منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f449/)
-   -   140 - المرفأ الأخير - اليزابيث غراهام - روايات عبير القديمة ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t189352.html)

Rehana 21-08-13 12:57 PM

140 - المرفأ الأخير - اليزابيث غراهام - روايات عبير القديمة ( كاملة )
 
http://www.liilas.com/up/uploads/lii...7081533661.png

اليوم بنزل اليكم رواية

المرفأ الاخير

للكاتبة : اليزابيث غراهام

http://www.liilas.com/up/uploads/lii...7708183621.jpg

الملخص


الحياة كالبحر , لا أحد يعرف ما سيصادفه أثناء ابحاره فى خضمها. ....أحيانا تجد شاطئا تلوذ به وأحيانا تعترضك الأسماك المفترسة. ....
أنتونيا تجد نفسها فجأة غير حرة كما ظنت , وطلاقها لم يحدث من جى ستانفورد , اللاهث وراء الشهرة ةالمجد فى عالم المال.
ماذا تفعل بعد هجرها سنتين , وها هو معها مسافر على ظهر السفينة التى تعمل على متنها ويطلب منها العودة إليه. أربكها وجوده وحطم أعصابها , خاصة وانه يصطحب معه سكرتيرته الشقراء غلوريا , التى كانت سببا من اسباب الانفصال.
جى يغادرها قبل نهاية الرحلة وتصل إلى المرفأ الأخير وحيدة .....أم أنه ينتظرها؟

ملاحظة : الرواية كتبتها الغالية نيو فراولة .. وين ماكانت الله يحفظها
بس رواية كانت ناقصة صفحتين كتبتهم بنفسي وطبعا الرواية من تدقيقي

اذا عجبتكم الرواية فلاتنسوا ان تضغطوا على ايقونة الشكر

Rehana 21-08-13 12:59 PM

رد: 140 - المرفأ الأخير - اليزابيث غراهام - روايات عبير القديمة
 
فصول الرواية

***

1- سفينة للنسيان

2- المفاجأة المرة

3 - أمسية الذكريات

4- فراشة تخشى الاحتراق

5- انت حياتي

6- المرارة تصل الى الشفاه

7- رجل بلا رأس

8- انه حبيبها

9- لم اعد اريدك

10 - وعد الحب

Rehana 21-08-13 03:00 PM

رد: 140 - المرفأ الأخير - اليزابيث غراهام - روايات عبير القديمة
 


1-سفينة للنسيان

***


وقفت أنتونيا موريل وكارول بويد رئيسة الرحلة على ظهر السفينة تتسامران ، كان تشابههما طفيفا على الرغم من ان كلتيهما ترتديان معطفا قرمزيا واقيا من المطر ، فقد تضارب شعر أنتونيا الأسود اللامع مع شعر كارول الأشقر المنسدل على ظهرها سألت كارول أنتونيا:
" ترى ماذا ستحمل لنا هذه الرحلة معها؟".
أدارت انتونيا نفسها عن حاجز الباخرة ضاحكة ، وأجابت بصوت أجش قليلا ، وفمها يخفي إبتسامة ساخرة:
" هناك رجلان طويلان ، أسمرا اللون أنيقان ، وقليل من الأشخاص الأسكندنافيين".
يقه في مجال الصناعة، ويصل الى القمة ، ولكن بغموض مطلق.

Rehana 21-08-13 03:07 PM

رد: 140 - المرفأ الأخير - اليزابيث غراهام - روايات عبير القديمة
 
" احقا ما تقولين؟".
إندهشت كارول من الإجابة ، وإلتصقت بحاجز السفينة، وهي تدقق النظر بالممشى الموصل الى عتبة السفينة.
" أجل " أجابت أنتونيا بجفاء " ليس عليك إلا ان تلقي بزوجات وصديقات هؤلاء الرجال الى البحر وبهذا تتاح لك الفرصة للتسلية طوال أسبوعين رائعين " أدارت كارول وجهها الذي تبدو عليه علامات الألم والإشمئزاز وقالت:
" لم لا حظ لنا مع الرجال الجيدين ؟ لماذا لا يقومون برحلة إستجمام وحدهم ، أبدو وكأن هذا الموضوع يهمني ، انا لا أهتم بما يحدث بعد عودتي الى الميناء إذ لا أحب الإرتباط باحد، إنني هكذا ، أما فيما يتعلق بالزواج ، فأشعر بخجل كبير " حركت يدها وتابعت : " ساراك في الطابق الأسفل يا عزيزتي".
غطى رذاذ المطر مكان ركوب السفينة ، ولكن انتونيا تجاهلت قطراته التي زادت من بريق شعرها بتاثير الأضواء العديدة ، وإهتمت بالركاب الذين أخذوا يهرعون الى ممشى السفينة المغطى.
وقفت أنتونيا في مكانها المفضل ، ترقب كعادتها في كل رحلة ، الركاب الجدد خشية ان يكون بينهم أحد ركاب الشتاء المزعجين الذين شاركوا في الرحلة من لوس انجلوس الى شواطىء المكسيك المشمسة كميناء كابوسان ومازاتلان وبوبرتو فالارتا وأكابولكو.
منتديات ليلاس
كما كانت أنتونيا تخشى ان تصادف أحد معارفها ، عندما كانت مرتبطة بجي ستانفورد مع انها متأكدة أن معظم اولئك الأشخاص الذين تعرفت عليهم خلال فترة زواجها القصيرة ، يفضلون السفر على متن الطائرات ، أكثر من الإبحار بهذه السفينة القديمة المدعوة الملكة آزتك على الرغم من انها مريحة كثيرا.
راجت إشاعة بين الطاقم أن المشتري المتوقع لهذه السفينة هو من ركاب هذه الرحلة ، اما القبطان فاتس فإنه لم يثبت أو ينف صحة تلك الإشاعة ، ولكنه وعد طاقمه ان كل شيء سيسير على ما يرام خلال هذه الرحلة.
رقت نظرات أنتونيا بمداعبة نسيم محمل بقطرات المطر الذي لفح وجهها ، على الرغم من وجود قوارب النجاة المعلقة الى اسفل الباخرة ، لقد أنقذها القبطان هايرم فاتس ذات مرة عندما لم تعلم ماذا تفعل ، أو اين تذهب ، حينئذ إقترح فاتس وهو احد أصدقاء ابيها ذي انسب الإيطالي الأميركي المقيم في سيتل ان تعمل أنتونيا كمساعدة لمديرة الرحلة ، مؤكدا لها أن الحياة على ظهر السفينة عامرة بالعمل ، وأن هذا سيساعدها على طرد الكآبة التي سببها لها الزواج المخفق.
ها قد مضى عامان على إنفصالها ، لم تعلم مسبقا أن لديها الموهبة لتشجيع المسافرين لتحطيم الأغلال التي تقيدهم على اليابسة ، ليستمتعوا بما يجري على ظهر السفينة ، من مباريات ، وأهازيج ، وحفلات تنكرية ، وسهرات تكشف عن مواهب الركاب.
إستطاعت أن تقنع نفسها بالإنطلاق من تعاستها فمنذ مدة لم تعد تفكر إلا قليلا بحياتها التي دامت سنة كاملة مع جي ستانفورد ، أحد عمالقة الصناعة الأميركيين المتوقع له النجاح والإزدهار .
ها قد وصل جي ستانفورد الى القمة وفق ما تقرا انتونيا في الصحف ، فهو برأي الجميع تجني الثمرات كلها ،لأن له أسهما من الفولاذ علاوة على المناجم الخيالية المتدفقة في وسط الغرب تدر عليه أرباحا هائلة ، ويعترف الجميع بجي ستانفورد بأنه أصغر رجل إستطاع ان يشق طريقه في مجال الصناعة، ويصل الى القمة ، ولكن بغموض مطلق.

Rehana 21-08-13 03:07 PM

رد: 140 - المرفأ الأخير - اليزابيث غراهام - روايات عبير القديمة
 
اما انتونيا فهي وحدها تعرف أن جي لا يجني ثمرة كل شيء ، فطموحه الذي لا يفهم الشفقة ، إنتشله من بيئة طفولته الفقيرة ، ودفع به الى ذروة النجاح على حساب أشياء اخرى كزواجهما مثلا ، فحبهما الذي شدّهما لبعضهما كالمغناطيس ، ما لبث ان مات بعد مضي عدة أشهر من زواجهما ، ثم اخذ يتآكل بالتدريج بسبب إنهماك جي في عمله لعدة أيام متواصلة ، وسفره المتواصل الى خارج المدينة ، مما جعل الوحدة المريرة تسيطر على أنتونيا التي اخذت تستغرق في أحلام اليقظة....
كان النجاح متوقعا لأنتونيا نفسها بين موظفي شركة ستانفورد للصناعة في شيكاغو ، فشيكاغو أتاحت لها فرصا للنجاح اكثر من موطنها الأم سيتل حيث عرض عليها أن تعمل كمساعدة في دائرة الصناعات بعد وصولها الى مدينة ويندي ، ثم إنتقلت من فندق ويشهارت للعازبات الى شقة فخمة بالقرب من برج مكتب ستانفورد حيث قال جي لها يومئذ:
" إذا لم أستطع إبقاءك الى جانبي بطريقة أو باخرى ، فلا بد من طلب الزواج منك".
لم يسبق لجي أن باح بتلك الجملة لأي فتاة خلال علاقاته العاطفية ، فقد كانت النساء العازبات منهن والمتزوجات يعجبن بجماله ، ويسعين للفوز بإعجابه ، حتى قبل أن يتمتع بثروته الطائلة.
لم يهمها هذا بادىء الأمر ، إذ كانت تشعر أن جي لها وحدها ، وأن فيض من عاطفتها المخزونة خلال أعوامها الإثنين والعشرين يتدفق خلال علاقاتهما ،وهما يتبادلان عواطفهما.
منتديات ليلاس
كم شعرت بغبائها مع مرور الأيام ، إذ إعتقدت أن مشاعرها البسيطة سترضي مشاعر رجل مثل جي ستانفورد ، فهو رجل أعمال لا يهدأ كالمكوك ، إذ تضطره اعماله للقيام برحلات الى نيويورك وميلووكي مصطحبا معه دوما غلوريا باول المساعدة في القسم القانوني الخاص بالشركة ، لم تكن الشقراء الطويلة الجذابة تخفي اثناء وجود أنتونيا نظرات عينيها المعربة عن إمتلاكها لجي .
وفي ساعة متاخرة من إحدى الليالي .... وبينما كان جي في رحلة الى كليفلاند تيقنت انتونيا من إستيلاء غلوريا على الهاتف:
" إن جي يأخذ دوشا ، هل تريدين أن اناديه لك؟ ".
حزمت أنتونيا حقائبها في تلك الليلة ذاتها مصممة على الإنفصال عن جي ، وغادرت الى بيت والديها...
مضت الأيام... وإنتظرت أن يكلمها ، او ياتي اليها.... ويخبرها أن الحياة مستحيلة بدون وجودها ... وأنه يشعر تماما بما تشعر به ، وكان أحد أطرافها قد بترت.
ولكن للأسف ، لم يحدث شيء من هذا ، لم يرسل جي رسالة ، لم يتصل بها هاتفيا ، بل اتت رسالة من محاميه ، يعلمها ا ن جي يريد الطلاق ، عندها قبلت أنتونيا عرض القبطان فانس ، لتعمل على سفينته ، ولن تحول دون إعطاء جي حريته ما دام يود ذلك.

Rehana 21-08-13 03:09 PM

رد: 140 - المرفأ الأخير - اليزابيث غراهام - روايات عبير القديمة
 
والآن ... وعندما أدارت نفسها عن حاجز السفينة ، لاحظت انتونيا رجلا يمشي وحده بإتجاه السفينة وبخطوات كبيرة ، وعلى الرغم من القبعة الكبيرة التي غطت معظم وجهه ، إلا ان إنتصاب كتفيه يوحي بثقة كبيرة بالنفس ، فشدّت انتونيا على الحاجز... ألن ينتهي هذا الألم ، وهذا الإنزعاج الساحق ، فهي لم تر جي منذ عامين ونصف ، ومع هذا فإن ظهور أي شخص يشبهه يسارع في نبضات قلبها ، ويجعل يديها رطبتين.
ترنحت أنتونيا مبتسمة بين صفوف المسافرين ، الذين كانوا في إنتظار قيادتهم الى قمراتهم ، لم يكن ذلك من ضمن عملها ، ولكنها تساعد في ذلك عندما لا تستطيع المضيفات إنجاز هذا العمل.
كانت تحب جو القاعة المشبع بالتخمين والفضول عند بدء الرحلة ، وخاصة عندما يتواجد بعض الركاب الذين يركبون عباب البحر لأول مرة جالبين معهم التوتر والإهتمام ،ولكن بعد مضي أسبوعين على الرحلة ، لا يميز الإنسان أمثال أولئك الاشخاص الذين تزيل الشمس والمتعة أرقهم.
" هل استطيع المساعدة؟".
سالت أنتونيا ريك واين وهي تخلع معطفها الواقي من المطر ، لتظهر لباسها الخاص بالعمل ذا الياقة المفتوحة ، البيضاء الحريرية.
منتديات ليلاس
كان ريك ضابط المحاسبة ينفذ مهمته بجدية بالغة ، ولهذا فإنه مقطب الجبين دائما.
" اشكرك يا أنتونيا ، هذه الجماعة مصنفة في قسم ( س ) من السفينة " وقال وهو يشير الى جمع من الناس يتراوح عددهم من عشرة الى إثني عشر شخصا بالقرب من المصعد .
" هل لك أن تتولي أمرهم؟".
" بالتاكيد".
أجابت مستبشرة وهي تنخرط بينهم ، مبتعدة عن هدوء مكتب المحاسب ، ثم قالت مخاطبة الركاب وهي تضغط زر المصعد.
" هل لكم أن تتبعوني لأريكم غرفكم؟".
" ياه".
دوى صوت شابين في العشرين من عمرهما.
" هل تقدمون لنا القهوة في أسرتنا؟".
" سأترك هذا الشرف للمضيفة"قالت وهي تدخل المصعد " سنترككم هذه الليلة لأكتشاف السفينة بأنفسكم ، وفي الصباح سنمارس بعض التمارين الرياضية على ظهر السفينة ، وتحت أشعة الشمس ، ستجدون لائحة عن نشاطات السفينة موضوعة في غرفكم ، ولكم الخيار في أن تشتركوا في أي منها إذا وافقت امزجتكم".
" إنك توافقين مزاجي ، ما رأيك ان نمضي أوقات فراغك سويا ؟".
قال الشاب اليافع وهو يتبعها في الممر الطويل .

Rehana 21-08-13 03:10 PM

رد: 140 - المرفأ الأخير - اليزابيث غراهام - روايات عبير القديمة
 
" عندما نباشر الرحلة لن يكون لدي وقت".
اجابته وهي تشعر بفرح لأن غرفته في أول الممر.
كانت قاعة الدخول خالية عندما عادت اليها ، وأشار حاجب ريك الى عدم توتره ، قالت وهي تتكىء على مكتبه:
" اعتقد انه لا حاجة اليّ الآن".
فاجابها بصوت رقيق:
" لا إنني دوما بحاجة لوجودك ، ولا حاجة لي أن أخبرك بذلك !". أجل ! إنها واثقة من أن ريك يود لو يتزوجها ، ويعمل ما في وسعه كي يساعدها ، إنه لطيف لكنه جدي أكثر مما ينبغي ، أخذت تفكر بهذه الصفات ، وهي ما زالت تنظر الى شعره الأشقر المصفف الى الخلف والذي ينم عن جمال وجهه.
كان جي أيضا جديا في عمله ، لكنه كان على عكس ذلك في علاقته معها ، كانت روح الفكاهة تكمن في نفسها وفي نفس جي ، مما زاد من تقاربهما الذي أصبح لا يقهر ، عندما يتعرض أي من الرجال أفق حياة أنتونيا.
ها هي تفكر بجي مرة أخرى.... لماذا لا تستطيع ان تنساه ؟ تساءلت بحنق ، ومضت الى غرفتها المشتركة مع كارول في قسم ( أ ) فوق غرفة المحركات.
منتديات ليلاس
أن الطلاق هو أحد الحلول النهائية التي يحصل عليها الإنسان بعد الزواج ، وهي مطلقة من جي ، لم تستطع النيران التي شبّت في منزل والدها ، وأودت بحياته ، والأيام الأخيرة لوالدتها التي قضتها في المستشفى ، ان تمحو كلمات والدتها الأخيرة:
" رسالة... محامي جي... اتت منذ أيام مضت".
رفعت أمها رأسها بما بقي لديها من قوة ، ونظرت بعنف في عيني أنتونيا وهمست:
" إعثري على رجل طيب... يعتني بك.... يحبك".
" سأفعل يا أمي".
قالت أنتونيا وهي تدرك تماما ان أمها كانت تخبرها عن أوراق الطلاق النهائية التي إنتظرتها أنتونيا ، لم تفعل أي شيء لتحصل على أوراق قانونية أخرى عن الطلاق ، يبدو أنه من السهل الحصول عليها عندما تريد ان تتزوج ثانية.
سياتي ذلك الوقت ، همست في اعماقها ،وهي تلقي بنفسها على سريرها الضيق ، يجب ألا تتذكر والى الأبد حبها لجي ، على الرغم من أن قسما منها لن ينسى ابدا الليالي الذهبية عندما طغت العاطفة على كل شيء آخر عدا الحاجة الى الأخذ والعطاء ، لقد كمن في لا شعورها التغير في نظرات جي ، وإنتقالها من نظرته الرمادية الى العمل ، الى نظراته الدافئة التي ترعى حبهما.
" مرحبا".
قالت كارول فجأة ، وهي تنظر الى شكل انتونيا المتقلب.
" ولم هذا الإكتئاب؟ هل ألقى بك ضابط الحسابات جانبا من اجل الشقراء اللامعة التي ركبت السفينة عند قسم ( س)؟".
ومشت كارول وهي تلف جسمها بقفطان حريري الى الحمام التابع لقمرتها ، وهي تتابع حديثها:
"لن اتشاجر معها ما دامت تحتفظ بمخالبها لتلك الشخصية المغرية التي رايتها تصعد السفينة بآخر لحظة " ثم فتحت باب الحمام " إن الإشاعة الرائجة أن السيد براونيلا الذي يتفحص هذه السفينة القديمة عازم على شرائها".

Rehana 21-08-13 03:21 PM

رد: 140 - المرفأ الأخير - اليزابيث غراهام - روايات عبير القديمة
 
" ألا يزعجك وجود شخص غريب يراقب تصرفاتنا جميعها؟".
فتحت كارول باب الحمام وقالت:
" لا أبدا لا سيما إذا أجرى بعض التغييرات الضرورية ، كأن ينقل لجنة الترفيه الى قسم خاص من السفينة حيث ننعم بماء ساخن بدلا من الفاتر أو البارد ، وان يضعهم في مكان لائق من السفينة بدلا من هذا المكان عند تجمع المحركات ، التي يؤدي صوتها لهلع عظام المرء وهي تهدهد له كي ينام...".
ضحكت أنتونيا وهي تسمع صوت باب الحمام يصفع وقالت لها:
" يا لك من حالمة".
واخذت تفكر ، هل تعتقد كارول ان أي رجل أعمال يطمع في زيادة أرباحه ، سيضع الطاقم في قسم مريح من الباخرة ، فالمسافرون يدفعون لتحقيق هذه الغاية ، ومع هذا فإن الشركة بشكل دائم تنفق الكثير من المال.
إن التفكير بهذا يقود الى التفكير بشيء آخر ، ترى هل يدرك السيد براونيلا مزايا السفينة الملكة أزتك ، المزايا التي لا تظهر ، فبعض الناس مثلا يتمتعون بقضاء رحلاتهم السنوية على متنها ، إذ أنهم يستمتعون بقلة الإزدحام عليها ، وصداقة طاقمها ، ولكن هذه المزايا لا تعطي مردودا تجاريا ، لكن ربما يستطيع جي ذلك ، من خلال فطنته الثاقبة في مجالات العمل.
منتديات ليلاس
نهضت أنتونيا من سريرها وهي تتنهد ، إذا كان عليها ان تقتع السيد براونيلا بشراء السفينة، كما سيفعل بقية الطاقم ، فعليها ان تبعد جي عن تفكيرها.
لاحظت انتونيا أثر الراحة في وجوه الركاب ، وهم يمارسون الألعاب الرياضية وفقا لتعليماتها، إنحناءة ... جلوس... راحة ، لم تحب أنتونيا رياضة الصباح ، ولكن كارول التي تسهر الى ساعة متأخرة من الليل ، ترغب في قضاء ساعات الصباح في سريرها.
وبينما كانت أنتونيا تلقي تعليماتها ، سمعت صوت المضيفة الإنكليزية التي تساعد القبطان فانس تقول:
" عفوا يا آنسة ، إن السيد فاتس يريد منك ان تأتي لقسمه فورا".
" ساحضر فور إرتدائي لباسي الرسمي".
" لكنه يريدك أن تأتي كما أنت".
لم يكن من عادة فانس ان يدعو أي عضو من أعضاء اللجنة الى مكتبه في مثل هذه الساعة المبكرة ، قطبت أنتونيا جبينها ، وقرعت باب قمرته.
بدا فانس بلونه الأسمر من تأثير البحر عزيزا على قلبها أشار الى القهوة قائلا بصوته الأجش:
" أعتقد ان هناك خطأ ما يا سيادة القبطان".
قالت وهي تصب القهوة لنفسها:
" خطأ ..... لا أبدا".
وقف القبطان الى جانبها وقال :
" أظن انك سمعت بأن على ظهر الباخرة مسافرا مهما ، فأجابت بجرأة :
" السيد براونيلا؟".
" نعم ، إنه ممثل لأحدى الشركات التي تريد إستثمار هذه السفينة ، لا اريد ان أخبرك عن أهمية إستمرار مسيرها في عباب البحر ، إنه مهم بفعاليتنا ، وبالرغبة الطيبة التي نبثها بمسافرينا".

Rehana 21-08-13 03:33 PM

رد: 140 - المرفأ الأخير - اليزابيث غراهام - روايات عبير القديمة
 
" أجل يا سيدي ، أظن بانني أستطيع التكلم بلسان الطاقم برمته ، عندما سأؤكد اننا سنفعل ما في وسعنا".
" اعلم أنني لا أستطيع الإعتماد على الطاقم يا انتونيا ، خاصة وان السفينة لا تؤخذ بعين الإعتبار".
دافعت انتونيا عن السفينة بإخلاص:
" يستطيع كثير من الناس السفر الى المكسيك على متن سفن كثيرة ، ولكن الملكة أزتك توفر جوا أجمل ، وخدمة أفضل ، وإسترخاء تاما".
" لقد اقنعتني يا أنتونيا كل ما عليك الآن ، هو ان تقنعي السيد براونيلا بذلك ، إذهبي اليه في قمرته الخاصة رقم ( 6 ) أنه يريد ان يراك حالا".
" انا؟".
منتديات ليلاس
" إنه يريد أن يقابل أفراد الطاقم كله ، بدءا منك، فلربما أخبره أحدهم أن كارول بويد لا تكون على ما يرام صباحا".
إحتست أنتونيا ما تبقى من قهوتها ونهضت قائلة:
" يحسن بي ان أستبدل ملابسي أولا".
" لا ، أعتقد انه من الأفضل ان تظهري بثياب العمل ، كي يطمئن أن المزفه يشترك مع جماعته في اللعب".
لم تقتنع أنتونيا بان ملابسها مناسبة ، لتقوم بأول زيارة الى الجناح رقم ( 6) ، فزيها الرسمي قد يكسبها ثقة اكبر بنفسها.
ما ان قرعت أنتونيا باب الغرفة رقم ( 6) ، حتى سمعت صوتا اجش يأمرها بالدخول.
رات أمامها غرفة فخمة ذات سرير مزدوج ، ونوافذ عريضة تطل على مياه المحيط الزرقاء ، وتنعم بظلال السماء ، كما يتسم جوها بالترف.
سمعت صوتا يأمرها أن تتصرف وكأنها في بيتها ، ثم شاب الصوت صوت آلة الحلاقة ، فأدركت ما يقوم به نزيل الجناح ، وبينما أخذت تجول في الغرفة ، راودها ذاك التساؤل ، لماذا أراد نزيل الجناح ان يقابل افراد الطاقم ، خاصة وانه لم يستعد بعد لذلك؟
إنها غطرسة رجال الأعمال الناجحين الذين صادفتهم أثناء وجودها مع جي ، إنه سلطان المال ، ذاك الذي يمدهم بثقة بالنفس لا تقهر.
" آسف لأنني جعلتك تنتظرين يا أنتونيا".
تلاشت نظرات انتونيا ، وتجمدت في مياه المحيط الزرقاء ، لا بد أنها ستغدو مجنونة ، إنها لم تر بعد وجه السيد براونيلا ، ولكن صوته لا يختلف عن صوت جي ، حتى انه ينطق إسمها كاملا ، تماما كما كان جي يفعل.
أدارت رأسها ببطء الى مصدر الصوت.

Rehana 22-08-13 12:09 PM

رد: 140 - المرفأ الأخير - اليزابيث غراهام - روايات عبير القديمة
 


2- المفاجأة المرّة

***


" اهذا انت؟".
نظرت أنتونيا بعينين مضطربتين الى هذا الإنسان المألوف بالنسبة اليها ، إنه ماثل امامها وهو يتحرك عبر غرفة النوم بإتجاه حجرة الجلوس ، عيناه الرماديتين تبرقان تحت حاجبين بنيين كثيفين ، أجابها صوته بسحره المألوف لديها:
" يبدو انك تتوقعين رؤيتي !".
بلّلت بلسانها شفتها السفلى التي جفت فجأة ، واجابته:
" لا بل توقعت السيد براونيلا".
" لسوء الحظ ، تأخر السيد براونيلا ، فحللت مكانه".
ترى هل السيد براونيلا حقيقة موجودة ؟ أم أن جي ولأسباب خاصة حجز المكان تحت إسم مستعار ، أخذ إضطرابها لرؤيته يتلاشى تدريجيا ، ولكنها شعرت بخيبة امل تصفعها ، إذ أن القبطان فانس يأمل في إقناع السيد براونيلا بشراء السفينة كيلا تحال الى حطام.
لن يقبل جي صاحب العقل الذي يفحص مزايا ومساوىء الأشياء ، بالملكة أزتك ، علاوة على أن السفن لا تدخل ضمن جدول أعماله ، سألته وهي ترفرف بعينيها:
" لم تفعل هذا يا جي؟".
أطال النظر اليها وهو يتفحصها ثم قال برقة:
"هل يهمك أمر السفينة كثيرا؟".
" يهمني بالطبع ، إن القبطان فانس يظن ان السيد براونيلا سيحث شركته على شراء السفينة".
" إن براونيلا يعمل لحسابي ، لماذا تعتقدين انني لست مهتما بشراء السفينة".
تناول جي علبة دخان من قميصه ، وأشعل لفافة ، وهو ينظر بلا إهتمام من النافذة العريضة.. .. لم تستطع ان تميز ملامحه بسبب الإنارة ، يبدو أنه لم يتنازل عن طبعه ،وها هولم يخبرها أنه بحاجة اليها بدون أي شيء آخر.
" انت ! " أجابته بسخرية : " ولكن من المعروف أنك لا تشتري شيئا لا يؤمن الرقم القياسي في الأرباح".
أجابها بمكر سريع:
" ولن تؤمن السفينة ذلك".

Rehana 22-08-13 12:24 PM

رد: 140 - المرفأ الأخير - اليزابيث غراهام - روايات عبير القديمة
 
فخطفت بصرها عنه قائلة:
" أجل بعد أن تجري عليها بعض الإصلاحات".
ضحك بتهكم:
" بعض الإصلاحات... ها ، اعتقد انها كلها بحاجة للإصلاح".
" ولكنها تستحق ذلك " صاحت انتونيا وهي تضغط على شفتها السفلى " جي هل شاركت بهذه الرحلة من اجل السفينة أم انك تلفق امرا ما؟".
" لديّ أكثر من سبب لذلك " نفخ دخان لفافته ، ونظر الى شعلتها ثم أضاف : " إن السبب الرئيسي لقدومي هو أن أرى ماذا تفعل زوجتي وأنا بعيد عنها".
" إنني بخير ، ولا علاقة لك بي بعد الآن ، الا تذكر انك طلقتني؟".
لم تذكر أنها رأت رجلا سيطر عليه الجمود كما ترى جي الآن ، ولولا دخان لفافته المتصاعد حول وجهه ، لما عرفت أنه ما زال متحركا ، إذ هوت يده الى صحن السجائر ، ليسحق ما تبقى من السيجارة.
" لا يا أنتونيا ، لم نطلق حتى الان ، وما زلت زوجتي".
منتديات ليلاس
كان كل شيء في الغرفة هادئا ، ولم تسمع إلا ضربات قلبها المفاجئة التي ملأت مسامعها، وطغت على كل شيء ، وبغموض سمعت صوت جي يخاطبها :
" ألم تصلك رسالتي التي اخبرتك فيها انني غيرت رايي ؟ تعالي إجلسي هنا".
شعرت أنتونيا بلمساته على الرغم من قماش قميصها السميك ، جذبها لتجلس على الكرسي مقابل النافذة ، ما ساعدها على أن تستعيد قدرتها على التركيز ، ثم رفعت رأسها لتبعد يده التي تمسك بعنقها.
" إذن لا بد وأنك تتكلم عن الرسالة التي حدثتني أمي عنها بعد الحريق".
" وأي حريق هذا؟".
تلاقت نظراتهما عندما إنحنى ليجلس الى جانب كرسيها.
" المنزل ، لقد حرق منزلنا منذ عام مضى ( كان صوتها جامدا ) وتوفي والدي فور نشوب الحريق ، اما أمي فكانت على قيد الحياة ، عندما عدت الى سيتل ، وأخبرتني عن الرسالة ... تلك التي اتت من محاميك ، ظنت انها... ( وأخفت وجهها بين يديها ) ظننتها ورقة الطلاق".
أحاطها جي بذراعيه ، ورفعها عن الكرسي ، ثم ضمها الى صدره الدافىء.
" لماذا لم تخبريني؟ ( أخذ يئن ويمسح وجهه بشعرها وتابع ) اللعنة ليتني علمت بما حدث".
سحبت أنتونيا نفسها من عناقه ، فسرعان ما شعرت بكراهية ذاتها ، إذ إستسلمت لسحره بسرعة.
" لم كان عليّ ان أخبرك ؟ ( سألته بمرارة ) لم تكن مهتما ، ولم تأت حتى لتراني ، أو لتفسر لي لماذا كانت غلوريا في غرفتك ذاك المساء".
جذبها جي من كتفها بعنف كاد يفقدها توازنها ، وسألها بدون أن يصدق:
" الهذا تركت المنزل؟ ألا تعلمين ان غلوريا كانت في غرفتي لتنجز ما علينا من أعمال".

Rehana 22-08-13 12:26 PM

رد: 140 - المرفأ الأخير - اليزابيث غراهام - روايات عبير القديمة
 
اجابته وهي ترفع حاجبيها ساخرة:
" أعتقد انك كنت ترطب نفسك في الحمام بعد عمل شاق ، عندما خابرتك ذاك المساء".
إصطكت اسنانه البيضاء وقال:
" ليس لغلوريا أي معنى في حياتي ، وحتى قبل زواجنا".
وبينما كانا يتحدثان ، سمعا طرقا خفيفا على الباب ، ثم ما لبثت غلوريا باول نفسها ان دخلت الجناح ، فغدا المشهد وكأنه مسرحية.
وصلت غلوريا الشقراء المتصنعة الى غرفة النوم ، ولم تلحظ بعد أن جي يضم انتونيا بين ذراعيه ومضت قائلة:
" أعتقد يا جي أن هذه الفكرة من أساسها ك.... أوه.... ( وتضرّج وجهها بظلال حمراء ثم غدا شاحبا )... أهذه انت يا انتونيا !".
" نعم إنني هنا ( وسحبت انتونيا نفسها من ذراعي جي ، وبنظرة مليئة بالإحتقار ، إتجهت الى الباب ) وقالت:
" لن أكون عائقا في وجه أعمالكما".
غادرت انتونيا الجناح متجهة الى قمرتها ، ووجدت كارول ما تزال مضطجعة في سريرها.
لقد سلبتها حيويتها رؤية جي ، والمرأة التي كانت سببا في فشل زواجهما ، إستحمت وإرتدت لباسها الرسمي ، ولشد ما أدهشها ان الساعة كانت تشير الى الثامنة والنصف ، عندما وصلت الى غرفة الطعام في وسط السفينة ، حيث حجزت منضدة من أجل الطاقم في المؤخرة.
كانت موائد الغداء والعشاء تشع حيوية ونشاطا ، اما الآن فلم تجد أنتونيا إلا إحدى الممرضات التي جلست الى المائدة ، وحيتها بلطف.
منتديات ليلاس
أخذت أنتونيا تفكر بما حدث أثناء تناولها وجبة الإفطار ، ترى لماذا قرر جي ان يقوم بهذه الرحلة ، لم تستطع أن تصدق ان هدفه الأول هو شراء هذه السفينة القديمة ، رغم أنها مرغوبة من قبل معظم رجال الأعمال الذين يعتبرونها كالفيل الابيض مرضية ، ولكنها غير إقتصادية ، لا بد إذن من أن دوافع جي تكمن في إتجاه آخر.
ترى هل كانت أنتونيا هي الهدف....لا ! لا ! لو انه كان يريد المصالحة حقا ، لوجد أوقاتا مناسبة اخرى ، لم يكلف نفسه العناء حتى بأن يلحق بها الى مدينتها سيتل ، لقد تركها تذهب وكأن امرها لا يعنيه مطلقا ، ولم يحاول أن يعثر على الخيط الذي يقوده لفهم غيرتها التي تدمرها ، كلما تذكرت ان غلوريا باول بين ذراعيه ، وفي الحقيقة فقد أمضت غلوريا مع جي معظم اوقاته ، بل حتى انها كانت تلازمه أكثر منها هي ، على الرغم من أنها زوجته.
وبينما كانت انتونيا تحتسي العصير الذي قدمه لها النادل ماريو عاودها الشعور مرة أخرى بالصدمة بانها ما زالت زوجة جي .
لقد شعرت منذ أمد بعيد انها إمراة حرة.... تحررت لتوها من زواجها الأول ، وتستطيع أن تفكر بآخر ، اما الآن فتشعر بالذهول فهي ما تزال زوجة جي بعرف القانون.
ولكن ماذا تعني القوانين لأمرأة ورجل لا يجمعهما إرتباط عاطفي ، ولا أي شيء آخر ، لا بد وأن تعرض التفاصيل القانونية في وقت ما .
هل تستطيع انتونيا ان تنكر ان عاطفتها تأججت ، عندما كانت في جناحه على السفينة ، وضمها بين ذراعيه ، شعرت في تلك الحظات انها لم تبتعد أبدا عن جي ، حتى أن جميع أوصالها كانت تبحث عن لقاء حاسم ، لتشعر بإنتصارها لأمتلاكه.

Rehana 22-08-13 12:27 PM

رد: 140 - المرفأ الأخير - اليزابيث غراهام - روايات عبير القديمة
 
ألقت انتونيا بالملعقة فوق قطعة الفاكهة التي تأكلها ، ودفعت كرسيها الى الخلف بإشمئزاز ، فسالتها الممرضة:
" هل انت على ما يرام؟".
" نعم لكنني لا أشعر بالجوع هذا الصباح ، كما انني تذكرت بأن علي تنظيم أمر سباق السباحة الذي سيتنافس الأولاد على الفوز به."
وجدت انتونيا نفسها عند مكتب ضابط المحاسبة ، دون أن تتذكر كيف وصلت اليه ، فإلتقت بماريانا ليستر مساعدة المحاسب التي كانت تعشق ريك وارن ضابط المحاسبة ، بينما كان ريك يحترمها لفعاليتها ، ولحسن تعاملها مع الركاب ، وقدرتها على حل المشاكل التي تنجم يوميا.
إعتقدت أنتونيا أن مظهر ماريانا ليستر قد يزداد جاذبية ، لو حاول احد ما مساعدتها ، فهي لا تعتني بمظهرها ، بل ترفع شعرها الأشقر الى اعلى رأسها ، ولا تستعمل أيا من المساحيق التجميلية ، إنها مثال حي لشخص نشيط ، وهي ترتدي ثياب البحرية البيضاء المزدانة بالأكتاف الذهبية ، والتي تفصح عن مرتبتها بين أفراد الطاقم.
" إن ريك مع القبطان الان ، هل أستطيع مساعدتك؟".
منتديات ليلاس
" أجل اريد لائحة باسماء الأولاد دون الثانية عشرة من العمر ، لترتيب أمور سباق السباحة الذي سيقام بعد ظهر اليوم ، هل ل كان تبحث عنها؟".
" اجل فقد طبعتها بنفسي".
تحركت ماريانا بملابسها المنشأة الى المكتب الداخلي ، حيث تصنف جميع الأوراق الخاصة بالرحلة ، وبعد برهة عادت ومعها نسخة مرتبة بأسماء الاولاد المشتركين بالسباق.
وبينما كانت أنتونيا تشكر ماريانا ، رأت ريك يدخل الحجرة ، ويقف الى جانبها بود.
" اهلا أنتونيا ( حياها بإهتمام بالغ جعل ماريانا تنفجر حنقا ) هل لي ان اساعدك في امر ما؟".
رفعت له اللائحة وقالت:
" لقد أدت ماريانا ما يلزم ، أشكرك".
تبعها ريك حتى آخر الغرفة وسالها :
" هل أستطيع أن أراك اليوم بعد العشاء يا أنتونيا؟".
إعتادا ان يتقابلا بعد إحتفالات المساء ، ويتمشيا على ظهر السفينة للإستمتاع بضوء القمر ، والتحدث بمواضيع يحبها ريك ، كإرساء السفينة المبكر على شواطىء أميركا الشمالية ، ولكن وفي هذه الليلة بالذات ، سيكون ذهنها مشغولا بأشياء أخرى ، تفكر في جي وغلوريا الذين يجلسان على ظهر السفينة في القسم المترف.
" لدي شعور يا ريك بأن هذه الرحلة تختلف عن غيرها".
أجل عن هذه الرحلة ستختلف تماما بالنسبة اليها ، وما ان دخلت انتونيا غرفة الطعام ، ولمست سعادة الناس المجتمعين على الموائد ، حتى شعرت بتوتر أعصابها ، وهي تتجه الى مائدة الطاقم في المؤخرة ، ولم تصدق عينيها ، عندما إلتقتا عبر الموائد عيني جي الرماديتين إذ كان جالسا الى مائدة القبطان ، ولم تلبث ان إنتقلت نظراتها الى السيدة الجالسة الى يمينه ، أنها غلوريا بعينها مرتدية فستانا أزرق ، عاري الظهر تحيط عنقها بعض الأشرطة الأنيقة.

Rehana 22-08-13 12:28 PM

رد: 140 - المرفأ الأخير - اليزابيث غراهام - روايات عبير القديمة
 
قارنت انتونيا نفسها بغلوريا ، فوجدت أن ثوبها الأسود وهو أحد ستة أثواب إشترتهم خصيصا لأمسيات هذه الرحلة كئيبا وينم عن ذوقها السقيم.
وبعد تناول عشاء ممتع ، بدأ الناس يرقصون في الردهة الأمامية المزينة بشكل جميل ، امضى معظم الراقصين ساعة على الأقل في القاعة الكبيرة ، حيث إستمتعوا برقص وجو لطيف ، هياته لهم لجنة الترفيه التي إشتركت مع نجوم السينما والمسرح ، أما الجيل الصاعد ، فقد تمتع بالرقص في اعلى السفينة على انغام موسيقى الديسكو.
لم يكن لأنتونيا عمل في ذلك المساء ، وعندما بدأت ميرلاميركوني تغني بحنين يرجع الى عشرين عاما ، تذكر معظم الركاب افلامها الرومانسية القديمة.
وما ان همس ريك باذن انتونيا :
" هل تريدين ان نخرج لأستنشاق النسيم العليل؟".
حتى نهضت أنتونيا ترافقه الى ظهر السفينة المتصل بالردهة.
" من يشاركك المائدة في هذه الرحلة؟."
سالته انتونيا وهما يتمشيان.
منتديات ليلاس
فأجابها مدمدما:
" كالعادة ، سيدتان فاتهما قطار الزواج ، وزوج وإمراته مضى على زواجهما سنوات كثيرة".
" على الأقل فإنك لن تتعرض للإزعاج هذه المرة؟".
قالت أنتونيا ذلك محاولة إثارة غيظه ، غذ شاركه في الرحلة السابقة رجل متحمس لدينه ومهووس به مع زوجته وإبنتيه ، اللتين تآمرتا على ريك ، وجعلتا حياته لا تطاق.
" لو كان لي زوجة معي على السفينة، لما تعرضت لمثل هذه المشاكل ( قال ذلك وهو يجذبها اليه ويضع يده حول خصرها ) أنت تعلمين أنني مجنون بك".
" آه يا ريك....".
نظرت انتونيا في عينيه الزرقاوين ، ماذا ستقول له؟ بأن زوجها السابق لا بل زوجها الحالي موجود على ظهر السفينة ، وأنه يهتم بها تماما كما كان يفعل ، عندما كانت فتاة بسيطة ، لها من العمر عشرون عاما وتعمل في مكتبه؟
لا ، ستكون حمقاء جدا ، إذا اتاحت لجي ستانفورد ان يتدخل بأمورها بعد الان ، لقد سبب لها الدمار في الماضي.
" دعني ألمس يا ريك ، الى أي مدى أنت مجنون بي ( وإلتصقت به ، فأخذ يغمرها بحنانه ، ويضمها الى صدره ، لكن رقته لم تحرك جوامح نفسها كما كان جي يفعل)".
ألا تستطيع أن تنسى المد العاطفي الذي تشعره أثر عناقات جي العارضة.
وعندما سحبت أنتونيا نفسها من ذراعي ريك ، شعرت بشبح إنسان يتمشى بالقرب منهما ، لم تهتم بذلك فليس في الأمر ما يدعو الى الدهشة ، إثنان من الطاقم يعانق أحدهما الآخر.
لن يهتم أحد بذلك ،علّق ريك على حركتها محاولا أتهامها:
" إنك ما زلت مجنونة بحب زوجك السابق".
" زوجي.......".
أجابت انتونيا والإضطراب باد في عينيها ، ونظراتها المخملية تحدق في عينيه.
" إنك لا تتركين المجال لنفسك للإنسجام مع أي رجل آخر ، اليس كذلك يا انتونيا؟ لا بد وان زوجك من طراز معين".

Rehana 22-08-13 12:29 PM

رد: 140 - المرفأ الأخير - اليزابيث غراهام - روايات عبير القديمة
 
"لا اعلم يا ريك ، ارجوك ! إتركني الآن وحدي".
" حسنا...".
قال بجمود ومضى في طريقه.
راقبته انتونيا وهو يختفي عن شرفة السفينة ، ثم احنت رأسها بإتجاه زبد الماء ، تنظر الى السفينة وهي تشق عباب البحر الى كابوسان لوكاس ، حيث سترسو السفينة صباحا تحت أشعة الشمس عند الزاوية الغربية لجزيرة باجا ، وستطفو القوارب السياحية لتنقل الركاب الى تلك المستعمرة ، أول ميناء في خط الرحلة.
ترى لماذا عاد شبح جي يسيطر عليها؟ ليحرك ذكريات هي في غنى عنها ، فربما وجدت السعادة مع ريك ، وإن كان لا يوقظ أحاسيسها كما كان جي يفعل ، ولكنه على الأقل قد يؤمن لها حبا رزينا وهادئا ، قد تكتب له الحياة أكثر من تلك العاطفة الملتهبة.
لم يمض بعد على وجود جي أكثر من أربع وعشرين ساعة ، وها هو قد أفسد عليها علاقة قد تكون جيدة.
" إنني أكرهه ...". دوى صوتها عاليا ، ولكن البحر حمل الصوت بين طياته ، فبدّد صداه.
وبينما كانت انتونيا تتقلب في فراشها وهي مرهقة ، دخلت كارول الغرفة بهدوء تام ، إنتصبت أنتونيا جالسة في فراشها ، وقالت:
" لا بأس يا كارول فانا لست نائمة .
" حمدا لله".
منتديات ليلاس
خلعت كارول فستانها الأخضر ، وجلست على سريرها فسالتها أنتونيا:
" وكيف أتيت مبكرة هذا اليوم؟".
نظرت أنتونيا الى الساعة الجلدية الموضوعة بالقرب من سريرها ، فوجدتها تشير الى الثانية ليلا".
نزعت كارول عقدها واقراطها وهمست:
" ساستمتع كثيرا في هذه الرحلة ، إن مايك لا يصلح رفيقا ، ولكنه ممتع لقضاء هذين الأسبوعين".
" ومن هو مايك؟".
" مايك باريش فهو وحده على السفينة ، وزوجته مطلقة".
تابعت وهي تخلع ملابسها وأخذت رداء نومها الملقى على سريرها :
" كيف فاتك التجسس علي هذه المرة؟".
" آسفة ، يبدو أنه تسلل الى ظهر الباخرة خفية فلم اره".
توقفت كارول في طريقها الى الحمام وقالت:
" ليس قبيحا ، ولكنه ليس من الطبقة الراقية ، إنه ليس كالسيد براونيلا ، فذاك الرجل يعتبر حلما ، هل إجتمعت به يا انتونيا؟".
تنهدت انتونيا ، فمضت كارول الى الحمام ، مما وفر على أنتونيا عناء الإجابة.
إستسلمت انتونيا غارقة في افكارها، بينما راحت كارول تنظف أسنانها ، من الواضح ا ن جي يريد الإحتفاظ بإسمه سرا لأسباب خاصة به ، ترى اما زال جادا في شراء السفينة؟ ستكون هذه الصفقة تحديا.... لا بد انه شارك بهذه الرحلة من أجلها ... وإلا لماذا إصطحب معه عدوتها اللدودة غلوريا باول؟

Rehana 23-08-13 06:40 AM

رد: 140 - المرفأ الأخير - اليزابيث غراهام - روايات عبير القديمة
 

3- أمسية الذكريات

***

في صباح اليوم التالي ، إستدعيت انتونيا للجناح الخاص رقم ( 6) إرتدت ملابسها المعتادة المكونة من بنطال قصير ، أبيض اللون ، وقميص من القطن ازرق بدون أكمام يعرض كتفيها لأشعة الشمس.
ركب معظم المسافرين القوارب السياحية المتجولة ، متجهين الى الشاطىء ، أما انتونيا فقد أرادت البقاء على ظهر السفينة، لتتجنب رؤية جي وغلوريا ، وهما يكتشفان الخليج المكسيكي الصغير .
" إنه يوم عطلتي".
قالت أنتونيا لجي الذي كان يرتدي ملابس تماثل ثيابها عندما فتح لها الباب الذي قرعته بطف.
سالها ببرود جعل الدماء تغلي في عروقها:
"وهل يتمتع أفراد الطاقم بأيام عطلة ؟ في الحقيقة أردت أن نتحدث ، إدخلي".
تبعته الى غرفة النوم المرتبة ،ومنها الى حجرة الجلوس ، لقد اقرت لنفسها بأن البنطال القصير الذي يكشف عن ساقيه لا يلائم غيره من الرجال ، كما ان عضلات ساقيه تميزتا بشكلهم الرجولي ، كان جي حافي القدمين ، مما يشير الى أنه لا يرغب في مغادرة المكان.
سألته وهي تنظر عبر النافذة الى المدينة الغريقة بأشعة الشمس تعانق زرقة البحر الصافية:
" هل زرت كابوسان لوكاس من قبل؟.
" لا أتذكر.... ( نظر الى الإتجاه نفسه ) ومن أين لي ان اتذكر مكانا بهذا الإسم ، وخاصة انه يقع بعد الصحراء الممتدة".
" إن الصيد في هذه المنطقة رائع كما يقال ، والبحر مليء بالذكريات الجديرة بنقلها الى ارض الوطن".
نظر اليها بإستخفاف وقال:
" بإمكانك ألا تتكلمي وكانك مديرة الرحلة عندما تكونين معي ، قلت لك أنني أود ان أتكلم عن الإتفاقية".
" إتفاقية ؟واية إتفاقية هذه؟".
دس جي يده في جيب بنطاله ، وإقترب من النافذة محدقا في المنظر الإستوائي وقال :
" كان إنسامجك شاعريا مع صديقك ليلة امس الفائت على ظهر السفينة ، حتى أنكما لم تتركا مجالا للخيال " توقف مقطب الحاجبين ، وعلت فمه إبتسامة "عليك إتاحة المجال للزبائن ليستمتعوا برومانسية البحر وليس لأفراد الطاقم".

Rehana 23-08-13 06:47 AM

رد: 140 - المرفأ الأخير - اليزابيث غراهام - روايات عبير القديمة
 
فغرت انتونيا فمها ، وهي لا تصدق ما سمعته أذناها ، ما شانه في ذلك ، وردت عليه بعنف:
" إذا كنت تعلق على المشهد حين كان ريك معي....".
" تماما هذا هو ما أشير اليه "دار بنفسه نحوها لترى نظراته الرمادية " إنك هنا لأنجاز عمل ، لا لأثارة الإشمئزاز بين الركاب".
" ماذا؟.
وسرعان ما تابع قائلا:
" لن يكون للتدجيل مكان بين أعضاء الطاقم ولن يكون هناك إحتمال وجود قصص عاطفية على ظهر السفينة في المستقبل ، لا تنسي انك أمرأة متزوجة و...".
" هذا ما سانهيه حال وصولنا الى لوس انجلوس " اجابت أنتونيا بصوت حاد وغاضب " إن الطلاق بيننا عبارة عن إجراءات قانونية فقط ، واول خطوة سأفعلها ، ساتصل بالمحامي".
رفع جي حاجبيه الداكنين وقال:
" لا أظن يا انتونيا بأنك ستفعلين ذلك ، عهدي بك ، فتاة رقيقة وطيبة القلب ، ولن تستطيعي ذلك لأن القبطان والطاقم ماثلون في ضميرك".
منتديات ليلاس
" ضميري... ما هذه الأضحوكة... أنهم على العكس منك تماما ، فليس لهم سيطرة علي".
" ممكن .... " إبتسم مؤكدا ثقته بنفسه ، حتى أن أنتونيا اخذت تنظر اليه والشك يملأ عينيها " في الحقيقة إن مصير هذه السفينة بقبطانها وطاقمها معلّق بين يديك".
" كفاك هراء يا جي ، لم لا تتكلم عن السبب المباشر لأشتراكك في هذه الرحلة؟ فأنا على يقين من أن هناك هدفا معينا تبغيه".
" ألا تستطيعين التخمين؟".
سألها بلطف وهو يقترب منها ، ماداً يده ذات الأصابع المتناسقة ، لتداعب وجنتيها ، مما جعلها وبشكل لا شعوري تجمد في مكانها ، على الرغم من أنها كانت تتوق شوقا الى تلك اللمسة وإن كانت تخشاها.
أغلق جي فمه بحزم ثم قال ببرود:
" حسنا يا أنتونيا ، سأخبرك حقيقة الأمر ، إشتركت بالرحلة لأنني علمت بأنك تعملين في السفينة...".
تردد في كلامه ، حتى شعرت أنتونيا إنه قد إستخدم تحرياته الخاصة ليعرف مكانها.
" وعندما وجدت اننا وصلنا الى الحد الخير والنهائي ، قررت أن آتي اليك يا أنتونيا لتعودي الي".
" لا لا لن يحصل هذا أبدا".
اجابته بشكل آلي نابع من شعورها الذي يختزن كبرياءها المجروح ، وآلامها ، وعذابها ، فقد اتاحت هذه الصدمة الفرصة لأنفجار غضبها ، فرفعت عينيها لتلتقي عينيه الرماديتين الهادئتين وتابعت:
" أرى إنك إعتدت في أعمالك طريقة الإبتزاز ، أليس كذلك ؟".
رفع جي كتفيه واجاب:
" اجل هناك دوما مبادىء للإبتزاز في جميع الأعمال ، وحتى في العلاقات الشخصية".

Rehana 23-08-13 06:49 AM

رد: 140 - المرفأ الأخير - اليزابيث غراهام - روايات عبير القديمة
 
" وهل تعني حياتنا الزوجية الشيء نفسه بالنسبة اليك ، وكأنها علاقة عمل ما؟".
قالت انتونيا بمرارة ، وهي تبتعد عن المكيف ، ملتمسة الدفء بالقرب من النافذة.
أتى صوته ساحرا وهو يجيبها:
" اعتقد أنك على يقين من ان هذا ليس صحيحا ، ظننت أنك تتمتعين بذاكرة طيبة".
" أجل ؟ إن ذاكرتي ممتازة "إزدادت المرارة في صوتها " فلن أنسى تلك الأيام المملة القاتمة ، والليالي السوداء الطويلة التي مررت بها ، وزوجي الغارق حتى أذنية في عمله ، يهتم به ، ولا يفكر بالطريقة التي تجعل زواجنا سعيدا وموفقا".
وفجأة شعرت بيديه الساخنتين تهتزان ، وتمسكان بجلدها البارد ، وهو يهمس في أذنيها بهدوء:
" لقد أخبرتك في وقت مضى ، أن حياتنا لن تستمر هكذا أكثر من عامين ، وكان ذلك فعلا ، ولكنك لم تنتظري ، اليس كذلك يا أنتونيا ؟ أردت ان كون لك وحدك وبكل جوارحي ، ولم يكن الوقت مناسبا عندئذ".
منتديات ليلاس
قاطعته قائلة:
"والآن ، ها هو الوقت قد حان ، هل هذا ما تريد قوله يا جي؟".
" أجل يا أنتونيا ، فالعمل سيجري من الآن فصاعدا بشكل أوتوماتيكي ، وبإشراف قليل مني فقط ، سيكون لدينا الوقت لأداء جميع ما تريدينه ، وتنفيذ ما تطلبين " ثم أردف بلهجته الساحرة " هل تريدين طفلا؟".
فاجابته بغضب جامح:
" وكيف تجرؤ على هذا الوعد ؟ رفضت الفكرة سابقا عندما طلبت منك طفلا أحبه وأعتني به ، لقد فات الأوان يا جي".
" أصحيح هذا؟".
امسك بها ، وأخذ يتفحص وجهها بعينين يشوبهما القلق ، مما أزال الجمود والتوتر ، وكرّر سؤاله ثانية ، فحاولت انتونيا العودة الى غضبها الذي تلاشى بعدما إشتنشقت رائحة جي المألوفة لديها ، وسرعان ما جذبها اليه ، بنعومته ورقته حتى صارت كالماء بين يديه:
" لا يا جي".
قالت عندما بدأ يخضعها أكثر ولكنه تجاهل إعتراضها الى أن شعرت بالضياع.
تدفقت ذكرياتهما ، وثارت مشاعرهما ، ولم تكن عواطفهما بحاجة للكثير...
ومع هذا خشيت أنتونيا أن تقع ثانية في شراك جاذبيته ، وأن تعود زوجة منسية ، سيما وأن جي سيعود للعيش وفق أهوائه ، لا لن تتيح له الفرصة ، لهذا همست في أعماقها ، وهي تسحب نفسها من بين ذراعيه ، وترتب قميصها القطني .... لا لن تدع له الفرصة ليفعل بها ما يريد.
" أنتونيا؟".
" ليس هناك من فائدة ترجى يا جي " قالت وهي تدير ظهرها له " لا أريد أن أدخل تلك المساومة من جديد".
نفد صبر جي ، فأدارها اليه بقوة لتواجهه قائلا:
" ماذا تعنين بذلك؟ لقد أخبرتك أن الأمور لن تكون كسابق عهدها ألا تصدقينني؟".

Rehana 23-08-13 06:51 AM

رد: 140 - المرفأ الأخير - اليزابيث غراهام - روايات عبير القديمة
 
" اعلم يا جي انك تعني الآن ما تقول ، ولكن مع الأسف قد ترمي بي كصحيفة الأمس إذا حدثت اية مشكلة قد تعيق عملك".
أجابها وهو يمرر أصابعه على شعره البني:
" سيكون ذلك إنقاذا لمستقبلنا إن فعلت".
" مستقبلك وحدك، اما مستقبلي فيكمن في طريق آخر".
أجاب ساخرا:
" مع ضابط المحاسبة على الباخرة؟".
" أجل ! ستكون حياتي مع ريك هادئة وآمنة ، لأنني على الأقل اعرف على أي أرض أقف".
" احقا ما تتوقعين ! أظنك تتناسين أنك لن تجدي السعادة مع إنسان يأخذ البحر أوقاته كلها إلا قليلا ، وبهذا سيكون بعيدا عنك".
تضرجت وجنتا أنتونيا ، فقد كانت تفكر دائما بهذا الأمر عندما تتداول موضوع زواجها من ريك ، إنه رجل بسيط لا يتطلب منها شيئا ، وسيمنحها اطفالا تعوض بحبهم حبها المفقود لرجل الفولاذ جي.
همّت بالكلام لكن سبقها جي قائلا:
" إليك الآن تعليماتي ، إن كنت ترغبين بالا تغرق السفينة بطاقمها كله في بحر النسيان ، فعليك تنفيذ ما أقول".
" وما هي طلباتك؟".
منتديات ليلاس
" تقطعين علاقتك بريك وتبنين معي علاقة على أنني زوجك".
" لماذا تفعل هذا يا جي ؟ لا بد وأن لديك دافعا معينا لذلك ، فأنا أعرفك تماما".
" دعينا نقول أنني أنقذك من مصير أسوأ من الموت يحدده زواجك من ريك وارن ، فهو لن يستطيع أن يجاري إمرأة دافئة".
أجابت أنتونيا بتحد وهي تحاول أن تتحاهل رأيه :
" لا أستطيع ان أخبر القبطان فانس ، والطاقم والجميع بأنني لست مطلقة ، وأن نزيل الجناح الخاص رقم ( 6 ) هو جي ستانفورد زوجي".
" حسنا ، لا تخبري أحدا بأنني زوجك ، وليس من مصلحتي في شيء أن يعرف احدهم الآن هويتي ، قولي بأنك شغفت فجأة بحب السيد براونيلا ، وأنه شغف بك هياما وحبا.... ما رأيك؟".
" إنهم يعلمون انني لست من النوع الذي يحب من النظرة الأولى ، ولنترك مصير الرجل الذي بيده إحياء أو تحطيم الملكة أزتك".
" ربما يعتبرونك بطلة تحاول تلبية نداء الواجب لتنقذ السفينة العريقة".
" وهل تظن بأنني سأمضي الليل معك ، وكأن شيئا لم يحدث بيننا".
أومأ بتصميم وقال:
" أجل ! هذا ما أتوقعه ".
" وماذا عن غلوريا ؟ أعتقد أنها لم تكن على علم بأنني أعمل على هذه السفينة ، وإلا لما فوجئت عندما راتني "نظرت بعينين ملؤهما التعاسة " ام انك إفتعلت ذلك خصيصا لأكون حاجزا بينكما ، هل إزداد ضغطها عليك لتتزوجها ، وتستر ماء وجهها وكرامتها".
" لم يطرح موضوع الزواج بيننا ابدا".
قال جي بعنف وهو يبحث عن علبة دخانه في جيب قميصه ، بينما أخذت انتونيا تفكر محاولة إبعاد ما يدور بينهما.

Rehana 23-08-13 06:53 AM

رد: 140 - المرفأ الأخير - اليزابيث غراهام - روايات عبير القديمة
 
" إذن لماذا تريد أن تلغي موضوع طلاقنا؟".
هز جي رأسه ومشى الى النافذة حافي القدمين ، وأخذ ينظر الى القوارب التي كانت تنقل المسافرين الى الشاطىء.
" لأن هذا ما يلائمني هذه الأيام".
" أجل ، أراهن على ذلك".
اجابته ساخرة ، كان الأمل يومض في نفس أنتونيا ، بأن جي سيعترف عن نيته في تغيير فسخ الطلاق، لأنه لا يتحمل فكرة إنهاء علاقتهما.
" إن غلوريا تصلح أن تكون خليلة ، ولا تستطيع أن تكون زوجة مطيعة، تعد العشاء الساخن لزوجها متى أتيحت له فرصة العشاء معها ، ستكون زوجة لجوجة ، أليس كذلك يا جي؟".
" إسمعي يا أنتونيا ، إنك لا تقدرين المعطيات التي أكسبتها غلوريا للشركة، علاوة على أنها كانت دائما موجودة عند حاجتي اليها ، ألا تعتقدين أنني كنت خلال أيام زواجنا بحاجة لأمرأة تفهمني ، ثقي بأنني لم أستغل ذلك ولك ما تظنين ، لم تثقي بي ابدا يا أنتونيا".
منتديات ليلاس
" ولم أكن بسيطة في تفكيري ..."إتجهت نحوالباب "يجب علي أن أخرج من هنا".
" ستخبرينني عن رأيك هذا المساء ، إذ ستكونين ضيفتي على العشاء".
" لا استطيع ذلك ، إذ لا يسمح لفراد الطاقم بالإختلاط بالمسافرين ، وبنسج علاقات إجتماعية معهم".
قطع جي الغرفة جيئة وذهابا ، وهو يرفع بسخرية أحد حاجبيه :
" لا أظن أن القبطان فانس سيحرمني شرف الإستمتاع بجلستك الساحرة".
وما أن سمعت أنتونيا جي يؤكد الأنا ، حتى شعرت ان أسنانها تصطك ، فهل يظن ان القبطان سيمنحها له كي يرضي هذا السيد المدعو براونيلا؟
" قد نستمتع أكثر إذا تناولنا طعام العشاء في أحد المطاعم الجيدة على الشاطىء ، والتي اجزم بانك تعرفينها جيدا".
" بالطبع، إذ ان الحظر يطبق على السفينة فقط ، ولا أعتقد ان احدا من المسافرين بحاجة الى مرافقته".
" ومع هذا فما زلنا مقيدين... كيف ستعودين برفقتي الى ممشى السفينة بعد قضاء امسية عاطفية على الشاطىء".
ضحكت أنتونيا كضحكة كارول زميلتها ، ورددت كلمات كارول التي كانت مقتنعة بها في مثل هذه المناسبة.
" حسنا " فرك يديه ببعضهما " ما رأيك إذن ان نجتمع الساعة السابعة لنلحق بالقوارب السياحية التي تنقلنا الى المدينة؟".
" هل لي من خيار؟".
" لا طبعا ولكنني سألتك لباقة مني !".
لزمت أنتونيا الصمت ، وخرجت من الباب وصفقته بعدم إهتمام للهدوء السائد في هذا القسم الخاص والبعيد عن بقية السفينة ، وإذ بها ترى أحد العاملين في قسم الخدمات الفنية ، يطل براسه ، فعرفت أنه السيد بيرسون الإنكليزي الذي يشغل منصبا مثل منصب كوب مضيفة القبطان.

Rehana 23-08-13 06:58 AM

رد: 140 - المرفأ الأخير - اليزابيث غراهام - روايات عبير القديمة
 
علت مسحة الفضول وجه بيرسون ، لا بد انه عرف مصدر قدومها ، وأن الرجل المدعو براونيلا يعامل بعناية فائقة.
" هل هناك خطأ ما يا آنسة؟".
" لا ولكن الباب صفع غصبا عني".
أجابته وهي تحث الخطى عبر الممر الى أحد الأبواب الثقيلة في نهاية الممر العريض ، وهي تجزم بأن بيرسون سينشر النبأ مع حلول المساء ، ويقسم ( لقد شاهدتها بأم عيني ، كانت في قمرته ، ومن الواضح انه ألقى بها خارجا ، وصفع الباب في وجهها ).
هزت أكتافها بلا مبالاة ، وماذا سيحصل نتيجة لذلك ، وتابعت المضي في سيرها ، وعند المساء ، ستتناول العشاء على مائدة السيد براونيلا في كابوسان تحت انظار مائة مسافر وليس امام بعض افراد الطاقم فقط.
وإذا كان لجي طرقته الخاصة ، فسيقول الجميع ان مساعدة مديرة الرحلة كانت تضفي جوا لا ينسى على لياليه ، وايامه في جناحه الخاص على الملكة أزتك.
كانت أنغام الموسيقى الراقصة في المطعم حالمة وناعمة ، والعشاء الفاخر قدّم على الطريقتين الأمريكية والمكسيكية ، أما موسيقى المرياتشي وهي فرقة موسيقية مكسيكية ، تطوف الشوارع ، فقد كانت صافية حزينة مترعة بالحب.
كم تمنت انتونيا في هذا الجو الحالم ان تعود أدراجها الى أول شهر من زواجها ، ليت الوقت أتاح لهما عندئذ مثل هذه الجلسة ، لكانا إستمتعا بالإسترخاء التام تحت ضوء القمر المنعكس على مياه المحيط ، وتمتعا بحياة المكسيك وبإنسجامهما معا.
منتديات ليلاس
أطبقت أنتونيا يدها على قميص جي البحري لتشعره أنه كان بإمكانهما أن يعيشا حياة رائعة منذ تزوجا ، لكن فات الأوان الآن ، لقد وضعت نفسها وقتئذ تحت تصرفه ، لكنه لم يعر مشاعرها ومطالبها أي إهتمام ، كانت دائما في الظل ، بينما يحتل عمله المرتبة الأولى ، لن تعود اليه الآن زوجة ، إذ سيكبدها الألم نفسه ، ولن تتحمل ذلك مرة ثانية.
سمعت أنتونيا صوت كارول التي جاءت بصحبة مايك القوي البنية تسالها:
" لم لم تخبريني بأنك ستأتين الى هنا الليلة؟".
" لم لم تخبريني أنت أيضا".
ردت أنتونيا بفتور شاكرة لجي إصطحابه لها الى الخارج ، مما خلّصها من فضول وصراحة كارول ، كانتا قد إجتمعتا في القمرة الساعة السادسة قبل مغادرتهما السفينة ، حيث إهتمت كل منهما بتزيين نفسها لتظهر بأجمل صورة ، ويبدو أنهما حققتا ذلك ، فلم يخف مايك إعجابه بكارول وهو يعانقها بفستانها الأحمر الرقيق ، كما اخذ جي يداعب ظهر انتونيا العاري عند مؤخرة عنقها.
كان جي دوما يداعب أنتونيا بهذه الطريقة ، لكنها كانت تعي كل كلمة يهمسها في أذنها.
" هل تتذكرين الأسبوع الذي قضيناه معا عند بحيرة البيت الصغير عندما إصطدت بعض الأسماك كي ادعم قطع اللحم التي كانت معنا".
" لا لم تصطد سمكا يومها ، ولو أننا إعتمدنا على صيدك ، لكان الجوع مصيرنا".
" إن ذاكرتي ليست جيدة إذن ، ولكنني لا أنسى أبدا تلك الأمسية التي لفتنا معا على شاطىء البحر ، والأمواج الصغيرة تداعب أقدامنا".

Rehana 23-08-13 06:59 AM

رد: 140 - المرفأ الأخير - اليزابيث غراهام - روايات عبير القديمة
 
أضاف وهو يشدها الى صدره ، أغمضت أنتونيا عينيها بلا مقاومة ، وعادت تحلم من جديد بشوق اليه ، جعلها تلتصق به ، وهي تتذكر جمال تلك الأمسية المحاطة بالعواطف ، ولم تستطع كتمان جملتها:
" وفي صباح اليوم التالي دعيت الى العودة الى مكتبك ، اقصد أن غلوريا إستدعتك ، لم تتح لنا الفرصة أن نمضي على الأقل اسبوعا معا".
ترقرقت الدموع في عينيها.
" ولكن يا عزيزتي كان الأمر هاما ، وقد تصرفت غلوريا بشكل جيد".
سحبت انتونيا نفسها من ذراعيه ، وعادت بهدوء الى منضدتها وقالت:
" أريد أن عود الى السفينة يا جي".
" دعينا نتناول القهوة أولا".
شعرت انتونيا بنشاط بعد القهوة ، كما أدركت انها ستقع تحت تاثير جي مرة أخرى.
لامت انتونيا نفسها لعودتها متأخرة ، إذ سيظن جي أنها تفعل هذا مع أي شخص تخرج معه ، وقررت أن تختفي من وجهه ما دامت تعرف كل زاوية وشبر من السفينة.
كانت تخشى ما تدفعها اليه مشاعرها ، فتذهب بإرادتها الى غرفة جي للإحتماء برفقته ، فمن الواضح أنه كان يريد ذلك ، والله أعلم ماذا كانت هي تريد.
ترى ما هو مصيرها بعد ذلك ، سيستدعيه عمله مرة ثانية ، وسيتركها كدمية ملّها.
راقبت انتونيا أضواء السفينة التي أخذت تقترب ، وعلى الرغم من ردائها الصوفي الخفيف ، الملقى على كتفيها ، كانت تحمد الله لوجود جي الى جانبها ، يغمرها دفئه ، وهو يلفها بذراعيه ... ليت... آه... لو... أن حياتها بأجمعها محددة بتلك الكلمات ، وكا يقول المثل : ( كلمة يا ليت ما عمرت بيت ) ، إن جي يشبه الى حد كبير النمر الضعيف الذي لا يستطيع تغيير موقفه ، فجي دائما مطوق بعمله ، ولا بد ان تلوح في أفقه مهمة جديدة تستغرق تفكيره.
" سأعتقد معك إتفاقا يا جي "قالت وهي تشير الى السفينة بلغة يفهمها" إذا إستطعت أن تجدني ، فبإمكانك أن تمتلكني".
" انتونيا !".
سبق سماع صوته المضطرب ، خطوات أنتونيا التي أخذت تشق طريقها بسرعة على درج السفينة المألوف لديها ، ووصلت الى المدخنة الأمامية وهي تلهث ، لقد حجز هذا المكان خصيصا لقضاء عطلة أفراد الطاقم ، ولن يسرها أن يعثر جي عليها.
هل كانت حزينة أم مسرورة ، وقفت انتونيا وأدركت مدى أسفها ، عندما شعرت بدبيب الألم يزحف الى معدتها ، إنها أسفة ، ستضيف هذه الأمسية المزيد من ذكرياتها العديدة.

Rehana 24-08-13 07:14 AM

رد: 140 - المرفأ الأخير - اليزابيث غراهام - روايات عبير القديمة
 

4- فراشة تخشى الإحتراق

***

دهشت أنتونيا لأستمتاعها بنوم هادىء تلك الليلة ، إستيقظت الساعة الرابعة صباحا ، فوجدت ان سرير كارول ما زال مرتبا .
لن تدهش انتونيا بعد الآن من تصرفات كارول ،إذ ان الأخيرة حدثتها قليلا عن حياتها الزوجية ، ومدى تعاستها السابقة.
ترى هل تشعر كارول بالسعادة وهي تتنقل كالفراشة... وجل إهتمامها ان تعثر على رجل يناسبها منذ بدء الرحلة ، ألا تؤمن بأن الحياة المستقرة توفر سعادة أكبر من الفرص الطارئة.
لا تقتنع أنتونيا بحياة كارول ولا تستطيع ان تجاريها ، إن الأمر يتعلق بكارول وحدها ، رفعت أنتونيا كتفيها ، ثم قفزت الى الحمام ، لم تكن تتكلم كثيرا مع كارول عن موضوع زواجها ، إذ أن كارول لم تبد أي إهتمام بذلك ، وإن كانت تطلق احيانا بعض كلمات الإطراء.
بدأت السفينة تمخض مياه امحيط ، وتحيلها الى زبد ، راقبت أنتونيا الماء ، وهي واقفة على ظهر السفينة بملابسها الرياضية حيث إستعدت لأعطاء درس الصباح.
إتفقت كارول مع أنتونيا على أن تتحمل انتونيا ساعات العمل الصباحية ، لأن كارول تفضل أن تعوض في الصباح الباكر ما فاتها من ساعات النوم ليلا.
لم تحتج انتونيا على ذلك لأنها تستيقظ باكرا، بل سرت من هذا الإجراء الذي يتيح لها المزيد من ساعات الفراغ ظهرا .
بدأت كابوسان لوكاس بالإختفاء عند منعطف الخليج ، وكان هواء الصباح مشبعا بالرطوبة ، إتكات أنتونيا على حاجز السفينة ، متاملة خيوط الفجر التي تشق صفحة الأفق لأستقبال اشعة الشمس الذهبية ، وكم تحب أنتونيا الإستمتاع بشروق الشمس قبل ان تعج السفينة بالركاب.
هبطت انتونيا لتحضر قليلا من القهوة المعدة خصيصا للأشخاص الذين ينهضون باكرا ، وردت تحية العمال الذين يعتبرنها اساسا لسير السفينة الهادىء.
إجتمعت أنتونيا بماريانا ليستر مساعدة ضابط المحاسبة ، حيث كانت تحضر قهوتها أيضا ، قالت ماريانا بدهشة:
" أهذه انت يا انتونيا؟".
لم ترغب أنتونيا بتبادل العداء في هذا الصباح الباكر ، لذا صبت قهوتها ، وتبعت ماريانا ، وجلستا أمام الحاجز ، قالت أنتونيا وهي تمسك بالكرسي ، وتضع قهوتها على المنضدة:
" اشعر بنشاط هائل في الصباح الباكر".

Rehana 24-08-13 07:16 AM

رد: 140 - المرفأ الأخير - اليزابيث غراهام - روايات عبير القديمة
 
حدقت ماريانا بقهوتها ، وهي تحركها بشكل آلي وقالت:
" أعتقدت انك مشغولة هذا الصباح".
تأملت أنتونيا ماريانا بمظهرها الذي يخلو من الجاذبية ، فهي لا تستعمل مساحيق التجميل ، ولا تحسن إختيار ملابسها ، فقميصها الاصفر يزيد من شحوبها ، كما وأنها تلف شعرها على الطريقة الفرنسية وبشكل لا يناسبها ، وأجابتها:
" احقا ما تقولين يا ماريانا ؟ وما الذي دفعك الى قول ذلك ؟".
" لقد رأيتك بالأمس بصحبة السيد براونيلا ، عندما كنت أتناول العشاء مع ريك".
إتسعت عينا أنتونيا دهشة ، فلم تهتم لأنهما شاهداها بصحبة السيد براونيلا ، ولكنها سرت جدا من أجل ماريانا التي قضت السهرة بصحبة ريك ، وراودها شعور نبيل بأن كليهما مناسب للآخر لما يتمتعان به من صفات مشتركة كالأستقامة في العمل ، والإحتشام في المظهر.
" إذن لقد إصطحبك ريك مساء الأمس؟".
أجابت ماريانا بلهجة الدفاع عن النفس:
" وهل في ذلك أي خطأ ؟".
" لا على الإطلاق ، بل إنني سعيدة لأنكما تخرجان معا".
منتديات ليلاس
إن هذا سيحل مشكلة ريك ، وسيعود لتقييم ماريانا من جديد بعد أن شوهت لديه صورة انتونيا ، عندما رآها مع السيد براونيلا.
" اشكرك يا سيدتي "ردت ماريانا بجفاء "ليس من اللائق أن تتخلى فتاة مثلك عن رجل تعرفه ، عندما يلوح في الأفق رجل غني".
" لا يا ماريانا ، لم تكن بيني وبين ريك أية علاقة جدية".
" إذن اخبريه ذلك بنفسك " خرجت الكلمات من فمها ممزوجة بمرارة دفينة " لقد تظاهر انه يمضي السهرة معي ، ولكن الغيرة كانت تنهشه ، ولم يعرني أي إهتمام".
نظرت أنتونيا بإضطراب في عيني ماريا ، لم لا تهتم بانوثتها وأجابتها:
" إن ريك رجل محترم ، لطيف ورائع ، فهو يتمتع بجميع الصفات التي تحلم بها كل فتاة ، ومشكلتي انني ما زلت مشغوفة بزوجي ، واحبه بعمق".
ما الذي دفعها للإعتراف بذلك ! ستكرهها ماريانا وستحسدها ، ترى لماذا إعترفت لها بحقيقة مشاعرها على الرغم من أنها تحاول تجنب ذلك بإسمترار؟
كادت تظن أن حبها لجي قد تلاشى ، لكن الظن شيء ، والحقيقة شيء آخر ، ألم تزد ضربات قلبها عندما شاهدت رجلا يشبه جي يصعد الى السفينة ؟ ألم توقظ رؤيته كوامن نفسها وحبها من جديد ؟ كيف ستقتنع ماريانا بذلك ! فهي لا تدري معنى الحب الذي إن أحاط بالمرأة والرجل ، فهو كالقفص الفولاذي لا يحطم .
لكن ماريانا فاجأتها عندما قالت:
" افهم تماما ما تقولين ، فإن الشعور نفسه سيسيطر علي ، لو كان ريك زوجا لي ، اللعنة .... لماذا أقول هذا؟".

Rehana 24-08-13 07:17 AM

رد: 140 - المرفأ الأخير - اليزابيث غراهام - روايات عبير القديمة
 
" لأنك تعنين ما تقولين " ردت أنتونيا مندهشة من اللفة التي أخذت تشق طريقها بينها وبين ماريانا " إن التغيير من مظهر المرأة يزيد ثقتها بنفسها ، فلم لا تبدلين طريقة شعرك مثلا ، وتضعين بعض المساحيق على وجهك ، لماذا لا تحاولين؟".
قطبت ماريانا جبينها وقالت:
" لا اعلم كيف ابدأ يا أنتونيا".
" اعتقد أن دونا المسؤولة عن صالة التجميل ، تستطيع تصفيف شعرك بطريقة أخرى ، وأنا بدوري اساعدك فيما يتعلق بالمساحيق ".
نظرت ماريانا اليها نظرة يشوبها الشك وقالت:
" ولماذا تفعلين ذلك؟".
" إن ريك يستحق فتاة تهتم به وتحبه".
" سافكر بهذا".
نهضت ماريانا بدون أن تقول اية كلمة أخرى ، هزت أنتونيا كتفيها ، لن تتوقع حدوث معجزات ، فعليها الا تخطط حياة الاخرين ، وأخذت تصغي الى خرير الماء الذي تحدثه السفينة ، وهي تشق عباب البحر ، لتصل الى الموقف الثاني مازاتلان.
عهد الى انتونيا وكارول بإعداد وجبتين من وجبات الغداء التي ستقام على الشاطىء ، لم يكن وجودها ضروريا ، لكن فانس اصر على وجود ممثلين على الباخرة عند حدوث أية مشكلة .
منتديات ليلاس
بدأ معظم المسافرين يتحركون بلا نظام على ظهر السفينة ، تبادلت أنتونيا التحيات مع الركاب ، طغت سمرة البحر على الجلود البيضاء ، وكان بعض البيض يئنون من إحتراق بشرتهم ، لكن هذا الأمر مالوف في كل رحلة على الرغم من التنبيهات التي تطبع يوميا في النشرة التابعة للباخرة ، وتوزع على القمرات صباحا ، ومع هذا فقد إستشار كثير من المصابين الدكتور ماكينزي.
تجمع الفريق الرياضي أمام أنتونيا ليتلقى درس الصباح الرياضي ووقفت هي برشاقتها المعهودة ، منتصبة القامة ، وألقت تحية الصباح وقالت:
" صباح الخير ، طوبى لمن إستطاع النهوض باكرا ، سنبدأ بعض التمارين التي تمدنا بالدفء ، ثم نتابع التمارين المختارة " أخذ حماس الفريق يزذاد تدريجيا الى أن صرح أحد التكساسيين :
" عزيزتي ، لولا جمالك لما فعلت ذلك ثانية".
" تابع يا سيد رانش ما زلنا نحاول تدفئة أجسامنا".
" حسنا ، ولكنني لا أريد مزيدا من الدفء".
فقدت أنتونيا مزاجها في متابعة اللعب ، فصرفت الفريق لتناول الإفطار وقالت:
" سنعاود التمارين الرياضية بعد إقلاع السفينة من مازاتلان ، وسأكون سعيدة برؤيتكم جميعا".
إنصرف الفريق ، فتمشت أنتونيا قليلا ، وبدأت تخلع سترتها ، ولما بدات بخلع بنطالها السميك ، إذ بصوت ساخر يأتيها من الطابق العلوي:
" لا تعقدي الآمال على رؤية أولئك الكسالى ".
وعندما رفعت ناظريها ، شاهدت جي بلباسه الأبيض ، ينحني بتكاسل فوق الحاجز، شدت سروالها اليها ، وإرتدت سترتها الحمراء وأجابته:
" لا اعتقد أن القبطان سيسر من تهكمك على ركابه ، وأحب أن أخبرك بان الفريق يؤدي التمارين المطلوبة بنشاط هائل".

Rehana 24-08-13 07:18 AM

رد: 140 - المرفأ الأخير - اليزابيث غراهام - روايات عبير القديمة
 
إن جي يعتني بنفسه محافظا على رشاقته ، فيلعب السكواش لعبة شبيهة بكرة اليد في اسفل البناء التابع لشركته ، وحث موظفيه على ذلك أيضا.
" هل تسمح لي بالإنصراف لتناول طعام الإفطار؟".
" لنتناوله معا".
" لا ، اشكرك ، ساتناوله مع الموظفين".
وفجأة قفز جي ، ووقف الى جانبها ، وعلى وجهه علائم السرور الساخر الذي أضفى بريقا على عينيه الرماديتين ، فصرخت انتونيا مندهشة فرد عليها:
" لا تقلقي يا عزيزتي إنها قفزة صغيرة".
" لا يهمني إن أصبت نفسك بالسوء ، ولكنني أخشى على سمعة السفينة ".
رفع حاجبيه وقال:
" لا أعهدك وقحة".
" تعلمت ذلك وانا أشق طريق حياتي القاسية ، فهل تسمح لي بالإنصراف ؟ ان برنامجي حافل هذا اليوم".
" إنتونيا إنتظري "وضع يده على ذراعها وتابع " أريد أن أكلمك عن سهرة الأمس ، وعن أشياء كثيرة أخرى".
" لقد كلمتني البارحة " رفعت يده عن يدها وأردفت " لقد تكلمنا عن أشياء كثيرة وحتى عن الإبتزاز ، ألا ترى يا جي أنك اصبحت وقحا؟".
منتديات ليلاس
"كان بإمكاني أن أكون أكثر وقاحة أمس ، عندما هربت مني ولكنني لم افعل ، أليس كذلك؟".
" لأنك لم تستطع العثور علي".
" أتعتقدين ذلك "امسك يدها بقوة وقال " اعلم اين كنت ".
وبدون مناقشة جذبها الى ظهر السفينة بين المداخن الى المكان الذي حجز خصيصا للموظفين .
" إنني لا أهدر وقتي وأنا على السفينة، فكما تعلمين ، أنا لا أقدم على عمل ما لم أضمن نتائجه ، لهذا فأنا أعلم الكثير عن أمور السفينة ، وقد تفوق معرفتي بها ، ما تعلمته أنت مذ اتيت الى هنا".
" لا استطيع إنكار ذلك".
رفعت أنتونيا عينيها بإرتباك ، فرات خصلات شعره تتناثر على جبينه بتاثير الهواء ، وبدت علائم الإنهاك ظاهرة تحت عينيه ، وعلى جانبي فمه.
" إذن كنت تعلم مكاني فلماذا لم تلحق بي؟".
" لو لحقت بك لأخذتك عنوة " تابع بصوت رقيق " لا لا اريد ان تتجدد العلاقة بيننا على هذا النحو".
" إنك شديد الثقة بنفسك ، اليس كذلك؟".
" نعم وخاصة فيما يتعلق بك ! " احاط خصرها بذراعيه ونظر الى عينيها وتابع" هل تريدين أن أثبت لك ذلك؟".
لم تستطع انتونيا مقاومة الضغط على ظهرها ، فإلتصقت بجي الذي رفع راسها اليه ، وعانقها بلطف حرّك مشاعرها ، لم تقاوم وكلاهما يفهم عاطفته نحو الآخر.
تسللت يداها الى صدره ثم احاطته بذراعيها ، كان شعره رطبا ، فإستنشقت رائحة عطره الخاص.رفع جي رأسه عندما سمعا أصواتا تترامى لمسامعهما مع النسيم.

Rehana 24-08-13 07:19 AM

رد: 140 - المرفأ الأخير - اليزابيث غراهام - روايات عبير القديمة
 
" جي " همست أنتونيا وقد اسندت راسها الى قميصه " إنني لا أستطيع خوض غمار ذلك مرة اخرى".
نظر في عينيها وكأنه فهم قصدها وقال:
" لقد اخبرتك انك لن تعاني من إهمالي لك مرة أخرى ، أعلم ما عانيته في الماضي ، ولكن لم يكن باليد حيلة ، ومن الآن فصاعدا ، ستجري الأمور كما تريدين ، ساكون معك ولك وحدك".
"وكيف سيتحقق هذا يا جي ؟ إن العمل هو حياتك ، وتنتهي بإنتهاء عملك".
" أنت حياتي ، وسأثبت لك ما اقول ، دعيني انهي حديثي ، ساعقد معك إتفاقا " قال جي ساخرا كما فعلت هي بالأمس " لن أطلب وعدا منك إلا عندما ترغبين ، كل ما أطلبه أن تتذكري ايامنا الحلوة معا ، وما فيها من ذكريات ،وتعودي الي من جديد ، فهلا تقبلين؟".
أومأت أنتونيا براسها موافقة ، غصّت حنجرتها بالألم ، وإزدادت نبضات قلبها فغدت كصوت الرعد ، ما يهمها قد حصل وها هو جي قد إعترف لها بحبه ، إنها كما قال حياته ، لقد همسها بنفسه ، انت حياتي ، إنه يعني ما يقول.
عانقها ثانية ، رقت قسمات وجه وهو يرفع إحدى خصلات شعرها المنسدلة على جبينها:
" لا تثبطي من عزيمتي رجاء".
منتديات ليلاس
هزت رأسها ن وتلألأت عيناها بوميض من السعادة ، تجاهل جي ما أخفاه ذلك الوميض من تردد ، وعانقها.
" حسنا ، إذهبي لمتابعة عملك الان ، وسأتدبر امر عشائنا على مائدة واحدة مع القبطان".
قفزت انتونيا درجات السلم الخمس الموصلة الى قمرتها قفزة واحدة ، وما ان دخلتها حتى سيطر عليها شبح غلوريا ، وهل ستتناول غلوريا العشاء معهم وعلى المائدة نفسها؟
إندفعت كارول الى قمرتها ، في حين كانت أنتونيا تستعد لمغادرتها ، فنظرت كارول الى ثياب أنتونيا وقالت وهي تركل حذاءها:
" تبدين نشيطة وبريئة".
نظرت انتونيا اليها ، وهي تمسك بالباب وأجابت:
" أتمنى لك صباحا طيبا ، كيف جرت الأمور؟".
" اية امور؟".
سالتها كارول بضيق ، وهي تحاول أن تصل الى سحاب ثوبها لتخلعه ، ردت انتونيا:
" مع مايك؟".
رفعت كارول كتفيها بلا مبالاة وقالت:
" إنه بخير ، لكن عقدة الذنب التي تسيطر عليه مشكلة كبيرة " خلعت ثوبها ولفت نفسها برداء زهري اللون وتابعت " تصوري بأنه يفكر بأن يتزوجني ، لانه قضى ليلة معي".
" وهل هذا سيء الى هذا الحد؟".
" يا ألهي يا أنتونيا لا تكوني مثله ، انا معجبة بحياتي على هذه الطريقة".
توقفت ثم تابعت طريقها الى الحمام ، والقت نظرة غير ودية الى أنتونيا وأضافت:
لن يضيرك ابدا ان تعيشي لنفسك".

Rehana 24-08-13 07:20 AM

رد: 140 - المرفأ الأخير - اليزابيث غراهام - روايات عبير القديمة
 
" لا إنني بخير هكذا".
" إن أفكارنا لا تلتقي ، ولكنني أشعر يا أنتونيا بإنك متغيرة هذا الصباح ، فهل لسهرتك مع فتاك اللامع علاقة بذلك؟".
" لقد طلب مني مرافقته لشعوره بالوحدة".
أجابت أنتونيا وهي تحرص على الا تبوح لكارول بما يجول في خاطرها ، لا لم تحن الفرصة بعد كي تخبرها ، إن براونيلا هو زوجها السابق ، وأنهما سيعودان للعيش معا ، ردت كارول والشك يراودها:
" هل تحاولين إقناعي بأنك ترثين لحاله ! إخرجي من هذه الالاعيب ، واين هي تلك الشقراء التي ترافقه دوما؟".
" لا إنها لا ترافقه ، إنها مساعدته في العمل".
" قصة جميلة " أجابت كارول ساخرة " إنها تلتصق به كلما رأيتهما معا يتمشيان على ظهر السفينة، كما أنها تقذف بسهام عينيها كل سيدة تنظر اليه ، ولكنها تحمل قلما ودفترا معها ، والان إعذريني إذ يجب أن انهي ما لدي من أعمال".
" هل ستلقين محاضرة عن مازالتان يا كارول؟."
" اجل ، أما أنت فستلقين محاضرة عن البويرتوفالارتا ، وبينما يحين موعدها هل لك أن تتدبري أمر البطاقات الخاصة بالباص من أجل الرحلة السياحية في المدينة ، وساعود لمساعدتك فور إنتهائي".
ذهبت أنتونيا لتناول إفطارها ، وبعد ساعة كانت في مكتب لجنة الترفيه في البهو الرئيسي ، تنظم بطاقات الرحلات الداخلية.
منتديات ليلاس
حيت أنتونيا ريك قائلة:
" مرحبا ريك".
رفع راسه وحيّاها ببرود:
" أهلا انتونيا".
كانت تعابير وجهه يشوبها الظن بها ، هبط قلب انتونيا فهي تكن له إعجابا كثيرا ، وكم من مرة فكرت بالزواج منه.
" هل لي أن أحصل على النقود من أجل بطاقات الباص؟".
" بالتأكيد ، رجاء تأكدي من الحساب عندما تنتهين".
دخل ريك المكتب بدون أن يضيف كلمة اخرى ، ثم عاد ومعه علبة النقود السوداء ، تساءلت لماذا يعاملها بهذه الطريقة الآن ؟ لقد كان فيما مضى يعاملها بطريقة تختلف ، يعطيها من الصندوق ما يلزمها فقط ، ويسامرها ضاحكا ، ثم يضبط ما تبقى من الحساب ليوفر عليها المشقة ، والان يعاملها كشخص غريب لا يميل اليه.
" سابذل جهدي".
قالت بجفاء وأدارت ظهرها لتتابع طريقها.
ناداها ريك :
" هل إستمتعت بالأمس في سهرتك مع ذلك المسافر".
دارت أنتونيا ، وغدا وجهها قرمزي اللون ، وسالته بدورها:
" أجل ، كما آمل أن تكون ايضا قد إستمتعت بصحبة ماريانا ".
أجاب بسهم يقذف سهام الإحتقار:
" لم أكن بصحبة احد كما تعلمين ، فذلك يخالف تعليمات الإدارة".
إقتربت انتونيا من مكتبه ، وهمست كيلا يسمعها بعض الركاب الذين احدثوا جلبة في القاعة أثناء دخولهم:
" إن للسيد براونيلا وضعا خاصا ، فهو ليس كباقي الركاب كما تعلم".

Rehana 24-08-13 07:21 AM

رد: 140 - المرفأ الأخير - اليزابيث غراهام - روايات عبير القديمة
 
" اعتقد أن وضعه خاص فقط بالنسبة اليك".
" وهل لماريانا وضع خاص بالنسبة اليك؟".
نظر اليها وقال:
" هذا امر مختلف".
"وشاني كذلك مع السيد براونيلا".
وقفت انتونيا في إحدى زوايا القاعة ، ترتب النقود بيدين مرتعشتين ، وبعد أن عدتها مرات عديدة ، إكتشفت ان المبلغ ينقص عشرة دولارات.
نظرت بقلق الى ريك الذي إلتقط نظراتها ، فإبتسم قبل ان يدير لها ظهره ، لقد تعمّد ذلك ، لماذا؟.
أطبقت فمها بعناد ، لن تدعه يحصل على ذلك ، ولو كلّفها الأمر دفع المبلغ من مالها الخاص.
بدا الإنقضاض على البطاقات ، كما اسمته كارول ، مزدحما للغاية أكثر من المعتاد ، على الرغم من أن الشركة كانت تؤمن الأماكن لجميع الراغبين بالقيام بالجولات ، وريثما اطمأن الجميع ، وسروا لتأمين البطاقات ، أصبحت اعصاب كل من كارول وأنتونيا منهكة للغاية.
منتديات ليلاس
" آسفة لتركك ، لكنني مضطرة أن ارى التدريب من اجل إستعراض الليلة ، إن آنا تريد ان تجرب شيئا جديدا ".
كانت انتونيا تعد النقود بإرتباك ، وبعد مضي نصف ساعة ، لم تستطع ضبط الحساب ، لكنها كانت منهمكة لدرجة أنها لم تر ريك الذي كان يراقبها.
" ماذا تعملين بالله عليك؟".
قطع إستغراق انتونيا في عملها ذاك الصوت المالوف لديها ، وما ان رات جي امامها ، حتى إستدركت أن أحمر الشفاه زال عن شفتيها ، وان أطراف شعرها قد إتجهت الى الأعلى حيث تخللته أصابعها ، تضرجت وجنتاها واشارت الى الفوضى التي امامها:
" آه يا جي أحاول ضبط الحساب".
" تضبطينه أم تنقلين المبلغ من رزمة الى أخرى".
عضت أنتونيا شفتها وقالت:
" لست مجتهدة بأداء الحسابات ".
" اعلم ذلك".
فتح الباب الصغير الموصل اليها ، ووقف بجانبها قائلا:
" لعلي أستطيع مساعدتك".
" آه يا جي ، لا تفعل ، فليس من اللائق....".
" طبعا ، إنه من اللائق فكلما انهيت عملك بسرعة ، كلما سنحت لنا الفرصة بالجلوس معا لنشرب القهوة".
فرحت انتونيا بتدخل جي ، وفسحت له المجال ، يا لروعته وهو يخضع تفكيره المعتاد على عد الملايين ، ليعد تلك الأرقام التافهة .
لم يستغرق فرز بطاقات كل رحلة ومستلزماتها وقتا يذكر ، كانت أنتونيا مستغرقة في تامل رشاقة اصابع جي التي تمسك بالأوراق ، وبأهداب عينيه الطويلة كلما إنحنى على المقعد مقطب الجبين ، حتى انها نسيت ان تعيد الدولارات العشرة.

Rehana 24-08-13 07:22 AM

رد: 140 - المرفأ الأخير - اليزابيث غراهام - روايات عبير القديمة
 
نظر جي الى عينيها وقال:
" كم كان المبلغ عندما إستلمته".
" ينقص عشرة دولارات".
تلعثمت وهي تحضر حقيبة يدها.
" ماذا ستفعلين بحق السماء ؟ "أخذ الحقيبة ورمى بها على المقعد " لماذا نقص المبلغ عشرة دولارات ؟".
"لقد حصل خطا ما "
وبشكل لا إرادي نظرت بإتجاه ريك الذي كان يراقبهما ، فنظر جي أيضا اليه ، وفمه مطبق بغضب بالغ.
" دعني يا جي أدفعها من نقودي ، وساحصلها ثانية".
" لا سنجدها الآن ".
حمل الصندوق والحقيبة التي تحوي البطاقات ، ومشى ليقابل ريك ، تبعته أنتونيا يائسة متمنية لو أن جي ترك لها حرية التصرف ، سيظن ريك أنها وكّلت جي ليدافع عنها.
قال جي لريك:
" وجدت السيدة موري ان المبلغ ينقص عشرة دولارات من الصندوق".
منتديات ليلاس
" لا هذا مستحيل يا سيدي " أجاب ريك بقسوة وبلهجة تنم عن قوله وما شانك أنت في ذلك " لقد تحققت بنفسي من المبلغ ، اعتقد أنه من الأجدر ان تراجع الحساب بأجمعه ، لترى اين ذهبت العشرة دولارات تلك وبالتالي انا لا اتلقى الأوامر إلا من القبطان فانس " توقف قليلا وأردف " وبالطبع لن أطيع الأوامر من أي راكب من الركاب مهما كانت صفته".
تجمدت نظرات جي كالفولاذ ، وأطبق على فكيه حانقا وقال:
" سيسعدني كثيرا ان أخبر القبطان بما حدث".
نظر ريك بعينين ملؤهما العناد ، وحدّق في جي الفخور بسيطرته على الموقف وقال لجي:
" لا داعي لأن نقلق القبطان من أجل مبلغ تافه ، ارى أن أعيده ".
همهم جي:
" تعيده معنى ذلك انك أخذت المبلغ ، أليس كذلك؟".
أجاب ريك :
" إذا أردت ذلك يا سيدي".
" طبعا اريد منك إعادة المبلغ ، وإكتشفت أنك تعيق عمل السيدة موريل ، وهذا ما لا أحب أن يتكرر في المستقبل".
" لا لن أعيق عملها بعد الان ".
" حسنا " قال جي برقة بالغة " هل لنا أن نشرب القهوة يا انتونيا".
" سأتبعك بعد دقائق".
وما أن غادر جي القاعة حتى قالت انتونيا لريك:
" آسفة يا ريك ، لم أقصد ذلك".
" دعي سيدك الرائع يتكلم عنك " إلتقط الأوراق والصندوق ، وأضاف بهدوء " لم أكن أظنك من النوع الذي يتهافت على الشباب الأغنياء اصحاب السيطرة ، تأكدت الان من أنني لا اقيم الشخصيات بنظرة ثاقبة".
" لكن يا ريك إنه...".
قطع كلامها مجيء احد الأشخاص مخاطبا ريك :
" إنني ابحث عنك يا ضابط المحاسبة...".

Rehana 24-08-13 07:23 AM

رد: 140 - المرفأ الأخير - اليزابيث غراهام - روايات عبير القديمة
 
غادرت أنتونيا الغرفة ، كادت تخبر ريك ان جي هو زوجها ولم لا ؟ لأنها ستخسر بذلك عملها على السفينة ، وسيتغير كل شيء في حياتها ، سينظر اليها الجميع على أنها زوجة أحد التجار الذين يفكرون بشراء السفينة ، فيتجنبونها وسيتسع الشقاق بينها وبين زميلاتها ، وستنتقل من قمرة صغيرة ذات سريرين ، الى جناح مترف ، لا بأس ولم هذا القلق ؟ عن الأمر بسيط؟
دخلت أنتونيا الردهة الأمامية ، فوجدت جي جالسا الى إحدى المناضد التي وضعت بمحاذاة النوافذ ، كي يستمتع المسافرون بمنظر البحر .
نهض جي محييا وقال :
" لقد طلبت بعض القهوة والمعجنات ، ماذا حدث؟".
" مع ريك ؟ لا شيء كدت اخبره أنك كنت زوجي".
" وما الذي منعك من قول ذلك؟".
حدّقت به وأجابت:
" ألا تقدّر موقفي الحرج ، عندما يعلم الجميع انك زوجي ، ساصبح دخيلة عليهم".
" وهل في الأمر ما يؤرق؟".
" بالطبع ، فلن استطيع تأدية عملي عندما يعاملني الجميع بعناية فائقة ، إضافة الى ذلك فانا أكره ان أخسرهم فهم بمثابة عائلتي ".
" لا لن يتغير أي شيء".
منتديات ليلاس
أجابها جي مطمئنا إياها بصوت هادىء ، وهو يضغط يديها بكفه :
" سنفصح عن زواجنا عندما نقرر أن نعود لبعضنا ، وسنكتم الأمر خلال الرحلة فقط "أضاف وهو مقطب الجبين " وستصبحين ربة بيتي من جديد عندما نصل الى لوس أنجلوس ، إذا كنت توافقين على ذلك ".
إحتضر غضب أنتونيا في مهده وقالت:
" أعتقد يا جي ، أن لدي الرغبة في العودة اليك ، ولكن....".
" اما زلت تخافين ان يشغلني عملي ، فأعود لأهمالك من جديد ، لا لن يحدث هذا بعد الان ، ليس لدي عمل ... " سكت وتابع " لا دعيني اقول الحق ، ما زال امامي صفقة واحدة تتطلب وجودي شخصيا ، وبعد ذلك ستجري أعمالي براحة تامة".
نظر الى الردهة التي بدا تغص بالمسافرين ، وإقترب منها هامسا:
" أرغب الا أقوم بأي عمل ، حتى المراسلات فستكون بوساطة الراديو أو التلفزيون أو الهاتف".
لم ترغب انتونيا ان تعقب على ذلك ، بل غيّرت الموضوع قائلة :
" لا اعلم ... بأمر العشاء فالقبطان فانس..".
قاطعها جي بصوت مفعم بالثقة:
" لقد تدبرت الأمر ، سمح لك القبطان بمشاركتنا العشاء".
لمعت اشعة المقاومة في عيني أنتونيا محاولة ان تعي ما سمعت من كلمات... فانس... نحن... إذن سيسيطر جي عليها من جديد ، لقد عانت خلال عامين كثيرا الى أن نالت حريتها ، وها هو الآن يتكلم مع القبطان بأمر يتعلق بها ، أجابته بلهجة حادة ، وهي تعتدل في جلستها لتتيح للنادل ان يقدم لها القهوة والمعجنات.
" كان بإمكاني ان أطلب موافقة القبطان بنفسي".
وعندما إبتعد النادل ، إنحنى جي عبر المائدة ، وعلى وجهه علائم الجد وقال:
" آسف يا انتونيا ، أردت ان اخفف عنك عبء المساومة مع الكابتن ، فقد رجوته كثيرا حتى نلت موافقته ، إنه يخشى عليك ، وكأنني ساغتصبك على مائدة العشاء".

Rehana 24-08-13 07:24 AM

رد: 140 - المرفأ الأخير - اليزابيث غراهام - روايات عبير القديمة
 
رشفت أنتونيا قهوتها الحارة وقالت:
" إن فانس صديق حميم لوالدي ،وإعتاد أن يشملني بعطفه ورعايته منذ ان عملت على السفينة".
قطب جي حاجبيه وسألها:
"هل يعلم بأمر زواجنا ؟ وهل يعرف إسمي الحقيقة؟".
هزّت أنتونيا رأسها بالنفي.
" لا إنه يعلم أنني تزوجت السيد ستانفورد ، ويظن أنني مطلقة " مدت يدها لتتناول قطعة معجنات " إنه لا يعلم ان السيد براونيلا هو جي ستانفورد نفسه " ولتغير الحديث سالته " ومن سيتناول العشاء معنا ؟ وهل سنجلس الى مائدة القبطان؟".
تردد جي برهة ثم أجاب:
" لا ستأتي غلوريا وصديقها سيروس جاكسون فنكون وحدة مؤلفة من اربعة اشخاص".
" هل انت متأكد من هذا؟".
" لم أرتب لهذا الإجتماع".
" هل تعني أن غلوريا خططت لذلك بنفسها".
" بالله عليك كفي عن هذا الهراء يا أنتونيا ، إن غلوريا مساعدتي في العمل ، فهل من اللائق ان أتخلى عنها ، وأتركها وحدها لأنني....".
منتديات ليلاس
أمسك عن الكلام بعصبية.
فتابعت انتونيا :
" لا لن تخذلها لأنك إجتمعت مصادفة بزوجتك السابقة ، معذرة أقصد زوجتك".
إهتز الفنجان وهي تعيده الى الصحن ، صرّ جي على أسنانه بعصبية وقال:
" لم أجتمع بزوجتي مصادفة ، بل قمت بهذه الرحلة خصيصا لأعيدك إليّ ، ساعديني يا أنتونيا ، يجب ألا نضيّع أوقاتنا هباء".
" إذن لم تكن تنوي شراء السفينة؟".
خلّل يديه بين شعره وأجاب:
" أردت أن أدرس اوضاعها عن كثب ، ولكنني احب أن أنبهك الى ان السفينة بحاجة ماسة للتجديد ، كي تكون صفقة تجارية حية ، إنها بحاجة الى منظمات جديدة ، وتحتاج غرفة المحركات بأجمعها الى تغيير ، كما ان القمرات بحاجة الى تصميم جديد ، إن القمرات المتسعة ، الباهظة الأجور بحاجة الى أن تقسم الى إثنتين ، وعلى ما اعتقد فلن تدوم حياة السفينة هذه أكثر من خمس سنوات مهما إرتفع دخلها ، عليّ إستشارة الوكيل قبل شرائها لأن المال ليس لي وحدي ".
" إذن لن تشتري السفينة ؟".
أجابته بتحد وبنبرة حادة ، ملؤها الدموع ، امسك بيديها برقة وعطف وقال :
" لم اقل هذا ، لكن الأمور يجب أن تكون واضحة قبل عقد الصفقة ، هل تعلمين أن غلوريا تمضي معظم وقتها بدراسة المشروع ، وتقصي الأرقام والحقائق".

Rehana 24-08-13 07:25 AM

رد: 140 - المرفأ الأخير - اليزابيث غراهام - روايات عبير القديمة
 
" أراهن أنها لن توافق على شرائها ، وستظهر المزيد من مساوئها ، إذا علمت أنني أدفعك الى شرائها ".
" إنك مخطئة ، هل تتصورين أنها موافقة على عودتي اليك؟".
" هذا كرم هائل منها".
قالت أنتونيا ساخرة ، ضغط جي على فكه وأردف:
" انا لا أدّعي بأنها ستخذلني إن لم أتبع نصيحتها ، إنها أمرأة ذات جاذبية ، ومع هذا فإنها لا تقبل دعوة احد ، وكم من مرة فكرت ان يتعدى إنسجامنا العمل ، إذ أن عملنا يسير بشكل مرض".
" إن هذا يشبه الى حد كبير وجود آلة حاسبة معك في الفراش أليس كذلك؟".
قالت انتونيا ذلك محاولة أن تخفي أثر الجراح التي إعترتها فجأة .
قاطع إسترسالها:
" ضعي حدا لهذا الحديث يا أنتونيا ، لم تكوني حسودة هكذا من قبل ، أكدت الإعتراف بان علاقتنا لم تتعد نطاق العمل ، لأن غلوريا ليست انت ، وأنا اريدك انت بالذات".
منتديات ليلاس
حاولت أنتونيا التهرب من إتهامها بالحسد ، ترى هل سيختلف الأمر بينهما عن ذي قبل ، وفكرت لم يمض بعد على إجتماعي بجي إلا عدة أيام ، وها قد عادت الدوامة من جديد ، وعاد الصراع ينشأ ثانية بسبب غلوريا.
" سأتخلص منها إذا كانت هذه هي رغبتك " واصل جي حديثه بهدوء " ولن يكون الأمر قاسيا عليها ، فكثير من رجال الأعمال ، يرغبون بها ، سيقدمون لها العروض المغرية كي تعمل معهم".
عادت أنتونيا الى قرارة نفسها ، إن طرد غلوريا لن يحل الأمور ، بل سيزيدها تعقيدا لأن غلوريا ستكون على يقين من أنني أخشى منها على جي.
" ليس هذا بالضرورة " قالت وهي تنهض " إنها رحلة طويلة وقد تحدث فيها حوادث مختلفة ، وربما لا تحدث....".
أكّدت على الجملة الخيرة ، وهي تنظر الى ملامح جي الرقيقة وهو ينهض.
" ستحدث " قال ببطء ويده تمسك بذراعها " إنه مقدّر لنا أن نعيش معا ، وانت تعلمين هذا جيدا ، كم اتمنى أن أثبت لك ذلك ، ولكننا في غرفة عامة".
فنظرت أنتونيا الى ما حولها ، كانت نظرات الفضوليين تلتهمهما.
" عليّ أن اذهب لتنسيق أمور عملي".
" حسنا هل لك أن تأتي لغرفتي كي نتناول القهوة حوالي الساعة السابعة".
هزت أنتونيا رأسها ، ثم شقّت طريقها عبر الموائد ، وهي تبتسم في وجوه المسافرين.
إن هذه هي الطريقة المثلى ، كي تنسى إنصهارها الهادىء الذي تتعرض له كلّما إجتمعت بجي ، على الرغم مما يحدث بينهما من إنسجام او شجار ، فهي بصحبة جي كالفراشة بصحبة المصباح ، تدور حوله وهي تخشى الإحتراق.

Rehana 25-08-13 09:48 AM

رد: 140 - المرفأ الأخير - اليزابيث غراهام - روايات عبير القديمة
 

5- أنت حياتي

***


لطّف جو العشاء مزاح سيروس جاكسون الخفيف المتعلّق بشخصه ، كان جاكسون أقصر من جي ، وشعره رماديا كثيفا ، وبدينا لدرجة لا يتبين معها خط خصره.
أطلقت عينا غلوريا المتغطرسة ، ذات الثوب الحريري الأخضر ، سهام ملل سحيق ، إبتلعت انتونيا لعابها بصعوبة ، عندما قدّم لها جي كأسا من الشراب ، وهو يجلس بلباسه الأبيض الأنيق ، الى جوارها هامسا:
"تبدين رائعة بهذا الفستان يا انتونيا".
أجابته وهي تسدل أهدابها القاتمة:
" إعترافك هذا نصر كبير لي".
" لا تحاولي إستغلاله ".
تمتم بلهجة تحذير ، ومضى ليحضر كاسا من الشراب ، ضحك جاكسون وقال:
" لو كنت وسيما فيما مضى مثل جي ، لما وصلت حالتي الى ما هي عليه الآن ، ربما تزوجت ليملأ أطفالي الجو من حولي جمالا ، فانا احب كل ما يتعلق بشؤونهم".
قدّم جي كاسا من الشراب الى غلوريا ، إبتسمت لجي شاكرة وقالت:
" إنني موافقة ، على الإنسان أن يستقر قبل أن يفكر في الزواج ، وينجب أطفالا".
فردّت انتونيا:
" أليست الحياة الأبوية مرتعا خصبا لتربية رجال المستقبل ؟ أما إذا إنكبّ الإنسان على عمله ، فلن يتاح له الوقت كي يستيقظ مع إبنه في منتصف الليل عند الحاجة."
تابعت غلوريا المناقشة ، وهي تشيح بوجهها عن أنتونيا:
" لا حاجة للأب أن يفعل ذلك ن فإن كانت أحواله المادية جيدة ، فيستطيع توظيف مربية تعتني بأولاده".
فقاطعتها أنتونيا بإصرار:
" ولكن وجود المربية يقلل من الإنسجام بين الأب وأولاده ، ويخفف من العلاقات الودية على ما أعتقد".
فأيّدها جاكسون بقوله:
" إنك على حق يا أنتونيا ،وعلى الإنسان أن يتزوج وهو في مقتبل العمر ، كي يساهم في تربية أطفاله ، إنظروا الي ، لقد جمعت ثروة كبيرة ولكن للأسف لا ولد لي يرثني من بعدي ، ليت الإنسان يحصل على المال والبنين في آن واحد ".

Rehana 25-08-13 10:00 AM

رد: 140 - المرفأ الأخير - اليزابيث غراهام - روايات عبير القديمة
 
علّقت غلوريا وهي تضع ساقا فوق اخرى:
" لا أوافقك الرأي يا جاكسون ، لو أن لي ثروة مثلك ، لإستثمرت فوائد أموالي ، وعشت حياة رفيعة المستوى".
" لا متعة في ذلك إن كان الإنسان وحيدا".
أجابها جاكسون وهو يرثي نفسه ، نظرت غلوريا اليه مستغلة هذا الموقف وقالت:
" هيا أخبرنا بصدق ... ألم تلتف حولك نساء عديدات أضفين السعادة على حياتك؟".
ضحك جاكسون وأجابها برقة:
" لو كان الأمر كذلك ، لما إستعملت نظارة كي أبحث عنهن " أمسك بيد غلوريا مازحا وأضاف " هل لك أن تضفي البهجة على حياتي في هذه الأيام؟".
" حسنا انا...".
تلعثمت غلوريا عندما نظرت الى جي الذي ما زال يحتسي شرابه ، ويحتضن انتونيا بنظراته ، وبالطبع فهمت غلوريا معنى نظرات جي الى انتونيا ، فتابعت حديثها مع جاكسون قائلة:
" ولم لا ... أعتقد انني بحاجة لمن يشاركني حياتي الراهنة ".
مضى العشاء ثقيلا على أنتونيا ، إذ راحت غلوريا تعلّق على صمت جي غير المألوف ، بينما كان جاكسون يتأمل غلوريا فتاته الشقراء.
منتديات ليلاس
تابعت غلوريا تقص احداثا مختلفة تبدأ بجملة " هل تذكر يا جي عندما كنا..." دهشت انتونيا عندما شدّها جاكسون للرقص.
كانت ابواب الردهة مفتوحة كي يتمتع الراقصون بمنظر مسابح الباخرة ، وبما أن جاكسون كان يجيد الرقص ، فقد جذب انتونيا بخطوات سريعة راقصة الى ظهر السفينة ، ثم وقف الى جانبها كي يشعر بالإرتياح.
" لقد نصحني أصدقائي ان اقوم بهذه الرحلة منذ زمن ، والحق يقال أنهم على حق إذ لم أستطع أن أبعد أسواق البورصة عن ذهني ، مما جعلني ادور حول أفق واحد وبشكل دائم".
" حقا إن هذا لمشكلة ".
علّقت انتونيا وهي تشاهد جي وغلوريا يتجهان الى قاعة الرقص الداخلية.
يبدو أنهما يتكلمان عن أمر هام ، إذ أنهما يقفان كالأصنام بين جموع الراقصين ، عادت أنتونيا للإهتمام بحديثها مع جاكسون فسالته:
" سأبوح لك بما يؤرقني " اجاب جاكسون " كنت في هذه الليلة اتناول العشاء بصحبة إمرأتين جميلتين ، وشاب أنيق ، لكن إهتمام المرأتين ، إنصب على ذلك الشاب ولم تهتما بي ، ترى هل من عيب في شخصيتي؟".
" ليس لديك أي عيب".
" تعالي إذن نتأمل ضوء القمر على صفحة المياه".
أحاط وسطها بذراعيه .
" يا له من منظر رائع " نظر اليها جاكسون ، وهي تتكىء بيديها على الحاجز " ولكنني أعتقد ان المنظر أصبح مألوفا لديك ، كم مضى على عملك هنا؟".

Rehana 25-08-13 10:01 AM

رد: 140 - المرفأ الأخير - اليزابيث غراهام - روايات عبير القديمة
 
" حوالي عامين ، ولكنني ما زلت معجبة بسحر القمر وهو يداعب صفحة الماء."
" تبدين إمرأة شاعرية".
" وما الخطأ في هذا؟".
" ما يدهشني فعلا ، أن بعض السيدات لا تفهم تلك الشاعرية ، فغلوريا مثلا.....".
" غلوريا !".
" أجل ! غلوريا ! فعلى الرغم من أنها مشغوفة برئيسها ، لم يخطر لها أن تصعد الى السفينة لتستمتع بهذا السحر الجميل ، أظن ان زوجة جي تختلف".
"زوجته؟".
" الا تعلمين انه متزوج ؟ لقد أخبرني بذلك ، لكنني لا أعني ان هناك ما يمنعه من الإعجاب بفتاة مثلك ، فها هو لم يبعد نظراته عنك في هذه الأمسية".
فهمت انتونيا ما قاله جي ، إذ لم يخف جي أمر زواجه ، وعلى الرغم من ذلك فهو معجب بموظفة من لجنة الترفيه على السفينة ، ولم يجد جاكسون غرابة في الأمر.
منتديات ليلاس
" أشكرك لهذا الإطراء غير المباشر يا جاكسون ، ولكنني أفضّل أن يحتفظ جي بإعجابه ويمنحه لزوجته".
نظر جاكسون اليها بقلق ،وقد إكتسب شعرها تموجا جميلا ، بتاثير ضوء القمر:
" كنت أظن أنك مستأثرة بإهتمامه ، لدرجة تتيح لي الكلام مع غلوريا".
" غلوريا ؟".
" أعلم أنها ليست إمرأة عادية ، ولكنني سأنسجم معها ، إذ أنني لا أفهم من الحياة إلا ما يتعلق بالعمل ، وهذا شأنها على ما أعتقد ".
" أجل ! إنها تفهم الكثير ، وتهتم بالعمل".
" لدي شعور أنك تعرفين جي وغلوريا منذ أمد بعيد أليس كذلك؟".
لا لن تخبره حقيقة الأمر ، ولتفعل غلوريا إن أرادت ذلك ، ويبدو ان غلوريا ما زالت تكتم الأمر حسب إتفاقها مع جي ، أجابته:
" أجل ! اعرفهما إذ عملت فترة في مكتب جي".
" لماذا لم يشر أحد الى هذا اثناء العشاء".
" لا أعلم ، عليّ الآن متابعة عملي ، وتفقد سير الإستعراض الخاص بهذه الأمسية".
" أتعملين بإستمرار ؟ "أمسك بذراعها وقادها الى الداخل قائلا " لا تقفي هنا لأن رئيسك السابق ينتظرك ، ويلاحظ تصرفاتك ، أستغرب نظراته الي يا أنتونيا ، أنظري وكأنه يريد ان تنشق الأرض وتبتلعني".
أجابته وهي تدخل بين جموع الراقصين:
" لا ابالي بذلك".
تبعتها نظرات جي حتى خرجت من الباب الصغير ، متجهة الى غرفة الأزياء الخاصة بالإستعراض ، كان دمها يغلي في عروقها ، وركبتاها ترتجفان ، ها قد مضى عامان ، ولم تستطع أن تغيّر شعورها كلما نظرت الى جي.

Rehana 25-08-13 10:02 AM

رد: 140 - المرفأ الأخير - اليزابيث غراهام - روايات عبير القديمة
 
إلتقت أنتونيا بكارول التي كانت تتنتهد ، وتنظر الى السماء بخيبة مريرة وقالت:
" لن يتم إستعراض الليلة إذا سارت الأمور على النحو المذكور ، لا أدري ما الذي اصاب ميرلا ، كانت رائعة في أمسياتها كلها ، وأعتقد أنها مصابة بما يسمونه المزاج الفني ، تريد أن تغني أوبرا فهي تحن الى ماضيها الغنائي ،وتريد أن تجذب جمهور السفينة".
" هل لي ان أكلمها؟".
" تفضلي وأخبريني إذا إستطعت إقناعها".
كانت ميرلا نجمة الإستعراض مستلقية ، عندما دخلت أنتونيا الغرفة تماشت ملامحها مع إنعكاسات ثوبها المخملي.
" لن تستطيعي إقناعي مهما حاولت " قالت ميرلا بلهجة إيطالية أميركية " لقد قررت أن أغني أوبرا لهذا المساء ، وإلا فلن اغني ".
ضحكت أنتونيا مجيبة :
" لا أريد إقناعك بعكس ذلك ، فقد راقت لي الفكرة ".
رقّت ميرلا أهدابها المثقلة بمسحوق التجميل وسالتها بدهشة :
" أحقا ، تعجبك الفكرة ؟".
" نعم غني لبوشيني يا عروسي الجميلة ".
" لا استطيع ذلك بصحبة هذه الفرقة الموسيقية الغبية".
" لا تبالي ، سأرافقك على البيانو ".
" أنت؟".
" نعم ، كنت فيما مضى أعزف لوالدي وأصدقائه ، عندما عاد من ميلانو".
منتديات ليلاس
" آه ، ميلانو ، إذن ساغني أوبرا بريمادونا ، وتعزفين أنت على البيانو ، سنقدم الى الجمهور شيئا جديدا ، إذ أنني شعرت بمللهم بالأمس وسنقدم لهم أعظم إنتاج إيطالي حضاري".
" حسنا ، سأذهب الآن لإجراء بعض الترتيبات".
كانت كارول تذرع الأرض جيئة وذهابا ، ولم تكن مبتهجة ، وعندما أخبرتها أنتونيا أن ميرلا لن تتراجع عن قرارها قالت كارول:
" لو سمعتها في الصباح لأنتحرت".
" لا لن نقدم مثل أغاني الصباح ...".
" هل قلت نقدم ؟".
" نعم ! لأنني سأعزف على البيانو ، لقد قمت بذلك من قبل ، آمل أن أتذكر النوطة ، فما رأيك يا كارول ؟ إما أن تقبلي بهذا ، وإما أن تلغي إستعراض الليلة ".
" آمل ان تقدما أحسن ما لديكما ، سأذهب لأخبر الفرقة الموسيقية بالإنصراف".
صعدت ميرلا المسرح الذي بدا فارغا بذهاب الفرقة الموسيقية ، تبعتها أنتونيا التي جلست الى البيانو ، بدون أن تنظر الى جي وغلوريا وجاكسون ، خشيت أن تفقدها نظرات جي ثقتها بنفسها ، فقد لا يوافق أن تعزف زوجته على البيانو مرافقة إحدى الهاويات ، وما أن أشارت ميرلا لأنتونيا بالبدء ، حتى شعرت أنتونيا بتصلّب في اصابعها ، وبلمح البصر غابت السفينة عن ناظريها ، وعادت بذاكرتها الى منزل والديها ، عندما كانت تعزف لوالدها ، يضحك لها ويشجعها ، ويقطب جبينه احيانا عندما تخطىء لمسات أصابعها .

Rehana 25-08-13 10:03 AM

رد: 140 - المرفأ الأخير - اليزابيث غراهام - روايات عبير القديمة
 
وهكذا إنسجمت انتونيا مع عزفها ، كما إنسجمت ميرلا في غنائها ، وخيّم صمت هادىء على القاعة ، وإستغرق الجمهور مستمتعا.
وعندما رفعت أنتونيا رأسها ، أدركت أن الجمهور يخصها بالتصفيق الحار ، إنزعجت أنتونيا من اجل ميرلا ، وإنكمشت على نفسها ، وبسرعة فائقة تركت خشبة المسرح.
إحتضنتها كارول بحب وإعجاب ، والدهشة تملأ عينيها:
" لم أعلم أنك موهوبة يا أنتونيا ".
همهمت أنتونيا ببعض الكلمات ، وأسرعت خارج الردهة ، متجهة الى ظهر السفينة الخالي من الركاب ، وقفت هناك تستمتع بالنسيم العليل الذي يداعب كتفيها العاريتين ، ثم إتكأت على حاجز السفينة ، تراقب الرغوة البيضاء بعيدة في مياه البحر .
ترى ما الذي دفعها الى الهرب بسرعة من الردهة ؟ ترى هل إفتقدت والدها كثيرا ؟ ام حنّت لسهراتها العائلية ؟ عندما كان الجميع يتفاعلون مع انغام البيانو عدا والدتها التي كانت تفضل إعداد ما لذ وطاب من طعام وشراب ؟ ام ان وجود جي هو السبب في خروجها بتلك السرعة ؟ أنها تحبه بكل قواها العقلية والعاطفية ، لكنه لم يقدم لها ذاك الجو العائلي ، فهو لا يعرف له طعما ، لأنه نشأ يتيما في إحدى المؤسسات ، حيث عامله الجميع بلطف وبطريقة عقيمة.
كانت نشأته تلك ، حافزا له ليشق طريقه في الحياة ، ويحصل على ما يريد ، لقد أحبته أنتونيا لما لديه من تصميم وعناد ، ترى هل طالبته بأكثر مما يجب؟
منتديات ليلاس
" لماذا أرى الحزن على وجه فتاة السفينة الشهيرة؟".
سألها جي وهو يقف الى جانبها بهدوء ، أدارت أنتونيا رأسها بإتجاه الصوت ، فرأت جي من خلال دموعها ، مسحت دموعها بسرعة ، وأطلقت ضحكة عالية.
" أعتقد أنني إفتقدت أبي ، وسهراتنا العائلية مع أصدقائه".
بدت عينا جي داكنتين في ضوء القمر ، نظر اليها وقال:
" لم أعلم أنك تجيدين العزف ، أدركت الآن أنني لم أبذل جهدا لأعلم المزيد عنك عندما كنا معا".
هزّت كتفيها قليلا وقالت:
" كنت مشغولا بأشياء اخرى".
" كان عليّ ألا أفعل " إنحنى الى جانبها " شعرت بمدى إهمالي لك عندما إبتعدت عني".
" ولكنك لم تطلب مني العودة اليك".
همست هذه الجملة علّها تسمعه يهمس ثانية في أذنيها ( أنت حياتي).
" لم يكن بإمكاني ذلك ، لأننا كنا سنعود ثانية الى الخلاف ، لا استطيع ان أفسر موقفي ، إن العمل يا أنتونيا مثل كرات الثلج المنهمرة على الخليقة ، فالعمل النفس الإنسانية ، على الرغم من أنه مروع احيانا ، إذ يشعر الإنسان ان حياة آلاف من الرجال بين يديه ، وهذا شعور نبيل ، ومن الخطأ ألا يفصل الإنسان بين عمله وحياته الزوجية".
قطع دابر الصمت الذي ساد بينهما قول أنتونيا:
" كنت أفكر قبل قدومك الآن بأنني مسؤولة أيضا عن إخفاق حياتنا الزوجية، كنت انانية ، وحمّلتك أكثر مما ينبغي".

Rehana 25-08-13 10:04 AM

رد: 140 - المرفأ الأخير - اليزابيث غراهام - روايات عبير القديمة
 
أحاطها جي بذراعيه وهمس:
" لقد عبّر كل منا عن أنانيته بطريقته الخاصة ، ونستطيع أن نبدأ من جديد ، ونتصرف بشكل سليم هذه المرة ، تعالي لنسهر معا في غرفتي".
رفعت عينيها البراقتين بتأثير القمر ، وقالت بصوت متقطع:
" هيا بنا الى غرفتك ".
تسللت خطوط الفجر الى غرفة جي ، فتحت انتونيا عينيها ، وهي تشعر بالإرتياح والنشاط والرضى الذي لم تشعر به قط مذ تركت جي.
سيطر عليها تساؤل غريب عندما شعرت بيد رجل تحيط بخصرها ، أين هي ؟ غرفة من هذه؟ تذكرت تدريجيا أنها في سرير زوجها ، وها هو الى جانبها.
تأملت وجه جي مرة أخرى ، لا بد وأنه قد مارس علاقات أخرى خلال غيابها ، فتح جي عينيه ، وضحك بتراخ ، وقال وهو يضمها الى صدره:
" أهذا حلم أم حقيقة؟".
" أجل ! كنت تحلم " قالت لتغيظه " إنني من نسج الخيال".
" لكنني أراك تجسيدا للخيال " اجابها وهو يحيطها بذراعيه " لماذا إستيقظت باكرا ؟".
" عليّ أن أذهب " قالت وهي تمسح شعره الكثيف بيدها ، إذ أستطيع التسلل الى قمرتي عبر الممر ، وأنا بملابس السهرة".
منتديات ليلاس
" لكنني اريدك الى جانبي في كل لحظة " إتكأ على كوعه ، ونظر من خلال أهدابه الكثيفة الى عينيها " أنت زوجتي يا أنتونيا ، وإنني فخور بأن يعرف الناس هذه الحقيقة".
" ستخبر الجميع بالحقيقة ، عندما نصل الى لوس أنجلوس ، ولكن سنكتم الأمر حتى ذلك الوقت ، إذ عليّ تأدية عملي بإخلاص ، ولن أستطيع تحقيق ذلك إذا عرف الجميع انني زوجتك ".
" لا يهمني ذلك ما دامت الفرصة تتيح لنا اللقاء".
" جي ، أرجوك ، عليّ أن أغادر غرفتك الآن ".
" عانقيني أولا".
إختلطت مشاعرها ، كيف إستطاعت العيش من غير جي تلك المدة ، إنه يمد خلاياها بالحياة ، وهي تحبه ولن يتوقف قلبها عن الخفقان ، لن تشعر بهذا لو تزوجت ريك ، ربما يكون تعويضا عن فقدان جي ،ولكنها تدرك الآن أنها لو فعلت ، لكان ذلك خسارة فادحة ، فهي تحب جي ، ولا تستطيع إنكار ذلك.
ترى كيف ستضمن بأن حياتهما لن تعود الى ما كانت عليه في شيكاغو ، هل يستطيع جي أن يحد من طموحه ، وإهتمامه بعمله أو ان يتغيّر فجأة .
كانت الشمس تسطع بنورها في الغرفة، عندما إستيقظت انتونيا للمرة الثانية وبينما أخذت تفرك عينيها ، لاح لها الخادم بيرسون بوجهه الشاحب ، شعر بيرسون بالإرتباك وقال:
" الآنسة موريل؟".
سحبت أنتونيا الغطاء بشكل لا إرادي لتغطي نفسها ، ولكن ذلك لن يغيّر الحقيقة، إنها في فراش أحد المسافرين ، ولكن كيف سيعرف بأن هذا المسافر هو زوجها.
" ضع الصينية هنا".

Rehana 25-08-13 10:05 AM

رد: 140 - المرفأ الأخير - اليزابيث غراهام - روايات عبير القديمة
 
عاد وجهه الى لونه الطبيعي ، وأراد أن يخرج بسرعة من الغرفة كي ينشر تلك الفضيحة في أنحاء السفينة ، وتصورت أنتونيا نفسها تسمعه وهو ينشر الخبر بصوت يختنق في حنجرته قائلا: ( تصوروا الانسة موريل....).
" هل هناك شيء آخر يا آنسة موريل؟".
ردّ جي وهو ما زال مضطجعا جانب أنتونيا:
" تستطيع الإنصراف من هنا ، وإياك ان تنشر الخبر حرصا على مصلحتك الخاصة".
بدا الإرتباك ظاهرا على وجه بيرسون وأجاب:
" بالطبع لن أفعل ، ولا أجرؤ على ذلك ".
" أنا متأكدة من أنه سيخبر الجميع ".
همست أنتونيا وقد أوصد الباب وراءه ، إتكأ جي على يده ، وأخذ ينظر اليها:
" يجب ان نخبر الجميع ، أننا متزوجان حتى لا نسبب لك أي إحراج".
تنهدت أنتونيا قائلة:
" لن يصدقنا أحد لا سيما وأنك تحمل إسم براونيلا ، والجميع يعلمون أنني مطلقة".
" أستطيع ان أثبت لهم هويتي وهويتك".
منتديات ليلاس
" إذا علموا بالأمر ، فسيصبح عملي مستحيلا ، وهم بحاجة اليّ هذه الأيام ".
قالت ذلك وهي تلف نفسها برداء جي الحريري ، فأجابها:
" وانا بحاجة اليك يا أنتونيا".
هزت راسها :
" إن السفينة بحاجة لي لتسير على أكمل وجه ، أما أنت يا جي فتستطيع تدبير امورك".
" أشكرك ".
" لا داعي لذلك ".
ثم دخلت الحمام ، بينما جلس جي عاقد الحاجبين ، وبعد دقائق عادت تسأله:
" هل لي أن أستعير منك قميصا قطنيا وبنطالا قصيرا ".
" لكن مقاسي أكبر من مقاسك".
" من الأفضل لي أن أبدو كطالب مدرسة ، من أن اخرج مرتدية ثياب السهرة في وضح النهار ....".
فتشت بين ثيابه وإستأذنته قائلة:
" هل تسمح؟".
حاول جي إغراءها بالبقاء معه في غرفته ، وهو يغدق عليها حنانه ورقته ....ولكنها أصرت ان تذهب الى عملها قائلة:
" عليّ اللحاق بمجموعتي ، فأنا مسؤولة عنهم عند وقت الغداء على الشاطىء ، وسينطلق الموكب خلال أربعين دقيقة".
" سآتي معك ".
" لا بطاقة لديك".
" إذن سألحق بك على قارب خاص ، ما إسم الفندق؟".
كانت تخشى ان يسيطر وجوده عليها ، فلا تعمل بإخلاص ، إذ أن صورته ماثلة في خلفيات تفكيرها ، لا لن يصح إستعمال خلفيات هنا لأن وجوده يملأ حياتها بكاملها ، فهي تعيش في فلكه منذ أن عرفته وحتى يومها الحاضر .

Rehana 25-08-13 10:06 AM

رد: 140 - المرفأ الأخير - اليزابيث غراهام - روايات عبير القديمة
 
دخلت انتونيا قمرتها ، فوجدت كارول التي سرعان ما حملقت بثياب أنتونيا ، إذ غطى قميص جي المفتوح الصدر أعلى عنقها فسألتها كارول بدهشة:
" من أين اتيت بهذا اللباس يا أنتونيا ؟ يجب أن اعرف "إستعرضت أنتونيا ملابسها بحثا عن ثياب البحر لتلبسها وقت الغداء وقالت لكارول "ولماذا تريدين المعرفة؟".
" لأنني أود أن أعرف مع من تبادلت ملابس سهرتك".
" لا شأن لك بهذا يا كارول".
" أنسيت انني رئيستك ، وأنني مسؤولة عن تصرفاتك على ظهر السفينة؟".
" مسؤولة عن أعمالي المهنية فقط ".
حملقت كارول بوجه انتونيا دقائق معدودة ، ثم عضّت شفتها بندم وقالت :
" أعلم أن لا علاقة لي بعلاقاتك العاطفية ، ولكنني اخشى أن تكوني قد تاثرت بأقوالي ، فقد شجعتك بالأمس ، ولكنني لم أقصد ان تقفزي الى ذراعي براونيلا".
" لا إطمئني يا كارول ، فليس لأحاديثك أي اثر في هذا ، لكنني لا أستطيع كبح جماح نفسي".
" ولكن لم إخترت براونيلا بالذات ؟ كنت أظن أنك ما زلت مشغوفة القلب بزوجك السابق".
" اجل ! وما زلت أحبه بجنون".
منتديات ليلاس
قالت وهي لا تستطيع إخفاء ما يلوح في عينيها .
" إذن كيف تفسرين ما حدث؟".
" آه يا كارول ، هل لك أن تخمني أنه زوجي ".
نفد صبر أنتونيا ، ولم تستطع إخفاء الأمر عن صديقتها.
" ماذا؟".
" لم يطلقني جي ، هل تذكرين تلك الرسالة التي أخبرتك عنها ، والتي إعتقدت انها إحترقت ، كنت أظنها ورقة الطلاق ، لكن جي اكد انه أرسلها ليعلمني أنه غير موافق على طلاقنا".
" أتعنين أنك ما زلت السيدة براونيلا؟".
" لا يا كارول ، إن أسمه جي ستانفورد".
هزّت كارول رأسها وكأنها تذعن للقدر قائلة:
" إذن هل تمت اليه صناعات ستانفورد بصلة ؟ وهل إشترك في هذه الرحلة ليعيدك اليه؟".
" أجل يا كارول".
أجابت أنتونيا وهي نفسها لا تصدق ذلك .
" إذن فالسفينة في طريقها الى ...".
" لا إن جي يدرس أمر شراءها ، ولهذا أحضر غلوريا معه ، لتدرس الأمور الفنية والمادية المتعلقة بها".
" اعتقد أن غلوريا تعمل في إتجاهات أخرى ".
" لا ، لا يوجد بينها وبين جي أية علاقة خاصة مذ تزوجنا ".
" آمل أن لا يكون جي صادقا ، فأنا لا أثق بكلام الرجال".
اجابت أنتونيا واثقة مما تقول:
"إن علاقتي بجي تختلف عن علاقتك بزوجك ، وكلما فكرت بحياتنا ، شعرت أنني كنت أنانية أسبح في عالم الخيال ، كان على جي إنجاز أشياء كثيرة لتحقيق أهدافه ، وكنت بدوري اقيّده بروتين دائم".
" دعيني أنصحك يا حبيبتي "قالت كارول " إن الرجل يهمل زوجته من أجل عمله ، لن يتغير إلا بعد فوات الأوان ".
" لكن الأمر مع جي يختلف يا كارول ، فقد حقّق ما تصبو اليه نفسه".
أجابت كارول وهي تهز كتفيها:
" أتريدين إقناعي بان زوجك الان يبحث عن الإستقرار ، أتمنى أن يكون الأمر كذلك ، ولكن أياك أن تنزعجي إذا انهار هذا التمثال الطيني امام عينيك".
" سأجرب حظي " وقد أيقظت كارول قلقها " رجاء يا كارول لا تخبري أحدا".
" لا لن أخبر أحدا بانك زوجة المع رجل في السفينة".
وعندما اغلقت كارول الباب وراءها ، أخذت أنتونيا تفكر بالأمر... فلكارول نظرة ثاقبة في تقييم الرجال ، لا لن تتأثر انتونيا بآرائها ، إن جي يحبها ، ولقد أثبت لها ذلك بعواطفه الفياضة ليلة أمس ، فالمرء لا يستطيع أن يمثل مشاعر كاذبة لا يلمسها.
نهضت أنتونيا ، وإرتدت ثوبا أبيض اللون خفيفا ، ستقوم بعملها بإخلاص كما كانت تفعل ، وهي تعلم علم اليقين أن مستقبلها هو مع جي.


زهرة منسية 25-08-13 09:16 PM

رد: 140 - المرفأ الأخير - اليزابيث غراهام - روايات عبير القديمة
 
يسلم أيديكى ريحانتى على التكملة و التنزيل
و يسلم أيدين فريال
الله يحفظها و يسعدها الغائبة الحاضرة
دايمن برواياتها المتميزة

Rehana 26-08-13 11:54 AM

رد: 140 - المرفأ الأخير - اليزابيث غراهام - روايات عبير القديمة
 
الله يسلمك ويحفظك يارب .. زهوري
منورة الرواية بردك

Rehana 26-08-13 11:56 AM

رد: 140 - المرفأ الأخير - اليزابيث غراهام - روايات عبير القديمة
 

6 - المرارة تصل الى الشفاه

***


شقّت الملكة أزتك عباب البحر مبتعدة عن خليج المكسيك ،وهي تقترب من أكابولكو ، وقفت أنتونيا في مكانها المعتاد تحت الجسر ، ترقب قوس السفينة ، وهو يدور حول المحيط الشمالي لأكابولكو ، وعيناها ما زالتا متوهجتين ببريق السعادة الأمل ، بعد الليلة التي امضتها مع جي.
راقبت شاطىء أكابولكو ، وقد بدأ يلوح لها عن بعد ، يا لهذا المنظر المدهش فمنذ لحظة لم تر شيئا في الأفق ، وها هي ترى الشواطىء الذهبية الشاحبة ، سوّرت بفنادق فخمة وعالية ، مصطنعة بشكل يبهر العيون ، ثم لاحت اشجار النخيل التي إنتصبت ببهاء خلف الكواخ ذات الطراز القديم ، المصنوعة من القش.

Rehana 26-08-13 11:59 AM

رد: 140 - المرفأ الأخير - اليزابيث غراهام - روايات عبير القديمة
 
دخلت السفينة الميناء ، فرأت أنتونيا الفيلات المطلية باللون الأبيض وسط غابة من الأشجار الإستوائية الخضراء اللامعة. سلب المنظر بجماله الأخاذ عقل انتونيا ، وأضفى عليها وجود جي معها سحرا رائعا.
" حقا إنه منظر بديع ".
تهادى الى مسامعها صوت جي المنحني على الحاجز:
" إنني اعشقه " اجابت بهدوء وقد أخذ الركاب يتزاحمون عند الحاجز " إنه منظر جميل لا يصدق".
" ما رأيك يا انتونيا أن نمضي هنا شهر عسل جديد ، إذ لم نتمتع بشهر عسلنا الماضي".
" أصحيح كلامك يا جي؟".
تذكّرت فجأة كيف قطعت غلوريا متعتهما ، حين طلبت من جي العودة ، ولم يمض بعد مدة قليلة على ذهابهما فتابعت:
" لعلي افضّل بويرتو فالارتا للإحتفال بهذه المناسبة الخاصة ".
" لك ما تريدين " أجابها بلهجة المطيع للأوامر.
ومع أنهما كانا يقفان جنبا الى جنب وبإحتشام لائق ، لم يتخلّصا من نظرات الركاب الموحية بأنهم على علم بما يدور بينهما ، إذ أن الخادم بيرسون قد اشاع النبا ،ونزل على السامعين كألسنة النيران المتوهجة.
لم تر أنتونيا في نظرات الركاب أي خبث يسبب لها الإحراج ، لكن ريك وارن كان ينظر اليها بإحتقار وقال:
" ستجدين المبلغ صحيحا".
منتديات ليلاس
قال وهو يسلمها صندوق النقود لتدفع من اجل الرحلات السياحية في أكابولكو ، لم يتح لها ريك مجالا للرد ، إذ سرعان ما دخل مكتبه بدون أن يعيرها أي إهتمام ، لن تدع تصرف ريك يؤثر على مزاجها.
تربعت شمس المغيب فوق الفنادق العالية الضخمة ، مرسلة اشعتها الذهبية على اشجار جوز الهند ، همس جي:
" هل ستهتمين اليوم بباص المسافرين؟".
" لا " بدت علائم الفرح عليه وهي تنظر اليه نظرة يشوبها الإبتسام " إننا لا نعمل عندما نصل الى أكابولكو ، وعلينا أن نستقل سيارة تنقلنا الى شاطىء خاص اعرفه".
" لك حرية التصرف بي وبأوقاتي".
همهم وهو يداعب شعرها بيديه :
" طبعا ، وبكل تأكيد " ضحكت وأكملت " ألست زوجي؟".
" أنتونيا ! لقد بحثت عنك في كل مكان ".
وبينما كانا يتسامران ، قطع صوت غلوريا حديثهما الممتع ، إذ إنتصبت فجأة خلفهما ، وعلامات الأرق بادية عليها ، وهي ترتدي قميصا قطنيا باهت اللون ، وبنطالا من الجينز الأبيض الضيق.
" آه " قال جي وهو يبتعد عن أنتونيا ليكلم غلوريا بإهتمام ، فتزاحمت موجات القلق والإضطراب في نفس أنتونيا .
مضت غلوريا في حديثها ، وهي ترمق أنتونيا بعينين لامعتين قائلة:
" جاءتك هذه الرسالة المستعجلة عن طريق المذياع ، ونظرا لأنك كنت مشغولا في غرفتك ، فلم يستطع احد أن يخبرك بها ، ولذا حملت الرسالة اليّ ، عليك أن تعود فورا الى لوس أنجلوس ، لقد قمت بالترتيبات ،وحجزت لك مكانا على الطائرة التي تقلع من أكابولكو الساعة العاشرة والنصف من هذا الصباح ".

Rehana 26-08-13 12:00 PM

رد: 140 - المرفأ الأخير - اليزابيث غراهام - روايات عبير القديمة
 
قرأ جي قصاصة الورق عاقدا حاجبيه وقال:
" اللعنة ! لماذا لم ينتظر آنسيل حتى أنهي رحلتي ".
" إنه عقد هام يا جي " قالت غلوريا وهي تتجاهل أنتونيا " الا تعلم أن آنسيل شديد الحرص ، فلن يناقش موضوعا كهذا إلا مع المسؤولين".
إنهال جي بالشتائم ، وإنهمك بإعطاء غلوريا تعليماته ، وهما يتمشيان على مقربة من انتونيا وكأنه نسي وجودها .
اشاحت انتونيا بوجهها عنهما ، ونظرت الى الميناء الرائع الذي بدا من خلال دموعها سحابة متأرجحة في الهواء ، لم يتغيّر شيء ، ولن يتغير أي شيء ، عادت أنتونيا لأتزانها ، ومسحت دموعها ، عندما وقف جي الى جانبها ثانية يحيطها بذراعيه ويهمس من جديد:
" آسف يا حبيبتي ، عليّ ان أتركك مدة بسيطة ، لقد رتبت هذا اللقاء على ان يتم بعد عودتي من الرحلة ، لكن آنسيل لديه عدة عروض ،ولا يعلم ماذا يختار " ابعدها عن الحاجز ، ولفّها بذراعيه وأكمل " اريدك أن تاتي معي يا انتونيا ، سنعود لنلحق بالسفينة في ميناء بويرتو فالارتا".
" أنا....هذا مستحيل ، ألا تعلم أنني أعمل هنا؟".
منتديات ليلاس
" كنت تعملين هنا " صحّح لها كلامها ضاحكا " إنك السيدة ستانفورد الآن ، واريدك ان تكوني معي في كل لحظة".
"ظننت أنك تدرك ايضا أنني السيدة ستانفورد " سحبت نفسها من ذراعيه " ولكنني ارى أنني مخطئة ، فلن تتغير يا جي".
" بماذا تفكرين يا أنتونيا ؟ " أمسك بذراعها ، وأدارها بعصبية اليه " لقد اخبرتك عن هذه الصفقة الأخيرة".
قالت وهي تتجاهل الألم الذي سببته أظافره التي أمسكت بها بعصبية:
" لن تكون هناك صفقة اخيرة يا جي ، إنك لست بحاجة الى المال ، ولكنك ستدفع حطام حياتنا ثمنا للحصول عليه ".
" مهما فعلت فإنني لم أكذب عليك ، إنها الصفقة الأخيرة ، وأريدك ان تكوني معي ".
" خذ معك غلوريا...".
إنفجرت غضبا وهي تخلّص جسمها من قبضته.
" حسنا ! سافعل ذلك".
أجابها بصوت فولاذي.
وسافر جي وحده ، وفوجئت انتونيا بهذا عندما زارتها غلوريا في قمرتها الخاصة ، إذ ظنت أن غلوريا رافقت جي في رحلته كعادتها.
حملت غلوريا على ذراعها ثوب انتونيا الأبيض ، الذي تركته ذاك المساء في حجرة جي ، تنفست غلوريا بعمق بعدما فتحت الباب بعد ان قرعته بلطف ، وقالت:
" ظننت أنك قد تحتاجين هذا الثوب " ثم سألت وعلامات الإحتقار بادية عليها " هل تسكنان معا هذه القمرة؟".
أجابت انتونيا بإنزعاج لأنها نسيت أن تحضر ثوبها بنفسها من غرفة جي:
" نعم ! إن هذه القمرة ملائمة لنا".

Rehana 26-08-13 12:04 PM

رد: 140 - المرفأ الأخير - اليزابيث غراهام - روايات عبير القديمة
 
وضعت غلوريا الفستان على سرير كارول ، وألقت نظرة حول الغرفة ، ثم نظرت الى أنتونيا وقالت:
" مناسبة ... ها ... هذه هي مشكلتك ، لأنك تقتنعين بحياة مناسبة ، وزوج مناسب ، ولن يمنحك جي أيا منها".
" يا لك من خبيرة بالعلاقات الإنسانية !".
" إنني خبيرة بجي ستانفورد " قالت غلوريا ببرود " لم ولن تحسني التكيّف مع رجل مثل جي ، أليس كذلك؟".
" لقد تدبرت الأمر بشكل جيد في المدة الأخيرة".
" إنك حقا لساذجة".
" لا افهم ما تقصدين".
" إنه أمر بسيط يا حبيبتي إذا سمعت القصة بتفاصيلها ، لقد قفزت ثانية الى ذراعي جي بدون أن تعلمي دوافعه لإستقبالك ، أليس كذلك ؟ " ضحكت بخشونة " الم تسالي نفسك ، لماذا فكّر جي فجأة بالبحث عنك ؟ هل لأنه واقع في غرام فتاة غبية وبسيطة مثلك؟".
شعرت انتونيا أن قدميها ستخذلانها ، لهذا جلست على الكرسي قرب الحمام ، ترى هل تدفع الغيرة غلوريا أن تقول ذلك ، تلك الغيرة التي نشبت بينهما منذ ان أعلن جي نبأ خطوبتهما لأول مرة فقالت:
" لعلك لا تفهمين بأننا نتبادل حبا لا تعرفين كنهه".
منتديات ليلاس
ردّت غلوريا بضحكة ساخرة:
" إن جي لا يفهم معنى حبك له وحنينك اليه ، لكنه يحتاج اليك بطريقته الخاصة ، فوقعت في شرك إخلاصك له ، إن جي يحتاج اليك ، وليس لحبك كما تظنين ".
" وأعتقد انك تعلمين سبب ذلك ، اهذا ما تقصدين؟".
" بالطبع أعلم السبب ، لعلك تعلمين أنني أعرف جي قبل ان تقع عيناك عليه ، وأمضينا معا وقتا طويلا ، وأعرف ما يناسبه " لفّت ساقا فوق الأخرى وتابعت كلامها " إن هذه الصفقة التي ذهب جي من اجلها ، هي من أكبر ضربات مجاله المهني ، وسيجمع منها أموالا طائلة أكثر مما تتوقعين".
طغى الإرتباك الحقيقي على مشاعر انتونيا ، فطريقة غلوريا في الحديث زادت من ضربات قلبها بشدة.
" وما شأني بهذه الصفقة؟".
" حسنا سأخبرك " قالت غلوريا ساخرة " إن جاكوب آنسيل رجل قوي له في كل عرس قرص ،وهو شديد التزمت ، ولا يؤمن بالطلاق وبإفتراق الأزواج ، ولكي يوافق على منح جي الصفقة ، فإنه يرغب أن تكون بصحبة جي زوجته المحبة التي لا تنم عيناها عن اية نية بالطلاق ، فما بالك؟".
" إنني لا أصدقك".
حاولت أنتونيا ان تخفي إضطرابها ، فهي لا تنكر في أعماقها صدق ما تقوله غلوريا ، لقد أنجز جي أعمالا جيّدة خلال عامي إفتراقهما ، ترى هل إستدرك جي موضوع الطلاق كي يكسب الصفقة عن طريق آنسيل ، فبعد ان ارسل رسالة بشان الطلاق ، ما لبث أن غيّر رايه ، إن الأمر واضح وأكيد ، فقد إغتنم جي الفرصة لينشب مخالبه الساحرة حول مشاعر أنتونيا ، لأنه على يقين من انها لا تستطيع مقاومة سحره.
" اعتقد انك تصدقيني يا عزيزتي " مشت غلوريا الى الباب وتابعت " ألم يطلب منك أن ترافقيه الى لوس انجلوس ؟ ألا ترين أنني افهمه أكثر منك ! ".

Rehana 26-08-13 12:05 PM

رد: 140 - المرفأ الأخير - اليزابيث غراهام - روايات عبير القديمة
 
أجابت أنتونيا وهي تلقي آخر سهامها :
" وهل إستفدت من هذه الوشاية ؟".
ضحكت غلوريا بتوتر:
" أتتساءلين عن ذلك ؟ يبدو انك تجيدين فن الكلام ، لقد أدرك جي منذ زمن انك لا تصلحين زوجة له ".
فتحت كارول الباب بشدة لتدخل الى غرفتها ، فهالها ان ترى سيدة ذات عينين شاحبتين تماثلان عينيها.
" هل قطعت حديثكما؟".
" لا ابدا " قالت غلوريا وهي تخرج الى الممشى " قد تحتاج صديقتك لدعمك قليلا".
أغلقت كارول الباب ، بعد أن خرجت غلوريا ونظرت الى وجه أنتونيا متسائلة:
" ماذا كانت تلك الشقراء تتكلّم ؟".
رفعت انتونيا كتفيها ، ومضت متجهة الى مكان زينتها ، ونظرت الى نفسها بالمرآة وقالت:
" إنها إمراة سافلة من الدرجة الأولى ".
" لقد أخبرتك بذلك منذ البداية " قالت كارول بلهجة باردة ومتزنة " ولماذا تواضعت وزارتنا هذا الصباح ؟".
شعرت أنتونيا بحاجة الى الكلام ، فأخذ لسانها يسرد ما حدث ، نظرت كارول اليها مشفقة عليها وقالت:
" لا أستطيع إلا أن اعبّر عن اسفي لما حصل يا انتونيا ، فأنت مغفلة من الدرجة الأولى ، وعليّ تصديق ما قالته غلوريا ، ولا بد من الإعتراف من أن جي هذا قد إستخدمك لتحقيق غاياته ، دعينا نتكلّم بصراحة يا أنتونيا ، ما الذي دفعه الى السفر على هذه الباخرة القديمة ؟ لن يفعل ذلك أي رجل أعمال ، إلا لغاية ما في نفسه " نظرت كارول بتمرد وسالتها " هل أخبرك أنه سيجمّد مبلغا خاصا من اجل السفينة".
" لا ، إنه يعلم ماذا تعني السفينة بالنسبة الينا جميعا ، ولذا فهو يفكّر بالأمر".
" صدقيني يا انتونيا ، لن يفعل أي شيء إيجابي ، وأعتقد ان الرجال خطرون في معظم الأحيان ، لم لا تبعدينه عن تفكيرك ؟ لو كان الأمر بيدي ، لأمرتك ان تفكري بضابط المحاسبة ريك ، إذ لا يملك المقدرة على إيلامك".
" إن الإتصالات بيني وبين ريك قد أغلقت ، فهل سيقبل بي بعد أن علم بأمر جي ، كما أعتقد ان ماريانا تناسبه أكثر مني".
" اجل ، إن ماريانا تلائم ريك إذا غيّرت طريقة شعرها ، وإستعملت بعض ادوات التجميل ( أجابت انتونيا وهي تدافع عنها ) لقد إقترحت عليها ان تزور صالون التجميل ، لم تبدأ بذلك ، ولم ارها بعد ذلك الحديث".
" ليس في الأمر ما يدهش ، إنها تريد ان تحل محلك حتى في نظر ريك " قالت كارول بجفاء " إنسي كل ما يتعلق بكل من ريك وجي وماريانا وأسرع طريقة لإزالة حزنك المؤقت ، هي أن تتعرفي على شخص جديد".

Rehana 26-08-13 12:06 PM

رد: 140 - المرفأ الأخير - اليزابيث غراهام - روايات عبير القديمة
 
حاولت انتونيا ان تشغل نفسها بلفافات الورق الملونة , وهي تجلس في مكتب الترفيه في القاعة الرئيسية , سمعت انتونيا صوت ماريانا يقول :
- هل انت مشغولة يا انتونيا ؟
- لا , احاول ان امضي الوقت ريثما يحين موعد العشاء.
- اريد ان اتحدث اليك بشيء لا يتعلق بالعمل.
- حسنا !
نظرت انتونيا الى ملابس كاريانا المرتبة النظيفة , والى شعرها المصفف على طريقها العادية .
- كنت افكر يا انتونيا بماقلت لي واريد تغيير مظهري فمارأيك ؟
تجاوزت انتونيا آلامها , وشاركها الحديث قائلة :
- سأكون سعدية بذلك , وعلى استعداد لمساعدتك باختيار مستحضرات التجميل , وطريقة استعمالها , اما دونا فستعتني بشعرك .
- اشكرك ياانتونيا.
- لا داعي لذلك , اعتقد ان مانحتاجه موجود على ظهر السفينة , لكن المحل لا يفتح الابعد الابحار.
- حسناً ! فأنا لا اريد التغيير قبل موعد الحفل التكري , كيلا يلفت التبدل انتباه الحاضرين .
- هل تقصدين بالحاضرين ريك في اية حال انه تفكير سليم .
منتديات ليلاس
سرت انتونيا بحديثها مع ماريانا , وشعرت بارتياح كبير , فتشت انتونيا بين ثيابها عن وثب يلائم ماريانا في الحفل التنكري , ووجدت ان زي كليوباترة لا يناسي ماريانا , اما الفستان العريض مع شريطة الرأس الخاصة به , وحامل السيكارة فسيلائمها تماماً , كما ان انتونيا لم تلبسه كثيراً , وبهذا فلن يتعرف اليه الجميع , ولاسيما ريك الذي لن يكتشف ماريانا.
اضمحل حماس انتويا للموضوع , وغداً لون ماريانا شاحباً , عندما عادت غلوريا الى الغرفة بصحبة جاكسون , اذ كانا يتمتعان برؤية البحر في وضح النهار .ريحانة
قالت غلوريا وهي تتنفي هواء الغرفة المكيفة :
- حمداً لله على هذه التكنولوجيا , لا اعلم كيف يعيش الناس في مثل هذا الجو الحار.
اجابها جاكسوت :
- ربما اعتادوا على ذلك.
- انني لست كذلك.
مشت الى المصعد بلا كلمة شكر, او نظرة تلقيها على صديقها , واتكأ جاكسون على المقعد حيث جلست انتونيا وماريانا وجهاً لوجه , واخذ يمسح جبينه قائلاً:
- لا استطيع تحمل الجو الحار شأني بذلك شأن بعض النساء .
ضحكت انتونيا معلقة :
- يستطيع المرء ان يعتاد على ذلك.ريحانة
وبعد مرور القليل من الوقت قامت انتونيا بدور التعارف بين ماريانا وجاكسون .
اسرعت ماريانا لتأخذ مكانها خلف المكتب , عندما دخلت احدى السيدات الى الردهة , ومشت الى مكتب المحاسبة .

Rehana 26-08-13 12:08 PM

رد: 140 - المرفأ الأخير - اليزابيث غراهام - روايات عبير القديمة
 
نظر جاكسون بفضول كبير الى المرأة وقال :
- ان تلك الفتاة بحاجة الى تكتسب القليل من تألقك .
- انتظر قليلاً فلن تعرفها اذا حضرت الحفل التنكري هذا المساء .
- ولماذا؟
- لأنها ستلفت انتباه الحضور اذا تركتني اتصرف بها كما اريد .
نظر جاكسون اليها نظرة ثابتة وقال :
- اعتقد انك تحققين ماتريدين في علاقتك مع الرجال , لقد سمعت ان السيد يراونيلا غادر السفينة .
حاولت انتونيا تجاهل التعليق , واخذت تقلب بعض الأوراق واجابت :
- اجلّ غادرها لوقت قصير فقط.
- وهل استدعته أوامر زوجته الملكية؟
- لا , لديه عمل في لوس انجلوس.
نظر اليها بعينين ملؤهما الشفقة واردف :
- لاتلوميه , فعلى الرجل انجاز اعماله .منتديات ليلاس
- ادرك هذا .
اجابت انتونيا ببرود لم تقصده .
- هل انت حرة هذا المساء ؟.
منتديات ليلاس
رفت انتونيا عينيها وسألته بدهشة :
- ألن ترافق غلوريا لتريها معالم أكابولكو الليلة ؟
- لا اعتقد, اجاب بصوت فرح , فكما تعلمين انا لست ثرياً كمديرك السابق , وكانت غلوريا تخطط لزيارة أكابولكو برفقته ايضا.
غصت انتونيا بطعنته الخفية وقالت :
- حسناً! اتفقنا , ولكن كارول مديرة الرحلة , دعتني لأرافقها مع زميلها الى فندق الأميرة , هل ترغب ان تنضم الينا؟
- سيكون لي شرف عظيم .
شعرت انتونيا بلباقته في تلك اللحظة عندما قال:
- وهل نتناول العشاء وحدنا قبل حلول الموعد معهما ؟.
- ولكن الباص سيغادر في التاسعة , والعشاء لن يبدأ في أكابولكو الا بعد ذلك بوقت متأخر .ريحانة
- حسناً . قال بجدية ,سا نتظرك في غرفة الطعام الساعة السابعة والربع , ان مائدتي تحمل رقم (23 ).
وبما ان الغرفة في ذلك الوقت ستكون فارغة , فلن تبالي انتونيا بمن سيراها مع جاكسون , فاختلاط الركاب بالطاقم , يسمح به متى رست السفينة , فكرت انتونيا بذلك بينما كان جاكسون يغادر الردهة , انه شخص لطيف , وبما انها اصغر سناً منه, فستداد رحلته بصحبتها اثارة.
وبعد دقائق اغلقت انتونيا خزانتها في المكتب , ووقفت لتتكلم مع ماريانا التي كانت تنظر اليها بعينين حاسدتين .
- كيف تتصرفين على هذا النحو يا انتونيا ؟ سألتها ماريانا وقد تضرج وجهها احمراراً خجلاً من سؤالها , اعني انك تركت ريك , ثم تعرفت على السيد براونيلا , والآن وفي اثناء غيابه تقبلين دعوة هذا الرجل الذي ظهر بالأفق.
وبسرعة اجابت انتونيا محاولة اخفاء ردة فعلها العنيفة وقالت :
- ان ريك يكرهني بشدة , والسيد براونيلا يستطيع العيش بسعادة عامرة ولا يأبه لوجودي , ولاتنسي ان السيد جاكسون متزوج امبرواطورية المالية , وهو يعمر والدي , وإذا اردت الصراحة , فأنا احسدك لأنك تحبين رجلاً معيناً, وتتمنين مشاركته حياته.

Rehana 26-08-13 12:09 PM

رد: 140 - المرفأ الأخير - اليزابيث غراهام - روايات عبير القديمة
 
فغرت ماريانا فمها , وقالت وعيناها ملؤها الدهشة :
- اتحسدينني أنا يا نتونيا؟
- وسأحسدك كثر عندما يفتح ريك عينيه , ويدرك انك فتاة احلامه.
ثم فتحت انتونيا باب المكتب ومشت الى المصعد .
إزدادت ثقة ماريانا بنفسها ، ورضيت عن نفسها أثناء الحفل التنكري ، أما أنتونيا فقد أخذت تفكر لماذا وقعت في شباك حب رجل لا يهمه إلا أعماله ، شأنه في ذلك شأن جاكسون الذي تزوج عالم المال والعمل ، وأسقط من حسابه العلاقات الشخصية.
كانت مباريات الغولف قائمة على قدم وساق على جانبي الطريق عندما كان الباص يشق طريقه الى فندق الأميرة في أكابولكو.
كان البناء الهرمي محاطا بحدائق إستوائية خضراء كثيفة ، يسبح في عالم متلألىء بألوان الأزهار المكسيكية .
سحبت أنتونيا شالها الحريري الأسود حول كتفيها ،وهي تصعد سلّم الفندق ، متذكرة والدتها التي كانت تحاول تطعيم النباتات في حديقة منزلها ، كي تحصل على تلك الألوان الزاهية .
هتف جاكسون وهو يدخل ردهة الفندق :
" ما هذا ؟".
منتديات ليلاس
أيقظت نبرة الدهشة في صوته ، شعورا غريبا في نفس أنتونيا ، ذاك الشعور الذي تحس به كلما دخلت مكانا مثله ، كان البهو مزدحما بنزلاء الفندق ، والزوار الذين أتوا للإستمتاع بقضاء الأمسية في إحدى قاعات أو مطاعم الفندق ، تحدثت كارول بالإسبانية بلهجة المديرة ، مع المضيف ، وهي تشير الى أنتونيا والرجلين .
قادهم المضيف الى المائدة المخصصة لهم التي وضعت الى جانب حلبة الرقص ، وما ان جلسوا حتى قدّم لهم النادل ، شرابا مجانيا خصص لزبائن الرحلة.
" إن هذا يبشرنا بقضاء أمسية سعيدة ".
قال جاكسون ضاحكا ،وهو يجلس بإرتياح في كرسيه ، وصدق حدسه إذ أمضوا امسية سعيدة ، حاولت معها أنتونيا طرد ذكرى جي من مخيلتها ، وأخذت تنظر الى الراقصين المكسيكيين بملابسهم الزاهية وهم يرقصون ليدخلوا المسرة الى قلوب الناس .
لم يؤثر الحاجز اللغوي على متعة الزوار ، إذ كانت حركات الراقصين المسرحية ، مضحكة بشكل أثار دموع الحاضرين .
أظهر مايك صديق كارول روح النكتة التي تماشت الى حد كبير مع فطنة جاكسون ، مما أضفى على جلستهم حياة لم يتمتع بها أحد من قبل .
احبت انتونيا مايك إذ شعرت أنه يعامل كارول بطريقة تناسبها ، كان جديا ومهتما بها ، لكن فكاهته خففت قليلا من رزانته ووقاره.
وعندما إنتهى الإستعراض ، وحان وقت الرقص ، إحتوى مايك انتونيا بين ذراعيه ، وبسرعة دخلا حلبة الرقص بين الجموع .
" ستنتهي هذه الرحلة بأسرع مما كنت أتوقع ، وأستغرب انني رفضت المشاركة بها بادىء الأمر ".
ردت أنتونيا بفضول :
" وما الذي غيّر رأيك ؟".

Rehana 26-08-13 12:10 PM

رد: 140 - المرفأ الأخير - اليزابيث غراهام - روايات عبير القديمة
 
" لقد قام رئيسي وزوجته برحلة مماثلة إستمتعا بها كثيرا ، وبما أنني أبذل جهدا في عملي ، فقد رتّب لي أمر هذه الرحلة وعلى حسابه الخاص ".
" وما هو عملك ؟".
" لا شيء مثير ، عن عملي كمحاسب ممل كثيرا ".
" ولكن الأمر مختلف بالنسبة لأصحابه من رجال الأعمال ، إذ أنهم يفقدون توازنهم دون محاسبيهم".
شابت عينيه البنيتين مسحة من الغموض وقال :
" ربما ، لكن معظم الناس ينظرون الى المحاسب على أنه شخص جاف كالأرقام التي يتعامل معها ، اعتقد انك وكذلك كارول تجتمعان بشخصيات ممتعة خلال الرحلات على ظهر السفينة ، كالسيد براونيلا الذي ينوي شراء السفينة ، إنه شخص يعجب النساء".
" أجل ! إنه يثير بعض النساء فقط ، خذ كارول مثلا فتجدها لا تهتم ابدا بالثروة والمركز الإجتماعي ، لأن الشخصية في نظرها أهم مما يدخّر الإنسان في البنوك ".
هزّ مايك رأسه ، وشدّها بإتجاه الراقصين الذين كانوا يرقصون وقال :
" أمضت كارول وقتا سيئا بعلاقتها مع الرجال ".
" لهذا فهي بحاجة الى شخص قوي تعتمد عليه " قالت أنتونيا بهدوء " وستنسى ما مر عليها إذا وجدت الشخص المناسب لها".
وما ان عادا الى المائدة حتى وجدا الشراب أمامهما ، إحتست انتونيا كأس العصير وبدأت تتناسى جي .
لماذا تحبه وقد إستغل حبها لتنفيذ مخططات عمله ، لقد تدبرت أمرها خلال عامين ، وتستطيع العيش والى البد من دونه .
وبغموض سمعت جاكسون يتكلم عن سيارة أجرة ، وكارول تتمتم بكلمات لم تفهمها ثم جلست في مؤخرة السيارة التي اخذت تشق طريقها عبر سكون الليل .
كانت السفينة تتلألأ بأنوارها عند شاطىء البحر ، وفجأة شعرت بيد تحيط بها لتساعدها على صعود درجات السفينة التي أخذت تهتز تحت قدميها.

Rehana 27-08-13 05:16 AM

رد: 140 - المرفأ الأخير - اليزابيث غراهام - روايات عبير القديمة
 

7-رجل بلا رأس

***

أبحرت السفينة في صباح اليوم التالي ، وفجأة شعرت انتونيا بجفاف في حلقها ، ودوار في رأسها ، إختلطت معه أصوات المحركات الموجودة في الطابق الأسفل ، وصدر عنها انين أليم ، دفع بكارول أن تهتم بها وتسالها :
" أعتقد انني مصابة بدوار البحر ".
" لا يا أنتونيا ، أعقد انك تناولت الكثير من السوائل ".
اعطتها كارول بعض حبات من الأسبرين ، وقالت :
" لا تقلقي من أجل درس الرياضة ، فقد أديته لتوي".
نظرت أنتونيا بقلق وقد تضارب لون شعرها الأسود مع لون الوسادة البيض وقالت:
" لم فعلت ذلك يا كارول ؟ وما هي الساعة الان ؟".
" الثامنة والنصف ، نامي الآن ، سارتب أمور التنس ،وبعد الظهر ستهتمين أنت بمباراة البانغو ( نوع من رياضة كرة اليد ) ".
تناولت أنتونيا الأسبرين ، وراحت في سبات عميق عدة ساعات ، إستيقظت بعدها ، وإرتدت تنورة بيضاء اللون ، وقميصا بدون أكمام ، ثم صعدت الى ظهر السفينة تستنشق هواء البحر .
ما الذي دفعها الى الإكثار من تناول الشراب ، وما هي نظرة جاكسون اليها ؟ إنها تكن له إعجابا كما لوكان والدها .
" هل ترغبين بقليل من الحساء والفطائر؟".
سألها جاكسون والإبتسامة تعلو وجهه ، أجابته بوهن :
" لا اشكرك ".
" أرى أنه من الأفضل ان تأكلي ، توجد مائدة مفتوحة على ظهر السفينة اليوم ، ولا داعي أن تحشري نفسك بين الجموع ، تعالي نتناول الطعام معا على مائدة في الطرف اليمن من السفينة ".
سرت أنتونيا لأهتمامه بها ، وقبلت دعوته إذ أن آلام الجوع بدأت تخط طريقها الى معدتها الخاوية ، لأنها لم تذق طعما للأكل منذ عشاء الأمس.
جلسا الى مائدة بالقرب من الحاجز ، ثم إختفى جاكسون ، وعاد بقليل من حساء لحم البقر ، وشطيرة من اللحم .
" وأنت ! ألا تريد ان تأكل ؟".
سألته وهو يجلس قربها ، بدون أن يحضر لنفسه شيئا .
" لقد إنتهيت لتوي ، إن هواء البحر يحرض الشهية ، وعلي ان اقاوم ذلك ، واتجنبه".

Rehana 27-08-13 05:19 AM

رد: 140 - المرفأ الأخير - اليزابيث غراهام - روايات عبير القديمة
 
" تماما كما تجنبت الزوجات ؟".
" الزوجات ، أظنك تعلمين الكثير عن هذا الأمر ".
" أنا ؟ أجل ! لقد تزوجت وأعتقد أن الجميع على علم بذلك ، لكن زوجي لم يكن من النوع الذي يتقن فن تدليل الزوجة ".
" ولكنني أعتقد أنك نفسك تحبين أن يدللك الرجل كما شعرت ليلة أمس ".
رفعت راسها وهي تدافع عن نفسها بألم :
" هكذا تعودت ، لكن الغلط يكمن في تربيتي ، إن أمي لم تنبهني الى أن بعض الرجال لا يابهون للامر ، ولا يجدون ذلك ضروريا لتحقيق السعادة ".
" لا إن الرجال جميعا يحلمون بالدلال ، بما فيهم ستانفورد نفسه "
فتحت أنتونيا فمها وعينيها بدهشة ، عندما سمعت كلامه ، ونظرت اليه عبر المائدة ، وقد إبيضت يداها وقالت :
" عم تتكلم ؟ وماذا تعني ؟".
" لقد أخبرتني البارحة أن جي ستانفورد زوجك ، وأنك ما زلت مشغوفة القلب به ، كما أنني سمعت تلك الأشاعة الرائجة من انك أمضيت ليلة مريحة في غرفة السيد براونيلا ، لم أدهش للامر ، لأنني لا أنظر اليك كفتاة تحب التسلية ، ولو كان ذاك الرجل ، هو المالك المنتظر للملكة أزتك ، وكل ما خطر بذهني أن السيد براونيلا ، وجي ستانفورد هما شخص واحد".
شعرت انتونيا بتقلص في حنجرتها على الرغم من أن فمها كان خاليا من الطعام ، لقد أدركت بأنها كانت ليلة الأمس فتاة طائشة ، والأسوأ من ذلك أنها تتذكر بانها اشارت الى جي ستانفورد خلال تلك الأمسية .
منتديات ليلاس
لن تبالي بعد اليوم بهذا ، لقد إنتهى كل شيء بينهما ، إبتلعت لعابها بصعوبة وقالت :
" اجل ! إنهما شخص واحد " وبهدوء قصّت على جاكسون القصة بحذافيرها ،وهكذا ترى بانه لا وجود لجيمس براونيلا على الباخرة ، ولا أعتقد ا ن جي سيشتري الملكة أزتك ، كل ما في الأمر أنه اراد إستغلالي لتنفيذ مآربه".
وترقرقت الدموع في عينيها ، وضع جاكسون يده فوق يدها بحنو بالغ وسألها :
" وهل تنوين عدم رؤيته نهائيا؟".
ثم تابع الحديث متيحا لها المجال لتستعيد هدوءها وتابع :
" عندما كنت شابا يافعا ، أحببت فتاة وبادلتني الحب ، وكم من مرة وضعنا خططا للزواج ولم نفلح ، إذ أضطرني عملي عدة مرات أن اؤجل الموعد وذات يوم قررت أن أنهي عملي ، لأستمتع بشهر عسل هنيء ، وعندما أخبرتها بذلك ، قالت أنها ستتزوج برجل يحبها أكثر من مهنته " كشّر عن اسنانه وقال " ستعتبرينها على حق ، وما زلت بدوري أعتقد اننا لو تزوجنا لعشنا سعداء ".
" أما زلت تحبها ؟".
هزّ راسه آسفا وقال :
" لقد توفيت منذ عدة سنوات مضت ، كنت قبل وفاتها أراها بين الحين والاخر ، كانت تبدو سعيدة في حياتها ، وقد انجبت ثلاثة أولاد ، يعمل أحدهم الان في شركتي ".
" آسفة يا جاكسون لما حصل".

Rehana 27-08-13 05:20 AM

رد: 140 - المرفأ الأخير - اليزابيث غراهام - روايات عبير القديمة
 
" أريد ألا تدعي جي ستانفورد يرتكب غلطتي نفسها ".
" لم لا تخبره أنت بذلك؟".
" سأفعل إذا عاد ثانية الى السفينة ".
اقلقت أنتونيا فكرة عودة جي الى السفينة ، فنداء العقل يأمرها أن تبعد عنه ، لكن نداء القلب كان يملي عليها ان تراه ، كم تمنت أن تراه وهو يمشي فوق السفينة ، وان تسمع صوته الأجش يهمس في أذنيها .
ها قد غادرت السفينة بويرتو فالارتا بدون أن يعود جي او تسمع أخباره ، حاولت أن تطرده من ذهنها ، فذهبت الى الشاطىء الحالم المبني على الطراز الأسباني برفقة جماعة من السياح ، ومعهم الدليل وإسمه خوسيه الذي حيّاها ، وسرّ بمرافقتهم خاصة وأنه يتمتع بمعرفة شاملة عن تاريخ المدينة القديم والحديث ، وعن الأحداث السياسية الراهنة في المكسيك ".
قادت أنتونيا السياح الى الساحة الرئيسية التي أحيطت بالأبنية المستعمرة ، والتي اصبحت تستخدم كمكاتب لموظفي المدينة .
إستقروا في الباص ، وقادهم السائق ليروا البيوت ذات السقوف الأجرية الحمراء ، ثم مشوا بمحاذاة الساحل الأمامي ذي الفنادق الضخمة .
منتديات ليلاس
" أنظروا هذه هي سفينتنا !".
صرخت إحدى السيدات ، وهي تقف عند صخرة تطل على المدينة ، والخليج الواسع .
عاد التساؤل يراود أنتونيا ، هل سيشتري جي هذه السفينة ؟ لا ! إن جي لا ينظر الى الملكة أزتك من الناحية الجمالية ، بل من الناحية المادية ومدى الأرباح التي سيجنيها .
عادت أنتونيا الى السفينة وحيدة ، بينما إنصرف السياح الى المخازن لشراء الهدايا ، غص رصيف الميناء بأكشاك لبيع الهدايا والمطرزات اليدوية ، والمجوهرات البسيطة ، وعلى متن الباخرة ، بدأ السياح بعرض ما إشتروه من بضائع حشيت في حقائب اليد اليدوية .
كان هواء السفينة منعشا عندما عاد الركاب ، بعد أن لفحهم الجو الحار المثقل بالرطوبة .
وقفت أنتونيا على ظهر السفينة ، تحتسي العصير ، وتراقب عودة بقية الركاب ، تفحصتهم بهدوء علّها تجد أثرا لجي ، ولكن أملها خاب ، إذ بدأ الليل يرخي سدوله ، ورفع آخر قارب الى السفينة .
شاهدت أنتونيا وهي على ظهر السفينة شبحا يتحرك بإتجاهها وكأنه نبع من الظلام هامسا :
" أنتونيا ! ".
حملقت أنتونيا ، فوجدت ماريانا بمظهر جديد ، ترتدي ثوبا أبيض اللون أنيقا ، وبدا وجهها ممتلئا إذ صفف شعرها بطريقة فنية، وردت :
" ماريانا ! أهذه أنت؟".
" هل اعجبك شعري بهذه الطريقة ؟".
" رائع ، تبدين رائعة ، إن دونا ماهرة بالفعل ".
" وهل تغيرت كثيرا ؟".
" بالطبع يا ماريانا ولن يعترض أحد على هذا" أجابتها أنتونيا ضاحكة .
كانت ماريانا تخشى ردود فعل ريك إن رآها تغيرت بهذا الشكل ، وبدت أصغر من عمرها الحقيقي.

Rehana 27-08-13 05:21 AM

رد: 140 - المرفأ الأخير - اليزابيث غراهام - روايات عبير القديمة
 
" آمل أن يتاح لك الوقت هذه الليلة لمساعدتي في وضع مساحيق التجميل ، أم أنك ستشغلين بتزيين نفسك ؟".
" سأكون مسرورة لمساعدتك ، ولن آخذ وقتا طويلا لنفسي فقد إرتديت زي كليوباترا عدة مرات ، أمسكت ماريانا من ذراعها وأكملت ، تعالي نجعل منك لهذه الأمسية عاشقة فتية".
تهادت الى أسماع أنتونيا أصوات الموسيقى المنبعثة من الردهة الرئيسية ، صعدت أنتونيا الى نادي كروانست حيث سيجتمع المشتركون في الحفل التنكري ومن ثم سيهبطون الى القاعة الرئيسية دفعة واحدة أمام الركاب الذين لم يرغبوا بالمشاركة ، كان الحفل ناجحا لما يتمتع به المشتركون من خيال مبدع .
جلست كارول الى المنضدة ، لترتب الأرقام التي ستضعها على ملابس المشتركين كلما دخل الواحد منهم تلو الآخر .
دخلت أنتونيا فسالتها كارول :
" لم تأخرت يا أنتونيا ؟".
" آسفة ، فلقد ساعدت ماريانا في زينتها ".
أخذت انتونيا مكانها الى جانب كارول ، وهي تبتسم لمرأة تنكرت في زي طفل .
" ماريانا !".
" اجل ! إنها تبدو مثيرة ".
رفعت كارول حاجبها وقالت :
" أحقا ما تقولين ؟ لا بد أنك فعلت لها شيئا متميزا ".
" لا ابدا ، لقد فعلت ذلك بنفسها ".
منتديات ليلاس
أجابت أنتونيا وهي تفكر كيف يمكنها تثبيت بطاقة الدخول على صدر سيدة تتنكر كحواء فقيرة .
ردت كارول معلقة وهي تنظر بإتجاه القبطان فانس ، وريك :
" اعتقد ان ماريانا لن تجتمع بعد بالشخص الذي تحاول إثارته ، أعني ريك فهو يبدو كئيبا على الدوام ".
دخل القبطان فانس بعدما إستقر المشتركون في أماكنهم ، وبداوا بتناول العصير ، إمتلأ جو الغرفة بالنشاط إذ كان الجميع في هرج ومرج.
حيا فانس انتونيا من بعيد ، واشار اليها بالقدوم اليه حيث كان واقفا مع ريك وارن ، إنزلقت من مكانها إنزلاقا سريعا إذ أن ثوبها اللامع الذي ترتديه على طراز كليوباتراة ، مشدود تماما الى جسمها ، تمشت وحدها وهي تفكر ان كليوباترة كانت تمشي دوما بدون أنتوني.
" تبدين مثيرة يا أنتونيا ".
قال فانس وهو ينظر الى حاجبيها الكثيفين الرماديين ، والى الخطوط السوداء القاتمة التي رسمتها حول عينيها ، والى الميدالية الذهبية التي تربعت فوق صدرها ، نظر فانس الى ريك الذي كان يحاول أن يتفادى نظرات أنتونيا وتابع:
" إذهبي وأخبري الجميع بأنهم رائعون هذا المساء ، نظر اليها نظرة خاصة وأضاف ، اعتقد انك مشغولة كثيرا في هذه الرحلة ، إذ لم اراك إلا نادرا ".
أجابته وهي لا تشعر بعفوية كما حاولت ان تبدو :
" أجل يا سيدي ! علي الكثير من العمل في هذه الرحلة ".

Rehana 27-08-13 05:22 AM

رد: 140 - المرفأ الأخير - اليزابيث غراهام - روايات عبير القديمة
 
ترى هل علم القبطان فانس بالإشاعة الرائجة حولها على ظهر السفينة ؟
" حسنا ! لا تبالغي في إخلاصك للعمل " قال بفظاظة " لا تنسي ان والدك كان صديقا حميما لي ، وإنني أهتم بمصيرك ". وكأنه يحاول أن يركز على موضوع يهمه فسألها :
" هل شاهدت السيد براونيلا في الفترة الأخيرة ؟".
" أعتقد أنه سافر الى لوس أنجلوس من أجل عمله".
" صحيح ، لكنه أخبرني أنه سيلتقي بنا ثانية في بويرتو فالارتا ".
" لم اره".
هز رأسه ، وأراد مغادرة الردهة بعد ان إطمأن على سير الحفل لكنه عاد ليقول لها:
" إياك ان تضحي بمصلحتك الخاصة من أجل السفينة ، إنها مثل أي شخص منا ، ستحال الى القبر في يوم من الأيام ".
وبعد ان بلّغها القبطان هذه الرسالة ذات المعنى الخفي ، غادر الردهة الى مكان آخر فقد كان لا يحب الإختلاط كثيرا بالمسافرين ".
عادت أنتونيا لتجلس الى جوار كارول ، ترى هل كان لزاما عليها ان تخبر القبطان أن الإحتمال ضئيل في أن يشتري جي السفينة ؟
منتديات ليلاس
تجمع المشتركون في الردهة ، وخلال بضع دقائق ، كان عليهم الوقوف تحت الأضواء قبل أن تبدأ الفرقة الموسيقية عزفها.
إنتهى عرض الملابس ، ووزعت الجوائز ، وبدأت حلبة الرقص تضم أزواجا مضحكة من الحاضرين ، فاز معظم المشتركين بجوائز ، وخيمت الروح الرياضية على الجو العام للردهة .
لم تشارك غلوريا في الإحتفال ، جلست والملل باد عليها ، مع أنها بثوبها السود وشعرها الأشقر الذي يكلل وجهها بدت ساحرة بشكل يكاد لا يقاوم .
أما جاكسون فقد إرتدى زيا بنيا وحزاما أبيض ، جلس الى جوار غلوريا وهما يتأملان بصمت حلبة الرقص.
ترى هل يمكن لرجل لطيف مثل جاكسون أن ينسجم مع إمرأة مثل غلوريا ؟تمنت أنتونيا ان يخيب ظنها ، ولكن سرعان ما إستدركت ، الم يعجب جي بغلوريا خلال سنوات مضت ، وأحضرها معه الى هذه الرحلة ، مع أنه كان يخطط للصلح مع زوجته لتحقيق مآرب في نفسه .
يا له من غبي ! كيف يحضرها معه ، وهو يعلم مدى كراهية زوجته لغلوريا الشقراء ، عادت خيبة الأمل تسيطر عليها ، لكن صوت ماريانا انقذها من صراعها عندما سمعتها تقول :
" لقد أخطأت يا أنتونيا ، وسأذهب الى حجرتي لأرتدي لباسي الرسمي المعتاد ".
نظرت أنتونيا اليها بذهول وأجابت :
" ولماذا ؟ تبدين رائعة يا ماريانا !".
ردت ماريانا بصوت متقطع :
" أخبرني ريك أنني خذلته بتصرفي هذا ، وبما أنني احد أعضاء اللجنة المالية ، فعلي أن أظهر بمظهر لائق ".
" دعي الإحترام جانبا يا ماريانا " قالت بدون أن تشعر بالشخص الذي وقف وراءها " إنسي ريك وإذهبي الى الردهة ، وشاركي الإحتفالات ، فقد رأيت عدة رجال ينظرون اليك ويأملون بالتعرف اليك".

Rehana 27-08-13 05:23 AM

رد: 140 - المرفأ الأخير - اليزابيث غراهام - روايات عبير القديمة
 
" وماذا عن ريك ؟".
" لا تهتمي به ، فلن يهتز إذا أثيرت غيرته قليلا ".
" ولكن......".
حاولت ماريانا الكلام لتفصح عما في اعماقها ، لكن الشبح الذي وقف خلف انتونيا ، حال دون ذلك بقوله:
" هل ترغبين أن نرقص معا ؟".
دهشت ماريانا حين رأت أمامها رجلا كالمارد ، يرتدي ملابس سوداء انيقة ، له مزايا الرجال لكنه بدون رأس ، إذ إنتهت ياقة قميصه بربطة العنق بدون أن يظهر رأسه منها.
وعلى الرغم من أن هذا المنظر لمسة من إبداع الخيال ، إلا أن أنتونيا شعرت برجفة في أوصالها ، كان الرجل ظاهرة من الحياة الأخرى ، ومن محيط آخر ، دهشت ماريانا من نفسها عندما هزت راسها موافقة على الرقص معه.
اما انتونيا فإعتقدت ان هذا الشخص وصل متأخرا ، ولم تره وإلا لفاز بالجائزة الأولى .
أيقظ انتونيا من غفلتها وصمتها صوت بحار فرنسي وقف أمامها ، أدركت ضحكته الوقحة ، وصغر سنه ، وعرفت مباشرة أنه ذاك الشاب الذي كلّمها في اليوم الأول لإبحار السفينة ، ومنذ ذلك الوقت لم تجتمع به ، لأن الموسيقى الصاخبة في نادي كراونست العلوي تلائمه اكثر من الإحتفالات التي تجريها اللجنة الترفيهية ، سألها ضاحكا:
" هل نرقص معا ".
منتديات ليلاس
" يسرني هذا".
علّق الشاب وهما يرقصان :
" لا عجب إن فقد الرجال رؤوسهم ، فيما لو إجتمعوا بسيدة مثلك ".
أجابت بالفرنسية :
" أشكرك يا سيد ماتيلوت ولكن مثل تلك السيدة تؤثر في الرجال أكثر مني انا ".
" إن المرأة التي تستطيع ذلك ، لا بد وأنها ذات شخصية وثقة كبيرة بالنفس".
" يبدو انك تعرف الكثير من هذا الموضوع".
" اجل...".
كان الرجل المخفي الراس ، أطول الرجال الموجودين في الحلبة ، نظر اليه الجميع بدهشة ، وماريانا تتأرجح بين يديه ، بينما كانت غلوريا ترقص مع جاكسون ،وتنظر بإشمئزاز الى ماريانا ورفيقها ، لكن إحدى السيدات الجالسات الى يمين أنتونيا ، أعربت عن إعجابها بالرجل المخفي وقالت :
" لم أره خلال الإستعراض ، ولو قدم منذ البداية ، لنال الجوائز باجمعها ".
فرد زوجها قائلا :
" لا شك أن هذا المغفل قد إستغرق وقتا طويلا ليجهز نفسه ".
ولما إنتهت الرقصة ، سال الشاب أنتونيا :
" لم لا تجلسين الى مائدتنا ؟".
" أود ذلك ، لكنني هنا لأعمل لا لأستمتع بأوقاتي ".

Rehana 27-08-13 05:24 AM

رد: 140 - المرفأ الأخير - اليزابيث غراهام - روايات عبير القديمة
 
رمته بإبتسامة وإبتعدت ، وهي تنظر الى الراقصين يستعدون للرقصة التالية.
ضغطت يد قاسية على ذراع أنتونيا ، رفعت رأسها ، فوجدت ريك ماثلا أمامها بنظرات مبهمة قائلا :
" هل نرقص معا ؟".
" لا مانع لدي ، فانا احب مرافقتك ".
قالت ببساطة ، وهي تشعر بيده تلتف حول خصرها .
" والان اخبريني يا انتونيا ، عندما غاب السيد براونيلا المطلي بالذهب عن ناظريك " قالها بسخرية " ماذا حدث ؟ هل هرب منك لأنك طلبت الزواج منه ؟ " ضحك ضحكة قصيرة " وهل تظنين ان تلك النوعية من الرجال ، توافق على الزواج باية فتاة يرافقونها؟".
حاولت أنتونيا الإبتعاد عنه ، لتعود الى مكتبها ، لكن ريك امسك بها بحزم وقرّبها منه أكثر ، ثم قرّب فمه من أذنيها ، فغدا المنظر وكأنهما متيمان ببعضهما ، ولم يلحظهما ألا ذاك الرجل الذي لا رأس له .
تابع ريك غاضبا :
" كنت تتكلمين معي فقط عن العلاقة الشرعية للزواج ، ليتني علمت انك فتاة يسهل صيدها ببساطة ".
إستطاعت أنتونيا الإبتعاد عن ريك ، ونظرت في عينيه وقالت بتهكم :
" أشك في مقدرتك على فعل شيء ، حتى ولو تيقنت مما كنت تقول ".
منتديات ليلاس
شعرت أنتونيا بالندم فور إنتهاء كلامها ، لكن إستفزازها لريك أثار جنونه فرد عليها :
" أيتها الحقيرة ! " امسك بخناقها ، وضغط على عنقها تماما فوق الميدالية التي تلبسها " استطيع أن أخنقك لقولك هذا ".
ضغط ريك بإبهامه على الرغامى ، فشعرت أنها لا تستطيع التنفس ، وحاولت أن تبعد يده عنها فلم تفلح ، ترى هل ستموت وسط الجموع الراقصة وفي هذا المكان العام ، بدون أن ينقذها احد منه ، يبدو انها ستموت لا محالة إذ إستمر ضاغطا على الرغامى.
لا لم يستطع أن يخنقها ، فسرعان ما سحبها شخص من بين يديه ، وأطلق سراحها مما جعل غضب ريك يزداد إنفجارا صارخا :
" اللعنة ! ماذا تفعل ؟".
حملقت بها وجوه الفضوليين ، وهي تركض بسرعة ، تدفع أمامها الابواب الكبيرة المؤدية الى ظهر السفينة ، علّها تستنشق الهواء النقي الذي يرطب وجهها المحموم .
لم يهتز حاجز السفينة ، على الرغم من انها شدّت عليه بأحكام ، وهي تتنفس الهواء الذي اخذت السفينة ترسله ، وهي تشق عباب الماء .
وما أن تلاشت سحابة الغضب التي طغت على أنتونيا ، حتى شعرت بيد شخص تلف خصرها بلطف ، رفعت رأسها ، لترى أمامها الشخص المخفي بدون راس .
" آه ...أهذا انت ؟".
نظر اليها الرجل المتنكر وهمس من أعماقه :
" هل تشعرين بتحسن الآن ؟".
" أجل أشكرك لأنك أنقذتني ".

Rehana 27-08-13 05:25 AM

رد: 140 - المرفأ الأخير - اليزابيث غراهام - روايات عبير القديمة
 
طال الصمت بينهما أكثر مما توقعت ، لم تستطع ان تكتشف هويته وقد تميز بطول فارع ، لم تر مثله على ظهر السفينة من قبل ، فهو يفوق جي طولا ، وإن كان جي متميزا بطوله .
نطق أخيرا وكسر الجليد بينهما قائلا :
" ما الأمر ؟ ولم فعل ذلك ؟".
إرتجفت انتونيا من ذكرى الموقف ، لا سيما وأنها تعتبر ريك رجلا لطيفا ، لا نزعات عدوانية لديه ، فما الذي دفعه الى وضع أصبعه الرغامى وكاد بذلك أن يقتلها .
" لا شيء على الإطلاق ".
حاولت الا تخوض الموضوع معه حرصا على مصلحتها الشخصية .
فاجابها :
" لن يصرع الرجل فتاة لا تستحق ذلك " جاءت همساته وكأن صبره قد نفذ " ما الذي حدث بالضبط بينكما ؟".
تحرك الرجل المتنكر الذي لا راس له ، ووقف الى جانبها بالقرب من الحاجز ، فرأت أنتونيا ياقته البيضاء تتحرك بعصبية ، فردت :
" إنها غلطتي ، لقد اهنته بكلام لا يقبله الرجال ".
" وما الذي دفعك لذلك ؟ ماذا قال لك ؟".
منتديات ليلاس
تنهدت انتونيا بملل وقالت :
" لم أقل شيئا الليلة ، لكنه طلب الزواج مني ، فأخبرته أنني أحب رجلا آخر ".
سرّها الإعتراف بما يؤرقها الى هذا الشخص الغريب المتنكر ، الذي لا إسم له ، ولا رأس ، إذ لا تأتمن احدا على اسرارها عدا كارول .
همس بنبرته الغريبة :
" لكن هذا السبب غير كاف ليخنقك " وبعد صمت قليل تابع كلامه ، "وهل يعلم ذاك الرجل بحبك له ؟".
" طبعا ! لكن الرجل الذي احب إستغل حبي لتحقيق غاياته ، إنه رجل اعمال ، يسخّر مشاعره لخدمة أعماله ".
" هل هو متزوج ؟".
" أجل ".
توقفت أنتونيا عن الكلام إذ تذكرت ان هذا الرجل المتنكر ، هو إما أحد ركاب السفينة ، أو أحد أفراد طاقمها .
قطع الرجل حبل الصمت الذي نسجته انتونيا عندما توقفت عن الكلام وقال :
" لو كان الرجل الذي تحبين ، يريد الزواج منك فعلا ، فليخفف من إستغراقه في عمله ".
وضع الرجل يده ذات الكف الأبيض على ذراعها وهمس :
" هل نرقص معا ؟".
نظرت أنتونيا اليه تبحث عن رأسه المختفي في مكان ما من القميص الأبيض ، إنه لباس متقن الصنع خاص بالتنكر ، ولا بد أن هذا الشخص قد أحضره معه ، لمعرفته المسبقة بهذا الحفل التنكري.
" حسنا ! ".
قررت فجاة ان ترافقه ، وضحكت عندما وضع يده على ذراعها ، فشعرت برقة وصلابة عضلاته ، لا بد وأنها ستتعرف عليه عن طريق صوته لكنه كان أدهى منها فإكتفى بالهمس .
وبينما كانا ف
ي طريقهما الى حلبة الرقص ، ظنت أنه السيد برانش التكساسي ، الذي رفض إطاعة أوامرها أثناء درس الرياضة .

Rehana 27-08-13 05:26 AM

رد: 140 - المرفأ الأخير - اليزابيث غراهام - روايات عبير القديمة
 
إن السيد برانش طويل ، ولكن هذا يفوقه طولا .
" اخشى ان يحسدني الحاضرون " إنحنى هامسا في أذنها " إنك تفوقين :كيوباترة جمالا ، أخبريني من اين اتيت بخصل الشعر الكثيرة هذه ؟".
" الم تسمع بالشعر المستعار ؟".
أجابت ساخرة ، وهي حرصة على لفائف شعرها المتدلية على جبينها ، ومؤخرة شعرها المعقود بشريط ، كان جي يحب شعرها الطويل الناعم كالحرير .
لم تر أثرا لريك في حلبة الرقص ، فتنفست براحة خشية من هجومه .
إنها لا تلوم ريك وحده ، فعليها يقع اللوم ايضا ، كانت تهمس لنفسها وهي في حلبة الرقص محمية بذراعي رفيقها المجهول ، لقد أصابته في الصميم لأنها طعنته في رجولته ، وسرعان ما قطع رفيقها تفكيرها قائلا :
" أنظري الى فتاتك التي تعهدتها ، لقد طلّقت الحياء ، ورمت به جانبا ، يبدو أنها تستمتع بأوقاتها في تلك الزاوية ".
نظرت أنتونيا بإتجاه ماريانا ، فهالها ما رات ، كانت ماريانا محاصرة بين الشاب الذي تنكّر بزي البحار الفرنسي وبين رفيقه ، يقهقهان عاليا ، وماريانا تدخن السيكارة التي وضعت في حامل طويل خاص للسكائر .
وبنظرة ثاقبة ، أدركت أنتونيا أن ماريانا قد أسرفت في تناول المرطبات .
منتديات ليلاس
" آه " همست أنتونيا " عليّ أن أنقذها من براثنهما ".
" إنتظري " همس رفيقها وهو يمسك حزامها الذهبي بشدة أكبر " أظن أن شخصا آخر سبقك الى إنقاذها ".
نظرت أنتونيا الى الزاوية حيث كانت تقف ماريانا ، وسرعان ما رأت ريك الغاضب الثائر ، ينقض على ماريانا والشابين ، سحب ماريانا من كوعها وشدّها حتى وقفت على قدميها ، دارت مناقشة حامية الوطيس بينهما ، ثم نظرت ماريانا الى ريك بخنوع ، ورمت الشابين بنظرة إعتذار ، وهي تتبع ريك بضعف الى حلبة الرقص .
" إنظري ماذا جلب لها تخطيطك وما هي نهايته؟".
رجعت أنتونيا الى الوراء وقالت وهي تحدق في القميص الأبيض :
" وكيف عرفت بذلك ؟ " سالته والشك يراودها " أعتقد انك السيد برانش التكساسي الذي يجلس الى مائدتنا في غرفة الطعام ، لقد تراهنت وزملائي على ذلك ".
" أعتقد أنك ربحت الرهان ".
" لقد عرفتك " اضافت فرحة وركضت لتشيع الخبر بين أصدقائها " إذن انت السيد برانش ".
اضافت انتونيا وهي مسرورة لإكتشافها الحقيقة .
" سيكون برانش تحت تصرفك يا عزيزتي " قال بنفس متقطع عندما توقفت الموسيقى " هل تريدين أن نأخذ شرابا ؟".
" حسنا ! " هزت راسها مبتسمة " ولكن عليّ ان أعود بسرعة ".
" أعلم ان لديك الكثير من الأعمال ولكنني أعتقد أن المسؤولين يستغلون جهودكم من الصباح وحتى الليل " قال متذمرا وهو يقودها الى منضدة لشخصين " ها أنت لم تنتهي بعد من العمل ، وستباشرين درس الرياضة في الصباح الباكر ".

Rehana 27-08-13 05:27 AM

رد: 140 - المرفأ الأخير - اليزابيث غراهام - روايات عبير القديمة
 
" طبعا " اجابته أنتونيا مؤكدة ذلك " ان لدي وقتا حرا أثناء النهار ، كما انني أحب عملي".
" هذا جيد ".
اشار الى الخادم لهما شرابا ، وتوقف الخادم وهو ينظر الى القميص الأبيض بدهشة ، ولاحت الإبتسامة على وجهه وقال :
" لو أنك شاركت في الإحتفال ، لنلت الجائزة الأولى ".
" إنه شاب حكيم ".
نظرت أنتونيا اليه وقالت :
" يا ألهي ، كيف تستطيع أن ترى من خلال هذا القميص ؟".
" لا ارى بوضوح " قال بجفاء " اخبروني انني سأرى بوضوح ولكنني في الحقيقة ، اشعر وكانني انظر من تحت الماء".
" لا تهتم لذلك ، ستخلع هذا الرداء التنكري في الساعة الثانية عشرة ليلا حين يكشف الجميع عن اقنعتهم ، وتظهر الهوية الحقيقية للاشخاص " نظرت الى ساعته الذهبية ، وقالت " ستنتظر نصف ساعة أخرى ".
" لن أستطيع أن انتظر تلك المدة لأتمكن من إحتساء الشراب ".
قال مكشرا عندما وضع الخادم الكؤوس امامهما .
" هل احضر لك شيئا يا سيدي ، يمكنك بواسطته الشراب ".
" لا داعي لذلك " اجاب التكساسي وهو يدفع ثمن العصير نقدا .
منتديات ليلاس
لم تعلم أنتونيا كيف حدث ذلك ، كانت الكؤوس أمامها متلئة وبلمح البصر أصبحت فارغة ، لقد رأته يخفض الكؤوس الى صدره ، وهو يحرك يده ذات الكف الابيض ، إنه رجل حاذق .
ضحكت متسائلة :
" هل تشرب دائما بهذه السرعة ؟".
" في مناسبات كهذه فقط ".
" هل إشتركت في رحلات كثيرة ؟".
" هذه أول مرة ".
" هل أتيت وحدك ؟ اعني هل انت متزوج ؟".
" نعم ، إنني متزوج ولست بمتزوج ، دعينا نقول أن وضعي يشبه وضعك ".
نظرت اليه ،وقد إعتراها شك مفاجىء ، هل أخبرته أنها كانت متزوجة ، لا تتذكر ذلك ، يبدو أنه قد قرأ افكارها .
" اعني ان زوجتي ارادت أن أكون من نمط معين ، لكنني لم استطع أن اصبح كما تريد ".
" كان عليها أن تتعرف على إهتماماتك قبل الزواج ".
" هل فعلت أنت كذلك ؟".
إسدلت أنتونيا أجفانها ذات الأهداب الكثيفة عندما سمعت هذه الجملة ، وأمسكت بشدة على الكاس ، إذ حرّك سؤاله كوامن نفسها ، وهزّها بشكل لم تستطع معه الدفاع عن نفسها .
إن ما قالته للسيد برانش ، ينطبق تماما عليها ، فقد تزوجت جي وهي تعلم علم اليقين أي نوع من الرجال هو ، وما هي إهتماماته وبعدئذ حصل ما حصل.
لم يتحرك الرداء الأسود ، ولكنها شعرت بإهتزاز كتفيه من الصوت الذي اصدره المتخفي قائلا :
" أعتقد ان المرأة تحب ان تغير الرجل الذي تزوجته ".
هزت أنتونيا راسها وهي مرتبكة :
" ولكنني اعتقد ان على الرجل ان يتبدل بعد الزواج ، إن أحد اسباب الزواج الناجح هو أن يكونا معا....".
قاطعها قائلا :
" لا يا عزيزتي : على كل منهما ان يدور فلك الآخر أليس كذلك ؟".

زهرة منسية 27-08-13 07:03 AM

رد: 140 - المرفأ الأخير - اليزابيث غراهام - روايات عبير القديمة
 
من فضلك ريحااااااانتى لا تتأخرى
قطعت اﻷحداث فى نصف حوار حيوى
روعه بانتظارك حبيبتى
يسلم اديكى
مووووووووووووغه

Rehana 28-08-13 06:42 AM

رد: 140 - المرفأ الأخير - اليزابيث غراهام - روايات عبير القديمة
 
ههههههههههههه
يلا زهوري الحين انزل الفصل الجديد
زادت اكيد الرواية رووعة بتعليقك عليها

Rehana 28-08-13 06:44 AM

رد: 140 - المرفأ الأخير - اليزابيث غراهام - روايات عبير القديمة
 
8- إنه حبيبها ...

***

تصلبت كتفا انتونيا الناعمتان ، وتجمدتا تحت وطأة الذراع الثقيلة التي أمسكت بكتفيها ، ذهلت حين رأت السيد برانش الحقيقي بدمه ولحمه يقف الى جانبها ، إذن من هو الشخص المتنكر بمهارة فائقة والذي يجلس أمامها الى المنضدة . لم يحتج الأمر لمزيد من التفكير ، وأيقنت انه جي .
زحف غضبها اللاذع الى حنجرتها ، وحاولت جاهدة الوقوف على قدميها وقالت :
"أعرّفك على شقيقك التوأم يا سيد برانش ، والأجدر بي أن أعرّفك على السيد ستانفورد المعروف بإسمه المستعار جيمس براونيلا ".

Rehana 28-08-13 06:47 AM

رد: 140 - المرفأ الأخير - اليزابيث غراهام - روايات عبير القديمة
 
" من ؟".
سأل الرجل التكساسي ، لم تجب أنتونيا ، وتعثرت في خطواتها ، وهي تبعتد عن المنضدة مسرعة ، وقاصدة أحد الأبواب الخارجية المؤدية الى ظهر السفينة .
" إنتظري يا أنتونيا ....." سمعت صوت جي يتهادى الى مسامعها ، إستطاع جي ان يمسك بها ، وهي تنزلق بالقرب من الحاجز وقال :
" إستمعي الي أنتونيا ... رجاء ".
اراد ان يمسك بها ، لكن يده لم تمسك إلا الطرف الأعلى من ذراعها ، ردت عليه بجنون :
" ولماذا إستمع اليك ؟ لو أنني أعلم مع من أتكلم ، لأستمعت اليه بكل سرور ، ولكن هل أنت جيمس ستانفورد ، أم جيمس براونيلا ، أم السيد برانش ؟ لا أثق بهويتك ، ولكنك لست السيد برانش ".
شعرت أنتونيا وهي تمسك بالحاجز أن أصابعها تبللت من قطرات الماء التي حملها الهواء معه الى الحاجز وسمعت شتائم جي ، وهو يخلع ملابس التنكر التي أخفته بمهارة الى أن ظهر الشخص الحقيقي :
" حمدا لله " قال جي وهو يرتّب شعره باصابعه " آمل ألا أحتاج للتنكر مرة ثانية ".
" وما الذي إضطرك الى التنكر بهذا الشكل " قالت ببرود وهي تنظر الى مياه البحر " أم أن النفاق جزء من شيمك هذه الأيام ! ".
منتديات ليلاس
أطبقت اصابعه على يدها وقال :
" هل تعلمين أنك السبب وراء نفاقي هذا ؟ لقد شعرت عندما تركت السفينة في أكابولكو أنك لن ترحبي بي مرة ثانية ، لهذا تنكرت كي يتاح لي المجال للجلوس معك والتحدث اليك ، قبل أن تختفي ثانية من حياتي ".
" لماذا عدت " سألته بملل وبصوت قاس كقسوة كتفيها " هل اصرّ السيد آنسي لان يقابل زوجتك الحبيبة ، قبل موافقته على توقيع العقد ؟".
بدت الحيرة واضحة في عينيه ، لم يتوقع ان تقدم غلوريا على مثل هذا العمل ، وأن تخبر أنتونيا عن السبب المباشر الأساسي لعودته للبحث عنها .
" نعم ! يريد مقابلتك " قال ببطء كأنه يريد معرفة ما لديها من معلومات اخرى " حللت ضيفا في منزلهم في البالوس فيردس ".
" وتعجب لعدم حضور زوجتك " أكملت انتونيا الجملة ساخرة " وماذا اخبرته يا جي ؟ الم تقل له بأنني لم أرغب بترك هذه الرحلة السياحية المترفة ، ولو كان تركها يؤدي لتحقيق غاية زوجي الملحة في توقيع العقد ؟".
بدت القسوة على ملامح جي ، وحاول السيطرة على غضبه وقال :
" أرى وكانك بحالة غير طبيعية ، وبإمكاني ضبط تصرفاتك بطريقتي الخاصة".
شعرت بألم خفيف في ذراعها تحت وطأة أظافره ، ادارها اليه ليصبحا وجها لوجه ، وعانقها ، سرت صدمة خفيفة في اعماقها ، ولم تستطع مقاومته أو تجاهله ، وفجأة قالت :
" لا يا جي ".

Rehana 28-08-13 06:48 AM

رد: 140 - المرفأ الأخير - اليزابيث غراهام - روايات عبير القديمة
 
دفعته بيدين من فولاذ ، وتخلصت من عناقه .
" لماذا تفعلين هذا ؟".
سألها بحدة ، وهو يهز رأسه ولا يصدق ما يسمع .
" لأن ذلك لن يحل المشكلة" حاولت أن تبعد جسمها عنه ، لكن عاطفتها لم تأبه لأوامر عقلها .
" لكنني أرى في ذلك بداية حسنة ".
قال بصوت متزن ، مقطبا جبينه ، والأصوات الصاخبة تصلهما من الطرف الآخر من السفينة .
" إنه صوت الطبل " علقت أنتونيا " المتنكرين يقومون بجولة على ظهر السفينة قبل الدخول الى الردهة ".
" سيصلون الى هنا خلال دقيقة " اجابها وهو يمسك بذراعها " تعالي الى غرفتي لنتكلم بهدوء ".
" نتكلم ؟".
" كما تريدين ، إلا إذا أردت التفاهم بطريقة اخرى ، حان الوقت لنضع النقاط على الحروف ".
إمتزج صوته مع الأصوات التي أتت من الطرف الآخر من السفينة ، كان البحار الفرنسي يقرع الطبل، وبلمح البصر وصلت جميع المتنكرين وقد خلعوا ملابس التنكر ، مال قائدهم وإختطف أنتونيا من يدي جي .
" تعالي يا كليوباترة إننا بحاجة الى احد النبلاء لقيادة هذا الموكب ".
منتديات ليلاس
شعرت أنتونيا بيدين قويتين تحيطان بخصرها وهي تنخرط في الموكب ، وعندما نظرت الى الوراء ، إلتقت عيناها بعيني جي ، ولم تتح لها الفرصة لتتعرف على مشاعره إذ دفعت الى مقدمة الموكب .
وفي تلك اللحظة ، إنتقل الموكب من مكان لآخر ، نظرت الى جي فلم تجده .
عادت أنتونيا الى قمرتها ، فسالتها كارول وهي مضطجعة في سريرها :
" ها هوجي قد عاد أليس كذلك ؟ ألا تعرب عودته عن مدى إهتمامه بك ، وليس بالسفينة ؟هل يهمك حقا امر هذه السفينة ؟ إذا كان هذا هو إهتمامك ، فإنك لا تستحقين إهتمام أي رجل ، ولو كان بعين واحدة ، فما بالك برجل مثل جي ستانفورد ".
حملقت أنتونيا بزميلتها ، والدهشة لا تفارقها إذ رأت كارول تنام في سريرها وبمفردها ، فهذه اول مفاجأة حملها الصباح الذي تلا الحفل التنكري .
وقفت أنتونيا بين السريرين لأرتداء ملابس رياضة الصباح واردفت :
" ما الذي غيّر آراءك فجاة يا كارول ؟ لقد اخبرتني بالأمس ألا أثق بجي ، أو بأي رجل آخر ، هل إجتاز مايك إمتحانك ؟".
" يريد أن يتزوجني ".
" وما رايك ؟".
" موافقة بالطبع ، ألست مجنونة ؟ الا تذكرين رايي عن الزواج ومؤسسته ؟".
" لا ليس بالضرورة " أجابت أنتونيا بحذر " إن مايك لطيف ، وأنا أحترمه ، وأعتقد انه يلائمك ".
" وأعرف ما في الأمر انني لا أفكر إن كان يلائمني أم لا " أجابت كارول وهي مسترسلة في تفكيرها " إن همي الوحيد ، أن أجعله سعيدا ، أليس هذا جنونا ؟".

Rehana 28-08-13 06:49 AM

رد: 140 - المرفأ الأخير - اليزابيث غراهام - روايات عبير القديمة
 
" نعم ، إنه جنون المحبين " ضحكت وقالت " ومتى سيكون اليوم السعيد ؟".
" إنك تفكرين يا أنتونيا كما يفكر مايك ، كلاكما يريد ان يقيدني ".
" إن القبطان فانس يستطيع عقد قرانكما ".
" إن تلك الشرعية قد مضت عندما تزوجت سابقا ، لكنني لا أمانع بإجراء بعض الشكليات على السفينة ، ولكنني أخشى ان أرتكب خطأ للمرة الثانية ".
شعرت أنتونيا أن كارول بحاجة اليها ، فإرتدت ثوبا خفيفا ،وجلست على طرف سرير كارول .
" أعتقد يا كارول إنك تحبين مايك ، وزواجك منه سيؤمن لك العيش الدائم على السفينة ".
" أجل وهو كذلك ، لقد إعتدت حياة السفن ، ولا أعلم ان كنت أستطيع التكيف مع الحياة العادية فوق اليابسة ".
" جربي ! ستفقدين آجلا أم عاجلا الحياة العاطفية على ظهر السفينة ، وستعيشين فوق اليابسة ، أعتقد أن جي لن يشتري السفينة ، ولن ينفق أحد ثروته هباء كي يطيل عمرها ، قد تعملين على سفينة أخرى ".
" وأنت يا انتونيا ماذا ستفعلين عندما ترسو السفينة في لوس أنجلوس ".
" استطيع أن أجد عملا في شركة خاصة كشركة...".
منتديات ليلاس
"كشركة جي ستانفورد ، لماذا لا تكونين عاقلة، تعترفين بحبك لجي ... لقد علقت بشباكه منذ البداية ، ولعلك تتخبطين للخلاص منه ، ولكنك مقيدة به ولا ترين إلا ما يتعلق به ، ماذا يضيرك أن أهتم بعمله في بعض الاحيان أكثر منك ؟ صارحي نفسك بأنك معجبة به ، بطموحه ، بإخلاصه ، وبنضاله لتحقيق أحلامه مهما كانت ".
" إنك لا تفهميني يا كارول ، كل ما أريده هو الحياة الطبيعية ، أريد زوجا ينام عندي وأولادا أرعاهم ، إن جي يدرس موضوع الإنجاب بشكل يتلاءم مع جدول اعماله ".
أجابت كارول بعد تفكير :
" قد لا يكون راغبا في إنجاب الأطفال ! ".
" بالعكس إنه يحبهم ، ولكنه يريد توافق الإنجاب مع برنامج عمله ، ربما ليجد الوقت كي يستمتع بهم متى كان عمله مستقرا ، هذا ما أخبرني به ، لكنك يا كارول لا تقدرين موقفي ، تصوري انني أنتظر عودته طوال النهار ، وما أن تتاح الفرصة لنجلس معا ، حتى تتصل به غلوريا مختلقة الأسباب لتكلمه ، علاوة على اشياء أخرى ".
أنهت حديثها بهز أكتافها ، أخذت كارول قميصها عن سريرها وقالت :
" إنني حزينة لأجلك ، ولكن تصرفك يدهشني ، لم تجلسين في منزلك كالأميرة الأسيرة في القلعة ، تنتظر عودة اميرها ، لو أردت لوجدت ألف حل أمامك ، بدلا من أن تلقي بزوجك بين ذراعي إمرأة أخرى ، ثم ترثين لحالك ، لماذا لم تسافري معه ، وتجعلي من غرف الفنادق المتبدلة منزلا تسوده العاطفة والحب عندما يعود مساء ".
" لم يرغب في وجودي " همهمت أنتونيا بغضب إذ شعرت أن كارول تلومها " كان يريد غلوريا الى جانبه ".

Rehana 28-08-13 06:50 AM

رد: 140 - المرفأ الأخير - اليزابيث غراهام - روايات عبير القديمة
 
إستحمت أنتونيا وغادرت قمرتها بعد دقائق ، إختارت ملابس بسيطة لكنها إعتنت بتصفيف شعرها بشكل أنيق تحت القبعة ، ووضعت لمسة من المساحيق الصباحية التي أظهرت بريق عينيها .
" إتفقنا إذن " قالت لكارول وهي تمسك قبضة الباب " ساراك في ردهة البحار بعد الإفطار ، وإن لم اجدك ، فسأعرف السبب ".
خرجت أنتونيا بسرعة من الغرفة بإتجاه المصعد ، وما زالت عابسة ، وما ان وصلت الى غرفة جي ، حتى شعرت ان الكلام الذي سيسعفها هو كلام بسيط : مرحبا يا جي أتيت اليك لأخبرك بأنني احبك وانني ... سأقتنع بالوقت الذي تخصصه لي .
سيطر عليها كبرياؤها ثانية، هل تقبل بالعودة اليه ، وبشغل جزء ضئيل من حياته ؟ وهل تستطيع كبح جماح الغيرة من غلوريا التي تملأ عالم عمله ، الذي سيبقيها دوما بعيدة عن الساحة .
منتديات ليلاس
قفز قلبها بين أضلاعها ، وهي تدفع الأبواب الثقيلة المؤدية الى الجناح رقم ( 6 ) ، إستندت الى الحائط كي تلتقط انفاسها , إن كارول على حق ، علي أن أعترف بحبي لجي ، ذاك الرجل الذي أحب على الرغم من خلافات الماضي ، سانجب طفلا كما وعدني ولعله قد بدأ يخفق في احشائي ، لقد قرأت وسمعت ان وجود الطفل لا يدعم زواجا مهلهلا ، لكن إنجاب الطفل قد يكون حافزا لجي لتوفير وقت أطول ، ليهتم بطفله ، وليؤمن له حياة هادئة وآمنة ، لم يتمتع هو بهما في طفولته .
سمعت أنتونيا بابا يفتح داخل الجناح ، وجاءها صوت إمرأة يبدد سكون ذاك القسم الهادىء من الباخرة ، دفعت نفسها الى الوراء ، وإختلست النظر ، شاهدت في نهاية الممر العريض غلوريا بردائها الرقيق الأخضر الفضفاض تغلق باب الجناح رقم ( 6 ) جناح جي ، سارعت ضربات قلبها ، وشدهت للأمر ، وعادت الى قمرتها .
وجدت كارول تجلس الى منضدة الزينة الخاصة بها ، علّقت كارول :
" لم تذهبي اليه اليس كذلك ؟ لماذا يا أنتونيا ؟".
إمتلت عينا كارول بالقلق عندما نظرت الى أنتونيا فهالها شحوبها ، ردت أنتونيا :
" لم يكن وحيدا " أخذت شفتها ترتجف " كانت غلوريا معه ".
" يا ألهي ! هل دخلت الغرفة وهما معا ؟".
" لا ! " ورمت بنفسها فوق سريرها وتابعت " كانت تغادر غرفته لتوها ،وهي في ثياب النوم ".
لم تعد أنتونيا تسمع أوتعي شيئا مما حولها ، لقد كذب جي عليها عندما اخبرها ان غلوريا لا تعني شيئا بالنسبة اليه ، ولا يربطه بها سوى علاقة العمل .
" آسفة يا أنتونيا لما حصل " وضعت كارول يدها بلطف على كتف أنتونيا " إن ذلك لا يعني بالضرورة وجود علاقة هامة بينهما ،إنها ترمي نفسها بين ذراعيه ، وهي لا تخفي هذه الحقيقة ".
صرخت انتونيا بمرارة :
" تقدم لي خلال العامين الماضيين عدد من الرجال ، لكنني لم أرم بنفسي مثلها ".
" إن الأمر يختلف بالنسبة للرجال ".
" وفري يا كارول على نفسك مشقة إقناعي " قالت بغضب " لا يهمني أمر جي بعد اليوم ، ولن اراه ثانية ".

Rehana 28-08-13 06:51 AM

رد: 140 - المرفأ الأخير - اليزابيث غراهام - روايات عبير القديمة
 
" لن يتحقق هذا على ظهر الباخرة ، وفي عرض الباخرة " أجابتها كارول " إلا إذا قررت الإختفاء هنا في هذا الجناح الذي يشبه وكر الفئران ".
" هذا ما سأفعله بالتأكيد ، سأمكث هنا حتى نصل الى لوس أنجلوس ، وبعد ذلك لكل حادث حديث ".
" سيستغرق هذا أربعة أيام اخرى " أشارت كارول بيقظة " ولا تنسي ان من واجبك تسلية الركاب ".
" لا ابالي ، سأقوم بمعظم الأعمال في الرحلة القادمة ".
" إذا كان هناك رحلة قادمة " أجابت كارول وهي تنظر الى انتونيا بنظرات رقيقة " أعتقد أنك قد أكلت وشربت لهذا اليوم وتستطيعين البقاء هنا ".
"وماذا سيقول القبطان والمسافرون إذا بقيت هنا ؟".
" لا شيء البتة ، سأقول بأنك مصابة بمرض إستوائي ".
" وماذا لو سألوا الطبيب ماكنزي عن التفاصيل ؟".
" سأذهله بأجوبة جيدة ، لا تنسي بأنه صديقي".
منتديات ليلاس
غادرت كارول القمرة ، وشعرت أنتونيا بالممل ، فأخذت تذرع الغرفة جيئة وذهابا ، بدأ الجوع يقلقها ، محاولا أن يصرف تفكيرها الدائم عن غلوريا وهي تخرج من غرفة جي ، وبعد برهة عادت كارول محملة بما لذ وطاب من المأكولات ، ركضت انتونيا اليها وكادت لا تصدق ما ترى .
" ليتهم يشاهدونك على هذه الحالة " علّقت كارول ببرود " لأرسلوا لك رسائل مواسية ".
صدرت عن أنتونيا أنة الجوع ، وهي تأكل فخذ دجاجة طبخت بالتوابل .
" آه ما أطيبها ".
" إن زوجك مهتم بك بشكل خاص ".
" هل شاهدت جي إذن ؟".
وضعت أنتونيا الطعام في الصحن ، ونظرت الى كارول بتردد ، هدأت شهيتها مؤقتا ، فشعرت بعودة المشكلة من جديد ، إن غلوريا بين ذراعي جي ، طوال الليل .
" أستطيع تخيل مدى إهتمامه بي ألا توافقين معي أنه مهتم بالصفقة التي بدأ يطبخها في لوس أنجلوس ، إن الرجل المسيطر على المشروع ذو نظرة دينية ، ولهذا فن جي بحاجة الى زوجة تدعمه أمام ذاك الرجل لتصبح الملايين في يديه ، هذه هي القصة يا كارول ".
نظرت أنتونيا الى ما تبقى من طعامها ، وقد فقدت شهيتها .
" أعتقد أنك مخطئة يا أنتونيا " اجابت كارول بإهتمام " لا يبدو كما تصفينه ، إنني معجبة به " أجابت محاولة الدفاع عنه " إنه مهتم بك وبصدق ".
" لا بل أنه يستخدم سحره حينما تقتضي مصلحته ذلك ".
قالت أنتونيا بجفاء واثقة من قدرة جي على ذلك ، وعندما إقتربت كارول من الباب لتذهب ، هتفت انتونيا :
" اشكرك يا كارول من أجل الغداء ".
" لا داعي لذلك ، سأرعى تدريب السباحة قبل بدء السباق النهائي الذي سيقام بعد ظهر اليوم بين الأطفال المتنافسين على البطولة ".
" آسفة يا كارول ".

Rehana 28-08-13 06:52 AM

رد: 140 - المرفأ الأخير - اليزابيث غراهام - روايات عبير القديمة
 
وهمت أنتونيا بالنهوض فردت كارول :
" إجلسي حيث أنت ، وسيكون تأثيرك كبيرا ولو كنت مختبئة ".
لم تهتم لما سيحدثه غيابها من أثر بين الركاب ، لكنها خشيت على كارول من التورط مع بعض الأطفال المشاغبين وعلى رأسهم طوني وارين ، لهذا اخذت تملي على كارول بعض النصائح .
" ساعلّقه من قدميه على حاجز السفينة ، إن سبب لي المتاعب ".
قالت كارول ومضت لشأنها ، تهاوت انتونيا على سريرها وهي ترثي لحال كارول التي لا تحسن معاملة الأطفال ، وشعرت بعد قليل بجو القمرة الحار ، وأخذت تتوق الى ردهات السفينة المكيفة ، لم تشعر فيما مضى بمساوىء الجناح الخاص بالطاقم ، لأنها لم تكن تمضي فيه أوقاتا طويلة ، وبالرغم من أنها إسترسلت في التفكير بحبيبها جي ، إلا أن الكرى داعب أجفانها ، فراحت في سبات عميق.
قطع أحلامها الوردية ، صوت جرس الإنذار يقرع بشدة ، جلست بسرعة وقلبها يقفز هلعا ، ثم علمت بفضل خبرتها أن هذا الجرس لا يتعلق بسلامة السفينة ، بل ينم عن وجود حادثة طارئة كسقوط احد الأشخاص من الباخرة.
وقبل ان تتأكد من الحقيقة ، وثبت بسرعة ، وركضت لترى الركاب يتدافعون عند ابواب المصاعد المغلقة مذعورين ، ومنهم من إرتدي سترة النجدة فوق قمصان بلا اكمام .
هتفت انتونيا باعلى صوتها محاولة جعله أعلى من صخب الركاب :
" رجاء لا داعي للخوف ".
" إذن لماذا يقرع هذا الجرس؟".
سالها رجل ذو وجه رمادي ، تلاشى الإضطراب الجنوني عندما رضخ الجميع لصوت أنتونيا المهدىء .
" لو انكم قرأتم التعليمات الخاصة بالسفينة ، لعلمتم أن هذا الجرس يعني شيئا آخر يختلف عما ظننتم ".
" ماذا تقصدين ؟" سالها الرجل الذي وقف الى جانبها " هل يهاجمنا القراصنة ؟".
" لا، من المرجح ان أحد الأشخاص قد سقط من السفينة ".
تأججت نيران الذعر من جديد ، إذ خشيت كل عائلة على أفرادها .
منتديات ليلاس
لهذا اردفت أنتونيا :
" قد يكون احد افراد الطاقم ، لقد حدث هذا من قبل ، وأنقذ الرجل بدون أية متاعب ، والآن رجاء....".
إختفى صوت أنتونيا بين الجموع التي إحتشدت في غرفة المصعد ، إذ فتح بابه فجاة ، خشيت أنتونيا أن يفوق وزنهم حمولة المصعد ، ونظرا لأن جهودها في إقناعهم ستذهب سدى ، تركتهم وهبطت السلم .
إحتشد الركاب على ظهر السفينة ، على الرغم من الجهود المبذولة لأخلاء المكان ، فتحت بوابات الإنقاذ ، وأطلق أحد قوارب النجاة الى مياه البحر ، وما ان شاهد الركاب أنتونيا بلباسها الرسمي ، حتى زاد تذمرهم واخذ السابق منهم يخبر اللاحق :
" لقد سقط طفل في البحر ، ولحق به رجل لأنقاذه ، لكن السفينة إستغرقت وقتا حتى خفضت سرعتها ".
اهدت انتونيا قارب النجاة قريبا من مؤخرة الباخرة ، وإستطاعت أن تميز إهتزاز رأس المنقذين فوق مياه المحيط المتدفقة ، فشعرت بالإرتياح يسري في أوصالها .
إنه تومي الذي سقط في الماء ، لم تدهش أنتونيا لذلك إبتسمت في سرها ، هل حققت كارول تهديدها بأنها ستعلقه من قدميه إذا سبب لها المتاعب .
راقبت غلوريا مشهد الإنقاذ ووقف جاكسون وراءها ، لكن أنتونيا لم تشاهد جي ، لا بد أنه مستغرق في اعماله ، ولن يسترعي إهتمامه حادثة كهذه ، وبعد أن تخلصت من تفكيرها ، رأت ذراعين قويتين تحيطان بالغلام قبل أن يسلم الى افراد الطاقم .
دوت صرخة جماعية عن الركاب ، لقد انقذه ، يجب أن يمنح المنقذ وساما .
" ترى من هو المنقذ؟"
نظرت انتونيا وذهلت لما راته ، إذ حمل أحد افراد الطاقم الغلام ، بينما أمسك الاخرون بشدة بالمنقذ .
مضى وقت ولم يستطع افراد الطاقم إعادة المنقذ الى السفينة ثانية ، سأل احدهم انتونيا :
" ماذا حدث له ؟ هل توجد اسماك القرش في الماء ؟".
" لا أعتقد " أجابته محاولة تهدئة روعه " يبدو أنه متعب من السباحة".
وبعد جهد شاق ، وصل قارب النجاة الى السفينة ، فإستطاعت أنتونيا ان تميز الرجل المغمى عليه ، إنه جي حبيبها .

زهرة منسية 28-08-13 09:49 AM

رد: 140 - المرفأ الأخير - اليزابيث غراهام - روايات عبير القديمة
 
و الله حرام عودتى فعلتك مرة آخرى ريحانتى :)
ليه القفلات المعذبة دى بس
ارحمينى ريحانتى
و انا اللى افتكرت ان ده آخر فصل
رجاااااااااااااءا لا تطولى
انتظر البارت القادم اليوم ؟
فيس الالحاء :-)

Rehana 28-08-13 10:00 AM

رد: 140 - المرفأ الأخير - اليزابيث غراهام - روايات عبير القديمة
 
ياقلبي زهوري
وانا انزل الفصل على بالي الاخير مثلك :lol:
بس ظل فصلين .. بس وعد مني بكرة انزل الفصلين الآخريين
كم زهورة عندي؟

زهرة منسية 28-08-13 12:22 PM

رد: 140 - المرفأ الأخير - اليزابيث غراهام - روايات عبير القديمة
 
عنوان الفصل خدعنى :)

تسلميلى حبيبتى
احرجتينى بكلامك الحلو ده
طيب أقول انا ايه دلوقتى
على راحتك بكرة بعده اللى بعده و لا حتى اللى بعد بعده
إلى ما نهاية :)
انا موجودة و فى انتظارك

دموع الورد 2 28-08-13 07:04 PM

رد: 140 - المرفأ الأخير - اليزابيث غراهام - روايات عبير القديمة
 
مشكورة ريحانة اختياراتك دائما مميزةواكيد ناطرة الفصلين على نار

Rehana 29-08-13 08:04 AM

رد: 140 - المرفأ الأخير - اليزابيث غراهام - روايات عبير القديمة
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهرة منسية (المشاركة 3364526)
عنوان الفصل خدعنى :)

تسلميلى حبيبتى
احرجتينى بكلامك الحلو ده
طيب أقول انا ايه دلوقتى
على راحتك بكرة بعده اللى بعده و لا حتى اللى بعد بعده
إلى ما نهاية :)
انا موجودة و فى انتظارك

يسلميلي كمان ها الكلام الحلوو
لا راح اكون عند كلمتي .. وانزل الفصلين ^-^

Rehana 29-08-13 08:08 AM

رد: 140 - المرفأ الأخير - اليزابيث غراهام - روايات عبير القديمة
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة دموع الورد 2 (المشاركة 3364640)
مشكورة ريحانة اختياراتك دائما مميزةواكيد ناطرة الفصلين على نار

العفووو عزيزتي
شكرا لكلامك .. ونورت الرواية بردك

Rehana 29-08-13 08:15 AM

رد: 140 - المرفأ الأخير - اليزابيث غراهام - روايات عبير القديمة
 

9- لم اعد أريدك

***

ما زال جي فاقدا وعيه عندما نقل الى مستشفى السفينة ، إذ غاب عن وعيه عندما أرتطم جبينه بحافة القارب الصغير ، الذي أخذت الأمواج تتقاذفه ، فتركت خدشا ما بين حاجبيه.
وبينما وصلت انتونيا الى جناح المستشفى ذي السريرين وجدته غاصّا بالمسافرين القلقين ، إبتعد الدكتور ماكينزي عن الجسم الهامد مقطبا حاجبيه الكثيفين ، وهو يتفرس في وجه المجتمعين ، وقف القبطان وغلوريا وجاكسون وريك والأعضاء الأربعة من فريق الإنقاذ في الفرقة.
قال ماكينزي :
" ليس بوسع أحدكم ان يفعل شيئا لأجله ، تلقى صدمة على راسه وسيعود الى حالته الطبيعية بعد قليل ، إخرجوا جميعا من هنا ".
" لن اخرج أنا يا دكتور " اجابت غلوريا " إذ سيكون بحاجة ماسة اليّ عندما يستيقظ ".

Rehana 29-08-13 08:17 AM

رد: 140 - المرفأ الأخير - اليزابيث غراهام - روايات عبير القديمة
 
" هل أنت زوجته ؟".
" لا .... ولكنني......".
" إنني زوجته "
ردت انتونيا وهي ما تزال تقف عند الباب ، عم السكون ارجاء الغرفة ، لم تشعر أنتونيا بما حولها إذ كانت تتأمل الوجه الصامت الملقى على الوسادة ، قطع القبطان حبل الصمت وقال :
" أنتونيا ، إنك لا تدركين ما قلت ، وأعتقد أنك لست على ما يرام ! يجب ان تخضعي لفحص طبي".
" لست بحاجة لذلك " أجابته بعناد " إن جي زوجي ، ولي الحق أن أبقى معه ".
إنفجرت غلوريا وهاجمتها بغضب :
" كان عليك أن تطالبي بهذا الحق منذ سنتين خلت عندما وليت هاربة ! ".
نظرت أنتونيا اليها بإزدراء ، وتجاهلت نظرات الموجودين وقالت :
" لقد تركته بسبب احاديثك الكاذبة ، كان علي أن أصدق ما يقوله جي فقط ، ولا أستمع لهلوستك الزائفة التي لا وجود لها في الحقيقة ".
منتديات ليلاس
" الحقيقة ! وماذا تعلمين عن الحقيقة " دوى صوتها عاليا " إننا رفيقان منذ أن بدأت العمل في شركته ، ولذلك كان يصطحبني معه في رحلات عمله ".
" إنني لا أحب هذه الثرثرة هنا في المستشفى " اجاب الدكتور بحزم " ليخرج الجميع ،ولتبقى زوجة المريض".
" ذكريني بأن أزيد راتبك في وقت لاحق ".
تهاوت هذه الجملة الى أسماع الموجودين ، أتى صوت جي ضعيفا ومشوشا .
ركضت غلوريا الى السرير وهتفت :
" جي يا حبيبي ، هل أنت بخير ؟".
واخذت تمسح باصابعها ذات الطلاء الأحمر يد جي ذا الشعر الأسود الكثيف ، قال جي عابسا وهو يغلق عينيه :
" سأصبح بخير عندما أبقى وحيدا مع زوجتي كما قال الدكتور ....".
" ولكن ! يا جي ....".
ما أن سمع جاكسون كلام جي حتى إقترب من غلوريا ، ورافقها الى خارج الغرفة ، ثم غمز أنتونيا ، وكأنه يعدها بأنه سيبعد غلوريا عن طريقها ، وضع القبطان فانس يده على كتف أنتونيا برفق وقال :
" لن اتظاهر بأنني افهم ما يجري الآن ، وآمل أن تختاري الأفضل لحياتك ".
هزت أنتونيا راسها ، وهي تصطنع الإبتسام ، وتنظر الى ريك الذي ما زال واقفا بالقرب من الباب ، هز ريك لها رأسه منوها عن إدراكه للحقيقة .
إنصرف الجميع وبقي الدكتور معهما ، إبتلع لعابه، ونظر الى مريضه ، ثم إتجه نحو الباب قائلا :
" تصرفا على راحكتما ، لن أدع أحدا يزعجكما ".
ساد صمت مطبق على الغرفة بعد خروجه ، وشعرت أنتونيا بتجمد ساحق في أوصالها ، إنها لا تصدق ما حدث .

Rehana 29-08-13 08:18 AM

رد: 140 - المرفأ الأخير - اليزابيث غراهام - روايات عبير القديمة
 
" هل ستبقين هنا طوال النهار ؟ ام انك ستستغلين فرصة إختلائنا ؟".
رفعت أنتونيا رأسها ، ونظرت الى جي الذي أخذ ينظر اليها بعينين ساخرتين .
" انا... اجل أعتقد أنني سابقى معك لفترة ما ".
" أجلسي هنا ".
وإنهال شاتما ، وإختفت آثار ضعفه ، ثم رفع يده واشار اليها آمرا :
" تعالي الى هنا ".
مشت الى السرير ، وما أن وقفت امامه حتى إحتضنها بذراعيه ، ورفعها الى جانبه ، قاومت بحدة شوقها بان تاخذ وجنتيه بين راحتيها ، ونظرت اليه وهي تفكر بالحاجز الكبير الذي سبّبه سوء التفاهم الذي حصل بينهما ، كما أن لديها المزيد من التساؤلات التي تلتف في أعماقها كالحية المسمومة ، وذخيرة من ألم الماضي والحاضر تقبع كالرصاص في صدرها .
" لماذا تمارضت هذا اليوم ؟".
سالها جي وهو يعبث بشعرها الأسود ، ويرفع رأسها بيده كي تنظر في عينيه .
" لم أتمارض ".
منتديات ليلاس
اسدلت اهدابها الطويلة ، وأخذت تنظر الى وجهه ثم عانقها وهمس معلقا :
" تبدين الآن على ما يرام ! ".
شعرت أنتونيا بزهو زاد من بريق عينيها وصبغ بألوان دافئة ، همست وهو ما زال يداعبها :
" كفى يا جي رجاء ! ".
" الم يعدنا الدكتور بأننا في أمان هنا ؟".
ابعدته عنها ، وقالت :
" لا يا جي يجب أن نضع النقاط على الحروف ، الم اقل لك بالأمس إن لقاءنا لن يحل شيئا من مشاكلنا ، دعنا نتكلم اولا ".
"وهل تضعين قيودا ؟ انسيت ما قلت لغلوريا منذ قليل ؟ الم تقولي لها انك ستصدقين ما أقول ".
" اريد أن أثق بك يا جي " اجابته يائسة " ولا أريد منك أكثر من هذا ".
" سنتكلم فيما بعد ".
أخذها بين ذراعيه وهو يقول :
" لن تقدّري الألم الذي سببته لي بالأمس ".
" ولكنني لا ....".
ولم تستطع إتمام جملتها إذ شعرت بان العاطفة تؤدي لنتائج ذهبية تماما ، إضطجعت أنتونيا محاطة بذراعيه ، طرد هذا الإطمئنان مخاوفها وشكّها ، إنها واثقة الآن بأن جي لها وحدها ، وأنه زوجها .
همس جي بحنو:
" أنت يا أنتونيا تزيدين حياتي ضياء تخبو أمامه جميع الأضواء التي تشعها النساء بمن فيهن غلوريا ".
حاولت أنتونيا أن تبعد ذكرى غلوريا التي تؤرق حياتها وقالت :
" لقد رأيتها بالأمس تغادر غرفتك ، وقد بدت جذابة في الثوب الأخضر الرقيق ".
" وماذا ظننت بي في تلك اللحظة ؟".

Rehana 29-08-13 08:19 AM

رد: 140 - المرفأ الأخير - اليزابيث غراهام - روايات عبير القديمة
 
رفرفت عينيها مسدلة أهدابها الجميلة وقالت :
" ظننت أنها قضت الليل معك ! ".
فتطاير الشرر من عينيه وقال :
" أما زلت عديمة الثقة بي يا أنتونيا ؟".
" لا يا جي إنني اثق بك ، ولكن الأمر ...".
" لقد صدقت تلك المرأة التي كانت هنا منذ قليل ! بالله عليك يا أنتونيا ألا تثقين بأنك المرأة الوحيدة التي تهمني ، أنا لا أنكر وجود علاقة بيني وبين غلوريا فيما مضى ، عندما بدأت عملها في شركتي ، إنها إمرأة فاتنة ، ذات مظهر براق ، لكن جوهر المرأة يفوق مظهرها اهمية ، وهذا ما لمسته فيك عندما تعرفت اليك لأول مرة ".
" ظننت انك إستضفتها لأنني خذلتك ليلة أمس ، لم اشأ ذلك ، ولكنني إضطررت أن أشارك الركاب مرحهم ، فهذا جزء من عملي ، واتيت هذا الصباح لخبرك بأنني أحبك بدون قيد أو شرط ".
" وبالطبع ! عندما شاهدت غلوريا خارجة من غرفتي إستنتجت فورا أنها قضت الليل معي ، تماما كما كنت تشكين بالأمر كلما قمنا برحلة عمل ".
نظرت في عينيه وقالت :
" لقد إعترفت بذلك لتوها ".
منتديات ليلاس
" لماذا لا تصدقينني يا أنتونيا ! لماذا تصدقين كل ما تقصه عليك غلوريا ؟".
وثب من السرير وبسرعة غطى جسمه بثوب أبيض قصير ، ثم أخذ يبحث في جيبي الثوب عن السكاير ، مسح شعره بأصابعه ، وقال وقد أنفجر غاضبا :
" إنني اعرف غلوريا منذ سنوات طويلة ، ولو كنت مهتما بها حق الإهتمام ،لتزوجتها منذ زمن طويل ".
" ليس بالضرورة ، إن غلوريا سيدة فاتنة ، ولكنها لا تتمتع باللطف والإعتدال الذين تعتبرهما أنت من فضائل زوجتك المنتظرة ".
حملق جي في وجهها بدهشة عدة دقائق ، ورفع رأسه الى الوراء ضاحكا ، ثم جلس على حافة السرير ، وقد رفع حاجبه ساخرا :
" تقصدين زوجة من نوعيتك ، فلقد كافحت كثيرا حتى نلتك عن طريق الزواج، أليس كذلك ؟".
" أجل هذا ما اقصده ، إنك تتحمل جميع الصعاب التي تعترض طريقك لتحقيق ما تريد ، حتى ولو كلفك الأمر مشقة الإبحار على السفينة بحجة شرائها ،كي تعود الى زوجتك وتنال الصفقة الجديدة ".
ساد حبل الصمت مدة طويلة ، فنظرت أنتونيا الى وجه جي المتوتر ، لماذا بدا عليه الغضب هكذا ؟ إن ما قالته حقيقة ، فإن غلوريا قد أخبرتها بذلك وهي تعرف خفايا الأمور التي تتعلق بأعماله .
تكلم جي أخيرا ببرود وقال :
" هيا لنخرج من هنا ".
وبدون ان يأخذ ملابسه التي ما زالت مبتلة ، تابط ذراعها ، وإتجها نحو الباب .
لم يعر جي إهتماما لنظرات الفضوليين التي تبعتهما ، وهو يصطحب أنتونيا الى جناحه الخاص ، وعندما دخلا غرفتهما ، ألقى بها على الكرسي الوثير ، ثم فتح النافذة ومضى لشأنه .

Rehana 29-08-13 08:20 AM

رد: 140 - المرفأ الأخير - اليزابيث غراهام - روايات عبير القديمة
 
سمعت صوت أدراجه وخزانته ، وهو يصفعها بشدة ، إنه ينتقي ثيابه ، ترى هل ستزعجه الصدمة ، وتشوش تفكيره ، وعندما عاد اليها مرتديا ملابسه الأنيقة ، بدا طبيعيا على الرغم من جرح جبينه ، قدّم لها كأسا من الشراب ، واشعل لفافته.
" ترى هل يستحسن ان تشرب بعد هذه الصدمة ؟".
" إنني على ما يرام ، لنعد الى حديثنا ولآخر مرة أقول لك هذا الكلام أنا لم أستغلك من أجل توقيع العقد ، ففي الحقيقة ليس لك أي شأن في إتمام تلك الصفقة ، لكن السيد جاكوب آنسيل رجل متدين ورجل أعمال متميز بعناده ".
" ولكنك أخبرتني بأنه يريد أن يراني ".
نظر اليها نظرة واضحة واجاب :
" نعم لقد طلب ذلك على الصعيد الإجتماعي ، إذ أنه وزوجته إستضافاني عندهما في لوس أنجلوس ، وطلب مني أن أحضرك معي عندما أذهب لزيارتهما مرة أخرى ، لقد تم الإتفاق على الصفقة عندما رحلت ، وهكذا " نظر الى النافذة وتابع " تجدين أنني لم آت الى هنا لأجل ذلك ، ولكنني اجزم بأنك لا تصدقين ما أقول ، لأنك لا تثقين بي ، تماما كما كنت أثناء زواجنا ".
" إنني اصدقك يا جي ".
همست ، كيف لا تصدقه وهو يحدثها بوضوح ولكنه يبدو أنه لا يهتم لذلك ، ولا يأبه لها ولا لثقتها من الآن فصاعدا ، نظر اليها وتابع :
منتديات ليلاس
" وبما أننا نتكلم عن الثقة ، فساروي لك القصة كاملة ، سانقل إليك خبرا قد يجعلك سعيدة " شرب ما بقي من شرابه وتابع ) إنني وجاكوب قررنا أن نشتري السفينة بعد مباحثات دامت ليلتين وفي الحقيقة وصلت جميع المراسلات أثناء غيابي الى غلوريا ، بما فيها برقية جاكوب التي يعلن فيها موافقته النهائية ، ولهذا السبب رأيت غلوريا تغادر جناحي في ساعة مبكرة من الصباح ".
" آه يا جي ".
تلعثمت أنتونيا ولم تستطع أن تتفوه بكلمة ، وكأن دماغها شل عن التفكير .
" وهكذا يا أنتونيا هذا ما حصل ".
مشى نحوها وعلى وجهه نظرة لا حياة فيها ، جعلت أنتونيا تشعر وكأن أصابع جليدية تمسك بعظامها ، فهي لم تر تلك النظرة على وجهه قبل الآن .
" لا .... لا شيء بيننا بعدالآن " جذبها من ذراعها بعنف فتركت اصابعه اثرا على لحمها وتابع " إن الرجل يتوقع من زوجته أن تقوم بأشياء معينة لأجله ، تماما كما تتوقع هي ، وما اتوقعه من زوجتي في الدرجة الأولى أن تمنحني ثقتها ، وإذا اردنا وضع علامات من الواحد الى العشرة لتقييم ثقتك بي ، فعن علامتك هي الصفر ".
" وماذا عن آمالي " قالت والدماء تصبغ وجهها " لي الحق أن يمنحني زوجي قسما من وقته ، إن كل شيء في هذه الحياة يهمك سواي ، هل إفتقدتني عندما تركتك المرة الماضية ؟".
" إفتقدتك ولكنني منحتك الوقت كي تنضجي ، فقد إلتجات لبيت والديك طلبا للحماية ، وهذا ما أكد لي أنك ما زلت طفلة مدللة ".

Rehana 29-08-13 08:21 AM

رد: 140 - المرفأ الأخير - اليزابيث غراهام - روايات عبير القديمة
 
مسح شعره بيديه ، وترقرقت الدموع في مقلتيها وتابع :
" آسف لما حصل لوالديك فإنني اثق أن لوجودهما أهم معنى في حياتك ، ولكن الحقيقة أن تربيتهما قد حدّت من أفقك ، ولم تخولك ان تكوني زوجة صالحة لي أو لغيري ".
" لم ألاحظ تذمرك مني سابقا ".
" هناك معان كثيرة للزواج ، إن هذا لن يدعم حياتنا ، إذ سنعيد الأغنية نفسها مرات من جديد ، كنت مخطئا إذ ظننت أننا نستطيع أن نبدأ من جديد ، وأرى ان علينا متابعة معاملة الطلاق ".
" وهذا ما يناسبني ايضا ".
دارت أنتونيا بحركة مفاجئة وبسرعة فائقة ، فقلبت بدون قصد كاس العصير ، تجاهلته وخرجت من الغرفة ، وفي الخارج فقدت سيطرتها على غضبها ، وإنهمرت دموعها مدرارا على وجنتيها ، حاولت أن تستعيد رباطة جأشها ، وتشق طريقها الى غرفتها عندما سمعت صوت صوت كأس تتحطم لأرتطامها بالحائط من داخل الجناح ، تمنت لو أنها خففت من غضبها بالطريقة نفسها .
لم تعهد أنتونيا كارول على هذا المقدار من الجمال وهي تتهادى جنبا الى جنب مع مايك في الردهة الرئيسية أثناء الإحتفال بزواجهما ، كانت كارول ترتدي ثوبا أزرق يتماشى مع لون عينيها ، لقد منحتها إحدى المسافرات قبعة جميلة زينت شعرها الأشقر ، وأعطتها أنتونيا حذاءها الذي بدا مناسبا لثيابها .
منتديات ليلاس
إزدانت الردهة بشتى أنواع الأزهار التي اتت من كل أنحاء السفينة ، ورتبت مقاعد الردهة العادية على شكل صفوف ، وقد حجز الصفان الأماميان لأفراد الطاقم .
جلست ماريانا الى جوار ريك ، وقد تضرجت وجنتاها ، وبدت رائعة بثوبها الملون من النايلون ، لقد اتقنت تبديل مظهرها من مساعدة محاسب خجولة الى سيدة جذابة .
كانت إجراءات الزواج على السفينة رائعة ، فقد وافق القبطان على ذلك بسرور بالغ ، ونظم ريك اجهزة التلفزة ، كي تنقل وقائع الحفل الى خارج الردهة فيما إذا إزدحمت ، وإحتشد الركاب في القاعة إذ لم يتوقع أحد حضور زفاف عليها .
تقلصت حنجرة أنتونيا عندما إلتقت نظرات جي ، كان جالسا في الصف الأول على يمين القبطان ، انيقا كعادته مرتديا سترته السوداء وقميصه البيض .
وما أن سمعت قسم الزواج يقرأ على مسامع الجميع ، حتى شعرت انها وجي يعيدان ذلك القسم من جديد ، ولم تستطع أن تبعد نظراتها عن نظراته على الرغم من انها بذلت جهدا باء بالفشل ، وتذكرت نظرات جي اليها في ذلك اليوم ، كان يحتضنها بعينيه ، وكأنها اغلى ما في الوجود .
ها هي نظراتها ترميه الان بسهام الأسف والإتهام ، لقد اخبرها يوما أنه يقرأ أفكارها عندما ينظر الى عينيها ، ترى هل يقرأ الآن فيهما حبها السرمدي ، هل يقرأ الندم الذي يدور في اعماقها ، لقد سيطرت أنانيتها على حياتهما منذ البداية حتى الآن .
أشاح جي بوجهه عنها ، وعاد الألم ينشب مخالبه في أعماقها من جديد ، حان الوقت ان تعترف بكبرياء مجروح أنها لم تفهم يوما معنى الحب الصادق الذي يضم زوجين إلا بعد فوات الأوان ، إنها تريد ان ينصب جي بقالب والدها ، ويحذو حذوه فيمنح بيته وعائلته الوقت الكافي.

Rehana 29-08-13 08:28 AM

رد: 140 - المرفأ الأخير - اليزابيث غراهام - روايات عبير القديمة
 
لكن جي يختلف تماما عن والدها ، لم يتمتع جي بالحنان والحب في كنف والديه ، ولم يشعر يوما بالإستقرار العائلي فقد كان يتيما ، وكان عليها هي ان تحتضن حبهما في مؤسسة جديدة .
قطع حبل أفكارها صوت العريس يقول :
" هل تسمح العروس أن أعانقها ؟".
عانق مايك عروسه ، فتالمت انتونيا ، ونظرت الى جي فلم تجده ، ترى أين ذهب ؟
بدا ذهنها مشغولا عما حدث حولها من افراد الطاقم المهنئين والمسافرين الذين أحاطوا بالعروسين ، دخل الجميع غرفة الطعام حيث اعدت مادبة كبيرة بهذا الإحتفال .
هيأ طباخو السفينة قالبا من الكاتو بست طبقات زين بمهارة بارعة بالبجعات الصغيرات ، كما شملت المائدة معظم أنواع اللحوم الباردة ، والدجاج المطبوخ مع البرتقال ، والخضراوات المشكلة ، وأطباق المخللات الشهية .
سمعت أنتونيا أمرأة تقف مع زوجها الى جانبها تتنهد قائلة :
" ليتنا نستطيع أن نحتفل زواجنا هكذا ؟".
رد زوجها قائلا :
" لكننا لا نستطيع أن نتحمل التكاليف الباهظة ".
ثم لفها برفق بذراعه وتقدما الى الغرفة .
منتديات ليلاس
لم تجذب أنواع الطعام على إختلافها إهتمام أنتونيا ، فأخذت تتفرس في وجوه الحاضرين المألوفة لديها ، كانت غلوريا بصحبة جاكسون ، وماريانا بصحبة ريك ، تسللت أنتونيا بعد أن إنسجم الجالسون معا ، وذهبت لتفتش عن جي فهو لم يكن موجودا في الصالة ، إذ لم تستطع تمييزه ولو كان بين آلاف المسافرين ، تصنعت الإبتسام ، وهي ترى مايك وكارول يمسكان سكينا واحدة بيدهما كي يقطعا قالب الكاتو ، علا الهتاف في الغرفة ، وإصطف الضيوف حتى ينال كل واحد نصيبه من يد العريس الذي أخذ يقطع قالب الكاتو .
أخذت أنتونيا قطعة لها فهمست كارول :
" أعطها قطعة ثانية " ونظرت اليها ضاحكة " إنني أحب ان ينال جي حظه من الكاتو ، ولكنني لا اراه هنا ".
" إنه لا يحب الكاتو بالفاكهة ".
" قد يعجبه إذا قدمته له بنفسك ، لا أريده ان يكون وحيدا عندما أتمتع انا بالسعادة ".
ترقرقت الدموع في مقلتي أنتونيا :
" آمل لك السعادة الدائمة يا كارول ".
" لا اعتقد ذلك ، في كل حال سأتذكر هذا الحفل عندما أشعر بتعاسة ما ".
أخذت كارول قطعة الكاتو وأعطتها لنتونيا قائلة :
" لن يؤذيك أن تأخذيها له ، وقد يكون ذلك من حسن حظك ".
" لقد قلت لك يا كارول بأن ...".
" اعلم ... اعلم ... إنتهى ما بينكما ، ولكن لا تخذليني يوم زواجي رجاء ".
تنهدت أنتونيا وضحكت شاكرة ، أخذت تزجر دموعها ، وهي تشق طريقها بين الجماهير ، كان على جي أن يتزوج فتاة مثل كارول ، إذ أنها تدرك كنه الحياة الزوجية ، فلا تطالب بأكثر مما تتوقع وتقتنع باللحظات الحالمة في الحياة الزوجية على السراء والضراء .

Rehana 29-08-13 08:29 AM

رد: 140 - المرفأ الأخير - اليزابيث غراهام - روايات عبير القديمة
 

10- وعد الحب

***

خيّم السكون على السفينة بالقرب من الجناح الخاص ، حملت أنتونيا قطعتين من كاتو الزفاف ، ومشت الى غرفة جي ، كان باب الغرفة المطلي بالأسود والمزدان بقطعة ذهبية ، تحمل رقم الجناح شامخا في وجهها ، وكأنه يمنعها من الدخول .
حملت الطبقين في يد واحدة ، وقرعت الباب بلطف ، صافح السكون مسامعها ، ولم تسمع إستجابة لقرعها ، لم يكن لديها ما تقول ، ولن يسمح كبرياؤها ان ترضخ على ركبتيها ، تتوسل الى جي كي يمنحها فرصة أخرى ، لتأخذ الأمر مجراها الطبيعي .
وعندما سمعت صوت احد الأبواب يغلق من داخل الجناح ، عادت تقرع الباب من جديد ، جاءها صوت جي :
" إدخل ".

Rehana 29-08-13 08:32 AM

رد: 140 - المرفأ الأخير - اليزابيث غراهام - روايات عبير القديمة
 
طاوعت قبضة الباب أصابعها المرتعشة، وعندما دخلت واغلقت الباب ، لمحت جي يجلس على طرف السرير ، يلتقط سترته التي إعتاد رميها ، لكن يديه تجمدتا عندما رأى زائرته .
لم تستطع قراءة ملامحه المبهمة على ضوء الغرفة الخفيف ، قدمت له الصحن بضعف :
" لقد أحضرت لك قطعة من الكاتو ".
فضح صوته الصلابة التي حاولت ملامحه ان تخفيها :
" ولم هذا الإهتمام بزوجك ؟ هل لي ان أعرف السبب ؟" أعاد سترته الى مكانها ، ومشى الى غرفة الجلوس " وهل تشعر المرأة بحنان يتدفق في أعماقها عندما تحضر زواج إمرأة أخرى ؟".
" اعتقد ذلك ".
تجرات أنتونيا ، وإقترب من السرير ، لتضع الطبقين على المنضدة الصغيرة ، ثم تبعته ببطء الى غرفة الجلوس .
" ليس هذا ما دفعني الى المجيء اليك ! ".
أشعل سيكارته ، ونظر الى ثوبها الأبيض بنظرات متوهجة :
" تبدين رائعة في هذا الفستان وكأنك العروس نفسها ، لماذا أتيت ؟".
" لأنني ... " وتوقفت أنتونيا وهي تعض شفتها السفلى ، سيكون لكلامها صدى مبتذلا ومتكلفا ، ثم تابعت " لقد اتيت يا جي لأنني أريد ان نبدأ من جديد ".
منتديات ليلاس
بدأت بهذه الجملة ، ولم تستطع كبح جماح كلماتها المتدفقة فتابعت :
" كنت صغيرة يا جي ، لا خبرة لي ، أنانية ، حاولت أن اجعل منك إنسانا له صفات اخرى ومن نمط معين ، لكنه صعب عليك أن تحذو حذوه ، أردت أن أجعلك كوالدي لا تصرف إهتمامك إلا لبيتك وعائلتك ، كما أردتك ان تكون حبيبي الذي بنى عرش أمبراطوريته بكد يمينه وعرق جبينه ، إنني ... إنني حملتك ما لا طاقة لك به ".
بدا تواضعها واضحا من لهجتها ، لكن جي لم يتحرك ولم يقترب منها ، بل لم تصدر عنه أية حركة تشعرها بأنه يفهم ويقدر ما تقول ، لم ينظر اليها مذ بدأت حديثها ثم علّق مسيطرا على تعابيره :
" وما الذي جعلك تعتقدين ان الأمور ستتغير الآن ؟".
خفق قلبها بشدة ، ها هو يناقش الأمر ثانية ، ترى أبدافع العقل ام الهوى فعل ذلك ؟ أجابته :
" لا شيء يا جي ، ولا ضمان عندي " بدأت الدموع تتزاحم لتغص في حنجرتها " ولا أستطيع ان أعدك بشيء ، ولا اقول انني لن أغار ثانية من غلوريا ، كل ما لدي قوله أنني أحبك ... وانني بحاجة اليك ...".
قطع صوته تهدج صوتها فقال :
" تعالي... تعالي .....".
قال بلطف بالغ ، ثم فتح ذراعيه ، فلبت بداءه بلا تردد ، وإرتمت بين ذراعيه هامسة :
" آسفة يا جي " شهقت وهي تزيح رأسها على صدره " ساترك الأمور لك يا جي لأنني كنت غبية ".
" وساتركها انا لك ايضا يا حبيبتي " قالها وهو يلامس شعرها " لقد توقعت منك أكثر مما تستطيعين "

Rehana 29-08-13 08:33 AM

رد: 140 - المرفأ الأخير - اليزابيث غراهام - روايات عبير القديمة
 
رفع ذقنها اليه فتلاقت العيون وأضاف :
"أو تعلمين اين كنت ذاهبا قبل دخولك الغرفة الآن ؟".
هزت رأسها بالنفي .
" كنت قادما اليك لأقول لك تماما ما اعربت عنه الآن ، لقد هزمتني ".
" آه يا جي " زال توترها ودفنت راسها بصدره مدمدمة :
" هيا ، لا أستطيع فهم ما تدمدمين " رفع راسها بيديه برقة وقال " أحب أن يكون راسك مرفوعا دوما ".
ثم أخذ يمسح بأصابعه دموعها الرقراقة المنسابة على وجنتيها ، تبادلا نظرات مشعة ، مليئة بالحب والأمل ، ثم حملها ليضعها على كرسي وثير ، واسند راسها الى وسادة وقال :
" نسيت ان أخبرك بالأمس عن بعض الأشياء ".
" لقد أخبرتني عن شراء السفينة ، وتوقيع العقد ، وهل هناك أشياء أخرى ؟".
" أجل ! إشترطت على السيد آنسيل شرطا أساسيا قبل عقد الصفقة ".
" وما هو ؟".
" لا أعلم إن كان شرطا جيدا ، لكنني اراه مناسبا ".
" بالله عليك اخبرني ، قبل أن يسحقني الفضول ".
" حسنا ! لقد طلبت بإلحاح أن تكون زوجتي المسؤولة الأولى عن السفينة ".
" انا...؟ وكيف ابحر عليها ونحن نعيش في شيكاغو ؟".
" لم اقل انك ستبحرين عليها ، لقد قلت انك مسؤولة عنها ستدرسين وضعها مع المصممين لتحسين داخلها ولأنتقاء الألوان...".
" لكن المسافة بعيدة بيننا ....".
" أعرف ذلك ، لكنك لن تكوني في شيكاغو، الم اخبرك انني إفتتحت مكتبا جديدا في لوس أنجلوس؟".
هبت أنتونيا واقفة حتى كادت ترميه ارضا .
" ماذا؟".
" قلت أنني...".
"سمعتك يا جي ،وهل يعني هذا أننا سنقيم على الساحل ؟".
" ظننت أنك تحبذين الفكرة ، فهناك أماكن جميلة حيث يسكن السيد آنسيل وعائلته ،ومناظر البحر رائعة ، كما أن لأولادنا غرفا كثيرة يتجولون بينها ، كما اتوق الى تربية كلب ".
" لا أصدق هذا... لا أصدق ، وماذا عن موظفيك ؟ هل ستنقلهم من شيكاغو ؟".
" بعضهم فقط ، وسيبقى معظمهم في شيكاغو ، وسنحتفظ هناك بمنزلنا نذهب اليه متى شئنا ، أما إذا كنت تتساءلين عن غلوريا ! فقد أصبحت مهتمة بجاكسون ، وتركتني على مفترق الطريق ".
" هل أنت جاد في هذا ؟ إنني معجبة بجاكسون ، ولا أحب أن يؤذيه أحد".
" لا تقلقي ، يستطيع أن يحمي نفسه إنه أشد دهاء من غلوريا ".
نظرت في عينيه وقالت :
" احبك يا جي ستانفورد ".
" أحبك يا انتونيا ".
وعانقها واعدا بالحب والحنان .


تمت

زهرة منسية 29-08-13 12:06 PM

رد: 140 - المرفأ الأخير - اليزابيث غراهام - روايات عبير القديمة ( كاملة )
 
و انا بحبك ريحاااانتى
دايمن بتقدملنا اﻷروووووووع
يسلم ايديكى و ايدين فريال
مشكورة كتير حبيبتى
لكمنى مليون ورده حلوة عطرة مثلك
بس مش عارفة ارفع ملف من على الموبيل :(

نجلاء عبد الوهاب 03-09-13 07:39 PM

رد: 140 - المرفأ الأخير - اليزابيث غراهام - روايات عبير القديمة ( كاملة )
 
شكرا كتيير الروايه حلوه بجد
:welcome3::welcome3::welcome3::welcome3::welcome3::welcome3: :coolll::coolll::coolll::coolll::coolll::rdd12zp1::rdd12zp1: :rdd12zp1::rdd12zp1::congrats::congrats::congrats::Supercool ::Supercool::Supercool::Supercool::liam_shadowboxer_sc:liam_ shadowboxer_sc

ندى ندى 16-09-13 04:00 AM

رد: 140 - المرفأ الأخير - اليزابيث غراهام - روايات عبير القديمة ( كاملة )
 
قمة الروعه والتميز

تسلم ايدك حبيبتي على المجهود الرائع

ووفقك الله

Rehana 25-08-14 01:04 PM

رد: 140 - المرفأ الأخير - اليزابيث غراهام - روايات عبير القديمة ( كاملة )
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهرة منسية (المشاركة 3364825)
و انا بحبك ريحاااانتى
دايمن بتقدملنا اﻷروووووووع
يسلم ايديكى و ايدين فريال
مشكورة كتير حبيبتى
لكمنى مليون ورده حلوة عطرة مثلك
بس مش عارفة ارفع ملف من على الموبيل :(

عيوني وانا كمان بحبك زهوري

حبيبتي انتو تستهالوا
الله يسلمك يارب
ميرسي حبيبتي على الورود العطرة .. والله خجلتيني بكلامك
معلش يكفي كلامك الى يعبر بكل رقة
موووووووووووووووووواه يا رقيقة

Rehana 25-08-14 01:05 PM

رد: 140 - المرفأ الأخير - اليزابيث غراهام - روايات عبير القديمة ( كاملة )
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نجلاء عبد الوهاب (المشاركة 3366859)
شكرا كتيير الروايه حلوه بجد
:welcome3::welcome3::welcome3::welcome3::welcome3::welcome3: :coolll::coolll::coolll::coolll::coolll::rdd12zp1::rdd12zp1: :rdd12zp1::rdd12zp1::congrats::congrats::congrats::Supercool ::Supercool::Supercool::Supercool::liam_shadowboxer_sc:liam_ shadowboxer_sc

العفوووو يا نجلاء
منورة الرواية بردك

Rehana 25-08-14 01:06 PM

رد: 140 - المرفأ الأخير - اليزابيث غراهام - روايات عبير القديمة ( كاملة )
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ندى ندى (المشاركة 3371195)
قمة الروعه والتميز

تسلم ايدك حبيبتي على المجهود الرائع

ووفقك الله

الله يسلمك يا ندى
منورة الرواية بردك الجميل

جوهرة الدانة 11-09-14 03:52 PM

رد: 140 - المرفأ الأخير - اليزابيث غراهام - روايات عبير القديمة
 
واو كتير حلوة تسلم الايادي

الجبل الاخضر 30-09-14 01:23 AM

رد: 140 - المرفأ الأخير - اليزابيث غراهام - روايات عبير القديمة ( كاملة )
 
تسلمي عيوني :55:برافو :55:برافو :55:برافو :55:برافو :55:تسلم الانامل :hR604426:على المجهودك الرائع والاختيار الممتاز:55::peace: ونشكرك على تعبكي:lol: ياعسل :wookie:وننتظر جديدك:dancingmonkeyff8:

Moubel 25-06-21 02:58 PM

رد: 140 - المرفأ الأخير - اليزابيث غراهام - روايات عبير القديمة ( كاملة )
 
رواية جميلة و معبرة شكرا


الساعة الآن 02:34 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية