منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات احلام المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f457/)
-   -   حصري 433 - وداعا يا ملاكى ! – ديانا هاملتون ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t166653.html)

dede77 29-08-11 08:21 PM

433 - وداعا يا ملاكى ! – ديانا هاملتون ( كاملة )
 
كل عام وكل اللياسيين واللياسات بخير ويمن وسعادة . وكل عام وانتم بخير 0

بمناسبة عيد الفطر حبيت انزل لكم رواية جديدة اتمنى ان تنال اعجابكم وهى : وداعا يا ملاكى ! – لديانا هاملتون 0

0الملخص 0

** حظيت ميرسى هاورد بتربية محافظة . لذا فان عملها كمدبرة منزل لدى رجل الاعمال الايطالى اندريو باسكالى . المفعم بالرجولة والحيوية . امر يعنى ان عليها التكيف مع نمط حياة جديدة تماما .....

** ادركت ميرسى خلال اقامتها لدى اندريو باسكالى . انه ينبغى عليها تغيير مظهرها الخجول المهمل .... اما اندريو فادرك ان مدبرة منزله لم تعد تلك الفأرة المسكينة بل اصبحت ثعلبا ماكرا ، وذلك بعد التعديلات التى قامت بها على مظهرها وتسريحة شعرها .....

** فكر اندريو انه يسهل عليه اضافتها الى قائمه ، غزواته النسائية . اضافة الى المهمات التى تؤديها فى المنزل ولكن ميرسى ليست من الصنف الذى يرضى بعلاقة غرامية بدون زواج ......


لا احل بنقل مجهودى الا بذكر اسمى dede واسم المنتدىliilas
اذا اعجبتك الرواية لا تنسى ضغط ايقونة الشكر

dede77 29-08-11 08:26 PM

عدد فصول الرواية :- 13فصل 0

1-فرصة من ذهب 0
2-صديقان 0
3- حلم يتلاشى 0
4- امرأة جديدة 0
5- الهروب 0
6- لا تتركينى !
7- حب ام هذيان ؟
8- اين المفر ؟
9- آسفة حبيبى !
10- لقاء ووداع 0
11- الرجل الاخر 0
12- دعنى وشأنى !
13- هدية 0

dede77 29-08-11 08:29 PM

1- فرصة من ذهب 0


لعن اندريو باسكالى اليوم الذى اضطرت فيه كنوكس الى ترك وظيفتها لديه . فقد استقالت مدبرة منزله لتستقر فى كنت مع شقيقتها التى ترملت منذ فترة غير طويلة . رفع اندريو الورقة الاخيرة بنفاذ الصبر . تفحصها بدقة فى اقل من ثانية ، ثم رماها جانبا بنفاذ صبر اكبر من السابق 0

علق بايجاز : لا تفاصيل 0

القى نظرة عدم رضى باتجاه صديقته الحالية ، فيما ضاق فمه الواسع المكتنز مظهرا انزعاجه 0

فى الواقع ، صديقته الحالية هى على وشك ان تصبح السابقة ، فتريشا اصبحت شديدة التطلب وشديدة التعلق به ، وهذا حتما يتعارض مع الشروط الاساسية التى وضعها اندريو بكل تشديد وتاكيد . عاد مساء الامس بالذات من الوكالة ، وهو مصمم على فكرة ما لعمل دعائى تليفزيونى . هو يريد فكرة خلاقة محركة للعواطف ، تستحق ان تحمل توقيع باسكالى الاصيل ، بحيث تتحلى بالتميز وتحقق النجاح فى المبيعات ، حتى لو كان الامر يتعلق بمنتوج غير ملهم على الاطلاق ،
منتديات ليلاس
كماركة وجبات طعام جاهزة . عندما وصل وجد ان تريشا دخلت الى منزله بنفسها ، وهى تنتظره برفقة وجبة طعام صينية جاهزة ورديئة ، بعد ان سرحت شعرها بتلك الطريقة التى تجعله منتفخا جدا ، وبالغت فى وضع احمر الشفاه على شفتيها ، وهو امركان فيما مضى مثيرا وممتعا ، لكنه اضحى الان مملا تماما . قالت له وهى تبدو مفرطة فى الجدية : ان ما تحتاجه فعلا يا نور حياتى هو زوجة . عندئذ لن تضطر الى اجراء هذه المقابلات الكئيبة ، ولن تضيع وقتك الثمين سدى 0

ازداد تجهم اندريو ، وهو مؤشر على ارتفاع درجة انزعاجه . تريشا تعرف حق المعرفة انه ليس بحاجة الى زوجة ، كما انه لا يريد واحدة . جل ما يرغب به الان ، هو مدبرة منزل غير فضولية او متطفلة . لكن ان سارت الامور على هذا المعدل ، يبدو انه لن يحظى بواحدة ! رد بكلمات لاذعة : بدت لى الفتاتان الاخيرتان جيدتين تماما ، على الرغم من اننى اقر لك بان المرشحة الاولى كانت كابوسا فعليا 0

تلك المرشحة هى امراة تناهز الثمانين من عمرها ، بالرغم من انها كتبت فى الطلب الذى قدمته انها فى الخمسين فقط . طلب اندريو من تريشا اعداد فنجان شاى لتلك المراة ، ثم اوصلها بنفسه الى سيارة الاجرة . بعدئذ اعطت المرأة السائق عنوان دار العجزة ، ثم لوحت له بهوس فيما تقلها السيارة . كرر اندرية كلامه قائلا : اما الاخيرتان فلم يكن هنالك من خطب بهما 0
منتديات ليلاس
ثم وقف على قدميه بعد ان كبح طاقته الحيوية لفترة طويلة ، فاخذ يسير بخطوات واسعة داخل غرفة المكتب . تابع مذكرا تريشا وهو يعض شفتيه : مؤهلات جيدة ، مراجع ممتازة 0

هدأته تريشا بابتسامة منافقة متملقة : عزيزى ! لا تبدا بالعبوس والاعتراض الان . انا عرضت عليك مساعدتى ونصيحتى عندما قلت انك لا تجيد القيام بالاعمال المنزلية . اما نصيحتى فهى ان ايا من هاتين الفتاتين لن تبقى لمدة تزيد عن بضعة اسابيع . انهما تملكان اطلالة مشرقة وجمالا مقبولا لذا فهما سترحلان لتتزوجا بعد وقت قصير . انت بحاجة الى امرأة فى متوسط العمر . اما هذه الاخيرة فلم تعط اية تفاصيل لانها لم تقم بارسال طلب توظيف . كل ما قامت به هو انها ببساطة اتصلت هاتفيا بعد ظهر اليوم ، وطلبت اجراء مقابلة عمل 0

بدا ذلك نوعا من التحكم ، واندريو لا يجد مسالة التحكم به امرا مثيرا على الاطلاق . اما المرأتان السابقتان ...

رات تريشا ميرسى هاورد ، ما ان دخلت الى منزل اندريو ، وراتها مجددا وهى تغادره بعد اجراء المقابلة .

dede77 29-08-11 08:32 PM

وعلى الفور فكرت تريشا ان ميرسى ستؤدى الدور المطلوب بشكل جيد . انها فى الثانية والعشرين من عمرها ، ومع انها ليست فى متوسط العمر ، لكنها بسيطة المظهر وعادية جدا . قررت تريشا انها لا تشكل منافسة بالنسبة اليها ، فهى مهملة غير مهتمة بمظهرها 0

بدات تريشا نفسها تشعر ان علاقتها باندريو لم تعد ثابتة كالسابق ، لذا فهى لا ترغب بالحصول على تعقيدات اضافية ، كوجود منافسة لها على مدار الساعة . اندريو لم يفكر ابدا بالزواج ، وقد صرح لها قبل ان تبدا علاقتهما بانه لا يحبذ العلاقات الطويلة الامد . اما هى فقد جارت الامر حينها ، اذ بدا لها من الغباء ان تضع العصى فى الدواليب فى تلك المرحلة من علاقتهما . اما بعد ذلك فاصبح هدفها الوحيد هو حمله على تغيير رايه بالامر ، لكى يقرر الزواج منها ، ويسمح لها بالتالى بحياة من الرخاء ويدخلها الى عالم من الثراء الفاحش 0
منتديات ليلاس
آه ، كلا ! لم تولد بعد المرأة التى تظن ان من حقها الحصول على اندريو باسكالى ، ذى البنية القوية والجسد الطويل المتناسق والمظهر اللاتينى الجذاب . هذا من غير ان نذكر حسابه المصرفى المثير للاهتمام 0

قالت تريشا مناغية وهى تمرر اناملها من خلال شعره الاسود كالليل : يمكنك ان تقابلها ما دامت هنا . ما ادراك ؟ ربما تكون هذه المرأة ما نبحث نحن عنه تماما 0

لم يعجب اندريو بكلمة نحن التملكية ، كما لم يعجبه ذاك الانطباع بانه يتم استخدامه كهدف . ارجع راسه بخفة الى الوراء ، وتصلبت كتفاه العريضتان ، فيما عاد ليجلس من جديد خلف مكتبه . ظهر على وجهه عبوس كبير ، جعل حاجبيه يندفعان نزولا كما لو انهما قضيبان سوادوان مستويان 0
منتديات ليلاس
من المؤكد ان وقت تريشا قد انتهى . غدا صباحا سوف يطلب من احد موظفيه فى الشركة ان يختار قطعة مجوهرات مناسبة غالية الثمن ، ثم يقوم بايصالها الى شقة تريشا مع الملاحظة التى يدونها عادة ، والتى تقول : الوداع من غير ندم . فى تلك اللحظة قرر ان الوظيفة ستكون من حظ المتقدمة الرابعة الا اذا كانت تتجاوز الثمانين من عمرها او خرقاء كئيبة تماما . اما هو ، فلديه عمل اكثر اهمية يتطلب منه الابداع والتركيز ، ويجب ان يتولى امره 0

بدات ميرسى تشعر بغثيان رهيب حالما وجدت العنوان الذى كانت تبحث عنه . ان احد المبانى الواقعة فى احدى المناطق العصرية الى جانب نهر التايمز ، بالكاد يلائم فتاة قروية متواضعة مثلها 0

لطالما اغاظتها كارلى قائلة لها : عليك ان تتاقلمى مع حياة المدينة يا فتاة 0

وذلك حينما كانت ميرسى تعترف لها بفزعها وحيرتها ومخاوفها المتعلقة بالحياة المتسارعة فى هذه المدينة العالمية المتطورة 0

بالرغم من انها تعيش فى لندن منذ سنتين ، الا ان ميرسى ما تزال فتاة ريفية قديمة الطراز ، وتتوق الى الحياة البطيئة الخطى التى هى معتادة عليها 0

لكنها فتاة تتحلى بالعزم والتصميم ، لذا تقدمت صعودا نحو الباب الخشبى الاملس ، وهى تمسك بشدة حقيبة يدها الواسعة الرثة ، ثم ضغطت على زر الجرس . فاجاها الصوت القادم من علبة معدنية صغيرة ، فاطاعت التعليمات التى اعطيت لها ، فابلغت عن اسمها وعملها 0

فتح الباب فى نهاية الامر ، كما لو ان الامر تم بفعل السحر . وجدت ميرسى نفسها تدخل الى ردهة ضخمة جدا ، ذات سقف يرتفع حوالى الثلاثة طوابق ، وينتهى بمطلع درج محاط بسياج يلتف صعودا ، ويؤدى الى الطوابق العليا 0

قابلتها امرأة ذات شعر اشقر منفوش ، وجسد فاتن رشيق . ترتدى سروالا زهريا ، مع قميص تبهر الابصار بلونها اللامع ، تبدو ملتصقة تماما بجسدها 0

شعرت ميرسى على الفور انها اشبه بفارة رمادية صغيرة ثمينة ، حيث بدا لها كأن طولها البالغ خمسة اقدام وثلاثة انشات يتقلص الى مجرد انش او اثنين 0

اعلنت المرأة الشقراء بعد ان رجعت الى قائمة مثبتة بمشبك : لابد انك الانسة هاورد 0

اتبعت اعلانها هذا بابتسامة عريضة كشفت عن اسنان بيضاء ، وبعد دقيقة من الفحص والتدقيق فى بذلة ميرسى الرمادية غير المتكلفة وغير الجديرة بالاطراء ، والتى تشبه الصندوق ، ثم فى حذائها الكبير وفى حقيبة يدها القديمة الطراز ، قالت المراة الشقراء : انا صديقة السنيور باسكالى 0

dede77 29-08-11 08:34 PM

فيما قوست بخجل احد حاجبيها المرسومين باللون الاسود بمهارة ، مشدد على كلمة صديقة بصوت ابح . اتبعت ذلك بابتسامة مصطنعة ذات معنى ، ثم قالت : انه يقوم بمقابلة احداهن فى هذه اللحظة ، لذا اذا رغبت بالجلوس ، انا متاكدة من انه لن يدعك تنتظرين طويلا 0

بدا المقعد المصنوع من الجلد والكروم الذى اختارت ميرسى الجلوس عليه مريحا ، وقد وضعت الى جانبه طاولة ذات سطح زجاجى . لكن ميرسى لم تكن قادرة على الاسترخاء على الرغم من انها وضعت قدميها الى جانب بعضهما ، واحتضنت حقيبة يدها القديمة المريحة فى حضنها . فالغثيان قد بدا ينتابها منذ الصباح الباكر عندما اخذت كارلى تعلمها بفرح عن كامل هوية الرجل تامل ميرسى بان يصبح رب عملها فى المستقبل 0
منتديات ليلاس
-سهرت معظم الليل وانا ابحث عن معلومات عن الرجل على شبكة الانترنت . انه اسطورة حية ، وهو فى الحادية والثلاثين من عمره فقط ! انه صاحب وكالة باسكالى للاعلان ، وهو نابغة بالمعنى الحرفى للكلمة . فهو من ابتكر مجمل اعمال الشركة . انه يساوى الملايين بمفرده ، من غير ان نحسب مجموعة كبيرة من الممتلكات المتوارثة عائليا . يقع منزله الاساسى هنا فى لندن حيث يفترض بك ان تعملى وتقيمى . بالاضافة الى ذلك فهو يمتلك فيلا بالقرب من امالفى وشقة فى روما . انه يهتم . بالفن المعاصر ، وليس لديه زوجة ولا اولاد ، لذا لن يكون هنالك الكثير من الاعمال المنزلية لتقومى بها ، باستثناء تمرير ممسحة الغبار على لوحات بيكاسو وهوكنى التى يملكها 0

هزت كارلى كتفيها وارتدت سترة البذلة الكحلية التى تمر على طية ياقتها علامة تجارية مطرزة ، تخص شركة مستحضرات التجميل العالمية التى تعمل لديها . اما قماش البذلة ذو اللون الغامق فيلفت الانتباه الى شعرها الاشقر الرمادى الاملس الذى يصل طوله حتى ذقنها ، وهو شعر تحسد عليه 0
منتديات ليلاس
نفخت كارلى قبلة باتجاه ميرسى ، قائلة : على ان انطلق الان ، قبل ان اتاخر مجددا . اتمنى لك الحظ الجيد ، وتذكرى ان ابتسامتك جميلة ، لذا اكثرى من استعمالها !

كانت عينا ميرسى ما تزالان متعبتين بسبب قلة النوم . فقد امضت معظم الليل فى تنظيف المكاتب ، وهو العمل الوحيد الذى وجدته لها وكالة الاعمال المنزلية . وكما يقول احد زملائها فى العمل ، هى امرأة يمكن الاعتماد عليها دوما ، فهى متمكنة ولا تغيب عن عملها تكرارا بحجة المرض . وجدت ميرسى من المستحيل ان تحظى بساعتين من الراحة او ما يقاربهما ، مثلما تفعل عادة ، وذلك بسبب توترها المتزايد 0

رات الاعلان عن هذه الوظيفة الشاغرة وهى تتصفح مجلة معروفة فى السوق ، وذلك خلال فترة الغداء حينما كانت تنتظر فى عيادة طبيب الاسنان ، لاجراء الفحص الروتينى لاسنانها . بدا لها كان ملاكها الحارس يعمل بشكل مزدوج لصالحها . يطلب شخص اسمه اندريو باسكالى مدبرة منزل لتقيم فى منزله ، اما الراتب المعروض فهو كبير بما يكفى لجعل عينى ميرسى تقفزان خارج وجهها اندهاشا 0

بمبلغ كهذا من المال سوف تتمكن من تقديم مساعدة كبيرة لشقيقها من اجل دراسته فى مجال الطب . اذا حظيت بهذه الوظيفة سوف تتخلص من المصاريف المعيشية ، ولابد ان الطعام سيكون مؤمنا وكذلك المسكن

تردى الوضع المالى لشقيق ميرسى الى حد بعيد ، وخشيت ان يؤدى به ذلك الى نوع من الاضطراب الذهنى الناتج عن معاناته الكبيرة خلال فترة تدريبه المرهقة . لكنه اخذ فى نهاية الامر يتحدث عن تصميمه على حيازة شهادة اعلى فى مجال الجراحة ، فاستفاق عائدا الى الواقع ليجد نفسه غارقا فى ديون هائلة 0

اتصلت ميرسى بالرقم المدون فى المجلة ، وهى مقتنعة تماما بان الوظيفة الشاغرة التى صادفتها ، ارسلت اليها من السماء . عندما تحدثت عبر الهاتف ، ابلغتهم بل بالاحرى طالبتهم بحاجتها الى موعد لاجراء مقابلة لاجل الوظيفة . اما الان فتورد خداها خجلا ، وشعرت بالارتباك وهى تتذكر ما فعلته . بدا الامر ملائما تماما لها ، لكن ذلك كان فى اليوم السابق لاسقاط كارلى المفاجئ لقنبلتها عليها 0

dede77 29-08-11 08:36 PM

كارلى كانت صديقة ميرسى منذ ايام المدرسة ، وهى تتشارك معها فى السكن فى شقة صغيرة ، منذ عامين . لكنها تنوى مغادرة هذه الشقة لكى تقيم مع صديقها الحميم ، لانهما سوف يتزوجان بعد حين 0

شعرت ميرسى بالسرور من اجل صديقتها . كيف عساها تشعر بشئ معاكس فى حين ان كارلى احسنت معاملتها كثيرا ؟

منذ سنتين ، وبعد مرور ايام معدودة على عيد مولدها العشرين ، كانت ميرسى يائسة محطمة ، وقد صعقها الاسى والحزن لوفاة والديها . لم تكن تعلم كيف عساها تتدبر امر مساعدة شقيقها الذكى اللامع لانهاء سنوات تدريبه الطويلة . اذ كيف ستستطيع الصمود بالقليل الذى تجنيه من عملها ؟ لقد توقف راتب والدتها التقاعدى الذى كانت تحصل عليه من الكنيسة بعد وفاتها 0
منتديات ليلاس
غادرت ميرسى المدرسة المدرسة لدى بلوغها السادسة عشرة من عمرها على اثر وفاة والدها . وافقت والدتها الراى بان من واجبها ان تكسب شيئا من المال ، فيتوفر بذلك جزءا من نفقة دراسة شقيقها الذى هو اكثر ذكاءا واصغر سنا منها . عملت ميرسى فى كل وظيفة توفرت لها فى القرية التى انتقلت اليها عائلتها ، فقد ترك والدها مسكن القساوسة لكى يقيم فى كوخ صغير تمتلكة الكنيسة ، وظل هذا المكان المنزل المتوفر لها ما دامت والدتها حية ترزق 0

مرت اوقات عصيبة على ميرسى ، لكنها فتاة قانعة بما لديها . لطالما رغبت بان تعمل بدوام كامل لكى تكتسب خبرة فى مهنة تقديم الطعام والاعمال المنزلية . وذلك كى تتمكن فى المستقبل من العمل فى هذا المجال المتخصص بصورة مستقلة ، او ربما تخاطر اكثر بافتتاح شركة صغيرة تقوم بتقديم الطعام خلال حفلات العشاء الخاصة والاعراس . تركت ميرسى طموحها ذاك فى خانة الانتظار حاليا ورغم ذلك فقد استمتعت باداء الاعمال التى توفرت لها ، كتنظيف المكاتب ، وتنسيق الحدائق ، والتسوق لمن لا يقدرون على مغادرة منازلهم ، واخذ الكلاب فى نزهات مشيا على الاقدام 0
منتديات ليلاس
كانت كارلى هى التى مدت لها يد العون خلال تلك الاوقات الصعبة المقلقة . هذه الاخيرة تعمل حاليا فى مجال التجميل فى احد متاجر لندن الفخمة . يومها قالت لميرسى : يمكنك ان تشاركينى السكن . صحيح ان الشقة ليست اكبر من علبة الاحذية ، لكننا سوف نتدبر امرنا . يمكنك مشاركتى فى دفع الايجار ، وبذلك تسدين لى خدمة . كما ان هنالك المئات من وكالات الاعمال المنزلية التى تتوق للحصول على موظفين جدد . يمكننى تدبير بعض المقابلات لك 0

حصلت ميرسى على منزل ووظيفة . اما شقيقها فقد قبل عرض عمته العانس ، وهى مدرسة متقاعدة وفرت له منزلا ليقيم فيه خلال اجازاته ، وعمتهما هذه تقيم فى قرية حيث يمكنه ان يقوم بمراجعة دروسه بهدوء وسكينة . اما خلال الفصل القادم ، فسوف يعود الى مستشفى لندن التدريبى الشهير 0

اما الان ، فها هى الشقراء الشبية بالتمثال ، تتجه نحو الباب االامامى برفقة امرأة سمراء طويلة جميلة رقيقة الملامح ، وعلى الارجح انها تحمل فى محفظة كتفها الجلدية الانيقة رزمة من المؤهلات للوظيفة . قالت الشقراء للمتقدمة السمراء : سوف يتم الاتصال بك خلال اليومين المقبلين لاعلامك ان كنت على لائحة المقبولين للوظيفة 0

هبطت معنويات ميرسى حتى كعبى حذائها البنى ذى الشرائط ، ما ان سمعت كلام المرأة ، اذ احست انها ليست فى المكان الملائم مطلقا 0

فكرت انها لن تحظى باى فرصة للحصول على الوظيفة بوجود تلك المرأة التى تبدو واثقة تماما من نفسها . تركت ميرسى لمدة عشر دقائق اضافية وهى ممزقة بين رغبتها فى الحصول على الوظيفة ورغبتها فى الابتعاد من هنا . سوف تقوم بنشر اعلان لايجاد شريكة مستعدة لمشاركتها شقتها الصغيرة ، ما ان تغادر كارلى عند نهاية الاسبوع . اما هى فسوف تتابع حياتها كما فى السابق ، فتحاول جهدها توفير كل قرش يمكنها الاستغناء عنه . بينما رغبتها الاخرى حثتها على البقاء قوية عنيدة ، وان تقوم باداء افضل ما عندها للحصول على الوظيفة . مهما يكن ، فليس هنالك ما تخسره سوى اجرة مترو الانفاق 0

dede77 29-08-11 08:43 PM

كانت ميرسى ما تزال مترددة بين قرارى الهروب ام البقاء والمقاومة ، حينما خرج القرار من يدها . اومات لها الشقراء فجاة من امام مدخل الغرفة الواقعة فى الجانب البعيد من الردهة الواسعة ، والتى دخلت اليها قبل قليل 0

نهضت واقفة على قدميها ، متمنية لو انها على الاقل ارتدت ثيابا اكثر اناقة من بذلتها الرزينة الفضفاضة . تلك البذلة التى اشترتها خصيصا لماتم والدها منذ عدة سنوات 0
منتديات ليلاس
لكنها عادت وشجعت نفسها مقررة بان الرزانة هى ميزة قد يبحث عنها اى رب عمل لدى مستخدمه . انها رزينة ، منطقية وعملية جدا بغض النظر عن هذه البذلة . لا يتوجب على الفتاة ان تكون مثالا للجمال والروعة لتتمكن من جلى الاطباق وتلميع الارضيات . اليس كذلك ؟

مهما يكن الامر ، فالسنيور باسكالى ، الرجل الاسطورة ذو الثراء الفاحش ، ليس سوى رجلا عاديا شانه شانها هى ، اليس كذلك ؟

آه ... ! فى الواقع هناك ، رجال من نوع اخر من البشر . تلك كانت اول فكرة مجنونة راودتها حينما راقبها ذلك النموذج الانسانى البالغ الوسامة ، متفحصا هيئتها المهملة عبر المهملة عبر امتداد مكتبه الملئ بالاشياء المبعثرة 0

بدا وجهه النحيل القوى انيقا مشدودا ، وبالكاد يخفى نفاذ صبره . كما سيطرت عليه هالة من السكون الضارى تغلف مزاجه المشحون بالقوة والمشدود كالسوط . مظهره ذاك اوحى لها انه مستعد للانقضاض على اى شخص يخرج عن حده ، فيمزقه اربا اربا 0
منتديات ليلاس
استمرت عينا اندريو الرماديتين الغامقتين بتقييم ميرسى الى ان شعرت بانها تود الهروب خجلا وان تذوب عبر الواح خشب الارضية . شعت عيناه بتوهج حيوى ، وهو امر جعلها تشعر ببعض الارتياح . فكرت انه لو كان حقا عبقريا مبدعا ، فلعله على الارجح لن يلحظ تموجات شعرها الملونة . فالتفافت شعرها هذه تجعلها تبدو كما لو انها وقفت فى مهب الريح لساعات ، بغض النظر عن محاولاتها الجاهدة لتبدو جيدة ، او لتحسن من مظهر وجهها الباهت . لكن الرجل على الارجح يسبح بعيدا فى احد خيالاته المبدعة الرائعة 0

تشتت وهمها المريح حينما وصلت تلك العينان نزولا حتى حذائها . بعدئذ اشار لها اندريو بحركة موجزة من يده ، بان تجلس على المقعد المواجه له ، واستدار فى الوقت نفسه نحو صديقته الشقراء التى تحوم حوله ، فقال : انا بحاجة الى القهوة ، تريشا . الان 0

انه ينوى تولى اخر مقابلة بنفسه ، من غير ان يحظى بمقاطعات وثرثرة مزعجة بخصوص المؤهلات والخبرة والمراجع . فقد اضاع ما يكفى من الوقت حتى الان . اضاف حين استشعر بعض التردد من قبل الشقراء ، وبعد ان راجع صفحة من الاوراق بين يديه : وكوب اخر للانسة ميرسى هاورد 0

لاحظت ميرسى ان الامر الذى اصدره اندريو بتلك النبرة المتشددة قليلا والصوت المخملى الخشن ، جعل الشقراء تريشا تنطلق مسرعة الى الخارج 0

بدا شعور غريب بالخجل يتصاعد داخل ميرسى ، فيما استقرت عيناها على وجهه الوسيم . لم يخالجها من قبل شعور كهذا تجاه اى رجل ، الامر الذى جعلها تشعر باحساس مميز حقا 0

جلس اندريو مستلقيا الى الخلف على كرسيه حالما خرجت من طريقه المرأة االتى توشك ان تصبح عشيقته السابقة ، ثم راقب المتقدمة الاخيرة من بين جفون عينيه شبه المطبقة ، وهو غير مستعد ابدا لهدر اية لحظة اضافية من وقته الثمين . فكر ان امامه خيارين ، اما ان يتصل باحدى المتقدمتين السابقتين ليعرض عليها الوظيفة ، او ان يوظف هذه المراة الموجودة هنا 0

ضاقت عيناه ذات اللون الدخانى اكثر . انه لا ياخذ بنصيحة احد ، لكن فى هذه الحالة ربما لدى تريشا وجهة نظر محقة ، سلم بذلك على مضض . ان المراتين السابقتين بدتا ملفتتين للنظر ، جميلتى المظهر ومصقولتين ، كما انهما متاكدتان من قدراتهما وواثقتان بنفسيهما . فاذا وظف احداهما ، لن يطول الامر حتى تقنع رجلا احمق مسكينا بوضع خاتم الزواج فى اصبع يدها ، وعندها سيضطر اندريو الى خوض غمار هذه المهزلة الكاملة مجددا 0

dede77 29-08-11 08:46 PM

قرر اندريو انه لن يواجه نفس المجازفة مع هذه المتقدمة . فهذه المرأة بصراحة تبدو غير مصقولة ، بغض النظر عن شعرها الغريب الشكل ، انها ذات شخصية ضعيفة ، مع العلم ان الدليل الوحيد على ارتباكها هو وجهها غير المميز الذى يعلوه الاحمرار 0

سوف يمنحها الوظيفة !

سالها : الديك خبرة فى ادارة الشؤون المنزلية ؟

امل الا يكون هناك عيب جدى غير ظاهر فيها حتى الان 0

بعدئذ سوف تجرى حياته بسلاسة كالسابق ، ما يسمح له بالتركيز على شؤونه الهامة فلا يضطر بعد اليوم الى ازعاج نفسه بامور منزلية متعبة ، كايجاد الجوارب النظيفة مثلا ، او تصور كيفية اعداد كوب من القهوة 0
منتديات ليلاس
اطلقت ميرسى تنهيدة ارتياح مختصرة ، فقد اثارت اعصابها طريقته فى النظر اليها كما لو انها نوع من الكائنات الحية غير المكتشفة من قبل . اجابت بتسرع : قمت بتدبير شؤون منزل والدتى وادارته لمدة اربع سنوات ، بالاضافة الى تولى وظائف اخرى بوقت جزئى . كما اننى بدات بدراسة مهنة تقديم الطعام والاعمال المنزلية فى مدرسة ليلية ، لكننى اضطررت الى .....

كانت ميرسى على وشك شرح الظروف التى ادت بها الى التخلى عن الدروس ، كانت على وشك اخباره عن صحة والدتها المتدهورة ، لكنها وجدت نفسها غير قادرة على الكلام حينما تدخل السنيور باسكالى سائلا : هل من اصدقاء حميمين ؟

فغرت ميرسى فاها وهى تبتلع الكلمات التى كانت تنوى التفوه بها . ما علاقة ذلك بقدرتها على اداء اعمال التدبير المنزلى ؟ اخيرا تمكنت من الرد بكلمة لا بعد ان دل فمه المشدود بنفاذ الصبر على انه قد انتظر اكثر من اللازم ليحصل على الرد الذى يتوقع سماعه فورا 0

ثم سالها وكانما سؤاله يتطلب التفصيل والتوسع ، فقال : الديك اية ارتباطات عائلية ؟ اطفال او اقارب مسنين يعانون من مشاكل صحية ، وهم يتوقعون منك التخلى عن اى شئ لتذهبى اليهم فى الحالات الطارئة ؟
منتديات ليلاس
تصلبت ميرسى وزمت شفتيها المكتنزتين الخاليتين من اى مواد تبرج . هذا الرجل المتنمر يستقوى على الضعفاء . لكن على الرغم من مظهره المدمر ، فكرت ميرسى انه ان الاوان كى تقف وتدافع عن نفسها ، فهى على الارجح لن تنجح بالوصول الى لائحة المقبولين للوظيفة فى جميع الاحوال 0

-سينيور باسكالى . كان والدى رجل دين ، ولم يعان يوما من المشاكل الصحية . والدتى كانت امرأة ذات نفس طيبة رقيقة ، ولم تطالب يوما باى شئ غير عقلانى او غير منطقى . لكن للاسف كلاهما توفيا . لدى بالفعل عمة معافاة وبصحة جيدة ، وبما انها تعيش فى كورانوال ، فمن غير المحتمل ان اسارع لاكون الى جانبها اذا ما جعلها سوء حظها تصاب بالرشح او الالم الراس . فهى لن تحلم حتى بتوقع حضورى اليها . اما فى ما يخص الاطفال ، بالطبع ليس لدى اولاد ، فانا لست متزوجة 0

-ان عدم الزواج لا يفترض بالضرورة عدم وجود الاطفال ، بحسب خبرتى 0

رد اندريو بملاحظة اعتبرتها ميرسى تهكمية جدا . لكن ابتسامته العريضة المفاجئة شتتت انتباهها ، ذلك انها جعلته يبدو وسيما الى درجة فائقة ، اما عيناه فبدتا ضاحكتين خارقتين حقا ، حسبما لاحظت عندما انطلق الى الامام فى مقعده بحيوية زائدة . راجع اندريو بسرعة الورقة الموضوعة على المكتب امامه ، متاملا بانشراح ورضى ان ابنة القس على الارجح تتمتع بقيم اخلاقية قديمة الطراز ، لذا فمن غير المحتمل ان تستقبل احدهم فى منزله او تقيم حفلات جامحة خلال فترات غيابه المتكررة 0

-اذا قلبت بالوظيفة انسة هاورد ، سوف تحظين بجناح خاص بك . عليك ان تقومى بادارة كل الشؤون المنزلية من غير تطفل . كما اننى لا احبذ ان تعلمينى او تستشيرينى فى الامور التافهة ، فلو انكسرت مرآة الحمام او رشح صنبور المياه على سبيل المثال ، عليك الاتصال بسمكرى ليصلحها من دون ان تزعجينى بالموضوع . عليك الاهتمام بملابسى الوسخة ، فانا استعمل قميصين يوميا . استيقظ عند الساعة السادسة والنصف ، واتناول الفطور عند الثامنة بعد قيامى برياضة الركض ثم الاستحمام .

قلما امضى الامسيات فى المنزل ، لكن حينما انوى ذلك سوف يتم اعلامك مسبقا حتى تحضرى وجبة طعام عند الساعة التاسعة . اما فى بعض المناسبات التى استضيف فيها شخصين او حفل عشاء لعشرين شخصا ، فعليك الاتصال بشركة تقديم الطعام التى استخدمها دوما ، فتقومين بالترتيبات اللازمة . واذا ما استقبلت ضيفا ليمضى الليلة فى المنزل ، عليك ان تتولى امر الاهتماما بمطلباته . هل من اسئلة ؟

dede77 29-08-11 08:48 PM

انتزعت ميرسى نفسا متقطعا . اهو حقا على وشك ان يعرض عليها الوظيفة ؟ ذلك سوف ينقذ حياتها ! اتسعت عيناها وهى تجاهد لتاتى بسؤال مناسب ذى صلة بالموضوع لتطرحه عليه . لكن لم يخطر ببالها اى شئ مطلقا ، باستثناء حاجتها غير الملائمة لمعرفة ان كان الضيف الذى يحتمل ان يمضى الليل عنده هو تلك الشقراء الطويلة ، ام انه يحبذ تغيير نسائه من حين الى اخر . لكن بما ان ذاك السؤال سيجعلها تبدو متطفلة بشكل لا يحتمل ، اكتفت بهز راسها نفيا ، واطلاق نفسها مع قولها : كلا . لا اظن ذلك 0

استجمعت قواها ، ولحسن الحظ وجدت نبرة ثابتة لصوتها فى مكان ما ، فتابعت بنبرة مختلفة : يبدو ذلك واضحا 0

قرر اندريو ان ذلك كاف بالنسبة اليه ، فهى لم تطرح اية اسئلة بخصوص ايام العطلة والمناسبات التى يحق لها ان ترتاح فيها . ابتسم اندريو لعينيها الزرقاوين المدهشتين ، واتخذ قراره بهذا الشان . كل ما يهمه هو الحصول على مدبرة ملائمة لمنزله ، لكى يستريح من سلسلة المهام المنزلية المرعبة التى عليه تدبيرها ، ويحظى بحياة منزلية سلسة ، وهو ما افتقده بشكل غير متوقع منذ استقالة كنوكس ، مدبرة منزله السابقة 0

نهض اندريو ، فظهر فوقها بطوله الفارع وعرض كتفيه المرعبتين اللتين تغطيهما قميص سوداء . امتدت يد قوية انيقة المظهر نحوها ، وقال اندريو : اهلا بك ، هاورد . يمكنك استلام مهامك بدءا من الغد 0

انتقلت نظرات ميرسى المذهولة صعودا من يده الممدودة لتلتقى تينك العينين السوداوين الخارقتين . هل حصلت حقا على هذا العمل المميز بهذه البساطة ؟ فغرت فاها الرقيق ، ثم زمته بعزم وهى تقول له : شكرا لك . لكننى لن استطيع البدء بالعمل يوم غد 0
منتديات ليلاس
فرد وهو يعض شفته : لم لا ؟

وسرعان ما عاد ليجلس من جديد على مقعده الذى غادره للتو ، وقد تصلبت ملامح وجهه الكلاسيكية . ادركت ميرسى ان الامر سوف يزعجه ، لابد انه ، ببساطة معتاد على الحصول على كل ما يبتغيه ، اما الان فقد ان الاوان لان يلقن درسا بان الحياة ليست كذلك على الدوام . ميرسى هى حقا قادرة على اثبات نفسها اذا ما سمحت لها الظروف بذلك ، بالرغم من مظهرها المتواضع وادراكها لذاتها ، وبالرغم من رغبتها الدائمة بفعل المستحيل لارضاء الاخرين 0

بعد ان اعطته ميرسى لحظة لاستيعاب الامر ، قالت له بحزم : انا حاليا موظفة لدى وكالة تهتم بالاعمال المنزلية . ومن المفترض ان اعطيهم انذارا بتركى الوظيفة قبل اسبوع على الاقل . بالطبع يمكننى ان ارحل ببساطة واضحى باجورى لهذا الاسبوع ، واتوقع منك ان تعوضه على بالطبع ، لكننى لا ارجع ابدا عن اى التزام اقوم به ، لذا فسوف يسعدنى ان استلم وظيفتى الجديدة بعد ان امضى المهلة المحددة لترك عملى السابق 0

انهت ميرسى كلامها املة الا تكون قد افسدت هذه الفرصة الذهبية التى سنحت لها 0

تلاشى عبوس اندريو المخيف . فكر انه اعتاد ان يكون محاطا باكثر النساء فتنة وسحرا وثقة بانفسهن ، وهؤلاء النساء مستعدات للقيام بكل ما يتمناه ، اما الان فقد صدته امرأة وضيعة المستوى . توقع ان تكون متلهفة للبدء بالعمل ، فتحاول المستحيل لكى تضمن لنفسها وظيفة عالية الاجر كهذه ، الا انها ليست كذلك . انها تجربة جديدة بالنسبة لاندريو جعلت فمه يشتد منتفضا بقوة 0
منتديات ليلاس
تحولت انتفاضة فمه الى ابتسامة عريضة كاملة ، فيما انطلق واقفا على قدميه قائلا : اذا ، اتوقع منك استلام مهامك بعد مرور اسبوع ، انسة هاورد 0

سار اندريو مندفعا نحو الباب على رجليه الطويلتين ، مبررا قبوله غير المشروط لعدم انصياع المرأة لاوامره ، بانها على الاقل برهنت عن مصداقيتها . بعدئذ قام بصرفها عن ذهنه ، وعاد لينشغل بالعمل الذى ينتظره فى الوكالة 0

ظلت ميرسى لفترة من الوقت تدور فى دوامة من المشاعر تحت تاثير تلك الابتسامة المدمرة ، وبسبب حظها الجيد فى الحصول على الوظيفة ، لكنها هدات نفسها لتنتظر قهوتها 0

اندريو باسكالى الاسطورى ، ليس شخصا مرعبا ومخيفا كما خشيت ان يكون . انه ليس كذلك اذا تم التعامل معه بحزم !



*****


انتهى الفصل الاول 0

dede77 29-08-11 08:51 PM

2- صديقان 0


استيقظت ميرسى لدى سماعها جرس المنبه عند الساعة السادسة والنصف . بقيت مستلقية للحظات تستمتع بفخامة وهناء الارتياح الذى تنعمت به فى ذاك السرير الضخم المزدوج الموجود فى الجناح الخاص بمدبرة المنزل ، فى الطابق العلوى من المنزل . كما استمتعت بنور الشمس الذى تسلل الى غرفتها عند الفجر فى ذلك اليوم من شهر نيسان ، عبر الستائر البيضاء الشفافة التى تغطى النوافذ الكبيرة الواسعة 0

يستيقظ رب عملها الجديد عند هذه الساعة ايضا ، ثم يتناول فطوره عند الثامنة ، وهى تنوى ان تظهر له ما هى قادرة عليه . لم تراه الا لفترة قصيرة لدى وصولها صباح الامس ، فبعد ان ادخلها الى المنزل القى نظرة خاطفة قصيرة ،على ساعة يده ، ثم اوضح لها كانه لا يراها حقا : انت دقيقة فى المواعيد . جيد ! سوف اكون فى الخارج طيلة النهار ، ولن احتاج الى وجبة عشاء هذا المساء . استقرى ورتبى اغراضك ، ثم اجعلى الغسيل من اولوياتك 0
منتديات ليلاس
راقبته ميرسى وهو يخطو مبتعدا ، ثم لوح لسيارة اجرة بدت كانها ظهرت بسحر ساحر ، متاملة بعينين متسعتين كيف تفيض الحيوية من ذاك الجسد الطويل . سحبت نظراتها بعيدا عنه ، ثم استدارت لتبدا اول نهار لها فى خدمته 0

فكرت ميرسى وهى تتدحرج خارج السرير متوجهة نحو الحمام الملحق بغرفة النوم بانها استمتعت بذلك النهار حقا . لقد حظيت بكل ذاك المنزل الرائع لنفسها ، من غير اى اثر لتلك القنبلة الشقراء . تنقلت طيلة النهار فى ارجاء المنزل ، وهى تعمل بجدية وفعالية تامة 0

تمهلت قليلا وهى تلملم الملابس المنثورة فى ارجاء غرفتى النوم والحمام اللتين يشغلهما اندريو فى الطابق السفلى الواقع تحت جناحها مباشرة . قامت بفصل الملابس فى غرفة الغسيل ، مصنفة تلك الملونة من الاخرى البيضاء ، فيما احمر وجهها لدى رؤية ما هو حميم منها 0

يا للسخافة لطالما قامت بغسل ملابس شقيقها جيمس عندما كانا سويا فى المنزل ، لماذا تراها تشعر بهذه الحرارة اذا ؟
ابعدت ميرسى الفكرة ثم اقفلت ازرار ثوب عملها الرمادى الباهت الذى وجدته موضوعا على سريرها منتظرا وصولها ، وهو ما يزال مغلفا بورق السيلوفان . املت ان يكون اندريو قد لاحظ قمصانه المعلقة بدقة تامة فى خزانة ملابسه الواسعة ، وانها قامت بتبديل اغطية سريره ، ونظفت غرفة نومه من الغبار 0
منتديات ليلاس
انها بالفعل تحتاج الى ترك انطباع جيد لديه بفعاليتها الصامتة ، عليها ان تتمسك بهذه الوظيفة . بالامس سمحت لنفسها باستراحة غداء لمدة خمس عشرة دقيقة فقط ، امضتها فى تصور المبلغ الاضافى الذى ستتمكن من دفعه من اجل تسديد حساب شقيقها المصرفى 0

عقدت ميرسى شعرها الجامح الاجعد فى ضفيرتين بعيدا عن وجهها ، فهو شعر كثيف منفوش الى درجة ان ضفيرة واحدة لا تكفى للتحكم به . بعدئذ قررت ان من قام بطلب رداء عملها هذا ، يحمل فى ذهنه صورة مضخمة وبدينة جدا لحجم جسدها . صرفت ميرسى الفكرة ، لان مظهرها الخارجى ليس بذى اهمية بتاتا ، فالمنزل هو الاهم . جل ما يهم الان هو التاثير الايجابى الذى تتركه على رب عملها بفضل مهاراتها فى التدبير المنزلى 0

سمعت الزوبعة المبشرة بوصول اندريو عبر مدخل المنزل قادما من رياضة الركض الصباحية ، ثم دخوله الى غرفة الاستحمام . فى ذلك الوقت كانت قد انتهت من اعداد مكان جلوس منفرد الى طاولة الطعام العصرية المجهزة لاستقبال عشرين شخصا ، وفكرت انها ما ان تحصل على راتبها ستضع منه مبلغا صغيرا جانبا لشراء الازهار ، فهى تنوى ان تلين الاجواء الرجولية الحادة فى تلك الغرفة .

dede77 29-08-11 08:54 PM

تميزت غرفة الطعام بارضية خشبية مصقولة لامعة ، وجدران شديدة البياض ، تم تزيينها بلوحتين زيتيتين لم تستطع ميرسى فهم راسيهما من كعبيهما 0

انطلقت عند الساعة الثامنة الا ربعا تعد الطعام فى المطبخ العصرى المتميز بتصميمه الفنى الانيق ، واصبح الفطور جاهزا عند الساعة الثامنة تماما . بعدئذ ذهبت لتعلم اندريو الذى يجلس الان فى الغرفة حيث اجرى معها المقابلة .عبرت باب الغرفة ، وبعد ان خطت خطوتين توقفت ، وانتظرت حتى انهى مكالمته الهاتفية . بالطبع ، لم تتعمد ميرسى استراق السمع ، الا انها سمعته يقول لشخص ما ان ذلك نهائى ، وانه لن يعيد النظر بالموضوع . تساءلت ان كان عليها ان تتظاهر بدهاء انها لم تسمع ما يقوله . حين انهى اندريو المكالمة ، رمى هاتفه النقال جانبا ، ثم وجه اليها كلامه : حسنا !
منتديات ليلاس
اعلنت ميرسى بنبرة عادية : الفطور جاهز ، سيدى 0

بالنظر الى المبلغ الذى يدفعه لها كراتب ، يمكنها ان تغض النظر عن التصرف الفظ ... من الواضح ان هذا الشخص الذى تحدث اليه ايا كان قام باثارة اعصابه 0

تحركت نظرات عينيه السوداوين المدهشتين الى يديها الفارغة ، وقال : انا لا اراه !

شردت ميرسى للحظة متاملة ملامسة نور الصباح لشعره الاسود البراق الانيق ، ولاحظت كيف يبرز الضوء مسطحات وجهه وتقاسيمه ، لم تستطيع منع نفسها من التحديق به ، فبدا فاها الرقيق مفتوحا الى ان تذكرت ان من الفظاظة ان تحدق بمستخدمها 0

اخيرا تمكنت من الرد : غرفة الطعام ... سيدى 0

اخذت تجاهد الان لتسليط الضوء على كفاءتها ، لكى تعوض عن تلك الهفوة المفزعة 0

رسمت ميرسى ابتسامة خفيفة على شفتيها ، ثم فتحت الباب ، وتنحت جانبا كى يتقدمها رب عملها الى خارج الغرفة ، لكنه لم يفعل 0

جاءها رد اندريو الهادئ : انا اتناوله هنا 0
منتديات ليلاس
تلك الابتسامة الفتاكة التى ظهرت على فمه جعلت كل خلية من جسدها تذوب ببطء شديد وهو يتابع كلامه موضحا : اسف ، هاورد . لم يكن بمقدورك ان تعرفى هذا . اليس كذلك ؟ كان ينبغى ان تترك لك كنوكس تعليمات محددة حول عملك 0

ثم تلاشت ابتسامته ، فمد يده متناولا هاتفه النقال الذى اخذ يرن مرتعشا . اختطفه اندريو ورفعه الى اذنه ، فتكلم بصوت حاد قائلا : انا لا اجيد الصبر . عليك معرفة ذلك . واذا اتصلت بهذا الرقم مجددا ، سوف اشكوك الى السلطات بتهمة الازعاج والملاحقة 0

انطلقت ميرسى ، وقد تلون وجهها باللون الزهرى . يا له من رجل فظ ! لو ان اندريو وجه الكلام اليها بتلك الطريقة التى تكلم بها مع سيئة الحظ على الطرف الاخر من الخط ، فهى حتما ستموت خجلا ، او انها على الارجح ستساله من يظن نفسه ، فتطرد من وظيفتها . من الواضح انه لا يتردد فى الصراخ على اى شخص لا يعجبه . من الافضل لها ان تراقب خطواتها وتصرفاتها بدقة والا فانها ستجد نفسها مطرودة 0

وجدت ميرسى اكبر صينية امكن توفرها فى المطبخ ، فحملتها باغراض فطور اندريو ، ثم عادت مترنحة الى غرفة المكتبة حيث كان يجلس . سيتوجب عليها ايجاد فسحة تتسع للصينية على ذاك المكتب الضخم المكتظ بالاغراض 0

فكرت وهى تدفع باب المكتبة لتفتحه بوركها وهى متقطعة الانفاس بسبب المجهود الذى بذلته ، اليس من المريح اكثر لو انه يتناول فطوره فى غرفة الطعام ؟ لكن مركزها لا يسمح لها باخباره ذلك الامر 0

كان اندريو منكبا على طباعة نص على شاشة الكمبيوتر الموضوع على منصة مخصصة له فى احد الجوانب البعيدة من الغرفة . وضعت ميرسى الصينية على الارض ريثما تمكنت من اخلاء فسحة على مكتبه ، ثم وضعتها هناك بالشكل المناسب ، واعلنت باشراق : فطورك ، سيدى !

بدا اندريو شاردا كانه على كوكب اخر حين قال : ماذا بعد ؟

ثم تسلل الغضب الى كلامه وهو يتابع : احضريه الى هنا ، يا امرأة 0

dede77 29-08-11 08:56 PM

صرت ميرسى اسنانها على بعضها . اعطنى القوة يا رب ! عادت الكلمات تقفز على شفتيها ، ثم تمكنت من خنقها لتقول : لا يتسع المكان على تلك المنصة ، يا سيدى 0

شاهدت ميرسى كتفى اندريو العريضتين تتصلبان تحت قميصه الزرقاء، حين استدار اندريو ليحدق بها غير مصدق ، وقال : لا يتسع المكان ؟

ثم نهض واقفا بحركة سريعة ، فاستقرت عيناه على طبق البيض المقلى ، الى جانبه طبق من اللحم المشوى والطماطم ، وقطعة من الخبز المحمص ، بالاضافة الى صحن للزبدة ، واخر للعسل ، وابريق الشاى مع مستلزماته . احس اندريو ان وجهه يبهت لونه . فاغمض عينيه لوهله مبتلعا رغبته بالصراخ ليقول لها انت مطرودة ! المسالة ببساطة هى ان كنوكس لم تنفذ ما طلبه منها ، فلم تدون قائمة بمطلباته لتتركها لخليفتها فى الوظيفة 0
منتديات ليلاس
بدا صوت اندريو مليئا بالعزم والتصميم كى يكون منصفا فى ما يقوله : هنالك بعض الامور التى ينبغى عليك معرفتها ، هاورد . انا منشغل الان ، وعلى وشك ان اصبح اكثر انشغالا . لا يتسع وقتى لتناول وجبة طعام تكفى لاطعام جيش صغير . انا ببساطة احتاج الى كوب من القهوة القوية غير المحلاة ولا شئ اخر ، وذلك فى تماما الساعة الثامنة ، قبل مغادرتى الى مكان عملى فى الساعة الثامنة وعشر دقائق 0

القى نظرة على ساعة يده المصنوعة من البلاتين ، كما لو ان الامر على اهمية كبرى ، ثم اشار لها بجفاء قائلا : اصبحت الساعة الثامنة والربع ، وانا لا ارغب بان اصاب بجلطة قلبية لدى تناولى هذا الصحن . خذيه من هنا !

جذبت ميرسى نفسها فاستقامت فى وقفتها حتى بدا طولها الكامل المؤثر ، ثم رمقته بنظرة من عدم الرضى . لقد عملت فى عدة وظائف عندما كانت والدتها حية ، فاعتنت بولدى السيدة فليتشر ذوى السنتين من العمر ، واستطاعت التعرف على انطلاق موجة الغضب لدى كل منهما 0

انها واثقة من موقفها الصائب ، فاشارت قائلة : انه طعام جيد ، متكامل ، مفيد وصحى ، فاللحم مع البيض لم يسببا الضرر لاى كان ، لكن تناول القهوة السوداء فقط لبدء النهار .......
منتديات ليلاس
وتابعت بعد ان اصدرت صوت استنكار قائلة : ... فلن تؤدى المطلوب ابدا . الفطور هو اهم وجبة طعام خلال النهار ، وما دمت موظفة هنا فمن واجبى الاعتناء بك وبمنزلك ، لذا فان الفطور اللائق هو ما سوف تحصل عليه . تناوله قبل ان يبرد 0

ذكرت ميرسى نفسها متاخرة بموقعها كمدبرة لهذا المنزل لا اكثر ، فتابعت مغيرة مجرى الحديث : هل ستعود لتناول العشاء هذا المساء ؟

اتسعت عينا اندريو الرماديتان الغامقتان ، فيما حدقتا فيها ببساطة للحظات طويلة ، لحظات ثقيلة سلبت منها انفاسها ، وجعلت وجهها يحمر بشدة قبل ان يتمتم اندريو : كلا ، هاورد . لن اعود 0

لجات ميرسى الى الامان الذى يوفرة لها المطبخ . ثم تخلت عن محاولاتها لتاكل قطعة من الخبز المحمص مع المربى ، فيما تناهى الى سمعها صوت مغادرة اندريو للمنزل . املت الا تكون قد افسدت الامر ، فاندريو باسكالى الاسطورى لن يتحمل ان يملى عليه احد موظفيه ما يجب عليه ان يفعله . اما المشكلة فتكمن فى ان ميرسى اعتادت منذ عمر السادسة عشرة ان تدير شؤون المنزل بالاسلوب الذى تراه ملائما . فهى مسؤولة عن ميزانية العائلة ومدخولها الضئيل ، لان صحة والدتها الغالية المسكينة ساءت تماما بعد وفاة والدها ، فاضطرت الاسرة كلها الى الاقامة فى ذاك الكوخ الصغير ، ولدى وصولها الى لندن اصبحت مسؤولة عن فريق عمل من موظفى التنظيف ، لذا اعتادت اتخاذ القرارات بشان تنفيذ الامور ، ومتى ينبغى تنفيذها . لكن هذا ربما لن يجدى نفعا هنا ، ولن يتلائم مع نابغة ايطالى مبدع !

رغم ذلك فهى تعلم بانها محقة . لابد ان رب عملها يعمل بجهد ليجعل من وكالته ناجحة ، لذا فهو يحتاج الى فطور ملائم . مهما يكن الامر ، فهو استخدمها لترعاه ، وهذا ما تنوى فعله بالتحديد 0

توالت ساعات النهار سريعا ، وتمكنت ميرسى خلالها من استعادة شجاعتها بفضل اعتقادها المتزايد شيئا فشيئا ، بانها ليست على وشك فقدان وظيفتها .

هدية للقلب 29-08-11 08:58 PM

باين من الملخص ان الرواية رائعة تسلم ايدك
وربنا يعطيك العافية وبانتظار التكملة
كل سنة وانتى بخير عيد مبارك عليك وعلى اللى تحبيهم

dede77 29-08-11 08:58 PM

فبعد التحقق من صينية الفطور علمت ان السنيور باسكالى قد تناول شريحة من الخبز المحمص مع قطعة اللحم ، وذلك يعنى انه تقبل الدرس الذى لقنته اياه بنية حسنة بشكل لا باس به 0

نظفت ميرسى النوافذ ، ولمعت المفروشات بذوق ودقة ، كما سجلت فى ذهنها ملاحظة بان عليها ان تسال اندريو عما كانت تفعله مدبرة منزله السابقة بشان طلب المؤونة للمنزل ، وكيفية دفع ثمنها 0

بدت الخزانة فى المطبخ خالية الا من مستلزمات القهوة ، اما بعض وجبات الطعام الجاهزة فاخذت تذوى فى الثلاجة . اضطرت ميرسى الى الخروج مسرعة من المنزل لتشترى ما تطلبه فطور اليوم الذى تم رفضه بازدراء ، كذلك فطور يوم غد ، مستخدمة لذلك مواردها الحالية الضئيلة . لطالما اعتقدت ان شقيقها غير لبق ، لكن يبدو ان رب عملها هو فريد من نوعه فى هذا المجال !
منتديات ليلاس
مع حلول الساعة الثامنة ، اعتبرت ميرسى ان نهار عملها قد انتهى . فقد كانت تشعر بالحرارة والقذارة ، وتفوح منها رائحة سائل تلميع الارضية ، كما كانت قدماها تؤلمانها . وضعت فى المايكروويف وجبة مثلجة ، ووعدت نفسها وهى تجمع اغراض عشائها على صينية ، بان تسترخى لمدة ساعة امام شاشة التليفزيون فى الجناح المخصص لها . اما بعد ذلك فسوف تاخذ حماما ساخنا وتنام باكرا . كشرت مبتسمة ابتسامة عريضة ، وهى تتذكر ما تقوله كارلى عنها ، فصديقتها تقول لها انها تتصرف كما لو انها فى منتصف العمر ، لا كما تتصرف الفتيات اللواتى هن فى مثل سنها . لكنها سمعت الجرس يرن . اهو السنيور باسكالى ؟ هل نسى المفتاح فى مكان ما ؟ تمنت ميرسى لو انها ليست على هذا الشكل المزرى تماما ، لكن ليس امامها وقت كاف لترتب مظهرها . سمح باب المنزل المفتوح لنسمة هواء باردة قادمة من النهر بالدخول ، كما دخلت ايضا القنبلة الشقراء 0

اعلنت ميرسى وهى تستنشق نفسا ملا رئتيها بعطر رهيب ومسكر : انه ليس موجودا 0

توجهت تريشا نحو الدرج وقالت : اعلم 0

كانت المرأة ترتدى فستانا اسود لامعا يتالق اناقة وهى تتحرك ، وقد التصق بجسمها مظهرا رشاقتها 0

تابعت : انه يتاخر دوما ايام الثلاثاء . سوف انتظره فى غرفه نومه . كونى فتاة مطيعة ، واحضرى لى زجاجة من العصير مع كوبين 0
منتديات ليلاس
بالرغم من تربيتها الاخلاقية العالية ، فان ميرسى ليست من النوع المتزمت . وهى تدرك ان البعض يقيمون علاقات غرامية خارج اطار الزواج ، وربما يكون هذان الاثنان مغرمين ببعضهما البعض حقا ، فرجل يمثل وسامة اندريو ، لابد ان يختار شريكه تلائمه . حسنا ! لم عساها تتنهد الان متاففة وهى ذاهبة لتنفيذ ما طلبته تريشا ؟

اهو الحسد ؟ آه ! هذا هراء مطلق !

بعد كمرور دقائق قالت ميرسى بمرح وهى تدخل غرفة نوم اندريو : انت لم تخبرينى اى نوع من العصير تريدين لذا احضرت لك نوعين 0

كانت الشقراء تتفحص صورتها امام المرآة الطويلة التى تسمح لها برؤية جسدها باكمله ، فاخذت تستدير ذات اليمين وذات اليسار كانها تبحث عن التطمين وتريد التاكد من اناقة مظهرها 0

رفعت ميرسى نظرها بعد ان وضعت الزجاجتين والكوبين على الطاولة الى جانب السرير ، وهى طاولة منحوتة تصرح بوضوح بالثروة ، كما هو الامر بالنسبة لبقية هذه الغرفة التى تغلب عليها الطابع الذكورى . لاحظت ميرسى لاول مرة ان المرأة تبدو متوترة الى حد كبير تحت ذاك التبرج الذى وضعته على وجهها ، وان فمها يرتعش ، وكذلك هى يدها 0

-هل انت بخير ؟

ردت المرأة قائلة : افتحى زجاجة العصير . انا بحاجة الى شئ يقوينى 0

بعد ذلك استلقت على السرير وخلعت حذائها ذا الكعبين العاليين ورمته بقوة 0

dede77 29-08-11 09:02 PM

احست ميرسى ان معدتها تنقلب مولدة شعورا بالغثيان ، لدى رؤية الشقراء المستلقية على الاغطية الحريرية المطرزة باناقة . قررت ان تخرج من الغرفة بلباقة ، لكن محاولتها باءت بالفشل بعد ان همست لها الشقراء : ابقى برفقتى لعشر دقائق 0

تاسفت ميرسى على عشائها الذى برد الان ، بلا شك . لابد ان وخزات الجوع وحدها هى المسؤولة عن شعور الغثيان الذى اصابها لدى استلقاء الشقراء على سرير اندريو . اقتربت ميرسى وجلست على حافة الفراش ، ثم سالت المرأة : ما الخطب ؟

يبدو بوضوح ان هنالك خطب ما ، فالنساء الجميلات الواثقلات بانفسهن لا يبحثن عن رفقة الخادمات البسيطات الا اذا كن منزعجات قلقات ، فلا يستطعن تحمل البقاء وحيدات برفقة مشاكلهن 0
منتديات ليلاس
ردت وهى ترفع كتفيها الرائعتين وتهزهما قليلا : لا شئ لا يمكن حله ... امل ذلك 0

ما ان خرجت كلمة امل ذلك حتى علت وجهها مسحة تواقة كئيبة ، وبدت مستغرقة فى التفكير . قالت لها ميرسى داعمة : فكرى بايجابية . فى كل مرة اواجه فيها مشكلة ما ... وصدقينى لقد واجهت عدة مشاكل ...

الا ان تريشا تابعت كلامها غير مبدية اى اهتمام بمشاكل ميرسى الماضية او الحالية ، فقالت : يمكنك كذلك ان تعلمى وهذا امر معروف جدا ، ان اندريو وانا ...

اخذ صوتها يرتجف وهى تتابع : ... واجهنا انهيارا فى علاقتنا . كان على وشك ان يسالنى الزواج منه حينما حدث الامر ....
اخفضت بصرها باتجاة ميرسى بشكل جانبى وتابعت : هل تعرفين ان كان يقابل امرأة اخرى ؟ هل تمكنت امرأة محتالة ان تقبض بمخالبها عليه ؟

اعترفت ميرسى وهى تشعر بالتعاطف تجاه تريشا : ما من سبيل لكى اعلم 0

فهى تستطيع ان تتفهم ان اى امراة قد تقع فى غرام ذاك الايطالى المذهل ، وتتفهم كذلك اذا احست اية امرأة بانها بائسة تماما لاعتقادها انها فقدته 0
منتديات ليلاس
قالت لها مهدئة : ان كان مغرما بك ، وعلى وشك ان يعرض عليك الزواج ، فليس من المرجح ان ينسجم مع امرأة اخرى بهذه السرعة . اليس كذلك ؟ لابد انه شجار العاشقين ، ولا شئ جدى . صديقتى كارلى تتشاجر دائما مع صديقها دارن ، ثم يعودان فيتصالحان . انهما فى الواقع على وشك الزواج . لذا ، تمسكى بما هو ايجابى ، اى بانكما مغرمان ببعضكما الى حد الجنون 0

بما ان خطاب ميرسى المشجع لم يترك اى تاثير فى تريشا سوى منحها نظرة ازدراء غير مصدقة ، وبما ان ميرسى كانت ترغب فى تناول عشائها ، نهضت واقفة على قدميها وقالت : انك رائعة وجميلة جدا ، وهو لن يخاطر بفقدانك بسبب اختلاف صغير فى الراى 0

كانت قد وصلت الى الباب حين تكلمت تريشا من جديد وقد اشرق وجهها بشكل واضح ، فقالت : انت على حق ، بالطبع انت محقة جدا ، و ... ما رايك بان تحسنى صورتك قليلا ؟ ايمكنك ذلك ؟ قد يكون مزاجه معكرا بعد جلسة نهار الثلاثاء ، ونحن لا نرغب بجعله اسوا . اليس كذلك ؟ لا اقصد الاهانة ، لكنك بالكاد تبدين منظرا يسعد الرجل لدى عودته الى المنزل . الا تظنين ذلك ؟

جاءت تلك الملاحظة مؤلمة كوقع السوط عليها . شعرت ميرسى بالغضب وهى تمشى متثاقلة نزولا على الدرجات . آه ! ربما كانت تلك المرأة ببساطة تصرح بما هو فى منتهى الوضوح 0

دفع اندريو اجرة السائق ، ثم ركض بسرعة قافزا فوق بلاط الرصيف ، نحو منزله . واخيرا وجدها ! يا لتلك الفكرة العظيمة ! الفكرة التى ستجعل وجبات كورونيت الجاهزة تباع بسرعة عن رفوف المخازن 0

تمعن اندريو بالمشروع الجديد ، وراجعه بصورة جيدة من العمل المحموم ، لكن ايا من افراد فريق عمله لم يشعر بالحماس . اتفق الجميع على انه موضوع كئيب وممل . كان هؤلاء قد اعتادوا على مشاريع تستهدف الاثرياء الفاتنين ، فاعتبروا هذا الموضوع تحديا جديدا ، وهم لا يرغبون بالنهوض لمواجهته .

dede77 29-08-11 09:12 PM

من الذى يرغب فى التعامل مع شئ دنيوى عادى كالفطائر المثلجة والفاصوليا مع مرق اللحم اللزج ؟ من عساه يستطيع جعل مواد مملة كهذه تبدو عصرية رائجة او حتى ملفتة للنظر ، حتى لو كانت مصنوعة من مواد عضوية ، قليلة الدسم ، قليلة الملح ، ومفيدة للانسان بشكل ممل ؟

اوضح لهم اندريو بكلمات لاذعة : نحن نستهدف سوقا مختلفة . انسوا التالق . علينا ان نصيب ما هو مفيد ، صحى وجيد بكل بساطة 0

ثم طرات له الفكرة ... تماما بهذه البساطة ! ذاك التعبير الجدى النابع من القلب ، تلك الشخصية الصغيرة الذليلة ، وهى تطلب منه ان يتناول فطوره كما لو كان صبيا صغيرا عاقلا ! جل ما عليه فعله هو اقناعها . عليه ان يكلمها برقة اذا تطلب الامر . بالطبع يمكنه استخدام شخص محترف لتادية الدور ؟، وذلك باستخدام ادوات التبرج مع بزة عمل واسعة وشعر مستعار بالاضافة الى كل ما يتطلبه الدور ، لكن هاورد تبدو طبيعية بالفطرة 0
منتديات ليلاس
اغلق اندريو الباب خلفه ، ثم اخطره وقع خطوات متثاقلة ان المرأة موضوع افكاره تسير نزولا على الدرج 0

علت ملامح وجهه ابتسامة عريضة فيما هو يراقب ميرسى . انها مناسبة جدا للدور هكذا بثوب العمل الذى يغطيها ، بشكلها المهمل وشعرها المنفوش وحذائها الكبير . يبدو ذلك مثاليا !

شعرت ميرسى ببعض الاضطراب ثم استعجلت مشيتها . من المفترض الا يراها . فبحسب ما تقوله تريشا ، انها ليست منظرا قد يجعل الرجل مسرورا بعودته الى المنزل ، او يرفع معنوياته . لكنه بدا فى مزاج جيد . كان يتكئ الى الى الباب خلفه ، وقد بدت بنيته الرائعة مسترخية . جعلتها ابتسامته تشعر بالرجفة ، فتمايلت بشكل جلى وواضح 0

-اما زلت تعملين ، هاورد ؟

هل يجدر به ان يفاتحها بالموضوع الان ؟ ربما لا . انها تبدو متعبة ، لذا فكر ان الصباح سيكون توقيتا افضل 0

بدت نبرة اندريو الودودة مفعمة بالاهتمام القوى الدافئ ، لكن ميرسى تجاهلتها . تمنت لو انه لا يناديها باسم عائلتها ، فذلك الامر يجعلها تشعر بانها ليست من الجنس الانثوى ، بل كانها تبعد سنوات ضوئية عن تلك الشقراء المستلقية على ذاك السرير فى انتظار اندريو 0

استجمعت ميرسى تفكيرها العقلانى . لماذا يهمها الاسم الذى يناديها به ؟ فبالنسبة لاندريو هى ليست ذات جنس محدد . انها غرض تم استخدامه للمحافظة على نظافة منزله وغسل ملابسه الوسخة . نزلت الدرجات الاخيرة المتبقية ، واسقطت من حسابها ملاحظة تريشا الجارحة ، لان المرأة بكل بساطة تشعر بالانزعاج والغضب ، ثم اعلمت اندريو بالسر الذى تعرفه : وصلت صديقتك الحميمة منذ فترة قصيرة 0

ثم اضافت بجراة كبيرة : انها فى غرفة نومك ، وهى منزعجة جدا بسبب مشكلتكما 0

بدا الغضب مشتعلا فى النظرة التى وجهها نحوها ، وهو يسالها : تريشا ؟

ردت ميرسى وهى غير قادرة على ردع نبرة الانتقاد البادية فى صوتها قائلة : بالطبع !

تساءلت كم صديقة حميمة لديه ، بحق السماء ! تابعت ناصحة اياه : ما من داع لان تغضب ، وان تدخل فى شجار معها . لا اعلم ما الذى سبب شجار العاشقين ، ولا ارغب بمعرفته ، لكن عليكما ان تتحدثا عن الامر بهدوء ، ثم تقبلا بعضكما وتتصالحا . مهما يكن الامر فهى ما زالت المرأة التى اردت الزواج بها ، وهى مجنونة بحبك و ....

احكم اندريو قبضته القوية حول معصمها ، وقال : اسكتى ! هيا الى الاعلى . انا بحاجة الى شاهد 0

جذبها اندريو ليجرها مجددا الى الطابق العلوى بسرعة بدت لها كسرعة الضوء ، فشهقت ميرسى : هل فقدت عقلك ؟
ثم سقطت على الارض غير قادرة على الوقوف ، وشهقت من جديد ، فالتقطتها اندريو بحركة فجائية سريعة ، واضعا ذراعه حول خصرها ليدعمها ويجبرها على المتابعة 0

dede77 29-08-11 09:19 PM

فى هذه الاثناء رد عليها وهو يصر اسنانه : كلا . انا فقط غاضب جدا ! عليك الا تسمحى لتلك المرأة بدخول منزلى من جديد ، وهذا امر 0

لم يكن باستطاعة ميرسى ان ترد عليه ، فقد سلبت انفاسها منها بسبب امساك اندريو بها الى جانب جسده القوى الصلب . احست برجليها تخذلانها وكانهما تحولتا الى هلام ، كما ان هذا الموقف جعلها تستعيد ذاك الشعور الغريب المخجل الكامن فى اعماق اعماقها . فكرت بجموح عندما افلتها اندريو امام باب غرفة نومه تماما ، لابد ان هذا هو الشعور الذى ينتاب المرء عندما يلتقطه اعصار . حدقت فى اللوحة المغرية المستلقية على السرير . تريشا بشعرها الكثيف المرتب بمهارة ومكر على الوسائد ، فى حين ان حاشية فستانها ارتفعت الى الاعلى بشكل غير لائق وخال من الحشمة . وحينما اقترب اندريو منحنيا فوقها ، جاءت ردة فعلها كالقطة التى تخرخر لدى مداعبة معدتها 0

امتلات عينا تريشا الحارتان الرطبتان بالغضب المجنون ما ان حطتا على ميرسى ، التى كانت ما تزال منقطعة الانفاس وترتعش بشكل غريب 0
منتديات ليلاس
تحول الاعصار الان الى جبل جليدى ، فبدت ملامح وجه اندريو المنحوتة بدقة فاترة ، خالية من الشعور ، مجردة من الرحمة ، وهو يستخدم هاتفه النقال . اما صوته فهدر كعاصفة ثلجية قطبية وهو يعلم تريشا قائلا : سوف تصل سيارة الاجرة الى هنا خلال خمس دقائق لتنقلك الى منزلك . اقترح ان تنتظرى قدومها فى الخارج . علاقتنا الغرامية انتهت تماما ، وانت تعرفين ذلك حق المعرفة . كان هناك احتمال بان تنتهى هذه العلاقة بشكل ودى ، فانت تعرفين شروط اللعبة . اما الان ، وبعد ما حدث ، اذا ما حاولت الاتصال بى ، او الاقتراب منى لمئة ياردة او اقل ، فسوف اهينك واصدر امرا من المحكمة يجبرك على الابتعاد عنى ، وسوف تكون تلك صفعة قوية لك ، حتى انك لن تستوعبى ما الذى اصابك 0

توجهت المرأة نحو الباب ، فيما غطى وجهها الجميل قناع من الغضب الانتقامى الحقود . اما ميرسى فسقطت جالسة فوق الاغطية المكومة على حافة السرير السفلية ، ذلك انها ما عادت تثق بقدرة رجليها على حملها واقفة للحظة اخرى . شهقت قائلة وقد اتسعت عيناها الكبيرتان المليئتان بالادانة والالم : كان ذلك تصرفا فظا جدا !

استدار اندريو نحوها فيما اومضت عيناه بشرارات من عدم التصديق وثنى العبوس احد حاجبيه . الا انها لم تقدر على الانقياد للظلم او تقبله فتابعت قائلة ببسالة بغض النظر عن ذلك : المرأة المسكينة هى ببساطة مغرمة بك ، وهى لا تستحق ذلك النوع من المعاملة 0

بعدئذ شعرت بالغثيان ، فيما لفها صمت جليدى ما جعل جلدها يخزها ، وفكرت انها لا شك ستفقد وظيفتها . تانيبها وتوبيخها له يعتبر مقبولا لو انها كانت احد موظفيه المسنين القدماء ، او انها كانت تعتنى به منذ ولادته 0
منتديات ليلاس
انها تقوم بوعظه واعطائه الدروس حول تصرفاته السيئة ، ولم يمض على وجودها فى خدمته سوى يومين ! لماذا لا تتعلم الاحتفاظ بافكارها لنفسها ؟ اخذت يدا ميرسى تلتفان بتوتر فى حضنها 0

تساءل اندريو بتكشيرة تنم عن عدم التصديق ، بحق السماء ! كيف تجرؤ ميرسى على مساءلته عن افعاله فتعطيه المواعظ الاخلاقية ، وتطلق من فمها هذا الهراء ؟ فتح فمه ليقول لها بان تغرب عن وجهه وان تراقب كلامها من الان فصاعدا ، اذا ما رغبت بان تتمسك بوظيفتها المريحة المربحة ، لكنه عاد وذكر نفسه بالخدمة التى يريدها منها ، فقام باغلاقه بدهاء مجددا 0

قال لنفسه بايجاز وهو يرخى كتفيه ، ان امرأة ذات خلفية متواضعة وتتمتع بافق ضيق مثلها ، ليست لديها على الارجح ادنى فكرة عن الموضوع . ما كان ليورطها فى هذا الامر المزعج ، لو لم يكن بحاجة الى شاهدة اذا ما اضطر الى اللجوء الى محضر ردع من المحكمة 0

صر اسنانه قائلا : انا اسف لانك تعتقدين ذلك 0

انه ليس معتادا على تفسير ما يفعله لاى كان ، اما الان فعليه ان يعض على جرحه . لاحظ متفاجئا ان التوهج فارق عينيها المدهشتين ، وانها اخذت الان تنسحب كما لو انها مداسة تحت الاقدام ومثبطة العزيمة 0

dede77 29-08-11 09:21 PM

خنق اندريو نوبة غضب اوشكت ان تنتابه ، فغير رايه وغض النظر عنها . لا سبب يدعوه لان يشعر بالاسف نحوها ، فهى قادرة على الدفاع عن نفسها . اضطر الى تلقى العديد من الدروس والمواعظ خلال الفترة القصيرة التى عملت فيها لديه ، وذلك اكثر مما تحمله طيلة سنوات عمره الواحدة والثلاثين !

بعيدا عن سيناريو العناق والمصالحة الذى فكرت به تريشا ، سكب اندريو العصير فى الكوب النظيف ، ثم ناوله لميرسى قائلا برقة فاجاته الى حد بعيد : اشربى هذا هاورد ... سوف يساعدك على التعافى من المشهد المزعج الذى اجبرتك على حضوره 0

احست ميرسى كان لدغة اصابتها ، فاطبقت اناملها حول الكوب الزجاجى . ما عساه يظن بها ؟ ايظن انها من الفتيات التقيات المتدينات الميؤوس منهن ، لمجرد ان والدها كان رجل دين ؟
منتديات ليلاس
ردت بشجاعة ، وهى غير قادرة على تحمل شفقته : انا بالفعل ارغب فى تناول بعض العصير سنيور ، كما اننى لا اضع غطاء على راسى كما ترى 0

تحرك فم اندريو الانيق بطريقة مميزة ، ثم قال : حسنا ! لاصحح لك معلوماتك ... لم تكن لدى نية مطلقا بالزواج من تريشا لوماكس ، كما انه ليست لدى نية بان اربط نفسى باية امرأة اذا صح القول ، تريشا تعرف ذلك تماما . خلال علاقتنا الغرامية – التى اتضح انها قصيرة المدى – كنت وفيا تماما لها ، اما بعد انتهاء هذه العلاقة ، فلن تكون هنالك مشاعر الم او غضب . وقد قدمت لها هدية جميلة وقيمة لاعبر عن احترامى وتقديرى لها 0

تساءل اندريو ان كانت لديها اية فكرة مطلقا عن كيفية سير مثل هذه الامور . تساءل بعد ذلك لما عساه يهتم ، لكنه جلس الى جانبها على حافة السرير ، ثم اعلمها بجفاف : هذه الترتيبات هى امر شائع بين الناس 0

بدا راس ميرسى يسبح ، واحست بالدوار لقربها منه الى هذا الحد . تمتمت قائلة : يبدو الامر لا اخلاقيا بالنسبة الى 0
منتديات ليلاس
سيطر عليها شعور بالحذر والغرابة ، وفكرت انه يجدر بها مقاومة ذلك التوتر العصبى الذى يتملكها ، ثم سالته : هل فكرت بان تلك المرأة المسكينة قد تكون واقعة فى غرامك ؟

وتابعت مفكرة ان ذلك ما ستفعله اية امرأة تتمتع بعينين تمكنانها من الرؤية وبجسد يتوهج بما يكفى من الحياة 0

يا الهى ، الهمنى الصبر ! اخمد اندريو رغبته التى تدفعه لان يامرها بالا تتفوه بهراء كالذى يؤمن به اليافعون الاحداث ، فهو يحتاج اليها كى تقف الى جانبه فى الوقت الحالى . اجبر نفسه على الكلام من خلال اسنانه التى تضغط على بعضها ، قائلا : المرأة التى تتمتع بمشاعر قوية وعميقة ، كانت لترد العقد الماسى ... هدية الوداع والفراق ، وما كانت لتتمسك بالحلى العديدة الباهظة الثمن التى حصلت عليها من خلال الفترة التى كنا فيها سويا . الشئ الوحيد الذى احبته تريشا لوماكس ، عدا عن نفسها ، هو حجم حسابى المصرفى . وهذا يقودنا الى شرح مطول حول الاسباب التى دفعتها كى تعتقد بانها قادرة على تغيير رايى بخصوص الزواج 0

كانت ميرسى على وشك ان تعلمه بان تلك وجهة نظر بالغة الانانية ، لكنها صمتت فيما تابع اندريو كلامه من غير ان تبدو عليه اية لمحة من الشفقة على نفسه ، فقال : منذ بلغت اواخر سنى المراهقة راحت النساء يرمين بانفسهن على . وبما اننى كنت فتى يافعا يتمتع بالرجولة والاندفاع الطبيعى نحو النساء ظننت اننى فى الجنة ، الى ان قام جدى بتحذيرى . جدى هو اكثر الرجال الذين عرفتهم حكمة ، وقد حذرنى قائلا بان القلوب التى تخفق داخل تلك الصدور المبهجة ، هى مليئة بالجشع وحب الثروة . كان رجلا ذا خبرة واسعة وقد ادرك ان ضخامة ثروة عائلة آل باسكالى تشكل اغراء للكثيرات . هو من علمنى ان استمتع بتلك الكائنات الجميلة الرائعة من دون ان اقع فى شباك احداهن ابدا .

قال لى : تزوج فقط حينما تصبح حاجتك الى وريث امرا رئيسيا ، لكن قم بانتقاء عروس تتمتع بثروة خاصة لها ، ولو كان وجهها بشعا كسلة المهملات .

dede77 29-08-11 09:24 PM

فيمكنك الحصول على العشيقات الفاتنات بالعشرات مقابل مبلغ زهيد من المال 0

تابع اندريو وهو يشفق على مدبرة منزله ، مسيئا فهم تعابير وجهها المرتعبة : لقد شعرت بالصدمة ، اليس كذلك ؟

وثب بعدها واقفا على قدميه ، واردف : لكننى رغبت بان تعرفى اسبابى ، وبان تكفى عن اتهامى بجرح مشاعر المرأة وفطر قلبها . ان الفارق الوحيد بينها وبين غيرها من النساء هو انها لم تلتزم بالشروط . قررت ان باستطاعتها اقناعى بالزواج منها ، لكى تستولى على اموالى !

اطلق اندريو تنهيدة تنم عن نفاد الصبر ، فيما تصلب جسمه فجاة . هو لم يقم بشرح اسبابه لاى كان من قبل ، حسبما ذكر نفسه مرة سابقة خلال هذه الامسية . اذا لم هذا التغيير الان فى عاداته التى لازمته طيلة حياته ؟ لقد وظف هاورد لتكون مدبرة منزله ، لتكوى جواربه ... او مهما كان ما تقوم به ، ولم يوظفها لكى يفسر لها اسلوب عيشه 0

ارخى اندريو حاجبه وهو يلاحظ ان تينك العينين الزرقاوين الكبيرتين المدهشتين غدتا مشبعتين بالتعاطف معه . فكر انه ربما يستطيع فعل شئ ما بخصوصهما ، كوضع عدسات لاصقة بلون الوحل ، على سبيل المثال 0

هنا اندريو نفسه وهو ينحنى ليجلس الى جانبها . اخيرا تمكن من اقناعها لتقف الى جانبه . فبعد ما قد قاله لها ، لابد انها ستغير رايها بالقصة المحزنة التى ابتدعتها تريشا ، ولن توجه اليه اية اتهامات تتعلق بالقساوة والفظاعة 0
منتديات ليلاس
امتلا قلب ميرسى بالشفقة عليه وبشعور اخر مختلف تماما ، فيما عاد ذاك الايطالى المدمر ليجلس الى جانبها مجددا على حافة السرير . شعرت باسف شديد مؤلم على اندريو . مسكين ... مسكين هذا الرجل ! انه غاية فى الروعة والوسامة والحيوية ، فكيف يمكنه ان يصدق ان اية امرأة لا يمكنها ان تغرم به لشخصه هو وليس لاجل حسابه المصرفى ؟ بوسعها ان تخنق جده العجوز الفظ المتهكم لانه زرع هذه الفكرة السخيفة فى راسه !

-هاورد ....

-نعم سيدى ؟

رفعت ميرسى نظرها نحو فمه الذى اطلق تلك التمتمة المنخفضة النغمة ، لكنها بسرعة عادت وحولت نظراتها . بدت عيناه لامعتين بوهج تام كالفضة الخالصة ، تحت اهداب شديدة السواد . بدا تماما كالرجل الذى يراقب هدفا وضعه نصب عينيه 0

تورد خدا ميرسى بلون جامح ، ووبخت نفسها على تفكيرها هذا ، عندما تكلم اندريو قائلا : تخلصى من كلمة سيدى هذه ، ولنكن صديقين 0

احنى راسه بحيث اصبح نظره موجها مباشرة الى وجهها . هنا فى حميمية غرفة نومه وفيما هو قريب منها الى هذا الحد ، استطاعت استنشاق عطر ما الحلاقة الخفيف برائحة الليمون الذى يضعه . شعرت بحرارة جسده ، ما جعل احشاءها تتلوى بتوتر . اخذ نفسها يخرج بطريقة لم تختبرها مطلقا من قبل . ابتعلت ريقها مجهدة ، محاولة بحدة ان تتمالك نفسها ،

فقالت : حسنا !
منتديات ليلاس
بالنظر الى اسلوب حياته المعهود لابد انه معتاد على النظر بهذه الطريقة الى اية امرأة مهما كان عمرها . انها مجرد عادة . كانت ميرسى منشغلة بوضع اللوم على جد اندريو الذى اوصله الى مثل هذا التفكير ، عندما قال اندريو بصوت مخملى خافت بدا لها كانه يقطر عسلا : لدى عرض اقدمه لك 0



*****


انتهى الفصل الثانى 0

Rehana 30-08-11 03:24 AM

وانت بألف خير يالغالية .. وجعل ايامك كلها اعياد
عيدية حلووووة من يديك ياعسل .. الله لا يحرمنا من تواجدك المميز

تثبت الرواية

http://photo.hh7.net/files/1313877811.jpg

فتاة 86 30-08-11 02:07 PM

مبدعة دائماً حبيبتي باختياراتك
كل عام و أنت بخير
و أكيد متابعين القراءة معك فصل فصل

fati_mel 30-08-11 06:29 PM

يعطيك العافية وبانتظار التكملة
عيد سعيد وكل عام وانتم بخير

dede77 30-08-11 09:59 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هدية للقلب (المشاركة 2857652)
باين من الملخص ان الرواية رائعة تسلم ايدك
وربنا يعطيك العافية وبانتظار التكملة
كل سنة وانتى بخير عيد مبارك عليك وعلى اللى تحبيهم



تسلمى حبيبتى من كل شر . وان شاء تعجبك الرواية عندما تنتهى 0

كل سنة وانت وكل احبابك فى سعادة وخير وعيد مبارك عليكم جميعا . امين 0

dede77 30-08-11 10:15 PM

:4redf54r:
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Rehana (المشاركة 2857970)
وانت بألف خير يالغالية .. وجعل ايامك كلها اعياد
عيدية حلووووة من يديك ياعسل .. الله لا يحرمنا من تواجدك المميز

تثبت الرواية

http://photo.hh7.net/files/1313877811.jpg



وانت بالف خير حبيبتى . ويجعل الله كل ايام سعادة وهناء 0

ولا يحرمنا من احلى قمر يالمنتدى .

لك منى هذه
:4redf54r:
الورود

dede77 30-08-11 10:25 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فتاة 86 (المشاركة 2858140)
مبدعة دائماً حبيبتي باختياراتك
كل عام و أنت بخير
و أكيد متابعين القراءة معك فصل فصل


شكرا لك احلى فتاة على كلامك الرقيق . وكل عام وانت بخير

ان شاء الله الرواية تعجبك حبيبتى 0



اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة fati_mel (المشاركة 2858274)
يعطيك العافية وبانتظار التكملة
عيد سعيد وكل عام وانتم بخير


ويعطيك مليون عافية حبيبتى . ان شاء الله اكملها بسرعة علشان خاطر عيون الجميع .

عيد سعيد عليك وعلى كل احبابك 0

dede77 30-08-11 10:30 PM

3- حلم يتلاشى 0

بذلت ميرسى جهدا كبيرا كى تبدو مشرقة ومهتمة : وما هو ؟

فقد بدا لها ذلك صعبا جدا فيما هى تشعر بحرارة جسد اندريو القريب جدا منها . وادركت لماذا ترتمى النساء عليه طيلة الوقت 0

حاولت جهدها التركيز على ما يقوله 0

-اريد ان تظهرى فى الاعلان الذى اعمل عليه 0

لوهلة لم يكن بمقدور ميرسى غير فغر فمها بانشداه تجاه اندريو . هل اثر انشغال حواسها به على سمعها ايضا ؟ التقت عيناها بعينيه ، فانت فى سرها مدركة ان تلك غلطة كبرى . انه ينظر اليها بتلك الطريقة مرة اخرى ، وعيناه المدهشتان تلتمعان باضواء فضية ناعمة . ابتلعت ميرسى ريقها بصعوبة بالغة ، وهزت راسها فى محاولة لتنقيته من التشويش الذى حل به 0

-ما الذى قلته ؟

-قلت انك ستكونين ملائمة تماما للمشروع الذى انا بصدد العمل عليه حاليا 0

دهشت ميرسى بشدة ، واصابها الارتعاش بسبب بهجتها ، عندما احتضنت يداه ذات الانامل الطويلة الصلبة وجهها برقة ، فرفعته ليواجه نظراته المتفحصة التى تحدق بها . فيما اشتعل جسدها باكمله بالنيران ، فاخذ يحترق ويرتجف فى الوقت نفسه 0

جالت عينا اندريو على كافة ملامحها ، فوصلت ببطء الى ما استطاع ان يرتاه من جسدها المغطى بقماش بذلة عملها الرمادية المتواضعة 0

-سوف تقومين بدور صغير ، لكنه محورى جدا فى الفيلم الدعائى الذى نحن على وشك تصويره . لن يتطلب الامر سوى بضع ساعات من وقتك .... كورونيت ... ستكونين مناسبة تماما للدور ...

احست ميرسى بصوت ازيز غريب يطن داخل راسها . انها ببساطة ليست قادرة على استيعاب او تحليل ما يقوله اندريو . بدا الامر باكمله غير قابل للتصديق الى حد انه لم تكن لديها ادنى فكرة كيف عساها تبدا باستيعابه . وعندما ذكر لها قيمة الاجر الذى سيدفعه لها ، والتى بدت لميرسى ضخمة الى حد الجنون ، لم تستطع الا ان تبلع ريقها باهتياج شديد بسبب عدم التصديق . نصحها اندريو قائلا : فكرى بالامر 0

رفع اندريو بنيته الصلبة ليقف بسهولة من دون اى مجهود ، ثم امسك يدى ميرسى وجذبها لتقف على قدميها ، فاحتك جسدها به وهى تنهض . جعلها ذلك الامر ترغب بياس حقا بالعودة فورا الى الجلوس من جديد لان رجلاها خذلتاها 0

اما اندريو فعبر الغرفة بخطوات واسعة مليئة بحيوية نحو الباب ، فامسكه مفتوحا لاجلها ، ثم منحها تلك الابتسامة الساحرة تماما 0

-اذا ما وافقت على الامر ، فانت ستؤدين لى خدمة كبيرة . فكرى بالامر هذه الليلة ، وسوف نناقش التفاصيل عند الصباح 0

اضطرت ميرسى الى استدعاء كل ما بقى لديها من قوة الارادة لتتمكن من الوقوف والبقاء مستقيمة ثابتة نوعا ما ، فيما غادرت الغرفة متوجهة الى سريرها . فى ذلك الوقت هجرتها جميع الافكار التى وعدت نفسها كالعشاء والحمام الساخن ،

وذلك تحت وطاة حاجتها للبحث عن النسيان . وعدت نفسها وهى ترتجف ، بانها سوف تعيد النظر وتفكر مليا بما حدث بالضبط فى غرفة نوم اندريو هذا المساء . لكن ذلك سيحدث حينما يصحو ذهنها من تاثير الصدمة 0

****

dede77 30-08-11 10:31 PM

صرخت كارلى مذعورة : اوه ... ! واو !

ابعدت ميرسى الهاتف النقال عن اذنها بسرعة ، وغيرت جلستها فى احد المقاعد المقاعد المريحة ذات المسندين الموجودة فى غرفة جلوسها الخاصة . ثم عادت الى متابعة الحديث بعد ان تاكدت من انها لم تعد تواجه خطر تمزق غشاء طبلة اذنها 0

قالت معترفة : انا لم استوعب الامر بالشكل الصحيح مساء الامس . كنت .... ماخوذة بالاحداث و ....

ثم تابعت تسرد لكارلى تفاصيل ما حدث ، لكنها حذفت احساسها الغبى الذى دفعها الى الاعتقاد لوهلة بانه كان على وشك ان يعانقها 0

اشرقت ملامح ميرسى بابتسامة دافئة ، وتابعت : لكنه اوضح الامر هذا الصباح عندما اخذت له فطوره 0

بدا مشمئزا حقا فى بادئ الامر ، لكنه تناول كل قطعة من الوجبة بعد ان قالت له بحزم شديد ان السمك مفيد جدا للدماغ 0

تابعت ميرسى سرد ما سيحصل معها : على ان اتوجه الى الاستديو يوم الاثنين القادم ، فاضع نفسى بين ايدى اولئك الذين يهتمون بالتبرج والملابس ، بعدئذ سيبداون تصوير دورى فى وقت ما من منتصف النهار . من الواضح ان ذلك مرتبط بتصوير الموقع . كما انه سيدفع لى مبلغا طائلا ، وهكذا ساتمكن من تحويل مبلغ اضافى الى جيمس . يمكنه ان يتخلى عن استدانة المزيد من القروض الطلابية فى المستقبل القريب 0

زفرت كارلى مطلقة تنهيدة : لا اصدق هذا !

استودعتها ميرسى سرها قائلة : لا ، ولا انا . من يظن اننى نموذج مناسب تماما لاعلان تليفزيونى ....

صححت لها كارلى بحدة لاذعة : اعنى اننى لا اصدق انك لا ترغبين بصرف جزء من ذلك المبلغ لشراء اشياء جميلة لنفسك ، فمنذ معرفتى بك وانت تضعين نفسك وما ترغبين به فى اخر قائمة الاولويات ! لكننى افترض ان كلامى لن يجعلك تغيرين رايك 0

خفت نبرة كارلى الحادة قليلا ، ثم تابعت : واعتقد انك تشكلين نموذجا رائعا . لابد ان رب عملك الحذق القى نظرة متفحصة عليك ، فراى الامكانيات التى تملكينها . الم اقل لك دوما بانك يمكنك ان تكونى رائعة الجمال وفاتنة ، لو انك اهتممت بمظهرك الخارجى اكثر ؟ فقط لو انك تتوقفين عن شراء تلك الاشياء الكئيبة الموحشة التى تبتاعينها من متاجر الصدقات ، وتصففين شعرك كما ينبغى ، وتسمحين لى بالاهتمام بتبرجك ... من الواضح ان اندريو نظر اليك فراى فتاة تصلح لصنع نجمة !

dede77 30-08-11 10:34 PM

جاهدت ميرسى كى لا تصيح مستهجنة ذلك السيناريو غير المحتمل . ما لبثت كارلى ان استانفت كلامها قائلة ، ما رايك بدعوتى الى زيارتك خلال احدى الامسيات ؟ اراهن على ان منزله رائع ، وانا اتوق لرؤيته من الداخل ! حسنا ! ما هى السلعة التى يروج لها الاعلان الذى ستشاركين فيه ؟

اعترفت ميرسى وهى تشعر بالغباء : لست متاكدة . ذكر لى شيئا بخصوص كورونيت ليلة امس ، ولم ارغب بان اطلب منه تكرار ما قاله هذا الصباح . فذلك سيجعله يظن باننى لم اكن اصغى الى اية كلمة قالها لى 0

وذلك ما حصل بالفعل . فهى لم تسمع اية كلمة قالها ، لانها لم تكن قادرة على ذلك ، للاسف 0
منتديات ليلاس
قالت كارلى بتان : كورونيت ... لو انها ماركة عطر ثمين او تبرج على وشك ان تغزو السوق لسمعت بها بلا شك . مهما يكن ، لابد انه شئ ساحر ملفت للنظر ! اتظنين انها مجوهرات ؟ فوكالته مشهورة بالتعامل مع المنتجات الراقية الشديدة التالق . انهم لا يتعاطون مع المنتجات الكئيبة البائسة كمساحيق الغسيل و المنظفات !

انهت ميرسى مكالمتها ، وتكورت على نفسها ، ثم انغمست فى احلام يقظة استوحت مواضيعها مما قالته لها صديقتها ،

وذلك بعد ان اصغت الى المزيد والمزيد من تعليقات كارلى المستفيضة ، ومنها على سبيل المثال ان وجه ميرسى سوف يصبح وجها معروفا . من غير ان ننسى ذكر الثروة التى ستتمتع بها ميرسى الى ما هنالك ... ختمت ميرسى المكالمة بعد ان وعدت صديقتها بان تطلب اذن اندريو لكى تدعوها لزيارتها خلال احدى الامسيات 0

امن الممكن حقا ان يكون هذا الرجل الايطالى الاسطورة الفائق الجمال الذى يتمتع بكاريزما رائعة ، قد لاحظ فيها شيئا ما ، شيئا تمنعت المرآة عن اظهاره لها ؟ ايعقل ان يكون قد نظر اليها كما ينظر الرجل الى امرأة يرغب بها ؟ اتراه حقا اوشك على معانقتها ، لكنه تراجع عن ذلك خشية ان تفسد هذه الخطوة علاقتهما العملية ؟
منتديات ليلاس
عادت ميرسى الى رشدها ، فطمست تخيلات الفتاة المراهقة ، قائلة لنفسها انها لم تقع ابدا فريسة لهذه النزوات التافهة من قبل ، وهى لن تفعل ذلك الان 0

قالت لنفسها بحزم وقد استعادت رشدها ، انها فى اى حال لن ترغب بان يعانقها اندريو ، اليس كذلك ؟ لاشك انه بارع بذلك ، لكن اى فتاة تتمتع باحترام لذاتها وتمتلك نصف عقل فى راسها ، لن ترغب بان يغازلها رجل يتمتع باخلاق قط مهتاج 0

****

dede77 30-08-11 10:35 PM

جلست ميرسى امام مرآة فخمة ، وقد بهرتها الاضواء اللامعة التى تسطع مباشرة فى وجهها . بالكاد تمكنت من احتواء حماسها وتهدئة اعصابها التى جعلت دماءها تفور 0

اختفى اندريو بعد ان اوصلها مباشرة ، فى حين احتشد الموظفون المسؤولون عن التبرج والملابس فى مدخل الباب . خلال فترة انتظارها فى هذه الغرفة ، تجولت بالقرب منها بعض النساء الودودات جدا ، واللواتى لا يرتدين سوى القليل من الملابس ، بالاضافة الى رجل اشقر يشبه عارضى الازياء . راحت ميرسى فى هذه الاثناء تتساءل ما الذى يفترض بها ان تقوله او تفعله 0

ابعدت تلك الافكار بدهاء من راسها ، فهى لم تساعد الا فى زيادة درجة توترها ، وزيادة اقتناعها اكثر من قبل بانها غير قادرة على التمثيل ، وبانها سوف تطرد من موقع التصوير فتخسر المبلغ الضخم الذى سيدفع لها ، ذلك المبلغ الذى املت انه سيساعد جيمس الى حد كبير . عند هذه النقطة حولت تفكيرها نحو افكار اكثر هدوءا 0
منتديات ليلاس
بدا رب عمل ميرسى يتصرف بلطافة ومرح منذ ان وافقت على القيام بما طلبه منها . اصبح اندريو يعود الى المنزل لتناول العشاء مساء كل يوم ، ثم يدعوها للانضمام اليه ، فيفتنها بمزاجه الجاف . حتى انه لم يبد اى انزعاج على الاطلاق من جهلها المطلق حيال موضوع الاموال الضرورية لشراء لوازم المنزل . فببساطة وجه لها تلك الابتسامة الملتوية الفاتنة ، وشرح لها : كانت كنوكس تطلب ما تحتاج اليه من متجر هارودز . كل ما عليك فعله هو رفع سماعة الهاتف وطلب الاغراض التى تحتاجين اليها ، وسيتم ايصالها الى المنزل ، ثم اتركى لى امر دفع الفواتير 0

وبخته ميرسى وهى غير قادرة على تمالك نفسها ، فقالت : يا له من تبذير ! يمكننى ان اتسوق بنفسى ، فاشترى الاغراض بسعر اوفر بكثير . لدى ما يكفى من وقت الفراغ كى اتوجه الى الاسواق واجد ما يلزمنى ! اما سمعت المثل الذى يقول ان عليك ان تعتنى وتهتم بكل قرش تصرفه ، وبعدئذ سيهتم كل قرش بنفسه ؟
منتديات ليلاس
القى اندريو راسه الى الوراء ، وكاد ينفجر من شدة الضحك ، ما جعل ميرسى تصاب بالارتباك . توردت وجنتاها خجلا وصولا حتى اطراف شعرها ، بعدئذ فكرت ان الاغنياء الفاحشو الثراء ليسوا بحاجة الى ازعاج انفسهم وتضييع وقتهم على امور تافهة زهيدة ، مثل كيفية توفير مقدار ضئيل من المال . فى المستقبل سوف تبقى فمها مغلقا فى ما يتعلق بمواضيع التوفير والاقتصاد 0

اعتقدت ميرسى انهما انسجما مع بعضهما بشكل جيد واستثنائى ، بالنظر الى سير الامور على هذا النحو . كما انها تخطت مشكلة سذاجتها . بالطبع ، هى مازالت تعتقد بانه رجل جذاب جدا جدا ، فاى امرأة لا تظن ذلك ؟ انه شخص غريب متميز جدا . فهو يشبه الطاووس الذى يختال بين سرب من الاوزات الرمادية اللون ، وهى تجده مدهشا وساحرا بشكل قوى . لن تكون انسانة ذات مشاعر واحاسيس ان لم تفعل ذلك . لكن ذلك لا يعنى انها مهتمة به كما تهتم المرأة بالرجل ... آه !

dede77 30-08-11 10:38 PM

لكن ميرسى جالت احيانا بافكارها فى عالم احلام اليقظة فتصورت نفسها مع رب عملها ، وتصورت انه يراها امرأة جذابة عوضا عن هاورد العجوز المملة . فى الواقع ، هى لن تستطيع لوم نفسها تماما الان ، ليس بعد ان يحصل التغيير السحرى المنتظر لشكلها الخارجى خلال وقت قصير . اى بعد ان يتم تسليمها الى امراتين شابتين لتعملا على تغيير شكلها ، فتصبح اية فى الجمال بفضلهما وبفضل اضاءة الاستديو الحذقة 0

اختطف ميرسى من احلام اليقظة شاب نحيل الجسم طاف بالقرب منها . ثم دفع اليها بكدسة من الاوراق ، قائلا لها : هذه لك 0
منتديات ليلاس
سحبت ميرسى نفسها بقوة خارج مجال خيالها المهدئ للاعصاب ، فاستنتجت ان هذه الاوراق هى نص السيناريو او ما شابه . امنا العنوان المطبوع فهو : وجبات كورونيت الجاهزة 0

اطلعت ميرسى بسرعة على النص ، وهى تامل الا يكون لديها العديد من الاسطر لتحفظها . لكن ما هى الا لحظات حتى وصلت حرارة دمها الى برودة الجليد ثم ارتفعت محلقة الى درجة الغليان 0

لم يكن يفترض بها ان تقول اية كلمة 0

جل ما عليها فعله ببساطة هو الوقوف هكذا بشكلها المهمل العادى ، فيما يمر الرجل الذى يشبه عارضى الازياء ، متجاهلا تضليل مجموعة من الفتيات الشابات الجميلات وخداعهن ، كما يتجاهل اغراء العديد من المطاعم الفاخرة ، فيقفز مستقلا سيارة الفيرارى خاصته ليقود مسرعا الى حيث تقف هى ، الفتاة البشعة المهملة التى تقدم وجبات كورونيت الجاهزة ، فتكسب نظرة اخلاص وتقدير من قبله !

احست ميرسى بالغثيان وبالغضب الشديد . تلك هى الطريقة التى يراها بها اندريو باسكالى ! مملة ، مهملة ، وبكل صراحة ... بشعة !

كم تكرهه !

كيف عساها شعرت بهذا الغرور الفارغ الذى جعلها تحس بالاطراء حين فعل المستحيل بل كاد يتوسل اليها لتظهر فى هذا الفيلم الدعائى البغيض ؟ حتى انها صدقت كارلى الى حد بعيد حين تدفق على لسانها الكلام حول اندريو الذى راى فى ميرسى الامكانيات المختبئة ! انغمست فى احلام يقظة سخيفة مضحكة ، سببت لها الاحراج بمقدار ما اشعرتها بالحماس . كم تكره نفسها !
منتديات ليلاس
لاعجب اذا انهم تركوها تنتظر مطولا ، فيما راحت الفتيات الجميلات يصورن فى الموقع . اوشكت ميرسى ان تهب خارجة من هناك ، فتترك اندريو باسكالى ليبحث عن شخص اخر بمثل قبحها ، لكنها رضخت على مضض وهدات اعصابها وهى تصر على اسنانها . لا يمكنها ان تفوت فرصة مساعدة جيمس بشكل فعال ، مهما كانت مشاعرها الخاصة 0

نظرت الفتاة الشابة المرحة التى تعمل فى التبرج الى انعكاس صورة ميرسى فى المرآة ، وقالت لها : ناسف لاننا ابقيناك منتظرة . اترغبين بتناول القهوة او شئ ما ؟

هزت ميرسى راسها نفيا ، لانها لم تثق بنفسها كى تنطق باية كلمة . خشيت ان يبدو كلامها فظا متوحشا ان فعلت 0

-اذا سوف نبدا العمل 0

تمتمت ميرسى وقد خمد غضبها فجاة : لن يكون عليك فعل الكثير 0

حل محل الغضب شعور غير مرغوب فيه من الالم اليائس فى مكان ما من قلبها 0

ردت الفتاة بمرح : هذا ما تظنينه فقط ! وبالمناسبة انا تريكسى 0

ثم التقطت علبة من البلاستيك بلون حلوى التوفى ، وتابعت : يتمتع شعرك بلون رائع جدا وهو فى حالة متالقة 0

ثم اخرجت قبضة ملاى بالجيلاتين وقالت : هذا سوف يجعله باهتا ملبدا . لا تقلقى ، فهو يزول عند الغسيل 0

dede77 30-08-11 10:40 PM

قالت تريسكى ذلك مطمئنة اياها فيما جذبت شعر ميرسى المربوط فى عقدة عند اسفل رقبتها وتابعت : تذكرى ان الموضوع الاساسى لهذا الاعلان هو عن الطريق المؤدى الى قلب الرجل . فبالرغم من المغريات المعروضة امامه ، يبقى الرجل عينيه فقط على زوجته المملة البدينة المهتمة ، خصوصا عندما يعلم ان بامكانه العودة الى منزله لتناول وجبة كورنيت الجاهزة 0

شعرت ميرسى ان الهيستيريا تهددها ، فغرقت فى نوبة من الضحك المجنون ، وما لبثت ان هدات لكى يتم وضع كريم اساس باللون الباهت على ووجهها . كما وضعت على انفها نظارتين بعدستين عاديتين ذات اطار غامق . بعدئذ قام المسؤولون عن الملابس بتثبيت شئ يشبه الوسائد حول وركيها ، قبل ان يلبسوها فستانا من اللون التبتى اشبه بالكيس الواسع 0
منتديات ليلاس
ها قد ذهب التالق والجواهر الرائعة ، وتلك السيارة الرياضية التى حلمت ميرسى بان تركبها وهى ترتدى ملابس انيقة حسنة الذوق ، بعد ان تتحول بسحر ساحر الى امرأة فائقة الجمال تصعق الرجال . اما الان فراح اندريو يقول وهو ينظر اليها بفخر : يا الهى . انها مناسبة تماما !

بالاضافة الى اشياء من هذا القبيل ، فيما هو يشعر بالتملك تجاه تلك المخلوقة الرائعة التى ابدعها !

انها تستحق هذا الاذلال الذى سببته لذاتها ، لانها سمحت لنفسها ان تسترسل فى افكارها 0

بدت اللقطة الثالثة مناسبة تماما بعد لقطتين كارثتين ، حيث بدت هاورد فى مزاج سئ . بدت ميرسى كما لو انها ترغب برمى الطبق الذى يتصاعد منه البخار مباشرة فى وجه احدهم ، وقد قيل لاندريو انها وجبة من القنبيط المغطس بنوع من الصلصة 0
منتديات ليلاس
من العبوس الذى قذفته ميرسى نحوه استنتج اندريو انها تود رمى الطبق باتجاهه هو ، فامرها بكلمات لاذعة قائلا : ابتسمى ، فانت تقدمين لزوجك وجبة صحية لذيذة ، ولست تسالينه لما نسى اصلاح مجارى الماء يا امرأة !

لحسن الحظ ، اخذت ميرسى تعليماته على محمل الجد . كان اندريو على وشك ان يفقد صوابه بعد ان وصل الامر الى حده النهائى ، فخمن انها تذكرت الاجر المرتفع الذى ستحصل عليه ، لذلك نفذت ما طلبه منها . لاحظ عندها اندريو – ولم تكن تلك المرة الاولى – انها تتمتع بابتسامة جميلة حقا ، وهنأ نفسه على ما حققه ، فقد بدت ميرسى حنونة مهتمة ومفيدة ، من دون اى اثر للتصنع . مفيدة وصحية ! انها بالضبط ما اراده ان يرتبط بشكل تام مع المنتج . ذلك يؤكد مجرى احداث القصة ، الرجل الحقيقى يختار ما هو جيد صحى ، مفيد وبسيط ، بدلا مما هو متميز متالق جذاب وسطحى 0

قال اندريو لميرسى وهو يسير الى جانبها لتعود الى غرفة التبرج : سامر لاصطحابك بعد نصف ساعة 0

ثم تساءل لما تراها لا تثرثر كم تفعل عادة ، او حتى تحدق فى وجهه بتينك العينين الواسعتين ذات اللون الازرق الغامق . بدت متلاشية ومستاءة وهى تمشى بمتصلبة ، كما بين له مظهرها الجانبى . فكر ، ايكون السبب فى ذلك تبرجها الشبيه بالطين الذى يغطى ملامح وجهها العادية ؟ ام لعلها حرارة الاضواء ؟ عليه ان يتذكر بانها ليست محترفة فى هذا المجال . لابد انها على الارجح كانت تجربة مشحونة بالنسبة اليها خصوصا حينما فقد صبره فصرخ فى وجهها 0

قال لها وهو يدخلها عبر الباب : كنت رائعة 0

فكر انها ببساطة تحتاج الى التطمين ، فتابع : عمل جيد هاورد !

ثم استدار ليعود الى مواجهة فريق المصورين ، فابعدها من ذهنه بسرعة انه مجرد جرذ متملق !

فجرت ميرسى غضبها نحوه بصمت ، فيما خضعت الى عملية تنظيف وجهها من المساحيق ، وغسل الجيلاتين عن شعرها . اخذت تصب غضبها عليه بدلا من تانيب ذاتها لانها حلمت به وهو يقوم بتمثيل دور بيغماليون فيحولها الى شئ اخر ، لا يمكن ان تصيح عليه ابدا 0

dede77 30-08-11 10:42 PM

كانت قد اصبحت جاهزة ومستعدة للمغادرة حينما دخل اندريو عبر الباب . فقد ارتدت مجددا بذلتها الرمادية المملة ، فى حين عاد شعرها الى سابق عهده : كعكة من اللفافات الشبيهة باداة نزع الفلينة عن الزجاجة . اما وجهها فاصبح زهريا بسبب الاذلال الذى تعرضت له حديثا . لكن اندريو دخل واثقا من بنفسه تماما ، مرتديا بذلته الرسمية الانيقة ، مع حذائه الذى تمت صناعته يدويا ، ما جعله بالطبع محط انظار تريكسى وتحديقها الواضح ، اما ميرسى فلم تنظر اليه مطلقا 0

تخطى الامر ! انبت ميرسى نفسها فيما لوح اندريو باستبداد لسيارة اجرة ، ثم ادخلها اليها . لقد انغمست فى الاوهام ، فتركت عقلها خلفها من حين الى اخر . من الان فصاعدا ، لن تقع مجددا فريسة الخيالات والاوهام 0

بعد مرور عشر دقائق وجدت نفسها امام مطعم يبدو راقيا ، بينما دفع اندريو اجرة السائق . خرجت الكلمات من فمها كالاتهام ، فيما اجبرت نفسها على النظر الى الاعلى باتجاهه قائلة : ما الذى نفعله هنا ؟
منتديات ليلاس
اطبقت يده الحازمة على مرفقها ، وقال : نحن على وشك تناول الطعام . كان نهارك متعبا هاورد . ان تقديم العشاء لك هو اسلوبى فى تقديم الشكر لك شخصيا على ما قمت به ، عوضا عن تركك لكى ترهقى نفسك امام فرن ساخن حتى تطعمينى 0

اعترضت ميرسى وهى تحرك قدميها فى الحذاء ذى الربائط ، وترفعهما الى الرصيف ، قائلة : ما من داع لذلك ، فانت تدفع لى لاعد وجبات طعامك 0

لم تابه ان كان ما تقوله خاليا من التهذيب . تابعت كلامها من دون ان تفكر فيه : انا لا ارتدى ملابس تليق بتناول العشاء فى اى مكان انيق !

لم تكن فى مزاج يسمح لها بالجلوس الى طاولة العشاء مع رجل يراها ككتلة من اللحم مملة وبشعة ، فتلك الفكرة عذبتها بشدة 0

شكل فمه الساخر خطا مستقيما ينم عن السلطة ثم قال : لا تكونى سخيفة هاورد 0

ثم اشتد ضغط يده وهو يدفعها لتسير الى الامام ، وتابع : انك تبدين بمظهر جيد . وفى اى حال ، لا احد سينظر اليك 0
منتديات ليلاس
ولم يفعل احد ذلك فعلا . بل استدارت الرؤوس نحو اندريو فيما خطا الى داخل ذاك المكان ذى الاجواء المتميزة . تابعت ميرسى التقدم برفقة اندريو نحو احدى الطاولات ، فيما استدارت نحو مرافقها رؤوس نساء ذات عيون مفتوحة باعجاب ، ورؤوس نساء ذات شعر تم تصفيفه لدى اخصائى التزيين ، رؤوس تعتلى اجسادا رشيقة وجميلة اللباس 0

ارتعدت ميرسى فاقشعر شعر بدنها . احست كانها فيلة تتحرك متثاقلة بين قطيع من الغزلان الرشيقة ، اما اندريو فارشدها ، واضعا احدى يديه بحزم على ظهرها . عندها اصطدمت حقيبة يدها الضخمة بكتف رجل يرتدى بذلة سوداء ، فاندفعت الشوكة من يد الرجل المسكين وطارت فى الهواء ، ثم داست ميرسى عليها . تمنت عندها لو انها تختفى عن وجه الارض فى نفحة دخان ، فلا يراها احد مجددا . لم تقدر ميرسى على التوقف عن تقديم الاعتذارات للرجل ، الى ان اوما اندريو للنادل ، واضاف اعتذاره الخاص بصوت خافت ، ثم حث ميرسى على المتابعة نحو طاولتهما 0

استقرت فى المقعد الذى امسكه لها النادل ، فيما شعرت ان وجهها يشتعل بالسنة النيران ، ولم تعد قادرة على الكلام لانها كرهت رب عملها على توازنه وطريقة مشيه وجلوسه . كرهته بسبب اناقته ووسامته ورشاقة جسمه ونحافة خصره . كرهته بسبب اصراره على تناولهما العشاء هنا . كرهته لانه بهذه الروعة !

dede77 30-08-11 10:44 PM

ما ان استقر اندريو فى المقعد المقابل لها ، حتى سلمها النادل قائمة الطعام التى كانت بحجم صفحة واسعة ، فشعرت ميرسى بدافع غريزى لان تختبئ خلفها ، الا انها لم تفعل 0

اسقطتها على الطاولة ثم حملقت امامها . متخطية قائمة الطعام التى كان اندريو يحملها الى امرأة شقراء مصقولة تماما تحدق فيها ، ثم تشيح بنظرها بعيدا لتقول شيئا ما لرفيقتها . ابتسمت تلك الرفيقة بدورها ابتسامة عريضة جدا ، ثم القت نظرة سريعة جدا على ميرسى ، ثم قالت شيئا ما جعل الشقراء ترتعش من شدة الضحك 0
منتديات ليلاس
احست انها بحال اسوا ، عالمة ان وجهها قد اصبح بلون الشمندر المخلل . لكن اندريو اخفض قائمة الطعام التى كان يقرؤها ، فلاحظ تعابيرها المتمردة ، لذا طلب الطعام لكليهما 0

الا ان ميرسى ما عادت قادرة على احتواء مشاعرها لفترة اطول 0

-خذنى الى المنزل !

راقب اندريو مدبرة منزله بثبات ، محاولا جهده الا يبتسم ، فقال : لماذا ؟

بدا وجهها احمر اللون . اتراها تشعر بالحر الشديد فى تلك السترة غير اللائقة ؟ بدا فكها متصلبا ، فيما التصقت شفتاها ببعضهما فى عبوس واضح . كان اندريو ليستجيب فورا لو ان اية امرأة غيرها طلبت منه هذا الامر ، ولرافقها الى منزلها بكرامة ، ليحذفها بعدئذ من ذهنه ويسلمها للنسيان من غير تردد ، اما هاورد فهى تمتعة وتسلية ، وهذا امر يحصل معه للمرة الاولى فى حياته 0
منتديات ليلاس
كنوكس كانت صارمة ، لا تتحدث الا اذا تم توجيه الكلام اليها ، وكانت تنظر الى اولئك النسوة المثيرات اللواتى شاركن اندريو اوقات فراغه على انهن مثيرات للغيظ والاستفزاز ، وفى النهاية مملات 0

لا يمكن ان يصف احد هاورد بانها انيقة او جذابة ، لكن قدراتها العفوية على تسليته وامتاعه ، جعلته يرغب بممازحتها . انحنى اندريو الى الامام قليلا ، واستخدم اكثر اساليبه تملقا وخفة ليقول لها : الا يعجبك المكان هنا ؟

بحثت عيناه فى ملامح وجهها الصلبة القاسية ، وهو يرغب فى رؤية تلك الابتسامة الجميلة 0

لم تتجسد تلك الابتسامة ، بل تفجر غضبها على شكل هسهسة وهى تقول له : اتراك تتعمد اغاظتى ، ام ان جرحك لمشاعر الاخرين امر تقوم به بشكل فطرى طبيعى ؟

راقبت ميرسى وجه اندريو الذى اصبح ساكنا ... ساكنا جدا . فسالها برقة فيها شئ من الغيظ ، بينما انصب نظره عليها ، قائلا : ما الذى تقصدينه ؟

ادركت ميرسى انها على الارجح قد اوقعت نفسها فى ورطة كبيرة ، فلا احد ... لا احد يمكنه الافلات بانتقاده لاندريو باسكالى ، ثم يامل بتفادى العقاب الناتج عن ذلك . لكن ذلك لم يوقف ميرسى عن قول ما تريده ، فهى لم تعد تابه لاى شئ الان . فقالت : هذا ....

dede77 30-08-11 10:46 PM

لوحت ميرسى باحدى يديها بجموح ، كادت تقلب الزهرية الرائعة الموجودة على الطاولة بينهما والتى تحوى وردة حمراء وحيدة . ثم تابعت ما ارادات قوله : هذا المكان ، وانا التى ابدو ... ابدو ... كما انا ! والناس الذين يسخرون منى ... وانت الذى اردت منى ان الوح بصحن من الطعام فى فيلم دعائى ، لاننى اناسب ما رغبت به : بشعة ومملة !
منتديات ليلاس
اغرقت عينا ميرسى بدموع غير مرغوبة . اذ شعرت ان جميع الموجودين فى هذا المطعم سمعوا كل كلمة تلفظت بها . فكان ذلك اذلالا جديدا مضافا الى ما تعانيه 0

اجفل اندريو لكلامها ، فمد يده عبر الطاولة ممسكا باحدى يديها ، ثم فك برقة اناملها المقبوضة وقال : لا تقولى ذلك !

لاحظ كيف اتسعت عيناها الكبيرتان الغاضبتان اللامعتان تحت تاثير ملامسته لها ، وكيف استنشقت نفسا متقطعا ، كما لو انها اوقفت ما كانت على وشك ان تنطق به فى اللحظة التالية . مسكينة هاورد ! ضايقته فكرة ان يؤذى مشاعرها ويؤلمها ، مع انه لم يقصد ذلك مطلقا . يا له من امر غريب ! عقد اندريو حاجبيه استغرابا ، فقلما كانت مشاعر الاخرين تهمه ، وهو لم يضطرمراعاتها ابدا 0

قال : انك لست بشعة ابدا !

فيما ابعدت ابتسامته المغرية ذاك العبوس من وجهها . تابع مفكرا : انها بسيطة ، عادية ، مهملة ، ولا تتمتع بذوق فى اختيار الملابس مطلقا . لكنه قال لها مكررا نفسه : لست بشعة ، وانت حتما لست مملة 0
منتديات ليلاس
ربح المعركة تماما كما كان واثقا انه سيفعل . بدات كتفاها بالاسترخاء ، واخذت عيناها ذات الزرقة المدهشة تذوبان شيئا فشيئا ، فلم تعودا تطلقان الخناجر باتجاهه !

-رايت فيك امرأة مفيدة ، مهتمة وحنونة ، تقدم لزوجها وجبته الصحية المفضلة . انك تتمتعين بروح منزلية عائلية بفضلها الرجل الحقيقى على اولئك النسوة التافهات الانانيات اللواتى يقلن دوما انا ... انا ... انا !

حسنا ! ذلك جزء من الحقيقة ، فكر اندريو مهنئا نفسه بابتهاج . سوف يترك لديها ردة فعل معاكسة لو انه شرح ما يفكر به حقا ، بان اى رجل يسهل التحكم به اذا ما قامت امرأة بسيطة باطعامه ذاك المنتج . لكن بما ان ذلك غير مهدئ بالنسبة اليها ، فمن المرجح ان تنطلق ميرسى خارجا ، فتوقع الاطباق والطعام وادوات تناول الطعام والاكواب عن الطاولات ، بتلك الحقيبة المنتفخة 0

استغل اندريو فرصة صمتها وهدوئها ، وتوقف فمها عن اطلاق الكلام ، فرقت معانيه بعيدا عن ذاك الخط من التجهم ، وضغط مرة اخيرة على يدها قبل ان يتركها ويقول بصدق : احضرتك الى هنا لاوفر عليك عناء طهو الطعام ، خصوصا بعد ادائك الرائع بعد ظهر هذا اليوم . كما ان الطعام الذى يقدمونه هنا ممتاز وشهى ، وانا لا يزعجنى انك ترتدين ملابسك العادية التى تلبسينها يوميا ، فيما جميع الاشخاص متانقون الى اقصى حد 0

تابع اندريو بعد ان وجه لها ابتسامته الفاتنة قائلا : اذا كنت انا لا ابه لذلك ، لا ارى اذا لما عليك ان تابهى انت 0



*****


انتهى الفصل الثالث 0

dede77 30-08-11 10:49 PM

4- امرأة جديدة 0

باستعادة ذكريات تلك الامسية ، فان شيئا واحدا ما يزال يعتمل داخل ميرسى . اوه ! كان الطعام رائعا ولذيذا ، اما شهيتها التى ظنت انها فقدتها فعادت اليها بقوة كبيرة . حتى انها تمكنت من تناول الحلوى التى طلبها اندريو ، بعد ان حرصت على عدم التفوه باى شئ بالغ فى السخف 0

حاولت ان تحافظ على رزانتها فى ان تاخذ على محمل الجد نفيه الشديد لبشاعتها ، الا انها لم تتمكن من ذلك على الاطلاق 0

من جهة اخرى تقبلت ميرسى تفسيره لدورها فى ذاك الاعلان للطعام ، اذ توهج خداها بحرارة حينما تذكرت ما قاله لها ، بان الرجل الحقيقى يفضل المرأة المفيدة المهتمة والحنونة على اولئك النسوة السطحيات ، التافهات ، الانانيات ، اللواتى يقلن دوما انا ... انا ... انا ...

بدت كلماته تلك مرهما ملطفا لجرحها بعد الاذلال الذى شعرت به يومها . اما الان ، وبعد مرور حوالى اسبوعين ، فان شيئا مما قاله اندريو لها ، ما زال يعتمل فى داخلها . الا انها لم تعرف ما هو بالتحديد 0

لم يتسن الوقت لميرسى كى تفكر مليا بخصوص اللغز الذى ما يزال يزعجها ويغضبها . انه شئ قاله او لمح له اندريو ، لكنها لم تتمكن من التوصل اليه ، فمنذ ذلك اليوم ، وبعد ان قاما بتصوير الاعلان ، عاد اندريو الى طبيعته التى لا يمكن التنبؤ بها . انه ينتقل احيانا بحركة سريعة ، فيخرج من المنزل حالما يتناول فطوره ، ولا يعود اليه حتى ساعات متاخرة . لكنه اغلب الاوقات يبقى فى المنزل ، فيقفل على نفسه فى مكتبه ، ثم يقرقع بهوس على لوحة مفاتيح الكمبيوتر 0

ولطالما سمعته ميرسى يصرخ وهو يتكلم عبر الهاتف ، ثم يزار طالبا منها القدوم كى تجلب له المزيد من القهوة ، او تفرغ سلة المهملات ، او تطفئ جهاز التدفئة المركزية !

dede77 30-08-11 10:51 PM

استضاف اندريو خلال احدى الامسيات زبونا هاما وزوجته ، فدعاهما الى العشاء . لكنه جعل ميرسى تمر فى اوقات عصيبة حقا حينما اكتشف قبل لحظات من وصول ضيفيه ، انها اعدت بنفسها الوجبة التى لم تكلفها سوى ثمنا زهيدا ، عوضا عن الحصول على خدمات الشركة المتخصصة باعداد الطعام . يومها اتهمها بشكل لاذعا انها تتصرف كالبرجوازيين الذين يوفرون الاموال ببخل شديد . ثم هددها بالعقاب المريع اذا ما تبين ان ما اعدته ليس كافيا او انه ليس بالمستوى المطلوب . اما بعد رحيل الضيفين ، فقد جردها اندريو من سلاحها تماما عندما تبعها الى المطبخ حيث كانت ترتب الاغراض وتتافف متذمرة . فغمرها فجاة فى عناق يشبه احتضان الدب ، وهو يصيح مبتهجا بانتصار قائلا : اهنئك هاورد ! لا احد سواك يمكنه تحضير وجبة كهذه ! هلا سامحتنى ؟

امن المستغرب بعد ذلك ان تشعر ان راسها فى دوار مستمر ؟

اما اليوم فهى تتمتع برفاهية السكوت التام ، لكنها بشكل ما احست بفراغ .
منتديات ليلاس
غادر اندريو المنزل عند الساعة السادسة من صباح اليوم ليستقل الطائرة متوجها الى روما لاجل العمل . ستستغرق رحلته اسبوعا او اكثر ، لذا يمكنها ان تتروى وان تفعل ما تحب فعله خلال وقت فراغها 0

سالها اندريو بنزق وهو يقفز نزولا على الدرج : اين هى حقيبتى اللعينة ، هاورد ؟

استخدمت ميرسى نبرتها المهدئة التى تستعملها عندما يبدو اندريو سئ الطباع ، فاشارت الى الحقيبة التى كانت قد وضبتها له خلال اليوم السابق ، وقالت : انها هنا ، سيدى . كما ان سيارة الاجرة بانتظارك 0

فجاة توقف فى مكانه بعد ان كان يندفع مسرعا عبر البهو الواسع ، ثم طرح عليها سؤالا كما لو انه لا يثق بانها تحسن التصرف فى غيابه : ما الذى تفعلينه عادة اثناء غيابى هاورد ؟

توقف قليلا ثم تابع يقول : لا تنادينى سيدى 0
منتديات ليلاس
فكرت ميرسى باستهجان ، ما الذى يظن انها تفعله ؟ ايعتقد انها تقيم حفلات صاخبة ، او ترتاد الحفلات الماجنة ؟ ام تذهب فتسلب حقائب يد النساء المسنات الواقفات امام مكاتب البريد قاومت رغبتها بان تطلب منه ان يهتم بشؤونه فقط والا يتدخل فى ما لا يعنيه ، واكتفت بالقول : ان السائق ينتظرك منذ حوالى الخمس دقائق . هل انت واثق تماما ان جميع الوثائق الضرورية للسفر بحوزتك ؟

ثم مرت امامه لتفتح له الباب 0

القى اندريو باتجاهها نظرة كفيلة بان تذبل شجرة سنديان كاملة . وذلك قبل ان ياخذ حقيبته بسرعة ، ثم يمشى خارجا مرفوع الراس . قال لميرسى : انا لست طفلا ، هاورد . وانت لست مربيتى !

تنهدت ميرسى . انه لا يحتمل ! لكنها لا تحبه الا على هذا الشكل . فكرت بذلك وهى تتناول قهوة الصباح . انها لا تشعر باية لحظة مملة ، فالاوقات التى تمضيها معه رائعة تماما . شعرت ان جفنى عينيها يذبلان ، اذ ابقاها اندريو مستيقظة حتى وقت متاخر ليلة الامس . ساعدته على ايجاد الاوراق الضرورية لرحلته الى روما ، من بين كومة الاوراق المبعثرة على مكتبه ، ثم بحثت عن المكان الذى اختفت فيه احدى حقائب الاوراق . تافف اندريو منها طالبا منها ان تستعمل عينيها جيدا كى تجد الحقيبة ، فردت عليه بالمثل متاففة قائلة بانه لو سمح لها ان ترتب مكتبه – وهو امر يرفضه رفضا قاطعا – لما تحول الى هذه الفوضى العارمة الهائلة 0

لفت شفتى ميرسى ابتسامة رقيقة ، فمنذ بدات العمل لدى اندريو باسكالى وهى تشعر انها غدت كتلة من النشاط . فى الواقع هى لم تشعر بهذه الحيوية من قبل فى حياتها . تذكرت مختلف المواقف التى جعلها اندريو تخوضها ، والتى تراوحت بين الغضب والاذلال والمتعة والمرح وذلك حين يشاركها فى مزحة ما . انها امور ساعدتها حتما على الاستمرار والمثابرة معه 0

dede77 30-08-11 10:53 PM

انه رجل يتمتع بحيوية كبرى ، وهو متقلب جدا كالزئبق . فهى لم تكن تدرى متى تسود تانك العينان الفضيتان غضبا ، ومتى تومضان ضحكا ، او تتالقان متلالئتين بكل ذلك السحر الذى يستطيع استجماعه ساعة يريد . وذلك يحصل عادة ، فى حالتها هى ، عندما يقول شيئا او يتصرف بشكل ما مسببا لها الغليان لدمها 0

لا عجب اذا انه يستطيع تحويل اية امرأة تعجبه الى عبدة بين يديه ، فتصبح غير قادرة على مقاومة جاذبيته القوية . يا للنساء المسكينات !

لحسن الحظ انها لن تكون رقما اخر يضاف الى الانتصارات التى تحرزها من دون ان يبذل اى مجهود 0

بالنسبة الى اندريو هى ليست سوى هاورد البسيطة العادية ، التى يجدها فى متناول يده للاهتمام بضروريات المنزل ، وللتخفيف من شدة نوبات غضبه ، لانه يدفع لها اجرا لائقا جدا كى تتحمله . اما من جهتها ، فهى تستمتع بالاوقات السعيدة ، بفترات هدوء العاصفة حين يعاملها كما لو انها صديقته المفضلة 0
منتديات ليلاس
انهت ميرسى كوب القهوة باكمله ، وما لبثت ان وضعته على الصحن محدثة طقطقة حتى كادت ان تكره . ذاك هو الامر ! ادركت فجاة ما هو الامر الذى ما زال صداه مؤثرا فى مؤخرة ذهنها : انا لا اهتم للمظهر الذى تبدين عليه ، فلم عساك تابهين ؟

لكنها بالفعل تهتم ، وللمرة الاولى فى حياتها ، كما اعترفت لنفسها . تلقت ميرسى تربية حازمة على يد والدين ورعين يحرصان على التجرد من الانانية وعلى عدم تبذير اموال غير ضرورية على القشور ، فى حين ان الملايين فى العالم يموتون من الجوع وسوء التغذية ، او بسبب افتقادهم للماوى ومعاناتهم من امراض لا يمكن تفاديها . لذلك كان ضميرها يوجه لها توبيخا ذهنيا ، فى المناسبات القليلة التى كانت تقف فيها امام واجهة احد المحال التجارية الفخمة ، مشتهية بذلة لا قدرة لها على شرائها 0
منتديات ليلاس
لطالما تبرع والداها بما استطاعا توفيره من اموال اضافية الى احدى الجمعيات الخيرية . لكن بعد وفاة والدها ، لم يعد يتوفر لديهم سوى القليل جدا ، ما اضطرهم الى العيش بتقشف . اما ما يفيض عن حاجتهم فراحو يضعونه جانبا لاجل تعليم شقيقها الذى الحذق 0

لكن الامور اصبحت مختلفة الان ، اليست كذلك ؟ هى لا تريد ان تحسن مظهرها من اجل رب عملها ... حتما لا ! فهو لا يهتم او يكترث ابدا لما تبدو عليه 0

طلبت ميرسى رقم هاتف كارلى ، واملت الا تكون صديقتها غارقة فى نوم مطول كعادتها خلال نهار الاحد . لطالما عرضت عليها كارلى المساعدة فى عدة مناسبات ، لكن ميرسى تحتاج الى هذه المساعدة الان بالذات !


****

dede77 30-08-11 10:55 PM

لم تستطع ميرسى الاكتفاء من النظر الى انعكاس صورتها الجديدة فى مرآة الحمام الطويلة . يوم الاحد الماضى كانت كارلى قد وعدتها بان تاخذ نهار اجازة يوافق يوم الجمعة من الاسبوع التالى ، وقد بدت متحمسة جدا لامكانيات النجاح المحتملة . فالجمعة هو اليوم الذى يفترض ان تنتهى فيه اجازة زميلتها فى العمل ، لذا ستكون قادرة على اخذ اجازة بدورها 0

لكن ميرسى ، ومع مرور ايام الاسبوع ، احست بالريبة والهواجس التى دفعتها للتخاذل . اصبحت هواجسها قوية الى حد انها اتصلت بصديقتها لالغاء الامر . لو ان والدها ما زال حيا لوبخها بشدة على تفاهتها ، فى حين ان والدتها كانت لتصاب بنوبة غضب على ما تسميه هدرا للمال 0
منتديات ليلاس
لكن كارلى صرخت فى وجه ميرسى قائلة : ارفض ان ادعك تجبنين . الديك فكرة عما عانيته كى يسمحوا لى باخذ اجازة نهار الجمعة ؟ انه احد اكثر ايامنا انشغالا . اضطررت الى الركوع على ركبتى والتوسل الى ساندرا كى تقول بانها سوف تتدبر امرها فلطالما قمت بتغطية غيابها قبل اليوم فضلا عن ذلك ، انت تدينين بالامر لنفسك 0

اخيرا استسلمت ميرسى لكن بشروط ، اذ وافقت على مضض انها تدين بالامر لنفسها . فبعد ان ارتفع اجرها الى حد كبير ، من دون ذكر المبلغ الضخم الذى حصلت عليه من التمثيل فى ذاك الاعلان الكريه ، فهى تستطيع تحمل صرف بعض المال على نفسها من باب التغيير ، ومن دون ان تحرم جيمس مما يحتاجه 0
منتديات ليلاس
بالفعل ، كان الامر يستحق العناء ! لقد ارهقتها فاتورة مصفف الشعر المشهور ذاك ، لكنه اجترح المعجزات . استبدل شعرها الشبيه باداة نزع الفلينة عن الزجاجة ، باخر اكثر حيوية ، اذ قصه بمهارة على شكل تدرجات وتموجات ناعمة كالريش تلامس جبهتها برقة وتستدير بنعومة حول عنقها . ذاك العنق الذى بدا طويلا الى حد مدهش بفضل كنزة حريرية مفتوحة ، على شكل زاوية حادة من الامام ، بلون الياقوت الازرق . انسابت تلك الكنزة باناقة على جسمها وانزلقت بسرعة لتحدد خصرها النحيل ، منتهية فوق تنورتها الكحلية الضيقة 0

dede77 30-08-11 10:57 PM

اكتملت صورة ميرسى ، مع انتعالها حذائين ذا كعبين رفيعين . كما انها ابتاعت قمصانا اخرى تتلائم مع هذه التنورة ومع تنورة اخرى اشترتها فى اليوم نفسه ، بدت غير واثقة من صوابية قرارها بشراء التنورتين ، فهى معتادة على ارتداء الملابس الفضفاضة التى تخفى معالم جسمها . مدت يدها لتناول تنورة واسعة لمحتها معروضة على المشجب ، لكن صديقتها همست قائلة : لا ! لا تفعلى ! ليس عليك ان تخجلى من اظهار جسمك على حقيقته !

كما اقنعتها كارلى بشراء فستان من الكتان زهرى اللون ، باهظ الثمن لكى تتباهى به خلال اوقات اجازتها . ثم حامت كارلى حول ميرسى وهى تحمل بيدها قميصا قطنية حريرية الملمس مدهشة ، ولم تستطع ميرسى مقاومة شراء هذه القطعة الجميلة ايضا 0

اندفعت ميرسى بحماس لترتدى ثيابها الجديدة ، من غير ان تحزن على بذلة عملها الرمادية الشنيعة . فارتدت فستانها الزهرى المخصص لاوقات العطلة 0
منتديات ليلاس
تلائمت الالوان وقياس الفستان مع جسد ميرسى بشكل تام . ملمس القماش الناعم على بشرتها جعلها تشعر انها امرأة تتمتع بالانوثة ، كما لم تشعر ابدا من قبل 0

مدهش ! تلالات عيناها الزرقاوان الكبيرتان المنعكستان فى المرآة امامها . بدت لها ملامحها بشكل ما اكثر تحديدا ووضوحا ، وذلك بفضل ادوات التبرج التى اختارتها لها كارلى ، ثم علمتها كيفية استخدامها . وضعت كريم اساس ، مع القليل من بودرة توريد الخدين بالاضافة الى لمسة من الظلال الضبابية للعينين ، واحمر الشفاه الزهرى الوردى 0

فكرت ان جيمس لن يلاحظ اى فرق فى مظهرها ، لكنها تساءلت ما قد يظنه الرجال الاخرين بخصوص مظهرها الجديد الاكثر انوثة . هى تعلم من خبرتها الطويلة ان جيمس قلما يلاحظ اى شئ يدور من حوله ، فهو غارق تماما بعالمه الاكاديمى الصغير 0

اما فى ما يتعلق باندريو ، حسنا ... ! احست بخجل يتلوى فى اعماق معدتها ، فسارعت الى اخماد تلك الفكرة على الفور . انبت نفسها بقوة مذكرة ذاتها انها مجرد موظفة لديه ، وان اندريو ليس موجودا فى حياتها ، وان اية فكرة متمردة ، يجب التخلص منها فور ولادتها !
منتديات ليلاس
بعدئذ بدلت حذاءها ، فانتعلت الحذاء ذا الكعبين المرتفعين اللذين يتلائمان مع هذا الفستان ، ثم قامت ببعض الدورات المترنحة فى ارجاء الغرفة . فى الواقع ، هى ليست معتادة على انتعال اى شئ سوى الحذاء العادى ذا الربائط ، لذلك علمت انه يجدر بها التمرن بعض الشئ قبل ان تتمكن من المشى وهى تنتعل حذاء ذا كعبين بعلو ثلاثة انشات . بعد ان اصبحت واثقة من قدرتها على السير بتوازن ، توجهت بحذر نحو الصالة التى تلتف حول المنزل ، والتى تربط بين غرف النوم فى الطابقين الاول والثانى وبين مطلع الدرج الضخم 0

اخيرا ، بعد ان تمكنت من السير بثبات ، توجهت الى اعلى الدرج ، واخذت نفسا عميقا 0

شعرت بالامتنان لانها حظيت بالمنزل لنفسها فقط ، كى تقوم بمحاولاتها فى تقليد طريقة مشى عارضات الازياء . فهى لا تتوقع وصول اندريو قبل مرور يومين . القت ميرسى يدها برقة على مقبض الدرابزين اللامع ، وبدات تنزل الدرج 0

فى تلك اللحظة ادخل اندريو المفتاح فى باب المنزل الرئيسى . تكللت سفرته الى روما بالنجاح ، وهو لم يشكك ابدا بانها ستنجح ، ما يعنى انه امن لنفسه صفقة مربحة جدا . صفقة ستعمل على رفع مستوى سمعة وكالته . اعتاد ان يمكث فى شقته الخاصة الموجودة فى روما ليوم او اثنين بعد انتهائه من العمل . حيث يقوم باستكشاف معالم المدينة الجميلة والاستمتاع بها ، لكنه لسبب ما ، توجه هذه المرة مباشرة عائدا الى لندن 0

القى حقيبة ملابسة خلف الباب تماما ، وهو يفكر ان هاورد يمكنها الاهتمام بها لاحقا . بالطبع ، بمقدوره ان يعطيها شيئا تقوم به بعد ما امضت قرابه الاسبوع عاطلة عن العمل ، متكاسلة . وجد نفسه يتساءل عما تراها فعلته خلال وقت الفراغ الذى حظيت به . فكر وهو يبتسم ابتسامة عريضة ، انها لربما خضعت لدورة تدريبية مكثفة عنوانها : كيف يمكنك ان تكونى اكثر استبدادا 0

dede77 30-08-11 10:59 PM

فتح اندريو فمه ليصرخ مناديا باسمها ، ليعلمها بعودته ويطلب منها مشروبا وشيئا لياكله لا يشبه الطعام الذى يقدمونه على متن الطائرات ، لكنه اقفل فمه مجددا ما ان لمح حركة خفيفة فى الظلام عند اعلى الدرج 0

مد يده واضاء الثريا العلوية ، فغمر الضوء تلك الظلال كاشفا عن شخص غريب . انها امرأة غريبة فاتنة تخطف الابصار ! اول فكرة طرات على خاطره هى ان هاورد تستضيف بعض اصدقائها ، اما الفكرة الثانية كانت ... يا الهى .... ! انها هاورد !

بدت هاورد ملفتة للانظار بشكلها هذا ، فهى لا ترتدى بذلة العمل الرمادية الواسعة التى تغمرها ، وتجعلها تبدو من غير شكل محدد . من كان يصدق انها تتمتع بجسم رشيق كهذا وبخصر هو غاية فى النحافة ، لدرجة انه يستطيع ان يحيطه بيديه ؟ يا لروعتها !
منتديات ليلاس
لو ان ميرسى لا تعمل فى خدمته ، لكان اندريو سيهتم لامرها ... بل سيهتم جدا . استغرب كيف استطاعت فتاة سمينة مهملة ان تتحول الى مخلوقة بهذه الروعة . بدا لوهلة مبهورا غير قادر على النطق ، لاول مرة فى حياته . انتزع اندريو نفسه من ذلك الشرود ، وبذل مجهودا كبيرا لتمالك نفسه ، حينما تحولت وقفة ميرسى الجامدة الى حركة سريعة 0

بعدئذ اطلق صوته بنبرة متشددة قائلا : احتاج مشروبا ، هاورد 0

ثم رفع صوته قليلا واطلق اوامره من جديد : واحتاج الى تناول الطعام ايضا . سانضم اليك فى المطبخ بعد عشر دقائق 0

ثم انتزع نظراته بعيدا عنها ، وتوجه الى مكتبه ليهدئ من روعه قليلا ، فقد تحركت مشاعره تجاهها بشكل يفوق الوصف . احس اندريو انه بحاجة الى كل دقيقة من تلك الدقائق العشر لكى يتمالك نفسه ، وليقنعها انه امر مضحك ومثير للشفقة ، ان تؤثر فيه مدبرة منزله الى هذا الحد . وهو لم يكن يوما انسانا مضحكا سخيفا او مثيرا للشفقة . ان هاورد ما تزال هاورد ، ولو كانت ترتدى فستانا انيقا . انها ما تزال هاورد المتسلطة ، التى تتامر عليه كما لو انها مسؤولة عن تربية ولد عنيد . فهو ما ان يخرجها عن طورها حتى ترد عليه وتجادله . فى الواقع انه يشعر بالتسلية حين تصمم على وعظه وتلقينه الدروس حول نمط حياته المحموم ، وحول ما تعتبره اسرافا وتبذيرا 0
منتديات ليلاس
انها ممتعة ومحببة !

تمكنت ميرسى من الوصول الى المطبخ ، وقلبها يدق كالمطرقة . وصول اندريو المبكر غير المتوقع مطلقا ، جعلها تشعر كما لو انها فى مكان لا ينبغى ان تتواجد فيه ، وانها تقوم بفعل شئ معيب ، فاحست بالحرج المروع 0

استغربت ذلك الشعور بالسرور لدى رؤية اندريو فاقرت وهى تحدق نزولا نحو ذاك الوجه الاسمر القوى الوسيم انها افتقدته ، وانها اشتاقت الى ذاك النموذج الساحر للرجولة الايطالية الاصلية . اما اسلوبه بالنظر اليها بتينك العينين الناعستين شبه المغمضتين ، فهو يسحرها ويسبب لها الخدر . وقف اندريو هناك يراقبها بدءا من قمة راسها حيث شعرها المصفف بتسريحة جديدة الى جسمها الرشيق المتناسق وخصرها النحيل 0

تحديقه هذا جعل راس ميرسى يصاب بالدوار ، وارسل موجات كهربائية فى جسدها باكمله ، واخيرا اخترقتها اسهم من مشاعر الخجل .

dede77 30-08-11 11:02 PM

فاستدارت هاربة من تينك العينين اللتين تسيرانها بتكاسل ، وتثيران فى اعماقها جميع انواع الاحاسيس التى لا يحق لها ان تشعر بها . حينما ابلغها اندريو بطلبه بصوت ابح نوعا ما ، هزتها الصدمة ، واعادتها الى صورة مهتزة من الواقع ، لا تمت الى الخيال بصلة 0

وقفت ميرسى فى المطبخ الفسيح شاردة ، واخذت تحدق فى الفراغ ، وقد فارقتها جلبة انهماكها الفعالة المعتادة . اما ذهنها العنيد فانشغل فى التفكير بالاسلوب الذى استعمله اندريو فى مراقبتها ، جاعلا اياها منقطعة الانفاس بغرابة . الى حين ادركت ان الدقائق العشر اصبحت الان مجرد خمس دقائق ، ما دفعها لان تتدارك ما يحصل . خلعت ذاك الحذاء غير العملى ، ثم غطت ملابسها الخلابة باحدى تلك البذلات الرمادية الكبيرة الشنيعة ، وفتحت البراد لتنهمك بعدئذ فى اعداد العشاء 0

وبسرعة حضرت صحنا من السلطة الخضراء . ثم وقفت الى جانب الفرن بوجهها المحمر خجلا وقلبها المتخبط ، حين تكلم اندريو من خلفها مباشرة قائلا : تبدو الرائحة جيدة 0

ردت ميرسى : انها ... عجة بيض بالاعشاب ...

وعضت على كلمة سيدى متراجعة عن النطق بها ، مع انها ارادت ان تشدد على ان علاقتهما رسمية كتلك التى تكون بين رب العمل والمستخدم لديه . لكن ذلك الامر حتما سيتطلب منها ان ترد بعبارة حادة ، ولن تكون فكرة جيدة ان تتطاير الشرارات الان 0

-شاركينى الطعام 0

لا جواب ، غطت عينا اندريو ابتسامة دافئة وهما توافقان باعجاب على اسلوب التفاف شعرها على شكل ضفائر ناعمة مجعدة صغيرة مدهشة ، حول عنقها النحيل 0

-انه امر !

نقب الجوارير عن طقم اخر من ادوات تقطيع وتناول الطعام ، ثم ابدى ملاحظة قائلا : اترين كم يمكننى ان اكون متالفا مع العمل المنزلى ؟

لكن ميرسى اعتبرت ذلك غرورا رجوليا منفوخا ، لان اندريو يألف الاعمال المنزلية تماما كالنمر البرى الضارى . لذا فان تلك الملاحظة السخيفة لم تكن تستحق اى رد من قبلها . قررت ذلك وهى تدنو من اندريو حاملة عجة البيض ، فخورة بمظهر مدبرة المنزل الخارجى الرصين 0

-اذا ، اين العجة الخاصة بك ؟

رفع اندريو نظره نحوها بعيدا عن تلك العجة الهشة الذهبية الشهية التى وضعتها ميرسى امامه . فوجدها تقف متصلبة امام ملاطفته واهتمامه ، فيما اطبقت شفتيها المكتنزتين على بعضهما ، وقد بدت عيناها الجميلتان بعيدتين فارغتى النظرات 0

-لقد اكلت للتو 0

عذر جيد جدا لتفوت هذا العشاء الحميم المعد لشخصين . ان ميرسى حقا بحاجة الى ايجاد حذائها ثم الانغلاق على نفسها فى غرفتها ، لتلقن نفسها درسا 0

اندريو باسكالى الذى اعترف لها بنفسه انه زير نساء ، قد ينظر الى اية امرأة مقبولة الجمال نوعا ما بتلك ... بتلك الطريقة !

-اذا ، اجلسى وحدثينى 0

توعدت عينا اندريو بالعقاب القاسى اذا ما رفضت الامتثال لاوامره وادركت ميرسى ذلك ، فهى معتادة تماما على ثقة اندريو الكبيرة بنفسه التى تتطلب بان يحصل دوما على مبتغاه وان تسير الامور دوما كما يريدها هو . انها ثقة كبيرة بالنفس لا يمكن ان يقاومها او يواجهها الا شجار عنيف . وهى ليست قادرة على العراك والشجار ، ليس حاليا على الاقل 0

جلست على الكرسى المقابل له ، لا مجال لان تسترخى وتستمتع برفقته . لامجال لان تفعل ذلك وهى لاتزال تشعر بالفوران فى اعماقها ، وما تزال ترتعش وتحس بالغرابة الى حد بعيد . انطلق اندريو قائلا ، فيما تناول السلطة : الن تسالينى كيف جرت رحلتى الى روما ؟

لم تكن من عادة هاورد ان تتصرف كما لو انها دمية اصطناعية محشوة ، بداهذا الامر يزعجه 0

dede77 30-08-11 11:05 PM

ردت ميرسى مستخدمة النبرة الرصينة ، المناسبة لدورها كمدبرة منزل : انا واثقة من ان الامور جرت على النحو الذى اردته انت 0

ثم هنات نفسها فيما راقبت عينيه المدهشتان تضيقان ، وتمنت لو انه بامكانها ان تمنع نفسها من التساؤل عما قد تشعر به لو ان اندريو عانقها 0

عبس اندريو ، ثم وضع شوكته جانبا . ما الذى دهاها ؟ لقد اعتاد على دروسها ومواعظها ، على افكارها العنيفة المدوية ، على ضحكتها الحاضرة عندما يسليها شئ ما ، وعلى ضجيجها واعتراضها وضوضائها . ثم اضاءت ذهنه فكرة مفاجئة ، لابد ان هاورد انزعجت لانه لم يعلق او يثنى على تغيير مظهرها . وهو يقر فى سره ان التغيير مذهل حقا . انها رائعة الجمال ، وتستحق ان يبدى المرء اعجابه بها . على الرغم من ذلك فهى موظفة لديه 0
منتديات ليلاس
ابدى اندريو ملاحظته ليبرهن لها انه لاحظ النتيجة ، فقال : آه ! لقد قمت بقص ذلك الشعر الكثيف . هذه التسريحة تناسبك اكثر 0

توقع بان تكون الرشوة التى مسح بها كبرياء ميرسى قد ادت اللمطلوب تنماما . لكنها لم تفعل . انها لا زالت تبدو متصلبة ومنغلقة ، ثم ... لم عساها افسدت التاثير الذى احدثه الفستان الاملس الناعم بذاك الشئ الرمادى الفضفاض ؟ الان سحرها وفتنتها لم تكن لاجل عينيه هو ؟ لعينى من اذا ؟

-اكنت فى طريقك للقاء شخص ما ؟
منتديات ليلاس
وتابع اندريو مفكرا ، رجل ما ؟ فبارتدائها هذه الملابس لابد ان هذا ما كانت تنوى فعله . خرج سؤاله كما لو انه اتهام ، بل كما لو انه والد يخاطب ابنته المتمردة !

امرها بصوت قوى : استعملى الهاتف لالغاء ما كنت تنوين فعله !

فكرة خروج ميرسى فى موعد غرامى ، ثم عودتها الى المنزل عند ساعة مبكرة من الصباح جعلته يشعر بالغثيان 0

نقر بانامله على الطاولة وهو يتساءل لماذا يساوره مثل هذا الشعور . آه ! اذا بدت ميرسى على هذا النحو ، من دون ان تتنكر فى ملابس مدبرة المنزل المملة الخالية من الالوان ، فذلك يعنى ان رجلا ما سيخطفها ، وسياخذها بسرعة بعيدا عنه ، وعندها اين سيكون هو ؟ سيضيع وقته فى البحث عن مدبرة منزل اخرى لتحل محلها . بالطبع ! هذا ما سوف يحل به !

ارتاح اندريو الى حد كبير بعد ان توصل الى المنطق العقلانى الذى يبرر تصرفه . فاسترخت يداه ، ثم بدا صوته المتشدد الابح رقيقا وناعما ، فيماعلق شارحا بكلمات لاذعة ، امره المتعلق بالغاء ما كانت قد اعدت نفسها لاجله ، مهما كان الامر المهم الذى نوت ان تفعله فى المدينة . فقال : لقد حظيت بافضل جزء من الاسبوع لتقومى بما اردته ، هاورد ، لكننى عدت الان ، ومن الطبيعى ان اتوقع ان تجرى الامور بسلاسة كما كانت من قبل 0

ماذا يعنى ذلك ؟ تصلبت ميرسى وهى تفكر انه يريدها ان تكون تحت تصرفه وفى متناول يده طيلة الوقت ، حتى يقوم هو بطلب شئ ما ، ويملى عليها ما تفعله وما لا تفعله ! الا يحق لها بان تخرج فى موعد فى احدى الامسيات لتستمتع بوقتها ، كما تفعل جميع النساء الشابات الاخريات ! انها احيانا ترغب بضربه ... هى حقا ترغب بذلك !

كبتت تيار المشاعر التى هددت بالانطلاق خارجا . دفعت كرسيها الى الوراء واعلمته بما املت ان يبدو كرامة وعزة نفس : ليس هنالك ما يستوجب الالغاء . وان لم يعد هنالك ما تطلبه منى ، فساقول لك عمت مساء 0

اندفعت نحو الباب من غير ان تنظر اليه ، حاملة حذاءها فى طريقها للخروج ، ثم تمهلت عند الباب لتختم كلامها بكلمة سيدى ! المتحدية 0



*****


انتهى الفصل الرابع 0

dede77 31-08-11 09:08 PM

5- الهروب 0


انحنت ميرسى لتضع امام اندريو صحن الشوفان والخبز المصنوع من القمح الكامل ، قائلة له بحدة : لا تفكر فى الامر حتى ! انه مفيد لك 0

فاندريو يعتبر هذا الشوفان شبيها بالقش المخصص لحيوان الهامستر 0

احس بارتعاد داخلى من قدميه اللتين تنتعلان حذاء باهظ الثمن . ليس هنالك ما يمكنه فعله بخصوص الفطور الذى اعدته هذا الصباح . فى الواقع ، بدا يستسيغ هذا الطعام ، على الرغم من انه يجد دوما شيئا مهينا ليقوله بخصوص تلك الحبوب ،

كلما وجدت ميرسى ان من الملائم ان تقدمها له . كان اندريو يفعل ذلك لمجرد ازعاجها ، وليكسب لنفسه احدى تلك المواعظ الصغيرة الجدية النابعة من القلب ، والتى تجعله دوما يبدا بالابتسام ، فيما تطلق ميرسى الزفرة الصغيرة المحببة الناجمة عن الغضب ونفاذ الصبر ، بسبب ما يبديه من عدم طاعة ومشاغبة 0
منتديات ليلاس
لطالما كان اندريو صادقا مع نفسه ، لذا لم يكن لديه اى خيار سوى الاقرار بان ردة فعله تتعلق حتما بالشكل الذى بدت عليه ميرسى ذلك الصباح . فهى ترتدى بذلة انيقة ، هى عبارة عن تنورة ضيقة كحلية اللون تصل حتى الركبتين ، مع قميص زرقاء ذات قبة منخفضة اظهرت بشرتها الناعمة اما الرئحة الخفيفة الرقيقة للعطر الذى تضعه ، فجعلت راسه يدخل فى دوامة 0

كان اندريو قد استيقظ هذا الصباح مقتنعا الى حد بعيد بان التصورالمتعلق بهاورد كان مجرد سراب ، مجرد حلم . اى ان هاورد السمينة المهملة ، قد تحولت الى امرأة رائعة الجمال فاتنة . اقنع نفسه ان ذلك التغيير مستحيل ، لكن ها هى هنا الان امامه مباشرة ، وصورتها الجديدة تنطبع على عينيه المفتوحتين المدهوشتين اللتين تقدران ما تريانه 0

وقفت ميرسى باستقامة وهى تمسك بالصينية الفارغة الى جانب جسمها الرشيق . فكر اندريو ان اللون هو الشئ الوحيد الرزين فى تلك التنورة الضيقة التى تنساب بلطف على وركيها 0

سافرت عيناه ببطء عائدتين الى حيث التصق القماش الحريرى بعنقها الذى يبدو بلون الكريما الشهية والى وجهها اللطيف الجذاب . التقت عيناه بعينيها الزرقاوين المدهشتين ، تينك العينين اللتين يمكنه ان يغرق فيهما . شعر اندريو بالصدمة القاسية للانجذاب الجسدى الذى تملكه نحوها ، لذلك سحب عينيه بقوة بعيد عنها ، وتناول ابريق القهوة . بحق السماء !
منتديات ليلاس
لابد ان يتوقف هذا على الفور . لا يمكن للرجل ان يغوى مدبرة منزله ، ثم يتوقع ان تجرى حياته المنزلية بشكل سوى ! ان خوض علاقة غرامية معها ستؤدى الى كارثة منزلية . فهى قد توضب حقائبها وتهجره باسرع من لمح البصر ، عندئذ سوف يخسر افضل مدبرة منزل على الاطلاق واكثرهن تسلية وترفيها 0

-لست ادرى فى اية ساعة ساعود هذا المساء ، هاورد . لا تعدى العشاء ، ولا تبقى مستيقظة فى انتظارى 0

ابتلع ندريو قهوته ، فاحرقت سخونتها فمه ، لكنها لم تجد نفعا مع مزاجه . لعل صوته خرج اكثر قسوة مما كان ينوى لذا سمع استنشاق ميرسى لنفسها بحدة ، فاحس بشئ غامض يعصر قلبه بشدة . لاول مرة فى حياته يشعر كانه وحش لئيم فى تعاطيه مع احدى النساء ! اطبق فمه باحكام ، متراجعا عن الاعتذار الذى قد يعيدها الى المنزلة المعهودة من الصداقة المحببة المثيرة للاهتمام 0

لابد ان يصبح اسم اللعبة بينهما من الان وصاعدا ، ابعاد نفسه عن شخصية هاورد الشديدة الجاذبية . للاسف ، لابد ان يحصل ذلك حتى لو اضطره الامر الى اتخاذ موقف حيالها 0

ادرك ذهن اندريو السريع البديهة ما هو الاتجاه الصائب الذى عليه اتباعه . جايك فيريس وزوجته جانيس هما صديقاه منذ امد طويل ، وقد وجها له دعوة مفتوحة لتناول العشاء فى النادى الذى يرتادانه . كما اسر له جايك انه سيعرفه على امرأة ما . حسنا ! الان هو الوقت الملائم لقبول تلك الدعوة 0

dede77 31-08-11 09:13 PM

لابد ان امرأة جديدة ستعمل على ابعاد تفكيره عن ميرسى 0

غمس اندريو ملعقته فى صحن الحبوب ، فى حين ان هاورد كانت ماتزال تحوم الى جانبه ، وهى قريبة جدا بشكل لا يسمح لذهنه بان يستكين . فى تلك اللحظة تنحنحت ميرسى لتنقى حلقها ، ثم قالت له : بما انك لن تكون بحاجة الى هذا المساء ، هل تمانع لو قمت بدعوة صديقة لى الى هنا ؟

لم تكن لدى ميرسى ادنى فكرة عما اثار غضب اندريو هذا الصباح ، لكنها بذلت ما فى وسعها لتقنع نفسها بانها لاتابه لامره كثيرا . فى الواقع ، بدا الرجل اللعين يعنى الكثير بالنسبة اليها ، ولا يمكنها الا ان ترثى لحالها معه . تصريحه الفظ لها بعد ان عاد من رحلته الى روما ، بان عليها ان تنسى اى شئ اخر ، وان تبقى مستعدة وحاضرة امامه لتلبيه اى طلب يرغب به مشددا بذلك على موقعها كمستخدمة عنده المها كثيرا ، بالرغم من انها تدرك ان ليس من حقها ان تغضب بسبب ذلك ،
منتديات ليلاس
فهى تعلم بانها فى موقع المستخدمة لديه . اليس كذلك ؟

لكن يبدو ان ميرسى تتمتع بمهارة الوقوع تحت تاثير سحره بقوة . كانت قد وصلت الى منتصف الطريق نحو التصديق بانه يعتبرها مساوية له ، لكن ما قاله اندريو منذ قليل جعلها تشعر بالاهانة والالم اللذين شعرت بهما عندما استخدمها لتصوير ذلك الاعلان المذل 0

كانت ميرسى لتنسل بعيدا عن اندريو بعد ان كلمها بذلك الشكل اللاذع ، لكن كارلى كانت تضغط عليها باستمرار لكى تدعوها لزيارتها فى المنزل ، وبدت هذه الامسية فرصة مناسبة تماما لفعل ذلك . لم تكن ميرسى تعلم كيف يمكنها ان تفسر معارضة اندريو للفكرة نتيجة مزاجه السئ . ابلغها ببرودة : اذا اردت ذلك ، هاورد 0

استدارت ميرسى عندها على اعقابها ، وخرجت من الغرفة 0

لم يكن اندريو ينوى الالتفات لمراقبة رحيلها ، لكنه بشكل ما وجد نفسه يفعل ذلك الامر بالضبط ... كفى ! هب اندريو واقفا على قدميه ، واسقط صحيفته التى لم يقراها بعد فوق صحن الحبوب الذى لم يكمله ، ومشى بخطوات واسعة نحو الباب ، فيما اطبق اسنانه على بعضها بشدة جعلته يتالم . حالما يصل الى المكتب سوف يتصل بجايك هاتفيا فيعلمه بقبول دعوته الى العشاء ، ويصرعلى ترتيب الامر لهذا المساء ، وما عليه الا ان يامل بان تكون تلك المرأة التى تتشوق للقائه ، هى حقا جميلة ومدهشة بما يكفى لتاخذ افكاره بعيدا عن هاورد !
منتديات ليلاس
ابعدت ميرسى افكارها عن رب عملها ، من خلال التنظيف بالمكنسة الكهربائية ونفض الغبار بحيوية مبالغ بها طيلة الصباح . لكن بالرغم من محاولاتها الجاهدة ، لم تستطع ردع تطفل بعض الافكار التى تدور حول احاسيسها المجروحة 0

لم عساه يثير فيها الحماس والتشويق بمجرد وجوده بالقرب منها الى حد يتخطى المعقول والمحتمل ؟ لم عساه يطاردها باستمرار فى احلامها كل ليلة ؟ لم عساها تغفو وهى تتخيل نفسها بين ذراعيه ؟ لم عساها تعذب نفسها ، فى حين انه يتخطى المجال المسموح لها بشوط كبير ، وهو حتما ليس من صنف الرجال الذين قد تختاره لتربط نفسها به ؟ فى مطلق الاحوال ، ان اية امرأة تتمتع بذرة من الدماغ فى راسها ، لن تقع فى غرام زير نساء مثله 0

dede77 31-08-11 09:15 PM

لماذا يحدث ذلك معها ، فى حين انه لا ينظر اليها الا كاحدى تجهيزات المنزل او الاشياء الثابتة فيه ؟ حتى انه لم يلاحظ مظهرها الخارجى الذى ينضج بجاذبية وانوثة ، فهو ببساطة علق بصورة ارتجالية على حقيقة انها قصت شعرها فقط . كما لو ان ميرسى مرت صدفة على اقرب مصفف شعر فى احدى الشوارع القريبة ، فى حين انها على العكس من ذلك ، قصدت احد اكثر المصممين المشهورين فى مجال تصفيف الشعر . فامضت ما بدا لها دهورا من الوقت حتى خضعت لتشذيب شعرها الشبيه بالمكنسة المنفوشة بهدف تطويعه على يد اخصائى فى هذا المجال 0

هى تدرك تماما بانها عاشت حتى اليوم حياة محافظة جدا ، لذا فهلا لا تتمتع باللياقات الاجتماعية ابدا ، خصوصا فى ما يتعلق بالجنس الاخر . لاعجب اذا ان اول مصادفة لها مع رجل بروعة اندريو باسكالى ، ادت الى انبثاق افكارسخيفة فى راسها 0
منتديات ليلاس
اطلقت ميرسى تنهيدة ارتفعت من اخمص قدميها حتى فمها . يجب عليها ان تضع تاثير رب عملها عليها خارج ذهنها تماما ، وان تفكر بشئ ، كأن تفكر مثلا ان كارلى وافقت على الحضور لرؤيتها هذا المساء ، وهذا امر يمكنها ان تنتظره بشوق . سوف تحظيان بالمنزل لنفسيهما فقط ، من دون وجود رب عملها المتطلب المتامر . عندها ربما ... فقط ربما ، قد تبتلع عزة نفسها فتسر لكارلى بالصعوبة التى تواجهها مع مشاعرها ، ثم ترجوها ان تنصحها حول افضل اسلوب لتخطى هذه النزوة العاطفية السخيفة 0

تصلبت كتفاها وهى تبذل مجهودا كبيرا لمحو الافكار المتعلقة باندريو باسكالى من وعيها وشعورها . بعدئذ خرجت من المطبخ وصعدت الدرج باتجاه جناحها الخاص ، حيث بدلت ملابسها فارتدت سروالا بلون الكريما مطبعا بازهار قرمزية ، ولبست قميصا قطنية قرمزية اللون ، ثم خرجت لشراء بعض الاغراض 0
منتديات ليلاس
صممت ميرسى على تجاوز هذا التعلق المؤسف بذاك الرجل البائس . فان لم تفعل ذلك سوف تتطور هذه النزوة الصبيانية الى شئ اكثر خطورة ، كان تقع بغرام الرجل بقوة وشدة ، واذا ما حصل هذا ، فستضطر الى تقديم استقالتها من الوظيفة ، وهى لن تجد وظيفة اخرى تؤمن لها الاجر المرتفع نفسه 0


****

dede77 31-08-11 09:19 PM

بدا اندريو يشعر بصداع اليم ، وكانما ملايين المطارق الحاقدة تدق داخل جمجمته ، فيما تهادت سيارة الاجرة مجتازة زحمة السير خلال فترة منتصف المساء . فك زرى قميصه العلويين وهو يطلق صوتا ينم عن السخط ، ثم ارخى ربطة عنقه . انه يشعر بالحرارة الشديدة ، كما ان الامسية الرديئة باكملها كانت مضيعة تامة للوقت .

بدا جايك على حالته المعهودة من الاسترخاء ، فى حين ان جانيس كانت تفور بالحيوية ، ما يجعل المرء يستمتع برفقتها ، كانت ايضا المرأة التى تتوق الى التعرف باندريو ، وهى احدى صديقات جانيس العديدات .
منتديات ليلاس
انها امراة سمراء طويلة راقية ذات عينين ذهبيتين ، ترتدى فستانا ذهبى اللون يبرز قوامها الرشيق بافضل شكل ممكن . كما انها تتمتع بمهارة التعليق على كل كلمة يقولها اندريو ، وذلك بمثابة الاطراء لغروره 0

الا ان عينيها الغاويتين لم تؤثرا به مطلقا ، بل شعر بالبرودة تجاههما . من جهة اخرى احس بالحدة والتوتر ، ورغب بالهروب والخروج من هناك . هذا النوع من المغازلة اشعر اندريو بالسقم والغثيان فجاة ، اذ ادرك انه غير مهتم بالمباشرة فى علاقة غرامية اخرى . فهذا النوع من العلاقات لا يدوم الا لفترة قصيرة فقط . ما كان يجدر به الموافقة على لقاء هذه المراة التى نسى اسمها الان 0

قدم اندريو اعتذاراته وانصرف حالما وزع النادل قوائم التحلية . غدا يجدر به الاتصال بجانيس كى يعتذر لها عن تصرفه السئ 0

اقر لنفسه وهو يدخل الى البهو الواسع المظلم ، بان جل ما اراده هو الوصول الى المنزل . اغلق الباب الثقيل خلفه بهدوء . لم يشعر بمثل هذه الحالة من قبل ابدا . لطالما كان المنزل وسيلة راحة مؤقتة بالنسبة اليه ، بل هو مكان تتجاوز مدة بقائه خارجه على مدة بقائه فيه .
منتديات ليلاس
اما الان فانه يحترق ، لذا جاهد بنفاذ صبر ليخلع عنه سترة البذلة ، ثم رماها على كرسى قريب ، لكنه فوت الهدف . فتركها ملقاه حيث هى . بعدئذ رفع راسه الملئ بالصداع والالم ، ونادى هاورد . لكن صوته خرج على شكل نعيق صدئ ، فاحس ان حلقه خشن متقرح ، وكانه يحترق 0

تجهم وجهه وشعر بالغضب ، الا انه استسلم للامر الواقع المحتوم ، ثم بدا بتسلق الدرج ببطء . سيكون عليه الصعود الى الطابق العلوى كى يسحب ميرسى من حيث هى . شعوره بالحر ثم بالبرد ، فيما الالم يتملك جسده باكمله ، ورجلاه ترتعشان بشكل مزعج ، هى اعراض تشير الى اصابته بالمرض . انه لم يصب بالمرض منذ مدة طويلة ، وهو لن يتحمل الامر !

dede77 31-08-11 09:21 PM

تمهل اندريو امام الباب المؤدى الى جناح هاورد ، لكى يعيد التقاط انفاسه . فجاة احس ان جسده باكمله يتجمد كالثلج ، حينما سمع صوتا رجوليا يتفوه بشئ ما ثم يضحك . انه صوت منخفض جعل الشعر الذى على عنقه يقشعر واقفا ، قبل ان ينتج عن ذلك موجة حارة من الغضب العارم 0

لقد كذبت عليه ! اذا كانت تلك حقا صديقة لميرسى فى ضيافتها ، يكون هو ملكة انكلترا ! سوف يدخل بعنف الى الغرفة مباشرة ، فيرمى بالرجل مباشرة الى الخارج ! ... سيطلب من هاورد ان توضب حقائبها الان مباشرة ! قد يتحمل اندريو مقدارا معينا من عدم الخضوع لاوامره ، لكنه لن يقبل بان يتعرض للخداع والكذب !
منتديات ليلاس
لكن يده انزلقت عن مقبض الباب النحاسى . ولاحظ بقدر عميق من الكرة لنفسه انه يتعرق . انه واهن وضعيف جدا ، لا يقوى على رمى نملة خارج اى مكان ! شعر بالاشمئزاز من الفكرة الكريهة ، وقد تصور نفسه يدخل مترنحا عبر ذلك الباب بشكله الحالى ، باطرافه الواهنة وصوته الشبيه بالنقيق ، فى حين ان العرق ينقط من حاجبيه . يا الهى ! لن يفعل ذلك بنفسه ابدا . لن يظهر نفسه بشكل يدل على انه غير متمالك لنفسه ومتحكم بها بالكامل 0

غدا صباحا سيقوم بطرد هاورد قبل ان يفعل اى شئ اخر 0
منتديات ليلاس
تمايل اندريو مترنحا وتابع سيره الى غرفته الخاصة ، وهو يفكر بتلك الفكرة الرهيبة المتوعدة لميرسى 0

ركل حذاءه فرماه بغير اكتراث ، ثم تمدد على السرير باسطا ذراعيه ورجليه على اتساعهما ، ممدا جسده المتالم كالنسر . ثم اطلق انينا متالما ، فيما تصور بوحشية والم ، ما يفعله ذاك الرجل بتلك الفتاة الصغيرة الجذابة الفاتنة الكاذبة ، فى هذا الوقت تماما 0



*****


انتهى الفصل الخامس 0

dede77 31-08-11 09:24 PM

6- لا تتركينى !


استيقظت ميرسى كالعادة فى تماما الساعة السادسة . تسللت خيوط اشعة الشمس الدافئة الى غرفتها ، فيما بقى المنزل الكبير ساكنا ... ساكنا جدا 0

ما الذى عساه جرى للاعصار الصباحى المبكر المعتاد ؟ ما الذى جرى لاندريو الذى يهرع خارجا ليقوم بالهرولة الصباحية الباكرة ، ولصفعة الباب المتميزة بالحماس والفرح وهو يخرج من المنزل ؟ اين الاشارة التى تعنى بان عليها ان تكون مستيقظة ومنهمكة ومنتظرة الصاروخ العائد ، الذى يعلمها بعودته ويتوجه الى اخذ حمام سريع ؟ اين الصوت الذى يغنى شيئا ما بالايطالية ، والذى يطلقه باعلى صوته الرخيم الشجى ، فيشكل اشارة لها ببدء تحضير الفطور ؟
منتديات ليلاس
قررت ميرسى ان اندريو على الارجح قد استغرق فى النوم ، بعد ان تذكرت ما اعلمها به مساء الامس ، اذ قال لها بان لا فكرة لديه كم سيتاخر فى السهر . تذكرت ايضا الاسلوب الفظ الذى استعمله لابلاغها بذلك . انه يستحق ان تتركه مستغرقا فى النوم الى صباح الغد ! ذلك كان التفكير الاولى غير اللائق الذى مر بذهن ميرسى ، وهى تلبس سروالها المطبع بالازهار القرمزية ، مع القميص القرمزية . فهذه الملابس التى ارتدتها مساء الامس ، جعلت دارن صديق كارلى يطلق صفير اعجاب شبيه بصفير الذئاب 0

ستضطر الى القرع على باب غرفة نوم اندريو حتى توقظه ، لم يكن بمقدور اندريو ان يعلم ان باستطاعته ان يؤذيها ويجرح مشاعرها بهذه السهولة ، فالذنب فى ذلك يعود اليها بالكامل ، لانها تحمل مشاعر سرية تجاه رب عملها ، كما لو انها فتاة مراهقة 0

كانت كارلى قد احضرت صديقها دارن برفقتها ، لسوء الحظ ، لذا لم تتمكن ميرسى من اطلاع صديقتها على ما تمر به ، وطلب نصيحتها بخصوص ذلك . لكنها قررت ان ذلك قد يكون لصالحها ، فيما توجهت مسرعة نحو غرفة نوم رب عملها . كانت كارلى لتقول لها بانها حمقاء . حسنا ! يمكنها ان تستغنى عن سماع ذلك من صديقتها فهى عاقلة بما يكفى وقادرة على تخطى الامر بمفردها تماما 0
منتديات ليلاس
لم تحظ طرقات ميرسى المتكررة على باب اندريو باى رد من قبله . احست ميرسى بتقلص فى معدتها فيما تداركت ما يفترضه صمت اندريو عن الرد . نزلت ميرسى الدرجات الاخيرة للسلم وهى مثبطة الهمة كئيبة ، وقد توصلت الى الاستنتاج الحتمى المثير للغثيان ، بان اندريو لم يعد الى المنزل اصلا . لاشك فى انه امضى الليلة برفقة امرأة جديدة ما . امرأة جميلة ، متميزة ، وذكية تحسن التصرف مع الرجال . انها بديلة لتريشا التى تخلص منها نهائيا 0

لكن اول شئ راته ميرسى ما ان وصلت الى الردهة ، هو سترة اندريو الملقاة على الارض . اول فكرة مجنونة اسرتها ، هى ان اندريو قد عاد ، ما يعنى انه ليس بصدد خوض علاقة غرامية مع امرأة جديدة ! اما الفكرة الثانية ، فهى انه استيقظ وخرج من المنزل ابكر من موعده المعتاد ، وقد اغرته اشعة الشمس فى الصباح الباكر 0

التقطت السترة ، ثم نفضتها وهى تطلق صوتا ينم عن عدم الرضى ، وعلقتها فوق المسند الخلفى للكرسى حتى تاخذها لاحقا الى غرفته . توجهت نحو المطبخ كى تجمع مكونات فطور اندريو ، نصف ليمونة غريب فروت مع الفطر على الخبز المحمص ثم انتظرت الاصوات المنبثة بعودته ، وانتظرت ....

مع حلول الساعة الثامنة والربع ، اصبحت ميرسى واثقة من ان هنالك خطبا ما 0

dede77 31-08-11 09:26 PM

استنشقت نفسا عميقا ، ثم عادت وتوجهت الى الطابق العلوى نحو غرفة اندريو ، وسارت متقدمة الى داخل الغرفة مباشرة . غاص قلبها الى اعماقها حين راته ممددا هناك على السرير مرتديا ملابسه باستثناء سترة البذلة . بدا تنفس اندريو بطيئا وثقيلا ، وتساءلت ان كان يجدر بها ان تتركه نائما حتى يصحو من تلقاء نفسه 0

اطلق اندريو انينا ثم استدار على ظهره ، فيما بقيت ذراعاه ممدودتين الى جانبيه . دنت ميرسى من السرير بحركة خفيفة ، ثم القت احدى يديها الباردتين على جبينه ، وسرعان ما ادركت بانه يعانى من ارتفاع شديد فى الحرارة . تخبطت معدتها بشكل مؤلم حين ادركت انه مريض 0
منتديات ليلاس
فتح اندريو عينيه المحرورتين ، وقال : كم الوقت الان ؟

-تجاوز الساعة الثامنة 0

راقبته ميرسى بقلق متزايد وهو يجاهد كى يجلس مستقيما ، عضت على شفتها فيما قال لها اندريو بصوت يشبه النقيق : يفترض بى ان اكون قد غادرت المنزل فى هذا الوقت . احضرى لى قهوة سوداء 0

دفعة رقيقة على كتفه كانت كافية لجعل اندريو ينهار مجددا ، ويستلقى الى الوراء على الوسائد . قالت له ميرسى بحزم : انت لست على ما يرام ، ولن تبرح الى اى مكان اليوم . ابق حيث انت . ساحضر لك مشروبا تتناوله 0

كانت اولويتها الان هى مكالمة طبيبه هاتفيا . حماسها الحاد وقلقها عليه ، جعلاها تبلغ المطبخ فى وقت قياسى . هناك تصفحت دفتر ملاحظات كانت قد ملأته مدبرة المنزل السابقة ، مدونة ارقاما مفيدة وهامة . ضغطت بقوة على رقم هاتف العيادة الخاصة بطبيب اندريو 0

تلقت التاكيد المطمئن من الطبيب آلينغهام بانه سيحضر خلال النصف الساعة القادمة ، فاستقرت دقات قلبها على نمط ابطأ 0

كان اندريو يجاهد للجلوس مستقيما من جديد ، فور دخولها الى غرفته مجددا ، حيث قال : ساصل متاخرا 0
منتديات ليلاس
بعد اقل من لحظة ، انهار اندريو مجددا على الوسادة فاقد القوى 0

خلعت ميرسى حذاءه من غير ان تسمح له بان يخمن او يقدر كم هى قلقة عليه ، وهى تقول : قلت لك للتو انك لن تعمل اليوم . اخبرنى فقط بمن على ان اتصل حتى اشرح له الوضع ، بعد ان يراك الطبيب 0

اطلق اندريو رفضه بحرارة لاذعة : لست بحاجة الى طبيب ، ايتها المرأة البائسة !

ثم اطبقت عيناه فجاة ، كانما ارهقه الاعتراض . فبدت رموشه الطويلة الكثيفة على شكل هلالين بلون الدخان ملتصقتين ببشرته الشاحبة 0

احست ميرسى بالذعر وتنبهت الى الخطر المحدق باندريو ، كارهة رؤيته على هذا الشكل . لطالما راته يتالق ممتلئا بالحيوية ، لذا جرت عدوا نحو الحمام . فملآت كاس ماء من الصنبور البارد ، ثم عادت ورتبت لنفسها فسحة على السرير الى جانبه . مررت ذراعها تحت كتفه ، ثم رفعت راسه وقالت برقة : اشرب هذا 0

بدا كانه يحترق من شدة الحرارة ، تساءلت ان كان هناك ما يكفى من الوقت لاقناعه بارتداء ملابس نظيفة مخصصة للنوم قبل وصول الطبيب . امسكت الكوب وقربته الى شفتيه ، محاولة تجاهل ومضة البرق التى ضربتها بقوة وصولا الى اعماقها ، فيما احتك وجه اندريو بجسمها 0

فتح اندريو احدى عينيه وقد شعر بالكوب البارد الملامس لشفتيه الحارقتين الجافتين . انها ترتدى قميصا قرمزية اللون اليوم . ارتشف مطيعا رشفة ماء ، ثم ادار راسه المتالم نحوها من جديد ، فاحس بشعور افضل الى حد كبير . تاثر جسده بقربها منه ، ولم يعد لديه شك بخصوص الجاذبية التى يشعر بها نحوها . القى براسه على كتفها متاوها . يا لهذا المرض ! لو لم يكن يشعر بهذا الوهن والضعف ، لرماها على السرير ، وراح يعانقها الى ان يشبع شوقه ولهفته اليها ، مهما كانت العواقب !

اخذت ميرسى نفسا شديد الاهتياج ، فيما جاش صدرها تحت القميص الحريرية ، ففاضت فى اعماقها الحرارة الملتهبة . ايمكنه ان يعلم ما الذى يحصل لها ؟ اتراه يدرك ما الذى يفعله بها ؟ اوه ، انها حقا تامل الايكون مدركا لتاثرها به .

dede77 31-08-11 09:30 PM

لاشعوريا تصلبت الذراع التى كانت تسند كتفيه العريضتين ، فجذبته ليدنو منها اكثر ، كما تفعل الام بصغيرها ، بالرغم من انها حتما لم تكن تقصد بوعيها وادراكها ان يحدث ذلك . حبست ميرسى نفسها ، فيما اطلق اندريو صوتا خشنا من اعماق حلقه ينم عن الارتياح . لقد حلمت ميرسى بهذه الحميمية القريبة ، كما تاقت اليها بشكل سرى محزن . بدا توقها هذا كبيرا جدا الى حد انها ما عادت قادرة على التفكير بشكل صائب . اما الان ، وقد حدث الامر اخيرا ، تنبهت خلايا جسدها باكمله دون استثناء بقوة مفرطة 0

تسمرت عيناها المبهورتان على قمه شعره الاسود المشعث . فاطبقت اسنانها بشدة ورزانة خشية ان تقوم باى تصرف طائش ، اما قلبها فتضخم متالما بسبب حساسية اندريو وضعفه ، البعيدين عما يتميز به عادة من الحيوية والقوة . لعلها بالغت فى ردة فعلها فى الاتصال بطبيبه ، لكن عليها ان تقر بانها قد تفعل المستحيل كى تراه سليما معافى من جديد 0
منتديات ليلاس
فليساعدها الله ! انها تهتم لامره حقا ، بغض النظر عن غروره وكل شئ اخر مغيظ فى شخصيته . انها تحبه بكل قلبها وروحها !

ادراك ميرسى لهذا اصابها بصدمة قوية ووحشية . حبست انفاسها لفداحة ما يجرى لها . اغمضت عينيها فى محاولة لصرف تفكيرها عن هذه الافكارالخطيرة ، لكنها توقفت عن المحاولة حينما ادركت انها غير قادرة على تغيير مسار تفكيرها 0
لم ترغب مطلقا بان يحصل ذلك ، فقاومت بشدة رافضة هذه المشاعر ، كما انها لم تكف عن القاء المواعظ على نفسها حول حماقة الوقوع فى غرام رجل كاندريو ، فهو يعتبر النساء ادوات تسلية ولعب ، ويتخلص منهن حالما يفقد الاهتمام بهن 0

قررت ميرسى وهى تشعر بالغثيان ان الامر حصل فى جميع الاحوال ، لذا عليها ان تتعامل معه بشكل ما . لكن وضعها الحالى ، وراس اندريو على كتفها ، امر لم يساعدها على تخطى مشاعرها . احست بشعور شنيع بالخسارة حين تمالكت نفسها ، وتصرفت بالشكل الصحيح اللائق ، فاعادت راس اندريو برفق على الوسائد . بدات تكره نفسها بسبب ضعفها ، وجاء صوتها مثقلا بمعرفتها لحبها له ، عندما قالت لتستاذن : سيصل الطبيب الى هنا خلال وقت قصير . على ان اعود الى الطابق السفلى لانتظره 0
منتديات ليلاس
قال الدكتور آلينغهام لميرسى وهو يغلق باب غرفه النوم خلفه : انها الانفلونزا . السنيور قوى وسليم البنية ، لذا ليس هناك ما يدعو الى القلق 0

علمت ميرسى ان عينيها تبدوان واسعتين كصحنين ، فيما راحت تحوم خارج باب غرفة النوم ، استفاض الطبيب شارحا : انه مرض فيروسى مؤذ حقا فى غير موسمه . عاينت حالتين او ثلاث مشابهة حتى الان . تركت بعض حبوب الدواء التى تساعد على تخفيض حرارته المرتفعة . احرصى على ان يتناول منها اربع حبات يوميا ، واعطه الكثير من السوائل . اما اذا واجه اية صعوبات فى التنفس ، فاتصلى بى حالا . ساخرج بنفسى . نهار سعيد لك 0

قامت ميرسى خجلة ببذل مجهود كبير لفك العبوس الذى عقد جبينها ، فيما راقبت الطبيب يهم بالنزول على الدرج . قبل ان تعود فتدخل الى غرفة المريض . لم ترغب مطلقا بان تقع فى غرامه ، كما ان الحس السليم يتطلب منها ان تتعامل معه بحذر ، لكنها ستفعل ما بوسعها للاهتمام به فقط من اجل اداء واجباتها الوظيفية . قالت ذلك لنفسها وهى تعلم جيدا بان ليس هنالك من قوة تبعدها عن المكوث الى جانبه اثناء مرضه وحاجته اليها 0

تجنبى اتصال العينين المباشر . ابقى هادئة ورزينة . والاهم من ذلك : لا تقتربى منه !

انها قرارات منطقية وعقلانية جدا ، لكنها ذهبت سدى وغاصت الى اللاعودة ، ما ان بادرها اندريو قائلا : ساعدينى على خلع ملابسى 0

dede77 31-08-11 09:32 PM

كان اندريو مستندا الى الاعلى على مرفقه ، وهو يتحسس ازرار قميصه بضعف من غير ان يحقق اية نتيجة . اما عيناه السوداوين فكانتا تضيقان مناشدتان اياها لمد يد المساعدة اليه . فما عساها تفعل غير ذلك ؟

بذلت ميرسى مجهودا جبارا لدفع وزن جسده الثقيل كى يجلس باستقامة نوعا ما ، فيما خلعت عنه القميص المشبعة بالتعرق ، هذا الامر ارغمها على التواصل القريب مع اندريو ، وهو ما اقسمت على تجنبه كما تتجنب مرض الطاعون . لا يمكن ان يكون ذلك البريق الذى لمحته خلف رموشه السوداء الكثيفة المغمضة جزئيا بريقا ماكرا . لابد انها الحمى ! اما النبرة الابحة المخجلة التى بدت فى صوتها وهى تناوله كوب الماء مع حبة الدواء ، قائلة : تناول هذه ، فجاءت نتيجة المجهود الذى بذلته للتو . آه ، بالطبع ! لاعلاقة للبحة فى صوتها بتلك البشرة السمراء لكتفيه العريضتين ، ولا بعضلات جذعه المحددة 0
منتديات ليلاس
سالته وقلبها يتخبط بقوة : اين ثياب النوم ؟

صحيح انها تهتم بغسل ملابسه كجزء من عملها ، وهى تعلم انه لا يستخدم ثيابا للنوم . لكنه حتما يمتلك زوجا من الملابس المخصصة للنوم فى مكان ما ، ولولم يكن ذلك الا للحالات الطارئة 0

-انها فى الدرج السفلى 0

اخذ اندريو يدفع خصر سرواله ، فيما بدا على وجهه عبوس ينم عن التركيز . بعد ان احضرت ثياب النوم الخاصة به من ذلك الدرج ، انحنت بدافع منطقى لفعل الامر الذى لا مفر منه . احكمت اغماض عينيها وساعدته على التخلص من سرواله وارتداء سروال النوم . بدت محرجة وخجلة لوثوقها من ان وجهها قد تلون بلون احمر غامق رهيب 0

استرقت النظر من بين رموشها ، ذلك ان العمل بعينين مغمضتين بدا صعبا ، فوجدت ان المهمة قد انجزت بنجاح . بعدئذ البسته القميص المخصصة للنوم ، واصبح بامكانها ان تغطيه بحذق بواسطة اللحاف الذى كان قد رماه جانبا ، فاصبح الان مكوما عند اسفل السرير 0
منتديات ليلاس
تنفست ميرسى الصعداء محاولة سحب الهواء الى داخل رئتيها ، وراحت تساعده ليعود الى وضعيته المريحة على السرير 0
آه يا الهى ! يا لها من لحظات محرجة ! احست ان بشرتها تحترق ، فيما خارت قوى رجليها . اما اندريو فبدا مستمتعا بالامر على الرغم من مرضه ، اذ سالها بصوت ابح : الم تشاهدى رجلا عاريا من قبل ، هاورد ؟

ارادت ان تلف اصابعها حول رقبته فتخنقه لانه ما هو عليه ، لانه جعلها تحبه ، تشتاق اليه ، وتهتم لامره حقا الى حد كبير !
تمالكت نفسها ، ثم غطته باللحاف الخفيف الوزن ، وجمعت الملابس المرمية كى تعالجها لاحقا . ثم قالت له بارتجال واضح وكان الامر ليس بذى اهمية مطلقا : بالطبع شاهدت ... عدة مرات 0

لطالما ساعدت والدتها فى غسل شقيقها جيمس اثناء الاستحمام حين كان طفلا ، لذا فهى لم تكن تكذب ، اليس كذلك ؟
احست ميرسى بالرضى لانها تمالكت نفسها ، فحرمت اندريو من المتعة التى قد يكتسبها من استنتاج الحقيقة فى راسه الوسيم جدا . فى الواقع لم يكن لديها اى صديق حميم من قبل ، لكنها لم تكن تسمح لاندريو بمعرفة ذلك . انسحبت من الغرفة وهى تقول له : سوف احضر لك كوبا من العصير . بعدئذ عليك ان تحاول الخلود الى النوم 0

عندما عادت الى المطبخ وقفت ميرسى تحدق فى الفراغ ببساطة ، فيما قبضت باحدى يديها على كوب عصير الليمون الذى سكبته للتو . اقلقها ادراكها لحقيقة مشاعرها تجاه رب عملها الذى لا يحتمل ، لكنها بطريقة ما سوف تتدبر امرها للتغلب على هذه المشاعر المفرطة الحساسية 0

انها معروفة بقدرتها على ان تكون عقلانية ومنطقية ، اليست كذلك ؟ والان حان الوقت لتكون على قدر مستوى تلك السمعة الجيدة . سوف تتصرف بحزم فى وقت لاحق ، اما الان فمن غير المعقول ان تقدم استقالتها فيما الرجل يعانى من المرض . ضميرها لن يسمح لها بذلك 0

حالما يتعافى اندريو ، سوف تفعل ذلك الامر تماما ، آملة ان يوفقها الله بعمل اخر وبمكان اقامة بديل . بعدئذ يمكنها البدء بعملية الشفاء ، محاولة ان تنسى انها راته يوما فى حياتها ، وبانها وقعت فى غرامه راسا على عقب . انه التصرف العقلانى الوحيد الذى يمكنها ان تقوم به 0

راحت تتقدم فى طريقها ببطء شديد بسبب حاجتها الماسة الى التفكير العقلانى وهى فى طريقها للعودة الى الطابق العلوى .

dede77 31-08-11 09:36 PM

توقفت فجاة وقد صدمتها فكرة مريعة : ان احتمال ان تحظى بعمل مشابه ذى اجر مرتفع مع اقامة مضمونة كهذه هو احتمال ضئيل جدا ، كواحد بالمليون ! كما انها ستضطر الى دفع مبلغ من المال لاستئجار مكان لائق نوعا ما حتى تقيم فيه 0

كيف يمكنها ان تكون بهذه الانانية ؟

انها مضطرة الى ان تصر باسنانها ، وتعض على جرحها وتلازم مكانها ، ثم تتحمل عذاب ان تحب شخصا لن يبادلها الحب ابدا ، لانه يعتبر النساء اشياء تاتى فى تصنيف التسلية الخفيفة 0
منتديات ليلاس
اما اندريو ، فحين يقرر الزواج والاستقرار ، لن يكون ذلك بسبب الحب ، بل بسبب الثروة . انه مخطط سخيف وضعه لحياته وفسره لها بنفسه بوضوح 0

حسنا ! سوف تضطر الى البقاء هنا ، على الاقل حتى يصبح جيمس مؤهلا للعمل وكسب المال 0

دخلت ميرسى غرفة اندريو بتلك الفكرة الحازمة المتحدية الجدية ، ثم وضعت كوب العصير على الطاولة الى جانب السرير . بعدئذ استدارت لتقول له بنبرة رسمية آمرة : اشربه ! انها اوامر الطبيب 0

فى هذه اللحظة تماما ، عبس اندريو وامسك بيدها قائلا : ابقى بقربى ، ميرسى . لا تتركينى 0

فى الواقع ، كانت اسنان اندريو تصطك بقوة . لاحظت ميرسى ذلك بغضة وذبول سيطرا عليها ، فحن قلبها الحنون المحب عليه ، وهى تشاهد شحوبه واصفراره . لابد ان تفعل شيئا ما لمساعدته 0

صرفت ميرسى النظر بسرعة عن المهمة التى ستستغرق منها وقتا طويلا ، اى الذهاب لملء دزرينة من زجاجات الماء الساخن . خضعت للامر الحتمى الذى لا مفر منه ، فجذبت الى الخلف زاوية اللحاف وجلست الى جانبه .
منتديات ليلاس
ثم لفت ذراعيها حول جسده المرتعش ، وقد انتابها احساس بالخزى العميق ، بسبب الطعنة المشؤومة لذاك الابتهاج الذى طاف فى جسدها . جاء كردة فعل على ذوبان اندريو داخل دفء جسدها ، حين القى راسه على كتفها مطلقا انين ارتياح وسرور 0

حضنت ميرسى بين ذراعيها جسده المرتجف ، بدا الامر عذابا مجردا لحواسها ، اذ علقت فى دوامة من الحماس الحامى التى يصعب الخروج منها . انه تشويق لم تعرفه ميرسى من قبل ، لكن لا يمكنها الانجراف فيه ابدا ، لانه خطا جسيم ترتكبه وهو لا يناسبها مطلقا ...

حاولت تعزية نفسها وتهوين الامر على ذاتها ، ففى ظروف عادية ما كانت لتقترب من اندريو بهذا المقدار مطلقا . انه الان يهذى بسبب الحمى ، وما من سبيل لان يعلم ان مشاعرها نحوه شديدة الى حد كبير ، الى درجة انها تواجه خطر فقدان ما تبقى من عقلانيتها ومن احترامها لذاتها ومن مبادئها الاخلاقية الثابتة ! يمكنها على الاقل ان تعزى نفسها بهذا ، فهى تعلم انها الوحيدة هنا التى تدرك كم هى حقا غبية وسخيفة 0

وعدت ميرسى نفسها وهى تخنق انينا كادت تطلقه ، انه حالما يتوقف عن الارتعاد ، سوف تبتعد من هذا المكان البالغ الحميمية ، ثم ستنسحب الى غرفتها 0

dede77 31-08-11 09:39 PM

لم يكن بوسعها الانتظار . لكنها مضطره الى ذلك ، لان اندريو تمسك بها بقوة الكبر ، مستمدا منها الدفء والطمانينة ، ثم بدا يتمتم كلمات مفككة بلغته الام . فكرت ميرسى انه يهذى ، وشعرت بقلق يائس حياله . قلقها واهتمامها بمصلحة الرجل الذى وقعت ، لسوء حظها ، فى غرامه ، انساها حاجتها للانصراف بعيدا عنه لحماية نفسها . رفعت يدها من جديد وملست شعره الاسود الغامق الاشعث ، فدفعته بعيدا عن جبهته الملتهبة . احست بالالم فى اعماقها بسبب حاجتها الى جعله يتحسن 0
منتديات ليلاس
اقرت ميرسى بضعف انها غير قادرة على مقاومته ، فعضت على شفتها فيما تسمرت فى مكانها لتدفئه ، فكرت وهى تبتلع تنهيدة ممزقة ، بانهما يشبهان الزوجين المغرمين ، لكن اندريو خارج الموضوع ، فهو غير مدرك لما يجرى .


****


انه لا يعلم ما الذى يفعله الان ، كل ما فى الامر انه يبحث عن انسان اخر يريحه ، وبالتالى فالامر ليس شخصيا بالنسبة اليه . اى شخص اخر سواها كان ليؤدى المطلوب نوعا ما 0

اما بالنسبة اليها ، فالامر فائق الخصوصية . لكنها ببساطة مضطرة الى ان تصر باسنانها وتتحمل الامر ، فبالنسبة اليها حاجات اندريو تاتى فى المرتبة الاولى 0

تدحرجت دمعة وحيدة نزولا على خد ميرسى ، وقد رضخت مستسلمة للوضعية التى وجدت نفسها فيها . بعد وقت طويل ، شعرت ميرسى بالارتياح اخيرا حين غاص اندريو فى نوم هنئ 0

بدا لها كأن الوقت واقف فى مكانه ، فهدا تنفسه ، فى حين احست بان قربه منها هو عذاب مرير . اذ احست ان جسدها تلتهمه النيران ، بغض النظر عن محاولاتها الجاهدة لايقاف الاحاسيس المتوترة المقلقة 0
منتديات ليلاس
لاباس بالامر لو انسلت هاربة الان ، فهو يبدو مرتاحا . لكن اندريو استدار وهو نائم ، فيما تحركت كلتا يديه لتثبتاها فى مكانها مرة اخرى . التقطت ميرسى انفاسها مصدرة تنهيدة صامتة ، واحست بجسمها يتصلب ، ضاغطا على دفء كفيه المتملكتين . ادركت انه ببساطة يتوجب عليها حمل نفسها على الابتعاد عنه ، لكنها لم تتمكن من فعل ذلك ، اذ راح اندريو يغمغم قائلا : جميلتى ، جميلتى ....

ارسل صوته نبضات قوية من الشوق فى اعماقها . فشعرت بالخجل من نفسها !

فجاة اقترب اندريو منها وعانقها ، فاستحصل منها على تجاوب لم تكن تدرك ابدا انها تستطيع القيام به . لقد تطايرت كل قيمها الاخلاقية بفعل عاصفة هوجاء محملة بالمشاعر الحامية ، حيث لم يعد اى شئ اخر يهم سوى تناغم صوت ضربات قلبه مع نبضات قلبها التى راحت تدق بوحشية ايضا 0



*****

انتهى الفصل السادس 0

أنس إسلام 01-09-11 04:16 AM

جميلة جدا تسلمي يا غالية علي الرواية الجميلة دي وما تطوليش الغيبة علينا

سهر اليل 01-09-11 09:19 PM

تسلمي ياقمر على الروايه الجميله ,, ياريت تنفذينا بباقي الراوية بسرعه ,,
عيدك مبارك ,, ياعسل

dede77 01-09-11 09:34 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أنس إسلام (المشاركة 2859077)
جميلة جدا تسلمي يا غالية علي الرواية الجميلة دي وما تطوليش الغيبة علينا



اهلا بِك انس بالمنتدى وبالرواية . ان شاء الله ما اطول عليكم 0







اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سهر اليل (المشاركة 2859410)
تسلمي ياقمر على الروايه الجميله ,, ياريت تنفذينا بباقي الراوية بسرعه ,,
عيدك مبارك ,, ياعسل


تسلمى حبيبتى من كل شر . ان شاء الله انزل الباقى بسرعة ...عيد سعيد عليك وعلى جميع احبابك 0

dede77 01-09-11 09:37 PM

7- حب ام هذيان ؟


جلست ميرسى الى طاولة المطبخ وهى تحدق بكابة وياس الى كوب القهوة الذى اعدته لنفسها ، وما عادت ترغب به الان . لقد بذلت جهدها كى تكون هادئة عقلانية امام الوضع المحرج الذى وجدت نفسها فيه . ما قامت به هو مهمة حيوية وضرورية ، لكنها لاتحتمل . شعرت ان جسدها باكملة يتالم شوقا لاندريو ، فقد اثار قربه منها كل خلية من خلاياها 0

تذكرت كم تصرفت بضعف فتعلقت به و ... غمرته وضمته اليها بشوق ولهفة ، فيما تجاوب اندريو لذاك السحر المتوهج . احبت ميرسى اسلوبه فى التجاوب معها بخفة وشوق . هذه الذكرى كفيلة بجعل وجه ميرسى يتحول الى لون قرمزى من فرط خجلها وحيائها 0
منتديات ليلاس
اجبرت نفسها على التذكر كم تساوت مع اندريو فى الحماس واللهفة . لكن اندريو جمد فجاة فى مكانه ، ثم ادار لها ظهره وغرق فى نوم عميق جدا اشبه بالغيبوبة ....

كيف عساها استطاعت ان تتصرف كما لو انها امرأة مستهترة حقا ؟ تساءلت ميرسى عن ذلك وهى يائسة ضعيفة الحيلة ، فيما تلاطمت امواج ضخمة من مقت الذات ، حاملة لها الخزى والخجل 0

ان كانت لا تستطيع التخلص من حبها لاندريو فعليها ان تتعلم الابقاء على هيامها به سرا ، فلا تقول شيئا ، ولا تقوم باى تصرف يلمح له بكيفية شعورها نحوه . اما فى الوقت الحالى فبدا لها ان ليس هناك سبيل سهل للخروج من هذا الموقف الميؤوس منه 0

لاتذهبى الى هناك ! قالت ميرسى ذلك لنفسها مطلقة انينا وهى تحس بالغثيان 0

اندفعت زاحفة خارج ذاك السرير ، فيما بدا وجهها مشتعلا ، ثم ابتعدت منخفضة الراس ، شاعرة بالرعب . فقد كانت منذ لحظات فقط ماسورة ضمن دائرة من السحر والجاذبية والمشاعر التى لاتتلائم مطلقا مع ما تعرفه عن نفسها . اما الان ، فعليها اجبار نفسها على الصعود مجددا الى غرفته ، مع دنو الموعد التالى لجرعة الدواء التى ينبغى عليه تناولها 0
منتديات ليلاس
هزت اندريو بلطف حتى استفاق . ثم لاحظت بذاك الجزء المنطقى من دماغها ان الحمى اصبحت اخف . عندئذ حثته على تناول حبة الدواء ، ثم على شرب كوب الماء باكمله 0

لحسن الحظ ، امتثل اندريو لتعليماتها ، مطلقا دمدمة كعربون شكر . حتى انه لم ينظر اليها ... هذه المرة ناولها الكوب الفارغ ببساطة ، ثم ادار لها ظهره 0

احس جزء منها كما لو انها تلقت لكمة فى عينها تماما . اتراه كان يهذى الى حد انه لم يتذكر اى شئ ؟ هذا ما املت به ، وجعلها ذلك تشعر بلحظة مريحة مطمئنة . ارادت ان تتمسك بهذا الامل بكل قواها . اما اذ كانت مخطئة فى اعتقادها ، وكان اندريو يتذكر بالفعل ، فهى لن تكون قادرة ابدا على النظر الى وجهه مباشرة بعد اليوم 0

هنأ اندريو نفسه على وضوح تفكيره ، فيما رفع جسمه واتكا على الوسائد وقد شبك يديه خلف راسه 0

انه حقا يشعر بالانجذاب نحو مدبره منزله الجميلة الممتلئة الجسم ، بكل ذرة فى كيانه . فهو لم يتعلق قط ابدا باية امرأة بمثل هذا الياس والجنون . اما تجاوبها معه فهو امر لم يختبره من قبل فى عالمه 0

اضاءت عينى اندريو الفضيتين الغامقتين ابتسامة توق وانتظار . سيتوجب عليه القيام بتحركاته بعناية كبرى . فبغض النظر عن ردة فعل ميرسى المتجاوبة معه ، فان ميرسى فتاة تتمتع بقيم اخلاقية عالية 0

ستكون تلك تجربة اولى بالنسبة اليه . انه تحد سيتلذذ به ، فاندريو لم يضطر ابدا من قبل فى حياته ان يسعى الى اية امرأة متوددا او متوسلا .

dede77 01-09-11 09:40 PM

فهو عادة يضطر الى مقاومتهن وصدهن عنه ، فيرفض العدد الاكبر منهن وقلما يختار واحدة . الا ان ذلك بدا يسبب له الملل 0

اما هاورد ، حتى فى شخصيتها المهملة البسيطة ، فانها لم تضجره ابدا ، وهو يتوقع ان يقنعها بعلاقة تدوم لمدة تزيد عن الاسابيع القليلة التى اعتادها مع النساء !

بدل اندريو وضعيته وقد بدا يشعر بالضجر . كم عليه ان ينتظر بعد حتى يحين موعد قدومها لحمله على تناول حبة دواء اخرى ؟ انه يرغب بوجودها هنا الان ، لكن حرى به ان يسير وفق استراتيجيته المرسومة . عليه الا يتسرع بالامور 0

تذكر كيف بدت ميرسى حين ناولته حبة الدواء تلك ، فقد سيطر عليها الخجل والاحراج والخزى والتوتر ، الى حد انها بدت مستعدة للهرب من الغرفة وهى تصرخ ان لم يفعل اكثر من الابتسام لها . سيضطر الى استجماع كل قدرته على ضبط النفس كى يهدئ روعها ، تماما كما يعمل على تهدئة فرس مرتعبة 0
منتديات ليلاس
اما الامر الاشد الحاحا فهو ابعادها من هنا . بعيدا عن الرجل الذى كانت تستضيفه فى غرفتها ، وتقدم له على الارجح ، مشروب الكاكاو مع البسكويت ، حسب معرفته بها ! كان اندريو حينها غاضبا ، فاخذ يقسم على طردها بدوافع ملتوية ، تعود على الارجح الى شعوره السئ حينها 0

لكن مهما حصل ، فهو لن يؤذيها مطلقا ، فهى انسانة مميزة جدا بالنسبة اليه 0

استقر اندريو على تلك الفكرة اللطيفة الراضية واخذ ينتظرها 0

كانت الغرفة مظلمة حين دخلت ميرسى مصممة على جعل نبرتها تبدو عادية ، وكأن شيئا لم يحدث بينهما . ضغطت على زر الانارة ، ثم قالت : حان وقت تناول حبة الدواء ... كما سخنت لك بعض الحساء 0

القى اندريو باتجاه ميرسى نظرة نكدة مشاكسة مقصودة ، ثم مال على جانبه وجر اللحاف صعودا حتى كتفيه وقال : لا اريده 0
منتديات ليلاس
اطلقت ميرسى نفسها الذى كانت قد حبسته ، فخرج على شكل نفخة ارتياح . ذاك النوع من الردود هو ما املت بالحصول عليه . لقد عاد اندريو الى طبيعته ، لا تعلق غير مبرر ، ولا توسل لان تبقى بقربه ! بدا لها حقا انها اصبحت حرة طليقة ، معفاة من الخجل والاحمرار . اما اذا بقيت لديه اية ذكرى ضبابية غامضة عما قد حدث ، فانه سيعزوها الى حلم سببه له الهذيان والحمى 0

هزت ميرسى علبة الدواء لتخرج حبة منها ، ثم ناولتها لاندريو ومررت له كوب الماء ، فيما وبخته برقة قائلة : لا تكن صعب المراس ! ابذل بعض المجهود على الاقل 0

لف فم اندريو ما يشبه الابتسامة ، اذ قال : متنمرة !

ادركت ميرسى ان قلبها على وشك ان يذوب متحولا الى ما يشبه الهلام اللزج . لذا هرعت عابرة الواح الارضية اللامعة حتى تنزل الستائر فى وجه سماء الليل . اخيرا استدارت ، وقد استغرقتها هذه المهمة البسيطة وقتا اطول من اللازم . اما اندريو فكان مستندا الى الوسائد ، وهو يمسك الصحن الذى يحتوى على الحساء ، ويحرك الملعقة فى داخله 0

-اسف هاورد ، انا ببساطة لا استطيع تناول اى شئ . يا لها من انفلونزا . ساكون على ما يرام غدا . فى مطلق الاحوال ، اظن اننى بحاجة الى استراحة جدية حقا . فانت تعرفين ما يقال ، انه لا يجوز العمل باستمرار من غير لهو 0

بدا لميرسى ان بريق عينيه يسبب لها ارتفاعا فى الحرارة . قد يكون اندريو شاحبا لان الفيروس الذى اصابه ادى الى امتصاص كل الطاقة الحيوية التى يتمتع بها ، لكن هذا الامر لم يؤثر على تلك الكاريزما المتالقة التى تتمتع بها عيناه الرائعتان . هو على الارجح لا يعلم انه يفعل ذلك ، اما هى فانها تستطيع التعامل مع الامر ، لا مشكلة ! لكن قلبها المحب الحنون اخذ يعتصر متالما فيما قاومت رغبتها بالاندفاع لاحتضانه 0

dede77 01-09-11 09:41 PM

اخذت صحن الحساء الذى بدا الان فى خطر ان يسكب محتوياته على الغطاء باذلة جهدها لتنس انها تحبه بشدة ، وكم تتوق وتتاوه حتى تريحه وتدفئه . لذا قالت له بنفور : لا مشكلة . يمكنك ان تتناوله عندما تشعر بالجوع . اما فى الوقت الراهن ، اذا لم يكن هنالك ما تحتاجه ، فساقول لك عمت مساء 0

ثم فرت من الغرفة قبل ان يفكر بشئ ما 0

احست ميرسى انها اصبحت افضل حالا واقل توترا بعد ان امضت معظم الليل تعظ نفسها وتقنع ذاتها بقوة وشجاعة ، ان اندريو لا يتذكر ما حصل بينهما من عناق 0
منتديات ليلاس
عند حلول الصباح ، توجهت على عجل نحو غرفة المريض ، وهى تحمل صينية عليها كوب عصير مع صحن عجة البيض المزينة بمثلثات خبز محمص صغيرة مدهونة بالزبدة الساخنة . لاح امام ميرسى منظر اندريو ، وهو مرتدى سروال جينز مع قميص قطنية باهتة اللون ، فيما كان يمشى مترنحا كما لو انه عجوز فى التسعين من عمره يعانى من ضعف ووهن . اطلق زفرة غاضبة ، وقال : اننى امرن رجلى 0

فهو مصمم على الا ينظر فى تينك العينين الكبيرتين الزرقاوين اللامعتين ، اللتين اتسعتا للتو فاوشكتا ان تملا وجهها الرائع . تابع قائلا بنكد وضيق : اشعر كان رجلى ليستا ملكى ، لذا ساعمل على تمرين هاتين الرجلين اللعينتين حتى اتمكن من التحكم بهما !

استجمعت ميرسى كل قوة فى جسدها ، كى لاتهرع اليه لمساعدته كما لو كانت مغفلة مهووسة بالحب . ابتلعت ريقها بشدة وقالت له محاولة ان تبدو واقعية بقدر الامكان : اجلس على ذلك الكرسى وتناول فطورك 0

راقبته ينصاع لاوامرها ، فى حين انها توقعت العكس تماما . توقعت ان يقول لها انه لا يرغب بذلك ، وان يرمقها بنظرات ثائرة رافضة الى اقصى حد 0
منتديات ليلاس
وضعت ميرسى الصينية فى حضنه ، ثم ارتكبت خطا النظر الى وجهه الوسيم ، فاحست ان ما فى داخلها يرتعش بشدة . وفكرت بان اللون عاد على الاقل الى وجه اندريو ، فيما بقيت مصممة على تجاهل الاسلوب الذى امتلا فيه جسدها باكمله بالحياة والحيوية ، حين اقتربت من اندريو .

dede77 01-09-11 09:44 PM

لم تقدرعلى تمالك نفسها ، فواسته قائلة برقة : انت تبلى بشكل رائع ، لكن لا تبالغ فى الامر . فقد كنت مريضا جدا ، والدواء ياخذ مفعوله الان . فضلا عن ذلك فانت تتمتع ببنية قوية ، واذا نظرت الى الامور بعقلانية ، واخذت المسالة بهدوء وثبات ، ثم تناولت مقدارا جيدا من الطعام ، فسوف تعود الى عافيتك فى وقت قريب 0

دفع اندريو بمثلث صغير من الخبز المحمص الى فمه ، لانه اعتبر ان ذلك هو الاسلوب الافضل لمنع نفسه من اطلاق ابتسامة عريضة . انه ببساطة يهيم بذلك التعبير المبهم الصادق الجميل الذى ترسمته ميرسى على وجهها ، حين تلقى احدى محاضراتها الارشادية الصغيرة ، وهو امر تفعله باستمرار . من جهة اخرى ، لاحظ اندريو هذا الصباح انها ترتدى احدى تلك البذلات الرمادية الفضفاضة ، ما يؤكد ظنه بانها شعرت بالاحراج والنفور حيال العناق الذى تشاركا به . لابد انها لبست هذا الرداء الرمادى كدرع واقية ، فذاب قلب اندريو عند استنتاجه للامر . يا لها من صغيرة مسكينة !

بذل جهده كى يجعل صوته يبدو واقعيا صادقا قدر الامكان ، وذلك لوضع اولى خطوات خطته قيد التنفيذ ، فقال : هاورد ... !
منتديات ليلاس
وقفت ميرسى باستقامة ، وكانت تنوى رفع كومة من الاغطية المرمية على الارض ، اما وجهها الجميل فبدا مشدودا بما افترض اندريو انه شئ من الخوف . تابع كلامه قائلا : احقا اننى كنت مريضا جدا ؟ ان يوم الامس ممحو تماما من ذاكرتى 0

على الفور راى الارتياح يغمر ملامحها ، فنعم فجاة بدفء ابتسامتها الجميلة المشعة . علم حينها انه ضرب على الوتر الحساس المناسب ، وامل ان ينجح فى تحقيق الجزء الثانى من مخططه 0

-كنت محموما جدا ، واعتقد انك كنت تهذى معظم الوقت 0

بدا الارتياح الذى غمر ميرسى هائلا جدا الى حد انها احست بالدوار 0
منتديات ليلاس
الحمد لله ، انه لم يتذكر اى شئ ! ذلك النهار ممحو من ذاكرته ، بما فيه تلك المعانقة الحميمة التى تندم عليها ! لن يعلم ابدا كيف قامت مدبرة منزله المتواضعة باستغلال هذيانه ، فيما كان ضعيفا لا يقوى على التفكير بعقلانية ! لن تكون مضطرة الى الاحمرار خجلا ولا الشعور بالتوتر فى حضوره . اذا ما تمكنت من التصرف كما لو ان شيئا لم يتغير فى الوضع الراهن ، فسوف تتمكن من الاحتفاظ بكرامتها وبوظيفتها 0

اما اندريو فساوره توق شديد الى اليوم الذى سيصبح فيه قادرا على اغراقها بعبارات الحب والغزل ، لكن فى الوقت الحالى عليه ان يخطو بدقة . قال لها : هناك امر اخر هاورد ... قررت اخذ استراحة طويلة ... ولو متاخرة ، حتى اقوم بزيارة منزلى على شاطئ امالفى ، لاسبوع او ما يقاربه . ناولينى الهاتف فهنالك ترتيبات على القيام بها ، وبعد ان تنتهى من الغسيل ، اجلبى لى كوبا من العصير 0

صرفها بنجاح من الغرفة ، ثم ضغط على ارقام الهاتف التى ستصله بمديرة منزله الاخرى المقيمة فى امالفى ، حيث اعطى التعليمات لتلك المرأة الايطالية الكثيرة الكلام بان تختفى وترحل . امرها بان تاخذ اجازة اضافية مدفوعة وغير مدرجة فى القائمة ، فى اى مكان بعيدا عن امالفى ، لمدة لا تقل عن الاسبوعين 0

لكن اندريو عاد واحس بالذنب فورا حيال ما فعله ، فشعر بسوء كبير . لم يكن يوما ملتويا فى اساليبه ، لكن ها هو الان يتصرف كما لو كان ثعبانا خبيثا ماكرا . برر الامر لنفسه قائلا ان الغاية تبرر الوسيلة ، حتى لو كانت هذه الاساليب كريهة وبغيضة . اعلن لميرسى فور دخولها الغرفة من جديد : مدبرة منزلى فى ايطاليا غائبة الان ، لذا عليك ان ترافقينى 0

شاهد اندريو اللون الوردى ينتشر على خدى ميرسى ، فعلم انها على وشك ان تبدى اعتراضا قويا على الموضوع . لذا ، وقبل ان تفتح فمها وتقول ما يدور فى راسها بوضوح ، حرك راسه بسرعة قائلا لها : واجبك هو الاعتناء بى وببيئتى المنزلية اينما كانت اقامتى ، وبما ان سوفينيا ليست هناك سيتوجب عليك ان تحلى محلها 0



*****


انتهى الفصل السابع

dede77 01-09-11 09:48 PM

8- اين المفرّ ؟

-اذا انت تختبئين هنا ؟

ضاق حلق ميرسى وشعرت بالتوتر ما ان سمعت من خلفها مباشرة نبرة صوت اندريو المخملية الخشنة . احست ان خديها يلتهبان ، وسرت الحرارة فى اوصال جسدها كافة . فهى ترتدى لباس سباحة خفيف مكون من قطعتين ، كان اندريو قد اختاره لها شخصيا خلال اول نهار امضياه هنا فى ايطاليا . يومها قال لها بالحاح : عليك ان تنظرى الى هذه الاجازة كاستراحة بالنسبة اليك ايضا ، فما النفع من حوض السباحة الموجود فى الفيلا اذا لم يتم استخدامه ؟ لا تجادلى ! ان لم تقومى باختيار ثوب سباحة ، فسافعل ذلك بنفسى !

لابد ان اندريو لم ينظر بما يكفى الى ما انتقاه لها . قررت ميرسى ذلك بنية حسنة لدى ارتدائها ثوب السباحة للمرة الاولى ، وقد نوت ان تسبح بعد الظهر . فى الواقع ، وجدت انه ثوب فاضح جدا ، لذا خلعته بسرعة فائقة ، لكنها لم تقو على مقاومة اغراء المياة الزرقاء المتلالئة ، فاستيقظت قبيل الفجر ، فيما رب عملها ما يزال نائما بامان 0
منتديات ليلاس
اما الان ... اللعنة ! ها قد وجدها ، وهى ترتدى هذا الشئ المحرج !

-هل استمتعت بالسباحة ؟

-نعم . استمتعت كثيرا 0

كانت ميرسى تجلس على حافة البركة البيضاوية الضخمة ، ولم ترغب بان تستدير لتنظر الى اندريو . ليس وهى ترتدى هذا الثوب الذى يكشف الكثير من جسدها . بالطبع ، هذا الامر لن يؤثر بها هى . فهى لا تحتمل ان يقترب منها هذا الرجل الذى تقع فى حبه اكثر فاكثر ، وهى ترتدى ثوب سباحة كهذا 0

حاولت جهدها ان تقوم بدفعه الى الانصراف ، فاطلقت انفاسها المحبوسة قائلة : سادخل فورا لاقوم بتحضير الفطور 0

تساءلت هل تؤدى المنشفة الصغيرة التى تستخدمها لتجفيف شعرها المطلوب لتغطية جسدها بشكل كاف ؟ هذا فى حال لم يفهم اندريو تلميحها ، بان يختفى داخل المنزل اثناء انتظاره للقهوة واللفائف المقرمشة والتين الطازج والمشمش ، اى الفطور الذى يفضله كوجبة يباشر بها نهاره 0
منتديات ليلاس
رد اندريو : اليوم قمت انا بتحضير الفطور . تعالى !

استطاعت ميرسى ان تلاحظ بطرف عينها انه يمد لها يده لمعاونتها على الوقوف على قدميها 0

ادركت انها لا تستطيع رفض قبول عرضه النبيل غير المؤذى بمساعدتها على الوقوف ، فذلك قد يجعله يشك نوعا ما بحالة مشاعرها الحقيقية حياله 0

اخذت ميرسى يده ، فاحست بالضعف على الفور لدى ملامستها لقبضته الحازمة ، التى اطلقت شحنة كهربائية مليئة بالحيوية فى كيانها ، نهضت واقفة على قدميها ، وفى الوقت نفسه قامت بتغطية بعض من جسدها بواسطة المنشفة الصغيرة التى تحملها 0

-انك تمتلكين جسما رائعا ، فلا تحاولى تغطيته 0

سحب اندريو المنشفة من يدها ، وظل ممسكا بها . فى هذه الاثناء مسحت عيناه الفضيتان اللتان كانتا تغليان على مهل ، بنظرات متفحصة قامة ميرسى الرشيقة ، متاملا ذلك الجسم الملئ بالانوثة والجاذبية ، وذلك الخصر النحيل ، قبل ان تنتقلا الى عينيها الزرقاوين اللامعتين 0

كم يتوق الى معانقتها ونسيان ذاته فى هاتين العينين ! لكن حملته للحصول عليها تتطلب الرقة ، هى فتاة مميزة جدا ، وهو لن يخاطر باخافتها ، وجعلها تهرب بسبب خطوة خاطئة 0

dede77 01-09-11 09:49 PM

حين يعانقها ، يريدا ان تبادله العناق بشوق يساوى شوقه اليها . ما سيتشاركان به سيكون ثمينا بالنسبة اليه ، الى حد ان يوم انتهائه بدا له بعيدا جدا ... انه خارج مراى نظره . ذاك الاقتناع الذى يحصل للمرة الاولى معه ، جعل انفاسه تضيق فى صدره ، فاقترب حاجباه من بعضهما فى تشنج وارتباك 0

جرجر اندريو نظراته بعيدا عنها . فارخى انامله على مضض ، ثم افلت يدها ، وقال : تعالى !

بدا بعدئذ يسير متوجها نحو الفيلا ، فيما عكست الجدران البيضاء وهج شمس الصباح ، ثم تابع يقول : ساحضر القهوة ، بينما ترتدين انت ملابسك 0
منتديات ليلاس
اطلقت ميرسى تنهيدة مرتعشة ، ثم تبعته برجلين ثقيلتين غير ثابتتين ، فيما توزعت نظراتها فى جميع الاتجاهات باستثناء الجسد الحيوى الذى يتقدمها . هذا الصباح ارتدى اندريو سروالا من الجينز الضيق وقميصا ذات لون اسود قوى صارم 0

اتراه كان يعنى ذلك ، حين قال لها ان جسدها رائع ؟ ام انه كان يغيظها ، وقد استشعر احراجها ، فحاول تهدئتها ؟ ها هو الان قد عاد الى طبيعته على الاقل بلياقته البعيدة بعض الشئ ، والتى لا تخلو من متعة . تلك اللياقة التى اظهرها خلال الايام القليلة الماضية ، منذ وصولهما الى ايطاليا 0

وافقت ميرسى على القدوم الى هنا بسبب اصراره على مجيئها ، ولانه يدفع لها راتبها ، لكن السبب الاساسى الذى دفعها الى الموافقة هو انه لم يبد اى اشارة تدل على تذكره ذلك العناق الحار المتقد الذى جرى فى غرفته . كما انه امضى معظم وقته فى الايام القليلة الماضية وهو يعمل فى مكتبه ، محاولا التغلب على التاثيرات التى تركها الفيروس عليه ، فلم يكن يتحدث معها الا حين تدعو الحاجة الى ذلك 0

لكن الطريقة التى نظر بها اليها الان بالذات ، حيث جالت عيناه الفضيتان المدمرتان ، على جسدها المرتعش ، جعلتها تفقد احساسها بالامن ، وتشعر بالرعب والقلق . كيف بحق السماء ستجد قوة الارادة لتبعده عنها ؟ اتراه فكر انه امضى الكثير من الوقت من غير رفقة امرأة وهو بحاجة الى لهو خفيف خلال الاجازة ؟ ان طريقته فى النظر اليها بدت ... وقحة جدا ! من المستحيل ان توافق على ان تصبح لعبه بين يديه ! اخذت بشرتها تنتفض كما لو ان الاف اجنحة الفراشات تلفحها 0
منتديات ليلاس
رغم ذلك ، ولحسن حظها ، راح اندريو يسير بخطى واسعة ، مبتعدا عنها من غير ان يلقى نظرة واحدة الى الخلف ، ما ساعد على اقناعها بانه يلتزم بعلاقة رب العمل والموظفة لديه . لكنها كرهت نفسها لان ذلك بالتحديد وهو ما يفترض ان يكون امرا معزيا ، جعلها تشعر بخيبة الامل . انسلت ميرسى الى الفيلا عبر المدخل الرئيسى ، فيما توجه اندريو نحو البوابة المؤدية الى الباحة الخارجية المسورة حيث يقع المطبخ 0

بعد وقت قصير ارتدت تنورة قطنية مبهجة رخيصة الثمن وقميصا حريرية زرقاء ، واجبرت نفسها على التوجه نزولا نحو المطبخ ، حيث استطاعت ان تسمع اندريو يدمدم مصفرا ، كما سمعت صوت طقطقة قطع الاوانى الخزفية الخاصة بتحضير القهوة . كان اندريو يضع ابريق القهوة على صينية محملة بالاغراض سلفا ، فيما دخلت ميرسى وهى تجذب نفسا الى صدرها لتهدئة دقات قلبها المتسارعة . اخذت معدتها تنقلب ما ان رات الاسلوب الذى رفع به اندريو نظره اليها ، فيما سقط الشعر الاسود الناعم على جبهته بشكل صبيانى . كادت تدور على عقبيها وتهرب الى مكان آمن ، لكى تبتعد قدر الامكان عنه بعد ان شعرت بجاذبية كاسحة تجاهه 0

ما بها ؟ لطالما تميزت مواقفها بالشدة والصرامة ! راحت توبخه مصدرة صوتا يشبه الزقزقة مذكرة اياه باختصار : يفترض ان اكون انا مدبرة المنزل ، فلهذا السبب تدفع لى اجرى . لا تقل لى انك احضرتنى الى هنا بذرائع مزعومة ؟

آه ... من الخطا ان تقول له ذلك ! لامت ميرسى نفسها حينما لاقت عيناه الفاتنتان عينيها ، فحدق اليها بحميمية مخدرة مذهلة ، قبل ان يرد قائلا : وهل تمانعين لو فعلت ؟

كيف يفترض بها ان تجيب عن هذا السؤال ؟ اوشكت ان تجيب برد لاهث هامس : لا ابدا ... انه رد يستطيع اندريو على الارجح ان يستخرجه من اية امرأة سواها على وجه الارض .

dede77 01-09-11 10:03 PM

لكنها ليست اية امرأة ، اليس كذلك ؟ انها تتحلى بقيم اخلاقية عالية . ارغمت ميرسى نفسها على التفكير بذلك ، فابدت ملاحظتها بشكل عادى قائلة : من الطبيعى ان افعل . فانا اعترض بشدة على قبض أجرىِ من غير ان اؤدى واجباتى على اكمل وجه 0

الابتسامة العريضة التى ظهرت على شفتيه جذبت ميرسى الى سحره المغناطيسى ، ما اطلق نواقيس الخطر فى راسها . رفع اندريو الصينية الثقيلة كما لو ان وزنها لا يزيد وزن ورقة شجر متساقطة ، وقال : لنتناول الفطور خارجا 0

خرج من باب الفناء الخارجى ، فوضع الصينية على طاولة خشبية متينة تقبع تحت غصن مغطى بالكرمة ، وتابع : الطقس رائع جدا ، ويجب الا يضيع سدى ، كما ان اليوم هو يوم اجازة لكلينا . اخبرينى ، ما الذى ترغبين بفعله ؟
منتديات ليلاس
ثم امسك الكرسى لها كى تجلس . جلست ميرسى متجاهلة دقات قلبها المتسارعة ، ثم اجابته وهى تكتم ما يدور فى خلدها : فكرت ان اغسل ارضية المطبخ 0

-بصفتى رب عملك ، امنعك من القيام بذلك 0

سكب اندريو القهوة وناولها فنجانها . ثم جلس على الكرسى المقابل لها ، مادا رجليه الطويلتين ، فيما بدت ابتسامته الساحرة مليئة بالاغواء وهو يتمتم : اليوم سوف اقوم انا بتدليلك ، فنستمتع بذلك معا . يمكننا ان نقود السيارة نزولا نحو امالفى ، فنتناول الغداء ونمضى النهار هناك ، كما يمكننا الاسترخاء هنا سويا فى حوض السباحة وتحت الظلال التى تحيط به لنتحدث قليلا . هنالك الكثير مما اود معرفته عنك . اليوم ، انسى باننى مستخدمك وبانك من تغسل جواربى وتمسح ارضيات منزلى ، وكونى فقط ملاك الرحمة الجميل الذى يعتنى بى اثناء مرضى . ميرسى ... ! اسمك يعنى الرحمة . احسن والداك باختيار هذا الاسم لك . اليس كذلك ؟

انه يغازلها ! يا الهى ! اتراه يشعر بالملل بسبب قلة الحركة ، وهو امر غيراعتيادى بالنسبة اليه ؟ هل تدفعه طبيعته الحيوية المتململة الى البحث عن المتعة على حسابها ؟
منتديات ليلاس
رفضت ميرسى هدر المزيد من الجهد فى محاولة ايجاد الاجوبة عن اسئلتها ، فارتشفت رشفة كبيرة من القهوة احرقت فمها ، فيما قال اندريو : قررى اى الامرين يرضيك اكثر اثناء تناولنا للطعام . ما من داع للعجلة ، فلدينا كل الوقت الموجود فى العالم 0

كلا الخيارين مستحيل بالنسبة اليها ، نظرا الى حالة مشاعرها ! عليها ان تتملص من الذهاب معه الى اى مكان ، او القيام باى شئ برفقته . ابتلعت انينا صامتا ينم عن احباطها ، وفكرت مرتعبة بالخيارين اللذين عرضهما عليها اندريو .

عند مجيئهما ، قاد اندريو السيارة نزولا من التلال ، فمرا باراض زراعية على شكل جلول ، وصولا الى امالفى ، حينها اصر اندريو على شراء ذلك الثوب الخاص بالسباحة لها . بدا لها من الممتع التجول فى انحاء الازقة الاثرية وساحات المدينة القديمة ، وهما يستكشفان السوق المطل على الواجهة البحرية .

يومها قررا ان الشاطئ مكتظ جدا كى يتمشيا عليه ، بعدئذ قادها اندريو نحو المدينة حيث تناولا غداء من ثمار البحر ، الا انه ظل صامتا فى الغالب ، وذلك وضع غير اعتيادى بالنسبة اليه . عزت ميرسى صمته هذا الى الوهن الناتج عن الانفلونزا .

اما اليوم فبدا مليئا بالحيوية من جديد وهى لا تظن ان بمقدورها تحمل قضاء يوم كامل برفقته . اعلنت ميرسى قائلة : افضل البقاء هنا 0

لاحظت انه انهى تناول الطعام ، فاتكا الى الخلف ، فيما لف احدى ذراعيه خلف مسند الكرسى . راح ينظر اليها ، وتلك الابتسامة الشيطانية تتراقص فوق زاويتى فمه المكتنز .

قفزت ميرسى واقفة على قدميها ، وبدات تكدس الصحون الفارغة على الصينية ، فيما تمنت لو انها حملت البذلة الرمادية الفضفاضة بين اغراضها ، فهى على الاقل تعطيها هيبة مدبرة المنزل . قالت لاندريو : انت اردت اخذ اجازة . لذا يمكنك الاستمتاع بها . اما انا فلدى عمل اقوم به 0

dede77 01-09-11 10:05 PM

امتدت يد اندريو على الفور لتوقفها ، فيما احكمت انامله الطويلة القبضة حول معصمها ، وقال : توقفى ! ليس عليك ان تهربى منى . راح يداعب بشرة رسغها الخلفية الرقيقة بابهامه ، فحبست ميرسى انفاسها راغبة بان تنفض يده لتبعدها عنها . علمت ان يجدر بها فعل ذلك ، لكنها بشكل ما تركتها حيث هى تماما ، مخدرة بالاحساس الذى يبعثه فيها 0

طمانها اندريو بكلام تشوبه الضبابية : انا لست عدوك 0

النبرة الرقيقة التى تلفظ بها بتلك العبارة جعلت عظامها تذوب ، الا انها وقفت تتحداه دفاعا عن نفسها ، فردت قائلة : انت رب عملى ، سيدى . لا شئ اخر 0
منتديات ليلاس
بل انت ببساطة حب حياتى ! ساورتها رغبة قوية بان تبكى بكاءا شديدا . نهض اندريو واقفا على قدميه ، وهو ما يزال ممسكا برسغها عبر الطاولة ، ثم جذبها الى جانبه ، فاصبحا قريبين جدا من بعضهما حتى كادا يتلامسان 0

ارتخت اليد الممسكة برسغها ... ادركت ميرسى انه يجدر بها الابتعاد ، لكنها لم تستطع اجبار نفسها على ذلك . كما اضطرت الى مقاومة رغبة عارمة تدفعها الى الدنو منه اكثر 0

-يمكننى ان اكون ... شيئا اخر 0

تعمدت ميرسى ان تسئ فهم ما يبدو بوضوح غزلا وتقربا منها ، فاجبرت نفسها على مقاومة الاغواء الذى يقدم لها باى شكل من الاشكال . نزعت يدها من حيث امسك بها اندريو ، وردت عليه بكلام لاذع : انا واثقة من انك قادر على ان تكون شيئا مختلفا 0

ثم رفعت ذقنها وتابعت : لم لا تبدا بحسن السلوك والتصرف ، مع توفر الدروس المناسبة 0

تجمدت ملامح اندريو وظهر عليه سكون وجمود مفاجئين لوهلة فقط ، قبل ان يتقوس حاجباه منحدرين نزولا . ثم سالها وهو يضع يديه على وركيه النحيلين : اتتهميننى بسوء السلوك وبالتصرف المشين ؟
منتديات ليلاس
تاججت عيناه ذات الرموش الكثيفة بالنيران ، وهما تنظران نزولا نحوها ، فيما ضاق انفه الانيق الرفيع الحاد بسبب انزعاجه العميق 0

عضت ميرسى على شفتيها وهى تكتم بسرعة قهقهة كادت تفلت منها . لو انها اتهمت بابا روما بانه قواد لما ظهر عليه مثل هذا الغضب الدال على عزة نفس قوية . لقد اغضبت اندريو الى حد كبير ، فالنظرة التى ظهرت فى عينيه كانت ستدفع باى موظف متملق كى يحاول تغطيه ما قاله ، الا انها لم تسبب الخوف لميرسى التى بادلت غضبه هذا بابتسامة ساحرة ، لانها ببساطة لم تعد قادرة على تفادى الابتسام . بعدئذ قومت كتفيها واستعدت لتواجه اى نقد لاذع جاحد بارد يقرر اندريو ان يرميها به 0

فجاة تلاشى غضب اندريو ، وكأن تلك الابتسامة الرائعة التى ظهرت على وجه ميرسى هى ما يطلبه . لطالما فعلت ابتسامتها ذلك السحر ، فحولت المرأة الشابة الجذابة المثيرة للاهتمام ، الى اية من الجمال بشكل يثير الحماس والشوق . عادت الحرارة لتندفع فى عروق اندريو بشكل لا يمكن ايقافه . فى تلك اللحظة قرر ان الصبر لم يعد يجدى نفعا ، فودع خطة تقربه منها بالاسلوب الرقيق الناعم الى غير رجعة . امسك بجسدها الرائع الجمال بين ذراعيه . واخفض راسه نحوها ، وعانقها ....

شعر اندريو انه يتوق اليها بحماس يائس ، وهو احساس جديد تماما بالنسبة اليه . انه اليأس الذى شتت كل ما خطط له من اغواء رقيق ، فذهب مخططه مع الريح . اما اخر فكرة متماسكة عبرت فى راسه كالغيمة الرقيقة ، فهى ان ما من امرأة غيرها امتلكت القدرة على جعله يبدل مجرى مخططاته التى وضعها من قبل . لا احد سوى ميرسى استطاع ان يمحو لديه كل اثر للسيطرة على الذات وقوة الارادة 0

توقفت ميرسى عن التنفس ما ان اشتد ضغط ذراعى اندريو عليها . بادلته عناقه فيما تسارعت دقات قلبها ، واحست ان كل ما تمتلكه من تفكير عقلانى يتبخر ويذهب بعيدا . شعرت بنفسها تذوب بين ذراعى الرجل الذى تحبه بشغف ، وتلك كانت اخر فكرة متماسكة راودتها ، قبل ان تتحرك يد اندريو لتداعب خصلات شعرها 0

dede77 01-09-11 10:09 PM

شهقت ميرسى بصوت مسموع ، بينما ارتعشت كل ذرة فى جسدها متجاوبة معه . عندئذ ابتعد اندريو قليلا عنها ، قائلا بصوت متهدج : انت رائعة ! وانا اشعر بالانجذاب نحوك . اريدك دوما فى حياتى ... الى جانبى ....

كان اندريو يعرض عليها الجنة ، واحست ميرسى ان جسدها يهددها بالانهيار ، قبل ان تصفعها هبة هواء جليدى من المنطق سببت لها الخجل 0

وبسرعة ، اعادت التفكير بالامر ، مفكرة انه اقرب الى الجحيم منه الى الجنة . جاهدت لاستعادة ربطة جاشها ، وقدرتها على التفكير السليم بالطبع ، سوف تحظى ببضعة اسابيع فى الجنة ، قبل ان يسام اندريو منها ، فيجرح مشاعرها ، ويحطم قلبها ، ويطرحها جانبا كما يطرح قطعة من الملابس ملّ استخدامها .
منتديات ليلاس
من المؤكد انه لن يشعر باسف او بندم ، فهو لم يحزن ولم ياسف مطلقا حين اعطى تريشا اوامره بان تبتعد عنه وتخرج من حياته . لحسن الحظ ان ميرسى حظيت بتحذير مسبق منه ، وذلك درع عليها استعماله لصد اية جروح مريرة قد تلم بقلبها مستقبلا 0

اخيرا نطقت قائلة : لا !

فى الواقع ارادت ان تزعق باعلى صوتها انها لن تحب ابدا اى رجل اخر كما احبت اندريو . لكن ....

رد اندريو : انت لا تعنين ذلك 0

متجاهلا محاولاتها لوضع مسافة بينهما ، امسك بوجهها ، فاحتضنه بانامل طويلة رقيقة ، مصرا على ان تنظر مباشرة فى الدفء الفضى لعينيه ، وقال : اعلم انك لا تفعلين . انا لم اشعر يوما بانجذاب تجاه امرأة كما اشعر حيالك الان ، ولقد رايت ذلك فى عينيك ايضا . علمت ذلك منذ جلست الى جانبى فى سريرى ، فتجاوبك معى كان اكبر مما حلمت به يوما . لكننى اندم بمرارة لاننى حينها لم اكن اقوى على جعل الامر تاما ، نظرا الى حالتى الصحية الواهنة 0

اطلقت ميرسى بصعوبة صرخة تنم عن الصدمة : اوه !

فيما تاجج وجهها باحمرار ينم عن الاحراج والخجل . انه يعلم ! كان يعلم طيلة الوقت ! يا له من ادعاء كريه ، ادعائه بانه فقد ذكرى مجريات احداث ذاك النهار فى غمامة من الهذيان !
منتديات ليلاس
حاولت بغير جدوى ان تتلوى فتبتعد عن اندريو ، لكنها وجدت نفسها اسيرة ذراعين قويتين ، فقد امسكها اندريو باحكام بالقرب من جسده الرشيق اللين 0

احست انها غبية جدا ، فقد كان اندريو حتما يسخر منها ، مدركا بوضوح انها تجاوبت معه ، بشكل فاعل حماسى ! انتظر اندريو حلول الوقت المناسب ليقوم بخطوته . وضع احدى يديه على خصرها ، وشدها نحوه .

شعرت ميرسى بالرعب ، وكان هذا جل ما تستطيع التركيز عليه ، الى ان وجه اندريو ملاحظته لها محدثا : الاحاسيس الطبيعية ليست امرا يدعو للخجل . انا لم اتعرف ابدا باى من والديك بالطبع ، لكن اى واحد منهما علمك ان المشاعر الطبيعية هى خطيئة ؟

بدا ذلك بالنسبة الى عقلها امرا يدعو الى الشجار ، لكن ذهنها الممتلئ بالخجل والحياء كان غافلا فى تلك اللحظة . فردت : لا احد منهما ! ولا تجرؤ على اقتراح اى شئ !

ابتسم اندريو ابتسامة عريضة . ميرسى التى يهتم لامرها ، هى المرأة الوحيدة التى تتمتع بحس المجازفة والتهور حتى تزعق فى وجهه وتصده . وجد ميلها الى التصرف بهذا الاسلوب ، امرا منعشا بشكل ملحوظ منذ البداية .

جعله هذا يدرك كم هو ممل ان يحظى دوما بنساء يتملقنه ويتوددن اليه ، فيبتسمن ابتسامة مصطنعة ويوافقنه على اى راى يدلى به ، مهما كان مشينا وخارجا عن المالوف !

امسك اندريو ميرسى بتملك ، عندها هبت بوجهه ، اذ استشعر نيتها بتحرير نفسها من قبضته ، ولتمشى مرفوعة الرأس بعيدا عنه ، فيما عيناها الزرقاون الرائعتان تنضحان بالحنق والغيظ . تابعت ميرسى مدافعة : علمنى والداى ان احترم جسدى . بالاضافة الى ذلك ، لانية لدى مطلقا ان اكون مدبرة منزلك خلال النهار وغانيتك خلال الليل ! وان يقال ....

ارتعش صوتها متذبذبا ، لكنها عبرت بشكل رائع عن وجهة نظرها قائلة : ... ان يقال لى بان انصرف حالما تسام منى 0

dede77 01-09-11 10:11 PM

رد اندريو معاكسا باسلوب ناعم حريرى ، فيما ارتسمت ابتسامة مغيظة على فمه العنيد ، فقال : انت لن تضجرينى ابدا ، اما فيما يخص احترامك لجسدك ، فعليك ان تفعلى ذلك . ان تحترمى ما يمليه عليك .... انا وانت خلقنا لبعضنا البعض 0

وضع يده تحت ذقنها وراح يمرر اصابعه برفق ونعومة حول وجهها ثم تابع : انسى دور مدبرة المنزل ... اخرجيه من راسك !

فى تلك اللحظة بالذات شعر اندريو بالصدمة لدى ادراكه امرا جديدا : هو لم يعد يرغب بان تكون ميرسى فى موضع التابعة له او الموظفة لديه ، لذا نقى حلقه وتابع بصوت خشن : سوف اوظف عشرات عاملات التنظيف حتى يتبعن تعليماتك ، ما يسمح لك بان تكونى امراتى ، فتعملين على اطعامى وجبات ملائمة ، وتملأين غرف منزلى بالازهار ، وتعلقين صورا ماخوذة من علب الشوكولا على جدران غرفة الطعام 0

عضت ميرسى على لسانها ، فهى تتمتع بحس جيد ينبئها متى ينبغى عليها ان تلزم الصمت . كانت قد شعرت بالدهشة فى داخلها لصمت اندريو الملحوظ حينما علقت صورة مطبوعة بين مجموعة لوحات الفن المعاصر المعلقة فى منزله وهى صورة كوخ مسقوف بالقش ، ومحاط بملايين الازهار .

ذكرها المنظر بقريتها حيث عاشت طفولتها . من جهة اخرى هى لم تتمكن يوما من فهم ما يفترض ان تمثله لوحات اندريو تلك . تمكنت من استعادة بعضا من سلامة العقل لديها حتى تتطرق – ولو بصوت ابح مخجل – الى الموضوع الاهم : انا بحاجة الى كسب قوتى ، اذا كنت قد نسيت الامر 0

رفع اندريو احد حاجبيه السوداوين بتكاسل ، فيما ظهر على فمه استمتاعه الشديد وهو يرد : انت لن تحتاجى الى اى شئ يا ملاكى . سوف تحصلين على ما ترغبين به من الملابس الفاخرة ، والياقوت الازرق الرائع ليناسب عينيك الجميلتين ، والماس الملائم لنقاء قلبك الملائكى ، والياقوت الاحمر لخصوصية لحظاتنا الحميمة 0

اطبقت ميرسى اسنانها باحكام ، وابتلعت فقاعة من الهستيريا . ان فكرة امرأة يحتفظ بها اندريو ، ويغمرها بالجواهر لا تتلائم مع ما تفكر به عن نفسها مطلقا ، كما انه لا يجدر بها ان تفسح المجال فى راسها لتلك الصورة الحقيرة المذلة . عليها ان تقول له فى الحال : شكرا ، لكن لا ! شكرا على عرضك 0

سوف تقوم باعمال التدبير المنزلى لصالحه ، اذ لا خيار اخر لديها ان كانت ما تزال تنوى مساعدة شقيقها فعلا ، لكن عليه ان ينسى موضوع محاولة اغوائها ، لان كل الجواهر الموجودة فى العالم لا تقدر على شفاء جروح قلب مفطور 0

دخلت ميرسى فى معركة ضاربة مع احاسيسها ، فحاولت ايجاد الكلام المناسب لاقناعه بانها ليست ذاك الصنف المبتذل من النساء . اولئك النساء اللواتى اعتاد ان ياخذهن الى سريره ، ثم يهرع بسرعة خارجا من العلاقة حالما يشعر بالملل ، او حينما يدخل فى مرأى نظره جسد امرأة اشد اغراء 0



*****


انتهى الفصل الثامن 0

فداني الكون0 03-09-11 01:23 AM

يعطيج العافيه
الروايه روعه اهي موجوده عندي ومحتفظه فيها

فتاة 86 03-09-11 07:14 PM

حبيبة قلبي
 
ديدي يعطيكي العافية حبيبتي
شكراً على تعبك و مجهودك

dede77 06-09-11 08:57 PM

9- آسفة حبيبى !


دفعت نفسها الى التكلم ، فخرج صوتها اشبه بصرير وهى تقول : انا لا ارضى بعلاقة عاطفية دون ارتباط طويل الامد 0

اجبرت نفسها على تذكر ذلك اكثر مما هدفت الى وضع شروطها امام اندريو . اخذت يداها تدفعان صدره للتراجع ، فيما كانتا قبل قليل تمسدان بعطف وحنان شعره الحريرى الاسود ، وقالت : ارجوك اتركنى 0

لاحظت انه يستشيط غيظا وقد بدا محبطا ، ظهر ذلك على عظمتى خديه ، فيما انزلها لتقف على قدميها بتهذيب مفاجئ بارد وغير شخصى . اما عيناه الرائعتان فبدتا كئيبتين باردتين . احست ميرسى بشعور مريع حقا ، احست انها ضعيفة وهشة بشكل فظيع 0
منتديات ليلاس
كانت ميرسى على وشك ان ترجوه ان يحاول فهم وجهة نظرها فلا يكرهها كثيرا . لكن الكلمات توقفت عالقة فى حلقها ، عندما اخترق هواء الباحة الساكن الساخن ، صوت امرأة تنادى باسم اندريو 0

-امى !

مشى اندريو متخطيا ميرسى بعد لحظة طويلة من الصمت المطبق ، فيما بدت نبرته رسمية جدا ، وتصلبت عيناه كالصوان الرمادى ، كما غاب نور الحيوية منهما . توجه نحو المرأة النحيلة الواقفة فى مدخل الباب المقوس الذى يؤدى الى الباحة الخارجية للفيلا 0

يا له من توقيت سئ ! فكرت ميرسى وهى تتعذب بشدة . ان حبيبها اندريو الذى تعشقه بشدة ، قد القى عليه دلو من المياه المجلدة 0

اخذت عينا ميرسى تلاحقان اندريو خلسة ، فيما راح قلبها يتخبط بقوة ، راقبته وهو يرفع يد المرأة المسنة ويقبل اناملها ، قبل ان يسالها بجفاف : لمن ادين بمتعة وجودك هنا ؟

-بما اننى لم اسمع منك اية اخبار منذ ذلك الاتصال الهاتفى القصير لمناسبة عيد الميلاد الماضى ، وبما اننى لم اتمكن من الحصول على اى رد من منزلك فى لندن او شقتك فى روما ، قمت بالاتصال بسوفينيا على هاتفها الخليوى فوجدت انها فى اجازة 0
منتديات ليلاس
انجرفت عينا المرأة الرماديتان الفاتحتان الخاليتان من التعابير نحو ميرسى ، فسمرتها فى موقع اخذت تتساءل فيه هذه الاخيرة وهى تشعر بالغثيان عن مدى ما شاهدته والدة اندريو من ذاك المشهد المريع وهى تقف صامتة . بالحكم على نظرة عدم الرضى التى ارتسمت على ذلك الوجه البارد المتعجرف ، استنتجت ميرسى انها على الارجح شاهدته باكمله !
وجهت المرأة ايضا نظرة عدم رضى نحو ابنها حسبما لاحظت ميرسى ، ثم اندفعت موضحة : استغربت سوفينيا حصولها على اجازة مفاجئة ، فقامت بباجراء اتصالاتها السرية ، واكتشفت انك هنا برفقة امرأة 0

عبرت ومضة ارتباك وحيرة على الملامح المستبدة البادية على وجه المرأة ، فيما لاحظت بشرة ميرسى المحمرة خجلا ، ثم قالت : الن تعرفنا على بعضنا ؟

لاحظت ميرسى انصياع اندريو ببرود ، من غير ان يذكر وضعها كمدبرة منزل تعمل لديه ، بالحكم على النظرة المرتسمة على وجهها ، فهى قد ترتعب لو علمت ان اندريو كان يغازل خادمة لديه !

خطت السنيورا باسكالى متقدمة داخل الباحة الخارجية ، لكنها توقفت فجاة ، فوضعت يدها على صدرها المغطى بملابس حريرية رمادية ، ثم ترنحت بغير ثبات على قدميها ، وتحول وجهها الى لون رمادى مثير للقلق ، بينما تسارعت انفاسها وغدت سطحية .

وقف اندريو فورا الى جانبها ودس يده تحت مرفقها ليسندها ، ثم قال : ارهقت نفسك فوق الحد فى هذه الحرارة ، ماما . تعالى ، اجلسى 0

dede77 06-09-11 09:05 PM

تحدثت السيدة بايجاز فيما نفضت ذراعها عن يد ابنها التى تسندها ، فقالت : انه ليس بالامر المهم 0

ثم تابعت سيرها بعزة نفس ، متقدمة ببطء نحو الكراسى المحيطة بالطاولة ، وقالت : طلبت من سائقى ان يقلنى الى هنا ، لاننى اردت اخبارك شخصيا باننى ساجرى عملية جراحية لقلبى خلال اسبوع . سوف يضعون لى منظما لدقات القلب . باعتبارك ولدى الوحيد ، انه يجدر بك معرفة هذا الامر 0

شحب وجه اندريو بشكل ملحوظ ، فيما سحب كرسيا نحو ظلال غصن الشجرة ، وحرص على اجلاس والدته ، ثم طالبها قائلا : هل الامر جدى ؟ لمِ لم تخبرينى انك لست على ما يرام قبل الان ؟

-هل كنت ستجد الوقت فى حياتك المليئة بالضجيج حتى تهتم ولو من بعيد ؟

سحب اندريو انفاسه فيما طالبها قائلا : اخبرينى عن اسم طبيبك ، وانا ساتحدث معه عن وضعك 0
منتديات ليلاس
انسلت ميرسى بهدوء عائدة الى الفيلا ، فقد تاثرت بشدة لدى مشاهدة ما جرى بين الام وابنها . فى الواقع هى لا تعرف اى شئ تقريبا فيما يخص عائلة اندريو باستثناء ان والده توفى منذ سنوات خلت ، وان جده اعطاه نصيحة فظة حقا . تذكرت كم كانت مقربة من والديها ، لذا لم تتمكن من حمل نفسها على فهم السبب الذى جعل هذان الاثنان يبدوان وكانهما عدوان 0

لكنها تعلم حقا ان ذلك النوع من الكلام اللاذع خلال الحديث الذى جرى بين الام وابنها لا يمكن ان يكون جيدا او ملائما لامرأة صحتها ليست على ما يرام 0

اخرجت زجاحة مياه معدنية من الثلاجة الكبيرة ، الموجودة فى المطبخ ذى الطراز الريفى ، ثم ملات كوبا طويلا بالماء واضافت اليه مكعبات الثلج ، وهرعت عائدة الى الفناء الخارجى 0

السنيور باسكالى ليست بحاجة الى هدر طاقتها عبر اطلاق التعليقات اللاذعة . عليها ان تتناول القليل من الماء سواء رغبت بذلك ام لا 0

قالت ميرسى بصوت رقيق : ارتشفى هذا ، فسيساعدك على ان تشعرى ببعض الانتعاش 0
منتديات ليلاس
فيما وضعت الكوب بين يدى المرأة النحيلتين الطويلتى الانامل ، ثم تابعت تقول وهى تعانق المرأة : ها قد اصبحت افضل حالا للتو . لقد عاد اللون الى وجهك 0

فهى تؤمن انه يجب ان يكون المرء متفائلا خلال وجوده مع المرضى والواهنين ، لان الحكم عليهم بالكآبة لن يجدى الا فى زيادة حال المتالم سوءا 0

اعلن اندريو ، وقد بدت على وجهه نظرة رجل حظى بنصر آنى : والدتى ستبقى هنا لقضاء الليلة 0

ثم تارجح على عقبيه وابلغها : اما لوكا ، سائقها ، فسوف يقيم مع سوفينيا . سارتب الامر بنفسى 0

جلست ميرسى على كرسى مقابل للسنيورا ، وقالت : سوف اعد لك غرفة ، ثم يمكنك ان تستريحى . هل اضطررت الى قطع مسافة طويلة ؟

-مئة كيلو متر 0

اى حوالى الثمانين ميلا ! حاولت ميرسى ترجمة تلك المسافة ، متجاهلة الاسلوب البارد فى ايصال تلك المعلومة . بعدئذ قالت : من المنطقى ان تاخذى استراحة لبعض الوقت قبل عودتك الى المنزل . انه لطف منك ان تبذلى المجهود كى تحضرى الى هنا شخصيا لاطلاع اندريو على الامر ، فذلك سيعنى الكثير بالنسبة اليه ، فى حين انه كان بمقدورك التقاط سماعة الهاتف واخباره بذلك حالما علمت بمكان تواجده 0

راحت ميرسى تتحدث متحمسة للموضوع ، متجاهلة الاجواء الشائكة بين الام وابنها . من الواضح انهما فى نزاع حول شئ ما ، الا ان الامرأة الاكبر سنا والتى تبدو الان حانقة ، لابد انها فى اعماقها فخورة جدا بابنها وهى تحبه كثيرا ، والا لما قطعت كل هذه المسافة لرؤيته 0

تابعت ميرسى قائلة : من الطبيعى ان يلجا المرء الى الاشخاص العزيزين على قلبه خلال اوقات المحن او الضغوط ، ولابد انك قلقة وخائفة جدا 0

dede77 06-09-11 09:14 PM

لعلها على الارجح تتساءل ان كانت ستنجو من تلك العملية الجراحية ، ما يفسر رغبتها برؤية ابنها لاطلاعه على الخبر المفاجئ شخصيا . مسكينة هى ! استانفت ميرسى كلامها : من الطبيعى ان تشعرى ببعض القلق ، لكننى سمعت ان معدلات نجاح هذه العملية بالتحديد هى عالية جدا ، وما تقدر على تحقيقه العمليات الجراحية العصرية بات مدهشا حقا 0

علق اندريو قائلا من خلف ميرسى : ارى ان مدبرة منزلى تقوم بدور ملاك الرحمة كالمعتاد . لقد اكتشفت بانها تبرع حقا بذلك من جراء تجربتى الشخصية 0
منتديات ليلاس
هل كان ينبغى عليه تذكيرها بذلك ؟ رغبت ميرسى بان تصفعه لمجرد انه ذكرها بطريقة تصرفها اثناء مرضه . والان ها هو يسكب الزيت على النار ، فوالدته الارستقراطية ستستشيط غيظا لو علمت ان ابنها كان يتودد اليها ، وهو يرغب بعلاقة حميمة مع مستخدمه لديه 0

لم تكن تنوى ان تكذب على المرأة بشان مركزها كمدبرة منزل ، لكن من اجل راحة بال والدته من الافضل لو انه لم يقل شيئا . لم كان عليه ان يتدخل بالامر ؟

القت ميرسى نظرة من فوق كتفها الى حيث كان اندريو واقفا ، فالتقت بابتسامته المفعمة بالكاريزما . عادت وادارت راسها بسرعة ، وقد شعرت بالحماوة والارتباك ، فيما اخذت معدتها تتلوى بجنون . عندما هبت واقفة بتعثر ، واعلنت ميرسى بصوت غير مستقر : سوف اعد لك الغرفة سينيورا ، ثم غداء صغيرا خفيفا 0


***


الغرفة التى اختارت ميرسى اعدادها لاقامة السينيورا باسكالى تشرف على الباحة الخارجية المبلطة . اما الستائر الرقيقة الشفافة التى ترفرف امام النوافذ الطويلة المفتوحة ، فتسمح بدخول نسيم محمل بعبير الاعشاب الى الغرفة 0

غطت السرير بالملاءات النظيفة المعطرة برائحة الخزامى . ثم وضعت المناشف النظيفة والصابون فى الحمام المفتوح على الغرفة ، وزجاجة من المياه المثلجة الى جانب كوب من الكريستال على المنضدة الى جانب السرير 0

غادرت ميرسى الغرفة وتوجهت نحو الطابق السفلى وهى تشعر بالارتعاش والهلع فى اعماقها ، فهى لم تعد قادرة على ايجاد عذر يسمح لها بالتباطؤ اكثر مما فعلت حتى الان .

احست ان شيئا فى داخلها ما زال يتلوى من فرط الاحراج والخزى ، وهى تتذكر ما حدث فى وقت مبكر من هذا الصباح . تذكرت كم تجاوبت مع اندريو بشغف وحماسة ، ثم تراجعت . لابد انه يشعر بالكره العميق تجاهها ، وانه منزعج منها حقا 0
منتديات ليلاس
اما والدته الارستقراطية ، فهل كان يجدر بها ان تصل لتكون شاهدة على هذا المشهد المريع بين ابنها الوسيم الثرى وبين الخادمة ، ما جعلها تشعر بعدم الارتياح ؟

امن المحتمل ان تنظر السينيورا باسكالى الى ميرسى على انها امرأة مجردة من المبادئ الاخلاقية تسعى خلف الثروة ؟ اتراها ستظنها امرأة من الطبقات الدنيا ، مستعدة لتحمل رب عملها الثرى لاجل ماله 0

ادركت ميرسى انها مصابة بالوسواس ، فلا يمكن ان يكون هنالك شخص بهذا الغرور والتكبر ، او بالاحرى انها تتمنى ذلك حقا وبكل اخلاص . قومت ظهرها ودخلت الى المطبخ الفسيح المضاء ،

وهمت بتحضير سلطة السلمون الباردة ، بعد ان تاكدت من ان مكيف الهواء فى غرفة الطعام الفخمة يعمل بشكل جيد ، كما وضعت الادوات والصحون الضرورية لشخصين على الطاولة ، واستغرقت وقتها بتان لفعل ذلك . هى سوف تتناول طعامها فى المطبخ ، فتترك الام وابنها ليتحدثا على انفراد 0

وضعت ميرسى ابتسامة هادئة معدة بحذر على وجهها ، واملت ان يكون اندريو ووالدته قد توقفا عن تمزيق بعضهما بالكلام اللاذع . راح قلبها يرتطم باضلاعها فيما مشت اخيرا ، متوجهة نحو الباحة الخارجية لتعلن ان الغداء جاهز ، لكنها وجدتها خالية من اى بشرى 0

احست بالارتباك الفظيع لدى شعورها فجاة بالخسارة . اتراها كانت حقا تتطلع قدما متشوقة لان تتمتع عينيها برؤية اندريو المطلق الوسامة ؟ اذا كان هذا صحيحا ، فهى حقا مجنونة ، وواقعة فى معضلة حقيقية جدية 0

dede77 06-09-11 09:21 PM

فبعد الكارثة التى وقعت بينهما هذا الصباح ، لابد انه لا يرغب بالتعاطى معها مجددا ، ولايمكنها ان تلومه على ذلك ، فهى ليست من ذاك الصنف من النساء اللواتى يسحرن الرجل بجمالهن ، اللواتى يمكنهن الوصول الى اعماق الرجل بسهولة 0

لابد انه سيعود الى مناداتها باسم هاورد ، وسوف يبذل ما فى وسعه ليتجاهلها ، فيما يبقى عينيه مفتوحتين جيدا بحثا عن بديلة لها .

ويعود الذنب فى كل هذا عليها هى وحدها ! ارتعبت ميرسى فهرعت باحثة عن الام وابنها ، فتوجهت نحو غرفة الجلوس الداخلية 0

من المحتمل ان يكون اندريو قد اصطحب والدته الى هناك ، بعيدا عن حرارة الخارج . رات ميرسى كيفية اندفاعه مسرعا ليقدم لها المساعدة حينما بدت على وشك الاغماء ، ورات كيف شحب لونه حين اطلعته على العملية الجراحية التى ستجريها لقلبها .
منتديات ليلاس
كذلك فهى لاحظت ان السينيورا باسكالى دفعت يد اندريو جانبا ، وكانها لا تحتمل اى دعم يصدر عنه . بالرغم من البرودة التى حيا بها اندريو والدته فى البداية ، حين ظهرت فجاة وبشكل غير متوقع ، الا انه شعر بالقلق الشديد عندما علم بامر العملية الاتية 0

عزت ميرسى اسقبال اندريو البارد لوالدته ، ببساطة الى ذاك المشهد الانفعالى الحساس بينهما الذى قاطعته السينيورا باسكالى ، ولان اندريو كان فى حالة من الاحباط الشديد 0

عبرت الباب المقوس نحو غرفة الجلوس الفخمة ذات اللون الازرق الغامق ولون الكريما . وجدت هناك السينيورا باسكالى تشغل الغرفة بمفردها ، وهى تجثم متصلبة على احد المقاعد العريضة المنجدة بقماش من اللونين الازرق والذهبى الباهت 0

عانت ميرسى فجاة من مقت لهذه المرأة الباردة القاسية التى لم تبد اى فيض من الحب الامومى تجاه الرجل الذى تهيم هى بحبه . احست ان ابتسامتها الثابتة تؤلم وجهها ، لذا اعلنت باقصى ما استطاعت ان تبديه من لياقة وادب : وضعت غداءا باردا فى غرفة الطعام . على ابلاغ السينيور باسكالى . هل يمكنك اطلاعى اين يمكننى ايجاده ؟

نهضت المرأة الاكبر سنا . واقفة على قدميها . وقالت : نظرا للظروف الراهنة ، ما من داع لان تتكلمى عن اندريو بالصفة الرسمية 0
منتديات ليلاس
احست ميرسى بالخجل لادراكها ما تعنيه عبارة : الظروف الراهنة . شعرت بوجهها يحمر خجلا ، امام النظرة التقييمية التى القتها عليها العينان الرماديتان المستمتعتان نوعا ما . انهما شبيهتان بعينى ابنها ، لكنهما تفتقران الى الشرارات الحيوية الشيطانية 0

-اندريو ليس هنا ، اصر على الاتصال بطبيبى المعالج ، ثم اصر على ان يقود سيارته الى نابولى فورا حتى يقابله بخصوص موضوع حالتى الصحية ! انه عنيد ومتصلب ! اعطينى ذراعك . انت وانا سنتناول الغداء سويا ، والا ساجد نفسى متروكة ووحيدة 0

تورد خدا ميرسى وشعرت بالغيظ ، لكنها اخذت بعين الاعتبار حالة قلبها المريض ، فوفرت لها الدعم مقدمة ذراعها ، ثم اعلمتها قائلة ببرود : سينيورا باسكالى ، لا اظن ان تصرفاته تظهر اى قلة اعتبار . فاصراره بان يتفقد بنفسه شخصيا وضعك الصحى يظهر اهتمامه بك ، كما ان طبيعته المبدعة هى التى تجعله يتصرف بتهور وطيش 0

اطلقت المرأة ضحكة مكتومة ، وعلقت بالقول : ها انت تهرعين للدفاع عنه . ذلك امر جيد !

ثم تابعت محدثة : ارجوك ، نادينى كلوديا 0

وفيما دخلتا غرفة الطعام اكملت حديثها بالقول : تلك السلطة تبدو شهية حقا . يقول ابنى انك افضل مدبرة منزل تمكن من ايجادها يوما 0

جلست والدة اندريو الى الطاولة ، فناولتها ميرسى ملاعق التقديم وصحن الكريستال الذى جمعت فيه قطع السلمون البارد مع القريدس وشرائح الافوكادو والطماطم الصغيرة الحجم 0

علمت ميرسى انها قد تتالم الى حد لا يحتمل لو ان اندريو قال لها انه يستغنى عن خدماتها كمدبرة منزل لديه ، وانها لن تراه مجددا ، لكن ذلك الاحتمال قد يكون التعامل معه اسهل من بقائها بجواره 0

dede77 06-09-11 09:28 PM

ان ميرسى تحبه حقا ، لكن اندريو ليس لها ، لذا ينبغى ان تتمتع بقوة الشخصية حتى ترحل حالما يصلان عائدين الى لندن ، فلا تعود لرؤيته مجددا ، وتوفر على نفسها حملا ثقيلا من الحزن والاسى جراء انجراح قلبها فى المستقبل .

ان فقدان وظيفتها العالية المدخول سيكون ضربة قاسية لجيمس ، لكنها ، وللمرة الاولى فى حياتها ، ستضع مصلحتها الشخصية فى راس قائمة الاولويات 0

دخل صوت السينيورا البارد الهادئ على افكار ميرسى المكدرة المضطربة ، فقالت : اطلعنى ابنى على كل ما يتعلق بك خلال الفترة الوجيزة قبل رحيله الى نابولى .... بناء على الحاحى طبعا ، كما اكتشفت فى هذه الفترة المتاخرة . ان حالتى الصحية الضعيفة تقوى على استخراج الاسرار من ابنى المنغلق المتكتم 0
منتديات ليلاس
-جميعها ؟

اعادت ميرسى بحذر كبير الشوكة الى الصحن . ماذا ... قال لها ... بالضبط ؟

ازاحت كلوديا قطعة قريدس ، وابتسمت قليلا ، ثم قالت : اوه ! اشك بذلك . لكنه قال ما يكفى حول خلفيتك وشخصيتك لاقناعى بانك مختلفة الى حد بعيد عن النساء اللواتى اعتاد على اصطحابهن الى سريره . اوه ....

لوحت السيدة بيدها بشكل معبر وتابعت : انا لم التق باى واحدة منهن فى الواقع ، ولم تكن لدى رغبة مطلقا بذلك ، لكننى رايت صورهن معه فى صفحات المجلات والجرائد ، كما قرات المقالات فى اعمدة الشائعات .

لطالما حاولت ابقائها مخفية عن والده . مسكين الدو ! خاب ظنه بابنه الوحيد ، وانا لم ارغب فى زيادة الامور سوءا . اما انا ، فقد صليت كل ليلة بان يلتقى اندريو بامرأة حنونة عقلانية تعمل على ترويضه وجعله يهتم بالمنزل ، فتتزوجه وتضع حدا لاساليبه الهمجية 0

خنقت ميرسى قهقهة هيستيرية كادت تخرج منها . ما من امرأة عاقلة قد ترغب بترويض اندريو ابدا ، او تبديله . فاى امراة تحبه سوف تجد متعة فى تقلبه وحيويته وفى قلة ترتيبه الهائلة وفى طبيعته المتهورة المسرفة .

لكن على اى حال ، ليس لدى اندريو نية بالزواج مطلقا ، ليس فى المستقبل القريب على اى حال . طردت هذه الفكرة الجدية اى ميل الى القهقهة ، وجعلتها تتمنى لو انها لم تتناول غداءها ، لانها فجاة احست بالغثيان 0
منتديات ليلاس
وضعت كلوديا شوكتها جانبا . بدا بوضوح انها غير مدركة للاحاسيس المشوشة التى تضطرم فى كيان رفيقتها ، حينما قالت : اخيرا اصبح لدى امل بان يتعلم ولدى المنطق . انت امرأة مهذبة ، فخداك يحمران بسرعة ، ما يفسر طبيعتك الحساسة ، ولست معتادة على الاساليب الملتوية . كما انك تطهين الطعام بشكل رائع ، كما قيل لى ، اما الغداء فهو مميز جدا . انت لا تملكين المال او المركز الاجتماعى ، لكن ذلك لايهم نظرا الى تربيتك الجديرة بالثناء ، فانت ابنة قس من الريف ، وتتمتعين بمواهب فى التدبير المنزلى وبالحس المنطقى ... نعم ...

قوست كلوديا احد حاجبيها المرسومين بدقة وتابعت : ... اخبرنى انك حاولت حتى كبح تبذيره الفاحش فى المنزل . لكن فى الوقت الراهن سامسك نفسى عن الكلام وابقى امالى مرتفعة . وربما يمكنك ارشادى الى الغرفة ، حيث يفترض ان استريح 0

امتثلت ميرسى ، واجبرت نفسها على كبت الكلمات التى من شانها ان تقوم تفكير والدة اندريو . لم تكن لدى اندريو اى نيه بالزواج ، وعندما يفعل ذلك ، فلن يكون ذلك من شخص مثلها هى . فهو سوف يعقد قرانه على انسانة تملك اموالا طائلة فى جعبتها . ولن يهتم عندئذ حتى لو كانت بشعة ، وذات وجه يشبه سلة المهملات 0

قررت ميرسى ان تمسك نفسها عن التكلم بذاك الموضوع ، باعتباره الشئ الخير الصائب لتفعله . فلتحتفظ المرأة المسكينة باوهامها وامالها الى ان تتعافى من عمليتها الجراحية ، فتصبح فى حالة سليمة لها بان تفهم ان امال الامومة تلك كانت سخيفة 0

لكن فيما فتحت مرسى الباب على الغرفة التى اعدتها ، لم تتمالك نفسها عن الاشارة قائلة : اندريو ليس شخصا ميؤوسا منه . فهو محترم جدا ، وذلك ليس فقط فى مجال عمله . واظن انك تحبينه اكثر مما تودين اظهاره للعلن . فلو لم تكونى كذلك ، لما تكبدت عناء المجئ الى هنا اليوم . اظن انه يفترض بك اظهار اعجابك به اكثر ، استمتعى به كما هو وكونى فخورة به 0

dede77 06-09-11 09:36 PM

***


جلست ميرسى فى وقت لاحق من ذاك المساء فى احد مقاعد غرفة الجلوس تتخبط فى افكارها ، بانتظار عودة اندريو . قررت ان الاعتناء بكلوديا باسكالى اشبه بالاهتمام بطفل قوى الارداة ، وفى الوقت نفسه تبدو المرأة راقية كانها من طبقة الملوك 0

استعادت ذهنيا تجارب نهارها ، لكى تبعد تفكيرها عن سرب الفراشات التى راحت ترفرف فى معدتها 0

بعد ان امضت كلوديا قيلولة بعد الظهر ، نزلت الى الطابق السفلى فدفعتها الى رى الاعشاب فى الباحة الخارجية . ثم طلبت استخدام الهاتف ، وورقة مع قلم حبر 0

-سوف يصل سائقى الى هنا خلال عشر دقائق ، لكى يقلك الى المدينة دونت لك قائمة بالاغراض التى احتاجها . فلم اكن اتوقع قضاء الليل هنا ، لذا انا غير مستعدة 0

شقت ميرسى طريقها عبر الحشود فى حرارة ما بعد الظهر ، فيما حملت بيدها قائمة الاغراض ، لكى تبحث عن الكم الهائل من ضروريات تمضية الليل ، المدونة على الورقة بتفاصيلها الدقيقة . عندما عادت ، طالبتها كلوديا بعصير الليمون الطازج ، وتبع ذلك مساعدتها للقيام بجولة قصيرة حول الملكية 0

كان الامر مجرد عذر لشئ يشبه محكمة الاستجواب الاسبانية فى القرون الوسطى . لكنها اجابت بكل ما استطاعت من صدق ، فاخبرتها التفاصيل عن خلفيتها ، عن والديها ، عن معرفتها غير العميقة بجديها من جهتى الام والاب ، عن ارائها ونظرياتها بالمجتمع المتساهل ، وعن نيتها بانجاب الاطفال 0
منتديات ليلاس
تلا ذلك السؤال عما ترغب به كلوديا للعشاء ، والذى سيتم تناوله فى المطبخ . استقرت ميرسى فى نهاية الامر على اعداد عجة بيض بسيطة بالاعشاب ، مع السلطة الخضراء ، ليتبع ذلك حبة فاكهة صغيرة مقطعة الى مربعات صغيرة 0

اعلنت كلوديا فى اللحظة التى انهت فيها ميرسى تحضير العجة الخفيفة الذهبية الهشة : احس باننى متعبة اكثر مما كنت اتوقع ، لذا لن انتظر عودة اندريو . كانت فكرته هو بان يذهب لرؤية الطبيب ، وليست فكرتى انا . سوف اتكلم معه مجددا فى الصباح قبل مغادرتى 0

بعدئذ نهضت عن الكرسى حيث كانت جالسة تقيم كل حركة تقوم بها ميرسى ، بعينين متفحصتين تشبهان عينى النسر ، فطالبتها قائلة : احضرى صينية الطعام الى غرفتى بعد نصف ساعة . سوف افك رزم الاغراض التى جلبتها لى ، ثم انام باكرا 0

بعد مرور نصف ساعة ، ستجمد العجة ! لابد من اعداد واحدة جديدة لتكون حاضرة بعد نصف ساعة تماما !
منتديات ليلاس
يبدو ان المرأة الاكبر سنا تشبه ابنها الى حد بعيد ، فكرت ميرسى بذلك فيما حملت الصينية نحو غرفة كلوديا فى الوقت المحدد . هناك تم استقبالها ببحر من الاغلفة المرمية ، والاكياس الورقية ، واوراق المحارم ، والحمالات . ثم اعلمتها المرأة بان رداء النوم سيفى بالغرض ، لكن كمى الرداء الذى يغطيه طويلان جدا . اما فرشاة الاسنان فهى ذات شعيرات قاسية جدا ، لكن كريم الليل مناسب تماما 0

والان اخذت ميرسى تنتظر وهى تشعر بالارهاق ، ثم بدات تزداد توترا مع مرور كل لحظة . اما عيناها فشردتا نحو ساعة الحائط الصغيرة الموضوعة على رف الموقد 0

ما الذى عساها تستطيع قوله له حتى تعيد الامور الى سابق عهدها ، وتبقى خادمة مفيدة فى حياة اندريو ؟ حتى لو وجدت التركيبة السحرية ، فما الذى يحصل ؟

احست ميرسى ان اعصابها تتحول الى اسلاك حامية . وما لبثت ان قفزت واقفة على قدميها ، وفرت الى المطبخ لتمسح الارضية ، فى محاولة لالهاء نفسها 0

كانت تجثو على يديها وقدميها حين تلاشى السواد الظاهر خلف نوافذ المطبخ ، وانتشر مكانه ضوء كهربائى خفيف ، ما يدل على ان احدهم اطلق انوارالحماية 0

اندريو !

قفزت معدة ميرسى حتى كادت تصل الى حلقها ، كانها تختنق هلعا ، ثم سقطت كانما وصلت الى كاحليها 0



*****


انتهى الفصل التاسع 0

فتاة 86 07-09-11 12:48 AM

شكراً على التميز
و يعطيكي العافية حبيبتي

fati_mel 09-09-11 09:07 PM

تسلمي يا قمر في انتظار التكملة

fati_mel 09-09-11 09:08 PM

تسلمي يا قمر في انتظار التكملة


:55::55::55:

ربي اسالك الجنة 11-09-11 06:11 PM

يسلموووووووووووووووووووو حبيبتي على هاالروايه الرائعه من جد شيييييييييييييي ولاتطولين علينا بليييييييييز كمليها بسرررررعه ودمتي في حفظ الله

blackdaimond 11-09-11 10:00 PM

يسلمووووووووووووووووووووووووا..................
ياعسل........
الرواية قريتها من قبل .............بس من زمان
ونسيت نص الأحداث..............
منتظره التكمله..................

dede77 15-09-11 09:52 PM

10- لقاء ووداع 0


ماذا تفعل ؟

اتقول الحقيقة وتلعن الشيطان ؟

تلك قاعدة عامة ترسخت فى داخل ميرسى بشدة منذ ولادتها 0

لطالما اعتادت ان تكون صادقة ، فهل تكون كذلك الان وتعترف له بانها وقعت فى حبه بقوة وعمق ؟ لكنها اجبن من ان ترضى بلقب ملكة القلب المجروح 0

بدت مرتبكة ، وراح قلبها يدق بقوة فيما رفعت دلو المياه الساخنة لكى تفرغه فى مجرور تصريف المياه الخارجى ، لكنها اصطدمت باندريو وهى تستعجل راكضة بتهور 0
منتديات ليلاس
احست ان اليدين القويتين اللتين ثبتتاها فى مكانها تحرقان بشرتها كالنار ، لكنها علمت انه لايجدر بها ان تتصرف بخصوصية ، لان ملامح اندريو بدت باردة وكئيبة اكثر من اى مرة سابقة 0

لو قالت له الحقيقة ، فانه حتما سينعتها بالغبية ، ثم يضحك بشدة لا ترحم . لكن اندريو لم يبد قادرا على الضحك على اى شئ . تخلص من محتويات الدلو ثم اسقطة محدثا جلبة وطقطقة 0

ثم قال لها : ابقى برفقتى لتواسينى . استنتج ان والدتى نامت باكرا هذه الليلة . اليس كذلك ؟

لم ينتظر جوابها ، وتابع : لا ارغب فى البقاء وحدى 0

بدت عيناه فارغتين ، فيما ظهر الكدر على ملامح وجهه . ثم توجه نحو غرفة الجلوس ، اما ميرسى فتبعته بعد لحظة التردد المزعج 0

انه يريد منها ان ترافقه وتبقى بجواره . لابد ان ذلك يعنى انه لم يعد غاضبا منها بسبب اسلوبها فى رفض مغازلته لها هذا الصباح . حسنا ! لن تضطر الى الاجابة عن اية اسئلة غريبة ، ولا الى الاصغاء اليه وهو يناديها بتسميات بغيضة .
منتديات ليلاس
فى الواقع ، هذا ما كانت تتوقعه منه حالما تتسنى له فرصة مكالمتها على انفراد ، بحيث يرمقها بنظرات الازدراء . على الرغم من ذلك ، فهى رغبت بشدة ان تعتذر منه على تصرفها ، لانها تحبه حقا 0

آنه ... ! كيف تستطيع ان تكون انانية ، فتفكر بنفسها فقط ؟ فالامر لا يتعلق بها ابدا !

اندريو نسى على الارجح كل ما يتعلق بالعناق الذى جرى بينهما ، ولابد ان الرجل الغى الموضوع من تفكيره باعتباره حدثا غير ذى اهمية ، ثم اعادها بحزم الى الخانة التى استخدمها اصلا لتملاها ، اى الخادمة التى تلبى كل رغباته وتتحمل كل امزجته .

ان ما يشغل باله الان هو قلقه على والدته . هو فقط يرغب بوجودها الى جواره ، كى تجلب له ما يحتاجه ، وربما لتحضر له شيئا من الطعام 0

جلس اندريو على حافة احد المقعدين المنجدين ، محنيا راسه الى الاسفل . لم تتصور ميرسى ابدا ان اندريو باسكالى البالغ الثقة بنفسه ، الشديد الحيوية ، قد يبدو بهذه القابلية للجرح والاذى 0

اسودت عيناها قلقا واهتماما ، وتاقت لان تغمره بذراعيها المطمئنتين ، وان ترجوه بالا يقلق ، لكنها خمنت انه لن يقبل بذلك . عوضا عن ذلك ، جلست الى جانبه حريصة على الا تكون قريبة جدا منه ، ثم سالته : ما الذى قاله الطبيب ؟ هل كان تشخيصه جيدا 0

ثم حبست نفسها ، مفكرة انه لو كان تشخيص الطبيب جيدا ، لما بدا اندريو مكدرا مرهقا الى هذا الحد 0

وجه اندريو نحوها نظرة جانبيه ، فسقطت احدى خصلات شعره فوق احد حاجبيه البارزين . احست ميرسى انا اناملها تستحكها لان تعيد الخصلة برقة الى مكانها ، لذا جمعت يديها على شكل قبضتين ووضعتهما فى حضنها حرصا على عدم قيامها بذلك 0

dede77 15-09-11 09:56 PM

-نعم . انه تشخيص جيد ، لكن تبقى هنالك دوما نسبة من الخطر 0

هداته ميرسى قائلة : حسنا ! حاول ان تفكر بايجابية 0

عض اندريو شفته بشدة ، فيما رفع راسه بحدة الى الاعلى ، وتوهجت عيناه بازدراء مفاجئ ، وعلق قائلا : لكننى لست مثلك ، اليس كذلك ؟ انا لست شعاعا صغيرا من الشمس ، لست مثاليا ايضا ! اراهن على انك كنت مفخرة فى عينى والديك ، فلم تسببى لهما اية لحظة من القلق !
منتديات ليلاس
استلقى اندريو الى الوراء على وسائد الاريكة ، فيما اطبق عينيه كما لو ان انفعاله جردة من طاقته كلها ، ثم قال : انت لا تعلمين عما تتكلمين 0

عقد العبوس حاجبى ميرسى الناعمين ، فمن الواضح ان اندريو متضايق ومنزعج جدا . لم يكن بمقدورها تصور سبب ذاك الانفعال الذى يظهر عليه ، فقالت له : نورنى اذا 0

صمت اندريو مجددا ، ومرر انامله فى شعره الاشعث ، ثم صر باسنانه فى انفجار من الاحباط الوحشى ، فقال : ذلك سيتطلب بعض الوقت !

تحولت عينا اندريو الضيقتان على عينيها المتسعتين البريئتين ، وعلى الانحناء الرقيق لشفتيها الجميلتين . ثم زم فمه ، ورمى كلامه قائلا : ايعقل ان تفهمى كيف يشعر المرء حين يكون مصدر خيبة امل لوالديه منذ اللحظة التى تعلم فيها المشى ؟ توفى والدى قبل ان اكتسب رضاه على اى شئ يتعلق بى ، واشعر الان بالصدمة لمعرفتى ان الامر قد يتكرر مع والدتى التى احبها حبا جما . اراضية انت ؟

قالت ميرسى بغير ثبات : انا لا افهم 0

غطت تلقائيا يديه بيديها لانه يتالم ، ثم تابعت : لم قد يشعر احدهم ان ظنه خاب بك انت ؟ لو انك كنت ابنى انا ، لكنت فخورة جدا بك 0

اكتسبت ميرسى ابتسامة بطيئة غير متوقعة من قبله ، بالاضافة الى رد اندريو المبهم : لو كنت ابنك انت لشعرت باننى مخدوع 0
منتديات ليلاس
تحركت الان يد اندريو التى كانت تقبع هادئة تحت يدها ، فشبك انامله باناملها ، وترك ميرسى فى حالة من عدم الشك بما يقصده . احست ان قلبها ينقلب فى مكانه ، اما ذهنها فهوى فى سقطة حرة ،

بعد ان فشل فى التحكم بالتغيير المفاجئ فى مزاج اندريو . لم عاد الى التقرب منها ومغازلتها ؟ فبعد ان صدته هذا الصباح ، لا يبدو الامر منطقيا بالنسبة اليها 0

حدق اندريو فى عينى ميرسى المدهوشتين ، فاعترف لها بصوت متقطع مجروح : انا اسف . لا يحق لى ان القى همومى عليك 0

اشتدت انامله الممسكة باناملها ، فيما اخبر ميرسى : كان والدى محاميا ذا سمعة عظيمة ، فقد انحدر من عائلة من المحامين المرموقين . كان رصينا ، كادحا ، وجافا . ارادنى والداى ان اسير على الخطى الجليلة الشهيرة لاسلافى المحترمين ، اما انا فكانت لدى افكار مختلفة عنهم 0

ثم هز ر كتفيه وتابع : عرفت ما الذى ارغب بفعله ، فسرت فيه قدما ...

طمأنته ميرسى : حققت نجاحا كبيرا فى ذلك 0

فيما بذلت مجهودا لتمالك نفسها ، تساءلت كيف يستطيع اى والد او والدة ان يتحكما الى هذا الحد بابنهما ، فلا يشعران بالسرور لقيامه بملاحقة ما يهواه 0

تابعت تطمئنه : لابد انهما استطاعا رؤية ذلك ؟

هز اندريو راسه نفيا ، فقال : جل ما لاحظه كل منهما هو اسلوب حياتى . كنت اقود السيارات السريعة واواعد النساء غير المناسبات ، واخترت مهنة اعتبراها مبتذلة ومصدر ضجة وخداع . كان يجدر بى ان امارس مهنة صعبة ... مملة ... وان استقر وانشئ عائلة ! حفظت تعاليمهما عن ظهر قلب ، وذلك هو السبب الذى دفعنى الى تقليل عدد زياراتى لهما اكثر فاكثر على مر السنين 0

ضاقت ملامح اندريو مظهرة الندم المرير ، وتابع : كان بوسعى ان احاول اكثر جعلهما يفهمان الواقع ، فلا يعتقدان اننى ارفضهما كاشخاص 0

احست ميرسى فى داخلها بالحنق والغضب تجاه والدى اندريو، اللذين حملاه هذا الذنب غير الضرورى ، لكن رغبتها وحاجتها لان تهدئه كانت اقوى من اى رغبة اخرى 0

dede77 15-09-11 10:01 PM

رفعت يدها الاخرى فوضعتها على عظمة خده المشدودة ، ثم واسته برقة قائلة : ما زال امامك متسع من الوقت للقيام بذلك . ليس فقط بعد اجراء والدتك العملية ، وعودتها الى كامل سلامتها السابقة ، لكن قبل ذلك .

انها حقا مولعة بك . لم تكن لترغب برؤيتك حتى تطلعك على النبا شخصيا ، لو لم تكن كذلك . قد لا تبرع حقا فى اظهار حبها لك ، فبعض الاشخاص لا يجيدون التعبير عن عواطفهم ، لكن حب الام اقوى من كل تلك الامور المتعلقة بالتقاليد .

جل ما عليك فعله هو فتح قلبك لها . اخبرها بما قلته لى للتو ، اى انك لا ترفضهما تماما كما رفضت اراءهما 0
منتديات ليلاس
اربك اندريو ميرسى عندما رفع يدها التى قصدت بها ان تهدئ من روعه ، فضغط بفمه على كفها وقال : انت ... لا شك انك ستصبحين اما كاملة ... تامة 0

اجابته ميرسى بصوت ابح ، وقد فارقتها القدرة على التقاط الانفاس : لا تذهب الى هذا الحد 0

-لماذا ؟

تقوس احد حاجبى اندريو السوداوين اللذين يعلوان عينيه المذهلتين ، لم تعد ميرسى قادرة على الكلام ، وقد قيدها اندريو بعينيه الفضيتين الجذابتين . راحت افكارها تتسارع ، انها تحبه حتى الجنون ، ما يحتاج اليه الان هو الدفء والحنان والاهتمام !

من الواضح ان اندريو تربى على يد والدين غير موافقين على ما يفعله ، وقد تلقى نصيحة مضحكة من قبل جده ، كما انه لم يختبر اظهار الحب نحو الخارج الا باشكال لاذعة ، لذا فهو لا يعرف كيف يعطى الحب بدوره 0

احست ميرسى كان كتلة ما تسد حلقها ، فانحنت باندفاع تلقائى مقتربة من اندريو ممسدة يدها الاخرى على قمة راسه المنحنى . قصدت بتصرفها هذا ان تبدى بادرة صداقة ومساندة ، من النوع الذى يقدمه المرء لاى شخص منزعج ويشعر بالكدر . لكن ردة فعل اندريو حولتها الى شئ مختلف تماما 0

رفع اندريو راسه ، فاحاط ميرسى بذراعيه وقربها من جسمه ، وراح يعانقها 0

ارتعشت ميرسى بعنف ، وشعرت ان عظامها تذوب تماما تحت تاثير عناقه المتفجر تلقائيا . هذا هو الرجل الوحيد الذى تحبه وتعشقه ، وهو بحاجة الى دفء الاتصال الانسانى ، فكيف عساها تحرمه منه ، فى حين انها مولعة به ، وستبقى كذلك دوما ؟

ان اندريو بحاجة اليها ، وهى بدورها تحتاج اليه ، تفتحت براعم السعادة والغبطة فى اعماقها . ولفت ذراعيها حول عنقه مستسلمة لعناقه كما لو ان هذا العناق هو الامر الاكثر صوابية فى تلك اللحظات 0

احست ميرسى بجسده القوى الممشوق يسترخى ويرتاح ، بعدئذ جذب اندريو نفسا عميقا الى رئتيه ، ودفن راسه فى انحناءة عنقها ، قائلا : كم اتوق شوقا اليك !



***


عند الصباح استيقظت ميرسى فوجدت ان الوقت قد تاخر كما توقعت . ذكرت نفسها بتلك اللحظات الحميمة التى امضتها بالامس مع اندريو ، لقد عانقها اندريو وهى بادلته العناق بلهفة وشغف لانها مولعة به ، ولانه كان بحاجة اليها 0

استكان اندريو بين ذراعيها بعد ان القى راسه على كتفها ، وبعد حين هدات انفاسه وغفا كالطفل الصغير على كتف امه .
لم يطاوعها قلبها ان توقظه ليذهب الى سريره الا بعد مرور وقت طويل ، طامعة ببقائه بالقرب منها اطول فترة ممكنة .

كان بحاجة الى الطمانينة والراحة التى يبعثها فيه قرب امرأة ، وهى كانت موجودة هناك ، راغبة بملء ارادتها فى مواساته . لاشك لديها انه سوف ينساها تماما بعد حين كجميع الاخريات ، علمت ميرسى ذلك ، وقبلته .
منتديات ليلاس
قررت انها لن تتحول الى امرأة متطلبة تلتصق به دوما وتطالبه بالبقاء بقربها ، ولا الى متوسلة تتضرع للحب الذى لا يملكه حتى يهبه لاى كان . بالرغم من ذلك ، راح قلب ميرسى يتخبط فى صدرها كما لو انها تمارس الالعاب البهلوانية ، حين قرع اندريو الباب ثم دخل الغرفة .

dede77 15-09-11 10:05 PM

انه يمثل روعة الرجولة التامة ! لاحظت ان خصلة شعر قد سقطت على جبهته ، وانه ارتدى قميصا زرقاء غامقة بغير كمين مفتوحة عند العنق ، مع سروال حينز من ماركة شهيرة 0

-اسف لازعاجك ، لكننى اريد التحدث اليك 0

ابتلعت ميرسى ريقها بسرعة ، فقد كرهت الاسلوب الذى جف به فمها الى هذا الحد . سالته محاولة جهدها بان تبدو غير مكترثة ، فقالت : كنت على وشك النهوض . كم تاخر الوقت ؟

كانت تريده ان يفهم ان لا نية لها بالتعلق به ، وانها لا تتوقع منه اكثر مما هو قادر على منحه لها 0

وقف اندريو وقد ركز رجليه مبتعدتين قليلا عن بعضهما ، ووضع يديه فى جيبى سرواله الجينز . بدت عيناه مستغرقتين فى التفكير حين ابلغها : هنالك امر لم اعلمك به ليلة الامس . فبعد مقابلتى لطبيب والدتى ، اخبرنى انه اجل موعد عمليتها الى ما بعد غد ، لذا يمكننى استغلال وقت تواجدى هنا فى ايطاليا لاكون برفقتها ، لوكا سوف يقود سيارتها الى المنزل هذا الصباح ، فهى لا تثق بقيادتى ....منتديات ليلاس

سمح اندريو لنفسه باطلاق ابتسامة ساخرة ، وتابع : ... لذا سوف اتبعها ، وابقى الى جانبها الى ان تتعافى ، ثم احضر لها ممرضة متخصصة تبقى معها طيلة فترة تعافيها . لقد اطلعتها على الترتيبات الجديدة الان للتو عندما اخذت لها صينية الفطور 0

غمر الخوف ميرسى بسرعة ، ما جعلها تشعر بالدوار الى حد ما . اندريو سيغادر قريبا ... قريبا جدا . لن يكون هنالك مكان لها ضمن برنامجه للسهر على صحة والدته 0

احست بالغثيان بسبب تلك الافكار المتجولة فى ذهنها ، وهى من النوع الذى وعدت نفسها بالا تبقيه فى راسها . دفعت جسمها الى الاعلى فجلست بين الوسائد المكتومة 0

سالته : كيف تقبلت الامر ؟

املت ان المرأة الاكبر سنا لم تفاجا بسبب تاخير موعد العملية الجراحية التى كانت على الارجح تخشاها 0

قال لها بصوت رقيق : تقبلته بصورة جيدة ، و ... ميرسى ، سوف اتكلم معها ، كما اقترحت على بان افعل ، شكرا لك ! لم تسنح لى الفرصة لكى اتصالح مع والدى ، لذا من المهم الا ارتكب الخطأ نفسه مرة ثانية . حتى لو بدات امى بالقاء تلك المواعظ على ، اعلم اننى حاولت فعلا التصالح معها 0
منتديات ليلاس
بدت نظرة ميرسى مشجعة وايجابية ، لكنها ظلت تشبك اناملها بقوة تحت الاغطية ، وقالت : انا متاكدة بانها لن تفعل ذلك !
لابد ان والدة اندريو سوف ترى الامور من وجهة نظره هو فى نهاية الامر ، فتفهم انه لا يمكن اجبار المرء على فعل شئ لا يرغب به فعلا فى الحياة ، فتشعر بالفخر لان ابنها نجح فعلا فى المهنة التى اختارها لنفسه 0

قال لها بصوت عادى : سوفينيا ، مدبرة منزلى ، سوف تصل خلال ساعة . ولاحقا سيقوم زوجها جيانى بايصالك الى المطار حتى تستقلى رحلة المساء المبكرة العائدة الى لندن . لقد رتبت الامر ، وبطاقة السفر ستكون حاضرة بانتظارك لدى مكتب تسجيل الحقائب فى المطار 0

القى اندريو نظرة مرتبكة على ساعة يده الذهبية الرقيقة ، وتابع : سوف اعود الى لندن لاكون معك بعد حوالى الاسبوعين ، وعندها سنتمكن من اجراء حديث مطول 0

عم سنتحدث ؟ سالت ميرسى نفسها ، فيما راقبت اندريو يخرج من الغرفة . لابد انها ستسمع ما قاله اندريو سابقا ، انه دوما يضع الشروط لدى بداية العلاقات الغرامية . لا ارتباطات ، ولا وعود ... وهى لا ترغب بسماع ذلك 0

بعد خروجه اجبرت نفسها على الخروج من السرير ، فتوجهت نحو الحمام المفتوح على غرفة النوم . خلال اسبوعين سيكون اندريو قد عاد الى منزله فى لندن ، لكنها ستكون قد رحلت 0



*****


انتهى الفصل العاشر 0

فتاة 86 15-09-11 10:11 PM

حبيبة قلبي ديدي
 
:55::toot::55:
شكراً ديدي حبيبتي
مجهود استثنائي
معاكي حتى تختمي الرواية بأناملك الساحرة

:flowers2::flowers2::flowers2:
:flowers2:
:8_4_134:

نور التقوى 17-09-11 09:51 AM

[COLOR="Navy"][/COLORرواية رائعة
بانتظارك يا قمر

dede77 17-09-11 08:29 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فتاة 86 (المشاركة 2871780)
:55::toot::55:
شكراً ديدي حبيبتي
مجهود استثنائي
معاكي حتى تختمي الرواية بأناملك الساحرة

:flowers2::flowers2::flowers2:
:flowers2:
:8_4_134:



العفو يا احلى فتاة . الاستثناء هو متابعتك المستمرة حبيبتى .

ان شاء الله اليوم اكمل لكم نهاية الاحداث ان شاء الله 0

أنس إسلام 17-09-11 08:34 PM

معاكي لآخر نفس ربنا يوفقك

dede77 17-09-11 08:35 PM

11- الرجل الأخر 0


مشى اندريو بخطى واسعة خارج المستشفى الخاص ، وقد بدا فى مزاج مرح . جرت عملية كلوديا على خير ما يرام ، وتخطت المريضة المرحلة الحرجة التى تلى العملية ، فبدت متعافية وعاد اللون الى وجهها .

وعدها الجراح بالتعافى التام ، وبسنوات عديدة جيدة امامها ، لذا شعر اندريو انه اصبح اخيرا قادرا على التنفس بارتياح ، بعد ان ارتفع الحمل الثقيل عن كاهله 0

احس كانه يسير على نسمات الهواء ، فيما مشى المسافة القصيرة المؤدية الى الفندق ، حيث نزل فى نابولى ، فالفندق قريب جدا من المستشفى . ان رفع الضغط والتوتر عنه جعله يشعر براحة البال والجذل . الليلة ستكون المرة الاولى التى يحظى فيها بالنوم بعد مرور ما يزيد عن الثمانى والاربعين ساعة 0

كان نسيم المساء الحار يضج باصوات زحمة السير وبحركة الناس ، لذا غمره ارتياح عميق عندما دخل الى سكينه جناحه المكيف بالهواء البارد ، فطلب من خدمة الغرف القريدس المشوى والقهوة السوداء والعصير . خلع بعد ذلك ملابسه وتوجه لاخذ حمام 0
منتديات ليلاس
سوف يجلس صباح الغد برفقة كلوديا لمدة ساعة او اثنتين ، فهو سيستمتع بمعرفة انها ستتعافى تماما ، وسيتابع بناء تلك العلاقة الودية التى بدات مجددا بينهما ، بعد ان تحدثا مطولا خلال الامسية السابقة لدخولها الى المستشفى .

بعدئذ سوف يترك والدته لتستريح ، ويقود سيارته الى ضاحية شبايا الهادئة حيث تقيم . فبعد وفاة والده ، اشترت كلوديا فيلا صغيرة فى المدينة التى هى مسقط راسها . هناك سوف يتكلم مع رفيقة كلوديا ماريا ، ومع بقية الموظفين لديها ،

فيعلمهم انه وظف ممرضة خاصة لتقيم معهم ، وذلك لكى تحرص على الا تقوم كلوديا باى شئ يرهقها طيلة فترة نقاهتها ، بعد خروجها من المستشفى . اما هو فعليه العودة الى لندن 0

بعد مرور عشرين دقيقة ، سكب لنفسه فنجانا من القهوة السوداء ، مدركا ان التوتر رجع اليه 0

ميرسى !

كره اضطراره الى ترك الامور عالقة بينهما . لكن لم يكن بيده خيار اخر تحت وطأة الظروف الراهنة المشحونة ، وبسبب تبديل المخططات . لابد انها ستتفهم موقفه ....

ان ملاكه ميرسى ، هى اكثر انسانة متفهمة عرفها يوما . انها تتحلى بالجمال والرقة من الداخل والخارج . احس ان قلبه يعتصر متالما داخل صدره فهناك الكثير مما يرغب بقوله لها .
منتديات ليلاس
لكن لم يكن هنالك متسع من الوقت خلال الساعات القليلة الماضية . فقد سيطر عليه جو من الاستعجال والانهماك بسبب والدته ، كما اضطر الى ان يبدو هادئا ومتفائلا لاجلها 0

انه يعلم ما يحتاجه : اضواء شموع ، موسيقى ناعمة ، عشاء جيد ، اجواء رومنسية ، وبعض عبارات الغزل . وضع الفنجان بقوة على الطاولة ، وادخل يديه المكورتين على شكل قبضتين الى رداء المنشفة الذى يرتديه ، واخذ يمشى بخطوات واسعة فى الغرفة 0

انه يفتقدها بياس وجنون ... انه بحاجة لان يكون معها ... انه يريد ان يكون برفقتها ... لكن ذلك غير ممكن فى الوقت الراهن 0

كان يجدر به ان يصر على بقائها فى ايطاليا برفقته . لعن نفسه بحدة لان الفكرة لم تطرا على باله حينها 0

حسنا ! يمكنه التحدث اليها عبر الهاتف ...

الان !

طافت يداه فوق هاتفه الخليوى ، ثم عادتا ونزلتا الى جانبه 0


ماذا يمكنه ان يقول ... ما الذى سيقوله لها ؟ ايقول انه يحبها ؟

dede77 17-09-11 08:40 PM

ميرسى لن تصدقه ، فهى على معرفة بسجله الماضى ، وبآرائه حول الارتباط . سمعت الامر من فمه الكبير شخصيا !

انه بحاجة لان يبرهن لها حبه ، بحاجة الى بعض الوقت ليقنعها انه تغير . سوف ياخذ ما شاء من الوقت ... الى ما لانهاية لو اضطر الامر . سوف يعمل على اغوائها ومغازلتها مرارا وتكرارا ، الى ان تصدقه ... الى ان تقتنع انها لا تستطيع ان تحيا من دونه 0

شعر اندريو انه يتوهج من شدة الاحباط ، فاوى الى السرير ، مفكرا انه سينام باكرا حتى يعوض ما فاته من نوم ، كما قد يفعل اى رجل عقلانى . لكن المشكلة تكمن فى انه لم يكن يشعر بالعقلانية . يا الهى ! انه ليس معتادا على طول الصبر والآناة ، لذا عليه ان يتعلم الصبر الان ، وبسرعة 0

ضغط بابهامه على الزر الذى يطفئ الانارة ، ثم حدق فى العتمة 0

وراى وجه ميرسى ...

ذاك الوجه الجدى اللطيف الجميل ، المحاط بتلك الخصل المتموجة المجعدة الهائجة ، وهى تجبره على تناول فطور مناسب ، فيما جسدها مغطى بذاك الرداء الرمادى الضخم الخالى من الشكل ،

الذى اعتادت ارتداءه فى ارجاء المنزل . ذلك الرداء الذى تبدو فيه كحزمة كبيرة من الغسيل ، ولايعطى ادنى تلميح الى الاستدارات الرائعة المخبأة تحته 0

اما ابتسامة ميرسى الآسرة ، فلم تفشل ابدا فى جعل قلبه يزداد خفقانا ويسارع ضرباته ، الى ان يشعر كانه يغرق فى شعاعها المتوهج الساحر . ما زال اندريو يذكر الالم الذى ظهر فى عينيها المذهلتين بزرقتهما عندما اتهمته بانه يعتبرها سمينة وبشعة ، وهذا هو سبب استخدامها لتصوير الاعلان التليفزيونى 0
منتديات ليلاس
تذكر تلون وجنتيها بلون زهرى باهت ينم عن السرور ، حين فسر لها بانها ليست بشعة ، بل فى الواقع هى من ذلك الصنف من النساء الذى يفضله الرجل الحقيقى على اى عدد من النساء التافهات المختبئات خلف ملابس لماعة . يومها كان يعنى كل كلمة قالها من غير اى تحفظات ، على الرغم من انه لغبائه لم يتعرف الى مدلول ذاك الامر حينها 0

استلزم الامر صدمة رؤية ميرسى متغيرة المظهر حتى يرى ذلك . فى تلك اللحظة اراد ان ياخذها فورا بين ذراعيه . كما انه استغرق المزيد من الوقت حتى ... يا لغبائه الشديد ! حتى يفهم بانه يحتاج الى اكثر من ذلك . لاول مرة فى حياته وجد اندريو المرأة الوحيدة التى يمكنه ان يحبها ، والتى يمكنه ان يمضى بقية حياته برفقتها ، ويكون وفيا لها حتى النهاية 0

لكن هل ترغب ميرسى بما يرغب به هو ؟

لكم اندريو الوسادة حتى سقطت على الارض . نم ! كيف عساه يتوقع من نفسه ان ينام فى حين ان ذهنه مضطرب بشدة ؟

اطلق تنهيدة تنم عن المزاج السئ حقا ، وقال لنفسه ان من الطبيعى ان ترغب ميرسى بما يرغب به هو ، اى الارتباط التام . ما من داع لان يتعب نفسه بالتفكير ، اليس كذلك ؟ فمن الواضح انها تشعر بالانجذاب نحوه ، فقد تجاوبت بقوة مع عناقه لها .
منتديات ليلاس
ان ملاكه ميرسى ليست من صنف النساء اللواتى يسمحن للرجل بمغازلتهن ومعانقتهن من غير ان يتاثرن ابدا . انها ليست من النوع الذى يامل بالحصول على شئ منه ، ولا يشبه اولئك النسوة اللواتى مررن فى حياته فيما مضى من دون ان يذرفن اية دمعة 0

ميرسى هى ابنة قس ، وقد تلقت تربية صالحة حقا ، بحق السماء !

الم تطلب منه صباح ذلك اليوم المميت بان يتوقف ، قائلة له انها لا ترضى بعلاقة عابرة من غير ارتباط طويل الامد ؟ عوضا عن الشعور بالغضب والاحباط ، انتابت اندريو موجة ضخمة من الرقة والاحترام والتبجيل ، والسبب فى ذلك الاكتشاف الذى عرفه عن نفسه ، فهو ايضا يرغب بالارتباط الطويل الامد ، اكثر من رغبته باى شئ اخر فى الحياة . اراد يومها ان يطلع ميرسى على نواياه لولا وصول كلوديا مع اخبارها المزعجة ، ما اجل هذا الاعتراف حينها 0

لم يشعر اندريو طيلة حياته انه غير واثق من نفسه الى هذا الحد . انه يشعر كذلك الان ، ولا يعجبه الامر !

dede77 17-09-11 08:42 PM

لم يكن بمقدوره الانتظار بصبر حتى يتم اخراج كلوديا من المستشفى فيصبح قادر ليعود الى لندن 0

سوف ينسى الخطة المطولة ... الموسيقى الناعمة والشموع والرومنسية ... اى خطة التقرب من ميرسى برقة وأناة 0
ضغط بسرعة على زر الانارة ، فبهرت عينيه الاضواء المشعة التى تكفى لانارة ملعب باكمله ، ثم حمل هاتفه الخليوى 0



***



اجبرت ميرسى نفسها على الاحساس بالتفاؤل ، فيما كانت تغسل كوب الشاى الوحيد تحت صنبور المياه فوق المجلى الموجود فى المطبخ 0

اليوم هو اليوم الثالث على عودتها الى لندن ، وقد تمكنت فعلا من اخراج نفسها من ضباب التعاسة الذى لفها ، والذى حل عليها منذ راقبت اندريو وهو يضع والدته بحنان فى المقعد الخلفى لسيارة الليموزين التى سيقودها سائقها الخاص . عادت بعدئذ الى الفيلا ، حيث كانت سوفينيا تتفحص بدقة مطبخها بحثا عن اى فوضى او تخريب خلال فترة غيابها القصيرة 0

لم تتمكن ميرسى من مراقبة رحيل عزيزها اندريو بسيارته ، وهى تعلم بانها لن تراه مجددا 0
منتديات ليلاس
كان هذا اليوم متعبا تماما لها . صرت على اسنانها واجبرت نفسها على التوقف عن الاحلام وانهاء شعورها بالكآبة ، وكانه محكوم عليها بالدمار . اجبرت نفسها على القيام بشئ ايجابى ، فحجزت لنفسها غرفة فى نزل متواضع ، ثم عادت وسجلت اسمها فى وكالة الاعمال المنزلية . لان المال الذى توفره والذى حصلته من تصوير ذلك الاعلان ، قد دفعته لتسديد حساب جيمس ، لذا فهى فى الواقع مفلسة ، وبحاجة الى ايجاد عمل على الفور 0

وضبت ميرسى معظم اغراضها ، وغدا سوف تحرص على جعل منزل اندريو مثالى النظافة والترتيب ، ثم ستكتب ملاحظة قصيرة تشرح له فيها بانها غادرت الى مكان اخر . بعدئذ ستحمل حقائبها ، وتقفل الباب خلفها وتعيد المفتاح اليه عبر علبة البريد ، ثم تسير مبتعدة . ذلك ما يجب ان تفعله ، فهذا الامر لصالحها . لذا فهى لن تسمح لنفسها بالبكاء . لن تسمح ! اذا ما بقيت قريبة منه ، واحبته ، وازداد تعلقها به واعتمادها عليه مع مرور الايام ، فسوف تعيش فى العذاب والمرارة 0

اندريو باسكالى السريع الاشتعال ، المتململ الطائر الحر الطليق ، لايرغب بالارتباط باحد . حتى لو كان مهتما بها . فكل ما سيقترحه عليها هو اقامة علاقة غرامية ، وهو امر سيدوم فقط الى ان تظهر امرأة اخرى اكثر فتنة وسحرا وجاذبية على الشاشة . ما يعنى ان العلاقة بينها وبين اندريو ستستمرحوالى الاسبوعين ، هذا اذا كان الحظ حليفها !

حالتها مع اندريو ميؤوس منها . فهى بكل بساطة لا تستطيع ان تثق بنفسها عندما يكون قريبا منها ، فهو يسيطر على حواسها وكيانها ، فتغدو مأخوذة به 0

لا يمكنها ان تنتظر آملة بياس ان يبدل الفهد جلده بسحر ساحر ، فتتبدل البقع التى تميزه يوما وتتحول علاقتهما الغرامية الى علاقة حب وطيدة تدوم لمدى العمر . فهى تدرك فى اعمق اعماق قلبها ان ذلك من سابع المستحيلات ، ولن يحصل مطلقا 0
منتديات ليلاس
ما يزال هناك امر واحد تقوم به قبل ان تخلد الى النوم تملصا من الافكار . جففت ميرسى يديها بمنشفة المطبخ ، وابتلعت كتلة تسد حلقها ، فيما احست بالتردد والخوف فى داخلها ، فبعد وصولها فى وقت متاخر من بعد ظهر اليوم لاحظت ان الضوء الاحمر على الالة المجيبة يومض مشيرا الى وجود رسالة صوتية 0

اهى من اندريو ؟

احست ميرسى بالجبن حينها ، فذهبت الى الجناح الخاص بها لتوضيب اغراضها . نظرا لحالتها المتقلقلة الان ، فهى تخشى ان تنقلب من فوق الهاوية لدى سماع صوت اندريو المحبب . سيؤدى الامر بها الى البكاء المرير !

اما الان فهى مضطرة الى الدخول للاستماع الى الرسالة الصوتية . لابد ان عملية كلوديا الجراحية قد انتهت الان ، واملت الا تكون الاخبار سيئة 0

dede77 17-09-11 08:45 PM

احست ميرسى انها تصرفت بانانية لعدم استماعها فورا الى مضمون رسالته ،

لذا دخلت الى غرفة مكتبه ، واستعدت مهيئة نفسها لسماع نبرة صوته المسجل ، لكنها شعرت بالخيبة المريعة عندما اكتشفت ان الرسالة ليست منه ، وذلك برهن لها كم هى حقا حمقاء ميؤوس منها 0

سمعت صوت جيمس يبلغها : لدى اخبار جيدة ، اختى . سوف امر بك مساء الغد حينما تكونين خارج الخدمة ، وساخبرك كل ما يتعلق بالامر . انه خبر جيد لك ايضا . اراك غدا !

تنهدت ميرسى وازداد احساسها بانانيتها ، فقد كانت شديدة الانغماس بمشاعرها حيال اندريو ، ومهوسة به الى حد انها لم تفكر باعلام شقيقها انها ستكون خارج البلاد لاسبوعين على الاقل 0

لابد ان جيمس كان سيشعر بالانزعاج لو انه تكبد عناء المجئ لرؤيتها ولم يجد احدا فى المنزل . هذا ما كان سيحصل لو ان اقامتها واندريو فى ايطاليا لم تختصر ، اما الان فعليها تبديل مخططاتها ، والبقاء فى هذا المنزل لمدة يوم اخر 0

انه امر صعب ، لانه يفطر قلبها . تواجدها فى منزله ، ملامستها للاغراض التى لامسها ، والسير حيث كان يمشى ، .... آه ! فليكن الله فى عونها 0
منتديات ليلاس
تذكرت ميرسى المرة الاولى التى وقع نظرها عليه فيها ، هنا فى هذه الغرفة بالذات . لقد جلبت على نفسها بلية حقيقية منذ تلك اللحظة ، فاخذت تمضى غالبية وقتها محاولة ان تؤكد لنفسها ان ما تشعر به نحوه مجرد نزوة عابرة . حاولت ان تطمئن نفسها انه امر عادى جدا ، وليس سيئا تكترث له . لانه لا يمكن لاى امرأة تراه الا تحلم به ، الا اذا كانت على فراش موتها وتطلق نفسها الاخير 0

اقرت ميرسى لاحقا بان ما تشعر به ليس نزوة سخيفة قد تتخطاها سريعا ، فهى مغرمة به بجنون ، وقد قلب حياتها راسا على عقب . انها مغرمة برجل لن يحبها ابدا ، ولن يبادلها الشعور نفسه . رجل لا يرغب الا باقامة علاقة عابرة معها 0

سارت نحو الباب مجرجرة قدميها ، ثم قفزت هلعا حينما رن جرس الهاتف . احست لوهلة انها مشلولة ، ثم استراحت ملامح وجهها الجامدة فى ابتسامة رقيقة 0

جيمس ! لابد انه هو . يبدو انه يرغب بالتحقق من انها تلقت رسالته . لطالما كان شقيقها متنبها لامور كهذه ، فهو لا يقوم باى شئ بالصدفة ، وهو لن يرغب بهدر وقته فى حال لم تكن متواجدة فى المنزل 0

كانت ميرسى بحاجة الى شئ يرفع من معنوياتها ويبهجها قليلا . فرفعت السماعة وهى تتساءل ما عساه يكون الخبر الجيد ، فتكلمت بصوت مشرق قائلة : مرحبا ! اهذا انت ، جيمس ؟

-من هو جيمس ؟

هزها صوت اندريو القوى ، ذلك الصوت الذى بدا حادا كالسكين . اخذ ذهن ميرسى يتسارع قبل ان تتمكن من فك تشابك اوتارها الصوتية 0

بغض النظر عن اسباب اتصال اندريو بها ، بدا لها انه شعر بالانزعاج عندما تحقق انها تتوقع اتصالا من رجل اخر . يا للسخرية ! ماذا لو اعتقد انها مع عودتها الى لندن اخذت تتسكع هائمة ؟ فى تلك الحالة فان اندريو قد يقوم بفعل اكثر امر تخشاه ، وذلك بان يقترح عليها ان ينطلقا فى انشاء علاقة غرامية كاملة ، لكن بغير ارتباطات ، الى ان يشعر بالملل فيوقف الامر 0
منتديات ليلاس
تقرحت اذن ميرسى بسبب صوت اندريو المحمل بنفاذ الصبر ، فقال : حسنا ؟

استجمعت ميرسى شجاعتها ، وتدبرت ان تجيبه بصوت بارد الى حد ما نظرا الى الظروف الراهنة ، فقالت : لا احد ينبغى ان تعلم بشانه 0

قصدت ان تعلمه بانها تتوقع منه الا يتدخل فى ما لا يعنيه ، ثم تابعت كلامها

باهتمام وقلق حقيقين ، فسالته : كيف حال كلوديا ؟ هل جرت عمليتها الجراحية على ما يرام ؟

ظنت انها سمعته يصر اسنانه ، ثم رد قائلا : بشكل ممتاز 0

dede77 17-09-11 08:49 PM

احست ميرسى باصابع قدميها تنكمش ، فنبرة اندريو الرقيقة الآسرة لم تبد واضحة لها بهذا الشكل من قبل . لطالما جعلها صوت اندريو تشعر بالضعف فى ركبتيها ، لذا اضطرت الى سحب كرسى من خلف مكتبه لتجلس عليه ،

اما هو فتابع كلامه واسترسل فى اعلامها قائلا : اريدك ان تتزوجينى . يا الهى .... ! هذا ما كنت افكر به ، صدقينى !

بدا راسها يسبح فى دوامة ضبابية ، فيما رقت نبرته وهو يعترف قائلا : نظرا للظروف الراهنة اضطررت الى مفاجأتك بالامر ، فلم يعد باستطاعتى الانتظار الى حين اوافيك فى لندن 0

بعد ذلك عاد الاستبداد والثقة الكبيرة بالنفس الى صوت اندريو ، فيما تابع : هذا الرجل الذى كنت تتوقعين اتصاله ... انسية ! فانت مخطوبة . واذا كنت فى حاجة الى فعل شئ ما لتمضية الوقت ، فابدأى بالتفكير بما تريدين ابتياعه كجهاز عروس . احب ان اراك وانت ترتدين الحرير والساتان ، ابتاعى اشياء صغيرة مخرمة ذات شرائط ....

اصطبغ وجه ميرسى بالاحمرار وصولا حتى اذنيها ، لكنها ما لبثت ان احست بالغثيان وبالاذلال الكريه . اسقطت السماعة على حضنها ، فهى لا تستطيع احتمال الاصغاء الى هذا . لقد آلمها الامر كثيرا 0

ميرسى تعرف بالضبط ماهى دوافعه . انه لا يعرض عليها الزواج بدافع حبه لها ورغبته بتمضية بقية حياته معها 0

كل ما فى الامر هو ان كلوديا يائسة ترغب بان ترى ابنها الوحيد متزوجا ، مستقرا ولديه الكثير من الاطفال . فهى تريده ان يتوقف عن التنقل بسرعة فائقة من امرأة غير مناسبة الى اخرى تنتظر دورها . ويبدو ان كلوديا احبت ميرسى لسبب ما ،

وهى تعتقد بانها الزوجة المناسبة لابنها . لابد انها تفحصت خلفية ميرسى ، وارضاها ما سمعته عنها . اما اندريو فهو يرغب بياس بمصالحة والدته التى لم يبق لديه سواها من عائلته .

والان ، وفيما يلوح الخطر فى الافق بسبب العملية الجراحية التى يهابها فى تفكيره ، فهو مستعد للقيام باى شئ حتى يهدئ بال والدته ، فيكسب رضاها لاول مرة فى حياته ، حتى ولو كلفه ذلك ان يعدها بانه سيستقر ويتزوج ويمنحها الاحفاد 0

جذبت ميرسى نفسا عميقا مرتعدا . فيما رفعت السماعة واعادتها الى اذنها . سمعت ذلك الصوت المثير يصف لها الان شهر عسلهما ، فقاطعته مذعورة : اصمت ! انا لم اقل اننى ساتزوجك !

-لكنك ستفعلين !

بدا اندريو واثقا جدا ، فيما بدا صوته دافئا كالعسل الذائب ، وتخيلت انها ترى ابتسامته المثيرة ، المستهينة ، المستهترة ! فاخذت ترتجف ثم صرخت قائلة : كلا ! لن افعل !

ثم صفقت السماعة واقفلت الخط 0



*****


انتهى الفصل الحادى عشر 0

dede77 17-09-11 08:56 PM

12- دعني وشأني !


-اذا ، ستغادر لتعود الى لندن ؟

قالت كلوديا ملاحظتها بجفاف ، لكنها لحسن الحظ لم تبد مرتعبة بالقدر الذى كان اندريو يخشاه . جلست مستندة الى الوسائد البيضاء المشرقة ذات الرائحة المنعشة ، وقد بدت مرتاحة تماما 0

-لبضعة ايام فقط ، ماما . ستقوم ماريا باستخدام جناحى فى الفندق الى حين عودتى . يمكنها القدوم اليك ومجالستك فى اى وقت ترغبين فيه بوجودها معك ، فهى ستؤدى لك الخدمات ، وتقوم بشراء ما تحتاجينه ، فتؤانسك وتسليك 0

ضاقت عيناها باتجاه ابنها الوسيم ، وقالت : ذلك لطف منك ، عزيزى 0

ارتسمت على وجه اندريو تلك النظرة العنيدة التى تعرفها جيدا ، فيما بدا فكه جامدا ، اما عيناه الجميلتان فبدتا كانهما تتفكران بمشروع معقد لكنه غير محدد . لذا جست كلوديا النبض بغير اسف قائلة : هل قلت انه عمل طارئ ؟ هل له علاقة باشتياقك لخطيبتك الصغيرة الجميلة ؟

اجبر اندريو نفسه على الابتسام . فهو لم يندم لانه اخبر والدته بانه وجد فى ميرسى المرأة الوحيدة التى كان يبحث عنها فى عقله اللاواعى ، طيله حياته . انها المرأة الوحيدة التى سوف يشعر بالفخر لان يدعوها زوجته 0

فى الوقت الذى اطلع فيه والدته على نيته بالزواج ، كان يؤمن حقا بان ميرسى تبادله الشعور ، اى انها تحبه ، او بانه قادر على جعلها تحبه . شعرت كلوديا بالنشوة لشدة سعادتها عندما اطلعها اندريو العنيد المتمرد ، انه على وشك ان يستقر وينجب لها الاحفاد الذين كادت تفقد الامل بالحصول عليهم .

والان ، لا يستطيع اندريو ان يبين الحقيقة لكلوديا ، طالما ان صحتها ما زالت فى حالة متقلقلة . انه لا يستطيع اخبارها ان ميرسى كانت تنتظر اتصالا من رجل اخر ، وانها بدت مسرورة ومبتهجة عندما ظنته ذلك الرجل ، وانها تهربت من الاجابة عن سؤاله ، وبدلت الموضوع حين طالبها بمعرفة من يكون الرجل الاخر .

الشئ الوحيد الذى يعرفه اندريو عن الرجل المجهول الذى يتدخل بينه وبين ميرسى هو ان اسمه جيمس 0

كما انه لا يستطيع اطلاع كلوديا على ان ميرسى رفضت عرضه بكل بساطة ، وانها فى الواقع اقفلت السماعة فى وجهه !
رد موافقا بنبرة رقيقة لا تظهر يأسه الحاد ، فقال : سوف اقابل ميرسى خلال وجودى فى لندن 0

ادخل يديه فى جيبى سرواله ، وابتسم الى ان تصلب وجهه 0

وبخته كلوديا قائلة : لا يمكننى ان افهم لما سمحت لها بالعودة الى لندن . كان ينبغى عليك ان تصر على بقائها هنا ، حيث بامكانها ان تزورنى ، فنجرى احاديث حميمة حول ترتيبات الزفاف 0

لا يمكن لاندريو ان يطلع كلوديا على حقيقة انه لن يكون هناك اى زفاف ، ليس الان على الاقل ، اذا ما اعتبر رد ميرسى على عرضه جديا 0

لكنه سوف يغير ذلك 0

لطالما حصل اندريو باسكالى على مبتغاه ، وهو لم يرغب طيلة حياته باى شئ ، كرغبته بالحصول على ميرسى زوجة له 0

ودع اندريو والدته ، ثم رفع يدها وقبلها . توجه بعدئذ الى خارج الغرفة وقد بدت عيناه داكنتين وممتلئتين بالعزم والتصميم 0
[COLOR="Magenta"***
[/COLOR]

لم يكن جيمس قد اعاد الاتصال بميرسى حتى تؤكد له انها موجودة فى المنزل . لذا لم تكن لديها فكرة عن موعد وصوله ، فالمساء قد يرمز الى اى وقت ما بين السادسة والعاشرة 0

حوالى الساعة الثامنة ، تفقدت طاولة المطبخ . بدا غطاء الطاولة الكتانى جيد المظهر فوق خشب الصنوبر ، اما اكواب العصير فبدت لماعة 0

dede77 17-09-11 09:02 PM

اما اندريو ... فهى ببساطة لم ترغب بان تفكر به ، او بعرضه المهن لها . لو انه حقا مغرم بها ، لما اعتبرت ان هذا العرض مهين لها ، بل لاعتبرته اروع شئ فى الكون باسره 0

حلق قلب ميرسى المسكين لمدة جزء من المليون من الثانية على اجنحة من النشوة العارمة ، حين قال لها اندريو تلك الكلمات السحرية ، ثم عاد فسقط مرتطما بالارض ، كما لو انه بالون من الرصاص ، عندما عاد التفكير العقلانى ليسيطر على ذهنها 0

اندريو لا يحبها ، وهى تعلم ذلك . كما انها تتمتع باحترام كبير لنفسها ، لا يسمح لها بان تخدع نفسها فى تصديق العكس . اراد اندريو اقامة علاقة معها ، وعندما قاومته ادرك ان ذلك ليس ممكنا من دون الارتباط بها 0

سوف تكون ببساطة مجرد انثى فى سرير اندريو ، لا شئ اكثر . وحالما تزول الرغبة المستجدة ، سيقول لها الوداع . وداع حازم جدا ...

فهذا هو الاسلوب الذى اعتاد ان يعامل عشيقاته به ، ولتكن السماء بعون اى امرأة تحاول التعلق به . الم تكن شاهدة على مناسبة كهذه بنفسها ؟

الم يقل لها اندريو بنفسه ان لا نية لديه بالزواج وبربط نفسه باى امرأة خلال المستقبل المنظور ؟ الم يصارحها بانه سوف يعض على الجرح ويتزوج فى وقت ما من المستقبل المبهم والبعيد جدا ، من امرأة تمتلك ثروتها الخاصة المريحة ، اى المرأة التى ستنجب له الورثة ؟ الم يقل ان تلك المرأة ستغض النظر عن خيانته لها فى بعض المناسبات ، وان ذلك امر معروف حتما ؟

ثم تغير كل شئ ... صعق اندريو بشدة لدى سماعة الاخبار المختصة بحالة والدته الصحية المتدهورة وقلبها الضعيف . توفى والده وهو ما يزال غير راض عن اسلوبه فى الحياة وعن المهنة التى اختارها والنساء اللواتى يواعدهن ، اى كل ما يتعلق به . انه عمليا قد تبرا من الابن الذى رفض ان ينصاع لاوامره ، وذلك الامر سبب الحزن العميق لاندريو 0

خشى اندريو ان يخسر والدته ايضا من دون ان يحظى بموافقتها ورضاها عليه ، ما اوقعه فى حفرة عميقة من الجزع والقلق الكئيبين . نزف قلب ميرسى الما وتعاطفا مع اندريو ، فبناء على نصيحتها له لابد انه استغل اخر ليلة له مع كلوديا ليحدثها ويفتح لها قلبه .

لابد انه جعلها ترى انه بالرغم من رفضه الحازم جدا للمهنة ولاسلوب الحياة اللذين ارادهما له كل من والديه ، فقد كان محقا فى اتباع نجمه اللامع المبدع الخاص به ، فها هو قد اصبح شخصا ذا مكانة مرموقة يمكن لكلوديا ان تفخر به .

كما ذهب اندريو الى ابعد من ذلك ، فاراح بال والدته باخبارها ان المرأة التى كانت برفقته فى الفيلا ، ليست واحدة من اولئك العشيقات العاديات . قال لها بان ميرسى هى عروسه العتيدة ، ومن هنا جاء عرضه المفاجئ لها بالزواج 0

فكرت ميرسى انه من غير المستعبد ان يفعل اندريو امرا كهذا ! فهو مندفع ، وعنيد ايضا ومتصلب فى رايه . لابد انه اراد بياس ان يريح بال كلوديا قبل اجرائها للعملية ، ولم يجد افضل من هذه الطريقة ، وهى طمانتها بانه على وشك ان يستقر وينشئ عائلة 0

يجب الا تتدخل مشاعرها الخاصة تجاهه فى الامر . اذا ما وافقت على الزواج به ، لا شك انها ستعيش فى احضان الرفاهية ، لكنها ستبقى منسية فى مكان بعيد ، حيث يتركها اندريو لتربى اولاده ، من غير ان تعلم اين هو ، وبرفقة من يمضى اوقاته !

سالت على خد ميرسى دمعة مزعجة من الشفقة على نفسها ، فمسحتها بكم ثوبها القديم وتجهمت . انها تنتظر انتهاء النهار بنفاذ الصبر ، الى درجة انها قد استحمت وارتدت ملابس نومها فى وقت مبكر جدا ، وكأن ذلك سوف يسرع بمجئ الصباح 0

مشت ميرسى وحاشية ردائها تنجر خلفها . اجبرت نفسها على ابعاد تفكيرها عن اندريو باسكالى الجذاب المتلاعب الذى لا يطاق ، وذهبت لكى تتفحص مقلاة الدجاج مع الفطر الذى كانت اعدته 0

على العكس منها ، يبدو جيمس طويلا ونحيلا ، حتى انه يبدو كانه يعانى من الجوع .

dede77 17-09-11 09:08 PM

لطالما كانت والدتهما تتذمر لانه ينسى تناول الطعام لولا وجود احدهم بجواره ليذكره بذلك . لم تشعر ميرسى ابدا بفقدان الشهية كما تحس الان ،

لكن عليها ان تحرص على ان يتناول شقيقها الاصغر وجبة مشبعة . يمكنه ان يطلعها على الخبر السار اثناء تناولهما الطعام ، وهى يمكنها ان تعطيه عنوان النزل الذى ستقيم فيه ، حتى يعلم بمكان وجودها ، ويتصل بها اذا ما رغب بذلك 0

ما ان وقفت ميرسى باستقامة واغلقت باب الفرن المشتعل على مهل ، حتى سمعت صوت جرس الباب المنخفض ، فغمرها الارتياح 0

جيمس !

لكنه لم يكن هو 0

كان اندريو يرتدى قميصا عادية ذات لون ازرق غامق ، دسها تحت سروال ضيق من الجينز ، فبدا رائعا جدا . ظهرت ابتسامة بطيئة على فمه الانيق الرائع ، فيما بدت عيناه متالقتين بلون فضى دافئ خلف رموشه السوداء الكثيفة 0

قال لها بخفة فيما هو يعبر من امامها : تركت مفاتيحى فى نابولى 0

ثم لاحظ مظهرها المهمل ، اذ بدت كما لو انها تعرضت للقصف فى معركة بشحوبها غير الاعتيادى ، فسالها : اتاوين الى الفراش باكرا ؟

تشربت عيناه ببطء منظر رداءها المربوط باحكام حول خصرها النحيل . وتسارعت نبضات قلب اندريو لكونه قريبا الى هذا الحد من جميلته المحبوبة ميرسى ، وتصلبت عضلات جسده 0

تكلم برقة ، كابحا رغبته بجنون لان يحتضنها ولا يفلتها ابدا ، فقال : ايمكنك البقاء مستيقظة لمدة نصف ساعة بعد ؟ ارغب فى التحدث اليك 0
منتديات ليلاس
لن ينجرف خلف اندفاعه المتهور لمعانقتها الى ان تهتز الارض تحت قدميها ، فوقوعه فى حب الساحرة ميرسى هاورد قد بدل كل شئ . فى السابق كان لينقاد وراء غرائزه : ياخذها بين ذراعيه الى ان يسلب عقلها فتنسى فى اى يوم هى ،

لكنه لاول مرة فى حياته لم يكن ينوى الدخول بخطوات سريعة لاخذ ما يريده . لن يستخدم الاغواء حتى يدفعها الى قبول الزواج منه تحت تاثير موجة من المشاعر البدائية الساحقة التى تجعلها ضعيفة الحيلة 0

ان ميرسى ثمينة جدا ومهمة جدا بالنسبة اليه ، وهو لن يفعل ذلك بها . بشكل ما ، ينبغى عليه ان يعلمها كيف تحبه . عليه ان يكسب محبتها وان يستحق ثقتها 0

لم يكن بمقدار ميرسى الا ان تتبعه وهى تجر قدميها وقد تسارعت نبضات قلبها ، ثم جف فمها الى حد ما عادت قادرة معه على الكلام . اما اندريو فسار متباطئا نحو المطبخ ، واقترح قائلا : سوف اعد القهوة لكلينا . تعالى !

لماذا جاء الى هنا بعد الاسلوب الفظ الذى رفضت به عرضه السخيف ؟ الا يجدر به ان يكون فى نابولى مع كلوديا ، ليرعاها الى ان تتخطى هذه المرحلة الحرجة من النقاهة بعد العملية ؟

وقف اندريو فى مدخل باب المطبخ مترددا ، فيما امسكت ميرسى بطيتى صدر ردائها وجذبتهما على صدرها . كانت على وشك ان تساله عما يفكر به ، حين سالها اندريو بحزم فيما بقى ظهره مواجها لها : هل تتوقعين مجئ احدهم ؟

راى فى تلك اللحظة المكانين المعدين على الطاولة ، فيما فاحت نكهة كسرولة الدجاج ممتزجة برائحة البطاطا ووضعت الى جانبها زجاجة العصير والكوبان 0

بدا صوت ميرسى اجش وكئيبا من غير اى لمحة للمرح الهادئ العادى الذى قصدته فيما ردت : الا يبدو هذا واضحا ؟

عندئذ استدار اندريو ، وضاقت عيناه الذكيتان فيما اجالهما عليها متفحصا ملامحها . تحركت الغيرة فى اعماقه كالسكين الحاد الخطير الجامح . براءة ميرسى وطبعها المتزمت المحافظ جعله يفكر فى انها ما تزال عذراء ، وانها ليست من النوع الذى يقيم علاقات عابرة . لكن كيف عساه يكون متاكدا تماما من ذلك ؟
منتديات ليلاس
على الرغم من قلة خبرتها الواضحة ، الا انها تجاوبت مع عناقه بشكل رائع ، بتلقائية وشغف . لكن ، بحق السماء ! هو لن يقف مكتوف اليدين فيما تقوم ميرسى بمنح رجل اخر هذا الفيض من الرقة والحنان فيتمتع بعواطفها المكتشفة حديثا !

سواء كانت ميرسى تدرك ذلك ام لا ، لكنها امراته هو ! ملكه هو !

dede77 17-09-11 09:21 PM

قام اندريو ببذل مجهود كبير لكى يهدا ويبرد اعصابه ، ثم اجبر كتفيه التصلبتين وعموده الفقرى على الاسترخاء 0

كيف يمكنه ان يفكر بهذا السوء حيال ملاكه العذب ؟ انها ليست من الصنف الذى ينتقل من سرير رجل الى سرير اخر ، ام تراها كذلك ؟ بالطبع لا ! فهو منذ اللحظة الاولى التى عرفها فيها ، وجد حسها الاخلاقى الصادق محببا مثيرا للاهتمام . جعلها ذلك تبدو مختلفة بشكل منعش عن اولئك النسوة اللواتى شاركنه حياته لوقت قصير ثم ذهبن فى النسيان 0

انها على الارجح تتوقع وصول صديقتها تلك . خطا اندريو خطوة باتجاه ميرسى ، فجعلتها ابتسامته الرقيقة المستميلة ترتجف 0

-لعل بامكانك الاتصال بصديقتك لكى تلغى زيارتها . قدمى لها اعتذاراتى ، فانا حقا ارغب بالتحدث اليك حول مستقبلنا يا عزيزتى الغالية 0

اضطربت ميرسى لظهور الرجل الذى تحبه الى حد شتت فكرها ، اما ذلك التتحبب وذكر امر المستقبل ، فجعلاها تشعر كانها تدور على عقبيها دورات متتتالية . حدقت اليه بعينين متسعتين جدا . حتما هو ليس على وشك ان يعيد على مسامعها ذلك العرض المؤلم . بدا من السهل الى حد ما ان تصرخ بوجهه لا عبر سماعة الهاتف ، لكن الامر مختلف تماما عندما يواجهها الرجل الذى يجسد كل احلامها بلحمه وعظمه مباشرة 0

ماذا لو اصر على الامر ؟ لكن هل تراه يفعل ذلك ؟ لابد ان الاسلوب الذى استخدمته لانهاء المكالمة بقوة قد ترك اثرا حادا على غروره الكبير . فبحسب معرفتها باندريو ، انه لن يتناسى او يسامح استخفافا من هذا النوع . لا يمكن لميرسى الا ان تشعر بالاندهاش لان اندريو لم يقم بتوجيه كلام ساخر لها بواسطة لسانه اللاذع ، ذلك لانها تهورت بشكل طائش الى حد دفعها الى رفض عرض كهذا ، اى ان تتزوج من احد اكثر الرجال العازبين شهرة فى لندن 0

اما اذا كان اندريو يائسا جدا ويرغب باسعاد كلوديا ، واكتساب رضاها لاول مرة فى حياته ، فهو بكل سهولة يستطيع ان يفرقع اصابعه مشيرا الى اية واحدة من عشيقاته السابقات ، حتى يحصل على ما يريد ، فلا شك ان كلا منهن متشوقة لان تكون عروسا له 0

بحثت ميرسى عن الجواب فى ملامح وجه اندريو التى يصعب نسيانها ، فيما المها حلقها لشدة التوتر . راحت الكلمات تتجمع فى حلقها الضيق ، لكنها بقيت غير منطوقة ، لانها فجاة ، علمت – او بالاحرى بدت واثقة الى حد بعيد – ان الكلمات بقيت مكانها 0

تريشا التى هجرها اندريو بغير اسف ولاندم هى مثال حى على نوع النساء اللواتى يختارهن ليكن عشيقاته لوقت قصير . اما ميرسى فهى على عكسهن تماما . وبحسب ما يفكر اندريو ، فانه لو رغب فى اسعاد والدته اخيرا ، وفى كسب رضاها عليه ، عليه ان يتزوج ويمنحها الاحفاد .

اذا من الافضل من ميرسى هاورد الصغيرة ؟ لابد انها ستكون بالنسبة اليه زوجة جيدة تستحق التقدير . لو انتشلها اندريو من العمل فى الخدمة المنزلية ، ستكون ممتنة له الى الابد .

فهى امرأة متواضعة وخاضعة ، وسوف ترضى بان تقبع بسلام فى خلفية حياته . ذلك يعنى ان اندريو حرا ليقيم علاقات غرامية سرية مع ذاك الصنف من النساء اللواتى يتوافقن تماما مع مواصفات المظهر الجميل والتميز الاجتماعى 0

لا ! ليس اذا كان فى مقدورها رفض ذلك !

اما كيفية رفضها لعرض اندريو بالزواج فجاء بقولها له : فات الاوان الان لالغاء الموعد . سوف يصل جيمس فى اية لحظة . ومهما كان الامر الذى ترغب بقوله ، يمكنه ان ينتظر 0

ضاق فم اندريو الواسع وغمق لون عينيه ، وامتلاتا بالغضب المقيت ، اما الكلام الذى قاله فطعنه كالوتد فى قلبه ايضا ، لكنه لم يتمالك نفسه من القول بخشونة مبالغ فيها : هل تقابلين رجلا اخر بعد ساعات فقط على مبادلتى العناق والمشاعر الجياشة ؟ يبدو جليا من ارتدائك للملابس المنزلية ان الطعام ليس الامر الوحيد على القائمة لديك !

ارادت ميرسى ان ترد عليه بالقول ان الفئران تسرح بحرية فى غياب الهر ، لكنها لم تنطق بذلك . هى تستطيع تحمل مزاجه المتاجج ،

لا مشكلة فى ذلك ، لكنها لا تستطيع ان تتحمل اشمئزازه منها ومقته لها .

dede77 17-09-11 09:29 PM

لا خيار اخر لديها الان سوى تحمل الامر ، لانها تعمدت ان تجلب ذلك لنفسها بنفسها . اكتفت باظهار التمرد ، وتمتمت : انت لا تعرفنى ! يمكننى ان استقبل اى شخص اريد ، فى اى وقت ارغب بذلك 0

انكمشت ملامح وجه اندريو البالغ الوسامة ، واصابها الشحوب ، فيما لاحظ الاحمرار الذى زحف صعودا الى عنقها النحيل . احس كأن قلبه قد قطع الى نصفين بواسطة فأس حادة ، مسببا له الالم المرير 0

لابد ان يقر بان هذه الفتاة المستهترة هى حقا داهية . فهى قادته خلفها ، وجعلته يصدق انها مختلفة عن غيرها . ارتدت قناع الطيبة والبراءة كالجلد المزيف ، ثم تسللت بمكر لتقابل غيره حالما ادار ظهره . لقد حولته الى غبى مسلوب العقل ، بل الى مخبول بما يكفى لان يرغب بالزواج منها !

ان رفض ميرسى عرضه بالزواج ، لم يعن شيئا فى بادئ الامر . لقد خاضت مجازفة مدروسة وكان من الممكن ان تحقق مأربها . تلك الساحرة الصغيرة نستطيع فهمه وقراءة افكاره كما لو كانت كتابا مفتوحا . رفضها له لم يكن يعنى الا انه سوف يكرر عرضه بالزواج لها ، ويعدها بكل شئ تريده فى الدنيا ، فيعدها بالقمر والنجوم . وحينما تحصل عليه متذللا عند قدميها ، راغبا بفعل اى شئ لاجلها ، فقط حينها قد توافق ميرسى بكل لباقة !

لكن الامر ساء بشكل مريع بالنسبة اليها . لاعجب انها بدت مصدومة جدا حين ظهر امامها على عتبة الباب . لم تكن ميرسى لتتوقع منه ان يسافر بهذه السرعة ليكون الى جانبها فورا ، فى حين ان كلوديا ما تزال فى المستشفى 0

لاعجب انه بدا مدعاة للسخرية ! تذكر اندريو ، حينما عاد الى المنزل من سفرته السابقة ، فى وقت ابكر من المتوقع ، ثم ذهب الى جناح ميرسى ليقرع بابها ، لكنه سمع ضحكة رجل تنبعث من غرفتها . يومها احس بغيرة عنيفة الى درجة انه اقسم على طردها . هو ، اندريو باسكالى ، الذى لم يشعر باية لحظة غيرة طيلة حياته . لابد انه كان يقع فى غرامها فى ذلك الحين 0

تمنى اندريو وهو يغلى غضبا ، لو انه طردها فى ذلك الوقت ، فوفر على نفسه هذا الاسى . لكنه اصيب يومها بفيروس ما ، وجرت الامور تباعا ....

منع اندريو نفسه من التفوه بمشاعره بارادة صلبة كالحديد ، فلم يفصح عما يدور فى خلده من الم ، او عن خيبته الموجعة . انه رجل يتمتع بالكرمة ، ولن يقلل من قدر نفسه امامها 0

استدار على عقبيه ، ومشى مبتعدا عن ميرسى ، بعد ان رماها بنظرة اخيرة جارحة ومميتة 0


*****


انتهى الفصل الثانى عشر 0

dede77 17-09-11 09:36 PM

الفصل الاخير

13- هدية 0


قامت ميرسى بالامر الصائب الذى يجدر بها القيام به ، لكنها لم تشعر ابدا طيلة حياتها بمثل هذا البؤس وهذه التعاسة . لم تحس بشعور مماثل قبل الان ، حتى خلال الايام الكئيبة التى تبعت وفاة والديها ، لانها كانت قادرة على تهدئة حزنها عبر استحضار الذكريات السعيدة ومعرفتها انها محبوبة ومقدرة . اما هذا النوع من البؤس فهو مختلف تماما . لم تدر كم من الوقت بقيت واقفة فى مكانها ، كما لو كانت تمثالا من الرصاص ، تحدق فى الباب الذى اغلقه اندريو خلفه . اهى دقائق ام ساعات ؟

مهما يكن ، عليها ان تتمالك نفسها بشكل ما . ولو لم يكن ذلك الا لاجل شقيقها . فمن المتوقع وصول جيمس فى اية لحظة ، وهو لن يرغب بايجادها كتلة تبكى مشفقة على نفسها ، وتذرف الدموع بغزارة على الخبر السعيد الذى ينوى زفه اليها . انه يحمل اخبارا جيدة بحسب ما قال ، كما انها ستشعر بالذنب حقا لو انها اثبطت عزيمته ، بغض النظر عن ماهية الخبر 0

لقد اتخذت القرار الصائب ، على الرغم من المها الذى لايحتمل . فميرسى تعرف نقطة ضعفها تجاه اندريو باسكالى . لو ان نيته كانت بتكرار عرضه بالزولاج عليها ، فهى لن تتحلى بالقدرة العقلية اللازمة لرفضه مجددا . خصوصا اذا استخدم اندريو اسلوبه السابق الرقيق 0
منتديات ليلاس
ظلت ميرسى مشتتة الذهن ضائعة فى افكارها لفترة من الزمن . لذا فهى لم تنتبه لوصول جيمس ، الى ان دفع باب المطبخ ففتح على مصرعيه . مر بذهنها ان يكون اندريو قد اندفع غاضبا بسرعة حتى غادر ، فقد اراد بشدة ان يرحل من امام وجودها الكريه ، الى حد انه لم يفكر باغلاق باب المدخل الرئيسى خلفه . جعلها هذا الامر تشعر بحال اسوا حتى 0

دخل جيمس وهو يبتسم ابتسامة عريضة ، وقد بدت على خده الايسر علامة حمراء تدعو الى الريبة . اما اندريو فدخل خلفه مباشرة ، وقد بدا كالهر الذى وجد حبش عيد الميلاد بغير حراسة 0

صعقت ميرسى الى حد انها تراجعت الى الوراء تستند الى طاولة المطبخ . لم تراه عاد ؟ انها لا تستطيع احتمال الامر 0
اعلمها اندريو بصوت ذى نبرة تنم عن الاناقة والشفافية النادرتين فقال : شقيقك يود اطلاعك على امر ما 0

اتسعت عيناها ، وفارقتا اندريو لتتشبثا بجيمس ، ثم همست بحماقة : هل التقيتما ؟

بدا شقيق ميرسى الاصغر انيقا بشكل غير اعتيادى ، وقد ارتدى سروالا رماديا غامقا جديدا تماما مع قميص انيقة غير رسمية بلون الجلد 0

ابتسم جيمس ابتسامة عريضة ، مشيرا الى فكه باحدى يديه ، فيما امتدت اليد الاخرى الى جيب سرواله لتناول قطعة مطوية من الورق ، فاخرجها وهو يقول : لقد تواصلنا 0
منتديات ليلاس
سلم اندريو بالامر وهو يهز كتفيه باسلوب لاتينى صرف ، فقال : قبضتى مع فكه 0

زودها جيمس بالمزيد من المعلومات بغير ضغينة : بل رمانى ارضا . كنت واقفا على عتبة الباب ، حين اندفع اندريو خارجا ، وسالنى اذا كنت انا جيمس ... ثم لكمنى 0

-امر اعتذر بشانه بغير تحفظ 0

ادانت ميرسى الرجل الايطالى غير القابل للاصلاح بعد ان اطلقت نحوه نظرة عبوس تحمل اللوم والتوبيخ ، فقالت : يا الهى ! كيف استطعت ان تفعل ذلك ؟

مشت باتجاه شقيقها ، وحدقت الى الاعلى نحو وجهه ، وقالت : هل انت على ما يرام ؟

dede77 17-09-11 09:41 PM

-لم اكن ابدا بحال افضل . كان رب عملك يدافع عن شرفك ، فقبل ان يلطمنى سالنى ان كنت انا جيمس ، معتقدا اننى الرجل البائس الذى انت على علاقة به 0

احست ميرسى بمشاعر الذنب تمزقها ، لانها هى من وضع تلك الفكرة فى راس اندريو المندفع السريع الاشتعال . وقفت على رؤوس اصابعها ، وطبعت قبلة رقيقة على فك جيمس الذى يعلوه الاحمرار . عندئذ تشدق اندريو قائلا : انت تؤخرينه ميرسى ، فشقيقك لديه موعد غرامى 0

احمرت وجنتا جيمس ، ثم مرر يديه فى شعره وقال : يا الهى ، نعم ! انا ساقابل فتاة شابة لتناول العشاء سويا ، ولا اريد ان اتاخر 0

وفر اندريو المعلومات لميرسى حين قال : انها طالبة تمريض تعرف اليها فى احد اجنحة المستشفى ، اسمها آنى ، ولديهما طاولة محجوزة فى المطعم عند الساعة التاسعة والنصف 0

نقلت ميرسى نظرها باستغراب بين الرجلين ، وتلعثمت قائلة : يبدو انكما اجريتما حديثا هاما 0

بدا اندريو مقهورا لاول مرة فيما قال : انه امر طبيعى . حالما تاكدت من انه على ما يرام ، ومن انه ينوى زيارة شقيقته ، جلسنا فى البهو وتبادلنا الاسرار . فى وقت ما فى المستقبل القريب سوف نجرى لقاء عائليا لائقا ، اما الان ...

رفع اندريو احد حاجبيه السوداوين فى اتجاه جيمس ، ثم امسك باب المطبخ مفتوحا له . بسرعة دفع جيمس بقطعة من الورق الى يد ميرسى وقال : هذا صحيح . على الاسراع ! اختى ... هذا لك . انه شيك مصرفى يغطى كل ما دفعته لحسابى . لطالما شعرت اننى بغيض لانك اصريت على اعالتى وحرمت نفسك من اشياء كثيرة لاجلى . الان يمكننى ان ارد الدين لك 0

فغرت ميرسى فاها ، وابقته مفتوحا . اما جيمس فغمغم بكلام ما ، فمن الواضح انه كان ينتظر بفارغ الصبر ان يذهب فى سبيله . لكنه تابع : اتذكرين سندات المراهنة التى اشتراها لى والدى عند ولادتى ؟ حسنا ! سواء صدقت الامر ام لا ، فان احدها اصاب الهدف الرابح ! اراك قريبا ... وسوف اعرفك على آنى 0

عانقها جيمس بسرعة ، ثم تبختر خارجا من الغرفة ، اما ميرسى فارتخت رجلاها ما اضطرها الى الاستناد الى الطاولة ، فيما راح قلبها يخفق باضطراب ، وقد اطبقت باناملها على الشيك 0

تسلل صوت اندريو الى افكار ميرسى المدهوشة التى ابتلعت ريقها بصعوبة ، فيما قال لها : اتسامحينى ؟

جرت الكثير من الاحداث خلال الدقائق القليلة الماضية ، لذا كان من المستحيل تماما ان تستوعب اى شئ بشكل ملائم 0

-الانك ضربت جيمس المسكين ؟

سحب اندريو احد الكراسى وهو يتقدم نحوها ، ثم قال : اجلسى قبل ان تهوى الى الارض 0

اخذ بعدها الشيك الذى كان يواجه خطر ان تمزقه ميرسى ، فارتفع حاجباه لدى رؤية ضخامة المبلغ الذى كان جيمس يدين لها به ، ثم قال : لابد انك كنت تعطينه كل قرش جنيته يوما 0

ركزت ميرسى بصعوبة عن التصريح الذى قاله اندريو للتو وحضته قائلة : بالكاد . لقد صرفت معظم المال الذى جنيته فى ذاك العمل الاعلانى 0

احست بالاضطراب وهى تتساءل لما ضرب اندريو شقيقها جيمس اصلا ، ولما عاد بمزاج جيد ، فى حين انها توقعت ان يعاملها بخشونة ، لانها جعلته يظن ان شقيقها هو الرجل الجديد الذى دخل حياتها ، فذلك يتلاءم اكثر مع طبيعته . ارادت ميرسى ان تفهمه ان الامر لا يخصه ولا يعنيه 0

اوه ، فقط لو انه يغادر من جديد ، فيتوقف عن تعذيبها بدنوه منها ! انها على الاقل ستتمكن من استئجار شقة لائقة نسبيا بتلك الدفعة غير المتوقعة ، فتلغى حجزها فى ذلك النزل المريع 0

سحب اندريو كرسيا اخر ، فجلس فى مواجهتها . وتفحصت عيناه الفضيتان المتالقتان ملامح وجهها المكدرة . وقال : لم تخبرينى من قبل ان لديك شقيقا 0

dede77 17-09-11 09:50 PM

احست ميرسى انه على وشك ان يحطم دفاعاتها ويشعل فيها النار مجددا ، لذا اضطرت الى استجماع كل ما لديها من غرائز دفاع عن النفس لتذكره بحدة لاذعة قائلة : انت لم تسال . كنت مغيظا الى حد انك سالتنى ان كان لدى اى قريب مسن عاجز او اقرباء مرضى او اولاد غير شرعيين مخبئين فى مكان ما ! وانا اجبتك صدقا بالنفى 0

-لكنك تهربت من قول الحقيقة حين جعلتنى اصدق انك على وشك استقبال عشيق لكِ . لم تقولى لى انك تنوين اطعام شقيقك الاصغر . لماذا فعلت ذلك ؟

شعرت ميرسى بالخجل . لم يكن ذاك شيئا تفخر به ولو من بعيد . لكن لم عساها تعتذر عن خداع بدا لها حينها انه يحقق النتيجة المرغوبة ؟ الا يفترض ان يكون الهجوم افضل اساليب الدفاع ؟

احمر وجهها ، متجاهلة حقيقة ان اندريو افترض فى بادئ الامر انها كانت تنتظر صديقة لها ، فردت : انت دخلت الى المطبخ ، وقررت اننى انتظر رجلا ما ، وانا فى ملابس النوم مستعدة ... نظرت الى كما لو اننى من الفتيات الرخيصات ، ثم خرجت مبتعدا . ما الذى توقعت ان افعله ؟ ان ازحف خلفك متذللة لاخبرك بان الرجل الذى انتظر قدومه هو شقيقى ؟
منتديات ليلاس
اهتزت ميرسى حتى اعماق كيانها لدى رؤية ابتسامة اندريو المفاجئة ، ثم قال لها بنبرة اعجاب جعلتها تشكك بقدرتها على السمع : ان قدرتك التامة على عدم الزحف والتذلل معى ، هى احدى الامور العديدة التى احبها فيك 0

هبت ميرسى واقفة على قدميها ، واخذت اجراس الانذار بالخطر ترن فى راسها . سواء تخيلت ذلك الجزء المتعلق بالحب ام لا ، هاهو اندريو يقوم بالامر مجددا . انه يجعلها تحس بالضعف فى ركبتيها ، والارتخاء فى عمودها الفقرى . خشيت ان تصبح شديدة الشوق اليه ، وتتطلع قدما نحو اى شئ يريده منها ، وان تكون مهما يريد منها ان تكون . لكن باى ثمن ؟

نهض اندريو ايضا ، وقد بدت عيناه الجميلتان دافئتين فيما تلاقتا مع الزرقة العاصفة لعينيها الزرقاوين 0

انسحبت ميرسى بسرعة نحو الجانب البعيد من الطاولة ، متجاهلة ابتسامته المفتوحة ، فاطبقت يديها فى قبضتين محكمتين ووضعتهما على خاصرتيها 0

انها ليست معتادة على التعامل مع انصاف الحقائق والمراوغات . سوف تقر له بالحقيقة ، ولن تنزلق فى مجرى الحديث الى الاعتراف بانها مغرمة به حتى اعماق قلبه ، لانها ان فعلت ستضطر الى احتمال الاذلال والاهانة ، اما لانه سيمون ضحكا عليها ، او لانه سيشفق عليها 0

اخبرته بصوت لا يخلو من الارتعاش : جعلتك تظن بى ما ظننته لكى اجعلك تدعنى بسلام . قد اكون مخطئة ، لكنك بحسب ما قلت سابقا عن المستقبل وما شابه ، تركت لدى الانطباع بانك تنوى تكرار ذاك العرض المضحك بالزواج 0

ان صدى الرضى والارتياح الذى بدا فى صوت اندريو جعل ميرسى تشعركأن جلدها يحترق حين قال : ذلك ما كنت امل به . فبعد ان اكتشفت حقيقة من هو الرجل الذى يزورك ، استنتجت الامر بنفسى 0

لم يتدخل التفاخر بالنفس فى كلامه ! غضبت ميرسى وزاد ارتباكها حين تابع اندريو برقة متفوها بالحقيقة كما هى ،
منتديات ليلاس
فسقطت على راسها كوقع المطرقة ، حيث قال : لم تستطيعى الوثوق بنفسك بانك سترفضين عرضى بالزواج مرة ثانية . لذا ابتدعت عشيقا لكِ حتى تجعلينى ارحل !

آه ! ها هو اذلالها يبدا هنا بالضبط . لكن ميرسى صممت على التمسك بالحزم ، فقالت : اذا ما الذى يقوله لك هذا ؟ لا اريد ان اضطر الى سماعك تطلب منى الزواج مجددا ابدا 0

مشت نحو الفرن لتنقذ مقلاة البطاطا المشوية ، التى لم تعد الان مغرية للعشاء . ثم القتها على الطاولة بقوة غير ضرورية ،

وقالت : كل اذا كنت تشعر بالجوع . انا ذاهبة الى السرير . سوف اغادر صباحا ، ويمكنك الحصول على ورقة استقالتى مكتوبة 0

dede77 17-09-11 09:55 PM

احست ميرسى بالوهن والضعف الذى افزعها حين تقدم اندريو فوقف خلفها . استلقت يداه بسرعة فوق كتفيها ، ثم قال لها : انا لا اشعر بالجوع الا لشئ واحد 0

تجمدت ميرسى فى مكانها ، لكنها تدبرت ان تقول بصوت مخنوق : لا تفعل ذلك !

قال : لم لا ؟

علمت ميرسى انه يجدر بها التحرك والذهاب ، فاندريو خبير فى الاغواء ، فى حين انها غبية ضعيفة ، وهى تحبه ، وتحتاج اليه ... ادارها اندريو برشاقة نحوه ، حتى اصبحت فى مواجهته ، ثم امسك وجهها بين يديه برقة ، وقال : اذا ، اخبرينى لم لا تريدين ان تصبحى زوجتى ؟

راحت رجلا ميرسى ترتعشان بشدة الى درجة انها اضطرت ان تستند الى اندريو لتدعم نفسها . انها حقا ترغب بان تكون زوجته ، اكثر من اى شئ اخر . لكن ليس اذا كان لا يحبها ، بل ينظر اليها باعتبارها فرصة ملائمة . انها تريده ، لكن ليس باى ثمن 0

رفع اندريو راسها الذى كان مستقرا مدفونا فى كتفه ، فقال : اخبرينى ... انظرى الى عزيزتى ، وقولى لى الحقيقة 0

ابتلعت ميرسى ريقها بصعوبة ، ثم نفخت هامسة سؤالا بدورها : هل اخبرت كلوديا قبل ان تجرى عمليتها الجراحية انك تنوى الزواج بى والاستقرار ؟

وعلى الرغم من محاولاتها للتحكم فى نفسها ، الا ان دمعة منفردة سالت نزولا على جانب وجهها . عندئذ اطلق اندريو انينا ولف ذراعيه حولها ممسكا بها بقربه ، فقال : لا تبكى ... ! ليس هنالك ما يدعو للبكاء ، يا ملاكى 0
منتديات ليلاس
لطالما وجد اندريو فى الماضى ، ان دموع المرأة امر يزعجه ويشعره بالاشمئزاز ، فهى اداة احتيال تستخدمها للحصول على ما تبتغيه . لكن الامر بدا مختلفا مع ميرسى ، حبيبته . احس بحاجة حارقة ملحة مؤلمة لان يواسيها ، وان يجعل كل شئ على ما يرام بالنسبة لها 0

-هذا ليس مكانا ...

رفعها اندريو بتهور متميز طائش ، فحملها الى غرفة الجلوس ووضعها بكل احترام وتبجيل على اريكة مريحة . وبالكاد تمهل حتى لالتقاط انفاسه 0

راحت ميرسى تحتج بصوت مرتفع ، فقالت : ماذا تظن نفسك فاعلا ؟

انضم اندريو اليها على الاريكة ، مستندا على احد مرفقيه ، فيما سمرتها يده الاخرى حيث اجلسها تماما ، وقال : احاول ايجاد شئ مشترك بيننا 0

رطبت ميرسى شفتيها الجافتين بطرف لسانها وارتعشت بشكل خارج عن السيطرة حين لامست يده برقة خدها ملاطفة ، ثم تمتم : اخبرينى لماذا رفضت عرضى بالزواج ، وقلت انه مضحك 0

تصاعد التوتر داخل ميرسى واندفع نحو راسها ، فيما قاومت بشدة موجات الشوق الحار الذى تملك جسدها الغدار 0
خاضت ميرسى معركة ضاربة لمجابهة ردات فعل جسدها . لم تساعدها هذه الاحاسيس تماما على البقاء باردة هادئة ومتماسكة ، لكى تنطق باسباب رفضها للزواج بشكل جيد ، واضح ومختصر 0

لكن يجدر بها ان تحاول ذلك ، الان تماما . قبل ان تذوب بين ذراعى اندريو وتنسى نفسها فى غمره عناقه ، فليساعدها الله 0
منتديات ليلاس
جذبت ميرسى نفسا عميقا الى رئتيها اللتين كانتا على حافة الانفجار ... اخيرا تمكنت من التكلم ، بالرغم من ان لسانها قد التصق بسقف فمها الجاف ، فقالت : انا لن اكون وسيلة راحة تلائمك 0

اختفت ابتسامة اندريو الجذابة ، والتوى فمه وهو يقول : اشرحى لى الامر ، فبحسب معرفتى بك ، يمكننى ان اتفهم تلك العبارة لو اننى دعوتك الى اقامة علاقة غرامية قصيرة معى 0

اصبح لون عينى اندريو داكنا بشكل قوى فيما تفحص ميرسى بنظرة غير ثابتة ، وتابع : يا الهى ! انا اطلب منك ان تكونى زوجتى !

التغيير المفاجئ الذى طرا على اندريو ، فتحول من الاغواء الخطير الى رجل ايطالى ذى غرور غاضب ، جعل ميرسى تحس كأن دلو من المياه المثلجة قد انسكب على راسها .

dede77 17-09-11 10:01 PM

حاولت بذل اقصى جهدها كى لا تشعر باحساس الخسارة ، وتمتمت : الامر سيان 0

ثم ذكرته : انت اخبرتنى مرة بانك لن تتزوج قبل مرور سنوات طويلة ، وحين تقرر الزواج ، فذلك سيحصل بهدف الحصول على وريث ، وليس لاى سبب اخر . قلت انك ستختار امرأة تمتلك اموالا طائلة خاصة بها . فلم اخترتنى انا اذا ؟
منتديات ليلاس
تحمست ميرسى للفكرة التى تريد ايصالها ، فظهر الانفعال والغضب واضحين على ملامحها ، لان اندريو جعلها تفقد رشدها وتقع فى غرامه . وقوعها فى حبه جعلها تشعر بالالم الرهيب ، وتابعت منحرفة : سوف اخبرك ! لم يشعر والداك بالرضى على ما تفعله ابدا ، وشعرت بانك مشتت وانتابك الذنب الشديد عندما توفى والدك ، والان ، عندما واجهتك كلوديا بمشكلة قلبها الضعيف وبعمليتها القادمة ، صممت على الحصول على رضاها . اليس الامر كذلك ؟ لذا ، اخبرتها بانك مستعد لان تستقر وتتزوج وتمنحها الاحفاد . حسنا ! الم تفعل ؟ لم تكن قد سالتنى رايى بالامر حتى . لكن ، آه ... فكرت اننى قد اكون راغبة بالحصول على الثروة والمكانة الاجتماعية ، انه ربح اضافى نوعا ما . فانا امرأة متواضعة يسهل ارضاءها بالقليل ، وسوف اكون ممتنة جدا ، خادمة منزلية فقيرة تتزوج من رجل فاحش الثراء . يا لى من محظوظة ! ظننت اننى سابقى فمى مقفلا ، وانتظر فى المنزل وانا احيك ملابس الاطفال ، اما انت فتستمر فى اقامة علاقاتك الغرامية مع اولئك التافهات اللواتى يبدو انك تجدهن ضروريات بالنسبة اليك 0

كان الزخم والاندفاع قد نفذ من ميرسى ، فاحست ان فمها يرتجف 0

آه ! انه الان يعلم بانها رات الحقيقة من خلاله . الان هو الوقت المناسب له ليهب واقفا على قدميه ، مدفوعا بالغرور والتفاخر ، فيخرج من الغرفة بسرعة . لكنه لم يفعل ....

انحنى اندريو الى الامام وطبع قلبة خفيفة على يدها ، ثم قال : يا حبيبتى ! الان ارى انك مغرمة بى حقا 0

احست ميرسى بارتعاشة تزحف نزولا على امتداد عمودها الفقرى ، ثم تصعد مجددا . لقد اوضحت كل ما يدور فى خلدها من عوائق واعتراضات فكيف وصل الى هذا الاستنتاج ؟

تمتم وهو يقبل برقة راحة يدها : بعد ان تصنعت ذاك السيناريو المدهش ، اقول لكانت اية امرأة منطقية مكانك كانت لتهرع بالموافقة على عرضى الذى يوفر لها حياة ارتياح ورفاهية . وما من شئ اخر سوى الحب قد يجعل المرأة مترددة وخائفة كما هى حالك 0

تحركت اصابع اندريو نحو عنقها فوجدتا ضربات نبضها الشديد الاهتياج ، فيما تابع يشرح لها : لكنك انت ، يا جميلتى ، مختلفة تماما . اصبحت الامور واضحة الان . فقط امرأة مثلك انت ... امرأة مغرمة تضع الحب المتبادل فى مرتبة اعلى من عالم ملئ بالرفاهية والامان . رفضت عرض الزواج ، واقفلت السماعة فى وجهى بغير تردد ، خشية ان اتمكن من اقناعك بان تسمحى لنفسك ان تكونى زوجة ملائمة ، وهذا امر سيفطر قلبك الرقيق حتما 0

امسكت يد اندريو ذات الانامل الطويلة السمراء براسها وقربته من كتفه الصلبة ليرتاح عليها . ثم راحت تلك اليد تمسد شعرها برقة 0
منتديات ليلاس
تنهدت ميرسى وقد اجتاح معدتها سرب من الفراشات المرفرفة ، الا انها اطبقت يديها بقوة الى ان ابيضت مفاصل اصابعها ، لكى تمنع نفسها من التشبث به . بدت هذه المعركة الداخلية مع نفسها شنيعة جدا ، بعد ان علمت انه اكتشف سرها ، ما اعطاه القوة والافضلية عليها ، وهذا الامر زاد من حساسيتها وقابليتها للانجراح 0

رفع اندريو راسها مجددا ما جعلها تشعر بالحرمان الرهيب ، وقال لها : اصابك الذعر عندما سافرت حالا لاكون الى جانبك ، فجعلتنى اصدق انك تنتظرين عشيقا ما . لكنك لم تتيحى لى الفرصة ولو مرة واحدة لاخبرك كم اعشقك بقوة 0

dede77 17-09-11 10:06 PM

تمايل قلب ميرسى بالم ، فقالت : انت فقط تقول لى ما تعتقد اننى ارغب بسماعه 0

-لو لم اكن اعنى ما اقوله اكثر من اى شئ عنيته يوما ، هل كنت ساتصرف كالمهووس ؟ هل كان جنونى سيثور بسبب الالم والغيرة اللذين شعرت بهما ، الى درجة اننى اوقعت ارضا اول رجل رد على اسم جيمس ؟ لو اننى اردت زوجة ملائمة فقط لارضاء والدتى ، كنت ساغض النظر عن هفوتك المصطنعة ، وساحاول اقناعك بانك ستستمتعين بحياة رغد وامان مالى ، لو انك اسديتنى خدمة وتزوجتنى فى الحال 0

تمتمت ميرسى مصدومة : هل شعرت بالغيرة حقا ؟
منتديات ليلاس
ام عساه كان ببساطة غاضبا الى حد كبير ، لانها كما يبدو تفضل رجلا اخر عليه ، مما جعله يتصرف بعنف ؟ تمتمت وهى تخفض بصرها : اراهن على انك قلت لكل نسائك السابقات انك تحبهن كثيرا ، ايضا . واراهن على انك لا تبقى وفيا لمدة تزيد عن بضعة اسابيع 0

وضع اندريو اصبعه النحيل تحت ذقنها ليجبرها على النظر اليه ، قائلا : انظرى الى ، اقسم بحياتى اننى لم اغرم بامرأة من قبل ، ولم اقل يوما لاى امرأة اننى احبها ، لكن حبى لك غيرنى . سوف ابقى وفيا لك كالكلب لسيده ، ساكون عبدك الى الابد 0

تعهد اندريو باسراف مفرط . ثم تابع : اما اذا ظننت اننى قررت الزواج لارضاء كلوديا ، فانت مخطئة جدا . انا اخبرتها بذلك لاننى كنت واثقا من انك تبادليننى شعورى هذا ، فانا لم اشعر بهذه السعادة من قبل . اخبرتها لاننى لم اقع فى الحب من قبل ابدا طيلة حياتى ، ولم اكن قادرا على الاحتفاظ بالامر لنفسى فقط . فى الواقع ، توقعت منها ان تنهال على بالتوبيخ ، فتؤنبنى لاننى اخترت الزواج من مدبرة منزلى ، فتطالبنى بالبحث عن اصلك وسلسلة نسبك ، بالاضافة الى دفتر حسابك المصرفى . فى الواقع اعتقدت حقا اننى بعيدا جدا عن ارضائها ، واننى على وشك ان الطخ صفحتى فى نظرها من جديد . لم اكن اعرف فى تلك اللحظة بانها اعجبت بك بشدة 0

رق فم اندريو الانيق ، وتابع : على الرغم من انه كان يجدر بى معرفة ذلك ، فأى شخص يتمتع بعقل سليم لا يمكنه الا ان يحبك ؟

رمشت ميرسى بعينيها ، وابتلعت ريقها بصعوبة . انه يحبها حقا !لقد عنى ما قاله ! تساءلت ان كان ما تسمعه هو جوقة مرتلين من السماء ، ام انه ببساطة قلبها المغرد بسرور ؟ بشهقة هى اقرب الى الهذيان ، لفت ميرسى ذراعيها حول عنق اندريو وحدقت بعمق فى عينيه ، وسالته : متى ادركت انك مغرم بى ؟

-توقفى عن الكلام ! وعانقينى ...

عانقها اندريو بروعة واشتياق ، وبعد مرور بضع دقائق من الدوران بين ذراعى بعضهما ، رفع راسه ليبلغها بصوت ابح : نما حبك فى قلبى يوما بعد يوم ، فانت المرأة الوحيدة التى لم تسبب لى الضجر . انبتنى ، اغضبتنى ، سليتنى ، لكنك لم تضجرينى قط . بدات اتوق اليك ، وتطور الامر شيئا فشيئا حتى وقعت فى حبك بقوة وشدة 0
منتديات ليلاس
مرر اندريو يده برقة واعجاب حول وجهها ، ثم تابع : اريدك ان تكونى كذلك دوما 0

ردت ميرسى بشهقة متجاوبة : آه ! سوف افعل ، فانا احبك بجنون 0

اطلق اندريو باتجاهها ابتسامة ملتوية لطالما جعلت قلبها يتقلب ، ثم اعلمها برضى : اعلم انك كذلك حبيبتى . علمت ذلك اثناء مرضى ، حين جلست بقربى كى تدفئينى . جعلتك تعتقدين اننى اهذى واننى ام اتذكر اى شئ . لكننى كنت فى اقصى حالات يقظتى واهتمامى ، بل تذكرت كل لحظة . ثم خمنت انك ارتعبت من تصرفك ، فانت ابنة قسيس تلقت تربية صالحة فى طفولتها ، وليست معتادة على العبث فى علاقة لا تدوم لاكثر من ليلة واحدة . بعدئذ قررت ان اقامة علاقة غرامية مع مدبرة منزلى ليست فكرة سيئة حقا ، معتقدا ان الامور ستسير بشكل جيد فى المستقبل 0

-لذا ، جعلتنى ارافقك الى ايطاليا ! كانت تلك خطة مرسومة باحتيال و ....

dede77 17-09-11 10:13 PM

وضع اندريو احد انامله على فمها ليسكتها ، واعترف قائلا : فعلت ذلك بعد ان ادركت اننى اريد ان يستمر الامر طيلة العمر . وبالنظر الى الوراء ، اعتقد اننى كنت قد بدات اقع فى غرامك بعد ان ثار جنونى من شدة الغيرة ، لاننى سمعت صوت رجل فى غرفتك ، وذلك حين استضفت صديقة لك فى المنزل . من كان ذلك الرجل ؟ اهو جيمس ؟

شعرت ميرسى بالدوار لمعرفتها ان اندريو البالغ الروعة ، يحبها حقا . كما ان نظرات عينيه المحببة افقدتها قدرتها . جاهدت لتتذكر الحادثة ، فقالت له : اوه !

ثم غمزت بعينيها لتغيظه وتابعت : اوه ، ذاك الرجل ! دعنى افكر ...

الا انها لم تستطع تحمل جعله يعانى من ذرة شك تجاهها ، فلانت ملامحها ولامست بيدها جانب وجهه ، ثم اعترفت قائلة : كان ذلك دارن ، خطيب صديقتى كارلى . شعرت بالغيظ حين احضرته كارلى برفقتها ، لاننى كنت انوى طلب نصيحتها حول كيفية افتتانى بك ، لكننى لم استطع فعل ذلك بوجود دارن 0

ابتسم اندريو ابتسامة رضى ، وقال : اشكر الله على ذلك ! ابقى مفتونة كما انت 0

وعدته ميرسى ، عالمة انها لن تقول كلمة اكثر صدقا : سافعل افضل من ذلك بكثير . سوف ابقى واقعة فى حبك بجنون حتى الفظ انفاسى 0

-آه ، يا حبيبتى ! هل استحق ملاكا مثلك ؟

عانقها اندريو باندفاع وشغف ، ولدى احساسه بارتعاشة تجاوبها العميق وعدها بصدق : لن انظر الى اية امرأة اخرى ... كيف عساى افعل وانت تمثلين كل ما ارغب به يوما ؟ سوف اتغير . سوف اكف عن رمى جواربى فى كل مكان على الارض ، لكى تلتقطيها انت . سوف اكون رزينا رصينا و....

اشتعلت ميرسى ما ان اخفض اندريو راسه مجددا ليعانقها ، وبالكاد تدبرت الرد بقولها : لا سمح الله ! ان الرزانة والرصانة سوف تجعلانى اصاب بالسقم !

رفع اندريو راسه لوهلة ، وقد بدت بوضوح ابتسامته المثيرة ، فقال : فى تلك الحالة يمكننى ان اضجرك فى ايطاليا !

بعد ذاك الكلام ، لم يتبادلا اية كلمة لوقت بعيد ... لم يتبادلا سوى العناق الملئ بالاشواق والحب والشغف 0

***


روما ... مدينة السحر ! توهجت الشموع على الطاولة فى احد اكثر المطاعم تميزا فى المدينة . فى حين جلس اكثر الرجال وسامة فى العالم على الكرسى المقابل لميرسى ، وقد اسودت عيناه اخلاصا لها 0

لوح اندريو للنادل الذى حمل قائمتى الطعام كى يبتعد ، ثم وضع علبة صغيرة امام ميرسى ، قائلا : لتكن ذكرى اولى سعيدة لزواجنا ، يا محبوبتى . افتحيها !

لوهلة لم تكن قادرة على رفع نظرها عن عينيه ، ثم داعبت انامل ميرسى يد حبيبها الممازح ، فهى تحبه بشدة وقوة . انه مازال ساحرا جدا ، كما عرفته منذ سنة وبضعة شهور ، فهو لم يتغير كثيرا ، الا الى النواحى الفضلى . كان اندريو ما يزال متهورا ، فينتقل بها بخفة وسرعة الى مواقع غريبة ، لانه يعتقد انه ماتزال هنالك اشياء واماكن ينبغى ان تراها . واليوم هما قبالة اثار اوستيا القديمة 0

كما ان اندريو مايزال غير مرتب كما كان ، ولكن ... الم يوظف مدبرة منزل جديدة ؟ الم يستخدم الارملة غراى كى تساعدها على التقاط جواربه وعلى ابقاء منزلهما خاليا من البقع وتام النظافة ؟ كان اندريو ما يزال يعمل كالسابق ، فهو مازال النابغة المبدع الذى يقف خلف نجاح وكالة باسكالى ، لكنه انتدب مفوضا من قبله لملاحقة الاعمال اليومية التى تتطلب ركضا مستمرا ، كى يمضى معظم وقته برفقة ميرسى 0
منتديات ليلاس
كرر اندريو برقة ، فيما ارجحت ابتسامته روحها كالعادة ، فقال : افتحيها !

فتحت ميرسى العلبة وهتفت : آه ... انه رائع !

نهض اندريو ووقف كى يغلق السلسلة الذهبية الجميلة ذات الماسة الشبيهة بالدمعة ، حول عنقها . احتك ظاهر انامله برقبتها ، ما ارسل ارتعاشة سرور نزولا على عمودها الفقرى ، ثم ادارت راسها ورفعت وجهها لتحصل على عناقه 0

اخبرته ميرسى وهى تغمره بعد ان عاد الى كرسيه : ان هديتى لك مغلفة باحكام ولن تستطيع فتحها الان بالذات ، لكنها ستعجبك 0

تقوس احد حاجبيه السوداوين ، فهو يحب اسلوبها فى اغاظته . انه يحب بشدة كل ما يتعلق بميرسى ، فقال لها : اوه ! هل لدى ثلاثة تخمينات ؟

حصلت ميرسى على التاكيد الذى كانت تنتظره قبل ان يفاجئها اندريو برحلة روما . لابد انه سيطير فرحا ، فلطالما تحدثا عن العائلة والاولاد ، ووضعا الخطط للمستقبل . سوف ينتقلان للسكن فى الريف ، فى منزل فسيح ذى حدائق واسطبلات ، ويستخدمان مربية تساعدهما ...

كان اندريو مستلقيا الى الوراء ، فيما شبك ذراعيه خلف مسند الكرسى ، فبدا مرتاحا مطلقا العنان لنفسه . لذا طارت رغبتها باغاظته ولو قليلا 0

-بعد مرور حوالى السبعة اشهر سنصبح ثلاثة لا اثنين 0

سادت لحظة من السكون ، ثم اشرقت ابتسامته المشعة وقال : ياملاكى ! كم احبك !
منتديات ليلاس
مد اندريو يديه من فوق الطاولة متناولا يدى ميرسى . فرفعهما وقبل اناملها ، بينما فاضت عيناه الفضيتان بالرقة والحنان ، ثم تكلم بصوت اجش قائلا : هل انت جائعة جدا ، ام ان بامكاننا ان نعود الى الفندق فنطلب خدمة الغرف فى حال شعرنا بالحاجة الى الطعام ؟

-خدمة الغرف ، ارجوك !

نهض اندريو وميرسى وهما مايزالان ممسكين بيدى بعضهما ، وكانهما لا يستطيعان قطع التواصل بينهما . وقفا متغافلين عن ابتسامات النادلين الحائمين حولهما . وضع اندريو ذراعه حول خصر ميرسى الذى مازال نحيلا ، ورافقها الى الخارج قائلا بصوت ابح : اشعر برغبة ملحة لتفحص غلاف افضل هدية يمكنك ان تمنحينى اياها !



*****


تمت بحمد الله 0


قراءة ممتعة للجميع 0

أنس إسلام 17-09-11 10:28 PM

:55::55::55:

فتاة 86 18-09-11 12:50 AM

ملاكي الرائع ديدي
 
ديدي ديدي ديدي
شكراً حبيبتي
إنت ملاكنا بهلمنتدى
و إن كنت قد لقبت الرائعة حسن الخلق
بهذا اللقب
و لكنني إكتشفت أن ملائكة المنتدى الرائعين كثر
و إنت واحدة من أغلى ملائكة المنتدى على قلبي
يعطيكي العافية حبيبتي
و أكيد بإنتظار كل جديد من قبلك

:flowers2::flowers2:
:flowers2:

ندى ندى 20-09-11 03:34 AM

ممتعه ورائعه

كن فيكون 20-09-11 09:00 PM

يسلموووووووووووووووووا
على الروايه اكثر من رائعه

اربيلا 21-09-11 12:33 AM

تسلم الايادي يا ديدي

احلى عيدية

شكرا

دلوعة فلسطينيه 21-09-11 03:16 AM

حبيبتي دايما اختيارتك للروايات رووووووووووووووووووعة
:liilas::55::55::55::55::8_4_134::55::55::55::55::liilas:

sara00 21-09-11 06:45 PM

:55::toot::55:
مشكــــــــــــــورة

ربي اسالك الجنة 23-09-11 07:07 AM

يسلموووووووو حبيبتي الروايه جنااااااااااااااااااااااااااااان الله يعطيكي الف مليووووووووووون عافيه ودمتي في ود 0

شووقهـ 25-09-11 03:04 PM

رواية تاخذالعقل

يعطيك العافية يالغلاااا

فعلاااا جداااا راااائعة

مودتي لكِ

sara00 27-09-11 02:59 PM

مشكــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــورة
:lol::lol::peace::lol::lol:

طيف السما 28-09-11 01:16 AM

شكرااااااااااااااااااااااااا الروايه رائعه

فداني الكون0 28-09-11 02:25 AM

واو الروايه روعه
يعطيج العافيه

مهندسة الرى 03-10-11 10:49 PM

قصة رائعة سلمت يداك يا عزيزتى دى دى

ام ريماس 1 05-10-11 01:55 AM

جميلة جداً الثصة
تسلمي

نجلاء عبد الوهاب 25-10-11 07:52 PM

:ma1::ma1::ma1::ma1::ma1::ma1::ma1::ma1::ma1::ma1::ma1::ma1: :ma1::ma1::ma1::thrasher::thrasher::thrasher::thrasher::thra sher::thrasher::thrasher::thrasher::thrasher::thrasher::thra sher::thrasher::rdd12zp1::rdd12zp1::rdd12zp1::rdd12zp1::rdd1 2zp1::rdd12zp1::rdd12zp1::rdd12zp1::rdd12zp1::rdd12zp1::rdd1 2zp1:

ملك فارس 20-05-12 04:22 AM

بصراحه مش عارفه اتكلم الروايه تجنن وتهبل روووووووووووووووووعه والله تسلم الايد اللى كتبتها بجد روووووووووووعه

سومه كاتمة الاسرار 23-05-12 12:53 AM

رووووووووووووووووووووووعه اختيار موفق ياعسل تسلمين عليه
:8_4_134:

امبراطورية ع 28-05-12 08:44 PM

روايه جميله جدآ تسلم اناملك

ملاك جماع 30-05-12 08:24 PM

ليلاس
 
شكرا على الرواية الجميلة :peace:

الجبل الاخضر 12-02-13 01:36 PM

رد: 433- وداعا يا ملاكى ! – ديانا هاملتون (كاملة )
 
تســــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــلمي ياعسل ننتظر جديدك

سماري كول 13-02-13 04:40 PM

رد: 433- وداعا يا ملاكى ! – ديانا هاملتون (كاملة )
 
الرواااايه مررررررررررررررره روعه

one star 13-02-13 08:42 PM

رد: 433- وداعا يا ملاكى ! – ديانا هاملتون (كاملة )
 
رووواية رووووووووووووووووعة تسلم ايدك يا قمر

غرشوه 20-02-13 02:02 PM

رد: 433- وداعا يا ملاكى ! – ديانا هاملتون (كاملة )
 
تسلم اناملك ع الروايه الرائعه ثاانكس

حسين كلاسك 29-10-14 10:01 AM

رد: 433 - وداعا يا ملاكى ! – ديانا هاملتون ( كاملة )
 
روعة شكراً يا احلى منتد:dancingmonkeyff8:ى وأحلى كاتبات و مشاركات

هناء عبدالرحمن 02-11-14 10:15 PM

رد: 433 - وداعا يا ملاكى ! – ديانا هاملتون ( كاملة )
 
رواية ممتعة ممتعة بمعنى الكلمة شكرا

لبني سرالختم 19-02-15 12:23 AM

رد: 433 - وداعا يا ملاكى ! – ديانا هاملتون ( كاملة )
 
روايه رائعه من يديك ياعسل ومشكوره علي المجهود

نور الصباح المشرق 19-02-15 06:39 PM

رد: 433 - وداعا يا ملاكى ! – ديانا هاملتون ( كاملة )
 
يسلموووووووووا حبيبتي :liilas:

اغصان الزيتون 05-04-15 09:55 PM

رد: 433 - وداعا يا ملاكى ! – ديانا هاملتون ( كاملة )
 
رواية استمتعت بها كثيرا
شكرا لكي

راية الاحزان 16-11-15 08:13 PM

رد: 433 - وداعا يا ملاكى ! – ديانا هاملتون ( كاملة )
 
جميله جداا

الشاعر الزعابي 17-11-15 10:20 AM

رد: 433 - وداعا يا ملاكى ! – ديانا هاملتون ( كاملة )
 
رائعه رائعه جدا

اسيره الذكريات 01-02-17 06:37 PM

رد: 433 - وداعا يا ملاكى ! – ديانا هاملتون ( كاملة )
 
روايه روووووووعه

doda qr 26-04-17 06:19 PM

رد: 433 - وداعا يا ملاكى ! – ديانا هاملتون ( كاملة )
 
رووووعه الروايه يسلمو

سماري كول 30-01-18 02:56 PM

رد: 433 - وداعا يا ملاكى ! – ديانا هاملتون ( كاملة )
 
الرواية واااااو

روني القمر 23-03-18 09:11 PM

جمييييييلة
شكرا ليك

paatee 02-05-18 10:35 PM

رد: 433 - وداعا يا ملاكى ! – ديانا هاملتون ( كاملة )
 
رااااااائعه تسلم ايدك وشكرالك على مجهودك واختبارك الممتاز


الساعة الآن 12:43 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية