا أحب أيا كان بتذكيري به ولدي قاعده تكاد تصبح مشهوره جميع منْ هنا يعلمها سواك .. قاعدتي تقول : أول من يُذكرني بذلك الحدث هو أول من يلقى حتفه لآخر اليوم .. " "ذلك يعني أن المسكين روبرت لن يعود" "أصبت ! فروبرت ودع هذه الديـار ربما في هذه اللحظة ، ومن حسن حظك يا كارلوس أنـك كنت الثاني في التذكير .. لطالما حذرتهُ من حماقته ولكنه لم يكن مُبالياً فانظر إلى أين انتهى به المطاف ! .. لذا كن شاكرا بنجاتك" بعدها عاد ليث إلـى حيث اعتاد أن ينام في مكانهِ قرب البُحيرة ، فهو الوحيد الذي لا ينام مع عصابة كارلا بينما مُنفرِداً في هذا المكان ، إلــا أنه لم يتمكن من النوم بسبب تفكيرهِ بحل لُغز كارلا.. لم يسبق أن قابل رجلاً غامضاً بمقداره وكأنه مجموعة ألغاز معقده ومتشابكة مع بعضها ..اللغز الواحد به لا يمكن حله مالم تكتمل بقية الألغاز الأخرى معاً ، فأصبح لديه موضوعاً آخر غير الانتقام يشغل تفكيرة وهو كشف ماضي كارلـا وسر ما يخفيه . ************************************ الفصل العاشر : ليث أم كارلوس ؟! ظل ليث يراقب كارلـا عن كثب واهتمام لعله يكتشف سراً آخر من أسراره ولكن دون فائدة تذكر . وفي يومٍ ما قرر كارلـا السطو على ممتلكات عصابةٍ أخرى وقاد معه ما يقارب السبعة من رجاله بما فيهم ليث كذراعهِ اليمين ، فأمر بأن يتلثّم الجميع حتى لا يتعرّف أحداً عليهم .. وبينما كان ليث منشغلاً بتحركات عصابته لاحظ أن وجه كارلا وهو مُلثم بتلك العينان السوداوان كفيلٌ بإخضاع أياً كان تحت سيطرته دون مقاومه لما فيها من شرارة غضبٍ و قسوة ، وكما هو متوقع نجح كارلـا في هدفـه وبسبب سعادته طلب من الجميع أن يفعلوا ما شـاء لهم لبقية اليوم لأن في الغد مهمةٍ أخرى . كــان الجميع سعداء عدا ليث حتى أنـه لم يفهم سبب انزعاجه فقرر الخلو بنفسـه في مكان ما والنوم، حيث لأول مرةٍ نام بمكان آخر غير ما أعتاده لأنه بمنطقةٍ أخرى بعيدة عن مكان بُحيرته . في منتصف الليل عاد ذلك الحُلم المزعج يـطارده مجدداً كشبح .. وأمر تلك العصابة برؤية غير واضحه.. ومن ثم ذلك الرجل على مقدمتهم الذي لم ير سوى عيناه وكأنما بان له أنه يتقدم نحوه بخطوات مُسرعة وبيده مسدس، ففزع من نومه والعرق يتصبب من على جبينه بسبب حرارة الطقس والخوف معاً .. تناول كأس ماء كعادته ثم حاول العودة للنوم عدة مراتٍ دون فائدة .. فظل مُتيقظاً حتى صباح اليوم التالي سارحاً بفكْرهِ كأنه بعالم آخر معزولٍ عن الواقـع .. حتى استيقظ بقية الأفراد و تذكروا حديث كارلا البارحة وتعليماته وأن عليهم الاستعداد باكراً .. فذهب أحدهم لإيقاظ ليث فإذا به يٌفاجأ باستعداده مُسبقاً فسأله عن معلومات المهمة الجديدة ، وتجاهل ليث سؤاله وكأنه بعالم الآخر ، فتركه الرجل على أمل أن يلقى توبيخاً من سيده ..وعندما جاء كارلا ووقف أمامه .. لم يبدوا عليه علاماتٍ داله باكتراثه لشيء عندها استفسر كارلا عن الأمر : "كارلوس ماذا أصابك اليوم ؟ تكاد شخصاً آخر لا أعرفه" لم يفعل ليث سوى حملقته المطولة بوجه كارلا بملامح خاليه من المشاعر فاردف : "حسناً يبدوا لي بأن هنالك ما يزعجك بشده ! لا بأس إذن سنتدبر أمرنا وحدنا بشأن هذه المهمة دونك و.. " قاطعه ليث ببرود فجأة قائلا : " كلا سأذهبٌ معكم" "عجبـاً ألـم تكن للتو ترفض التحدث؟، حسنـاً كما تشــاء " أثناء المهمة لم يكن ليث منشغلـاً بها كعادته وكبقية الأفراد بل كان اهتمامه مُوجّه على مكان واحد حيث كارلـا وبعد أن كاد ييأس من مراقبته .. لأول مرة شاهده ينزع تلك الربطـة في يده اليُسرى بسبب تقليه لإصابةٍ في تلك المنطقة فشاهد ما كان يخفيه ،وشم على شكل حبــار .. !وبعد أن انتهى من تعقيم وتضميد الجرح عاد بلف الربطة مجدداً إلى وضعها الطبيعي مُغطياً ذلك الوشم .. وشم مميز.. فغالباً ما يحب رجال العصابات اتخاذ شكل العقارب أو العناكب وليس حباراً .. أي أن هنالك سراً وراء اختياره وللأسف ذلك السر بات ليث يعلمهُ الآن .. تمنى لو أنه لم يعرفه ! . فخرج لاستنشاق بعض الهواء دون إخبار كــارلا برحيله ولمحه أحد أفراد العصابة فأطلع سيده بالأمر .. عندها قرر كارلا التمتع قليلاً بالذهاب في نزهه بتتبعه بما أن تصرفاته باتت غريبه وكأن هنالك سراً يخفيه وما أكد شكوكه سير ليث على غير هُدى يتخبط يميناً وشمالاً وكأنه تائه بمتاهة أبديـه .. أخيراً شاهد امرأةٍ ما أوقفته بيديـها ثم تجاهل ليث لها ومع ذلك لاتزال مُستمرةٍ بالركض خلفـه وعندما لم تستطيع اللحاق به أكثر صاحت بصوتٍ عالٍ متألمٍ باسمه .. والمفاجأة كانت بأن خرج الاسم بليث وليس بكارلوس ..عندها تعجب كارلا وشعر بالإثارة تغمرهُ وتزداد أكثر فأكثر لديه ، من هو ليث ؟ ولماذا يدعي بكونه كارلوس ؟، وما صلته بتلك المرأة بالتحديد؟ .. وكأنما وصل كارلا لنقطة حاسمه وطريق مسدود وعليه انهاء تلك النقطة في الوقت المناسب وشق طريقاً آخر . ****************************************** |
رد: الانتقام هويتي
الفصل الحــادي عشر : كشف هويّـة كارلوس بعدمـا توصل كارلا لاكتشاف جديد قرر الاتصال بعصابته لإرسال رجلان في الحال للاستفسار عن هوية كارلوس الأصلية .. ليث وما يخفيه .. وماهي سوى بضع دقائق حتى وصل الرجلان إلى حيث كارلا كلفهما بمهمةٍ أخرى بينما يعود هو إلى مسكنه تحسباً للظروف . وعندما همّ الرجلان بتنفيذ الأوامر طلب كارلا منهما فعل شيئاً آخر .. "مهلاً توقفا ..اذهبا أولاً لتغيير ملابسكما لملابس تليق برجلٍ مُحترم وإلـا لن نتمكن من معرفة شيء جيد وأنتم رجال عصابات مفهوم ! " ترك لهم مبلغاً من المال تحت تصرفهم ثم رحل .. ولم يكن على الرجلان سوى تنفيذ طلبه هذا أولـاً ثم الأخر . وبعد مرور ثلاث ساعات عادا لمسكنهم حيث سيدهم " حسنـاً أخبروني إذن ماذا علمتم ؟" " لم نستطع معرفة الكثير عن ليث فكما سمعنا عنه أنه رجلٌ غامض و انطوائي وقيل أنـه يعمل في محلٍ ما نـاحِت مع رجلٍ كبير في السن " "همم ! ذلك فقط ما علمتُموه ؟! " " آسـف سيدي لقد استجوبنا كل منْ في تلك المنطقة وذلك ما علمناه، قيل أن الرجل الذي يعمل معه أكثرهم معرفةً به لأنه معه منذ سنوات " "فهمت .. علينا الذهاب في زيارةٍ قصيرة لذلك الرجل المُسن ولكن قبل ذلك علينا فعل شيئاً آخر ، ابحثا لي عن سيده تدعـى ماري جيسون وحاولا أن تعرفا أموراً بشأنها .. و ..إن وجدتما كارلوس في طريقكما فأخبراه أنني أريده " انطلق الرجلان مُجدداً في مهمةٍ أخرى ولكن هذه المرة لم يعرفا نقطة البداية إذ أي الأماكن يجب البدأ بها أولاً للبحث ، وفي طريقهما قابلا ليث بمكانٍ ما فأخبراه بأن يذهب لسيدهما وبعد أن رحل قررا البحث من مكانه حتى وصلا لأماكنٍ جديده وبعد طول عنــاء وجدا سيدة ما تعرف ماري .. أخبرتهم أنها زميلةٍ لها بالعمل كما دلتهما على عنوان سكنها وأن ذلك كل ما تعرفه عنها ..حينها ذهبا فوراً لنقل الأخبار السارة إلى كارلا "هكذا إذن .. سنذهب غداً صباحاً لزيارتها " تردد أحدهما بالتحدث إلى كارلا : " سيدي .. " "ماذا هناك ؟" " أخبرنا كارلوس بأنك تريده لكن لم نراه هنــا" "بعثته في مهمة لإخلاء الساحة لنا قليلاً، كما أعتقد أنه الآن في طريقه للعوده .. لذا اغلقا فمكما بإحكام تعلمان العاقبة المترتبة بعلمهِ" في صباح التالي كان كارلا قد طلب من ليث مهمةٍ أخرى وإن عصابته تحت تصرفه بما أنه ساعده الأيمن .. وبعد أن تأكد برحيلهِ ذهب هو الآخر لزيارة ماري جيسون مُصطحباً رجلين من رجاله، وعند اقترابه من بوابة منزلها شاهد فتاة في زيها المدرسي في طريقها للحافلة، أمر رجاله بالتراجع خطوتين للخلف ثم توجه للباب وطرقه كسيدٍ محترم وتحركت ماري من الجهة الأخرى لفتحه لمعرفة هويّة الزائر فكانت المفاجأة الأكبر بانتظارها .. شحب وجهها وارتجف جسدها فألقى كارلا التحية ببشاشة : "مرحباً ماري سعيدٌ بلقائكِ مجدداً" كانت الصدمـة قويه على ماري لدرجة أنـها لم تتمكن من الاجابة عليه فاردف للرد : " أرى أن مفاجأتي كانت من العيار الثقيل ! آسف أعلم أنها لزيارةٍ غير مُترقبه فقد مرت سنوات منذ أخر لقـاء لنا صحيح؟" أخيرا استجمعت ماري رباطة جأشها و نقة حنجرتها : "لا أعلم كيف وصلت إلي ولا يهمني .. أخرج من منزلي بسرعه قبل أن أتصل بالشرطة ! " "حقاً ! تمهلي عزيزتي فأنت لست بهذا التهور .. خاصةً وأن موقفك حرج ؟ " " قد تكون رجل .. ولعصابات أيضا وأنا مجرد امرأةً ضعيفة مقارنة بك ولكن أستطيع الدفاع عن نفسي جيداً فلست بودودة " "ما عنيته ليس موقفك بل عزيزتك التي رحلت للتو على متن الحافلة .. منْ يعلم ربما اتخاذها كرهينه عندما أرغب بذلك " "إن آذيتها أو اقتربت منها بخطوةٍ واحده فلن أتردد بقتلك " "أو لن تهدئي فأنت تعلمين أنني لا أطيق صبرا " "مــاذا تـــــريد ؟" "بضع معلومات قيمة عن شخص وأدعكِ وشأنك " "عمن ؟! " "فتىً يدعى ليــث" رددت ماري اسمه بتعجبٍ واضح : "ليث ؟! " "نعم أعلم جيداً أنكِ تعرفينه فلا تحاولي ارتكاب الحماقات لأن عزيزتك ستدفع الثمن" "لماذا تريد أن تعرف بشأنه ؟" " ليس مسموح لك بإلقاء الأسئلة .. أجيبي فقط" " لا أعرف عنه شيئاً! " "همم ! الكذب لن يساعدك ، أنا أمنحك الفرصة الأخيرة " "إنها الحقيقة! .. لقد أنقذ ابنتي مرةً وبإمكانك سؤالـه إن كنت تعرفه" " ما شــاهدته سابقاً يؤكد غير ذلك .. علاقةٍ ما ربما" "هه ! وما الذي شاهدتـه ؟! " "موقف حميم! " "مُستحيل ! .. إنه أكبر قليلاً من ابنتي وأعتبرته منذ أن أنقذها كابن لي" فكر كارلا قليلاً ثم قال : "حسنـاً سأرحل ولكن إن علمت بأن هنالك ما تخفينه عني بشأنه عندها ستودعين ابنتك للأبد" في الطريق تغلب الفضول على مُرافقوه فاستفسر أحدهما عن الأمر : "سيدي هل سنعود الآن" " بالطبع لـا .. هنالك مكانٍ آخر هل نسيتما بشأنه" ****************************** الفصل الثاني عشر : الخيط الثاني لهوية كارلوس بعد لقـاء كارلا بماري قصد التوجه لحيث يعمل ليث فاستفسر من رجاله عن الموقع " هلّا أخبرتماني عن الموقع ؟" " إنه في آخر ذلك الزٌقاق الذي يقابلك مباشرةً " "هكذا إذن .. حسناً من هنا سأتدبر أمري أما أنتما فعودا للملجأ " سأله أحدهما بقلق : " وماذا سنفعل سيدي إن صادف وقابلنا كارلوس في وجهتنا قاصد ذلك المحل ؟" "حاولا تظليله قدر الإمكان ولو عن طريق الكذب بمهمةٍ من قبلي .. المهم ألا يعترض طريقي البته مفهوم "! ومضى الرجلان في طريقهما للعودة بينما قصد كارلا المحل مباشرةً إلا أنه تذكر شيئاً قبل دخوله إليه فاستطرد قائلا : " ذلك الرجل المُسن يعمل كناحت مم يعني أن علي طلب شيء كزبون ثم أبدأ باستجوابه على رويه .. لذا ينبغي أن أغير ملابسي لتليق بسيدٍ محترم أولاً " فذهب كارلا لمتجر ملابس بالجوار وأختار ملابسه على الذوق الكلاسيكي وعلى رأسه قبعةٍ سوداء وفي يده عصاة على نفس اللون ثم خرج بعدها راضياً بحسن اختياره كأنه رجلٌ آخر للمقابلة ، وحالما أصبح بالداخل تجولت عيناه بالمكان ثم ألقى التحية كسيد محترم " مرحبـاً .. هل أستطيع الحصول على تمثالٍ صغير على شكل ذئب منحوت إن أمكن ؟" "بكـل سرور .. تفضل بالجلوس هنا ريثما أنتهي من صنعه " " همم! هل تعمل هنــا وحدك ؟" " كـلا، هنالك من يُساعدني " " فتــاة ؟" " بل فتىً" " أوه ! يبدوا عملاً مُرهقاً لرجلٍ مُسن لاشك أن منْ يساعدك بشاب ؟" " تستطيع قول ذلـك " " آسـف، إنني ثرثارٌ قليلاً إذ أكره الانتظار دون فعلٍ ما .. كما أنني أشغلك عن عملك فلا تهتم بي " " لا بأس ! لست من النوع الذي يتشتت فكره بسبب حديث، كما أنها مِهنه احترفتها منذ الصغر فأصبحت هوايتي " صمت كارلا لبرهه يفكر بطريقةٍ قد تساعده في استخراج المعلومات المهمة عن ليث ولو بالقليل ،فعاد يثرثر مجدداً "همم ! ذكرت لي أنها كانت مهنه .. احترفتها منذ الصغر قبل أن تصبح هواية.. فهل كنت تعمل لدى شخصاً ما ؟" " أصبت .. عندما كنت في سن التاسعة ، لم أكن من محبو النحت اطلاقاً بل كرهت كل ما تعلق بالفن حتى التقيت بمن غير نظرتي كلياً ومع الوقت أصبح النحت هوايتي ، لذا عندما أصبحت بسن الرشد عزمت على انشاء محلٍ خاص لي" " وها قد فعلتها بالفعل ! أراهن أنك نقلت المهنة بالمثل لمُساعدك الحالي " " نعم ذلك صحيح عندما قدم إلي كان في مثل سِني إلا أنه أصبح ماهراً الآن " "غريـــب " " وما الغريب بالأمر ؟"! " بالرغم من أنه مُساعدك إلا أنني لا أراهُ بالجوار ؟" " في الوقت الحالي إنه غير متواجد " " آه ، آسف لسماع ذلك " " كلا لقد اعتدت على غيابه .. إنه يحمل هموم العالم على أكتافه نظراً لسنه " " لما هل يعمل أعمالاً أخرى .. خطيرة مثلا كشبان اليوم ؟" " لا أعتقد ذلك .. ولكنه كثيرُ الانشغال " " أثرت فضولي ..أرغب في رؤيته حقاً .. ترى هل لديه المهارة ذاتها كمهارتك في النحت ؟" " أجل إنه كذلك ومن المؤسف أنه يحب عمله كمهنةٍ لا غير" أراد كارلا أن يُطيل الحديث إلا أن طلبه بات جاهزاً إلى جانب أن ما بجعبته الآن من معلومات كافيه ليوم حتى لا يرتاب الرجل بشأنه خاصةً وأن أسئلته تركزت في جانبٍ واحد ، فنهض عن كُرسيه وهمّ بالرحيل ماداً يده لمصافحته " حسناً كُنت أرغب بإطالة الجلوس فلقد استمتعت كثيراً بالحديث معك سيـد ".. أكمل ماركو عنه : "ماركو اسمي هو ماركو ، وأنـا أيضا استمتعت برفقتك .. بالرغم أنك كنت تنتظر طلبك فحسب .. على كلٍ نأمل زيارتك لنا مجدداً" "سأفعل .. طاب يومك" عندما أصبح بالخارج كان يقلب بفكْره .. طريقة للقائه مجدداً في حال رغب بذلك لعله يتمكن من استدراجه بشكلٍ أفضل ، وبينما كان يسير في الطُرقات دون وِجه محدده ، لمح عن بعد تلك الفتاة الصغيرة التي شاهدها سابقاً وهي تستقيل الحافلة من منزل ماري بذلك الزي المدرسي وفي الحال لمعت في ذهنه فكرة أخرى ..فهاتف رجاله وأمر بحضور اثنان منهم بأسرع ما يمكن إلى حيث تواجده .. قبل أن يمضي نحوها بخطوات مُسرعة خشيةً أن تضيع عليه الفرصة ! "مرحباً يا آنسه .. آه هل لي بسؤال ؟ " ولأنه بالطبع بدا كسيد محترم في مظهره العام وأكبر بسنواتٍ من الفتاة لم ترتاب بشأنه ، استدارت لتجيبه : " نعم تفضل " "من إي مدرسةٍ أنتِ ؟" " من مدرسة أزهار الكرز .. لمــا تسأل ؟" " إذن تعرفين فتاة تدعى ماريبل أنطوان صحيح ؟" ثم شاهد رجاله يأتون من مكانٍ ما خلفها " نعم أعرفها .. أأنت أحد أقاربها ؟ " "لا فهي ابنة صديقٍ لي .. آه أجل كدت أنسى أتعرفين ذلك المكان الذي خلفك ؟" أدارت جين رأسها لترى المكان المقصود فانتهز كارلا الفرصة وأشار بيده بعلامةٍ ما للرجلان يفهمانِها "أجل إنه متجر للملابس التنكُرية "" " آه ليس للملابس الكلاسيكية إذن .. آسف لقد عطلتكِ كثيراً الا تعرفين بواحداً للكلاسيكية ؟" " بلى هنالك واحداً في آخر ذلك الزقاق الذي يقابلك قد تجد به ملابس من هذا الطراز" " هلّا دللتني إليه فأنا غريب عن هذه المنطقة بعض الشيء " " بكل سرور رافقني " كان كارلا على علم بوجود ذلك المتجر لكنه رغب بأن يستدرج الفتاة إليه لأنه نائي و بآخر الزقاق لينفذ مخططه وحالما وصلا إليه ، ظهر رجلان ضخمان فجأة من خلفها وما إن شاهدتها حتى صاحت في هلع ولكن يد أحدهما كانت أسرع في كتم الصيحة أما الآخر فنصب على عينيها ربطه ولأنها أكثرت من الحركة في محاولة فاشله بالإفلات فتلقت ضربة على قفاها أفقدتها وعيها ممْ سهْل عليهم حملها في سيارة سوداء ، عندما أصبحا بداخلها سأل أحدهم كارلا : " سيدي .. هل نعود بها إلى الملجأ أم لمكانٍ آخر ؟" " غبــي ! بالطبع لمكانٍ آخر هذه الفتاة لها صلةٍ بصديقنا كارلوس ولا أثق بوالدتها لذا علينا الانفراد بها في مكانٍ نائي و بعيد عن هنــا " ********************************* |
رد: الانتقام هويتي
الفصل الثالث عشر : ماذا أفعل ؟ طلب كارلا ايقاف السيارة بمكانٍ مهجور ونــائي .. وتحرك الرجلان بأنزال الفتاة وادخالها إلى منزلٍ مُحطم ، وحالما غابت الشمس حتى أفاقت عينان ناعستان في محاولةٍ للاستكشاف بعد أن أزيل عنها الغطاء .. فسحب كارلا كرسياً وجلس يواجهها وأردف مطمئناً : " أنتِ بمكانٍ آمـن عزيزتي ولن يصيبك مكروه إن كنتِ فتاةٍ مطيعه " ردت جين بانفعال وكأنها على وشك البكـاء : " من أنتم .. وماذا تريدون مني .. ولماذا قمتم بخطفي ؟" " انظري إنكِ تسألين ثلاث أسئلة دفعة واحده و أجوبتها تعرفينها مُسبقاً" " كيف أعلم ما أسئلة أيها المخادع ؟"! تحرك الرجلان الضخمان في محاولةٍ للتهديد فأوقفهما كارلا بإشارة بيده" " جيـد أنكِ لم تفقدي رباطة جأشكِ بعد .. ما عنيته أن وجودك هنا من أجل معلومة واحده فحسب " "وماهي تلك المعلومة ؟" "مـن يكـون ليـث ؟" فور سماعها بالاسم بانت عليها آثـار الصدمة إلا أنـها كافحت لإخفائها ثم قالت بسرعه : "وما أدرانـي به ؟" " أتعلمين أنـا ذكي للأسـف ! مثل هذه التغيرات التي طرأت عليك للتو لقد شاهدتها على ماري جيسون من قبل فهل أمرها لا يهمك أيــضاً ؟" "من أين لك بمعرفة اسمها .. من تكون؟" "لا أريد منك سوى أجوبـة لا طرحـاً لأسئلة أخرى .. كما أن مصيرهـا الآن بين يديك! .. سأكرر سؤالي لآخر مرة .. منْ يكون ليث ؟" صمتت جين لبضع لحظات ثم أجــابت : " إنه شاباً ما قام بإنقاذي مرةٍ عندما كنت في خطر " " همم! هكذا فقط و ما صلته بـأمـك ؟" " لا أعلم .. سوى أنه منذ أن أنقذني أحبته أمي كأبنٍ لها " " ولماذا يدّعي بأنه كارلـوس ؟" "ليس لدي علم بما تتحدث عنه .. فقد مضى وقت طويل منذ آخر مرةٍ شاهدته فيها" " لمــا.. هل يعمل ؟" ترددت جين قبل أن تجيب : " لا " نظر كارلـا لأحد رجاله ليأتـي بالقرب ثم همس شيئاً في أذنه وبعدها رحل مبتعداً عن طريق جين ، فاقترب الآخر إليها وكادت تصرخ بدورها بسبب ضخامة هيئته .. فوضع يده على فمها يمنعها من الصراخ وتحرك رفيقه وأرجع الربطة إلى عينيها ومن ثم أخبرها بالتزام الصمت وإلا لن ترى والدتها ابداً ، وعندما كادا يرحلا أخيراً أوقف كارلا أحدهما ببقائه معه وترك الآخر يذهب برفقتها ، فأتاه الآخر وعلامات الحيّرة على وجهه إذ وقف ينظر إلى سيده ، فأجابه كارلا : " ما الــأمر ؟! " "سيدي .. طلبت مني عدم مرافقتهما ؟" "وماذا إذن ؟!" " لا أفهم لما فعلت ذلك " " رجلٌ واحد ضخم بإمكانه التصرف معها فلا تقلق ، أعني هو فقط سيقلها لمنزلها" "لكن سيدي لماذا أمـرتـنا بخطفـها ثم بتـركها الآن ؟" "ستفهم الأمر لــاحقــاً "! أنزل الرجل جين في مكان قريب من منزلها ..ثم فك ما نُصب علي عينيها وتحرك بالسيارة مبتعداً .. ولم يكن عليها سوى أن تسير ما تبقى لها من مسافةٍ إليه ، وحالما وصلت وفتحت الباب استقبلتها ذراعين وعينين دامعتين " جين أين كنتِ ،لقد أرعبتني عليك ؟" نظرت جين بأسى لأمها وهي ترى حالتها وهلعها عليها فتساءلت منذ متى وهي على حالتها هذه فأردفت : " أمي سامحيني لتأخري، كان علي إخبارك ولكنني نسيت وظننت أنني لن أتأخر كثراً" "ماذا تعنين ؟ هل أنتِ بخير ؟" " أجل أنا بخير ..كل ما في الأمر أن صديقةٍ لي قد اقترحت عليّ الذهاب برفقتها لأتفقد حال أختها لأنها تغيبت اليوم، ومضى الوقت سريعاً ثم حدث ما حدث الآن.. أنا حقاً آسفه أمي" "يـــا لكِ من ساذجــة ! ألم تفكري بـي كان عليك إعلامي مُسبقاً بالفعل" " أمي لمــا الضجة الآن ؟ لقد عدت وتأسفت وها أنا ذا لم يصبني إي مكروه ، تتصرفين كما لو كان هناك سوءاً متوقعاً سيصيبني، هل تتوقعين حدوث شيئا ما مثلاً ؟" بلعت ماري ريقها في توتر ، كانت تخشى أن ينفذ كارلا تهديده بها فأجابت كاذبه : " لا ، لا ! ، هل يجب أن يكون هنالك مبرراً لأقلق على ابنتي حسناً اذهبي ولا تعاودي الكرّه وإلا لن أسامحك البته ؟" " أعدك ألا يتكرر ذلك .. سأذهب لأستريح " استلقت في فراشها وهي مهمومه لا تعلم ماذا تفعل .. كانت راغبه بإخبارها بالأمر ولكن عندما شاهدت كيف كانت حالتها لم تستطع البوح .. حتى لم تدرك كيف سيطرت على أعصابها حينها وتصرفت على سجيتها دون أن تُفضح ، أعصابها الآن على الهاوية ولو أرادت التغيب غداً عن الدراسة ستُثيـر شك والدتها بأنها على غير ما يرام .. فماذا تفعل ؟. استمر الحال حتى الساعة الواحدة صباحاً وهي تتقلب بفراشِها وعقلها مشغول بالبحث عن حل .. حتى تغلب عليها الإرهاق الفكري فاستغرقت رغماً عنها في نومٍ عميق .. ********************************* الفصل الرابع عشر : الرجلُ الوقح ! عندما حلّ صباح اليوم التالي كانت جين أفضل حالاً بالرغم من شرود بالها بأحداث الأمس، فارتدت زيها المدرسي وتناولت حقيبتها المدرسية ثم توجهت نحو الدرج "ابنتي تبدين مفعمة بالحيوية هذا الصباح .. تناولي افطاركِ قبل ذهابك" "أمي آسفه سأتأخر .. ستفوتني الحافلة سأتناوله هناك .. وداعاً" " وداعاً ابنتـي .. اعتني بنفسك" صعدت جين الحافلة ولوحت بيدها لأمها مودعه .. كانت على علم أن هناك ما يشغل قلق والدتها عليها منذ الأمس ، شيئاً آخر متعلق بها ولكن لم تدرك ماهيته ! ثم طرأ على بالها رجل العصابات الذي اختطفها ، وتذكرت أنه ذكر اسم والدتها كاملاً فتساءلت ما إن كانا على معرفةٍ ببعضهما ولكنها سرعان ما أبعدت الفكرة عن مخيلتها بأنه من المستحيل أن تكوّن أمها علاقات مع أشخاصٍ مثله ! ، إلا أن موقف والدتها وهلعها الزائد عليها زاد من حيّرتها كأنها تخشى بأن يصيبها مكروه بفعل فاعل أو فعلٍ مُفتعل؟ ، قررت في تلك اللحظة أنها ستتغيب عن دراستها لليوم كما ستفكر بعذرٍ مقبول في حال علمت والدتـها بالأمر ثم توجهت لمكانٍ ما ظنت أنها قد نسيت الطريق المؤدي للوصول إليه .. وكان حظها معاوناً بأن وجدت منْ ساعدها في طريقها إليه. "آه ..سيد ماثيو .. انتظر أرجوك ؟" " همم! أوه هذه أنتِ.. ألستِ بجين ؟" "أجل أنــا هي " "سعيد برؤيتك مجدداً .. هل من مشكله ؟" "أجل ولكن كيف علمت بذلك ؟! " "فتاة تتجول وحيده في مثل هذا الوقت بزيها المدرسي .. ألا يفّترض بأن تكوني بالمدرسـة ؟" " آه لا ينبغي أن أسأل شرطياً عن هذه الأمور ،حسناً أصبت ، أحتاج لمساعدتك " "أنـا تحت خدمتك .. فيما ؟ " "أخبرني أين بإمكاني أن أجد ليث ؟" " ليث ؟" " أجل ليث .. أرجوك لدي مسألةً مهمه علي أخبارهِ بها" " إذن أخبريني بها وأنا سأساعدك وإن لم أتمكن من ذلك نقلت له رسالتك " " كلا آسفه لا أستطيع .. آمل ألا تُسئ فهمي ولكنه أمرٌ عاجل وعلي أن أقابله شخصياً " " همم ! لابد بأنك تثقين به كثيراً .. لن أكذب عليك فليث في مهمةٍ سريه وحتى أنـا لا أعرف مكانه ووحده جــاك من يعلم بشأنه " "إذن سأذهب إلــيه " أمسك ماثيو برسغها يمنعها من الذهاب : " أنصحك ألا تفعلي ذلك ! فهو متكتمٌ جداً على الأمر وحتى نحن لم يخبرنا بشأنه فكيف يخبرك أنتِ؟" ثار غضب جين : "حسناً لا أحتاج لإي مساعدةٍ منكم سأبحث عنه بمفردي "! بحثت جين في كل مكان حتى الأزقة لعلها تجده ولكن دون فائدة ... إلى أن خارت قِواهـا فقررت الاسترخاء قليلاً لبضع دقائق ثم عاودت الكرّة مجدداً .. عندها فكرت بيأس أنه من المستحيل أن تجده بمدينةٍ كبيرة كهذه، البحث عنه بها أشبه بالبحث عن إبرةٍ في كومةِ من القش ! ، ولأن بالها كان مُنشغلاً بالبحث عن ليث غاب عن بالها نقطةٍ مهمة تذكرتها فجأة فاستطردت قائله : "كـــارلـــــــــــــــوس ! ، كيف نسيت ذلك ؟ " تذكرت حوار رجل العصابات البارحة وأنه قد ذكر شيئاً عن ادعـاء ليث بأنه كارلوس .. فعاد إليها النشاط والحماس من جديد وانطلقت في مهمتها بالبحث عن كارلوس وليــس ليث .. إلا أن الغريب بالأمر أنه كلما ذكرت اسمه بكارلوس مُستفسرة الناس عنه ، كانوا يرمقونها بنظراتٍ حادة ودهشه.. ثم يتجنبونها والبعض الآخر وصفها بالجنون لـأنها تسأل عنه وآخرون حذروهـا ألا تذكر اسمه لأنه نذير شؤمٍ بالنسبة لهم، حتى ساورها الشك بأنها لربما أخطأت في الربط بينما ؟ ومع ذلك دفعها حب الاستطلاع على الاستمرار وعدم الاستسلام ، حتى وجدت من دلّها على مكانه المعتاد بالقرب من البحيرة ، محذراً إيّها بعدم الذهاب بمفردها للقــائه .. ولكن فضولــها تجاهل الأمر وقــادها للمكان الموصــوف ..حتى وصلت لحيث اعتاد الجلوس وكــان نائمـاً .. اقتربت جين في محاولةٍ لرؤيةٍ أفضل .. وسرعان ما جمد الدم في عروقها وتصلّبت في منتصف الطريق غير قادره على الحركة .. فغرت فاهها دهشة وبصوتٍ خافت ومتلعثم همست : "الرجل الوقح ! هو .. هو كارلوس و .. ذاته ليث ؟!، آه لا عجب في وجود رابط بينهما فكلاهما يشتركان في الوقاحة العظمى ! ، ولكن كيف لم أتمكن من التعرف عليه مُسبقاً .. ترى أيعود السبب لعدم توقعي أم لعدم تركيزي ؟ " لاحظت بأن الوقت يمضي وأنها في هذا الزمن بالتحديد عليها أن تعود للمنزل حتى لا ترتاب والدتها بشأنها وبما أنها قد وصلت لمبتغــاها باتت الأمور أسهل الآن . ********************************* |
رد: الانتقام هويتي
الفصل الخامس عشر: صفقة عملٍ جديده حالما عادت جين للمنزل تصرفت كعادتها.. "مرحبا أمي سعيدة لأنك أصبحت تتواجدين بالمنزل .. هل حدث شيئاً ما في العمل ؟ " "كلا ، كأنك تلّمحين إلـى عدم حاجتي بالتواجد ؟! " "لا بالطبع .. أهنالك ابنة تحب غياب والدتها عن المنزل ؟ .. ولكنني قلقه من أن يكون هناك أمراً تخفينه عني بشأن العمل " " لا تقلقي لا داعي لقلقك الزائد ، كل ما في الأمر أنني طلبت إجازةٍ لمدة اسبوعين فحسـب " "إجازةٍ لمدة اسبوعين ؟ ولكن لماذا ؟ " "لأنني أشعر بالتعب والإرهاق، ألا يحق لي بطلب إجازة إلا بسببٍ وجيه ؟" " حسناً أنا ذاهبة لأنام .. تصبحين على خير" "هكذا دون عشاء " "لا أشعر بالجوع .. إن شعرت تناولت " "كما تشائين ، تصبحين على خير " شعرت جين بالذنب لأنها مستمرة في مسرحيتها على أمها كما أدركت بأنها لم تتلقى الخبر .. فجلست على حافة سريرها تفكر بقلق ، ماذا عليها أن تفعل بخصوص ليث وإلى متى قد تستمر في تمثيلها على والدتها ؟ ، أخيراً استنتجت أنها ستُسبب المتاعب لليث إن ذهبت إليه في أثناء عمله كما أنه لن يفعل شيئاً سوى توبيخها وتجاهلها، إلى جانب عدم مصارحتهُ لها بكونه ليث عندما التقيا سابقاً، بينما تعمّد التظاهر بعدم معرفتها.. ألأنه في مهمةٍ سرية أم خشيةً لارتكابها فعلٍ متهور قد يفضحه أم لكلاهما معاً؟ استلقت على الفراش في حركةٍ لتفكير أعميق "لابد لي من طريقةٍ أتقرب بها لليث دون إثارة المشاكل .. ثم أخبره في الوقت المناسب بما حدث لي لربما سيساعدني" في اليوم التالي ذهبت جين للمدرسة وانتظرت أن ينتهي الدوام الدراسي بفارغ الصبر لتبدأ بتنفيذ خطتها .. حيث رتبت أمورها جيداً بإخبار والدتها مسبقاً أنها ستتأخر وقد تعود المساء لأنها ذاهبة بعد المدرسة برفقة صديقةٍ لها، وما إن دقت الأجراس مُعلـِنةٍ بالمغادرة حتى أصبحت بالخارج .. فتوجهت للتبضع وشراء بعض المستلزمات في سبيل دعم خطتها ، وحالما أصبحت خطتها جاهزة للتنفيذ أخذت نفساً عميقاً ثم حثت قدميها للتوجه حيث ليث ، بدا لها كأنه لم يتزحزح من مكانه منذ البارحة مثل تلك الصخور بجانبه "مرحبـاً كارلـوس ، سمعت أنك تساعد الجميع.. فهلّا ساعدتني في مهمتي أيضا ؟" نظر إليها بفتور وانزعاج واضح ثم رد قائلا : "همم! آسف لا أقدم خدمـاتٍ مجانية وللفتيات أيضـاً" "ومن قال لك أنني أطلبك بالمجـان ؟ كما لا تقلق لن أطلب منك أمور فتيات كأن تفرّق بين حبيبين بوضع العقبات في طريقهما .. اطمئن" تجهم وجه ليث واشتدت عضلة فكه الأيمن .. أراد أن يلقنها درسـاً لسخريتها إلا أنه تحكم بأعصابه واردف : "إمـا أن تكوني فتاة شجاعة أو ممثلة بارعه ؟" جفلت جين لدى ذكره لكلمة ممثلةٍ بارعة وظنت أنه تمكن من التعرف عليها فردت بصوتٍ حـاد " ماذا تعني ؟ .. لا يهمني على كلٍ.. فلا أكترث لأي الصنفين أنتمي فقط أريد مساعدتك وكل ما يلزمـك هو مراقبة شخصاً ما وتزويدي بالمعلومات عنه ثم تكسب مبلغاً محترماً أجر عملك " "حسناً لا يهم .. وكم ستدفعين لي ؟" " قدر ما يجعلك توافق .. لا أعـاني الفقر " " اتفقنا .. أخبريني ما مهمتك بالضبط ؟" " مراقبة سيدةٍ ما .. حتى أطلب منك الكفّ عن ذلك ولكن هناك شرط ؟" " و ما هو هذا الشرط ؟ إنكِ تثيرين حُنقي .. ألا تخافين من الضرب ؟ أو أن يصيبك مكروه من قبلي .. لاشك أنكِ قد سمعتي عني " أجابته بابتسامته ملتويه : "بالتأكيد سمعت .. وهل هناك من لا يعرفك .. لكنني لست بذلـك اللطف أيضاً ، إن تلقيت الضرب لديّ قدرة على التحمل إلـى جانب المقاومة والهجوم " "هاه ! ومـا شرطك اللعين ؟" " ألا تطرح أسئلةٍ شخصية عني أو بشأن من أكلفك بمراقبتهم" "لا يهمني أمرك أو غيرك، فقط المـال" " إذن اتفقنا .. أنت مريحٌ بالفعل .. سأعطيك اسم السيدة، تدعى ماري جيسون " لمحت جين بعضاً لآثار الاندهاش على وجه ليث و لكنه سرعان ما أخفاها فتركته ورحلت هي الأخرى .. تقلب الأسئلة برأسها .. هل تمكنت من خداعة جيداً ؟ وهل سينفذ المهمة أم تذهب خطتي في طيّ النسيان . تحرك ليث بدوره في طريقه للملجأ لكنه تفاجأ بوجود عينان خضراوان ترّقبـانه عن كثب وقد بدا عليهما التسلية .. " أراك سعيداً يا ويل .. ومتفرغـاً كم أحسدك! " " بالطبع مراقبتك عن قرب تبعث على السعادة " " همم ! أولن تذهب لإخبار كـارلا بما رأيت ؟" "كلـا، أحب الاحتفاظ ببعض الأمور من أجل تسليةٍ مضاعفه" "من النادر وجود من لا يحسب لكـارلا ألف حساب ؟" "مثلـنا .. لذلك نعد المفضلان لديه .. حسناً أنـا ذاهبٍ لجوف المدينة .. من يعلم لعل حظاً حالفني فأجد فتاة ذات عينان ناعستان زرقاوان مع شعر أشقر طويل مُرتديةٍ زي عصابات أنثوي جريء كفتاتك ! " " إنها مجرد زبونة وليست بفتاتي تبـاً لك ! " "ولما الغضب يا رفيقي ؟.. اهدأ كنت أمزح فحسب" "أنا ذاهبٌ للداخل وقد أطلب من كارلا .. ارسالك في مهمةٍ لعينة لعلي لا أتألم برؤيتك أمامي تتنزه بالجوار مُسترخياً ثانيةً " " أنت رجلٌ حقود يا كارلوس ! ها قد عكّرت صفوي بمزاجك الحاد أنـا منصرف أراك لاحقاً" " أتمنى عدم رؤيتك .. أتساءل إلام تنوي ؟" "للمتعة لا غيـر " ************************* الفصل السادس عشر :شقراء توقفي ! ذهب ويل للتجوال قليلاً فشاهد الشقراء التي لمحها برفقة ليث سابقاً تدخل لمتجر ملابسٍ تنكريه ..فانتظرها بالخارج ريثما تنهي غرضها ولكنها تأخرت كثيراً ، لذا قرر تفقد أمرها بالاستفسار عنها من البائعة " عذراً ، هل مرّت فتاةٍ شقراء ترتدي زي عصاباتٍ أنثوي من هنـا ؟" "نعم .. ولكنها رحلت للتو" "رحلت ؟ غريب لم أرها تخرج من هنا " "ذلك لأنها كانت متنكرة .. كما تعلم هذا المتجر للملابس التنكرية " "كــانت متنكرة ! ..آه ..هلّا وصفتي لي كيف كانت هيئتها؟" "بالتأكيد سيدي .. لها شعرٌ بُني قصير وعينان ناعستان زرقاوان ، قصيرة القامه " " وهل خرجت في زيّ عصابات آخر ؟" " بل على العكس تماماً .. زي مدرسي ، لا أعلم لماذا يحب المراهـِقون فعل مثل هذه الأشياء ؟" " حسنـاً شكراً لك على مساعدتي" "ذلك واجبي سيدي " ويـل لم يكن من مظهره العام يبدوا كرجل عصابات إلـى جانب شخصيته المرحة .. لذا لم يرتاب الآخرين بشأنه ، حتى أنه يرتدي ملابسٍ بسيطة لرجل عادي ..بنطال جينز وقميصٍ أبيض .. عاد للملجأ وإمارات الإحباط لا تفارق وجهه فاستقبلته عينان ساخرتان مع ابتسامه .. " لعلك لم تجد مثلها ؟" " فالواقع كدت أجدها ولكنها هربت مني " " لما تبدوا مهتماً بشأنها على كل حال ؟" "سؤالٌ جيد .. أتعلم حتى أنـا لا أعلم السر في ذلك .. فقط شيئاً ما بها يبدوا مثيراً للاهتمام وما اكتشفته للتو جعلني متحمساً أكثر " عادت جين للمنزل في المسـاء كما وعدت ولكنها لم تجد والدتها بينما ورقةٍ موضوعة بعناية على رف الموقد (عزيزتي .. آسفة لاضطراري بالخروج دون إعلامكِ مسبقاً .. دعتني كـارلين لتناول الغداء برفقتها ولشراء بعض المستلزمات ، لن أتأخر كثيراً ..) فكرت جين أن اسم كارلين يبدوا مألوفـاً لديها فتذكرت أنـها زميلة والدتها في العمل، شعرت بالاسترخـاء لعدم وجودهــا حاليـا .. ومع مرور الأيام اعتادت جين على تمثيلها المزدوج بل كانت تستمتع بكونها فتاة عصابات أكثر من شخصيتها الحقيقية، بالرغم من أدراكها بخطورة ما تقدم عليه ، إذ كانت تتطفل على ليث بين الحين والآخر حتى لا تدع له فرصةً بنسيان مهمتها .. بينما لم يخفي ليث مشاعره بانزعاجه الواضح كلمـا رآهـا إلا أنـه مضطر لمسايرتها بما أنـها وضعت شرطها ألا يطرح أسئلةً شخصيه ، حتى انقضى شهر لم تخرج منه جين بما يفيد .. فعزمت على طرح الأسئلة بجديةٍ بخصوص طلبها اليوم ! ، وبعد الدوام الدراسي قصدت مكانٍ ما حيث خرجت بعدها بشخصيتها الجريئة ، ذهبت إلى مكانها المعتاد الذي عادةً ما تجد به ليث ولكنها تفاجأت برؤية رجلٍ آخر غيره وعلى بعد سته أمتار منها ، إذ وقف بقامته الطويلة ينظر إليها بعينيه الخضراوان ، مرتدياً كنزةً سوداء وبنطال جينز على ذات اللون ، ذهبي الشعر ، يكبر ليث بقليل ، إلا أن تلك العينان لم تتوقفا لحظةٍ عن تفحصها بوقاحـةٍ من رأسها وحتى أخمص قدميها حتى انزعجت وثارت : "من أنت ؟ ولماذا تنظر إلي هكذا ؟! " "أحاول إيجاد سببٍ منطقي لوجود فتاة مثلك هنـا" "ومــاذا بـــــي ؟! " "صغيرةٍ جداً" " ومن أخبرك بصغري ؟ .. أنـا أبلغ من العمر " قاطعها : "خمسة أو ستة عشر عاماً ؟" "كـلا ذلك غير صحيح .. هل أبدو كذلك ؟! " " أنتِ كذلك بالفعل ولكنكِ تراوغين .. فلتعلمي أن ما تدّعينه وتفعلينه ليس سوى تمثيلٍ في مسرحيه ، ولكنني أخشى ألا تناسب المسرحية صنفكِ " أرادت جين أن تقذفه بصخرة أو إي شيء قد يسبب ضرراً كبيراً له ، ولكنها سرعان ما تناسـت الفكرة وعادت لطبيعتها " أين كــارلوس ؟" " ومـا أدراني به ؟! " " ألا تعملان تحت إمرة رجلٍ واحد ؟" "وماذا في ذلك ؟" " إذن كيف لا تعرف شيئاً عنه ؟؟" " نحن رجال عصابات كما تعلمين وبالطبع لن تكون علاقاتنا أخويـه" "حسنـاً .. فهمت ، شكراً للتوضيحات ، وداعـاً ! " "مهلا شقراء توقفي " ! "لدي اسم كما تعلم فلست وحدي بشقراء" "ومـا ذلك الاسم ؟" "لن أخبرك به! " " لا يهم ، هـلّا أخبرتني عن سـبب اهتمامك بكارلوس ؟" " ذلك ليس من شأنك ! " "مؤسف .. سأضطر لإخباره بسرك الصغير ؟" " إي سر ؟! " " سر هويتك الأصلية يا جين" دهشت جين لأنه ناداها باسمها فتظاهرت بأنها لم تسمع شيئاً وهمت بالرحيل "يبدوا أنني أخطأت في توقعاتي .. ما رأيك بأن أصف له شكلك الحقيقي واسمك وكونكِ طالبةٍ بمدرسة أزهار الكرز ثم أشاهد تعابير وجهه آنذاك " "هل تبتزني ؟! " " ربما " "إذن فلتذهب للجحيم لن أخبرك بإي شيء ! " " ولكنك ستفعلين لاحقاً" " لن أفعل! .. " مضت جين في طريقها لاعِنه حظها الذي أرسل إليها شيطان لعوب ليحطم خططها . |
رد: الانتقام هويتي
غاليتى سوهاني قصة جميلة ومثيرة انتظر باقى الاجزاء بفارغ الصبر لك كل الشكر والتقدير على هذة القصة دمتى بكل الخير فيض ودى |
رد: الانتقام هويتي
اقتباس:
آسفه لتأخري واجهتني مشكله في الدخول للمنتدى لمدة طويله والحمدلله عُرفت المشكله ^^ على كل لا اخفي عليك انني كنت سأهجر روايتي هذه وادعها تسير للأرشيف ولكن لأنك أصبحتِ متابعه فسأكمل ما بدأته .. اعلم بوجود قٌرّاء صامتين ! آمل أن يعجبكِ الباقي .. موفقه عزيزتي .. |
رد: الانتقام هويتي
الفصل السابع عشر :الكنز الثمين في منزل ماري : كانت عقارب الساعة تشير إلـى الرابعة والنصف صبـاحاً عندما أفاقت جين من سُباتها للمرة الثالثة .. غير قادرة على الاستمرار فتوجهت إلـى الطابق السفلي حيث المطبخ .. وأخرجت من البرّاد زجاجة حليب وسكبت منه في الكوب ثم جلست تحتسيه على مهل .. كان السبب الرئيسي في عدم راحتها بالنوم هو أمر ذلك الرجل ذهبي الشعر، فلم يمضي على تأثير خطتها سوى شهر وحتى الآن لم تنفذ هدفها ليأتي رجلاً من العدم يهدم لها كل شيء في ثوانٍ .. تمكنه من معرفة هويتها الأصلية ؟ حتى أنه علم بشأن مدرستها ولن يضرهُ افشاء سرهــا ، فكرت جين بهدوء أنها واقعه في مأزق كبير وللخروج منه لابد لها من بعض التضحيات . وعندما حلّ مسـاء اليوم التالي كعادتها تنكرت ثم توجهت لذات المكان إلا أنها وجدت ليث وليس ذهبي الشعر ، فلم تستطع كبح غضبها . "ما الذي يحدث هنـا ؟ عندما أرغب برؤيتك أجد ذهبي الشعر عوضـاً عنك أو يحدث العكس، هل تتناوبـان المكان ؟" "ذهبـــــي الشعر ؟! " " نعم ، رجل طويل له عينان خضراوان .. يكبرك ببضع سنوات على ما أعتقد" "أوه ! تقصدين ويل" " ويل ؟ أهو اسمــه ؟! " "بل اختصارٌ لوليــام .. على كل من الغريب أنكما قد التقيتما ؟" "وما الغريب في الـأمر ؟" "لا شـيء" " حسنـاً لا يهم .. هل أنجزت مهمتي ؟" "بالطبـع لا " "ولمــا لـــا ؟! " "كيف أبدأ بمهمةٍ غير مكتملة ؟ أنتِ حتى لم تمنحيني عنوانـاً لأصل إليها فكيف تتوقعين النتـائج ؟ .. ولا أظنك تعتقدين أنني سأصرخ كالمجانين باسمها على مسامع الجميع .. " " لمـاذا لم تبحث عني إذن ؟" "وكيف أصل إليك، ألستِ من وضع ذلك الشرط اللعين .. لا أسئلة شخصية عني ؟" " آه ذلك صحيح .. ولكنني أتيت مسبقـاً ولم أجدك" " كـان من الممكن أن تنقلي رسالـتك لويـل " "ويــــل ؟ ذلك المخلوق لا أثق به البتــه ! " نظر ليث بريبة لانفعال جين الزائد عن حده بسبب اقتراحه فأردفت قائله : "كما أنني كنت كثيراً ما أتردد عليك بين الحين والآخر لماذا لم تخبرني حينها ؟" " لـأنكِ لم تطرحي إي سؤال بشأنهـا ؟" "آه أنت لا تطــــاق ! يكاد رأسي ينفجر .. حسناً دون في رأسك أو أيـاً كان .. إنها تعمل في مؤسسة هاربرت جون مُحـاسبه هل هذا يكفي ؟" " أجــل شكراً" "أتمنى ألا أصاب بخيبة أملٍ أخرى في المرة القادمة ؟" " أتوقع مبلـغاً سخيـاً بالمقابـل" بعد مرور ما يقارب العشر دقــائق كانت جين قد عادت لشخصيتها العادية وفي طريقها للمنزل .. ولم تلقي والدتها إي أسئلة مُريبة للشك نظراً لاعتيادها على تأخر ابنتها ، وفي الرابعة من مسـاء اليوم التـالي توجهت جين لمركـز الشرطة حيث يعمل ليث آمـلاً في وجود السيـد ماثيو .. وبجهدٍ جهيد تمكنت من الوصول إليه .. " مرحبـاً سيد ماثيو" "مرحبـاً جين، كيف حالك ؟" "بخير شكراً لك .. امم جئت لأطلب بعض المساعدة .. آمـل أن تتمكن من مساعدتي ؟" "أتمنى ذلك.. ماذا تريدين ؟ " " أريد عنوان ليث ، إن أمكن ؟" "عنـوان ليث ؟ ..آه .. ولكــن .. " قاطعته جين : " أنا لا أقصد عنوانه الحالي .. بل مسكنه الذي أعتاد العيش فيه منذ الصغر" "أوه ! .. فهمت ، دعيني أتذكره سأدونه لك هنـا على الورقة " تنـاولت الورقة من يده ثم ألقت نظرة سريعة على العنوان وشكرته لمساعدته وبعدها غادرت المركز ، تتبعت العنوان باهتمام إلـى أن وجدت نفسها تقف أمام محلٍ لنحت الأخشاب فتعجبت .. "هل يقطن ليث هــنا ؟ أيعمل هنـا أيضاً ؟" ثم دخلت للمحل .. وجدت رجلاً مُسنـاً حياها برفق ثم سألها ما إن كانت ترغب بشيء " آه .. مرحبـاً أيها العم .. أرجو ألا أكون متطفلة ولكنني أتساءل إن كان ليث يسكن هنـا فقد أرشدوني إلـى هنـا" " ليث ؟ هل تعرفينه أيتها الشـــابة ؟" " ليس تماماً فالواقع كنت آمـل في إيجاد من يزيد معرفتي به" ضحك العم وفاض حيوية وكأنه عاد شاباً من جديد " أخبريني إذن ، بماذا ترغبين أن تعرفي ؟" "حقــاً .. هل ستساعدني ؟ أتساعد الغربـاء ؟" "ليس دائمـاً ولكن ما دمتي مُصره .. لا ضرر بتزويدك ببعض المعلومات تبدين مهتمة بشأنه " " أجل، إنه كاللغز بالنسبة لي ، كما أنه ساعدني من قبل " روى لها العم كل ما يعرفه عن ليث منذ أول مرةٍ شاهده فيها وعندما قدم للعمل معه وحتى أصبح على ما هو عليه الآن متجاوزاً ذكر ماضيه الذي لم يعلمه بدوره أيضاً ، نظرت جين لساعتها فتذكرت أنها تأخرت وعليها العودة ، فشكرت العم ووعدته بزيارةٍ أخرى كما عبّر عن استمتاعه برفقتها. وزيارتها .. بعدها قصدت المنزل مباشرةً في مكـانٍ آخر حيث الملجـأ : كان كارلا يستمتع بوجبته العشائية منفرداً عندما أقبل عليه ويل ثم جلس على أريكةٍ أخرى بجانبه مسترخياً " أرى في جعبتك الكثير ولكنك تبدو كتومـاً متحفظاً " " كلا ، بل على العكس تماماً" "إذن لمـاذا انفصل تيـار الاخبار ؟" " لأن أحدهم غدا منشغلاً بالأكل أكثر منه الاسترخــاء" "حسنـاً أخبرني الآن إنني متفرغ اللعنة "! "عن ماذا بالتحديد ؟" "لنبدأ بليث " " لا معلومات عنه غير ما توصلت لها أنت" "كــارلوس ؟" " أنه بالكـاد لا يفارق الملجأ سوى لمهامك " " و الفتـاة ؟" "في هذه لنقل أنك أصبت بوصفها بالكنز الثمين" دفع كارلا برجله مائدة الطعام الموجودة أمـامه معلنـاً اكتفائه .. " أخبرتك أنني لا أطلق أوصـافاً دون جدوى" "إنها بالفعل ذو صلةٍ بليث فلقد أمضت معظم وقتها تبحث عنه إلـى أن توصلت لكونه كارلوس " "إنـها مثيرة للاهتمام " "بالفعل ! ، ولكن هنالك أمرين آخرين بشأنهـا يحيرانني " " مــا هــما ؟" "الأول تنكرها بشخصيةٍ أخرى لسببٍ مجهول و الآخر تمكنها من الوصول للعنوان الذي وصفته لي بخصوص ليث" "همم ! إنها مثل كارلــوس لا تكـاد تفهمها، هل من صلة دمٍ بينهما يا ترى ؟" " ربمــا .. لا مستحيل ! " "حسناً استمر بالمراقبة وخاصةٍ عليها لا شك بأنها ستمكننا من فهم ليث بصورةٍ أسهل " ******************* الفصل الثـامن عشر: عنوانٌ ولقـاء في منزل مــاري : "أمي لقد عدت" " أهلا بكِ عزيزتي .. تبدين مفعمة بالحيويـة على غير العادة .. أتساءل عن السبب ؟" "أترغبين بكــآبتي إذن ؟" "كلا البتـه ! لم أقصد ذلك عزيزتي" "أعلم .. أنـا سعيدة لأنني تعرفت بصورة أكبر على أحدهم" " حقـاً .. ترى من هو ؟" "ليــث" لاحظت جين انكماش والدتها فور سماع اسم ليث ولكنها سرعان ما تظاهرت باللامبالاة وشرعت بتقطيع الخضروات التي أمامها لتحضير طبق سلطه .. " أمي لا تبدين سعيدة بالخبـر .. لمــاذا ؟" "لست واثقـة مـا إن كان علي حثكِ على ما تفعلين أم لـا .. على كلٍ هل قابلته ؟" "كـلا للأسف " أطلقت ماري زفرة ارتياح وهمست بصوت خــافت "جيــــــد" "هل قلتِ شيئاً أمي ؟" " آه .. نعم ، كنت أتساءل من أين لكي المعرفة وأنتِ لم تقابليه ؟" " لقد حصلت على عنـوانه " نظرت مـاري لابنتها بارتيــاب غير قادرة على التصديق فأردفت: " ألا تصدقينني ؟انظري هـا هو العنوان .. سأضعه لك على هذه المـائدة في حال رغبتِ بالتأكد" " لا أريده .. وما علاقتي به ؟! ، سأمزقهُ إن لم تحمليه معك الآن " "حسنـا افعلي ما شئتِ به .. لقد حفظته مُسبـقاً، وداعاً أنـا ذاهبة لأنام، تصبحين على خير " " جيــــــــن ! عودي إلـى هنـا لم أنهي حديثي بعد" إلا أن جين كانت قد صعدت لغرفتها في الأعلـى .. فعبرت ماري عن استيائهـا "آه هذه الفتـاة مثيرة للمتـاعب بالفعل .. كيف توصلت لعنوان ليث ؟.. ! لا أصدق أنه عنوانه ، مستحيــــل ! إلــام تنوي هذه الشقيــة؟" عندما حلّ الصباح وبــعد أن غـادرت جين لمدرسته ،رتبت ماري المنزل كمـا أنجزت فروضها المنزلية اليومية .. ثم توجهت للخارج .. من المفترض أن تتوجه للعمل ولكنها بكّرت عن موعدها بساعه .. وعلمها لا يبعد سوى بضع أمتـارٍ عن المنزل لـذلك قصدت التوجه للعنوان الذي تركته جين لها للتـأكـد من مصداقيته .. حتى وصلت للمحـل .. تفقدت العنوان بعنــاية مجدداً آمله أن تكون جين قد أخطأت ، لأن هذا المحل بالـذات شاهدته سابقـاً عندما كانت تتردد بالجوار بحثا عن ليث ولم تتوقع وجوده به ، فشجعت نفسها على الدخول .. ونهض الرجل المسن فور ملاحظتهِ لها مقدماً لها كرسياً للجلوس ، كما سألها مـا إن كانت راغبة أو تبحث عن شيء ما .. "آسفه للإزعـاج في مثل هذا الصبـاح المبكر" "كلا .. إنني معتاد على استقبال الزبــائن في مثل هذا الوقت .. كيف أستطيع مساعدتك ؟" " آه .. كنت أتساءل .. هل تذكر شـابة صغيره ذو عينان زرقـاوان وشعر بني قصير مرتديه زي مدرسي تشبهني ربما .. قد أتت البارحة لهنـا ؟" " أجل أعتقد أن هنـالك فتاة بهذه المواصفــات " "و سألت تلك الفتاة عن فتىً يدعى ليــث ؟" " ذلك صحيح .. هل تعرفينها ؟ هل أنت أحد أقربــائهـا ؟" "أجل .. إنـها ابنتي تدعـى جين " "أوه .. سعيداً بلقـائك ، كنت مستمتعـاً برفقتها البارحة ، إنها لطيفة جـداً" " بل مشــاكسة جـداً .. آه .. بخصوص ليث هل تعرفه معرفة وثيقه ؟" "نعم يمكنك قول ذلك ؟ ولكن مـا زلت أعتقد أن معرفتي به لا تزال ضحلـه " " لماذا ؟ ..ألا تعرفه منذ زمـن ؟" "بلى ولكنه كتومٌ بعض الشيء خاصةً فيما يتعلق بماضيه قبل أن أكفله ولا أحب أن أبدوا متطفلاً عليه ، على كلٍ ألديكم سابق معرفةٍ به ..تبدين أنتِ وابنتكِ مهتمتان بشأنه؟ " " ابنتي أعتقد أن لديها الحق في ذلك .. أمـا أنـا وإن كنت لا أستطيع الكفّ عن التفكير به لحظةٍ واحده .. فلم يعد لدي حق عليه " بــانت علامات الدهشة على العجوز فسارعت للتفسير : "مـا سأقوله لك الآن آمل أن يظل سراً بيننا خاصةً عن جين " " بالتـأكيد" "أنــا .. إن ليث هو ابني في الحقيقة " "ابنك ؟! " "أجل .. ذلك غريب صحيح ؟ يبدوا كما لو كان والداهُ قد فارقا الحياة أليس كذلك ؟ ، أن أبيه فارقها بالفعل كما فارقتها بدوري أيضاً فقط جسدي لا يزال هنا " "لماذا تقولين أشياء كهذه .. لابد لمشكلتك من حـل " " إلا مشكلتي .. لقد هجرته ! هل يسامح ابناً أمـه لأنها تخلت عنـه ؟" صمت ماركو مفكراً بأن من يجلس أمـامه الآن لا شك بأنه نفس الشخص الذي طرح ليث عليه ذاك السؤال بأن يمنحه فرصه أخرى أم لــا : " أرأيت ؟ لا حـل .. إنه يكرهني بالفعل وأنـا لا ألومهُ على ذلك" "غير صحيح ، مـازال يكن لك المحبة .. إلا أن جرحِه لا يزال حديث" " وما الذي يجعلك واثقـاً من شعورهِ تجاهي ؟" "بالرغم من أنه غـامض وكتوم إلا أن قلبه صافٍ وحساس .. عليك أن تمنحيه بعض الوقت وأنا متأكد بأنه سيعود لك يومـاً ما" " أتمنى ذلك .. ليت أبيه على قيد الحيــاة لطلبت منه أن يصفح عني أيضـاً " "لما ؟ .. هل هجرتهما معاً ؟! " " أجـل .. لا أعلم بماذا كنت أفكر حينها عندما اتخذت قراري بالفرار، ظننت أنه سيكون بأيدٍ أمينة مع والده " " إذن ما الذي حـدث ؟" "توالت الأحداث بسرعة البرق .. أذكر أنه عندما بلغني خبر وفــاته .. كنت برفقة والـد جين الذي توطدت علاقتي به خلال الأربعة سنوات منذ هجري لهما .. وكنا قد أصبحنا صديقين مقربين " " وكيف وصلك خبر وفــاته ؟" " بمحض الصدفة .. لقد ذهبت صديقةٍ لي لمركز الشرطة لـإبداء رأيها بخصوص تحقيقات لقريبٍ لهـا .. فسمعت اسم زوجي السابق من ضمن لستة الوفيات .. كانت صديقتي الوحيدة التي تعلم بجميع أسراري ولم يعد لها وجود الآن " " يؤسفني سماع ذلك .. ومـاذا فعلت حينها ؟" "مـاذا فعلت ؟! " نظرت ماري للعم بحزن وواصلت حديثها بمراره: " لم يكن بيدي مـا أستطيع فعله .. شعرت بالعجز والحـزن وظللت أيام أرفض الـأكل والشرب المنتظم حتى زاد قلق والد جين .. فطلب مني الاهتمام بنفـسي أكثر .. لأن الحياة مستمرة ولا بد لي من الاستمرار " " أكـان زوجك على علم بوجود رجـلاً آخر بحياتك مُسبقاً ؟" "أجـل .. لقد أخبرته بكل شيء عني .. ولكنه لم يتخلى عني يومـاً بالرغم من معرفته أنني لم أحب في حيـاتي سوى رجلـاً واحداً وهو رينو والـد ليث " " لمـاذا تركته إذن ؟" "كـانت لحظة انهيـار وضعـف .. رينو لم يكن رجـلاً عاديــاً " " مـاذا تعنين ؟" " لقد كـان رجل عصـابات محترف وخطير قبل أن يصبح رجلـاً محترم ومـسالم" " وكيف التقيتما ببعض ؟"! " الصدف تصنع العجــائب ! مـا زلت أتذكر ذلك اليوم ، أول لقـاء لي معه حيث كنت أعمل نـادلة بمطعم .. بينما كـان هو وصديقـاً له زبونـان دائمان للمطعم، إلا أنني مررت بظروفٍ سيئة فلم أكن أداوم في الوقت الذي أصبحا فيه زبونان للمطعم .. حتى عدت في يومٍ ما للمداومة في العمل فطُلب مني أن أُلبيّ طلبهما ، كـان انطباعي الأول عنه أنه رجلٌ لا يطاق وغير محترم، كلما التقت عيناي بعيناه نظر للاتجاه المعاكس .. وعندما أقبل على مكانٍ بالقرب منه كـان يبعد مـئات الأمتار عني وكأنني شيء كريه ! وهكذا أصبحت أكرهه وأحتقره" "هه ! أمر غريب أن تتحول الكراهية لمحبه، و الانطباع الآخر " "على النقيض تماما" "أكـاد لا أفهمك يــا سيده ؟! " " لقد بدأت أحترمه وزاد تقديري له ذات يوم عندمـا أنقذني من رجـالٍ هاويين للتسلية .. وقتها خرجت في ساعةٍ متأخرة من عملي وكانت الطرقات هادئة وكأنما هُجرت .. كنت في طريقي للمنزل عندما أقبلت نحوي مجموعه من الرجال .. لولاه لضـاع شرفي حقــاً " نظرت ماري إلى رِسغها بشرود .. ثم تذكرت عملها وأن الوقت يمضي فسارعت تعتذر .. " أوه .. لقد تأخرت ، آسفه علي الذهاب لعملي ليت باستطاعتي أن أطيل البقـاء" "لماذا تعتذرين ؟ أنا من عرقلتكِ عن عملك بأسئلتي .. أعتذر منكِ" "ولكنني من قدم بالزيـارة .. على العموم كـانت فرصةٍ سعيدة ، إنني أشكرك على تساؤلاتك فقد جعلتني أرتـاح قليلاً" مدت يدها تصافحه بحراره : "ذلك من دواعي سروري .. أنـا متواجدٌ هنـا دومـاً .. عليك بزيــارةٍ أخرى لق جعلتني متشوقاً " "سأعود إذن لإكمال ما بدأته .. وداعــاً" |
رد: الانتقام هويتي
الفصل التاسع عشر : أملي الأخير ! توجهت ماري لعملها وشكرت حظها لخروجها المبكر ووصولها في الوقت المناسب .. وعندما حل المساء وانتهت من دوامها قصدت منزلها وفي طريقها لهناك شاهدت جين خارجة من متجر للملابس التنكرية ثم رأتها تسير باتجاه المنزل فتبعتها ماري أيضاً ، إلا أنها تعمدت التأخر لبضع دقائق بالخارج قبل أن تدخل إليه .. "أمي .. مرحباً أتيت باكراً اليوم" "دائماً ما أحضر في المساء" ثم نظرت لوجه ابنتها متفحصة مطالبة بتفسير : " أمي .. ماذا هناك، لماذا تنظرين إلي هكذا ؟" "أنتظر إدانتك" ! " عن إي إدانة تتحدثين ؟! " "ماذا كنت تفعلين بمتجر للملابس التنكرية ؟" صمتت جين قليلاً ثم أجابت بثقه : " كنت أحاول الشراء" " لمــا ؟" " لأجل الحفل التنكري المدرسي " " و لماذا لم تخبريني به ؟" " كنت أنتظر اللحظة المناسبة .. هل كنت تراقبينني ؟" "كـلا ، رأيتك صدفه ؟" " يال الصدف.. " أكملت ماري البقية "تصنع العجــائب ! " نظرت جين للمائدة ثم تذكرت شيئاَ آمله في تغيير مسار الحديث " بالمناسبة لم أعد أرى ذلك العنوان ؟" "عنوان ؟ أوه .. ألم أخبرك بأنني قد أمزقه ؟" " هه ! ولكنكِ لم تفعلي" "ما الذي يجعلك واثقه ؟" "مجرد حدس أنثوي" "حسناً ربحتِ .. لقد تأكدت من العنوان" "ومـاذا أيضا ؟" "جلست مع رجلٍ مسن وأكد لي أن العنوان لليث بالفعـل" " ومـاذا بعد ؟" " لا شيء آخر .. ما الذي ترغبين بحدوثه غير ذلك ؟" " أن تتوطد العلاقات" "وهل يحدث ذلك من مقابلةٍ واحده ؟! " " لا .. ولكنني كنت آمل ذلك" " لمـاذا ؟" "هكذا فقط ! " نظرت ماري لتعابير ابنتها قبل أن تطرح سؤالها التالي : "هل تحبين ليث .. جين ؟" أحنت جين رأسها قليلاً ثم عبثت بلياقة قميصها المدرسي فاستطردت ماري : "لن ألومك على مشاعرك فهي طبيعية ولدى كل أنثى" "إنها ليست كما تفكرين .. إنها أقرب ما يكون لمشاعر المودة " " يسعدني سمـاع ذلك.. يفترض ألا تتعدى ذلك ! " بعدها انصرفت ماري تاركة جين في حيرتها تردد عبارة والدتها الأخيرة .. شعرت بأنها تخفي سراً غامضا تعمدت أمها إخفاءه ، ولكن ما هو ؟ .. في اليوم التالي بعد انتهاء دوامها المدرسي ذهبت لزيارة العم ماركو مجدداً "مرحبا أيها العم .. آمل ألا أزعجك بتطفلي" "كـلا عزيزتي تفضلي .. أشعر بالوحدة هذه الأيام" " ألا يزورك ليث ؟" "بلى .. ولكنه أصبح مشغولٌ جداً" " همم ! هل زارتك أمي البارحة ؟" " أجل .. كان لقاءاً طيباً" "وهل تحدثتما كثيراً ؟" "ليس تماماً" "عن ... ليث ؟" سكت العم مفكراً في اجابةٍ مناسبه فأردفت : "لا تقلق لن أضعك بموقف حرج .. أعلم بأن أمي أجبرتك على أن تبقي الأمور سراً عني" نظر العم نظرة حزن لجين فواصلت حديثها : "عمي لا بأس ، لا أريدك أن تشعر بالذنب لأجلي .. إنني معتادة على هذه الأمور لذلك أنا عازمة على معرفة ما تخفيه بنفسي دون مساعدة من أحد " " أتمنى لك التوفيق إذن " "حسنا أنا ذاهبة الآن .. أراك عما قريب" كانت تعلم أن العم لن يساعدها كثيراً بشأن ما ترجوه .. لأنه حتماً بوضعٍ صعب خاصةٍ بعد زيارة والدتها له فبات لديها أمل واحد لا غير .. تنكرت واستبدلت ردائها المدرسي بزي العصابات ثم سارت نحو الملجـأ .. شعرت بالسعادة لوجود ليث هذه المرة .. وعندما لاحظها أقبل بدوره عليها "لقد أتيتِ .. آه ألا تنسين البته ؟" لم تجب عليه بينما ظلت تنظر إليه في صمــت : "مـاذا ؟ تبدين هادئـة .. وكئيبة على غير العادة ؟! " "سعيدة لأنك تلاحظ بالمناسبة ماذا فعلت بشأن مهمتي؟" " بذلت جهدي إلا أنني لا أفهم سبب طلبك.. فهي سيدةٍ عاديه تخرج للعمل وعندما تنتهي تعود للمنزل .. ببساطة لم أر دافعاً لمراقبتها عن قرب ؟" أجابت جين بصوتٍ بائس و مخنوق : "كـارلوس .. لم يعد باستطاعتي الاستمرار أكثر من ذلك! " "مــاذا تعنين ؟! " "أرجو أن ترافقني دون اعتراض أو طرحاً لأسئلة " ثم سحبته من يده وسارت به إلى مكـانٍ منعزل وفجأة تركت يده وأدارت ظهرها له : "ما الأمر .. لماذا أحضرتني لهنـا ؟! " " لأنني تعبت" " ممْ ؟" "من محاولتي لمعرفة الحقيقة .. الحقيقة يا لــيث ! " تفاجأ ليث لأنها تعرف هويته الأصلية فاستفسر : "من أنتِ ؟" لم تجبه جين على سؤاله فواصل حديثه : "حسنا لا يهم .. ما الحقيقة التي تتحدثين عنها ؟" " الحقيقة التي تخفيانها أنت وماري جيسون عني" "أنـا وماري جيسون ؟! " ردد العبارة الأخيرة باندهاش واضح .. وما لبث أن فهم ما ترمي إليـه .. "هل يعقل أنكِ .. جين ؟" "نعم أنـا هي .. ولكنك لم تجب على سؤالي بعد ؟" "لست أنـا من يفترض بك سؤاله " "و لكنك أملي الأخيــر .. أرجوك ! " ثم نظرت إليه بحزم وعينيها مغرورقتان بالدموع وهي تحاول كبحهما عن السيلان .. شعر ليث بضيق وتوترٍ حاد إذ لم يسبق أن رآهـا بذلك الكـم من البؤس وعلم أنه مُلام على ذلك، فما ذنبها لتعاني ، ألـأنها أخته أم ابنة ماري جيسون ؟ وعلمت جين بدورها أنها وضعته في موقفٍ لا يحسد عليه .. فتقدمت نحوه "ليث .. لم أقصد إزعاجك .. على كل أريد أن أطلب منك شيئاً .. أن تعتني بأمي .. قد تبدو غامضةٍ إلـى حدٍ لا يطاق .. وصارمة في حين إلا أنها حنونة وعطوفة جداً من الداخل .. فليتك تراها كما أراها أنا وليتك تعلم كم تكترث لأمرك وتتعمد إخفاء ذلك عني بالتحديد .. لا أعلم ما صلتكما ببعض ولكن يمكنني الشعور بوجد رابطةٍ قوية بينكما ..كما أريدك أن تعلم أنك لست وحيداً ولن تكون .. لأنني سأقف أساندك دومـاً ولو عن بعد .. كـأخت .. لأنني أهتم لأمرك" ********************** الفصل العشرين : حقائق تتكشّف عادت جين للمنزل وفوراً صعدت إلـى غرفتها .. حتى لم تلقي التحية كعادتها ، الأمر الذي زاد من قلق أمها فتبعتها ..إلا أن جين أغلقت الباب على نفسها طلباً للعزلة .. "جين .. دعيني أدخل ما بـك ؟" "أنـا بخير أريد أن أنـام فقط" " ولماذا أوصدت الباب إذن .. أنتِ تكذبين ! " "كـلا" "بلـى ! " "أمي أرجوك .. دعيني وحدي أحتاج للراحة" احتارت ماري في أمرها ولكن سرعان ما لبت طلبها مستسلمة .. بينما استلقت جين في فراشها واضعة وسادتها بين ذراعيها ورأسها في جوفها .. وأجهشت بالبكـاء لساعات إلى أن تحول الحال إلـى فواقٍ و انتحاب .. كما نامت نوماً متقطعاً .. أصبحت ملامحها مرعبة في اليوم التالي عندما كانت تستعد للذهاب إلـى المدرسة فلم تتمكن والدتها من تجاوز الأمر : " مـا الذي حل بكِ يا جيــن ؟! ،عيناكِ متورمتان وحمراوان كالغربـان ، وشعرك كما لو أصـابكِ تيـار كهربائي ! " أجابت جين ببرود : "تصفين جيداً .. لماذا لم تصبحي شاعره ؟ .. حسنا أفسحي لي المجال أرجوك يجب ألا أتــأخر" "قطعـاً! " "ولكن أمي.. " "لن تذهبي اليوم بحالتكِ هذه إلا على جثتي ! " "غريب .. في العادة الأمهات يشجعن أبنائهم على الذهاب أما أنتِ فالعكس" "وضعكِ مختلف الآن، بالمناسبة أمـا زلتِ ترفضين التحدث ؟" "إنه أمر سخيف ! " "لا أعتقد بأنه كذلك الذي يجعلكِ بائسة إلى حد الموت" " أمي أنـا فقط متعبة لا غير" "إذن اصعدي و استريحي في غرفتك .. لا أزال بإجـازتي و لا أنوي مفارقة المنزل لحظةٍ واحده ! " "حسنـاً لكي ما شئتِ" بقيت جين بغرفتها ما يقارب ساعتين وهي تحدق عبر نافذتها ثم للغرفة ، وكأنها لم تعد تطيق البقاء بها أكثر .. حتى سمعت صوت رنين الهاتف في الأسفل .. فزحفت حتى الدرج تسترق السمع وتوصلت إلـى أن والدتها ستضطر للخروج لأمرٍ طارئ بخصوص عملها لبعض الوقت .. انتظرت رحيلها وبعدها خرجت هي الأخرى حتى لم تبدل ثيابها إنما توجهت للمدرسة وفكرت لاحقاً أن تزور العم و تبوح له بهمومها .. في مكانٍ آخر حيث الملجـأ : جعل كارلا يقرع غرفته ذاهباً و إياباً حتى ثار غضب ويـل "هـلّا توقفت عن فعل ذلك! " " آسف .. إنها عادتي في ترتيب الأفكار" "لما لا تدع كارلوس في سبيله وبذلك تستريح" " لا أستطيع .. أنـا مولعٌ بالغموض و الأسرار والمفاجآت .. و كارلوس كتلة متحركة مليئة بهم" "في ذلك أصبت" " إذن ؟" "مـاذا ؟! " "ألن تخبرني بآخـر التطورات ؟" "لا جديد أضيفه على ما أخبرتك به سلفاً" " حقــاً ؟" "سوى أن تلك الفتاة ذهبت لذلك العم مجدداً" "ومـاذا غير ذلك ؟" "دار بينها وبين كارلوس حديثاً مؤثراً إلا أنني لم أتمكن من استراق السمع لمعرفة محتواه" " اللعنــة ! لـــــما ؟" "لأنني كنت بعيداً ولو اقتربت أكثر لكشف أمري .. إلى جانب أنك طلبت مني المراقبة لا استراقاً للسمع" " تبــاً تنفذ الأوامر كجندي ! ..إذن ما الذي جعلك تعتقد أن الحديث بينهما كان مؤثراً ؟" "لم يسبق لي أن رأيت كارلوس عاطفياً من قبل" " أقلت عاطفي ؟ ! " "نعم .. لم أكن لأصدق ذلك أيضاً لو لم أراه بعينيّ" صمت كارلا يفكر برهة ثم قال: "ويل لقد حان الوقت لمقابلته" "منْ ؟" " ستتعرف عليه بنفسك" في مكان آخر حيث ماري: بعدما أنجزت ماري عملها وكانت في طريقها للمنزل رأت محل النحّات في وجهتها فتذكرت وعدها له فقررت زيارته.. "مرحباً .. هل بإمكاني الدخول ؟" " أجل بالتأكيد .. أهلا بكِ من جديد" "كنت في طريقي للمنزل وتذكرت وعدي لك .. فقررت إلقاء التحية" "سعيداً بقرارك .. ولكن آمل ألا أكون شاغلاً" "كـلا أبداً .. بل أنـا متفرغة لليوم وفي عطلة" "هنالك شيء أريد إعلامكِ به" "تفضل .. ما هو ؟" " هل أخبرتك ابنتكِ أنـها زارتني البارحة ؟" "لا .. هل حقاً كانت هنـا ؟" " أجل " "ولمـا ؟" "أظنكِ تعرفين السبب ؟" ترددت ماري في الاجابة ثم سألت بقلق : "هل أخبرتها ؟" " كلا" " أنـا آسفة لأنني جعلتك تتورط معي بالأمر ..كنت بحاجة لأبوح لأحدهم .. إلا أنني ما زلت غير مستعدة للبوح لها " "لا بأس كنت سعيداً بمساعدتكِ يمكنكِ أن تعتمدي علي .. ولكن لابد لكِ من أخبارها قبل فوات الأوان" "أجل سأفعل ذلك في القريب العاجل ، شكرا لتفهمك للوضع .. أمم والآن أأكمـل ما بدأناه ؟" "أجل من فضلك .. إنني متحمس للتكملة" "ولكن لا أذكر أين توقفت " "أمم، ربما عندما أخبرتني أن والد ليث أنقذكِ صحيح ؟" " آه صحيح .. في ذلك اليوم تغيرت نظرتي كلياً واكتشفت كم كنت ظالمة بحقه .. ولكنني تعجبت من وجوده آنذاك فسألته مـا إن كان الأمر صدفه" "و مـاذا كانت إجابته ؟" "في البدء تردد بالإجابة .. ثم بعدها أخبرني أنه كان يراقبني .. وعندما سألته عن السبب أحمر وجهه ثم تمتم شيئا لم أفهمه وبعدها رحل" "وترككِ وحدك ؟! " ضحكت ماري وكذلك العم بدوره .. وبدا له أنها أصبحت أكثر حيوية عمْ كانت عليه فأكمل يحثها على الاستمرار " حسناً و ما حدث بعد ذلك ؟" " بعد ذلك اليوم بدأ عقلي يفكر به وكيف أنه بدا من الخارج على النقيض تماماً عمْ بداخله ومع مرور الأيام بدأت أنجذب إليه إلى أن أتى ذلك اليوم الذي صارحني فيه بحقيقة مشاعره كما عرض علي الزواج" " وبـالطبع وافقتي" " نعم .. إلا أنه طلب مني التريث قليلاً ريثما يصلح من نفسه ويصبح سيداً محترم ولكن .. " " ماذا ؟" " بعد ذلك اليوم اختفى لمدة ثلاث أسابيع حتى أنه لم يأتي لمكان عملي ، ظننت وقتها أنه نسي بأمري أو أصابه مكروه، وبعد انقضاء شهر بدأ يأتي للمكان كزبون لا أكثر وأغضبني أنه لم يقدم شرحاً على غيابه الطويل، فكرت ربما كان نادمـاً على ذلك العرض ؟ ، إلا أنني لاحظت أنه أصبح وحيداً .. الرفيق الذي كان لا يفارقه لحظة كفّ عن المجيء بينما هو فحسب .. فسألت نفسي .. ما الذي حدث بينهما ؟ " |
رد: الانتقام هويتي
غاليتى سوهاني هناك الكثيرين ممن يقرؤن الرواية وتدركين ذلك من كمية المشاهدات فهى فعلا رواية رائعة وانتظر باقى فصولها فيها الكثير من الاثارة والغموض والتشويق لك منى كل الشكر والتقدير دمتى بكل الخير فيض ودى |
رد: الانتقام هويتي
الفصل الحادي والعشرين : قد يكون القاتل ! "وهل اكتشفتِ شيئاً ؟" "بالطبع ، بالرغم من أنني لم أكن مُتأكدة منه .. لذلك عزمت على مواجهة رينو لتفسيرٍ واضح .. ولكن قبل محاولتي لمقابلته زارنا صديقهُ .. ذات مساءٍ بمفرده ، تساءلت عن سبب غيابه وقدومه فجأة دون مرافقه المعتاد .. فذهبت إحدى رفيقتاي بالعمل لتلبية طلبه ، وعندما انتهينا أخيراً وكنت في طريقي للمنزل رأيته ينتظرني بالخارج " " وماذا حدث حينها ؟" " ماذا يمكن أن يكون ؟ غير أنه توعدني بالنذير المشؤوم متهماً إيـاي بالمرأة البغيضة! التي عملها أن تفرّق بين أصدقاء الطفولة .. كما هددني بالقتل في حال اقتربت من صديقه و أن أبحث عن مكانٍ آخر في أقرب وقت ، وبعدها وكأنه لم يعد يطيق النظر في وجهي أكثر .. فرحل" "ذلك شيء فظيع ! وماذا فعلتي ؟" "طلبت إجازة لمدة يوم ، وأقبلت أفكر بقرار جيد ، شعرت بالذنب لأنني كنت سبباً في فراقهما .. ثم فكرت أنني لا أستطيع ترك العمل لحاجتي الماسة إليه ولكن بإمكاني تجاهل رينو تماماً لمصلحتهما " "وهل هددكِ صديقه مجدداً بعد ذلك اليوم ؟" "كلا ولكن الأمور تأزمت وتعقدت كثيراً بعد ذلك ، كنت أجد والد ليث دائم الحضور مساء كل يوم في عملي ، حتى بات أمر تجاهلي له صعب ،فغيرت مواعيد مناوباتي لوقتٍ أكثر تأخُراً وفشلت محاولتي عندما انتظرني ذات يوم بالخارج بعد منتصف الليل ،حينها نظرت لوجهه بصمت بدا شاحباً وحزيناً وتلك الهالات السوداء تحيط بعيناه العسليتان التي فقدت ذلك البريق سر جاذبيتهما .. تساءلت بأسى أهو على هذه الحال بسببي أم صديقه أم لحيرته من كيفية جمعهِ لنا سوياً ؟ وقتها لم أتحمل تعذيبه أكثر فأخبرته بكل شيء .. غدا غاضباً في آن و متفهماً في حين بينما حزيناً في الغالبية " " وهل توصلتما إلى حل ؟" "نعم .. طلبت منه أن يعود لحياته ويتخلى عني وأنني لن أنساه .. إلا أنه رفض ذلك وعزم على الزواج لأنه بـات جاهزاً ، و أمل في أن يتفهم صديقه سبب تعلقه بي في يومٍ مـا" "جيد أنـا سعيد لقراره الحكيم " "لم يكن قراراً حكيماً ، إنما في ذلك الوقت اعتقدنا نحن ذلك ..حيث شعرت بالسعادة في الأشهر الأولى بالرغم من محاولات صديقه للإفساد علينا .. خاصةً وأن رينو لم يعد برجل عصابات بل رجلٍ له مكانته وسمعته ، مع مرور الوقت لم أعد أطيق الحال من تهديدات صديقه المستمرة لنا ، إلى أن غدوت حاملاً بليث .. وكم كنت قلقة عليه ، جاهد والده بدوره ليجعل الأمور تسير على ما يرام .. حتى أتى ذلك اليوم الذي كنت فيه قد اتخذت قراري .. وقتها كان ليث بالرابعة من عمره .. أتذكر أنني ذات مساء سرت حتى غرفته ثم طبعت قبلة على جبينه وكدت أرحل إلا أنه شعر بي فـمنعني من الرحيل ، جلست بجانبه وقرأت له بعض القصص حتى غطّ في سباتٍ عميق، خرجت بعدها من غرفته وفي طريقي ألقيت نظرة عابرة على غرفة رينو وتمنيت أن يسامحني ويفهم سبب رحيلي المفاجئ " " كان عليك شرح الأمر لوالد ليث قبل ذلك ؟" " لو فعلت لمنعني من الرحيل فأنا أعرفه جيداً ، أردت أن يكونا بأمـانٍ مع بعضهما لأنني كنت أعلم برغبة صديقه .. أنه يكرهني أنـا وليس هو" "ولكن ألم تفكري أنك منحتي ليث فكرة سيئة عنك ؟" "بلى ، إلا أنني شجعت نفسي أن خطوتي خيراً من رؤيتهما يتعذبان لاحقاً بسببي" "ولكنكِ عذبتهما بالفعل ! أحدهما لقي حتفه أمـا الآخر لا يزال معذباً" " لم أكن أتوقع أن تسير الأمور في الاتجاه المعاكس " " غلطتكِ الوحيدة كانت أن نظرتي للأمور من صوبٍ واحد .. على كلٍ من الجيد أن كان موتاً طبيعياً لرينو" "بل متعمّد" " أتعنين مقتول ؟! " " لست واثقة من الأمر .. ولكن حسب ما ذكرته لي صديقتي أنها سمعت من الشرطة أن موته كان بفعل فاعل" " ولكن لمـاذا ؟ ألديه أعداء ؟" " لا ، باستثناء أتباع صديقه لأنهم رهن إشارته ولكنهم جبناء لا يفعلون سوى ما يأمرهم به رئيسهم" " أتشكين بأحدهم ؟" "نعم" " منْ ؟" " كـــــــــارلا" "كارلا ؟، ومنْ هو ؟" " صديق طفولته ؟" " أمر غريب ! ولماذا يفعل صديقه ذلك ؟" "لأنه يكرهني ! " "ولكن ألا يحب صديقه ؟! " " بلى ، بعض الأصدقاء يعتقدون أن في قتل منْ يحبون قد يسببون ضرراً أخف لأنفسهم " "لم أفهمك .. هل كان رينو يضايقه ؟" "في البداية لم يكن .. حتى تعْرّف ووقع في حبي أصبح كـارلا يكرهني باعتباري قد سلبته صديقه الوحيد " "ولكن ما زال الأمر غريباً .. ما دام يكرهكِ لماذا لم يفكر بقتلكِ أنتِ ؟! " " فكر بذلك مراتٍ عدة .. إلا أن رينو كان عقبةٍ في طريقه " "فهمت .. ليصل إليك كان لابد له من إزالة العقبة صحيح ؟" "أجل .. ولكن " "مـاذا ؟" "لقد هجرت ليث ووالده لأنني كنت خائفةٍ عليهما ولابد أنه قد علم بطريقةٍ مـا بهجري لهما .. وما دمت أنـا دافعهِ للقتل .. لا أفهم لماذا إذن قتل رينو بدلاً عنــــــــي ؟! " " ذلك ما يحيرني أيضاً .. لعله فعل ذلك ليعذبك " " مستحيل ! إن فعل ذلك فهو مختلٌ عقلياً .. أيقتـل صديق طفولته ليعذبني ؟! ، لست متأكدة من الأمر ربما كارلا ذو صلةٍ بمقتل رينو إلا أنه ليس بالقاتل " " وقد يكون القـاتل ! " فكرت ماري بابنتها وأنها وحيدة بالمنزل .. فهْمّـت بالرحيل " أيها العم .. لا تعلم بمدى راحتي لوجود منْ يستمع إلي .. ها قد علمت بقصتي الآن ، وعلي العودة فجين وحدها بالمنزل ولاشك أنها ستتساءل عن غيابي الطويل .. فوداعاً أراك قريباً " " وداعاً سيدتي .. سعدت بمساعدتك و زيارتك ، أتمنى أن تحل مشاكلك ويعود ليث إليك في يوما ما .. بالتوفيق" ******************* الفصل الثاني والعشرين :مفاجأة ! في مكان آخر : " كارلا إلى أين تقودني ؟" " اهدأ يا ويل .. فالصور أبلغ من الكلام" سارا إلى طريق مختصر يقود لذات المكان الذي أراده كارلا .. ثم وقف فجأة ونظر لويل فاستفسر ويل : " ماذا ؟ .. هل وصلنا ؟" "أجل" " وأين ذلك المكان والرجل الذي تقصده ؟! " " إنه نصب عينيك مباشرةً" "هذا المحل ؟! ..محلٍ لنحت الأخشاب ؟! " فكر قليلا ثم تذكر شيئاً آخر مهم فأردف : " أوليس هذا نفسه هو عنوان ليث الذي منحته لي سابقاً " " بالضبط ! ذاكرتك قويه .. هيا سِر للداخل ! " " لا لن أدخل ،لاشك أنها إحدى مُزْحك السخيفة! " رد كارلا بصوتٍ حازم وجاد : "وهل أبدو لك كذلك الآن .. هيا ؟" "مهلاً.. ما الذي تريده من ناحت ؟" "ويل ! لماذا تطرح الكثير من الأسئلة اليوم ؟ سِـر للداخل وستعرف كل شيء بنفسك! " كان كارلا على النقيض منذ آخر مرة قدم فيها لماركو .. في مظهره الحقيقي إلى جانب تلك الرفقة السيئة الملتفة حوله ورهن إشارته ، جعلت العم يرتاب بشأنهم ، إلا أنه تصرف معهم كزبائن بلطف "مرحبا هل أساعدكم بشيء ؟" رد كارلا بحمــاس : "بالطبع ماركو .. ستساعدنا كثيراً جداً" جفل ماركو وقطب جبينه فعلم كارلا ما يدور في ذهنه فأردف : " أنـا أعرفك ماركو ، ولكنك لا تعرفني" " و كيف ذلك ؟ ، أنـا دائماً ما أتذكر زبائني " " عجباً ! إلا أنك لا تذكرني .. هذا الوجه " وأشار بيده لوجهه .. إلا أن العم لم يتمكن من التعرف إليه وألتزم الصمت فاستمر في محاولاته : "حسنا .. لقد خيبت ظني لا شك أن تنكري كان مميزاً .. لينسيك هذا الوجه الجذاب" "تنكــر ؟! " " لقد مللت من اللهو! ، فلنوضح الأمور ماركو ، أنا ذلك الرجل المحترم الذي قابلته منذ فترة قصيره ، إذ طلبت منك صنع تمثالٍ صغير على شكل ذئب .. أتذكر؟ " لم يتعرف العم عليه بالرغم من محاولاته ، إلا أنه حسب لكل مشكلةٍ حلاً فأخرج ورقتهِ الأخيرة التي تميّزه "لا بأس .. لعل التذكار يكون أكثر نفعاً مني " فطلب من أحد رفاقه أن يسلمه التمثال .. "ها هو ذا أمامك .. هل تذكرت الآن ؟" بدت الدهشة على ماركو وهو يقول : "لا أصدق ذلك ! أنت .. ولكن لماذا ؟! " "بل صدق فكل شيء ممكن ، أمـا عن السبب، ببساطة من أجل معرفة معلومة عن شخص ما ..تعرفه أنت معرفة قويـــه " "ما زلت أسألك لماذا تفعل كل هذا ومنْ أنت ؟" "أكره هذان السؤالان فلا تطرحهما! .. وأجب على أسئلتي فحسب دون التساؤل، على كل حال ما علاقتك بالسيدة للتو ؟" "مجرد زبونه" " ولكنني لم أر إي تمثال منحوت لديها .. فهل كل زبائنك هكذا ؟" "إلام تلْمّح سيــد .. " "كــارلا " " سيد كارلا" انتبه ماركو أن الاسم مألوف ..وسرعان ما تذكره "سؤالي واضح .. ما علاقتك بتلك السيدة ؟" "ولماذا يشغلك أمرها ؟" "ماركو إنك تختبر صبري! .. وله حدود كما تعلم" "إن أجبت على سؤالي .. أجبتك " " همم ! تعجبني شجاعتك .. فلنقل إذن أن لديّ ذكرى سيئة معها " قاطعه العم مكملاً حديثه : "بسبب صديقٍ عزيز" حدق كارلا مطولاً بالعم قبل أن يجيب : "شيئاً من هذا القبيل .. والآن أجبني على سؤالي ؟" "إنها زبونة فحسب.. تعرفت عليها حديثاً وذلك كل ما في الأمر" "ما علاقتها بليــث ؟" " ليث ؟! " "أجل لا تقل بأنك لا تعرفه .. لأنني حينها سأفرغ هذا المسدس في مقدمة رأسك" "هل تعتقد أنني أخاف الموت ؟" " لا .. تبدوا شجاعاً ولكن ليث يهمك بالطبع صحيح؟ " تدخل ويل بينهما كعقبه : "كارلا ما الذي تفعله ؟ .. فلتخفـض سلاحك ودعهُ في سبيله" " إنه المفتاح الأخير .. لن أفرّط فيه" "ولكنني لن أدعك تفعلها" "حاول منعي إذن ؟ .. رفاق" أحاط بويل رفاقه من كل صوب حتى غدا غير قادر على التصرف .. فانهال عليهم بالضرب عشوائياً ففعلوا الشيء ذاته دفعةٍ واحدة ، وأستمر الحال إلى أن خارقت قواه للنصف حيث سقط على الأرض غير قادرٍ على الحركة ، نظر إليه كارلا ساخراً : " أرأيت .. دائما ما تعصي أوامري في أوقات أكره فيها المقاطعة .. فهل عدت إلى رشدك ؟" أجابه ويل وهو يحاول الإفلات من رفاقه : "ما زلت على قراري لن أسامحك إن قتلته! " "ألأنني قتلت أخاك الآخر من قبل ؟" ثم وضع الطلقات بالسلاح وأصبح جاهز للإطلاق فصرخ ويل عاجزاً : "كــــارلـا ... لا! " حاول ويل التملص من رفاقه ولكن دون فائدة ، كانوا ست ينهالون عليه بالضرب في آن واحد ،مما صعّب على ويل فرصةٍ للدفاع حتى عن نفسه جيداً.. بينما صوب كارلا المسدس في وجه ماركو "إنني أمنحك الفرصة الأخيرة .. أخبرني فقط ما علاقة ليث بتلك المرأة وأجعلك حُراً طليقاً " " كأنك ستفي بوعدك ، أعرف أمثالكم ، توعدون ثم تخلفون وهل يؤتمن خائن قد قتل أعز صديقٍ له من قبل ؟" بان طيف ابتسامة ساخرة على كارلا وهو يقول : "أخبرتك بقصتي إذن ، رائع ، عبقريه!، دائما ما تجيد تلفيق التهم " " لم تقل لي أنك قتلته ، فهي لا تتوقع أنك الفاعل رغم كل شيء فعلته لهما " "ولمـاذا تعتقد أنت ذلك ؟" "لأنك رجلٌ حقود وغيور وأنـاني، أردت أن تكون الوحيد له في حياته فقتله عندما انشغل عنـك بحياته الخاصة " وضع كارلا مسدسه تحت ابطه ليصفق للعم مظهراً أعجابه له ، ثم أعاده إلى يده مرةً أخرى : "أحسنت .. أنت مثير للاهتمام فوحدك من أجاد وصفي وبدقه" "وصفك ليس بصعب التخمين" "سأقول لك وداعاً على ما يبدوا .. صديقي " "سيبدأ العد التنازلي لموتك .. فور قتلي ! " "هه! فليتمكن من لمسي منْ تقصده ذلك إن علم بخبرك " وأطلق كارلا النار غير آبهاً باعتراضات ويل .. وسقط العم ماركو جثةٍ هامدة على الأرض وتلك الابتسامة لا تفارق وجهه وكأنها تخبره بأنه سيلاقي حتفه عن قريب ، إلا أنها لم تدهشه بقدر تلك الشهقة التي خرجت رغماً عن صاحبها خلفه ، فأدار رأسه حباً للاستطلاع فكانت المفاجأة بانتظاره |
رد: الانتقام هويتي
الفصل الثالث والعشرين : إخراج قاتلٍ محترف حالما شاهد كارلا مفاجأته هتف عالياً مُستمتعاً بالأمر : " أوه .. لدينا زائر ، في الوقت المناسب ! " وكأنما أصيبت جين بشلل في جميع جسدها .. لم تتمكن من الحراك و تأثير الصدمة ظل مفعولها يقرع عقلها قرعاً قوياً حتى آلمها ذلك وبجهدٍ جهيد تمكنت من العودة للواقع "همم ! يبدوا لي أنكِ ما زلت بأرض الخيــال .. يــا رفــاق أمسكا بها" إلا أن جين تمكنت من الإفلات والهرب فهدر كارلا في رجاله غاضباً : "الحقـا بها بسرعه ! إيـاكم أن تدعوها تهرب " أشار بيده لاثنان آخران بجانبه بالتوقف : "أما أنتما جيرال و كين ابقيا هنا" نظر أحدهما للأخر بقلق ثم أردف: "ولكن سيــدي" قاطعه كارلا معللاً : " أربعة رجالٍ عار عليهم ألا يتمكنوا من الإمساك بفتاة صغيره ! " ثم نظر إلى ويل .. الذي فقد الوعي نتيجةً للضرب المبرح الذي تلقاه فقال : "قوما بحمل أخي وعودا للملجأ" " وماذا عنك سيدي ؟" "سأنتظر بقيتكم لأرى النتائج" تحرك الرجلان وغادرا المكان ، بينما ظل كارلا قابعاً بمكانه ، إلى أن عاد رجاله بالفتاة "جيد .. للحظة كدتم تخيبون ظني .. لنعد للملجأ" ردوا بصوتٍ واحد في قلق : "ولكن سيدي .. هنـــاك" "أعلم .. هو لن يراها بالتأكيد .. فلا تقلقوا" صرخت جين بغضب والدموع تتساقط من عينيها "دعوني وشأني ! إنني أكرهكم" نظرت إلى كارلا نظرة حقد ثم أشارت بأصبعها في وجهه وأكملت : "وأتمنى لك الموت وبالطريقة نفسها أنت بالتحديد ! " حدقت بكارلا مطولاً بعينين متمنيه بهلاكه اليوم قبل الغد ، إلا أنه زاد من غضبها ببروده : "لا ألومك على ذلك عزيزتي ، إنني راغب في التخلص منك أكثر منه الاستفادة" "لن أفيدك في شيء ! " "سنرى ذلك" "لست خائفةٍ منك" " ولكنك تخافين على والدتك " سكتت جين ونظرت إليه في خوف: "أجل ، تعلمين أنني قادر على فعلها ، قد أعجْل بجعلها التــالية ، ما رأيك ؟" تجنبت جين النظر في وجهه دون أن تجيب على سؤاله : "إلا في حالة كنت فتاة لطيفة ومطيعة دون إي فعلٍ أحمق ومتهور .. الأمر متوقف عليك" بعد دقائق معدودات .. أصبحوا في الملجأ .. وأمر كارلا رجاله بإدخالها في غرفة والبقاء لحراستها حتى يطلبها في الغد ، وحاولت جين كثيراً أن تهرب أثناء مراقبتهم لها ، وفي كل محاولة تقدم عليها كانت تتلقى ألماً مُصاحباً لفعلتها ، ولأن كارلا أمرهم بردعها عن الفرار بإي وسليه شرط ألا تقتل ، كان الضرب ثمنها لتدفعه بالمقابل ،حتى تلقت من الأوجـاع ما يكفي لجعلها جالسه بمكانٍ واحد ..ومع مرور الوقت هدأ الحال وكفت جين عن إطلاق المحاولات البائسة في سبيل الحرية ،أن هناك طريقةٍ واحدة قد تخرجها من المأزق ، إلا أن نسبة تحققها ضئيلة جداً فظلت متيقظة إلى منتصف الليل ، تتظاهر بالنوم لدى تفقد أحدهم أحوالها حتى مر وقت طويل لم يعاود أحدهم المراقبة عليها بيد أنها استمرت على حالتها حتى فجر اليوم التالي للتأكد بأن خطتها قد تنجح . "لا وقت لدي لأضيعه إمـا النجاح أو النجــاح لا خيار للفشل! " في مكان آخر حيث المركز : كان جاك هنري منصباً على كومة من الأوراق المكدسة على سطح مكتبه ، وبدا في حيرة من الاختيار أيهم يبتدأ بها أولا حتى سمع طرقاً على الباب خرق تفكيره "من هنــاك ؟" "إنــه أنــا" تعرف جاك على صاحب الصوت بسهولة لأن شخصاً واحداً دائما ما يجيبه هكذا "تفضل بالدخول .. ثينو" دخل عليه ليث وعلامات الامتعاض على وجهه "آه .. ألن تنسى هذا اللقب البته ؟" "البته .. سعيداً لرؤيتك .. ظننتك أصبحت رجل عصابات بالفعل لولا معرفتي الشخصية بك لعزمت أنك واحد منهم بهذه الملابس المخيفة " "كدت أصبح كذلك لولا وعد قطعته .. بالمناسبة كيف تسير بقية الأمور هنا ؟" "على ما يرام بالرغم من عدم وجود شبيه لك للأسف .. أخبرني بالتفاصيل ؟" جلس ليث قبالته ثم روى له كل ما يعرفه عن العصابة وغيرها من العصابات الأخرى وجميع المعلومات التي حصل عليها متجاوزاً الدقيقة التي تخصه هو .. "هكذا إذن .. كما توقعت عصابة كارلا لها تأثير مدمر على بقية العصابات الأخرى إن تمكنا من إيجاد دليلٍ قاطعٍ فقط .. ليث هل سلاحك الناري يلازمك ؟" "لا ، أحمل واحداً إلا أنه ملك كارلا .. ويصيبني الغثيان بمجرد لمسه ! " لم تفت على جاك جملته المليئة بالكراهية إلا أنه تعمد تجاوز الأمر حتى لا يزعجه "وأين الآخر .. الرسمي ؟" " تعلم أنه ليس بحوزتي منذ أرسلت لهذه المهمة .. لأنهم قد يشكون بأمري" " آه .. صحيح .. وأين هو الآن ؟" "بالمنزل" " اذهب لإحضارهِ إذن .. ثم عد إلى هنـا" "أهو مهم تواجده ؟" "أعلم أنك تكره أن تضطر لاستخدامه بيد أنه لأمر ضروري" "حسنـاً .. أنـا ذاهب" "توخى الحذر" غادر ليث المركز في طريقه للمنزل ، وحالما وصل إلى هناك شاهد جلبة كبيره .. النساء تولول ..وأطفالهم يصيحون ويبكون ، والرجال يواسون بعضهم بعضا بينما هناك سيارة الشرطة والإسعاف أمام منزله .. أصابته الحيرة والقلق فحث قدماه على المضي بخطوات كبيرة ومتسارعة نحو المحل متجاوزاً ذاك الشعور بداخله الذي ينذره بالسوء .. ولأن الشرطة من أتباعه وبقيادة ماثيو .. لم يوقفه أحد إلا أنه عندما نظر إلى ماثيو في عينيه، وجده متوتراً وحائراً وعيناه لا تنظران إليه مباشرةً بل في الاتجاه المعاكس ، كأنها تطالبه بعدم الاستفسار ، قرر أخيراً التقدم إلى الأمام فدفع الباب بيدٍ مُرتجفة وأصبح بالداخل ، ليرى ذلك المشهد المؤثر ، الذي تم تحت اخراج قاتلٍ متحرف اعتاد القتل حتى تفنن فيـه ، إلى جانب إشراف رفاقه ، أثار الدماء على الأرض تكاد تصبح كنهر ، تقدم ليث بضع إنشات من الجثة ثم خرّ راكعاً.. بقي لمدة طويلة يحدق بها ، تلك الجثة ، جثة عمه ماركو ، دون إي ردة فعلٍ طبيعية تصدر عنه مما زاد قلق ماثيو عليه فتقدم نحوه مواسياً : "ليث إنني آسف على ما حدث، كما تعلم لقد كنت في اجازه بسبب ظروف وبينما كنت أتجول اليوم بالجوار أتتني جماعة وأخبرتني بما تراه الآن ولم أصدق ذلك إلا عندما تأكدت بنفسي" ظل ليث صامتاً وكأنه بعالم آخر "ليـــث ! كن متماسكاً يا رجل ! .. نحن بحاجةٍ إليك" مجدداً لم تصدر ردة فعل من ليث ..حتى تلقى قبضةٍ قوية على خده الأيمن فتأوه ألماً ، حينها تنفس ماثيو الصعداء إذ ظن مفعول الصدمة قد تمكن منه " جيد! تأوهك خيراً من صمتك" أخيرا أجابه صوت متألم وغاضب في آن : "منْ فعلها ؟" " ليتني أعلم .. ما علمته من المواطنين هنا أنه فعل رجال عصابات" " تبـــــــــاً لهم! " ثم توجه للطابق الأعلى "ليث إلى أين تذهب ؟" غاب بضع دقائق ثم عاد يحمل غطاءاً أبيض بيد و بالأخرى سلاح ناري كما أرتدى زيه الرسمي للشرطة ،وضع الغطاء على العم وطلب من الإسعاف بالخارج إكمال عملهم ثم همّ بالرحيل فأمسك به ماثيو " ما الذي تنوي فعله ؟ وإلى أين أنت ذاهب حاملا معك هذا السلاح .. هل تنوي ؟" "أجل .. سأبيد كل العصابات على وجه هذه المنطقة على الأقل .. نهائياً! " وضع ماثيو يديه على كتفي ليث وأدراه صوبه " هراء ! لا تفقد أعصابك بل تحكم بها أنت رجل قوي ، أعلم انه شيء مؤلم فقدان الأحبه، لقد فقدت عزيزاً في ظروف مشابهه " بدا ليث متمسكاً بقراره فأكمل ماثيو الحديث لعله يردعه بطريقةٍ أخرى " كما أنني أراك ارتديت زيك الرسمي .. ترى هل نسيت مهمتك ؟" "إنني في طريقي لإبادتهم .. الزي لا يصنع فرقاً" "ربما ولكن جاك لن يعجبه الحال ، خاصةً و رؤية أفضل رجاله يتحول إلى سفاح و يقتل كل من هب ودب" "اختصاصي رجال العصابات فحسب" " إن يكن !،عددهم لا يقل عن المواطنين العاديين بكثير ، ليث فكر بعقلانية أرجوك ! .. أرجوك لا نريد خسارتك " هم ليث بالرحيل مجدداً إلا أن ماثيو لم يدعه "حسناً ماثيو ، لن أتهور سأفكر بعقلانية ..هلا تركتني الآن؟" بعدها غادر ليث المكان وقلبه ممزق على فراق عمه ماركو .. الأب الثاني الذي لم يبح له يوماً بأسراره وهمومه ************** الفصل الرابع والعشرين : رغبة في القتل تمكنت جين بعد جهد عسير من النجاح جزئياً في خطتها .. حيث تغلب النوم على مراقبيها فانتهزت الفرصة .. ولكن العقبة الرئيسية تمثلت في حراس البوابة الخارجية .. وبينما كانت شاردة الذهن في البحث عن مخرج كاد أحدهم أن يتمكن منها لولا تدخل أحدهم في اللحظة الحاسمة، نظرت بدهشة إلى هويّة منقذها، رجل بدت ملابسه رثه إلى حدٍ ملحوظ .. قميصه الأبيض ممزق كما أفسدت تلك القطرات الدموية المتساقطة عليه جماله ، وعلى ذراعه اليسرى جرح لفهُ بقطعةٍ استعارها من قميصه ، ووجهه مصاب بكدمات طفيفة إلـى جانب خدش بسيط على خده الأيمن بالقرب من فمه .. فهمست بصوتٍ ضعيف وخافت : " ويـــل ؟! أهذا أنت ؟" هدر بها غاضباً : " جين ؟ ما الذي أحضركِ إلى هنا ؟ أما زلت تتنكرين ؟" "هل أبدو كذلك أيها الذكي ! ، كما أنني لم أكن لأذهب بعيداً بتصرفاتي هكذا " "حقاً ؟ ومـا سبب تواجدك الآن ؟" "كأنك لا تعلم ؟" " أنا بالفعل لا أعلم شيئاً " " لقد تم خطفي ! ومن قبل ذلك الرجل السيء ، لابد بأنه يعمل هنا ولكنني أتعجب أن الجميع رهن إشارته ، ربما لأن سلطته على ما تبدوا أقوى من الجميع .. قال ويل بشرود : "كــارلا" "ماذا قلت ؟ من هو كارلا ؟" " جين حاولي الهرب ، سأحاول إلهاء حُراس البوابة ، اتفقنا" أراد ويل أن يشرع بتنفيذ خطته ولكن جين منعته : " لا ! لن أفعل، ليس قبل أن تخبرني عن سبب مساعدتك وتعاونك معي ، ألست تابعاً لذلك الرجل أيضا ؟" "بلى .. ولكنني لم أعد تابعاً له، والآن نفذي ما قلت فلا وقت لدينا !" أرادت جين أن تعترض مرة أخرى إلا أنه تحرك مسبقاً للأمام ولم يكترث للأمر .. وفي غصون ثوانٍ تمكن من إخلاء السبيل .. بيد أن جين ظلت قابعة بمكانها فاقترب نحوها : "تـباً ! ما الأمر ؟ لماذا لا تزالين هنا ؟" أجابته متلعثمة : " لا .. لا أستطيع ..الهرب" " حقاً ؟ ، ولكنك كنت مستعدةٍ منذ لحظات مضت ، والآن عندما تيسر الحال غيرتِ رأيك ؟ ، أنصتي إلي .. لن تتوفر لكي فرصة أخرى .. بسرعة تحركـي ! " " لا أستطيع فعلها ! " "و لمــا ؟!" ردت جين بانفعال : "لأنك ستلقى حتفك أيهـا الأحمق! " رمقها ويل بنظرةٍ جانبية .. فخفضت بصرها نحو الأرض كردة فعلٍ عفويه فابتسم "أنت مثيرة للاهتمام بالفعل .. فآخر شيء أتوقعه أن تفكري بشأني وفي هذه الأثناء .. على كلٍ لا تقلقي فأنا لم أعد أبالي" نظرت إليه في قلق فأردف : " لاشك أنكِ من النوع الحساس ألست كذلك ؟ حسناً اذهبي أنا أشعر بالذنب مسبقاً بسبب وفاة ذلك الرجل المسن ، لقد كنت مسؤولاً عن موته بتلك الطريقة " "لا .. لقد حاولت المساعدة ، بالرغم من أنني أتيت في اللحظة الأخيرة ولكنني رأيتك وأنت تحاول فعل شيئاً ما وتم منعك " " ما زلت مسؤولا ، طالما لم أفعل شيئاً يذكر إلى جانب كوني لا أزال برفقة قاتله ، وإن لم تهربي الآن سأشعر بذنب مضاعف، فلا تجعليني بموقف كهذا " ترددت جين في أمرها ثم أخذت نفسا عميقاً وأردفت : " حسنـاً ، شكرا لك ، لن أنسى مساعدتك لي " ركضت جين بأقصى سرعتها ولفّت على الطرقات كأنها تبحث عن أمرٍ ما مهم .. ثم خطر ببالها أن تذهب للمركز .. ففعلت وبحثت عن ماثيو .. وأخبرته بمقتل العم و العصابة فأعلمها بمعرفته بالأمر مسبقاً فسألته: " كيف علمت بذلك بهذه السرعة ؟" "كنت هناك للتو ، ولكن السؤال كيف علمتِ أنتِ بذلك ؟ هل قال لكي ليث شيئاً ؟" "إنها قصة طويلة ، ولكن مهلا ما الذي تعنيه ؟ هل يعلم ليث عن الأمر أيضا ؟" "بالطبع .. لقد كان معي " شحب وجه جين وكأنما تخيلت نفسها مكانه فاستطردت: "آه .. ذلك سيء ! لقد رآه إذن ، وكيف هو الآن ؟" "يبدوا كشبح وقريباً سيتحول إلى سفاح" نظرت جين بفزع لماثيو وصاحت بانفعال : "ماذا تعني ؟!، أهناك ما هو بأسوأ ؟" "أتمنى ألا يكون .. لقد أخبرني المواطنين أن العم قد مات مقتولاً بفعل عصابات ، فنقلت الخبر لليث وليتني لم أفعل والآن ها هو عازم على إبادة جميع العصابات أقلاها التي تتواجد هنا في منطقتنا هذه " "ولكن ذلك مستحيـــــــــــل ولرجلٍ واحدٍ فقط ! " " إنه ليس بكامل قواه العقلية الآن .. وإني لأخشى أن يلقى حتفه نتيجة قراره المتهور هذا ، ولكن صدقيني إنه عازم على ذلك ، وقد فعلت ما بوسعي لردعه وعرقلته دون فائدة، ليت هناك من يتمكن من منعـه" " أنـا سأفعل .. أتعرف أين ذهب ؟" "لا .. لم يخبرني .. ولكن لا أظن أنه أبتعد كثيراً عن هنا ما دامت العصابات هدفه " انطلقت جين في البحث العشوائي في الطرقات وبين الأزقة لعلها تجد ليث .. وظلت ساعات تبحث عنه حتى أصابها الإرهـاق فجلست على الأرض لتستريح لبعض الوقت فقالت تخاطب نفسها بيـأس : " لا يمكنني إيجاده في هذه المنطقة الكبيرة .. لا يمكن " فاجأها صوت قوي من الخلف كـان ينـاديها ، فذعرت ونظرت ورائها فإذا به ليث ينظر إليها في قلق وحيرة .. شعرت جين بالسعادة لأنها تمكنت من رؤيته سالمـا .. إلا أن رؤيته ذكرتها بشيء آخر فلم تستطع كبح دموعها عن السيلان وكرهت ذلك فأدارت رأسها تخفيهما عنه .. أما ليث فقد شاهد محاولتها الفاشلة في اخفاءها ، فأقبل ناحيتها وركع أمامها ثم مسح بأنامله دموعها فقالت بصوتٍ حزين: "لقد مات العم .. مــات أمامي ولم أستطع فعل شيء ، وقفت بمكاني أرقبه وهو يموت حتى آخر لحظة " وضع ليث يده على رأسها وظل يمسح بكمه الدموع المتساقطة على خديها فأقبلت تبكي بحرقه وازداد نحيبها ، فلم يعرف كيف يواسيها خاصةٍ وهي في حالة هستيرية فظل بجانبها حتى هدأت أعصابها " ليث .. أنـا آسفة لأنني لم أتمكن من المساعدة" "لم يكن موت العم خطأكِ " "و ليس بخطأك أيضاً.. فلا تلوث يديك بالقتل ، ودع العدالة تأخذ مجراها" "إنني في صف العدالة ومع العدالة" "إلا أن القتل ليس بطريقتك ! خاصةً في التعامل مع الآخرين" "ولكنه أصبح كذلك الآن " نظرت إليه في خوف وقلق فأردف : " أعلم ما تفكرين به .. و لا يمكنني أن أعدك بعدم حدوثه .. قد أعود و قد لا أعود لذا أهتمي بنفسك وعودي للمنزل" "ألن تسألني عن كيفية معرفتي بكل هذا و عمْ أصابني ؟ " "وهل أصابكِ مكروه ؟!" " لقد تم خطفي مرتين من قبل شخصٍ واحد ، وقتل العم بفعله أيضاً ، بينما تم ضربي من قبل أتباعه ، وقد لا يتردد بقتل ذهبي الشعر الذي أنـا بفضله هنـا الآن ولست واثقة ما إن كان يدعى كارلا أم لا" طحن ليث أسنانه من شدة الغضب : "لابد أن يكون هو !، هل أنت بخير الآن، هل ما زلت تتألمين؟" "لا ، أنـا بخير .. لكن " "ماذا ؟" " لا تذهب أرجوك .. أرجوك ! " أمسكت بيده في محاوله بائسه لردعه ، فتخلص من قبضتها بلطف "آسف جين .. لا مفر من ذلك " تركها وغادر في طريقة إلى حيث يكمن عدوه اللدود .. |
رد: الانتقام هويتي
الفصل الخامس والعشرين : الانتقام هويّتي ! حالما وصل ليث إلـى مسكن عدوه .. سار بخطوات سريعة بحثاُ عنه وكل من اعترض طريقه أصيب بجروح بالغه من قبله ، كان يهجم عليهم بكل قوته مُستهدفاً المناطق الحيوية الحساسة، بيد أنه أدّخر سلاحه الناري بالرغم من قدرته على استخدامه في انتظار اللحظة المناسبة ، وعندما وصل حيث كارلا وجوده ينهال ضرباً على ويل الذي بدا أسيراً لدى رفاقه من كل صوب "تبـاً لك ! يا لك من أخ سيء عديم الفائدة ! " دُهش ليث لعلمه أن ويل هو شقيق كارلا فلم يكن ليخطر على باله ذلك ، تابع التنصت بحذر "وهل يفترض بي مساعدتك ؟" "بالطبع .. لولا أنني قد قطعت عهداً لوالدايّ بحمايتك لقتلتك مذ زمن " " ولولا وعدي لهما بملازمتك دوماً لهجرتك مذ زمن " حدق كلٍ منهما في وجه الآخر بغضب فأعلن كارلا : " أنت لم تكن هكذا من قبل .. كنت تحبني .. تحبني حبا جماً ! " "إلـى أن أتى ذلك اليوم " " الذي قتلت فيه أخـاك الآخر ، ولكن هيا فهو لم يكن بأخِ فعلي كما أنـا" " لعل هنالك صلة دم بيننا إلا أنني لا أعتبرك سوى مجرد رجلٍ عابر لا غير ! " " همم! نسيت أنك كنت تلتصق به كأنه أباً لك" " ذلك صحيح فهو لم يكن أخاً فحسب بل أباً وكل عائلتي وأنت سلبته مني ! " أراد أحدهم أن يُغْفّل ليث ولكنه فشل .. وأحدث الأمر جلبة فاستفسر كارلا : " منْ هنــاك ؟ ولما هذه الضجة ؟!" خرج ليث من مكانه : " إنهم ذبـابك .. كان لابد لي من مُبيدٍ فعال" اتسعت عينا كارلا دهشةً : " أوه ! .. يال المفاجـأة ! كارلوس هنـا وبزي.. " قاطعه ليث مُكملاً: " شرطي! ..أجل هذه هي وظيفتي الحقيقية وشخصيتي الأصلية" رفع كارلا حاجباً لأعلى مُستفسراً بسخريه : "همم ! وترى إلام ينوي شرطينا هذا ؟" "مـاذا تعتقد ؟" أجاب كارلا بمكرٍ و خبث : "قتلي ربما" "بل مؤكداً" "تخلص من هؤلاء إذن " تحرك رجاله وأحاطوا به لمنع إي سبيل للهرب كخطوةٍ أولـى .. فنظر ليث إليهم ثم لكارلا قائلا : "ما عضلاتهم إلا للمشاهدة " وبعد دقائق أصبح لا وجود لأحد سواه و كارلا وويل ، فاستفسر كارلا : "حسناً أخبرني ما سر ثورتك هذه؟" "أنت أعلم بسرها" " همم ! دعني أخمن .. لأنني قتلت شخصاً عزيزاً عليك .. ذلك العجوز المُسن؟" " بل لأنك سلبتي شخصين! " " لا أعلم الآخر الذي تدعيه .. إلا أن الانتقام لا يبدوا أسلوبك " "ولكنه بــات هويّتي الآن ! " تنازع الرجلان وتقاتلا .. قتال رجلٍ لرجل دون أسلحه .. بل فقط بالاعتماد على قدراتهم الجسدية ..حتى خارقت قواهما للنصف .. وبلغ التعب نصيبه من كلٍ منهما كضريبة ..عندها طرح كارلا سؤالا آخر بفتور وتراخٍ : "حسناً .. كارلوس أخبرني منْ كان العزيز الآخر الذي تدعي بسلبي إياه ؟" " شخصاً تعرفه أكثر من نفسك وتحبه جداً" "حقاً ؟، لا وجود لأحدهم بحياتي " " ذلك صحيح لأنك قتلته إلا أنه كان كذلك عندما كان حياً يتنفس " "ماذا تعني ؟" "على سبيل المثال .. رينو ألم يكن واحداً" بانت الصدمة والدهشة على كلٍ من كارلا وويل .. فرد كارلا مزمجراً : "ما الذي قلته ؟" " الحقيقة التي يؤلمك تذكرها " "منْ أنت ؟" "قل لي أنت من أكون ؟ ، ألا تشاهد شبهاً قوياً ، في وجهي .. صفاتي .. عزيمتي ربما ؟" أخيراً لاحظ كارلا الأمر "مستحيــل ! " "بلى إنه كذلك " "متى علمت بالأمر ؟" " منذ اليوم الذي رأيت فيه ذلك الوشم المميز على ذراعك اليسرى الذي تخفيه دائماً ، كما تعلم والدي يملكه أيضاً في نفس المكان " "همم ! ولأجل هذا تحولت لذلك الرجل مشوش الفِكر ؟ ، ترى هل كانت فِكرت قتلي هي الشاغل حينها ؟" قال ليث بتراخٍ مستفز : " أصــــبت ! ،ماذا عنك ؟ متى توصلت لاكتشاف هويتي الأصلية ؟" " في اليوم الذي غدوت فيه مشتت الذهن " " عجباً ! في ذات اليوم بدأت الأقنعة بالتساقط ! " " إلا أنك الوحيد الذي أضاع فرصته الذهبية ولست أنـا " ثم أخرج مسدسه وخدع ليث وطلق النار عليه ، إلا أن ليث تمكن من تدارك الموقف بسرعة فأصابت الطلقة كتفهِ الأيمن ، رغم ذلك سقط على الأرض مُتأوهاً من الآلم و أراد كارلا إطلاق الأخرى لتصيب منطقة الرأس أو القلب لإنهاء اللعبة إلا أن ويل تدخل حائلا بينهما ، فهدر كارلا به غير قادراً على التحكم في انفعاله : "ما الذي أصابك أيها الأبله؟! ، ابتعد عن طريقي وإلا قتلتك! " "لن أدعك تفعلها هذه المرة " "أعلم بأنك تشعر بالعطف عليه لأنه ابن رينو .. ولكنه ليس هو ! " "مع ذلك نفس الدم يجري في عروقه ! ولن أجعلك تقتله كما فعلت برينو، على الأقل وقتها كنت صغيراً ولم أكن حاضراً أما الآن يمكنني منعك! " " في هذه الحالة ، أنت لست بأخي ، وداعاً ويليــام " هـمّ كارلا بإطلاق النار على ويل ، و أُطلـِقت الطلقة بِيّد أن السلاح كان لليث وليس كارلا، فأصابت موضعاً خطيراً ما بين الرئتين ونزف كارلا كثيراً حتى خرّ على قدميه راكعاً ثم سقط على الأرض وهو يحاول التنفس ، إلا أن عيناه لم تفارق ليث لحظة ، وكأنه يطالبه بتفسير ..فأشار ليث إليه بسلاحهِ الناري.. " كنت قد وضعت به طلقةٍ واحده لا غير ، وبالمقابل عزمت ألا أستخدمها إلا برجل واحد ، ولم أضع فرصتي الذهبية آنذاك كما ظننت بل تعمدت إضاعتها بسبب الوعد الذي قطعته لوالدي ألا أصبح رجل عصابات مثله وأحذو حذوه ، لذا ها أنا أقف أمامك بصفتي شرطي الآن لا رجل عصابات ، قد أكملت هدفي الذي لطالما سعيت لتحقيقه " عند سماع آخر كلمات ليث حتى لفظ كارلا أنفاسه الأخيرة مودعاً حياته ، وأصبح لدى ليث سُلطة لإخضاع.. ومع مرور الوقت تقلص عدد أفراد عصابات حتى بات عدّهم على الأصابع بسهل ، خاصةً أن إلهامها قد رحل ، وبوجود شرطي كليث لا سبيل لهم غير الاستسلام .. إلا العدالة أخذت مجراها وحكم على ويل بالسجن مدة عام مع الأعمال الشاقة، نظراً لشروعه وأفعاله بالمجموعة إذ كان الحكم مخففاً بحقه بما أنه كان ليناً القلب ولم يرتكب جرائم قتل ، و ذات يوم في صباح مشرق ومفعم بالحيوية .. حيث تسلل ذلك الضوء الذهبي إلى نافذة جين التي كانت نائمة وما أن شعرت بنورها حتى قفزت من سريرها وتوجهت مُسرعة نحو الخارج ، وبينما كانت في طريقها للطابق الأسفل تذكرت شيئاً نسيت بأمره ، و هو المرور على مكانٍ آخر بجوار غرفتها .. فألقت نظرة إلى غرفة أخرى كانت فارغة وبات الآن شخصاً يملكها ، فتحت بابها بمهل دون الطرق .. ثم عبرت داخلها وعدّلت ضبط مُنبهاً موضوعاً بجانب الفراش ثم جلست على حافته تترقب ردة فعل النائم .. وماهي سوى بضع ثوانٍ حتى فزع النائم وطار النوم من عينيه وأصبح يحدق بها بغضبٍ شديد .. فحيته باستمتاع وحماس : "صبــاح الخير ليـــــــــــث ! " " ألم أطلب منك أن تطرقي الباب قبل الدخول إلى غرفتي؟" "بلــى " "وألم أحذرك من العبث بأغراضي الخـاصة ؟" "بلـى" "ومع ذلـك .. أنتِ ! " " آه ! أحب إثارتك و إغاظتك لأنك تبدو أكثر ظرافة عندما تغضب " حدق ليث مطولاً في جين ثم أردف : "تبدين على غير العادة اليوم .. ماذا هناك ؟" " ماذا تعني ؟ .. أنـا على عادتي " "أنتِ في غاية السعادة ؟"" "ألا يحق لي ذلك ؟ عجبا ! " "لم أقل شيئاً ولكنه كم غير طبيعي .. تكاد سعادتك من شدة توهجها أن تنافس تلك الشمس التي بالخارج ! أتساءل ما السبب ؟" "لا يوجد سبب" رمقها بنظرة جانبية ثم أستطرد : " أهــا ! فهمت .. ذهبي الشعر سيخرج اليوم .. إذن فقد مضى عام يا للعجب ! " ثم نهض من السرير بسرعة وسار للخارج نحو الدرج لأسفل فركضت جين خلفه " أمي .. أمي أين أنتِ ؟ أحمل إليك أنباءاً سارة" "توقف أيها الأحمق ! ما الذي تنوي فعله ؟" "بث الخبر السعيد .. ألا يبدوا الأمر واضحاً ؟" " أي خبرٍ سعيدٍ هذا لتذيعه لأمي ! " أجاب ليث بلامبالاة مُستمتعاً: " أمر سعادتك بخروج ذهبي الشعر من السجن .. أهناك غيره؟ " " إن فعلت ذلك .. ضربتك ضرباً مُبرحاً .. فلا أساس لما تقوله ! " " أوه .. أتنكرين إذن ؟ من الجيد أنك لا تجيدين الكذب تلك هي الخصلة الوحيدة الجيدة بك يا جين افتخري ! " "آه الرحمة ! أرجوك هلا غربت عن وجهي وذهبت لعملك ! " " أوه لا .. لا لا لا .. لا تتحدثي إلى أخاكِ الأكبر هكذا ؟" "رائع ! الآن ابدأ باستخدام سلطتك الأخوية أيضا .. حسنا أنني متأهبة للقتال" رفعت قبضتيّ يديها في محاولة للاستعداد ، فنظر ليث إلى صغرهما فأردف : " آه لقد مللت تخسرين دائماً ومع ذلك لا تستسلمين " "لن أخسر هذه المرة" "بلى" " كلا" "بلى" "كلا" " بلى .. بلى" صرخت جين عالياً بغضب : "قلت كلا يعني كلا ! " أطلت ماري برأسها من المطبخ ثم قالت: "لما كل هذه الجلبة منذ الصباح الباكر ؟" ثم تقدمت نحوهما وأردفت : " لديّ مفاجأة لكما " رد ليث بحماس "ونحن أيضاً أيتها الأم" "حقاً أخبراني ، أنا متحمسةٍ لمعرفتها " نظر ليث إلى جين خلسةً فوجدها مشتعلة من الغضب تنظر إليه .. كأنها تتوعده بالعقاب في حال أفشى السر فتردد في البوح " هناك مشكله يــا أمــاه ، إن أخبرتك عنها هاجمني قط بمخالبة الحادة" " أوه ! هيا كأنك تخشى القطط، منذ متى ؟!" " معك حق .. في الواقع أن ابنتك" وضعت جين يديها على فم ليث تمنعه الكلام وتعجبت ماري لفعلها فسألت : "مـاذا هناك يا جين ؟" " لا شيء، كل ما في الأمر أن على هذا الأخ العزيز الذهاب لعمله" " ولكن مازال الوقت مبكراً" " وإن يكن هناك عمل ينتظره " تخلص ليث من يديّها : "حسنا .. فهمت ما ترمي إليه جين أمي لذا أنا ذاهب لآخذ حماماً دافئ " "أما أنا أمي فسأذهب لغرفتي لترتيب بعض الأغراض" صاحت ماري بغضب : " أو لا ترغبان بمعرفة مفاجأتي ؟ حسناً سأتناول كعكة التوت بنفسي ووحدي ! " ثم سارت في طريقها للمطبخ فردت جين ثم ليث "آه كلا لن تفعلي فهي لنا " " سآخذ حصتي الآن ، قبل حدوث ذلك" سار ليث في طريقه للمطبخ بينما صعدت جين إلى غرفته، إلا أن ليث وقف بجانب والدته وهمس في إذنها قائلا : " أمي لا تغضبي المفاجأة أن ابنتك معجبة بشاب ، وكما تعلمين تبدوا خجولة لتعترف لك ، ذلك فقط كل ما في الأمر" صاحت ماري بانفعال غير مدركة للأمر : "جين ! جين عزيزتي معجبة بشاب منْ ؟ أخبرني بسرعة منْ يكون ؟" سمعت جين انفعال والدتها بشأنها فعلمت بفعلةٍ ليث فصاحت بغضب : "ليـــــــــــث ! " " أوه لا ، لقد علمت بالأمر" شاهدها وهي آتيه نحوه : "آه من الجيد وجود حمام بالأسفل هنا " أسرع إليه ثم دخل وأغلق الباب بسرعة خلفه .. فلم تتمكن ليث من إمساكه فأردفت : " أنت لن تقبع به طويلاً .. أأكد لك أن أعمل جاهدة على تحطيم كل ذرة عظام في جسدك ..لنرى إن كنت ستتمكن من الإفلات " وها قد عادت الحياة لمنزل ماري .. مع اكتمال العائلة .. بانضمام ليث الذي كسب أمـا و أخت .. وعم الهدوء والسكون أرجاء المدينة ، ولم يعد هنالك ساعٍ للانتقام . |
رد: الانتقام هويتي
السلام عليكم كيف الحال ؟ كنت قد قررت تنزيل بقية الفصول دفعه واحدة بما أنها لم تكن كثيره + هدية العيد لمن أحب روايتي .. فلا عذاب انتظار بعد اليوم ! قد انتهت ! وفي الفصل الآخير في آخره تقريبا هناك فتره زمنيه تعمدت تركها مفتوحه لخيال القارئ .. حسنا وقتها فكرت بتأليف فصل اضافي عن تلك الفترة بالتحديد .. ولكن فيما بعد نسيت الأمر -_- ! على كل شكرا لكل للجميع وبالأخص فرحه اسعدني تعبيرك باعجابك لعملي .. أعتقد أن قدرتي الكتابيه تحسنت مقارنة بأربع سنوات منذ ألفت هذه ^^ قد اعود مجددا برواية جديده وبنوع وفكرة جديده كل عام وانتم بخير وكل سنة وأنت أقرب لربكم ولأسركم تحياتي |
رد: الانتقام هويتي
غاليتى سوهاني قصة جديرة بالقراءة تستهوى كل من لديه ميل الى المغامرة والتشويق استمتعت بها كثيرا فهى رااااااااائعة سلمت يداكى وانتظر جديدك القادم بكل شوق وكل عام وانتى بكل الخير دمتى قلما مميزا ننتظره دائما وطاب لى جهدك الجميل فيض ودى |
الساعة الآن 01:12 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية