منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   سلاسل روايات احلام المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f752/)
-   -   حصري 365- قيود من نار - فرسان من المناطق النائية للكاتبة أيما دارسي (الجزء الثالث والاخير) (https://www.liilas.com/vb3/t176646.html)

Rehana 27-05-12 07:43 PM

365- قيود من نار - فرسان من المناطق النائية للكاتبة أيما دارسي (الجزء الثالث والاخير)
 
http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13381388721.gif

بمناسبة افتتاح القسم الجديد ( سلاسل روايات احلام ) راح انزل الجزء الثاني
من رواية ( حارس المساء ) للكاتبة المميزة ( ايما دارسي )

قيود من نار

واتمنى ان تنال الرواية استحسانكم

الملخص

http://img340.imageshack.us/img340/2156/do6.gif

عندما ورث المليونير جوني إيليس حصة في المزرعة الاسترالية غواندامورا لم يكن يحتاج الى المال.
لكن ذكرياته الجميلة عن ذلك المكان دفعته للعودة اليه ومحاولة إنعاش الأعمال التي كانت تتراجع فيه, غير انه لم يكن يتوقع العدائية التي ستواجهه بها شريكته الجديدة ميغان مغواير...
فيمغان التي حاولت لسنوات طويلة ان تنسى انجذابها المؤلم الى جوني , تخشى اليوم منه أكثر, فهي ترغب في أن تحتفظ بغوندامورا لنفسها فقط وتريد ان يرحل جوني الى الأبد.. فكيف ستكون ردة فعلها حين يطلعها جوني على السبيل لتحقيق تلك الأمنية , أن تتزوج به!

لا احل نقل جهدي وتعبي دون ذكر اسمي Rehana
واسم منتديات ليلاس الثقافية

Rehana 27-05-12 07:46 PM

الغلاف الاصلي للرواية

http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13381386441.jpg

جمره لم تحترق 27-05-12 11:41 PM

مجهود رائع ريحانه وعمل مذهل
يعطيك ربي العافية
طبعاً الملخص حمااااااااااااس
أكيد لي عودة للقراءة في أول فرصة
لكن هذا لا يمنع الاطلاله المتكرره للتشجيع واعطائك
شكري الذي هو لا شيء بالنسبة لجهودك
يحفظك ربي وسلمت يداك

Rehana 29-05-12 08:38 PM

تسلمين للتشجيع .. زووووز
والله يعافيك ويسلمك .. راح تنوري بطلتك دائما .. http://r19.imgfast.net/users/1913/13...les/976576.gif

Rehana 29-05-12 08:44 PM

اليوم الأول في غوندامورا

http://img340.imageshack.us/img340/2156/do6.gif

كانت الطائرة تتوجه منحدرة نحو مهبط مغطى بالرمال الحمراء, لا تلمح العين حوله, على مدى البصر إلا أرضاً قاحلة, تكثر فيها الاشجار القصيرة, فضلاً عن مجموعة من الأبنية تعود لمزرعة تربية الخراف.
هاهو جوني يجد نفسه مرغماً في مواجهة هذا المناخ القاسي لفترة محددة من الزمن.. ولاشيء في هذا المكان ينبض بالحياة!
قال ريك دوناتو متمتماً:
- ليتني احضرت معي آلة التصوير.
أثارت ملاحظته تلك فضول جوني, إذ بدا جلياً ان التأثير البصري المريع لهذا المكان, لم يثر هلع ريك الذي اعتاد منذ نعومة أظافره على حياة المدينة.
كان غريباً ان يجيد لص مشرد مثله فن التصوير ولكن لعله اتى على ذكر آلة التصوير في محاولة منه لاظهار رباطة جأشه وإخفاء خوفه من المجهول الذي ينتظرهم!
كان شكل ريك الخارجي يحاكي شكل ذرية عائلات المافيا الإيطالية, بشعره الاسود الجعد وبشرته الزيتوني اللون وعينيه الداكنتين اللتين تومضان بحدة خطيرة.. ولكن لو كان ريك دوناتو يتحدر فعلاً من عائلة مماثلة, لماتوانى احد المحامين الحاذقين عن إظهار براءته من تهمة سرقة السيارات, فيعفيه بالتالي من مشقة السفر على متن هذه الطائرة برفقة جوني وميتش .منتديات ليلاس
- إنها بقعة نائية!

Rehana 29-05-12 08:45 PM

تمتم ميتش تايلر بلهجة مفعمة بالكآبة, وعيناه مسلطتان على المشهد عينه:
- اظن انني أسأت الاختيار.
بدا واضحاً ان ميتش وقع فريسة القنوط.. فخلافاً لـ جوني وريك, كان لـ ميتش عائلة مؤلفة من والدته وشقيقته اللتين لن تتمكنا حتماً من زيارته في هذا المكان البعيد...
ولكن اختيار السجن سنة بكاملها في مركز للأحداث بدلاً من العمل ستة أشهر في مزرعة للماشية..
- كلا!
تشدق جوني قائلاً:
- لا يمكنني ان أتحمل الحبس.. يمكننا على الأقل, ان نتنفس هنا.
- ماالذي ستنشقه ؟ الغبار؟
قال ميتش ذلك ساخراً, فيما كانت الطائرة تحط ارضاً, مثيرة خلفها سحابة من الغبار.منتديات ليلاس
لم يكن جوني ينزعج من الغبار ويجده أفضل بكثير من السجن في زنزانة ضيقة.. وتمنى في قرارة نفسه ألا يميل ميتش تايلر الى المشاكسة خلال الأشهر السنة المقبلة أو ينفجر غضباً كلما تضايق من شيء ما.
كان الشاب محكوماً عليه بالسجن بتهمة الاعتداء .. صحيح انه ضرب الرجل الذي اغتصب اخته إلا ان جوني أحس بأن العراك يستهويه.
كان ميتش يتميز بعينيه الزرقاوين الثاقبتين, وشعره الداكن , وقسمات وجهه القاسية التي توجب الاحترام.. أما بنيته فنحيلة وذراعاه قويتا العضلات ,أو حتا لـ جوني بقدرته على استخدام العنف.
لاشك ان العيش على مسافة قوية منه, سيكون مزعجاً للغاية, إن لم يخفف من حد توتره قليلاً.منتديات ليلاس
- اهلاً بكم في مجاهل أوستراليا.
منتديات ليلاس
قال الشرطي المرافق لهم ذلك بنبرة ساخرة:
- واحرصوا على الا تحاولوا الفرار, إن كنتم ترغبون بالبقاء على قيد الحياة.
تجاهل الفتية الثلاثة تعليقه.. كانوا جميعاً في السادسة عشر من عمرهم, ولم يفقدوا بعد ذرة من حبهم الشديد للحياة, مهما خبأت لهم من مفاجآت, حلوة ومحزنة.
علاوة على ذلك, من الغباء جداً ان يحاولوا الفرار قبل ان يمضوا الستة أشهر , ليتمكنوا بعدها من المضي في حياتهم, وقد رضخوا للعقوبة التي فرضها عليه القانون.
لم يكن ضمير جوني يؤنبه على مافعله, لأنه ليس تاجر مخدرات بكل معنى الكلمة.. جل ما اراده هو انه يسدي خدمة لأعضاء الفرقة , فاشترى لهم الماريجوانا سراً, ليدخنوها بعد الانتهاء من حفلتهم الموسيقية .. ولما دفعوا له ثمنها قبض عليه رجال الشرطة وهو يسلم المال للتاجر الحقيقي.منتديات ليلاس
لم يحاول جوني الدفاع عن نفسه او الاعتراف بأن المال ليس ماله, خشية أن يشاع في عالم موسيقى البوب, بأنه وشي بهم, فيفقدون الثقة به.. لذا , فضل ان يلزم الصمت ويتحمل العواقب كافة..
سيقدرون له حتماً هذه الخدمة العظيمة, فيستدعونه بعد انتهاء مدة عقوبته في مزرعة المواشي ليعزف الغيتار مع أحد الفرق حتى وإن حل محل أحدهم بشكل مؤقت.
تعلم جوني منذ صغره ان إرضاء الناس هو السبيل الاسهل للعيش بسلام.. وعلى الرغم من مرور سنوات , لم تفارقه بعد ذلك تلك الكوابيس المزعجة التي يرى فيها نفسه مسجوناً في خزانة مظلمة, وقد أثار غضب والديه بالتبنى.

Rehana 29-05-12 08:47 PM

ومع انتقاله للعيش في كنف عائلة جديدة , بدأ يتعلم كيفية التصرف ..فوضع نصب عينيه خطة اتبعها في مختلف مراحل حياته:
- اكسب مودة الناس وتفاد المشاكل...
تمنى في سره ان يكون مالك هذا المكان إنساناً عاقلاً, وليس مجرد سافل يستغل النظام العدلي ليحظى بيد عاملة مجانية, شأنه شأن تلك العائلات التي تتقاضى مالاً من الحكومة لتتبنى اطفالاً يجدون أنفسهم في نهاية المطاف مرغمين على الاعتناء بأنفسهم, وكسب رزقهم في تلك المنازل التي من المفترض ان تكون ملاذناً لهم.
تحدث القاضي مطولاً خلال المحكمة عن هذا البرنامج الذي يهدف الى إرشاد الصبية الضاليين الى الطريق الصحيح وتعليمهم بعض امور الحياة الاساسية.. وكأن الحياة لم تقس عليهم, أو لم تلقنهم دروساً لا تنسى!.
كان جوني واثقاً من انه سيتمكن من التغلب على هذه المحنة بسهولة , وما عليه سوى ان يرسم ابتسامة عريضة على وجهه ويبدي استعداده للتعاون مع الجميع.
تقدمت الطائرة شيئاً فشيئاً, الى حيث وقف رجل ضخم الجثة قرب سيارة لاندروفر رباعية الدفع , ينتظر وصولهم.منتديات ليلاس
كان عريض المنكبين والصدر , رمادي الشعر وقسمات وجهه منحوتة, بدا واضحاً انه تجاوز الخمسين من عمره ولكنه لم يفقد ذرة من وسامته أو قوته..
أقر جوني في نفسه بأنه من النوع الذي ينبغي معاندته, على الرغم من أن القوة البدنية لاتثير فيه الخوف.. فقد كانت بنيته ضخمة وتفوق الصبية الآخرين ضخامة, مماجعلهم يفكرون ملياً قبل ان يفتعلوا عراكاً معه.. عراك اعتاد جوني ان يتفاداه, آثراً عليه المودة وحسن التصرف.
منتديات ليلاس
- يبدو ان جون واين عاد الى الحياة.منتديات ليلاس
قال ميتش تايلر ذلك حازماً , وهو يرمق الرجل الواقف ينتظرهم باستخفاف, فيما كان جسمه يئن من حدة التوتر.
- لا أرى حصانه.
رماه جوني بابتسامة عريضة, عله يهدأ من روعه , فتسهل الامور عليهم جميعاً, فرد ميتش عليه بابتسامة ملتوية, احيت الأمل في قلب جوني, في أن يتمكن ميتش من الاسترخاء, مع مرور الوقت , لاسيما إن حظوا بمعاملة جيدة في هذا المكان.
وتنبه في تلك اللحظة لريك دوناتو الذي كان يحدق بفضول , وتساءل عما يدور في رأسه.. أتراه يجده غير مؤذ ولا شكل خطراً عليه؟ أم تراه وجد فيه إنساناً لطيف المعشر؟ ما الذي يراه ياترى؟
حاول جوني ان يتصور نفسه بشكل موضوعي .. فهو شاب قوي البنية , يليق به أن يلعب في الصفوف الامامية , في فريق لكرة القدم, شعره بني متموج, يتدلى فوق جبينه , وعيناه اللتان يمتزج فيهما الأخضر بالبني, تومضان بوميض يدل على مزاج حسن. واظب جوني على صقله.. أما فمه , فيعج بأسنان ناصعو البياض, تجعل ابتسامته معدية..
وعلى الرغم من ذلك كله, وجد جوني نفسه عاجزاً عن منافسة ريك ديناتو لجهة وسامته.. فتهافت الفتيات الشديد عليه أثار له متاعب جمة.. إذ لم يتوان عن سرقة سيارة بورش ليتباهى بها امام فتاة فاحشة الثراء.
لم يكن جوني يجد متسعاً من الوقت للعبث مع الفتيات...فهمه الوحيد كان عزف الموسيقى والسفر من مكان الى آخر...
توقفت الطائرة , فطلب الشرطي منهم ان يخرجوا حقائبهم من تحت المقاعد الخلفية.. ولم تكد تمضي دقائق قليلة حتى قادهم خارج الطائرة , ليرميهم على شواطئ حياة غريبة عنهم.. حياة بعيدة , بعيدة عن حياتهم السابقة..

Rehana 29-05-12 08:48 PM

كان التعرف الاولى منذراً بالسوء, إذ ضرب على أوتار جوني الحساسة:
- اليك الصبية يا ماغواير.. احضرتهم لك مباشرة من الشوراع لتروضهم.
رمى العجوز الضخم الجثة الشرطي بنظرة فولاذية:
- لم تعتد في هذا المكان على معاملة الناس بهذه الطريقة!.
جاءت نبرة صوته رقيقة, وحملت كلماته بين ثناياها قوة حازمة دللت كل محاولة للجوء الى وسائل التعسف, أومأ الرجل للفتيان الثلاثة برأسه محيياً وقال:
- أدعى باتريك ماغواير وأهلاً بكم في غاندامورا.. في لغة السكان الأصليين, تعني هذه الكلمة (طاب يومكم)..ارجو ان تعتبروا اليوم الذي وطأت فيه قدمكم أرض هذا المكان يوماً طيباً..
تبددت مخاوف جوني كلها .. فحديث باتريك ماغواير المقتضب كان بالغ الحفاوة, وخالياً من التهديد بالمعاملة القاسية.منتديات ليلاس
وعلى الرغم من ذلك, وقف جوني يراقب الرجل الضخم الجثة , بحذر , وهو يدنو من ميتش الواقف في أول الصف.
- هل أنت ..
بدت يده الممدودة له أشبه بساحقة للعظام:
- ميتش تايلر.
كانت نبرة ميتش توحي باستعداده لإشعال فتيل الحرب , فيما مد يده ليصافح الرجل بتحد:
- سررت بالتعرف عليك ياميتش.
منتديات ليلاس
وصافحه بطريقة طبيعية خلت من النزهة الى الهيمنة.منتديات ليلاس
ابتسم جوني له ابتسامة فتى يسعى الى نزع السلاح ,فأثارت في نفسه الارتياح إذ مد يده مرحباً:
- جوني ايليس..سررت بالتعرف عليك سيد ماغواير.
تحولت نظراته الفولاذية الى نظرات متفرسة, جعلت جوني يشعر بأنه يقيمه بطريقة لم يعدها من قبل..
انقبضت عضلات معدته من شدة التوتر , فيما أحس بحرارة قبضته تتسلل تحت جلده, باحثة عن كل ماخفي عنه , فأصيب جوني بالارتباك.. ارتباك لم يعان منه من قبل...
وبعد ان قرر باتريك ماغواير إفلات يده, تقدم نحو ريك دوناتو الذي عرف عن نفسه بنبرة باردة , لم تفضح أمره البتة.منتديات ليلاس
سأله العجوز:
- هل أنت مستعد للانطلاق.
لاشك ان ريك لن يتوانى عن الانقضاض على العالم برمته إن دعت الحاجة, وتساءل جوني في سره عما إذا كان باتريك ماغواير يبحث عن شخص مثله...
أتراه فشل هو ايضاً في إظهار جانبه الليم؟ قلما يهمه الأمر!.
جل ماعليه ان يفعله هو ان يحاول تجنب إثارة المتاعب خلال الستة أشهر المقبلة.. لعله ليس مقاتلاً مثل ريك وميتش... ولكنه يعرف جيداً السبيل للبقاء ولا يحبذ مطلقاً المواجهات المباشرة.منتديات ليلاس
وإذ وقف ماغواير يتأمل الفتيان الثلاثة. محاولاً ان يكون فكرة عن عماله الجدد الذين سيعاونونه في هذا المكان المقفر, استرخت عضلات معدة جوني , وقد بدأ يشعر بذبذبات إيجابية تنبعث من الرجل..يبدو انه اجتاز الاختبار , مهما كان نوعه, بنجاح..
من المؤكد ان اقامته في غاندامورا لن تكون سئية...

Rehana 29-05-12 08:49 PM

عليه ان يرجئ خططه كلها ستة أشهر تاركاً لنفسه خلالها حرية الاستمتاع بالعيش في هذه الأرض الشاسعة الحالية .منتديات ليلاس
نعم.. إنه مستعد كل الاستعداد للمضي في هذه المغامرة, خلافاً لـ ريك وميتش...
تمنى جوني ايليس في سره ان تتوطد الصداقة بينهم. خلال فترة وجودهم في هذه البقعة النائية.. غير انه لم يتخيل ابداً ان تدوم الصداقة التي تنشأ بينهم , العمر كله فيتبادلون أسرارهم الصغيرة ويتكاتفون في أوقات الشدة.
إنه ميثاق غوندامورا الذي بدأ يتبلور وعلى رأسه باتريك ماغواير الذي سيلعب دور الأب الحنون ..أب يحسن الإصغاء الى اولاده , ويدرك مكامن القوة في كل واحد بينهم فيرشدهم الى السبيل الصحيح للنجاح , محذراً إياهم من التحليق عالياً , ومرحباً دوماً بهم في ديارهم.منتديات ليلاس

زهرة منسية 29-05-12 11:40 PM

هلا ريحااااااانتى
كيفيك حبيبتى
كالعادة من الملخص باين أن الأحداث زى ما معودانا دايمن
مشكوررررررررة كتير حبيبتى على مشاركاتك المتميزة
http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13383274831.gif

imani 01-06-12 10:41 PM

يعطيك العافية ومشكورة على جهودك ........................الرواية باين عليها حلوة كتير:55: لاتتأخري علينا يا تسلمي لي

Rehana 03-06-12 09:29 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهرة منسية (المشاركة 3105792)
هلا ريحااااااانتى
كيفيك حبيبتى
كالعادة من الملخص باين أن الأحداث زى ما معودانا دايمن
مشكوررررررررة كتير حبيبتى على مشاركاتك المتميزة
http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13383274831.gif

اهلين زهوري
بخير ياقلبي
العفووو حبيبتي .. وانا سعيدة لمرورك وتواجدك العطر

http://r19.imgfast.net/users/1913/13...les/976576.gif

Rehana 03-06-12 09:31 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة imani (المشاركة 3107898)
يعطيك العافية ومشكورة على جهودك ........................الرواية باين عليها حلوة كتير:55: لاتتأخري علينا يا تسلمي لي

الله يعافيك يارب
العفووو.. ان شاء الله تعجبك احداث الرواية
والله يسلمك يارب
منورة

Rehana 03-06-12 09:38 AM

1- الوصية

http://img340.imageshack.us/img340/2156/do6.gif

بعد مرور اثنتى عشرة سنة...
امتطى جوني ايليس حصانه ودخل بلدة الغرب القديمة التي بنيت خصيصاً من اجل تصوير الفيلم السينمائي..كانت صحراء اريزونا خلفه وفريق العمل المنهمك في التصوير امامه .. وجل ماعليه ان يفعله هو أن يتسلح بالجدية ليؤدي الدور المسند اليه. دور راعي بقر في مهمة خاصة.منتديات ليلاس
اختلج طرفا فمه بابتسامة خفية.. صحيح انه حقق نجاحاً لا نظير له, في عالم الموسيقى الشعبية والغربية , وعرفت اسطواناته رواجاً شعبياً كبيراً , فبيعت بأعداد هائلة إلا انها المرة الاولى التي سيشارك فيها في بطولة فيلم سينمائي..
كان سروره لا يوصف وهو يرى نفسه يقدم على خطوة تفوق احلامه الأكثر جنوناً .
كان جوني قد تعلم ركوب الخيل في غوندامورا فبدا مرتاحاً جداً على ظهر حصانه , ويحسن التعامل معه.. من ناحية اخرى, لعب طوله الفارع وبنيته الضخمة دوراً مهماً في حصوله على هذا الدور, زاد على ذلك , اسمه اللامع في عالم الفن, والذي وظفه مدير اعماله الى اقصى حد.منتديات ليلاس
كان ريك وميتش قد عبرا عن رأيهما في هذا الموضوع بالانفجار ضحكاً .. غير ان الوقت لم يكن مناسباً الآن للضحك, وآلات التصوير مسلطة على جوني والمصورون يلتقطون له صوراً عن كثب.. فقد حان الوقت ليترجل عن حصانه ويربط اللجام بالسياج, ويدخل بعدها الى الحانة.

Rehana 03-06-12 09:39 AM

إنه المشهد الأخير الذي سيصورنه اليوم , ولم يشأ جوني ان يفسده..
ادى جوني دوره على اكمل وجه.. ولم يكد باب الحانة يصفق خلفه حتى صرخ المخرج:
- أوقفوا التصوير.
ابتسم جوني ابتسامة عريضة وهو يخرج الى الشارع وكله ثقة ان المخرج لن يطلب منه ان يعيد تصوير المشهد ثانية..منتديات ليلاس
ازدادت ابتسامته اتساعاً حين لمح ريك دوناتو واقفاً قرب فريق المصورين...
يبدو ان صديقه القديم وجد متسعاً من الوقت ليزوره في موقع التصوير.. فقد دعا جوني صديقه ريك لحضور حيث اتصل به ليبلغه بقدومه الى لوس انجلوس بغية الاطلاع على اعمال فرع شركة التصوير العالمية التي يملكها...
من المؤسف ان لارا والطفلين لم يتمكنوا من الحضور معه.. فزوجته امرأة ساحرة وطفلاهما خفيفا الظل ويثيران مشاعر جوني.منتديات ليلاس
- تسرني رؤيتك ياريك.
رحب بصديقه القديم والسرور يملأ قلبه:
- اتريدني ان اصطحبك في جولة في المكان؟
- كلا.
تفاجأ جوني لدى سماعه رده السريع المقتضب.. ولكنه سرعان مالاحظ ان ريك لايبدو بخير .. فإمارات الاستياء بادية على وجهه وكأن شيئاً مايقلقه.
- هلا ذهبنا الى مقطورتك ياجوني لتتحدث على انفراد؟
- طبعاً!
منتديات ليلاس
واشار بيده يدله على الطريق, ثم سارا معاً جنباً الى جنب من دون ان يتلامسا .. فقد اعتاد جوني ان يلف ذراعه حول كتفي ريك ويعانقه سعيداً برفقته.. إلا انه آثر ألا يفعل ذلك اليوم, وقد رأى صديقه متشنجا ومنغلقا على نفسه ..
احس جوني بتقلص في معدته.. فكلما انبأء حدسه بحدوث شيء خطير , احس بتقلص في معدته ..
لم يستطع الانتظار الى حين وصولهما الى المقطورة , فسأله و القلق باد عليه:
- ما الأمر يا ريك؟ قل لي.منتديات ليلاس
اخذ ريك نفساً عميقاً طال كبته, واجابه بصوت منخفض:
- تلقيت اتصالاً من ميتش.. اتصلت به ميغان.
- ميغان ماغواير؟
واستعاد جوني في ذهنه صورة ابنة باتريك ماغواير الصغرى بشعرها الأحمر الكث , وجهها المغطى بالنمش وعينيها الرماديتين بلون الغيوم المنذرة بالعاصفة.. عينان تنبعث منها شرر الاستقلالية الجامحة , وتحمل كل نظرة فيهما رفضاً جلياً لعمله في المزرعة, كما اعتاد والدها ان يديرها..
والحق يقال إن ذلك لا يبعد عن الواقع.. فقد عملت ميغان طوال حياتها لبلوغ هذا الهدف, رافضة ان تولي امور الحياة الاخرى ,أي اهتمام يذكر...
لم يحاول جوني انتقاد خيارها قط.. ولطالما ابدى إعجابه بقدرتها على الاهتمام بأعمال المزرعة.. ولكنه لم يفهم ابداً لما كانت ترفض ان ترافقه في نزهة على الخيل, كلما زار المزرعة, او ان ترحب به بحفاوة مثل والدها.. إذ كانت تبذل قصارى جهدها لتتحاشاه, وحين يتعذر عليها ذلك. تعجز عن منع نفسها من التعبير عن ازدرائها بالمهنة التي اختارها له, مع انها كانت تحب في صغرها الاستماع اليه وهو يعزف على الغيتار وتحفظ أغانيه كلها عن ظهر قلب..ريحانة

Rehana 03-06-12 09:41 AM

- باتريك!.
أحس باضطراب في داخله:
- حصل له مكروه!.
أخذ ريك نفساً عميقاً من جديد:
- لقد مات ياجوني!.
سحقت الصدمة فؤاده.. وتوقفت رجلاء عن الحراك, فيما راح يهز رأسه رافضاً ان يصدق ماسمعته أذناه.. وأحس بالرفض يسد حنجرته يكاد يخنقه..
- لا..لا..
- منذ ليلتين...
قال ريك ذلك بنبرة حولت شكه الى يقين, وأثبتت الحقيقة الصعبة الاحتمال:
- مات في سريره.. توقف قلبه عن الخفقان .. لم يعلم احد بالأمر حتى صباح اليوم التالي.. كانت ميغان أول من رآه.. ماباليد حيلة ياجوني...لقد مات!.
منتديات ليلاس
مات تاركاً خلفه ثغرة سوداء ضخمة.. بئر لا قرار له, راح جوني يتخبط فيه, فلم يدرك ان ريك أمسك بمرفقه ليقوده الى المقطورة.. كانت رجلاه تتحركان بصورة آلية, وعيناه الضبابيتان لا تريان شيئاً مما يدور حوله..
مضى وقت طويل قبل ان يعي جوني انه كان يجلس على الكنبة في المقطورة التي زودته بها شركة الافلام.منتديات ليلاس
- إنها صدمة كبيرة لنا جميعاً ياجوني.
أومأ برأسه عاجزاً عن الكلام.
- حجزت بطاقتي سفر الى أوستراليا.. عليك ان تسوي أمورك مع فريق العمل, لأن سفرك قد يسبب تأخيراً في المواعيد, لاسيما إن لم يكن بوسعهم متابعة التصوير خلال فترة غيابك.
الفيلم.. لم يعد له أهمية الآن...
كان الحزن على خسارة باتريك يضنيه.. ريك تزوج من لارا وأنجب منها طفلين .. وميتش تزوج من كاترين, وهما الآن ينتظران مولوداً.. أما جوني فبقيت غوندامورا عائلته الوحيدة.. ومع رحيل باتريك أحس وكأن جذور حياته تنتزع منه...
لم يعد لديه سبب للعودة الى هناك فضلاً عن أن ميغان لن ترغب برؤيته ثانية.. ولكن عليه ان يعود للمرة الاخيرة ويودع الرجل الذي لطالما عامله كأبن له ..أب لا تربطه به صلة دم..
لن تضن ميغان عليه بذلك .. وسيرافقه حتماً ريك وميتش, ليسترجعوا معاً كل مافعله من اجلهم باتريك.. صاحب القلب الكبير..منتديات ليلاس
لم توقف قلبه عن الخفقان؟
رفع عينيه الى ريك وقد حثه الكرب المتأجج في أعماقه على الكلام:
- كان في السبعين من العمر.
أسرع ريك يؤيده قائلاً:
- كان في الرابعة والسبعين !.
- وبنيته قوية..كان عليه ان يعيش مئة سنة على الاقل.
- هذا ماكنا نخاله ياجوني.
- كنا معاً منذ ثلاثة أشهر, خلال عطلة عيد الميلاد.. وبدا يومها في أفضل حال.
هز ريك برأسه:
- لم نلمح أي إشارات تحذيرية! لعل الجفاف سبب له الإرهاق خاصة انه اضطر لقتل عدد كبير من الخراف!
- عرضت عليه المساعدة, وابديت استعدادي لتقديم كل مايلزم لإنقاذه من هذه الورطة..تعلم جيداً ياريك انني املك مالاً لا تحرقه النيران.منتديات ليلاس

Rehana 03-06-12 09:42 AM

ابتسم ريك ابتسامة ساخرة :
- عرضت عليه الشيء عينه وأظن ان ميتش حذ حذونا!.
- مد لنا العون في الماضي.. فلم أبى ان نساعده اليوم؟
- أراهن ان ميغان أبت أن تقبل عرضنا .. بالكبريائها اللعينة!.. أظن أن باتريك لم يشأ ان يثير استيائها..
- لا تضع اللوم على ميغان ياجوني .. فهموها تكفيها, ولاداعي لأن تزيد الطين بلة, وتشعرها بالذنب حيال موت والدها.. لو كانت مكانك لعاملتها برقة بالغة.. فهذا مايتوقعه باتريك منك..منتديات ليلاس
- نعم..أعلم ذلك .. أعلم ذلك.
وأرخى قبضته وفتح يديه وهو يؤمى إيماءة تدل على اليأس:
- سأشتاق اليه!
هز ريك برأسه , وأشاح بنظره بعيداً, إلا ان جوني رأى الدموع المترقرقة في عينيه الداكنتين .. فالحزن على موت باتريك لم يعتصر فؤاده وحده.. إذ كان ريك يتألم وميتش...
لاشك ان ميتش توجه الى غوندامورا ليقدم الدعم اللازم وينجز الإجراءات القانونية, فهو محام بارع وعليه ان يقف الى جانب بنات باتريك الثلاث ,إميلي وجيسي وميغان...منتديات ليلاس
كان ريك على حق .. فباتريك يتوقع حتماً ان يحسن أولاده معاملة بناته.. قال ريك بفظاظة:
- لا تعرف بعد سبب موته الفجائي .. لعل ساعته حانت فحسب.. علينا ان نلحق بالطائرة يا جوني.. هل أنت جاهز لإنجاز ماعليك إنجازه , قبل ان نغادر؟
- إنني جاهز للسفر.
ثم نهض من مكانه وأضاف:
- دعني أولاً اقوم ببعض الاتصالات الهاتفية.منتديات ليلاس
منتديات ليلاس
بعد ان نقلتهما الطائرة هيليكوبتر الى فينكس استقلا الرحلة المتوجهة الى لوس انجلوس.. ومرت ساعات طويلة طويلة قبل ان ان يصعدا الى الطائرة النفاثة التي ستقلهما الى سيدني ويستقرا في مقعديهما, استعداداً لمواجهة اطول مرحلة من رحلتهما فوق المحيط الهادي.
كان جوني مشغول البال يتردد في ذهنه سؤال يحيره:
- لمَ لم يتصل ميتش بي مباشرة ليوفر عليك مشقة المجئ لاصطحابي يا ريك؟.
- وجدنا انه من الافضل ان تتم الامور بهذه الطريقة وتسافر معاً على متن هذه الرحلة.منتديات ليلاس
رماه ريك بنظرة ساخرة:
- كان من الممكن ألا تتعاون معنا من هذه الناحية.. فقد اعتدت على القيام بالأمور على طريقتك.. لذا قررنا ان أقوم بهذه الرحلة وأحرص على إحضارك معي.
قطب جوني جبينه:
- هل تحسبان ان ينبغي على احدهم ان يمسك بيدي؟
- كلا.. المسألة توقيت فحسب.. زد على ذلك انه ثمة أمور اخرى لم أطلعك عليها وأوصاني بأن أتأكد أولاً من تغلبك على صدمة موت باتريك.منتديات ليلاس
أحس من جديد بتقلص في معجته.
- هات ماعندك.. فأنا الآن جالس في مكان مقفل.. ماالذي تخفيه عني؟
نظر اليه ريك ملياً, فوجده مستعداً لتلقي الخبر:
- إنها وصية باتريك..كانت بحوزة ميتش فقام بفتحها بعد موته.

Rehana 03-06-12 09:43 AM

اجاب جوني وقد خفت حدة توتره بعض الشيء:
- لا اظنها وصية جائرة.. لطالما كان باتريك عادلاً.
- هل أنت مستعد لتلقي صدمة ياجوني؟ غوندامورا مرهونة للمصارف , وأنت على وشك ان ترث نصفها..
- ماذا؟
وغرقت خلايا ذهنه في بحر من الريبة!
- ترك لك بارتيك 49% منها. فيما ترك النسبة الأكبر لـ ميغان لتتمكن دوماً من الإمساك بزمام الأمور.. ولكنني لا أخالها كانت تتوقع ان تتقاسم إرثها معك ياجوني.. فمنطق الأمور يقول إن الميراث يوزع بين الأولاد مناصفة.
شريك ميغان في ملكية غوندامورا!.
- طلب مني ميتش أن ابلغك بالأمر قبل وصولك الى غوندامورا!
كانت افكار جوني مشوشة! ماذا يعني ذلك؟
لم حرم باتريك ابنتيه من الميراث؟ لم اختاره وريثاً بدلاً من ريك أو ميتش؟ واحس بموجة عظيمة من الرعب تجتاحه, فمد يده وأمسك بذراع صديقه:
- لم اطلب منه ان يفعل ذلك ياريك! أقسم لك بأنني لم اكن على علم بالأمر!
- لم يخطر على بالي لحظة واحدة أنك قد تفعل ذلك ياجوني.منتديات ليلاس
اجابه ريك مطمئناً:
- إنني واثق من أن بارتيك خطط للأمر من تلقاء نفسه.
- لم اختارني أنا؟ ليس عدلاً..
وعبثاً حاول ان يجد كلماته...
- هل شرح لـ ميتش السبب حين كتب وصيته.؟
هز ريك برأسه:
- لم يكتب وصيته في حضور ريك!.. كتبها لوحده ثم ارسلها له مختومة منذ قرابة الشهرين.منتديات ليلاس
- شهران!.
هز جوني برأسه مذهولاً:
- أظنه اتخذ قراره بعد عيد الميلاد.
- لعله شعر بأن أيامه باتت معدودة!.
منتديات ليلاس
- تباً! لمَ لم يقل لنا شيئاً؟ ذهبنا جميعاً الى غوندامورا في عطلة عيد الميلاد!.
- لا اظنه كان ليفسد علينا فرحتنا بالعيد, لو انه أحس فعلاً بأنه لن يعيش طويلاً , ليحتفل معنا بأعياد الميلاد المقبلة!.
رفع جوني يديه محبطاً:
- أتريد ان تعرف رأي ميتش في الموضوع؟
أومأ جوني برأسه يحثه على الكلام, وقد عجز عن تحديد السبب الحقيقي الكامن وراء هذه الخطوة الغريبة:
- اختارك باتريك لتنقذ غوندامورا.. من الصعب ان تفعل ميغان ذلك بمفردها.. فبعد ماسبب الجفاف من خسائر فادحة, لن تتمكن من دفع فوائد الرهن.. والحق يقال إنك لطالما وجدت في غوندا مورا منزلاً لك.. أكثر مني أو من ميتش...
قطب جوني جبينه:
- صحيح أن لـ ميتش منزلاً تقيم فيه والدته وأخته , ولكني حسبتك...
وتلاقت عيناهما:
- اظنك تحتاج اليها أكثر مني ياجوني.. لايمكنك أن تنكر انها لامست شيئاً في داخلك.. فذلك يظهر جلياً في أغانيك.
نعم.. إنه يحتاج اليها.. فالمهنة التي اختارها ترتكز بشكل أساسي على المظاهر ولبلوغ قمة النجاح, عليه ان يقضي معظم أيامه بالتجوال من مكان الى آخر.. وحده التفكير في غوندامورا كان يساعده على الحفاظ على سلامة عقله.. وكلما عاد الى هناك, أعاد وضع الأمور في نصابها وتمكن من التمييز بين ماهو واقعي وغير واقعي.

Rehana 03-06-12 09:45 AM

- لن تبقى الأمور على حالها من دون باتريك.منتديات ليلاس
واعتصر الألم قلبه.
- كان روح غوندامورا.
- أظنك نسيت ميغان.
ميغان! حاول جوني ان يتجنب التفكير فيها في تلك اللحظة وصورة عينيها الرماديتين الحاقدتين عليه لحصوله على نصف أملاكها لا تفارق ذهنه...
- لم يأت باتريك على ذكر ابنتيه جيسي واميلي..
قال جوني ذلك محاولاً ان يبعد تفكيره عن تلك المرأة التي ستصبح من الآن فصاعداً , مصدر إزعاج له.
اجابه ريك محاولاً ان ينعش ذاكرته:
- أسست إبنتاه حياة جديدة لهما بعيداً عن غوندامورا, ولم يبخل باتريك عليهما بالمال في سبيل تحقيق طموحاتهما تدركان جيداً انهما نالتا حصتهما من ميراث والدهما..فجيسي تخرجت من كلية الطب, وافتتحت عيادة لها في اليس سبر سبرينغ, فيما تملك اميلي شركة خاصة بطائرات الهيليكوبتر في كيرنز.. ولاشك ان رأس المال الذي خصص لهما ساهم بطريقة أو بأخرى في تراكم الديون على غوندانورا..
منتديات ليلاس
أقر جوني بصحة كلامه.. ولكن منزل العائلة يبقى منزلاً للعائلة, وإبعادهما عنه جائز بعض الشيء..
من ناحية اخرى, كان باتريك يتمنى ان يراه مقيماً بشكل دائم في المزرعة.
- عليك ان تبعد عن غوندامورا النحس الذي يلازمها, وتعيد إحيائها من جديد ياجوني.منتديات ليلاس
وتوقف ريك عن الكلام قليلاً, ثم تابع يقول:
- كانت نظرة باتريك الى الامور صائبة.. لطالما كانت نظرته الى الأمور صائبة..
شعر جوني بالارتياح لدى سماعه كلام ريك ويبدو ان ميتش يوافقه الرأي ايضاً.. غير ان ميغان لن تتقبل هذا الواقع برحابة صدر, شأنها شأن أميلي وجيسي, على الرغم من أن مصالحهما تكمن بعيداً عن غوندامورا...
علاوة على ذلك. اختارت كل واحدة منهما زوجاً يشاطرها الاهتمامات عينها.. فزوج جيسي طبيب , عضو في الجهاز الملكي للأطباء الجوالين وزوج أميلي ربان طائرة هيليكوبتر.منتديات ليلاس
وحدها ميغان بقيت عزباء من دون زواج.. لا عجب في ذلك, وشكلها الخارجي يوحي بالخشونة والعدائية.. ليتها بقيت تلك الأخت الرقيقة السهلة الانقياد, الحلوة المعشر التي ترحب به في المزرعة بحفاوة وتقبل ان يمد لها يد العون بلا تردد...
أرجع جوني رأسه الى الخلف وأغمض عينيه محاولاً الاسترخاء.. أمامهما أربع عشرة ساعة ليصلا الى سيدني, على ان يستقبلا بعدها الطائرة الخاصة التي ستقلهما الى غوندامورا في شمال غربي نيو ساوث ويلز.. في المناطق الداخلية في اوستراليا.
أحس جوني بمفاتن تلك البقعة النائية من العالم تسيطر على افكاره بأراضيها الشاسعة والسماء الزرقاء..أرض لها إيقاع خاص بها, يثير فيه أحاسيس رائعة!.
كانت ميغان النغمة الوحيدة النافرة فيه, تقف في الوسط تنتظره والسخط يتأكلها, وقد أرغمت على مشاطرة ملكية غوندامورا معه.ريحانة
هل كانت نظرة باتريك للأمور مصيبة حقاً؟ من الناحية المالية يستطيع جوني ان يستثمر اموالاً طائلة في غوندامورا, من دون ان يشعر بذرة أسف..
جل ماعليه ان يفعله هو ان يحول المبالغ المتوجبة للمصارف بغية فك رهن المزرعة , ثم يرسل لـ ميغان مايكفي من المال لتستعيد الأعمال ازدهارها ثانية

Rehana 03-06-12 09:48 AM

غير انها لن تحبذ وجوده في غوندامورا..فخلال السنوات القليلة الماضية كانت نظراتها تؤكد له بأنها تجد فيه إنساناً دخيلاً غير مرغوب فيه.منتديات ليلاس
(ولكنني من أهل البيت) اكد جوني ذلك في نفسه, وقد عقد العزم على التمسك جيداً بميراث باتريك , بصرف النظر عن ردة فعل ميغان.. إنه شريكها في المزرعة, وله الحق بأن يقصد غوندامورا ساعة يحلو له, وعليها ان تقبل به كرفيق مساعد لها.
أتراه ستتمكن مع مرور الزمن من التخفيف من حدة تحاملها عليه؟
بدأت الكآبة التي غمرت روحه تتلاشى شيئاً فشيئاً, وقد وضع نصب عينيه هدفاً عليه ان يحققه مهما كلفه الأمر.. فاغوندامورا أرض بدائية, والحياة فيها تحد مستمر, من الضروري الفوز به, للبقاء والازدهار..
والاهم من ذلك كله هو ان جوني مقاوم عنيد, ولن يخشى مواجهة هذا التحدي.. فهو يحتاج اليه , ولن يتخلى عن أي شبر من غوندامورا مهما حصل.. فـ باتريك عهد أمر الاعتناء بها اليه.منتديات ليلاس

نهاية الفصل الاول

***

fati_mel 11-06-12 01:31 PM

سلاماااااااات يا قمر
والله اشتقت الى رواياتك الرائعة

مبين من الملخص ان الرواية حلوة كثييييير زي ما عودتينا دائما
ومشكورة كثييييييير على المجهود الذي تبذلينه.... وربنا لا يحرمنا من رواياتك المميزة
بانتظار بقية الفصول من ايديكي .......

http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13394134661.gif

Rehana 12-06-12 01:03 PM

2- إعلان حرب

http://img340.imageshack.us/img340/2156/do6.gif

بعد ان أنهت ميغان جولاتها الصباحية وعالجت المشاكل العالقة وتأكدت من أن أوامرها تنفذ بحذافيرها راحت تتبادل اطراف الحديث مع العائلات المقيمة في المزرعة , مؤكدة لهم ان الوضع الراهن لن يتبدل وستبقى الأمور على حالها..
إنه جوني الذي وصل البارحة الى غوندامورا برفقة ريك دوناتو.. جوني الذي يزرع الفرح على الوجوه.. والذي مجرد التفكير فيه يثير البهجة في القلوب..
انه السحر الذي ولد معه بالفطرة.. سحر يذكرها دوماً بغبائها لأنها كانت تخاله يكن لها شيئاً مختلفاً..منتديات ليلاس
لكن جوني لايعرف معنى التمييز, اذا اعتاد ان يغدق على الجميع اهتمامه بالقدر عينه ..أما علامته الفارقة في عالم موسيقى البوب حيث سطع نجمه فمجرد عروض مسلية , لا تعني شيئاً البتة...
ولما ادركت هذه الحقيقة المرة, لملمت ميغان جراحها وحاولت ان تمضي قدماً.. غير انها تمنت ان يخرج من حياتها الى الابد, فلايرجع, في كل مرة الى غوندامورا ليذكرها بمدى سذاجتها, لأنها سمحت لنفسها بأن تقع فريسة جاذبيته الآسرة.

Rehana 12-06-12 01:04 PM

كانت اهتماماته محصورة بأشياء أخرى وبنجاحاته الباهرة في مختلف اقطار العالم.. أيعقل ان يلتقي درباهما؟ ابداً..
لمَ غفل عن ذلك والدها؟ أتراه لم يفكر الا في حاجتهم الماسة الى المال.. فاختار الشخص الوحيد القادر على أن ان ينفق بضعة ملايين من الدولارات من دون ان يأسف عليها...؟
ماله لا قيمة له شأنه شأن سحره وقررت ميغان في سرها ألا تأخذ منه إلا مايكفي من المال للحفاظ على سير الاعمال في المزرعة ..إذ من الصعب جداً ان تتفادى مواجهة جوني ابليس لتناقش معه ماينبغي القيام به ,لاسيما انه وصل البارحة الى المزرعة برفقة ريك على متن طائرته الخاصة التي اعتاد ان يقودها بنفسه...
من المؤكد ان ميتش اخبره بأمر الوصية...منتديات ليلاس
في مطلق الاحوال , لم تتخيل ميغان قط بأن جوني قادر على البقاء بعيداً من دون المشاركة في جنازة والدها.. غير انها املت ان يشغله عمله الجديد في قطاع السينما, عن التردد بشكل دائم على غوندامورا.. فوالدها رحل ورحلت معه إرشاداته ونصائحه المفيدة.
عادت ميغان الى المنزل والدموع تغشي عينيها.. لم تشأ ان تستلم لإحساسها بالإهانة من تصرف والدها , غير ان الحزن على خسارته فاق قدرتها على الاحتمال, لأنه وضعها في موقف لا تحسد عليه, وأرغمها على القبول بـ جوني ايليس كشريك لها في غوندامورا...
في بادري الأمر اصيبت ميغان بالذهول لدى سماعها شروط الوصية .. غير ان ذهولها مالبث ان تحول الى موجة عاتية من التمرد تغذيها رغبة جامحة بالطعن بها.. فدار جدال طويل بينها وبين اختيها إلا ان رفض جيسي وإميلي القاطع معارضة مشيئة والدهن جعلها عاجزة عن الإقدام على أي إجراء قانوني.. وفي خضم إحباطها ناقشت المسألة مع ميتش وحاولت ان تلمح اليه بأن جوني اثر على والدها بطريقة سلبية ..أليس صحيحاً انه يلقب بـ جوني الساحر؟
منتديات ليلاس
أحست ميغان بعيني ميتش الزرقاوين الثاقبتين توبخانها بصمت لمجرد تفكيرها في الأمر..فيما جعلتها كلماته اللاذعة تخجل من نفسها:
- هل يستحق والدك منك ذلك؟
وانتظر ليسمع ردها ..غير انها التزمت بالصمت بعناد ونيران الغضب تتأجج في داخلها, وقد ساءها ان يتنقد الجميع وجهة نظرها..ريحانة
قال لها ميتش في نهاية الأمر بصوت منخفض:
- إن أردت الطعن في الوصية فابحثي عن احد سواي..إنني بصفتي محامي باتريك , ومن واجبي ان أسهل تنفيذ رغباته..إنني أدين له بذلك, بعد كل مافعله من أجلي.
وجدت ميغان نفسها حائرة من أمرها , وقد ظهر لها ميتش شهامة لاغبار عليها.. فلم تجد أمامها سوى ان تستغل نقاط ضعفه, وتحثه على التعاطف معها:
- لمَ اختار جوني بالذات ؟ فتح أبي أبواب منزله لك ولـ ريك أيضاً ..ألا تشعر بالإهانة لأنه فضل عليك نجم موسيقى بوب؟
لم يكن من الصعب عليها ان تتشاطر ملكية المزرعة مع ريك أو ميتش.. فهي بأمس الحاجة للمساعدة, في ظل الظروف التي تمر بها المزرعة حالياً...
كان ريك يتمتع بالمؤهلات اللازمة لمعالجة المشاكل بدقة من دون ان يجرح مشاعرها ..أما ميتش فلن يتوانى عن تلبية حاجتها بنزاهة و كفاءة عالية..منتديات ليلاس

Rehana 12-06-12 01:06 PM

ولكن جوني إيليس ..ذلك الفتى الذي أمضى سنوات عمره كلها يعزف الموسيقى امام جمهور مفتون به؟...
عقد ميتش حاجبيه :
- ألم تفهمي خيار والدك بعد ؟
اجابته بتحد:
- وهل فهمته أنت ؟
- اجل.. وريك كذلك الأمر.. أنصحك بالتحدث مع جوني قبل الإقدام على أي خطوة عدائية ياميغان..لعل ماضيه لا يعجبك ,لكن...
- اعرف جيداً ما أصبح عليه اليوم.
- لم يتوصل جوني بعد الى الاقتناع بشخصه ..أظن انه..
وتوقف قليلاً عن الكلام وقد تحولت رزانته الى سخرية غريبة :
- هل علمك باتريك لعبة الشطرنج؟
- اجل ..كنا نلعب معاً بين الحين والآخر..ريحانة
- لطالما كان يحبذ هجوم الحصان.
- ماعلاقة ذلك بموضوعنا؟
- إنها استراتيجية يا ميغان..اعتاد والدك ان يدرس استراتيجياته بدقة لا حدود لها ..إياك ان تظهري استخاففك بمشيئته, حين تتحدثين مع جوني.. غوندامورا كانت كل شيء في حياة باتريك, كما هي كل شيء في حياتك..اظنه عرف جيداً كيف يقسمها...
منتديات ليلاس
مابرحت لسعة هذه الكلمات تؤلمها .. لم تكن ميغان خبيثة بطبعها, ولم تشعر يوماً بالغيرة من اعتزاز والدها بالصبية المنحرفين الثلاثة, الذين جعل منهم رجالاً صالحين أو من الحب العميق الذي كان يكنه لهم..غير انها لم تحبذ ابداً فكرة ان يقتحم جوني ابليس حياتها كلما رغب بذلك .. وتمنت في سرها لو انه تزوج بإحدى النساء الفاتنات اللواتي اعتاد على معاشرتهم ,حتى لا يجد متسعاً من الوقت لينقض على عالمها ساعة يحلو له ذلك..
في مطلق الاحوال , لن يتمكن جوني من المكوث طويلاً في غوندامورا وعليه ان يرحل فور إنهاء الجنازة لإنجاز فيلمه السينمائي...
لن تقف ميغان حجر عثرة في طريقه وستدعه يحقق الهدف الذي يسعى وراءه, طالما انه سيبقى بعيداً, ويدعها تتولى زمام الامور في غوندامورا..منتديات ليلاس
توجهت ميغان الى المطبخ والأفكار تتضارب في رأسها وتشوش تفكيرها.. كانت تتوقع ان تجد جوني هناك, جالساً مع ايفلين, يتلذذ بطعامها الشهي ويستمتع بتملقها له بافتتنان مقزز للنفس.
بدأت مديرة المنزل بالعمل لدى عائلة ماغواير منذ نعومة أظافرها ..فقد ولدت في المزرعة , وتولت والدة ميغان تدريبها على ادارة المنزل بدقة متناهية, كما اعتادت هي ان تفعل قبل ان تصاب بمرض السرطان الفتاك..
كان الجميع يحب إيفلين ويكن لها الاحترام الشديد غير ان اهتمامها المفرط بجوني ايليس, وكأن الشمس تشرق من أجله كان يزعج ميغان كثيراً.ريحانة
ألا يكفيها انها لا تمل ابداً من الاستماع الى أغانيه , وتعيد تشغيل اسطواناته مراراً وتكراراً!
لاشك انها منهمكة الآن بتحضير أطباقه المفضلة, متناسية الأزمة التي يمرون بها في الوقت الحالي..
حاولت ميغان ان تكبح استيائها من تساهلها معه, وهي تفتح باب المطبخ .. وإذا بها تترنح مكانها مصعوقة , وقد كان يحيط بخصرها بيد ويربت على ظهرها باليد الأخرى..
بدا جلياً ان إيفلين أطلقت العنان لمشاعر الحزن التي كبتتها خلال الأيام القلية الماضية, ووجدت بين احضان جوني عزاءً لها..

Rehana 12-06-12 01:08 PM

تسمرت ميغان أرضاً وقد ادركت في تلك اللحظة انها غرقت وأختيها في الحزن على موت والدهن وتناسين أمرها من دون ان يخطر على بالهن ان موته قد فجعها ايضاً..
وحده جوني منحها ماكانت تحتاج اليه من عطف وحنان.. وكتف تبكي عليه, أليس هذا ما احتاج اليه أنا أيضاً؟
احست بالوحدة تمزق قلبها إرباً إرباً .. جيسي وإميلي تعيشان مع زوجيهما.. وريك وميتش يعيشان مع زوجتيهما.. وبعد رحيل والدها لن تجد من يواسيها ويخفف عنها .. رؤية جوني إيليس معانقاً إيفلين زاد الطين بلة...
ليس عدلاً ان يبدو أشبه بصخرة قوية يمكن الاستناد اليها .. فحياته كلها ترتكز على المظاهر فحسب..منتديات ليلاس
حولت ميغان نظرها الى حذائه الخاص بركوب الخيل وكأنه لا يزال يلعب دور راعي البقر - ولاحظت ان سرواله الجينز يبرز قوة بنيته.
لاشك ان المعجبات بفنه بتتشين حبوراً امام سحره المثير...
تساءلت ميغان في سرها, كم من امرأة عرف في حياته..أتراه يخرج كل ليلة مع امرأة واحدة أو أكثر؟...
من المؤكد ان ذلك ليس صعباً عليه, ويكفي ان يلوح بإصبعه لينال مبتغاه, ولاسيما ان المعجبات يلاحقنه من مكان الى آخر...ريحانة
منتديات ليلاس
لم تجد ميغان سبيلاً لإنكار جاذبيته الكبيرة.. فبنيته ضخمة تلفت الأنظار, ووجهه قوي ينبض بالرجولة بفكه المربع الشكل و أنفه المستدق وعينيه الخضراوين البراقتين وفمه الممتلئ, الدائم الابتسام, الذي يكشف عن صف من الأسنان الناصعة البياض..أما بشرته فسمراء و شعره فبني..
واذا بها تسمعه يقول بصوت خافت:
- أظن انه يجدر بي أن أعد لك كوباً من الشاي يا إيفلين.منتديات ليلاس
توقف النحيب .. ورفعت إيفلين رأسها مبتسمة وقالت بنبرة مؤنبة :
- لا...لا..
رفعت يدها تداعب خده برقة, فيما كان يحررها من عناقه.
- اشكرك لأنك سمحت لي ان افضي اليك بمكنونات قلبي.. ولكن لا اريدك ان تفسد علي متعتي.. فأجلس ودعني أهتم بأعمالي.
لم تكن ميغان قد أفاقت بعد ذهولها, قبل ان يبتعد جوني عن إيفلين, ويلتفت صوبها ليجدها واقفة عن عتبة الباب.
احست بتقلص في معدتها وقد تشابكت نظراتهما, وقرأت في عينيه تعابير التعاطف معها.. لم تكن بحاجة الى تعاطفه.. لم تكن بحاجة الى شيء منه.. وليلعنها الله إن وضعت يوماً رأسها على كتفه منتحبة!
- ميغان... ادخلي..
دعاها الى الدخول , ويداه تومآن لها بالتقدم نحوه ليتولى زمام الامور.. (لن تكون صاحب أمري ابداً)
أقسمت ميغان بذلك في سرها , مجدة.منتديات ليلاس
- أخبرتني إيفلين بأن والدك كان يمسك بصورة والدتك حين عثرت عليه.
ثم تابع يقول بنبرة حزينة:
- أظن...
- نعم.
أسرعت تقاطعه وقد احست بالدموع تسد حنجرتها:
- اتمنى ان يلتقيا معاً في العالم الآخر ..لقد اشتاق اليها كثيراً...
وأضافت بسرعة محاولة ان تقاوم موجة العواطف الجياشة التي اجتاحتها:
- اتراك ستعرف يوماً ما هذا النوع من الحب ياجوني؟

Rehana 12-06-12 01:09 PM

تصلبت قسمات وجهه وكأنه تلقى صفعة قوية مدوية, فيما شهقت إيفلين مصعوقة..
أدركت ميغان أن زلة لسانها هذه لا تغتفر, فعضت على شفتها من شدة الانزعاج.. عليها ان تتعامل مع هذا الرجل, ومن الافضل ان تتسم علاقتها به بالفتور..
- أظن ان هذا النوع من الحب بات نادراً.منتديات ليلاس
جاء رده موزوناً للغاية.
- لاسيما في محيطك!
افلتت منها تلك الكلمات قبل ان تتمكن من ردع نفسها.
- آنسة ميغان.
وتحول لوم إيفلين لها الى شيء من الحسرة..
صرت ميغان على اسنانها آبية الرجوع عن افكارها.. وراحت تحملق بتحد بالرجل الذي عرف على الارجح عدداً لا يحصى من النساء , ولم يحاول ان يرتبط جداً بأي منهن..
بدا جلياً ان كلماتها ضربت وتراً حساساً, فأحست بالرضى وهي تراه يرمقها بنظرات لا أثر فيها لأي تعاطف.منتديات ليلاس
- وفي محيطك ايضاً ياميغان.
كانت نبرة صوته أشبه بسوط حريري.
- إلا إن التثيت برجل احلامك خلال الأشهر القلية الماضية.
اجابته بغطرسة :
- ليس لدي الوقت لذلك.ريحانة
- بالمناسبة..
- يجب ان نتحدث !.
أسرعت تقاطعه قبل ان يتسنى له ان يستلم زمام الامور خلال اجتماع العمل بينهما:
- ارجو ان تنضم اليّ في المكتب بعد أن تنهي فطورك.
أجابها بلطف:
- كما تشائين.
- حسناً .. ستجدني في انتظارك.
منتديات ليلاس
وأسرعت تخرج من المطبخ, مقفلة الباب خلفها, وتوجهت بخطى واسعة , تنبعث منها طاقة عنيفة نحو المدخل الرئيسي للمنزل, للاتقاء من شمس اوستراليا الحارقة .. شمس لا تعرف الرحمة...
وقفت عند أعلى الدرج تتأمل المباني الملحقة بالمزرعة, والتي جعلت غوندامورا تبدو من فوق أشبه ببلدة صغيرة.. فهنا سقائف للجز والصيانة.. وهناك حظائر للمواشي ملحقة بالمختبر..والى جانبها أكواخ للموظفين الدائمين, وأبنية بسيطة للعمال الموسميين .. وعلى مقربة منها منزل الطاهي ومتجر المؤون ومبنى المدرسة..
كانت ميغان في الثامنة والعشرين من عمرها , وهذه هي حياتها .. الحياة التي اختارتها.. الحياة التي احبتها ..
لم تكن تحتاج الى رجل في حياتها .. رجل يفيض منه السحر!.ريحانة
جل ماتحتاج اليه هو ان تعود هذه الأرض واحة خضراء من جديد.. فأوراق أشجار الفلفل ذابلة ومغطاة بالغبار.. والأراضي الممتدة الى ما لا نهاية , بنية اللون تعلوها سماء زرقاء خالية من الغيوم ولا تبشر بالمطر..
ليت الأمطار هطلت بغزارة هذه السنة , لتبعد عن غوندامورا طيف الجفاف, فلا يقرر والدها ان يكتب تلك الوصية التي جعلت من جوني إيلبس عنصراً ثابتاً في حياتها..
غير ان ذهنها بقي مشغولاً , يتردد سؤال واحد..

Rehana 12-06-12 01:11 PM

كيف ستمنعه من التدخل في شؤونها؟ أو كيف سيسعها على الأقل أن تحد من حضوره؟.
دخلت ميغان الى المنزل, وقد اخذت هذه الفكرة تترسخ شيئاً فشيئاً في رأسها .. فعبرت الرواق الطويل الذي يشطر هذا القسم من المنزل الى قسمين, وتوجهت مباشرة نحو مكتب والدها..
ما إن اجتازت عتبة الاب حتى وجدت نفسها مشدودة الى طاولة الشطرنج قرب النافذة , وهي تسترجع في ذهنها كلام ميتش عن الاستراتيجيات التي كان والدها يختارها بعناية...
كانت القطع البيضاء والسوداء مصفوفة , جاهزة للعب, وتدل على ان مبارته الأخيرة مع ميتش عبر الإنترنت قد بلغت نهايتها.منتديات ليلاس
حدقت بالفارس الأبيض والحيرة تقض مضجعها.. لمَ اختار والدها جوني أيليس ليقود حملة الإنقاذ؟
ولما وجدت نفسها عاجزة عن إيجاد أجوبة على تساؤلاتها, جلست على الكرسي الجلدي خلف طاولة المكتب.
إنه كرسي كبير ويليق برجل.. صحيح انه لا يليق بها من الناحية الجسدية, ولن يليق بها ابداً, إلا ان والدها منحها الحق بالجلوس مكانه , ولن تسمح لـ جوني بالجلوس فيه, وهما يتحدثان سوياً.
كان جوني يكبرها بعشر سنوات , ولكن ذلك لا يخوله التحكم بها أو بالقرارات التي قد تصدر في هذه الغرفة.. فهي تملك 51% من غوندمورا ,وتمسك بالدفة بين يديها.. ولن تدع الملايين التي جمعها من عمله كمغني بوب تغير هذا الوضع..


نهاية الفصل الثاني

جمره لم تحترق 13-06-12 03:13 AM

هذه أنــا جيت اشجع واقول موفقه وشكراً . . . . . .
على الفصل . . . . . . . . مع إن ما في وقت أقرأ
ولكن سأجد الوقت لأقول لك شكراً على مجهودك رغم انشغالك
http://sl.glitter-graphics.net/pub/8...maqk9tfy8l.gif

imani 13-06-12 10:29 PM

الرواية كتيييييييييييييييير حلوة .................تسلم ايديك وعطيك العافية ... لا تتاخري علينا الله يخليكي

Rehana 14-06-12 10:25 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جمره لم تحترق (المشاركة 3118345)
هذه أنــا جيت اشجع واقول موفقه وشكراً . . . . . .
على الفصل . . . . . . . . مع إن ما في وقت أقرأ
ولكن سأجد الوقت لأقول لك شكراً على مجهودك رغم انشغالك
http://sl.glitter-graphics.net/pub/8...maqk9tfy8l.gif

تسلمين ياعمري .. كلك ذوووق
الحال مع بعضه ^^
منورة.. وبشكرك لتجشعيك المستمر

Rehana 14-06-12 10:27 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة imani (المشاركة 3118816)
الرواية كتيييييييييييييييير حلوة .................تسلم ايديك وعطيك العافية ... لا تتاخري علينا الله يخليكي

عيووونك الحلوووة اماني
الله يعافيك ويسلمك يارب
منورة.. وان شاء الله بحاول ماتأخر

Rehana 14-06-12 10:34 PM

3- ملكة محاصرة

http://img340.imageshack.us/img340/2156/do6.gif


(كن رقيقاً معها...)
اخذت كلمات ريك تردد في رأس جوني فيما كان يدنو من مكتب باتريك.. لكن موقف ميغان منه حال دون تنفيذ ذلك.. فمساء البارحة, بالغت في تهذيبها, متفادية الاحتكاك به.. وهذا الصباح تحدث محاولاته الخبيثة لإظهار تعاطفه معها, واستغلتها لتوجه اليه ضربة قاسية على مسمع من إيفلين.
كان حرى به ألا يرد لها الصاع صاعين ويخبرها بافتقارها الى شخص يملأ عليها حياتها..إنه تصرف خسيس من قبله, لاسيما وإنها فقدت والدها منذ فترة وجيزة..منتديات ليلاس
لوى جوني فمه استياءً من عجزه عن السيطرة على نفسه..
من الأفضل ان يحافظ على رباطة جأشه خلال هذا الاجتماع ولا يسمح لـ ميغان بأن تزعجه.. فهو أكبر منها سناً وأكثر منها وعياً...
لحسن الحظ ان اميلي وجيسي لم تثيرا له المتاعب..إذ رحبتا به بحرارة ليلة البارحة, مؤكدتين له ان همها الوحيد هو مستقبل ميغان في غوندامورا.. فالوضع في مزرعة الماشية متدهور جداً, وهما تعتمدان عليه لضمان مستقبلها فيها...
عليه ان يثبت لهما ان ثقتهما في محلها. على الرغم من اعتراض ميغان على ذلك!.

Rehana 14-06-12 10:37 PM

وقف جوني عند عتبة المكتب وأخذ نفساً عميقاً ليهدأ أعصابه, ثم قرع الباب بكل تهذيب معلناً وصوله, لتتمكن ميغان من الاستعداد لمواجهته..
دخل الغرفة, وقد عقد العزم في سره على ان يتسلح بالدبلوماسية قدر المستطاع إلا أنه لم يكن مهيأ للمشهد الذي أعدته له ميغان.. وإذا بحس رجاحة العقل يتبدد في الحال..منتديات ليلاس
كانت ميغان تجلس في كرسي باتريك ..أيعقل ان تأخذ مكانه قبل ان يدفن؟ أليس الوقت مبكراً بعض الشيء؟
حاول جوني ان يتمالك نفسه وهو يمعن النظر في المرأة التي ينبغي عليه التعامل معها..
كانت إمارات التحدي البادية في عينيها خير دليل على مغزى احتلالها كرسي والدها.. دليل على السلطة التي تشعر بها او تحتاج اليها في هذه اللحظة.
فضلاً عن ذلك, اختارت ميغان الجلوس خلف طاولة المكتب لتجعل منها مسافة فاصلة بينهما, مما اوحى اليه بحساسيتها المفرطة تجاه مسألة تعاملها معه.
حاول جوني ان يجد أفكاراً أكثر ودية, ولكن من دون جدوى.منتديات ليلاس
- ميغان!
ناداها برقة وهو يوميء لها برأسه لتبادر الى البدء بالاجتماع :
- يسرني انك تمكنت من المجيء ياجوني.
وجد ترحيبها به لطيفاً الى ان استطردت قائلة:
- نظراً لانشغالك في تصوير فيلمك الاول..
أسرعت الأفكار الودية تطير هاربة بعيداً .. بعيداً جداً..
منتديات ليلاس
نظر اليها بتحد غاضب وكل عضلة من عضلات جسمه تنبض بالعدائية لاستخفافها تجاه والدها.
لم ينبس ببنت شفة إلا ان قوة غضبه تسللت اليها,إذا اجتاحت موجة من الحرارة عنقها ولذعت خديها فأبرزت نمشها.. ما اضاف شيئاً من الفتنة الى انفها الصغير الشامخ..غير ان جوني لم يكن يرى فيها في تلك اللحظة , فتاة فاتنة , بل فتاة صغيرة.. من المحال ان يراها كبيرة بمافيه الكفاية لتحل محل والدها..
أشارت الى الكرسيين المجاورين لطاولة الشطرنج مشيحة بنظرها بعيداً عنه:
- تفضل بالجلوس.
كان صوتها أجش وكأنها تدفع كلماتها لتخرج بصعوبة من حنجرتها الضيقة.ريحانة
تقدم نحو طاولة الشطرنج ودفع كرسي ميتش الى الخلف وليس كرسي باتريك , ثم جلس وجهاً لوجه أمام ميغان.
في تلك اللحظة تنبه الى ان الشاه الأسود مرمي على أرض رقعة الشطرنج..ماهذا؟ مات الشاه.. ولتحيا الملكة!.
أبعد الكرسي عن طاولة الشطرنج وقربها من طاولة المكتب, ثم جلس عليها , وقد صمم في سره ان يكتفي بالإصغاء اليها, متفادياً إثارة عدائيتها أكثر .. عدائية لم يكن يملك أدنى فكرة عن سببها..
حدق بها منتظراً ان تبدأ بالكلام..
كانت الموجة القرمزية قد بدأت تنحسر عن وجهها تاركة بشرتها شاحبة ونمشها أكثر بروزاً.منتديات ليلاس
منذ سنوات طويلة وميغان ممتنعة عن التبرج .. صحيح ان فضولها دفعها في سن المراهقة الى طلي وجهها بالمساحيق إلا أنها كانت يومها إنسانة تنبض بالسعادة وتستمتع برفقته..

Rehana 14-06-12 10:38 PM

كم من اللحظات السعيدة مرت عليها , وهما يضحكان معاً ويتسامران.. ولكن منذ ان غادرت المزرعة لتلتحق بإحدى كليات الزراعة تغير شيء فيها..
الحق يقال ان جمالها قد يبدو أخاذاً إن بذلت القليل من الجهد.. فعظام وجهها بارزة, وعيناها كبيرتان , تلمعان كالفضة, وتغمرها الكآبة طوراً لتصبحا أشبه بالسحب المكفهرة..أما ثغرها فملآن, حين لا يكون مشدوداً استياءً منه, وشعرها أحمر مجعد, غالباً ماتشده بإحكام خلف عنقها الطويلة الجميلة..
بدا جلياً ان الشكل الخارجي لا يعني لها شيئاً, ولا تكترث بتاتاً بأنوثتها.. متى كانت المرة الأخيرة التي ارتدت فيها فستاناً ؟
فسروال الجينز والقمصان المربعة هي زيها المفضل.. ربما تحاول ان تبدو أشبه بالرجال فيها, ولكن محاولتها كلها تذهب هباءً.. فعلى الرغم من الجهد البالغ الذي تبذله لإخفاء أنوثتها, كانت معالمها واضحة ومن الصعب ان يخالها احد رجلاً..
في الواقع ساهم نفورها منه خلال السنوات القليلة الماضية في تعزيز نظرته اليها كامرأة, محركة في أعماقه مشاعر ليست في محلها, ولا تليق بابنة باتريك...
هل كانت تفضل لو انها ولدت صبياً؟ اتراها تكن له البغض لأنه يتمتع ببنية جسدية شبيهة ببنية والدها؟
لم يشأ جوني ان يبادر بالكلام, ولكن السؤال الذي أخذ يدور في رأسه كان ملحاً وبشكل جزءاً لا يتجزأ من الوضع الذي ينبغي عليهما تسويته, فخرجت الكلمات من فمه تبحث عن جواب قد يبرر موقف ميغان ماغواير منه:
ما الذي حل بالفتاة التي كانت تحبني؟.
لم أعد فتاة صغيرة ...
منتديات ليلاس
لم تشأ ميغان الرد او التحدث عن الأحداث الهامة التي رسمت رحلتها الطويلة وصولاً الى حيث كانت تقف في تلك اللحظة.ريحانة
نظرت الى الرجل الواقف امامها والبالغ الثامنة والثلاثين من العمر , وهي لا ترى امام عينيها إلا فتى مراهقاً اعتاد ان يؤلف لها الأغاني في صغرها.. أغاني أيقظت في داخلها احلاماً من الصعب ان تتحقق ..
غير ان انجابها الكبير اليه تحطم, في نهاية الأمر , على صخور الواقع الأليم, حين تخلف عن حضور عيد ميلادها الواحد والعشرين .. أرادت ميغان يومها ان تظهر امامه بصورة المرأة الناضجة إلا ان بلوغها سن الرشد لم يكن يعني له شيئاً , إذ بقي في الولايات المتحدة منهمكاً في اعماله, مرتمياً بين احضان إحدى النساء اللواتي يشاركنه بريق الشهرة..
فهو لا يرى فيها إلا ابنة باتريك ماغواير الصغرى التي يعاملها بلطف كلما سنحت له ظروفه بزيارة غوندامورا..
وحده والدها استطاع ان يعيده الى غوندامورا حين ترك نصف املاكه تقريباً وزجها في شراكة سخيفة ومحبطة للآمال مع رجل هدفه الوحيد في الحياة ارتقاء أعلى درجات الشهرة.
- اتحتاج ان يحبك الجميع يا جوني؟
هز كتفيه استهجاناً , وعيناه لا تفارقان عينيها للحظة واحدة:
- غالباً ما أعرف السبب وراء عدم حب بعضهم لي.. ولكنك تثيرين حيرتي ياميغان.. ماالذي فعلته لأستحق هذا الكره كله؟.. من الأفضل أن تفضي اليّ بمكنونات قلبك في الحال قبل ان نبدأ بالعمل معاً.
أجابته على الفور:
- ماالذي قد يدفعني لكرهك ياجوني؟ لطالما كنت أجدك ساحراً .. ولم تكن تكذب في هذا الشأن .

Rehana 14-06-12 10:39 PM

- كما بالنسبة الى العمل معاً, لا أظنك تريد فعلاً المشاركة في إدارة غونادمورا.. فعليك ان تنجز فيلمك السينمائي, فضلاً عن الاستعداد للبدء بالأفلام الأخرى التي في جعبتك.
رد عليها ببرودة:
- إنه فيلم الوحيد الذي وقعت عقده.. ينبغي ان يحكم الناس أولا على أدائي قبل ان أتلقى عروضاً اخرى.منتديات ليلاس
- إنني واثقة من براعتك..
قاطعها قائلاً:
- دعينا لا ننجم بالغيب .. الهدف الأساسي من اجتماعنا هذا هو معالجة المشاكل التي تواجهها غوندا مورا..أليس كذلك؟
ورفع حاجبيه تحدياً وأضاف:
- هلا كنا صريحين في هذا الشأن؟
أحست بنيران الغضب تتأجج في داخلها من جديد..
- لا داعي للقلق بشأن غوندامورا ياجوني.. سأهتم بأمرها بنفسي.
قالت له ذلك بنبرة تدل على عناد شرس.
- لاشك عندي في قدرتك على القيام بذلك ياميغان.. لاسيما إن توفرت الموارد اللازمة لتخطي الأزمات التي سببها الجفاف.. وهنا يبدأ دوري.
منتديات ليلاس
النقص في الموارد .. من الصعب ان تنكر انها تفتقر الى الموارد, على الرغم من حسن الإدارة.. فقبل ان تبدأ المشاكل التي سببها الجفاف بالتفاقم اقترض والدها مبلغاً كبيراً من المال من المصرف, ليمول شركة إميلي.. ولما وجد نفسه مرغماً على إنقاذ الماشية من الهلاك, ودفع اجور العمال, عاد واقترض المزيد من المال.. فيما كانت أسعار الصوف تشهد تدهوراً ملحوظاً..فبات حجم الرهن كبيراً جداً, ولم يعد بوسع ميغان دفع الفوائد خاصة وإن السماء لا تبشر بهطول الأمطار في المستقبل القريب..
ولنفترض ان المطر هطل في الغد, سيلزمها وقت طويل لإعادة الأمور الى ماكانت عليه..
لم يعد امامها سوى ان توافق على صفقة الإنقاذ التي يعرضها عليها جوني ايليس لتحافظ على غوندا مورا..تلك المزراع التي لم تعد ملكاً لها بركتها ..بل كان شريكاً لها فيها.. وهي لاتعرف بعد في أي اتجاه سيقود هذه الشراكة..
أقرت ميغان قائلة بفتور:
- نحتاج الى اموال طائلة..
أومأ برأيه موافقاً :
- سأفك الرهن حتى لا يضايقك المصرف بعد اليوم.منتديات ليلاس
بهذه السهولة!؟
شمخت ميغان بأنفها وهي تدرك مدى سهولة الأمر بالنسبة اليه, في حين كانت تحسب كل فلس تنفقه.
- كلا.. لن تفعل!.
تعالى رفضها من عمق أعماق كبريائها .. فقطب جوني جبينه قائلاً:
- ولكنني أملك المال يا ميغان.
- لا اريد ان أدين لك بواحد وخمسين بالمئة من الرهن.
حدقت به بتحد :
- إن سددت تسعة و أربعين بالمئة منه , يمكنني ان أطلب قرضاً جديداً من المصرف لأتدبر أموري..
- ولِمَ تتكبدين هذا العناء كله؟
ولوح بيده بعصبية وقد نفذ صبره من معاندتها له.
اجابتها بحدة:
- لأنني لن أقبل إحساناً منك.
- إحساناً؟
ونهض من مكانه وهو يحدق بها بغضب, وقد بدا لها ضخم الجثة مثل والدها وتنبعث منه قوة تريد ان تنسف وجهة نظرها من أساسها..
- إنني أدين لهذا المكان بحياتي .. ولا أريد أن أراه ينهار .. عرضت على والدك..

Rehana 14-06-12 10:41 PM

وأقفل فمه محاولاً ان يكبح دفق العواطف الجياشة..
ما الذي عرضه على والدها؟ هل أثر عليه ليكتب تلك الوصية.منتديات ليلاس
تقدم جوني الى الأمام وضغط بيديه على المكتب منحياً قليلاً نحوها , وقد أخذ الشرر يتطاير من عينيه.
- أعلم أنني املك الحق بأن أفعل ما أريد فعله..أعطاني باتريك الحق في ذلك.
- لم يعطك الحق في التدخل في حصتي.
- يمكنك ان تعيدي اليّ المال حين تسمح ظروفك ..إن كنت مصرة فعلاً على ذلك.. ولكن المهم هو ألا يضع المصرف يده على غوندامورا..
- لنفترض انني أذعنت لرغبتك ..أتظن انني لن أحتاج الى الاستدانة ثانية؟
قالت له ذلك بنبرة ساخرة , وهي تدرك انه يجهل تماماً حقيقة الوضع.منتديات ليلاس
- سأفتح لك حساباً مصرفياً تنفقين منه.
أبت التخلي عن عنادها:
- لن أفعل ذلك.
- لا احد يعلم كم سيدوم الجفاف.
- سأسوي أموري على طريقتي.
تملك جوني الإحباط ..تريد ميغان ان تعرض غوندامورا للخطر ثانية, في الوقت الذي لايجد مبرراً لذلك..
أراد ان يمسك بها ويهزها بعنف ليعيدها الى صوابها , ولكن العزم كان بادياً في عينيها الرماديتين اللتين ورثتهما عن والدها..فأدرك ان عليه ان يجد طريقة أخرى لإقناعها بقبول عرضه.
منتديات ليلاس
استقام في وقفته وأشاح بنظره بعيداً , ثم توجه نحو النافذة وراح يتأمل الرقعة الخضراء الصغيرة المتبقية في غوندامورا..
لن تكفي الملايين التي جمعها لإعادة الخضرة الى مزرعة المواشي الشاسعة.. وحده المطر ..المطر الغزير قادر على ذلك.. إلا أنه يستطيع استعمال هذه الاموال الطائلة لتسديد الديون ودفع الأجور, وإعادة الإحساس بالأمان الى قلوب المقيمين هنا.. فيتشجع كل الذين رحلوا عن المكان على العودة اليه, فينتظرون زوال الجفاف ليسترجعوا الأوقات السعيدة من جديد..
- أتفضلين ان اشتري حصتك ياميغان؟.
طرح عليها هذا السؤال فجأة وقد لاح له طيف أمل من بعيد..
- كلا!
كان ردها الحازم متوقعاً, وأكدت له عيناها أنها لن تغادر غوندامورا إلا إن أرغمت على ذلك..
هز جوني كتفيه بلا مبالاة:
- حسبتك تكرهين التعامل معي.
- تخطيت الحدود ياجوني!
قالت له بذلك بقساوة:
- يمكنك ان تفك الرهن عن حصتك..فهذا من حقك!.
اجابها بصوت أجش:
- أتريدين ان ترسمي خطاً في وسط غوندامورا وتشطرينها الى شطرين لأنفق قدر ماأشاء من المال وانقذ حصتي البالغة 49% من المزرعة.
(كن رقيقاً معها...)
لعل المثل الشائع القائل إنه على المرء ان يتصرف بقساوة ليكون لطيفاً فيه شيء من الصحة..
صرت ميغان على اسنانها :
- لا اظن ان والدي كان ليرضى بذلك.ريحانة

Rehana 14-06-12 10:42 PM

- هل خطر لك يوماً ان تفكري ملياً في رغبة والدك الحقيقية عوضاً عن الاكتفاء بالسعي وراء تحقيق رغباتك الخاصة؟
- لم يقبل منك المال وهو حيّ.
أجفل لدى سماعه كلامها الذي يذكّي كرهها له.منتديات ليلاس
- لأنك لم توافقي على ذلك.
- كلا.. لم أعلم بالأمر إلا منك أنت.
كانت عيناها تتهمانه بالتأثير على باتريك ليكتب تلك الوصية , فأسرع يقضي على تكهناتها الخاطئة قائلاً:
- عرض ريك وميتش عليه المساعدة ايضاً..عرضنا عليه المساعدة جميعاً..
تملكتها الحيرة:
- ولم اختارك أنت؟.
بدا جلياً ان الأمر يزعجها كثيراً.
- هل تعتبرين ريك وميتش أفضل مني؟
كان يختبرها , محاولاً التأكد ما اذا كانت لا تحبذ ايضاً وجود صديقيه في حياتها, فتهربت من الرد قائلة:
- لا علاقة لذلك في موضوعنا.
- أظن انه وثيق الصلة بالموضوع... ولمَ لا تريدينه ان يختاروني أنا؟
لفتت انتباهه الحمرة التي عادت تعلو خديها من جديد.. فأخفضت ميغان عينيها وأعلنت بحدة :
- يمكنني أن اتدبر أموري لوحدي.. فبعد تقليص حجم الرهن يمكنني...
- ماذا لو تعذر عليك ذلك؟ لمَ تريدين المخاطرة ؟
منتديات ليلاس
وتوقف قليلاً عن الكلام, وقد تأكد في قرارة نفسه من ان المشكلة تكمن فيه شخصياً.منتديات ليلاس
- هل كرهك لي كبير الى حد أنك لا تتحملين ان أمد لك يد العون؟
انفجرت ميغان غاضبة وضربت بكفيها على طاولة المكتب, فيما مالت الى الأمام قائلة بحدة:
- لا أكرهك! هذا غير صحيح!.
- ماالذي ترينه صحيحاً ياميغان؟.
تبددت عاصفة المشاعر التي هبت في عينيها وحلت محلها غيوم سوداء كئيبة.. فقرأ الرد على وجهه ..لا شيء.. هل كانت تعاني من الاكتئاب النفسي بعد رحيل والدها؟
- لست أدري.. لست أدري.
تمتمت بتلك الكلمات وهي تهز برأسها ببؤس, ثم ارتمت في مقعدها مرخية كتفيها بإحباط.ريحانة
بدت تعسة جداً فأحس جوني للمرة الثانية هذا الصباح برغبة ملحة بالامساك بها واحتضانها بين ذراعيه ليخفف عنها ويعدها بأن كل شيء سيسير على خير مايرام, وتذكر انه سبق وفعل ذلك يوم كانت لا تزال طفلة صغيرة..إذ وقعت مرة فيما كانت تركض نحوه مسرعة تريد ان تخبره شيئاً وجرحت ركبتها.. فتعلقت به , وكلها ثقة بأنه سيخفف عنها ويزيل وجعها..
كم أحبّ تلك الفتاة الصغيرة .. ابنة باتريك الصغرى..
ماذا لو كان الهدف من وصية باتريك ان يعتني بـ ميغان؟ ولكن كيف له ان يفعل ذلك؟
عليه ان يبدأ من الفر ويعتمد استراتيجية لتساعد ميغان على تخطي كبريائها...
إن كانت لا تكرهه فعلاً, فلابد من وجود عوامل اخرى ساهمت في اتخاذها هذا الموقف منه.. لعلها ارتبطت بعلاقة حب فاشلة , خلال متابعتها تحصيلها العلمي في كلية الزراعة , وقررت بعدها الحفاظ على استقلاليتها والسعي الى الحلول

Rehana 14-06-12 10:43 PM

ماذا لو بقيت متمسكة بهذا النمط الرتيب؟ كيف يسعه ان ينقذها منه؟ لن تقبل إحساناً منه مهما كلف الأمر...
خطرت له فكرة.. فكرة غريبة جداً.. ولكن كلما تمعن التفكير فيها كلما بدت له مغرية , من مختلف الأصعدة, لاسيما لجهة التخلص من مقاومة ميغان له و إذعانها لرغباته..
عليه ان يخرج نفسه من هذا المأزق الحرج, ولاشك ان الصدمة التي سيسببها لها عرضه, ستحثها على الإفصاح عن مكنونات قلبها صراحة ليتمكن من تكوين فكرة واضحة عن نظرتها اليه..
لن يخسر شيئاً إن عرض الفكرة .. وإن استخفت بها, ستجد نفسها مرغمة على تبرير نفسها مرغمة على تبرير نفسها, وإعطائه حججاً مقنعة..
رسم جوني على ثغره ابتسامة ساخرة وقال لها :
- أتعلمين شيئاً ياميغان؟ ستحظين بحق التصرف بكل ما أملك.. إن قبلت الزواج بي...

نهاية الفصل الثالث

جمره لم تحترق 16-06-12 08:10 PM

شكراً كثيراً
 
باقة ورد عن كل حرف نسجته هنا
وعملت بجهد لتهدي القراء نصيبهم من السحر في رحلة مجانية
اعطيتها بعطاءك لهم ومجهودك لهم
فعن كل حرف شكراً وعن كل شخص مر من هنا ولم يقل لك شكراً اقولها لك أنا
بكل صدق وبكل أعجــاب وبكل امتنان
شكراً كثيراً . . . . ودي وعبق وردي

http://www.al-wed.com/pic-vb/1071.gif

Rehana 17-06-12 08:25 PM

تسلمين ياعمري .. وانا بدوري بشكرك من قلبي على كل كلمة مشجعة
قد خطتها يمينك و اثلجت صدري.. ودي وحبي لك

Rehana 17-06-12 11:48 PM

4- جوني الساحر

http://img340.imageshack.us/img340/2156/do6.gif

الزواج به؟...
احسست ميغان بفكيها يتخدران من تأثير الصدمة..وشوت الشكوك أفكارها لبضع ثوان من الصدمة .. فيما راح قلبها يتخبط بين ضلوعها من شدة الإثارة ..لكنها مالبثت ان ادركت معنى الكلمات التي تفوه بها , فاشعلت نيران الغضب في داخلها وهبت واقفة من مكانها ترميه بنظرات ساخطة:
- أتظنني أوافق على الزواج بك من أجل المال؟
لم تنتظر رده, وقد أثار اقتراحه سخطها, فأسرعت تهاجمه لا يردعها رادع:
- كيف تجرؤ على معاملتي وكأنني واحدة من أولئك النسوة اللواتي لا يخرجن معك إلا من اجل مالك؟
ولوحت بيديها بقرف مضيفة:
- إنه خير دليل على ان افكارك باتت ملوثة نتيجة نمط الحياة الذي تعيشه.. تشتري امرأة هنا.. تشتري امرأة هناك.. وتتخذ عشيقة لك في كل مرفأ تحط رحالك فيه.ريحانة
ووضعت يديها على خصرها مبرزة مفاتنها التي ليست للبيع:
- لكنك لن تجد واحدة في غوندامورا..لأنني أرفض ان أنضم الى قافلة حريمك حتى وإن مت جوعاً.
أثارت علامات التسلية البادية على وجهه غيظها, فيما راحت عيناه تومضان بوميض خبيث وخطير:
- أتحسبيني إنساناً لا يكل ولا يتعب من النساء, ينتقل من امرأة الى اخرى من دون ان يتذكر حتى أسماءهن؟

Rehana 17-06-12 11:50 PM

حملقت فيه بغضب متنية في سرها لو انها لم تطلق العنان للسانها.. تقدم جوني نحوها مومناً لها للتابع حديثها:
- أود ان أعرف السبب الذي جعلك تكونين هذه الصورة عني!
- هل تنكر بأن النساء يلاحقنك أسراباً أسراباً؟
وشبكت ذراعيها قرب صدرها محاولة ان تكبح جماح المشاعر التي اجتاحتها وقد بدا لها جذاباً للغاية وهو يدنو منها.. فقالت له هازئة , آملة أن توقفه كلماته عن حده:
- كل من يدخل دكان حلوى يعرض نفسه لإغراء تذوقها.منتديات ليلاس
لم تؤثر كلماتها فيه, وتابع نحوها ليف عند الجهة الاخرى من طاولة المكتب..أخفض عينيه لتقابلا عينيها قرأت فيهما سخرية لاذعة, جعلت قلبها يعصر من الألم, ويخفق بشدة معلناً احتجاجه:
- هل تفوهت يوماً بهذه الكلمات امام والدك ياميغان؟.
- كلا! ولم تراني افعل ذلك؟ إنني واثقة من انه كان يعي جيداً ماتفعله يا جوني ..
كانت نبرتها مفعمة بالمرارة.
- هذا صحيح.. وأخذ وقتاً كافياً ليدرك ماعانيت منه في السادسة عشرة.منتديات ليلاس
- السادسة عشرة!
وأدارت عينيها مضيفة:
- لم تكن يومها نجماً مشهوراًً!
- كلا.. كنت فتى مشرداً لم يعرف من أمور الحياة إلا استغلال الآخرين, واستغلال الآخرين له..إنه نظام مستديم من سوء المعاملة!
منتديات ليلاس
قطبت جبينها وقد عجزت عن استيعاب الصورة:
- لم تكن الإبتسامة تفارق ثغرك!.
هز كتفيه لا مبالاة:
- وجدت في الابتسامة وسيلة للوقاية من الشرور, فضلاً عن انها تخفي مالا يريد ان يعرفه أحد.منتديات ليلاس
أجفلت ميغان وردت عليه قائلة:
- كنت أعلم أن سحرك الأسطوري كان متكلفاً.
دفعته إشارات الرضا في نبرة صوتها اليها بسخرية..
- في بادئ الأمر, وجدت في ذلك وسيلة للبقاء.. غير انني أصبحت اليوم قادراً على إشاعة الارتياح في النفوس, أتعتبرين ذلك تصرفاً غير اخلاقي؟
- إنه تصرف مضلل!, قد يخال الناس أنهم مميزون بالنسبة اليك في حين أنهم لا يتركون أي أثر في حياتك.ريحانة
- كل إنسان مميز يامغان.
اخترقت نظراته دفاعاتها كلها فيما طغى الانفعال على نبرة صوته:
- ألم يعلمك والدك ذلك؟ ألم يظهر لك إيمانه بذلك, وحفاظه على هذه الايمان راسخاً في ذهنه, طوال أيام حياته؟
وانتقلت عيناه الى الكرسي الذي أخلته بعد ان تملكها الغضب..
أومأ برأسه الى الكرسي قائلاً:
- علمني باتريك أن أحب فرديتي وأقدرها.. وشرح لي الأسباب التي ينبغي ان تمنعني من السماح لأحد باستغلالي أو إساءة معاملتي , خاصة وأن ذلك يقلل من قيمة شخصي.. وعلمني ايضاً ان احافظ على ايماني بالموسيقى التي احبها وأشق طريقي بنفسي لأخرج من نفق الاستغلال وسوء المعاملة الذي امضيت فيه معظم أيام حياتي..
إساءة معاملة..؟ لم تفكر يوماً بحياته التي سبقت مجيئه الى غوندامورا..هل كانت طفولته سلسلة من الصدمات؟ مضى على ذلك وقت طويل.. وأصبح اليوم رجلاً ناجحاً .. ولكن أترى طيف الماضي لا يزال يحوم حوله؟

Rehana 17-06-12 11:52 PM

رماها بنظرة حادة وتابع يقول:
- هذا ماأنا عليه ولا احاول أن أقلل من قدر أحد لأبدو أهم منه شأناً... ولا استغل المنصب الذي وصلت اليه لأقبل كل مايعرض عليّ, لأسباب لا أجدها وجيهة.. وأشعر بالأسف على الأشخاص الذين يتدافعون لأنهم لم يتعلموا ان يقدروا أنفسهم ..يخالون أنهم إن حصلوا على قطعة مني, ستصبح حياتهم أفضل .. ولكن ذلك لن يحصل.. فالتغير يبدأ من الداخل.
كان خطابه مؤثراً وحثها على إعادة النظر في الصورة التي رسمتها له في مخيلتها..حسناً.. ولى زمن سوء المعاملة.. والفضل يعود لوالدها..ولكن أيعقل ان يرفض الإغراءات القوية التي تعترض سبيله؟
- لا اعبث مع المعجبات بي ياميغان..
استطرد جوني كلامه وكأنه يقرأ أفكارها...منتديات ليلاس
- لكنهم يتركون أثراً في حياتي ..وأحاول ان أترك أثراً في حياتهم من خلال كلمات أغاني التي تتضمن القيم نفسها التي علمني إياها والدي.. كان باتريك على علم بالأمر .. ولست أدري لماذا تخالين عكس ذلك..
عظيم! علاوة على اعتلاله عرش السحر, حلت الآن عليه القداسة!.

منتديات ليلاس
نظرت اليه بازدراء , وهي عاجزة عن استيعاب هذه النبالة المبالغ فيها:
- إنك إنسان ! أما بالنسبة الى أغانيك ,أظن انها فكرة تجارية ذكية ان تتلاعب بالأحلام التي تراود الآخرين ..كم أنت ماكر ياجوني!
رماها بنظرات ساخرة:
- وتريدينني ان اعود الى الشارع الذي أنتمي اليه, أليس كذلك ياميغان؟
- كلا.. فهوليود ترحب بك فاتحة لك ذراعيها.
- المهم هو ان أترك غوندامورا لك وحدك.. لامرأة مفعمة بالمرارة تفضل ان تراها ميتة على ان يمد رجل يد المساعدة لها...
صعقت لدى سماعها هجومه المعاكس فأسرعت ترد عليه بعنف:
- لست مفعمة بالمرارة!
- ماذا حل بك؟ هل شعرت بأن رجل ما استغلك؟
- هذا الأمر لا يعينك!.
- بلى ياميغان..بات الأمر يعنيني منذ أن بدأت تعاملينني باحتقار, وكأنني حيوان مسعور.
- حسناً.
سلمت ميغان بخطته من دون أن تزيل أسلحة الدفاع كلها..ريحانة
- لايمكنك ان تلومني على نظرتي اليك بهذه الطريقة.. فنجوم البوب يستولون على كل مايقع امامهم!.
- ولكنني لست مثلهم.. وعلى الرغم من ذلك ساويتني بهم لأنني رجل فحسب..
- لأنك جوني الساحر..
قالت له ذلك ساخرة, وقد استاءت من محاولاته الخبيثة لقلب الأدوار ورفع النقاب عن حياتها الشخصية:
- ولايمكنك ان تنكر افتتان العديد من النساء بك!.
- ولكن ليس ميغان ماغواير.منتديات ليلاس
كانت نبرة صوته ساخرة.
- إنها ترفض ان تسير مع القطيع وتفضل ان تقف بعيدة , وهي مشمئزة من رفقته!.

Rehana 17-06-12 11:53 PM

طفح الكيل .. وتخطى هذه المرة حدوده..
- ما الأمر جوني. أتريد ان يعبدك الجميع؟
نظر اليها بعينيه الثاقبتين وقال:
- لم تضمرين لي الحقد ياميغان؟ لم أستغلك أو أسيء معاملتك..هل وقعت في كلية الزراعة في حب شاب فاسق يستغل سحره ليغوي النساء ويجرهن الى سريره؟
- لم تراك لم تتزوج حتى الآن؟ أليس لأنك فاسق ايضاً؟
ردت عليه بالمثل محاولة النضال لإيجاد ثغرة تساعدها على تبرير موقفها .. لوى جوني قسمات وجهه وقد بدا مستغرقاً في التفكير:
- لم أجد امرأة واحدة أستطيع اصطحابها معي الى هنا.
هز جوني برأسه وابتعد عن طاولة المكتب وقد ظهرت إمارات الكآبة على وجهه وهو يتوجه نحو طاولة الشطرنج.
- لم يتردد ريك للحظة واحدة بشأن إحضار لارا الى هنا.ريحانة
لم تدرك ميغان صلة ذلك بالموضوع , كانت لارا تحتاج الى مكان آمن تلجأ اليه .. وهل من مكان أفضل من مزرعة للماشية نائية؟
- وأحضر ميتش كاثرين.
التقط الشاه الأسود الذي أوقعته على رقعة الشطرنج ومرر إبهامه على الخشب المنقوش وكأنه يريد أن يبعث فيه الحياة..
- ادركتا في الحال علاقتنا بـ باتريك وغوندامورا.
استطرد جوني كلامه وقد تحولت نبرة صوته الى رقيقة عميقة..منتديات ليلاس
- وتحملنا المسؤولية , وقبلنا بها..
منتديات ليلاس
ولكنهما لم تقيما هنا.. بل في قلب المدينة ..أقرت ميغان بذلك في سرها فيما كان جوني يعيد الشاه الى رقعة الشطرنج ويوقفه في مكانه, منحنياً امامه باحترام, قبل ان يلتفت نحوها وعلى ثغره ابتسامة حزينة.
- لم أعرف في حياتي نساء أظهرن استعدادهن لمشاركة جوني إيليس حياته.. وحدها حياة جوني الساحر تثير اهتمامهن.
هزت ميغان برأسها بارتباك:
- لقد أضعتني.
- أضعتك منذ زمن طويل ياميغان؟.
ومال برأسه قليلاً ليتأملها بإعجاب.
- وأظنك أضعت نفسك ايضاً..إنك تبذلين جهدك لإنكار نفسك كامرأة. فتخفين أنوثتك خلف ملابس تليق بالرجال, وتضمين شعرك..
أسرعت تدافع عن نفسها بحرارة:
- أجد ذلك عملياً لطبيعة عملي.
تحولت نظراته الى ذراعيها المشبوكتين:
- ترسل كل خلية من خلايا جسمك رسائل مستعجلة تحذر من الاقتراب منه..لاشك ان زميلك في الكلية تمكن من خداعك..حسبت ان ابنة باتريك تملك الشجاعة الكافية لتتفادى الوقوع ضحية خداع احد.. وتدرك جيداً قيمة نفسها.
- إنني أدرك قيمة نفسي!
ولوحت بذراعيها بريبة:
- ولهذا السبب , لن تتمكن من شرائي بعرض الزواج.ريحانة
- إنها فكرة استفزازية أكثر منها عرضاً للزواج ياميغان.
ولوى فمه بتهكم ساخر:
- أظن انني استفزيتك بمافيه الكفاية, أليس كذلك؟
احست بالندم الشديد لكشفها أوراقها كلها امامه.. لم يكن جاداً في كلامه.. نصب لها شركاً ووقعت فيه..

Rehana 17-06-12 11:54 PM

تملكتها رغبة شديدة بالعودة الى كرسي والدها لتستمد منها الطاقة التي تحتاج اليها.. ولكنها ادركت ان جوني سيحتقرها إن طالبت بذلك الكرسي من جديد, في ظل الظروف الراهنة..
عليها ان تفعل شيئاً لتتزع منه المبادرة.. فدارت حول طاولة المكتب لتقف قبالته ويداها متكئتان على حافتها, متخذة وضعية مريحة وتوحي بالسلطة في آن معاً .. وإذا بها تتفوه بأول فكرة طرأت على رأسها آملة ان تحجم جوني إيليس.
- ماذا لو وافقت على الزواج بك؟
ومن دون ان يفقد ذرة من رباطة جأشه, ابتسم لها ابتسامة عريضة.. ابتسامة تمنت ان تمسحها عن وجهه..
بلغ سخطها ذروته حين سمعت رده المزلزل :
- يمكننا ان نبدأ بالتحضير لحفل الزفاف..
لم يكن يقصد ذلك.. لم يكن يقصد ذلك حتماً!
كان يحدق بها منتظراً ان يتصدع درعها لبريق المزيد من دمائها , رفعت رأسها الى الخلف بازدراء وقالت له:
- لاشك انك تمزح.
- حقاً؟ منذ فترة ليست ببعيدة كان الزواج عبارة عن دمج للأموال..
بدت عيناه وكأنهما تتحديانها فيما تابع يقول:
- وإنجاب ورثة لها..
منتديات ليلاس
احست بتقلص في معدتها وقد مرت في ذهنها صورة جوني إيليس يحضن أولادهما بحنان.. واذا رفض عقلها بشدة أي رغبة بإقامة علاقة معه, أسرعت ترد عليه بنبرة مفعمة بالتهكم:
- ولى زمن الإقطاعيين منذ زمن بعيد وأكره الإقدام على زواج من دون حب, ليجوب بعدها زوجي العالم بحثاً عن مغامرات عاطفية عابرة.
رفع حاجبيه ذهولاً:
- حسبت ان غوندامورا هو حب حياتك.. فِلمَ تكترثين لأمر زوجك ومايفعله, خلال رحلاته طالما انه سيضمن مستقبلك هنا؟
كان جوني يسلك دروباً ملتوية ليجعل كل ماهو منافٍ للمنطق يبدو منطقياً في نظرها.. فأعلنت بعناد محاولة ان تضع حداً لهذا الحديث السخيف:
- سأصنع مستقبلي بنفسي.ريحانة
ذكرها قائلاً:
- عليك مشاطرتي إياه في مطلق الاحوال.
- ولكن ليس بشكل حميم.
- قد يكون ذلك متحداً!
- كفى ياجوني!.
صرخت ميغان في وجهه وقد بلغ الإحباط منها مبلغاً .. وبدلاً من أن تشبك ذراعيها من جديد, تركت يديها تتدليان على الجانبين وقالت:
- لاتلعب معي هذه اللعبة السخيفة.
رد عليها في الحال:
- ليست سخيفة الى هذا الحد.. رفعت النقاب عن تحاملك الجائر عليّ سنوات طويلة..فأرجو ان تضعيه الآن جانباً لتتمكن من التعامل معاً كصديقين..
واستطرد كلامه قائلاً:
- صديقان يتشاطران الهدف عينه.. إنقاذ غوندامورا.. فكلانا يهتم لأمر هذا المكان .. ماعليّ سوى أن أزودك بالمال لتفعلي به مايحلو لك لإنقاذ المزرعة.. إن المسألة في غاية البساطة.. ولاتنسي انها رغبة والدك ايضاً..
رفعت ميغان عينيها الى جوني إيليس فرأت امامها جبلاً من التصميم الثابت الذي لا يتزعزع..
لن يدعها وشأنها قبل ان توافق .. ولن تجني شيئاً ابداً من مقاومته.. بل على العكس. ستوقظ كل ماحاولت كتمانه عنه.. لقد أمر والدها بذلك .. والدها!؟

Rehana 17-06-12 11:55 PM

أحست بغصة في حلقها وترقرقت الدموع في عينيها.. فدارت حول المكتب من جديد, ثم وقفت قرب كرسي والدها , تقبض على إطارها الخشبي, آملة ان تتسرب القوة الكامنة فيها الى اعماقها..
ابتلعت ميغان ريقها بصعوبة وكابدت على نفسها لتخرج الكلمات من فمها :
- حسناً.. ماعليك سوى ان تزودني بالمال لأعمل على إنقاذ غوندامورا .. إذهب الآن وناد ميتش لننجز المعاملات المالية.
- ميغان...
احست بقشعريرة تسري على طول عامودها الفقري لدى سماعها نبرة صوته الرقيقة..
- اذهب ..ارجوك!
سمعته يطلق تنهيدة عميقة.منتديات ليلاس
- اردت القول.. أعلم جيداً انك تعتبرين غوندامورا حقك الشرعي, ولست سوى دخيل في نظرك.. ولكني ولدت في هذا المكان من جديد.. إنه منزلي ايضاً وسيبقى كذلك الى الأبد.
اخذ جسدها يرتجف وهي تسمعه يتحرك من مكانه .. ولم تتمكن من الاسترخاء إلا بعد ان سمعت الباب يفتح ويغلق..
لقد رحل .. لكنه سيعود...فإن كان يعتبر غوندامورا منزله حتى بعد وفاة والدها , سيعود من دون شك.
انه يملك كل الحق في ذلك.. فوالدها ترك 49% من غوندامورا ولن تتمكن ابداً من التملص منه, ماذا لو افقت على الزواج به؟ هل كان سيتزوجها حقاً, الى ان يفرق الموت بينهما؟ إنه أمل كاذب..أمل كاذب وسخيف جداً...
من المؤكد انه سيرحل بداعي العمل كلما طاب له, ولن تتمكن من مرافقته لأن غوندامورا تحتاج الى وقتها واهتمامها كله.. فتبقى في هذه البقعة النائية فريسة شكوكها وحيرتها , تفكر في الإنسانة التي تشاطره حياته بعيداً عنها!.
ياله من زواج ناجح! ولكن إن خانها يمكنها ان تطلقه وتضع يدها على حصته من غوندامورا .. يا إلهي ! افكارها أشبه بأفكار انسانة قذرة .. كل ذلك لأنها.. أغمضت عينيها محاولة ان تنبش الحقيقة الكامنة وراء فعلها العنيفة تجاه جوني إيليس, منذ ان بلغت سن الرشد, وادركت معنى التوق الشديد.
كم تمنت ان يحبها .. يحبها وكأنها المرأة الوحيدة التي يريدها!.

نهاية الفصل الخامس

جمره لم تحترق 19-06-12 10:24 PM

سلمتي . . و كل الشكر
 
هذه أنــا جيت من جديد
ومعي من كلمات الشكر بحراً لا تفسره الكلمات
تسلمي على الفصل وموفقة دومـاً وأبداً
http://sl.glitter-graphics.net/pub/4/4305as23se9622.gif

Rehana 21-06-12 11:31 AM

تسلمين ياعمري ,,يا صاحبة الذووق والتقدير
مانحرم منك زوووز

Rehana 21-06-12 11:34 AM

5- الأخت الصغرى

http://img340.imageshack.us/img340/2156/do6.gif



بعد نهار طويل ومرهق شعر جوني بسرور عظيم حين اقترح عليه ميتش وريك القيام بنزهة بعد العشاء ليتفقدوا مبنى العمال..
كانت النسوة منهمكات بإنجاز التحضيرات للجنازة في الغد , فيما دخل زوجا جيسي وإميلي الى صالة الألعاب ليلعبا البليارد.
لاشك ان الجميع سيخلد باكراً الى الفراش, لينعم بقسط وافر من الراحة استعداداً للوداع الأخير في اليوم التالي.منتديات ليلاس
كم احس جوني بالارتياح وهو يسير في تلك المنطقة النائية, تحت السماء المتلألئة بالنجوم, يربط بينهم تفاهم متين لا يحتاج الى الكلمات ...
سأله ريك:
- هل تسير الامور على خير مايرام بينك وبين ميغان ياجوني؟.
- وافقت على قبول مساعدتي المالية.
تدخل ميتش قائلاً:
- قلنا لـ ريك ان صفقة الإنقاذ جاءت في محلها.. ولكن سؤاله لا يتعلق بهذا الموضوع.
تنهد تنهيدة حزن:
- تحولت من العدائية الى السلبية المحايدة..إنني أبذل جهدي ياريك.. فمع مرور الوقت..
ذكره قائلاً بنبرة هادئة:
- ليس لديك الكثير من الوقت.منتديات ليلاس
- من الصعب على ميغان ان تتغاضى عن اهتماماتي الاخرى .. ولكنني أظن اننا كسرنا اليوم بعض الحواجز..
قال له ميتش:
- إنني قلق بشأنها.. تبدو لي أشبه بإنسانة مهزومة.
قطب جوني جبينه لدى سماعه وصف ميتش لها , وكأنه لم يرق له..
- إن ميغان هي ابنة باتريك وستتخطى حتماً هذه المحنة.
علق ريك قائلاً:
- يستحسن ان توطد صداقتك بها قبل رحيلك ياجوني.
- إنني ابذل جهدي.
قال ميتش:
- المشكلة هي انها صغيرة جداً في السن.
منتديات ليلاس
- لا اجدها صغيرة جداً مقارنة بماتفعله هنا..إنها قادرة على معالجة امورها.. ولا شك في هذا الأمر ابداً.
- اقصد القول إنها صغيرة جداً في السن لتفهمك ياجوني..إنك راعي بقر, وارجو أن لا تكون قد عاملتها بخشونة هذا الصباح.
- خشونة! دعني أقول لك شيئاً .. إن كنت راعي بقر, فهي صبار شائك.
ضحك ريك:
- ارى انها تمكنت من إغاظتك. أليس كذلك؟
فاق كلامه قدرة جوني على الاحتمال :
- قلت لكما إنني إبذل جهدي.منتديات ليلاس
نصحه ميتش قائلاً:
- ذلل العقبات ياجوني ! انك بارع في ذلك!.
غير ان سحره لا يؤثر في ميغان.. كان لـ ريك كلمة أخيرة بقوله:
- وطد صداقتك بها!.
صداقة!.
كان جوني يواجه صعوبات جمة حيال هذا المفهوم! لم يجد جوني عبارات أفضل يتفوه بها امام ميغان في ظل الظروف الراهنة.. والحق إنها تبذل جهدها للتعامل معه على هذا الاساس..

Rehana 21-06-12 11:35 AM

فبعد مواقفتها من دون تردد. على الاجراءات المالية التي وضعها بمساعدة ميتش, أوقفت هجماتها الضارية عليه, وأسرعت بعد الغداء تعرض عليه المشاكل الملحة التي ينبغي معالجتها في غوندامورا.
غير ان انه رأى برودة في عينيها , تنطوي على قلق عظيم, ولمس فتوراً في صوتها ينم على انزعاج شديد..
لم يقدر جوني على إخفاء إعجابه الكبير بخبرتها الواسعة في إدارة المزرعة , إلا ان الرغبة الملحة التي سيطرت عليه, بتدليلها والتخفيف عنها كانت تشتت أفكاره بين الحين والآخر, ووجد نفسه ينظر اليها كامرأة متأملاً ثغرها المثير وعينيها المتلألتين , وخصلات شعرها الثائرة التي افلتت من المشبك المشدود بإحكام خلف عنقها, ويديها الرشقتين وعادتها العصبية بتمرير أبهامها على طرف أصابعها.. فأحس بتوق شديد للأمساك بيدها عله يتمكن من إزالة توترها.
ترك حديثها الصباحي حول علاقاته مع النساء تأثيره عليه, وأخذت الأفكار المعذبة تتدافع في رأسه, محركة في أعماقه حاجات تخطت حدود التصرفات النبيلة.منتديات ليلاس
شعر جوني بأنها عانت من الكبت لسنوات طويلة, وأراد ان يحررها من الذكريات الأليمة ويمنعها من أن تضيع نفسها...
أيعقل ان يكون ذلك ثمرة توقه اليها؟ لاشك أن كبرياءها أيقظت رجل الكهف الراقد في داخله من سباته.
غير انها لا تشعر بشيء تجاهه كرجل.. او حتى كزوج.. والحق يقال إن عليه العودة الى أريزونا لينجز الفيلم, مطلقاً يدها في غوندامورا..
منتديات ليلاس
لم يكن الوقت ملائماً للتودد الى ميغان.. فالمهم هو ان يرسخ علاقة العمل بينهما ليتمكنا من إنقاذ المزرعة من الجفاف..
وعند عودته بعد أشهر طويلة , قد تعامله بلطف وتظهر له شيئاً من اللهفة.. والغريب في الأمر هو انه كان يفضل وميض الازدراء في عينيها الرماديتين الكئيبتين, على تلك النظرة الباردة الخالية من أي معنى..
كان المبنى خالياً من العمال بعد ان رحلوا جميعاً تاركين للعمال الدائمين المقيمين في الأكواخ مهمة القيام بأعمال المزرعة...
توجه الرجال الثلاثة نحو الأسرة التي شغلوها في الماضي, واستقلوا عليها باسترخاء, وقد تدافعت في أذهانهم ذكرى المخاوف والأحزان والأحلام التي تشاطروها في ظلمة تلك الليالي الطويلة..
تحدثوا عن باتريك.. والحديث عنه كان شغلهم الشاغل.. فأثار ذلك في قلب جوني كل المشاعر القوية التي كان يكنها لـ غوندامورا .. وقرر ان يأخذ إجازة من عمله, بعد الانتهاء من تصوير الفيلم , ليعود الى المزرعة ويقيم فيها فترة من الزمن علىَّ ذلك يعيد البهجة الى روحه..
سنوات طويلة مرت منذ كان صبياً مراهقاً في السادسة عشر من عمره, انقلب خلالها حياته رأساً على عقب, كانت رحلة طويلة شهدت احداثاً مرضية إلا ان حبه القوي لدياره لم يخمد ابداً.. وهاهو باتريك يعيده اليوم الى دياره..
إنها وصيته ورغبته الأخيرة, وعليه ان يشاطر غوندامورا مع ميغان ..ماذا لو تنازل عنها لها؟ يمكنه إنقاذ المزرعة من الإفلاس ويحرص على ألا تواجه في المستقبل مشاكل عسيرة , ثم يتنازل عنها لابنته..إنها هدية مقابل هدية الحياة إياها باتريك.
ماالذي كان يجول في رأسه حين وضع تلك الوصية؟
أحس بنفسه ملزماً على كشف النقاب عن هذه الحقيقة .. ولكن أين تكمن تلك الحقيقة؟

Rehana 21-06-12 11:36 AM

كانت افكاره مشتتة في اتجاهات عدة إلا انه لم يستطع البوح بها امام ريك وميتش , فمشاعره تجاه ميغان حميمة جداً.. ولم يجد من داع لإظهارها امامهما..
بعد ان غادروا مبنى العمال وتمنوا لبعضهم البعض ليلة سعيدة تملكت جوني الغيرة, وهو يرى صديقيه يتوجهان الى غرفتيهما , حيث ينتظر كل واحد منهما زوجة تحبه.. زوجة متفهمة ومحبة...
تمشى جوني حول الشرفة المحيطة بالساحة الداخلية , للمنزل المؤلف من أربعة أجنحة.. ثم توقف امام باب غرفة نومه متململاً, آبياً الدخول اليها..
توجه نحو سياج الشرفة واتكأ عليه وهو يتأمل الزواية الوحيدة التي لم يمت العشب الأخضر فيها..منتديات ليلاس
تقع هذه الزواية فوق بئر عميقة زودت بأنابيب لاستقاء الماء منها وري العشب ليبقى أخضر ..التي وجدت فيها ملاذاً لها. في هذه المنطقة النائية ..
كانت اشجار الفلفل مزروعة عند كل ركن من أركان الساحة الداخلية , ملقية بظلالها على المقاعد الموضوعة تحتها لتقي الجالس عليها من شمس أوستراليا الحارة ..
اعتاد سكان المزرعة جميعاً ان يجتمعوا في هذه البقعة ليلة عيد الميلاد لينشدوا الترانيم الميلادية, فيما يعزف جوني على الغيتار, وهو جالس..
منتديات ليلاس
أجفل جوني لدى رؤيته احدهم جالساً هناك.. فأدرك غريزياً انها ميغان..كانت ميغان جالسة لوحدها.. مثله تماماً..
لم يخطر على باله ابداً انها قد ترغب بأن تنعم ببعض الوقت لوحدها .. بل أسرع نحوها والرغبة بتقليص المسافة التي تفصل بينهما تجعل قلبه يخبط بين ضلوعه..
لاينبغي عليه ان يتركها لوحدها , لم يكن يريدها ان تشعر بالوحدة , فباتريك أوصاه بأن يبقى الى جانبها..
تسارع نبض ميغان وقد ادركت ان جوني رآها, ولم يتوان لحظة واحدة عن اللحاق بها..
كانت تريد التحدث اليه , فختارت ان تجلس في تلك البقعة آملة أن يلمحها قبل ان يدخل الى غرفته.. ولكن شجاعتها خانتها حين دقت ساعة اللقاء...
بعد العشاء , رافق جوني ريك وميتش الى مبنى العمال ليلقوا نظرة عليه, فأحست ميغان بعجزها وصغر سنها وقد فاتها ان تسأل عن ماضيهم أو مدى العذاب الذي عانوا منه غير انها لم تكن قد تخطت السادسة من عمرها يوم جاؤوا الى غوندامورا...
لعل ثغرة العمر التي تفصل بينهما عميقة جداً ومن الصعب عليها ان تتخطاها..
يالأحلامها السخيفةً .. لم تعجز عن كبحها؟
- هل تسمحي لي بالانضمام إليك؟
كان صوته عميقاً ورقيقاً, يحمل بين ثناياه وحشة الليل المظلمة.ريحانة
رفعت عينيها اليه ..كم هو ضخم الجثة شأنه شأن والدها ومنكباه العريضان يؤهلانه لحمل عبء غوندامورا.. من اجل والدها .. من أجلها.. ولكن معها ؟ ولبقية ايام عمرهما؟.
ارتجغ ذقنها .. فأخذت نفساً عميقاً وقد قررت معاملته بلطف:
- إنه لمن دواعي سروري ياجوني!
جلس على المقعد قربها , منحنياً الى الامام , وقد أراح ساعديه على فخذيه ووصع يديه بين ركبتيه..

Rehana 21-06-12 11:37 AM

- اشتقت اليه ياميغان..
قال لها برقة بالغة:
- أعلم جيداً أن حزنك عليه يفوق حزني بكثير.. لأنك كنت تقضين وقتك كله برفقته .. تعملين معه و...
- ارجوك!.
سدت دموع الألم حنجرتها, فكابدت على نفسها لتقول له:
- أريد التحدث معك في موضوع آخر..
أجابها بصوت أجش:
- كما تشائين!
كماتشاء!.. ليته يعرف ماالذي تريده منه .. هل حلمها مستحيل الى هذا الحد؟..
لم يتزوج جوني بعد .. ولم يقابل المرأة التي يستطيع ان يجلبها معه الى غوندامورا.. فإن ظهرت له مدى تفهمها لمشاعره .. مع ان ذلك بعيد عن الصحة..
أليس صحيحاً انه حياته كنجم موسيقى البوب تقف حاجزاً امامهما؟
التفت نحوها ثم مد يده ليمسك بيدها قائلاً:
- ستمحين بصمات أصابعك بهذه الطريقة! هيا ياميغان.. هات ماعندك! لم تترددي ابداً هذا الصباح.. وقلت لي جهاراً ماتشعرين به!
- ولكن هدفي لم يكن صائباً..أردت أن انتقدك.. وأفسدت الأمر..
قال لها يهدئ من روعها :
- لا عليك!.
- كلا!.
صرخت في وجهه آبية ان تدعه يتساهل معها.
- قال لي ميتش مرة إنني لا أعرف شيئاً عن جذورك .. ولكنني لم أبالِ يومها بالأمر لأنني لم أشأ أن أرى.. لم أشأ ان أجد أي سبب وجيه يبرر اختيار والدي لك.
- أرى ان الأمر سبب لك صدمة مريعة, علاوة على الأمور الأخرى..
كانت يده في راحة يدها تشتعل النيران على طول ذراعها.. فوجدت صعوبة في تركيز أفكارها على الكلمات التي تود قولها له.. إذا أخذت غرائزها الدفاعية تلح عليها لتنبذ لمسته ولا تسمح لنفسها بالوقوع ضحية هذه الرعشة الغدارة.
- لم أسأل والدي يوماً عنك!
خرجت تلك الكلمات من فمها بشكل عفوي وقد عقدت العزم على إزالة كل سوء تفاهم بينهما...
- لم أسأله عن حياتك السابقة.. كنت جوني بالنسبة إليّ.. وأصبحت لاحقاً النجم جوني الذي سطع اسمه في كل مكان.ريحانة
اجابها بنبرة جافة :
- كنت سعيداً جداً, خلال سنوات المراهقة بنظرتك إليّ على انني جوني.. وكم تمنيت ان يستمر ذلك الى الأبد.. سئمت من الأشخاص الذين لايرون فيّ إلا النجم.
أحست بالارتياح وقد أدركت انه لم يلاحظ قلقها:
- اعتذر عن إساءتي الظن فيك!.
لم تكن واثقة ما إذا أحس جوني بقلقها , ولكنه أسرع يقول لها بنبرة مازحة محاولاً إضفاء شيء من البهجة على حديثهما:
- إنه تصرف خارج عن المألوف, مقارنة بمعاملة النساء لي.. فكلما عدت الى المزرعة أعدتني الى حجمي الطبيعي بكبسة زر.
- كفى ياجوني!
صرخت ميغان ساخطة:
- لا احتاج الى سحرك..أفضل ان اعرف ماالذي تخفيه وراءه.

Rehana 21-06-12 11:38 AM

بحثت ميغان عن عينيه إلا انه أشاح بنظره بعيداً , يتأمل النجوم في المساء , وهو يضغط على يدها تارة ويرخيها طوراً , وكأنه لا يريد ان ينقل توتره اليها, وعلى الرغم من ذلك أحست ميغان باضطرابه الشديد والألم العميق الذي سببه له مايحاول إخفاءه عنها..
- حين قصدتم مبنى العمال تحدثت مع لارا وكاثرين ..لم أكن أعرف ماالذي ارتكبه كل واحد منكم قبل ان يعهدوا الى والدي مهمة الاعتناء بكم.. علمت كل شيء عن ماضي ريك وميتش..إلا انهما لم يخبرانني شيئاً عنك يا جوني.
- ليس لديهما مايقولانه لك ..فخلافاً لـ ريك وميتش , لم يكن لدي عائلة...
بدت ميغان مصرة على كشف الحقيقة :
- أظنك تحاول إخفاء ماضيك.. فحتى اليتيم له قصة.ريحانة
- لم أعد أذكر شيئاً..
ورماها بنظرة باردة وتابع يقول:
- قيل لي ان والدتي قضت بسبب جرعة مفرطة من الهيرويين.. لم أكن يومها قد تجاوزت الثانية من عمري.. فتولت أحدى العائلات تربيتي, بعد ان تعذر الكشف عن هوية والدي الطبيعي.
طفل في الثانية من عمره.. تساءلت ميغان في سرها كم من الوقت مضى قبل ان يعثروا عليه, بعد وفاة والدته..
- كان والدك بمثابة والد لي ياميغان.
- ماذا عن والديك بالتبنى ياجوني؟
هز برأسه من جديد:
- لم يكونا مؤهلين للاعتناء بطفل.. فهربت من المنزل في الثانية عشرة من عمري ولجأت الى الشارع..
صعقت ميغان .. تحدث جوني هذا الصباح عن سوء المعاملة .. الى أي حد أساؤوا معاملته؟ وماكان نوع هذه المعاملة السيئة؟ أحست بأنه لم يفشي لها بسره مكتفياً بذكر بعض الوقائع..
منتديات ليلاس
- ماذا عن تحصيلك العلمي؟
- تعلمت على يد والدك.. وماعلمني إياه كان أفضل بكثير من التعليم الأكاديمي.منتديات ليلاس
عاد يتحدث عن والدها من جديد..لم تكن تدرك كم كان يعني بالنسبة الى صبي افتقد في حياته الى الرعاية والاهتمام.. صبي تلونت حياته بالارتياب من الناس جميعاً..
- اين تعلمت العزف؟
- علمني الأمور التقنية بعض العازقين في الفرق الموسيقية.. ولكنني اتخذت من الموسيقى هدفاً لي منذ نعومة أظافري , ولم اعد قادراً على التركيز على امور اخرى..
كم سخرت من موسيقاه واعتبرتها تجارة ذكية! تبين لها من خلال حديثه أن أغانيه مرتبطة ايضاً بماعلمه إياه والدها معه..
- اشترى والدي غيتاراً لك.
- هذا صحيح ..مازلت احتفظ به ..إنه الغيتار الذي أعزف عليه موسيقى ترانيم عيد الميلاد..
بدا جلياً ان كل شيء حصل عليه في هذا المكان يعني له الكثير الكثير.. ووالدها كان على علم بالأمر..
لمَ اختار جوني أيليس؟ لأن جوني إيليس كان ابنه بالتبنى أكثر من سواء؟

Rehana 21-06-12 11:39 AM

هل كانت ميغان ابنته أكثر من جيسي وإميلي؟
صحيح ان هذه الفكرة راقت لها كثيراً إلا انها لم تشك يوماً بالحب الكبير الذي كان يكنه لكل واحد بينهن ..
عاشت ميغان طفولة سعيدة وأمضت أوقات ممتعة في مراهقتها , على الرغم من اشتياقها الشديد الى غوندامورا خلال إقامتها في المدرسة الداخلية ..
وحده تعلقها المرضي بـ جوني نغص عليها خلال السنوات اللاحقة..
الذنب ليس ذنبه..أليس صحيحاً أنها تصرفت كفتاة مدللة حين تخلف عن حضور حفل عيد ميلادها الواحد والعشرين, متخلفاً بالتالي عن لعب الدور الذي أسندت اليه , فاسندت اليه دوراً آخر لايلائمه بتاتاً؟
لاشك ان نظرتها اليه تغيرت كلياً, فبدا أكثر جاذبية في عينيها...
- لم اعبر لك بعد عن مدى أسفي للفاجعة التي ألمت بك؟!
وشدت على يده وكأنها تؤكد له مدى صدقها , ثم اضافت :
- إنني آسفة حقاً!
حول نظره اليها وقد ظهرت في عينيه ظلمة الليل الحالكة, الخالية من بريق النجوم:
- هلا وقفت غداً الى جانبي قرب الضريح ؟ جمعنا باتريك معاً خلال وصيته , واتمنى ان نبقى الى جنب..
احست برعشة تسري على طول عامودها الفقري, مشعلة في داخلها نيران الشوق الى البقاء بقربه ..دائماً .. ابداً...
تمنت ميغان في سرها ألا يلاحظ توهج خديها وهي تقول له هامسة:
- شكراً لك!
منتديات ليلاس
أحست بالجو مفعماً بشيء من الإلفة.. إلفة أعادت الأمل الى قلبها واحيت احلامها ..
نهض جوني من مكانه وساعدها على النهوض, فأخذ قلبها يتخبط بين ضلوعها وقد خيل اليها بأنه سيضمها بين ذراعيه...
كانت كل خلية من خلايا جسدها تتوسل اليه ان يفعل ذلك, آبية الإصغاء لتحذيرات عقلها!.
تناهى الى مسمعها صوت أنفاسه المتقطعة ورأت صدره العريض يعلو ويتمدد.. فرفعت عينيها نحوه لتجده يميل برأسه نحوها , فيما أخذت يداه تضغطان على ذراعيها ..
كان جوني إيليس على وشك ان يعانقها .. وعوضاً عن ذلك سمعته يقول لها:
- لطالما اعتبرتك كأختي الصغرى ياميغان!
- كلا!
تردد صدى صرختها الصامتة الى اعماقها!
- ارجو ان تعتبريني أخاً لك .. يساندك..
لا..لا.. لا..!
- أظن أن والدك كان ليشعر بالرضى!
أرادت ان تصرخ ثائرة بأن لا علاقة لوالدها بالأمر إطلاقاً!
- عليك ان تخلدي الى فراشك لترتاحي قليلاً!
ثم طبع قبلة على جبينها وأضاف:
- عمت مساءً يا ميغان!
وأفلت ذراعيها ,وأسرع يجتاز المرج متوجهاً الى جناح الضيوف الذي يضم غرفته.منتديات ليلاس
شبكت ميغان اصابعها وجاهدت نفسها حتى لا تلحق به وتمحو من ذهنه كل مشاعر الأخوة.. غير ان كبرياءها سمرتها في مكانها لبضع ثوان قبل ان يملي عليها عقلها التوجه الى غرفتها وإقفال الباب خلفها, والانتظار حتى الصباح.
ستثبت له في الغد انها امرأة , ولن تحاول إخفاء أنوثتها خلف ملابس لا تليق إلا بالرجال.. أما شعرها .. عليه ان يراه في الغد!
من المحال ان ترضى بأن يعاملها كأخته الصغرى.

نهاية الفصل الخامس

زهرة منسية 21-06-12 01:10 PM

http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13402769601.gif
يسلموا أناملك ريحانتى
كنت بتابع بصمت بس أخرجتينى عن صمتى
تستهلين أعلى تقيم
حبيت ان البطل بيطلعنى على مشاعره

http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13402769602.gif

Rehana 24-06-12 11:47 PM

اهلين زهوري .. منورة حبيبتي

آهة .. والله حتى انا بحب مشاعر البطل لما تظهرها الكاتبة لنا

تسلمين تواجدك العطر

وودي لك

Rehana 24-06-12 11:51 PM

6- بحر الشوق

http://img340.imageshack.us/img340/2156/do6.gif

أصيب جوني بالذهول لدى رؤيته ميغان في صباح اليوم التالي .. فقد اختارت للجنازة بذلة نسائية سوداء, تبرز مفاتنها وتجذب الانتباه الى ساقيها النحيلتين وكاحليها الدقيقين, وحذائها الاسود ذي الكعبين العاليين .. أما شعرها فكان مدهشاً بكل ماللكلمة من معنى..
لم يقدر جوني على إبعاد عينيه عنه خلال تناوله طعام الفطور..إذا اعتاد على رؤيته مسرحاً على شكل ضفيرة او مضموماً بإحكام خلف عنقها, وتعلوه قبعة كبيرة .. ولا يذكر انها صففته يوماً بهذه الطريقة..فقد تركت خصلات شعرها الأحمر المتموج اللماع تتدلى بإغراء على كتفيها ,
لتشكل مع بشرتها الشاحبة تناقضاً غنياً صارخاً مقارنة بملابسها الكئيبة..منتديات ليلاس
يبدو وجهها مختلفاً ايضاً ؟ أهو تأثير جمال شعرها الباهر ام لمسات الماكياج الخفيفة؟
فقد رسم حاجباها بقلم داكن, وزين جفناها بظلال دخانية اللون, اظهرت شكل عينيها وحجمهما, مضيفة الزيد من الأنوثة الغامضة الى صراحتها اللاذعة. فيما أبرز أحمر الشفاه الأحمر المائل الى البني شفتها المثيرتين..
كان يعلم جيداً ان جمالها سيبدو أخاذاً إن بذلت القليل من الجهد .. غير انه لم يكن مستعداً لهذا المنظر الفتان..
لفت انتباهه عقد اللؤلؤ الذي زينت ميغان عنقها به.. عقد شبيه بالعقد الذي اشتراه لها بمناسبة عيد ميلادها الواحد والعشرين..

Rehana 24-06-12 11:58 PM

كان جوني يدرك بأنه يليق بأمرأة رائدة ويتلاءم جيداً مع ذكرى بلوغها سن الرشد..
اشتراه يومها لها من بروميه , حيث أجود أنواع اللآلئ في العالم .. وأراد أن يقدمه لها بنفسه ..إلا أنه لم يستطع ان يترك ليزيل..
مضت سنوات طويلة على تلك الحادثة, ونسي جوني أمر اللآلئ كلياً .. وبعد موت ليزيل وخسارة موهبتها الواعدة .. هاهو اليوم يفجع بموت باتريك .. عليه ان يفكر بالرجل وليس بابنته..
حاول جوني ان يركز اهتمامه على تقديم الاحترام الأخير لـ باتريك ماغواير ..وعلى الرغم من ذلك, بقي ذهنه مشتتا خلال مراسم الدفن.. إذ كلما مالت ميغان الجالسة بقربه برأسها ماجت خصلات شعرها الأحمر ,وفاحت منه رائحة شبيهة برائحة الليمون الحامض اللاذعة والمنعشة في آن معاً..
وقفت ميغان الى جانبه فيما كان جثمان باتريك يدفن الى جوار جثمان زوجته الحبيبة, فبدت اطول قامة بحذائها ذي الكعبين العاليين , وقد لامس أعلى رأسها ذقنه..
كم كان باتريك ليفتخر بها لو رآها اليوم واقفة معتزة بنفسها!
عند عودتهم الى المنزل راحت عينا جوني تلاحقانها من مكان الى آخر, وهي ترحب بالضيوف الذين جاؤوا للمشاركة في وداع باتريك , وتصغي باهتمام الى كلامهم وتقدم لهم الطعام والشراب.منتديات ليلاس
لم يستطع جوني التعرف على الحاضرين جميعاً, ولكن ميغان كانت تعرف كل واحد فيهم وتدرك صلته بوالدها تمام الإدراك..
هذه هي حياتها , في حين انه مجرد زائر في غواندمورا..
منتديات ليلاس
كان سكان المزرعة يعرفونه ويستمتعوا برفقته والتحدث معه.. ولكن ذلك وحده لا يكفي .. عليه ان يبقى الى جانب ميغان ويشاركها مسؤولية الضيافة , ويألف كل ماتألفه.. فالإحساس بأنه مجرد دخيل أو نجم بوب أثار غيظه, خاصة حين رأى شباناً من المزراع يحومون حولها محاولين الاستحواذ على انتباهها..
شبان فتنهم شكلها الخارجي المختلف .. شبان تهافتوا ليحظوا بابتسامة ودودة منها..أيعقل ان يفقد جوني سحره؟ وشعر برغبة غريبة في التملك تسيطر عليه وتدفعه الى الإنضمام الى الحلقة الصغيرة التي كانت تجمعها بألئك الشبان , وكأنه يريد ان يشعر الجميع بحضوره القوي, غير ان ان الأمر لم يجد نفعاً إذ أخذوا يحدقون فيه بفضول, من دون ان يجدوا فيه شيئاً يهدد مصالحهم.
حاول جوني ان يتمالك نفسه حتى لا يعلن امام الملء بأنه بات يملك نصف غوندامورا التي سينقذها من الإفلاس لافتاً انتابهم الى ان ابنة باتريك ليست العروس الثرية التي يحلمون بها.. ولكن , هل من طائلة ترجى من القيام بخطوة مماثلة ؟ فشكلها الخارجي كان يلفت اليوم الانتباه اليها بمافيه الكفاية..
لاشك ان جوني كان قليل التهذيب بعض الشيء , حين دفع شاباً كان يحاول الدنو منها, إذ نظرت ميغان اليه ساخطة وقالت له بحزم:
- لا احتاج الى أخ كبير يراقب تحركاتي ياجوني.ريحانة
المشاعر التي خالجته في تلك اللحظة كانت بعيدة كل البعد عن المشاعر الأخوية .. فإذا به يجيبها بحدة:
- يبدو انك لا تعاملين كل الرجال بفظاظة!.
اتسعت عينا ميغان.. فأدرك جوني ان نبرة صوته فضحت إحساسه بالغيرة..

Rehana 24-06-12 11:59 PM

كان يشعر بالغيرة حقاً.. وتمنى في سره لو انه اطلق ليلة امس العنان لأهوائه وعانقها بجنون حتى لا تعير احداً سواء اهتمامها..
أراد ان يمسك بذراعها ويحملها بعيداً عن الأعين الفضولية, ويقنعها بأنه الرجل المناسب لها..
ولكن هل هو الرجل المناسب لها فعلاً؟ وماتأثير هذه الخطوة على علاقة العمل التي تربط بينهما, لاسيما إن لم يرق لها الأمر؟
- كنت أحاول ان ألعب دور المضيفة اللبقة كما اعتادت والدتي ان تفعل!.
قالت له ذلك وقد رفعت ذقنها بتحدي.
- حسناً سأدعك تهتمين بضيوفك!
لم يحاول ان يلح عليها مذكراً نفسه بأن جميع الحاضرين أتوا اليوم من أجل باتريك...غير ان نيران الإحباط بقيت تتأجج في داخله طوال الوقت.. ولم تخفف من جيشانها الا بعض النظرات الخاطفة التي كانت ميغان ترميه بها, بين الفينة والفينة..
إنها تجيد إثارة غضبه!.. وعليه ان يعاملها بالمثل!.
شعر جوني بالارتياج بعد مغادرة الضيوف , وشغل نفسه بتنظيف المكان, وتبادل الأحاديث مع إيفلين في المطبخ.. وقد استعاد إحساسه بالانتماء الى هذا المكان..منتديات ليلاس
لم يشأ افراد العائلة المشاركة في عشاء رسمي, في تلك الليلة وفضلوا ان يتناولا بقايا الطعام خلال استرخائهم في غرفة الجلوس, بعد ان استعاد المنزل طبيعته..
منتديات ليلاس
أجمع الكل على ان الجنازة كانت تليق بمكانة رجل مثل باتريك ماغواير.. رجل سيفتقده الجميع.. ولم يمض وقت طويل حتى بلغ الإرهاق من الحاضرين مبلغاً, فأخذوا يتسللون الى غرفهم, الواحد تلو الآخر الى ان بقي جوني وميغان بمفردهما..
كان جوني جالساً بتكاسل في كرسي ذي ذراعين, فيما استلقت ميغان على الكنبة مسندة مرفقها الى ذراعها , ورافعة قدميها , بعد ان خلعت حذاءها ذي الكعبين العاليين ...ووجد جوني نفسه يتأملها بإمعان..
كان يتوقع ان تغادر ميغان الغرفة ,آبية كالعادة ان تبقى بمفردها معه .. ركز جوني نظره على قدميها يراقب تحركاتها ..فإذا بها تلوي اصابع قدميها.. سألها وهو يتأمل حذاءها الطويل..
- هل تشعرين بتشنج في قدميك؟
- لست معتادة على انتعال أحذية حديثة الطراز!
- أتريدينني ان أدلكهما؟
- هل هذا السؤال نابع من إحساسك الأخوى تجاهي؟
رفع جوني عينيه , لدى سماعه نبرتها الساخرة, فوجد امامه عينين ملؤها التحدي الغاضب..
لم تعد ميغان قادرة على كبح سخطها:
- لست أختك الصغرى ولا احتاج اليك لتعتني بي.ريحانة
قالت ذلك احتجاجاً على طريقة معاملته لها.. فليلة البارحة أمسك بيدها وطبع قبلة على جبينها , كإنها طفلة صغيرة..
منذ ساعات الصباح الاولى وهو يلازمها وكأنه يخشى ان تترنح , فيسرع للإمساك بها , حاشراً أنفه في مالا يعينه, كلما خطر له انها عاجزة عن صد أي محاولة غير مرغوب بها لمواساتها..

Rehana 25-06-12 12:04 AM

استقام في مجلسه مقطباً جبينه إزاء فعلها:
- كان مجرد اقتراح ودي!
ودي! أيعقل ان يجلس عن الطرف الآخر من الكنبة ويدللها ويمسد اصابع قدميها..؟
من المؤكد انها ستفقد صوابها!
أنزلت رجليها عن الكنبة وهبت واقفة وهي تنظر اليه بعجرفة وعدوانية ..
- إنني بخير .. وأظنك لاحظت انني لم أعد فتاة صغيرة ياجوني.
ابتسم جوني بازدراء واجابها قائلاً:
- من الصعب ألا يلاحظ المرء ذلك.منتديات ليلاس
- حسناً .. قل لي ما الذي لم يرق لك.
- لم يرق لي؟
- لم اسمع منك أي تعليق إيجابي.
رفعت يدها تبعد خصلات شعرها عن وجهها بنفاذ صبر.. قضت ساعات طويلة تغسل شعرها وتجففه ليبدو كثاً وأنثوياً..
- ألا أبدو جميلة كفاية في نظرك؟
- لست جميلة كفاية؟!
ردد جوني تلك الكلمات وهو يهز رأسه بارتباك..منتديات ليلاس
منتديات ليلاس
صحيح ان كلماتها لا تدل على انها اخته الصغرى إلا ان امتناعه عن التعليق على الخطوة العملاقة التي قامت بها لتغير نظرته اليها أثارت سخطها .. فصرت على اسنانها مصممة على نسيان كل محاولة سخيفة قامت بها لإحداث تغير ما..
قالت له ساخرة:
- أظن انني أصبحت رائدة كفاية هذا المساء .. مارأيك لو تخلد الى فراشك وتدعني أغرق في أحزاني..
نهض فجأة من مكانه وأمسك بذراعها فيما كانت تمر امامه :
- ماذا تقصدين بقولك إنك ( لست جميلة كفاية )؟
كانت تلك الكلمات تسد حلقه وتكاد خنقه.. فراحت عيناه تحدقان بها بإمعان وكأنهما تريدان الوصول الى اعماق روحها..
دفعت هذه الحدة المنبعثة منه ميغان الى المضي قدماً في تحديه:
- لم تلاحظ انني وضعت عقد اللؤلؤ الذي قدمته لي مناسبة عيد ميلادي الواحد والعشرين.منتديات ليلاس
قالت له ذلك بنبرة باردة:
- وكيف لك ان تلاحظه؟ أظنك طلبت من احداهن ان تشتري لك هدية ملائمة لترسلها لي.
- رأيت العقد.
كان رده حازماً ..
- اخترته بنفسي.. وسررت لرؤيتك تضعينه..
لم تتفوه بكلمة..
- ماذا تريدينني ان أقول لك؟ أأقول لك إنك تبدين رائعة ولا اقوى على إبعاد عيني عنك, واتمنى ألا يراك احد سواي..
احست بنشوة الانتظار تغمرها.. لقد نجحت في التأثير عليه كرجل.. وتمكنت من إشعال فتيل الغيرة في قلب جوني إيليس من الشبان الذين لم يخفوا إعجابهم بها..
إنه يرى فيها امرأة قادرة على لفت انتباه الرجال اليها .. إنها خطوة عملاقة .. فإلى اين ستؤدي بها إن لم يكن مستعداً لها ؟
قالت له ساخرة:
- أتظنني أحتاج لحمايتك؟.
- لم يخطر ذلك على بالي..

Rehana 25-06-12 12:07 AM

قصف التوكيد البادي في صوته كالرعد في أذنيها وقلبها.. فاقترب منها ورفع يده التي كانت تمسك بذراعها ليمرر أصابعه بين خصلات شعرها ويشد رأسها الى الخلف فتتقابل نظراتهما..كان جوني إيليس يريدها.. عانقها عناق الحبيب الذي طال شوقه فتسارع نبضها ولاحق إيقاع تنفسها إيقاع تنفسه.. لم تكن تريده ان يتوقف أو يبعدها عنه , ليعيد التفكير في مايحصل فتنطلق صفارة الخطر في رأسه..
بقيت ممسكة به وأصابعها تعبث بشعره, ويداها تشدانه اليه.
- ميغان ..
حمل صوته الأجش شوقاً جامحاً ألهب مشاعرها .منتديات ليلاس
- ميغان!
ردد اسمها باإلحاح!.
- ليتك تعرفين ماتفعلينه بي! ماهذا التأثير الذي تتركينه فيّ! ولكن علي الرحيل في الصباح! فهل تعلمين ذلك؟
قالت بصوت كئيب:
- نعم أعلم.
تمتم:
- ولكن قلبي لا يريد الرحيل ابداً.
كم حلمت بجوني إيليس يردد على مسامعها كلمات رقيقة كهذه .. سنوات طويلة وهذه الاحلام لا تفارق خيالها!, وهاهي الآن على ترى في عينيه الشوق اليها وتسمع في صوته مشاعر الرغبة ولكنها تتمنى في قرارة نفسها لو انه صارحها ايضا بحبه..
المشكلة ان دفاعات قلبها تجاه جوني هشة ومتضعضعة ولكنها في هذه اللحظات التي يضمها اليه بهذا الشوق لا تأبه بشيء ,المهم هو ان جوني إيليس يعانقها .ريحانة
منتديات ليلاس
كان ذهن جوني في حالة من الاضطراب الكلي ولكن مشاعره قوية, وشوقه اليها حاجة يائسة تتأجج في اعماقه.
لفح هواء الليل البارد وجهه فأيقظه من النشوة التي أسكرته وجعلته لا يعي حقيقة مايفعله .. حقيقة تودده الى ابنة باتريك.. لكن ميغان لا تبدو ممانعة..إنها فتاة راشدة لها مشاعرها .. ما يعني أنه أخطأ في تقديره لطريقة تعاملها مع الرجال.. إذ تبين له انها احتفظت بفظاظتها له وحده دون الرجال أجمع.. ولكن لمَ تسمح له الآن بعناقها؟ أترى كلماته جرحت كبرياءها؟ أم انها تريد ان تتخلص من حزنها على والدها؟
كانت وجهها بين يديه مرغماً إياها على النظر في عينيه:
- لماذا تسمحين لي الآن بضمك فيما كنت في الماضي تحاربينني بضراوة؟
كانت عيناه الثاقبتان تخوضان بحر أسرارها بحثاً عن اجوبة ترضيه:
- لماذا؟
ومض شرر الغضب في عينيها:
- هل انت خائف ياجوني؟ أتريد ان تعيدني الى صورة الأخت الصغرى؟
صرخ في وجهها قائلاً:
- كلا.. لا اريد ذلك!.
تحول الشرر في عينيها الى بريق تحد :
- لا تعاملني كطفلة مغفلة..
كيف تقول ذلك؟ إن مايشعر به تجاهها يعيد كل البعد عن مشاعر الأخوة , إنه يريدها بكل جوراحه ولكن عليه ان يحيمها حتى من نفسها , هذا مايمليه عليه الواجب.

Rehana 25-06-12 12:07 AM

تسللت يداه على طول عنقها الطويل, فوق بشرتها الحريرية الناعمة.. غير ان زحفت اصابعه لتقف على عقد اللؤلؤ المتدلي عن رقبتها.. إنها لآلته .. وهذه اللآلئ هي الصلة الوحيدة بينهما ولها معنى خاص جداً.
رفع العقد قليلاً, وتحسس اللآلئ بأصابعه , مدركاً تماماً ان لمعانها يتضاعف كلما لامست بشرتها ..
- لمَ وضعت اليوم العقد؟
بقيت نظرات التحدي تومض في عينيها:
- ولمَ لا؟ أظنك اشتريته لي لأتزين به.. ووجدت انه يليق ببذتي السوداء..
صحيح انها أنكرت وجود أي دلالة شخصية له , إلا أنه شعر غريزياً بوجودها .. حتى وإن كان مجرد سلاح للنيل منه.. أليس صحيحاً انها تركت شعرها منسدلاً , وغيرت شكلها الخارجي ووضعت العقد بتباهٍ, لتشن عليه معركة عاطفية؟
- انظري إليّ!
منتديات ليلاس
رفعت عينيها نحوه , فبدا الارتباك واضحاً فيهما..
- أريدك ان تنظري لي لأستطيع ان اقرأ ماوراء هاتين العينين. منتديات ليلاس
قال لها ذلك برقة بالغة , ولكنها هي من تريد قراءة ماوراء هذا القناع الساحر , لقد انتظرت هذه اللحظة طويلاً, منذ ان بدأت مشاعر الأنثى تتحرك بين جنبيها .
- أنا أريدك بيأس!
أدركت أنها اتخذت فجأة موقفاً دفاعياً, فرسمت ابتسامة كئيبة على ثغرها :
- آسفة ياجوني! ولكنك نسيت شيئاً هاماً.
- ماذا نسيت ؟
- نسيت أنك سترحل في الغد.. وعلي ان لا أدعك تفعل..
- أتعتقدين أنه من الأفضل لك ان تعيديني الى الإطار الذي وضعتني فيه على مدى سنوات طويلة؟.
ابتسمت له ابتسامة عريضة :
- قضيت معظم ايام حياتك ضمن ذلك الإطار .. ولا أظن ان رغبتي بتغيير ذلك قد تجدي نفعاً!.
فاجأها بسؤال جوهري:
- هل ترغبين بذلك فعلاً؟
أخفضت ميغان رموشها , فأخذت نفساً عميقاً وقالت هازئة:
- لنكن واقعيين يا جوني..أنت راحل غداً .. والله وحده يعلم ما إذا كنت ستعود ثانية..
اجابها بثقة مطلقة :
- سأعود فور انتهاء الفيلم!.
- آه!.
حمل تأوهها في طياته نوعاً من الإنكار.. لمَ لا تصدق كلامه؟ لم يكذب عليها يوماً او يقطع لها وعوداً خيالية .. غير انه لن يجد سبيلاً لإقناعها بأنه سيعود فعلاً إلا حين يفعل ذلك!
كانت ميغان ترسم دوائر على قميصه براحة يدها, وكانت تشعر بدوي خفقات قلبه تتجاوب مع لمساتها .
مرر يده بين خصلات شعرها الحريرية وأخذ يلفها حول اصابعها متمنياً في سره لو انه يستطيع ان يقيد ميغان به بهذه السهولة!.
وحده الوقت كفيل بأن يفعل ذلك وعليه ان يتحلى بالصبر.

Rehana 25-06-12 12:11 AM

احس باطائر السلام يعشعش في الصمت المخيم عليهما , على الرغم من كثرة الاسئلة التي ينبغي الاجابة عليها.
هل تنبأ باتريك بأنه ستولد مشاعر عارمة بينهما؟ هل كتب وصيته بعد ان راوده حلم زواجهما؟ ألا يقال إن منزل المرء هو حيث قلبه؟ لكن ميغان لا تصدق بأنه حبه للحياة في غوندامورا راسخ في قلبه! عليه ان يثبت لها ذلك!
أخذت نفساً عميقاً ثم سألته بنبرة هادئة :
- إن كانت قد ابتعت هذه اللآلئ بنفسك , فلمَ لم تحضر حفل ميلادي لتقدمها لي بنفسك؟
فطبع قبلة على جبينها واجابها قائلاً:
- كنت انوي ذلك ياميغان وحجزت تذكرة السفر.. ولكنني علمت ان صديقة لي أدخلت الى المستشفى بعد ان تناولت جرعة مفرطة من الهيرويين .. فارتأيت ان ابقى الى جانبها واحاول ان أعيد حب الحياة الى قلبها..
- صديقة!
- لست أدري ما إذا كان اسمها يعني لك شيئاً .. ليزيل فوريز..
- كلا.. لم أسمع به من قبل!
- اشتهرت ليزيل بأغانيها العاطفية.. كانت تتميز بصوتها الجهوري الكثير للمشاعر.. إنها موهبة عظيمة .. لكنها أدمنت المخدرات وتركتها تستحوذ عليها.. ولم أقدر على انتشالها ..
- كنت تهتم لأمرهاً
لم يجب جوني على الفور وقد أخذ شريط الذكريات يمر في ذهنه.. من الصعب شرح الأمر لشخص لم يسمع يوماً عن سجون الزمن المظلمة التي يهرع اليها المرء هرباً من سوء المعاملة..وحدهما ريك وميتش يستطيعان فهمه .. ولكن ميغان! .. لم يشأ ان يدلها الى تلك الأماكن.. خاصة في هذه اللحظات الهادئة..
- كنت اتمنى لو حظيت أمي بشخص يعتني بها.
أخذت نفساً عميقاً من جديد:
- آسفة ياجوني .. أظن ان ليزيل لقيت حتفها ايضاً..
- لم تأبه لما بذلته من اجلها .. فحب الحياة مات في قلبها..
- ولكنها شعرت باهتمامك بها .. وهذا كافٍ...
في الحقيقة كانت حياة ليزيل أهم بالنسبة اليه من عيد ميلاد ميغان .. فالمعاملة السيئة التي عانى منها خلال طفولته حرك فيه مشاعر العطف, فراح يبذل جهده لطرد الأفكار السلبية من ذهنها, تسليحها بالأسلحة التي زوده باتريك بها .. إلا ان مهمته باءت بالفشل.. ولم يتمكن من نخطي إحساسه بالفشل إلا بعد مرور فترة طويلة .. ولما عاد الى المنزل من جديد كانت ميغان قد التحقت بكلية الزراعة..
ومذاك الحين بدأت تصد محاولاته الحثيثة للتقرب منها وتعامله برود..
- آسف لأنني خيبت ظنك.. ولكن ذلك لا يعني انني لم أكن أبالي..
- كنت تهتم بشؤونك الخاصة.
قاطعته بنبرة مفعمة بالإذعان الساخر:
- هذه هي الحقيقة.. فالكل واحد منا حياته..
ماذا ؟ ألا يعني لها شيئاً هذا الهدوء الذي يعم قلبيهما بعد طول عراك؟ إنها مجرد بداية .. وعليه ان يستغل كل دقيقة متاحة امامه ليضمها بين ذراعيه.

نهاية الفصل السادس

زهرة منسية 25-06-12 06:51 PM

حلوووووو كتيرررررر
 
http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13406429632.gif
ريحانتى أيه الكرم دهـ كله فى عيدك هديتينا هدية حلوة كتيررررررر فصل رائع جداً أمتنعى كتيرررررررررر
http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13406429631.gif

جمره لم تحترق 27-06-12 08:32 PM

شكراً جزيلاً
 
أزهار العطاء تتفتح حيثما كنتِ
مـا شاء الله على الفصول الجديدة
من يد ما نعدمها . . .
و كل التحية لك أنتِ
موفقة بإذن الله
http://sl.glitter-graphics.net/pub/1...lgfqf8qfax.gif

Rehana 28-06-12 10:09 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهرة منسية (المشاركة 3127862)
http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13406429632.gif
ريحانتى أيه الكرم دهـ كله فى عيدك هديتينا هدية حلوة كتيررررررر فصل رائع جداً أمتنعى كتيرررررررررر
http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13406429631.gif

تستهالون كل خير ..

ومبسوطة بتعرفي عليك زهوري

وبشكرك على كلماتك الرائعة الى كتبتيها من قلبك الطيب لي
مانحرم منك .. لك وودي وحبي

http://t1.gstatic.com/images?q=tbn:A...vynV-QqCikz3Hb

Rehana 28-06-12 10:18 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جمره لم تحترق (المشاركة 3129151)
أزهار العطاء تتفتح حيثما كنتِ
مـا شاء الله على الفصول الجديدة
من يد ما نعدمها . . .
و كل التحية لك أنتِ
موفقة بإذن الله
http://sl.glitter-graphics.net/pub/1...lgfqf8qfax.gif

تسلمين زوووز .. على كلماتك المشجعة وعلى باقة الورد الجميلة
الى بتشجعني رغم اني كثير بطئية

ارق تحية الى روحك المفعمة بكل جميل

Rehana 28-06-12 10:31 PM

7- على مسرح الحياة

http://img340.imageshack.us/img340/2156/do6.gif


ياللغرابة! لمَ كانت ميغان تشعر بالهدوء المطلق في الصباح التالي رغم ان جوني راحل اليوم؟
إنه فصل جديد يضاف الى فصول حياتهما.. فصل هدنة ربما لأنه سيغادر المزرعة في اليوم عينه.ريحانة
بدا جلياً ان الثورة العاصفة التي أثارتها وصية والدها بدأت تخمد.. فتناست استخفافها الجائر بمهنته على مدى سنوات طويلة, مستسلمة لمشاعر التقدير الشديد لشخص جوني ودوافعه..كانت تتوق اليه.. ولكنها مرغمة على تركه يرحل من دون ان تقيده بقيود المسؤولية تجاهها, إنه إنسان كريم ومعطاء .. وحان الوقت لتبادله بالمثل .. فهي لن تفرض نفسها عليه أو تحاول ان تكبله بسلاسل الواجب.. بل ستدعه يذهب ليفعل مايمليه عليه عقله.
أعادت ميغان عقد اللؤلؤ الى علبة المجوهرات, ثم اغتسلت وارتدت قميصها وسروال الجينز, وهي تدرك انه لا حاجة بعد اليوم للعدائية او الاستفزاز..فالماضي ولى وعليها ان تخطو منذ هذه اللحظة الخطوة الأولى نحو مرحلة جديدة من حياتها...
لن تجد والدها الى جانبها بعد اليوم.. وسيرحل جوني هذا الصباح ومعه ميتش وريك وزوجتيهما وشقيقتيها وزوجيهما..
سيتركها الجميع لوحدها في غوندامورا آملين ان تديرها على أحسن وجه بفضل مساعدته , كانت الرسالة واضحة وصريحة.. سيبقى ميتش دوماً الى جانبها , كما وقف والدها الى جانبه..منتديات ليلاس

منتديات ليلاس
لم يكن الوضع مختلفاً بالنسبة الى ريك, على الرغم من ان قلقه كان يقتصر على الامور الشخصية.. فقد جلس قربها على المائدة وراح يتحدث معها بصوت منخفض:
- اسمعي ياميغان.. إن حاول جوني ان يتخطى حدوده ويتعدى على حقوقك لا تترددي بالاتصال بي لأتحدث معه.. صحيح أنني لا أشك أبداً في حسن نواياه, ولكن باتريك جعلك الآمرة الناهية هنا , ويجب ان يبقى الوضع على ماهو عليه.. فكلما شعرت بحاجة الى شخص يلعب دور الوسيط بينكما , ماعليك سوى ان تتصلي بي.. وكوني على ثقة من انه لا يرفض لي طلباً.. اتصلي بي لأعالج الوضع .... اتفقنا؟
كان الثلاثة أبناء والدها مصممين على تقديم كل الدعم اللازم لها.. صحيح انه لا تربطهم صلة دم إلا ان مشاعر الأخوة تجمع بينهم ..مشاعر تضاهي لجهة التفاهم, تلك التي تخالج الأخوة الحقيقين..
إنه الإرث الآخر الذي تركه له والدها الى جانب غوندامورا .. ثلاثة أخوة.. مع إنها لم تنظر يوماً الى جوني من منظار الأخ..
هل كان والدها على علم بالأمر؟ هل كتب تلك الوصية ليرغمها على التعامل معه لتستشف حقيقة مشاعرها نحوه؟
كان يعرف جوني أكثر منها .. لعله أرادها ان تكتشف حقيقة جوني.. حقيقة الإنسان الكامن خلف الصورة..
اختار جوني ان يجلس قبالتها على المائدة, ولاحظت ان عينيه لا تفارقانها ابداً وقد بدا القلق فيهما.
- أود التحدث معك على انفراد ياميغان.

Rehana 28-06-12 10:32 PM

- طبعا يا جوني!
ورسمت على ثغرها ابتسامة عريضة لتثبت للجميع عمق الصداقة التي توطدت بينهما بعد ان تخلت عن طبعها المشاكس.
- مارأيك لو نذهب الى مهبط الطائرات مشياً على الاقدام؟ يستطيع ميتش ان يسبقنا في سيارة الرانج روفر حاملاً الحقائب والآخرين.. يمكنني ان أودع الجميع هناك وأعود بعدها الى المنزل في السيارة.منتديات ليلاس
إنها لحظات صعبة مشوبة بالتوتر , فجاذبيته لا تقاوم وذكرى عناقه ماتزال حية في قلبها..
تنبهت الى ان عينيه تبحثان عن عينيها وكأنه يريد الاحتجاج على اقتراحها, مفضلاً ان ينفرد بها لبعض الوقت قبل رحيله.. إلا انه مالبث ان أومأ برأسه مذعناً لرغبتها.. فوجودهما معاً في الهواء الطلق, وسط الأرض القاحلة التي تعاني من الجفاف , يحيي في ذهنهما السبب الأساسي وراء شراكتهما إنقاذ غوندامورا مخفضاً بالتالي من حدة الأجواء المشحونة..
لحسن الحظ ان ايفلين دخلت الى غرفة الطعام, في تلك اللحظة , وراحت تحيط جوني برعايتها كالعادة , ملحة عليه ليتناول كمية من اللحم المقدد المحمص المفضل لديه.
إنها المرة الأولى التي لا تبدي فيها ميغان انزعاجها من تدليل مدبرة المنزل له..
كم شخصاً حاول الإعتناء بـ جوني إيليس من دون ان ينتظر منه شيئاً في المقابل إلا بهجة إرضائه؟

منتديات ليلاس
كان يفتقر طوال حياته الى والدين يحيطانه بحبهما .. والحق يقال إن إعتناء إيفلين به يعزز إحساسه بالانتماء الى غوندامورا..
كانت ميغان تتمنى عودته الى هنا..قال لها إنه سيفعل! غير انها خشيت ان تجعله مشاعرها تجاهه يعيد النظر في الأمر.. فإن خطر له انها تريد ارتباطاً أبدياً..أليست تلك رغبتها الحقيقية؟ لكن ماذا عنه هو ؟ عليها ان تترك له حرية الاختيار!.
اعتصر الألم فؤادها لمجرد تفكيرها بأن إحساسه بالمسؤولية تجاهها , لاسيما على الصعيد العملي , قد يعكر عليه صفو حياته!
كانت أفكارها لاتزال مشتتة حين دقت ساعة الرحيل.. فانضمت إميلي وميتش وزوجاهما اليها, في الشركة الأمامية, ليودعوا الآخرين , على ان يغادروا المزرعة بعد الغداء..منتديات ليلاس
وبعد تبادل العناق والقبل انطلقت سيارة الرانج روفر باتجاه مهبط الطائرات , حيث تنتظرهم طائرة جوني الخاصة لتقلهم الى سيدني..
انتظرت ميغان قليلاً لتهدأ عاصفة الغبار التي أثارتها عجلات السيارة خلفها, ثم أومأت برأسها لـ جوني , الذي بدا عليه الاسترخاء وهو يتبادل اطراف الحديث مع شقيقتها:
- علينا ان ننصرف!.
صافح الرجلين وطبع قبلة على خديّ زوجتيهما, ثم امسك بيد ميغان ونزل برفقتها السلم, واصابعهما مشبوكة..
لم تحاول ميغان إبعاد يدها , وقد سرها ان تشعر بلمسته من جديد.. عليها ان تحافظ على كياستها واعتدادها بنفسها متجاهلة توقها الشديد الى عناقه.. فالعقد الذي وقعه يلزمه إنجاز الفيلم..ولا جدوى من الإلحاح عليه للبقاء هنا..
قال لها بنبرة مشوبة بالحذر:
- ستستخدمين المال الذي أخذته مني , أليس كذلك ياميغان؟.
لم تساوره الشكوك؟ إلا انه بات يعلم بمشاعرها تجاهه؟ أم يظن ان كبرياءها ستمنعها من مد يدها الى ماله؟

Rehana 28-06-12 10:34 PM

اجابته مطمئنة:
- نعم ياجوني .. سأفعل .. غوندامورا بحاجة اليه!.
- أحسنت!.
بدت إمارات الارتياح على وجهه ..كان يهتم لأمر غوندامورا..إنه القاسم الوحيد المشترك بينهما.. ولكن أتراه سيعود يوماً اليها؟
قطعا مسافة طويلة قبل ان تتمكن ميغان من لملمة شتات شجاعتها لتقول له:
- لا اريدك ان تشعر بالسوء ياجوني.. فلاشيء يدعو للقلق..
- لا شيء يدعو للقلق؟
- اردت القول إنني سأتولى الأمر ..انت مسافر .. ولا اريد إثارة قلقك فحسب.ريحانة
- وانتهى المشوار!
- ربما هذا رهن بك!
كم كرهت محاولاته الحثيثة لإسدال الستارة في حين انها كانت متلهفة للحفاظ على اهاتماما بها لأطول مدة ممكنة!.
شعرت فجأة بأصابعه تضغط بشدة على أصابعها وتكاد تحطمها...إلا انه مالبث ان تنبه الى الأمر وأرخى قبضته:
- هل ستبعثين اليّ رسائل عبر البريد الإلكتروني ؟ أريد تقارير مفصلة عن سير الأعمال في غوندامورا..أريد ان أعرف كل شيء ياميغان!
إن كان يحاول ان يجس نبضها ليعرف حقيقة شعورها تجاهه, فلن تتوانى عن الاستجابة لطلبه:
- طبعاً!.
منتديات ليلاس
وضغط من جديد على يدها ولكن ليس بقوة ,كما في المرة السابقة..اجتاحت ميغان موجة من الفرح العظيم, جعلتها تشعر بالدوار .. كان جوني يدعوها للبقاء على اتصال دائم به.. هذا إذا تسنى له ان يرد على رسائلها .. لايمكنها الاعتماد على ذلك! فمع عودته الى عالم الفن و الشهرة سينغمس حتماً في أعماله..
لكن أتراه سينساها بهذه السهولة؟ وماذا لو صادف امرأة أعجبته؟ أحست بنيران الغيرة تتقد في احشائها..
كانت سيارة الرانج ووفر مركونة على مقربة منهما وطائرة جوني الخاصة خلفها , مستعدة للإقلاع..فقال لها:
- من المفترض ان ننجز تصوير الفيلم في غضون ثلاثة أشهر, إن لم تعترضنا أي مشاكل ..هل من مانع لديك إن عدت بعدها الى غوندامورا.؟
- كلا.
وغمرتها البهجة وقد ادركت انه يرغب بالعودة:
- ستبقى ابواب غوندامورا مفتوحة امامك دوماً!
قالت له ذلك بحرارة بالغة من دون ان تنسى معاملتها القاسية له خلال السنوات الماضية..منتديات ليلاس
تسمر جوني في مكانه, فاستدارت ميغان نحوه يجذبها التوتر القوي المنبعث منه, ورفعت عينيها اليه, ترميه بنظرة خاطفة.. وإذا به يقف على مقربة منها يسوي القبعة الكبيرة التي اعتادت على اعتمارها خارج المنزل لتقيها من الشمس الحرقة ..
كانت عيناه الخضراوان ثاقبتين تحاول سبر أغوار قلبها..
- هل أنت جادة في كلامك ياميغان؟
تقابلت نظراتهما فأبت ان تشيح بنظرها بعيداً , وقد بدت في عينيها علامات التصميم العنيد:
- أجل ياجوني .. وأعتذر من تصرفاتي الفظة معك..

Rehana 28-06-12 10:38 PM

افتر ثغرها عن ابتسامة مثيرة وهي تتابع كلامها قائلة:
- كان والدي يعرف جيداً مايفعله!.
استرخت قسمات وجهه فبادلها ابتسامتها بابتسامة غريبة قائلاً:
- باتريك..أجل..أظن ذلك..
كانت نبرة صوته مفعمة بمشاعر جياشة حركت مشاعرها على الفور ..فأحست بغصة في حلقها وترقرقت الدموع في عينها .. وأسرعت تقول له متلعثمة حتى لاتفسد لحظات الوادع:
- أرجوا ان يحقق الفيلم نجاحاً باهراً .
لم تفارق الابتسامة ثغره وهو يجيبها :
- المهم هو فيلم حياتي.
لم تفهم قصده وبدا الارتباك الشديد عليها فاستشهد بقول لشكسبير:
- إن العالم عبارة عن خشبة مسرح.
يؤدى الرجال والنساء أدوارهم عليها.
فيتقونها حيناً ويغادرونها احياناً اخرى. ويلعب رجل واحد ادواراً عدة.
واضاف بعدها :
- لست أمياً ياميغان!.
- اكتسبت معارفك من مدرسة الحياة ياجوني!.
جاء ردها السريع بمثابة تأكيد على سوء حكمها عليه .منتديات ليلاس
هز جوني برأسه وكأن نجاحاته كلها لا تمت الى الموضوع بصلة :
- ليتني استطيع إلغاء هذه الرحلة حتى لا أدعك وحدك غارقة في إدارة المزرعة .
منتديات ليلاس
حملت نبرة صوته حدة ملحة. فيما امسكت يده بيدها تشد عليها وكأنها تحاول ان تبعث فيها القدرة على الاقتناع.منتديات ليلاس
- عدييني بأن تتصلي بي إن واجهتك أي مشكلة عسيرة!
وهل سيسرع لإنقاذها؟ لاشك أنه سيفعل ذلك من أجل غوندامورا..ولكن من اجلها ..؟
- حسناً..ولكنها خشبة مسرحي ياجوني!.
احست بنفسها مرغمة على تذكيره بالأمر:
- وأجيد تأدية دوري عليها .. ولا اريد ان تسند اليّ أدوار اخرى.. فهذا ما أنا عليه.
طأطأ رأسه .. وأخفض رموشه حتى لا ترى تعابير عينيه.. ثم أخذ نفساً عميقاً ليستجمع قواه استعداداً لمايريد قوله..
كانت حواسها كلها في حالة التأهب تتوق لمعرفة مايجول في ذهنه .. غير ان كلماته اقتصرت على الوادع :
- الى اللقاء في القريب العاجل!.
وأحنى رأسه ليطبع قبلة على خدها ثم عاد واستقام في وقفته مبتسماً لها ابتسامة جمع فيها سحره كله..
- أحب شعرك حين تتركينه منسدلاً على كتفيك .. يقال إن شعر المرأة هو تاجها وموضع اعتزازها.. وشعرك يفوق كل مافيك جمالاً!
وأفلت يدها وأسرع يدخل من باب الطائرة الذي فتح من اجله.. هل كان خدها أفضل من جبينها ؟. لعل قلبعتها حجبت جبينها فلم يتمكن من الوصول اليه..
وعاد صدى كلماته يتردد في رأسها :
- الى اللقاء في القريب العاجل.منتديات ليلاس
أقفل باب الطائرة .. فوقفت ميغان تنتظر خروج جوني من حياتها , وهي تصغي الى هدير محركات الطائرة, وتتأمل دوران عجلاتها الذي مالبث ان تسارع لتحلق بعدها الطائرة في السماء..
بقيت عيناها تلاحقانها الى ان تحولت الى بقعة صغيرة في السماء..وأدركت حينها انها كانت تلف خصلات شعرها حول اصابعها .. شعرها الذي تركته منسدلاً هذا الصباح , ليبين أنوثتها..قال لها إنه يفوق كل مافيها جمالاً!
أرادت ميغان ان تصدق بأن ابتسامته الأخيرة الساحرة كانت خير دليل على انه يرى فيها امرأة مميزة .. امرأة لامثيل لها.. ماعليها سوى ان تنتظر دخوله ثانية الى حياتها لتعرف الحقيقة.

نهاية الفصل السابع

زهرة منسية 28-06-12 11:43 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Rehana (المشاركة 3129873)
تستهالون كل خير ..

ومبسوطة بتعرفي عليك زهوري

وبشكرك على كلماتك الرائعة الى كتبتيها من قلبك الطيب لي
مانحرم منك .. لك وودي وحبي

http://t1.gstatic.com/images?q=tbn:A...vynV-QqCikz3Hb

مبسوطة أكتر بمعرفتك ريحانتى الحنونة
بالرغم من أنى عذبتك كتير ولسه بعذبك يا أستاذتى
الكلام اللى بيطلع من القلب أكيد بيوصل للقلب
بالرغم من أنه لا يوفيك حقك ريحانتى الله ل يحرمنى منك

http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13409193051.gif

Rehana 03-07-12 11:34 PM

8- مانفع الحب؟

http://img340.imageshack.us/img340/2156/do6.gif


رغم ترحيب ميغان بعودته متى شاء بقيت أفكار جوني في حالة من الاضطراب الشديد.. فبرودتها في التعامل معه أوحت اليه بأنها لاتكن له شيئاً من المشاعر وأنها لا تأبه به البتة ولا تريد منه الاقتراب منها..
هل كانت تمنياتها له بأن يحقق فيلمه النجاح, محاولة جديدة منها لتحجيمه حتى لا يتدخل في شؤونها؟ لم تكن كلماتها مشوبة هذه المرة بالازدراء, بل كانت أشبه بموافقة صريحة على اسلوب حياتها..
وبصرف النظر عن ذلك كله خيل لـ جوني أنها تعزز الحواجز التي بدت مصممة على تشييدها بينهما, قائلة بصريح العبارة إن غوندامورا هي خشبة مسرحها الوحيد..!
أقر جوني في سره بأن ملاحظتها جاءت في محلها ,مع ان عقله أبى إلا مقاومتها ..غير ان الظروف الحالية , لم تكن مؤاتية للإقدام على أي خطوة ميدانية..
ماذا لو كان مخطئاً بشأنها ؟ لن يتمكن من طرد هذه الشكوك من رأسه إلا إن عاد الى غوندامورا وأمضى وقتاً كافياً برفقتها..
مع عودته الى اريزونا أخذت حماسته للفيلم تتلاشى فوجد النص مملاً, خاصة في المشاهد التي تجمعه بأرملة صاحب مزرعة المواشي ..إذ لم تكن تليق به شأنها شأن النهاية .. وبدأت الأسئلة تتدافع في رأسه .. كيف ترى ميغان ستتصرف لو أنها أرملة تكافح للبقاء , ووجدت نفسها تمد يد العون لراعي بقر سيتخلى عنها في نهاية المطاف؟

Rehana 03-07-12 11:36 PM

حاول جوني أن يقنع المخرج ليدخل بعض التعديلات على المشاهد فيجعلها أكثر وقعاً وقوة مسلطاً الضوء على تضارب المصالح , وليس مصلحة المرأة الرمز فحسب .. مماسيلزم راعي البقر بالعودة الى المزرعة بعد إنجاز مهمته.. وتمكن بعد جهد جهيد من إقناعه بوجهة نظره..
وكم كانت البطلة ممتنة له على الدور الهام الذي اسنده اليها.. ! امتنان بلغ حد الإزعاج, فوجد نفسه مرغماً على الإدعان امامها بارتباطه بأمرأة أخرى, ارتباطاً جدياً!.
- من هي ؟
لم تتوان عن سؤاله عنها بعد ان عجزت عن العثور على دليل قاطع يؤكد لها كلامه..غير ان جوني أبي ان ينبس ببنت شفة , حتى لا يتصدر اسم حبيبته المزعومة الصفحات الاولى من الصحف..
حافظت ميغان على الوعد الذي قطعته له, وراحت ترسل له تقارير مفصلة عن سير العمل في المزرعة, وكيفية إنفاقها لكل فلس من المال الذي وضعه تحت تصرفها...
صحيح ان رسائلها كانت تبعث الفرح في قلبه إلا انه كان يمقتها لافتقارها الى المشاعر الدافئة.منتديات ليلاس
كان جوني حريصاً على الرد على رسائلها كلها, من دون ان يجرؤ على التعدي على حقوقها محاولاً ان يستجدي منها القليل من العطف عليه..
لذا جلياً ان كل مايقوم به لاوجود له في حياتها ..ممازاد من إحساسه بصغر شأنه ..هل كانت إنجازاته كلها عديمة الجدوى في نظرها؟

منتديات ليلاس
تفادى جوني ان يأتي في رسائله , على ذكر الفيلم إلا للأشارة الى المدة الزمنية التي تفصله عن موعد عودته الى غوندامورا.. فلم يشأ البقاء لحضور حفل الاختتام , ولم يبالي مطلقاً لكلام المخرج عن موهبته النادرة...
وما إن أنهى تصوير الفيلم حتى وضب حقائبه وأسرع عائداً الى دياره في غوندامورا حيث تنتظره ميغان ماغواير.
صحيح ان حالة الأرض لم تشهد أي تحسن منذ رحيل جوني إلا ان ميغان كانت تشعر بالرضى لا ستعادة الماشية عافيتها .. فبفضل المال الذي تركه لها جوني عملت على حفر آبار إرتوازية لتأمين الماء لها , وقامت بشحن علف ذي نوعية عالية.. علاوة على ذلك, لم تواجه طوال هذه المدة أي مشاكل مع جوني , حول إدارة المزرعة ..إذ غالباً ماكان يثني في رسائله لها على جهودها.. لاشك ان مشكتها الوحيدة معه شخصية , ولن تتوصل الى حلها إلا بعد ان يلتقيا معاً من جديد..
نظرت الى ساعتها , ثم توجهت عائدة الى المطبخ لتشرب شاي الصباح.. ساعات قليلة فقط تفصلها عن موعد وصوله الى المزرعة.. وعند وصوله .. تمنت ميغان في سرها ان تتمكن من الحفاظ على رباطة جأشها لتراقب طريقة تعامله معها , فتتمكن بعدها من إعادة تقويم الوضع , وقفاً للمعلومات التي ستحاول جمعها تدريجياً!
كانت إيفلين وحدها في المطبخ , تبرش الجزر لتعد كعكة جوني المفضلة .. لاشك ان معاونتي مدبرة المنزل براندا وغيل منهمكتان في تنظيف غرفة الضيوف وتجهيزها لاستقباله...
لم تشأ ان تزعج إيفلين وتطلب منها ان تعد لها كوباً من الشاي.. ففضلت ان تتناول قطعتين من البسكويت, للتخفيف من ألم معدتها , بينما تعد الشاي بنفسها ..

Rehana 03-07-12 11:37 PM

وما إن جلست الى المائدة حاملة كوبها الساخن بيدها حتى توقفت إيفلين عن برش الجزر والتفتت نحوها بعطف:
- أنت تحبينه .. مذو رحيله وانت تبدين على غير عادتك , لماذا لا تخبرينه؟
هزت ميغان كتفيها استهاجاناً:
- أخبره؟...من... ماذا؟
مسحت إيفلين يديها , فيما بدا واضحاً من نظراتها انها تعيد النظر في الكلام الذي يجول في رأسها قبل التفوه به:
- أنا أعرفك يا ميغان منذ نعومة أظافرك وأعرف انك واقعة في حب جوني حتى أذنيك.منتديات ليلاس
لم تجد جدوى من الإنكار.
- ماالنفع مادام هو لا يحبني.
- هل تريدين مني أن اخبره؟.
صرخت ميغان مذعورة :
- إياك ان تفعلي يا إيفلين..
- لا طائلة ترجى من إخفاء مشاعرنا.
كان جوني يشعر بالاضطراب لمجرد وجوده قرب ميغان, ولم يخفف حلوى إيفلين الشهية بالجزر والقشدة المثلجة من اضطراب معدته.
حسناً .. من المؤكد ان عودته الى المنزل أثارت توتر ميغان.
منتديات ليلاس
كانت المرأتان تركزان اهتمامهما عليه بحماسة لا توصف كدليل على سرورهما العظيم بعودته ,محاولتين جاهدتين ان تملأ لحظات الصمت القصيرة بمجموعة من الاسئلة حول الفيلم.. والرحلة .. ومروره بـ سيدني لمقابلة ريك وميتش..
كان جوني يفكر في أمر ولا يعرف كيف سيعرضه على ميغان.. لقد قرر أن يطلب منها الزواج, ولكن ماذا ستكون ردة فعلها فيما لو طلب منها ذلك .. كانت هذه الفكرة تقلقه وبات مقتنعاً بأنه يريد هذه المرأة بأي شكل من الأشكال يريدها له لأبد.
كان قلبه يرقص فرحاً حين هبطت الطائرة ورأى ميغان واقفة قرب سيارة الرانج روفر تنتظر وصوله لتقله الى المنزل..
وعلى الرغم من انها اعتمرت قبعة كبيرة إلا أنها تركت شعرها الجميل منسدلاً على كتفيها وكأنها ترغب بإرضائه كامرأة .. ولم يكد يخرج من باب الطائرة حتى راحت رجلاه تنهيان المسافة التي تفصل بينهما نهباً, وكل خطوة من خطواته السريعة تنبض بالشوق!.
وكم كانت خيبة أمله عظيمة حين مدت له يدها الصلبة لتصافحه بصورة رسمية.. فلم يجد امامه سوى ان يكبح رغبته الملحة بمعانتقتها وضمها اليه.
حتى ابتسامتها كانت باردة .. فقال جوني عندها في نفسه : حسناً .. سأدعها تعتاد على وجودي في المزرعة من جديد .. فتأخذ وقتها كله لتعتاد على الاسترخاء في حضوره.منتديات ليلاس
وهاهي الآن تثرثر بلا توقف محاولة ان تبدو متألقة وطبيعية في حين أخذت إيفلين تلح عليه لشرب المزيد من الشاي. عاد جوني يفكر في هذا الموضوع الذي يسيطر على افكاره كلها.. كان الأمر أشبه بوحش خفي , يكبر , كل لحظة , أكثر فأكثر مكشراً عن أنيابه , يستعد للانقضاض عليه.. وحش شبيه بالوحش الراقد في الخزانة الذي اعتاد والداه بالتبني ان يهدداه به , كلما أساء التصرف .. غالباً ماكان جوني يؤلف القطع الموسيقية في ذهنه ليبعد شبح الوحش عنه..غير ان الموسيقى لن تبعد شبح الوحش هذه المرة ..
وتذكر في تلك اللحظة يوم جاء ريك لرؤيته, وعلى وجهه إمارات الحزن يحاول ان يجد الطريقة الأفضل ليخبره بوفاة باتريك ..عليه هو ان يقدم على مايريد وينتهى الأمر.منتديات ليلاس
- ميغان , هل لنا ان ندخل الى المكتبة؟

Rehana 03-07-12 11:38 PM

- المكتب!.
يبدو ان الأمر يتعلق بالأعمال.
- حسناً!
وهب واقفاً من مكانه ! فأسرعت إيفلين تشغل نفسها بغسل يديها متفادية النظر اليه.
مشت ميغان في المقدمة وتركته يلحق بها .. ومع وصولهما الى الشرفة التي تحيط بالساحة الداخلية الرباعية الزواية , لم تحاول الابطاء قليلاً ليتمكن من اللحاق بها , بل تابعت سيرها مستقيمة الظهر , شامخة الرأس من دون ان تتحنن عليه بنظرة خاطفة..
ولاحظ جوني ان الحمرة لا تزال تعلو خديها ,فيما كانت يداها مضمومتين..
لم تنتظره ليفتح لها باب المكتب , بل دخلت اليه لا تلتف يميناً او شمالاً وكلها ثقة من انه سيلحق بها ويغلق الباب خلفه .. وكم تفاجأ حين رآها متوجهة نحو طاولة الشطرنج بدلاً من الجلوس على كرسي والدها خلف المكتب لتستمد منها بعضاً من قوته..
منتديات ليلاس
وقفت ميغان قرب طاولة الشطرنج, ويداها مضمومتان بشدة , تتأمل الرقعة البيضاء والسوداء امامها , فتقدم جوني نحو طاولة المكتب واستند الى الجزء الامامي منها , محاولاً ان يظهر لها ارتياحاً لايشعر به.. عليه ان يطلب منها الزواج.
كم تمنى ان يكسب ثقتها.. إن كانت تثق به قليلاً..لكن الوقت ليس ملائماً .. قال لها محاولاً ان يخفف من توترها :
- لا عليك ياميغان.. لن أحاول عضك.. أريد ان أعرض عليك شيئاً.منتديات ليلاس
أرجعت رأسها الى الخلف واستدارت نحوه لتواجهه .. فبدت تعابير وجهها ممزقة في صراع داخلي , فهي تريد الهرب منه وفي الوقت ذاته تريد التقرب منه.
- ماذا تريد يا جوني؟.
جاء تصريحها الصريح مشوباً بعقدة الذنب والتحدي في آن معاً..
- علينا ان نتزوج!
أعلن لها ذلك وابتعد عن طاولة المكتب ليقف قبالتها بطوله الفارع,مصمماً على التصدي لكل محاولة منه لمعارضته..
- نتزوج!.
بدت وكأنها لا تصدق ماتفوه به!.
- قال لي ميتش إن الأمر يتطلب شهراً على الأقل .. يمكننا السفر غداً الى بورك ونوقع على الاوراق اللازمة للإشعار القانوني .
- لم يعد الناس يتزوجون بدون دافع.
صرخت في وجهه مصعوقة , وهي تصفق بيديها من شدة الإثارة.
- أتدري ماذا تطلب مني؟ لماذا تريد الزواج بي؟
- لأنك المرأة التي وضع على كاهلي مسؤوليتها...
- ولكن الناس لا يتزوجون بسبب مسؤولية وقعت على كاهلهم.
اجابها بصوت ملؤها التعاطف :
- أنا أفعل ذلك!
- إنني المسؤولة الوحيدة عن نفسي .. ولا أحملك مسؤوليتي ابداً! ريحانة
رد عليها بنبرة هادئة:
- أنت مسؤوليتي سواء أتقبلت الفكرة أم لا!
- ولكن ذلك لا يعني انك مرغم على الزواج بي.

Rehana 03-07-12 11:39 PM

وومض الكبرياء الجامح في عينيها:
- ألديك سبب يمنعك من الزواج بي؟
امتنعت ميغان عن الاجابة .. ولمح في عينيها شكا مصحوباً بالألم !
من الصعب عليها ان تتزوج شخصاً غريباًَ في الوقت الذي سيشاطرها ملكية غوندامورا الى الأبد.
- عدت ياميغان ولن تتمكني من طردي أو ارغامي على الرحيل.. فلمَ لا تقبلين؟
قاطعته بحماسة :
- لكنك سترحل.. كلما دقت فرص العمل أبوابك..
- لاشيء يرغمني على القبول بها.. يمكنني ان اتخلى عن عالم الفن في هذه اللحظة بالذات.
- قد تندم على المدى الطويل!.
- لا يمكنك ان تتنبئي بالمستقبل.. لماذا ترفضين الزواج بي؟
لم يجد جوني رداً على سؤاله هذا إلا في اعتقادها الراسخ بأنه سيرحل بعيداً..
- أعلم ان غوندامورا هي محور عالمك.. وهي جزء هام من عالمي,, ونحن الى ذلك نشكل ثنائياً.منتديات ليلاس
- الزمان والعشرة كفيلان بتحقيق مايتعدى الانسجام خاصة عندما نرزق أطفالاً.
- كلا.
منتديات ليلاس
وراحت تذرع المكان جيئة وذهاباً , وفي داخلها طاقة عنيفة تمنعها من الوقوف ثانية في مكانها, وقد ضمت ذراعيها الى صدرها لتضبط نفسها وتصده عنها في آن معاً..
كانت نيران الغضب تتأجج في داخله ..كيف خيل اليها أنه قد يرحل بعيداً لمتابعة أعماله ويتركها وحدها في هذه الأراضي الشاسعة؟
رمته بنظرة موزونة:
- قلت لي إنك تعتبر غوندامورا موطنك..
- لمَ لا نؤسس عائلة ياميغان؟ لم َ تعترضين على الزواج بي؟
- إن قبلت الزواج بك, هل ستتركني وحدي وتذهب بالتزاماتك في الخارج؟
كانت ميغان تجد في مهنته عائقاً من الصعب تجاوزه, على الرغم من انه تمكن من إقناعاها بإجحاف احكامها المسبقة عليه..
- في حال قررت السفر في رحلة عمل, سأصطحب عائلتي معي.منتديات ليلاس
- كلا!.
وتوهج خداها من شدة اعتدادها بنفسها..
- أرفض المنافسة..
وتوقفت فجأة عن الكلام وفي عينيها عاصفة من المشاعر العنيفة..
- منافسة من ؟
- النساء من حولك!
خرجت الكلمات من فمها بعد ان عجزت عن كبحها ! فهو برأسه استهجاناً..ألا تعي بعد أنها المرأة الوحيدة التي يتمناها ؟
وأدرك في الحال مدى ضعفها وهي تقاوم للبقاء على الأرض الوحيدة التي تشعر بالأمان فيها!
قال لها برقة محاولاً إزالة مخاوفها :
- لا شيء يدعوك لمنافسة أحد.
نظرت اليه بعينين مشوشتين بالارتباك فتقدم نحوها وهو يومئ بيديه إيماءة مغرية..منتديات ليلاس

Rehana 03-07-12 11:41 PM

- يمكنك الوثوق بي ياميغان..أقسم بأن أخلص لك إن وافقت على الزواج بي.
بقيت مسمرة في مكانها , ترفرف بعينيها وكأنها تعجز عن كبح رغبتها بتصديقه.
رفع يديه يداعب خدها بأصابعه وقال:
- أعدك بأن تبقى غوندامورا موطناً لك.. لكن إن طلبت منك بين الحين والآخر , مغادرتها لمرافقتي الى مكان ما, فهل تملكين الشجاعة الكافية للإقدام على ذلك ميغان؟
- هذه حياتي ياجوني ولا تطلب مني ان اتخلى عنها, وإلا اصبحت أشبه بسمكة خارج الماء.. وأنا أكره ذلك..
أمسك بوجهها بين يديه, مرغماً إياها على النظر في عينيه وقد صمم على حل هذه المسألة:
- أظن ان كلامك نابع من خوفك .. جل ما تحتاجين اليه هو القليل من الإيمان .. ثم حقيقة لا يمكننا تجاهلها وهي ان الواحد منا متعلق بالآخر تعلقاً شديداً , تعلمين جيداً ان الزواج يبنى على العطاء المتبادل وليس على شروط تقيد علاقتنا كزوج أو زوجة,إن لم تقضي عليها , ماعليك سوى ان تمنحينا فرصة!
أنزل يديه عن وجهها وتراجع قليلاً الى الخلف ثم تابع يقول:
- فكري في الأمر ياميغان.. ولنحاول ان نبذل قصارى جهدنا لإنجاح هذا الزواج ..أنتظر ردك صباح الغد..
- مهلاً!.
أمسك جوني مقبض الباب يفتحه حين اخترق صوتها الصمت العميق المخيم عليهما.. فصرّ على أسنانه والتفت نحوها ليمنحها على مضض دقائق اخرى, مع انه لم يكن مستعداً للمضي في الجدال, إنه يريد منها ان تقبل الزواج .. لماذا لا تفهم هذه المرأة ان مشاعره تجاهها أقوى منه.
كانت تفرك يديها بعضهما ببعض من شدة التوتر, فيما خيم الخوف على نظراتها.. خوف وجده جوني مؤلماً .. لم يفعل أي شيء ليؤذيها .. ولن يفعل ذلك ابداً..
ابتعلت ريقها بصعوبة وكأن أفكاره تزعجها..
- اللعنة ياميغان ..ألا ترين..
- سأمنحك فرصة!
- فرصة!
- قبلت الزواج بك!.

نهاية الفصل الثامن

زهرة منسية 04-07-12 12:09 AM

يسلمواااااا ريحانتى بس ما عجبنيش طريقة جونى فى طلبه امن ميغان الزواج
وكمان فى واحد يكون بيحب واحدة ويقولها "لأنك المرأة التى وضع على كاهلى مسؤوليتها"
بصراحة مش معقول أبداً
موفقة حبيبتى .....موووووواه

imani 04-07-12 11:03 PM

تسلم ايديك على مجهودك الجميل
الرواية كتيييييييير حلوة............ الحلو ما يجيب الا الحلو
ايديك لازم تلتف بالورد والحرير.....ويعطيك الف عافية:4redf54r::4redf54r::4redf54r:

imani 06-07-12 03:30 PM

الرواية كتيييييييييييير حلو .........بس من جد لاتتاخري علينا .. انا عارفة اني بطلب منك مجهود اكبر ........بس عشمي فيك كبير ...وشكرا الك دائما :0041:

Rehana 06-07-12 08:15 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهرة منسية (المشاركة 3133361)
يسلمواااااا ريحانتى بس ما عجبنيش طريقة جونى فى طلبه امن ميغان الزواج
وكمان فى واحد يكون بيحب واحدة ويقولها "لأنك المرأة التى وضع على كاهلى مسؤوليتها"
بصراحة مش معقول أبداً
موفقة حبيبتى .....موووووواه

الله يسلمك زهووري
ولا انا ماعجبنيش .. هههههههه

شكرا على تعليق الحلووو :lol:

Rehana 06-07-12 08:24 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة imani (المشاركة 3133973)
تسلم ايديك على مجهودك الجميل
الرواية كتيييييييير حلوة............ الحلو ما يجيب الا الحلو
ايديك لازم تلتف بالورد والحرير.....ويعطيك الف عافية:4redf54r::4redf54r::4redf54r:

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة imani (المشاركة 3135266)
الرواية كتيييييييييييير حلو .........بس من جد لاتتاخري علينا .. انا عارفة اني بطلب منك مجهود اكبر ........بس عشمي فيك كبير ...وشكرا الك دائما :0041:

الله يسلمك يارب
تسلمين على الكلام الحلووو اماني
ان شاء الله ياعيوني .. هلا لعيونك الحلووو راح انزل فصلين ^^
والعفووووو..

Rehana 06-07-12 08:28 PM

9- ثقي بي!

http://img340.imageshack.us/img340/2156/do6.gif
- هل تقبلين يا ميغان ماري ماغواير بهذا الرجل...
فيما كان الكاهن يتلو النذور التقليدية بوقار يتلاءم مع المناسبة , وجدت ميغان نفسها في حالة من الذهول لاتصدق مايدور حولها.. أتراها تحلم أم أنها مرتدية فعلاً ثوب الزفاف وتستعد للتفوه بالكلمات التي ستجعل منها زوجة جوني؟
هذا الرجل .. هذا الرجل الذي طالما تاقت توقاً شديداً اليه.. هذا الرجل الذي كان زواجها به أشبه بنزوة شباب, أكثر منه حقيقة ملموسة.. هاهو يقف الى جانبها على العشب الاخضر في الساحة الداخلية , في حضور جميع المقيمين في المزرعة وأفراد عائلتها والأصدقاء المقريبين منه الذي جاؤوا جميعاً ليكونوا شهوداً على هذا الزواج..
صحيح ان حلمها تحول الى حقيقة , لكنها تمنت لو ان والدها كان حياً يرزق ليسلمها الى عريسها.. لعلع روحه تحوم حولهم في تلك اللحظة!
لاشك ان وصيته أشعلت فتيل المشاعر في احشائها فتفجرت المشاعر الدفينة لتثمر عن علاقة محمومة.. ليت الفرصة سنحت لها لتتأكد من حب جوني فتكون أسعد عروس على وجه الأرض... ولكن الخوف سيطر عليها وتمنت في قرارة نفسها ان تسير الأمور على خير ما يرام لتتمكن من التكيف مع قرارها.
نظر الكاهن اليها يترقب , فقالت له :
- نعم.
- هل تقبل ياجوني إيليس بهذه المرأة ..منتديات ليلاس
منتديات ليلاس
كانت ميغان واثقة تمام الثقة من رده ..إذ لم تكد تبلغه بموافقتها على الزواج به حتى بدأ بالاستعداد لحفل الزفاف, رافضاً الاكتفاء بزواج مدني سريع في دار البلدية ومصراً على إقامة حفل يليق بالمناسبة, في حضور الأشخاص المقربين منها.. وهل من مكان أفضل من غوندامورا موطنهما معاً لإضفاء طابع شخصي وحميم على الاحتفال؟
من جهته , تعهد ريك بالتقاط الصور كافة , بغية نشر عدد منها في الصحف والمجلات , ليعلم الجميع بأمر زفافه .
اعترضت ميغان في بادئ الأمر, على فكرة نشر صور لها , عروس جوني إيليس في انحاء العالم كله, فتصبح بالتالي جزءً أساسياً من الآلية الإعلانية التي تحيط مهنته..إلا أن رده أسقط حججها كلها..
- لا اريد إخفائك عن العالم أو زجك في منافسة من أي نوع كانت.. فأنت أجمل النساء في نظري .. وأريد أن تعلم الأخريات هذه الحقيقة.. حقيقة زواجي بك..
لم تخل يوماً نفسها جميلة.. أو شبيهة بالنساء اللواتي يعاشرهن..
أتراه قال لها ذلك لإزالة الرعب الذي اعتراها من إمكانية مقارنتها بهن؟ في مطلق الأحوال, كانت ميغان تتمنى ان تكون عند حسن ظنه لاسيما في يوم زفافهما.. فطلبت من لارا التي كانت عارضة أزياء شهيرة , أن تساعدها في اختيار ثوب الزفاف.. فانتقت لها ثوباً من الحرير العاجي مزين بشرائط تتدلى منها حبات اللؤلؤ, لتتمكن من تزيين عنقها بعقدها اللؤلؤ , ورأسها بطرحة طويلة معلقة بتاج مرصع باللؤلؤ..منتديات ليلاس

Rehana 06-07-12 08:30 PM

قالت إيفلين والدموع تترقرق في عينيها إنها تبدو أشبه بأميرة ..أميرة يفتخر بها والدها..جل ماتمنته ميغان في تلك اللحظة هو ان يفتخر بها جوني..قال بحزم:
- نعم.
وتبادلا الخاتمين الذهبيين اللذين اختارهما بنفسه..أحست ميغان بفرح عظيم حين أبدى استعداده لوضع الخاتم ايضا كرمز على التزامه بهذا الزواج.
خلال الشهر المنصرم كرس جوني وقته كله لإنجاز الاعمال المتراكمة في المزرعة ساعياً ليثبت لها اهتمامه الجدي بها, فجاء باقتراحات عديدة لتحسين الوضع, يمكن أخذها بعين الاعتبار بعد ان يتحسن الطقس, ولكن كم الوقت قد يمضي في هذا المكان قبل ان تناديه اعماله ليسافر بعيداً؟ وكيف سيتمكن من التأقلم مع هذا النمط من العيش؟
كفى عن التفكير في هذا الموضوع ياميغان..ريحانة
- أعلنكما زوجاً وزوجة!
ورأت جوني يبتسم لها فيما تناهت الى مسمعها طقطقة آلة التصوير...
أخذ قلبها يتخبط بين ضلوعها من شدة لهفتها الى القبلة المنتظرة! فوجدت صعوبة في رسم ابتسامة على ثغرها وذهنها مشغول يحاول ان يدرك حقيقة التعابير البادية في عينيه..
أتراه يستحسن شكلها الجميل؟ أم أنها نشوة النصر بعد ان أرغمها على الخضوع لمشيئته, مع انه تفادى اي اتصال حميم بينهما قبل الزفاف؟
في مطلق الاحوال , لم يغفل عنها توقه الشديد اليها, وفرحه الكبير بالوعد الذي قطعته امام الله والناس على ان تكون له الى الأبد..
منتديات ليلاس
بعدان ان وقعا معاً على وثيقة الزواج احتشد الجميع حولهما ليقدموا لهما التهاني متمنين لهما حياة سعيدة..
اما أختاها فأعربتا عن فرحتهما الكبيرة لزواجها من جوني من دون ان تنتقدا تصرفها المتهور ..فالحب قادر بنظرهما على قهر المصاعب وسيكتب لزواجهما النجاح حتماً..منتديات ليلاس
غير ان الحب الوحيد الوحيد الذي كانت ميغان واثقة منه هو حب جوني لهذه الأرض التي حولته الى انسان جديد.
بعد الانتهاء من مراسم الزواج شارك الجميع في حفل شواء حافل علقت خلاله الأضواء الملونة على اشجار الفلفل, كما جرت العادة خلال عيد الميلاد, وساد المكان جو من الفرح والقيت الخطابات وغنى جوني على وقع موسيقى الغيتار أغنية ألفها خصيصاً لها , إنها أغنية (العودة الى الوطن ) التي حركت مشاعر الجميع بمن فيهم ميغان التي تمنت لو كانت كلمات الأغنية تعبر عن أحاسيسه الحقيقية..
أمام هذا المشهد وجدت لارا نفسها تدعوه للمشاركة في حفل خيري, سيقام في سيدني , من أجل إعانة المناطق التي تعاني من الجفاف.
- من المؤكد ان اسمك سيجذب عدداً كبيراً من الناس ياجوني .. سيقام الحفل بعد شهرين تقريباً .. وبدأنا العمل على تحديد المواعيد للفنانين الذين نأمل مشاركتهم فيه.. فهدفنا الأساسي هو ان يكرسوا موهبتهم للقضية .
اعتذر منها بطريقة لبقة :
- إنني عازم على الابتعاد عن الأضواء في الوقت الحالي!
ادركت ميغان في الحال انه يفعل ذلك من اجلها, فأسرعت تقول له:
- لا بأس ياجوني.. يمكنك المشاركة في الحفل إن كنت ترغب في ذلك .ريحانة
قطب جوني جبينه وقد أربكته لهفتها الى رؤيته يلعب دور النجم الصاعد من جديد..فاستطردت تقول محاولة ان تثبت له مدى استعدادها للتعامل معه بانصاف :

Rehana 06-07-12 08:37 PM

- ستخصص أرباح الحفل لإعانة أناس بأمس الحاجة للمساعدة..
- لكن الحفل سيقام بعد شهرين ياميغان .. لا أستطيع تركك لوحدك؟
- يمكنني مرافقتك.
كانت ميغان مصممة على ألا تبدو أنانية في نظره ..علاوة على ذلك سيقام هذا الحفل في أوستراليا وليس خارجها مما يعني ان غيابها عن المزرعة قد لا يدوم أكثر من أسبوع أو أسبوعين كحد اقصى.
- ستتاح لي الفرصة لشراء بعض الحاجيات.
تدخلت لارا قائلة:
- وسأصطحبك الى افضل المتاجر فيها , لنستمتع بالتسوق معاً.منتديات ليلاس
- يمكنني مرافقتكما. وافقتهما كاترين الرأي وهي تبتسم لـ ميتش الذي كان يحمل طفلهما بين يديه مزهواً به.. وتضرعت ميغان الى الله في سرها ليجعل جوني من أوستراليا مقراً دائماً له..
- بشأن الحفل الموسيقي يالارا ..هلا ارسلت لي الأوراق اللازمة لأطلع عليها وأعلمك بعدها بقراري؟
لم يكن وعده قاطعاً ..فاحست ميغان بخيبة الأمل وقد تعذر عليها الفوز بموافقته ..فصممت على ان تكتشف السبب الكامن وراء تحفظه هذا..
ثمة امور كثيرة تجهلها عن جوني مع انها تعرفه منذ نعومة أظافرها إلا أنها واثقة من انه أكثر الرجال وسامة في عالمها , ويخطف الأنفاس في بذلته الرسمية السوداء..
إنه الآن زوجها في السراء والضراء وعليها ان تكف عن القلق بشأن السمتقبل وتحصر اهتمامها كله بليلة الزفاف التي ستمنحه خلالها نفسها بكليتها.
غداً صباحاً يغادران المزرعة في رحلة شهر عسل الى برومي تدوم اسبوعاً بكامله..اسبوع من الحب والأوقات السيعد..
أرادت ميغان ان تثبت له هذا المساء أ علاقتها به لا تقتصر على لحظات من السعادة الفانية التي قد تساعدها على نسيان همومها ,إنها تريده بكل جوراحها ولا تريد احداً سواء..
حاولت ان تنقل له هذه الرسالة بينما كان ريك يساهما على اتخاذ الوضعية الملائمة للصورة التذكارية..منتديات ليلاس
كان الليل قد ارخى ستاره .. وآن الوقت ليتفرق المدعوون فاحتشدوا جميعاً في البقعة التي اختارها ريك لالتقاط الصورة بعيداً عن المباني .
منتديات ليلاس
فأوقف ميغان قبالة جوني ممسكة بيديه وخلفهما مشهد طبيعي مظلم تعلوه السماء المتلألئة بالنجوم..
وقف العروسان ينتظران ريك لينسق الإضاءة ,فراح جوني يمازحه حول عين الفنان الدقيقة, وقد بدا سعيداً للغاية بالتعاون مع صديقه القديم ليطبق الفكرة التي رسمها في ذهنه.
رفع ميتش عينيه الى السماء المضاءة بالنجوم ثم قال هامساً بنبرة مفعمة بالإجلال:
- إنها تضاهي أكثر الكنائس عظمة..فهمت الآن سبب فوزك بتلك الجوائز التصويرية كلها يا ريك.
اجابه ريك:
- لاشك ان الطبيعة تضاهي كل ماهو مخالف ..أريد أن التقط لهما صورة تنم عن البدائية وتدل على ايمان الإنسان بأخيه الإنسان في مواجهة مجاهل أواستراليا الكئيبة..
احست ميغان بقشعريرة تسري على طول عامودها الفقري وقد أدركت حقيقة هذه الكلمات المتسمة بحدة الملاحظة, ورفعت عينيها لتقابلا عينيه الثاقبتين اللتين كانتا تحفران في قلبها رسالة حاسمة ..(ثقي بي)
لم تسمع طقطقة آلة التصوير التي التقطت جيشان عواطفها وتفجر رغبتها الشديدة بالإيمان بأن زواجهما سيتخطى كل العقبات التي قد تضعها الحياة في طريقهما, فينمو ويزدهر في موطنها غوندامورا .. ذلك الموطن الذي تتمنى ان يشعر جوني وأولادها بانتمائهم اليه..
بقيت هذه المشاعر الجياشة تتخبط في داخلها الى ان اصبحا لوحدهما في غرفتهما ..فزال خوفها واضطرابها واحست وكأن كل قبلة ولمسة منه تحمل معها بهجة كبيرة لاتحادهما معاً في ظل توق عميق لكل ماقد يمنحه واحدهم للآخر من متعة...إنهما زوج و زوجة .. وفي الليلة زفافهما هذه تركت الحقائق الأخرى منسية , ليرفع النقاب عنها في حينه.منتديات ليلاس


نهاية الفصل التاسع

Rehana 06-07-12 08:40 PM

10- سر من الماضي
http://img340.imageshack.us/img340/2156/do6.gif


كان شهر عسلهما في منتهى السعادة , أسبوع بكامله في برومي , نهاره حار وليله منعش, بعيداً عن مشاكل غوندامورا.. لايفكران إلا بالانجراف وراء نزواتهما المتهورة حيثما حملتهما..
وتحولت علاقتهما الى نوع من الإدمان بالنسبة الى ميغان..فجوني عاشق بارع. يرغب بها بكل جرواحه.. وكلما لمحت في عينيه بريق اللهفة أسرعت تشعل فتيلها , فتمتلئ بالرضى وهو يأخذها بعدها بين ذراعيه ويعانقها عناقاً طويلاً..
لم يقل لها يوماً إنه يحبها , وأبت ميغان ان تعترف له بما يخالجها نحوه من مشاعر , منذ زمن بعيد ..إنه يبذل كل مابوسعه ليكون زوجاً صالحاً , ويوفر لها كل مصادر السعادة.منتديات ليلاس
بعد عودتهما الى غوندامورا شغل جوني نفسه بالاعتناء بالماشية , فراح يرافق العمال أينما ذهبوا للقيام بالأعمال الروتينية, ويعود عند المساء راضياً كل الرضى عما أنجزه.
أما هي فبدأت تشعر بغثيان صباحي ولما تكرر أجرت فحصاً للحمل فتبين انها حامل.. لم تصدق انها قد حملت بطفل بهذه السرعة.
حارت ان تخبره الآن أم تؤجل الموضوع ولكن ايفلين التي كانت قد لاحظت حالتها سألتها في احد الايام :
- هل اخبرت جوني بأمر حملك.
دهشت ميغان فكيف عرفت ايفلين بهذا.

Rehana 06-07-12 08:41 PM

قالت لها ايفلين :
- رأيت حالات كثيرة .. لذا يكون صعباً عليّ اكتشاف حملك ..هذا الغثيان الصباحي وكرهك لبعض الأطعمة..اخبري جوني بالأمر فسيسر كثيراً.
كان القلق يسيطر على ميغان:
- ولكن ماذا إن كان لا يرغب في الاطفال بهذه السرعة.ريحانة
قالت إيفلين :
- أرغب في هذا الطفل أم لم يرغب فهو الوالد ولا اظنه بعد كل ماعاناه سيرفض طفله..لحمه ودمه.
دخل جوني في هذه الاثناء على ميغان وأيفلين ولاحظ انه قاطع حوارهما فسأل :
- هل أقاطعكما؟.
قالت إيفلين :
- لا ابداً .. ولكن لدى زوجتك خبراً سيسرك ..سأخرج الآن وادعكما.
بعد مغادرة ايفلين نظر نظرة طويلة الى ميغان فرأى القلق على وجهها .
- ماذا هناك؟ هل أنت مريضة؟
نظرت اليه وقالت:
- إنني حامل .. ربما كان عليّ ان اتخذ بعض الاحتياطات فلا اظنك تريد طفلاً بهذه السرعة؟
تقلبت ملامح جوني مابين عدم التصديق والسرور ثم اقترب منها وحملها بين ذراعيه ودار بها مسروراً.
- انت حامل؟ هذا أعظم خبر اسمعه ..ياإلهي أنا سأصبح أباً.
أنزلها على الأرض ثم قال لها :
- عليك ان تستريحي , يجب ألا تتعبي نفسك أنا سأحاول القيام بجميع الاعمال..أما أنت فعليك الراحة.منتديات ليلاس
ضحكت ميغان وقالت له:
- الحمل ليس مرضاً.
- لا اريد نقاشاً في هذا الموضوع..الراحة للأم والعمل للأب.
منتديات ليلاس
لم تستطع ميغان ان تنكر النزاهة المطلق بشراكتهما, لاسيما وان حياتهما بقيت هائنة الى ان عكر صفوها الحفل الخيري التي دعته لارا للمشاركة فيه, خلال الزفاف , فبعد ان أرسلت له الأوراق اللازمة ليطلع عليها , ثارت ثائرة ميغان من تردده في اتخاذ قرار بهذا الشأن, مدركة تماماً الإدارك ان ردة فعلها السلبية حيال مهنته, هي السبب في معارضته الفكرة.
فلم تجد امامها سوى ان تعمل على تغيير موقعها السابق, فتحاول إقناعه بأن إعانة المناطق المصابة بالجفاف هي أفضل قضية يمكنه ان يكرس موهبته من أجلها, خاصة وانه بات مرتبطاً بهذه الأرض.منتديات ليلاس
ولم تتوقع أبداً أن يؤدي الاتفاق الذي توصلا اليه خلق خلاف بينهما..إذا لم تمض أيام قليلة حتى ارسلوا يطلبون موافقته على إجراء مقابلة معه في غوندامورا, ولكنه رفض ذلك بشدة..
حاولت ميغان حثه على الموافقة فقالت له:
- قلت إنك لا تريد إخفائي.
- لا اريد إخفاءك بل حمايتك..لا تملكين أدنى خبرة في التعامل مع رجال الصحافة , ومن الممكن ان يحولوا كلامك ليؤلفوا قصة على هواهم.
- ولكنني أملك معلومات وافية عن مشكلة الجفاف.
- لا اظنهم يسعون وراء تحقيق صحفي حول الجفاف.منتديات ليلاس
لم تصدقه .. وخطر لها انه لايريد ان يسلط الأضواء عليها, ولم يمض على زواجهما إلا فترة قصيرة..غير أنها وجدت أنه من الأفضل ان يواجها الأمر ويخطيا هذه العقبة في أقرب فرصة ممكنة..
علاوة على ذلك, كانت واثقة تمام الثقة من أن الصحافية ستعطي الناس فكرة واضحة عن المشاكل التي تعاني منها البلاد..
لم يخال ان الأمر سيلحق بها الأذى؟ ماالذي يريد ان يحميها منه؟.

Rehana 06-07-12 08:43 PM

قال لها وقد ضاق ذرعاً بعنادها:
- لايمكنك ان تملي على الصحافيين ماينبغي عليهم كتابته ..إن المقابلة الوحيدة التي يمكنك التحكم بسيرها هي تلك التي تعرض مباشرة على الهواء, علماً انها تحتاج الى تمرين طويل لتصبحي بارعة فيها..
جل ماشعرت به ميغان هو انه لايريد ان يتقاسم معها هذا الجزء من حياته..كان جوني إيليس نجماً صاعداً ومعبود الجامهير.. ومن الأفضل ان تبقى زوجته بعيداً عن الواجهة..منتديات ليلاس
في سبيل سد الثغرة التي نشأت بينهما, وافق جوني على إجراء المقابلة في غوندامورا ..فجاء عنوان المقالة ( إنقاذ عروس في مجاهل أوستراليا ) وتضمن الصورة التذكارية التي التقطها لهما ريك ليلة الزفاف..
والغريب في الأمر هو انهم لم يأتوا على ذكر مشاكل الجفاف إلا للإشارة الى الأموال التي استثمرها جوني إيليس في غوندامورا بغية إنقاذ مزرعة الماشية.. أما المقاطع الأخرى من المقالة , فتناولت مهنة جوني ومشاريعه المستقبلية بعد ان ارتبط بالأرض..
كرهت ميغان المقالة والشكوك التي زرعتها في رأسها , وتجاهلها التام للأمور الهامة التي تحدثت مع جوني بشأنها .. فقالت له غاضبة:
- كيف تستطيع ان تتحمل ذلك؟
- ألست انت من اختار ان يغزو رجال الصحافة حياتنا الخاصة لتلمسي الحقيقة بنفسك؟ لا أصغيت إليّ الآن؟
لزمت ميغان الصمت فيما أخذ جوني يشرح لها الخطة التي وضعها والأسباب التي دفعته الى ذلك ..
فلم تجد امامها سوى ان تقبل بها, نظراً لأنها حامل , وجدول مواعيده حافل بالتمرينات, والحملات الدعائية التي ستجذب عدداً أكبر من المعجبين.
منتديات ليلاس
وهاهي تنعم بالغنج والدلال في منزل ريك ولارا في بالمورال بيتش, بينما جوني ان ينزل في جناح فخم في احد الفنادق الراقية في المدينة, بعد ان آمنوا له عدداً وافياً من الحراس الشخصين لإبعاد الفضوليين ومرافقته حيثما ذهب.منتديات ليلاس
ذهبت ميغان للتسوق مع لارا وكاترين واستمتعت كثيراً بالتنقل في ارجاء المدينة على هواها ..غير ان الشوق الى صحبة جوني وصدره الحنون كان يقض عليها مضجعها..
من جهته حرص جوني على الاتصال بها يومياً على هاتفها الخلوي, علىّ ذلك يزيل إحساسها بأنه يحاول إبعادها من حياته.. ولكن من دون جدوى..
لم يكن حديثه معها يتخطى حدود الاطمئنان على حالها, والسؤال عن الأماكن التي قصدتها والأغراض التي ابتاعتها..فخيل اليها ان يقلل من شأن نشاطاته عمداً, ظناً منه أنها لا تكترث لها.. وكلما الحت عليه ليتحدث عنها , صدها رافضاً السماح لها بمشاطرته شؤونه..
خلال إحدى المكالمات الهاتفية , انفجرت في وجهه ساخطة:
- هل سيبقى الوضع على ماهو عليه ؟ كل واحد منا في مكان.
خيم صمت مشوب بسخرية لاذعة عليهما..ألم تكن واضحة معه منذ البداية, حين أبت زجها وزج أولادهما في حياته المهنية,ملّحة عليه ليكرس لهم مكانة منفصلة عنها؟ إلا أنها كانت تأمل ان تنقل غرسة المودة التي ترسخت جذورها في غوندامورا خلال الشهرين الماضيين لتزرعها في مكان آخر.. لعله لا يجد ضرورة لذلك!
لعنت ميغان في سرها موقفها العنيد , مدركة ان ظله لايزال يسيطر على تفكير جوني , على الرغم من محاولاتها الحثيثة لتثبت له أنها إنسانة مختلفة..

Rehana 06-07-12 08:44 PM

توترت اعصابها وهي تنتظر رده, آملة ان يقول لها شيئاً يهدئ من روعها قليلاً , فتتوقف عن القلق..
- كلا.. لن تبقي حاملاً الى الأبد ياميغان..
كانت نبرة صوته خير دليل على نفاد صبره وانزعاجه من طبعها النكد:
- قلت لك من قبل إنني حاول أن أجنبك ضغوطات قد تسيء اليك ..أسبوع واحد بعد ونعود الى منزلنا , اتفقنا؟
بدا كلامه منطقياً للغاية إلا ان ذهنها المرهق أوحى اليها بأن جوني يظنها عاجزة عن مجارة متطلبات مهنته..ففضل الانفصال عنها مؤقتاً حتى لا يتكبد عناء رعايتها واستدراك اخطائها النابعة من افتقارها للخبرة.. ممايعني انها قد تعيق عمله بدلاً من تسهيله, خاصة وانه عازم على إظهار أفضل ماعنده..
وإذا أدركت مدى أنانيتها ,قررت ان تنسى الأمر , وتبذل جهدها لتتعلم كيفية التعامل مع هذا الوسط , إن تواجدت فيه مرة ثانية, والإصغاء الى كلامه بدلاً من مجادلته لفرض رأيها..
بقي تشديد جوني على مسألة حملها يتردد في رأسها.. فالطفل مهم جداً بالنسبة اليه ..وعلى الرغم من ان زواجهما بدا لها متيناً في غوندامورا , احست ميغان وكأنها تعيش في جنة مزيفة , وتمشي فوق رمال متحركة, لا تعرف متى تبتلعها.
كان ريك ولارا يستمتعان كثيراً برؤيتها تتابع مقابلاته التلفزيونية والإذاعية , وتقرأ كل ماينشر عنه في الصحف, ظناً منهما انها مهووسة بحب زوجها الشديد .. ولم يخطر على بالهما قط ان قلقها الداخلي كان يدفعها للتأكد من كل كلمة قد يتفوه بها عنها..منتديات ليلاس
في معظم الأحيان كان جوني يتهرب من الأسئلة المتعلقة بحياته الخاصة, ويتحدث بشغف غريب عن أوضاع المزارعين والرعاة, الذين عملوا في الأرض , على مر الأجيال وأفادوا من عملهم الأوستراليين جميعاً.. وذكر جوني الناس بالأغاني والقصائد التي تتناول قساوة الحياة في الريف وثقافة البقاء التي تعتبر جوهر الوطنية..
علق ريك بإعجاب واضح فيما كانوا يشاهدونه يغني, في احد البرامج المحلية :
كلمات أغانيه تصيب القلب إصابة مباشرة.
منتديات ليلاس
أقرت ميغان في سرها بأن كلامه صحيح..فهي تصيب قلب المذيعة التي اخذت تتلوى من شدة انجذابها نحوه..
كم بدا وسيماً وصادقاً وهو يغني بصوت ملؤه الإغراء , وتنبعث منه جاذبية مثيرة جعلت تلك المرأة المعروفة بصلابتها وقوتها تذوب رقة أمامه..
كان بإمكانه ان يختار المرأة التي يريد ليتزوجها بها .. ولكنه لم يفعل.. وقرر عوضاً عن ذلك الزواج بها.
مع حلول الليلة المنتظرة, اخذت المشاعر تتخبط في داخل ميغان..كانت لارا عضواً في المجلس الخيري, وتمكنت من الحصول على بطاقات تخولهم الجلوس في المقاعد الأمامية من الصف الرئيسي المواجه لخشبة المسرح.
- ثمة حاجز يفصل بينه وبين الجنون الذي قد يصاب به الحاضرون.
- جنون؟
- ألم تحضري حفلاً موسيقياً من قبل ياميغان؟
- كلا.
- غالباً مايحاول المعجبون التسلل الى المنطقة المحاذية لخشبة المسرح خاصة حيت تبلغ الحماسة منهم مبلغاً,,أؤكد لك اننا سنكون في أمان في مقاعدنا..
أمان ..أثارت هذه الكلمات توترها .. ولم تكد تجلس في مكانها , في القاعة الضخمة التي كانت تضج بالآلآف من المعجبين الشديدي الحماسة حتى أدركت حسن اختيار لارا للمقاعد..

Rehana 06-07-12 08:46 PM

وما إن اعلنت أول فرقة موسيقية المسرح حتى راح المعجبون يصرخون مع الموسيقى الصاخبة وهم يقفزون في اماكنهم كأنهم أصيبوا بمس..
إنه أفضل درس قد تتعلمه ميغان حول حياة جوني ..كانت تعلم جيداً انه قد قام بحفلات عدة في الولايات المتحدة و أوستراليا.. فهو فنان بارع في حقل الموسيقى بلغت أقاصي العالم وجعلته يكتسب هذه الليلة مكانة النجم الاول الذي سيختم الحفل , بعد ان يلهب المشاعر.
مع تقدم ساعات الليل اضطر الحراس الى منع بعض المعجبين من الصعود الى المسرح, فيما نقل البعض الآخر الى الخارج للحصول على العناية الطبية اللازمة, بعد ان فقدوا وعيهم من شدة الازدحام او الإثارة.منتديات ليلاس
قبل ان يظهر جوني على المسرح, تمكنت فتاة شعرها طويل أشقر مرتدية فستاناً أحمر قصير من الصعود الى المسرح لتدس شيئاً في يد المغني الذي كان يستعد للمغادرة ,قبل ان تفر هاربة من وجه الحراس.
قالت لارا بنبرة جافة:
- يالها من فتاة مهووسة..لاشك ان الحراس سيعثرون عليها خلف الكواليس بعد انتهاء العرض.
أحست ميغان بالارتياح لأن الفتاة لم تستهدف زوجها, مع إنها واثقة تمام الثقة من انه لن يمن عليها حتى بنظرة ..فكلامه عن المعجبات المهوسات بفنه أكد لها انه لا يستغل شهرته لتحقيق مآربه الشخصية.
أتحتاج الى المزيد من الأدلة عل مدى افتتان النساء به؟ كان اضطرابها قد بلغ أوجه وهي تنتظره ليظهر على خشبة المسرح ويؤدي أغانيه امام هذا الحشد الهائل من الناس.
منتديات ليلاس
أكد جوني لنفسه بينما كان ينتظر أعضاء الفرقة الموسيقية ليخلوا المسرح, انها الحفلة الموسيقية الأخيرة التي سيشارك فيها.. كان الشبان يتبخترون, متباهين بالتجارب الجامحة مع موسيقاهم, مستمتعين بهيجان الجمهور الشديد الذي لم يلبث ان خمد كدليل على ان الأمر يتعلق بالموسيقى والحدث يحد ذاته, وليس بشخصهم..
شعر جوني بنفور من هذا النمط من الحياة آبياً العودة مجدداً الى غرفة الفندق الموحشة.منتديات ليلاس
غداً يعود مع زوجته الى غوندامورا, حيث الجميع يحبه لشخصه.. عليه ان يرمي المشاعر المكتلفة وراءه ويؤسس عائلة يسودها الحب.. لاشك ان ميغان ستسر بقراره هذا, لاسيما وانها لا تتحمل مشقات العيش تحت الاضواء..
- أحمل شيئاً لك ياجوني.
ودس مغني الفرقة صورة في يده وهو يغمزه بعينه..
- إنها شقراء مثيرة ترتدي فستاناً احمر قصيراً .. وصدرها عارم.
هم جوني برمي الصورة بعيداً حين سمع الشاب يضيف ساخراً:
- نعم! طلبت مني ان أقول لك إنها شقيقتك التي أضعتها منذ زمن بعيد.. لا تضيع الفرصة ..إنها فتاة رائعة!
شقيقته التي أضاعها منذو زمن بعيد! وقع الخبر عليه وقع الصاعقة ! أيعقل ان تكون والدته قد انجبت طفلاً سواء؟ لم يعد يذكر أي شيء عن طفولته .. ولم يأتِ احد على ذكر شقيقته أمامه.. لعل عائلة ما تبنتها وهي لا تزال طفلة رضيعة .. مما يعني انها بلغت الآن السادسة والثلاثين من عمرها !.
حدق جوني في الصورة , فأدرك انها ليست فتاة مراهقة , بل امرأة في عقدها الثالث ولاتشبهه بتاتاً .. ربما كانت من والد آخر .. شقيقته التي أضاعها منذ زمن بعيد!.

Rehana 06-07-12 08:48 PM

أحس يتشنج في معدته! لم يخطر على باله يوماً ان ينبش اسرار الماضي ظناً منه انه الطفل الوحيد الذي تركته والدته يتيماً بعد موتها!
صرخ احدهم من خلف الكواليس :
- حان الوقت لتذهلهم بصوتك ياجوني.
وتناهى الى مسمعه صوت الموسيقى معلناً بداية العرض.. لم يجد مكاناً يضع فيه الصورة إلا تحت قميصه .. فلفتت انتباهه الكلمات المدونة على قفا الصورة فيما كان يدسها من تحت ياقة قميصه:
- دعني أراك .. ارجوك.. اختك جودي إيليس. جودي.. جوني .
أتراها حاولت مقابلته من قبل, ولم يسمح لها بذلك؟ أم تراها مجرد معجبة مهووسة بفنه؟ لا وقت لديه للتفكير في الأمر ..عليه ان يصعد الى المسرح .. شقراء مرتدية فستاناً أحمر قصيراً .. في الصف الأمامي!.
ذهلت ميغان لدى سماعها أداء جوني ..فالهتاف تلاشى منذ اللحظة الأولى التي بدأ فيها بالغناء وكأن صوته أطرب الحاضرين فأسكرهم!
لم يكن بحاجة للالتفاف حول خشبة المسرح أو إثارة حماسة الجمهور ..بل اكتفى بالوقوف في مكانه, تاركاً الحاضرين يتنهدون سروراً ويتمايلون على وقع الموسيقى, مصفقين له بقوة كلما أنهى أغنية ما وابتسم تلك الابتسامة الساحرة التي تذوب القلوب !
إنه نجم بكل ماللكلمة من معنى ! ولاشك ان رجولته النابضة أضافت الى سحره جاذبية لاحد لها..
لم تستطع ميغان ان تمنع نفسها من اختلاس النظر الى الشقراء المرتدية فستاناً أحمر قصيراً وهي تبذل كل مابوسعها لتلفت انتباه جوني اليها .. الأمر لم يرق لـ ميغات ..واحست بانزعاج شديد من اهتمام جوني بتلك المرأة , والتفاته نحوها مراراً وتكراراً خلال الغناء..ماالذي كانت تفعله؟ وماسبب اهتمامه بها الى هذا الحد؟.
عاد القلق الذي تكافحه طويلاً ليسيطر عليها لاسيما وان عينيها بحثتا عبثاً عن عينيه.. فمن الصعب جداً ان يراها جوني وسط هذه الأضواء الباهرة المسلطة على المسرح, في حين ان الظلمة لفت القاعة.. لكنه كان يعلم حتماً بوجودها في القاعة برفقة صديقيه الحميمين وزوجتيهما..
وعندما حان الوقت ليؤدي أغنية الختام نظر مباشرة الى حيث كانوا يجلسون .. فتملكها إحساس بالراحة وهي تسمعه يقول إنه كتب هذه الأغنية لزوجته ليلة زفافهما معلناً زواجهما امام العالم أجمع..
على الرغم من انسجام الجمهور إنساجاً مطلقاً, منذ اللحظة الأولى التي صعد فيها الى المسرح,أثارت أغنية ( العودة الى الوطن) المشاعر بحدة, فساد الصمت العميق القاعة عند انتهائه من تأديتها قبل ان يدوي التصفيق ويهب الجميع واقفاً من مكانه مطالباً بأن يغنيها من جديد..إلا ان جوني اكتفى بالتلويح للجمهور مودعاً ثم غادر المسرح آبياً العودة ثانية! فبدأ الحاضرون يستعدون لمغادرة المكان والرضى باد على وجوههم, مع إنهم فشلوا في قناع جوني بمتابعة الغناء..
كانت ميغان تتلهف لمغادرة المكان إلا أنها تنبهت الى ان احد الحراس كان يرافق الشقراء المشاغبة الى خلف الكواليس.. فدق ناقوس الخطر في رأسها ..
كانت لارا وكاترين وريك وميتش يتبادلون عبارات الإعجاب بأداء جوني وهم يهمون بالخروج من القاعة..غير ان ميغان كانت مشغولة البال, وعاجزة عن مشاركتهم الحديث.. فسألتهم وقد سيطرت عليها رغبة ملحة بمعرفة مايجري :
- هل يمكننا الذهاب خلف الكواليس؟.
نزل الجميع عند رغبتها ودخلوا الى غرفة تغيير الملابس, فوجدوا الشقراء المشاغبة تحيط عنق جوني بذراعها وجسدها ملتصق بجسده.


نهاية الفصل العاشر

imani 08-07-12 07:29 AM

:rdd12zp1: وتسلم ايديك ... اولا لانك ماتأخرت علينا :rdd12zp1: لان الفصلين سلوني قبل ما افوت العملية الجراحية .... وقلت لنفسي قبل ما يروح مفعول المسكنات لازم اشكرك وأحب اقول لك كلك ذوق:c8T05285:

Rehana 08-07-12 09:42 PM

العفوووو حبيبتي ..ماعملت شيء وانا سعيدة اني خففت عنك ولو بشيء بسيط
ماعليك شر .. ومعافية ان شاء الله و طئمنيني على صحتك
وهلا بنزلك لك والى زهوري فصلين كمان

قبلاتي لك

Rehana 08-07-12 09:45 PM

11- دعني أحبك!
http://img340.imageshack.us/img340/2156/do6.gif
عقدت الصدمة لسان الجميع عن الكلام ..باستثناء الفتاة الشقراء ..
أحست ميغان بالمهانة وهي تراها تتلوى أمام جوني بإغراء مغدقة عليه عبارات المديح , ومبدية استعدادها الكامل للقيام بأي شيء , أي شيء يريده لتبقى معه.. يالها من فتاة مهووسة وقحة!.
إنه جوني من اعطى الأمر بإحضارها اليه , ليضبط بعدها بالجرم المشهود من دون ان تظهر على وجهه علامات الإحساس بالذنب.
رفع جوني يديه يبعد ذراعهيا عنه ثم خطا خطوتين الى الوراء وقال لها بفتور ظاهر:
- لم تصيبي الهدف الصحيح!.
احتجت الشقراء قائلة:
- لكنك أرسلت في طلبي!.
اعتصر الألم فؤاد ميغان .. ليتها لم تدخل خلف الكواليس لترى هذا المشهد امامها..ريحانة
- ارحلي ..أرجوك..!
وأومأ برأسه نحو ميغان :
- أتت زوجتي!.
منتديات ليلاس
التفتت الشقراء الى الخلف لتلقي نظرة عجلة على المجموعة التي دخلت لتوها مسلطة عينيها على ميغان تتفحصها من أعلى رأسها الى أخمص قدميها و الإحباط الغاضب باد على وجهها..
قالت لها بنبرة ملؤها الشر:
- أظنك نصبت له فخاً ليتزوجك!.
- ارحلي!.
صرخ جوني متوعداً وقد ضاق ذرعاً بتصرفاتها المهينة, فبدا ممزقاً مابين الإحساس بالألم والغضب الجامح...لم تجد الفتاة أمامها سوى القبول بالهزيمة , فتقدمت نحو الباب متعثرة وهي تقول له ساخرة:
- لا اظنك تعرف ماالذي يفوتك ياجوني..
علت وجهه إمارات الكبرياء المتحجر وهو يجيبها مدمدماً:
- بلى..إنني أعرف جيداً مايفوتني.
إلا أن كلماته ذهبت هباء لأن الشقراء غادرت الغرفة قبل ان تسمعها, مخلفة وراءها فراغاً مروعاً..
لم ينبس احد منهم ببنت شفة وكأنهم ينتظرون تفسيراً منطقياً, بعد ان تملكهم الإحراج لرؤيتهم مشهداً لم يرق لأحد منهم.منتديات ليلاس
صحيح أنها لم ترغم جوني على الزواج بها إلا انها لم تشأ ان يفوته شيء من الحياة.. كيف يسعها ان تطلب منه الالتزام بزواجهما وهي تعرف تمام المعرفة بأنها تشكل عائقاً في طريقه؟
لملم جوني شتات نفسه, ورمى ريك وميتش بنظرة ساخرة قائلاً:
- ادعت انها شقيقتي التي أضعتها منذ زمن بعيد.
وكأنهما قادران على تفهم الوضع.
- حسبتها .. صادقة!.
ولوى قسمات وجهه عاجزاً عن إيجاد كلمات ملائمة يقولها ..
شقيقة؟!

Rehana 08-07-12 09:47 PM

تشوشت أفكار ميغان وهي تحاول ان تدرج هذه الفكرة في إطار الظروف التي مرت بها إلا ان جهودها كلها لإدراك السبب الذي دفع جوني لتصديق كلام تلك المرأة ذهبت سدى..ماالذي رآه في هذه المرأة؟
أجابه ميتش بنبرة هادئة:
- إننا عائلتك ياجوني.منتديات ليلاس
أبدء ريك الرأي:
- لطالما كنا كذلك!.
صحيح ان روابط الأخوة تجمع بين الرجال الثلاثة الذين جاؤوا الى غوندامورا في سن المراهقة ولكن رابط الدم يبقى الأقوى..
هز جوني رأسه مسلماً بالعهد الذي قطعوه في مابينهم, وعيناه مسلطتان على يد ميغان الموضوعة على بطنها , فأدركت غريزياً ماالذي يجول في رأسه .. كان هذا الطفل صلة الدم الوحيدة بالنسبة اليه ..إنه ابنه لحمه ودمه.. وليس أختاً غير شقيقة.
ولكن هل نسي أنه ابنها ايضاً ؟ أم أن الأمر لايعنيه بتاتاً؟
كان يريد هذا الطفل بكل جوارحه. كان يحتاج الى هذا الطفل في حياته, ليملأ ثغرة لم تستطع ان تتخيل مدى حجمها, لأنها لم توضع يوماً في موقف مماثل ..فصديقه ميتش له أخت وانجب صبياً منذ فترة ليست ببعيدة ..اما صديقه ريك فأنعم الله عليه بفتاة وصبي .. ولكن جوني بقي وحيداً , من الناحية البيولوجية ,إن صح التعبير.
- هل تريدين مرافقتي الى الفندق هذا المساء؟
- نعم!
منتديات ليلاس
كانت أعصابها مشدودة خوفاً من الشر المرتقب ..إلا أن رغبتها بمعرفة مايدور في رأسه كانت أعظم, أتراه ينظر الى زواجهما على انه فاشل أم ناجح؟ يمكنه اللجوء الى قوة ارادته للالتزام به.. لكن مسألة المشاعر مسألة مختلفة..
تنهد جوني وقد بدا عليه الإرهاق:
- ريك .. ميتش .. يسرني حضوركما ولكن ..
وأومأ بيديه إيماءة إعتذار..
أجاب ميتش على الفور :
- سندعكما لوحدكما.منتديات ليلاس
نصحه ريك قائلاً:
- لاتدع هذا الأمر يؤثر عليك.. علينا ان ننسى الماضي.
هز جوني كتفيه استهجاناً:
- أظنه خرج من قمقمة هذا المساء وانقض عليّ على حين غرة.. ولكنني سأكون بخير..
ولوح بيديه اشمئزازاً فيما أسرع صديقاه يغادران الغرفة برفقة زوجتيهما تاركين جوني وميغان يتحدثان على انفراد..
شعرت ميغان بأنها تفتقر الى المؤهلات اللازمة لمواجهة هذه الاحاسيس التي لم يبح بها امامها من قبل .. فلم تقدر على الارتماء بين احضانه , بعد ان تنبهت الى انه لم يدعها لموافاته خلف الكواليس.
فوقفت امامه صامتة تنتظر منه إشارة تدل على ترحيبه بوجودها هنا.. صحيح انه طلب منها البقاء إلا انه فعل ذلك امام الباقين محاولة لاختبار وفاءها له , وثقتها بكلامه..
كان جوني يراقبها عن بعد , يحاول ان يزن صمتها وسكوتها .. أحست بموجة من الذعر تحملها وترميها على شواطئ التردد..ريحانة
قال لها في نهاية المطاف وقد لوى فمه ساخراً:
- أظنك أسأت فهم الموضوع!.
استشاطت ميغان غيظاً وهي تتذكر الشكوك التي حثتها على الدخول خلف الكواليس للتأكد من صحة الأمر .. فبعد مارأته بأم عينها وسمعته بأذنيها , لم تقو على البوح بها , وقد خشيت ان يؤدي ذلك الى الإساءة الى علاقتهما.

Rehana 08-07-12 09:48 PM

ولكن عليها ان تقول شيئاً ..فلابد انه لاحظ ذهولها حين رأته مع المرأة الشقراء:
- آسفة ياجوني..خيل اليّ..
- انني كذبت عليك أليس كذلك..؟ لم أفعل ياميغان.
والتقط الصورة التي كانت موضوعة على طاولة الزينة خلفه.
- أعطاني المغني الذي اعتلى المسرح قبلي هذه الصورة ..أردت ان أرميها في سلة المهملات, ولكن العبارات المدونة على قفاها أثارت انتباهي..
ومد يده بالصورة لها, فوجدت نفسها مرغمة على ان تخطو خطوة الى الامام لتأخذها وتقرأ الكلمات التي حثته على التعرف الى المرأة التي أدعت انها أخته الضائعة..
بدت سوقية في الصور كما في الحياة العادية.. فتبرجها مبالغ فيه , وملابسها مثيرة ووقفتها مغرية..
- هل كنت تتمنى لو انها أختك فعلاً؟
لم تستطع ان تخفي اشمئزازها منها.
- أتقصدين القول إنها قد تكون مومساً؟
منتديات ليلاس
أسرعت الحمرة تغزو خديها لدى سماعها ملاحظته الساخرة..كانت تشعر بالخجل من نفسها لتناسيها حقيقة من الصعب عليه نسيانها , فحاولت ان تعتذر منه على زلة لسانها:
- أقصد ..لا اظنها تشبهك البتة.
- من أين لي اعرف كيف تبدو اختي غير الشقيقة؟.
اخذت نفساً عميقاً وقد شعرت وكأنها تغرق في مياه عميقة جداً لن تتمكن من خوضها..ريحانة
لاشك ان والدته لم تعرف من هو والده الحقيقي.. فعادت تعتذر منه من جديد , وقد دب الذعر في أوصالها:
- آسفة ياجوني.. أظن ان ريك وميتش أدرى مني بماضيك .. ولكنك في نظري جوني .. جوني العظيم الشأن..
توقفت عن الكلام وهي تهز برأسها , متأففة من استخفافها الواضح بماضيه, في الوقت الذي كان تأثيره السلبي عليه يقض مضجعه.
- ماالذي يسعني ان أفعله لأخفف عنك؟
كانت تعي ان سؤالها لم يكن في محله , لكن الكلمات خرجت من فمها قبل ان تتمكن من كبحها..
شد جوني كتفيه الى الخلف وأخذ نفساً عميقاً وقال:
- انسي الأمر!.
كان كلامه أشبه بأمر اعطاء لنفسه..أخفض عينيه ليقابل عينيها مضيفاً:
- كان ريك محقاً.. علينا ان ننسى الماضي ..كيف تركت نفسي انجرف وراء هذه السخافات؟
وانتزع الصورة من يدها ومزقها إرباً إرباً ورماها في سلة المهملات,ثم التفت نحوها وهو ينظر اليها بفظاظة:
- لن أشارك في الحفلات الموسيقية بعد اليوم يا ميغان.. لا تطلبي مني ان أفعل ذلك مهما كانت الأسباب.
- آسفة !
كان اعتذارها غير مجدِ وخالياً من أي معى , ولكن ماالذي يسعها قوله ؟
- هيا بنا نغادر هذا المكان!
رافقهما الحراس الى سيارة الليموزين, وصعدوا معا فيها , مماحال دون تبادلهما الأحاديث أو اللمسات..

Rehana 08-07-12 09:49 PM

وتمنت ميغان في سرها لو انه يمسك بيدها ..لكنه لم يفعل .. واحست وكأن التوتر المنبعث منه مفعم بلهفة للانتهاء من هذا الموضوع.
صعد الحراس معهما الى غرفة الفندق ليتأكدوا من أنها خالية, ثم انسحبوا تاركين ميغان وجوني بمفردهما..
وقبل ان تقدم ميغان على أي خطوة لإخراجه من مزاجه النكد,قال لها :
-أريد أن استحم.
وتوجه الى الحمام وهو يضيف بلا اكتراث:
- خذي راحتك .. يمكنك ان تتصلي بخدمة الغرف وتطلبي العشاء..منتديات ليلاس
وتركها لوحدها في ذلك الجناح الفسيح الفخم, الموحش..
أتراه عانى من الوحدة في هذا المكان. وكايد على نفسه ليحميها؟ أتراه عانى من وحدة أعظم حين أظهرت له عدم ثقتها به. فتخلت عنه في اللحظة التي كان فيها بأمس الحاجة لتخفف عنه وتؤكد له أنها ستعوض عليه كل مافاته؟
حين عاد الى الغرفة فكرت في انها غير قادرة على فعل شيء, لكن خوفها من فقدان الفرصة الاخيرة لتعزيز الإلفة بينهما دفعتها الى بذل جهد حثيث للفوز بقلبه..
منتديات ليلاس
أرغمت ميغان رجليها على حملها الى السرير حيث كان مضطجعاً, قررت ألا تسمح للذعر بأن يسيطر عليها أو للضعف بأن يجد طريقه الى ردات فعلها, إن حاول جوني صدها..
رفع فجأة رأسه وفتح عينيه فرآها واقفة قرب السرير..
- لابد انك مرهق.
قالت له ذلك , وهي ترميه بنظرات ملؤها التعاطف.ريحانة
وراحت تدلك كتفيه وعضلاته المشدودة, وقد خانتها شجاعتها ولم تشأ أن تنظر الى وجهه خشية ان تراه يتعذب من تأثير لمساتها..
لم يقل شيئاً أو يأت بأي حركة لصدها , فأسرعت تدلك كتفيه وعضلاته وخفقات قلبها المتسارعة تدوي في أذنيها ..
( عليّ أن جعله يشعر بأنه محبوب ليتخلص من إحساسه بالوحدة)
ولكن كيف يسعها ان تلبي حاجاته؟ لم تكد تطرح هذا السؤال على نفسها حتى خطرت على بالها فكرة مجنونة : لطالما نظر إليّ نظرة الأخ لأخته الصغرى.
تملكها الخزي في الخال وقد ادركت انها شبهت نفسها بالشقراء التي لم تخف عنه استعدادها للقيام بكل مايريد لتبقى معه..
- ميغان!
كان صوته أجش!
- إنك زوجتي!
وأمسك بيديها مضيفاً:
- زوجتي!
- دعني أكون زوجتك بكل معنى الكلمة.
كانتا عيناها تناشدان العذاب الغاضب في عينيه:
- آسفة لأنني أسأت فهم الامور ..آسفة لأنني لا املك ادنى فكرة عما تحمله الحفلات الموسقية من مشقات ..لم أكن أعرف ماالذي تنطوي عليه .
هز رأسه والكرب باد عليه, ثم اطلق صرخة أشبه بأنين ألم ..
وكم كان فرحها عظيم حين ضمها بين ذراعيه بقوة دافناً رأسه في شعرها .منتديات ليلاس
- لا حاجة لأن تعرفي شيئاً .. انتهى الموضوع.

Rehana 08-07-12 09:50 PM

ومرر أصابعه بين خصلات شعرها وأرجع رأسها الى الخلف لتقابل عيناه عينيها..
- وإياك ان تظني انني قد أفضل أي امرأة اخرى عليك.. هل سمعتني يا ميغان؟.
- آسفة!
- تباً! قولي نعم ...نعم..
- نعم!.
صبت ميغان أحاسيسها المشوشة كلها في قبلة تخفق بلهفة متقدة ..إنه توق ملح وقوي أزال شكوكها كلها..أراح جوني رأسه على صدرها , فيما راحت ميغان تداعب شعره والبهجة تغمرها..
رفع رأسه قليلاً ليمرر يده برقة على بطنها ثم قال هامساً:
- نسيت أمر الطفل!
- لا عليك!
وابتسمت في سرها مدركة ان شوقه اليها كان قوياً جداً الى حد نسي أمر الطفل..
- لو شعرت بالانزعاج لقلت لك!
- ترى كيف سيكون هذا الصبي؟
- ماذا لو كانت فتاة.؟
- هم..!
إنها همهمة رضا.. فأحست بجسدها كله يهمهم معه.. لم تشأ ميغان ان تقول شيئاً يفسد الإلفة التي نشأت بينهم..
أكد جوني لها انه لا يريد سواها , وهذا يكفيها.. صحيح انها لم تكن واثقة تماماً من رغبته بالتخلي من مهنته , لكن الزمن كفيل بأن يغير رأيه .. وماعليها سوى ان تحترم قراره من دون جدال او تذمر .منتديات ليلاس
فمن الممكن ان يحتاج الى اشياء لا يجدها فيها أو في غوندامورا او في طفلهما..
غالبه النعاس بين ذراعيها .. فراحت تداعب شعره بحنان, وقد عزمت على ان تلعب دور زوجته على أكمل وجه, شريكته وحبيبته وصديقته وكاتمة اسراره.. لم تعد تريده ان يشعر بالوحدة بعد اليوم.


نهاية الفصل الحادي عشر

Rehana 08-07-12 09:53 PM

12- آخر كاوبوي

- وصلنا الى المنزل.
حملت نبرة صوته رضى نابعاً من القلب فيما دلت ابتسامته العريضة على البهجة الصادقة!
كانا يحلقان بالطائر فوق سقيفة الصوف, التي دون عليها اسم غوندمورا بأحرف عريضة..
منذ ساعات الصباح الأولى , وجوني لا يتكلم إلا عن العودة الى المنزل , من دون ان يأتي على ذكر الحفلة الموسيقية, والمشاكل التي أتأت عنها .. ففهمت ميغان انه قرر ان يطوي صفحتها الى الأبد...
لم تكن واثقة تماماً من صحة قراره, غير انها لم تشأ ان تطفئ وميض السعادة في عينيه .. بادلته الابتسامة بأخرى تشع فرحاً وقالت له:
- علينا ان نحط أولاً بأمان.
انفجر جوني ضاحكاً وبدأ يهبط بالطائرة باتقان لا يعكره إلا الأكمة المنتشرة على طول المهبط.. فعلق قائلاً , بينما كان يطفئ المحرك:
- علينا ان نعيد تمهيد المهبط..منتديات ليلاس
منتديات ليلاس
مما يعني انه سيستأجر خلال الاسابيع المقبلة آلة لتمهيد الأرض مهما بلغت أجرتها .. فلم تحاول ميغان التأفف من إنفاقه الكثير من المال على المزرعة , طالما ان ذلك يجعله سعيداً.
- بقي أمر آخر.
أعلن ذلك فيما كان يهمان بالنزول من الطائرة:
- سأشتري طائرة هيليكوبتر واطلب من إميلي ان تعلمني القيادة.
- لمَ تريد طائرة هيليكوبتر؟
- إنها أفضل من الطائرة العادية للقيام بجولة حول الممتلكات ..علاوة على ذلك, يمكنني الهبوط بها حيثما أشاء .. ومن يدري ؟ قد تغدق علينا السماء بالأمطار الغزيرة , السنة المقبلة.. مما يعني ان الطقس قد يكون عاصفاً في شهر كانون الثاني, موعد ولادة الطفل.. وعلينا ان نتمكن من نقلك الى المستشفى من دون تأخير.. فإذا تحول المهبط الى مستنقع من الامطار, سنحتاج الى طائرة هيليكوبتر..
ضحكت ميغان وهي تسمعه يضع خططاً للمستقبل:
- افعل مايحلو لك.. ولاشك أن إميلي ستسر كثيراً بتعليمك الطيران.
- أحسنت .. حان الوقت لنلتهم حلوى إيفلين اللذيذة بالجزر.منتديات ليلاس
كانت إيفلين قد أعدت له الحلوى المفضلة لديه.. فأخذها بين ذراعيه وطبع قبلة على خدها قائلاً لها :
- أحب الجلوس في مطبخك يا إيفلين.منتديات ليلاس
وجلس الى المائدة يستعد لارتشاف الشاي.
- أشعر فيه وكأنني في منزلي!
- أرجوك ياسيد جوني!.
وشمخت بأنفها مزهوة بنفسها.. فيما كانت تنظر اليه بعينين كلها حباً:
- أظنك تؤمن بالقول المأثور ( إن معدة الرجل هي الطريق الأفضل الى قلبه)... يمكنك ان تحظى هنا بواجبات منزلية شهية بدلاً من طعام الفنادق المقرف!.

Rehana 08-07-12 09:54 PM

- لا احد يجيد تحضير هذه الحلوى مثلك يا إيفلين.
وقضم قضمة كبيرة من القطعة الموضوعة امامه .
- شكراً .. هذا لطف منك .. قل لي, كيف كانت الحفلة الموسيقية؟
هز كتفيه بلا مبالاة :
- كانت ناجحة .. حضرها عدد هائل من الناس .. وجمعنا اموالاً طائلة لإعانة المناطق المصابة بالجفاف.منتديات ليلاس
تنهدت إيفلين من شدة الإحباط وقد أثار تقريره الموجز سخطها .. فنظرت الى ميغان تناشدها ان توضح لها سبب هذا الموقف .. فأسرعت تقول لها ساعية لإرضاء فضولها :
- كان أداؤه رائعاً وأطرب جميع الحاضرين بصوته الساحر .. وعند انتهاء الحفل , وقف الجميع وراحوا يصفقون له, طالبين منه متابعة الغناء .. لم أرى في حياتي شيئاً مماثلاً .. كان المشهد غاية في الروعة!
تفاجأ جوني لدى سماعها تعبر عن إعجابها الشديد بفنه.. فرفع حاجبيه ذهولاً وكأنه لم يتوقع ان تخرج هذه الكلمات من فمها..
أعلنت إيفلين بنبرة مفعمة بالسعادة:
- لابد أن يطلبوا منه معاودة الغناء .. فهو أفضل مغن في العالم.منتديات ليلاس
- يمكنهم شراء سطواناتي والاستماع اليها ساعة يحلو لهم..
قال ذلك بنبرة باردة ثم ابتسم لها ابتسامة ساحرة وأضاف:
- يمكنك الحصول عليها مجاناً يا إيفلين .. والآن , هلا اخبرتنا ماالذي حصل في المزرعة خلال غيابنا.
سلمت ميغان في سرها بأن الموضوع انتهى بالنسبة اليه ولا يريد فتحه ثانية..
مع مرور الايام , بدأ الحمل يتعبها..
منتديات ليلاس
من جهته اشترى جوني طائرة هيليكوبتر وبدأ يتعلم القيادة من دون أن يقصر في إدارة غوندامورا , ملحاً عليها لتلازم البيت وتعتني بنفسها وبطفلها..
غالباً ماكانت تصله رسائل عبر البريد الألكتروني من وكيل اعماله في لوس انجلوس .. فيقرأها ويرد عليها ثم يمحوها من دون ان يناقش مضمونها معها أو يأتي على ذكرها امامها.. مما أثار سخطها بشدة.. فتكتمه الشديد حول مهنته مبالغ فيه بعض الشيء..
وفي أحد الايام وجدت نفسها تسأله :
- ماذا عن تلك الرسائل التي تصلك عبر البريد الالكتروني ؟ أهي عروض عمل؟
- قلما يهمني أمرها ياميغان.. لم أعد أكترث للامور الفنية.
وابتسم لها ابتسامة ساخرة وأضاف:
- سيدرك وكيل اعمالي جدية قراري عاجلاً أم آجلاً.
لم تجادله , تاركة له حرية القرار, آملة ان يبقى راضياً عن حياته هنا.منتديات ليلاس
صحيح انه يتوق حالياً ليصبح أباً , ولكن بعد مرور بعض الوقت..
هز كتفيه لا مبالاة وقال:
- إن هذه الرسائل هي عبارة عن عقود طويلة الأمد مع شركات تسجيل , ينبغي إعادة توقيعها .. فلا داعي للقلق.
- لست قلقة .
- جيد.
وابتسم لها واستطرد يقول:
- لا اريد ان أراك قلقة ابداً.. أحب العيش معك في هذا المكان . منتديات ليلاس
بدا صادقاً في كلامه, ففضلت ميغان ألا تثير هذه المسألة ثانية , دعا جوني افراد العائلة جميعاً الى المزرعة بمناسبة حلول عيد الميلاد..

Rehana 08-07-12 09:55 PM

جرت العادة على ان تقام أمسية عيد الميلاد في الساحة الرباعية الزاوية, بمشاركة جميع المقيمين والعاملين في غوندامورا..
ارتدى جوني ملابس بابا نويل ووزع الهدايا التي اشتراها بنفسه وكدسها تحت شجرة عيد الميلاد على الحاضرين..فتساءلت ميغان في سرها كم عيد ميلاد مر عليه وهو يعاني من الشقاء والوحدة..
وتذكرت في تلك اللحظة التأثير الذي تركه , والدها , يوم فتح قلبه وعقله ومنزله لثلاث صبية , وقلب حياتهم رأساً على عقب.. فأرشدهم الى طرق الحياة الصحيح .. طرق توصلهم الى اكتشاف حقيقة ذاتهم .منتديات ليلاس
- وحده السيد جوني قادر على اني يحل محل السيد باتريك!
قالت لها إيفلين ذلك هامسة , وهي تتأمل بكل فخر الصبي المحبب الى قلبها. يلاعب الاولاد ويختار لكل واحد منهم الهدية التي تليق به. ولكن أتراه يريد حقاً ان يحل محل باتريك؟
تذكرت ميغان الكلام الذي قاله لها ميتش يوم ثارت ثائرتها على وصية والدها, ونعتت جوني بنجم موسيقى البوب التافه.
- الصقت به صفة سطحية يا ميغان .. فـ جوني لم يتوصل بعد الى تحقيق ذاته!
منتديات ليلاس
نعم. إنها صفة سطحية .. فـ ميتش وريك وباتريك عرفوا جوني على حقيقته,, وعليها ان تتعلم الكثير بعد عن شخصيته, علاوة على توقه الشديد ليصبح أباً.. ولكن أين تراه سيحقق ذاته؟ لا أحد يعلم.. لعل جوني نفسه لا يعرف الرد بعد.. جل مايمكنها ان تفعله هو ان تتضرع الى الله ليمكن جوني من تحقيق ذاته في غوندامورا..
اشترت ميغان له هدايا عديدة بمناسبة عيد الميلاد لتعوض عن تقصيرها معه خلال السنوات الماضية .. فاختارت له قبعة كبيرة. وحزاماً جلدياً حفرت عليه حرف (غ) نسبة الى غوندامورا , وكوباً للقهوة طبعت عليه عبارة ( بابا) وحمالة يضع فيها الطفل إن اراد اصطحابه في المزرعة, وعلبة من الشوكولا للتحلية..
اعدت له ميغان هدية اخرى أكثر أهمية إلا أنها احتفظت بها لتقدمها له حين يصبحان على انفراد..
قدم لها جوني خاتماً من اللؤلؤ اشتراه سراً خلال رحلة شهر العسل لها بمناسبة عيد ميلادها طابعاً شخصياً وخاصاً..
بعد إنتهاء مأدبة الغداء العامرة , يوم عيد الميلاد , لجأ الجميع الى غرفهم هرباً من حر الظهيرة, فاصطحبت ميغان جوني الى غرفة المكتب..
وعلى الرغم من خوفها من ان يرضخ لمشيئتها تحت وطأة الضغط فحسب أبت ان تتراجع عن قرارها .. فأعطته مغلفاً وضعت فيه صكاً بمنحه اثنين بالمئة من حصتها في غوندامورا..صكاً يجعل منه الآمر الناهي في المزرعة ..حدق جوني بالصك ثم قطب جبينه . فدب الخوف في قلبها.. سألها والحيرة بادية على وجهه:
- لماذا ؟.
- من دونك ما تمكنت غوندامورا من البقاء .. وأنت الآن زوجي, ويستحسن ان تتولى زمام الأمور.
هز جوني برأسه :
لكن وصية باتريك..
- اختارك والدي لتلعب دور الفارس الشجاع الذي يهب لإنقاذ الآخرين .. واظنك اتقنت لعب هذا الدور .. لكن الظروف تغيرت , وتزوجنا .. ولو كان والدي حياً لبارك هذه الهدية ..

Rehana 08-07-12 09:57 PM

وشاب الريب حجتها:
- ألديك مانع؟
وبحثت عيناه عن عينيها:
- هل أنت وثقة ياميغان؟ أعرف كم تعني غوندامورا لك.
توهج خداها خجلاً.. كم عاملته بكراهية وازدراء بسبب وصية والدها , رافضة السماح له بالتعدي على ممتلكتها..
- كنت مخطئة ياجوني .. أخطأت بشأن أمور كثيرة .
كانت ابتسامة الاعتذار التي إرتسمت على ثغرها ساخرة بعض الشيء!
- أظهرت لي مدى خطأي وأريد ان أعوض مافعلته بك.
وتوسلت اليه عيناها ليسمح لها بأن تفعل ذلك..
- ميغان!
أمسك كتفيها بيديه وفي عينيه نظرات أعادت الاطمئنان الى قلبها.منتديات ليلاس
- إنك ابنة باتريك .. ولاداعي للقيام بذلك.. لا أشعر بالمهانة أبداً لأنك صاحبة الحصة الأكبر في غوندامورا ..إنها هدية كبيرة ولا استطيع قبولها .. لا اظن أنها من حقي!
لعلها تحاول لاشعورياً تقييده بها, من خلال إرهاقه بمسؤوليات جمة تمنعه من الحيل بعيداً عنها..أو تراها تريد التخلص من إحساسها بعدم الاستقرار.؟
منتديات ليلاس
تردد قليلاً , محاولاً ان يقارن رغبتها بمشاعره.. فقال لها في نهاية المطاف:
- ليكن واحداً بالمئة لنصبح شريكين متساويين .. يمكنني عندها العيش بهناء...
غمرها الارتياح :
- شريكان ..أجل.
ودست ذراعيها حول عنقه تشده نحوها لتطبع على ثغره قبلة امتنان.. تولى ميتش تحضير الاوراق القانونية لنقل الملكية..
ولدت طفلتهما في بداية الشهر .. كانت طفلة فاتنة أطلقا عليها اسم جينفر الذي اختصره والدها بـ جيني..
بقي الجفاف مسيطراً على المنطقة,,فلم يستعمل جوني طائرة الهيليكوبتر لنقل ميغان الى المستشفى في بورك .. ولكن مع عودتهما الى غوندامورا بدأت الامطار بالهطول غزيرة واستمرت لأكثر من شهرين, فعادت الحياة تدب في المنطقة التي بقيت تحتضر فترة طويلة..
- إنها معجزة حقاً, أليس كذلك؟
قال جوني ذلك, فيما كانا واقفين على الشرفة الأمامية ذات صباح يتأملان الأرض المعشوشبة الممتدة الى الافق..منتديات ليلاس
اجابته ميغان هامسة:
- إنها ولادة جيدةجدا!.
نظر جوني الى ابنتهما القابعة بين ذراعيه:
- أتيت الى العالم حاملى معك المطر ياجيني.. ستتمكن الآن من بناء جيش من الماشية , والعديد من الحملان لتلعبي معها..
ضحكت الطفلة ضحكة خافتة, سعيدة بخطط والدها.. شأنها شأن والدها .. فكلامه أزال شكوكها كلها وأكد لها انه سعيد بالعيش معهما في غوندامورا..غير ان هذه الشكوك عادت لتظهر يوم شاهدت فيلم جوني..
شهد الطقس تحسناً ملحوظاً فأتت العائلة الى المزرعة لقضاء عطلة عيد الفصح عندما ألح عليهم جوني ليتباهى بابنته امامهم.

Rehana 08-07-12 09:59 PM

احضر ريك مفاجأة معه إنها نسخة عن فيلم ( آخر راعي بقر) الذي عرض في الولايات المتحدة الأميريكة وحقق أرباحاً هائلة.
قال له ريك فخوراً به:
- قضيت عليهم ياجوني.. سافرت الى لوس انجلوس في رحلة عمل , وسمعت أكثر النقاد تحفظاً ينادون بك ممثلاً بارعاً وجديراً بجائزة الأكاديمية.
اعترض جوني قائلاً:
- كلامك مبالغ فيه.
- سنرى!
وابتسم ميتش إبتسامة عريضة وأضاف:
- إنني أتحرق شوقاً لرؤية جوني واين ممتطياً حصانه من جديد.
انتظر الجميع بلهفة انتهاء العشاء ليدخلوا الى غرفة الجلوس ويشاهدوا الفيلم.. كان الأولاد قد خلدوا الى النوم ولم يعد هنالك من حجة لعدم مشاهدته , مع أن ميغان عجزت عن قمع المخاوف التي أثارها تعليق ريك..
إن كان جوني ممثلاً جيداً , فمن الأفضل ألا ترى أو تعرف شيئاً .. فبعد ان حقق طموحاته , تخلى عن مهنة الغناء .. ولكنه قد يجد في التمثيل نجاحاً مختلفاً ويسعى لتسلق أعلى قممه..
منتديات ليلاس
كانت الأشهر القليلة الماضية في منتهى السعادة.. ولم تشأ ميغان ان يفسد شيء عليها سعادتها.. ولكن أليست أنانية بعض الشيء لاهتمامها بمشاعرها اولاً, من دون ان تأخذ رغبات جوني بعين الاعتبار؟ إن لزم الأمر سترافقه حيثما ذهب..
امسك جوني بيدها فيما كان يهمان بمغادرة غرفة الطعام . وقال لها هامساً:
- هل أنت موافقة على ذلك يامغان؟
نظرت في عينيه اللتين بدا فيهما القلق ..إنه حريص على مراعاة مشاعرها!
- طبعاً!
وابتسمت له ابتسامة تدل على رفضها ان ينشأ خلاف بينهما بسبب الفيلم او بسبب أي موضوع آخر..
- ألديك أي مشكلة حيال ذلك؟
وتساءلت في سرها ما إذا كان مصمماً على التكتم حول مافعله قبل زواجهما..
ابتسم لها ابتسامة عريضة :
- لم أشاهد نفسي ألعب دورا سينمائياً , اخشى ألا يكون عند حسن ظن الجميع؟
- إنك رائع على المسرح ياجوني..
وشدت على يده وأضافت :
- إنك تملك قدرة هائلة على تحريك أحاسيس الناس.. لاشك ان تأثيرك سيكون مماثلاً في الفيلم.ريحانة
رماها بنظرة غريبة ثم هز كتفيه لا مبالاة وقال:
- لا تنسي ياميغان انه مجرد فيلم, اتفقنا؟
ردت بحزم :
- اتفقنا !.
لابد انه يلمح الى البطلة .. فالتوتر المنبعث منه يدل على ان مشاهد حية تجمع بينهما , لكنها لن تدع الغيرة تجد سبيلها الى قلبها .. فالفيلم صور قبل زواجهما, ولاشيء يززع إخلاصه لها..
ما إن جلسا في المكانين الشاغرين اللذين تركا لهما على الكنبة حتى اسرع ريك يشغل جهاز الفيديو .. فظهر راعي بقر ممتطياً حصانه يتقدم نحو احدى المزراع .. أخذ ريك وميتش يمازحان جوني بملاحظاتهما الساخرة التي تقبلها بكل رحابة صدر.

Rehana 08-07-12 10:00 PM

غير ان الجميع لزم الصمت حين وصل راعي البقر الى المنزل ودخل اليه..
ساد الصمت في الفيلم ايضاً .. لاحوار .. ولا موسيقى خلفية.. بل صورة امرأة تعرضت للضرب والاغتصاب والقتل , والى جانبها جثتي طفلين غارقين في الدماء...
كان وقع الصدمة قوياً جداً على راعي البقر .. فأحس جميع الحاضرين بالرغبة الجامحة التي سيطرت عليه للعثور على الفاعلين ..إنها رغبة متوحشة امتزجت برقة بالغة فيما كان ينتزع من قبضة زوجته منديلاً من القماش الأحمر المنتقط بالأبيض .. فسحقه بين يديه , وانتقل المخرج بالصورة الى مشهد آخر ظهر فيه راعي البقر واقفاً امام ثلاثة قبور, ليعود بعدها ويمتطي حصانه ويرحل بعيداً..منتديات ليلاس
صدحت عندها الموسيقى.. موسيقى تناغمت مع وقع حوافر الخيل.. التقط ريك أنفاسه وقال:
- رباه! إنه مشهد قوي للغاية!.
غير ان المشاهد اللاحقة كانت أكثر قوة بالنسبة الى ميغان ! إذ لاحق راعي البقر أفراد العصابة فرداً فرداً وواجهم وعاقبهم بعنف وقتلهم .. ولم يبق إلا قائدهم الذي كان يضع منديلاً أحمر منقط بالأبيض على قيد الحياة .. فبعد ان رأى رجال يحتضرون الواحد تلو الآخر , أصيب بالذعر وفر هارباً ..
خلال مطاردته أصيب راعي البقر بجروح بالغة إلا أنه تمكن من متابعة طريقه ليصل قرب احد المنازل ويفقد وعيه عند الباب..
عندما استعاد وعيه رأى امامه ولدين صغيرين , حركا في أعماقه مشاعر الحزن..فأسرعت المرأة التي استقبلته في منزلها ,وهي ارملة تناضل من اجل البقاء , تضمد جروحه..
منتديات ليلاس
كان موقفها منه خير دليل على انها تجد فيه دخيلاً غير مرحب به, سيزيد من ثقل أعبائها ..غير ان تحفظها مالبث ان أخذ يتلاشى وهي تراه يعامل ولديها بمنتهى اللطف.. ومع استعادة راعي البقر عافيته, بدأ الإعجاب ينمو بينهما الى ان قررت الأرملة ان تسلمه نفسها بكليتها , في الليلة رحيله وهي تدرك تمام الإدراك انه قد لايعود ابداً..
كان المشهد في غاية الروعة.. فاخلاقيات راعي البقر لا تسمح له بقبول ماتعرضه عليه والأرملة تغويه بكل مالديها من مفاتن , ليستسلم للرغبة التي سيطرت عليهما معاً..
صباح اليوم التالي لحق الولدان براعي البقر الى الخارج يتوسلان اليه ان يعود قريباً .. وكانت الأم تحدق به وعلى وجهها امارات الاستسلام..
لاحق راعي البقر زعيم العصابة ولكنه لم يلجأ الى العنف بل أعدمه بطريقة مروعة .. ورمى المنديل الأحمر المنقط بالأبيض على وجهه الميت باشمئزاز..
كانت تعابير وجه راعي البقر توحي بأنه يقول في نفسه :
- انتهت مهمتي .. ماذا عليّ ان افعل الآن؟
عاد الى مقابر عائلته ..فأحس بالألم يمزق فؤاده وهو يودعهم وشمس المغيب تلقي بظلها على الصلبان التي تعلو القبور الثلاثة..
وفي المشهد الاخير , يلمح ولدا الأرملة راعي بقر يقترب من مزرعتهم على ظهر حصانه .. فيهرعان لمناداة والدتهما التي تقف لاستقباله عند مدخل المنزل وعلى وجهها عبارات الدهشة..
ترجل راعي البقر عن حصانه , وحمل الولدين بين ذراعيه ثم سار بهما نحوها..
كانت ميغان لا تزال تكفكف دموعها حين أطفأ ريك جهاز الفيديو , شأنها شأن شقيقتها وكاترين ولارا..ريحانة
- لست أبالغ يا جوني .. جعلتني أعيش القصة معك!
بدا جلياً ان ميتش بذل مافي وسعه ليخرج هذه الكلمات من فمه!

Rehana 08-07-12 10:02 PM

وافقه ريك الرأي وهو يهز برأسه ذهولاً:
- نعم! صحيح ان القصة مألوفة وسبق وعرضت آلاف المرات إلا أنك جعلتها شخصية جداً ..إنه فيلمك يا جوني وجعلت منه تحفة فنية.. لا عجب ان يغدق النقاد عليك بالمديح!
اجاب جوني هازئاً:
- أظن ان عنصر المفاجأة لعب دوراً عاماًَ!.
سألته لارا بنبرة هادئة:
- ماشعورك حيال الأمر؟
ابتسم لها ابتسامة عريضة :
- في الحقيقة أشعر وكأن احدهم فاجأني عارياً.. ليتني لم أمثل هذا الدور.
ثم هب واقفاً من مكانه وساعد ميغان على النهوض ايضاً وأضاف:
- أرجو منكم المعذرة.. سأخلد وزوجتي الى السرير .. غالباً ماتستيقظ جيني في الليل!
(زوجتي .. جيني ...طفلته).
تنبهت ميغان الى الصمت الذي خيم على الغرفة بعد خروجهما, كما لم يغفل عنها نبذ جوني لأدائه التمثيلي, على الرغم من انه كان في غاية الروعة , ومن الممكن ان يجعل منه ممثلاً محترفاًَ.
اتخذ جوني قراراً باعتزال الفن من اجل زوجته وطفلته.. فأذعنت ميغان لإرادته من دون جدال إلا أنها لاترضى ان يتخلى عن موهبته العظيمة بهذه السهولة..إنها تضحية كبيرة وخسارة فادحة.. عليها ان تتحدث معه في هذا الشأن .. عليها ان تفتح الأبواب المغلقة.
وتذكرت قول شكسبير الذي تلاه على مسمعها غداة جنازة والدها:
( رجل واحد يلعب أدواراً عدة)
لا احد سوى جوني إيليس قادر على القيام بذلك.


نهاية الفصل الثاني عشر

imani 09-07-12 10:24 PM

الله يعطيك العافية على مجهودك ووقتك ....وحابة اقولك انك من جد ريحانة قلبا وقالبا ... :welcomepirate1:

Rehana 11-07-12 12:24 AM

تسلمين حبيبتي .. وانا مبسووطة اني قدرت اخفف عليك من ألم المرض
ماعليك شر .. وان شاء الله اجر وعافية

والحين بنزل آخر فصلين .. واتمنى تعجبك الاحداث النهائية .. وتبعيني في الجزء الاول من هذا سلسلة

الى هي من ترجمتي .. لأن دار الفراشة ماترجمتها
واتمنى تعجبك ^^

http://www.liilas.com/vb3/t178533.html

Rehana 11-07-12 12:31 AM

13- طلب واحد فقط !

http://img340.imageshack.us/img340/2156/do6.gif
جلست ميغان على حافة سريرهما تراقب زوجها وهو يخلع ملابسه, فيما كان المشهد الذي لعبه مع الأرملة في الفيلم يمر في رأسها.سألته فجأة :
- لمَ تشعر بالإحراج؟
رماها بنظرة حذرة , وكأنه يريد إخضاعها لتقويم شامل.هل يتوقع ان تنشب خلافات بينمهما؟
أكدت له بحرارة:
- كان ميتش محقاً ..جعلتنا نعيش القصة معك.. لا أظن ان العديد من الممثلين يتمتعون بهذه الموهبة ..إنك تستحق الجوائز يا جوني..
ظهرت ابتسامة ملتوية عند طرف فمه :
- لم أكن أمثل فعلاً .. لقد صبيت كل المشاعر التي خالجتني حيال أمور عدة في هذا الدور..
- ماهي الأمور التي تتحدث عنها؟
تسارع نبضها وقد اوحى لها كلامه بأن الفيلم عكس تجربته الشخصية في الحياة...منتديات ليلاس
هز رأسه :
- لا علاقة للأمر بحياتنا معاً!
عاد يحيط عزيمتها .. فصرت على اسنانها مصممة على النضال حتى النهاية هذه المرة.
- اريد ان أعرف كل شيء عنهم , لا اريد الاكتفاء بالجزء الذي تراه مناسباً لي.

Rehana 11-07-12 12:40 AM

رماها بنظرة قاسية :
- كلا ياميغان.. قلت لي مراراً إن غوندامورا هي عالمك كله. ولا تريدين التعرف على أي عالم آخر.
إنه يذكرها بكلماتها..
- آسف لأن الفيلم أقلق راحتك.. ولكن لا تنسي انني صورته قبل زواجنا.
إنه الأفكار عينها التي طرأت على رأسها حيت شاهدته!
غمرت الكآبة قلبها وقد أدرك ان جوني لم ينس الخطوط العريضة التي حددتها له.. فإصراره على استمرار زواجهما دفعه الى بذل قصارى جهده للالتزام بها متفادياً كل مايعرض حياتهما معاً للخطر , عازماً على إبقاء الأمور على ماهي عليه, من دون إثارة المتاعب..
لاشك ان ذكريات طفولة جوني إيليس الأليمة المدفونة في عمق اعماقه , تحثه على القيام بكل ماينبغي القيام به للبقاء والازدهار في عالم عدائي..
منتديات ليلاس
خلع جوني ملابسه واستلقى على السرير ثم مددها قربه وابتسم لها مطمئناً:
- لاشك انك مرهقة!
صرخت في وجهه:
- كفى!.
رفع حاجبيه دهشة لدى سماعه اعتراضها الصارم..منتديات ليلاس
- كف عن معاملتي بتنازل!.
وتوسلت اليه عيناها ان يفهمها:
- صحيح ان مهنتك كانت تشكل في نظري خطراً على علاقتنا , ولكنني نضجت خلال هذه السنة التي مرت, واعلم جيداً انني أخطئ كثيراً إن وضعت رجلاً مثلك في قفص.
قطب جوني جبينه:
- لا اشعر وكأنني موضوع في قفص في غوندامورا.. فالمكان شاسع.. والتحديات مختلفة .. وأشعر بسعادة كبرى في مواجهتها..
مدت يدها تداعب خده وفي داخلها رغبة ملحة بالتغلغل تحت بشرته وإزالة الطبقات التي بناها على مر السنين ليحتمي بها..
- أحبك ياجوني و أريد أن أشاطرك حياتك كلها وليس الجزء الذي تختاره بنفسك.. وأعدك بأن لا اتخلى عنك, مهما بدت لي غير مألوفة..أرجوك ..أكسر الحواجز التي بنيتها ودعني أتسلل الى ذهنك..
كانت عيناه تحدقان بها بإمعان.منتديات ليلاس
- كنت مغفلة والخوف معشعش في قلبي.. لأنني لم أخل يوماً أنك قد تكون لي بكليتك ..لكن إن فتحت لي قلبك أعدك بأن تجدني دائماً الى جانبك , حيثما ذهبت ومهما اردت ان تفعل .. لم أحرمك يوماً من عائلتك أو..
وضع أصابعه برقة على شفتها لإسكاتها :
- هل تحبيني؟
كان صوته أجش وكأنه لم يسمع إلا تلك العبارة..
تملكها الذعر وقد خشيت ان يكون جوني قد جاراها في تلك الأوقات الحميمة التي جمعتهما من دون ان يشعر بحبها له.. فأسرعت تقضي اليه بالمشاعر التي فاض بها قلبها منذ نعومة أظافرها..فهو بطلها المعبود , وحبها الأول, وفارس أحرمها ومالك كيانها..
فتحت له قلبها على مصراعيه آملة ان يبادلها بالمثل.. عليها ان تعرف كل شيء لتشعر بأنه زوجته حقاً .. لا أسرار , ولامناطق محظروة .. بل صراحة مطلقة!
ضربت كلماتها على أوتاره الحساسة فتعاقبت المشاعر في قلبه وانعكست في تعاببير عينيه التي كانت تنتقل مابين التسلية والحنان والندم ..مما زرع الفوضى في أعصابها..

Rehana 11-07-12 01:08 AM

لم ينبس ببنت شفة للحظات طويلة, اكتفى خلالها بمداعبة خصلات شعرها وكأن لونه او تجاعيده سلبت لبه..
قال لها في نهاية المطاف:
- لطالما وجدت بيننا هوة عميقة .. ففي طفولتك أسرت قلبي, ورأيت فيك الأخت الصغرى لأن باتريك كان بمثابة أب لي .. لم يخطر على بالي ان أتخطى هذه الحدود.. مع انني أنا أفعل ذلك..منتديات ليلاس
سألته والشك بادٍ على وجهها:
- حقاً؟.
هز برأسه موافقاً .
- ولكنني لم ألاحظ شيئاً...
- لم يكن الجو مناسباً .. فأنت ابنة باتريك ومحظورة عليّ.منتديات ليلاس
أطلقت تنهيدة عميقة :
- كنا أرى فيك حلماً بعيد المنال ياجوني .
- أعلم ذلك .. ولكن عندما عدت للمشاركة بمراسم دفن باتريك , عقدت العزم على ردم هذه الهوة.
اجفلت ميغان:
- كما حصل في الفيلم ؟
منتديات ليلاس
تساءلت ميغان في سرها ما اذا استغل المشاعر التي يكنها لها خلال تصويره ذلك المشهد مع الأرملة , فبتسم لها ابتسامة عريضة واجابها قائلاً:
- لم أتوقع ان تشاهدي الفيلم.. عند عودتي الي اريزونا طلبت منهم إعادة كتابة الدور الذي ألعبه مع الأرملة.. فكلما قرأت على وجهها تعاطفها مع ظروف راعي البقر المتعلقة بحياته السابقة , وإدراكها تمام الإدراك انه قد يرحل الى غير عودة , تذكرت ميغان ..
- لكن راعي البقر عاش صراعاً داخلياً عنيفاً, مابين حبه لها والهدف الذي وضعه نصب عينيه .. وأنا لا أريدك ان تواجه صراعاً مماثلاً..
- كان عليه ان ينجز مهمته قبل المضي قدماً .. وهذا ماحصل فعلاً.. ولا داعي للقلق ابداً ! فأنا لا اواجه أي صراعات داخلية !.
ورماها بابتسامة جميلة تشع فرحاً:
- وجدت معك كل ما أحتاج اليه!..
أتراه يقصد الحب الذي تكنه له؟ ولكن على الرغم من عظمته ثمة عوائق كثيرة تحول دون ازدهاره!.
- إنه مجاني ياجوني! ولست مضطرة للغناء أو التمثيل مقابل ذلك ..فأنا أحبك مهما فعلت في الماضي أو قررت ان تفعل في المستقبل..
- ماالذي يزعجك بشأن مامضى؟
- إنهما الوالدان .. والمشاعر التي خالجتك في الفيلم.. قلت لي إنك استمديتها من .. مم استدميتها ؟
أغشت سحي الكآبة عينيه.منتديات ليلاس
- من الصعب جداً ان يتمكن صبي صغير من ردع الكبار عن إساءة معاملته.
قال ذلك هادئة:
- أخبرنا ريك مرة يوم كنا مجرد صبية في السادسة عشر من عمرنا ,أن والده كان يضرب والدته باستمرار الى أن تسبب ,في النهاية , في موتها .. ولما حاول ريك الدفاع عنها دفعه بقوة وضربه ايضاً.. أعلم جيداً معنى ذلك, لأنني أدركت منذ صغري انه من الصعب التغلب على الكبار.. فقوتهم الجسدية لافتة, ويملكون لكل سؤال جواب :الرضوض .. والعظام المكسورة .. وسلس البول..
- ماالذي كان يزعجك أكثر من سواه؟
تردد جوني في الرد ..فألحت عليه قائلة:
- اخبرتني عن ريك .. ولكنني أريدك ان تحدثني عن نفسك ..ارجوك..
اجابها على مضض وكأن الأمر يدعو للخجل :
- لم يكن الضرب مريعاً الى هذا الحد .. كنت أكره حين يحبسونني داخل خزانة مظلمة ..أياماً وليالي.. من دون ان يسأل أحد عني.. وكأنهم ينسون أمري كلياً ..كان عليّ ألا أحرك ساكناً وإلا أخرجوني منها وضربوني وأعادوني إليها ثانية.منتديات ليلاس

Rehana 11-07-12 01:10 AM

- ياإلهي ! لا عجب انك لذت بالفرار حين سنحت الفرصة لك بذلك !
قال لها بازدراء..
- بات ذلك كله من الماضي .. لكن حين مثلت ذلك المشهد في الفيلم وخسارة عدد كبير من الأرواح الواعدة , لم أجد صعوبة في استحضار الشعور بالحزن أو الرغبة الهمجية بتحقيق العدالة!صحيح انه من الأفضل ان ينسى المرء هذه المشاعر ويتابع حياته , ولكن من الصعب محو ذكراها من الذهن.
- معك حق.. أشكرك لأنك أفضيت إليّ بهمومك ..أؤكد لك أن ذلك سيساعدني على ردم الهوة .. ولا أريدك ان تشعر بالوحدة بعد اليوم ..
وأحاطت عنقه بذراعيها وفي عينيها رغبة متأججة للاتحاد به أكثر..
- هل أشبع كلامي فضولك ؟
- كلا.
سألها وقد بدأ صبره ينفذ:
- ماالذي تريدين سماعه بعد؟
- أريد ان اسمعك تقول لي ( أحبك).
انفجر جوني ضاحكاً , فأحست ميغان وكأنه يطلق ضحكة الحرية المسكرة..
- أحبك ياميغان ماغواير .. أحبك شريكة لي في كل شيء..أحب ان أشاطرك حياتك..منتديات ليلاس
قاطعته لاهثة:
- عليك ان تسمح لي بمشاطرتك حياتك ايضاً!.
- كل شيء .. أحب كل شيء فيك!.
وأسرع يثبت لها , فاستسلمت بلا تحفظ او تردد للشوق الذي سيبقى مشتعلاً فيها الى الأبد . وقد ادركت ان المشاعر الجياشة في كيانها تماثل مشاعره قوة.. فهو نورها ودفئها وحياتها .. وسبب وجودها..


نهاية الفصل الثالث عشر

Rehana 11-07-12 01:13 AM

14- عودة ميت

صباح اليوم التالي , بدا جوني هادئ البال يرمي الجميع بنظرات ملؤها الطيبة.. فلم تساوره الشكوك حين طلب منه ريك وميتش التحدث معه على انفراد في غرفة المكتب..
اجتاز الرجال الثلاثة الشرفة المحيطة بالساحة الرباعية الزواية , وهم يتبادلون أطراف الحديث .. فسألهما جوني عن مدى رضاهما عن حياتهما.
أعلن ريك :
- أنني رجل سعيد جداً!
قال ميتش بنبرة حاسمة :
- لايمكنني ان أتذمر !
- اظن انني اخطأت بإحضاري ذلك الشريط ياجوني..
نظر ريك اليه بقلق:
- لم اقصد ان أثير المتاعب.منتديات ليلاس
طمأنه جوني قائلاً:
- لا عليك .. صحيح انه ضرب على بعض الأوتار الحساسة , ولكن لابأس.
- ألست منزعجاً؟
- طبعاً لا.
- وميغان؟
- لاداعي لقلق.. في الواقع تمكنا من حل بعض الأمور العالقة بيننا ..أظن انني بالغت في كتمان ذكريات الماضي الأليمة التي بقيت محفورة في ذهني!.
أقر ميتش بنبرة حزينة:
- واجهت المشكلة عينها مع كاترين ...من الصعب جداً ان تفتح قلبك للآخرين.. ولكن الارتياح يغمرك حين تفعل ذلك..
وافقه ريك الرأي :
- هذا أمر بديهي!
منتديات ليلاس
أدرك جوني ان صديقيه امتنعا مثله عن الافصاح عن مكنونات قلبيهما وكأنهم فضلوا جميعاً الاحتفاظ بنقاط ضعفهم لأنفسهم حتى لا يصابوا بأي آذى.. فبعد ماعانوا منه في صغرهم, بات من الصعب عليهم ان يضعوا ثقتهم في أحد..لكنهم تعلموا في هذا المكان ان يثقوا بـ باتريك على الرغم من أن هذا الأخير أثار حيرة جوني بوصيته تلك..لعلها أثارت حيرت ريك وميتش أيضاً إلا أنهما لم يعلقا على الموضوع لأسباب خاصة بهما.. سألهما فيما كانوا يدخلون الى غرفة المكتب :
- ماالداعي لهذا الإجتماع؟
اجابه ميتش:
- إنها رسالة من باتريك !.
أجفل جوني.. فأقفل الباب على عجل , ووقف يحدق بهما مذهولاً.. بدا جلياً ان صديقيه على علم بأمرها ..إذ لم تظهر على وجه ريك إمارات الدهشة , فيما انهمك ميتش بإخراج المغلف من جيب سترته قائلاً:
- ترك باتريك في عهدتي رسالة وطلب مني ان أفتحها بعد مرور سنة على وفاته!
إنه أمر بديهي .. فميتش محاميه الخاص , وينفذ تعليماته بحذافيرها.. ولكن لم َ تراه طلب فتحها بعد سنة؟
ليت نوايا باتريك توضحت منذ البداية ليتفادوا الكثير من القلق والإمتعاض..

Rehana 11-07-12 01:18 AM

مد ميتش يده ليعطيه المغلف :
- عليك ان تقرأها ياجوني.
- كلا.. وضعها في عهدتك ياميتش.
وأحس بتشنج في معدته وهو ينتظر بلهفة سماع محتوى الرسالة آملاً ألا تتعارض رغبات باتريك مع الخطوات التي قام بها حتى الآن.
لم يظهر على صديقيه الانزعاج ..أما هو .. ولكن ماالداعي لهذا القلق ؟ فهو لم يخطئ التصرف ! أنه واثق تماماً من أن مافعله هو الصواب عينه.. وميغان توافقه الرأي..
أيده ريك الرأي :
- أقرأها بنفسك ياميتش.
لم يحاول أي منهم الجلوس , بل فضلوا ان يبقوا واقفين كدليل على احترامهم لـ باتريك.. فتح ميتش المغلف وأخرج منه الرسالة وفضها..
- أفضل ان نرجئ الأسئلة حول محتواها الى ان انتهي من قراءتها , اتفقنا؟
هز جوني وريك برأسيهما موافقين ,فأخذ ميتش نفساً عميقاً وبدأ بالقراءة:
( أبنائي الأحباء ..
لطالما كان هذا رأيي فيكم..ولو كنتم من صلبي , لمااحببتكم أو افتخرت بكم أكثر.. بدا المرض يضنيني ويترك بصماته على جسدي, ولم يعد أمامي متسع من الوقت.. إنني سعيد جداً من اجل ريك وميتش لأنهما وجدا نصفيهما الآخرين , ويعيشان بهناء.. ولكنني أتمنى ان يحذو جوني حذوكما.. وأظن أنني أشكل عائقاً اساسياً امام بلوغه هذا الهدف .. ووحدها وصيتي كفيلة بإزالة هذا العائق ..
منتديات ليلاس
ولن ننسى ميغان ايضاً .. فجيني وإميلي تزوجتا واستقرتا بعيداً عن المزرعة .. ولكن ميغان تحتاج لشخص يساعدها لإعادة إحياء المزرعة وإنقاذها من الجفاف..أعلم انكم لن تتوانوا عن تقديم العون الازم لها لضمان مستقبلها في غوندمورا..إلا انني اخترت جوني للقيام بهذا المهمة.. ليس لأنني أفضله على سواه , بل لأنني أريد أن أمنحه موافقتي وبركتي على ان يبني عائلة له في غوندامورا .. مع ميغان ..إن كان يرغب في ذلك..منتديات ليلاس
إنني جالس هنا أفكر في تعلقهما ببعضهما البعض منذ زمن بعيد , إنه إنجذاب طبيعي لم يخف مع مرور الزمن, على الرغم من التوتر الذي ساد علاقتهما خلال السنوات القليلة الماضي..
توتر مرده الى الحواجز القائمة بينهما والتي يشعر كل واحد منهما بعجزه عن تحطيمها .. لعليّ مخطئ في تقديري..وأظن ان هذه السنة كافية لإزالة الحواجز, إن كانت الرغبة في إزالتها نابعة عن حب صادق..
إن تبين لكم أنني كنت على خطأ ,أعهد اليكم مسؤولية تصحيح هذه الوصية وإعادة ملكية غوندامورا الى ميغان وتقاسم المسؤولية التي ألقيتها على عاتق جوني بغية إنقاذها..
عرض كل واحد منكم عليه المساعدة.. وأعلم جيداً أن ذلك كان نابعاً من القلب.. فلنترك لـ جوني حرية الحب كما أرجو أن يجده يوماً ما , إنها السعادة بالعودة الى موطنه حيث تنتظره امرأة يحبها وتحبه.. وجوني ..أرجو منك ان تعذرني لتدخلي في حياتك الخاصة .. أعلم أنك مررت بأوقات عصيبة خلال هذه السنوات.. وبقي سؤال يشغل بالك ..( لمَ فعلت مافعلته؟ )
حافظوا على روابط الأخوة بينكم وأشكركم على كل مامنحتوني إياه على مر السنوات..
باتريك).منتديات ليلاس

Rehana 11-07-12 01:21 AM

احس جوني بالدموع الحارة تسد حنجرته, فكابد على نفسه ليسألهما:
- هل كنتما على علم بالأمر؟
- اجابه ريك:
- لم نكن واثقين ياجوني.. وخيل إلينا ان باتريك يعي جيداً مايفعله!
دمدم ميتش مشيراً الى طاولة الشطرنج:
- إنه هجوم الفارس .. أراد باتريك منك ان تنقذ الملكة .. وهذا مافعلته!.
قال بحدة:
- لن أخبر ميغان بالأمر .. فنحن شريكان!.
- هل أزيلت كل الحزاجز؟
وبرقت عينا ريك ببريق الرضا !.
اجابه بسرعة:
- هل نسيت كم ساعدتني هل حل مشاكلي مع لارا يا جوني؟.
- كنت تعرف شيئاً ياريك .
- أقسم لك أنني حاولت ان أربط الأمور ببعضها البعض..
تدخل ميتش قائلاً:
- أتينا معاً لحضور عيد ميلاد ميغان الواحد والعشرين..إلا ان حضورنا لم يعوض عن غيابك !.
- نعم ! يبدو انني المغفل الوحيد الذي لم يلاحظ ذلك من قبل!
- كلا جوني! كانت ميغان تصغرك بعشر سنوات.. وهي ابنة باتريك ..
منتديات ليلاس
رد عليه بنبرة ملؤها التعاطف:
- كان عليك ان تغض الطرف عن هذين العائقين .. وبعد قراءة وصية باتريك قررت انا وريك ان نقف على الحياد وندعكما تسويان أموركما بمفردكما.
- اسمح لي الآن أن أطرح عليك السؤال الأساسي: هل وجدت موطنك ياجوني ؟
- أجل...أجل...
وانفجر ضاحكاً وهو ينظر اليهما وعلى ثغريهما ابتسامة عريضة:
- أهلاً بك في النادي!
- في الواقع تحدثت البارحة مع ميغان في الموضوع ..أود أن أعد برنامجاً خاصاً لتأهيل الاولاد المشردين في غوندمورا .. صحيح أنني لست بارعاً مثل باتريك ولكنني أود المحاولة.منتديات ليلاس
أجابه ميتش بحماسة:
- إنني واثق تماماً من أن الاولاد سيتعلقون بك يا جوني ..إنها فكرة رائعة..
وافقه ريك الرأي:
- إنها فكرة ممتازة!.
وأشار الى الكرسي الكبير خلف طاولة المكتب وأضاف :
- لا احد سواك يستطيع أن يملأ كرسي باتريك..أتمنى لك التوفيق.
ابتسم له ميتش :
- إنني أؤيد تماماً .. ومع مرور الوقت ستصبح هذه الكرسي جزءاً منك!.
شعر جوني بالإحراج لدى سماعه مديح صديقيه وشكرهما على دعمهما وتفهمهما.
- أشكركما من كل قلبي واعدكما بأن أبذل جهدي لأكون عند حسن ظن الجميع .. قل ياميتش , أتود مساعدتي في إعداد هذا البرنامج؟
- يمكنك الاعتماد عليّ.

Rehana 11-07-12 01:22 AM

قال له ريك :
- لا اظنك تريد الاستمرار في العمل في الميدان الفني.
- كلا.. لم يصبح لحياتي معنى إلا في غوندامورا , مع ميغان .. ولن أفرط بذلك مهما كان الثمن.
أعلن ميتش بنبرة حاسمة:
- لاداعي للمزيد من الكلام , جل ماعلينا ان نفعله في لحظة مماثلة هو أن نشرب نخب الرجل الذي وضعنا على الطريق الصحيح .
بادر ريك الى الكلام :
- رحمة الله على باتريك ماغواير الذي ساعدنا على تحقيق طموحاتنا.منتديات ليلاس
قال ميتش :
- الى أفضل أب وهبتنا إياه الحياة!.
- ارقد بسلام يا باتريك! كم كنا محظوظين يوم أرسلونا الى غوندامورا!
وتوقف جوني عن الكلام قليلاً, ثم استطرد يقول بنبرة مفعمة بالعواطف الصادقة:
- لقد تمت مهمتك.. وعدنا جميعا الى موطننا .



النهاية

Rehana 11-07-12 01:31 AM

تمت الرواية .. واتمنى تنال اعجابكم

وتابعوني مع الجزء الاول من هذا السلسة .. من ترجمتي
على هذا الرابط

http://www.liilas.com/vb3/t178533.html

حياااكم


http://forums.hawalive.com/storeimg/...901192_728.gif

زهرة منسية 11-07-12 07:33 PM

هلا ريحانتى مجهود يستحق الشكر والتقدير حبيبتى يسلموا أيديكى يا قمر والكلمات لا تعبر عن مدى أمتنانى لك
الله يعطيكى مليون عافية

Rehana 24-10-12 01:56 PM

رد: 365- قيود من نار - فرسان من المناطق النائية للكاتبة أيما دارسي (الجزء الثالث والا
 
تسلمين حبيبتي على تواجدك العطر
لا خلا ولا عدم من تواجدك العطر

foufastar 20-12-12 06:54 PM

رد: 365- قيود من نار - فرسان من المناطق النائية للكاتبة أيما دارسي (الجزء الثالث والا
 
merciiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiii iii

غرشوه 11-02-13 10:15 AM

رد: 365- قيود من نار - فرسان من المناطق النائية للكاتبة أيما دارسي (الجزء الثالث والا
 
روايه اكثر من رائعه يسلموووووو وبانتظار رهينه الحب

بنوته سمرونه 24-12-13 08:50 AM

رد: 365- قيود من نار - فرسان من المناطق النائية للكاتبة أيما دارسي (الجزء الثالث والا
 
يسلموووووووووووووووووووووووووو

زهراء الحلوة 27-01-14 08:22 AM

رد: 365- قيود من نار - فرسان من المناطق النائية للكاتبة أيما دارسي (الجزء الثالث والا
 
روووووووووععةة تسلمين حبيبتي

مسك مالك 28-06-14 01:19 PM

رد: 365- قيود من نار - فرسان من المناطق النائية للكاتبة أيما دارسي (الجزء الثالث والا
 
ريحانه اسم كبير بالترجمه وبالمنتدى شكر من القلب لها وللمنتدى

ايماننور 12-08-14 06:45 PM

رد: 365- قيود من نار - فرسان من المناطق النائية للكاتبة أيما دارسي (الجزء الثالث والا
 
شكرا ريحانه على الترجمة الرائعة و الله يوفقك في كل اعمالك و يوفق هذا الموقع على مزيد التألق لقد نال إعجابي برشا
صديقة من تونس

مسك مالك 05-09-14 11:34 PM

رد: 365- قيود من نار - فرسان من المناطق النائية للكاتبة أيما دارسي (الجزء الثالث والا
 
اكثررررررررررررررررررررررر من ررررررررررررررررررروعه يسلموووووووووووووووووووووووو يا ررررررررررررررررررررررريحانه

لست ملاكا 23-11-14 06:49 PM

رد: 365- قيود من نار - فرسان من المناطق النائية للكاتبة أيما دارسي (الجزء الثالث والا
 
7lwa kteeeeeeeeeeeeeeeeeeeeeer yslmo

روينا99 27-09-15 02:32 PM

يسلموا الأيادي وألف شكر

اميرة مكي 30-06-16 05:43 PM

رد: 365- قيود من نار - فرسان من المناطق النائية للكاتبة أيما دارسي (الجزء الثالث والا
 
بدي هذه الرواية هل ف استطاعه

فرحــــــــــة 29-07-16 09:15 PM

رد: 365- قيود من نار - فرسان من المناطق النائية للكاتبة أيما دارسي (الجزء الثالث والا
 
غاليتى القديرة
ريحانة
قصصك كماء النهر تروي الظمآن
أرق من قطرات الندى فوق الياسمين
أثملت روحي بهذا العبير
وآطربتي قلبي بهذه الروائع
دمتي بكل الخير
فيض ودى

geletar 21-01-17 11:55 AM

رد: 365- قيود من نار - فرسان من المناطق النائية للكاتبة أيما دارسي (الجزء الثالث والا
 
يسلموا علي المجهود

Roro soso 18-07-17 09:41 AM

رد: 365- قيود من نار - فرسان من المناطق النائية للكاتبة أيما دارسي (الجزء الثالث والا
 
............. وين روابط التحميل

Oka chan 02-09-17 07:00 AM

رد: 365- قيود من نار - فرسان من المناطق النائية للكاتبة أيما دارسي (الجزء الثالث والا
 
جميله تسلمي <3

paatee 09-02-20 03:51 AM

رد: 365- قيود من نار - فرسان من المناطق النائية للكاتبة أيما دارسي (الجزء الثالث والا
 
اكثر من رائعه تسلمو المجهود وشكرالك

ام صفوان 31-03-20 11:18 AM

رد: 365- قيود من نار - فرسان من المناطق النائية للكاتبة أيما دارسي (الجزء الثالث والا
 
:110:::rdd12zp1::rdd12zp1:

fadi azar 27-05-20 10:40 PM

رد: 365- قيود من نار - فرسان من المناطق النائية للكاتبة أيما دارسي (الجزء الثالث والا
 
رواية رائعة جدا


الساعة الآن 04:59 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية