منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   سلاسل روايات احلام المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f752/)
-   -   حصري 366 - عروس الصقر - سلسلة جين بورتر ( الجزء الاول ) (https://www.liilas.com/vb3/t185448.html)

Rehana 09-03-13 10:06 PM

366 - عروس الصقر - سلسلة جين بورتر ( الجزء الاول )
 
http://www.liilas.com/up/uploads/lii...2858211042.gif

اليوم ان شاء الله بنزل اليكم

الجزء الاول من سلسلة الكاتبة .. جين بورتر

الجزء الاول .. عروس الصقر

الجزء الثاني.. اميرة اليوناني - ترجمة زهرات الترجمة

الجزء الثالث.. همسات الندم

http://www.liilas.com/up/uploads/lii...2858211031.gifhttp://www.liilas.com/up/uploads/lii...2858211031.gifhttp://www.liilas.com/up/uploads/lii...2858211031.gif

في الحقيقة .. الرواية من كتابة عضوة في المنتدى قدمتها لي هدية وانا سعدت جدا
بهذه الهدية لأنها هدية غير عادية .. تحتاج الى مجهود كبير .. والى الوقت .. في البداية
تفاجأت ورفضت ولكنها اصرت ورفضت انا اذكر حتى اسمها
من اعماق قلبي اقول لك شكرا لأنك قدمت مجهودك لأقوم بتنزيله بنفسي
وشكرا على هذه الهدية التي لا تنسى وحفظك الله بعينه التي لا تنام
اختك وصديقتك .. ريحانة

http://www.liilas.com/up/uploads/lii...2858211031.gifhttp://www.liilas.com/up/uploads/lii...2858211031.gifhttp://www.liilas.com/up/uploads/lii...2858211031.gif

لا احل نقل جهد وتعب من كتبت الرواية بدون ذكر المصدر منتديات ليلاس

اذا اعجبتكم الرواية فلا تنسوا ان تضغطوا على ايقونة الشكر

Rehana 09-03-13 10:22 PM

رد: 366 - عروس الصقر - سلسلة جين بورتر ( الجزء الاول )
 
الغلاف الاصلي

http://www.liilas.com/up/uploads/lii...2858211031.gifhttp://www.liilas.com/up/uploads/lii...2858211031.gifhttp://www.liilas.com/up/uploads/lii...2858211031.gif

http://www.liilas.com/up/uploads/lii...2858211063.jpg


http://www.liilas.com/up/uploads/lii...2858211031.gifhttp://www.liilas.com/up/uploads/lii...2858211031.gifhttp://www.liilas.com/up/uploads/lii...2858211031.gif

الملخص


رفضت الأميرة نيكوليت دوكاس أن تدع شقيقتها تتزوج زواجاً مدبراً من رجل لا تعرفه , السلطان مالك نور . فسافرت إلى مملكته البعيدة منتحلة شخصية أختها . لكى تعلن له أن اتفاقهما على الزواج قد أُلغى!
لكن ما لم تتوقعه الأميرة هو أن تجد استعدادات الزفاف قد أُنجزت و أن مالك سلطان فاتن إلى حد مؤلم!
هو أعتبرها عروسه الموعودة و هى تعيش كل يوم صراعاً بين افتتانها به و خوفها من افتضاح أمرها....
فكيف سيثأر السلطان لكرامته عندما يكتشف حقيقتها !

Rehana 09-03-13 10:23 PM

رد: 366 - عروس الصقر - سلسلة جين بورتر ( الجزء الاول )
 
فصول الرواية

http://www.liilas.com/up/uploads/lii...2858211031.gifhttp://www.liilas.com/up/uploads/lii...2858211031.gifhttp://www.liilas.com/up/uploads/lii...2858211031.gif

التمهيد

1- في مواجهة الصقر

2- انا لست طفلة

3- الاميرة المنتظرة


4- نمرة في المتاهة

5- باقة ورد وابتسامة


6- اميرة تائهة

7-صحراء في عينين


8- عطر وليل وعناق


9- على كرسي الاعتراف

10- وانقلب السحر على الساحر


11- نمرة في القصر


الخاتمة

حياة12 09-03-13 10:50 PM

رد: 366 - عروس الصقر - سلسلة جين بورتر ( الجزء الاول )
 
ريحووووووووووووووووووووووووووونتى :dancingmonkeyff8: :dancingmonkeyff8:

مبروووووووووووووووووووووووووووووووووك نزول عروس الصقر كنت مستنياها يوووووووبى

ميرسى كتييييييييييييييييييير على الرواية مبسوطة جدااااااااااااااااا انى حقراها تخيلى انى مكنتش قرأتها لسه :(

كنت عايزاها كتابة و مكنتش موجودة

شكرااااااااااااا ريحونتى و شكرااااااا كتييييييييير لصديقتك الغالية ربنا يديم صداقتكم و يحفظكم ياااارب

و انا فى الانتظااااااار متابعاها معاكى باذن الله :)

زهرة منسية 10-03-13 04:18 PM

رد: 366 - عروس الصقر - سلسلة جين بورتر ( الجزء الاول )
 
مراحب ريحانتى
وااااااااو أنا بحب الرواية دى كتير كتير كتيرررررر
شكرا للكاتبة و شكرا ليكى كتير علشان نزلتيها لينا الله يديم صداقتكم
مالك العربى بطلى المفضل و حبيب قلبى مبسوطة كتير أن هتابع الرواية معاكى ريحانتى فانتظااااااارك

لوشة العزاوي 12-03-13 08:49 AM

رد: 366 - عروس الصقر - سلسلة جين بورتر ( الجزء الاول )
 
مرااااااحب على احلى رومانسيااات

كيفك ريحانتي ؟

شو هالهدية الرااااائعة

يسلملي الذوووق والرقة يا عضوتنا ال انفيزيبيل

المجهووود كبير جدا والاختيار راااائع

وريحونتي تستحق هذه الهدية واكثر

منتظرين الانطلاقة لاتطولون علينا : )

موووووووووة

Rehana 14-03-13 11:57 AM

رد: 366 - عروس الصقر - سلسلة جين بورتر ( الجزء الاول )
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حياة12 (المشاركة 3288832)
ريحووووووووووووووووووووووووووونتى :dancingmonkeyff8: :dancingmonkeyff8:

مبروووووووووووووووووووووووووووووووووك نزول عروس الصقر كنت مستنياها يوووووووبى

ميرسى كتييييييييييييييييييير على الرواية مبسوطة جدااااااااااااااااا انى حقراها تخيلى انى مكنتش قرأتها لسه :(

كنت عايزاها كتابة و مكنتش موجودة

شكرااااااااااااا ريحونتى و شكرااااااا كتييييييييير لصديقتك الغالية ربنا يديم صداقتكم و يحفظكم ياااارب

و انا فى الانتظااااااار متابعاها معاكى باذن الله :)

اسراااااااااااااااااااائي
الله يبارك فيك ياقمر.. العفووو حبيبتي
آهة .. الرواية صراحة رووووعة
شكلك مثلي ومثل زهوري بنحب الروايات المكتوبة
العفووو حبيبتي... طبعا كل الشكر الى صديقتي الجميلة الى تعبت في كتابتها
الله يخليها ويحفظها ويديم الصداقة بينا
حياك الله .. راح تنورين ياقمر

Rehana 14-03-13 12:01 PM

رد: 366 - عروس الصقر - سلسلة جين بورتر ( الجزء الاول )
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهرة منسية (المشاركة 3289277)
مراحب ريحانتى
وااااااااو أنا بحب الرواية دى كتير كتير كتيرررررر
شكرا للكاتبة و شكرا ليكى كتير علشان نزلتيها لينا الله يديم صداقتكم
مالك العربى بطلى المفضل و حبيب قلبى مبسوطة كتير أن هتابع الرواية معاكى ريحانتى فانتظااااااارك

اهلين زهوري
وانا كمان :peace: ورجعت قراتها مرة ثانية :lol:
ية نعم شكرا اليها بحجم السماء علشان كتبتها الى للمنتدى وقدمتها هدية منها لي
الله لا يحرمني منها ومن صداقتها
انا كثير حبيته .. يعني انا قرات روايات فيها ابطال عرب .. بس هذا الرواية وبطلها العربي روووعة
هلا فيك ياقلبي في اي وقت
مووووووووووووواه ياقمر

Rehana 14-03-13 12:12 PM

رد: 366 - عروس الصقر - سلسلة جين بورتر ( الجزء الاول )
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لوشة العزاوي (المشاركة 3290237)
مرااااااحب على احلى رومانسيااات

كيفك ريحانتي ؟

شو هالهدية الرااااائعة

يسلملي الذوووق والرقة يا عضوتنا ال انفيزيبيل

المجهووود كبير جدا والاختيار راااائع

وريحونتي تستحق هذه الهدية واكثر

منتظرين الانطلاقة لاتطولون علينا : )

موووووووووة

هلا والله بـ لولو

نحمده ونشكر فضله ..

شفت كيف غمرتني البنت بلطفها وحبها وصداقتها
الله لا يحرمني منها ومن كرمها

تسلمين .. اخجلت تواضعي لولو

يلا الحين انزل التمهيد والفصل الاول :toot:

مووووووووووواه لك ..

Rehana 14-03-13 12:14 PM

رد: 366 - عروس الصقر - سلسلة جين بورتر ( الجزء الاول )
 
تمهيد

http://www.liilas.com/up/uploads/lii...2858211031.gifhttp://www.liilas.com/up/uploads/lii...2858211031.gifhttp://www.liilas.com/up/uploads/lii...2858211031.gif

ــ لن تذهبى إلى هناك !
رمت الأميرة نيكوليت المخطوطة الكبيرة الحجم فى سلة المهملات و تابعت تقول :"سوف تلتقطين سماعة الهاتف و تقولين للسلطان إنك لن تقومى بهذا الزواج البريدى المقرف مرة أخرى. بحق السماء شانتال , إنك امرأة...و لست ضحية بشرية "
التوى فم شانتال لكن الابتسامة لم تصل إلى عينيها أو إلى تعابيرها المشدودة بتوتر
ــ أنه ثرى , نيكول . وهنالك فرصة بأن يشترى حرية ليلى و إذا كانت الطريقة ....
ــ إنها لست الطريقة المناسبة! لست كذلك قطعاً. أنت بالكاد تعافيت من ذلك الزواج الجهنمى , فكيف بإمكانك التفكير بقبول آخر؟
ــ لأن بلدنا تحتاج إليه و شعبنا يحتاج إليه .
انخفضت كتفا شانتال النحيلتين , كما انخفض صوتها :"أبنتى تحتاج إليه"
موقف شانتال المستسلم كاد يقتل نيكول . شعرت أن أختها قد فقدت عنفوانها و قوتها و شجاعتها . بدا واضحاً أن السنتين الأخيرتين قد أنهكتا الأميرة الأنيقة , وهى الحفيدة الكبرى للدوق الملك.
أجابتها نيكول بحدة :"وأنت لك حاجاتك أيضاً , تحتاجين إلى معاملة لطيفة كما تحتاجين إلى الحب و الاحترام . زواج آخر مدبر.....و من زير نساء آخر...سوف يحطمك ذلك بالتأكيد"

Rehana 14-03-13 12:16 PM

رد: 366 - عروس الصقر - سلسلة جين بورتر ( الجزء الاول )
 
ظهر الأنفعال بقوة على وجه نيكول. إذا كانت شانتال لا تستطيع القتال , فهى ستقاتل بدلاً منها.
ــ أعرف أنك تريدين مساعدة ليلى , لكن أبنتك بحاجة إلى القدوم إلى المنزل فى ميليو , شانتال . إنها لا تحتاج إلى العيش فى بلد أجنبى آخر , مع ثقافة أخرى .
أجفلت شانتال و قالت :"أنك لا تقدمين لى المساعدة نيكول"
ركعت نيكول على ركبتيها و لفت ذراعيها حول ساقى شانتال مقربة شقيقتها منها أكثر ثم قالت :"دعينى أساعدك إذن . دعينى أقوم بشئ ما من أجل تغيير هذا الوضع!"
تقوس حاجبا شانتال البنيان الدقيقان ثم رفعت بيدها إحدى خصلات شعر نيكول الشقراء الطويلة قائلة بسخرية :"هل ستتزوجين السلطان؟ هيا, نيكول.... أنت لن توافقى على القيام بزواج مدبر . كما لا يبدو عليك أنك تفكرين بالزواج فأنت ما زالت منغمسة فى طيش الشباب"
ضغطت نيكول خدها على ركبتى شانتال و قالت:"أنا لست منغمسة فى طيش الشباب , أنا فقط أواعد...."
ضحكت شقيقتها و شدت خصلة الشعر المجعدة بقوة :"أنت لا تواعدين حبيبتى , أنت تصطادين ثم تدمرين"
ــ تجعليننى أبدو كالجلاد, أنا لا أدمر الرجال . كل ما فى الأمر هو أننى لم أجد الرجل المناسب بعد.
ــ وكيف ستجدين الرجل المناسب و أنت تواعدين النوع السيئ من الرجال ؟
ــ ليس كلهم سيئين.
ــ لكنك غالباً ما تسيئين الاختيار
حدقت نيكول بأختها مفكرة :"آه....أختى الكبرى لا توافق على تصرفاتى !"
ــ أختك الكبرى تخاف عليك من الرجال الأوغاد.
منتديات ليلاس
فى الواقع ليس هذا ما تخشاه شانتال , فهى تعرف أن نيكول لا تخرج مع الأوغاد من الرجال , لكنها مع ذلك تخاف على سمعتها.
ــ و هل تشعرين أنت بنوع من المسؤولية تجاهى لتقدمى لى النصح؟
ــ أنت تعلمين أننا جميعاً نحتاج إلى زواج مناسب. هذه كانت خطتنا منذ خمس سنوات.
ذلك أن مملكتهن تتألف من جزيرتين صغيرتين فى البحر المتوسط , ميجيا و ميليو . وسوف يتم تقاسمهما بين فرنسا و إسبانيا فى نهاية العام , فتعود ميجيا إلى فرنسا و ميليو إلى إسبانيا , إذا لم تتمكن أسرة الملك ـ الدوق من تسديد الضرائب و الديون لهما.
شانتال كانت الأولى التى اقترحت أن تتزوج الأميرات زواجاً مدبراً . فإذا تمكنت الأميرات الثلاث من إيجاد أزواج مناسبين يُمكنهن أن ينقذن ميليو و ميجيا و ذلك عن طريق دعم اقتصادهما بأموال جديدة , بحلفاء جدد , بسلطة جديدة .
وهكذا بادرت شانتال إلى الزاوج بالأمير أرماند ثيبودية لاكروا , وكان زواجها هذا كابوساً منذ بدايته.
ــ أنت تظنين أن سمعتى السيئة ستمنعنى من إيجاد الزوج المناسب , أليس كذلك؟
لو أن شانتال لاحظت لذعة المرارة فى صوت نيكول لما استمرت فى تقديم النصائح إليها قائلة :"أنا لا أقول شيئاً عن سمعتك لكننى أعرف أن علينا أن نتحمل مسؤوليتنا تجاه ميليو فنجاحها يعتمد علينا . كما أن أمنها و استقرارها يأتيان من خلالنا , إذ إننا نمثل الجيل القادم"
ــ أنا لم أتخل يوماً عن واجباتى . أثناء غيابك توليت مسؤولية المؤسسات الخيرية التى تقع تحت رعايتك بالإضافة إلى تلك التى تدخل ضمن مسؤوليتى .
ــ المؤسسات الخيرية أمر لا بأس به لكن ما تحتاجه هو المال ....ملايين الدولارات . وأنت حظيت بعرضى زواج نيكول.
ــ كان ذلك منذ سنوات.
ــ بالضبط! و لا شئ بعد ذلك . لأن جميع الأمراء فى أوروبا باتوا يعرفون أنك غير مهتم بالزواج , فالصحافة لا يخفاها أي شئ.

Rehana 14-03-13 12:17 PM

رد: 366 - عروس الصقر - سلسلة جين بورتر ( الجزء الاول )
 
دوت نبرة السخرية فى أذنى نيكول وراحت آثارها تعتمل فى صدرها .
ــ هل تقصدين أن ذلك السلطان نور , لا يمكن أن يتقدم بطلب يد امرأة مثلى؟
ــ حسناً , إنه لم يفعل . أليس كذلك؟
حدقت نيكول بـ شانتال للحظات طويلة و هى تفكر أنها لن تسمح لها بالذهاب إلى بَرَكة حتى و لو كان الواجب هو ما يدفعها إلى ذلك . لقد عانت شانتال الأمرين خلال السنوات القليلة السابقة , ولا أحد يعرف مثل نيكول أي جحيم عاشته .
حتى شقيقتهما جويل لا تعلم إلا القليل عن الأذى الذى تعرضت له شانتال على يد زوجها السابق. و قالت نيكول بعد لحظات :"ما من سبب يجبر أياً منا على الزواج من السلطان. يمكننا حمله على مساعدتنا دون أن نخسر حريتنا . وإذا أردت الحقيقة , نعم, أنا أقدر حريتى كثيراً"
و اشتبكت نظراتها بنظرات شانتال :"سوف نحرر ليلى و نعيدها إلى المنزل"
هزت شانتال رأسها:"جداها لن يسمحا لها مطلقاً بالمغادرة"
تأملت نيكول شقيقتها ملياً و قالت :"سوف يفعلان ذلك إذا ما ضغطنا عليهما بصورة جيدة...إذا أصر على ذلك الملك نور . أنت قلت إنه ذو نفوذ واسع"
تمتمت شانتال :"وهو ثري"
ــ إذن سوف أذهب إلى الملك نور و أطلب مساعدته . لن يرفض مساعدة عروس المستقبل , أليس كذلك؟"
ــ نيكول ....
ــ سوف أذهب مدعية أنني أنت. سوف أجعله يقع فى حبى....
ــ نيكول.....
ــ أنه رجل شانتال . وأنا أعرف كيف أتصرف مع الرجال .
ــ لن ينجح . لن تتمكنى من إقناعه بأنك أنا , فأنت شقراء و أنا سمراء...
ــ سأصبغ شعرى , وبما أننى حنطية البشرة سوف أبدو شبية بك.
وفجأة راحت نيكول تضحك و قد شعرت بقوتها :"سوف أتسلل إلى الداخل ثم إلى الخارج , ولن يعلم مطلقاً ما الذي يجري"
ــ آه نيكول . ما سيجرى هو عبارة عن كارثة !
علقت نيكول باعتداد واضح:"ليس إذا تصرفت بذكاء , ثقي بي , يمكنني القيام بذلك . سوف أضع خطة محكمة , وأن تعرفيننى شانتال , عندما أصمم على شئ لابد أن أحصل عليه"

Rehana 14-03-13 12:19 PM

رد: 366 - عروس الصقر - سلسلة جين بورتر ( الجزء الاول )
 

1 ـ فى مواجهة الصقر


http://www.liilas.com/up/uploads/lii...2858211031.gifhttp://www.liilas.com/up/uploads/lii...2858211031.gifhttp://www.liilas.com/up/uploads/lii...2858211031.gif

وقف الملك مالك رومان نور , سلطان بَرَكة على رصيف المرفأ القديم .ذلك الرصيف الذى بُنى منذ سبعمائة سنة تقريباً فى ظل قلعة يعود بناؤها إلى القرن السادس عشر وراح يراقب اليخت الملكى الذى يقترب من الميناء و الذى ترفرف فوقه الأعلام ذات اللونين الخمري و الذهبي.
ها هى أميرته قد أتت.....
انخفضت رموشه الكثيفة ما إن سمع الجوقة الملكية تردد أغنية ترحيب. وراح يتساءل عما تفكر به الأميرة الجميلة الآن, والتى تركت بلادها من أجله. إنها تعيش فى عالم غربي و عالمه شرقي ,لابد أنها تشعر ببعض الخوف , فهو يشعربالخوف من أجلها أيضاً . لقد أتت لتعيش فى عالم يختلف تماماً عن عالمها و لن تكون حياتها مماثل لما كانت عليه إطلاقاً . أتراها تعرف ذلك؟
وقفت نيكوليت فوق الأرض الخشبية اللامعة على ظهر (النجم الملكي) و هو يخت الدوقية, وقد أطلقت جدتها هذا الأسم عليه.رفعت رأسها الذي بات الآن يعلوه شعر أسود و أصغت إلى رفرفة الأعلام التى تلعب بها الريح بعد ظهر ذلك اليوم الحار . ومع ذلك شعرت أن جسمها يرتجف لشدة التوتر.
إنها مصممة و مركزة تماماً على هدفها و هى تعلم ما الذي تفعله . لابد أن تنجح خطتها , فما من سبب يجعلها تفشل . لقد أتت إلى بَرَكة مدعية أنها شانتال و أنها مدفوعة بقرار الزواج من السلطان , وما إن تصبح شانتال و ليلى حرتين و تصلان إلى أميركا حتى تتخلص هي من مشروع الزواج هذا. إنها خطة بسيطة و عملية.
حدقت إلى البعيد بعينين ضيقتين فلاح لها السور الحجري الضخم لمدينة أتيك عاصمة بَرَكة . بدا لها أن هذا السور الحصين الذى يرتفع فى مواجهة البحر يعود إلى عدة قرون خلت. و هو يحمى المدينة من أمواج البحر و عصف الرياح كما يرد عنها غزوات الجيران الطامعين.
منتديات ليلاس
جذبت الوشاح الذى يغطى رأسها و قربته من وجهها ليغطى فمها و أنفها . ثم راحت تتأمل المرفأ الذى يلوح لها من بعيد و تلك البقعة الخضراء التى هى عبارة عن أشجار نخيل تظلل أسوار المدينة القديمة ذات اللون الأبيض الساطع . لبرهة من الوقت , تغلب فضولها على ما تشعر به من توتر . أهذا هو المكان الذى ستمكث فيه خلال الأسبوعين القادمين ؟ هل يعيش السلطان فى هذه من مدينة أيتك؟ أم أن قصره يقع فى مكان ما...فى الداخل محاطاً بعدد من الكثبان الرملية المنتشرة فى الصحراء؟
و فيما تركزت نظراتها فى الأفق البعيد و تناهت إلى مسامعها أصوات الموسيقى . فحدقت جيداً إلى الحشد الغفير الذى تجمع فوق الأسوار , مئات من الأشخاص قد احتشدوا فى أنتظارها . وفكرت أن من الصعب التسلل من القصر و إليه بوجود هذا الجمع من الناس.
أمضت نيكول طيلة الأسبوع الماضى و هى تبحث على شبكة الإنترنت فى أرشيف الصحف . وبعد أن قامت بأبحاثها عرفت الكثير عن الملك مالك رومان نور: إنه رجل و سيم منغمس فى الملذات و لا يمكن إصلاحه. بدت و سامته واضحة فى تلك الصور القليلة التى تمكنت من العثور عليها, فهو ذو صلابة رجولية , شعره كثيف و جاذبيته واضحة.
بدا السلطان مالك نور على صفحات المجلات التى تهتم بأخبار المشاهير كازانوفا حقيقى. و بحسب المصادر المقربة منه , فإن السلطان مالك نور هو سيد الإغراء و هو يحتفظ لنفسه بالعديد من العشيقات.
حسناً إنه مستهتر من الطراز الأول و معتاد على اتخاذ العشيقات. أما شانتال و بعد التجربة التى مرت بها مع زوج متسلط و خائن فإنها لا تحتاج بالتأكيد إلى آخر لا يستطيع الوفاء بعهود الزواج و البقاء مخلصاً لها.

Rehana 14-03-13 12:35 PM

رد: 366 - عروس الصقر - سلسلة جين بورتر ( الجزء الاول )
 
صرت نيكول على أسنانها . تحتاج شانتال إلى أمير حقيقى مخلص, لا إلى زوج مغامر قد يخونها كلما سنحت له الفرصة .
ملأت هتافات الجماهير الفضاء من حولها ما جعلها تشعر بالانزعاج أسبوعان , ثلاثة أسابيع....لن تقبل بيوم أكثر من ذلك. هذا ما قالته لنفسها و هى تحاول السيطرة على مزاجها العكر . سوف يسافران إلى الولايات المتحدة الأمريكية فى أقرب وقت ممكن و سوف تقترح أن يتم الزواج فى مدينة والدتها . ستقترح زواجاً مختصراً و شديد الخصوصية و لن تلبث أن تطلب فسخ ذلك الزواج.
إذا أتقنت لعب دورها بشكل جيد فتمكنت من تملق السلطان و لفت انتباهه كما تفعل عادة مع الرجال فلن يتعد الأمر كونه مغامرة قصيرة الأمد . ظهر القبطان إلى جانبها قائلاً :"سمو الأميرة لقد وصلنا"
ــ جيد
ــ سوف نرسو قريباً . هل أنت مستعدة للنزول إلى الأرض؟
ــ نعم
ابتلعت ريقها بصعوبة و هى تنظر إلى وجه القبطان أندرسون الذى اعتاد مواجهة البحر و الرياح و قد بدت الغضون حول عينيه أكثر عمقاً لشدة تحديقه بالشمس سنوات و سنوات.
ــ هل تسمح لى بأن أشكرك على خدماتك الوفية أيها القبطان ؟ لقد كنت حقاً رائعاً
انحنى الرجل قائلاً :"ذلك من دواعى سرورى , يا سمو الأميرة . سوف نترقب عودتك إلى البلاد بفارغ الصبر"
سارت نيكول بهدوء فوق الممر على وقع أصوات الآلات الوترية و الطبول و الدفوف , وما ان وصلت إلى منتصف المسافة حتى تناثرت عليها قصاصات الورق الملونة و أوراق الأزهار المختلفة الألوان . بدا الأمر و كأنها تدخل إلى عالم من الأحلام.. الموسيقى.. الألوان.. روائح العطور العابقة فى الهواء . وساور نيكول إحساس قوى بأن هذا العالم الغريب سوف يبهرها بسحره و أسراره.
منتديات ليلاس
ما إن وصلت إلى نهاية الممر حتى راح الوقت يمر ببطء . وجوه مشرقة , أناس يهتفون و يصفقون ترحيباً , لكن كل ذلك كله لا يبدو حقيقياً . شعرت بالحرارة تلسعها و الرطوبة تطبق على أنفاسها , و امتلأت أذناها بهتاف الجماهير المرتفع و المُلحّ . لجزء من الثانية غشى بصرها و لم تعد ترى إلا مزيجاً من اللونين البرتقالى و القرمزى و لم تعد تسمع إلا أصواتاً حادة متنافرة . رمشت بعينيها محاولة إزالة الغشاوة عنهما علها تحظى بصفاء الذهن من جديد . تمسكت بالسياج المحاذى للممر و هى تحاول إخفاء توتر أعصابها , فذلك الأمر لا يليق بفتاة واثقة مثلها . ثم أمرت نفسها : استعيدي تركيزك , حاولى إيجاد وجه محدد فى ذلك الحشد, حافظى على تماسكك و صلابتك ...هذا ما فعلته .
رأت بين الوجوه وجها مميزاً إنه وجه رجل . وحاز هذا الرجل على اهتمامها على الفور , و جعل النبض يتسارع فى شرايينها. أنه رائع!كانت هذه العبارة الأولى التى طرأت على ذهنها . رائع إلى حد رهيب ! أعجبها ذلك الوجه القوى الداكن الذى يبدو خلف نظارتيه الشمسيتين , و ذلك الشعر الكثيف الذى يعلو جبينه العريض . وقد زادت من وسامته بذلته السوداء الأنيقة و القميص البيضاء المفتوحة عند العنق . بدا الرجل مرتاحاً , هادئاً , و مختلفاً عن الآخرين.
تعلقت نظرات نيكول به . كانت نظارتاه تحجبان عينيه ما أضفى عليه جواً من الغموض. حاولت أن تتخيل لون عينيه , داكنتان؟ بنيتان؟ أم ربما ذهبيتان اللون؟ ذلك ليس مهماً حقاً , خاصة مع ذلك الشعر الكثيف المتموج و ذلك الوجه الوسيم. بدا فكه عريضاً كجبينه و أنفه طويلاً قليلاً.
رفع الرجل نظارتيه عن عينيه ما جعل نيكول تشهق قليلاً و قد أذهلتها تعابيره . أنها متغطرسة , فخورة و مليئة بالتحدى . بدا كرجل يشعر بمتعة القتال من أجل تحقيق أهدافه . حسناً هي أيضاً تشعر بمتعة القتال من أجل أهدافها . لا شئ يجعلها تشعر بالسعادة ,كما يجعلها اهتمام أحدهم بها و تقديره لأنوثتها , حتى لو أظهر لها نوعاً من التحدي.
لكنها الآن شانتال , كما ذكرت نفسها منهية بذلك أحلام اليقظة التى راودتها , كما أنها فى بَرَكة لمناقشة موضوع الزواج.

Rehana 14-03-13 12:36 PM

رد: 366 - عروس الصقر - سلسلة جين بورتر ( الجزء الاول )
 
تمنت نيكول لو أن السلطان يتجاوز كل هذه المراسم و يظهر أمامها على الفور . ساد السكون للحظة , ثم تقدم نحوها رجل قصير القامة بدين ذو شاربين أسودين قائلاً :"سمو الأميرة شانتال ماري دوكاس؟"
ــ نعم .
انحنى الرجل قائلاً :"أسمحي لي أن أقدم لك جلالة الملك مالك رومان نور ,سلطان بَرَكة و أمير أتيك"
تحرك الحشد قليلاً ترقباً لما سيحدث و كأنما توتر الجماهير قد أنتقل إليها فأرسل إلى جسدها أسهما لاذعة . ولجزء من الثانية شعرت بالندم لتورطها فى هذا الأمر بدلاً من البقاء فى منزلها متجاهلة كل ما يجرى . إلا أنها قومت كتفيها , وإذا بالحشد يتحرك ليفسح الطريق لذلك الرجل صاحب البذلة الداكنة اللون كى يتقدم نحوها . إنها هو ! و صرخت فى سرها : كلا ! ليس هو . أي شخص إلا هو !
لكن الرجل راح يتقدم نحوها ببطء وتكاسل , وشعرت نيكول بوهن فى ساقيها . ابتلعت ريقها و هى تحاول تبين قسماته من خلف نظارتيه اللتين عادتا لتحجبا عيناه من جديد.
شعرت بجفاف فى فمها ,و اجتاحتها موجة من الرعب . لقد رأت صوراً للسلطان على شبكة الإنترنت . حاولت أن تستعيد فى ذاكرتها تلك الصور التى تفتقد إلى الوضوح لتقارنها مع الرجل الذى يبدو أمامها لكنها لم تنجح . لقد تخيلته أقصر قامة , أكثر بدانة , ومن السهل التلاعب معه و خداعه . لكن هذا الرجل لا يبدو مطلقاً من النوع الذى يسهل التلاعب معه. انحنى الرجل القصير القامة حتى كاد رأسه يلامس الأرض ثم قال مرنماً :"جلالة السلطان"
تسارعت ضربات قلبها و راحت ساقها ترتجفان فتمتمت :"جلالتك؟"
و سمعت نبرة الشك فى صوتها أما السلطان فخطأ إلى الأمام مقرباً المسافة بينهما و راح يفحصها للحظة طويلة سادهما الصمت . وكانت نيكوليت هى الأولى التى أشاحت ببصرها و راحت تنظر إلى الأرض تحتها كى تخفى ارتباكها . لكن السلطان لم يسمح لها بهذا الهروب , إذ أمسك ذقنها بأصابعه و عاد يحدق إلى وجهها . وعندما شعر بالاكتفاء كما يبدو قال باقتضاب :"السلام عليكم"
منتديات ليلاس
جاء صوته عميقاً , حتى أنها بالكاد تمكنت من سماعه. و إذا بالرجل القصير القامة يتولى الترجمة و هو ينحنى من جديد :"جلالته يلقى عليك التحية , وهو يرحب بك فى بلده الحبيب بَرَكة , أرض الأحلام"
أرض الأحلام ! إنه أمر مثير للاهتمام.
ــ هل تسمح بأن تخبر جلالته بأننى متأثرة جداً بسبب الترحيب الحار الذى قابلني به شعبه؟
أوصل المترجم الرسالة إلى السلطان قبل أن يستدير من جديد نحو نيكوليت قائلاً: " يعتقد جلالته أن من الأفضل اصطحابك بعيداً عن أشعة الشمس فسيارته تنتظر هناك"
و أشار بيده إلى سيارة ليموزين سوداء اللون مركونة خلفهم يحيط بها عدد من الحراس فى ثيابهم الرسمية.
جلس المترجم على أحد المقعدين الطويلين داخل الليموزين فيما جلست نيكوليت والسلطان الصامت على المقعد الآخر . خلال الرحلة القصيرة لم تتبادل مع السلطان نور أي حديث , ومع أنه بالكاد قد نظر إليها إلا أنها لم تشعر فى حياتها بمثل هذا الارتباك بحضور أي رجل من قبل , كما تشعر الآن. كان يتنفس ببطء و عمق كأنه يمتلك الحق فى كل ذرة من الهواء . أما عطره فقد دغدغ خياشيمها بخفته و جعلتها نكهة البهارات فيه أن ترغب فى تنشق المزيد.
و بعد عدة لحظات قال المترجم متطوعاً :"سوف تصل حقائبك لاحقاً , لكن إذا احتجت لأي شئ قبل ذلك ما عليك إلا أن تطلبى"
أومأت نيكول بهزة من رأسها و هى تشعر بالامتنان لوجود ذلك الوشاح الواقى فوق رأسها فهى تدرك أن خديها متوهجان من الحرارة كبقية أنحاء جسمها و قالت :"شكراً لك"

Rehana 14-03-13 12:37 PM

رد: 366 - عروس الصقر - سلسلة جين بورتر ( الجزء الاول )
 
وصلت السيارة إلى البوابات الخارجية للقصر و سرعان ما اكتشفت نيكول أن قصر السلطان هو عبارة عن قلعة تم تجديدها على الطراز الحديث . ما إن أصبحوا خلف البوابة حتى بدت أمام أعينهم مدينة صغيرة مليئة بالحدائق و الأفنية و الأبنية الحجرية البيضاء اللون التى تتميز بأناقتها و فرادتها و التى تحيط بها كلها تقريباً أعمدة رخامية بيضاء . قدم الحراس التحية للملك نوري و هو يقود نيكوليت و المترجم عبر الفناء الرئيسى للمبنى الرئيسي . بدا الحراس متألقين فى ثيابهم الرسمية البيضاء , التى هى عبارة عن بنطلون و قميص أبيض اللون فوقهما رداء من اللون نفسه مع حذاء أسود. كانت الأبواب مطلية بالذهب أما السقف فمرتفع جداً بأرتفاع طابقين على الأقل و قد غطت الجدران بلوحات من المزايك المطلى بالذهب و البرونز .
شعرت نيكوليت بالرهبة و هي تتبع السلطان نور إلى صالة استقبال أنيقة فُرشت أرضها الرخامية بسجاد قرمزى اللون . أشار لها السلطان لكى تجلس على أحد المقاعد المنخفضة وسط الغرفة . جلست نيكوليت و هى تشعر بالامتنان على حافة المقعد الذى تغطيه وسائد حريرية ذات لون ياقوتى . سألها المترجم وقد دخلت إلى الصالة خادمة تحمل صينية :"أتودين تناول القهوة؟"
دغدغت رائحة القهوة الطازجة أنفها و فاض ريقها و هى تفكر أنها الآن بأمس الحاجة إلى هذا الشراب المقوى فأجابت :"نعم , من فضلك"
ظل السلطان نور واقفاً يحدق بـ نيكوليت بتركيز جعلها تشعر بالتوتر . ثم كسر الصمت بكلامه فجاء صوته عميقاً ناعماً . وشرح لها المترجم كلماته :"جلالته يسأل إن كانت رحلتك مريحة و آمنة"
أومأت نيكول مجبرة نفسها على إظهار ابتسامة هادئة:"نعم , شكراً"
و أضاف السلطان :"هل واجهتك مشاكل أثناء الرحلة؟"
منتديات ليلاس
أصغت نيكول إلى صوته الذى غزا ذهنها متوقفة ببطء عند كل مقطع رمن مقاطعه . إنه يمتلك صوتاً غير اعتيادى . صوت عميق , خشن,لكنه مخملى الوقع . ومرة أخرى راح نبضها يتسارع , وبدا كأن يواجه صعوبة فى الحفاظ على إيقاع منتظم لضرباته . وأجابت :"مرت الرحلة بهدوء تام"
و أدركت أن من الأفضل لها أن تختفى بسرعة من هذا المكان . فإذا كانت عاجزة عن التحكم فى صوتها حين تجيب على أسئلته كيف ستتمكن من التحكم به شخصياً؟
التوت زاوية فم الملك نور بابتسامة مميزة و قال :"الحمد لله"
أجبرت نيكول نفسها على النظر بعيداً و قالت تذكر نفسها :تذكرى أن لديه العديد من العشيقات , تذكرى سمعته مع النساء . وسألت :"ما الذى تعنيه كلمة (الحمد لله) ؟"
ــ إنها تعنى الشكر للرب.
ثم تكلم السلطان نو رمن جديد و قام المترجم بتفسير كلامه لها :"جرت العادة هنا أن نشكر الله و نعبر عن امتنانا له على ما ينعم به علينا"
رمقت نيكول الملك نور بنظرة سريعة فإذا بشفتيه تلتويان بطريقة مميزة ما جعل غمازتيه تبدوان واضحتين تحت عظمتي خديه ثم سألت :"وهل حضوري هنا هو نعمة؟"
فأجابها المترجم بالنيابة عن السلطان :"بدون شك"
رمقت الملك نور بنظرة أخرى ملؤها الحذر . لقد اعتقدت أنها تحضرت جيداً لهذه الرحلة وظنت أن خطتها لن تخطئ هدفها . أما الآن و الملك نور هنا و هما الأثنان معاً...لم يعد الأمر كما تخيلته على الإطلاق.
جلس السلطان على أحد المقاعد الخفيضة القريبة منها و عندما تطاول ليأخذ فنجان القهوة كادت ذراعه الطويلة تلامس ركبتها , ما جعلها ترتجف فى داخلها , وتشعر بالتوتر من جديد .
عاد السلطان يتحدث بالعربية مرة أخرى و راحت نيكول تنقل نظرها بين الملك نور و المترجم . بدا الوجه السلطان وسيماً من الناحية الجانبية إنه رائع . رجل بكل ما فى الكلمة من معنى
ــ جلالته يبلغك عن سروره لوجودك هنا و يقول لك إنه و شعبه قد انتظروا هذا اليوم بفارغ الصبر .

Rehana 14-03-13 12:38 PM

رد: 366 - عروس الصقر - سلسلة جين بورتر ( الجزء الاول )
 
توترت أصابع نيكول و هى تمسك بفنجان القهوة لكنها حاولت أن تحتفظ بهدوئها . فى الواقع كان الملك يجلس متكئاً بارتياح و عيناه الباردتان ذات اللون الفضي المتموج باللونين الأخضر و الرمادى تتأملانها و كأنه يجدها مذهلة تماماً .
الحمد لله أن شانتال ليست هنا إذ إن الملك نور سيتمكن من إغوائها بسهولة , فيتزوجها ثم يتخلى عنها فى أقرب فرصة.
قالت بنبرة لبقة لا تخلو من الحذر :"أنا أتطلع قدماً للتعرف على جلالته ومناقشة أفكاري المتعلقة بالزفاف معه"
سألها المترجم :"أفكارك؟"
لم تستطيع نيكول إخفاء عدم صبرها :"نعم , بالطبع . إنه زفافي و لدي أفكار بشأنه"
ساد الصمت للحظة ثم أمال الملك نور رأسه و انخفضت أجفانه و هو يتفحصها .راحت نظراته الباردة تتفحص وجهها متوقفة عند كل قمسة من قسماتها , متأملة انحناء عظامها و شكل شفتيها و نعومتها . فى هذا الوقت قام المترجم بشرح أفكارها للملك نور . ثم تكلم السلطان و نقل إليها المترجم فحوى كلامه :"جلالة الملك يتفهم أنك وصلت لتوّك و كل شئ يبدو جديداً و غريباً بالنسبة إليك . لكنه يطلب منك ان تثقى به بالنسبة لتفاصيل الزفاف إذ ستتم كلها وفقاً للتقاليد و عادات بلادنا"
ــ قل لجلالته من فضلك إننى أود الوثاق به بهذا الشأن . لكن الزواج هو مسألة شخصية جداً و أنا أصر على المشاركة فى التخطيط له"
ــ الملك يشكر اهتمامك و يؤكد لك أن لا حاجة بك إلى القلق أو الاضطراب. وبما أن إجراءات الزفاف قد حُددت لا شئ يمكنك القيام به خلال الأسبوعين القادمين سوى الاسترخاء و التعود على أسلوب الحياة فى بَرَكة.
لا شئ تقوم به خلال الأسبوعين القادمين سوى الاسترخاء ! شعرت نيكول بالارتباك إزاء جواب الملك هذا فسألته :"ما الذى سيحدث بعد أسبوعين ؟"
أحنى المترجم رأسه قائلاً :"سيتم الزفاف يا سمو الأميرة"
منتديات ليلاس
هذا لا يمكن ان يحدث! من المؤكد أن هناك مشكلة سببها اختلاف اللغات و هى ناتجة عن سوء الترجمة.
ــ أخشى ان هناك حلقة مفقودة هنا . هل تقول لي إن موعد الزفاف و التفاصيل المتعلقة به قد حُددت و أنتهى الأمر؟
ــ نعم
لم يمض سوى أقل من ساعتين على وجودها في بَرَكة , مملكة السلطان مالك نور التى تقع فى شمال أفريقيا و ها هى الأمور تخرج عن سيطرتها بشكل كبير . ما الذى حصل لخطتها؟ ماذا عن إجراءات الزفاف الهادئة و الخاصة التى حلمت بإتمامها فى أميركا؟
ــ وكيف حصل ذلك؟
أحنى المترجم رأسه بأدب و هو يقول :"لقد أختار جلالته يوماً مباركاً فى المفكرة الدينية و الثقافية"
نقلت نيكوليت بصرها من المترجم البدين إلى الملك نور الذى يجلس باسترخاء على الأريكة . سوف تكون الأمور أصعب مما تخليت . الملك نور هو من نوع الرجال الذين دأبت عن تجنبهم دوماً, إنه ذكي , بارع و هو أبعد ما يكون عن رجل يسهل التحكم به . استدارت نيكول نحو الملك لتنظر مباشرة فى عينيه و تعبر له عن سخطها , ثم قالت بنبرة صارمة :"لكن الملك لم يأخذ مفكرتي الخاصة بعين الاعتبار . لا يمكنه أن يحدد موعداً للزواج دون أستشارتي"
أومأ المترجم ثانية و غدت تعابيره أكثر جدية , لكنه ظل يتكلم بتهذيب بالغ :"جرت العادة أن يستشير الملك رجال الدين في مثل هذه الأمور"
ــ إذن فالملك هو شخص متدين!
لم يجبها المترجم على الفور و بدا واضحاً أنه يبحث في ذاكرته عن الكلمات المناسبة ثم قال :"الملك هو الملك . إنه حاكم بَرَكة...."
و إذا بطبع نيكول يغلبها فقالت :"و أنا الأميرة شانتال من أسرة دوكاس الملكية"

Rehana 14-03-13 12:39 PM

رد: 366 - عروس الصقر - سلسلة جين بورتر ( الجزء الاول )
 
إنها تكره التحدث إلى شخص ما عبر مترجم , لا سيّما إذا كان هذا الشخص ذا صفة ملكية .
ــ ربما من الأفضل أن تذكر ملكك أن أياً من الإجراءات لن تتم إلا بعد موافقتي.
تردد المترجم و بدا أنه لا يرغب فى ترجمة كلماتها هذه. فتصلب فك نيكوليت و قالت:"قل له ذلك من فضلك"
قال المترجم مكرهاً:"جلالة الملك...."
تحركت من مكانها بنفاد صبر ثم وضعت فنجان القهوة على الطاولة الخشبية المنخفضة و هى تقول :"ربما كان قدومي إلى بَرَكة غلطة كبيرة . لقد افترضت أن الملك مالك نور رجل مثقف و متحضر...."
و إذا بالملك يقاطعها :"أتعنين غربي الطباع؟"
ثم قام ببطء عن الأريكة ليعود فيسيطر على المكان بأكمله . ارتخى فك نيكول و شعرت فى الوقت نفسه بتقلص فى معدتها .إنه يتكلم الإنكليزية إذن! بالطبع هو يتكلم الإنكليزية , فحين بحثت على شبكة الإنترنت اكتشفت أنه أنهى دراسته فى جامعة أوكسفورد . ومع ذلك سمح بإتمام تلك المراسم و المقدمات و تلك المحادثة المربكة عبر مترجم . لقد جعل لقاءهما الأول يبدو كمقابلة عمل .
أمالت رأسها قليلاً فسقط الوشاح الذى كان يغطيه إلى الوراء ليكشف عن شعرها الأسود الطويل .و سألته :"لِمَ علينا استخدام مترجم؟"
ظهرت فى عينيه نظرة اعتذار خفيف :"ظننت أن ذلك يجعلك تشعرين بالارتياح أكثر"
هذا ليس صحيحاً فذلك يجعله هو أكثر ارتياحاً . صرت نيكول على أسنانها و ذكرت نفسها بأن عليها أن تفكر بطريقة شانتال و تكون هي نفسها شانتال . لكن طريقة شانتال فى التصرف جعلتها تصبح أشبه بممسحة للأرجل . ومع ذلك ذكرت نيكول نفسها إنه يريد شانتال لا أنت.
كان السلطان يقف بانتظار كلامها , فراحت عيناها تقدحان شرراً , مع أنها حاولت جاهدة أن تستعيد ابتسامتها الواهية . أومأت برأسها كما تفعل شانتال عادة و قد رأتها عدة مرات تقوم بذلك فى المناست الرسمية . ثم وقفت و قالت من بين أسنانها :"يا لهذه المراعاة! علي أن ....أشكرك حقاً"
التوت شفتا الملك نور بابتسامة باهتة :"ذلك من دواعي سروري"
ثم رفع يده فى إيماءة آمرة و سرعان ما غادر المترجم الغرفة على إثرها . ها قد أصبحا كلاهما واقفين على مسافة قريبة من بعضهما البعض , ما جعل نيكول تشعر بعدم الارتياح . راح السلطان يتفحص تعابير وجهها التى تنم عن الغضب للحظات طويلة قبل أن يشبك يديه خلف ظهره و يدور حولها . ها هو يقوم بتفحص دقيق للبضاعة قبل إتمام الصفقة , كأنه يتفحص جملاً في البراري قبل أن يشتريه . هذا ما فكرت به نيكول و لم يكن ذلك سهلاً عليها . وعاد يدور حولها مرة أخرى و يرمقها بنظرات شبيهة بنظرات صقر لا يفوته أي شئ .
قال بصوت مخنوق :"هل حزت على استحسانك أيها الملك نور؟"
لكن سخريتها تلاشت مع تلاشي صوتها . وشعرت بالخوف , إذ إن ما ينتظرها ليس أسبوعان من العطلة . خشيت على نفسها و ليس على شانتال . فالملك نور لديه خطة و خطته هذه سحقت خطتها تماماً . تذكرت ذلك وقلبها يخفق بسرعة جنونية.


نهاية الفصل الاول

اماريج 15-03-13 12:44 AM

رد: 366 - عروس الصقر - سلسلة جين بورتر ( الجزء الاول )
 
مفاجاة حلوة من قمورة :dancingmonkeyff8:
الف مبروك حبيبتي الرواية الجديدة
باين من يلي قرئته انو الرواية في غاية الجمال
موفقة في الكتابة والتنزيل

وهذه ورد لاحلى وردة في ليلاس
ويار ب ما ننحرم منك ابداااااا ياااااااغاليتي
http://www.liilas.com/up/uploads/lii...3300970221.jpg

زهرة منسية 15-03-13 01:39 AM

رد: 366 - عروس الصقر - سلسلة جين بورتر ( الجزء الاول )
 
هلا ريحانتى
بداية حلوة كتير رغم اول ما قريت استغربت و ضايقنى وجود المترجم يعنى ملك ومش بيتكلم إنجليزى
شخصية نيكوليت قوية و ضعيفة فى نفس الوقت بانتظاارك ريحانتى

Rehana 16-03-13 07:45 AM

رد: 366 - عروس الصقر - سلسلة جين بورتر ( الجزء الاول )
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اماريج (المشاركة 3291600)
مفاجاة حلوة من قمورة :dancingmonkeyff8:
الف مبروك حبيبتي الرواية الجديدة
باين من يلي قرئته انو الرواية في غاية الجمال
موفقة في الكتابة والتنزيل

وهذه ورد لاحلى وردة في ليلاس
ويار ب ما ننحرم منك ابداااااا ياااااااغاليتي
http://www.liilas.com/up/uploads/lii...3300970221.jpg

هلا والله بـهطلة
منورة الرواية .. اماريجي
هذا مفاجأة من كاتبة الرواية لي :toot:
الله يخليها ويحفظها من كل شر
هي بالفعل رواية جميلة
تسلمين على الورد الحلووة
والله لا يحرمنا من طلتك الجميلة

Rehana 16-03-13 07:48 AM

رد: 366 - عروس الصقر - سلسلة جين بورتر ( الجزء الاول )
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهرة منسية (المشاركة 3291625)
هلا ريحانتى
بداية حلوة كتير رغم اول ما قريت استغربت و ضايقنى وجود المترجم يعنى ملك ومش بيتكلم إنجليزى
شخصية نيكوليت قوية و ضعيفة فى نفس الوقت بانتظاارك ريحانتى

هلا والله .. زهوري

هذا بس حركات من مالك.. :lol:
هي نيكول قوية وضعفها الوحيد هو ليلي الصغيرة
منورة الرواية حبيبتي بتعليقك

Rehana 16-03-13 08:47 AM

رد: 366 - عروس الصقر - سلسلة جين بورتر ( الجزء الاول )
 

2 ـ أنا لست طفلة !


http://www.liilas.com/up/uploads/lii...2858211031.gifhttp://www.liilas.com/up/uploads/lii...2858211031.gifhttp://www.liilas.com/up/uploads/lii...2858211031.gif

أستمر الملك فى تفحصه لها فأكمل دورته الثانية حولها قبل أن يتوقف قابلتها تماماً, و هو لا يبعد عنها سوى بضعة سنتيمترات . حبست نيكول أنفاسها و هي تحاول جاهدة أن تحافظ على توازنها وألا تجفل مبتعدة أو ترمش بعينيها, فعليها أن تخفى تماماً ردات فعلها مع انه يثير أعصابها بشكل جنوني. بعد قليل قطع الملك نور ذلك الصمت الذى يسود بينهما ليقول :"أنت أطول قامة مما توقعت"
لقد ورثت نيكول طول قامتها من والدها , كما ورثت عنه الشعر الأشقر . وطولها هذا كان يسبب مشكلة للعديد من الرجال . وقالت :"و أنت أيضاً"
ضاقت عيناه و قال مفكراً :"كما ان لون بشرتك يبدو أفتح أيضاً"
ثم هز كتفيه متابعاً:"لكن أعتقد أن الناس يبدو مختلفون على شاشة التلفزيون"
ــ هل خاب أملك؟
ارتفع أحد حاجبيه الأسودين :"وهل قلت ذلك؟"
شعرت نيكول بالحنق من جديد . ولم تفهم سبب ذلك . فالرجال لا يسببون لها الارتباك في العادة , كما أنهم لا يجعلونها تشعر بالسوء . إنها تعرف جيداً كيف تسيطر عليهم من خلال نقاط ضعفهم , لكن السلطان لا يبدو ضعيفاً أو مغروراً ما يجعلها أقل قدرة على التعامل معه.
نظر مالك بهدوء إلى عينيها الزرقاوان الغاضبتين و هو يفكر فى أن أميرته تملك جسماً رائعاً ,كما تملك خدين بارزي العظام . أين أختفى وجه شانتال المنضبط الملكي القسمات؟ هذا الوجه ليس وجه أميرة مطيعة , فالوجه الذى أمامه الآن ملئ بالاحاسيس و الشراسة . لا شك لديه بأن هذه المرأة يمكنها أن تكون قوية, قوية جداً. و سيكون غبياً إذا ما صدق ما تقوله شفتاها الناعمتان الممتلئتان و خصلات شعرها الطويلة الملساء . وسألها قاطعاً الصمت الملئ بالتوتر :"ألم تحضري أحد معك؟ خادماً أو سكرتيرة أو أي شخص لينظم جدول مواعيدك؟"
منتديات ليلاس
هزت نيكول كتفيها :"لم أظن أن ذلك ضروري , يا صاحب الجلالة . لقد ألغيت أرتباطاتي كلها لأتفرغ لك تماماً"
ــ أرى فى ذلك مراعاة لي.
فقالت برزانة :"هذا ما أحاول القيام به"
ثم أحنت رأسها , ما جعلها تغفل عن تعابير مالك التأملية . أما هو فراح يفكر و هو ينظر إلى رأسها المنحنى أنها تخطط لشئ ما . ليس الأمر أنها لا تتحمل كلفة المساعدين . لكنها تود أن تختفى عن الأنظار و لم ترغب فى أن يرافقها أي من مساعديها المألوفين للناس . وفكر أن الأميرة تلعب لعبة ما , بدون شك . وقال بنبرة متعاطفة :"بما أنك لم تحضري معك أحداً ليساعدك يسرني أن أزودك بالمساعدين بنفسي . أفكر ببعض الأشخاص اللذين تم تدريبهم بصورة جيدة و هم سيشكلون نوعاً من الحماية لك"
ذلك العمق و تلك النبرة المخملية فى صوته أرسلت فى كيانها موجات من الارتعاش.
ــ جلالة الملك لست بحاجة إلى مساعدين , حقاً.
ضرب الملك باحتجاجها عرض الحائط و قال :"لديك جدول أعمال مكتظ أيتها الأميرة . أمامك مهمات كثيرة و نشاطات جمة و من المستحسن أن تحصلي على مساعدة لتنظيم مفكرتك و خزانتك على السواء"
أحمر خد نيكول . فهي لم تكن يوماً مهتمة بشئون الموضة , وقالت :"فى الواقع , لم أحضر معي سوى القليل من الملابس"

Rehana 16-03-13 08:48 AM

رد: 366 - عروس الصقر - سلسلة جين بورتر ( الجزء الاول )
 
و حاولت إخفاء اضطرابها الداخلى بابتسامة مصقولة . إنه ليس من الرجال الذين تسهل مناقشتهم . وتابعت تقول :"ظننت أن هذه الزيارة مجرد زيارة تمهيدية لمجرد التعارف و تحديد موعد الزفاف"
وضع الملك يديه في جيبي بنطلونه فبدا كرجل خطير ثم قال :"لكن الموعد قد حُدد بالتأكيد . لقد ناقشنا الأمر ....."
ــ جلالة الملك . نحن لم نناقش هذا الأمر مطلقاً.
سرها أن تتمكن من التحدث إليه بهذه النبرة الصارمة فهى لا تسمح لأحد من قبل أن يتعامل معها بإستعلاء و تابعت تقول :"لكنت تذكرت ذلك لو أنه حصل"
أومأ دون اهتمام ثم هز كتفيه قائلاً :"أعتقد أن أسبوعين هما مدة كافية , إذا ما أخذنا بالاعتبار أن كلينا نتوق لأن نسير قدماً فى هذا الزواج . أول شخص من فريق المساعدين سوف تقابلينه هو المسئولة عن تنظيم الزفاف....."
قاطعته نيكول قائلة :"أسبوعان من الخطوبة!"
شعرت أنها ممزقة بين الرغبة فى الضحك و بين الشعور بالسخط . هل فترة أسبوعين من الخطوبة تعد كافية لأميرة؟
ــ من المستحيل أن يتم التحضير للزفاف خلال أربعة عشر يوماً فقط.
ــ فترة أسبوعين تبدأ من يوم السبت ما يعنى أن لدينا ثمانية عشر يوماً .
الهدف ليس أربعة عشر أو ثمانية عشر يوماً , الهدف عدم الارتباط بموعد للزفاف على الإطلاق.
ــ لدي أفكاري الخاصة بشأن الزفاف يا جلالة الملك , كما فكرت ببعض الترتيبات.
ــ أحقاً؟
ــ نعم. بما أن أمي أميركية فكرت بأن نسافر إلى أميركا لإتمام الزفاف هناك. وما إن رأت تعابيره المتشككة سارعت إلى القول :"لقد أملت بأن أتزوج فى كنيسة الرعية التى تنتمي إليها في باتون روج فى مقاطعة لويزيانا"
تصلب فكاه و قال :"أنا لم أذهب من قبل إلى لويزيانا, وأنت؟"
ــ وأنا أيضاً . لهذا السبب أردت الذهاب الآن . أردت أن تحضر أسرة أمي....
ــ يمكنهما أن يحضروا إلى هنا للمشاركة في الزفاف.
ــ لكنهم.....
منتديات ليلاس
و ابتلعت ريقها بصعوبة و ثم تابعت :"....فقراء يا جلالة الملك . ومعظمهم لم يخرجوا خارج حدود مقاطعتهم فكيف بالسفر فى الطائرة إلى دولة أجنبية!"
ــ إذن سوف نرسل لهم طائرتي الخاصة . لقد حُلت المشكلة.
و سار السلطان باتجاه مكتب موضوع بالقرب من أحد الجدران البعيدة فتناول شيئاً من درجه الأعلى و عاد نحوها و هو يتابع قائلاً :"هذا جدول أعمالك"
و ناولها المفكرة التى يحملها فى يده :"كما ترين سوف تكونين مشغولة جداً فى المساعدة فى تحضيرات الزفاف هنا, هناك أمور ستقومين بها لوحدك و أخرى سنقوم بها معاً...."
قاطعته نيكول و هى تشعر بأن أصابعها تحترق من لمسة يده السريعة لها :"إيها الملك نور اعذرنى لأننى متبلدة الذهن. لكننى لا أفهم لِما لا نستطيع مناقشة ما لدي من أفكار تتعلق بهذا الزفاف"
رفع الملك رأسه لتقابل نظراته الباردة نظراتها . ثم قال بعد لحظة :"بالطبع يمكننا مناقشة ما لديك من أفكار فأنا أظن أن علينا إدخال العديد من التقاليد التى تعتمدها أسرتك فى مراسم الزفاف هنا. و هذا بالضبط ما أود أن تُطلعى منظمة الزفاف عليه. فسوف تلتقين بها فى وقت متأخر من هذا اليوم...."
ــ اليوم؟
ــ الليلة.
و هز كتفيه متابعاً :"كي نطمئن إلى أن جدول أعمالك لن تسبب الإزعاج , يمكنك مناقشته مع مساعدتك و المسئولة عن تنظيم حفل الزفاف . وذلك كي تكوني مرتاحة تماماً فى تادية ما عليك من واجبات , كما أن المرأتين ستجيبان عن أي سؤال تودين طرحه فى ما يتعلق ببرنامج نشاطاتك . أعتقد أنك ستجدينهما مفيدتين جداً لك."

Rehana 16-03-13 08:50 AM

رد: 366 - عروس الصقر - سلسلة جين بورتر ( الجزء الاول )
 
كبحت موجة من الذعر كادت تجتاحها . منظمة حفل الزفاف, ومساعدة شخصية...كم عدد المساعدين الذين ستحتاج إليهم؟
ــ أنا قادرة على الاهتمام بتحضيرات الزفاف بنفسى.
ــ أعرف أن لديك خبرة جيدة فى تنظيم حفلات الاستقبال و ما شابهها لكنك ستصبحين زوجتى و ملكة بَرَكة . ولا حاجة لأن تصرفي جهدك على الاهتمام بمثل هذه التفاصيل , لذا أحضرت أكثر الناس خبرة و احترافاً فى هذا المجال . أعلم أنك ترتاحين أكثر لمساعديك....
ــ لكننى لا أحتاج إلى مساعدين .
ابتسم لها ابتسامة لطيفة قائلاً :"بل تحتاجين.و سوف أساعدك فى التغلب على توترك هذا"
ــ أنا لا أشعر بأي توتر .
ابتسم لها ابتسامة أكثر لطفاً و قال :"بل أنت كذلك"
فى الواقع لقد كذبت نيكول فى ما قالته , فهي تشعر بتوتر كبير في هذه اللحظة . لكي تخفى القلق الذى تشعر به فتحت المفكرة الجلدية وراحت تقلب صفحاتها حيث طالعها العديد من الأسماء و المواعيد المدونة فيها: لقاء المساعدة الشخصية , الدرس الأول في اللغة العربية,القياس الأول لعباءة الزفاف, اختيار خاتم الزواج, الدرس الثانى فى اللغة العربية, حفلة الخطوبة الأولى,درس فى الثقافة, الدرس الثالث فى اللغة العربية, جولة برفقة الملك نور, الدرس الرابع فى اللغة العربية....و هكذا دواليك إلى أن يحين موعد الزفاف.
ثمانية عشر يوماً من النشاطات, ثمانية عشر يوماً من الادعاء بأنها شخصية أخرى,ثمانية عشر يوماً من التصرف على أنها ستصبح زوجة الملك نور...
ــ يبدو جدول أعمال مليئاً بالنشاطات و ذلك بصورة يومية
ــ بالضبط.
منتديات ليلاس
راح رأسها يدور . لقد فكر الملك بكل شئ, لقد وضع لها برنامج تدريب مكثف تحضيراً ليوم الزفاف . دروس في اللغة , دروس فى التجميل , ظهور علنى , نشاطات خاصة برفقة خطيبته..
ــ جلالة الملك نور....
صحح لها بتهذيب:"مالك"
عادت تقول و هي تفكر من أين تبدأ بشرح مخاوفها :"مالك, هل كل ذلك ضروري؟"
ــ سوف تصبحين ملكة البلاد.
ــ نعم , لكن يمكن تأجيل بعض هذه النشاطات إلى ما بعد الزفاف.
ــ من الأفضل أن تبدأي بالتعلم قبل موعد الزفاف....
أعلمتها نبرة صوته أن لا مجال للنقاش فى هذا الموضوع , وتابع قائلاً :"أتوقع أن تحملي بطفل مني فى وقت قريب بعد زواجنا و أنا أعلم أن النساء لا يستطعن القيام بالكثير من النشاطات أثناء الفترة الأولى لحمل . كل ما أتمناه أن أسهل عليك حياتك كى تتمكننى من التفرغ للحياة العائلية بعد الزواج"
هذا بالتأكيد ليس جزءاً من خطتها...فخطتها تقضى بإنقاذ ليلى عبر ذهابها إلى أمريكا , وليس التورط فى البقاء فى بَرَكة مع خاتم زواج فى إصبعها و طفل السلطان فى أحشائها . ومع أنها تحب الأطفال....أطفال الآخرين . إلا أنها ليست من نوع النساء الحاضنات اللواتى يشعرن بتوق إلى الأنجاب . أملت ألا تفضح نبرة صوتها ذلك الخوف الذى تشعر به حين قالت:" هل تفكر فى إنجاب الأطفال مباشرة بعد الزواج؟"
ــ ألا ترغبين أنت بإنجاب المزيد من الأطفال؟
المزيد ! آه , هذا صحيح . إنه يرى فيها أماً لأولاده إذ يعرف أن شانتال لديها أبنة. فما الفرق إن أنجبت له خمسة أو ستة أولاد؟
ــ نعم , بالطبع. لكننا ما زالنا غريبين عن بعضنا البعض....
ــ لن نبقى كذلك فى الأسابيع القليلة المقبلة .

Rehana 16-03-13 08:51 AM

رد: 366 - عروس الصقر - سلسلة جين بورتر ( الجزء الاول )
 
ثم أومأ مشيراً إلى المفكرة التى تحملها فى يدها بتراخ , وتابع يقول :"إذا راجعت جدول مواعيدك سوف تلاحظين أننا سنمضى فترة لا بأس بها من الوقت كل يوم. في بعض الأيام سوف نتناول العشاء بمفردنا و في أيام أخرى سنكون مدعوان معاً و في غيرها سنذهب إلى الأسواق لشراء الحاجيات الضرورية كسرير الزوجية على سبيل المثال"
سرير الزوجية! يا له من قدر أسوأ من الموت!
شعرت نيكول أن الدماء تختفى من وجهها . إنها لا تريد سرير زوجية , فهى لا تنوى مشاركة مالك ذلك السرير كزوج و زوجة . الإعجاب به هو شئ و الزواج منه لبقية حياتها هو شئ آخر . لسوء الحظ فإن الملك نور يرغب فى الأسراع بالقيام بإجراءات الزواج وصولاً إلى الاحتفال بالزفاف و هو لا يترك لها أي مجال للخلاص.
أليس هذا ما تنبأ لها به جدها ريمى ؟ألم يردد دائماً أن نيكول سوف تلتقى يوماً برجل يكون نداً لها ؟ فقد كان يقول :"ليس جميع الرجال من الصنف الذى يرتمى تحت قدميك ما إن تشيري بأصبعك. . هناك رجال يمكن التحكم بهم و قيادتهم و هناك آخرون لا يقبلون إلا بتسليم زمام القيادة بأنفسهم"
راح مالك يراقبها و هو يرى القلق واضحاً فى عيني أميرته الزرقاوين . لم ير فى حياته عروساً أقل حماسة منها إلى الزواج . إنه متفهم لمخاوفها و قلقها فهو نفسه قد شعر بمثل تلك المخاوف و ذلك القلق حين أدرك أن عليه أن يتزوج , فمسالة الوراثة أصبحت ملحة بعد محاولة الاغتيال التى تعرض لها العام الفائت . كما أن شقيقه الأصغر خالد لا ينوي مغادرة لندن و مع أن مالك لديه شقيقات و هؤلاء لديهن عدد من الصبيان الصغار كما لديه أقرباء عديدين من الذكور إلا إن أياً من هؤلاء لم يبق في بَرَكة . وهكذا أصبحت مسألة الوراثة متعلقة به وحده و بات بحاجة إلى وريث و ها هو قد أختار الأميرة دوكاس لتمنحه هذا الوريث.
ــ لا أريدك أن تشعري بالقلق.
ثم أضاف بنبرة مهدئة :"سوف أكون زوجاً مخلصاً و لن أتزوج من امرأة أخرى , وسأكرس نفسي للاضطلاع بمسؤولياتي كزوج و شريك وفي"
كاد رأس نيكول ينفجر , وقد راحت تلك الكلمات ... زوج... شريك...تطفو فى ذهنها المعذب. ثم قالت و أصابعها الطويلة معقودة حول المفكرة :"معظم الملوك يستخدمون غرفتي نوم منفصلتين ,أليست هذه هي العادة هنا؟"
ــ اعتاد والدى أن يتشاركا غرفة نوم على الدوام.
ــ آه !
منتديات ليلاس
و إذا به يعاجلها بالسؤال :"ألم يكن والديك كذلك؟"
إنها تفقد تركيزها , فالملك نور شديد الذكاء و سريع البديهة و مباشر . إنه يتطرق إلى مواضيع لم تشأ التحدث عنها حقاً
ــ زواج والداي كان زواجاً مبنياً على الحب .
لقد تزوج والداها على الرغم من إرادة جديها لوالدها , وجاء زواج والدها و هو الأمير المدلل من والدتها نجمة البوب الأميركي بمثابة صدمة لهما. و ظن الجميع يومها أن هذا الزواج لن يدوم طويلاً . إلا أنه و خلافاً للتوقعات دام لمدة عشر سنوات . وقد ظل والداها سعيدين معاً حتى قُتلا في حادثة سير على الطريق البحري بالقرب من سان تروبيز . ألقت نيكول نظرة سريعة على المفكرة فى يدها , ثم قالت :"يبدو أننى سألتقي بمساعديّ بعد ساعة و نصف من الآن"
ــ بعد أن تأخذي قسطاً من الراحة و تنعشي نفسك سوف يحضرون لك الشاي و السندوتشات إلى غرفتك الخاصة. و سيكون لديك وقت كاف لأخذ قيلولة صغيرة.
فجأة عاودها طبعها المشاكس , فراحت تقلب صفحات المفكرة الجلدية بعصبية :"أحقاً؟ هل أنت متأكد؟ لا أرى ذلك مدوناً في مفكرتي"
لم يخفض الملك نور بصره لينظر إلى المفكرة بل وقف هناك بكل بساطة وراح يراقبها . وبعد برهة قال :"أيتها الأميرة شانتال , إذا لم تكوني راغبة بهذا الزواج ما عليك إلا أن تقولي ذلك "
نبرة السيطرة الهادئة التى تنبعث من صوته ملأت قاعة الاستقبال الأنيقة .
شعرت نيكول بالخجل لأنها فقدت هدوءها تماماً فأغلقت المفكرة الجلدية ببطء, وضمتها إلى صدرها قائلة :"إني آسفة"

Rehana 16-03-13 08:52 AM

رد: 366 - عروس الصقر - سلسلة جين بورتر ( الجزء الاول )
 
انتظر مالك إلى أن رفعت بصرها عن السجادة القرمزية اللون التى تمتد تحت قدميها و قال :"أنا لا أصوب مسدساً إلى رأسك أيتها الأميرة و هذا الأمر لا يتم بالإكراه . إذا لم تقتنعي بأنني عريس مناسب لك تكلمي الآن . فهذا هو الوقت المناسب لإلغاء جميع الخطط و ليس قبل أسبوع فقط أو ربما يوم فقط من موعد الاحتفال بالزفاف.لا زال هناك أسبوعان حتى موعد الزفاف و نحن لم نقم بأي احتفالات علنية الآن بعد. إذا كانت لديك أي تحفظات أخبريني بها , فأنا لن أحاكمك . وأعدك بأنني لن أغضب منك أو أقسو عليك"
راحت كلماته ترن في أذنيها و أكثر ما تذكرته منه هو قوله: إذا كان لديك أي تحفظات....بالطبع لديها تحفظات , بل هذا كل ما لديها. لاشئ مما يحصل هو حقيقي , لا شئ مما يتناقشان بشأنه سوف يتحقق. إنها منافقة ...تقف هنا و تكذب عليه بل إنها تخدعه عن سابق تصور و تصميم . لكن كيف يمكنها أن تقول له الحقيقة؟ إذا ما أخبرته من هي حقاً و لِما هي بـ بَرَكة سيقوم بفسخ خطوبتهماعلى الفور و يتوقف عن تقديم المساعدة لها . وستذهب كل جهودها لتحرير ليلى و شانتال أدراج الرياح .كلا...لا تستطيع أن تخبره بذلك . لا يمكنها التوقف عما بدأت به قبل أن يصلوا إلى أميركا و تتمكن من إبعاد شانتال و ليلى إلى هناك بأمان,عندها فقط يمكنها أن تستقل طائرة عائدة إلى بلدها.
بدا واضحاً أن مالك بدأ يفقد صبره فقال يحثها بهدوء :"حسنا ماذا ؟"
أغمضت نيكول عينيها و أجبرت نفسها على تجاهل كل شئ باستثناء وجه ليلى الصغير.ليلى...إنها أشبه بفراشة صغيرة ضعيفة و حساسة إلى حد مؤلم. مجرد التفكير بـ ليلى العالقة في لاكروا جعل نيكول تتميز غضباً . كيف يستطيع الناس...المجتمع...أن يكونوا غير منصفين؟ يجب أن تنشأ الفتيات دون خوف أو تهديد كما يجب أن تتوفر لهن الحماية .
فتحت نيكول عينيها لتقابل نظرات مالك القاتمة و قالت:"تحفظي الوحيد هو أنني لا أرغب بأن أتزوج بعيداً عن أولئك الذين أحبهم"
منتديات ليلاس
كذب, كذب , كذب. إنها تود إتمام مراسم الزفاف فى أميركا فقط لأن أميركا بلاد واسعة و الناس في لويزيانا متعاطفون مع بعضهم البعض ...و لاشك بأن شبكة الأصدقاء القدامى و أقرباءها البعيدين سيوفرون غطاء جيداً لـ شانتال و ليلى ما إن تذهبا إلى هناك متخفين.
ــ سوف أشعر بالارتياح أكثر إذا ما أخذت بالاعتبار أفكاري....و طلبي .
حدق مالك إليها للحظة طويلة , بعثت الحرارة فى كيانها قبل أن يحنى رأسه قائلاً :"إذا كان هذا الأمر يعنى الكثير لك , نعم. سوف آخذ أفكارك بالاعتبار و أفكر أكثر بطلبك هذا "
شعرت نيكول بموجة مربكة من الارتياح تجتاحها , يمكنها القيام بذلك .
هكذا حدثت نفسها مشجعة و قالت :"شكراً لك جلالة الملك "
ــ كوني واثقة بأننى أريدك أن تكوني سعيدة فزواجنا أمر مميز . ويوم الزفاف سيكون يوماً وطنياً في بَرَكة و سيتم نقل الاحتفال عبر شاشات التلفزيون. و هكذا سيتمكن شعبنا بأكمله من مشاركتنا الاحتفال .
ــ هذا ممتاز.
لن تضغط عليه أكثر من ذلك . مع أن جزءاً من ارتياحها قد تلاشى . إذ إن الوقوف إلى جانب السلطان و المئات بل الآلاف من أفراد شعبه يراقبونهما لن يكون بالأمر السهل بالنسبة إليها.ومع ذلك قالت:"يا لها من فكرة مذهلة!"
ألتمعت نظرات عينيه الفضيتين :"شكراً لك، و الآن دعيني أريك جناحك الخاص ,فأنا واثق أنك تودين قضاء بعض الوقت لوحدك"
ما إن أصبحت في غرفتها , حتى أخرجت نيكول مفكرتها الخاصة من حقيبتها وراحت تنقب فى صفحاتها بسرعة و هى تتفقد الملاحظات التى دونتها , فنادق , سيارات أجرة , أرقام مصارف أرقام هواتف خرائط وسط المدينة فب باتون روج و المناطق المجاورة لها. كل ما عليها هو أن تعمل على وصول الجميع إلى هناك .

Rehana 16-03-13 08:53 AM

رد: 366 - عروس الصقر - سلسلة جين بورتر ( الجزء الاول )
 
لم يمض الكثير من الوقت حتى سمعت قرعاً على الباب , فاضطرت إلى إغلاق مفكرتها و إعادتها إلى مكانها فى الحقيبة . مررت أصابعها فى شعرها و توجهت لتفتح الباب و سرعان ما وقع بصرها على مجموعة من النساء يقفن فى الباحة أمامها . ها قد أتى فريق مساعداتها . أمضت النسوة ساعتين من الوقت و هن يتحدثن و يقدمن أنفسهن إليها . وكل منهن تشرح لها كيف يمكنها أن تقدم لها المساعدة و جميعهن يتكلمن لغة إنكليزية ممتازة.
المسئولة عن تنظيم الزفاف امرأة شابة و مليئة بالحيوية لكن لم تتح لها فرصة كبيرة للتحدث في التفاصيل المتعلقة بالزفاف. علياء المساعدة الشخصية لـ نيكوليت هي امرأة جميلة ذات شعر أسود وعينين لطيفتين كما كان هناك عدد من الخادمات المخصصات للأميرة . كاد رأس نيكوليت ينفجر لكثرة ما سمعت من الأسماء و الوجبات ... إنها لم تحصل على هذا العدد من المساعدات.
عند الساعة التاسعة و الربع فُتح باب غرفة نيكول من جديد و دخلت امرأة شابة جذابة ترتدي ملابس أنيقة هي عبارة عن عباءة ذات لون أخضر زمردي أطرافها موشاة بتطريز ذهبى اللون . وما أن دخلت المرأة إلى الغرفة حتى وقفت النساء اللواتى يجلسن حول نيكول ثم انحنين قائلات :"أهلاً سيدتى"
بدت المرأة الشابة فى سن نيكوليت , اقتربت منها و على وجهها ابتسامة باردة ثم قالت :"آسفة على التأخير"
وقفت أمام نيكول مباشرة للحظة و هى تتفحصها من رأسها حتى أخمص قدميها و تابعت تقول :"أنا اللايدى فاطمة قريبة السلطان و أحد أفراد الأسرة المالكة. طلب مني قريبي أن أساعدك للتعرف على عاداتنا و تقاليدنا"
و مع أن كلمات فاطمة بدت مهذبة إلا أن نيكول شعرت أن نبرة من التحفظ تشوب صوتها , اللايدى فاطمة لا نية لديها بأن تصبح صديقتها , لكن ليس عليها أن تشعر بالتهديد فـ نيكول لا تنوي البقاء في بَرَكة بصورة دائمة . فما أن تصل برفقة السلطان إلى أميركا حتى تنتهي هذه التمثلية .
منتديات ليلاس
أخيراً غادرت النساء غرفتها قرابة منتصف الليل. فارتمت نيكول على سريرها و هى تشعر بإنهاك . وفكرت أن العديد من الناس باتوا متورطين فى هذه المسألة. وكثرة الأشخاص قد توقع في مشاكل.
شدت قبضتها على غطاء السرير الحريري و هي تعلم أنها إن لم تكن فائقة الحذر فسوف تجد نفسها عالقة فى أتيك إلى الأبد , متزوجة من السلطان و أماً لأبنائه. أما جدها ريمي فسوف يطلق ضحكة عالية و هو يقول : نيكول تزوجت....نيكول أصبحت مليكة بَرَكة و حاضنة لأطفال السلطان .
في العادة لم تكن نيكول تصحو من النوم و هي فى مزاج سيء , لكن الأحلام التى راوتدها هذه الليلة كانت حادة و سيئة . و فى الوقت الذى دخلت فيه إلى الحمام الضخم المجاور إلى غرفتها و الذى يحتوى على مغطس كبير مكسو بالآجر الأبيض ,كان الرعب قد تغلغل فى عضلات جسمها و مسامه كلها .فركت جسمها بالصابون المعطر ثم غسلته و نشفته بسرعة قبل أن ترتدى ثيابها .
عادة ما يكون ذهنها صافياً عند الصباح أما الآن فلم تكن لديها أية أفكار أو أجوبة و لا أي مجال ممكن للهروب مما هي فيه.وحتى لو أرادت الهرب , فكيف يمكنها الخروج من هنا بحق الجحيم؟
راحت تمشط شعرها الداكن الطويل وتلفه على شكل كعكة أنيقة فوق رقبتها, وإذا بذلك الصوت الصغير فى داخلها يقول لها : حسناً , إذا كنت حقاً تودين الهروب يمكنك أن تعترفي له بالحقيقة . لكن إذا أخبرته بالحقيقة فسوف تبقى ليلى في لاكروا . إلا إذا ....وقع الملك فى حبك . آه , من المخجل أن تفكري باستغلال الرجل على هذا النحو . حسناً , لطالما وقع العديد من الرجال في حبك , ولم تشعري بالقلق من قبل على مشاعرهم المجروحة....
سمعت طرقاً على باب غرفتها فشعرت بالارتياح لانتشالها من أفكارها تلك.
أخذت أحد دبابيس الشعر التى تضعها في فمها و شكته مثبتة به الكعكة التى لفتها فوق رقبتها ثم قالت :"أدخل"
دخل مالك إلى الغرفة قائلاً :"هل أقاطع شيئاً؟"
سحبت دبوس شعر آخر من بين أسنانها و غرزته فى شعرها قبل أن تجيب :"أنا فقط أصفف شعري"
بعد دخوله الغرفة أقفل الباب خلفه :"لديك شعر جميل"

Rehana 16-03-13 08:54 AM

رد: 366 - عروس الصقر - سلسلة جين بورتر ( الجزء الاول )
 
نبرة الصدق في عبارة المجاملة غير المتوقعة جعلت خديها يتوهجان . وقالت :"شكراً لك"
ــ لطالما أحببت لون الشعر هذا , وقد أعجبنى بالأمس لون شعرك المتموج .
لم تعرف نيكول بما عليها أن تجيب , لقد أحضرت قنينة صبغة شعر بنية اللون و صبغته بنفسها :"أنا أشعر بالإطراء , جلالة الملك"
و تابع يقول :"إنه أمر غريب , لكننى لم أكن يوماً منجذباً إلى الشقراوات"
هزت نيكول رأسها فأنفلتت كومة الشعر التى تشكل الكعكة و التى ثبتتها جيداً بعد فوقعت الدبابيس منها و انسدل شعرها فوق كتفيها ثم قالت :"أنت لا تحب الشقراوات؟ لكن الرجال يحبون الشقراوات..."
ــ لا أريد أن أبدو متحيزاً , لكن....
ــ لكن ماذا؟
ــ حسناً. من خلال تجربتى. وجدت أن معظم الشقراوات...سطحيات منهمكات فى شؤونهن الذاتية . كما أنهن أقل ذكاء.
شعرت بالسخط لإطلاقه هذا الحكم السخيف على النساء استناداً إلى لون شعرهن. وإذا به يغير الموضوع قائلاً :"هناك سبب لحضوري الآن. بما أن شقيقتك اتصلت منذ قليل , فكرت أن الأمر لابد أن يكون ملحاً"
ــ أيهما؟
ــ يمكننى أن أقسم أنها قالت أن أسمها شانتال
ــ هذا مستحيل !
لابد أن شانتال ارتكبت خطأ و ذكرت أسمها الحقيقي.
ــ بالضبط.
منتديات ليلاس
و التقت نظرته بنظرتها و هو يتابع :"فـ شانتال موجودة هنا"
ــ ربما قالت لك أنها جويل فبدا الاسم شبيهاً بـ شانتال.
ــ ربما
ــ أو نيكول .
و لمحت بريق ابتسامة يلوح في عينيه كما ظهرت على شفتيه ابتسامة سخرية باردة. ما الذى يفكر به يا ترى ؟ ما الذى يعرفه؟
أجابها و هو يبحث في جيبه ثم يخرج الهاتف الخليوي:"لم يبدُ الاسم شبيها باسم نيكوليت . بدت شقيقتك هذه متأنقة ,متكلفة. و مما سمعته عن شقيقتك نيكوليت لا أعتقد أنها هي"
سخريته جعلتها تشعر بالتوتر . إنه لا يعرف نيكوليت , ومع ذلك فهو يتكلم عنها و كأنه هو نفسه أحد حكماء عصره . كان يحمل الهاتف في يده و يمد يده نحوها مستفسراً إن كانت ترغب في استخدامه :"ألا تودين الاتصال بها ؟ ستجدين الرقم محفوظاً هنا"
و تساءلت نيكوليت من تراه المتصل ؟ جداها لا يعرفان حتى أنها هنا...إذن من الواضح أن أياً منهما لن يتصل بها . جويل تعرف أن نيكول مسافرة لكنها تظن أنها تقوم بزيارة إلى لاكروا برفقة شانتال . لم يبقى إلا شانتال , لابد أنها هي المتصلة . لكن نيكول لا ترغب بالاتصال بها بحضور الملك نور . لذا قالت :"سوف أتصل بها لاحقا"
ــ قد يكون الأمر ملحاً , ما عليك سوى أن تضغي زر إعادة التشغيل .
حاولت نيكول ألا تنظر إليه و هي تأخذ الهاتف من يده , ثم تمر بقربه لتقف بالقرب من النافذة موجهة أنظارها بأتجاه الفناء الداخلي الجميل. ضغطت زر إعادة التشغيل و سمعت رنين الهاتف ثم سرعان ما وجدت نفسها تسمع صوت شانتال :"الحمد لله , إنك أنت"
لم تضيع شانتال وقتها بالمقدمات أو التحية و تابعت :"أنا قلقة جداً عليك"
قالت نيكول كاذبة :"لا داعي للقلق كل شيء على ما يرام"
ــ إذن, كيف تسير الأمور؟

Rehana 16-03-13 08:55 AM

رد: 366 - عروس الصقر - سلسلة جين بورتر ( الجزء الاول )
 
ــ أنا بخير صدقينى.
ــ هل تسبب لك بأية مشكلة؟
ــ كلا
و ألقت نظرة سريعة من فوق كنفها , فالتقت عيناها بعينى مالك .كان يراقبها باهتمام لا يخلو من التسلية .
ــ كيف حال ليلى؟
أخذت شانتال نفساً صغيراً وقالت:" لقد وضعنا خطة. اتصلت بإحدى صديقات أمي , أندريا و وافقت على مد يد المساعدة لنا ما إن نصل إلى باتون روج"
ــ هذا أمر جيد.
ساد الصمت للحظة على الطرف الآخر من الهاتف ثم قالت شانتال بهدوء : "أقدر ما تقومين به من اجلنا .مع أننى لست واثقة بأن هذا الصواب....لازلت أظن أن هناك مخاطر فظيعة بالنسبة إليك...."
قاطعتها نيكول :"لا داعي للأسف أو التفكير بالأمر مرة أخرى. أقوم بذلك من أجل ليلى . أنا أحبها يا عزيزتي و أنت تعلمين ذلك"
ــ نعم , أعلم .
ــ حسناً.
شعرت نيكول بأنقباض في قلبها . ما زال عليها أن تقوم بالكثير . بمجرد سماعها صوت شقيقتها , أدركت نيكول مرة أخرى مقدار الآمال التي تعلقها عليها. و تابعت تقول :"سوف نتحدث معاً في وقت قريب"
انتهت المكالمة و أعادت نيكول الهاتف إلى الملك نور قائلة :"شكراً لك . كنت على حق فهذه مكالمة هامة"
ــ سمعتك تذكرين أبنتك , أرجو أن تكون بخير .
تذكرت نيكول عيني ليلى الزرقاوين الواسعتين, و أجابت :"نعم"
ــ متى ستنضم إلينا ؟
دفعت ابتسامة متوترة إلى وجهها و قالت :"قريباً....كما آمل"
أومأ الملك ثم قال متردداً :"لن أراك ثانية حتى وقت متأخر من هذه الليلة و أتخيل أنك أطلعت على مفكرتك اليوم . هل لديك أسئلة بشأنها؟"
ــ أنا لست طفلة يا جلالة الملك.
ــ لم أظن مطلقاً أنك كذلك.
شعرت بأن طبعها الحاد يكاد ينفجر و قد ملأتها الانفعالات المتناقضة بشحنات من الغضب . فهي لم تشعر من قبل بمثل هذا الانجذاب إلى شخص و هذا الشخص بالذات ليس مناسباً على الإطلاق لإقامة علاقة معه . فانفجرت قائلة :"إذا لِمَ أعدتنى إلى نظام المدرسة دون استشارتي أو حتى سؤالي عن الأمر؟ هناك دروس متواصلة بدءاً من الصباح و حتى فترة بعد الظهر , وعليّ أن أبدأ بعد خمس عشرة دقيقة بدرس في اللغة العربية يستمر ساعتين "
ــ لقد قمت بما هو ضروري فقط....
قاطعته نيكول بحدة :"اعذرني جلالة الملك لكن هناك قرارات علي أن أتخذها بنفسي"


نهاية الفصل الثاني

حياة12 16-03-13 09:51 AM

رد: 366 - عروس الصقر - سلسلة جين بورتر ( الجزء الاول )
 
ريحوووووووووووووونتى :dancingmonkeyff8: :dancingmonkeyff8:

تسلم ايديكي يا جميل على التنزيل و لصديقتك على الهدية الفصلين رووووووووووووووووعة شوية عليهم
الملك نور اووووووووووووووووووووووووه يجنننننننننننننننننننن :421:

انا برضه فى الاول معجبنيش وجود المترجم بس عجبتنى طلته :peace:
اتاريه فى الاخر طلع بيشتغلها :lol: لا بس بجد خطيييييييييييييييييييييييييييير احبيبى يا نور

و لا لما قالها لو عندك تحفظات قولى هههههههههههههههههههههههه راااااااااااااااااااائع عجبنى جدااا ان الكاتبة خلت البطل عربي و مسلم دي حاجة متوقعتهاش بصراحة فى الغالب الغرب بيصوروا العرب همج و متخلفين
لكن الملك نور بصرف النظر عن جاذبيته فهو ذكي و سريع البديهة و شخصية قوبة و مسئولة :)

ضموني لو سمحتم لجيش المعجبات بتوعه :peace:

هههههههههههههه و لما شانتال اتصلت و قالت اسمها الحقيقي موتتنى من الضحك تحــــــــــفة لا و هو بيمدح فى لون شعرها و معجب به اوووووووووى و بيكره الشقروات هع هع هع

بس بصراحة انا بعتب على مالك ليه يخطب شانتال؟ مانا بتكلم عربي و شعري ممكن اصبغه انا كمان عادي فكان الاولى انه يخطبنى :)

تسلم ايديكي ريحونتي و ميرسى كتيييييييييييييييييير على الفصلين متابعاكي باذن الله طبعا :peace:

هى بتنزل امتى؟



Rehana 19-03-13 07:17 AM

رد: 366 - عروس الصقر - سلسلة جين بورتر ( الجزء الاول )
 
هلا والله بـ اسراااااااااااااائي

الله يسلمك يارب .. خخخخخخخخخخخخ.. شفت الملك نور يجننن
صحيح كلامك .. بصورنوا بطريقة بشعة .. وانا كنت عايزة اترجم رواية من هذا نوع بس بطلت
هههههههههههه حياك الله بينا انا وزهوري .. هذا شعرها البني له سالفة .. راح تكتشفيها في النهاية :lol:

ههههههههههههههههههه.. موتني ضحك .. خلاص اعملي الى بدك اياه .. بس اذا رفضك مش تزعلي
لأن الملك نور بحب نيكول مش شانتيل ههههههههههههههه
الله يسلمك ويعافيك يارب
انا بحاول انزل فصلين كل اسبوع .. نفسي اكثر .. بس الدوام هالكني

نورتني ياقمرايا.. موووووووووووووووواه

Rehana 19-03-13 07:32 AM

رد: 366 - عروس الصقر - سلسلة جين بورتر ( الجزء الاول )
 

3 – الأميرة المنتظرة


http://www.liilas.com/up/uploads/lii...2858211031.gifhttp://www.liilas.com/up/uploads/lii...2858211031.gifhttp://www.liilas.com/up/uploads/lii...2858211031.gif

توقفت نظرات عينيه الفضيتين الباردتين على وجهها . ثم قال :" من الطبيعي أن يقوم الرجل بما هو أفضل من أجل امرأته"
شعرت نيكول بإرتعاشة في عمودها الفقري امرأته ! لكنها ليست امرأته و لا نية لديها بأن تصبح كذلك. قالت :"يصعب على المرأة أن تحترم رجلاً لا يسمح لها باستخدام دماغها "
ــ إنه ليس تدريباً على ممارسة السياسة , أيتها الأميرة . ما أطلبه منك بكل بساطة هو أن تتعلمي لغتنا و تقاليدنا....
ــ طيلة اليوم.
توتر فكاه و قال :"فى الواقع ذلك لا يشبه التعليم في المدرسة , فأنت ستتعلمين برفقة قريبتى فاطمة . وأنا أتوقع أن تصبحا أنتما الاثنتان صديقتين حميمتين رائعتين "
صديقتين حميمتين رائعتين! عادت نيكول بالذاكرة إلى الليلة السابقة و إلى الترحيب الفاتر الذى قابلتها به فاطمة.أن السلطان يحلم بل شك.
ــ نعم , لقد التقيت باللايدى فاطمة .لكن يا جلالة الملك مشكلتي ليست مع المعلمة بل مع الدروس نفسها. فأنا أشعر بالقلق لأنه لم يمض على قدومي أربع و عشرون ساعة بعد, و ها أنا قد فقدت....
منتديات ليلاس
و توقفت عن الكلام قبل أن تتلفظ بكلمة "السيطرة" . لم تكن تشعر بالاستياء لأنها ستتعلم لغة جديدة , بل لأنها فقدت السيطرة على حياتها بسرعة بل على خطة الزواج و ما يحيط بها حتى على استقلاليتها هي نفسها . ها هي في أقل من أربع و عشرين ساعة على قدومها تشعر بأنها أحد الممتلكات بدلاً من كونها امرأة .
جاهدت نيكول لكي تجد طريقة أكثر دبلوماسية للتعبير عما تشعر به , فقالت :"أسألك يا جلالة الملك أن تمنحني حرية أكبر في تنظيم جدول نشاطاتي"
ــ لكن , ماذا يمكنك أن تفعلى خلاف ذلك؟ كل ما اخترته لأجلك جيد و مفيد لك.
ــ هذا بالضبط ما أقصده يا جلالة الملك . ترغب النساء باتخاذ خياراتهن بأنفسهن.
تنهد مالك و ألقى نظرة سريعة على ساعته ثم هز رأسه قائلاً :"مهما يكن هذا الأمر مثير للاهتمام إلا أن لدي زوراً ينتظرون في مكتبي . وأخشى أننى أمضيت في هذا النقاش وقتاً أكثر من اللازم. يؤسفني أن خياراتي لا تجعلك تشعرين بالسعادة لكننى أتوقع أن تتمتعي بالدروس ما إن تبدأي بها"
استدار الملك مبتعداً و سار باتجاه الباب . فيما وقفت نيكول تراقب خروجه و هي تشعر بالذهول . إنه جاد في ما يقول , لقد أنتهى الأمر . طار صواب نيكول لفكرة أنه ضرب بكلامها عرض الحائط فعاودتها حدة طباعها ثانية, فنادته قائلة :"لن أذهب لتلقي الدروس . سوف أعيد النظر فى ذلك البرنامج و أرى إن كنت أستطيع القيام بنشاطات تناسب احتياجاتي أكثر "
آه لقد أثار ذلك انتباهه .كبحت نيكول ابتسامة الرضى التى كادت تغطي وجهها و هي تراه يقف عند الباب , ثم يستدير ببطء إلى الوراء . غدت نظرات عينيه الرماديتين القاسيتين كما غدت تعابير وجهه عنيدة . ثم قال :"برنامج الدروس نهائي"
ــ لا شيء في الحياة نهائي.
و رفعت ذقنها بعد ان غدا طبعها ملتهباً و ثارت انفعالاتها . وتابعت تقول :"لا أريد أن يملي على أحد ما أفعله . أنا لم أقطع هذه المسافة الطويلة كى أصبح ممسحة للأرجل هنا"

Rehana 19-03-13 07:34 AM

رد: 366 - عروس الصقر - سلسلة جين بورتر ( الجزء الاول )
 
انتصب رأس الملك ذو الشعر الداكن و تصلب فكه ثم ردد ببطء :"ممسحة للأرجل ؟ أجد هذا الوصف مهيناً جداً . أنا أكن الكثير من الاحترام للنساء . و النساء فى حياتي مدللات و مصانات و إذا كان لديك اعتراض على تعلم لغتنا...."
ــ المسألة ليست تعلم اللغة يا جلالة الملك.
قالت ذلك وهي تشير باتجاهه فيما تجمع السخط والإحباط في داخلها فلم تعد تستطيع السكوت و تابعت :"أنا لا أمانع في تعلم لغتكم , لكنني لا أستطيع الانغماس في دروس اللغة مباشرة بعد وصولي إلى هنا . الناس في بلادك يتكلمون لغتين , فالجميع في بَرَكة يتكلمون اللغة الفرنسية و كذلك الأمر في بلادي . فنحن نتكلم الإسبانية و الفرنسية"
شبك مالك ذراعيه فوق صدره قائلاً :"لكن اللغة الفرنسية هي جزء من ماضينا الاستعماري فيما اللغة العربية هي لغة المستقبل"
وقفت نيكول في مواجة السلطان و شبكت ذراعيها كما يفعل هو تماماً مقلدة وضعيته بهزء و قالت :"لِمَ ترغب إذن بالزواج من امرأة أوروبية يا جلالة الملك ؟ لابد ان هناك العديد من الأميرات العربيات , طالما هذا هو مستقبلك"
لم يُجيب عن سؤالها إلا أنه انحنى باتجاهها و قد عقد حاجبيه معاً , أما نيكول فحبست أنفاسها بصورة غريزية ما إن اقتربت شفتاه من أذنها و هو يقول :"لم يفت الأوان بعد على وضعك على متن أول طائرة و إعادتك إلى بلادك"
صرت نيكول أسنانها و ضاقت عيناها
ــ ربما يجدر بك أن تفعل ذلك. إذ يبدو أنك لست مستعداً لمواجهة المعنى الحقيقى للزواج يا جلالة الملك فجأة شعرت نيكول بيده تمسك بمؤخرة عنقها و بأصابعه تلتف حول بشرتها الدافئة الحساسة , فسرت في جسمها ارتجافة . وقال :"لا يمكنك إلقاء اللوم كله عليّ أيتها الأميرة , فأنت تغيرت كثيراً . منذ شهر كنت أكثر حماساً لهذا الارتباط . ومنذ أسبوعين أبديت توقاً و رغبة كبيرين للزواج"
منتديات ليلاس
قربها منه إلى أن شعرت نيكول بدفء جسده , بطاقته المكبوتة , بقوته الداخلية . هذه المرة لا يمكنها الهرب منه إلى أن يقرر بنفسه متى سيتركها . وسألها :"ما الذي غيرك بهذا الشكل شانتال ؟ تبدين سيئة الطباع اليوم"
ــ أنا لست سيئة الطباع بل أنا صريحة فقط .
إنه يسيطر عليها برجولته محاولاً التحكم بحياتها كما أن غطرسته تثير سخطها . فلا داعي لتقييدها و حشرها بالقرب من جسمه كما يفعل الآن , جاعلاً إياها ضعيفة و تابعت تقول :"يبدو أنه من غير المسموح لي أن أبدي رأياً"
راحت أصابعه تمسد عنقها . أحبت نيكول لمسته . لكنها كرهت قوة سيطرته عليها .
أجابها بهدوء :"بل من المؤكد أنه يسمح لك بإبداء الرأي , لكن حتى الآن لم تظهر آراؤك سوى التأفف و الانزعاج...."
ــ وهل أنت معتاد على إجبار الآخرين على إطاعتك بالقوة يا جلالة الملك؟ أفهم جيداً أنك السلطان هنا , لكن من المؤكد أن الآخرين ...أفراد أسرتك و من هم حولك , يُسمح لهم بالحد الأدنى من حرية الكلام , أليس كذلك؟
رد الملك و هو يضغط بأصبعه على شفتيها :"ما ترمين إليه يفوق مسألة حرية الكلام , وفي الواقع سمعت كل ما أرغب بسماعه منك"
ــ حسناً ! أنا لن أهدأ!
قالت ذلك بالرغم من إصبعه الذي يسكتها . تكلمت كي تدفعه إلى قول المزيد و لكي تحمي نفسها من الضياع . التوتر الذى ساد بينهما بدا كاسحاً , ولم تشعر نيكوليت في حياتها بمثل هذا الخوف.
ــ ألن تفعلي؟
أخذت نفساً سريعاً ضحلاً في محاولة لاستعادة السيطرة على نفسها و قالت :"كلا"
و كأنها سمعت صوت شانتال في رأسها سمعت عدم موافقتها على موقفها هذا. فـ شانتال لم تقم و لا يمكن أن تقوم بتحدي رجل على هذا النحو , إنها تؤمن باللباقة , و الدبلوماسية , والهدوء . لكن نيكول الآن أبعد ما تكون عن الهدوء .

Rehana 19-03-13 07:35 AM

رد: 366 - عروس الصقر - سلسلة جين بورتر ( الجزء الاول )
 
أنخفض رأس مالك فلفحت أنفاسه خدها و هو يقول :"لا يمكننى القبول بزوجة غير مطيعة"
اخترق صوته العميق كيانها مرسلاً شحنات كهربائية فى داخلها . وشعرت بتوق شديد إليه , إلى صوته , إلى قوته و إلى سطوته . أحست بالاختناق و هي تقول لنفسها : أنت خرقاء , لابد أنك فقدت صوابك إذا كنت تفكرين بالملك نور على هذا النحو.
رفع مالك ذقنها و حدقت عيناه الرماديتان بقوة في عينيها , فرأى النار و التمرد اللذين لم تستطيع إخفاءهما:"أنت ترفضين الاستسلام"
كاد رأسها ينفجر إثر لمسته فقالت :"و لِمَ علي أن أستسلم ؟ إذا كنت جاداً في رغبتك في الحصول على زوجة مثقفة و لديها تقدير لذاتها و يجدر بك أن ترحب بأفكاري هذه"
ــ أنا أرحب بها , لكنني لا أتوقع عروساً تتحدى رغباتي كلها.
ــ لم أصبح عروسك بعد , كما أنك لا تبدي رغبات بل تعطي أوامر فقط . هناك فرق كبير بين الأمرين , وكلانا يعرف ذلك.
و أرجعت رأسها إلى الخلف ثم وضعت يديها على صدره و دفعته عنها . لا سبيل لأن تدعه يخضعها لسيطرته.
ــ و إذا كانت رغبتي هي أن تتابعي دروساً في اللغة؟
شعرت بنظراته على جسمها و كأنها لمسات فقالت بصوت أجش :"سآخذ رغباتك بعين الاعتبار"
لابد أنه أدرك تأثيره عليها و أدرك قوة الأحاسيس التى أثارها في داخلها. "لا ضرورة لأن نتشاجر على كل الأمور بيننا"
جاء صوته أجش كصوتها تقريباً فشعرت بخدر دافئ يحتاج كيانها .
ــ أنت لا تحب أن يناقشك أحد, أليس كذلك؟
منتديات ليلاس
سعل مالك و كأنه ينظف حنجرته و قال :"كلا"
و غدت عيناه الرماديتين أكثر دفئاً و ازداد عمق اللون الأخضر فيهما :"هناك أشياء أفضل من الشجار لأقوم بها عندما أكون برفقة امرأة , لاسيما إذا كانت هذه المرأة (امرأتي)"
ها هو يقولها مرة أخرى (امرأته). المزيد من التملك ...و هي لا ترغب بأن تكون إحدى ممتلكاته . ثم تابع بنعومة و في صوته نبرة الإكراه :"و الآن, لنرى إن كان الأمر سينجح أيتها الأميرة شانتال . آمل منك أن تتكرمي و تتابعي صفوف اللغة و الثقافة التي ستبدأ بعد...."
ألقى نظرة سريعة على ساعته ليتابع :"....ربع ساعة من الآن . إن اعتيادك على ثقافتنا أمر ذو أهمية بالنسبة لي . فهل يمكنك أن تتدبري أمر إدخال هذه الدروس ضمن جدول نشاطاتك المكتظ؟ "
إنه حقاً لم يترك لها خياراً آخر . اللعنة عليه ! مالك نور هو شخص يصعب التعامل معه حقاً.
أجابت باقتضاب :"سوف أراجع مفكرتي و إذا وجدت أن لدي فراغاً هذا الصباح سأبذل جهدي لأبدأ الدرس الأول"
كلماته , لمسة يديه, ابتسامته الواثقة تجعلها ترتعش بصورة خرقاء . وكأنما تلاشت الحدود بينهما . و قال :"سوف تفعلين . كلانا نعلم أنك سوف تفعلين . أنت الآن في بَرَكة و قريباً ستغدو رغباتي أوامر بالنسبة إليك"
ثم أخذ يدها فى يده و قبلها :"تمتعى بوقتك برفقة فاطمة . أتطلع شوقاً لسماع تقرير مفصل عن سير دروسك هذا المساء"
راقبته نيكول و هو يغادر الغرفة , شاعرة بكتلة من الهستريا تتجمع فى صدرها . كيف ستتمكن من إقناعه بالذهاب إلى أمريكا ؟ كيف ستتمكن من إقناعه بأي شيء على الإطلاق ؟ إنه يطلب خضوعاً....و لا شيء سوى ذلك. وراحت تقول لنفسها : إنك فى ورطة كبيرة وسوف تغرقين. و السؤال الوحيد هو كم تبقى لها من الوقت قبل أن تغوص إلى القاع!
التقت نيكوليت بـ فاطمة في غرفة استقبال واسعة جيدة التهوئة . في تلك الغرفة فتحت المصاريع الخشبية التي تغطي النوافذ المقوسة الشكل على إتساعها , ما سمح لأشعة الشمس الساطعة بالدخول , فانعكست أنوارها على الجدران ذات اللون البرتقالي و على الأرض الرخامية التى يمتزج فيها اللونان الأسود و التبنى في تآلف رائع.

Rehana 19-03-13 07:36 AM

رد: 366 - عروس الصقر - سلسلة جين بورتر ( الجزء الاول )
 
بدا لـ نيكول أن درس اللغة هذا قد امتد إلى ما لا نهاية . ثم حملت إليهما إحدى الخادمات صينية من الحلوى باللوز و الشاي المعطر بنكهة النعناع . راحت فاطمة تحرك السكر في الشاي و هي تسترق النظر إلى نيكوليت :"أتعلمين أيتها الأميرة أنه يقال عندنا إن المرء لا يستطيع الهرب من أمرين : الموت و الزواج؟"
وابتسمت فاطمة ثم ناولت نيكول كوباً من الشاى قائلة :"و هذا صحيح كما تعلمين. فمكان المرأة هو المنزل و دورها هو الاهتمام بالأسرة"
هزت نيكول كتفيها و قد شعرت بالنبرة العدائية في صوت تلك المرأة . وقالت :"ذلك لا يشكل مشكلة بالنسبة لي أيتها اللايدي فاطمة . فلدي أبنة و أنا أشعر بالارتياح للبقاء في المنزل . لقد فعلت ذلك طيلة سنوات "
راحت فاطمة تنفخ بلباقة في فنجان الشاي الساخن :"إذن سوف تتزوج أبنتك فى ما بعد رجلاً يتم اختياره لها "
أجفلت نيكول و هي تتصور أبنة أختها و قد أجبرت على الزواج بأحدهم على الرغم من إرادتها . ذلك لن يحصل مطلقاً
ــ لا سبب يدعو ليلى كي تفعل ذلك.
ــ ليس بعد ....لكن إذا ما تزوجت من السلطان...
و ابتسمت فاطمة ابتسامة متصلبة جعلت عينيها الداكنتين اللون تلمعان كالعقيق المصقول قبل أن تتابع قائلة:"....على أولادك الآخرين أن يتبعوا تقاليدنا , وسيكون من الأفضل لـ ليلى أن تفعل ذلك أيضاً"
لم تتمكن نيكوليت من الإجابة و شعرت بتيار بارد يجتاحها من الداخل زارعاً الخوف في قلبها و قالت معلقة :"لم يتحدث إليّ قريبك بهذا الشأن مطلقاً"
منتديات ليلاس
رشفت فاطمة رشفة من فنجانها و قالت :"ربما لم يفعل بعد . لكن سوف يفعل لاحقاً, بعد أن أعرفك على ثقافتنا . تعلمين أن هذه هي وظيفتي...تعريفك على أسلوب الحياة عندنا "
حدقت نيكول داخل فنجانها الصغير و غدت الانفعالات حارة في صدرها لتحل محل البرودة التي غلفت قلبها من قبل . هل أخذت شانتال هذه الأمور بعين الاعتبار ؟ الحمد لله إن شانتال ليست هنا ....الحمد لله إنها لا تستطيع سماع هذا الحديث.
أحنت فاطمة رأسها :"بالعودة إلى حديثنا عن ابنتك هل ترين أن من العدل معاملتها كأنها منبوذة ؟ أمن العدل التعامل معها بطريقة مختلفة عن تلك التى سوف يتم التعامل بها مع أبناء السلطان؟ أرجو أن تكوني قد فكرت جيداً بها, بما هو خير لها. برأيك , ما سيكون شعورها حين تدرك أنها مختلفة؟ و كيف ستؤثر خياراتك على مستقبلها"
ضغطت نيكول لسانها إلى سقف حلقها و شعرت بأنها تكاد تختنق ثم قالت :"لايدي فاطمة ابنتي ما تزال في الرابعة من عمرها ....في الرابعة من عمرها فقط أي أنها ما زالت طفلة صغيرة . وأظن أن من السابق لآوانه التفكير بهذا النوع من الخيارات بالنسبة إليها"
ــ لكن الوقت يمر بسرعة.
كلا, إنه لا يمر بسرعة كافية ! هكذا فكرت نيكول و هي تشعر بالسخط . إنه بالكاد يتحرك ...لقد أصبحت رفقة فاطمة لا تُحتمل .
بعد أن عادت إلى غرفتها , ألقت نيكول نظرة سريعة على مفكرتها و هي لا تصدق أن بإمكانها أن تقضي كل صباح مع فاطمة كل ذلك الوقت الذى يشبه الجحيم. شعرت بالإهانة لأن القرارات قد اُتخذت عنها في ما يتعلق بأتفه التفاصيل بما فى ذلك تناول القهوة و الطعام.
سواء شعرت بالإهانة أما لا , ليس لديها سوى وقت قليل يكفي لتنعش نفسها و تبدل ثيابها قبل أن يحين موعد العشاء . وتبعاً للمفكرة نفسها سوف تتناول العشاء الليلة برفقة الملك نور و سيكونان وحدهما . وها هي علياء تنتظرها و قد أحضرت لها ثياباً هي عبارة عن بنطلون ذيلون زهري باهت مع رداء طويل و ضيق من الحرير. و قالت لنفسها و هي في طريقها إلى جناح الملك , إن عليها النظر إلى لقائهما معاً في هذه الليلة كفرصة مناسبة للحديث , إنها فرصة للنجاح و لا مجال فيها للفشل.

Rehana 19-03-13 07:37 AM

رد: 366 - عروس الصقر - سلسلة جين بورتر ( الجزء الاول )
 
تناولا الطعام على الطريقة الغربية , حيث قُدم لهما الطعام على طاولة صغيرة في إحدى زوايا فناء أنيق . كانت المشاعل و الشموع حولهما مضاءة تعكس أنوارها على الجدران المبلطة فتظهر جوانب قطع الموزاييك بوضوح كبير . أثناء العشاء حاولت جاهدة إيجاد طريقة تبدأ بها الحديث عن مخاوفها فى ما يتعلق بالزفاف و....و اللايدي فاطمة , مع أن الزفاف له الأولوية بين الأمرين , لكن الفرصة لم تسنح لها لذلك. فقالت :"تلقيت الدروس المخصصة لهذا اليوم"
وانكمشت لأنها لم تجد بداية ملائمة للحديث غير هذه و مع ذلك....
ــ يبدو أن اللايدي فاطمة.....واسعة الاطلاع.
ــ إنها كذلك فعلاً
أجبرت نيكول نفسها على القول :"قالت لي أموراً جعلتنى أشعر بالقلق"
ــ حقاً؟
لم يكن رده مشجعاً , لكنها عادت تقول :"على الرغم من ثقافتها الواسعة بدت متحفظة , على الأقل في ما يتعلق بالأدوار التى تلعبها المرأة في مجتمعكم"
حرك كتفيه قليلاً فبدا النور متراقصاً فوق تقاسيم وجهه, وبدا متحكماً في نفسه إلى أبعد الحدود :"لطالما كانت فاطمة مرتاحة لوضعها كامرأة . وهي تتقبل وجود فوارق بين الرجال و النساء"
أتراه يحاول أن يثير حفيظتها؟
ــ إنها تبدو مناسبة تماماً لك . يفاجئني أنك لم تفكر بالزواج منها.
تصادمت نظراته مع نظراتها و قال :"و هل قلت أنا ذلك؟"
ــ هل اقترحت عليها الأمر إذن؟
ــ كلا , أنا أكن لها احتراماً كبيراً إلا أنها بمثابة أخت لي .
ــ هل سبق و طلبت يد إحداهن للزواج ؟
منتديات ليلاس
لم تكتشف لها تعابير وجهه عن أي شيء . أما نبرة صوته فبدت فاترة و هو يجيبها:"لقد انتظرت وقتاً طويلاً قبل أن أفكر بالزواج , انتظرتك طويلاً"
ــ لست أنا....
ــ بلى أنت أيتها الأميرة.
لم تعرف نيكول ما عليها أن تقول بعد ذلك . ربما يجدر بها أن تشعر بالسرور لأنه يفسح لها المجال للتحدث عما يساورها من قلق بالزواج .
ــ هل تسنى لك الوقت لتفكر بما اقترحته عليك؟ الأمر يعني لي الكثير حقاً...في الأبرشية التى تنتمى إليها أمى .
حاولت إبقاء نبرة صوتها عادية , على الرغم من أن أصابعها راحت تعقد فوطة الكتان خاصتها تحت الطاولة .
ــ أمك كانت أمريكية الجنسية , أليس كذلك؟
ــ أعلم أنك تود أن تتزوج هنا في أتيك , لكن ربما يمكننا أن نقوم بتسوية . فبدلاً من الاحتفال مرة واحدة بالزفاف يمكننا أن نحتفل مرتين . بحيث نذهب إلى باتون روج لنقيم احتفالاً في الكنيسة هناك , ثم نعود إلى هنا و نقيم احتفالاً رسمياً وفق تقاليد بَرَكة
ــ أنحتفل مرتين ؟
ــ هذا ليس أمراً غريباً يا جلالة الملك....
ــ مالك, من فضلك . إننا ناقش موضوع زفافنا .
الطريقة التى لفظ بها كلمة (زفافنا) جعلت الدم يندفع إلى خديها , فأومأت بارتباك و قالت بصوت متقطع :"الاحتفال بالزفاف مرتين أصبح شائعاً هذه الأيام إنها طريقة جيدة للتقرب بين الثقافات"
زم مالك شفتيه و قال بعد تردد:"ربما . أنا لم أفكر بذلك من قبل , لكن لا يمكن القول بإنه أمر غير وارد على الإطلاق "
هذا رائع! تنفست نيكول بارتياح إلا أن ارتياحها هذا بدا مشوباً بالتوتر...
شعرت بعاطفة شخصية تجاهه...أمر لا علاقة له بـ شانتال و ليلي إنما يتعلق بانجذابها إليه.

Rehana 19-03-13 07:38 AM

رد: 366 - عروس الصقر - سلسلة جين بورتر ( الجزء الاول )
 
و أضاف مالك و كأنه يفكر بصوت مرتفع :"إذن سوف نتمم مراسم الزفاف هنا أولاً طالما أنك هنا الآن . وهكذا تبقى خطة الزواج على ما هي عليه . وبعد إتمام المراسم في القصر , يمكننا السفر إلى لويزيانا ودعوة أصدقائك و أفراد أسرتك للانضمام إلينا هناك"
كلماته هذه نسفت أحلامها كلها . يا لسخافتها ! يا لسخافة ذلك الحلم النهاري الذى روادها و هي مستلقية فى السرير بعد ظهر ذلك اليوم ! إنه سلطان و هي أميرة....حتى أنها ليست الأميرة التى يريدها حقاً.
ــ جلالة الملك.
و ما أن لاحظت عبوسه حتى تداركت الأمر و تلفظت باسمه :"مالك , أقدر لك أخذ اقتراحي بالاعتبار . وأنا شاكرة لك موافقتك على السفر إلى أميركا . لكن إذا كنا سنقوم بذلك , فأنا أفضل في الواقع أن نجري المراسم في الكنيسة أولاً ...أود أولاً أن أكون عروساً بالفستان الأبيض"
ردد كلماتها مفكراً:"بالفستان الأبيض !"
و عندما تذكرت نيكول أن من المفترض أنها شانتال فدفعت إلى وجهها بابتسامة مشدودة و قالت :"أعلم أنني فعلت ذلك من قبل لكن ذلك أمر....تقليدي"
ــ وأنت الشقيقة المتمسكة بالتقاليد, أليس كذلك؟
ثم اتكأ إلى الخلف مبتعداً عن الطاولة فيما راحت أنوار الشموع تتراقص مضيفة على الطاولة أمامهما لوناً ذهبياً ممتزجاً بالزهري.
ــ أشارت هذا الصباح إلى أن الدوكاسيين هم أنصاف فرنسيين . أليس كذلك؟
منتديات ليلاس
و فكرت نيكول يا لها من ضربة سريعة لا شك أنه رجل ذكي...إنه يسيطر على أحاسيسها و يتحكم بها و عليها أن تأخذ ذلك الأمر بالاعتبار جيداً . وأجابت :"أنصاف فرنسيين و أنصاف إسبان"
و بعد لحظة من التوقف استجمعت حواسها مدركة أنها تحتاج إليها أكثر من أي لحظة في حياتها . هذا الرجل لا يفوته أي شيء و هو يتذكر كل كلمة تتفوه بها. و تابعت تقول :"مع أن العديد من الملوك الدوكاسيين اتخذوا زوجات إنكليزيات عبر التاريخ"
ــ إذن فأنت تتقنين تكلم....
ــ الفرنسية و هي لغة أبي , الإنكليزية و هي لغة أمي. أما مربيتنا فكانت من سيفيل فكنا نتكلم معها باللغة الإسبانية.
ــ وهل تتقنين لغات أخرى ؟
هدأت ضربات قلبها و تمكنت من استعادة هدوئها فقالت :"أتقن اللغة اللاتينية بالتأكيد كما أعرف القليل من اللغة اليونانية و القليل من الإيطالية و يمكنني تدبر أمري فى اللغة الألمانية"
ــ أنت متعددة اللغات إذن !
هزت نيكول كتفيها :"أنا متخصصة في الرياضيات . لكن يقولون إن القدرات اللغوية و القدرات الرياضية تقع في الجهة نفسها من الدماغ."
ــ هذا مثير للاهتمام.
وراحت أصابعها تنقر بهدوء على الطاولة فيما تظهر التفكير العميق على تعابير وجهه و قال :"لم أكن أعلم أنكما أنت و نيكوليت قد درستما الرياضيات معاً في الجامعة.....
جاءت كلماته بمثابة صدمة لعقلها فذكرتها أنها تقوم بدور شانتال ... تصرفي كما تتصرف شانتال ! لكن ذلك كان أصعب مما توقعت نيكول . فهي لم ترغب يوماً بأن تكون شخصاً آخر إلا نفسها . وقالت باستخفاف :"نحمل كلتانا الجينات نفسها "
ــ بمناسبة الحديث عن الجينات , لقد التقيت والدك في إحدى المرات .
قال مالك ذلك مغيراً مجرى الحديث مرة أخرى , ما جعلها تفقد تركيزها للحظة.
ــ كان ذلك منذ سنوات طويلة و أنا في سن المراهقة. سمعته يلقى خطبة في أحد اجتماعات القمة الأوروبية كان شخصاً لامعاً.

Rehana 19-03-13 07:39 AM

رد: 366 - عروس الصقر - سلسلة جين بورتر ( الجزء الاول )
 
ــ لقد أحب ميليو من كل قلبه....
و تراءت لها صورة المرفأ القديم في بلادها , الشوارع الضيقة المحاطة بالأشجار , المزارع الجميلة المنتشرة فوق التلال الصخرية . وأكملت :"...لطالما أراد لها الأفضل . وكان مستعداً لأقصى التضحيات من أجلها..."
قاطعها السلطان قائلاً :"باستثناء التخلي عن والدتك . فوالدتك لم تكن موضوع نقاش أبداً , أليس كذلك؟"
والدتها ....نجمة البوب الأميركية اللامعة....المنحدرة من أصل فقير.
أجابت نيكول بسطحية :"كان ليتخلى عن العرش لو أنه أجبر على التخلي عنها"
استقرت نظرات مالك على وجه نيكول المتوهج :"هل كنتما متفاهمتين معاً"
ـ نعم, كثيراً.
لقد أحبت نيكول والدتها إلى حد كبير , أنهما متشابهتان في نواح كثيرة . فهما الاثنتان لا تخشان أي شيء و تابعت تقول :"أنا سعيدة لأنها لم تكن أميرة نموذجية و لأنها ذات أصول فقيرة ...أميركية من الطبقة الكادحة . لم تكن تأخذ بأي شيء على أنه مسلم به"
ظهرت إحدى الخادمات تحمل صينية عليها أبريق من القهوة مع فنجانين صغيرين . وفيما كانت الخادمة تسكب القهوة راحت نيكول تتساءل كيف وصل بهما الحديث إلى هذه النقطة . انتظر مالك رحيل الخادمة و قال :"هل تقومين أنت بالدور نفسه مع ليلي ؟ كيف هي علاقتك بابنتك؟"
منتديات ليلاس
مرة أخرى شعرت نيكول بالضياع و التشتت و تذكرت أن كل ما يقومان به و كل ما يقولانه ليس سوى كذبة كبيرة . من المفترض أنها تقوم بدور شانتال لكن عوضاً عن ذلك ها قد استمرت تتحدث باندفاع و تجيب على أسئلته بصراحة و انفتاح .
فكري كما تفكر شانتال ....و كأن نيكول ترى عيني شانتال في مخيلتها , مدركة أنها أم رائعة بل هي ذروة الأمومة . فقالت بعد برهة :"أعتقد أنني أكثر اهتماماً بحماية أبنتي مما كانت عليه أمي. كما أظن أن ليلي تشعر بالطمأنينة أكثر من معظم الأولاد الآخرين . وهي حساسة و شديدة التأثر"
أخذ مالك رشفة من فنجانه الصغير :"ربما لأنها فقدت والدها في مرحلة مبكرة من عمرها"
لم تستطيع نيكول منع فكيها من التوتر . أرماند....أرماند ....كم تكره الأمير أرماند ثيبوديت . وافقته بهدوء إلا أن صوتها بدا بارداً :"ربما , وربما لأنها أكثر وعياً ممن هم في مثل سنها و كأن حدسها ينبؤها بأن الأمور ليست على ما يرام....ليس كما يجب"
حدق مالك بها متفحصاً و بدا الفضول و التأمل على قسماته . وبعد حوالي دقيقة تحرك في مقعده ليغدو أكثر ارتياحاً فاتكأ إلى الخلف , أما هي فقد جعلتها حدة نظراته تحترق من الداخل إلى الخارج . وقال :"مما فهمته , زواجك الأول لم يكن مبنياً على الحب؟"
شعرت نيكول بانقباض في معدتها و صعب عليها أن تركز أفكارها فقالت :"إنه أبعد ما يكون عن ذلك"
ــ ومع ذلك ها قد أتيت إلى بَرَكة ...
لأننى لا أملك خياراً آخر . هذا ما أردت أن تقوله له. أنت ضغطت على شانتال , وشانتال لديها ما يكفي من الضغوطات . وأخيراً قالت:"أريد أن أرى ليلي سعيدة"
و بطريقة ما شعرت بثقل العالم يرزح فوق كتفيها . ففي أقل من ثمان و أربعين ساعة التفت الشبكة حولها و هي لم تعد نيكول و لا أصبحت شانتال . لم تعد تعرف من تكون .الشيء الوحيد الذي تعرفه هو أن التفاعل الكيميائى بينهما و بين الملك نور ذو قوة بدائية....إنه مذهل...و هي لم تتجاوب مع أي شخص من قبل على هذا النحو , كما تعرف أن لا مجال....لا مجال على الإطلاق لأن تدع هذه الجاذبية بينهما تؤثر على حواسها و حياتها.

زهرة منسية 20-03-13 08:32 PM

رد: 366 - عروس الصقر - سلسلة جين بورتر ( الجزء الاول )
 
مشكورة كتير كتير كتير ريحانتى
كان نفسى الرواية دى تنزل مكتوبة علشان أقدر أحملها على الموبيل لأنى بحبها كتير كتير كتير
و من دلوقتى بقول لـ حياتى (إيسو) كله إلا مالك أبعدى عنه و حبى اللى تحبى تصبغى شعرك تتكلمى إشالله هندى
لا اللغة ولا لون الشعر و لا شانتال تفرق معه
و أنا هنا بتكلم بلسان نيكوليت خليكى بعيد يا بنت

حياة12 21-03-13 10:33 AM

رد: 366 - عروس الصقر - سلسلة جين بورتر ( الجزء الاول )
 
ريحوووووووووووونتي :dancingmonkeyff8:

تسلم ايديكى الفصل مذهل و الملك نووووووور اوووووووووووووووووووووووه راااااائع راااااااااائع رااااااااائع :421:

اييييييييييييه يا زهورتي فيه ايه؟ ده انا ما صدقت ان بطل عجبني و مش عايزة اشتمه .. خطيرررررررررر شوفتيه و هو مسيطر حبيبى مالك ده

و بعدين هو حيلاقي زيي فين؟! ده مفيش مني غير 40000 واحدة بس!!!

بس بصراحة موقف نيكول صعب جدااا انا نفسى بتلخبط و احتار لما سألتها على بنتها و زفافها .. بس حاسة ان مالك شاكك فيها مش عارفة الاحساس ده مضبوط و لا لأ

اما فاطمة دي فهى تييييييييييييييييييت و بلا شك .. غايظانى جداااااااا و سخيفة كده و رخمة اخر 10 حاجات

ما تعملوا معروف و تخلصوني منها يا بنات و حدفع لكم اللى انتم عايزينه :peace:

تسلم ايديكى ريحونتى على الفصل الرااااااااااااااااائع ده :55: :55: :55:

و كل سنة و انتم طيبين :)

زهرة منسية 21-03-13 07:59 PM

رد: 366 - عروس الصقر - سلسلة جين بورتر ( الجزء الاول )
 
أنا اللى فيه أيه برضوا و لا أنتى اللى فيه أيه كدة بقالك فترة متغيرة و كل الأبطال عجبينك و قلت التيتتتتتتتتتتتتتتتت و قلبتى على البطلات الله يعنهم عليكى و على لسانك

حياة12 22-03-13 04:57 AM

رد: 366 - عروس الصقر - سلسلة جين بورتر ( الجزء الاول )
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهرة منسية (المشاركة 3296091)
أنا اللى فيه أيه برضوا و لا أنتى اللى فيه أيه كدة بقالك فترة متغيرة و كل الأبطال عجبينك و قلت التيتتتتتتتتتتتتتتتت و قلبتى على البطلات الله يعنهم عليكى و على لسانك


هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه هههههههههههههههه
:97(1): :97(1): :97(1):

ليه كده يا زهورتي ؟ :cgE05050:

بس تصدقي انا فعلا حاسة انى اتغيرت :(

بس برضه مالك ده حبيب هاااااااااااااااااااااااارتى :c8T05285:
و مش حتنازل عنه ابداااااااااااااااااااا مهما يكووووووووووون اوووووووووووووه مالك :421:

Rehana 23-03-13 11:43 AM

رد: 366 - عروس الصقر - سلسلة جين بورتر ( الجزء الاول )
 
بتصدقوا يابنات انا حبيت البطلين من بداية الرواية
دائما كنت بصف البطلات ههههههههههه
بس هذا المرة .. الملك نور .. بهرني بإسلوبه الطيف من جنس اللطيف وتفكيره بشعبه
كيف ما نحبه ؟؟؟ هههههههههههه

استمتعت جدا حبيباتي بتعليقاكم المشوقةو المرحة بنفس الوقت ^^

Rehana 23-03-13 12:10 PM

رد: 366 - عروس الصقر - سلسلة جين بورتر ( الجزء الاول )
 

4 – نمرة في المتاهة


http://www.liilas.com/up/uploads/lii...2858211031.gifhttp://www.liilas.com/up/uploads/lii...2858211031.gifhttp://www.liilas.com/up/uploads/lii...2858211031.gif


بعد عودتها إلى غرفتها في وقت متأخر من ذلك المساء استلقت نيكول على سريرها وراحت تحدق بالمصاريع الخشبية التي لا تسمح إلا لكمية قليلة من النور بالتسرب خلالها . ولم تستطيع أن تجعل دماغها يهدأ .
موعد الزفاف بعد أقل من أسبوعين و هي لا تعلم بعد كيف ستتخلص من هذه الورطة . ماذا لو لم تتمكن من مغادرة بَرَكة ؟ ماذا لو لم تستطيع فسخ الخطوبة في الوقت المناسب؟ لا مجال على الإطلاق لأن تمضي قدماً في هذا الزواج ...حتى لو كان ذلك من أجل إنقاذ ليلي . لكن صوتا صغيراً في رأسها أيقظها فتنهدت و أغمضت عينيها . إنها تدرك أنها سوف سوف تتزوج بطائر اللقلق إذا كان ذلك سينقذ ليلي. لكن ...آه , ليتها تجد سبيلاً آخر ...لابد أن هناك سبيلاً آخر ...
مرة أخرى استيقظت نيكول و هي في مزاج سيء . إنها تكره الكذب و تمقت النفاق. وها هي ستمضي يوماً آخر مدعية أنها شخص آخر . كانت علياء قد حضرت لها الفطور في الفناء الخاص بغرفتها . وبعد أن ارتدت أحد الأثواب الحريرية الطويلة من خزانتها خرجت نيكول لموافاتها و قد ربطت شعرها على شكل ذيل حصان في أعلى رأسها .
جلست علياء معها و هي تتناول فطورها ثم قالت لها و هي تتأمل مفكرتها :"سيكون هذا اليوم مليئاً بالمشاغل, دروس في اللغة , دروس في الثقافة , ثم الذهاب من أجل قياس ثوب الزفاف...."
ــ كلا.
منتديات ليلاس
رفعت علياء بصرها عن المفكرة في يدها قائلة :"هل تودين تناول الغداء قبل الذهاب لقياس الثوب؟"
ــ كلا , كلا . لا أريد الذهاب من أجل القياس....
ــ لن يستغرق الأمر سوى ساعة واحدة.
غطت نيكول وجهها بيديها ثم فركت جبينها . كم تكره ذلك الصداع الذى يبدو أنه لن يفارقها هزت رأسها قائلة :"أنا فقط أتمنى....أعنى....لِمَ لا نؤجل ذلك القياس؟"
لا فائدة من التذمر فـ علياء ليست من وضعت جدول مواعيدها و لا يمكنها أن تغيره.
تمكنت نيكوليت من تحمل الدروس الصعبة و شعرت بالسرور عندما تحول موضوع الدرس إلى الجغرافيا . وضعت فاطمة أمامها خريطة بَرَكة و المناطق المجاورة لها و اهتمت نيكوليت بالتعرف على مختلف المعالم الجغرافية الهامة كسلاسل الجبال ,الأنهار , و الصحاري الكبرى. وما لبثت فاطمة أن طوت الخريطة فجأة وسألتها :"ما الذى تعرفينه عن حفلات الزفاف عندنا؟"
فأجابت نيكول :"لا أعرف سوى القليل"
تابعت فاطمة تقول باقتضاب :"يجدر بك أن تعرفي عنها . فهي ذات أهمية كبرى كما أنها باهظة التكاليف"
ثم التوت شفتا فاطمة إلا أنها لم تبتسم . وعادت تقول :"يستمر حفل الزفاف بصورة عامة لمدة أسبوع. بحيث تدوم الاحتفالات لأيام عدة . وحفل زفافك سيدوم على الأرجح لثلاثة أيام , وسوف تتلقين كل يوم المزيد من الهدايا المكونة من الذهب و المجوهرات من قبل مالك . وأخيراً عندما يحين موعد الزفاف سوف تُحملين على هودج وضعت فيه المجوهرات التى أهداك إياها"
شعرت نيكول بالذعر, وما لبثت فاطمة أن قالت بنبرة قوية :"أنت محظوظة. لابد أنك سعيدة بما ستحصلين عليه من ثروة, أليس كذلك؟"

Rehana 23-03-13 12:13 PM

رد: 366 - عروس الصقر - سلسلة جين بورتر ( الجزء الاول )
 
سمعت دمدمة أصوات عند مدخل الغرفة . ونظرت نيكول من فوق كتفها لترى الخادمات ينحنين احتراماً للملك نور الذي دخل الغرفة لتوه , فلم تعد تشعر بالارتياح . وسرعان ما وقفت فاطمة و قالت مرحبة :"صباح الخير"
اقترب الملك منهما و سألهما :"كيف تسير الدروس؟"
كان يرتدي عباءة فضفاضة داكنة اللون مع قميص ذات كمين طويلين بلون نحاسي متألق تناسب بشرته تماماً , وتبرز قسمات وجهه و التماع شعره الأسود .
قالت فاطمة بنبرة رسمية :"بصورة جيدة . نحن نبلي حسناً"
أحنى مالك رأسه ثم أومأ لـ فاطمة بالانصراف قائلاً :"أسمحي لي أذن أن أسرق منك أميرتى "
قوله هذا أنبأ فاطمة بأنها أصبحت حرة في الذهاب ,أما هو فاستدار نحو نيكوليت قائلاً :"هل أنت واثقة بأن الدروس تسير بشكل جيد؟"
نظرت نيكول إلى وجهه و لاحظت تعابيره المليئة بالحذر . فتساءلت إن كان قد سمع أطراف الحديث الذي كان يدور بينهما فور دخوله إلى الغرفة . ثم قالت :"نعم إنها كذلك, فقريبتك واسعة المعرفة"
وافقها قائلاً :"إنها كذلك. لكنها تتمسك أحياناً بالشكليات"
ثم تردد لحظة قبل أن يقول :"أظن أنني سمعتكما تتحدثان عن عادات الزواج لدينا . أليس كذلك؟"
إذن فقد سمع شيئاً من الحديث!
ــ كانت تشرح لي طريقة الاحتفال بالزفاف.علي الاعتراف بأنها تبدو لي... قادمة من العالم الآخر.
ــ أي جزء منها؟
منتديات ليلاس
شعرت بالحرارة تندفع إلى خديها , وحاولت أن تهز كتفيها بلا مبالاة :"الجزء الذي تحمل فيه العروس محاطة بالمجوهرات و الذهب"
راح مالك يضحك و بدا صوته عميقاً , خشناً و....مثيراً حين قال :"ذلك لا يشبه في شيء الوقوف أمام الهيكل بثوب الزفاف الأبيض , أليس كذلك؟"
هذه التمثلية الصغيرة التي تقوم بها تجعله يشعر بالتسلية . إن الأميرة مصممة على متابعة القيام بذلك الدور , مع أنه لا يناسبها على الإطلاق . لقد عرف أنها نيكوليت منذ اللحظة الأولى التي وصلت فيها, ومع ذلك قرر أن يجاريها في تمثيليتها, متسائلاً إلى أي حد سوف تصل في ذلك . لطالما سمع أنها مثقفة , جريئة, و مستقلة . ولطالما أثار اندفاعها حيرته, وكان بمثابة تحدٍ له . قد تكون هي لاعبة ماهرة لكنه هو أيضاً كذلك . سوف يجاريها في لعبتها , بل أنه سيهزمها أيضاً . راح يتأمل وجهها , آملاً في سره بأن تبادله الإعجاب . لطالما تهاوت النساء تحت قدميه مسحورات بقوة سلطته و شدة ثرائه . فالنساء كن دائماً سهلات المنال بالنسبة إليه , لكن نيكول ليست كذلك و هذا ما أعجبه فيها . إن قدومها إلى بلاده و محاولتها بأن تلعب عليه لعبتها هو ....تحد بحد ذاته.
ــ ألا يجدر بنا الذهاب الآن لكي تقيسى ثوب الزفاف؟
سألها ذلك و هو يشعر ببعض الذنب لأنه يمنح نفسه الكثير من التسلية . لقد مضى وقت طويل لم يعد خلاله يشعر بأي نوع من الحماسة أو التفاؤل حول أي أمر من الأمور . لاحظ أن عبارة "ثوب الزفاف" جعلت فكي نيكوليت يتصلبان و بذل كل ما في وسعه كي لا يظهر أي تعبير أو انفعال على وجهه.
ــ هل سترافقني من أجل أخذ القياسات ؟
هز كتفيه قائلً :"لِمَ لا ؟"
لامست نيكول أطراف أسنانها برأس لسانها الوردت اللون بسرعة وقالت :"أهكذا جرت العادة؟"
إلا أنها لم تترك له الفرصة للإجابة على سؤالها بل تابعت على الفور :"لأنني لا أتخيل أن هذا مسموح به هنا. لقد أخبرتني قريبتك فاطمة أنه لا يُسمح بالاختلاط بين الرجال و النساء هنا . فما إن تصل الفتيات إلى سن البلوغ حتى يتم الفصل بينهن و بين الفتيان....."
و تلاشى صوتها فحاولت من جديد :"ربما أسأت فهمها أو ربما أسأت فهمك أنت"
ــ كلا أنت لم تسيئى الفهم.
انتظرت أن يشرح لها الأمر أكثر إلا أنه لم يفعل .

Rehana 23-03-13 12:14 PM

رد: 366 - عروس الصقر - سلسلة جين بورتر ( الجزء الاول )
 
شعر مالك بالرضى لرؤية ارتباكها . لقد أتت إلى هنا وهي تظن نفسها مسيطرة على الوضع. ظنت أنها ستفعل ما يحلو لها و أن كل شيء سيسير وفق ما خططت له. لكن لا شيء في الحياة يسير وفق خطة من جانب واحد و ها هي اللعبة مستمرة .
شعر بنظراتها ترمقه بين الحين و الآخر فيما هما يسيران داخل القصر من ممر إلى آخر . أنها تجهد تفكيرها كي تصل إلى استنتاج واضح و نهائي , لكنها لا تنجح في ذلك....لا تستطيع ذلك . ابتسم مالك في سره, فهي تعجبه. لقد أعجبته حتى قبل أن يعرفها جيداً , قدر تماماً ما رأته عيناه, كما موقفها الشجاع . أدرك منذ البداية بأنها الأميرة الدوكاسية التي ترفض الزواج فلقد سمع الكثير عن هروبها المتكرر من القصر , و المشاكل التى يخلفها ذلك في ميليو . كما سمع بالمتاعب التي سببتها لجديها الحبيبين و بأنها لا تكترث على الإطلاق بما يفكر به الآخرون. إنها تحب أسرتها , لكنها مع ذلك, لن تضحي بنفسها من أجل إرضائهما.
إنهما متشابهان فقد أقام علاقات مع الكثير من النساء و لم يشغل باله مطلقاً بمسألة الزواج , عالماً أنه سيتزوج فى أحد الأيام . فهو الابن الأكبر لسلطان بَرَكة العظيم, ومن المفترض أن تكون عروسه محبوبة , وفية , وتتمتع بحس المسؤولية . لطالما أعتقد أنه سيجد هذه الصفات في امرأة من بلاده لكن بعد ما مر به من تجارب في الحياة , تغير سلم أولوياته . إنه يريد أكثر من امرأة هادئة , خاضعة, إنه يريد امرأة يمكنها أن تواجه التحديات في الحياة بشجاعة و ذكاء و لباقة.
وصلا إلى آخر القاعة ففتح مالك الباب ليدخلا إلى غرفة استقبال حديثة التصميم . أثاث الغرفة كان عبارة عن مقاعد منخفضة ذات قماش مخملي من اللونين البرتقالي و البنفسجي , أما الجدران التى طليت باللون الأصفر الباهت فقد غُطيت معظمها بمرايا طويلة و قامت في وسط الغرفة منصة محاطة بالستائر مخصصة لأخذ المقاسات.
دخلت امرأة أنيقة إلى الغرفة و بعد ان انحنت أمام الملك نور استدارت نحو نيكوليت ثم قالت و هى تبتسم :"سمو الأميرة إنه شرف لي أن ألتقي بك و شرف أكبر أن أقوم بتصميم ثوب زفافك"
منتديات ليلاس
استدعت المصممة مساعدتيها لتبدأ بأخذ القياسات و قالت :"ألديك فكرة عن طراز العباءة التى تودين ارتداءها يوم الزفاف؟"
هزت نيكول رأسها نفياً . ذات مرة منذ أربع أو خمس سنوات و في الليلة التى سبقت زفاف شانتال إلى الأمير أرماند راحت هي و شقيقاتها يخططن لمستقبلهن . و قامت هي و جويل بوضع تصاميم لثوبي زفافهما , وكل منهما وضعت مخططاً لزفافها . يومها قالت نيكول أنها ترغب بزفاف يشبه زفاف الأميرة النائمة حيث كل شيء ملون بالوردي والمرجاني و الأخضر . إذ أنها لن تتزوج مطلقا إن لم يكن ذلك على طريقة الأميرة النائمة , لابد أن تكون مستغرقة في النوم ثم يأتي الأمير الذى يوقظها بقبلة ثم يحملها إلى المذبح بسرعة قبل أن تدرك ما الذى يحصل معها .
يومها ضحكت منها جويل و شانتال , بالتأكيد . لكن فكرة اصطحابها بسرعة قصوى إلى المذبح تبدو اليوم قريبة بشكل لا يصدق .
ما إن أنهت المرأتان أخذ القياسات حتى طلبت المصممة نماذج من القماش , وقامت المساعدتان بإحضار الثوب تلو الآخر . راحت تعرضها أمام السلطان أولاً ثم تقوم بنشرها على كتفي نيكوليت . بدت الأثواب كلها من الحرير الباهظ الثمن يتخللها الكثير من خيوط الذهب الدقيقة.
كان مالك يراقب كل ما يجرى عن كثب من مكانه على أريكة تشبه اليقطينة.
وإذا به يتحدث فجأة إلى المصممة باللغة العربية . راحت المرأة تصغي إليه بانتباه ثم انحنت و استدارت نحو نيكول مبتسمة و هي تقول :"إنك محظوظة جداً يا سمو الأميرة . فالسلطان يرغب في أن أصمم لك عباءة من كل ثوب من هذه الأثواب"
تمنت نيكول لو يكف الآخرون عن القول بأنها محظوظة , فهي لا تشعر بأنها كذلك , بل تشعر بأنها واقعة في الفخ . استدارت لتلقي نظرة على الملك نور الذى يضجع بارتياح على الأريكة . كانت قميصه النحاسية اللون مفتوحة عند الرقبة , ما أظهر بوضوح الجزء الأعلى من صدره الذى بدا صلباً مليئاً بالعضلات .
و قالت :"أنا أقدر كرمك يا جلالة الملك , لكنني لا أحتاج إلى العديد من العباءات الباهظة الثمن"

Rehana 23-03-13 12:15 PM

رد: 366 - عروس الصقر - سلسلة جين بورتر ( الجزء الاول )
 
ظهرت في عينيه ومضة تنم عن التملك و أجابها بنبرة متكاسلة :"أنه لمن دواعي سروري أن أقدم لك هذه العباءات"
ابتلعت نيكول ريقها و هي تفكر أن تلك الومضة المتملكة لا تعجبها على الإطلاق.
ما لبثت المصممة أن أنتهت من أخذ المقاسات , هذا ما استنتجته نيكول و هي غارقة في الصمت . انحنت بقوة أمام السلطان , وراحت تكيل له الشكر. ثم أستأذنت بالخروج تاركة نيكول و الملك نور بمفردهما .
سمعت نيكول صوت البوابة الخشبية الضخمة و هي تنغلق بهدوء خلف الخياطة . ظلت واقفة في مكانها فوق المنصة شاعرة بالوحدة بشكل غريب , و بالغباء بشكل غير اعتيادي.
ــ أي من تلك العباءات ستكون ثوب الزفاف؟
سألته ذلك وهي تنزل عن المنصة.
رفع السلطان رأسه إلى الأعلى و قال :"وهل لذلك أهمية؟"
كلا لا أهمية لذلك . إنها تحاول فقط إجراء حديث تملأ به ذلك الصمت المربك. فهي لن ترتدي أياً من تلك العباءات على أي حال.
ــ هل أنت غاضب مني ؟
مد يده نحوها قائلاً :"كلا , على الإطلاق . تعالي و أجلسي بقربي بحيث يمكننا التحدث بارتياح"
تحركت لتجلس على الأريكة المقابلة إلا أنه هز رأسه و قال واضعاً يده على الأريكة الناعمة التى يجلس عليها :"هنا"
جلست نيكول إلى جانبه بحذر شديد فسألها :"هل تشعرين بالارتياح؟"
منتديات ليلاس
تجاهلت نبرة السخرية التى يتضمنها سؤاله و قالت :"نعم"
طوى ذراعيه خلف رأسه و راح يتأمل وجهها و تعابيره التى تنم على الصفاء و سألها :"هل أعجبتك الأثواب التى ستُصمم منها العباءات؟"
ــ أعتقد اننى أشرت من قبل إلى أنني لست شغوفة بالموضة .
ــ لكن الصحف و المجلات تتحدث دوماً عن اهتمامك الشديد بالأناقة . ألست أنت الأميرة المفضلة لدى مصممي الأزياء؟
شانتال هي كذلك بالتأكيد . أشهر المصممين يتسابقون على تصميم أثواب للأميرة شانتال ثيبوديت ذات الجسم النحيل القوام الرشيق , أرملة لاكروا الجميلة. لطالما كانت شانتال و هي الأبنة الكبرى لأسرة دوكاس محبوبة من الناس , لكن بعد زواجها و ترملها أصبح الظهور في المناسبات مربكاً لها أكثر فأكثر.
ــ إن الحفاظ المرء على صورته أمام الناس حملا لا يستهان به . ولطالما فكرت أن وسائل الإعلام تعطي أهمية مبالغ بها للمظاهر , يا جلالة الملك و أنا شخصياً أكره فكرة الاهتمام الزائد بالثياب و الأناقة فيما هناك مشكلات عالمية كبرى تفوق هذا الوضع أهمية.
ــ أنك تفاجئيننى دوماً
وابتسم السلطان ابتسامة خالية من الرياء ابتسامة وصلت إلى عينيه و أبرزت عمق الأخاديد حول فمه . إلا أن دفء ابتسامته تلك أصابها بالذعر . جف فم نيكول و هي تراه مرتاحاً في جلسته و جسمه ينضح بالرجولة و القوة و سألته :"وهل هذا أمر جيد؟"
ــ نعم
تلاشت ابتسامته لكن الدفء لم يفارق عينيه . وتابع يقول :"هل تعلمين لماذا أخترتك أيتها الأميرة ؟"
صعب على نيكول أن تركز أفكارها و هو ينظر إليها على هذا النحو . وقالت :"أعلم انك أردت أن تتزوج أميرة تنتمى إلى إحدى الجزر المتوسطية"
تردد قليلاً قبل أن يتابع متلفظاً كل كلمة من كلماته بعناية تامة :"لقد اخترتك أنت لأنني أحترمك. وأعتقد أنك مثلى تماماً , فأنت تدركين معنى المسؤولية , ومعنى أن تكوني أميرة منتمية إلى أسرة دوكاس المالكة . إن إخلاصك و حس الواجب لديك يجعلان منك شريكة مثالية"

Rehana 23-03-13 12:16 PM

رد: 366 - عروس الصقر - سلسلة جين بورتر ( الجزء الاول )
 
لم تعد نيكول تستطيع التنفس فهي تفتقد لحس الواجب الذي تملكه شانتال , أما إخلاصها فهو لأسرتها فقط , ولهذا فهي هنا الآن. ليس من أجل ميليو بل من أجل شانتال و ليلي .
ــ الزواج الذى لا يقوم على أساس الحب لا يدوم طويلاً.
أتى صوته عميقاً و نبرته متأملة و هو يقول :"كان زواج والديّ مدبراً إلا أنه دام قرابة خمسين عاماً"
ــ أنهما محظوظان.
ــ زواج جديك مدبر أيضاً و هما لا يزالان معاً حتى اليوم . ولا يمكنك أن تقولي لي إن أحدهما لا يهتم للآخر بصدق و عمق.
جدها ريمى متعلق بجدتها أستريد . أنهما زوجان مثاليان, وقد أمضيا حياتهما معاً حتى إنه يخيل إليك أنه لا وجود لأحدهما دون الآخر.أخيراً قالت نيكول بعد ان استعادت قدرتها على الكلام :"إنهما يحبان بعضهما البعض . إنهما شخصان رائعان أيضاً "
ابتلعت ريقها مذكرة نفسها بأن ليس عليها الإجابة على الأسئلة كأنها نيكوليت . عليها أن تتقمص شخصية شانتال , وأن تفكر مثل شانتال . فقالت :"لهذا السبب قبلت الزواج من الأمير أرماند"
ثم أضافت بخشونة :"إذا كان جداي يعتقدان أننى و أرماند نشكل ثنائياً مناسباً, إذن....."
و هزت كتفيها إلا أنها لم تشعر باللامبالاة فـ أرماند كان من أحقر صنف من الرجال . من الصنف الذي يهين المرأة جسدياً و كلامياً . إنه من الرجال الذين لا يشعرون بقوتهم إلا إذا أخضعوا المرأة التى تحبهم و تعتمد عليهم إلى سلطتهم و أستعبدوها
منتديات ليلاس
ــ أخبرتينى الليلة الماضية أن ليلي ليست سعيدة . أخبريني عن حياتها في لاكروا.
ترددت نيكول غير واثقة إلى أي حد يمكنها أن تتحدث عن ذلك و ماذا عليها أن تقول.
ــ أسرة والدها تتحكم بها بتعسف.
ــ بتعسف؟
ارتفع حاجباه و قال مفكراً :"إنه تعبير أميركي مخيف.لم أظن يوماً أنك تستخدمين مثل هذه التعابير . شقيقتك نيكوليت تتحدث بهذه الطريقة"
هل يمكن أن يكون أكثر غطرسة بعد؟ فجأة ثارت ثائرة نيكول . فهي تعشق القتال في سبيل ما تؤمن به و ترحب بكل فرصة سانحة للهجوم . و إذا به تقول بنزق:"نعم , إنها كذلك و لسوء الحظ التقطت بعضاً من تعابيرها فقد قضينا معاً لتوناً أسبوعاً كاملاً في ميليو"
ضاقت عينا مالك قليلاً عند زاويتهما و قال :"آه, هذا يفسر الأمر "
و توقف قليلاً قبل أن يقول :"لأنني كنت أتساءل لِما أنت ثائرة على هذا النحو منذ قدومك . لطالما سمعت أنك شانتال الهادئة التى تتحكم بتصرفاتها و تسيطر على انفعالاتها "
آه , نعم . فـ شانتال هي القطة الفارسية و نيكول هي النمرة , أما جويل فهي القطة الأليفة المدللة.
ــ ربما غيرتك تلك السنوات التي عشتها في لاكروا .
التقت نظراته بنظراتها و تشابكت معاً ثم تابع يقول :"لقد جعلتك أقوى , أكثر شراسة و أكثر سخطاً"
ــ أكثر سخطاً ؟
ــ نعم, فأنت تبدين غاضبة.
لا فائدة من النقاش في هذه النقطة. إنها غاضبة جداً , قالت نيكول بعد لحظات صمت طويلة :"أنت على حق , فأنا أشعر بالاستياء"
و عضت على باطن شفتها و عادت تقول :"أشعر باستياء كبير"
فهي تشعر بالحسرة في قلبها لأنها لم تعرف بمأساة شانتال حتى وقت متأخر, بعد أن تجاوزت هذه الأخيرة جروحها مع أنها لم تنسها.

Rehana 23-03-13 12:17 PM

رد: 366 - عروس الصقر - سلسلة جين بورتر ( الجزء الاول )
 
أخذت نفساً عميقاً لتهدئ نفسها و تكسب بعض الوقت , ثم قالت :"أعتقد أنا الناس يجدون من الأسهل عليهم أن يتجاهلوا أولئك الذين يحتاجون إلى مساعدتهم . إذ يكفي أن يملؤوا بطونهم بالطعام و يناموا على سرير مريح لكى تنتهي مشاكل العالم بأكملها"
غدت نظرات مالك أكثر حدة و سألها :"ما الذى حصل في لاكروا؟"
تخيلت أمام عينيها هيئة شانتال الكئيبة , بعينيها الحزينتين اللتين حفر فيهما الألم العميق الذى عانت منه طويلاً , وقالت :"ما الذي لم يحصل في لاكروا؟"
ــ علمت ان زوجك لم يكن....زوجاً صالحاً, أليس كذلك؟"
جاء صوت مالك عميقاً ملؤه الاهتمام .
غرزت نيكول أظافرها في راحة كفها. لا بأس من إخبار السلطان بمثل هذه الأمور ففي النهاية إذا كانت تريده أن يساعدها في إنقاذ ليلي فهي تحتاج إلى تعاطفه معها . والطريقة الوحيدة التي تجعله يتعاطف مع ليلي هي معرفته للحقيقة .
لكن قول الحقيقة أمر بالغ الصعوبة كما أنه مؤلم و مخجل . وهي تعرف شانتال ستغضب منها إن علمت إنها تتحدث بذلك إلي أي كان.
راح مالك يطرق بأصابعه الطويلة السمراء على الأريكة و سألها :"هل قام بضربك؟"
امتلأت عينا نيكول بالدموع , اللعنة عليك يا أرماند فلتذهب إلى الجحيم . لم يكن يحق لك أن تضع يدك على شانتال و لا يحق لك أن تسحقها كما فعلت .
ــ نعم .
منتديات ليلاس
راحت عينا مالك تبحثان عن عينيها و سألها :"وهل تعرض بالسوء لابنتك؟"
ابتلعت ريقها قائلة :"كان يعاملها بخشونة"
إنها لا تود التحدث عن زواج شقيقتها ولا ترغب بنشر تلك الأسرار الفظيعة. وفكرت أن الأمر مخجل حقاً.
أحست بوخز من عدم الارتياح و بحاجة تدفعها إلى الوقوف , إلى التحرك, إلى الهروب من هذا الشعور المؤلم الذى يملأ قلبها . لقد عانت شانتال بما فيه الكفاية و عليها الآن أن تنقذها , أن توفر لها فرصة للتمتع بالحرية و الاستقلالية .
أجبرت نفسها على التركيز فابتلعت ريقها قائلة :"أريد إخراج ليلي من هناك . أريدها بعيداً عن لاكروا"
ثم أخذت نفساً عميقاً و بطيئاً قبل أن تتابع :"أنت الوحيد الذى يستطيع إخراجها من هناك"
ــ ألا يسمح لها جداها بمغادرة البلاد؟
نظرت نيكول مباشرة إلى عينيه قائلة :"يمكنك إقناعهم بذلك"
أما مالك فلم يتفوه بكلمة. و شعرت نيكول بالغصة تكبر فى حلقها إلا أن ذلك جعلها أكثر تصميماً . يجب إخراج ليلى من لاكروا و يجب تحرير شانتال . نظرت إلى يديها ثم عادت تحدق فى وجهه مضيفة :"هناك وسائل إقناع كثيرة . أعتقد أن جديها سوف يرضيان...بمكافأة مادية....إذا ما رغبت بذلك"
ــ أتعننين أن أقوم برشوتهما؟
ــ ذلك ممكن.
ــ أنه حل يائس
ابتسمت نيكول لكن عينيها بقيتا قاسيتان و بشرتها باردة و قالت:"و أنا امرأة يائسة"
وقف مالك و مد يده لها قائلاً :"تعالي لنتمشى . أصبح الجو خانقاً هنا"
وضع مالك ذراعه بخفة وارتياح حول خصرها فيما هما يسيران من القصر إلى فناء خارجي واسع . دفء جسده بعث في كيانها موجة من الأحاسيس الدافئة . إنها ترغب بأكثر من ذراعه الملتفة حولها . أنها تتوق إلى الإحساس بجسمه بأكمله , أخذت نفساً عميقاً ثم أخرجت الهواء من رئتيها ببطء.
صوت المياه المتدفقة ساعد نيكول على تهدئة أعصابها فراحت تصغي إلى خرير المياه التى بدت لها باردة منعشة . شعرت بالسلام كما لم تشعر به منذ أيام.

Rehana 23-03-13 12:18 PM

رد: 366 - عروس الصقر - سلسلة جين بورتر ( الجزء الاول )
 
هاهي ليلة أخرى من النوم المضطرب تمر على نيكوليت. وهاهو صباح آخر يأتي و هي لا ترغب بالنهوض من سريرها . كلما زاد إعجابها بـ مالك كلما غدت تمثليتها أكثر صعوبة . لكن علياء لم تسمح لـ نيكوليت بقضاء نهارها في السرير . قالت لها و هي تربت على الغطاء الذي سحبته نيكوليت إلى ما فوق رأسها :"يجب أن تنهضي , فسوف تتأخرين "
ــ إنه مجرد درس في اللغة
ـ لكن اللايدي فاطمة بانتظارك . كما أنني أحضرت لك فنجاناً من القهوة الإيطالية . وأنت تحبين القهوة الإيطالية"
هذا صحيح , فـ نيكول تحب قهوتها الصباحية .
سألتها بصوت مكبوت قادم من تحت الغطاء :"ماذا لدي أيضاً في برنامج اليوم؟"
ترددت علياء و أدركت نيكوليت معنى ذلك . إنه يعنى أن عليها أن تقضى يوماً منهكاً آخر...دروس , تحضيرات ,مأدبات...ترافقها فاطمة خلالها كلها.
حاولت علياء ما في وسعها لتشجيعها فقالت :"الليلة هي موعد عشاء الولاية. و الملك نور هو من سيصحبك بالتأكيد . كما أن إحدى عباءاتك الجديدة أصبحت جاهزة و يمكنك أن ترتديها هذا المساء حين يعرفك الملك نور إلى مساعديه و مستشاريه"
أنزلت نيكوليت الغطاء ببطء . بقدر ما ترغب في البقاء في السرير و تجنب الدروس و التحضيرات كانت تعلم أن ذلك مستحيل .كما أنها تتوق إلى رؤية مالك مساءً . فبطريقة ما غدت رؤيته الشعاع الذى ينير أيامها .
بعد مضى ساعات و بعد انتهاء دروس اللغة , اصطحبتها فاطمة في جولة فى أنحاء القصر.
خلال قيامهما بجولتهما , قامت فاطمة بفتح النوافذ الخشبية ذات اللون الذهبي الباهت . فتسللت أشعة الشمس إلى الداخل . نظرت نيكوليت من إحدى النوافذ لترى السماء الزرقاء التي تشوبها بعض الغيوم و لاحت لها في البعيد سلسلة جبال الأطلس و أشجار النخيل المنتشرة فوق مساحات واسعة من الأراضي .للحظة شعرت نيكوليت أنها عادت بالزمن إلى الوراء... مئة عام , ثلاثمائة عام, أو ألف عام.. هنا لا تتغير الأشياء بسرعة, هنا تبقى بعض العناصر ثابتة لا تتغير...الشمس ساطعة , الصحراء الحارة , إيمان الشعب الراسخ .
و فكرت نيكول أن الملك مالك نور هو جزء من هذه العناصر . فعلى الرغم من إرثه الفرنسى و ثقافته الإنكليزية إلا أنه يبقى صلباً كالسماء الممتدة فوق الصحراء.
منتديات ليلاس
في طريق عودتهما إلى جناح نيكول التقت المرأتان بالملك مع اثنين من مستشاريه . حياهما مالك بطريقة رسمية مستخدماً لغة عربية مرحبة , ثم عانق نيكول عناقاً خفيفاً و قدمها إلى مساعديه . ردت نيكول تحيته بتهذيب , هامسة بكلمات ترحيب. إلا أنها لم تعد تذكر ما قالته بالتحديد فقد فاجأتها موجة الدفء التى غمرتها إثر لقائه . لم تدر لِما جعلتها لمسته تفقد تركيزها و شتت أفكارها فجأة لم تعد واثقة ما الذى تفعله هناك , أو لِما هم جميعاً فى ذلك المكان . رفعت بصرها لتنظر إلى وجه مالك فإذا تعابيره ما تزال كما كانت عندما عانقها...ودية, لطيفة, و مرحبة, بالإضافة إلى شئ آخر...أهو حس التملك ؟
هزت نيكول رأسها لتستيقظ من تأملاتها . لا , ليس التملك....فهي ليست ملكه.إنها لا تنتمى إلى هذا المكان , وهي لن تبقى هنا. إلا أن التفكير بالمغادرة , وبتركه جعلها تشعر بألم حقيقي.فهو قد أيقظ في داخلها مشاعر كانت مدفونة في أعماق أعماقها , هذه المشاعر لا علاقة لها بالانجذاب الجسدى إليه , بل تتعلق بحياتها برمتها , وربما....بالحب.
أنه يتحدث إليها و يطرح عليها سؤالاً:"كيف كان يومك؟"
بذلت نيكول جهدها لتجد الكلمات المناسبة , وقالت :"جيداً شكراً لك. أدهشني تاريخ هذه البلاد, كما أدهشنى جمالها. كما أن القصر هو تحفة حقيقية"
ابتسم لها مالك , فظهرت الخطوط حول عينيه على شكل مروحة , وقال :"أنا سعيد لأنك تتمتعين بأوقاتك"
إنها تحب الطريقة التى يبتسم لها بها , كانت تلك ابتسامة صغيرة , بالكاد يمكن تميزيها . لكنها أدركت أنها موجهة لها وحدها.

Rehana 23-03-13 12:19 PM

رد: 366 - عروس الصقر - سلسلة جين بورتر ( الجزء الاول )
 
ثم أومأ برأسه للآخرين ما يعنى أن فاطمة و مساعديه عليهم أن يغادروا هذا المكان . أنتظر مالك إلى أن اختفى الثلاثة عن ناظريهما , وتابع يقول و قد تخلى عن نبرته الرسمية :"إذن يمكنك أن تشعري بالارتياح هنا , أليس كذلك؟"
ــ كيف لا , وأنت قد فكرت في كل ما يمكن أن يتخيله المرء لتأمين راحتي؟
امتلأت عيناه بالدفء و التمعتا ببريق فضي :"وأظن أننى أتمتع بخيال واسع"
أدركت نيكول أنه يتكلم الآن عن تأمين وسائل الراحة لها. ومرة أخرى شعرت بأنها تنجرف إلى عام آخر مثير , عالم يضمها و الملك نور فقط. أصبحت محادثتهما حميمة أكثر فأكثر , وشخصية إلى حد بعيد , وغدت تلميحاتها أكثر وضوحاً .
وافقته نيكول بسخرية :"أنا واثقة أنك تملك خيالاً واسعاً . فمعظم الرجال يظنون أنهم كذلك"
ــ ألديك شك في سعة خيالى؟
ــ كونك رجلاً....لا بأس بما لديك من سعة الخيال.
ــ أتقيسين بمقياسين؟
ــ بالتأكيد
هز مالك رأسه :"أنت تدفعيني للرد على هذا التحدي"
حاولت إبقاء رأسها مرفوعاً و قالت :"أنا لا أتحداك يا جلالة الملك . أنا فقط أقول أمراً واقعاً"
ــ أمر واقع؟
ــ نعم, معظم الرجال يعتقدون أنهم يعرفون ما تريده النساء وما تحتاج إليه..
شبك ذراعيه فوق صدره و قال :"آهـ , عزيزتي . هذا يطرح إشكالية جديدة . لم أكن أعلم أنك متحيزة لبنات جنسك"
ــ أنا لست كذلك
رفع مالك إحدى يديه في حركة متغطرسة و أكد قائلاً :"بل إنك كذلك . لكنني على العكس منك تماماً لا أدخل في نقاشات لا نهاية لها , فالكلمات لا توصل إلى شيء . أنا شخصياً أفضل العمل"
منتديات ليلاس
تحرك إلى الأمام و أمسك وجهها بين يديه ثم قربها منه . راح يمرر أصابعه على عظمتي خديها ما أرسل ارتعاشة فى جسد نيكول و هي ترى تعابير وجهه القوية . وشعرت بالترقب , والشوق...و أدركت أنه سيعانقها.
ارتعش جسمها تحت لمسة يده , لا سيما بعد أن تنشقت رائحة عطره العابق بروائح الأرز و القرفة تخالطها عذوبة ورائحة بهار. وتجاوبت مع عناقه بصورة تلقائية و كأنها تنتظره منذ زمن بعيد . لم يكن عناقه مسيطراً أو آمراً أم متطلباً....بل عناق لطيفاً , بسيطاً , مستكشفاً...كما أنه بدا مذهلاً.
و تجاوب جسدها معه مرسلاً موجات من الدفء في كيانها بأكمله . لم تشعر بمثل هذا التوق إلى رجل منذ زمن طويل.
عاد مالك يمرر يده على خدها ,ثم خلف أذنها , فصدرت عنها تنهيدة ارتياح.
راح قلبها يضرب بقوة فتراجعت إلى الخلف مبتعدة و هي تقول بصوت مخنوق :"هذا...ليس سيئاً....كبداية"
بدا وكأن تعابير وجهه تسخر منها,و ألتمعت الحرارة في عينيه , تخالطها لمحة من الاعتداد بالنفس , وقال :"لقد أعجبك ذلك, أليس كذلك؟"
ــ ليس هذا ما قالته.
ــ لكنه أعجبك.
و فكرت نيكول , يا له من رجل متغطرس ! وله الحق بأن يكون كذلك. فعناقه قد أذاب عظامها و أيقظ في داخلها أحاسيس متنوعة . إلا أنها قالت :"هذا ما تقوله أنت....."
ابتسم مالك و قال :"سوف نعيد الكرة في وقت لاحق, لكن لسوء الحظ لدينا التزامات قبل ذلك. هل تذكرين أن لدينا حفل استقبال هذا المساء؟ إنه عشاء رسمي"
أومأت بالإيجاب و رأسها لا يزال يدور إثر عناقه , ثم قالت :"سوف التقي بأعضاء مجلس الوزراء و زوجاتهم"

Rehana 23-03-13 12:20 PM

رد: 366 - عروس الصقر - سلسلة جين بورتر ( الجزء الاول )
 
أخفض رأسه ليهمس في أذنها :"أنا أود لو أنهم يعجبون بك كما أنا معجب بك تماماً"
بعد عودتها إلى جناحها شعرت نيكوليت بالارتعاش و هي تأخذ حمام بخار. إذ كانت مشاعرها ما تزال مضطربة و ما تزال تشعر بالتوتر فيداخلها . فتلك الكلمات القليلة التي قالها مالك بصوته الأجش المثير بعثت الاضطراب في نفسها كما فعل عناقه تماماً.
إنها تعجبه . ليس لأنها أميرة أوروبية فحسب و ليس لأنها تؤمن له تحالفاً قوياً , إنها تعجبه من أجل شخصها فقط . وهذا وحده يجعلها تشعر بالسعادة . فمع أنها لا تنوي الزواج من أي كان في الوقت الحاضر إلا أن الملك نور يثير فضولها .
سمعت همهمت علياء في غرفة نومها و هي تحضر لها ثيابها من أجل حفل الاستقبال . وتساءلت هل سيعانقها مالك مرة أخرى؟ هل سيتسنى لهما أن يبقيا بمفرهما لبعض الوقت؟
سمعت وقع أقدام علياء فوق الأرض الرخامية و هي تروح و تجيء من غرفة النوم إلى غرفة الثياب , ثم أحست نيكول أنها خرجت من غرفة الثياب حين قالت لها :"أتودين ارتداء العباءة الخضراء , أم الصفراء؟ لقد أحضروا لك ثوبين بعد ظهر هذا اليوم"
تحركت نيكول من مكانها في المغطس , وتحركت معها بقعة زيت الياسمين العطري التى تبدو على شكل بركة صغيرة على سطح المياه . وسألت :"أيهما أعجبتك أكثر؟"
ــ الخضراء, كما أظن فلونها يتناسب جداً مع لون شعرك الأسود الجميل.
شعرها الأسود! جلست منتصبة و لامست بيديها شعرها الداكن الذى ينسدل بخصلات ملتفة . أنها تبدو سمراء ذات شعر داكن . لكن ما زال من الصعب عليها أن تفكر أنها كذلك فعلاً , أتراها ستتمكن من العودة إلى شخصية نيكول دوكاس الشقراء؟
منتديات ليلاس
بعد مرور أربع ساعات , انتهى حفل العشاء الطويل . لكن بدلاً من أن يقوم الملك نور بتسليتها قام بتشجيع ضيوفه على التعرف على بعضهم البعض و الاختلاط مع بعضهم البعض على الطريقة الغربية , محاولاً بذلك أن يوفر لها الفرصة لتلتقي بالمزيد من أعضاء مجلسه. لكن عندما نظر إليها بعد قليل ورآها محاطة بعدد كبير من النساء بما فيهن قريبته فاطمة , أدرك مالك خطأه التكتيكي . إذ لم تحصل نيكول على فرصة للقاء أي من أولئك الأعضاء , بل وجدت نفسها محاصرة في إحدى الزوايا تحيط بها مجموعة من النساء .
أومأت نيكوليت ثم انحنت قليلاً معلنة للأخريات أنها سوف تتركهن , إلا أن فاطمة أمسكتها من ذراعها مؤنبة . وبدا له أن فاطمة تتصرف بقسوة معها .
انخفضت رموشه و هو يرى نيكول و قد ابتعدت قليلاً وراحت تركز نظرها على شيء خلف كتفها فأدرك أنها تحاول جاهدة السيطرة على غضبها. ما الذى قالته لها فاطمة لتو؟
فجأة أدارت نيكول رأسها و راته. التقت نظرات عينيها الزرقاوين بنظراته و التوت زاوية فمها فيما نمت تعابير وجهها عن الاستياء , وكأنها تقول له: أنقذنى.
لم تكن تظهر الشكوى بل بدت عليها التسلية من جهة و الاستسلام من جهة أخرى, تماماً كما يجدر بالأميرة المتمدنة أن تبدو.
بدا واضحاً أنها مرت بمثل هذا الموقف من قبل , و لأكثر من مرة . فلطالما لعبت دور الأميرة ضيفة الشرف في حفلات العشاء و الحفلات الخيرية , فهي على الرغم من كونها الأبنة الثائرة في الأسرة , وعلى الرغم من تلك الصبغة السوداء التي تغطى شعرها الذهبي الرائع فهي لا تتخلى عن القيام بواجباتها مطلقاً.
سوف تكون مليكة رائعة , لم يخطر ببال نيكول أنها بأخذها مكان شانتال منحت مالك كل ما يتمناه في عروسه.
شق مالك طريقه عبر الغرفة فأفسحت له السيدات اللواتي يحطن بـ نيكول الطريق و هن ينحنين احتراماً . ثم تركنه وحده مع خطيبته باستثناء فاطمة التى بقيت إلى جانب نيكول.
ــ هل تتمتعين بالسهرة؟

Rehana 23-03-13 12:21 PM

رد: 366 - عروس الصقر - سلسلة جين بورتر ( الجزء الاول )
 
رمقته نيكول بنظرة ملؤها السخط , ثم زمت شفتيها قائلة :"إنها حفلة جيدة , إذا كان المرء في الثمانين من عمره"
إذن فهي تشعر بالضجر و سألها :"أتشعرين أن الوقت يمر بطيئاً؟"
ــ جلالة الملك , لا أحد يقوم بأي شيء.
ــ وما الذي تريدين القيام به أنت؟
ــ تبادل الأحاديث العادية لن يشكل أي ضرر , كما أن سماع بعض الموسيقى قد يفسح المجال للرقص.
هز مالك رأسه بأسف ثم ابتسم قائلاً :"لا يمكننا أن نرقص معاً رجالاً و نساءً, لكن يمكنك الرقص مع السيدات إذا ما خرجنا نحن الرجال من هنا"
ــ أتريدني أن أرقص مع النساء؟
و احمر خدا نيكول و أعجبه ذلك . إذ قلما ما رأى خديها يحمران . والليلة بصورة خاصة , مع هذه العباءة الخضراء اللون بدا اللون الوردي فيهما منسجماً مع بشرتها التى اكتسبت بعض اللون الداكن.
ــ بالطبع . فالرقص مع النساء أمر مثير للحماسة.
انفجرت نيكول بالضحك و حاولت أن تخنق ضحكتها بأن وضعت يدها على فمها لكن الأمر لم ينجح . فكلما حاولت التوقف عن الضحك , كلما زاد ضحكها إلى أن امتلأت عيناها بالدموع و كادت تختنق . ثم قالت :"إنه أمر سخيف"
بدا الذعر على وجه فاطمة إلا أن مالك وجد ضحك نيكول مثيراً....ملطفاً للأجواء .فقد كانت تضحك بكل جوارحها و بدا ضحكها معدياً ما جعله يشعر بالارتياح و كأن ضحكها أصاب وتراً حساساً في داخله , فشفاه من معاناة أصابته منذ عام مضى.
أنه يحتاج إلى الضحك , يحتاج إلى الشعور بالأمل و نيكوليت أعطته هذا الأمل . أوليس الأمل بحد ذاته أمراً رائعاً؟
انحنى قليلاً نحوها و همس في أذنها متوخياً ألا تسمع قريبته ما يقول :"يمكننا أن نغادر هذا المكان . أنا واثق أن بإمكاننا الحصول على التسلية إذا ما عدنا إلى القصر"


نهاية الفصل الرابع

زهرة منسية 26-03-13 07:36 AM

رد: 366 - عروس الصقر - سلسلة جين بورتر ( الجزء الاول )
 
ريحانتى كيفك حبيبتى
يا الله نيكوليت فى موقف صعب من الاول و مالك عارف حقيقتها بس باين ان الموضوع عاجبه و كمان بيتسلى على حسابها و نيكوليت وقعت فى غرامه معاها حق ومين يقدر يقاوم مالكنا العربى؟!
الفصل رائع لا يعكره إلا وجود فاطمة

Rehana 26-03-13 09:21 AM

رد: 366 - عروس الصقر - سلسلة جين بورتر ( الجزء الاول )
 
اهلين حبيبتي .. زهوري

مع اني قرأتها من قبل .. ونسيت بعض احداثها ولما اعدت قراءتها اندهشت من نور
الملك نور فيه شقاوة لطيفة ههههههههههههه

ام فاطمة صراحة كسرت خاطري ..

منورة حبيبتي بتعليقك الجميل
مووووووووواه

Rehana 26-03-13 09:35 AM

رد: 366 - عروس الصقر - سلسلة جين بورتر ( الجزء الاول )
 


5 – باقة ورد و ابتسامة


http://www.liilas.com/up/uploads/lii...2858211031.gifhttp://www.liilas.com/up/uploads/lii...2858211031.gifhttp://www.liilas.com/up/uploads/lii...2858211031.gif

توهجت الحرارة في عينى نيكول و اضطربت شفتاها . ولاحظ مالك حركتهما الخفيفة تلك فتصلب جسده على الفور.
حين عانقها في النهار أمل أن يتمكن من السيطرة على تلك الجاذبية التي يشعر بها نحوها , وأن يكبح أفكاره الغريبة بشأنها . لكنه لم يستطيع إبعاد أفكاره عنها فذلك العناق لم ينجح في كبح مخيلته الواسعة.و كل ما كان يتمناه هو البقاء بجانبها طوال الوقت.
كان عليهما أولاً أن يودعا الحاضرين , واستغرق ذلك منهما عشر دقائق تقريباً.و عندما تمكنا من ذلك و ساروا باتجاه السيارة ظهرت فاطمة و طلبت من مالك إيصالها إلى منزلها في طريق العودة.
تأوهت نيكول في سرها , فقد أملت بالعودة برفقة السلطان بمفردهما ما يسمح لهما بجلسة طويلة معاً . لكن الآن و بعد مجيء فاطمة برفقتهما لم تعد تلك الرحلة الطويلة ممتعة أو حميمة على الإطلاق.
دخل الثلاثة إلى السيارة الليموزين . وجلست نيكول إلى جانب فاطمة , أما السلطان فجلس فى المقعد المقابل لهما . وعندما انطلقت السيارة من أمام مركز الولاية سألها مالك :"هل سررت لرحيلنا أيتها الأميرة؟"
أقرت نيكول و هي تطلق تنهيدة صغيرة :"شعرت بالتعب هذه الليلة"
لقد شعرت بعدم الاستقرار هذه الليلة و كأنها لم تكن هي نفسها . فالطعام مختلف و اللغة مختلفة و كذلك العادات . لكنها تدرك في أعماق نفسها أن الصداع الذى تشعر به ليس عائداً إلى كل ذلك , بل إلى الانجذاب القوي الذى تشعر به نحو الملك نور.

Rehana 26-03-13 09:37 AM

رد: 366 - عروس الصقر - سلسلة جين بورتر ( الجزء الاول )
 
حين عانقها بث في كيانها مشاعر بدائية . وفي النور الضئيل للسيارة رأت ابتسامته المقتضبة, ثم قال معترفاً بصدقها:"هل وجدت ان من الصعب أن تكوني الغريبة الوحيدة في الغرفة؟"
حركت نيكول كمي ثوبها الحريري الأخضر فانسابت حبات الخرز الفضية اللون فوق ظاهر يديها و أجابته قائلة :"لست المرة الأولى التى أجد نفسى الغريبة الوحيدة في حفلة رسمية. ولكننى أعترف أن هذه الأمسية بدت....مختلفة"
تابعت الليموزين سيرها عبر طرقات المدينة الهادئة فراحت تتهادى من جادة محاطة بالنخيل إلى أخرى. مرت دقائق صمت طويلة لم يلطفها سوى نسمات الهواء الباردة الصادرة من مكيف الهواء.
عندما وصلا إلى القصر لم يكن مالك مضطراً إلى مرافقة نيكول إلى غرفتها لكنه أصر على القيام بذلك . وشعرت هي بالسعادة . حسناً إنه نوع من السعادة فقط, فقد شعرت أيضاً بثقل كبير في قلبها . إذ لم يعد من السهل عليها بعد اليوم إنجاز ما جاءت لأجله إلى هنا و تجاهل أمور قررت من قبل أن تتجاهلها . إنها تخدع رجلاً تكن له الكثير من الاحترام و التقدير .
الهدوء المخيم على القصر . وانعكاس ضوء القمر على الأرض الرخامية حولها, جعلا نيكوليت تشعر بالوحدة لأول مرة منذ قدومها إلى هنا. سألت مالك بصوت يكاد لا يسمع :"هل فكرت مرة بأنك ربما اخترت المرأة غير المناسبة؟"
أخفض مالك بصره و حدق إلى وجهها و قد عكست تعابير وجهه الكثير من الاهتمام.
ــ هل تعتقدين أنني اخترت المرأة غير المناسبة؟
هزت كتفيها ما جعل الثوب الحريري يتحرك بخفة حول جسدها , ثم قالت:"لا أعلم , ربما أنا أشعر بالارتباك لأنني لا أعلم لماذا اخترتني أنا . لِمَ لم يقع اختيارك على امرأة أخرى؟"
وصلا أمام الجناح المخصص لها , ووقفا أمام باب غرفتها . فقال مالك و هو يفرك خده:"كان هناك احتمال بأن أتقدم لطلب يد جويل بدلاً منك"
و لِمَ يختار جويل ؟ إنها صغيرة جدا!
ــ جويل ! أنها صغيرة جداً عليك.
ــ و ربما أنت كبيرة جداً بالنسبة إليّ.
منتديات ليلاس
شعرت نيكول بالنيران تتوهج في خديها و قالت:"لكنك تكبرني بعشر سنوات على الأقل"
ــ دعينا نكون صادقين شانتال . هل هذا ممكن؟ أنا متحمس لزواج و لإنشاء أسرة. أما أنت , وعذراً على ما سأقوله فتبدين لا مبالية على الإطلاق . وأنا أفضل عروس صغيرة في السن متحمسة لاختيار الزواج و الأمومة , على زوجة ترعبها فكرة الزواج.
ــ لكن هناك ثلاث أميرات في أسرة دوكاس . وأنت لم تذكر نيكوليت.
لوح مالك بيده مزيحاً هذا الاقتراح جانباً و قال :"لم تكن يوماً أحد الخيارات"
ــ و لِمَ لا ؟
قام بإيماءة أخرى تنم عن نفاد الصبر قائلاً:" إنها غير مناسبة "
ــ و لِمَ لا؟
رمقها بنظرة حادة:"إن كان حديثي يزعجك , فدعينا لا نكمل الحديث"
ــ إنه يزعجني فعلاً , لكن علينا متابعته , لأنني أريد أن أفهم . فـ نيكوليت محبوبة أكثر منا جميعاً.....
ــ نعم. لكن زوجة الملك نور و مليكة بَرَكة يجب أن تكون ليس فقط امرأة رائعة, بل امرأة خالية من أي عيب.
من الواضح أن شانتال لم تخطئ حين قالت لها إن سمعتها تقضي على كل فرص لديها في الحصول على زواج جيد.
ــ مع أنك لم تلتق بها أبداً , كيف يمكنك أن تكون جازماً بهذا الشكل؟

Rehana 26-03-13 09:38 AM

رد: 366 - عروس الصقر - سلسلة جين بورتر ( الجزء الاول )
 
لم يبد مطلقاً أن لديه أي نية للاعتذار عما قاله , بل أجاب :"من المعروف أنها تفضل رفقة الرجل المستهترين الذين يسعون خلف النساء"
ــ أنت أقمت علاقات عديدة مع النساء أيضاً.
التوت شفتاه و لكن لم يكن يبتسم حين قال :"من الطبيعي أن يقيم الرجل علاقات مع العديد من النساء"
ــ ولِمَ تُمنع المرأة من ذلك؟
ــ لأن عليها الحفاظ على نفسها إلى ما بعد الزواج.
خطرت ببالها على الفور شانتال المسكينة التى تزوجت و هي في الثانية و العشرين من عمرها و لم تكن لديها أي خبرة بالعلاقات بين الجنسين . وقد تزوجت من رجل لم يفكر لحظة واحدة بإسعادها أو بتوفير الراحة لها, كما لم يكلف نفسه عناء إحاطتها بالحب الذي يحيط به الرجل زوجته عادة.
ــ زوجي السابق لم يهتم يوماً بإسعادي مع أنني كنت مخلصة له .
ــ إذن لقد فشل في القيام بواجبه الزوجي.
ــ أنا واثقة أن العديد من الرجال فاشلون في القيام (بواجبهم الزوجي) . فمعظمهم لا يبالون سوى بأنفسهم , ولا يشغلون بالهم بتأمين السعادة لزوجاتهم.
الدهشة التى ظهرت على وجهه والصمت الذى تلا كلماتها كانا أبلغ من أي كلام. و أدركت نيكول أنها ذهبت بعيداً في هذا النقاش فراحت تضغط على القفازين بين يديها بقوة و هي تشعر كأنها تجمدت في مكانها . لماذا تصر على أن يغير رأيه بـ نيكوليت ؟ ما همها إن كان لا يكن لها الإعجاب؟ فليفكر كما يشاء. من السخافة أن تتغلب أنانيتها على حس المسؤولية لديه , إذ إن من واجبها حماية شانتال و الحصول على وعد من الملك بإنقاذ ليلي.
بعد مغادرة مالك دخلت إلى جناحها الخاص و الامتعاض يغلي في داخلها ارتدت ثياب النوم و خرجت لعلها تتمكن من تهدئة مشاعرها ثم راحت تتمشى في الفناء الداخلي الملحق بجناحها متأملة البركة العميقة و النافورة الرائعة و التمثال الرخامي الذي يتوسطها . ومع أن الوقت أصبح متأخراً إلا أن الحرارة في الخارج ما زالت مرتفعة .وكاد الهواء المحمل بالرطوبة أن يخنقها ما جعلها تود الدخول إلى الجناح المظلم البارد . لكنها لم تستطيع الدخول فهناك في الداخل سوف تشعر بالاختناق أكثر بل ستشعر بالخوف و بأنها وقعت في المصيدة.
منتديات ليلاس
في الفترة الأخيرة بات مالك يشغل تفكيرها بصورة دائمة. أرادت إقناع نفسها بأن الأمر لا يتعدى كونه نوعاً من الفضول, أو الدهشة بسبب اختلاف ثقافتهما,أو أنه نوع من الانجذاب الجسدي لا أكثر و لا أقل. إلا أنها تعلم في أعماقها أن المسألة تتعدى ذلك كله.
كيف يمكنها أن تخلص نفسها من هذا المأزق الآن؟ لو أنه فقط معجب بالأميرة نيكوليت لساعدها ذلك في التخلص من شعورها بالذنب و الأسى لكنه لا يطيق نيكوليت. لقد بدأ ذلك واضحاً منذ البداية , إنه لا يريد و لا يستطيع الزواج بـ نيكوليت لتصبح هذه الأخيرة مليكة بَرَكة.
إذن هنا بالتحديد يكمن الحل لمشكلتها . إذا كانت لا تستطيع أن تطلب منه فسخ الخطوبة فسوف تدفعه إلى التصرف بسرعة. ستستمر بالإدعاء ما دام ذلك ضرورياً و ما أن تصبح ليلي آمنة سوف تكشف له عن حقيقتها...ستخبره بأنها هي نفسها تلك الشقراء السطحية , تلك الأميرة العابثة التي يحتقرها. وعندئذٍ لن يقدم على الزواج بها . شبكت نيكول ذراعيها فوق صدرها , وأرجعت رأسها إلى الوراء و راحت تنظر إلى السماء الداكنة و هي تعض على شفتها لئلا تنفجر بالبكاء . عليها ألا تبكي , بحق السماء ! إنها ليست هنا لتبحث عن الحب الحقيقي , إنها هنا لتقوم بمهمة محددة . أنه مجرد عمل . هذا ما ذكرت به نفسها أيضاً وهي تأوي إلى سريرها . إنها هنا كي تساعد أولئك الذين هم بحاجة ماسة إليها.
في وقت مبكر من صباح اليوم التالي اُستدعيت فاطمة إلى مكتب مالك . كان مالك يتحدث على الهاتف , فجلست على أحد المقاعد المنخفضة في إحدى الزوايا و انتظرت بفارغ الصبر أن ينهي محادثته الهاتفية.
أخيراً عندما أقفل الخط نظر اليها و كان يضع نظارتين ذات إطار داكن , ثم قال:"أتعلمين لِمَا أردت رؤيتك؟"

Rehana 26-03-13 09:39 AM

رد: 366 - عروس الصقر - سلسلة جين بورتر ( الجزء الاول )
 
لم تُفصح تعابير فاطمة عن أي شيء بل قالت :"انا واثقة أنك ستُخبرنى بنفسك"
راح يتأمل قريبته للحظة طويلة , لقد أظهرت فاطمة نفوراً واضحاً من نيكوليت , وهو حتى الآن لم يعرف سبب هذا النفور . أهي الغيرة , عدم الشعور بالأمان أم شيئاً أكثر عمقاً؟
ــ لاحظت موقفك العدائي تجاه ضيفتنا.
أجابت فاطمة دون أن يرف لها جفن :"إنها لا تنوي الزواج بك"
ــ ليس إذا ما استمرت بتخويفها على هذا النحو.
رفعت فاطمة يدها اليمنى نافية اتهامه هذا و قالت:"إنها ذات شخصية مستقلة و هي غير مهتمة ببلادنا أو ثقافتنا . ولكي أكون صادقة معك أظن أنها ليست مهتمة بك أيضاً"
قطب مالك جبينه فهو يوافقها من جهة و يعارضها من جهة أخرى .فلطالما كانت فاطمة ذكية و بعيدة النظر إلا أنها لا تعلم شيئاً عن التفاعل الكيميائي أو عن الانجذاب بين شخصين . وفي هذا المجال يمكنه القول إن الأميرة تشعر بالانجذاب إليه.قد لا ترغب نيكول بالزواج به إلا أنها مع ذلك تبدي اهتمامها به.
قام عن مقعده و تحرك نحو فاطمة ثم وقف بالقرب منها و قال:"أنا لست قلقاً بهذا الشأن فهي تحتاج إليّ و بلادها تحتاج إلى المساعدات التى سوف أقدمها لها"
هزت فاطمة رأسها قائلة:"ماذا لو أخذت منك ما تحتاج إليه دون الاكتراث بما تبقى من الصفقة؟ ماذا لو لم تكن بحاجة إلى الكثير منك كما تظن أنت؟"
منتديات ليلاس
نقطة موفقة.لطالما كانت فاطمة ذكية و متفوقة في دراستها . كان بإمكانها أن تقوم بما يحلو لها في حياتها , إلا أنها اختارت البقاء هنا في القصر بما أنها تنتمى إلى الأسرة المالكة, تختار أن تعيش تحت رعايته, وذلك بعد وفاة والدها و انتقال والدتها للعيش في نيويورك . ولطالما تساءل مالك عما تفعله في حياتها و من تراه الرجل الذى سيتمكن من إقناعها بالزواج به.
أجابها بهدوء :"إذن عليّ أن أكون حذراً . اليس كذلك؟"
ثم ابتسم لها . إنها فتاة جميلة ذات عينين سوداوين و خدين مرتفعين أما ذقنها فتدل على القوة و الصرامة و شعرها الطويل الأسود ذو ملمس حريري . تبدو فاطمة شبيهة بجدتها إلا أنها ورثت عن أبيها حدة ذكائه.
ــ والآن , من الأفضل أن تذهبى فلابد أن تكون الأميرة بانتظارك لتلقى دروسها اللغوية
كانت نيكوليت بانتظار فاطمة في غرفة الاستقبال و هي تفكر بمسألة الدروس و بأنها تخفي سراً غريباً . فاليوم هو ذكرى مولدها, ذكرى مولدها الحقيقى إلا أنها لا تستطيع الاحتفال بالمناسبة لأن أحداً لا يعلم من هي حقاً .
من الغرابة أن تفكر أنها بلغت اليوم السابعة و العشرون من عمرها . وفجأة بدأ لها أنها كبيرة في السن , فعندما كانت شانتال في مثل سنها كان قد مضى على زواجها عدة سنوات . وهذا ليس حالها على الإطلاق....
وصلت فاطمة و سرعان ما سارت الدروس على ما يرام . وبعد قليل أحضرت لهما إحدى الخادمات صينية الشاي مع البسكويت المحلى كالعادة , ثم أنحنت الخادمة أمام نيكوليت قائلة سمو الأميرة , إن جلالة الملك يود أن تنضمي إليه لتناول الفطور. و سوف أرشدك أنا إلى مكانه"
ظهر التوتر على وجه فاطمة إلا أنها لم تحتج, و بعد قليل قامت نيكوليت و تبعت الفتاة عبر الممرات الداخلية في القصر لتصلا إلى فناء داخلي رائع الجمال مخصص للاستخدام الشخصي للسلطان.
كان مالك قد جلس إلى طاولة معدة لشخصين , وقد وضع على الطاولة إناء زجاجى ذو لون أخضر داكن مليء بالأزهار المشرقة الألوان . قررت نيكول ما أن رأته أن تعتبر ذلك بمثابة احتفال بعيد مولدها , إذ يكفيها أن تكون الآن برفقته, وأن تبدأ يومها بتناول الفطور معه فوجودها بقربه يعني لها الكثير...
ــ صباح الخير .
حياها مالك ثم انحنى ليعانقها مرحباً و تابع يقول :"كنت أفكر بك"
سرت فى جسمها ارتعاشة بسبب لمسته و رائحة عطره و سألته :"أحقاً؟"
انحنى إلى الأمام فوق الطاولة فبدا شعره الأسود لامعاً في الضوء الساطع . ثم أجاب:"كما أننى أشعر بالذنب أيضاً"

Rehana 26-03-13 09:40 AM

رد: 366 - عروس الصقر - سلسلة جين بورتر ( الجزء الاول )
 
ــ لماذا؟
ــ لم أكن لطيفاً في ما يتعلق بشقيقتك . أنا أعلم كم أشعر بالحب تجاه شقيقي و شقيقاتي و لا أحتمل أن يتكلم أحدهم بالسوء عنهم , ومع ذلك فقد تكلمت بتعصب عن خصوصيات نيكوليت, فسامحيني.
نظرت نيكول إلى البعيد شاعرة بالارتباك و عدم الارتياح معاً. إلا أنها قررت أن تكون واقعية في ردها فقالت:"في الواقع إنها ليست من النوع المستهتر كما تظن...."
إلا أن صوتها خانها فتوقفت قليلاً عن الكلام . على الرغم من اعتذاره شعرت نيكول أن في صوته نبرة إتهامية و كأن نيكول حالة شاذة عن المألوف . أخذت نفساً متردداً مرتجفاً فتابعت تقول :"ربما لا تكون نيكول كنساء بَرَكة لكنها فتاة طيبة و لطيفة . وهي لا تتحدث بالسوء عن أي كان. كما لا تطلق الأحكام على الآخرين . بالإضافة إلى أنها ليست هنا الآن لترد عليك أو على قريبتك فاطمة التى لا تتكلم بشكل جيد عن أي كان"
بعد أن أنهت كلامها شعرت نيكول بأنها استنفدت كل الكلام و المشاعر كما تبخر لديها كل وهم حاكته حول حفلة عيد مولدها . إذ بدا لها أن هذا الصباح ليس وقتاً ممتعاً للمناسبة بل إنه يوم رهيب آخر تحياه في الكذب . فقالت هامسة :"هلا عذرتني من فضلك"
ــ كلا
فاجأها رفضه , فابتعدت عن الطاولة . قد يكون هو ملكاً على بَرَكة لكنها أيضاً سليلة أسرة أوروبية مالكة.
ــ أود العودة لمتابعة دروسي مع فاطمة.
ــ على الرغم من كونها قاسية في أحكامها ؟
ــ أفضل قسوتها على قسوتك.
ــ لماذا؟
منتديات ليلاس
شعرت نيكول بالدموع تحرق عينيها و هي تنظر اليه . واجتاحتها موجة من المشاعر غير المتوقعة حتى إنها لم تعد تستطيع الكلام . وإذا بـ مالك يكرر سؤاله:"لماذا؟"
انهار كل ما تبقى من سيطرتها على نفسها و قالت :"لأنك تعجبنى , ولا أريدك أن تبدو ضيق الأفق و ذا تفكير محدود. كما لا أريدك أن تكون قاسياً في حكمك فقط لأن نيكوليت ليست من الطراز الذي يعجبك من النساء . ما من أحد كامل الصفات يا جلالة الملك . لكن حتى أولئك الذين ينقصهم الكمال قد يكونون نموذجاً رائعاً للحب و الإخلاص"
ــ لقد قدمت لك اعتذاري....
ــ هذا ليس كافياً.
و ارتعشت شفتاها و قد شعرت بموجة من التعاسة لم تستطيع احتمالها فقالت:"يصادف اليوم عيد مولدها , ولا أظن أنها تستحق ذلك....."
قاطعها مالك بصوت يشبه الصراخ :"اعرف أن اليوم هو عيد مولدها .ولهذا أرسلت في طلبك هذا الصباح. أردت أن نحتفل معاً"
جاهدت نيكول كي تستعيد سيطرتها على نفسها وراح صدرها يعلو و يهبط مع كل نفس عميق مرتجف.
ــ كيف علمت أن اليوم هو عيد مولدها؟ فأنت لا تطيقها.
وقف مالك و انحنى عبر الطاولة ثم أمسك برأسها و عانقها قائلاً :"لأنك تعجبيننى , تعجبيننى كثيراً , حتى انني حاولت ان أعرف كل شيء يتعلق بأسرتك"
تجمعت الدموع في عينيها حتى إنها باتت ترى صعوبة في الرؤية , لكن إذا رمشت بهما فسوف تتساقط الدموع على الفور . وسألته :"كم تبلغ من العمر إذن؟"
ــ سبعة وعشرون عاماً
و أمسك بإصبعها الصغير و مسح به الدمع الذي تجمع على رموشها السفلية, ثم قال:"أعرف أنك قلقة عليها لأنها كبرت في السن و لم تتزوج بعد...."

Rehana 26-03-13 09:41 AM

رد: 366 - عروس الصقر - سلسلة جين بورتر ( الجزء الاول )
 
نفضت نيكول يدها من يده و هي تقول :"هي لست كبيرة جداً في السن"
ــ لكن يجدر بها أن تكون قد تزوجت , أليس كذلك؟
و لكي يبرهن لها أنه قال ذلك لكي يغيظها فقط عاد يعانقها من جديد . لكن هذه المرة كان عناقه مختلفاً , فقد أزال عنها التوتر و أيقظ فيها مشاعر قوية و رغبات كافية.
غمرتها مشاعر الشوق إليه و كادت أنفاسها تنقطع لشدة ما تتوق لعناقه و القرب منه . تطاولت لكي تقترب منه أكثر وراحت أصابعها تعبث بشعره الأسود.ما لبث عناقه أن أصبح أكثر قوة و عمقاً , ما جعلها تدرك أنه و ان كان يعاملها بلطف و رقة فإن بإمكانه أن يكون متطلباً بل متوحشاً.
رفع مالك رأسه و راح يمسد خدها قائلاً :"سامحيني من فضلك"
ــ نعم , بالطبع.
و تمكنت من إطلاق ابتسامة مرتجفة ما يعد عملاً بطولياً لم يعتمل في داخلها من مشاعر قوية.
ــ و نيكول أيضاً تسامحك.
ــ إذن ما زال بإمكاننا ان نتناول الفطور بعيد مولدها , أليس كذلك؟
ابتسمت ابتسامة عريضة تحمل لمحة من الحزن و قالت :"نعم"
تطاولت نيكول لتلمس باقة الأزهار التي تتوسط الطاولة فمررت طرف إصبعها على زهرة قرمزية اللون . ملأت رائحة الورد الدمشقي الموزع في تلك الباقة المكان بأريج عطر.
ــ الرجال يفضلون المرأة الهادئة
رشف مالك رشفة من قهوته و قال :"لا أصدق أنك تقولين هذه الأشياء"
ــ لقد جعلك ذلك تبتسم على الأقل
ــ أنا سعيد فقط لأنك تبتسمين من جديد.


نهاية الفصل الخامس

حياة12 26-03-13 02:36 PM

رد: 366 - عروس الصقر - سلسلة جين بورتر ( الجزء الاول )
 
ريحوووووونتي :dancingmonkeyff8:

فصلين لا ارووووووووووووووووووع تسلم ايديكى مالك بصراحة كل فصل ارووووووووووع من اللي قبله .. و انا كنت بقول انى حاسة انه شاكك فيها طلع عارف مش شاكك :lol:

شكلها ووووووووووووووووحش اوووووووووووووووووى و هو عمال يتهم نيكول بالسطحية و الاستهتار قدامها و هى تدافع عنها هههههههههههههههههههههههههههههههههه موقف صعب جدااااااااااااا بصراحة كان الله فى عونها

بس عجبنى جدااااااااااااا الانجذاب بينهم و ان مالك مستمتع بلعبتها هههههههههههههههههههههههه
انا افتكرته حيتصدم فى الاخر طلع عارف كل حاجة بس مدكن :lol:

مت من الضحك عليها لما قالها ممكن ترقص مع النساء ههههههههههههههههههههههههههههههههه
تصدقى اول مرة يلفت انتباهي الموضوع ده يعنى انا شايفة الوضع طبيعى لكن الغرب بيشوفوه مش طبيعى ابدااا
تحــــــــــــــــــــــفة نيكول دي

اما فاطمة دي فغتتة غتاااااااااااااااااااااتة رخمــــــــــــــــــــة اووووووووووووووى اووووووووووووي يعنى مشفتش كده بصراحة خنيقة و تيييييييييييييييييييييت فعلا انا اطالب باعدامها شنقا :peace:

مبسوطة جداااااااااااا بتطور العلاقة بينهم و كل سنة و هى طيبة :)

تسلم ايديكى ريحونتى الرواية رااااااااااااااااااااااااااااااائعة مستمتعة بها جدااااااااااااااااااااااااااا :)


زهرة منسية 26-03-13 08:57 PM

رد: 366 - عروس الصقر - سلسلة جين بورتر ( الجزء الاول )
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Rehana (المشاركة 3298515)
اهلين حبيبتي .. زهوري
أهلين بيكى يا قلبى

مع اني قرأتها من قبل .. ونسيت بعض احداثها ولما اعدت قراءتها اندهشت من نور
الملك نور فيه شقاوة لطيفة ههههههههههههه
و أنا كمان قريها من قبل لما عرفت أنها ضمن سلسلة
ههههههههه فعلاً فيه شقاوة ملوكى
ام فاطمة صراحة كسرت خاطري ..
أنا معاكى أن فاطمة معذورة بس ده مش مبرر أنها تعامل نيكوليت بطريقة وحشة
منورة حبيبتي بتعليقك الجميل
مووووووووواه

النور نورك ريحانتى أمتعتينا برواية حلوة كتير
مووووووووووووووووووووووووووووووواه

Rehana 01-04-13 09:05 AM

رد: 366 - عروس الصقر - سلسلة جين بورتر ( الجزء الاول )
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حياة12 (المشاركة 3298674)
ريحوووووونتي :dancingmonkeyff8:

فصلين لا ارووووووووووووووووووع تسلم ايديكى مالك بصراحة كل فصل ارووووووووووع من اللي قبله .. و انا كنت بقول انى حاسة انه شاكك فيها طلع عارف مش شاكك :lol:

شكلها ووووووووووووووووحش اوووووووووووووووووى و هو عمال يتهم نيكول بالسطحية و الاستهتار قدامها و هى تدافع عنها هههههههههههههههههههههههههههههههههه موقف صعب جدااااااااااااا بصراحة كان الله فى عونها

بس عجبنى جدااااااااااااا الانجذاب بينهم و ان مالك مستمتع بلعبتها هههههههههههههههههههههههه
انا افتكرته حيتصدم فى الاخر طلع عارف كل حاجة بس مدكن :lol:

مت من الضحك عليها لما قالها ممكن ترقص مع النساء ههههههههههههههههههههههههههههههههه
تصدقى اول مرة يلفت انتباهي الموضوع ده يعنى انا شايفة الوضع طبيعى لكن الغرب بيشوفوه مش طبيعى ابدااا
تحــــــــــــــــــــــفة نيكول دي

اما فاطمة دي فغتتة غتاااااااااااااااااااااتة رخمــــــــــــــــــــة اووووووووووووووى اووووووووووووي يعنى مشفتش كده بصراحة خنيقة و تيييييييييييييييييييييت فعلا انا اطالب باعدامها شنقا :peace:

مبسوطة جداااااااااااا بتطور العلاقة بينهم و كل سنة و هى طيبة :)

تسلم ايديكى ريحونتى الرواية رااااااااااااااااااااااااااااااائعة مستمتعة بها جدااااااااااااااااااااااااااا :)


اسراااااااااااااااااائي

ذوووق هذا الملك و ظريف.. ينحب اسراء صح هههههههههههههههه

وانا قعدت افكر ببعد هذا السالفة اقصد الرقص :lol:

لا بصراحة فاطمة تكسر الخاطر راح تعرفي ليه في الفصول القادمة
الله يسلمك يارب .. وانا مستمتعة بردودك الجميل دي
مووووووووووووواه ياقلبي

Rehana 01-04-13 09:06 AM

رد: 366 - عروس الصقر - سلسلة جين بورتر ( الجزء الاول )
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهرة منسية (المشاركة 3298884)
النور نورك ريحانتى أمتعتينا برواية حلوة كتير
مووووووووووووووووووووووووووووووواه

الاحلى حبيبتي تواجدك العطر وردودك الجميلة
الله لا يحرمنا هذا الوجود
مووووووووووواه باقلبي

Rehana 01-04-13 09:17 AM

رد: 366 - عروس الصقر - سلسلة جين بورتر ( الجزء الاول )
 
6 – أميرة تائهة

http://www.liilas.com/up/uploads/lii...2858211031.gifhttp://www.liilas.com/up/uploads/lii...2858211031.gifhttp://www.liilas.com/up/uploads/lii...2858211031.gif


تلاقت نظراتهما و علقت معاً . رأت نيكول الإخلاص في نظراته الفضية الرقيقة و شعرت بموجة من السعادة تجتاحها . لم يكادا يقومان بمحادثة قصيرة حتى ظهر الانجذاب واضحاً بينهما كما بدا جلياً أن كلاً منهما يمتلك شوقاً كبيراً للآخر.
ــ إذن , ماذا يتضمن برنامج عملك لهذا اليوم؟
سألها مالك ذلك و هو يجلس مستقيماً إلى الوراء ,فيما راحت إحدى الخادمات تضع على الطاولة صحناً مليئاً بقطع من الفواكه المتنوعة و الطازجة...مانغا , بابايا ,كيوى و رومان . بدت ألوان الفاكهة مشرقة, لامعة, ورطبة, كأنها مجوهرات بللها المطر.
ــ إنه مليء تماماً.
ابتسم مالك , ثم قال :"هل تحتاجين إلى فترة استراحة؟"
تظاهرت بالصدمة :"أتعني دون كتب؟ أو نشاطات ؟ أو فروض؟ و ما الذى سأفعله عندئذٍ؟"
ــ أفترض أنك سوف تتمتعين برفقتي , إذا كان هذا الأمر ممكناً.
و تناول قطعة من الكيوى ليضعها في فمه , ثم راح يمضغها ببطء , أما نيكول فراحت تراقب فمه الصارم يلتهم الثمرة الغضة , وأدركت أنها تتنفس بصعوبة.
قضاء النهاربمفردها مع مالك ليس فكرة جيدة للاسترخاء , فهي لا تشعر بالارتياح ما دام هو في الجوار .
ــ أعرف أن لديك العديد من الالتزامات الرسمية.

Rehana 01-04-13 09:19 AM

رد: 366 - عروس الصقر - سلسلة جين بورتر ( الجزء الاول )
 
ــ لكنك تأتين في المرتبة الأولى بالنسبة إلي , فأنت ستصبحين مليكتي, و زوجتي , وحبيبتي.
اندفعت الحرارة إلى خدي نيكول . حبيبته! أعجبتها رنة هذه الكلمة , وشعرت بنظرات عينيه تدغدغها , تكتسح خديها , ثم تنتقل إلى فمها , فعنقها, فأعلى صدرها....فسارعت تقول :"نعم. حسناً ..لديك , بالطبع, الكثير من الواجبات.لكن إذا كان لديك الآن بالتحديد , مشاغل أكثر أهمية..."
تلاشت الابتسامة من عينيه و قال :""أكون عديم الإحساس إن لم تكوني أنت أهم مشاغلي فأنا اراك حزينة كما أنك تبدين اليوم مستوحشة . أظن انك تحتاجين إلى الصحبة, ويمكنك الاعتماد علي في ذلك"
تعتمد على صحبته...آه, حقاً ؟ لكن ذلك ليس جزءاً من خطتها . فخطتها لا تشمل إقامة علاقة جدية معه...أو الوقوع في حبه... أو التعلق بهذه البلاد البعيدة عن موطنها
انحنى مالك إلى الأمام ثم لامس شفتيها بإبهامه قائلاً :"اليوم , أنت تحتاجين إلى مغامرة...إلى شيء جديد, شيء مسل . لذا دعي الأمر لي"
شعرت بالحرارة تغزو جسمها , فأغمضت عينيها فيما راحت أصابعه تلامس خدها لتنزلق بعدئذٍ إلى عنقها .
قال مالك وهو يمسد عنقها بإبهامه :"لماذا تتجنبين النظر مباشرة إلى عيني؟"
أجابت هامسة :"لأنك تلمسني"
منتديات ليلاس
و كان ردها صادقاً , فهي لا تستطيع النظر إلى عينيه . إنه يحرك مشاعرها و أحاسيسها , ما يجعلها غير قادرة على التركيز.
ــ ليس عليكي أن تخشي ملامستي لك. فأنت امرأة ذات خبرة و لست فتاة عذراء.
ابتلعت نيكول ريقها و شعرت بالحرارة تغزو جسمها , رفعت بصرها لتلتقي بنظراته الفضية المتفحصة , وقالت :"ما يخيفني ليس قلة الخبرة, بل...أنت"
قال مالك بنبرة مشككة :"أتخافين مني؟ لكن, لِمَ ؟ فأنا أفديكي بحياتي"
أجفلت نيكول بسبب الألم الذي اعتصر قلبها لسماع كلماته هذه فهي لم تشعر بمثل هذه العاطفة الصادقة منذ سنوات . ثم قالت :"ربما هذا ما أخافه, أنت شديد الثقة بي, مع انك لا تعرفني جيداً لكي تفديني بحياتك"
فجأة , انتقلت راحة كفه لتلامس خدها فيما هو يقول:"أنت خطيبتي !"
ــ نحن لم نتبادل العهود بعد,و لم نعلن خطبتنا رسيماً.
بدا التفكير على تعابير وجهه فيما هو يتراجع ليجلس على كرسيه من جديد:" هل تفكرين بالمغادرة؟"
ــ كلا !
ــ لكن , مازال لديك شكوك , أليس كذلك؟
شعرت بالانزعاج من هذا الحديث . الآن بعد أن التقت به , وعرفته عن قرب , لم تعد ترغب بأن تسبب له خيبة أمل.
ــ لقد ولدت متشككة. فبيننا نحن الأميرات الثلاثة , أنا ذات الطبع الأكثر..."
وقطعت حديثها فجأة , مدركة أنها تتكلم مرة أخرى بطريقة نيكوليت .
قال مالك يحثها بنعومة:"الأكثر .... ماذا؟"
ــ لا أظنك ترغب بمعرفة ذلك.
ــ بل أنا كذلك.
هزت كتفيها , كأنها تقول له لقد حذرتك , ثم قالت :"الأكثر حدة"
أطلق مالك سعلاً خفيفاً . فلوت نيكول أصابعها و تجمع التوتر في داخلها و عادت تقول :"أنا آسفة . عرفت أن الأمر سوف يزعجك"
بدا مالك غاية في الهدوء و الارتياح و قال :"ما الذى يمكننا القيام به؟ كيف يمكنني أن أساعدك؟ هل هناك ما يمكنني القيام به؟"

Rehana 01-04-13 09:20 AM

رد: 366 - عروس الصقر - سلسلة جين بورتر ( الجزء الاول )
 
أغمضت نيكول عينيها فشعرت بأشعة شمس الصباح تدفئ قمة رأسها و تنشر حرارتها فوق كتفيها . ولم تعد تعرف ماذا عليها أن تفعل , وقد أدركت أنها فقدت السيطرة على مسار الحديث بينهما.
ابتلعت نيكول ريقها و فتحت عينيها و هي تشعر بجفاف في حلقها , فتناولت كوب من العصير و رشفت منه رشفة, ثم قالت :"أنا لا أريد أن...أسبب لك الإحراج"
ــ أنا مسرور لذلك, فأنا أكره المواقف المحرجة.
إلا أن زاوية فمه ارتفعت قليلاً , فبدا لها أنه محتال بكل ما للكلمة من معنى . لم تصدق نيكول أنه بإمكانه أن يمزح في مثل هذا الموقف . ومع ذلك , ابتسمت تجاوباً مع مزاحه هذا. إلا أنها شعرت باضطراب في مشاعرها . وتابع مالك يقول دون تردد:"أنت لم تسببي لي أي إحراج , فأنا أعرفك . أنت مثلي تماماً تدركين معنى الواجب و المسؤولية و تحبين بلدك و شعبك و أسرتك . وسوف تقومين بما هو أفضل من أجلهم جميعاً"
كان يتكلم بجدية و كأنه يقرر أمراً واقعاً . ووجدت نيكول نفسها مشدودة إلى كل كلمة كم كلماته كأنها لا تطيق انتظاراً لسماع الجملة التالية . وإذا به يضيف قائلاً:"إذا أعطيتني كلمتك الآن يمكنني أن أؤكد أن الزواج سوف يتم . فأنت لن تتراجعي عن كلمتك في الدقيقة الأخيرة , لأن ذلك سيسبب الإحراج لأسرتينا و لبلدينا"
لم تتفوه نيكول بأي كلمة و بدا لها أن الحياة تجمدت من حولها .
و أضاف مالك بنبرة ملؤها التهذيب :"أنت حرة....حرة في العودة إلى منزلك الآن. فأنا لن أبقيك هنا على الرغم من إرادتك"
فكرت نيكول أنه حتى لا يعرف من تكون , ما الذى سيحدث لو أنها تتزوجه مدعية إنها شانتال ؟ ماذا سيحصل عندما سيكتشف الحقيقة لاحقاً؟ أتراه سيرضى بالأمر الواقع فيعتبر أن الأميرات دوكاس متشابهات و لا فرق بين واحدة و أخرى؟ أم أنه سيطالب بـ شانتال , الأميرة الطيبة المطيعة ثم يعود فيطلقها بحجة تعرضه للخداع ؟ أو الخيبة؟
وجاء صوتها خشناً حين قالت :"لست ذاهبة إلى أي مكان.سوف أبقى هنا"
ثم نظرت إليه آملة ألا يلاحظ الدموع في عينيها و تابعت تقول :"أنا اليوم في إجازة , ألا تذكر ذلك؟و أنت وعدتني بأن تريني شيئاً جديداً...شيئاً مسلياً"
ــ نعم , أذكر .
منتديات ليلاس
بعد إنهاء وجبة الطعام بذلت نيكول حذاءها بسرعة, و وضعت كريماً واقياً على وجهها و ما لبثت أن عادت إلى الباحة الأمامية . شعرت بثقل في قلبها ما إن رأت فاطمة في انتظارها . نظرت إليها فاطمة قائلة بنبرة متصلبة :"أنها ليست فكرتي!"
شعرت نيكول بخيبة الأمل و بالكاد صدرت عنها إيماءة . وفي تلك اللحظة وصلت السيارة و السائق كما وصل مالك . وكان هذا الأخير قد استبدل ملابسه بعباءة طويلة و كذلك فعلت فاطمة و كلا العباءتين مصنوعتين من قماش فاخر و قد طرزتا يدوياً برسومات بديعة.
سألت نيكول و هي تشير إلى سترتها الفيروزية اللون:"هل أحتاج إلى تغيير ملابسي؟"
أجابها مالك و هو يحيط كتفيها بذراعه :"لدي عباءة يمكنك ارتداءها إذا أحببت , لكني لا أرى حاجة لكي تبدلي ملابسك. سوف ترين أن معظم الجيل الجديد عندنا يفضلون ارتداء الجينز و القميص القطني القصير الكمين . كما أنك سوف تجدين وسط المدينة ذا طابع غربي فهو متأثر بالاستعمار الفرنسي السابق ويتدفق السياح خلال فصل الشتاء."
سألته و هي تستقر في المقعد الخلفي للسيارة :"و هل سنذهب إلى هناك؟"
و فجأة راح مالك يتحدث باللغة العربية إلى قريبته التى استقرت لتوها إلى جانب نيكول , فتحركت بتثاقل لتنتقل إلى المقعد المقابل . فيما أخذ مالك مكانه إلى جانب خطيبته . ثم مد ذراعه على ظهر المقعد ,فلامست رؤوس أصابعه كتفها , عندئذٍ همست نيكول في أذنه مستفسرة :"و هل هذا مسموح به؟"
أخفض بصره نحوها مجيباً :"نحن في سيارتي"

Rehana 01-04-13 09:21 AM

رد: 366 - عروس الصقر - سلسلة جين بورتر ( الجزء الاول )
 
ــ أعرف , لكن قريبتك...
ــ ....تعرف بأنك ستصبحين زوجتي.
ثم أمسك بيدها و رفعها إلى فمه مقبلاً ظاهرها , قبل أن يقول :"والآن , استرخي ! أريدك أن تُمتعي نفسك . وأمنعك من الشعور بالقلق"
ــ حول أي مسألة كانت؟
ــ بالتأكيد , حتى لو كانت ليلي . لا تقلقي , فكل الأمور تحت السيطرة .
شيء ما فى نبرة صوته أوقف شعر بدنها , إلا أنها لم تجرؤ على السؤال . طلب منها ألا تقلق بشأن أي مسألة كانت . وهذا ما ستحاول القيام به خلال الساعة القادمة أتراها تستطيع ذلك؟
تحرك الليموزين بهم وسط حراسة مجموعة صغيرة من المرافقين الشخصين, وبعد أن قطعت عدداً من الشوارع غدت الطرقات أكثر ضيقاً .
وبعد عدد من الالتفافات وصلوا إلى السوق الرئيسي للمدينة. كان السوق يعج بالباعة المتجولين ,فغدا لوحة تضج بالألوان . كانت المنصات مليئة بكل ما يمكن تخيله من الأصناف والبضائع , سلال مملوءة بالفواكه و المكسرات , أوان نحاسية , أثواب من القماش , مصنوعات جلدية.....
أوقف السائق السيارة و سرعان ما طوقت السيارات المرافقة لهم الليموزين ترجل مالك من السيارة ثم مد يده ليساعد نيكول ثم فاطمة على النزول . ما إن وقفت نيكول على الأرض حتى لاحظت أن معظم النساء اللواتي يرحن و يجئن في السوق مرتديات عباءات طويلة ملونة . فسألته مشيرة إلى العباءة التى يرتديها:"هل مازالت العباءة معك؟ أظن أننا , أنا و فاطمة لن نثير الانتباه إذا كانت ثيابنا متشابهة"
ساعدتها فاطمة على ارتداء العباءة فوق بذلتها المؤلفة من سترة و بنطلون . وما إن انتهت من ارتدائها سألها مالك :"هل ترغبين بإلقاء نظرة على المكان؟"
بدت نيكول مستعدة لرؤية أكثر ما تستطيع رؤيته من المدينة فمنذ مجيئها وهى تتمنى أن تزور وسط المدينة . وأجابته:"نعم"
منتديات ليلاس
ــ سوف ترافقك فاطمة . كنت أود مرافقتك , لكنني أفضل البقاء هنا كي لا نضطر إلى اتخاذ إجراءات أمنية مشددة.
تفهمت نيكول ذلك ,لاسيما أن السوق يبدو مزدحماً .و من الصعب أن تتمكن مجموعة من الناس من عبوره , فكيف بالسلطان و مرافقيه و حراسه.
كانت الشمس في كبد السماء عندما انطلقت في جولتها برفقة فاطمة . هبت ريح ساخنة حملت معها الغبار عالياً ليحط على مظلات البائعين التى راح قماشها يرفف كالأجنحة . كما راح سعف أشجار النخيل الكثيفة الخضراء تميل يميناً و يساراً.
بدت نيكول مأخوذة بالمشهد الغريب الرائع المحلات المطلية باللونين الأزرق و الأبيض , أوعية الفخار الضخمة التي تحتوي على زيتون أخضر و أسود , السلال المليئة بالتمر و المشمش المجفف , روائح البهارات المنتشرة في كل مكان . وفي خلفية المشهد بأكمله , كانت الريح الحارة تهز سعف النخيل فتصدر صوت وشوشة لتضفي على المكان سحراً خاصاً
وفكرت نيكول : يا للروعة ! وراحت تملأ عينيها و رئتيها مما حولها
راحت تتبع فاطمة و هي تسير حول السوق المزدحم المربع الشكل , حيث الأبنية القديمة التي تحيط بها مئات المحلات و كل منها يبيع أصنافاً مختلفة . وشيئاً فشيئاً نسيت نيكول عدائية فاطمة نحوها , و غرقت في متعة التجول في مكان جديد وغريب تماماً عنها.
كانت أشعة الشمس القوية تكوي رأسها و تخترق عباءتها الداكنة اللون .
و فكرت أن الوقت قد حان للرحيل. نظرت حولها آملة أن تلتقي عينها بعيني فاطمة. لكنها ادركت أنها أضاعت فاطمة في مكان ما في الطريق . فاجأها ذلك , لكنها لم تشعر بالقلق . بل شعرت فى الواقع...بالارتياح.
فلطالما اعتادت ان تسافر إلى العديد من الدول الأجنبية ولم تشعر يوماً بالخوف لأنها بعيدة عن موطنها . وهكذا لم تشغل ذهنها بأية أفكار مقلقة بل شعرت للحظة من اللحظات بأنها حرة تماماً....

Rehana 01-04-13 09:22 AM

رد: 366 - عروس الصقر - سلسلة جين بورتر ( الجزء الاول )
 
تمنت لو أنها تملك مالاً في جيبها لتبحث عن مقهى و تتناول قهوة مثلجة وهكذا تتمكن من الجلوس في الظل و مراقبة الناس بارتياح . لقد أحبت نيكول مدينة أتيك ووجدتها مذهلة . فهي ما زالت تعكس التاريخ الأصلي للبلاد , بشوارعها المرصوفة بالحصى و أبنيتها المطلية باللون الأبيض و شمسها التى تبهر الأبصار.
استدارت عند زاوية أحد المبانى لتعود أدراجها إلا أنها وجدت نفسها في طريق ضيق . نظرت نيكول حولها . وقد أدركت أنها ليست في الاتجاه الصحيح.
أين تراها فقدت الاتجاه السليم؟ لم يبدُ لها ما حولها مألوفاًً لكن في الواقع زحمة السوق و الباعة و المتجولين قد تجعل أياً كان يضل طريقه.وقفت عند الزاوية و هي تضع يدها على وركيها . ولاحظت أنها باتت تسترعى انتباه المارة , من الواضح أنها يبدو غريبة عن البلاد, حتى لو كانت ترتدي الزي المحلي . فمظهرها يبدو مختلفاً . بدأت الشمس بالانحدار , إلا أن الحرارة مازالت مرتفعة, ولم يبق في السوق إلا قلة من الناس.ضربت بيدها ذبابة كانت تحوم أمام وجهها ثم تنهدت . يجب ألا تصاب بالذعر , فهي لم تبتعد كثيراً . إذ لم يمض سوى عشرون أو ثلاثون دقيقة على الأكثر, منذ أضاعت فاطمة. مررت ظاهر ذراعها فوق جبينها لتتخلص من العرق. وفكرت: من أي طريق أتيت ؟ أين كانت الشمس حينها ؟ و تذكرت أن المحلات التجارية في بَرَكة هي كالجوامع تماماً مواجهة لجهة الشرق . كل ما عليها أن تفعله هو أن تتوجه إلى الشرق و هكذا سوف تجد طريقها.
كان مالك ينتظر إلى جانب السيارة عندما عادت فاطمة وحدها . سألته و هي تنحني لتحدق إلى داخل السيارة من خلال الزجاج المعتم :"هل الأميرة هنا؟"
شعر مالك بأن قلبه توقف عن الخفقان و تصلبت عضلاته فغدت كالحجارة و أجاب :"من المفترض أنها برفقتك"
نظرت إليه فاطمة بعينين واسعتين بريئتين :"كنا نسير معاً و نحن نستعرض السلع المعروضة في السوق...."
ـ أنتِ أضعتها !
منتديات ليلاس
قال ذلك بصوت هادر فهزت فاطمة رأسها قائلة :"كلا , لم أفعل . كنت أظنها تسير بقرب ....كنت متأكدة أنها تتبعني"
فرفع بأصابعه و إذا بسائقه يظهر على الفور وراح يتكلم بسرعة و إلحاح:"الأميرة مفقودة أستدع ضباط الأمن ليبدوا بالبحث عنها . خلال هذا الوقت سوف أتصل بالقصر لطلب المزيد من قوات الشرطة"
انحنى السائق ثم ابتعد مسرعاً . فيما راحت فاطمة تراقب مالك و هو يتصل بالقصر من هاتفه الخيلوي فملأت الدموع عينيها و قالت له:"لم أتعمد ذلك, يا قريبي صدقني , حصل الأمر دون قصد مني"
إلا أن الملك لم يتمكن من النظر إليها , بل قال لها بصوت عميق ذي نبرة ملؤها المرارة :"لقد وثقت بك. لكنك خذلتني"
صعدت فاطمة إلى السيارة الليموزين و دفنت وجهها بين يديها . أما مالك فراح يذرع الأرض بجانب السيارة بانتظار عودة سائقه و بعد قليل قرر الذهاب للبحث عن نيكوليت بنفسه و فجأة ظهرت الأميرة أمامه متوهجة الوجه , متعبة , وقد أنهكتها حرارة الجو. إلا أن السرور بدا واضحاً على ملامحها لأنها تمكنت من إيجاد طريقها و العودة إليه.
ابتسمت نيكول و قد بدا الارتياح على وجهها و قالت :"أمازالت هنا؟ الحمد لله!"
ــ لن أتركك أبداً
و تفحصتها عيناه بدقة كي يتأكد من سلامتها ثم قال :"هل أنت بخير؟"
ــ أنا بخير , لكنني أشعر ببعض الارتباك . لا أعرف كيف فقدت أثر فاطمة . وتوقفت قليلاً عن الكلام لتنظر حولها متسائلة :"هل عادت إلى هنا؟"
أظلمت ملامح مالك و قال :"إنها بالسيارة"
هزت نيكول رأسها غير مصدقة :"جيد خشيت أن تبقى في السوق للبحث عني, لم أشأ أن أعرضها لأي خطر فالحرارة مرتفعة جداً"

Rehana 01-04-13 09:23 AM

رد: 366 - عروس الصقر - سلسلة جين بورتر ( الجزء الاول )
 
وافقها مالك و هو يشاهد سائقه متوجهاً نحوهما برفقة ضباط الأمن فقال لها و هو يشير إليهم:"دعيني أهتم بهذا الأمر أولاً ثم نتوجه عائدين إلى القصر"
عند عودتهم إلى القصر توجهت نيكول إلى جناحها الخاص لتجد علياء في انتظارها بذراعين مفتوحين و ما أن رأتها هذه الأخيرة حتى هتفت و هي تمسك بذراعها كأنها لا تصدق أنها تراها سالمة :"هل أنت بخير يا سمو الأميرة؟"
بدت تصرفات علياء كوميدية بسبب قلقها عليها . فغضنت نيكول جبينها و هى تقول :"أنا بخير تماماً . لقد تهت في وسط المدينة و كان الجو شديد الحرارة . لكنني وجدت طريق العودة و الآن كل شيء على ما يرام"
فقالت لها علياء مؤكدة :"حسناً سوف نهتم بك بصورة جيدة . يلزمك أولاً حمام سريع لتتبردي و تغتسلي من الغبار يليه مغطس دافئ بالمياه المعطرة ثم جلسة تدليك تساعدك على الاسترخاء فكل عضلة من...."
ــ هذا ليس ضرورياً علياء . كل ما أحتاج إليه هو أخذ حمام بارد.
إلا أن علياء لم تكن تصغي إليها إذ توجهت على الفور إلى الحمام الفاخر الملحق بجناح نيكوليت و راحت تناديها بعد أن فتحت رشاش المياه:"هيا بنا لنبدأ الحمام!"
أمضت نيكول وقتاً طويلاً في الحمام تاركة المياه الدافئة تنساب فوق رأسها. لم تعد تذكر متى شعرت بمثل هذا الاسترخاء للمرة الأخيرة . إنها تشعر بالارتياح للغاية حتى إنها لم تفكر بأي سبب يدعوها للقلق ...بأي شأن من الشؤون و بعد ان أنهت حمامها نشفت جسمها , سمحت لـ علياء بأن تفرك لها جسمها بالكريم المرطب المعطر.
بعد أن جففت لها علياء شعرها ارتدت نيكول رداء نظيفاً . إنه واحد من تلك الأثواب الحريرة الرائعة المطرزة باللونين الأخضر و الذهبي . ثم توجهت إلى غرفة الجلوس حيث ينتظرها الشاي الساخن المعطر بالنعناع بالإضافة إلى أقراص الحلوى.
لكن لم يكن الشاي لوحده في انتظارها هناك بل الملك نور أيضاً.
منتديات ليلاس
وقفت نيكول جامدة على الباب ما أن رأته . سرعان ما وضعت يدها على صدرها لتتأكد من ان رداءها لا يكشف عن الكثير من بشرتها ثم قالت :"جلالتك هنا؟"
ــ فكرت بأن أنضم إليك لتناول الشاي.
بدا تأثير مالك عليها كبيراً فهي لم تشعر من قبل بذاتها كما هي الآن . ولم يكن لأي رجل من قبل مثل هذا التأثير عليها . شعرت بتقلص في معدتها إلا أنها قالت :"إنه قصرك"
ارتفع حاجبه و هو يقول :"هذا لا يشبه مطلقاً القول : نعم , أنا سعيدة لرؤيتك. أليس كذلك؟"
عضت نيكول باطن شفتها , مدركة انها لا ترتدي سوى ثوباً حريراً رقيقاً فوق جسمها الدافئ و قالت :"بالطبع يسرني أن تكون لدي رفقة "
أذهلها ما تشعر به من هياج في أعصابها . لا يجدر بها أن تتجاوب على هذا النحو لمجرد رؤيته...على الأقل عليها ألا تندفع وراء ما تشعر به من أحاسيس نحوه و سألها مالك محاولاً إغاظتها :"أتعنين أي رفقة أم رفقتي بالذات؟"
كان مضجعاً على الأريكة تحيط به الوسائد الوثيرة و قد بدا صدره من خلال ثوبه المفتوح عند العنق و امتدت ساقاه القويتان على طول الأريكة . جالت ببصرها عليه إنه بالغ الوسامة و لابد أنه يعرف ذلك. أجابته بنعومة :"أنت تعلم أن رفقتك تسرني"
ــ ولمساتي...؟
اضطرت نيكول إلى عض باطن خدها لتمنع نفسها من الضحك و قالت :"هل خطر ببالك يوماً أنك ما تزال أعزب لأنك مغرور و متغطرس؟"
ابتسم قائلاً :"أنا لست مغروراً"
ــ لكنك متغطرس
ــ عزيزتي,لا يمكننى أن أكون سلطاناً حقيقياً إن لم أتحل ببعض الثقة بالنفس.
بدت ابتسامة مالك بطيئة , خطيرة و هو يتحرك لينهض من الأريكة ثم يسير اتجاه الجدار حيث وضعت منضدة تحمل لوحة مفاتيح . وما أن لمس بعض الأزرار حتى صدحت الموسيقى في الغرفة عبر مكبرات صوت خفيفة.

Rehana 01-04-13 09:24 AM

رد: 366 - عروس الصقر - سلسلة جين بورتر ( الجزء الاول )
 
ــ ذلك المساء قلت إنك ترغبين بالرقص.
لم تستطيع نيكول سلخ نظراتها عن تلك الابتسامة الصغيرة التى تعلو شفتيه.
اندفع الأدرينالين في شرايينها و هو يتحرك باتجاهها و لم تعد تستطيع الكلام.
وقف أمامها مباشرة و يداه مسترخيتان إلى جانبيه و عضلات صدره القوية تبدو بارزة من فتحة ثوبه و قال :"تعالي"
بدت ذراعاه قويتين مسترخيتين و بدا و كأنه يملك الليل بطوله و يمكنه أن ينتظرها إلى ما لا نهاية و قال محدثاً :"فكرت أنك ستحبين هذه الأغنية"
و هو كذلك! فهي الفرقة المفضلة لديها و قد التقت بأفرادها أثناء جولتهم الأخيرة في أوروبا و قالت:" أنا أحبها "
ــ تعالي إذن!
لم تدر لما لم تتمكن من التقدم نحوه . لكن رجليها رفضتا التحرك و كان قدميها مثبتتان في الأرض . وتملكتها الرهبة ما إن تذكرت أنها تدعي شخصية مختلفة عن شخصيتها فهمست:"تعال أنت إليّ"
قالت ذلك آملة ألا يفعل بل يستدير عائداً أدراجه . لكن مالك راح يضحك, ذلك ان ثقته البالغة بنفسه جعلت غطرستها مسلية في نظره . وإذا به يقرب المسافة بينهما ثم يشدها إليه ليتلاءم جسدها مع جسده فيما ألتمعت نظراته الفضية بالمرح و هو يسألها :"أهكذا يا أميرتي؟"
منتديات ليلاس
شعرت نيكول بالارتعاش بسبب ملامسة جسديهما . ولابد انه شعر بارتعاشها فضمها إليه أكثر . أحست بضعف في ساقيها و دفنت وجهها في صدره فيما راحت الموسيقى تصدح حولهما . شعرت بدفء جسده و حيويته و صلابته . ووجدت نفسها تغرق في صدره أكثر فأكثر فيما ذراعه تشدها إليه بقوة . إنه يعرف كيف يجعل المرأة تشعر بأنوثتها و عندما استقرت يده عند خصرها فكرت نيكول أن باستطاعتها البقاء بهذه الوضعية إلى الأبد...متنشقة عطره شاعرة بدفء جسده و سهولة قربه منها. لم تكن تشعر بالغرابة و لا الارتباك على الإطلاق , إذ لا تكلف و لا أساليب ملكية رسمية بينهما . و إنما فقط مالك و نيكول!
أحست بوخزة من الشعور بالذنب . أجعلي الأمر كأنه مالك و شانتال ! إلا أنها لم تشأ أن تظل شانتال بعد اليوم , بل تريد أن تكون هي نفسها معه...تريده أن يرغب بـ نيكول.
ــ أتفكرين بـ ليلي؟
سألها مالك قاطعاً حبل أفكارها فيما تحركت يده برقة فوق ظهرها , مرسلة ارتعاشات خفيفة في مختلف أنحاء جسدها . هزت نيكول رأسها وتنهدت بعمق و هي تشعر بالذنب . وتساءلت ما الذى تفعله هنا؟ ما الذى يحصل بينهما ؟ إذا ما استمرا على هذا النحو فسوف ينتهي بهم الأمر إلى كارثة . شعرت بأنها تختنق فتراجعت إلى الوراء واضعة مسافة بينهما كي تتمكن من التفكير بوضوح و قالت :"هل لنا أن نجلس؟"
ــ بالتأكيد.
اتخذ مالك لنفسه مقعداً . أدركت نيكول أنه يتوقع منها أن تنضم إليه لكنها ترددت . لن تشعر بالأمان إذا ما جلست بقربه و هي ترتدي هذا الثوب الحريرى الرقيق , ذلك أن أي لمسة منه ستجعلها تذوب بين يديه.
ــ ربما يجدر أن أبدل ملابسي
ــ لماذا؟
ــ أنت تعلم لماذا.
انتصب رأسه عالياً و راح يتفحصها ثم قال :"لا تقولي إنك خائفة مني"
في الواقع أنها كذلك ! توهج وجه نيكوليت و قالت :"إذا كان عناقك رائعاً على الدوام قد تكون هناك مشكلة"
ــ أنت صعبة الإرضاء أيتها الأميرة.
ــ نعم أعرف ذلك.

Rehana 01-04-13 09:25 AM

رد: 366 - عروس الصقر - سلسلة جين بورتر ( الجزء الاول )
 
ضغطت على رأسها بكلتي يديها , علها تهدئ من شعورها بالذنب . إلا أن ذلك الصوت الصغير لم يكن ليدعها تشعر بالارتياح . وقالت :"أظن أن لدي أنفصام في الشخصية"
بذل مالك جهداً كبيراً كي لا تفضحه أسارير وجهه و قال :"أحقاً؟"
ــ نعم
ــ حدثيني عن شخصيتك تلك .
راحت تسير أمامه ثم قالت بعد أن رمقته بنظرة خاطفة :"هناك شانتال العاقلة و شانتال المندفعة التى تكن لك الإعجاب"
ــ و أين المشكلة في ذلك؟
توقفت عن السير و قالت :"إذا كنت أنا نفسي لا أعرف أيهما شانتال الحقيقية فكيف يمكنك أنت أن تعرف؟"
أشار إليها كي تجلس قائلاً :"تعالي إلى هنا و سوف أخبرك"
إنه يتلاعب بأعصابها . ومع ذلك تحركت نحوه كأن حبلاً يشدها إليه على الرغم من تعقلها . و ما هي إلا لحظة حتى جرها برفق لتجلس إلى جانبه . قربها منه ليضمها إليه بذراعه فشعرت بأصابعه القوية تتحرك فوق كتفيها بلهفة أرسلت أرتعاشي في جسمها ثم قال :"انت لي . سواء كنا متزوجين أم لا, سواء كنت مليكة أم صديقة, سمنّا ما شئت . فأنت مخلوقة من أجلي و أنا خُلقت من أجلك"
و مر أصابعه على خدها و شفتيها برقة . وأدركت نيكول أنه يريد إثارة عواطفها و شوقها إليه أكثر فأكثر و أنه يفعل ذلك بتمهل . إنه يخطط لاستبقائها لديه لتصبح زوجة شرعية له. و هي تعلم أنه الزواج في بَرَكة يدوم مدى العمر .
قالت له بصوت ضعيف مخنوق :"أنا معجبة بك"
ــ أعلم .
منتديات ليلاس
قال ذلك دون أن يتوقف عن ملامسة خدها مرسلاً في جسدها أحاسيس لا نهاية لها.
ــ كلا يا مالك . أنت لا تدرك كم أنا معجبة بك , بل مشتاقة إليك , أنت تظن فقط....
وهمس مالك في أذنها و هو يشدها إليه :"بلى أعرف . أعرف بما تشعرين"
إنها تريده بكل جوارحها , سنوات و سنوات أمضتها بعد دانيال لم تعرف خلالها المشاعر الحقيقية . لم يستطيع أي رجل تحريك عواطفها على هذا النحو . إنه قوي الجسم مع انه لا يحتاج إلى أستخدام قوته كما أنه لا يحتاج إلى التحدث بخشونة أو بنبرة قاسية , لا يحتاج إلى التهديد و الوعيد. فالثقة بالنفس هي جزء من كيانه ,وهي تجعله يبدو دائماً مرتاحاً و طبيعياً . إنه يقوم بكل ما يستطيعه من أجل شعبه يلود عنه مهما كلفه الأمر و هو سوف يحميها أيضاً .
استدار مالك نحوها و ضمها بكلتي ذراعيه ثم قال :"ها قد وقعت في الفخ, لقد أصبحت أسيرتي"
استقرت نظراته على فمها و هو يقول :"سأجعلك تتكلمين"
شعرت بشفتيها ترتعشان تحت وقع نظراته :"لم علينا أن نتكلم على الدوام؟"
ــ لأننى أريد ان أعرف بماذا تفكرين. فمن الأفضل أن نواجه الواقع بدلاً من الهروب منه .
راح يداعب أذنها بأصابعه , ما جعل من الصعب عليها أن تركز أفكارها فقالت :"حسناً ! أسألني ما شئت"
ــ ما هو الأمر الذى لا يعرفه أحد عنك؟
الأمر الذى لا يعرفه عنها أحد ؟ حاولت أن تتجاهل الأحاسيس المدغدغة التى تسيطر عليها , فراحت تحدق إلى السقف المزخرف بأناقة و الموشى بالنقوش ذات اللونين الأزرق و الفيروزي و الذهبي . ما الذى لا يعرفه الناس عنها ؟ ما هو الأمر الذى أخفته عن الجميع طيلة هذه السنوات ؟ إنه دانيال , بالتأكيد . المهندس الميكانيكي الذى كان يعمل في القصر و الذي وقعت في حبه منذ سنوات
كان دانيال يعمل في صيانة سيارات السباق و أرادت نيكول للعلاقة بينهما أن تدوم . فقد كانت ترغب فى البقاء بقدر استطاعتها إلا أن علاقتهما كانت محكومة بالفشل منذ بدايتها . ربما استطاع والدها أن يذهب بعيداً عند زواجه بوالدتها , أما هي فلا سبيل لأن تتابع علاقتها بـ دانيال تيري على الإطلاق .

Rehana 01-04-13 09:27 AM

رد: 366 - عروس الصقر - سلسلة جين بورتر ( الجزء الاول )
 
لا يمكنها أن تعيش معه و تتزوجه لكن ذلك لم يمنعها من الوقوع في حبه إلى حد الجنون . ولو أن شانتال لم تتزوج من الأمير أرماند لربما فكرت بالهرب بعيداً مع دانيال . لكنها لم تستطيع القيام بذلك بعد ان وافقت شانتال على الزواج من رجل لا تحبه بهدف حماية ميليو و الحرص على مستقبلها .
بعد شهر واحد من زفاف شانتال المترف ,اتخذت نيكول قرارها بإنهاء علاقتها مع دانيال . وكان ذلك أصعب قرار اتخذته منذ بلوغها . وفي الواقع لقد غيرت رأيها مرة فالتقت به خلسة في إحدى السهرات لكنها أجبرت نفسها في اليوم التالي على الاتصال به لتبلغه أنها سوف تقطع علاقتها به نهائياً . يومها قالت له :"لا ترد على اتصالاتي و لا تدعني أغير رأيي"
وقف دانيال مبهوتاً و لم يتفوه بكلمة واحدة أما هي فشعرت بالدموع تحرق عينيها و المسافة بينهما تبعد لحظة بلحظة . لا أحد سواه جعلها تشعر بالرضى عن نفسها كما فعل هو . وها هي تفقده...تهجره...و أدمى ذلك قلبها.
و سارعت تكمل كلامها :"إذا لمحت رقم هاتفي لا ترد على اتصالي"
قال لها دانيال :"حسناً إن كان هذا ما تريدينه"
كانت الانفعالات تختنق في داخلها...و تخنقها . ليته يعطيها سبباً واحداً يجعلها ترمى بالتزاماتها و مسؤولياتها خلف ظهرها ! لكنه لم يفعل.فـ دانيال مواطن من ميليو عاش فيها طيلة حياته. صحيح أنه تردد إلى المدرسة في روما و أمضى فترة دراسته وسط أسرة دولوران الشهيرة . إلا أنه عاد بعدها إلى مسقط رأسه إلى جزيرته الحبيبة و أحب أهلها . كما أدرك صعوبة العبء الذي يقع على عاتق أميرات أسرة دوكاس و تفهم أن الأميرات سيرثن العرش ذات يوم . كان يعلم منذ البداية , أن علاقتهما لن تقودهما إلى أي مكان لكنه استسلم إلى رغبات قلبه لفترة قصيرة . ترك الحب يحمله إلى أحضانه إلى حين و عندما أنتهى كل ذلك تصرف كرجل شهم , ما أثار إعجاب نيكول لقد تركها تذهب دون أن ينبس بكلمة احتجاج .
حبست نيكول دموعها و هي تحدق بالسقف المزخرف باللونين الذهبي و الفيروزي.بعد تخليها عن دانيال دفنت عواطفها عميقاً داخلها . وهذه هي المرة الأولى التى تعترف لنفسها فيها كم كلفها قرارها هذا. لقد كان حباً حقيقياً...فرصة حقيقية للسعادة.
منتديات ليلاس
و شعرت بنظرات مالك تتفحصها . كان ينتظر جوابها بفارغ الصبر . وأخيراً قالت :"ليس لدي أسرار فحياتى معروفة للجميع"
ــ لكنى أرى دموعاً و حزناً . يبدو أنك فقدت شيئاً و لم تتمكني من استعادته.
وافقته في سرها: أنه قلبي . مع أنها حاولت أن تموه شعورها بالمفاجأة لأنه تمكن من قراءة أفكارها ووضع يده على جرحها فقالت :"توفي والداي و أنا في العاشرة من عمري"
ــ حزنك هذا ليس بسبب والديك
قرع سريع على الباب أجبره على قطع كلامه . وعلى الفور سمع صوت فتح الباب الخارجي ثم صوت علياء و هي تطلب الإذن بالدخول :"جلالة الملك , اعذرني لمقاطعتك . لكن هناك ما يستدعي حضورك على الفور"
وقف مالك بسرعة و سألها :"ماذا حصل؟"
ـ إنها اللايدي فاطمة يا جلالة الملك . تم استدعاء سيارة الإسعاف من أجلها فهي مريضة جداً .
انتظرت نيكول عودة مالك لكنه لم يعد و بدلاً من ذلك حملت الخادمات عشاء نيكول إلى غرفتها . وفي وقت لاحق حضرت علياء و هي متجهمة الوجه لتساعدها كي تتحضر للنوم . لم تتطوع علياء بتقديم أي معلومات عن فاطمة و لم تقم نيكول بدورها بسؤالها عنها. لكن ما إن غادرت علياء الغرفة حاملة معها صينية العشاء , حتى راحت نيكول تذرع أرض غرفتها ذهاباً و إياباً . شعرت بالقلق على فاطمة بالرغم من موقف هذه الأخيرة منها . كما أنها أسفت على مقاطعتهما , هي و مالك و هما في أعلى درجات انسجامهما . فهي تود قضاء الوقت مع مالك أن تشعر برجولته و قوته لا أن ترتبط بالزواج منه.

Rehana 01-04-13 09:27 AM

رد: 366 - عروس الصقر - سلسلة جين بورتر ( الجزء الاول )
 
جلست نيكول على حافة سريرها و ضمت قبضتيها لتغطى بهما عينيها .
و تخيلته أمامها ... و سيماً فخوراً ذكياً لطيفاً ... يا إلهى كم يبدو لطيفاً ! لم يظهر لها منذ وصولها سوى الاهتمام و الدفء و الرقة فكيف يمكنها أن تجرح مشاعره أو تخيب آماله؟
تغضن جبينها و هي تحدق عبر الغرفة إلى الباب الذى تعلوه قنطرة أنيقة و فكرت أن هناك الكثير لتقلق بشأنه. ليتها تستطيع الهروب من قلقها لبرهة من الزمن ...ليتها فقط تستطيع البقاء مع مالك, فتشعر بذراعيه تضمانها و تريح خدها على صدره ليتها تستطيع أن تغمض عينيها فلا تفكر بأي شيء سوى تلك اللحظة التى تشاركاها معاً وهي بقربه تشعر بدفء جسمه تشم رائحة عطره و تسمع خفقات قلبه بالقرب من أذنها.
عضت على أصابعها شاعرة أنها تفقد سيطرتها على نفسها . لم تشعر في حياتها أنها بحاجة إلى أحدهم كما تشعر الآن بالنسبة لـ مالك . إنه ملك و من الأفضل أن يعرف حقيقة مشاعرها نحوه إنه يحمل فوق كتفيه مسؤوليات كثيرة و لابد أنه يستطيع أن يقدم لها النصح إذا عرف الحقيقة . او على الأقل قد يساعدها فى نسيان أمره. أنها تريد ان تكون هي نفسها نيكوليت مجرد امرأة محبوبة و مرغوبة من أجل نفسها فقط ...
استسلمت نيكول إلى النوم و هي تنتظر خبراً من مالك . وعند الصباح الباكر استيقظت و هي تشعر بثقل في قلبها أكبر من ذي قبل . عليها أن تذهب من هنا. هذا ما عليها أن تقوم به . إنه وقت العودة إلى المنزل . آن الأوان كي تزيل هذا اللون الداكن عن شعرها . تجيب على رسائلها تتفقد بريدها الالكتروني و تبدأ بمواعدة رجال آخرين.
بعد قليل جاءت علياء تحمل إليها القهوة مع رسالة من السلطان. فتحت نيكوليت الورقة لتجد أنه كتب لها ملاحظة صغيرة مفادها أن دروس اللغة الصباحية قد أُلغيت بسبب توعك أصاب فاطمة


نهاية الفصل السادس

زهرة منسية 02-04-13 06:06 PM

رد: 366 - عروس الصقر - سلسلة جين بورتر ( الجزء الاول )
 
يحانتى شكراً كتير كتير كتير كتيررررررررررررررررررر علىالفصل الأكثر من رائع أستمتعت به جداً جداً جداً و بعلن حبى لمالك جداً جداً جداً
و متعاطفة كتير مع نيكوليت و صعابنة عليا كتير بين نارين .
فيس الشر عندى أرتاح لإلغاء الدروس مع فاطمة
موفقة حبيبتى موووووووووووووووووووووووووواه

Rehana 03-04-13 08:45 AM

رد: 366 - عروس الصقر - سلسلة جين بورتر ( الجزء الاول )
 
العفووو حبيبتي

هههههههههههه.. وانا معاك
حتى انا نبسطت لما ارتاحت من الدروس .. حسيت نفسي مكانها هههههههههههه
منورتني دائما

مووووووووووواه

Rehana 03-04-13 08:52 AM

رد: 366 - عروس الصقر - سلسلة جين بورتر ( الجزء الاول )
 

7 – صحراء في عينين


http://www.liilas.com/up/uploads/lii...2858211031.gifhttp://www.liilas.com/up/uploads/lii...2858211031.gifhttp://www.liilas.com/up/uploads/lii...2858211031.gif

جلس مالك على الكرسي بجانب سرير فاطمة و قد شبك يديه معاً , فيما ظهر العبوس على وجهه.راحت أفكاره تتسارع و شعر بالتشوش و الغضب . ثم قال :"لست أفهم"
أدارت فاطمة رأسها بعيداً عنه و قالت :"لا يمكنني التحدث عن الموضوع"
نهرها بصوت جاف حاد :"عليك أن تفعلي"
هز رأسه و قد بدا عليه التعب و الإرهاق بعد أن أمضى الليل ساهراً بالقرب من سريرها و تابع يقول:"هل حياتك سيئة إلى هذا الحد؟"
غطت فاطمة وجهها بيديها إذ لم يعد بإمكانها تحمل ملامته وقالت :"سامحني"
ــ دعينى أفهم إذن!
راحت فاطمة تبكي بقوة ما زرع الحزن العميق في قلب مالك . فقال بعد لحظات طويلة :"أرسلت في طلب والدتك . سوف تاتي من نيويورك برفقة أختك"
ــ لا !
وراحت تمسح وجهها لتجفف دموعها و هي تجاهد كي تتمكن من الجلوس في السرير ثم عبست ما أن شعرت بالغثيان. في المستشفى أجروا لها غسيلاً للمعدة و من الواضح أنها ما زالت متوعكة.
ــ إذا رأتني أمي على هذه الحالة سوف تشعر بالقلق و تصاب بالحزن
لم يعرف مالك إن كان عليه أن يهزها بعنف أم يغمرها بعطف و قال لها :" و أنا , ألم أشعر بالقلق فاطمة ؟ لقد أشرفت على الموت"

Rehana 03-04-13 08:55 AM

رد: 366 - عروس الصقر - سلسلة جين بورتر ( الجزء الاول )
 
شعرت فاطمة بالارتجاف و قالت:"كانت تلك غلطة فادحة . عرفت ذلك لحظة قيامي بمحاولة الانتحار و لذلك طلبت المساعدة."
لم يستطيع مالك إقفال الموضوع دون معرفة السبب . لا يمكن لشخص أن يبتلع زجاجة دواء بأكملها دون وجود سبب عظيم . فما الذى دفع بـ فاطمة إلى الهاوية؟
ــ لكن لماذا ؟فاطمة كوني صادقة معي . أنا أصر على ذلك.
نظرت إليه قليلاً ثم أبعدت نظراتها عنه و قد غدت خالية من أي تعبير , ثم قالت:"كان يفترض بك أن تتزوج بي"
تجمد مالك في مكانه و احتبس الهواء في رئتيه . ماذا؟
حدق إلى وجهها و هي تحاول تجنب النظر إليه فتمكن من رؤية ألمها. كان وجهها ما يزال شاحباً و فمها ذابلاً و عيناها خاليتان من البريق . شعرت بأنها ترتعش من الخوف و الغضب و الألم و الارتباك و بدا ألمها حقيقياً . قال لها بلطف و هو يحاول إظهار هدوء لا يشعر به في الحقيقة:"أشرحي لي الأمر"
حاولت جاهدة تجنب النظر إليه و قالت :"أخبرني والدي أنك ستصبح زوجي و قال أن علي أن أنتظرك"
ــ لم أسمع بذلك من قبل
هزت كتفيها و قد بدا عليها الارهاق و قالت :"أخبرني والدي أن والدك وافق على زواجنا لأنه سيُبقى الثروة داخل الأسرة و يسهل تقسيم الميراث"
ــ أمن أجل ذلك تناولت جرعة كبيرة من الحبوب المنومة؟
هزت كتفيها مجدداً و انحنى ظهرها ببطء ثم قالت :"لم أفهم لما قررت أن تفتش عن عروس لك فيما أنا لازلت عزباء أنتظرك هنا؟"
منتديات ليلاس
و فجاة فهم مالك ما تمر به , إنه ليس الألم فقط و إنما الخجل أيضاً . في الغرب تعتبر المرأة في مثل سن فاطمة شابة فهي في منتصف العشرينات . لكن في بَرَكة يعتبر هذا سناً متأخراً لامرأة لم تتزوج بعد . فالرجال لا يصدقون أنها ظلت عذراء طيلة تلك السنوات . وعذرية العروس أمر بالغ الأهمية فى بَرَكة كمهرها تماماً . أما الاحتفال بالزواج فمهم للتأكيد على عذرية العروس.
جلس مالك على الكرسي بجانب السرير و أخذ يديها بين يديه . بدت يداها باردتين و أصابتها قشعريرة عند ملامسته لها.
ــ لم أكن أعلم....
لقد جرح مشاعرها و كبرياءها من غير أن يدرك ذلك . لا عجب أنها تشعر بالغضب و الامتعاض من نيكول . شعرت بأنه رفضها و استبدلها بأخرى . لم تستطيع فاطمة النظر في عينيه و هي تقول :"ما الذى قلته لأسرتي؟"
ــ إنك مريضة جداً و عليهم ان يحضروا إلى هنا بسرعة.
أبعدت فاطمة يديها عن يديه بلباقة تاركة مسافة بينهما و قالت :"آه , متى سيصلون؟"
ــ في وقت متأخر من هذا اليوم.
ــ و هل ستخبر والدتى ما حاولت أن أفعله بنفسي؟
كان مالك قد طرح هذا السؤال على نفسه من قبل . ما الذى يجب أن يفعله في هذه الحالة ؟
ــ كلا, ولكن عليك أن تعرفي بأن تصرفك هذا ليس مقبولاً أبداً . والخيار الذى أتخذته لم يكن خياراً صحيحاً . فأنت محبوبة من الجميع و حياتك ذات قيمة كبيرة....
قاطعته فاطمة و الدموع تنهمر من عينيها :"أرجوك...أرجوك كفى. لن أقوم بذلك مجدداً. لن أجرب القيام بأمر مماثل مرة أخرى . لقد شعرت..بالخجل... بالكره لما حدث في السوق بالأمس . لم يكن في نيتي التسبب بالأذى للأميرة...."
احتضنها مالك بين ذراعيه , إن الألم الذى يصيب أحد أفراد أسرته يؤلمه هو أيضاً.
ــ الأميرة تمكنت من العودة بسلام. لا تقلقي أو تلومي نفسك و الآن عليك أن ترتاحي و تهتمي بنفسك.

Rehana 03-04-13 08:56 AM

رد: 366 - عروس الصقر - سلسلة جين بورتر ( الجزء الاول )
 
هزت رأسها ببطء و قد ظهر المزيد من التعب في عينيها و على فمها,و قالت:"ربما سأذهب مع أمي إلى نيويورك لقضاء فترة من الزمن.ربما تغيير المكان..."
قبل مالك جبينها ثم وقف و هو يقول :"سأقوم بما يلزم من أجل ذلك. لا تقلقي لأي شأن من الشؤون فاطمة . فقط خذي بعض الوقت لترتاحي و سوف تتحسن الأمور قريباً"
أوقفه صوتها عند الباب فاستدار ليواجهها. بدت عيناها كبيرتين في وجهها الشاحب
ــ أرجوك هل يمكنني أن أطلب منك خدمة؟
أومأ مالك فتابعت تقول :"هل يمكنك اصطحاب الأميرة إلى زفد لبضعة أيام فقط, إلى أن نغادر أنا و أمي البلاد؟ سيكون من الأسهل أن نغادر إلى نيويورك دون ان يساورنا القلق بشأن ما ستقوله أمي للأميرة شانتال . أعرف أن أمي ستصاب بخيبة الأمل لأنني لن...."
توقفت عن الكلام قليلاً ثم عبست و أخذت نفساً عميقاً و تابعت تقول :"أمي أيضاً كانت تأمل بأننا , أنا و انت...و هي لا تعلم بعد بشأن خطوبتك من الأميرة شانتال"
هز رأسه قائلاً :"أتفهم ذلك تماماً.كنت أخطط لاصطحاب الأميرة إلى هناك في الأسبوع القادم أما الآن فسوف أقدم موعد ذهابنا . هل ستشعرين بالارتياح و أنت تشرحين لوالدتك سبب غيابي؟"
ابتسمت فاطمة بضعف. قالت :"نعم. شكراً لك يا أبن العم"

* * *
منتديات ليلاس
توقف مالك أمام غرفة نيكوليت ليخبرها بنفسه عن زيارتهما لمنزله الثانى لبضعة أيام. رأت نيكوليت الظلال تحيط بعينيه و شعرت بإرهاقه . فسألته :"كيف حال فاطمة؟"
ــ سوف تستعيد عافيتها قريباً. لا أريدك أن تقلقي بشأنها . فأنت لديك ما يكفيك من مشاكل؟
ــ لكن....
ــ لا !
هذه المرة بدا صوته حاسماً و قوياً و تابع يقول :"لا أريد مناقشة الموضوع أكثر. دعي علياء توضب حقائبك و أخبريها أننا ذاهبان إلى زفد"
بعد ساعات قليلة كان مالك و نيكوليت قد تركا خلفهما ضجيج أتيك و ازدحامها لينتقلا إلى زفد.استقلا سيارة جيب فاخرة ذات مقاعد جلدية و نوافذ من الزجاج الأسود . بين مقعدي الراكبين في الخلف هناك خزانة تحتوى على براد صغير و ستريو و جهاز صوت حديث.
جلس مالك صامتاً طوال نصف ساعة وهو يحدق من النافذة . علمت نيكول أنه لم يكن غاضباً منها بل يعاني من أزمة داخلية مع ذاته . لكنها لم تتحمل تركه و هو يجلس بصمت على هذا النحو. لقد تركته ساعة كاملة ليتألم بصمت و آسى أما الآن فبات عليه أن يتحدث معها . قالت بصوت يكسر الصمت السائد :
ــ أرجوك أخبرني عن فاطمة
استمر مالك يحدق في الخارج من خلال النافذة.
ــ سوف تذهب إلى نيويورك لقضاء فترة مع أسرتها هناك.و هي توافقني الرأي أنها بحاجة إلى بعض التغيير...
ــ وهل سنتركها لوحدها على ذلك الحين؟
ــ لن تكون وحدها.ستصل والدتها و شقيقتها بعد ظهر هذا اليوم من الولايات المتحدة.
استوعبت نيكول الموقف و أدركت فجأة أنه تعمد أن يبعدها إلى زفد كى لا تلتقي بوالدة فاطمة.
ــ أنت لا تريدني أن ألتقي بزوجة عمك , أليس كذلك؟

Rehana 03-04-13 08:57 AM

رد: 366 - عروس الصقر - سلسلة جين بورتر ( الجزء الاول )
 
أدار وجهه ليلتقي بنظراتها و قال :"كانت زوجة عمي تتمنى أن أتزوج بـ فاطمة , وفكرت فاطمة بذكاء أن تنقذك و تنقذ نفسها من الحرج"
إذن هذا يبرر موقف فاطمة العدائي تجاهها . أخرجت نيكول أنفاسها بهدوء. وراحت تفكر بالأسابيع الماضية و الوقت الذي أجبرتا فيه هي و فاطمة على البقاء معاً. لابد أن فاطمة شعرت بالإهانة و بجرح مشاعرها . وقالت :"لم أكن اعلم ذلك"
أطلق مالك صوتاً يدل على الغضب و نفاد الصبر :"أنا أيضاً لم أكن على علم بالأمر"
ــ أنا آسفة مالك . أنا حقاً آسفة.
ــ و أنا كذلك
و تساءلت نيكول في سرها إن كان سببت بمجيئها إلى هنا أشياء أسوأ بعد من مجرد إدعائها لعب دور شانتال . ربما تسببت بتدمير مستقبل بعض الأشخاص أو حياتهم.
ــ هل هناك سبب يمنعكما من الزواج؟
حرك مالك كتفيه القويتين وراح ينظر إلى نيكول نظرات ذات مغزى ثم قال بصراحة:"أنا لم أخترها كعروس لي"
شعرت نيكول بالذعر , فاطمة أُغرمت بـ مالك و أملت أن يشاركها حياتها أما هي فكل ما تحاول القيام به هو لعب دور مؤقت في حياته لا يدوم إلا لفترة من الزمن ثم تعود هاربة إلى ميليو. كيف سيؤثر اختفاؤها على مالك؟ كيف سيكون تأثيره على فاطمة وعلى أسرة نور بأكملها؟
شعر مالك بالذعر الذى أصاب نيكول فحاول طمأنتها قائلاً :"ستكون بخير. لا تلومي نفسك فأنا الذي أخترتك و أنت لم يكن لك أي دور في هذه المشكلة"
منتديات ليلاس
لم تشعر نيكول بالرضى لأنه يتظاهر بالابتسام من أجلها. بحثت عينيها عن عينيه و سألته :"هل ستكون بخير؟"
انحنى إلى الأمام و قبل جبينها قائلاً :"أنا سعيد لأنك معي عزيزتي"
ــ و أنا سعيدة لوجودي هنا أيضاً
أمضيا ساعتين في رحلة عبر الجبال الحمراء و الزهرية اللون. يصعدان إلى قمةالجبل ليعودا فيهبطا من الجهة الأخرى ثم يصعدان جبلاً آخر...و هكذا دواليك إلى أن وصلا في وقت متأخر من بعد الظهر إلى واد فسيح يتخلل أرضه القاحلة عدد من الواحات الصغيرة الخضراء
اقترب بهما السائق إلى قلعة مبنية من الحجارة الرملية الحمراء ذات جدران صلبة مرتفعة و شرفات تعلو بشموخ نحو السماء الزرقاء الصافية . بدت القلعة أعلى بكثير من بقية أجزاء المدينة و مع ذلك بدت كالقزم أمام الجبال الشاهقة المكللة بالثلوج خلفها.
راحت نظرات نيكول الفضولية تتأمل مناظر تلك الجبال المكسوة بالبياض و الأبنية المشيدة فوقها متمتعة بالجو المشمس الرائع و سألته :"أين نحن الآن؟"
ــ هذه زفد . إحدى أقدم مدن بَرَكة من هنا تنحدر أسرة والدي
ما إن اجتاز الجيب أسوار المدينة حتى خرج العشرات من الرجال و النساء و الأطفال إلى الشوارع ليشاهدو السلطان بلهفة.
ــ هل كانوا يعلمون بقدومك؟
بدت تعابير مالك ميالة إلى السخرية حين قال:"لابد أن أحدهم أخبرهم بقدومنا."
ركن السائق الجيب و قبل أن يفتح الباب بهما ظهر حراس القلعة ليشكلوا حاجزاً دفاعياً بين السلطان و الحشود . نزل مالك من الجيب وساعد نيكول على النزول . ما إن رأى الناس الملك حتى ظهر عليهم الابتهاج و راحوا يهتفون بحياته فرفع مالك يده بالتحية لهم . فوجئ حين رأى نيكوليت تتوجه نحو الحشود لتلقي التحية عليهم و مع أنها لم تكن تعرف سوى القليل من الكلمات العربية إلا أن الجمل القليلة التى قالتها جعلت الجميع يفتنون بها.

Rehana 03-04-13 08:58 AM

رد: 366 - عروس الصقر - سلسلة جين بورتر ( الجزء الاول )
 
حافظ مالك على رباطة جأشه و تمالك أحاسيسه و تحرك إلى الأمام أخذاً معه نيكول إلى منزله الصحراوي و قال وهو يريها المنزل :"نحن ندعو هذا المنزل (الحصن) وعلى الرغم من ان الأسرة المالكة سكنته منذ مئتي سنة , وهى ما تزال تتردد إليه من وقت إلى آخر إلا أنه مازال يقوم بدوره كحصن عسكري هام و هو أحد أقوى مواقعنا الدفاعية"
فتح مالك باباً يؤدي إلى حديقة كبيرة يحيط بها سور مرتفع. بدت الحديقة مليئة بالأشجار معمرة ضخمة ذات أغصان غضة عالية تتشابك مع بعضها البعض فتبدو كأنها تنانين تحارب بعضها . جلسا على مقعد في ظل إحدى الشجيرات و أحضر لهما على الفور كوبان من النعناع المثلج المحلى...غدت تعابير مالك تأملية و راح يطرق بأصابعه على الطاولة برفق
ــ يفاجئنى أنك لم تتزوج من قبل
ــ لم يكن الأمر ملحاً قبل اليوم
ــ و هل أصبح كذلك الآن؟
فتح فمه كأنه على وشك التكلم لكنه بدلاً من ذلك أقفله من جديد و اكتفى بهز رأسه.
في الواقع لم يشعر مالك بالقلق يوماً بشأن مسألة الزواج و الإنجاب فقد كان واثقاً من أنها مسالة وقت فقط. وعاجلاً أو آجلاً سوف يلتقي بالمرأة المناسبة.
ولكن ذلك لم يحصل.ها هو الآن فى أواخر الثلاثنيات من عمره من دون زوجة أو وريث و من دون تمثيل . فهو يريدها أن تكون طبيعية يريد الحصول على قلبها , على ضحكتها....يريدها أن تعاهده على البقاء معه....إلا أنه لا يستطيع دفعها إلى ذلك دفعاً....
منتديات ليلاس
وقف مالك و أمسك بيدها لتقف على قدميها و هو يقول :"يبدو انك مازالت تشعرين بالحر . دعينى اخذك إلى غرفتك و سوف تشعرين بالسرور عندما تعرفين أن لديك بركة سباحة خاصة بك"
كان عليها أن تلتقى بـ مالك لتناول العشاء فى أحد الأفنية التى تحيط بها الأسوار . قام طاقم الموظفين بإعداد عشاء مميز للأميرة . أعجبها الحفل الذى أُقيم خارج المنزل لا سيما أن لم يضم سوى مدعوين فقط, هي و مالك . أقيم في ذلك الفناء موقد كما شيدت خيمة لتحيط السلطان بخصوصية أكبر.
كانت السهرة مختلفة عن كل ما أختبرته نيكول في أتيك و غدا هذا الجزء من زيارتها هو المفضل لديها.أحبت تناول العشاء في الخارج . واستمتعت بمشاهدة ألسنة النار و توهجها في الموقد فشعرت بالسعادة و هي تتأمل جمال المكان و شاعريته . ألقت نيكول رأسها على ركبتيها و أخذت تراقب النيران ترتفع و تتراقص في الموقد و قالت :"لو كنت من بَرَكة لتمنيت العيش في هذا المكان.هنا , يبدو كل شيء جميلاً , ساحراً...لا أستطيع شرح الأمر لكنه يجعلنى أشعر و كأننى... في منزلي"
نظر مالك إليها و قد علت وجهه ابتسامة صغيرة:"تقولين أشياء رائعة عندما لا أتوقع منك ذلك"
استدارت عن النار لتلتفت إليه و على وجهها ابتسامة تنم عن الارتياح و قد ظهر النعاس واضحاً على قسمات وجهها و سألته :"ما الذى قلته؟"
هز رأسه برفق و رسم دوائر وهمية على السجادة الحمراء و هو يقول :"هذا منزلي, منزلي الروحي. حين تتساورني الشكوك آتي إلى هنا "
ــ شكوك من اي نوع؟
التوت شفتا مالك و تحولت ابتسامته إلى ما يشبه الاستهزاء بنفسه و قال:"بشأن قدرتي على الحكم و كفاحي لتحقيق التوازن بين ما أحتاج أنا إليه وما يحتاج إليه شعبي"
حدقت نيكول به فإذا به عاقد الحاجبين و قد كسا الشحوب وجهه و عينيه . إنه يملك وجها يدل على أصل نبيل و آلمها أن تراه متألماً فشعرت بضيق في صدرها . فأهتز كيانها لعمق الأحاسيس التى تشعر بها نحوه . لا يجدر بها أن تهتم لأمره و أن تعجب به هذا الإعجاب كله . إنها تريده أن يكون لها و هذا ما لم يكن بالحسبان.

Rehana 03-04-13 08:59 AM

رد: 366 - عروس الصقر - سلسلة جين بورتر ( الجزء الاول )
 
لا يمكن لهذا أن يحصل ! لا يمكنها الوقوع في حب مالك أو في حب صحرائه و مملكته . يجب ألا تسمح لنفسها بالتحدث معه و الجلوس إلى جانبه أو قضاء حياتها بقربه . شبكت ذراعيها فوق صدرها فيما اجتاحها سيل من المشاعر و هي تجلس هنا في الظلام برفقته.قالت له:"أنا أشعر بالتعب"
ما تحتاج إليه الآن هو قضاء بعض الوقت بمفردها لتهدأ و تتمكن من التفكير بالعودة إلى وطنها . سأورها شعور أنها لم تر ميليو منذ سنوات طويلة. كيف ستتمكن من العودة ؟ و الأهم في ذلك كيف ستتمكن من النسيان. إذا تركت مالك فسوف تترك قلبها معه في بَرَكة . وقف مالك و هو يقول :"سأرافقك إلى الداخل"
رافقها عبر الممرات الضيقة شبه المظلمة و التى لا تضيئها سوى أنوار الشموع المعلقة في أعلى الجدران, ما ذكرها بطابع القصور التي تعود إلى القرون الوسطى . بدا لها بلاط الموزاييك ذي اللونين الأسود و الذهبي غريباً أكثر منه مخيفاً.
فتح لها باب الغرفة و ألقى نظرة إلى الداخل . كأنه أراد أن يتأكد أن كل شيء على ما يرام وسألها:"هل تحتاجين شيئاً؟"
ــ كلا.
عندئذٍ تمنى لها ليلة سعيدة و تركها. أغلقت نيكول الباب و أتكأت عليه و هي تتمنى لو انه بقى معها قليلاً. إنها تحتاج لأن تكون بقربه , لأن تشعر بذراعيه تغمرانها بالدفء.....
بدأت تغير ملابسها ببطء و إذا بها تسمع قرعاً على الباب . فتحت نيكول لتجد انه مالك . شعرت بجفاف في حنجرتها إلا أنها شعرت بالسعادة لرؤيته مع انه لم يمض سوى دقيقتين على تركه لها. وسألته :"هل ضللت طريقك؟"
علت وجهه ابتسامة ماكرة لامست شغاف قلبها , ثم قال :"بل أني نسيت شيئاً"
ــ ما هو ؟
منتديات ليلاس
أمسكها من ذراعيها بقوة و جذبها إليه . شعرت بجسده القوي الصلب يلامس جسدها ثم أحنى رأسه و عانقها . شعرت نيكول بالدفء يغمر كيانها , فأغمضت عينيها و ما لبث أن تمتم قائلاً :"هذا ما نسيته"
ــ أعدت من اجل هذا العناق؟
ــ و هل من شيء أهم من الحب؟
مرر أطراف أصابعه فوق جبينها ثم فوق أنفها الصغير . لمساته أرسلت الارتعاش في جسدها و راحت تتساءل عن مغزى كلماته, الحب...من المؤكد انه لا يعني كلمة الحب بمعناها الحقيقى كما تستعمل في الثقافة الغربية ليس كما تفهم هي الحب...لابد أنه يعني الحب لما هو مألوف و سار . إنه بالأحرى الإلفة بين شخصين لا أكثر
قالت كأنها تختبر رباطة جأشه :"و هل تقول ذلك يا صاحب الجلالة لجميع النساء اللواتي تعرفهن؟"
رمقها مالك بنظرة متفحصة ثم قال :"هناك امرأة واحدة فقط تستحوذ على اهتمامي. إنها أنت"
ــ و ما الذى يعجبك في أكثر من أي شيء؟
ــ عقلك.
لم يقل لها أحد من قبل إنه معجب بعقلها. أتراه يتكلم بجدية؟
لم تستطيع كبح ابتسامتها و قالت :"لماذا؟"
انتصب رأسه عالياً و قال :"إنه حاد , ذكي, و مسل. ورفقتك ممتعة أيضاً. أمضيت فترة من الوقت و أنا أراقبك و كنت أتساءل ما هي الخطوة التالية التي ستقومين بها . أنت جريئة جداً"
ما الذي يقصده من كلامه هذا؟ما الذى يعرفه عنها؟
ــ أتعني لأنني سأتزوج منك, مع أنك غريب عني؟
ضحك مالك بنعومة , ما جعل عظامها تذوب . وشعرت بالحرارة تغزو بشرتها .
ــ لن تعترفي بالحقيقة , أليس كذلك؟
ــ أي حقيقة؟

Rehana 03-04-13 09:00 AM

رد: 366 - عروس الصقر - سلسلة جين بورتر ( الجزء الاول )
 
لم يرغب بأن يجيب عن هذا السؤال و قال :"لا عليك , فلا أهمية لذلك. سأتركك الآن كي تنامي"
ثم انحنى ليعانقها عناقاً سريعاً و هو يقول :"تصبحين على خير و أتمنى لك أحلاماً سعيدة"
شعرت نيكول بخيبة الأمل و سألته :"ألن تبقى قليلاً لنتناول شراباً معاً؟"
بد الأسف على وجهه و هو يقول :"إذا بقيت لن أستطيع إبعاد يدي عنك"
عاد مالك إلى الخارج بجانب الموقود.مضت ساعات لم يتمكن خلالها من الخلود إلى النوم. أراد الحراس أن يبقوا معه في الخارج ,إلا أنه كان يحتاج إلى بعض الخلوة مع نفسه هذه الليلة. فذكرهم أنه محمي خلف جدران القلعة المحصنة , قلعته التى لم تُقهر منذ خمسمئة عام. و قال لهم :"إن لم أكن في أمان هنا,فأين يمكنني أن أشعر بالأمان؟"
و أخيراً حين أصبح وحيداً أخذا أفكاره تتسارع . ووجد نفسه يفكر بأمور كثيرة مختلفة في آن واحد. فكر بـ نيكوليت فاتنته و أدرك أنه وجد شريكته الحقيقية . فكر بـ فاطمة و ألمها و عارها . وتمنى لو أنه كان يعرف ما تتوقعه منه و لو انه قام بإيجاد شريك مناسب لها قبل اليوم . أخبرته مراراً أنها تفضل البقاء وحيدة على أن تتزوج بشخص غريب و تترك القصر . فكر بأخيه الأصغر خالد الذي يعيش الآن في لندن بعد أن اتم دراسته في أوكسفورد كما فعل هو . لكن خالد على العكس من مالك , اختار الانفصال عن بَرَكة ليصبح مواطناً حقيقياً للمملكة المتحدة . لم يفهم يوماً مالك قراره هذا إلا أنه تقبله.
لكن خالد باختياره لأن يصبح موطناً بريطانياً فقد كل حق له بالخلافة , بعد أن كان المرشح الثانى لهذا المنصب . شعر مالك بالغضب من شقيقه لأسباب مبدئية فهم عرب موطنهم شمال أفريقيا , و لم يتفهم مالك مخاوف شقيقه إلا حين تعرض لمحاولة الاغتيال منذ سنة خلت.
منتديات ليلاس
جثم بجانب الموقد وراح يحدق في ألسنة اللهب الحمراء المضئية تاركاً الدخان اللاذع يتصاعد حوله فيصيب عينيه بالألم و يتغلغل في رئتيه. رائحة الدخان و طعمه ذكراه بأيام شبابه.
يومها كان عليه أن يقاتل , وعندما هدأت المعارك تسلم هو زمام الحكم. وها هو يقود بلاده منذ خمسة عشر عاماً , عرفت خلالها بَرَكة التقدم و الازدهار تحت قيادته. إلا أنه يعرف التاريخ جيداً وقد درسه عن ظهر قلب . كل رجل هو جزء من كل, والرجل يذهب بينما يبقى التاريخ و يستمر سواه. ومالك يدرك أنه لن يعيش إلى الأبد , وهو يتقبل هذه الفكرة . إلا أنه بحاجة ماسة إلى ابن يقود شعبه من بعده .
لفت انتباه صوت حفيف قماش , فاستدار ليرى نيكول قادمة نحوه ترتدى أحد الأثواب التقليدية و قد انزلق الوشاح عن رأسها ليظهر شعرها البنى المنسدل على كتفيها . أنضمت إليه بجانب النار وهي تسأله:"ألم تذهب بعد إلى النوم؟"
أجاب بنبرة حازمة:"كلا"
راحت تراقب وجهه للحظات طويلة على ضوء النيران و عادت تسأله :"هل تفكر بـ فاطمة؟"
قال مالك بصوت أجش :"أفكر بأشياء كثيرة"
ألقى راسه إلى الوراء و نظر إلى السماء و هو يفكر إنه لم يبق سوى بضع ساعات تفصلهما عن بزوغ الفجر . بدت السماء واسعة لا نهاية لها , ذات لون أرجواني و هي تبدو مرصعة بالنجوم . هنا وسط هذه الجبال , يشعر مالك و كأنه جزء من الطبيعة ,جزء من الرياح و الشمس و الرمال الهواء...
هنا ينسى أنه ملك, ويصبح رجلاً عادياً متمتعاً بحياته . أطلق تنهيدة و تخلل شعره بأصابعه قائلاً:"كم أفتقد هذه الحياة, فأنا لا ابتعد عن المدينة بما فيه الكفاية"
لم تعلق نيكول على كلامه ولاحظ مالك نظراتها المترقبة.أدرك أنها تريده أن يتكلم و انها عادت و انضمت إليه لتسمع ما يجول في خاطره .فتابع يقول مالئاً السكون بصوته :"في ما مضى , كنت أقضي معظم أيام فُرصى هنا, فلطالما بدت هذه الجبال و الرمال مميزة"

Rehana 03-04-13 09:02 AM

رد: 366 - عروس الصقر - سلسلة جين بورتر ( الجزء الاول )
 
و استدار لينظر إليها . بدت عيناها الزرقاوان أشد زرقة في منتصف الليل . وشعر بأنها مرتاحة و بأنها تخلت عن حذرها إذ إنها غالباً ما تخفي مشاعرها خلف قناع.و فكر أن جميع أفراد الأسر المالكة يقومون بذلك على الأرجح فالعالم يراقبهم . لذا عليهم أن يتوخوا الحذر.لكن من الجيد أن يراها هادئة و مستغرقة في التأمل. وأضاف قائلاً :"شقيقى و أقربائى جميعهم يستمتعون بالمجيء إلى الجبل فنحن نشعر بالمتعة حين نخيم فى الخارج و نمضى الليل مجتمعين حول النار لكنهم جميعاً غادروا بَرَكة , أما أنا فلم أستطيع ذلك ,لأننى لم أستطيع أن أتخذ بلداً آخر غير بَرَكة"
ــ ليس عليك القيام بذلك , فهذه بلادك وانت نشأت و ترعرت فيها.
ــ وأنت ولدت و ترعرت في ميليو لكنك مضطرة إلى الرحيل .
تمهملت نيكول قليلاً قبل أن تقول :"أنا لست قديسة. حاولت أن أتمرد مرات و مرات"
راح يراقب وجهها بدقة ثم قال :"لكنك هنا الآن على الرغم من ذلك"
شعرت بالاحتراق في كل جزء من وجهها, حيث تقع نظراته. إنه رجل استثنائي , وهو يمتلك قوة غير عادية ,إذ ليس فيه أي شيء ضعيف و مستسلم.
عضت شفتها السفلى بشدة بين أسنانها و تحركت مبتعدة عنه. إنه يحتاج إلى زوجة, والآن ظن انه وجد مليكته. وعلى الرعم من ذلك فهي تنوي أن تسافر إلى بلادها خلال أيام.
أمسك مالك كتفيها ليمنعها من التراجع و قال :"أرى الحزن في عينيك من جديد. بالأمس قطعوا علينا انسجامنا ,ولا أظن ان ذلك سيحصل مجدداً"
كانت أصابعه تمسك بكتفيها بقوة و سألها :"أليس هناك حزن في داخلك؟ أرى في عينيك صحراء صامتة ...لا متناهية ...أرى شعور بالوحدة"
ــ لكنني لا أشعر بالوحدة.
كيف يمكنه ان يقرأ أفكارها على هذا النحو؟ إنها تحس أحياناً كأنه جزء منه... كانه نصفها الآخر...كيف يمكن لأي كان- لا سيما هذا الرجل- أن يفهمها بهذا الشكل؟
أحنى مالك رأسه و قبل جبينها برقة متناهية , ثم قال :"أنت وحيدة منذ زمن بعيد, وأظن أن هذا هو الثمن الذي تدفعينه لأنك اميرة جميلة. أنا لم أر في حياتي امرأة في مثل جمالك...."
ــ مالك
منتديات ليلاس
وضع يده على خدها قائلاً :"كنت تعيشين في برج حجري مرتفع"
ــ كلا, ليس الأمر كذلك . لم أعش بهذا الشكل . أنا لست....
لم تتمكن نيكول من متابعة كلامها و ابتلعت ريقها بصعوبة.
ــ لست ماذا؟
كيف تخبره بأنها ليست المرأة التي يظنها و بأن جميع افتراضاته خاطئة؟
احتضنت نيكول يده بيدها و ضغطتها فوق وجنتها ثم التقت نظراتهما ورأت الرقة و الحنان يفيضان من عينيه . بدا و كأنه يعرف أنها تخفي أسراراً قد تسبب له الأذى و لكنه يسامحها مسبقاً . لا يعقل أن يكون ذلك صحيحاً ! إنه لا يعرف شيئاً...لا يمكنه أن يعرف....أم أنه يعرف؟
هناك الكثير من الكلام كي يقال . ولكنها لعبت دورها في هذه التمثيلية لفترة طويلة و لم تعد تعرف كيف تخرج منها . قال مالك بهدوء :"ليس عليك سوى أن تبدأي بالكلام"
ــ هل يمكننا الجلوس؟
بدأت ساقاها ترتجفان من الخوف و التعب , أدركت أن عليها أن تتكلم و أنها قد تشعر بالاختناق إن لم تفعل.
جلس مالك على السجادة القرمزية اللون و المطرزة بالخيوط الذهبية و السوداء و جلست نيكول إلى جانبه. شعرت بالارتياح لأنه لم يبتعد و قالت:"أنا أشعر بالخوف"
و انتظرها لتكمل كلامها....
راحت خفقات قلبها تتسارع و شعرت بالدوار . تعثرت الكلمات في فمها , إلا أنها قالت أخيراً :"أنا قلقة بشأن المستقبل . قلقة بشأن ميليو و جدي و بشأن ليلي...."
ــ وبشأننا نحن الاثنين . أنت قلقة بشأننا أيضاً.
ــ نعم أنا كذلك.
فجأة بدا فكه ناتئاً و ظهر الاكتئاب على تعابير وجهه و قال :"وأنا أيضاً"
ــ أحقاً؟"
أوما مالك ببطء قائلاً :"انا أيضاً أشعر بالقلق من أجل المستقبل"
شعرت أن الكلمات تخرج من فمه ثقيلة ما جعل صوته محملاً بالحزن . أرجوك يا إلهي , لا تجعلها تسبب له البؤس ! أرجوك دعها لا تزيد من أعبائه و لا تكون هي سبب حزنه!
ــ لماذا؟
ــ أنا لا أؤمن بالطلاق . لا أريد أن أتزوج لأعود فأطلق بعد حين.


نهاية الفصل السابع

زهرة منسية 04-04-13 07:30 AM

رد: 366 - عروس الصقر - سلسلة جين بورتر ( الجزء الاول )
 
صباح الخير ريحانتى
أسعد الله كل اوقاتك
أختيارك متميز فصل عن فصل تزيد روعة الرواية
رغم كرهى لفاطمة لكن تعاطفت جدا معاها
شكرا ريحاااااانتى

حياة12 05-04-13 05:08 AM

رد: 366 - عروس الصقر - سلسلة جين بورتر ( الجزء الاول )
 
وااااااااااااااااااااااااااو واااااااااااااااااااااااااااو يا ريحونتي تسلم ايديكي يا رااااااااااائعة فصلين و لا ارووووووووووووووع استمتعت جداااااااااااااا جدااااااااااااااااااااا بهم :55: :55: :55:

كان نفسي اقرأ رواية مالك و نيكول من كلام زهورتي عنه بصراحة هو يستاهل رااااااااااااااااااااااااااااائع بمعنى الكلمة تفهمه و اسلوبه و حزمه و احتواءه لها و تحمله للمسئولية رااااااااااائع بجد يجنننننننننننننننننن :421:

لها حق فاطمة تبقه حتموت عليه :lol:
بصراحة انا زعلت عليها رغم كرهي لها طول الفصول اللي فاتت بس لما عرفت الموضوع صعبت عليا جداااااااا و مالك كمان كان سووووووووووووو جنتل :)

بس خلينا نشوف الجانب المشرق .. مالك و نيكول بيقضول وقت و لا ارووووووووووووع مع بعض :iU804754:
تعرفي لولا اني عارفة ان مالك عارف حقيقتها و بيحبها كطمت اتررررررررعبت انا كمان من اللي بتعمله بس الحمد لله الكاتبة ريحتنا :peace:

و القفلة خطييييييييييييييييييييييييييييرة جدااااااااااااااااااااا يا ترى حتقوله؟؟ و لا حتخاف؟؟؟

مستمتعة لاقصى حد معاكي يا ريحونتي الرواية فعلا فوووووووووووووق الراااااااااااااااااااااائعة و سعيدة جدااااااااااااا جدااااااااااااا بمالك :c8T05285:
تسلم ايديكي ريحونتي و ميرسى كتيييييييييييييييييييييير كتيييييييييييييير على التنزيل و لصديقتك على المجهود الخيالي ده ربنا يديم صداقتكم يا رب :)

مستنية الفصل الجديد بشووووووووووووووووووووووووووووووووق
موووووووووووووووووووووووووووووووووواه

Rehana 06-04-13 07:39 AM

رد: 366 - عروس الصقر - سلسلة جين بورتر ( الجزء الاول )
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهرة منسية (المشاركة 3303021)
صباح الخير ريحانتى
أسعد الله كل اوقاتك
أختيارك متميز فصل عن فصل تزيد روعة الرواية
رغم كرهى لفاطمة لكن تعاطفت جدا معاها
شكرا ريحاااااانتى

صباح الانوار .. زهوري
الله يسعدك دائما حبيبتي
تسلمين هذا بس من ذووقك الجميل
مو تكسر الخاطر فاطمة ؟؟ حبيت اسلوب مالك معاها .. قمة الذووق
العفوووو حبيبتي

Rehana 06-04-13 07:45 AM

رد: 366 - عروس الصقر - سلسلة جين بورتر ( الجزء الاول )
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حياة12 (المشاركة 3303444)
وااااااااااااااااااااااااااو واااااااااااااااااااااااااااو يا ريحونتي تسلم ايديكي يا رااااااااااائعة فصلين و لا ارووووووووووووووع استمتعت جداااااااااااااا جدااااااااااااااااااااا بهم :55: :55: :55:

كان نفسي اقرأ رواية مالك و نيكول من كلام زهورتي عنه بصراحة هو يستاهل رااااااااااااااااااااااااااااائع بمعنى الكلمة تفهمه و اسلوبه و حزمه و احتواءه لها و تحمله للمسئولية رااااااااااائع بجد يجنننننننننننننننننن :421:

لها حق فاطمة تبقه حتموت عليه :lol:
بصراحة انا زعلت عليها رغم كرهي لها طول الفصول اللي فاتت بس لما عرفت الموضوع صعبت عليا جداااااااا و مالك كمان كان سووووووووووووو جنتل :)

بس خلينا نشوف الجانب المشرق .. مالك و نيكول بيقضول وقت و لا ارووووووووووووع مع بعض :iU804754:
تعرفي لولا اني عارفة ان مالك عارف حقيقتها و بيحبها كطمت اتررررررررعبت انا كمان من اللي بتعمله بس الحمد لله الكاتبة ريحتنا :peace:

و القفلة خطييييييييييييييييييييييييييييرة جدااااااااااااااااااااا يا ترى حتقوله؟؟ و لا حتخاف؟؟؟

مستمتعة لاقصى حد معاكي يا ريحونتي الرواية فعلا فوووووووووووووق الراااااااااااااااااااااائعة و سعيدة جدااااااااااااا جدااااااااااااا بمالك :c8T05285:
تسلم ايديكي ريحونتي و ميرسى كتيييييييييييييييييييييير كتيييييييييييييير على التنزيل و لصديقتك على المجهود الخيالي ده ربنا يديم صداقتكم يا رب :)

مستنية الفصل الجديد بشووووووووووووووووووووووووووووووووق
موووووووووووووووووووووووووووووووووواه

الله يسلمك حبيبتي
وانا سعيدة انك استمتعت مع الفصلين :toot:
مرة ذوووق اسلوب مالك وحبيبت كلامك عنه كثير

مسكينة فاطمة .. كل من ابوها حط في رأسها اوهام من صغرها.. مالك مررة جنتلمان ^^

حبيبت وجود مالك مع نيكول بالقرب من النار .. فيس الرومنسي

تسلمين ياقلبي .. وانا مستمتعة جدا بردودك الجميلة
الله يسلمك ياالغالية .. نعم كل الشكر الى صديقتي الغالية .. الله لا يحرمني منها

حياش الله حبيبتي

Rehana 06-04-13 07:51 AM

رد: 366 - عروس الصقر - سلسلة جين بورتر ( الجزء الاول )
 

8 – عطر وليل وعناق


http://www.liilas.com/up/uploads/lii...2858211031.gifhttp://www.liilas.com/up/uploads/lii...2858211031.gifhttp://www.liilas.com/up/uploads/lii...2858211031.gif

إنه يشك بنواياها إذن !
قال :"أنا لست كبعض الملوك الذين يتزوجون لكنهم يحتفظون بحياة منفصلة عن زوجاتهم"
حكت نيكول أصابعها إزاء القماش المخملي و قالت :"إذا ما تزوجنا لن أرغب مطلقاً بأن نعيش منفصلين "
ردد كلماتها :"إذا ما تزوجنا؟ ألم تتخذي قرارك بعد؟"
تطاولت نحوه يائسة فلامست ظاهر يده بأصابعها و هي تقول :"أريد أن أكون معك"
ــ الليلة فقط أم إلى الأبد؟
إذا أجابت بصدق عن سؤاله و قالت :الليلة فقط فمن المحتمل ألا تبقى معه هذه الليلة.و إذا كذبت عليه و قالت : إلى الأبد , فسوف تبقى الليلة لكنها ستخسر إمكانية البقاء إلى الأبد . ما من طريقة تجعلها تكسب الاثنين معاً
رفع مالك يده و ضغط أصابعها بأصابعه تشابكت أصابعهما معاً . ثم قالت نيكول:"أخشى من الزواج , أنه يخيفني"
ــ و ما هى الخيارات المتبقية لنا؟
أذهلها هدوءه و قالت :"ما أن نتزوج تفقد حريتك في الاختيار. فلا تستطيع إقامة علاقات جديدة و التعرف إلى شركاء جدد أو طرق جديدة....."
ــ لكن ,كم من الخيارات لديك في الحقيقة يا عزيزتي؟ فأنت لا تملكين الكثير من الخيارات لأنك أميرة من أسرة دوكاس.

Rehana 06-04-13 07:55 AM

رد: 366 - عروس الصقر - سلسلة جين بورتر ( الجزء الاول )
 
ربما هذا ما يجعلها تشعر بالاحباط. فهي لا تملك الخيارات التي يملكها الآخرون لا يمكنها أن تفعل ما يحلو لها . فالواجب و الالتزام سيف مسلط فوق عنقها على الدوام.
و تابع يقول :"بالاضافة إلى ذلك أنا لا أشعر بأنني مفيد. عندما كنت فتياً تمتعت بعزوبيتي أما الآن و قد أصبحت في منتصف الثلاثينيات , أصبحت أعرف ما الذي أريده"
ــ لكنني لست أنا من تريدها حقاً.
ـ بلى , أؤكد لك ذلك.
راح قلبها يخفق بسرعة و سألته :"ما الذي يعجبك فيّ؟"
ــ أنت ذكية , مفعمة بالحيوية, ومثيرة للاهتمام.
لم تعرف نيكول بماذا تجيبه كيف عليها أن تفكر....أن تشعر.
ــ لكنك ما كنت لتتزوجني ما لم أكن من أسرة دوكاس.
ــ وما كنت انت تتزوجيني لو لم أكن ملكاً
لن يصل حديثهما هذا إلى أي مكان . وعادت تقول :"لا أعرف كيف يمكن لزواجنا أن ينجح و كلانا نتمتع بشخصية قوية و آراء مستقلة...."
ــ أتظنين أن الزواج بين شخص قوي و آخر ضعيف هو أفضل؟ أتظنين أن كلاً منا ينجح أكثر مع شريك عديم الشخصية متبلد المشاعر؟
بحثت عيناها عن عينيه . أتراه يعني ما يقول؟أيمكنه أن يقبل بها كزوجة, حادة الطباع, عنيدة, مندفعة؟ تحركت قليلاً لتسحب يدها من يده , لكنه لم يفلت أصابعها و قال لها :"مِمَ أنت خائفة؟"
نظرت نيكول إلى يديهما ,إلى أصابعهما المتشابكة . إنه أمر جيد .إنها ترتاح إلى ملامسته, لكن دفء و ارتياح اليدين المتشابكتين سرعان ما تحول إلى قيد ثقيل .
ــ الزواج فخ للمرأة.
ــ كلا.
ــ أنت رجل و لن تستطيع أن فهم الأمر.
ــ أنا رجل , لكنني لا أرضى بأن يكون الزواج فخاً بالنسبة لزوجتي.
منتديات ليلاس
غرزت نيكول أظافرها في كفها و قالت :"هذا ليس خياراً يقوم به الرجل , بل هذا ما يحدث . الزواج...الامومة....الأطفال . كل ذلك يثقل كاهل المرأة فتتغير أولوياتها , بل تضطر إلى تغييرها"
أحرقتها نظرات عينيه الحادة كان ينظر إليها بقوة كادت تصيبها بالدوار. ثم قال :"وهل هذا أمر سيء؟"
ــ إنه كذلك إذا كنت مما يقدرون حريتهم.
ـ وهل حريتك ذات قيمة عالية؟
شعرت نيكول أنه بات يصعب عليها أن تتنفس . شعرت بالهواء ثقيلاً مرصوصاً ضاغطاً عليها . إنه لا يفهمها. إنه لا يستطيع رؤية ما تراه هي... لقد قضى الزواج على مهنة أمها , فحُرم الناس من موهبتها و صوتها الرائع بعد أن كرست طاقتها كلها من أجل زوجها و تحملت معه أعباء الحياة . أما شانتال فوجدت نفسها عالقة بعيداً في قصر لاكروا فعاشت منسية , مهملة ضحية الكذب و الخداع.
ــ إنها كذلك بالنسبة لي .
أشاحت ببصرها بعيداً عنه و همست قائلة :"أخشى أن تقص جناحيّ"
شعرت بالدموع تخنقها فابتلعت ريقها و منعت دموعها من التساقط ثم تابعت تقول :"أكره حصول ذلك. و سوف أكرهك من أجل هذا الأمر"
ــ ربما كان زواجك الأول سيئاً , لكن والديك....كانا سعيدين بزواجهما . يعلم الجميع أنهما كانا متقاربين جداً.
لوت نيكول أصابعها بقوة و قالت :"ما كان على أمي أن تتخلى عن مهنتها . ما كان لذلك أن يحصل"
ــ لم يكن بإمكانها أن تعيش مع و الدك و تؤسس أسرة مع استمرارها في حياتها الفنية.
هزت رأسها موافقة :"بالضبط . و مع أنك لا تدرك ذلك الآن, إلا أنني لن أكون المرأة التي تريدها , او التي تحتاج إليها. سوف تحاول أن تغيرني و هذا ما يحصل على الدوام ما أن يقع الناس في الحب. لكن هذا ليس كافياً..."

Rehana 06-04-13 07:56 AM

رد: 366 - عروس الصقر - سلسلة جين بورتر ( الجزء الاول )
 
و توقفت عن الكلام فراح مالك يتفحصها للحظات طويلة قبل أن يهب واقفاً على قدميه و يسحبها معه أيضاً و هو يقول :"تعالي , أظننا نحتاج إلى بعض التغيير"
كانت أبواب القلعة كلها مقوسة الشكل تعلوها قناطر من الحجر يغلف كل منها قوس من الخشب المزخرف الأنيق . وقد بدت كل قنطرة مميزة بنقوشها و زخرفتها . قادها مالك عبر أحد الأبواب إلى غرفة جلوس مفروشة بالأرائك الشرقية المريحة , حيث وزعت الشموع في زواياها على طاولات صغيرة. وسألته نيكول :"ما هذه الغرفة؟"
و راقبته و هو يغلق الباب خلفهما بهدوء قبل أن يجيبها :"إنها غرفة جلوس خاصة لا يدخل إليها أحد سواي"
ثم استدار نحوها و أمسكت يداه بوجهها قبل أن تنزلق أصابعه بين خصلات شعرها الحريرى و جاء صوته خشناً حين قال :"انا أريدك...يمكنك أن تثقي بي فأنا لن أخذلك أبداً"
ابتلعت نيكول ريقها وهي تمنع دموعها من التساقط على خديها . ولم تستطيع منع نفسها من التأثير ,فقد أحبت ملامسة يديه لوجهها و شعرها, أحبت قوة عضلاته و رائحة عطره. ورغبت بأن تكون له وحده.
لطالما كانت امرأة قوية, منيعة, ومصممة. لكن على الرغم من قوتها , لم تستطع مقاومة سيل المشاعر التى أثارها فيها . إنها تتوق إلى عناقه كما لم تفعل يوماً...و عانقها...أحست نيكول بخدر لذيذ ينسل إلى حواسها كافة.
منتديات ليلاس
شعرت بأنفاسه الدافئة و انبعثت الحرارة في جسمها و فجأة شعرت بالارتجاف عندما راحت أصابعه تدغدغها خلف أذنها و كأنما شعر مالك بارتجافها فانحنى يعانقها مرة أخرى . وساد حولهما سكون رائع و كأن الزمن قد توقف عن المسير , لقد باتت تعرفه جيداً و تعرف ملامحه أنه يتمتع بقربها كما تتمتع هي بقربه. نظرت إلى عينيه اللتين تلتمعان بقوة و فكرت أن ثقته بنفسه لا تعرف حدوداً. راقبته و هو يشغل جهاز صوت القريب منهما و سرعان ما انبعثت منه موسيقى ناعمة دغدغت حواسها .
عاد مالك إليها . ثم أخذها بين ذراعيه و راحا يتمايلان راقصين على وقع الأنغام الساحرة. كانت الأنوار خافتة ما جعل الجو حولهما في غاية الرومانسية .
آه , كم تحب البقاء بين ذراعيه , الإحساس بصلابة جسمه, كم تحب الطريقة التى يغمرها بها و يضمها إلى صدره و ذراعاه ملتفتين حولها .
راحا يتحركان ببطء شديد و قد بدا مالك متحكماً في نفسه . و سمعت نفسها تهمس :"لا أريد لهذا أن ينتهي,إنه...."
و سكتت و أغمضت عينيها كأنها تخشى أن تفقد ما تشعر به من نشوة . وتمنت لو أنها تستطيع أن تخبره بمشاعرها الحقيقية نحوه و بأنها لم تعش مثل هذه اللحظات مع أي رجل قبله , لكن بدا من الصعب عليها أن تتكلم و هي غارقة فى هذا الجو الشاعري الساحر.و ما هي إلا لحظات حتى تغيرت الموسيقى فشدها مالك إليه أكثر. فشعرت بتوتر عضلات كتفيه تحت يديها . فتعلقت به أكثر و كأنها تريد الذوبان فيه . وراح قلبها يخفق بقوة في أذنيها . وسألها :"هل أنت مستمتعة بالرقص؟"
فهمست:"نعم , وأنت؟"
تنهد مالك و شعرت به يبتسم قبل أن يجيبها :أظن ان هذا رائع, لم أرغب بالرقص مع امرأة على هذا النحو من قبل"
ــ آه !
ماذا لو أدرك حقيقة مشاعرها هي؟ لم تستطيع إيجاد الكلمات التي تعبر عن أحاسيسها في تلك اللحظات . لامست خده بأصابعها متحسسة لحيته النابتة على أمتداد فكه. ثم همست :"أنت وسيم جداً"
ــ كلا , لست كذلك.
ــ بلى
قال متذمراً :"لدي أنف كبير"

Rehana 06-04-13 07:58 AM

رد: 366 - عروس الصقر - سلسلة جين بورتر ( الجزء الاول )
 
تجاهلت نيكول ارتعاشة سببتها ملامسة يده لخصرها و قالت :"كلا إنه ليس كذلك"
لكنه أصر قائلاً :"كما أن فمي كبير أيضاً"
ــ توقف عن الكلام أرجوك!
ضمها مالك إليه بقوة جعلتها تذوب شوقاً و تحترق بين ذراعيه . وأدركت في تلك اللحظة أنها وجدت حب حياتها , التقت بنصفها الآخر . لقد أسر مالك لبها , استولى على قلبها و عقلها و جسدها و روحها.
قال لها بصوت عميق أجش :"أنت لي و لن تكوني لأحد سواي"
ووجدت نيكول نفسها تجيب قائلة :"أعرف ذلك"
ــ لا تردد بعد اليوم بشأن زواجنا , أليس كذلك؟
ــ نعم
في تلك اللحظة , شعرت نيكول كأن صخرة قد أزيحت عن صدرها و كأنها رأت نوراً ساطعاً عند نهاية النفق . لا سبب يمنعها من الزواج بـ مالك , يمكنها أن تفعل ذلك. وسوف يكون هذا زواج لمصلحة الجميع ..بلادها, أسرتها و قلبها ...
اندست به و قالت :"انا سعيدة لأننا نتزوج بعد ستة أيام . إنها ستة أيام فقط, أليس كذلك؟"
ــ أظنها أصبحت الآن خمسة.
رفعت رأسها و التقت بنظراته فقالت :"يبدو ذلك جيداً"
ــ هل أنت واثقة؟
ــ نعم.
و تخيلت مراسم الزفاف في أتيك ,و تخيلت نفسها ترتدي أحد تلك الأثواب التى صممت خصيصاًَ لها . لابد أن مالك سيبدو وسيماً مهما كان ما يرتديه . بدت لها الصورة رائعة بأكملها.
باستثناء تفصيل صغير إلا أنه أساسي: ليلي !
تشبثت بذراعي مالك و قد شعرت أنها بحاجة إلى الإحساس بقوته و دعمه , ثم قالت:"أريد ليلى هنا , يجب أن تكون بقربي"
ــ هذا ما سيحصل.
ــ قد لا يسمح لها جداها , آل ثيبوديت بذلك و...
ــ بل سيفعلان . لا تقلقى , عزيزتي . سوف أهتم بكل شيء .


نهاية الفصل الثامن

Rehana 06-04-13 08:01 AM

رد: 366 - عروس الصقر - سلسلة جين بورتر ( الجزء الاول )
 

9 – على كرسي الإعتراف


http://www.liilas.com/up/uploads/lii...2858211031.gifhttp://www.liilas.com/up/uploads/lii...2858211031.gifhttp://www.liilas.com/up/uploads/lii...2858211031.gif

فى صباح اليوم التالي استيقظت نيكول و هي تشعر بارتياح كبير على غير عادتها . استحمت و بدلت ملابسها و توجهت إلى الغرفة التي يقدم فيها الفطور. ما إن فتحت الباب حتى رأت مالك واقفاً و هو يشبك ذراعيه فوق صدره. مررت يدها في شعرها الطويل لترده إلى الخلف قائلة :"لم اتوقع رؤيتك هنا"
ــ كنت اعمل في المكتب منذ ساعتين , لكنني جئت إلى هنا لأتناول الفطور معك.
شعرت نيكول بالحرارة تغزو وجهها و علا الاحمرار خديها و هي تحاول تجنب نظراته فتنحنحت قائلة :"آه , هذا جيد !"
و شعر مالك بإحراجها فضحك ضحكة خافتة و قال ممازحاً :"إلا إذا رغبت بأن نقوم بشيء أكثر إثارة"
فهزت رأسها نفياً و هي تتجنب النظر إليه و ما هي إلا لحظة حتى رن مالك الجرس إيذاناً بتقديم الفطور. وعلى الفور ظهرت خادمة تحمل صينية بين يديها , أخذها منها و سار إلى حيث تجلس نيكول على أريكة مريحة ليضعها على الطاولة أمامها ثم يستقر إلى جانبها. سألها و هو يناولها فنجان القهوة:"كيف تشعرين اليوم؟"
تقلصت عضلات نيكول في داخلها و هي تراقبه. إن وسامته توازي و سامة عشرة رجال معاً.و سرت الحرارة في جسدها مجدداً و هي تقول :"بخير, شكراً لك."
اتكأ مالك على أحد جانبيه ملقياً ثقل جسمه على ساعده و سألها :"هل غيرت رأيك بشأن الزواج؟"
ــ كلا. و أنت ؟
ــ أنا ؟ بالطبع لا . ولِمَ تظنينني عانقتك في الليلة الماضية ؟ كي أقنعك فقط.
منتديات ليلاس
أخفضت نيكول بصرها قائلة :"ليس ذلك ما جعلني أقتنع"
لكن الاحمرار الذى علا خديها بدا خير دليل على نجاح خطته. وجاء صوت مالك خفيضاً و هو يقول :"أريدك بقوة. لا تصدقين كم أرغب بك, وماذا أشعر حيالك....أريدك بجنون"
لم تعد نيكول تستطيع التنفس . إنها تريده أيضاً...تريده بكل جوارحها.
تركزت نظراته على وجهها ثم قال :"لدي فكرة رائعة!"
ــ وما هي ؟
ــ أظن ان علينا أن نحتفل بزفافنا في ميليو.
إنه آخر شيء توقعت نيكول سماعه و قالت متلعثمة :"زفاف....في ميليو؟"
ــ هكذا تكون أسرتك بأكملها بقربك....
ــ ظننت أننا سنقيم زفافنا تقليدياً هنا. أعني...كي يتم نقل الحدث على شاشة التلفزيون ليكون احتفالاً وطنياً
ــ سوف يتم نقل الوقائع من هناك
تملكها الذعر و سارعت تقول :"قد تصبح الأمور أكثر صعوبة بالنسبة إلى أسرتي فجداي ليسا بصحة جيدة..."
ــ لهذا السبب سنذهب إلى هناك فهكذا لن يضطر الجميع إلى السفر فالكاتدرائية ليست بعيدة عن القصر.
انحنت نحوه و مررت يدها على خده في محاولة لإلهائه ثم قالت :"يمكننا أن نذهب لرؤيتهم في ما بعد....بعد العودة من شهر العسل.دعنا لا نعقد الأمور يا مالك. فهناك سيقومون بتحضيرات كثيرة. و أنت تعلم ضخامة احتفالات الزفاف الملكي في أوروبا"
ــ تم الاهتمام بكل شيء .

Rehana 06-04-13 08:03 AM

رد: 366 - عروس الصقر - سلسلة جين بورتر ( الجزء الاول )
 
شعرت بجفاف في فمها فتطاولت تمسك بكوب العصير و راحت ترشف منه ببطء علها تتمكن من جلاء ذهنها و سألته :"ماذا تعني؟ تم الاهتمام... بماذا؟"
ــ هذا ما قلته لجدك صباحاً..
ــ ماذا ؟
استقام مالك في جلسته و طوق كتفيها بذراعه قائلاً :"من الأفضل أن تشربي العصير فأنت تبدين شاحبة"
لكن نيكول لم تستطيع أن تشرب...لم تستطيع أن تفكر....أمسك الكوب و رفعه إلى شفتيها قائلاً:"أنت بحاجة إلى السكر , أشربي. لا أريدك أن تصابي بالإغماء الآن فأمامنا أشياء كثيرة نقوم بها قبل سفرنا"
أجبرت نيكول نفسها على ابتلاع العصير قبل أن تدفع بالكوب بعيداً قائلة:"أنا لا أفهم شيئاً مما تقوله"
ــ أنت أرملة وليست مطلقة و هذا يؤهلك كي تحصلي على زواج آخر مليء بالبذخ هذا ما تحدثت بشأنه مع جدك هذا الصباح . تكلمت معه أولاً ثم أمرت الموظفين في مكتبي بالمباشرة بكل التحضيرات اللازمة للانتقال من أتيك إلى بورتوتيرزا.
تحدث مالك مع جدها...
رمشت نيكول بعينيها :"ماذا قلت له؟"
ــ قلت له إنك هنا و أنك وافقت على الزواج بي..
ـ من قلت له إننى أكون؟
منتديات ليلاس
نظر مالك إليها و كأنها فاقدة لصوابها و أجاب :"وما الذى تظنيه؟"
تناولت كوب العصير و رشفت منه بسرعة ثم مسحت فمها و رفعت بصرها إليه قائلة :"هل قلت له أننى شانتال؟"
ــ نعم
ــ وماذا قال جدي؟
ـ قال لي : كلا , لا يمكن أن تكوني انت شانتال , لأن شانتال في لاكروا و هو قد تحدث إليها لتوه .
بحثت عينا نيكول عن عينيه :"مالك!"
ــ نعم يا عزيزتي
ــ ما الذى تفكر فيه الآن بالضبط؟
ــ أفكر أن لدي أميرة محتالة.
يا له من وصف دقيق ! وضعت نيكول كوبها على الطاولة بهدوء و هي تشكر الله لأنه لم يغضب منها . فهي لا تعتقد أن بإمكانها معالجة الأمر إن كان سيغضب منها و قالت :"على أي حال أنا أميرة من أسرة دوكاس"
ــ لكنك ليست شانتال.
ــ كلا .
ابتسم لها مالك ابتسامة سارة على الرغم من الظروف المستجدة . شعرت بارتياح في عضلات معدتها المتقلصة. ربما شربت العصير بسرعة سببت لها ذلك.
ــ أنا
ــ نيكوليت
أومأت نيكول بارتباك :"وكيف عرفت؟"
ــ لقد أمضينا السهرة بالأمس في تقارب حميم لكن ليس هذا ما جعلني أعرف.
و تردد قليلاً ما جعل قلبها يرتجف قلقاً. ثم قال معترفاً :"عرفت ذلك منذ البداية , منذ لحظة وصولك إلى هنا"
ــ ماذا؟
-تكلمت مع شانتال على الهاتف من قبل و أعرف صوتها . أنت ذكية نيكول, وجميلة , لكنك لا تشبهين أختك الكبرى في شيء .

Rehana 06-04-13 08:04 AM

رد: 366 - عروس الصقر - سلسلة جين بورتر ( الجزء الاول )
 
أسندت نيكول ظهرها إلى مسند الأريكة و راحت تحدق إلى السقف . ثم قالت:"الهذا السبب تحدثت إلى جدي؟"
ــ كان يعلم أنك هنا منذ البداية.
ــ مثلك تماماً
أغمضت عينيها بشدة. إن الأمور تسير من سيء إلى أسوأ . وسألته :"لماذا لم تواجهنى بالحقيقة؟ لِمَ لم تجبرني على الاعتراف؟"
بدت التسلية في عينيه و هو يقول :"لقد....تمتعت بذلك . وجدت تمثيليتك مسلية"
لم تصدق أنه قال ذلك....لم تصدق أنه يعني ما يقول...لقد عاشت الأيام الماضية في دوامة من القلق بينما كان هو يتسلى.
ــ وما الذى سيحدث الآن؟
ــ سوف نذهب إلى ميليو و نتزوج
ــ أمازلت تريد الزواج بي ؟
قال بنبرة خشنة تدل على نفاد الصبر و كأنه لا يصدق ما يسمعه:"نعم"
ــ ماذا قال جدي أيضاً؟
جاءت ضحكته ناعمة و قال كأنه يغيظها :"قال إنك حصلت على ما تستحقينه. وطلب مني أن أذكرك بأنه قال لك ذات مرة...."
ــ بأننى سألتقى يوماً بمن هو ندّ لي
منتديات ليلاس
و فتحت عينيها ثانية و قد شعرت كأنها كانت تتزحلق فوق مزلجة . ما الذى حصل؟ كيف تغيرت الأمور بهذه السرعة؟و كاد رأسها ينفجر :"ربما نستطيع البقاء هنا و نسيان أمر الزفاف الكبير"
ــ لسنا مضطرين إلى ذلك . فنحن منسجمان تماماً و نستحق احتفالاً كبيراً.
لطالما كانت نيكول امرأة واقعية . إلا أنها لم تكتف مرة بأنصاف الحلول , بل تذهب عادة حتى النهاية في كل ما تقوم به. والآن شعرت بأن عليها أن تكون صادقة معه, فقالت :"لكنك أردت الزواج بـ شانتال"
ــ ومع ذلك فقد حصلت على نيكول
هزها كلامه من الداخل و أدركت أنها لم تكن تخدعه بل كانت تخدع نفسها فهى أيضاً أحبته.
ــ مالك...
لم تدرك انها تلفظت باسمه بصوت مرتفع إلا عندما طوقها بذراعيه وعانقها. صرت رعشة من السعادة في كيانها بأكمله فأغمضت عينيها تاركة مشاعرالحب و اللهفة تجتاحها ببطء لقد وقعت في حبه حقاً ! لكن كيف حصل ذلك؟
فتحت نيكول عينيها لتواجه نظرات عينيه الفضيتين و نظرت ملياً في أعماق تينك العينين اللتين تشعان بابتسامة صامتة. وأدركت كيف حصل الأمر...إنه رائع و مذهل وسيم , ذكي, صبور , ومتسامح .
ــ لست مضطراً إلى الزواج بى فقط لأنني هنا.
مرر أصبعه ببطء على عنقها قائلاً :"لا يمكنك الهروب مني"
ــ بلى.
لكن صوتها بدا مرتعشاً . نظر إليها مالك و بدا الدفء في عينيه الفضيتين و قال موبخاً بلطف :"كلا لا يمكنك الهروب , لأنني لن أسمح لك بذلك"
إلا أن نيكول أدركت أن هذه مجرد كلمات أراد أن يغيظها بها , أن يداعبها و يسليها . إنها واثقة من إنه سيفعل دوماً ما فيه خير لها . حتى لو قال إنه لن يدعها تذهب إلى أي مكان فإنه لن يبقيها رغماً عن إرادتها إذا ما رغبت بالمغادرة يوماً .
ـ لم يكن الزواج وارداً في خطتي. لم أخطط أبداً للبقاء في بَرَكة.
أحست كأن هذه الكلمات تنتزع منها انتزاعاً . أما مالك فبهتت ابتسامته و هو يقول :"أعلم ذلك"
بعد يومين عادا إلى أتيك إلا أنهما لم يمكثا هناك سوى ساعات قليلة . منحها مالك وقتاً كي توضب حقائبها قبل أن يتوجها إلى ميليو حيث تنتظرهما أسرتها .
عندما وصلت إلى غرفتها طلبت نيكول من علياء أن تساعدها قائلة :"أنا بحاجة إلى مزينة شعر قديرة"

Rehana 06-04-13 08:05 AM

رد: 366 - عروس الصقر - سلسلة جين بورتر ( الجزء الاول )
 
ثم شرحت لها ما الذى تريده منها بالضبط. بدت علياء مذهولة لكلامها إلا أن نيكول ظلت هادئة , فـ مالك يعرف من هي الآن, وقد حان الوقت لتعود شقراء من جديد . انها على استعداد تام لتمحو كل أثر لـ شانتال من شخصيتها.
في طريقها إلى المطار ارتدت نيكول ثوباً مع غطاء للرأس . فهي لا تنوى أن تسبب صدمة لكل من يعملون في القصر . يكفي أن علياء ستخبرهم بما حصل بعد مغادرتها إلى ميليو. أقلعت طائرة مالك الملكية من مطار أتيك عند الساعة الثانية بعد الظهر. تستغرق الرحلة من هناك حتى بورتوتيرزا ثلاث ساعات و نصف الساعة. لكن هذه المدة بدت لـ نيكول كأنها الأبد بعد دقائق من إقلاع الطائرة اقترب منها مالك و رفع الغطاء عن رأسها قائلاً:"هل يمكنني أن أرى كيف تبدو خطيبتي؟"
تحملت نيكول تفحصه الطويل لها بصمت تام و ذكرها ذلك بيومها الأول في بَرَكة حين دار حولها مرتين متفحصاً إياها بدقة من رأسها حتى أخمص قدميها و سألته:"هل نجحت في الامتحان؟"
ــ هل هذا هو لون شعرك الطبيعي؟
ــ ألم تحبه
ــ أنت شديدة الاشقرار
أدارت نيكول رأسها و راحت تنظر من النافذة و هي تعض شفتها إلا أنها لم تستطيع ضبط أعصابها فقالت :"لست مضطراً إلى الزواج بي"
ــ أهذا ما تقولينه الآن بعد ان قررنا إتمام الزفاف في مدينتك ؟
ــ لم يفت الأوان بعد
منتديات ليلاس
و فوجئت به يضحك ضحكة ملؤها التسلية و هو يقول :"لن أدعك تفلتين مني"
ثم تلاشت ضحكته و ظل يتأملها للحظات قبل أن يسألها :"هل تشعرين بالحب نحوي؟"
بادلته نيكول نظراته الملتهبة تلك و وجهت إليه السؤال نفسه:"وأنت هل تشعر بالحب نحوي؟"
لم يقل مالك شيئاً إنما راح ينظر إليها كأنه يعرفها جيداً و يفهمها جيداً . بدا شخصاً لطيفاً مليئاً بالود و الحنان ما جعل المشاعر تغلي في داخلها و في شراينها . إنه يريدها و هو يحبها . مع العلم انه لم يقل لها بصراحة : أنا مالك رومان نور أحبك . لكن حبه لها يبدو واضحاً في جسده و عينيه و قلبه. قد لا يستخدم مالك كلمة (حب) كما يستخدمها الأوروبيون لكن العاطفة التى تراها في عينيه هي كل ما تطلبه في الرجل الذى تحبه . وأحست بموجة من الحب تجتاحها حتى تكاد تسبب لها الألم .
فك مالك حزام الأمان من حوله و قال :"فلنتناول شراباً منعشاً أظن ان كلينا يحتاج إلى ذلك"
بعد ساعات ثلاث دارت الطائرة دورة كاملة حول بورتوتيرزا قبل أن تحط في مطارها . ربطت نيكول حزام الأمان حولها و حبست أنفاسها و هي ترى بورتوتيرزا من الجو . كان الوقت بعد الظهر و كانت أشعة الشمس منعكسة فوق مياه المحيط الفيروزية اللون فبدت صفحة المياه أشبه بصفيحة من الفضة البيضاء اللامعة . وبدت الأبنية التاريخية في بورتوتيرزا رائعة بلونها التبنى تحيط بها التلال الخضراء الغنية. إنها ميليو!
كانت في أنتظارهم سيارة مرسيدس و ما هي إلا دقائق حتى وصلوا إلى بوابات القصر و اندفعت السيارة تجتاز طريقاً محيطاً بأشجار النخيل التى يعود عمرها إلى مئات السنين . ثم أطل عليهم القصر الذي شيد من الحجارة المنحوتة , بمدخله المزين بالتماثيل و سطحه المقبب , وامتدت إلى جانبه الأبنية الملحقة به فبدت كالجناحين . وما إن بدا بصعود السلالم الأمامية حتى نظرت نيكول إلى مالك وعلى وجهها ابتسامة متوترة ثم قالت :"هذا هو منزلي"
جال مالك ببصره لحظة في المدخل الواسع . ومع أن قصر بورتوتيرزا أصغر حجماً من معظم القصور الأوروبية إلا أنه يتميز بطابعه و أناقته . بدت الباحة الرئيسية للقصر واسعة تحيط به الأعمدة الرخامية الموشاة باللونين الزهري و الذهبي و كذلك هي الأرض الرخامية . كما بدا القصر من الداخل مضاءاً بأشعة الشمس الدافئة كما هو من الخارج . سمعت نيكول وقع أقدام و ما لبثت جويل أن ظهرت عند أعلى الدرج و هتفت:"نيكوليت!"

Rehana 06-04-13 08:06 AM

رد: 366 - عروس الصقر - سلسلة جين بورتر ( الجزء الاول )
 
و أسرعت تنزل الدرجات ثم ألقت بذراعيها حول أختها تحتضنها و تهمس في أذنها :"ما الذى فعلته؟ لقد أخفتنا جميعاً"
أجابتها نيكول بصوت ضعيف :"لست أدري"
تراجعت جويل خطوة إلى الوراء متفحصة وجه نيكول . ثم قالت :"هل ستتزوجين حقاً؟"
لم تعرف نيكول أتضحك أم تبكي . واستدارت مشيرة إلى مالك :"جويل ها هو العريس هنا"
و استغرقت فترة التعارف بين مالك و أفراد أسرتها طيلة المساء . إذ اقيم حفل استقبال للسلطان من قبل الملك ريمى و الملكة أستريد و من ثم عشاء رسمياً حضره مستشارو الملك . ولم تسنح الفرصة لـ نيكول بالانفراد بـ مالك , إذ أبقاه جدها إلى جانبه بصرامة و على الدوام . و بعد أن رفعت الأطباق عن الطاولة و أنطلق الجميع في أحاديث غير رسمية جلست نيكول إلى جانب جدتها , وسألتها بنبرة متوترة :"هل أنت غاضبة مني , يا جدتي؟"
المرض الذى ألم بجدتها العام الفائت جعل من الصعب عليها أن تتكلم . إلا أنها ابتسمت لها قائلة :"كلا أنا و جدك نعرفك جيداً"
صباح اليوم التالى , استيقظت نيكول و في رأسها فكرة واحدة : لم تسمع أي خبر من شانتال مع أن موعد الزفاف بعد يومين فقط . أين هي الآن؟ لِمَ لم تأتِ برفقة ليلي بعد ؟ من الفترض أن تكونا هنا في هذا الوقت . أخبرها جدها أن شانتال قررت مغادرة لاكروا برفقة ليلي بالأمس لتساعد نيكول في التحضيرات الأخيرة للزفاف . لكنها لم تصل بعد ونيكول تحتاج إلى بعض الإجابات عن تساؤلاتها .
إلا أن جدها لم يكن ذا عون كبير لها في هذا المجال .إذ نقل لها خبراً سيئاً حين قال و هو يشير إليها بالابتعاد عن باب مكتبه الخاص :"لم أشأ بالأمس أن أكدرك, لا سيما أنه اليوم الأول لوصول الملك نور إلى بلادنا . لكن يبدو أن أسرة ثيبوديت ترى أن ليس من الحكمة أن تسافر ليلي إلى مكان بعيد لفترة قصيرة من الزمن"
شعرت نيكول بالغضب يغلي في داخلها . وجاهدت لكي تبقى نبرة صوتها هادئة و هي تقول :"فليدعوها تبقى هنا لمدة أسبوعين إذن! لقد مرت سنتان على مجيء ليلى إلى بورتوتيرزا...سنتان...ألست مشتاقاً لرؤيتها يا جدي؟"
ــ تجعلين الأمر يبدو مأساوياً
ــ أسرة ثيبوديت تتولى رعايتها و شانتال لا تستطيع المشاركة في تربية ليلي . لقد دفعوا بـ شانتال إلى الهروب...
ــ هذا ليس صحيحاً و لا أحب ما تتفوهين به.
ثم وقف جدها و انحنى فوق زاوية مكتبه , قائلاً :"لا تتكلمي بهذه الطريقة عن فيليب و كاترين . لقد عرفت أسرة ثيبوديت طيلة حياتي كما أن كاترين و جدتك صديقتان منذ طفولتهما "
ابتلعت نيكول غصة تجمعت في حنجرتها :"ذلك لا يعني..."
لكنها قطعت كلامها حين توجه جدها نحو النافذة و هو يسير ببطء مديراً ظهره إليها . لقد أصبح جدها هرماً و كأنه كبر عشر سنوات خلال السنة الماضية و لا يمكنها الضغط عليه أكثر من ذلك .
ــ سوف أحضرها إلى المنزل يا جدي . ليس عليك أن تحب ذلك , أو توافق عليه. لكن لا أحد يمكنه أن يمنعني.


نهاية الفصل التاسع

Rehana 08-04-13 09:34 AM

رد: 366 - عروس الصقر - سلسلة جين بورتر ( الجزء الاول )
 
10 – و انقلب السحر على الساحر

http://www.liilas.com/up/uploads/lii...2858211031.gifhttp://www.liilas.com/up/uploads/lii...2858211031.gifhttp://www.liilas.com/up/uploads/lii...2858211031.gif

وجدت نيكول مالك في صالون القصر محاطاً بعدد كبير من ضباط الأمن...
يبدو ان معظم القادة الأوروبين يحضرون زفافهما ملوك و ملكات, أمراء و أميرات بالأضافة إلى عدد من الشخصيات ذات الألقاب من مستوى دوق و دوقةو عدد من القادة السياسين الرفيعي المستوى و كبار الصناعيين و رجال أعمال و أرباب عالم الموضة و الأزياء.
شرحت له الوضع بسرعة دون أن تغفل أي تفصيل بسبب القوانين في لاكروا , لا تستطيع شانتال اصطحاب الأميرة ليلي و هي وريثة التاج إلى خارج بلادها دون موافقة الملك و الملكة. وأسرة ثيبوديت لن تسمح لـ ليلي بالقدوم. كما شرحت له موقف جدها من هذا الموضوع و كيف أنه يرفض القيام بأي مبادرة مع أنه الوحيد الذي يملك السلطة التى تسمح له بتحدي آل ثيبوديت , وبعد أن أخبرته بكل شيء شعرت بأن الثقل الذي كان يرزح فوق صدرها قد عاد من جديد و شعرت بقلبها كأنه كتلة من الحديد.
إنها لا تريد أن تسبب الأذى لـ مالك أو أن تخذله, لكنها تعرف نفسها جيداً. فهي لن تنسى على الإطلاق سبب ذهابها إلى بَرَكة في الدرجة الأولى. بالكاد تمكنت من النظر إليه و هي تقول:"ذهبت إلى بَرَكة بهدف تحرير ليلي و هذا هو السبب الذي دفعني إلى الإدعاء بأنني شانتال. وذلك لإيجاد طريقة تمكنني من إخراج ليلى من لاكروا. لا يمكنني أن أتزوجك إذا لم تأت ليلي إلى هنا, لقد وعدتها بذلك"
لم يتفوه مالك بكلمة واحدة و بدت تعابيره هادئة مستكينة كالعادة. وتابعت هي تقول :"أريدك أن تسعى لكى تعود إلى هنا من أجل زفافنا"
منتديات ليلاس
شعرت بالجفاف في حنجرتها و بألم في عينيها فيما هي تكمل حديثها قائلة :"لا أريد أن أقول إنني لن أتزوجك, لا أريد أن أخذلك , لكنني أريد ليلى هنا. لطالما كان هذا هدفي من البداية و سيبقى كذلك"
ــ سبق و أكدت لك بأنها ستكون هنا.
ــ لكن ذلك حصل قبل....
ــ لم يتغير أي شيء , لقد أعطيتك كلمتي .
وجاء صباح يوم الزفاف, فاستيقظت نيكول بقلب مثقل , شانتال لم تصل بعد و كذلك ليلي. أما مالك فلم تستطيع أخذ جواب شاف منه. ما أن تسأله عن الأمر حتى يقول ببساطة :"أنا أقوم بكل ما يمكنني القيام به"
لكن ما هي النتيجة؟ ما الذى يقوم به في هذا الإطار؟ و ما الذى لا يمكنه القيام به؟ و إذا كان قد عمل بجهد ليأتي بهما إلى هنا,فلِمَ لم تصلا بعد؟ كادت نيكول تصاب بالجنون ليتها تستطيع أخذ طائرة في الحال لتحط في لاكروا و تختطف شانتال و ليلي و تعود بهما إلى ديارهما! سمعت طرقة على باب غرفتها ثم أطلت جويل برأسها ذي الشعر الداكن قائلة:"أحضرت لك قهوة"
ــ أدخلي إذن !
كانت جويل تحمل في يديها كوبين من القهوة الساخنة بالحليب و سألتها :"ألم تنهضي من السرير بعد؟"
أرادت نيكول أن تتفوه بعبارة ساخرة إلا أن عينيها امتلأتا بالدموع و تلاشت ابتسامة جويل و قد أدركت بالضبط ما الذي تفكر فيه نيكول , ثم قالت بنعومة:"سوف تكون شانتال هنا إذا استطاعت ذلك. لكن غيابها يجب إلا يفسد عليك يوم زفافك . إنه اليوم الكبير..."
ــ كلا , إنه ليس كذلك !
ووضعت نيكول كوبها على الطاولة المجاورة و تابعت تقول :"انا لن أتزوج"
ــ نيكول !
ــ لا أستطيع القيام بذلك.

Rehana 08-04-13 09:37 AM

رد: 366 - عروس الصقر - سلسلة جين بورتر ( الجزء الاول )
 
ــ نيكول, أنه رجل رائع . قد يكون هذا الزواج مدبراً , لكن الرجل...بالغ الوسامة...
و كانت تشير بيدها كأنها تجاهد لإيجاد الكلمات المناسبة , وتابعت تقول :"إنه مناسب لك تماماً"
ــ هذا لا يهم .
و أنزلقت من السرير فأخذت رداءها الأبيض القديم و هو رداء من القطن الناعم تملكه نيكول منذ زمن طويل و هو المفضل لديها, وتابعت تقول :"ولا تنظري إليّ هكذا, فـ مالك يعرف ذلك"
ــ أحقاً؟
أومأت نيكول ثم ابتلعت ريقها. فهي لم تكن واثقة من نفسها على مالك أن يعرف أنها جادة في ما قالته, فهي لن تتزوجه ما لم تكن ليلي في ميليو. هذا ما كان عليه اتفاقهما, هذا ما خططت له منذ البداية..
هبت جويل واقفة على قدميها و قالت:"هناك خمسمائة شخص من أهم الشخصيات في العالم. سوف يغرق جدي و جدتي بالإحراج..."
ــ ما دام جدي يستطيع تجاهل مأساة شانتال فبإمكانه تحمل هذا الأمر أيضاً.
و سمعتا نقراً خفيفاً على الباب. وعندما فتحت نيكول الباب شعرت بقلبها يهبط بين قدميها, إنها مصممة الأزياء التى قابلتها في بَرَكة, وقد جاءت شخصياً لحمل ثوب الزفاف إليها.ذلك الثوب الذى تعرف نيكول تماماً إنها لن تلبسه.
ــ السلام عليكما.
منتديات ليلاس
قالت المصممة ذلك ثم انحنت لتحيتهما تحية تقليلدية و هي تبتسم . حملت المرأة الكيس الذي يحتوى على الثوب إلى سرير نيكول فألقته برفق هناك وراحت تبسطه بعناية و هي تقول :"أظن انك ستحبين هذا الثوب. بدا السلطان قلقاً خشية ألا يعجبك"
شعرت نيكول بتقلص في معدتها و كأن كماشة قبضت عليها . كان يجدر بها أن تتحدث إلى مالك هذا الصباح لتخبره بأنها تعني تماماً ما قالته له, و بأن عليه أن يلغي الإحتفال قبل أن يفوت الأوان. إلا أن مصممة الأزياء بدت مصرة على إتمام مهمتها , ففتحت سحاب الكيس و اخرجت منه ثوباً من الساتان الأبيض المصقول, ذا شرائط رفيعة عند الكتفين و قبة محفورة بأناقة عند أسفل العنق ينتهى خلف الركبتين بذيل طويل من الحرير الفاخر . وقد أضفى الذيل عليه طابعاً رومانسياً إذ زين بشرائط من الساتان الأبيض على شكل فراشات نثرت عليه كما يتناثر الثلج على الأرض.
همست جويل:"نيكول, إنه يشبه الثوب الذي رسمتيه...دون اكمام ذو شرائط على الكتفين و قبة محفورة"
واقفتها نيكول قائلة ببلادة:"ليس فيه لؤلؤ أو خرز و لا قماش مخرم"
جويل كانت على حق , إنه الفستان نفسه الذى رسمته نيكول في الليلة التى سبقت زفاف شانتال و ذلك حين كانت الأخوات الثلاثة معاً. كانت جويل يومها فى سي المراهقة أي في الخامسة عشر أو السادسة عشر من عمرها , أما شانتال فكانت الأميرة الناضجة حينها أي في الرابعة و العشرين من عمرها,يومها رحن يتحدثن عن مستقبلهن , واقترحت نيكول أن تقوم كل واحدة منهن برسم ثوب الزفاف الذيتحلم به. كم يبدو ذلك اليوم بعيداً الآن ! وكم تبدو الأمور مختلفة عما كانت عليه يومها.
قالت نيكول بنبرة مخنوقة :"يجب أن أتحدث إلى مالك"
انتظرت جويل بقلق فيما راحت نيكول تطلب رقم غرفة مالك لكنها لم تلق جواباً.تركت نيكول الهاتف يرن و يرن إلى أن تم إقفال الخط بصورة آليةو سمعت الإجابة التى عرفتها مسبقاً...مالك ليس في غرفته .
قالت بنبرة ملؤها الذعر :"لم يبقى على موعد الزفاف سوى أربع ساعات" يجب أن تكلمه قبل أن يذهب إلى أبعد من ذلك. لا يمكنها أن تقف امام المذبح في الظروف الحالية."
قالت مصممة الأزياء محاولة جذب انتباه نيكول :"وهذا يا سمو الأميرة سوف يثبت لك النقاب"

Rehana 08-04-13 09:38 AM

رد: 366 - عروس الصقر - سلسلة جين بورتر ( الجزء الاول )
 
استدارت نيكول و فغرت فاهها لرؤية التاج الماسي الذى تحمله المرأة , إذا لم تر قط عيناها أجمل منه على الإطلاق . أنه تاج طويل تزينه أقواس صغيرة بأناقة ما جعله يبدو متموجاً كرمال الصحراء. وقد زين كل من هذه الأقواس بماسة كبيرة بيضاء اللون ذات لون وردي , بلغ عددها تسع ماسات بالإضافة إلى ثماني ماسات أصغر حجماً شكلت على شكل عش صغير في وسطه. أما أطراف الأقواس فزُينت بعدد من الماسات الدقيقة الوردية اللون. ــ إنه مذهل!
شهقت نيكول بذلك بعد أن حبست أنفاسها لرؤية التاج الرائع الجمال المزين باللونين الوردي و الأبيض . إلا أنها أعادت التاج إلى المرأة بيدين مرتجفتين , وهي تقول :"لا يمكنني الاحتفاظ به , إنه ثمين جداً...من الواضح أنه أرث عائلي...."
ــ إنه تاج والدته . أحضرته لك اللايدي فاطمة بنفسها هذا الصباح.
استدارت نيكول مبتعدة و هي تضع يدها على فمها لشدة تأثرها . فاطمة, التى انتظرت مالك طيلة حياتها هي اليوم هنا لتقدم الدعم لها!أضافة المصممة مبتسمة :"طلبت مني اللايدي فاطمة أن أذكرك بأن عروس السلطان يجب أن تحاط بالذهب و الجواهر الثمينة و تحمل إليه على هودج , لكن يبدو أنك تتجاهلين ذلك بطريقة ما"
فجأة ضحكت نيكول و امتلأت عينيها بالدموع . فاطمة هنا...أسرة مالك هنا...كيف يمكنها أن تفسد هذا الزفاف ؟ كيف يمكنها أن تترك مالك ينتظرها هناك أمام المذبح و بحضور خمسمائة شخص ؟ يجب أن تتصل به الآن.
منتديات ليلاس
حاولت الاتصال به مرة تلو مرة خلا الساعات الثلاث التالية , إلا أنها لم تتمكن من إيجاده. وبدا لها أن لا أحد يعرف عنه شيئاً . وأخيراً حان وقت القرار الحاسم : فإما أن ترتدي ثوبها و تذهب أو تتجاهل كل ما يجري حولها.
وقفت جويل في غرفة نيكول , مرتدية ثوب وصيفة الشرف ذي اللون الزهري الباهت , بعد أن أمضت فترة من الوقت و هي تذرع الردهة ذهاباً و أياباً حتى لم يعد باستطاعتها التحمل . وها هي على حافة البكاء. قالت لأختها :"عليك أن تستعدي نيكول و إلا سوف نتأخر . سوف يبدأ الإحتفال خلال نصف ساعة من الآن"
ــ لا أستطيع
ــ بلى تستطيعن! عليك ان تفعلي!
و امتلأت عينا جويل بالدموع و قبل أن تتابع قائلة :"نيكول لا أعلم سبب موقفك هذا و لا أعلم إن كنتما قد تشاجرتما أنت و مالك أم أنك تتعمدين التمهل لسبب ما.لكن مالك أتى إلى هنا من أجلك . واهتم بنفسه بكل التفاصيل إنه مهتم بك و هو يحبك.و أعرف أنك تحبينه أيضاً, فذلك يبدو واضحاً على وجهك"
لا يساورها أب شك في ذلك كما فكرت نيكول ,و قالت :"نعم أنا أحبه . لكن...ليس من المفترض أن يتزوجني أنا, وليس من المفترض أن نكون معاً منذ البداية . لقد أراد أميرة أخرى من آل دوكاس...."
ــ كلا.
قالت جويل ذلك و حملت ثوب الزفاف ثم راحت تهزه أمام أختها قائلة :"ربما يكون ذلك صحيحاً ربما أراد شانتال لكنه وقع في حبك أنت . هيا ارتدي فستانك و ضعي التاج على رأسك الأشقر العنيد هذا , وهيا بنا نذهب. أنا أعرفك جيداً نيكول فأنت لن تسامحي نفسك أبداً إذا ما سببت له الألم . أنت واقعة في حبه و لا يمكنك أن تتحملي الشعور بأنك خيبت أمل من تحبين"
شعرت نيكول بارتجافة جليدية تسرى في أوصالها و بوخز بشرتها. هذا ما يسبب لها الاستياء في الواقع . لقد وعدت شانتال بأنها ستحرر ليلى من أسر جديها ..لقد أعطتها كلمتها, ولن تسامح نفسها إذا ما خذلتها. فوعد الحر دين عليه.
لكنك وعدت مالك أيضاً! أمن السهل عليك أن تخيبي أمله؟
و جاء صوت نيكول متقطعاً :"آه... يا إلهى !ما الذى أفعله الآن؟"

Rehana 08-04-13 09:39 AM

رد: 366 - عروس الصقر - سلسلة جين بورتر ( الجزء الاول )
 
شعرت بالنيران تستعر في صدرها و بحرارة تسري في أنحاء جسمها , وقالت :"أنا أحبه. نعم أحبه...و لا أريده أن يقف هناك في موواجهة الجميع وهو ينتظرني"
رمشت بعينيها فتساقطت منهما الدموع ثم سارعت تقول :"ساعدينى يا جويل لا يمكنني أن أتأخر أكثر"
كان الملك ريمي في انتظارهما في الباحة الخلفية للكنيسة . وما أن رأت نيكول جدها يقف متألقاً ببذلة التتويج الرسمية , تلك البذلة التى يرتديها فقط في الاحتفالات الوطنية و الرسمية , تزين صدره الشرائط القرمزية اللون و ميداليات الشرف, حتى كادت تفقد رباطة جأشها . انحنت إلى الأمام لتعانقه فملأت خياشيمها رائحة عطر ما بعد الحلاقة الذى اعتاد أن يضعه طيلة حياته , وهو عطر قديم الطراز لكنه من النوع الفاخر مثله تماماً و همست متأثرة :"جدي !"
بدت عيناه السوداوان مغشيتين بالدموع حين قال :"عزيزتى....قولي لي إنك سعيدة"
ــ أنا أحب مالك .
ــ هذا ما أراه.
في تلك اللحظة سُمع صرير أحد الأبواب السوداء في الكنيسة و هو يفتح و ظهرت منه طفلة صغيرة في ثوب من الحرير الوردي اللون , تحمل في يدها باقة من الورود المنسقة و انتشرت خصلات شعرها البني الناعم الملتفة على بعضها فوق كتفيها و علت ثغرها ابتسامة لطيفة و هي تقول بصوت مرتفع ملؤه النعومة :"خالتي نيكوليت !"
إنها ليلي !
و هتفت نيكول :"صغيرتي!"
منتديات ليلاس
ثم ركضت نحو ابنة شقيقتها لتحملها بين ذراعيها و تؤرجحها في الهواء :"طفلتي الصغيرة ليلي , أنت هنا!"
غدت ابتسامة الطفلة فاتنة و انقلب خجلها إلى سعادة غامرة و هي تقول:" أنا لست طفلة ؟ يا خالتي نيكوليت! أصبحت في الرابعة من عمري , وأن أتكلم الفرنسية و الإيطالية , كما أننى تعلمت التزلج على الثلج"
و التفت ذراع حول خصر نيكول و همي صوت أنثوى بالقرب من أذنها :"من الأفضل أن تكفي عن البكاء فليس من اللائق أن تسيري إلى المذبح بعينين محمرتين"
شانتال ....شانتال و ليلى هنا! لم تستطيع نيكول تصديق عينيها و هتفت :"ماذا...كيف...؟"
عانقتها شانتال قائلة :"إنه جدي . أتى لزيارتنا هذا الصباح و قال لـ فيليب و كاترين إنهما على الرحب و السعة في هذا الزفاف و أنه يود حضورهما لكن إذا لم يرغبا بالحضور فهو يريد أن آتي برفقة ليلي "
ثم هزت كتفيها قائلة :"وها نحن هنا!"
ــ جدي قام بذلك ؟
أومأت شانتال بالإيجاب :"حسناً , مالك هو من دفع تكاليف سفره. لابد أنك تعرفين هذا, أليس كذلك؟"
كلا , أنها لا تعرف . فكرت نيكول بذلك وهي تجاهد لحبس دموعها . كان عليها أن تدرك أن هذا ما سيحصل , فـ مالك لا يتراجع عن كلامه مطلقاً .
لم تعرف نيكول كيف سارت في ممر الكنيسة الطويل , حيث زُينت صفوف المقاعد بباقات الأوركيد و الورد. بدت الاحتفالات ضبابية بالنسبة إليها,مليئة بجمال غريب و ساحر ,كأنها في عالم الأحلام ...ولم تستيقظ إلا عندما رفع مالك النقاب عن وجهها و عانقها , ثم همس في أذنها :"مرحباً , أيتها الشقراء"
علت الابتسامة وجهه فبدا وسيماً , خطيراً , وجذباً . ابتسامته تلك جعلت أوصالها تذوب أكثر فأكثر. لم تتخيل يوماً أنها ستتزوج أمير أحلامها , أو أنها ستلتقي بحبها الحقيقي فيما هي تُدعي أنها شخص آخر . إنه أمر مستحيل, لا يصدق , كأنه نهاية قصة خرافية من قصص الأطفال.

Rehana 08-04-13 09:40 AM

رد: 366 - عروس الصقر - سلسلة جين بورتر ( الجزء الاول )
 
حفل الاستقبال فى فندق (بورتو بالاس) فاق كل وصف . وظل مالك و نيكول متلاصقين ببعضهما البعض طيلة الوقت . تناولا الطعام معاً , رقصا معاً .وتعانقا مراراً و جالا على طاولات الضيوف و قطعا قالب الحلوى ثم عادا إلى الرقص ...
و بعد قليل شعرت نيكول أن عليهما المغادرة فقالت :"فلنذهب من هنا .أمضينا هنا وقتاً كافياً . من المؤكد أننا نستطيع التسلل إلى الخارج"
عند منتصف الليل تدبرا , هي و مالك أمرهما للخروج إذا انسحبا بهدوء عبر أحد الأبواب الجانبية وكانت إحدى سيارات الأسرة المالكة في انتظارهما . وعندما وصلا إلى القصر صعدا السلالم راكضين , فيما راحت نيكول تضحك بشدة لفرط سعادتها حتى إنها اضطرت إلى الاستناد إلى أحد الأعمدة الرخامية الطويلة لتتمكن من التقاط أنفاسها . مد مالك ذراعيه و أحاط بهما ما جعلها محتجزة إزاء العمود, ثم قال :"مضى دهر منذ تعانقنا للمرة الأخيرة "
ــ لكننا تعانقنا بالأمس
ــ هذا لم يكن عناقاً.
و مرر شفتيه برقة على عنقها :"لا أشعر بمتعة العناق ما لم نكن وحدنا"
نبرة صوته المبحوحة أرسلت دفعة من الأدرينالين في داخلها , فأمسكت بربطة عنقه لتجره إلى جناحهما الخاص قائلة:"أظن أننا نحتاج إلى غرفة من أجل ذلك"
عندما وصلا إلى غرفتهما , استعاد مالك سيطرته على نفسه و على الرغم من قلة صبره قرر ألا يستعجل الأمور.
اقترب منها ليعانقها و قال بصوت أجش :"عزيزتي أريدك ان تسامحيني"
ــ أسامحك...من أجل ماذا؟
ــ لأننى طلبت مساعدة شانتال
ــ لست أفهم .
منتديات ليلاس
رفع مالك ذقنها بيده لينظر داخل عينيها . وقال :"انا أحبك . لقد جعلت مني اليوم رجل كاملاً . أشعر أن حياتي اكتملت بحبك"
إن ما يقوله رائع . إلا أن نيكول شعرت بوجود شيء خاطئ , مع أنها كانت متعبة بعد أن أنهكتها الاحتفالات و جعلت أعصابها متوترة إلى حد لم تعد تستطيع معه تركيز أفكارها .
ما الذى فعلته شانتال ؟ ما الذى فعله مالك ؟ و لِمَ يطلب إليها أن تسامحه؟ جرها مالك من يدها و أجلسها على حافة السرير ثم جلس إلى جانبها قبل أن يقول بهدوء:"طلبت من شانتال أن تعرفنا إلى بعضنا البعض , وهذا ما فعلته"
ــ كلا ! أنت طلبت الزواج منها , أرسلت لها تلك الرسالة...
و توقفت عن الكلام بعد أن شعرت بموجة من الخوف تجتاحها . حاولت الوقوف لكن مالك منعها من ذلك . وضع ذراعه حول كتفيها قائلاً :"أبقى هنا علينا أن نتحدث"
شعرت نيكول ببرودة جليدية تغمرها فغدت أطرافها متصلبة كالرخام المصقول . جاهدت لتتمكن من الكلام فقد أحست أن شفتيها متيبستان . وأخيراً تمكنت من القول :"تلك الرسالة التى أرسلتها إليها...."
و توقفت قليلاً ثم اندفعت واقفة على قدميها وهي تتابع قائلة :"ألم تكن تنوي الزواج بها؟"
ــ كلا , تلك الرسالة كانت مجرد طُعم.
طُعم؟ ها قد بدأت تفهم كيف تم الأمر , كانت تلك خدعة إذن ! الرسالة نفسها كانت الخدعة . تراجعت خطوة إلى الوراء, ولم تعرف إلى أين ستذهب, وما الذى عليها أن تفكر به . هل قامت شانتال بخداعها ؟ هل تآمرت مع مالك ضدها ؟ هل قاما بالتخطيط لتلك التمثيلية معاً؟ أيعقل أن يكون هذا صحيحاً؟
ــ أنت لم ترغب مطلقاً في الزواج من شقيقتي ؟
ــ أنت المرأة الوحيدة التى أردتها , ورغبت بأن أتزوجها .

Rehana 08-04-13 09:52 AM

رد: 366 - عروس الصقر - سلسلة جين بورتر ( الجزء الاول )
 

11 – نمرة فى القصر


http://www.liilas.com/up/uploads/lii...2858211031.gifhttp://www.liilas.com/up/uploads/lii...2858211031.gifhttp://www.liilas.com/up/uploads/lii...2858211031.gif

وقفت نيكول مذهولة بما تسمعه و هي تفكركم بدت سخيفة في الأسابيع الثلاثة الماضية. كان مالك يعرف إنها نيكوليت منذ اللحظة التي رسا فيها اليخت في ميناء بَرَكة. كان يعلم أن الأميرة القادمة إلى أتيك ليست سوى نيكوليت و ليست أي أميرة أخرى من أسرة دوكاس...كانت تلك مجرد خطة لجعلها تقف بجانبه أمام المذبح و ملء خزائن أسرة دوكاس بالمال.
و اختفت البرودة الجليدية من وجهها لتحل محلها حرارة حارقة , فعلا الاحمرار خديها و شعرت بالارتباك و الخجل . هنا , فى هذا القصر نفسه شعرت منذ أسابيع خلت بالشهامة فأتخذت قرارها عن قناعة تامة.قررت أن تقوم بالتضحية بنفسها من أجل سعادة شانتال و ليلي . والآن ها هي تكتشف أن الأمر لم يكن سوى خدعة.كيف استطاعت شانتال أن تفعل ذلك بشقيقتها؟
أستلقى مالك على السرير وراح يراقبها و هي تذرع الغرفة باهتياج ثم قال :"أنت غاضبة !"
ــ بالطبع.
و نظرت إليه بعينين مذهولتين إنه ماكر متلاعب و زير نساء . آه , يا إلهي! لقد تزوجت رجلاً من الصنف الذي أقسمت أن تتجنبه!
قال مالك و قد طوى ذراعيه تحت رأسه :"شانتال فعلت ذلك كي تساعدك"
رغبت بأن تقول له : أخرس ! و بدلاً من ذلك قالت :"الزواج لن يساعدني"
ــ سوف يساعد بلادك.
منتديات ليلاس
نعم, ميليو سوف تحصل على المال , على مستثمر قوي يعمل على إنمائها , كما سيكون لها بمثابة دعم معنوي يبعد الطامعين عن أراضيها . وتابع مالك يقول دون أن يبدو عليه الشعور بالندم :"قالت إنكن وافقتن جميعاً على القبول بزيجات تساعد على تحسين اقتصاد بلادكن و دعم موقفها"
لم تعد نيكول تستطيع الاستماع إليه.لقد خدعاها كلاهما. فهما يعرفان أنها لم تكن راغبة في الزواج لكنهما تجاهلا رغبتها و قناعاتها و دفعاها إلى تحقيق غايتهما.
و سألته :"هل جاءت شانتال إليك, أم انت من جاء إليها؟"
ابتسم مالك و قد وجد سؤالها مؤثراً :"حاولي أن تعرفي بنفسك من هو الوغد في هذه المسألة"
ردت بوجه عابس:"كلاكما وغد . لكني أريد أن أعلم فكرة من كان هذا... الزواج الزائف"
تجهمت تعابير وجهه و قال :"إنه ليس زائفاً. إنه زواج حقيقي, شرعي, مكتمل و دائم"
ــ لم تجبني عن سؤالي.
هز مالك كتفيه كما لو أن الجواب واضح:"أنا ذهبت إليها بعد ان قمت بزيارة جدك"
انفرجت شفتاها بذهول:"قمت بزيارة جدي؟ أهذا ما فعلته في البداية ؟"
ــ بالطبع ! إنه الملك,و لا أحد سواه يمكنه أن يعطيني الموافقة للزواج بك.
يا للسخافة !
ــ و ماذا عن موافقتي أنا؟و ماذا عن إرادتي الحرة؟
شعرت نيكول بالصدمة عندما أدركت أن جدها شارك أيضاً في ذلك كله. بدا و كأن المملكة بأسرها أرادت أن تستقر نيكوليت عن طريق الزواج و تنجب الأطفال.
راح مالك ينقر بأصابعه على السرير نقراً خفيفاً و هو يقول :"أنتِ أتيت إلى بَرَكة بكامل إرادتك"

Rehana 08-04-13 09:53 AM

رد: 366 - عروس الصقر - سلسلة جين بورتر ( الجزء الاول )
 
ــ لأننى ظننت أن بإمكاني العودة ساعة أشاء ! ظننت انني سأمضي أسبوعين هناك بشعر بني, فأحضر عشاء رسمياً أو أكثر و هكذا....ثم أذهب إلى باتون روج حيث أجد شانتال و ليلي فى أمان و أعود بعدئذٍ إلى ميليو حيث أستعيد شعري الأشقر و حياتي المفضلة.
جلس مالك في السرير و دفع بالغطاء جانباً و وهو يقول :"أنت ترجفين . ما من سبب يجعلك ساخطة على هذا النحو . تعالي إلى السرير يا عزيزتي"
لم تعد نيكول تستطيع النظر إليه , تلك التعليقات التى كان يتفوه بها عن شقيقتها "نيكوليت"تلك الإطراءات عن شعرها البنى الرائع , تلك الملاحظات الساخرة عن النساء الشقراوات...كانت من قبيل التسلية لا أكثر . لابد أنه كان مستمتعاً بما يقوم به . لقد خطط لذلك كله, خطط لكل صغيرة و كبيرة.
ــ لا أستطيع!
غدا صوته منخفضاً و هو يقول :"تستطيعن . وهذا ما ترغبين به"
ــ لا يمكنك أن تجبرني. لم أسمح لك بذلك من قبل, ومن المؤكد أننى لن أبدأ الآن.
و أدركت أنها ترتجف ثم تابعت تقول :"لا أصدق أننى كنت بهذا الغباء . كنت بلهاء حقاً!"
ــ لا شيء تغير.
ــ لا شيء؟
انفجرت بذلك و هى تستدير لتواجهه بعينين متسعتين مصدومتين. كيف يمكنه إن يقول إن شيئاً لم يتغير؟ علاقتهما بمجملها ليست سوى....كذبة!
ــ لم أكن أعرفك حتى....مالك نور. ظننت...ظننت....
ـــ ماذا ظننت ؟ انني أبله...أننى مجرد رجل آخر يجري وراءك ككلب مدلل؟
ــ لم أتعامل مع أي رجل على هذا النحو!
منتديات ليلاس
ــ بل أنت حسبت الرجال كلهم كذلك. استخدمت جمالك لإغواءهم فسحرتهم و جعلتهم تحت سيطرتك. وأنا أردتك لي و أدركت أن على أن أخاطركي أفوز بك. لا يحق لك أن تغضبى. لأننى أستخدمت معك لعبتك نفسها.
اللعنة على ذلك كله! وهكذا فكرت نيكول و هي تغالب دموعها . لكنها على حق بالتأكيد. فلهذا السبب بالذات تشعر بالغضب منه و من نفسها. ظنت أتها تستطيع الاستمرار في تمثيليتها, وتوقعت ان تخرج منها دون دفع اي ثمن, وبدلاً من ذلك وجدت نفسها متزوجة و مضطرة لقضاء بقية حياتها في بَرَكة.
ــ ما فعلته ليس عملاً شريفاً
انفجرت بكلماتها هذه, بعد ان اجتاحتها موجة من الانفعالات لا نهاية لها إنها الآن متزوجة....متزوجة! و كل ذلك ليس سوى....خدعة. لقد احتال عليها مالك و خدعها...أجبرها على الزواج به, وهو يعلم تماماً بأنها تخشى من الارتباط. لقد وجد طريقة ليقودها إلى المذبح و يتزوجها.
أجابها مالك بصوت هادئ :"ما كنت تقومين به أنت ليس كذلك أيضاً"
و لم يبدُ عليه التأثر مطلقاً بفورة غضبها , بل تابع يقول :"ومع ذلك لم أُلمكِ بل عذرتك و فهمتك. فأنت تعشقين المنافسة وتسعين للفوز"
ــ لم أكن أسعى للفوز مطلقاً .
ــ عزيزتي!المسألة كلها تدور حول من سيفوز في النهاية.
لم تعد رؤيتها واضحة مطلقاً, وقالت :"نعم, لكن مقابلة الخطأ بالخطأ لا تؤدي إلى الصوأب"
ــ كنت انوى ان اخبرك بالحقيقة.
سألته و هي تسير باتجاه السرير:"متى؟لا أذكر أنك حاولت ذلك أبداً"
ــ كلا , لم أعترف لك بالحقيقة, لأنني قررت أن أخبرك بها ما أن تخبريني أنت بحقيقتك. لكنك لم تفعلي, ولم أفعل أنا أيضاً.
و بدت على وجهه ابتسامة أشبه بابتسامة قطة حصلت على صحن من الكريما و تابع يقول :"نيكول , عزيزتى.أنت أردتنى لك,و ها أنا أصبحت لك إلى الأبد"
ساورتها رغبة بأن تحمل إحدى الوسادات و ترميها في وجهه المبتسم. إلا أنها قالت :"لم أكن أرغب بالزواج"

Rehana 08-04-13 09:56 AM

رد: 366 - عروس الصقر - سلسلة جين بورتر ( الجزء الاول )
 
ــ لكن طالما أنك تزوجت , الست سعيدة لأنك تزوجتيني أنا؟
ــ لم يكن هذا هدفى, يا جلالة الملك.
ــ بعض الأهداف تصبح بلا قيمة مع الوقت.
و هز كتفيه دون مبالاة, فبدا جذاباً و معتداً بسلطته, ثم تابع يقول:"نحن الآن متزوجان و كلمنا يحب الآخر. سوف نتمتع بحياتنا معاً بالتأكيد"
ــ لن يحصل ذلك بعد الآن.
و استدارت مبتعدة و هي تشعر بتقلص في معدتها . لم تعد تستطيع الاحتمال....طيلة ذلك الوقت , تلك الأسابيع...تلك اللحظات التى أمضتها بين ذراعيه....
ــ كم كلفك الزواج بي؟
همست بذلك و نظراتها مركزة على الأضواء اللامعة للميناء. لم يتحرك مالك من السرير,و أجاب :"كثيراً"
ابتلعت ريقها بصعوبة و عادت تسأله :"كم كلفك بالتحديد؟"
ــ خمسة و عشرين....
ــ خمسة و عشرين...؟
ــ مليون
ــ من الدولارات ؟
منتديات ليلاس
و شعرت بالاختناق, فاستدارت تحدق به غير مصدقة :"قل لي إنها ليست خمسة و عشرين دولار"
ــ إنها ليست خمسة و عشرين مليون دولاراً بل خمسة و عشرون مليون جنيهاً . مصرفى فى لندن سيقوم بعملية التحويل.
جلست نيكول على عتبة النافذة ببطء. شعرت ببرودة الزجاج تلسع ظهرها. وقالت هادئة :"هكذا إذن!"
شعرت أنها مدمرة تماماً , أنها زوجة كلفت ثروة طائلة. هذا دون ذكر ممانعتها الشديدة.
ــ بالاضافة إلى خمسة و عشرين مليوناً أخرى سيتم دفعها ما أن يبلغ طفلنا الأول الخامسة عشر من عمره.
لم تعد تستطيع التحمل ....لا تستطيع أن تصدق أن أحداً يمكنه إنفاق هذا المبلغ من المال ....حتى لو كان يريد زوجة منحدرة من أسرة مالكة. وسألته , محاولة التخلى عن تحليل الواقائع:"وماذا يعنى سن الخامسة عشر؟"
ــ عندما يبلغ طفلنا الأول – سواء كانا بنتاً أم صبياً – سن الخامسة عشرة يصبح يصبح بإمكانه أن يتولى العرش دون حاجة إلى وصي. وهذا امر هام عندنا.فغالباً ما يحاول الوصي التحكم بالسلطة, لذا فأن سن الخامسة عشر في غاية الأهمية . شعرت نيكول بالحرارة تحرق عينيها . تنفست بحذر رافضة أن تسمح لدموعها بالتساقط فسألته:"و هل تخطط للذهاب إلى مكان ما بعد خمس عشرة سنة؟"
ــ كلا .
ــ فهمت .
لكنها في الواقع لم تفهم شيئاً على الإطلاق حتى الآن. وقفت بهدوء و نظرت حولها باحثة عن رداء تضعه على جسمها بعد ان قرصها البرد. إلا أنها لم تجد سوى ثوب زفافها المرمي على الأرض . حملته بصمت و هي تغالب دموعها خشية تساقطها , يا لها من نهاية فظيعة ليوم رائع!
ــ أهذه رسالة؟
سألها ذلك بهدوء , بعد ان فقدت نبرة صوته كل أثر للمرح. ابتلعت نيكول دموعها فلم يعد يهمها إن كان يراقبها أم أنه ينظر إليها بمزيج من القلق و التفهم. يمكنه الإدعاء بأنه يفهمها....يمكنه الإدعاء بأنه يهتم لأمرها.....
ارتدت ثوبها بسرعة ثم قالت:"أفضل النوم لوحدي الليلة"
ــ ما من سبب يدعوك لذلك....
قاطعته بشراسة :"بلى"

Rehana 08-04-13 09:57 AM

رد: 366 - عروس الصقر - سلسلة جين بورتر ( الجزء الاول )
 
إلا إن ارتجاف شفتيها أفسد عليها موقف التحدي هذا, وتابعت تقول :"أشعر بالاهانة و الغضب. سوف أذهب إلى غرفتي القديمة, فأنا أحتاج إلى الانفراد بنفسي"
ــ لماذا ؟
ــ يجب أن أفكر بالأمر.
وقف مالك ببطء ثم قال :"ذلك سيجعلك تشعرين بالسخط أكثر فأكثر"
ــ هذا محتمل.
ــ لكن إذا كان هذا ما تريدينه ....
ــ هذا ما أريده.
لم يقترب منها , لم يحاول معانقتها , بل توجه الى الحمام قائلاً :"تصبحين على خير"
"إنه أسوأ زواج في التاريخ" قالت نيكول ذلك لنفسها مئات المرات و هي تغالب دموعها طيلة الليل, لم تتمكن من النوم و لم تعرف طعم للراحةو مع ذلك كانت تشعر بأنها متعبة إلى حد لا تستطيع معه مغادرة السرير لتأخذ حمامها الصباحي. ثم ارتدت بنطلون جينز بالياً لاهو أبعد ما يكون عن ملابس الأميرات بالاضافة إلى بلوزة من القطن ذات لون زهري و كمين قصيرين . ذكرها اللون الزهري بباقة الورود التى كانت تحملها بالأمس فشعرت بوخز في عينيها . إنها غلطتها منذ البداية !
حسناً , شانتال و مالك مخطئاً أيضاً!
منتديات ليلاس
دخلت شانتال غرفة نيكوليت فيما كانت هذه الأخيرة تنتعل خفين من الجلد
ــ أخبرتني إحدى الخادمات بأنك أمضيت ليلتك هنا.
قالت شانتال ذلك و هي تلقي نظرة سريعة على سرير نيكول و سرعان ما لا حظت ان الغطاء تجمع على جهة واحدة منه, و تابعت تقول :"هل نمت وحدك؟"
ــ يسرني أن الخادمات مازلن يزودن الجميع بالمعلومات.
أجابت نيكول بذلك وهي تقف , إذ لم تكن في مزاج يسمح لها بالكلام, فهي تشعر بألم في قلبها , وتشعر أنها....استغلت.
جلست شانتال على مقعد مجاور للنافذة واضعة إحدى رجليها فوق الأخرى بأناقة :"أنا آسفة نيكول"
أبعدت نيكول نظراتها و هي تجاهد لحبس الكلمات الغاضبة التى تبادرت إلى ذهنها . إنها لا تريد أن تتشاجر مع شانتال , لا سيما أن شانتال لم تكد تهنأ بتحرير ليلي من سيطرة أسرة أرماند في لاكروا.
جاء صوت نيكول مبحوحاً و هي تقول :"كان يجدر بك أن تخبريني بالأمر"
ــ كان الأمر سرياً ....قليلاً.
ــ قليلاً ؟
علا الاحمرار خدي شانتال و قالت:"لكنني عرفت أنك ستحبينه. أعرف النوع الذي يستهويك من الرجال. أردت فقط أن تتقابلا أنتما الأثنان . فكرت أنك ستعجبين به,وهذا ما حصل . وكنت واثقة من أنك لن تتزوجي به ما لم ترغبي بذلك حقاً"
زفرت نيكول أنفاسها بسرعة قائلة :"لكننا اتفقنا ألا تقومي بدور مدبرة الزواج بالنسبة إلي"
قالت شانتال و هى تسير باتجاه الباب :"أنظري للمسألة برمتها لدقيقة واحدة و فكري بالأمر. انت لم تنقذي بلداً واحداً فقط بل اثنين, ميليو تحتاج إلى أموال الملك نور, لكن الملك نور يحتاج إليك"
فكرت نيكول ساخطة و هي تخرج من الحمام أن الملك نور لا يحتاج إليها مطلقاً. إنه يحتاج إلى مصاهرة أسرة مالكة و يحتاج إلى ورثة. وعلى الأخص ورثة . لكنه لا يحتاج إليها بالذات. وهكذا فإن أي أميرة في سن الخصوبة تفي بالغرض.

Rehana 08-04-13 09:58 AM

رد: 366 - عروس الصقر - سلسلة جين بورتر ( الجزء الاول )
 
خرجت من غرفتها قاصدة بركة المياه, مجتازة أرض القصر.مرت بين حدائق الورود والحدائق الدائمة الخضرة. إلا أن نيكول لم تحفل بأي من تلك الأزهار الرائعة الجمال أو بأشعة شمس الصباح الشاحبة التى تلتمع فوق صفحة المياه . بل كانت أفكاره مشغولة بـ مالك و خدعته تلك, بـ شانتال التى أوقعتها في شباك الزواج....و فكرت في أن كليهما موضع احترام و ثقة لديها. لا يمكنها أن تصدق أن ذلك ما حصل! لا يمكنها أن تفهم الأمر!
لِمَ لم تقدمهما شانتال إلى بعضهما بطريقة عادية في إحدى الحفلات مثلاً؟كان تقول :"نيكوليت , هذا هو الملك نور سلكان بَرَكة و أعتقد أنكما ستنسجمان معاً..."
و رفست حصوة صغيرة بقدمها و راحت تراقبها و هي ترتفع و تسقط على الأرض و رفستها مرة أخرى, إلا أن الضربة جعلتها هذه المرة تطير عالياً فترتفع فوق السياج الحجرى و تسقط فى الميناء نفسه . وسمعت صوتاً ذكورياً يقول متشدقاً:"يا لها من ضربة موفقة!"
استدارت نيكول لترى رجلاً مرتدياً بنطلون جينز و كنزة من الكشمير ذات قبة عالية يتكئ على السياج. رمقته نيكول بنظراتها من الأعلى إلى الأسفل , فوجدت أنه شاب ذو جسم ممتلئ و أدركت من شكل كتفيه و ذراعيه أنه يتمتع بعضلات قوية. قالت و هي ما تزال تشعر بالسخط:"أنا معتادة على لعب كرة القدم"
ــ أراهن أنك لاعبة جيدة.
ــ أني كذلك.
لكنها لم تكن فى مزاج يسمح لها بالتحدث إلى أي كان, فهي ناقمة و تشعر بالسخط من الجميع و لا سيما من الرجال. و لم تكن لديها رغبة في أن تكون لطيفة مع أي شخص , ما جعلها تتوق إلى الإبتعاد عن الرجل, فقالت :"أتمنى لك يوماً سعيداً"
منتديات ليلاس
إلا أن صوته عاد فأوقفها حين قال :"إنه أمر رائع أن تتمكني من إعادة الحياة إلى رجل ما"
ماذا؟ ما الذى يقوله؟ التفتت نيكول إليه و على شفتيها تساؤل و رهبة . وفي تلك اللحظة فقط لاحظت ان هذا الرجل الغريب يتكلم مثل مالك, فلديه نبرة الصوت نفسها وخشونته نفسها.إلا إن لكنته تميل أكثر إلى الإنكليزية الأصلية منها إلى لغة الصحراء . كما أنه أسمر البشرة مثل مالك أيضاً إلا أن عينيه ذات لون ذهبى يميل إلى لون العنبر, أما تعابير وجهه فأكثر قسوة و أكثر هزلاً. ومع انه يرتدي بنطلون جينز إلا أنه يبدو منحدراً من أصل ثري.
أخذ الرجل نفساً من سيجارته و أحتبس أنفاسه إلى حين.ثم أدار السيجارة لينظر إلى رأسها المشتعل و أطلق أنفاسه في الهواء , قبل أن يرمي السيجارة ويطفئها و هو يقول :"فهمت انه لم يخبرك عن...محاولة الاغتيال"
ــ من ؟
رفع الرجل حاجبيه باستهجان قائلاً:"الملك مالك نور"
سارعت نيكول إلى جمع أفكارها قائلة :"هل أنت قريب له أم...."
ــ أنا شقيقه الأصغر.
إنه خالد ! أدركت ذلك صامتة و قد فهمت سر تشابههما. و سألته :"هل أتيت لحضور حفل الزفاف؟"
ضحك الرجل قائلاً :"كنت إشبين العريس"
ــ أنا لم....
ــ لم ترينني . أعلم ذلك فعيناك لم تريا سوى شقيقي.
و نظر إليها للحظة طويلة :"أقدم لك تهاني بالزواج . أظن ان ذلك يجعلنا أسرة واحدة"
أومأت نيكول و هي تشبك ذراعيها فوق صدرها . إنها مازالت غاضبة و مجروحة المشاعر و سألته :"ماذا تعني بحديثك عن تلك المحاولة ؟"
التقت نظرات عينيه الذهبيتين بعينيها و قال :"محاولة الاغتيال التي تعرض لها السنة الماضية"
يبدو أن هناك كثير من الأمور الهامة التى لم يخبرها مالك بها. وضعت نيكول يدها فوق معدتها و قد شعرت بغثيان مؤلم.أحدهم حاول أذية مالك.... مالك حبيبها!
ــ قام مالك بطمس هذا الخبر تماماً.

Rehana 08-04-13 10:00 AM

رد: 366 - عروس الصقر - سلسلة جين بورتر ( الجزء الاول )
 
ثم تابع يقول بهدوء و كأنه يقول ما ليس له أهمية :"قام العملاء السريون في بَرَكة باعتقال الرجل الذى أطلق النار على مالك. أما هو فتصرف كأن شيئاً لم يحصل . إلا أن شيئاً ما فيه تغير بشكل واضح إذا لم يعد هو نفسه على الإطلاق"
توتر فكا خالد, للمرة الأولى أدركت نيكوليت أن موقف خالد الشهم يخفى وراءه أواصر قوية تربطه بأسرته. وتابع خالد يقول محدثاً مع ان نظراته الذهبية غدت اكثر قسوة و غضباً :"مررت بأوقات فكرت فيها بالعودة إلى أتيك و ارتداء العباءة من جديد. مالك لن يخبرك بالأمر لكن محاولة الاغتيال تلك قتلت شيئاً في داخله, كأنها سرقت روحه . وأدرك بعدئذٍ أن عليه أن ينهض بأعباء المسؤولية الملقاة على عاتقه , إنه واجبه"
"واجبه" تردد صدى تلك الكلمة بصمت داخل رأسها و كانها تسمع صوت مالك و هو يتحدث عن الواجب و الخيارات و المسؤولية في سياق الأحاديث التى دارت بينهما.
تراجعت عدة خطوات إلى الوراء و اتكأت على الجدار الصخري المنخفض و راحت تحدق إلى المياه ثم قالت :"لا أظنه كان سيخبرني بذلك"
أجاب خالد بهدوء :"على الأرجح لا. إنه ملك"
منتديات ليلاس
شعرت نيكول بخشونة الحائط تؤلم أصابعها . نعم, إنه ملك لكنه أيضاً رجل,و رجل عظيم . واعتصر الألم قلبها يجب أن يخبرها مالك بالكثير من الأمور. ابتعدت عن الجدار و ازداد سخطها ثم قالت :"يجب أن أعود"
انحنى رأس خالد المكسو بالشعر الأسود و قال :"سوف يبدأ بالقلق عليك"
أحست بوخزة من الألم و كان كلام خالد ساعدها على تنفيس غضبها . كيف أمكنه ان يعرف نقطة ضعفها بهذه السرعة؟إنها تحب مالك و لا تريده أن يشعر بالقلق لا سيما عليها.فهي لا تريد أن تضيف عبئاً من أعبائه أو تخلق له المزيد من التعقيدات في حياته. إنها تريد مساعدته....تريد حمايته....تريد حبه.
هزت رأسها و هي تجاهد لتبتسم لكنها لم تستطيع . فهي لم تشعر من قبل بقلبها محطماً على هذا النحو. منذ أقل من ثلاثة أسابيع التقت مالك للمرة الأولى و الآن لا يمكنها أن تتخيل حياتها من دونه.
ـ هل سنراك مرة أخرى قبل عودتك إلى لندن؟
علت وجه خالد ابتسامة مهذبة و هو يقول :"أشك في ذلك.ليحفظكما الله"
ــ و ليكون الله معك أيضاً, يا سمو الأمير خالد.
بدأت نيكول في رحلة العودة إلى القصر عبر ممرات الحديقة المرصوفة بالحجارة و سمعت صوت خالد يناديها :"جلالة الملكة....."
توقفت نيكول عن السير و التفتت من فوق كتفها لترى أن خالد ما زال متكئاً على الحائط الحجرى و تابع يقول :"لا أدرى ما قاله لك . لكن الملك يحب الشقراوات"
ثم ابتسم فالتمعت أسنانه البيضاء :"لم يكن ليتزوج من سمراء مطلقاً"
لوحت نيكول له مودعة و هي تمنع نفسها من الابتسام. يا لهذه الأسرة ! كيف أمكنها أن تتزوج من أحد أفرادها ؟ كيف أمكنها أن توافق على الزواج من أي كان بعد أسابيع ثلاثة فقط؟ صعدت سلالم القصر و توجهت نحو جناح الضيوف الذى أُعطى لهما كجناح عرائس . لم يكن الباب مقفلاً,فولجت نيكول من المدخل الكبير إلى غرفة الجلوس الأنيقة ثم غرفة النوم . كان مالك ما يزال فى السرير, وهو يتناول إفطاره.
ارتمت على كرسي مواجه للسرير قائلة :"مرحباً"
رفع مالك بصره و نظر إليها من فوق الجريدة التى كان يقرؤها. كان يضع نظارتين و إلى جانب السرير صينية عليها كرواسون طازج و عصير و قهوة.
ــ صباح الخير يا زوجتي العزيزة.
ــ أنت على حق . أنا لا أحب الخسارة , ظننت....
استنتج قائلاً:"بإنك ستكونين الفائزة"
رفع نظارتيه عن عينيه و تابع :"لكنك فزت حقاً. لقد حصلت عليّ, وأنت تعرفين أنني أحبك"

Rehana 08-04-13 10:06 AM

رد: 366 - عروس الصقر - سلسلة جين بورتر ( الجزء الاول )
 
كورت نيكول يديها و قالت :"كنت تعرف أنني أخشى من الزواج. إذ لم تكن فكرتي عن الزواج جيدة على الإطلاق"
ابتسم لها مالك مبدياً تعاطفه . وكانت تلك غلطة منه, إذ قالت :"الأمر ليس مضحكاً يا مالك . من الخطأ أن يجبر أحد النساء على الزواج"
ــ كم بالأحرى الأميرات اللواتى يتمتعن بالجاذبية و الشعبية !
وافقته بحرارة :"نعم , بالضبط"
ــ لكنني أردت الزواج بك.
ــ لا تتم الأمور على هذا النحو.
ــ بلى, إذا ما وجد المرء رفيق روحه.
شبكت ساقيها و هزت رأسها و هي تفكر : أنه بالغ الثقة بنفسه إلى حد لا يمكن تصديقه. و أجابته بصوت خشن:"لكن عليه أن يكون صادقاً مع رفيق روحه. كان يجدر بك أن تخبرني الحقيقة....."
ــ كما أخبرتنى أنت الحقيقة؟
ثم وضع مالك جريدته جانباً و قال :"هيا نيكول, المسألة لا تتعلق بالصدق و الشرف , إنها مسألة سلطة,تحكم وسيطرة, أنت غاضبة لأننى تفوقت على ذكائك"
ــ أنت لم تتفوق على ذكائي .
ــ بل فعلت . وانت لست خاسرة.
ثم دفع بالأغطية جانباً و نزل عن السرير و هو يقول :"انا أكره الخاسرين الذين ينتحبون"
لم يكن يرتدي سوى بنطلون البيجاما القصير و بدا شديد الوسامة .
فهمست :"انت تغش , لا يمكنك أن تتجول حولي شبه عارٍ فيما نحن نتشاجر"
منتديات ليلاس
تجاهل الملك كلامها و رفعها لتقف على قدميها مقرباً المسافة بينهما و تنهدت نيكول و قالت لاهثة :"مازلت تغش"
قال :"لم أر في حياتى شخصاً لديه هاجس الفوز مثلك.لكن كل شيء مباح في الحب و الحرب.أريدك أن تعلمي أنني قد أقوم بأي شيء لأمنعك من الهرب مني"
ــ لكن , لماذا , مالك ؟ لِمَ أنا بالذات؟
توقفت يداها فوق خصرها و أخفض بصره لينظر إليها ملياً و قد غدت تعابير وجهه أكثر شراسة . وقال :"أنا رجل واقعي و عملي. على الرغم من معرفتي بأنك لست مهتمة بالزواج كنت معجباً بنزعة الاستقلالية لديك.أردت علاقة تحقق لك المساواة...."
ــ لكن ما الذى فعلته أنت؟
قاطعها مالك قائلاً:"أعلم أنه إذا ما حصل لي مكروه, فأنت ستقفين جانب أولادنا مهما كانت الظروف صعبة. لا يمكنني أن أتخيل امرأة أخرى اماً لأولادي. لم اخترك بسبب الجمال أو اللقب بل بسبب احترامي لك"
شعرت نيكول بعينيها تحترقان و كأن النيران تستعر فيهما ما اضطرها إلى النظر بعيداً .
ــ من المؤكد أن هناك نساء أفضل مني في بَرَكة
ــ أردت زوجة لا ترهبها السلطة والسياسة. وأنت لست فقط مجرد أميرة تعرف الواجب و تفهمه بل أنت درست الرياضيات و العلوم و سافرت كثيراً . و الأهم من ذلك كله أنها أحبت بلادي و عشقت عاداتها.
أحست نيكول بتصلب في حنجرتها و أزعجها ذلك. جاهدت لكي تبتلع رقها, فرفعت ذقنها كما اعتادت أن تفعل غالباً . و قالت :"تعرضت لمحاولة اغتيال في السنة الماضية"
نظر إليها مستغرباً و قال :"لم يعلم أحد بذلك"
ــ لكن أسرتك عرفت.
ضاقت عيناه و تفحصتها نظراته للحظة طويلة ثم قال معلقاً :"خالد لا يحق له بذلك"

Rehana 08-04-13 10:07 AM

رد: 366 - عروس الصقر - سلسلة جين بورتر ( الجزء الاول )
 
اللعنة على هؤلاء الرجال المتغطرسين! لإنهم متشابهون سواء كانوا ملوكاً أم سلاطين. كل ما يهمهم هو سمعتهم. حدقت به مالياً ثم قالت :"إنه يحبك مع أنني لست أدري لماذا"
رفع مالك يديه و طوق بهما وجهها ثم قال :"انتظرت سنوات طويلة قبل أن أتزوج. ظننت انني لن أجد يوماً المرأة المناسبة....إلى ان وجدتك وأدركت في أعماقى بأنك المرأة الوحيدة التي خُلقت من أجلي"
ضغطت نيكول بقبضتها على صدره فشعرت بقوة عضلاته و صلابتها بدت بشرته دافئة معطرة و أرسل قربه منها الإثارة في حواسها . وسمعت نفسها تقول :"ألديك فكرة عن مقدار حبي لك؟ أتدرك أن حياتك هي أغلى ما لدي؟"
وشعرت بقلبها ينسحق في داخلها .
ــ لا أريد أن يتسبب أي شخص لك بالأذى.
همست بذلك مدركة الحمل الثقيل الذى يرهق كاهله متفهمة الحب الكبير و التعاطف الذي يشعر بهما إزاء شعبه . وتابعت :"لا أريد أن يأخذك أي شخص مني"
ــ أنا أيضاً لا أريد أن يأخذني أي شخص منك, لكن إذا ما حصل ذلك يا عزيزتي أعرف أنك ستكونين في القصر كالنمرة. وسوف تقاتلين بشراسة من أجل أولادنا وتقومين بكل ما هو ضروري لحمايتهم....
لفت نيكول ذراعيها حول عنقه و دفنت رأسها في صدره قائلة :"لن يحدث لك أي مكروه.لن أسمح بحصول ذلك مطلقاً فأنت نصفي الآخر . وإذا ما منحنا الله أولاداً يغدو لازمنا عليك أن تلتصق بي و بهم لتساعدني على تنشئتهم. هل هذا مفهوم؟"
ــ وهل هذا أمر ؟
ــ إنه أول مرسوم تصدره الملكة نيكوليت نور ملكة بَرَكة
ضحك مالك بنعومة و راح يتأملها و أشعة شمس الصباح تضيء وجهها ثم قال :"نعم يا حبيبتي نيكوليت"
ثم أحنى رأسه و عانقها عناقاً أرسل رعشات رائعة في كيانها . وعندما رفع رأسه ظهرت على وجهه ابتسامة ضعيفة ثم قال :"والآن , أيتها الملكة نور , زوجك الملك و سلطان بَرَكة يطلب منك ان تنضمي إليه في السرير"
علا الاحمرار وجه نيكول أما مالك فراح يجاهد ليمنع نفسه من الضحك. لم تعرف نيكول أكان عليها أن تشعر بالسرور أم بالرهبة. انحنى مالك ليعانقها مرة أخرى ثم قال :"و لا تنسي أنك تتمتعين بإرادة حرة . يمكنك أن تطلبي منى التوقف في أي وقت تشائين"
تطلب منه التوقف؟ فكرت نيكول بذلك غير مصدقة.أن أملها في ذلك كأمل كرة من الثلج بالحياة في جهنم .


نهاية الفصل الحادي عشر

Rehana 08-04-13 10:09 AM

رد: 366 - عروس الصقر - سلسلة جين بورتر ( الجزء الاول )
 
خــاتـــمـــة

http://www.liilas.com/up/uploads/lii...2858211031.gifhttp://www.liilas.com/up/uploads/lii...2858211031.gifhttp://www.liilas.com/up/uploads/lii...2858211031.gif

لطالما بدت القلعة رائعة الجمال مليئة بالسحر خلال الليل . راحت ألسنة النيران تتراقص في الموقد المكون من الحجارة الرملية الحمراء . أخذت نيكوليت تتأمل وجه ابنها زيد ذي السنوات الأربع و قد اتسعت عيناه الكبيرتان الخضراوان عندما راح مالك يضع المزيد من الحطب في النار , فتطايرت شرارات برتقالية اللون في السماء الداكنة.
راح مالك يقص الحكايات و الأخبار عن اجداده الأقوياء في بَرَكة. فأخبرهم عن المعارك التى حقققوا فيها أنتصارات و تلك التى هزموا فيها و هم يقاتلون في هذه الجبال الوعرة. كانت نيكول جالسة على السجادة الصوفية الحمراء و قد جلس ابنها عادل ذو السنتين في حجرها . شعرت بالصبي يضغط وجهه على جسمها, فيما راح قلبه يخفق بسرعة في صدره فرمقت زوجها بنظرة ساخطة. في الواقع كان زوجها أشبه بالأطفال فهو يحب أن يحضر الولدين إلى زفد و يحب قضاء السهرات في الخارج حول النيران فيحيا برفقتهم حياة البدو الرحال بدلاً من حياة الملك و أبنائه التي تتميز بالسلطان و الجاه .
همست نيكول من فوق رأس الصبي الصغير:"أنت تخيفهم بتلك القصص"
ــ نحن الآن حول نار المخيم , وهذه الحكايات ملائمة لهذه السهرات .
ــ لكنهما ما يزالان ولدين صغيرين.
علا العبوس جبينه و رمق زيد بنظرات حانية فيما تطاول هذا الأخير لينظر إلى والده من خلف ذراع أمه. وسال مالك الولدين :"هل أتوقف عن سرد القصص؟"
هتف زيد على الفور :"كلا ,كلا"
منتديات ليلاس
وبالطبع بادر الصغير عادل إلى التعبير عن موافقته محاولاً أن يقلد أخاه فيظهر الشجاعة كما يفعل زيد.
تأوهت نيكول في سرها . مالك يعلم أنها على حق ولا حاجة به لأن يسأل الولدين. الرجال هم الرجال و لن يتغيروا أبداً مع العلم أنها لا تريده أن يتغير. إنها تحبه كما هو و تحب أن تراه هكذا....مسترخياً سعيداً هنا في زفد. عندما يكونوا هنا في القلعة معاً كما هم الآن يبدو مالك متخلياً عن حذره . ها هو الآن يبدو أكثر شباباً و أكثر ارتياحاً كالصبيين تماماً.
إنه يحتاج إلى هذه الإجازة كما فكرت و قلبها يشعر باللهفة عليه . كان يجدر بهم أن يقوموا بهذه الرحلة منذ أشهر خلت. على أي حال ها هم الآن هنا على الأقل. و ها هو مالك يبتكر القصص لتسلية الولدين و قضاء وقت برفقتها. أما نيكول فتعلم انه قام بالكثير من أجلها, لكن ما من شيء أفضل من وجود ولديهما في حياتهما,فالولدان جعلا حياتها و مالك تغدو مكتملة.
مررت يدها على رأس عادل الصغير . مازال شعره الأسود ناعماً كالحرير تتدلى خصلاته المجعدة حتى كتفيه تقريباً. يوماً ما سوف تقص هذه الخصلات و يغدو الطفل الصغير شاباً.
راحت تصلي في سرها , يا رب لا تدع الزمن يجري بسرعة....دعه يسير ببطء دعنا نتمتع بالعيش معاً أطول وقت ممكن....
و التقت نظرات مالك بنظراتها و كأنه قرأ أفكارها من خلال عينيها فقال :"انت تحبين ولديك"
امتلأ صدرها بدفء حلو مشوب بمرارة و قالت:"بل أنا أحب أولادي جميعاً"
و ها هي حطبة أخرى تضاف إلى النار فتندفع موجة من الشرر متطايرة في الهواء . عادت نيكول بأفكارها لسنوات خمس خلت . إنها تدرك الآن أنه لم يكن باستطاعتها تغيير أي شيء في حياتها أو في زواجها . مالك هو الشخص المناسب لها , أنهما يمثلان اتحاد القوة و الذكاء و العاطفة المشبوبة.لقد أدخل مالك البهجة إلى حياتها, ولم يدعها تشعر بالملل لحظة واحدة. والأهم من ذلك كله أنه علمها بأن المرء يجب أن يقبل أحياناً بالخسارة لكى يفوز بما هو أفضل.



http://www.liilas.com/up/uploads/lii...2858211031.gifhttp://www.liilas.com/up/uploads/lii...2858211031.gifhttp://www.liilas.com/up/uploads/lii...2858211031.gif

تمت بحمد الله

Rehana 08-04-13 10:14 AM

رد: 366 - عروس الصقر - سلسلة جين بورتر ( الجزء الاول )
 
http://www.liilas.com/up/uploads/lii...2858211031.gifhttp://www.liilas.com/up/uploads/lii...2858211031.gifhttp://www.liilas.com/up/uploads/lii...2858211031.gif

احب اشكر من جديد صديقتي واختي الى قدمت لي هذا الرواية الجميلة هدية منها حتى انزلها بإسمي
شكرا حبيبتي .. والله يديم الصداقة والمحبة بينا


ريحانة


http://www.liilas.com/up/uploads/lii...2858211031.gifhttp://www.liilas.com/up/uploads/lii...2858211031.gifhttp://www.liilas.com/up/uploads/lii...2858211031.gif

زهرة منسية 11-04-13 01:55 PM

رد: 366 - عروس الصقر - سلسلة جين بورتر ( الجزء الاول )
 
مبروووووووووووووووووك ريحانتى
تكملة الرواية يسلمو أيديكى حبيبتى على أمتاعنا بالرواواية الرائع و شكراً لصديقتك و الله يدوم الصداقة بينكم دوماً
أمتعتينا كتير بيها بارك الله فيكى و الله يوفقك فى كل خطوة من خطواتك حياتك
موووووووووووووووووووووووووووواه

http://www.liilas.com/up/uploads/lii...681283621.jpeg

لوشة العزاوي 11-04-13 02:01 PM

رد: 366 - عروس الصقر - سلسلة جين بورتر ( الجزء الاول )
 
الف مبروك حبيبتي على انتهاء الرواية الاكثر من رائعة

وتسلم صديقتك ربنا يديم هالصداقة دائما ويزيدها

تسلمي حبيبي يالي بالي بالك:toot:

منتظرين جديدكم دائما

موووووووووووووووووووووووووة

حياة12 13-04-13 06:27 AM

رد: 366 - عروس الصقر - سلسلة جين بورتر ( الجزء الاول )
 
ريحووووووووووووووووونتي :dancingmonkeyff8:

الف الف مبرووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووك حتام الرواية الاكتر من رااائعة دي استمتعت جدااااااااااااا جدااااااااااااااااا بقراءتها .. و ميرسي كتييييييييييييييييييييييييير لصديقتك على مجهودها الخرافي ده .. ربنا يديم صداقتكم يا رب :)

http://2.bp.blogspot.com/-mp4rcZ0rxd...atulations.gif

لحظة لما قالها انه كلم جداها
تحــــــــــــــــــــــــــفة انا نفسي حبست انفاسي مع اني عارفة انه عارف :biggrin:
بس بجد طريقته موتتني من الضحك
بصراحة كان طبيعي جداااااااا انها توافق على الزواج منه حتلاقي بطل زي مالك فين :421:

بس متوقعتش ابدااااااااااااا ان مالك اتفق مع شانتال من الاول و مع جدها !!!!!!!!!
واااااااااااااااااااااااو كانت حتة مفاجأة !! ده انا اتصدمت اكتر من نيكول :lol:

لا بجد مفاجأة و لا اروووووووووووووع مش سهل ابدااا مالك ده :9jP05261:

هههههههههههههههه و طلع بيحب الشقراوات خطييييييييييييييييييير
لا و عجبني لما قالها انه كان مستنيها تقوله الحقيقة عشان يعترف لها هو كمان :peace:

صح مش ذنبه هي اللي مكنتش عايزة تقوله يعمل لها ايه يعني :cgE05050:

و الخاتمة تجنننننننننننننننننننننننننننننننننن حبيييييييييييييييييت زيد و عادل و القصص المرعبة دي :lol:

بجد من ارووووووووووووع الرويات اللي قرأتها و شخصية مالك من افضل الشخصيات اللي قرأت عنهم :c8T05285:

تسلم ايديكي ريحونتي على المجهود الفوق الراااااااااااااااااااائع ده .. ربنا يخليكي لينا يا قمر :flowers2:
الروية ممتعة جدااااااااااااااااااا جداااااااااااااااااااااااا كان نفسي اقراها من زمان و الحمد لله اخيرااااا قرأتها :)
ميرسي كتييييييييييييييييييييييييييييييييير ريحونتي الراااائعة
موووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووواه

الروح التائهة 19-06-13 01:26 AM

رد: 366 - عروس الصقر - سلسلة جين بورتر ( الجزء الاول )
 
ريري تجنننننننننن الرواية
يعني محسيت بنفسي واني اقرأها
يعني صدوگ التهمت السطور ههههههههه
شكرًا جزيلا ألج حبيبتي
ولصديقتج الجميلة ع جهودكم الكبيرة
مواااااااه

ندى ندى 17-09-13 09:18 PM

رد: 366 - عروس الصقر - سلسلة جين بورتر ( الجزء الاول )
 
جميع اختياراتك رائعه ومميزه

تسلم ايدك حبيبتي وشكرا كتير

على المجهود الرائع

زهراء الحلوة 27-01-14 09:28 PM

رد: 366 - عروس الصقر - سلسلة جين بورتر ( الجزء الاول )
 
جججججميييييييييييييييييييييل ججداااااااااااا عاشتووووووووووووووو:welcome3:

ormila 28-01-14 12:40 AM

رد: 366 - عروس الصقر - سلسلة جين بورتر ( الجزء الاول )
 
يسلمو يسلمو يسلمو

:dancingmonkeyff8:

المتنبي العباسي 31-03-14 08:06 PM

رد: 366 - عروس الصقر - سلسلة جين بورتر ( الجزء الاول )
 
جميلة في انتظار البقية

Rehana 21-01-15 06:50 AM

رد: 366 - عروس الصقر - سلسلة جين بورتر ( الجزء الاول )
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهرة منسية (المشاركة 3306244)
مبروووووووووووووووووك ريحانتى
تكملة الرواية يسلمو أيديكى حبيبتى على أمتاعنا بالرواواية الرائع و شكراً لصديقتك و الله يدوم الصداقة بينكم دوماً
أمتعتينا كتير بيها بارك الله فيكى و الله يوفقك فى كل خطوة من خطواتك حياتك
موووووووووووووووووووووووووووواه


الله يبارك فيك ويسلمك زهوري
نعم كل الشكل لها التي قدمت لي هذه الرواية مكتوبة وجاهزة حتى اقوم بتزيلها بنفسي
آمين رب العالمين
مووووووووواه

Rehana 21-01-15 07:02 AM

رد: 366 - عروس الصقر - سلسلة جين بورتر ( الجزء الاول )
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لوشة العزاوي (المشاركة 3306246)
الف مبروك حبيبتي على انتهاء الرواية الاكثر من رائعة

وتسلم صديقتك ربنا يديم هالصداقة دائما ويزيدها

تسلمي حبيبي يالي بالي بالك:toot:

منتظرين جديدكم دائما

موووووووووووووووووووووووووة

الله يبارك فيك لولو والله يسلمك يارب
آمين رب العالمين
شكرا لك

Rehana 21-01-15 07:10 AM

رد: 366 - عروس الصقر - سلسلة جين بورتر ( الجزء الاول )
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حياة12 (المشاركة 3306863)
ريحووووووووووووووووونتي :dancingmonkeyff8:

الف الف مبرووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووك حتام الرواية الاكتر من رااائعة دي استمتعت جدااااااااااااا جدااااااااااااااااا بقراءتها .. و ميرسي كتييييييييييييييييييييييييير لصديقتك على مجهودها الخرافي ده .. ربنا يديم صداقتكم يا رب :)



لحظة لما قالها انه كلم جداها
تحــــــــــــــــــــــــــفة انا نفسي حبست انفاسي مع اني عارفة انه عارف :biggrin:
بس بجد طريقته موتتني من الضحك
بصراحة كان طبيعي جداااااااا انها توافق على الزواج منه حتلاقي بطل زي مالك فين :421:

بس متوقعتش ابدااااااااااااا ان مالك اتفق مع شانتال من الاول و مع جدها !!!!!!!!!
واااااااااااااااااااااااو كانت حتة مفاجأة !! ده انا اتصدمت اكتر من نيكول :lol:

لا بجد مفاجأة و لا اروووووووووووووع مش سهل ابدااا مالك ده :9jP05261:

هههههههههههههههه و طلع بيحب الشقراوات خطييييييييييييييييييير
لا و عجبني لما قالها انه كان مستنيها تقوله الحقيقة عشان يعترف لها هو كمان :peace:

صح مش ذنبه هي اللي مكنتش عايزة تقوله يعمل لها ايه يعني :cgE05050:

و الخاتمة تجنننننننننننننننننننننننننننننننننن حبيييييييييييييييييت زيد و عادل و القصص المرعبة دي :lol:

بجد من ارووووووووووووع الرويات اللي قرأتها و شخصية مالك من افضل الشخصيات اللي قرأت عنهم :c8T05285:

تسلم ايديكي ريحونتي على المجهود الفوق الراااااااااااااااااااائع ده .. ربنا يخليكي لينا يا قمر :flowers2:
الروية ممتعة جدااااااااااااااااااا جداااااااااااااااااااااااا كان نفسي اقراها من زمان و الحمد لله اخيرااااا قرأتها :)
ميرسي كتييييييييييييييييييييييييييييييييير ريحونتي الراااائعة
موووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووواه

حبيبتي اسراء
الله يبارك فيك .. وانا سعيدة انك استمتعت في قراءتها
العفووو .. آمين رب العالمين

ههههههههههههه بالفعل راح تلاقي مثله فين
بالفعل مفاجأة ما تخطر على البال
وانا بعد بحب هذا الرواية وتسحق الكتابة والقراءة
مووووووووووووواه لك ياقمر وحششششششششاني

Rehana 21-01-15 07:25 AM

رد: 366 - عروس الصقر - سلسلة جين بورتر ( الجزء الاول )
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الروح التائهة (المشاركة 3334673)
ريري تجنننننننننن الرواية
يعني محسيت بنفسي واني اقرأها
يعني صدوگ التهمت السطور ههههههههه
شكرًا جزيلا ألج حبيبتي
ولصديقتج الجميلة ع جهودكم الكبيرة
مواااااااه

تسلمي حبيبتي هذا من ذوقك الراقي
ههههههههههه
العفووو حبيبتي
مووووووووواه وحشششششاني

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ندى ندى (المشاركة 3371819)
جميع اختياراتك رائعه ومميزه

تسلم ايدك حبيبتي وشكرا كتير

على المجهود الرائع

الله يسلمك يا ندى .. العفوووو عزيزتي

Rehana 21-01-15 07:31 AM

رد: 366 - عروس الصقر - سلسلة جين بورتر ( الجزء الاول )
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهراء الحلوة (المشاركة 3412439)
جججججميييييييييييييييييييييل ججداااااااااااا عاشتووووووووووووووو:welcome3:

شكرا لكلامك الجميل

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ormila (المشاركة 3412474)
يسلمو يسلمو يسلمو

:dancingmonkeyff8:

الله يسلمك يارب

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المتنبي العباسي (المشاركة 3432068)
جميلة في انتظار البقية

اخي الرواية كاملة

ANGiE YOYO 08-04-15 02:17 AM

رد: 366 - عروس الصقر - سلسلة جين بورتر ( الجزء الاول )
 
شكررررررررررررررررررراً

ANGiE YOYO 08-04-15 02:19 AM

رد: 366 - عروس الصقر - سلسلة جين بورتر ( الجزء الاول )
 
فيين الروايه مافي رابط تحميل ....؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!

ماما نونة 10-04-15 09:20 PM

روعه يسلمو الايادي

ماما نونة 10-04-15 09:21 PM

شكرررررررررررررررررررا

لاولات الجمال 11-04-15 09:27 PM

رد: 366 - عروس الصقر - سلسلة جين بورتر ( الجزء الاول )
 
شكررررررررا يعطيك العافيه

فرحــــــــــة 27-07-16 05:40 AM

رد: 366 - عروس الصقر - سلسلة جين بورتر ( الجزء الاول )
 
غاليتى
ريحانة
أجدت بهذا الإنتقاء الراقي
الشكر لومضات حرفكِ المترجم
فدائما تختارين الافضل والاجود
لكِ الشكر و أكثر
دمتى بكل الخير
فيض ودى

abeereman 28-11-16 12:24 AM

رد: 366 - عروس الصقر - سلسلة جين بورتر ( الجزء الاول )
 
رواية رائعة

الامل المفقود 20-04-18 10:56 PM

رد: 366 - عروس الصقر - سلسلة جين بورتر ( الجزء الاول )
 
رائعة
شكرا على الرواية حبيبتي :peace::55:

fadi azar 11-10-19 12:22 PM

رد: 366 - عروس الصقر - سلسلة جين بورتر ( الجزء الاول )
 
رواية رائعة جدا

وفاي من طبع ابوي 10-11-20 05:08 AM

رائعة جدا جدا القصة بشوق لقراءتها

ياسر عادي 06-12-20 06:38 PM

رد: 366 - عروس الصقر - سلسلة جين بورتر ( الجزء الاول )
 
:dancingmonkeyff8::dancingmonkeyff8:

كريمة المصرية 20-12-20 08:42 PM

رد: 366 - عروس الصقر - سلسلة جين بورتر ( الجزء الاول )
 
:liilas:
اولا شكرا عىى المجهود بس انا عجبتنى من الملخص جدا ومش عارفة فين الرابط يا ريت حد يفيدنى

كريمة المصرية 21-12-20 11:07 AM

رد: 366 - عروس الصقر - سلسلة جين بورتر ( الجزء الاول )
 
تسلم ايد اللى كتب وتسلم ايد اللى نشر
رغم انى بقالى سنين على المنتدى اول مرة اقرا قصة مكتوبة
دايما بنزلها ككتاب واحتفظ بيها بحب اقراهم من وقت للثانى
وانا بدور على اللينك اكتشفت ان القصة منشورة فى الصفحات فقراتها
تسلمى حبيبتى

nawal maged 22-01-22 10:56 PM

رد: 366 - عروس الصقر - سلسلة جين بورتر ( الجزء الاول )
 
تسلمي علي الروايه لروووعه


الساعة الآن 02:26 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية