منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات احلام المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f457/)
-   -   حصري 351 - وجهاً لوجه - أيما دارسي ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t191929.html)

زهرة منسية 16-12-13 09:13 PM

351 - وجهاً لوجه - أيما دارسي ( كاملة )
 
http://im35.gulfup.com/0Slqd.gif

مرحبا وحشنى القسم كتير و بقالى فترة غايبة عنه

رجعت برواية لكاتبة متميزة أتمنى أنها تعجبكم


351 وجهاً لوجه

ايما دارسى

الأسم الأصلى للرواية HIS BOARDROOM MISTRESS
2004


الرواية خاصة و حصرية لمنتديات ليلاس و لا أحل نقلها إلا بذكر أسمى زهرة منسية & أسم منتديات ليلاس

زهرة منسية 16-12-13 09:17 PM

رد: 351 - وجهاً لوجه - أيما دارسي
 
غلاف الرواية

http://im35.gulfup.com/ng1HW.jpg

الغلافين الأصلين للرواية



زهرة منسية 16-12-13 09:21 PM

رد: 351 - وجهاً لوجه - أيما دارسي
 
الملخص



ليز هارت فخورة بكونها سكرتيرة محترفة عالية الكفاءة.
براعتها و احترافها جعلا مديرها لا يلاحظ حتى أنها امرأة .
إلا أنها قررت يوماً أن تعيد تأهيل مظهرها . و جاءت النتيجة
مبهرة. لكن هل سيلاحظ مديرها هذا التغيير!
كول بيرسون أصيب بالدهشة عندما رأى فتاة مكان سكرتيرته.
لكنه صُعق عندما علم أن تلك الفاتنة ليست سوى ليز .
و علم فوراً أن أيام السلام ولت عن هذا المكتب .
لم تمض ساعات حتى كان كل منهما ينظر إلى الآخر نظرة
جديدة....و فى ذهن كل منهما تخوف واحد : متى تخطيا خطى
العلاقة المهنية الأحمر , فالاثنان على يقين أن لا عودة إلى الوراء....


إذا عجبتكم الرواية من فضلكم لا تنسوا الضغط على أيقونة الشكر

زهرة منسية 16-12-13 09:25 PM

رد: 351 - وجهاً لوجه - أيما دارسي
 
فصول الرواية


1-ليز الحزينة
2-الخطر القادم
3-أسئلة خاصة....جداً !
4-الحب هو الداء و الدواء
5 – هناك دائماً مرة أولى !
6 – صغيرة و لكن.....
7 – كلمات تشعل ناراً
8 – مقاومة يائسة
9 – تسير مع التيار
10 – ليلة من العمر
11 – على جمر الشوق
12- أسئلة تبحث عن أجوبة
13 – لا وقت للتفكير
14 – واحة فى الصحراء
15- حررها الحب


ريماس مصطفى 16-12-13 09:51 PM

رد: 351 - وجهاً لوجه - أيما دارسي
 
الف مرحبا بصديقتي الحلوة نهى قسم الروايات احلام المكتوبة كتير اشتاقلك وراح نرجع وياكي مع رواية اخرى مشوقة واحداثها باين عليها مذهلة انا واثقة من ان الرواية كتير حلوة لاني اثق بذوقكي الرائع

Rehana 16-12-13 10:00 PM

رد: 351 - وجهاً لوجه - أيما دارسي
 
مبروووووووووووووك زهوري الرواية الجديدة
منورة القسم
وانا من محبين هذا الكاتبة

وحركات انك حاطة الغلاف الاصلي للرواية :56:
وتثبت الرواية

زهرة الفلامنجو 16-12-13 11:53 PM

رد: 351 - وجهاً لوجه - أيما دارسي
 
مرحبا زهرة منسية بعودتك باين على الرواية من ملخصها أنها جميلة منتظرينك

جيجى ياسر 17-12-13 12:23 AM

رد: 351 - وجهاً لوجه - أيما دارسي
 
وااااااااااااااااااااااو زهورتى ..انا بحب جدا كتابات ايما دارسى
وارجو لو فى روايات لكاتبات (سارة كريفن - فوليت وينسبر - ليليان بيك - شارلوت لامب)
كتير بحبوهم ..واكتاباتهم رائعة

انما واضح ان الرواية كلها تحدى وجمال ..واااااااااااو تسلم اختياراتك ياقمر
والغلاف الاصلى تحفة
شكرا ..زهورتى ..وان شاء الله مستنياك

fadi azar 17-12-13 03:26 PM

رد: 351 - وجهاً لوجه - أيما دارسي
 
رواية رائعة منتظرين الفصل الاول

زهرة منسية 17-12-13 05:56 PM

رد: 351 - وجهاً لوجه - أيما دارسي
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ريماس مصطفى (المشاركة 3399269)
الف مرحبا بصديقتي الحلوة نهى قسم الروايات احلام المكتوبة كتير اشتاقلك وراح نرجع وياكي مع رواية اخرى مشوقة واحداثها باين عليها مذهلة انا واثقة من ان الرواية كتير حلوة لاني اثق بذوقكي الرائع

مرحبا دندونتى عاملة أيه يا حلوة و أنتى كمان وحشانى جداً

شكراً حبيبتى ده من ذوقك نورتى يا قمر

زهرة منسية 17-12-13 05:59 PM

رد: 351 - وجهاً لوجه - أيما دارسي
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Rehana (المشاركة 3399272)
مبروووووووووووووك زهوري الرواية الجديدة
منورة القسم
وانا من محبين هذا الكاتبة

وحركات انك حاطة الغلاف الاصلي للرواية :56:
وتثبت الرواية

الله يبارك فيكى ريحاااانتى

منور بوجودكـ دايمن و انا حبيت أيما كتير

بنتعلم منكـ ريحاااانتى مشكوة على تثبيت الراوية

موووووووووووووووووووواه

زهرة منسية 17-12-13 06:01 PM

رد: 351 - وجهاً لوجه - أيما دارسي
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهرة الفلامنجو (المشاركة 3399294)
مرحبا زهرة منسية بعودتك باين على الرواية من ملخصها أنها جميلة منتظرينك

مرحبا زهورتى شكراً يا حلوة و انا كمان مستنية رايك

زهرة منسية 17-12-13 06:04 PM

رد: 351 - وجهاً لوجه - أيما دارسي
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جيجى ياسر (المشاركة 3399300)
وااااااااااااااااااااااو زهورتى ..انا بحب جدا كتابات ايما دارسى
وارجو لو فى روايات لكاتبات (سارة كريفن - فوليت وينسبر - ليليان بيك - شارلوت لامب)
كتير بحبوهم ..واكتاباتهم رائعة

انما واضح ان الرواية كلها تحدى وجمال ..واااااااااااو تسلم اختياراتك ياقمر
والغلاف الاصلى تحفة
شكرا ..زهورتى ..وان شاء الله مستنياك

واو واو واااااااااو جبجى عندنا يا أهلاً و سهلاً جيجى

مختارة كاتبات متميزات جيجى و لأنى بحب فوليت و ينسبر يبقى الرواية الجاية ليها

لو تحبى رواية معينة عرفينى أسمها

العفووووووووووووو حبيبتى شكراً لوجودكـ

زهرة منسية 17-12-13 06:07 PM

رد: 351 - وجهاً لوجه - أيما دارسي
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة fadi azar (المشاركة 3399403)
رواية رائعة منتظرين الفصل الاول

مرحبا أخى فادى نورت الرواية أخى

حالاً بينزل الفصل الأول

زهرة منسية 17-12-13 06:13 PM

رد: 351 - وجهاً لوجه - أيما دارسي
 

1- ليز الحزينة
منتديات ليلاس

ـ تحتاجين إلى رجل يقدس الحياة الزوجية يا ليز!
اخترق صوت والدتها الحازم الهادئ سيل الاقتراحات المتدفقة من افواه شقيقاتها الثلاث, اللواتى تمكن من تحقيق إنجاز عظيم فى حياتهن يوم تزوجن رجالاً من اختيارهن....إنجاز وضعهن فى خانة الشقيقات المؤهلات لتقديم نصائح, لم يجد ليز مفراً من الإذعان لها, لا سيما بعد أن فشلت فى الارتباط برجل من اختيارها. منتديات ليلاس
لم يحاول براندن أن يُخفى عنها احساسه بأن علاقتهما تقيد حريته, معلناً رغبته بالابتعاد عنها لبعض الوقت...و هذا ما فعله تماماً, إذ سافر إلى
النيبال, على المقلب الثانى من الأرض, عله يجد نفسه أو يفقدها فى جبال
الهيملايا, ساعياً وراء الاسترسال فى التأمل فى ديو البوذيين.. أو وراء أى شئ آخر عدا الارتباط بامرأة تنزع إلى التسلط.
أحست ليز بالخزى و العار و هى تعترف بهزيمتها أمام أفراد عائلتها,
لكنها لم تجد عذراً مقنعاً للامتناع عن حضور عيد ميلاد والدها الستين,
فتتفادى بالتالى تبرير غياب براندن.
اجتمعت النساء الخمس – ليز و والدتها و شقيقاتها الثلاث- فى المطبخ,
ينظفن الصحون بعد حفل الشواء الطويل الذى تولى رجال العائلة تحضيره,
ليجلسوا بعدها مسترخين فى صحن الدار , يتسامرون و ينتبهون إلى الأولاد و هو يلعبون فى الفناء الخارجى.
أدركت ليز أن عليها أن تواجه الموقف بشجاعة و تبذل جهداً حثيثاً لتتخطى ما حصل....و لكن أستولى عليها فى تلك اللحظة إحساس مريع بالوحشة. فالسنوات الثلاثة التى قضتها زهرة منسية بصحبته ذهبت كلها هباءاً و جاء تصريح والدتها ليضرب على وتر حساس.
قالت لها ساخرة: "كيف يسعنى التأكد أنه من النوع الذى يقدس الزواج؟"
يا لها من غلطة فادحة!
كان عليها أن تدرك أن شقيقاتها الثلاث اللواتى وفقهن الله أشد التوفيق فى حياتهن, تملكن الرد الصحيح على سؤالها, إذ أسرعت كل واحدة منهن تبدى رأيها.
ــ عليك أن تبحثى عن رجل يملك وظيفة ثابتة.
كانت شقيقتها الأكبر سناً جاين, منهمكة بحفظ بقايا الطعام فى الثلاجة, فتوقفت للحظات عن عملها للإدلاء بوجهة نظرها: "تحتاجين إلى شخص قادر على مساندتك عند أنجابكما الأطفال."
تبلغ جاين الرابعة و الثلاثين من العمر, و هى متزوجة من محاسب طموح لن يحد يوماً عن الخط الذى رسمه لنفسه ليبلغ قمة النجاح فى مهنته, ولها منه طفلتين.
ــ شخص ينتمى إلى عائلة مرموقة.
رمتها سو بنظرة ماكرة و تابعت تقول:
- عائلة يقدر أفرادها ما حظوا به, و يفضلون الاحتفاظ به لأنفسهم.
كانت سو فى الثانية و الثلاثين متزوجة من محام ينحدر من عائلة كبيرة, أنجبت منه توأماً من الصبية, تولع بهما أشد الولع و عشقها أكثر فأكثر على هذه الهدية النفسية التى قدمتها إليه.
سلمت ليز بصمت ومرارة بعجز براندن عن الإيفاء بهذين الشرطين...
فالوظيفة الثابتة لم تعرف طريقها إليه.. لأنه يفضل العمال المتقطعة فى حقل السياحة.. فضلاً على أنه لا يمتلك خبرة شخصية فى العائلات المرموقة, إذ فقد والديه فى سن صغيرة و تولت بعض العائلات تربيته.
لم تجد ليز من داع للقول أنها جنى ما يكفى من المال إعالتهما معاً و تأسيس عائلة صغيرة... إن رضى براندن أن تلعب دور "رب المنزل" على غرار بعض رجال هذه الأيام... فالطريقة التقليدية ليست بالضرورة الطريقة الوحيدة...غير أن جاين و سو ترفضان كل وجهة نظر تتنافى معى وجهة نظرهما, لا سيما بعد أن أثبتت التجربة, إثباتاً لا يقبل الجدل, بأن طريقة ليز باءت بالفشل.

زهرة منسية 17-12-13 06:16 PM

رد: 351 - وجهاً لوجه - أيما دارسي
 
ــ ماذا عن رب عملك؟
أيقظ سؤال الصغرى ديانا ليز من شرودها, و رثائها على فشلها.
ــ ماذا عنه؟
أجابتها بتهذيب مطلق من دونى أن تنسى أن ديانا لم تتجاوز الثامنة و العشرون من العمر, و تشعر بالاعتداد الشديد بنفسها, لأنها تمكنت من إيقاع رب عملها فى حبالها..و هو صاحب سلسلة من مخازن الملابس.
ــ لا أظن أن النجاح الذى حققه كول بيرسون فى حقل الأعمال يُخفى على أحد...و يقال أنه أصبح من أصحاب الملايين ألا يفترض به أن ينجز معاملات طلاقه قريباً؟ فقد أنفصل عن زوجته منذ فترة طويلة, و صورها وهى متأبطة ذراع هذا الشاب أو ذاكـ تحتل الصفحات الاجتماعية...
ــ أظن أن كول بيرسون هو الأنسب لكـ و الأكثر أهلية.
أعلنت ديانا ذلكـ و هى تحدق بـ ليز و كأنها عاجزة عن فهم الموضوع بمفردها.
ــ كونى واقعية...فذلك لا يعنى أنه كتاج لىّ.
بادلتها ليز النظرات و هى تدركـ كل الإدراك أنها لا تتمتع بالمؤهلات اللازمة لجذب انتباه رجل كامل الأوصاف مثله.
ولكن ديانا بدت مصرة على موقفها:"بلى....فهو فى السادسة و الثلاثون من العمر ولا يكبرك إلا بست سنوات...لا أعتقد أنك قد تجدين شخصاً أقضل منه لاصطياده...يمكنك أن توقعيه فى شباكك إن بذلت بعض الجهد...ولا تنسى أنك سكرتيرته الخاصة و يعتمد عليك اعتماد مطلقاً"
أجابتها ليز بفظاظة محاولة أن تطرد من رأسها فكرة اصطياده, من دون أن تتأجج مشاعر اللهفة و الحب بينهما: "لا أظن أن كول بيرسون يكترث لىّ كامرأة."
علاوة على ذلك, تعلمت ليز منذ زمن أن تكبح كل رغبة قد تسيطر عليها للنظر إلى رب عملها من هذا المنظار. ولم تشأ أن تقدم على أى خطوة قد تزعزع علاقة العمل المريحة التى نشأت بينهما, آمله استمرارها على هذا النحو فى المستقبل.
ــ و لِمَ تراه لا يُظهر لك اهتمامه؟
ردت ديانا بحدة, وقد وجدت على ما يبدو أن دورها فى التنظيف قد انتهى, فاستندت على حافة الطاولة تتفحص أظافرها المقلمة:
منتديات ليلاس
ــ فمنذ أن بدأت العمل لدى كول بيرسون و أنت تخرجن مع براندن, ولا تحاولين الإيحاء له بأنك حرة.
أنه طويل القامة و وسيم الشكل
وافقت جاين شقيقتها الرأى, و قد أثارت فكرة ارتباط بليز بشخص بارع فى الحقل العملى اهتمامها, لا سيما و أنه تعامل مع عدد كبير من زبائن زوجها الأثرياء...
وضعت أطباق السلطة الفارغة فى الحوض حيث وقفت والدتها تغسلها و ليز تنشفها, ثم استطردت تقول: "لابد أنك تشعرين بانجذاب نحوه يا ليز !"
ــ كلا...لا أفعل!
أسرعت ليز تنكر الأمر, على الرغم من أنها شعرت بالانجذاب نحوه فى بادئ الأمر, يوم كان لا يزال منتديات ليلاس رجلاً سعيداً فى زواجه...
و لكنها ارتأت أن تدرج اسمه فى قائمة الرجال اللذين لا أمل يُرجئ منهم لا سيما بعد أن قابلت زوجته الفائقة الجمال.
فضلاً عن ذلك, تعرفت ليز فى تلك الحقبة على براندن و وجدت فيه خياراً سهل المنالو أكثر واقعية, فكبحت كل المشاعر الجامحة تجاه رب عملها .
سألتها سو بنبرة ساخرة و قد قطبت جبينها لدى سماعها رد شقيقتها الغريب:
ــ أيعقل ذلك؟ ففى المرات القليلة التى زرتك فيها فى المكتب و التقيت به بدا لىّ وسيماً و ساحراً...و عيناه الزرقاوان مذهلتان.
عيناه زرقاوان باردتان...باردتان و مبهمتان, حسب رأى ليز...فمنذ أن فقد طفله البالغ من العمر 18 شهراً فى حادث مريع, أنغلق كول على نفسه....و لم يشكل انفصاله عن زوجته, بعد مرور ستة أشهر, مفاجأة لـ ليز لأن علاقتهما كانت مضطربة للغاية...و فضل رب عملها الامتناع عن التعاطى مع الآخرين.

زهرة منسية 17-12-13 06:19 PM

رد: 351 - وجهاً لوجه - أيما دارسي
 

صحيح أنه يتمتع بذكاء خارق, جعله يتتبع عن كثب تقلبات الأسواق ا
لمالية بحثاً عن صفقات مربحة لزبائنه, و يراقب كل شاردة و واردة تتعلق بأعماله...إلا أنه صد كل تدخل خارجى قد يمس حياته الشخصية, و أحاط نفسه بحائط من الصعب اختراقه...
أجابت ليز محاولة أن تضع حداً لهذا الحديث الغير مجدى:
ــ لا تربطنى به علاقة ود...فانتباهه كله محصور بالأعمال.
و أقرت فى سرها ساخرة, بأن ذلك جعله يقدر براعتها فى إدارة الأعمال وحسن متابعتها للأمور كافة...و لطالما أحست بالإثارة, كلما فاجأته بمعالجتها المتقنة لبعض المسائل...معالجة لم يكن يتوقعها منها...فهو طاغية بكل معنى الكلمة.
نصحتها ديانا قائلة, و فكرة اصطياد رب عملها لا تبارح ذهنها:
ــ عليك أن تزعزعى كيانه ليطرد من رأسه تلك الأفكار المسيطرة عليه
ــ لا يمكنك أن تبدلى نمط حياة المرء.
أجابتها ليز بحدة, و قد ادركت مدى غبائها, حين خيل إليها فى لحظة من اللحظات أنها قادرة على تغيير تصرفات براندن المتأصلة فيه.
تجاهلت ديانا هذه الحقيقة البديهية, و تابعت ثرثرتها وهى تنظر إلى ليز من رأسها إلى أخمص قدميها .
ـ إنه يعاملك و كأنك جزء من أثاث المكتب, لأنك لا تفعلين شيئاً لإثبات العكس...متى كانت آخر مرة انفقت فيها المال على نفسك؟
صرت ليز على أسنانها لدى سماعها نبرة شقيقتها التهكمية...فهى متزوجة من رجل ثرى, يلبى احتياجاتها كلها, و لا تجد نفسها مرغمة على ادخار معظم ما تجنيه من المال لشراء شقة لها فى المدينة...إذ فهمت ليز أنها لن تتمكن أبداً من تأمين منزل خاص بها إلا إن اشترت واحدة بنفسها...
ـ احتفظ بملابس كلاسيكية الطراز للعمل.
اكتفت ليز بالرد على شقيقتها بهذه الكلمات المقتضبة, من دون أن تتكبد عناء التوضيح لها بأن ملابسها الفاخرة لا تلزمها...فهى تفضل أسلوب الحياة البعيدة كل البعد عن الرسميات, مستغلة كل فلس تدخره, لتسافر برفقة براندن إلى أماكن مختلفة, مكتفين بارتداء سراويل جينز و القمصان القطنية.
قالت ديانا مصعوقة:
ـ كم هذا ممل! فجل ما ترتدينه هى البذات السوداء اللون و الاحذية العملية..فى الواقع, أظنك تحتاجين إلى تغيير كامل.
انهت شقيقتاها الأكبر سناً توضيب الصحون فى مكانها, و انضمتا إلى ديانا الجالسة على مقعد قرب حافة النافذة..
قالت لها جاين بنبرة أقرب إلى النقد:
ـ لا أظن أن الشعر الطويل يليق بك...فهو يخفى وجهك الصغير...وعندما تشدينه إلى الخلف تبدو عظام وجهك أكثر حدة...عليك أن تقصيه بشكل مميز يا ليز.
وافقت سو شقيقتها الرأى قائلة: "و تصبغينه أيضاً...فإن كان ينبغى عليك ارتداء بذات سوداء, لا أظن ان اللون البنى الباهت قد يرفع معنوياتك."
"لا أظن أن ارتداء البذات السوداء ضرورى.
قالت ديانا ذلك و هى ترميها بنظرة تحدٍ :
ـ أراهن أنها سلكت الطريق الرخيص لتأمين الحد الأدنى من الملابس العملية, أليس كذلك يا ليز؟
ل يمكنها أن تنكر الأمر...فامتناعها عن زيارة مصفف الشعر بشكل منتظم, وفر عليها الكثير من الوقت و المال, لا سيما و أنها تجد سهولة كبيرة تثبيت شعرها بمشبك عند أسفل عنقها, خلال العمل.
علاوة على ذلك, كان برندان يحب شعرها الطويل, و بزاتها المواتية للمناسبات المختلفة توفر عليها عناء اضاعت الوقت لاختيار ما ينبغى عليها أن ترتديه.
ـ و ما همكن من ذلك؟
قالت ذلك و قد بلغ الغيظ منها مبلغاً, وهى ترى شقيقاتها الثلاث يضعنها تحت المجهر بهذه الطريقة...
ثم أضافت بنبرة لم تخل من التحدى: "و لا أحد ينتقدنى فى المكتب"
ـ الخادمة غير المرئية!
أكملت ديانا هازئة: "هذا ما أصبحت عليه بالفعل...و الحق يقال إنه لا يجدر بك أن تبذلى إلا القليل من الجهد لتبدى مذهلة"
أجابت معترضة ز قد أفقدها هذا الجدل صبرها:
ـ قولى هذا لغيرى! لطالما كنت الأكثر قبحاً و الأقصر قامة فى العائلة.
و نظرت ساخطة إلى شقيقتها جاين الممشوقة القوام, بشعرها الداكن المتموج المحيط بوجهها البيضاوى الشكل, وعنقها الطويل الجميل.. كانت شقيقتها الكبرى تتميز بعينان بنيتان, و فم ملئ مثير, و قد أشبه بقد عارضة أزياء, تليق به الملابس على أختلاف أنواعها و أشكالها.
منتديات ليلاس
انتقلت عيناها الساخرتان إلى سو التى كانت توازى جاين طولاً, و لكنها تتميز عنها بمعالم جسمها التى تضج أنوثة...معالم يعلوها وجه جميل و عينان كهرمانتان متألقتان, و شعر مجعد, عسلى اللون, يتدلى على كتفيها.
و راحت تتأمل أخيراً شقيقتها الصغرى ديانا...تلك الشقراء صاحبة العينان الزرقاوان التى تجذب الانظار إليها حيثما حلت...فشعرها الناعم الأملس أشبه بستار من الحرير و قسمات وجهها جميلة, وتعلوها دوماً طبقة خفيفة من الماكياج, و قدها نحيل, تُبرز جماله ملابسها الأنيقة التى تحمل توقيع أشهر مصممى الأزياء .
و كيف يعقل أن يغض رب عملها الطرف عن جمالها الأخاذ و لا يقع أسير هواها؟
أحست ليز بنفسها صغيرة أمام شقيقاتها...ليس لأنها متوسطة الطول و صغيرة الحجم فحسب, بل لأنها تشعر بنفسها صغيرة بكل معنى الكلمة... فشعرها الباهت كث, و من الصعب تسريحه, وعيناها بندقيتان, ضبابيتان تفتقران إلى صفاء اللون, و أنفها ناتئ, و عظام خديها و ذقنها بارزة جداً.. وحدها أسنانها السليمة كانت مصدر فخر لها, و الناس يتغزلون دوماً بابتسامتها الجميلة...
لكنها لم تشعر فى تلك اللحظة برغبة بالابتسام, إذ تملكها إحساس قوى بالبؤس.
ـ من المضحك الادعاء بأننى قادرة على أن أبدو جميلة.
أعلنت ليز ذلك ساخرة:
ـ لا شئ مميز بىّ إلا ذكائى الذى تمكنت بفضله من إيجاد وظيفة جيدة.
و لكن من خلال خبرتى الشخصية, لا أستطيع القول إن الرجال لا يحبذون المرأة الذكية فى ما يتعلق بالعلاقات الشخصية.
ـ وحده الرجل الذكى يقدر ذلك ليز.
قالت لها والدتها ذلك بنبرة هادئة.
ـ و كول بيرسون غاية فى الذكاء.
و اسرعت ديانا تضيف: "و لابد أنه يقدر من هذه الناحية."
ـ هلا توقفت عن زج رب عملى فى هذا الموضوع؟
و كادت ليز تدوس على رجلها و قد عيل صبرها من إصرار شقيقتها الصغرى على موقفها...فحتى فى أحلامها, لا يمكنها أن تتخيل نفسها بين أحضان كول بيرسون..
قالت لها جاين بلهجة جدية: "بغض النظر عن رب عملك يا ليز, أجد أن فكرة تغيير شكلك الخارجى ممتازة, لأنك تتمتعين بجمال خاص بك, و لكنك لا تبذلين لإبرازه...فإن اخترت ملابس مختلفة و صففت شعركـ بطريقة جديدة..."
ـ و الظلال الحمراء الصارخة بالتأكيد ستترك حتماً تأثيراً مدهشاً.
ردت سو بنبرة حاسمة :
ــ لو قصصت شعرك بشكل متموج, ستبدين مذهلة...اللون الاحمر سيضفى على بشرتك رونقاً خاصاً فضلاً عن هذا التباين الصارخ سيظهر خضرة عينيكـ.
صرخت ليز ساختا: "لستا خضراوان...أنهما..."
بتت سو الخلاف قائلة أنهما أقرب إلى اللون الأخضر منه إلى الكهرمانى. و اللون الأحمر سيفى حتماً بالغرض...دعينى أحدد لك موعداً مع مزين الشعر, و سأذهب معك لأشرف على الأمر."
أضافت ديانا بلهفة : "يمكننى أن أصطحبك للتسوق, و أختار لك ملابس مدهشة."
أسرعت جاين تقول: "بأسعار مخفضة, صح يا ديانا؟ لا نردها أن تدفع مبالغ كبيرة."
ـ صحيح.
قالت سو بلهجة الأمر :
ـ علينا أن نهتم بشعرها أولاً, ومن ثم نشترى لها الملابس
ـ يستحسن أن تقوم بزيارة مركز التجميل لتختار مساحيق تتلاءم مع لون شعرها الجميل.
ـ و تبرز خضرة عيناها.
ـ و لا تنسى الأحذية...ينبغى أن تتخلص من هذه الأحذية القديمة الطراز.
ـ قطعاً...فساقاها جميلتان و ينبغى أن تعرضهما بتباهى.
ـ و لا تنسى الكاحل الحسن الشكل.
و انفجرن بالضحك و قد سيطرت عليهن الإثارة و كأنهن سيلوحن بعصى سحرية لتحويل شقيقتهن الصغرى إلى واحدة منهن...
استمرت شقيقاتها بتبادل الآراء حول خطة تغيير شكلها الخارجى برمته, و الحماسة بادية على وجوهن... وعلى الرغم من أنها كانت واثقة كل الثقة من حسن نواياهن, وجدت ليز نفسها على شفير الانفجار بالبكاء

زهرة منسية 17-12-13 06:22 PM

رد: 351 - وجهاً لوجه - أيما دارسي
 
ـ كفى! كفى....أرجوكن!
صرخت ليز فى وجههن و هى تضرب المقعد بيديها بقوة لتعيرنها انتباههن :
ـ هذا أنا, مفهوم؟ ليست لعبة بين أيديكن, لتفعلن بها ما يحلو لكن... هذه أنا, و سأعيش حياتى على هواى.
صُعقن عند سماعها نبرة صوتها العنيفة المرتجفة, فالتزمن الصمت, و رحن يحدقن بها و الاستياء بادٍ على ملامحهن .
ترقرقت الدموع فى عينيها, مهددة أنها تسيل بغزارة.
ـ أريد أن أتحدث مع ليز على انفراد.
تردد صوت والدتها الهادئ من فوق كتفها..فى حين كانت لا تزال واقفة عند حوض غسيل الصحون, تمسحه و تنظفه لتعيده إلى حالته الطبيعية.
و على الفور نهضت شقيقاتها الثلاث من مكانهن و خرجن من المطبخ من دون أن ينبسن بنبت شفة.
التفتت ليز نحو والدتها و استجمعت قواها لتتمكن من الكلام, و بدت فى حالة يرثى لها, حين نظرت إليها والدتها بعينين مفعمتين بالحزن والتعاطف ...فأخذتها بين ذراعيها لتخفف عنها, وأسرعت ليز تلقى برأسها على كتفها...كتف لطالما لجأت إليه فى أوقات التعب و الألم.
نصحتها والدتها قائلة:
ـ أطلقى العنان لدموعك ليز...أظنك حبستها طويلاً.
انهارت دفاعاتها كلها, فانفجرت باكية تنفس عن كم المشاعر السيئة التى تراكمت فى أعماقها, منذ أن رفض براندن عروضها كلها مفضلاً الابتعاد إلى مكان آخر.
ـ لم يكن مناسب لك.
همست والدتها بتلك الكلمات فى أذنها بعد أن أخذت عاصفة البكاء تهدأ شيئاً فشيئاً.
ـ حاولت أن تجعلى منه رجلاً مناسباً لك, و لكن محاولاتك باءت كلها بالفشل....فهو يكره القيود, وجذوره الاجتماعية مجهولة, و أنت تجدين لذة فى معاقبة نفسك.
أجابتها معترضة: "و لكننى استمتعت بالسفر برفقته يا أمى."
ـ أعلم ذلك...و لكنك لم تجدى وسيلة أفضل للفرار بعيداً عن منافسة شقيقاتك لك! لعلك لا تنظرين إلى الأمر من هذا المنظار, لكن من خلال تعلقك بـ براندن استبعدهن من حياتك...و ها هن يحاولن العودة إليها, و يبذلن جهدهن لمساعدتك يا ليز....إنهن شقيقاتك, و يكنن لك كل الحب.
رفعت رأسها لتقابل نظرات والدتها: "لكننى مختلفة عنهن"
ـ هذا صحيح, فشخصيك مميزة جداً.
منتديات ليلاس
و التوى فم والدتها عن ابتسامة حنونة رقيقة: "أنكـ أبنتى الوحيدة الذكية"
كشرت ليز تهكماً: "لبست ذكية إلى هذا الحد, مع أننى ناجحة فى عملى."
أومأت والدتها برأسها: "ليست هذه المشكلة...أليس كذلك؟ فمنذ مدة طويلة و أنت تشعرين بالرضى عن نفسك كامرأة...من السهل جداً أن ترفضى اقتراح شقيقاتك, مدعية أنها مجرد مظاهر كاذبة, لكنك يمكنك التعامل مع الموضوع على أنه مسلٍ...شكل جديد... نمط جديد... لعل ذلك يرفع معنوياتك...و لا تفكرى بالمنافسة بل التجربة الجديدة التى ستعيشينها."
ـ أتريديننى أن أكون حقل تجارب؟
هزت رأسها مؤنبة:
ـ إنهن فخورات بعملك فى حقل المال, و يقدرن النجاح الذى حققته.. فما رأيك لو تقرى بأنهن يملكن خبرة واسعة فى أمور تجهلينها تماماً؟
أجفلت ليز لدى سماعها تذكير والدتها لها ببراعة شقيقاتها فى القضايا النسائية, ومهارتهن فى أمور لم تعرها اهتمامها قط.
ـ أظنهن يدركن جيداً ما يفعلن.
قالت والدتها بنبرة جافة: "حتماً!"
تنهده ليز تنهيده عميقة و قد وجدت نفسها محرومة من تنظيم شؤونها على هواه, و أملها فى أن يشرق نور الفرح فى حياتها, مع تغييرها شكلها الخارجى, ضئيل, ضئيل جداً.
ـ حسناً, لا أجد ضراً فى ذلك.
ـ أوكد لك أن التغيير سيدهشك...جاين على حق يا ليز....فأنت ليست قبيحة, بل مختلفة فحسب.
ربتت والدتها على خدها تشجعها:
ـ هيا أذهبى و صالحهن, ودعيهن يفعلن بك ما يحلو لهن...فهذه التجربة مفيدة جداً لكن جميعاً .
ـ حسناً...و لكن إن خيل لـ ديانا بأن شكلى الجديد قد يجعل كول بيرسون يبدل رأيه, فستصاب حتماً بخيبة الأمل.
فرب عملها يقطن فى كوكب آخر...كوكب مخيف... و الشعر الأحمر النارى لن يذيب الثلج فى عروقه أو يجعله يراها فجأة بصورة المرأة المثيرة.. و لِمَ يفعل ذلك و زوجته هى عارضة الأزياء المشهورة تارا ساميرفيل التى لا تستطيع حتى ديانا مجاراتها؟
أنه حلم مستحيل...مستحيل !

نهاية الفصل الأول

قراءة ممتعة للجميع


fadi azar 17-12-13 07:28 PM

رد: 351 - وجهاً لوجه - أيما دارسي
 
مشكورة على الفصل

حياة12 17-12-13 07:45 PM

رد: 351 - وجهاً لوجه - أيما دارسي
 
واااااااااااااااااااااااااااااااو زهورتي اختيار ممتاااااااااااااز انا من اشد المعجبين بـ ايما دارسي
و الملخص كمان خطيـــــــــــــــــــــــــــــــر :dancingmonkeyff8:

الف الف مبروووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووك دايما مميزة برواياتك
انا قرأتها قبل كده بس بما اني بحب الرواية دي و بحب زهورتي اكتر ده غير اني مش فاكرة الاحدث و طبعا معاكي حتكون غير

مستنية الفصل الاول على ناااااااااااااااااااااااااااااااار :wookie:
و ميرسي كتيـــــــــــــــــــــــر حبيبتي على المجهود الخيالي ده و الاختيار الراااااااااااااااااائع كالعادة ربنا يعينك و يوفقك يااارب
مووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو وواه لارق زهورتي :flowers2:


حياة12 17-12-13 08:33 PM

رد: 351 - وجهاً لوجه - أيما دارسي
 
ايــــــــــــــــه ده الفصل الاول نزل :dancingmonkeyff8:
معلش يا اوختي العتب على النظر :biggrin:

حبيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـت المعركة المطبخية و تخطيطهم لتحويلها هههههههههههههههه
و البنت في النص حاسة نفسها حتنفجر
انا معاهم ان التغيير عموما مهم جداااااااااااا و اكيد لما تعمل نيو لوك حيأثر عليها و يرفع من معنوياتها المهبوطة

فصلوني ضحك و هما كل شوية يدخلوا كول في الموضوع :lol:

يوووووووووووووووووووبي انا متحمسة جدااااااااااااا للفصل الجديد بجد بجد من اجمل الروايات اللي قرأتهم

شايفة اخواتها عاملين ايه ... المفروض ينزلوا كتب "كيف تصطادين رجلا" هههههههههههه
لا بس عجبتني المعايير اللي حاطينها ادي الناس اللي عنده مبادئ و بيخططوا و ينفذوا
يالا عقبالك يا ليزا لما تنجحي انت كمان و تصطادي لك واحد محترم :peace:

تسلم ايديكي زهورتي مستمتعة جداااااااااااااااا جدااااااااااااااااا معاكي
دايما اختياراتك مذهلة ربنا يوفقك و يعينك على المجهود الخرافي ده يا زهرتنا النشيطة
موووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووواه

عشـق القــمر 18-12-13 01:25 PM

رد: 351 - وجهاً لوجه - أيما دارسي
 
وووااااااااااااوووو روايه جديده..الف الف مبرررووووك.الانطلااقه الثاانيه..
وااضح من الملخص انهااا قممممممة الرووووعه..مستنينك ياقمر..مووواااااه..

عشـق القــمر 18-12-13 01:26 PM

رد: 351 - وجهاً لوجه - أيما دارسي
 
هوووه الفصصصصل الاااول نزززل؟!!
معليش زي ماقالت ايسووو عمى بس..ههههههه..باااارجع اقرااا ..شكلها حماااس من الملخص..

حياة12 19-12-13 01:54 AM

رد: 351 - وجهاً لوجه - أيما دارسي
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عشـق القــمر (المشاركة 3399675)
هوووه الفصصصصل الاااول نزززل؟!!
معليش زي ماقالت ايسووو عمى بس..ههههههه..باااارجع اقرااا ..شكلها حماااس من الملخص..


ههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
تعالي جنبي ياختي تعالي جنبي :1HQ05157:
انا كمان مخدتش بالي ان الفصل نزل :lol:

زهرة منسية 19-12-13 02:59 PM

رد: 351 - وجهاً لوجه - أيما دارسي
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة fadi azar (المشاركة 3399469)
مشكورة على الفصل

أهلين أخى الفاضل فادى

كل الشكر لوودك أتمنى أن الأحداث تعجبك

زهرة منسية 19-12-13 03:03 PM

رد: 351 - وجهاً لوجه - أيما دارسي
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حياة12 (المشاركة 3399474)
واااااااااااااااااااااااااااااااو زهورتي اختيار ممتاااااااااااااز انا من اشد المعجبين بـ ايما دارسي
و الملخص كمان خطيـــــــــــــــــــــــــــــــر :dancingmonkeyff8:
[/CENTER]يا مرحباااااااااااااااا بأيسوووووووووو[/CENTER]
الف الف مبروووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووك دايما مميزة برواياتك
انا قرأتها قبل كده بس بما اني بحب الرواية دي و بحب زهورتي اكتر ده غير اني مش فاكرة الاحدث و طبعا معاكي حتكون غير
أهلا و سهلاً أيسووووو وجودك بيزيد الرواية قيمة
مستنية الفصل الاول على ناااااااااااااااااااااااااااااااار :wookie:
و ميرسي كتيـــــــــــــــــــــــر حبيبتي على المجهود الخيالي ده و الاختيار الراااااااااااااااااائع كالعادة ربنا يعينك و يوفقك يااارب
مووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو وواه لارق زهورتي :flowers2:


تسلميلى أيسوووووووووووو على رقتك و ذوقك و كلامك اللى بيوصلنى السما
مووووووووووووووووووواه

زهرة منسية 19-12-13 03:09 PM

رد: 351 - وجهاً لوجه - أيما دارسي
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حياة12 (المشاركة 3399494)
ايــــــــــــــــه ده الفصل الاول نزل :dancingmonkeyff8:
معلش يا اوختي العتب على النظر :biggrin:
هههههههههههههههههههههه ولا يهمك أيسوووو
حبيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـت المعركة المطبخية و تخطيطهم لتحويلها هههههههههههههههه
و البنت في النص حاسة نفسها حتنفجر
ههههههههههههههههه طالما فى معركة يبقى لازم تحبيها أهـ يا شريرة :lol:
انا معاهم ان التغيير عموما مهم جداااااااااااا و اكيد لما تعمل نيو لوك حيأثر عليها و يرفع من معنوياتها المهبوطة
وأنا كمان معاكى أن التغير مطلوب بس أهم حاجة الثقة بالنفس فى كل الأحوال
فصلوني ضحك و هما كل شوية يدخلوا كول في الموضوع :lol:
أستهدفوا الراجل و لو تشوفى هو رده فعله هيكون أزاى
يوووووووووووووووووووبي انا متحمسة جدااااااااااااا للفصل الجديد بجد بجد من اجمل الروايات اللي قرأتهم

شايفة اخواتها عاملين ايه ... المفروض ينزلوا كتب "كيف تصطادين رجلا" هههههههههههه
لا بس عجبتني المعايير اللي حاطينها ادي الناس اللي عنده مبادئ و بيخططوا و ينفذوا
يالا عقبالك يا ليزا لما تنجحي انت كمان و تصطادي لك واحد محترم :peace:
هههههههههه هى كده قرت أول فصل من الكتاب لسه لما نشوف الباقى
تسلم ايديكي زهورتي مستمتعة جداااااااااااااااا جدااااااااااااااااا معاكي
دايما اختياراتك مذهلة ربنا يوفقك و يعينك على المجهود الخرافي ده يا زهرتنا النشيطة
موووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووواه

و دايمن تعليقاتك أيسوووووووو على أى موضوع بتكون الأمتاع و الأجمل و الأحلى و أكيد الأكثر حيادية :lol:
مممممممممممممممممممممممممواه

زهرة منسية 19-12-13 03:15 PM

رد: 351 - وجهاً لوجه - أيما دارسي
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عشـق القــمر (المشاركة 3399674)
وووااااااااااااوووو روايه جديده..الف الف مبرررووووك.الانطلااقه الثاانيه..
وااضح من الملخص انهااا قممممممة الرووووعه..مستنينك ياقمر..مووواااااه..

الله يبارك فيكى قمراية شكراً يا حلوة

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عشـق القــمر (المشاركة 3399675)
هوووه الفصصصصل الاااول نزززل؟!!
معليش زي ماقالت ايسووو عمى بس..ههههههه..باااارجع اقرااا ..شكلها حماااس من الملخص..

:lol: و لا يهمك حبيبتى يا أهلاً و سهلاً فى أى وقت تشرفينا بوجودك معنا

زهرة منسية 19-12-13 03:17 PM

رد: 351 - وجهاً لوجه - أيما دارسي
 
2 – الخطر القادم

منتديات ليلاس


كانت والدته مستاءة و كول لا يحب أن يرى والدته مستاءة...فبعد وفاة والده, أخذت وقتاً طويلاً لتجد العزاء و تستعيد حياتها الطبيعية...و خلال السنوات القليلة الماضية, قضت أوقاتاً حلوة, و قامت برحلات عدة إلى الخارج ترافقها شريكتها فى لعبة البريدج جويس هانكوك...و جويس مديرة مدرسة متقاعدة, منظمة جداً بطبيعتها, و يمكنه أن يثق بها لتعتنى بوالدته خلال سفرهما.
و شاء القدر أن يلعب لعبته, فوقعت جويس و كسرت وركها, و لم يعد بوسعها أن ترافق والدته فى الرحلة التى كان من المقرر أن تقوما بها إلى جنوب شرق أسيا.
أمضى كول نهاية الأسبوع برمته يحاول إلهاء والدته و الترفيه عنها, غير أنها بقيت غارقة فى كآبتها, تتنهد يائسة والبؤس بادٍ على وجهها.
و فيما كان يقلها إلى منزلها فى بالم بيتش بعد أن زارا جويس فى مستشفى مونافال تنبه إلى أنها تكافح دموعها, فمال نحوها و أمسك بيدها و شد عليها محاولاً أن يواسيها.



زهرة منسية 19-12-13 03:20 PM

رد: 351 - وجهاً لوجه - أيما دارسي
 
ـ لا تقلقى بشأن جويس...فعملية استبدال الورك ليست خطيرة .
ثم أضاف يطمئنها: "ستقف على رجليها من جديد قريباً جداً."
ـ لا تكف عن إغاظتى لأننى لن أقوم بالرحلة لوحدى...لكننى لا أريد السفر لوحدى.
لم يكن ذلك وارداً بالنسبة لـ كول...فمواعيد الرحلة ستربك حتماً والدته و ستنسى أغراضها فى غرف الفنادق, و تجد نفسها فى أماكن غير مناسبة, فى أوقات غير مناسبة.
فمنذ أن ترملت, تحولت إلى إنسانة خالية البال, تعيش على هواه, من دون أن يطالبها أحد بتبرير نفسها, تستمتع بالتجول من مكان إلى آخر, ملقية على عاتق كول مسؤولية معالجة المشاكل العسيرة...فقد كان يحرص على صيانة منزلها الشاسع العزيز على قلبها, و يرعى شؤونها المالية.
ـ الخيار خيارك يا أمى...ربما كانت جويس تشعر بالذنب لأنها خيبت أملك.
ـ أنا المسؤولة الوحيدة عن خيبة أملها...أظنها محقة بشأن شركة كابتن تور, لأن المسؤولين عنها يسهرون على راحة الزبائن, و يستخدمون طبيباً خلال الرحلات. تصر جويس علىّ لأقوم بهذه الرحلة و أطلعها على التفاصيل كلها...قالت لىّ أننى قد أقابل أشخاصاً ظرفاء, و أكسب صدقات جديدة.
ـ من السهل عليها أن تقول ذلك.
لوت أمه يديها باضطراب:
ـ ربما يجدر بىّ أن أسافر لوحدى...فالحجز لا يزال سارى المفعول.. و من المفترض بى أن ألغيه غداً.
بدا واضحاً له أنها فى حيرة من أمرها, و ستصاب بالإحباط فى كلتى الحالتين.
قال لها بنبرة حاسمة:
ـ تحتاجين إلى شخص يرافقك يا أمى,
حتى لا تضيعى وحدك.
ـ و لكننى لم أجد أحداً ضمن دائرة معارفنا قادر على مرافقتى بدلاً من جويس.
قطب جبينه و قد أدرك أنها تحاول جاهدة العثور على شخص مناسب للسفر معها.
ـ أتريدين السفر حقاً؟
أجابته بصوت مرتجف مفعم بالشك:
ـ كنت أنتظر هذه الرحلة بفارغ الصبر, و لكن من دون جويس...
أتخذ كول قراره فى الحال بعد أن تنبه إلى أن الأمر يتطلب منه بعض التضحية. فمنذ حوالى الأسبوعين ذهبت ليز هارت فى إجازة, و بديلتها استنفدت قدراته كلها على الاحتمال...صحيح أنه يكره العمل من دون مساعدته الشخصية, لكنه لن يجد شخصاً أفضل منها يعهد إليه مسؤولية رعاية والدته...فهو لا يخشى أن تواجه عواقب برفقة ليز هارت.
ـ سأطلب من مساعدتى الشخصية أن تحل محل جويس و ترافقك فى رحلتك.
قال لها ذلك و الرضى بادٍ على وجهه, لأنه وجد حلاً يسعد والدته من جهة, و يريح ضميره من جهة أخرى.
أيقظها كلامه من كآبتها: "لا يمكنك أن تفعل ذلك!"
ـ بلى...سأنقل الخبر إلى ليز صباح الغد, و أظنها ستوافق من دون تردد.
صرخت والدته مصعوقة: "و لكننى لا أعرف الفتاة."
ـ ما رأيك لو تحضرى غداً إلى المدينة و تتناولى الغداء برفقتها؟ ..فإن أعجبتك, لا بأس... و إن لم ترق لك, أخشى أنه عليك إلغاء الرحلة.
بدا جلياً أن إغراء الرحلة قوى للغاية...فلم تكد تمضى دقائق قليلة حتى أذعنت والدته لفضولها:
ـ كيف تبدو...مساعدتك الشخصية تلك؟
ـ إنها من النوع الذى يحسن معالجة كل الأمور التى القيها على عاتقها.
رد عليها و هو يبتسم بثقة.
ـ لابد أنها كذلك لتتمكن من مجاراتك كول...و لكننى كنت أقصد شكلها الخارجى.
قطب جبينه, و قد عجز لسانه عن الكلام, فلم يجد عبارة أفضل من "لا بأس بها" ليصفها بها.
أدارت عينيها بنفاد صبر: "كيف تبدو؟"
ـ أجدها دوماً نظيفة و مرتبة.
ـ كم عمرها؟
ـ ليست واثقاً...ربما فى أواخر العشرينات أو أوائل الثلاثينات.
ـ ما لون عينيها؟ منتديات ليلاس
لم يكن يعرف لون عينيها, و لا يذكر أنه تأملها قط.
ـ ما علاقة لون عينيها بالأمر؟
منتديات ليلاس
تنهدت والدته قائلة: "لا أحسبك تنظر إليها, أليس كذلك؟ فالأمر لم يعد يهمك على الإطلاق, بعد أن سددت كل أبواب قلبك أمام الجميع...
عليك أن تتخطى ما حصل يا كول و تعيش حياتك...ألا ترى أنك لا تزال فى مقتبل العمر؟"
صر على أسنانه, و قد أثارت تلميحات والدته إلى ماضيه اضطرابه.
ـ عيناها براقتان.
جاء رده مقتضباً: "تشعان ذكاء...هذا الأمر أهم بالنسبة لىّ من لونهما."
فالنظرات الخالية من التعبير التى كانت ترميه بها بجيلتها خلال الأسبوعين الماضيين, أصابته بالإحباط...لذا ينبغى عليه أن يجد شخصاً آخر ليحل محل ليز هارت خلال سفرها مع والدته.
ـ هل هى جذابة...جميلة...طويلة القامة...نحيلة...بدينة... سمينة؟
تأفف كول من اصرار والدته على التدخل فى تفاصيل بعيدة كل البعد عن وضوعهما, فقال لها و قد نفد صبره:
ـ إنها إنسانة عادية جداً, و تميل لمساعدة الآخرين, و ستحرص حتماً على تجنيبك المشاكل خلال رحلتك...فلا داعى للقلق.
تنهدت والدته قائلة: "حاول أن تخبرنى المزيد عنها يا كول."
كان حرى بها أن تكتفى بما أخبرها, إلا أنه حك رأسه قليلاً بحثاً عن نقطة وثيقة الصلة بالموضوع.
ـ إنها تحب السفر كثيراً, و تقضى معظم أوقات العطلات متنقلة من بلد إلى آخر, و أتوقع منها أن تقفز فرحاً لدى سماعها خبر مرافقتها لك فى جولة فى جنوب شرق أسيا.
ـ ألن تعتبر مرافقتها لىّ عبئاً ثقيلاً عليها؟
ـ طبعاً لا...أيعقل أن أختار شخصاً متذمراً ليرافقك؟ إننى واثق تماماً من أنك ستستمتعين كثيراً برفقة ليز هارت.
ـ أتعتقد ذلك حقاً؟
ـ ماذا؟
ـ أتعتقد بأن رفقتها ممتعة حقاً؟
سأشتاق إليها حتماً !
و جاءت نبرة صوته مفعمة بالمشاعر.
ـ آهـ !
رمى والدته بنظرة عجلى, و قد حملت تلك "الآهـ" بين ثناياها نوعاً من الغبطة...غبطة جعلته يتساءل عما يدور فى رأسها.
ابتسمت له و قالت: "
ـ شكراً يا كول لأنك ترعى شؤونى بشكل ممتاز...سأنتظر موهد لقائى بـ ليز هارت بفارغ الصبر.
ـ جيد !
حُلت المشكلة و زال استياء والدته.


زهرة منسية 19-12-13 03:21 PM

رد: 351 - وجهاً لوجه - أيما دارسي
 

جاء نهار الاثنين...و سمع كول ليز هارت تصل إلى مكتبها المجاور لمكتبه عند الثامنة و نصف تماماً, كما اعتادت أن تفعل خلال أيام العمل.
أنها جديرة فعلاً بثقته...و ضميره ارتاح أشد الارتياح بعد أن قرر أن يعهد إلى مساعدته الشخصية, التى تتميز بدقتها و كفاءتها العالية, مسؤولية السهر على راحة والدته خلال رحلتها المقبلة إلى جنوب شرق أسيا.
و لكن غاب عن باله كلياً أن العرض الذى كان على وشك أن يقدمه لها, يوازى دعوة مفتوحة لـ ليز هارت للتدخل فى حياته الشخصية الخاصة.
نهض كول من خلف مكتبه و توجه نحو الباب الذى يصل بين الغرفتين فقد عقد العزم على تسليم ليز ملف الرحلة, لتقوم بالإجراءات اللازمة لتسافر بدلاً من جويس...فالوقت نفيس جداً بالنسبة لأمثاله, و لن يضيع وقته سدى ليهتم بأمور ثانوية...لذا, سيدع ليز تنجز ما هو مطلوب منها...جواز سفرها, تأشيرة السفر, و إلى ما هنالك.
فتح كول الباب و وجد أمامه امرأة غريبة تعلق حقيبة يدها و معطفها على مشجب القبعات الخاص بـ ليز, و تحتل مساحة تعود لشخص سواها. منتديات ليلاس
قطب جبينه لدى رؤيته تلك الصهباء المرتدية كنزة خضراء ضيقة, و تنورة زرقاء داكنة مشقوقة من الخلف...ما جعله يخفض عينيه إلى ساقيها الجميلتين, المغلفتين بجوارب زرقاء داكنة, و حذاءها ذى الكعبيين العاليين.
من هى هذه المرأة؟ ما الذى تفعله فى مكتب ليز؟ لم يبلغه أحد بأن مساعدته الشخصية اتصلت لترجئ موعد عودتها إلى موعد لاحق... فكل تغيير غير مبرر مرفوض من قبله.
سرحت نظراته من جديد, فى خصرها النحيل, قبل أن تلتفت الدخيلة
المزعجة نحوه...و إذا بعينيه تتسمران على كنزتها المثيرة.
ـ صباح الخير يا كول.
دهل كول لدى سماعه تحيتها الباردة المألوفة, فرفع عينيه قليلاً ليتأمل ثغرها المألوف المطلى بأحمر شفاه صارخ, يحاكى لونه خصلات شعرها القصير المتوهجة المحيطة بوجهها...
لمست العينان وتراً حساساً...عينان شديدتا التألق, و لكن أكبر حجماً و أكثر لمعاناً.. هذه ليست ليز هارت التى يعرفها. وحده صوتها بقى على حاله.
ـ ما الذى فعلته بنفسك بحق الله؟
تفوه بتلك الكلمات من دون أن يفكر ملياً بها, فجاءت لاذعة من تأثير صدمة رؤيته لها...و إذا بذقنها المنحوت بدقة, و الذى اعتاد عليه قوياً و ثابتاً يرتجف بتحدٍ استفزازى:
ـ عفواً؟
منتديات ليلاس
كان كول شارداً يتأمل القرطين الغجريى الطراز اللذين تدليا من أذنيها:
ـ هذه ليست أنت!
قال ذلك بعصبية و قد أفقده هذا التغيير الجذرى الذى طرأ على شخص اعتاد أن يعمل معه عن كثب, توازنه...
ومضت عيناها بوميض تحذيرى: "ألديك أى اعتراض على شكلى الخارجى؟"
دق ناقوس الخطر فى رأسه...أهو تمييز جنسى أم تحرش؟ فـ ليز تحاول أن تغريه ليقدم على خطوة خطيرة, و يستحسن أن يتوخى الحذر.
و على الرغم من اختلاف شكلها الخارجى اختلافاً كلياً, كان يعلم بأن جوهرها لا يزال قاسياً و يمكنها أن تدافع عن نفسها ضد كل ما تراه غير منطقى أو غير عادل.
ـ كلا !
أجابها بحزم, محاولاً أن يستعيد السيطرة على ردات فعله المتسرعة, إزاء تلك الصورة الجديدة التى لم يربطها بها قط
ـ مظهرك الخارجى جميل....تسرنى عودتك يا ليز.
ـ شكراً.
استعاد ذقنه ثباته فابتسمت له قائلة: "يسرنى أن أعود إلى العمل."
خطر له أن ذلك سيضعه على الطريق الصحيح, إلا أنه لم يستطيع منع نفسه من التحديق فى وجهها الذى بدا ليلاس جميلاً بشكل مدهش و هى تبتسم.
لعل شعرها الأحمر القصير جعل ابتسامتها تبدو أكثر إشراقاً و عينيها أكثر تألقاً...أم لعله تأثير أحمر الشفاه الصارخ...فى مطلق الأحوال, لم تعد ليز فى نظره متوسطة الجمال.
أراد أن يسألها....ما سبب هذا التغيير؟ ما الذى أصابها؟ و لكنها مسألة شخصية و لا يفترض به أن يتدخل فيها...فهو يفضل ألا يتخطى حدود علاقة العمل التى تربط بينهما...حدود بدت له فى الوقت الحالى محفوفة بالمخاطر.


زهرة منسية 19-12-13 03:23 PM

رد: 351 - وجهاً لوجه - أيما دارسي
 

عليه أن يكف عن التحديق بها.. فقد علت الحمرة خديها, مسلطة الضوء على عظامها البارزة... لا شك أنها كانت كذلك منذ البداية, لكنها لم ينتبه إليها من قبل...
أيعقل أن تهمل نفسها عمداً خلال ساعات العمل, و تخفى أنوثتها المذهلة, تحت ملابس فضفاضة, و تمتنع عن ترتيب شعها أو تزين وجهها؟
سألته و هى تومئ إلى الملف الذى كان يحمله: "أهذا لىّ؟"
أدرك للحال أن صمته المحرج دفعها إلى اتخاذ المبادرة, فقال لها من دون تدد:
ـ أجل...أريدك أن ترافقى والدتى فى رحلة إلى جنوب شرق آسيا.
حدقت به مصعوقة و كأنها لا تصدق ما تسمعه ...
فضل كول أن يدخل على الفور فى صلب الموضوع, فتقدم نحوها و رمى الملف على مكتبها و قد أحس بدفعة من الأدرينالين تسرى فى جسمه و هو يستعيد سيطرته على زمام الأمور.
ـ تجدين فيه كل المعلومات المطلوبة...شركة كابتن تور للسياحة و السفر.. ستزوران بورنيو وبورما والنيبال ولاوس وفيتنام وكامبوديا... خلال خمسة عشرة يوماً...تنطلق الرحلة يوم السبت و يلزمك صور شمسية لتأشيرات السفر, فضلاً عن لقاحات ضد التيفويد و التهاب الكبد و غيرها من الأمراض...أظن أن جواز سفرك لا يزال سارى المفعول.
ـ أجل
ـ حسناً...لا مشكلة إذن.
بقيت مسمرة فى مكانها تحدق به, من دون أن تمد يدها لتفتح الملف.... فحمله و نقر به على الطاولة ليلفت انتباهها إليه:
ـ تجدين فيه بطافات السفر, التى دفع ثمنها مسبقاً...و ستلاحظين أنها صادرة باسم جويس هانكوك. و ما عليك سوى الاتصال بشركة السياحة لإبلاغهم بأنك ستسافرين بدلاً منها.
رددت مذهولة: "جويس هانكوك."
ـ إنها رفيقة والدتى المعتادة خلال سفرها...و لكنها كسرت وركها و لم تعد قادرة على مرافقتها...و عبثاً حاولت والدتى إقناع واحدة من صديقاتها الأخريات بالسفر برفقتها خلال هذه الفترة الوجيزة.
هزت ليز هارت رأسها, فماج شعرها النارى, و كأنه شئ جامح ينبض بالحياة...قطب كول جبينه و قد أدركـ أنها تومئ بالنفى...فأبى الإذعان لرغبتها وهم بالتجادل معها, لكنها أخذت نفساً عميقاً و قالت له:
ـ والدتكـ...السيدة بيرسون...لا تعرفنى...
ـ أنا أعرفكـ...أكدت لها بأنها ستكون فى أمان معكـ.
ـ و لكن....
ـ تحتاج والدتى, قبل كل شئ, إلى شخص يحسن تدبير شؤونها خلال الرحلة...و الحق يقال إننى أقدر كل التقدير براعتك فى التدبير, إلى جانب دبلوماسيتك و لباقتك, فضلاً عن أنك تملكين خبرة كبيرة فى ميدان السفر... و رفع حاجبيه يتحداها: "صحيح؟"
أخذت نفساً عميقاً من جديد, فتحرك صدرها تحت كنزتها المثيرة, التى يحاكى لونها الأخضر خضرة الأحجار الكريمة...اضطرب كول, فعقد العزم على ألا يدع مظهرها الجديد على أفكاره ثانية...
ـ شكراً, يسرنى أنك تقدر صفاتى.
قالت له ذلك بنبرة ساخرة, لم تخل من بعض التردد.
ـ و لكن يستحسن أن أقابل والدتك...
منتديات ليلاس
ـ ستقابلينها اليوم على الغداء.. عليك أن تحجزى طاولة لنا جميعاً فى مطعم ليفل 21, عند الساعة الثانية عشرة و النصف ...ستنضم والدتى غلينا فى المطعم...إنها متلهفة للتعرف عليك.
ـ هل السيدة بيرسون مريضة؟
ـ إطلاقاً...صحيح أنها تعانى من بعض الارتباك فى ما يتعلق بالاتجاهات فى الأماكن البعيدة ولا تتأقلم مع اختلاف التوقيت والمواعيد الصارمة, إلا أنها تتمتع بصحة جيدة..وستعتمد عليك لتنظمى أمورها..
هذه هى مهمتك, أتفقنا؟
ـ هل هى راضية عن ذلك؟
ـ من المحال أن أدعها تقوم بهذه الرحلة لوحدها, و هى متلهفة للقيام بها...
ـ فهمت...تريدنى أن ألعب دور الجليسة.
ـ أجل...و ثقتى بقدرتك على تأمين الجو الملائم لها لتستمتع برحلتها, كبيرة جداً.
ـ ماذا لو لم أعجبها؟
ـ ما الذى قد لا يعجبها فيك؟
قال لها ذلك بفظاظة غير مقصودة, بعد أن تنبه إلى أن والدته ستحب النسخة الجديدة من ليز هارت, وسيهزأ حتماً من حكمه عليها.. إذ وصف لها مساعدته الشخصية بالعادية.
لم تنبس ليز بنبت شفة...وهذا أمر بديهى...فطبعها الحديدى لا يسمح لها بأن تقلل من شأن نفسها شفهياً.. مما جعل لغز إهمالها لشكلها الخارجى خلال السنوات الثلاث الماضية يزداد أهمية فى نظره...
أتراها من الأشخاص الذين ينادون بالمساواة بين الجنسيين, و تتنكر لحسنها سعياً وراء تقدير الناس لذكائها المتقد؟
لكن لم قررت فجأة أن تعرض أنوثتها متباهية بها؟
اللعنة! كيف سمح لعقله بالاسترسال فى هذه السخافات؟
نقر بالملف على الطاولة من جديد:
ـ هل أستطيع أن أتركه بحوزتك؟ ألن تجدى صعوبة فى معالجة الموضوع؟
كانت عيناه تحدقان بها بإلحاح ليسمع منها الرد المطلوب
ـ لا أجد أى صعوبة فى الأمر.
حملت نبرة صوتها الكثير من الغرور.
ـ حسناً ! أعلمينى إن واجهتك أى مشكلة.
و استدار على عقبه, ليعود إلى مكتبه و هو منزعج جداً من اهتمامه المبالغ فيه بتفاصيل هذه المرأة, التى كانت حتى صباح اليوم أشبه بالعقل المتمم لعقله...فتغيرها قلب راحته رأساً على عقب.
من حسن حظه أنها ستسافر مع والدته لمدة أسبوعين, فتتاح له الفرصة ليستوعب بأن مساعدته الشخصية أصبحت مثيرة للغاية.
فى غضون ذلك, بدأت الأعمال تتراكم عليه, و لن يسمح لأى شئ بأن يلهيه عن إنجازه...يكفى أنه سيضيع بعض الوقت ليتناول الغداء مع والدته. الغداء الذى سيثير حتماً غضبه, بفضل تغير ليز هارت الدراماتيكى.
بدأ نهاره بداية سيئة, سيئة للغاية...و مع أنه يجد الطعام لذيذاً فى مطعم ليفل 21, إلا أنه يتوقع أن يغص و هو يتأمل والدته مدهوشة برفيقة رحلتها الجديدة.
فصورة ليز النابضة بالحياة ستروق لها من دون شك, و لكن كول لم يكن راضياً عنها, و لا يعلم ما إذا كان ذلك قد يعيد التوازن إلى الأمور.



نهاية الفصل الثانى

زهرة منسية 19-12-13 03:25 PM

رد: 351 - وجهاً لوجه - أيما دارسي
 
3 – أسئلة خاصة ... جداً !
منتديات ليلاس


أخذت ليز نفساً عميقاً... عميقاً جداً, و أخرجته على مهل . ثم أرغمت رجليها على المشى بثبات فى المكتب من دون أن تترنح فى حذائها ذى الكعبين العاليين, و كتفاها مشدودتان إلى الخلف و ظهرها مستقيم, تماماً كما دربتها ديانا.
شعرت بارتياح كبير عند جلوسها على الكرسى, لا سيما و أن عظامها كانت ترتجف من ثروة كول بيرسون على شكلها الخارجى.
توقعت ديانا أن تزعزع صورتها الجديدة كيانه, ولكن ليز كانت واثقة من أنه سينظر إليها بانتباه للحظات قليلة, ثم يعزو الأمر إلى هوس النساء بالأمور التافهة و ينتقل بعدها إلى المسائل الجدية...لم يخطر على بالها أبداً أنه قد يهاجمها على ما فعلته...و بهذه الشدة.
كم شعرت بالحج حين التفتت نحوه لتجد عينيه الزرقاوين الثاقبتين مركزتين على صدرها...و تسارعت نبضات قلبها فى الحال...و أسرعت تلقى عليه التحية لتبعد نظره عن جسمه, و إذا به يحدق بثغرها و كأن كلمات مهمة تخرج منه...
و عنما رفع أخيراً عينيه نحوها, تشوشت أفكارها من قوة تركيزه على هيئتها الخارجية...منتديات ليلاس
و تردد صدى ردها فى تلك اللحظة, فى رأسها: لن أدعه يشعرنى بالسوء مهما كلف الأمر.


زهرة منسية 19-12-13 03:26 PM

رد: 351 - وجهاً لوجه - أيما دارسي
 

لا يحظر قانون العمل على المرأة أن تغير لون شعرها أو نمط ملابسها أو طريقة تبرجها و هى لم تقص شعرها كل خصلة منه باتجاه مختلف أو تصبغه بالأحمر و الأزرق و الأرجوانى....فلونه الأحمر طبيعى, و التسريحة المتدرجة الشكل رائجة...أما ملابسها فمحتشمة, و ماكياجها خفيف و بعيد عن المبالغة ليتلاءم مع لون شعرها الجديد.
كانت والدتها محقة فى كلامها...فقد شعرت ليز بالرضا حين رأت نفسها أكثر تألقاً و أناقة و بدأت تبتسم لنفسها فى المرآة...ابتسامة لن تسمح لـ كول بيرسون أن يمحوها عن وجهها, لأنه يفضل أن ينظر إليها كجزء من أثاث مكتبه, أو كجهاز آخر من أجهزة الكومبيوتر المتهددة فيه..
و على الرغم من ذلك, أثنى كول على براعتها فى الإدارة و لباقتها و دبلوماسيتها و تفهمها و ذكائها الحاد...مما يضعها فى مرتبة أعلى من الكومبيوتر....
و لعل أكثر ما أثار دهشتها هى ثقته العمياء فيها ليعهد إليها مهمة رعاية والدته!
بعد أن نفست عن استيائها عن ملاحظات رب عملها الجارحة, حول مسألة لا علاقة له فيها, ركزت ليز اهتمامها على الملف الذى وضعه على مكتبها.
كانت المفاجآت كثيرة و متلاحقة هذا الصباح...علاوة على اهتمام كول المبالغ فيه بمظهرها الخارجى, وقع اختياره عليها لتلعب دور الوصية على والدة لم تقابلها من قبل, و قدم لها رحلة مجانية إلى جنوب شرق آسيا....رحلة من الدرجة الأولى مع شركة كابتن تور للسياحة.
و خضم ذلك كله, أتى كول على ذكر النيبال من بين الوجهات المختلفة التى ستقصدانها.
و براندن اختار النيبال ملاذاً له...من الصعب أن يلتقيا هناك.... وهى لا تتمنى أن يفعلا....أليس كذلك؟ فعلاقتهما انتهت إلى الأبد.
غير أن هذه الصدفة أثبتت سخرية القدر, خاصة و أنها لن تسافر فى الدرجة السياحية الرخيصة, كما فعل براندن...
"إنك تستحقين شخص أفضل من براندن ويلير."
لعل والدتها محقة....
قرأت ليز على منتديات ليلاس غلاف المغلف "شركة كابتن تور الرائدة فى الرحلات الفخمة إلى أماكن بعيدة و غريبة..." فتملكتها الإثارة و أسرعت تفتح الملف لتطلع على بيان الرحلة و الأماكن التى ستزورها.
و تنبهت إلى أنهما ستنزلان فى فنادق فخمة جداً....حياة ريجنسى فى كاتمنادو و أوبرا هيلتون فى هانوى, و فندق رافل فى بنوم بنه. و ستقومان برحلة فى طائرة خاصة فوق جبل افريست, و أخرى إلى خليج هالونغ باى, و ثالثة إلى عجائب رانغون المعمارية فى كامبوديا, فضلاً عن جولة فى قطار خاص فى أرياف بورما....
يمكنها أن تستفيد كثيراً من هذه الرحلات من دون أن تقلق حيال مصاريفها و مكان إقامتها و وجباتها...فكل شئ منظم و مدفوع سلفاً...
منتديات ليلاس
أما إن كانت والدة كول مشاكسة بطبعها, فلن تجد صعوبة فى كسب رضاها, من خلال معاملتها بلطف شديد....
فى مطلق الأحوال, لابد أن السيدة بيرسون تتوق بشدة للقيام بهذه الرحلة لتوافق على خطة أبنها....مما يعنى أنهما ستتوصلان إلى أتفاق متبادل للاستمتاع بوقتهما من دون مشاكل...
لباقة...دبلوماسية...تفهم...ابتسمت ليز ابتسامة عريضة و هى تمد يدها و ترفع سماعة الهاتف و قد أصبحت مستعدة لتحجز لها مكاناً فى هذه المغامرة المذهلة.....
كانت تنبض بالحيوية طوال الصباح, فحجزت طاولة لثلاثة أشخاص, فى مطعم ليفل 21....ثم قامت بالإجراءات اللازمة كلها لتحل محل جويس هانكوكـ...
لم ترى وجه طوال فترة قبل الظهر, كما أنه لم يتصل بها...فقد فضل أن يغلق على نفسه باب مكتبه و ينصرف إلى إنجاز أعماله.
عند الثانية عشر و الربع, دخلت ليز إلى التواليت لتصلح هندامها, فابتسمت لنفسها فى المرآة, و قد عقدت العزم على ألا تدع تعليقات رب علمها أو تصرفاته تزعجها, ثم توجهت إلى عرين الأسد لتواجهه فيه, آملة ألا عضها هذه المرة...
طرقت الباب قبل أن تدخل إلى مكتبه, ثم وقفت أمامه تنتظره ليرفع عينيه عن أوراقه و ينظر إليها...غير أنها تجاهلت عبوسه عندما رفع وجهه قالت له بنبرة هادئة:
ـ علينا أن ننصرف حتى لا نتأخر على والدتك.
تحتل مكاتب شركة كول طابقاً فى برج شيفلى ليلاس الذى يعد من أفخم المبانى فى وسط المدينة...و لم يكن عليهما سوى أن يستقلا المصعد و يصعدا إلى مطعم ليفل 21 الذى يعد من أفخم المطاعم فى سيدنى, و كان كول يجده ملائماً للاجتماع فيه بزبائنه.
جملق كول فيها للحظات قليلة, بعينيه الزرقاوين الباردتين, و أثار اضطرابها...و احست بقشعريرة تسرى فى جسمها, فلامت نفسها لأنها لم تلبس معطفها.. إلا أنها عادت و تذكرت بأنهما لن يغادرا منتديات ليلاس المبنى...
إنه رب عملها و قد استعاد الآن طبيعته.. و إذ أرجع كرسيه إلى الخلف و نهض من خلف مكتبه, أدركت ليز أن سو لم تكذب حين وصفته بالوسيم الطويل القامة...فشعره أسود كثيف, وحاجباه سوداوان و بشرته داكنة, ووجهه قوى الملامح, فكه مربع الشكل, و فمه صلب وأنفه مستدق, وأذناه دقيقتان... أما عيناه فزرقاوان ثاقبتان, تمنحانه تلك القوة الطاغية التى تجعل حضوره ملفتاً للأنظار.
و لا شك أن البذات التى يرتديها بشكل دائم و تحمل توقيع آرمانى تضيف إلى حضوره هيبة...
كان كول بيرسون متميزاً إلى حد يثير غيظ ليز...إذ ليس من العدل أن يستأثر أحدهما بهذه المؤهلات كلها لوحده. إلا أنها أقنعت نفسها بأنه ليس إنساناً عادياً, مع أن قالب الرجل الآلى الذى وضع نفسه فيه, تصدع هذا الصباح.


زهرة منسية 19-12-13 03:29 PM

رد: 351 - وجهاً لوجه - أيما دارسي
 

وسمعت صوتاً يحثها على التحرك من مكانها, فحبست أنفاسها وهى تراه يتوجه نحوها و على ثغره ابتسامة ساخرة...و عيناه تتأملانها من جديد, عاجزاً عن استيعاب صورتها الجديدة.
ـ هل اتصلت لتتأكدى ما إذا وصلت أمى؟
ـ كلا...أرى أنه من اللياقة أن نصل فى الوقت المحدد.
ـ و لكن والدتى ليس من النوع الدقيق فى مواعيده.
وقف إلى جانبها قرب الباب:
ـ و لهذا السبب تحتاج لوجودك معها.
لِمَ أعطى هذا الجدال زخماً أكثر مما ينبغى؟
ـ وعلى أن أثبت لها بأننى جديرة بأن تتكل علىّ, من هذه الناحية.
ردت عليه سريعاً وهى تقسم فى سرها بأنها سمعت تنفسه القوى, وهو يومئ لها بفظاظة لتلحق به إلى خارج المكتب.
حرصت ليز على أن تمشى بوقار مستقيمة الظهر...وكم وجدت نفسها غبية حين شعرت بالنيران تستعر فى قفا عنقها العارى, من تأثير عينيه الباردتين...
لابد أنه كان يحدق بها بإمعان لتضطرب بهذا الشكل.. فهو من النوع الذى يولى كل ما يشغل باله اهتمامه كله. و أحست كأنه وضعها تحت المجهر و تمنت لو أن الأرض تنشق و تبتلعها من شدة الاحراج.
أطلقت ليز تنهيدة ارتياح حين دخلا إلى المصعد ووقفا فى المقصورة جنباً إلى جنب فيما كان يقلهما إلى الطابق الواحد و العشرين.
تسمر كول مكانه و يداه مشبوكتان أمامه و عيناه مركزتان على الأرقام التى كانت تومض بشكل متقطع فوق الباب...
صحيح أن وضعيته هذه توحى بالاسترخاء إلا أنها أحست بالتوتر ينبعث منه ويمحو الارتياح الذى خالجها للحظات خلت...
لعله يحمل فى أعماقه طباعاً بشرية! أتراها سبب ذلك الخلل فى رباطة جأشه الحديدية أم فكرة لقائه بأمه؟
وشعرت ليز تهذب أفكارها فيما كان رئيس الخدم يستقبلها عند الباب معلناً وصول السيدة بيرسون واختيارها ركناً هادئاً عند المشرب لتجلس فيه.
ـ أظنها قلقة!
دمدم كول بهذه الكلمات المقتضبة فيما كان النادل يقودهما إلى ركن جلست فيه امرأة متقدمة فى السن, على كنبة جلدية رمادية اللون, تتأمل مدينة سيدنى الممتدة تحت ناظريها من خلف الجدار الزجاجى.
كان شعرها أبيض قصيراً, يحيط بوجه ممتلئ الخدين, خال نسبياً من التجاعيد. لم يمح الزمن عنه آثار الجمال الأخاذ الذى كانت تتمتع به فى شبابها.
لم تكن والدة كول قد تخطت العقد السابع, و الطيبة و اللباقة باديتان على وجهها.. فأحست ليز ببعض الارتياح, لأنها لم تر فيها ما يدل على ميلها للمشاكسة أو التصرف بفظاظة.
كانت ترتدى بدلة أنيقة زهرية اللون, و قميصاً حريرية عاجية, تتحلى ببروش من اللؤلؤ و قرطين لؤلؤيين ملائمين, فضلاً عن العديد من الخواتم فى أصابعها.
ـ أمى.
استدارت المرأة لدى سماعها نبرة صوت ابنها الجافة, و قد أجفلت قليلاً من المفاجأة...فحدقت به بعينيها الزرقاوين للحظات قليلة, ثم التفتت بفضول نحو ليز..و إذا بها تقف فاغرة الم أمامها مدهوشة.
ـ أمى!
ناداها كول ثانية بنبرة جافة مفعمة بالغيظ, فأطبقت فمها ساخطة و نظرت إليه بعينين يملؤها الاتهام.
خيل لـ ليز أنها سمعت صرير اسنان كول إلا أنه تمكن من إرخاء فكيه و قال:
ـ أقدم لك سكرتيرتى الخاصة ليز هارت...أمى...نانسى بيرسون.
نهضت نانسى من مكانها و مدت يدها لتصافح ليز, عيناها الزرقاوان تومضان بالإحباط...احباط نفست عنه بقولها:
ـ عزيزتى...كيف يمكنك أن تتحمليه؟
كانت لباقتها و دبلوماسيتها على المحك فى تلك اللحظة!
ـ أنه أفضل رب عمل حظيت به!
أعلنت ليز ذلك بحماسة صادقة ثم استطردت تقول: "أننى أستمتع كثيراً بالعمل معه."
كررت نانسى هذه العبارة بقرف...
ـ باتت رؤيته للأمور محدودة جداً...فهو لا يفعل شئ إلا العمل.
ـ أمى!
جاء اعتراض كول مفعماً بالوعيد فتدخلت ليز لتتجنب العاصفة:
ـ حدثنى كول هذا الصباح عن رحلتك إلى جنوب شرق آسيا, سيدة بيرسون.
رسمت على ثغرها ابتسامة جميلة و أضافت بنبرة مفعمة بالحماسة:
ـ أظن أنها رحلة شيقة!
يبدو أن كلامها لامس وتراً حساساً, إذ تخلصت نانسى من مزاجها النكد وابتسمت لها و هى تشد على يدها فرحى:
ـ هذا ما أظنه أيضاً...إنها شيقة للغاية ولا ينبغى علينا تفويتها.
شدت ليز بدورها على يدها قائلة:
ـ أعجز عن وصف مدى سعادتى لاختيارى رفيقة لكـ....سنزور أماكن مذهلة.
ـ حسناً.
و رمت أبنها بنظرة ماكرة حملت بين ثناياها شيئاً من التأنيب:
ـ إنه يحسن التصرف فى بعض الاحيان.
ـ أريد مشروباً منعشاً...هل أحضر لك شيئاً ليز؟ أتريدين كأساً أخرى يا أمى؟
أجابت ليز على الفور:
ـ أريد كوب من الماء فحسب.
ـ أريد كأس من عصير الصودا.
قالت نانسى ذلك بلهجة الأمر, و ظهر فجأة فى عينيها بريق سخرية خبيثة:
ـ بدأت أشعر بالحماسة, الآن و قد قابلت "ليزتكـ" كول.
"ليزتهـ ؟" ما هى العبارات التى تراه استعملها ليصفها لوالدته؟...لا يعقل أن يستعمل عبارات تدل على أستحواذه عليها.
ـ يسرنى أن أراك سعيدة.
قال كول ذلك بنبرة لاذعة ثم استدار و توجه إلى المشرب.
شدت نانسي على يد ليز من جديد قبل أن تطلق سراحها و تومئ لها نحو ركنها:
ـ تعالى و أجلسي قربي, لأتعرف عليك أكثر.
ـ ما الذى تريدين أن تعرفيه عني؟
قالت لها ليز ذلك برحابة صدر, فيما كانت تجلس على الكنبة الجلدية الوثيرة.
ـ لا أريد التحدث عن العمل.
جاء ردها حازماً.
ـ حدثيني عن عائلتكـ.
ـ يقيم والداي في نو ترال باي.
ـ والدي طبيب...والدتي ممرضة...لكنها...
ـ تركت عملها لتهتم بعائلتها.
ـ أجل...أربع بنات....و أنا الثالثة بينهن.
منتديات ليلاس
ـ رباه! لابد أن العنصر النسائي مهيمن في منزلكم.
ضحكت ليز: "أجل...لطالما تذمر والدي لأنه من الأقلية...و لكن الله أنعم عليه بثلاثة أصهر يساندونه فى وقت الشدة."
ـ تزوجت شقيقاتك الثلاث! كم هذا جميل! حدثينى عن أزواجهن!
استرسلت ليز فى الحديث عن حياة شقيقاتها, أمام تشجيع نانسي الحثيث... ولم تكد تنتهي من كلامها حتي رأت كول عائداً نحوهما, فوضع الكؤوس على الطاولة المنخفضة أمامهما و ارتمى على الكنبة المقابلة....
و بعد أن شكرتاه بلطف, طرحت نانسي عليها سؤالاً لم تشأ أن ترد عليه:
ـ ماذا عن حياتك الاجتماعية يا ليز؟ أم لعلك مثل كول....
و نظرت إلي أبنها ساخرة: "ترفضين الارتباط بأحد؟"
و ذكرتها كلماته, للحال, بالفراغ الذى خلفه ارتداد براندن.. فماطلت فى الرد, و حملت كوب من الماء بين يديها, وهى تتمنى فى سرها لو أنها لم تطرح عليها هذا السؤال, لا سيما بتلك الطريقة, لأنها تعمدت أن تربط بينها و بين رب عملها الجالس أمامها, و كله آذان صاغية.
و إذا به يهب لنجدتها, علي نحو غير متوقع, و يقول لوالدته بفظاظة:
ـ أنت تتدخلين فى أمور شخصية للغاية...دعيها و شأنها...
تأففت والدته من كلامه, وردت عليه قائلة:
ـ أم يخطر في ببالك أن شابة ذكية و جميلة مثلها مرتبطة حتماً, و قد يعترض صديقها على سفرها برفقتي؟
اكفهر وجهه كول و رماها بنظرات مفعمة بالاتهام وكأن الذنب ذنبها, ثم التفت نحو والدته بنفاد صبر و سألها:
ـ ولِمَ تراه يعترض؟ فهى لن تغيب عنه إلا أسبوعين, و لا أظنه قد يعتبرك مناقسة له.
اسرعت نانسي تجاوبه وكأن حججها كانت مهيأة سلفاً:
ـ لا تنس بأننا لم نعلمها إلا قبل أيام قليلة من الرحلة...و لعهما مرتبطين بمواعيد سابقة...هل تكبدت عناء سؤالها هذا الصباح أم اكتفيت بإصدار الأوامر منتظراً منها أن تنفذها بحذافيرها؟
أطلق كول تنهيدة استهجان, فلم تجد ليز أمامها خياراً آخر سوى أن تقاطعهما:
ـ سيدة بيرسون.
ـ ناديني نانسي يا عزيزتي!
ـ نانسي...
حاولت أن ترسم على ثغرها ابتسامة رضي لإخفاء حالة الذعر التى سيطرت عليها.
ـ ليست مرتبطة فى الوقت الحالى...إنني حرة, و لن أرفض الفرصة التى قدمها ليّ كول هذا الصباح...فلو كنت مشغولة لأعلمته بذلك.
دبلوماسية...لعبة...لكنها كشفت النقاب عن فراغها يشكل مهين.
قال كول لوالدته: "هل أنت راضية؟"
ابتسمت له: "كل الرضي."
جاء ردها مفعماً بالاعتداد بالنفس و كأنها ربحت الجولة.
شعرت ليز بالحيرة وسط التلميحات المبطنة التى كانت الوالدة و أبنها يتبادلانها....ووجدت نفسها أشبه بطابة يحاول كل واحد منهما أن يرميها فى ملعبه... اسرعت تضع حد لهذه الأحاديث و تغير دفة الحديث.
ـ لم أزر كوشينغ من قبل, و لكننى سافرت مرة إلى ماليزيا.
و لحسن حظها, أحبت نانسي حديثها عن تجربتها السابقة, و تدبرت ليز أمرها طوال فترة الغداء ساعية بمهارة كبيرة إلى تهدئة التوتر الذى ساد الأجواء قبل قليل.
تناول طعامه بصمت, مكتفياً بالمشاركة بشكل مقتضب فى حديثهما...
على الرغم من أنه كان يرمى ليز بين الحين و الآخر بنظرات تقدير عن الجهد الجلى الذي تبذله لكسب رضي منتديات ليلاس والدته.
لم تكن المسألة صعبة إلى هذا الحد, لأن نانسي لم تحاول أن تخفى ميلها إليها...فكانت عيناها تتلألأن فرحاً واستحساناً كلما تفوهت ليز بكلمة.
من جهتها, كانت ليز أكثر تيقظاً لحضور رب عملها, الذى كان يراقبها, و يصغى إلى كلامها باهتمام بالغ...و كلما التقت عيونهما, قفز فرحاً, للتفاهم الساري سراً بينهما.
أنها المرة الأوي التى يحصل فيها ذلك, و حاولت ليز أن تحلل أسبابه! أترى والدته هى السبب, لأنها تناولت مواضيعه الشخصية؟ أم لأنه بات ينظر إليها من زاوية مختلفة, و يرى المرأة الكامنة خلف سكرتيرته الخاصة؟ أم لعلها بدأت تحذو حذوة, و تنظر إليه على أنه ابن نانسي و ليس رب عملها؟ كانت المسألة مربكة و مقلقة فى آن معاً...و لم تشأ أن تدع هذا الرجل يؤثر فيها أو يحرك مشاعرها...فهو قادر حتماً على استعادة برودته المعتادة فور انتهاء هذا اللقاء مع والدته.
ـ هل أنت متفرغة هذا السبت يا عزيزتي؟
طرحت نانسي عليها هذا السؤال, فيما كانوا يقدمون لها القهوة.
ـ نعم.
ترددت ليز قليلاً فى الرد, و هى تتساءل عما تريده منها.
ـ جيد ! أريدك أن تحضري إلى منزلي فى بالم بيتش, لتساعديني علي توضيب أغراضي...اعتادت جويس أن تفعل ذلك, دوماً, حتى لا أحمل معي أغراضاً كثيرة لا أحتاج إليها...ألديك سيارة؟ من الصعب الوصول إلى المنزل بواسطة وسائل النقل العامة...إن كنت لا تملكين سيارة...
قاطعتها ليز بسرعة قائلة: "لا عليك, سأتدبر أمري"
لم تفكر يوماً باقتناء سيارة...فوسائل النقل العامة أسرع و أقل كلفة من السيارة الخاصة.
صحيح أن بالم بيتش بعيدة بعض الشئ و تقع في الطرف الشمالي لشبه الجزيرة لكنها لن تجد صعوبة فى الوصول إلى هناك.
ـ كنت سأطلب من كول أن يوصلك.
ابتسمت لابنها و استطردت تقول: "يمكنك أن توصلها يا عزيزي, أليس كذلك؟ و لا تنس موعدك مع الحرفي الذى سيعطيك سعراً بشأن البلاط الجديد حول بركة السباحة, نهار السبت."
وقطبت جبينها و أضافت: "هل قال إنه سيأتى عند الحادية عشر أم عند الواحدة؟"
تنهد كول .
ـ سآتي يا أمي و سأصطحب ليز معي.
قال ذلك بحدة, و قد عيل صبره!
رائع! كانت ليز تفضل أن تستأجر سيارة تاكسي علي أن تشعر بنفسها عبئاً ثقيلاً على كاهل رب عملها.
و لكنها أدركت بأن اعتراضها سيذهب هباء, وما عليها سوى أن تتحمل الأمر علي مضض, و تبتسم ابتسامة عريضة...ابتسامة قد لا تروق لـ كول, الذي ضاق ذرعاً من تدليل والدته..
ـ يستحسن أن نصل باكراً...قبل الحادية عشرة.
وابتسمت ليز و أضافت: "سنتناول الغداء معاً...استمتعت كثيراً معك اليوم...علينا أن نحرص علي توضيب كل الملابس اللازمة للرجلة."
فكرت ليز أن تأخذ معها سراويل فضفاضة و قمصاناً قطنية لنهار, فضلاً عن بعض الملابس العملية للمساء. إلا أنها فضلت أن تلزم الصمت حول هذا الموضوع لغاية نهار السبت, لتكتشف ما تتوقعه منها نانسي...
من المؤسف أن كول سيكون موجوداً أيضاً...لابد أنه يفكر بالشئ نفسه عنها....
فى الواقع احست ليز بأن نانسي بيرسون تحاول أن تجمعهما معاً عمداً, لتسجل نقاطاً أكثر من أبنها...
لعلها لا تحسن التعامل مع الوقت, ولكنها تتعامل مع الناس بذكاء حاد... وها هى نظرة الاعتداد بالنفس تظهر ثانية فى عينيها. سألها كول ببرودة: "هل أنت راضية يا أمي؟"
ـ أجل.
وابتسمت له برقة: "شكراً يا عزيزي...إنني واثقة من إننى سأقضي وقتاً ممتعاً برفقتك يا ليز...يسعدني أن تتخلي عنها من أجلي...أظنك ستشعر بالضياع من دونها."
ـ يمكن الاستغناء عنها!
سرت قشعريرة على طول عمودها الفقري...و نظرت إلى كول بعينين مشوبتين بالقلق, وقد خشيت أن تفقد عملها بسبب تقربها من والدته. فهي لا تريد أن تخسر وظيفتها التى تضمن لها حياة هانئة, لا سيما في هذه المرحلة من حياتها.
تقابلت نظراتهما, فقطب كول و قد قرأ فى عينيها مدي تأثرها بكلامه:
ـ اعترف بأنني أجد صعوبة كبيرة في العصور علي شخص قادر علي
أن يحل محل ليز.
و نظر إليها بطرف عينه و كأنه يفترض بها أن تعلم ذلك.
ـ في الواقع, خطر لي أن آخذ إجازة خلال غيابها, لأوفر علي نفسي ضغط العمل.
حدقت به نانسي و ليز مذهولتين, لا تصدقان ما تسمعانه.
إنها المرة الأولي التي يفكر كول بأن يأخذ إجازة من العمل.. فهو يأكل عملاً, ويشرب عملاً و يرقد على فراش العمل.
لا شك أن المفاجآت كانت كثيرة و متلاحقة اليوم. أما أفضلها على الاطلاق, من جهة نظر ليز, فهو تقدير كول الواضح لها, الذى اثبته مرات عدة...مما جعلها تشعر بحالة أفضل...جعلها ذلك تشعر بأنها مميزة....و مميزة جداً.

نهاية الفصل الثالث

قراءة ممتعة للجميع


عشـق القــمر 20-12-13 06:48 AM

رد: 351 - وجهاً لوجه - أيما دارسي
 
وووااااااااوووو زهوووورتي الروووواااااايه دي تجنننننننن..كثير أحب اللي شخصيااتها مثل كول وليز..وووااااووو من جد روووعه..
وواااوو تطووور ليز أذهلني كثيييير...اخ من والدة كوووول ههههههه بس ممتعه..جدا...متحمسه لاارى ماسيجري بينهم..ومتشووقه للفصل القااادم...^-^

حياة12 20-12-13 09:42 AM

رد: 351 - وجهاً لوجه - أيما دارسي
 
واااااااااااااااااااااااااااااو واااااااااااااااااااااااااااو وااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااو
فصلني و لا ارووووووووووووووووووووووع ميرسي كتيــــــــــــــــــــــــــــــر زهورتي على المجهود الرااااااااااائع ده ربنا يخليكي لينا يا مدلعانا و مزقططانا دايما :flowers2:

مش قادرة اقولك ضحك اد ايه على مشهد لقاء كول بالدخيلة المزعجة لمكتب ليز و في الاخر اكتشافه من صوتها ان دي مساعدته الشخصية هههههههههههههههههههههههه
رووووووووووووووووووووووووعة بجد الراجل اتصدم :lol:
اخواتها دول طلعوا استااااااذة و رؤساء اقسام و رد فعله على تغير مظهرها كان خرااااااااااااافي :wookie:

لا و كله كوم و هو بيحاول يوصفها لمامته كوم تاني هههههههههههههههههههههه
و في الاخر مامته تشوفها و هي بالتألق ده :party0033:
متقلقيش يا حجة نانسي ابنك مش دافن نفسه في العمل لدرجة انه ميلاحظهاش كانت حتفرح اوووووووووي لو شافت رد فعله الصبح ساعة ما شافها

يوووووووووووووبي و عرف انها رجعت سينجل يس :dancingmonkeyff8:
فصلين خيااااااااااااااااااااااال استمتعت بهم جداااااااااااا جداااااااااااا جدااااااااااااااااااا
اختيار ممتااااااااااااااز كالعادة ميرسي كتير زهورتي و ربنا يسعدك زي ما بتسعدينا
في انتظار الفل الجديد على نااااااااااااااااااااااااااااااااااار :dancingmonkeyff8:
موووووووووووووووووووووووووووووووووواه

زهرة منسية 21-12-13 01:41 PM

رد: 351 - وجهاً لوجه - أيما دارسي
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عشـق القــمر (المشاركة 3400277)
وووااااااااوووو زهوووورتي الروووواااااايه دي تجنننننننن..كثير أحب اللي شخصيااتها مثل كول وليز..وووااااووو من جد روووعه..
وواااوو تطووور ليز أذهلني كثيييير...اخ من والدة كوووول ههههههه بس ممتعه..جدا...متحمسه لاارى ماسيجري بينهم..ومتشووقه للفصل القااادم...^-^

مرحبا قمراية الرواية حلوة بوجوكم حبيبتى

و أن بحب ليز بس مش عارفه عن كول فى نظرى لسه غامض

لعيونك حبيبتى الفصلين الجداد فوراً

موووووووووووووووووووووووووووووووووووواه

زهرة منسية 21-12-13 01:48 PM

رد: 351 - وجهاً لوجه - أيما دارسي
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حياة12 (المشاركة 3400286)
واااااااااااااااااااااااااااااو واااااااااااااااااااااااااااو وااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااو
فصلني و لا ارووووووووووووووووووووووع ميرسي كتيــــــــــــــــــــــــــــــر زهورتي على المجهود الرااااااااااائع ده ربنا يخليكي لينا يا مدلعانا و مزقططانا دايما :flowers2:
الأروع وجودك حياتى منورررررررررررررررررررررررررة
مش قادرة اقولك ضحك اد ايه على مشهد لقاء كول بالدخيلة المزعجة لمكتب ليز و في الاخر اكتشافه من صوتها ان دي مساعدته الشخصية هههههههههههههههههههههههه
رووووووووووووووووووووووووعة بجد الراجل اتصدم :lol:
اخواتها دول طلعوا استااااااذة و رؤساء اقسام و رد فعله على تغير مظهرها كان خرااااااااااااافي :wookie:
ههههههههههههههههه الموقف ده ضحكنى كتير و كنت متخيلة منظر كول و هو مصعوق

لا و كله كوم و هو بيحاول يوصفها لمامته كوم تاني هههههههههههههههههههههه
و في الاخر مامته تشوفها و هي بالتألق ده :party0033:
متقلقيش يا حجة نانسي ابنك مش دافن نفسه في العمل لدرجة انه ميلاحظهاش كانت حتفرح اوووووووووي لو شافت رد فعله الصبح ساعة ما شافها

يوووووووووووووبي و عرف انها رجعت سينجل يس :dancingmonkeyff8:
فصلين خيااااااااااااااااااااااال استمتعت بهم جداااااااااااا جداااااااااااا جدااااااااااااااااااا
اختيار ممتااااااااااااااز كالعادة ميرسي كتير زهورتي و ربنا يسعدك زي ما بتسعدينا
في انتظار الفل الجديد على نااااااااااااااااااااااااااااااااااار :dancingmonkeyff8:
موووووووووووووووووووووووووووووووووواه

ميرررررررررررررررررررررررسى كتير حياتى على كلامك الرقيق ده كله دايمن بتسعدينى بكلامك الرقيق
مووووووووووووووووووووووووووووووووووووواه

زهرة منسية 21-12-13 01:50 PM

رد: 351 - وجهاً لوجه - أيما دارسي
 
4– الحب هو الداء و الدواء



توقع كول أن تشق ليز طريقها إلى قلب والدته, من دون عوائق, و لم يشكـ لحظة واحدة فى ق\رتها على القيام بذلك....لكن بعد أن حقق لقاؤهما مراده, و قبلت والدته بها رفقية لها خلال رحلتها- شغلت عواقبه الأخرى باله, طوال فترة بعد الظهر, و لم يتمكن من انجاز أعماله انجازاً مثمراً.
أولاً, كانت والدته تعتبره مغفلاً أعمى, و الذنب فى ذلك ذنب ليز وحدها.
ثانياً, استطاعت والدته أن توقعه فى شرك خططها السخيفة لتزويجه, بعد أن وجدت سبيلاً لتجمعه بـ ليز تهار السبت.
صحيح أنه لا يجوز أن يلقى اللوم كله على كاهل سكرتيرته الخاصة, و لكن التغير الجذرى فى شكلها الخارجى, أوحى لوالدته بتدبير اللقاء الغريب.
ثالثاً, ما الذى حل بصديقها؟
على الرغم من أن كول لم يقابله قط, و لم يخطر على باله إلا هذا الصباح, فقد خيل إليه بإن علاقتهما ترقى إلى زمن بعيد.. وتذكر فى تلك اللحظة منتديات ليلاس اسمه...إنه براندن....
ففى المناسبات القليلة التى كانت تتحدث فيها ليز عن اسقارها, كانت تستعمل صيغة الجمع..."نحن"...
لعل رحيل صديقها المفاجئ هو سبب تحولها المذهل من فراشة ليل بنية اللون, إلى فراشة ذهبية الألوان...
و أخيراً...لِمَ انتاب ليز القلق بشأن وظيفتها؟
منتديات ليلاس
حرى بها أن تثق بنفسها أكثر...إذ لم ينتقد كول عملها قط... وهى تدرك حتماً مدى كفاءتها...
فمن الغباء أن تظهر امارات الخوف على وجهها عند قوله إنه يستطيع الاستغناء عنها.
كان الوضع برمته مثيراً للسخط...و لم يخفف انصراف ليز من المكتب من قوة سخطه...فقرر كول ألا يدف هذه الأفكار الاستحواذ علي ذهنه غداً...أو خلال أيام الأسبوع المتبقية.
ربما يجد أجوبة على أسئلته نهار السبت, و يكون فكرة واضحة عما يجول فى رأس ليز...فيستعيد بالتالى إحساسه بالراحة قربها.


زهرة منسية 21-12-13 01:52 PM

رد: 351 - وجهاً لوجه - أيما دارسي
 

جاءت ليز يوم الثلاثاء مرتدية ملابس مخططة كجلد النمر, هدت حزام الراحة الذى أحاط نفسه به كلياً...
و علاومة على هذه الملابس المثيرة, اختارت ليز صندلاً برونزياً, شريطه متشابك و يصل إلى كاحلها, مبرزاً رقة قدميها.
ظهرت ليز نهار الأربعاء مرتدية تنورة زرقاء داكنة, تعلوها سترة أنيقة من القماش المجعد, بنفسجية اللون, شكلت مع شعرها الأحمر النارى, تركيبة ساحرة... ووجد كول نفسه يرفع عينيه عدة مرات ليتأملها.
نهار الخميس, ارتدت من جديد, التنورة المنقطة كجلد النمر, مع كنزة سوداء ناعمة, ووضعت فى أذنيها قراطين ذهبيين طويلين...
وصعق كول من سيل الأفكار المتدفق فى ذهنه...أفكار لم تطرأ على باله منذ زمن بعيد...
حتى لو لم تكن ليز هارت مرتبطة.. فهو لا يحبذ المزج بين العمل و المتعة...و لا يجد من داع للوقوع فى شرك الاغراء.
إلا أن الاغراء بلغ أوجه نهار الجمعة, إذ جاءت ليز مرتدية فستاناً برونزياً و أحاطت خصرها بحزام عريض, أبرز نحافته, فيما عكست ياقة الفستان وجهها المشرق و شعرها المتوهج...
كان تأثيرها مثير, مثير للغاية...و كلما شغلت ليز تفكيره أكثر, بدت فى عينيه, فاتنة أكثر...زهرة منسية
و لكن عليه أن يدع الأمور على حالها...فهو ليس مستعداً للارتباط بعلاقة جدية, و كل علاقة عابرة بينهما ستشوه علاقة العمل الوثيقة التى تربطهما.
علاوة على ذلك لم تكن تصرفات ليز تشير إلى وقوعها تحت تأثير سحره...لأن كفاءتها فى العمل لم تصب بأى خلل صحيح أنها منتديات ليلاس أصبحت تبتسم أكثر, إلا أنه عزا ذلك إلى رغبتها بأن تلفت انتباهه إلى ابتسامتها, و ثغرها, و عينيها, و كل ما فيها....
على أى حال, كانت ابتسامتها ساحرة و مغرية, ووجد نفسه يبتسم لها و البهجة تملأ قلبه, فرحاً لتقربه منها. إذ لا ضرر أبداً من التودد إليها, لطالما أن ذلك لا يتعارض مع نفوذه...فعلى مدى ثلاث سنوات, عملت ليز معه بانسجام نسبى....و لكنه يفضل الحفاظ على حدود معينة ضمن إطار العمل... حدود لا ينبغى تجاوزها.
و بدا جلياً أن ليز رسمت هذه الحدود فى رأسها, حين دخلت إلى مكتبه فى نهاية النهار, و التوتر بادٍ على وجهها.
ـ بشأن زيارة والدتكـ...فى منزلها فى بالم بيتش غداً...
ـ أجل...حددى المكان و الزمان لأمر و أخذك معى.
كانت يداها ترتجفان من شدة الاضطراب: "لا أريدك أن تفعل"
ـ من الأفضل ليّ أن أفعل.
و اسند ظهره إلى كرسيه ليثبت لها مدى استرخائه.
ـ إننى معتادة على استخدام وسائل النقل العامة و لن أواجه صعوبة فى الأمر.
ـ و لكننى سأواجه متاعب جمة إن وصلت من دونك .
جاءت نبرة صوته الفاترة مفعمة بمعانٍ خفية.
كشرت ليز و قد تذكرت مشاكساته مع والدته: "لا أريد أن أزعجك يا كل"
ـ لا أحد يزعجنى إلا والدتى...و لكننى لا أجد مانعاً من مجاملتها غداً.
و تناول مفكرته و أضاف: "أعطينى عنوانك."
ازداد ارتجاف يديها: "يمكننى أن أنتظرك فى مكان ما..."
ـ عنوانك !
ـ لا أريد ...
قاطعها سائلاً: "هل من مشكلة إن أعطيتنى عنوانك؟"
أجفلت ليز:
ـ أقيم فى بوندى جونكشون...و عليك أن تغير وجهتك لتقلنى.
ـ إنها على بعد عشر دقائق من بنلونغ بونيت حيث أقيم منتديات ليلاس
ـ أضف إلى ذلك عشر دقائق أخرى لتتمكن من الانطلاق فى الاتجاه الصحيح.
ـ يمكننى أن أمنحك عشر دقائق من وقتى.
تنهدت ليز:
ـ ليتك توافق على أن نتقابل فى منتصف الطريق...يمكننى أن أستقل القطار.
ـ هل يعترض صديقك على مرافقتك لىّ؟
خطرت تلك الفكرة فى رأسه, فخرجت الكلمات من فمه قبل أن يعى أنه يتدخل فى حياتها الخاصة و يضع نفسه فى موضع المنافسة.
حدقت ليز به مذهولة, لا تصدق ما حمله سؤاله لها من تلميحات مبطنة.
صعق كول نفسه من تطفله, غير أن حس المحارب الكامن فيه أبى أن يسمح له بالتراجع...فمنذ أسبوع, و نيران الفضول تتآكله, يتوق بشدة لرفع النقاب عن حقيقة وضعها الحالى.
احست ليز بالدماء تتدفق حارة إلى عنقها, و تحرق خديها, و تضاعف من تألق عينيها...
ـ قلت لك نهار الاثنين أننى ليست مرتبطة.
ـ كلا, قلت ذلك لوالدتى, وصبت جام غضبها علىّ.
ـ إنها الحقيقة!
منتديات ليلاس

ـ منذ متى؟ فقبل ذهابك فى إجازة طويلة, سمعتك تخططين للسفر برفقة...أيدعى براندن؟
و تحول فمها إلى خط رفيع من شدة التوتر.
ـ فمنذ أن بدأت العمل عندى و أنت مرتبطة به.
و تابع كول كلامه, من دون أن يشفق على حالها: "أو ربما قبل ذلك..."
قالت له باعتداد كبير بالنفس: "لقد رحل... وبت الآن وحيدة."
ـ أظنك تخلصت منه, أليس كذلك؟
ـ كلا...رحل من تلقاء نفسه.
ـ أتقصدين القول إنه هو من هجرك؟
ـ لم تعجبه طريقتى فى إدارة الأمور.
ـ مـــغــــفــــــل !
افتر ثغرها عن ابتسامة ساخرة: "شكراً!"
كانت عيناها كئيبتين, خاليتين من أى تعبير...فرفض براندن لها جرحها فى الصميم, و أصبحت تقلق حيال أدائها فى العمل, و تخشى أن تخسره أيضاً.
و إذ أشبع كول قضوله و توضحت له صورة علاقتها بـ براندن, قال لها:
ـ سأمر لاصطحابك من المنول...عنوانك؟
أعطته عنوانها, من دون أن تجادله...و لكن نبرة صوتها الباردة جسدت إحساسها بالهزيمة, فلم يرق له ذلك.
أرادت ليز أن تبرر محاولتها فرض رغبتها عليه, فدمدمت قائلة:
ـ أردت أن أخفف عنك مشقة الطريق.
ـ أقدر حرصك على الحفاظ على وقتى الثمين يا ليز.
أنهى كول تدوين عنوانها و رفع عينيه إليها ليشعرها بتقديره لها:
ـ إنك تجاملين والداتى كثيراً... و جل ما يمكننى أن أعله لك فى المقابل, هو أن أؤمن لك بعض الرفاهية... هل أمر لاصطحابك عند العاشرة؟
ـ أجل...شكراً.
كانت المرة تعلو خديها, إلا أن ارتجاف يديها أخذ يتلاشى شيئاً فشيئاً.
رسم كول على ثغره ابتسامة رقيقة ليخفف من حدة توترها:
ـ على الرحب و السعة....أرجو منك ألا تسايري والداتي غداً...أفعلي ما يبدو منطقياً فحسب...اتفقنا؟
أومأت ليز موافقة.
نظر كول إلى ساعته و قال لها: "عليك أن تذهبى لتـُحقنى بتلك اللقاحات اللازمة للرحلة..."
و ابتسم لها من جديد مضيفاً: "هيا انصرفي...أراك فى الغد."
ـ شكرا لك.
و لمم تحاول ليز أن تخفي ارتباكها من بشاشته المفرطة.
بعد انصرافها تساءل كول قى سره عن سبب تلك البهجة التى ملأت قلبه.. تأكده من عدم ارتباط ليز بأحد ليس السبب.. فالأمر لا يعنيه مطلقاً...لا...أبداً...
لا بد أنه شعر بالارتياح لحله الألغاز التى كانت تحيط بها هذا الأسبوع, و أصبح التغيير الجذرى الذى قامت به على صعيد شكلها الخارجى منطقياً فى نظره. فمن الواضح أن براندان يميل إلى النقد, و فضلت ليز أن تخفى حقيقتها حتى لا تقع فى مصيدة انتقاداته اللاذعة.
عليها أن تشكر الله على خروجه من حياتها...يبدو جلياً أنه أحبط من عزيمتها...و تنبه كول إلى أن زوجته السابقة أتهمته بالشئ نفسه...و لكنه أقر فى نفسه بخطأه, فقد كان من الأسهل عليه أن يتحمل مسؤولية انهيار زواجهما كاملة من أن يضع اللوم عليها...لم يكترث للأمر حينها...لأن ما جمع بينهما, مات مع موت طفلهما.

زهرة منسية 21-12-13 01:54 PM

رد: 351 - وجهاً لوجه - أيما دارسي
 

أخذ الإحساس بالأسى و الذنب يشق طريقه شيئاً فشيئاً, إلى عقله, و لكنه دفعه بعيداً...إنها مشاعر تافهة لا طائل يرجى منها...فما ولى قد ولى, ومن المحال تغيير ما حصل...و عليه الآن أن ينجز أعماله...
حاول أن يركز اهتمامه على الأرقام الظاهرة على شاشة الكومبيوتر أمامه... فتسلسلها المنطقى يوق له, لأن الأرقام لا تكذب أو تخدع أو تشوه الأمور...و كول يشعر بالارتياح برفقتها, تماماً كما عاد يشعر بالارتياح قرب ليز هارت...إذ جل ما كان عليه أن يفعله هو أن يعيد الأمور إلى نصابها..
لن يكترث غداً لملابسها, لأن شكلها الخارجي لن يثير ارتباكه, بعد أن فهم اسبابه...أما الجاذبية الجسدية, فمجرد شذوذ مؤقت و عليه أن يتخلص منها.
رن جرس الهاتف فى المكتب فعبس منزعجاً...كانت ليز تجيب عادة على الاتصالات الواردة قبل أن تحولها إليه...لذا لم يكن معتاداً على التحدث مع زبائنه, من دون سابق إنذار...إلا أنه وجد صعوبة فى تجاهل طنين الهاتف فمد يده و رفع السماعة قائلاً: "بيرسون."
ـ كول....أخيراً...
سمع صوت زوجته السابقة المميز عند الطرف الآخر من الخط.
ـ تارا!
لفظ اسمها بنبرة خلت من أى تعبير....إذ لم يكن لديه ما يقوله لها... و احس بتوتر عدائى يستحوذ على جسمه كله استعداداً لمواجهة كل ما قد تقوله له.
ـ حاولت الاتصال بك خلال عطلة نهاية الأسبوع و لم أجدك فى المنزل...
ـ كنت مع والداتي فى بالم بيتش.
قاطعها ممتعضاً من نبرتها التى تةحي و كأنه خاتم فى اصبعها...
منذ انفصالهما و هى تقضى أوقاتها تنتقل من رجل إلى آخر, محررة إياه من إحساسه بالالتزام بتلبية حاجاتها.
ـ والداتكـ...؟
قالت ذلك بنبرة ساخرة...فاهتمام كول الدائم بوالداته, بدلاً من أن يكرس وقته كله لتحقيق رغبات تارا, و مشاركتها فى نشاطاتها الاجتماعية الحافلة, شكل نقطة من نقاط الخلاف الكثيرة بينهما.
و على الرغم من حملها و انجابها لطفلهما, لم تحاول تارا أن تخفف من ارتباطاتها الاجتماعية الكثيرة....و غالباً ما كانا يخرجان للسهر ليلاً تاركين دافيد فى رعاية المربية.
ـ أدخلى فى صلب الموضوع.
تأففت من فظاظته ثم قالت له بنبرة ناعمة متملقة:
ـ تعلم جيداً أننا سنوقع على معاملات الطلاق فى نهاية الاسبوع المقبول.
ـ دونت التاريخ فى مفكرتى.
ـ خطر لىّ أن نتقابل....
ـ أظن أن المحاميان عالجا الموضوع من كافة جوانبه.
جاء رده موجزاً, متوعداً, و قد ظن أن تارا تريد أن تأخذ منه أكثر مما تنازل لها عنه, ضمن اتفاقية الطلاق.
ـ عزيزى...كنت فى غاية الكرم معى...و لكن....أتريد ذلك حقاً؟
أقشعر بدن كول, فسألها بحدة: "ماذا تقصدين؟"
أخذت نفساً عميقاً: "قابلت رجالاً كثر بعد انفصالنا لكننى لم أجد بينهم رجلاً واحداً مثلك...و قيل لىّ إنك امتنعت عن الارتباط بأحد سواى طوال هذه المدة...فلو لم يمت دافيد..."
صر كول على أسنانه: "كان موته السبب فى تدهور علاقتنا...و استسلم كل واحد منا لأحزانه."
و أخذت نفساً عميقاً من جديد و استطردت تقول: "لكن الزمن يمحو الأحزان...قضياً معاً أياماً جميلة...و حرى بنا أن نأخذ فرصة أخرى..."
ـ كـــــلا !
منتديات ليلاس
أحس بسيل من المشاعر السلبية الجامحة تتأجج داخله.
ـ يمكننا أن ننجب طفل آخر يا كول.
تابعت تارا كلامها متجاهلة رده, و قد عقدت العزم على إثارة عطفه بنبرة
صوتها الرقيقة الواعدة بالكثير....
ـ علينا أن نلتقى معاً لنتحدث فى الموضوع....يمكننا أن نلتقى ظهر الغد...
أجابها كول على الفور وقد أثار عرضها الأنانى اشمئزازه: "أنسى الأمر."
لم ترغب تارا يوماً فى إنجاب الأطفال, و لم تكترث لأمر دافيد بتاتاً, تاركةلـ كول و المربية مهمة الاعتناء به و تدليله...تلك المربية التى أصيبت بالذعر أكثر من أمه يوم....
ـ سأتناول الغداء غداً مع أمى .
قال لها ذلك ببرودة مطلقة, مشدداً على رفضه رفضاً قاطعاً تغيير خططه:
ـ لن أوقف معاملات الطلاق مهما حصل...فعلاقتنا انتهت منذ زمن بعيد, و لا أريد أن أحييها مجدداً.
ـ لِمَ ترفض أن نلتقى؟ يمكننا أن نتحدث معاً...
ـ قلن لك أنسى الأمر...و أنا أعنى ما أقوله.
أقفل سماعة الهاتف و أطفأ جهاز الكومبيوتر ثم نهض من مكانه و غادر المكتب و قد شعر بحاجة ماسة لممارسة الرياضة فى صالة الألعاب الرياضية التى يقصدها مرتين فى الأسبوع.
لقد أغوته تارا بجسدها المثير, فأعماه شغفه بها عن سيئاتها و وقع أسير شهوة زائلة, راحت تتضاءل مع مرور الأيام, و سقوط الأقنعة التى أخفت خلفها زيفها.
كان مستعداً للحفاظ على زواجه من أجل دافيد لكنه يأبى أن يعطيها فرصة أخرى... مستحيل....أبداً....
إن أراد الزواج ثانية, سيختار امرأة مثل...و ابتسم ساخراً و قد سيطرت صورت ليز هارت على ذهنه....
فـ ليز التى تحاول ببسالة أن تخرج من الكآبة التى أغرقها فيها حبيبها السابق, لم تتوان عن تجديد شكلها الخارجى مثيرة فيه مشاعر لا تتلاءم بنظره مع المكان و الزمان.
لا شك أن ليز تتوق حالياً لأن تشعر بأنها مرغوبة...إنه أفضل ترياق للتخلص من السم...الاحساس بالنبذ...إلا أنه الشخص غير المناسب فى المكان غير المناسب.
كانت ليز تحتاج للاعتماد عليه, بصفته رب عملها, من دون أن تجد نفسها فجأة أمام شخصيته الأخرى التى لا يظهرها خلال العمل.
و بقى سؤال يتردد باستمرار فى رأسه "هل ليز هارت هى الترياق الملائم للتخلص من آثار تارا القديمة السامة؟"
يا لها من فكرة مجنونة!
من الأفضل له أن يطردها أيضاً من رأسه.

نهاية الفصل
قراءة ممتعة

زهرة منسية 21-12-13 01:56 PM

رد: 351 - وجهاً لوجه - أيما دارسي
 
5– هناكـ دائماً مرة أولى!



حالف ليز الحظ, و لم تأخذ الاجراءات وقتاً طويلاً فى المركز الطبى... شعرت ليز بالارتياح و قد انجزت كل شئ, و تمنت لو تسافر فى الغد يدلاً من مرافقة كول بيرسون إلى منزل والدته.
و بدا الخوف من قوة احساسها به كرجل يدب فى قلبها...فعلى مدى ثلاثة
أعوام بقى كول بيرسون فى نظرها رب عملها فحسب....لكن خلال الأسبوع الماضى, وجدت نفسها تنظر إليه بطريقة مختلفة....و تتفاعل معه بطريقة مختلفة, مطلقة العنان لعقلها , ليسهب التفكير فى جاذبيته القوية لا سيما حين يبتسم. منتديات ليلاس
شقت ليز طريقها وسط الازدحام الخانق, و استقلت القطار إلى بوندى جونكشون وهى تؤكد لنفسها أن اللوم كله يقع على شقيقاتها, اللواتى دفعنها
منتديات ليلاس
للنظر إلى كول بعين مختلفة....و لكن الوقت لا يزال باكراً للتفكير فى إمكانية زواجهما...ففى بادئ الأمر يجب...كلا....إياكـ أن تخطي خطوة واحدة نحو علاقة حميمية....
فإن دارت هذه الأفكار فى رأسها غداً و هما فى طريقهما إلى بالم بيتش قد تبدر عنها ردة فعل أونظرة مريبة, يعتبرها كول إنذار بالمتاعب....متاعب يفضل أن يتحاشها...
وبعد الحديث الذى دار بينهما, لابد أنه ربط الأمور ببعضها وتوصل إلى جواب قابل للتنبؤ به سلفاً...فإن جمع ما بين رحيل صديقها وصورتها الجديدة, لوجد ان هدفها هو اصطياد رجل مناسب.

منتديات ليلاس

زهرة منسية 21-12-13 02:00 PM

رد: 351 - وجهاً لوجه - أيما دارسي
 
كانت ليز تفضل أن تنشق الأرض و تبتلعها, إن خطر له فى لحظة من اللحظات أنها تريد اصطياده...لأنها لا تفعل...فمن المحال أن تعرض وظيفتها للخطر وتجازف بخسارتها إن فشلت علاقتهما, على الصعيد الشخصى...
وتنبهت ليز إلى أن إحساسها بالأمان أخذ يتلاشى...فهى لم تكن مرتاحة لحضوره غداً إلى منزلها لاصطحابها, واعادتها عند المساء .
لابد أنها ترجلت من القطار فى بوندي جونكشون وسارت نحو شقتها من دون أن تعى ذلك لأن الأفكار بقيت تتدافع فى رأسها إلى أن أيقظها رنين جرس الهاتف فى المطبخ من شرودها.
كانت ديانا على الخط: "كيف كان نهارك؟"
بدت ديانا متلهفة لسماع ما حصل, آملة أن تحقق جهودها النتيجة المرجوة.
ـ ذراعى تؤلمنى من الحقن!
أحست ليز بالخجل من الدخول فى التفاصيل الأخرى.
ـ هيا يا ليز...فالفستان البرونزى تحفة فنية...و لا بد أنه أثار انتباهه.
ـ حسناً....لفت انتباهه.
وكان خداها يتضرجان خجلاً كلما رأته يتأملها.
ـ لكنه لم يقل شيئاً.
انفجرت ديانا ضاحكة: "أظن أن الخطة بلغت هدفها."
أجابتها ليز:
ـ أظن أن الفستان أثار انتباهه و غضبه آن معاً...هل نسيت ردة فعله نهار الاثنين؟
ـ أنه تأثير الصدمة فحسب...أنها الطريقة الوحيدة لينظر إليك بها من منظار آخر...ولا تقلقى بشأن غضبه...فالغضب علامة جيدة و خير دليل على تأثيرك عليه.
ـ لكننى لا أعرف ما إذا كنت أريد فعلاً التأثير عليه يا ديانا...أمضت أسبوعاً صعباً للغاية.
ـ لا يمكنك بلوغ هدفك من دون جهد.
أدارت ليز رأسها لدى سماعها هذا القول.
ـ أسمعي !
ثم صرخت ساخطة:
ـ كان الوضع مختلفاً بالنسبة إليكـ لأن وظيفتك لم تكن تفرض عليك أن تتعاملى مع رب عملك بصورة دائمة...
ـ لا داعى لأن تثورى غضباً يا ليز فـ كول بيرسون من النوع الذى يتخذ المبادرة... و جل ما عليك فعله هو أن تدعى الأمور تأخذ مجراها.
ـ ماذا لو....
قاطعتها ديانا و قد عيل صبرها:
ـ ما رأيك لو تعطى نزعتك تلك للسيطرة على الأمور إجازة لبعض الوقت؟ فالعفوية هى مفتاح الحل...سيرى مع التيار لترى إلى أين سيقودك.
وردت ليز فى سرها بأنه سيقودها حتماً إلى البطالة و لن تتمكن بعدها من تسدي الرهن....ولكن نصيحة ديانا كانت مغرية....فمنذ زمن بعيد وهى تحكم سيطرتها على كل شئ...فماذا حل بها؟
كانت ديانا محقة بشأن كول....فقد رفض بلباقة كل الاقتراحات التى تقدمت بها لتخفف عنه عناء اصطحابها إلى بالم بيتش, لأنه يفضل القيام بالأمور على طريقته...
ـ لعله لا يريد الأقدام على أى خطوة.
قالت لها ذلك وقد تشوهت أفكارها و لم تعد واثقة مما تريده.
ـ سيصطحبك غداً للقاء والدته, أليس كذلك؟
تمنت ليز فى سرها لو أنها لم تفش لـ ديانا بكل شئ مساء الاثنين, فدمدمت قائلة:
ـ علينا أن نتحدث معاً بشأن الرحلة.
ـ ارتدى البزة الصفراء الفاتحة, وضعى الحزام الجلدى و اتركى الزر العلوى للسترة ذات الكمين القصيرين مفتوحاً.
ـ أنها مناورة صريحة زهرة منسية.
ـ كلا...إنه السبيل الوحيد ليدرك بأنك تغلبت على انغلاقك على نفسك...لا تنسى أن تضعى عطر جورجى...فهو يليق بك.
ـ لا أحسن القيام بذلك ديانا.
ـ أعلى ما أقوله فحسب...على أن أقفل الخط...وصل وارد إلى المنزل...حظاً سعيداً غداً.. و لا تنسى أن تبتسمى كثيراً.
أطلقت ليز تنهيدة عميقة و هى تقفل الخط....فقد تحولت مسألة ارتباطها بـ كول بيرسون إلى حملة شخصية, تشنها شقيقتها الصغرى...و عبثاً حاولت ليز أن تكبح جماحها.
لعل الفائدة الوحيدة التى ستجنيها من ذلك كله, هى أنها ستجد متسعاً من الوقت لترثى رحيل براندن, و تركها وحيد’.
و بدلاً من أن تشغل بالها بـ كول و تفكر فى طريقة ملائمة للتعامل معه, عليها أن تشعر بالأمتنان نحو آل بيرسون - الأم و ابنها – لأنهما سيشغلان غداً وقتها كله.
فضلاً عن ذلك عليها أن تبدأ منذ الصباح بتنفيذ تعليمات ديانا بحذافيرها.... فالبزاة التى اختارتها لها ستثير إعجاب نانسي بيرسون حتماً, لأنها أنيقة جداً و تتناسب مع زيارتها لـ بالم بيتش, معقل الأثرياء...
رن جرس الباب عند العاشرة إلا خمس دقائق...أتراه أخذ وقتاً أقل مما كان يتوقع ليصل إلى منزلها أم انه متلهف للذهاب إلى بألم بيتش؟
التقطت ليز حقيبة يدها و هى تتوجه نحو منتديات ليلاس الباب ليدرك أنها جاهزة للانطلاق....لم تتوقع أن تنقطع انفاسها لثوان قليلة عند وقوع عينيها عليه... ولكنها المرة الأولى التى تراه فيها مرتدياً ملابس مختلفة عن بذلاته الكلاسيكية الرفيعة الذوق.
فاجأتها رجولته الصارخة...إذ ارتدى قميصاً سوداء و سترة جلدية سوداء و كفين من الجلد الأسود, سروالاً من الجينز الأسود و ترك شعره الأسود الداكن مبعثراً قليلاً. فبدا فى عينيها نابضاً بحيوية جامحة.
أما عيناه الزرقاوان, فكانتا مكهربتين و صوبتا شحنة كهربائية نحو قلبها فأصابته فى الصميم.
حياها مبتسماً :
منتديات ليلاس
ـ مرحبا....تحتاجين إلى وشاح لشعرك...فالطقس جميل جداً, و فضلت أن أرفع غطاء السيارة .
وشاح...و تناهى إلى مسامعها ديانا تقول لها إن الوشاح المنقط كجلد النمر يفى بالغرض.
ـ سأعود فى الحال.
و أستدارت على عقبيها متوجهة نحو غرفة نومها و قلبها يتخبط بين ضلوعها, تاركة كول واقفاً عند عتبة الباب, و قد غاب عن بالها أن تدعوه للدخول منتديات ليلاس.
على الرغم من أنها لم تتأخر فى العودة فقد دخلت ليز إلى غرفة الجلوس لتجد كول فيها, يجول بعينيه فى المكان.
ـ أنه منزل فسيح ....و السقف عالٍ و جميل.
قال لها ذلك بنبرة مفعمة بالإعجاب, فأجابته و هى فى طريقها إلى الباب وقد غاظها تطفله و لم تشأ أن تدعه يتجول فى المنزل.
ـ بنى عام 1830.
سألها بفصول : "أهو ملك لك أم استأجرته؟"
ـ إنه ملك لىّ إلى حد ما...لم أسدد القرض المصرفى بعد.
ـ إنه استثمار جيد.
ـ أظن ذلك...كان همى الأساسي أن أحظي بمنزل لىّ.
قال بنبرة ساخرة: "غالباً ما تحظى المرأة بمنزل لها بعد الزواج."
أو بعد الطلاق !
و تساءلت ليز فى سرها عن حجم المكاسب التى جنتها زوجته السابقة منه, و قد ساورها الشك فى أن تكون هذه التجربة وراء ابتعاده عن بنات جنسها.
ـ حسناً...لم أكن أتوقع أن يحصل ذلك.
قالت ذلك بنبرة جافة و هى تمسك بالباب و تشير إليه بالخروج....إشارة تعمد أن يتجاهلها.
سألها و قد رفع حاجبه ساخراً: "أتحبين الاستقلالية؟"
هزت كتفيها بلا مبالاة: "ليس بشكل خاص...و لكننى تعلمت أن أتكل على منتديات ليلاس ما يمكننى الأتكال عليه."
أجابها بلهجة حملت بين ثناياها شيئاً من التعاطف: "إنه درس صعب حقاً!"
أتراه تعلمه هو أيضاً؟
أمسكت ليز لسانها, بعد أن قرر أن يغادر الشقة و يقف أمام الباب منتظراً تقفله خلفهما....
لم تستطيع أن تسبر طبيعة هذا الحديث....ربما كانت مجرد دردشة عادية...و لكن كول لا يقول عادة كلاماً لا مغزى له.
تملكها إحساس بأنها مستهدفة على الصعيد الشخصى...و شعرت بالارتياح لالتزامه الصمت وهما ينزلان السلالم...و لكن الصمت الذى خيم عليهما ضاعف إحساسها بها و هو يمشى إلى جانبها...فتنفست الصعداء حين أصبحا فى الهواء الطلق.
كان الطقس جميلاً حقاً...فشمس الشتاء رائعة و تشع حرارة, و السماء الصافية الخالية من الغيوم تطر من الأذهان الأفكار السوداء, و ترفع المعنويات واعدة بنهار مدهش....
قالت ليز بحماسة شديدة و قد ارتسمت على ثغرها ابتسامة عريضة لم تستطيع كبتها:
ـ من حسن حظنا أننا لن نقضى النهار بين جدران المكتب.
أجابها كول مبتسماً ابتسامة ألهبت أوصالها, أكثر من حرارة الشمس: "أوافقك الرأى."
لم تستطيع ليز أن تمنع نفسها من التعليق قائلة: "حسبت أن العمل هو هدفك الأسمى فى الحياة."
لمعت عيناه الثاقبتان: "تتخطى حياتى هذا الحد بقليل...."
تسارعت دقات قلبها....أراه يغازلها؟
ـ حسناً.... من الواضح أنك تهتم كثيراً لأمر والدتك....
ـ ثمة أشياء أخرى أيضاً, تستحق أن أوليها اهتمامى.
رماها بابتسامة ساخرة, فأحست بنبضها يشتد و يحثها على تحديه: "مثل ماذا؟"
انفجر كول ضاحكاً...إنه يجيد الضحك....حدقت ليز به مصعوقة, لأنها لم تر أو تسمع كول بيرسون يضحك من قبل... فقد بدا لها أصغر سناً.... وطلق الوجه وجذاباً جداً جداً....باختصار, مذهل فعلاً!
لم تغفل عنها علامات التسلية الخبيثة البادية فى عينيه الزرقاوين... فسألته وقد علت الحمرة خديها ارتباكاً: "ما الذى يضحكك ؟"
ـ أنا.....و أنت....و ها قد وصلنا!
و أشار إلى الحاجز الحجرى, محولاً نظرها إلى السيارة المركونة إلى جانبه. صحيح أنه قال لها إنه رفع غطاء السيارة ليلفت انتباهها إلى أنه يقود سيارة يمكن رفع الغطاء عنها, ولكن خيل إليها أنه أحضر سيارة بى أم دبليو سطحها قابل اللطى, أو سيارة مرسيدس رياضية, أو حتى سيارة رولز رويس باهظة الثمن, لكن فخمة و تقليدية شأنها شأن بذلات آرمانى .
وجدت ليز صعوبة فى أن تجمع ما بين السيارة المركونة أمامها, و رب عملها الذى عرفته منذ سنوات طويلة...حدقت فى سيارته السريعة الفضية اللون مذهولة و تسمرت قدمها على الرصيف, فيما تقدم كول نحوها ليفتح لها الباب.
ـ تقود سيارة ماسيراتى؟ !
جاء صوتها حاداً و شبه مخنوق....أجابها موضحاً:
ـ أجل....إنها من نوع سبايدر كامبينو كورسا.
عادت ليز تردد و هى تنظر إليه مصعوقة: "سيارة ماسيراتى!"
ـ هل من خطب فى ذلك؟
هزت رأسها بالنفى و قد تمكنت أخيراً من أن تربط فى ذهنها ما بين ملابسه المثيرة و سيارته المثيرة, ثم صاحت قائلة: "أنه تغيير جذرى !"
أجابها بتهكم: "أهلاً بكـ فى النادى!"
ـ عـــــفواً

زهرة منسية 21-12-13 02:02 PM

رد: 351 - وجهاً لوجه - أيما دارسي
 
وقفت ليز حائرة أمام كول بيرسون الجديد فأحست و كأنه عدل أبعاد شخصيته السابقة كلها, ليظهر لها قوة مختلفة كل الاختلاف و تضاعف
احساسها بإن علاقتهما تشهد تغيراً خطيراً حين راح يتأملها من أعلى رأسها إلى أخمص قدميها, فأسرعت الحمرة تغزو خديها...
ـ من الصعب أن تنكرى أنك أخضعتنى لتغيير جذرى هذا الأسبوع!
قال لها ذلك بصوت فاتر ثم أضاف: "و اخترت المكتب للقيام به و ليس عطلة نهاية الأسبوع."
أتراه اعتراف صريح منه بالانزعاج عينه الذى سيطر عليها فى هذه اللحظة؟
ـ أهذه صورتك فى عطلة نهاية الأسبوع؟
قالت له ذلك محاولة أن تعيد الأمور غلى نصابها.
ـ إنها جزء منى!
ومض فى عينيه وميض التحدى, فيما كان يشير لها بيده إلى المقعد الجلدى الوثير قائلاً :
ـ هلا انطلقنا؟
تردد صدى كلمات ديانا فى رأسها..."سيرى مع التيار" فأرغمت نفسها على التقدم إلى الأمام و ارتمت فى المقعد بخفة لتدخل بعدها رجليها . و إذ أقفل الباب خلفها قالت له بصوت خفيض:
ـ شكراً لك.
منتديات ليلاس
ثم ابتسمت له أضافت: "لا شئ أفضل من تجربة جديدة"
ـ ألم تركبى سيارة سريعة من قبل؟
ـ إنها المرة الأولى.
ـ يبدو أننا سنفعل معاً أشياء كثيرة للمرة الأولى.
و تساءلت ليز عن الأشياء الأخرى التى تنتظرهما, و هى تحدق به يجلس فى المقعد المجاور لها :
ـ لا تنسى حزام الأمان.
قال لها ذلك و هو يشد حزام الأمان الخاص به.
ـ صــحـــيــــح !
راح يتأملها و هى تشده حول جسمها و تدخله فى مكانه.
ـ الــــوشـــــاح !
تورد خداها و أسرعت تغطى شعرها بالقماش الشفاف المنقط كجلد النمر و تلفه حول عنقها لتعقد بعدها طرفيه من الخلف.
ـ النظارات الشمسية!
كان الوضع أشبه بالعد العكسى الذى يسبق موعد الانطلاق.
لحسن الحظ أنها وضعت نظاراتها الشمسية فى حقيبة يدها....فتناولتها فى الحال, و أسرعت تضعها على عينيها لتتمكن من النظر إليه على سجيتها من خلف العدسات الملونة.
ابتسم لها ابتسامة لا مبالاة و هو يضع نظاراته على عينيه و قال :
ـ كلما نظرت إلى وشاحك الأشبه بجلد النمر, تساءلت ما إذا كنت تتوقين إلى رحلة فى البرارى .
و قبل أن ينتظر ردها, و الحمد لله أنه لم يفعل لأن أفكارها تشوشت و لم تعد قادرة على الرد عليه أدار المحرك و أنطلق ينهب الأرض نهباً و أشعة الشمس تلفح وجههما, و الريح تداعب شعرهما, و الأفكار الغريبة تتدلف على رأس ليز.....

نهاية الفصل الخامس
قراءة ممتعة يا أحلى صحبة أطيب ناس

fadi azar 21-12-13 04:26 PM

رد: 351 - وجهاً لوجه - أيما دارسي
 
مشكورة على الترجمة الرائعة

حياة12 22-12-13 01:27 AM

رد: 351 - وجهاً لوجه - أيما دارسي
 
واااااااااااااااااااااااو يا زهورتي فصلين فووووووووووووق الوصف
حبيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــت التطورات جدااااااااااااااااا جدااااااااااااااااااا :55: :55: :55:
تسلم ايديكي يا رائعة على المجهود الكبيـــــــــــــــر ده

ههههههههههههههه عجبتني اووووووووي الهجوم الليزي على كول ده و كل يوم بطقم جديد البنت ديانا دي استااااااذة بصراحة محدش يقدر ينكر المجهود بتاعها هههههه

و يوووووووووووووووووووبي اخيرااااااااااااااا عرف انها سينجل ههههههههه
لا يا باشا مش تطفل و لا حاجة هي اساسا افتكرتك عرفت :party0033: و الاهم اننا عايزينك تعرف
و الاحلى بقه سعادته انها بقت فري
تعرفي انا فضلت اضحك على تفكيرهم المختلف على النيولوك بتاعها هو شايف ان ده بسبب انفصالها عن التيت براندن و هي خايفة انه يعتقد انها عايزة تصطاده :lol:
طبيعي انها تفكر بالشكل ده طبعا هههههههههههه

و كله كوم و صدمتها لما شافته في الويك ايند كوم تاني ههههههههههههههههههههههههههههه
فعلا اهلا بيكي في النادي :peace:

كده واحدة بواحدة و البادي اظلم :mo2:
و االعربية وااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااو تجننننننننننننننننننن لها حق البنت تتصدم ميرسي على الصورة كتير يا زهورتي اظن العربية سبب كافي انها ترسم عليه دلوقتي هههههههههه

و نسيت اقولك ان تارا دي تيــــــــــــــــــــــــــــــــــت تيــــــــــــــــــــــــــــــــــت تيــــــــــــــــــــــــــت ايه الوقاحة دي يخربيت سنينها يعني عايشة حياتها بالطول و العرض و دلوقتي عايزة ترجع له!!!!!!!
جررررررررررررر مستفزة فعلا و تستاهل ضرب النار ><

متشوووووووووووقة جداااااااااااااا جداااااااااااااااا للفصل القادم تسلم ايديكي زهورتي و ميرسي كتيـــــــــــــــر على اختياراتك الرائعة دي :flowers2:
ربنا ييسر لك كل امورك و يوفقك يااااااااااااااااااااارب
مووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو واه



عشـق القــمر 22-12-13 04:30 PM

رد: 351 - وجهاً لوجه - أيما دارسي
 
الفصليييين جميييييله جدااااا والتطووورررااااات وااااووو ..حبيت ملابس ليز..تحفففففه..اععععع وش جاب تارا ذي احسها راح تكووون شخص غير مرغوووب فيه ..
ووواااااووو السيااارات دي اموووت في شكلها!! ..متحمممسه للفصلين..موووااااه..شكرا لك...:dancingmonkeyff8:

زهرة منسية 23-12-13 02:48 PM

رد: 351 - وجهاً لوجه - أيما دارسي
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة fadi azar (المشاركة 3400641)
مشكورة على الترجمة الرائعة

مرحبا أخى فادى كيفك

نورت الرواية بوجودك

على فكرة الرواية مكتوبة بس لكن مش مترجمة

زهرة منسية 23-12-13 02:56 PM

رد: 351 - وجهاً لوجه - أيما دارسي
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حياة12 (المشاركة 3400777)
واااااااااااااااااااااااو يا زهورتي فصلين فووووووووووووق الوصف
حبيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــت التطورات جدااااااااااااااااا جدااااااااااااااااااا :55: :55: :55:
تسلم ايديكي يا رائعة على المجهود الكبيـــــــــــــــر ده
تسلميلى حياتى كلك ذوق يا قمر
ههههههههههههههه عجبتني اووووووووي الهجوم الليزي على كول ده و كل يوم بطقم جديد البنت ديانا دي استااااااذة بصراحة محدش يقدر ينكر المجهود بتاعها هههههه
ههههههههه و لسه تعرفى عجبيتنى الهجوم الليزى فكرتينى بمامات كول و هى بتقول عليها ليزتك
و يوووووووووووووووووووبي اخيرااااااااااااااا عرف انها سينجل ههههههههه
لا يا باشا مش تطفل و لا حاجة هي اساسا افتكرتك عرفت :party0033: و الاهم اننا عايزينك تعرف
و الاحلى بقه سعادته انها بقت فري
تعرفي انا فضلت اضحك على تفكيرهم المختلف على النيولوك بتاعها هو شايف ان ده بسبب انفصالها عن التيت براندن و هي خايفة انه يعتقد انها عايزة تصطاده :lol:
طبيعي انها تفكر بالشكل ده طبعا هههههههههههه
ههههههههههه و أن كمان كنت بتضحك و هو بيحلل تغيرها بينه و بين نفسه بعشق النوعية دى من الروايات لما الكاتبة توضح البطل بيفكر في أيه
و كله كوم و صدمتها لما شافته في الويك ايند كوم تاني ههههههههههههههههههههههههههههه
فعلا اهلا بيكي في النادي :peace:
حقيقى أنا شخصياً أتصدمت
كده واحدة بواحدة و البادي اظلم :mo2:
و االعربية وااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااو تجننننننننننننننننننن لها حق البنت تتصدم ميرسي على الصورة كتير يا زهورتي اظن العربية سبب كافي انها ترسم عليه دلوقتي هههههههههه
هههههههه العربية سبب كافى يخلى أى حد يرسم عليه:lol:
و نسيت اقولك ان تارا دي تيــــــــــــــــــــــــــــــــــت تيــــــــــــــــــــــــــــــــــت تيــــــــــــــــــــــــــت ايه الوقاحة دي يخربيت سنينها يعني عايشة حياتها بالطول و العرض و دلوقتي عايزة ترجع له!!!!!!!
جررررررررررررر مستفزة فعلا و تستاهل ضرب النار ><
أنها سوووووووووووووووووووبلا حقيرة تارا دى
متشوووووووووووقة جداااااااااااااا جداااااااااااااااا للفصل القادم تسلم ايديكي زهورتي و ميرسي كتيـــــــــــــــر على اختياراتك الرائعة دي :flowers2:
ربنا ييسر لك كل امورك و يوفقك يااااااااااااااااااااارب
مووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو واه



تسلميلى حياتى سعيدة كتير أن الأختيار عجبك
مووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووواه

زهرة منسية 23-12-13 02:58 PM

رد: 351 - وجهاً لوجه - أيما دارسي
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عشـق القــمر (المشاركة 3400874)
الفصليييين جميييييله جدااااا والتطووورررااااات وااااووو ..حبيت ملابس ليز..تحفففففه..اععععع وش جاب تارا ذي احسها راح تكووون شخص غير مرغوووب فيه ..
ووواااااووو السيااارات دي اموووت في شكلها!! ..متحمممسه للفصلين..موووااااه..شكرا لك...:dancingmonkeyff8:

جميلة بوجودك قمراية تارا حقيرة جداً

و أنا كمان بحب السيارة دى قوى علشان كدة نزلت صورتها

منورة قمراية مووووووووووووووووووووووووووووووووووواه

زهرة منسية 23-12-13 03:39 PM

رد: 351 - وجهاً لوجه - أيما دارسي
 
6– صـــغــيــــرة و لــــكـــــن.....


لم تستطيع ليز أن تسيطر على الاحساس الغريب الذى تملكها و هى تركب سيارة الماسيراتى ...
و كلما توقفا عند الأشارة الضوئية, كان المارة ينظرون إليهما بعيون حاسدة, و يتأملونهما ملياً متسائلين من تراهما يكونان هذان الثريان, ليمتلكا سيارة الأحلام تلك؟
و إذ اندمجت ليز فى المشهد إلى حد الاستمتاع به, وجدت نفسها تنفجر ضاحكة بعد أن اجتازا إحدى الاشارات الضوئية. فسألها كول: "ما الذى أثار حس الفكاهة فيك؟"
ـ أشعر و كأننى ملكة سبا و محتالة فى آن معاً.
ـ هلا وضحت لىّ؟
أعادتها كلماته المقتضبة و لهجته الآمرة إلى واقع كول المألوف...فأجابته بنبرة مفعمة بالبهجة :
ـ إنها السيارة...فالناس ينظرون إلى و انا إلى جانبك و يخالوننى إنسانة مميزة.
ـ أتجدين ذلك مضحك؟
ـ أنه مضحك فعلاً...أليس كذلك؟ أقصد.....أنت إنسان معروف....و لكننى مجرد موظفة عندك....
ـ لست أدرى....
و ألتوى فمه و هو يرميها بنظرة عجلى:
ـ أنك تحملين اليوم سمات ملكة سبا!
منتديات ليلاس
لم تكن هذه الملاحظة أشبه بالملاحظات التى يوجهها رب العمل! فحاولت أن تخرج من هذه الورطة بالضحك, لكنها لم تكن متأكدة من أن ضحكتها جاءت طبيعية...
وشكرت الله فى سرها لأنها كانت تضع نظارات سوداء خففت من حدة نظراته الثاقبة.
نظر إليها مطولاً ثم استرد يقول:
ـ و لِمَ لا يخالونك مميزة؟ فأنا أجدك مميزة حقاً.
أخذت ليز نفساً عميقاً, لعلها تستعيد رباطة جأشها:
ـ لم أكن أقصد ذلك كول....السيارة الفخمة....و الثروة الطائلة... كلها أشياء بديهية بالنسبة إليك...لكن الأمر يختلف بالنسبة إلىّ.
سألها ساخراً: "أتصنفين كل إنسان ولد ثرياً بالمميز؟"
ـ إنه يتمتع , على الأقل ببعض الامتيازات.
ـ هذا صحيح...و لكن ذلك يجعله في معظم الاحيان فاسداً و ليس مميزاً.
و هز رأسه و تابع يقول:
ـ اشتريت الماسيراتى لأننى أحب أداءها العالى الجودة....و اخترتك سيكرتيرتى الخاصة لأن كفاءتك المهنية عالية أيضاً... و أظن أن هذه السيارة تليق بك أكثر من أى امرأة أخرى جلست في مكانك. منتديات ليلاس.
غير تارا سامير فيل الرائعة الجمال؟
لم تصدق ليز أذنيها...لعله اشترى السيارة بعد انفصال عن زوجته.... ولكنها عادت و تنبهت إلى أنه ذكر الأداء و ليس الشكل, مقتصراً مديحه على الناحية المهنية... فأحست بشعلة سرورها تنطفئ فى مهدها.


منتديات ليلاس

زهرة منسية 23-12-13 03:42 PM

رد: 351 - وجهاً لوجه - أيما دارسي
 
قالت له بنبرة جافة:
ـ أتعلم شيئاً؟ لا أظن مقارنة المرأة بمحرك سيارة يجعلها تشعر بأنها مميزة.
انفجر كول ضاحكاً: "بِمَ علىّ أن أجيبك؟"
وقطب جبينه و كأنه يحصر تفكيره ثم استطرد يقول:
ـ أظنك كنت تخدعين نفسك طوال فترة علاقتك بـ براندن...و لكنك تحررت الآن منه, فأشرق نور حقيقتك, و سطح على جميع المحيطين بك, الذين أدركوا كم أنت مميزة...و هذا يعنى بأنك لا تخدعين أحداً اليوم.... وابتسم لها ابتسامة عريضة و أضاف: "ما رأيك؟"
أرادت أن تضحك لأن كلامه مبالغ فيه....و لكنه أثار فيها أحاسيس جميلة.
ـ لم يكن براندن السبب.
و ارغمت نفسها على الاعتراف قائلة:
ـ فمنذ زمن بعيد و أنا أواجه مشكلة مع احترامى لذاتى.
سألها, و قد بدا واضحاً أنه لا يجد مبرر لذلك: "ما سبب ذلك؟"
هزت ليز رأسها, آبية أن تتيح له الفرصة ليحلل حياتها:
ـ دعنى أستمتع بـ (نورى المشرق) ...فهذه الكلمات تكفى لوحدها لأبقى مبتسمة طوال الرحلة....
أرادت أن تثبت القول بالفعل فرمته بابتسامة لم يرّ بجمالها من قبل. هز رأسه و الحيرة بادية على وجهه:
ـ هل تشعرين بالرضا إن قلت لك إننى احترمك أشد الاحترام؟
ـ شكر لك...لطف منك أن تقول لىّ ذلك.
ـ أظنك ستضفين كلمة (لكن)...
تحولت ابتسامتها إلى حزن:
ـ أخالك تحترمنى لأننى أنفذ أوامرك كلها...يسرنى جداً أن أحظى باحترامك....أرجو ألا تخال العكس... لكننى طالما تساءلت ما إذا كان الذكاء لعنة أكثر منه عطية من الله .
ـ إنها نعمة من الله...و من الغبار ألا تستغلها ...لن تشعرى بالارتياح مع نفسك إن حاولت إنكارها.
ـ و لكننى لا أشعر بالسعادة بالعيش فى عالم خاص بىّ...أريد ...
و توقفت فجأة عن الكلام و قد أدركت أن حديثهما أخذ منحني شخصياً...و لا شك أنها ستشعر بالإحراج فيما بعد, لا سيما نهار الاثنين حين ستواجه كول من جديد فى المكتب.
قال لها ملحاً: "تابعى كلامك."
فحاولت تغيير الموضوع: "كل الأشياء التى تود النساء عادة الحصول عليها."
ـ أوافقك الرأى.
تنفست ليز الصعداء حين أكتفى كول بهذا الحد....فقد سمحت لنفسها بأن تطلق العنان للسانها ليقضى بمكنونات قلبها, من دون أن تراجع عقلها, بعد أن وجدت كول يغزو حياتها الخاصة و يجعل نفسه طرفاً فيها.
انتقلت بعينيها إلى يديه المكسوتين بقفازين جلديين, و المثبتتين على مقود السيارة...إنها القوة البشرية التى تتحكم بالقوة الآلية...
اعترتها قشعريرة خفيفة, تحذرها من ألا تقع ضحية تخيلاتها المغوية....
لكنها وجدت صعوبة فى السيطرة على نفسها أمام صورة كول الجديد, و السيارة التى يقودها, و الأحاديث الخاصة التى يتناولها...
منتديات ليلاس
لم تجد أمامها سوى أن تركز اهتمامها على المشاهد التى كانت تمر أمامها...
علاوة على جمال الرمال و البحر, لفتت انتباهها المنازل الأسطورية المنتشرة على طول الطريق, و التى تضاهى بجمالها أثمن اللوحات فى العالم...
لم تقصد ليز هذه البقعة من سيدنى من قبل, و لا تعرفها إلا من خلال ما سمعته عنها....فكانت سعيدة حقاً برؤيتها للمرة الأولى.
وصلا فى نهاية المطاف إلى بالم بيتش, الواقعة عند طرف شبه الجزيرة, حيث القصور الشاهقة تطل على المحيط.
أدار كول سيارة الماسيراتى بشكل نصف دائرى, ليسلك طريقاً فرعياً يقود إلى فيلا ضخمة, متوسطية الطراز, تحيط بشرفاتها أعمدة ضخمة.
كانت جدراً الفيلا مطلية بلون زهرى مائل إلى القشدى و تشع تحت أشعة الشمس بشكل فتان.
شهقت ليز اعجاباً و قد و قد لفت انتباهها بركة الدلافين فى وسط المرجة الأمامية, و الأشجار الشاهقة, التى كانت تحف بجانبى بجانبى الطريق الفرعية.
قال لها كول بنبرة تدل على الاحباط:
ـ إنه كبير جداً بالنسبة لوالدتى, و تكلف صيانته مبالغ طائلة, لكنها تأبى أن تتخلى عنه.
لو كنت مكانها لما فعلت.
قالت ذلك بحرارة و هى ترمق أبن نانسي بنظرات مؤنبة.
ـ أظنها تحبه كثيراً, و ستصاب حتماً بصدمة قوية أن تخلت عنه
ـ لكنها تعيش وحيدة بعيدة عن المدينة, و لم تعد صغيرة فى السن.
أدركت ليز فى الحال وجهة نظره: "أنك قلق عليها ...:
أوقف كول السيارة و أطفأ المحرك ثم أعلن لها: "إنها امى!"
وهو يحبها كثيراً....مما يعنى أنه أجتاز اختبار انتماءه إلى عائلة متماسكة, خلافاً لـ براندن....
لجمت ليز أفكارها الجامحة, و حاولت أن تضعها على الطريق الصحيح.
ابتسم لها: "أعلم بأننى أستطيع الاعتماد عليك....صحيح أن صديقك السابق لم يقدر حسك بالمسؤولية, لكننى أفعل.... و تذكرى جيداً بأننى نادراً ما أعتمد على أحد فى شئ..."
خيل إليها خلال السنة الماضية أنه يتمتع بنوع من الاكتفاء الذاتى... اكتفاء ذاتي محفوف بالبرودة.... فأحست بلذة عامرة و هى تسمعه يعبر صراحة عن اتكاله عليها....
و أدركت للحال أن الرجل لا يستطيع العيش معزولاً, والمرأة كذلك الأمر...
كانت ليز تعى جيداً أن بعض الأسئلة بقيت معلقة, أسئلة سلط كول الضوء عليها حين قارن نفسه بـ براندن....
نزع كول نظارته الشمسية و دسها فى جيب سترته الجلدية.... فأسرعت ليز لتنزعها بدورها.... كانت على وشك أن تقابل والدته للمرة الثانية, و لم تشأ أن تضع بينهما حواجز دفاعية.
ـ أتريدين أن تنزعى وشاحك قبل أن ندخل؟
كيف نسيت وشاحها على شعرها؟
جلس كول يتأملها و هى تحل الغطاء الواقي عن شعرها, و تدسه تحت ياقة سترتها تاركة طرفيه متدليين من الجهتين. ثم أخذت من حقيبة يدها فرشاة للشعر, و سرحت شعرها الذى بعثره الهواء.
التفتت نحوه و سألته: "ما رأيك؟"

زهرة منسية 23-12-13 03:45 PM

رد: 351 - وجهاً لوجه - أيما دارسي
 
لم تكن عيناه الزرقاوان باردتان بل بدتا متوهجتين و هما تتأملان وجهها و شعرها فتضرج خداها خجلاً, و هى تسمعه يقول لها بنبرة هادئة: "إنك جميلة و مشرقة!"
و أسرع ينزل من السيارة و يتوجه نحو بابها ليفتحه لها, من دون أن يترك لها الفرصة لتفك حزام الأمان.
و إذ حررت رجليها من السيارة و وضعتهما على الأرض, مد لها يده ليرفعها من مكانها... فلبت دعوته من دون تردد, إلا أن قبضته أرسلت شحنات كهربائية على طول ذراعها..... و عندما أوقفها على رجليها وجدت نفسها على مقربة منه, فأحست به ضخم الجثة.
داعبت أنفها رائحة الجلد الممزوجة برائحة عطره... و تنبهت إلى أن كتفيها بدتا صغيرتان جداً مقارنة بكتفيه العريضتين.... مما أثار فيها احساساً بهشاشة عودها...إحساس أدهشها بعض الشئ, لأنها لم تشعر يوما بالارتباك من وجودها فى حضور رجل, و على مقربة منه...و هذا الرجل هو رب عملها الذى ألفت وجوده قربها.
رفعت ليز رأسها بفظاظة و كأن انتقاده لها أصابها فى الصميم و نظرت والشرر يتطاير من عينيها الخضراوين و قالت: "أكره أن أكون صغيرة."
قطب حاجبيه ساخراً: "تصحيح....رقيقة العود."
ـ مذهل...أشعر و كأنني قابلة للكسر.
ـ المرأة الحديدية؟
كانت عيناه متلألئتين...فأخذت ليز نفساً عميقاً و ابتسمت له ساخرة و قالت:
ـ آسفة....مسست وتراً حساساً...خلافاً لك. كنت أقف خلف الباب حينما أنعم الله عليك بالطول.
ابتسم كول ابتسامة عريضة:
ـ و لكنك لم تقفى خلف الباب, حين أنعم الله عليك بسرعة البديهة, التى ستحتاجين حتماً إليها, لتتعاون والدتى معك خلال الرحلة.
و ما أن أنهى كلامه حتى تقدم نحو الباب الأمامي للقصر الزهرى فلحقت به ليز و هى تتمنى فى سرها لو أن الله أنعم عليها بطول القامة على غرار شقيقاتها لتشعر بأنهما متلائمان, من الناحية البدنية... فاستعماله لعبارة (صغيرة الحجم) أوهى إليها بانخفاض أسهمها فى سوق الفتنة.
عند ووصولهما إلى الشرفة فى الدور الأرضي, فُتح الباب الأمامي و صرخت نانسي بيرسون بنبرة تدل على الارتياح المفعم بالأسي: "أخيراً!"
نظر كول إلى ساعته: "لم تتجاوز الحادية عشر يا أمى."
ـ أعلم ذلك يا عزيزى...و لكننى أعد الدقائق منذ وصول تارا...لِمَ لم تعلمنى.....
ـ تارا!
و تصلبت قسمات وجهه فى الحال...
ـ ما الذى تفعله هنا بحق الله؟
بدا الارتباك واضحاً على وجه نانسي: "قالت..."
ـ لِمَ سمحت لها بالدخول؟
أجابته و يداها ترتعشان من شدة الارتباك: "ولكنها زوجتك!"
ـ إنها مسألة وقتية....أسبوع واحد و تنتهى المسألة.
تأففت والدته بنفاد صبر:
ـ لكنها حاولت أن تفهمنى أنكما اتفقتما على أن تلتقيا هنا.
ـ هذا غير صحيح يا أمى... وقعت ضحية ألاعيبها!
أسرعت ترد عليه بنبرة حاسمة:
ـ يسرنى أنك أدركت أخيراً براعة تارا فى ذلك يا كول.
بدا واضحاً أن نانسي لا تكن المودة للمراة التى أبنها .
ـ حضرت الشاى فى القاعة الزجاجية...إنها تنتظرك هناك...و تتصرف بحرية مطلقة وكأنها فى منزلها و لها كل الحق فى ذلك .
منتديات ليلاس
علق ساخراً: "يا له من مشهد فريد من نوعه!"
ـ حسناً....لا أظن أن مهمة إبعاد هذه المرأة من حياتك تقع على عاتقى...عليك أن تتولى الأمر بنفسك أن كنت مصمماً عليه.
ـ هل جعلتك تارا تشكين فى ذلك؟
تأففت الوالدة ثانية :
ـ من أين لى أن أدرك حقيقة مشارعك يا كول؟ فأنت لا تتحدث عن الأمر أبداً....جل ما اعرفه هو أنك تعلقت بهذه المرأة.
ـ محال !
ـ من الأفضل أن تذهب و تقنعها بذلك لأنها تخال نفسها قادرة على أن تلوح لك بإصبعها لكى....
ـ إنه مجرد أدعاء يا أمى!
ورمى ليز بنظرة حادة و أضاف:
ـ أظنك سمعت بأن ضيفة غير متوقعة ستشاركنا شاى الصباح.
أسرعت نانسي تقول و هى تنظر إليها بعينين قلقتين:
ـ سأصطحب ليز معى إلى الطابق العلوى...آسفة يا عزيزى, لم يكن ذلك فى الحسبان....
قاطعها كول قائلاً:
ـ لهذا السبب بالذات, لا أجد من داعٍ لأن تلوذي بالفرار مع ليز...و لن أرضى بأن تتوارى عن الأنظار و كأنك شخص لا شأن له, إكراماً لعينى زوجتى السابقة التى قررت أن تفاجئنا بزيارتها.
بدت نانسي مصعوقة: "لم أقصد...."
أسرعت ليز تناشدها قائلة:
ـ أنها مسألة لياقة يا كول....لا مانع عندى من أن أدعكما لوحدكما.
ـ فتحقق تارا مرادها؟ لن نبدل خططنا اكراماً لها...
و تحولت كبرياؤه الطاغية إلى أوامر باردة:
ـ أمى...أريدك أن تعودى إلى الغرفة الزجاجية....ليز, أريدك أن ترافقيها و كأن شيئاً لم يكن, و سنشرب معاً شاى الصباح الذى أُعد على شرفنا.
و أومأ لها لتتقدم و على وجهه تصميم لا يتزعزع...نظرت ليز حائرة إلى والدته التى كان من المفترض بها أن تزرع اليوم البهجة في قلبها...فلاحظت أن القلق زال عن وجهها...فى الواقع’ بدت فى عينيها إمارات الاعتداد بالنفس و هى تلوح لـ ليز لتدخل إلى المنزل:
ـ أرجو أن تعذرينى لأننى لم أرحب بك كما يجب.
و ابتسمت لها ابتسامة اعتذار و أضافت: "شوشت هذه المشكلة أفكارى."
ـ أنني أقدر موقفك تماماً.
قررت أن تنفذ أوامر كول بحذافيرها, و تتصرف و كأن شيئاً لم يكن, فابتسمت و قالت لها:
ـ أحببت منزلك كثيراً يا نانسي....
ـ لطف منك أن تقولى ذلك.
و أشرق وجهها فرحاً و هى تلف ذراعها حول ليز و تقودها إلى بهو فسيح رصفت أرضه ببلاط فسيفسائى مزخرف بالصدف و المرجان:
ـ اخترت كل شئ بنفسى , حتى بلاط الأرض.
ـ إنه جميل !
قالت ليز ذلك بإعجاب صادق, محاولة أن تحول انتباهها عن كول الذى أقفل الباب خلفهم ليزجهم فى موقف محفوف بالتوتر و الصدمات, بعد أن قررت تارا سارفيل المجئ من دون سابق إنذار, و فى نيتها الحصول على شئ من كول...شئ لم يكن هذا الأخير مستعداً لأن يمنحها إياه.
واصلت نانسي حديثها عن المنزل و هى تقودها فى أرجائه, مستمتعة بإخبارها قصصاً عن مقتنياته المختلفة, و كأنها لا تريد الاسراع فى العودة إلى ضيفتها غير المتوقعة...و خطر لليز بأن نانسي تجد نوعاً من اللذة فى جعل تارا تنتظر...
لم يحث كول والدته على الاستعجال, إلا أن ليز أحست بنفاد صبره من الموقف الذى عليهم جميعاً من قبل المرأة التى تزوجها...
لابد أنه أحبها فى يوم من الأيام...هل انطفأت شعلة الحب فى قلبيهما أم ساهم حزنهما على موت طفلهما فى أبعادهما عن بعضهما؟
لم يخط على بالها قط أن تتدخل فى حياة رب عملها الشخصية, لأن الأمر لا يعنيها.... ولكن الحديث الذى دار بين الأم و أبنها عند الباب أيقظ فضولها و اصبحت متلهفة لرؤية رد فعل كول و تارا سامرفيل عند لقائهما, و لمعرفة أسباب انفصالهما, فضلاً عن حقيقة مشاعر كول للتأكد من أنه تحرر من تأثير زوجته عليه حقاً.
هل كانت كبرياؤه الغاضبة تخفى نوعاً من الاستسلام أمام قدرة زوجته على التلاعب بمشاعره؟
هل كان يستخدم ليز و والدته كدرع يحول دون انهيار دفاعاته كلها, و إن تواجد معها على انفراد؟
مع اقترابهم من الغرفة الزجاجية أخذ صوت نانسي التى لم تتوقف عن الثرثرة يرتجف, فيما أدى التوتر المنبعث من كول إلى تعقيد الأمور....
فحبست ليز أنفاسها و قد أنبأها حدسها بأن شيئاً سيئاً....سيئاً جداً سيحدث...



زهرة منسية 23-12-13 03:47 PM

رد: 351 - وجهاً لوجه - أيما دارسي
 

7– كلمات تشعل ناراً




لمحت ليز على الخلفية الرائعة التى شكلتها نباتات غريبة متنوعة, زرعت فيها زهور منتديات ليلاس بخور مريم المزهرة...إنها خلفية جميلة لمجموعة من المقاعد الخشبية التى فرشت عليها وسادات زاهية الألوان.
و ما أن وطأة قدمها أرض الغرفة الزجاجية حتى لفت انتباهها المرأة الجالسة عند طرف الطاولة المستطيلة.
ـ عزيزى كول....
منتديات ليلاس
كانت تارا ترتدى سترة جلدية سوداء ضيقة, تبرز معالم جسدها, و تعد أزراراها المفتوحة بمعظمها برؤية مفاتن مثيرة, إن فُتح زر آخر يعد... و يتدلى حول خصرها حزام أسود مرقط بالأبيض, فيما عقدت عند أسفل عنقها الطويل وشاحاً صغيراً أبيض و أسود.
أما شعرها الغزير الأشقر فتركته يتدلى بشكل مبعثر على كتفيها بينما كانت عيناها الكهرمانيتان المكحلتان بشكل متقن تومضان بتحدٍ استفزازي, و هما مسلطتان على الرجل الذى اتخذته هدفاً لهما.
لم تتكبد عناء الالتفات نحو ليز أو نانسي بيرسون لإلقاء التحية عليهما, رافضة أن تبعد نظرها عن كول و كأنها توجه له دعوة صريحة.
ـ يسرني أنك نهضت من مكانك تارا.
قال لها كول ذلك بازدراء جلى.
ـ أحملى حقيبة يدك, و تابعى سيرك نحو الباب و غادرى هذا المنزل.

منتديات ليلاس

زهرة منسية 23-12-13 03:49 PM

رد: 351 - وجهاً لوجه - أيما دارسي
 


ـ كم أنت وقح يا عزيزي, لا سيما و أنني لبيت دعوة والدتك للبقاء.
ورسمت على ثغرها ابتسامة اشبه بابتسامة الهرة, ثم توقفت قرب أحد المقاعد, و تمسكت بظهره, متخذة موقفاً دفاعياً للحؤول دون طردها.
أجابها كول بقساوة: "كذبت عليها...."
ـ فعلت ذلك كى لا أجرح كبرياءك يا كول...و لكننى أتيت إلى هنا من أجلك... فلِمَ لا تعترف بأن هذه الكبرياء...
وهزت وركيها و أدلت شفتيها بشكل مثير و أضافت:
ـ هى ضجيج بارد...بارد جداً....
قال لها مقاطعاً كلامها:
ـ لا تضيعي وقتك سدياً يا تارا...أنصحك بأن تحذي حذوي و تمضي قدماً فى حياتك.
ـ و لـِمَ لم أسمع همساً حول هذا الموضوع؟
كانت نبرتها ساخرة و كلها ثقة فى قدرتها على التأثير عليه.
ـ لم أعد أختلط بأشخاص من محيطك الاجتماعى.
ـ و لكنك محور أحاديث الناس... و لابد أن يتناقلوا اخبارك..إن كنت تعيش فعلاً مغامرة جديدة جديدة.
ـ أفضل الحفاظ على سرية حياتى الخاصة.
تنبهت ليز إلى أنه يحاول التملص من الرد...فبعد انفصاله عن زوجته, لم تظهر عليه أى اشارات تدل على ارتباطه بامرأة أخرى, على الأقل أمام سكرتيرته الخاصة..
قالت له تارا بنبرة ساخرة: "لا تقل لىّ إنك تريد تكتم الأمر."
ـ لا أظن أن النساء جميعهن يرغبن مثلك بتسليط الأضواء عليهن.
كانت نبرة صوته تدل على احتقاره لها:
ـ و بما أنى لن ألعب دور شريك بعد اليوم, أنصحك بأن تجدى رجلاً يحب اللهو لتعبثي معه...لن يجنى شيئاً من بقائك هن.
ضاقت عيناها و بدت إمارات الهزيمة على وجهها...فالتفتت نحو ليز للمرة الأولي و راحت تقيمها من رأسها إلى أخمص قدميها و تتمعن فى كل شبر فيها من دون أن تغفل عن ذراع نانسي المحيطة بها.
و إذ بها من دون سابق إنذار, تنفث سمومها فى وجه والدة كول قائلة:
ـ لم تحبيني يوماً, أليس كذلك يا نانسي؟
أحست ليز بتوتر المرأة العجوز أمام هذا الهجوم المباشر, غير أنها لم تكن تفتقر إلى القدرة على المجابهة, فأجابتها بنبرة هادئة و صارمة فى آن معاً:
ـ من الصعب على أن أحب امرأة أنانية مثلك يا تارا.
رمتها تارا بابتسامة فظ و قالت:
ـ اراهن على أنك كنت تبحثين له عن مراهقة ليلعب دور الوصى عليها منذ رحيلى.
و انتقلت عيناها اللتان كانت تومضان بالشر نحو ليز و أضافت: "من هذه؟ و ما هذه؟"
ـجابها كول بتهذيب مطلق: "جاءت ليز برفقتى...و لا علاقة لك أبداً بوجودها هنا...و أظن أن موعد رحيلك قد فات منذ بعض الوقت."
ـ أهذه هى التى أخترتها يا كول؟
ورفعت حاجبيها ساخرة: "بدلاً منى؟"
كان الهدف من المقارنة إذلالها إلا إن كلماتها لم تجرحها فى العمل...صحيح أن ليز كانت واثقة كل الثقة من عدم قدرتها على منافستها على الصعيد الشكل الخارجى, لأنها لا تملك المؤهلات الأنثوية التى تتمتع بها تارا, و لكنها تتفوق عليها بطبعها الرائع و شخصيتها الجذابة...إنهما صفتان تفتقر إليهما زوجة كول افتقاراً تاماً...
وحده رد كول على كلامها جحها فى الصميم:
ـ بحق الله! ليز سكرتيرتى الخاصة منذ أكثر من ثلاث سنوات...و لطالما مررت بها فى طريقك إلى مكتبي...مع أنني لا أخالك تكبدت عناء النظر إليها قط...
كانت كلماته القاسية خير دليل على أنها ستبقى سكرتيرته الخاصة, و لن تحتل يوماً مكانة أخرى فى حياته...ليت كلماته تلك لم تؤثر فيها! و لكنها أثرت فيها أثرت فيها أشد التأثير...
صرخت تارا غير مصدقة: "الفتاة ذات البنية الصغيرة!!"
منتديات ليلاس
و أرجعت رأسها إلى الخلف لتنفجر بعدها ضاحكة....
تقلصت معدة ليز و أدركت غريزياً أن تارا سامر فيل لن تكتفى بهذا الحد...فتلك الضحكة الهستيرية تنذر بسوء النية.
ومضت عيناها الكهرمانيتان بخبث و قالت:
ـ من حسن حظك أنه اختارك سكرتيرة خاصة له! فاستغليت الفرصة و حسنت شكلكـ ووضعت نفسك تحت تصرفه...و ها أنت اليوم تحاولين أن تكسبي ود والداته, مؤدية أمامها دور الفتاة المثالية التى تجيد كل شئ...
أحست بنيران الغضب تستعر فى أحشائها و تعزلها عن كل ما يحيط بها, إلا عن زعيق كول و ما تأتى عنه من عواقب...
إذ التقطت تارا حقيبة يدها و علقت الحمالة فى كتفها ثم راجت تتبختر أمام كول و هى تتهيأ لألقاء قنبلتها الأخيرة:
ـ لقد تمكنت من النيل منك, و أجادت اللعب على أوتارك الحساسة...و لكننى أراهن أنها لا تضاهيني براعة فى السرير...فكر فى الأمر يا عزيزي...لم يفت الأوان بعد لتغير رأيك...
و غادرا الغرفة الزجاجية معاً...مشت تارا فى المقدمة بعد أن سببت أكبر قدر ممكن من الأضرار, فيما لحق بها كول للتأكد من رحيلها, و التحدث معها على انفراد قبل انصرافها, بعد أن شد على كتف ليز معبراً بصمت عن تقديره لقدرتها على الاحتمال.
احسست ليز بالغثيان من شدة الاحراج فلم تقوي على التفوه بكلمة.... والأسوأ من ذلك كله هو أن تارا كانت تردد على مسامعهم خطة ديانا المحكمة لاصطياد رب العمل...


زهرة منسية 23-12-13 03:53 PM

رد: 351 - وجهاً لوجه - أيما دارسي
 

صحيح أن ليز لم تضع هذا الهدف نصب عينيها حين وافقت على المضي فى خطة شقيقاتها, لتغيير شكلها الخارجى, إلا أن اتهامات تارا أثارت إحساسها بالخجل من المشاعر التى خالجتها طوال الأسبوع الماضى, ورغبتها المتزايدة فى لفت انتباه كول إليها...
وكم كان ارتياحها عظيماً حين انتقلت نانسي فى الحال للعب دور المضيفة, فقادت ليز إلى الطاولة و خرقت الصمت المربك الذى خيم عليهما بسيل من الكلمات :
ـ اعتادت تارا أن تثير المتاعب كلما عجزت عن تحقيق مبتغاها...لا أريدك أن تتأثري بكلامها, فهي إنسانة حقود...أجلسي و استرخي قليلاً, فيما أعد أبريقاً من الشاي الساخن...يمكنك تناول فطيرة محشوة بمربى الفريز و القشدة...إنه طبق كول المفضل...و أنا أعد له جانبه شاي ديفونشيز المميز...
جلست ليز على المقعد و نظراتها الشاردة تجول على مجموعة متنوعة من الفطائر الدانمركية الصغيرة, المحشوة بالفاكهة...مشمش تفاح و دراق... فضلاً عن الكعك الموضوع إلى جانب أطباق المربى و القشدة....إلا أنها لم تشعر بشهية إلى الطعام وخشيت أن تختنق إن وضعت لقمة واحدة فى فمها... وشغلت نانسي نفسها بتحضير الشاي, من دون أن يبدو عليها الانزعاج من فكرة تورط أبنها فى علاقة مع ليز....
لم تتحمل ليز أن تخالها نانسي عشيقة أبنها, لأن ذلك يجعلها فى نظرها إنسانة خسيسة ذى وجهين, تخفى علاقتها الحميمة بابنها و تدعى الحشمة فى تصرفاتها...فأسرعت تقول لها, و هى مصممة على توضيح كل غموض قد يلف علاقتهما.
ـ ليست على علاقة بـ كول...
رفعت نانسي عينيها نحوها و قد فاجأها تصريحها القاطع...كانت عيناها الزرقاوان صريحتين و مفعمتين بثقة مطلقة و هى تجيبها قائلة:
ـ لا أشك فى ذلك أبداً يا عزيزتى...سألت كول عنك, قبل أن ألتقى بك...و أكدت أجوبته لىّ...
أخذت نفساً عميقاً و استطردت تقول: "أنه لا يرى فيك إلا كفاءتك."
أحست ليز بالحمرة تحقر خديها.. فعلى الرغم من أنها كانت تعرف حق المعرفة بأن كول لم ينظر إليها كامرأة قط, فد باتت هذه الحقيقة قاطعة.
صحيح أن نظرته إليها اختلفت الأسبوع الماضى, و لكن ذلك لا يعنى أن امنية ديانا قد تتحقق.
لم تشأ أيضاً أن تترك تأويل تارا للتغير الجذري فى شكلها الخارجى مفحماً, فقالت لها:
ـ و لا أسعى لإيقاعه فى شباكي أيضاً...تنهدت نانسي من جديد, و رمتها بابتسامة حزينة:
ـ ليتك تفعلين يا عزيزتى...لكننى أعلم جيداً أن ذلك يتنافى مع طبيعتك.
تناست ليز اضطرابها لبعض الوقت: "أتتمنين لو أنني...؟"
ـ لا يجدر بى أن أقول ذلك.
و كشفت تكشيرة نانسي عن الخوف المسيطر عليها أيضاً:
ـ لكننى أظنه لا يزال يحبها....فكلاهما صحيح....و لا ينبغي إخفاء شئ عنك أيضاً...لم يعرف كول امرأة سواها منذ انفصالهما....وكأنه أختار أن ينغلق على نفسه و ينعزل عن الناس.
هزت ليز رأسها بالموافقة...فهل من أحد يعرف الرجل الحديدي المحظر الاقتراب منه, أكثر منها؟
تابعت نانسي ثرثرتها, محاولة أن تنفس عن قلقها:
ـ إن عقدت تارا العزم على أن ترمى له الشباك من جديد...
و هزت رأسها و أضافت:
ـ آمل أن يتحلي كول بنفاد البصيرة لينجز معاملات الطلاق و يتخلص منها.
لم تنبس ليز بنبت شفة وقد وجدت أنه من الغير اللائق أن تعلق على حياة كول الخاصة, خاصة و إن الأمر لا يعينها بتاتاً...
لكن ما هى حقيقة مشاعر كول تجاه زوجته؟ لم تكن تملك أدني فكرة فالكلام الذى تفوهت به نانسي أكد لها أن زواجه ترك فيه ندوباً عميقة.... هل حركت المواجهة الجسدية مع زوجته الجروح الدفينة؟ فهو لم يرجع بعد إلى المنزل....لعلهما يتحدثان معاً, أو يتجادلان كما يتجادل الزوجان عادة, حين لا يرغبان بالانفصال حقاً...
فكل جدال مهما بلغت قساوته....يعد بمثابة خطوة نحو التفاهم.....
و كول الآن بمفرده بعيداً عن الأعين الفضولية...ماذا لو دست تارا ذراعيها حوله و ألحت عليه, بطرقها الخاصة, ليسترجعا علاقتهما الحميمة؟
أحست ليز فجأة بالإحباط. فمنذ أسبوع واحد فقط استطاعت أن تلفت انتباهه إليها... بعد أن أدرك أن لقب (فتاة البنية الصغيرة) لم يعد مناسباً لها...فأثار ذلك انزعاجه أو ربما فضوله, لأنه لم يكف عن طرح الأسئلة حول براندن.
أما الانجذاب المفاجئ الذى أوهمتها به مخيلتها فهو ثمرة طوقها الشديد لذلك...يا لغبائها!
كيف يعقل أن يُفتتن رجل مثله....وسيم و ثرى...بفتاة مثلها, فى حين أن أمثال تارا سامر فيل يهرعن للارتماء تحت قدميه, و بإشارة واحدة من إصبعه؟

منتديات ليلاس
لابد أنها فقدت صوابها, لتنقاد وراء أوهام ديانا...أو لعلها كانت تحتاج إلى أن تشعر بنفسها مرغوبة بعد هجرها براندن.
صرخت نانسي صرخة ارتياح: "ها هو كول مع الحرفي!"
ايقظت هذه الملاحظة ليز من أحلامها الكئيبة, فاستدارت نحو حوض السباحة, حيث كان كول واقفاً مع الرجل الآخر, يدله على السطح المرصوف, و يقوده نحوه.
ـ أظنه وصل بينما كان كول يرافق تارا إلى الخارج...و دخلا معاً منتديات ليلاس من الباب الخلفي.
تابعت نانسي ثرثرتها, و البهجة بادية على وجهها و قد أدركت أن ولدها لم يتأخر فى العودة لأنه وقع ضحية إغواء زوجته السابقة...
ـ فى مطلق الأحوال كان الموعد فى الحادية عشر...يا لها من صدفة سعيدة!
صحيح أن ذلك لا يؤكد بقاء كول على موقفه الرافض للعودة إليها, لكنه يدل على أن الفرصة لم تسنح لزوجته لإقناعه...ووجدت ليز نفسها تتمنى ألا تكون تارا قد نجحت فى تحقيق أى مآربها, وليس بسبب وصول الحرفى, و مقاطعته لهما فحسب...لم تحب نانسي تلك المرأة يوماً و لم تجد ليز سبباً واحداً يجعلها تحبها....و لكن الرغبة الجنسية غالباً ما تعمى الرجل عن الأمور الأخرى كلها...
حملت نانسي إبريق الشاي الخزفي و وضعته أمامها على الطاولة ثم قالت لها, و على ثغرها ابتسامة رضي:
ـ يمكننا أن نشرب الآن شاي الصباح و نستمتع به.
جلست نانسي على الكرسي المقابل لـ ليز و راحت تتأملها بفضول:
ـ اعذريني على تطفلي يا عزيزتى....و لكن هل غيرت شكلك الخارجي هذا الأسبوع؟
ـ خلال الإجازة !
لم تنزعج ليز من سؤالها, و فضلت الإجابة عليها بصراحة, لأن كول سيفعل عاجلاً أم آجلاً
ـ اتفقت شقيقاتي علىّ, و نعتنني بالمرأة الرتيب, ثم استعملن عصا سرية و حولنني إلى سندريلا!
ـ مهما كان ما فعلته, أرى أنك جميلة جداً.
ـ شكراَ منتديات ليلاس
صبت نانسي الشاي:
ـ عدت نهار الاثنين إلى المكتب فى حلة جديدة.
قالت لها ذلك و هى تبتسم مشجعة.
ـ أجل.
ـ هل لاحظ كول الفرق؟
ابتسمت ليز باستهزاء: "لم يرق له الأمر."
ـ ألم يعجبه شكلك الخارجى؟
ـ أظنه لم يحبذ فكرة أن أبدو مختلفة فى عينيه...و لكنه سيعتاد حتماً.
ـ سكر أو حليب؟
هزت ليز رأسها بالنفى: "لا شكراً."
ـ خذي كعكة يا عزيزتي.
أخذت ليز كعكة بدافع المجاملة على الرغم من أن توترها تلاشي, و استعادت هدوئها و باتت قادرة على ابتلاع الطعام.
احست بالارتياح شديد لأن نانسي تفهمت موقفها...إذ كانت تخشي أن تسافرا معاً و هي تظن بها السوء.
ـ ها قد جاء كول ليشرب الشاي.
أعلنت نانسي ذلك بفرح كبير فالتفتت ليز إلى الخلف لتري رب عملها يتوجه إلى الغرفة الزجاجية, تاركاً الحرفي يقيس السطح المرصوف و يحسب كلفة العمل.
علت الحمرة خديها, فحاولت أن تركز اهتمامها على الكعكة...وخطر لها أن تضع الطعام فى فمها و تتظاهر بالأكل, فلا يوجه الكلام إلا لوالدته...
صحيح أنه تكتيك ينم عن الجبن, إلا أنها لم تكن مستعدة لتحمل نظراته الثاقبة, و أسئلته الكثيرة...لكن الأمر لا يعنيها مطلقاً.... فما سبب هذه المشاعر العنيفة؟ لا تعرف أبداً...و لا يهمها أن تعرف... جل ما كانت تتمناه ألا يقحمها فى موضوع تارا....
سمعت الباب الزجاجي ينفتح خلفها فأحست بنوع من الذبذبات الكهربائية تتردد فى الأجواء... وراحت يداها ترتعشان و لم تعد قادرة على رفع الكعكة إلى فمها.
حملقت فى طبقها غاضبة, كارهة قوة تأثيره عليها...هذا ليس عدلاً...فهى لم تفعل شيئاً.
ـ ليز !
صرت على أسنانها...لا يحق له أن يجرحها أو يرغمها على الانصياع لأوامره وهما خارج المكتب...إنه يوم إجازاتها, و أتت تقضيه برفقة والداته بناء على طلبها, و ليس بصفتها سكرتيرته الخاصة.
سألها بنبرة مشوبة بالقلق: "هل أنت بخير؟"
رفعت أسها لتواجه باعتداد بالنفس...كانت تعابير وجهه تنم عن عزم ثابت و عيناه المسلطتان عليها تبحثان عن آثار ما حصل...
ارتجف ذقنها بتحد و قالت له: "لا أجد سبباً لا يجعلني أكون بخير؟"
هز رأسه ببطء:
ـ لم أتوقع أن توجه تارا ضربة غير مباشرة...و يؤسفني أنك كنت الهدف يا ليز.
ـ إن لم تحقق الضربة ضرراً, لا تعد ناجحة....و أنا أكدت لوالدتك أن ادعاءاتها غير صحيحة.
نظر إلى والداته بحدة: "لا أظنك صدقت كلام تلك الساقطة يا أمى!"
ـ كلا يا حبيبي... و قلت ذلك لـ ليز.
ـ صحيح ! لم يتعرض أحد للأذى!
قال ذلك و الارتياح بادٍ على وجهه: "على أن أعود لأتأكد من أن ذلك الرجل يعرف جيداً ما يفعله !"
سألته نانسي: "ماذا عن الشاي؟"
ـ سأشربه لاحقاً !
و خرج من الغرفة مقفلاً الباب خلفه, و قد بدا جلياً أن المشكلة التى افتعلتها تارا سامر فيل قد طويت...و لن تحاول ليز أن تفتح الموضوع ثانية أبداً.
تنبهت إلى أن يديها مشدودتان فى حجرها, فأسرعت ترخيهما لتأكل الكعكة المحشوة بمربي الفريز و القشدة...عليها ان تأكلها لتثبت للجميع أنها بخير.
ـ ألا تجدين ذلك لطيفاً؟
و ابتسمت لها نانسي بابتهاج, فيما كانت ترفع الكعكة من الطبق....
فنظرة إلى والدة كول بانشداه, و هى لا تعي ما الذي قصدته بكلامها.
ـ إنه يكترث لأمرك يا عزيزتي.
و ابتسمت لها ابتسامة عطوفة للتأكيد على كلامها....
كانت ليز على شفير الانهيار فلم تشأ أن تجادلها....و تمنت أن يطرد كول من رأسه الفكرة التى زرعتها تارا فيه, عن سكرتيرته الخاصة, التى تسعى جاهدة للوصول إلى سريره بدلاً من إنجاز الأعمال الموكلة إليها.
نهاية الفصل السابع

قراءة ممتعة

:8_4_134::8_4_134::8_4_134:



حياة12 24-12-13 10:01 AM

رد: 351 - وجهاً لوجه - أيما دارسي
 
وااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااو فصلين خراااااااااااااااااااااااافة
حبيــــــــــــــــــــتهم جدااااااااااااااا جداااااااااااااااااااااااا تسلم ايديكي يا مذهلة

ههههههههههههه حبيت حوارهم و هما في العربية و هو بيقارنها بالمحرك :lol:
فضحتنا يا جدع ههههههههههههههههههههه
و بعدين الاخت ليز معترضة عشان "صغيرة البنية"!!
اومال انا اصحابي كرهوني في نفسي ليه و كل شوية المرأة القصيرة اكثر انوثة و مرة تانية مش عارفة المرأة القصيرة بتشعر بايه على عكس زرافات المجتمع :V8Q04529:

يا ليز يا حبيبتي لازم تبقي باكينام وتكوني ماسكة في نفسك هههههههههههه

و انا كمان ماسكة في نفسي :peace:

و بعدين ايه ده" كانت واقفة خلف الباب لما ربنا انعم عليه بالطول؟!!" :16b7cc96d03b28d9aeb
ههههههههههههههههه هما عندهم الحاجات دي كمان :lol:

و طبعا نانسي لازم تحب ليز شخصيتها مناسبة ليها كده ... على فكرة حبيت نانسي جدااااااااااا يا سلام لو كل الحماوات زيها كده :))))

اما بقه تارا التيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــتت دي فانا اتمنى انها ترتبط بمارك اللي في رواية ابواب الجحيم
سووووووووووووووووووووووووووووووووبر حقيرة ايه ده يخربيتها!! :8Pp04714:
دي متعرفش ايه بي سي احترم جررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررر :888ffde:
دي لازم تتعدم ضريا بالرصاص و فوووووووووووووووووووووووورا http://www.sherv.net/cm/emoticons/gu...achine-gun.gif

ليز صعبت عليا جدااااااا جدااااااا كانت في موقف لا تحسد عليه لا و التيت دي كمان داست على الجرح
بس سعيدة ان ناسي كانت لطيفة و تفاهمت معاها و عرفت اللي حصل

و يووووووووووووووووبي كول مهتم انا كمان مع نانسي كول شكله كان خايف عليها

في انتظار الفلين الجداد على نااااااااااااااااااااار :dancingmonkeyff8:
و ميرسي كتيــــــــــــــــــــــــــــر جداااااااااااااا جداااااااااااااااااااا على المجهود الخرااااااااااافي ده ربنا يعينك و ييسر لك كل امورك يااارب
موووووووووووووووووووووووووووووووووواه يا رائعة

زهرة منسية 24-12-13 03:11 PM

رد: 351 - وجهاً لوجه - أيما دارسي
 
يا فتريه يا أيسووو عايزه مارك الجحيم يرتبط بتارا
ده عقاب لينا احنا يا جباره هههههههههههه

تم الإرسال من جهازي GT-S6802 بواسطة تاباتوك 2

حياة12 25-12-13 08:09 AM

رد: 351 - وجهاً لوجه - أيما دارسي
 
هههههههههههههههههههههههههههههههه
لا مش عقاب لينا و لا حاجة و بعدين ماحنا مش حنشوف وشهم بقه يتصرفوا هما مع بعض :mo2:

على فكرة رمزيتك رووووووووووووعة اختيار ممتااااااااااااز :55: :55:

fadi azar 28-12-13 12:31 PM

رد: 351 - وجهاً لوجه - أيما دارسي
 
مشكورة على الترجمة الرائعة

Rehana 06-01-14 07:51 AM

رد: 351 - وجهاً لوجه - أيما دارسي
 
تغلق الرواية حسب طلب الكاتبة لظروفها الخاصة

زهرة منسية 04-03-14 06:56 PM

رد: 351 - وجهاً لوجه - أيما دارسي
 
شكراً ريحانتى على إعادة فتح الرواية

و بعتذر لمتابعين الرواية على التأخير

زهرة منسية 04-03-14 07:10 PM

رد: 351 - وجهاً لوجه - أيما دارسي
 
[/CENTER]
8– مــقـاومـة يـائـسـة
[/CENTER]

منتديات ليلاس

[SIZE="5"][/SI

ثارت ثائرة كول إثر الصفعة الأخيرة التى وجهتها له تارا قبل رحيلها...صفعة أيقظت الذكريات الأليمة كلها....وأنتهى الأمر إلى الموافقة على السعر الذى طلبه الحرفى, ليبلط المساحة المحيطة بحوض السباحة, من دون أن يجادله أو يحاول التأكد من أن السعر ليس مرتفعاً....
المهم عنده أن ينجز العمل حرفي مشهور, مهما كانت الكلفة....
فأموال العالم كلها لن تعيد إليه طفله....و لكنها تملك تأثيراً كافياً لتعيد زوجته إلى أحضانه....تلك الزوجة التى لم تتوان عن التبجح برغبتها فى أن تصبح أماً من جديد.
أم.... يا لها من دعابة سخيفة!
أتراها عديمة الاحساس إلى هذا الحد لتظن أن كول سيعيد النظر فى اقتراحها؟
رباه! كأن كول يأبى أن يتواجد فى المنزل عينه مع طفل من لحمه ودمه... فكيف تراه يوافق على أن تكون أمه الطبيعية و تتمتع بحق التأثير على تربيته بطرق سلبية؟
لم يكن ديفيد بالنسبة لها إلا مجرد طفل تتباهي به أمام أصدقائها... فتلبسه أفخر الملابس حين يحلو لها, و تهمله كلياً حين يحتاج إليها....
لم يخلف موته فراغاً فى حياتها...لا بل اغتاظت أشد الغيظ من الفراغ الذى خلفه فى حياة كول.... فضاقت ذرعاً من حزنه عليه, وراحت تتذمر من معاملته الجافة لها باحثة عن رفقة أكثر مرحاً, بعد أن بات مملاً فى نظرها...
هل خيل إليها أنه قد يتناسي ذلك كله لأن علاقتهما الجسدية كانت جيدة فى بداية حياتهما معاً.
لم تتحرك أحاسيسه البتة, حين حاولت إغواءه هذا الصباح. إلا أن نيران الغضب تأججت فى داخله, حيت صورت ليز بأبشع الصور ونعتتها بالمغوية الماكرة, ساخرة من الجهود التى بذلتها لتبدو أكثر فتنة...صحيح أن كلامها صور حقيقة ما حصل, و لكن كول يعرف تمام المعرفة بأن ليز فعلت ذلك لتنتشل نفسها من الكآبة التى أغرقها فيها براندن يوم هجرها... ولا علاقة له بالأمر مطلقاً.

منتديات ليلاس

وحدها كلمات تارا اللاذعة قد تحث ليز على وضع قناع (الفأرة البنية الصغيرة) ثانية.. فهاج غضبه من جديد, و هو يجتاز الفناء عائداً إلى الغرفة الزجاجية بعد أن ودع الحرفي.
أصرت ليز على أنها بخير لكنها أبت أن ترفع نظرها إليه, حين وجه إليها الكلام...فأجابته و الدمعة فى عينيها, و الحمرة تعلو خديها لتنكر إصابتها بأى أذى...إلا أن كول شعر بأن ثقتها بنفسه التى اكتسبتها حديثاً, بدأت تتلاشي...
عليه أن يصلح الأمر...و لكن ما السبيل إلى ذلك؟
لم يجد والدته وليز فى الغرفة الزجاجية فارتأى أن يستغل الفرصة ليفكر فى ترياق يشفيها من سموم تارا .
من المؤكد أن والدته ستعاملها بلطف, و تشغلها بمسألة توضيب حقائب السفر...و لعلها تبالغ فى مجاملتها محاولة أن تزيل عن كاهلها التوتر الذى زرعته ضيفتها غير المتوقعة..
كم كان أحمق حين تزوج نم تلك المرأة! خمسة أيام فقط و يصبح طلاقهما نهائياً..ليت نهار الخميس لا يتأخر فى الوصول!
أعد كول لنفسه إبريقاً من الشاي الساخن, و التهم بعض الكعك, ثم التقط صحيفة الصباح, لعل اخبارها تبعد تارا عن ذهنه...فهي لا تستحق أن تحتل مساحة فيه, كول يأبى أن يمنحها هذا الامتياز...
قرأ كول الأخبار الهامة, و انتقل بعدها حل الكلمات المتقاطعة...
و إذا بوالدته تدخل إلى الغرفة الزجاجية, و هى تجر طاولة صغيرة وضعت عليها طعام الغداء...
كانت ليز تلحق به و عيناها تجولان فى المكان متفاديتين النظر إليه...
ـ وضبنا كل ما يلزمنى للرحلة.
أعلنت والدته بفرح.
ـ هلا أبعدت الجريدة عن الطاولة يا كول؟
سألها و هو يتمنى فى سره أن تساعد هذه الأحاديث الروتينية ليز على الاسترخاء فى وجوده:
ـ اذا لدينا على الغداء؟
ـ لازانيا و سلطة و خبز محمص, و للتحلية إجاص بالكراميل... ولكن علينا أن نسرع قليلاً لأن ليز تريد الذهب للتسوق, و الساعة الآن الواحدة.
سألها: "ما الذى تريد شراءه؟ هل ألحيت عليها يا أمي لتشترى ملابس جديدة تتلاءم مع ذوقك؟"
ـ بعض الأشياء البسيطة فحسب... لم تكن ليز على علم بأمر الحفلة فى فندق ستراند فى رانغون...فالمدعوات يرتدين عادة الأبيض...
ـ لا أعتقد أن الأمر إلزامى...
ـ المسألة تتعلق بروح الاحتفال يا عزيزي.
قطب كول جبينه متسائلاً فى سره عن حجم الخسائر المادية التى ستتكبدها ليز بسبب والدته....
ـ لا نريد أن نتسبب بإفلاس ليز.
رمته والدته بابتسامة بريئة شفافة توحى بالمتاعب:
ـ يمكنك أن تصطحبها للتسوق, لتبدو فى أبهي حلة حيثما ذهبنا.
ـ كلا.
أرعب هذا الاقتراح ليز و توقفت عن توضيب الطاولة لتدلى بتصريح حازم حول هذا الموضوع:
ـ قدمت لىّ هذه الرحلة مجاناً يا كول.
قالت له ذلك بحدة, لتذكره بما فعله من أجلها. زهرة منسية
ـ و أنت يا نانسي...قلت لىّ أننى سأشتري أشياء أستفيد منها لاحقاً.
باتت المواضيع واضحة كل الوضوح...وومضت عيناها تتحدي كل من يحاول تجاوزها....
أحس كول بثقل هذه الحدود طوال فترة الغداء.
يمكنها أن تجامل والدته, من مختلف النواحي, و لكنها تأبي أن تتخطي علاقتها بالرجل الذى استخدمها علاقة العمل...
تفادت النظر إليه, و تجاهلت وجوده كلياً, من دون أن تعامله بفظاظة فبدا جلياً أن كلام تارا ترك تأثيراً بالغاً فيها.
و فى طريق العودة إلى المنزل تقوقعت فى مقعدها محاولة أن تبدو صغيرة قدر الامكان, و يداها مشبوكتان بعصبية فى حجرها...لم تجد الرحلة فى سيارة الماسيراتى ممتعة هذه المرة.
و خيل إليه بإنها تصلى فى سرها لتسرع هذه السيارة أكثر فأكثر و تنتهى رحلتهما معاً و تتخلص منه.
منتديات ليلاس
منتديات ليلاس

هاج غضبه من جديد و ازداد حقده على تارا و تأثيرها المخيف عليها... فاختلاف شكل ليز عن شكل تارا لا يعنى أنها ليست جذابة على طريقتها..
كان كول يجد تسريحتها الجديدة أنيقة, و تبرز معالم وجهها الذى ينبض بحيوية فائقة و يلفت الأنظار إليه.. لا سيما عينيها...عينان خضراوان تومضان بإرادة قوية....
أما قدها الصغير فيضج أنوثة فى هذه الملابس التى كانت ترتديها...
صحيح أن أنوثتها ليست صارخة لكنها بارزة حتماً بما أنها أثرت فيه على مدى أسبوع بكامله.
أراد كول أن يسمعها هذا الكلام, لكنه لم يكن متأكداً من رغبتها بالاستماع إليه يغدق عليها المديح خاصة بعد اتهام تارا الصريح لها بمحاولتها إغوائه...
قالت له فجأة: "أرجو منك أن تنزلنى قرب مركب موزمان التجاري..."
نظر كول إلى ساعته...قاربت الساعة الثالثة....و معظم المحلات التجارية تقفل أبوابها عند الخامسة نهار السبت إلا فى المناطق السياحية....ومركز موزمان التجارى يقع فى حي راقي....
ـ سأنتظرك فى السيارة ريثما تنهى التسوق, ثم أعيدك إلى المنزل.
ـ لا....أرجوك.....!
و سمع فى صوتها نبرة ذعر: "لا أريد أن أؤخرك."
ـ ستتأخرين كثيراً فى العودة إلى المنزل, إن انتظرت وسائل النقل العامة...علاوة على ذلك أظنك قررت التسوق نزولاً عند طلب والدتى فحسب...سأجلس فى أحد المقاهى أشرب القهوة ريثما تنتهين.
ـ لا أريدك أن تفعل يا كول.
قالت له ذلك و التوتر بادٍ عليها...
ـ سأجد نفسى مرغمة على الاستعجال قدر الإمكان.
ـ خذى وقتك كله....
وظهر الاسترخاء على قسمات وجهه
ـ ليس لدى ما أعود من أجله إلى المنزل.
لم ترق له محاولاتها الحثيثة للفرار منه...و تملكته رغبة شديدة فى تحطيم الحواجز التى وضعتها بينهما فأضاف قائلاً: "فى الواقع, أفضل أن أرافقك لأعطيك رأى فى ما ستشترينه"
هد كلامه دفاعاتها كلها, فالتفتت نحوه بعصبية, و لكن نظاراتها الشمسية حجبت عينيها عنه فلم يتمكن من قراءة التعبير الذى بدا فيهما...
ـ لن أسمح لك بأن تشترى لىّ شيئاً
قالت له ذلك باعتداد كبير بالنفس: "ليست مسؤولاً عن..."
ـ نزعة والدتى للتأنق؟
ابتسم لها هازئاً, و قد راق له أن تنفس عن غضبها أمامه:
ـ اوافقك الرأي....و لكننى أحملك مسؤولية التساهل معها...ولا أظنك تحتاجين إلى رفقتى....فالملابس التى ترتدينها تدل على ذوق رفيع...
لابد أن تعزز كلماته هذه ثقتها فى نفسها...فخطر له أن يمضي قدماً فى خطته و قد سيطرة عليه نشوة الانتصار: "تحب المرأة أن تسمع رأى الرجل فى ملابسها...و بما أنني متوفر حالياً, لِمَ لا؟ فذلك أكثر إثارة كم الجلوس لوحدى فى أحد المقاهى."
حبيبتك؟ عشيقتك؟ زوجتك؟
لم تكن تقوى على التفوه بهذه الفرضيىات الاستفزازية...فرأى كول أن يعيد علاقتهما إلى الإطار الذى يريحها و يخفف بالتالى من اضطرابها :
ـ بصفتى رب عملك الذى زجك فى هذا المأزق, من واجبى أن أمنعك من إنفاق الكثير من المال لإرضاء والدتى.
صرخت بنفاد صبر: "ليست مغفلة...قلت إنني سأشترى ملابس أستفيد منها لاحقاً"
ـ لا يمكنك إذن الاعتراض على حرصى على التأكد من ذلك... علاوة على ذلك, يمكنك الاعتماد على لأحمل لك الأكياس.
هزت رأسها بيأس, و غرقت فى الصمت المطبق من جديد...
أحس كول بنيران المقاومة تهيج فى داخلها إلا أن كان مصمماً على المضى فى ذلك و لن يردعه رادع...لأن يدع تارا تهزم ليز هارت أبداً.... و سيجعلها تشعر بالرضي عن نفسها بطريقة أو بأخرى...فأداؤها فى العمل مميز...و ستصبح حتماً أم رائعة.
ابتسم كول ابتسامة عريضة....آن الوقت ليطرد تارا من رأسه’ إلى غير عودة...صحيح أنها خلفت وراءها ندوباً لا تحصى...و لكن ذلك لن يمنعه من متابعة حياته...
ها هو الآن يسعى جهده للقضاء على تأثير هجومها على ليز...إنها الخطوة الأولى فى الاتجاه الصحيح.


ZE]

زهرة منسية 04-03-14 07:18 PM

رد: 351 - وجهاً لوجه - أيما دارسي
 

9– تــســيــر مـــع الــتــيــار

منتديات ليلاس


كان قلب ليز يتخبط بين ضلوعها...لماذا...لماذا...لماذا هذا العناد كله و الاصرار على مرافقتها إلى التسوق, محبطاً جهودها الحثيثة كلها للتخلص من ارتباكها الشديد أمامه؟ ألا يعى أن تدخله فى اختيارها الملابس, و مساعدته لها فى حمل الأكياس, قد تجعل علاقتهما شخصية, و توحى للآخرين بأنهما زوجان؟

أخذت نفساً عميقاً لتهدئ قليلاً من روعها....كان ذهنها فى حالة من الاهتياج الشديد, يسترجع كل كلمة تفوه بها باحثاً عن المفاتيح لحل لغز دوافعه...
أحست بشئ من الارتياح بعد أن تبين لها أنه لم يخطر على باله بأنها كانت تتلاعب به طوال الأسبوع الماضى.
قال لها إن ليس لديه ما يعود من أجله إلى المنزل, و يفضل مرافقتها للتسوق بدلاً من احتساء القهوة بمفرده...و لكن ألا يسأم الرجال عادة من التسوق....غير أن التفكير فى تارا زاد من شعور ليز بالخجل من عرض الملابس أمامه....فمن الصعب جداً أن تنافسها.... وقلما يهمها أن تفعل...
جل ما أردته هو أن يدعها و شأنها لتلملم جراحها بمفردها.
ولكن كول اوقف السيارة و ضغط على الزر ليعيد الغطاء إلى مكانه, و قد بدا مستعداً كل الاستعداد لترك سيارة الماسيراتى فى الشارع و مرافقتها إلى السوق.
منتديات ليلاس
كانت ليز تعلم جيداً أنه صعب المراس, فأن عقد كول بيرسون العزم على القيام بشئ ما, تعجز قوى العالم كلها عن ردعه عن تحقيق مراده.
فما هو مراده اليوم؟ أيريد أن يشغل وقت فراغه بمرافقتها إلى السوق؟ يمكنها أن تقلص حجم مشترياتها لتبلغ الحد المعقول فى نظره.
لعل هذا الحد المعقول هو مفتاح اللغز... قال لها إنه يريد التأكد من عدم إنفاقها المال يميناً و شمالاً, وقد ربط فى ذهنه المسألة برمتها و بإذعانها لرغبات والدته فحسب.
بدأت نوبة الجنون تهدأ فى رأسها, بعد أن أدركت أنها قادرة على التأقلم مع هذا الوضع.
خرج كول من السيارة وتوجه صوبها ليفتح لها الباب , فأسرعت تفك حزام الأمان و تلتقط حقيبة يدها عن الأرض...
فتح لها الباب و مد يدها ليساعدها على النزول, ساداً أمامها أبواب الرفض كلها...و إذا أمسكت ليز بيده, أحست بموجة من الطاقة تغمرها, و تشوش القسم المكافح فى ذهنها....
و لحظن حظها لم يمسك كول بيدها طويلاً, بل أطلق سراحها و هو يشير إلى أعلى الشارع و أسفله سائلا: "أين تريدين الذهاب؟"
تريثت ليز قليلاً فى الرد, لتتمكن من تحديد وجهتها منتديات ليلاس. كانا يقفان مركز موزمان التجاري, الذى يضم عدداً كبيراً من المحلات الراقية... و لكن ميزانيتها لا تسمح لها بشراء ملابس باهظة الثمن, خاصة بعد أن انفقت مبلغاً كبيراً لشراء ملابس جديدة منذ فترة ليست بعيدة و لم تشأ أن تطلب المساعدة من ديانا, لتأمين حاجات الرحلة... إذ كانت تخشى أن تمطرها بوابل من الأسئلة حول رب عملها.... فارتأت فى نهاية المطاف أن تقصد أحد المتاجر الشعبية, آمله أن تجد ما تحتاج إليه.
ـ سنعبر الشارع و نتوجه بعده يميناً.
أمسك كول بيدها ليجتازا معاً الشارع المكتظ بالسيارات, و يقودها بأمان إلى الرصيف المقابل...كان تصرفه هذا نابعاً من لباقته و لكن كل شبر فيها كان يشعر برجولة رب عملها... رجولة نابضة زادت من حدة اضطرابها و هما يمشيان جنباً إلى جنب على الرصيف.
ـ هل تقصدين منتديات ليلاس متجر معيناً؟
سألها ذلك و هو يرمى وجهات المحلات بنظرات خاطفة, خلال مرورهما أمامها.
ـ أجل...إنه على مقربة من هنا.
و أبت أن تلتفت يمينا أو يساراً حتى لا تضعف أمام إغراء ما لا تستطيع أن تدفع ثمنه.
كان فصل الشتاء قد انتصف و الأزياء الربيعية تملأ الواجهات فى كل مكان.
ـ مهلاً!
و قبض على ذراعها ليثنيها عن متابعة سيرها, و أشار إلى سروال أخضر و قميص من نفس اللون معروضين فى إحدى الواجهات.
ـ سيبدوان رائعين عليك يا ليز.
أسرعت ترد علي, وهى تعى أن ثمنهما باهظ حتماً..
ـ هذا ليس مطلبى.
قطب جبينه يتأملها تفلت ذراعها من قبضته و تتابع سيرها: "ما هو مطلبك؟"
ـ أريد قميصاً أو قميصين للسهرة, يتلاءمان مع سروال أسود فضفاض, فضلاً عن بزة بيضاء.
ـ أسود !
ردد ذلك بنبرة مفعمة بالاستهجان:
ـ ستقصدين بلاداً استوائية, حارة ورطبة يا ليز, وعليك أن ترتدى ملابس خفيفة.
ـ و لكن الأسود يتلاءم مع كل الأماكن.
ـ أحب اللون الأخضر عليك.
أجابته بحدة: "قلما يهمنى ما تحبه يا كول...فأنت لن تسافر معنا." وتنفست الصعداء بعد أن تمكنت من إفهامه صراحة, بأن إرضاءه ليس غايتها.
أعلن بلهجة حازمة: "كل ما يروق ليّ, سيروق حتماً لأمي...لذا علينا أن نعود و..."
ردت عليه بإصرار و هى تشير إلى المتجر الذى كانت تقصده:
ـ كلا... سأدخل هذا المتجر.
كانت جدران المتجر مغطاة برفوف خشبية لا تحصى, كدست عليها ملابس مختلفة, تعد بخيار واسع و متنوع. و ما كادت ليز ترفع يدها إلى إحدى الرفوف, حتى قبض كول على ذراعها و جرها إلى الخارج, وهو يصرخ مستنكراً, مقطب الجبين: "متجر ملابس مستعملة؟!"
قالت له غاضبة: "ولكنها من تصميم كبار المصممين...ومعظمها فى حالة جيدة و لم يستعمل إلا مرات قليلة."
ـ لن أسمح لك بارتداء ملابس رمتها امرأة أخرى.
كانت نبرة صوته عنيفة, فلم تستطيع الرد عليه و قد أربكها موقفه العدوانى...و إذا به يمرر يده على خداها مداعباً, و يرفع ذقنها بإصبعه لتقابل عيناها عينيه الزرقاوين الآمرتين:
ـ لن أسمح لك بأن تضعي نفسك فى المرتبة الثانية... فأنت مميزة يا ليز هارت....وصفوة الصفوة...وسترتدين ملابس تتلاءم مع مكانتك...
و تأبط ذراعها و عاد بها إلى الطرف الآخر من الشارع قبل أن تجد ليز الكلمات المناسبة لترد عليه...
أحست بخدها يشتعل من تأثير لمسته, و قلبها يرتعد فى أذنيها... وعجزت عن التفكير بشكل منطقى و جسده يمس جسدها برفق, و هى تحث الخطي بقربه لتتمكن من اللحاق بخطواته الواسعة....
إلا أنها لم تجد مفراً من الكلام: "كول...انفقت مدخراتى كلها لشراء...."
قاطعها قائلاً: "سأدفع ثمن كل ما تريجين شراءه.... اعتبريها علاوة لأفضل سكرتيرة خاصة حظيت بها...."
علاوة...أفضل سكرتيرة خاصة...صفوة الصفوة...
أخذت هذه الكلمات الرنانة تطن فى رأسها....كانت مذهلة... ساحرة... و تذكرت فى تلك اللحظة ما قالته لها والدته: "إنه يهتم لأمرك"
دخلا إلى المتجر الذى مرا به قبل قليل, و قلبها يطير من الفرح...
قال للبائعة و هو يشير إلى الواجهة: "نريد أن نجرب هذه الملابس."
كانت تنبعث منه قوة غريبة حثت المرأة على الإذعان لرغباته فى الحال... فقادت ليز إلى حجرة تغيير الملابس و ناولتها سروالاً و قميصاً من قياسها بلمح البصر.
ـ أريد أن أراها عليك.
ثم تابع بلهجة الآمر: "هات كل ما عندك من ملابس قد تلائمها..."
لم تنزعج ليز يوماً من شراء الملابس المستعملة و لكن تصميم كول على إيفائها حقها أسكرها ووجدت صعوبة فى مقاومته.
منتديات ليلاس
منتديات ليلاس

أحبت ليز البزة الخضراء كثيراً, و شعرت بقلبها يرفرف من الإثارة, وهى ترى نظرات الإعجاب فى عينيه...إنه يجدها مميزة و جذابة فعلاً.
أختار لها بعدها قميصاً أخضر بلا كمين, يا قتها مكورة و معها سروال أبيض مطبع بالاجاص الأخضر, و الفريز و المانغو....سروال من النوع الذى لم تجرؤ يوماً على ارتداءه...
إلا أنه بدا رائعاً عليها, ووقفت تعرضه عليه بمرح...فابتسم لها ابتسامة عريضة رافعاً إبهامه علامة الموافقة...و بادلته الابتسامة بأخرى مفعمة بالبهجة مطلقة العنان لحماستها....
ـ اشترينا بما فيه الكفاية من هنا...سنقصد متجراً آخر لشراء الزي الأبيض.
واصطحبها إلى متجر كارلا زامباتى المجهز بمجموعة متنوعة من أزياء الربيع, ابتكرها أحد أشهر المصممين فى استراليا. فاختار لها بمساعدة البائعة تنورة مطرزة بيضاء ذات كشاكش, و قميصاً ملائمة يزينها حزام جلدى مائل إلى الحمرة, و قرطان هنديان يتدلى منهما خرز و ريش من اللونيين عينهما, فضلاً عن صندل أبيض ذى كعبيين عاليين, لفت شريطيه الطويلين بشكل متصالب على كاحليها.
جاءت النتيجة مذهلة....و لم تصدق ليز عينيها حين رأت صورتها فى المرآة...واٍرعت تخرج من الغرفة بلا ترو...تأملها كول من أخمص رجليها إلى أعلى رأسها, قبل أن ترتاح عيناه قليلاً على كتفيها و قد أنزلت البائعة الياقة قليلاً لتعطى تأثيراً باهراً.
ابتسم لها ابتسامة مثيرة و هو يحدق فى القرطين الغريبين ثم رفع رأسه نحوها, فرأت نيران الشوق تتأجج فى عينيه.
قالت البائعة بحماسة: "أظن أن هذا القميص القطني العسلي المزينة بشرائط تتلاءم مع التنورة أيضاً."
أجابها كول بلهفة: "أجل أيدها أن تجربها أيضاً."
كانت القميص رقيقة ناعمة, التصقت بجسدها, مثيرة اعجاب كول, الذى تفاقمت حاسته فى اختيار ملابس لها على ذوقه, فقال للبائعة مشيراً إلى كومة من الملابس:
ـ أعجبنى ذلك القميص المطبع كجلد النمر.
سألته البائعة مستفهمة:
ـ أتقصد تلك القميص الحريرية ذى الكم المكشكش؟
ـ إنها مثيرة للغاية.
ـ و تتلاءم مع السروال الستان البرونزى, و الحزام البرونزى المزين بشرائط.
بدا واضحاً أن البائعة تحاول استغلال اندفاع كول لشراء المزيد من الملابس لها إلى أقصى حد. فلم تجد ليز مفراً من الاعتراض قائلة: "لا أريد لمزيد من الملابس."
ـ هذه البزة فحسب.
أجابها بمرح و هو يبتسم لها ابتسامة رقيقة:
ـ رايتك تنتعلين حذاء برونزياً الأسبوع الماضي....و القماش المطبع كجلد نمر يليق بك كثيراً...
ألا يستطيع أن يردعه أحد أبداً؟
أحست ليز بالبهجة و تأنيب الضمير فى آن معاً, و هما يغادران المتجر محملين بالأكياس.
ـ هل أنت سعيدة؟
سألها و عيناه تومضان بوميض النصر.
ـ أجل...و لكن, ليتنى لم أرضخ لإصرارك.
رفع حاجبيه مزهوا بنفسه: "كان القرار قرارى"
أخذت ليز نفساً عميقاً آمله أن يخفف من حدة الخفقان فى صدرها:
ـ كنت كريماً جداً معي...أشكرك...
ضحك لها قائلاً: "أمضيت وقتاً ممتعاً...وهذا ما يحتاج إليه كلانا....بعض الوقت المرح...."
و نظر إليها بعينين عابثتين...فخيل إليها للوهلة الأوي أن عينيها تخونانها...و لكنها ما لبثت أن أدركت أن توقعات ديانا بدأت تصيب هدفها...
أيعقل أن تؤثر أناقة المرأة على نظرة الرجل إليها؟ فعلي الرغم من أن زواجه من تارا سامر فيل هو خير دليل على تفاعله مع شكل المرأة الخارجي, فقد كانت ليز ترفض القول أن الجاذبية هى ثمرة المظهر الخارجى فحسب!
و لكن كول يعرف ليز الإنسانة حق المعرفة أيضاً...فقد عملا معاً على مدى ثلاث سنوات بكاملها...أليست أفضل سكرتيرة خاصة حظى بها؟
و هذا يعنى أنه يكن لها الود, علاوة على الاحترام, و يعتبرها موضع ثقة!
ألا يجعل ذلك كله هذا الانجذاب القوى المفاجئ مقبولاً؟ أم تراه مجرد نزوة زائلة؟
وصلا قرب السيارة و فتح كول الصندوق ليضع فيه الأكياس....
قاللها و هو يساعدها على التخلص من حملها:
ـ علينا أن نضع الأغراض فى منزلك, و نخرج بعدها لتناول العشاء احتفالاً!
ـ احتفالاً بماذا؟ بتبذيرك المفرض؟
ـ إنك تستحقين كل فلس انفقته عليك.
وأقفل صندوق السيارة و على وجهه علامات السرور, ثم ابتسم لها قائلاً:
ـ لا تُشترى البهجة بسهولة يا ليز...و ها نحن فى غاية الانشراح.
من الصعب أن تنكر ذلك, ولكن انشراحها امتزج بمشاعر لم تثر فيها منذ زمن طويل...مشاعر لا علاقة لها أبداً بشراء الملابس الجديدة و الفاخرة...
ـ هل سنحتفل ببهجتنا؟
ـ و لِمَ لا؟
وفتح لها باب السيارة واضاف قائلاً: "علينا أن ننسي العذاب الذى ذاقه كل واحد منا مع حبيبه السابق و إن لليلة واحدة فقط, و نحاول أن نلهو قدر المستطاع لليلة واحدة فقط...."
أعادها هذا إلى أرض الواقع...وكذلك لأحبائهما السابقين....
ارتمت ليز في مقعدها و حاولت أن تحصر تفكيرها علها تزيل الغموض الذى لف كلامه....فنشوة الانجذاب الذى بدأ يشق طريقه إلى قلبيهما أنستها المرارة التى خلفها رحيل براندن...إلا أنه لم تمض إلا ثلاثة أسابيع على رحيله و كول استعاد ذكرياته مع تارا هذا الصباح.
قبل أن ينطلقا فى رحلة التسوق قال لها إنه ليس لديه ما يعود من أجله إلى المنزل...إذ تركت تارا فراغاً كبيراً فى حياته...أتراه يبحث عن شخص يملأ هذا الفراغ؟ أم تراه يريد الانتقام من تلك المرأة التى أخذت منه أكثر بكثير مما أنفق على ليز؟
نظرت إليه بطرف عينها يصعد قربها خلف المقود...
ليلة واحدة من اللهو قد تفسد العلاقة العمل الوطيدة بينهما...هل خطر ذلك على رأسه أم تراه لا يكترث للأمر؟
أشعل المحرك وابتسم لها ابتسامة رقيقة جعلت نبضها يتسارع:
ـ ما رأيك بمطعم دويل في باي روز؟ هل تحبين الكركند والمحار؟
ولِمَ لا؟ ليس لديها ما تعود من أجله إلى المنزل!
ـ لا بأس...لكنها ليلة السبت....هل ستجد طاولة شاغرة؟
مطعم ثمار البحر مشهوراً فى سيدنى و يرتاده الكثير من الناس.
أجابها بكل ثقة: "لا عليك...سأتصل من منزلك لأحجز طاولة لنا"
كانت أمواج الحماسة تتقاذفه و يريدها أن تنجرف معه....و لم تجد ما يمنعها من الاستمتاع برفقته....و عادت كلمات ديانا تملا فى ذهنها... "سيرى مع التيار" فمنذ بداية حياتها و هى تحكم السيطرة على الأمور, أخذه مختلف العوامل بعين الاعتبار, لتختار الأكثر نفعاً بينهما...
أرادت أن تتحرر من ذلك كله و إن لليلة واحدة...فتسير مع التيار تاركة لـ كول مهمة معالجة العواقب...فهو رب عملها....و صاحب القرار.




نهاية الفصل التاسع

قراءة ممتعة

زهرة منسية 05-03-14 08:56 PM

رد: 351 - وجهاً لوجه - أيما دارسي
 
10 – لـــيــلـــة مــن الـــعـــمـــر


لم يخل كول أن سكرتيرته الشخصية مرحة إلى هذا الحد...إنها المرة الأولى التى يلتقيان فيها خارج جدران المكتب....و يتناولان العشاء معاً كزوجين اجتماعيين...
لم تحاول ليز أن تخفى تلذذها بالأطباق الشهية, فين حين بدا كول مستمتعاً برفقتها كل الاستمتاع.
و إذ كان يعلم جيداً مدى عشقها زهرة منسية للسفر, حثها على التحدث عن الرحلات التى تأمل القيام بها فى المستقبل...صحيح أنه زار مدن العالم الكبرى...ولكن رحلاته كانت بعيدة كل البعد عن المغامرات التى روتها ليز...مغامرات تعيد إحياء التاريخ, و تربط ما بين الثقافة و الأماكن الجغرافية
تأمل كول وجهها المشع بالحماسة و عينيها المتلألئتين بلهفة شديدة لرؤية كل ما تتوق لرؤيته بعد, فتحسر فى سره على العالم الضيق الذى حشر نفسه فيه...عالم اقتصر على مه الأموال و تكديسها...حرى به أن يخرج من شرنقته, و يقوم برحلات إلى أماكن مختلفة مصطحباً ليز معه, لتلعب دور المرشدة السياحية, فتريه كل ما رأته عيناها...
نظر كول إلى ليز, فأبهجته حيويتها, فخطر له فجأة أن يطرح عليها سؤالاً من دون أن ينظر ملياً فى عواقبه:
ـ ألا تفكرين فى الزواج و تأسيس عائلة, فى المستقبل يا ليز.
خيم الحزن عليها فى الحال, فتلاشى البريق من عينيها و تجهم وجهها...
و اسرعت تخفض رموشها كدليل على خيبة آمالها فى هذا الميدان, فلام نفسه فى سره لإثارته موضوع يحرج مشاعرها, خاصة بعد أن تخلى براندن عنها, ضارباً سنوات طويلة من الحب عرض الحائط.
منتديات ليلاس
منتديات ليلاس

نظرت إليه بعينين مفعمتين بالكآبة و على ثغرها طيف ابتسامة ساخرة, ثم قالت له بنبرة حملت بين ثناياها إحساساً بالهزيمة:
ـ لا أظن أننى مرغوبة كزوجة...إذ لم يطلب أحد يدى للزواج قط.
أراد كول أن يقول لها إنها مرغوبة جداً من مختلف النواحى, إلا أنه عدل عن ذلك....فالكلمات تبقى عديمة الجدوى إن لم ترتبط بالتجربة الشخصية...
لكنها كلمات نابعة من القلب, تبلورت معانيها فى ذهنه شيئاً فشيئاً على مر النهار...كم كانت مختلفة عن تارا...كم بدأ يحبها....وكم بدت مثيرة فى الملابس التى تلائمها!
و تملكته رغبة شديدة بمعانقتها ليمحو الألم الذى سببه لها, و يعيد إليها المرح الذى رافقها طوال فترة بعد الظهر, وهى تدور حول نفسها فى تلك التنورة البيضاء الفاتنة...
ـ ماذا عنك؟ أتفكر فى الزواج ثانية؟
فاجأه سؤالها و ضحك ضحكة فظة و قال: "لست على عجلة من أمرى!"
ـ أكانت تجربة سيئة؟
ـ لم أحسن الحكم على الأمور.
وهز كتفيه بلا مبالاة رافضاً التمادى فى الموضوع: "لكننى أتمنى أن أصبح أباً من جديد..."
كان رده بمثابة اعتراف صريح منه, بامتزاج الفرح بالمرارة , خلال حياته الزوجية.
أومأت براسها و عيناها مفعمتان بمشاعر العطف الصادقة:
ـ لا يمكنني أن أتحمل فكرة خسارة من لحمي و دمي.
لم يترك موت طفلهما تأثيراً بالغاً على تارا....مما جعل العرض الذى تقدمت به هذا الصباح, مثير للغيظ حقاً.
بدا له أن ليز تتمتع بحس قوى بالأمومة و لا شكـ أنها ستُشغف بأولادها فى المستقبل...و تذكر فى تلك اللحظة حديثها مع والدته, عن شقيقاتها, فسألها عن عائلتها محاولاً أن يغير مجرى الحديث.
كانت ليز خالة لأربعة أولاد بنتان و صبيان...و تكن كل الحنان و المحبة لـ منتديات ليلاس عائلتها...
تحسر كول فى سره على طفولته الوحيدة, و افتقاره إلى العيش فى كنف عائلة كبيرة...فوالده لم يشأ إنجاب أكثر من طفل واحد معتبراً وجود كول بمثابة تطفل على الحياة المنظمة التى اعتاد عليها...ولكن ذلك لم يمنعه من الباهي بما حققه ابنه من إنجازات.
كانت والدته تتمنى أن تنجب فتاة...فتاة تشبه ليز, تتشاطر معها أسرارها...ليز هارت...لِمَ لم ينظر إليها من هذا المنظار من قبل؟ ما الذى حجب نظره عنها؟
لا شك أن تارا أعمت بصيرته و قتلت فيه كل رغبة بالتودد إلى امرأة أو حتى النظر إليها...
علاوة على ذلك بقيت ليز على مدى سنوات طويلة مرتبطة بشخص استغلالي, هجرها عند أول فرصة أتيحت له.
صحيح أنها تحاول إزالة آثار خيبتها, لتبدأ بداية جديدة, إلا أنها كانت تحمل فى أعماقها إحساساً مريراً بالفشل كأنثى...إحساس زادت تارا من حدته بسخريتها منها, فأحبطت عزيمتها....
ظل كول طوال الطريق, مشغول البال, يفكر فى الظلم الذى وقع على ليز...بدت له هادئة, هادئة جداً فى مقعدها, و قد زالت تعابير الانشراح عن وجهها.
و إذ تذكر شقته الموحشة و الذكريات المؤلمة التى تثيرها, لم يرق له الأمر...لم يرق له أبداً.
كانت ليز تردد فى سرها بأنها ليلة وحيدة, لا ثانى لها, محاولة أن تقنع عقلها الساذج بذلك.
غير أنها لم تستطيع أن تكبح جماح لسانها طوال العشاء, مستمتعة بالأطباق الشهية, و اهتمام كول المفرط فيها...
و الأسوأ من ذلك كله أنه رفض أن يبادلها بالمثل و يفتح لها قلبه...و لما سألته عن إمكانية زواجه ثانية, جاء رده السريع الساخر...لست على عجلة من أمري...ليبدد أوهامها كلها....
استرجعت ليز فى ذهنها كياسته و ظرفه خلال العشاء, وأدركت أنه يعامل زبائنه بالطريقة عينها, لا محالة. فيستدرجهم إلى الكلام و يصغى إليهم بانتباه, و يرميهم بنظرات تنم عن اهتمامه البالغ بهم.
إنه ساحر حقاً, ولكن ذلك ل يعنى شيئاً بتاتاً!
و ها إنه سيوصلها الآن إلى منزلها و ينتهى بعدها كا شئ...
كانت تتمنى لو أن أعصابها المتوترة تسترخي قليلاً, لتودعه بلطف و لباقة, فتظهر له بأنها مكتفية بهذا الحد, فى حين أن الرغبة بالحصول على المزيد تتأجج فى داخلها.
و عبثاً حاولت إخمادها...فمع مرور ساعات النهار, كان الشوق إليه ينمو شيئاً فشيئاً فى صدرها, ليتحول بعدها إلى حزن متأصل من الصعب اقتلاعه...حزن مشحون بالكآبة أيضاً...
و تنبهت إلى أنها تطلب المستحيل...فبعد أن تراءى لها طيف الأمل ملوحاً من بعيد, عاد واختفى فى ظلمة وحدتها الحالكة.
ركن كول السيارة أمام منزلها, وأطفأ المصابيح...فخيمت الظلمة الموحشة على السيارة, خاصة و أنه ترجل منها ليفتح لها الباب.
وسمعت صوتاً من أعماقها يقول لها: "تقبلى الأمر يا فتاة...فهو ليس لك."
فتح كول الباب لها, فنزلت من السيارة آبية هذه المرة أن تأخذ بيده الممدودة لها, مرغمة نفسها على الوقوف على قدميها بثبات...فكل لمسة منه قد توهمها بألفة بعيدة كل البعد عن الواقع...
كان كول رب عملها, ولابد أن يرافقها إلى الباب, بدافع من لياقته, ليغادر بعدها على أمل أن يلتقيا فى المكتب نهار الاثنين.
طأطأن ليز رأسها ومشت, ووقع خطواتها يتردد فى رأسها, وكأن صداه يتردد فى خلاء حياتها الشخصية, وأحلامها الخائبة التى لم تتحقق قط, وكلمات والدتها التى كانت تجول فى رأسها: "تحتاجين إلى رجل يقدس الحياة الزوجية يا ليز"
لم تراها لم تلتقي برجل مماثل بعد؟ كانت تحتاج إلى رجل مماثل.... رجل سهل المنال.
ترقرقت الدموع فى عينيها و هما يصعدان السلم المؤدى إلى شقتها...ليتها لم تعش لحظات من السعادة المزيفة, لتعود بعدها و ترتطم بأرض الواقع بقسوة!...كان عليها أن تتمالك نفسها و تخرج مفاتيحها من حقيبة يدها, وتودع رب عملها بتهذيب مطلق, شاكرة له لطفه الشديد...كان لطيفاً كريماً...وأشعرها أنها مميزة.
أحست بغصة فى حلقها, فطرفت بعينيها وابتلعت ريقها, ثم عادت و طرفت عينيها وابتلعت ريقها من جديد, و تمكنت فى نهاية المطاف من وضع المفتاح فى قفل الباب و فتحه على مصراعيه...
و بعد أن سحبت المفتاح و أعادته إلى حقيبة يدها, أخذت نفساً عميقاً
والتفتت نحو الرجل الواقف قربها قائلة: "أشكرك على كل شئ يا كول."
قالت له ذلك بتكلف بالغ, محاولة أن تبتسم له و هى ترفع رأسها إليه, لتقابل عينيه آمله ألا يرى أثار الدموع فيهما.
ـ طاب مساؤكـ.
ثم أضافت متظاهرة بالبهجة: "أمضيت وقتاً ممتعاً"
تصلب جسم كول لدى سماعه طردها اللبق له, ورفع رأسه ليقابل عينيها البراقتين المبللتين, الأشبه ببركتين خضراوين, تعكسان إحساساً عميقاً بالبؤس...
حتى الابتسامة التى رمته بها كانت مرتجفة, ومتداعية ولا أثر فيها للحظات المرح التى أمضياها معاً...
يستحسن أن ينصرف...فهو يقف الآن على أرض خاصة...وإن اجتازها, من الصعب جداً أن يتراجع لأنها موظفة عنده....وعلى الرغم من ذلك, خطا خطوة إلى الأمام, مذعناً لقوة بدائية سيطرت علي جسده برمته, هازئة من أفكاره المتروية...و رفع يده أصابعه بخفة على وجهه, متمنياً من صميم قلبه أن يخفف عنها, ويواسيها و يشعرها بالأمان معه...
وانعكست فى عينيها الأسئلة المريعة التى كانت تجول فى رأسها باحثة عن أجوبة لها.
أحس بثقل المسؤولية على كاهله, فتحركت فيه الغرائز الذكورية بشكل عنيف, تحثه على النضال من أجلها, وحمياتها, و التمسك بها...إنه الدور التقليدي للرجل منذ بداية الدهور, إلا أن المجتمعات الحديثة قللت كثيراً من اهميته...
مرر يده بخفة على خدها, فأحس بالدماء الحارة التى كانت تجرى تحت بشرتها ثم احنى رأسه ببطء, و هو يستمتع بتأثير هذه اللحظات المشحونة بالعواطف الجياشة...
منتديات ليلاس
منتديات ليلاس

لم يحاول أن يحكم عناقه لها, تاركاً لها الفرصة لتفلت منه إلا أنها لم تحرك ساكناً.
تبعت ليز خطواته و قد أغوتها اللعبة, و بدأت تروق لها, و تستمتع بها .
راق له اختلافها الشديد عن تارا, الضليعة فى القضايا العاطفية... وقرر أن يفوز بهذه المرأة, ويطرد من قلبها الرجل الذى احبته سابقاً, لتحل محلها كل المشاعر التى سيتمكن من إضرامها فى قلبها.. فدفعه التحدى إلى معانقتها بقوة, وإذا بعمودها الفقري يتصلب...
فعاد يعانقها محبطاً كل محاولة منها لصده... ولكنها أرجعت رأسها إلى الوراء, و كأنها تحذره من تلك القوة التى يحاول بها السيطرة عليها, وقد بدا جلياً أنها فى حيرة من أمرها.
أحس كول بجيشان صدرها و هى تأخذ نفساً سريعاً...فرفت عينيها و أخفضت رموشها, لتحجب عنه اضطرابها...وعلى الرغم من الإحباط الذى سببه صدها له, غمره احساس بالرضي, إذ بدا جلياً أنها لا تبغي صده, ولكنها كانت عاجزة عن فهم ما يجول فى رأسه.
ـ لِمَ فعلت ذلك؟
جاء صوتها مفعماً بالقلق من شدة خوفها من العواقب, التى من المفترض به أن يتوقعها...
حركـ سؤالها العفوى و الساذج مشاعر الحنان فيه....مشارع حسبها ماتت بموت ابنه...فجاش صدره بعواطف محمومة وقال:
ـ لأنني أحببت أن أفعل ذلك!
واحس ببرعم بداية جديدة يتفتح أمام ناظريه, وأخذ قلبه يتخبط بين ضلوعه آملاً أن تكون هذه البداية صادقة.
يمكنه نسيان تارا...أو حتي موت دافيد...لعله مجرد رجاء فحسب... ولكنه لن يدير ظهره للفرصة المتاحة له, ليسلك طريق المستقبل الزاهى, الواعد بكل ما تاقت إليه نفسه, فى ظلمة ليالى القهر.
ـ ولكننى لست مجرد امرأة تواعدها, أليس كذلك؟
كانت ليز تحال أن تستشف ما وراء مكنوناته....
ـ كلا...فأنت بالنسبة إلىّ, أكثر من ذلك بكثير.
هزت رأسها حائرة: "أرجوك يا كول...."
و امتلأت عيناها بالشك: "علينا أن نعمل معاً...."
ـ ولكنا نعمل سوياً فعلاً....هذا هو جوهر الموضوع....إننا نشكل فريقاً ممتازاً.
ومرر أصابعه على حاجبيها المنعقدين وأضاف:
ـ إننى أرفع علاقتنا إلى مستوى أعلى.
ـ مستوى أعلى؟
ابتسم لها, عل وجهها المكفهر يسترخي, فترى ما رأته عيناه:
ـ اعتقد بأنني فعلت الصواب....و لا داعي للإحساس بالسوء...
كانت كلماته واثقة, تنم عن إصراره على جرفها معه فى تياره:
ـ أريد منك أن تنزعي براندن من قلبك.
ـ براندن ؟
زاد هذا الاسم من حدة ارتباكها...وأنب كول نفسه بصمت على ذكره....فجل ما كان يسعي إليه, التفوق عليه, ومحو ذكراه من قلبها إلى الأبد.
صحيح أنه سلوك بدائي, إلا أنه كان يغلى فى احشائه....فدفع ليز إلى داخل الشقة و أغلق الباب خلفها.
وقبل أن تتمكن من الاحتجاج, أخذها بين ذراعيه.
أحست بنفسها قربه صغيرة جداً, و بالغة الأنوثة فى آن معاً....ولكنه كان يعرف حق المعرفة بأن عزيمتها الحديدة, قادرة وحدها على تحدي قوته الجبارة....
كان ظلمة المكان تدفع قلبه إلى الخفقان أكثر فأكثر, وداعبت رائحة عطرها أنفه, فترك أصابعه تتسلل إلى خصلات شعرها الحريرية....
ثم سمعها تقول:
ـ لا !
سألها حائراً :
ـ لِمَ لا؟
ـ لن أعجبكـ ؟
كأن صوت يصرخ فى أعماقها محذراً: "أنا أختلف عن تارا...أنا أخلو من الإثارة."
قال لها بنبرة مبطنة بمشارع عميقة واعدة:
ـ بل أنت تعجبيننى!
إلا أنها أبت أن تصدق أنه لن يقارن بينها وبين المرأة التى تزوجها... فصرخت مذعورة:
ـ ألا ترى بأننى ليست صهباء؟ أنا الفأرة البنية الصغيرة!
دمدم كول قائلاً:
ـ لم أنظر إليك قط من هذا المنظار !
وتسللت يداه إلى خصرها .
ـ لطالما كنت أجدك متألقة يا ليز هارت...عيناك متلألئتان... وذكاءك باهر...وخلاف ذلك كله, طبع حاد لم يغفل عنى أبداً...لا أظن أنك تملكين ذرة واحدة من الفأرة !
طمأنت كلماته الحازمة قلبها, إلا أن عقلها بقى مشوشاً ونظراته الهائمة تسبران أغوار روحها مشعلة فيها لهب من المشاعر.
واستطرد كول فى كلامخ:
ـ حسبت أنك أظهرت ليّ حقيقتك التى كنت تخفينها فى داخلك...لذا, لا أجد من داع لهذه المشاعر التى تشعرين بها...إن النيران التى تستعر فى أعماقك, بدأت تشق طريقها إلى ....
وشدها ببطْ إلى عناق جعلها تعى بقوته....ووجدت ليز عناقه أكثر فتنة من أن تقاومه....فدست ذراعيها حول عنقه تبادله العناق بعناق مثله.
وإذا بشئ يتفجر بينهما...مشاعر عطش متلهفة....عواطف كان لا بد من كبحها حتى لا توقعهما فى شرك الندم لاحقاً...
فانتزع كول ذراعيها من عنقه’ برقة, وأرجع رأسه إلى الوراء لينظر إليها...فأحست ليز بالحرج لأنها لم ترد منه أن يبتعد عنها...ولكن, على الرغم من ابتعاده عنها, كان يجاهد بكل طاقته ليقاوم...
أشعرها بذلك بالقوة, والانشراح....فلا مجال لإنكار قوة أحاسيسه نحوها...
طبع كول قبلة ناعمة على جبينها و قال لها:
ـ تأخر الوقت و علىّ أن أصحو باكراً غداً, لارتباطي بموعد هام.
رمها بنظرة مفعمة بالحنان ثم استدار.
واستدار على عقبه و غادر الشقة, تاركاً ليز فى حالة من الارتباك الشديد.




زهرة منسية 05-03-14 08:59 PM

رد: 351 - وجهاً لوجه - أيما دارسي
 
11 – عــلـــى جــمــر الـشــوق


نامت ليز ملء جفونها تلك الليلة, و لم تستيقظ إلا وقد أنتصف النهار...فصعقت و هى تنظر إلى الساعة الموضوعة قرب سريرها, و التى كانت تشير إلى الثانية عشر إلا ربع ...إذ أشرفت عطلة نهاية الأسبوع على نهايتها, وعليها أن تنهى الأعمال المنزلية, و تشترى بعض الحاجيات
وثبت بسرعة من سريرها, وتوجهت مباشرة إلى الحمام, وهى تشعر بالبرد الشتوى القارص.
خففت المياه الحارة من ارتعاشها, و أخذت تفكر فى كول وفى المشارع التى تكنها له.
ومر فى خاطرها براندن....لِمَ تراها ظنت أنها تحبه؟ ولكنها لم تكن تعرف المشاعر التى سيحركها فى أعماقها كول.
كان براندن خسيساً, بكل ما للكلمة من معنى, بخل عليها بأشياء كثيرة...غير أن كول أغدق عليها بالملابس الفاخرة والأطباق الشهية, و العواطف الجياشة, فأحست بنفسها مدللة كل الدلال وكأن عيد الميلاد عاد إليها بأبهى حلة.
وتمنت فى سرها ألا تسبب لها هذه المشاعر مشكلة تعرض عملها للخطر...و الغريب فى الأمر أن خوفها من خسارة كول...
ولكنها قررت ألا تفكر فى الموضوع أو تشغل بالها بمسألة تعاطيها معه كرب عملها...
فبعد أن قام كول بالمبادرة فى التودد إليها, تماماً مثلما توقعن ديانا, وجدت ليز نفسها أمام حلين لا ثالث لهما, إما أن تدع التيار يجرفها حيثما يشاء, أو تختفى من حياته كلياً, ولكن لماذا تبتعد و قلبها يخفق له بهذا الجنون الأرعن؟

منتديات ليلاس
منتديات ليلاس
وتذكرت فى تلك اللحظة, قوله إنه ليس على عجلة من أمره للزواج ثانية.
إذن هل من احتمالات أخرى تلوح فى أفقها؟.....أبداً.....
علاوة على ذلك, من يستطيع أن يضمن إقدامه على مشروع الزواج.
خرجت من الحمام ز نشفت جسمها, ثم ارتدت ملابسها و هى تمعن النظر فى المرآة...
أمضت بعد الظهر كله, تنهى أعمال المنزل الروتينية, و تعد ملابسها للرحلة, حرصاً منها على أن تكون ردة فعل نانسي إن علمت أن ا بنها شغوف بسكرتيرته الخاصة...و ارتأت فى النهاية الأمر أن تولعه بها أفضل بكثير من شغفه بـ تارا ...إذ لم تحب نانسي تارا قط.
كانت ليز غارقة فى أعمالها حين رن جرس الهاتف قرابة الساعة السابعة مساء...
خشيت فى بادئ الأمر أن ترفع السماعة و تسمع صوت ديانا على الطرف الآخر من الخط, و فى جعبتها مجموعة جديدة من النصائح....
لم تشأ أن تتحدث معها عن كول و أحست فجأة بمدى هشاشتها خاصة أنها تجهل تماماً ما يخبئه لها الغد...
ماذا لو كانت والدتها المتصلة؟
والدتها ليست من النوع المُلح, ولا يهمها إلا رضي ابنتها عن نفسها....وليز راضية اليوم عن نفسها....
رفعت ليز السماعة و قالت مبتسمة: "مرحباً ! ليز تتكلم"
ـ كول يتكلم!
جاء رده الهادئ مفعماً بالسعادة!
ـ آهـ !
لم تجد شيئاً تقوله, و قد أخذها اتصاله على حين غرة.
ـ أرجو أن تكونى بخير؟
أعادت كلماته لها البسمة إلى ثغرها:
ـ أجل ...أننى فى أفضل حال!
ضحك كول :
ـ كنت شارد الذهن طوال النهار, أفكر فيكِ
ـ أيجدر بى أن أقول أننى آسفة؟
اسعدها أن تسمع صوته
ـ كلا كان الشرود ممتعاً للغاية.
أجابها بنبرة فاترة, فأحست بالفرح يغمرها.
ـ ليتك تعرفين كم أفكر فيك....ربما يجب أن أزورك.
ـ تنتظرنا سلسلة من الاجتماعات صباح الغد.
قالت له ذلك بنبرة متكلفة, وهى تلعب دور السكرتيرة بإتقان, فى حين ملأت الغبطة قلبها, بعد أن علمت أن إرادته خضعت للامتحان...أنه خير دليل على قوة انجذابه نحوها.
ـ كنت أحاول أن أفكر بطريقة للتخلص من الأشخاص الذين سيبعدون بيننا....
بيننا...يا لها من كلمة ساحرة!
ـ علينا أن ننجز الاعمال المتراكمة يا كول!
حاولت أن تلفت انتباهه إلى ما ينتظره غداً من أعمال, بنبرة فى غاية الجدية, مع أنها لم تكن تعير الموضوع اهتمامً, الما أنه بدا غير مكترث.
ـ هذا صحيح...ولكن أيمكنك ارتداء الفستان البرونزى, ذى الأزرار؟ أحب ذلك ذاك الفستان عليك.
إنه يفكر بها دائماً...لكم يسرها هذا!
ـ ليز؟
ـ نعم؟
و أحست و كأن أنفاسها تجاهد لتخرج من رئتيها...
ـ ليتك تعرفين كم أريدك....
أجابها بعزم اخترق فؤادها, و أثار خوفها من عواقب الانجراف ووراء اهواءه...أتراه يلاطفها ليصل إلى غايته المنشودة؟ كم كانت تعنى له كإنسانة؟
لم تجد ما تقوله له, و المخاوف و الشكوك تتضارب فى رأسها, و الشوق فى قلبها يحثها على تلبية رغباته, لتكون امرأة أحلامه, من مختلف النواحى...
اخترق كول صمتها سائلاً: "ما بك صامتة؟"
ـ أحب أن أسمع صوتك.
ـ هل ستردين هذا الفستان؟
ـ سأنفذ ما طلبته منى!
ـ ممتاز! سأنام ملء جفونى هذا المساء...أحلاماً سعيدة.
و أقفل الخط.
هزت ليز رأسها مبهورة بالنفوذ الذى كان يتمتع به ... نفوذ لم تعرف له مثيلاً قط....
لعل محاولاتها الحثيثة لجعل الأمور تظهر ى إطار صحيح, لا تمت إلى الواقع بصلة, هى السبب...
لم تكن تتمتع بأى نفوذ على كول...فهو يحتكر النفوذ لوحده, و يحسن استخدامه...
ربما ذلك أفضل لها...لذا لن تحاول المجادلة.
جلس كول على مكتبه أمام شاشة جهاز الكمبيوتر, التى كانت تومض بأرقام ينبغى عليه مراجعتها...
إلا أنه كان ينتظر وصول ليز بقلق بالغ...إنها المرة الأولي التى ينتظر فيها لقاء امرأة بهذه اللهفة.
كانت سهرة البارحة مذهلة...ولا شك أن تجاوبها معه, نسف الحواجز من اصلها...حواجز بناها ذاك الحب لـ براندن الأنانى الذى لم يقدر قيمتها...
بات كول واثقاً من أن الوصول إلى قلبها لم يعد صعباً . و قرر أن يتحرك بسرعة, ويسلك طريقاً مختصرة, فلا يدعها تبتعد عنه مقدار ذرة ...
ستأتى إلى المكتب هذا الصباح...فبعد محادثتها الهاتفية, لابد أنها خلدت إلى فراشها, تفكر فيه.
أخذ كول نفساً عميقاً و راح يتساءل ما هذه القدرة التى تملكها هذه المرأة على مشاعره و قلبه.
لكن ماذا عنها أتشعر بما يشعر به؟
ولِمَ لا؟ ففى داخلها قلب حنون....و لم يكن عليه سوى أن يطرق بابه لتفتح الباب له وحده.
قُـرع الباب....
ـ أدخل.
كانت نبرة صوته عنيفة, و قد بلغ توتر أعصابه أوجه.
دخلت ليز إلى المكتب مرتدية الفستان البرونزي ذي الأزرار...
حيته بمرح: "صباح الخير."
لم تغب عنه إمارات الشجاعة المحتجبة خلف حمرة خديها, ورأسها الشامخ, و كتفيها الدقيقين , و الابتسامة المرتجفة على ثغرها...ِجاعة تتحدى الشك و الخوف, تركت فيه أثراً عميقاً...
أجابها و على ثغره ابتسامة مفعمة بالإعجاب و الاستحسان:
ـ إنه صباح جميل.
بدت هادئة و هى تتقدم نحوه حاملة ملف مانيلا:
ـ أحضرت لك الملف الخاص بالاجتماع الأول.
بدا واضحاً أنها تفضل المباشرة بالعمل فوراً, ولكن كول ارتأى غير ذلك:
ـ فى المرة الأخيرة التى رأيتك فيها مرتدية هذا الفستان بدوت فيه رائعة....خلابة....
سمرتها كلماته فى مكانها, وهى تنظر إلى تنورتها بارتباك شديد:
ـ أحقاً يعجبك؟
ـ بل يعجبنى كل شئ عليك.
ضحكت ليز ضحكة خافتة:
ـ لا أدرى إن كان بمقدورى تصديقك.
ـ هل تريدين إثبات؟
كان اللهو مفتاح اللعبة...و المرء لا يمل أبداً من منتديات ليلاس اللهو...فى حياته...فكم كانت مسرورة و هما يتنقلان من متجر إلى آخر, نهار السبت, يبحثان عن ملابس جديدة لها....
نظرت إليه بطرف عينيها وقد قررت المشاركة فى لعبته:
ـ عليك الآن القيام بعملك...لا تترك أفكارك تجنح بعيداً.
ـ أن وجودك بمثابة مكافأة لى على تركيزي الشديد على العمل ...
وضعت الملف على المكتب, و على وجهها إمارات التساهل الماكر.
أخذ كول الملف الذى وضعته على المكتب, وفتحه متظاهراً بالاطلاع على التفاصيل المالية, الخاصة بالزبون الذى سيصل بين لحظة و أخرى....
منتديات ليلاس
منتديات ليلاس


انتهى الاجتماع الأول بعد حوالى ساعة. فوقف كول يحدق بتنورتها, من دون أن يتفوه بكلمة...كان وجودها يشعره بسعاة لا نظير لها.
فاستهل الاجتماع الثانى بحماسة, وظلت نظراته تلاحقها أينما كانت.
حاول أن يخفف من وطأة تأثيرها فيه ولكن ضبط النفس بات أشبه بالتعذيب البطئ...كبح المشاعر التى تغلي فى أحشائه , وأرضي الزبون الثالث بعرض شامل و سريع حول الأسواق المالية...
وفيما كان يرافقه إلى الخارج, سلط عينيه عليها...و أراد أن يقترب منها ليحضنها ولكنه لم يجد مفراً من مرافقة الرجل إلى المصعد وتوديعه, قبل أن يعود إلى المرأة التى كانت تتحرق شوقاً لأحضانه منذ الصباح, وليذهب العمل إلى الجحيم.
فى مطلق الأحوال, كانت ساعة الغداء قد دنت, إلا أن اشتياقه الشديد إلى ليز أنساه جوعه...و الطاقة التى كانت تحركه فى تلك اللحظة لا يلزمها إلا المزيد من الوقود...
دخل إلى مكتبها و أقفل الباب خلفه حتى لا يزعجهما أحد...كانت تقف بقرب إحدى الخزائن توضب الملفات.
التفتت نحوه لدى سماعها طقطقة المزلاج...فالتقت نظراتهما, وقرأت فى عينيه عواطف محمومة, جعلت عينيها تتسعان دهشة!
قال لها مطمئناً:
ـ لا عليك...أصبحنا الآن لوحدنا....وأنا مشتاق جداً إليك يا ليز هارت.
لم تحرك ساكناً وقد طار قلبها فرحاً أمام شوقه الشديد إليها...و إذا به يقف خلفها ويلف ذراعيه حولها ويشدها إليه بقوة.
لفت ذراعيها حول عنقه, تشجعه على احتضانها أكثر وقد أدركت أن شوقه خال من الزيف, وليس وليد صدفة وجودها قربه عند الحاجة.
ومع مرور الأيام سطعت هذه الحقيقة عالياً كنور الشمس.. إذ كانا يقضيان ساعات النهار كلها معاً فى منتديات ليلاس المكتب, و يخرجان مساء لتناول العشاء فى إحدى المطاعم الحميمة, فيتبادلان الأحاديث المشوقة ويستمتعان بالطعام اللذيذ ...
مساء الحميس فاجأها كول بإعلان, حثها على إعادة النظر فى بعض الأمور:
ـ وقعت معاملات الطلاق بعد ظهر اليوم, و أصبحت الآن حراً من جديد.
شوش الارتياح البادي فى نبرة صوته أفكارها, وكأن حريته بقيت مهددة إلى أن وضع القانون حد لزواجه من تارا سامر فيل.
مر فى خاطرها ذكرى مواجهتهم مع تارا السبت الماضي, حين شهرت أسلحتها كلها آمله أن يتصالحا, ولكن كول سد كل الطرق أمامها...
هل كانت الغاية من علاقتهما إبقاء الأبواب موصده أمام تارا ؟
فلم يعد لها مكان فى عقله أو حياته بعد أن كتب السطر الأخير فى كتاب زواجهما ...كتاب هو ثمرة سوء حكمه على الأمور حسب قوله...
قد تجول فى خاطر المرء أفكار لا تترجم جسدياً أو عاطفياً...و إذا عكست ليز الوضع, تبين لها أنها لطالما حاولت إقناع نفسها بأشياء كثيرة عن براندن, باذلة جهدها لوضع علاقتهما فى إطار إيجابي بينما كان جسدها وعقلها يتفاعلان مع ذلك, بصورة سلبية.
صحيح أنها غضت الطرف عن أمور كثيرة, إلا أن الكيل سيطفح عاجلاً أم آجلاً...
و تساءلت ليز ن سرها عما إذا كان اختيار كول قد وقع عليها, لتلهيه فيما يضع اللمسات الأخيرة على طلاقه.
غير أن الانجذاب القائم بينهما ليس وهماً...ومن الصعب جداً أن يتظاهر به إن لم يكن يشعر به حقاً..
كانت شخصية كول مميزة للغاية...فإن عقد العزم على بلوغ هدف ما, ا كل أو يمل حتى يبلغه...
ولكن ليز لم تستشف بعد ما يريده منها, فهو لم يتطرق أبداً لموضوع مستقبلهما معاً.. ربما لأن الوقت ليس مؤاتياً بعد...
بعد العشاء, أوصلها كول إلى منزلها...إنها ليلتهما الأخية معاً قبل أن تنطلق فى رحلة مدتها أربعة عشر يوماً إلى جنوب شرق آسيا, برفقة والدته .
فنهار الجمعة لن تذهب صباحاً إلى المكتب ليتسنى لها أن توضب حقائبها...
وعند السادسة مساء, اتفقت مع نانسي بيرسون على أن توافيها إلى هوليداي أن لتناول العشاء مع المجموعة السياحية, علماً أن طائرتهما ستقلع باكراً صباح السبت.
بدا كول متردداً فى الانصراف...و قال لها وعلى وجهه ابتسامة حزينة:
ـ ليتك لا تذهبين فى هذه الرحلة...سأشتاق إليك...
أملت ليز فى سرها أن تتيح لهما هذه الرحلة الفرصة للتفكير ملياً فى علاقتهما و مستقبلهما...أحست بنفسها أسيرة قوة قاهرة مسحت من رأسها كل شئ عدا منتديات ليلاس كول بيرسون.
لعل ابتعادها عنه يساعدها على رؤية الصواب من الخطأ...أو عواقب العوامل المؤثرة التى رمتها على شؤاطئ محظورة...
إلا أنها خشيت أن تأتى النتيجة سلبية.....


زهرة منسية 05-03-14 09:01 PM

رد: 351 - وجهاً لوجه - أيما دارسي
 
12 – أسـئـلة تـبـحث عـن أجـــوبــة




بلغ سخط كول على السكرتيرة التى حلت مؤقتاً محل ليز أوجه, بعد ظهر الجمعة...لم تصاب بالهلع كلما طلب منها شيئاً وطلباته تكاد تكون نادرة جداً؟
و تمنى أن تقدر والدته حجم التضحية التى قام بها حين وافق على التخلى عن ليز بغية مرافقتها فى رحلتها.....
وتنبه فى تلك اللحظة أنه لم يتصل بوالدته بعد, ليتأكد من وصول سيارة الليموزين التى ستقلها إلى المطار, و يخفف من حالة الاهتياج الشديد التى تصيبها فى الدقائق الأخيرة, قبل سفرها , فرفع سماعة الهاتف وطلب رقم منزل بالم بيتش...و إذا بوالدته تجيب لاهثة :
ـ نعم؟
ـ هدئى من روعك يا أمى... لن يمانع سائق الليموزين فى انتظارك قليلاً ريثما تتأكدين من أنك لم تنسى شيئاً.
ـ آهـ! هذا أنت يا كول! كنت أقفل أبواب المنزل كلها!
ـ سأقصد المنزل غداً لأتأكد ثانية من أن أجهزة الإنذار كلها تعمل...فلا داعى للقلق بهذا الشأن!....اتفقنا؟
ـ شكراً يا حبيبى.....على أن أتأكد من أشياء كثيرة قبل رحيلى...اتصلت بـ "ليزتكـ" وأكدت لىّ أنها أنهت ترتيب أمورها كلها.
"ليزته" ...من المؤسف أنها بعيدة عنه الآن...
ـ لا شك عندى فى ذلك!
ـ كم هي لطيفة!
وافقته والدته الرأى بحماسة :
ـ آمل أن نلتقى بصديقها فى كاتمندو...لا أصدق أنه لن يعيد التفكير فى علاقتهما...
ـ ماذا؟
صرخ كول مصعوقاً و قد شلت الصدمة ذهنه لبضع لحظات.
قالت والدته بنبرة هادئة:
ـ لابد أنك تعرفه...يدعى براندن ويلير. و خطوبتهما دامت أكثر من ثلاث سنوات.
ـ أجل...إننى على علم بأمره.
جاء رد كول مفعماً بالحدة.
ـ لكننى لم أكن أعلم بوجوده فى كاتمندو...متى أخبرتك ليز بذلك؟
ـ السبت الفائت, فيما كنا نوضب ملابس السفر...فقد بدا لى غريباً ألا تكون مرتبطة, وحين سألتها...
ـ صحيح....!
حصل ذلك قبل تودده إليها....ولا يعقل أن توافق الآن على العودة إليه....أليس كذلك؟
ـ لكن براندن تركها يا أمى....و أتمنى ألا تراودك أفكاراً رومانسية بشأن جمع شملهما ثانية .
ـ أظن أن فكرة الارتباط أثارت هلع الشاب...ولكن إن تقابلا ثانية ....
قاطعها كول متواعداً :
ـ أتحسبين أننى أنفق المال على سكرتيرتى الخاصة لتفر مع ذلك الشاب فى كاتمندو؟ إن علمت أنك ساهمت فى ذلك, بطريقة أو بأخرى....
ـ عزيزى! ألم يخطر الأمر على بالى....حسناً....لا أظنها قد تفكر فى الفرار معه...فهى إنسانة واعية, و ستصر على براندن ليلحق بها إلى ديارها, مثبتاً حسن نيته.
أجابها بحدة وهو يصر على أسنانه :
ـ أفضل تفادى هذا الموضوع من الأساس .
لم يغب المرح من نبرة صوت والدته و هى تقول له :
ـ لا يمكنك أن تعترض شئية القدر يا عزيزى!
أدركـ كول و الغضب يملأ قلبه , أن القدر متقلب و خداع... و تذكر فى تلك اللحظة منتديات ليلاس أن ليز وافقت على السفر برفقة والدته , من دون أى تردد, بعد أن أتى على ذكر النيبال...من المؤكد أنها ربطت ما بين براندن و كاتمندو, و ارادت أن تعطى انطباعاً حسناً لوالدته, خلال الغداء, فتضمن مكان لها على تلك الرحلة...و الأمل بلقائه هناك يغريها....و لم تتوان عن الكشف عن مكانه أمام والدته.
ـ لا تحشرى أنفك فى هذا الموضوع يا أمى. و إياك ولعب دور المتواطئة, و أعلمى أن براندن ليس الرجل المناسب لـ ليز.
ـ ليس الرجل المناسب لها؟
منتديات ليلاس

لم تخل نبرة صوتها من بعض السخرية:
ـ ولِمَ بقيت مخطوبة له طوال تلك السنوات؟ و لا تنس أنها لم تكن صاحبة القرار بفسخ الخطوبة.
أراد أن يصرخ معلناً لها شغفه الشديد بـ ليز, إلا أنه خشى أن تبدأ أجراس العرس تدق فى أذنى والدته ....وهو لم يكن مستعداً بعد لمواجهة هذه المسألة.
ألا تذكرين أنه قمعها, و أذلها و انتقص من قدرها؟ إننى على علم بكل ما حصل يا أمى....فدعى الأمور على حالها, لأن ليز مرتاحة من دونه.
لزمة والدته الصمت لبضع ثوانٍ ...ثم:
ـ إنك تهتم لأمرها كثيراً, أليس كذلك؟ زهرة منسية.
يهتم لأمرها؟ من دون أدنى شك ....و يأبى أن يفقدها لصالح رجل مغفل لم يحسن الحفاظ عليها....
فلم يجد بدأ من إزالة تعاطف والدته مع قضية إعادة شمل ليز و براندن.
ـ مرت ليز بأوقات عصيبة يا أمى...
قال لها ذلك بنبرة رقيقة:"فأحرصى على جعلها تستمتع بهذه الرحلة من دون إثارة المتاعب."
وعدته بحرارة: "سأبذل قصارى جهدى...."
ها هى الأم التى تبالغ فى الاعتناء بأولادها, تهب إلى نجدة أبنها الجريح...تنفس كول الصعداء:
ـ حسناً أتمنى أن تمضيا وقتاً ممتعاً منتديات ليلاس.
ـ شكراً لك...وصلت سيارة الليموزين...على أن أقفل الخط يا عزيزى...إلى اللقاء...و أشكرك على كل شئ.
و أقفلت الخط.
أعاد كول السماعة إلى مكانها و وقف يحدق فى الهاتف , مقاوماً الرغبة الشديدة التى تملكته فى الاتصال بـ ليز.
ولكن ماذا تراه يقول لها بعد؟ قال لها البارحة إنه سيشتاق إليها و أظهر لها مدى تعلقه بها, لتدرك أنه سينتظر عودتها إليه بفارغ الصبر....
و تضرع إلى الله ألا تطرح جانباً المشاعر التى تجمع بينهما و تعود إلى براندن. هل هى مغفلة إلى هذا الحد؟ أم تراه لم يحسن الحكم على الأمور؟
نهض كول من مكانه وراح يذرع أرض المكتب جيئة و ذهاباً , و قد بلغ القلق منه مبلغاً....فمعظم ما قاله لوالدته على الهاتف , مجرد افتراضات من جانبه....
ربما كانت ليز تشعر بالأمان , بقرب رجل مثل براندن, الذى قلما يكترث للانثى التى ترقد فى أعماقها, و لا يهمه أن يدخر المال للزواج أو تأسيس عائلة...رجل انسحب من حياتها بين ليلة و ضحاها, خوفاً من حسن تدبيرها للأمور.
اكتفت ليز بالإدلاء بهذا القدر من المعلومات حول علاقتهما, أمامه....أما البقية, فتولى كول تأويلها.....
كاذا لو كان على خطأ؟
ماذا لو التقت براند نفى كاتمندو و حنت إليه من جديد؟
أتراها تضرب كل المشاعر التى يشعران بها عرض الحائط؟
هل كانت تعنى شيئاً لها؟
جل ما قاله لها إنه يجب أن يكون معها ولكنه لم يكن يكذب....وليز وافقته الرأى....هل كان ذلك كافياً لتتمسك به و ترفض التخلى عنه؟
لم يجد كول أجوبة على تساؤلاته الكثيرة و أدرك أنه لم يعد بوسعه أن يفعل شيئاً لترجح كفة الميزان لصالحه.
علاوة على ذلك , كانت مدينة كاتمندو كبيرة جداً, و برنامج الرحلة حافل بالنشاطات....مما يعنى أن احتمال لقائها بـ براندن ضئيل جداً....
ألم يكن الهدف الأساسى من إرسالها فى هذه الرحلة أن تلازم والدته ليل نهار, وتسهر على راحتها؟
ولدقائق قليلة خلت, حذر والدته عبر الهاتف من أن تدع ليز تغيب عن نظرها....
أخذ كول نفساً عميقاً وعاد ليجلس خلف مكتبه.
لن تتخلى ليز عنه.
إنه يضيع وقته سدى فى التفكير فى أمور لا يملك سلطاناً عليها....
لعل رغبته الشديدة بالتحكم بكل ما يتعلق بـ ليز هارت جعلته فى حالة من الاضطراب الشديد.

زهرة منسية 05-03-14 09:05 PM

رد: 351 - وجهاً لوجه - أيما دارسي
 
13 – لا وقت للتــفــكـــيـــر



بلغ سخط كول على السكرتيرة التى حلت مؤقتاً محل ليز أوجه, بعد ظهر الجمعة...لم تصاب بالهلع كلما طلب منها شيئاً وطلباته تكاد تكون نادرة جداً؟
و تمنى أن تقدر والدته حجم التضحية التى قام بها حين وافق على التخلى عن ليز بغية مرافقتها فى رحلتها.....
وتنبه فى تلك اللحظة أنه لم يتصل بوالدته بعد, ليتأكد من وصول سيارة الليموزين التى ستقلها إلى المطار, و يخفف من حالة الاهتياج الشديد التى تصيبها فى الدقائق الأخيرة, قبل سفرها , فرفع سماعة الهاتف وطلب رقم منزل بالم بيتش...و إذا بوالدته تجيب لاهثة :
ـ نعم؟
ـ هدئى من روعك يا أمى... لن يمانع سائق الليموزين فى انتظارك قليلاً ريثما تتأكدين من أنك لم تنسى شيئاً.
ـ آهـ! هذا أنت يا كول! كنت أقفل أبواب المنزل كلها!
ـ سأقصد المنزل غداً لأتأكد ثانية من أن أجهزة الإنذار كلها تعمل...فلا داعى للقلق بهذا الشأن!....اتفقنا؟
ـ شكراً يا حبيبى.....على أن أتأكد من أشياء كثيرة قبل رحيلى...اتصلت بـ "ليزتكـ" وأكدت لىّ أنها أنهت ترتيب أمورها كلها.
"ليزته" ...من المؤسف أنها بعيدة عنه الآن...
ـ لا شك عندى فى ذلك!
ـ كم هي لطيفة!
وافقته والدته الرأى بحماسة :
ـ آمل أن نلتقى بصديقها فى كاتمندو...لا أصدق أنه لن يعيد التفكير فى علاقتهما...
ـ ماذا؟
صرخ كول مصعوقاً و قد شلت الصدمة ذهنه لبضع لحظات.
قالت والدته بنبرة هادئة:
ـ لابد أنك تعرفه...يدعى براندن ويلير. و خطوبتهما دامت أكثر من ثلاث سنوات.
ـ أجل...إننى على علم بأمره.
جاء رد كول مفعماً بالحدة.
ـ لكننى لم أكن أعلم بوجوده فى كاتمندو...متى أخبرتك ليز بذلك؟
ـ السبت الفائت, فيما كنا نوضب ملابس السفر...فقد بدا لى غريباً ألا تكون مرتبطة, وحين سألتها...
ـ صحيح....!
منتديات ليلاس

حصل ذلك قبل تودده إليها....ولا يعقل أن توافق الآن على العودة إليه....أليس كذلك؟
ـ لكن براندن تركها يا أمى....و أتمنى ألا تراودك أفكاراً رومانسية بشأن جمع شملهما ثانية .
ـ أظن أن فكرة الارتباط أثارت هلع الشاب...ولكن إن تقابلا ثانية ....
قاطعها كول متواعداً :
ـ أتحسبين أننى أنفق المال على سكرتيرتى الخاصة لتفر مع ذلك الشاب فى كاتمندو؟ إن علمت أنك ساهمت فى ذلك, بطريقة أو بأخرى....
ـ عزيزى! ألم يخطر الأمر على بالى....حسناً....لا أظنها قد تفكر فى الفرار معه...فهى إنسانة واعية, و ستصر على براندن ليلحق بها إلى ديارها, مثبتاً حسن نيته.
أجابها بحدة وهو يصر على أسنانه :
ـ أفضل تفادى هذا الموضوع من الأساس .
لم يغب المرح من نبرة صوت والدته و هى تقول له :
ـ لا يمكنك أن تعترض شئية القدر يا عزيزى!
أدركـ كول و الغضب يملأ قلبه , أن القدر متقلب و خداع... و تذكر فى تلك اللحظة منتديات ليلاس أن ليز وافقت على السفر برفقة والدته , من دون أى تردد, بعد أن أتى على ذكر النيبال...من المؤكد أنها ربطت ما بين براندن و كاتمندو, و ارادت أن تعطى انطباعاً حسناً لوالدته, خلال الغداء, فتضمن مكان لها على تلك الرحلة...و الأمل بلقائه هناك يغريها....و لم تتوان عن الكشف عن مكانه أمام والدته.
ـ لا تحشرى أنفك فى هذا الموضوع يا أمى. و إياك ولعب دور المتواطئة, و أعلمى أن براندن ليس الرجل المناسب لـ ليز.
ـ ليس الرجل المناسب لها؟
لم تخل نبرة صوتها من بعض السخرية:
ـ ولِمَ بقيت مخطوبة له طوال تلك السنوات؟ و لا تنس أنها لم تكن صاحبة القرار بفسخ الخطوبة.
أراد أن يصرخ معلناً لها شغفه الشديد بـ ليز, إلا أنه خشى أن تبدأ أجراس العرس تدق فى أذنى والدته ....وهو لم يكن مستعداً بعد لمواجهة هذه المسألة.
ألا تذكرين أنه قمعها, و أذلها و انتقص من قدرها؟ إننى على علم بكل ما حصل يا أمى....فدعى الأمور على حالها, لأن ليز مرتاحة من دونه.
لزمة والدته الصمت لبضع ثوانٍ ...ثم:
ـ إنك تهتم لأمرها كثيراً, أليس كذلك؟ زهرة منسية.
يهتم لأمرها؟ من دون أدنى شك ....و يأبى أن يفقدها لصالح رجل مغفل لم يحسن الحفاظ عليها....
فلم يجد بدأ من إزالة تعاطف والدته مع قضية إعادة شمل ليز و براندن.
ـ مرت ليز بأوقات عصيبة يا أمى...
قال لها ذلك بنبرة رقيقة:"فأحرصى على جعلها تستمتع بهذه الرحلة من دون إثارة المتاعب."
وعدته بحرارة: "سأبذل قصارى جهدى...."
ها هى الأم التى تبالغ فى الاعتناء بأولادها, تهب إلى نجدة أبنها الجريح...تنفس كول الصعداء:
ـ حسناً أتمنى أن تمضيا وقتاً ممتعاً منتديات ليلاس.
ـ شكراً لك...وصلت سيارة الليموزين...على أن أقفل الخط يا عزيزى...إلى اللقاء...و أشكرك على كل شئ.
و أقفلت الخط.
أعاد كول السماعة إلى مكانها و وقف يحدق فى الهاتف , مقاوماً الرغبة الشديدة التى تملكته فى الاتصال بـ ليز.
ولكن ماذا تراه يقول لها بعد؟ قال لها البارحة إنه سيشتاق إليها و أظهر لها مدى تعلقه بها, لتدرك أنه سينتظر عودتها إليه بفارغ الصبر....
و تضرع إلى الله ألا تطرح جانباً المشاعر التى تجمع بينهما و تعود إلى براندن. هل هى مغفلة إلى هذا الحد؟ أم تراه لم يحسن الحكم على الأمور؟
نهض كول من مكانه وراح يذرع أرض المكتب جيئة و ذهاباً , و قد بلغ القلق منه مبلغاً....فمعظم ما قاله لوالدته على الهاتف , مجرد افتراضات من جانبه....
ربما كانت ليز تشعر بالأمان , بقرب رجل مثل براندن, الذى قلما يكترث للانثى التى ترقد فى أعماقها, و لا يهمه أن يدخر المال للزواج أو تأسيس عائلة...رجل انسحب من حياتها بين ليلة و ضحاها, خوفاً من حسن تدبيرها للأمور.
اكتفت ليز بالإدلاء بهذا القدر من المعلومات حول علاقتهما, أمامه....أما البقية, فتولى كول تأويلها.....
كاذا لو كان على خطأ؟
ماذا لو التقت براند نفى كاتمندو و حنت إليه من جديد؟
أتراها تضرب كل المشاعر التى يشعران بها عرض الحائط؟
هل كانت تعنى شيئاً لها؟
جل ما قاله لها إنه يجب أن يكون معها ولكنه لم يكن يكذب....وليز وافقته الرأى....هل كان ذلك كافياً لتتمسك به و ترفض التخلى عنه؟
لم يجد كول أجوبة على تساؤلاته الكثيرة و أدرك أنه لم يعد بوسعه أن يفعل شيئاً لترجح كفة الميزان لصالحه.
علاوة على ذلك , كانت مدينة كاتمندو كبيرة جداً, و برنامج الرحلة حافل بالنشاطات....مما يعنى أن احتمال لقائها بـ براندن ضئيل جداً....
ألم يكن الهدف الأساسى من إرسالها فى هذه الرحلة أن تلازم والدته ليل نهار, وتسهر على راحتها؟
ولدقائق قليلة خلت, حذر والدته عبر الهاتف من أن تدع ليز تغيب عن نظرها....
أخذ كول نفساً عميقاً وعاد ليجلس خلف مكتبه.
لن تتخلى ليز عنه.
إنه يضيع وقته سدى فى التفكير فى أمور لا يملك سلطاناً عليها....
لعل رغبته الشديدة بالتحكم بكل ما يتعلق بـ ليز هارت جعلته فى حالة من الاضطراب الشديد.




زهرة منسية 05-03-14 09:14 PM

رد: 351 - وجهاً لوجه - أيما دارسي
 
أعتذر منكم الفصل الـ 13 تكرار للفصل الـ 12

13 – لا وقت للتــفــكـــيـــر


سرعان ما اكتشفت ليز أن السفر برفقة نانسى بيرسون ليس شاقاً .. فعلى غرار النساء اللواتى فى سنها , كانت تحتاج إلى من يذكرها بأماكن الرحلات و زمانها, فضلاً عن مواعيد إخراج الحقائب من الغرف...
كانت نانسى تتقبل كلام ليز برحابة صدر, وهى ممتنة لها كل الامتنان لأنها تحرص على أن تسير الأمور على خير ما يرام.
استمتعت ليز بالسفر فى طائرات خاصة مؤجرة, تحمل على متنها مئتى سائح آخر, كل واحد منهم يترقب المغامرة الجديدة التى تنتظره بحماسة شديدة.
ـ يسرنى أنك تمكنت من مرافقتى.
قالت لها نانسى ذلك و عيناها تومضان فرحاً.
ـ و أنا أيضاً ...فالرحلة رائعة...
فضحكت نانسى : "أننى سعيدة"
ومالت نحوها هامسة:
ـ وقع كول على معاملات الطلاق نهار الخميس ...و بات الآن حراً...
ـ هذا خبر جيد.
اكتفت ليز بهذه الكلمات المقتضبة, و هى لا تدرى ما يجدر بها أن تقوله.
ـ سيكون زوجاً رائعاً للمرأة المناسبة له...
استطردت نانسى فى كلامها , وهى ترمقها بنظرات امتزج فيها التمنى باللهفة. فأحست ليز بموجة من الحرارة تجتاح عنقها و تدفعها إلى القول لرفيقتها:
ـ من مر بتجربة زواج فاشلة , يرفض عادة فكرة الزواج ثانية.
ـ ولكن كول كان يعشق أبنه...وبعد فاجعة وفاته , غرق فى الحزن وقتاً طويلاً ....و أظنه يتمنى أن ينجب أولاداً آخرين فى القريب العاجل لأنه بدأ يتقدم فى السن.
ـ يستطيع المرء انجاب الأولاد ساعة يشاء.
عبرت ليز عن رأيها بنبرة جافة:
ـ و لكن ساعة المرأة البيولوجية لا تتكتك إلا فى أوقات محددة...
ـ أخشى أن يصبح عنيداً مع تقدمه فى السن.
و تنهدت تنهيدة حزينة.
ـ كان والده عنيداً و لم يرغب بإنجاب أكثر من طفل واحد....ولكن كول يختلف عنه و يقدس مشاعر الأبوة.
ـ قد يصبح أباً يوماً ما.
رمتها نانسى بنظرة ثاقبة :"أتريدين إنجاب الأولاد يا ليز؟"
توردا خداها: "يوماً ما!"
تنهدت نانسى من جديد:
ـ أود أن أصبح جدة من جديد...لابد أن والدتك سعيدة بأحفادها.
ـ هذا صحيح...خاصة توأم الصبية لأنها لم تنجب إلا البنات.
لحسن الحظ أن حديثهما اتخذ اتجاهاً مختلفاً لتكف نانسى عن الكلام عن كول, كعريس يملك المؤهلات اللازمة كلها...فتتمكن عندها ليز من استعادة هدوءها.
عند وصولهما إلى كوتشينغ وجدت ليز نفسها مبهورة بعالم يختلف كل الاختلاف عن عالمها.
كان الفندق يطل على نهر ساواراك الذى يعج بمراكب صيد و زوارق صغيرة ...زوارق تجسد روح الشرق....
تعرف كاتشينغ بأنها مدينة القطط و هى تضم متحفاً للقطط فيه مجموعة مذهلة من بقايا هذه الأجناس السنورية....
فى اليوم التالى توجهوا فى الباص إلى محمية سيمينغو أورانغوتان, حيث شاهدوا الحيوانات الأقرب إلى البشر, من حيث الشكل الخارجى...
حيوانات انقرضت ولم يعد لها وجود إلا فى بورنيو.
لفتت انتباه ليز رشاقة إنسان الغاب فى القفز على الشجر , إلا أنها لن تنسى أبداً عينيه ...عينان تشبهان عينى الإنسان بتعابيرهما...
وفى وقت لاحق قاموا بزيارة منتديات ليلاس بيت طويل, يعيش فيه حوالى مئة رجل و زهرة منسية امرأة وطفل, على الطريقة التقليدية...فتحتل كل عائلة رواقاً فيه , و تتشاطر مع العائلات الأخرى شرفة فسيحة, تعد بمثابة منطقة مشتركة, فلا أحد يعيش هنا منعزلاً , كما فى مبانى الشق الحديثة, لأن الرفقة الدائمة تؤمن الانسجام السعيد...إنها أشبه بنمط حياة يتضمن إحساساً بالرضى و الأمان

منتديات ليلاســـ


لم تكن ليز تحب أن تمضى بقية حياتها ولكنها لا تحبذ فكرة العودة للعيش مع ذويها.
كانت قد بلغت الثلاثين من عمرها وشقتها لا تزال مرهونة للمصرف, إلا أنها لم تجد بعد شخصاً يشاركها فيها بشكل دائم...حتى جيرانها فى المبنى, كانوا أشبه بالسفن العابرة ليلاً....
ما الذى ينتظرها فى المستقبل؟
هل يفكر كول بالزواج بها ليؤسسا عائلة معاً؟
أحست بالألم يعتصر فؤادها....فمنذ زمن بعي و إعجابها به ينمو فى قلبها شيئاً فشيئاً.. اعجاب لم تقو على البوح به, ورب عملها يعيش فى منتديات ليلاس برج عالٍ بعيد عن متناولها.
علاوة على ذلك , لم يظهر كول اهتماماً بها كامرأة , قبل أن ....ما الذى أثار اهتمامه يا تُرى؟ الشكل الجديد؟ أم خروج براندن من حياتها, و تحررها من قيوده ؟ أم لعله لم يجد أحداً أفضل منها, ليستعمله كدرع يقيه من هجومات تارا المغوية؟
كانت علاقتهما تفتقر إلى الأساس المتين الذى يقيها على مدى الزمان من العوامل الخارجية....و بقدر ما كانت تتمنى أن تسبر أغوار علاقة جدية مع كول, لم تكن متأكدة من المسلك الذى قد تسلكه, مما جعلها تخشى النهاية....
قد تؤول بها الأمور إلى حالة أسوأ من تلك التى مرت بها يوم رحيل براندن , فلا تعود قادرة على العمل معه, ورؤيته كل يوم....
هل كان كول يعى ذلك؟ هل خطر له بأن يفكر قليلاً فى الأمر؟ صحيح أن ديانا نصحتها بأن تسير مع التيار, إلا أنها لم تعد واثقة من هذه النصيحة, خاصة إن كان التيار سيجرفها إلى الهاوية.
و ارتأت ليز فى نهاية الأمر ألا تتسرع فى اتخاذ القرارات , لأن أفكارها مشوشة و ذهنها مرتبك لن تتمكن من التوصل إلى قرار حكيم.
فى اليوم التالى , قامت المجموعة برحلة رائعة فى المركب إلى منتزه باكو الوطنى, حيث اجتازوا إحدى غابات المطر و سبحوا فى بحر الصين الجنوبى فأحست ليز بنفسها بعيدة آلاف الأميال عن الحياة المتكلفة فى أستراليا....إنها حياة بدائية حسية و بسيطة, تكثر فيها الملذات و تمر فيها الدقائق و الساعات من دون هم أو غم.
بعد مغادرتها كوتشينغ, توجهت المجموعة إلى رانغون فى بورما أو يانغون فى ميانمار كما هى معروفة اليوم.
تعد هذه البلاد من أغنى دول جنوب شرق آسيا, وأثار أمجادها تظهر فى كل مكان, فقبة شويداغون باغودا الشاهقة المغطاة بستين طن من الذهب وعلى رأسها برج بوذى ملبس بالماس و الياقوت و الزمرد, تخطف الأنفاس...
و القطار البخارى القديم الذى استأجرته الوكالة لنقل السواح, فى رحلة عبر الارياف وحقول الأرز الخضراء, و القرى الصغيرة التى لم يتغير فيها شئ على مر العصور , كان خير دليل على رفاهية وسائل النقل فى تلك الحقبة الماضية.
فقد زينت الحافلات بأحلى الأزهار و تميزت مقصوراتها باتساعها, و المقاعد بفخامتها و النوافذ بسهولة فتحها , فوجدت ليز متعة بالغة بالتلويح للناس اللذين كانوا يمرون بهم, و يبادلونها التلويح.
قالت نانسى ضاحكة: "اشعر و كأنى ملكة انجلترا! كم هذا ممتع!"
فى الليلة الأخيرة لهم فى رانغون , نـُظمت "أمسية استعمارية" فى فندق ستراند أوتيل الذى بناه امبراطور انكليزى و افتتح عام 1901 ...و قيل يومها فيه "إنه واحد من أفخم الفنادق, و يحظى برعاية الأسر المالكة و النبلاء و كبار الشخصيات" و فى سبيل إحياء روح الحقبة البريطانية الانجليزية, وزعت على الرجال خوذات ذات طابع استعمارى , وعلى النساء مظلات مصنوعة من الخشب و الورق المطبوع بالورود, فيما طـُلب من الجميع ارتداء الأبيض.
اختارت ليز لتلك السهرة التنورة المطرزة البيضاء ذات الكشاكش, و القميص الأبيض الملائم الذى اشتراهما لها كول...و إذا بذكريات تسوقهما معاً تمر فى خاطرها....
"إنك إنسانة مميزة ليز هارت....و صفوة الصفوة و سترتدين ملابس تتلاءم مع مكانتكـ"
لعله كان يقصد بذلك كفاءتها كسكرتيرة خاصة فحسب ,,,فعلى الرغم من رغبتها الشديدة بأن تصدق أنه واقع فى هواها, كانت ليز تشعر بأنه لا يفكر بالارتباط العاطفى.
لكن كيف سمحت لنفسها أن تسترسل فى احلام اليقظة , وهى تدرك تمام الأدراك أنها مجرد أحلام؟
ـ كم هى جميلو ملابسك؟
قالت لها نانسى ذلك و هى ترمقها بنظرات الاعجاب , فيما كانتا تغادران غرفتهما.
عضت ليز على شفتها علها تكبح نفسها عن الكلام:
ـ أنها من اختيار ابنكـ ...
ثم ارغمت نفسها على الابتسام و أضافت :
ـ تبدين رائعة فى هذه الملابس يا نانسى!
اختارت نانسى لتلك الأمسية قميصاً ابيض , زُينت ياقته و حاشيته بحبات من اللؤلؤ و تدلت من تحته تنورة حريرية ضيقة من اللون نفسه....
فى الواقع كانت نانسى على صواب بشأن ملابس الرحلة ...فخلال النهار بقيت الملابس العملية سيدة الموقف, لكنها لم تجد مفراً من ارتداء الملابس الأنيقة خلال حفلات العشاء التى كانت بمعظمها مميزة.....
منتديات ليلاس
علت إمارات السرور وجه ناسى لدى سماعها مديحها:
ـ شكراً يا عزيزتى ...أنها الليلة الأخيرة لنا هنا , وعلينا أن ننتهز الفرصة و نستمتع بوقتنا, فغداً نتوجه إلى كاتمندو.
لزمت ليز الصمت و قد أثارها ذكرها لـ كاتمندو و ذكرى براند نفى رأسها....أتراه سعيداً بابتعاده عنها آلاف الأميال؟ و إن شاءت الصدف أن يلتقيا, هل سيخالها لحقت به؟ و ما تراها تكون ردة فعله؟
قلما يهمها الأمر...ثلاث سنوات من عمرها ذهبت معه هباء, و لن تضيع دقيقة واحدة بعد فى التفكير فى علاقة لم يعد لها وجود.
لكن هل كانت علاقتها بـ كول أحسن حالاَ؟؟
استقل الجميع الباص إلى فندق ستراند أوتيل , و كان الرجال يتباهون ضاحكين بخوذاتهم التى تحى ذكرى الحكم البريطانى, فيما راحت النساء تدرن مظلاتهن بغنج و دلال, وقد وجدن الفرصة متاحة أمامهن للعودة بالزمن إلى حقبة غابرة , مثيرة جداً للاهتمام.


منتديات ليلاســـ

عند وصولهم إلى الفندق , دخلوا ردهة استقبال فسيحة , مؤلفة من طابقين, طرازها قديم جداً , وعلقت فى سقفها مراوح و شمعدانات تخطف الانفاس.
و اسرع الخدم يتنقلون بين أفراد المجموعة حاملين أطباقاً وضعت عليها المقبلات الشهية و المشروبات المنعشة.
كانت تطل على الردهة شرفة علوية يحيط بها من الجهات الأربع درابزين خشبى مصقول.
جالت نانسي بعينيها فى المكان مستمتعة بجو الفندق الذى حافظ بأمانة على طابعه القديم.
سمعت ليز شهقتها فرفعت تلقائياً عينيها إلى حيث كان نظرها مسمراً و إذ بها تجفل من واقع الصدمة:
ـ رباه! أنه كول!
كان كول يقف على الشرفة, يراقب الحشد المتدافع فى الردهة ...و لما وقعت عيناه عليهما ظهرت ابتسامة عريضة على , ورفع يده ملوحاً لهما , ثم استدا و توجه نحو السلم المؤدى إلى الردهة.
أحست ليز بأعصابها تتوتر من تأثير الصدمة , و تدافعت التساؤلات فى رأسها حول سبب مجيئه...لم يقل لها إنه قد يلحق بهما....أتراه يريد التأكد بنفسه من حسن تدبيرها للأمور؟ ألا يثق بها كفاية ليدعها لوحدها مع والدته؟
ـ حسناً...حسناً....حسناً.
كانت نبرة صوت نانسي تدل على سرورها.
ـ أخذ كول اجازة من العمل ليلحق بنا ....أليس الأمر رائعاً؟
انتشلتها كلمات نانسي من أفكارها المضطربة ....فسألتها بصوت مخنوق, و قد احست بغصة فى حلقها:
ـ هل دعوته للانضمام إلينا؟
هزت ليز رأسها مشدوهة :"لم يخطر الأمر على بالى قط"
و ومضت عيناها بمكر و أضافت:
ـ ولكن مجيئه قبل مغادرتنا إلى كاتمندو يدعو حتماً للتفاؤل!
ـ يدعو للتفاؤل؟
رددت ليز كلماتها بارتباك , وهى لا تفهم ما ترمى إليه العجوز.
ـ أجل يا عزيزتى ...إنها اشارة حسنة!
و ابتسمت ابتسامة رضى.
اشارة إلى ماذا؟ لم يتسنى لها الوقت لتسأل نانسي ..إذ وصل كول إلى الطابق السفلى, و بدأ يشق طريقه نحوهما! كانت طلته مهيبة , و تنبعث منه عزيمة لا تقهر , فراح الناس ينتحون جانباً ليدعوه يمر , فيما كانت الرؤوس تلتفت إليه, والنساء يتأملنه من رأسه إلى أخمص قدميه...
بدا وسيماً جداً فى بذلته الكتانية البيضاء , والقميص القطنى الأسود.... فسلمت ليز فى سرها بأنه فريد عصره, و قد أخذ قلبها يتخبط بين ضلوعها مع اقترابه منهما....
ابتسم لها رافعاً يديه ليضمهما إليه معاً وهو يقول:
ـ لا أرى أحد أجمل منكما فى القاعة كلها.
ضحكت والدته :"يا لها من مفاجأة!"
ـ أرجو أن تكون مفاجأة سارة.
وحول نظره إلى ليز , فأحست بعينيه الزرقاويين الثاقبتين أشبه بإشاعات ليزر تحرق بشرتها!
ظهرت على ثغره ابتسامة ملتوية و هو يسترط قائلاً :
ـ كان يكفى أن أمضى يوماً واحداً مع السكرتيرة البديلة لأقرر السفر فى إجازة ...من الصعب استبدالك يا ليز!
أتراه يقصد القول إنه لا يستطيع العيش من دونها؟
اشتعلت نيران الإثارة فى رأسها:
ـ هل اتخذت الاجراءات اللازمة لتنضم إلى المجموعة؟
ـ لليلة واحدة فقط...فى الواقع , حجزت غرفة ليومين فى هذا الفندق و خطر لى أن أمضى الليلة برفقتكما...
ليلو واحدو...! فى هذا الفندق!!!!
ـ ....وأستمتع بهذه المناسبة الـخاصة , و أرافقكما إلى العشاء....
والتفت إلى والدته و سألها :"هل تمضين وقتاً ممتعاً يا أمى؟"
ـ كثيراً....ما هى خططك لباقى الاجازة؟
ـ سأستغل وجودى فى هذا البلد لأزور ماندالاى. لطالا كانت تسحرنى!
ـ ألن ترافقنا إلى كاتمندر؟
ـ كلا!
و نظر إلى ليز بحدة و كأنه يحاول أن يسبر ما يجول فى رأسها , هل يحاول أن يقيم ردة فعلها حيال قراره؟ أو يتأكد من موافقتها على إمضائه ليلة واحدة هنا؟
ـ ولكننى سأسفر إلى فيتنام ...و قد ألتقى بكما هناك!
حذرته والدته قائلة : "برنامجنا حافل فى فيتنام"
ضحك كول :"ربما نتمكن من أن نلتقى معاً على العشاء لأستمع إلى أخباركما"
ليلة أخرى!
اعتصر الألم فؤادها ....هل كان يتوقع أن يخطفها من والدته, لبعض الوقت, ليغازلها قليلاً؟
أحست ليز بعمودها الفقرى يتصلب و قررت أن تصده مهما كلف الأمر
فهى تأبى أن تظن والدته سوء بعلاقتهما و تصدق ادعاءات زوجته السابقة...و من الممكن أن تطلق العنان لأحلامها الوردية...زواج و أحفاد...فتثير تلميحاتها المتفائلة الإحراج لكليهما.
من الأفضل لها أن تتفادى كل تقارب حميم بينهما , و تمضى الأيام المتبقية لها, فى هذه الرحلة إلى جانب نانسي ...
التفتت فى تلك اللحظة إلى نانسي فوجدتها مسترسلة بالحديث مع كول , عن الأماكن التى زاراها و إمارات السعادة بادية على وجهها....فقررت ليز ألا تتنبأ بالأحداث قبل وقوعها, وتحافظ على رباطة جأشها.
ـ ماذا عنك يا ليز؟ هل تستمتعين بوقتك؟
ـ نعم, شكراً....
ـ هل من مشاكل؟
لم يبعد عينيه عن عينيها و كأنه يحاول اختراق الحاجز الذى رفعته بينهما.
أجابته بحدة: "أبداً"
قطب كول جبينه : "لا تتخيلى أننى أتيت لأتأكد بنفسى من حسن تدبيرك للأمور"
ابتسمت ساخرة:
ـ هذا يعنى أنك أسأت الحكم على الأمور و بددت أموالك و وقتك سدى.
ـ لا مأخذ على تحليلك المنطقى للأمور كالعادة.
ـ شكراً لك, وأتمنى لك اجازة ممتعة.
كان من الصعب أن تغفل عنه رغبتها الجلية بالتزام التحفظ, من خلال أجوبتها الموضعية ....فومضت عيناه و كأنه عقد العزم على استخدام كل الأسلحة الموضوعة تحت تصرفه لمجابهة التحدى الذى رمته فى وجهه...
ـ حان الوقت لندخل إلى قاعة الرقص!
أعلنت نانسي ذلك و هى تشاهد الناس من حولهم يتدافعون حول باب القاعة, متلهفين للانتقال إلى المرحلة التالية من السهرة, و تشمل العشاء و التسلية و الرقص....
ـ سيدتاى...
و بكياسة تذكر بزمن الاستعمار , مد لهما ذراعيه لتتأبطاهما و قد بدا على أهبة الاستعداد لمواكبتهما إلى العشاء.
أذعنت والدته لرغبته فى الحال...و لم تلبث ليز ان حذت حذوها وقد أدركت أن كل محاولة منها لصده ستجعلها تبدو فظة...فرسمت ابتسامة على ثغرها, وراحت تجول بعينيها فى المكان, وهى تبذل جهدها لتجاهل الحرارة المنبعثة منه, مثيرة حواسها كلها .
وفيما كانوا يتوجهون نحو القاعة أخذت نانسي تلوح لمعارفها الجدد, من بين أفراد المجموعة, وتقدم لهم أبنها محولة انتباهه عن ليز لبعض الوقت... فشغلت هذه الأخيرة نفسها بإلقاء نظرة سريعة على القاعة التى لفتت انتباهها بأناقتها البالغة....إذ كانت أرضها مغطاة بالخشب المصقول , وجدرانها مكسوة باللوحات الخشبية و تدلت من سقفها شمعدانات عملاقة , و فرشت على طاولاتها التى خصصت كل واحدة منها لعشرة أشخاص , أغطية منشاة.
أصرت نانسي على الجلوس على طاولة عند طرف الحلبة المخصصة للرقص, مدعية بأنها لا تريد أن يفوتها شئ من التسلية ...فأذعن كول لرغبتها و قادهما نحو الطاولة تطل مباشرة على الحلبة ....و سرعان ما أنضم إليهم أشخاص آخرين , ليبلغ عدد الجالسين إلى طاولتهم عشرة...عدد أثار الارتياح فى نفس ليز...
صحيح أن كول أختار أن يجلس بينها و بين نانسي إلا أنها تستطيع التذرع بالتحدث مع رفيقها الجالس قربها من الجهة الأخرى , لتبعد من رأسه كل محاولة إلى جرها فى أحاديث خاصة.
و على الرغم من ذلك لم يتوان كول عن هد دفاعاتها كلها, حين مال نحوها هامساً :
ـ إننى أتوق للرقص معكـ هذه الليلة!
يريد أن يرقص معها! فيحضنها بين ذراعيه, و يقول لها كل ما يجول فى رأسه , بعيداً عن مسمع والدته
أحست ليز بتقلص فى معدتها !
كيف ستتحمل ذلك؟ كيف؟

زهرة منسية 05-03-14 09:18 PM

رد: 351 - وجهاً لوجه - أيما دارسي
 
14 – واحــة فــى الــصــحــراء



جلست ليز فى كرسيها و هى بالكاد تسمع الأغانى التى كانت تؤديها جوقة أولاد الشارع, فيما تولت مجموعة أخرى من الأولاد تقديم عرض راقص.
ألقى عدد من الأشخاص خطابات لم تسمع منها شيئاً أيضاً... وعندما وُضع الطعام أمامها وجدت نفسها تأكل بصورة آلية , من دون أن تستطعم شئ...فالرجل الجالس قربها أستحوذ على عقلها و أتلف أعصابه كلها...
أعتلت الفرقة الموسيقية المسرح و بدأت تعزف أنغاماً قديمة من الجاز تتلاءم تماماً مع قاعة الرقص...فأسرع بعض الأزواج إلى حلبة الرقص, وراحوا يتمايلون على وقع الموسيقى فرحين...وتوقعت فى أى لحظة أن... لن تجد صعوبة فى رفض دعوة كول للرقص, بطريقة لبقة...وهو لن يحاول إرغامها على الموافقة...إلا أن تقاربهما الحميم قد يفرض عليها الإذعان لرغبته...
فضلاَ عن ذلك, قد يثير رفضها الحيرة, فتتدخل نانسي فى الأمر, و تلح عليها لتستمتع بوقتها.
وضع كول منديله على الطاولة, ثم أرجع كرسيه إلى الخلف و نهض من مكانه...كانت الفرقة تعزف موسيقى الفالس التى لا يمكن الرقص عليها من دون أن يتلامس جسداهما.
التفت كول إليها و مد يده لها, فأحست بتقلص فى معدتها:
ـ أتريدين الرقص يا ليز؟
حدقت فى يده الممدودة و قد هبت فى أحشائها عاصفة من المشاعر المتناقضة, مزقتها أرباً إرباً
قالت لها نانسي باندفاع بالغ:
ـ هيا يا عزيزتى....أحب أن أتفرج عليكما ترقصان الفالس.
لم تجد للرفض مكاناً...لا سيما و أن كول وضع يده الأخرى على ظهر كرسيها , و كأنه يستعد لإزاحتها من طريقها...
وقفت ليز من مكانها, رجلاها ترتجفان و فى داخلها تصميم حازم ألا تدعه يغويها مهما حرك فى أعماقها من أشواق دفينة...إنها مسألة....
ونسيت المسألة برمتها و هو يشبك أصابعه حولها فى عناق يميل إلى التملك....فأحست بشحنة كهربائية تضرب ذراعها وتصل سريعاً إلى ذهنها..
أخفض كول رأسه و همس فى أذنها سائلاً: "لِمَ لا تحبذين وجودى هنا؟"
من الصعب أن تلملم شتات نفسها المبعثرة, أمام هذا الانقضاض العنيف لرجولته الصارخة....فضلاً عن ذلك, كان سؤاله الصريح أشبه بهجوم مباشر, فلم تجد مفراً من تبرير تصرفاتها الحذرة معه:
ـ إننى برفقة والدتك.
أعلنت ذلك فجأة, آملة أن يدرك رغبتها بشئ من التحفظ...
ـ إذن؟
هز كتفيه لا مبالياً بالإحراج الذى قد يسببه لها إصراره على جرها لإظهار بعض المودة له.
ـ لا أجد من داع لـ...
كان الموقف دقيقاً جداً, و حاولت جاهدة أن تجد سبيلاً للخروج من هذا المأزق....فتمكنت فى نهاية المطاف من القول متلعثمة: "لإعطائها فكرة غير صحيحة عن علاقتنا"
ـ اشتقت إليك! حسبت أنك أشتقت إلىّ!
أرجعت ليز رأسها إلى الخلف و نظراتها تتحدى بغضب المشاعر المتقدة فى عينيه:
ـ إنها مسألة خاصة بيننا!
ـ هذا صحيح...ولكن لا مانع عندى من الإعلان أمام الملأ عن علاقتنا...و لا أتخيل أن والدتى ستعترض لأنها تحبك كثيراً.
بلغ امتعاضها من افتقاره إلى بعد النظر أوجه: "ليست هذه المشكلة!"
رفع حاجبيه هازئاً من تصرفاتها المشاكسة: "ما هى المشكلة؟"
أخذت نفساً سريعاً ثم واجهته بما يحاول تجاهله:" ستخال نانسي أن المسألة جدية...فقد أعربت لى عن رغبتها فى زواجك ثانية, لتنجب لها الكثير من الأحفاد."
ـ ألا تجدين أن فكرة زواجنا ليست مستحيلة؟
بدا كلامه أشبه بالتحدى وكأنها اتخذت قراراً من دون الرجوع إليه أولاً...
كانت عيناه مسلطتين عليها, و فيهما تصميم لا رجوع عنه على اكتشاف ما يجول فى رأسها....فارتبكت أشد الارتباك:
ـ قلت إنك ليست على عجلة من أمرك للزواج ثانية...
ـ فى العجلة الندامة و فى التأنى السلامة.
جاء اقتباسه مفعماً بالتهكم.
ـ لا أريد أن أكرر الخطأ عينه...ولكننى أؤكد لك أننى لا أحتاج إلى ثلاث سنوات لأتخذ قرارى.
ـ ثلاث سنوات!
ـ أظن أن علاقتك بـ براندن دامت ثلاث سنوات.
هزت ليز رأسها لا تصدق أذنيها...إذ لم يخطر على رأسها قط أن يربط ما بين علاقتها به و تجربتها مع براندن, بطريقة أو بأخرى...فالوضع يختلف تماماً....و لِمَ تراه يقارن علاقة خاطفة بقرار الارتباط الطويل الأمد؟
فى مطلق الأحوال , أعادت كلماته تلك أحياء ذكرى تجربة فاشلة, تفضل أن تمحوها من ذاكرتها...و لابد أنه يعى تماماً تأثير ذلك عليها...
توقفت الموسيقى....فتوقف الراقصون عن الرقص....إلا أن كول بقى ممسكاً بها, من دون أن يأتى بأى حركة ليحررها أو يعيدها إلى منتديات ليلاس مكانها.
أنزلت ليز يدها عن كتفه, تستعد للتخلص من عناقه, فيما أخذ الأزواج الآخرون يغادرون حلبة الرقص.
ـ لِمَ أخفيت عنى أن براند فى النيبال ؟
ـ ماذا؟
رفعت عينيها مصعوقة فتقابلت نظراتهما ووقعت أسيرة العزم الشديد البادى فى عينيه....
قال لها متجهم الوجه: "أظنك سمعتنى جيداً"
وقعت ليز فى حيرة من أمرها...كيف يعقل ذلك...إلا إن...
ـ هل حاول براندن الاتصال بى فى المكتب؟
ـ أهذا ما ترغبين بسماعه؟ هل اتصلت لإبلاغه بمجيئك؟
ـ كلا....أنا...
لم تجد ليز مبرر منطقى لسخطه....
سألها كول متململاً :"هل تركت له رسالة ليوافيك إلى كاتمندو؟"
ـ أنتهى الأمر!
صرخت فى وجهه محاولة أن تلج إلى جوهر الموضوع فأجابها بصوت أجش:
ـ كلا , لم أنته بعد....جالت بعينيها فى الحلبة الفارغة: "بدأ الناس ينظرون إلينا."
ـ حسناً....علينا أن نضع التقاط على الحروف....أتفضلين التحدث على انفراد؟ لك ما شئت.
وقبل أن تتاح لها الفرصة لتعترض, أمسك بمعصمها بقوة و قادها نحو نانسى التى كانت تراقبهما من مكانها بحماسة شديدة.
دمدمت ليز ساخطة:
ـ لا أريد التحدث على انفرا.
ـ لن أسمح لك أن تتجاهلينى ثانية أو تتصرفى و كأن علاقتنا سطحية و خالية من البعد الشخصى....عليك أن تختارى إما أن نتحدث على انفراد أو أمام الجميع.
كان كول ينبض بالعدائية و أدركت ليز أنه لن يتوانى عن الإقدام على أى تصرف متهور, إن اصرت على البقاء والدته....فقررت أن تستجمع رباطة جأشها , وتبذل جهدها لتخرج من هذه الورطة التى زجها كول فيها.
كانت نانسي تبتسم سعيدة برؤيتهما معاً...فخشيت ليز أن تطلق العنان لأوهامها إن أفشى لها كول سر تعلقه بسكرتيرته الخاصة و بعيداً عن الإطار المهنى.
لم تشأ ليز أن تدعه يتفوه بكلمة فرسمت على ثغرها ابتسامة حزينة فيما كانا يقترباً من والدته و اسرعت تقول لها :
ـ على أن أناقش مع كول بعض الأمور الطارئة المتعلقة بالعمل...فهلا عذرتينى قليلاً يا نانسي؟
تدخل كول قائلاً:
ـ قد يتطلب الأمر الكثير من الوقت....أيمكنك أن تعودى إلى الفندق مع المجموعة يا أمى؟
ـ طبعاً يا عزيزى.
و ابتسمت له مبتهجة:
ـ أحضرت معى مفتاح غرفة الفندق....تحرص ليز دوماً على تذكيرى به.
هاهى تقع فى شرك كفاءتها...
ـ لا أظن أن غيابنا سيطول يا كول...
قالت ليز ذلك محاولة أن تقلل من شأن هذا الاجتماع "الخاص"
ـ من الأفضل أن ندرس الاحتمالات كافة....
والتفت إلى والدته و قال لها بلطف:
ـ فى حال طال اجتماعنا, سأرافق ليز إلى الفندق و أوصلها إلى الغرفة سالمة....فلا داعى لأن تبقى مستيقظة فى انتظار عودتها.
أحست ليز بالدماء الحارة تجتاح عنقها و تلذع خديها...
ـ لا بأس يا عزيزى.
لم تعترض نانسي على خطة أبنها, و ابتسمت لـ ليز مشجعة و استطردت تقول :
ـ لا تقلقى بشأنى...كان نهارنا حافلاً و أظن أننى سأخلد للنوم فور عودتى إلى الفندق.
لم تعد فى جعبة ليز أعذار تتحجج بها...
التقط كول حقيبة يدها الصغيرة عن الطاولة ليضع يده على مالها و مفتاح غرفتها, ثم شكر والدته قائلاً :"شكراً يا أمى"
و اقتاد ليز عنوة نحو مخرج قاعة الرقص.
ـ أعد لى حقيبة يدى.
و صرت على اسنانها من شدة الغضب مصممة فى سرها على ألا تدع زمام الأمور تفلت من يدها كلياً...فإن لزم الأمر ستطلب سيارة أجرة... تحداها كول بازدراء:
ـ هل تنوين الفرار منى يا ليز؟
ـ لا أحب أن يلوى أحد ذراعى.
ـ صحيح!
و ناولها حقيبة يدها ثم أضاف:
ـ إنك الآن حرة نفسك...و لكن قبل أن تنفسى عن ثورتك من تدخلى فى خططك, أود أن أطرح عليك سؤالاً....هلا قلت لى ما الفائدة التى جنيتها من وجودى فى حياتك؟ بغض النظر ن بطاقة السفر المجانية إلى كاتمندو.
ـ ما الفائدة؟
صعقتها اتهاماته الباطلة : "لم أطلب منك أن تقدم لى بطاقة سفر مجانية"

منتديات ليلاس
ـ أود أن ألفت انتباهك إلى أننا فى مكان عام.
ولإثبات كلامه لوح إلى مجموعة من المدخنين احتشدوا فى الردهة المجاورة لقاعة الرقص...
ـ و بما أنك لا تريدين إثارة القيل و القال حتى لا يصل إلى مسامع والداتى...
و قادها بسرعة عبر السلم المؤدى إلى بهو الفندق حيث وقفا المصعد ينتظران وصوله...التقطت ليز انفاسها و أسرعت تقول له:
ـ لن أصعد معك إلى غرفتك.
كانت ليز ساخطة من تعجرفه الشديد, الذى أوهمه بأنها ستذعن لإرادته, لا محالة.
ـ إنى أنفذ رغبتك بالتحدث على انفراد....أم ترانى كنت مجرد وسيلة استخدمتها لتعززى ثقتك بنفسك فتتمكنى بعدها من الفوز بـ براندن ثانية؟
عاد يتكلم عن براندن...
فُتح باب المصعد فيما كانت ليز لا تزال مصدومة من تفسير كول الغريب لتصرفاتها...
أدخلها كول إلى المصعد, و عقلها عاجز عن فهم ما كان يقصد بكلامه...فحدقت به غير مصدقة, و سألته:
ـ أتقصد القول أننى تقربت منك لأعزز ثقتى فى نفسى؟
ـ إنه مجرد رد فعل تلقائى لخيبة أملك!
ثارت ثائرتها و قد أدركت أنه يخالها استغلالية, فأدارت أن ترد له الكيل كيلين:
ـ ماذا عنك يا كول ؟ ففى اليوم عينه الذى اتهمتنى فيه تارا بمطارحتك الغرام قررت أن تغازلنى .
بدت علامات الذعر على وجهه:
ـ لا علاقة لـ تارا مطلقاً بالمشاعر التى أكنها لك! أتعتقدين أننى قد أتقرب من امرأة شبيه بـ تارا, بعد كل ما قاسيته معها؟
كانت نبرة صوته مفعمة بالوعيد فأسرعت ترد عليه بحدة:
ـ لست أدرى....كانت تارا زوجتك, أليس كذلك؟
ـ وطلقتها , حالما سنحت لى الفرصة بعد وفاة طفلنا.
وعلت وجهه إمارات الاعتداد بالنفس: "تارا انسانة استغلالية, لا تحب أحداً إلا نفسها ...أؤكد لك أننى لم أعد أجدها مثيرة, مع مرور الوقت"
رماها بنظرات مليئة بالحقد وأضاف: "ولا أقبل أن تستغلنى امرأة حسبتها أفضل منها"
صرخت ليز بغضب: "لم أستغلك!"
ـ حقاً؟ لِمَ عاملتنى ببرود هذا المساء؟
ـ قلت لك أن والدتك هى السبب.
ـ حجتك ليس مقنعة.
وقبض على معصمها ليخرجها من المصعد و يقودها عبر الرواق الطويل.
وصلا إلى غرفته...دس مفتاحه فى الباب, ثم دفعها إلى داخل جناح خاص, لا يمكن أن يزعجهما أحد فيه .
لم تحاول ليز أن تقاومه, بعد أن تبين لها جل ما يريده منها هو وضع النقاط على الحروف بشأن علاقتهما...
كان كول فى حالة من الغضب الشديد, و قد ظن أنها اتفقت مع براندن على ملاقاته غداً.
ـ حسناً...أريد أن أسمع منك الحقيقة.
كانت قسمات وجهه قاسية, و نظراته متحجرة, فأحست ليز برعشة تسرى على طول عمودها الفقرى.
إنه يهتم لأمرها...إنه يهتم لأمها حقاً...
امتلأت ليز فرحاً , و راحت تتجول فى أرجاء الجناح الشاسع, فعبرت الباب المفتوح المؤدى إلى غرفة نوم واسعة تضم سريرين كبيرين ثم اجتازت المدخل المقنطر لتصل إلى غرفة جلوس أنيقة.
لحق كول بها إلى المدخل المقنطر, و وقف يتأملها متململاً... فذلك الرجل الضخم الجثة, الجبار, يحاول عبثاً كبح المشاعر العنيفة المتقدة فى داخله.
ـ لم أقل لك إن براندن فى النيبال, لأن الأمر لا يعنينا يا كول.
قالت له ذلك بنبرة هادئة...فأجابها و قد بلغ الغيظ منه مبلغاً:
ـ ليس فعلاً! فبسببه رميت عنك ثوبك القديم, و أظهرت لى جانباً من ليز هارت لم أره من قبل.
هزت ليز رأسها: "كانت الفكرة فكرة شقيقاتى ....فبعد رحيل براندن, أردن أن أبرز جمالى لأجذب الرجال...و أصرت أمى على أن ذلك سيشعرنى بالرضى عن نفسى....ولم يخطر فى بالى للحظة واحدة أن أبذل جهداً لاسترجاعه....فكل شئ انتهى بيننا"
ـ ولكن يوم رأيتك فى حلة جديد, و تأكدت من مدى جاذبيتك, كنت تحملين فى يدك بطاقة سفر إلى النيبال....بطاقة هى الفرصة الأفضل لتظهرى لـ براندن ما فاته.
ـ سنذهب غداً إلى كاتمندو, و لكننى لا أعرف عنوان براند نفى النيبال, فضلاً عن أننى لست متأكدة من وجوده هناك....فالأمر لا يهمنى مطلقاً... وإن شاءت الصدف أن ألتقى به, لن يغير لقاؤنا شيئاً, لأننى لا أريده فى حياتى ثانية.
قطب كول جبينه:
ـ أهذا ما تشعرين به حيالى أيضاً؟ لقد حققت مرادك و أصبحت الآن راضية عن نفسك.
رفعت رأسها لتواجهه, و قد أدركت أنه لم يعد لديها ما تخسره:
ـ أتريد الحقيقة يا كول؟
ـ أجل.
كانت عيناه الثاقبتان تأمرانها بقول الحقيقة.
ـ لطالما كنت تعجبينى...و لكنك كنت متزوجاً من امرأة من الصعب منافستها....فارتأيت فى نهاية المطاف أن أصرف النظر عن هذا الحلم البعيد المنال....و يمكنك القول إن اختيارى لـ براندن كان عملياً, و حاولت يائسة أن أنجح علاقتنا ...لعل ذلك دفعه فى نهاية الأمر, للتخلى عنى...فقط بذلت جهداً كبيراً لأجعل من شئ بعيد كل البعد عن الصواب شيئاً أستطيع التعايش معه.
قطب جبينه من جديد: "لم تبوحى بأعجابك بى....."
ـ و ما الجدوى من ذلك؟ فضلاً عن أننى كنت أحب العمل معك.
ابتسم ابتسامة عريضة و دمدم قائلاً: "واحتى فى الصحراء!"
ـ عفواً؟
أجابها ساخراً: " مررت بأوقات عصيبة جداً, و لكن وجودك جعلها فى حياتى جعلها أكثر أحتمالاً"
ابتسمت ابتسامة اشمئزاز: "كنت خادمة!"
ـ ليس صحيحاً...فالخادمة ترد على بفظاظة و توبخنى...أما أنت فكنت الرفيقة المساعدة.
أخذت ليز نفساً عميقاً, و هى عازمة على أن تطرح عليه سؤالها الحرج:
ـ هل كنت أساعدك على نسيان تارا, فخلال تلك الأيام القليلة التى سبقت التوقيع معاملات الطلاق؟
هز رأسه و قد أغاظه كلامها :
ـ خرجت تارا من حياتى قبل خروج براندن من حياتك بوقت طويل...
و لكننى كنت مستاء منها لأنها حطت من قدرك و أذلتك...و أردت أن أرفع من معنوياتك...
ـ هل أشفقت علىّ؟
كل شبر من جسمها ينفر من هذه الفكرة.
ـ رباه! كلا !
بدت إمارات السخط على وجهه, و قد أحبطه تفسيرها للأمور...فقطب جبينه محاولاً أن يستجمع أفكاره للرد عليها:
ـ كرهت عزيمتك المحبطة, خاصة و أنك تستحقين التقدير أكثر بكثير من الأشخاص الذين أحبطوا عزيمتك...و حاولت أن أقول لك...أن أفهمك..
رفع يده فى إيماء غريبة تنم عن يأسه:
ـ و فى نهاية المطاف لم أستطيع أن أمنع نفسى من التودد إليك...على الرغم من أننى لم أشاء أن أعرّض علاقة العمل التى تربطنا للخطر.
ـ التودد إلىّ...!!!!
و أحست بغصة فى حلقها:
ـ خيل إلى أن هدفكـ الوحيد هو التسلية فحسب.
ـ لا أريد إلا أنت يا ليز...فقد لاح لى من بعيد طيف واحة, فى وسط صحرائى...و أسرعت إليها لأشرب من مائها العذب حتى الارتواء...كان شعوراً فى غاية الروعة.
لم يمكنها أن تنكر ذلك...و لم تشأ أن تحجب هذه الحقيقة خلف أشياء أخرى ولكنها تريد منه أن يبدد شكوكها كلها...فاعترفت له قائلة:
ـ هذا صحيح...و لكننى حسبتك تتقرب منى لأنك لم تجد أحداً سواى...
ـ كلا...تقربت منك لأنك أنت!
ـ حين وقعت عيناى عليك هذا المساء قررت ألا أسمح لأحد بأن يستغلنى ثانية...حتى أنت يا كول....
و استجمعت شجاعتها كلها و استطردت تقول:
ـ مع أننى أريدك أكثر مما أردت أى رجل آخر فى حياتى...
ابتسم لها ابتسامة امتزج فيها الارتياح بالبهجة العارمة: "أوكد لك أن هذا الشعور متبادل"
تنفست ليز الصعداء, وظهرت على ثغرها ابتسامة رقيقة: "حقاً؟"
ـ وما الذى حسبتنى أناضل من أجله؟
ثم دنا منها و أخذها بين ذراعيه, و عيناه المملوءتان بمشاعر صادقة, لا تفارقانها:
ـ لن أدعك تبتعدين عنى بعد اليوم....و سنرى إلى أين ستذهب بنا هذه العلاقة ....علينا أن نمنح أنفسنا بعض الوقت يا ليز....أتفقنا؟
لم تعد الأحلام مستحيلة, و كلامه فاق قدرتها على تصديقه. فأخذ قلبها يتخبط بين ضلوعه, و آمال المستقبل الزاهى تتراقص فى ذهنها....كان رجل أحلامها يحتضنها بين ذراعيه, و يشدها إليه بقوة, و كأنه يريد أن يجعلها جزء منه....فقد ترك أعماله كلها و سافر إلى المقلب الثانى من الأرض , ليقضى على ما يمكن أن يفرق بينهما.....و ها هو الآن يقول لها....
ـ أجيبى يا ليز....
يأمرها....
إنها تحب هذا الرجل....و تحب كل شئ فيه...دست ذراعيها حول عنقه:
ـ نعم يا كول....نعم....
كانت نبرة صوتها مفعمة بالفرح, و نيران الشوق تستعر فى أحشائها, و قلبها يهلل ابتهاجاً بهذه المشاعر الجياشة المتبادلة....فعانقها عناقاً ملؤه الشوق و اللهفة, عناقاً أكد لها أنها المرأة التى يريدها بكل جوارحه....فانهارت كل الحواجز, و لم تعد تخشى شيئاً معه, حتى رأى والدته فى علاقتهما...
و نانسي ستفرح حتماً لفرحهما.
عندما طلب كول سيارة أجرة لتقلهما إلى الفندق, كانت ليز فى حالة من السعادة الشديدة, و لا تشعر بالنعاس أبداً ....يمكنها أن تنال قسطاً من النوم خلال الرحلة كاتمندو.....فتذكرت عندها:
ـ كيف علمت أن براند نفى النيبال؟
ـ أخبرتنى أمى قبل سفرها.
ـ أمكـــ ؟
قطب ليز جبينها و قد فاجأها الأمر ....ألا أنها عادت و تذكرت بأنها ردت على أسئلة نانسي حول صديقها السابق.
ـ لِمَ تراها فعلت ذلك؟
ابتسم كول :
ـ لعلها اكتشفت أننى أهتم لأمرك, و أرادت أن تحثنى على التحرك بسرعة, حتى لا أخسرك.
تنهدت ليز مطمئنة: "يسرنى أنك أتيت"
شد كول على يدها: "و أنا أيضاً!"
نظرت إلى أصابعهما المتشابكة, و تذكرت التوتر الشديد الذى تملكها بعد مغادرة تارا بالم بيتش, و محاولات كول الحثيثة, للتخفيف عنها....قالت لها يومها والدته: "أنه يهتم لأمرك يا عزيزتى"
ضحكت ليز فى سرها و قد أدركت أن لا شئ يُخفى عن الأم...فـ كول يهتم لأمرها....و ليز تشعر بالرضى التام عن نفسها.



زهرة منسية 05-03-14 09:19 PM

رد: 351 - وجهاً لوجه - أيما دارسي
 
15 – حـــررهـــا الــــحـــب



بعد مرور ستة أشهر....
وقفت ليز و شقيقاتها فى المطبخ, ينظفن الصحون بعد انتهاء حفل الشواء الذى اعدته العائلة ظهر الأحد, بمناسبة خطبتها على كول الذى جلس يدردش مع والدها و أزواج شقيقاتها, فى صحن الدار.
من جهتها , جلست والدتها مع نانسي بيرسون فى غرفة الجلوس تتشاوران حول حفل الزفاف الذى أصر كول على إتمامه فى أقرب وقت ممكن.
ـ هذا الرجل ساحر و جذاب إلى حد الإغراء....
أعلنت سو ذلك و هى ترفرف بجفونها, مغيظة ليز
ـ لم يعد بوسعك أن تنكرى الأمر.
ضحكت ليز: "لا شك أنه أحرز تحسناً ملموساً منذ أن بدأنا نخرج معاً"
ـ رباه!
ـ كفى عن هذه التعليقات المتغطرسة و اخرجى من شرنقة أنانيتك.
ـ لست محقة يا سو!
خالفتها ديانا الرأى :
ـ فبعد أن غيرنا شكلها الخارجى, باتت أكثر انشراحاً...أظن أنها أفضل فكرة خطرت لى فى حياتى...و أنظرن ما كانت نتيجتها....
أمسكت بيد ليز اليمنى المبللة بالماء و الصابون و أضافت:
ـ أريد أن أرى الخاتم ثانية.
كان خاتمها من الياقوت النفيس المرصع بالماس...ابتسمت ليز و هى ترى الحجارة الحمراء تتلألأفى النور:
ـ إنها تدل على النيران المتأججة فى داخلك.
قال لها كول ذلك و هو يدس الخاتم فى إصبعها .
فكلما فكرت فيك, أشعر بالحرارة تغزو أوصالى!
قالت ديانا:
ـ إنه خاتم نفيس و يدل على رغبة ثابتة بالارتباط مدى العمر...أرجو أن تدركى ما أنت مقدمة عليه.
أجابتها ليز بنبرة جافة:
ـ مضى على علاقتنا بعض الوقت...و أظن أن الزواج من رب العمل أمر فى غاية الروعة.
تدخلت جاين فى الحديث قائلة:
ـ لعل أكثر ما أثر بى حبه للأولاد....إنه يجذبهم كالمغناطيس....فأراهم يتدافعون جميعاً حوله, من دون أن يبدو عليه
منتديات ليلاس
الانزعاج مطلقاً.
ـ هذا صحيح....يتمنى كول أن يصبح أباً.
تنهدت جاين بحسرة:
ـ إنه حزين جداً على موت ابنه....هل عبر لك عن لهفته لتأسيس عائلة معك يا ليز؟
ـ أنه يتحرق لهفة لذلك!
ـ ليز.
علا صوت والدتها من المدخل:
ـ هلا ناديت كول و انضممتما إلينا فى غرفة الجلوس؟ نريد التحدث معكما.
ـ حسناً يا أمى.
نشفت ليز يديها و توجهت نحو صحن الدار فيما كانت شقيقتها الثلاث ينشدن:
ـ تبخترى يا عروس.
وأحست ليز بالبهجة تغمرها و قد أصبحت واحدة منهن, و لم تعد تقف خارج حلقتهن الساحرة تختلس النظر...فالذنب ذنبها وحدها لأنها لم تكن تدرك قيمة نفسها, و تشعر بعجزها من منافستهن...
وحده كول استطاع أن يثبت لها أن الحب لا يمت إلى المنافسة بصلة.... فلاحب يعنى أن يتقبل الواحد الآخر كما هو, من دون أن يحاول أن يتشبه بأحد...
رأت الحب المتقد فى عينيه و هى تتوجه نحوه, فأحست بنفسها مميزة و تنبض بالحياة , فبادلته نظرات الحب بنظرات كلها لهفة...
ـ تريد والدتانا التحدث معنا فى غرفة الجلوس....أظنك فاجأتهما قليلاً, حين أصريت على إتمام الزفاف فى القريب العاجل.
ـ أرفض تأجيل العرس.
و أعتذر من الرجال الباقين, و سار قربها, واضعاً ذراعه حول كتفيها :
ـ عليك أن تساندينى يا ليز...لا أريد الانتظار طويلاً.
ـ لن تشعرا بالرضى إلا إن تمكنا من تنظيم حفل زفاف ملائم....و لا تنس أننى لا أنوى الزواج إلا مرة واحدة.
رماها بنظرة تنم عن عزم راسخ: "وعدتك بأن أقيم لك حفل زفاف ملائم"
فلا أحد يستطيع أن يثنى كول عن بلوغ هدف وضعه نصب ناظريه....
وما أن دخلا إلى غرفة الجلوس, حتى انهالت عليهما المرأتان بالاقتراحات...فهذه تفضل عقد الزفاف نهار السبت و تلك تقترح إقامة الحفل حول حوض السباحة فى بالم بيتش, لأن الصالات الفخمة محجوزة كلها سلفاً...
قالت لها والدتها بنبرة جدية:
ـ أمامنا ستة أسابيع فقط لإرسال الدعوات, و الناس يلزمها وقت أطول....
قاطعها كول قائلاً بنبرة حازمة :
ـ كلا...سنعقد الزفاف بعد شهر واحد , و أن لم يتمكن البعض من الحضور, فلن ننتظرهم...
أذعنت والدتها لقراره, و نهضت من مكانها, و أسرعت نحو ابنتها تحضنها بحنان:
ـ لطالما كنت تصرين على القيام بالأمور على طريقتك....تهانينا يا عزيزتى.
طمأنتها ليز قائلة: "إننى سعيدة جداً يا أمى!"
ـ إنك تستحقين كل السعادة.
ـ إننى سعيدة من أجلكما!
أعلنت نانسي ذلك و هى تنهض من مكانها لمعانقتها بدورها...
ـ ليز هى المرأة المناسبة لك يا كول....أدركت ذلك لحظة تعرفت عليها.
ـ أيعقل أن ينعم الله على المرء بهذا اليقين , فى اللحظة عينها؟
أجابته ليز بمكر:
ـ إنه حدس الأم!....علّ الله ينعم على به فيما بعد.
ـ هل سيؤثر على مناقشاتنا المنطقية؟
ـ قد يختصرها قليلاً.
ـ أظن أن ذلك سيضاعف حبى لك.
ـ أقسمت أن تحبنى طوال العمر.
التفتت نحو والدته قائلاً:
ـ أرأيت يا أمى ؟ أنها تفوقنى ذكاء!
ـ هيا يا كول....أرى أن الأمر يروق لك!
ابتسم ابتسامة عريضة: "هذا صحيح...و أسمحوا لىّ الآن أن أخطف ليز لأثبت لها مدى حبى لكل ما فيها"
و طبق القول بالفعل.

بعد مرور سنة رزق كول و ليز بطفلة جميلة أسمياها جيسيكا آن , لفت أصابعها الصغيرة حول إصبع والدها فأوقعته أسير حبها مدى الحياة.


زهرة منسية 05-03-14 09:21 PM

رد: 351 - وجهاً لوجه - أيما دارسي
 
تمت بحمد الله

قراءة ممتعة للجميع و بعتذر منكم على التأخير :)

حياة12 06-03-14 02:22 AM

رد: 351 - وجهاً لوجه - أيما دارسي
 
الف الف الف مبروووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووك ختام روايتك زهورتي و الف حمدلله على السلامة يا قمري نورتي ليلاس كله :flowers2:

http://animatedimagepic.com/image/co...tions-7298.gif

مجهود خيااااااااااااااااااااااااااالي ما شاء الله عليكي ربنا يقويكي يا قلبي و يعينك يااارب :)
و ميرسي كتييييييييييييييييييييييير كتيييييييييييييييييير على الرواية المذهلة دي

استمتعت جدااااااااااااااااا بقراءتها مش كنت بقولك احنا ذوقنا واحد في الابطال :peace:
شايفة جنتلة كول و لباقة كول و اهتمام كول و عزيمة كول اوووه قلبي الصغير لا يحتمل :421:
مش زي باقي الابطال تييت و يستحقوا الموت ضربا بالرصاص :/

و كله كوم و هو بيقر و يحقد عليها كوم تاني :lol:
مرة عشان عندها اخوات و مرة عشان بتسافر و بتسمتع بوقتها يخربيت قرك يا جدع
فين محمد هنيدي يقول "اعطيه خمسة" :party0033:

و يا سيــــــــــــــــدي و هو بيثبتها بصفوة الصفوة و عشان انا حبيت كده و فستان برنزي لا ده احنا عدينا :56:

و تحية حااااااااااارة مولعة لنانسي اللي جابته على ملا وشه عشان يعرف ايه موقفها من براندن
ههههههههههههه المرأة مهما كان سنها في جبارة بطبعها :peace:

و ليزا كمان عجبنتي جداااااا شخصيتها احب الناس اللي عندها كرامة و بشغلوا عقلهم و موتي و سمي لما الاقي بطلة البطل يقولها تعالي نروح في داهية تقوله يالا :lPk05240:
اه يا اوختي في بطلات كده تفقع المرارة بس الحمدلله ليزا رفعت راسي فووووق :wookie:

و الف مبرووووووووووووووووك جسيكا ^^

لا بجد يا زهورتي احســـــــــــــــــــنتي اختيار الرواية دايما الحقيقة اختياراتك ممتااااااااااااازة ما شاء الله
استمتعت جداااااااااااااااا جداااااااااااااااااا بقراءتها معاكي :)))

ميرسي كتيييييييييييييييييييييييير جدااااااااااااااااااا على مجهودك الخرافي ده .. دايما تعبينك معانا كده
و الف مبروووووووووووووووووووووك مرة تانية ختام الرواية يا قمري

مووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووواهات كتيييييييييييير جدا لاحلى و ارق زهورتي في الكون كله

زهرة منسية 07-03-14 02:06 PM

رد: 351 - وجهاً لوجه - أيما دارسي
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حياة12 (المشاركة 3424257)
الف الف الف مبروووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووك ختام روايتك زهورتي و الف حمدلله على السلامة يا قمري نورتي ليلاس كله :flowers2:

تسلميلى ايسو ياللى دايمن بترسمى البسمة بوجودك و طلتك الحلوة
على فكرة صورتك الجديدة رووووووووووووعة و معبرة جداً جداً جداً عن شخصيتك أحسنت الأختيار أيسو

مجهود خيااااااااااااااااااااااااااالي ما شاء الله عليكي ربنا يقويكي يا قلبي و يعينك يااارب :)
و ميرسي كتييييييييييييييييييييييير كتيييييييييييييييييير على الرواية المذهلة دي
دايمن رفعة من معنوياتى و كلامك الرقيق ده بيسعدنى كتير يا قمر
استمتعت جدااااااااااااااااا بقراءتها مش كنت بقولك احنا ذوقنا واحد في الابطال :peace:
و أنا طول يا قمر

شايفة جنتلة كول و لباقة كول و اهتمام كول و عزيمة كول اوووه قلبي الصغير لا يحتمل :421:
مش زي باقي الابطال تييت و يستحقوا الموت ضربا بالرصاص :/
هههههه نفسى أجيب بطل تشتميه مش لاقية
و كله كوم و هو بيقر و يحقد عليها كوم تاني :lol:
مرة عشان عندها اخوات و مرة عشان بتسافر و بتسمتع بوقتها يخربيت قرك يا جدع
فين محمد هنيدي يقول "اعطيه خمسة" :party0033:
ههههههههههههههههه
و يا سيــــــــــــــــدي و هو بيثبتها بصفوة الصفوة و عشان انا حبيت كده و فستان برنزي لا ده احنا عدينا :56:

و تحية حااااااااااارة مولعة لنانسي اللي جابته على ملا وشه عشان يعرف ايه موقفها من براندن
ههههههههههههه المرأة مهما كان سنها في جبارة بطبعها :peace:
نانسي أروبة على رأيك جابت الراجل على ملأ وشه ناس مش بتلعب يا بنتى أحنا جين نهزر ولا ايه
و ليزا كمان عجبنتي جداااااا شخصيتها احب الناس اللي عندها كرامة و بشغلوا عقلهم و موتي و سمي لما الاقي بطلة البطل يقولها تعالي نروح في داهية تقوله يالا :lPk05240:
اه يا اوختي في بطلات كده تفقع المرارة بس الحمدلله ليزا رفعت راسي فووووق :wookie:
معلش يا أيسو ناس قلبها رهيف و ما بتصدق
و الف مبرووووووووووووووووك جسيكا ^^
حبيبت باباها و أكيد نانسي طارت بيها طير
لا بجد يا زهورتي احســـــــــــــــــــنتي اختيار الرواية دايما الحقيقة اختياراتك ممتااااااااااااازة ما شاء الله
استمتعت جداااااااااااااااا جداااااااااااااااااا بقراءتها معاكي :)))
أسعدنى كتير أن الرواية عجبت كاتبة مميزة و ناقدة رائعة أسعدنى رأيك فى الرواية
ميرسي كتيييييييييييييييييييييييير جدااااااااااااااااااا على مجهودك الخرافي ده .. دايما تعبينك معانا كده
و الف مبروووووووووووووووووووووك مرة تانية ختام الرواية يا قمري
الله يبارك فيكى أيسو حبيبتى مافيش أى تعب أنا اللى بعتذر أنى طولت فى نزول الرواية
مووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووواهات كتيييييييييييير جدا لاحلى و ارق زهورتي في الكون كله

ههههههههههههه مرسيه على كل المواهات دى كلها ليك منى قدها مرتين
تسلميلى يا أغلى و أرق أيسو فى الدنيا
مووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو وووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو ووووووووووووووووووووووووووووووواهـ

ندى ندى 18-03-14 10:19 PM

رد: 351 - وجهاً لوجه - أيما دارسي ( كاملة )
 
جميله جدا وقمة التميز

يسلمو حبيبتي ويعطيك العافيه

الجبل الاخضر 20-03-14 08:27 PM

رد: 351 - وجهاً لوجه - أيما دارسي
 
تسلمي عيوني :55:برافو :55:برافو :55:برافو :55:برافو :55:تسلم الانامل :hR604426:على المجهودك الرائع والاختيار الممتاز:55::peace: ونشكرك على تعبكي:lol: ياعسل :wookie:وننتظر جديدك:dancingmonkeyff8:

sassou 21-03-14 01:11 PM

رد: 351 - وجهاً لوجه - أيما دارسي ( كاملة )
 
شكرا على المجهود
جازاك الله الف خير

رغد خلل 02-04-14 09:03 PM

رد: 351 - وجهاً لوجه - أيما دارسي ( كاملة )
 
احب هذي الروايات مشكووره

لامار جودت 03-04-14 07:57 PM

رد: 351 - وجهاً لوجه - أيما دارسي ( كاملة )
 
الملخص والغلاف حلوين كتير اكيد رواية مميزة

زهراء الحلوة 07-04-14 01:48 PM

رد: 351 - وجهاً لوجه - أيما دارسي ( كاملة )
 
thankxxxxxxxxxxxxxxxxxx alooooooott

سماح سامى 19-04-14 07:05 PM

رد: 351 - وجهاً لوجه - أيما دارسي ( كاملة )
 
الف شكر على المجهود الرائع

زهرة منسية 19-04-14 07:26 PM

رد: 351 - وجهاً لوجه - أيما دارسي ( كاملة )
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الجبل الاخضر (المشاركة 3428532)
تسلمي عيوني :55:برافو :55:برافو :55:برافو :55:برافو :55:تسلم الانامل :hR604426:على المجهودك الرائع والاختيار الممتاز:55::peace: ونشكرك على تعبكي:lol: ياعسل :wookie:وننتظر جديدك:dancingmonkeyff8:

يسلم عمرك يا قلبى و ما نرحم من تواجدك ابداً أسعدتينى بتواجدك على صفحات الرواية

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة sassou (المشاركة 3428935)
شكرا على المجهود
جازاك الله الف خير

العفو و ما انحرم من طلتك أبداً

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رغد خلل (المشاركة 3432730)
احب هذي الروايات مشكووره

يا هلا بيك رغد العفو غاليتى و سعيدة أنك بتحبى الرواية

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لامار جودت (المشاركة 3433065)
الملخص والغلاف حلوين كتير اكيد رواية مميزة

مشكورة لامار الرواية مميزة بتواجدكم و تعليقاتكم

زهرة منسية 19-04-14 07:28 PM

رد: 351 - وجهاً لوجه - أيما دارسي ( كاملة )
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ندى ندى (المشاركة 3427888)
جميله جدا وقمة التميز

يسلمو حبيبتي ويعطيك العافيه

يا هلا و غلا بالعزيزة ندوش

يسلم عمرك يا قلبى الرواية تميزت بطلتك الحلوة

زهرة منسية 19-04-14 07:31 PM

رد: 351 - وجهاً لوجه - أيما دارسي ( كاملة )
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهراء الحلوة (المشاركة 3434166)
thankxxxxxxxxxxxxxxxxxx alooooooott

العفو أحلى زهراء كل الشكر لتواجدك

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سماح سامى (المشاركة 3437556)
الف شكر على المجهود الرائع

العفو حبيبتى الف أهلا و سهلا بيكى بينا عضوة جديدة

فى المنتدى و سعيدة جداً أن أول مشاركة ليكى على صفحات روايتى

نورتى المنتدى و الرواية

نجلاء عبد الوهاب 13-05-14 11:38 PM

رد: 351 - وجهاً لوجه - أيما دارسي ( كاملة )
 
حلوووووووه كتيييييير
:dancingmonkeyff8::dancingmonkeyff8::dancingmonkeyff8::danci ngmonkeyff8::dancingmonkeyff8::8_4_134::8_4_134::8_4_134::8_ 4_134::55::55::55::55::Xiv05302::Xiv05302::hR604426::hR60442 6::hR604426::hR604426::congrats::congrats::congrats::congrat s::congrats::congrats:

آهات السكون 18-05-14 07:03 AM

رد: 351 - وجهاً لوجه - أيما دارسي ( كاملة )
 
صباح الخير ...اعرف أنني مقلة في مشاركتي ودخولي بسبب الدراسة وقرب موعد امتحاناتي للمنتدىالرائع بأعضائه وإدرين ومشرفينه الأروع لكنني اتشرف ان اكون عضوة فيه ..
كعادتك مبدعة في اختيار روايتك بدقة وإتقان ...والرواية في غاية الروعةوالجمال وقصة جميلة جدا لأستطيع وصف الشعوري الذي انتابني عند قرأتها ومعرفة ابطالها الرائعين وقصة حبهم ونهايتها الأكثر من رائعة..
وأتمنى لك مزيدا من الابداع والنجاح ..
ودمتي عزيزتي بخير وسعادة ....

ميار حيدر 27-02-15 12:06 PM

رد: 351 - وجهاً لوجه - أيما دارسي ( كاملة )
 
شكرااااااااااااااااااااااا

عيون لاتدمع 13-03-15 05:16 AM

رد: 351 - وجهاً لوجه - أيما دارسي ( كاملة )
 
:welcomepirateشكرا الك الرواية غاية في الروعة تسلم ايديكي

توتا عشيني 09-05-15 09:16 PM

رد: 351 - وجهاً لوجه - أيما دارسي ( كاملة )
 
رواية رائعة بكل ما للكلمة من معنى

تسلم يدك

عزيزةخ 23-07-15 04:34 AM

زهرة منسية و منتديات ليلاس

kazoha higi 09-05-16 04:32 PM

الرواية جدومميزة شكرا لك وروووووعة

فرحــــــــــة 02-09-16 10:07 PM

رد: 351 - وجهاً لوجه - أيما دارسي ( كاملة )
 
غاليتى
زهرة منسية
استطيع أن أزعم أن الإبداع
هو الشئ المشترك بين كل قصصك
وجميع قصصك منتقاة ومختارة
ودائما يسعدنى قراءتها والاستمتاع بها
لك منى كل الشكر والتقدير
على ماتمنحينه لنا من متعة واثارة
دمتى بكل الخير
فيض ودى

زهرة منسية 06-09-16 06:30 PM

رد: 351 - وجهاً لوجه - أيما دارسي ( كاملة )
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فرحــــــــــة (المشاركة 3657942)
غاليتى
زهرة منسية
استطيع أن أزعم أن الإبداع
هو الشئ المشترك بين كل قصصك
وجميع قصصك منتقاة ومختارة
ودائما يسعدنى قراءتها والاستمتاع بها
لك منى كل الشكر والتقدير
على ماتمنحينه لنا من متعة واثارة
دمتى بكل الخير
فيض ودى

فرحة انتى اسم على مسمى

و تعليقك بيفرحنى كتير مشكورة عزيزتى على ذوقك

و اتمنى انى اكون دايمن عند حسن ظنك و ظن القراء

حنان محمد ابراهيم 30-07-17 05:10 PM

رد: 351 - وجهاً لوجه - أيما دارسي ( كاملة )
 
تسلم ايدك الرواية غاية فى الرووووووووووووعةشكرا

paatee 27-06-18 04:20 AM

رد: 351 - وجهاً لوجه - أيما دارسي ( كاملة )
 
تسلم الانامل ننتظرجديدك

ملاك عبدالغزيز 21-03-19 11:16 AM

رد: 351 - وجهاً لوجه - أيما دارسي ( كاملة )
 
شكرا جزيلا لكم گـل التقدير والاحترام

سماري كول 14-05-20 07:45 AM

رد: 351 - وجهاً لوجه - أيما دارسي ( كاملة )
 
يسلموا ع الرواية

نجلاء عبد الوهاب 15-09-21 12:39 AM

رد: 351 - وجهاً لوجه - أيما دارسي ( كاملة )
 
:8_4_134::congrats::8_4_134::congrats::8_4_134::8_4_134::8_4 _134::8_4_134::congrats::congrats::8_4_134::8_4_134::congrat s:


الساعة الآن 08:39 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية