منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f449/)
-   -   حصري 203 - حب من أول نظرة - سالى وينت ورث - مكتبة مدبولى الصغير ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t189595.html)

زهرة منسية 03-09-13 07:40 AM

203 - حب من أول نظرة - سالى وينت ورث - مكتبة مدبولى الصغير ( كاملة )
 

أهلاً و سهلاً بأحلى أعضاء فى أحلى منتدى
اليوم جيت و جايبة معايا رواية صحيح أنا مش قرياها من قبل لكن من الملخص باين أنها حلوة كتير
و كفاية أنها من أختيار ملكة الذوق كله
ريحانة
منتدانا العبقة
أتمنى أن الرواية تنال أعجبكم

203 - حب من أول نظرة
منتديات ليلاس
لــ

سالى وينت ورث



زهرة منسية 03-09-13 07:50 AM

رد: 203 - حب من أول نظرة - سالى وينت ورث - مكتبة مدبولى الصغير
 

الـــمـــلـــخــــص


ظلت شارلوت تعتقد أن الحب من أول نظرة لا يحدث إلا فى القصص الخيالية . حتى كان يوم قابلت كاريج بيشوب . و لم يكن هو يهتم بها , بل بشقيقتها الفاتنة المستحوذة على إهتمامه . لكن بعد ستة أعوام , لم تعد شارلوت تلك البنت ذات الأعوام الستة عشرة و الوجه المهمل كوجه الصبى , بل أصبحت امرأة جميلة محنكة. امرأة من النوع الذى يحبه كاريج.
لكن هل ستكون النهاية سعيدة بينما عادت فيرتى , مصصمة على إسترداد من إعتبرته حبيبها ؟



الرواية حصرية و لا أحل نقل تعبى وجهدى دون ذكر أسم المصدرمنتديات ليلاسو ذكر أسمى زهرة منسية

إذا أعجبتكم ارواية رجاءاً لا تنسوا الضغط على http://www.liilas.com/up/uploads/lii...8186210753.gif

زهرة منسية 03-09-13 07:54 AM

رد: 203 - حب من أول نظرة - سالى وينت ورث - مكتبة مدبولى الصغير
 
الــفـــصــــل الأولــــــــــــ

منتديات ليلاس

قرأت شارلوت بيج قصصاً كثيرة عن وقوع البطلة فى حب البطل من أول نظرة , و أصبحت واثقة أنه سيحدث معها فى يوماً ما . و لقد حدث عندماكانت فى السادسة عشر من عمرها .
كان وقتالإجازة الصيفية , بينما الشمس ساطعة فى قلب السماء و الصفاء يشملها بلا سحب تحجب ضياءها الذى يغمر تفتح الورود الزاهية لصباها و أيامها السعيدة . كانت عائدة لتوها من نزهة الصباح الباكر , بعد أن ركبت حصانها بر التلال و السهول المجاورة, عادت جائعة لوحتها الرياح , لم يكن يخطر ببالها أنها ستلاقى قدرها المنتظر , أدخلت حصانها إلى الأسطبل , جرت مسرعة عبر المعبر القصير للمنزل الحجرى العتيق , من المدخل الخلفى . حجرتها فى الطابق الثانى , بالمبنى الرئيسى , صعدت إليها عبر سلم حلزونى حجرى . خطفت درجاته قفزاً , كل ثلاث درجات فى قفزة , و هى تنفجر مرحاً و سعادة , تتساءل عما ستجده فى سلة الكعك بالمطبخ , لتصبر صرخات جوعها , حتى يحين الغداء.
غسلت يدها فى حوض من الطراز القديم تغطيه الزهور , و هى على وشك النزول إلى المطبخ , سمعت صوت سيارة فى الفناء . إندفعت مستطلعة من النافذةو فتحتها على مصراعيها , أطلت لترى , وجدت سيارة لم ترها من قبل , سيارة رياضية بمقعدين , بلا سقف , زرقاء داكنة من طراز قديم جداً , لكنها ذات مظهر لامع و براق يحمل معنى إهتمام صاحبها بها. وقفت السيارة بجوار السلم المؤدى إلى البوابة الرئيسية , هبط منها رجل, إنتصبت قامته الطويلة فور نزوله , وقف يتلفت حوله مندهشاً ,كما يفعل كل من يجئ إلى هنا لأول مرة . تطلع أمامه , ثم تلفت يميناً و يساراً , قبل أن يلتفت خلفه , كانت شارلوت قد وقعت فى حبه!



منتديات ليلاس


زهرة منسية 03-09-13 07:57 AM

رد: 203 - حب من أول نظرة - سالى وينت ورث - مكتبة مدبولى الصغير
 

كان فى منتصف العشرينات كما توقعت هى ,كانت قوته الجسمانية واضحة , ذراعاه ملفوفتان , لفتته واثقة , ملامحه جاده , قده متناسق , جبهته عريضة , أنفه دقيق منحدر بسلاسة , وجهه أنيق . على بعد, لم تستطيع شارلوت معرفة لون عينيه , كان فى مواجهة الشمس , ثم تلفت ليرى الجدران القديمة عندما أتجهت عيناه نحوها , كانت عاجزة عن التحكم فى خفقات قلبها الذى كاد يقفز فرحاً , كانت واثقة أن هذا القادم الغريب الغامض سيقع فى حبها فوراً, و تخيلت أنهما سيعيشان معاً فى سعادة غامرة و إنسجام و تألف طيلة عمرها.
كانت مترقبة متلهفة, لأن تخونه عواطفه و يطلق صيحة إعجاب , أو على الأقل آهة إندهاش عندما يجتاحه الحب الأعمى, كما إجتاحها . لكن قبل أن يراها , أنفتح الباب الرئيسى , ونظر متطلعاًَ عندما هبطت فيرنى السلم لتستقبله : "حبيبى" و ألقت بذراعيها حول عنقه , ضاحكة و فمها يرتعش مستثيرا, و أبتسم لها , و تركها تداعبه, ثم وضع يده حزل خصرها و جذبها ليقبلها . لم تكن قبلة عزباء , كانت شارلوت كبيرة لتدرك معناها لكن لا خبرة لديها لتعرف ما إذا كانت قبلة عشاق مولهين أم قبلة واعدة بالحب الآتى.
تراجعت شارلوت عن النافذة . اسندت ظهرها إلى الجدار البارد , ودقات قلبها ترجها رجاً , و رأسها يدور . كان عليها أن تعرف أن أى شاب وسيم يجئ هنا من المؤكد أنه جاء ليرى فيرتى , لكن أختها لم تذكر أنها دعت أحد هنا عندما عادت أمس , بدون سابق إنذار كعادتها دائماً, وصلت قبل العشاء مباشرة , أصبح لزاماً على رينيات الألمانية أن تسرع لإعداد طعاماً لها . فيرتى لا تهتم طبعاً و لا والدهم و الذى يسعد دائماً بمجئ أبنته الكبرى لكن عليه أن يعر فالآن , أنها جاءت عندما احتاجت نقوداً , أو لتوقع رجلاً جديداً فى حبها , أو الأمرين معاً.
لم تكن شارلوت تهتم من قبل , فيرتى هى جميلة جداً لا أكثر و لا أقل , لكن كل من يعرفها يدللها , تصبح أحيانا بطلتها المعبودة , كما هى بالنسبة للآخرين , و أحيانا تكرهها , كما هو الآن . أطبقت كفيها بشدة , و ألقت نظرة خاطفة عبر النافذة , رأت أختها تجذب الغريب داخل المنزل , تتأبط ذراعه , شعرها الذهبى يتماوج معانقاً كتفيها , وهى تعانقه بعينيها . فى هذه اللحظة إمتلأ قلب شارلوت بحبه , و بالكراهية السوداء لشقيقتها , و بعاطفة أقوى من الغيرة المألوفة.
نظرت لنفسها فى المرآة الطويلة و إجتاحها شعور بالإشمئزاز و خيبة الرجاء من طول قامتها و سمنتها المفرطة التى يُظهرها البنطلون الجينز و القميص (تى شيرت) المدرسى , فهى سمينة جداً , بينما والدها مغرم بترديد مديحه لقوام غصن البان الذى تتحلى به فيرتى , التى تبدو رائعة و هى مرتدية المايوه, وكأنها مخلوق ملائكى . بينما لا تتجرأ شارلوت على لبس المايوه البيكينى , بل ينتابها الرعب من منظهرصدرها الذى يترجرج بالنهدين اللذان يتدليان وكأنهما عناقيد عنب. وكلما خرجت مع زملائها كانوا دائماً يحاولون الإمساك بهما.
كان وجهها أيضاً شاحب مقارنة بوجه فيرتى , ذات الجاذبية التامة , كما يقول والدها دائماً للجميع , بأن فيرتى هى (أجمل إبداعاته) و طفلته ذات (الجمال المقدس) و تلمع عيناه بينما تدخل فيرتى الغرفة , و عندما ينظر إلى شارلوت يتنهد و يهز رأسه أسفاً , لم يشكو أبداً من مظهرها وكأنه لا يراها , وكانت هى مهمومة بسمنتها , و بوجهها الشاحب الملئ بالنمش , و شعرها الداكن الإحمرار وكأنه لن يصبح كسبائك الذهب مثل شعر فيرتى.
غمرها شعور غاضب و هى تطالع صورتها فى المرآة , وشعرت كأنها تريد تحطيم المرآة , وتمنت لو أصبحت حالاً الفتاة التى يرمقها هذا الغريب بنظرة واحدة ينسى بعدها فيرتى و أبتسامتها الخلابة التى لا مثيل لها . و أسرعت نحو دولاب ملابسها القديم الكبير , فتحته على مصراعيه , بدأت التقليب فى ملابسها بهياج شديد باحثة عن فستان قد يصلح لعمل المعجزة , بعد دقيقتين , تراجعت و ألقت بنفسها على سريرها , بائسة. لا فائدة , فلن يجعله ينظر إليها أى شئ ترتديه أو تفعله , طالما تحيط به شقيقتها.
بعد لحظة أستحال اليأس إلى غضب , لماذا جاء هنا و هى مازالت فتاة فى السادسة عشر؟ و هى غير مستعدة للوقوع فى الحب . ثم بدأ ينمو أمل جديد . طالما وقعت هى فى الحب من أول نظرة , إذن فسيقعهو أيضاً , رغم وضوح ميله إلى أختها الآن إلى أختها الآن . فلقد خططت فيرتى لإستدراجه هنا ليقع فى حبها , لذا , ينبغى عليها أن تفعل مثلما فعلت شقيقتها . و ترددتفىالبقاء فى غرفتها حتى رحيله و لا تعذيها حسرة رؤيته مع فيرتى , لكن هذا الأمل الجديد , جعلها تقرر الهبوط لتناول الغداء . فضلاً عن إشتداد تشوقها لرؤيته و معرفته , معرفة إسمه و لون عينيه .
تناولت فستاناً من الدولاب و إتجهت لترتديه ثم توقفت فهو أحد الفساتين القليلة الأحتشام و قديم و ضيق جداً حول الصدر , لكنه أنيق ومناسب لساعات النهار , و ستفهم فيرتى حتماً أنها ترتديه لتحاول إستهواء الرجل , و هى تهبط السلم و قالت لنفسها و هى ترتدى الجينيز و القميص أنه سيقع فى حبها أيا كان ما ترتديه ولن يضرها السمنة و لا النمش , فهو سينظر حتماً إلى روحهاو سيحدث كل شئ .
عندما وصلت إلى باب حجرةالطعام , إعتراها الإضطراب للحظةثم تنفست نفساً عميقاً و واصلت سير ها , متوقعة أن تجدهم جميعاً. لكنها وجدته بمفرده , كان الغريب واقفاً فة مواجهة المدفأة الضخمة الفارغة و الكأس فى يده , محاولاً التعرف على ختم شعار النبلاء بالقرميد المحفور , والتفت عندما سمع الباب يفتح , تطلع بوجهه , انتظرت شارلوت لحظة , ممتنة أن يكون هو أيضاً قد حضر ليلقى قدره ويقابل حلم قلبه , عندما مل الإنتظار أومأ برأسه قائلاً "مرحباً....تفضلى"
إرتسمت خيبة الأملعلى وجههلأنها ليستفيرتى , و خز ألم حقيقى موجع قلب شارلوت الصغير بصورة لم تختبرها من قبل , لقد جرحها جداً, فأر ادت الإنتقام لنفسها فقالت بصوت أجش و لهجة مهينة لم تتحكم فيها :
" مرحباً , أظنك صديق فيرتى الجديد "
إرتسمت على وجهه تكشيرة كثيفة غاضبة قائلاً:
" و أنت أظنك شقيقتها المتطاولة."
أشتعل وجه شارلوت بحمرة الخجل , على وشك الإسراع جرياً , لكن الباب فتح خلفها و دخل والدها وبصحبته فيرتى المتعلقة بذراعه, كما كانت مع الغريب من لحظات , ثم قالت بلهفة :
"أنتظرت لقائكما . يا أبى , هذا هو كاريج بيشوب و هذا هو أبى الكاتب المشهور , هارتفورد بيج"
قال والدها"آهـ تعالوا الآن" متكلفاً التواضع و هو يهز يديها "أنت تبالغين جداً , ينبغى ألا تلتفت يا كاريج لكلامها , هى دائماً تبالغ مع من تحبهم."
قالت شارلوت لنفسها بمرارة أن فيرتى لم تلتفت ناحيتى , فهى لم تظهر أبداً أنها تحبنى .
تحدث كاريج متلطفاً :
"كما أنا واثق أنها لم تبالغ فى مدحك , ومن الشرف لىّ أن ألقاك يا سيدى , لقد حكت لىّ الكثير عنك, ولقد قرأت و إستمتعت بمؤلفاتك "
إستغربت شارلوت أن فيرتى لم تقل حرفاً عنها , و تراجعت مستلقية فى مقعدها ذى المسند العريض , و قال الوالد :"شئ طيب أن تقول هذا , ما هو عملك يا كاريج ؟"
أجابت فيرتى متحمسة : " مهندس معمارى يا أبى , خارق الذكاء , يرسم و يصمم المبانى , الجميع يقولون ان مستقبله باهر ."
منتديات ليلاس
إبتسم كاريج " الآن فقط إقتنعت برأيك فى مبالغة فيرتى سيدى."
فهمت شارلوت أيضاً و تساءلت هل يعتقد كاريج أن فيرتى تحبه , لكن ليس أول رجل فى حياتها , تحضره إلى المنزل , و لا ترى خلافاً فى سلوكها معه عن سلوكها مع الكثيرين الذين إرتبطت بهم من قبل . فهى دائماً تتملق كل الرجال , فكرت شارلوت منهكة , و تذكرت عبارة قرأتها فى أحد الكتب (هى دائماً تلتهم الرجال ) لكن يبدو أن جميع الرجال يحبون فيرتى , بينما شارلوت مستغرقة فى إجترار حزنها قالت فيرتى بإستهانة : " آهـ هذه أختى الصغيرة شارلى"كما لو تذكرت الآن فقط أنها ليست مجرد قطعة من الأثاث. أشار كاريج بإيماءة خاطفة ناحيتها :"لقد إلتقينا " ثم أتجه ناحية فيرتى مسرعاً و الأبتسامة منتديات ليلاس تضئ عينيه .
شاهدت شارلوت لون عينيه البنية و أهدابه المقوسة , وعن قرب رأتهوسيماً أكثر مما ظنت , شعره جميل مجعد فاحم فى تناقض مدهش مع تقاطيع وجهه القوى , بدا مكتمل الجمال , كل شئ فيه مكتمل الأبهة .
تساءل كاريج عن تاريخ المنزل , أجاب أبوها مسرعاً موضحاً أن المنزل كان مقر رئيس الدير الذى كان قائماًهنا و أضاف " لكن الكنيسة ذاتها و معظم المبانى تهدمت الآن . سأخذك لتشاهدها بعد الغداء , لو كان يهمك , و لكننى عملت على إنقاذ هذا المنزل من السقوط , عندما أشتريته منذ عشرين عام."
لكن كان فى كلام هارتفورد بيج شئ من المبالغة فالمنزل فى الحقيقة , كان فى حالة سليمة عندما شاهده و أحبه , بعد زواجه بأعوام قليلة . كان هو وقتها يتوهج بفرحة النجاح لكتابه الجديد , و كرس نجاحه لشراء المنزل , دون الإلتفاف لتكلفة الإقامة فى مثل هذا المكان , و إقامة أسرته معه . كانت نتيجة إستمرار حياة الأسرة على الكفاف , فأى نقود جديدة يبتلعها الإنفاق على إصلاح السقف أو ترميم الجدران , فالمكان كان رطباً دائماً , الجدران سميكة و النوافذ ضيقة لا تجلب الدفء حتى فى الصيف. و رغم إستعطاف زوجته له مراراً لبيع المنزل إلا أنه لم يلتقت مدعياً أنهيلهمه فى الكتابة . ربما كان صحيحاً , فهو بالفعل يقضى معظم وقته فى منتديات ليلاس الغرفة التى كانت مخصصة لرئيس الدير , و هى غرفة مستطيلة بهامدفأة مستقلة , و هى الغرفة الوحيدة الدافئة المريحة فى المنزل , لا يزعجه فيها أى شئ, حتى يهبط السلم لتناول الغداء أو العشاء . و هو يحب التجول بالضيوف لمشاهدة المنزل مرحباً بهم للقدوم فىالإجازة الأسبوعية , و كان ذلكعبئاً على زوجته التى توفيت جراء مرضها بالتهاب الرئتين بسبب نزلات البرد التى غالباً ما تعقبها أنفولنزا.
عندما توفيت أمها كانت شارلوت فى العشرة من عمرها , و على الفور أدخلت المدرسة بينما فيرتى الأكبر منها بأعوام ستة إلى كلية لدراسة الدرما , و أصبحت الآن ممثلة ناجحة , تتقن مهنتها جيداً , فى الواقع يصعب على شارلوت التميز بين سلوك أختها الطبيعى و تمثيلها .
أحياناً تظن أن فيرتى لا تفهم نفسها مثلما هو الآن.
بمجرد جلوسهم لتناول لتناول الطعام فى الحجرة الصغيرة المطلة على الفناء لمحت شارلوت أختها تستحوذ على إهتمام والدها و صديقها , اللذين أمتعهما حديثها المسلى , والدها عن يمينها و كاريج عن يسارها , فيرتى ذكية جداً على شارلوت الإعتراف بذلك , فيرتى تحكى لهم نوادر و حكايات مسلية , دون ذكر أسماء المشاهير أطراف نوادرها , و هكذا تعلق الرجلان بخيطها حديثها , و ضحكوا سعداء.
قالت فيرتى لأبيها : "أحاول إقناع كارج بالبقاء معنا يومين , ساعدنى فى إقناعه يا أبى , فلن أعود إلى لندن حتى يوم الثلاثاء لذا من الممتع أن نعود معاً مساء الأثنين" ردها رتفورد بيج متحمساً :"سأفعل بكل الوسائل يا أبنتى الحبيبة , و أنت مرحباً بك يا كاريح ."
أجاب كاريج :" هذا لطف منك يا سيدى لكن لا أريد أن أسبب لكم أى متاعب."
رد أبوها :"ليست هناك أى متاعب , لدينا دائماً حجرة للضيوف."
قال كاريج :"أشكرك, فى هذه الحالة سأكون سعيداً جداً بالبقاء معكم حتى مساء الأحد فقط, لدىموعد هام يوم الأثنين أخشى التخلف عنه."
لوت فيرتى شفتيها و قالت :"مؤكد يستطيع إلغاءه فلو تعطلت سيارتك أو لو كنت مريضاً كنت ستلغيه."
ضحك كاريج :"لا تستغوينى!" أجابت فيرتى و البتسامة ملئ عينيها :"يا ليتنى , لكن بالتأكيدسأفعل لة أدى ذلك لبقائك يوماً آخر ." و تلاقت عينا فيرتى و كاريجو لم ينتب ها إلا بعج أن نقرت شارلى متعمدة بأصباعها على دورق المياه.
صاحت فيرتى :" ياه , تشارلى ملابسك بها بقع " لماذا لا تستخدمى المنشفة لإزالتها ." و أدركت أن تشارلوت لم تمس طبقها فقالت "لماذا لم تأكلى ألم يعجبك الطعام؟"
ردت شالوت " الطعام جيد لكنى ليست جائعة "
و تساءلت فيرتى :"هل تشعرين بالمرض؟" و دون إنتظار إجابتها إلتفتت نحو كاريج " هى تأكل عادة مثل الحصان و معظم وقتها تقضيه فى المنزل , حيث لا تغادر أسطبل الخيل إلا نادراً . لذا فلا تستغرب."
إلتفت كاريج إلى شارلوت متسائلاً مبدياً إهتماماً فى نظرات عينيه العسلية :"هل أنت مهتمة بالفروسية؟"
"نعم هل...و هل أنت أيضاً؟"
" جداص و اشترك فى سباق ركوب الخيل كلما أمكن."
أندفعت فيرتى " يا للعظمة , ينبغى أن نخرج لركوب الخيل و نتسابق غداً . مؤكد سأستعير لك حصاناً لتركبه من صديق لىَ من مزرعة قريبة."
رمقتها شارلوت محذرة , فم يمتلكون حصاناً واحداً , و هى تهتم به بإعتباره حصانها , و لو حاولت فيرتى ركوبه ستجد صعوبة , حاولت أن تتلفظ بذلك و قبل أن تنطق بحرف قأطعتها :"أظن كان لابد أن تغيرى ملابسك يا شارلى قبل مجئيك لتناول الغداء , فدائماً لك رائحة الحصان , على الأقل بإمكانك بذل الجهد عندما يكون عندنا ضيوف حتى لو لم تعتادى على ذلك."
شعرت شارلوت بالغضب يلوح وجهها , فقط حدجت أختها بنظرات الغضب الصامتة و لمعت عيناها ناحية كاريج , لكنه كان يتطلع إلى فيرتى و تكشيرة تعلو جبينه.


مــنـــتــديـــات لـــيــلاســــ

زهرة منسية 03-09-13 08:00 AM

رد: 203 - حب من أول نظرة - سالى وينت ورث - مكتبة مدبولى الصغير
 

غير أبوهما الحديث بلباقة , فهو لا يحب الشجار حتى الخفيف منه , لذا لم يق لأى منهما أن تتوقف , و تكلم بلطف عن أشياء أخرى . لكنه قطب جبينه لـ شارلوت يلومها لأن طبعاً فيرتى لا تخطئ أبداً
بعد الغداءأتجها ثلاثيتهم ليتجولوا مع كاريج و يشاهدا المنزل و الأطلال المحيطة به, و هربت شارلوت للخارج , عبر الممر الملئ بالزهورحتى قمة التل المطل على المنزل . و ألقت بنفسها على العشب متطلعة بغضب إلى المنزل , إستلقت فى موقع جميل , محاطة بحفرة كانت جزءاً من النهر أو حدود المنطقة . تحوطها أشجار الفاكهة الباقية من بستان رهبان الدير, ومازال السمك يسبح فى الأحواض التى حفروها , لكن نهدمت الجدران و ما زال السمك يسبح فى الأحواض التى حفروها , لكن تهدمت الجدران التى كانت تحمى الكنيسة , كل ما بقى منها مجرد أساسات و بعض الأعمدة التى كانت تحمى الكنيسة , كل ما بقى منها مجرد أساسات و بعض الأعمدة و البوبات , و معظم الأشجار نقلت عندما تهدمت كنيسة آبى فى عصر هنرى الثامن.
كل ما بقى هو المنزل ذاته و بعض المبانى الخارجية الكبيرة المبعثرة باردة و غير عملية . لكن شارلوت أحبتها , ربما أكثر عمقاً من والدها , ورغم عدم تجالها لقدمها كما لا يعترف والدها , و هى لا تستطيع تخيل منزل آخر بإمكانها التشوق و التطلع للعودة إليه عندما تكون فى مدرستها , فمازال أمامها عامين آخرين لإنهاء دراستها و حتى يمكنها الإقامة دائماً فى المنزل , فلا يجدى أى إستعطاف لموافقة أبيها على تركها المدرسة قبل حصولها على الثانوية .
بعد نصف ساعة شاهدت الثلاثة يخرجون من المنزل بقيادة والدها , و خلفه فيرتى و كاريج , تصلب جسدها عندما رأتهم , و أشتعلت نفسها بالغيرة , لو كانت أجمل من فيرتى ! حاولت أن تتذكر كيف كانت أختها و هى فى السادسة عشر لكن فيرتى وقتها كانت فى الكلية , و هى فى المدرسة لذا قليلاً ما كانا يلتقيان, وكأن فارق الأعوام الستة بينهما قرناً من الزمان.
كان كاريج ألطف مما ينبغى , بحسب رأى شارلوت مد يده لـ فيرتى و هما يحفران حفرة حجرية , و طوق خصرها بذراعيه بينما هما ينظرون للإطلال المتناثرة.
شاهدتهم شارلوت يتجولاون جولة طويلة , مرهقة لوالدها , أنقضت ساعة قبل أن يعود هارتفورد للمنزل , بينما سار كاريج و فيرتى خلال الدير القديم متجهين ناحية المزرعة ليحاولوا إستعارة حصان الغد لـ كاريج كما هو مفترض , إبتعدا عن عين شارلوت عندئذ أستلقت على ظهرها متطلعة نحو السماء , تساقطت دموع المراهقة بسهولة من عينيها . لن تحب غيره, لدرجة أنها صدقت هذه الفكرة الخيالية عندما ألتقت به و حتى الآن لم يقع فى حبها .
بكن لفترة , ربما يساعدها البكاء لكنها تذكرت بسرعة أنه سيبقى معهم حتى ليلة الغد. فربما يكن بمقدورها جعله يغير رأيه عنها , فلو رفع عينيهلحظة عن فيرتى, و لو توقفت شقيقتها عن توجيه ملاحظاتها النابية المهينة لها و كأنها تلميذة غبية كسولة .
بذلت شارلوت مجهوداً حقيقياً لحضور العشاء تلك الليلة , أمضت وقتا كافياً فى الحمام , غسلت شعرها , حتى طرقت رينيات باب الحمام تستحثها للإسراع فى مساعدتها فى تجهيز الطعام , و ترجوها أن تجهز الخضار , و هذا يعنى أن عليها تقشير البصل لأن رينيات تتأثر عيونها منه . بالفعل قامت شارلوت بتقشيره و عصره فى الحساء ثم أندفعت صاعدة السلم فى آخر دقيقة لتغتسل ثانية ولتغير فستانها , لم يكن لديها الوقت لتجفيف شعرها جيداً أو وضع مكياجها بعناية فهى ما زالت حديثة العهد به و يستغرقها وقتاً لعمله. دقت الساعة الثامنة فهبطت السلم مسرعة و مظهرها ليس كما كانت تريده .
لم يكن يعنيها التأخير فالثلاثة كانوا يجلسون على الأريكة الطويلة يتصفحون ملف القصاصا الصحفية المنشورة عن والدها الذى لا يطلع عليه إلا من يحبهم ,أبدى كاريج أعجابه , و كانت فيرتى متكئة على كاريج . بمجرد دخولها نظر والدها مندهشاً و مستحسناً طريقة لبسها و عاد لمطالعة ملفه الصحفى , و جاءت اللحظة التى إنتظرتها شارلوت عندما قال كاريج "عفوراً, لحظة من فضلك." ثم أتجه ناحيتها " مرحباً شارلوت هليمكننى تقديم شراب لك؟"
" لماذا , لماذا ؟, شكراً أنا أحب الجن و التونيك من فضلك." أجابت بدهشة بدهشة و لا مبالاة .
ضحكت فيرتى خلفهم و قالت لها قدراً ضئيلاً من الشيرى فهو حلو المذاق."
لمعت نظرة الغضب فى عيون شارلوت , لكن كاريج صب لها الويسكى فعلاً كأساً كاملاً . فابتسمت كاريج و ابتسم كاريج و كانت أسعد لحظات حياتها .
دعم هذا ثقتها بنفسها , رغم أنها لفتة بسيطة , لا عجب من أخلاق شارلوت . أصبحت الآن متدفقة الحديث طيلة العشاء , سألت كاريج عن مشاركته فى سباق الخيل .
و أجاب:" أنا مجرد هاو , بدأت ركوب الخيل مع حصان صديقى بعد أن كسرت ساقه فى أحد المواسم و حققت بعض النتائج , شجع ذلك البعض على تقديم خيولهم لىّ للتسابق بها , و انا أتسابق كلما أمكن أحياناً صعبة , ربما لسبب مونى مهندس معمارى , منتهى فى المقدمة بالطبع."
" أين تتسابق؟" سألته كما لو كان بمقدورها الذهاب لمشاهدته , إن لم يكن بعيداً
انتزعت فيرتى منه خيط الحديث بقولها :"نعم, أحكى لنا . عندما تكسب الجولة القادمة يمكننا إقامة حفلة , ستكون ممتعة , يمكننى إحضار بعض الفتيات من الأستوديو , ماذا نحتاج أيضاً ؟ ربما بعض الشبان من شركتك؟" و بدأت تضع الخطط , وكانت النتيجة وكأن أمر الحفلة أصبح مقرراً و لم تذكر شيئاً بخصوص شارلوت .
حاولت شارلوت التحدث ثناية مع كاريج و رمقتها فيرتى بنظرة عابسة " هل تظن فعلاً, أنه ينبغى السماح لـ شارلى بكأس آخر من الخمر يا أبى ؟ لقد أصبحت ثرثارة"
هذه الملاحظة النابية الزاجرة التى أطبقت فم شارلوت للحظة , بينما تسارعت دقات قلبها لقربها من كاريج و تصاعدت الخمر و خصوصاً أن الجن أجودها إلى رأسها مباشرة.
" طبعاً نحن نعيش فى العزلة هنا " قال والدها لـ كاريج :"أنا لا أذهب إلى المدن المجاورة, عالم أضطر إلى ذلك , المدن كلها متشابهة , هؤلاء الممسوخون يهدمون المبانى القديمة , ليتاح لهم عقد صفقات لبيع أراضيها , أنا أذهب فقط إلى لندن , عندما أريد مقابلة الناشر , و أبقى فى النادى , أنا لا أستطيع الإقامة فى الفنادق الأسمنتية الملونة , لا أتذوق طعامها كلها لها مذاق واحد , و أنا كان لها مذاق أصلاً. إتسعت عيناه و كأن فكرة ما داهمته :"أقول لك يا ولدى لماذا لا تصمم فندقاً حقيقياً وفق التقاليد القديمة؟ أنا أتخيله مريح بدلاً من كونه عملياً."
ردت فيرتى متحمسة لكلام أبيها " فندق له أعمدة بدلاً من كونه علبة أسمنتية ."
تفاعل كاريج مع أفكارهم و أشعلوا حماسهم معاً , و واصلوا حديثهم حول المشروع الجديدو الفندق المأمول.
أسندت شارلوت ظهرها لمقعدها , حررت الخمر نفسها من التحفظ و التردد . الثلاثة لهم مظهر جميل , حتىأبيها الذى يقارب الستين , خطه المشيب له نظرة بشوشة فاتنة لما تفارقه بعد, مؤكد أنه كان فى شبابه مفعماً بالنشاط و لحيوية , مؤكد أن أمها وقعت فى حبه القدرى و كرست نفسها لخدمة نزواته و إشباع شهواته و ميوله المستبدة . أما كاريج و فيرتى فيندرجون طبعاً , تحت قائمة (الناس الجميلة) أحدهما أشقر و الآخر قمحى . ربما أنجذبا لبعضهما البعض بفعل التناقض لكنهما متجاذبان , سهل جداً أن يدرك أى إنسان ذلك من طريقة تلاقى نظراتها , و تلامس أياديها . عندما وقف أبوهما ليصبكأس آخر من الخمر , إتكأت فيرتى على كاريج إنفرجت شفتاها تدعوانه لتقبيلها , تستطيع أضواء الشموع على ذراعيها العارية , و فستانها القطيفة المخملى , أبتسم كاريج إبتسامة غامضة , تلك التى تميزه , لم يقبل فيرتى لكنه همس لها بشئ سمعته هى فقط , جعلها تنظر إليه و طوحت شعرها الأشقر و تذكرت شارلوت المهرة الصغيرة اللعوب!
تذكرت شارلوت أنها كالبطة القبيحة بينهم , ثم قالت لنفسها , البطة القبيحة تتغير لتصبح أجمل بجعة , و إبتسمت لنفسها , متعجبة إن كان المستقبل مشرق و متفائل .
" واضح أنك تفكرين فى شئ سعيد." أرتفع صوت كاريج ليقطع تتابع أفكارها , أخفضت رأسها لترأه و هو ينظر إليها بابتسامة مشجعة .
"نعم , كنت أفكر فى شكلى عندما أصبح فى عمر فيرتى ."
و خفضت صوتها حتى لا تسمعها أختها التى كانت قد إتجهت لتتحدث مع رينيات التى جاءت لترفع الأطباق .
تساءل كاريج :"هل تريدين أن تصبحى ممثلة أم كاتبة؟"
هزت شارلوت رأسها بإصرار " لا, أريد وظيفة ثابتة , لا أعرف بالتحديد كم النقودالتى سأحصل عليها , بدلاً من كونى ثرية لدقيقة و فقيرة فى التالية."
ضحك كاريج ضحك حقيقى " من الأفضل أن تكونى محاسبة أو مبرمجة كمبيوتر."
" يا له من عناء " صاحت فيرتى و هى تستمع إلى حديثهما " هذا لا يلائمنى ما زالت أرى أنه يلائم شارلى , لو أقعلت عن التصرف كالغلمان ."
" أنا ليست غلاماً."
منتديات ليلاس
نظرت فيرتى مستغربة " يا للأسى شارلى عندما أصفك بأنك كالغلام فهو وصف مهذب! لم أرى أحداً يسلكسلوك الغلمانمثلك فى عمرك هذا . كل ما تعيشين لأجله هو الخيول , ذهنك مشتت , ثيابك ملطخة , حتى أعتقد أحياناً أنك لن تكبرى ! أنا فقط بدأت...."
وقفت شارلوت وجهها شاحب , و أمسكت الفوطة بحزم" لست بحاجة إلى نصائحك , أبى هل يمكننى الأنصراف " أؤما والدها موافقاً مستشعراً ضرورة أنصرافها , سعيداً بالتخلص منها فلقد بدأت تستفز فيرتى.
و أسرعت بالخروج من الغرفة , أتجهت مباشرة إلى الأسطبل قذفت حذائها بعيداً عندما خطت فوق العشب ليمكنها الجرى بسهولة . كان حصانها ليمبو ينظر بهدوء و سلام , يصهل صهيلاً ناعماً بينما تضع ذراعيها حول عنقه النحيل و دفنت رأسها فى وجهه , زفر هواء دافئ من منخاره , بث رائحة مألوفة , ودارت رأسها بأفكار بائسة , تذكرت أن الأمر كان دائماً هكذا , تتعمد فيرتى دائماً تحقيرها و إهانتها , هذا كل ما تتذكره , لم يكن بينهما أبداً أى شئ أخوى أو حتى دفء العلاقة , والدها كان يقف دائماً بجانب فيرتى , رغم أنه يفعل ذلك حتماً. منذ توفيت أمها, شعرت بأنها ستعتمد على نفسها . لا, شعرت أنهم يتحملونها كأنها شخص غريب غير مرغوب ببقائه عليه أن يعانى و يكدح لإعالة نفسه, ربما لأنها خاملة هادئة مترددة , هكذا أعتقدت , و ليست بحيوية و ذكاء و تدفق فيرتى , لأنها شاحبة و ليست بجمال فيرتى.
أقلع الحصان عن النظر إليها و أمال رأسه و أنتصبت أذنيه , إلتفتت شارلوت لترى كاريج يتسلق السور و يمشى ناحيتها مع أخر خطوط ضوء يوم صيفى طويل , لمعت عيناه ليرى ما إذا كانت تبكى , ثم ركز إهتمامه على الحصان .
" هو صديق طيب , ما أسمه؟"
" ليمبو , لأننا عندما أشتريناه كان و كأنه أطراف فقط ."
" من الذى يهتم به و يرعاه عندما تكونى فى المدرسة؟ "
أركبه فى طريقى للمدرسة , وهو يأخذ معى أجازة المدرسة."
رفع كاريج يده و أمسك الحصان و لكزه برفق و همس بكلمات حانية . إنتابت الحصان خفة سعادة و زفر بهدوء
" أنه يحبك ! " صاحت شارلوت
" أنه يعرف أننى أحضرت له شيئاً " و أخرج جزرةمن جيبه و أعطاها للحصان.
" أنت لم تحضرها معك , صحيح ؟"
" لا , مدبرة منزلكم رينيات , أليس هذا أسمها ؟ سمحت لى ّ بأخذها ."
" إذن أغويتها هى الأخرى ." قالتها شارلوت دون تفكير.
ضحك " هذا صحيح , أنا شيطان مع الخيول و مدراء المنازل ."
قالت شارلوت " و الفتيات و النساء."
نظر كاريج مندهشاً " ألا تصدقى ذلك!"
" لكنك مفتون بـ فيرتى."
قبضت شارلوت بيدها على عضرة الحصان " هل بينكما علاقة حب؟" قالتها و هى تحملق فيه وسط تكاشف العتمة , قلبها يدق أنفاسها لاهثة تتلهف إجابته لكنه قال فقط.
" ما هى حكايتكما ؟ لماذا تعكر فيرتى صفو وقتك هكذا؟"
نظرت شارلوت بعيداً , رفعت كتفيها بإستهانة "أنا لا أعرف , يريدون أن اكون مثلهم , أعتقد هذا لكننى ليست كذلك."
تخلل صوتها نغمة يائسة , وحملت كلمة (هم) معنى التباعد و الغربة وضع أصبابعه تحت ذقنه ليرفع وجهها لتراه " أنت لطيفة هكذا , ربما تأخر نضجك , لكننى واثق أنك ستكونين جميلة مثل أختك و ذكية مثل أبيك."
متلهفة قالت " هل تظن ذلك حقاً؟" ثم ضحكت ضحكة مكتومة صغيرة و أضافت " لقد كبرت بسرعة كبرت فعلاً! "
و ضحك كاريج :" سيحدث , صدقينى لا تندفعى- أمامك وقت طويل فقط الآن إستمتعى بأيامك هنا." تمنت شارلوت أن (هنا - و الآن ) تستمر إلى الأبد و هى واقفة فى العتمة مع كاريج . بقدر طاقتها قالت " ثم ماذا , أظن ستقول لى فى يوم من الأيام ستقابلى شاب لطيف يقع فى حبك و تعيشون معاً فى سعادة أبدية ؟"
كان فى صوت كاريج دهشة حقيقية و هو يقول :"ياه , أظنك سمعت هذا كثيراً من قبل إذن فأنا أضيع وقتك , أليس كذلك؟"
" لا " هزت رأسها و فى إنفجار مفاجئ لشوقها :" فى الواقع , لو وقعت فى الحب ...أنا ...أنا أظن من الأفضل أن يكون شبهك" فزعت فوراً من جرأتها على قول هذا , أنتظرت متلهفة مرعوبة أن يضحك منها , لكنه على العكس قال بإخلاص :
" أشكرك. أصابتنى كلماتك بالزهو و الغرور لكن كما قلت يا تشارلى...."
قاطعته " شارلوت."
" عفواً, شارلوت , كما قلت أمامك كل الوقت قبل وقوعك فى الحب."
هزت رأسها :" لا. لقد حدثلىّ فعلاً." كان صوتها يشوبه حزن
" حدث؟ " قال مستغرباً إلتفت إليها لكنها بالكاد رأت ملامح وجهه فالظلام بدأ يسدل ستائره السوداء , و أضاف " لكنك قلت عندما تقعين فى الحب ...." ثم توقف و ركز عينيه على وجهها " هل قلت ما أظنه؟"
" نعم " ثم غمغمت " أنا ....أنا أحبك."
" يا فتاتى العزيزة !" نظر مستغرباً بتشكك " لكنك لا تقدرين..."
" أقدر , و لقد أحببتك , أنا آسفة , لا أستطيع التحمل ."
" ياه , لا , لا تقولى أنك متأسفة , لا تأسفى أبداً لأنك أحببت شخص ما ." و أبتسم ابتسامة شاحبة حزينة و رفع يده ليدفع خصلة شعر عن وجهها" و الآن لقد اصابنى الغرور مرة أخرى , لكن أظن أنه مجرد إعجاب مؤقت و طارئ , بمرور الأيام ستقابلين العديد من الشبان و ستقعى فى حب أحدهم...."
" لا!" ضربت الأرض بقدميها مؤكدة " أنا لا أتمنى أى شخص آخر. أعرف أننى صغيرة , و كل شئ, و أنك لا تحبنى كما أحبك لكن....."
" أنا أحبك فعلاً." أحاط رأسها بيديه و نظر إلى وجها الصغير المتجم و ضحك ضحكة سريعة و قال " هنا , كى تذكرينى بها " و أنحنى ليضع شفتيه فوق شفتيها و قبلها بلطف.
على الفور طوقته بذراعيها حول عنقه و ألتصقت به و قبلته بشراهة
" رباه!" و تملص منها و ذب ذراعيها و حدق فيها " ياه !" قالها مذهولاً .
إنطلق صوت فيرتى تناديه من فوق الكبوبرى عند الخندق " كاريج ....كاريج أين أنت؟"
تطلع ناحية الصوت و إلتفت خلفه إلى شارلوت قلقاً .
" الأفضل أن نذهب , كل رجال فيرتى يذهبون إليها مسرعين عندما تناديهم ." قالتها بحسم , كان كايج على وشك الذهاب لكنه توقف و نظر إليها "كل رجالها ؟" كان فى صوته تحذيراً لـ شارلوت بألا تتمادى أكثر, و إعتبار ما قالته نكته لكنها كانت فى عمر التفتح عندما قيل لها أن تكبر و تقلع عن كونها طفلة , بعد ذلك لم تزد عن كونها تلميذة , و شعرت بأن لا أحد يفهمها , و لا يدرك أنها تتصرف أحياناً كطفلة و أحياناً كفتاة ناضجة , غالباً فى التوقيت الخطأ , و الآن معظم استيائها منصب على أختها , كلما حضرت إلى المنزل تواصل تحقيرها كما لو كانت إظهار ذكاءها و لبقاتها و جمالها هى , بينما شارلوت منغمسة و مهمومة بالدراسة , حتى فى بعض فترات الإجازة و القيام ببعض المهام المنزلية و العناية بالحديقة , لكن فيرتى لا تقوم بتلك الأعمال , فهى تعيش فى لندن تجئ و ترحل وقتما تريد و تحضر معظم الحفلات المسائية عندما تكون هنا , و لم يُطلب منها أحد عدم الذهاب لم تضطر للإقلاع عن شئ تريد فعله لتساعد رينيات , لديها دائماً مخزون من الملابس الجميلة و لديها اصدقاء و عشاق رائعين مثل كاريج , و شارلوت لا تريديها أن تأخذ كاريج, و هى تخاطر بالا يقع ذلك.منتديات ليلاس
" مؤكد أنك تعرف أن فيرتى إرتبطت برجال مثل ...." ثم وضعت يدها على فمها كما لو كانت فى سجن " ياه, يا عزيزى , ربما كان لا يجب أن أقول ذلك , ربما تذهب أنت أيضاً" كان تأكيدها على آخر كلمة محدداً لكنه خافتاً , و نظر إليها متفحصاً بينما إنتابها كدر داخلى , لكن فات أوان التراجع لأنه ببطء " هل لـ فيرتى أصدقاء وعشاق , شبان كثيرون ؟"
ضحكت شارلوت ضحكة عالية عصبية صبيانية و قالت له " حسناً , بالكاد أسميهم شبان , فهى عادة تخرج مع رجال كبار , رجال أعمال و...منتجى أفلام , و مثل هذا النوع أنت حقاً صغير تماماً بالنسبة لـ فيرتى."
" و هل تجئ بهم غلى هنا؟"
كانت شارلوت على وشك قول (نعم) لكنها رأته يراقبها بحذر و تشكك لذا قالت بمرح و إستخفاف " ياه , ليس كلهم " فقط أولئك الذين تريد الإيقاع بهم , لكنها تخرج معهم للتجول هنا و هذا يصيب تونى بالجنون فعلاً."
تساءل :" تــونــــى؟ "
" نعم , هو مدير المزرعة التى على الطريق . ربما قابلته أنت اليوم عندما ذهبتما لإستعارة حصانه , هو مجنون بـ فيرتى ....منذ أعوام , أليس هذا رومانسياً ؟"
توقفت شارلوت و هى تعرف أنها واقفة على أرض آمنة , فهى ذكرت الحقيقة بشأن تونى .
قطب كاريج جبينه مفكراً , ربما لاحظ أن الغيرة تنهش تونى , و لتضخم شارلوت الأمر قالت :
" تونى يريد الزواج من فيرتى , لكنها لا تريده , طبعاً لأنه يريد إقلاعها عن التمثيل . و هىلن تفعل ذلك , لكنها مازالت تخرج معه عندما لا يكون أمامها غيره , و تقضى طيلة الليل معه فى الخارج , أليس ظلماً؟"
و أضافت بغيظ:" بينما يجب أن أعود إلى المنزل قبل العاشرة و النصف حتى فى الأجازة الأسبوعية."
لابد أن فيرتى قد عادت إلى المنزل لتبحث عنه , لكنها الآن خرجت مرة ثانية , صوتها يقترب بينما هى تسير ناحية الأسطبل:
" كاريج !"
قالت شارلوت " أظن يجب أن أخرج للتريض بالحصان." و أرتدت حذاءها ثم أسرعت إلى الداخل لتحضر السرج و اللجام.
سرجت و ألجمت الحصان و أمتطته بسهولة , فتح كاريج الباب و قالت له " ليلة سعيدة" وهى تتهادى بحصانها , ثم دقت كعبيها و جذبت اللجام لتتجنب طريق فيرتى ثو أطلقت للحصان العنان .
عندما عادت بعد ساعة كان ضوء الرواق مضاءاً دخلت شارلوت بهدوء , دلفت عبر اللم إلى غرفتها , كانت حجرتها مضاءة , ظنت أنها ربما تركت النور مضاء , لكن عندما فتحت الباب و دخلت وجدت فيرتى جالسة على مقعد فى إنتظارها , وقفت فيرتى و لطمتها على وجهها بكل قوة يدها .
صاحت فيرتى بعنف و ضربتها ثانية :
" يا ملعونة أيتها الثعلبة الصغيرة يمكننى أن أقتلك ! كيف تجرأت على سرد تلك الحكايات لـ كاريج ؟ شكراً , فلقد حلت بنا لعنة الشجار , و هو عاد إلى لندن ! " حاولت ضربها ثانية , لكن شارلوت وضعت ذراعيها حول وجهها لتحمى نفسها
"أنا سعيدة!" و تراجعت شارلوت للخلف " هو ألطف من أن يخرج معك!."
صاحت فيرتى " ماذا تعرفى يا ملعونة عن ذلك؟!" لقد خرجنا فعلاً فى أماكن أخرى حتى تطفلت و دسست أنفك و تحدثت معه " حاولت ضربها و ركلها بقدمها و قفزت شارلوت متفادية , هددتها فيرتى " أنتظرى سأنتقم منك على فعلتك هذه , مهما طال الزمن!"
و غادرت الحجرة و صفقت الباب بعنف .
أسرعت شارلوت لإحكام إغلاق الباب بالمزلاج و هتفت مرحاً و تراقصت هو أرجاء غرفتها فى نشوة الفرح حتى سقطت على سريرها, مصابة بدوار لاهثة الأنفاس .
لقد نجحت خطتها , حتى إن لم تستحوذ على كاريج فلن يكون لـ فيرتى من الآن و بالنسبة لعقليتها المراهقة كان هذا أروع شئ فى العالم .

نهاية الفصل الأول
قراءة ممتعة للجميع


الاميرة الاسيرة 03-09-13 10:04 AM

رد: 203 - حب من أول نظرة - سالى وينت ورث - مكتبة مدبولى الصغير
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ا
لرواية شكلها جميل تسلم ايديكى يا قمر انتى هتنزلى الباقى امتى قوليلى حتى اكون متواجدة بالتوفيق

fadi azar 03-09-13 02:37 PM

رد: 203 - حب من أول نظرة - سالى وينت ورث - مكتبة مدبولى الصغير
 
الرواية كتيرحلوة

alaa7 03-09-13 03:29 PM

رد: 203 - حب من أول نظرة - سالى وينت ورث - مكتبة مدبولى الصغير
 
مسا الفل حبيبتي تسلم إيدك يا قمر عالروايه
أنا قرأتها من زمان بس فرحت لأنك نزلتيها ورح كون متابعتها معك إن شاء ألله يعطيكي العافيه وناطرين القادم موفقه يا رب مواااااااااااااااااااااااه

nona &mody 03-09-13 04:02 PM

رد: 203 - حب من أول نظرة - سالى وينت ورث - مكتبة مدبولى الصغير
 
الروايه حلوه جدا منتظرينك حبيبتى وشكرا على المجهود

Rehana 03-09-13 04:14 PM

رد: 203 - حب من أول نظرة - سالى وينت ورث - مكتبة مدبولى الصغير
 
الف الف مبروووووووووووووووك الرواية الجديدة زهوري
تسلمي حبيبتي .. وان شاء الله كل الاعضاء تعجبهم

واكيد تستهال التثبيت + والشكر + و التقييم

http://www.7ob-3mre.com/up/uploads/13461862192.jpg

زهرة منسية 04-09-13 05:21 PM

رد: 203 - حب من أول نظرة - سالى وينت ورث - مكتبة مدبولى الصغير
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الاميرة الاسيرة (المشاركة 3366708)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ا
لرواية شكلها جميل تسلم ايديكى يا قمر انتى هتنزلى الباقى امتى قوليلى حتى اكون متواجدة بالتوفيق

و عليكم السلام و رحمة الله وبركاته
يسلم عمرك أميرة مبسوطة أنها عجبتك
لو ربنا قدرنى هنزل فصل كل يومين
مشكورة حبيبتى

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة fadi azar (المشاركة 3366764)
الرواية كتيرحلوة

مشكور أخى فادى شرفت الرواية بوجودك

زهرة منسية 04-09-13 05:27 PM

رد: 203 - حب من أول نظرة - سالى وينت ورث - مكتبة مدبولى الصغير
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة alaa7 (المشاركة 3366778)
مسا الفل حبيبتي تسلم إيدك يا قمر عالروايه
أنا قرأتها من زمان بس فرحت لأنك نزلتيها ورح كون متابعتها معك إن شاء ألله يعطيكي العافيه وناطرين القادم موفقه يا رب مواااااااااااااااااااااااه

مساء الورد الجورى ألاء يسلم عمرك حبيبتى
نورتينى ياقمر
موووووووووووووووووواه

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة nona &mody (المشاركة 3366787)
الروايه حلوه جدا منتظرينك حبيبتى وشكرا على المجهود

أنتى الأحلى نونا العفو يا قمر

زهرة منسية 04-09-13 05:32 PM

رد: 203 - حب من أول نظرة - سالى وينت ورث - مكتبة مدبولى الصغير
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Rehana (المشاركة 3366793)
الف الف مبروووووووووووووووك الرواية الجديدة زهوري
تسلمي حبيبتي .. وان شاء الله كل الاعضاء تعجبهم

واكيد تستهال التثبيت + والشكر + و التقييم

الله يبارك فيكى ريحانتى
مشكورة كتير على التثبيت و الشكر و التقيم
كلك ذوق ريحانتى

زهرة منسية 04-09-13 05:36 PM

رد: 203 - حب من أول نظرة - سالى وينت ورث - مكتبة مدبولى الصغير
 
الفصل الثانى



طيلة ستة أعوام لم تلتق شارلوت و كاريج , و بعد ستة أشهر من تلك الليلة سافرة فيرتى إلى أمريكا , و قررت الإقامة هناك , بعد أن أصبحت ناجحة جداً , بحسب ما ورد فى خطاباتها لأبيها , الخطابات المليئة بأسماء الذين أرتبطت بصداقتهم و بعض الطرائف و النوادر الشائعة التى يحب أبوها تكرارها , لم تكتب إلى شارلوت أبداً , و هى لم تنتظر منها أى خطاب.
وقعت أحداث كثيرة لـ شارلوت إيان . فلقد حصلت على درجات جيدة فى شهادة الثانوية , و بدلاً من دخولها الجامعة ,إلتحقت بكلية فنية لدراسة الكمبيوتر و
إدارة الأعمال , و حصلت على وظيفة جيدة فى الإدارة المالية بشركة كبيرة فى مدينة قريبة من المنزل , تستغرق المسافة بينهما نصف ساعة بالسيارة , و أتاح ذلك لها الإقامة فى المنزل , و ركوب الخيل فى أمسيات الصيف , و الإجازات الأسبوعية و تظل بصحبة أبيها , و تساعد فى الإنفاق على المنزل فلم يعد والدها يكتب كثيراًالآن .
بدا و كأنه فقد رغبته و إقباله على الحياة منذ سافرت فيرتى , حتى حبه للمنزل يبدو أنه تضاءل غالباً ما تكتنفه الكآبة ويفقد أعصابه , عندما حاولت شارلوت الاقتراب منه كان يتجاهلها غالباً , متذرعاً بضرورة قراءته لكتاب هام, و ينسحب و يتركها وحيدة , كان هذا مؤلماً لها فى البداية, و إحساسها بأنه لا يفسح لها مكان فيرتى , ثم بدأ تدريجياً الأعتماد عليها بطرق كثيرة , و غمرتها سعادة لم تذقها من قبل.

منتديات ليلاس

زهرة منسية 04-09-13 05:37 PM

رد: 203 - حب من أول نظرة - سالى وينت ورث - مكتبة مدبولى الصغير
 

صادقت شارلوت كثيرين فى الكلية وفى العمل وعاشت قص حب رومانسية أبان تلك الأعوام الستة , لكن لم تتطور هذه القصص لتصبح شيئاً حقيقياً , حتى ألتقت مرة ثانية بـ كاريج بيشوب , من خلال مصادفه صنعها حب الخيل , فلقد أصبح حصانها عجوزاً يصعب ركوبه , و تعرفت من خلا منتديات ليلاس صديقها السابق مايك بروكس على كيفين سلاتر و زوجته تينا و لديها حصان , و لأن الزوجة حامل لا يمكنها تدريبه . تولت شارلوت المهمة طوال عام , و أصبحت خلاله صديقة للأسرة , وهم مغرمونبالخيول يحضرون معظم السباقات والعروض الرياضية و الإستعرضات و أحياناً تذهب شارلوت معهم بصحبة مايك.
فى أحد أيام شهر أبريل المشمسة قرروا الذهاب لحلبة السباق فى حديقة ساندون و بينما تطالع شارلوت قائمة المتسابقين من الفرسان قرأت أسم كاريج , و أطلقت صيحة دهشة مفاجئة , فسألتاه تينا, ماذا حدث , أجابت شارلوت :
"آهـ, لا شئ , مجرد
أنى قابلت أحد المتسابقين ."
تساءلت تينا :" حقيقى ؟ من هو؟ هل أعرفه؟"
أجابت شارلوت " لا أظن هذا " و بتردد أشارت إلى أسمه فى القائمة .
"كاريج بيشوب , لا لم أقابله , بل سمعت عنه, بالطبع هو ماهر جداً, ايضاً الحصان الذى يركبه (بلانيكو) " و التفتت إلى زوجها :
" كيفين , شارلوت تعرف كاريج بيشوب . يجب أن نراهن عليه."
لقد أنقضى وقت طويل منذ رأته , و تلاشت العواطف التى أشتعلت داخلها عندما وقعت فى حبه , و ملأ حياتها أشياء أخرى, رجال آخرون , و بعد ان كانت تفكر فيه يومياً أصبحت تفكر فيه اسبوعياً , ثم شهرياً , حتى أصبحت نادراً ما تفكر فيه , لكنها لم تنساه , أشياء غريبة تستحضر صورته فى ذهنها فجأة , ملامحة حية واضحة كما إلتقته لأول مرة . زهرة منسية
عندما حل موعد السباق هبطت هى و تينا لمشاهدة إستعراض الخيول قبل البداية, بينما ذهب الرجال لتسجيل مراهناتهم , كان بعض المتسابقين قد إمتطوا جيادهم فعلاً , قمصانهم و قباعتهم تسطع بألوانها الزاهية , تطلعت شارلوت فى وجوههم و لكنها لم تتعرف على كاريج , هل تغيرشكله كثيراً؟ أم هل خدعتها ذاكرتها و غيرته إلى صورة مغايرة له
عندئذٍ قالت تينا " ها هو هناك , يتحدث إلى المرأة التى ترتدى معطف فراء , هى نفسها تشبه الثعلبة !!"
تطلعت شارلوت حيث أشارت تينا رأت رجلاً مرتدياً قميصاً أزرق فاتح و حزام أزرق داكن و قبعة فاتحة , كان مولياً ظهره نحوهما و هو يحادث المرأة , لكن عندئذٍ أوما برأسه و ألتفت يمتطى جواده , ورأته شارلوت , لا, هو لم يتغير , لابد أن تعرفه حتى و لو حجبت القبعة شعره المجعد الفاحم , إستدار بحصانه الأشهب نحو دائرة أستعراض الخيول , و نظر ناحيتهم و هو يحاذيهم ماراً أمامهم , و ام يبد إشارة بأنه تعرف على شارلوت .
"يبدو أنه لم يتذكرك" قالت تينا بخيبة أمل , فهى تحب اتعرف على الفرسان , أجابت شارلوت ضاحكة :"أنا لا أعرفه فعلاً , فهو كان صديق فيرتى."
ردت تينا " ياه , فهمت , لكنها فى أمريكا من أعوام , أليس كذلك؟ فلا عجب أنه لم يعرفك "
لم يكن هناك أى استغراب , و شارلوت تدرك أن الأعوام الستة الماضية غيرت كاريج قليلاً , بينما تغيرت هى كثيراً , لم تصبح بجعة , بل شيئاً أكثر طرافة و ملاحة , تلاشت سمنة صدرها و أردافها منذ وقت طويل , أصبحت طويلة متموجة بجدائل شعر أحمر ذهبى , و هى ليست بنعومة و رهافة قد فيرتى , و لا حتى جمالها , لكنها تتمتع بخاصية آسرة تجعل الناس مجبرين على النظر إليها مرتين , و النظرة الثانية للرجل غالباً نظرة إعجاب و تذوق, وهى ليست من النوع الخامل المتباهى بجماله , فلديها إحساس بالإستقلال تحسدهن عليه النساء و يعجب به الرجال - لإدراكهم أنها ليست بحاجة لهم.
أنضموا للرجال و شاهدوا السباق , أطبقت شارلوت يديها فى قبضة متوترة بينما تتابع كاريج , و لم تهدا إلا بعد إنتهاء جولته و فوزه بالمركز الأول " لقد فعلها " صاحت تينا بإنفعال" كسبنا !"
إجتمعوا فرحين بفوزهم , وبعد الجولة الثانية قرروا الأحتفال بشرب زجاجة شامبنيا فى البار . أختاروا مائدة تطل على مضمار السباق و بدأوا يتحدثون بود حول أى الخيول سيكمل السباقات حتى النهاية . و بدأ أخرون يفعلون نفس الشئ , و أزدحمت الصالة , و انضم بعض معارف سلاتر لحفلتهم , و تعارفوا على شارلوت , منهم فارس هاو تبادل الحديث مع شارلوت , و بينما وقف أحدهما متلفتاً إستدارت شارلوت لتجد نفسها على مقربة من كاريج بياردة واحدة .
ألقى كاريج عليهم نظرة عابرة و ركز عينيه على شارلوت لحظ., بإهتمام لكن بدون أى علامة تعرف عليها, تبادل الحديث مع فارس آخر و ألتقط مقعدا بلا لهفة و أنضم لهم . هنأه كثيرون بفوزه, و تحولت المحادثة إلى كلام عام مرة أخرى , لم تكن شارلوت تجلس بجواره لتتبادل معه الحوار بشكل شخصى , كانت مشغولة بتوقع رؤيته لها , مع ذلك تحنبت لتقاء عيونهما.
قبل بدء السباق الثانى مباشرة أنفرط عقد المجموعة, هبط البعض إلى السباق للمشاهدة , ذهب آخرون لتسجيل مراهنتهم , و قررت تينا الحامل فى شهورها الأخيرةالبقاء مع شارلوت بينما ذهب زوجها , أحضر مايك بروكس (خفير شارلوت لهم مشروباً آخر , عندما بدأ السباق خرج ليشاهده بينما إشتركت تينا فى حديث عميق عن الأطفال مع سيدة تجلس قبالتها , أنتقل كاريج للمقعد المواجهة لـ شارلوت .


زهرة منسية 04-09-13 05:39 PM

رد: 203 - حب من أول نظرة - سالى وينت ورث - مكتبة مدبولى الصغير
 

بدا قلبها يدق دقات مجنونة , إستجمعت شجاعتها لتواجه عينيه بينما يقول ببساطة :
" أظن من الأفضل أخذ جولة هنا لنتعارف شخصياً , فى زحمة مثل هذه دائماً نفس الشئ يحدث , شخص معين يتلو قائمة كاملة من الأسماء لا تجدى فيها الشخص الوحيد الذى تريدين مقابلته فعلاً " أبتسم واثقاً من رجولته , مدعوماً بخبرته السابقة و بجاذبيته :"انا كاريج بيشوب."
" نعم , اعرفك " و تطلعت شارلوت فى وجهه لكنه لم يتذكرها أضافت "لقد شاهدتك فى السباق "
تساءل " هل راهنت على بلانكو ؟"
"نعم , لكن بمبلغ بسيط"
ضحك كاريج "حسناً, أنا سعيد لأن حصانى فازلأجلكم" تفحصت عيونه ملامحها بإهتمام زائد:
"هل تجيئين بدافع الأهتمام أم لمجرد المقابلات الإجتماعية "
"ياهـ , من أجل الخيول دائماً , فهى مفعمة بالقوة و الجمال و هى تنطلق جرياً , هى متعة كبيرة فى حد ذاتها " قالت شارلوت متحمسة و عيناهاالعسلية تومض و تذكرت مع من تتحدث فتعمدت إثارته قليلاً " لكنك تعرف كل ذلك حق المعرفة ."
"نعم, لكن ينعشنى سماع شخص آخر مهتم بالخيول أكثر من السباق , لا أظن أننى رأيتك هنا من قبل , اليس كذلك؟" أنما واثق أننى كنت تذكرتك لو شاهدتك من قبل " أبتسمت :" لا أنت لم تشاهدنى هنا من قبل "
كان صوتها ينم عن إيقاع معين إلتقطه كاريج:"لكننا ألتقينا فى مكان آخر آخر ؟" قطب جبينه محاولاً إسترجاع ذلك , ثم هز رأسه " لا , أنا واثق أننا لم نلتق أبداً , ما أسمك بالمناسبة ؟"
تنهدت متعجبة , حتى أسمهالن يغنى له شيئاً , لن يذكره بها , لكن يذكره بـ فيرتى , لكن بأية عاطفة . آسف , كراهية , أم مجرد حنين بسيط للماضى ؟هل فيرتى عنده حب ضائع , أم حب أنتهى بلا آسف ؟ كانت على وشك إخباره بإسمها زهرة منسية , عندما تعالت الهتافات معلنة إنتهاء السباق , عاد مايك إلى البار و إنضم لهما ,رأى كاريج ,و قرر إيضاح أنه معها , رغم أن مايك و شارلوت ليسواأكثر من صديقين الآن :" سباق رائع شارلوت ينبغى أن تأتى و تشاهدى الحصان الذى راهنت عليه , جاء فى المركز الثالث."
و قف بجوار مقعدها بطريقة توحى بأنها فتاته , و بجهد تمكن كاريج من إعادته إلى مقعده , فى النهاية ذهب مايك و جلس على الجانب الآخر للمائدة و تحدث مع شخص آخر .
" شارلوت ؟" قالها كاريج بصوت منخفض بحيث لا يسمعه أحد :" لا لم أتذكرها ." و نظر إلى يدها اليسرى , وجدها بلا خاتم , أشار بإيماءة ناحية مايك " صديق؟"
أجابت " سابق !"
" ياه . لكنه مازال مستحوذ عليك ؟"
تعجبت شارلوت بأى معنى (مستحوذ) لكنها رفعت حاجبها قليلا و قالت " هو الذى جاء بى هنا ."
نظر كاريج إلى مايك لحظة , لكنه ما زال منهمك فى حديث ممتع مع كيفين سلاتر و آخرين , وتناسى غرته الطارئة , إنحنى كاريج للأمام و نظر إليها متحداً :" هل ستحضرين لتقابلى بلانكو ؟"
أجابت متسائلة " ما زال فى حلقة السباق؟"
" نعم , مدربه لديه حصان آخر مشترك فى آخر سباق لذا ينتظره بلانكو "
تساءلت " هل يسمح للجمهور بالدخول إلى منتديات ليلاس مرابض الخيل ؟ مؤكد أن رجال الأمن ....."
قاطعها :" كل شئ سيكون على ما يرام طالما أنت معى , هل ستأتين ؟"
كان فى صوته تحدى و فى عيونه , حاولت إتخاذ قرار , مدركة أنها خطوتها الأولى على الطريق الصحيح , و لو وافقته , ربما تقودها إلى ....إلى أى شئ ؟ لا شئ ؟ ربما لا شئ , عندما يكتشف من هى , لكنه كان قد قرر بوضوح على دفع الأمر أبعد من ذلك.
و أومأت شارلوت " نعم أحب ذلك."
إبتسم كاريج و قبل أن يدرك مايك ماذا يحدث وقف وحرك مقعده ليفسح لها مكانللسير فى طريقها خارج البار ,"شارلوت! " سمعت نداء مايك و قررت تجاهله , وسمحت لـ كاريج الأمساك بيدها و يقودها خلال ممرات و صناديق و حجرات تغيير الملابس ثم إلى الخارج حيث يقع أسطبل , مرابض الخيول و مكان أنتظارها أما لنزول السباق أو الخروج, فى طريقه تحدث كاريج مع أحد المسؤولين الذى رمق شارلوت بنظرة إعجاب و أبتسم و سمح لها بالمرور .
كان الحصان بلانكو يقف هادئاً صبوراً فى مربضه , على ظهره بطانية , تبدو عليه علامات الزهو الرصين , كما لو كان يعلم أنه قوى و جميل و جرى سباقاً مدهشاً , مثل كاريج تماماً , بالفعل مرت بذهن شارلوت فكرة أضحكتها ضحكة خافتة و هى تتجه ناحية الحصان و تلكزه " مرحباً , صديقى القديم , ألست رائع الجمال ؟" شمخ الحصان الأشهب برأسه كما لو كان موافقاً ثم زفر بمنخاره ناحيتها .
" لا أنا آسفة , ليس معى أى شئ لك و التفتت ناحية كاريج: "أليس معك جزرة ؟ أنت دائماً معتاد على حملها ."
نظر إليها محتداً , و أخرج قطعة جزر من جيب الجاكيت , أعطتها شارلوت للحصان , شاغلته بها , و سألت عدة أسئلة عن الحصان , أجب كاريج عنها بإستفاضة , و كانت هى مهمومة بأنه ما زال منتظراً و لن يهدا له بال حتى يعرف شخصيتها .
إسنفدت شارلوت كل ما لديها من أسئلة بشأن الحصان , إستمرت فى لكز منخاره , إلتفتت لترى كاريج يشاهدها ضاحكاً مستنداً على الجدار ذراعاه مضمومتان و قدماه أحدهما فوق الأخرى .
قالت شارلوت :"أنت فعلاً لا تعرفنى .... لكنك تعرف أختى ....فيرتى بيج ."
أتسعت عيناه و أنتصب واقفاً , خفض ذراعيه إلى جانبيه:"لماذا , نعم , لكن , أنا...." و انفجرت أساريره كما لو أن ذاكرته قد طاوعته: " بالطبع , شارلى!" و استرجع أشياء أخرى :" ياه , نعم أتذكر ." قالها بنعومة وهو يمسح وجهها بعينيه و أبتسامة نعلو شفتيه :"ياه , شارلى , كم تغيرت !"
قالت " فقط كبرت , هذا كل ما فىالأمر ."
أكمل حديثه " كبرت لتصبحى أجمل ." قالها منحنياً للأمام ممسكاً بيدها و جذبها نحوه:
"نعم , تذكرت كل شئ , تذكرت تلك الليلة جيداً."
لأنها كانت ليلة تشاجر فيها مع فيرتى , تتذكرها شارلوت و نيران الغيرة تكوى قلبها تتألم منها حتى الآن , لكن على الأقل فهو لم يسأل حتى الآن عن فيرتى , بل تحدث فقط عن شارلةت يبدوأنها مازالت فى فكره فقد قال :"أظن أننى لست بحاجة لتذكيرك بتلك الليلة أو التجرؤ على تمنى أنك قد تشعرين بما أشعر به " كان يستدرجها , أدركت هى ذلك , لكنها لن تستجيب له ,قالت برود: " الرجل المهذب مؤكد لن يذكرنى بها "
ضحك كاريج مبتهجاً " الآن , أفحمتينى بالفعل ! ألا يمكننى الفوز بأسلوب آخر , ممكن ؟" و أحتوتها عيناه من قمة رأسها لأخمص قدميها :" أعترف لم استطيع التعرف عليك."
أجابت :"كان ذلكمنذ زمن طويل " و سحبت يدها من يديه
" كان لقائنا سريعاً لم يدم سوى ساعات قليلة " قاطعها " لمن بدا و كأنها كانت كافية لك."
قالت :"كنت صغيرة جداً و مفتونة , و لم يقابلنى فى حياتى قبلها شاب رائع فتان مثلك" رفع كاريج حاجبيه: " لم أعتقد أن لى سحر و فتنة خاصة ."
آهـ بالنسبة للفتيات المراهقات فقط , و بالطبع لديك عدد كبير من السيدات الآن , أيضاً."
" آخ !" حملق فيها :"لقد كبرت , تعرفى أمامنا الكثير لنفعله معاً , ماذا عن تناول العشاء معى لنتعرف على بعضنا ثانية."
"ربما " و لكزت شارلوت الحصان لكزة أخرى , و استدارت خارجة
" فقط ربما؟" تساءل كاريج و خطى بجوارها:"يمكننى تقديمك لخيول جديدة " قال يغريها, ضحكت شارلوت " بالتأكيد هذا شئ لا يقاوم لكن...." و هزت رأسها " لا أعرف " وضع ذراعه أمامها ليحول دون مرورها: " لماذا لا ؟" و أستدار ليواجهها :"أعدك ألا أستغل ذكرى لقائنا السابق "
منتديات ليلاس
ردت :" لقد أستخدمته بالفعل " نظرت إليه و أدركت أن عليها رفع رأسها :"أنت أطول مما يناسب فارس جوكى"
" نعم , أعترف , هذا سبب عدم قدرتى على الإحتراف , لكن فارس القفز المسموح لهم أن يكونوا من طوال القامة." ركز عينيه عليها :"لا تحاولى تجنب الموضوع , متى ستتناولى العشاء معى ؟ اليوم؟ أم الغداء ؟"
خفضت عينيها , بدأ قلبها يخفق بعنف , أدركت أنه ما زال قوياً ليشعل النار داخلها , قالت مراوغة :"لم أقل لك أننى سأفعل ." نظر إليها متفحصاً :"بسبب فيرتى ؟"
هكذا صرح بأسمها أخيراً , حاولت شطب الماضى من ذاكرتها , قالت ببطء :"نعم , أظن ذلك ."
قال متعجباً :"لم أراها ثانية بعد تلك الليلة , بإستثناء أفلامها , و سمعت أنها ذهبت للعمل فى أمريكا و أقامت هناك , أليس كذلك؟"
أومأت شارلوت موافقة , و أمسك ذراعها :"إذن لماذا القلق ؟ إنسى فيرتى , أريد التعرف غليك شارلى , أتمنى كثيراً جداً"
إذن تناسى أنها لا تحب أن تنادى بـ شارلى , لا يهم,تطلعت فى وجهه و أبعدت يديه من فوق ذراعيها و أصبحت مشحونة بإثارة جامحة ظلت خامدة لأعوام كثيرة , ارتجف قلبها و جف حلقها و هى تحاول قول :"وهو كذلك سوف....سوف أتناول العشاء معك"
" مدهش متى ؟" و طوق خصرها بذراعه و هما يتمشيان " الليلة ؟"
ضحكت :"لا , ليس الليلة أنا مع مايك و صديق و زوجته مدعون للعشاء عندهم , يمكن يوم السبت لو كان ملائماً؟"
" بالطبع " أرتفعت رأسه قليلاً " كيف حالك مع صديقك السابق مايك؟"
نظرت إليه مندهشة أن يكون غيوراً أم مختال معجب بنفسه و يحاول التأكد من خلو الساحة له :" لم تكن علاقتنا حميمة وثيقة ." بحرج بالغ :"الآن هو مجرد صديق " أبتسمت عيونه :"حسناً, أنا سعيد لمقابلتك ثانية يا شارلى , تذكرى أننى قلت من قبل أنك ستكبرين و يكتمل جمالك ."
اعترضت شارلوت غريزياً للوراء , خشية جريان الأمور بهذه السرعة و خوفاً أنها قد تخونها عاطفتها لو قبلها فعلاً و نظرت إليه ببرود :
"هل أنت متسرع دائماً ؟"
اعترته دهشة خاطفة وحدق فيها :"لكن يا شارلى , نعرف بعضنا من أعوام !" كان مستحيلاً إستمرارها فى جفائها و برودها تجاهه , بينما يبتسم لها , و أنعكس الهدوء على وجهها المبتسم , قال مستحسناً " هذا أفضل , أنت تذيبين الثلج"
ضحكت هى :" فكرتى عنك و خبراتك الكثيرة مع النساء جعلتنى بلا حيلة , أليس كذلك؟"
تجهم وجهه :"صحيح ؟ لا أعتقد ذلك يا شارلى , أنا الذى بلا حول , لأنى انتظرت طويلاً لأقابل فتاة مثلك . انتظرت وقتاً طويلاً " تطلعت فى وجهه بعينيها الواسعتين , و تراجعت أمام جديته المباغتة و بدأت تتساءل داخلها , إن كانت هذه خديعة أم ..., لكن أرتفعت فجأة الضوضاء و بدأت الخيول تعود إلى الأسطبل بعد نهاية السباق , لذا جذب ذراعها بسرعة ليفسحوا الطريق , و عاد بها إلى البار قال لها :"أما زالت تعيشين فى آبى ؟"
قالت :"نعم" واصل حديثه :"إذن سأحضر يوم السبت , هل السابعة وقت مناسب؟"
أجابته :"نعم موعد مناسب ."
عندما وصلوا إلى الخارج , لمس يدها بخفة و ابتسمت عيناه :"حتى السبت إذن " و استدار يمشى مبتعداً , و هى تشاهده و تشعر بما يشبه الدوار , فلقد حدث كل شئ بسرعة , فى لحظة كان اليوم عادياً , مع الأصدقاء , و فى اللحظة تالية عاد كاريج لحياتها , بدا وكأنه أصبح جزء منها على الأقل للحظة , إلا أنه كان شغوفاً بها , أم لأنه يحاول إكتشاف هل هى بنفس إمتاع فيرتى عاطفياً ؟ تدافعت اسئلة فى ذهنها ترهقها و جعلتها تشعر بالتعب , لماذا فعلاً تفكر فى مثل هذه الأشياء الخبيثة عنه ؟ أم لعمق ذكرياته عن فيرتى , سواء كانت طيبة أو سيئة لحسن حظها أنها اكتشفت عاطفتها و التى جعلتها غيورة من فيرتى , حتى بعد كل تلك السنوات . ليس فقط بسبب كاريج , فيرتى الآن مشهورة جداً و هى لا تحسدها على تلك الشهرة , إلا أنها تشمئز من الأشارة لها أو تقديمها بأعتبارها شقيقة فيرتى بيج نجمةالسينما .
" شارلوت ؟" إلتفتت لسماعها صوت مايك خلفها :"هل أنت بخير ؟ كنا نتساءل أين ذهبت ؟"
" نعم , أنا بخير" تكلفت ابتسامة و تساءلت :"هل كسبت أى شئ فى السباق الأخير ؟"
عادو إلى البار للإنضمام لعائلة سلاتر , و أصبح اليوم عادياً , أو على الأقل هذا ما يظهر على السطح . فى أعماقها كانت تشعر بإثارة عارمة لا يستطيع كبحها , حاولت التصرف بطبيعية , لكن عقلها كان مشغولاً بـ كاريج و ما قاله , و موعد لقائهم القادم . لذا أصبحت ساهمة غير منصتة لحديثهم , محدقة فى الفضاء , بحاجة لمن يحاول إفاقتها . تضاحك آل سلاتر عليها , بينما نظرت إليها تينا بمكر , و مايك كان متشككاً بأن تفكيرها فيه .


زهرة منسية 04-09-13 05:42 PM

رد: 203 - حب من أول نظرة - سالى وينت ورث - مكتبة مدبولى الصغير
 

أبداً لم يزعج هارتفورد بيج نفسه للخروج لمقابلة أصدقاء شارلوت , و قررت هى ألا تخبره بلقاءها بـ كاريج , عندما يحين يوم السبت ستستعد مبكراً و تجلس عند البوابة المؤدية للمنطقة , عند وصوله, كان يقود سيارة جميلة داكنة زرقاء تشبهه , هكذا فكرت شارلوت بينما يخرج هو من السيارة و يتجه ناحيتها , نحيف , قوى , مظهره مريح , مرتدياً بدلة داكنة اللون , جيدة , جيدة التفصيل , هددتها عاطفتها بإجتياحها , لذا حاولت إخفاءها بقولها ممازحة :" المهندس المعمارى يجب أن يكون فى صعود دائم !."
ضحك قائلاً :" هكذا فى الغالب " و خطا نحوها متطلعاً وجهها للحظة طويلة , ثم تنهد و هز رأسه . قالت :" ما هذا ؟ هل هناك شئ فى وجهى ؟"
أجاب :" نعم , كنت أقول لنفسى دائماً أنك لن تكونى جميلة كما تخيلت , لكنك أصبحت أجمل جداً." و طوق خصرها بذراعيه و انحنى ليقبلها .
قاومته شارلوت لحظات , و وجدت ان قبلته ليست كمعظم الرجال , فلقد كانت قبلته ليست أنعم و لا أرق قبلة , و لا تلك القبلة الآلية التى تتلاشى كعادم السيارة , بل كانت قبلة دافئة ولهانة جعلتها تعرف أنه يرغبها و لا يطلب منها شيئاً , قبلة تمنح , تستكشف , تتذوق , تثير , لم تكن قبلة طويلة , كما هى القبلات , لكن عندما رفع رأسه شعرت شارلوت و كأنها قد عادت من رحلة استكشاف طويلة , و تنهدت بسعادة غامرة .
ضحكت بأنفاس لاهثة , و وضعت يدها فى يده :"لقد قابلت حصانك , الآن قدمنى لسيارتك."
فعل ذلك بلمسة أفتخار مشيراً إلى كل أجزاء السيارة واصفاً طريقة عملها , هم يركبان لينطلقوا , و كانت قيادته للسيارة جيدة سريعة و سلسة بدون حيلة الأحتكاك الصارخة عند المنحنيات للإستعراض . كما واجهت ذلك مرتين مع رجلين كانا يفخران بأنهما سائقان فى غاية المهارة .
عندئذ فكرت أن كاريج ليس بحاجة إلى الإستعراض و لا إجتذاب النساء , ربما الأصح أن النساء تحتاج إجتذابه . هذا ما جعلها تتساءل لماذا طلب منها الخروج معه , هل بسبب وضعها الحالى أم لأنه مدفوع لأكتشاف هل ما زالت تحبه ؟
بعد لحظة قالت :" أنت تقود جيداً و تركب الخيل جيداً , هل أنت مهندس معمارى ناجح أيضاً؟"
ألقى عليها نظرة سريعة قبل أن ينظر أمامه على الطريق :"يا له من سؤال ؟ كيف سأحاول الإجابة عليه , لا شئ غير أننى أتعلم طيلة الوقت , كل تخطيط أرسمه مختلف عن الآخر و ينبغى أرضاء كثيرين ....مؤسسات....إقتصادين , رجال الحفاظ على البيئة " هز كتفيه :" أحياناً لا يمكننى الفوز , الأسوأ , أننى أعرف من البداية ما قد يحدث , و هو أمر محبط , لكن كل مرة تسير الأمور بنجاح و أبنى شيئاً له قيمة لفترة لفترة لأنك عندما تحصلين على وظيفة حقيقية مشبعة تشعرين أنها تستحق كل شئ."
"مثل ركوب الخيل و بلانكو لتحقيق الفوز." قالتاه شارلوت بنعومة .
إبتسم كاريج , غالباً لنفسه , إنفرجت شفتاه :"نعم ....هذا و شئ أو اثنين آخرين."
لم تسأل شارلوت عنهما , لكنها فى الحقيقة لم تكن لديها رغبة , فلقد بدأت تدرك أن كاريج يكافح لتحقيق الكمال فى كل شئ يقوم به , حتى القبلة توضح أنه عاشق حقيقى , أيضاً . استغرقت فى أفكارها , و بدات بسرعة تتحدث عن أشياء أخرى , لكنها ظلت مهمومة بإن كان كاريج يعرف ما كانت تفكر فيه.
أمضت وقتاً رائعاً ممتعاً فى تلك الليلة , جلست مع كاريج فى مطعم تضيئه الشموع , أكلت طعاماً طيباً لكنها لم تهتم بما تأكل , بل تتحدث حديثاً شيقاً , أو تنصت بإهتمام مسندة ذقنها على راحة يدها , بدأ و كأنها أصبح غارقاً فى حبها , جذبها للخارج و ضحك على نكاتها, و ناقش بعض الموضوعات معها , نسيت شارلوت وجود آخرين فى المكان , نسيت الوقت , نسيت حتى فيرتى التى إكتشفت كاريج أولاً . فعلاً , لم يرد ذكرها أبداً , جاء ذكر والدها مرة واحدة عندما قال كاريج أنه لم يلاحظ ظهور كتاب جديد له مؤخراً , و سأل عنه :" آه , هو بخير شكراً" تلعثمت :"حسناً فعلاً , لا, هو ليس بخير, لم يعد يركز فى كتاباته ما زال ينعزل بنفسه بعيداً فى دراسته كل يوم, لكنه يبدو أنه لن ينجز أى أنتاج....عندما أسأله عن كتاباته يهمهم عن (عثرة الكاتب)"
"منذ متى يحدث هذا ؟"تساءل كاريج
" منذ أعوام قليلة " أجابت
علق كاريج :" يا للعار , لابد أن ذلك يعقد الأمور معك ."
أجابت:" لا , ففى الواقع نحن لا نرىبعضنا كثيراً , أنا أخرج كثيراً , و إذا جاء معى أحدهرب هو لدراسته و أبحاثه ."
قال كاريج :"على ما يبدو أذكر أنه كان اجتماعياً جداً."
" نعم, اعتاد ذلك " اعترفت شارلوت :" لكنه تغيير."و لم تجد ضرورياً إخباره أن والدهاكان يستقبل أصدقاء فيرتى فقط و يرحب بهم , بينما يرى أن أصدقاء شارلوت عاديين جداً يفتقدون روح التسلية , لأنهم يعملون فى إدارة الأعمال و ليسوا مبدعين هم مبرمجى كمبيوتر , محاسبين ليس لديهم ما يهتم به , يصف النظر عن شخصياتهم.
" هل يعمل على تأليف كتاب الآن؟"
" آهـ , نعم, هو دائماً يعمل على كتاب جديد....يبدو أنه لن ينتهى منه . ربما قد إستنفذ كل مخزونه للكتابة."
غيرت شارلوت الموضوع بهدوء , ثم أخبرت كاريج بإستعارتها لحصان من سلاتر ...
ابتسم كاريج و هو ممسك بيدها تحت المائدة :"أقول لك ماذا , أتحبين الخروج معى للتريض بالحصان؟ لى صديق يدرب الخيول على سباق الحواجز , غالباً .أذهب عنده لمساعدته فى التدريب أنا واثق أنه سيجد حصاناً ملائماً لك , زوجته تركب الخيل , لذا يمكنك استعارة حصانها ."
تحمست شارلوت و لمعت عيناها :"أحب ذلك , هل يمكننا التجول حول الأسطبل ؟"
" آهـ , نعم , أنت تريدين مقابلة بلانكو ثانية , أليس كذلك؟"
أجابت :"ألست تحتفظ به هناك؟"
مال نحوها :"لو سألتينى بلطف , ربما أجاوب "
نظرت إليه ساخرة :"كيف بلطف ؟"
أجاب :"آهـ , بلطف , بلطف شديد."
قطبت جبينها :"ياهـ , فى هذه الحالة ..."
منتديات ليلاس
قال على الفور واضعاً راحة يده المفتوحة ناحيتها :"أستسلم , إن لم يستطيع بلانكو أغوائك , إذن فأنا فى معركة خاسرة ." و قبض على يدها بقوة و نظرت إليه بدفء :"هل تعرفين أن النمش يغطى أنفك؟"
أجابت :"طبعاً , يا لها من قسوة أن تذكرنى به !"
" لا تكونى حمقاء , هو جميل , سأحاول يوماً عدها "
ضحكت شارلوت :"ستقضى يوماً كاملاً."
" حسناً ." و ضاقت عيناه :"بعد ذلك أقبلها , أقبلها واحدة و احدة , و رفع حاجبيه , ولمعت عيناه برغبة :"هل تعتقدت أن ذلك سيستغرق الليلة كلها ؟"
لكنها رفضت الاستدراج و قالت بهدوء:" ظننت أنك أقعلت عن حب النمش , لكن يبدو أن النمش ألتصق بىّ , فى المدرسة إعتدت للذهاب إلى السرير و عى وجهى شرائح ليمون لأن شخصاً ما أخبرنى أنها تزيل النمش ."
تساءل :" وهل أفاد ذلك؟"
أجابت :" لا , لكننى كنت دائماً أشعر بالأنتعاش فى الصباح."
انفجر كاريج ضاحكاً , مما جعل المحيطين بهم يلتفتون و يحاصرونهم بنظراتهم .
تساءل :" و هل ما زالت تفعلين ذلك؟"
" ياهـ , لا , أقلعت عنه منذ أعوام , و اعتدت العيش بهذا النمش حتى الآن ."
" حسناً " قالها مبتسماً ابتسامة ساخرة محيرة غامضة :" شرائح الليمون شئ صغير لا يصلح ان يوضع على وجهك !"
حاولت التفكير فيما يقصده و قلبها تتسارع دقاته .
غادروا المطعم و مشوا لفترة فى هدوء الليل , ليل أبريل , و أحياناً إستغرقهم الصمت . بعد فترة بدأ الجو يبرد , أسرعوا خطاهم عائدين نحو السيارة , و وجدت شارلوت نفسها تسير ببطء , و كأنها لا تريد لليل أن ينقضى , رمقها كاريج بنظراته , ترك يدها ثم طوق خصرها بذراعيه و أحتضنها متسائلاً :"هل الجو بارد ؟"
" لا....ليس فعلاً."
قال :"أعتقدت أنك ترتعشين ."
قالت :"لا....أنا لم أرتعش."
طوق خصرها بذراعيه , مسح شعرها بشفتيه , شعرت شارلوت بتوهج رغبتها , تمنت أن يقبلها و يعانقها , ينبغى أن يكون كاريج قد شعر بها , بدا أنه فهم , لكنه لم يفعل شئ , حتى أوصلها إلى المنزل , و هبطوا من السيارة عند البوابة الموصلة إلى آبى , عندئذ اكتشفت مؤخراً أن هذا مجرد أول لقاء لهم , ينبغى عليها التماسك , و الاحتفاظ بمسافة بينها و بينه .
كان هذا سهلاً كفكرة , لكنه كان مستحيل التنفيذ . أخذ كاريج يدها , فتح الباب , بدأ يتمشى معها بمحاذاة الممر الرئيسى , بينما الظلال الطويلة للأشجار تنعكس على العشب.
" لا ينبغى أن تكمل الطريق معى حتى المنزل ." قالتها شارلوت بعصبية...
أجابها :"لا؟" و توقف , فكرة للحظة أنه سيعاتبها على كلمتها , مرت لحظة رهيبة , لكنه جذبها نحوه و أحتضنها :" هنا , إذن." قالها بنعومة قبلها .
كانت أكثر إحساسات خبرتها شارلوت , بدا كأن جسدها يذوب , ينصهر بنيران عارمة التى أشعلها فيها . لم يعد فى العالم سوى شفتاه و التصاق جسدها بجسده , لم يعد لديها قوة للمقاومة , فقط إندلاع نشوة الأشتياق مع كل دقة من دقات قلبها.
رفع رأسه فى النهاية , أمسكها بذراعيه , و وجهه فى شعرها , كان يشن لحظات للتحكم فى أنفاسها اللأهثة , لكن عندئذ هبط برأسه و أسندها على صدرها , يستشعر خفقات قلبها نظرت نحوه نظرة خاطفة , تحاول قراءة ملامح وجهه لكنه كان فى الظل , أبعد يده ليدفع شعرها برفق عن بشرتها المشتعلة ثم قبلها فى جبينها ثم مشى معها نحو المنزل .
شعرت شارلوت أنها غرقت أنها غرقت فى بحار حبه , فلقد ظل حبه فى مكنونات قلبها كل تلك الأعوام عندما ظهر من جديد , أكثر أكتمالاً و نضجاً و جاذبية تلاشى كل التردد و التمنع الذى شعرت به خصوصاً بعد الطريقة التى أختارها بها - حتى قبل أن يعرف من تكون هى - بإعتبار الماضى و العواطف التى أثارها بداخلها الآن , لم يعد لديها أى رغبة فى الإمتناع عن فعل أى شئ يتمناه منها .
ما زالت منجذبة إليه و هم يبتعدون عن الأشجار إلى منطقة فضاء فى مواجهة الكوبرى . إنحنى كاريج ليقبلها ثانية و هم يمشون , تدريجياً تباطأت الخطى حتى وقفا متعانقين .
"متى يمكننى رؤيتك ثانية ؟" ألح بتودد و فمه يستكشف عنقها
" حسناً , لا أعرف , أنا ....."
قال هو بحرارة :" غداً , و بعد غداً , و بعد بعد غداً , قولى نعم شارلى , من فضلك قولى نعم!"
إهتز صوتها و قالت :"حسناً , غداً " إحتضنها بقوة ألمتها , جذبها عبر الكوبرى فى ظلال باب المنزل ثم قبلها قبلة طويلة قبل أن ينسلخ عنها .
" إلى الغد , إذن " قالها مداعباً :"سأحضر لآخذك فى العاشرة و النصف ."
" نعم, هو كذلك." تابعته حتى الكوبرى ثم نادت :"كــاريـــج "
أجاب :" نـــعـــم !" إلتفت ناظراً نحوها بقامته الطويلة , و صورته التى تسلب القلب فى ضوء القمر الفضى
أجابته بصوت خافت :"أنتبه جيداً."
بينما كانت دقات قلبها تتسارع لإيجاد كلمات أخرى , فأكد لها :" دائماً منتبه " ثم ألتفت و اسرع نحو سيارته , بمرح و استمتاع و خفة الشباب و إكتمال مظهر القوة .
ظلت تتابعه بعينيها حتىلم تعد أذنيها تسمع صوت محرك سيارته الذى يتردد فى سكون الليل , لكنها ظلت واقفة , استندت على الكوبرى تتطلع بأس و كدر نحو أفق المستقبل المأمول , فلم تجد سوى الشعاع الذهبى للسعادة و الحب .

نهاية الفصل الثانى
قراءة ممتعة


زهرة سوداء 04-09-13 05:53 PM

رد: 203 - حب من أول نظرة - سالى وينت ورث - مكتبة مدبولى الصغير
 
تسلم ايديك زوزو أكيد ما دامها من اختيارك فهي رواية رائعة

متابعة معك موفقة ياحلوة

الامل المفقود 04-09-13 07:20 PM

رد: 203 - حب من أول نظرة - سالى وينت ورث - مكتبة مدبولى الصغير
 
بالفعل هده الرواية حلوة كثير لاني قريتها من قبل وشكرا لكي اختي على الاختيار وراح اعيد قراتها مرة اخرى مكم تحياتي مع حبي

عبير عمار 05-09-13 08:44 AM

رد: 203 - حب من أول نظرة - سالى وينت ورث - مكتبة مدبولى الصغير
 
والله مش عارفه اقول لك ايش ملخص جد روعه وانتي دائما مبدعه وكريمه و بتبذلي مجهود كبير علشانا وشكر كبير للمبدعه ريحانهنه

الاميرة الاسيرة 05-09-13 01:53 PM

رد: 203 - حب من أول نظرة - سالى وينت ورث - مكتبة مدبولى الصغير
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رووووووعة تسلم ايديكى زهورة حبيبتى رواية حلوة متابعاكى مشكورة على تعبك

حياة12 05-09-13 05:44 PM

رد: 203 - حب من أول نظرة - سالى وينت ورث - مكتبة مدبولى الصغير
 
زهووووووووووووووتي :dancingmonkeyff8:

الف مبروووووووووووووووووووووووووك تنزيل الرواية الجديدة يا رااااائعة
تسلم ايديكي يا جميل و ميرسي كتيييييييييييييير على المجهود الخرافي ده

ريحونتي طبعا ذوقها معروف

و الملخص يجنننننننننننننننننننننن مشوووق جدااااااااااااااااا

راجعة تاني ان شاء الله بس حروح اخد لفة في المنتدى :party0033:

موووووووووووووووووووووووووووووووووواه

Jasmin Princess 05-09-13 07:12 PM

رد: 203 - حب من أول نظرة - سالى وينت ورث - مكتبة مدبولى الصغير
 
ألف مبروك زهره تنزيل الروايه ومشكوره ع المجهود ياقمر ويسلم ذوقك ريحانه ودايم:55:ا متألقين

حياة12 05-09-13 10:07 PM

رد: 203 - حب من أول نظرة - سالى وينت ورث - مكتبة مدبولى الصغير
 
زهووووووووووووووورتي :dancingmonkeyff8:

وااااااااااااااااااااااااو فصلين و لا اروووووووووووووووع
تسلم ايديكي يا راااائعة و ميرسي كتييييييييييييييييييييييييير على المجهود الجبار ده
ربنا يعينك و يوفقك يا قمري :flowers2:

بصي في الفصل الاول
كان ناقص لي دقيقتين و اضرب شارلوت على دماغها :22:
يخربيت جنانها حبيت البطل من السطر الرابع!!!!!!!!!! :73: :73: :73:

لا بجد صدمتني الحاجة الوحيدة اللي شفعت لها انها كانت مراهقة
اما اختها فهي تييييييييييييييييييييييييت تييييييييييييييييييييييييييييييييت تيييييييييييييييييييييييييت :8Pp04714:
يخربيت رخامتها قلة ادب و سفندي :zkc04699:

و تعليقاتها مستفززززززززززززززززة زيها و الحاج باباها ده كمان يستحق التفجير

ايه العيلة العجيبة دي!!!

لا و كملت باعترافها بالحب له!!!!!!!!
مشفتونيش ساعتها :lol:
كنت حتجنن منها http://www.sherv.net/cm/emo/angry/bang-head-on-desk.gif... بصراحة المراهقات دول بيحطوا نفسهم في مواقف بااااااااااااااااااااااايخة

بس جت بفايدة اهي فضحت اختها التيت ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه

اما الفصل التاني في بدايته يعني
عجبتني جدااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا كانت مثال لبطلتي المفضلة اللي مش بيتضحك عليها بكلمتين

اينعم كاريج ثبتها بكل سهولة بعد كده بس نو بروبليم لانه بصراحة شكلها معجب فعلا
و تاريخه مشرف في الفصلين دول :peace:
بس ربنا يستر من الثعلبة اختها لما تعرف :ydJ05010:

ميرسي كتييييييييير زهورتي على الفصلين استمتعت جداااااااااااااااااااااااااااا بقرايتهم
مستينة الفصل الجديد على نااااااااااااار :dancingmonkeyff8:

مووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو وووووواه

ام عبيده 06-09-13 04:57 AM

رد: 203 - حب من أول نظرة - سالى وينت ورث - مكتبة مدبولى الصغير
 
منتظره التكمله ع نار ومنتظرة ردة فعل اختها لما تعرف اكيد راح تعمل مشاكل وابوها ليش ماينتبه شويه لشارلوت شو هالاب حسسني ان هو زوج امها
لا تتأخري علينا بلييييييييييييز

زهرة منسية 06-09-13 07:03 PM

رد: 203 - حب من أول نظرة - سالى وينت ورث - مكتبة مدبولى الصغير
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهرة سوداء (المشاركة 3367314)
تسلم ايديك زوزو أكيد ما دامها من اختيارك فهي رواية رائعة

متابعة معك موفقة ياحلوة

يا أهلاً و سهلاً بسوسنة ليلاس نورت الرواية و أشرقت بتواجدك
متابعتك شرف ليا مشكورة كتير سوسنا

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الامل المفقود (المشاركة 3367343)
بالفعل هده الرواية حلوة كثير لاني قريتها من قبل وشكرا لكي اختي على الاختيار وراح اعيد قراتها مرة اخرى مكم تحياتي مع حبي

أهلا و سهلا أمولة أنا مش قريها من قبل
بس باين عليها حلوة كتير
منورة أمولة

زهرة منسية 06-09-13 07:05 PM

رد: 203 - حب من أول نظرة - سالى وينت ورث - مكتبة مدبولى الصغير
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبير عمار (المشاركة 3367543)
والله مش عارفه اقول لك ايش ملخص جد روعه وانتي دائما مبدعه وكريمه و بتبذلي مجهود كبير علشانا وشكر كبير للمبدعه ريحانهنه

كل الشكر لأريحانتنا العطرة فعلاً رواية تستحق المتابعة
وحشانى كتير عبورة فينك مش باينة من فترة
مشكورة على الكلام الحلو ده كله خجلتينى :)

زهرة منسية 06-09-13 07:17 PM

رد: 203 - حب من أول نظرة - سالى وينت ورث - مكتبة مدبولى الصغير
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام عبيده (المشاركة 3367830)
منتظره التكمله ع نار ومنتظرة ردة فعل اختها لما تعرف اكيد راح تعمل مشاكل وابوها ليش ماينتبه شويه لشارلوت شو هالاب حسسني ان هو زوج امها
لا تتأخري علينا بلييييييييييييز

أهلين أم عبيدة لسه مش الفصل ده هيبان رد فعل أختها
أبوها قاهرنى أنا كمان مش شايف قدامه غير فيرتى
و ياريت فيرتى مقدره ده
لا هو بابها و فى أبهات من النوعية دى كتير
تابعى معايا لما نشوف أخرتها أيه :)
نورتى صفحات الرواية

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الاميرة الاسيرة (المشاركة 3367594)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رووووووعة تسلم ايديكى زهورة حبيبتى رواية حلوة متابعاكى مشكورة على تعبك

و عليكم السلام ورحمة الله و بركاته
مرورك الأرووووووووع أميرة
مشكورة حبيبتى فى أنتظار متابعتك
و أتمنى اللى جاى يعجبك

زهرة منسية 06-09-13 07:31 PM

رد: 203 - حب من أول نظرة - سالى وينت ورث - مكتبة مدبولى الصغير
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حياة12 (المشاركة 3367647)
زهووووووووووووووتي :dancingmonkeyff8:

الف مبروووووووووووووووووووووووووك تنزيل الرواية الجديدة يا رااااائعة
تسلم ايديكي يا جميل و ميرسي كتيييييييييييييير على المجهود الخرافي ده
حيااااااااااااااتى اهلا و سهلا
الله يبارك فيكى حبيبتى
يسلم عمرك على كلامك الحلو ده دايمن كلك ذوق أيسو

ريحونتي طبعا ذوقها معروف
مافيش أتنين طبعاً يختلفوا على ذوق ريحانتى

و الملخص يجنننننننننننننننننننننن مشوووق جدااااااااااااااااا

راجعة تاني ان شاء الله بس حروح اخد لفة في المنتدى :party0033:

موووووووووووووووووووووووووووووووووواه

ههههههه خدى اللفة وأهلاً بيك فى كل وقت
طبعاً أنتى عارفة أن وجودك بيعنيلى كتير
ودايمن بيسعدنى

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حياة12 (المشاركة 3367707)
زهووووووووووووووورتي :dancingmonkeyff8:

وااااااااااااااااااااااااو فصلين و لا اروووووووووووووووع
تسلم ايديكي يا راااائعة و ميرسي كتييييييييييييييييييييييييير على المجهود الجبار ده
ربنا يعينك و يوفقك يا قمري :flowers2:

بصي في الفصل الاول
كان ناقص لي دقيقتين و اضرب شارلوت على دماغها :22:
يخربيت جنانها حبيت البطل من السطر الرابع!!!!!!!!!! :73: :73: :73:
لا بجد صدمتني الحاجة الوحيدة اللي شفعت لها انها كانت مراهقة
ههههههههههه
لما تقرى الفصل اللى جاى خدى بالك من موضوع أعترافها ده

اما اختها فهي تييييييييييييييييييييييييت تييييييييييييييييييييييييييييييييت تيييييييييييييييييييييييييت :8Pp04714:
يخربيت رخامتها قلة ادب و سفندي :zkc04699:

و تعليقاتها مستفززززززززززززززززة زيها و الحاج باباها ده كمان يستحق التفجير

ايه العيلة العجيبة دي!!!
شوفتى بقا شخصيتين مش شخصية واحدة تقدرى تشتمى على راحتك و مافيش حد هيلومك هتلاقى اللى يشتم معاكى:)

لا و كملت باعترافها بالحب له!!!!!!!!
مشفتونيش ساعتها :lol:
كنت حتجنن منها ... بصراحة المراهقات دول بيحطوا نفسهم في مواقف بااااااااااااااااااااااايخة

بس جت بفايدة اهي فضحت اختها التيت ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
ههههههههههههههههههه
بتموتى فى المصايب أنت شريرة :)
اما الفصل التاني في بدايته يعني
عجبتني جدااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا كانت مثال لبطلتي المفضلة اللي مش بيتضحك عليها بكلمتين

اينعم كاريج ثبتها بكل سهولة بعد كده بس نو بروبليم لانه بصراحة شكلها معجب فعلا
و تاريخه مشرف في الفصلين دول :peace:
بس ربنا يستر من الثعلبة اختها لما تعرف :ydJ05010:

ميرسي كتييييييييير زهورتي على الفصلين استمتعت جداااااااااااااااااااااااااااا بقرايتهم
مستينة الفصل الجديد على نااااااااااااار :dancingmonkeyff8:

مووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو وووووواه

هى فعلاً بطلة جامدة بس ليها شطحات كدة و تفكيرات غريبة
أما الست فيرتى دى بقا فعلاً عقربة
وأن يا حياتى أستمتعت ودايمن باستمتع بتعليقاتك و مشاركاتك
نزورتى الوراية وزادت قيمة بمرورك حبيبتى
لعيونك دقائق و أنزل الفصل التالت
و بيه أعرتف سريع برضوا من ناحية كاريج
منورة حياتى
مووووووووووووووووووووووواه

زهرة منسية 06-09-13 07:34 PM

رد: 203 - حب من أول نظرة - سالى وينت ورث - مكتبة مدبولى الصغير
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Jasmin Princess (المشاركة 3367675)
ألف مبروك زهره تنزيل الروايه ومشكوره ع المجهود ياقمر ويسلم ذوقك ريحانه ودايم:55:ا متألقين

الله يبارك فيكى ياسمينا
فعلاً ريحانة دايمن متميزة و متألقة
مشكورة حبيبتى على كلامك الرقيق

زهرة منسية 06-09-13 07:37 PM

رد: 203 - حب من أول نظرة - سالى وينت ورث - مكتبة مدبولى الصغير
 
الفصل الثالث


عاشت شارلوت أروع و أسعد أيامها فى هذا الربيع . منذ ذلك اليوم ارتبطت حياتها تماماً بـ كتريج , حتى عندما لا تكون فى صحيته , كان عقلها و قلبها مشغولاً به,كل شئ آخر فى حياتها صار مجرد شيئاً شيئاً عارضاً .
منتديات ليلاس
عندما تكون فى عملها تبحث عن أشياء مثيرة مسلية لتجره بها , عندما تخرج للسوق لشراء ملابس , يكون خاطرها مشغولاً: هل ستعجبه أم لا ؟ و تتساءل عن مدى إعجابه بإرتدائها لون معين . فى المساء تندفع بسرعة للمنزل , حتى لو كان هناك ساعات حتى يحين موعد مكالمته الهاتفية , متمنية ألا يطول بعادهم , و يتاح لهم اللقاء كثيراً . و لأن كاريج فى لندن تضطره وظيفته للبقاء فى المكتب حتى وقت متأخر , و أحياناً يسافر بعيداً فى مهام عمله , لذا لميعد أمامهم إلا الاجازة الأسبوعية موعداً للقائهم.
ذات مرة أتصل بها كاريج فى عملها و أخبرها أنه سيكون فى منطقتهم بعد الظهر , و سألها إن كان ممكناً الإنصراف مبكراً للقائه ؟ توجهت شارلوت فوراً إلى مديرها و طلبت الإنصراف , أندهش المدير لطلبها خصوصاً أنها لم تقدم عذراً أو تفسيراً , و لأنها دائماً ما كانت مخلصة لذا تحتم عليه تأنيبها على ذلك مهما كان , لكن صوتها به تصميم يوحى بألا يرفض أو أنها ستنصرف لحالها . لمح المدير لذلك متفكهاً , و اتسعت عينا شارلوت دهشة عندما أدركت أنه على حق . هكذا أصبحت وظيفتها التى تفخر بها وموقعها الذى كسبته فى الشركة بصعوبة , لا أهمية هكذا فجأة. فى الحقيقة لقد تغيرت قيمها بهذه السرعة و بتلك الصرامة و القطيعة , مرت بها لحظة تعجب و استغراب , لكنها تقبلته دونما تساؤل فلقد أصبح كاريج مرة ثانية أهم محاور حياتها


زهرة منسية 06-09-13 07:40 PM

رد: 203 - حب من أول نظرة - سالى وينت ورث - مكتبة مدبولى الصغير
 

تجسدت سعادتها عندما بدأت تخرج مع كاريج بإنتظام , توهج إشراقها الداخلى بحيوية جعلتها تبدو أكثر جمالاً مما كانت . فلقد كانت تفخر دائماً بحضورها و بمظهرها , لكن الآن تهتم بنفسها جداً,تتمنى أن يفخر بها كاريج وأكدت لها مرآتها كم هى متألقة.منتديات ليلاس
اعتاد كاريج الإتصال بها تليفونياً كل مساء حتى لو كان مسافراً و تسرع شارلوت للرد على التليفون متجاهلة كل شئ , تترك مياه الحمام تبرد , المكواة تسخن , التلفزيون مفتوحاً فى حجرة خالية لأكثر من ساعة , فى البداية احتجت رينات , ثم بحكمتها بدأت تتأكد هى أن كل شئ أطفأ عندما يدق جرس التليفون . كانت محادثاتهم التلفيونية طويلة , كان يبدو دائماً وكان لديها الكثير ليتحدثان عنه , و تتخيل شارلوت صورة كاريج فى لندن , أو مستلقياً على سريره فى غرفة الفندق و تتمنى لو كانا معاً .
يبدو أن كاريج كان يشعر بنفس أحاسيها , لأنه طلب أن يعرف أين تجلس , ماذا تفعل , غالباً يؤكدا أفتقاده لها . تمكث كل مساء منتظرة مكالمته و لا تفعل شيئاً فى حياتها الأجتماعية , و لا يعنيها هذا , فهى تعيش لهذه المكالمات و فى إنتظار الأجازة الأسبوعية ليكونا معاً.
بمجرد ترتيبه للأمر أخذها كاريج لإسطبل صديقه كما وعدها , أخذها معه مبكراً صباح يوم السبت بينما كان الضباب يغطى سطح الأرض , اتجهوا بالسيارة عبر الريف ناحية الغرب على الطريق الممهد حتى وصلوا أطراف يركشاير . وقف أصدقاء كاريج بنجيل هولاكى و زوجته أماندا على باب منزلهما المشيد بالطوب الأحمر على طراز المعمار الفيكتورى , رحبا بهما, كانا يرتديان زى ركوب الخيل , كانا فى منتصف الثلاثنيات و بدوا على علاقة طيبة بـ كريج الذى حياهما بحرارة , ممسكاً بيد بنجيل و قبل أماندا بود , قبلته أماندا بدفء مماثل , و أتفتت لتحى شارلوت و احتوتها بنظرة أنثوية , بالمثل فعلت شارلوت :" مرحباً كم هو لطيف أن ألقاك ."
ذهبوا جميعاً إلى المطبخ الكبير ليتناولوافنجان قهوة و قوفاً و هم يمرحون , الرجلان معاً و المرأتان تتبادلن الحديث الحديث و هن يتعارفن , و ظهر أن أماندا استلطفت شارلوت و وضعتها يدها بتودد على ذراعها و هى تقودها للطريق إلى الإسطبل , وحصل كاريج على حصان موفور النشاط ,مما أسعده ركوبه , وحصلت شارلوت على حصان أبيض جميل , و بحثت عن جزرة لتقدمها له و قال لها كاريج :"لقد شرفتك أماندا بهذا الحصان , فهى تركبه فى سباق المسافان."
حضر بنجل و أماندا معهما , مما جعل شارلوت تشعر وكأن فروسيتها موضع إختبار , لكنها كانت لديها كفاءة فتاة ركبت الخيل طيلة حياتها , رغم أن الحصان الذى ستركبه من فصيلة أفضل كثيراً مما إعتادت ركوبه من خيل , إلا أنها شعرت على الفور بسهولة و إرتياح و متعة ركوبه , بجوار كاريج , فهل يمكن إلا أن تكون سعيدة ؟ فى البداية مشوا بالخيل بهدوء و رؤية عبر أطراف القرية , و عندما وصلوا للسهل الفضء الممتد الأخض ر تركوا العنان للخيول, أطلقت شارلوت صيحة فرح , أرعد كاريج بجوارها محتفظاً بسرعته ليحازيها و ليتأكد أنها على ما يرام , فهى المرة الأولى لأن يراها على صهوة الجواد , تضاحكوا و بدأوا يتسابقون ثم توقفت و عرفت أنه قلق بشأنها.
كانت العشرون دقيقة أكثر فترات حياتها نشاطاً و بهجة , فهى تركب حصان أصيل, الريح تلفح وجهها , و كاريج بجوارها , شعرت شارلوت كأنها تلامس السماء و عندما يتبأطوا فى النهاية ليمشوا , شكرت مضيفها لحرارة , ابتسمت أماندا فى وجهها المشرق :"أنها متعة , أليس كذلك؟ و أنت يا كاريج , يجب أن تحضر شارلى , مرة ثانية."
كان هذا هو يوم السباق , كان نيجيل و أماندا لهما حصانين يشاركان فى السباق بعد ظهر نفس اليوم , أحدهما سيركبه كاريج , لذا عادا إلى الإسطبل للتأكد من ترتيب كل شئ , و تركا كاريج و شارلى ليجيئا على مهل.
قال لها كاريج :" لدينا ساعة أو أكثر , دعينا نمرح و نتقلب على هذه المروج."
ذهب نايجيل و أماندا لترويض الخيول و تركوهم يستريحوا و قالت شارلوت متحمسة :" أعرف لماذا أحب هذا المكان , أنها مكان مكتمل الروعة , وركوب الخيل كان دائماً ممتعاً!"
أجابها كاريج :"طموحى دائماً إمتلاك منزل هنا , آهـ , ليس فخماً ربما مجرد ربما مجرد شالة لقضاء الأجازة , بحيث يمكننى المجئ هنا , على الأقل أشاهد الخيول أن لم أستطيع ركوبها "
سألته :"هل ستفعل ؟ هل تبحث عن مكان ؟"
هز رأسه آسفاً :"يجب الإنتظار , أنا خائف لإنشغالى فى الشركة و إنجاز عملى الخاص يلتهم كل وقتى , و أمتلام منزلين لشخص واحد يبدو متعة تفوق الحد."
أومأت شارلوت , و تذكرت أن كاريج بالتعاون مع صديقين له , و فروا الإنفصال و عمل شركة لحسابهم منذ عامين , و كرسوا كل جهدهم لتكوين إسمهم و سمعتهم العملية .
واصل حديثه :"كلا شريكى متزوجان , و بالطبع مما يلقى بالعبء على كاهلى عندما يتطلب الأمر السفر لأداء مهام بعيدة عن لندن."
عندما وصلا عند الأشجار تباطأ كاريج فى مشيته و ألتفت مبتسماً لها ابتسامة إستقرت فى حضن قلبها :"لكن أظننى منذ الآن سأصمم على التمتع بأجازتى الأسبوعية كى أقابلك."
مشوا قليلاً بين الأشجار حتى السهل الذى تظلله , تناول اللجام منها و ربط الخيل فى فرع منخفض , ثم إلتفت إليها فاتحاً ذراعيه :"تعالى هنا" قال بصوت مبحوح
إتجهت إليه سعيدة , ألقت بذراعيها حول عنقه و بادلته القبلات بلا تحفظ , غمغم فى فمها :"أفتقدك كثيراً." و شفتاه تعصر شفتيها :"أسبوع بأكمله دون أن أراك , فترة طويلة , طويلة جداً "
لم تستطيع شارلوت مجاراته , أجابت بأن فغرت فمها تحت فمه و هى تلتصق بحضنه , جسدها يندمج بجسده , بينما تشتعل القبلات بنار الرغبة , ثم شهق و قال :" ياهـ , يا شارلى , آه يت شارلى."
تساءلت :"ماذا ؟ ماذا حدث ؟"
"آهـ أظنك تعرفين " مازالت عيناه تفيض رغبة و وله , و هو ينظر إليها :"قلبى إمتلأ بحلاوة حبك منذ أول لحظة رأيتك ."
تساءلت :" اللحظة الأولى ؟" و رفعت إصبعها تمسح به شفتيه.
قال كاريج :"أهـ , فهمت ما تقصدين , حسناً , ليس تماماً , أقصد منذ إلتقيت بك فى اللقاء الثانى فى سانداون."
و ابتسمت شارلوت متراجعة للخلف قليلاً , تقول لنفسها لا , لم أقع فى قلبه فى لقائنا منذ ستة أعوام , لأنه كان وقتها مشغولاً فى تماماً بـ فيرتى , وكان يريدها و لم يرفع عيناه عنها و كان يحتضنها و يقبلها .
أخفضت عينيها متراجعة و تقدم كاريج ناحيتها متسائلاً :"ماذا حدث؟"
أجابته :"لا شئ . ماذا يمكن أن يحدث؟" لكنها لم ترفع عينيها لتواجهه
و تساءل :"هل تسرعت معك , أليس كذلك؟"
أجابته :"لا, لا,طبعاً لا " وهى مصممة على طرح الماضى خلف ظهرها , و تقول لنفسها ما يهمنى هو الآن و هنا. و كاريج قال أنه وقع فى حبى من النظرة الأولى , فى لقائهما الثانى . و ماذا تريد أى فتاة أكثر من ذلك؟ و عادت لأحضانه و أبتسامتها تملأ وجهها , و أمطرته بقبلات شرهة بنهم كأنها تريد دفن الماضى فى طى النسيان.
أحياناً يأتى كاريج من لندن إصطحابها فى سيارته , فى العادة يذهبان لتناول العشاء فى مطعم , و دائماً تنتظره شارلوت عند الباب , لم تنتظره داخل المنزل أبداً, حتى لو كان الجو ماطراً, عند وصوله تجرى إليه ضاحكة سعيدة بينما يعانقها و يقبلها كما لو كانا لم يلتقيا من شهور , بعد أن تصلح أحمر الشفاه يتجهان للمكان المختار لتناول الطعام دون تعجل , متمتعين بوجودهما معاً , تتلامس أياديهما أحياناً , تلتقى عيناهما لتبث رسائل تشبع قلبها بالحب و الدفء و لإثارة و المتعة المتواصلة .
حدثت أشياء صغيرة أيقظتها من هذه الحالة المبهجة و كانت كافية لتكدير صفو سعادتها للحظة على الأقل . و لأنهما يذهبانإلى مطعم فى الضاحية , كان محتماً أن تلتقى شارلوت أحياناً بإناس من معارفها , عادة لا يعنيها هذا , وكانت فخورة بتقديم كاريج بتقديم كاريج لهم , لكن, ذات مرة دخلا المطعم و وجدت أحد مدراء الشركة و معه زوجته و ابنته جاءوا للأحتفال بعيد ميلد الأبنة الثامن عشر , قدم المدير شارلوت لأسرته , و بمجرد سماع ابنته أسمها صاحت " ياهـ , مؤكد أنك شقيقة فيرتى بيج , النجمة السينمائية, فهى من هذه المنطقة ."
بإقتضاب اعترفت شارلوت بأن فيرتى شقيقتها , و حاولت تغيير موضوع الحديث , لكن لسوء الحظ كانت الفتاة معجبة بـ منتديات ليلاس فيرتى و واصلت طرح أسئلة كثيرة , و نظر أبواها بلا إعتراض , متوقعين سعادة شارلوت بهذه الشهرة , لكنها بدأت تتضايق من تتابع أسئلة الفتاة و تجيبها بإختصار و جفاء , و كانت على وشك مقاطعتها لولا حضور الجرسونة لإخبار الأسرة بأن مائدة الطعام جاهزة , و عرض المدير إستضافتها :"ألا تنضمين لنا ؟"
"لا" و هى ترتجف داخلياً من إحتمال سماعها لتردد إسم فيرتى طيلة السهرة أومأت و إنصرفوا تاركين شالوت لتسترخى فوق مقعدها و هى تتنهد فرحاً , لكنها ما زالت متوترة قلقة جداً لأن كاريج أيضاً ذُكر بـ فيرتى .
إنتهت من شرابها سريعاً و حاولت التفكير فى شئ مريح تقوله , و للحظة تلاشئ كل ما فى ذهنها عدا هذه الفكرة, و كان كاريج هو الذى بدأ الكلام :"لماذا لم تهتمى و كأنك تسمعين دائماً أحاديث كثيرة من فيرتى؟"
" لا ." كانت شارلوت على وشك التوقف عن الإستمرار فى حديثها , لكنه قطب وجهه عابساً متسائلاً " ووجدت نفسها مجبرة على إضافة :" أظن أن والدى يسمع عنها دائماً و الآن و لا حقاً."
تساءل :"ألم يخبرك؟" كان صوته مندهشاً .
فى الحقيقة أنها لم تسأل أباها أبداً , و إن كانت قد وصلته رسالة من فيرتى , فى البداية خوفاً من تكدره , و إن لم يكن قد سمع عنها لفترة , و إن كانت وصلته رسالة سيحضرها يقرأها عالياً و معلقاً عليها بإيضاح مدى إيجادة فيرتى لعملها, و إعجاب و إفتتان المحيطين بها , و إنشاد مدائح فى ابنته الغائبة , و الأبنة التى ترسل رسالتين و ثلاثة فى العام, و لم تتصل به تلفيونياً أبداً , و لم تجئ لزيارته . مع ذلك بنظر إلى شارلوت القريبة منه يرمقها بنظرة متعالية , و يهز رأسه متمنياً إن كانت لها حياة مثيرة مثل شقيقتها! ذات مرة , حفزته لزيارة فيرتى فى أمريكا , و كان سروره بالغاً بالفكرة , لدرجة أنه ذهب لمكتبه مباشرة ليكتب إلى فيرتى و يخبرها بالاقتراح.
شعرت شارلوت على الفور بالحسرة و تكدرت و أكلتها الحسرة عندما أنقضت أسابيع و لم ترد فيرتى , و لم تتصل به إلا فى الكريسماس التالى عندما أرسلت بطاقة تهنئة و لم تلمح لشئ عن الزيارة المقترحة . و لم يقل هارتفورد بيج شيئاً عنها , و لكنه بدا و كأن أكتافه تهدلت قليلاً و شعرت شارلوت بالخوف عليه.
و الان تهز رأسها إجابة على سؤال كاريج :"نحن لا نتحدث عن فيرتى كثيراً , هذه هى الحقيقة" و أضافت مترددة :"هو لا يتحدثعن أى شئ كثيراً , و يقضى معظم وقته فى مكتبه."
أشار كاريج :"مؤكد ذلك يصيبك بالوحدة و العزلة ." و وضع يديه فوق يدها , فابتسمت و قلبت يديها تحتهما , سعيدة بهذا الدفء و القوة :"انا ليست وحيدة." قالتها بنعومة ,و لم تضف :" ليس الآن" فهى ليست بحاجة لأى أضافة , فلقد كان المعنى مكتوباً على وجهها ليراه الجميع .
لكن مرة ثانية كدر كاريج صفو سماء سعادتها عندم قال :"قرأت فى الصحيفة أن فيرتى أحد نجوم فيلم سيكون عرضه الإفتتاحى قريباً فى وليست أند . هل تحبين الذهاب لمشاهدته ؟ لو أردت يمكننا الإتفاق على موعد و الذهاب لحضور افتتاحه؟"
منتديات ليلاس
إرتجفت يدها تحت يده و سحبتها بعيداً :"لطيف منك , أن تقترح هذا " و أرتبكت و تعلثمت :" لكن ....لكن أنا...."
تدخل كاريج :"حسناً ؟" و ضحك :"و لكن ماذا؟"
إستكملت حديثها :"لكننى لا أذهب ابداً لمشاهدة أفلام فيرتى ." قالتها بجفاء
تساءل :"لا تذهبين ؟ لماذا ؟ لابد أن يختلف الأمر مادام الفيلم إنتاج من المستوى الأول و أن كنت تخشى من جلب حظ سئ لها أو شيئاً من هذا القبيل , لا تخافى الفيلم تم إخراجه منذ أعوام " قالها كاريج عيناه تلمعان بنظرة إندهاش رقة .
" ليس الأمر هكذا...أنا...آهـ كأسى فارغة أيمكننى تناول أخر من فضلك؟"
" طبعاً " أشار إلى الجرسون و إلتفتت إليها , تبدو عليه ملامح تجهم و هم , جعلت قلبها يهبط فى جوفها , فعلاً كانت صائبة , فلقد قال :"حسناً , إستمرى لماذا لا تذهبين لمشاهدة افلام فيرتى ؟ و كأنك لا تكتبين لها أيضاً؟ "
"الأفضل ألا نتحدث عنها , موافق؟" أجابته بإختصار .
للحظة ظل كاريج صامتاً ناظراً إلى وجنتها المشتعلتين بالغضب , و أسند ظهره على المقعد :"كما تريدين."
غرق فى صمته ثانية , و طال الصمت مما جعلها مشحونة بأسئلة خرساء , حتى عجزت عن تحمل كبتها فانفجرت :"أنظر , عندما تشاجرت مع فيرتى و تركتها فجأة متخلياً عنها , هل كنت تتوقع أنها ستتشاجر معى أيضاً؟"
وافقها كاريج :"محتمل جداً , متى وقع هذا الشجار بينكما ؟ هى مقيمة فى الولايات المتحدة منذ خمس سنوات , آه طبعاً, ربما عادت لزيارتككم أثناء هذه الفترة" هزت شارلوت رأسها :"لا, لم تعد إطلاقاً."
كانت تجلس متوترة , وجهها شاحب , ماعدا بقع الضوء بألوانها القوية تغطى وجنتاها , نظر كاريج إليها , لكنها غيرت الموضضوع بحكمة , و تابعها و هى تستعيد تلقائيتها و مرحها.
فى نهاية أمسيتهما تناولا العشاء , و غادرا , قاد كاريج السيارة ببطء فى أتنجاه آبى و هما يتمنيان ألا تنتهى الليلة , عندما وصلوا كان عليهما الوقوف فى ظلال بوابة المنزل , ليقولا ليلة سعيدة أو لو كان الجو بارداً يجلسان فى دفء السيارة رغم ضيقها .
فى أحد الليالى الأخيرة بينما كان الجو عاصفاً تراجع كاريج عن تقبيلها و قال ممتعضاً :"ليلة سعيدة " تضاحكت شارلوت و هو يدلك ضلوعه من ضغط ذراع المحرك له , قالت له شارلوت :"يمكنك الدخول إلى الصالون الكبير "
رد عليها بصراحة جارحة :"ربما تطلبين من دخول المنزل , هل هذا من تقاليد هذه المنطقة الريفية, أن تخرج الفتاة فترات طويلة قبل تطلب من الشاب الدخول لمنزلها؟"
تضايقت شارلوت و وجهها تعلوه عواطف عدائية , و لم يظهرها الضوء الخافت داخل السيارة لكنها أدركت على الفور أنه ليس عدلاً أن تعامله هكذا. فهى لن تحتفظ به بعيداً عن والدها للأبد , و الجو بارد جداً , لذا دخلوا المنزل ليجدا هارتفورد بيج فى سيره , و الحجرة خالية لهم. وضعوا المزيد من الخشب الجاف فى المدفأة حتى طقطقت و أرتفعت ألسنة اللهب , ثم مددوا أريكة و بسطوها و أخفضوا الأضواء و ظلوا معاً حتى الواحدة صباحاً عندما سحب كاريج نفسه بتردد ليعود إلى لندن .
من هذه الليلة بدأ كاريج يحضر إلى المنزل ليودعها , دائماً كان يجد والدها داخل حجرته أو مكتبه لكن ذات مساء , فى غضون أسابيع قليلة , كان قد ترك كتاباً فى حجرة الجلوس و عاد ليحمله معه و وجدهما هناك .

منتديات ليلاســ



زهرة منسية 06-09-13 07:45 PM

رد: 203 - حب من أول نظرة - سالى وينت ورث - مكتبة مدبولى الصغير
 

تحركت شارلوت بسرعة بعيداً عن وضعها الملتصق بـ كاريج على الأريكة , لكنه وقف على قدميه و مد يده لوالدها :" مرحباً سيدى , انا كاريج بيشوب , لقد ألتقينا من قبل , لكن منذ وقت طويل جداص."
" حقاً؟" سحب الرجل العجوز يده و نظر إليه بدون إكتراث " أخشى أنى لا أتذكر ...هل شارلى هى التى جاءت بك إلى هنا ؟"
" لا , شارلى كانت مجرد تلميذة فى المدرسة وقتها " قالها كاريج مبتسماً ناحيتها :" لا فى الحقيقة جئت وقتها مع فيرتى ."
" مع فيرتى؟ " رفع هارتفورد بيج رأسه فوراً ليراه بوضوح " لماذا؟ نعم , أظن أنى تذكرت الآن . ألست مهندساً معمارياً أو شيئاً من هذا القبيل؟ يا آلهى , منذ فترة طويلة !لقد سافرت فيرتى من أعوام , أنت تعرف ذلك" و أتته فكرة فقال بلهفة :" أفهم أنك لم تراها , هل رايتها ؟ هل هذا هو سبب مجيئك ؟ هل أعطتك رسالة لىّ؟"
" لا, عفواً لا." قالها كاريج متلطفاً :"لم أراها منذ أخر مرة هنا . أنا هنا مع شارلى." بينما الرجل العجوز يقطب حجبيه حائراً:"آهـ , أفهم شارلى" نظر إليها متحسراً , ثم صفا وجهه.
" حسناً , بما أنك صديق فيرتى عندى شئ واثق أنط ستحب مشاهدته ,دقيقة واحدة."
ذهب إلى مكتبه , و هبط قلب شارلوت فى قدميها فهى تعرف ما سيحدث , فهو لديه مجلد قصاصات صحفية ترسلها وكالة صحفية , يرهق نفسه و شارلوت معه , بقيمة ما يدفعه مقابلها , و بالإضافة إلى ما ترسله فيرتى نفسها من مقالات منشورة عنها . و هو لا يحب عرضه على الضيوف لكن للأسف فتحه الآن وهو أمر نادر , فهو لا يفتحت إلا ليضيف إليه أو ليعرضه على الضيوف الذين يعتز بهم.
أحضر المجلد وطلب من شارلوت الإنتقال إلى مقعد ليجلس هو بجوار كاريج, بدأ يقلب صفحات المجلد , طاوعته صامتة , متجنبة نظرة خاطفة رمقها بها كاريج , ثم كان عليها الجلوس لساعة كاملة متحملة ثقل فيرتى على قلبها ,و الحديث عن جمالها موهبتها و تألق نجوميتها , أصدقائها أبطال أفلامها ,ماضيها , أفلامها السابقة و الحالية و لـ هارتفورد بيج شغف بها يستغرقه تماماً و الأستماع إليه متحدثاً عن فيرتى كونها أفضل ممثلة فى عالم السينما , بدلاً من حقيقة كونها مجرد ممثلة تكافح لكسب شهرتها , هى فعلاً لديها شئ من الموهبة , تعترف شارلوت بذلك لكن كم من آلاف الموهبين الواعدين فى البداية , و بعض الموهبة ليس كافياً بدون قدر كبير من الحظ و النفوذ للمرور و الإنطلاق.
كان كاريج فى غاية اللطف , جلس بصبر جوار الرجل العجوز منصتاً و معلقاً تعليقات صائبة , مظهراً تأثيره الحقيقى , و لو لم يفعل ,أو لو أبدى رغبته فى أن يبقيا وحدهما , هو بالتأكيد لم يُظهر تلك الرغبة , لو لم تذكر شارلوت الشبق الذى بدأ يقبلها به قبل أن يقاطعهما أبوها , لكانت أعتقدت أنه غير متمتع بتلك التفاصيل التى لا نهاية لها عن حياة فيرتى.
فى البداية حاول جذب شارلوت للحديث لكنها أجابت بإقتضاب و بعد نظرة فاحصة تركها لحالها , وركز أهتمامه على القصاصات .
وصلوا إلى النهاية , و عجز والدها عن إيجاد شئ آخر يقوله , تلكأ فى الوقوف على قدميه :"حسناً , الأفضل أن أذهب لسريرى , أمامى يوم كامل للكتابة غداً , أنت تعرف ينبغى أن تجعل شارلى تحضرك مرة ثانية يا كاريج , أنا واثق أن لدى المزيد من القصاصات عن فيرتى لتراها عن فيلمها الجديد تعالى , حسناً تصبح على خير."
أعاد الكتاب على الرف و خرج و أصبحت الحجرة خالية فجأة , هادئة , لكن لا يسودها السلام.
" لماذا لا تجئ و تجلسى بجوارى هنا " و أشار إلى المكان الذى كان يجلس فيه والدها
للحظة تلكأت شارلوت ثم ذهبت بمجرد جلوسها قالت بتكلف :"لقد تأخر الوقت , ألاتظن أنه ينبغى عليك الذهاب؟"
"تحاولين التخلص منى ؟" قالها كاريج مطوقاً ذراعيها بذراعيه و جذبها نحوه .
" لا " قالتها بتردد لكنه بدأ يقبلها فى آذنيها , بعد لحظة إلتفتت فجأة لتواجهه و طوقت عنقه بذراعيها و عيناها مستسلمة :" لا , انا لا أريد التخلص منك أبداً" وقبلته قبلة محاولة بها تعويض الساعة الضائعة , و إعادة التأكيد لنفسها بأنها هى الفتاة التى يهواها كاريج .
تبادلوا القبلات و أحاسيس السعادة و الإشباع , بحيث لم يكن لدى أحدهما وقت لنطق كلمة , وبعد فترة رفع كاريج رأسه مبتسماً لها و هى مستلقية فى حضنه عيناها هادئة راضية , فمها مازال فاغراً من لذة قبلاته :"لا أريد الذهاب " قالها متحسراً
" أنا أيضاً لا أريدك أن تذهب " و رفعت رأسها لتقبل يده, و بلطف لطمها على وجهها .
"أريدك أن تبقى و لكن " تلعثم صوتها :"أخشى أن والدى....حسناً يبدو و كأنه يفكر فى إتجاه واحد هذه الأيام."
" تقصدين أنه مستغرق فى فيرتى؟ يبدو أنه مهموم بشأنها جداً , لكنه فخور جداً بها "
قالت :" هو دائماً مشغول بها "
قبلها قائلاً:" هل تشعرين بالغيرة لإهتمام والدك بـ فيرتى؟"
لم تستطيع الكلام كثيراً فالوقت متأخراً و هى تريد البقاء دافئة بذكرى هذه اللحظات السعيدة ,و لا ينبغى التفكير فى أختها ثانية . عموماً لقد إعتادت أن تكون الأبنة غير المفضلة و لا يعنيها الأمر كثيراً بعد ذلك , فلقد وجدت كاريج , لذات قالت :"لا , ما دام هذا يسعده." و وقفت لتنهى الحديث و هى تساعده على إرتداء معطفه , وكانت القبلة الأخيرة عند الباب , و أوشك الليل على الرحيل .
و لكن بعد ذلك لم تعد تلك الشيلء بنفس البهجة لأن والدها , الآن ينتظرها أحياناً بأى مبرر ليتحدث مع كاريج و دائماً يقحم أسم فيرتى فى الحديث حتى لو بدأ كاريج الكلام فى أى موضوع آخر , دائماً يعمد هاتفورد لتحويل مجرى الحديث نحو فيرتى, لولا ذلك لأصبحت شارلوت سعيدة بكون والدها إستعاد حسه الاجتماعى مع أحد أصدقائها , لكن , أصبح كاريج فى نظر والدها ليس صديقها بل صديق فيرتى التى جاءت به لذا ينبغى أن يبقى دائماً صديقاً لـ فيرتى.
بمرور الوقت وحب شارلوت لـ كاريج ينمو و يتعمق داخلها , لكن هناك شط بدأ يتنامى و يشغل عقلها دائماً , عندما تستغرب أحياناً ما إذا كان والدها على حق , و ليس الأمر فى وجود شكوك حقيقة حول شعور كاريج ناحيتها لكنها بدأت تتساءل أكثر و أكثر ما إذا كانت مشاعر كاريج ناحية فيرتى عميقة - ما إذا كانت لديه أى مشاعر ناحيتها حتى الآن , بدأت أشياء صغيرة تضخم الشكوك , ملاحظة عابرة ذكرته بـ فيرتى , لحظتها تجهم وجهه ,سعادته للحديث مع والدها عن فيرتى , حقيقة مغزى ذهابه لمشاهدة فيلم فيرتى الآخير دون إخبارها , الأمر الذى إكتشفته عندما كان يتحدث هارتفورد عن الفيلم بحماس , وذهابه إلى لندن لمشاهدته , وذكر كاريج أنه شاهده أيضاً.
أشياء ساذجة . لكنها تكدر صفو ذهنها و تبدو أحياناً مبلبلة الخاطر , منطوية قليلاً , وكلما شاهدت كاريج تتساءل إن كان قد أصطحب فيرتى لمطعمه الإيطالى المفضل فى سوهو , هل أحضر لها وروداً صفراء , هل عانقها و قبلها حتى تدور الأرض بها و حولها ....هل فعل؟ هل فعل؟ هل فعل؟
قضت معظم وقتها تحاول إبعاد هذه الأفكار المكدرة عن ذهنها لكنها تعاودها فجأة , و تنبعث رغماً عن إرادتها و تفسد سعادتها , حاولت جدياً إخفاءها عن كاريج , ونجحت لحد بعيد تفترسها و لم تعد قادرة على التخلص منها تماماً .
" أيه" و بخها ذات يوم عندما حدث شئ جعلها تفكر فى علاقته بـ فيرتى .
" مرة ثانية تبدو على وجههك تلك النظرة"
غلتفتت إليه مندهشة :"أى نظرة ؟"
"نظرة عابسة و كأنك تفكرين فى شئ مؤلم , فى أى شئ تفكرين ؟"
أجابت :"آه, لا شئ لا تهتم."
كان صباح يوم سبت و هم يتمشيان فى حديقة هايد بارك فى لندن , بمحاذة الطريق المتعرج , يشاهدون بجعات البطء فى الماء تحت أشعة الشمس و توقف كاريج و إستدار ليواجهها ويداه على ذراعيها , نظر إليها متفحصاً و قال:" شارلى , هل فعلت ما يضايقك ؟"
أجابت :"لماذا , لا, بالطبع لا"
تساءل :"إذن لماذا تخفين الأمر عنى؟"
أجابت :"أنا لا....أنا....." ثم ترددت بينما هو يقطب جبينه , ثم تنهدت و نظرت إليه لا تريد أن تخبره بمخاوفها .
قبض كاريج بيده على ذراعيها و قال بصراحة:"أياً كان , يا شارلى هل تظنين ليس من حقى أن أعرف؟ هناك شيئاً يرهقك ,منذ فترة ,أليس كذلك؟"
تأوهت :"أوهـ , ياعزيزى ظننت أننى نجحت فى إخفاءه , أنا....لا أريد أخبارك , أنه شئ تافه جداً."
" شئ تافه بينما تنظرين نحوى كما لو كنت غريباً عنك إذن أخبرينى يا شارلى" أمرها بلهجة عدم تراجع.
" حسناً , وهو كذلك , لكن أنت....أنت ستظن أننى ساذجة ومخبولة , أرعف ذلك " قالتها بتردد .
"أخبرينى و جربى " أخذ يدها و قادها نحو أريكة خشبية بجوار الممشى و جلسوا واضعاً يده على ذراعها , ناظراً فى وجهها , آمراً :"الآن , لا تتركى شيئاً دون إخبارى به."
" وهو كذلك." و نظرت شارلوت إليه نظرة قاسية متمنية إلا ينظر إليها هكذا. متسائلة إن كانت مخاوفها ستجعله ينفر و يشمئز منها , أم يعتبرها سخيفة , أم كلاهما معاً , وقررت أنها تفضل أعتبارها سخيفة و ساذجة , قالت ببطء:" هناك شئ يشغلنى كاريج لا أستطيع إبعاده و إخفاءه مهما حاولت . لقد حاولت كاريج , من فضلك صدقنى . اعرف أنه لا يهم , لكنه موجود و أنا...."
" وهو كذلك, أفهم ذلك" صاح متبرماً :"إذن أخبرينى"
"حسناً أنها فيرتى....أنت و فيرتى"
"آهـ, بدأت أفهم " و تراجع للخلف قليلاً و هى تنظر قلقة إليه باحثة عن تأثير إعترافها عليه , لكن ملامح وجهه لم تنبئ بأى شئ.
"إذن, ماذا عنى و عن فيرتى"
إحتد صوته و خافت هى ثانية , لكن فات أوان التراجع, قالت :"ظللت أفكر فيكما ,أنتما الاثنتين " ظل هو صامتاً ,منتظراً إكمال حديثها , بينما إلتفتت هى بعيداً عنه وهى تقول :"لم أستطيع أن أفهم حقيقة مشاعرك تجاهها ."
"أفهم , لقد أقلقت ذهنك بشئ حدث منذ ست سنوات ."
غلتفتت ناظرة غليه :"هل حدث شئ؟" رفع حاجبيه و زم شفتيه , لكنه لم يضحك و لم يقطب جبينه :"تقصدين ما الذى وصلت إليه علاقتنا ؟"
أنخلع قلب شارلوت :"نعم."

"وهل سيختلف الأمر بيننا بسبب ذلك؟"
حدقت فى وجهه , عيناها على إتساعهما و هو ينطق سؤاله الذى لم تجرؤ على طرحه داخلها , لكن الآن تواجهه و جاءت أجابتها تلقائية غريزية :"لا, لكن...لكن يسعدنى كثيراً لو عرفت مداها." إعترفت بصراحة.
منتديات ليلاس
"إذن بإمكانك أن تهدئ ,لأن الإجابة أن علاقتى بها لم تصل أبداً لعمق علاقتى بك؟"
أومضت عيونها بالبهجة :"أنت لم تفعل ولا حتى لمرة واحدة ؟"
ضحك و هو يهزها بلطف :"ولا مرة واحدة ! فيرتى تجيد اللعب جيداً , تجعل من الصعب الوصول إليها !"
نظرت إليه متمعنة :"ولم تكن تربطك بها علاقة حب؟"
" حب؟ لا...لا لم أفكر هكذا" بدأت عيون كاريج فى التراجع , كما لو كان يسترجع الماضى ليراه :"أذكر أننى إنجذبت جداً لها , كانت جميلة جداً."
تساءلت :"كنت تريدها ؟" قالتها فى أعماقها .
وعيناه تتطلع فى وجهها :" نعم كنت أريدها كنت أريدها بلهفة , ولكن لم أكن بالخبرة الكافية التى تجعلنى سمكة طيعة فى متناول شباكها . فى البداية , ثم أكتشفت أنها تصاحب آخرين فى الوقت نفسه , ثم فهمت بما يكفى , لأفهم أن اللعبة خاسرة فإنسحبت."
عند حدبثه عن الرجال الآخرين , شحب وجه شارلوت و تحولت بوجهها بعيداً :"لكن....لكن لو لم يكن لا علاقة بأخرين , هل كانت علاقتك ستستمر بها؟"
" ربما , محتمل أظن هذا , لماذا؟"
لم تستطيع الإجابة فقط هزت رأسها بخيبة رجاء
" هل تذكر تلك الليلة فى آبى عندما تشاجرت مع فيرتى؟" أومأت برأسها و واصل هو حديثه :
"فى تلك الليلة كنت تكذبين على فى حكاية طابور عشاق فيرتى؟"
إلتفتت شارلوت لتحدق فيه :"هل عرفت؟"
ضحك عالياً " طبعاً , عرفت لقد كانت كذبة رديئة , لكن كان هناك جانب حقيقى فى تلك الأكاذيب فضلاً عما عرفته بشأن فيرتى فى لندن....حسناً مما أغضبنى بشدة و جعلنى أتساءل كيف تلاعبت بىّ هكذا!!!"
" يا إلهى....طيلة كل هذه السنوات كنت أخشى كونى السبب فى شجاركم." إعترفت شارلوت :"ولم أكن أريد أن تفترقا , لكننى مازالت أشعر أننى المسئولة."
"أنت كنت مسئولة. رغم ذلك , بطريقة ما , عندما قارنت بينكما , أنت صغيرة لم يمسها أحد , بهذا الإستعداد للإفصاح عن حقيقة مشاعرك , بينما فيرتى تلعب لعبة القط و الفأر , مما جعلنى أفهم أنها تحاول إستخدامى , ولقد أصابتنى بالغثيان " ةقالها بنظرة إستراجاع باردة.
" لذا تشاجرت معها؟"
" أخبرتها أننا أنتهينا , نعم , وهى لم تكن سعيدة جداً بذلك."
تذكرت شارلوت الطريقة التى عنفتها بها فيرتى عقب شجارهما و صدقته ثم قطبت جبينها و قالت :"هل أخبرت فيرتى أننى قلت لك؟"
هز رأسه بحسم :"لا, طبعاً , لكنها عرفت و إتهمتنى بأننى أفسدك "
تساءلت :"هل قالت؟"
قطب كاريج جبينه و حاول التذ كر :"كنت فى غاية الغضب... إنتظرى دقيقة , ألم تذكرى شيئاً ما عن جار فيرتى المرتبط بها , ايضاً؟؟ نعم , أذكر , لقد قلت لها ذلك , مؤكد انها أدركت أنك فقط التى يمكن أن تخبرنى . نعم , أسف, أخشى أن ذلك ما حدث."
أومأت شارلوت , لكنها ما زالت تركز عينها عليه و هى تقول :"ما دمت كنت غاضباً هكذا إذن مؤكد أن كنت غارقاً فى حبها" قالتها ببطء و تلكأ .
إلتفت كاريج متملياً فيها :"لقد إعترفت فعلاً أننى كنت أريدها . حتى تلك الليلة" و تقدم ليلمس خدها و قال بنعومة :"حتى تلك الليلة التى قابلتك فيها ...ربما حدث ذلك"
ضاق صدرها و قالت :"ماذا حدث؟"
ابتسم و انحنى ليقبل أرنبة أنفها , فأغمضت عينيها و سألها :"هل يجب أن تعودى للمنزل الليلة؟ ألا تستطيعين البقاء معى؟"
" حملقت فيه :"أبقى؟ تقصد معك؟"
"طبعاً معى."
بدأت دقات قلبها تصرخ , ولم تقو على الكلام للحظة ثم أومأت و قالت :"نعم, أنا....وهو كذلك."
"حسناً " أنحنى ليقبلها , عيناه كانت فى عينيها تشع رغبة , عندما رفع رأسه لمعت فى عينيه نظرة مداعبة و دهاء و قال:" لدى أريكة فى غرفة الجلوس يمكنك النوم عليها , أم انك يجب أن تعودى لمنزلك مبكراً خشية ولى أمرك؟"
لكزته شارلوت فى ضلوعه فانفجر ضاحكاً و أنتصب واقفاً و جذبها نحوه و إحتضنها و رفعها لأعلى و دار بها :"أوهت , شارلى , شارلى, شارلى."
أجابته "مؤكد سأفعل , فأنت تستحق العقاب!"
مازال يحتضنها بقوة و أرتفع حاجباه و هو ينظر إليها :"تلعبين لعبة القط و الفأر" تساءل بنظرة ممتعضة فى عينيه
" لا" أجابت و هى تهز رأسها فى رد حقيقى :"لا, لن أفعل ذلك أبداً , انا شارلوت و لست فيرتى."
"هل أنت سعيدة الآن بشأن ما كان بينى و بينها ؟"
"نعم, أشكرك."
قبلها ثانية و شعرت هى انها لن تفكر بخصوص فيرتى بعد الآن , بالرضا الكامل بين ذراعيه.
" الساعة ما زالت الحادية عشر , ماذا تريدين أن تفعل بقية اليوم؟"
"آهـ , هناك الكثير لنفعله فى لندن , لكن لو...لو كنت سلأبقى طيلة الليل إذن ينبغى أن أتصل بـ رينات لأخبرها , حتى لا تقلق , و أعطيها رقم هاتفك لتتصل فى حالة الطوارئ , أخشى ذلك, فهى تصر دائماً على ذلك أينما ذهبت ."
إنقضى النهار كأنه حلم, فلقد عرفت شارلوت أنهما سيذهبان لسوق التحف و معرض لوحات تصويرية ثم يتناولان العشاء فى مطعم عائم يسير فى القناة الكبرى على الجانب الأيمن لحديقة حيوان لندن , كان الطقس دافئاً يشع وداً , شرب كاريج نخبها و عيناه تنظران إليها من خلال الكاٍ ,كان هناك عازف أكورديون أمتع الجميع وكانت ليلة مكتملة لن تنساها شارلوت أبداً , طيلة حياتها . تحولت الباخرة وكأنها فينيسيا عائمة و أنزلقت عابرة النفق , و أستطاعت شارلوت أن ترى ظلها على النوافذ الزجاجية ,و أحب ما رأت كاريج , انيق جداً بنظرته المفعمة بالنشوة و الرغبة . هى مضيئة تفيض حيوية , عيناها جاحظتان , تابع كاريج نظراتها و أبتسم فى لمسة فاهمة .أخذ يدها و تمطى للأمام عيناه شرهتان , بدأ يقول :"شارلى, يا فتاتى الحبيبة أنا..." لكن صوت عازف الأكورديون إرتفع خلفه , بنغمة قوية , فنظر إليه متأسفاً و هز رأسه و قال لها :"فيما بعد!" أومأت شارلوت و قلبها يرهقه إندلاع الرغبة العنيفة و أنه سيطلب الزواج منها.
فى منتصف الليل وصلوا الشقة, وضع كاريج المفتاح و أبتسم لها و هو يدفع الباب ليفتحه , أخذها من يدها إلى الداخل , عندئذٍ سمعوا التليفون يدق , رفع حاجبيه مندهشاً , وغمغم و أسرع نحو حجرة الجلوس ليرد على التليفون تبعته شارلوت و أغلقت الباب خلفها .
عندم خطت نحو الحجرة رفع كاريج السماعة نحوها :" إنها لك , رينات..."
نظرة ساهمة و تناولت السماعة و قالت :"مرحباً ," ثم جلست , شحب وجهها و هى تستمع إلى مدبرة المنزل قالت :"أين؟" بصوت غريب و مخنوق بعد دقائق قليلة وضعت السماعة ببطء , يدها ترتعش .
" حبيبتى . ماذا حدث؟" سألها كاريج متلهفاً الإجابة :"إنه والدى , أصابته أزمة . آهـ , كاريج يقولون أنهم لا يدرون إن كان سيعش !"
نهاية الفصل الثالث
قراءة ممتعة للجميع


حياة12 06-09-13 08:46 PM

رد: 203 - حب من أول نظرة - سالى وينت ورث - مكتبة مدبولى الصغير
 
مرحبا زهورتي الرقيقة
تسلم ايديكي يا رائعة الفصل جميل جدااااااااا استمتعت كتييييييييييييير بقراءته
ميرسي كتيييييييييييييييير حبيبتي على المجهود الكبير ده و تعبك معانا ربنا يخليكي لينا يا مدلعانا دايما :flowers2:

ممم بصي في بداية الفصل تشارلوت تحولت و غاظتني لما مبقتش تهتم بشغلها
اه حياتها الشخصية مهمة بس مفيش حياة بتقوم على عمود واحد (اللي هو الحبيب او الزوج) في صحابها .. شغلها و اهلها و احنا طيعا حنلغي اهلها هي حفاظا على حياتها و صحتها :lol:

لكن باباها بصراحة تييييييييييييييييييييت جداااااااااااا
ممكن اعذرها لانها ملقتش حد يهتم بها و كل حاجة فيرني فيرتي!
و بنته دي اساسا تيت زيه ... لا بجد مش عارفة فرحانة بها اوي كده ليييه
على رأي المثل مرآة الحب نظرها ضعيف و محتاجة تعمل ليزك :peace:

اييييييييييه ده يعني هو كمان حبها منذ تلك الليلة؟؟ O.o
يعني الفضيحة جت بنتيجة هههههههههههههه

مواجهتها معاه كانت ضرورية و خاصة مع شكها المستمر و قلة ثقتها بنفسها
و هو كالعادة ثبتها بكل سهولة :lol:

اما النهاية!!!!!!!!!!
اووووووووووووووووه ازمة!!!!!!!!!
البت دي فقررررررررررررررررر فقررررررررررررر يعني مفيش كلام
اعتقد و الله اعلم ان والدها التيت ده حيموت و فيرتي حترجع و تشوف كاريج مرة تانية و تقرر تنتقم
و السلام عليكم و رحمة الله وو بركاته

ميرسي كتييييييييييييييييييييييير على الفصل الرائغ ده زي اللي كتبته
مجهود جبار ربنا يعينك يا رب و يوفقك يا قمراية

مستنية الفصل الرابع بشووووووووووووووووووق:dancingmonkeyff8:

موووووووووووووووووووووووووووووووواه يا اجمل زهورتي :flowers2:

ام عبيده 07-09-13 09:46 AM

رد: 203 - حب من أول نظرة - سالى وينت ورث - مكتبة مدبولى الصغير
 
منتظرين التكمله حبيبتي لما نشوف شو حيصير بس علاقتهم بهالفصل اطورت كتير وبصراحه لحد هسه ابوها قاهرني بتاع قصاصات الجرايد
الله يقويكي ع اكمال الروايه وشاكرين تعبك معانا

ام عبيده 07-09-13 09:48 AM

رد: 203 - حب من أول نظرة - سالى وينت ورث - مكتبة مدبولى الصغير
 
حبيت تعليقات حياة 12 خلتني اكره ابوها اكثر ههههههههههههه

عبير عمار 07-09-13 09:59 AM

رد: 203 - حب من أول نظرة - سالى وينت ورث - مكتبة مدبولى الصغير
 
حلو كثير وعودت الاخت ستجعل الاحداث ناااااار في انتظارك حبيبتي

الاميرة الاسيرة 07-09-13 02:51 PM

رد: 203 - حب من أول نظرة - سالى وينت ورث - مكتبة مدبولى الصغير
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فصل رائع يا زهرة تسلم ايديكى الاحداث ايه نار ربنا يوفقك كدة وتكمليهالنا عارفة ان الكتابة صعبة ربنا يعينك عندى شوق اعرف القادم
موفقة يا قلبى

حياة12 07-09-13 08:24 PM

رد: 203 - حب من أول نظرة - سالى وينت ورث - مكتبة مدبولى الصغير
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام عبيده (المشاركة 3368227)
حبيت تعليقات حياة 12 خلتني اكره ابوها اكثر ههههههههههههه


تسلمي يا ام عبيدة ربنا يخليكي :flowers2:
هههههههههههههههههههههههههههههه
اصل باباها غايظني جدااا مش طريقة دي يعني
ده بيعامل شارلوت كأنها مش موجودة و كأنه معندهوش غير فيرتي!
يبقه يستحق يتقال له تييييييييييييت طبعا :lol:

ام عبيده 07-09-13 08:57 PM

رد: 203 - حب من أول نظرة - سالى وينت ورث - مكتبة مدبولى الصغير
 
ههههههههههههه تيت تربيع كمان الله يحفظك يارب ماننحرم طلتك

زهرة منسية 09-09-13 11:02 PM

رد: 203 - حب من أول نظرة - سالى وينت ورث - مكتبة مدبولى الصغير
 
حياتى (أيسو) & أم عبيدة & عبير عمار & الأميرة الأسيرة
مشكورين كتير على تعليقاتكم الحلوة و مشاركتكم اللى أسعدتنى كتير
و آسفة لتأخير الفصل بس النت عامل عمايله بقالها يومين
أتمنى أن الفصل الجديد يعجبكم و نشوف تأثير زيارة فيرتى

زهرة منسية 09-09-13 11:08 PM

رد: 203 - حب من أول نظرة - سالى وينت ورث - مكتبة مدبولى الصغير
 
الفصل الرابع



ظهر و كأن الطريق إلى آبى بلا نهاية , جلست شارلوت صامتة , عينيها على الشريط الأسود الممتد للطريق , تتساءل ماذا يخبئ لها المستقبل , هل سيشفى والدها أما يصبح عليلاً , و ترعاه هى و رينات بقية حياته؟
منتديات ليلاس
إذا بقيت رينات معهم , هى لا تحب التمريض , تتضايق من الجلوس بجوار السرير. داهم قلبها مؤلم عندما أدركت أنها قد تتقاعد من العمل , أو على الأقل تكتفى بوظيفة لنصف الوقت . كيف سيدتدبرون أمورهم المالية , و هو أمر تكره التفكير فيه . المنزل لابد من بيعه بالطبع , لو وجدوا من يشتريه , لكنهم اهملوه كثيراً فى الفترة الأخيرة , لذا قد لا يحصلون على الكثير ثمناً له, و لو كان عليها أن ترعى والدها , إذن ماذا عن علاقتها بـ كاريج ؟
إرتجفت و هى تتطلع للمستقبل الشاحب فجأة ,و الذى إنقلب للنقيض لساعاتها القليلة السعيدة الماضية. لكن راحة والدها تأتى فى المرتبة الأولى , فلقد وفر لها منزلاً , حتى لو لم يحبها كثيراً, و الآن جاء دورها لتعتنى به عندما أحتاج إليها.
شعرت بيد كاريج تلمس يدها , إلتفتت لتراه ينظر إليها قلقاً :"حاولى ألا تقلقى كثيراً." شجعها :"الذين يصابون بأزمات قلبية يتحسنون غالباً ."
إبتسمت له غصباً, أمتناناً و لكنها لم تصدقه , و غرقت فى صمتها طيلة الطرق .


زهرة منسية 09-09-13 11:29 PM

رد: 203 - حب من أول نظرة - سالى وينت ورث - مكتبة مدبولى الصغير
 

ذهبوا مباشرة إلى المستشفى حيث وجدوا هارتفورد بيج فى غرفة العناية المركزة و ما زال فى غيبوبة "آسف." أخبرهم الطبيب المقيم :"ليس لدى فكرة إطلاقاً متى يستعيد وعيه, و إذا كان سيشفى أصلاً."
لم يكن أمامهم ما يفعلونه , لهذا دفعها كاريج للذهاب إلى المنزل لتستريح بقية الليل, و ذهبت مترددة , مستشعرة ضرورة بقائها , و يؤلمها شعور بالذنب بسبب الذهاب إلى لندن و تركها لوالدها .
كانت رينات فى إنتظارها , لم تعلق عندما رأت رجلاً معها , إتجهت نحو المطبخ الكبير القديم و جلسوا حول المائدة يشربون القهوة بينما تحكى لهم ما حدث.
" كنت مشغولة فى إعداد الغداء , والدك كان فى مكتبه كما هو الحال دائماً , عندما لم يهبط فى الساعة السابعة قررت الصعود إليه , كان مستلقياً على الأرض و فوقه الآلة الكاتبة , وكمية أوراق ظننت أنه كان ممسكاً بالآلة عندما سقط." رفعت عينيها نحو شارلوت , ورفعت يدها لتمسك بها بقوة .
وقف كاريج و قال :"عفواً" و خرج من المطبخ و تركهما معاً.
قال رينات و هى تحاول تحسين إنجليزيتها :"قالوا فى المستشفى أنها حالة خطيرة جداً , إستعدى لأنه قد يموت ."
"نعم, اخبرونى أيضاً , أمسكت شارلوت بيد المرأة العجوز , ناظرة لوجهها المكدور , أدركت السبب الآن سبب بقائها مخلصة لمهمة مديرة المنزل , المهمة المدمرة للروح و فى رعاية والدها طيلة هذه الفترة .زهرة منسية
لم يتبادلا الحديث , فلم يكن ضرورياً , و عندما عاد كاريج بعد عشر دقائق وجدهما جالستين بعد أن فرغا من شرب القهوة
حملقت شارلوت عندما عاد و قالت بصراحة:"أظن أن هناك أشياء ينبغى على القيام بها ."
و قالت ليلة سعيدة لـ رينات و ذهبت معه إلى غرفة الجلوس و سألته :
" هل....هل تحب قضاء الليلة هنا؟" متذكرة بحسرة شديدة ماذا كان قد خطط لفعله . وغير واثقة ما يتوقعه كاريج منها الآن.
"أظنها فكرو طيبة. ربما يمكن النوم فى أى غرفة خالية."
أومأت شارلوت و هى تشعر بالراحة , فهى تتمنى قضاء الليلة فى أحضانه , يريحها و يطوقها , لكن الآن ليس وقت الحب , و لم يعودا الآن منجذبين جسدياً , أدركت شارلوت هذا و قبلته , لكن على الأقل سيكون قريباً منها يساندها بكل طاقته.
مدت يدها له و جذبها نحوه , ارتمت فى أحضانه , وجهه فى شعرها لحظة طويلة و قال بنعومة :" شارلى , هناك شئ واحد يجب أن تفعليه ."
"ما هو ؟" رفعت عينيها المرهقة إليه
تنهد كاريج و قال :"يجب أن تبلغى فيرتى بما حدث . يجب أن تخبريها لتحضر إلى المنزل ."
اشمئزت غريزياً من الفكرة , ارتجف جسدها متوتراً , لكنها أدركت أنه على حق , الآن , ببطء أومأت :"نعم . و هو كذلك سـأتصل بها . رقم هاتفها فى مكتب والدى "
عرض كاريج :"هل تحبين أن اتصل بدلاً عنك ؟"
ردت شارلوت :"لا" ثم لوت شفتها و هزت رأسها :"آسفة....لا , سأتصل بها أنا." و أستدارت مترددة لتستدعى أختها التى تناستها يوماً و أبعدتها عن ذهنها .
منتديات ليلاس
ظل كاريج فى آبى يويمن , و عرض البقاء لمدة أطول , وكانت شارلوت قد جهزت له سريراً فى أحد غرف المنزل المعدة للضيوف , لينام فيها المدة القصيرة الباقية من الليل, و فى الصباح صحبها إلى المستشفى ثانية, كان كل ما فعلوه هو الجلوس و الإنتظار بلا عون , يغشيهم اليأس , لذا قالت له يوم الأثنين :"أنظر , يؤسرنى عرضك للبقاء معى , لكن ليس هناك حقيقة أى شئ يمكنك القيام به , أنا و رينات سنتبادل الذهاب إلى المستشفى."
ضاقت عينا كاريج :"هل تقولين أننى أعطلك هنا؟"
" لا, لا بالطبع لا . لكن يبدو ظلماً لك أن تتحمل كل هذا التعب بينما نحن لم...نحن لم..." توقفت و تورد خذاها .
وضع يداه حول عنقها محركاً إبهامه لأسفل حلقها :"يا مغفلة , أنت تعلمين مدى إهتمامى بك , و يجب أن أبقة هنا حتى لو كنت أستطيع فقط المعاونة فى الأشياء البسيطة , حتى لو كان بمقدورى فقط توصيلك إلى المسنشفى . أو لو كنت تحتاجين لأى شئ آخر , سأكون فى متناولك ....تمام ؟"
أومأت موافقة بإمتنان , و تقدم ليقبلها قبل أن تدعه ينصرف , لكنه أفسد كل شئ بسؤاله لها عما قالته لـ فيرتى أثناء إتصالها بها , اخبرته و قطب هو جبينه :"ينبغى أن تحضر ."قالها بإختصار :"ربما قد يفيد لو تحدثت معها و شرحت لها طبيعة مرض أبيها."
" لكننى اخبرتها " إعترضته شارلوت :" لقد رجوتها و إستعطفتها لتحضر , لكنها لن تترك الفيلم الذى تصوره."
قال كاريج:" ربما تعاقدت لإتمامه لا تقلقى بشأنها يا حبيبتى."
فى الحقيقة , أقلقها كلامه عن فيرتى , هل يفكر فيها متسائلاً كيف أصبحت الآن ؟ هل تغيرت كثيراً فى السنوات الأخيرة التى قضتها بعيداً؟ و تساءلت هل يتطلع إلى لقائها ثانية , و أن إفترقا بهذا الشكل السيئ؟ حاولت شارلوت إبعاد هذه الأفكار و إزاحتها بعيداً , فلم ينقضى وقت طويل منذ أخبرها عن حقيقة مشاعره تجاه فيرتى, و إقتنعت تماماً لحظتها أنه لم يعد يهتم بها . لكنها غير واثقة به , تذكرت شارلوت أنها خسرت كاريج أمام فيرتى فى الماضى , و هى تحبه جداً , لذا فهى مستسلمة له, و يرعبها أن كل شئ سيتغير بعودة أختها إلى المنزل .
حاولت قهر مخاوفها و تمنيت أن يفكر كاريج فيها وحدها , و هو وجدها قلقة بشأن والدها , وفكرت فى نفسها أنها هكذا تظلم كاريج بهذه الغيرة الحمقاء , لكن الجراح لم تندمل.
شعرت بمرارة العلقم عندما تذكرت والدها الراقد على سريره بالمستشفى و يموت شوقأ لـ فيرتى .
سافر كاريج بعد يومين , كان عليه أن يعود لعمله , و واظب على الإتصال بها يومياً , يشجعها بكلماته , يسألها عن أبيها , طبعاً , لكنه دائماً يسأل عن فيرتى أيضاً. بسبب هذا أصبح سلوك شارلوت تجاهه قاسياً , فالوساوس قهرت شوقها العارم و احتياجها له , تتشوق لتقول له أنها تحبه , و تفتقده بشدة , لكن دائماً تهرب الكلمات منها , و يصبح حديثها معه مختصراً يمكنها من صوته المتحفظ معرفة شعوره بحالتها , حاولت ألا تكون كذلك لكنها لم تستطيع.
تعلق هارتفورد بيج بالحياة قرابة أسبوعين ثم مات فى غيبوبته التى بدا أن لا نجاة منها , ظلت شارلوت معظم الوقت بجواره , ممسكة بيده تتحدث إليه بإستمرار تحاول دفعه لإستعادة وعيه . ذات مرة عندما ذهبت إلى المستشفى فى الصباح , أمسكت بيده , بدا كأنه تعلق بها , حرك رأسه ناحيتها , و بشوق بدأت تتحدث إليه , على الفور استرخت يده و سقط فى غيبوبته كما كان , أعتقد أنها فيرتى.... هكذا ألحت عليها الفكرة , حتى أعتقدت أنها الحقيقة , و لو كانت هى فيرتى , ربما استعاد وعيه لكنه حتى لينقذ حياته لا يزعج نفسه لأجلى!

زهرة منسية 09-09-13 11:33 PM

رد: 203 - حب من أول نظرة - سالى وينت ورث - مكتبة مدبولى الصغير
 

ورغم أن فيرتى آخر من تتمنى شارلوت رؤيته فى إنجلترا , إلا أنها إتصلت بها مرة ثانية , و ألحت عليها بالحضور , مقتنعة أن حضورها سنقذ حياة أبيها لكن فيرتى قالت أنها تمثل دورها فى فيلم و لا تستطيع مغادرة أمريكا الآن , و ستحضر بمجرد الإنتهاء منه ,أكدت ذلك لـ شارلوت , ربما تحضر خلال أسبوع أوأكثر , وجدت شارلوت نفسها تلح:"مؤكد ألا يمكنك الحضور ليوم واحد فقط؟ أنا واثقة أن حضورك سيكون له أثر طيب عليه , ربما يخرجه من الغيبوبة ."
أجابت فيرتى بضيق :"أخبرتك , لا أستطيع خذلان الشركة التى تنتج الفيلم."
قالت شارلوت غاضبة :"لو لم تحضرى ربما يموت . ألا يهمك ؟"
قالت فيرتى بحدة :"أنت طفلوة . لو لم تفهمى دعى الأمور لـ رينات أنا واثقة أنك تبالغين , فيما يمكننى عمله بالنسبة لحالته , إنظرى سأتصل خلال يومين لتخبرينى عن حالته , أنا واثقة من أنه سيتحسن حالاً."
هكذا لم تحضر أبنته الكبرى المحبوبة فيرتى , لذا سأس هارتفورد بيج و مات فى الساعات الأولى من صباح يوم الخميس , بينما كان بمفرده , غالباً لأنه لم يستطيع رؤية فيرتى , و لأنه لا يريد أحداً , و احرج ابنته الصغرى التى قضت ساعات عصيبة بجواره , أخبرتها المستشفى هاتفياً , ذهبت شارلوت إلى مكتب والدها , المكان الذى كان محظوراً عليها دخوله , دائماً . جلست فى مقعده و نظرت إلى الأرفف المحملة بالكتب , إلى المكتب الذى جلس عليه ساعات طوال شبابه , و أواسط عمره فى إبداع مبهج , لكن فى أعوامه الأخيرة , قضاها فى مراترة و إحباط. جلست شارلوت مقعده طويلاً تتذكر الماضى وتتجول فى أوقاته السعيدة . على المكتب صزرو لـ فيرتى ببروازها الفضى , موضوعة بحيث تُرى بسهولة صورة قديمة أُلتقطت لها فور تخرجها من مدرسة الدراما و هى فى طريقها لأثبات نفسها فى مهنة التمثيل , شعرها و مكياجها مكتمل و تبدو فى غاية الجمال , تبتسم سعيدة , مهتمة جداً بجمالها ... واثقة تماماً من أنه سيعبر بها حينما تريد , الآن تبدو عينيها تنظران لـ شارلوت تهكماً وسخرية , و فى لحظة شعور بشئ من الدونية لم يعد لدى شارلوت أى شك أن فيرتى بإمكانها أخذ كاريج منها وقتما تريد .
لم يكن هناك صورة أخرى على المكتب.
سمعت شارلوت رينات تتحرك فى المطبخ , هبطت و أخبرتها و ارتدت جاكيت و خرجت لتتمشى فوق التلال .
بمجرد أن أتصلت بـ كاريج و أخبرته ساعدها كثيراً فى عمل ترتيبات الجنازة , أتصلت فيرتى فى وقت متأخر من الليل, وقفت شارلوت ترد على التليفون , يخالجها توقع بأن كاريج قد أخبرها , لكنه لم يفعل و لذا شعرت بتحسن و أخبرت فيرتى بإختصار أن والدها توفى و أعلمتها بتاريخ الجنازة أنصتت بينما فيرتى تتحدث , ثم رفعت السماعة و قالت لـ كاريج :"ستفعل المستحيل لتحضر الجنازة" و قالت بمرارة :"هى تعتقد أنها لا تستطيع الحضور قبل الجنازة بيوم , و تريد أن تقابلها فى المطار فهى تبدو و كأنها غير واثقة من قيادة السيارة هنا , بعد إعتيادها القيادة على الجانب المخالف للطريق كثيراً."
" يبدو معقولاً." رد كاريج و عينيه على وجهها , حدقت شارلوت ثم نظرت بعيداً و هى تعلم انه أمر عادى عرضه عليها مقابلة فيرتى و إحضارها إلى المنزل . لكنه لم يعرض لذا هل يعنى أنه أدرك أنها ما زالت تشعر بالغيرة منها ؟ أم أنه ينتظرها هنا لكى تثق فيه؟ عرفت شارلوت ما ينبغى عليها فعله لكنه كان صعباً , حاولت أن تزيل مخاوفها , حركت ذقنها و قالت :"أتوقع إنشغالى أنا و رينات بإعداد طعام الجنازة قبلها بيوم , لذا هل تستطيع مقابلة فيرتى ؟ لو لم تستطيع , طبعاً , سوف...."
وقف كاريج و تقدم ناحيتها و شعاع دافئ فى عينيه :"سأقابلها " و طوقها بذراعيه و أحتضنها طويلاً , شعرت بسعادة غامرة لأنها فعلت الشئ الصحيح.
و قال لها :" تعالى , لقد عشت يوماً مرهقاً ....حان الوقت لأطويك بين ذراعى .
فى صباح اليوم التالى و أثناء الإفطار و هما يبحثون الترتيبات التى ينبغى إعدادها للجنازة قالت شارلوت:"أنا مندهشة أن فيرتى ستكون بخير"
" يا إلهى؟ لماذا؟" تساءل كاريج مندهشاً
" هى تكره الجنازات " ردت شارلوت
" لكنها تفقد والدها " علق كاريج
" لماذا لا؟ هى لم تحضر جنازة أمها."
قال كاريج متسامحاً :"كانت مجرد طفلة وقتها ."
فكرت شارلوت مسترجعة الماضى , لم تكن طفلة, كانت فيرتى فى السادسة عشر , كبيرة لدرجة تتيح لها معرفة ما هو متوقع منها , لكنها أغلقت عليها باب غرفتها , رافضة الذهاب بالطبع لم يصمم والدها رغم انه كان يحب مساعدتها له , قال للجميع أن فيرتى تصيبها القبور بالضيق و فى النهاية صدق هو كذبته!
ربما عكس وجهها أفكارها , لأنها ضبطت كاريج يراقبها مقطباً , بلعت ريقها , بذلت جهداً خارقاً لتحاول الابتسام :"أنا آسفة , فهناك أشياء كثيرة أفكر بشأنها , أتوقع بمجرد إنتهاء الجنازة....." أمسكت يده بيدها :" نعم بالطبع وقتها يمكننا التفكير فى أنفسنا"
أومأت متمنية ذلك من كل قلبها , و أن يواصل حديثه لكنه لم يكن يفعل و قامت لتعد القهوة و أحضرتها عندما جلست قالت :" أنت مرتبط بالأشتراك فى سباقين للخيول غداً , أليس كذلك؟"
"نعم , لكن سألغيهم طبعاً."
كانت شارلوت مستنكرة حقيقة :"لأا, لا تفعل ذلك! ينبغى ألا تخذل أصحاب الخيول و المدربين فى اللحظة الأخيرة."
" انا واثق عندما أشرح لهم الظروف...."
" لا!" هزت شارلوت رأسها بتصميم :"يجب أن تركب الخيول , حتى لا تتسبب فى إنصرافهم عن الإعتماد عليك بعد ذلك." ثم رفعت يدها قبل أن يقاطعها :"أنا فعلاً أقدر ذلك كاريج , لكننى سأكون بخير مع رينات , أنوى التقليب فى بعض الأشياء والدى , لذا من فضلك , لا تقلق بشأنى."
فى المساء سافر كاريج تحت إلحاح شارلوت , و فى صباح اليوم التالى عندما استيقظت مبكراً و وجدت رينات قد حزمت حقائبها و تستعد لرحيل , لم يكن هناك ضرورة للتساؤل لماذا ؟ لكن شارلوت ألحت على بقاءها :"أنا أيضاً بحاجة إليك , كما تعرفين." كما تعرفين" قالتها متوسلة , و هى تتذكر كم كانت تسرع إلى رينات كما لو كانت امها , لأنها توفيت بينما هى لم تتجاوز السنوات العشر.
هزت رينات رأسها بتصميم :"لا, سأرحل اليوم."
" لكن إلى أين؟ و ماذا ستفعلين؟ هذا منزلك منذ أربعة عشر عاماً."
" سأعود إلى ألمانيا , أختى أرملة , سأعيش معاه الأفضل أن أعود للوطن ثانية ."
نظرت شارلوت بحزن , متمنية أن يقع لها مكروهاً حتى تبقى رينات, فهى كانت دائماً هنا جزء من خلفية حياتها :"ستبقين حتى الجنازة ؟ أنت جزء من أسرتنا, تعرفين ذلك."
ابتسمت رينات ابتسامة باهتة :"لا , سأرحل لقد أرسلت فى طلب سيارةأجرة ."
قالت شارلوت :" مؤلم , ليس هذا ضرورياً , تعرفين أننى سأوصلك لأى مكان تريدينه."
وضعت يدها المجهدة المعروقة من العمل لتلمس يد شارلوت للحظة,
و قالت :"كنت دائماً طفلة لطيفة , كنت دائماً أتمنى الذى ستحتاجين لىّ , لكنه لم يأت , حتى عندما أخذنى إلى...." انفجرت فجأة و وقفت :" لكنها دائماً كانت فيرتى , لم يكن فى قلبه سواها , لم يكن هناك موضع لأحد غيرها , لكنها لم تعتنى به أبداً كل هذا مجرد إدعاء و تظاهر, أنا لا أريد أن أبقى هنا لأراها."
جاءت السيارة على الفور , و تعانقت المرأتان بإنفعال و مشاعر عارمة, يعرفان أنها ربما تكون المرة الأخيرة التى يرى كل منهما الآخر.
أصبح لزاماً على شارلوت التقليب فى حاجيات والدها والإعداد للجنازة لوحدها .
يومياً كان كاريج يتصل , لكنها لم تخبره برحيل رينات , و لم تراه ثانية حتى عشية ليلة الجنازة عندما أحضر فيرتى إلى المنزل.
كانت شارلوت تعرف بموعد قدومهم لذا جهزت الغرف ,عندما جاءوا كانت فى غرفةنومها تطل من نافذتها , على الفور استرجعت اليوم الذى كانت تطل فيه من النافذة من ذاتها منذ ست سنوات , ورأت كاريج لأول مرة , و وقعت زهرة منسية فى حبه فوراً , لكن فىظروف مختلفة , رأته الآن و هو يساعد فيرتى لتنزل من السيارة , نظرة أختها إلى المنزل و قالت شيئاً جعلهما يضحكان معاً , وضع كاريج يداه الودودة تحت ذراعها و هما يمشيان فوق الدرج الحجرى و يعبران الباب المفتوح.



زهرة منسية 09-09-13 11:39 PM

رد: 203 - حب من أول نظرة - سالى وينت ورث - مكتبة مدبولى الصغير
 

كانت فيرتى أجمل مما كانت و مازالت تبدو فى العشرين رغم أنها فى الثلاثين , أنحف مما كانت قبل سفرها , أظافر يدها مطلية بطلاء أملس , كان تبرجها يبدو قبل الآن تبهرج زائد , أما الآن فيبدو طبيعياً ملائماً لها , كانوا فى حجرة الأستقبال , فيرتى تبتسم لـ كاريج , وجهها يتلألأ بدا كاريج مستمتعاً و سعيداً , عندما سمع وقع أقدام شارلوت , إلتفتا , بدا وجه فيرتى بلا أية مشاعر , بجوارها شعرت شارلوت أنها دمية مبتذلة و دفعتها الغيرة لتقول بحدة:"إذن, جئت أخيراً؟"
" شارلى حبيبتى !" جاءت فيرتى نحوها و قبلتها "مسكينة ! آسفة كان يجب عليك القيام بكل ذلك وحدك , لقد جئت قدر إستطاعتى ,الآن أنا هنا لا عليك لا تقلقى بخصوص أى شئ." و إلتفتت مبتسمة نحو كاريج و ترفع يدها ناحيته :"أرعف أن كاريج سيساعدنا ."
أمسك يدها مبتسماً و قال :"طبعاً , لقد أخبرت شارلى أننى سأفعل كل ما أستطيع." ترك يدها و تقدم ناحية شارلوت و قبلها :"مرحباً حبيبتى , كيف حالك؟"
قالت فيرتى :"ما أغرب أن تكونا أنتما الاثنين معاً!"
كانت هناك لكنة مثيرة فى لهجة فيرتى أدركتها شارلوت لكن يبدو ان كاريج لم يلحظها , متجاهلة كلامها ابتسمت شارلوت و قالت :"أنا بخير" ألتفتت ناحية فيرتى :"أتوقع أنك مرهقة بعد رحلتك , جهزت غرفتك لو أردت الذهاب إليها."
" بعد دقيقة , الأفضل أن أرحب بـ رينات أولاً" تحركت ناحية المطبخ لكن شارلوت قالت :"لم تعد موجودة , عادت إلى ألمانيا ."
إلتفتت فيرتى لتحملق فيها :"هل طردتها ؟ كيف إستطعت ؟ نحن نحتاجها!"
" لا , طبعاً , هى أرادت الرحيل و لم أستطيع منعها ."
" كان بإمكانك على الأقل جعلها تبقى حتى أحضر لأتعامل معها " قالت فيرتى بنفاذ صبر و تنهدت :"مع ذلك , اعتقد انك فعلت كل ما فى وسعك , يمكننا التصرف بدونها ."
تساءل كاريج :"متى رحلت؟"
" السبت الماضى , حزمت حقائبها و إستعدت للرحيل بينما كنت مستيقظة لتوى , لم يكن هناك ما يمنعها , فاهم."
أومأ كاريج و قال :"لا ينبغى أن تبقى هنا وحدك , لماذا لم تخبرينى عندما أتصلت بك و كنت حضرت إليك."
"أعرف " و ابتسمت :"شاكرة أهتمامك , لذا لأخبرك كنت بخير و على ما يرام فعلاً."
إندفعت فيرتى لتسأل عن ترتيبات الجنازة :"ماذا عن الطعام و كل شئ بدون رينات لتقوم بعمله؟"
" كل شئ تم ترتيبه , هناك سيدة شابة فى القرية ستأتى لتساعدنا ." أجابت شارلوت.
وردت فيرتى بلهجة خانعة :"حسناً , أنا مسرورة لأنط إستطعت ترتيب كل ذلك , أظن يجب أن أغير ملابسى , هل يضايقك يا عزيزى كاريج أن تحم لىّ الحقائب إلى غرفتى."
أسعفها (العزيز كاريج) مجبراً و عندما هبطوا السلم ثانية اقترحت عليهم تناول العشاء فى الخارج .
إعترضت شارلوت :"أعددت طاجناً فى الفرن ."
أجابت فيرتى :"سيبقى , أليس كذلك ؟ تعالى شارلى سيكون من الأفضل الرخوج لفترة , فأنت تبدين مرهقة ."
أجابت شارلوت :" أوهـ , أشكرك مليون مرة !"
ضحك كاريج و قبلها :"أذهبى و استعدى , الأفضل أن تتريضى."
تلكأت للحظة طويلة ثم أومأت فهى تعرف أنه على حق , فمن المربح الخروج الليلة إلى مكان عام بدلاً من تبادل حديث متجهم فى المنزل .
حجز كاريج مائدة فى مطعم بقرية قريبة مشهورة بالسياح و زوار الصيف , و لم يجدوا من يعرفهم هناك و أن كان كاريج قد شعر بحرج و ارتباك لكونه بصحبة عشيقته الحالية و أختها العشيقة السابقة , لكنه لم يبدو عليه علامات الحرج و تعامل مع الموقف بثقة زائدة فى النفس , تحدثت فيرتى كثيراً , بالطبع حكت لهم الكثير عن حياتها و مهنة التمثيل السينمائى فى أمريكا , و هى تتعمد رفع صوتها بما يكفى لإخبار الجالسين على الموائد المجاورة أن بينهم نجمة مشهورة , بدون إهتمام سألت عن وظيفة شارلوت , بينما أظهرت إهتماماً زائداً بـ كاريج و عمله , سألته وسط حديثها عن إمكانية تحويل المنازل القديمة إلى عمارات و شقق , و لو كانت شارلوت بنفستها العادية ربما أدركت وفهمت إشارة عن سؤالها , لكنها كانت متوترة و لم تلاحظ و كان أهتمامها كله ملقى على كاريج , متسائلة إذا ما كان قد وقع مرة ثانية تحت تأثير سحر و فتنة فيرتى , تفحصت وجهه , تحاول روية كيفية ردود أفعاله على مداهنة إختها , تنصت لصوته لتلتقط أى نبرة عاطفية أو لمحة إعجاب فى حديثه .
حدق كاريج و وجدها تراقبه , فى البداية ابتسم مشجعاً ثم غمز لها بعينه , فى النهاية بدا وجهه يتجهم.
حاول جذبها للحديث لكنها فيرتى التى طوحتها عيداً .
ليست هذه شارلوت التى تحاول بكل جهدها دائماً , لكنها شعرت و كأنها خارج الموضوع كأنها فتاة غير مرغوب فيها .
عندما أنتهوا من شرب القهوة وقف كاريج و قال بحسم :"لو سمجتم سأذهب لدفع الحساب ."
فتحت فيرتى فمها المصبوغ بأحمر شفاه وردى مناسب:" سنرحل فوراً؟"
" أمامكم يا بنات يوم طويل و شاق غداً."
ردت فيرتى :" نعهم بدأت أشعر بالإرهاق قليلاً , ما أجمل إهتمامك بى يا عزيزى كاريج."
ذهب هو لدفع الحساب و التفتت فيرتى إلى شارلوت :" منذ متى تخرجين معه؟"
" منذ شهور قليلة فقط."
" أنا مستغربة, لم أكن أظن أنك ملائمة له."
علت فيرتى و هى تتبعه بعينيها و هو يدفع الحساب .
" ربما لم يعد نوعك يلائمه " أدهشت شارلوت نفسها بجوابها اللاذع .
نظرت فيرتى بإنبساط :"ياهـ, لا تقلقى يا عزيزتى, لقد أصبح لدى صيداً أثمن فى شباكى هنيئاً لك به." و لمعت عيناها تسترجع الذكريات :"مع أنه ممتع!."
أوصلهم كاريج إلى المنزل و صعدوا السلم معاً , أرتسمت نظرة ارتياح على وجه فيرتى و هى تراهما يذهبكل منهما إلى غرفة منفصلة , و هى تغلق الباب قالت شارلوت لنفسها الحقير أضحكها علىّ , لا يهمنى , لكنها مهمومة يائيسة محتاجة له جداً . لو لم تكن فيرتى هنا , كانت ستندفع إلى غرفته , لكن وجود فيرتى يجعلها تحتاج بشراهة و لهفة لتشعر بأمان حضنه , إلى متى ستبقى أختها ؟ ليس متوقعاً رحيلها يوم الجنازة , طبعاً , ربما سترحل فى اليوم التالى , لذا يمكنها أن تسعد بـ كاريج ثانية.
إستلقت شارلوت فى سريرها ترغم نفسها على التفكير فى حالها بعد رحيل فيرتى من حياتها ثانية , لكن ليس سهلاً فلقد ضيعت وقتاً كثيراً مع فيرتى لتكتسب ثقتها بنفسها و فى قدرتها على الإحتفاظ بـ كاريج و كل ما تستطيعه أن تصلى لتسرع فيرتى بالرحيل , لم يطاوعها النوم تلك الليلة و كان واضحاً عليها الأرق عندما أرتدت ملابسها لحضور الجنازة فى الصباح فقد قامت بعمل كل شئ بنفسها , كل الترتيبات , لكن قيرتى هى التى كانت تتولى تقبل العزاء منذ لحظة وصول أول المعزين , مرتدية ملابس الحداد السوداء , تبدو منكسرة و جميلة , فلقد جهزت نفسها لإظهار إنطباع المرأة الحزينة التى لا ظهر لها و لا سند و هى تتقبل العزاء , بدأت تجعلهم يواسونها لأنهل عجزت عن الحضور لرؤية أبيها :"لأن الأستوديو بأكمله يعتمد علىّ , و لا أستطيع خذلانهم و كان يجب على أن أدارى أحزان قلبى الملكوم." سمعتها شارلوت تغمغم بصوت حزين ملائم.
كان كاريج ساندهما فى الجنازة واقفاً بين فيرتى و شارلوت التى تمسك يده بقوة بعد ذلك بدأ يقوم بفتح أبواب السيارة و توزيع المشروبات , فى الغالب تصرف وكانه صاحب العزاء , كانت شارلوت ممتنة لكنها رأت بعض الناس ينظرون نحوه متسائلين من من الأختين معه . بدا و كأن العزاء لا ينتهى , فى البداية مراسيم الجنازة فى أبرشية الكنسية المحلية , بعد ذلك طريق طويل بطئ إلى المدافن و تقديم واجب آخر هناك ثم بعد ذلك الأستقبال فى المنزل .
لكن فى النهاية إنصرف الجميع , لم تتوقع شارلوت حضور هذا العدد الكبير, فلقد حضر عدد من القرويين , بعض أصدقاء هارتفورد بيج , ممثلى ناشرى كتبه , كان القرويون المجاورن لهم آخ من أنصرف , عندما حل المساء أنهت فيرتى دورها التمثيلى , القت بنفسها فوق مقعد ذى مساند :"يا إلهى , أنا مرهقة , أعطنى كأساً قوياً يا كاريج , أم تستطيعى التلميح لهم بالأنصراف باكراً يا شارلى؟"
" كانوا مسحورين بالإستماع لنجمتهم السينمائية "
ردت شارلوت بإختصار و أندهشت من أبتسامة كاريج.
قالت فيرتى :"حسناً , أنا جائعة , واثقة أن كاريج جائع أيضاً , متى سيكون العشاء جاهزاً؟"
" لقد وضعت الطاجن بالفرن , لن يستغرق طويلاً."
علقت فيرتى :"طاجن الأمس !" و عكصت أنفها الجميل :"أرجعى يا رينات , سنغفر لك كل شئ يجب أن تعود , أنا صاعدة لغرفتى نادى علىّ عندم يجهز العشاء."
متتبعاً خطى شارلوت إلى المطبخ وضع كاريج يده على ذراعها :" لا تتركيها تضايقك و توترك."
إلتفتت إليه بسرعة, بشغف أخذها بين ذراعيه , ضرب ظهرها بلطف , غمغمت هى :"لا أعرف لماذا جاءت , لم تظهر أى مشاعر حقيقية , كل شئ اليوم حتى بكاءها كان للتأثير."
" أعرف لكن ينبغى أن تتذكرى كون فيرتى لم ترى والدها منذ سنوات عديدة , ربما تشعر بالحزن و الأسى بشكل مختلف عنك , ربما كظمت كل هذا و هذا أسوأ شئ."
هكذا يدافع عن فيرتىالآن , ابتسمت شارلوت ابتسامة باهتة و تراجعت :"الأفضل تجهيز العشاء."
نادوا على فيرتى و جاءت تحمل مظروفاً و هى تقول بلهجة منتصرة:" وجدت وصية والدى." وجلست على المائدة و فتحته و بدأت تقرأها بسرعة.
سألتها شارلوت :"هل يجب أن أن تفعلى هذا الآن؟" فى صوتها مسحة حزن :"ألا تستطيعين الأنتظار إلى الغد؟"
قالت فيرتى :" هناك أشياء كثيرة تتوقف على الوصية , نعم هى كما توقعت كثيراً , فلقد ترك كل شئ بيننا مناصفة بالتساوى , فهو دائماص كان عادلاً معك."
اسرعت شارلوت بسؤالها :"هل هو....هل ترك شيئاً لـ رينات؟"
نظرت فيرتى مندهشة :"لـ رينات ؟ لا لماذا ينبغى أن يفعل؟ إلتفتت ناحية كاريج :"عزيزى عندى عرض لك." ثم ضحكت ضحكة رنانة :" لا يا عزيزى لا تنظر متلهفاً هكذا , ليس هذا النوع من العروض!" تجهم وجهها و واصلت حديثها بجدية أوضح :"فكرت بشأن المنزل , و أظن أن الشئ الوحيد الذى يمكننا عمله هو تحويله إلى شقق و بيعها , ربما نبيعها للكثيرين الذين يشتركون فى شقة واحدة وفق جدول زمنى لأستخدامها , بدا نحصل على أموال كثيرة و لكن ذلك سيستغرق وقت أكثر عند بيعاها , طبعاً ماذا ترى كمهندس معمارى, هل من المكن تحويله إلى نزل؟
رفع كاريج كتفيه بلا مبالاة :"كل شئ ممكن طبعاً , لكن مار أى شارلى بالموضوع؟"
" انا لا أريد هدم المنزل " ردت شارلوت :"هذا بيتى , أريد إستمرار حياته فيه."
أشار كاريج :"إذن هذا هو رأيك؟"
منتديات ليلاس
إنحنت فيرتى للأمام :" حقيقى , ليس بهذه السرعة ! هل بإمكانك يا شارلى نقل نصيبى لحسابك ؟"
سأتقضى ثمن تنازلى لك عنه."
قالت شارلوت :"نعم, لحسابى" و بعد فترة صمت
"لا يمكننى الدفع نقداً ثم نصيبك لكن لوعدت إلى اتجلترا , ستحتاجين منزلاً للعيش فيه...."
" لكننى لن أعود أبداً , حتى لو رجعت , واثقة أننى لا أريد العيش هنا فى هذا المكان الكئيب , أنظرى يا شارلى , أنت لم تفكرى جيداً , لو حولنا المنزل إلى شقق بإمكانك البقاء هنا و العيش هنا بدون قلق بشأن الحفاظ عليه , سنستطيع توفير بعض المال لك."
أبعدت شارلوت طبقها و شحب وجهها :"هل يجب الحديث عن هذا الآن؟ اليوم دون كل الأيام ؟ كيف تقدرين؟"
" أستطيع الحديث عنه , ليس لدى وقت لأضيعه فى عواطف ساذجة , آهـ , بالله عليك يا شارلى ! ما الفرق إذا ناقشناه اليوم أو غداً , أمامنا الكثير لنفعله , أريد توقيع و ترتيب كل شئ قبل عودتى إلى أمريكا ."
إلتفتت لـ كاريج :"الآن , يا عزيزى , هل أنت مستعد للقيام بالمشروع كمهندس معمارى ؟"
" ما لم تمانع شارلى.."
قاطعته فيرتى :"شارلى ليس أمامها إختيار بطريقة أة بأخرى سيباع المنزل , و فوراً لأننى أريد نصيبى الآن . و هكذا لو أردنا البيع لن نحصل على عائد أكبر منه, هل يمكنك؟"
حدق كاريج فى شارلوت الجالسة صامتة و وجهها عابس , يدها مضمومة على حجرها , و قال :"ليس بهذه البساطة , تحويل المنزل سيتكلف أمولاً كثيرة كيف ستوفرين رأس المال لعمل ذلك ؟"
" يمكننى توفير بعض المال لكن لا أعرف إذا....."
إنفجرت شارلوت :"قلت أنك تمرين بضائقة و تريدين نصيبك فى المنزل الآن؟ أم قلت ذلك فقط لإجبارى و الضغط علىّ."
قالت فيرتى ببرود :"هذا مجرد إستثمار , لهذا أريد نصيبى من هذا المنزل لأستثماره , مؤكد أننى لا انوى التنازل عن نصيبى يمكنك التسكع حوله بقية حياتك " إلتفتت إلى كاريج ثانية :" كم سيكلفنا فى رأيك؟"
"من الصعب تحديد ذلك دون وضع رسوم تفصيلية و وضع ميزانية تقديرية ."
" هل ستفعل ذلك لأجلى غداً؟ " حاولت إغوائه بإبتسامتها المثيرة الشهيرة " سأكون ممتنة جداً لك يا عزيزى."
" من الصعب عمل شئ كهذا فى يوم."
ردت فيرتى ملحة :"ليس بالتفصيل الدقيق ...لا , لكن مؤكد بإمكانك إعطائى فكرة عن قيمة تكاليفه."
"محتمل , لكن فقط لو وافقت شارلى ."
واصلت فيرتى إلحاحها :"أوهـ , لا يهمك شأنى "
قالتها شارلوت بمرارة " تقدم مباشرة و أفعل ما تريده."
قامت و أخذت طبقها الممتلئ إلى المطبخ , غسلته ثم خرجت من باب المطبخ إلى الحديقة المزدهرة التى كانت ذات يوم موضع أفتخار أمها و سعادتها .
ما زال هناك بقية من ضوء النهار , رغم أن الظلال إستطالت الآن , مستندة إلى سور الحديقة تطلعت إلى المنزل , هل ستفقده مثل أى شئ آخر؟ و كاريج هل ستفقده؟ لقد إنحاز بجانب فيرتى بقليل من التردد, لكن ماذا يمكن عمله بهذا الشأن؟ المال الذى لديها قليل , معظم دخلها كان يضيع على مصروف البيت و دفع راتب رينات , و ليست فيرتى هى التى تضع ذلك فى حسابها طبعاً.
إلتفتت لتبعد نظرها عن المنزل , ربما تكون حمقاء برغبتها للإقامة هنا , ربما من الأفضل أن ترحل بسلام, مؤكد أنها لا تريد الإقامة هنا , بينما المنزل سيمتلأ بآخرين يشغلون الغرف التى كانت هى و والدها يزرعون مكانها حديقة , خصوصاً عندما يعر السكان الجدد من تكون هى , قد يتعاطفون معها , يسألونها عن تاريخ المكان يعتبرونها راعية و حارسة ة بتلك الفكرة قررت أن أى شئ أفضل من وقوعها .
عندما فكرت شارلوت بواقعية , وجدت أنها لا تستطيع تحمل عبء المعيشة هنا , لذا يجب أن تعمل مثل فيرتى , تحصل على أقصى ما تستطيع من أموال فى مقابل إستثمار المنزل , و تدع كل شئ يذهب , الذكريات و كل شئ, تراجعت ذاكرتها إلى مائدة العشاء عندماتساءلت فيرتى إن كانت تعيش بمفردها بينما ظل كاريج صامتاً , لكن ماذا كان بمقدوره أن يفعل ؟ هو يحبها , ي خرج معها , بادلها أحاسيسها العميقة . ساندها كثيراً أثناء مرض والدها , ماذا يمكن ان تطلب أكثر من هذا ؟
لكن شارلوت تتناول أى شئ عنه , متباعدة ليسترجعها و يقول :"لا, شارلى ليست وحيدة!"
بينما تتجول فى الحديقة وصلت إلى مربض الخيول أما ا؟لأسطبل , قفذت بحذاءهاو جلست على السور لتشاهد الخيول , جاءت نحوها تتهادى بلطف , لكزتها على المنخار الواحدة تلو الآخرى:"لا, أنا آسفة ليس معى أى شئ الليلة و لا حتى جزرة ."
سمعت وقع أقدام لم تلتفت عندما وصل كاريج ليستند على السور بجوارها , سألها :"كيف يكون ركوب المهرة؟" للحظة تحدثوا عن الخيول , لكن شارلوت فهمت أنه مجرد تمهيد , و لديه شئ فى ذهنه , وجدت من الصعب تخمين ما هو , لوت فمها تهكماً عندما قال كاريج :"هل فكرت بشأن مشروع فيرتى ؟"
أجابت :"عرضها؟ هل أمامى خيار ؟ أشك كثيراً أن أى بنك أو جمعية إسكان ستقدم لها قرضاً لشراء نصيبها , حتى لو وجدت هذا , هناك إصلاحات كثيرة مطلوب عملها , و لا أستطيع أبداً القيام بذلك على حسابى "
ثم جاءتها فكرة :"ربما أستطيع ترك جزء من المنزل رغم ذلك , أو حجرة نوم و إفطار لزوار الصيف."
تساءل :"أليس هذا ممكنا عند تحويله إلى شقق؟"
"سيجئ هنا بعض الغرباء ليعيشوا , لكن بفوائد أكثر كثيراً و تلتفتى للإهتمام بنفسك, هل المنزل فعلاً يعنى لك الكثير؟"
سألته :"مع من تقف كاريج؟"
أجاب :"فقط أريد الأفضل لك شارلى."
قالت شارلوت بمرارة شديدة :"هل أرسلتك فيرتى لتحاول إقناعى؟"
ظل صاكتاً و واصلت هى :"أظن هذا , هل أنت دائماً طوع بنانها ؟ فيرتى لا تفعل أبداً أى شئ إلا لصالحها ."
أجاب :"طلبت منى التحدث إليك , نعم, لكن كنت سأتحدث معك على أى حال , طلبت منى رسم الخطط للتحويل , لكننى لن أفعل لو أردت ذلك."
قالت له :"لو قلت لا, ستبحث عن آخر."
قال :"نعم, أظن ذلك , لكن رغم ذلك لا تستطيع قانونياً الإستمرار ما لم توافقى."
" و ما لم أوافق."
أجاب :"عندئذٍ تذهب إلى سمسار عقارى ليثمن المنزل ثم إلى محامى يشترط عليك موعداً إما للشراء بالقيمة المحددة أو يعرض المنزل للبيع."
قالت :"و إن لم أستطيع مواجهتها ؟"
أجاب:"عندئذٍ يصبح من حقها بيع المنزل رغم أنفك."
قالت :"و تطردنى إذا رفضت الرحيل, أظن هذا ؟" و أومأ كاريج صامتاً و قالت بمرارة :"أنا على حق إذن, عندما قلت ليس لدى إختيار ."
قال كاريج :"فعلاً , ليست فكرة سيئة يا شارلى , علىالأقل ستعرفين أن المنزل ما زال قائماً معموراً , لن يتهدم من التطور , و لو أردت الحصول على شقة هنا , أنا واثق....."
قاطعته بحدة :"لا تستمر فقد أنجزت ما أرسلتك من أجله, لكننى لا أفهم لماذا ينبغى أن أقف و أرتكها تمزق منزل لمجرد الربح, لا, يمكنك ان تعود و تخبرها أختى الحبيبة أننى سأقاتل طيلة الطريق! و قفزت من فوق السور لترتدى حذائها و أمسكت بطوق المهرة :"حسناً,إذهب,ماذا تنتنظر؟ فيرتى لن يعجبها إنتظارها لك !"
و أحاطت المهرة بيدها و إنزلقت فوق ظهرها .
قال كاريج :"لا تكونى بهذه الحماقة , اللعنة , إلى أين ستذهبين ؟" و بدأ كاريج يصعد السور , لكن المهرة بدأت تعدو بعيداً .
"أركب الخيل , طبعاً."
فى الليل ؟ ستظلم حالاً لا تكونى حمقاء يا صغيرة!!"
لكن شارلوت ضحكت عالياً بإستخفاف مرير و أرخت العناء للمهرة متجاهلة صياح كاريج بينما تختفى هى بين الظلام الذى بدا يـُسدل ستائره.

نهاية الفصل الرابع
قراءة ممتعة للجميع


حياة12 10-09-13 01:50 AM

رد: 203 - حب من أول نظرة - سالى وينت ورث - مكتبة مدبولى الصغير
 
عععععععععععععععععععععععع
ايه الغباء المركز بتاع شارلوت ده :o9Y04826:

سوري يا زهورتي على الداخة العجيبة دي .. عاملة يه يا جميل؟
فصل راااااااااااااااااااااااااااااااائع تسلم ايدكي يا قمراية استمتعت به جداااا
ما شاء الله مجهود هااااااااااااااايل ربنا يعينك يا زهورتي الرقيقة :flowers2:

بصي انا مش حشتم باباها عشان مات يالا كان تيييييييييت من الفصل الاول :peace:
و حضرته بعد كل ده كمان بيحب فيرتي
تعرفي لما جابت الوصية كنت خايفة يكون حرم شارلوت من الميراث بس الحمد لله مطلعش مفتري جدا

اما كاريج بصراحة كان رااااااااااااااااائع كونه مهتم و مراعي لمشاعرها كده
يعني الراجل عداه العيب بصراحة بس هي قلة ثقتها بنفسها و غبائها مركزين شويتين ثلاثة

من الواضح انه بيحبها و ان فيرتي مش نوعه المفضل

فيرتي ده بقه حقودة و انانية و معندهاش قلب اساسا و مغرورة يعني تييييييييييييييييييييييت جداااااااااا :zkc04699:

بس مش معنى انها طلبت من كاريح انه يكلمها ان كاريج خلاص رجع حبها تاني!

بصي انا ممكن اراعي حالتها النفسية بس ده ميمنعش انها غبية برضو :V8Q04529:

اعععععععععععععع نهاية الفصل خطييييييييرة الغبية دي رايحة فين دلوقتي
تعالي هنا شاااااااااااااارلوت!!

تسلم ايديكي يا زهورتي على الفصل الرووووووووووعة ده استمتعت ه جداااااااااااااااااااا
و ميرسي كتيييييييير على مجهودك الخرافي ده

مستنية الفصل الجديد على نااااااااااااااااااااار
موووووووووووووووووووووووووووووواه:dancingmonkeyff8:




عبير عمار 10-09-13 02:02 PM

رد: 203 - حب من أول نظرة - سالى وينت ورث - مكتبة مدبولى الصغير
 
زهرتنا الحلوه مشكوره جدا على الفصل الحلو في انتظارك حبيبتي

عبير عمار 10-09-13 02:04 PM

رد: 203 - حب من أول نظرة - سالى وينت ورث - مكتبة مدبولى الصغير
 
زهرتنا الحلوه مشكوره جدا على الفصل الحلو في انتظارك حبيبتي:55::55::55::dancingmonkeyff8:

الاميرة الاسيرة 10-09-13 03:11 PM

رد: 203 - حب من أول نظرة - سالى وينت ورث - مكتبة مدبولى الصغير
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فصل جبار يا زهرتنا الجميلة تسلم ايديكى بجد رووووووووعة
بصراحة انا متغاظة من اللى اسمها فيرتى دى على راى اسراء تيييييييييييييييييييييييييت ههههههههههههههههههه
بانتظار القادم يا قمر على نار موفقة
فى حفظ الرحمان

زهرة منسية 11-09-13 09:59 PM

رد: 203 - حب من أول نظرة - سالى وينت ورث - مكتبة مدبولى الصغير
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حياة12 (المشاركة 3369378)
عععععععععععععععععععععععع
ايه الغباء المركز بتاع شارلوت ده :o9Y04826:
iهههههههههههههه
الغباء لسه جاى
سوري يا زهورتي على الداخة العجيبة دي .. عاملة يه يا جميل؟
فصل راااااااااااااااااااااااااااااااائع تسلم ايدكي يا قمراية استمتعت به جداااا
ما شاء الله مجهود هااااااااااااااايل ربنا يعينك يا زهورتي الرقيقة :flowers2:
حبيتى أيسو أنتى تدخلى بأى طريقة تحبها :)
تسلمى و يسلم كلامك الحلو اللى رافع معنوياتى دايمن
كلامكم و تشجعيكم بينسى أى تعب

بصي انا مش حشتم باباها عشان مات يالا كان تيييييييييت من الفصل الاول :peace:
و حضرته بعد كل ده كمان بيحب فيرتي
تعرفي لما جابت الوصية كنت خايفة يكون حرم شارلوت من الميراث بس الحمد لله مطلعش مفتري جدا
تصدقى و أنا فكرت نفس التفكير
اما كاريج بصراحة كان رااااااااااااااااائع كونه مهتم و مراعي لمشاعرها كده
يعني الراجل عداه العيب بصراحة بس هي قلة ثقتها بنفسها و غبائها مركزين شويتين ثلاثة
فعلاً كاريج رائع جداً
هى مش عندها ثقة فى نفسها خالص مش ثقتها قليلة

من الواضح انه بيحبها و ان فيرتي مش نوعه المفضل

فيرتي ده بقه حقودة و انانية و معندهاش قلب اساسا و مغرورة يعني تييييييييييييييييييييييت جداااااااااا :zkc04699:

بس مش معنى انها طلبت من كاريح انه يكلمها ان كاريج خلاص رجع حبها تاني!

بصي انا ممكن اراعي حالتها النفسية بس ده ميمنعش انها غبية برضو :V8Q04529:
غبية جداً حضرى كل أسلحك و شتائمك و تعالى
اعععععععععععععع نهاية الفصل خطييييييييرة الغبية دي رايحة فين دلوقتي
تعالي هنا شاااااااااااااارلوت!!

تسلم ايديكي يا زهورتي على الفصل الرووووووووووعة ده استمتعت ه جداااااااااااااااااااا
و ميرسي كتيييييييير على مجهودك الخرافي ده

مستنية الفصل الجديد على نااااااااااااااااااااار
موووووووووووووووووووووووووووووواه:dancingmonkeyff8:

تعالى و شوفى الغباء الأصلى فلى البارت الجبار
[/CENTER]


[/SIZE][/COLOR]

"تسلميلى أيسو و يسلم عمرك نورتينى و مشاركاتك
الحلوة بتسعدنى فوق ما تتخيلى
تعالى و شوفى الغباء الأصلى فى البارت الجبار
هاتى كل تيييييت معاكى هههههههههه
منورة حياتى

زهرة منسية 11-09-13 10:01 PM

رد: 203 - حب من أول نظرة - سالى وينت ورث - مكتبة مدبولى الصغير
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبير عمار (المشاركة 3369473)
زهرتنا الحلوه مشكوره جدا على الفصل الحلو في انتظارك حبيبتي

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبير عمار (المشاركة 3369474)
زهرتنا الحلوه مشكوره جدا على الفصل الحلو في انتظارك حبيبتي:55::55::55::dancingmonkeyff8:

مشكورة عبير على كلامك الحلو حبيبتى أتمنى أنك تستمتعى بالفصل الجديد

زهرة منسية 11-09-13 10:07 PM

رد: 203 - حب من أول نظرة - سالى وينت ورث - مكتبة مدبولى الصغير
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الاميرة الاسيرة (المشاركة 3369483)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فصل جبار يا زهرتنا الجميلة تسلم ايديكى بجد رووووووووعة
بصراحة انا متغاظة من اللى اسمها فيرتى دى على راى اسراء تيييييييييييييييييييييييييت ههههههههههههههههههه
بانتظار القادم يا قمر على نار موفقة
فى حفظ الرحمان

و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته سمو أميرة
الأروووووووووووع متابعتك حبيبتى
ههههههههههههههههههههه
هى مش تيت واحدة دى مليون تييييييييييييييييييييييت
لعيونك و عيون عبير و أيسو الفصل الخمس

زهرة منسية 11-09-13 10:10 PM

رد: 203 - حب من أول نظرة - سالى وينت ورث - مكتبة مدبولى الصغير
 
و الآن مع فصل كارثى
و أمانة تتلمسوا العذر لـ شارلوت

زهرة منسية 11-09-13 10:15 PM

رد: 203 - حب من أول نظرة - سالى وينت ورث - مكتبة مدبولى الصغير
 
الفصل الخامس

عندما عادت شارلوت إلى المنزل وجدت كاريج فى إنتظارها و وجهه متجهم , عندما رأها تبكى , تخفف من عبوسه:
" عزيزتى المسكينة , كان يومك عصيباً , أليس كذلك؟"
وضع ذراعه حولها و أسندت رأسها فوق كتفه , شاكرة لأراحته لها :" آسفة, الجنازة , فيرتى, كله حدث مرة واحدة."
" أعرف" و قبلها على صفحة وجهها , رفع شعرها بلطف :"يبدو عليك الإرهاق , أذهبى إلى السرير , حاولى ألا تقلقى , سيتم تسوية كل شئ."
منتديات ليلاس
سألته :"أسوف يحدث؟" و نظرت إلى وجهه للتأكيد , مستغربة لو لم يقع والدها فريسة المرض - ماذا كان سيعرض كاريج عليها تلك الليلة - ربما كانت خطيبته الآن , كما إعتادت , شعرت بإحساس غريب الوحدة و الإهمال , و لو كان خطيبها الآن لطلبت مساندته لها ضد فيرتى , لكنه ليس حقها و إن كانا عشيقان .
أجاب :"طبعاً" و قبلها مرة ثانية على شفتيها ثم رفع رأسه فوراً مصمماً على ذهابها للنوم لتستريح .منتديات ليلاس
كانت شارلوت سعيدة و أطاعته , لكنها نامت وحدها و غرقت فى النوم سريعاً لأنها كانت مرهقة , و عندما أستيقظت فى الصباح شعرت بتحسن , تمطأت للخلف لتستعيد إحساسها بنفسها , و إستلقت لفترة تنظر إلى البقع و الشقوق اللعينة فى السقف و ابتسمت لأن المنزل سيباع , فهى لا تستطيع توفير تكلفة إصلاح السطح , غذن كيف يمكنها الدفع لشراء نصيب فيرتى للإحتفاظ بالمنزل؟
فى الليلة السابقة كانت سخيفة حمقاء و غاضبة لفظاظة فيرتى و عدم إحساسها . قفزت من السرير و قررت أن الفكرة جاءت من فيرتى فلا يعنى انها سيئة , يبدو أن كاريج مقتنع بإمكانيتها .

زهرة منسية 11-09-13 10:18 PM

رد: 203 - حب من أول نظرة - سالى وينت ورث - مكتبة مدبولى الصغير
 



إرتدت بنطلون جينز و سويتر و أتجهت لتهبط السلم , لكن فيرتى نادت عليها عبر الباب الذى تركته نصف مفتوح , و عندما سمعت وقع خطواتها فتحته على مصرعيه قائلة لها :"أدخلى هنا , اريد التحدث معك."
تنهدت شارلوت فهى مشغولة بـ كاريج :"الا يمكن تأجيل الأمر لما بعد الإفطار ؟ أنا......"
" لا....الآن." أولت فيرتى ظهرها لها و دخلت شارلوت خلفها لحجرة نومها , اتلحجرة التى صمم والدها على بقاءها دائماً جاهزة , فى إنتظار عودة فيرتى , و هى حجرة كبيرة , جيدة , لهانوافذ على جانبيها , تطل على المروج الخضراء فوق التلال و الحقول , لا يوجد بها شقوق لأن هارتفورد كان يكلف مهندس ديكور بالحضور كل ربيع لإعادة طلائها , لذا فهى دائماً نظيفة تنتظر أبنته الكبرى , التى لم تهتم بذلك حتى الآن تبدو غير مهتمة .
أبعدت شارلوت هذه الأفكار بعيداً , و رأت ان فيرتى لم ترتدى ملابسها , مازالت ترتدى روب من الحرير الأزرق الشفاف يتهدل و ينزلق فوق كتفها , رداء أحلام يجعل شارلوت تحسدها عليه , لم تكن فيرتى قد جهزت مكياجها , و لكنها تبدو شابة و جميلة بدونه . للحظة عاود شارلوت شعورها بكونها الأخت الساذجة و قالت بحدة :"ماذا تريدين ؟ لو كان بخصوص المنزل...."
أجابتها فيرتى :"تراهنى بحياتك الحلوة أن كاريج أخبرتى بما قلته الليلة الماضية , و لو كنت تريدين معركة إذن يا ملعونة , إدخليها خاسرة !"
" أهو أخبرك؟" شعرت شارلوت بطعنة غادرة.
" بالطبع ." نظرت فيرتى إليها غاضبة :"هل تظنين أنه إلى جانبك؟"
سخرت منها :"حسناً هو ليس معك, لقد وافقنى تماماً و يعتقد معى أنك غبية بلهاء عنيدة."
" هو لم يقل هذا, لا يمكنه ان يقول " إحتجت شارلوت و شحب وجهها.
" ياهـ , يا إلهى , شارلى ألا تكبرين ! أتظنين أن كاريج يستمتع بتسكعك خلفه مثل حمقاء صغيرة متدلهة ؟ أستطيع...."
"إصمتى ! دعى كاريج بعيداً عن هذا"
واصلت فيرتى:"سيكون أصعب كثيراً عندما يبدأ رسم خطط تحويل المنزل."
قالت شارلوت :"لم يقل أنه سيفعل, و أنا لم أقل أننى سأتركك تفعلين هذا"
قالت فيرتى و هى تنظر إليها بإحتقار :"ليس أمامك إختيار يمكننى بسهولة الذهاب للمحامى و طردك خارج المنزل , بالنسبة لـ كاريج , سيفعل كل ما أريده منه."
شهقت شارلوت مدركة خطر التحدى."أنت مخطئة , مخطئة جداً."
خطت فيرتى نحوها :"أنا مخطئة؟ لا تظنى أننى نسيت كيف حرضتى كاريج ضدى من قبل."
قاطعتها شارلوت :"لقد سمع عنك أشياء , أخبرنى بذلك."
حركت فيرتى يدها كأنها تذروا شيئاً فى الهواء :"هذه مجرد شائعات رخيصة حاقدة, لم يكن كاريج يصدقها أبداً , ما لم تقحمى حقدك , حسناً , سترين الآن , كيف تبدو تلك المكائد أتظنين أنه رجلك, أليس كذلك؟ لكنك ستكتشفى كم انت مخطئة , بمجرد إشارة من إصبعى الصغير سيأتى جرياً "
للحظة ملأ الخوف قلب شارلوت , ثم تذكرت كيف تحدثت عن ذلك مع كاريج :"لقد أصابه الملل والسأم منك, أخبرنى بذلك , قال أنك جعلته يشعر بالغثيان"
"آهـ, هل يقول هذا الآن ؟" و تجهم وجه فيرتى الجميل :"حسناً , ربما يدفع ثمن هذا أيضاً , لكن أولاً , سأعلمك درساً لن تنسيه طيلة حياتك."
ونظرت إليها بإحتقار :"أنت...تحتفظين بالرجل و قتما أريد؟ الفكرة مضحكة !"
وقفت شارلوت على أصابع قدميها و رفعت قامتها لأعلى , و أصبحت أطول من فيرتى و نظرت لها من أعلى و قالت :"أنا على علاقة حب مع كاريج و اعرف أنه مهتم بىّ."
وثبت فيرتى :"لكنه لم يصرح لك بحبه , هل فعل ؟"
ردت شارلوت :"حسناً , لكنه مؤكد لم يحبك , قال لىّ كل شئ"
سخرت فيرتى منها:"هل أمتعك هذا ؟ لن يحالفك الحظ , أتوقع هذا , ماذا قال لك؟"
أجابت شارلوت :"أنك لم تمثلى شيئاً بالنسبة له , لم يكن هناك شيئاً جاداً بينكما...."
توقفت شارلوت بينما فيرتى تقهقه و تقول :"هو قال لك هذا, يا إلهى مؤكد أنك لا تثقى فى نفسك , إذا تحاولين معرفة مدى علاقتنا !" إشتعل وجه شارلوت بالغضب فواصلت فيرتى :"قال لك اننا لم يكن بيننا شئ جاد , حسناً , كاريج دائماً كان مهذباً , مع ذلك لا يمكنه أن يقول أى شئ آخر , هل فعل ؟"
ردت شارلوت :"انت كاذبة! لم يكن حبيبك أبداً ."
ضحكت فيرتى ساخرة :"كم أنت ساذجة مغفلة , حتى الآن , الرجل يقول للمرأة ما تحب هى سماعه و واضح جداً إنك تتشوقين جداً لشئ يرفع معنوياتك الهابطة , طبعاً نحن كنا عشاقاً , لكن كاريج لم يستطيع تقبل فكرة كونى مع رجل آخر , كان غيوراً جداً"
منتديات ليلاس
" تعترفين أنك كنت مع رجل آخر إذن؟"
قالت فيرتى :"لا يهمنى أى رجل, لكن المهم هو كاريج , الآن سأسترده منك."
ردت شارلوت :"أنت مخطئة هو لا يريدك."
نظرت فيرتى ساخرة منها::"لا! إشبعى رغبتك منه يا أختى الصغيرة, لأنك لن تحتفظى به طويلاً , استغرب ماذا أعجبه فيك, ربما بدأ يواعدك لأنك أختى."
قالت شارلوت:"أوهـ , يا إلهى ! أسدتك نرجسيتك و غرورك!" و لم تعد تحمل المزيد , فخرجت جرياً من الغرفة.
توقفت لحظات أسفلالسلم محاولة كبح إنفعالها , لكنها مازالت تتشنج بالغضب , عندما دخلت منتديات ليلاس المطبخ وجدت كاريج هناك يعد الإفطار لنفسه .
"صباح الخير" و نظر إليها متملياً :"أجهز لنفسى بيض مسلوق , أتريدين؟"
" لا, لا شكراً , ليست جائعة."
"كيف حالك هذا الصباح ؟هل هل تشعرين بالراحة؟"
" ماذا ؟ آهـ, نعم أظن هذا."
ملأ كاريج قدحاً من القهوة و قدمه لها :"أشربى هذا , ستشعرين بالراحة"
تناولته و قال لها :"هكذا , مازلتما تتشاجان أنت و فيرتى على المنزل؟"
كان عقلها مشغولاً بما قالته فيرتى , و استدارت برأسها ناظرة إليه :" لماذا قلت لها هذا؟"
" حسناً بدأت المعركة فعلاً, أليس كذلك؟ سمعت صياحكما و أنا أهبط السلم."
إغتاظت شارلوت و هى تفكر كيف اصبح بهذه الخسة والنذالة , قبل كان كل شئ تمام.
الآن بدا حبها لـ كاريج رخيصاً فاسداً , مرتبكة سألته :"ألم تسمعنا؟"
أجاب :"لم أسمع الكثير , فقط ألتقطت كلاماً عاماً , كان صعباً الأنصات لكما."
"أنا آسفة"
وضع كاريج طبقين من البيض على خبز مقدد و جلس أمامها :"تناولى إفطارك."
" قلت لا أريد شيئاً."
" لكننى أظن أنك تريدين , لست طاهياً سيئاً."
ابتسمت مترددة و بدأت تأكل , على الفور شعرت بتحسن.
" تمام ؟"
أومات برأسها :"نعم , شكراً , أظن انى كنت جائعة."
أحضر المزيد من القهوة :"هل يستحق فعلاً الشجار عليه؟" سألها و عينيه على وجهها
للحظة لم تفكر إلا فى شجارها مع فيرتى بسببه ثم فهمت قصده:"آهـ , المنزل , لا , لا أظن أنه يساوى فعلاً."
" لكنك لا تقدرين ضرورة أن تسلك فيرتى طريقها الخاص , أليس كذلك؟"
أجابت :"لو أتفقت معك , فأننى أبدو و كأننى طفلة عنيدة لا ضرورة لعنادها"توقعت أن يقول شيئاً لكنه لم يفعل , قدحت عيناها بشرر الغضب نحوه:"أنت أخبرت فيرتى بما قلته لك الليلة الماضية."
" لم أقصد ذلك, هى أرادت أن تعرف ...الحت فهكذا قلت لها, أظن أنك قلت هذا الكلام فى لحظة غضب, وربما تغيرين رأيك عندما تهدأين و تفكرين على مهل , و قلت لها أن الحماقة مناقشة الأمر يوم الجنازة"
"حسناً , أشكرك على هذا على الأقل."
وقفت شارلوت و بدأت تتناول الأطباق و تذهب إلى المطبخ و قال لها معاتباً :"على الأقل؟"
ردت هى :""أحتزيت جانبها ,ألم تفعل ؟ لقد قلت الليلة الماضية أنك تعتقد أن تحويل المنزل ليس فكرة سيئة."
وقف كاريج :"حسناً, أليس المنزل سيباع , شارلى و تعرفين ذلك , و ليس أمامك سبيل للتعامل مع منزل بمثل هذا الحجم , حتى لو ساعدتك , فلن تشتريه أى أسرة , هو كبير جداً يلائم فقط فندق أو مدرسة , مؤكد إن أفضل حل هو تحويله إلى شقق؟ لعمل ذلك إما أن تبعوه رخيصاً أو يتم تطويره لتحصلوا على أرباح."
وقفت ملتفته نحوه و جسدها متوترة :"أنت تبسط الأمور لكن كل ما قلته حقيقة , أن أفعل ما تريده فيرتى , فى أى جانب تقف كاريج؟"
تنهد بنفاد صبر :"ليس فى الأمر طرفين أو جانبين , إنه مجرد إدراك وفهم عام, يا إلهى , حاولى النظر بموضوعية , لا تجعلى الأمر قضية شخصية مع فيرتى."
تساءلت غاضبة :"لماذا ينبغى أن تحصل على ما تريده ؟ لماذا لم تستطيع التفكير فيما أريد أنا."
كان كاريج على وشك الرد غاضباً , لكن فيرتى جاءت و دخلت المطبخ مبتسمة وهى تراهما غاضبين :"أف , عيب ! أتتشاجرون يا عشاق؟ ما سبب ذلك الآن , أنا مندهشة؟"
ابتعدت شارلوت عن نظراتها الساخرة و أدركت بغضب و يأس أن المناقشة مع كاريج لا تزيد عن كونها لعب مع فيرتى التى تحركها بيدها :"هل تريدين إفطاراً؟"
ردت فيرتى :"لا شكراً , فقط عصير برتقال , يا له من يوم جميل."
و اتجهت إلى النافذة :"نسيت جمال الصيف الإنجليزى" كانت مرتدية بنطلون جميل التفصيل و قميص حريرى تبدو أنيقة شعرها فى هالة ذهبية حول رأسها مبتسمة لـ كاريج :"دعنا نخرج نتمشى يا عزيزى؟ أريد سماع كل شئ فعلته و أنا مسافرة , و يمكننا مناقشة تحويل المنزل أيضاً."
حذرها كاريج :"لا تورطينى فى ذلك فيرتى."
"عزيزى , لن أفعل ذلك , واضح تماماً أنك تتفق معى" توقفت تاركة له فرصة التعليق , لكنه ظل صامتاً فأبتسمت إلى شارلوت التى ترقبها كابتسامة القطط و واصلت حديثها :"أخشى أننى لا أملك وقتاً كافياً و لا المال لأتفرغ لعواطف و حنين للماضى, لو أردت محاربتى على ذلك يا شارلى إذن لك الحق , طبعاً لكن سيكون تعطيل فقط لما هو حتمى و إسراف و تبذير للمال على أجور المحامين , سأستخدم ميراثى حتى و لو لم تفعلى , أنا واثقة تماماً أنه كان ما يريده أبى."
أضافتها فى لهجة مؤثرة كأنها تلفظ بها فى فيلم درجة ثانية
إعترضتها شارلوت:"كان يحب هذا المنزل كما أحبه أنا."
"لكن أبى رحل - و أنت وحيدة هنا " ضغطت على كلماتها كأنها تضع الملح على الجرح , و إلتفتت نحو كاريج :"عزيزتى , لماذا لا تحدثها؟ حاول أن تجعلها تفهم , أنا واثقة أنها ستنصت إليك."
رد كاريج:" تناقشت فعلاً معها و هى تعرف أرائى كمهندس معمارى , الآن الأمر بيدها تفكر فيه."
إكتسى وجه فيرتى بلمحة توقع ,و إلتفتت شارلوت ناحية كاريج , كان وجهه سلوكاً بارداً منطوياً , أدركت أنه غاضب لإقحامه فى عراكهما , فجأة إعترت شارلوت فكرة أن أمامها طريق واحد متاح لو أرادت الحفاظ على كاريج ليس فقط و بل برأيه الطيب فيها قالت :"كأمر واقع فلقد أتخذت رأيى كأمر واقع فلقد إتخذت رأيى و كنت سأقوله فى الصباح , لكنك كنت متلهفة لإمساك بخناقى , لم تدعى لىّ فرصة و لو أنتظرت بدلاً من الإسراع الليلة الماضية عندما ....."
اسرعت فيرتى :"وهو كذلك, وهو كذلك, دعى ثقتك بصحة و سلامة أرائك , إستمرى ماذا قررت؟"
أرغمت شارلوت نفسها على الهدوء المؤلم:"لن أوقف تحويلك للمنزل."
ضحكت فيرتى ضحكة منتصرة :"يا لحكمتك يا أختى الصغيرة , يالها من حكمة عميقة جداً."
لوت فمها بإستهزاء :"لكن الوقت متأخر و فات أوان الرتاجع , أخشى أن ذلك لن يغير شيئاً من الأمر الذى تحدثنا عنه صباحاً فهو ما زال قائماً "
حدقت شارلوت فيها صامتة للحظة و أنحنت بسرعة لتلتقط سلة التسوق :"ينبغى علىّ الذهاب إلى القرية لشراء بعض الحاجات" و فتحتت الباب و نظرت خلفها آملة أن يتبعها كاريج , بدأ يتبعها فعلاً , لكن فيرتى وضعت يدها فوق ذراعه و بدأت تتحدث معه, فتوقف و إلتفت نحوها .
أغلقت شارلوت الباب بعنف و أسرعت ناحية سيارتها و ابتعدت عن المنزل و ذهنها مشحون بالكراهية الأثيمة لأختها التى يجب أن تحبها , و كاريج؟ شعرت ناحيته بغضب و إستياء مشوب بحب و حنين يأس هى تحبه جداً , لو فقدته ستموت. لكن ليس ذلك لأنها أفسحت الطريق أمام فيرتى , حتى كانت أختها تعتقد هذا بل فعلت ذلك لأنه الصواب و لأنها كانت نصيحة كاريج و كل ما كانت تتمناه فيرتى فعلته لها حتى تعود إلى أمريكا , و تدعهم فى سلام


زهرة منسية 11-09-13 10:22 PM

رد: 203 - حب من أول نظرة - سالى وينت ورث - مكتبة مدبولى الصغير
 

تجولت شارلوت بين الحوانيت فى سوق القرية و أسعفتها مهمة التسوق على الهدوء , لكن عندما عادت إلى المنزل وجدت فيرتى بدأت التجول حول المنزل
تقدم كاريج نحوها و قبلها , متفحصاً عينيها :"هل أنت بخير؟"
أبتسمت له ابتسامة مضيئة قدر إستطاعتها :"نعم , شكراً , أظن يجب أن نتناول السلطة على الغداء , لو كان كذلك , أظن أننا...."
قاطعتها فيرتى :"نعم, جميل , الآن كاريج مؤكد يمكن بناء حمام فى هذا الركن و مطبخ أسفله , ماذا ترى؟"
" ممكن , لكن قد ترى شارلوت فكرة أخرى" قالها و إلتفت ناحية شارلوت
"طبعاً ليس لديها أفكار , هى لا تهتم." توقفت فيرتى و نظرت إلى أختها الصغرى :"هل لديك أى أفكار."
بعد لحظة أجابت شارلوت :"لا, أفعلى ما تريدين."
قالت فيرتى :"أرأيت!" و نظر كاريج إلى شارلوت بنفاد صبر .
فيما بعد , عندما كانا معاً فى المطبخ وحدهما قال لها بجفاء:"لم أكن أعرف أنك مسكينة بلا حول "
أجابت شارلوت بوجه عابس:"أظنك ستقول لىّ لماذا أنا كذلك"
"لأنك وفقت على أن لا خيار لك إلا الموافقة على أفكار فيرتى , ألا يمكنك الآن على الأقل القيام بدور إيجابى تعال؟ أنا واثق أن لديك قدراً كبيراً يمكنك القيام به , و انت تفهمين المنزل أفضل منى و منها ."
"آهـ, اظن أنى قمت بدورى فعلاً , و لا أرى سبباً لأتظاهر بإعجابى بخطط التحويل, على أية حال فيرتى تعرف المنزل مثلى , لذا ليست بحاجة إلىّ أبداً."
رد كاريج حاسماً :"نعم , أحتاجك , احتاجك فعلاً." ثم أنحنى ليقبلها من شفتيها قبلة محمومة.
تنهدت بشوق عارم , ألقت برأسها فوق كتفه :"آهـ يا كاريج ! لو فقط....."
و لعقت شفتها و تنهدت ثانية :"إنه تضيع للوقت , أليس كذلك....لو فقط؟"
قال هو :"أتوسل إليك إطرحى من ذهنك (لو فقط) و يمكن مسايرتها هنا و الآن."
قالت :"أظن أن فيرتى و أفكارها موجودة هنا و الآن؟"
أجاب:"أخشى ذلك."
قالت ببطء :"حكايتك مع فيرتى لأى مدى استمرت ؟"
نظر إليها سريعاً :"لم تستمر طويلاً و لم تكن قصة."
قالت :"لكنها كانت علاقة ساخنة أثناء أستمرارها "
ضحك كاريج :"يا له من سؤال!" و نظر إليها :"اللطف يا رب, أمازالت غيورة من فيرتى؟"
وضعت يديها حول خصرها :"اينبغى أن أكون؟"
قال :" يا إلهى , لا! أنت تعرفين أن الأمر أنتهى منذ سنوات , قلت لك ذلك."
واصلت إستفزازها :"هى مازالت جميلة...ربما أكثر من ذى قبل!"
قال :"محتمل , لم ألاحظ ذلك" وضع يداه حول خصرها و قال :"ما هذا شارلى؟أنت لا تتحدثين بجدية , أتظنين أننى ما زالت ميالاً لـ فيرتى , هل تظنين ذلك؟"
قالت :"يمكنك بسهولة"
"حسناً, أنا لست ميالاً لها ,أظن ينبغى أن يصيبنى الغرور لأنك غيورة علىّ , لكن ليست هذا الشخص , مؤكد أنك تعرفين أننى لا أريد غيرك."
لعقت شفتيها و ألقت بنفسها فى حضنه :"نعم, اعرف, آسفة ...أنا فقط متوترة و عصبية هذه اللحظة" رغم إعتذارها أخبرها قلبها أن فيرتى ليست أى امرأة إنها فيرتى , دائماً تحصل على ما تريده , بصرف النظر عمن تجرحه أو تؤذيه!!
لإنتوت شارلوت القيام بنزهة تذهب هى و كاريج ناحية المحيط أو أى مكان يمكنهما الإنفراد فيه ببعضهما , لكن فيرتى قدمت كل أنواع الإعتراضات و فى النهاية أنهوا طعامهم و قالت فيرتى شاكية:"أنت تعرفين أن وقتى محدود , ولو أستكملت أنا و كاريج أسس عملية التحويل مع نهاية الأسبوع يمكنه إنهاء الرسومات الأسبوع القادم , اتقدر يا عزيزى؟" و ابتسمت له :"ممتع جداً أن تساعدنى, لا أعرف ماذا كنت سأفعل بدونك؟"
رد كاريج:"واثق أن بإمكانك العثور على مهندس آخر"و لوى فمه ممتعضاً :"فقط لو وجدت كهندساً معمارياً آخر ستدفعين له كاملاً"
إبتسمت فيرتى له :"هل يعنى هذا أنك ستقوم بالمهمة مقابل الأيام الخوالى , يا عزيزى أم بدافع الحب؟"
أرتسمت لمحة ساخرة فى عيون كاريج و إلتفتت ناحية شارلوت :"للاثنين طبعاً."
فى المساء جلس كاريج على مائدة الطعام و بدأ عمل بعض الرسومات التمهيدية على أوراق بيضاء, ذهبت شارلوت بتردد واضح لتجلس بجواره مفتونة بمهارته , ابتسم لها , بدأ يصف لها عمله , وجدت شارلوت نفسها مهتمة أكثر , و قدمت إقتراحين تقبلهما بحراة.
منتديات ليلاس
للحظة قصيرة شعرت بلاسعادة , بعد ساعة أغلقت فيرتى التلفزيون و جاءت لتقول ساخرة :"إذن لقد كسبت يا شارلى , آهـ , قوة جاذبية الرجل! حسناً , هل وصلت لتخطيط مؤقت لعملة التحويل؟"
أجابها كاريج :"أظن ينبغى إجرائه على مرحلتين , المنزل الرئيسى أولاً , بعد ذلك الجناحين " ثم إستند فى مقعده :"أظن أن تحويل المنزل سيكلف على الأقل ربع مليون جنيه إسترلينى , ربما أكثر العملية كلها نصف مليون."
تجهم وجه فيرتى , شعرت شارلوت بإندفاعه أمل ساذج و هى تقول:"ألا يمكنك الإقتصاد أكثر؟ ألا يمكن إجرائه بتكلفة أقل؟"
"لا, لو أردت بيع الشقق بسعر جيد , يمكن إتمام المنزل الرئيسى أولاً و إستخدام الأموال التى تحصلون عليها من بيع الشقق لتحويل باقى المنزل , بهذه الطريقة يجب تخصص 250 ألف جنيه إسترلينى!"
قالت فيرتى :"ما زال مرتفع جداً , ربما سيكون صعباً بالنسبة لىّ إقتراض أموال فى إنجلترا بينما أنا مقيمة فى بلد آخر منذ مدة طويلة"
نظرت فيرتى إلى شارلوت متفحصة , قبل أن تنطق الاقتراح الذى تفكر فيه, قال كاريج بنعومة :"يبدو كما و أنى استثمر مهنتى , ربما استثمر أموالى أيضاً."
"عزيزى هذا رائع !" لمعت عيون فيرتى و وضعت يدها بود على ذراع كاريج :"كم هو رائع مساعدتك هذه." و إبتسمت له و قالت بلهفة :"سيوفر لك هذا مبرراً أكبر للإهتمام أكثر بعملية التحويل , متى نبدأ؟"
"سنحصل على تصاريح الخطط , و لن يستغرق مدة طويلة , معظم المجالس ترحب بالحفاظ على المنازل التارخية بهذه الطريقة"
قالت شارلوت بجفاء:"عفواً , سأذهب للسرير."
و وقفت و خرجت من الغرفة.
سمعت مقعد كاريج يتزحزح خلفها , لكن فيرتى قالت :"ياه , دعها تذهب و تحرن , بكم يمكنك المساهمة فى تكاليف التحويل؟"
لذا لم يسر خلف شارلوتالتى ذهبت إلى السرير و غالبها النوم سريعاً لأنها لم تأخذ كفايتها من النوم منذ فترة.
بعد ساعة , وهى مستغرقة فى نومها شعرت بالباب ينفتح , بهدوء دخل كاريج و أضاء اللمبة التى بجوار سريرها , إعتدلت جالسة و النعاس فى عينيها , توردت خدودها من حمرة الخجل , بدأت احساسيها تضطرب توقعاً , على الفور قالت لـ كاريج:"خيراً!"
"أردت التحدث معك" هوى قلبها فى قاع المحيط .
قال و هو يجلس على حافة السرير :"آسف لإيقاظك لم أظنك قد نمت فعلاً."
" ماذا تريد ؟"
" فقط لأشرح لك لماذا قررت المساعدة فى تحويل المنزل "
" لماذا تشرح ؟ ما تفعله بأموالك هو شأنك , إذا أردت مساهدة فيرتى....."
" أنا لا أساعد فيرتى , فعلت ذلك لأساعدك."
رفعت حاجبيها :"أنا....أنا لا أفهم حقيقة...."
قال كاريج :"لأنك تتعامين عن الحقيقة , ألم تفهمى , لو ضعت أموالى فى تجديدالمنزل سيتاح لنا الكثير لتقرير كيفية التجديد , سيساعدنا على منع فيرتىمن الحصول على ما تريد , أو إختصارها الطريق لتوفير المال , أنا لا أريد أن يرتبط أسمى بصاحب عمل مضطرب و مواد بناء دون المستوى المطلوب"
أسندت ظهرها على القوائم النحاسية الصفراء لسريرها القديم , و تساءلت إذا كان هذا هو السبب الحقيقى أم لا, و إذا كان كاريج يفهم بالفعل دوافعه الشخصية , هل هى لأسباب عملية؟ أو شعور فى العقل الباطن بالحاجة للإقتراب من فيرتى ثانية , حتى ولو لم يعترف لنفسه ؟ أم هو كما قل ليساعدنى ؟ قطبت جبينها :"ما زالت لا أفهم كيف ستساعدينى؟"
لطمها بلطف على خدها :"لأن الأمور ينبغى أن تمضى بهدوء , ستتضاءل النزاعات التى تتعاملين معها , لا تنظرى هكذا قلقة يا عزيزتى , ستمضى الأمور للأفضل , صدقينى , مؤكد أنك فهمت أنه لن يمكنك العيش هنا للأبد؟ ألم تفكرى أبداً عما كان عليك أن تفعليه لومات والداك ؟"
أجابت شارلوت :"لقد كان صغيراً , لم يتجاوز السبعين."
كانت هى نفسها تبدو صغيرة جداً , و هى تقول ذلك, وجهها بلا مكياج شعرها الذهبى الأحمر منسدل على كتفيها , عيناها مفتوحتان بإستسلام , تفيض بالأسى.
"ألا تتذكرين تلك الليلة عندما إلتقينا لأول مرة؟" سألها بصوت مرتعش.
" نعم , أتذكر " و عيناها مركزتان عليه , و أنفرجت شفتاها شبقاً و هو يمد يده إليها :"تبدين صغيرة و مستسلمة الليلة كما كنت ليلتها , تجعلينى أشعر بالرغبة فى حمايتك." منتديات ليلاس
"حـ....مـ...ا....ـيـ...تـ....ى؟ ممن؟"
" من العالم الواسع , من فيرتى." و أنحنىيقبلها فشهقت و قالت :"أنا لا أريد ....لا أحتاج حماية."أجابت بصوت مبحوح
"لا تحتاجين ؟"رفع رأسه , عيناه مغروقتان بالرغبة المشتعلة , تجهم وجهه متجافياً.
"تصبحين على خير شارلى, آسف ينبغى أن تكملى نومك !"
و خرج من الغرفة , قبل أن يغلق الباب سمعت صوت فيرتى و هى تمر ناحية غرفتها :"يا إلهى ! يا عزيزى تتركها بهذه السرعة ! مؤكد أنك فقدت رغبت, اما أن أختى الصغرى تتمنع عليك ؟ هى لا تعرف ماذا أضاعت؟!"
لم تسمع إجابة كاريج عندما أغلق الباب القديم السميك بقوة حجبت كل صوت , و هى تتخيل فيرتى تحية فى الطرقةتبتسم بإثارة تلك البسمة المفعمة بالجنس , غالباً , و قامت من السرير و أسرعت نحو الباب , لكن شيئاً ما جعلها تتراجع للخلف , ربما , كرامتها ,أو خوفها من سخرية فيرتى.

منتديات ليلاسـ




زهرة منسية 11-09-13 10:25 PM

رد: 203 - حب من أول نظرة - سالى وينت ورث - مكتبة مدبولى الصغير
 

أمطرت السماء طيلة اليوم التالى , لذا لم يكن هناك أى حديث عن النزهة , قضت فيرتى معظم اليوم فى إتصالات هاتفية مع أصدقاءها القدامى , بينما ساعد كاريج شارلوت فى تصنيف كتب أبيها و ترتيبها فى مجموعات , و تربيطها و تجهيزها لإرسالها إل سوق المزاد .
قالت فى محاولة لإظهار إيجابيتها :"اظن أن هناك كمية من الأثاث يمكن أن نرسلها إلى المزاد أيضاً."
"هذه فكرة طيبة " جاءت فيرتى و وقفت على باب الصالة, تبدو أنيقة جميلة فى بنطلونها القطيفة الأسود المخملى و بلوزة مجسمة :"شارلى يمكنها أن تضع نصيبها من إيراد بيع هذه الحاجات فى تطوير المنزل."
نظر كاريج إلى شارلوت , لكن عندما لم تتحدث قال :"ما تفعله شارلى بميرثها هو شأنها , كونها سمحت بإستخدام نصيبها فى المنزل هو ورطة كافية."
"حسناً , فهى لا تتوقع الحصول على المزيد من الأرباح مثلى ...أو مثلك , إلا فى حالة لو هى...."
وقفت شارلوت غاضبة :"ألديك مانع بالأ تتحدثى عنى كأننى لست هنا ؟ سأذهب لأجهز الغداء."
" لا تنشغلى بىّ , أنا مدعوة للغداء فى الخارج, صحفى من صحيفة محلية يريد كتابة موضوع عنى و إلتفتت فيرتى إلى كاريج :"أتوقع عودتك إلى لندن الليلة , أليس كذلك؟"
أومأ موافقاً
واصلت حديثها :"ياه , حسناً يمكننى التطفل عليك لتوصلنى فلقد حجز لىّ و كيلى لأظهر فى برنامج منوعات تليفزيونى مساء الغد , لذا سأبقى فى المدينة الليلة."
بعد مضى ساعة , حل موعد ذهاب فيرتى للغداء , و حضر الداعى ليأخذها , شاهدتها شارلوت و هى ذاهبة , جاء كاريج خلفها و هى تطل من نافذة , ووضع يده على كتفها , وهمس فى أذنها :"وحدنا , أخيراً."
إلتفتت إليه, و وضعت ذراعيها حول عنقه , قبلها كاريج , على الفور فقدت إحساسها بكل شئ عدا حبها له, توردت وجنتاها بفعل قوة الإشتياق , بمجرد أنأرخى يديه نظرت هى بعيداً , مقهورة بفعل عواطفها .
إنتظرت متلهفة ما سينطق به , لكنه نظر إلى وجنتيها المتوردتين :"لماذا لا نخرج لتناول الغداء؟" قالها متعجلاً.
إنقبضت شارلوت :"نعم, لم لا؟" وافقته بإبتهاج زائد :"سأستعد"
أسرعت تخرج من المكتب و هى تتعجل وصولها كل درجتين من السلم فى قفزة واحدة ,أغلقت الباب خلفها و هى غارقة فى خيبة رجائها .
عندما خرجتلتلحق بكاريج بعد عشرين دقيقة جاهدت لإخفاء مشاعرها , تضاحكت تتسلى بالحديث معه, وهم يتجهان إلى مطعم لتناول الغداء , نظر إليها مستحسناً و مشجعاً , سعيداً بإستعادتها تدفقها و حيويتها , كان قد أتصل ليحجز مائدة , و أخذوا كفايتهم من شرائح اللحم النادرة الجودة التى قطعها لهم الجرسون من قطعة كبيرة مشوية يحملها على طبق فضى .
"أنا سعيد بخروجك من المنزل " أبتسم كاريج نحوها :"بدأت تبدين أفضل."
أجابته :"ليس المنزل هو السبب , أنا أحب المنزل , يبدو خالياً بدون والدى و رينات"
أكمل هو :"و يبدو مزدحماً بوجود فيرتى" يجب أن تتعلمى الوقوف أمامها , أتعرفين لك مثل مالها من حق لتقررى ماذا يحدث فى المنزل" نظر إليها مستغرقاً :"أنت شخصية مختلفة, عندما تحضر هى تبدين فاقدة كل حيويتك و..." تردد باحثاً عن الكلمة الصحيحة ... فاقترحت شارلوت بإستهزاء "وحنكتك؟"و أكملت حديثها :"أخشى ألا اكون كذلك , ليس بالمقارنة مع فيرتى , على أى حال , أحاول أن أكون, لكن....."
أمسك كاريج بيدها :"فتاتى الغالية, ألا تعتقدى أننى أعرف؟ فيرتى ولدت محتكة , أنت أكثر صراحة وتلقائية و أكثر حساسية , أفهم أنك نسمة لطيفة هادئة مقارنة بعواطفها الجامحة"
أنصتت شارلوت لرأيه فيها بعاطفة مزدوجة , لطيف أن يصفها بالتلقائية و الحساسية لكنها تريد التأثير عليه أكثر من النسمة الرقيقة فجأة تلاشت شهيتها و أزاحت الطبق :"أيجب أن تتحدث عن فيرتى؟" قالتها بضيق حتى عندم تكون بعيداً عنها لا يمكنك الكف عن الحديث عنها صرخ قلبها , فكر فىّ أنا , يمكن أن نعود معاً, متلاصقين كما تعودنا, بدلاً من الجلوس هنا لنتناقش حول فيرتى , هى دائماً و لست أنا !!
نظر كاريج مندهشاً :"فقط بسبب التأثير تبدو وكأنها تختال عليك , لماذا تكرها بعضكما هكذا؟"
أجابت بإختصار :"هى أختى , هل ....هل ستأخذها معك إلى لندن؟"
" الآن , من الذى يتحدث عنها ؟ نعم أعتقد هذا , سيبدو غريباً جداً , ألا أفعل , أليس كذلك ؟مع ذلك سأوصلها للفندق فقط , إذا كان هذا يشغلك؟"قالها بإختصار , مسج جبينها براحة يده و مسحت نظرة غائمة من عينيها و قال :"هلستعودين للعمل الأسبوع القادم؟"
" نعم , أخذت إجازة طويلة نوعاً ما ."
" مازالت لا أقبل فكرة وجودك وحيدة فى هذا المنزل الكبير , ألا يمكنك إغلاقه و الذهاب للإقامة مع صديقة ؟ أو تجعلين صديقة تقيم معك؟"
" ربما , سأرى ما يمكن عمله " ترددت بصوت متحفظ :"لطيفمنك أن....أن تقلق بشأنى هز كاريج رأسه ممتناً لشكرها , و نظرت هى إليه بآسة , مشغورة , كما طالت فترة إبتعادها عنه , منذ سقط أبوها مريضاً , فى هذه الفترة يبدو و كأنهما يزدادان تباعداً , و ليس بإمكانهما وقفة . عندما إقترح الخروج إلى الغداء , كان بمقدورها أن تقول لا , دعنا نبقى , حيث سيقضيان الساعات و يستعيدان تقاربهما , لكن كيف تقدر على ذلك بينما يبدى عدم إهتمامه ؟ بعدئذٍ من سيلاحظ نسمة لطيفة بينما تهب العاصفة؟ فكرت بمرارة و هى تسترجع كل ذلك!!
" تبدين حزينة ثانية " عنقها كاريج :"ماذا تريد فعله بعد الظهر ؟"
إفتعلت ضحكة :"مازال المطر يهطل , امسية صيفية إنجليزية عظيمة , حتى يوم الأحد أيضاً ينزل المطر, ليس أمامنا خيارات كثيرة"
"لا." رفع حاجبيه " سينما؟"
أجابت :"وهو كذلك....سينما"
هكذا قضوا وقتهم فى السينما , يشاهدون قصة حب عصرية , مما جعل حلق شارلوت يجف من الإحباط , و تشعر بالخواء الداخلى . لم تستطيع النظر إلى كاريج, و لا أن تمسك بيده , حتى ذلك كانت تتشوق لفعله .
أستطاعت فقط الجلوس فى مقعدها و يداها تتلويان فى حجرها تحت معطفها .
عندما خرجا من السينما كان المطر ما زال يهطل و لم يكن امامهما شئ يفعلانه إلا العودة إلى منتديات ليلاس المنزل , و كان يراود شارلوت أمل ضعيف بالأ تكون فيرتى قد عادت للمنزل , حتى يقضيا بعض الوقت وحدهما , حتى هذا بدا ضئيلاً لا يكفى الأمل فيه الآن , فلقد كانت أختها فى المنزل فى حالة سيئة :"أين ذهبتما ؟ لقد حزمت حقائبى ومستعدة للرحيل منذ وقت طويل!"
أجابت شارلوت :"كنا نتناول الغداء فى الخارج و ذهبنا لمشاهدة فيلم."
قالت فيرتى عاتبة :"كان يجب أن تخبرونى , توقعت أن تكون هنا, يا إلهى , لا أستطيع الأنتظار لأعود للمدينة! يا كاريج أعمل معروف و أسرع , يجب أن أصل لندن بأسرع ما يمكن ."
لذا , لم يكن هناك وقت لأى شئ , فقط الأسراع , و تحية وداع , قبل كاريج شارلوت , و فيرتى تنتظره فى السيارة و قال :"سأتصل بك غداً , تذكرى ما قلته ....حاولى أن تجعلى أحد ما ينام معك الليلة , إذا أمكن , تصبحين على خير شارلى" تركزت عيناه على وجهها لحظة , إنحنى ليقبلها , إحتضن خصرها بين يديه , ضمها و قبلها على فمها كما لو كان يدفعها لتحديه , لكن , قبل أن تضع يداها حوله و ترد له قبلته , تركها متعجلاً مسرعاً ناحية السيارة.
شاهدتهما شارلوت يذهبان , أنصتت لضوضاء السيارة , تسرع بعيداً تترك خلفها صمتاص يتمدد ليشمل المستقبل , ببطء أغلقت الباب بالمزلاج , صعدت إلى غرفتها تستلقى وحيدة على فراشها ممتلئة بإحساس هائل بالفقد , تعذب نفسها بأفكارها فى فيرتى و كاريج وحدهما فى السيارة , و اللحظة التى تثق أن فيرتى ستثتمرها لصالحها.
أصدق كاريج وعده , أتصل بها فى الصباح الباكر لكنه كان متعجلاً , فى طريقه لتناول الغداء مع عميل له, كما قال , و لا يستطيع التحدث طويلاً . و لقد إتصل ليطمئن عليها و يخبرها أنه مضطر للذهاب إلى مانشستر ليومين , لذا لن يستطيع الأتصال بها .
فى المساء التالى كان على شارلوت أن تعمل لوقت متأخر فى إنجاز ركام الواجبات المنزلية المتراكمة عليها فى الخارج , إفتقدت مكالمة جاريج , جاء المساء التالى و هى عائدة من مشاهدة بينما توقفت رنين التليفون , لم يتصل فى الليلتين التاليتين ,دق التليفون مساء الجمعة , أسرعت لترد , كانت فيرتى تخبرها بحضورها بعد الغد.
ظلت شارلوت مشغولة بتصنيف أشياء أبيها و تحديد قطع الأثاث التى ترسلها للمزاد.
فى الصباح الباكريوم السبت حضرت سيارة نقل أرسلها السمسار لحمل الأشياء الجاهزة إستغرقت عملية النقل ساعتين , بينما تعبر العربة دهليز البوابة قابلتها سيارة تراجعت عبر الكوبرى لتفسح لها الطريق , و هى تقف على السلم إنتظرت شارلوت حتى تدخل السيارة الفناء و لم تندهش عندما وجدت كاريج و معه فيرتى.
" مرحباً" نزل من السيارة و أسرع نحوها , طويل جميل الطلعة مرتدياً بنطلون أسود من زى ركوب الخيل , سويتر أبيض , جاكيت خفيف كوفية حول عنقه :"هل أقام معك أحد؟ لم أستطيع الأتصال بك "
" لا, يجب أن نفتثد بعض."
وضع يداه على ذراعها و أنحنى ليقبلها لكن شارلوت أبعدت رأسها فلم يصل إلا إلى خديها , تصلبت يداه للحظة عندما نظرت إليه كان وجهه مغطى بقناع من التجهم.
" لقد أحضرنا شيئاً لنريه لك" قالتها فيرتى بمجرد دخولها المنزل :"لقد رسم كاريج رسومات المنزل , و أرسل نسخة لصديقه فى لجنة التخطيط المحلية , لن يمضى وقت طويل حتى نحصل على التصريح نبدأ."
قال كاريج :"الرسومات خاضعة لموافقتك شارلى , طبعاً" لكن رغم أنه أحتواها بعينيه إلا أن صوته كان جافاً متردداً.
خلال عشر دقايق راجعوا الرسومات و فيرتى تسيطر على دفة الحديث , لقد أدى كاريج مهمته بمهارة و ذكاء لدرجة أن شارلوت غير المتخصصة أدركت ذلك , فلقد أدمج الملامح المعماريةالغربية للمنزل فى إطار عملية التحويل , و أنجز رسومات تفصيلية لبعض الغرف , موضحاً وضعها الآن و خلال المراحل المختلفة للتطوير قالت شارلوت :"مؤكد أنك كرست وقتاً طويلاً لعمله"
أجابها هو :"أمضيت ليلتين فى الفندق لإنجازه , هل أنت راضية عن التخطيط؟"
" نعم....هى.....هى جيدة جداً"
إنضمت فيرتى :"أعلم إنك ستوافقين , لذا ذهبت إلى سمسار عقارى لأخذموافقته على الرسومات فهى توضحتفصيلياً كيف يتم التحصيل منمشترى الشقق."
قالت شارلوت :"أنت لا تضيعين وقتاً"
أجابت :"ما العيب فى ذلك؟ فقط عليك قرأتها بعد ذلك توقيعها نحن الثلاثة."
تناولت شارلوت ا لوثيقة و قالت :"ماذا عن كاريج؟ ألا تعتقدى بضرورة إستشارته أولاً؟ و قبل كل شئ...."
قاطعتها فيرتى :"قرأها كاريج فعلاً و فى الواقع درسناها معاً قبل الذهاب إلى السمسار" و أضافت بلهجة ساخرة :"ستجدينها عادلة جداً و تحتاط للمستقبل فى حالة تغير رأيط و تقرر الحصول على إحدى الشقق أصر كاريج ع لى ذلك. ى الواقع هو صمم على عدد من الأشياء لصالحك , لم أكن أشعر حقيقة...."
قاطعتها شارلوت :"أين أوقع؟"
لكنك لم تقرأيها بعد !"
أضاف كاريج صوته إلى فيرتى :"يجب أن تقرأيها شارلى , ربما تكون هى التصميمات التى تريديها "
" لا يهم " ألتقطت قلماً كان كاريج يستخدمه و وقعت بسرعة على الصفحة الأخيرة من الوثيقة.
" ها هى , الآن يمكننى التخلص من باقى الأثاث الأسبوع القادم و أغادر المنزل مع نهاية الأسبوع أظن هذا , فقط أريد ترك إسطبل الخيل حتى يمكن تدبر مكان آخر لها , أن لم تمانعى."
قالت فيرتى :"ياه, ا تكونى طفلة هكذا! لا أحد يدفعك للخروج من المنزل , ربما لأسابيع على أى حال , يمكنك الإنتقال لأحد الأجنحة أثناء تجديد المبنى الرئيسى , فى الواقع , ربما يكون مفيداً وجود شخص هنا للإطمئنان على أداء عمال البناء لعملهم كما ينبغى."
قالت شارلوت بمرارة :"اشكرك. لكننى فى الحقيقة لا أحب البقاء هنا كملاحظ عمال بدون اجر , و أنا أشاهد منزلى يتمزق , أفعلى عملك القذر بنفسك مرة واحدة يا فيرتى!" و خرجت من الغرفة , خداها يقدحان بالشرر . منتدات ليلاس بعد عشر دقائق جاء كاريج يبحث عنها وجدها جالسة فى حديقة المطبخ ظهرها مستند للحائطو الشمس تجفف دمعها على خدها , تطلعت عندما رأت إنعكاس ظله فوقها , أخفضت رأسها بسرعة.
جلس كاريج بجوارها على العشب و قال :"سأركب حصان فى سباق بعد ظهر اليوم, أتريدين المجئى لتشاهدى؟" هزت رأسها و حدق فى وجهها لحظة :"حاولت الأتصال بك لأخبرك عن الأتفاق و أسألك رأيك, لكننى لم أجدك , لذا رأيت الأفضل مراجعته مع فيرتى , وعدم تركها لرأيها تعمل وقفه ثم تطلب منه تغييره ."
"هل أستغرق مناقشته طويلاً؟"
تنهد ساخراً :"طويل جداً , لقد أصبحت فيرتى سيدة أعمال محنكة جداً."
" و أين جرت المناقشة ؟ فى غرفتها أم شقتك؟"
أحتج :"شارلى , أنا...."
هبت واقفة غاضبة :"هل ناقشتم أيامكم الخوالى , أيضاً ؟ أراهن أنكما فعلتما , أراهن أن فيرتى لم تدع فرصة كهذه تضيع منها!"
"شارلى بحق السماء!" وقف كاريج ممسكاً بذراعيها :"ما هذا ألم تنصتى لىّ؟ لست مهتماً بفيرتى ."
" لكنك رأيتها فى لندن . كم مرة ؟ أثنتين ؟ كثيراً؟ هل خرجت معها للغداء ؟" ظلصامتاً واقفاً زاماً شفتيه , قالت هى بمرارة :"لقد فعلت! ألم ترجع معها إلى غرفتها ؟ ماذا بعد؟"
فجأة هزها كاريج عاجزاً عن كبح غضبه:"لا, اللعنة , لم أفعل لأننى مهتم بك."
" لكن كانت أمامك الفرصة . هى أرادت ذلك , ألم ترد؟"
بدلاً من لهفته على الإنكار قال كاريج بغلظة:"أنت لا تفهمين ما تقولين" وصك أسنانه متمالكاً نفسه و قال بلطف زائد:"إنظرى يا شارلى , أنت مجهدة , لم تعودين كما كنت منذ مرض أبيك, هذا مفهوم لكن , ذلك الشئ الذى لديك عن فيرتى و عنى ...ألا تستطعين فهمانه يباعد بيننا؟ منذ جاءت فيرتى إلى هنا و انت تغيرت تماماً"
قالت :"للأنى أعرف انها دائماً تحصل على ما تريد و هى تريدك!."
"هذه حماقة , لقد أنتهينا منذ أعوام."
لكنها ستفعل , أعرف ذلك."
" لماذا؟ لماذا أنت واثقة هكذا؟"
"لأن...." إنتحب صوتها بالبكاء
" لأنك لىّ, وفيرتى دائماً تأخذ كل ما هو لىّ دائماً تأخذه."
نظر كاريج إليها مقطباً فى غضب:" وهل تظنين أننى لا رأى لىّ فى الموضوع؟"
" لا , " هزت رأسها بوقاحة:"قلت لك , فيرتى دائماً تحصل على ما تريد."
قال كاريج متجهماً :"حسناً , شكراً على صوت الثقة , أليس لديك إيمان بما أقول؟ أى ثقة بىّ؟ لأنك تفتقدين الثقة فى النفس , قد أخرج من هنا و لن أعود أبداً أترك فيرتى تجد شخصاً آخر يجددالمنزل , أليس هذا ما تريدينه يا شارلى؟ أليس كذلك؟"
كان قد أمسك بمعصميها و ضغط عليهما و هو يتحدث , اصابعه إنغرست فيها , تأوهت من الألم هزت رأسها ببطء :"لا....أنا....لا."
أرتخت أصابعه . لكنه قال بغلظة :"إذن و بالله عليكى أوقفى هذا , هل تفهمين, شارلى؟ يجب أن تتوقفى , لقد نفد صبرى عليك , لقد إحترمت حزنك أو ما أعتبرته حزناً ....لكن لا أستطيع تحمل غيرتكالحمقاء, خصوصاً عندما لا يوجدمطلقاً أى مبرر لها ."
ظلت صامتة , جسدها يرتعد و كاريج يطوق خصرها بيديه , يجذبها إليه و يقبل جبينها :"الآن" قالها بعنف :"لماذا لا تذهبين و تغيرين ملابسك , و نخرج إلى حلبة السباق ! يمكنك مشاهدتى فى السباق , بعد ذلك تنشرب زجاجة شمبانيا للأحتفال بأنتصارى , بعد ذلك نخرج لتناول العشاء "
"فقط نحن الإثنين؟"
منتديات ليلاس
أجابها :"نعم , نحن فقط."
" ماذا لو خسرت؟"
"عندئذٍ نشرب زجاجتين شمبانيا لأواسى نفسى."
قضوا وقتاً رائعاً , و شربوا زجاجة شمبانيا , فلقد فاز كاريج بسهولة , وقضوا وقتاً للترويح و التنفيس عن المخاوف و الشكوك , شعرت شارلوت بشعور رائعاً بقربها من كاريج و فى حلبة السباق , بعد ذلك فى المطعم على ضوء الشموع يتناولون العشاء , ظل هكذا , حتى أفسدت شارلوت كل شئ . إعتذر كاريج لأنه سيكون مشغولاً الإسبوع القادم و لن يستطيع المجئ لرؤيتها لذا قالت:"ألا أستطيع أن أراك فىلندن ذات مساء؟"
"حسناً سيكون أمامى الكثير أخشى ذلك"
تجهموجهها :"امامك الكثير؟ لكنك رتبت نفسك لتجد وقتاً أطول لترى فيرتى؟"
"يا إلهى !" و وقف و قال :"لنذهب."
جلسوا صامتين فى السيارة , فى طريقهم للمنزل , عنفت شارلوت نفسها و أرادت الإعتذار لكن ملامح وجهه كانت تشع غضباً , و خزلها قلبها , قالت لنفسها , عندما يقبلنى ليودعنى سأقول له .
لكن عندما ر جعوا إلى المنزل , كان الضوء مضاء فى حجرة الجلوس, سمعوا صوت التسجيل , عرفوا أن فيرتى بالمنزل, كانت مستلقية على الأريكة قدماها تستند على ذراع الأريكة الجانبى , مرتدية قميص نوم مفتوح حول الرقبة , يكشف صدرها و مطوى تحتها , كاشفاً عن ساقيها البضتان الملفوفتان فى جوارب سوداء , تظهر بياض بشرتها اللامعة , بيدها كأس بجوارها على الأرض زجاجة خمر فارغة , نظرت شارلوت مستغربة :"ألم تخرجى؟"
" نعم, اخذنى مدير محطة إذاعة محلية لتناول العشاء , لكننى وجدته ثقيل الظل مملاً جداً , لذا أدعيت الصداع."
ربتت بيدها على الأريكة :"تعالى هنا كاريج يا حبيبى , أخبرنى بكل شئ عن السباق , هات كأسك لنحتفل الليلة بها و نعيد الليالى الخوالى ."
حدق كاريج فى شارلوت و أرتخت شفتاه بإزدراء و ألتقط كأساً و جلس بجوار فيرتى , و عيناه ترمقان بتحدى صارخ :"لم لا؟" قالها بإختصار.
وقفت شارلوت لحظة , تحدق فيهم و هى غير واثقة بقدرتها على الحديث , عندئذٍ إلتفتت مسرعة إلى غرفتها .
بعد ذلك أدركت كم هى حمقاء , كيف تتيح لـ فيرتى فرصة كسبها ثانية , و بسهولة , لقد قال كاريج ضرورة أن تثق به, هى تريد أن تثق به أكثر من أى شئ , لكن هل يختبر ثقتها الآن , عندما أتاحت لأختها هذا النصر ؟ نظرت فى المرآة . ارتدت قميص نوم , فتحت النافذة , نظرت للخارج و هى تمشط شعرها , النجوم ساطعة فى السماء الصافية كبحيرة من الفضة , و البدر أكتمل يتلألأ بنور يسكب فى القلب توهجاً و شفافية , إمتلأ قلبها بلهفة و شوق , و رأت أن عليها الإعتراف لـ كاريج و الإعتذار له , الآن.
إرتدت الروب, هبطت إلىحجرةالجلوس , غير مبالية بسخرية فيرتى منها , لكنها وجدت الغرفة خالية و الجهاز يسمع نفسه , حملقت فى الغرفة بتركيز, اسرعت نحو الصالة الخارجية وجدت الباب مفتوح على مصراعيه , أسرعت , عبرت البوابة والكوبرى , تتماوج أطراف قميصها الأبيض الطويل و تبدو كانها روحعلوية تنعكس على مياه البركة .
ترامت أطلال الجدران المهدمة أمامها , أسرعت تجرى بينها , و لم يصدر عن قدميها العارية أى صوت و هى تخطو مسرعة فوق العشب , شاهدتهما , معاً تحت ضوء القمر , كاريج يحتضن فيرتى بين ذراعيه يحملها , عندما شاهدتهما , كانت فيرتى تطوق عنقه بذراعيها , يتبادلان القبلات , وضعت شارلوت يدها على فمها و هى تبكى ألماً و تقززاً , لكن كاريج سمعها , رفع رأسه , حدق فيها , توقعت أن يتحدث , لم يقل شيئاً ! فجأة إمتلأت شارلوت بالغضب العارم , و رغبة فى رد الصفعة له , لهذا الألم الفظيع الذى أغرق قلبها به.
صرخت :"خذها , إذن! أنت تحتفظ بواحدة أخرى , يا إلهى , آهـ , كم أكرهك !"

زهرة منسية 11-09-13 10:33 PM

رد: 203 - حب من أول نظرة - سالى وينت ورث - مكتبة مدبولى الصغير
 
نهاية الفصل الخامس
ق اءة ممتعة للجميع

عبير عمار 12-09-13 01:02 PM

رد: 203 - حب من أول نظرة - سالى وينت ورث - مكتبة مدبولى الصغير
 
:peace:فصل مممممممتع شارلوت هذه غاويه تعذب نفسهااما كاريج جالسه اشكر فيه وبالاخير خربها بس اكيد في حاجه ففي الموضوع تسلمي ياعمري على التشويق الي عيشتينا فيه بانتظارك ياعسل :55::55:

Hiam 12-09-13 10:02 PM

رد: 203 - حب من أول نظرة - سالى وينت ورث - مكتبة مدبولى الصغير
 
مع انه لقبك زهرة منسية بس نحن ما بنساكي شكرا على الرواية بانتظار تكملي لنا اياها
لانه الانتظار بطــــــــــــــــــــــــــــــئ


:55:

زهرة منسية 13-09-13 08:16 AM

رد: 203 - حب من أول نظرة - سالى وينت ورث - مكتبة مدبولى الصغير
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبير عمار (المشاركة 3370086)
:peace:فصل مممممممتع شارلوت هذه غاويه تعذب نفسهااما كاريج جالسه اشكر فيه وبالاخير خربها بس اكيد في حاجه ففي الموضوع تسلمي ياعمري على التشويق الي عيشتينا فيه بانتظارك ياعسل :55::55:

شارلوت معذورة نشأت فى أسرة من المتميزين
أب كاتب مشهور و أخت صحيح غلسة لكن ممثلة
أو بمعنى أصح مدللة أبوها و متميزة فى نظره
وهى كأن لا وجود لها
منين تجيب الثقة فى النفس
وهى معتقدة أن كتير عليها أن حد زى كاريج يحبها
يعنى البنت معذورة
تعالى عبورة نشوف أيه تبرير كاريج على اللى عمله
مشكورة على متابعتك و تشجعيك
وجودك بيبسطنى كتير

زهرة منسية 13-09-13 08:24 AM

رد: 203 - حب من أول نظرة - سالى وينت ورث - مكتبة مدبولى الصغير
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Hiam (المشاركة 3370158)
مع انه لقبك زهرة منسية بس نحن ما بنساكي شكرا على الرواية بانتظار تكملي لنا اياها
لانه الانتظار بطــــــــــــــــــــــــــــــئ


:55:

هههههههه ما هو الأسم خدعة
أسعدتنى مشاركتك هيوم
أنا عارفة أنك موجودة و متابعة
شكراً ليكى و أتمنى أن الأنتظلر يكون بيستهل

زهرة منسية 13-09-13 08:32 AM

رد: 203 - حب من أول نظرة - سالى وينت ورث - مكتبة مدبولى الصغير
 
الفصل السادس


قضت شارلوت بقية تلك الليلة فى غرفتها و بابها مغلق , نوافذها مغلقة , ستائرها مسدلة , لكنها لم تستطيع إبعاد ما رأته عن ذهنها , ما زالت ترى بعيون خيالها كاريج و فيرتى متعانقان معاً ! لم يأت كاريج ناحية باب غرفتها , محاولاً شرح ما جرى , و لم يتوقع منه ذلك . ليس هناك أى تفسير ماعدا ما هو واضح ...أيكون سقط ضحية لأحاسيس أختها العاصفة المكتسحة مرة أخرى ؟ عاودها النعاس المرة تلو الأخرى , و فى الصباح استيقظت و أرتدت بنطلون جينز و قميص أبيض و سويتر أزرق فزقه , عكصت شعرها للخلف مضفراً أسفل عنقها لكنها تركت خصلات تمرح حرة مسدلة لتلطف خشونة هذا المظهر.
خرجت ناحية الأسطبل , سرجت المهرة و اسرعت تركبها فى مشوار طويل , و لم تعد إلا بعد أن حل الضحى .
كان كاريج فى أنتظارها جالساً عند بوابة الأسطبل فى الشمس , عارى الصدر و جسده الذى لوحته الشمس شد بصرها , قفز و فتح الباب و عيناه على وجهها الغائم , ترجلت و جاء هو ليفك السرج , لكنها قالت بحدة :"يمكنى فكه , شكراً" و فكته هى .
إلتفتت و بدأت تتباعد عنه , لكنه أمسك بذراعها و جذبها لتستدير و تواجهه :"أريد أن أقول كلمة."
" أنت مخطى , ليس بيننا أى شئ نتحدث عنه."
" حسناً , ربما ليس لديك , لكن أنا لدى ماأقوله , و ستسمعينى سواء أردت أم لا."
بينما هى تضع يديها على أذنيها , جذب يديها إلى أسفل وأمسكها من معصميها
" لن تستطيع التلاعب بى , هل تعتقد أننى أريد الإستماع إلى أكاذيبك بعد ذلك؟"
"أصمتى." أسكتها صوته الغاضب , جعلها تخاف للحظة :"ساقول هذا لمرة واحدة و أنت أسمعى , سواء صدقتى أم لا , الأمر عاد لك , بصراحة أنا لا يهمنى هذا أو ذالك." وكبح جماح غضبه :"أياً ما كان عقلك المعوج قد فكر فيه الليلة الماضية , كنت فقط حاملاً فيرتى لأعود بها , عندما صعدت أنت لسريرك شعرت أنا بملل و قررت الخروج لأتمشى ."
رمقته شارلوت بنظرة حاقدة , حاولت الإندفاع لتهرب , أمسك بها :"تابعتنى فيرتى للخارج , كانت مخمورة , و منزعجة من شئ ما , كانت تجلس تنتظر مكالمة من أمريكا , لم تأت أفترض أنك ستقولين أنها كانت تتباكى بتأثير الخمر , ظلتتسير خلفى , حاولت تسلق الأطلال , وتقفز تلك الحفر , خشيت أن تنكسر قدمها , أصابنى الملل منها أيضاً , كانت آخر شخص....."
توقف و قال بإختصار :"فى النهاية حملتها لأعود بها إلى المنزل وحدث ما رأيته عندما حضرتى."
وافقته شارلوت بشكل جارح :"نعم, كان ذلك عندما كنت تقبلها ."
تصلب وجهه :"عندما كانت تقبلنى " مصححاً كلامها .
أجابته متهكمة :"آهـ , أستعطف عفوك, ألست أنت الذى قال أن لديه كلاماً فى الموضوع ؟"
إرتسمت نظرة حادة فى عينيه :"لن أناقشك حول هذا يا شارلى."
نظرت إليه و وجهها شاحب :"لو كان ما تقوله صحيح , لم يكن هناك مبرر لمساعدتها "
" لا تكونى حمقاء , بالطبع, ساعدتها , كان يمكن أن تسقط و تجرح نفسها." تصلبت يداه على معصميها :"لن أتجاهل فيرتى لمجرد غيرة حمقاء تلوث عقلك شارلى , هى أختك , وشريكتى فى الأعمال الآن , وهى صديقة قديمة....أنا....."
قاطعته شارلوت و تصاعد غضبها ثانية :"عشيقة قديمة , أم هى أكثر من ذلك , لو تقدر أرجع إليها بسهولة عندئذٍ....."
" لِمَ أرجع لها !" إحترقت أعصابه و دفعها بعيداً عنه , لأنه لا يستطيع أن يتحمل أكثر و لا عليه أن يجرحها فى فورة غضبه :"للمرة الأخيرة....نحن لم نكن عشاقاً!"
" لكن فيرتى قالت أنكم كنتم, تظن أصدق من منكما؟"
"حسناً , عليكى أن تجتهدى لتعرفى ذلك بنفسك, أليس كذلك؟"
" أريد أن أصدقك , لكن...."
منتديات ليلاس
"حقاً , أشك " نظر غاضباً :"أنت بتملكك وسواس فيرتى ,كما كان والدك"قالها بفظاظة :"لكن بطريقة متناقضة تماماً , هل يسيطر عليكى شبحها دائماً مما جعلك غيورة منها هكذا, الآن والدك كان مولعاً بحبها كثيراً؟"
"ربما كنت " إعترفت :"لكن كان ذلك فى الماضى , إنه أنت .....أخشى أن تأخذك منى."
أجابها:"لن تستطيع أبداً , لكن بطريقة تصرفك , ألا تفهمين أنت تدفعينى للإبتعاد عنك؟ كيف يمكن أن يكون بيننا علاقة من أى نوع بينما لا تثقين بى؟ ألم تسمعى كلامى , بأننى لم تبلغ علاقتى بفريتى مستوى علاقتى بك. أى أمل فى المستقبل , يمكننا التعلق به , و أنت بهذا الشكاللعين ؟"
نظر إليها و التفت بجفاء , بدأ الأبتعاد ناحية المنزل , أسرعت خلفه ممسكه بأكمامه :"كاريج إلى أين أنت ذاهب؟"
"عائد إلى لندن , مؤكد لا يوجد هنا ما يجعلنى أبقى" منتديات ليلاس
" لا , لا تذهب هكذا , من فضلك أنا آسفة , أنا...."
إلتفت نحوها :"شارلى, لا أريد أن تسير الأمور هكذا , لكن الأمر بيدك , ينبغى أن تستخدمى عقلك و تثقى بى , طالما تفعلين...."
قطع صوت فيرتى منافشتهما و هى تناديه من فوق الكوبرى :"كاريج , ياه , انا مستعدة للذهاب!"
توتر جسد شارلوت :"أنت راحل الآن.....معها؟"
ضاقت عينا كاريج محذرة :"قلت أننى سأوصلها معى. نعم لكن لو...." لم يكن أمامه وقت لإنهاء كلامه ,
فلقد تراجعت شارلوت و قالت بخبث :"إذهب إذن, لا تدعنى أحتفظ بك , فى لندن تستطيع رؤيتها كثيراً كم تحب , ربما أثناء ذلك, تفكر بتأن , أياً منا تريد!"
أظلم وجهه بالغضب , خطا نصف خطوة ناحيتها و يده ممدودة , لكن خطا غاضباً نحو فيرتى , التى تنتظره و إبتسمت و سار خلفها , أسرعت شارلوت خلفه , بعد خمس دقائق خرج كاريج بالسيارة وقادها مسرعاً ناحية الطريق.

زهرة منسية 13-09-13 08:36 AM

رد: 203 - حب من أول نظرة - سالى وينت ورث - مكتبة مدبولى الصغير
 

خلال الأسبوع التالى الرهيب لم تسمع شارلوت أى شئ عن كاريج أو فيرتى , ثم وصلها خطاب من المشرف الرسمى طالباً رؤية المنزل من الداخل قبل الموافقة على خطة التجديد , و فى النهاية قال أنه طلب من المهندس المعمارى كاريج بيشوب أن يحضر , إتصلت بمكتب المشرف للتأكيد على الموعد لتخبره إن بإمكانه الحصول على المفتاح من جارهم لأنها ستكون فى عملها .منتديات ليلاس
عندما جاء اليوم المحدد عجزت عن التركيز فى عملها , عقلها مشغول بفكرةكون كاريج موجود بالقرب منها , كونه فى المنزل مع المشرف ,دخوله حجرة نومها , هل سيفكر فيها أم أنه سيدخل غرفة فيرتى و يفكر فيها ؟ حاولت أن تتخلص من شكوكها المحرقة لكنها لم تجد مهرباً من الصور المؤلمة التى يرسمها خيالها.
حدد المشرف لمقابلة كاريج عند المنزل فى الحادة عشر ظهراً , لها عندما عادت قادت شارلوت سيارتها عائدة للمنزل فى الخامسة و النصف كانت واثقة تماماً من ذهابهم منذ فترة طويلة لكن عند دخولها الفناء كانت سيارة كاريج موجودة . للحظة قاسية فكرت فى العودة , ثم أدركت أن كاريج ربما سمع صوت وصول سيارتها , ببطء نزلت من السيارة و دخلت منتديات ليلاس المنزل , كان كاريج جالساً فى مقعد منخفض بجوار لانافذة بحجرة الأستقبال , بيده كأس , لم يقف عندما دخلت , فقط نظر إليها متفحصاً كما لو كان يحاول التعرف على حالتها العصبية .
قال بأدب فاتر :"اعددت كأس لنفسى , آمل ألا يزعجك ذلك؟"
"لا, لا, طبعاً لا" وضعت حقيبتها على مقعد و لم تجد ما تقوله
قال :"أرى أنك تخلصت من كثير من الأثاث."
وعيناه تتنقلان بأرجاء الغرفة الخالية لتستقر عليها ثانية .
" نعم, يبدو ألا مبرر للإنتظار" إنتظرت أن يواصل حديثه , ثم قالت
ماذا فعلت مع المشرف؟"
"كانت له تعديلات طفيفة يريد إدخالها , فمعظمها من زاوية الأمان , عدا ذلك كان راضياً, سيصلنا خطاب رسمى قريباً عندئذٍ يمكن البدء."
قالت :"أفهم , لكن إذن , ماذا تريد أن أفعل؟"
وضع كأسه , و وقف و سار ناحية المائدة الصغيرة :"أولاً سأريك التعديلات."
نظرت إليه و تحركت ببطء لتقف بجواره , و بدأ يحدد التعديلات , لكنها لم تستمع , فقط تومئ برأسها عندما يتوقف حديثه , كانت مستغرقة فيه بأعماقها ....أكتافه العريضة فى بدلته العملية الأنيقة , يديه القويتان و هو يشير إلى الرسومات , صوته الآخاذ القوى رائحة عطره التى تسرى فى مسامها , إحساس عارم جعل جسدها يرتعد , فتباعدت خوفاً و خشية أن يلحظها .
منتديات ليلاس
قال بإختصار :"آسف , كان ييجب أن اتذكر أنك لا تهتمين بهذهالأشياء."
" أنا مهتمة , أنا....." كانت أظافرها تنغرس فى راحة كفها , إلتفتت لتواجهه :"ماذا بعد ذلك؟"
ضاقت عيناه و هو يحتويها بنظرته :" طلبت من ثلاث شركات مبانى عمكل التقديرات , كلها تريد معاينة المنزل, و سأقوم بترتيب ذلك , بعدها يبدأ العمل . طبعاً سأكون هناغالياً , بقدر إستطاعتى لأتأكد أن كل شئ يسير على بسلام , لكن لو كانت هناك مشاكل يجب أن تتصلى بى." توقف و عيناه على وجهها المنكس :"هكذا بطريقة أو بأخرى سنرى بعضنا كثيراً فى المستقبل القريب."
تراجع صوته متملياً , و شعرت شارلوت أنه فى حالة غريبة, بدأ قلبها يسرع دقاته , و تشوقت للإقتراب منه و لمسه , و تركه يأخذها فى أحضانه , لكنها لم تستطيع , ليس إلى هذا الحد , لقد صادرت هذا الحق , لو كان حقها أصلاً:"ماذا عن فيرتى ؟"
سألته بجفاء :"هل ستعود لتبقى مدة أطول؟"
ضحك كاريج بتكلف و دس يديه فى جيوب بنطلونه :"ليس لدى اى فكرة عما تفعله أو ما ستفعله فيرتى , لم آراها منذ آخر مرة هنا, منذ أن أوصلتها للفندق تلك الليلة , و لست أتوقع أن تصدقينى , فأنت مغرمة بالوساوس فى هذه الناحية."
ارتفع رأس شارلوت و حدقت فيه, عيناها على إتساعهما و وجهها شاحب :"أنا لست....." ولعقت شفتيها :"هل تظن أننى أستمتع بذلك؟"
فتساءل :"أليس كذلك؟"
هزت رأسها بائسة :"لا , طبعاً لا."
تفحص كاريج وجهها للحظة :"لا, لا, لاأظن أنك كذلك , لكنك مازالت تصدقين كل تلك الأشياء التى تقذفيننى بها , كل هذا الكلام السخيف عن أننى ما زالت أريد فيرتى."
تساءلت :"أهو سخيف؟"
إلتفت فجأة و ضرب بقبضته البرواز الخشبى المعلق على الجدار, كانت ضربته قوية فأسقطت الرواز مهشماً على الأرض , إلتفت ناحيتها شاحب الوجه راماً فكيه:"كم مرة يجب أن أقول لك ؟ ماذا يجب أن أقول لأثبت لك؟"
"تستطيع....." و أخذت شارلوت شهيقاً عميقاً "تقدر أن ترينى أنك....." غاب صوتها و هى تحملق فيه , عيناها مفتوحتان مستسلمتان , تقبض بالتوسل و الحنين للإطمئنان و تهدية أعماقها الثائرة.
حدق كاريج لحة , تصاعد الشوق ليحرقه بناره , بعدئذٍ خطا نحوها ببطء ووضع يده على كتفها جذبها بقوة نحوه :"تعالى هنا,إذن."
كانت قد جدلت شعرها فى رباط خلف عنقها , فكه كاريج فإنسدل على كتفيها وو سقطت خصلة على خدها تقبله فأزاحها , إلتقت عيونهما , عيناها تضخ شوق , عيون كاريج تفيض بمزيج غريب من الرغبة و الشك , عندما أنحنى ليقبلها شهقت شارلوت و وضعت ذراعيها حول عنقه , تتوق لأحضانه وقبلاته و حبه.
"كاريج, آهـ, كاريج , إفتقدتك كثيراً."
غمغمت بأصوات فى فمه , مزيج من أنصاف كلمات و هى تحاول قول أنها تحبه , بعد عدة دقائق رفع كاريج رأسه عنها , و شهق عالياً , و قبض على ذراعيها
"آهـ, من فضلك, آهـ , كاريج من فضلك."
قبلها من أعماقه , و أزاح شعرها للخلف بيده المرتعشة
" كاريج ؟ "
ارتجف و نظر غليها ببطء:"لا بأس , ليس هكذا تشارلى ."
"ماذا تقصد"
"اتريديننى أثبت لك أننى أفضلك على فيرتى , هل هذا فعلاً ما تريدينه منى , أن أؤطد علاقتى بك نكاية فيها؟" نظر إليها , ظلت صامتة.
نظرت إليه و هزت رأسها ببطء:"لا....لا أعتقد ذلك."
علق على كتفيها :"أنت تعتقدين لكنك لا تعرفين؟"
هزت رأسها :"أنا أستطيع نسيان فيرتى."
أرتسمت أبتسامة واسعة على فم كاريج :"هذا أفضل ما نطقت به منذ أسابيع , تعالى هنا" جذبها و قبلها بدفء وقال :"أحبك تشارلى لكننى أريدك لأسباب صحيحة , هل تفهمين ؟ ليس بدافع الغيرة أو الغضب لكن لأننا نريد ذلك فى الوقت الذى نريد , ليس بسبب وضعك لىّ نوع من الأمتحان ,وهو كذلك؟"
أومأت , عيناها ما زالت مفتوحة , لكزته بيدها فى صدره
"أيه ؟" قالها بنعومة فى أذنها :"هل تعرفين ماذا يعنى هذا بالنسبة لىّ؟"
ضحكت مبتهجة :"يجب أن أعرف."
" فتاة لعوب!" و قبل أذنها :"لم نبتعد عن بعض هكذا من قبل."
كان فى صوته تساؤل جعلها تضع ذراعيها حول عنقه و تقول :"لا أريدك أن تتوقف , آهـ ,كاريج!" أطبقت شفتاه على شفتيها و توقفت أنفاسها , إنغرست أصابعها فى كتفيه , عندما رفع رأسه بعد فترة ناظراً إليها ,كانت عيناها غائمتان تنسكب منهما الحب .
نهاية الفصل السادس
قراءة ممتعة للجميع

زهرة منسية 13-09-13 08:39 AM

رد: 203 - حب من أول نظرة - سالى وينت ورث - مكتبة مدبولى الصغير
 
حياة12+, ‏جآست مي
صباح الخيرات جمعتكم مباركة منورين الفصول

حياة12 13-09-13 09:10 AM

رد: 203 - حب من أول نظرة - سالى وينت ورث - مكتبة مدبولى الصغير
 
زهوووووووووورتي الرااااااااااااااائعة صباح الفل و الياسمين
واااااااااااااااااااااو فصلين و لا اروووووووووووووووووووووووووع استمتعت بهم جدااااااااااااا
تسلم ايدكي يا زهرتنا الرقيقة على الممجهود الخياااااااااالي ده ربنا يعينك يااااااااااااااارب

بصي الفصل اللي فات كنت خلاااااااااااااااااص قررت اقتلها و اخلص
غبيـــــــــــــــــــة غبــــــــــــــــــــية غبـــــــــــــية لاقصى درجة
و فعلا فيرتي بتحركها بكل سهولة
عارفة لما تضحكي على طفل و تقولي له انا واثقة انك مش حتقدر تعمل كذا و هو بكل بساطة يعمله و هو متخيل انه نجح في التحدي و ميعرفوش انه عمل اللي كنا عايزينه يعمله

نفس اللي حصل شاربوت تصرفت بغباء منقطع النظير
و الله الواحد مكسوف من كاريج بسبب غباءها ده
حقك علينا يا كابتن البطلات في العادة مش بيكونوا بالغباء ده بس انت نصيبك بقه وقعت مع بطلة شكاكة لدرجة جنونية :/

و احب اسجل اعجابي الشديــــــد به بجد شخصية رااااااااااااااااااائعة اهو ده فعلا مفيش منه 354 :peace:
انتي ايه حكاية ابطالك يا زهورتي الواحد مش عارف يشتمهم خالص كده :mad:
ارضي ضميري ازاي دلوقتي ؟
6 فصول و مش عارفة اشتمه !!!!!!!!!!
جررررررررررررر سمعتي اتدمرت خلاااااااااااااص :asd:

و فيريتي دي تييييييييييييييييييييييييييييت تيييييييييييييييييييييت تيييييييييييييييييييت كالعادة
و لو الزفتة شارلوت رجعت شكت فيه تاني انا بقوله اقطع علاقتك بالعائلة المنيلة دي يابني و ارجع لندن
الواحد صحته بالدنيا و شارلوت دي ترفع الضغط بصراحة :biggrin:

مش كفاية انه تعب نفسه و بقه شريك عشان خاطر عيونها
بس حبيييييييييييييييييييييت نهاية الفصل جداااااااااااااا
بس مش عارفة ليه حاسة ان في مصيبة جامبو جاية من بعيد :party0033:

ميرسي كتييييييييييييييييييير كتييييييييييييييييييييييييييييييير زهورتي
ربنا يخليكي لينا يا مدلعانا دايما ده ... رواياتك كلها رااااااااااااااااااااااااااااائعة مستمتعة معاكي جدااااااااااااااااا

مستنية الفصل الجديد على نااااااااااااااااااااااار :dancingmonkeyff8:

مووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووواه


زهرة منسية 13-09-13 02:43 PM

رد: 203 - حب من أول نظرة - سالى وينت ورث - مكتبة مدبولى الصغير
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حياة12 (المشاركة 3370331)
زهوووووووووورتي الرااااااااااااااائعة صباح الفل و الياسمين
واااااااااااااااااااااو فصلين و لا اروووووووووووووووووووووووووع استمتعت بهم جدااااااااااااا
تسلم ايدكي يا زهرتنا الرقيقة على الممجهود الخياااااااااالي ده ربنا يعينك يااااااااااااااارب
صباح و مساء الفل و الورد و الياسمين لأحلى وردة مشاغبة فى حديقة ليلاس
بصي الفصل اللي فات كنت خلاااااااااااااااااص قررت اقتلها و اخلص
غبيـــــــــــــــــــة غبــــــــــــــــــــية غبـــــــــــــية لاقصى درجة
و فعلا فيرتي بتحركها بكل سهولة
عارفة لما تضحكي على طفل و تقولي له انا واثقة انك مش حتقدر تعمل كذا و هو بكل بساطة يعمله و هو متخيل انه نجح في التحدي و ميعرفوش انه عمل اللي كنا عايزينه يعمله
هههههههه فعلاً أنتى وصلتى للمثال الصح برافووووو عليكى يا أروبة دايمن بعمل كدة لما بكون عايزة حاجة من أبن أخويا
نفس اللي حصل شاربوت تصرفت بغباء منقطع النظير
و الله الواحد مكسوف من كاريج بسبب غباءها ده
حقك علينا يا كابتن البطلات في العادة مش بيكونوا بالغباء ده بس انت نصيبك بقه وقعت مع بطلة شكاكة لدرجة جنونية :/
هههههههههههه
و احب اسجل اعجابي الشديــــــد به بجد شخصية رااااااااااااااااااائعة اهو ده فعلا مفيش منه 354 :peace:
انتي ايه حكاية ابطالك يا زهورتي الواحد مش عارف يشتمهم خالص كده :mad:
ارضي ضميري ازاي دلوقتي ؟
6 فصول و مش عارفة اشتمه !!!!!!!!!!
جررررررررررررر سمعتي اتدمرت خلاااااااااااااص :asd:
وحياتك يا حبيبتى مش عارفة أيه الحكاية دايمن كدة بجبلك أبطال محترمين
بس برضوا لازم يبقى فى حد فى الرواية يتشتم زى فيرتى كدة
بس أنتى عارفة يا حياتى أنا أكتشفت أنك بتتحملى على الأبطال بس لكن البطلات لا
ده أنا كنت متوقعة كام تييييييييييييييييت لـ شارلوت لكن لاقيتك حزنينة معاها حتى فى نرفزتك منه
بلاش العنصرية دى :)
و فيريتي دي تييييييييييييييييييييييييييييت تيييييييييييييييييييييت تيييييييييييييييييييت كالعادة
و لو الزفتة شارلوت رجعت شكت فيه تاني انا بقوله اقطع علاقتك بالعائلة المنيلة دي يابني و ارجع لندن
الواحد صحته بالدنيا و شارلوت دي ترفع الضغط بصراحة :biggrin:
و أنا بأيد رأيك 1000000%
مش كفاية انه تعب نفسه و بقه شريك عشان خاطر عيونها
بس حبيييييييييييييييييييييت نهاية الفصل جداااااااااااااا
بس مش عارفة ليه حاسة ان في مصيبة جامبو جاية من بعيد :party0033:
أكيد لازم بصراحة أنا مش عارفة لكن ده أحساسى برضوا
ميرسي كتييييييييييييييييييير كتييييييييييييييييييييييييييييييير زهورتي
ربنا يخليكي لينا يا مدلعانا دايما ده ... رواياتك كلها رااااااااااااااااااااااااااااائعة مستمتعة معاكي جدااااااااااااااااا

مستنية الفصل الجديد على نااااااااااااااااااااااار :dancingmonkeyff8:

مووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووواه


ميرسى ليكى حياتى ميرسى و ثانكس و جراسيس و دانكشان و أبرجادو و شكرررررررررررررررررررررا
شكرتك بكل اللغات اللى سمعت عنها :) شكراً كتير حياتى دايمن رفعة من معنوياتى
ودايمن مشاركاتك فى أى موضوع بتابعه بترسم البسمة على وجهى
مووووووووووووووووووووواه

Hiam 13-09-13 09:12 PM

رد: 203 - حب من أول نظرة - سالى وينت ورث - مكتبة مدبولى الصغير
 
اكيد بيستاهل يا عسل :)
تسلم ايدك

زهرة منسية 13-09-13 09:34 PM

رد: 203 - حب من أول نظرة - سالى وينت ورث - مكتبة مدبولى الصغير
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Hiam (المشاركة 3370460)
اكيد بيستاهل يا عسل :)
تسلم ايدك

يسلم عمرك هيوم
سامحينى ما أخدت بالى أنك عضوة جديدة
و تكاد تكون مشاركاتك الأولى فى روايتى
أهلا و سهلا بيكى حبيبتى عضوة جديدة
نورتى المنتدى بتمنى أنك تقضى معانا وقت ممتع
http://www.liilas.com/up/uploads/lii...9100805141.gif

الاميرة الاسيرة 14-09-13 02:30 PM

رد: 203 - حب من أول نظرة - سالى وينت ورث - مكتبة مدبولى الصغير
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
زهرتنا الجميلة فعلا روووووووووعة تسلم ايديكى يا قمر مجهود رائع
بالتوفيق دائما يا قمر
فى حفظ الرحمان

زهرة منسية 14-09-13 07:11 PM

رد: 203 - حب من أول نظرة - سالى وينت ورث - مكتبة مدبولى الصغير
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الاميرة الاسيرة (المشاركة 3370730)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
زهرتنا الجميلة فعلا روووووووووعة تسلم ايديكى يا قمر مجهود رائع
بالتوفيق دائما يا قمر
فى حفظ الرحمان

وعليكم السلام و رحمة الله و بركاته
مشكورة سمو الأميرة
الأرووووووع متابعتك
فى أنتظار رأيك فى الفصل الجديد

زهرة منسية 14-09-13 07:17 PM

رد: 203 - حب من أول نظرة - سالى وينت ورث - مكتبة مدبولى الصغير
 
تنويه هام جداً
أتمنى منكم أنكم تمسكوا أعصابكم و أنتم بتابعوا الفصل
و صحكتم بالدنيا لا تنفعلوا
و خصوصاً أيسو حبيتى عندك تصريح و أتمنى انك تقتلى شارلوت :)

زهرة منسية 14-09-13 07:27 PM

رد: 203 - حب من أول نظرة - سالى وينت ورث - مكتبة مدبولى الصغير
 
الفصل السابع
منتديات ليلاس

فى يوم الأحد التالى ذهبت شارلوت إلى منزل عائلة سلاتر لتحضر تعميد طفلهم الجديد , و عادت مبكراً إلى المنزل , كانت فيرتى هناك و سيارة غريبة واقفة فى الفناء , أختها مستيقظة فى غرفتها تصنف أشياءها المحفوظة فى دولاب كبير تركته خلفها عند سفرها إلى أمريكا.
" أشكرك لأبلاغى بقدومك" بجفاف قالتها شارلوت و هى تقف بباب الممر ناظرة لأختها الكبرى .
" أتصلت تليفونياً , و جدتك بالخارج " كانت فيرتى راكعة على الأرض تفتش فى دولابها , وجذبت صورة مدرسية كبيرة و قالت :"يا إلهى, لقد نسيت كل ذلك , هل كنت أبدو هكذا بهذا المظهر الفظيع الزى المدرسى؟"
جلست شارلوت على السرير و شاهدتها متسائلة :"هل ستبقين؟"
إستلقت فيرتى على ظهرها واضعة رجلاً فوق الأخرى تنظر إلى شارلوت بسخرية :"ربما لا."
تساءلت شارلوت :"إذن لماذا جئت ؟مؤكد ليس للبحث فى صورك و أشياءك القديمة؟"
"لِمَ لا ؟ أقرر ما أريد الإحتفاظ به." و توقفت لتسخر من شارلوت :"أو ما أريد أخذه معى إلى أمريكا ."
لم تستطيع شارلوت إخفاء لهفتها :"هل أنت عائدة إلى أمريكا ؟"
" بالطبع , عملى هناك , و هناك سبب آخر."
شعرت بالعبارة معلقة فوق شفتيها و نظرت شارلوت إليها و هى تضيق عينيها , كانت لا تستطيع أبداً الثقة فى فيرتى , عندما تسألها سؤالاً مباشراً تتعالى و تفسره وفقاً لصالحها , لكن الآن هناك إبتسامة صغيرة تتارجح على فمها و هى تنظر إلى لهفة و توقع شارلوت ,لذا قالت شارلوت بتردد :"ما هو السبب الآخر ؟"
ضحكت فيرتى ساخرة :"أعتقدت أنك لن تسألى أبداً " و قالت القطة ذات النظرةالناعسة :"فعلاً , كان لابد أن أتزوج منذ زمن "
"تتزوجين!" وقفت شارلوت للحظة مقتنعة أنها تقصد كاريج , لكن الضحكة المنتصرة المرسومة على وجه فيرتى جعلتها تدرك خطأها و جلست ثانية , وقلبها يدق بعنف :"أنت تقصدين أنك مخطوبة؟" منتديات ليلاس
"لا, حبيبتى , لا شئ من تلك السخافات؟"
قالتها و هى تمط الكلمات :"فى هوليوود لا يهتمون بالخطوبة كثيراً , فقط عليكى الأنتظار حتى يتم طلاق الرجل لزوجته , و تتقدمى إليه سريعاً و تتزوجيه قبل أن يستعذب و يستمرأ حريته و هروبه من قفص الزوجية أو يغير رأيه"
قت شارلوت فى رعب :"هل تقولين أن هذا الرجل متزوج فعلاً؟"
ابتسمت فيرتى أبتسامة سعادة حقيقية:" نعم, و أنفصل نهائياً عن زوجته , و سيتزوجنى لقد إصطدته فعلاً و هو مخرج سينمائى - أمريكى."
قالت شارلوت :"وتأخذينه من زوجته, و تحطمى زواجه؟ هذا فظيع !"
" هراء!" نظرت فيرتى نحوها و نفد صبرها :"الزواج السعيد لا يتحطم تماماً كما أن الرجل الذى يحب لا يقيم علاقة مع نساء آخريات"
و نظرت إلى شارلوت بمكر ودهاء :"رجل مثل كاريج هو ليس على علاقة حب معك, فاهمة."
ردت شارلوت :"أنت لا تعرفين هذا" و أدركت إلى أين سيقود الحديث .
ضحكت فيرتى ضحكة رنانة :"ياهـ, أعرف نعم أعرف , لو تفكرين فى الأمر , ستفهمين أننى قلت لماذا , يا أختى العزيزة الصغيرة"
وقفت شارلوت مهتاجة:"لا أصدقك, كاريج لم يكن....لم يكن على علاقة بنساء أخريات"
إعتدلت فيرتى متكئة على أحد ردفيها :"ألم يفعل ؟ لا, ربما هناك مبالغة , لا أقصد نساء آخريات أقصد امرأة أخرى , هى أنا."
إنتهرتها شارلوت و الغضب يشعل وجهها :"انت تكذبين ! هو.....هو يحتقرك"
إعترفت فيرتى :"ربما يفعل ذلك الآن , لكن لم يمنعه من أن يتمنانى, فهو مجنون بى تشارلى , عندما كنا معاً لم يستطيع إبعاد يده عنى , جعلته يهيم عشقاً بىّ , لم يقوى على الأنتظار مثلما حدث تماماً عندما خرجنا لأول مرة وقتها أبعدته , هذه المرة...." توقفت و كأنها ستهوى بسكين :"هذه المرة لم أتمالك نفسى و إبعاده أطول من ذلك." ابتسمت و كأنها تستعيد الذكرى. :"و أنا سعيدة لأننى لم ابعده يا له من ولد مبهر ! بعد ليلة واحدة معه أنا....."
"إصمتى !" خطت شارلوت نحوها غاضبة , يديها مشرعة فى غضب عارم ثم لمحت نظرة حقد و إنتصار فى عيون أختها لذا حاولت تمالك نفسها , تكورت يدها فى قبضة شديدة :"لا أصدقك . أنت تختلقين هذه الحكاية, تحاولين فقط إستثارتى لأفقد أعصابى."
"ولماذا أفعل ذلك؟"
"أنا لا أعرف ,أنت دائماً تكرهيننى- لا أعرف سبب لهذا أيضاً."
" ألا تعرفين؟"رمقتها فيرتى بنظرة غاضبة:"لأن امى دائماً كانت تفضلك علىّ , بالطبع , لم يكن لم يكن لديها وقت لأجلى أو لوالدى عندما كنت طفلة وليدة"
حدقت شارلوت فيها برعب , إتضحت أمامها الآن أشياء عديدة:"لذلك كذبت علىّ فى موضوع كاريج؟"
"آهـ , يا إلهى , لم أكذب , لقد أعلمت عقلى لإصطياده , منك و نجحت , كان الأمر سهلاً جداً."
"لكنك نفذت رأيك بخصوص المنزل ؟ مؤكد أنك ....."
ردت فيرتى بحزم :"لم يكن بسبب المنزل , على الأقل كان ذلك مجرد بداية , لقد قررت أننى أريده لأننى هائمة به , لو أردت أن تعرفى , و وجدته ممتعاً أن أستعيده بعد كل تلك السنوات التى إنقطع فيها عنى , لم يفعل أحد ذلك بى ثم يهرب منى."
" لكنك على علاقة حب مع رجل آخر؟" منتديات ليلاس
" على علاقة حب؟آهـ , أتقصدين ستيف مخرج أفلامى؟" وضحكت ضحكة رنانة:"كم أنت رومانسية بائسة شارلى ! لا دخل للحب فى الموضوع, يجب على الفتاة أن تكون عملية و هى تخطط للمستقبل , ستيف سيكون عوناً كبير لىّ فى عملى "
"لهذا السبب إختطفتيه من زوجته , لكى يمكنك تمثيل أدوار كثيرة أفلام أكثر؟"
و حملقت شارلوت فى إستغراب !
قالت فيرتى ساخرة :"هل هناك سبب أفضل؟ مهنة التمثيل و عالم السينما, عالم فتاك بصراعاته , سأقول لك , أنت تحتاجين كل شخص ليقف بجوارك قدر ما تستطيعين , بالأضافة إلى أن زوجة ستيف كانت تضمر لىّ الحقد و تكيد لىّ منذ أول مرة ألتقينا , لذا فهى تستحق كل ما جرى لها."
صاحت شارلوت :" أنت بلا قلب ! ألا يهمك أحد أو شئ؟"
" أنا يهمنى عملى فط , هذا كل شئ , أريد الوصول إلى القمة قبل فوات الأوان"
قالت شارلوت :"تقصدين , قبل أن يتقدم بك العمر , هذا ما تخافين منه , أليس كذلك؟ أن تفقدى جمالك"
"أنا ممثلة و ليست لاعبة تـُنسى , و مازالت فى الثامنة والعشرين! لكنى أريد إعتلاء القمة بينما مازالت صغيرة , نعم , أقول لك هذا , لن يقف أى شئ فى طريقى."
"و ماذا يحدث عندما يقابل هذا الرجل الذى تنوى الزواج منه فتاة أخرى , أصغر منك, عندما يهجرك , و تصبيه بالملل؟" تساءلت شارلوت بفضول و مكايدة "هو حتماً سيكتشف أنك لا تحبينه و....."
" لا, لن يكتشف , أنا واثقة من ذلك , عندما يتزوجنى سأعمل على إرضائه و إشباعه بحيث لا ينظر أبداً إلى امرأة أخرى , مالم تفشل أفلامه أو يأتينى عرض أفضل, طبعاً"
نظرت شارلوت إلى أختها و أدركت كم أصبحت قاسية , للحظة شعرت بالشفقة عليها و قالت:"أشعر بالأسى لأجلك فيرتى, حتماً سيكون جحيماً لا يطاق عندما تسيرى فى الحياة بدون حب"
ردت فيرتى بإستهزاء :"آهـ , لكننى لا أستطيع الحصول على الحب كما أريد , بما فيه حب كاريج , وقتما أريد , لكن لا تقلقى , سأتركك تستردينه عندما أنتهى منه , فقط لا تظنى أنك سترضيه و تشبعينه الآن , لأنك لن تستطيعى , و لا أحدغيرك لأننى له الآن"
تخاذلت شارلوت و هى تستوعب تعبيرات فيرتى التى تركز على (الآن) فى حديثها عن كاريج , و قالت :"ما زالت لا أصدق , آخر مرة كان كاريج هنا...نحن...نحن... تصافينا"
" تصافى , تفاهم؟ يا لها من دنيا ! لكنه لم يستودعك نفسه, هل فعل؟ لن يفعل طالما أنا موجودة , ربما يحتفظ بك تحومين حلوه ولهانة به إحتياطياً لوقتما أهجره , و يقرر الإكتفاء بالخسارة الثانية , فوق كل شئ لتذكرينه بىّ."
فجأة شمل شارلوت غضب عارم و قالت بإحتقار :"يا إلهى! كم أنت مغرورة لعينة وتعتقدين كل الناس تنحط لمستواك , حسناً , كاريج ليس هكذا , و لا أنا , و أنا فقط أرجو لك النجاة فيرتى , أنت ممثلة قديرة جداً , عدا ذلك فإن زوج المستقبل سيفهم مكائدك و لدغاتك السادية ويطردك خلال شهر , لو كان لديه إحساس , و الآن هل تأخذين ما جئت لأجلة و تذهبين؟"
سخرت منها فيرتى :"عيب....عيب , أصبح لك مخالب يا أختى الصغيرة , كل هذا بسبب غيرتك منى و من كاريج؟"
" أنا ليست غيورة , لأننى لا أصدق كلمة واحدة منك , كاريج أخبرتى أنه لا يريدك و أنا أصدقه و لا أصدقك"
"هل يريدنى الآن يا له منولد فاجر , يحافظ على خياراته مفتوحة , لذا أظن أنه لم يخبرك , إذن, لقد طلب منى الزواج"
كانت شارلوت قد بدأت تخطو نحو الباب , لكن كلمات فيرتى أوقفتها متهالكة , و إلتفتت بوجههاالشاحب :"لا , لا , أنا , أنا لا أصدقك."
وخرجت
تهكمت فيرتى :"لا, لماذا لا تسالينه ؟ آهـ , طالما أنك مصممة , أساليه إذا كان هناك ندبة أثر جرح غائر على فخذه الأيس أم لا.... بأعلى فخذه ندبة لم تكن به عندما كنت أعرفه منذ ست أعوام نعم" و واصلت حديثها و عيناها تشع وميض النصر مصوبة على وجه فيرتى:"فعلاً توجد طريقة واحدة فقط ذلك , أليس كذلك؟"
بالنسبة لـ شارلوت كانت الأيام القليلة التالية جحيماً حقيقياً ,مهما حاولت لطرد إتهامات فيرتى من عقلها, لا تستطيع , كانت قد أتفقت مع كاريج على لقائه فى لندن مع نهاية الأسبوع لكنها تلهفت رؤيته و الأطمئان على قوة أرتباطه بها , حاولت مئات المرات إلتقاطت سماعة التليفون لتحادثه ثم تمنع نفسها لأنها تعرف مهما حاولت ستعجز عن تجاهل الشكوك التى غرستها فيرتى فى عقلها ثانية , و كاريج ليس ساذجاً , سيلمح و يخمن و يتهمها بعدم ثقة فيه.
لكن ما أطلقته فيرتى تكفى لغرس الشكوك فى عقل أى إنسان , هكذا فكرت شارلوت البائسة . خصوصاً تلك الأشواك على طلب كاريج الزواج من فيرتى , الأشد هولاً عن الندبة أعلى فخذه , فيرتى واثقة جداً, ربما لا تستطيع إختلاق شيئاً كهذا , واثقة تماماً أنه شئ لن تستطيع شارلوت معرفتها بنفسها...هذا مؤلم , و كيف تتأكد ؟ فأنت لن تستطيعين إلتقاط سماعة التلفيون و تسالين محبوبك عما إذا بأعلى فخذه ندبة لأنك تريدين معرفة ما إذا كانت له علاقة مع امرأة أخرى أم لا . منتديات ليلاس
منتديات ليلاس
عند هذه الفكرة بدأت و تمنت أن تنفجر دموعها الحبيسة , كانت تتطلع لرؤية كاريج يوم السبب , والآن أفسدت فيرتى سكينة و هدوء عقلها ثانية.
فى يوم السبت ركبت شارلوت القطار إلى لندن , كان كاريج قد وعدها بالإنتظار على المحطة, و إتفقوا على اللقاء عند كشكمتعهد الصحف, وصل القطار مبكراً عن موعده قليلاً, لكن كان كاريج واقفاً على الرصيف فى يده صحيفة يتفحصها دون تركيز و يحدق فى ساعة المحطة الكبيرة , وقفت شارلوت عدة دقائق خارج دائرة نظره , تشاهده و تستجمع شجاعتها لهذا اللقاء الذى طالما إنتظرته ليقود إلى بداية جديدة , بدا كاريج وسيماً , إلتفتت أكثر من امرأة ينظرن إليه , شعرت بفخر و هى تراه ينتظرها هى. نظر إلى الساعة مرة ثانية ثم على الرصيف , خطت شارلوت بحيث يمكنه أن يراها , إعتدل فوراً , وشد كتفيه كما لو كان يواجه تحدى أو خطر , أرادت أن تجرى نحوه و تتعلق بذراعيه لكنها أرغمت نفسها على السير بهدوء تجاءهه و تحيه :"مرحباً كاريج."
"مرحباً حبيبتى" وضع يده على ذراعها و جذبها ليقبلها
ردت له القبلة وجدت نفسها تنظر إليه بتركيز محاولة إكتشاف علامات إتهام , ثم تراجعت عندما أنتبهت لما فعلته , موهت عليه بضحكة :"آهـ , الجميع ينظرون إلينا!"
رد كاريج:"إذن دعيهم ينظرون" و قبلها ثانية :" هم فقط يغيرون منى" و وضع ذراعه حول خصرها , و مشوا خارج المحطة, يتجنبوا إندفاع القادمين بسرعة للحاق بالقطارات :"كيف كانت رحلتك إلى مانشيستر؟"
تسألت شارلوت محاولة إبعاد خيط الحديث عن المسائل الشخصية.
"طيبة جداً, إتفقنا على شغل ثلاث وظائف , واحدة منهم وظيفة كبيرة حقاً , مرموقة"
إستمر حديثه عن المشروع حتى وصلوا إلى سيارته الواقفة فى طريق جانبى , بمجرد ركوبهم أخذها فى حضنه و قال :"الآن , دعينى أرحب بك"
كانت قبلته حارة جداً مؤثرة , و تماسكت لعدة دقائق قبل أن تستلقى لتستريح على صدره , ترد له قبلته :"آهـ , كاريج , غمغمت :"أتمنى...." توقفت و عاجزة عن صوغ إشتياقها فى كلمات.
"هممم, أعرف ما تقصدين" قبلها ثانية و إبتعد متردداً عنها :" جائعة؟ "
"أموت جوعاً !"
"حسناً, حجز مائدةالساعة السابعة و نصف إعتقدت أنك ربما تحبين تجربة شئ مختلف , لذا إخترت بار جديد فـُتح حديثاً , قريب جداً من شقتى , لم أذهب إليه من قبل, لكن نعض جيرانى ذهبوا إليه , قالوا أنه جيد, صاحبه يركز على تقديم الطعام أكثر من تركيزه على الديكور مما يجعله تغييراً مبهجاً, أليس كذلك؟"
" طبعاً , يبدو رائعاً " وافقته شارلوت بحرارة أنهما سيذهبان إلى مكان جديد , مكان يُحتمل إلا تكون فيرتى ذهبت مع كاريج إليه .
ابتسم و وضع يده على ركبتها فى إيماءة لأشعارها بحبة :"أظن أننا بعد ذلك يمكننا العودة لشقتى لتناول كأس و ننام."
كانت شارلوت ممتنة لأنه ترك الخيار مفتوح لها , أو أنه مجرد إختبار ليعرف مدى ثقتها به , الآن, حانقة على نفسها , دفعت الشكوك جانباً , كما حاولت إبعاد كل المخاوف المزعجة التى زرعتها فيرتى بقسوة , لا شئ يمكنه إفساد الليلة , لا شئ . عندئذٍ إبتسمت لـ كاريج , تحركت لتقترب منه :"هذا سوف يكون....لطيفاً"
لم يستغرق الوصول للمطعم وقتاً طويلاً , كانت ساعة ذروة الزحام عند إشارات المرور لذا إختار السير فى الشوارع الجانبية.
سألته :"منذ متى تعيش فى لندن ؟ "
" تخرجت من الجامعة و بدأت العمل,فهى مكان عظيم ليعيش المرء بها" تحدث بحرارة جعلت شارلوت تتطلع إليه
"لكنك تحب الريف أيضاً , أليس كذلك؟ قلت أنك تحب بناء المنزل قرب تلال بركشاير"
"هذا صحيح , لكن ذلك ممكن أن يحب الرجل مكانين مختلفين , حتى يعيش نمطين من الحياة مختلفين"
قفزت الفكرة فوراً إلى رأسها , و يحب امرأتين مختلفتين تماماً ؟ و هى تحدق فى جانب وجهه متساءلة عن مدى إختلافهما هى و فيرتى ليمكنه أن يحبهما معاً , فيرتى بسبب حنكتها و شارلوت لتلائم هدوئه الزائد وحبه للريف.
" هاى , إستيقظى؟"
خدشها بإصبعه و قفزت هى :"ماذا؟ آهـ , أسفة , هل قلت شيئاً؟"
أجابها :"قلت ثلاث مرات نحن هنا"
"هل نحن؟ أنا.....أنا كنت بعيدة جداً"
إبتسم كاريج :"فقدت الإتصال بك"
ضحكت و ألقت بنفسها عليه تقبله :"لا ....لم تفقد"
و عيناه تحتويانها :"حسناً , بدأت أقلق"
هى تعرف أنه لم يكن يتحدث عن اللحظة الحالية , لكن عن الأسابيع الآخيرة الماضية منذ وفاة أبيها , منذ جاءت فيرتى للمنزل , و مسحت بيدها وجنتيها :"أعرف,آسفة"
تصفح يدها بلطف و قبل كفها و مازالت عيناه فى وجهها
"هل كل شئ على ما يرام الآن؟"
أومأت مطمئنة بقربه :"نعم , اعتقد ذلك"
إرتفع حاجبيه و بدا راضياً :"حسناً لندخل و نأكل إذن, أليس كذلك؟"
كان كلاً منهما مسروراً و سعيداً بالمطعم , كان صغيراً ذا جو دافئ وودى , لكنه مزدحم بالموائد المترصة غير المتباعدة بدرجة كافية لتبادل أحاديث غير مسموعة , كان وقت العشاء ما قبل رفع ستائر المسرح , لذا جلسوا على البار فترة فى إنتظار خلو مائدة .
"كيف حالك؟" سألها كاريج :"أنا قلق لأنك تقيمين وحدك فى هذا المنزل الكبير"
أجابته :"يجب ألا تقلق , أنا بخير , والتليفون دائماً بجوارى ,لو قلقت يمكننى الأتصال بأحد الجيران"
سألها :"كم يبعد تحديداً أقرب منزل؟"
ضحكت حتى شهقت :"و هو كذلك... ميل و نصف , لكن شخص ما يجب أن يأتى عادة"
" مازال الأمر يقلقنى" إلتفت عندما أحضر الجرسون المشروبات و قال :"أخشى أن تحدث بعض الهزات بمجرد بدء العمل , يجب عليكى أن تخرجى من المنزل الرئيسى و تقيمى فى أحد الأجنحة مؤقتاً"
أجابته :"لا يهمنى , و كما قلت من المفيد وجود أحد هناك ليراقب العمل"
قال كاريج :"حسناً, يحتمل أن يوفر لىّ قدر كبير من الوقت , اعرتف" و تنازل كأسه :"هل غيرت رأيك بشأن إمتلاك شقة فى المنزل , كان أمامك وقت طويل للتفكير."
هزت شارلوت رأسها :"لا, لا أريد الإستمرار فى العيش هناك فى تلك الأجواء , منالأفضل الإنتقال بعيداً لأبدأ بداية منعشة."
ظهرت نظرة إبتهاج فى عيون كاريج:"أعتقد أنك على حق , أعرف أنه كان قديماً و جميلاً و أنت تحبيه , لكن رغم ذلك , أخذت إنطباعاً بأنك لم تكونى أبداً سعيدة هناك" "كان جميلاً عندما كانت أمى على قيد الحياة ." منتديات ليلاس
قطبت جبينها فى محاولة لإستيطان مشارعرها :"ربما هذا هو السبب فى كونى كنت ضد تغيره , فهو يحفظ كثيراً من ذكريات أمى, الآن ستضيع كلها"
قاطعها :"لا , لن تضيع إذا كانت محفوظة فى قلبك."
رمقه بنظرة خاطفة , مندهشة , من هى التى يحفظها فى قلبه , بعدئذٍ هزت رأسها :"الذكريات تبدو و كأنها تتلاشئ بسهولة , خصوصاً تلك التى عشتها و أنا صغيرة , لكن عندما أتجول حول المنزل دائماً أتذكر أمى جالسة فى مقعد بجوار النافذة , تحيك الثياب أو تعمل فى الحديقة , التى كانت تحبها"
ظلت صامتة لدقيقة تفكر فى قربها من أمها متجاهلة فيرتى و أباها....
ثم واصلت حديثها :"لكنك على حق , بعد وفاة أمى لم أعد أبداً سعيدة كما كنت, رغم أن الأمر كان أفضل كثيراً بعد...."
توقفت منتبهة إلى أين هى ذاهبة فى حديثها .
لكن كاريج أكمل جملتها :"بعد أن سافرت فيرتى , تقصدين , نعم أتخيل أن ذلك ربما حدث"
عجزت عن ضبط نفسها , قالت :"لقد حضرت فيرتى الأسبوع الماضى "
"هل فعلت؟" بدا و كأنه نطق بها بلا قصد.
أجابت :"نعم, جاءت تقلب فى حاجاتها التى تركتها هى....كان لديها الكثير لتقوله أيضاً"
لم يبدو أن كاريج مهتماً بما سمع , فكرت شارلوت أيهما الصادق؟ أم أن فيرتى مجرد موضوع حساس للغاية لا يتحدث عنه؟
بحثت عن الكلمات الصحيحة لتواصل حديثها لكن كاريج غير الموضوع , أخبرها عن خيول جديدة قدمها أصدقائه الذين يملكون أسطبل فى بركشاير للتدريب على سباق قفز الحواجز :"سينتهى فى الصيف غالباً , لذا طلبوا منى الذهاب فى نهاية الأسبوع للمساعدة فى تدريبها"
سألته :"هل ستذهب؟"
أمسك يدها :"هذا يعتمد على...."
سألته :"آهـ, على ماذا ؟ المشروع الجديد؟"
أمسك يدها بقوة :"لا, لا... شئ مختلف تماماً"
الطريقة التى نظر إليها بها و تحدث بها بعثت رعشات عبر عمودها الفقرى و جعلت قلبها يخفق بشدة لكن , رغم ذلك , فى لحظة الإثارة فكرت : هل يفكر فى أنا أم فى فيرتى؟
نظرت بسرعة لأسفل حتى لا تستطيع قراءة شكوكها فى عينيها , تعجبت لهذا الشيطان السادى الذى دخل عقلها ليعذبها هكذا...حاولت بشكل ما إخفاء مشاعرها و الحفاظ على خفةالحديث بينما هم يسيرون بإتجاه مائدتهم , و طلبوا الطعام و بدأوا يتناوله.
قال كاريج :"جيراتى على حق" مستحسناً الطعام " الطعام جيد"
سألته :"ستأتى ثانية؟"
علق عليها :"يجب أن نأتى كثيراً , و رفع كأسه ليقرع به كأسها :"نخب الليلة"
توهجت شارلوت قليلاً , حاولت النظر فى عينيه لكنها لم تستطيع. منتديات ليلاس


زهرة منسية 14-09-13 07:32 PM

رد: 203 - حب من أول نظرة - سالى وينت ورث - مكتبة مدبولى الصغير
 

"ماذا شارلى ؟ هل هناك شئ يرهقك؟"
للحظة تشوقت لإفراغ كل ما تفوهت به فيرتى , لكنها تخيلت النظرة المنسحبة الغائمة التى ستغطى وجهه , فهزت رأسها :"لا...أنا....أعتقد عصبية قليلاً , هذا كل ما فى الأمر"
إحتواها بعينيه و بعد لحظة قال :"الأفضل أن تتناولى المزيد من الخمر, إذن"
" تحاولى جعلى أسكر "
لوى شفتيه سارخراً :"طبعاً , لماذا إذن إستدرجتك إلى هنا؟"
بدا كاريج بهذه الواقحاة مما أضحك شارلوت , و للحظة هدأت ثم عادت الأمور كما كانت , رغم بعض الملاحظات العابرة عن المنزل , و استرجاعها فى ذاكرتها , أثناء ذلك بدأوا تناول القهوة و هم يستمتعون بوقتهم بينما كاريج يداعبها , و لم تجروء على طرح شكوكها , و قررت ألا تفعل إصرار كاريج على على ضرورة ثقتها به , لكن مؤكد من الأفضل إيضاح كل شئ بصراحة, و لتسكن الشكوك قبل ذهابها إلى شقته؟
قال كاريج و هو يلاحظ إستغراقها فى التفكير :"لو حدقت هكذا طويلاً ستخترقين قاع الفنجان"
"ماذا , آه , نعم" أسرعت بغمس المعلقة فى السكرية , لكنها عجزت عن إخفاء النعاس فى عينيها :"من الأفضل أن تخبرينى ؟ أظنها فيرتى ثانية؟ "
أومأت شأرلوت
فأكمل حديثه :"كما هو كل مرة, ماذا الآن"
أجابته :"حسناً , تعرف أننى أخبرتك بمجئ فيرتى الأسبوع الماضى لترانى, هى...هى قالت أنها ستتزوج" و ركزت عينيها على وجهه لترى رد فعله.
لكن كما توقعت لم ترى شيئاً, و أومأ هو قائلاً:"نعم, أعرف , أخبرتنى"
حدقت شارلوت مندهشة :"أخبرتك , متى ؟"
"آه, حدث منذ أسبوع مضى"
تساءلت :"قبل يوم الأحد الماضى؟"
" نعم, لأننى ذهبت إلى مانشيستر يوم الأحد , لذا يجب أن يكون قبل ذلك"
"إذن هى أخبرتك قبل أن تخبرنى" و هى تلمح بدلالة :"ألم تهتم؟"
" أهتم , لماذا ؟"
قالت :"حسناً, أنت كنت مغرماً بها من قبل , أليس يرى بعض الرجال أنهم طالما عجزوا عن الوصول للمرأة التى يرودونها , فلا يسمحون لغيرهم بالحصول عليها ؟"
أجاب :"ربما بعض الرجال , لكنى لست منهم , ما هذا شارلى؟"
حاولت التراجع متمنية إن لم يمن قد بدأت هذا الحديث لكن فات آوان التراجع :"قالت فيرتى أنك طلبت الزواج منها , أليس هذا صحيحاً؟ هى كانت تكذب فقط لتغيظنى؟"
لم يجب كاريج للحظة ثم قال :"و هل أغاظتك؟"
" طبعاً " اعترفت شارلوت ضاحكة "هى تخطط دائماً لذلك , بسهولة تامة , تفعل"
قال كاريج:"إذن ألم تفكرى فى الوقت الذى تقفين فيه أمامها ؟ طالما تتيحى لها الفرصة لتهجم عليكى , يجب أن تحاولى"
إنفجرت شارلوت :"فعلت , حاولت لكن كان صعباً . أنت لا تعرف , لا تستطيع أن تفهم كيف تعيش فى....فى ظل شخص مثل فيرتى , والدى أحبها كثيراً , كل شخص يحبها , أنت أحببتها"
إقتربت عيناها من عينيه :"و أنت لم تجب على سؤالى"
" لا....نعم , أخشى أن يكون صحيحاً , كنت مخموراً مع فيرتى و طلبت منها الزواج مرة"
" مرة؟ تقصد....عندما خرجتما معاً من قبل؟"
" نعم, طبعاً , أعتقدت متى؟"
هزت شارلوت رأسها مذهولة وأستلقت فى مقعدها , يملأها تدافع أفكارها :"لكنها رفضتك؟"
" لا... كان واضحاً أنها تريد الحفاظ على خياراتها مفتوحة , لحسن الحظ لم تنطلى حيلتها وة تشاجرنا تلك المشاجرة العنيفة و إنفصلنا , أنا واثق أنها لم تكن لتقبل أبداً , الزواج منى لا فائدة منه لها فى عملها فى السينما , أنا واثق أن السينما هى كل إهتمامها " ثم نظر إليها :"فهمت أن فيرتى لم تخبرك متى عرضت عليها الزواج "
عندما هزت رأسها نفياً
منتديات ليلاس
" و أنت قفزت طبعاً للنتيجة الخاطئة"
هزت رأسها أيضاً
"أوهـ , شارلى ماذا أفعل معك؟"
أستطاعت شارلوت التفكير فى أشياء عديدة تريد أن يفعلها لها , ثم تورد وجهها خجلاً من أفكارها .
أمسك كاريج يدها :"لماذا لا تسرعين بشرب القهوة؟ " قالها بلطف ولهفة جعلت نبض قلبها يتسارع , مبعداً أى شئ آخر عن عقلها
"مثل هذا , ها ؟" قالتها بضحكة مهتزة
"مثل هذا , تماماً"
إلتقطت الفنجان و شربت قليلاً ثم وضعته ثانية و يدها ترتعش :"أظننى لست ظمآنة جداً بعدكل هذا"
مازال كاريج ممسكاً بيدها الأخرى , ثم رفعها إلى شفته و قبلها بلطف , و عيناه تضيقان بالرغبة و تحتويانها , إمتلأ قلبها بشعور هائلا بالحب و السعادة , لحظة يقين و هدوء داخلى عندما عرفت أنها تحب كاريج , و لن يحل محله شخص آخر أبداً , بدونه لا تستحق الحياة أن تـُعاش , يجب أن تستمر , لكن لن تكون هى نفسها . تصلبت يد كاريج على يدها و هو يقرأ مشاعرها الواضحة على وجهها :"انذهب" و إلتفت إلى الجرسون لإحضار الفاتورة .
كان المنزل الأسود الضخم الذى تقع به شقة كاريج يبعد قليلاً عن المطعم لكنه قاد سيارته مسرعاً
و مؤخراً فى الشقة جذبها نحوه و ضمها برقة وقفت شارلوت هادئة تماماً فى حضنه, ثم بدأت حواسها تشعر كما لو كانت منجذبة نحودوامة عنيفة أو يصيبها دوار البحر و يهبط بها لأسفل , لأسفل نحو الأعماق.
"آهـ , يا حبيبتى الصغيرة!"
قطعهم دقات الجرس بعنف , جعلت شارلوت بدأت تشعر بنفسها و تبتعد , جذبها كاريج فى حضنه و إستمر فى تقبيلها , لكن الجرس دق للمرة الثانية , تأوه و تركها تبتعد.
" اللعنة !" رفع يده حزيناً يزيح شعره لخلف من فوق جبينه :"آسف, سأرى من بالباب , لن أتأخر دقيقة"
سار عبر الصالة مغادراً حجرة الجلوس , أضاء النور قبل أن يرد علىالجرس
بقيت شارلوت فى الغرفة النصف مظلمة , تستمع لدقات قلبها ترتعد فى صدرها , مازال ممتلئاً بإثارة عصبية تعرف أن ذلك صحيح !
سمعت أصواتاً فى الصالة , فى البداية رفع كاريج صوته مندهشاً , ثم صوت فيرتى , ياه , لا, أصلحت شارلوت من هندامها و شعرت بأن كل تلك السخونة تتبخر من عروقها , تتركها باردة خاوية داخلياً , إستدارت بوجهها ناحية الباب , عندما دفعته فيرتى و هى تتقدم كاريج
" الشقة كلها مظلمة ؟ يا لها من رومانسية!" كان صوت فيرتى مشحوناً بالتهكم الساخر و هى تضئ النور , كانت تبدو جميلة , مرتدية ملابس لونها أسود , شعرها الأشقر تنساب خصلاته على كتفيها , عندما رأت شارلوت جمالها , عاودتها المخاوف و الشكوك القديمة . منتديات ليلاس
قالت فيرتى :"قلت لك اريد التحدث مع شارلوت"
" هل لابد الآن ؟ ألا يمكنك تأجيلها لوقت آخر؟"
أجابت فيرتى :"حسناً , لا أفهم لماذا أنا هنا الآن ؟" تلفتت فيرتى حولها متظاهرة بالدهشة :"أنا واثقة أننى لم أعطل شيئاً ما , أليس صحيحاً؟ أتمنى ذلك!"
تقدم كاريج غاضباً ليمسك يدها, لكنها تملصت منه , خطت نحو نماذج المبانى المصفوفة بجوار الجدار
"أنا ظمئ , لنتناول شراباص , أتسمح؟" ثم فتحت أحد الدولايب لتستكشف رف زجاجات الخمر و الكئوس :"نحتاج بعد شرائح الليمون يا عزيزى "و وضعت فى يده طبقاً آخر:"أم تريدنى أن أحضرها بنفسى ؟ أنت تحتفظ بها فى الدولاب الثانى فى المطبخ , أليس كذلك؟"
قاطعتها شارلوت :"تمام فيرتى , لا تكررينها بعد ذلك , أعرف تماماً أنك جئت هنا من قبل"
"آهـ, حسناً , أحياناً يمكنك أن تكونى بطيئة الفهم للغاية شارلى يا عزيزتى"
قال كاريج بجفاء :"لماذا لا تقولى ما جئت من أجله و تخرجين من هنا"
"عيب , عيب! كم أصبحت فجأة غير مضياف كاريج , مؤكد أنه تأثير شارلى السئ, كنت دائماً فى غاية الكرم و الترحاب" و ابتسمت إبتسامة مؤثرة و هى تتحدث , و رأت شارلوت وجه كاريج يتصلب , أدركت غضبه , وتحيرت , الآن فيرتى دخلت فجأة , أم يخشى مكن قولها الكثير؟ أم غاضب لأنه ما زال يتمناها و لأنها ستتزوج رجلاً آخر؟
إنتبهت شارلوت فجأة لأن عقلها الباطن يطحن تلك الأفكار المزعجة , بينما هى منذ دقائق قليلة كانت مستعدة مع كاريج لإرتقاء ذروة إندماج حبهما , لكنه لم يصرح بالفعل بقوله أنه يحبها , رغم قوله لها يا حبيبتى لكن ذلك مجرد رغبة و شهوة .
وضعت فيرتى يدها على ذراع كاريج و مالت عليه لتهمس له بشئ , لكنه دفعها بعيداً و خطا بعيداً عنها , بغضب واضح :"إما أن تتحدثى مع شارلى , أو تخرجى" قالها بشدة
أجابت فيرتى :"و هو كذلك , لكننى أريد التحدث معها على إنفراد , من فضلك"
احت شارلوت بخوف غريزى من سموم فيرتى :"لا ! أنا لا أكتم سراً عن كاريج"
نظر نحوها كاريج مستحسناً قولها
لكن فيرتى قالت :"الا تريدين ؟ يا حلاوتك ؟ يا للعار لكن كاريج لا يستطيع قول نفس الشئ"
قال كاريج غاضباً :"إلى ماذا تلمحين فيرتى ؟"
لكن فيرتى مشيت ناحية شارلوت و قالت فى صوت خفيض:"حسناً , ألم تسأليه بعد؟"
كانت شارلوت تعرف تماماً ماذا تقصد , لكنها قالت :"انا لست بحاجة لأسأله , أنا أثق به"
قالت فيرتى بحدة :"أنت حمقاء , ألا تعلمين أن الرجال لا يمكن الثقة بهم أبداً - خصوصاً عندما يكونوا مرفوضين!" لمعت عيناها بنظرة إزدراء, و إحتفظت بصوتها منخفضاً :"ام لأى سبب عدا ذلك تظنين أنه تحول نحوك؟ أنا لا أصدق فعلاً أنك تثقين به, بل لأنك تخافين أن تسأليه"
قالت شارلوت :"أخرجى فيرتى! أخرجى و أتركينا فى هدوء و سلام!"
تقدم كاريج واضعاً يده على ذراع شارلوت و جذبها بعيداً :"نعم,فيرتى, لماذا لا تخرجى؟"
قالت فيرتى :"وهو كذلك , أستطيع أن أفهم متى لا يكون مرغوباً فى وجودى , سأذهب بمجرد أن تسألك شارلى سؤالاً معيناً؟"
الح كاريج :"أى سؤال ؟!"
عارضتشارلوت بائسة :"لا, ليس مهما , لا يهمنى"
هددت فيرتى :"طبعاً سيحدث , إن لم تسأليه , سأسأله أنا "
تساءل كاريج :" أى سؤال ؟"
قالت فيرتى :"شارلى تريد أن تعرف إن كان لديك ندبة على فخذك الأيسر؟"
تنقل كاريج ببصره بينهما مقطباً ظو و لم يجب , لذا قالت فيرتى :
"لا فائدة من المراوغة يا كاريج"
إستقرت عيون كاريج على وجه شارلوت :"نعم , بىّ ندبة"
" حسناً , السؤالالثانى , آهـ شارلى تمام, سأسأله بدلاً عنك , إذن متى أُصبت بهذا الجرح يا عزيزى كاريج؟"
"منذ عامين , سقطت من فوق حصان اثناء السباق و دهمنى الحصان" مازالت عيناه على وجه شارلى , لكنها أخفضت عينيها , تلاشى كل أمل , أصبحت عاجزة عن النظر إليه .
و ضحكت فيرتى ضحكة ساخرة :"لم يكن الأمر صعباً , كما ترى يا شارلى , الآن يمكنك أن تأخذيه عزيزتى , قلت لك سأعطيه لك عندما أنتهى منه , ألم أفعل ؟ فقط أريدك أن تتأكدى تماماً من فهم ما ستحصلين عليه لأننى....."
قطع كاريج حديثها , جذبها من ذراعها بعيداً عن شارلوت , وجهه مشتعل بالغضب , مشى بها عبر الصالة بسرعة جعلت فيرتى تجرى خلفه رغماً عنها.
"أخرجى أيتها الفطة الشرسة ! أخرجى و ابتعدى عن هنا" صك الباب خلفها , و قف لحظة يفرك يديه كما لو كان ينظفها من شئ قذر , إلتفت مسرعاً و إستدار راجعاً إلى حجرة الجلوس , حيث كانت شارلوت ترتدى معطفها .
"ماذا تفعلين؟"
أجابته بفتور :"عائدة إلى المنزل"
"تهربين , تقصدى هذا يا شارلى , ألا تفهمين أنك لو ذهبت الآن ستكون فيرتى قد كسبت ؟ لقد قلت لك مراراً أنها لا تعنى شيئاً لىّ الآن , مع ذلك ما والت تسمحينلها بتسميم عقلك و تفسد ما بيننا"
" هى دائماً تكسب , كانت تكسب دائماً و ستكسب دائماً"
أمسك بذراعها :"فقط عندما تسمحين لها"
"أنظرى إن كان بشأن رؤيتها لندبة فخذى هى جاءت هنا مرة بينما كنت خارجاً من الحمام لتوى و...."
تملصت شارلوت :"لا, لا أريد سماع هذا ألا تفهم , إن ذلك لا يهم؟ لقد أفسدت لنا كل شئ لن نكن سعداء أبداً , ستكون هى بيننا"
" بالطبع , يمكننا! لو كان لديك فقط ثقة بنفسك , وثقة بىّ و بقلبك , إذن فمن المؤكد ليس هناك مستقبل لنا"
إرتجفت من كلماته و إلتفتت تنظر إليه و هو يلتقط أنفاسه , لكنها هزت رأسها و أسرعت خارجة من الشقة.
نهاية الفصل السابع
مش هينفع أقول قراءة ممتعة:)

Hiam 15-09-13 10:38 PM

رد: 203 - حب من أول نظرة - سالى وينت ورث - مكتبة مدبولى الصغير
 
مساء الخيرات على الصبايا والستات :363::363::363:
انا يمكن تعليقاتي بتكون قليلة بس دائما باوقات فراغي معكم باكون موجودة
المزبوط ولا مرة قرات قصة مش مكتملة علشان هيك الانتظار ممل بانتظارك تكملي لنا اياها يا زهرتنا ويعطيك العافية مقدما

حياة12 16-09-13 02:39 AM

رد: 203 - حب من أول نظرة - سالى وينت ورث - مكتبة مدبولى الصغير
 
سيبووووووووووووووووووني عليها الغبية دي
http://www.fhamatoor.com/data/media/...oor.com_14.gif

متخلفة غبية ده لو عقلها كان مكانه طبق سلطة كانت حتفكر بشكل افضل

سووووووووري يا زهورتي حرقت دمي جداااااااااااااا
اييييييييييييييييييييييه الغباء القاتل ده!!!!!!!!!
بكررررررررررررررررره البطلات الغبيات و المستسلمات بالشكل ده :zkc04699:

يعني هي بذكائها المحدود عارفة و متأكدة ان التيت التانية فيرتي كانت بتكرهها بسبب موضوع مامتهم و عايزة تدمر العلاقة بينها و بين كاريج
تقوم هي بكل بساطة تصدقها!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

اعععععععععععععععععععععععععععععععع
انا حموتها الغبية دي:378: :378: :378:

و الله انا لو مكان كاريج اقطع علاقتي بها و مرجعش لها ابداااااااااااا ابدااااااااااااااا و لو مشت على دماغها
بسبب ثقتها المعدومة فيه دي

مين ممكن يستحمل جنان حد كده و يحاول يتفهم موقفه زي كاريج!
ده انا نفسي عدوة الابطال كرررررررررررررهتها و مش طايقة اشوف وشها فما بالك به !

و هي كل شوية يجي في عقلها يقصدني و لا يقصد فيرتي ؟
يا ترى جه هنا مع فيرتي؟
يا ترى اعترف لفيرتي بالحب؟
كل دقيقة فيرتي فيرتي فيرتي :5rdsew3:

مش ممكن دي لا تطاق :o9Y04826:

انا اطالب كاريج بقطع علاقته بالعيلة التيييييييييييييييييييييت دي
و اتمنى ان الحقيرة فيرتي حياتها المهنية تتدمر تماما و المخرج العبيط ده و اللي ضحكت عليه يديها فوق دماغها :zkc04699:

تسلم ايديكي زهورتي الرااائعة الفصل تحفة استمتعت به جدااااااااااااا جدااااااااااااا
كالعادة كل رواياتك تجننننننننن و كفاية انها من ايديكي
ميرسي كتيييييييييييييييير على المجهود الخرافي ده :flowers2:

مستنية الفصل الجديد على ناااااااااااااااااااار :dancingmonkeyff8:
و يا رب كاريج يذلها و يعلمها الادب :welcome_pills2:

موووووووووووووووووووووووووووووووووواه


زهرة منسية 16-09-13 03:28 PM

رد: 203 - حب من أول نظرة - سالى وينت ورث - مكتبة مدبولى الصغير
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Hiam (المشاركة 3371106)
مساء الخيرات على الصبايا والستات :363::363::363:
انا يمكن تعليقاتي بتكون قليلة بس دائما باوقات فراغي معكم باكون موجودة
المزبوط ولا مرة قرات قصة مش مكتملة علشان هيك الانتظار ممل بانتظارك تكملي لنا اياها يا زهرتنا ويعطيك العافية مقدما

مساء النور على عيونك هيوم
أهلاً و سهلا بيكى فى أى وقت
ما فى أنتظار بعد اليوم موعدنا اليوم مع
الفصل الأخير
نورتى هيوم
و مشكورة كتير على مشاركتك

زهرة منسية 16-09-13 03:36 PM

رد: 203 - حب من أول نظرة - سالى وينت ورث - مكتبة مدبولى الصغير
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حياة12 (المشاركة 3371183)
سيبووووووووووووووووووني عليها الغبية دي


متخلفة غبية ده لو عقلها كان مكانه طبق سلطة كانت حتفكر بشكل افضل

سووووووووري يا زهورتي حرقت دمي جداااااااااااااا
اييييييييييييييييييييييه الغباء القاتل ده!!!!!!!!!
بكررررررررررررررررره البطلات الغبيات و المستسلمات بالشكل ده :zkc04699:

يعني هي بذكائها المحدود عارفة و متأكدة ان التيت التانية فيرتي كانت بتكرهها بسبب موضوع مامتهم و عايزة تدمر العلاقة بينها و بين كاريج
تقوم هي بكل بساطة تصدقها!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

اعععععععععععععععععععععععععععععععع
انا حموتها الغبية دي:378: :378: :378:

و الله انا لو مكان كاريج اقطع علاقتي بها و مرجعش لها ابداااااااااااا ابدااااااااااااااا و لو مشت على دماغها
بسبب ثقتها المعدومة فيه دي

مين ممكن يستحمل جنان حد كده و يحاول يتفهم موقفه زي كاريج!
ده انا نفسي عدوة الابطال كرررررررررررررهتها و مش طايقة اشوف وشها فما بالك به !

و هي كل شوية يجي في عقلها يقصدني و لا يقصد فيرتي ؟
يا ترى جه هنا مع فيرتي؟
يا ترى اعترف لفيرتي بالحب؟
كل دقيقة فيرتي فيرتي فيرتي :5rdsew3:

مش ممكن دي لا تطاق :o9Y04826:

انا اطالب كاريج بقطع علاقته بالعيلة التيييييييييييييييييييييت دي
و اتمنى ان الحقيرة فيرتي حياتها المهنية تتدمر تماما و المخرج العبيط ده و اللي ضحكت عليه يديها فوق دماغها :zkc04699:

تسلم ايديكي زهورتي الرااائعة الفصل تحفة استمتعت به جدااااااااااااا جدااااااااااااا
كالعادة كل رواياتك تجننننننننن و كفاية انها من ايديكي
ميرسي كتيييييييييييييييير على المجهود الخرافي ده :flowers2:

مستنية الفصل الجديد على ناااااااااااااااااااار :dancingmonkeyff8:
و يا رب كاريج يذلها و يعلمها الادب :welcome_pills2:

موووووووووووووووووووووووووووووووووواه


ياأهلاً و سهلاً بحبيبة هارتى من جوه جواه
حياتى الله عليكى يا بنت فشتى خلقى هى محتاجة كل اللى عملتيه فيها
برافو عليكى
للأمانة كاريج ما شوفتش زى فى الأبطال أتنين فى طولة باله و تحمله لغيرة شارلوت
بس هو كمان الفصل ده هيعاملها كما تستحق
أيسو مش عارفة أشكرك أزاى على دعمك و متابعتك رغم أشغالك أنا عارفة
مهماتك فى القبض على البطلات و الأبطال الله يعينك يا أوختى
مشكورة كتيرررررررررررررررررررررررر حياااااااااااااااااااااااااااااااتى
على كلامك الحلو اللى دايمن مخلى معنوياتى فى السماء
يالا بينا نشوف كاريج هيخلص تاره من شارلوت أزاى
مووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووواه

زهرة منسية 16-09-13 03:41 PM

رد: 203 - حب من أول نظرة - سالى وينت ورث - مكتبة مدبولى الصغير
 

الفصل الثامن
&
الأخـــيـــــــــر



من الأفضل العمل على رأب الصدع , و رتق الفتق , لكن ذلك كان مستحيلاً طالما أن كاريج كان مشغولاً بتطوير المنزل , طيلة أسبوعين ظو كانت شارلوت تتحدث فقط إلى سكرتيرته , و تمت الموافقة على خطط التطوير و تردد كاريج على المنزل مع ممثلى شركات المبانى , كان لديه مفتاحه الخاص , كان يأتى عندما لا تكون موجودة , بل فى العمل , لذا لم تراه , إقترب يوم بدء البنائين لعملهم , قبيله, كان يجب أن تنتقل شارلوت من غرفتها فى المبنى الرئيسى إلى غرفة أخرى فى أحد الأجنحة المتصلة بالمنزل , لكن الباب الموصل بينهما سيـُغلق بمجرد بدء العمل , لذا كان عليها الإنتقال . قضت شارلوت وقتاً فى تنظيف و تجهيز غرفة لأنها لم تستخدم لسنوات , فأفسدتها الرطوبة , و بعد تجهيزها أصبحت ملائمة تماماً . منتديات ليلاس
فى ذلك الوقت ذهبت شارلوت إلى مايك بروكس فى المدينة فى صباح يوم السبت , لم تكن قد رأته إلا نادراً منذ بدأت تخرج مع كاريج لكنه دعاها للإنضمام للغداء فى مطعم قريب
أخبرته شارلوت بكل شئ عن تطوير المنزل و لم تذكر شئ عن كاريج, لكن كان واضحاً أنها غير مرتبطة بمواعيد , و عرض عليها مايك المجئ لمساعدتها فى نقل باقى الأثاث التى تريد الحتفاظ به , ترددت للحظة , فقال مايك :"أتذكر أن لديك بعض الأثاث الثقيل , لذا ربما أفضل حضور صديقين لىّ من نادى الرجبى لمساعدتى"
تقبلت شارلوت عرضه بإمتنان و فكرت فى إحضار بعض علب البيرة لهم....مجرد كمية قليلة , لأن خبرتها بلاعبى الرجبى أنهم يؤثر فيهم أى شئ
وجاء يوم السبت , كان من المفروض أن يبدأ البنائون يوم الأثنين , أحضر أصدقاء مايك صديقاتهم معهم , و جعلوها حفلة بعد أن نقلوا الأثاث سريعاً , تناولوا خروفاً مشوياً كانوا قد أحضرواه معهم , ثم رقصوا حتى منتصف الليل
توقعت شارلوت أن تستيقظ متأخرة لذا ضبطت المنبه على السابعة , قبل مجئ العمال , لكن ربما بسبب عدم ألفتها للغرفة إستيقظت مع شقشقة و تغريد العصافير للترحيب بخيوط أول ضياء النهار , و وجدت أنه مستحيلاً أن تنام ثانية , أرتدت ملابسها و لم تشعر برغبة فى الطعام , ذهبت إلى المبنى الرئيسى و بدأت التجول فى الغرف الخالية كلها تحفط الكثير من الذكريات , بعضها طيب و بعضها مؤلم , لكن كلها جزء من طفولتها الغالية , تذكرت أباها و أمها و تلك السنوات القليلة السعيدة عندما كانوا معاً . هل تحوم أرواحهما فى هذه الغرف؟ تساءلت :"هل هما غاضبين لأن منزلهما سيتهدم ؟ كانت واثقة أن والدها سيغضب , لو عرف. تجولت فى الغرفة الكبيرة التى كانت ذات يوم غرفة طعام رئيس الدير , حاولت تخمين مشاعر عشرات رؤساء الدير الذى أقاموا هنا . إتجهت للمدفأة , وضعت يدها على النقوش المنحوتة على الحجر, مررت أصابعها على مسند الفحم فى المدفأة , على لوحة الغزال و الصياد , تماماً كما كانت تفعل و هى طفلة . كان عقلها مليئاً بالقصص التى إختلقتها عنهم....كانت غالباً تشاهد أحلاماً ليلية بسببها.
سمعت وقع أقدام عند باب الصالة المفتوح إستدارت لترى كاريج هناك, مؤكد أنه دخل بالمفتاح الذى معه, بدا مفزوعاً لرؤيتها , تلكأ عند الباب , غالباً كما لو كان سيرجع ثانية. لكنه رأى الدموع فى عيونها , قال بغلظة:"آسف...أنا...هل أنت على ما يرام؟"
"نعم" أومأت برأسها و مسحت عيونها بأصابعها كطفلة :"كنت فقط أقول وداعاً , هذا كل ما فى الأمر."
" وداعاً؟"
أجابت بابتسامة جامدة :"للمنزل كما عرفته"
قال بجفاء :"سيكون وقتاً شاق عليكى , ربما الأفضل لو رحلت من هنا تماماً"
ذكرته بإزدراء :"لا أستطيع ذلك... يجب أن أحصل على نصيبى من الأرباح" ظل واقفاً عندباب الصالة , غالباً كما لو كان خائفاً من الإقتراب منها , على وجهه إبتسامة باهتة , عيناه مفتقدة الحيوية الأصلية , سألته مترددة:"هل أنت بخير؟"
أجاب متكلفاً :"نعم طبعاً , أنا مشغول فقط هذا كل ما فى الأمر" ظهر على وجهه أمرات الغضب:"سأترك لك خطاباً , لأخبرك عما سيفعله البنائون هذا الأسبوع , سأترك لك خطاب كل أسبوع , لو واجهتك إلى مشاكل يمكنك إبلاغ السكرتيرة , و سأتصل بالبنائين و أتصرف معهم"
"أفهم" قالتها لفتور
إلتفت نحوها فى غضب مفاجئ :"بحق السماء شارلى! هل تظنين أن هذا كان سهلاً علىّ , أعتقدت أن من الأفضل لكلانا لو رأينا بعضنا قليلاً , كلما أمكن , إن لم ترى بعضنا أبداً , فى الواقع , سيوفر لنا وقتاً للنسيان"
سطعت الشمس بما يكفى لتضئ الفناء حول المبانى المحيطة , تسلل شعاع عبر قضبان النافذة , سقط حيث يق كاريج , تسلطت أعمدة الأشعة عليه , رأت شارلوت أنها لن تنسى مظهره فى هذه اللحظة أبداً .
مع شروق الشمس جاءت أول سيارات عمال البناء , مرسلة ضوضاء إرتطامها بإحجار الطريق وكما لو كان نسى العالم فى الخارج بدأ كاريج يخرج مظروفاً من جيبه :"ها هو الخطاب الذى كنت سأتركه لك" وضعه على إفريز الشباك غير راغباً فى المغامرة بلمسها , و قال بجفاء :"سأذهب لأقابلهم , لأتأكد أنهم سينفذون التعليمات بدقة" إتجه للخروج من الغرفة دون الألتفات للخلف.
غادر المنزل بينما كانت هى إنصرفت من العمل, و لم تراه ثانية لتتحدث معه, لكنه جاء للمنزل طبعاً , و عرفت ذلك عندما أخبرها العمال , لكنه إختار المجئ بنما تكون هى فى العمل, كان العمال مزعجون جداً , كانت هى سعيدة بالهروب للعمل , و تعمدت مقابلة المشرف كل يوم لمعرفة التقدم الذى يحققوه , و إن كان مختلفاً عن برنامج كاريج الأسبوعى , أم هناك مشاكل أخرى , و أتصلت هاتفياً بسكرتيرته , لم تسأل أبداً عنه , ذات مرة أتصلت بينما كانت السكرتيرة فى الخارج , أجاب هو , تحدثت بصعوبة معه, تبادلوا حديثاً قصيراً محدداً , مرة أخرى جاء يوم السبت عندما واجه العمال مشكلة كبيرة , رأته شارلوت يذهب على الفور إلى الطابق الأرضى , و أمكنها رؤيته من النافذة الجانبية , شاهدته , لكن لم تحاول الذهاب إليه و التحدث معه , لا جدوى , هما يعرفان أن الأمر أنتهى , قبل رحيله مباشرة خطا كاريج خطوتين ناحية الباب الموصل لجناحها و توقف قلبها , لكنه تردد محملقاً ناحية النافذة ثم وضع يداه فى جيوبه و إلتفت ماشياً بسرعة.
يقولون أن الإنسان ينسى بمرور الأيام , لكن شارلوت لم تجد الأمر كذلك, الجرح لم يندمل و لم يمر يوماً بل حتى ساعة , و لم تفكر فى كاريج.منتديات ليلاس
أزال البنائون كل الأعمدة الخشبية الفاسدة و أحلو محلها الجديدة و بدأوا عمل التعديلات , لكن ما زال هناك ضوضاء , و قذارة.
إنتهت أسابيع الصيف تدريجياً و أقبل الخريف و أسرع إيقاع العمل , و بدأت شارلوت تتمنى استمرار العمل ببطء , عندما ينتهى العمل لن يكون هناك حتى خطاب كاريج الأسبوعى لتراه.
إبان تلك الفترة رفضت كل عروض التلاقى و المصاحبة مع الشبان , لكنها خرجت مع مايك بروكس و أصدقائه من نادى الرجبى و صديقاتهم , كان الموسم الجديد قد بدأ فى سبتمبر , و كانت ترغب فى مشاهدة بعض المباريات و الذهاب لحفلة الرقص التى تقام لجمع التبرعات لجولة الفريق خارج البلاد, كان مستحيلاً ألا تستمتع بالرقص , بينما إرتدى ثلاثة لاعبين من نادى الرجبى ذوى أجسام ضخمة , ملابس نساء بمكوضة الأربعينات , و باروكات شعر , و أدوا فصلاً تمثيلياً هزلياً من مسرحية ’’شقيقات أندروا’’ كان ذلك مجرد فاصل إفتتاحى للكبارية الذى أستمر حتى الساعات الأولى من الصباح , و لم يكن مايك فى حالة تمكنه من قيادة السيارة , و لكن يجبأن تعود شارلوت فى سيارته , فليس هناك طريقة أخرى لتعود إلى منزلها . منتديات ليلاس
قالت له :"سأقود السيارة, أفتح النوافذ ربما تساعد فى إفاقتك"
لكن عندما وصلوا إلى المنزل وجدت أنه ما زال سكران , لذا ساعدته على دخول المنزل , و أعدت له قهوة سادة ,شربها مايك , و تثاءب بشدة و سقط فى النوم على الأريكة! لن يوقظه زلزال لذا أخذتها الرأفة به و أحضرت وسادة و بطانية ثم ذهبت لغرفتها و ألقت بنفسها على سريرها.
فى صباح السبت كان البنائون يجئون مبكراً و كانوا قد تجاوزوا مرحلة إطلاق صفارات المعاكسة و التلمحيات , لكن شارلوت لا تريد بأى طريقة أن تقدم لهم مادة جاهزة للتلصص و الغمزات التى أنتظروها شهوراً , و يجئون الآن ليجدوا أن رجلاً كان يقضى الليل معها, لذا ضبطت المنبه على الساعة السابعة, وعندما دق إنتزعت نفسها من السرير و إرتدت الروب و ذهبت لتوقظ مايك.
دفعته, صاحت , و فى النهاية وضعت المنبه بجوار أذته مباشرة , أستيقظ فى النهاية.
تساءل :"ما هذا ؟ ماذا حدث؟" صوته ما زال متلعثماً
قالت :"يجب أن تذهب لمنزلك , لا , لا تعود للنوم , إستيقظ و أغتسل"
تثائب مايك جالساً , وضع يده على رأسه ثم نظر محاولاً فتح عينيه :"ماذا أفعل هنا؟ هذا منزلك؟"
أجابت بضيق :"نعم, كنت مخموراً الليلة الماضية تعالى سأريك الحمام يمكنك الأغتسال , بينما أعد لك القهوة"
تساءل :"كم الساعة الآن؟" حاول تقريب الساعة من وجهه و حاول إظهار غضبه :"ما زالت السابعة فقط!"
بدأ يستلقى على ظهره ثانية, لكن شارلوت جذبته :"لا, لا تعد للنوم العمال يبدأون عملهم فى الثامنة , يجب ذهابك قبل ذلك"
"ياه, شارلى بحق السماء! من يهتم بذلك نحن لم نفعل شيئاً!"
"هم لا يعرفون ذلك, و أنا مجبرة على العيش معهم لشهور, و أنت ل, لذا هل ستتفضل و تأخذ نفسك و تنصرف؟"
سحبته فوراً إلى الحمام و أعدت له القهوة السادة شربها بعد خروجه من الحمام مباشرة , بدا غير حليق الذقن , غير مهندم الثياب , فى النهاية , هو موجود عندها!! أثناء إنتهائه من القهوة تحدثوا و ضحكوا عن الحفلة الراقصة , فى السابعة و النصف , نظرت فى ساعتها و وقف مايك يتثاءب:" حسناً, رأسى تؤلمنى ! لا أظن أننى تعلمت , كل حفلات نادى الرجبى هى كذلك."
كان صباحاً بارداً و هى تفتح الباب له و أرتعشت , و جذبت الروب حول قميص نومها القصير , كانت سيارة مايك واقفة فى خارج الباب مباشرة , قال لها:"إدخلى حتى لا يصيبك البرد , ساراك يا شارلى , أشكرك على مساندتك"
أومات شارلوت و أغلقت الباب و قررت العودة لتنام ساعتين فى سريها , لكن بعد خمس دقائق كان هناك دقات على الباب الرئيسى , خرجت من السرير و فتحت الباب , إنه مايك
" السيارة تعطلت , هل يمكننى إستخدام التليفون"
" لكن السيارة يجب أن تعمل , كانت ممتازة ليلة أمس"
أجابها :طحسناً, هى ليس كذلك الآن, البطارية فارغة"
قالت :"لكن كيف؟ أنا....أوهـ , لا لم أترك النور مضاء , هل تركته؟"
تثاءب مايك و بدا يخطو عائداً للمنزل , قالت شارلوت :"آهـ , لا , يمكنك أن تأخذ سيارتى " قالتها و هى تدفعه للخارج على الدرج , و ذراعها حول خصره.
لكن قبل أن ترجع شارلوت لتأتى بالمفاتيح كانت هناك سيارة أخرى قادمة عبر بوابة المنزل إلى الفناء اللعنة, جاء البنائون مبكراً , لكنها كانت سيارة زرقاء داكنة , إنها سيارة كاريج الذى نزل من الباب مسرعاً.

زهرة منسية 16-09-13 03:43 PM

رد: 203 - حب من أول نظرة - سالى وينت ورث - مكتبة مدبولى الصغير
 

خطا نحوها , وجهه غائم , و فهمت شارلوت كيف يبدو الأمر أمامه , هى فى الروب و قميص نوم قصير , شعرها أشعث مهدل , يدها حول خصر مايك و هو غير حليق فى بدلة السهرة , من الواضح أنهما قضيا الليلة هنا . نظرت إلى وجه كاريج نظرة معذبة و أسرعت جرياً نحو المنزل , متجاهلة مايك المسكين , و بينما تبحث عن مفتاحها , سمعت الرجلان يتحدثان صوت كاريج بارد مستفز , لكن فة النهاية لم ييشتبكا فى عراك , وجدت المفتاح فى درجها بجوار السرير , أسرعت و ألقت به فى يد مايك :"ها هى, يمكنك أخذ سيارتك فى أى وقت آخر"
"و هو كذلك" لكنه نظر إلى كاريج نظرة عابسة
ذهبت شارلوت إلى المنزل , لكن كاريج قال بحدة :"أود التحدث معك"
"ألا يمكن تأجيله ,أنا يجب...."
" لا.....الآن"
بدأ مايك الحديث و هو يتراجع :"لو تريدين أن أبقى شارلى"
لكنها نظرت إلى وجه كاريج المتجمد و قالت :"آهـ, لا, كل شئ على ما يرام شكراً مايك, كاريج يريد التحدث عن عمل البنائين , هو مهندس معمارى , أنت تعرف"
هكذا رحلمايك , متشككاً لحد ما , وسار كاريج خلف تشارلوت داخل المنزل , بدأت ترتعش ليس من البرد . نظر إليها نظرة عارمة بمجرد أن إلتفتت لتواجهه , و أنقبض قلبها للحظة و قالت :"فهمت أنك تريد الحديث عن المنزل ؟"
" لا, اللعنة عليه إذن , ماذا كان يفعل هذا الحقير هنا؟ أم يجب ألا أسأل؟" أضاف بإحتقار
" لا, يمكنك"
حملق فيها و زم شفتاه :"أنت لا تضعين وقت , أليس كذلك؟"
كانت شارلوت مرتبكة لوجودها فى مثل هذا الموقف السخيف وغاضبة لأن كاريجقفز إلى نتيجة خاطئة بدون إتاحة الفرصة لها للشرح و تفسير الموقف , فإمتلأت غضباً:"ماذا يفترض أن ذلك يعنى؟"
"يعنى من المؤكد أن ذلك الحقير لم يأخذك إلا بعد أن كنت تتملقينى , هل حدث؟ منذ أقل من شهر كنت معى و الآن أنت مع شخص آخر..."
"أصمت , ليس الأمر هكذا , أنا لم...."
لكن كاريج كان غاضباً جداً و لم يستمع إليها , جذبها من معصمها نحوه و حملق فيها :"إعتدت الخروج معه قبل أن تلتقى , هل فعلت معه شئ حينئذٍ , أم فقط منذ أنفصلت عنى؟"
"توقف! يجب ألا أستمع لهذا اللغو!"
"حاولت الفكاك منه, لكنه جذبها بشدة للخلف , كان هناك شرارة غضب فى عينيه , وجه رجل طال إستفزازه و وصل لنقطة فقدان السيطرة على عواطفه , الغضب يلون وجهه.
"يا إلهى , أنا قلق عليكى بكونك وحيدة هنا! لاعجب أنك لم تخرجى , و لم يكن لك صديقة تقيم معك, طيلة الوقت مع شخص آخر خلف ظهرى!"
"لا, لا كاريج , ليس الأمر هكذا , أنا فقط رأيته مرات قليلة منذ تشاجرنا...."
"حسناً, على الأقل لديك الإنحطاط للذهاب مع رجل واحد فى المرة الواحدة" سخر منها فى هياج.
" لا , ليس هذا ما أقصده , أنا , لم..."
كان كاريج غاضباً و لم يستمع إلى إحتجاجها و إندفع:"يبدو أنك لا نخنلفين عن فيرتى رغم كل شئ تتركين رجلاً و نبدأين مع آخر"
منتديات ليلاس
"أترك فيرتى بعيداً عت هذا"
شراسة صوتها اللاذعة لمست غضب كاريج , و أعطته سباباً آخر لأشعاله :"لقد صبرت عليكى قدر إستطاعتى , قلقاً بشأن غيرتك من فيرتى, محاولاً إقناعك بأن لا شئ بينا , إعتقدت أن ذلك بسبب خيالك الخصب جداً, و ما يصوره لك من صور عنى و عن فيرتى , لكن ما لم تستطيعين فهمه , كان هناك حاجز نفسى لم تستطيعين قهره , ربما ليس الأمر هكذا , ربما تريدين لعب لعبة فيرتى , تجعلين خياراتك مفتوحة , يكون لديك الكثير من الرجال فى طابورك , قدر الإمكان . أنا...."
رفعت شارلوت يدها و لطمته على وجهه , لم تكن لطمة قوية , لأنه تراج برأسه إلى الخلف , مع ذلك كان صوت الصفعة كطلقة رصاص بقوة كظم غيظة للحظة حدق فى منتديات ليلاس و جهها الشاحب الغاضب , مندهشاً و غير مصدق , كان واضحاً أنه لم يدع إمرأة تصفعه من قبل.
و هرولت إلى حجرتها , و لحق بها , و قبض عليها قائلاً :"لماذا أنت يا صغيرة...." وثب عليها , إحتضنها بقوة محنياً رأسها للخلف , و هو يتناول فمها فى قبلة مسعورة , كان غاضباً و لم يهتم بكيفية إستجابتها له , كان يريد فقط قهرها و إمتلاكها , لينفس عن غضبه , و إخضاعها لإرادته , و يقبلها بقوته الزائدة و هياجه.
لدقائق قليلة جاهدت شارلوت بشراسة تغريه فى كتفيه بقبضتها , لكن ذلك جعله يشدد ذراعيه حولها و يلصقها به , و إستباحها بفمه , أطلقت أصوات غاضبة و جاهدت ثانية , لكن الآنأصبح جسدها ملتصقاً بجسد كاريج , و تراخت مقاومتها و بادلته حرارة القبلة.
ثم توقف و إنتصب واقفاً ببطء على نحو مفاجئ.
شعرت شارلوت بأن جسده تجمد , حدقت فى وجهه أصبح شاحباً جداً , أنفاسه توقفت , بغضب مفاجئ ثانية , و بجفاء تركها , و خطأ خطوة متارجحة بعيداً عنها .
"كاريج , ما الأمر؟" إستدارت لتنظر خلفها رأت السرير مبعثراً , فهمت فجأة :"كاريج , ليس كما تظن لم انم معه , بشرف, هو...."
لكنه أطلق صرخة مكبوتة و خطا إلى الخارج الغرفة دفعها عن طريقه و هو يخرج
"كاريج, أنتظر !" أسرعت خلفه , و أمسكت بذراعه , أوقفته ليواجهها :"يجب أن تستمع لىّ , أنا لم أذهب معه إلى السرير , مايك كان مخموراً....."
كان غاضباً! لم يستمع إليها فقط تجمدت نيران غضبه , أصبح غضب رجل جُرح مرتين :"أنت ساحرة فاتنة! أظن أن فيرتى كانت مجرد قطة شرهة جنسياً ! بالمقارنة معك هى برئية!"
شحب وجه شارلوت و هى تحدق فيه :"كاريج أنت مخطئ"
"مؤكد أنا مخطئ" قالها بشكل ساخر :"يا إلهى , هل أنا مخطئ معك, أخبرينى , هل أنقلب الوضع , لتستدرجينى لسرير بينما ما زال ساخناً من آثر رجل آخر!" و ملأت عينيه نظرة إحتقار .
حاول إبعادها و الذهاب نحو الباب لكنها أغلقت عليه الطريق و تصاعد غضبها :"كيف تجرؤ على الحديث معى هكذا؟ و أنت تعلم أنه ليس صحيحاً أنت تعرف أنا لست كذلك"
" لا, ماذا يجب أن أعرف"
أجبته :"غرائزك و ضميرك يقول لك هذا فقط لكنك غيور لعين لا تريد الإنصات لهم"
ضحك كاريج بفظاظة :"أنا غيور ؟ هذا مضحك ! حقيقة مضحك أن يصدر عنك , الآن ها هو الطريق يدور ناحيك مرة أخرى , مفترض أن أعرف غريزياً عكس ما رأيه بعيونى , أليس هذا ما تريدين؟" ما زال غاضباً و هو يقذفها بالكلمات الساخرة .
" ليس هو الطريق الذى إنقلب , نعم , هذا ما كنت أقوله, يجب أن تعرف جيداً...."
قاطعها كاريج :"لكنك ترعفين جيداً , لدرجة أنك لم تصدقين أى كلمة قلتها, كانت دائماً هناك فيرتى هى التى تصدقينها و سم فيرتى الذى أفسد ما بيننا , أنتتقولين أنك تحبيننى , لكن ليس لديك أى ثقة غريزية بىّ , إذن لماذا يجب أن أثق بك؟"
حدقت شارلوت فى وجهه , بدأت تدرك حمم العذاب التى تلظى بها , تقدمت لتضع يداً على ذراعه , حاولت التحدث لكن الكلمات تلاشت بالتركيز على الأصوات المزعجة خارج النافذة لقد وصل البنائون , و صاحوا فى مرح وقح :"إستيقظوا , إسيقظوا! حان وقت العمل"
لعتها كاريج أسقط يدها وخطا خارجاً للفناء , حياه العمال بالصياح و الضحكات وكميات هائلة من الغمزات و التلمحيات جعلت شارلوت تذوب فى حمرة الخجل و هى تسمع عبر النافذة , البنائون رأوا سيارة كاريج هناك و قفزوا إلى النتيجة الخاطئة , بأنه قضى الليلة معها, جلست على السرير , على وشك البكاء , هناك أيام لا يجد المرء فيها إلا الخسائر!
لكن ما حدث فى ذلك الصباح جعلها تفكر طويلاً و بشكل جاد , لتحصل على بعض الراحة و الهدوء , فذهبت إلى التلال و الحقول المغطاة بالقمح الأصفر . لكن عقلها كان مشغولاً بتأملات داخلية, تسترجع علاقتها مع كاريج و تحاول رؤية الأشياء بعينيه , من وجهة نظره , أدركت أنها دائماً كانت تأخذ كلام فيرتى ضده , رغم أنها تعرف شغف أختها بخطف الرجال من نسائهم , لكن فيرتى دائماً تأخذ أشياءها منها , و شارلوت لديها خوف دفين من قوة فيرتى , لدرجة أنها كانت تتراجع منزوية فى أى نزاع , مستعدة دائماً لتصدق أى شئ تقوله فيرتى , و بسبب ذلك جعلت فيرتى تكسبها , فى موضوع كاريج , أهم شئ فى حياتها . منتديات ليلاس
لكن ربما ليس تماماً , فقدان كاريج لأعصابه جعل شارلوت تفهم كيف جرحته جرحاً مؤلماً , و كيف تلاشت عواطفه. و حقيقة فشلها فى إقناعه ببراءتها , كان عليها أن تفعل كمن يخترق حائط صلب , من عدم التصديق و الأفكار المسبقة , ليست خبرة طيبة , و ما عاشه كاريج خلال أسابيع بسبب خوفها المرضى , فوبيا فيرتى , لكن فيرتى حمداً لله عادت إلى أمريكا لتتزوج المخرج السينمائى , راضية سعيدة لأنها إنتصرت عليهما الإثنين , لا تهتم بالخراب الذى حل يحياتهما!

زهرة منسية 16-09-13 03:45 PM

رد: 203 - حب من أول نظرة - سالى وينت ورث - مكتبة مدبولى الصغير
 

لكن ربما لم يفت الآوان , مرة ثانية جاءتها الفكرة , صغيرة و عابرة , أمل طفيف , لو ان كاريج يستطيع أن يكون غيوراً هكذا , ألا يعنى أنه ما زال هناك فرصة؟ لو أن الوسيلة التى فشلت فى إقناعه , جعلته غاضباً , و لا يهتم كثيراً , لو أمكن جعله يصدق الحقيقة فى موضوع مايك , إستمرت شارلوت فى التحليق فى الفضاء , عندئذٍ وصلت لقرار , عادت مسرعة إلى المنزل .
التليفون إختراع عظيم مدهش , بالنسبة لـ شارلوت فى هذا اليوم عمل المعجزات . قامت بعمل عدة مكالمات , فى المساء أغلقت المنزل و ضعت حقيبة فى سيارتها و قادتها بعيداً , يحدوها أمل ضئيل نما و ترعرع فى قلبها .
ما زال الضباب فى الصباح الباكر زاحفاً على الأرض عندما كانت الخيول تخرج من الأسطبل إلى تلال بركشاير.
وقفت شارلوت بجوار السيارة بالقرب من مضمار السبق , بيدها منظار مصوب ناحية المتسابقين مالت إلى الأمام باحثة عن وجه مألوف, غرتجفت ثم هدأت عندما ظهر كاريج أمام ناظريها . كان بعيداً جداً , عندما أسرع بالحصان عائداً تجاه الأسطبل , كان مختفياً وسط طبور المتسابقين لذا لم تلمح أى لمحة عن حالته العصبية , بمقدورها فقط أن تتمنى ألا يزال غاضباً لدرجة تجاهلها .
إستدار طابور المتسابقين ناحية المضمار , بدأ أولهم يعبر أمامها , قذفت بالمنظار داخل المقعد الخلفى للسيارة , خطت متقدمة حيث يمكنها الرؤية بسهولة.
بدأ حصان كاريج فى التراجع بعصبية مندهش بجذبه اللجام فجأة , تمالك كاريج نفسه بسرعة و قاد الحصان للخط الخلفى و عيناه على وجهها , مأخوذاً مندهشاً , تقدم الحصان , للحظة رهيبة إعتقدت شار لوت أنه سيتجاهلها , رفعت يدها نصف رفعة , عندئذٍ جذب اللجام و قال بغلظة :"ماذا تريدين؟"
" أن أتحدث معك لو سمحت"
تلكأ و تجهم وجهه ثم ترجل عن الحصان و أعطى اللجام لزميله , بعد كلمة مختصرة معه, خلع قبعته و أنتظر حتى ذهب المتسابقون ثم مشى ببطء ناحيتها , كان مرتدياً بنطلون ركوب الخيل و سويتر سميك , لون الغضب يلوح وجهه , جاء و وقف بعيداً عنها , لم يقل شيئاً تاركاً البداية لها.
"أنا أعتقدت أننى سأجدك هنا"
"أجاب :"لكى....؟" و لسعتها الكلمة .
لقد جاءت هنا مستعدة للخضوع و للإعتذار المهين , تستعطفه إذا كان هناك ما يمكنها الحصول عليه, لكن لهجته جعلتها ترفع هامتها :"جئت هنا , لأقول أننى أحبك , أعرف أننى كنت حمقاء , آسفة , أعرف , كان يجب أن أثق بك لكن لم أفعل , أنت تعلم الأسباب و لن أقدم تبريرات . إنها حدثت" توقفت , صدرها يعلو و يهبط لوجودها فى هذا الجحيم الذى لم تتخيله .
"لكى ؟!" قالها كاريج مستهتراً .
"ياه , بحق السماء , توقف عن قول (لكى؟) مثل صبى الكورسالذى يردد كلمة واحدة ! لكى أخبرك أننى جئت إليك لو كنت تريدنى , لكى أخبرك أننى أثق بك , بنفسى أطلب منك أن تثق بىّ ايضاً , لو أستطعت"
نظر كاريج إليها , وجههجامد لا يمكن قراءته صامتاً لفترة طويلة مما جعلها تلتفت بعيداً فى يأس بدأت تمشى متعثرة , عائدة إلى سيارتها .
"أنتظرى!"
منتديات ليلاس
إستعادها صوته بسرعة و إستدارت و موجة أمل تسرى فى قلبها , لكن وجهه ما زال جامد لا يلين
"ماذا تقصدين أنك تثقين بى و بنفسك؟"
" لقد غادرت المنزل , و إستعدت المهرة و أبعدت الحصان , إستقلت من عملى و وضعت كل الماضى خلفى لكى يمكن أن نبدأ من جديد من هذه اللحظة , ليس لىّ فى العالم شئ سواك"
إتسعت عيناه , فقد وجهه توتره :" هل هذا وعد؟"
أجابت :"أتمنى ذلك , أتمنى ان تعرف أنه لا شئ يهمنى إلا أنت , أتمنى ان تثق بىّ تماماً , أن تصدق أن لا شئ حدث بينى و بين مايك , هو كان مخموراً و قضى الليلة على الأريكة .... هذا كل شئ"
نظرت مستعطفة , عاجزة عن إخفاء مخاولفها من رفضه لها , حدق كاريج للحظة فيها ثم تنهد:"الأفضل أن نعود لشقتى و نتحدث عن ذلك "
تدفقت مشاعر مريحة عبر عروقها إبتسمت له:"لدى فكرة أفضل, لماذا لا نعود إلى مكانى؟"
نظر إليها متفحصاً :"مكانك؟ أظن أنك غادرت المنزل؟"
" لدى شقة" أخرجت سلسلة مفاتيح من جيبها و رمقته :"أعرف أنك قلت أنك تمنيت دائماً إمتلاك شاليه ...حسناً إستأجرت شاليه صغير و لطيف"
طفح زجهه بإبتسامة كبيرة و تقدم نحوها و طوق خصرها بيديه :"كم يبعد من هنا؟"
"دقيقتين بالسيارة"
" إذن ماذا تنتظرين ؟" إبتسم و عيناه غائمتان عندما قبلها .
طوقت شارلوت عنقه بذراعيها :"تصدقنى فى موضوع مايك؟"
رفع يده :"أعتقد أنى أصدقك دائماً, كانت مجرد غيرة ؟إجتاحتنى لفترة"
ضحكت ضحكة آسفة :"أعرف هذه المشاعر!"
نظرت فى الساعة , تدفقت الدموع من عينيها و قبلها كاريج بنهم و شراهة, شد ذراعيه حولها ليجعلها تعرف أن كل شئ يسير بسلام.
عندما أطلقها من ذراعيه , إبتسمت شارلوت إبتسامة غائمة و هو يضع ذراعه حول خصرها , و بدأوا التحرك ناحية السيارة عندما وصلوا قالت :"كاريج ! عندما نصل الشاليه....."
إلتفت ينظر إليها :"نعم؟"
" هل ستفعل, هل سنتحدث؟"
ضحك ضحكة مفعمة بالسعادة يـُستحب سماعها :"طبعاً , يجب أن نتحدث, لكن سنفعل الكثير . الكثير بعد ذلك . أولاً هناك قدر من الملاحقة و التلاقى يجب أن نقوم به" إحتضنها بعينيه :
"حبيبتى.... حبى الوحيد"
فى هذه اللحظة عرفت شارلوت أنه هو الرجل الوحيد , رجلها وحدها , رجلها بقية حياتهما معاً.

زهرة منسية 16-09-13 03:48 PM

رد: 203 - حب من أول نظرة - سالى وينت ورث - مكتبة مدبولى الصغير
 
تمت بحمد الله

http://www.liilas.com/up/uploads/lii...339172881.jpeg
لكل من مر و ضغط على أيقونة الشكر أو شارك بمشاركة رقيقة

http://www.liilas.com/up/uploads/lii...933917292.jpeg

ملتقنا فى رواية أخرى

http://www.liilas.com/up/uploads/lii...339172913.jpeg

Rehana 16-09-13 04:12 PM

رد: 203 - حب من أول نظرة - سالى وينت ورث - مكتبة مدبولى الصغير
 
الله يعطيك العافية على نشاطك وجهدك في كتابة رواية
ولا يحرمنا هذا الطلة من اجمل زهرة جميلة

لك مني كل الووود والحب والتقدير



http://www.nouvellesimages.com/img_M..._mode~zoom.jpg

Hiam 16-09-13 08:03 PM

رد: 203 - حب من أول نظرة - سالى وينت ورث - مكتبة مدبولى الصغير
 
:congrats::congrats::congrats:الاردن اولا:356::342::399:
شكراااااااا

زهرة سوداء 17-09-13 12:21 AM

رد: 203 - حب من أول نظرة - سالى وينت ورث - مكتبة مدبولى الصغير ( كاملة )
 
الله يعطيك العافية زهورة وتسلم ايديك رواية رائعة رغم ان البطلة فرستني لكن البطل عوض غذاءها المتأصل ههههههه

تسلمي يا قلبي بانتظار جديدة

حياة12 17-09-13 09:53 AM

رد: 203 - حب من أول نظرة - سالى وينت ورث - مكتبة مدبولى الصغير ( كاملة )
 
وااااااااااااااااااااااااااااااااااااااو
النهاية رااااااااااااااااااااااااااااااااااااااائعة
http://www.sherv.net/cm/emoticons/hearts/big-heart.gif

تسلم ايديكي زهورتي الرواية ممتعة جداااااااااااااااا l
مجهود خرااااااااااااااااافي بجد ربنا يعينك يا رب و يسعدك زي ما بتسعدينا بروايات شيقة كده :flowers2:
ميرسي كتيييييييييييييييييييييير كتيييييييييييييييييييييييييييييييييييييير يا زهورتي الرقيقة
http://www.allgraphics123.com/ag/01/7298/7298.gif

كاريج ده محترم و ابن ناس تصدقي لو كنت مكانه كنت حذلها اكتر الغبية دي :lol:

بس مايك عمل احلى شغل :56:
و يجنننننننننننننننننننننن و هو غيور :c8T05285:

تصدقي هومي عندها حق انا فعلا باقي لي فترة واقفة مع كام بطل و دي حاجة مش كويسة
شكلي محتاجة اروح لدكتور :mo2:

المواجهة بينهم كانت ضرورية جداااااااا و جت في وقتها عشان بطلتنا الغبية المتخلفة دي تفهم كانت بتعمل فيه ايه و من غير دليل كمان

شارلوت دي عاااااااااااااار على البطلات :8Pp04714:

بس اخيرااااااااااااااااااااا و الحمد لله عقلت في الاخر
خطوتها انها تبدأ من جديد كانت حلوووووووة جداااااا :welcome_pills3:

رواية رووووووووووووووووووووووووووعة و مجهود اروووووووووع زهورتي الجميلة
الف الف مبروووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووك الختام استمتعت جدااااا معاكي
و بعدين شكر على ايه يا بنتي ده انتي اللي بتمتعينا يعني احنا اللي المفروض نشكرك :9jP05261:

تسلم ايديكي زهورتي و نتقابل في رواية جديدة ان شاء الله
مووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووا ه يا رائعة

عبير عمار 17-09-13 09:05 PM

رد: 203 - حب من أول نظرة - سالى وينت ورث - مكتبة مدبولى الصغير ( كاملة )
 
نهايه روعه روايه قمه المتعه والتميز مشكوره جدا زهرتنا الجميله :55:

عبير عمار 17-09-13 09:18 PM

رد: 203 - حب من أول نظرة - سالى وينت ورث - مكتبة مدبولى الصغير ( كاملة )
 
نهايه روعه روايه قمه المتعه والتميز مشكوره جدا زهرتنا الجميله:55::55::55::dancingmonkeyff8::dancingmonkeyff8:في انتظارك حبيبتي روايه جديده:dancingmonkeyff8::peace:

اماريج 18-09-13 07:21 PM

رد: 203 - حب من أول نظرة - سالى وينت ورث - مكتبة مدبولى الصغير ( كاملة )
 
تسلم الايادي حبيبتي
مجهود مميز زهورة واختيار حلو كالعادة ومموفقة فيه
واكيد ناطرينك في رواية حلوة
من ايديك الناعمة ياعسل
http://img32.imageshack.us/img32/2374/99084.gif

ام عبيده 19-09-13 08:53 AM

رد: 203 - حب من أول نظرة - سالى وينت ورث - مكتبة مدبولى الصغير ( كاملة )
 
الف الف الف مبرررررررررررررروك ع تكملة الروايه والله يازهورتي كانت قرائتها ممتعه يسلمووووووووووو هالايدين امتعتينا بجد شكرا ليكي يااااااا عسسسسسل

ام عبيده 19-09-13 08:57 AM

رد: 203 - حب من أول نظرة - سالى وينت ورث - مكتبة مدبولى الصغير ( كاملة )
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حياة12 (المشاركة 3371641)
وااااااااااااااااااااااااااااااااااااااو
النهاية رااااااااااااااااااااااااااااااااااااااائعة


تسلم ايديكي زهورتي الرواية ممتعة جداااااااااااااااا l
مجهود خرااااااااااااااااافي بجد ربنا يعينك يا رب و يسعدك زي ما بتسعدينا بروايات شيقة كده :flowers2:
ميرسي كتيييييييييييييييييييييير كتيييييييييييييييييييييييييييييييييييييير يا زهورتي الرقيقة


كاريج ده محترم و ابن ناس تصدقي لو كنت مكانه كنت حذلها اكتر الغبية دي :lol:

بس مايك عمل احلى شغل :56:
و يجنننننننننننننننننننننن و هو غيور :c8T05285:

تصدقي هومي عندها حق انا فعلا باقي لي فترة واقفة مع كام بطل و دي حاجة مش كويسة
شكلي محتاجة اروح لدكتور :mo2:

المواجهة بينهم كانت ضرورية جداااااااا و جت في وقتها عشان بطلتنا الغبية المتخلفة دي تفهم كانت بتعمل فيه ايه و من غير دليل كمان

شارلوت دي عاااااااااااااار على البطلات :8Pp04714:

بس اخيرااااااااااااااااااااا و الحمد لله عقلت في الاخر
خطوتها انها تبدأ من جديد كانت حلوووووووة جداااااا :welcome_pills3:

رواية رووووووووووووووووووووووووووعة و مجهود اروووووووووع زهورتي الجميلة
الف الف مبروووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووك الختام استمتعت جدااااا معاكي
و بعدين شكر على ايه يا بنتي ده انتي اللي بتمتعينا يعني احنا اللي المفروض نشكرك :9jP05261:

تسلم ايديكي زهورتي و نتقابل في رواية جديدة ان شاء الله
مووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووا ه يا رائعة




حيااااة انتي عسسسسسسسسسسسسسل والله بصراحه ادور ع تعليقك بالذات عجبتيني لما ضربتي البنت حسيت انك خلصتي طارنا كلنا ههههههههههههههه

حياة12 19-09-13 08:50 PM

رد: 203 - حب من أول نظرة - سالى وينت ورث - مكتبة مدبولى الصغير ( كاملة )
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام عبيده (المشاركة 3372279)
حيااااة انتي عسسسسسسسسسسسسسل والله بصراحه ادور ع تعليقك بالذات عجبتيني لما ضربتي البنت حسيت انك خلصتي طارنا كلنا ههههههههههههههه


ربنا يخيلكي يا ام عبيدة ده بس من ذوقك :dancingmonkeyff8:
و الله انتي اللي عسسسسل و كل حاجة حلوة :flowers2:

ههههههههههههههههههههههه اصلها حرقت لي دمي بصراحة .. مع اني في الغالب بكون في ضد البطل :peace:
ميرسي كتييييييييييير يا قمراية رفعتي من معنوياتي للسما موووووووووووووووووووووووووووووووووووواه

زهرة منسية 20-09-13 03:33 PM

رد: 203 - حب من أول نظرة - سالى وينت ورث - مكتبة مدبولى الصغير
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Rehana (المشاركة 3371349)
الله يعطيك العافية على نشاطك وجهدك في كتابة رواية
ولا يحرمنا هذا الطلة من اجمل زهرة جميلة

لك مني كل الووود والحب والتقدير



الله يعافيكى ريحااانتى
و لا يحرمنا منك أبداً و من وجودك العطر
كل بفضلك من بعد الله
و أنت أيضاص لك منى كل الحب و التقدير و الأمتنان
لمجهودك معنا و توجيهاتك ريحانتى
مووووووووووووووووووووووووواهـ

زهرة منسية 20-09-13 03:36 PM

رد: 203 - حب من أول نظرة - سالى وينت ورث - مكتبة مدبولى الصغير
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Hiam (المشاركة 3371442)
:congrats::congrats::congrats:الاردن اولا:356::342::399:
شكراااااااا

العفو هيوم شكراً لممشاركتك لنا الرواية
أتمنى أن تكونى قضيتى وقت حلو

زهرة منسية 20-09-13 03:39 PM

رد: 203 - حب من أول نظرة - سالى وينت ورث - مكتبة مدبولى الصغير ( كاملة )
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهرة سوداء (المشاركة 3371562)
الله يعطيك العافية زهورة وتسلم ايديك رواية رائعة رغم ان البطلة فرستني لكن البطل عوض غذاءها المتأصل ههههههه

تسلمي يا قلبي بانتظار جديدة

واااااااااااااو سوسنتنا الحلوة فى زيارتى
شرف ليا و للرواية سوسنا زيارتك الحلوة
أسعدتينى كتيررررررررررر
ههههههههه البطلة فعلاً تفرس و ما شوفت فى كل الروايات زيها

زهرة منسية 20-09-13 03:50 PM

رد: 203 - حب من أول نظرة - سالى وينت ورث - مكتبة مدبولى الصغير ( كاملة )
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حياة12 (المشاركة 3371641)
وااااااااااااااااااااااااااااااااااااااو
النهاية رااااااااااااااااااااااااااااااااااااااائعة

دايمن وجودك انتى الأروووووووووع حياتى

تسلم ايديكي زهورتي الرواية ممتعة جداااااااااااااااا l
مجهود خرااااااااااااااااافي بجد ربنا يعينك يا رب و يسعدك زي ما بتسعدينا بروايات شيقة كده :flowers2:
ميرسي كتيييييييييييييييييييييير كتيييييييييييييييييييييييييييييييييييييير يا زهورتي الرقيقة
ميرسى ليكى كتيرررررررررررررررر على كلامك اللى بويصلنى للسماء

كاريج ده محترم و ابن ناس تصدقي لو كنت مكانه كنت حذلها اكتر الغبية دي :lol:

بس مايك عمل احلى شغل :56:
و يجنننننننننننننننننننننن و هو غيور :c8T05285:
ههههههههه يا بختكيا عم كاريج يجو الأبطال اللى فى باقى الروايات يسمع أيسو بتقول عليك أيه ههههههههههه
تصدقي هومي عندها حق انا فعلا باقي لي فترة واقفة مع كام بطل و دي حاجة مش كويسة
شكلي محتاجة اروح لدكتور :mo2:
مش بقولك أكيد هومى معاها حق
بس أنتى عارفة من ساعة ما بقيتى مراسلة و بتشوفى لحظات توترهم و هما بتم القبض عليهم و أنت قلبك رق حبيتين

المواجهة بينهم كانت ضرورية جداااااااا و جت في وقتها عشان بطلتنا الغبية المتخلفة دي تفهم كانت بتعمل فيه ايه و من غير دليل كمان
كان محيرنى أزاى الغبية دى هنفهم غلطها و ما توقعت أنها هتفهم بالطريقة دى

شارلوت دي عاااااااااااااار على البطلات :8Pp04714:
أكيييييييييييييييييييييييييييييييييد
بس عجبتنى العلقة اللى أدتهلها :) فيس الشرير فرحة فيها
بس اخيرااااااااااااااااااااا و الحمد لله عقلت في الاخر
خطوتها انها تبدأ من جديد كانت حلوووووووة جداااااا :welcome_pills3:
أتفق معاكى عجبنى كتير أنها سابت البيت
رواية رووووووووووووووووووووووووووعة و مجهود اروووووووووع زهورتي الجميلة
الف الف مبروووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووك الختام استمتعت جدااااا معاكي
و بعدين شكر على ايه يا بنتي ده انتي اللي بتمتعينا يعني احنا اللي المفروض نشكرك :9jP05261:

تسلم ايديكي زهورتي و نتقابل في رواية جديدة ان شاء الله
مووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووا ه يا رائعة

الله يبارك فيكى و يبارك فى لسانك اللى بينقط سكر
دايمن رفعة من معنوياتى و مخليانى طايرة فى السما بكلامك الرقيق ده حياتى
الله لا يحرمنا تواجدك العطر اللى بيلون المواضيع بحروفك الرائعة
مووووووووووووووووووووووووووووواه أروع أيسو فى الدنيا

زهرة منسية 20-09-13 03:53 PM

رد: 203 - حب من أول نظرة - سالى وينت ورث - مكتبة مدبولى الصغير ( كاملة )
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبير عمار (المشاركة 3371815)
نهايه روعه روايه قمه المتعه والتميز مشكوره جدا زهرتنا الجميله :55:

العفو عبورة أنتى مشكورة على متابعتك و تشجيعك
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبير عمار (المشاركة 3371818)
نهايه روعه روايه قمه المتعه والتميز مشكوره جدا زهرتنا الجميله:55::55::55::dancingmonkeyff8::dancingmonkeyff8:في انتظارك حبيبتي روايه جديده:dancingmonkeyff8::peace:

العفو حبيبتى مشكورة على مشاركاتك اللى أسعدتنى إن شاء الله عن قريب

زهرة منسية 20-09-13 04:05 PM

رد: 203 - حب من أول نظرة - سالى وينت ورث - مكتبة مدبولى الصغير ( كاملة )
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اماريج (المشاركة 3372118)
تسلم الايادي حبيبتي
مجهود مميز زهورة واختيار حلو كالعادة ومموفقة فيه
واكيد ناطرينك في رواية حلوة
من ايديك الناعمة ياعسل


واااااااااااو وااااااااااااااااااو وااااااااااااااااااااو
ملكة الروايات المكتوبة فى زيارة روايتنا
ما أحلها من طلة أماريجووووووووو
اشتاقتلك كتيرررررررررررررررررر
مشكورة كتيررررر كتيرررر كتيررررررررررررررر
أماريجو أنا كمان مشتاقة لرواية من رواياتك الرائعة

زهرة منسية 20-09-13 04:08 PM

رد: 203 - حب من أول نظرة - سالى وينت ورث - مكتبة مدبولى الصغير ( كاملة )
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام عبيده (المشاركة 3372277)
الف الف الف مبرررررررررررررروك ع تكملة الروايه والله يازهورتي كانت قرائتها ممتعه يسلمووووووووووو هالايدين امتعتينا بجد شكرا ليكي يااااااا عسسسسسل

الله يبارك فيك أم عبيده
الله يسلمك حبيتى
مشكورة كتير على كلامك الحلو

الامل المفقود 27-09-13 01:48 AM

رد: 203 - حب من أول نظرة - سالى وينت ورث - مكتبة مدبولى الصغير ( كاملة )
 
واو هذه الرواية من الروايات الشيقة اللي الواحد ما يمل من قرائتها وانا بحبها كثير لان احداثها تخليك عايزة تكميلها بسرعة حتى توصلي للنهاية وتعرفي نهايتها على العموم مشكورة يا الغالية على المجهود الجبار ونحن بانتظار رواياتك المشوقة دائما
تقبلي تحياتي الحارة

ندى ندى 25-10-13 11:01 PM

رد: 203 - حب من أول نظرة - سالى وينت ورث - مكتبة مدبولى الصغير ( كاملة )
 
جميله جدا ومن اجمل الروايات

تسلم ايدك حبيبتي وشكرا كتير

ووفقك الله

نجلاء عبد الوهاب 27-01-14 10:35 PM

رد: 203 - حب من أول نظرة - سالى وينت ورث - مكتبة مدبولى الصغير ( كاملة )
 
الروايه رائعه جدا

تـخ ــتـو ـخه 30-03-14 02:14 AM

رد: 203 - حب من أول نظرة - سالى وينت ورث - مكتبة مدبولى الصغير ( كاملة )
 
[COLOR="rgb(255, 20, 147)"]تسلم أناملج الذهبية على القصه الروعه :55:[/COLOR]

عبير اليمن 02-08-14 04:23 AM

رد: 203 - حب من أول نظرة - سالى وينت ورث - مكتبة مدبولى الصغير ( كاملة )
 
تسلمي على هيذي الرواية الجميلة
:55::liilas::55:

ياسين سعيد 09-05-15 10:52 PM

رد: 203 - حب من أول نظرة - سالى وينت ورث - مكتبة مدبولى الصغير ( كاملة )
 
ايه ده مش هيتطلب منها الجواز

لست ملاكا 12-05-15 06:00 PM

رد: 203 - حب من أول نظرة - سالى وينت ورث - مكتبة مدبولى الصغير ( كاملة )
 
منجد انها رواية بتجنننننننننننننننننننننننننننننننننننننننن ,, يعني من جد اتحرق دمي ع الاخر ,, كنت كتييييييير متعاطفه مع شارلوت وكتييييييييييييير بكره اختى يعني منجد بدي اشتم ,, يعني كتير الواحد اتأثر بالشيء الي حصل مع شارلوت المسكينه بس في النهاية الحب الصادق انتصر وكل واحد اتعلم من اخطااؤو ..
منجد يسلمو اديكي على هالرواية الرائعه والي ما بعرف كيف ما قرأتى من قبل !! ^_^ بس كتيييييييير حبيتها ومنجد اختيار راااائع حبيبتي ..

منى على سيد 26-06-15 12:38 AM

رد: 203 - حب من أول نظرة - سالى وينت ورث - مكتبة مدبولى الصغير ( كاملة )
 
فعلا احترس من صغار السن تسلم ايديك رواية رائعة

ام ايلاف الحبوبة 23-02-16 02:36 AM

رد: 203 - حب من أول نظرة - سالى وينت ورث - مكتبة مدبولى الصغير ( كاملة )
 
يسامواااااا....

فلورنسيا 19-05-16 04:54 AM

رد: 203 - حب من أول نظرة - سالى وينت ورث - مكتبة مدبولى الصغير ( كاملة )
 
شكرااااا على مجهودك
رواية رائعة

فرحــــــــــة 30-05-16 01:00 AM

رد: 203 - حب من أول نظرة - سالى وينت ورث - مكتبة مدبولى الصغير ( كاملة )
 
تسلمين على القصة الرائعة
مختلفة بكل الاحوال
فيض ودى

moujah 16-05-17 11:39 PM

رد: 203 - حب من أول نظرة - سالى وينت ورث - مكتبة مدبولى الصغير ( كاملة )
 
شكراشكراشكراشكراشكراشكراشكراشكراشكراشكراشكراشكراشكراشكراشكرا شكراشكرارررررررررررررررر

حنان محمد ابراهيم 18-05-17 03:27 PM

رد: 203 - حب من أول نظرة - سالى وينت ورث - مكتبة مدبولى الصغير ( كاملة )
 
الرواية غاية فى الجمال

زهرة الفلامنجو 25-05-17 01:42 AM

رد: 203 - حب من أول نظرة - سالى وينت ورث - مكتبة مدبولى الصغير ( كاملة )
 
رواية جميلة تسلمي عليها ومنتظرينك في روايات اخرى

Emah 29-10-17 08:04 PM

رد: 203 - حب من أول نظرة - سالى وينت ورث - مكتبة مدبولى الصغير ( كاملة )
 
تسلمى يا الغلا

ام رجوان 06-11-17 10:13 PM

رد: 203 - حب من أول نظرة - سالى وينت ورث - مكتبة مدبولى الصغير ( كاملة )
 
روايه ممتعه 😍😍😍

هيمو الدوسري 07-11-17 09:48 PM

رد: 203 - حب من أول نظرة - سالى وينت ورث - مكتبة مدبولى الصغير ( كاملة )
 
رواية ممتعة

هيمو الدوسري 07-11-17 09:55 PM

رد: 203 - حب من أول نظرة - سالى وينت ورث - مكتبة مدبولى الصغير ( كاملة )
 
رواية ممتعة

Emah 29-11-17 07:46 PM

رد: 203 - حب من أول نظرة - سالى وينت ورث - مكتبة مدبولى الصغير ( كاملة )
 
https://pbs.twimg.com/media/DHqr5p0XUAAnx4P.jpg

leilaar 08-12-17 07:51 PM

[QUOشكرا علي المجهودTE=زهرة منسية;3366694]

غير أبوهما الحديث بلباقة , فهو لا يحب الشجار حتى الخفيف منه , لذا لم يق لأى منهما أن تتوقف , و تكلم بلطف عن أشياء أخرى . لكنه قطب جبينه لـ شارلوت يلومها لأن طبعاً فيرتى لا تخطئ أبداً
بعد الغداءأتجها ثلاثيتهم ليتجولوا مع كاريج و يشاهدا المنزل و الأطلال المحيطة به, و هربت شارلوت للخارج , عبر الممر الملئ بالزهورحتى قمة التل المطل على المنزل . و ألقت بنفسها على العشب متطلعة بغضب إلى المنزل , إستلقت فى موقع جميل , محاطة بحفرة كانت جزءاً من النهر أو حدود المنطقة . تحوطها أشجار الفاكهة الباقية من بستان رهبان الدير, ومازال السمك يسبح فى الأحواض التى حفروها , لكن نهدمت الجدران و ما زال السمك يسبح فى الأحواض التى حفروها , لكن تهدمت الجدران التى كانت تحمى الكنيسة , كل ما بقى منها مجرد أساسات و بعض الأعمدة التى كانت تحمى الكنيسة , كل ما بقى منها مجرد أساسات و بعض الأعمدة و البوبات , و معظم الأشجار نقلت عندما تهدمت كنيسة آبى فى عصر هنرى الثامن.
كل ما بقى هو المنزل ذاته و بعض المبانى الخارجية الكبيرة المبعثرة باردة و غير عملية . لكن شارلوت أحبتها , ربما أكثر عمقاً من والدها , ورغم عدم تجالها لقدمها كما لا يعترف والدها , و هى لا تستطيع تخيل منزل آخر بإمكانها التشوق و التطلع للعودة إليه عندما تكون فى مدرستها , فمازال أمامها عامين آخرين لإنهاء دراستها و حتى يمكنها الإقامة دائماً فى المنزل , فلا يجدى أى إستعطاف لموافقة أبيها على تركها المدرسة قبل حصولها على الثانوية .
بعد نصف ساعة شاهدت الثلاثة يخرجون من المنزل بقيادة والدها , و خلفه فيرتى و كاريج , تصلب جسدها عندما رأتهم , و أشتعلت نفسها بالغيرة , لو كانت أجمل من فيرتى ! حاولت أن تتذكر كيف كانت أختها و هى فى السادسة عشر لكن فيرتى وقتها كانت فى الكلية , و هى فى المدرسة لذا قليلاً ما كانا يلتقيان, وكأن فارق الأعوام الستة بينهما قرناً من الزمان.
كان كاريج ألطف مما ينبغى , بحسب رأى شارلوت مد يده لـ فيرتى و هما يحفران حفرة حجرية , و طوق خصرها بذراعيه بينما هما ينظرون للإطلال المتناثرة.
شاهدتهم شارلوت يتجولاون جولة طويلة , مرهقة لوالدها , أنقضت ساعة قبل أن يعود هارتفورد للمنزل , بينما سار كاريج و فيرتى خلال الدير القديم متجهين ناحية المزرعة ليحاولوا إستعارة حصان الغد لـ كاريج كما هو مفترض , إبتعدا عن عين شارلوت عندئذ أستلقت على ظهرها متطلعة نحو السماء , تساقطت دموع المراهقة بسهولة من عينيها . لن تحب غيره, لدرجة أنها صدقت هذه الفكرة الخيالية عندما ألتقت به و حتى الآن لم يقع فى حبها .
بكن لفترة , ربما يساعدها البكاء لكنها تذكرت بسرعة أنه سيبقى معهم حتى ليلة الغد. فربما يكن بمقدورها جعله يغير رأيه عنها , فلو رفع عينيهلحظة عن فيرتى, و لو توقفت شقيقتها عن توجيه ملاحظاتها النابية المهينة لها و كأنها تلميذة غبية كسولة .
بذلت شارلوت مجهوداً حقيقياً لحضور العشاء تلك الليلة , أمضت وقتا كافياً فى الحمام , غسلت شعرها , حتى طرقت رينيات باب الحمام تستحثها للإسراع فى مساعدتها فى تجهيز الطعام , و ترجوها أن تجهز الخضار , و هذا يعنى أن عليها تقشير البصل لأن رينيات تتأثر عيونها منه . بالفعل قامت شارلوت بتقشيره و عصره فى الحساء ثم أندفعت صاعدة السلم فى آخر دقيقة لتغتسل ثانية ولتغير فستانها , لم يكن لديها الوقت لتجفيف شعرها جيداً أو وضع مكياجها بعناية فهى ما زالت حديثة العهد به و يستغرقها وقتاً لعمله. دقت الساعة الثامنة فهبطت السلم مسرعة و مظهرها ليس كما كانت تريده .
لم يكن يعنيها التأخير فالثلاثة كانوا يجلسون على الأريكة الطويلة يتصفحون ملف القصاصا الصحفية المنشورة عن والدها الذى لا يطلع عليه إلا من يحبهم ,أبدى كاريج أعجابه , و كانت فيرتى متكئة على كاريج . بمجرد دخولها نظر والدها مندهشاً و مستحسناً طريقة لبسها و عاد لمطالعة ملفه الصحفى , و جاءت اللحظة التى إنتظرتها شارلوت عندما قال كاريج "عفوراً, لحظة من فضلك." ثم أتجه ناحيتها " مرحباً شارلوت هليمكننى تقديم شراب لك؟"
" لماذا , لماذا ؟, شكراً أنا أحب الجن و التونيك من فضلك." أجابت بدهشة بدهشة و لا مبالاة .
ضحكت فيرتى خلفهم و قالت لها قدراً ضئيلاً من الشيرى فهو حلو المذاق."
لمعت نظرة الغضب فى عيون شارلوت , لكن كاريج صب لها الويسكى فعلاً كأساً كاملاً . فابتسمت كاريج و ابتسم كاريج و كانت أسعد لحظات حياتها .
دعم هذا ثقتها بنفسها , رغم أنها لفتة بسيطة , لا عجب من أخلاق شارلوت . أصبحت الآن متدفقة الحديث طيلة العشاء , سألت كاريج عن مشاركته فى سباق الخيل .
و أجاب:" أنا مجرد هاو , بدأت ركوب الخيل مع حصان صديقى بعد أن كسرت ساقه فى أحد المواسم و حققت بعض النتائج , شجع ذلك البعض على تقديم خيولهم لىّ للتسابق بها , و انا أتسابق كلما أمكن أحياناً صعبة , ربما لسبب مونى مهندس معمارى , منتهى فى المقدمة بالطبع."
" أين تتسابق؟" سألته كما لو كان بمقدورها الذهاب لمشاهدته , إن لم يكن بعيداً
انتزعت فيرتى منه خيط الحديث بقولها :"نعم, أحكى لنا . عندما تكسب الجولة القادمة يمكننا إقامة حفلة , ستكون ممتعة , يمكننى إحضار بعض الفتيات من الأستوديو , ماذا نحتاج أيضاً ؟ ربما بعض الشبان من شركتك؟" و بدأت تضع الخطط , وكانت النتيجة وكأن أمر الحفلة أصبح مقرراً و لم تذكر شيئاً بخصوص شارلوت .
حاولت شارلوت التحدث ثناية مع كاريج و رمقتها فيرتى بنظرة عابسة " هل تظن فعلاً, أنه ينبغى السماح لـ شارلى بكأس آخر من الخمر يا أبى ؟ لقد أصبحت ثرثارة"
هذه الملاحظة النابية الزاجرة التى أطبقت فم شارلوت للحظة , بينما تسارعت دقات قلبها لقربها من كاريج و تصاعدت الخمر و خصوصاً أن الجن أجودها إلى رأسها مباشرة.
" طبعاً نحن نعيش فى العزلة هنا " قال والدها لـ كاريج :"أنا لا أذهب إلى المدن المجاورة, عالم أضطر إلى ذلك , المدن كلها متشابهة , هؤلاء الممسوخون يهدمون المبانى القديمة , ليتاح لهم عقد صفقات لبيع أراضيها , أنا أذهب فقط إلى لندن , عندما أريد مقابلة الناشر , و أبقى فى النادى , أنا لا أستطيع الإقامة فى الفنادق الأسمنتية الملونة , لا أتذوق طعامها كلها لها مذاق واحد , و أنا كان لها مذاق أصلاً. إتسعت عيناه و كأن فكرة ما داهمته :"أقول لك يا ولدى لماذا لا تصمم فندقاً حقيقياً وفق التقاليد القديمة؟ أنا أتخيله مريح بدلاً من كونه عملياً."
ردت فيرتى متحمسة لكلام أبيها " فندق له أعمدة بدلاً من كونه علبة أسمنتية ."
تفاعل كاريج مع أفكارهم و أشعلوا حماسهم معاً , و واصلوا حديثهم حول المشروع الجديدو الفندق المأمول.
أسندت شارلوت ظهرها لمقعدها , حررت الخمر نفسها من التحفظ و التردد . الثلاثة لهم مظهر جميل , حتىأبيها الذى يقارب الستين , خطه المشيب له نظرة بشوشة فاتنة لما تفارقه بعد, مؤكد أنه كان فى شبابه مفعماً بالنشاط و لحيوية , مؤكد أن أمها وقعت فى حبه القدرى و كرست نفسها لخدمة نزواته و إشباع شهواته و ميوله المستبدة . أما كاريج و فيرتى فيندرجون طبعاً , تحت قائمة (الناس الجميلة) أحدهما أشقر و الآخر قمحى . ربما أنجذبا لبعضهما البعض بفعل التناقض لكنهما متجاذبان , سهل جداً أن يدرك أى إنسان ذلك من طريقة تلاقى نظراتها , و تلامس أياديها . عندما وقف أبوهما ليصبكأس آخر من الخمر , إتكأت فيرتى على كاريج إنفرجت شفتاها تدعوانه لتقبيلها , تستطيع أضواء الشموع على ذراعيها العارية , و فستانها القطيفة المخملى , أبتسم كاريج إبتسامة غامضة , تلك التى تميزه , لم يقبل فيرتى لكنه همس لها بشئ سمعته هى فقط , جعلها تنظر إليه و طوحت شعرها الأشقر و تذكرت شارلوت المهرة الصغيرة اللعوب!
تذكرت شارلوت أنها كالبطة القبيحة بينهم , ثم قالت لنفسها , البطة القبيحة تتغير لتصبح أجمل بجعة , و إبتسمت لنفسها , متعجبة إن كان المستقبل مشرق و متفائل .
" واضح أنك تفكرين فى شئ سعيد." أرتفع صوت كاريج ليقطع تتابع أفكارها , أخفضت رأسها لترأه و هو ينظر إليها بابتسامة مشجعة .
"نعم , كنت أفكر فى شكلى عندما أصبح فى عمر فيرتى ."
و خفضت صوتها حتى لا تسمعها أختها التى كانت قد إتجهت لتتحدث مع رينيات التى جاءت لترفع الأطباق .
تساءل كاريج :"هل تريدين أن تصبحى ممثلة أم كاتبة؟"
هزت شارلوت رأسها بإصرار " لا, أريد وظيفة ثابتة , لا أعرف بالتحديد كم النقودالتى سأحصل عليها , بدلاً من كونى ثرية لدقيقة و فقيرة فى التالية."
ضحك كاريج ضحك حقيقى " من الأفضل أن تكونى محاسبة أو مبرمجة كمبيوتر."
" يا له من عناء " صاحت فيرتى و هى تستمع إلى حديثهما " هذا لا يلائمنى ما زالت أرى أنه يلائم شارلى , لو أقعلت عن التصرف كالغلمان ."
" أنا ليست غلاماً."

نظرت فيرتى مستغربة " يا للأسى شارلى عندما أصفك بأنك كالغلام فهو وصف مهذب! لم أرى أحداً يسلكسلوك الغلمانمثلك فى عمرك هذا . كل ما تعيشين لأجله هو الخيول , ذهنك مشتت , ثيابك ملطخة , حتى أعتقد أحياناً أنك لن تكبرى ! أنا فقط بدأت...."
وقفت شارلوت وجهها شاحب , و أمسكت الفوطة بحزم" لست بحاجة إلى نصائحك , أبى هل يمكننى الأنصراف " أؤما والدها موافقاً مستشعراً ضرورة أنصرافها , سعيداً بالتخلص منها فلقد بدأت تستفز فيرتى.
و أسرعت بالخروج من الغرفة , أتجهت مباشرة إلى الأسطبل قذفت حذائها بعيداً عندما خطت فوق العشب ليمكنها الجرى بسهولة . كان حصانها ليمبو ينظر بهدوء و سلام , يصهل صهيلاً ناعماً بينما تضع ذراعيها حول عنقه النحيل و دفنت رأسها فى وجهه , زفر هواء دافئ من منخاره , بث رائحة مألوفة , ودارت رأسها بأفكار بائسة , تذكرت أن الأمر كان دائماً هكذا , تتعمد فيرتى دائماً تحقيرها و إهانتها , هذا كل ما تتذكره , لم يكن بينهما أبداً أى شئ أخوى أو حتى دفء العلاقة , والدها كان يقف دائماً بجانب فيرتى , رغم أنه يفعل ذلك حتماً. منذ توفيت أمها, شعرت بأنها ستعتمد على نفسها . لا, شعرت أنهم يتحملونها كأنها شخص غريب غير مرغوب ببقائه عليه أن يعانى و يكدح لإعالة نفسه, ربما لأنها خاملة هادئة مترددة , هكذا أعتقدت , و ليست بحيوية و ذكاء و تدفق فيرتى , لأنها شاحبة و ليست بجمال فيرتى.
أقلع الحصان عن النظر إليها و أمال رأسه و أنتصبت أذنيه , إلتفتت شارلوت لترى كاريج يتسلق السور و يمشى ناحيتها مع أخر خطوط ضوء يوم صيفى طويل , لمعت عيناه ليرى ما إذا كانت تبكى , ثم ركز إهتمامه على الحصان .
" هو صديق طيب , ما أسمه؟"
" ليمبو , لأننا عندما أشتريناه كان و كأنه أطراف فقط ."
" من الذى يهتم به و يرعاه عندما تكونى فى المدرسة؟ "
أركبه فى طريقى للمدرسة , وهو يأخذ معى أجازة المدرسة."
رفع كاريج يده و أمسك الحصان و لكزه برفق و همس بكلمات حانية . إنتابت الحصان خفة سعادة و زفر بهدوء
" أنه يحبك ! " صاحت شارلوت
" أنه يعرف أننى أحضرت له شيئاً " و أخرج جزرةمن جيبه و أعطاها للحصان.
" أنت لم تحضرها معك , صحيح ؟"
" لا , مدبرة منزلكم رينيات , أليس هذا أسمها ؟ سمحت لى ّ بأخذها ."
" إذن أغويتها هى الأخرى ." قالتها شارلوت دون تفكير.
ضحك " هذا صحيح , أنا شيطان مع الخيول و مدراء المنازل ."
قالت شارلوت " و الفتيات و النساء."
نظر كاريج مندهشاً " ألا تصدقى ذلك!"
" لكنك مفتون بـ فيرتى."
قبضت شارلوت بيدها على عضرة الحصان " هل بينكما علاقة حب؟" قالتها و هى تحملق فيه وسط تكاشف العتمة , قلبها يدق أنفاسها لاهثة تتلهف إجابته لكنه قال فقط.
" ما هى حكايتكما ؟ لماذا تعكر فيرتى صفو وقتك هكذا؟"
نظرت شارلوت بعيداً , رفعت كتفيها بإستهانة "أنا لا أعرف , يريدون أن اكون مثلهم , أعتقد هذا لكننى ليست كذلك."
تخلل صوتها نغمة يائسة , وحملت كلمة (هم) معنى التباعد و الغربة وضع أصبابعه تحت ذقنه ليرفع وجهها لتراه " أنت لطيفة هكذا , ربما تأخر نضجك , لكننى واثق أنك ستكونين جميلة مثل أختك و ذكية مثل أبيك."
متلهفة قالت " هل تظن ذلك حقاً؟" ثم ضحكت ضحكة مكتومة صغيرة و أضافت " لقد كبرت بسرعة كبرت فعلاً! "
و ضحك كاريج :" سيحدث , صدقينى لا تندفعى- أمامك وقت طويل فقط الآن إستمتعى بأيامك هنا." تمنت شارلوت أن (هنا - و الآن ) تستمر إلى الأبد و هى واقفة فى العتمة مع كاريج . بقدر طاقتها قالت " ثم ماذا , أظن ستقول لى فى يوم من الأيام ستقابلى شاب لطيف يقع فى حبك و تعيشون معاً فى سعادة أبدية ؟"
كان فى صوت كاريج دهشة حقيقية و هو يقول :"ياه , أظنك سمعت هذا كثيراً من قبل إذن فأنا أضيع وقتك , أليس كذلك؟"
" لا " هزت رأسها و فى إنفجار مفاجئ لشوقها :" فى الواقع , لو وقعت فى الحب ...أنا ...أنا أظن من الأفضل أن يكون شبهك" فزعت فوراً من جرأتها على قول هذا , أنتظرت متلهفة مرعوبة أن يضحك منها , لكنه على العكس قال بإخلاص :
" أشكرك. أصابتنى كلماتك بالزهو و الغرور لكن كما قلت يا تشارلى...."
قاطعته " شارلوت."
" عفواً, شارلوت , كما قلت أمامك كل الوقت قبل وقوعك فى الحب."
هزت رأسها :" لا. لقد حدثلىّ فعلاً." كان صوتها يشوبه حزن
" حدث؟ " قال مستغرباً إلتفت إليها لكنها بالكاد رأت ملامح وجهه فالظلام بدأ يسدل ستائره السوداء , و أضاف " لكنك قلت عندما تقعين فى الحب ...." ثم توقف و ركز عينيه على وجهها " هل قلت ما أظنه؟"
" نعم " ثم غمغمت " أنا ....أنا أحبك."
" يا فتاتى العزيزة !" نظر مستغرباً بتشكك " لكنك لا تقدرين..."
" أقدر , و لقد أحببتك , أنا آسفة , لا أستطيع التحمل ."
" ياه , لا , لا تقولى أنك متأسفة , لا تأسفى أبداً لأنك أحببت شخص ما ." و أبتسم ابتسامة شاحبة حزينة و رفع يده ليدفع خصلة شعر عن وجهها" و الآن لقد اصابنى الغرور مرة أخرى , لكن أظن أنه مجرد إعجاب مؤقت و طارئ , بمرور الأيام ستقابلين العديد من الشبان و ستقعى فى حب أحدهم...."
" لا!" ضربت الأرض بقدميها مؤكدة " أنا لا أتمنى أى شخص آخر. أعرف أننى صغيرة , و كل شئ, و أنك لا تحبنى كما أحبك لكن....."
" أنا أحبك فعلاً." أحاط رأسها بيديه و نظر إلى وجها الصغير المتجم و ضحك ضحكة سريعة و قال " هنا , كى تذكرينى بها " و أنحنى ليضع شفتيه فوق شفتيها و قبلها بلطف.
على الفور طوقته بذراعيها حول عنقه و ألتصقت به و قبلته بشراهة
" رباه!" و تملص منها و ذب ذراعيها و حدق فيها " ياه !" قالها مذهولاً .
إنطلق صوت فيرتى تناديه من فوق الكبوبرى عند الخندق " كاريج ....كاريج أين أنت؟"
تطلع ناحية الصوت و إلتفت خلفه إلى شارلوت قلقاً .
" الأفضل أن نذهب , كل رجال فيرتى يذهبون إليها مسرعين عندما تناديهم ." قالتها بحسم , كان كايج على وشك الذهاب لكنه توقف و نظر إليها "كل رجالها ؟" كان فى صوته تحذيراً لـ شارلوت بألا تتمادى أكثر, و إعتبار ما قالته نكته لكنها كانت فى عمر التفتح عندما قيل لها أن تكبر و تقلع عن كونها طفلة , بعد ذلك لم تزد عن كونها تلميذة , و شعرت بأن لا أحد يفهمها , و لا يدرك أنها تتصرف أحياناً كطفلة و أحياناً كفتاة ناضجة , غالباً فى التوقيت الخطأ , و الآن معظم استيائها منصب على أختها , كلما حضرت إلى المنزل تواصل تحقيرها كما لو كانت إظهار ذكاءها و لبقاتها و جمالها هى , بينما شارلوت منغمسة و مهمومة بالدراسة , حتى فى بعض فترات الإجازة و القيام ببعض المهام المنزلية و العناية بالحديقة , لكن فيرتى لا تقوم بتلك الأعمال , فهى تعيش فى لندن تجئ و ترحل وقتما تريد و تحضر معظم الحفلات المسائية عندما تكون هنا , و لم يُطلب منها أحد عدم الذهاب لم تضطر للإقلاع عن شئ تريد فعله لتساعد رينيات , لديها دائماً مخزون من الملابس الجميلة و لديها اصدقاء و عشاق رائعين مثل كاريج , و شارلوت لا تريديها أن تأخذ كاريج, و هى تخاطر بالا يقع ذلك.منتديات ليلاس
" مؤكد أنك تعرف أن فيرتى إرتبطت برجال مثل ...." ثم وضعت يدها على فمها كما لو كانت فى سجن " ياه, يا عزيزى , ربما كان لا يجب أن أقول ذلك , ربما تذهب أنت أيضاً" كان تأكيدها على آخر كلمة محدداً لكنه خافتاً , و نظر إليها متفحصاً بينما إنتابها كدر داخلى , لكن فات أوان التراجع لأنه ببطء " هل لـ فيرتى أصدقاء وعشاق , شبان كثيرون ؟"
ضحكت شارلوت ضحكة عالية عصبية صبيانية و قالت له " حسناً , بالكاد أسميهم شبان , فهى عادة تخرج مع رجال كبار , رجال أعمال و...منتجى أفلام , و مثل هذا النوع أنت حقاً صغير تماماً بالنسبة لـ فيرتى."
" و هل تجئ بهم غلى هنا؟"
كانت شارلوت على وشك قول (نعم) لكنها رأته يراقبها بحذر و تشكك لذا قالت بمرح و إستخفاف " ياه , ليس كلهم " فقط أولئك الذين تريد الإيقاع بهم , لكنها تخرج معهم للتجول هنا و هذا يصيب تونى بالجنون فعلاً."
تساءل :" تــونــــى؟ "
" نعم , هو مدير المزرعة التى على الطريق . ربما قابلته أنت اليوم عندما ذهبتما لإستعارة حصانه , هو مجنون بـ فيرتى ....منذ أعوام , أليس هذا رومانسياً ؟"
توقفت شارلوت و هى تعرف أنها واقفة على أرض آمنة , فهى ذكرت الحقيقة بشأن تونى .
قطب كاريج جبينه مفكراً , ربما لاحظ أن الغيرة تنهش تونى , و لتضخم شارلوت الأمر قالت :
" تونى يريد الزواج من فيرتى , لكنها لا تريده , طبعاً لأنه يريد إقلاعها عن التمثيل . و هىلن تفعل ذلك , لكنها مازالت تخرج معه عندما لا يكون أمامها غيره , و تقضى طيلة الليل معه فى الخارج , أليس ظلماً؟"
و أضافت بغيظ:" بينما يجب أن أعود إلى المنزل قبل العاشرة و النصف حتى فى الأجازة الأسبوعية."
لابد أن فيرتى قد عادت إلى المنزل لتبحث عنه , لكنها الآن خرجت مرة ثانية , صوتها يقترب بينما هى تسير ناحية الأسطبل:
" كاريج !"
قالت شارلوت " أظن يجب أن أخرج للتريض بالحصان." و أرتدت حذاءها ثم أسرعت إلى الداخل لتحضر السرج و اللجام.
سرجت و ألجمت الحصان و أمتطته بسهولة , فتح كاريج الباب و قالت له " ليلة سعيدة" وهى تتهادى بحصانها , ثم دقت كعبيها و جذبت اللجام لتتجنب طريق فيرتى ثو أطلقت للحصان العنان .
عندما عادت بعد ساعة كان ضوء الرواق مضاءاً دخلت شارلوت بهدوء , دلفت عبر اللم إلى غرفتها , كانت حجرتها مضاءة , ظنت أنها ربما تركت النور مضاء , لكن عندما فتحت الباب و دخلت وجدت فيرتى جالسة على مقعد فى إنتظارها , وقفت فيرتى و لطمتها على وجهها بكل قوة يدها .
صاحت فيرتى بعنف و ضربتها ثانية :
" يا ملعونة أيتها الثعلبة الصغيرة يمكننى أن أقتلك ! كيف تجرأت على سرد تلك الحكايات لـ كاريج ؟ شكراً , فلقد حلت بنا لعنة الشجار , و هو عاد إلى لندن ! " حاولت ضربها ثانية , لكن شارلوت وضعت ذراعيها حول وجهها لتحمى نفسها
"أنا سعيدة!" و تراجعت شارلوت للخلف " هو ألطف من أن يخرج معك!."
صاحت فيرتى " ماذا تعرفى يا ملعونة عن ذلك؟!" لقد خرجنا فعلاً فى أماكن أخرى حتى تطفلت و دسست أنفك و تحدثت معه " حاولت ضربها و ركلها بقدمها و قفزت شارلوت متفادية , هددتها فيرتى " أنتظرى سأنتقم منك على فعلتك هذه , مهما طال الزمن!"
و غادرت الحجرة و صفقت الباب بعنف .
أسرعت شارلوت لإحكام إغلاق الباب بالمزلاج و هتفت مرحاً و تراقصت هو أرجاء غرفتها فى نشوة الفرح حتى سقطت على سريرها, مصابة بدوار لاهثة الأنفاس .
لقد نجحت خطتها , حتى إن لم تستحوذ على كاريج فلن يكون لـ فيرتى من الآن و بالنسبة لعقليتها المراهقة كان هذا أروع شئ فى العالم .

نهاية الفصل الأول
قراءة ممتعة للجميع

[/QUOTE]

leilaar 08-12-17 07:57 PM

[QUOTE=زهرة منسية;3366684]
[COLOR="RoyalBlue"]
أهلاً و سهلاً بأحلى أعضاء فى أحلى منتدى
اليوم جيت و جايبة معايا رواية صحيح أنا مش قرياها من قبل لكن من الملخص باين أنها حلوة كتير
و كفاية أنها من أختيار ملكة الذوق كله
ريحانة
منتدانا العبقة
أتمنى أن الرواية تنال أعجبكم

203 - حب من أول نظرة

لــ

سالى وينت ورث
[/COLشكرااااOR]

[/QUOشكرااااااTE]

leilaar 08-12-17 08:00 PM

[QUOTE=هيمو الدوسري;3692590]رواية ممتعة[/شكراQUOTE]

leilaar 08-12-17 08:03 PM

رد: 203 - حب من أول نظرة - سالى وينت ورث - مكتبة مدبولى الصغير ( كاملة )
 
شكرا رواية جميلة

ام ثقه 26-12-20 02:39 PM

رد: 203 - حب من أول نظرة - سالى وينت ورث - مكتبة مدبولى الصغير ( كاملة )
 
حلوه ومشوقة اول مرة اقراها

مولين 29-05-21 05:09 AM

رد: 203 - حب من أول نظرة - سالى وينت ورث - مكتبة مدبولى الصغير ( كاملة )
 
شكرآ لك .. بارك الله فيك

Moubel 04-06-21 12:43 PM

رد: 203 - حب من أول نظرة - سالى وينت ورث - مكتبة مدبولى الصغير ( كاملة )
 
رواية جميلة شكرا 😍 😍 😍


الساعة الآن 01:29 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية