منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f449/)
-   -   1116 - فرصة ثانية للحب - ماري فيراريللا - دار النحاس ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t166500.html)

فتاة 86 26-08-11 01:53 AM

1116 - فرصة ثانية للحب - ماري فيراريللا - دار النحاس ( كاملة )
 
:98yyyy:
مرحبا حبايبي

حابة ليوم شاركن برواية من دار النحاس
على أمل أنو تنال إعجابكن
و حابة أهديها للغوالي ريحانة(مع شكري لصبرك علي) و نونا1979 و هدية القلب
للأمانة الرواية منقولة فألف شكر للأخت يلي تعبت بكتابتها
فرصـة ثانية للحـب
( 1116 )
ماري فيراريللا

الملخص


أغرم تشايس راندولف بجينا ديلمونكو بسرعة خاطفة , وبخلال أيام أصبحت زوجته , لكن زواجهما لم يستمر طويلا رغم العاطفة الكبيرة والوعود , والآن عادت جينا الى حياته ...
فى السراء أو فى الضراء .
الزوجة السابقة .
أحبت جينا تشايس بجنون ... لكن الحياة معه قادتها إلى العذاب , والان أجبرا على العمل معا جنبا الى جنب , وهو الذى يثير غضبها ... لكنه جذاب كما هو دائما .
شئ ما وضع تشايس وجينا معا , مقدما لهما فرصة ذهبية لمستقبلهما ولانشاء عائلة ما فكرا بها يوما ...

فتاة 86 26-08-11 01:56 AM

مقدمة
 
مقدمة

حدق تشايس بجينا , وكاد أن يقسم ان حظه تعيس .

وما التفسير الذى يعطيه لوجودهما معا هكذا ؟
فجأة ها هما يعملان معا لدى زبون واحد . والاف الأفكار والكلمات , والاحداث تتجمع فى فكره .
جينا . لقد ازدادت جمالا وفتنة . كيف يحصل ذلك ؟

شعر بغصة فى صدره .
وكأن شيئا ما يحاول أن يبرهن له انه يستطيع التخلص من الاحساس بها , ربما لم يستطع حقا .

فتاة 86 26-08-11 02:00 AM

الفصل الأول


لم يتأخر مرة فى حياته .

هذا اذا كان الامر يعتمد عليه فقط ابدا .
حتى عندما كان طالبا , وليس محترفا . على المحاسب ان يكون شديد التدقيق فى التافهة والتفاصيل , وهكذا هو تشايس , فى كل نواحي حياته .
ولقد بنى لنفسه شهرة كافية حيث أصبح يدعى تشايس راندولف المميز . علقت زوجته السابقة بثورة من الغضب انه ولد فى عالم من الدقة والمحاسبة .
وهكذا عندما وجد نفسه متأخرا عشرين دقيقة عن موعده شعر بإنزعاج حقيقى . ما كان ليتأخر في الواقع , لو لم يستسلم لفضوله ويجيب على الهاتف قبل أن يغلق الباب الرئيسى لبيته وهو يغادر . حدث ذلك وكأنه سيفقد شيئا ما .
مع ان لديه كل التكنولوجيا الحديثة فيما يتعلق بالهاتف هذه الأيام . من سماعة الانتظار الى تسجيل آخر مخابرة وألة للاجابة على المواعيد مع آلة فاكس مميزة .
على الرغم من كل هذا , لسبب ما , عندما سمع رنين الهاتف هذا المساء , وكان هناك احساس قد سيطر عليه ليعرف الآن , وليس فيما بعد , من المتصل .
منتديات ليلاس
اذا سأله أحد ما لماذا , لما وجد تشايس شرحا لذلك . فهو لا يحب التحدث على الهاتف حتى .
مهما يكن , كان هناك احساس لا يقاوم بالإجابة على الهاتف عندما رن .

تكافأ بسبب حشريته غيرالمعتادة , باتصال خاطئ واعتذار , وبعدها .
ما ان وضع سماعة الهاتف مكانها .
حتى رن الجرس من جديد وكأنه على المسرح . هذه المرة كان الاتصال من رجل مصمم ان يقنعه على الموافقة على عرض مجانى بالذهاب الى البحر لمدة معينة . تمكن تشايس من التخلص منه بسرعة وقطع الاتصال .
تمتم ساخرا من نفسه , واسرع بمغادرة المنزل قبل ان يرن الهاتف ثانية .

بعد مرور خمس دقائق .
كان منشغلا بازدحام السير الذى رأى انه كذلك لسبب وحيد هو ازعاجه فقط , يبدو وكأن كل سيارة مؤهلة للسير على شاطئ نيو بورت وكل المناطق المجاورة قد صفت بالطابور فى بولفار جاموري , ومتجهة فى ذات الاتجاه .
كل هذا لم يخلصه من مزاجه السيء . فهو يكره أن يتأخر .
كما وان فعله هذا يذكره بجينا . جينا , التي كانت تتأخر فى كل موعد , حتى فى موعد زفافهما . كان من الأفضل , لو انها لم تحضر ابدا , هذا ما فكر به وهو يشعر بالحزن . كان لا يزال يفكر بها كحلم رائع , لا مجال للحصول عليه بدلا من الواقع الأليم الذى رآه .

فتاة 86 26-08-11 02:02 AM

أخيرا حلت مشكلة ازدحام السير , ورأى ان هناك القليل من السيارات تتجه بنفس الاتجاه عندما انعطف نحو شارع ماك ارثر . فكر انه لمن الغريب ان الطريق الممتدة امامه مهجورة هكذا . لكن هذا يعطيه الفرصة ليعوض ما فاته من الوقت .

نظر تشايس الى المرآة الخلفية ليتأكد ان ليس هناك شرطى سير على دراجته مختبئا فى مكان ما , منتظرا لكي يضبطه متلبسا , فبالكاد الليل قد هبط .

وبقليل من الحظ , لن يتأخر أكثر من عدة دقائق . على الأقل يستطيع ان يحاول . وعلى الفور زاد من سرعته .

بدأ توتره يزول تدريجيا وكأنه حمل ثقيل وانزاح عن كتفيه . ادار تشايس الراديو وسمع أغنية قديمة ومن دون أن يدرك , بدأ يغنى معها .

أدرك بعد لحظة انه يغنى اغنية كانت من قبل " اغنيتهما " هو وجينا . توقف تشايس عن الغناء ودار مفتاح الراديو .

الكل في الكل , فكر بعناد ان حياته تسير بشكل مذهل . فبعد فترة قصيرة – ان لم يحسب الساعات الطوال التي يمضيها فى العمل ليلا – سيتدبر امره ليصبح شريكا فى شركة لوسون , دوغرتي ولاين للحسابات . ومع ربح أكيد وارتفاع ذو قيمة فى الاجر سيحقق حلمه , لقد ذهب تشايس وعاين فيلا فى شاطئ نيو بورت . كان دائما متشوقا ومنذ وقت طويل للانتقال من تلك الشقق الصغيرة للعازبين التي يقيم فيها منذ طلاقه .

تجهم واضح ظهر على وجهه .

الطلاق – لم يفكر بهذا الأمر منذ فترة مؤخرا . ولقد ظهر الان كنقطة سوداء فى صفحة بيضاء . لابد ان الاغنية هى من ذكرته بطلاقه . ذكرته بذلك الزواج العاصف الذى مر به .

تأمل مفكرا , لابد انه كان مجنونا ليفعل ما قام به .

كان من الجنون ان يتزوج بها , جنون كامل . لكن بعد ذلك , انشغل بالظلال التى تعكسها الأضواء على جانبى الطريق , كل شخص لديه القليل من الجنون وجينا هى جنونه الخاص .

جينا بشعرها الأسود الطويل , وعيناها الزرقاوان المشعتان لكنها لم تكن الا الجنون بعينيه مع قد ممشوق .

عاطفية جدا او ما يعتقده خطأ فى الحب لقد تعرف عليها لمدة ثلاث أسابيع فقط قبل ان يقدم على القيام باكثر الامور غباء فى حياته كلها .

الاكثر غباء والاكثر طيشا .

العمل الوحيد الذى قام به بتهور وطيش , صحح لنفسه بصمت , لقد تزوج منها . لابيت له , ولا عمل , ولم يكمل الثانية والعشرين من عمره كما وانه نال الدبلوم فى تلك السنة وتزوج ايضا .
تزوج بسرعة , وندم على مهل , اليس هذا هو المثل الشائع ؟ لقد ندم , آه هل ندم حقا . قصة حلمه الوحيدة والتى اعتقد انها اصبحت حقيقة تبدلت لتصبح مأساة سيئة فى كل يوم .

فهما لايريان شيئا بنفس الطريقة ينظران الى المشاكل من وجهة نظر مختلفة تماما والذى يراه مشكلة هي لاتفكر به حتى والعكس صحيح .

وبسرعة قصوى بدا من الواضح ان لاشئ مشترك بينهما . لاشئ ما عدا العلاقات الحميمية بينهما .

وعلاقات سيئة جدا فيما عدا ذلك .

لقد مر عام على زواجهما وبدأ يشعر وكأنه فى حرب دائمة . فالشجار دائم لا يقارن بلحظات قليلة من الحب . ومن المؤكد ان لا مجال لهما للعيش هكذا فى خلاف وصراع دائم , وهو فى حالة من التربص بانتظار انفجار جديد .

هذه الحياة هى اكثر هدوء واسهل بكثير لاعصابه وعمله .

ادرك تشايس انه قد شد بقوة على عجلة القيادة فأرخى قبضته . تساءل ما الذى تفعله فى هذه الايام . هل تزوجت ثانية وهى تنكد حياة شخص مسكين كما فعلت معه .

أصابه احساس حاد بالغيرة وكأنه يطعن برأس خنجر صغير احساس يشعر به دائما عندما يفكر بأن احدا ما مع جينا يحبها وتحبه . علم انه يتصرف كالغبى . فبعد كل شئ هى لم تعد من اهتمامه وهو بالتأكيد أفضل حالا بدونها مما كان عليه وهو معها .

أحيانا يحتاج لمزيد من الوقت ليقنع نفسه أكثر من وقت آخر . لكن بالرغم من ذلك فهى الحقيقة .

نظر تشايس الى الساعة فى لوحة أجهزة القياس . ترفض الدقائق ان تتوقف وهى تركض مسرعة . نفخ فى الهواء وزاد من سرعة سيارته . على الرغم من ذلك من المحتمل ان يصل متأخرا أكثر من خمس وعشرين دقيقة على الموعد من الزبون الجديد للشركة . المليونير الشهير الذى يدعى نيكولاس جيمس .

فكر تشايس بشريكه الأكبر سنا . لن يسعد ريد بهذا التأخير . لقد ورث ريد لوسون مقعده فى الشركة من والده وهو الذى يديرها الان.

فتاة 86 26-08-11 02:04 AM

لقد وجه ريد سياسة الشركة منذ وقت طويل وبمهارة بنى شهرتها الواسعة . واى شخص يعمل لديها يعرف ان بإمكانه ان يجمع رقمين على الأقل وببطء شديد لكن موهبته الحقيقية فى ايجاد الاشخاص المناسبين للعمل . أشخاص , فكر تشايس بفرح مثله .

تنهد تشايس مخففا من فقدان صبره وقال لنفسه مشجعا ان تصل متأخرا خير من ان لا تصل أبدا .

لكنه لا يؤمن بذلك حقا .

جاهدت جينا ديلمونكو بقوة ان تحاول الضغط على سيارتها الباج . لكن الضغط سيمزق حذاءها ويؤلم قدمها . ومن المؤكد لن يصيب السيارة اى اذى . تنهدت وهى تهز برأسها . اى مأساة حدتث لها فى هذا الوقت .

نظرت بغضب الى غطاء السيارة . شعرت وكأن محرك السيارة يضحك عليها . فكرت . الوحش .
منتديات ليلاس
لقد أسمت سيارتها بروتس لانها اعتقدت انها تشبه ذلك الاسم ولها ذات المعنى " المتوحش " لقد سببت لها المشاكل منذ اللحظة التى وقعت فيها على اوراق ملكيتها . ولقد غيرت اسمها من اوليفر الى بروتس منذ الشهر الثالث على اقتنائها .

تطلق جينا الاسماء على كل شئ , للاشياء الحية او الجامدة . انها عادة قديمة وما زالت محتفظة بها منذ طفولتها . النباتات على نافذتها لها اسماء كذلك الكمبيوتر التى تعمل عليه . عندما كانت طفلة كانت تملك مخيلة واسعة شعرت انها الطريقة الوحيدة لتتمكن من تحمل وحدتها .

تصورت فى مخيلتها جماعة من الاصدقاء الخياليين . وهذا ساعدها كى تملأ الفراغ الذى تشعر به فى كل مرة كان والداها يتنقلان فيه الى مكان آخر ان لم يكن مقاطعة اخرى . لايحتاج الاصدقاء الخياليون الى امتعة والى لحظات قلقة فى التعارف من جديد انهم دائما معها فى كل مرة تكون الطفلة الوحيدة فى المبنى .

كبرت عادة تسمية الاشياء معها حتى عندما اصبحت شابة . لقد اعتبر تشايس ذلك سخافة وضحك عليها . ولقد سبب لها ذلك الألم .
أوقفت نفسها عن التفكير عندما شعرت أن أفكارها تقودها نحو ذكريات معه . وهى لا تعلم لماذا بعد مضى اربع سنوات تجد نفسها تفكر فيه فجأة .

تفكر به وتشتاق إليه ...
لا , هى لا تشتاق اليه ... تنهدت براحة وهى تصحح لنفسها , الحياة معه كادت ان تفقدها رشدها . فهو لا يملك اية مخيلة فقط اهداف , لكنها تذكرت لحظات السعادة معها .

اغمضت جينا عينيها وكأنها تحاول ان تمحى تلك الصور من مخيلتها .
لا وقت لديها لاحلام النهار . فهناك مشكلة الان بين يديها .
زحفت الظلمة من حولها لفت المنطقة بلون رمادي ناعم لكن هذا زاد من تجهمها .

حسنا . لم تعد الطفلة الصغيرة للملازم ديلمونكو , لكنها بالتأكيد تتمنى لو انها أخذت منه خبرته المهنية . فيما لاشك فيه الان لكانت لا تقدر بثمن . رفعت طرف كم سترتها الصيفية البيضاء الى الاعلى ونظرت الى ساعتها فى الضوء الباهت لقد قاربت الساعة السابعة . وهاهى قد تأخرت .
لأول مرة فى حياتها تذهب باكرا الى موعد عمل , وانظروا الى اين اوصلها هذا . بعيدة نصف ميل او اكثر عن موعدها المقصود .
منتديات ليلاس
تنهدت جينا وهى تنظر الى سيارتها بحقد وغيظ , ما كان يجب أن يحدث هذا . لقد احضرت سيارتها على الفور من قسم الصيانة . فكرت برينيه , وهى تهز برأسها , جالسا فى المطعم يطرق على الطاولة بأصابعه الطويلة والموهوبة .

تعلم انه سيكون قلقا وحائرا لكن لا مجال للحؤول دون ذلك. ابتسمت بالرغم منها وهى تفكر بشريكها المتحفظ . انه يكبرها بعشرين عاما او اكثر . مع انه لم يعترف الا بالعشرين سنة فقط . يملك رينيه دوبوا مقدارا كافيا من الخبرة بالنسبة الى العمل الصغير الذى أسسته بالمبلغ الصغير الذى كانت تملكه . كان صبورا , وبطريقته الخاصة , وبلطفه معها ساعدها وأرشدها لتصبح صاحبة اسم ناجح فى عالم الديكور اليوم .

تمتمت : " انت على حق دائما رينيه . " كان دائما يصر عليها ان تحصل على هاتف نقال . او على الاقل هاتف فى سيارتها . لكنها عنيدة , فهى تتمتع بالحصول على مقدار معين من الحرية والتهور . لذلك قاومته . كما وانها , ليست ممن يحبون الالات , مع ان كل العالم يبدو مولعا بها .

تساءلت , ربما لهذا هي من الطراز القديم .

لدى زوجها السابق تفسير آخر للأمر . عنيدة وقديمة الطراز . وهذا لديه معنيين , اليس كذلك ؟ ابتسمت . فى اللحظة التالية , اختفت الابتسامة , ها هو ثانية , تشايس , يعود الى فكرها لأقل عذر ممكن . تشايس زوجها السابق . بعد مرور أربع سنوات , مازال من الصعب عليها ان ينطبق ذلك عليه . لقد كان جزء مهما فى حياتها , وان يكن لوقت قصير , كان من الصعب ان تلصق به نعت أكثر من اسمه , تشايس .

معنى اسمه يعنى كل شئ , المطاردة , التعقب , الصيد .

فكرت , تبا , لن يوصلها ذلك الى اى مكان , على الأقل لن يوصلها الى موعد عملها .

ضاقت عيناها وهى تنظر الى سيارتها " حسنا , بروتس . سأصعد الى السيارة وأدير المحرك . ستسيرين على أحسن ما يرام , أليس كذلك ؟ "

تنهدت بعصبية , وجلست وراء المقود . اغمضت عينيها , وأخذت تتمتم قبل ان تدير المفتاح . لاشئ .

حتى ولا صوت اى فرقعة . كانت السيارة كالحجر البارد الجامد .

فتاة 86 26-08-11 02:05 AM

عادت جينا الى الوراء , وهى تشعر بغضب ساخط , وقالت : " هذا ليس امرا جيدا , بروتس , ارى انى سأستعمل سيارة قديمة افضل منك فى المستقبل " ضغطت على دواسة البنزين , حاولت ثانية , اكثر من ذلك . مع ذلك لاشئ . ألقت جينا رأسها على المقود وأخذت تستجمع أفكارها . لديها خيارين , إما أن تجلس حتى يقلق عليها رينيه ويأتى للبحث عنها . أو أن تبدأ بالسير . افترضت ان المركز التجاري الذى يحتوى المطعم الذى ستلقاه فيه ليس بعيدا . مع انه يبدو بعيدا كثيرا ان ذهبت اليه على قدميها وليس فى السيارة .

نظرت جينا الى حذائها . لم تكن تنتعل ما يناسبها لتمشى على الطريق العام . لكن مع ذلك , لم ترتدى الثياب المناسبة كي تسير أو تركض , لقد ارتدت ما يناسب عشاء عمل . فالعمل هو السبب الرئيسى لهذا الموعد .

كلمات جعلتها هى وشريكها تركضان لهذه الفرصة . لقد سمعا ان ممولا كبيرا قد اشترى فندق فى البيكوركيو ويريد اعادة فرشه وترتيبه . ولأن لديه ارتباطات كثيرة ومواعيد عمل , طلب نيكولاس جيمس منهما ان يلقياه فى مطعم للعشاء , فكرت فى المال المضاف على راتبها ورات انها قادرت على مقابلته على ظهر موبى ديك اذا كان هذا الحوت موجودا فى الحقيقة . فكرت , بكل الاحوال . انه موعد , يتم الان بدونها .

قالت كلمات عدة الى بروتس اختارتها من عدة كلمات كان يمطرها بها والدها . نزعت جينا المفتاح من المحرك وخرجت من السيارة .

رمت بسلسلة حقيبتها الصغيرة على كتفها الرقيق ونظرت الى الطريق . ليس لديها اى خيار إلا السير الى هناك .
لم تكن تمانع بالسير على الطريق . فالرياضة مفيدة جدا بكل الاحوال . وعادة , فى الطقس الماطر او المشرق , وفى معظم الايام كانت تركض لوقت طويل حيث تعيش . اما الذى يزعجها الآن هى ان تسير هذه المسافة الطويلة وطول كعب حذائها أربع انشات نظرت جينا مطولا الى الطريق , لم ترى سيارة اخرى لعدة دقائق . وهذا امر غير طبيعى بالنسبة الى المكان لكنها ليست من النوع التى ترفع يدها طلبا لركوب اية سيارة . مهما كانت متفائلة , ومهما كانت تعتقد بحسن نية من سيوصلها , لكنها لن تخاطر بذلك . على عكس رأى تشايس بها , فهى ليست غبية , فالجرائد ملئ بحوادث من كل الانواع بسبب الثقة العمياء .

تشايس مرة ثانية . لما تعاود التفكير به هذه الليلة ؟ قطبت حاجبيها . وكأنها تحاول ان تبعده عن أفكارها . ما الذى يحدث لها بكل الاحوال ؟

تخلت عن افكارها . وركزت اهتمامها نحو الباب الكبير للمركز التجارى ,هى تتمتم : " ابدأ بالمسير , جاك " وبدأت جينا السير .
استدار تشايس بسرعة فائقة . جعلت دواليب السيارة تصدر اصواتا معترضة بينما هو استمر فى المحاولة لأن يعوض عن الوقت الضائع . لم يعد امامه الا ثلاثة أميال . وان ساعدته الاشارات الضوئية وكانت لصالحه سيتمكن من الوصول خلال خمس دقائق .


مر بسرعة امام سيارة باج متوقفة الى جانب الطريق وبدون أن يفكر تساءل ما الذى حصل لها . معظم الوقت تتوقف السيارات لعدم وجود ما يكفى من الوقود فيها . مهما كان السبب , على من تركها يجب ان يترك الأضواء فيها مضاءة . والا , قد يصطدم بها احد خلال الليل . انه شخص عديم المسؤولية . هكذا حكم عليه .
هذا الشخص يماثل جينا . وفى الحقيقة , السيارة تشبه كثيرا السيارة التى تملكها جينا .

فاجئته الفكرة التى لمعت برأسه . لماذا يحدث هذا معه الان . من كل الاوقات ؟ لما تخطر على باله كثيرا هذه الليلة ؟ لقد اعتقد انه تخلص من التفكير بها . قبل اليوم , توقفت عن التسلل الى افكاره فى لحظات معينة . متى كان يفكر بها , عندما كان يخرج برفقة امرأة ما .


من المضحك كيف كانت المواعيد تنتهى بعد ذلك , مع ان تلك النساء , حسب رأيه أفضل من زوجته السابقة .

من الواضح انهن لسن كذلك .

ربما , كالمصاب بمرض الملاريا , لن يتخلص ابدا من العوارض التى تسببها له . لكنه يأمل ان يشفى , فقط يأمل بالشفاء .

* * *


وصلت جينا اخيرا الى المطعم , وهى تلعن حظها السئ الذى عطل سيارتها الليلة من بين كل الليالى . دخلت , وهى تشعر انها ليست بحالة جيدة .


كان المدخل مضاء وشعرت على الفور بالهدوء والراحة يسيطران عليها . لقد اختار نيكولاس جيمس ان يدير اعماله هنا . واذا كان المكان لديه أية صلة بالشخص نفسه , فانهما سيتفقان معه بالتأكيد .


اقترب منها رئيس الموظفين ما ان اقتربت من البهو الكبير وقال : " طاولة لشخص واحد ؟ "


لم يكن لديها اي فكرة لما شعرت بوحدة قاتلة من سؤاله . كان هناك العديد من المرات حيث طلبت طاولة لشخص واحد , ولم تفكر حتى بالامر . اما الليلة , ولسبب ما , يبدو الامر مختلفا .


قالت مصححة له : " لا , اننى على موعد مع نيكولاس جيمس "


لمعت عيناه وقال : " آه . نعم , معظم الرجال قد حضروا "


قالت بحيرة : " معظم ؟ " على حد علمها . انه ما عداها , هناك فقط رينيه مع جيمس سيحضران للعشاء الليلة . فاذا كانا هنا معا , فمن اين اتت كلمة معظم اذا ؟ لكن رئيس الخدم كان قد التقط قائمة الطعام الصغيرة والمذهبة وسار أمامها الى الطاولة فى مكان خاص .


رأت جينة بدهشة , ان رجلا ثالثا كان يجلس الى الطاولة . لم يكن لديها فكرة بوجوده . من المحتمل انه احد مساعدى جيمس .

التقت عيناها بعينى رينيه وهى تقترب من الطاولة فابتسمت له ابتسامة اعتذار . لقد اعتاد عليها ان تصل دائما متأخرة , لكن لم يحصل هذا مطلقا فى موعد عمل . رأت جينا ملامح الضيف واضحة على وجهه وعلى شفتيه المطبقتين . هز رينيه رأسه باتجاهها قائلا : " حسنا . آنسة ديلمونكو وصلت متأخرة "
وقف نيكولاس جيمس بجسمه الطويل والضخم ليحيها . واضعا كوبه جانبا ليصافحها قائلا : "آه . آنسة ديلمونكو , كنت للتو اقول للسيد دوف هنا ...
" دو بوا " صحح رينيه للرجل بصبر واضح .
ضحك جيمس , من دون ان يعطى الملاحظة اى اهتمام وقال : " مهما يكن ... كنت بالتأكيد سأفتقد لرؤية ضحكتك الحارة .
وكنت سأفقد الأمل من نعمة وجودك بيننا "
اعادت يدها بسرعة , وجلست بامتنان على مقعدها وقالت تتحدث مع جيمس , مع انها بالحقيقة ترغب فى قول ذلك لرينيه .
قد يكون لها اسم الآن فى عملها , لكنها تحترم رينيه كمثل الطالب الذى يحترم استاذه . ارادته ان يعلم انها لم تتاخر بطيبة خاطر منها : " لقد توقفت سيارتي بالكامل فى بولفار ماك اثر "
" تعطلت ؟ ثانية ؟ " هز رأسه من كلماتها وتابع : " لقد كانت منذ فترة قصيرة فى قسم الصيانة , أليس كذلك ؟ "
" كان على ان ارميها , واعتقد ان هذا هو الخيار الأمثل
"كلامها هذا جعلت الرجل غير المعروف بالنسبة لها يبتسم . نظرت اليه وتساءلت من يكون ولماذا اختار جيمس ان يدعوه فى ذات الوقت الذى يريد التحدث فيه مع مهندس الديكور .


يبدو ان نيكولاس جيمس لاحظ الفضول فى عينيها لكنه يبدو انه ليس فى عجلة ليشبع ذلك الفضول
. كان من الواضح انه مهتم اكثر لوضعها . قال : " وهل اتيت الى هنا سيرا على الأقدام ؟ "
" نعم , لم يكن هناك اى خيار آخر . مع انه لو ان سيارة مرت بي ما كانت لأطلب ان تقلنى الى هنا "
هز جيمس رأسه بالموافقة بطريقة اهتمام أبوي . وقال : " الان هذا تفكير ذكى . فتاة بجمالك يجب ان لا تقبل الصعود فى سيارة مع غريب . فقد تحدث أشياء سيئة , كما تعلمين "
لم تنخدع جينا للحظة بالسيد نيكولاس جيمس الريفي الشهير . فتحت هذه المظاهر من الاهتمام هناك ذهن حاد وصاف , جعلت من هذا الرجل من تكساس مليونيرا وذات سيطرة لا تقاوم. لكن يبدو ان الوضع يسره وهي لا اعتراض لديها على ذلك .
وافقت بفرح : " نعم , اعلم ذلك " استدارت نحو الرجل الثالث وتابعت : " اننى اسفة , لم نتعرف على بعض " صافحته ولاحظت انه يضع طلاء على أظافره ., انها لا تهتم للرجال الذين يلمعون اظافرهم . " انا جينا ديلمونكو "
حرك جيمس يده من جانب جينا باتجاه الرجل عن يمينه وقال : " اين هى عاداتى الحسنة ؟ انسة جينا ديلمونكو , هذا ريد لوسون , رئيس شركة الحسابات لدى . " لكنه تابع بصوت أعلى : " اين هو الشاب الذى يعمل لديك , ريد ؟ اتمنى انه ناجح فى حساباته اكثر من حساب الوقت "
قال ريد مؤكدا للرجل : " هذه ليست من عاداته مطلقا " نظر ثانية الى ساعته . كان يفعل ذلك باستمرار فى النصف ساعة الاخيرة . كان متفاجئا لدرجة انه لا يصدق الذى يحدث , تابع : " عادة , انه شخص دقيق جدا . يمكنك ان تضبط الساعة على مواعيده " تماما مثل تشايس . قالت جينا لنفسها . من اين اتت هذه الفكرة ؟
قال رينيه مقترحا , وهو ينظر باتجاه جينا : " ربما لديه مشاكل مع سيارته
قال ريد موافقا : " ربما " وهو يشعر بالانزعاج من كلمته . تابع براحة اكثر وهو يقول : " لا , ها هو الان "
أومأ ريد برأسه نحو الباب الرئيسى للمطعم واستدارت جينا لتنظر , كما فعل البقية , لكن جينا وحدها اصبحت شاحبة .

فتاة 86 26-08-11 02:07 AM

لاحظ رينيه ذلك على الفور . فمال نحوها , واضعا يده فوق يدها على الطاولة وهمس باهتمام تماما كما هو مستغربا : " هل انت بخير ؟ " كانت تفكر هذا لم يحدث . هذا الذى تراه ليس حقيقة .
تمتمت من بين أسنانها المطبقة : " اننى بخير بالنسبة الى شخص يعيش كابوسا "


نهض الرجال . فكرت , انه من حسن حظها , ان ليس على النساء ان يقمن بهذه العادة القديمة ., لم تكن جينا متأكدة بأن قدميها قد تساعدانها فى هذه اللحظة .

وكأنها شخص حجز فى حلم , اخذت تحدق غير قادرة على تصديق ما تراه .

تشايس . بعد كل هذا الوقت , تشايس .
اذا كان لا يعرف اكثر من ذلك , وهو يمرر اعتذاره ويتعرف على الرجل الضعيف بجانب جينا , انه , بإمكانه ان يقول ... لا , ان يقسم , ان هذا من حظه السيء.
ماهو التفسير الآخر الذى يعطيه لوجودهما معا هكذا ؟ انه يستطيع التحديق بها بصمت , وآلاف الافكار والكلمات تتجمع فى ذهنه . محاولة ان تظهر على لسانه . وقد نجحت فى ازدياد ارباكه .
منتديات ليلاس
آه . لقد ازدادت جمالا وفتنة خلال السنوات الأربع . كيف يمكن لهذا أن يحدث ؟وكأن شيئا ما يحاول ان يبرهن له انه لم يستطيع التخلص من الاحساس بها . ربما لم يفعل ذلك . لقد كان هو من انهى زواجهما . ولقد قام بذلك لانه لم يجد جدوي فى الاستمرار بالعيش وهو يرى انه لا مجال لنجاح زواجهما .
لكن هذا لا يعنى انه لا يفتقدها.
وانه لا يمر بأوقات يشعر بالشوق إليها . وانه لا يشتاق الي ...
هدئ من روعك . ظهرت الجملة فجأة فى فكره . انه هادئ تماما , قال ذلك لنفسه بصمت وبعناد وهو يومئ برأسه لرينيه . كان هناك الكثير من السراء والضراء فى الليل والنهار .
وأشار رينيه بيده نحو جينا بينما كان جيمس يبتسم ابتسامة كبيرة : " هذه هى الآنسة .. "
التقت عينا تشايس بعينى جينا , فكر انها ايضا لم تعلم بقدومه , والا , لما كانت تنظر إليه وكأنه قطعة طازجة من اللازانيا , قال : " نعم , اعلم من تكون "
نقل جيمس نظره بين تشايس وجينا , وظهر اندهاش غريب على وجهه اكثر من الاهتمام وهو يقول : " انتما تعرفان بعضكما ؟ "

همست جينا : " نعم " بينما بالكاد أومأ تشايس برأسه قبل ان يجلس . ضحك الرجل من تكساس ضحكة كبيرة وهو يضرب الطاولة من الجهتين ليظهر فرحه . تحرك كوب رينيه وسقط منه بعض الشراب على غطاء الطاولة . " حسنا , اذا . هذا يجعل الامور أسهل , الآن , أليس كذلك ؟"
رأى رينيه خيبة أمل جينا , مع انها كانت تحاول جاهدا ان تخفى ذلك . قال : " من الصعب أن أعتبر وجود اربع رجال مع امراة واحدة امرا سهلا . سيد جيمس ..."

قهقه الرجل الكبير . وقال : " لكن لستم جميعا محتجزين فى كوخ فى التلال ... من الأفضل عدم التحدث عن أمور كهذه ومعدتنا فارغة ! وفى اجتماع مشترك "
انها ملاحظة قديمة الطراز . للمرة الثانية شعرت جينا بذلك الحدس الغريب ان نيكولاس جيمس هو مخرج مسرحي ويتمتع كثيرا بالدور الذى يقوم به على المسرح . فهى تعلم شهرته الواسعة وتعلم كم بذلت من المشقة للوصول الى هنا , مع ذلك. فكرت ان هناك مهلة صغيرة قادمة .
منتديات ليلاس
أحنى جيمس رأسه باتجاه جينا وقال : " لا تشعرين بأى انزعاج , سيدتى " قالت مؤكدة له : " مطلقا "
فتحت قائمة الطعام واخذت تنظر اليها , وهي تقنع نفسها بانها ستكون على أفضل ما يرام فى هذه الجلسة , فهناك فائدة كبيرة من وراء ذلك ووعد بربح أكبر عند الانتهاء من هذا العمل . نيكولاس جيمس رجل ذو سلطة ونفوذ ولديه معارف كثر. والحقيقة ان مجرد طلب العمل معها دليل ان شركتها تسير نحو الأفضل ومن المؤكد سيزداد عملها كثيرا إذا سارت الامور بشكل جيد . وهي ستعمل على تحقيق ذلك بوجود تشايس او عدم وجوده جالسا قبالتها .
بعد قليل رفع جيمس يده فى الهواء . بعد مرور لحظة واحدة . كان النادل بالقرب منه .
نظر جيمس بحب نحو جينا وتشايس , قائلا : " لقد طلبنا العصير قبل وصولكما , يمكنكما ان تطلبا ما تشاءان قبل ان نسأل لماذا استدعيت النادل" وبما ان النادل سيطلب رأيها اولا كانت تريد شرابا يزيد من قوتها , لكنها بحاجة أيضا الى هدوء اعصابها فى هذه الأمسية .

قالت : " شراب الفريز من فضلك " بعدها أغلقت القائمة ووضعتها فى حضنها .
انتظرت لتسمع ما سيطلبه تشايس كما اعتقدت . وهذا ما فعله . لاشء تغير . حتى ولا الشراب المفضل لديه .
بإمكان جينا أن تشعر بنظرات تشايس لها . من المحتمل انه يعمل على ايجاد اخطاء جديدة فيها ويعاود التفكير بالقديمة .

تجنبت نظرات عينيه . ونظرت بتعمد نحو جيمس الذى قال : " والآن كنت اقول لرئيسيكما قبل قليل ..." ورفع أصبعه بالهواء وكأنه يعني رينيه وريد فى آن معا .
تبادلت جينا ورينيه النظرات . فنظر رينيه بقلق . عليه تصحيح الخطأ قبل أن يتمادي اكثر . فهو لا يريد وسام شرف ولا يريد ان يحمل مسؤولية العمل المقبل ! فهو راض تماما بمركزه .
قال : " أخشى أن أقول لك انك فهمت الامر خطأ , سيد جيمس , فأنا لست رئيس الآنسة ديلمونكو " وابتسم ابتسامة خفيفة قبل أن يتابع : " انا المعلم الخاص لها "

فتاة 86 26-08-11 02:09 AM

بصوت فيه قليلا من فقدان الصبر . قال جيمس وكأنه يمحو ما سمعه : " مهما يكن " شعرت جينا ان " مهما يكن " هذه ليست الا كلمة يستعملها جيمس عندما يجد ان الامور ليست كما يريدها .
بدأ جيمس كلامه ثانية : " كنت اقول لهذين السيدين ان الحظ كان بجانبى عندما تمكنت من الحصول على ذلك الفندق القديم الذى وقع بين يدى بطريقة غير متوقعة كالحلم "كان لتشايس دور فى ذلك الاكتساب . فلقد كان الفندق اكبر بكثير من فندق صغير والسعر الذى عرض فيه زهيد , مع ان تشايس علم ان المبلغ الذى دفعه جيمس أقل من سعر السوق بسبب الحالة البائسة التى كان فيها المبنى , فالمالك السابق , صاحب شركة مالية مهمة فى نيويورك , وقد كان سعيدا ليتخلص من ذلك الاستثمار غير المجدى , ولقد كان جيمس سعيدا بشرائه , فالحظ والفرص لا دور لهما هنا .

كانت أفكاره هذه ستظهر الى العلن , عندما نظر نحو ريد , رأى شريكه يهز رأسه , وكأنه يقول له انه لا يريد اى اعتراض , حتى ولو بطريقة ودودة . كان الرجل غريب الاطوار , وهذا واضح . وفى مجال آخر , كان من السهل العمل معه كما وانه كريم جدا . ولهذا , يحق له التبجح قليلا .

ضم جيمس يديه أمامه على الطاولة , اشارة الى انه سيتابع , قائلا : " الذى أريده منكما ان تتوليا الشكل والاهتمام . اريدكما ... " ونظر باتجاه رينيه وجينا ليتابع : " ليبدو بشكل مريح وكأنه بيت بعيد عن البيت . فقط أكثر فخامة ولكن مريح . وانتما ... " نظر بعدم اهتمام الى ريد وتشايس قائلا : " عليكما ان تنظما لي كل الحسابات بسرعة قصوى . فأنتما تعلمان كم تكون مصلحة الضرائب مستعجلة. وهم يريدون كل فاتورة بالتفصيل ولااريد ان اخيب املهم . ولقد سمعت الكثير ان بإمكان شركتكما أن تضبط الحسابات بشكل أفضل من الجميع "
أمسك جيمس بكوبه , وعاد ليجلس براحة على كرسيه , وهو ينظر الى من حوله , ابتسم الى النادل الذى احضر الشراب . انتظر حتى اخذ كل من تشايس وجينا شرابهما وغادر النادل قبل ان يطلق قذيفته المهمة .
" واريد ان يتم كل ذلك بخلال شهر واحد . بفترة أقل ان كان ذلك ممكنا "
قالت جينا بصوت مندهش غير مصدقة : " شهر واحد ؟ "
هناك الكثير من الناس عليها الاتصال بهم , كثير من التفاصيل عليها الاهتمام بها , لما يقترحه ان يتم بشهر واحد . عليها ان تنتقل الى الفندق وان لا تفعل شيئا فقط تتنفس لتبقى على قيد الحياة لتنهى اصلاح الفندق قبل إنتهاء الموعد الاخير .
ضحك جيمس وهو ينظر الى جينا , ثم قال : " جميلة وتسمعين جيدا , أيضا . رجل ما سيكون محظوظا جدا ان تمكن من جعلك عروسه " سعل تشايس مختنقا بشرابه وقد أسقط القليل منه على ثيابه . فرمته جينا بنظرة غاضبة .
قال لجيمس بصوت مخنوق : " شربت كمية كبيرة فى وقت واحد " هناك الكثير من الكلمات التى يستطيع ان يصف بها نفسه كزوج لجينا . امر جيد انه لم يعد يتصف بأحداها . ربت جيمس تشايس على ظهره بطيبة . والنظرة المتعجبة على وجه تشايس جعلت جينا تشعر بطريقة ما انها محمية .
قال جيمس بصوت أبوي : " عليك ان تشرب على مهل , بنى , كي تتذوق بما تشربه "
استعاد جيمس حديثه مرة ثانية , وهو يحرك اصبعه وقال : " بكل الاحوال , مثلما قلت اريد القيام بهذا العمل بسرعة قصوى "
نقل بصره بين الوجوه الاربعة , وكأنه يريد ان يقول شيئا ولكنه غير رأيه . فرفع كتفيه ثم أسقطهما قائلا : " يعود ذلك الى اسباب قانونية لااريد ان اسبب الضجر لكم بسردها "كان لدى تشايس شك قوى ان ليس هناك اى سبب قانونى , ممل او غير ممل . فالأمر فقط مجرد ان هذا الرجل عندما يريد شيئا فانه يحاول المستحيل لأن يجعل الامر مستساغا من قبل الآخرين .
ليس هناك من داع للحكم عليه , فتشايس يفهم تماما كيف يكون المرء على عجلة . لقد كان مثله عندما كان يعدو بمهنته . يعيش فقط لليوم الذى تزهو وتنمو فيه , فكر . وهو ينظر نحو جينا بدون وعي منه , غير مدرك , انه عندما نجح فى عمله .
كان قد اصبح وحيدا.أضاف بإصرار , وهو يحب ذلك , وان يكن قد انهى ذلك بصمت , فهو يحب ذلك .
اجبر نفسه ليعاود التركيز على ما يقوله جيمس . رأى ان ذلك اكثر حكمة نظرا لأن الرجل يوجه الكلام اليه .
" بالطبع اننى مستعد لأدفع المزيد للمجهود الذى ستبذلانه . اريد واحدا منكما ايها الرجلان للاهتمام بالحسابات "
وأدار نظره الى اليسار حيث يجلس رينيه وجينا وتابع : " وأريد واحدا منكما ليشرف على تلك الغرف المهملة والبالية لتغييرها "
ظهر بوضوح من خلال نظراته الى جينا انه كان يقصدها هي الذات من بين الموجودين على الطاولة .
قال وابتسامته تزداد ظهورا : " حتى اننى قد أضاعف الاكرامية " رأت من زاوية عينيها , ان تشايس قد توتر قليلا. الان ما معنى ذلك ؟
رسمت على وجهها تعابير مهذبة ودودة وهي تنظر الى المقاول قائلة : " آه؟ "
لمعت عينا الرجل بالضحك وهو يرفع يديه . كان يمكنه ان يعلم من تعابير وجه جينا انها كانت تتوقع شيئا مختلفا فقال وهو يضحك : " وبدون اية اذية كأذى بعوضة فى فصل الصيف "
تابع بجدية : " ولن اقدم اى نصيحة او اى رأى"
فهو يعلم كم هؤلاء الناس المبدعين يكرهون ان يجدوا من يراقبهم او يناقش اعمالهم . وهو لديه الثقة بهذه الشركة الصغيرة . نعم , بالفعل :
" على العكس , سأعطيك ضوءا أخضر "

هز جيمس كتفيه وقال : " مهما يكن ... " فقد كان مشغولا بإنتظار رد جينا : " والآن ماذا تقولين , سيدتى الصغيرة ؟ "


نهاية الفصل الأول

فتاة 86 26-08-11 02:13 AM

هي الفصل الأول
نشالله يعجبكن
ما رح طول عليكن بالكفاية
بس لازم نحط شوية تشويق مو هيييييييييك
فيس المكار
ههههخخخخ

Rehana 26-08-11 02:15 AM


هههههه.. اكيد التشووويق لابد منه
حبيبتي يعطيك العافية على نقل الرواية
وتم تعديل عنوان الراوية
تحياتي لك ياعسل

فتاة 86 26-08-11 02:20 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Rehana (المشاركة 2854806)

هههههه.. اكيد التشووويق لابد منه
حبيبتي يعطيك العافية على نقل الرواية
وتم تعديل عنوان الراوية
تحياتي لك ياعسل

يا حبيبة قلبي
دائماً مفضلة
الله يقدرني ورد جمايلك
و تصبحي على خير

زهرة منسية 26-08-11 04:41 AM

شو ها الحلو كله برافو عالأختيار الرائع وكمان بتعملى لينا تشويق ههههههه بس ولا يهمك أحنا معاكى لنهاية ومشكورة0كتير حبيبتى عالأهداء و الله كتير عليا

black star 26-08-11 10:14 AM

الروايه واضح انها تحفه بجد مادام من اختيارك
انا بحب الروايات اللى بيبقى مكتوب فيها البطل بيفكر فى ايه
انا بجد هاموت واعرف الباقى
و مشكوره على المجهود و معاكى لحد النهايه

فتاة 86 26-08-11 11:03 AM

شكراً نونا
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة nona1979 (المشاركة 2855098)
شو ها الحلو كله برافو عالأختيار الرائع وكمان بتعملى لينا تشويق ههههههه بس ولا يهمك أحنا معاكى لنهاية ومشكورة0كتير حبيبتى عالأهداء و الله كتير عليا

أبداً حبيبتي إنت من الغوالي يلي شجعوني
و بتستحقي أكثر من الإهداء
وجودكن بيسعدني و بيدخل الفرح على قلبي
شكراً حبيبتي و نشالله تعجبك الرواية

فتاة 86 26-08-11 11:04 AM

شكراً ستار
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة black star (المشاركة 2855401)
الروايه واضح انها تحفه بجد مادام من اختيارك
انا بحب الروايات اللى بيبقى مكتوب فيها البطل بيفكر فى ايه
انا بجد هاموت واعرف الباقى
و مشكوره على المجهود و معاكى لحد النهايه

أهلين أحلى ستار كيفك حبيبتي
شكراً على الثقة
خليتوني بإبداعكن غار و حب شاركن بإضافة و لو بسيطة
و شكراً دائماً وجودك بيسعدني

فتاة 86 26-08-11 03:46 PM

الفصل الثانى

شعرت جينا بتحديق العيون بها بينما كان جيمس ينتظر ردها . وعندما لم تجب بالموافقة على الفور . قام رينيه بالاجابة عنها : " انها تقول نعم "
لم تقم جينا بالرد لكنها كانت تشعر بإحساس عميق من اليأس لأنها تعلم من سيختار ليعمل على تنظيم والتدقيق فى حسابات الفندق . تشايس . وآخر ما تريده فى العالم هو ان تجتمع مع تشايس فى مكان ما لأي وقت كان .
منتديات ليلاس
فتناول العشاء معه سئ بما فيه الكفاية , مع وجود كل من حولها . ضغطت جينا على شفتيها بقوة وهي تنظر الى رينيه بنظرة غاضبة . اذا كان سيتطوع ويتحدث عنها ، لما لا يتطوع ويعمل مكانها ؟
لابد انه وقت سئ للسيطرة على النفس , نظرت نحو جيمس نظرة متحفظة وقالت : " سيد جيمس , انا حقا لا اعتقد اننى الاختيار الامثل لهذا العمل المهم "
لم يصل جيمس الى مركزه الحالى بجعل الناس يتخلون عن اعماله وخططه بسهولة . امسك يد جينا بيديه الاثنتين , محاولا ان يؤكد عرضه , بالنسبة اليه , وبعد ان درس الموضوع جيدا فهو لن يرضى بكلمة لا كجواب لسؤاله . اعلمته الدراسات التى قام بها ان جينا تملك الموهبة واللمسة الخاصة التى يريدها لعمله .
نظر اليها بقوة وقال : " انا دائما اعمل جاهدا للوصول الى الأفضل . انسة ديلمونكو , وفى هذا العمل انت الأفضل "
فكرت , نعم , بالتأكيد هى كذلك .
تقدم رينيه الى الامام وقال : " سيسعدها ذلك , أليس كذلك , جينا ؟ "فى كل الاوقات التى عملا بها معا , لم يحاول ابدا ان يتكلم عنها , او ان يتحدث عن رغبتها بالعمل امام زبون وهذا هو السبب الذى جعلهما يستمران بالعمل معا بطريقة جيدة . فأى آراء خاصة لديه , كان يحتفظ بها حتى يصبحا بمفردهما قبل ان يتحدثا بها .
وهذا هو الوقت السئ لكي يغير طريقة تصرفه .
شدت على يدها الاخرى بقوة فى حضنها , وهى تشعر بالاحباط والاهتمام مع . فعمل جيمس هو مبنى كبير ومهم .
قالت : " يسعدنى ذلك " محاولة ان تظهرالشعور الذى تملكه من الكلمة .
قال جيمس : " الامر منتهى اذا ... " اظهرت ضحكته انه ما كان ليرضي بغير هذا الجواب , استدار نحو الرجلين اللذين الى يمينه وتابع : " والآن , بالنسبة الى المحاسب " بدي بوضوح ان ريد جاهزا له , باحترامه وثقته بتشايس . كان ريد يعلم ان تشايس كان متزوجا , لكن لافكرة لديه ممن , فهذا ليس الوقت او المكان الصحيح لسرد قصته . مهما يكن , فالوقت للتمنى من أجل هزة خفيفة , لا مفر منها .
وضع ريد يدا على كتف تشايس وقال : " لا يمكننى أن افكر بشخص أفضل من تشايس . ولهذا طلبت منه الانضمام الينا هذا المساء "
منتديات ليلاس
فكر تشايس , لديه فرصة واحدة قبل ان يسقط للمرة الثالثة , لذلك تعلق بتلك القشة الاخيرة . وهكذا فكر ان يقوم بذلك باعتذار خفيف . استدار نحو رئيسه وقال : "ريد , اعتقد ان لا مجال لهذا العمل فى برنامجي لكل ذلك الوقت الذى يطلبه السيد جيمس , مع انى اشعر بالرغبة ان ابتعد قليلا واتعرف على نيو مكسيكو " استعت عينا ريد . شعر تشايس وكأنه كلب بحر يهرب من حوت كبير . لكنه تابع بجدية : " اننى منغمس بالعمل بملفات كولينز وباكرزفيلر. كما هناك تدقيق رسمي لحسابات الشركة من اجل مصلحة الضرائب "
قاطع ريد اعتراض تشايس ببساطة : " استطيع ان اضع جاكسون مكانك عند الصباح الباكر . وهو معتاد على كل تلك التفاصيل . لا تفكر بالامر ثانية " استدار نحو جيمس وتابع : " معتاد تشايس على تولى نصف دزينة من الاعمال معا . وهو بارع جدا بذلك . حقا "
كان المديح كثير على جينا كي تتحمله وهى صامتة . لذلك لم تقاوم نفسها على التعليق : "أحيانا , مع ذلك , واضح انه يسقط واحدة "
نظر ريد نحوها بإستغراب . فرسمت جينا ابتسامة مشرقة وبريئة على شفتيها .
مد جيمس يده باتجاه تشايس وقال : " لكنه لن يتخلى عن هذه الآن. أليس كذلك , بنى ؟ "
أمسك تشايس بيد الرجل مع ان نظراته بقيت على جينا واجاب بحزم : " لا "

فتاة 86 26-08-11 03:52 PM

قال جيمس وهو يحف يديه معا : " جيد , أهلا بكما معا فى هذا العمل " واخذ يفكر فى النتيجة النهائية التى سيحصل عليها .
" سيكون لدينا الوقت لذلك . اهم شئ تعلمته في سنوات حياتي الطويلة هو ان اجعل الامور مسلية بينما اقوم بها "
نظر الى البعيد قبل ان يكمل : " فالأمور تسير بشكل أفضل هكذا . حسنا لنأكل قبل ان نموت جوعا "
رفع يده ناحية النادل ثانية وقال : " آه , بالمناسبة " ونظر الى تشايس وجينا " سأبقيكما فى الفندق بينما تقومان بعملكما "
اخذت جينا رشفة طويلة من عصيرها لتخفف من توترها . ان سئلت لما تذكرت جينا بحياتها ما الذى اكلته , او ماذا كان الحديث الدائر بينهم طوال العشاء , كل الذى كانت تعرفه , انها وتحت اسم العمل , لقد باعت روحها وستسمح لنفسها ان توضع فى ثقب أسود .
ثقب أسود اسمه تشايس .
حاولت ان تضع ابتسامة متكلفة على وجهها طوال الوقت . ولقد اختفت تلك الابتسامة ما ان غادرت الطاولة . لديها ما تبقى من المساء لتنظم برنامج عملها من اجل رينيه وان تحزم حقائبها . فسيارة جيمس الليموزين الخاصة ستأتى لاصطحابها عند الصباح الباكر الى طائرته الخاصة . والتى بدورها ستنقلها . كذلك جيمس وتشايس الى البكيروكى .
تساءلت كم سيكون أفضل لها لو تختفى قبل قدوم الصباح . كان مزاجها كئيبا ومكفهرا ما ان خرجت بسرعة من باحة المطعم . أجبر رينيه على توسيع خطواته كي يتمكن من اللحاق بها .
قال ما ان وصل الى الباب قبلها بخطوة واحدة :" سأوصلك الى المنزل " ثم دفع الباب بقوة وأمسك به كي تمر .
لم تقل جينا شيئا وهى تمر أمامه . تنهد وسار الى جابنها وهو يقول : " هل هناك شئ ما يدور هنا على ان اعرفه ؟ "
بعد مرور لحظة . قالت بغضب : " لا "لم يكن من السهل ان تردع رينيه عندما يقرر على شئ ما . وفى هذه الحالة , هذا تأكيد لشكوكه .
" دعينى أقول لك ما الذى يجري هنا . لقد كنتما تنظران الى بعضكما وكأنكما فى ساحة المعركة " امسك بيديها ليوقفها امام مكتب خادم النقل وقال : " انتظرى هنا " مد يده الى جيبه وسلم الرجل رقمه .
استدارت جينا نحو رينيه بعد ان غادر الخادم . كانت غاضبة بشكل واضح وجلى . شعرت وكأنه قد خدعها
. مع انه لم يكن يعلم ما الذى يجرى . لم يكن من الصعب عليه ان يشعر بخيبة املها . ان لديه حدس اكيد يكفي لكل ما يجري حولها , قالت : " لدي أشياء قليلة يجب قولها لك ؟ "
فكر , انها ستتكلم عن الاقامة بالفندق , فقال : " لاشك لدي فى ذلك "
ظهر تشايس من باب المطعم وراءهما . فى اللحظة التى سمع بها ما قالته جينا عادت الذكريات إليه , ولم يكن فيها شيئا حميما او مفرحا . تمتم تشايس بصوت عال يكفي ليسمعاه ما ان مر امامهما : " الافضل ان تكون انت وليس انا "ابتسامة صغيرة ظهرت على شفتى رينيه : " أمر ظريف لشخص فتى جدا "
مرتبكة من الاحساس العاطفى القوى الذى كانت تمر به , شعرت جينا بحساسية وقلق . يفترض ان تكون غير منصفة , لكنها لا تستطيع تحمل ما يجرى معها .
قالت : " اعتقد انك تقف بجانبه "
نظر رينيه بإهتمام الى جينا للحظة طويلة قبل ان يجيب على كلامها : " انا لا اقف بجانب احد . انا اسمع . وبعدها احكم " اخذت ابتسامته شكلا معينا وهو يراقب تشايس يسير نحو الموقف على بعد مسافة , حيث رينيه . بالطبع , كيف يمكنه ان يكون اعمى هكذا ؟ " اذا هو هو سئ السمعة تشايس , أليس كذلك ؟ "
كانت تشعر بالانزعاج , مرتبكة وتحاول يائسة ان تستعيد السيطرة على نفسها . انها ليست فى مزاج تستطيع التحدث فيه عن تشايس . حتى ولو بصورة عرضية .
قالت ببراءة مربكة وهى ترفع حاجبيها متسائلة : " تشايس ؟"
ضم يديه الى صدره وقال : " لاتنظرى الى وكاننى كنت اغنى اغنية عاطفية تدعى تشايس " تابع بهدوء وحذر : " الرجل الذى كنت تحاولين نسيانه عندما بدأت بعملك كمهندسة ديكور! " لم تبدى اية ملاحظة بانها سترد عليه فتابع : " تشايس المتوحش , النذل الذى قادك لتجدى نفسك وسط الحضيض والتشتت "
يمكنه ان يتابع على هذا المنوال بصورة لا نهائية . علمت ذلك واجبرت على الاعتراف فقالت : "لا داع لتكون درامي هكذا . نعم . انه هو " وعلى الرغم منها , تبعت بعينيها تشايس وهو يصعد الى سيارته وينطلق .
وضع رينيه يده على قلبه وقال : " اخيرا , ان اردت جوابا صادقا , استطيع ان اموت سعيدا الان "
عاد الخاد وهو يقود سيارة رينيه , وسلم الرجل أجرى اتعابه .
بقى الرجل الذى يرتدى جاكيت حمراء ممسكا الباب من اجل جينا , فصعدت الى السيارة وانتظرت حتى عاد رينيه وجلس وراء المقود .
قالت : " ليس من الضرورى ان تسخر "
" على العكس جينا , السخرية ضرورية جدا . انها نوع من الترويح عن النفس , على الأقل بالنسبة لى " فكر فى الساعتين الماضيتين وتابع : "انا بحاجة اليها بعد كل تلك الاحداث التى مررنا بها , فلا احد يتكلم هكذا "
جلس براحة وشد حزام الامان قبل ان ينطلق بسرعة هو يفكر بالشهر القادم الذى ستعيشه جينا , وكافضل ما يكون سيبقى وقتا عصيبا اذا واجهته بهذه العداوة التى تضمرها تحت مظهرها الهادئ .
نظر اليها وقال : " اذا , ماذا ستفعلين بشأنه ؟"
" افعل ؟
"

فتاة 86 26-08-11 03:54 PM

هناك قوانين تمنع ماذا تريد ان تفعله به . اجبرت جينا نفسها على ان ترتاح ومدت يديها امامها . كانت تتفاعل وتتأثر بقوة مرة ثانية . لكن يكفى ان تمضى خمس دقائق برفقة تشايس حتى تصبح هكذا وهى قد امضت اكثر من ذلك بعدة مرات . لكن . كيف يفترض بها ان تتحمله لمدة شهر كامل ؟الجواب بسيط جدا على ذلك , لن تفعل ذلك .
قال رينيه ببطء : " نعم , تفعلين . انه فعل عمل , ان كنت قد نسيت " حدقت امامها لفترة , وهى تفكر بقرارها الجديد .
رينيه لن يعجبه ذلك . كذلك جيمس وهى ايضا لن تكون راضـية . ان ذلك يدل مباشرة على جبنها لكنها لن تبالى .
قالت : " لن اذهب "
نظر رينيه اليها مرة ثانية بينما كان يقف وراء رتل من السيارات على احدى المنعطفات . لقد اصبح الازدحام كثيرا فى غضون ساعتين . ومما لا شك فيه المقهى هارد روك الجديد الموجود فى وسط المركز التجارى,له علاقة بكل هذا الازدحام .
قال : " هذا ليس تماما العمل الذى افكر به فى مخيلتى "
تحركت جينا بانزعاج فى مقعدها : " حسنا , انه القرار الذى سأخذه " ضمت يديها امامها , مصممة على قرارها " لا اريد اى شئ يتعلق به . ومن المؤكد اننى لن ابقى فى فندق لمدة شهر. وانا اعلم انه فى مكان قريب منى "
همس صوت صغير فى داخلها , خائفة ؟
توترت بصمت منزعجة من نفسها من السماح لمثل هذه الفكرة ان تخطر على بالها . نظر رينيه اليها . لقد كان معجبا بشجاعتها . وباسلوب حياتها . وهذا التصرف ليس من طبيعتها فقال لها : " ندير له ظهورنا , أليس كذلك ؟"
هزت راسها , وهى تفكر انه يقصد ذلك مزاجها السئ عندما شاهدت تشايس على الباب قالت : " نعم "
وصل الى اشارة مرور السير . كان الازدحام قويا . وهكذا تمكن من النظر اليها للحظة طويلة . قال : " كالهروب تماما "
ادارت رأسها بشدة , وشعرها يتطاير على وجهها , وكأنها تصرخ , قالت تنفى اتهامه بقوة لأن شئ ما بداخلها قال لها انها الحقيقة : " لا "

" يبدو وكأنك تهربين بالنسبة إلى " سارت السيارة بصورة عادية على الطريق بإتجاه سيارتها . وتابع " او انك تتراجعين , اذا كنت تفضلين "
ضاقت عيناها وهي تنظر اليه : " فقط قل ما الذى تقصده بالتحديد ؟"
رفع كتفيه ببراءة وقال : " لقد قلت انك تخلصت منه "
" اننى كذلك " كانت لهجتها دفاعية وهى تنتظر رينيه كي يعلق , فلديه طريقة تثير جنونها كيف يحيك جملة بكل الوسائل حتى يصل الى مبتغاه . الليلة , يبدو انه يختصر كلامه , قال : " اذا يبدو من الافضل لك وتكونين اكثر ثقة ان تدعيه يرى انك حقا تخلصت من الاحساس والتأثير به بشكل نهائى " استدار لينظر اليها بينما كان يغيرمحرك السرعة " انت لست كذلك بالطبع "
" اننى كذلك " وشدت على أسنانها بقوة انها حقا تخلصت من التفكير والاحساس به , لأقصى حد .
قال : "رائع , اذا العمل مع الرجل لن يسبب لك اية مشكلة "
" لا , لا مشكلة على الاطلاق "
لم تستطع ان تظهر كلامها على محمل الجد , حتى بالنسبة اليها . لقد بدت كلماتها جوفاء , فالعمل فى اى مكان بالقرب من تشايس , فى اى مكان بالقرب من مصدر احساسها القديم , سيكون عيشة فى الجحيم وهى تعرف ذلك .
" احب كثيرا المواقف الايجابية " قال هذا ونظر الى يساره حيث تقف سيارة جينا , تماما حيث تركتها , خفف سيره وتابع : " هاهى سيارتك , هل تريدين ان اتصل بمقطورة لتجرها ؟ " ومد
يده ليمسك بالهاتف .
منتديات ليلاس
نظرت جينا الى المكان الى بدأ فيه كابوس حياتها فى هذه الليلة وقالت : " لا , اتصل بمن يخلصنى منها " بعده وكان حدسها انبأها بشئ ما فقالت : "لا , انتظر , دعنى أجرب حظي مرة بعد "
فكر فى كلامها السابق عما ستفعله بسيارتها وقال : " كحالة تنفيذ حكم الاعدام "
هزت كتفيها , من الافضل لها ان تفكر بسيارتها بدلا مما ستواجهه فى الغد وفى الثلاثين يوم المقبلين .
قالت : " قل عنى اننى متفائلة دائما "
قال وهو يبتسم : "عبارة المتفائل المتردد " تاتى على بالى " اوقف سيارته امام سيارتها .
خرجت جينا واغلقت باب السيارة وقالت : " المتفائل الانتحاري تناسب اكثر "
خرج رينيه من سيارته . كان السير خفيفا , لكن الانوار لم تكن واضحة كفاية وقال : "اذا لا تقطعى الطريق بمفردك "
هزت جينا رأسها غير مبالية بنصيحته وقالت : " كنت أفكر فى رحلة صباح الغد " تمنت ان تكون طائرة كبيرة مع عدد من الناس على متنها . ربما تستطيع الاختباء بين الحشد . وتابعت : " وبإقامتى الجبرية فى فخ ملئ بالقصف والرعد "أسرع رينيه عبر الطريق معها : " مع زوجك السابق "
تنهدت بعمق وهى تفتح باب سيارتها : " نعم "
" ربما لن يكون الامر بهذا السوء "
جلست جينا وراء المقود, وضعت المفتاح فى مكانه وهى تقول : "انت تعرف القليل "
سمع صوت السيارة تدور كاشعال النار .
لم تستطع جينا الا ان تحدق بالمقود تحت يديها , وكأنها أصيبت بصاعقة . لم يبدو روتس بهذه الحال عندما احضرت السيارة من الصيانة .
استند رينيه على السيارة وقال وهو يتظاهر بانه يدرسها : "تبدو وكأنها سيارة جيدة جدا بالنسبة إلى . هل انت متأكدة انك عانيت مشاكل معها ؟
قالت بغضب : "نعم "
لم تكن السيارة هى الشئ الوحيد الذى تعانى منه المشاكل الليلة . فهى تعانى ما فيه الكفاية من الصعاب بعد ان وافقت على امضاء الشهر المقبل فى مكان قريب جدا من تشايس راندولف . هذا وكأنها تقبل بالسماح لنفسها بأن تنزف من قبل طبيب جراح . ومهما حدث ففى النهاية ستصل الى ذات النتيجة . لابد انها ستنزف .
منتديات ليلاس
نظرت بحزن بإتجاه رينيه وقالت : "أسفة , لم اقصد ان اثير كل هذا الغضب بوجهك "
لم يبدي رينيه اية ملاحظة على كلامها بل قال : "هل كنت هكذا مع ذلك الرجل الذى لا يمت الى احلامك بصلة ؟"شعرت جينا بانها أصبحت دفاعية مع الرجل الذى اعتبرته دوما صديقها المفضل . لقد قلب تشايس حياتها رأسها على عقب منذ الان .
" هو كان يدفعنى لأكون هكذا "

فتاة 86 26-08-11 03:57 PM

هز رينيه رأسه بحزن : "عوضا عن الزهرة الخجولة , الناعمة واللطيفة التى هى أنت "
شعرت جينا بأن غضبها يزداد قالت : " انت الان بجانبه , أليس كذلك ؟ "
وقف رينيه مستقيما , وقال : " انا بجانب القلب الصافى والاخلاق اللطيفة . قودى الى المنزل وسأتبعك فى حال قررت هذه السيارة الماكرة ان تسبب لك المشاكل ثانية "
قادت السيارة بشكل رائع طوال الطريق حتى منزلها . ولقد اذهلتها تماما . حتى انها لم تسمع اية طقة او صوت .
لم تكن جينا تعلم الكثير عن السيارات , لكن بالنسبة لسيارتها بعد ان قامت بكل تلك التصليحات وخذلانها هكذا ثم ها هى الان وكأنها جديدة مع انه لم يلمسها احد , امر غريب جدا .
ثم نظرت جينا الى السيارة بنظرة مشككة وهى تخرج منها , نظرت الى رينيه بينما كان يوقف سيارته وراءها .
" ما ان احصل على أقرب فرصة , سأعمد على تصليح هذه السيارة بشكل كامل, او اننى ساتخلص منها "

قال رينيه يذكرها وهو يقترب منها : " لن يحدث هذا قبل شهر "
أمسكت جينا بحقيبتها وفتحتها . وضعت مفتاح السيارة فيها واخذت تبحث عن مفتاح بيتها . قالت : " لن أبقى فى البكيروكي لمدة شهر ولا يهمنى ما الذى يريده جيمس "
كان رينيه دائما صوت المنطق لديها : " فكرى بالربح الاضافى "
هذه المرة , المنطق لا دور له قالت : " فكر فى سلامة عقلي "
كان يعلم انها معتادة على العيش برفاهية وليس على الحياة فى مدينة صغيرة . مع ذلك , شعر انه بحاجة ليدعم موقفها قال : " لا نستطيع القول ان البكيروكي مدينة غير متحضرة . لقد سمعت انه لم يعد هناك تبادل نيران فى الشارع منذ سنوات عديدة "
شدت بقوة على المفتاح لكنها بقيت واقفة مكانها وقالت : " لم اكن افكر فى المدينة "
كان رينيه ارمل وبدون أطفال , وهو يحب كثيرا الموسيقى الكلاسيكية . والمسرح الجيد كما ان لديه ولع بالفرقة الموسيقية ديكسيلند . بعض الناس تجده جديا وقاسيا لكن جينا دخلت الى ثنايا قلبه ورأت كم هو عاطفى ومحب ووحيد . انها تعنى الكثير له , واكثر مما يعترف به فى العلن , لكن كان هناك شئ مشترك بينهما . انه يعتبرها كابنة لم يحصل عليها يوما .
قال رينيه بصوت ناعم : "
هل سبب لك الأذى ؟ "
انه شئ لا يسعدها الاعتراف به وهى بالتأكيد ترغب بالموت قبل ان يعرف تشايس ذلك : " نعم "
سمع الحزن والالم فى صوتها . لو انه كان شخص أخر , كان قد ضمها اليه . لكنه لمس كوعها برفق وقال : "بقوة ؟ "
هزت رأسها , وهى تشعر بالكره للجزع الذى شعرت به , قالت : " لو اننى قطعة من الخبز , لكنت اصبحت رمادا "
امسك ذقنها ورفع رأسها لينظر إليها وقال : "انت تبدين لى رماد صحى وجميل "
ابتسمت له ابتسامة صغيرة . انه يحاول ان يخفف من مشكلتها . ربما هو على حق . ربما هذا هو الأسلوب الأفضل لتستمر فى حياتها : "ربما من الخارج " أسقط رينيه يده الى جانبه . مع ان تعابير وجهه ما زالت حزينة ونظرات عينيه لطيفة . قال : " انا لا اعترف اننى طبيب للامراض الباطنية لكننى اعترف اننى طالب فى طبيعة الانسان . لم يطلب السيد جيمس ان اكون الخيار الثانى , الا اذا كان مخطئا بالفعل "
لم يكن الموضوع الاختيار بينها وبين رينيه . فهما لم يختلفا يوما على ذلك .
على عكس علاقتها بتشايس .
رفعت جينا حاجبيها . وقالت : " لقد قرر ان ياخذ تشايس , أليس كذلك ؟ " علمت ان ذلك ينهى نقاشهما .
ضحك رينيه بنعومة وقال : "ستلاحظين ان الكلمة المناسبة هنا هى الخلاص . افترضى اننى سأخلصك من كل هذا العذاب بالذهاب مكانك , قد يعتبرها جيمس اهانة . والأسوء . قد يرغب فى التعامل مع غيرنا " مد يديه الى الامام وهو يشرح : "بينما نحن محرومين من كل الوسائل .. "
اغمضت عينيها وتنهدت , مبتعدة عن باب السيارة : "لقد فهمت الموضوع . يمكنك ان تكف عن الاحساس بالذنب تجاه تلك الرحلة
اقتنع , انه يستطيع مسامحتها على كل تصرف .. العصبية , قال لها : "انا لا اشعر مطلقا بالذنب , جينا , انا فقط اعرض الوقائع " نظر الى وجهها كانت لا تزال شاحبة , لكن قد يكون ذلك بسبب ضوء القمر : " هل ستكونين بخير ؟ "
مع كل ذلك سألته : "هل يمكنك الذهاب مكاني ؟ " كانت قد استسلمت للفرار . ولم تكن تتوقع ان تتخلص من عذابها الا ساعة الاقلاع .

فتاة 86 26-08-11 04:05 PM

اعتقد انه انتهى من التحدث عن هذا الموضوع فقال بلهجة حاسمة:"لا "
زفرت جينا بقوة وقالت : " اذا على ان اذهب , أليس كذلك ؟ "
انحنى رينيه وقبل جبهتها : " ستكونين رائعة . لم اعرف ابدا ان هناك مجال لمقارنتك باحد ما . بالطبع , ما عداي . والان حاولى ان تنامى جيدا . اعلن جيمس انه سيرسل السيارة لأخذك الى المطار عند الخامسة صباحا . وبسبب عاداته إنى متاكد " ان السيد نيكولاس جيمس لا يعطى مواعيد كاذبة . فتح باب سيارته وقال : "ابقى على اتصال "
" كل يوم " من المحتمل ان يكون منقذها الوحيد من الجنون اذ لم تنس تجهم وجهه وهويقول : " ليس الى هذا الحد " اخرج رأسه من نافذة السيارة وقال : "لا تنسى ان تأخذى معك دفتر الهاتف من أجل المعدات التى ستطلبينها "
لم تكن تسافر يوما بدون هزت رأسها , محاولة ان تقوى من معنوياتها المنهارة . " لن اكون بهذا السوء . وعلى العودة الى هنا لأختار المواد والنماذج والمفروشات "
منتديات ليلاس
فكر رينيه , انها تتهرب , لا يعجبه ان يراها هكذا . مهما كان موجودا بينها وبين زوجها السابق عليها مواجهته للتخلص من كل هذا .
قال : "لقد سمعت انهم يفعلون العجائب بواسطة الفاكس والبريد المضمون هذه الايام . اعتقد انك ستخففين من طيرانك اقل بكثير مما تفكرين "
ابتعدت عن سيارته وقالت : " لماذا تثير المشاكل فى طريقى ؟ "
" لأنك لم تسيرى بعد فى اى عمل " نظر الى وجهها متفحصا . لم يرها متوترة ومرهقة هكذا من قبل , حتى عندما يكونا فى أصعب أوقات العمل . لقد أعطته بعض المعلومات عن حياتها الشخصية . لكن ليس كل القصة . تساءل دائما اى نوع من الرجال يكون تشايس . لكن بالتأكيد الرجل يبدو نزيها بما فيه الكفاية . قال : "ربما انك تجعلين من الحبة قبة "
لكن جينا تعرف اكثر منه : "لا , انه تشبيه وكأن قدمى قد ضربت بحصى لأحد انه انهيار ثلجى "
هز رينيه رأسه وقال : "لديك طريقة خياليه فى تصور الاشياء . جينا " ادار محرك سيارته وبانتباه خرج من أمام منزلهاقائلا:"أراك بعد شهر "
" اتمنى ان ترانى قبل ذلك "
تنهدت جينا وهى ترى سيارة رينيه تبتعد . وللمرة الأولى منذ فترة طويلة . تشعر بالوحدة القاتلة وبانها مهجورة .
مررت يدها بشعرها . تبا , ما الذى تفعله بنفسها ؟ ليس هناك من سبب لتشعر بكل هذا القلق وهذا الضياع , هل ستتمكن من ارجاع أربع سنوات من عمرها من العمل للتخلص من هذه الورطة العاطفية وان تعود الى نقطة الصفر بدون أى صراع ؟ لقد تخلصت من تشايس , تخلصت منه تماما .
لقد كان هو من أنهى زواجهما , واذا كان يتوقع منها ان تلعب الدور المنهارة والمنسحقة الفؤاد , فسيتفاجأ بشدة .
منتديات ليلاس
فتحت باب بيتها ودخلت . لقد أمضت الكثيرمن الوقت لتجعل هذا المكان بيتها . انه ملاذها , فخرها وفرحها .
اغلقت جينا الباب وراءها ووقفت فى الظلام للحظة طويلة , تراقب سيارة تقترب من منزلها وترسل أنوارها على السطح . كانت الظلال تلاحق بعضها قبل ان تغرق فى الظلام مجددا . رحلت , مثل الحب الذى لم يحظ بفرصة كي يزهر .
مع من تمزح ؟ تتسلى ؟ شهر مع تشايس ؟ شهر بكامله . لن يكون الامر مسليا على الاطلاق . انه يعادل كالحكم بالسجن لمدة شهر .
فى اللحظة التالة , أضاءت جينا الغرفة . انها الان كالجندى الذى يتزود لاجل المعركة .
دخلت الى غرفة الجلوس . خلعت حذاءها ورمت بحقيبتها على المعقد الرمادى والزهر الكبير . امامه توجد طاولة صغيرة بلون العسل وصوفا واسعة موازية للمقعد .
هذا سخيف , عليها فقط ان تعلم مما هى خائفة ؟ ان تسيطر عليها الذكريات وامواج عاتية من العاطفة ؟ هذا لن يحدث لها طالما ستبقى محتفظة بسلامة عقلها .
لقد حصلت جينا على ملخص لكل ذلك من عشاء الليلة . لقد كان تشايس عنيدا . مزعجا وقد ادار ظهره وصمم على انهاء علاقتهما .
تنهدت بعمق وهى تتابع حديثها مع نفسها , ليس هناك من شئ تخافه الا نفسها . وان تمكنت من ضبط عواطفها . وتفاؤلها الشديد . ستكون بخير .
رفعت كتفيها , وذكرت نفسها بالعمل الملقى على عاتقها الان . مثل حزم الحقائب . هناك بعض الثياب الخاصة التى ستأخذها لتبرهن لذلك الخائن ماذا خسر بغبائه .


نهاية الفصل الثاني

فتاة 86 26-08-11 04:09 PM

الفصل الثالث

فجأة ومهما كانت الأسباب فلقد اختار الحظ , وبالصدفة هذه المرة ستواجه جنيا تشايس عن قصد . ليس بتصميمها لكن بتصميم على الرغم من ارادتها , لقد تم تحذيرها . وها هي مستعدة , وواثقة من نفسها .
كانت تشعر بالغثيان .
لقد رفضت أعصابها ان تستقر طوال الليل . وفى كل مرة كانت تفكر جينا انها اقنعت نفسها بأن الوضع الذي وجدت نفسها فيه سيمر بخير . تشتد أعصابها كاندلاع بركان يقذف الحمم على الاكواخ القريبة من القرى الأمنة . وحاولت ان تخفف عن نفسها مما تركها بلا نوم طوال الليل
ساعدها الماكياج على اخفاء ما كانت تعانيه من قلة النوم , بعد ان حاولت جاهدا ان تفعل ذلك . لقد رفضت بالمطلق أن تظهر امام تشايس بشكل يظهر قلقها . بعيدا عن الواقع انها تظهر فخرا كبيرا بالنسبة لمظهرها .. فهى لن تعطيه الثقة بالتفكير انه سبب لها الارق .
لكن نظرة واحدة فى عينيها ستعلمه بذلك . أمسكت بنظارتها الشمسية ووضعتها على قمة رأسها . جاهزة لوضعها على عينيها فى لحظة واحدة .
منتديات ليلاس
كانت حقائبها قد أصبحت بالقرب من الباب . برنامج عملها للشهر القادم قد طبعت على الفاكس لرينيه فى المكتب عند الرابعة صباحا . لقد كانت جاهزة .
دق جرس الباب , ووضعت يدها على معدتها وكأنها تخفف من ألمها قالت لنفسها انضجى جينا.
لقد انتهيت من ذلك , تذكرى ؟
وضعت جينا يدها على مسكة الباب , ونظرت للمرة الأخيرة الى مرآتها المعلقة بجانب الباب . شعرها مرتب , ومكياجها رائع .
والظلال تحت عينيها مناسب .
تمتمت جينا وهى تفتح الباب : "
الى وادى الموت "
ظهر رجل طويل القامة يرتدي بدلة رمادية امامها وقال : "صباح سعيد . انسة ديلمونكو . ادعى هوارد . وسأكون سائقك الى أن تصلى الى المطار " .
لم ينتظر اية اجابة . ابتسم لها ابتسامة أخرى . والتقط حقائبها وسار أمامها الى سيارة الليموزين .
لقد كانت سيارة كبيرة , بيضاء وتلمع كالماس .
كل الذى تحتاجه فارس لتذهب معه . امر مؤسف انه لايوجد اى شخص مناسب لذلك .
ابتسمت لمخيلتها الخصبة , تلك التى كان تشايس يعلق بسخرية وهزء عليها .
تفكيره العملي والتحليلى كان يحول دائما بينها وبين طريقة تحليقها فى عالم الخيال .
ابتسمت جينا لهوارد وهو يمسك بالباب المفتوح لها . اختفت ابتسامتها على الفور.
بل ضاقت , ما ان أدركت انها كانت الشخص الثانى الذى أحضره هوارد هذا الصباح .
كان تشايس يجلس داخل السيارة قبلها . مرتديا بدلة زرقاء ذات لون عينيه عندما يفتحهما.
كان متكأ على المقعد الجلدي الأبيض اللون , كان شعره بدون ترتيب وبعض خصلات منه ملقاة على وجهه بطريقة محببة.
محببة ؟ فكرت بانزعاج من نفسها وكأنها تهتم !
منتديات ليلاس
انطلقت ذكرى من مخيلتها , حاملة معها موجة من الحنان وهى تتذكر كم كان من الصعب اخراج تشايس من السرير عند الصباح . كان يتعلق بوسادته.
ويعرض عليها كل ما تريده ان تركته ينام لخمس دقائق اخرى.
احساس بالرضى من حضوره باكرا جعلها تشعر بأن ألم معدتها قد زال لا يمكن ان تشعر هكذا منذ الآن .
لم ينطلقا بعد من أمام منزلها فكيف اذا بدأ بالعمل معا .
حاربت جينا أفكارها بقوة لتدعم قوتها وهى تجلس داخل السيارة . اغلق هوارد الباب .
كان الصوت يشبه كثيرا اغلاق باب السجن عليها .
جلس تشايس مستقيما , عندما سمع الضجة غير المتوقعة . لفت يدها حول حقيبتها وشدتها الى جانبها : " لقد اتيت ".
قال وهو يتثاءب : " كذلك أنت " لو ان السيد جيمس اختار ساعة متأخرة للطيران وليس الان, حتى الطيور لم تستيقظ بعد .
هزت جينا كتفيها , انه اصغير حديث تبادلته معه ولكنها يائسة والصمت سيثير جنونها . اذا الحديث أفضل من التفكير :" لقد دفع لى لأحضر "
فكر , لابد ان مخيلته لا تعمل . الى أين ستتابع بهذا ؟
قال : " وانا أيضا "
مع انه كان متأكدا ان هذا ليس كافيا ليعدل ما الذى سيمر به لاحقا . نهوضه فى منتصف الليل ليجهز نفسه للسفر هو أقل ما فى الأمر.
لقد امضى ليلته كلها دون نوم . لا يستطيع ان يعد كم من المرات انجرف فقط ليحلم بجينا . كيف تضحك . كيف تحب , وكيف ترمى الأشياء . عندما يستيقظ على الفور .
بقيت تلك المشاهد تعيد نفسها . بصورة دائمة .
لقد لاحقته طوال الليل .
لقد فكر كثيرا انه تخلص منها نهائيا . لكنها تبدو رائعة . كانت ترتدى بدلة حمراء من قطعتين.
لتبدو فيها أكثر أنوثة وجمالا . كل حواسة مستيقظة الآن .
وهى تضايقه بدون شفقة , وتذكره كم كان سعيدا مع جينا أول حبهما . لكنه ذكر نفسه كيف اصبحت الحياة مع جينا فيما بعد .
كان وجهه متورما قليلا . لاحظت جينا ذلك , وكأنه يشبه ولدا صغيرا استيقظ من نومه قبل موعده بكثير . شئ ما خطر على بالها للحظة صغيرة فقالت : " تبدو مخيفا "
هز رأسه ومرر يده بشعره قائلا " شكرا "
تساءلت فى أى وقت ذهب الى فراشه وان كان قد نام فى منزله . سألته : " هل كانت ليلة صعبة ؟ "
تنهد بضيق . لن تحصل على اى اعتراف منه . فهذا كل ما يحتاج اليه الآن . ان تعلم انها لا تزال تقض مضجعه . لكنها ستعلم ذلك قريبا . أجاب بإختصار : "نعم "
عندما ينام تشايس , ينام بثقل ولا يستيقظ بسهولة .
وهذا ما جعلها تستنتج شيئا واحدا فقط قالت : " وما اسمها ؟ "
نظر اليها , مرتبكا . لم يدرك ماذا تقصد الا بعد مرور لحظة . قال : "لا اسم لديها . على عكسك تماما .
فأنا لا أطلق أسماء على الأشياء " لقد أطلقت اسما على شجرة ,من على الارض يطلق اسما على شجرة ؟

فتاة 86 26-08-11 04:10 PM

لم تغضب جينا بصدد كلامه .
فهى تعلم انه يجب المراوغة , قالت : " انت من قصدت بكلامك " هى . "آه لا , لن تجره الى نقاش وجدال منذ الان , قال : "هذا فقط من مخيلتك .
كنت اقصد الفراش "
تحركت بعصبية , ومررت يدها على رقبتها وعادت الى الوراء اكثر على المقعد الناعم . يجب على هذا الاتفاق ان ينجح بطريقة ما والا سيشتبكان بالكلام بعداوة وشراسة قبل ان يصلا الى المطار , حتى من غير التكلم عن الشهر الذى سيمضيانه فى الفندق معا .
قررت جينا ان تحاول , فقالت : " اننا راشدان ... "
نظر اليها , متسائلا اذا كان هذا مجرد تحضير. لاطلاق النار. فعندما تبدأ , لاشئ يستطيع ايقافها .
قال : " تتحدثين عن عمرنا الزمني "
تبخر كل ما فى رأسها من التوتر العاطفى. وقالت : ما الذى تعنيه بقولك هذا ؟ "
كان يعتقد ان ما قاله واضح بحد ذاته : " يصنفنا عمرنا على اننا اشخاص بالغين , اما بالنسبة لتصرفنا , انها قصة اخرى "
كانت مناظر أورنج كونترى , مليئة باللون الأخضر والهدوء . والهواء يمر بجانب نافذتها بدون أى همس يذكر.ضاقت عيناها , هل يحاول أن يقول انه تصرف كتصرف الاطفال خلال زواجهما ؟
" هل تحاول ان تعتذر مني ؟ " يمكنها ان تفكربمئات الاشياء السيئة التى قام بها وبحاجة للاعتذار .
جلس تشايس مستقيما فى مقعده وقال : " على ماذا ؟ "
تجهم وجهها . انه بليد الذهن كالعادة , وهو لا يعرف ابدا كيف يتخلى عن الهجوم . لكن هذا لا يجعل الاساءة أقل , أو يعطيه عذرا ما . قالت : " اذا كنت لا تعلم , فلن أقول لك ؟"
" لما لا يفاجئنى ذلك ؟ " فقد كانت هذه الجملة هي ذاتها التى تلفظها فى كل نقاش يدور بينهما معظم الأوقات لم يكن لديه أى علم بسبب غضبها . لم تكن تريد جينا زوجا كانت تريد مستبصر .
كان القسم الصغير الذى يفصل السائق عن ما تبقى من السيارة مفتوحا سأل هوارد : "هل كل شئ على ما يرام فى الخلف ؟"
من الواضح ان الرجل كان يراقبهما . قالت جينا بسرعة وبغضب شديد : "كل شئ على ما يرام "
وانحنت الى الامام , لتغلق الزجاج على الفور , وتنظر الى تشايس قائلة " للبداية بحرب جديدة "
ربما يسيران نحوها بسرعة واضحة . رفع تشايس يده مستسلما وقال : " لن ابدأ بها اذا لم تفعلى انت "
تأخرت كثيرا قالت بحدة :
" لقد فعلت ذلك " حسنا ربما له دور بذلك , فهو لا يكون على أفضل حال فى الصباح . انه يدين لها بواحدة .
تنهد , وقرر ان يحاول حقا هذه المرة قال : " نحن بحاجة الى معاهدة وقف إطلاق النار فعملى مهم جدا لي "
فكرت , وكأن هذا جديد عليه واجابت : " انه دائما هكذا " وهو دائما يأتى قبلها .
عض على لسانه ليمنع نفسه من الاجابة وقال متابعا : " و .. اعتقد انه كذلك بالنسبة اليك " كان صوته منطقيا جدا
.هنأ نفسه على ذلك . كان دائما يجد طريقة ليخفف من أهمية ما تقوم به . وكان يعتقد ان هندسة الديكور الداخلى شئ تافه الموارد المالية , بالطبع عمل ذو أهمية وتقدير .
قالت مصححة ليه : " انه ليس عملى انه مجري حياتي "
وهى فخورة جدا به .
هذه المرة , كانت تنهيدته زفرة كبيرة , اجاب :" مهما كان افترض انك تريدين المتابعة به "
" بالطبع "
اخيرا اتفقا , تساءل ان كان يحلم , تابع : " هذا يعنى أن علينا التصرف كأشخاص منطقيين وعقلانيين " مع انه كان يشك ان لديها القدرة على ذلك لأكثر من نصف ساعة وهذا فى أفضل حالاتها . " وهذا يعنى انه علينا عدم الشجار "
تساءلت كم من المرات وعدت نفسها ان لاتنجر الى نقاش وشجار معه فقط لتفشل , فى المرة التالية التى تتقاطع فيها طريقهما وألسنتهما ؟ قالت : " لنتمكن من تحقيق ذلك , علينا البقاء بعيدين من بعضنا البعض "
الفندق كبير جدا . كم من المرات حقا سيرغمان على مواجهة بعضهما ؟. قال : " اذا كان هذا ما يستلزمه الامر "ابسط الطرق للتعامل مع تشايس هى ان لاتتعامل معه فردت : " هذه هى الحقيقة "
مد يده وقال : " اتفقنا "
ترددت للحظة , بعدها مدت يدها اليه . واقنعت نفسها ليست بحاجة لكي تنزعج .
من الحماقة ان تفكر ان الاحساس بحبه يأتى من مجرد لمسة صغيرة . لكنه كذلك .
شعرت جينا بعواطف قوية تجتاحها , عواطف صادقة .
ربما لأن تشايس دخل حياتها فجأة , بهذه الطريقة بعد أن عاشت كل تلك الفترة بدون أى احساس بالحب والعطف والحنان . ربما لأنها بعد تشايس, رفضت ان تخاطر.
بعواطفها مع أي كان بالطريقة التي احبت فيها تشايس .
مهما كان السبب , عندما لمست يده يدها , كل العواطف التى كانت تكنها له عادت اليها كالطوفان . وجعلتها تشتاق لذكريات سعيدة عاشتها .
حدق تشايس بها , تبخرت الكلمات من رأسه حتى قبل أن تشكل , تشايس لكنها لاتزال تمارس عليه ذلك الاحساس القديم بمجرد وجودها بقربه . انها تجعله يتمنى لو ان الامور كانت مختلفة بينهما لكنها لم تكن ولن تكون ابدا .
اسقطا ايديهما فى ذات اللحظة .
اومأ تشايس برأسه , وقال : " اننى آسف عما حدث من قبل "
اتسعت عيناها وهى تحدق به : " اعتذار حقيقى ؟ انها المرة الاولى " عضت على شفتها . وعلى الفور قالت : "آسفة "

فتاة 86 26-08-11 04:11 PM

ابتسم لها وبذلت جهدا كي تمنع نفسها من سيطرة الذكريات عليها . لقد ابتسم لها ذات الابتسامة عندما اصطدم بها على درج المكتبة فى اول لقاء لهما , مبعثرا كتبها فى كل المكان ومبعثرا قلبها الى مئات الاجزاء . " اذا يمكننا البدء منذ البداية "
ضغطت جينا على شفتيها بقوة وهزت رأسها قائلة : " منذ البداية " تمنى لو انها لاتبدو هكذا , جذابة بشكل يجعله يتمنى لو.. لا , لا يتمنى شيئا .
قال : " كتعبير كلامي , بالطبع . اقصد هناك كل ذلك التاريخ وراءنا
لم تكن ترغب فى التفكير بذلك , على الأقل , بالامور الجيدة , انها فقط تضعفها , وتعيق تقدمها . فأجابته : " اصبح وراءنا الأن "
بدت وكأنها ستنسى قريبا كل شئ . أزعجه ذلك مع أن هذا ما يريدها ان تفعله او هل قال ان هذا ما يريده منها ؟
شعر بحزن كبير , فقال : " على الأقل هناك شء واحد جيد "
لم تكن تدرى مطلقا عما يتحدث فقالت : " وهو ؟ "
هز كتفيه , ومد يده بطريقة وكأنه يشرح بها :" لا داع لنقلق على التأثر ببعضنا " حدقت به مرتبكة كليا , لذلك تابع بمرارة أقل , مدافعا عن فكرته : " كما تعلمين , عندما يلتقى رجل وامرأة معا هناك دائما عدة أسئلة تلقى بنفسها عليهما . هل أعجبه ؟ هل تحبنى ؟ نحن نعلم تماما اننا لا نستطيع تحمل بعضنا البعض "
استغرقت دقيقة من الوقت كي تتمكن من ايجاد صوتها . فقالت : " هل تشعر هكذا ؟ كانت على رأس لسانه كلمة نعم . مع انها لم تكن الحقيقة . لكنه لم يستطع ان يقولها , على رغم استحقاقها لها . قال : " حسنا , لا لكنني اعتقدت انك انت تشعرين هكذا "
رقت قليلا لكن التوتر الذى كان مسيطرا عليها لم يخمد : "لم أقل ابدا اننى لا استطيع تحملك "
هل كانت ذاكرته ضعيفة ام انها فقط متعلقة بعلم دلالات الألفاظ ؟ قال موافقا : "لا , لا , لم تفعلى " تذكر الحادث بوضوح ., تماما مثل الكلمات التى قالتها , تابع : " اعتقد ان الكلمات التى استعملتها بالتحديد . انا اكرهك واتمنى لو اننى لم اتعرف عليك ابدا " رأى من نظرات عينيها انها تذكرت ذلك الحادث , ايضا : " لا اريد أن أذكر ما تبقى " شعرت جينا ان وجهها ورقبتها قد اصطبغت باللون الاحمر : " كنت تستحق ذلك "
" انا استحق ... ؟ " امسك تشايس نفسه قبل أن يفقد السيطرة على اعصابه ,. قال : "ها نحن نعاود القديم ثانية "
انه على حق , اذا استمرت فى الانغماس فى الشجار معه هكذا , فلن ينجح الامر . قالت : "اسفة " نظرت جينا الى الخارج , محاولة بيأس ان تفكر بشئ ما غير تشايس وماضيها معه اى شئ اخر .
وضعت زندها على مكان الذراع , وامسكت ذقنها براحة يدها ونظرت الى الخارج عبر النافذة , تخلصت من اثقالها وادركت انهم يتوجهون الى مطار جون واين. لسبب ما كانت تعتقد انهم سيطيرون من مطار لاكس . والفريق يعنى انهم بذلك سيوفرون ساعة من الوقت . هذا امر جيد لا تعتقد انها تستطيع البقاء حية وهى قريبة منه هكذا .
منتديات ليلاس
تحولت عيناها باتجاه السماء . ربما لتبحث عن قرار . وبعدها ابتسمت . راقبها تشايس بالرغم عنه , ما ان ظهرت الابتسامة على شفتيها , لم يتغير فيها شئ ., وهذا يشمل تأثره بها , دائما يجد تلك الابتسامة الصغيرة على شفتيها لا تقاوم
تمنى لو يستطيع السيطرة على أفكاره كما سيطر على صوته وهويقول : " على ماذا تبتسمين ؟"
قاطع أفكارها ونسيت مع من تتكلم للحظة . قالت : "انظر الى اشكال الغيوم . ماذا ترى فيها ؟ "
اقترب قليلا ليتمكن من رؤية ذات المنظر مثلها . كانت السيارة تمر من أمام مبنى قيد الانشاء . وكان الرجال يعتمرون خوذات بيضاء ويبدأون بالعمل لم ير شيئا يجعلها تبتسم .
" أين ؟ "
" هناك " ورفعت أصبعها الى أعلى السماء .
نظر, ولم يلاحظ شيئا له دلالة ما قال : "ارى الغيوم "
هزت جينا رأسها وقالت : "هناك سحب , يرقص مع سحب اخر و ألا تستطيع رؤيتهما ؟ "
رفع تشايس حاجبيه مشككا . انها خيالية وطائشة كما هي دايما " انت تدعين مخيلتك تسيطر عليك . ان ما ترينه مجرد غيوم , جينا , ولا شئ آخر , فقط غيوم "
ما الذى كانت تتوقعه ؟ تغيركامل فقط لأنه أعلن عن هدنة . شعرت بالحزن اخترق قلبها , قالت :" تشايس القديم نفسه ولاشئ تغير "
اكتشف لمسة من الشفقة فى صوتها وهذا ما أزعجه كثيرا , واذا كان هناك شئ ما , فهي من بحاجة الى الشفقة " لا لم يتغير شئ . ما زلت أرى الواقع " وليضع حدا لأى نقاش جديد انحنى الى الامام وادار التليفزيون الصغير الموضوع أمامهما .
لم تر جينا ذلك جديدا . وليس هناك شئ من الحلم باق فى شخصيته . انزعجت جدا واطفأت الجهاز لتحصل على انتباهه وهى تقول : " ولا شئ وراءها "
" ليس هناك شئ وراء الواقع " وادار الجهاز ثانية .
انها تكره ان يصبح غير مطواع . وهذاالحس الحسابى فيه . فقط يرى الابيض والاسود . الرصيد والديون . وليس على ما ينطوى بينهما .
" انت مخطئ فى ذلك , تشايس . هناك الكثير وراء الواقع "
وهذه المرة تركت جهاز التليفزيون مضاء .
رفع تشايس يديه فى الهواء وغرق اكثر فى مقعده. واجاب : " ها انت تعودين ثانية . وتقولين لى اننى مخطئ "
ضاقت عيناها وهى تنظر اليه بغضب : " حسنا , انت كذلك "
لقد كانت هى مخطئة , وليس هو . فتابعت : " ربما نحن نرى الاشياء فقط بصورة مختلفة "
مع ان هذه هى الحقيقة لكنها لم تجعل الامر سهل عليه ليتقبله , قال : " نعم ربما نحن كذلك "
قالت غاضبة : "بصورة مختلفة تماما " نظرت جينا الى الخارج ثانية . كانت الغيوم تبدو داكنة , وكأن الريح قد مزقتها بأصابع غاضبة .
منتديات ليلاس
غابت أفكارها بينما كان أحد المذيعين على التليفزيون يثير السأم والملل بمقابلة مع شخص ما امر جيد انها لم تكن تفعل شيئا كهذا مع تشايس
لماذا . بعد كل هذا الوقت , ما زال يعلم كيف يثير غضبها ؟ ولماذا . بعد كل هذا الوقت تسمح له ؟ لما لا تخفى كل امتعاضها او تتخلص منها نهائيا ؟ لن يفعل لها اى شئ ان لم تسمح له , هذا ما أكدته لنفسها , فالحيلة هي, ان تتذكر بأن لا تسمح له . وان تفكر بعقلها وليس بقلبها
حدق تشايس بالشاشة ولم ير شيئا . حسنا لقد مرت الامور بطريقة حسنة هذه المرة . فكر بسخرية . لكن بعد ذلك , انه لا يتوقع ابدا ان تحدث الاموربينهما بطريقة مختلفة ليس عندما يتعلق الامر بجينا . الشجار والنقاش اللاذع هما الصفتان اللتان تختصر علاقتهما .
شجار عاصف وحب عاصف , كما يتذكر .
تذكر , لا لم يكن دائما عاصفا , عندما طافت ذكرى من زوايا مخيلته لتثبت خطأه . لقد كان بعض حبهما لطيف جدا . مثل ذلك الأسبوع عندما استعار كوخ صديقه فى مانموت وتظاهر هو وجينا انهما انحصرا بالثلوج . مع انه لم يكن هناك الا بقع قليلة منتشرة على الارض لقد امضيا الاسبوع باكلمه هناك .
تحرك تشايس فى مقعده بانزعاج , وكأن ذكرى ذلك الاسبوع تسيطر عليه انه يعمل على فقدان عقله , بتذكره ذلك ما عليه ان يتذكره هو وعاء الروستو الذى رمته به جينا . وألحقت به قطع البطاطا الصغيرة التي يحبها , فى لحظة واحدة لقد شعر وكأنه يرجم بالصلصة البيضاء .
كان ذلك فى تلك الليلة عندما عاد الى المنزل ليخبرها عن عرض عمل جديد له . ولقد تأخر لمدة ثلاث ساعات , لكن لم يكن هناك مجال لتسوية الامور . وبعد كل المشاجرات والصراخ وامضاء الليل على ذلك المقعد فى الصالة . انه نظر الى ساعته ورأى التاريخ كان ذكرى زواجهما الاول .
ولم تعد الأمور الى طبيعتها منذ ذلك الوقت .
نظر تشايس ناحية جينا .

فتاة 86 26-08-11 04:13 PM

سيكون شهرا طويلا فى الجحيم تمنى لو ان ريد يقدر له ذلك . لكنه كان يعلم وبكل تأكيد انه لن يفعل .
* * *
بالنسبة الى جينا كانت رحلة الطيران اقل ازعاجا من رحلتها فى سيارة الليموزين . مع ان جيمس كان المسافر الوحيد غيرهما , لكنه عمل على اضفاء جو من الهدوء , لهم جميعا وكل ما دار حوله الحديث هو العمل . وهذا ما ساعدها على الاحساس بالاطمئنان. وكذلك تشايس يكون على أفضل ما يرام عندما يتحدث عن العمل .
لما لا ؟ فالارقام لا تحتاج الى عواطف . العمل كل وجوده , هذا ما فكرت به بحزن وهى تنظر الى النافذة .
امر مؤسف ان العلاقات الانسانية هى خياره الثاني فى الحياة انها بعيدة عن ذلك النوع من البشر , هذا ما ذكرت به نفسها وهي تنهض لتحرك ساقيها .
لا يهم ان كان تشايس اصبح كالغريب فى شقتهما . فذلك المقطع من حياتها قد انتهى ولا يوجد فرصة فى ان يبدا من جديد , فهى لن تسمح بذلك, لن تسمح لنفسها فى الصعود الى لعبة الموت والتى تنتهى فى الطائرة الانتحارية
وكأن شيئا ما يريد ان يثبت لها خطأها , فجأة اهتزت الطائرة وسقطت رامية بها كي تفقد توازنها بالكامل . امسك تشايس ذراعها كي يساعدها على الوقوف لكنها تعثرت لتقع فى حضنه .
ضحك جيمس وهو يهز رأسه قائلا : " اضطراب خطأ " وقع بعض عصير الليمون من الكوب على ركبته . فتابع : "عجبا ما الذى يحدث ؟ من المفترض اننا سنطير عبرطقس هادئ وصاف " وكان هناك مركز للاتصال مثبت على كرسيه أمسكه جيمس وقال : " جاك , هل كل شئ بخير عندك ؟ "
صوت الطيار الهادئ والمشجع عم المقصورة المستقلة وهو يجيب : " اسف , سيد جيمس , انه مجرد مطب هوائى صغير . لا شئ يدعو للقلق . كل شئ بخير"
صوت الرجل يدل على هدوء كبير , لكن لا ليس كل شئ بخير , فكرت جينا وهي تشعر بخيبة أمل حادة , خيبة تمنت انها ليست بادية للعيان . لقد سقطت فى حضن تشايس وتذكرت كم تحب ان تكون هناك كم تشعر بالامان والدفء وهي بقربه .
ذكرت نفسها بعناد , انه احساس حسي . اما الاحساس العاطفى والتى هى بحاجة اليه اكثر بكثير من هذا الاحساس لم يكن موجودا. ولن يكون ابدا. احاطت يداه بها بصورة اوتوماتيكية . لم يكن يرغب فى ابعادها عنه .
تمتم تشايس اخيرا بعد ان وجد صوته : " لم تحصلى على أي وزن زيادة , كما ارى " كم يشعر بأن الامور جيدة ان يتمكن من ضمها اليه ثانية , حتى ولو للحظة . لم يكن يعيش بعزلة منذ ان افترق عنها جينا , لكنه يشعر هكذا الان وهو يمسك بها.
انها دائما تشعر باحساس لايشعر به مع أية امرأة , وهذا هي مشكلته .
لم تستطع ان تنظر فى عينيه . انها دائما تنجذب بشكل قوي الى عينيه.
جاهدت لتنهض وتقف على قدميها ثانية , قالت : " لقد فقدت البعض, فى الحقيقة , مئة وسبعون باوند "
حدق بها وهو يشعر بفراغ غريب : " مئة وسبعون ... اه , انت تقصديننى "
توقف جيمس عن التحدث مع الطيار وكان يراقب المشهد بصمت , كذلك شرارات النار , بين جينا وتشايس من الواضح , ان ليلة البارحة , لم تكن رمية بدون رامي .
ادار رأسه وقد قطب عينيه وكأنه نائم , كعلامة انه يعمل على فكرة ما . قال : " انتما كنتما معا من قبل , أليس كذلك ؟ "
ظنت جينا ان كلمة " معا " التى استعملها جيمس لاعتقاده ان هناك شيئا بينهما اكثر من شخصى . افترضت ان ذلك ظهر بصورة طبيعية جلست مكانها وقالت : " نعم "
انتقلت نظراته من وجه الى اخر , قال : " كيف كنتما معا ؟ او ان هذا ليس من اختصاصى ؟"
ردة فعل تشايس الأولى ان يقول لا فليس للرجل اية علاقة بهما . لكن جيمس زبونه , شخص لا يريد ان يفقده للشركة , كما وان الرجل يبدو مهتما حقا . ربما هذا هو سبب نجاحه , تشجع تشايس اخيرا وقال : " قريبان جدا ".
ظهر على جيمس الاهتمام الكلي .
لقد بدا ذلك وكأنه سرى جدا . هذا ما فكرت به جينا , لتدع تشايس يضع علاقتهما فى المكان المناسب . قالت : "كنا متزوجين "
قاطعها تشايس : "لفترة قصيرة "
قال جيمس. ولقد اصبح اكثر اهتماما الان : " كم كانت تلك الفترة ؟ "
" اربعة عشر شهرا "
قالت : "واسبوعان وخمسة ايام " كان صوتها طبيعيا وكأنها تتحدث عن موضوع عادي جدا .
قال جيمس : " افترقتما بوفاق ؟ "
أجاب تشايس بسرعة : " نعم " وكأنه يجيب على أسئلة الامتحان .
فكرت جينا , هذا صحيح , لكنها لم تقل شيئا .
لم يكن جيمس غبيا , لكنه تخلى عن الموضوع الان . ربما هناك شئ يستطيع القيام به ليطور الاشياء بينهما لاحقا. فهناك الكثير من الدخان وان لم تكن النار واضحة .
قال : " جيد , لا شىء أحبه اكثر . من ان يكون جميع الناس الذين اتعامل معهم على ما يرام . يسعدنى اننا تفاهمنا . لقد جعلتمانى اتساءل ليلة البارحة . بعدما سمعت تلك الكلمات الجارحة وكأننا فى ساحة معركة فى الالمو " ضرب ركبته وهو يتقدم الى الامام : "يسعدنى ان أسمع ان ليس هناك ضغينة بينكما ".
اصبحت ابتسامته اوسع . ضغينة ام لا , لقد رأى النظرات التى يتبادلانها . قد يكون الكلام قاسى , لكن علاقتهما ليست ميتة , مع ان كليهما لا يعرف ذلك فكر , لابد ان الوقت معهما سيكون مثيرا , شعر بالسرور لما وصلت اليه الامور وكيف تطورت بنفسها , سيتوصل الى وضع حساباته كلها فى نصابها , كما انه سيتمكن من ترتيب فندقه على ارفع واكمل ذوق رآه وسيحصل على تسلية فريدة فى ذات الوقت لا يستطيع المرء ان يطلب اكثر من ذلك .


نهاية الفصل الثالث

فتاة 86 26-08-11 04:15 PM

نشالله هلفصلين يعجبوكن
أحلى ليلاسيين و ليلاسيات
و هي أحلة بوسة
موووووووووووووووووووووووووووووووووة

فداني الكون0 26-08-11 08:17 PM

اهلين حبيبتي
شكل الروايه حلوه واختيارج احلى
واسلوبج ممتعه وانشاءالله انشوف
روايات من كتاباتج ويعطيج العافيه

katia.q 27-08-11 06:54 AM

يسلمووووووووا يا أحلي فتاة
ذوقك يجنن أنا قرأت الفصل الأول وأعجبني جدا جدا جدا
ألف مليون شكرا علي مجهودك وتعبك واختيار الرواية الجميلة دي
ومتابعاكي ع طوووووووووووووووول

فتاة 86 27-08-11 07:19 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فداني الكون0 (المشاركة 2855535)
اهلين حبيبتي
شكل الروايه حلوه واختيارج احلى
واسلوبج ممتعه وانشاءالله انشوف
روايات من كتاباتج ويعطيج العافيه

شكراً حبيبتي على تكرمك بمشاركتي متعة قراءة هلرواية
نشالله تكون عند حسن توقعك
و كل عام و إنت بخير
بمناسبة عيد الفطر
أعاده الله علينا جميعاً

فتاة 86 27-08-11 07:20 PM

أحلى كاتيا
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة katia.q (المشاركة 2855893)
يسلمووووووووا يا أحلي فتاة
ذوقك يجنن أنا قرأت الفصل الأول وأعجبني جدا جدا جدا
ألف مليون شكرا علي مجهودك وتعبك واختيار الرواية الجميلة دي
ومتابعاكي ع طوووووووووووووووول

كاتيا الغالية مرافقتني
الله يا سلام و الله أحلى صحبة
شكراً حبيبتي و نشالله تكون الرواية عند حسن توقعك
و كل عام و إنت بخير و كل حبايبك بخير

هدية للقلب 28-08-11 01:42 AM

اهلا يا قمر اية ده كله رواية رائعة بالتأكيد مادام من اختيارك
شكرا حبيبتى على الاهداء فرحنى كتيير والله Iوربنا يعطيك العافية
وكل سنة وانتى طيبة عيد فطر سعيد عليك وعلى كل اللى تحبيهم .
http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13144883511.gif

زهرة منسية 28-08-11 02:11 AM

برافو عليكى فتاتى الغالية ذوق راقى بانامل رقيقة تسلمى حبيبتى بس أمانه لا تحمسينا وتتأخرى علينا

فتاة 86 28-08-11 10:49 AM

أهلاً بهدية القلب
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هدية للقلب (المشاركة 2856252)
اهلا يا قمر اية ده كله رواية رائعة بالتأكيد مادام من اختيارك
شكرا حبيبتى على الاهداء فرحنى كتيير والله Iوربنا يعطيك العافية
وكل سنة وانتى طيبة عيد فطر سعيد عليك وعلى كل اللى تحبيهم .
http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13144883511.gif

أهلاً بهدية قلبي
كيفك حبيبتي
نشالله تعجبك
لأنو بيهمني رأيك كثير
و كل عام و إنت بخير

فتاة 86 28-08-11 10:52 AM

نونا حبيببة قلبي
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة nona1979 (المشاركة 2856277)
برافو عليكى فتاتى الغالية ذوق راقى بانامل رقيقة تسلمى حبيبتى بس
أمانه لا تحمسينا وتتأخرى علينا


لا أكيد ما بطول على حبايب قلبي
نونا هلبارتين هدية مخصصة إلك

فتاة 86 28-08-11 10:55 AM

الفصل الرابع

ضغطت جينا على زر فى سيارة الليموزين ففتحت النافذة بهدوء . نظرت الى المبنى الطويل والكبير الذى سيكون مشروعها وسجنها للشهر المقبل .
انه مبنى قديم كما هو واضح , لكنه لطيف بطريقة ما . يبدو للفندق هيئة ما وتميزه عن اى فندق اخر , انه يقف وكأنه من سلالة حاكمة , عند مقدمته نافورة واسعة بيضاء اللون ومحفورة بشكل رائع وضعت فى وسط الباحة الكبيرة . بها قرميد أسبانى يغطى الطريق الى داخل الفندق والى المساحات التى وراءه الباحة الخارجية والنافورة هى مزيج من القديم والجديد معا .
مع ذلك عليها ان تشغل نفسها بما فى الداخل فقط , لذلك رأت ان هناك احتمالات واضحة لديها هنا .
كان جيمس مقتنعا ان " اوتيل غراندي , والذى لايبعد اكثر من ثلاثة اميال عن المطار وبعيد بما فيه الكفاية عن ضوضاء حركة الطيران , انه مشروع ممتاز بالسعر المطلوب . انه فقط يحتاج لعمل . لعمل كثير , جلس بهدوء تاركا لجينا المجال لتنظر بتأمل , وكأنه والد
مارس موهبته . لكن على حفل بسيط متمنيا أن الناظر سيرى نفس القدرات التى لديه .
أحيرا قال : " الموقع هو الاكثر اهمية هنا , كل شئ غير ذلك بالإمكان تجديده , الدهان , التعديلات . لا نستطيع نقل المطار لو لم يكن هنا . هل يمكننا ؟ " كان يتحدث لتشايس الذى وجد ان لا جدوى من الكلام لكن مع ذلك . كان يعلم تماما ان جيمس ليس بأحمق .
توقفت سيارة الليموزين واسرع السائق ادغار بالخروج من السيارة الى الوراء وفتح الباب لجيمس .
نزل الرجل , بخفة ظاهرة بالنسبة الى وزنه وعمره المتقدم . كان مشتاقا ليبدأ بالعمل به .
مد يده مشيرا وهو يقول : "الموضع هو الذى شدنى الى هنا المكان للبدء فيه , ان لديه سحره الخاص , أليس كذلك ؟ "لم يتنظر لسماع جوابا . واثقا , انه ليس بحاجة لمن يضع العراقيل لاحساسه , فتابع : " كل الذى يحتاجه بعض الترتيب والتنظيم "
منتديات ليلاس
بدأ العمل فى ذلك أيضا فمعظم الاراضى المحيطة قد أصبحت فى حالة جاهزة والبستانيون يعملون بجد لزراعة أشجار جديدة تطفى على المكان مزيجا من الجمال والاناقة .
مد يده الى جينا وقال : " لا اعتقد ان هناك شئ خطأ اذا وضعت قليلا من المال هنا وهناك ليصبح جيدا "
أمسكت جينا يده وخرجت من السيارة قائلة : " كم القليل ؟ " عندما تحدثا عن المشروع . قال جيمس ان المال لا يسبب عاقة لديه . وهي تكره ان تكتشف ., الان بعد ان وصلت الى هنا , وقد قلب حياتها رأسا على عقب . ولن تذكر ما يحدث لمعدتها ان تجد فجأة ان المال أصبح ضروريا وهاما لديه .
خرج تشايس وراءه وسار على البلاط الاسبانى الداكن بينما ضحك جيمس من سؤال جينا .
أمسك بذراع جينا بينما كان السائق ينزل الحقائب من صندوق السيارة . وسار معها نحو المدخل .
" انه مجرد تعبير كلامي , عزيزتى اننى اقصد ان اضع كما يستلزم الامر " توقف امام
الباب الخشبى الكبير , وكأنه يتمعن به بصمت .
انها ابواب جديدة مع لوحات زجاجية على الجانبين . بينما الزجاج يلمع تحت اشعة الشمس مثل الجواهر المرمية هنا وهناك .
نظر جيمس الى جينا وقال : " لأنه سيعيد على أكثر بكثير مما سأنفقه عليه ان كان لدى القليل من الصبر , وهذا هو مفتاح لكل شئ , كما تعليمن , الصبر . الامور تيسر بنفسها اذا عملت عليها حقا وكان لديك الصبر الكافى لترينها تثمر , كل شئ "
فكرت , ان هذا ينجح مع الاعمال , لكن ليس دائما مع الاشخاص .
كم من الصبر لديك ؟

فتاة 86 28-08-11 10:56 AM

لم تعلم من أين لمع هذا السؤال فى ذهنها , لكنها لن تفكر به فى الوقت الحاضر ان عينيها التقتا بعينى تشايس .
تساءل تشايس اذا كانت تفكر بالشئ نفسه , ظهرت ذات الفكرة برأسه فربما انهما لم يصبرا على بعضهما بشكل كاف . لا , انه يتخيل ذلك . ركز على سبب وجودهما هنا معا فندق جيمس .
توقف أمامها وقال وهوينظر اليها جيدا : " تبدو النافورة جديدة " فهذا أفضل من النظر فى عينى جينا .
نظرت جينا الى النافورة لتستكشف جمالها انها مبنية على ارتفاع اثنى عشر قدما , وفى وسطها منحوتة لطفل يرفع يديه الى الاعلى والماء تتدفق
من راحتيه . انها جميلة وتبعث الفرح فى ذات الوقت . تعطى لمسة من البرودة فى كل هذه الصحراء .
كما و انها . لا تمت للحسابات بصلة , فجأة شعرت جينا انها تتمنى لو لديها طفل . فنظرت بعيدا .
قال جيمس : " رأيى ان نبعث بعض الحيوية فى الاشياء قليلا . وهذا ما اريد ان افعله فى الداخل "
نظرت ثانية الى اقواس المياه تتدفق ببساطة الى البرك الزرقاء تحتها وقالت : " تريد نافورة فى الداخل ؟ "
ضحك جيمس ثانية : " لا , أريد ان ابث الاحساس والفرح فيه . هيا , سأريك ما أقصد "
فتح الباب ودخل مشيرا اليهما ان يتبعانه .
خطوة واحدة الى الداخل وبدا بوضوح ما يعنى . كان داخل الفندق داكنا تماما كما هو مشرقا من الخارج . وتبدو المفروشات الموزعة فى الردهة وكأنها ثقيلة جدا على البلاط الاسبانى تحتها . ترمز الرؤية العامة كعيادة كبيرة لطبيب . من حوالى سنة 1930 .
تصورت نفسها كمسافرة تصل الى هنا للمرة الاولى . لم تشعر باى احساس بالتأهيل او الراحة وهذا امر مهم بالنسبة اليها . تخيلت ان هذا الامر مهم لمعظم الناس , تماما كما تخيلت ان الفندق لايملك ابدا نزلاء يعودون للمرة الثانية .
كانت المقاعد كبيرة ذات لون بنى من الجلد وموجودة قرب المدفأة من الحجر . السقف يتدلى ضوء من الشمعدان الذى يحمل عدة شمعات . ويبدو انه يحجز الضوء اكثر مما يظهره .
اقتربت اكثر . فرأت ان مكتب الاستقبال مكسور وان هناك اقسام منه منزوعة ايضا وكأنها نزعت بقرن ثور كبير . ربما ان هناك قطيع من الثيران قد مر من هنا بالصدفة . تساءلت وهى تبتسم .
استدارت جينا نحو جيمس ورات انه ينظر اليها عن كثب منتظرا رأيها . قالت : " منذ متى بنى هذا الفندق ؟"
" اكبر منى بعشر سنوات على الأقل " حسبت جينا ذلك فرأت انه بنى على الاقل منذ سبعين عاما . أشار جيمس الى السائق ليضع الحقائب بجانب المكتب . وقال : "اخرج وانتظرنى هناك , أدى . معك بعد قليل " تراجع أدى واعاد جيمس انتباهه الى جينا . سألها فجأة : " هل تمكثين هنا ؟ "
تنفست وهى تنظر حولها للمرة الثانية وقالت : " هل هناك خيار ؟ "اومأ برأسه وقال : " لديك الخيار "
مع انه نظيف بشكل ظاهر . لكن الجو المحيط بالفندق يعطيه احساس بالاحباط والكآبة . انها بالتأكيد لن تبقى هنا وتتمنى ان لا تجبر على ذلك قالت : " لا "
هز جيمس رأسه . انه الجواب المحدد الذى يتوقعه من انسان صادق وشريف . : " اجعليه يبدو مكانا مناسبا لشخص مثلك ومثله .." وأشار برأسه نحو تشايس قبل أن يتابع : " .. يرغبان بالبقاء فيه "
هذا أمر غريب وبعيد . قالت بسرعة :" لدينا أذواق مختلفة تماما "
اذا كانت تقصد بكلامها اعتراض ما. فجيمس لن يرضى بذلك , عوضا عن ذلك . وضع يدا كبيرة . وواثقة على كتفه وقال : " هذا هو الموضوع انت مهندسة ديكور . امزجيهما ليصبحا متآلفين "
اتسعت ابتسامته مرحبا ما ان اقترب رجل داكن الشعر ومن الواضح انه هندى الاصل . مد يديه وقال : "آه , احب كثيرا ان تقابلا الرجل الذى سيصبح مسؤولا عن ادارة هذا المكان عندما تنتهيان من عملكما "
لاحظت جينا انه عاد فجأة الى طبع بلدته . حتى لهجته تغيرت أيضا.
تابع : " هذا بنجامين توفيزرز . هذا الرجل رائع . ما تطلبانه سيحققه لكما . انا اعمل فقط مع النخبة . بنجامين هذه الانسة ديلمونكو والسيد راندولف . انه المسؤول عن الحسابات . اما هى فستعمل على جعل المكان لائقا لنا "
صافحهما بنجامين بسرعة . شعر تشايس وكأن بنجامين شخص غريب وصل الى هنا بالصدفة . ما جعله يتمنى لو انه مكانه .
تراجع بنجامين قليلا الى الوراء وقال : " امر جيد . اذا احتاج احد منكما شيئا . فقط اتصلا برقم صفر على الهاتف . لم اجب بنفسى فشيرلي ستعرف أين تجدني " نظر نحو السيد جيمس وتابع : " تسعدنى عودتك سيد جيمس "
هز برأسه وقال : " وهذه المرة اصطحبت معى الفرسان "
توقف وضحك على نفسه وتابع : " اسف , انه عادة متأصلة بي "
ظهرت ابتسامة صغيرة على شفتى بنجامين بنيما كان ينسحب . ويتحرك بهدوء تماما كما وصل .
سأل تشايس : " كل شئ على اتصال ؟ " ولقد اختار الكلمة التى استعملها بنجامين .

فتاة 86 28-08-11 10:59 AM

" لاتزال آلات الهاتف بحاجة الى وضعها فى أماكنها ايضا , هذا المكان بحاجة الى اصلاح فى كل شئ " غير جيمس تفكيره وقال : " هيا , دعونى أريكما غرفتيكما "
سار أمامهما نحو المصعد بينما أخذ الخادم الذى كان يقف وراءهم الحقائب وتبعهم . فتح باب المصعد بعد لحظة من طلبه من قبل جيمس .
قال : " انهم فى وسط الردهة بالنسبة الى . وهم سيئون مثل كل شئ اخر . لكنهم بمساحة كبيرة واعتقد انكما تريدان مساحات كبيرة "كانت الغرف فى اعلى طابق . والرحلة الى هناك بطيئة بشكل ملفت . شعرت جينا انها تزداد توترا ونسيت ذلك ليس الى وجود تشايس لكن الحقيقة انها لا تحب حقا ان تكون داخل صندوق صغير , محاولا الوصول الى اعلى, مرتبط بأسلاك قديمة . فهى تفضل صعود الدرج , ومعتادة على الصعود على قدميها عندما تستطيع . وفى هذه الحالة , وفى اى مكان وجد الطابق . كان لديها احساس انها تستطيع الوصول اليه بسرعة اكثر على الدرج من هذا المصعد.
فكر تشايس ان رئتيه لا تستطيعان تحمل المزيد من عطر جينا . ليس لأن الرائحة قوية . لكنها تسيطر عليه هو . وهو لا يرغب بذلك.
انتظر تشايس حتى خرج الجميع واغلق
الباب قبل ان يستدير نحو جيمس ويقول : " هل استطيع ان ادلى باقتراح ؟ "
ابتسم جيمس وضحك عاليا . مع ان تشايس ليس شفافا لكن استطاع جيمس ان يحزر ما يفكر الرجل الشاب . كان لديه ذات ردة الفعل فى رحلته الاولى للوصول الى جناخ الغرف .
" كل شئ امامك , راندولف . اعمل بسرعة الان لتتمكن من تلميع هذا المكان " اشار باصبعه نحو المصعد بينما كان يسير بهما نحو الغرف . تابع قائلا : "والا , العروسان الجديدان سيحتفلان بذكرى زواجهما الذهبى قبل أ ن يصلا الى غرفتهما "
فكرت جينا . ربما كان يجب ان نحجز معا فى مصعد ما .
اعتقدت انها فكرت . كيف اصبحت الكلمات مسموعة وخرجت من فمها وهى لاتدرى . لكن من الواضح انها فعلت ذلك . كان تشايس يحدق بها بنظرة غريبة . وكأنه يدرسها ويحللها وكأنها عمود من الارقام لا يستطيع ان يجمعها بينما انغمس جيمس فى القهقهة .
تساءل تشايس . والان ماذا يعنى هذا ؟ قال : " ماذا ؟ " هزت جينا رأسها وأسرعت الخطى قليلا . مستعملة جيمس كحد فاصل بينهما وهى تقول : "لا شئ "
لكن كان هناك شئ ما . ولقد زرعت بذورا فى فكر تشايس . اشار كلامها لحقيقة واضحة انها لا تزال تفكر به تفكر بهما معا . هل كان احساس بالندم لانفصالهما ؟ لقد افترض انها كانت سعيدة لذلك .
لكن ماذا لو ..؟
لا , لا لن يسمح لنفسه بالانجراف هكذا . لقد وعد نفسه ان يقضى هذا الشهر , دون ان يعاود التفكير بما حدث بينهما .
الى جانب ذلك , لقد فات الاوان لاى بحث عميق . ولقد تقبل تماما ما تعمله من غلطته وتابع حياته .
ماعدا . انه بينما كان يسير بجانب جيمس على ذلك السجاد الداكن . فهو لا يعتقد انه تعلم بما فيه الكفاية .فمجرد رؤيتها قد مزقت تلك القناعة وافقده ثقته بنفسه . انه لم يتخلص من الاحساس بها . وربما لن يفعل ذلك ابدا .توقف جيمس امام بابين متجاورين .رأت جينا , ان الانوار هنا هى افضل بقليل . ليست اكثر نورا , بل مناسبة اكثر للمكان . كذلك يمكنها ان تستعمل الزهور لتزين هذا المكان .
رمشت بعينيها عندما أدركت ان جيمس يتكلم معها . كان يحمل بيده مفتاحين . قال : " اختارى مفتاحا. اى مفتاح "
نظرت جينا نحو تشايس قبل ان تختار . اخذت المفتاح الاقرب منها بينما اخذ تشايس المفتاح الاخر .
اسقط جيمس يده , واشار نحو البابين قائلا : " هذان هما المفتاحان لغرفكما وان الغرف مفروشة بطريقة محبطة ككل شئ هنا " اخذ المفتاح من يد جينا . ونظر الى الرقم المطبوع عليه وفتح الباب الذى الى يسارها : " لقد احضرنا فريق عمل ممتاز لنتمكن من انجاز كل شئ . كما لدينا فريق جديد للطبخ . ايضا , انه فى الاسفل يقوم بتجارب على كل الاطعمة , لذلك الطعام سيكون ممتعا حقا"
شعرت جينا وكأنها تتسمر فى مكانها, وقالت : " الطعام ؟ "
لم تفكر بشئ اخر غير عملها . هل ستجبر على تناول كل وجبة طعام بالقرب من تشايس , ليقضى على كل مقاومة تستطيع الاعتماد عليها ضده ؟
لاحظ جيمس على الفور الاحساس بخيبة الامل فى صوتها , فقال : "سنتناول الطعام معا وعلى الاقل , العشاء وسأتطلع باهتمام الى ذلك لأنكما ستعطياننى تقارير المراقبة . لكن هذه هي طريقتى للبقاء على اطلاع على مجري الامور " اعاد المفتاح لها وتابع : " بالنسبة للفطرو والغداء لاعلاقة لى بهما , لكنى اتوقع ان الفريق فى المطبخ سيقدر لكما لو تناولتما الطعام معا "

فتاة 86 28-08-11 11:00 AM

قد يقدر فريق العمل فى المطبخ ذلك . لكنها لن تفعل . انها ترى تشايس بصورة اكثر بكثير مما توقعت وارادت . " لماذا لا تدخلان الى غرفكما . وتغيرا ثيابكما لترتديا ثيابا خفيفا ومريحة اكثر ؟"ابتسم وكأنه يعتذر قبل ان يتابع كلامه : " وستلاحظان على الفور , ان معدات التبريد ما زالت بحاجة لتصليح " نظر الى بدلة تشايس وقال : " لا داع لترتدى ثيابا رسمية هنا .راندولف . اريد منكما ان تشعرا براحة كبرى بينما تعملان . سأقابلكما فى الردهة بعد .. " ونظر الى ساعته " اه .. لنقل بعد نصف ساعة " نظر الى جينا وتشايس امامه وقال : " يكفى هذا الوقت ؟ "
قال تشايس : " انه كذلك بالنسبة لى " وكأنه يشير انه ليس كذلك بالنسبة الى جينا .
" رائع جدا " قالت ذلك بطريقة تخفى امتعاضها . واجبرت نفسها على الابتسام قبل ان تتابع : " سأكون هناك قبل ذلك "
بعد ذلك , استدارت ودخلت الى غرفتها. تبعها الخادم كظلها وهو يحمل حقائبها .
لم يرغب تشايس فى التأخر . لذا التقط حقيبته بنفسه . اعترف جيمس لتشايس : "امراة جميلة جدا "
هز تشايس رأسه موافقا . لا مجال للنقاش بذلك . النقاش , مقبول على كل شئ غير ذلك .
تحسست جينا حقيبة يدها بينما كان الخادم يضع حقيبتها بجانب السرير بعدها رفع الستائر البنية اللون .
كان المنظر رائعا , كما لاحظت . الغرفة مزرية . لكن لو ان الامر يعود اليها لما كانت هنا .
لن يكون الامر سهلا على الاطلاق . هز الخادم رأسه بينما تقدمت منه وهي تمسك بفاتورة فى يدها .
قال عندما نظرت اليه مستفهمة : " هذه مقاييس محددة , وفى الاساس انا اتقاضى راتبي للقيام بأى عمل يطلب منى " مد يده الى جيب الزى الذى يرتديه , والذى أصر جيمس على ارتدائه مع ان الفندق لم يفتح بعد وتابع : " لقد قمت بعدة دراسات " وسار نحو الباب ليتوقف قبل أن يخرج " اذا اردت اى شئ , فقط اسألى عن جون , فأنا خادمك "
منتديات ليلاس
أغلقت جينا الباب بالمفتاح بعدما رحل . انها لا تريد الا ان تستمر بحياتها كما كانت . على ذات المنوال قبل مساء البارحة .
وضعت يدها على خاصرتها , تنهدت بعمق ونظرت حولها . كان الديكور محزنا . ومن المؤكد ان كل شئ يحتاج الى عمل وجهد كبير.
لكن لم يكن العمل ما تفكر به .
حسنا , ها هى هنا الان , مع الرجل الحديدي فى الغرفة المجاورة . نظرت الى الحائط الذى يفصل بين غرفتيهما ما عدا , كما تتذكر ان الرجل الحديدي قد اكتشف ان له قلبا لم تشعر بالرضى لأنها لا تزال منجذبة اليه , وهى تعلم تماما ان لا مستقبل لهما معا , بذلك على الماضى على الأقل , سيعانى مثلها تماما . لا , ليس من العدل مطلقا .
مسحت جينا جبهتها. يبدو ان المكيف هنا أشد سؤا من الافضل لجيمس ان يتعمل قوته لحل هذه المشكلة حالا والا , لن يبقى احد هنا . المناطق الصحراوية لا تستعمل لتشييد الفنادق .
ظهرت ابتسامة على زاويتى فمها واتسعت .
تحولت ابتسامتها الى ابتسامة ماكرة وهى ترمى حقيبتها على السرير وتفتحها . بدأت تبحث بين الثياب , عن شئ مريح تلبسه .
منتديات ليلاس
ويجعل تشايس غير مرتاح مطلقا .
نظر تشايس الى جينا مطولا وهى تقترب منهما عندما ابتعدت عن المصعد . لم يكن لديه فكرة ان بالامكان اخاطة بنطال قصير هكذا . كانت ترتدى بنطالا مخططا باللونين الابيض واللافاندا وقميصا قصيرا بدون اكمام . وبتقدير تشايس ان ما ترتديه جينا يشعرها بالراحة والبرودة بينما اى رجل يقع نظره عليها يشعر بالضيق . وهى تعلم ذلك. لابد انه ولدت غبية كي لا تعرف ذلك . وجينا لديها صفات كثيرة . لكنها ليست غبية .
متبعا ما قام به جيمس . نهض تشايس عن كرسيه ما ان وصلت اليهما . سمع صوت الجلد البنى للمقعد ينسلخ عن جلده . ربما كان من الافضل له ان يرتدى جينز بدلا من بنطال قصير . هذا ما فكر به , وهو يشعر بالعرق يتصبب منه .
لمع اعجاب قوى وحماس غير مهدد بعينى جيمس ما أن نظر الى جينا وقال : " آنسة ديلمونكو , تجعليننى اتمنى لو اننى اصغر بعشرين عاما واعزب " نخع بكوعه أضلاع تشايس قبل أن يتابع : " انها من النوع الذى يخطف الانفاس , أليس كذلك , يا بنى ؟ "
لا جدوى من الكذب . تعلم جينا كيف تبدو وتعلم مدى تأثيرها عليه قال : " انها دائما كذلك "
حدقت جينا بدهشة بموافقته البسيطة على سؤال السيد جيمس بعد ان توقعت اجابة معاكسة .

فتاة 86 28-08-11 11:02 AM

أمسك جيمس بيد جينا بلطف ليخرجوا من الردهة . قال : " اعتقدت ان من الافضل ان اريكما المكتب قبل ان انشغل سأكون بعيدا حتى المساء لكن لاتجعلا ذلك يمنعكما عن العمل. كما قلت , اذا كان هناك ما تحتاجانه , فقط اطلباه من بنجامين "
هزت رأسها وتساءلت ان كان بنجامين يملك عصا سحرية فى مكان ما فمن المؤكد انها بحاجة لها . فعلى عكس عمل تشايس . عملها بحاجة الى كل الوسائل لتتمكن من تغيير كل شئ والانتهاء منه عند الوقت المحدد.
تساءلت كم هو متطلب جيمس بالنسبة الى الوقت المحدد . لكن , لايهم , عليها القيام بذلك . فروح المنافسة لديها لن تسمح لها بالتراجع .
كانت الغرفة التى وصلوا اليها تحت الردهة , ولم تلاحظ وجود احد بطريقهم , مع انه اكد لهما ان هناك كثير من العمال فى الفندق . الضوء الخافت وعدم وجود الناس يزيد من عزلة المكان والاحساس بالوحدة فى ذلك الفندق الموحش .
شعرت وكأنها فى مكان مهجور وليس فى مدينة صاخبة . فتح جيمس باب غرفة صغيرة مليئة بالاغراض حتى تكاد تخرج منها . وضع مكتبان فى وسط الغرة وكرسى بجانب كل مكتب . وعدد لا يحصى من الصناديق من كل الاحجام والاشكال .
ولأنه لم يكن هناك ضوء كاف فى الغرفة من النافذة الوحيدة ,. انار جيمس الضوء فى سقف الغرفة وكأنه يحاول تخفيف الامر عليهما , قال : " هذه بديل عن المخزن "
لم يكن من الصعب معرفة ذلك . تمنت جينا ان تكون تلك مكتب تشايس فقالت : " مكتب من ستكون هذه ؟ "
اشار جيمس باصبعه الى الامام والى الوراء مشيرا اليهما معا وقال :" مكتبك ومكتبه "
تجهم وجه تشايس على الفور وقال : " لامكان لنا معا هنا " كما وانه لا مكان يكفى لاحدهما , هذا ما قاله بسره .
قال جيمس واعدا : "سأطلب من بنجامين ان يزيل بعض الصناديق , لكن فى الوقت الحالى , انه المكتب الوحيد المجهز بكمبيوتر وهاتف , كما وانه ... " نظر حوله وتابع : " .. انه نوع ما مريح , أليس كذلك ؟ "
مريح لم تكن الفكرة التى خطرت على بالها . إنهغير مقبول . لكن جيمس هو الزبون . ابتسمت بضيق وهى تنظر اليه قائلة : " طريقة جيدة فى التعبير "
هز رأسه لكن فكره كان فى مكان اخر . هناك سلسلة من دور السينما والمسرح يفكر فى شرائها .
قال : " حسنا , اعتقد ان لديكما عمل " اشار جيمس الى خزانة مليئة بالصناديق البيضاء وتابع : " يقول بنجامين ان دفاتر الحسابات كلها هنا "
ادار تشايس رأسه ليرى عددا كبيرا من المجلدات قد وضعت على الرفوف . الدفاتر الاساسية . امر هائل , الحسابات ليست مخزنة على جهاز الكمبيوتر حتى .
خرج جيمس بحذر من الغرفة , خوفا من ان يصطدم بشئ ويوقعه ارضا . قال : " اذا اردتما القهوة او اى شئ اخر . رقم الاتصال بالمطبخ " 6 " ستجدان هناك من يؤمن طلباتكما مع انه من الافضل فى الوقت الحاضر ان تحصلا على ما تريدانه بنفسيكما . العشاءعند السابعة . اراكما لاحقا "
شعرت جينا وكأنها اصيبت بصاعقة . كان كل شئ محدد ومع ذلك غير طبيعى فى ذات الوقت ولم تستطع ان تقنع نفسها بان ما يحصل حقيقة .
الشئ الوحيد الذى تستطيع أن تتأكد من وجوده هو تشايس . وهذا جزء من الحقيقة التى بكل طيبة خاطر تستعد ان تستمر بدونها .
استدارت ببطء لتجد تشايس ينظر اليها . وكانها كوب ماء وقد انهى مسيرة طويلة فى الصحراء بدون نقطة ماء .
حسنا , لقد ارادته ان يتعذب قليلا , ان تجعله يتعذب على ما أدار ظهره ببشاعة وببساطة ورحل عندما خططت لذلك , لم تكن تعتقد انها ستشعر بالعذاب هى نفسها أيضا , فهى لاتزال تريده.
تنهدت ومررت يدها بشعرها . نظرت حولها , متمنية ان تبعد تفكيرهما معا عما يشعران به . قالت : " هل يجعلك هذا تفكر بشئ ما ؟ "حاول تشايس ان يقترب منها فاصطدم اصبعه بصندوق . حاول جاهدا ان يكتم شتيمة كاد ان يلفظها وقال : " الجحيم بعينه "
" لا , شقتنا "
لقد كانت شقة بغرفة واحدة هذا ما كانا يستطيعان تأمينه فى ذلك الوقت . وعندما انتقلا , كل منهما احضر معه ما يملأ غرفتان كبيرتان . لقد كان الامر صعبا لفترة حتى تمكنا من توزيع معظم الاشياء .
" تتذكر كما كانت الشقة مليئة دائما ؟ كنا دائما نصطدم ببعضنا "
حاول ان لا يفكر بذلك . قال : "نعم , وكما اتذكر , بعض ذلك الاصطدام كان مضحكا ايضا "
اقلقها الاشعاع الذى ظهر فى عينيه . فقالت : " لقد عقدنا اتفاقية . أتذكر ؟ "
ابعد خصلة من الشعر عن كتفيها بهدوء وقال : " قلنا اننا لن نتشاجر . المشاركة فى حديث ودى ليس شجارا"

فتاة 86 28-08-11 11:04 AM

شعرت وكأنها وقعت فى فخ . وكأنها تسمرت فى مكانها , ليس بسبب الصناديق التى تحيط بها من كل جانب " لم يحدث ابدا اننا تشاركنا فى حديث ودي "
شعر انه بحاجة لقوة كبيرة كي لا يضمها اليه , لكنه سيطر على نفسه واجاب : " ها نحن نفعل ذلك الان "
شعرت انها اذا استمرت فى النظر في عينيه , ستذوب فنظرت بعيدا . قالت وهى تشير نحو المكتبين : " حسنا. من الافضل ان نبدأ العمل بدلا من التحدث . اى جهة تريد ؟ "
هز كتفيه , لايهمه ذلك , فهناك جهاز كمبيوتر على كل مكتب وجهاز الهاتف فى الوسط , فقال : " انت دائما تختارين الجهة اليمنى " شعرت باحساس غريب , لسبب ما . قالت لنفسها انها غبية . لكن هذا ما أحست به .
" هل تتذكر ! "
ضحك واجابه : " كيف انسى ؟ لقد احدثت لى نقرة فى جابنى من كوعك الذى كان يضربنى باستمرار "
قالت بصوت منخفض , لكن بكبرياء : " لم اكن افعل ذلك , كنت احاول الاقتراب منك اكثر " حتى فى نومه, كان يجد طريقة لابعادها عنه . ندمت على اعترافها لحظة تفوهت به .
" انه اسلوب معوه لكي اكون غير منتبه عندما ترفسينني من السرير " قال ذلك وكأن الامر عادة دائمة .
" لقد فعلت ذلك مرة واحدة " رفع تشايس حاجبيه , فأجبرت على الاضافة : " عندما كنت نائمة "
رفع اصبعين وقال : " و مرتينعندما تكونين مستيقظة " لم يستطع ان يتذكر متى حدث ذلك .
قالت جينا بحزم : " كان ذلك مختلفا " الى اين سيقودهما هذا الحديث . وكما تعتقد الى شجار اخر . انها لن تصل الى شئ بمتابعة ذلك . اخيرا قالت : " من الافضل ان نتوقف الان قبل نقض اتفاقيتنا " فتحت الجارور الاول من مكتبها , لتبحث عن دفتر تكتب عليه وشعرت انها محظوظو للمرة الاولى فى هذا اليوم الطويل ." انت محقة " نظر الى الدفاتر وقرر انه بحاجة الى شئ ما ينعشه قبل ان يبدأ فسألها : " تريدين القهوة ؟ "
وضعت إشارة على دفترها قبل ان تنظر اليه . " سأحتاج اليها " مررت يدها على جبهتها الحارة واضافت : " مثلجة "
ادركت جينا وكأنها تطلب منه شيئا . ومن المؤكد ان لا تريد منه ان يخدمها . ان فعل , سترغم على التعويض عليه لاحقا بطريقة ما .
رمت بقلمها جابنا ., وسارت مبتعدة عن كمية من الصناديق وهي تقول : " سأحضره بنفسى " لكن تشايس كان قد غادر مكتبه وقال " " لا , أنا سأفعل "
وجدا نفسيهما امام الباب فى ذات الوقت , محاولان ان يثبتا نظرية فى مادة الفيزياء ففشلا . لا يمكن لجسمين ان يحتلا ذات المكان وفى ذات الوقت . كل الذى نجحا فى القيام به ان لايتحركا كي لا يصبحا اقرب من بعضهما .
لمع الرعب فى عينى جينا . قالت : " من الافضل ان ابتعد عن طريقك " لكنها اصبحت قريبة منه اكثر .
قال تشايس : "نعم , انت ... اه " مهما يكن كان هناك احساس غريب فى داخله وكذلك هي.
مد يديه الى وجهها , وشدها اليه ليقبلها .كان هناك طرق كثيرة لتتجنب قبلته ان ارادت ذلك . كان بإمكانها العودة الى الوراء . كان بامكانها ابعاد رأسها .
كان بامكانها الصراخ وهكذا سيأتى احد من مكان ما. لكن هناك طريقة واحدة لعدم تجنب ذلك ان تبقى تماما كما هى .
واختارت جينا الخيار الاخر .
دعت نفسها بالغبية , فهى حتى عندما تكون غاضبة منه لأنه سبب الالم والاذى لها , حتى عندما كانت تقسم انه لن تقترب منه ثانية . كل ما كان عليه القيام به ان يقبلها وكل شئ يتبخر من ذهنها وكأنه لم يكن موجودا . اخذت تشتم نفسها على ضعفها لكنها تعلم انها لا تشعر بوجودها الا مع تشايس .

نهاية الفصل الرابع

فتاة 86 28-08-11 11:05 AM

الفصل الخامس

انها لا تزال تملك ذلك التأثير عليه . تجعله يشعر وكأنه سيسقط عبر شلال عال بدون قارب نجاة . ضمها تشايس اليه اكثر , غيرقادر على التخلص من أربع سنوات من الشوق اليها بقبلة واحدة .

هذا جنون , جنون مطلق . لقد اختفت كل تلك الخطط من فكرها , وكل تلك الوعود . ان تبقى بعيدة عن النار , وهاهى الان تلعب بها. انها تفعل تماما ما قررت ان لا تفعله ابدا . انها تسمح لتشايس ان يضمها ثانية .
ضغطت جينا يديها على صدر تشايس ودفعته بقوة .
عليها ان تتوقف الان قبل أن تفقد ارادتها كليا .
كانت عيناها كبيرتان وحالمتان , انهما دائما هكذا عندما يضمها اليه . وجد انه لا يستطيع تحمل الشوق اليها .
منتديات ليلاس
بقيت يداه على كتفيها وهو ينظر اليها قائلا : " كنت أريد التخلص من هذا منذ أن رأيتك ثانية "
ضاقت عيناها ما ان ابعدت الحقيقة الضباب الذى يلف فكرها . قالت بصوت كالصدى : " التخلص ؟ وكأنك تريد ان تنظف شيئا ؟ او كتعرضك للانفلونزا بطريقة ما ؟"
كيف من الممكن ان تختلط الامور هكذا ؟ منذ لحظة واحدة , كانا يتعانقان والان هما مرتبطان بما يبدو كمعركة قاتلة .
" ربما لفظت ذلك خطأ " كان يقصد انه سينهار من الشوق منذ أن رآها للمرة الاولى .

هذه المرة ابتعدت عنه , وقالت : " لا , لقد لفظتها تماما كما عنت لك " كيف يمكن ان تكون بهذا الغباء بأن تتجاوب معه عاطفيا ؟ لم يكن هناك اى جدال اى تفكير لقد قبلته . كيف يمكن لنفسها ان تعطيه فرصة ثانية ليسيطر علي قلبها ثانية ؟
" ماذا تريد ايضا ان تتخلص منه ؟ "
فتح تشايس فمه , لكنها لم تسمح له بالكلام . هذه اخر مرة ستسمح له ان يتحدثا بأشياء خاصة .
" حسنا . لن تفعل
لذلك اصرف تفكيرك عن ذلك . لقد وافقت على العمل هنا تحت هذه الظروف لأننى اريد العمولة كما أريد كل المنافع التى قد يقدمها لي نيكولاس جيمس وللحصول على ذلك قد أدخل أبواب الجحيم " نظرت اليه بغضب كبير وتابعت : " وعلى ما يبدو هذا ما يحصل لى "
كيف يمكن لشخص ان يشعر كالحبيب ان يكون بهذه العدائية ؟ رفع تشايس يده قائلا : "لم تتغيرى مطلقا أليس كذلك ؟ ما زلت تغضبين على اكثر الاشياء حماقة "
" حماقة ؟ " انه يعتبر شعورها حماقة ؟ حسنا , ما الذى كانت تتوقعه منه ؟ لقد كان دائما هكذا .
صرخ بوجهها : " نعم , حماقة " ناسيا ان الباب مفتوح ومن الممكن ان يصل صراخهما الى قاعة الاستقبال .
شدت على قبضتيها كي لاتضرب صدره
انه يستطيع ان يثير غضبها حتى الجنون بدون اى جهد .
قالت : " لماذا ؟
لأننى لم ارغب فى ان اكون شئ تريد التخلص منه . كي ترضى فضولك ؟ " حاولت تقليد صوته ونجحت فى ذلك كي تبدو ساخرة . لكنه لم يكن يشعر برغبة فى الضحك فتابعت : " هل ما زالت تتأثر بى ؟ هل أستطيع السيطرة عليها وتحويلها الى كومة ؟"اقترب خطوة منها . مانعا عنها الهواء المحدد لها فى ذلك المكان الضيق . فاجأه اعترافها غير المتوقع , وافرحه ابتسامة مليئة بالرضى ظهرت على وجهه .
ببطء وبفرح سألها : " هل أستطيع ؟ "
" اننى جامدة بما فيه الكفاية لكي لا اكون كومة , ألا ترى ذلك ؟ " حسنا لكنها تأثرت به وهذا ما يناسبه . قال : "فى الواقع . اعتقد انك تبدين جميلة جدا "
تراجعت خطوة الى الوراء ووجدت نفسها تصطدم بعدد من الصناديق اول ما ستقوم به هو الطلب بإزاحة هذه الاغراض الى مكان ما , اى مخزن . قالت : " حسنا اسمع ثانية انا لست سهلة المنال وانا لست شيئا معلق على باب دوار ... "
ضاقت عينا تشايس وقال : " عليك ان تشرحى لى ما تقولينه لى " لم يكن تشايس يفهم يوما كلاما مبطنا . ربما توقعت منه الكثير ومع ذلك لم تتوقف عن المطالبة بذلك حتى الان ان تطلب منه اكثر مما يستطيع عطاؤه .
" لايمكنك ان تبعدنى وان تتوقع منى ان اتبعك عندما تظهر "
كان يعتقد انها تعرفه اكثر من ذلك . قال : " انا لا اتوقع شيئا .."
رفعت ذقنها وعيناها تلمعان بالنصر : " جيد , لانه هذا تماما ما ستناله لا شئ "

"انت مخطئة , لقد حصلت على شئ ما . صداع أليم "

فتاة 86 28-08-11 11:06 AM

كان هناك تلميحة عن سرعتها فى الكلام . لقد كان يتهمها بذلك طوال الوقت . واى احساس بالتوافق بينهما قد اختفى بالمطلق .
" اشعر بالرضى لأننى تركت لك رأسك مكانك " قالت هذا وتوجهت نحو الباب " وبإمكانك الحصول على قهوتك بنفسك "
اغلقت الباب وراءها بقوة , مما جعل عمودين من الصناديق تقع عليه من كل جانب . قفز من امامهم فقط ليصطدم بجانب مكتبه .
لا , فكر بحزن , لم يتغير شئ . هذا تماما ما كان يحصل بينهما . غضب صارخ بين لحظات قليلة من الحنان من حسن حظها انه لم يعد زوجا لها . مرر يده على شفتيه بغموض " شكرا لك " قال ذلك وهو يتنهد
عندما فتح الباب بعد مرور دقيقة . استدار نحوه بدهشة .
دخلت جينا وهى تشعر بانها غبية . رأته ينظر اليها مستفهما فضغطت على شفتيها وقالت : " لقد نسيت دفتر اعمالى "
راقبها وهى تاخذ دفترها . لابد انه مجنون . انه لا يرغب برحيلها قال : " لقد نسيت شيئا اخر . ايضا "استدارت جينا ببطء ونظرت اليه " ماذا ؟ "
" اخلاقك !"
لم تستطع الا ان تحدق به . هل فقد عقله ؟ لم تكن هى من فعل ذلك قالت بغضب : " اخلاقى ؟ "
انه يكره ان تفعل ذلك : " هذا ما قلته " لما لا تدعه ينهى كلامه وتفهمه كما يقوه ؟ لما كل شئ تفسره بعداوة ؟ " تبا لك . جينا .. " انه يستعمل معها لهجته القاسية ثانية وهذا ما يجعلها تشعر وكأنها غبية . حسنا لا مزيد من ذلك .
فاحترامها لنفسها قد ازداد عبر السنوات الأربع وعملها كمهندسة ديكور وتنفيذه قد جعلها كما هى الان ليس من حاجة لكي تصغى اليه " لا تشتم أمامى "
" تبا ليست شتيمة انها اخراج للنفس ... "
هى لا تتأثر بشئ وضيع هكذا لكنها متأثرة من لهجته . من موقفه . " وانت تعلل كل شئ منطقيا ... "
" وانت لا تعللين شيئا " تنفس تشايس بعمق وهو يحاول ان يسيطر على غضبه . عندما تكلم ثانية . كان صوته منخفضا : " اذا اين يضعنا كل هذا ؟ " شعرت بحزن عميق . لم يحدث شئ ليغير ما هما عليه .
" تماما حيث نحن " ضمت الدفتر الى صدرها . وكأن ذلك سيؤمن لها بعض الراحة . " فى اتجاهين متناقضين من حاجز مع طلاق مرتب يفصل بيننا " اصابه اختيارها للكلمات بإحساس غريب , خاصة ان ذلك ليس الحقيقة . على الاقل بالنسبة اليه . " انه غير مرتب "
لم تفهم ما الذى يقوله لكنها اجابت بدون شعور : " ماذا ؟ "
" الطلاق , انه غير مرتب ابدا " اراد فجأة ان يقترب منها ويضمها اليه ثانية . لكنه بقى فى مكانه . اى خطوة غير مدروسة من المحتمل ان يصبح رجل ميت . " لقد ترك الكثير من الحدود الجارحة "
هل يضع اللوم عليها ؟ هذا تماما ما يعنيه . " هل لى ان اذكرك من قام بالانفصال ليحدث تلك الحدود الجارحة ؟ "
تخلى تشايس عن محاولته فى السيطرة على غضبه انه اخر ما يقوم به قرب جينا : " آه , الان انت تقولين انها غلطتى ؟ "
رفعت ذقنها مدافعة عن نفسها : "لا , ليس الان " قالت الكلمات بنعومة قبل ان تغير لهجتها بقوة : " انا دائما اقول انها غلطتك " ما كانت لتتخلى عن زواجها كما فعل هو لكنها لن ترجوه ليبقى كما كانت ترغب بصمت فى فكرها . لديها كبرياؤها . " والان اذا كنت تعذرنى على القيام باعمالى "

نظر اليها بغضب وقال : "عذرك معك "
قالت بلهجة باردة كالثلج : " شكرا لك "
ضم تشايس يديه الى صدره منتظرا صفع الباب . ومتوقعا ان ترتجف اسنانه هذه المرة .
لكنها لم تصفع الباب . والصمت جعله يشعر بأنه فى حالة أسوأ .
* * *
فكرت جينا وهى تجلس على الكرسى الهزاز فى الردهة الكبيرة . تأخذ ملاحظات عن المدخل . ربما هى غلطتها بان سمحت له بتقبيلها و السماح له ان يحرك شعورها لدرجة انها تمنت ربما فقط ربما ..

لا وجود لكلمة ربما .
كان عليها تجنب قبلته . كان بإمكانها القيام بذلك بسهولة . حسنا , ربما ليس بسهولة بالنسبة الى حجم الغرفة لكنها لم تستسلم له . احساسها به امر أخر . فعاطفتها دائما تتوسل اليها بان تعطيه فرصة ثانية .
انها لم تحب احدا بمقدار ما احبت تشايس وهى لم تحب احدا بعده . فقلبها مرتبط وليس حرا.

فتاة 86 28-08-11 11:07 AM

وهى لن تسمح لنفسها بالتورط معه ايضا . فليس هناك من حاجة . فلم تعد تلك الخائفة والفتاة المستوحدة التى كانت بحاجة لتشعر بان لديها حبيب وهى الان لم تعد انها تشعر بحاجة للحب والامان .
بعد ان تخلى عنها تشايس اكتشفت انها تستطيع العيش بنفسها . وان لديها تصميم قوى ولديها قوتها ومخيلتها واحترامها لذاتها . انها سيدة نفسها الان امرأة تستطيع امضاء حياتها بمفردها .
كانت فخورة بما حققته . فخورة بنفسها .
" اننا نهتم بهذا الموضوع "
منتديات ليلاس
حدقت جينا مستغربة بعد ان رفعت رأسها عن دفترها . كان بنجامين يسير باتجاهها اجاب بذلك ليبدد النظرة المرتبكة فى عينيها وتابع : "رأيتك تمسحين جبهتك . الشركة التى تعاقدنا معها تزيل كل مكيفات الهواء القديمة وتستبدلها بأجهزة جديدة " ابتسم ببساطة وهو يتابع : " عندما ينتهون , سيتمكن الزوار من صناعة الثلج فى غرفهم اذا ارادوا "
قالت وهى تضحك : " لا تبالغ " سعيدة انها تخلت عن افكارها المزعجة .
اتكأ قليلا على الكرسى ونظر اليها قائلا : "لا يمكننا ان ندعهم يذوبون "
نظرت الى القميص الداكنة اللون التى يرتديها وقماشها السميك . يبدو مرتاحا اكثر بكثير منها مع ان ثيابها اخف وزنا . قالت : "لايبدو ان ذلك يزعجك "
رفع كتفيه العريضتين ببساطة وقال : " ان شعبى موجود هنا من قبل ان يفكر احد بصناعة اجهزة التكييف . ونحن معتادون على الحرارة "
" قدرة ذاتية ؟ "
ابتسم ابتسامة كبيرة وبدت أسنانه أشد بياضا بسبب لون بشرته السمراء . وقال : " استنتاج جيد "
شعرت أنها بحاجة لتشرح رأيها فقالت : "التاريخ الاميركى . لقد فكرت كثيرا بالامر لأجد ان لاجدوى من وجود مال فى ذلك "
نظر بنجامين اليها متفحصا للحظة عادة , انه يأخذ وقته ليحكم على الناس قال : " هل المال مهم لديك ؟"
ضحكت ، لقد مرعليها وقت , بعدها ذهبت الى الجامعة واصبحت مسؤولة عن نفسها اجبرت على العيش على زبدة الفستق والتفاح لتتمكن من دفع الايجار قالت : " فقط عندما لا أملك ما فيه الكفاية . ان اكون صاحبة شخصية مستقلة هو ما يهمني "
بعض الاحكام تاتى بسرعة قبل غيرها , قال : " يمكننى القول انك حققت ذلك بشكل جيد . هل هناك ما تحتاجينه ؟ "
نظرت الى دفتر عملها لقد ملأت صفحتين وما زالت بعد فى غرفة الاستقبال . قالت : " نعم , يتعلق الامر بعشرات وكالات التموين المختلفة التى تؤمن العمل بطريقة أسرع . وفى الحقيقة اتوقع مساعدة من معجزة "
منتديات ليلاس
ضحك فكانت ضحكته عميقة وصادقة وهذا ما ذكرها بتشايس . يبدو ان كل شئ يذكرها بتشايس . قال : " حسنا , لا أملك شيئا من ذلك . لكن لدى خيار جيد جهاز هاتف واوراق صفراء "
" فى الواقع , لدى دفتر خاص بشركات المؤن " ارادت الوصول الى حقيبتها فأدركت انها تركتها فى المكتب , ان تشايس يثير جنونها بشكل يجعلها تنسى كل شئ .
قال بنجامين عندما لم تنهى جملتها : " فى غرفتك ؟ "
تجهمت , منزعجة من تشتت أفكارها منزعجة من تشايس لأنه يجعلها تنسى . قالت : " لا , فى المكتب "
قال بهدوء فيما بدت نظرة لطيفة فى عينيه : " لقد سمعت الحديث رغما عني "
هزت كتفيها , وهى تبتسم بندم : " المدينة كلها سمعت حديثنا . اعتقد اننا تكلمنا بصوت عال "
ابتسم وقال : " ان سمعى قوى جدا هل يمكننى مساعدتك بشئ ما ؟"
هزت رأسها ممتنة لعرضه : "لا ليس هناك شئ لا أستطيع تحمله بنفسى " استمرت بتكرار هذه الجملة فى رأسها وهى تسير عائدة الى المكتب وضعت الملاحظات والدفتر تحت ذراعها وتوقفت عند الباب . ربما كان عليها القبول بعرض بنجامين وارساله لاحضار حقيبة يدها .
لا , هذه ستكون طريقة الجبناء وهى لم تكن يوما جبانة . وليس الوقت مناسبا الان تنفست بعمق . ودخلت .
كان تشايس منحنيا فوق مكتبه يدخل المعلومات بالكمبيوتر باهتمام ويتمتم . وتحجب الصناديق رؤيته من المدخل .
منتديات ليلاس
احس بها وهى تدخل الغرفة فتوترت اعصابه . لقد تخلص للتو من التفكير بها . سارت ببطء متمنية الخروج بسرعة قبل أن يلاحظ تشايس وجودها . كان يبدو منهمكا جدا بعمله لدرجة انها فكرت انه لا يشعر بوجودها فى الغرفة وهذا ما يناسبها
توقفت وحدقت فى مكتبها . امام جهاز الكمبيوتر . " ما هذا ؟ "
عندها رفع تشايس عينيه . و ابتسامى ساحرة ظهرت على وجهه : "قهوة مثلجة " هي تعلم ما هذه . لكنها تريد أن تعرف ماذا تفعل هنا , على مكتبها .
قالت : " لكن ... "

فتاة 86 28-08-11 11:10 AM

وضع دفتر الحسابات من يده ونهض وضع يده فى جيبه وأخذ يتأملها قائلا :" انه عرض سلام "
لم تدرى ماذا تقول , او ماذا تفعل فى وضعها الحالى .
ان عرضه قد جعلها ضائعة تماما كما تمنى ان يحدث .
ربما الان سيحظى بفرصة لاعادة الامور الى نصابها . لذا قال : " احب كثيرا ان نعود الى تلك البداية المنعشة التى كنا نتحدث عنها من قبل "
تنهدت , فهى لاتريد البدء بشئ . كان الامر يبدو امامها كاللعب بشريط سينمائى قديم . هي تعلم تماما كيف ستنتهى القصة . قالت : " تشايس لا اعتقد انه يمكننا البدء من جديد . نحن لا نزال نصطدم ببعضنا بطريقة خاطئة . نحن ... قد برهنا ذلك قبل قليل "
اقترب تشايس منها ووضع يده على كتفها . شئ ما لا يعرفه , لكن شيئا ما يجعله يرغب فى المحاولة ثانية, وربما يستطيعان النجاح هذه المرة . اذا تمكن من تطوير الفترات الجيدة بينهما وتقصير الفترات السيئة لابد ان ينجح الامر فى النهاية .
قال : " وكما اتذكر , لقد اعتدت على الاصطدام بى بطريقة جيدة "
ابعدت جينا يده عنها . لا تريد ان يضع يده عليها . لا تريد اى اتصال به .
" ارأيت , ها أنت تفعل ذلك ثانية "
لقد رأى الشوق فى عينيها . وهذا ما جعله يزداد ثقة بنفسه : " ما الذى أفعله ؟"
امسكت بحقيبتها , ووضعت الشريط فوق كتفها وحاولت ان تبدو كسيدة اعمال بقدر الامكان محاولة ان تضع الحواجز بينهما قالت : " تعيد تاريخنا فى ذلك "
هذا تماما ما يريد استعماله كسلاح . " لا مجال لعدم القيام بذلك . لدينا تاريخ معا "
شعرت فى داخلها وكأنها تترنح وكأن هناك ارتطام اصاب دفاعها . قالت : " تاريخ معفن ومهترئ "
بقى صامتا للحظة . هل حقا تعتقد ذلك ؟ فى كل ما حدث بينهما ؟

انزلق شريط حقيبتها عن كتفها فأعاده بلطف شديد وهو يقول : " ربما علينا اكتشاف سبب ذلك "
لا , لا لا يمكنه الوصول اليها انها ليست لعبة يويو يدفعها ويعيدها هكذا . قالت : " أليس الوقت متأخرا قليلا ؟ "
بدأت تتهرب . عليه فقط ان يتحرك بسرعة ليمنعها من الخروج قال : " ان الوقت يصبح متأخرا فقط حين اموت ماذا تقولين بذلك؟"
ارادات ان تقول نعم . لكنها فعلت ذلك من قبل ولم تصل الى اى مكان الا الى قاعة المحكمة للاحوال الشخصية هذه المرة لن تسمح له بالسيطرة عليها ثانية . وضعت يدها بقوة على صدره ودفعته جانبا .
"اقول ان السيد جيمس لايدفع لنا المال لنمضى الوقت بتحليل ماذا حدث لزواجنا . و اذا اردت ان تعرف ماذا حدث سأخبرك اين الخطأ لم تكن ابدا بقربي "
انه لا يتصرف بطريقة جيدة عندما ترفع صوتها وشعر بشئ من الحزن الان لكنه حاول ان يمسك بأعصابه و أن يتقبل اتهامها بشئ من المرح " اذا مع من كنت تعيشين ؟"
ان الامر مزحة بالنسبة اليه كله مزحة . ربما يجد ذلك طريقة لتسلية نفسه خلال الاسابيع القليلة المقبلة .

فتاة 86 28-08-11 11:12 AM

استدار نحو جينا . انها ترتدى ثيابا ملفتة جدا للنظر , لكنها تحمل معها مغلفا اسود . وهذا يعنى انها كانت تعمل. وهذا جعله يشعر بالرضى ايضا . " والان انت سيدتى الصغيرة . ما الذى وجدته ؟"

جعل الامر يبدو وكانه مهمة استطلاع . قالت : " ان لديك العديد من الغرف "
ضحك جيمس : " اننى اعرف ذلك , اى شئ تستطيعين فعله بهم ؟"
لقد رأت ان جميع الغرف داكنة الالوان مثل المدخل . وامضت فترة بعد الظهر وهي ترسم الافكار الاولية لعملها وتاخذ الملاحظات كيف يمكنها تحديث وتجديد كل شئ . القرارات يجب ان تأخذ بسرعة . هذا اذا تمكن المتعاقدين معها من تأمين كل ما تطلبه لتنهى العمل فى الوقت الذى حدده جيمس .
فكرت ان عليها ان تعطى جيمس بعض الاخبار الجيدة اولا قالت : " لن نقدم على تغيير البلاط "
ضم أصابعه الى بعضهم وهز رأسه , وهو يقول : " هذا امر مريح"
" المعدات الاخرى , كانت .. " لقد تمكنت من وضع قائمة منذ نصف ساعة .
اوقفها عن متابعة الكلام برفع يده : " تقصدين بالمعدات الاخرى , ايضا المصابيح ؟ " امسكت جينا بالقائمة على الفور : "الاضواء والمصابيح . الحنفيات , مسكات الابواب .. "
تجهم وجه جيمس : "تعجبنى مسكات الابواب . انها تحمل ميزات خاصة " هزت رأسها , متمهلة . فالفندق له . لكن يجب اطفاء الوان جيدة على كل شئ قبل انتهاء الشهر .
" حسنا , المسكات تبقى لكن الابواب تتغير , يحتاج هذا المكان الى تبديل اساسى ومن البداية " كانت جاهزة لتعرض عليه بماذا تفكر تابعت : " لقد عملت على بعض الرسومات .. "
" حسنا , دعينا نراهم " وقرب مقعده باتجاهها , متشوقا ليرى ما الذى فعلته .
اخرجت جينا عدة أوراق من المغلف واعطته اياهم واحدة تلو الاخرى . درسهم بصمت بينما كانت تحبس انفاسها . كان تشايس ينظر من وراء كتف جيمس . لكنها حاولت ان لا تسمح لذلك بتشتيتها . لا يهمها ما الذى يفكره برسوماتها او افكارها . لقد كان دائما ينتقدها بكل الاحوال . كان هناك نقاش وشجار حول كل قطعة من المفروشات التى كانت تشكل لهم منزلا فى شقتهم الصغيرة . كان هناك رسمتان للمدخل .
وثلاثة رسوم لغرف النوم ورسمة واحدة لغرفة الطعام . تمعن جيمس بكل واحدة ببطء شديد لم يكن يتفوه باية كلمة .
منتديات ليلاس
الاحساس بعدم الامان . احساس تمكنت جينا من اخفائه بنجاح لسنوات مضت . لكنها تشعر به بقوة الان . عضت على شفتها السفلى قبل ان تسرع بالشرح : " هذه الرسومات ليست نهائية . بالطبع وهى تشكل انطباعاتى الاولية , لكننى اعتقدت انها تعطيك بعض الافكار "
" اه , انها كذلك " اعاد جيمس الرسومات لها وتعابيره غامضة جدا " انها تفعل ذلك حقا "
اه , لم تعجبه حسنا . يمكنها البدء من جديد .
لقد استمر على جديته بما فيه الكفاية ضحك جيمس وقال : " لقد أعطتنى الفكرة الاهم اننى استخدمت السيدة المناسبة لهذا العمل كلها جيدة بالنسبة لى "
منتديات ليلاس
احساس بالراحة غمرها حتى انها ابتسمت لتشايس قبل ان تدرك ما تفعله . رفع جيمس كوبه وقال : " ماذا تريدين منى لجعل ذلك حقيقة ؟"
اعادت الاوراق الى المغلف وقالت : " دفتر شيكات "
اصدر تشايس صوتا مزعجا فنظر اليه جيمس على الفور .
" سيد جيمس . بما اننى المحاسب لديك اعتقد ان على تقديم النصح لك بأن تقدر او تخمن كم سيكلفك ذلك "
جلس جيمس براحة على كرسيه . وادار رأسه كليا باتجاه تشايس . متأملا وهو يقول : " هل تعتقد انها ستغشنى ؟"

لم يكن تشايس بحاجة لينظر كي يعلم ان جينا تحدق به بغضب . تنهد . هذا ليس ما يقصده حقا . فى الواقع .
قال : "لا , بالطبع لا كل الذى اقصد انه قد يكون من الخطأ ان يكون لديك صورة امامك ان كنت ترغب فى بناء فندقا تحت شروط معينة "
تغيرت ملامح جيمس لتصبح جدية للحظة بعدها قال بهدوء :" انت تتحدث مع ولد كان يمضى السنة كلها وهو ينتعل حذاء واحدا اذا كانت المحاصيل جيدة ويضع لونا خشبيا فى حذائه ان لم تكن . انا لا ارمى اموالى رميا يا راندولف , لكننى لا اصطحبها معى الى الفراش عندما انام أنا املكها , وهى لا تملكنى كما واننى ارغب فى الاستمتاع بها " نظر الى جينا وتابع قائلا " اعلمينى بكل ما سيستجد خلال عملك " لقد تمكن من انهاء العمل . حق يديه على بعضهما وهو يبتسم وقال : " والان دعونا نرى ما هى المفاجأت التى حضرها لنا الطاهى لهذه الليلة "


نهاية الفصل الخامس

فتاة 86 30-08-11 10:51 PM

الفصل السادس

كانت جينا تغلى طوال الوقت على العشاء , تعض على لسانها كي لا تنغمس فى نقاش حار مع تشايس امام جيمس وبدلا من ان تهدأ وهى تنتظر كان غضبها يشتد ويزداد , كقطعة معدن تتعرض للحرارة .
بعد ان انتهى العشاء , اعتذر جيمس وقال ان لديه اجتماع مع بنجامين يتعلق باستخدام موظفين جدد.
قال : " لكن هذا لا يعنى انه لا يمكنكما البقاء, يمكنكما تناول شراب ما بعد العشاء وان تتحدثا " كان الاقتراح مفتوحا وان اعتقدت جينا انها تعرف اكثر لعلمت ان الرجل كان يعرض عليهما ان يكون الشخص الذى يوفق بين الطرفين للزواج . وهذا تماما ما تحتاج اليه سهم كيوبيد
خرج جيمس من قاعة الطعام , وفجأة اصبحت الغرفة هادئة جدا . لا يعكرها الا صوت اضطراب نفسيهما

لقد رأى تشايس هذه النظرة فى عينيها اكثر من مرة . انها تلك التى تدعوه للهرب دفاعا عن نفسه . الليلة يشعر انه تعب جدا لأية معركة.
نهض وهو ينظر اليها تفرض الاخلاق عليه ان يقول شيئا . " اتريدين دعوة هذه الليلة بالمميزة ؟"
رمت جنيا محرمتها ودفعت كرسيها الى الوراء ونهضت قائلة : " يمكننى ان ادعوها ليلة من الجحيم " احس تشايس ان هناك جرس يقرع معلنا بدء الجولة الاولى . رفض ان يدخل فى ذلك .
منتديات ليلاس
غادر تشايس غرفة الطعام فسمع وقع خطواتها وهى تتبعه . استقلا المصعد البطئ بصمت لقد شعر انه محظوظ . تساءل ان كان حظه سيلاحقه حتى يصل بأمان الى غرفته ويغلق بابه. لم يكن هناك اى مجال ليسألها ماذا تقصد بجملتها الاخيرة .
واخيرا . ما ان وصلت الى باب غرفتها حتى قالت له : "فقط ماذا تعنى بكلامك هذا ؟ "
تنهد تشايس وهو يأخذ مفتاح باب غرفته ويضعه فى القفل . انه قريب جدا ولكنه بعيد . لقد كاد يصل الى بر الامان. فتح الباب وتوقف قبل ان يدخل ليقول : " جينا , ليس هناك معنى باطنى لهذه الكلمات "

فتاة 86 30-08-11 10:52 PM

حسنا لابد من وجود شئ ما . فى اى طريقة تلفظ بجملته تجدها مهينة . قالت وعيناها تتسعان من الغضب : " هل تعتقد اننى احاول ان اغش الرجل ؟ "
ليثير دهشتها , امسك تشايس برسغها وشدها بقوة الى داخل غرفته . انه لا يريد حل علاقتهما او مشاكلهما فى القاعة , قد يمر احد ما .هناك القليل من العمال فى الفندق ولقد رأهم فى مناسبات عدة وهولا يرغب فى تسلية احدهم على حسابه.
" لا , لا اعتقد انك تحاولين غشه جينا , كنت احاول فقط الاهتمام بامورالرجل " نظراليها وقد شعر انه يضعف مع انها تزداد غضبا اكثر واكثر , يشعر انه سجين للمشاعر القديمة التى لا يستطيع احد غيرها ان يوجدها فيه . انخفض صوته وهو يهمس قرب وجهها : " كما اننى احاول ان اهتم بامورى الان "
"
لا مجال ان يكون لديك اهتمامات معى "
بقى فى مكانه لكن عينيه كانتا تتأملانها بنعومة , وتجعلها تشعر وكأنها تقف على رمال متحركة . " انت مخطئة فيما تقولينه يا جينا. لا يهم مهما حاولت محاربة ذلك . فمازلت اهتم "
ضاقت عيناها . وبدأت تسير بخطى سريعة فى الغرفة وكأنها تحاول الهروب من أفكارها : " اذا نصيحتى لك ان تحارب ذلك بقوة اكثر "
ضحك ولف ذراعيه على صدره : " اعتقد انك تفعلين ذلك عنا نحن الاثنين " رأى عينيها تلمعان فتقدم ببطء منها . كان يسير فى حقل ألغام وهو يعلم ذلك قال : " لا يمكننا العودة الى الوراء"
هزت رأسها ببطء وتوقفت عن السير قائلة : "لا "
ابقى نظراته عليها , وتقدم خطوة الى الامام : " ويبدو , على الاقل بالنسبة اليك لا يمكننا التقدم الى الامام "
وجدت نفسها انها لا تستطيع الحراك فبقيت متسمرة فى مكانها ورددت ثانية : " لا "
خطوة اخرى وكان تشايس بقربها , بخفة ونعومة مرر يديه فى شعرها . مثل الحرير هذا ما فكرت به انه دائما يشبهه للحرير.
" اذا لنأخذ دقيقة من الوقت نفكر " ابتسم لعينيها انها تملك أجمل عينين رأهما فى حياته . انهما اول ما لاحظه عندما راها للمرة الاولى . عينان بلون السماء عند الصباح الباكر ." انت بلا شك تعلمين اننا سنمضى بعض الاوقات معا "
" اقل ما يمكن باستطاعتى تدبيره"
هز تشايس رأسه لكل جملة يتفوه بها . هناك اجابة عليها انها دائما تفعل ذلك . وهذا لم يتغير ايضا لكن هناك اشياء اخرى تغيرت الشعور الذى فى داخله ما زال كما هو بطريقة ما كان مختلفا . اكثر حماسا اكثر صبرا من ذلك الوقت , وهذا ما يربكه .
أمسك بمؤخرة رأسها وقال : "ما زال لا يوجد غير طريقة واحدة لاسكاتك , أليس كذلك ؟ "
هل من الممكن لقلبها ان يكون فى حلقها ؟ شعرت وكأنه موجود هناك , وانه يدق بعنف جاعلا عملية التنفس صعبة جدا عليها .
نظرت اليه بعينين واسعتين : " انت لن تقبلنى ثانية , أليس كذلك ؟"
اقترب منها أكثر وقال : " ماذا تعتقدين ؟ "
قالت بهمس: " نعم "
" عظيم لقد ربحت الجائزة "
" التى هى ؟ " كان صوتها أجش وقلبها يخفق بعنف مما جعلها تخجل لكنها لم تستطع ان تفعل شيئا . إن تشايس يستطيع دائما السيطرة عليها , حتى الان , بعد ان اعتقدت ان لامجال لذلك .
قال واعدا : " سأقرر ذلك فيما بعد "
شعرت بالرعب من ذلك , قالت : " تشايس لا اعتقد ... "
" امر جيد احتفظى برأيك هذا "

فتاة 86 30-08-11 10:53 PM

وضمها اليه اكثر وقبلها .
شعرت بأنها تتعثر , تتعثر , وفجأة ادركت انها حقا تعثرت لتقع على سرير تشايس . جلست بسرعة ودفعته بعيدا عنها . شعر وكأن احدا رماه بسطل من الماءالبارد . لم يكن يريد ان يصبح الامر هكذا . ليس بهذه السرعة . شعر وكأنه ارتطم بصخر كبير , فقط قبلة صغيرة منها ونسى كل ما فى رأسه.
وقفت جينا بعصبية ومررت يدها فى شعرها متمنية لو تستطيع العودة الى رشدها ايضا .
نظرت اليه متهمة وقالت : " اعتقدت انك تخلصت من ذلك "
كانت تعنى بذلك شجارهما الاخير . جلسعلى السرير , وقال : " نعم , لكن يبدو اننى لم اتمكن من التخلص منه فى داخلى او منك"
سارت نحو الباب وهى منزعجة ومستاءة
منه لانه يفعل هذا بها قالت : " من الأفضل ان اذهب "
نهض عن السرير ببطء خائفا ان يسبب لها الاذى وقال : "نحتاج ان نتكلم مع بعضنا "
ربما يحتاجان لذلك . لا , هناك الكثير يجب ان يقال . فكرت بحزن :" نعم , لكن ليس الان ,وليس هنا " نظرت اليه وحاولت ان لا تفكر على الاطلاق. ان لا تفكر بشئ . على الاقل فى عدم تقبيله . " اذا بقيت هنا . لن نتكلم ."
قرص خدها وقال : " هل يكون الامر سيئا ؟ "
قاومت جينا كي لا تتأثر بلمسته . عوضاًعن ذلك , رفعت رأسها وقالت : " نعم , هذا يعنى ان احدا منا سيخرج من هنا عند الصباح . ومن المؤكد سأكون انا "
لقد أعطت نفسها الحق بعدم تسريع الامور. اذا سمحت له ان يجرفها معه , كما تتمنى بسرها . ستقع كارثة لهما . ستعود تماما الى ما كانت عليه منذ اربع سنوات. وهى لن تسمح لذلك ان يحدث . لا تريد ان تعود تلك المراة المجروحة المحطمة الفؤاد ثانية .
هز تشايس رأسه , فهو يعرفها جيدا ليعلم انها توازى كلمتها . وربما هى على حق . لقد قاما بذلك بسرعة المرة الماضية وانهار زواجهما لاسباب لا يزال الى الان لا يفهمها حقا . ربما السير بخطئ بطيئة افضل .
ابتعد عن الباب وقال : " من المؤكد اراك عند الصباح "
نظرت اليه غير متأكدة من ردة فعله, لم تقل شيئا وخرجت ببساطة من الغرفة , اغلق الباب وراءهما واحساس غريب من المرارة الحلوة سيطرت عليها .
لم تدرى لم شعرت بحاجة للبكاء . الراحة والذنب معا فى داخلها . امسكت مفتاح غرفتها بارتباك . فنبضها يسرع حتى تكاد تسمعه بأذنيها .
لابد انها بحاجة للاستحمام بمياه باردة للتخلص من كل هذا الضيق . ابتسمت عندما سمعت صوت المياه المندفعة بقوة فى الغرفة المجاورة.
لم يساعدها الاستحمام بشئ .
استلقت جينا على سريرها , تحدق فى السقف الذى يحتاج الى دهان بشكل واضح .مدركة بألم ان هناك مجرد حائط فقط يبعدها عن تشايس .
بينها وبين السعادة . بينها وبين الخطأ. هذا ما ذكرت نفسها به . ضاربة وسادتها كي تجد شكلا مناسبا كي تنام . لن تقدم على القيام بأعمال خاطئة فى حياتها.
أخذت تتقلب فى الفراش , وهى تشعر بعدم الراحة , رمت الغطاء على الارض , فالطقس حار جدا .
عندما رن جرس الهاتف بقربها , تفاجأت جينا . امسكت بالسماعة وهى تتساءل من يعقل ان يكون المتصل هل فكر جيمس بشئ ما ويريدها ان تضيفه على رسوماتها .
بصورة لا ارادية. اخذت تبحث عن قلم وورقة وهى تقول : " الو ؟ " سمعت صوت تشايس يملأ اذنيها يملأ رأسها : " لقد اتصلت فقط لأقول لك ليلة سعيدة "

فتاة 86 30-08-11 10:58 PM

حدقت بالحائط , وهى تتخيله مستلق على سريره . فقالت بصوت مضطرب " عمت مساء "
وضعت السماعة من يدها الرطبة . ضمت يدها الى صدرها وكأنها تضم قلبها . انه يثير اضطرابا فى فكرها. وقريبا جدا ستصبح مجنونة رسميا . هل ان عملها يستحق ذلك .
عندما رن جرس الهاتف ثانية بعد مرور دقيقة . امسكت السماعة بسرعة , غاضبة من الالعاب التي يقوم بها وقالت : " لقد قلت لك عمت مساء , ماذا تريد بعد ؟ "
" مرحبا ستكون اجمل "تنهدت جينا وارجعت رأسها الى الوراء وقالت : "رينيه ؟"
صوته الهادئ وكلامه المتقن ملأ الهاتف : " اه , اذا يمكنك ان تكونى متحضرة . اعتقدت انه ربما مجاهل نيومكسيكو قد جعلتك دون البشر فى فترة زمنية غير معقولة "
تذكرت انها لم تعطه رقم الهاتف فى الفندق . تجهمت جينا , وسألته : "كيف تمكنت من الحصول على رقم الهاتف ؟ "
" لدى وسائل خاصة " كان مهتما بها . مهتما بحالتها عندما تركته البارحة كان يريد التأكد ان كل شئ على ما يرام معها وانها كانت تضخم الامور كما تفعل فى معظم الاحيان : " هذا لا يعنى انك ارسلت الى العالم الخارجى فكرت فقط ان اطمئن عليك " وعندما لم تجب بكلمة تابع : " اذا كيف تسيرالامور ؟"
حدقت جينا بضيق بالحائط الداكن وقالت : " لا بأس "
" هل هى كذلك من الناحية العملية او الشخصية ؟ " مع انه علم من التوتر فى صوتها بأى حالة هي ..
" قالت : " شخصية "
" اه ؟ راندولف الشاب يحاول أن يقضى على عزيمتك ؟ "
انها متأكدة انها سمعت ضحكة فى صوت رينيه . كانت سعيدة ان هناك من يتمتع بذلك قالت : " يمكنك قول ذلك "
" و ؟ "جلست جينا وهى تشعر بعدم الراحة : " انت الان اصبحت تتدخل بأمورى الشخصية "
" عزيزتى الشابة , لقد عملت معك لمدة ثلاث سنوات ونصف ولقد عرفت مشاكلك . و أعتقد أن هذا يعطينى الحق ان اتوقع بعض الاجوبة الشخصية طالما حظئ السئ يدعونى للاهتمام بك "
كان صوته فظا. ابتسمت جينا وبرمت شريط الهاتف على اصبعها . سيستمر الاتصال حتى الصباح .
" هذا لطف منك "
" انا لست لطيفا ابدا . انا عملى فقط "
منتديات ليلاس
لو انها اغمضت عينيها لكانت تخيلته يرفع كتفيه باستخفاف بينما كان يتابع :" اذا كنت تشعرين بعدم الاهتمام لأسباب ما , على البحث عن موظفة جديدة , فى ظروف صعبة للغاية "
كانت متعبة جدا لتحاول ان تصل الى رأيه الحقيقى , قالت : " مهما كانت أسبابك , شكرا لك "
" على ماذا ؟ "
" على اهتمامك "

فتاة 86 30-08-11 10:59 PM

" نعم , حسنا " شعر بغصة فى حلقه وكأن يسمح لها بالدخول الى حياته الخاصة , لم يكن يشعر مطلقا بالرغبة فى الاولاد, فهم يثيرون الفوضى والضجة وبحاجة لكثير من المال . لكن جينا حركت الاحساس الابوى فيه وكاد يقسم انه يفتقده .
بقى صوته جامدا . وكأنه يقرأ ملاحظة علمية بصوت عال الى تلاميذه فى قاعة الجامعة . " انك تجعلين من السهل للمرء ان يهتم. وانى متأكد ان الشاب راندولف قد اكتشف هذه الحقيقة ثانية " لم يعطها الفرصة لتعترض بل تابع : " اذا وجدت انك بحاجة لشئ ما . انا هنا فى خدمتك "
ضحكت من طريقة كلامه . قد تكون المالكة لشركة , لكنها تعلم تماما مركز كل منهما . فهو شخص مستقل . تماما . " لم تفعل ذلك مطلقا ليوم واحد فى حياتك "
اتى دوره ليتعجب من كلامها . قال : " حسنا اذا , اذا كان يمكنني المساعدة بطريقة ما فلا تتاخرى " تنهدت , وهى تشعر بالتعب والقلق بشكل غريب فى ذات الوقت .
" يمكنك ان تساعدنى فى تأمين الطلبات من هناك " لقد وضحت ذلك لجيمس فهى لا تعرف احد فى نيو مكسيكو . فالطلب من الناس السفر الى هنا للعمل سيكلفها الكثير لكن يمكنها ان تضمن نوعية المواد المطلوبة . وهذا كل ما يهتم له جيمس .
" لقد افترضت حقا اننى سأقوم بهذا العمل . هل جيمس
يسبب لك أوقاتا صعبة ؟ "
" لا , انه لا يفعل ذلك "
لم يصعب على رينيه استيعاب الامر فقال : " لكن راندولف يفعل؟"
" تشايس ... تشايس هنا " مازالت تحبه . لقد كان ذلك واضحا لرينيه ليلة البارحة . تساءل ان كانت مدركة لذلك . واذا كان راندولف سيستغل هذه الحقيقة .
" فهمت "
جلست جينا . خائفة انها قالت اكثر مما ينبغى . فقالت : " لا , انت لم تفهم "
" مهما تقولين جينا . سأقول لك عمت مساء الان , اه شئ اضافى بعد قبل ان اقفل . اتصلت السيدة اندرسون اليوم . يبدو ان الوقت قد حان تريد ان تعيد ديكور بيتها من جديد "
ضحك بجفاف وتابع قائلا : " يبدو ان السيد اندرسون قد ابتعد عن مجموعته اخيرا وهى تريده ان يدفع ثمن ذلك كل البيت . ستعيد تأثيثه من اول غرفة حتى الكاراج . مهما يكن فى النهاية . اعتقد ان ذلك ارخص من الطلاق "
لقد أصابها فى عمق احساسها .وافقت بهدوء : " نعم , من المحتمل ذلك . عمت مساء رينيه "
" ليلة سعيدة جينا . وتذكرى المثل القائل : " قيسى كثيرا واقطعى مرة واحدة "
قالت تذكره : " هذا شعار النجار "
" لا , هذا شعار الحياة " واقفل الخط . اعادت السماعة الى مكانها , بعد مرور لحظة وبعد ان تأكدت ان الاتصال قد قطع , قطعت الهاتف من الشريط , ووضعت السماعة تحت وسادتها واخذت تصغى للنغم المقطوع حتى انتهى بعد دقيقة .
لا مزيد من الاتصالات فقد نالت ما يكفى منها . حتى بدون ان يقاطعها احد . فقد مر وقت طويل قبل ان تتمكن من النوم . فى الواقع ان تشايس هنا . قريب جدا منها وهذا ما يبقيها مستيقظة . كل الذى تتمناه انه يعاني تماما مثلها .
* * *
أطل الصباح بسرعة , حاملا معه أشعة الشمس الحادة نظرت جينا الى نفسها فى المرآة انها تبدو تماما كما هى , امرأة لم تحصل على وقت كاف من النوم . وبحاجة الى اخفاء ذلك بواسطة المكياج . قررت ان الوسيلة الوحيدة لتتوصل الى النوم هو رمى نفسها بالعمل الجاد والابتعاد عن طريق تشايس. اتخذت قرارها ان تتجنب رؤيته طوال الوقت ما عدا فترة العشاء.

فتاة 86 30-08-11 11:01 PM

على الأقل لن تكون بمفردها معه . فهى تعلم ان ذلك سيوصلها الى الخطأ . ومن الافضل ان تتجنبه . بعد العشاء ستجد وسيلة لتعود الى غرفتها بينما يستمران جيمس وتشايس يتحدثان عن الاعمال . فهذه هى الطريقة الوحيدة .
سارت خطة جينا بنجاح لمدة اكثر من اسبوعين بقليل , ومع انها كانت تشعر برغبة بالاعتراف انها تريد التقرب من تشايس بطريقة ما . لكن ذلك مساو لاحساس قوى بالرغبة فى القفز امام قطار سريع . كما وانه من الافضل ان ترفض هذا الالحاح لسلامتها الخاصة .
وكما أصبحت عادتها , ذهبت جينا باكرا الى المكتب لتستعمل جهاز الكمبيوتر قبل كما افترضت ان ينهض تشايس اذ لم تتغيرعاداته فهو لا يستطيع النهوض بكل انذارات الساعة والالات , وباستطاعته البقاء فى السرير حتى التاسعة , وصلت جينا الى المكتب نحو السابعة .
منتديات ليلاس
عندما دخلت المكتب شعرت بالراحة ان تجده فارغا كالعادة , ان تشايس لا يزال يغط فى نوم عميق . وبقليل من الحظ لديها ساعة كاملة لنفسها , فبالأمس بالكاد استطاعت الخروج قبل أن يدخل . فالامور تسير على ما يرام وعلى نظام دقيق . مع انها تتغيراحيانا . واذا استمرت الاعمال على هذه الطريقة فهى بحاجة تقريبا لمدة أسبوعين او اقل لتنتهى من عملها وعذابها الشخصى . سارت الى الداخل وهى غير محضرة كليا لتجد بأن المكتب يقفل وراءها . وما ان استدرات حتى وجدت تشايس يقف هناك ويداه على الباب .
اتكأ وهو ينظر اليها . ثم قال : "مما أنت خائفة ؟ "
كان قلبها يخفق بقوة لكنها حاولت الظهور بعدم المبالاة وهى تجيب : " من الناس التى تتسلل ورائى مثلا "
" تسللت وراءك لأننى ان لم افعل كل الذى أراه منك هو ظهرك كما حصل البارحة عندما رأيتك تتراجعين هاربة"
حدقت به : " أتراجع هاربة ؟ "
" انه تعبير عسكرى , جينا , وهذا يعنى شد الحبال كي لا يتمكن العدو من معرفة وجودك هناك . وكما قلت لك , كل ما أراه منك هو ظهرك ومع انه جميل جدا لكننى احب ان ارى وجهك قليلا "
تظاهرت بأنها شديدة الاهتمام بعملها . رفعت كتفيها ببساطة لتسقطهما وهى تجلس وراء مكتبها .
" لقد كنت مشغولة جدا " ادارت جينا جهاز الكمبيوتر لتجد برنامج عملها نظرت اليه متفحصة لترى ما عليها القيام به وبمن ستتصل اليوم . تابعت : " هذا الفندق مثل فيل كبير . وانا اتعامل مع ابنة قبيحة يريدنى جيمس ان احولها الى سندريلا فى الوقت المحدد للحفلة وانا حقا لست متأكدة ان كنت استطيع القيام بذلك على الوقت"
منتديات ليلاس
كان بإمكانها القيام بعملها لو ان ذلك يعتمد عليها فقط , لكن هناك الكثير من التفاصيل التى لا تستطيع السيطرة عليها . وهناك الكثير من التأخير .
مجرد ان لفظت ذلك بصوت عال حتى شعرت بمعدتها تتقلص , فتحت الجارور الثانى وامسكت بعلبة دواء لتأخذ حبة منه لألم المعدة.
اتكأ تشايس على مكتبها وهو يراقبها تضع الحبة فى فمها . ربما تغيرت اكثر بكثير مما يعتقد . قال : " انت تعانين من القرحة"

فتاة 86 30-08-11 11:03 PM

اغلقت الجارور وقالت : " ليس بعد , لكننى سأصبح كذلك بعد قليل"
نصحها ببساطة : " لاتحاولى , انها تجعلك رمزا للضعف فى القانون "
لم تكن مستعدة لرؤية الاهتمام فى عينيه او لردة فعلها من كلماته . قالت : " تتكلم عن خبرة ؟"
هز برأسه :" انها احدى الانتصارات لتصبحى ناضجة على الاقل ناضجة بدون الصراخ عندما يزعجك شئ ما "
" تقصد هذا ما يحدث معى ؟ " احمر وجهها من الحزن . بالطبع هى تفعل ذلك . لكنه ليس بحاجة ليقول ذلك أمامها , تابعت : " اعتقد اننى اعمل على ذلك , لكنه امر طبيعى فى شخصيتى . فأنا ايطالية ... "
وكأن هذا شئ جديد , قال : " يملك الايطاليون طباعا مندفعة كما وانهم افضل العشاق "
جلست براحة على كرسيها باستطاعة برنامج عملها ان ينتظر : " هل عاينت ذلك ؟ "
اعجبته الحقيقة ان هناك اشارة صغيرة للغيرة فى طريقة تجهم وجهها وحاجبيها .
" لست بحاجة لذلك. ليس عليك الذهاب من بستان الى بستان لتعرفى انك تذوقت تفاحة حلوة "
للحظة , جعلها تتخلى عن كل تحذيراتها . فهذا ليس منه . هذا كلام ناعم جدا . قالت : " لقد أصبحت شاعريا منذ ان كنا معا "
منتديات ليلاس
هز كتفيه بعدم اهتمام , وامسك بخصلة من شعرها . لقد بدأ يشعر بالفرح من فكرة وجودهما معا ثانية . ويجب ذلك . قال : " احيانا يكبر المرء فى مدة أربع سنوات "
" واحيانا لا يفعل "
رن جرس الهاتف , اسرعت لتمسك بالسماعة , انقذها الجرس , قالت : " مرحبا ؟ "
شعرت جينا بالضيق فى التنفس , ليس بسبب المشاكل , بل لأن تشايس يلامس شعرها لابد ان هذا اكثر جمالا من عامود من الارقام يعمل دائما عليه .
حاولت ان تبعده . لكنها لم تستطع فارغمت نفسها على التركيز عما تسمعه على الهاتف . جلست بحزم على الكرسى ما ان سمعت كلام المتصل وقالت : " ماذا تقصد انك لا تستطيع الصاق ورق الجدران قبل أسبوعين من الان ؟ " لم تكن بحاجة لتمسك بدفتر مواعيدها مع انها فعلت ذلك , لتعلم أن هذا الموعد غير مقبول مطلقا .

فتاة 86 30-08-11 11:04 PM

ادركت ان تشايس قد تراجع الى الوراء وشعرت بالامتنان لذلك : " انا بحاجة لهم هنا منذ البارحة نحن لا نتحدث عن ورق جدران لخزانة . فهذا المبنى ضخم "
فتحت جينا دفتر مواعيدها ووجدت أن ليس لديها زبون اخر لتتعاقد معه عليها ان تنهى ذلك متمنية ان تنجح .قالت : " ستحضر فريق العمل الى هنا , وتتأكد انهم بارعون , اريد تلك الجدران مغطاة بدون اى تجعيدة . وحالا "
أغلقت السماعة واستدارت لترى تشايس ينظر اليها . كان هناك شئ لم تره ابدا فى عينيه من قبل الاحترام .
قال : " اننى متأثر لقد بدوت كجنرال يأمر فريقه باحتلال قرية ما"
استدارت اليه بالكامل كي تراه بصورة أفضل : " لقد أصبحت اكثر صلابة منذ ان تركتنى "
تساءل ان كان تعبيرها اكثر صلابة يعنى اكثر قساوة ايضا . فالذى كان يحبه فيها هى براءتها وحماسها المرح . هل فقدت ذلك ؟
" هذا ما أراه " اقترب منها ونظر فى عينيها وتابع : " لكننى متأكد انك ما زلت تملكين روحا ناعما طرية من الداخل "

ابعدت كرسيها الى الوراء : " اسفة , فهذا اصبح صلبا . انه اقسى من الصخر الان " بطريقة ما لم يصدق ذلك . ليس وهى تمسك بيديها الكرسى . سألها : " هل يمكننى التأكد من ذلك بنفسى ؟"
" لا , ليس فى حياتك كلها , بجانب أرقامك انها أشد أمانا لك " .وضربت بيدها جهاز الكمبيوتر على مكتبه .
يمكنه الموافقة على ذلك , فقال : " أشد امانا , ربما , لكنه ليس مثيرا للفرح والحياة "
" تشايس , لقد قمنا بكل ذلك . كما قمنا بالصراخ وجرح شعور بعضنا البعض وكذلك عشنا مختلف المراحل . ما رأيك بقليل من الهدوء والسلام ؟ "
يمكنها ان ترضى بأن تكون صديقة له . لقد كانت من قبل , قبل ان يسقط كل شئ ويتلاشى وهى لا تمانع بالعودة الى تلك المرحلة الان .
تراجع قليلا فى موقفه وقال : " هل ذلك يساعدك على عدم تجنبى والابتعاد عنى ؟ "
نظرت اليه بقلق : " قد افعل "
" هذا ما أريده سلام وهدوء " استدار تشايس وراء مكتبه وجلس على كرسيه . تمنى ان جينا لم تلاحظ كيف وضع أصابعه فوق بعضهم بانه لن يلتزم بكلامه هذا .




نهاية الفصل السادس

فتاة 86 30-08-11 11:06 PM

الفصل السابع





اتكأ جيمس على كرسيه المريح الجديد , الذى اختارته جينا لمكتبه , وابتسم سعيدا بإحساسه هذا . ضم الكرسى حجمه الكبير براحة وكأنها قطعة قديمة من المفروشات وليست كتلك المقاعد الحديثة التى تتكسر على الفور .
اكثر من ذلك انه سعيد بما فعلته بالمكتب وبالفندق . رسوماتها أضفت على الفندق ملامح غريبة ومع ذلك هناك لمسة من الاثاث الحديث أيضا . فى كل مكان ينظر اليه هناك فسحة واسعة للاستقبال , وهذا ما يحبه بالنموذج الغربي .فسحات واسعة تمتلئ بالضيوف الاغنياء . ضحك جيمس بسوء , واستدار ثانية باتجاه الناس الذين طلب رؤيتهم وقال واعدا : " لن أخذ الكثير من وقتكم " بينما جلست جينا وتشايس امامه واختار بنجامين ان يبقى واقفا , صامتا , بانتظار اى طلب جديد . " لا نملك الكثير من الوقت بعد " ضرب جيمس على ساعته الذهبية , بعدها ركز انتباهه على تشايس وجينا .
" طالما انكما تقومان بعمل جدى هنا لااجد من الضرورى ان استمر فى المراقبة كنسر ينتظر عشاءه ليموت " ابتسامته الفرحة كانت مناقضة تماما لكلامه فى الحقيقة. لم يراقبها جيمس مطلقا خلال الثلاث أسابيع الماضية , فلقد بقى بعيدا عن طريقها بالكامل , وكانت هى من تذهب للبحث عنه من اجل اختيار مجموعة ما من المفروشات او لون جديد لغرف الحمام . لقد فعل كما وعدها تماما . حرية كاملة بالعمل . " كالقول القديم الشائع . على البحث عن سمكة جديد لأكلها , لذلك قررت الذهاب لعدة أيام من اجل صيدى الجديد " اشار جيمس برأسه نحو بنجامين وتابع . " لن تكونا بمفردكما بالطبع "
منتديات ليلاس
لا , فكرت جينا , بوجود تشايس هنا , فهى بالتأكيد ليست بمفردها حتى مع تمنياتها بحصول ذلك , فتشايس يحتل يومها وكل ليلها . وكل حلم تحلم به .

وكأن شيئا ما يحاول جذبها باتجاهه . نعم , فكرت بيأس انه حبها الكبير له . لقد توصلا الى طريقة منطقية فى التعامل مع بعضهما جاهدت طويلا للوصول اليها . فهى لن تسمح لنفسها بالانجراف مع عواطفها واحلامها . الحقيقة القاسية هى كل ما تثق به الان . والحقيقة تقول انك عندما تمزج معا شخصين بذوقين متنافرين , وبحاجات متباعدة واهداف مختلفة كل ما تحصل عليه هو الخلاف والنزاع .

فتاة 86 30-08-11 11:07 PM

دائما وابدا . النزاع والخلاف يجلسان أمامها , ومن الواضح انه يهتم لكلام جيمس اكثر منها. ضغطت على شفتيها محاولة ان تبعد افكارها عن تشايس وتركز على ما يقوله جيمس وكان ذلك كمن يحاول ان يجذب المغناطيس عن قطعة معدن . بتعمد حدقت اكثر بجيمس , محاولة ان تجلس براحة اكثر .

لاحظ تشايس ذلك بزاوية عينيه وابتسم . انه يعرفها تماما ويعلم مدى ارتباكها . قال جيمس وهو يضع ملفا فى حقيبة عمله ويقفل عليه : " يمكنكما الاتصال بى على خطي الخاص اذا صادفتكما امور شائكة "

مثل عواطفى , فكرت جينا .. وضعت راحة يديها على الكرسى محاولة ان تجففهما . متمنية لو انها ليست مضطربة هكذا . انها غلطة تشايس فهو يثير أعصابها مع انه لا يفعل شيئا .

لا , هذا ليس ما يحدث بالتحديد . انها توتر نفسها بنفسها . لانها خائفة مما قد تفعله . بعدها ستندم ثانية على كل شئ .

" سأعود بعد أسبوع . لكن الان , لدى هذا الاتفاق الذى لن يسير بطريقة جيدة كهذا " نهض جيمس ونهضت جينا بدورها .

اغتنم تشايس الفرصة ليقترب اكثر منها لانه لا يوجد اى مكان لها لتبتعد عنه بدون ان يلاحظ الجميع , بقيت مكانها وهى تشعر وكأنه مسيطر عليها.

فكر جيمس وهو يبتسم , لدى الشاب الحاحا قويا , انه يراهن بحدوث شئ ما بينهما قبل عودته . قرر أن يرمى بعض الاثارة على ما يجرى ليرى ما الذى سيحصل .

" بالمناسبة . بما اننى ذاهب اذا أراد احد منكما استعمال مكتبي , فمرحب بكما دائما , وشكرا للأنسة ديلمونكو.لقد امنت لى كمبيوتر وكل ما يتعلق بالامور المكتبية " نقل نظره من وجه الى اخر , متسائلا من سيأخذ الطعم , ربما كليهما وتابع : " سأريحكما من ذلك المكان الضيق الذى أنتما فيه لفترة . لا حاجة لكما لتعترضا طريق بعضكما طوال الوقت أن كان هناك مجال لتجنب ذلك "

فقط بعدما قال جيمس ذلك علمت جينا أن عليها أن تكون صادقة مع نفسها . كانت سعيدة لوجود عذر كي تعترض طريق تشايس بدون ان يبدو ذلك فعلا بإرادتها . الخيار الذى رماه جيمس بطريقهما غير كل شئ .

هز تشايس رأسه قائلا : " يناسبنى تماما مكانى." رفع حاجبيه متأملا . فأسرع تشايس يشرح له وهو ينظر نحو جينا : " الحسابات كلها هناك بكل الاحوال . كما أننى لست بحاجة لمكان واسع كي أعمل "

فتاة 86 30-08-11 11:09 PM

هذا يترك الكرة فى ملعبها . واذا أتت بعذر سخيف لتبقى مكانها . سيعتبر تشايس ذلك نصرا له . وهى تعرفه بما فيه الكفاية لتعلم ذلك . ولكن لن يكون هناك أى مجال أو امل لتشبع غرروه هذا . فهى تشعر بالسوء لأنها سمحت له بتقبيلها مرتين .

كما وان مكتب جيمس اكثر راحة من المكتب الذى يتقاسمانه . حتى بعد إزالة تلك الصناديق انه يبدو بدائى بالمقارنة مع مكتب جيمس . بالاضافة الى الفرصة المميزة بالتمتع بنور الشمس , واعطاء دفء كاف للقيام بأى عمل صعب . لم يكن هناك مجال للمقارنة . فليس هناك ما يرضيها .
منتديات ليلاس
كذلك وجود تشايس . لم يكن هناك الا قرار واحد منطقى عليها القيام به . لذا قالت : " اذا لا يريد السيد راندولف المكتب , سأخذه انا "هز جيمس رأسه . اذا كان يضع رهانا كان عليها ان يعلم انها هى من ستقدم على الابتعاد وليس راندولف .

" انتهى الامر , اذا " استدار جيمس نحو بنجامين وتابع : " ستكون المسؤول أثناء غيابى " ضحك لنفسه بينما أشار الى بنجامين كي يتبعه الى الخارج : " واعتمد عليك تماما كأننى موجود هنا .. اراكم جميعا بعد أسبوع "لم يكن أمامها إلا الخروج من القاعة لتجمع أغراضها . وبدون أن تنظر الى تشايس . تبعت جينا بنجامين .

سأل تشايس وهو يتبعها كظلها : " تحاولين الابتعاد ؟ "
كانت تعلم انه سيقول شيئا كهذا وكانت جاهزة للاجابة فردت : "المكتب الاخر ملئ , حتى بدون الصناديق التى تعرقل سيرنا . انا احب المكان الواسع فقط "
كانت تكذب , كانت تهرب . فكر بكل شئ , قال : "يجب أن تملأ كل الامكنة "

نظرت اليه من وراء كتفها وهى تسير نحو المكتب : " تتكلم وكأنك انسان تقليدى جدا "
نظر اليها بصمت , بعدها هز رأسه وهو يقول : "انت تحيرننى "

صدر صوت بالرغم عنها من حلقها. فهذا هو كل الموضوع . ما عدا انه لن يبقى حائرا . لقد مرت بذلك من قبل . وهى تعتقد انها اصبحت تعرف المزيد الان " اننى احاول , تشايس , حقا أحاول "

فتاة 86 30-08-11 11:11 PM

اعتقد انهما تخلصا من ذلك , بدا الامر وكأنهما عادا الى نقطة الصفر قال : " اعتقدت اننا نقوم ببعض الخطوط الاساسية هنا . فأنت لم تعودى تركضين وراء نافورة الماء واشجار البلح كما يبدو" فتحت الجارور وأخذت تبحث فيه , مخرجة منه ما هى بحاجة اليه . كان هناك العديد من الملفات الموجودة على مكتبها ومليئة بالرسومات والملاحظات التى تعمل عليها .

نظرت اليه , بينما كانت يداها تعملان , قالت : " لا وجود لأشجار نخيل هنا "

جلس على حافة مكتبها , واخذ يراقبها وهى تجمع أغراضها , قال : " لا تنتقدى تعابيرى الان , جينا . انت كنت دائما من يستعمل التشابيه والالقاظ المبهمة ولست انا "

توقفت عن العمل للحظة لتنظر اليه : " يبدو أننا نتبادل الامكنة فى كثير من المجالات " يبدو أنه يسترجع الماضى اكثر منها , بينما هى لديها عمل ترغب فى انجازه . الان يبدو انها هى من تسرع وتهتم بعملها .
امسك بالدفتر الذى يحمل كل ارقام واسماء الذين تتعامل معهم . بدا وكأنه ممزق على الجانبين .
حاول تشايس ان ينظر الى داخل الاوراق وهو يقول : "ربما ان كلينا أصبح اكثر نضجا ليكتشف الوجه الاخر من الامر ويرى مدى جاذبيته "

سحبت جينا الدفتر من يده ووضعته على رأسه المجموعة التى حضرتها . كان عليه ان يصبح محاميا. وليس محاسبا : " اشك بذلك , والان ان كنت تعذرنى فلدى عمل على القيام به "

انها تبدو تماما مثله منذ أربع سنوات . فكر , هل كان بهذه الفظاظة معها ؟ هل تقدم على ذلك كي تحاسبه , ام ان ذلك مجرد ما يجب أن تكون عليه الأمور ؟

حملت جينا كل الملفات بين ذراعيها واستدارت. صندوق الاشرطة لجهاز الكمبيوتر على القمة انزلق عائدا الى المكتب . امسك به تشايس, بعدها سار نحو الباب وفتحه لها .
رفعت حاجبيها قبل أن تخرج وقالت : " ماذا تظن انك تفعل ؟ "
أشار اليها كي تخرج . بعد ذلك تبعها . وهو لا يزال يحمل الصندوق : " احاول المساعدة "

فتاة 86 30-08-11 11:12 PM

ولأنها تحمل الكثير من الملفات , سارت بسرعة نحو مكتب جيمس , وهي تقول بضيق " ليس هذاعملك "

كان لا يزال باب المكتب مفتوحا , ترك تشايس جينا تدخل اولا لتضع أغراضها وتأخذ الصندوق منه لتضعه بجانب الملفات .

ابتسامة ماكرة ظهرت على شفتيه : " هل تعلمين عما قلته قبل قليل اننا نتبادل الامكنة ؟ "
تظاهرت جينا انها مشغولة وهي تضع الاشياء مكانها . فمكتب جيمس أكبر بمرتين من مكتبها .
" نعم ؟ "
كانت تحاول ان تتجاهله لكن عليها ان تعلم ان هذا مستحيل , لقد قرر سلفا ان عليها التأكد من ذلك . " حسنا هذا مثلا "
منتديات ليلاس
وضعت الملفات بترتيب فى احدى الزوايا ونظرت اليه . كان يراقب كل حركة تقوم بها وهذا يضعف ثقتها بنفسها التى تحاول ان تبديها دائما. والتى تملكها .

تنفست بضيق وقالت : " لابد انك ستفسر لي ما قلته سواء طلبت ذلك أم لا اليس كذلك ؟ "
تأملها , فهى تفعل أكثر ما تستطيعه لتبعده عنها . لكن كل هذا ليس كافيا ليس هذه المرة .
يبقى وسيصل الى قعر الامور . لقد أصبح أكبر الان وهو يعلم انه عليه ذلك . فالامور لا تحل من تلقاء نفسها قال : " لقد قلت للتو ان لديك عمل عليك القيام به "
حتى الان هذا واضح , فكليهما لديه عمل : " فعلت ذلك " لابد ان ذلك يجعلها تفهم بما كان يمر به خلال زواجهما العمل لساعات طوال فقط ليعود الى البيت ليتشاجر معها لأنه لم يكن هناك .
" ألم تكونى تقولين دائما ان هذا من أهم أخطائى ؟ حين يكون لدى عمل أقوم به عندما تريدننى بجانبك ؟ "

كان هناك أكثر من ذلك . فالساعات الطويلة التى كان يمضيها خارجا هى جزء من انهيار جبل الجليد بينهما . لكنها لم تكن فى مزاج لتفسر له ذلك فليس هناك من سبب أو غاية لشرح ذلك .
قالت بتوتر وضيق واضحين: "نعم "

اتكأ على مكتبها ولمس باصبعه الاقراط الذهبية المتدلية من أذنيها . لمسة واحدة من اصبعه جعلت الاقراط تتحرك عاكسة الأضواء .
ابعدت جينا رأسها الى الوراء . تابع تشايس بعناد : " والان انا من يحتاج الى فترة راحة وانت من تبدو منغمسة كليا بالعمل "

لا تتقبل الانتقاد بطريقة بسيطة خاصة عندما تكون عواطفها متأثرة وتضغط عليها . " ربما أنا استعمل العمل كعذر للبقاء بعيدة عنك " أظلمت عيناه. لقد أصابته اصابة مباشرة . شعرت جينا بوخزة من الندم لجرح مشاعره و ندمت . حاولت ان تفتح فمها لتقول اى كلام كاعتذار له . لكنها لم تسمح لها الفرصة للقيام بذلك . وقف تشايس على الفور وانزل يده الى جانبه . " حسنا , اذا من الافضل ان اتركك تعملين "

وقف أمام الباب ونظر اليها قائلا : " هل ستستمرين بتناول العشاء فى قاعة الطعام عند الساعة السابعة ؟ "

بدون وجود جيمس لتعطيه اخر التقارير . لا حاجة لها للاستمرار بهذا العذاب.. وليس هناك من عذر لتأكل معه ايضا .

فتاة 86 30-08-11 11:13 PM

ادارت جينا جهاز الكمبيوتر وجلست قائلة : " ما زال الوقت مبكرا لنتحدث عن العشاء " رفعت كتفيها لتسقطهما بعد قليل وهى تشعر بالاحباط . شعرت وكأنها تقف على مفترق طرق ولا تدرى الى اين تذهب . الطريق التى يدلها عليها قلبها , ام تلك التى يهديها اليها عقلها .

اختارت طريق الامان : " اعتقد اننى سأتناول شيئا ما فى غرفتى "

فكر تشايس,ها هى تهرب ثانية ربما هكذا يجب ان تجرى الامور . علم انه بالتأكيد سيصبح حزينا بدونها .

قال : " فهمت " واغلق تشايس الباب .

بعد مرور لحظة , حصلت جينا تماما على ما طلبته . الهدوء والسلام .

تنهدت ودفنت وجهها بين يديها . الهدوء والسلام ليسا مريحين كما اعتقدت . تنهدت بعمق ورفعت رأسها . ما قالته لتشايس صحيح . لديها عمل تقوم به عمل كثير , ومن الافضل لها ان تعمل اذا أرادت ان يصبح الفندق جاهزا عند الموعد .

التقطت سماعة الهاتف وضغطت على الرقم صفر . سمعت صوتا دافئا وحنونا . ابتسمت جينا وقالت : " شيرلي , انا جينا. سأكون فى مكتب جيمس للأسبوع القادم . دعى جميع الاتصالات تصلنى الى هنا . وشكرا لك " هذا ما قالته بعدما أعلنت شيرلي موافقتها .
وضعت جينا السماعة مكانها وبدأت بالعمل .
* * *
بعد قيامها بتسع اتصالات هاتفية ومعالجتها لبعض المشاكل المحبطة , كانت جينا بحاجة ماسة لأخذ فترة من الراحة . شعرت وكأن هناك حزام يشد على رأسها وأى لحظة اخرى ستمضيها بالعمل ستكون كدهر . لم تشعر بحال أفضل من ان المكيف يعمل بصورة دائمة . تركت الهاتف يرن ثانية وادارت كرسيها دورة كاملة لتنظر الى حوض السباحة من النافذة .

كانت أشعة الشمس ترقص على صفحة المياه بخفة منعشة . شعرت بالشوق وكأنها تدعوها اليها . لقد أنهت للتو نقاشا بين الدهانين وملصقو أوراق الجدران فى الطابق السابع ونتيجة لذلك كان هناك تشنج جديد بين كتفيها ورقبتها.

لم تفكر عندما استلمت هذا العمل انها ستزيد كمية عملها . وبسرعة غادرت جينا المكتب .
" تجربة جيدة " هذا ما كان سيقوله لها والدها فى هذا اليوم المنهك لو كان بقربها . كان الكولونيل ماثيو ديلمونكو يجد من كل عقبة جديدة تحد لتقوية الاعتماد على النفس اكثر من ذلك , كان دائما يبحث عن جديد , وصعوبة جديدة يذللها , وهذا ما يدعوه دائما الى التحرك والتنقل اكثر .

فتاة 86 30-08-11 11:14 PM

لقد ذهبت الى ثمانية مدارس مختلفة خلال اثنى عشر سنة لتنتهى من تعليم المرحلة الاساسية , هذا ما فكرت به وهي تسير عبر القاعة الى المصعد حاولت ان تتذكر أسماء تلك المدارس ولم تعرف الا اثنين منهم .
لقد كانت تجربة مروعة لها . لكن لو تذمرت لوالدها عن احساسها بالوحدة . وانها دائما فى حركة ودائما هى التلميذة الجديدة فى الصف , فردة فعله ستكون ذاتها . سيقول لها أن ذلك تمرين جيد لها.
" يجعلك هذا أكثر صلابة واقوي , جينا "
منتديات ليلاس
استعادت صدى كلماته فى رأسها ما أن دخلت الى المصعد . لقد حصل معها العكس . كل ذلك التنقل وكل تلك الوحدة , جعلتها ضعيفة وهشة وهكذا تمكن تشايس من التأثير عليها .
أغلق الباب بنعومة وبدون أية ضجة هذه المرة . وكان الصعود الى الطابق الذى تقصده هادئا وناعما وسريعا . غطى أرضـه بقطعة قماش سميكة لتمنع أى تخريب فيه المفروشات الجديدة التى تسلم يوميا اما القديمة . والتى وزعت الى دور الاحسان منتديات روايتى .. قد تم ازالتها جميعا كما طلب جيمس .
الان لو يتمكنوا من تشغيل المكيف . هذا ما فكرت به وهى تفتح باب غرفتها . لقد قال لها بنجامين صباحا ان العمال يعملون بجهد لاصلاحه اليوم . سمعت صوت مروحيته على السطح الان . مع طاقم عمل لاعادة تركيب صناديق المكيفات الجديدة مهما كلفهم الامر لقد وعدها بذلك . وبقليل من الصبر . كل شئ سيصبح على ما يرام .

لقد نفد صبرها , وهى تشعر بتوتر غير عادى , هل سببه الحر ؟
منزعجة من نفسها لسماح تشايس بالتدخل فى كل ما تفكر به , أخذت جينا ثوب السباحة التى احضرته معها وارتدته بسرعة . انها حقا بحاجة للسباحة .
توقفت عن غرفة الحمام لتاخذ احدى المناشف التى طلبتها للفندق . انها ناعمة ومليئة هذا ما طلبته بالحاح بعد كل المناشف القاسية التى كانت موجودة .
حفت نعومة المنشفة بخدها محاولة ان تبعد التوتر عنها . تنهدت بعمق . ووضعت المنشفة على كتفها وخرجت ثانية . كانت تكره طوال حياتها ان تكون وحيدة . لقد أطلقت على كل ما تملكه الاسماء وعاشت معهم تحدثهم لتتخلص من الشعور بالوحدة . ففى المناسبات . هى تحب بل ترحب ان تكون بمفردها .

فتاة 86 30-08-11 11:16 PM

خرجت جينا من مدخل جيمس الخاص الى الساحة فكرت بطريقة ما . ان عليها التقدم بالشكر لتشايس بسبب ما تشعر به الان .
وضعت جينا المنشفة جانبا , وغطست فى الماء . شعرت ببرودة قاسية . ظهرت على السطح ثانية لتتنفس بعمق وتبدأ بالسباحة .
فكرت انها سعيدة باحساسها بالوحدة الان . لقد أعجبها ان تكون بمفردها بعد كل تلك المشاجرات والاصوات العالية . ببطء كل التوتر الذى كانت تعانيه اختفى وهى تغطس فى الماء

عقد تشايس يديه على صدره واتكأ بكتفه على الباب واخذ يراقب جينا بصمت . متأملا كيف تتحرك بانسياب كالسمكة . انها منظر مريح ومحرك للشعور هكذا هى جينا .
ليس لديه فكرة لما شعر فجأة بالرغبة للحضور الى هنا . فى دقيقة كان يعمل على دفتر حسابات لسنة 1991 . محاولا ان يجد المعنى لخط يبدو كخربشة دجاجة .
وفى الدقيقة الثانية . وكأن احد ما ناداه . شعر باحساس قوى للذهاب الى مكتب جنيا المؤقت . وبينما كان يسير عبر القاعة كان يبحث عن عذر ليبرر وجوده .

لم يكن بحاجة لذلك فالمكتب فارغ . لكن وميض لون شد عينيه . لقد حولت أشعة الشمس صفحة الماء الى الزمرد . وهناك رأى جينا .

راقبها وهى تنزلق عبر الماء كما تفعل دائما وتذكر شهر العسل . حين تبرع كل اصدقاؤهما . لقد وجود مكان للهدايا . بثمن الرحلة . وامنوا لهما المال لقضاء ستة أيام فى اكابولكو , الوقت الذى لم يمضياه فى غرفتهما بل على الشاطىء .
كانت جينا من تقوم بالسباحة دائما . بينما كان يستلقى على الرمال سعيدا بمراقبتها تحت أشعة الشمس . كان يمضى ساعات فقط ليراقبها .

رؤيتها الان اعادت كل تلك الذكريات الجميلة .
خرج تشايس من المكتب وبينما كانت تعوم باتجاهه . اعتقد انها كانت حقا قادمة اليه وليس الى حافة الحوض .
" هل تحاولين التخلص من الضغط والتعب ؟ "

رفعت جينا رأسها ما ان وصلت الى الحافة . لقد كانت منغمسة فى السباحة , لدرجة انها لم تدرك انه يوجد احد ما هناك .
على الاقل ليس تشايس .

انتظرت حتى هدأت نفسها , انه التعب الذى جعل نفسها يتقطع وليس ظهوره المفاجئ عندما كانت تفكر بشهر العسل .
غريب كيف تذكرت ذلك , وكيف يتمكن من الظهور فى كل مرة تفكر به ؟ هل لديه رادار ما يعمله بذلك ؟
بقيت مكانها وابعدت شعرها عن وجهها الى الوراء , قالت : " كثرت الاتصالات على , ففكرت ان استريح قليلا " اغمضت عينيها عدة مرات لتسقط قطرات الماء عن رموشها . " اعتقد كلما اقتربنا من الوقت النهائى , كلما أصبحت الامور اكثر ارهاقا " اعجبه كثيرا كيف تلمع الماء على رموشها . مثل الجواهر . انها تستحق الجواهر تستحق الافضل .

اقترب تشايس اكثر من مكانها وقال : " يحدث ذلك مع الضغط المرهق "

نظرت اليه وقالت : "لايبدو عليك الارهاق "

فتاة 86 30-08-11 11:17 PM

ابتسم وظهرت غمازة على خده. غمازة كانت تحب ان تلامسها بيدها . قال : " لقد اتخذت العمل السهل . العمل بالأرقام والخط السئ . بينما انت تتعاملين مع الناس ... وهذا عمل يحعل دائما الكثير من الارهاق "
وافقت معه على الفور , قائلة : "احيانا اعتقد انهم هم يتعاملون معي"

انهما يجريان حديثا عاديا . تساءل ان كانت تدرك ذلك . لقد اصبحا يتشاركان الكثير من الاحاديث العادية خلال عدم تهربها المتعمد ." لقد رأيتك تعملين . لا اعتقد ان هناك من يستطيع ان يفرض عليك شئ " اصبحت تعابيره جدية . منذ اربع سنوات وقع بالحب العاصف مع فتاة . لكن الان امرأة ناضجة وقوية تشده الان . امرأة قوية ولديها ارادة وتصميم واضحان . " لقد تغيرت كثيرا , جينا "
من المفترض ان لا تعنى المدائح لها شيئا كما كانت من قبل . هذا ما ذكرت نفسها به . اذا لما تشعر وكأن شعلة من الفرح قد أضاءت فى صدرها لانه فعل ذلك ؟ حاولت ان تبدو غير مكترثة , قالت : " أنت تكبر او تركد , صح ؟ "
" هذه أحد أقوالى "
هزت برأسها وقالت : " اعلم واتذكر " حاولت ان لا تلاحظ كم يبدو جيدا . كيف ان الوقت زاد على ملامحه الجميلة والشخصية القوية : "كان لديك الكثير من الاحلام والاهداف لتحققها فى تلك الايام , كما أتذكر "
عقد قدميه تحته وجلس على حافة الحوض . راضـيا ان يبقى هكذا ويتكلم . ربما بعض الاشياء قد تحل نهائيا بينهما . " كل ذلك مراده ان يوصلنى الى حيث كنت ارغب "
أدرات رأسها قليلا , ليسقط المزيد من الماء من شعرها وقالت : " وهل وصلت ؟ "
هز رأسه : " بصورة جيدة " لقد عاش حلمه كله وحقق معظم أهدافه وحيدا . كان هناك شيئا ما فى صوته اخبرها انه ليس راضـيا كليا عن ذلك . فتشايس القديم قد وضع خططا خيالية لنفسه .
سألت بنعومة : " وهل كان ذلك يستحق العناء ؟ "
منتديات ليلاس
نظر اليها , صوتها ايقظ فى نفسه الكثير من الذكريات . كانت تهمس له بذلك عندما يكونان معا . اعاد تشايس انتباهه اليها . انها تفقده عقله .

فكر كثيرا بسؤالها, فهى تستحق اجابة صادقة . " احيانا , واحيانا لا . لا تفهمينى خطأ . احب عملى , واحب ان اكون اكبر شريك للمحاسبة فى شركات عالمية . واحب كثيرا نجاحى "
سمعت ما وراء الكلمات . سمعت ما الذى يفقده . الحماس . قالت : " هناك " لكن " فى كل هذا "

ضحك وهز رأسه وبدأ بالكلمة التى قالتها له : " لكن أوصلنى ذلك الى الوحدة احيانا "
لم تتصور انه قد يكون وحيدا او يشعر بالوحدة . " نعم , اراهن على ذلك "
رأى عدم التصديق فى عينيها وفرح لذلك : " ماذا تقصدين بقولك هذا ؟ " كان لديه سمعة كبيرة قبل أن تتزوجه . وكان عليها الاعتراف انها فرحت عندما اختارها هى من بين كل الاخريات . كانت تحب الظهور برفقته . فهو فاتن وهو زوجها .
قالت : " عندما تزوجتك . قال لارى باركر اننى حصلت على اكثر الشباب شهرة "

فتاة 86 30-08-11 11:18 PM

غضب تشايس من مجرد اسم صديقه القديم . لقد فقد أى اتصال به . قال : "لا يعرف لارى باركر ابدا من عليه اغلاق فمه . كان دائما مجنونا "
عقدت يديها على الحافة واراحت رأسها . قالت وهى تبتسم : "لكنه محق "
اراد ان يضع الامور فى نصابها مرة واحدة وحاسمة . فى حال كان لديها أى شكوك . " انتهت أيام المرح والعبث عندما تزوجتك "

قالت بشكل حاسم جعلها تحدق به : " هل تقول لى انك كنت مخلصا بعد طلاقنا " سيكون ذلك كذبا وهو لا يريد ان يرسم بدايتهما الجديدة بكذبة . قال : "لا , كنت اخرج احيانا من الصومعة . لكننى كنت اعود دائما "
صحيح , فهى تصدقه . انه وسيم جدا . ويفترض منها ان تصدق انه كان يعبث بشكل واضح . قالت : "حقا ؟ لماذا ؟ "
كانت تعابيره جدية جدا وهو يقول : "لاننى لم اقابل ابدا امراة تقارن بك ؟ " جعلت نظراته انفاسها تتقطع . قالت بصوت منخفض : "اذا صدقت ذلك .. "
أراد ان يسمع ما الذى ستقوله : "ماذا جينا ؟ اذا صدقت ذلك , ماذا؟" لا , لن تسمح لنفسها بالعودة ثانية . لم تعد ساذجة بعد الان . " اذا سأكون ذات الفتاة المثيرة للشفقة التى تزوجتها "

شعر انه بحاجة للدفاع عن الفتاة التى كانتها : "لم تكونى ابدا مثيرة للشفقة "
سيطر الحزن والالم فجأة عليها : " كنت كل عالمى تشايس , وفى هذه الايام وفى عمرى هذا , ذلك مثير للشفقة "
لم يسمع تشايس الجملة الثانية . سمع فقط البداية . نظر اليها سعيدا وشعورا بالتواضع يغمره . قال : "كنت كذلك ؟ "
لم تقصد ان تقول ذلك بصوت عال , لكن هذا ما فعله . " انت تعرف ذلك "
بدت غاضبة ثانية وعلم انهما على وشك خلاف جديد . لكنه لا يستطيع التراجع الان قال " لا اعلم شيئا من هذا القبيل . كل الذى اعلمه انك معتادة على الصراخ كثيرا ولم اكن ادرى اى سبب لذلك "
ازداد المها وهى تتذكر بعض الحوادث الماضية والمختلفة . وقالت : "ذلك بسب انك كنت مهتما فقط لعملك وكنت أريدك ان تهتم بى " اعترفت أكثر مما تريده , لكن ليس بكل شئ .
قال معترضا : "كنت اعمل من اجلنا " بعد كل هذا الوقت عليها ان تفهم ذلك .
هذه كذبة يسردها عليها . هزت رأسها قائلة : " كنت تعمل من أجلك فقط يا تشايس . وليس من اجلنا . اردت ان تكون شخصا ما . ولا يهم من تضحى من جراء ذلك "
لم تخبره ابدا عن ماضيها . كان موضوعا مؤلما وهو تركها لارادتها . لم يفهم حاجتها للكلام لاراحة ذلك العبء الثقيل عنها. كان يعتقد انه بذلك سيكون لطيفا معها .
لكن مما سمعه من هنا وهناك اوصله ذلك للاعتقاد ان والدها كان رجلا طموحا ضحى بعائلته من اجل احلامه .
لم يشأ ان يقارن بشخص سلبي فى حياتها , فقال : "هل تتكلمين عنى , او عن والدك ؟ " فتحت فمها لتجيبه . بعدها فكرت ان هناك شئ افضل من الكلام . فجأة خطفت ذراع تشايس وشدته بعنف .
فقد تشايس توازنه . وسقط على رأسه متفاجئا ومتخبطا فى الماء .



نهاية الفصل السابع

فتاة 86 30-08-11 11:26 PM

أسفة طولت عيكم
بس يالله هانت
راح لكثير و ما ضل إلا القليل

هدية للقلب 31-08-11 03:22 PM

اهلا حبيبتى ولا يهمك احنا منتظرينك على طول
اسفة اتأخرت عليكى بس مخدتش بالى الا النهاردة
مبروك على وسام العضو المتميز وعقبال وسام العطاء
وعيد سعيد عليكى وعلى اللى تحبيهم يا رب

زهرة منسية 31-08-11 07:39 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فتاة 86 (المشاركة 2858449)
أسفة طولت عيكم
بس يالله هانت
راح لكثير و ما ضل إلا القليل

http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13148121201.gif

لا تتأسفى الرواية تستحق الأنتظار
ممكن تعرفينى هى من كام فصل
بصراحة أنا بفضل أقرأ الرواية لما تكمل بس روايتك شدانى كتير وخصوصا أن البطلة عفوية جدا

katia.q 01-09-11 06:54 PM

القصة جميلة جدا جدا جدا
اختيار ولا أروع
بحب أوي مناقشات تشايس و جينا مع بعض
في انتظارك علي ناااااار
وتسلم الأيادي يا قمر

فتاة 86 01-09-11 08:03 PM

حبيبة قلبي
 
لا تتأسفى الرواية تستحق الأنتظار
ممكن تعرفينى هى من كام فصل
بصراحة أنا بفضل أقرأ الرواية لما تكمل بس روايتك شدانى كتير وخصوصا أن البطلة عفوية جدا
[/QUOTE]

أهلين حبيبتي
الرواية من 11 فصل نشالله ليم و بكرة بلكثير بخلصها
لعيونك حبيبتي

فتاة 86 01-09-11 08:07 PM

هدية قلبي
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هدية للقلب (المشاركة 2858803)
اهلا حبيبتى ولا يهمك احنا منتظرينك على طول
اسفة اتأخرت عليكى بس مخدتش بالى الا النهاردة
مبروك على وسام العضو المتميز وعقبال وسام العطاء
وعيد سعيد عليكى وعلى اللى تحبيهم يا رب

هدية قلبي شكراً حبيبتي على تفهمك
و لا يهمك تشرفت بوجودك و قرائتك للرواية
و نشالله تعجبك

فتاة 86 01-09-11 08:17 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة katia.q (المشاركة 2859358)
القصة جميلة جدا جدا جدا
اختيار ولا أروع
بحب أوي مناقشات تشايس و جينا مع بعض
في انتظارك علي ناااااار
وتسلم الأيادي يا قمر

أهلين بأرق كاتيا بلعالم
فعلاً نقاشات جينا و تشايس كثير مميزة و ملفتة
لأنها بتضوي على المشاكل الزوجية
و عدم تفهم كل من الزوجين لطبيعة الأخر
و لشخصيته المستقلة مما يؤدي إلى فشل الزواج بالرغم من الحب
أنا حبيتها كثير
و ياريت أنتو تحوبوها
و مستنية تعليقاتكن على أحداث الرواية
كثير حابة يصير عنا هيك نقاش حول الشخصيات و أسلوب الكاتبة
و إن كانت الكاتبة غير موجودة
فأنا موجودة
ههههههه خخخخخخ
فيس سارق الروايات

فتاة 86 01-09-11 08:56 PM

الفصل الثامن



هدأت موجات الغضب التى شعرت بها جينا من تعليق تشايس ما أن وصل الى الماء . نال ما يستحقه .

ابتعدت جينا بسرعة عن المكان الذى سيصعد منه تشايس وهى تضحك . توقعت ان يعود اليها على الفور, يتقطر الماء منه ويطلب بغضب ان يعرف ما الذى حصل لها . هكذا كان يفعل فى السابق . والذى كان يعتبره هزلا اصبح يسميه حماقة عندما اصبحت طباعه اكثر قسوة واصبح اكثر توترا .

لم يتحرك تشايس . عوضا عن ذلك كان يطفو على الماء مستلقيا . وجهه باتجاه الماء ويديه وقدميه ممدوتان بشكل غريب , وكأنه فاقدا وعيه . بعد مرور لحظة ماتت الضحكة فى صوت جينا .

هل ضرب رأسه بحافة الحوض عندما وقع ؟

أمسكت بلطف بذراعه وقالت : " تشايس ؟ " لكنه لم يجب شعرت بالرعب , وشدت بذراعه اكثر : " تشايس ؟ هل انت بخير ؟ اجبنى تبا لك " اصبح صوتها متوترا وخائفا .

ما ان مدت بيديها الاثنتين ورفعت رأسه من الماء , حتى قفز تشايس بالماء واقفا وامسك بها . الشئ الثانى الذى علمته انه كان يقبلها . عندما شعرت بانه يبتسم ابتعدت عنه ونظرت اليه متهمة .
أمسكت بيديها قميصه متمنية ان يبقى بعيدا عنها : " ماذا كان كل هذا ؟ "
لم يستطع تشايس ان يخفى احساسه بالرضى فقال : "انها تدعى قبلة"

فتاة 86 01-09-11 08:57 PM

لمعت عيناها : " اعلم ما كانت تلك , ايها الغبى الكبير . اقصد قبل ذلك . عندما كنت تتصرف وكأنك ... لا اعلم كغريق "

مرر باصبعه على انفها وراقبها كيف ازداد انزعاجها . دائما يتحول لون عينيها الى لون ازرق عندما تكون منزعجة , مثل لون البحر عند الغروب . قال : " هل قلقت ؟ "

انها لا تزال تهتم به . حسنا لكنه لم يسمع ذلك منها . قالت : " بالطبع كنت قلقة , انت ثقيل الوزن جدا كي اتمكن من اخراجك من الحوض وانا احب ان اترك الاشياء كما اجدها "

" نعم , حقا " حاول تقبيلها ثانية لكنها ابعدته عنها اكثر بيديها وقالت : " حسنا , لقد ربحت . كنت قلقة " ضاقت عيناها. لقد كرهت الاحساس الذى سيطر عليها عندما اعتقدت انه اصيب بالألم او ربما بالأسوء حاولت ان لا يظهر اى شئ من ذلك فى صوتها وهى تقول : " لماذا فعلت ذلك ؟ "

" اعتقدت انه يجب ان تقلقى على بعدما فعلته "

نظرت جينا الى ثيابه المبللة وحاولت ان لا تضحك . ربما عليها ان تتحمل عقوبة فعلتها . فقد فعلت به الكثير . ولقد استحقت ما نالته : "كيف تعلمت ان تحبس انفاسك كل هذه الفترة , اجبنى ؟ "

نظر اليها متأملا ,. كم تبدو جميلة ! كان يعلم انه يعذب نفسه . " لقد تمرنت كثيرا فى الأسابيع القليلة الماضية . معتادا على حبس أنفاسى حتى تأتين حول ... "

" أتى حول ؟ أتى حول ماذا ؟ "

" حولنا "

فتاة 86 01-09-11 08:58 PM

هزت جينا رأسها . عليها ان تفعل ذلك . فالكلمة ليست وعدا انها كذبة . " تشايس لا وجود لكلمة " نحن " بعد الان . فقط انت . فقط انا . وليس نحن . ليس بعد الان "

لم يخف عنادها مع الوقت . كما انه لن يتوقف عن المحاولة ايضا .. فلديه هدف جديد الان . والذى هو أغلى بكثير مما ظنه فى المرة الاولى. اجابها بصدق : " حسنا . كما تقولين . اننى احاول ان اكتشف ما الذى حدث " لنا " اذا "
منتديات ليلاس
ظهرت نظرة الاتهام فى عينيها . لما يتظاهر انه مرتبك ومتحير بينما هو من عمل على انهائه ؟ " لقد كنت هناك "لانه يريد ان يضمها اليه , تراجع نحو الحائط ووضع يديه على حافة الحوض . عليه ان ينتهى من هذا . " وانت ايضا . هل لديك أى ادعاء ؟ "

أى نوع من الالعاب الفكرية يحاول ان يلعب ؟ " انت من اختار الرحيل ؟ " صوريا , نعم , لكن الحقيقة ان الوضع قد اصبح لا يحتمل قبل ذلك بكثير .

" انت من دفعتنى للرحيل, جينا "
ضاقت عينا جينا . قالت وهى تضرب الماء بعنف: " انا دفعتك الى الرحيل ؟ انا أحببتك . بالطبع كنت اصرخ قليلا , لكن ..."

ردد بشك : " قليلا ؟ "

رفعت كتفيها . " اكثر بقليل من قليل , لكن الحقيقة تبقى اننى كنت راغبة بالبقاء " لم يكفيها ضربها للماء . ضربت بقبضتها صدره . لتتخلص من احساسها بالاحباط . بدا ما تفعله مصيبا فهو من سبب لهما ذلك . " انت من صرخ مطالبا بالطلاق "

فتاة 86 01-09-11 09:00 PM

سمح لها بضربتين . وعندما رفعت يدها لتضربه مرة ثانية . امسك بيدها وقال : " كنت دائما تختلقين المشاكل "

شدت بقوة , لكنها لم تتمكن من تخليص يدها . كان يمسك رسغها بقبضة محكمة قالت : " كنت تنتقدنى دائما "

" حاولت ان اعمل على تحسينك " رأى عينيها تلمعان بحذر فتابع : " وكنت أفقد أعصابى "
فتحت فمها لتصرخ فيه , بعدها أغلقته عندما سمعت اعتذاره . تنهدت بعمق , فهى لا تعرف ماذا تفعل معه . " حسنا , ها نحن نتشاجر ثانية " هذا لن يقودهما الى اى مكان بالتأكيد . يمكنها الاستمرار فى قذف الاتهامات لمدة ساعات . كان لا يزال يمسك بيدها . فأومأت برأسها نحو الفندق وقالت : " ما رأيك لو نبدل ثيابنا ونعود الى العمل ؟ "

يمكنه ان يعوض عن الوقت الضائع فيما بعد . فهذا اكثر اهمية بالنسبة له قال : " لماذا ؟ اعتقدت اننا نقوم ببعض الخطوات الرئيسية "
ألم يفهم بعد ؟ لن تسمح لنفسها بارتكاب ذات الخطأ مرتين ." ليس هناك أى مكان نقصده . تشايس "

" هذا هو رأيك " وهو حقا لم يصدق انها تعنى ما تقوله .

رفعت حاجبيها . من يتحدث عن العناد . " ورأيك هو ؟ "كانت الاجابة سهلة . لقد خطرت على باله بطريقة ما بينما كان يعمل . قال : " ان الامور قد تكون أفضل بيننا فى المرة الثانية " لو يتوقف عن محاولة اضعافها , لانه قد يفعل . وهى متأكدة ان هذا لن يقودهما الا الى ما كانا عليه فى السابق .

" تشايس . لقد مررنا بذلك من قبل . الانجذاب القوى . والعاطفة الجارفة .. "

ابتسم وقال : " ما زلنا كما كنا , أليس كذلك ؟ "

ليس هناك من جدوى فى الكذب . " نعم , ومن المحتمل ان يبقى شئ من هذا الاحساس الى الابد . كذلك المشاكل "اقترب منها اكثر ليقبلها , فتابعت : " لا تفسد الامر "

لم يفهم , فقال : " افسد ماذا ؟"

" الاتفاق " لا تريد ان تتشاجر معه بعد الان . انها تخسر الكثير من نفسها فى ذلك . وهذا ما يذكرها بألم الماضى .

فتاة 86 01-09-11 09:01 PM

مرر يديه بشعرها الرطب وقال : "المعاهدات عليلة "

" انا أفضل الأشياء العليلة على الأشياء الحارة "

" أنا لا أفضل "

" تشايس , انت تعصر ماء "

ابتسم لعينيها وقال : " اننى فى الماء, ومن الطبيعى ان اعصر ماء . كما وان من وضعنى هنا ؟ "

" انا , لكن ... "

قال وهو يقترب اكثر : " اصمتى وقبلينى , جينا " كل مرة يضمها اليه . يتأكد انه كان احمق لانه تركها . مهما كانت المشاكل بينهما . كان عليه البقاء وحل تلك المشاكل . انه لا يتخلى ابدا عن عمله . هل هذا أقل اهمية ؟

" كفى "

سمع ذلك الصوت , وعلى مضض رفع تشايس رأسه ليرى بنجامين يحدق بهما مستغربا وهو يقف قريبا منهما يراقبهما .
منتديات ليلاس
ابتعدت جينا وهى تشعر بالاحراج. وضعت يدها على وجهها وكأنها تحاول ان تسيطر على عاطفتها المتناقضة فى داخلها , حيث تدعوها الى الهروب والبقاء فى أن معا .
تمكن بنجامين ان لا يبتسم ابتسامة واسعة . قال : " قالت لى شيرلي اننى قد اجدك هنا . يا جينا . لقد رأتك تمرين امامها من قبل ان ترتدى ثوب السباحة ".نظرت اليه بكبرياء وقالت : "اية مشاكل ؟ "

مد يديه وقال : " يعتمد ذلك على وجهة نظرك . لقد وصلت اللوحات التى طلبتها للقاعات الكبرى " امسك المنشفة التى كانت على احدى المقاعد واعطاها اياها . وتابع : " لا اعتقد حقا انها ما طلبته "

نهضت جينا بسرعة . لم تتذكر انها تحدثت مع بنجامين عن ما طلبته . كيف له ان يعرف بما كانت تفكر عندما طلبت اللوحات ؟

فتاة 86 01-09-11 09:07 PM

نشفت شعرها بالمنشفة وعينيها على بنجامين : " اه ؟ "

ظهرت ابتسامة صغيرة فى عينى بنجامين . وقال باحترام شديد : " الا , اذا كنت قد طلبت لوحات ذات فن تشكيلى , بصور غريبة "

توقفت جينا عن تنشيف شعرها . ونظرت الى بنجامين مرتعبة .
من المؤكد انها لم تطلب شيئا قريبا من هذا الوصف . قالت وهى تنظر من بنجامين الى تشايس : "ريمنغتون . لقد طلبت منتوجات ريمنغتون " اللوحات التى اختارتها كانت تناسب تماما الذوق الغربي الذى تطغيه على الفندق ككل . اغمضت عينيها وتنهدت قبل ان تقول : " سأتصل بالوكالة." واسرعت مبتعدة .استدار بنجامين بصورة لا اراداية لسماعه الصوت الذى صدر من ورائه . كان تشايس قد صعد من الحوض والمياه تدفق من قميصه وبنطاله . ابتسم بنجامين ابتسامة واسعة .

وقال معلقا : "زي مناسب . وفى هذه الحرارة . من المحتمل ان تجف ثيابك بعد مرور خمسة عشر دقيقة "

خلع تشايس قميصه وعصرها . قال : " شكرا , لكننى افضل ان ابدل ثيابى بكل الاحوال "

ضحك بنجامين بينما استدار وتبع جينا " فكرة جيدة "

بدلت جينا ثيابها بسرعة وارتدت بنطالا ابيض اللون وقميصا ضيقا ذات اللون الاحمر والابيض. اتصلت بالوكالة المطلوبة . ولم تتمكن من حل المشكلة قبل مرور ساعة .

انتهت من ذلك , كان هناك العديد من المشاكل التى تحتاج لاهتمامها . ومشكلة تجر مشكلة . وقبل ان تدرك جينا ذلك , كانت الساعة قد قاربت السابعة .

فتاة 86 01-09-11 09:08 PM

شعرت بألم فى معدتها من الجوع.. لقد مر أكثر من سبع ساعات لم تتناول شيئا الا القهوة .

ضغطت بيدها على معدتها ما ان انهت الملاحظة حول الاضاءة فى قاعة الاستقبال , تمتمت بدون تفكير : " ليس الان . سنأخذ شيئا لاحقا . عندما تفرغ الصالة " لقاء مع تشايس اليوم اكثر من كاف . كما وانها , تكون دائما ضعيفة عندما تشعر بالجوع . وهى لن تخاطر بذلك .

بدت العادة التى كانت تزعج تشايس فى السابق لطيفة جدا بينما كان يدخل المكتب وهى تتكلم .

كانت جينا دائما تطلق الاسماء وتتكلم مع كل الاشياء . ابتسم , وهو يضع الصينية التي يحملها , صحنان , ابريق من عصير الفاكهة ووعاء للطعام عليه غطاء على مكتبها .

قال : " ما زلت تتكلمين مع الأشياء ؟ "

نظرت اليه , متفاجأة : " معدتى ليس شيئا." وعلى الرغم منها . شعرت بالفضول , اشارت نحو الصينية وتابعت : "ماذا يفترض ان يكون ؟ "

كان تشايس مشغولا . وضع صحنين عند كل جانب من المكتب , وبعدها وضع بجانبها الشوكة والسكين , قال : " خادم الغرف "

تجهم وجهها . لن تسير الامور كما تريد على هذا المنول . قالت : " لم أطلب شيئا "

فتاة 86 01-09-11 09:09 PM

استدار وابتسم لها . كانت ابتسامة واثقة جعلتها تشعر بالمديح والانزعاج فى ذات الوقت . " بالتالى لقد حزرت ذلك " فكرت بعدم رقته واحساسه بعواطفها فقالت : " لمن تفعل ذلك مطلقا من قبل "

سكب العصير فى كوبين وقال : "اه . نعم . بخصوص بعض الاشيائ . فأنا ما زلت اتذكر طعامك المفضل "

نظرت اليه متسائلة , وبفرح وكبرياء نزع الغطاء عن طبق الطعام.

اتسعت عينا جينا . " لا زانيا ؟ " هذه وجبة لا تحضر بدقائق لمجرد وضع بعض المواد مع بعضها او حتى بمرور ساعة . اقتربت اكثر لتعاين الطعام . انها تبدو طازجة جدا قالت : " كيف تمكنت من تدبر ذلك ؟ "

قطع قطعة لجينا , وقطعة اخرى له . وقال : " بطريقة سحرية "

لم تعلق جينا قبل أن تتذوقها . انها اكثر من شهية .

لم تعد تشعر بالجوع بعد تناولها القطعة الاولى نظرت اليه وقالت : " لديك دائما المزيد من الوسائل , أليس كذلك ؟"
منتديات ليلاس
بصمت تمكن تشايس من التنهد , لم يبعد عينيه عن عينيها وهو يقول : "أهذا مديح ؟ "

" بل ملاحظة " تناولت جينا بضع قضمات مجددا قبل أن تتابع : " ومديح ايضا . مع انك لست بحاجة الى ذلك "

كان هناك شئ ودى وجميل بالجلوس هنا يأكل معها . شعر وكأنه يستطيع قول كلام لم يفكر به من قبل . "انت مخطئة فيما تقولينه يحتاج كل شخص لسماع المديح بعض الاحيان , ليرضى غروره "

رفعت جينا عينيها لتنظر اليه . لقد أصاب وترا حساسا جدا . قالت : " نعم اعلم ذلك "

فتاة 86 01-09-11 09:10 PM

وضع تشايس شوكته جانبا فالاهتمام بها ابعد عنه الجوع : " هل نسيت ان اقولها ,. جينا ؟ "

" احيانا " نظرت ثانية الى صحنها , محاولة ان تبدو غير مكترثة , لكنها لم تنجح بذلك . لم ترد أبدا ان تعترف بذلك " فى كثير من المرات " لماذا يؤلمها الامر عندما تفكر به ؟
وضع يده فوق يدها : " تبدو النهاية مخيفة "

حاولت جينا ان لا تضعف . " لكن انتهى الامر وتابعنا حياتنا "

انه يحبها , حقا يحبها . ما الذى تملكه ليكون بهذا الغباء ويتركها ؟ " نعم , لقد فعلنا , وانا لم اهتم للجيران . " ما أن قال ذلك , حتى علم انها الحقيقة . لقد كان دائما على حق .

نظرت اليه , مرتبكة , حائرة ومنتظرة .

قال يفسر لها : ." ألم تكونى هناك " ما يقوله سخيف . فلا يمكنها العودة الى الوراء . لماذا تسمح لنفسها بالتحدث عن ذلك ؟ سألته : " هل أنت نادم ؟"

" وباحساس كبير " شد بيده على يدها وقربها من شفتيه وتابع : " نادم لأننى خسرتك . نادم لأننى لم ادرك انه كان علينا المحاولة لانجاح زواجنا " فالزواج بحاجة الى جهد وعمل جدى لينجح .. لقد أدرك ذلك الان. لما لم يدرك ذلك من قبل ؟ قال : " لما حدث لنا ذلك؟"

سحبت جينا يدها من يده . انه يحاول السيطرة عليها ثانية وهى لا تريد ان يحدث ذلك . " ربما كنا مشغولين بالشجار والخلاف لندرك ان هناك وجهة اخرى للزواج "
هز برأسه . انه كلام منطقى . غريب كيف ان ابسط الاشياء تنقلب الى جدية مطلقة بلحظة . قال : "اننى جاهز "

لم تفهم ماذا قال : " من أجل ماذا ؟ "

" لاسمع رأيك فى الموضوع "

لقد فات الاوان . وكثير من الوقت قد مضى . واشياء كثيرة حدثت بين الماضى والحاضر . تنهدت جينا : " اريد فقط ان أكل تشايس "

علم انها تتهرب . لكن لمرة سيكون صبورا . يمكنه الانتظار لتنتهى . قال : " حسنا . سنأكل بعدها سنتحدث "

أسقطت شوكتها ونهضت : " لن يوصلنا ذلك الى اى مكان " قلقة ومضطربة , اخذت تدور فى المكتب , سجينة احاسيسها وذكريات الماضى " ما زلنا ذات الشخصين السابقين "

منع نفسه من النهوض ليضمها اليه . انها بحاجة كي تنتهى من هذا الحزن الكبير . " لقد أصبحنا اكبر جينا . وهذا يجلب لنا بعض الحكمة "
هذا قول فقط اخترعه الاشخاص الذين تجاوزا الاربعين .

فتاة 86 01-09-11 09:12 PM

اجابته : " الحكمة الوحيدة التى تحصل عليها عندما تكبر انك تعلم انك اصبحت اكبر سنا "

انها تسخر ببرودة واضحة . تراجع على كرسيه الى الوراء , واخذ يراقبها وهى تذرع المكتب ذهابا وايابا : "اعتقد ان على الحصول على ختم أصبعك "

محبطة وهى تعلم انها تريد شيئا , وتطلب شيئا اخر . وضعت يديها بسرعة فى جيبيها وقالت : " ماذا ؟ "

قال بصوت يملأه الندم : " انت لا تبدين ابدا كالفتاة المتفائلة التى تزوجتها ." كان تفاؤلها يثير جنونه . والان يفتقده .
منتديات ليلاس
توقفت عن الحركة ونظرت اليه : " لقد أخذت كل ذلك منى "

تجهم وجهه . لقد سبب لها الالم . الكثير من الالم : " اذا يجب ان ارمى بالرصاص "

ادارات رأسها وعادت تسير فى المكتب : "لا تعتقد اننى لم أفكر بذلك "

نهض ليقف وراءها واضعا يديه على كتفيها : " اننى اسف , جينا"
استدارات وهى لا تدرك انها اصبحت بين ذراعيه : "اسف ؟ "

" اسف لاننى سببت لك الاذى "

فكرت , انه مر وقت , كانت تعتقد ان اعتذاره سيجعلها تبكى من السعادة . لكنها لم تشعر بذلك . ربما كنت فاقدة الحس .

قالت بصوت ضعيف : " لقد سببنا الالم لبعضنا " كان هناك الكثير من الاحزان المكبوتة والعواطف الجياشة . عواطف لا تستطيع التخلص منها بدون ان تخسر نفسها وتخسر كل ما حققته . " لقد أصبحنا ناضجين كفاية كي ندرك ذلك "

تراجعت خطوة الى الوراء , لكنه لم يتركها , قال : " اريد أن نعاود التجربة ثانية " الجملة البسيطة أثارت مخاوفها . كان قلبها جاهزا ليوافق . فهى لم تتغير كما تريد ان تعتقد لكن عقلها حذرها ان الناس عادة لا تتغير . انهم فقط يجدون وسائل جديدة ليعودوا الى نفس الاخطاء .

قالت : " لا "

فتاة 86 01-09-11 09:19 PM

لم يعتقد تشايس يوما ان كلمة واحدة قد تشتته هكذا . اراد وقتا كي يتمكن من السيطرة على نفسه . قال : "جينا "

ابتعدت وقالت محذرة : " لا تفعل . تشايس . لا تحاول ان تضغط على . لقد اغلقت على قلبى بعد رحيلك . واقسمت ان لا افتحه ثانية" لكنها تعلم الان ... انها قد تفعل .. من اجله : "افعل ذلك بي وانا لا اعلم ماذا سيبقى منى عندما نفترق ثانية "

لم يرغب ان يسيطر عليها بوعود لن تصدقها . عليه ان يبنى ذلك بقوة : " ربما لن نفترق ابدا "

لم تعد تلك المرأة الحالمة . على الاقل . ليس فى هذا , ولم يكن للقوة دور فى ذلك , بل الخوف . " وربما سأنتخب رئيسة البلاد غدا صباحا . لكن لا مجال لذلك "

لم يكن هناك مجال للتراجع , ليس قبل أن يخطو خطوة واحدة الى الامام معها , قال : "ستنالين صوتى , فى كلتا الحالتين "

هناك طريق واحدة للتعامل معه , الصدق المطلق .

" تشايس , اننى خائفة ... حقا خائفة واريد ان تبقى الامور على حالها . يبدو اننا لن نتوصل كي نصبح صديقين .لندع الامور هكذا . يسعدنى حقا ان تكون صديقي "

" الا يمكننا ان نكون صديقين وحبيبين معا ؟ "

هزت رأسها بينما أخذت الدموع تتجمع فى عينيها : " لم نكن من قبل " لا , بطريقة ما الصداقة ضاعت بينهما .واصبح كل ما تبقى حزينا ومريرا .

" هذا لا يعنى ان علينا ان نكرر ذات النموذج من الحياة دائما وابدا"

تمنت لو لا يكلمها هكذا , فهى لا تستطيع التفكير بمنطق , فقال : "عادة الناس تفعل ذلك "

" ليس بالضرورة , فالناس تتغير . فلقد فقدت بعض تفاؤلك , يمكننا المتابعة معا "

انه لا يعلم ماذا يطلب منها ان تفعل : "لا أستطيع " مرر بيده على خدها . كانت تبدو قوية جدا من قبل . الان تبدو رقيقة وهشة مثل الخزف الصينى . " اذا دعينى اريك الطريق "

شعرت بقلبها يصعد الى حلقها , قالت بهمس : "تشايس , اذا قبلتنى ... "

قال وهو ينظر فى عينيها : " نعم ؟ ماذا ستفعلين ؟"

لم يكن هناك الا اجابة واحدة عندها : "سأقبلك بعدها "

ابتسم وهو يقول : " أنت تقدمين لى أفضل عرض سمعته منذ زمن طويل وطويل جدا " .

ضمها اليه فسمعت أجراسا تقرع فى رأسها .



نهاية الفصل الثامن

فتاة 86 01-09-11 09:21 PM

الفصل التاسع




لم يتوقف صوت الرنين .

بدهشة , ادركت جينا ان الصوت ليس من مخيلتها . بل من الهاتف.

نظرت الى تشايس , وعيناها واسعتان من التوتر والقلق . واجهت الحقيقة عندما سمعت صوت رعد قوي , ماذا كان سيحدث معها ؟ حاولت ان تستجمع أفكارها . بينما ابتعد تشايس عنها وهو يشعر انه غاضب ومظلم كالسماء التى تغيرت قبل وقت قليل . علم انه لن يتمكن من التقدم معها اية خطوة هذا المساء . وليس وهذه النظرة الخائفة فى عينيها .

أمسكت السماعة بسرعة وقالت : "الو ؟ "

كان صوتها مخنوقا وكانها ركضت فى سباق سريع .
منتديات ليلاس
سمعت صوت رجل , عال وواثق يقول : " انا بول , هل أعجبتك؟"

لم تفهم مطلقا الكلمات ولا السؤال . كل الذى تفكر به هو تشايس . قالت بصوت أوضح : "عفوا ؟ "

" اللازانيا . هل أعجبتك ؟ "

اتكأت جينا على المكتب وهى تشعر بالراحة . انه الطاهى . وهو يتصل بها ليجد ان احبت طعامه .

حاولت جينا ان تركز . فالرجل ينتظر جوابها . " نعم , كثيرا , لقد كانت ممتازة " سمعت ضحكة على الهاتف اخبرتها ان الطاهى لم يتوقع الا ذلك , قال : "قال صديقك انها الطعام المفضل لديك . وانا اجد ذلك تحد . لذلك اقوم به بالاضافة عليه ليكون الافضل , أليس كذلك ؟ "

فتاة 86 01-09-11 09:23 PM

تمتمت بحزن : "افضل ما تذوقت " لم تكن تفكر بالطعام .

قال بول : " لقد اعتقدت ذلك . اردت فقط التأكد هذا كل شئ . اسعدنى انها اعجبتك . عمت مساء "

وانتهت المكالمة .

ضغطت جينا على شفتها واسرعت بوضع السماعة مكانها .

جلس تشايس فى مكانها . يراقبها ويدرس كل ما تفعله . كانت متوترة بشكل واضح . هل هو سبب ذلك ؟ والان ؟ هو لا يدرى كيف , لكنه يعلم ان الامر يستحق اكثر مما كان يتوقع . انه يفضل ان يموت بدلا من ان يسبب لها الاذى مرة ثانية .

نهض , وابتسم لها برقة ونعومة وهو يقول : "اعتقد ان لا جدوى من السؤال ان كنا نستطيع العودة الى ما كنا عليه "

كان يعلم الاجابة قبل ان تفعل . لكنه يريد ان تكون هى من تقرر , فهو يدين لها بذلك .

شعرت جينا وكأنها تصحو من صدمة , فهى لم تدرى كم هى ضعيفة قبل الان .

قالت : " لا جدوى من ذلك "

شعر بتوتر شديد , وكأن لا شئ مناسب , حتى جلده . فهى تبدو بائسة , متعبة . وهو لا يدرى من أين يبدأ ليجعل الامور افضل . هذه كانت المشكلة الاساسية .

قال : " هل استطيع ان اساعدك بأى شئ ؟"

هزت رأسها وقالت : " لا , اعتقد انك ساعدت بما فيه الكفاية " استدارت ولم تنظر اليه . لقد كادت ان تخطئ . وعلمت انها ان بقيت بالقرب من تشايس , فوقعها بالخطأ , ليس بعيدا .

وهي لا تستطيع المجازفة ثانية , فهى ليست قوية . كما تدعى . وصل تشايس الى الباب . رأت خياله فى زجاج النافذة المظلم . كانت السماء مظلمة والامطار تتساقط بغزارة .

تمتمت جينا ما أن رأته يخرج من الباب : "شكرا على العشاء "

فتاة 86 01-09-11 09:24 PM

توقف قليلا , محدقا بها . منتظرا . لكن ليس هناك ما ينتظره . فلم تقل جينا المزيد .

قال لنفسه , انها بحاجة لمزيد من الوقت : " لا تذكرى ذلك "

تنهدت جينا بعمق ما أن أغلق تشايس الباب وراءه وبعدها اسرعت نحو الهاتف ثانية .

اخذت جينا تذرع الغرفة ذهابا وايابا . وهى تمسك بالهاتف . بينما عقدها الذهبى يتدلى من عنقها .

على الخط المقابل . كان رينيه بصوته البارد والهادئ يحاورها بمنطق قائلا : "لما لا تعطين الموضوع المزيد من التفكير ؟"
منتديات ليلاس
تجهمت جينا , فهى لا تشعر مطلقا بجدوى لأى منطق . فتحت حقيبتها على السرير , ووضعت ثيابها فى داخلها بدون اى ترتيب . لقد صعدت الى غرفتها ما ان انتهت من الحجز كي تسافر . عليها ان تغادر الان . قبل ان تضعف . قبل ان ترضى بإعادة ذلك التاريخ الحزين . " لا استطيع , رينيه . لا استطيع ان افكر مطلقا " شعرت بأن يدها ترتجف فأمسكت السماعة بين كتفها واذنها . المشكلة انها لا تستطيع التفكير . ليس بوضوح . وكل ما تستطيع القيام به هو محاولتها ان تهرب .

: كل شئ مختلط علي "

كان هناك صمت طويل على الطرف الاخر قبل أن يقول : " لم أعرفك يوما تهربين من المواجهة "

ليست بحاجة الى رفع معنوياتها فهى تعلم ماذا تفعل , او ماذا يبدو ان تفعل .

" اعتبر الامر كشئ جديد فى شخصيتى . ويؤسفنى انه لم يعجبك ذلك "

فتاة 86 01-09-11 09:25 PM

لم يكن يفكر فى نفسه , قال : "لا دخل لي فى الامر, السؤال هو , هل يعجبك ذلك ؟ "

انه يعرفها جيدا , رمت جينا بنفسها على السرير , وكاد الهاتف ان يسقط من يدها . " لا تبا "

كان صوته صبورا ولطيفا : " اذا لما لا تبقين فى الفندق فى موقعك . وتنتهين من كل هذه المشاكل ؟"

موقعها . يصور الامر وكانها جندى صغير . حسنا . انها ليست جندي . انها امراة . . امرأة متألمة . ولديها مخاوف كثيرة .

" لا استطيع , لا استطيع مطلقا " وغطت فمها بيدها . لن تبكى . ليس لوقت طويل . حتى ولا دقيقة . تنهدت بعمق , حاولت ان تبدو اكثر ثقة بالنفس : " رينيه , من فضلك لا تسأل المزيد من الاسئلة . فقط قل لى انك قادم وستكمل مكاني "

لم تنتظر حتى ان يجيبها فتابعت : " معظم التفاصيل قد انتهت . وكل شئ تحت الطلب . انها فقط مسألة الملاحقة لكل شخص حتى يتم ايصال الأشياء بمواعيدها . انك تلاحق الامور بشكل جيد "

لم يتأثر بمديحها . فلقد سمعته يتنهد قبل أن يقول : "اعتقد ان عملك خاطئ "

هنا هو من يخطئ , قالت : " لا , عملي هذا ينقذني من الخطأ "

لم تعطه اية تفاصيل وهو لم يسأل ابدا , لكنه سمع الكثير من صوتها . اشياء لم تقلها . " اذا كنت تشعرين بذلك بقوة ... "

عادت تسير بدون اى انتباه قالت : " أجل "

لقد حاول كثيرا . ربما هذا اكثر مما تستطيع تحمله , قال لها : " حسنا , ساحجز على اول طائرة عند الصباح "

تنهدت بقوة . اذا رفض رينيه الحلول مكانها . عليها البقاء فى عملها . فهى لا تستطيع ان تترك جيمس فى مركز حرج . احساسها بالراحة واضح عندما قالت : "اقدر لك عملك "

" عليك ان تفعلى ذلك " توقف عن الكلام للمرة الثانية , وكأنه يبحث عن الكلام المناسب . فلا مجال للعواطف فى حياته : " هل أنت بخير ؟ "

نظرت الى صورتها المعكوسة فى المرآة فوق المكتب . وجهها يبدو بوضوح انه مرهق وحزين فقالت : " لا

فتاة 86 01-09-11 09:34 PM

اسرع فى القول : " هل أساء إليك "

نعم , لقد جعلنى احبه من جديد , اللعين .

شعرت بالامتنان لاهتمامه وقالت : "لا شئ , يمكنك مقاضاته على ما قام به "

قال بصوت وكأنه قد فقد صبره : "وانا سأحضر تاركا اعمالى لاجمع الغبار . لا تتسرعى بأى شئ . ساكون هناك قبل الظهر "

" شكرا لك "
منتديات ليلاس
انفجر دوي كبير للرعد عندما انتهت المكالمة . فأعادت جينا السماعة الى مكانها . تنهدت بالم وهى تمسك بمفاتيح حقيبة ثيابها . حسنا , انها تهرب كالجبانة . لكن ليس هناك اى خيار مقبول اخر لديها . هذا اذا كانت تريد الخلاص لنفسها .

علمت انها لا تستطيع ان تتحداه فى كل الوقت المتبقى . فهى لا تملك هذه الشجاعة . وتكره معرفتها لذلك . لكن عليها مواجهة الحقيقة . انها لا تثق بعواطفها . . وبقدرة تشايس عليها .لم ينجح الامر ابدا بينهما . ألم تبذل أقصى جهدها لينجح زواجهما ؟ لقد أرادت ان تبقى زوجته طوال عمرها .

سارت نحو النافذة ونظرت الى الخارج . كانت المساء تمطر بشدة . اغمضت عينيها . لن تزيد الامر سوء بالبكاء . فما الغاية من ذلك ؟

دوي جديد من الرعد هز النافذة فتراجعت الى الوراء . بدا الطرق على الباب موازيا لصوت الرعد . قوى جدا .

استدارت خائفة وقالت : " نعم ؟ "

" افتحى الباب , جينا "

تشنجت جينا من التوتر , حدقت بالباب , متمنية ان تبقى مكانها : " افضل ان لا افعل "

فتاة 86 01-09-11 09:35 PM

لم يكن يرغب بالمناورة , شعر بأنه يزداد غضبا : "افتحى الباب , والا سأركله بقدمي , تبا "

شعرت بانها تزداد غضبا وهذا أفضل لها . الغضب يحميها من الخطأ , قالت : " ليس بعد ان بدلت كل الابواب فى الفندق "

فتحت الباب بقوة وسألته : "ما الامر ؟ "

لم ينتظر كي تدعوه , سار الى الداخل . اراد ان يتحدث بكل ما يشغل باله . لقد اكتفى من لعبة الفأر والهر . لقد حان الوقت لكي يتحدثا عن كل شئ بصراحة . عن حزنها وعن ما يريده . بكل وضوح وصراحة .

" اريد التحدث معك , انا ... "

توقف عن الكلام . . لقد بدلت ثيابها وتبدو كأنها ذاهبة الى مكان ما . رأى الحقيبة على السرير والخزانة مفتوحة وفارغة .

اشار بيده نحو السرير . ووجهه حزينا : " ما هذا ؟ "

رفعت ذقنها للدفاع عن نفسها للشجار القادم . لقد عاشت معه ما يكفى لتعلم ما الذى سيحدث . برق قوي اضاء السماء من ورائه وكانهما فى منتصف النهار . بعدها سمع دوي كبير .

" حقيبتي "

قطب حاجبيه . فهو لم يفكر مطلقا انها قد تهرب : "انت توضيبن حقائبك "

ربما التوتر الذى يسيطر عليها سببه العاصفة خارجا , او ما تشعر به نحوه . مهما كان السبب . انها متوترة ومتوترة جدا . فالبقاء بالقرب من تشايس امر صعب عليها . حاولت ان ترد بهدوء : " امر واضح جدا "

اراد ان يمسك بها , ان يهزها حتى تعود الى رشدها . وضع يديه فى جيبه كي لا يفعل ذلك : " لماذا ؟ "

فتاة 86 01-09-11 09:36 PM

رفعت كتفيها ببساطة . تمنت لو انها غادرت من دون ان تراه . قالت : " اننى مغرمة بهذه الثياب . واريد ان اخذهم معي "

حاول السيطرة على اعصابه وهو يقول : "لا تراوغي . انت ترحلين . أليس كذلك ؟ " كانت ترتدي ثيابا انيقة وحقيبتها جاهزة .

اجابته : " لا شئ يخفي عليك , أليس كذلك ؟ "

بدأت جينا تذرع الغرفة ذهابا وايابا , لكن تشايس وقف فى طريقها : " لماذا ؟ "

زفرت بقوة ولم تنظر اليه وهي تقول : "لأننا كدنا ان نخطئ فى المكتب "
كان يحبها لدرجة جعلته يشعر بالخوف . انها الفرصة التى تخلى عنها وهو لن يفعل ذلك ثانية , ليس لأسباب لا يفهمها . ليس هذه المرة . لقد اصبح اكبر وان لم يكن اكثر حكمة كما تدعى , اذا فهو على الأقل اكثر اصرارا . سيطر على نفسه ليصبح صوته ناعما وقال : " ايريحك ان وعدتك اننى لن اعترض طريقك مطلقا "
منتديات ليلاس
كان هو نصف المشكلة . وهى النصف الاخر , قالت : " لا , لأننى قد لا اتمكن من عدم اعتراض طريقك "

" اذا كنت تشعرين هكذا , اذا اين هى المشكلة ؟ "
كان قريبا منها , فتراجعت خطوة الى الوراء ثم خطوتين , فهي بحاجة لمسافة لتفكر , لتتنفس.

اتكأت على حافة النافذة مديرة ظهرها الى غضب الطبيعة : " لم تكن المشكلة يوما احساسنا باتجاه بعضنا , المشكلة اننا لا نناسب بعضنا "

حسنا , سيوافقها , خاصة انها تعتقد كثيرا بذلك , قال لها : " ربما كنت قليل الاحساس وانت شديدة الاحساس . اللوم يقع علينا معا " لم يستطع ان يقاوم , وضع يديه على كتفيها قبل ان يقول : "لكن .. "

فتاة 86 01-09-11 09:37 PM

زاد توترها وابعدت يديه بسرعة : "لا لكن , تشايس . لقد انتهى الامر , انى راحلة " رمت بحقيبة يدها قرب الحقيبة الكبيرة على السرير وتابعت : " لقد حجزت على الطائرة التى ستقلع الى اورانج كوانتى عند الساعة الواحدة "

حدق بها وكأنها لا تتكلم بمنطق . لانها لا تفعل : "انت حتى لن تمضى الليل هنا ؟ "

اذا بقيت الليلة , فقد تشعر بالرغبة بالبقاء لمدة اطول . لذا قالت : " ما الغاية من ذلك ؟ "

انه الغاية , هما معا الغاية . لكن كل الذى يستطيع القيام به هو الاشارة نحو النافذة : "ان الطقس ردئ جدا فى الخارج "

وليؤكد كلامه انفجر رعد قوي صم اذانهما .

حاولت جينا ان تتظاره ان ذلك لا يؤثر بها . فهى دائما تكره الرعد والظلام . ذكرت نفسها , انها مخاوف الفتاة الصغيرة وهي لم تعد صغيرة منذ وقت طويل وطويل جدا , ,قالت : " لن اذهب سيرا الى كاليفورنيا . اذا لم اذهب الان .. "

لا , لن تفسر له مخاوفها . ان فعلت , سيحاول الاستفادة من ضعفها نحوه .

قالت بحزم : " على الذهاب , مفهوم ؟ توقف عن التدخل بحياتى , تبا لك "

فقد اعصابه بالكامل بسبب رغبة قوية فى ان يخنقها , استدار تشايس وخرج غاضبا , غضبه يوازي غضب الطبيعة خارجا . اغلق الباب بقوة فى وجهه .

انه مشهد قاما به كثيرا فى حياتهما . وهي لا تدرى كم عدد المرات . وهذا يقلقها ان تراه انها تغضب وتضع اللوم عليه وهو يتفجر من الغضب ويخرج احدهما . عادة يخرج هو قبل ان ترميه بشئ ما .

ليس هناك من وسيلة لإعادة مثل هذه العلاقة . وهذا ما يؤكد لها انها محقة برحيلها . لا يهم ماذا يشعران تجاه بعضهما . فهذا ما سيحدث لهما معا . وهي ليست بحاجة لخوض تلك المرحلة ثانية . فمرة واحدة اكثر من كافية , واحدة كثيرة عليها .

امسكت جينا بالهاتف بينما انفجر دوي رعد وبرق جديد . ارتجفت بالرغم عنها . لقد قدمت العاصفة فجأة . وكأن الطبيعة قد فقدت هدؤها واصبحت غاضبة .

فتاة 86 01-09-11 09:38 PM

ضغطت الرقم صفر . وانتظرت قليلا قبل ان تجيب شيرلي . كانت جينا تعلم ان شيرلي قريبة بنجامين . وهي تعيش فى الفندق كما بنجامين , وحسب معلوماتها لقد غادر الجميع الى منازلهم .

شعرت براحة عندما سمعت صوتها الناعم يقول : "الو ؟ "

" مرحبا , انا جينا , هل بنجامين بقربك ؟ اريد التحدث معه "

شعرت شيرلي على الفور ان هناك ما يزعج جينا فقالت : " انه فى مكان ما . هل هناك من خطب ؟ "

الان عليها الاجابة ,. كل شئ يلفه الخطأ , حاولت ان تبدو مسؤولة وهي تجيب : "لقد حدث تغيير فى المخطط . على المغادرة على الفور . اريد فقط ان يعلم سأكون فى قاعة الاستقبال بعد دقائق قليلة . قولي له ان يقابلنى هناك "
منتديات ليلاس
اعادت جينا السماعة الى مكانها قبل ان تسمع رأي شيرلي . فهي ليست بحاجة الى أى نصيحة جديدة . هي بحاجة فقط للهروب لتفكر بوضوح وبراحة . للعودة الى حياة قد صنعتها لنفسها . وما أن استدارت كي تحمل حقيبتها حتي ارتجفت الانوار فى غرفتها .توقفت للحظة , تنظر الى الضوء فوق رأسها وكأنها تنتظر الى ان ينقطع الكهرباء وعندما بقى الضوء ثابتا . امسكت بحقيبتها وسارت نحو الباب .

لتهرب . راقبت باب تشايس بقلق ما أن مرت امام غرفته . كانت تتوقف ان تراه مفتوحا وان تجده هناك يشدها الى الدخول . ربما , كانت تتمنى ذلك ,لا , لا تفعل . هذا ما أصرت عليه وهي تسرع بالسير , كل ما تريده ان تبقى بمفردها .

لا يمكن ان يقول تشايس شيئا يقنعها بالمحاولة مجددا , وان هذه المرة سينجح الامر .فالكلمات سهلة بما فيه الكفاية لتقال , لكن لديها تجربة حية بما يقوله . والتجربة افضل من الكلام .

بعصبية واضحة , ضغطت على الزر للمصعد . وهي تنتظر كي يصل إليها , متمنية ان يحصل ذلك قبل ان يأتى تشايس ويراها واقفة هناك .

انه لم يتعمد ان يكون قاسيا معها . فهي تعلم ذلك , على الأقل عندما نفكر بمنطق انه فقط لا يفهم , لم يفهم حاجتها الماسة لكي تحب لتشعر انها مهمة بالنسبة الى من تحبه . هو لم يتصرف وكأنها كذلك , فهى دائما فى المرتبة الثانية بالنسبة الى اعماله , والى اهدافه .

فتاة 86 01-09-11 09:45 PM

ربما هي تبحث عن شئ غير موجود . هذا ما فكرت به عندما وصل المصعد . انه المصعد الذى يستخدمونه لنقل الاثاث . فما زالت أرضه مفروشة . وما زال الطابق الثاني عشر بانتظار مفروشاته .

دخلت الى المصعد وضغطت على زر الطابق الاول . اغلق الباب بنعومة . ليبعدها عن الاصوات القوية فى الخارج . ومن اى مكان كانت .

تنهدت جينا وهي تتكأ على القماش السميك على جدار المصعد . بعد مرور ساعات قليلة , ستنتهى من كل هذا . ستعود الى بيتها وستتابع حياتها وكل هذه الاحداث ستصبح وراءها . ستعود الى ما كانت عليه . آمنة وهادئة .

حبست جينا أنفاسها ما ان اهتز المصعد فجأة وتوقف . نظرت الى مكان الضوء والى الارقام فوق رأسها . كان الرقم ثلاثة مضاء . هذا يعنى انها فى طريقها الى الطابق الثاني

الان ماذا ؟ كانت متوترة , وراغبة فى ان تكمل سيرها . ضغطت جينا على زر الانذار .

تماما ما ان فعلت ذلك , حتى عم الظلام المصعد بأكمله .


* * *

كان تشايس يخطو خطوات واسعة فى قاعة الاستقبال فى الفندق , وهو لا يدري ما الذى سيقوم به الان , الشئ الوحيد الذى يعرفه انه لن يسمح لجينا بالمغادرة , حتى ولو اجبر على الضغط عليها لكي تبقى . لقد اتى مباشرة الى هنا بعد ان غادر غرفتها . جاهزا لوضع حد لهروبها عندما تأتى الى هنا .

فليس هناك اية صفة لعملها هذا الا : الهروب .

فتاة 86 01-09-11 09:46 PM

لديه شعور انها غادرت الان , سيكون ذلك بمثابة النهاية لهما . فهما لن يجتمعا مجددا . وهو لن يسمح لذلك ان يحدث .

انه يفهم الان بما شعرت به عندما تركها ورحل , هو ايضا لم يعتقد ان هناك اى خيار اخر بينهما . لكن هناك خيار . هناك دائما خيارات اذا كان الشخص يحب الاخر . المهم ان يجد الوسيلة لانجاح ذلك .

تصرفك هذا مقابل تصرفى السابق , اه , جينا ؟ اننى اسف , عزيزتى , اسف انك مررت بكل هذا . لكن لدينا ما يجمعنا وانا لن اسمح لهذا الشعور العميق ان يفارقنا هذه المرة .

رأى تشايس بنجامين يسير باتجاهه فى اللحظة التى ارتجفت فيها الانوار . بدت العاصفة التى تسير على المنطقة كأنها وصلت اليها من المجهول . من المؤكد انها لم تكن على حسابات رجل الطقس عند الصباح عندما استمع تشايس الى الاخبار عند الصباح.استدار تشايس نحو النافذة الكبيرة التى تواجه المدخل . فى الخارج لم يشاهد الا صراع العواصف والرياح والامطار .

لم يكن هناك من مجال ليسمح لجينا بالسفر فى هذا الطقس الردئ . حتى ولو بقى المطار مفتوحا . وهذا ما يشك به . فمن المؤكد , ان المطار قد اقفل فى هذا الوقت .
منتديات ليلاس
هذا ... نسى ما كان يفكر به ما ان انطفأت الانوار حوله فجأة مثل اطفاء الشموع , وفجأة تماما . لمع ضوء واسع خلال الظلام على الارض قرب تشايس . وصل بنجامين الى قربه , وهو يحمل مصباح كبير فى يده .

اشار تشايس نحو الضوء وقال : " منذ متى تحمل هذا المصباح ؟ "

حمل بنجامين المصباح بيده الاخرى وقال : " بدأت بحمله ما ان رأيت السماء تتلبد وتتغير منذ نصف ساعة , هذه العواصف تنفجر من الصحراء بدون اى انذار . وانا لا احب ان ابقى فى الظلام فى الداخل . فهناك الكثير من المفروشات فى كل مكان " نظر تشايس الى الخارج . كل شئ يلفه الظلام . فليس هناك اى ضوء فى هذا الجزء من المدينة .

تجهم , وهو يفكر بجينا وهى فى الطابق الرابع عشر فى غرفتها , فهى تكره الظلام .

" يبدو وكأنه انقطاع عام "

فتاة 86 01-09-11 09:48 PM

هز بنجامين برأسه : "فى مثل هذا النوع من العواصف لا مجال للتحضر لها " اشار بنجامين بيده نحو المكتب وتابع : " هناك جهاز راديو . لنرى ان كنا نحصل على اخبار تعلمنا بما يحدث "

" ألم تتوقف الكهرباء عن الراديو , ايضا ؟ "

أجاب بنجامين وهو يبتسم : "انه على البطارية , هاي , ليس فقط الكشاف من يبقى على استعداد دائم . هيا , امسك هذا " واعطاه المصباح .

سأل تشايس : " هل هناك احد غيرنا فى الفندق ؟ "

" فقط ابنة عمي , شارلي .اما الجميع فقد غادروا الى بيوتهم "

ذكره تشايس : " وجينا , اعتقد انها فى الطابق الرابع عشر الان " فكر فى الصعود اليها سيرا حتى يكون بقربها .

صحح له بنجامين : " لا , لا اعتقد ذلك . قالت شيرلي ان جينا ستلقانى فى غرفة الاستقبال "

سيطر احساس بالقلق على تشايس : " وهي ليست هنا, هذا يعنى انها فى المصعد "

" ربما لا "

ما ان قال ذلك حتى اضاء مصباح جديد المكان , أسرعت شيرلي للانضمام اليهما وهي تقول : " لقد سمعت جهاز انذار المصعد قبل أن تنقطع الكهرباء بثواني "
فكر تشايس , انها جينا .


نهاية الفصل التاسع

فتاة 86 01-09-11 09:50 PM

متابعة ممتعة بقراءة الفصلين
و بكرة نشالله بنزل الفصلين الأخيرين

زهرة منسية 01-09-11 10:55 PM

فصلين ولا أروع ولا أجمل نتراكى على أحر من الجمر برافو عليكى أختيار رااااااااااااائع

فتاة 86 02-09-11 11:22 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة nona1979 (المشاركة 2859447)
فصلين ولا أروع ولا أجمل نتراكى على أحر من الجمر برافو عليكى أختيار رااااااااااااائع

شكراً حبيبتي
دائماً منورة

فتاة 86 02-09-11 07:33 PM

و هي أخر فصلين
لأحلى عيون ليلاسية

فتاة 86 02-09-11 07:35 PM

الفصل العاشر




تصبب العرق على جبهة جينا , متساقطا الى رقبتها . ضغطت بظهرها على حائط المصعد . اصابها الرعب , لكن ان لم تكن حذرة فسيغمى عليها .

اجبرت نفسها على اخذ نفس عميق , فتنهدت بعمق . عليها ان تفكر بوضوح اذا استسلمت للخوف فلن يسبب لها ذلك الا المزيد من التوتر والضيق .

ستعود الكهرباء بعد ثوان قليلة , انه مجرد انقطاع بسيط . فلا حاجة للقلق شدت بيديها ثم مدتهما وهي تشعر بجفاف فى فمها .قالت تشجع نفسها , هذا امر سخيف , ان تخاف هكذا , فما الذى سيحدث لها ؟ فهي ليست معلقة ورأسها الى اسفل امام بئر ملئ بالافاعى والتماسيح . انها فى المصعد مدت يديها على جانبى المصعد , وكأنها تؤكد لنفسها ذلك . مصعد جميل وآمن . وقد حدث انه توقف بين طابقين .
منتديات ليلاس
ببطء اخذت تعد الى عشرة , وهي تحاول السيطرة على تنفسها . انها فقط تتصرف بغباء عند مثل هذه الحوادث . شعرت بالتصاق القميص بظهرها خلعت الجاكيت ورفعت شعرها عن رقبتها . ليس هناك من مجال لتشعر بالبرودة قليلا . تمنت لو انها بقيت فى غرفتها لبضع دقائق اخرى . فعندها ستحبس هناك بدلا من صندوق معدني معلق بشريط بين الطوابق .
جلست على الارض , وضمت ركبيتها الى صدرها , واخذت تصفر بنعومة , الهدوء , الهدوء , بعد انطلاق جهاز الانذار , جعلها اكثر توترا مما هي عليه .

عندما اخذ جهاز الهاتف فى المصعد يرن , وقفت جينا بلحظة واحدة , وهي تسمع دقات قلبها بوضوح .

كان الرنين يأتى من جهة قربها . لكن اذا كان الهاتف يعمل , فلما يتوقف المصعد ؟ انها حزورة عليها حلها فيما بعد . الان عليها ايجاد الهاتف. مدت يدها على القماش المليء بالغبار حتى وجدت اللوحة . تلك التى ضغطت عليها كي ترسل الانذار . ووقفت جينا على رؤوس اصابعها كي تمسك بالسماعة . قالت : " الو ؟ "

" جينا "

فتاة 86 02-09-11 07:36 PM

امسكت بالهاتف بيديها الاثنتين : " تشايس أين أنت ؟ "

لقد كان محقا . لقد حجزت فى المصعد عندما انقطعت الكهرباء . قال : " عند مكتب الاستقبال السؤال هو , أين انت ؟ "

كل ما استطاعت قوله بدون ان تبكي : " فى المصعد "

سمع الرعب الواضح فى اجابتها اراد ان يأخذها من ذراعيها ويضمها اليه كي تتخلص من خوفها . شعر بالكره لما تمر به .

قال : "اعلم ذلك . لكن هل لاحظت في اى طابق كنت عندما انقطعت الكهرباء ؟ "

اغمضت عينيها محاولة ان تفكر . قالت بفرح : "الثالث . لقد اختقت الانوار بعدما اضئ الزر للطابق الثالث "

حتى الان . الامور جيدة انهما لن يضطرا الى الصعود الى الطابق الرابع عشر كي يتمكن من الوصول اليها .

شدت بقوة بيدها على الهاتف , خائفة من ان ينقطع الاتصال به : " تشايس اذا كانت الكهرباء مقطوعة , كيف يمكنك ان تتحدث معي؟"

"ليس الهاتف على ذات الخط , عزيزتى . والعاصفة لم تصل الى هذا بعد " بعد . ترددت الكلمة فى رأسها . وهي تزيد من توترها . شعرت بضيق فى تنفسها . فقد كانت الحرارة لا تطاق فى المصعد , حتى رموش عينيها تشعر بالحرارة .

" تشايس , هل يمكنك ان تقوم بشئ ما ؟ هل يمكنك اخراجي من هنا؟"

كانت تحاول ان لا تجعل خوفها جلي , ولا تظهر خائفة كما هي فى الواقع . تبادل تشايس النظرات بينه وبين بنجامين . قال بهدوء وثقة . متمنيا ان يهدأ صوته من قلقها : انا وبنجامين سنخرجك من هناك فى غضون دقائق . حافظي على هدوئك , جينا . فنحن قادمان"

هزت برأسها , مع انها كانت تعلم ان لا مجال ليري ذلك . لا مجال ليراها احد. قال تشايس لبنجامين ما ان قطع الاتصال : " لقد وعدتها للتو اننا سنكون بقربها "

" سمعت ذلك "

فتاة 86 02-09-11 07:38 PM

رأى تشايس الشفقة فى عيني شيرلي . هو لا يريد الشفقة فى عيني شيرلي . هو لا يريد الشفقة , هو يريد انقاذها . " اي طريقة لأتمكن من تنفيذ وعدي ؟"

هز بنجامين رأسه وقال : " تعال , سأرى ان كنت استطيع انقاذ الشاب الوسيم من تنفيذ وعد اخر قطعه على نفسه " اضاء الضوء امامهما وهما يصعدان الدرج .

ادارت جينا الهاتف بيدها , متمنية لو انه مصباح او لديها واحد فى حقيبة يديها . فهناك الكثير من الاشياء فى حقيبتها ... سكين صغير , مقص ايضا , ثلاثة اقلام وفتاحة علب , لا شئ منهم يبعد الظلام من حولها .

تشايس , ارجوك تشايس , اسرع .

قالت لنفسها بصوت عال , وهى تشعر بالخجدل مما تعانيه : " لم تعودى فى الخامسة من عمرك "
منتديات ليلاس
اذا حاولت , ستتمكن من سماع كلمات والدها عن بناء شخصيتها وهو يطفئ الانوار فى غرفتها ليتركها فى الظلام بمفردها . تاركا اياها لتأتى اليها الوحوش لم يحدث لها ذلك مطلقا . لكنها لم تقتنع ان ذلك لن يحدث لها . فقط الوحوش لا تريدها فى تلك الليلة .

لقد استمرت على ذلك المنوال لسنوات , وبقيت مخاوفها تلاحقها حتى اصبحت شابة .

تذكرت , ان تشايس كان متسامحا فى ذلك . لقد اعتاد على النوم مع انارة ضوء صغير فى الغرفة . لقد قبل بذلك من أجلها .

شدت جينا على شفتيها حقا لديه بعض المواقف الجيدة . ادركت انها لا تزال تمسك بالهاتف . تنهدت وبعد عدة محاولات وجدت الباب الصغير ثانية . فأعادت الهاتف واغلقت الباب . ولم يعد هناك أمامها الا الجلوس والانتظار .

عادت جينا لتجلس على الارض . وعلى الرغم من الحرارة الشديدة , ضمت يديها الى صدرها وبدأت تصفر ثانية .

بعدما سمعت صوتا على سطح المصعد. شعرت بالتوتر ورفعت رأسها الى اعلى , مع انه لم يكن هناك من مجال لترى شيئا .والان ماذا ؟ هل سيسقط المصعد بها ؟

فتاة 86 02-09-11 07:39 PM

وبينما كانت تحدق بسطح المصعد , تمكنت من رؤية اشعة من الضوء خلال الظلام الدامس , انوار تحدد شكلا مستطيلا , فى اللحظة التالية , نزع هذا المستطيل , ليدخل النور الى داخل المصعد .

قفزت على قدميها وصرخت سائلة :" تشايس ؟ "

اسقط تشايس الباب الخفي ., واشار بالضوء الى قدميها , خوفا من ان يسبب لها الازعاج من النور فى عينيها . وراءه وقف بنجامين وقد ساعده كي يتمكنا من فتح الباب بطريقة يدوية .

ابتسم تشايس , وهو يشعر بالارتياح لأنها بخير : " لا يعقل انك تصفرين فى هذا الوضع "

امتلأت عيناها بدموع الراحة , فمسحتهما بسرعة وقالت : " سأدعك تنتقدني كما تشاء , فقط اسرع واخرجني من هنا "

نظر حوله. فالمسافة من رأس المصعد الى الطابق الثالث لا تتعدى أربعة أقدام وبمساعدة بنجامين , علم تشايس انه بإمكانها ان تخرج من المصعد ان تمكنت من الوصول الى رأس المصعد .

أشار نحو أرض المصعد وقال : "ستصعدين ان تسلقت قليلا "" للخروج من هنا ؟ فى اي وقت ؟ " بشوق نظرت حولها , لم يكن أمامها شئ تستطيع الوقوف عليه لتصل الى ذلك الباب .

أمسك تشايس بحافة الباب الخفي , وبسرعة نزل الى المصعد . وبدون ان تفكر. رمت جينا بذراعيها حول عنقه .

ضمها تشايس قليلا , ثم أبعدها عنه قائلا : " ذكرينى أن اوقف المصعد بين الطوابق دائما "

" افعل ذلك وسأقطع رأسك "

هز بكتفيه وقال : " لقد حصلت على قلبي , فبإمكانك ان تفعلي ما تشائين بما تبقى مني " وقبل أن تتمكن من الاجابة , جثى على احدى ركبيته وقال : "استديرى. , سأرفعك قليلا . يمكنك ان تمسكى يد بنجامين ان كنت على كتفي "

فتاة 86 02-09-11 07:40 PM

" هذا عمل غير مشرف "

قال مقترحا : " يمكنك البقاء هنا " وبدأ بالنهوض

وضعت يدها على كتفه , وقالت : " توقف مكانك "

ببطء نهض وهو يحملها قائلا : " لقد ازداد وزنك "

ضربته جينا على كتفه بسرعة وقالت : " أنت أصبحت عجوزا "

حبست أنفاسها ودفعت بنفسها فوق المصعد . كان السطح مليئا بالشحم . وقفت جينا على قدميها وهي تخشى السقوط . قال تشايس : " هل أنت بخير ؟ "

قالت من غير ان تنظر اليه , مخافة ان تقع : " انه ليس المكان المناسب , لكنني أستطيع ان اتدبر امري "

قال بنجامين : "اعطني يدك , جينا "

كانت ابتسامة بنجامين مشجعة لها , مد يده نحوها , وامسك بيدها بقوة . قال يشجعها : " لقد أمسكت بك " وما ان وصلت الى الطابق الثالث حتى قال : "هل أنت بخير ؟ "

استدارت على ركبتها حتى تتمكن من رؤية تشايس .

" اننى بخير , فقط اخرج تشايس من هناك "

" جاهز لذلك " اخذ بنجامين حزمة الحبال احضرها معه من المخزن ورمي بنهايتها الى تشايس. ربط الطرف الاخر على يده بعد ان لفه عدة مرات وقال : "حسنا اصعد "

صعد تشايس على الحبل بهدوء وكأنه يمارس رياضته المفضلة واصبح بجانب جينا بعد عدة لحظات . تنهدت براحة وهي تراقبه .

رمي بنجامين الحبل جانبا وجلس على الارض . كان الضوء بجانبهما يعكس ظلالا على الحائط المواجه .

للحظة لم يتكلم احد , بعدها استدار تشايس نحو جينا وقال : "حسنا , يمكننى القول اننا حصلنا على ما فيه الكفاية من الاثارة لهذا المساء , ماذا عنك ؟ "

لم تستطع جينا ان تتكلم كاجابة , بل كل ما قامت به هو أن تحني رأسها شاكرة , رأى تشايس ان هذا تقدم مفاجئ لهما .

فتاة 86 02-09-11 07:47 PM

كانت شيرلي بانتظارهم عندما عادوا الى ردهة الاستقبال . خففت طباعها المرنة من توتر جينا .. اخذت تتمتم بحنان وهي تقودها مع تشايس الى المقعد الوثير حيث أشعلت نارا فى المدفأة الحجرية .قالت : " اعلم ان الطقس حار , لكنني وجدت ان هذا هو المقعد الافضل للانارة فى مثل هذه الظروف . سمعت فى الراديو ان الكهرباء مقطوعة عن المدينة باكلمها . ولن تعود قبل صباح الغد , اذا سمح الطقس " كان صوت الريح ووقع المطر خلف النافذة ينبئ أن الطبيعة لن تسمح بأى شئ فى هذا الوقت .

توقفت شيرلي أمام النار وابتسمت قائلة : " النار تعطي المكان احساس جميل , الا ترون ذلك ؟ "

فكرت جينا , انها تفعل احساس دافئ ومريح . وهي بحاجة حقا لذلك , كان هناك اغطية وضعت على صوفا واسعة مواجهة للمدفأة .
منتديات ليلاس
ابتسمت شيرلي عندما رفعت جينا حاجبيها : " لم اعتقد انك تريدين العودة الى احدى الغرف , وفى هذه الظروف , لم اعتقد ايضا انك ترغبين فى الذهاب الى مكان اخر فجميع الفنادق فى ذات الوضع الذى نحن فيه , بكل الاحوال , بالتحدث عن المراكب , قد نحتاج واحدا عند الصباح " ونظرت نحو النافذة .

نقلت شيرلي نظرها بين جينا وتشايس , قد يكون الامر رومنطيقي , لكنها قالت : "فكرا بالامر , وكأنكما تخيمان بالخارج "

اخذ بنجامين المصباح الاصفر , وبقى المصباح الاخر ينير الغرفة بشكل خافت قال : " حسنا , اذا كنتما مرتاحين , اعتقد ان علينا الذهاب " وضع يده بخفة على كتف قريبته . فابتسمت شيرلي وخرجا معا .

للحظة طويلة لم يسمع الا صوت وقع المطر على النافذة وصوت النار , شعرت جينا بأن قدميها لا تحملانها ما أن جلست على الصوفا.

وبدون اى كلمة , خوفا من ان يفسد الامر , جلس تشايس بجانبها ووضع ذراعه حول كتفها كان هناك كثير من الراحة لها بعمله هذا.
تنهدت جينا وارأحت رأسها على كتفه قائلة : " شكرا لك لانقاذى "

ابتسم , هل تعتقد اننى كنت سأتركها هناك ؟ قال : "انت على الرحب دائما لكن بالطبع تدركين اننى فعلت ذلك بدافع انانى "

كانت تشعر بانها متعبة جدا كي ترفع رأسها . لكنها كانت تسمع ضحكته : " اه ؟ "

فتاة 86 02-09-11 07:48 PM


" اردت ان اجد من أضمه الى واجلس بقربه اراقب النار "

كم يشعر بالراحة والفرح لوجوده بقربها هكذا . لقد شعر بقلبه يعتصر عندما سمع صوتها الخائف قبل قليل . انه لا يريد شيئا فى العالم الا حمايتها .

حاولت ان تبدو جادة لكنها لم تستطع اخفاء تعبها حين ردت : "فهمت واعتقد ان بنجامين لا ينفع لذلك ؟"

ضحك بصوت عال واحس ان كل التوتر الذى كان يعانيه منذ ان سمع جرس الانذار قد فارقه .

قال بجديه وهو يضع يده على كتفها بحنان : " انه ليس نوعى المفضل , بل أنت " تنهدت . علمت انها مرهقة جدا , ولا دفاع لديها الان , لكن ما يقوله رائع , وجميل جدا , جدا .

" لا قدرة لى للخلاف معك هذه الليلة "

ما حصل قد أثر بها أكثر مما كان يظن فهى دائما لديها القدرة على الشجار , قال بفرح : " والان لدينا اول مرة "

عندها رفعت رأسها لتنظر اليه , وشرارات من الغضب خفيفة لمعت فى عينيها وهى تقول : "بالطبع استطيع ان احشد القليل منه "

مرر أصبعه بخفة على أنفها , وهو يعلم ان هذا التصرف يزعجها . لكنها لم تأكل الطعم . فشعر بالرضى , وتراجع على الصوفا الى الوراء وهو يشدها معه : " لا تفعلى "

مع ان كل ما فيها . كان ينذرها ان لا تفعل . لكنها وضعت رأسها على كتفه مثل الاوقات الماضية. كانت تشعر براحة كبيرة اكثر مما كانت تظن . لكن ليس عليها ان تدعه يأخذ فكرة خاطئة عن تصرفها فقالت : "لكن هذا لن يغير شيئا . فأنا سأرحل عند الصباح "

قال : " لك ما تشائين جينا "

" انت تستهزء بي "

فتاة 86 02-09-11 07:49 PM

" لا أجرؤ على ذلك " ابتسم وهو يضع يده على ذراعها وتابع : " سنتحدث عن رحيلك فى الصباح "

اتكأت اليه براحة اكثر . فقط للحظة واحدة . قالت : " انت لا تتصور ان قراري حكيم "

هذا كلام يبعث على الضحك , انها تتهرب منه , قال : " وهل أفعل؟"
منتديات ليلاس
تنهدت , فهو يعلم انها له , لكنها ترفض الاعتراف بذلك , قالت : " حسنا , لكن بطريقة عملية "

" هذا اطراء جميل " قبل جبهتها وهو يقسم انه سيجد طريقة ليصل الى هدفه . الهدف الاغلى فى حياته كلها . حدق بالنار , لكن فكره كان منشغلا بها.. وعندها لمعت برأسه فكرة .قال بحماس : "بما أننى احتفظ بك كشاهدة أسيرة "

ادارت رأسها اليه : "نعم ؟ "

برم الاسوارة فى يدها وتابع بجدية : "اريد ان نلعب عشرين سؤالا"

رفعت رأسها ونظرت اليه مرتبكة : " عن ماذا ؟ "

" عنا "
شئ ما حذرها ان لا تفعل , فليست هذه الفكرة الصائبة . شئ اخر دفعها لذلك : " تشايس .. "

شعر بتوترها , فمرر يده على ذراعها , ليخفف عنها . وقال : "لقد أخرجتك من مصعد حار جدا واعتقد ان هذا يمنحني الحق ان اطالبك قليلا بهذا . اريد ان اعرف جينا , حقا اريد ان اعرف " نظر اليها وهو يتابع : "ما الذى حدث حتى ساءت العلاقات بيننا ؟ لقد كان زواجنا رائع فى البداية "

نعم , كان كذلك لكن كل شجار احدث شرخا . واخذ يتعمق حتى انها لم تعد ترى الا الالم والاذى . دائما الالم . وقد انسحب كل منهما . ليضمد جراحه التى لم يفهمها الاخر .

هزت كتفيها , يائسة ان تشرح له بكلمة او بأثنتين او حتى خمسين قالت : " ربما كنا شابين ويافعين جدا "

ربما , لكن هذا لا يعنى انه لا يمكنها المحاولة الان .ادار رأسه نحوها . وكأنه يؤكد لها كلامها : " نحن أصبحنا راشدين الان "

فقالت تذكره : "وانت تعتقد انك اكثر حكمة "

" اذا حاكمينى . ما الذى قمت به واساء اليك ؟ " اجبر نفسه على عدم التوتر فوضع رأسه ثانية على الصوفا وهو يشدها معه . كانت متوترة وكأنها تجلس على كرسى لطبيب الاسنان . منتظرة ان يقلع لها ضرسها , تابع : " سأهون الامر عليك ... تشايس , انت حقا تغضبنى عندما ... "

تابعت اللعبة معه , لما لا ؟

فتاة 86 02-09-11 07:51 PM

" عندما تعمل لوقت متأخر . عندما لا تعود ابدا الى المنزل وقت عودتك "

ما بدأت بالتحدث عنه انتهى بتدفق من العاطفة , والالم .

انهما فى خضم الامور . وهذا ما يتمناه هذه المرة لن يغضب . هذه المرة سيتحدث عن الامور بكل وضوح .

" انت تعلمين لما كنت أفعل ذلك , اردت التقدم بعملى من اجلنا "

رأى تلك النظرة المشككة التى يعرفها جيدا فتابع : " ليس فقط من اجلى . ولكننى اضمن لك اننى لم اكن سعيدا بالبقاء فقيرا طوال حياتى " ضحك بقسوة قبل أن يتابع : "لقد عشت تلك الحياة عشرين سنة من عمرى ولم أرغب فى الاستمرار على ذلك المنوال "

كانت تعلم انه لم يكن ميسورا فيما مضى . لكن يبدو من كلامه ان الوضع كان صعبا جدا اكثر مما كانت تتخيل : " لم تخبرنى ابدا انك كنت فقيرا "

ابتسم تشايس وهو يتذكر . لقد تعمد ان يتخلص من ماضيه . فوالديه قد توفيا . وليس هناك جدوي من الحديث عنه.. " انه ليس بشئ يجعلك تؤثر بالفتاة التى تحاول ان تقترب منها "شعرت بأنها تقترب منه اكثر . وكأنهما يفتحان بابا كان دائما مغلق.
حدث جعل شئ ما يتحرك فى داخلها .

قالت : " الى اى درجة كنت فقيرا ؟ "

من المؤكد انه لا يحب ان يتذكر , لكنه هو من بدأ بذلك ولا مجال للتراجع الان .اذا كان صادقا ربما ستكون هى ايضا ." كل ما استعمله رخيص ومستعمل من الغرباء . الدائنون على الابواب يستعيدون مفروشاتنا والانتقال بسرعة من مكان الى اخر كي لا تلاحقنا المحاكم بسبب عدم دفع الايجار . والد كان يتمتع باللهو اكثر من العمل " رفع كتفيه واسقطهما وكأنه يحاول ان يبعد عنه الذكريات.. لكنها بقيت , تشع فى فكره فتابع : " هذا النوع من الفقر . وكنت أريد القيام بشئ ما كي اتخلص من ذلك "

نظر الى وجهها وتابع : " وهكذا لا تجبري على العمل بدون اى شئ كما كانت تفعل امى . لم ارد لك مثل تلك الحياة " لا يعقل ان يحدث لهما ذلك , لأن لديها عمل مثله . كما وان المقتنيات لا تعنى لها شيئا : " كل الذى كنت أريده هو انت . وليس الاشياء و لا المال "

ظهرت القسوة على وجهه للحظة وهو يقول : " ستنسين ذلك اذا كنت جائعة "

استدارت حتى واجهته وقالت : " كنت جائعة لحبك "

تنهدت جينا بعمق محاولة ان تفسر ما تقوله اذا كان يستطيع تحمل الجراح , فهي ايضا يمكنها . لقد كانا معا غامضين فيما مضى .

فتاة 86 02-09-11 07:53 PM

" كبرت ولا ينقصنى شيئا . تشايس . بل اكثر مما اريد من كل شئ ما عدا الحب " حتى وهى تقول ذلك , كان احساس بألم عميق يسيطر عليها . " كان ذلك الشئ الوحيد الذى لا تستطيع شراءه ابدا من اى مكان . كان ابي متهمكا دائما فى ملاحقة الهدف الجديد , والمركز الجديد والعلامة الجديدة التى سيعلقها على صدره حتى انه لم يتذكر يوما متى تاريخ ميلادي " مرارة غلفت صوتها وهي تتابع : "ولم يكن الامر وكأنه لديه دزينة من الاولاد . لم يكن هناك غيرى "

قال تشايس بنعومة : "الثانى من أبريل "

ظهرت ابتسامة على وجهها . بدل المرارة . " حسنا , يبدو انه لم يكن يتذكر ذلك " التقت عيناهما ربما اخيرا سيتمكنا من الوصول الى نقطة التقاء . هذا ما فكر به وهو يقول : " انا لست والدك "

" كنت تتصرف مثله . وانا لم اكن اريد ان اصبح زوجة محاسب مشهور . اردت فقط ان اكون زوجتك , وصديقتك " نظرت اليه وكأنها تتهمه : "لقد ابعدتنى عنك عاطفيا فلم ادري كيف اتصرف , لذلك كنت اصرخ واتشاجر معك "

شد بيده على يدها باعتذار صامت , اغمضت عينيها كي لا تبكي . " هل تساءلت يوما لما كنت أطلق الاسماء على الاشياء ؟"

تذكر حادثة واحدة فى وجه التحديد انه نادم الان وبقوة . قال : " تصورت انها عادة رافقتك منذ الصغر"

لم يكن هناك مجال لانكار ذلك . " انها كذلك . لانه لم يكن لدي اصدقاء , لأننى كنت دائما وحيدة . دائما لا اقامة لي , دائما بحركة تنقل من مكان الى اخر تزوجت منك واعتقدت اننى اخيرا لن ابقى بمفردى " نظرت الى عينيه للحظة , لم يكن هناك اتهام فى نظرتها , فقط الحزن وهي تقول : "لكن لم يحصل هذا " ضم يديها الى يديه بدون الشجار والاصوات العالية والصراخ ,. تتوضح الامور بشكل أفضل . قال : " اذا لذلك قلت اننى تخليت عنك عاطفيا ؟ "

" نعم "

هز برأسه , راضـيا القاء اللوم عليه .
" ما رأيك بالوجه المعاكس لذلك ؟ "

قالت : " ما الذى تقصده ؟ "

فتاة 86 02-09-11 07:55 PM

" انت ايضا تخليت عنى عاطفيا " رأها تعقد حاجبيها . ليس لأنها منزعجة , بل لأنها تحاول ان تفهم فتابع : "اردتك ان تكونى فخورة بي . لم اكن اتوقع تصرفات المرأة العادية كما تعملين , وراء كل رجل عظيم , كما يقال امرأة .. "

لأول مرة فى هذه السهرة , ابتسمت وقالت : "اه ؟ عظيم "
منتديات ليلاس
امسك بيدها وشدها اليه قليلا وهو يقول : "انت لا تصغين , لم اكن ارغب فى بقائك بالبيت عارية القدمين تطبخين وتربين الاطفال . لكننى لم اتوقع ان ترمى على وعاء الرستو والبطاطا . ايضا "

تذكرت ولم تستطع ان تخفى ضحكتها مهما حاولت , قالت : " كانت قطع البطاطا صغيرة "

" كانت قاسية جدا "
" كنت محترقة بانتظار عودتك الى المنزل "

ضمها اليه وقال : "اسف اننى لم احضر ذكرى زواجنا "

لم يعتذر على سبب كهذا من قبل شعرت بأنه مختلف عليها . وشعرت بأنها متأثرة جدا ولا تستطيع ان تنكر ذلك , قالت : "اسفة اننى ضربتك بها "

انه يريدها , يريد بداية جديدة بينهما : "جينا , انا حقا اريد ان نبدا من جديد "

قالت وعيناها تشعان بالمرح : " حسنا , مرحبا , اسمى جينا ديلمونكو "

ابعد يدها واقترب منها اكثر : " ليس من هناك "

ضمها الى صدره وشعرت براحة لم تشعر بها من قبل لكنها قالت : "انك تتسرع ثانية "

قال : " وانت تتقدمين ببطء شديد "

فتاة 86 02-09-11 07:57 PM

قالت وكأنها تحاول ان توقف بينهما : "حسنا دعنا نقسم الفرق "

قال : "حسنا. ما رأيك لو ذهبنا للنوم قرب النار معا ؟ " انه يفتقد النوم بقربها , فقط الاحساس بوجودها .

ابتسمت جينا , هي ايضا ترغب بذلك , قالت : " يبدو الامر جيدا بالنسبة لي "

اتكأت بقربه على الصوفا , نظر الى وجهها وقال : "اه , هناك شئ اخر "

" ماذا ؟ "

همس بنعومة : "انا احبك "

تمسكت بالكلمتين وكأنها تحمل شيئا ماديا نفيسا . " لديك القدرة دائما على القيام بنقاش جيد "

اغمض عينيه , فبعد كل شئ لقد كان يوما طويلا : " انه ليس جزء من نقاش , انه جزء من حل "

" هل تعتقد ذلك ؟ "

فتح عينيه ثانية , غير قادرعلى التصديق ان الامور تسير بخير . " اعتقد ذلك "

فكرت , انها لا تزال خائفة , لكنها قالت : "اذا دعنى أنام على ما توصلنا اليه "

توقف المطر فى الخارج كما ان الطبيعة عادت تستعيد هدوءها .


نهاية الفصل العاشر

فتاة 86 02-09-11 08:10 PM

الفصل الحادي عشر




حلمت جينا فى تلك الليلة , حلما طويلا متصلا وكانها تعيش حفلة كبرى فى ذكري زواجهما الخمسين .

حلمت بالاطفال طفلان بالتحديد , صبي وفتاة لدي الفتاة عينين زرقاوين ضاحكتين والصبي شعره اشقر. طفليها وطفلي تشايس . لقد بدا لها انها فى المكان المناسب بين ضحكهم . احساس قوى بالرضي غمرها وهي تراقب اطفالها يلعبون معا مع تشايس . وهم يمسكون بها لتنضم اليهم .
منتديات ليلاس
كان قلبها ينبض بالحب . رفضت ان تنهض فهى تشعر بالفرح والرضى اكثر من ذلك العالم الجميل فى مخيلتها . محاولة ان تمسك به لأطول فترة ممكنة. وبطريقة لا شعورية تذمرت عندما شعرت بأشعة النور على وجهها لتعيدها الى الواقع .

حركت جفنيها متمنية لو تستطيع ان تربح دقائق اخرى من الوحدة والراحة. لكنها استيقظت وليس هناك من مجال للعودة الى حلمها .

هذا كل ما فى الامر , حلم جميل رائع بدون اى امل فى تحقيقه . لقد طرده الفجر بعيدا . ها هي تستعيد معنى اسمه ثانية تشايس , المطاردة , ففتحت عينيها , تشايس .

كان يتكئ على كوعه. ويستلقى على جزء من جانبه , بينما يلصق ظهره بالصوف , كانت ترى بوضوح ان لامجال فى المطلق ان يكون مرتاحا . لكنه يبدو راضـيا فى ذلك الوضع فقط لينظر اليها .

شعرت على الفور انها غير مرتاحة فهي تبدو عند الصباح وكأنها تعرضت لعاصفة .

قالت : " انت تحدق بي "

ابتسم وتابع النظر اليها : " اسف , استعيد الاوقات الماضية "

تمنت لو يتوقف عن التحديق بها.. قالت وهي تجلس : "اذا كنت تفتقدها , سأرمى عليك وعاء من الروستو "

ضحك وهو يمرر بأصبعه على ذراعها ويقول : "احب ان أدقق بما كنت أفعله "

نظرت جينا اليه باهتمام بالرغم منها.. ادركت ان هناك الكثير الذى لم تكن تعرفه . ليلة البارحة اثبتت لها ذلك . " فعلت ذلك من قبل ؟"

اجاب : " نمت بقربك ؟ مئات المرات "

فتاة 86 02-09-11 08:11 PM

انه يعتمد التهرب قالت : "لا , جلست تراقبنى وانا نائمة "

" نعم "

انه يبدو عاطفيا جدا ولا يشبه تشايس مطلقا , قالت : " لماذا ؟ "

" انه الوقت الوحيد الذى لا يتحرك فيه فمك "

كان عليها ان تعرف , قالت : "فهمت "

انها بحاجة للوقت لتفكر , لتستجمع قوتها. انها لا تريد الاسراع بالقيام فى غلطة اخرى , كما فعلت فى المرة الماضية .

نظرت الى يده التى تمسك يدها . وعندما رفع يده نهضت وهي تقول : " على القيام باتصال هاتفى "

كان تشايس بقربها. محاولا ان يفهم ما الذى تريد القيام به : " تلغين الحجز ؟ "

" الغى قدوم رينيه " كانت تريد القول انها ستقدم على حجز جديد طالما ان الحجز ألغى بسبب اضطرابات الطبيعة . لكن شئ ما منعها من قول ذلك. يبدو ان الكلام يخرج من فمها بدون تفكير , وكأن قلبها يتكلم وليس عقلها .

هل ستصاب بالجنون ؟

بدت فجأة غير مصدقة فقال تشايس : "ما الامر ؟ "

لم تجبه على الفور . بالكاد هزت رأسها.. كل شئ يبدو لها غير واقعى . العاصفة الحقيقة كيف رمت الظروف بها مع تشايس فى وقت واحد . كل شئ الشئ الوحيد الذى لا يبدو غير واقعى هو عواطفها . انها حقيقية جدا جدا لكن ان كانت حقيقة ام لا . لن تسمح لتلك العاصفة ان تجرفها , مما لا شك فيه ان ليلة البارحة كانت نهاية فترة حزينة لكليهما .

لكنها تعلم من التجربة انهما كمثل من يشارك فى سباق طويل . انها لن تشارك فى مأساة جديدة . ولن تخاطر فى التعرض للألم والعذاب مرة ثانية. علمت جينا ان عليها ان تعتبر ليلة الأمس كذكرى سعيدة فى حياتها . سارت نحو المكتب لتمسك بالهاتف .اذا , ما دامت تشعر هكذا , لما لا تغادر ؟

فتاة 86 02-09-11 08:13 PM

تبعها تشايس كظلها , رافضا ان يتركها تغيب عن نظره , فهناك الكثير من الامور عليهما بحثها بعد , هناك الكثير للتكلم عنه . سألها : " هل تقبلين الزواج مني ثانية ؟ "
نظر اليها , كانت مترددة ومضطربة.. امر مضحك كيف انه فى بعض الاوقات يتمكن من ضمها ككتاب مفتوح وفى اوقات اخرى كانت لغزا غامضا بالنسبة اليه .

وضع يديه على كتفيها بنعومة وقال : " اذا لن تغادرى ؟ "

قالت ببطء وهي تفكر بكل كلمة تقولها : " لا , ليس بعد . على الاهتمام ببعض الامور . فهناك اسبوع بعد لتسير الامور كما ارغب بالتمام "

انها بحاجة لتبتعد عنه كي تفكر بطريقة صحيحة . لكنها بقيت مكانها , تحدق بالهاتف متسائلة اذا كانت تقوم بالعمل المناسب .

من المحتمل انها لا تفعل .
منتديات ليلاس
ارغمت نفسها على التركيز والقول : " بعدها كل ما على القيام به هو العودة فى بعض المناسبات للتأكد ان كل شئ يسير حسب البرنامج المتفق عليه "
ادارها ببطء كي تواجهه وكرر قائلا : "برنامج ؟ "

كانت تشعر بدفق من الذكريات وهو يتظاهر كأنه ببغاء . " ماذا؟ "

" لم تقومى بأى برنامج فى الايام الماضية "

هزت كتفيها , وهي تشعر بارتباك فى داخلها. قالت : "الامور تتغير "

" هذا ما اقوله بالتحديد " وامسك بيديها بقوة وهو يتابع : "الامور تتغير جينا . نحن ايضا تغيرنا "

التقت عيناهما , وشعرت بالضياع . لكنها تقاوم : " ليس الى هذه الدرجة " وضع يده على خدها , ولامسه بحنان وقال موافقا : "لا , فما زال احساسنا ذاته "

فتاة 86 02-09-11 08:14 PM

" واوقات الشجار والخلافات ايضا "
ضحك وهو يبتعد عنها . لكنها كانت لا تزال تشعر بأنها أسيرة . فهو ليس بحاجة لأن يلمسها كي تبقي بقربه . قال : " أرأيت , ما زلت تستطيعين قراءة ما أفكر به ككتاب مفتوح "

هزت رأسها . راغبة فى تصديق ذلك . لكنها تعرف الحقيقة التى أبعدت قصة حبها ومزقتها : " ولقد قرأت الفصل الاخير . اعلم تماما كيف ينتهى "

نظر فى عينيها ورأى انها لم تصل الى قرار واضح بعد. انها لا تزال له . فقط عليه ان يفهمها ذلك
" لا , هذه قصص قصيرة متسلسلة . لقد قرأت الفصل الاخير من الجزء الاول . البارحة كانت بداية الجزء الثاني "

بيأس , مدت يديها وكأنها بحاجة الى معين وقالت : "لا أعلم .. "

" ليلة البارحة تكلمنا بصدق . لم نتهرب لم نرم الاتهامات على بعضنا , لقد تحدثنا مع بعضنا كراشدين " لم تعد ابتسامته ابتسامة مجاملة , بل ابتسامة دافئة مليئة بالحب . " واكثر من ذلك , لقد اصغينا الى بعضنا . لقد اصبحنا بعيدين جدا عن اولئك المراهقين فى شقة من غرفة واحدة , جينا "

نظرت بعيدا , فعينيه تسيطران عليها . قالت :" نعم , كل منا لديه منزل وعمل "

امسك بذقنها واجبرها على مواجهته : " ولدينا درجة من النضوج "

شعرت وكانها قلبها يخفق بقوة , قالت : " اننى خائفة , تشايس "

نعم , لقد حان وقت الحقيقة .

قال : "وانا ايضا , خائف من ان تختلط على الامور " راقبها وهى تتجول ثانية فى غرفة الاستقبال . تابع : "خائف من افقدك ثانية , ولا اريد ان افعل ذلك "

توقفت جينا قرب الصوفا . كانت النار قد انطفأت منذ وقت طويل لم يكن هناك غير الرماد فى الموقد .

ادارت ظهرها الى الموقد , وضمت يديها الى صدرها . وكأنها تحمى نفسها قالت : " ما الذى تقوله ؟ "

فتاة 86 02-09-11 08:16 PM

انه يعلم ما بها . انها تتراجع لن يسمح بذلك وبكل تصميم قبل أن تصبح اشد صلابة بقرارها .
" اننى ارغب فى ملاحقتك , واقناعك هذه المرة , ان الامور ستكون على ما يرام " رفع يده قبل ان تتمكن من قول اى كلمة : " لن نكون مثل أوزي وهارت , لكن لن نرتد عن رالف واليس ايضا"

حدقت به مرتبكة وقالت : "رالف واليس ؟ "

" فى مسلسل شهر العسل "
منتديات ليلاس
حادثة اخرى من الماضى . عندما كان مريضا بالانفلونزا واخذت عطلة لأسبوع كامل كي تهتم به . وتابعا مسلسلا قديما بالابيض والاسود على جهاز التليفزيون . كان من اجمل الاسابيع التى امضياها معا .

" الم يقل لها دائما انها الافضل فى النهاية ؟ " تابع قائلا : " انت تريدين القاء نظرة على الامر فى النهاية ؟
" ضمها اليه ونظر فى عينيها وقال : "عزيزتي . انت الافضل فى حياتي "

لم يكن من السهل عليها ان تتابع فى مقاومتها . تظاهرت بأنها لا تصدق كلامه وقالت : "بعدها يختلف معها فى الحلقة القادمة "

نظر اليها ببراءة . وقال : " انت لا تريدين ان تصبح حياتنا مملة , أليس كذلك ؟ "

" لا , لكن .. "

كان يربح , لذلك باستطاعته ان يكون مقنعا قال واعدا وبجدية : " لن اضغط عليك كي تتسرعي فى اخذ قرارك " انه يستطيع الانتظار , طالما جوابها سيكون بالايجاب فى النهاية. " لقد فعلت فى السابق , ولن افعل الان " لقد كانت فكرته الزواج بسرعة . مع انها كانت مترددة قليلا . فقط قولى انك لا تبعدينى عنك هذه المرة "

ادركت , انها حاضرة لتعده بأى شئ . قالت : " انا ... " نظرت الى الصوفا وسألت : " ما هذه ؟ "

نظر تشايس من وراء كتفه. شئ صغير اسود ملقى على الوسادة . قال : "اه محفظتى لابد انها وقعت مني عندما كنت نائما " بضيق . اسرع بأخذها .

كانت جينا قد وصلت اليها قبله . فتحتها وحدقت بالصورة الموجودة فى الغلاف الداخلى صورة زواجهما . حدقت بها لوقت طويل . مر وقت قبل أن ترفع عينيها اليه .

" اعلم ما هي . لما تحملها ؟ "

اخذها منها ووضعها فى جيب بنطاله وهو يقول : "لأننى ان لم احمل رخصة قيادة فى محفظتى . فإن رجال الشرطة سيلاحقونني بصورة بشعة "

وضعت يدها على ذراعه . يبدو ان وضعهما تبدل فجاة . انها من تقود الان. وهو الذى يتهرب ويتراجع .

" انت تعلم ما الذى اقصده . لقد قلت لى انك رميت كل صور زواجنا . لقد قلت انك لا تريد ان تتذكر مصيبة دائمة فى حياتك "

فتاة 86 02-09-11 08:26 PM

هز تشايس كتفيه وقال : "اعتقد اننى لم اتذكر تنظيف محفظتى "

عندما استدار ليبتعد عنها . وقفت فى طريقه : " تشايس , انت اكثر الناس ترتيبا من الذين اعرفهم فى حياتى كلها.. فأنت تنظف تقريبا كل شئ . فلا مجال للفوضى فى حياتك "

كان يعتقد انه نزع هذه الصورة من محفظته . قال : "ها انت تبالغين ثانية "

ابتسمت جينا متأثرة وسعيدة لن تسمح له بانكار ذلك . " اه لا , لن تجرنى الى نقاش جديد معك . اريد جوابا " ودقت على صدره بأصبعها وهى تتابع : " لما تحتفظ بصورة زواجنا فى محفظتك ؟ "

ان لم يكن قد نزعها كما كان يظن . فلا بد من وجود سبب واحد لذلك . وها هو يقوله لها الان : "لاننى كنت اتمنى ان اجدده ثانية , يوم ما "

بصمت فكرت بجوابه . لم يستطع تشايس ان يقرأ ردة فعلها وتساءل ان كانت سترفضه بعد كل هذا .

بعدها ابتسامة مترددة ظهرت على وجهها . قالت : " اذا تزوجنا ثانية.
سيكون هناك صور جديدة " فكر , ان جوابها هذا كالقبول , ضمها اليه وقال : "بامكاننا ان نعمل مجموعة منها "

هزت رأسها تريد ان تضحك ان تبكى . ها هي تمر الان ثانية , ها هي تعيش بذات الزوبعة التى اجتاحتها فى الفترة السابقة : " هذا جنون "

قبل تشايس عينيها وهو يقول : " حقا "

قالت : " لم اقل نعم بعد "

كل شكوكه تبخرت قال : " رسميا , لكن ستفعلين ستوافقين "

ارادت ان تحافظ قليلا على كبريائها. دقيقة اخرى من الغموض قالت بعدها : "لما لا "

رفع رأسه وقال : "رأيت تلك النظرة فى عينيك . ما زلت مغرمة بي . هيا اعترفي "

نظرت اليه وكأنها لاتفهم وقالت : " حقا , اننى مجنونة "

اقترب اكثر منها وقال : " مجنونة بي "

" ربما "

قبلها وهو يقول : " اعلم اننى مجنون بك "

ديدي 1990 02-09-11 08:27 PM

شكرا لاختيارك
القصة حلوة كتير

فتاة 86 02-09-11 08:27 PM

وضعت رأسها على صدره , ثلاثة أسابيع. لقد استغرق الامر فقط ثلاثة اسابيع منذ الوقت الذى رأته فيه ثانية , قالت : " يبدو اننا نكرر نموذجا خاصا بنا. لم يأخذ الامر اكثر من ثلاثة أسابيع "

" ثلاثة اسابيع طويلة , وطويلة جدا . لقد كنت دائما احب الاعراف " كلمة الاعراف ذكرتها بأمر مهم جدا . رينيه .

" اه , من الافضل ان اتصل برينيه قبل ان يسافر اليوم الى هنا من اجل لا شئ " فكر تشايس , ربما عليهما ان يسافرا الى نيفادا ليتزوجا اليوم . اعجبته الفكرة فقال : " دعيه يأتى , يمكنه ان يكون شاهدا لزواجنا "

نظرت اليه وقالت : "لابد انك تتسرع كثيرا "

لم يقدم لها اى عذر , او اى دفاع عن نفسه . كان يفكر حقا بما قاله : "لقد بدأت اخطط لشهر العسل " نظر من وراء كتفه الى المصعد وتابع : " قد احجز المصعد لذلك "

صفعت صدره بخفة وهزت رأسها : " انك عنيد ولا سبيل فى تغيييرك "

قال مصححا لها : " اننى عاشق , واعتقد اننى كنت دائما كذلك , معك " وضع يده بحنان على شعرها وقال : " ألن تقولى شيئا ؟ "

هزت رأسها كي لا تبتسم وقالت : " على الاتصال برينيه "

تنهد وهز رأسه : " ليس هذا ما قصدته "

" لكن هذا ما اعنيه "

فكرت , ان لا بأس عليه ان يتعذب قليلا , ولو لفترة قصيرة . انه دفع صغير من المستحقات للأوقات الطويلة التى ارادت ان تسمع مثل هذه الكلمات . وان تشعر حقا انها محبوبة. وبدلا من ذلك . كانت تذهب الى سريرها وتبكى حتى تنام .

استدارت جينا نحو الهاتف على المكتب . كان من الصعب عليها ان تضغط على الارقام الصحيحة بينما كانت ذراعي تشايس تضمانها من خصرها لكنها تدبرت الامر.

فتاة 86 02-09-11 08:34 PM

سمعت صوت رينيه يقول : "مرحبا ؟ "

" رينيه ؟ انا جينا "

" اننى فى طريقى الى المطار. هل انت فى البيت ؟ "

نظرت من وراء كتفيها الى تشايس وقالت : " كتعبير لغوي "

سمعت تنهيدة قصيرة وصوته يقول : " انت هناك , لم لا " بامكان هذا الرجل ان يكون دقيقا جدا فى معظم الاحيان , لكنه ليس مغرما : "أننى لا زالت فى اليكوريكو "

فكر رينيه .,انه لا بد هناك ملحق لكلامها ., عرف ذلك من صوتها فقال : "و ؟ "

" وقررت البقاء لانهاء هذا العمل " وضعت يدها فوق يدي تشايس وتابعت : " هذه المرة سأتمكن من القيام به بطريقة صحيحة "توقف الكلام بينهما لفترة قصيرة وكأن رينيه يتصور الامر . لم يسمع منها اى تذمر طوال فترة عملها فى الفندق وكأنها تؤكد له ان كل شئ يسير ضمن موعده المحدد. فما الذى تتكلم عنه ؟

" اعتقد من الافضل ان تفسرى ما قلته . فما الذى فعلته خطأ ؟ "

وضعت جينا خدها على خد تشايس وقالت : "لقد قمت فقط بنصف العمل . حان الوقت لأنهى الباقى . بطريقة صحيحة "

التقت عيناهما وابتسما لبعضهما فى ذات الوقت .
منتديات ليلاس
اعادها صوت رينيه الى الواقع : "جينا , هل تتكلمين بلغة معينة وعلى ان افسرها ؟ " ضحكت مسكين رينيه : "لا , اسفة رينيه , اننى سأتزوج ثانية "

قال بقوة : "من الرجل نفس الذى اردت التخلى عن العمل من اجله ؟ "

فتاة 86 02-09-11 08:37 PM

" نعم "

" فهمت جينا , هل وقفت لفترات طويلة فى الشمس ؟ "

" لا , بالكاد خرجت من الفندق " ومررت أصابعها ضمن اصابع تشايس للاحساس بالراحة والامان الذى كان تشعر بهم فى حلمها . تابعت : "اتمنى ان تكون شاهد زواجي وتقدمني لعريسي "

سمعت صوت ضحكة وهو يجاوب : "صدقينى جينا ., وانا اقصد ذلك بمنتهى الجدية , لم اكن يوما سعيدا بتقديم اى شئ فى حياتى " توقف عن الكلام , لكنه لم يسمع اى اجابة فتابع : " جينا ؟ جينا , ما زلت معي ؟ "

كانت هناك , وكانت منشغلة . تردد صوت رينيه بينما كانت جينا تغلق سماعة الهاتف انها ستقدم على الزوجا ثانية لأن حبها اصبح اكبر .

بالكاد سمعا التنهيدة القادمة من الهاتف لأنهما كانا منشغلان بارتباطهما النهائى لبعضهما البعض .



تـــمــت بحـمـد الله

فتاة 86 02-09-11 08:39 PM

نهاية الرواية
 
:98yyyy:
و هيك بيكون مشوارنا خلص
مع رواية فرصة ثانية للحب
نشالله تكون نالت إعجابكن
و شكر كثير كبير لريحانة يلي أتاحتلي الفرصة
بمشاركتن هلرواية
و نشالله بلتقيكون برواية ثانية قريباً

:flowers2::flowers2::flowers2:
:8_4_134:

فتاة 86 02-09-11 08:40 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ديدي 1990 (المشاركة 2859842)
شكرا لاختيارك
القصة حلوة كتير

أهلين ديدي حبيبتي
شرفتي المنتدى
و كثير مبسوطة بقرائتك مشاركتي

:flowers2::flowers2::flowers2:

فداني الكون0 03-09-11 01:05 AM

يعطيج العافيه علي الروايه الحلوه
مثل صاحبها حلوه

فتاة 86 06-09-11 12:42 AM

فديتك حبيبتي
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فداني الكون0 (المشاركة 2859957)
يعطيج العافيه علي الروايه الحلوه
مثل صاحبها حلوه

تسلمي يا قمر دائماً بيسعدني شوف اسمك
مشرفني بأي تعليق
فديتك حبيبتي

:flowers2::flowers2::flowers2:
:flowers2::flowers2:
:flowers2:

الجبل الاخضر 06-09-11 10:20 AM

:55:برافو :55:برافو :55:برافو :55:برافو:55::flowers2: تسلمين :55:اختيار مرررررررررررررررررررررره جنان :Welcome Pills4:وممتاز:flowers2: وشكراعلى مجهودك:friends: وننتظر جديدك:friends:

katia.q 06-09-11 01:51 PM

قصة رووووووووووووووووعة
عجبني تشايس جدااااااااااااااااا
علي قد من انه كان ساعات رخم بس كان شخصية كتيييييير جميلة
يسلم الأنامل اللي تعبت في كتابتها
ويسلم القمر اللي اختارتها
ربنا ما يحرمنا من اختياراتك الجميلة
وفي انتظار جديدك دااااااااااائما
وشكرا يا قمراية

فتاة 86 06-09-11 11:25 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الجبل الاخضر (المشاركة 2862122)
:55:برافو :55:برافو :55:برافو :55:برافو:55::flowers2: تسلمين :55:اختيار مرررررررررررررررررررررره جنان :Welcome Pills4:وممتاز:flowers2: وشكراعلى مجهودك:friends: وننتظر جديدك:friends:

نشالله حياتك دائماً خضرة
حبيبتي
شكراً على التعليق و زادني تواجدك معي شرف
كثير مبسوطة بتواجدك

فتاة 86 11-09-11 05:37 PM

كاتيا حبيبة قلبي
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة katia.q (المشاركة 2862220)
قصة رووووووووووووووووعة
عجبني تشايس جدااااااااااااااااا
علي قد من انه كان ساعات رخم بس كان شخصية كتيييييير جميلة
يسلم الأنامل اللي تعبت في كتابتها
ويسلم القمر اللي اختارتها
ربنا ما يحرمنا من اختياراتك الجميلة
وفي انتظار جديدك دااااااااااائما
وشكرا يا قمراية

أهلين يا قمر
كثير مبسوطة إنها عجبتك
لأنو يهمني رأيك كثير حبيبتي

:flowers2::flowers2:
:flowers2:

Rehana 11-09-11 06:09 PM

تسلمين ياقلبي على الاهداء وكل امل ان القى اهداء جديد برواية من يديك الحلوووة
فيس الطماع

والله يعطيك العافية على النقل الرائع والف شكر لكاتبة الرواية

http://www.topglittergraphics.com/tg...nk_you/007.gif

فتاة 86 11-09-11 11:31 PM

أحلى ريحانة
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Rehana (المشاركة 2866190)
تسلمين ياقلبي على الاهداء وكل امل ان القى اهداء جديد برواية من يديك الحلوووة
فيس الطماع

والله يعطيك العافية على النقل الرائع والف شكر لكاتبة الرواية

http://www.topglittergraphics.com/tg...nk_you/007.gif

أهلين بالغالية
الله يسمع منك
و طمعي قد ما بدك حبيبتي
من العين هي قبل العين هي
و هي أحلى بوسة لأحلى مشرفة

موووووووووووووووووووووووةةةةةةةةةةةة

هدية للقلب 15-09-11 10:29 PM

رواية رائعة حبيبتى تسلم الانام اللى كتبتها
رواية مميزة مثلك يا قمر بانتظار جديدك دائما

http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13149153661.gif

ندى ندى 16-09-11 02:24 AM

روووووووووووووووووووووعه

فتاة 86 20-09-11 12:02 PM

أحلى ولاء
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هدية للقلب (المشاركة 2871800)
رواية رائعة حبيبتى تسلم الانام اللى كتبتها
رواية مميزة مثلك يا قمر بانتظار جديدك دائما

http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_13149153661.gif

أهلا بأحلى ولاء
مشكورة على المتابعة
مع حبي

:0041::0041::0041:
:0041:

hoob 25-09-11 05:24 PM

جميله جدا سلمت يدك

امبراطورية ع 26-09-11 06:30 PM

مشكووووووووووووووووره
روايه رووووووووعه

فتاة 86 29-09-11 12:05 PM

هلا ندى
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ندى ندى (المشاركة 2872100)
روووووووووووووووووووووعه

هلا ندى
شكراً على مرورك


:0041:

فتاة 86 29-09-11 12:07 PM

هلا هووووووب
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة hoob (المشاركة 2882037)
جميله جدا سلمت يدك

كثير مبسوطة إنها عجبتك
شكراً لمرورك


:0041:

فتاة 86 29-09-11 12:10 PM

هلا بجلالة الأمراطورة
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة امبراطورية ع (المشاركة 2883050)
مشكووووووووووووووووره
روايه رووووووووعه

جلالة الأمراطورة زارتني
يا سلام
:dancingmonkeyff8::peace::dancingmonkeyff8:
أنا كثير مبسوطة بطلتك حبيبتي
شرفتي و أنستي


:0041:

عطر@المحبة 20-11-11 03:09 PM

رائعة جدا جدا جدا . . . يسلموا

لبني سرالختم 27-06-15 12:32 PM

رد: 1116 - فرصة ثانية للحب - ماري فيراريللا - دار النحاس ( كاملة )
 
حلوووووووووووووووه

منى على سيد 29-06-15 02:35 PM

رد: 1116 - فرصة ثانية للحب - ماري فيراريللا - دار النحاس ( كاملة )
 
ياههههههه شكلها تحفة

ملكة التوليب 05-03-17 04:32 PM

رد: 1116 - فرصة ثانية للحب - ماري فيراريللا - دار النحاس ( كاملة )
 
ههه حبيت التشوبق

ملكة التوليب 05-03-17 07:30 PM

رد: 1116 - فرصة ثانية للحب - ماري فيراريللا - دار النحاس ( كاملة )
 
حلوة كتيررررىر❤❤❤❤

Moubel 25-07-20 05:57 PM

رد: 1116 - فرصة ثانية للحب - ماري فيراريللا - دار النحاس ( كاملة )
 
رواية جميلة شكرا


الساعة الآن 02:32 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية