منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات احلام المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f457/)
-   -   6 - كذبة واحدة تكفي - كارول مورتيمر ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t160150.html)

قلب حائر 22-04-11 11:06 AM

6 - كذبة واحدة تكفي - كارول مورتيمر ( كاملة )
 
[
من باقة احلام الرائعة اقدملكم رواية كذبة واحدة لا تكفي وهي رواية رائعة وممتعة بتمنى تعجبكم
اليكم ملخص الرواية

[IMG]http://www.******.com/mwaextraedit5/extra/94.gif[/IMG]

بين الانتقام والحب شبه النار.... فكلاهما يلهب ويحرق.
فكيف اوتيت لاسي وايتفيلد تلك القدرة على تحمل غليان الحب والانتقام في جسدها العشريني؟
وما الذي دهاها لتخاطر بالاعلان عن خطوبتها الكاذبة الى كول ريتشارد، رب عملها، زيرالنساء الخطير....
وماذا عساها تفعل وهي عاملة الاستعلامات البسيطة ازاء رهبة انتقامه؟ من سيذلّ من؟ وهل ستتحمل ان يتخذها كول غطاء لعلاقته غير المشروعة بامرأة متزوجة؟
ام انها ستحطم اغلاله الذهبية والحريرية وتندفع عائدة الى حريتها؟

منتديات ليلاس



http://www.amiraa.com/sml/up/99291.gif[/CENTER]

قلب حائر 22-04-11 01:41 PM

1-الخطأ الثمين
http://i128.photobucket.com/albums/p...wers/df316.gif

جلست لاسي الى مكتب الاستعلامات، واستدارت لتواجه الفتاة التي تجلس خلفها وسألتها:
ـ ألم يصل بعد؟
ونظرت إليها فيكي ببراءة:
ـ ومن هو الذي لم يصل بعد؟
ردت لاسي بنفاذ صبر:
ـ انت تعرفين جيداً من أقصد، فلا تبدأي بالمزاح الثقيل هذا الصباح يا فيكي.
ورفعت الفتاة الأخري حاجبيها:
ـ اعتقد انك تعنين السيد ريتشارد؟ لقد وصل، منذ عشر دقائق تقريباً.
ـ اللعنة!
ـ ولماذا؟ هل اردت رؤيته؟
ـ في الواقع لا، إنما أنا...كيف كان يبدو؟
فنظرت إليها فيكي نظرة استغراب وهي ترد على مكالمة وصلت لتوها.
لم تكن الشركة تفتح ابوابها رسمياً للعمل قبل التاسعة، ومع ذلك تردهم الكثير من المكالمات قبل ذلك. واجابتها أخيراً:
ـ وكيف تظنين أنه يبدو؟ كما يبدو دائماً... رائع ... طويل، أسمر ووسيم كالعادة.
ـ ألم يكن...مختلفاُ؟
وهزت فيكي رأسها بثبات:
ـ انه يبدو دائما كما هو، ويتصرف دائما بنفس الطريقة. يدخل الى هنا، ويومئ اليّ برأسه بكل غطرسة، ثم يتجه مباشرة الى مصعده الخاص. ويفعل الشئ نفسه في المساء، فالرجل لا يهتم بموظفيه انه كالآلة. لقد عملت هنا منذ ثلات سنوات، وهو لن يتعرف اليّ لو شاهدني في الشارع.
وانقطع حديثهما، فقد بدأ الموظفون بالوصول الى مكاتبهم وهكذا وجدت عاملة الاستعلامات لاسي نفسها مشغولة بتوجيه الناس الى الكاتب المختلفة، والتعاطي بالروتين العادي.
تسارعت ساعات الصباح، وجلست تسترخي في كرسيها لبضع دقائق فيما كانت فيكي مشغولة بلوحة الهاتف، مما أعطى لاسي فرصة للتفكير. لا بد انها حمقاء ....مغفلة ممتازة. ومن المحتمل جداً أن تخسر وظيفتها لما فعلته، وهي وظيفة جيدة، ومرتبها مرتفع.
منتديات ليلاس
لا بد انها فقدت عقلها أو أصيبت بنوبة جنون. عندما شاهدت الإعلان في الصحيفة هذا الصباح احست بالغثيان...ومع ذلك لم يشاهد ذلك الإعلان اي شحص آخر...او على الأقل لم يعلق عليه احد. ولكن لا بد ان شخص سيراه، فهو إعلان يجذب الانتباه، فقد بدا لها أكبر من الحياة نفسها.
إنه في الجريدة ليراه الجميع....زواج منتظر بين لاسي وايتفيلد وكول ريتشاردز. خطبتها هي لصاحب هذه المؤسسة المزدهرة! ولكي تزداد الأمور سوءاً، انه لا يعرف شيئاً عن الامر!
والتقطت الهاتف الداخلي في مكتبها الذي بدأ يرن بإلحاح:
ـ لاسي وايتفيلد تتكلم.
وصاح فيها صوت رجل عميق:
ـ إصعدي إلى هنا فوراً!
وكادت سماعة الهاتف تقع من يدها رعباً. إنه كول ريتشاردز، لاشك في هذا! وتنحنحت:
ـ أنا....ارجو المعذرة؟
ـ ستطلبين أكثر من المعذرة بعد ان انتهي منك. سانتظر وصولك الى مكتبتي خلال خمس دقائق بالضبط.
واقفلت السماعة في الجهة الأخرى.
لم تكن بحاجة لان يقال لها انه شاهد الإعلان في الصحيفة، فالغضب في صوته يكفي. وهو في الأصل لم يتحدث إليها مرة واحدة، وليس هناك سوى سبب واحد يريد رؤيتها لأجله.
وسألتها فيكي بعد ان لاحظت شحوب وجهها:
ـ هل كل شيء على ما يرام؟
ولاحظت لاسي مصدومة انها لا تزال تمسك بالسماعة في يدها فاعادنها بسرعة الى مكانها. وقالت متلعثمة:
ـ انا...انا...علي ان اصعد الى أحد المكاتب....هل لك....هل بامكانك الاهتمام بمكتبي لفترة؟
ـ بالطبع.
لم تعرف لاسي بالضبط كيف وصلت الى المصعد الخاص لتصل الى الطابق العاشر، ولكنها بطريقة ما وصلت. لم تستخدم هذا المصعد منذ الستة أشهر التي عملت فيها هنا، سوى مرة واحدة. وذلك منذ أسبوعين عندما قررت ان تنتقم منه هذا الانتقام.
بدأ الأمر عندما وصلت العارضة لأخذ صور دعائية للشركة. ولم يكن هناك في الشركة من يرشد العارضة الى مكتب كول ريتشاردز، فتبرعت لاسي بذلك...وكان هذا عذر جيد لها لتراه. فكما قالت فيكي، كان يدخل في الصباح ويخرج في المساء، ولا يهتم ابداً لهما في قسم الاستعلامات.
يومها كانت سكرتيرته الخاصة قد ذهبت الى الغداء ومساعدتها غائبة. ولم تتمكن لاسي من تصديق حظها عندما وصلت الى المكتب الخارجي. فقد كان المكان فارغاً، وهذا يعني انها ستتكلم مع كول ريتشاردز مباشرة. فمنذ بدأت العمل هنا، كانت تشاهده فقط عندما يدخل ويخرج، ووقعت في حبه، وبقوة.
كان رائع الجمال، كنجوم السنيما...طويلاً، لا يقل عن المائة والثمانين سنتم طولاً، له جسد مستقيم رياضي يشير الى انه لا يقضي أوقاته في العمل فبشرته قد لوحتها الشمس، شعره الداكن أطول من المعتاد، عيناه خضراوان عميقتان، ضيقتان وساحرتان.
منتديات ليلاس
وبالرغم من انجذابها اليه، فإنه لم يعرها اي اهتمام. لم تكن جميلة جداً، ولكنها ليست بشعة فشعرها بني مائل للاحمرار عند أطرافه التي تصل الى كتفيها، عيناها زرقاوان غامقتان تحيط بها رموش كثيفة طويلة،انفها صغير مرتفع، ثغرها باسم على الدوام، وجسدها نحيل جميل، كل هذا يجعل منها فتة جذابة ومع هذا لا تبدو كذلك بالنسبة لكول ريتشاردز وهي تعلم انه ليس بذلك المتكتم في اعجابه بسحر المرأة، فله شهرته في اجتذاب الكثير من النساء الى حياته. ومظهره المتعجرف الواثق من نفسه يدل دلالة كبيرة على ان علاقته بهن ليست بالعذرية.
وهكذا فان تاكيده المستمر لانتصاراته الغرامية هذه، هي التي أشعلت في نفس لاسي الرغبة في توجيه ضربة إليه...وتركت العارضة في المكتب الخارجي وتقدمت نحو مكتبه، حيث سمعت رئيسها يتحدث لوحده...انه يتحدث بالهاتف:
ـالنساء يا عزيزي يصلحن وبالكاد للعناية بالمنزل....فما لهن وللأعمال السياسة والعلمية وغيرها...؟
بهتت لاسي لرأي رئيسها في المرأة...ليتها تعلم ماذا يقول محدثه على الطرف الآخر من الهاتف...وعاد كول للكلام:
ـ حسناً...حسناً اسمع يا تيدي...فأنا اعتقد ان اهم ما تفعله المرأة هو امتاعنا....
ـ... ...

قلب حائر 22-04-11 01:43 PM

وهل تخاف منهن؟ مهما بدون قاسيات فانها سرعان ما يقعن فريسة الكلمة الحلوة...
وضحك كول بمكر وسخرية ثم أضاف:
ـ لا تنسى ان تخرج مالك باستمرار لشرائهن بالحلي والحرير، فهذا مما يذهب بما تبقى لديهن من عقول.
وعاد يضحك بهستيرية جعلت لاسي كمن مسّها صاعق كهربائي.
وقررت لاسي انها سمعت بما يكفي، فدقت بثبات على الباب، ودخلت عندما سُمح لها.
ـ نعم؟
سألها كول وقد وضع راحته على سماعة الهاتف، وقفت لاسي حيث هي، الغضب الذي كان يتملكها منذ لحظات أحذ يتلاشى....وعلق نفسها في حلقها للأبتسامة الكسولة الموجهة اليها، لتتركها للحظات غير قادرة على الكلام....وعندما استجمعت شجاعتها تكلمت وقد بدا صوتها غريباً:
ـ انا...اه...أنا...لقد أتيت بالعارضة لأخذ صور الدعاية...انها تنتظر في الخارج.
فابتسم لها ثانية، لتتجهد عيناه عند الزاوية:
ـشكراً لك..دعيها تنتظر قلبلاً في غرفة السكرتيرة ريثما أنهي المكالمة.
وأجابت لاهثة:
ـبكل التأكيد.
وبدا لها في كل جزء منه رجل الأعمال المتغطرس وراء مكتبه، واستدارت لاسي لتغادر الغرفة بارتباك. وترددت للحظات بعد ان سمعته يضحك. وعاد يكمل حديثه على الهاتف.
ـ لو رايت ما أعني؟
ـ... ....
ـابتسامة، وكلمات رقيقة، وستفعل أية امرأة ما تريده منها، حتى الفأرة الصغيرة موظفة الاستعلامات. انها تعلم جيداً ان ليس من وظيفتها ان تأتي بالناس الى المكتب، ولكنها مثلاً أتت بالعارضة الى مكتبي.
ـ.... ....
ـ إنه مثال رائع على ما كنا نتحدث فيه... لا يا تيدي، طالما هناك فتيات مثلها، لن تقنعني امرأة بالدخول الى فح الزواج، فلست أرى الزواج ضرورياً في وقت تستطيع فيه امتلاك ما تريد دون الدخول الى القفص.
فأرة صغيرة...حقاً! كانت لا تزال تشعر بالغضب لعجرفته. قد يبدو جميلاً ساحراً، ولكن أخلاقه لا تثير الاعجاب، على الأقل الجزء الذي سمعته. وكانت الطريقة الواثقة التي رافق فيها العارضة الى الغداء هي التي فجرت غضبها، وجعلها تقرر نشر خبر خطوبتها المزعومة له، والآن عليها ان تواجهه. وتمنت لو انها تبدو أكثر ثقة بنفسها. لا بد أنه سيمزقها إرباً بلسانه عندما تدخل مكتبه، وهذا لن يكون اكثر مما تستحقه.

قلب حائر 22-04-11 01:44 PM

كانت جاين درموند سكرتيرة كول ريتشاردز ومساعدتها مشغولتان عندما دخلت مكتبهما، ونظرت اليها جين ببرود:
ـ نعم؟
ـ السيد ريتشاردز ينتظرني، اسمي لاسي وايتفيلد.
رمقتها جاين غيرمصدقة، ولكنها اتصلت بالمكتب الداخلي لتقول:
ـالآنسة لاسي وايتفيلد تريد رؤيتك سيد ريتشاردز.
فرد بغضب:
ـادخليها حالاً.
ووقفت الفتاة الجميلة الباردة، ترفع حاجبيها المرسومين باناقة، وكأنها تحاول تخمين السبب الذي يدفع رئيسها لرؤية عاملة الاستعلامات. فقالت لها لاسي بسرعة:
ـأعرف الطريق.
هي لا تريد للفتاة ان ترى اذلالها لو ان كول ريتشاردز لم يتمكن من احتواؤ غضبه، واطلقه عليه بلسانه اللاذع فور دخولها. وعات جاين الى طاولتها وهي تقول:
ـ حسن جداً.
منتديات ليلاس
دخلت لاسي الى غرفة الاستقبال الصغيرة، وترددت قليلاً لخوفها من مواجهة كول ريتشاردز، ولكنها اذا لم تدخل فوراً، فسوف يخرج ليفتش عنها، ولا تنوي ان تدعه يراها تتسكع متوترة خارج مكتبه.
وطلب منها الدخول بكل أدب عندما دقت الباب، فدخلت على مضض. هذه المرة لم تكن الابتسامة الساحرة على وجهه، بل نظرة غاضبة ولمعان في عينيه.
وقف واستدار حول مكتبه ليسير ببطء حولها وهي تقف امامه ثم عاد واستقر جالساً على الطاولة مكتوف الذراعين.
حتى وهي في اوج احراجها كانت مأخوذة بجاذبيته. البذلة الكحلية المقلمة التي يرتديها تناسبه تماماً وكأنها خيطت فوق جسده مباشرة.
قال بصوت منخفض:
ـإذن انت لاسي وايتفيلد.
ـنعم.
وأكمل بصوت أكثر انخفاضا":
ـ الفتاة المخطوبة لي.

قلب حائر 22-04-11 01:46 PM

تحركت بإجفال:
ـأنا...استطيع أن افسر...
فابتسم، ولكن ابتسامته لا علاقة لها بالمرح:
ـوهل تستطيعبن؟ هل يمكنك الشرح لي كيف أصبحت الخطيب والزوج الموعود لغريبة كاملة عني؟ أيمكنك هذا؟ الأفضل ان يكون الشرح جيداً!
ـ لا أستطيع ان أعدك بهذا، ولكنه شرح على كل الاحوال، ولكن المشكلة الوحيدة انني لست واثقة من ان الامر سيعجبك.
وتحرك بنزق وجلس في كرسيه وراء المكتب وهو يقول:
ـ لا يعجبني مطلقاً، ان أكون خطيباً لفتاة لم أقابلها من قبل!
فشهقت لاسي:
ـ اوه هذا ليس صحيحاً. فانا اعمل هنا، ولقد رايتك مئات المرات.
ـالرؤية لا تماثل اللقاء مطلقاً. لقد رأيت مئات من الناس في أيامي، ولكن هذا لا يعني انني أعرفهم.
ـ ولكننا في الواقع التقينا. لقد أتيت لك بالعارضة الى مكتبك منذ اسبوعين.
وتفحصها كول ريتشاردز للحظات:
ـ هكذا اذن...
ـ ولهذا قلت للصحيفة ما قلته.
ـ لانك أتيت بالعارضة الى مكتبي؟
ـ لا تكن سخيفاً!
لقد اكتفت من عجرفته، انها تعرف انه غاضب لما فعلت، بالطبع، وهذا من حقه، ولكن ليس بحاجة لان يتصرف معها هكذا. وتابعت:
ـ لقد فعلت هذا لأنني سمعت حديثك ذلك اليوم، وسمعت ما قلته عن النساء.
ـحقاً؟ وهذا ما دفعك لإعلان خطبتك لي؟ بعد ان سمعت رأيي ببنات جنسك؟
ـ أجل...هذا هوالسبب!
وتحول لون عينيها ليصبح ليلكاً قاتماً وتابعت:
ـ ارتدك ان تأكل كلماتك، وأن أظهر لك سهولة ايقاعك بالفخ الزوجي بنفس السهولة التي يقع فيها أي رجل آخر ولكن...لم أنجح بالطريقة التي أردتها فما أن رأيت الخبر مطبوعاً حتى علمت أنه خطأ، وكان قصدي ان ارد الضربة لك وان انتقم منك لرأيك في النساء.
ـ أوه لقد انتقمت يالفعل...فهذا الصباح، منذ نصف ساعة بالتحديد، وصلتني مكالمة من تيدي بومان يهنئني....ولم أكم أعرف عما يتحدث. وبدوت كالأحمق، ولكني تمكنت من التخلص. أتعرفين كيف يبدو الامر عندما يقول لك أحدهم انك ستتزوجين بدون علمك؟ حتى انني لم أكن أدري من هي لاسي وايتفيلد. ولكن أحسست أن الاسم مألوف. ثم عرفت انني أشاهد الاسم في كل يوم أدخل فيه المبنى.
ـ لقد دعوتني يالفأرة ذلك اليوم.
ـ ولهذا السبب رميتني بهذه الورطة؟
وأرجعت لاسي شعرها بيدها الى الوراء:
ـ ليست مشكلة...يمكننا ان ننشر في العدد القادم أن الأمر كان غلطة.
وعاد للوقوف، طوله جعلها تحس كم هي صغيرة.
ـأو تظنين الأمر بهذه السهولة؟ كم انت طفلة صغيرة! الا تدركين انني بقبولي تهنئة تيدي هذا الصباح أكون قد اعترفت بان الخطوبة حقيقية؟ ولقد دعانا أيضاً لحفلة هذا المساء احتفاءاُ بالمناسبة
فقالت متلعثمة:
ـ أنت...أنت لم تقبل بالتأكيد؟
ـبالطبع قبلت...وما عساني أفعل غير هذا؟ كل معارفي يريدون رؤيتك ولم يكن لدي وقت لأفكر بعذر مقبول كي لا آخذك معي.

قلب حائر 22-04-11 01:47 PM

ـكان بامكانك...القول له...اننا نريد ن نكون لوحدنا الليلة...كي...كي نحتفل.
ـ ولكنني لا أملك مخيلتك المبدعة.
ـ ولكن...ولكن لا يمكن ان تعني ان ... أن هذه الخطوبة ستستمر؟
ـأوه ولكني أعني فأنا رجل أعمال، ولا يمكن ان أترك الناس تنظر الي أخطب في يوم واترك في اليوم التالي...فلدي سمعتي كرجل أعمال صادق أوه ...لا يا لاسي لقد بدأت انت اللعبة وستتحملينها حتى النهاية المرة.
ـالنهاية المرّة؟
فهز كتفيه:
ـمجرد معنى كلاميّ.
لم تكن لاسي واثقة من شيء. فهناك شيء فيه يشير الى أنه لا يريد ان يعترضه أحد. ومن المؤسف انها لم تلاحظ هذا قبل الآن.
فقالت بغضب:
ـولكنني لا أريد ان أكون مخطوبة لك.
ـ من المؤسف أنك لم تفكري بهذا من قبل. وأنا واثق انك مدركة انني أشعر بنفس الشعور.
ـأجل.
وأحست بالندم على غلطتها فتابع كلامه:
ـحسناً ...ما ان الأمور أصبح الآن معروفاً. فمن الأفضل ان تبدأي بتمثيل الدور. سنلتقي لتناول الغداء في الثانية عشرة والنصف.
ـ لا استطيع...لا استطيع الخروج معك للغداء... فماذا سيظن الجميع؟
ـباستطاعنهم الظن بم يشاؤون.
وصاحت وقد أحست فجأوة بالغضب:
ـ أظن انك تماديت بهذا كثيراُ. أعترف ان ما فعلته كان خطأ. وسأترك عملي عندك على الفور اذا هذا يرضيك.
مع انها لم تكن تعرف كيف ستعيل نفسها اذا تركت الوظيفة...وتابعت:
ـ ولكن لن أدعك تستغلني.
ـأظنك استغفلت نفسك دون مساعدة مني.
ـليس لديك الحق
فقاطعها بقوة:
ـ بل لدي كل الحق! فكري كم ستبدين مغفلة أكثر لو انني انكرت معرفتي بك. فكري بردة الفعل العدائية التي ستحصلين عليها من الصحف سوف يلاحقونك حتى الموت.
وعلمت انه على حق. المشكلة معها انها لم تفكر بكل النتائج عندما قامت بحركتها الغبية ولسوف يجعلها كول ريتشاردز تدفع الثمن ولكن ماذا توقعت غير هذا؟ إنه شخصية معروفة، لا يمكن له ان يتحمل دعاية فسخ خطوبته بهذه السرعة، ولا هي كذلك!
وقاطع حبل أفكارها:
ـ لاسي؟
فصاحت بامتعاض:
ـ لا تنادني هكذا!
ـ ماذا نريدين أن اناديك، يا أحب الناس، حبيبتي، حبي؟
فأشاحت بنظرها عنه:
ـ بالطبع لا!
فهز كتفيه:
ـإذن سأناديك لاسي. إنه اسمك، وانت خطيبتي.

قلب حائر 22-04-11 01:48 PM

ـأنا لست خطيبتك!
ـأوه بلى ....أنت خطيبتي، الى ان أقول أنا عكس هذا!
ـ وكم سيستمر الأمر؟
ـأربعة وربما خمسة أشهر.
ـماذا؟ الآن عرفت انك تمزح!
ـ أنا نادراً ما أمزح حول شيء بهذه الجدية.
ـأتقول لي أنني سأبقى خطيبتك أربعة أشهر؟
ـ على أقل تقدبر؟
ـ ولكن ألن يؤثر هذا على مستواك قليلاً؟
ـ قليلاً ....ولكن سأتحمل اذا تحملت انت. واعتقد انه ليس لديك حبيب، لا بالطبع ليس هناك حبيب، وإلا ما وافقك على مثل هذا الإعلان.
وسوّى وضع بضع أوراق أمامه على الطاولة، ونظر الى الهاتفّ بنزق عندما رن. والتقطه:
ـنعم يا جين؟ ....لا...ولا اريد المزيد من المكالمات الى ان تخرج الآنسة وايتفيلد.
وأعاد السماعة الى مكانها، وأعاد نظره اليها:
ـ والآن...أهناك شخص يجب ان أتكلم معه بخصوص الخطوبة؟
ـولماذا يجب ان تتكلم ...
ـ للموافقة لاسي....من الادب عادة ان نتشاور مع الابوين بخصوص زواج بناتهن.
منتديات ليلاس
وازداد شحوب لاسي...بدا الامر كله...وكأنه...وكأنه حقيقي عندما يتكلم هكذا، وقالت:
ـوالداي متوفيان. ولقد ربتني خالتي العانس.
ـ إذن هل اتكلم معها؟
ـلقد ماتت السنة الماضية. ولكن على كل الاحوال لم يكن لي شأن معها بعد ان أخبرتني منذ اربع سنوات انها لم تكن موافقة على زواج أبي من شقيقتها.
ـ ومنذ أربع سنوات كان عمرك؟
ـستة عشر سنة.
ةتذكرت كل الأشياء الرهيبة التي قالتها خالتها عن والدها. فتمتم كول بازدراء:
ـ وهذا يجعلك في العشرين الآن! يا إلهي، سيظنني الناس خاطف أطفال... فأنا في السابعة والثلاثين.
ـ ولم تتزوج بعد؟
بدا له غريباً ان تفكر برجل في مثل هذا السن بدون زواج.

قلب حائر 22-04-11 01:49 PM

ولأول مرة دخلت فيها الغرفة... ابتسم واحست ببعض التوتر يهز جسدها وعاد الى الجلوس في كرسيه:
ـفكرت بالزواج مرة، عندما كنت كنت أكبر منك ببضع سنوات، ولكنها خذلتني والحمدلله.
ـ أوه!
صحيح...والآن أظنك قد أخذت مايكفي من وقتي هذا الصباح...سأقابلك في الطابق الارضي عند الثانية عشرة والنصف. ورتبي مواعيدك لساعتبن من الغداء.
فقالت محتجة:
ـ لا استطيع هذا...فلدي عملي.
ـ وانا رب عملك. استدعي اي شخص ينوب عنك في العمل عندما تمرضين، واحذري من اظهار المشاعر الزائدة أمام الناس. ولكن أتوقع ان تكوني مرتاحة قليلاً معي اكثر مما انت في هذه اللحظات.
ـ مرتاحة؟ وكيف يمكن ان اشعر بالراحة؟ لم أتحدث معك من قبل سوى اليوم!
ورد ببرود:
ـ كم هذا مؤسف... سأرافقك الآن حتى المصعد.
وتصلبت أعصابها.
ـ لن يكون هذا ضرورياً.
ففتح الباب لها:
ـ ولكنني مصّر. يجب أن أظهر التقدير اللازم لخطيبتي الجدبدة.
ونظرت اليه بعينين متوسلتين:
ـ أرجوك سيد ريتشاردز ...أرجوك لا تفعل.
فرد عليها مقاطعاً بحزم:
ـ اسمي كول... فناديني كول.
ولن تستطيع هذا أيضاً فتابعت:
ـ أرجوك، لا تجبرني على هذا...لقد اعتذرت، ولا يمكنني ان ارى شيئا غير هذا سيعوض عليك.
ـ الاعتذار لا يكفي. لقد شرحت لك أسبابي، وسأجعل كل شيء عليك صعباً اذا كنت صعبة المراس.
ووقفت لاسي مكانها، لا تريد ترك المكتب حتى تسوي الأمور:
ـسأترك العمل . فانت لست الوحيد الذي يدفع رواتب جيدة في هذا البلد.
ـ أعرف هذا. ولكن من دون كتاب توصية ستجدين الأمر صعباً.
ـ أنت...لا يمكنك فعل هذا، لقد كنت موظفة جيدة.
ـ وهل تقوم الموظفة الجيدة بما قمت به؟ هل تدركين أنك قد تجدين نفسك أمام المحكمة للكذبة المتعمدة التي اخترعتها للصحيفة؟ بإمكاني مقاضاتك. كل شيء ثابت عليك، وواضح أنك انت من قمت بذلك التصريح.

قلب حائر 22-04-11 01:51 PM

وشحب لونها...ثم احمرّت.
ـ انت...انت...لن تفعل؟
ـلا ...ن أفعل...ولكنني أتوقع منك قليلاً من التعاون، فهذا غلطتك على كل الاحوال.
ـ حسن جداً ...نا آسفة...انا آسفة...آسفة!
لم يبدو التأثر عليه ...وقال ببرود:
ـ لدي لقاء مهم بعد خمس دقائق.
فصاحت:
ـ أوكي..ولكن...ماذا ساقول للجميع؟
ـ اوه ...قولي انني جننت بحبك وانني اجبرتك....
ـ لا تسخر مني....أرجوك!
وأحنت رأسها فرفع ذقنها بحدة ما بين ابهامه والسبابة.
ـ لست أدري ماذا تتوقعين غير هذا مني. وأؤكد لك انني لو نفذت ما اريد ان افعله بك، لن يعجبك الأمر.
فسألته لاهثة:
ـ وماذا تريد ان تفعل؟
وتركها ليديرها بحزم خارج الغرفة:
ـ ان اضعك فوق ركبتي واضربك على قفاك حتى يتورم ....لست ادري ماذا أملت ان تحققي من كل هذا؟ ولكن قد يكون الامر مثيراً للاهتمام.
ودخلا مكتب سكرتيرته فصمتت .*..وعند الباب رفع رأسها اليه ثانية:
ـ سأراك فيما بعد يا حبيبتي .... سنتناول الغداء في المكان المعتاد.
ودون ان ينتظر الرد ضمها اليه وطبع قبلة على جبينها، واتسعت عيناها من الدهشة، ونظرت الى الفتاتين، كانا مشغولتين كما يظهر، ولكنها كانت تشك في ذلك. وتمتمت بغضب:
ـ أكان يجب ان تفعل هذا؟
فضحك:
ـ انت تقولين اظرف الأشياء يا لاسي.
كان واضحاً انه يمثل امام النظارة، فقررت ان تلعب الدور نفسه معه، فرفعت مفسها لتضع ذراعيها حول عنقه، ورفعت وجهها بإغراء:
ـ اعطني شيئاً يكفيني حتى وقت الغداء يا حبيبي.
ولاحظت الغضب في ًعينيه فسألته ببراءة:
ـ حبيبي؟
قبضته على ذراعيها كانت مؤلمة ختى انها جاهدت ما بوسها كي لا تصرخ. وقال لها بكلمات رومانسية حالمة:
ـفيما بعد لاسي...فيما بعد.
ولكنها كنت تعرف انه يعدها بأشياء مختلفة عما يقول، فنظرت اليه:
أوه يا كول ...!
ـ اذا لم تتصرفي جيداً سأعطيك ما وعدتك به منذ لحظات.
منتديات ليلاس
فابتسمت له وقالت بغنج غير مهتمة بنظرة الغضب في عينيه:
ـ اوه يا كول كم جميل منك ن تقول هذا ...فيما بعد با حبيبي.
وبدت فيكي منهكة عندما وصلت لاسي. فمن الصعب عليها الاهتمام بالهاتف وبالناس المتدفقين على الشركة معاً. وسألتها بعد ان هدأت الضجة قلبلاً عنهما:
ـ ماا جرى لك؟ تتلقين مكالمة تجعلك تبدين كالاموات، ثم تذهبين بكل هدوء الى مصعد رب العمل، وتختفين لمدة ساعة.
ـ نا آسفة لتأخري هكذا يا فيكي، لم أكن أنوي تركك مشغولة هكذا.
وأخذت تلملم الأوراق عن طاولتها. انها ليست مستعجلة للرد على السؤال الحقيقي الذي في نفس فيكي، الذي سارعت للقول:
ـ ماذا وجدت؟
ـ أوه...لا...ولكن انني يبدو سببت لنفسي خطوبة.

قلب حائر 22-04-11 01:54 PM

ولمعت عينا فيكي بالإثارة:
ـ صحيح؟ ولمن؟ انت لم تكري انك قابلت شخصاً مميزاً.
ـ لا...حسنا...يبدو ان الامر حصل فجأة ولم يكن لدي وقت للتفكير.
استمرت الحيرة بارزة على فيكي:
ـ ولكن ما شأن كول ريتشاردز بالأمر؟
ـ كل شيء.
ـ كل شيء؟ ولكن بالتأكيد انت لا تعنبن...
ـصحيح ...انا مخطوبة الآن لكول ريتشاردز.
ـ يا إله السموات! ... ولكنك.... هذا لا يمكن! لم اعرف انك كنت تقابلينه؟
ـ لقد حدث الأمر فجأة ...أنا...
وقاطعهما صوت امرأة أجش:
ـ أرجو المعذرة انا ابحث عن مكتب السيد ريتشاردز.
استدرات لاسي لتنظر الى المرأة . وامتلأ أنفها برائحة العطر الرائع الذي تضعه. إنها امرأة جميلة، بل رائعة الجمال. طويلة جداً، شعرها الاشقر يتدلى على كتفيها، عيناها خضراوان لامعتان، أنفها الصغير مرفوع الى فوق. وتساءلت لاسي من تكون يا ترى؟ من الواضح انها إحدى نساء كول ريتشاردز. وأجابتها:
ـ مكتب السيد ريتشاردز في الطابق العاشر. استخدمي المصعد الخاص اذا أحببت، وسأتصل به لأعلمه بقدومك.
فهزت المرأة رأسها ببرود:
ـ شكراً لك...يا آنسة...لاسي وايتفيلد؟ لاسي وايتفيلد؟
ـ نعم.
ـ حسناً حسناً ...كم أنت ذكي يا كول العجوز.
ـ ارجو المعذرة...
فابتسمت لها المرأة ابتسامة ساحرة:
ـ ليس الامر مهماً. سعيدة لمقابلتك با لاسي. لقد ساعدتني في نفسير الكثير...
ـ ولكنني لم أفعل شيئاً.
ولكن المرأة كانت قد تركتها لتتجه الى المصعد... كم هذه فظاظة منها!
والتفتت الى فيكي تسألها:
ـ من هذه؟
ـ ألا تعرفينها؟
ـ لم تتح لي الفرصة لأسال.
ـ لا حاجة لك للسؤال، فهذه مونيكا أندروس.
فشهقت لاسي ونظرت الى المرأة:
ـ زوجة الملياردير؟
فقالت فيكي:
ـ هي بعينها.
ماذا تريد امرأة مثلها من كول ريتشاردز؟ يبدو ان ليس هناك سوى تفسير واحد، ومع ذلك لا ببدو محتملاً. فمايكل أندروس أكثرشهرة من كول ريتشاردز، وواحد من أغنى الرجال في العالم. وهو كذلك رجل جذاب مع انه في أواخر الخمسين من عمره، وأكبر بكثير من زوجته البالغة الثلاثين من عمرها.
نظرت لاسي الى المرأة بحدة بعد ان نزلت من مكتب كول بعد نصف ساعة. لا بد انها هي الموعد الهام الذي ذكره: موعد جميل جداً، وبالتأكيد لم يكن موعد عمل، وابتسمت لها مونيكا اندروس ببرود قبل ان تغادر المبنى.
ولكن حتى الوقت الذي نزل فيه كول عند الثانية عشرة والنصف كانت لاسي قد أصبحت متوترة الأعصاب، وكم تتمنى ان يكون خروجهما معاً مجرد غطاء، وانهما سيفترقان في الخارج.
وأمسكت بسترتها الجلدية وحقيبتها قبل أن يصل اليها وابتسمت للفتاة التي ستاخذ مكانها خلال فترة الغداء. وتقدمت لتسير الى جانبه، ولم يعلق بشيء على خديها المحمرّين، بل أمسك بمرفقها ليقودها الى الباب الذي فتحه لهما الحارس.
وما ان أصبحا في الخارج حتى نرك يدها واستدار نحو مركز التسوق، حتى اضطرت لاسي للركض حتى تلحق به. وصاحت به لاهثة:
ـ ألا يمكنك التخفيف من سؤعتك قليلاً؟
واستدار إاليها، ليبدو انه يلاحظ وجودها للمرة الأولى، وخفف سرعته، ولكنه لا زال اسرع منها فسألته:
ـ إالى أين نحن ذاهبان؟
ـ ظننت الأمر واضحاً.
ـ وظننت أننا ذاهبان للغداء. ومن هنا لا يوجد سوى حوانيت.
فتنهد:
ـ أنا اقصد حانوتاً محدداً.
ـ أي حانوت هذا؟
ـ حانوت جواهري هناك واحد ممتاز قريب من هنا.
ومرة أخرى أحست لاسي بالذعر يتصاعد في قلبها.
ـ جواهري...؟ ولماذا؟
ـ يا فتاتي العزيزة، ألا تريدين أن تضعي خاتم الخطوبة في اصبعك ليراه كل الناس؟
**********************************************
نهاية الفصل الأول





http://www.amiraa.com/sml/up/99147.gif

Rehana 22-04-11 08:54 PM

في الحقيقة انا لم اقرائها وراح اقرائها من يديدك الحلوووة :flowers2:
يعطيك الف عافية

ملك محمد 23-04-11 12:38 AM

الرواية دى اكثر من رائعة .انا قراتها قبل كده بس اكيد هقراها تانى معاكم
وذوقك يجنن !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

قلب حائر 23-04-11 10:54 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Rehana (المشاركة 2718308)
في الحقيقة انا لم اقرائها وراح اقرائها من يديدك الحلوووة :flowers2:
يعطيك الف عافية

هلا بيكي حبيبتي بتنوري الموضوع بمرورك الحلو

قلب حائر 23-04-11 10:55 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ملك محمد (المشاركة 2718528)
الرواية دى اكثر من رائعة .انا قراتها قبل كده بس اكيد هقراها تانى معاكم
وذوقك يجنن !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

شكرا يا قمر كللك ذوق نورتي وشرفتي

قلب حائر 23-04-11 10:58 AM

2- القطتان

http://i128.photobucket.com/albums/p...wers/df316.gif

تجمدت لاسي في مكانها، ولم تهتم كثيراً عندما استدار ليبدي نفاذ صبره. وصاحت:
ـ لا أريد خاتم خطوبة.
وعاد كول المسافة الصغيرة التي تفصل بينهما، ليمسك ذراعها بخشونة ويجرها قائلاُ من بين أسنانه:
ـ لا تصرخي هكذا في الشارع!
وفضت يده عنها.
ـ وماذا تتوقع مني أن أفعل؟ أنت تبعد أميالاً عني.
ـ لأنك تتعمدين التأخير، وتتصرفين بهستيريا. ماذا بحق الشيطان؟ لا بد أنك لا تفهمين أن لا خطبة بدون خاتم؟ الناس سيبحثون عنه في اصبعك خاصة هذا المساء.
ـ لا أريد الخاتم ولا أريد الخروج معك هذا المساء. ولا مانع لديّ من الإبقاء على هذا الادعاء في العمل، ولكنني لن أمثل أمام اصدقاءك من علية القوم، كي يضحكوا علي!
ـ أنت تتفوهين يأسخف الأشياء، وتتصرفين بطيش وتهور... ولكنني أعذرك لصغر سنك. واصدقائي لن يضحكوا عليك، ولكنهم سيجدون من الغرابة أن لا تضعي خاتماً في اصبعك. وهذا أمر لا اريد مناقشته. فقد اتصلت بالجواهري لتحضير مجموعة مختارة من الخواتم لتختاري واحداً منها، وهو يتوقع وصولنا في هذه اللحظات.
فقالت بعنف:
ـ أنا واثقة أنه سينتظر الى ما لا نهاية زبوناً قيماً هو أنت بدون شك. وأعتقد أنه المحل نفسه الذي تشتري منه الحلي لكل نسائك.
في هذه اللحظات لم تعد تهتم بما تقوله. فقد تخطت الخط الأحمر فيما يتعلق بهذا الرجل المتعجرف، ولا شيء تقوله أو تفعله الآن يمكن أن يزيد الأمور سوءاً مما فعلت.
ـ واذا كان صحيحاً فما شأنك أنت؟
وتلاشت كل رغبة لديها في المقاتلة أمام بروده... فقالت:
ـ لا شيء كما أعتقد.
ـ اعتقادك صحيح...هيا بنا الآن.
فأمسكت بذراعه:
ـ أرجوك! لا تجبرني على هذا.
وارتفع رأسه، ولم يرف له جفن. ولم بعد أمامها أي شك بأنه رجل قاس عندما يغضب::
ـ أيجب أن أستمر في تذكيرك أنك أنت من بدأ الأمر.
ـ ولكن ايجب أن تستغله؟
ـ أجل...والآن هذه آخر مرة نناقش هذا الأمر. ومن الآن فصاعداً، ستفعلين ما أقوله لك. ولن تكرري ما فعلته هذا الصباح.
منتديات ليلاس
واخذا يسيران جنباً الى جنب، لابد انه لاحظ ان ساقيها اقصر من ساقيه. ونظرت اليه بكل براءة لتسأله:
ـ وهل ارتكبت غلطة؟
ـ الطريقة التي تدللت بها علي لم تكن ضرورية. لقد قلت لك انني لا اريد المبالغة في اظهار العاطفة.
ـ اوه...ولكن لم اتدلل!!
ـ لقد اعطيت الانطباع الجيد على الدلال.
ـ لقد قبلتني أنت.
ـ أعترف، ولكنها كانت قبلة بريئة لا تتشابه مطلقاً مع التمثيلية المثيرة التي قمت بها.
وتوقف خارج محل فخم للمجوهرات، وتابع:
ـ ولا اريد اي عمل يشابهه هنا، فقط مجرد عاطفة طبيعية لخطَاب جدد.
فاجابته بوحشية:
ـ أكرهك يا كول ريتشاردز.

قلب حائر 23-04-11 10:59 AM

نظر اليها نظرة مبهمة، فأحست كم هو جذاب وكم هو وسيم، ورد عليها بهدوء:
ـ فنبق الأمر هكذا، هل يمكن؟ يجب ان اعترف بأنني أحسست يالفضول قليلاً حول دوافعك هذا الصباح لإعلان الخطوبة. في البداية ظننت الأمر نوعاً من الابتزاز. ولكني بقراءة ملفك، وعمرك، وما الى ذلك، أتساءل ما اذا كان الدافع هو الافتتان بي.
فأجابته بسرعة:
ـ ليس بالنسبة لي.
ولكنها كانت تعرف ان الدافع كان الافتتان، أما الآن فقد انقلب الى كراهية تامة. كلماته المتعجرفة المزدرية قلبت ما يفترض ان يكون حباً الى رغبة جامحة في الانتقام من تصرفاته المهينة مع النساء. انه من نوع الرجال الذين يوقعون النساء في شباكهم ثم يتخلى عنهن دون ان تمس شعرة منهم، حسناً...لقد تيقنت الآن انه لن يفلت بسهولة هذه المرة! وسألها:
ـ ولماذا الغضب؟ هذه ليست المرة الاولى التي تتصور فتاة صغيرة نفسها بانها تحب رجلاً أكبر منها سناً. من المعروف أن بعضاً من أنواع هذه الفتيات يقمن بالخطوة الاولى عندما يعتقدن أنهن لن يحققن هدفهن بسرعة.
ـ كما قلت لك، ليس أنا.
- لا ... فخطوتك كان دافعها الانتقام. أليس كذلك أيتها الفأرة الصغيرة؟
وعلمت انه يغيظها، ورفضت بإصرار أن تبتلع الطعم، فقالت:
- أيمكن أن ننتهي من هذا؟ علي العودة الى عملي بعد قليل.
فبدا الغضب في عينيه:
- أظن أنني قلت لك أن تمددي ساعة الغداء.
وتظاهرت لاسي الاهتمام بالجواهر في الواجهة، وردت عليه بدون اهتمام:
-صحيح... لقد قلت ذلك.
- فلماذا اذن لم تفعلي كما قلت لك؟
أرجعت رأسها الى الوراء، ولمع شعرها البني الحمر في الشمس:
- لم أفعل لأنني لا أملك المؤسسة، ولا يمكن لي بكل ببساطة ان آخذ ساعتين لفترة الغداء متى شعرت برغبة في ذلك.
- ولكنك مخطوبة لمالكها...
- لقد فكرت ايضاً ان لا استغل هذا الوضع. على فكرة هناك رجل صغيرالحجم يروح ويجيء في المحل وأظنه ينظر الينا.
- حسناً، بما أنه لم يبق لديك وقت طويل، فالأفضل أن ندخل.
كان واضحاً أن الجواهري قد قابل كول ريتشارد العديد من المرات. وعلمت لاسي أنها محقة بما قالته بأنه زبون قيَم، بدون شك. وقال الجواهري مبتسماً:
- سعيد أن أراك ثانية. وأن أقابل خطيبتك. وانا سعيد أكثر أن تختاري محلنا لشراء خاتم الخطوبة آنسة وايتفيلد.
وبدا على وجه كول ما تستطيع لاسي أن تسميه البسمة الطبيعية الأولى لهذا اليوم، على الأقل في رفقتها:
- أنت نعلم أنك الأفضل في البلد.
- هذا لطف منك سيدي... وهل لي أن أقول انني موافق على ان لا يكون هناك ياقوت أزرق فيما ستختارون.
- هل لنا ان نرى الخواتم؟ ليس لدينا وقت كثير.
وانتظرت لاسي الى ان خرج الجواهري الى الغرفة الداخلية لتقول:
- لم أدرك بأنك قد لاحظت لون عيني.
- لم الاحظ هذا، كان مكتوباً في ملفك.
- ألم تظن سكرتيرتك أن من الغرابة ان تطلب قراءة ملفي؟
- أنا لا أدفع لها راتبها كي تفكر بحياتي الخاصة.
وقطبت لاسي:
-لا أظن ابداً انه مذكور في ملفي ان عيناي ليلكيتان.
- ربما لا... ولكنهما كذلك، فتوقفي عن الجدال.
وصمت عندما وضعت أمامهما صينية ملاى بالخواتم.
منتديات ليلاس
كان فيها أجمل الخواتم، المزدانة بالألماس، ذات الحص المنفرد، "السوليتير" الزمردية والياقوتية تحيط بها الألماس. وكلها كانت تبدو أن ثمنها ثروة. فهذا المحل من المحلات الفخمة التي لا يدخل اليها سوى الأثرياء.
وانتقت الأول، ثم الثاني، خائفة من لمسها، ولكن جمالها أغراها. وكان لها يدان رفيعتان وأصابع رفيعة، لذلك بدت الخواتم ذات الحصوص االصغيرة لا تناسبها، ولكنها اختارتها لأنها ظنتها أقل كلفة. وأخيراً نظرت الى كول لنجدتها وسألته:
- أي منها يعجبك؟

قلب حائر 23-04-11 11:01 AM

ودون تردد اختار الماسة كبيرة، مركزة على خاتم ذهب رقيق، ووضعه في يدها قبل ان تحتج، وقال:
- هذا.
ولاحظت من ابتسامة الرضى على وجه الجواهري أنه انتقى الأغلى ثمناً، فحاولت خلعه، الا ان كول اوقفها بيده القوية السمراء. وقال:
- الافضل أن تبقيه في يدك. أنه يناسبك تماماً.
- اوه...ولكنني....
وسحب الجواهري الصينية من أمامها، فحذرها كول بعد ان ابتعد:
- لا تجادلي هنا، أرجوك لاسي.
- ولكن هذا الخاتم غالي الثمن جداً.
- اتركي الأمر لي... فهذا اريده لك.
- ولكنني سأكون خائفة أن اضيعه.
فرد بدون اكتراث:
- سأؤمن عليه.
- أجل....ولكن....
- دعي الأمر الآن يا لاسي.
كم تمنت أن تعرف كم ثمن هذا الحجر الثمين في اصبعها، ولكنها كانت تعرف أنها لا يجب أن تبقى واقفة عند بحث الثمن، فتحركت مبتعدة لتتفرج على معروضات المحل.
وما ان خرجا من المحل حتى أعطاها كول علبة مربع كبيرة، متجاهلاً نظرتها المتساءلة:
-افتحيها.
وفعلت هذا بأصابع ترتجف، وصرخت من الدهشة عندما شاهدت ما بداخلها. فعلى مخملها الازرق في الداخل، كانت الماسة كبيرة على شكل دمعة معلقة بسلسلة ذهبية رائعة. وداخل استدارة السلسلة حلق مماثل. لقد كان رائعاً يالفعل!
وأعادتهما اليه، وقد تذكرت جيداً ما قاله عن اعطاء النساء الحلى.
- لا اريد هذه...أما الخاتم فسأضعه في اصبعي الى ان اتحرر منك. ولكنني لن اقبل شيئاً آخر.
وتجاهل العلبة التي مدت يدها اليه بها.
- انها لك لتتزيني بها الليلة، اريدك أن تظهري مناسبة للدور.
فقالت ساخرة:
- موظفة استعلامات صغيرة مثلي، لا يعقل ان تكون تملك مثل هذه المجوهرات.
- بالضبط.
- أيها الخنزير المتعجرف يا كول رريتشاردز... ولكنني سأعيدها اليك حالما تنتهي الحفلة.
- لا تتصرفي كالأطفال.
- اذن لن اتزين بها، ولا يمكنك اجباري على ذلك.
- كم انت فتاة عنيدة! حسناً...سأبقيها مخبأة لك. فلنذهب الآن الى محل نشتري لك منه ثوب سهرة.
- لدي ثيابي...شكراً.
- أنا واثق أن لديك ثياب. ولكن أريد شيئاً جديداً.
فكررت غبر أسنانها:
- لدي ثيابي...
في الواقع، لديها الثوب الملائم تماماً لترتديه لهذا الرجل المتحذلق... لقد اشترته بثمن مرتفع لترتديه لصديق، انهت علاقتها به قبل ان تبتدئ فعلياً. ففي ذلك الوقت لم يكن في مستوى مقاييسها الرومانسية التي حرَكها كول ريتشاردز. ومن سخرية القدر انها سترتدي الثوب نفسه لتخرج مع كول ريتشاردز، بالذات! وقال لها:
- هل يجب ان تجادلي في كل شيء؟
- اذا كان هذا سيعني التمسك بهويتي ضدك، فنعم!
- يا الهي! أنت مستحيلة!

قلب حائر 23-04-11 11:02 AM

وأوقف سيارة تاكسي، وأدخلها اليها قبل ان تعترض وجلس بجانبها، قائلا":
- قبل ان تبدأي جدالاً مفتوحاً في الشارع.
- انت تحب السيطرة، وهذه مشكلتك!
وبدأ يبتسم، وبالتدريج تحولت الابتسامة الى ضحكة عالية. واحست لاسي بمشاعرها تتحرك للمرح الحقيقي الذي ظهر في عمق عينيه الخضراوين. وقال:
- أنا المتسلط؟ نبدين انت من ينظم لي حياتي في هذه اللحظات.
وخرج من السيارة ليفتح لها الباب بعد ان وصلا المبنى الذي يملكه.
- سأمر لأخذك من منزلك في الثامنة والنصف هذا المساء.
- ولكنك لا تعرف اين... اوه أجل... من ملفي.
- عنوانك فيه. لا شيء اكثر، سأراك فيما بعد.
وعاد الى التاكسي... ولاحظت متاخرة ان علبة المجوهرات لا زالت معها، وهذا شيء لم تكن ترغب فيه، ولكنها الآن. ووضعت العلبة في أسفل حقيبة كتفها وتوجهت الى طاولتها.
منتديات ليلاس
كانت متوترة لوجود الخاتم في يدها حتى انها ابقتها لنصف ساعة مخبئة، الى ان لاحظتها فيكي، وصاحت بحماس وذهول لجماله:
- انت لم تقولي لي بعد كيف وقعت في حبه واصبحت خطيبته. هذا الصباح فقط كنت اشتمه أمامه، نشك كلانا في قدرته على الاحساس بالعاطفة، حتى ولو حاول. ولا بد انك مقتنعة الآن انني كنت مخطئة.
- أجل ...كنت محطئة.
فابتسمت فيكي وكأنها تحلم:
- الأمر كله وكأنه قصة خرافية...اليس كذلك؟مخطوبة للزواج من كول ريتشاردز الذي لا يمكن لأحد الوصول اليه... أيتها المحظوظة!
أجل...المحظوظة...ولكنها لم تكن تفكرهكذا فيما بعد ذلك المساء وهي تحضر نفسها متوترة لتذهب الى حفلة تيدي بومان. فاذا كانت مونيكا اندروس هي المثال لصديقات كول ريتشاردز، فلا بد ان يكون هناك اناس من علية القوم في الحفلة.

قلب حائر 23-04-11 11:14 AM

ثوبها كان من الحرير الخمري، يبرز الألوان الحمراء في شعرها البني، ويلتف بثنايا ناعمة والنعومة على صدرها وخصرها، الباقة المستديرة المرتفعة كانت تضفي الرقة والنعومة على عنقها الذي يشبه عنق الاوزة. وتنتهي أكمامها برباط عند الرسغين، يبرز جسدها النحيل، ويناسبها تماماً، كما لم يناسبها اي ثوب امتلكته من قبل.
كانت قد غسلت شعرها، ومشطته الى ان جف ّ والتمعت خصلاته البنية المحمرَة، ووضعت مكياجاً خفيفاً وبعض اللون اللماع الخوخي على شفتيها. وبرقت ماسات القرطين والسلسلة بجمال
أخاذ مقابل لون قماش الفستان الداكن قليلاً، وعلمت انها تبدو في أفضل حالاتها.
لمعت عينا كول ريتشاردز بالموافقة لها حالما وقعت عيناه عليها وهو يدخل شقتها الصغيرة. وكان يبدو جذاباً بشكل خاص ببنطلونه الأسود وقميصه الحريري الأبيض، وسترته المخملية الرمادية التي كانت تماثل لون عينيه الفولاذيتين. وكان يحمل علبة كبيرة تحت ابطه، واحست بالفضول لتعرف ما بداخلها.
تراجع الى الخلف ليفحصها، وقال:
- جميلة جداً.
ووضع العلبة على الطاولة. فاحمر وجه لاسي بجمال:
- شكراً...الليلة...انت...لن تتركني لوحدي كثيراً؟ فأنا... أنا لا أعرف أحداً ممن قد يكون هناك.
- ولكن تعرفين تيدي.
- أنا لا اعرفه. لقد رايته مرتين عندما كان يأتي ليراك. وانا اعرف عنه ما اعرفه عنك، وهذا لا يجعلني أعرفه حقاً.
- ستعرفينه قربياً. أنا واثق انه لن يضيع وقتاً ليقدم نفسه لك. ولكن لا تنسي ابداً ان من المفروض انك مخطوبة لي.
- من المستحيل ان انسى وهذا الحجر الضخم يزن الكثير في اصبعي لينزل يدي الى الاسفل. أنت حتى لم تزعج نفسك بمعرفة اذا كان يعجبني ام لا.
- وهل هذا مهم؟
- انه يبدو غالي الثمن لترتديه خطيبة كول ريتشاردز. وهذا ما تتمتع به سيد ريتشارد، وتتمتع بواقع انني بكل غباء أوقعت نفسي في فخ خطوبتك.
- انا لا اتمتع بهذا ابداً يا لاسي. ولكن لم يكن امامي الخيار. وهكذا أنا انوي الاستفادة من الوضع قدر استطاعتي، ومن الافضل ان تفعلي مثلي. أليس هو السبب جزئياً لما فعلته؟ لقد انكرت افتتانك بي، اذن لا بد انه نوع من الابتزاز.
- بل كان للانتقام فقط.
- لا بأس اذا أحببت أن تفكري هكذا. ولكن مهما يكن، فالجواهر التي تملكينها الآن ستأتيك بمبلغ محترم اذا قررت بيعها، وهذا سيسهل عليك احتمال خطوبتك لرجل تقولين انك تكرهينه...فلسبب ما تجد النساء في الجواهر راحة كبيرة.
فأجابته بقوة:
- هذه الجواهر ليست لي لبيعها. وسأعيد اليك القرط والسلسلة في نهاية الأمسية، أما الخاتم فسأعيده اليك عندما تقرر انك عاقبتني بما فيه الكفاية على غبائي. واذا كنت تصدقني أم لا. فالابتزاز لم يدخل الى تفكيري ابداً...لقد آمنت مرة أنني...
وصمتت مترددة، لماذا تعطيه الرضى بأن يعرف أنها كانت تظن نفسها تحبه؟ لا بد انه سيضحك عليها لمثل هذا الاقرار...وتابعت:
- الأمر ليس مهماً...أليس من الأفضل ان نذهب الآن؟ لقد تأخرنا.
- أعتقد هذا.

قلب حائر 23-04-11 11:16 AM

والتفط العلبة التي جاء بها معه وأعطاها لها.
- مع علمي ان هذا يجب ان يكون من فرو "المينك" أو "الفقمة" إلا انني لا أحب فكرة قتل حيوان لتوفير شيء جميل تتزين به المرأة.
ونظرت إليه بحدة...وأخذت تفتح رباط العلبة وتحدق فيها. بين الأوراق الناعمة...كان هناك مشلح مخملي رائع أبيض كالثلج. فالتقطته واخذت تتحسس نعومته:
- كم هو جميل...!
- عظيم...
وأخذه من يدها ليضعه على كتفيها وتابع:
- من الأفضل ان نخرج الآن.
منزل تيدي بومان كان على بعد خمسة عشر ميلاً خارج المدينة قرب التلال على الطريق المتجهة الى ملبورن، يقع على بعد قليل من الطريق يصل اليه المرء عبر طريق داخلية خاصة تقود الى مرتفع جبلي، ثم الى أمام باب خشبي ضحم من خشب السنديان. وكانت السيارات متوقفة على جانبي الطريق أمام المنزل، والأنوار تشع في كل اتجاه، وتنبعث الموسيقى الناعمة من الداخل.
تبعت لاسي كول الى الباب بخوف...وأدخلها خادم، وتركت لاسي معطفها بين أيدي أمينة. والتفت اليها كول:
- أعتقد انك تودين إصلاح زينتك قليلاً، او اي شيء تفعله النساء عندما يختفين لساعات؟
-أجل، أرجوك.
فأشار الى باب الى اليسار.
- اذهبي الى هناك. سأدخل لاتناول شراباً.
- ولكن...
- لا تكوني طفلة هكذا...لن أكون بعيداً عنك.
داخل الغرفة، كان هناك امرأتان تهتمان بزينتهما وهما تثرثران:
- لم يصل كول بعد.
وردت شقراء:
- سيكون هنا...لقد قال تيدي انه دعاه.
فردت الأولى وهي تضع أحمر الشفاه:
- لا أستطيع الانتظار!
- وهل شاهدت فتاته؟
- أبداً، ما من أحد سمع عنها حتى هذا اليوم. انه حقا متكتم حولها.
- لن تكون مونيكا سعيدة. انها كانت تعتقد أن بإمكانها الحصول عليه ساعة تريده.
ورفعت الشقراء حاجبها الرفيع:
- أنا واثقة انها حصلت عليه أكثر من مرة.
- اوتظنين انها قد تتمادى الى هذه الدرجة؟
- مايكل رجل مغفل أمامها. ليس له سلطة عليها ابداً. وهي ترغب في كول والجميع يعرفون هذا.
- ولكنني لا اظن كول...
- إنه رجل...ومونيكا جميلة جداً. هذه الخطوبة كانت مفاجئة، ولكنها ضرورية حسب رأيي.
فنظرت اليها الاخرى بحدة:
- ماذا تعنين؟
- حسناً، يمكن للأمر أن يكون حيلة، الا يمكن هذا؟ ربما أقنع كول مخلوقة مسكينة لتعتقد نفسها أنها تحبه وأنه يشعربنفس الشيء نحوها. عندها لن يعود مايكل يشك في أي شيء بين كول ومونيكا، وقد أصبح كول خطيباً جديداً.
- أعتقد هذا. وهناك الكثير من الأقاويل تذاع. وانا واثقة أن مايكل قد سمعها.
- أفهمت ما أعنيه؟ أراهن أن هذه الفتاة مجرد فأرة صغيرة.
لدى سماعها هذا الاسم، ارتدت لاسي غاضبة، ولكن قبل ان ترد دخلت امراة أخرى فيما انسحبت المرأتان الأخريتان منها وهما لا تزال تتبادلان الأقاويل.
منتديات ليلاس
اذن هذه هي لعبة كول! وارتفع دم الغضب ليلون وجهها. إنه يستخدمها غطاء لعلاقته بامرأة متزوجة...كم هو وقح! من بين كل الأشياء القذرة! طوال الوقت كان يتظاهر أنه المخدوع...وها قد علمت أن الخطوبة تناسبه تماماً.
لا عجب اذن أن تهرع مونيكا أندروس لتراه هذا الصباح! ولكنها سرعان ما اطمأنت عندما شاهدت لاسي، فقد علمت أن لا مجال للمنافسة بينهما.

قلب حائر 23-04-11 11:38 AM

كيف يجرؤ! كيف يجرؤ على استغلالها هكذا! إنه مثير للقرف! يغطي تصرفاته القذرة باستغلالها؟! له علاقة بمونيكا ويستغلها درعاً له من زوج المرأة.
ولكن ماذايمكنها ان تفعل؟ ليس هناك من طريقة للخلاص من هذه الخطوبة بدون التسبب بالاحراج لها وله. اضافة الى هذا فقد أوضح لها أنه لا ينوي تركهت وشأنها، اتضح لها سبب عناده الآن.
ولكنها لن تدعه يعتقد انه بامكانه الاستمرار باستغفالها....لا...ولسوف تتأكد من انها تعرف بعلاقته الخسيسة. وعندها لن تعود تشعر بعقدة الذنب تجاهه...ولماذا تفعل؟
ولم يستغرقها وقت طويل لتجده بين الناس، فطوله، ومظهره المميز، يجعله ظاهراً. وتحركت بسرعة عبر الحشد لتقف الى جانبه.
استدار لينظر الى وجهها المحمّر وعينيها اللامعتين فقال لها:
- ظننتك ضعتِ!
وأخذت منه كأس الشراب الفوار، ورفعت رأسها الى فوق متجاهلة نظرات الفضول من حولها، وردت عليه بخشونة:
- لا يبدو عليك الاهتمام حتى ولو كنت ضعت.
واحتست قليلاً من شرابها، فقطب جبينه:
- ماذا دهاك؟
فرفعت وجهها اليه متحدية:
- ولماذا يجب ان يكون هناك ما دهاني؟ كنت أرتب شعري.
- لخمسة عشر دقيقة؟!
- لدي كثير من الشعر.
- انظري الآن يا لاسي...
وقطع حديثه ظهور مضيفهما الى جانبه:
- لقد ظهرت أخيراً...
ابتسامة تيدي بومان كانت طبيعية طيبة، ومد يده الى لاسي بكل أدب.
- أنا سعيد جداً لمقابلتك.
فابتسمت بخجل:
- شكراً لك.
ونظر الى وجه صديقه المتجهم.
- إنها رائعة يا كول...ستضطر الى إبقاء نظرك عليها بين كل هؤلاء الذئاب.
وابتسم ثانية وأردف:
- ستكونين آمنة وكول الى جانبك.
ونظرت الى خطبيها نظرة لاذعة:
- شريطة أن يبقى الى جانبي.
وحفرت أصابع كول في كتفيها بعد ان أحاطها بذراعيه، وقال ممازحاً:
- واين سأذهب؟
ولكن عيناه كانتا تقصان قصة مختلفة كلها تحذير لها بأن تحسن التصرف. فاجابت بنعومة:
- لست أدري أين بمكن ان تذهب.
وضحك تيدي، غير مدرك للتوتر بينهما:
- ألم أرك من قبل.
- بكل التأكيد...فأنا أعمل عنده.
واشتدت القبضة على كتفيها. وشهقت قليلاً من الألم. وبدا العجب على تيدي:
- صحيح؟
وردت دون أن تعير نظرات كول اهتماماً:
- صحيح...فأنا عاملة الاستعلامات.
- هكذا اذن! ايها الشيطان اللعين يا كول! لقد أبقيتها مخبأة طوال الوقت!
وضرب صديقه على كتفيه...فأضافت لاسي بنعومة:
- كول يحب اخفاء الأسرار.
فنظر اليها بحدة، وقال:
- ليس عنك يا حبيبتي.
ونظرت اليه بغضب بارد:
- حتى عني.
فضحك تيدي.
- أنا واثق أنه لن يفعل. فهو قد أصبح رجلاً صالحاً، خاطب ليتزوج. لقد اصبت بصدمة حياتي هذا الصباح عندما شاهدت اعلان الخطبة في الصحيفة.
فايتسمت وقالت:
- ليس أكثر من صدمة كول.
- آه...لهذا كان مرتبكاً عندما حدثته.
فقالت بخبث:
- ما من شك انه كان مرتبكاً.
فتدخل كول ليقول بهدوء:
- لقد ارتبكت لأنني لم أرد إعلان الأمر بعد...ولكنك تعرف كيف تلتقط الصحافة مثل هذه الأخبار.
فتجهم وجه تيدي:
- اوه...أنا اعرف الصحافة تماماً.
واسترعى انتباهه امرأة في الجانب الآخر من الغرفة غاعتذر وتوجه نحوها. وشربت لاسي ما تبقي من كأسها متجاهلة تماماً الرجل الواقف قربها الذي ما لبث أن سألها بغضب:
- ما بك بحق الشيطان؟
- أنا على ما يرام تماماً. شكراً لك.
- لم أكن اسألك عن صحتك! لقد سألتك ماذا بك! أنت....انت مختلفة، أكثر...
- أكثر ثقة بنفسي، أهذا ما تعنيه؟ ولكن لماذا لا أكون واثقة من نفسي؟ فلست تلك الشخصية العظيمة على كل الأحوال، أليس كذلك؟ أنا أعتقد انك مقرف! وانا أشعر بعقدة الذنب لأنني لعبت عليك هذه اللعبة. فأنت تستحق كل ما يصيبك...وأكثر.
واشتد اطباق فمه وهو يحاول كبح غضبه بجهد كبير:
- عن ماذا تتكلمين بحق الشيطان؟
- انت تعلم جيداً عما أتكلم، فلا تحاول تمثيل دور البراءة معي. لم أكن أظنك أبداً قادر غلى الانحدار الى هذا المستوى الوضيع...الى..
- كول!
ولم تحتج لاسي لأن تستدير لتعرف صاحبة الصوت، انها مونيكا اندروس! كانت تبتسم بطريقة حميمة في وجه كول، ووضعت ذراعها في ذراعه...لم يعد هناك حاجة للقلق حول الأقاويل الآن بعد ان أصبح كول خطيبها! اوه...كم تحس بالاذلال لاستغلالها بهذه الطريقة! وراقبتهما...راقبت كيف أجبرته على طأطأة رأسه كي تتمكن من أن تهمس في أذنه، راقبت الطريقة التي ضحك بها على ما قد تكون قالته له.
ومضت عدة دقائق قبل ان يشعر أي منهما بوجودها. وأخيراً استدارت مونيكا اندروس اليها لتشركها في الحديث. وقالت بنعومة:
- ها قد التقينا ثانية يا لاسي.
- لم اكن أتوقع هذا سيدة اندروس.
وضحكت المرأة الجميلة الشابة، ولكن بدون مرح، وقالت:
_ ارجوك نادني مونيكا، فكونك خطيبة كول سيجعلك ترينني كثيراً.
ورفعت لاسي حاجبيها:
- حقاً؟
فردت عليها مونيكا بلهجة المنتصر:
- اوه...أجل...فانا وكول صديقان قديمان.
فابتسمت لاسي لهما وقالت بشيء من السخرية:
- وزوجك...لا يجب ان ننسى زوجك...أين هو الآن؟
-مايكل مسافر الى اميركا في الوت الحاضر.
- كم هذا مناسب لك؟

قلب حائر 23-04-11 11:53 AM

وضاقت العينان الخضراوان بشكل حطر:
- عذراً!
- كم هو مؤسف لك.
ونظرن مونيكا الى كول.
- اجل...اليس كذلك. ولكن الأصدقاء دائماً يساعدزن في تخفيف وقع الوحدة. لقد كان كول رائعاً معي خلال غيلب مايكل.
- أنا واثقة من هذا. ولكنني أظنه سيكون أكثر انشغالاً في المستقبل...التحضير للزواج وأشياء أخرى.
وابتسمت لاسي لكول بحرارة غير عابئة بنظرته الغاضبة.
- هناك اشياء كثيرة امامنا لننظمها، ويجب ان تعرفي هذا، فأنت امرأة متزوجة.
واحمرّ وجه المرأة الأخرى الشاحب قليلاً. وسألته:
- ومتى سيكون الزفاف؟
- وحاول كول الرد:
- نحن...
فقاطعته لاسي:
- اوه...في وقت قريب جداً. فليس هناك من سبب لانتظار. وكول متلهف لأن يجري الزواج بأسرع وقت ممكن، أليس كذلك يا حبيبي؟
بدا عاصفاً... وعلمت انهما متى انفردا فسيجعلها تختبر قوة غضبه الكاملة. ولكنها لن تأبه لهذا الآن. فلن ينجو من استغفاله لها!
وبدت مونيكا اندروس أقل ثقة بنفسها الآن، تنظر بريبة الى لاسي وكول الى ان قالت:
- لم أكن أعرف انكما حددتما موعداً. انتما خطيبان لتوكما.
وأظهرت لاسي الخجل:
- الحطوبة شيء من الرسميات بالنسبة لنا... والزواج سيتم الشهر القادم.
وبدا على كول الذهول الكامل، وأصبحت قسمات وجهه اكثر تجهماً.
والتقت عيناه بعينيها بهدوء عاصف:
- أظن اننا اتفقنا ان لا نناقش هذا امام أحد.
فابتسمت له:
- بما أن السيدة اندروس صديقة حميمة لك، فلا يهم حقاً لو اخبرناها اضافة الى اننا سنرسل الدعوات للجميع عما قريب، ولا نريدها ان تصدم عندما تتلقى دعوتنا، اليس كذلك؟
وارتفع رأس مونيكا اندروس االى فوق بقوة، وقالت بجفاء:
- سأتصل بك غداً يا كول....وداعاً يا لاسي!
فردت بحلاوة:
- اوه بالتأكيد ليس وداعاً، وكما قلت سنرى يعضنا كثيراً.
ورمقتها مونيكا بنظرة باردة اخرى قبل ان تستدير بسرعة وتبتعد عنهما، تاركة وراءها غمامة من العطر. ونظرت لاسي بكل براءة الى كول وهي ترتشف قليلاً ن موب عصير قدمه اليها الساقي، وقالت بحلاوة مصطنعة:
- انها جميلة جداً.
فأمسكها كول بذراعها وحفرت اصابعه في ذراعها وقال من بين اسنانه:
- جمالها لا يبدو لي الآن مهماً.
- حقاً؟ لقد كان مهماً لك هذا الصباح.
- هذا الصباح؟
- موعدك الهام.
-اوه...اوه...أجل...لقد نسيت...ولكن لماذا قلت لها اننا سنتزوج الشهر القادم؟ أية لعبة تلعبين الآن.
- ما من لعبة سيد ريتشارد. كل ما في الأمر لا يعجبني ان يستغلني أحد!
وهز رأسه بذهول:
- انت...هناك من يستغلك؟ لقد ظننت ان هذا قدري أنا.
- وهكذا كنت أظن. حتى انني أحسست بالشفقة عليك...ولكم ليس بعد الآن. أنت تثير اشمئزازي!
- هذه المرة التانية التي تقولين هذا فيها. لقد اصبحت هكذا بعدما عدت من غرفة النساء...ماذا حدث هناك؟
- كم انت ذكي لتحزر هذا...كان هناك اثنتان من صديقاتك تتحدثان عنك...وكان حديثهما مثيراً جداً.
وقال لها فجأة:
- فلنخرج من هنا. قد نتكلم عن هذا لوحدنا. انتظري هنا بينا أعتذر.
- الأفضل أن انتظرك في الخارج.
- قلت لك هنا.
وقالت بعناد:
- سأكون في الخارج.
وتحركت مبتعدة قبل ان يستطبع منعها. وتصورت كيف سيفسر اصدقاؤه رحيلهما المبكر. فليتصوروا ما يشاؤون!
منتديات ليلاس
على الأقل، انتقمت منه لاستغلالها، وحركت بعض المشاكل بينه وبين...حبيبته، مع انها لا تظن انه سيلاقي صعوبة في التخلص من هذه الورطة، ولكن ما من شك أن مونيكا اندروس ستواجهه بأوقات صعبة لفترة ما.
في الطريق الى المنزل سألها:
- لماذا أنت دائماً عنيدة هكذا؟
- انا لست عنيدة، ولكن لا أحب ان يأمرني أحد.
- ماذا قالت الصديقتان المزعومتان؟ أظن ان هذا هو سبب تصرفك.
- اوه لقد أخبرتاني عن علاقتك المشينة بالسيدة اندروس. لا استطيع القول انهما اخبرتاني يالضبط، فقد كانا تناقشان الأمر فيما بينهما، وكنت موجودة.
فرد بصوت منخفض:
- علاقتي بمونيكا؟
- أجل.
- ولهذا السبب قلت لها اننا سنتزوج الشهر القادم؟
- هذا صحيح...ولقد بدت قلقة تماماً عندما سمعت الخبر.
- وكذلك أنا...أنا لم اقابل شخصاً متهوراً أكثر منك. ومتعجب من انك ترمين نفسك بمشاكل أكثر تعقيداً. اتدركين أنه قبل نهاية هذه الأمسية سيكون خبر زواجنا الشهرالقادم منتشر في كل المدينة؟
واستدارت، وفمها مفتوح:
- بالتأكيد لن تقوم السيدة أندروس...
- لا...لن تفعل ولكن قلت هذا بصوت مرتفع كفاية ليسمعه عدة أشخاص. وصدقيني، في الغد، سيتوقع الجميع وصول الدعوة اليهم لحضور الزواج!

*********************************
نهاية الفصل الثاني








http://www.amiraa.com/sml/up/38557.gif

قلب حائر 24-04-11 04:23 PM

3- الكذبة
http://i132.photobucket.com/albums/q...owers/ro72.gif


ارتفعت يد لاسي الى وجهها الشاحب:
- اوه...لا!
- اوه...بلى!
- بالتأكيد لن...
- بل سيفعلون.
- يا إلهي!
والآن ماذا فعلت بنفسها؟ الأمر تسير من سيء الى أسوأ....كل ما يجري صنع يديها!
وتنهد كول:
- لقد كنت اظن ان الخطوبة أمر سيء بما يكفي، ولكنك أوقعتنا بورطة مختلفة تماماً. فالزواج ليس بالأمر السهل التخلص منه.
- أنا لن أتزوجك!
- قد تضطرين لهذا.
وخلعت الخاتم من يدها ورمته على لوحة القيادة أمامه.
- أنا لن أفعل شيئاً لا أريده! لقد كنت تستخدمني لتغطية علاقتك بمونيكا اندروس. ولكن لن أكون فريقاً في هذا بعد الآن. ما من شك أنها ستتغلب على غضبها في وقت قصير وتعودان الى ما كنتما عليه.
- إذن لقد قررت ان ما سمعته هو صحيح؟
- اوه...نعم. لقد كانت موعدك الهام أتذكر؟ وأظنك أخبرتها وقتذاك عن خطبتنا المزيفة، ولا بد انها صعقت عندما عرفت بقرب موعد زواجنا. فاحتفظ بخاتمك واشرح لعشيقتك أن الأمر كله غلطة، وأنني كنت قذرة في كلامي.
ومد يده ليلتقط الخاتم، يتأمل لمعانه، ثم أعاده اليها:
- ضعيه في اصبعك، فالخطبة لا زالت قائمة. لم يتغير شيء بعد منذ الصباح.
- لقد تغيَر كل شيء بالنسبة لي. لقد اكتشفت علاقتك، وأنا لن أساعدك على استغفالك مايكل اندروس!
- ستفعلين ما آمرك به. فتهديدي حول مستقبلك الوظيفي لا زال قائماً. أعيدي الخاتك الى اصبعك.
- لا اريده...فأنت أصلاً لم تسألني اذا أعجبني أم لا.
وبكل اشمئزاز دفعته بعيداً عنها، ولكنه أصرَ فأعادته رغماً عنها.
- حسناً هل يعجبك؟
- يعجبني...هذه ليست نقطة الخلاف! فأنت لم تزعج نفسك بسؤالي عندما اشتريته.
- لقد سألتك الآن، فكوني راضية بهذا.
- سيد ريتشاردز أنا...
- لأجل الله نادني كول!
- هل يجب ان تبدي غضيك طوال الوقت؟ ليس سهلاً علي أن أتكيف مع هذا التقرب الفجائي منك، بينما خلال ستة أشهر لم أفكر فيك سوى أنك رب عملي. ولا يبدو مناسباً أن أناديك كول.
- أتعلمين يا لاسي، حتى هذا الصباح كنت أؤمن لنفسي انني رجل صبور. ومنذ قابلتك تغير كل هذا. كل شيء فيك يثير غيظي: عنادك، تهورك، كل شيء تقريباً، وأظن أنني كنت أتعامل مع هذا الوضع بهدوء معتدل. الى ان بدأ لسانك يجاريك في التهور، كما فعلت الآن. على فكرة أرجو ان تصبري أكثر في نهاية الاسبوع.
- نهاية الاسبوع؟!
- أجل...وهذا شيء آخر أجزم انك لم تفكري فيه... والداي دعيانا الى منزلهما الريفي لقضاء نهاية الاسبوع.
وغاص قلبها:
-لم أكن أعرف أن لك عائلة.
- بل لدي..اضافة الى أمي وأبي لدي شقيق في الثانية والعشرين، وشقيقة في الثامنة العشرة. ولست بحاجة لاقول اتهم متشوقون لرؤيتك.
أثارت لهجته الباردة إغاظتها:
- أكان يجب أن تقول لهم؟ من غير اللائق توريط عائلتك في هذا.
وأوقف السيارة خارج المبنى الذي تسكن احد شققه، ورد ببرود:
- أنا لم أخبرهم...بل انت من فعل هذا.
- أنا لم....
- لقد عرفوا بالأمر بنفس الطريقة التي عرفت بها أنا يا لاسي. والفارق الوحيد أن الخبر أسعدهم.
وأحست نفسها فجأة تكاد تختنق من برودته، وقد يكون متعجرفاً ساخراً، ولكنه مع ذلك وسيم، الأكثر وسامة ممن تعرفهم. وأحست لاسي بتحركات المشاعر القديمة تحوه، ولكنه لم يلاحظها مطلقاً حتى هذا الصباح، ولم تحظ باهتمامه بطريقة تقربها منه.

قلب حائر 24-04-11 04:24 PM

على كل الأحوال، من المستحيل ان بنجذب اليها بالطريقة التي تتصور. بوجود امرأة جميلة مغرية مثل مونيكا اندروس، امرأة تفهم الألعاب المحنكة التي يحبها.
ولكن هذا لم يمنعها من الشعور بالانجذاب اليه الآن، ولم يمنعها من الاحساس بوجوده تماماً. كان ان تبقى عنيدة عندما أعادت اليه الخاتم، وان لا ترضخ لتهديده فتعيده الى اصبعها ولكنها لن تتزوجه، مهما كانت قد أسمعت كل الناس. انها لا تماثله قوة، لن تكون قوية بما يكفي لأن تكون زوجته بينما امرأة أخرى تعاشره.
وأبعدت نظرها عن دفء عينيه.
- هل تريدك عائلتك أن تتزوج؟
- أخي وأختي يعتبراني قد كبرت جداً في السن وأنا لم أستقر بعد، كما يقولان، وأنا أظن أنك ستفكرين التفكير نفسه لأنك في عمرهما تقريباً.
وقالت بكل الوقاحة...ولا تزال واقعة تحت سحره، تحاول جاهدة الخلاص:
- من الصعب عليك ان تتزوج والمرأة التي في حياتك متزوجة.
- هذا صحيح...وأظن ان عائلتي ستحبك. فلديك نفس طريقة أمي في التفكير: الاسود أسود والأبيض أببض. والرمادي هو لون أفتح من الأسود بقليل.
- أنا لا أعتبرك رمادياً سيد ريتشاردز فأنت أسود بدون شك.
فقال ممازحاً:
- مثل الشيطان...هيه؟
- هو نفسه!
فابتسم:
- أمي ستحبك، فهي تعتبر تصرفاتي مستهجنة.
- واظن أنني سأحب أمك أيضاً.
ونظر اليها متفرساً والبسمة لا تزال على شفتيه:
- انت لست كما تخيلتك أبداً.
- كما ماذا؟ كمن تخيلتني؟ أنا لم أفكر بأنك تعرف حتى بوجودي.
وأسند ظهره الى المقعد، ومدد ساقيه أمامه.
- اوه...بلى...وهل تتصورين أنني قد لا ألاحظ امراة جميلة؟ كنت دائماً تبدين صغيرة وباردة، وانت تجلسين وراء طاولتك، دائماً مرتبة، دائماً نظيفة.
فردت بغضب:
- لست صغيرة...انت تستمر بوصفي هكذا!
- ولكنك نبدين لي صغيرة...فأنت أقصر مني بحوالي الثلاثين سنتم على الاقل.
- أظن هذا فأنت طويل، ولا يقل طولك عن مائة وثمانين سنتم.
- واربع سنتم لأكون صادقاً.
- حسناً، طولي مائة وستون، وأعتبر نفسي متوسطة الطول بالنسبة للمرأة.
- أرأيت ما أعنيه...مظهرك خادع. أنت صغيرة الحجم، وطبعك ناري، وهذا أمر مدهش حقاً.
- لدي طبعي مثل سائر الناس...ولني لست نارية.
- اوه...بلى...لم أكن أفكر بأن لك مثل هذا الطبع مع هاتين العينين الزرقاوين...
وصمت فجأة ليعود الى الجلوس، وعادت نظراته باردة:
- ألم يحن الوقت لتختفي كما "سندريلا"؟
فأجفلت لاسي:
- أنا لا أعتبر نفسي مثل "سندريلا". ولكن لا يجب ان أؤخرك عن...أصدقائك...الساعة الحادية عشرة والنصف فقط، وأنا واثقة انك لا تنوي الآن الذهاب الى النوم...على الأقل ليس في فراشك.
الغضب من كلامها:
- أرأيت مفاجأة أخرى منك...لم أكن لأفكر مطلقاً أن الفتاة الحلوة الصغيرة قادرة على التفكير بهكذا أمور شنيعة. قد يكون مايكل اندروس غائباً عن منزله، ولكنني لا أنوي مطلقاً أن أشارك زوجته الفراش في غيابه.
واستدرات لتفتح باب السيارة.
- اذن ربما ستشاركها الفراش، ولكنك لن تنام وحيداً بالتأكيد.
فرد بنعومة:
- أنا لا أنام وحدي أبداً. فلدي قط اسمه تودي يصر على النوم في أسفل السرير.
وضحك عالياً لدهشتها..وقال مداعباً:
- يجب ان لا تستمري بالقفز الى استنتاجات غير صحيحة يا فتاتي الصغيرة.
- هل لك أن تتوقف عن مناداتي هكذا!
فهز رأسه ببطء:
- أظن أن علي أن اذكر نفسي باستمرار انك صغيرة وتبدين جذابة جداً وانت غاضبة. ولكنني لا اتلاعب بالفتيات الصغيرات.
وفتحت باب السيارة لتخرج:
- عمت مساء سيد ريتشاردز!
- لاسي!
وتوقفت عن صفق الباب وراءها واستدارت لتساله:
- نعم؟
- سأجيء لأخذك في الثانية ةالنصف غداً، وهكذا نصل وقت الشاي تماماً.
- كم هذا لطيف...هل أنت واثق أنني سأعرف كيف أستخدم الشوك والسكاكين وقت العشاء؟
منتديات ليلاس
وفتح بابه واستدار نحوها بعد ان صفقته بسرعة وأمسك بها وأدارها لتواجهه، وقال:
- بإمكانك أن تكرهيني قدر ما تشائين...ولكن اتركي عائلتي بعيدة عن الانتقام الذي بيننا. لا أريدك أن تسخري من أي عضو من عائلتي، الا تظنين أنه حان الوقت لكي تخرجي نفسك من عقدة الاضطهاد هذه، وتوقفي عن الظن أن شخصاً ما سيحط من قدرك طوال الوقت.
- أيها ال...
وارتفعت يدها الى الأعلى لتهبط بسرعة الى جانبها ولم تصل مطلقاً الى وجهه المتعجرف، وضغطت أصابعه على رسغها حتى أحست أن دورتها قد توقفت.
- أيها النذ...
- لا تقوليها يا لاسي فهذه أحد كلمة في القاموس.
وأصبحت عيناها قرمزيتان من الالم والمشاعر الثائرة:
- اذن هي تناسبك تماماً.
- أيتها المشاكسة الشريرة...! اذا كنت ستكرهيني فمن الافضل أن أعطيك سبباً وجيهاً.
وجذبها بوحشية اليه، وأحنى رأسه فوقها ليحدق اليها عدة ثوان. راقبته لاسي وكأنها في حلم، وييطء قرب وجهه من وجهها...وأجبرها على وضع رأسها فوق صدره، وأطبقت ذراعاه الفولاذيتان كالرباط عليها وهي تكافح لتتخلص منه.
وبقي هذا الى ان زالت منها كل قوة للمقاومة فوجدت نفسها تتجاوب لعناقه، بعد أن أصبحت ذراعاه أكثر رقة ولطفاً حولها.
وتحركت ذراعاها إلى حول عنقه، وتحركت ياه على ظهرها بنعومة. هذا أمر لا يصدق! كول ريتشاردز يعانقها؟ جسده كله يرتعش من التأثر بعناقها؟
وأبعدها عنه بسرعة كما قرَبها وقال آمراً بلهجة خشنة:
- ادخلي الى الشقة...سأراك في الغد.
وببطء صعدت لاسي الى شقتها، وهي لا تزال مبهورة بعناقه غيرالمتوقع. ولم يعد لديها شك في أنه سيد هذا الفن. وسرعان ما تحول غضبها المشتعل الى شيء مختلف تماماً. فبدلاً من أن تكرهه، أكد لها هذا تحبه

قلب حائر 24-04-11 04:25 PM

في صباح اليوم التالي سألها وهما في طريقهما الى منزل أهله:
- بماذا تفكرين؟
فردت كاذبة:
- بعائلتك...هل يعمل أخواك؟
ونظر اليها بريبة:
- شقيقتي لا تزال في كلية الفنون. وبوب في كلية الطب.
- ما اسم شقيقتك؟
أيشيء يتحدثان خيرمن الصمت:
- اسمها دونا.
- وهل هي بارعة في الفن؟
وابتسم:
- تقول هذا.
- وهل هي بالفعل؟
- ليست رديئة، أعتقد. لا تقلقي سيكون لديك فرص كثيرة لتحكمي بنفسك عندما تريك مرسمها. ولابد ان بوب سيرغب في معرفة تاريخك الطبي. فلا تخبريه شيئاً...فعندما ينتهي منك ستتساءلين كم يوم بقي لك للعيش. بوب ودونا زوج لا يمكن تشجيعهما. ولكن ستكتشفين هذا بنفسك.
- يبدو أنهما...مخيفان.
ولا شك في هذا لطفلة يتيمة الأبوين ربتها خالتها العانس، والتي تشعر بالخجل مع أبناء جيلها، ولم تختلط بالكثير من الأطفال خارج ساعات المدرسة.
- هذا أمرغيرصحيح، ربما لهما روح المزاح ولكنهما ليسا مخيفان.
- وماذا فعلت بالقط لنهاية الاسبوع؟
- لدي مدبرة منزل.
فاحمَر وجهها:
- آه...بالطبع كان علي أن أخمَن هذا.
- اسمعي، أعرف دوافعك للعداء، ولكن أرجوك ما من شيء من هذا يجب ان بحدث أمام عائلتي, فلن يفهمه السبب.
- طالما لا تثيرني.
- مهما يكن...ليس أمام العائلة...اتفقنا؟
- أعتقد هذا، فأنا لا اريد أن تسوء نهاية الاسبوع أكثر مما هي عليه بأن أجعل عائلتك تكرهني.
- قليل من التمثيل وسيكون كل شيء على ما يرام، لقد قلت لهم اننا سنبقى الى ما بعد الغداء في الغد؟.
- عندما تقول "التمثيل" ماذا تعني؟
- أعني تلك المسرحية التي مثلتيها امام السكرتيرة، فعائلتي ستحبها أكثر من السكرتيرة.
- لا أستطيع...بالأمس فعلت هذا لانني...لأنني..
- لأنك أردت الانتقام مني
- أجل...
منتديات ليلاس
واستدار بالسيارة نحو طريق مرصوف بالحصى، ليظهر أمامهما بناء ضخم من الحجر وسط مروج خضراء لونتها زهور جميلة. كان باب المنزل مفتوحاً اتقاء الحر فركضت فتاة شابة لتستقبلهما حالما وقف كل أمام الباب. وصاحت:
- كول! من الجميل جداً أن أراك!
ورمت بنفسها بين ذراعيها. وعلمت لاسي أن هذه دونا التي ما لبثت أن استدارت لتحدق الى لاسي متفحصة بفضول. ثم ابتسمت مرحبة وقد مدت اليها يديها.

قلب حائر 24-04-11 04:27 PM

- مرحباً...أنا دونا. لأول مرة يبدو لي أخي لا يعرف الكلام... لا بد أنه واقع في الحب!
وارتفعت الى وجهه ابتسامة مسترخية:
- لا علاقة للحب في هذا، فأنت لم تتوقفي عن الكلام منذ خرجت من المنزل.
وتبسمت دونا:
- أرجو أن لا يكون يتأمر عليك هكذا.
فضحكت لاسي ن تعبيرها:
- طوال الوقت...ولكنني اعتاد عليه.
ووضعت دونا ذراعيها بودية حول ذراع لاسي وقالت ضاحكة:
- بالطبع ليس كل الوقت...فقد اخذ بعضاً منه ليطلبك الزواج. هل يمكن ان ارى خاتمك؟
مدت لاسي يدها، متجنبة نظرة كول الساخرة. وأخذت شقيقته تبدي إعجابها بالخاتم. وتركته الفتاتان ليدخل الحقائب القليلة الى المنزل. وترددت لاسي قليلاً أمام الباب، لقد ثبت أن دونا لطيفة كما قال كول تماماً، ولكن ماذا عن بقية العائلة؟ وتمتم كول في اذنها وقد اقترب منها:
- أيها الجبانة الصغيرة!
منتديات ليلاس
ودخل امامها بعد أن أمسك بمعصمها يجرها تقريباً. ووقفت الى جانبه وهو يحيي عائلته ويقدمها اليهم، أول من قدم إليها كانت والدته، امرأة مرتبة صغيرة الجسم كل العائلة كم حولها أطول منها. وغمزت لها بعينيها:
- على الأقل لن اضطر لكسر عنقي وأنا اتطلع اليك، كأنني أعيش في أرض العمالقة.
إنها ليست مرهبة كما تصورتها لاسي، وابتسمت لها بشكل طبيعي، وأحست كأنها يالفعل أصبحت تنتمي الى هذه العائلة. وجاء دور والد كول، وبدا واضحاً لها من اين أخذ كول تقاسيم جهه الوسيم. الشعر الأسود كان يخالطه الشيب على فوديه، واستطاعت أن تخمَن أنه في الستينات من عمره. وانحنى ليقبل خدها بحرارة:
- كم أنا سعيد لرؤيتك. وأنا أكثر سعادة لرؤية كول قد اختار بحكمة.
ومد يده ليصافح ابنه.
وقال رابع العائلة:
- أنت لست كما توقعت. لست ن النوع الذي اعتاد كول على مصاحبته. لقد توقعتك مختلفة تماماً.
فقال الأب محذراً:
- ريتشارد!
وسألته لاسي بنعومة:
- كيف أبدو مختلفة؟
- اوه تعلمين...العطر الثقيل، الجمال المبالغ فيه لدرجة ان تبدو المرأة غير حقيقية. ومتحذلقة لدرجة الكذب.
ونظرت لاسي الى كول، وقالت بسخرية:
- لا بد ان ذوقه قد تغير.
وصاح ريتشارد بحماس:
- الى الأفضل بدن شك. لقد اخترت نمرة رابحة يا كول. مع أنني أظن أنك لا تستحقها.
وضحك كول:
- اوه...أنا واثق أنها تظن أنني استحقها.
فردت بحزم:
- قطعاً.
ولم تكن العائلة تحس بنوعية حديثهما ذو الحدين. وقالت له أمه:
- هل تحب أن تأخذ لاسي إلى فوق لتريها غرفتها؟ لقد اخترت لهل الغرفة الملاصقة لغرفتك.
ورفع حاجبه:
- عظيم...هل انت جاهزة حبيبتي؟
- أجل.

قلب حائر 24-04-11 04:28 PM

رمى كول حقيبتها على الفراش قبل ان يجلس على الكرسي...وتنحنحت لاسي...وقالت:
- لك عائلة لطيفة جداً.
- وهل يدهشك هذا؟
- قليلاً.
- لقد أحبوك أيضاً. ولكنني كنت أعرف ذلك. ولدي شكوى احدة.
- شكوى؟
نظر إلى ساعته:
- أجل...يجب أن يتحسن تصرفك معي. لقد قفزت كالأرنب المذعورعندما ناديتك حبيبتي. وأنت بكل عناد تجنبت مناداتي بكول.
- لقد شرحت لك السبب.
- أجل...ولكن لا يمكنك الاستمرار بتجنب مناداتي.
- أجد هذا أسهل.
ووقف ليخرج:
- تمرني هلى هذا لنفسك، بينما اغتسل قليلاً. سأعود إليك عندما نكونين مستعدة للنزول لتناول الشاي.
بعد نصف ساعة عاد إليها:
- هل أنت جاهزة؟
- أجل...اذا كنت أنت جاهز سيد ريتشاردز.
وشهقت عندما أمسك بيدها وصاح بوحشية:
- كول...! لقد قلت لك أن تناديني كول. اذا كنت لا تتمكنين من قول شيء بسيط هكذا، فستجعلينا نبدو زوجاً من الأغبياء. والآن قوليها! وحاولي أن تكوني مليئة بالمشاعر هيا! قوليها!
وخرجت منها صرخة:
- كول.
- مرة أخرى...وقوليها بشكل ملائم.
- لا...لا استطيع. أنت تؤلمني.
وحذرها:
- لاسي.
- حسناً...حسناً...ولكن دع ذراعي أولاً. أنت مستأسد.
- أنت بارعة بإظهار مشاعرك.
وقالت طائعة بصوت ناعم مليء بالمشاعر:
- كول.
فضحك لها:
- حاولي ان تبقيها هكذا وسيصدقون أنك تحبينني.
ونظرت إليه من تحت رموشها، وهي تحس بالخجل أكثر وهما معاً في خلوة الغرفة وقالت مكررة:
- كول...
للفتاة التي دخلت الغرفة، بدا الاثنان غارقين في الحب، كان كول ينظر ينظر اليها وعيناه تلمعان، وسألتهما دونا بارتباك:
- وهل قاطعتكما؟
فالتفت شقيقها إليها:
- وهل سيوقفك هذا؟
فضحكت:
- لا...لقد أتيت أبحث عن لاسي..ما أعنيه...
وضحك كول من ارتباكها:
- أظن أننا فهمنا ما تعنيه يا دونا. لماذا تبحثين عن لاسي؟
وكشرت وجهها فيه:
- لقد أتيت أسألها اذا كانت تحب رؤية مرسمي، ونبتعد عنكم ايها العجائز قليلاً.
-وتقدم منها خطوة مهدداً:
- مجنونة...!
واستعدت للهرب، فتابع:
- ماذا قالت أمك عن أفكارك هذه؟
- قالت أن أنتظر إالى ما بعد الشاي.
- أوافق معها.
ونظرت دونا الى لاسي متوسلة.
- ألا تفضلين..
فقاطعها كول بحزم:
- الشاي أولاً...لقد جئنا مسافة بعيدة في السيارة وكلانا متعب وبحاجة لشيء نشربه ونأكله. لا. بإمكانك الانتظار الى ما بعد الشاي.

قلب حائر 24-04-11 04:30 PM

ومد يده للاسي، فوضعت يدها بيده، وأحست بالقبضة الواثقة ليديه. بين عائلته كان شخصاً مختلفاً، يضحك ويداعب، ولم يكن ذلك الرجل المتجهم الذي تعودت على رؤيته.
لقد كانت عائلته وثيقة الروابط، وجعلوها تحس أنها واحدة منهم، والى الوقت الذي انتهى فيه تناول الشاي بدت وكأنها في بيتها، وانتابها شعور بالندم وعقدة الذنب لخداع هؤلاء الناس اللطفاء، بأن تعيش معهم بكذبة. وأحست بالراحة عندما جددت دونا دعوتها لها لمشاهدة المرسم. وقالت دونا وهما تصعدان السلم:
- بالطبع كول على حق، أنا لست بارعة جداً، ولكني أتمتع بالرسم، وأظن انني سأنشئ عملاً خاصاً بي في مجال الدعاية.
- ولكنني واثقة أن كول لم...
فضحكت دونا:
- اوه بلى...فشقيقي صادق تماماً وصريح.
ففتحت باب المرسم، كان هناك العديد من الرسومات الأولية، واللوحات على الجدران، كلها تقريباً رسومات تشابه أفراد عائلتها. وكان هناك لوحة نصف منتهية على حمالة اللوحات قرب النافذة،ومع ذلك فقد كانت واضحة بأنها لهنري ريتشاردز الأب. واستدارت لاسي تنظرالى الفتاة الشابة:
- هذا رائع جداً.
- شكراً لك. مع أنني أجد صعوبة في جعل والدي يجلس أمامي. ومع أنه متقاعد إلا أنه لا يزال في أوج نشاطه. لدي رسومات لكول اذا أحببت رؤيتها.
منتديات ليلاس
كانت الرسمات في حقيبة منفصلة للأوراق، بضع خطوط متشددة على الورق تبرز وجه كول القوي تماماً...قالت لاسي بصوت منخفض:
-وهذه أفضل بكثير...
فابتسمت دونا:
- كول يرفض الجلوس أمامي لخمس ثوان. ولكن له وجه رائع يدفعني لمحاولة نقل ملامحه على الورق. الشيطان الوسيم، اليس كذلك؟
-جداً.
- أتعلمين، لقد استطاع اخفاء سره. والتي ووالدي أصيبا بالدهشة عندما شاهدا صحيفة الأمس. واتصلا به على الفور، وأكد لهما أن الخبر صحيح. أين التقيتما؟
- لقد التقينا في العمل.
- وهل تعرفينه منذ مدة؟
- حوالي الستة أشهر.
ورفعت دونا حاجبيها مندهشة:
- كنت أعرف أنه متكتم جداً حول صديقاته، ولكننا لم نسمع أي شيء عنك. وأعتقد ان هذا يبرهن كم هو جاد معك.
وثبت لها أن العشاء أقل صدمة مما كانت تظن. فقد جلست قرب ريتشاردز، وأخذ يسليها بأحاديثه عن تدريباته الطبية فبالرغم من صعوبة التدريبات، إلا أنه يتمتع بها. وبدا لها شبيهاً بكول نوعاً مان ولكن كان له العينان الضاحكتان الزرقاوان اللتان لأبيه.
وتقدم كول ليجلس بجانبها وهم يشربون القهوة بعد العشاء. وقال محذراً بصوت منخفض:
- توقفي عن العبث مع شقيقي.
- لن أتوقف.
- ابعدي مخالبك عنه. لقد استطعت جرَي الى خطبة مزيفة، فلا تجرَيه الى خطبة حقيقية. فلن أدعه يتزوجك.
ولمعت عيناها:
- انت لا زلت غير ناضج، أتعرف هذا؟ لقد تقابلنا لتونا.
- ونحن لم نتقابل سوى الأمس...ونحن مخطوبان الآن.
- مؤقتاً فقط.
- صحيح...لذا لا تفكري كثيراً ببوب. فحياته مخطط لها جيداً للسنوات القليلة القادمة وهي لا تشمل الزواج.
ورمت عيناها الكراهية إليه.

قلب حائر 24-04-11 04:33 PM

وقالت:
- لست أنوي ان أتزوجك أو أتزوج شقيقك.
- قد تضطرين لهذا، اذا انتشر خبر موعد زواجنا القريب جداً.
- وهذا لا يعني أن علي الزواج بك. فلعب دور خطيبتك شيء لا أمانع فيه، وخاصة أنني أنا من تسببت فيه. ولكن الزواج مسألة اخرى.
وضعت فنجان قهوتها الفارغ على الطاولة وأكملت:
- أحب أن أذهب الى غرفتي...فهل تمانع عائلتك؟
- ألا يهمك اذا مانعت أنا؟
- لا.
- اذن هيا...اذهبي.
فوقفت تعتذر، ولحق بها كول فقالت بصوت منخفض غاضب:
- الى أين أنت ذاهب؟ لتتأكد أنني ان أهرب؟
- لم تخطر الفكرة ببالي...أحاول فقط لعب دور الخطيب المحب. سأصعد معك الى غرفتك لأتمنى لك ليلة سعيدة، فهذا واجبي.
وترددت قليلاً أمام باب غرفتها:
- لا لزوم لأن تدخل معي.
- هل أنت خائفة مني؟
- واحمَر وجهها:
- بالطبع لا.
وراقبها بعينين ضيقتين:
- قد يكون هذا نوع من العقاب.
- لن أفكر بغير هذا.
ودخلت غرفتها وأقفلت الباب وراءها. واتكأت على الباب. كيف يجرؤ؟ إنه يجرؤ لأنها منذ اسبوع فقط كانت تحبه فعلاً.
وها هي تجد نفسها تقع في الفخ نفسه ثانية. كول هو كل شيء حلمت به أن يكون...وأكثر. لولا أن له علاقة مع تلك المرأة!
***************************************

نهاية الفصل الثالث



http://www.amiraa.com/sml/up/38534.gif

اماريج 24-04-11 09:06 PM

يعطيك العافية ياعمري

الرواية هذه حلوة قرائتها من قبل يسلمواااا ياحياتي:flowers2:

تحياااااتي العطرة لك يالغلا

http://up.liilas.com/uploads/liilas_13036719241.gif

زهرة منسية 24-04-11 10:27 PM

انا مش هقرأ منها اى بارت الا لما تكمل بس انا واثقه انها حلوه كتير يســـــــــــــلموا ايـــــــــــــــــــــــديــــــــــــــكى قلب حائر وانا عتابع لغايه ماتكمليها علشان اقرأها

قلب حائر 25-04-11 03:01 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اماريج (المشاركة 2720444)
يعطيك العافية ياعمري

الرواية هذه حلوة قرائتها من قبل يسلمواااا ياحياتي:flowers2:

تحياااااتي العطرة لك يالغلا

http://up.liilas.com/uploads/liilas_13036719241.gif

نورتي حبيبتي شكرا لمرورك الغالي تحياتي

قلب حائر 25-04-11 03:02 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة nona1979 (المشاركة 2720616)
انا مش هقرأ منها اى بارت الا لما تكمل بس انا واثقه انها حلوه كتير يســـــــــــــلموا ايـــــــــــــــــــــــديــــــــــــــكى قلب حائر وانا عتابع لغايه ماتكمليها علشان اقرأها

بيسعدني مرورك ومتابعتك حبيبتي نورتي وشرفتي تحياتي

قلب حائر 25-04-11 03:04 PM

4- لا أريد شيئاً
http://i132.photobucket.com/albums/q...owers/ro72.gif


ها هو الكابوس يحدث ثانية، كابوس لن تتمكن من الهرب منه وأخذت تتقلب في الفراش، تحاول تخليص نفسها منه قبل أن يبلغ ذروته.
وتدفقت الدموع من عينيها وهي تشهد بوضوح الطريقة التي كان والدتها ووالدها يضحكان معاً، والشمس مشرقة عليهم والثلاثة في السيارة يتنزهون على الطريق الساحلية.
ولم يلاحظ والدها الرجل الذي كان يقود باتجاههم تماماً وعلى الجانب الخاطئ من الطريق، الى أن فات الأوان، وها هي المكابح تصدر أصواتها المرتفعة... وتعالى صراخ أمها مرات مرات...وتدحرجت السيارة وتدحرجت...الى أن ساد الظلام، واستيقظت وهي تصرخ.
وعلى الفور امتلأت الغرفة بالنور، وأسرع إليها كول ببجامته وعلى وجهه تقطيبة اهتمام لمرأى وجهها الشاحب، والدموع لا تنهمر.
- ما الأمر؟ ماذا حدث؟
دفنت لاسي وجهها في صدره، وأخذت تنتحب:
- اوه يا كول...الأمر فظيع، رهيب!
- وما هو؟
- الحلم...لقد عاودني الحلم فقد مضى زمن طويل لم يظهر لي فيه حنى كنت أنساه.
وبدافي عينيه القلق وهو يمسك بها على بُعد ذراعيه، ويتفرس في وجهها الأبيض مثل وجوه الموتى.
- أي حلم يا لاسي...؟ أخبريني عنه.
- لا أستطيع...لم أخبر أحداً من قبل عنه.
- قولي لي...على كل حال لقد ناديت اسمي.
واتسعت عيناها غير مصدقة:
- صحيح؟
- أجل...لقد ناديت باسمي عدة مرات قبل أن أدخل.
وأدهشها هذا. فهي في العادة تنادي اسم أبيها، وبدا عليها القلق:
- وهل تظن أنني أيقظت بقية العائلة؟
- لم يظهر منهم أحد بعد، فلا أظن. لقد سمعتك لأنني كنت في الغرفة المجاورة ولم أنم بعد...انظري...لو حملتك الى غرفتك فهل ستشكين بنواياي؟
- لا.
منتديات ليلاس
كانت ترتجف لدرجة أنها كانت تريد أن تكون بين ذؤاعيه لتحس بالأمان. وأن يحيط بها مطمئناً إياها. ولم ترد ان تبقى لوحدها في الغرفة.
وحملها كول الى غرفته، دون كلمة، ووضعها بلطف بين الاغطية قبل أن يستلقي إلى جانبها ويلف
ذراعه على كتفيه ويجذبها إلى صدره:
- والآن لاسي...ماذا عن الحلم؟
وأخذت ترتجف.

قلب حائر 25-04-11 03:06 PM

- انه عن الحادثة...الحادثة التي قتل فيها والداي...لقد رأيتهما ثانية...الاصطدام...والطريقة التي انقلبت فيها السيارة مرات ومرات. وكنت قد فقدت الوعي قبل أن تتوقف السيارة عن الانقلاب.
- كم كان عمرك؟
- خمس سنوات.
- وعندها ذهبت لتعيشي مع خالتك؟
- أجل...أرأيت، لقد أبقوني في المستشفى ثماني وأربعين ساعة. وظن الأطباء أن من الأفضل ان تخبرني خالتي عن موتهما، وانا مرتاحة في منزلها بعيداً عن جو المستشفى...ولكنها...خالتي لم تكن تهتم...لم تكن تهتم بوالدي، ولا بواقع أنه تزوج والدتي. وأيقظتني ليلة جئت من المستشفى لتخبرني عن موتهما بكل قساوة.
وبدا على كول التجهم.
- وهل أيقظتك من النوم لتقول هذا؟
- أجل...ومنذ ذلك الوقت والكابوس يعاودني، ولكن الوقت بين الكابوس والآخر أخذ يبتعد، وهذه أول مرة منذ سنة.
واشتدت ذراعه حولها:
- لم يكن من حق تلك المرأة ان تعطى أمر العناية بطفلة صغيرة!
- لقد كانت لطيفة في طريقتها...وربما التسبب بألمي هو طريقتها في إظهار الحزن.
ومد يده ليطفئ النور وساد الغرفة الظلام.
- نامي الآن يا لاسي...أنت آمنة تماماً، فأنا معك.
وحاولت الاحتجاج:
- ولكنني...أنا لا أستطيع البقاء هنا.
ولامس نفسه الدافئ أطراف شعرها.
- لن تعودي الى غرفتك لوحدك. فأنت لا زلت مضطربة. ستبقين هنا معي. نامي الآن، سأبقى صاحياً الى أن أتأكد من نومك.
- شكراً لك.
وأحست بشفتيه على أطراف شعرها، وتحولت مشاعرها الى شيء مختلف تماماً عن الخوف. ها هي في فراش كول ريتشاردز بين ذراعيه، والأمر مخيف، ولكنه خوف من نوع آخر.
وأفاقت ببطء في الصباح التالي وهي تتساءل أين هي. ثم تذكرت ونظرت الى الرأس الأسود المرتاح إلى كتفيها، كول ريتشاردز لا يزال يغط في النوم، ذراعه مرتاحة على خصرها.
ولم تجد أمامها الوقت لتفكر، فقد دخلت دونا الغرفة...ولم تشاهدها بعد لأنها كانت مشغولة بتثبيت ساعة يدها.
- هيا يا كول! الساعة...
وتلاشى صوتها عندما شاهدت لاسي متكورة بين ذراعي شقيقها، وأصبح خداها بلون النار، وشهقت:
- اوه...يا الهي...ماذا فعلت الآن. لم أعتقد أن...
فقالت لاسي بحزم:
- أنت لم تفعلي شيئاً...أنا...نحن...
ودخل ريتشارد:
- هاي...هيا يا كول...ألا يمكنك...
وتسمَر في مكانه وأمسك بذراع دونا وجرَها الى الخارج.
- أرجو المعذرة لاسي...لم نكن نعرف.
وبابتسامة عريضة أقفل الباب وراءه.
وهزت لاسي كول بقوة:
- هل لك أن تستيقظ؟ كول...استيقظ!
واستلقى على ظهره، ومد ذراعيه فوق رأسه وتأوه:
- كم الساعة الآن؟
- لا تهتم بالوقت الآن، لقد دخل علينا زوار.
- حقاً؟ دونا او بوب.
فقطبت:
- كلاهما...ولكن كيف عرفت؟
فهز كتفيه، ورمى الأغطية عنه ليخرج من السرير، تمطى ثانية:
- السرير ضيق لشخصين.
وقالت لتغطي الأحراج:
- كيف عرفت أن من دخل شقيقك أو شقيقتك؟
- لأن الساعة تجاوزت السابعة والنصف، وعندما أكون هنا أخرج دائماً لركوب الخيل عند الساعة السابعة والربع. ومن الواضح انهما ظنا أنني أغط في النوم وجاءا ليوقظاني.
- اوه...هذا الواضح...ولكن لا تهتم لأنهما شاهدانا معاَ في السرير...ولا بد انهما استنتجا ما يحلو لهما؟

قلب حائر 25-04-11 03:08 PM

- وما الفائدة من القلق؟ فأنا واثق ان دونا قد أسرعت الى والدتها لتخبرها.
فشحب وجهها:
- اوه...لن أتحمل هذا! ولن استطيع مواجهة والدتك ووالدك لو انهما علما بالأمر.
وأخرج قميصاً نظيفاً من الخزانة:
-ولماذا لا؟ فهما سيعتقدان أننا نمنا معاً في أي حال...فالعديد من الخطاب يفعلون هذا.
- أنا لا أفعل، وخاصة معك. فأنت من النوع الذي يستغل الخطوبة وينسى أمر الزواج.
- معك، قد لايسمح لي. فوالدايَ لن يقبلا أن تنتهي خطوبتنا قبل بضعة أشهر. ولكن بعد هذا الصباح ربما سنضطر للزواج لارضائهما.
ونظرت البه بحيرة:
- تبدو هادئ الأعصاب حول الامر.
- وكيف تتوقعين أن أكون؟
وجلست لاسي في السرير.
- كنت أتوقع أن تكون غاضباً لاضطرارك للزواج من لا تحب.
- ولكن لا بد أنك تفهمين أن هذا أمر ممكن؟
فهزت رأسها وأجابت بصوت منخفض:
- أجل...
- أنا لست سعيداً بالأمر بقدر ما انت.
- إذت لماذا لا تغضب؟ اصرخ علي قليلاً؟
ودخل الحمام وثيابه النظيفة في يده، وقال:
- الزواج منك قد لا يكون سيئاً. فقد كنت مرتاحة بين ذراعي ليلة الأمس ويوم الجمعة عندما عانقتك. لا أستطيع القول أنك كرهت هذا.
وقالت لاهثة:
- أتعني...أتعني انك تتوقع زواجاً طبيعياً؟
فابتسم بسخرية:
- لا بد أنك قرأت الكثير من قصص الحب. فزواج الحب لا يتم بهذه الأيام كثيراً، واذا تم يكون له جانب مادي. وأنا لن أتزوج امرأة لمجرد أن أتفرج عليها.
- ولكنه يناسبك هكذا اليس كذلك؟
- وهل سيناسبني؟
- اوه بالطبع...فرجل متزوج حديثاً، لا يمكن أن يشك أحد بعلاقته بامرأة رجل آخر.
- ومع من المفترض أن تكون؟
- أنت نعرف جيداً من هي.
ورد بدون تردد:
- مونيكا اندروس الجميلة؟
- بالضيط.
- قد تكونين على حق.
- لن أقبل بهذا لو أصبحت زوجتك. لن أتحمل أن تكون على علاقة مع تلك المراة حتى أنني لم أحبها.
- اوه...فهمت، لو أحببتها لكان الأمر مختلفاً.
- لا تكن سخيفاً! وبالطبع لن أكون زوجة حقيقية. وقد أكون أقرأ الكثير من قصص الحب، ولكن أحب الطريقة التي تنتهي فيها هذه القصص.
- صحيح؟ ولكنها تنتهي دائماً بالبطلة والبطل بين ذراعي بعضهما، أليس كذلك؟
- حسناً...أجل...ولكننا لن نكون مثلهم! ولن تتمكن من لمسي، فأنا أؤمن بان هذه الاشياء يجب أن تتم فقط بين الأحبة.
- وأنت لا تظنين أن بإمكانك أبداً أن تحبيني؟
- مطلقاً!
وأدارت عينيها عنه كي لا يرى الكذب فيهما، فله من الدهاء ما يجعله يلاحظ الحب يشع في عينيها...وقال:
- اذن الأمر مؤسف جداً، فأنا لست أنوي أن يكون لي زوجة أضعها في صندوق زجاجي...فالنساء خلقن للحب...
- وانت تحبهن.
- أجل.
- يا إلهي كم أنت...
- لقد حذرتك قبل الآن من اطلاق النعوت علي.
فقالت لاسي ببرود:
- اذا كان هذا يناسبك...
فضحك:
- سأراك عند الإفطار. سأخرج لركوب الخيل الآن...ولو كنت مكانك لحاولت النوم قليلاً فقد يحسن هذا من طباعك.
وبقيت ضحكته ترن في الغرفة حتى بعد أن غادرها بزمن طويل...اللعنة عليه! اللعنة على غطرسته! إنها لن تسمح لرجل كائناً من يكون بلمسها لمجرد أنه يعتبر نفسه صاحب حق. اوه...لا يا سيد ريتشاردز، لقد أثار أعصابها بما يكفي...ولن تتزوجه مهما يكن!
كانت أمه وحدها في غرفة الطعام عندما نزلت لتناول الافطار في الثامنة والنصف. والآخرون،كما هو واضح، لم يعودوا بعد من ركوب الخيل، وتقبلت لاسي فنجان القهوة الذي قدمته لها مارغريت ريتشاردز، وأخذت ترتشفه جاهدة أن لا تنظر الى المرأة.

قلب حائر 25-04-11 03:09 PM

وسألتها بلطف:
- هل بحثتما موعد الزفاف!
واحمرَ وجه لاسي....بدون مقدمات، رأساً إلى النقطة الرئيسية!
- لم نفعل حقاً. انظري سيدة ريتشاردز أنا...
- نادني مارغريت أرجوك. وأظن عندا تعرفيني أكثر ستناديني "أمي" كما يفعل الأولاد.
كل شيء تقوله هذه المرأة يجعلها تحس أكثر فأكثر بالذنب لخداعها. كلماتها الأخيرة خنقتها بالعواطف، فهي أبداً لم يكن لها أحد تدعوه "أمي". ومارغريت ريتشاردز هي النوع الخاص من الأمهات الذي تحبه: محبة، متفهمة لأولادها، ولكن بدون تدخل في حياتهم.
- شكراً...ولكنني أريد ان تعرفي أن ما شاهدته دونا هذا الصباح لم يكن كما بدا. فانا وكول...حسناً نحن لم...
فربتت غلى يدها مطمئنة:
- لا باس يا عزيزتي، لقد شرح لي كول ما حدث، وأظنه فعل الشيء المناسب. فليس من الإنصاف تركك لوحدك بعد ذلك الكابوس المرعب.
- وهل أخبرك كول؟
- ولدي شخص صريح جداً، لو كان بينكما شيء لقاله لي.
- اوه.
- لا تهتمي يا لاسي، فنحن عائلة لا تحب الأسرار بينها، مع ان كول فاجأنا بخطوبته.
- لقد كان مفاجئة فعلاً.
- وهكذا قال لنا. لقد قال إن الخطوبة كان يجب أن تعلن رسمياً يوم الثلاثاء يوم عيد ميلادك، ولكن الصحافة علمت بالأمر ونشرت الخبر فاضطررتما لإعلانه أيضاً.
عيد ميلادها يوم الثلاثاء! كيف عرف كول بهذا؟ آه بالطبع من الملف. لقد استخدم هذه المعلومات لصالحه. وقالت بصوت منخفض:
- أجل.
- أريدك أن تعرفي أنني وهنري نريد الاحتفال بالزفاف هنا، وأتمنى أن تسمحي لنا بهذه السعادة.
فاحمرَ وجه لاسي أكثر وأجابت متلعثمة:
- أنا...حسناً...أنا....نحن حقاً لم...
وفي هذه اللحظة دخل كول، وانحنى ليقبل خد أمه:
- صباخ الخير أمي.
والتفت الى لاسي ليبتسم ساخراً:
- صباح الخير مجدداً يا حبي.
فتمتمت:
- صباح الخير.
- هل كنتما تبحثان امر الزفاف؟
- لا...فأنا...
فضحكت أمه:
- لا...ليس لاسي...أنا فقط. فأنا متشوقة لزواج في العائلة أخيراً كي أتوقف عن الحديث عن الموضوع. وكنت أتساءل إن كنتما قد قررتما موعداً محدداً.
- ليس في الواقع...لقد ذكرنا الشهر القادم...ولكن نحن...
فشهقت أمه:
- الشهر القادم، ولكن هذا موعد قريب جداً. لن أستطيع ترتيب كل شيء في هذا الوقت القصير. وسيكون أمام لاسي شراء الكثير من الاشياء ولن تستطيعا العيش في شقتك، ويجب أن تفتش عن مكان مناسب أكثر.
فضحك كول:
- اهدأي يا أمي...لقد قلت إننا ذكرنا الشهرالقادم. ولم نقرر بعد.
ووقفت الأم لتترك الطاولة.
- سأتحدث مع الطباخة عن عشاء اليوم.
وتوقفت قرب لاسي:
- أرجو أن لا تشعري أني أدفعك أو أستعجلك على شيء. كول على حق...فأنت بحاجة إلى الوقت...آسفةّ!
- لاشيء يستحق الاعتذار.
- شكرا ً لك.
منتديات ليلاس
واستدارت لاسي الى كول بعد أن أصبحا لوحدهما.
- أكان بجب ان تحرج أمك بهذه الطريقة؟
- وماذا تريديني أن أفعل، أوافق على كل شيء؟ لقد قلت إنك لا تريدين الزواج مني.
وشحب وجه لوسي.
- لن افعل...لن أتزوجك تحت أي ظروف.
وسمعت صوت ريتشارد من وراءهما:
- حسناً، حسناً...لم تنخطبا سوى منذ يومين...على الأقل اعط كول الفرصة.
وشحب وجهها أكثر، وبرز أمامها عذاب اليومين الماضيين. فوقفت:
- اعذراني.
خرجت...وركضت إلى خارج المنزل وردت تحية دونا قبل أن تتجه نحو الغابة إلى يمين المنزل.
وأخيراً توقفت عن الطريقة، ورمت نفسها فوق العشب النامي بإجهاد...ماذا سيفكر بوب بتصريحها؟ لقد أظهرت نفسها كحمقاء كاملة.

قلب حائر 25-04-11 03:11 PM

ولم تدهش لسماعها وقع أقدام شخص آخر في الغابة. فلا بد أن عائلته ستضغط عليه كي يلحق بها. ولم تحاول أن تتحرك، حتى انها لم ترفع رأسها عندما علمت أنه يقف أمامها مباشرة.
وجلس على العشب بقربها. وقال بصوت ناعم:
- لقد كان هذا غباء منك...أليس كذلك؟
وكانت تتمسك يالأعشاب العالية وكأنها تشعر بالدعم:
- لم أسنطع...لم أستطع التفكير بما أفعل...ماذا...ماذا قلت لبوب؟
واستلقى على الشعب، وذراعاه وراء رأسه:
- لقد قلت له انك لا زلت محرجة مما حدث هذا الصباح. وانك تكدرت لدرجة رفضت الزواج مني.
- وهل صدقك؟
فاستدار لينظر إليها:
- ولماذا لا يصدق...فقد كنت محرجة بما حدث.
- ولكن هذا ليس سبب قولي بأنني لن أتزوجك.
- لا...لقد فعلت هذا لأنني مرة أخرى دفعتك أكثر من اللازم...وانا آسف.
وجلس ليلمس خدها بنعومة. واتسعت عيناها، احساساتها بدأت تتحرك للمسته على خدها.
- أنت...أنت آسف!
- أجل لاسي...لاسي!
فالتفتت إليه، وأمسك بها ليهبطا معاً فوق العشب، ويضغط بجسده على جانبها. ولم تتوقع هذا الهجوم، كانت ذراعاه واثقتان هادئتان وهما تحيطانها، وازداد ارتجافها بين ذراعيه. وأثارت حركات يديه الرد المطلوب حيثما لمستاها.
والتفت اصابعها في عتمة شعره، وكأنه تحثه أكثر. المكان هادئ جداً، الأصوات الوحيدة كانت للعصافير وحفيف أوراق الاشجار...وكانا في عالم منفصل. عالم لا وقت له ولا معنى. وكان كول يعانقها وكأنه فعلاً يتمتع بالأمر، يجتذب منها الرد دون أن يصرَ في طلبه. وكانت تحس بالرائحة النفاذة لعطره، وللخشونة الخفيفة في ذقنه. وتحركت يداه بثقة من خصرها لتأخذ طريقاً اشتعلت النار فيه حتى كتفيها. وأخذ يدلك ثنايا عنقها بأصابع فقدت الصبر.
واشتعلت لاسي شوقاً...شوق لشوق كول ريتشاردز لها. لم تكن قد شعرت بمثل هذا الاحساس من قبل، ولم تتجاوب بالكامل لأي أحاسيس.
وتراجع عنها قليلاً، وقال بصوت أجش:
- أريدك، وأنت تعرفين هذا، أليس كذلك؟
- أجل..
- وهل تمانعين؟
- وهل تمانع أنت؟
وهز رأسه سلباً:
- في هذه اللحظة لا شيء يهم، ما عدا أن هذا ليس بالمكان المثالي لهذا النوع من الأشياء.
فابتسمت ابتسامة حالمة، وهي تلمس فوده بجرأة:
- أظن أن المكان رائع.
فضحك بخشونة:
- قد يأتي أحد ليرانا.
وأخذت يداها تجذبانه من جديد إليها وهي تتمتم:
- لن يرانا أحد...لن يجرؤ احد على المجيء.

قلب حائر 25-04-11 03:13 PM

وبتنهيدة عاد لضمها إليه، وقد اصبح أقل رقة واكثر تطلباً. وأصبح قلباهما يدقان بنغم واحد، وما تبقى من جسديهما يصرخ لطلب الانسجام. كلاهما كان يعرف ما يريد، وليس هناك من سبيل للتراجع.
ورفعت رأسها تنظر اليه:
- ما بك؟ هل غيرت رأيك؟
وهزت رأسها، فهي اصبحت متأكدة أنها تحب هذا الرجل، لقد عرفت هذا الليلة الماضية عندما استفاقت تصرخ باسمه، وهي في الماضي كانت تستفيق من كابوسها باسم أبيها، ولكنها الليلة الماضية نادت كول، لأنه أصبح الآن الرجل الذي يعني كل شيء لها. وتمتم بخشونة:
- عودي الي اذن. يا إلهي لاسي كيف يمكن أن اقاومك وانت في مثل هذه الثيلب الرقيقة.
وسارعت لرفع اصبعها تسكته:
- هس...شخص ما قادم في الغابة نحونا.
وابتعد عنها...وصاح:
- اوه...اللعنة! لا بد أنه ريتشاردز أو دونا!
بعد بعض ثوان ظهر ريتشاردز من بين الأشجار، فوقف كول ليجذبها وهو يتمتم:
- ماذا كنت تقولين عن الجرأة...عائلتي تجرؤ على أي شيء.
ونظر الى ريتشارد نظرة اعتراض، فسأله ببراءة:
- هل وصلت في وقت غير مناسب؟
وتجاوزه كول عائداً الى المنزل وهو يقول بغضب:
- في وقت غير مناسب تماماً.
وهز ريتشارد تفيه للاسي وقال:
- أنا آسف.
وأخذت تنفض العشب عن بنطلونها لتخفي الحرج.
- لا بأس.
وحاولت اتباع كول، ولكن يد ريتشارد أوقفتها. وبدا لها محرجاً بقدر إحراجها:
- صدقيني يا لاسي...لم أقصد ازعاجكما.
- أنت لم تزعجنا بشيء..
وفوق حرجها كانت قد تألمت لتمكن كول ان يتركها ويذهب...
- لا تقلقي...لو لم يذهب لضربني...فأنا لم أره غاضباً هكذا في حياتي.
وحاولت ان تسيطر على نفسها أكثر.
- اللوم يقع علي في هذا. لقد حصل بيننا جدل سخيف.
فهز رأسه:
-ووصلت أنا لحظة كنتما تسويان ذلك الجدال.
فضحكت:
- لقد وصلت في الوقت غير المناسب وقت الشيء الغير المناسب. واعتقد انني حساسة أكثر من اللزوم في الوقت الحاضر.
وازداد إحساسها بالفرق بين خلفية حياته وخلفية حياتها. لقد تربى هو في جو من الثراء والفخامة بين عائلته التي تحبه، بينما تربت هي في كتف خالتها كانت تكرهها، وتحتسب كل قرش تصرفه عليها.
لن تتناسب ابداً مع هذا النمط من الحياة، ولهذا من الأفضل أن خطوبتهما غير حقيقية. سوف تتحمل نهاية الاسبوع هذه، ولكن أي شيء آخر سيكون صعباً.
منتديات ليلاس
وكان الغداء جمع شمل عائلي رائع. وأحست بالراحة لاقتراحه أن يغادرا بعد ذلك مباشرة. واحتجت عائلته بقوة، ولكنه صمم. وقال لها وهما على الطريق العام:
- لقد اكتفيت...أليس كذلك؟
فنتهدت:
- وهل كان هذا واضحاً؟
- لي فقط.
- ما كان عليك المغادرة لأجلي...كنت بخير.
- كنت تبدين متوترة. وكان يمكن أن تقولي لي شيئاً يورطنا في المزيد من المشاكل.
- آسفة.
- لا حاجة للاعتذار. فأنا أعرف أنني الملام على توترك ولكن اللعنة! أنت لم تقاوميني. بل كنت مغرية.
وأجفلت لمهاجمته لها:
- لا أجد خطأ في معانقتي لك، قد تعتبرني صغيرة ولكنني لست خبرة كما تعتقد.
- لقد أثبت هذا.
- ماذا تعني؟
فضحك بخشونة:
- انت تعرفين كل الحركات، أليس كذلك؟ وكل الحيل التي تشعل رغبة الرجل.
فشهقت وقد آلمها وأغضبها ما قاله، قد تكون قامت بما هو مناسب ولكن معه فقط عرفت معنى الحياة. إلا أنه يجعل الأمر يبدو سيئاً....
فقالت ببرود:
- قد يبدو لك الأمر هكذا. فقد نجحت في اشعالك، مع خبرتك مع النساء، لا أظن الامر سهلاً!
فقال متجهماً:
- صحيح.
فردت بسرعة:
- اذا كنت لا تتحمل، فلا تحاول ثانية.
- اوه، بل بإمكاني أن أتحمل، ولكن منك أنا لا أنوي أخذ شيء ولا تقبل شيء، لا جسدك ولا سخريتك.
- جسدي لن تتاح لك فرصة أن تناله، أما الثاني فلا تحاول إثارتي كي لا تسمعه.
فقال ببرود:
- سأحاول أن أتذكر هذا. ومن الأفضل ان تفعلي الشيء نفسه.
- اوه...اذهب الى الجحيم!
الصمت الذي ساد بينهما لما تبقى من الطريق كان ثقيلاً لدرجة أحست بالسعادة عندما أوقف سيارته امام مبنى شقتها.
- هل تحب...هل ترغب في الصعود لتناول القهوة.
وكان هذا تأدباً أكثر منه رغبة في صحبته، فأجاب باختصار:
- لا شكراً.
واخرج حقيبتها من السيارة وفتح لها الباب لتخرج، فقالت:
- لا يزال الوقت مبكراً.
فقال بحزم:
- عمت مساءً يا لاسي. أتصل بك غداً.
ومرر عينيه الباردتين فوقها وتابع:
- لدي موعد هام للعشاء الليلة.
واحتدت عينا لاسي:
- مع مونيكا اندروس؟
فابتسم بقساوة:
- ومن غيرها.
**********************************

نهاية الفصل الرابع


**************************

http://www.amiraa.com/sml/up/99120.gif

زهرة منسية 30-04-11 01:57 PM

فينك حبيبتى حيرتينى معاك ليه الغيبه الطويله دى والله منتظره التكمله على نار لعل المانع خير ولا انتى بتشوقينا انا مشتاقه للتكمله كتيــــــــــــــــــــر لاتطولى علينا

قلب حائر 01-05-11 03:04 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة nona1979 (المشاركة 2726288)
فينك حبيبتى حيرتينى معاك ليه الغيبه الطويله دى والله منتظره التكمله على نار لعل المانع خير ولا انتى بتشوقينا انا مشتاقه للتكمله كتيــــــــــــــــــــر لاتطولى علينا

عذرااا للغياب بسبب السفر ما تزعلي حبيبتي هلا بكمل الاجزاء شكرا لمرورك يا قمر

قلب حائر 01-05-11 03:08 PM

5- الحلم

http://i132.photobucket.com/albums/q...owers/ro72.gif

- أنت هادئة جداً اليوم.
والتفتت لاسي لاسي لتجبر نفسها على الاهتمام بما تقوله زميلتها فيكي:
- آسفة؟
- لقد قلت إنك هادئة جداً اليوم. وأنت على هذه الحال طوال اليوم، وبالأمس أيضاً. هل هناك شيء مزعج؟
شيء مزعج! إنها لم تسمع شيئاً من كول منذ مساء الأحد...وهذا هو المزعج. لقد قال انه سيتصل بها، ولكنها تعلم علم اليقين انه سافر إلى نيويورك لقضاء يوم الأمس. ولكنه اليوم لا عذر له. وهو بكل تأكيد في مكتبه هنا.
وسمعت زميلتها نقول:
- لاسي؟
فابتسمت ابتسامة فارغة:
- آسفة...لا شيء!
- أمتأكدة أنت؟
- نعم.
- لست أدري اذا كان قد حدث لك شيء خلال فترة نهاية الأسبوع. لا بد ان لقاء عائلة السيد ريتشاردز حطم أعصابك. لو كنت في مكانك لمت ذعراً.
- انهم لطفاء جداً.
لماذا لم يتصل بها كول...اليوم عيد ميلادها، حتى أنه لم يتذكره ولم يرسل لها بطاقة.
- لا يبدو عليك الحماس.
فردت لاسي بإصرار:
- انهم حقاً لطفاء. مع أنني، كما قلت، كنت متوترة قليلاً، ولكنهم استقبلوني بالترحاب.
وتنهدت فيكي عندما بدأ جرس لوحة الهاتف يرن مجدداً. ولكن هذا ترك الفرصة للاسي كي تغرق في بؤس أفكارها. في يومين فقط اقتحم كول طريقه الى قلبها، وأصبح أهم شخص في حياتها. وها هي تحس بالضياع دون أي اتصال منه.
وبحلول الساعة الثانية والنصف، وصلت إلى قناعة أنه لن يخرج للغداء، وبحلول هذا الوقت فقدت هي بدورها الحماس للأكل. وبدا أنه يتجنب رؤيتها، ولكن هذا لا يمكن أن يكون صحيحاً. فهو لا يعتبرها هامَة حتى يتطرف في تصرفاته معها.
منتديات ليلاس
في الخامسة والنصف تجولت وحيدة في طريقها إلى المنزل وهي لا تزال فاقدة الشهية عندما فتحت البراد ورأت أمامها الدجاج بالسلطة الذي حضرته لنفسها قبل ان تخرج في الصباح. من بواعث شقاءها أن تضطر لقضاء أمسية عيد ميلادها وحيدة، مع علمها أن بامكانها تغيير الأمر، فيسعد أي من أصدقائها بالخروج معها. ولكنها الليلة لا تلائم رفقة أي كان...
اوه...! اللعنة على كول ريتشاردز! وليت اللعنة تدمره!
أخيراً، رنين جرس الباب بدا لها مقاطعة مرحب بها لضجرها، وركضت لترد قبل أن يضجر الطارق ويذهب، ولكن يبدو أن الطارق كان مصراً، فقد رن الجرس ثانية وهي تمد يدها الى اكرة الباب.

قلب حائر 01-05-11 03:09 PM


وفتحته...لتقف مشدوهة فاغرة الفم لمشاهدة. فتمتمت متساءلة وكأنها لا تصدق:
- كول؟
بدا لها مدمراً في وسامته، سترته الخمرية اللون المخملية، تناسب بإبداع كتفيه وصدره العريض، والبنطلون يتقولب بروعة على وركيه القويين، وربطة عنق مخملية تناسب لون سترته وتبرز بحدة اللون الابيض الثلجي لقميصه الحريري.
وانقطعت أنفاس لاسي، وتوقفت عند حلقها، مع شعورها بسخافة وقوفها هناك دون كلمة، إلا أنها لم تستطيع دفع الكلمات لتخرج من فمها.
ورفع كول حاجبيه بسخرية:
- هل ستتركيني واقفاً طوال الأمسية، أم ترين أنه بالامكان ان أدخل؟
- اوه...اوه...أنا آسفة...ادخل...ارجوك.
دخل الى غرفة استقبالها الرخيصة الاثاث، والنظيفة المرتبة في آن، ولحقت به. وراقبته وهو يجلس في الصوفان ويضع علبة بيضاء كبيرة الى جانبه. وبدت العلبة مألوفة، لقد قدم واحدة مثلها من قبل.
وقالت له بخشونة وقد سيطر الفضول على الأخلاق الحميدة.
- لماذا أنت هنا؟
- أنا خطيبك.
- ولكن ألم يزعجك هذا كثيراً خلال اليومين الماضيين؟
- هل أنت غاضبة من شيء؟
وردت بحدة:
- غاضبة؟ ومما يجب ان أغضب؟ وما حقي في أن أغضب من أي شيء؟
ورد بلطف...لطف مبالغ فيه:
- أخبريني أنت.
- لقد قلت إنك ستتصل بي.
- وحضرت بنفسي الآن بدل الاتصال.
- بعد يومين!
- لقد كنت مسافراً بالأمس.
- أعرف هذا.
- اذن تعرفين سبب عدم اتصالي بك...استخدمي عقلك يا لاسي...كنت مسافراً في عمل، ولم يكن لدي وقت للمكالمات الشخصية.
فتمتمت:
- وخاصة لي. وانا واثقة ان...معارفك الآخرين...لم يمروا بنفس المعاناة.
ولم تكن بحاجة اذكر الاسم، فهو سيعرف حتماً أنها تعني مونيكا اندروس!
وبدا عليه نفاذ الصبر وقال:
- ماذا دهاك؟ أنا واثق أن عدم اتصالي بك ليس هو السبب الكافي لتكوني في هذا المزاج السيء. فانت لا تهتمين لي البتة وانت تعرفين هذا.
- بل أهتم بواقع انني أبدز غبية عندما لا أستطيع القول متى سأراك ثانية. أنت مالك شركة ريتشاردز للاستثمارات والتمويل والبناء، لقد اجتذبنا الكثير من الاهتمام بخطوبتنا. وتطرح علي اسئلة كثيرة خلال النهار، وبكل بساطة لا اعرف الرد.
فرد بغطرسة:
- هذا ليس من شأن احد. ولا أهتم أبداً بمناقشة أموري الشخصية مع احد.
فضحكت بخشونة:
- اذن توقف عن اثارة الكثير من الأقاويل من حولك.
واتسعت عيناه بغضب، وأصبحا رماديتان باردتان كالفولاذ:
- هل لي أن أذكرك أنك من بدأ هذا، ولست أنا. أنت بالتالي من يتسبب بالأقاويل!
وسمحت لألمها وخيبتها أن تظهر:
- ولكنني لم أبدأ الشائعات حولك وحول السيدة اندروس، انهن "صديقاتك" من بدأها!
وما زاد في ألمها وخيبة أملها أن ما من أحد تذكرغيد ميلادها. ولكن هذا لبس خطأ كول، فليس لديه أي سبب يدفعه ليتذكر. وقال:
- أنا لم آت الى هنا لأتجادل معك...وأنصحك بأن لا تستمعي للشائعات. فغالباً ما يظهر أن ليس لها من أساس.
ونظرت إليه بسخرية:
- هل تحاول القول ان صديقاتك مخطئات؟
- بل أنا واثق أن كم سمعتهما يتحدثان ليستا من صديقاتي.
فردت ساخرة:
- ولكنهن يرغبن في صداقتك.
ووقف بقوة:
- لأجل الله ماذا بك؟ لقد اتيت الى هنا كي...
فقاطعته بفظاظة:
- نعم لماذا اتيت الى هنا بالضبط وانت ترتدي هذه الملابس؟ أظنك ذاهب الى سهرة ما.
فهز رأسه:
- ظنك في محله.
فاستدارت عنه وقالت بتصلب:
- اذن لا تدعني أؤخرك.
ومرر يده في كثافة شعره الاسود وتمتم بعنف:
- اوه...اللعنة! انت تؤخريني فعلاً...لقد أتيت لأخرج معك.

قلب حائر 01-05-11 03:11 PM

فردت بارتياب:
- ولماذا؟
- هل يجب أن يكون هناك سبب؟
- اوه...بلى...يجب أن يكون هناك سبب...من تريد أن تعرضني أمامه هذه المرة؟
فتنهد عميقاً والتقط العلبة وقدمها لها:
- البسي هذا وسأريك.
ونظرت الى العلبة وكأنما ضربها بها ضرباً، وعلمت انها تحتوي على ملابس.
- ما هذا؟
- افتحيها وسترين.
وكمعظم الناس كان للاسي الفضول الكافي لتأخذ العلبة وتفتحها على مضض، وتنظر الى داخل الاوراق الناعمة فيها، لتجد ثوباً حريرياً بلون أبيض يخطف النظر. واخرجته بيدين مرتجفتين، ووضعته على جسدها.
انه ثوب رائع الجمال، ابداع في الطراز، وأحبته لاسي بمجرد رؤيته. ونظرت الى كول من فوق شرائطه الحريرية وتنفست بسؤال لاهث:
- هذا لي؟
فضحك بنعومة:
-حسناً...انه لك.
فاحمرَ وجهها:
- أعرف هذا...ولكن...أنا...لماذا لي؟
كانت تأمل أن يكون قد تذكر عيد ميلادها...ولكنه أجاب:
- ارتديه...وسنخرج معاً.
- ولكنني...
- لاسي! ادخلي وغيري ملابسك.
وأسرعت الى غرفتها، متشوقة لأن تفعل ما قال. ودخلت الحمام، واغتسلت بسرعة، قبل أن تضع قليلاً من المكياج.
وتناسب الفستان مع جسدها بشكل رائع، وتعجبت من تخمين كول الرائع لمقاسها...وهذا يالتأكيد ليس مذكوراً في ملفها! وكان للفستان ياقة مفتوحة لدرجة لم تستطع معها ارتداء شيء تحته واحست بشيء من الاحراج لبروز صدرها من تحت قماش الفستان الرقيق.
واحست هذا بهذا أكثر بعد بضعة دقائق عندما اخذ كول يحدق اليها، واعادت النظر اليه من تحت رموش منخفضة، وسألها بعد أن تفحصها جيداً:
- هل أعجبك الفستان؟
- وهل أعجبك؟
- تبدبن رائعة فيه.
فابتسمت بخجل:
- شكراً لك ذوق مبدع، وانا لن أشتري فستاناً من هذا الطراز لنفسي اباداً.
- هذا مؤسف، فلك جسد رائع لأفضل الطراز. علينا الذهاب الآن يا لاسي.
واخذت المشلح المخملي الذي اهداه اياه الرمة الماضية. وقالت مترددة:
- لا اريدك أن تستمر في شراء الاشياء لي.
- اذا كنت تبدين جميلة فيها فلا يهم من يشتريها لك.
وأخرج علبة المجوهرات المألوفة من جيبه، وأمسك بالسلسلة والقرط وقد أصرت أن يحتفظ بهما:
- واريدك ايضاَ أن تضعي هذا.
منتديات ليلاس
ووضعت القرط، واحنت راسها ليضع لها كول السلسة، واحست بأصابعه على بشرتها فعاودتها ذكرى ما جرى يوم الأحد، فابتعدت عنه مجفلة.
- لا بد أننا ذاهبان الى مكان هام طالما تريدني أن أرتدي هذه كذلك، فهذه لا تناسب مطعماً او مكاناً عادياً.
- نحن ذاهبان الى حفلة...ولقد تأخرنا.
- أعتقد انها ستستمر ساعات، فمعظم الحفلات هكذا.
- ربما...هل انت جاهزة؟
- اجل.
وقاد السيارة الى احد افخم فنادق المدينة، فنظرت اليه باهتمام:
- الحفلة هنا؟
- أجل..في احدى غرف الاستقبال الصغيرة.
خارج الأبواب كان الهدوء بارزاً، ولا أثر لاي احتفال، فسألته:
- هل نحن الوحيدان هنا؟
فتبسم، وتقدم ليفتح الباب، وعلى الفور اختفى الاحساس بالهدوء والناس تصرخ "مفاجأة!" من كل زوايا الغرفة، وكان الكلام موجهاً لها!
احنى كول رأسها ليقبلها قائلاً:
- ميلاد سعيد يا لاسي.

قلب حائر 01-05-11 03:12 PM

ونقلت نظرها عنه، الى كل عائلته، وكل الفتيات اللواتي تعرفهن في العمل. وبضع أناس آخرين من الواضح أنهم أصدقاؤه االمقربين وتجمعت االدموع في عيني لاسي الزورقاوين الليلكيتين. وقالت باكية:
- أنت لم تنس، لقد ظننت أن الجميع قد نسي.
- لقد اقسم الجميع على الكتمان. ولقد لزمني الكثير من التنظيم لأحضر الجميع الى هنا في مثل هذه المدة القصيرة. فمن الصعب فعل هذا ونا لم اعرف بموعد عيد الميلاد سوى منذ اربعة ايام.
- ولكنك لم تعرفني سوى منذ أربعة أيام.
فضحك:
- صحيح.
ودون تردد، رمت بذراعيها حول عنقه تقبله شاكرة، قبل ان تنشغل بالضيوف، ونقبل االهدايا والنهاني التي كانت تفتقدها طوال اليوم، وأحبت كل هدية لها، ولكن الهدية التي قدمتها شقيقته دونا كانت المميزة لها، لوحة رائعة لكول سوف تحتفظ بها لاسي ككنز طوال حياتها، فهي لوحة تمثل الرجل التي تحبه.
وضحك كول عندما وضعت اللوحة في مكانة الشرف بين باقي الهدايا.
- دونا!...كان بامكانها التفكير بشيء مبتكر أكثر من هذا.
ونظرت لاسي الى الصورة بإعجاب.
- بل أظنها أكثر من عظيمة!
- ليست تماماً، فأنا واثق أنني لست بهذا الجمال...لقد صورتني وكأنني "أدونيس".
وأصرت لاسي:
- ولكنها جميلة.
- يا إالهي...الآن احس بالاهانة!
وتهادى صوت خشن مألوف:
- بالتأكيد ليست لاسي من تهينك يا حبيبي...آسفة لتأخرنا يا كول ولكن طائرة مايكل تأخرت.
وبسرعة وضعت لاسي قناعاً فوق تكدرها من دعوة مونيكا اندروس الى حفلة ميلادها. والتفتت مبتسمة بأدب للمرأة الأخرى. ولكن مونيكا لم تكن تنظر اليها، فقد كان عيناها لكول، لوحده.
ووجدت لاسي أن هذه النظرة مثيرة للاشمئزاز وخاصة انها تعرفت للرجل الواقف بقربها، انه مايكل اندروس، زوجها. انه رجل طويل مميز له وسامة تأخذ الانفاس كوسامة كول تماماً. ولا بد انها جشعة جداً لتمتلك زوجاً وحبيباً بمثل هذا الجمال.
ومد كمايكل اندروس يده مبتسماً:
- سعيد لرؤيتك ثانية كول. وكما قالت مونيكا طائرتي تأخرت ولهذا تأخرنا.
- أنا سعيد لقدومكما على أي حال، فلا بد انك تعب بعد السفر.
وتحرك كول ليضع ذراعاً متملكة حول كتفي لاسي.
- هذه خطبيتي...لاسي وايتفيلد.
وقال مايكل بعذوبة:
- ميلاد سعيد يا عزيزتي. انك لا تعلمين كم هي سعادتي لأن ينضم كول الى المضطهدين المساكين أمثالنا.
فضحكت لغمزة عينيه الزرقاوين:
- لم بنضم إليكم بعد، فالخطبة لا تعني الزواج بالضرورة.
وكلمتها مونيكا لأول مرة في تللك الامسية:
- ولكن قلت إن الزواج سيتم الشهر القادم. وكل اصدقاء كول ينتظرون وصول الدعوات. فهل حددتما الموعد النهائي؟
اذن لم يقل لها كول بعد إن الامر كذبة! وتعجبت لهذا. لا بد ان له اسبابه، فله سبب لكل ما يفعله، الا اذا كانت مونيكا تعرف ويتابعان معاً التظاهر لتغطية علاقتهما. وهذا هو التفسير الأرجح.

قلب حائر 01-05-11 03:14 PM

وتقدم ريتشارد، ويدللونه باسم بوب كما ذكرنا، ليطلبها الى الرقص بعد ابيه، وبدا وسيما ً جداً ببنطلون وسترة سهرة بيضاء. ولم يضع الوقت في الوصول مباشرة لما يريد قوله:
- ماذا يفعل الأخ الأكبر مع تلك القنبلة االشقراء.
أجفلت لاسي من صراحته الجريئة. ولكنها توقعت هذا بعد ما شاهدت يوم الأحد. ولم يكن بوب من الأشخاص الذين يواربون في كلامهم. ورفعت أحد جاجبيها، وسألته بكل براءة:
- هل تعني السيدة اندروس؟
- اذن هذه هي! أجل ماذا يفعل كول مع مونيكا الجميلة؟
- يرقصان كما أرى.
واشتدت ذراعاه عليها يشدها أكثر إليه، وقال بازدراء:
- أعرفف هذا...ولكنها...حسناً انها تلتصق متشبثة به أكثر من اللازم. وهي بهذا تشد اهتمامه، والامر مضى عليه أكثر من نصف ساعة.
- قد يكون الأمر معاكساً، أتعلم هذا؟
فقطب:
- وماذا يعني؟
- أعني أن كول قد يكون هو المتشبث بها.
ونظر إليها بوب.
- وهو مخطوب لك؟ لا أصدق!
وضحكت لاسي ضحكة فارغة.
- الخطوبة إلى شخص لا تعني ابداً أن يتوقف المرء عن ملاحظة جاذبية الآخرين.
- وهل يعني هذا أنك قد تعجبين بي؟
فنظرت اليه مصدومة:
- بوب...أنا مخطوبة لأخيك.
- وهل تحبينه؟
فهزت رأسها:
- كثيراً جداً.
فتنهد:
- با لكول المحظوظ! كنت اتساءل ما اذا كنت ستقعين في حبي لو أننا التقينا أولاً. أحب أن أعتقد هذا.
- وأنا كذلك، ولكنني منذ رأيت كول علمت أنه هو الشخص المناسب، علمت هذا بالغريزة.
- حسناً، وبالغريزة أيضاً، أعلم أن عليك قطع هذا المنظر مع تلك الجميلة السيدة اندروس، فهي تعني المشاكل اذا لم تنتهي.
- وكيف تتوقع مني أن أبعدها؟
وأمسك بيدها وبدأ يسير بها بين الراقصين وهو يتمتم:
- اتركي الأمر لي. سأزيحها عن ظهرك.
وما ان وصل إليهما حتى ربت على كتف شقيقه، وابتسم له، ثم ابتسم لمونيكا وقال:
- انا ريتشارد، شقيق كول، سيدة اندروس، ولطالما كنت متشوقاً للقائك طول السهرة، فهل تمنحيني شرف هذه الرقصة.
منتديات ليلاس
ولم تستطع مونيكا فعل أي شيء آخر. وتظاهرت لاسي أنها لم تلحظ الغمزة لتي وجهها إليها من فوق كتف المرأة وهو يبتعد بها. وتظرت بارتياب الى كول...فقال لها:
- هل فكر بوب بهذا لوحده أم انك ساعدته في التفكير؟

قلب حائر 01-05-11 03:15 PM

]- لست أدري ماذا تعني...
- أنا متأكد تماماً أن أخي الأصغر لم يكن ينوي الاقتراب من مونيكا قبل أن يرقص معك. ولا بد انك أنت من أعطيته الفكرة.
واشتدت عتمة عينيها:
- الم يخطر ببالك أن الناس قد بدأوا يتقولون حول الوقت الذي تقضيه مع عشيقتك، حتى أن أخاك الأصغر يريد أن يعرف ماذا يجري؟
اوه...لا...نت لا تفكر بهذا...اليس كذلك؟ ولكن هذا ما يحدث بالضبط...اذن لا تلمني لظهورك كالأبله بين الناس.
وجذبها بغضب، وسار بها ببطء على الأنغام الهادئة:
- اوكي...لقد اصبت الهدف. ولكن لا تكلميني ثانية هكذا.
- كان على شخص ما ان يقول لك. وأود كذلك ان اقول لك ان من الأفضل نسيان أمر هذه الخطبة المزيفة. فأنت لن تخدع أحداً بها. وخاصة مايكل اندروس. انه يعرف تماماً ماذا يجري بينك وبين زوجته.
فضاقن عيناه:
- هل قال لك هذا؟
- لقد كان يراقبكما طوال السهرة...وكان أمامه الكثير ليرى. فاذا لم يكن بمقدورك ابعاد يديك عنها، ما كان عليك أن تدعوها.
وجذبها إليه بقوة حتى التصقت به:
- لدي فكرة أفضل. لو بدونا غارقين في الحب، سينسى الناس انني كنت مع مونيكا الليلة.
- ولكن لا تعتمد على نسيان زوجها.
ورفع كول لها ذراعيها الى كتفيه.
- ولكنه سيفعل اذا مثلت دورك جيداً.
- دور جيد؟
- مثلي وكأنك تحبينني.
- ولماذا افعل هذا؟ لن يثبت هذا شيئاً، ما عدا انه سيظهرني أحب رجلاً يحب امرأة أخرى. ولن أظهر أنني أكثر سخفاً مما أنا عليه.
فنظر إليها بعينين محرقتين، وقال متجهماً:
- ستفعلين يا لاسي والا ستعرفين ما هو الاذلال الحقيقي.
- وماذا تعني؟
- أعني، اذا كنت تعتقدين أن كلامي مع مونيكا يحرجك، استطيع القيام بأشياء أكثر من هذا. وسأجعل الامور تسوء لدرجة ان تتمني الموت خجلاً. وخاصة أن عائلتي تعتبرنا أحبة.
وشهقت لاسي:
- غيرصحيح، فأمك قالت...
- أمي صدقتني بما جرى في نهاية الاسبوع، ولم أقل لها شيئاً عن انني لم أنم معك في أوقات أخرى...أنا في السادسة والثلاثين يا لاسي، ولم أقض هذا العمر دون تجارب، أعترف بهذا، ولا أخجل منه. لذلك بما انك خطيبتي، فسيتوقعون بالطبع أن تكون لنا علاقة ما....حسنا، أنا واثق أنك تستطعين التخمين.

قلب حائر 01-05-11 03:17 PM

- ياا إلهي!
والتصقت به من الرعب، وبديا كشخصين محبين لا علاقة لهما بما حولهما، وكل ما تبقى لا علاقة لهما به. وتاوهت:
- هذاا رهيب!
فضحك بصوت عميق ساخر:
- لا تكوني بهذه البراءة يا لاسي، فالخطاب دائماً بتورطون.
- هكذاأنت تقول، ولكن ليست هذه فكرتي عن الخطوبة.
- أنت لست سوى متكبرة وصغيرة.
فصاحت بغضب:
- على الأقل لدي أخلاق بعكس بعض الناس. ألا يقلقك أن مايكل اندروس صديق لك. وأن الناس كلهم يعرفون عن علاقتك بزوجته؟
وبرزت نظرة غضب باردة على وجهه:
- وهل تصدقيني اذا قلت إن الأمر يقلقني؟
- لا.
- هكذا كنت أظن، ولهذا لم أحاول أن أنكر اتهامك. لقد صممت رأيك بي، ولا أريد تدمير أي وهم لديك.
فردت ساخرة:
- أشك في ان تكون قادراً على هذا. الكل حذرني عندما جئت لأعمل لديك. الكل كان يعرف سمعتك مع النساء. ولكني كنت اظنك...
- ماذا؟
وترددت فهي كانت على وشك أن تقول له انها كانت منجذبة إليه وأكملت:
-...أنك جذاب جداً. وأنا واثقة انني لست أول أنثى تقول لك هذا. ظننتك رومانسياً، مميزاً. ولكنني وجدت أن الألعاب التي يقوم بها أمثالك لا تعجبني، وانني لست معجبة بك...واعجابي بك أقل بكثير الآن.
ونظر إليها، ورأسها البني يرتاح الى كتفيه وقال:
- لن يصدقك احد، اذا نظر إليك الآن.
وعلى الفور ابتعدت عنه، ولكنه منع حركتها، وشهقت من قوة ذراعيه حولها فصاحت:
- اتركني! وتوقف عن جعلنا معرضاً أمام الناس!
وأجبرها على البقاء كما هي وقال بغضب:
- أنت من تفعلين هذا. والناس يتوقعون منا أن ننظر في عيني بعضنا، فافعلي!
واستمرت في ابعاد نظرها عنه، وقالت بطفولية:
- لا احب عينيك، انهما قاسيتان وغير لطيفتين.
كان بامكانها أن تزيد: مغريتان جداً. فتلك العينان الرماديتان الباردتان يمكن أن تصبحا كذلك معتمين بالرغبة، بالشوق، الذي أثاره فيها مرة. وقال كول موافقاً:
- لا بد انهما كذلك الآن.
- انهما كذلك معظم الوقت.
- اوكي، اذهبي وتابعي تمثيل دور المضيفة، فتمثيلك سيء. ويجب أن أعطيك دروساً خاصة.
فاحمر وجهها، وسارعت للابتعاد عنه وقد فهمت أي نوع من الدروس يقصد.
ووجدت نفسها تتحدث الى فيكي صديقاتها الأخريات مع ادراكها التام أنه عاد للتحدث مع مونيكا. ووجدت هذا مذلاً جداً وعلمت أن مايكل اندروس يحس بالامتعاض كذلك.
أحست بالراحة عندما انتهت الحفلة وأوصلها كول الى المنزل. وقررت، ومهما تكن الظروف، أن تعيد إليه أيضاً ما ان يصلا. وستوقف هذا الخداع، دون تتعرض إلى الاذلال كما هددها.
وقالت له وهي تخرج من السيارة:
- شكراً لك على الحفلة.
- هذا اقل ما يمكن أن أفعل لميلادك الواحد والعشرين. وكان سيبدو الأمر غريباً لو لم أقم لك الحفلة.
-وهكذا ظننت، انت لم تقم الحفلة بدافع اللطف.
- أنا واثق أنك تعرفينني جيداً كي لا تفكري هكذا.
- لقد بدأت أعرفك جيداً...وما أعرفه لا يعجبني!
واستدارت على أعقابها لتدخل المبنى، فقال ببرود:
- الن تدعيني لشرب القهوة؟
واستدارت بغضب، دون وعي منها كانت معجبة بوسامته:
- هل تحب ن تدخل لتناول القهوة؟
- وهل كنت ااطلب منك لو لم أكن أريد. اضافة الى هذا من سيحمل لك كل هذه الهدايا.
- اوكي...الأفضل اذن ان تدخل.
اكملت طريقها دون أن تهتم بأن ترى اذا سيلحق بها ام لا. وما ان دخلت حتى وضعت مشلحها وحقيبة يدها في غرفة النوم، قبل ان تدخل المطيخ لتحضير القهوة، ولم تكد تصبح في منتصف الطريق ختى امتدت يد جذبتها الى جسد صلب لا يلين.
ورفعت رأسها الى كول بعينين فيهما التحدي:
- ماذا تريد الآن؟ الم يكفك ما اوقعته من عقاب علي في ليلة واحدة؟
منتديات ليلاس
ولمعت عيناه قبل أن يجذبها نحوه ليغرق وجهها في صدره. وللحظات طويلة بدا ان العالم كله يدور ويدور وهي متعلقة به كي لا تقع. ثم أصبحت حرة...تتهاوى مترنحة وهو يبتعد عنها.
وقالت مقطوعة الأنفاس:
- لماذا فعلت هذا؟
ولم يبدو عليه التأثر. لمعان شيطاني يخرج من عينيه:
- لقد كنت تطلبين هذا طول السهرة.
- لا... لم أكن أطلب هذا...أنا..
- اوه بلى...لقد كنت تنظرين إلي بازدراء و...
- ذلك بسبب الوقت الذي أمضيته مع تلك المرأة! فالجميع لاحظ...و...
- وسارع لإطلاق الاتهامات كل مرة تكلمنا فيها. لقد تلقيت أنت عقابك الآن، كي لا تقلقي في المستقبل. ولدي طرقي الخاصة للثأر ويجب أن تعرفي، أنني لا أهتم البتة بما يقوله الناس أو يفكرون به.
وسوى كتفيه:
- والآن...ربما لا تمانعين بأن توصليني الى المنزل. وانسي أمر القهوة. فقد كانت حجة لدخولي وعقابي لك، وإسماعك ما تستحقين.
- اوصلك الى المنزل؟ ولماذا؟ هل أنت مريض؟
-أنا بخير تماماً. ولكن بما ان السيارة التي في الخارج سيارتك فستحبين ايقافها قرب منزلك. إضافة إلى إنني أريد أن أكون معك اول مرة تقودينها. وهي سيارة داتسن يابانية وتختلف عن السيارة الأوروبية المعتادة عليها.
شحب وجهها، ونظرت الى مفاتيح السيارة غير مصدقة، ثك قالت متلعثمة:
- تلك االسيارة...الداتسن اليابانية...هي...لي؟
وهز رأسه.
- إنها هدية عيد ميلادك مني. وبالطبع اذا كنت تفضلين شيئاً آخر، مثل جاكوار أو مرسيدس، فلا مانع لدي من إبدالها.
وضحكت بملء فمها...كول أهداها داتسن في عيد ميلادها...ويقول إنه قد يغيرها اذا فضلت أخرى...بغيرها!
انها السيارة الحلم...ولقد قدمه كول لها!


:**************************


نهاية الفصل الخامس
***********************************

http://www.amiraa.com/sml/up/99172.gif

سهر اليل 01-05-11 08:46 PM

شو ياعسل وين باقي الرواية ,,ياريت ماتتاخرين علينا فيها
بجد يسلموووووووووو كتير حلوووووووووووووووووووووه

قلب حائر 02-05-11 08:12 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سهر اليل (المشاركة 2727675)
شو ياعسل وين باقي الرواية ,,ياريت ماتتاخرين علينا فيها
بجد يسلموووووووووو كتير حلوووووووووووووووووووووه

هلا بيكي عزيزتي اكيد ما راح اتأخر عليكم نورتي

قلب حائر 02-05-11 08:15 AM

6 - العقاب

http://i132.photobucket.com/albums/q...owers/ro72.gif

وهزت لاسي رأسها:
- لا يمكن أن تعني ما تقول.
- بالطبع أعنيه. من السهل تغييرها، أو تغيير لونها اذا لم تعجبك.
فضحكت ضحكة مقطوعة الانفاس:
- لم أكن أقصد هذا. عنيت أنك لا تعني حقاً إعطائي سيارة لعيد ميلادي...فأنا لا أتوقع شيئاً منك.
فقطب متجهماً، وقد غادره كل المرح عن وجهه.
- أنا لم أعطها لم لأنك تتوقعين شيئاً مني...بل لأن كل فتاة يجب أن تحصل على شيء مميز في عيد ميلادها الواحد والعشرين.
- ولكن...سيارة مثل هذه!
- انا سعيد لأنها أعجبتك.
- لقد أحببتها...ولكن من المستحيل أن...
- من المتوقع أن يكون لزوجتي طراز من السيارات مناسب لمركزها في المجتمع.
وشهقت لاسي:
- زوجتك؟ ولكنني لن أصبح زوجتك، فكل هذا التمثيل، خداع.
فهز رأسه موافقاً وجلس في مقعد قريب.
- الأفضل أن تجلسي أيضاً. أظن أن لدينا ما نتكلم به.
ووقعت في الكرسي، أكثر مما جلست فيه.
- صحيح؟
- نعم...والآن لا تذعري وأنت تسمعين ما سأقول، حسناً؟
- حسناً!
- ااوكي اذن. اظن انه يجبن نتزوج.
- ماذا؟
وقفزت من المقعد لتحدق إليه وهو يراقبها بهدوء. ليس من حقه كل هذا االهدوء، وهي تغلي من الغضب! وتابعت:
- ماذا قلت؟
- لقد قلت إنك لن تذعري. واذا لم يكن ذعراً فهو يعطي الانطباع الحقيقي عنه.
- بالطبع إنه الذعر. عندما قلت انني لن أنفعل لم أكن ادري أنك ستقول شيئاً منافياً للعقل كهذا.
- انه ليس منافياً للعقل. أنا أقترح فقط أن نفعل ما يتوقع الناس منا ونتزوج. وما هو المنافي للعقل في هذا؟
وأخذت تبحث في رأسها عن اسباب تستطيع ايجازها بسبب واحد، وأخيراً قالت له:
- اننا لا نحب بعضنا.
- وهل هذا يهم؟
- كان يمكن أن أفكر هكذا لو كنا فعلاً ننوي الزواج.؟
- الحب ليس ضرورياً...فلدينا شيء يوازيه أهمية.
فاتسعت عيناها:
- صحيح؟
وجمدت في مكانها ترفع رأسها إليه وهو يتقدم منها ويمرر ذراعيه حول خصرها ويجذبها إليه...وقاومت جاهدة لتبقي على تعقلها:
- ما...لدينا؟
وأحست بضعف اطرافها السفلى، لقربه منها ولتحرك صدره بالقرب من نظرها.وتمتم:
- الا تعرفين؟
وأخذ يضغط جسدها إليه، واحتفظت أنفاسها للحظات، وامتدت ذراعاها لتتعلقا برقبته، وأخذت نبضاتها تتسارع وكأنها ضربات طبل يصم الآذان...
وتنحنحت:
- لا...أنا...لست أدري.
ومرر يديه القويتين على جسدها، تنهد:
- اوه...انت نعرفين يا لاسي.
وبدأت أنفاسها تشهق، وارتجفت ويداه تستكشفان حنايا جسدها، فقالت متلعثمة:
- كول؟
- ألا تحسين بهذا الآن؟ انه الجاذب بيننا!
إنها تعرف تماماً انها منجذبة إليه، لا يمكنها أبداً أن تنكر في وقت تذوب بين ذراعيه هكذا، ولكن كيف أحس بها؟ انه ليس بالرجل الذي يظهر مشاعره لأية امرأة ما عدا الجميلة مونيكا اندروس. وهي تعلم انها لا تقارن بها؟
وسألها بإصرار:
- ألا تشعرين به؟
- أجل...أنا...اعتقد أنني احس به. ولكن ما الفارق؟ أنت تحب مونيكا اندروس.
فصاح:
- انسي مونيكا لأجل الله! أنا مهتم فقط بك وبي في هذه اللحظة.
- انساها؟ وكيف انسى المرأة التي تقيم معها علاقة مفضوحة؟
واشتدت قبضة يده على ذراعها وقال غاضباً:
- ستستمرين باتهامي بهذا دائماً...ولكنني أريدك أنت يا لاسي...ولن أحصل عليك إلا عن طريق الزواج.
- أنت محق.
- اوكي...فلنتزوج اذن.
ورفعت رأسها متحدية:
- قد أكون فتاة صغيرة نكرة، ولكن لن اتزوج رجلاً أعرف انه يحب امرأة أخرى.
وصاح متوعداً:
- ستتزوجيني...وسأفعل جهدي لتحقيق هذا.
منتديات ليلاس
وطوح بها بكل سهولة عن الأرض ليرفعها بين ذراعيها، واخذت تحاول الاحتجاج...ولكن احتجاجاتها أخذت تضعف شيئاً شيئاً إلى أن احست أن مشاعرها تجرَها، فلم تهد تتمتم بأية كلمة بل أحنت رأسها إلى ما بين كتفيه وعنقه إلى ان انزلها فوق الفراش وانضم اليها بسرعة دون أن تتركها ذراعاه أبداً.
وانقض عليها، وقاومته أكثر، استبداده بها كان أكثر تدميراً لأعصابها من قبل، واصبحت يدها مدفونة بالكامل في عمق كثافة شعره وهي تلهث.
وقال لها وصوت تنفسه يعلو صوت تنفسها:
- اذا كنت حكيمة بما يكفي يا لاسي، ستوافقين على الزواج مني، وهذا هو الامر الوحيد الذي سيمنعني الآن من...
وعلمت انه يعني ما يقول، وكذلك علمت انها لن تستطيع مقاومته، لقد أثارها بكل سهولة وسيطر عايها بسهولة أكثر. على الأقل، انه يعرض عليها الزواج، ومع علمه انه ليس مضطراً له ليحصل على ما يريد. انه رجل له الخبرة الكافية، وهو بدون شك يعرف انه يستطيع أخذ ما يريد ساعة يشاء، دون ان تستطيع الاعتراض.
ولكنها استمرت في مقاومة مصير أن تتزوج رجلاً يحب إمرأة أخرى، ولا يحس سوى بالرغبة للفتاة التي يعرض عليها الزواج.

قلب حائر 02-05-11 08:16 AM

ولا بد انه يعتقد انها التالية بعد الافضل له، وهذا خير من لا شيء وواتتها فكرة:
- لا أستطيع الزواج منك...لن يكون هذا محقاً.
- محقاً؟ وما المحق بالنسبة للرغبة؟ أنا أرغب بك، ولست مستعداً أن أرى شقيقي يفوز بهذه الجائزة.
- وما دخل ريتشارد بيننا؟
فضحك:
- شقيقي الصغير في نصف الطريق للوقوع في حبك. وأنا لا أنكر هذا، وأنت تعلمين أن هذا صحيح. وقد يعرض عليك الزواج...ولكن لن اتركه يحصل عليك. فانت لي تقريباً. وأنوي أن أمتلكك بالكامل.
فاانفجرت غاضبة:
- أنا لست لك...! أنا ملك من أريد أن أكون ملكه!
لمعت عيناه عليها بشكل خطير:
- ومن هو الذي اخترت ان تكوني ملكه؟ لا شك أنك استخدمت سحر هذا الجسد الشهي لاغواء ذلك الرجل.
هذه المرة استطاعت أن تتخلص منه وتقفز من السرير، واستدارت لتنظر إليه بغضب شرير، كارهة السهولة التي استطاع بها تثبيتها فوق االسرير:
- ما فعلته أو لم أفعله في حيااتي ليس من شأنك. اخرج من هنا وفي الحال!
ووقف كول ببطء، ليسوي قميصه قبل أن يعيده إلى تحت حزامه.
وأخذ ينظر إليها بعينين مبتهجين وهي ترمي ربطة عنقها إليه:
- اخرج من هنا...اللعنة عليك!
كانت كلماتها صراخاً مذعوراً تقريباً. فارتدى سترته بدون استعجال، ووضع ربطة العنق في جيبه... وقال بكل هدوء:
- سأجعلك تجثين على ركبتي قبل أن أنتهي منك...سأجعلك تتوسلين إلي كي اتزوجك...وسترين.
- لن تحصل علي هذا وحق الجحيم!
- اوه...حسناً يا لاسي...سأجعلك أسيرة عقد شريرة لن تجدي الراحة منها إلا في الزواج مني كي أخلصك منها.
فردت بازدراء:
- هذا مجرد اشباع غرورك؟
- لا تسخري من الأمر. فلن تجدي الامر مقرفاً لهذه الدرجة بعد أسابيع...وسأفعل ما بوسعي لأراك تزحفين.
- اذهب إلى الجحيم!
فرد بسخرية:
- بل انا ذاهب الى البيت، ولكنني سأراك مساء الغد.
فنظرت إليه بحدة:
- مساء الغد؟
فهز راسه:
- أجل...موعد بدء العذاب.
فهزت رأسها مترنحة:
- لست أفهمك...لماذا أنا؟
- ولماذا ليس أنت؟ أنا أريدك، ليس لمرة أو مرتين، بل إلى الأبد. واستطيع أن أمتلكك الآن، ولكني لو فعلت، ستكرهين أن تري صورتي بعد الآن. ولهذا سأتزوجك.
- ولكن ماذا عن مونيكا اندروس؟
فهز كتفيه:
- لا استطيع الزواج منها، فلديها زوج يمتلكها.
- اوه...لقد فهمت. انت تريد الزواج مني لأنك لا تستطيع الزواج من المراة التي تريدها فعلاً.
فضحك عالياً، وقال بلطف:
- ايتها الطفلة السخيفة. لقد احسست برغبتي فيك منذ لحظات وهذا كان لك، لا لغيرك.
وأحنى رأسه ليطبع قبلة على خدها:
- غداً سابدأ ملاحقتي الجدية لك. وأرجو أن تكوني مستعدة لهذا.
- اوه...اذهب من هنا.
وانتظرت إلى ان سمعت باب الشقة يُقفل وراءه قبل أن تنهار وتبدأ نحيباً عميقاً قوياً يهز جسدها. ليس من حقه اللعب على مشاعرها هكذان ولا حق له بتعذيبها كما يفعل. واذا كان يعني ما قال، فسيزداد الأمر سوءاً.
ورفعت نظرها عن طاولة الاستعلامات أمامها، لتجد أن القادم لم يكن سوى كول، وقد خرج لتوه من مصعده الخاص، واخذ يسير بخطى متمهلة نحوها.
واحمرت وجنتاها تحت قوة نظراتها التي لم يرف لها له جفن، ولاحظت دون وعي كم يبدو جذاباً في بذلة عمله السوداء، وأخذت ترتجف وهي تنتظر وصوله الى طاولتها، تنظر بكراهية إلى الخاتم الذي أجبرها على وضعه في اصبعها كدليل غلى امتلاكها لها.

قلب حائر 02-05-11 08:18 AM

وكأنه لاحظ نظرتها، فرفع متعمداً يده التي تحمل خاتمه، عيناه تلمعان بتسلية مرحة لم يحاول كثيراً اخفاءها. تصرفاتها أعطتها شعور فأرة صغيرة وقد تسمرت تحت نظرة قط ماكر.
وتمتم بصوت منحفض وقد أمسك بيدها:
- لاسي...حبيبتي...ساغيب طوال النهار.
رغبت في أن تسال ما شأنها هي بهذا ولكنها علمت أنه قد لا يتركها تنجو بسؤالها، فسألته :
- نعم؟
فرد بسخرية:
- لقد اتيت لك بسيارتك اليوم...ولكني سأستخدمها في الذهاب الى موعد عمل.
واشتد ضغط شفتيه على بعضهما، وقد لاحظ نظر عدم التصديق لما قاله عن موعد العمل، وترك يدها في الحال ليكمل:
- أريد طمأنتك إلى أنني سأجيء الى منزلك في الثامنة والنصف لأعيد لك سيارتك.
- شكراً لك.
ولكنها لا تريد سيارته اللعين، ولا تريد أن تراه الليلة أيضاً، ولا تريد تدمير راحة بالها أكثر مما تفعل.
وانحنى الى الأمام ليقبل جبهتها، وحتى الوقت الذي ابتعد به عنها أصبحت مقطوعة الأنفاس، من الاحراج والاثارة معاً.
منتديات ليلاس
ونظرت إليه بصمت، عيناها بركتان صافيتان ليلكيتان من الغضب الجامد! كيف يجرؤ! كيف يجرؤ على تقبيلها وجعلها عرضة لمن يريد ان يتفرج! والكثير من الناس يفعلون هذا الآن!
وتمتم:
- ما يكفيني لأتحمل الغياب عنك حتى المساء يا حبيبتي.
ووقف، ليبتسم لفيكي فاغرة الفم.
- صباح الخير...أرجوك أن لا تكوني منزعجة من سهرة الامس؟
فقالت فيكي لاهثة:
- لا....شكراً لك سيد ريتشاردز. لقد أمضيت وقتاً ممتعاً.
- جيد...وداعاً الآن..سأراك لاحقاً يا لاسي.
ولم تكن لتجرؤ على الالتفاف غلى فيكي بعد ان اصبحتا لوحدهما. ولكن تعلم أن هذا محتم عليها. وتنهدت:
- اوكي...فيكي. أنت محقة...انه جذاب جداً...لكنه....حسناً انه يغيظني، وخاصة هنا.
فضحكت فيكي:
- سيغيظني هكذا لو قبّلني هكذا.
- لا تمازحيني يا فيكي...فأنا محرجة بما يكفي.
وفهمت فيكي ما تعني، غيرت الموضوع، وأخذت تتحدث في أمور ليست شخصية يالنسبة للاسي.

وما أن حلت الثامنة والنصف من ذلك المساء، حتى كانت لاسي قد أصبحت في حالة متوترة يرثى لها. ما فعله عند طاولة الاستعلامات اليوم أظهر لها انه يعني تنفيذ تهديده بأن يجعلها تتوسل للزواج منه.
ولكنها بالفعل تريده! تريده الآن، ولا حاجة له ليجبرها. لديها شعور بانها لن تستطيع المقاومة، وهو يعرف هذا.
وصل كول في الثامنة والنصف تماماً. ودخل الشقة، ثم مد لها المفاتيح قائلاً بابتسامة:
- لك!
وأمسكت المفاتيح في يدها.
- أقضل أن لا آخذها اذا كنت لا تمانع.
فتجاهل ما قالت، جلس مرتاحاً فوق الصوفة، كان يرتدي ثياباً عادية أكثر من اي مرة راته فيها من قبل، وعاديته هذه اعطت علاقتهما نوعاً من الحميمية جاهدت في أن تتجنبها. وبدا طويلاً جداً، جذاباً جداً، واخذت نبضاتها تتسابق الى اذنيها لمراه.

قلب حائر 02-05-11 08:21 AM

وسألها:
- هل تناولت العشاء؟
- أجل...شكراً لك...أنا لا أريدها يا كول.
ولم تع انها استخدت اسمه الاول.
- وانا كذلك تناولت الطعام.
- كول! أنت تتجاهل قصدي متعمداً.
حدق إليها ببطء واجمر وجهها عندما استقرت عيناه عليها.
- أنا لا أتجاهلك يا لاسي...بل اظن العكس.
- أنت تعرف ما أعني...أنا لا اريد السيارة...انها تعني الكثير...وكأنها دفعة!
- دفعة ماذا؟
- دفعة لـ...لـ... لست أدري ماذا.... لا بل اعرف! انها تبدو كدفعة لخدمات تطلبها.
فضحك ولم يغضب كما توقعت، واذا اغضبته بما يكفي هناك فرصة بأن يخرج. ولكن لم يبدو عليه الغضب وهو يبتسم لها وينزل سترته، ويلف أكمام قميصه الى تحت المرفق بقليل، وهو يقول:
- الجو حار الليلة... أنا لم الاحظ انك تعرضين عليّ أية خدمات.
واحمرّ وجه لاسي حتى اصبح كالجمر، لقد انفلب الموقف كالعادة ضدها. وردت بكل عنف:
- ربما أنت تحب ان تدفع مقدماً.
- ليس في العادة، فقد يصاب المرء بالاحباط....في حالة من يأخذ المال يهرب|,
- اذن استرجع سيارتك اللعينة!
- انها ليست لي...لقد اشتريتها باسمك وهي مسجلة لك.
فاستدارت عنه:
- انت لا تفهم...أو لا تريد أن تفهم. أنا فتاة عاملة عادية...أوكي؟ وأنا أتقبل في هذه اللحظات أنني متورطة في حياتك. ولكن عندما ينتهي هذا كله لن أستطيع تحمل حتى بوليصة تأمين السيارة عدا ثمن الوقود.
- لن ينتهي الامر بيننا يا لاسي...أنت لي...ولن يطول المر حتى تعترفي لي بهذا.
وردت ساخرة:
- وأنا راكعة على ركبتي؟
فهز رأسه:
- اذا كان هذا ضرورياً.
- أبداً! لن يحصل هذا!
فابتسم لها:
- لا بد من وقت طويل طويل...يا حبيبتي لاسي... وانا أكون في العادة عنيداً عندما أقرر امراً. اسألي كل من عمل معي.
- اوه...لست بحاجة للسؤال أنا أعرف كم انت عنيد.
- اذن لماذا لا تجلسين وتسترخين؟
ووربت على الصوفا الى جانبه فابتعدت لاسي مجفلة:
- لماذا لا تذهب وتقابل مونيكا اندروس؟ فانا واثقة أن البهجة ستغمرها لمشاهدتك.
- أشك في هذا، فهي ومايكل يقضيان عادة عيد زواجهما لوحدهما. ولا أحب أن أقاطع وحدتهما.
- اوه....
انه الآن يضحك عليها بشكل مكشوف...وقال آمراً:
- اجلسي با لاسي...لا...ليس هناك...بل هنا...بالقرب مني؟
- لا...شكراً...ماذا تنوي أن تفعل الليلة؟
- لاشيء...لا شيء اطلاقاً. لماذا؟ بماذا تفكرين؟
- لا شيء ايضاً...ولكن أنت بالتأكيد لا تنوي قضاء الامسية معي؟
- والليل أيضاً لو سمحتي لي.
- لن أفعل!
- هكذا ظننت...ضعي قليلاً من الموسيقى هه؟
وتحركت نحو المسجلة:
- ما نوع الموسيقى التي تحبها؟
- النوع الرومانسي.
- رو...رومانسي؟
- هه...عندها تأتين لتجلسي بفربي وأهمس لك باشياء حلوة في أذنك التي تشبه صدف البحر.
ونظرت إليه غاضبة لسخريته. واختارت متعمدة موسيقى لا تمت للعاطفة بصلة. وجلست تبتسم برضى وهي تتمتع بالموسيقى مع علمها الكامل انها لن تعجبه. ولكن سرعان ما وقف وتفدم من المسجلة وأوقفلها:
- صحيح انني لا اكره هذه الموسيقى ولكنها لا تثير المشاعر.
- لم أكن اقصد بها اثارة المشاعر.
- هذا ما ظننته.
وأخذ يبحث بين مجموعتها للتسجيلات المختلفة من كل أنواع الموسيقى، فالموسيقى نقطة ضعف لاسي...وبدلاً من أن يعود الى مقعده بعد أن وضع الشريط المختار، تقدم الى ذراع المقعد الذي تجلس عليه واستقر عليه. وتمتم بصوت منخفض.
- لدينا الذوق نفسهفي الموسيقى.
- يبدو أن هذا كل ما نتشارك به.

قلب حائر 02-05-11 08:23 AM

كانت مصممة أن لا تحركها كلماته. ولكن كيف يمكنها هذا ومجرد النظر اليه يثيرها! ولكن يجب ان تتذكر أنه قد أبدى رغبته فيها، وأنه قد يمضي الى حد الزواج منها كي يحصل على رغبته، وطوال الوقت له علاقة مع امرأة متزوجة، علاقة لن تتوقف حتى بعد زواجه. وقال لها:
- يمكن أن يكون لنا أشياء أكثر لو سمحت أنت بها. أكأن لديك دائماً قوة الكبح هذه؟
وارتفعت عيناها الى وجهه غاضبة، ولكنها اشاحت نظرها عنه بسرعة لمشاهدة الدفء في عينيه. لقد كان يحاول اغراءها بالنظر، وهي لن تتحمل هذا. وقبل أن يستطيع منعها وقفت من الكرسي وابتعدت لتقف على بضع خطوات منه تراقبه بقلق؟
- ليس لدي أية مكابح من أي نوع كان..أنت فقط...فقط...
واراح نفسه في الكرسي الذي وقفت عنه.
- أجل...؟
- أنا لا أريد إقامة علاقة ما معك!
- ولا أنا...إلا اذا كانت عبر الزواج. اجلسي يا لاسي. أعدك أن أبقى في مكاني. وسنتحدث، لاشيء غيره.
- وعن ماذا سنتحدث؟
- بامكانك إخباري المزيد عن طفولتك...عن خالتك...كيف كانت، عدا عن رغبتها الدائمة في ضرب الطفلة؟
حارج موضوع الزواج، أحست لاسي بالراحة التامة، فتحركت الى الصوفا لتجلس.
- لقد كانت تكبر أمي بخمسة عشر عاماً.
- ألم تتزوج أبداً؟
- لا...ولكن ربما كنت مسؤولة جزئياً عن هذا، فتوقع تربية تربية فتاة في الخامسة من عمرها قد يصد الرجال.
هز كول رأسه:
- لا بد انها كانت في الأربعينات عندما بدأت برعايتك، وهذا متسع كبير من الوقت كان امامها لو ارادت الزواج.
- لا...أترى، كان عليها العناية بأمي كذلك.
- آه فهمت.
- وهل يجب أن تقول هذا، بهذه الطريقة.
- آسفة...ولكن بدا لي...
- أعرف تماماً كيف بدا لك الأمر...ولكن خالتي دائماً كانت تقول انها لم ترغب في الزواج.
- لم تكن تحب الرجال؟
- على الأخص والدي.
- وهل أنت واثقة؟ كم كان عمره عندما نوفي؟
- كان أكبر من أمي بعشر سنوات، وهذا يجعله بعمر الخامسة والثلاثين...إلى ماذا تلمح؟
- الى أن العاطفة التي كانت خالتك تكنّها له لم تكن كراهية.
- وهل تحاول أن تقول ان خالتي كانت تميل إلى والدي؟
وبدا الرعب على وجهها، فقال لها بهدوء:
- وهل هذا صعب على التصديق؟
- بل انه مقرف!
- وما المقرف أن تكون امرأة مكتملة الصحة منجذبة لرجل جذاب؟
- ولكن الرجل كان والدي وكان متزوجاً من اختها!
فهز كتفيه:
- ولكن هذا لا يعني أن لا تحبه.
وقفت لتذرع الغرفة:
- لا يمكن أن أصدق...لا يمكنها...لا يمكنها...
انه على حق! وعلمت بالتأكيد أنه خمّن كراهية خالتها وغيرتها من سعادة شقيقتها. طوال هذه السنين كانت تتعجب لكراهية خالتها لها، وخلال بضعة أيام من معرفته لها تمكن من معرفة السبب. وسألها:
- هل أنا محق؟
- أجل...اظنك محق.
وتحرك بسرعة ليجلس قربها وقد لاخظ حزنها، واحتواها بين ذراعيه:
- هاي...لم أقصد إحزانك.
وتمتمت على صدره:
- هذه...كانت صدمة لي. ولم أقصد أن اكون عاطفية حول الامر.
فرفع ذقنها نحوه:
- ما كان يجب أن ارميك بالحقيقة هكذا. فقد أكون مخطئاً.
- لا...لست مخطئاً. كان يجب أن ادرك هذا من قبل. ولكنه لم يظهر لي.
- يلزمك دماغ مراوغ مثلي للتفكير بهذه الطريقة...اوه يا لاسي....لاسي، عانقيني.
منتديات ليلاس
وعانقته كما لم تفعل من قبل، متعلقة به باستسلام كامل...فماذا يهم القتال والمقاومة وهي بين ذراعيه؟
وتحل عناقهما الى عناق محموم، ولم ترفع كلمة احتجاج واحدة. واخذت يداه تداعبانها حتى أحست بالنار تكوي مكان لمستهما.
- يا إلهي كم أنت جميلة...انك جميلة لدرجة أخاف ان المسك.
فتحركت يداها حول كتفيه وتخللت أصابعها شعره الاسود.
- لا تكن خائفاً يا كول فأنا أحب أن تلمسني؟
ووببغتة فاجاتها تماماً، ابتعد عنها، ووقف وتلاشت منه كل رغبة وكأنها لم تكن. مجرد أحساسها بمكان ملامسته لها كان يذكرها بانها لم تكن تحلم. وقال بخشونة:
- لقد تأخر الوقت. وعلي الذهاب لا تزعجي نفسك بإبصالي الى المنزل سآخذ سيارة تاكسي. سأراك مياء الغد....تصبحين على الخير؟
ولم يعاود النظر إليها وهو يتجه الى خارج الشقة يقفل الباب وراءه.

************************************************

نهاية الفصل السادس
*************************



http://www.amiraa.com/sml/up/38503.gif

قلب حائر 04-05-11 10:41 AM

7- أمر حتمي

http://i132.photobucket.com/albums/q...owers/ro72.gif

وبدأت كل أمسية تنتهي كسابقتها...
بتحدثان لفترة، يصغيان إلى بعض الموسيقى، ثم تجد نفسها بطريقة ما بين ذراعيه.
كل ليلة تعد نفسها أن هذه المرة ستكون مختلفة، وانها لن تستسلم أمام إغراء ذراعيه، ولمطالب عينيه...ولكن في كل مرة كانت تحنث بالوعد.
كان كول يسيطر على هذا الغزل، بطريقة مغيظة تماماً. فلقد كان يعرف بالضبط متى تفقد السيطرة على إحساساتها، ومتى لا تعود قادرة على منعه من شيء....وعندها بالضبط، يقطع معانقتهما.
وكانت تعلم ان هذا جزء من خطته كي يجعلها تجثو على ركبتيها، مع ذلك فلم يكن في يدها حيلة لتوقف ما يحدث...فما أن يلمسها حتى تذوب.
منتديات ليلاس
ولكنها الليلة، عرفت أن الأمور ستكون مختلفة حالما فتحت الباب له وعرفت من بذلة العشاء الأنيقة العشاء التي كان يرتديها. ولكنها كانت شبه متأكدة أنها ليست مشمولة بأي دعوة للعشاء معه.
- آسف لتأخري.
فأشارت الى بذلته:
- هل هناك شيء؟
فرد بسخط:
- علي الذهاب في الحال...لقد استجد شيء غير متوقع.
ونظرت إليه نظرة العارف:
- اوه؟
فرد نظرتها بحدة:
- الا تصدقيني؟
- ولماذا لا أصدقك؟
- لانك لا تصدقيني، وليس لدي الوقت لأتجادل معك. لقد وصل زميل عمل هام من لندن هذا المساء، ويجب أن ادعوه العشاء.
- آه...فهمت...ليلة تقضيها في الخارج مع "الشباب"...هه؟
- يا إلهي...انت تثيرين الاعصاب أحياناً! ولكن ربما تصرفك هذا يثبت غيرتك...وهذا دليل جيد.
- لا تعتمد على انها الغيرة. العجب قد تكون كلمة أفضل.
- العجب اذاً!
وجذبها دون جهد بين ذراعيه دون أي دليل للطف، ومع أنها لم تكن تنوي الاستجابة إلا أنها لم تستطع فعل شيء. وفي الوقت الذي أنهى فيه هجومه عليها. كانت قد أصبحت مسترخية بين ذراعيه.
وتراجع لينظر إليها...وشاهد الرغبة تضج في وجهها وعينيها، فتمتم بصوت أجش:
- اللعنة على كلينت وعلى كل عشاء عمل! كم افضّل أن أبقى معك...أفضل بكثير...
- ولكنك لا تستطيع!
- لا...لا أستطيع...اوه يا ربي....كم أرغب بك!
- لقد تأخرت، وستصل متأخراً على العشاء.
ونظرالى ساعته:
- انت على حق. عليّ الذهاب الآن. ولست ادري كيف من المفترض أن أتحدث بالاعمال وأفكر بها وكل ما في تفكيري هو أنت، ولا بد أنني سأفكر بجسدك الجميل وسط حديثي عن أمور هامة.

قلب حائر 04-05-11 10:44 AM

- وهل تعتبر جسدي بهذه الأهمية؟
فضاقت عيناه وقال همساً:
- في هذه اللحظات أعتبره أكثر شيء هام في الدنيا.
- ولكنك ستتغلب على مشاعرك هذه.
- وهل تظنين هذا...أنا لست واثقاً.
- أنت تتغلب على مشاعرك كل ليلة...فلماذا تصرّ الليلة؟
ونظر إليها بابتسامة ساخرة:
- امر مغيظ، أليس كذلك؟
ها قد وقعت في شراكه بعد كل هذا! تحركت مبتعدة عن ذراعيه:
- ولماذا يجب ان يكون مغيظاً؟ أعتقد أن الرجال يتخطون هذه الأمور بسهولة أكثر من النساء.
ضحكته أظهرت سخريته لهذا الكلام:
- لقد ثبت لي أنك لا تعرفين شيئاً عن الرجال. فنحن لا نتخطى خيبة الامل مطلقاً. قد نتمكن من السيطرة على الأمور، ولكنها تعود للبروز حتماً. هل سمعت بحالات اغتصاب قامت بها نساء؟
- ولكن مثل هذا يحدث من الرجال.
- اوه بالطبع...ولكن هل يُصّنف الأمر فعلاً على انه اغتصاب. قد يكون الرجل مرغماً في البداية، ولكنه هو الراغب أساساً. وانا واثق أنك تعرفين ما أعني، فلست بريئة إلى هذا الحد.
فالتهب وجهها:
- أعرف ما تعني.
فضحك:
- أرى بأم عينيّ انك تعرفين.
- ألا يجب أن تذهب الآن.
فرد ساخراً:
- وهل وجودي يحرجك؟
- أبداً....ولكنك قلت انك مستعجل...وأنا اذكرك فقط.
- سأذهب ولكنني سأعود في الغد...سنتعشى في احد النوادي، وسنقضي يوم الأحد معاً.
- ومن يعطيك الحق بتنظيم وقت فراغي؟
فرفع يده يشير الى الخاتم:
- هذا.
- لقد قلت لك من قبل انه لا بعطيك أي حق أبداً...ارجوك اذهب.
- أنا ذاهب...رغما عن ارادتي.
وانحنى ليقبل خدها ويتحرك بسرعة الى الباب:
- الافضل أن تنامي باكراً، فقد نتأخر في السهر خارجاً ليلة الغد.
ومرة أخرى تركها وأعصابها متوترة. ولم تنل الرضى بعد ان أثارها. هذه المرة أبدى خيبة أمله لانه مجبر على مفارقتها. ولكن هذا لم يخفف الألم التي بعتصر مشاعرها.

قلب حائر 04-05-11 10:46 AM

عندما رن جرس الباب ثانية، أضاء وجهها، وهرعت تركض إلى الباب.
- اوه...كول...أنا...
وتوقفت عن الكلام عندما شاهدت من الزائر.
- ريتشارد؟
وبدا متألماً من خيبة أملها الواضحة.
- أجل هذا أنا...ربما أتيت في وقت غير مناسب...فمن الواضح أنك تتوقعين كول.
ومدت يدها لتدخله:
- اوه...لا...لا...لا اتوقعه. لقد كان هنا وذهب. فلديه موعد عمل...لقد ظننت انه نسي شيئاَ.
وبدت الراحة على ريتشارد:
- اذن أنت لا تتوقعين عودته الليلة؟
- لا...ألن تدخل؟
- اذا كنت لا تمانعين.
- لا...أبداً. سأكون سعيدة لرفقتك، فالامر غريب، بالرغم من كل الناس من حولك تبدو دائماً وحيداً في المدينة. واظن أن السبب هو أن كل مجموعة من الناس لها دائرة الاصدقاء الخاصة بها.
ونظر ريتشارد الى غرفة الجلوس معجباً: منتديات ليلاس
- لك شقة رائعة. لو ترين شقتي. انها تشبه الخزانة وفيها سرير.
- اوه...لكنك بالطبع...
- أعرف ما ستقولين. ولكن لا أقبل مساعدة عائلتي. انهم يعطونني علب الطعام التي يظن الأهل أن أولادهم بحاجة لها، ولكن هذا كل شيء. وانا بصراحة لن أتناسب مع زملائي في المستشفى اذا كنت أعيش في بحبوحة بينما جميع أصدقائي يعيشون في مستوى الفقر.
- وهل هذا مهم لك؟
- التناسب؟ أظن هذا. هل تمانعين في أن أجلس؟
فاحمر وجهها لأنه لم تدعه الى الجلوس:
- ارجوك افعل. دهشتي لرؤيتك لم تدعني افكر. فلم أتوقع قدوم أحد الليلة.

قلب حائر 04-05-11 10:48 AM

ونظر الى ساعته:
- لا...الوقت فعلاً متأخر التاسعة ةالنصف، هل ذهب كول منذ مدة؟
- منذ نصف ساعة.
فابتسم:
- كان الأمر محرجاً لو أنه هنا، فأنا أعلم مدى ارتيابه.
- اجل أعلم هذا.
فضحك:
- هاي...لا تبدأي بالارتياب أنت أيضاً! لقد كنت أفكر بهذه الزيارة منذ أسابيع، وكان يمكن أن أجيء اليوم أبكر لولا عمل اضطراري في آخر لحظة. وربما هكذا أفضل مما كنت أنوي.
- بسبب كول؟
- أجل...انه متملك مهووس في علاقته معك. لقد حاولت الحديث معه عدة مرات حولك، فكان دائماً يغيرالموضوع.
- ربما لأن ليس لديه شيء يقوله عني.
- اوه...هيا. أنت محط أنظار الجميع، فأنت الفتاة التي أسرت كول ريتشاردز. وهذه ليست بالعملية العاديوة...أقول لك.
- ولكنني لن أقول بالضبط انني اسرته. نحن مخطوبان، صحيح، ولكن هذا لا يعني الكثير.
وتصاعد اهتمام ريتشارد.
- وهل هذا يعني ما آمل أن يعني؟
ولم يرف لها جفن وهي تنظر اليه:
- وماذا تأمل أن يعني؟
- انك أنت وكول ستفسخان الخطوبة.
- لا أظن أن هذا ردة فعل طبيعي لشقيق رجل خاطب...أم أنك لا توافق على خطوبة شقيقك لي؟
- لكول...لا...أما لي نعم.
فضحكت منعجبة وقالت والدهشة ممزوج بالمرح، إلى أن فاز المرح:
- ريتشارد! كيف يمكن أن تقول مثل هذا؟
- هكذا أحس. وكلما فكرت بالأمر أكثر، كلما تمنيت لو قابلتك انا اولاً.
- هل انت واثق أن الامر ليس مجرد رغبتك في شيء يمتلكه شقيقك؟
- وهل أنت...ملك لشقيقي؟
فاحمرّ وجهها:
- نجن مخطوبان. ولذلك بطريقة ما اعتقد انني ملكه.
- ولكنك لا تبدين مبتهجة بالامر. وأنا لم أقصد خطبتكما، وأنت تعرفين هذا.
الموضوع أصبح محرجاَ الآن وتمنت أن لا يتابع...فالأموركانت ستصبح مختلفة جداً لها ولكول لو انها اعترفت له كم تريده بدل مقاومته. ولكانا الآن متزوجين، ولن تعاني من غيابه...مثل الآن.
- حسناً...نحن لم نتفق على موعد الزفاف بعد اذا كان هذا ما تقصد.
- أنت تتعمدين المراوغة، لا بد أنه يعطيك الدروس في ذلك.
- أنا لا أراوغ يا ريتشارد، ولكن هناك أمور خاصة جداً لا يمكن البحث بها.
- آه...فهمت، وهل عاد كول لرؤية الجميلة السيدة أندروس؟
- وكيف لي ان أعرف.

قلب حائر 04-05-11 10:50 AM

فقال برقة:
- انت تعجبيني فعلاً يا لاسي...ولا أريد لأخي الأكبر أن يؤذيك أبداً. فاذا كان مخلصاً لك فستكون هذه أول مرة التي يخلص فيها لامرأة.
فابتسمت وتحس المرارة:
- هذا ما يعجبني...الاخلاص الأخوي.
فاحمرّ وجه ريتشارد قليلاً:
- كل شيء مسموح به في الحرب ...والحب.
- لا أظن أن هذا ينطبق هلى حالتي، وخاصة على حالتنا.
- ولكن مع كول الأمر مختلف. واذا كان يحس بنفس الشيء لك فلماذا لا تتزوجان؟
- آسفة لتخييب أملك يا ريتشارد. ولكن أنا من يؤخر الزواج.
ولم يحاول إخفاء عجبه:
- أنت؟
فهزت رأسها:
- كول يرغب في الزواج غداً اذا وافقت معه. ولكن الزواج هو هدف أسمى ، وأريد أن أكون واثقة جداً قبل أن أعطي موافقتي النهائية.
تحركت في الغرفة بعفوية لتحضير صينية القهوة، سألته:
- أتريد شيئاً لتأكله؟ لا أعتقد أنك أكلت قبل أن تجيء الى هنا.
- مجرد سندويش اذا كنت لا أزعجك.
- لا انزعاج أبداً. لحم وبندورة، ما رأيك؟
- عظيم...ولكن اشربي قهوتك أولاً؟
- لن يستغرق الأمر أكثر من دقيقتين. أواثق أنك لا تريد أكثر، ما رأيك باللحم المقلي "ستايك" فأنا لم أتعشى بعد؟
- في هذه الحالة...هيا ابدأي الطبخ. سوف أتمتع بطعام كنت تنوين تقديمه لكول.
فضحكت:
- هذا ما ظننته!
وأضاءت عينا ريتشارد لرؤية الطعام مع انه ادعى بأنه ليس جائعاً. إلا انه التهم الطعام التهاماً. وبعد الإنتهاء جلس يتنهد من الاكتفاء:
- طعام رائع...كم اتمنى واحدة مثلك تطبخ لي دائماً.
- لا أظنك في هذه المرحلة قادر على تحمل زوجة.
- ومن يتكلم عن زوجة؟
ولكنك قلت...اوه...لقد فهمت ما تعني.
وبدا عليها الاشمئزاز فضحك:
- لقد فكرت أنك ستتصرفين هكذا، ولا عجب أن كول مغرم بك. فسذاجتك ساحرة. اننا فس عصر مختلف. ألا تدرين هذا؟
منتديات ليلاس
- وهل هذا يعني أن علينا نسيان الأخلاق؟
وخرجت من غرفة الجلوس وبدأت تغسل الصحون في المطبخ الصغير ولحق ريتشارد بها ووقف متململاًوهي تتابع تجاهلها له:
- هاي...لم أقصد إغضابك. ولكن معظم الشبان الذين أعرفهم لهم علاقات من هذا النوع.
ولم تنظر لاسي إليه، واعطته القماش لتنشيف الصحون وقالت:
- وهذا يشملك؟
- حسناً...انه امر متوقع من رجل!
فقالت بسخرية:
- آه طبعاً، لا تقل المزيد، فلقد سمعت هذا من قبل.
فرمى القماش من يده:
- لا يمكنك إنكار هذا يا لاسي...لقد شاهدتك مع أخي، وكنت كالمتعودة على هذا، ولأكثر من مرة.
وارتفعت يدها في الهواء لتصفعه على وجهه، واندهشت لتصرفها ولكنها لم تندم:
- لا تحكم على أي إنسان حسب قوانينك الخاصة.

قلب حائر 04-05-11 10:51 AM

وقال متجهماً:
- لم تكوني بحاجة لأن تفعلي هذا. ولكني سأعطيك حجة لما فعلت الآن.
وتقدم منها خطوة. فأحست بالخوف. هذا ليس ريتشارد الذي دخل شقتها منذ قليل. ولكنه رجل مصمم متجهم، وتراجعت عنه قدر استطاعتها.
- لا تكن سخيفاً يا ريتشارد...ستندم على ما ستفعل.
- قد يستحق الأمر ذلك. فلا بد انك تملكين شيئا ً غير الجمال لتأسري به كول.
- لا أظن أن رأيك بكول أفضل من رأيك بي!
ووصل إليها ليثبتها إلى الحائط، وقال ببطء:
- أنا احترم وأحب كول أكثر من أي شيء. إنه كل شيء أريد أن أكونه.
- وأعتقد أن كل هذا الاحترام والحب هو الذي يدفعمك للعبث مع خطيبته.
- لا...بل أنت من يجعلني أفعل هذا...أنت ببرودتك التي تدفعني إلى الرغبة في أذيتك، ولكي اجعلك كما لا بد شاهدك كول للعديد من المرات.
- أنت...انت مجنون!...سيقتلك كول لهذا.
فهز راسه وابتسامة ماكرة على فمه:
- كول لن يعرف بهذا مطلقاً.
- اوه...بل سيعرف...أنا...
- لن تقولي له. لانك اذا فعلت سأقول إنك أنت من دعوتني إلى هنا، وشجعتني إلى أن أصبح من المستحيل علي رفض طلبك.
وببراعة وقوة، قادها الى غرفة الجلوس وألقاها فوق الصوفا، وانقض عليها. ولم تقاومه، ولكن لم تتجاوب معه، بل بقيت جامدة وكأن صاعقة نزلت عليها، وتمتم ريتشارد:
- اريدك يا لاسي...
- ولسوء الحظ أنا أريدها كذلك وأعتقد أنني طلبتها قبلك.
وقفز ريتشارد واقفاً عن الصوفا لحظة سماع صوت شقيقه صائحاً:
-كول! ماذا تفعل هنا؟
وكانت لاسي على وشك سؤاله نفس االسؤال ولكن اللمعان الخطرفي عينيه منعها. ولم يكن قد نظر إليها بعد بل كان كل غضبه مركزاً على ريتشارد. وجاست تراقبهما وكأنهما غريبان عليها.
ودخل كول الغرفة وهو ينتزع ربطة عنقه ويفتح زر باقته، ويخلع السترة، ونظرة باردة قاسية على وجهه. ورد عليه ببرود:
- افعل كما تفعل أنت على ما أظن. ولكن على لاسي أن تتذكر أنها قد دعت حبيباً قبل أن تدعوا غيره لقضاء الليل عندها. فقد يكون محرجاً لها.
فشهقت لكلامه:
- ولكن يا كول أنا...
فقاطعها:
- لم تكوني تتوقعين عودتي بهذه السرعة.
وجلس على الكرسي يحدق فيهما، ثم أكمل:
- هذا ما أعرفه...ولا أقول انه واضح.
ونظر ريتشارد إلى كول:
- هل كنت تعرفين انه سيعود إلى سيعود الى هنا الليلة؟
فقاطع كول ردها:
- بالطبع...فأنا أبقى عندها معظم الليالي، لاقنعها بأنها ستكون غبية اذا لم تتزوجني.
واستدار ريتشارد على عقبيه نحو الباب.
- لو سألتني ستكون أنت الغبي...حتى انها لم تقاومني وانا أضمها.
ووقف كول:
- وهل عانقتها؟ هل فعلت؟
وأدرك ريتشارد، ولكن متأخراً، وسارع يفتش عن اكرة الباب ويقول متلعثماً:
- حسناً...أنا...أنا...صحيح ولكنها لم تقاومني.
واكتفت لاسي بما فعلت، كانا كحيوانين يتعاركان على أنثى! فقالت بحدة:
- لا تكذب يا ريتشارد لتزيد ما فعلته سوءاً. لقد هددتني!
وسأل كول شقيقه ببرود خطر:
- بماذا هددتها؟
وتردد ريتشارد، لم يعد واثقاً من نفسه، فكرر كول:
- بماذا يا ريتشارد؟
فضحك ضحكة متوترة وأخذ يكذب:
- لم أهددها بشيء...انظر...لقد قدمت لي لاسي العشاء...فهل هذا يعني أنني هددتها؟
- اخبرني انت...
ورد ريتشارد بحزم:
- حسناً...أنا لم أفعل. والآن يجب أن أعود الى عملي...شكراً على العشاء يا لاسي.
ونظرت لاسي إلى كول بعينين متوسلتين بعد خروج ريتشارد:
- لم يكن الامر كما صوره. لقد قدمت له العشاء...ولكني لم أشجعه.
فقال ببرود:
- عندما تدعين رجلاً إلى العشاء فضعي في ذهنك أنك تدعينه إلى شيء آخر.
- أنا لم أدعه إلى هنا أبداً. لقد جاء بنفسه.
- اوه...أحقاً؟
- أجل...حقاً. ألا تصدقني؟
- ولماذا لا أصدقك؟ الليلة الوحيدة التي أتركك فيها منذ أسبوعين يحضر ريتشارد دون أن تتوقعيه...وتتوقعين مني ان أصدق انه صدفة؟
- ولكن هذا صحيح! أرجوك صدقني.
- ولكني عدت وافسدت عليك سهرتك.
فصاحت به غاضبة:
- ولماذا عدت؟
فضحك ضحكة خشنة:
- لم أعد واثقاً من السبب الآن.
وبدا الحزن على وجهها...ستفقده عشية قراره بأن تتزوجه.
- ولكن لا بد أن لعودتك سبباً. لقد قلت انك ستراني في الغد.
فتنهد:
- أجل...كان هناك سبب لعودتي...لقد عدت لأجلك.

قلب حائر 04-05-11 10:53 AM

فنظرت إليه بحدة:
- لأجلي؟
- وضحك ثانية:
- نعم...وكيف تتوقعين مني التركيز على أحاديث العمل بعد العاصفة التي تشاركنا فيها؟ لقد اعتذرت حالما احسست أن الأدب يسمح لي وعدت مباشرة إلى هنا...ولكن لأجدك بين ذراعي شقيقي.
- لم يكن الامر كما بدا...لقد حاول.
- لو كنت أعلم ان اثارتي الدائمة لك ستقودك الى السعي نحو الاكتفاء مع رجل آخر...لكنت امتلكتك منذ زمن بعيد...ولكنني لا أعتقد أن الوقت قد فات بعد.
وأجفلت لاسي للرغبة التي أطلت في عينيه:
- أنت لا تدرك ماذا تفعل يا كول...أنت غاضب، وأستطيع فهم هذا. ولكنك مخطىء عما جرى بيني بين ريتشارد.
- انسي كل شيء عن ريتشارد! اذا كنت لم تتمادي معه أكثر مما شاهدت، فلن أهتم ولكن من الأفضل لك أن لا يتكرر الأمر.
وحملها بين ذراعيه بدون جهد، وما أن وصل بها غرفة النوم حتى القاها فوق السرير.
- لقد قلت لك أنني سأجعلك تتوسلين للزواج مني. ولقد أدركت لتوي كم كنت متساهلاً معك، وأنا أنتظر أن تأتي إلي برغبتك. حسناً...لن انتظر أكثر، فأنا أريدك، وأنت تريديني، وسآخذك!
ولم تكن يداه فوقها لطيفتان، والوحشية في عينيه أخبرتها أن سيطرته القوية على نفسه تجاهها قد أفلت من عقالها...لقد تمادت في دفعه كثيراً، وستدفع الآن الثمن.
وقاومته:
- أرجك كول...اعلم أنك غاضب، ولكن ليس هكذا...أرجوك!
- أنا لست بغاضب يا لاسي...بل أنا اشتط غضباً!
ودفعته عنها، ولم تعرف هذه المرة سوى الإذلال والالم بين ذراعيه.
- لك الحق أن تغضب، اعترف بحقك...ولكن لا استطيع تركك تتمادى الى النهاية معي. عندما كنت تريد الزواج مني كان الامر مختلفاً، ولكن يبدو أن هذا انتهى الىن، وأنا...
ورفع رأسه:
- ومن قال أن الامر انتهى؟ اوه لا يا لاسي، لن تهربي مني يهذه السهولة، لأسابيع الآن والناس تسألني متى سيكون الزفاف...وهذا كله عائد الى خطأك في إذاعة الخبر في تلك الحفلة...لمجرد أنك أحسست أنني أستغفلك...حسناً الآن استطيع أن أقول لهم بالضبط متى سنتزوج! بعد ثلاثة أسابيع من الغد...ستصبحين زوجتي!
منتديات ليلاس
***************************************

نهاية الفصل السابع

******************************************

http://iraqnaa.com/ico/image/056.gif

زهرة منسية 04-05-11 06:41 PM

يسلموا حبيبتى فى انتظار التكمله على نار

سهر اليل 06-05-11 01:26 AM

يسلمو ياعسل منتظرين باقي الرواية ,, وياريت ما اطولي علينا ,,

قلب حائر 06-05-11 09:21 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة nona1979 (المشاركة 2731028)
يسلموا حبيبتى فى انتظار التكمله على نار

شكرااا على مرورك يا قمر تكرمي

قلب حائر 06-05-11 09:22 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سهر اليل (المشاركة 2732470)
يسلمو ياعسل منتظرين باقي الرواية ,, وياريت ما اطولي علينا ,,

هلا حبيبتي نورتي

قلب حائر 06-05-11 09:25 AM

8 - هوس الامتلاك!



http://i132.photobucket.com/albums/q...owers/ro72.gif



- ولكنني...أنا...صحيح؟
- نعم صحيح!
- ولكنك...لا يمكنك أن ترغب في الزواج مني بعد...بعدما...
وابتسم ابتسامة شريرة، مع أن الغضب كان قد بدأ يتلاشى:
- لا زلت أرغب بك...ولا زلت بحاجة لاقناع مايكل اندروس بأنني مهتم بامرأتي وليس بامرأته. وهذان سببا الزواج أصلاً، ولم يتغيرا. ولكن لو وجدتك بين ذراعي رجل آخر بعد الزواج سأقتلك، وطبعاً بعد أن أكون قد انتهيت منه.
في لهجته حدّ خطر، قال للاسي انه يعني ما يقول بالضبط..فردت:
- بالطبع؟
ووقف كول لينظر اليها، مرر يده في شعره:
- طالما أنت مدركة هذا...انهضي وارتدي شيئاً غير هذه الثياب المغرية.
ووقفت ترتجف، فخلعت قميص النوم الذي تمزق بين يديه يدي ريتشارد وارتدت قميصاً من القطن السميك الأصفر وخرجت تقول:
- اذكرك بأنك قد مزقت ثيابي....مثل الـ...
- مثل الحيوان؟
- أجل...! ولك الجرأة أن تتحدث إلي وكأنني...
وقاطعها مرة اخرى ليكمل كلامها:
- الداعرة؟
- نعم!
- عظيم فهذا يجعلنا متساوين...ارى أنك احتفظت بهدية دونا.
- عفواً!
- تلك اللوحة في غرفة نومك؟
فردت بصعوبة مصطنعة:
- اوه...تلك كنت مضطرة للاحتفاظ بها، وإلا بدوت فظة.
- ولكن أكان يجب أن تضعيها في غرفة النوم؟
فضحكت:
- لاحظت أن غرفة الجلوس غير ملائمة فأنا لم أرغب في أن أعلقك كي تحدق إلى ضيوفي طوال الوقت.
- أنا مندهش لاختيارك غرفة النوم اذا كنت لا تريديني أن أحدق الى ضيوفك.
- أيها الـ...
- نعم؟...ألا يمكنك تحمل الحقيقة؟
- الحقيقة كما تراها انت؟ لا...انا لا أطيق سماع رأيك المنحاز بي. اقحامك نفسك بالقوة لدخول غرفة نومي لا يعني مطلقاً أن رجالاً آخرين قد دخلوها.
ونزهت خاتمها الذي آخذ يبدو بمرور الثواني مثل القيد:
- خذ خاتمك واخرج من هنا!
- ولكننا سنتزوج؟
- أنا لن أتزوجك مهما كنت الظروف.
لو أنه يحبها لتزوجته في الغد، لن تستطبع تحمل كراهيته لها، فتقدم نحوها وسألها بصوت منخفض:
- هل أنت واثقة من هذا؟
- واثقة تماماً...وإجباري على القبول بمغازلتك لن ينفعك هذه المرة. فأنت لست بذلك الرجل المتفوق يا كول. وريتشارد أبرع منك مع قلة تجربته....
وأمسك بذقنها يرفعه نحوه:
- أتظنين هذا؟ الأمور اذن تمادت أكثر بينكما...كم مرة جاء فيها إلى هنا؟
- متى استطاع.
فالتقط سترته وقال لها بهدوء:
- أيتها ال*****. احتفظي بالخاتم...فريتشارد لن يستطيع شراء مثله لك.
- اوه...نحن لا ننوي الزواج.
- وهل تباحثتما بالأمر؟
- تحدثنا حول الزواج...ولكن ليس بالنسبة لنا. وليس لبعضنا.
كيف يمكنها التحدث هكذا بينما كل شوقها هي ان ترى نفسها بين ذراعيه؟
- اذن، كنت ستتزوجيني بينما أنت على علاقة بأخي؟
- هل يجب أن أذكرك دائماً أنني، ابداً ولا في أي وقت قلت أنني سأتزوجك؟ ولكن حتى ولو تزوجتك كنت أنت تنوي الاستمرار في علاقتك مع السيدة اندروس.
- ولكن هذا...
فقاطعته:
- أمر مختلف؟ قد يبدو هكذا لك. ولكنه لا يعجبني.
-وهكذا قررت إقامة علاقة مع أخي.
ورت بالرد الوحيد الذي بد انه يتوقعه:
- نعم.
فقال بمرارة:
- لقد خلت يوماً أنك مليئة بالمفاجأت...ولكنني لم أكن أعرف كم.
فقالت بجفاء:
عمت مساءً يا كول.
- عمت مساءً
وصفق الباب. منتديات ليلاس
حسناً لقد فعلتها أخيراً...! لقد انفرت كول الى غير ردة. ولكنه الطريق الوحيد المفتوح امامها بينما هو يفكر بها هكذا. لن تستطيع الزواج من رجل يهزأ بها...ستكون حياتها كالجحيم على الأرض، وستبقى تدفع كل غثم آمن هو بأنها فعلته. فمهما يكن يفعل هو...فهو لن يريد زوجة لها علاقة يأحد من قبله، هو هو يريد زوجة أبعد من أي منال...وفي نظره هي لم تكن هكذا ابداً.

قلب حائر 06-05-11 09:26 AM

وبدأت نهاية الأسبوع تلوح أمامهان الفراغ الأسود. صحيح أن كول لم يدخل حيانها الا من اسابيع، ولكنه خلال هذا الوقت أوقف نهائياً كل حياة اجتماعية لها، وجعل من المستحيل أمامها أن تلتقي ياصدقائها القدامى.
استفاقت صباح السبت وفي قلبها رهبة من نهاية الاسبوع، وخاصة تلك الليلة. فلا أحد يبقى في بيته ليلة السبت، ومعظم أصدقائها او صديقاتها لهم خططهم المسبقة لهذه الامسية.
بعد الظهر أحست بالاختناق في شقتها الصغيرة. كانت جدرانها تكاد تنطبق عليها. ويجب ان تخرج، أن تذهب الى اي مكان. يجب ان تخرج فقط.
اتصلت بصديقتين فأكدتا لها انهما خارجتان مع مجموعة الى ناد ليلي وانهما ستسعدان لمرافقتها لهن. لقد عرفتهن منذ كانت تسكن بيتاً للطالبات، ومع أنهن تركن بعضهن وخرجت كل واحدة الى الدنيا لتبني لها مستقبلاً، إلا أنهن كن دائماً يتصلن ببعضهن.
وانتظرتها لينا و كلود في السيارة التاكسي التي أتيتا بها. فما من واحدة منهما ترغب في العودة في سيارتها لوحدها آخر الليل. كانتا صديقتيها متلهفتين لمعرفة ما حدث مع خطيبها الشهير. كلاهما لم تلتق كول من قبل، ولكن، كمعظم الناس شاهدنه في الصور على صفحات المجتمع في الصحف.
وتركت الفتيات الثلاث معاطفهن في قسم الاستقبال، وذهبن الى طاولتهن المحجوزة بالقرب من حلبة الرقص. وكانت الفرقة الموسيقية قد بدأت عزف ألحانها لنصف دزينة من الأزواج أخذت تذرع الحلبة رقصاً ومرحاً.
وبما أنها لم تشرح لصديقتيها بعد سبب فراغ امسيتها تلك، فقد كانت تعرف انها ستواجه حفنة من الاسئلة...التي لم تتأخر في الظهور. وبما انهن كن أول من وصل من الشلة، فقد استغلت الفتاتان الفرصة لسؤالها على انفراد.
وبدأ المكان بزدحم، ولم تمض ساعة حتى أصبحت حلبة الرقص مكتظة بالناس. وعندها ربما سيتحول اهتمام صديقتيها عنها، مع انها لا يمكن أن تلومهما على فضولهما. وقالت لينا:
- وسيم...! انه ساحر. له عينان رماديتان مثيرتان. لقد شاهدت صورته في مجلة... ولم أستطع تصديق كم أنت محظوظة عندما علمت انك مخطوبة له.
فقتهدت لاسي:
- شكراً على بطاقة التهنئة...ولكن تلك العينان الساحرتان الرماديتان يمكن أن تصبحا مزدريتين باردتين...صدقيني...فأنا أعلم.
فشهقت كلود:
- ولكنه بالتأكيد لم يكن هكذا معك؟
- لا أبداً فكول رجل مثير وسيم، ولكنه قاسي...ولقد خشيت أن لا أكون الزوجة المثالية له.
فنظرت اليها لينا بتعاطف:
- كم هذا مؤسف...ولكن لا يبدو عليك أنك محطة القلب.
فهزت لاسي كتفيها:
- ولكني متكدرة. ما من يحب أن بعترف بأنه أخطأ. ولكن كان من الافضل اكتشاف هذا الآن وليس بعد الزواج.
عندما وصلت باقي الشلة بعد عشر دقائق، واجهت لاسي الفضول عينه ولكنها أعطت الاجوبة الغامضة نفسها واصبحت الفتيات ستة والشباب ستة.

قلب حائر 06-05-11 09:27 AM

وكلهم معروفين للاسي، وسرعان ما وجدت نفسها تضحك وتمزح مع الجميع بنفس الطريقة القديمة المعتادة عليها، وتلاشى من ذهنها كل تفكير بكول. وسألها هاري، وهو طالب انكليزي، يدرس التاريخ والحضارات:
- هل حقاً انتهيت من ذلك الرجل كول ريتشاردز.
استدارت لاسي لتنظر اليه، وقالت مؤكدة:
- أنا لم أعد مخطوبة له.
- مؤقتاً ام بصورة دائمة؟
- لست أفهمك.
فضحك هاري الأشقر الطويل، والذي خرجت معه لاسي عدة مرات في الماضي.
- ما اعنيه، هل انتهيت الى الأبد منه او سوء تفاهم مؤقت؟ أنت تفهمين خلاف الاحبة؟
- بل انه رسمي قطعاً.
- عظيم...
ولمشاهدته رد فعلها المتجهمة ابتسم وتابع:
- أسف يا حبيبتي! لقد كان هذه ردة فعل أنانية مني.
- انانية؟
- اجل...فقد خرجنا معاُ عدة مرات قبل أن تنخطبي لهذا الرجل، وأصابني الدهشة عنجما سمعت بقرارك المفاجئ بالزواج منه...فأنا كنت مهتم بك...أتعلمين؟
- صحيح؟
- نعم..كنت وما زلت. أعرف انك متكدرة الآن. ولكني استطيع مساعدتك للخروج من تكدرك بسرعة.
وبدأت لاسي تشعر بالراحة، فردت مبتسمة:
-وهل تستطيع؟
انه نوع من الرجال تستطيع التعامل معه. رجل تشعر بالراحة بصحبته. ولكن يبدو انها فقط مع ريشتاردز كانت تحس بذلك الشعور المتوتر الخانق من الخوف والترقب.
ووقف هاري ليجذبها ثانية وهو يقول:
- اوه...بالطبع..سنبدأ هذا بالرقص معاً.
منتديات ليلاس
وكانت الرقصة سريعة الإيقاعن ورقصا بعيداً عن بعضهما، وضاعت لاسي بالموسيقى، وأحست بالأثارة الى درجة أنها تهاوت عند نهاية الرقصة مرهقة بين ذارعي هاري.
وفي تلك اللحظة بالذات، ورأسها متراجع الى الوراء، وقج تغير لون عينيها الى الليلكي من السعادة، تبتسم لهارين لوحده، شاهدت راقصين يدخلان حلبة الرقص لتوهما للرقصة التالية...كول ريتشاردز ومونيكا اندروس! وكان كول ينظر اليها بازدراء مكشوف! وذهب كل اللون عن وجههان وأدارت وجهها بسرعة وقالت لاهثة:
- هل تمانع لو جلسنا يا هاري؟
ولف ذراعه على كتفيها.
- الرقصة الاخيرة أرهقتك اليس كذلك؟
- أجل.
وتبادلت المقاعد متعمدة مع هارين فأصبح ظهرها الى الوراء بحيث أصبح الزوجان الكريهان وراءها...كيف يجروء كول بكل هذه الوقاحة أن يأتي بهذه المرأة الى هنا! وأخذت تغلي من الداخل، ولم تعد تسمع ما كان يقوله هاري...واخيراً لمس يدها:
- لاسي؟
وردت بحدة:
- نعم؟
ثم ايتسمت له معتذرة:
- أسفة يا هاري. اظن أني سأصاب بالصداع.
- وهل تحبين أن أوصلك الى المنزل؟
ما من شيء تفضله الآن أكثر، ولكن الأمر سيكون هرباً...لا ستبقى هنا وتتصرف وكأن شيئاً لم يحدث...وابتسمت لهاري:
- لا...رقصة أخرى وسأصحو.
- بالطبع، فانت لم تسترخي بعد.
بل كانت مسترخية الى ما قبل بضعة لحظات، الى ان شاهدت كول ومونيكا...اللعنة عليه وعلى الانجذاب الذي لا تزال تشعر به نحوه!

قلب حائر 06-05-11 09:29 AM

وأعطاها هاري كوب شراب مثلج:
- اشربي هذا ويستنسين انك كنت مصابة بالصداع.
ورمت بنفسها للتمتع بحماس أكثر بالسهرة، واختارت ان تبقى مع هاري بعد ان قرر الاخرون الذهاب. وابدت ليما كلود معارضة لتركها، ولكن هاري اكد لهما انه سيوصلها سالمة الى منزلها وجذبها هاري بعد ان ذهب الجميع:
- هياا بنا نرقص.
ورقصا...لما بدا لها وكأنه ساعات من الزمن. وكانت تنظر من وقت الى آخر في المكان ولكنها لم تشاهد كول في اي مكان. في الثانية عشرة والنصف اعتذرت، لقد كانت تحس بالحرارة وثيابها ملتصقة من الغرق، تريد تسريح شعرها واصلاح مكياجها.
منتديات ليلاس
وبعد اان انتهت، واحست بالانتعاش، غادرت غرفة السيدات، متجهة الى طاولتها. ولكنها لم تبتعد، فقد امسكتها يد قوية تشد ذراعها لتوقفها، وامتد نظرها من تلك اليد المألوفة الى وجه صاحبها المتجهم، كول ريتشاردز. اذاً هو لم يذهب من هنا بعد. وسألها بخشونة دون مقدمات:
- أية لعبة تظنين نفسك تلعبين؟
وأجفلت لاسي لهذا الهجوم:
- ماذا تعني؟
- لا تتلاعبي معي...ماذا تعنين بالضبط من مجيئك الى هنا مع صديقك؟
وانتزعت يده منه، مسببة لنفسها ألم زائد لمجرد التخلص:
- ولماذا لا أجيء؟ وهل احتكرت هذا المكان لنفسك؟
- لا...لم أحتكره...ولكني امتلك جزء منه.
- لقد كان علي أن أخمّن هذا...اهذا يعني أنك تطلب مني أن أغادره؟
- لا...أبداً..بل أعني أنني أريد معرفة من هو صديقك.
وبرقت عيناها بالغضب:
- هذا ليس من شانك...ولا شيء أفعله من شأنك بعد الآن.
تجمعت بسمة قاسية على أطراف فمه:
- اظن هذا من شأني. فأنا لم ألغ بعد الخطوبة، وسيكون من الحرج لكلينا ان يراك احد مع رجل آخر.
ورفعت رأسها بكبرياء:
- ومن سيراني...انا لست امرأة معروفة الا اذا كانت رفيقتك قد شاهدتني. ولكني لا ارى فارقاً في الامر، فهي تعلم أن خطوبتنا مزيفة.
فقطب جبينه:
- رفيقتي...ومن تكون؟
فردت ساخرة:
- ومن يتلاعب الآن؟ اتركني أذهب يا كول...هاري سيتساءل نا الذي يؤخرني.
- اسمه اذن هاري...هل تعرفينه منذ زمن؟
- منذ مدة كافية.
- كافية لماذا؟
- كافية لما تريد.
- فهمت...والآن لو سمحت قولي لي أية لعبة العبها أنا؟
- لقد رأيتك مع تلك المرأة...فلا تحاول الإنكار. وأظن أن عليك أنت أن تقلق من يراك أحد معها وليس أنا.
- بـ"تلك المرآة" أنت نعنين لا شك مونيكا...وهل يزعجك انني هنا معها؟
ترك يدها، وأخذت تفرك مكان قبضته وقالت بازدراء:
- ولماذا أنزعج؟ لقد علمت دائماً أنها الأولى في حياتك. فلماذا انزعج الآن؟
- قولي لي لماذا؟
- هذا لا يزعجني...وأرجو المعذرة، أريد العودة الى صديقي!
وانغمست أكثر في التمتع بالسهرة، واصبح هاري يظهر الود أكثر... ولكنها لم تكن تنتبه لنواياه...كول قد يكون لا يريدها، ولكنها لا زالت جذابة ولقد أوضح هاري أنه يراها جذابة تماماً.

قلب حائر 06-05-11 09:30 AM

وأصبحت الموسيقى هادئة الآن، وتعلقنت لاسي بهاري وهما يرقصان وقد لا بكون هو الافضل لتتعلق به، ولكنه الوحيد الآن أمامها. ورفصا متقاربين ووضع هاري فرب اذنها ليسألها:
- هل لنا أن نذهب الآن يا حبيبتي؟
- نذهب، ولكن الوقت لا زال باكراً.
- لقد تجاوزت الساعة الثانية صباحاً...ولا أظن هذا وقتاً باكراً.
- لا تكن مزعجاً، ليس عليك الظهور باكراً في الغد لدراستك.
- لم أكن أفكر بالصباح... بل بالوقت الذي ستتأخرين في العودة فيه الى البيت؟
- لدينا الوقت الكافي لنذهب الى المنزل، فانا أتمتع الآن.
- وأنا كذلك. ولكني أافكر بطريقة أفضل من هذه للمتعة.
فضحكت:
- أنت شرير!
- اعلم ولكنني...
وقاطعهما صوت أجش غاضب:
- ارجو المعذرة!
واستدرات لاسي لتشاهد أمامها كول. وتوقفت عن الرقص مع هاري لدي سماع صوته. وانتزعا نفسيهما من مزاج الغزل للهجته الباردة. وأحست أنه قد سمع جزءاً من حديثهما.
ونظر هاري الى االرجل الآخر متحدياً:
- نعم. هل أستطيع خدمتك بشيء؟
فنظر اليه كول ساخراً:
- ليس أنت...لا. أريد التحدث الى لاسي.
- انها معي... لذلك كل شيء تود قوله قله أمامي.
وتلقى نظرة ازدراء متعجرفة على فظاظته..وقال كول:
- لا أظن هذا..فما سأقوله لها خاص جداً بيننا.

قلب حائر 06-05-11 09:33 AM

- نحن لا نخفي أية أسرار عن بعضنا.
حتى لاسي نظرت بحدة الى هاري لهذا التصريح. ربما كانا قد خرجا معاً بضع مرات،
ولكنهما لم يكونا أبداً مقربين لهذه الدرجة، ولكنها لم تستطع لومه على هذا التصرف المدافع عنها، فقد أثار تعجرف كول فيها المشاعر نفسها.
فابتسم كول اابتسامة شريرة:
- ما أريد قوله لها ليس سراً بالضبط. وأعتقد ان كل من في النادي يفكر ما سأقوله.
فقالت لاسي بغضب:
- ماذا تعني؟
- هل لنا أن نذهب الى طاولتك ونجلس؟
ولأول مرة أدركت كيف يمكن أن يبدو منظرهما أمام الناس...فأحنت رأسها، وسارت أمامه.
ومال في كرسيه الى الأمام وقال ببرود:
- والآن. أنت تجعلين نفسك معرضاً للناس. واستطيع القول أنك لست في وعيك الكامل.
وحاول هاري الكلام:
- وما دخلك...
فقاطعه كول..
- أما بالنسبة لك، فاذا لم تتوقف عن اغوائها فسأقتلك.
كلماته كانت ناعمة، منخفضة، وقوية لدرجة أن لاسي عرفت أنه يعنيها..فهل يمكن ن تكون هذه الغيرة؟ لو أنه فقط يغار!
وبدا على هاري أنه استعاد وعيه بعد صدمة الهجوم عليه، فابتسم إبتسامة الواثق:
- ربما تكون السيدة تحب الاغواء.
- ربما...ولكن اذا كان سيغويها أحد فسأكون أنا...فلاسي لا تزال خطيبتي.
وبدأ التأثر على هاري:
- اذن أنت كول ريتشاردز!
- هذا صحيح، ولقد فهمت االآن لماذا لست سعيداً برؤيتك عنا معها.
- اوه...افهم هذا، ولكنها ادعت انكما لم تعودا مخطوبين، لذلك لا أرى الامر يعنيك الآن.
فشهقت لاسي:
- أنا لا ادعي أي شيء...أنا لست...
فسارع كول للقول بثبات:
- لقد حصل بيننا نزاع مؤقت، وهذا كل شيء. وهي الآن معك لرد الضربة لي.
فضحك هاري:
- يبدو اانها نجحت.
فابتسم كول قلقاً:
- ألا تفعل هذا دائماً! اذن في هذ الظروف أرجو أن تتفهم رغبتي في إيصالها بنفسي لى المنزل.
فسارعت لاسي للقول:
- لا أريد أن...
فقاطعها:
- ولا أنا يا حبيبتي...هيا معي يا لاسي.
ولم يتخدع هاري بكلامه المعسول، متذكراً التهديد الذي أطلقه منذ اللحظات واالتلميحات وراء كلامه. فقال كاذباً:
- لقد جاءت الى هنا معي...وستذهب معي.
وضاقت العينان الرماديتان به دون شفقة.
- هل انت واثق من كلامك؟
فوقف هاري، وسحب لاسي معه.
- واثق جداً..من دواعي سروري مقابلتك سيد ريتشاردز...لا... لا تزعج نفسك بمرافقتنا الى الباب...فنحن نعرف الطريق.
ومدت لاسي يدها لتأخذ حقيبتها، فوضع كول يده على ذراعها فصاحت آمرة:
- اتركني!
- أريد التحدث معك يا لاسي.
ورفعت يدها اليسرى في وجهه:
- لقد قلناا كل ما يجب قوله..أترى لقد نزعت خاتمك، خاتمك الملكية.
- وهل يعلم ريتشارد عن صديقك الجديد؟
فهزت كتفيها دون اكثراث، وقد نسيت ادعاءها السابق بانها على علاقة مع اخيه:
- ولماذا يجب أن يعرف...لا أحد يمتلكني.
فرد بصوت منخفض:
- اذن...ربما على شحص ما أن يمتلكك...عمت مساءً.
وأجفلت لتغير المفاجىء. وأجابت:
-عمت مساءً.
ونظر الى هاري مجدداً:
- أعتقد انك لن تحاول القيادة وأنت في هذه الحالة؟
- واذا فعلت؟
- سأتصل بالشرطة لأبلغهم بحالتك هذه.
فرد هاري بجفاء:
- شكراً..ولكن بما انني لا أملك سيارة فهذا ليس ضروري. تصبح على الخير سيد ريتشاردز.
منتديات ليلاس
ووضع ذراعه فوق كتفي لاسي. ولم يرد كول، بل استدار على عقبيه ليبتعد. وكانت لاسي لا تزال ترتجف من المجابهة عندما عادت الى جانب هاري بعد أخذها لمعطفها. وصعدا الى سيارة تاكسي منتظرو، وأعطى هاري عنوان لاسي. وااستدار إليها في عتمة السيارة:
- انه رجل مصمم عنيد السيد ربتشاردز.
- لا علاقة لي به.
- ولكن يبدو أنه ليس من رايك.
- أنه يريد فقط ان يكون شريراً؟
قهز هاري رأسه:
- لا أظن هذا، لقد كان كالمجنون لرؤيتك بين ذراعي.
- ليس بدافع الغيرة...اؤكد لك!
- هاي...لا داعي لأن تكوني عدوانية معي...أنا فقط أقول لك ان الرجل لم يعجبه أن تكوني بين ذراعي. ولو لم نكن في مكان عام لضربني دون شك. ولم يرم تهديده جزافاً حول ملامستي لك.
وتوقف التاكسي خارج المبنى الذي تسكنه فقال هاري:
- اظن انك تفضلين عدم صعودي معك لشرب القهوة.
وأحست بالامتنان لتفهمه.
- شكراً لك يا هاري... مرة أخرى هه؟ ااتصل بي.
- بالتأكيد...تصبحين على الخير يا حبيبتي.
وقبلها على حدها بنعومة.
ودخلت لاسي الى الحمام رأساً عندما أصبحت في شقتها. وفتحت ماء الدوش قبل ان تدخل غرفتها لتخلع ملابسها..وبدأت أحداث السهرة تؤثر عليها وأخذت نبضاتها تتسارع.
وساعدتها المياه الساخنة على إراحة ألم أعصابها قليلاً...ولكنها لم تستطع التخفيف من إذلالها. لقد نجح كول في تصوير سهرتها مع هاري بالرخيصة. وبالرغم من كرهها للاعتراف، هكذا كان الأمر...لقد جعلت من نفسها حمقاء الليلة. غبية بالكامل.
وعادت الى غرفة نومها من الحمام وقد انتعشت تماماً. ولكن المنظر االذي كان بانتظارها جعل لونها يشحب أكثر مما هو...وشهقت:
- كول....ماذا تفعل هنا؟
وكان متمدداً بطوله فوق السرير...وجلس ييطء، وأخذ بتفرس بجسدها:
- انتظرك....وماذا يمكن ان افعل غير هذا؟
******************************
نهاية الفصل الثامن

*************************


http://photos.azyya.com/store/up1/080603095152n3BK.gif

سهر اليل 06-05-11 03:02 PM

يسلمووووووووو ياعسل ناطرين الباقي ,,,

قلب حائر 10-05-11 07:30 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سهر اليل (المشاركة 2732841)
يسلمووووووووو ياعسل ناطرين الباقي ,,,

هلا بيكي نورتي حبيبتي

قلب حائر 10-05-11 07:33 AM


9 - مناورات!

http://i132.photobucket.com/albums/q...owers/ro72.gif

- تنتظر...تنتظرني أنا؟
ووقف...وتقدم نحوها متمتماً:
- هه...لقد كانت عيناك تعد باشياء الليلة، ولست أنوي أنوي أترك غيري يحصدها.
- تعد باشياء...أنت مخطىء!
ولامس خدها الشاحب:
- لا أظن...أنت لا تبدين على ما يرام هل تحسين بشيء؟
- لا...
- لا غثيان ولا شيء. لقد تعبت طوال السهرة.
- أنا لست تعبة، ولم أشعر بالغثيان.
لم تتوقع رؤيته من جديد الليلة، وأحست بالضعف من وجوده، خاصة في غرفة نومها. فقال بنعومة:
- اذن ما بك...تبدين شاحبة كالاموات.
وابتعدت بجفاء عن يده المداعبة:
- شكراً لك. ولكنني احس بصداع.
وسمعته يضحك...فاستدارت إليه بغضب:
- ما المضحك فيما أقول؟
- لأن هذا هو العذر الكلاسيكي.
- العذر لماذا؟
- للامتناع عن الغزل. ألهذا لم يصعد صديقك معك؟
- هاري ليس صديقي ولدي طريقة أفضل وأبسط من التعلل بالصداع فما علي سوى القول "لا".
وكم تمنت لو انها ارتدت روب الحمام بدل ان تلف نفسها يالمنشفة فقط، فقد احست بأنها عارية، والمنشفة لا تصل الى ركبتيها. واحست به وراءها تماماً:
- ولكنني لا انوي إطلاقاً أن أقبل بكلمة "لا" منك الليلة.
والتفت ذراعاه حول خصرها ظهرها إليه...وأكمل:
- لقد قدمت لآخذ يا لاسي.
- لن تحصل على شيء مني...ماذا حصل لعشيقتك الليلة؟
- مونيكا؟ انها في منزلها مع زوجها...كنا أتصور.
- هل يعرف انك كنت تسهر مع زوجته الليلة؟
- اوه أجل...انه يعرف.
- وهل يحب زوجته لدرجة ان يسمح بأن يكون لها لصدقاء رجال.
- ليس لدي فكرة عن مشاعره حول هذا فقد كان معنا الليلة ضمن مجموعة من ثمانية...ولكن لا أظن انك لاحظت هذا فقد كنت منغمسة مع هاري.
- مجموعة من ثمانية...ومن كانت شريكتك؟
وأدارها بين ذراعيه لتواجهه.
منتديات ليلاس
- جميلة طويلة سوداء الشعر تدعى لوسي.
- اذن اذا لم تكن مع عشيقتك فلماذا لم تكن مع لوسي؟
فادعى الصدمة:
- حقاً لاسي. لقد قابلتها للمرة الأولى هذا المساء، ولن احاول شيئاً مثل هذا لمعرفة قصيرة هكذا.
- انت تفاجئني!
فضحك:
- هكذا ظننت...تبدين ظريفة وشعرك ملفوف بالمنشفة هكذا...ولكنه ظرف مخادع.
ةجذب المنشفة عن شعرهان وتركه ينسدل بطوله كموجات بنية جمراء حول كتفيها...وأكمل:
- تبدين كطفلة صغيرة هكذا...ولا أريد الآن أن أتذكر طفولتك.
وأحست بضعف تجاهه، ونور الغرفة الخفيف ساعد على تطوير الوضع إلى جو الاغراء...وتمسكت بهذه النقطة يائسة:
- ولكنني صغيرة بالفعل يا كول. ولن تتمكن من تغيير هذا الواقع.
- في هذه اللحظات لا أريد تغيير شيء فيك...
ولم تستطع أن تقاوم مشاعرها أكثر من هذا، لم تستطع محاربة الرغبة التي تشعر بها نحوه...كل ما يجري من نقاش، من خلاف يقود الى أمر واحد...وتحركت ذراعاها إلى رقبته، وتوقفت عن المقاومة، تتمتع بسيطرته عليها. فقال:
- هذا رائع...ما كنت بحاجة إليه تماماً...وأنت كذلك اعترفي!
- أنا...
- اعترفي يا لاسي!
- أحتاج إليك يا كول.
فضحك ضحكة انتصار.
- دعني ارتدي ملابسي يا كول.
- اوه لا...بامكانك الدخول تحت أغطية الفراش وأنت هكذا... ولكنك لن ترتدي ملابسك...ليس بعد أن وصلنا إلى هذه المرحلة.

قلب حائر 10-05-11 07:34 AM

وسارعت لتفعل كما قال واخذت تحدق اليه من تحت الاغطية...إنه كامل الجمال لدرجة ان يكون كيوبيد بنفسه.
- ولكن هذ غلطة يا كول...
- وكيف لشيء أن يكون غلطة، اذا كان فيه كل هذه المشاعر؟ لا يمكن يا لاسي. أيمكن أن تنكري أنك تريديني.
- لا...ولكن...
- اذن هذا ليس غلطاً.
لحظة بدأت تحس بالضياع، رن جرس الباب، وتكرر رنينه الى أن أزعج حتى كول سألها:
- هل تتوقعين قدوم أحد؟
- لا...
- اذن من يكون القادم بحق الجحيم.
وطوح بقدميه من السرير ليذهب بخطى غاضبة ليفتح الباب ورقدت ترتجف...وسمعت تبادل كلمات في المدخل، وتساءلت مع من يتحدث كول يا ترى. وخرجت من السرير لترتدي روب الحمام وتخرج الى خارج غرفة النوم. وهناك شاهدت ريتشارد يقف عند المدخل وتقدم كول ليضع ذراعه حول كتفيها. ولاحظت كم أنهما كانا شاحبين.
- ما الأمر؟ هل حدث شيء؟
- وقع حادث سيارة وقد أصيب والدي. وعلي الذهاب الى المستشفى....
وقال لأخيه قبل أن يستدير ليدخل غرفة النوم:
- انتظرني هنا لأرتدي ثيابي.
وبدا الاحراج على ريتشارد متمتماً:
- آسف لازعاجكما هكذا.
فسألته لاسي:
- وهل سيكون والدك بخير؟
- هكذذا يقولون...ولكن بكل تأكيد لا يمكن ان يكونوا واثقين من هذا...وفكرت أن علي إبلاغ كول.
- اوه...أجل، وأنا مرتاحة لأنك فكرت أن تفتش عليه هنا.
- لقد ذهبت الى شقته اولاً، ثم النادي الذي يذهب إليه عادة...ولم أستطع التفكير بمكان آخر غير منزلك. على كل حال لقد قال انه يقضي عدة ليالي هنا.
- ارجو المعذرة يا ريتشارد يجب أن أنكلم معه.
- هاي لم أقصد إهانتك...كنت أحاول شرح الأمر فقط.
- أعرف هذا...اسمح لي يجب أن أكلم كول.
- بالطبع.
- لقد قلت لك منذ البداية ما أشعر به نحوه!
- أجل...وأنا آسف لأنني حاولت التسبب بالمشاكل بينكما.
لو أنه يعرف مدى الضرر الذي احدثه! ولكن الآن وكول لديهما أمر آخر يقلقان عليه...أبيهما. وابتسمت له قبل أن تذهب الى غرفة النوم. وتقدمت نحو كول لتلف ذراعيها حوله:
- والدك سيكون بخير...وأنا واثقة من هذا,
- وهل تظنين؟ المسألة تتعلق بدرجة إصابته.
منتديات ليلاس
ومدت يدها لتمسح التقطيبة من بين عينيه...لأول مرة تشعر بجو الشك الذي يتملكه.
- أنا واثقة يا كول...انه رجل قوي...وسينجو...وسترى.
وابتسمت له مشجعة. ولمس خديها بأصابع رقيقة:
- ليت لي مثل تفاؤلك.
- اتصل لي حالما تعرف شيئاً.
وابتعد عنها على مضض، وبدأ يزرر قميصه:
- قد يكون الوقت نهاراً أو ليلاً عندما نعرف شيئاً عن حالته، أو زوال الخطر عنه.
فردت بثبات:
- أريد أن اعرف يا كول.
ووضع سترته على كتفيه استعداداً للخروج:
- انظري...قد لا يعني الأمر شيئاً لك...فعائلتي لا تعني شيئاً لك ولا أنا.
وصاحت محذرة:
- كول!
- أوكي...اوكي...سأتصل بك.
وغادر الغرفة دون كلمة أخرى، وما أن جمعت قوتها لتلحق به حتى كان قد ترك المنزل هو وريتشارد.
وجلست مرهقة على الصوفا...هل سترى كول ثانية؟ الليلة كان يشتعل رغبة لا يمكن إنكارها، ولكنها تلاشت وماتت، وكذلك رغبته في رؤيتها.
ولم تعد الى سريرها، وغالبها النعاس وهي على الصوفا. ولم تستفق قبل العاشرة، حيث قررت أن تستحم وترتدي ثيابها. كول لم يتصل بعد، وجلست قرب الهاتف تنتظر.

قلب حائر 10-05-11 07:36 AM

وما أن حلت السعة الحادية العشر من تلك الأمسية حتى كانت مرهقة اكثر من قدرتها على التحمل. عوزها للنوم وفقدانها الشهية قد فعلا فعلهما فيها فهرعت الى الفراش...فلن تقدر على فعل شيء في الصباح اذا لم تنم، وهي مضطرة للذهاب الى العمل حتى ولو انها...او كانت مخطوبة لرب عملها. وأحست بالوحدة دون وجود كول، ووجدت صعوبة في النوم، ولكن عندما استغرقت به كان نوماً عميقاً وكأنها مخدرة ووجدت بالتالي صعوبة في ان تستفيق منه. ولكنها استفاقت جزئياً خلال الليل لتجد ذراعاً مفتولة العضلات ترتاح على خصرها، تحركت بدهشة:
- كول؟
- هه؟
ولم يتحرك، وكوّن ذهنها الضبابي الناعس سؤالاً:
- هل كل شيء على ما يرام؟
- هه....
ولوى فمه بإبتسامة سريعة...واكتفت بهذا، فهو لا يمكن أن يبتسم لو أن والده لا يزال في خطر. وعادت للنوم، قانعة بانه معها.

عندما استفاقت صباحاً كان قد ذهب...ولم تصدق، بل قفزت وأسرعت الى الحمام لترى اذا كان يحلق ذقنه...ولكنها لم تجده، مل دفعها للتساؤل عما اذا كانت قد حلمت بوجوده...هل يمكن أن تكون واهمة؟ لا تفسير آخر.
كانت لا تزال شاحبة وتعبة عندما وصلت الى العمل. رأسها يضج بالألم.
وقبل أن تفتح فيكي فمها قالت لاسي:
- لا تقولي شيئاً... أعلم أني أبدو رهيباً.
-في الواقع كنت ساسألك اذا كنت تريدين بعض القهوة.
فابتسمت شاكرة:
- اريد فنجاناً، شكراً لك. فقد يساعدني على الاستيقاظ.
وعادت فيكي بفتجان قهوة يتصاعد البخار منه:
- اعتقد أنك امضيت نهاية اسبوع رديئة.
وابتلعت لاسي قرصين من الاسبرين.
- وهل سمعت الخبر؟
- حول السيد ريتشاردز...؟ لقد اذاعته محطة الراديو المحلي.
- الامر فظيع...
- لقد بدا الرئيس بحالة يرثى لها عندما وصل صباحاً.
- وهل هو هنا؟
فهزت فيكي رأسها:
- منذ حوالي خمسة عشر دقيقة.
- اوه.
وتابعت فيكي:
- ولكنني لا اظن انه سيبقى...لقد كان يرتدي ثياباً غير رسمية، وليس على عادته...لا بد انه جاء فقط للقراءة البريد.
- ربما.
ورفعت لاسي رأسها الى الفتاة العاملة في قسم الطباعة والتي وصلت الى طاولتها.
- مرحباً سارة...هل من شيء؟
ونظرت اليها الفتاة باستغراب:
- حسناً...أنا...لقد قيل لي ان من المفروض علي أن أحل مكانك اليوم.
فقطبت لاسي:
- مكاني؟ ولماذا قيل لك هذا؟
سارة لا تأخذ مكانها إلا اذا كانت مريضة أو في اجازة.
- لقد اتصل بي السيد ريتشاردز ليقول لي انك لست قادمة اليوم ظننت أن ذلك بسبب والده.

قلب حائر 10-05-11 07:37 AM

وقبل ان تحتج لاسي قاطعتها فيكي:
- اظن أن هذه فكرة جيدة...لماذا لا تعودين الى المنزل وتنامين قليلاً يا لاسي؟ تبدين بحاجة للراحة.
- شكراً.
- انظري...من الواضح أنك لست على ما يرام.
هذا صحيح. فرأسها يضج بالألم. ولكن لم يكن كول بحاجة لأن يعلن انها لن تأتي اليوم. فليس لديه فكرة عن حالتها كي يكون له عذر للتدخل. وتابعت فيكي حثها:
- هيا...سيكون الامر...
وسكتت لرنين الهاتف الداخلي.
- نعم؟...نعم سيدي. في الحال....وداعاً.
وأقفلت الخط وهي تنظر الى لاسي.
- لا خيار آخر لديك الآن. يبدو ان السيد ريتشاردز علم بوجودك هنا...ويريدك الصعود الى مكتبه.
واستقبلتها جاين درموند، السكرتيرة، دون ظهور أي دلائل مما ظهر عليها في المرة السابقة...ابتسمت لها، وضغطت على زر الهاتف الداخلي:
- خطيبتك هنا سيد ريتشاردزز
وبدا صوته غريباً عبر الجهاز.
- دعيها تدخل.
فقالت لاسي:
- سأدخل لوحدي....أيمكن هذا؟
- بالطبع.
وابتسمت ثانية.
منتديات ليلاس
ودقت باب مكتبه قبل ان تدخل. كان بجلس وراء طاولته، وبدا منهكاً بقدر ما تحس هي. وجهه شاحب كالأموات، عيناه مثقلتان من قلة النوم، وشعره مشعث وكأنه امضى ساعات وهو يمرر أصابعه فيه. وكانت ثيابه عادية كما قالت فيكي، بنطلون من الكتان الأزرق يناسب جسده، وقميص أزرق مزرر بدون عناية الى منتصف صدره.
ورفه نظره اليها من عن الاوراق التي كان يقرأها. وقال:
- لم اتوقع مجيئك الى العمل اليوم.
فردت بلطف:
- اعتقدت ذلك...لقد انتظرت مخابرتك طوال يوم أمس.
ولم تكن بعد متأكدة اذا ما كان أبوه قد تجاوز مرحلة الخطر أم لا. فاستوى في جلسته ليتنهد، فذهنه كما يبدو لم يكن مركزاً على ما يفعل:
- لقد كان الوقت متأخراً جداً في ليلة أمس عندما أعلن الأطباء انه تجاوز الخطر ولم أرغب في ازعاجك بالهاتف في الثانية صباحاً...فقد يفزعك هذا.
- ما كنت قد مانعت يا كول...لإنا أريد الاطمئنان.
فلمعت عيناه بالغضب وقال:
- اتظنين أني لا أعرف...لقد طلبت مني هذا بكل إصرار...ولذلك عدت الى شقتك.
وأحست بالارتجاف يغزو أطرافها السفلى.
- أنت...جئت؟
- أجل...ولا بد ان الساعة كانت حوالي الثالثة. وكنت نائمة.
- ....كنت...نائمة؟

قلب حائر 10-05-11 07:38 AM

وأحست ان "حلمها" الذي ظنتته حلماً لم يكن يحلم. فالتوت شفتيه بابتسامة:
- هه...لقد سمحت لنفسي بالدخول.
وتنحنحت لاسي من الاحراج.
- صحيح...؟ ولكنني لم أسمعك.
- لست مندهشاً...فانت سريعة في النوم. ومن حسن حظك أنني لم اكن لصاً. فقد كنت لا زلت نائمة عندما تركتك في السابعة والنصف.
- لقد... استفقت مرة في الليل.
فهز راسه وكأنه فهم:
- آه...لا حاجة لي اذن ان أشرح لك أكثر.
- لقد ظننت نفسي أتخيل أنك هناك.
فنظر اليها بحدة:
- وهل اردت بالفعل ان تتخيلي؟
واحمرت وجنتاها.
- لا...ولكن...انا لم استطع التفكير كيف وصلت الى جانبي في الفراش...
- لقد تركت الباب مقتوحاً.
- هذا لن يحصل ثانية!
- اوه، ولكن لا اعتراض لدي. فقد كنت تعباً جداً لاعود الى المنزل. وكنت تبدين جميلة جداً وأنت نائمة...النوم الى جوارك قد يصبح عادة لدي.
- طالما انه ليس في ذهنك غير النوم.
ونظر إليها بقساوة وقال وهو يقفل ملف البريد أمامه:
- لا أستطيع ضمان هذا...ها قد انتهيت، أمستعدة للذهاب؟
- أجل...كنت ذاهبة، فأنت قد رتبت لي من يحل مكاني.
- لقد توقعت أن تنامي الى الظهر.
- ولكن لدي عمل.
- وأنا رب عملك...ولا اعتبرك صالحة الآن للعمل. إضافة الى ان لدي مشاريع أخرى لليوم.
ورفعت حاجبيها:
- وما هي؟
- والدي يريد رؤيتك...سأعطي الملف لجاين كي تتولى أمر الرسائل.
ولم تتمالك نفسها من الدهشة:
- والدك يريد رؤيتي؟
وفتح الباب لها:
- اجل...هل نذهب الآن؟
- نعم...ولكن...والدك يريد رؤيتي؟
- لقد قلت لك هذا...هيا بنا يا لاسي...لقد أتيت الى هنا فقط لأجل البريد. وأريد العودة الى المستشفى...فريتشارد لديه عمل في الساعة العاشرة. وبهذا ستبقى والدتي ودونا لوحدهما في المستشفى.
ولحقت بهما. ووقفت بهدوء وهو يعطي التعليمات لها...وحدقت اليه...ولأول مرة بدا عليه سنه الحقيقي، كل لحظة من سنواته السبع والثلاثين.

قلب حائر 10-05-11 07:43 AM

ونزلا المصعد معاً، وقررا العودة الى منزلها في سيارتهما، ومن هناك يستقلان سيارة كول. وأوقفت سيارتها المخصص قبل أن تنضم اليه. واستدار اليها في مقعده، ليقول ببرود:
- لاحظت أنك لا تضعين خاتم الخطوبة. اذهبي واحضريه.
وأغاظتها لهجته:
- لم اعد مخطوبة لك. وكنت سأعيد الخاتم لك مع هداياك الاخرى بما فيها السيارة، عند أول فرصة.
ووضع ذراعاه على المقود وقال بصبر نافذ:
- احضري الخاتم يا لاسي...مشاكلنا الخاصة يمكن أن تنتظر الى ما بعد. ولكن عائلتي لا تزال تعتقد أننا سنتزوج.
- الم تقل لهم اننا تخاصمنا؟
فابتسم متعباً:
- نهاية الاسبوع لم تكن ملائمة لاخبارهم.
- اعتقد هذا. لن أتأخر.
وفتحت باب السيارة، فرد بجفاء:
- لم أكن انوي الذهاب من دونك.
ولم ترد على سخريته...فكلاهما متوتر، وأي جدال قد يزيد الامور سوءاً. ولدى عودتها، نظر الى يديها برضى وهي تجلس بقربه، وانطلق بالسيارة دون كلمة. وأغاظها صمته فقالت:
- أضعه مؤقتاً...وحالما نترك عائلتك سأعيد إليك.
فنظراليها ببرود:
- ستبقينه حيث هو طالما أن والدي سيحس بالألم لإلغاء الزواج.
-ولكن...
- سوف تضعينه يا لاسي! قد تكونين مخادعة عابثة، ولكن في هذا الوقت لن بفيد والدي أن يعلم هذا فهو يحبك.
- وأنا أحبه...
وترقرقت الدموع في عينيها للسمعة التي اكتسبتها منعمدة لنفسها مع الرجل الذي تحب.
- افعلي هذا لأجله. فهو ليس قوياً كفاية ليتحمل الخبر. وسيبقى هكذا لأسابيع. وقال الأطباء: لا صدمات ولا خيبات أمل.
ودخلت بهما السيارة الى باحة المستشفى، وهو يكمل:
- وسيصاب بكليهما اذا علم أننا ألغينا الزواج. فهو يظن أنني ساستقر وأعطيه الأحفاد.
- لقد قلت لك منذ البداية انه من الخطأ توريطي مع عائلتك. وكان من الأفضل ابقاء الخبر محصوراً بين اصدقائك ولكنك...
- ليس من سبب يدعوني الى هذا.
ونزل من السيارة ليأخذ سترته من المقعد الخلفي فقالت ساخرة:
- اوه...أعلم هذا والسبب هو كبرياءك المتعجرف! لقد تلاعبت معك. ما من أحد يتلاعب معك وينجو.
واستدار الى الناحية الاخرى ليفتح لها الباب ويرد:
- بالضبط...والآن انسي توبة غضبك وتصرفي كخطيبة محبة.
فارتجفت.
- لن استطيع!
كيف لها ان تمثل دوراً هو في الواقع حقيقة، حقيقة يجب ان لا يلاحظها كول أبداً؟ كم وقعت تحت تأثيره بسهولة ليلة السبت، كم زاد هذا بمعرفته كم تحبه...وقال وقناع جامد على وحهه:
- حاولي فقط ان لا تجفلي كلما لامستك.
فهمست بخشونة:
- سأحاول.
منتديات ليلاس
في المستشفى، طلب كول من والدته وشقيقته الذهاب الى شقته للاستحمام وتغيير الملابس وتناول شيء من الطعام، ورغم تردد والدته الا انه أصر عليها الى أن ذهبت.
ولم تستطيع لاسي منع نفسها من الاحساس بالصدمة لرؤية والده وهو غارق في اللفائف البيضاء...بشرته كانت رمادية، عيناه غائرتان في رأسه ومع ذلك فقد كانت عيناه الزرقاوان تلمعان، واضاء وجهه بالسعادة لدى رؤيتهما معاً.
وبانتهاء التحيات، جلست قرب سريره، وأخذ كول يتحدث عن اشياء عامة. واصغت لاسي إليهما بصمت وقد رسمت ابتسامة على شفتيها من أجل والده وتحركت عينا هنري ريتشاردز نحوها يبتسم لها بالرغم من ألمه وقال بلطف:
- أنت صامتة جداً يا لاسي. لا يجب ان تدعي هذا الأمر يزعجك. لقد كتب الرب لي عمراً جديداً...كما ترين فقد نجوت...
فردت على ابتسامته قائلة:
أنا سعيدة بذلك سيد ريتشاردز.
- سأكون بخير في موعد زفافكما على ان لا يتأخر عن الشهرالقادم. وقد لا أتمكن من حضور المراسم، ولكن الاستقبال سيجري في منزلنا...وسأتمتع به.
- اوه...ولكن...
واخرستها نظرة كول التحذيرية، قاطعها:
- لا تقلق يا أبي...فنحن نعلم ما هو شعورك...وليس لدينا النية في تأخير الزفاف.
************************************
نهاية الفصل التاسع

************************************


http://yoursmiles.org/gsmile/flower/g10133.gif

زهرة منسية 10-05-11 10:03 AM

مشكوره حبيبتى على الاجزاء اللى نزلتيها

زهرة منسية 12-05-11 11:30 PM

:Taj52::Taj52::Taj52::Taj52::Taj52::Taj52::Taj52::Taj52::Taj 52::Taj52::52::52::52::52::52::52::52::52::52::52:والله طولتى الغيبه علينا كتير

سهر اليل 13-05-11 01:11 AM

بجد بلشت انسى الاجزاء الي قراتها وين باقي الروايه ياعسل ,,,
ياريت تنزليها عن قريب,,,

هدووش 14-05-11 08:38 AM

شكرا
يا ريت تكميلها بسرعة

زهرة منسية 15-05-11 12:05 AM

والله أشــــتــــــــقــــــــــــــتــــــــــــــــــــــــــ كتير

قلب حائر 15-05-11 09:16 AM

انا اسفة بجد على التأخير بسبب النت
شكرا على مروركم يا قمرات وانا اشتقتلك كتير نونا

قلب حائر 15-05-11 09:21 AM

الفصل الاخير

10-- نزع الأقنعة


http://i132.photobucket.com/albums/q...owers/ro72.gif

أي موعد زفاف في الشهر القادم؟
كانا قد عادا الى شقتها منذ خمس دقائق بعد قضاء ساعة مع والده. وهي تريد أن تعرف ماذا يجري. فكول سيعود الى المستشفى بعد قليل، بعد أن أوضح لها أن وجودها لم يعد مطلوباً. وكررت سؤالها عندما لم يرد:
- كول...لقد سألتك أي زفاف؟
فابتسم لها بلؤم:
- زفافنا بالطبع.
- ولكن لن يكون هناك زفاف! لقد قلت لك انني لا أنوي البقاء مخطوبة لك دقيقة أكثر من اللازم. أما بالنسبة للزواج فهذا أمر خارج أي سؤال.
- أنت لا تطيقين البقاء معي...أليس كذلك؟
- بالضبط.
فنظر إليها بسخرية:
- غريب...لقد أعطيتني انطباعاً مختلفاً ليلة السبت.
- كان هذا ليلة السبت.
- فهمت...والأمور تغيرت منذ ذلك الوقت...في يومين؟
قساوة عينيه الساخرتين أزعجتها وبدا كأنه يضحك عليها:
- بإمكان يومين أحياناً ان يبدوا كعمر كامل. وهل لي أن أذكرك أنني لم أكن مخطوبة لك ليلة السبت.
ورد عليها مقلداً ما قالته منذ لحظات ولكن بسخرية لم تستطع أن تتجاهلها:
- بالضبط.
- والمعنى؟
- المعنى...أنني لم أكن خطيبك. كما لم أكن بالأمس عندما غرقت بين ذراعي وكأنما تفعلين هذا كل ليلة في حياتك.
- لم أكن ادري أنك أنت؟ انا...
- لا تغرقي نفسك باتهام جديد...فأنا أعرفك على حقيقتك. ولا تطلبي مني أن أشرح لك هذا أيضاً.
وأشاحت بنظرها عنه:
- لن يكون هذا ضرورياً.
- وهكذا اعتقدت.
- كونك تهينني لن يحل مشكلة ماذا سنفعل حول الزفاف المتوقع.
- سيبقى متوقعاً...ولدينا الكثيرمن الوقت للخروج من المآزق.
- أوتعتبر أربعة أسابيع كثيراً من الوقت؟ يا إلهي...سينتهي كل شيء قبل أن أن تتمكن من إلغائه. ألا تستطيع إخبار أمك الحقيقة على الأقل؟ وليست مضطرة لإخبار أبيك، ولكن هذا سيوفر علينا جميعاً حرج الغاء كل شيء.
منتديات ليلاس
- أيتها ال***** الانانية الوضيعة! ألا يهمك أي شيء سوى إحراج نفسك؟...لا...باالطبع لا يهمك، فماذا يهمك لو ان أمي تكاد تموت قلقاً على والدي؟ طالما أنت لا "تجرحين" وتبقين سعيدة. وهذا كل مل يهمك...سعادتك الشخصية فقط.
- ليس صحيحاً!...فأنا....
فقاطعها ببرود:
- وفري كلامك يا لاسي...كل تصرفاتك منذ التقينا كانت تركز على اهتمامك بنفسك فقط. لقد ورطتني بهذه الخطوبة لأنك أحسست بالإهانة، وأعلنت موعد زفافنا لمونيكا لأنك سمعت حديثاً بالصدفة. وأعجبت بشقيقي، فقررت الحصول عليه مع الصفقة، بغض النظر عن أي نتائج لمثل هذا التصرف على عائلتي...والآن جاء دوري أن تفعلي لي شيئاً...يجب ان تحسني التصرف أمام عائلتي وإقفال فمك. ولن تشاهدي ريتشارد ثانية الى ان نسوي المسألة برمتها.

قلب حائر 15-05-11 09:22 AM

فصاحت بغضب:
- لا يمكنك القول لي ماذا أفعل وماذا لا أفعل. واذا أردت رؤية ريتشارد فسأفعل.
مع أنها لم تكن تنوي هذا إطلاقاً، فليس بينها وبينه ما يقال. فرد بغضب أكبر:
- لن تري احداً غيري الى ان أسمح لك أنا.
- ولماذا أيها المغرور المتغطرس...
وتقدم منها كول ونظرة التصميم في عينيه:
- يبدو لي ان هناك طريقة واحدة لإسكاتك، واذا تمتعت بما سأفعل فلن أهتم مطلقاً يأنك غشاشة مخادعة. فلماذا أهتم؟
وأطيق رأسه الأسود عليها، وتراجع رأسها الى الوراء، وأمسكها هكذا دون ان تستطيع الحراك، وإحدى يديه تشد شعرها بوحشية ولم يكن فيه أي رقة او لطف، بل غضب ورغبة فقط...وازدراء لم تستطع تحمله منه، وانتزعت نفسها منه:
- لا يا كول! توقف هن هذا! لن أسمح لك بمعاملتي هكذا!
ولكنه لم يتركها، وأخذ يضحك من مقاومتها له برضى شيطاني:
- لم أطلب لك أن تسمحي لي بأن أفعل ما اريد. وسآخذك لحظة أشاء.
وتركها على حين غرة. ونظر إلى ساعته، ثم أخذ يجول بعينيه على جسدها بازدراء لم يحاول اخفاءه:
- ولكنني لا أملك الوقت الكافي لهذا الآن...ولا حتى الرغبة.
فصاحت به وهي تفرك يدها مكان قبضته:
- ولا أنا...فأنا أحتقرك!
فتقدم منها مهدداً:
- حقاً؟ هل تريدين مني إثبات العكس؟
فتراجعتت مذعورة:
- لا...لا...لا أريد! فأنا لن أطيق قربك مني.
رده الوحيد كان ضحكة قصيرة ساخرة قبل أن يستدير ويتجه الى الباب.
- سأعود الى المستشفى الآن. ولكن قد أعود إليك الليلة.
- لن أهتم بك!
- لقد قلت "قد اعود" واذا وصلت متأخراً سوف...
- سوف تذهب الى بيتك...ولا تتوقع ان أترك الباب دون إقفال الليلة.
فضحك:
- لن أعتمد على حظي ليلتين متواليتين.
واقسمت من بين أسنانها:
- ساتأكد بنفسي انك لن تستفيد.
وفتح الباب استعداداً للخروج:
- لا تذهبي الى العمل غداً، فقد احتاجك خلال النهار.
- بإمكانك أن تحتاجني قدرما تستطيع، فانا أنوي الذهاب غداً الى العمل. لقد قلت لك...لدي عمل أقوم به.
فرد عليها بتعجرف:
- اذن...أنت مطرودة!
فشهقت:
- لا يمكنك فعل هذا!
فرد بهدوء:
أعلم...ولكن حتى الوقت الذي ستقدمين فيه اعتراضك...سيكون والدي قد خرج من المستشفى، وبإمكانك العودة الى عملك ساعة تشائين.
- ولكن هذا ليس...
- عدلاً؟ وإن يكن، ليس عدلاً...ولكنه ما أرغب به.
- انت أناني...
وأمسك بذراعها بقوة وجذبها نحوه بوحشية:
- إذا كنت أنا الأناني...فأنا أكره ان أفكر ما أنت..واذا أراد والدي رؤيتك...أريد أن اجدك حيث
أستطيع الوصول إليك. ولا أريد الانتظار إلى أن تجدي من يحل مكانك في العمل مفهوم؟
وكان يهزها بقوة حتى أن أسنانها اصطكت. فاجابت مرتجفة:
- مف...مفهوم.

قلب حائر 15-05-11 09:24 AM

ودفعها إلى الداخل حتى كادت أن تقع. وهز رأسه:
- لأول مرة لم تجادلي...هذا مدهش!
وردت بخشونة، وعيناها أصبحت ليلكيتان من الغضب والكراهية:
- مع السلامة...سأكون هنا لأجل والدك فقط وما عدا هذا، لا اريد رؤية وجهك.
-حاولي ان تمنعيني...لا زلت أنوي أن آخذك.
فضحكت بجفاء:
- سيكون لك جرأة وغرور الشيطان لو ظننت انني سأسمح لك بلمسي!
فابتسم لغضبها:
- لن تتمالكي نفسك. وقد تستمرين في الإنكار، ولكن ما ان ألمسك، لن تعودي قادرة على النكران.
وقالت بين أسنانها بغضب مكبوت:
- اخرج من هنا يا كول...اخرج من هنا فقط!
ولم تسمعه يتحرك ولكنه عرفت انه ذهب...مشاعرها اخبرتها هذا. وغرقت في مقعد قريب، كل إرادة قتال غادرتها...لن تستطيع الاستمرار هكذا لوقت طويل...لن تستطيع التحمل!
والأمر الفظيع أكثر أن كول على حق، حبها له يجعلها ضعيفة مطواعة بين ذراعيه، تنسى كل احترام لنفسها. لا يجب أن تدع أي رجل حتى كول يؤثر عليها هكذا. انه يعاملها كما يعامل أي من النساء العاديات في حياته، وستبقى مونيكا اندروس حب حياته.
وتأوهت...لمونيكا اندروس زوج رائع...رجل جذاب، وسيم، ثري جداً. فلماذا لا تترك كول وشانه؟ انها تعلم السبب، فلكول جاذبية فائقة يمتلكها بنفسه فقط، ولا يمكن لأية امرأة مقاومتها...وما يحدث ان مونيكا هي المرأة التي اختار أن بعطيها حبه، ومع ذلك فلم يمنعه هذا من الرغبة في الأخريات.
وعانقت لاسي الوسائد في الكرسي غاضبة ومحبطة في نفس الوقت...إنها تريده لنفسها، تريده وتحبه، ولكنها لن تقبل به حسب شروطه، وهي تعلم طوال الوقت ان مونيكا هي المرأة التي سيعود اليها عندما يرضي غروره بتحديها...وهي بالنسبة الى كول...مجرد تحدي.
تعب الأيام الأخيرة، أخذ منها فنامت على المقعد.
منتديات ليلاس
نومها كان ثقيلاً مثل الليلة السابقة، وكانت واثقة ان من يدق عليها الباب بإصرار هكذا قد مضى عليه وقت طويل وهو يفعل هذا قبل أن تستيقظ.
وتهاوت وهي تقف، ودفعت شعرها عن عينيها. نظرة الى ساعتها أعلمتها أن الوقت يقارب السابعة مساء، معدتها تنذرها...انها جائعة جداً. فهي لم تتناول شيئاً له قيمة غذائية كافية منذ يومين ولذلك تشعر بالضعف من الجوع. واي جدال مع كول لا يمكنها ان تتحمله.
ولكن، لم يكن كول بل شقيقه ريتشارد، وسألها بارتياب:
- هل أقدر أن أدخل؟
فهزت رأسها بدون وعي كامل:
- اعتقد هذا.
- شكراً.
وأقفل الباب وراءه يبحث عن أي شيء يثير عطفها عليه.

قلب حائر 15-05-11 09:26 AM

وتهاوت لاسي مرة أخرى، ومدت يدها دون وعي لتستند الى شيء، ولتمنع نفسها من السقوط. ولسوء الحظ لم يكن أمامها أي شيء، فوقعت مغمياً عليها.
وفتحت عينيها بعد لحظات لتجد نفسها مستلقية فوق الصوفا ريتشارد منحني فوقها. وحاولت الجلوس، ولكنها عادت لتغرق بين الوسائد، وقد دفعها ريتشارد بلطف الى الوراء. فابتسمت وفد خجلت من ضعفها:
- آسفة لهذا، فلست معتادة على الاغماء أمام ضيوفي.
فابتسم لها:
- انها تحية غير مألوفة، ولكني لم امانع...لقد كان الامر جيداً، حقاً.
- لست أدري ما حصل لي...لقد اغمي علي فجأة...وأشعر بالسخف الآن.
وبدا عليه الاهتمام:
- وهل حدث لك هذا من قبل؟ هل أحسست بالغثيان أو الدوار؟
فهزت رأسها نفياً:
- لا...الامر لا يستحق القلق. فأنا...
- أي شيء غير عادي يثير القلق. فالصحة ليست أمراً ياخذه الانسان بخفة. يجب ان يكون هناك سبب للاغماء هل...
وصمت...وبدأ اللون الأحمر يتدرج ببطء فوق وجهه وبدا عليه الارتباك:
- اوه...
- ما بك؟
- حسناً...أنا ...ليس من شاني.
وأشاح بوجهه عنها. فقطبت:
- بماذا تفكر يا ريتشارد؟
وجلست فجأة بما تبقى لها من قوة، ثم وقفت:
- لا تزعج نفسك بالقول لي. استطيع تصور ما تفكر به، خاصة ولديك الانطباع الذي أعطاه لك كول حول علاقتنا. ولكن هذا الانطباع غير صحيح. وأنا لست حامل...كل ما في الأمر انني جائعة. لقد حصل الكثير في اليومين الماضيين. حتى نسيت ان آكل.
وطهر الارتياح على محياه:
- اتعنين انك لم تأكلي أبداً؟
- شربت الكثير من القهوة ولكن بدون طعام.
ورمى ريتشارد سترته ورفع أكمامه.
- ابقِ حيث أنت، سأحضر لك بيضاً مقلياً وكوب شاي أسود حلو.
- ولكني لا احب السكر في الشاي.
- هذه المرة ستتناولينه مع الشاي. أوامر الطبيب.
وابتسم لها...فقالت مداعبة:
- لقد حذرني كول منك...ولكنني ظننته يمزح.
- لم يكن يمزح...فأنا أنظر الى كل هذا بجدية. والآن عودي الى الصوفا بينما أحضر لك بعض الطعام.
فضحكت:
- لن أتحرك. فهل ستجد كل شيء بنفسك؟
- ساتدبر أمري.
وهكذا فعل، ففي بضع دقائق أحضر لها بيضاً مقلياً منتفخاً والشاي الموعود. وأخذت تبتسم وهي تشرب الشاي، ولكنها اجبرت نفسها على شربه وهو يشرف على العملية. وقالت له:
- انت في الحقيقة تحضرالبيض الجيد.
منتديات ليلاس
واستوت في جلستها وقد ارتاحت.
- انه مغذي، وسهل التحضير بسرعة.
- أنت مدهش حقاً. لا أستطيع تصور كول يفعل هذا...لديه مدبرة منزل.
- اوه...هذا صحيح..ولكنه يدبر طعامه كما نفعل جميعاً. في مثل عمري كان قد بدأ العمل لتوه، ومثلي أيضاً، رفض مساعدة والدنا.
- لم أكن أعلم هذا. فلقد أعطاني الانطباع بأنه...بأنه...
ورد ريتشارد متعاطفاً:
- أعلم بالضبط ما تعنيه...ولكنه مر بصعوبات مثلنا تماماً.
واخذ الطبق من يدها:
- هل تشعرين بتحسن الآن؟
وابتسمت بامتنان:
- كثيراً.
وعاد من المطبخ ليقول:
- لقد أتيت فعلا إلى هنا لأسألك اذا كنت غفرت لي ما فعلته تلك الأمسية...وأنا أعرف طباع كول وأخشى أن يكون ما فعلته وما قلته قد زاد شكوكه.
فضغطت على يده مطمئنة:
- حسناً...لا زلنا مخطوبين.
ورفعت يدها بالخاتم الذي نسيت ان تخلعه بعد افتراقها عن كول:
- وهكذا لا يمكن أن يكون قد انزعج كثيراً.
- أنا سعيد لهذا...لست قذراً هكذا عادة. ولكن عذري الوحيد هو اني معجب بك...ولكن أعتقد ان عليَ أن أعتاد عليك أختاً لي.
ونظر الى ساعته:
- يجب ن أذهب الآن...جئت لمجرد تصفية الجو بيننا.
- وتحضير وجبة رائعة لي. جميل منك ان تأتي، وأنا مقدرة لك هذا.
ووقفت لتلحق به الى الباب. فتح واستدار اليها:
- هل لي بقبلة أخوية؟
- طالما تبقى أخوية...وواحدة.
ولم تكن القبلة أخوية بالضيط...ولكنها لم تعترض...في الواقع لم تتح لها الفرصة..فقد ابتعد عنها ريتشارد بقوة، لينظر بغير توازن الى الوجه الغاضب لكول. وكانت عيناه الرماديتان كالجمر وهو يحدق الى أخيه:
- اخرج من هنا قبل أن أفعل شيئاً أندم عليه.

قلب حائر 15-05-11 09:27 AM

وقال ريتشارد متلعثماً:
- كول...الأمر ليس كما...
- اذهب من هنا!
ونظر ريتشارد الى لاسي نظرة يائسة، ثم ذهب. فاستدارت لتدخل الشقة وهي تعلم أن غضب كول يفوق المنطق. ولكنه لم يكن ينوي أن يمر الامر بسهولة، فقد أدارها لتنظر إليه وقال ببرود:
- الأ يمكنك الابتعاد عن شقيقي لبضعة أسابيع؟ على الأقل الى أن يخرج والدي من المستشفى...يا إلهي يا فتاة...هل تحبينه إلى هذا الحد لتكون بضعة اسابيع كثيرة عليك؟
- ولكنني...
- لا عجب انك طلبت مني عدم العودة الى هنا. لقد كنت تعرفين انه قادم. كل مرة يقع نظري عليك يزول ضباب الوهم أكثر فأكثر ومع ذلك فأنا...
وهز رأسه متردداً ثم اكمل:
- لا زلت أجد نفسي أرغب فيك. فماذا تملكين كي تجعلي الرجال يريدونك؟ انا...ريتشارد...هاري؟ ماذا تملكين ليجعلك جذابة في نظرنا؟
ونظر إليها بسخرية، جعلتها تحس أنه يعريها من ثيابها، وأكمل:
- لست أدري ما هو. فأنت لست جميلة مثلك مثل مئات النساء الأخريات اللواتي عرفتهن.
فردت عليه بوقاحة:
- بما فيهن مونيكا اندروس؟
- خاصة مونيكا الجميلة.
فسألته غاضبة ومتألمة:
- لماذا جئت إلى هنا يا كول؟
- والدي يريد رؤيتك غداً...سأجيء لأخذك حوالي العاشرة.
- سـأكون جاهزة...وربما الآن، وبعد ان قلت ما جئت لأجله...ستتركني وترحل.
انه محق...فكل مرة يلتقيان فيها تعطيه انطباعاً أسوأ من الأول عن نفسها. وخاصة لأنها كذبت لريتشارد...لو أنه يسأل شقيقه عن هذا الحب! ولكنه لن يفعل هذا أبداً. فهو لا يهتم بها لهذه الدرجة وكبرياؤه لن تسمح له. ورد عليها بخشونة:
- لا تقلقي...فلست أنوي البقاء...عمت مساءً.

قلب حائر 15-05-11 09:29 AM

بعد ذلك اليوم، كل يوم كان يتم على منوال ما قبله. لاسي تزور المستشفى في الصباح مع كول، ثم تمضي بقية اليوم لوحدها وتهزل كل يوم أكثر من السابق. ولكن لحسن الحظ عزت عائلة كول الأمر للتوتر الذي يمر به الجميع أما كول فبالكاد كان يتكلم معها. وعاشت في خوف دائم ان يأتي يوم يقول لها أن الوقت قد ازف لفراقهما.
وما أن حل مساء الجمعة، حتى كانت في حالة قصوى من التوتر، جعلتها مستعدة للترحيب يأي نوع من أنواع التغيير في الروتين...وهكذا رحبت بزيارة هاري، بذراعين مفتوحين. ونظر هاري حوله بارتياب:
- أما من خطيب هذا المساء؟
- ولا في أي مساء آخر.
وبدت عليه الدهشة:
- ولكنني سمعت انكما عدتما الى بعض.
فابتسمت، وهب تجلس قبالته وتسند ذقتها إلى ركبتيها:
- وأين سمعت بهذا؟
- لقد ذكرت الصحف انك وخطيبك تزوران هنري ريتشاردز مع بقية العائلة. وهكذا خمنت بالطبع أن خطبتكما مستمرة.
- في الوقت الحاضر فقط.
- في الوقت الحاضر؟
- إلى ان يتعافى السيد ريتشاردز ويستطيع تلقي الخبر.
- آه...فهمت...كنت متردداً في ان ازورك الليلة...ولكنني مسرور أنني فعلت الآن.
ورن جرس الباب، فقال:
- هل تتوقعين قدوم احد؟
- لا.
- اوه يا إلهي...لدي شعور شرير...هل لكول طبع عنيف؟ لم انس بعد تهديده...أنا احبك يا عزيزتي...ولكن لا أريد شجاراً حولك.
فوقفت ضاحكة:
- لن يكون هذا كول...فهو لا يأتي الى هنا سوى لاصطحابي لزيارة والده.
وانفتح الباب قبل أن تصل ليعطي صفة الكذب لما قاله..فكول هو المتعجرف الوحيد، القادر على فتحه هكذا والدخول دون استئذان. فقالت بضعف:
- كول.
منتديات ليلاس
فابتسم لها بلطف...ابتسامة بعيدة عن تلك الواجهة الباردة الذي احتفظ بها طوال الأسبوع. ولكن عيناه ضاقتا عندما شاهد هاري يتقدم ليقف قربها:
- هل قاطعتكما عن شيء؟
- لا!...نعم...لا...
انها تريده هنا، ولكنها لا تريد جدالاً آخر. قبل أن يشاهد هاري، كان في عينيه نعومة لم تشاهدها من قبل. نظرت إليه بحدة، وقد أحست بالتواء في معدتها:
- هل والدك...
- إنه بخير...
ونظر إلى هاري وقد أضاءت وجهه ابتسامة ساحرة:
- انا لا أعرف اسمك حتى الآن. ولكني سعيد لمقابلتك من جديد سيد.
- ترود...هاري ترود.
وتصافحا وقال كول:
- وأنا كول ريتشاردز، ولكنك تعرفني. لقد اتيت أبحث مع خطيبتي موعد الزفاف...أم نسيت هذا يا لاسي؟
- أنا...لا...أنا...لم أكن أعلم ان موعدنا الليلة.
وأصبح وجهها شاحباً كالأموات...اذن هذه هي الليلة التي سيبت فيها أمر علاقتهما وإلى الأبد. يا إلهي...لا يمكنها العيش من دونه!

قلب حائر 15-05-11 09:30 AM

وقال لها:
- لقد ظننت تعرفين خطتنا.
- اجل ولكنني لم اكن ادرك ان الوقت قد أزف.
- لست أرى فائدة من الانتظار أكثر.
وبدا على هاري القلق:
- آه...أنا...أظن أن علي المغادرة الآن. أراكما فيما بعد، لاسي، سيد ريتشاردز.
وانحنى لهما بأدب وانصرف، فسألها حال أن أصبحا لوحدهما:
- ماذا كان يفعل هنا؟
وجفلت لغضبه المفاجيء الذي لم يكن يظهر منذ لحظات.
- انه...
- لا...لا تزعجي نفسك بالإجابة..لا أريد أن اعرف.
- لقد قلت انك تريد بحث موعد الزفاف...أو موعد الغاءه...لقد اتصلت والدتك بعد الظهر وتظن أن الوقت حان للبدء بالترتيبات...فهل هذا ما دعاك لإلغاء الامر بسرعة.
ولكنني لم أفعل بعد.
- لم تفعل ماذا؟
- لم أقرر أن ألغي الزفاف. بل العكس، أظن أن لدى أمي الفكرة الصحيحة لقد حان الوقت لتبداي الترتيبات وستتمتع والدتي بمساعدتك.
- ولكنني...نحن لن...
- انت لن...ماذا؟ قبل أن تقولي المزيد أظن أن علي أن أقول لك انني تكلمت مع ريتشارد اليوم. ولقد بدا مندهشاً لقولي له انكما تحبان بعضكما. وفي الواقع أنكر الامر بشدة...ليس لانه لم يعجب بالفكرة، بل لانه يعلم أنها ليست الحقيقة. فلماذا كذبت علي؟
- أنا...لقد بدا لي أن هذا ما تريد أن تسمعه.
فقال بلطف:
- هيا يا لاسي...أنت تعرفين أن هذا آخر ما قد احب أن أسمعه. لقد كنت *****اً بالأمر منذ تحدّث إليّ ريتشارد، ولم أستطع إيجاد سبب لكذبك علي.
ردت بصوت أجش، وقد اتسعت عيناها خوفاً من انفضاح سرها:
- ألم تستطع؟
- لا...لم أستطع. ولكن تستطعين إخباري بلحظات. وقبل هذا أريد إخبارك بشيء، بل أشياء كثيرة في الواقع. سأبدأ بيوم بدأنا فيه الخطبة. عندما اكتشفت ما فعلته أصبحت غاضباً، وبشدة.
فابتسمت متذكرة غضبه:
- أعرف هذا...
- ولكن ذلك الغضب سرعان ما تلاشى. وأصبحت فضولياً حولك. فأنت لا تشبهين أي إمرأة قابلتها من قبل. فأنت لم تسمحي لي أن أتأمر عليك منذ البداية، وهذا ما وجدته مثيراً للاهتمام.
- لم أفكر بهذا ابداً.
- ما من أحد وقف في وجهي كما فعلت، وهكذا انجذبت إليك، بدون تفكير، وتصاعد هذا الانجذاب إلى أن علمت أن عليّ أن أحصل عليك. أعلم أنني لم أكن دائماً لطيفاً معك. ولكني كنت دائماً تثيريني. وأنا لست معتاداً على حرمان نفسي من أي شيء. ويوم عانقتك في الغابة الملحقة بمنزل عائلتي، اندفعت الى أبعد من التحمل. وكنت قد احتويتك طوال الليل بين ذراعي.
- ولكن هذا لم يظهر عليك...لقد بدوت هادئاً متزناً عندما استيقظت في الصباح.

قلب حائر 15-05-11 09:31 AM

- ليس بالضبط...فقد هربت من غرفة النوم بأسرع وقت ممكن، قبل ان تظهر علي أية رغبة في البقاء معك.
فاحمرّ وجهها:
- كول..
فضحك:
- أعلم...أعلم...ولكنني لم أستطع ان أتمالك نفسي بسهولة. ولو لم يقاطعنا ريتشارد في الغابة فلا ادري إلى أين وصلنا وقتذاك. وأصبحت بعد هذا خائفاً أن اكون قد اخفتك مني...فأنا لست باالمراهق الذي يرضى ببضع ضمات وقبل...فلقد كنت أريد كل شيء منك...ولكن سني كان حاجزاً ما بيننا.
ولم تكن لاسي تدري إلى أين يقود هذا الحديث...ولكن، بكل تأكيد هذا الجالس أمامها ليس كول المتعجرف الذي تعرفه. فقالت:
-ولكن سنك لم يكن أبداً حاجزاً بيننا، ولم افكر به قط..ما عدا أنه يعطيك قدراً أكبر من الخبرة في الحياة لا املكها أنا.
- ولا أريدك ان تملكيها...ولكن بدا لي في كل مرة قابلتك فيها مؤخراً، انه عليّ إبعاد شاب عن طريقك. ولن تعرفي أبداً ماذا كان يحل بي وانا اراك معهم.
منتديات ليلاس
وأدركت انها لا يجب أن تتركه مرتاباً حول هذا مدة أطول:
- المرات الوحيدة التي كانا هنا كانت تصدف ساعة زيارتك لي...وهذا كله مجرد صدفة.
- قد يكون هذا صحيحاً، ولكنه لا يبدل واقع ان لك اشياء مشتركة اكثر معهما، لا استطيع الأمل ان تكون بيننا، ساصبح في الثامنة والثلاثين الشهر القادم، أي أنني أكبرك بسبعة عشر عاماً.
فردت بهدوء:
- هذا لا يهم أبداً.
- بالطبع هذا يهم، ومع ذلك فقد جئت الليلة أطلب منك أن تتزوجينني.
واتسعت عيناها:
- أنت تطلب مني؟
-اجل...أطلب منك.
- ولكنني...لا أفهم...لقد قلت انك ستجبرني على التوسل إليك للزواج.
- والآن، أنا من يقوم بالتوسل...وأنا أتوسل إليك يا لاسي.
وبدت عليه المرارة...فرددت بحيرة:
- ولكن...ولكن لماذا؟
فضحك:
- لماذا؟ لقد قلت لك لتوي لماذا؟
- لنك تشتهيني. ولكنك تعلم أنني لن أتزوجك لهذا السبب.
- أعلم أنني كنت قاسياً وخشناً معك، وأنني اتهمتك بأشياء كثيرة لم تكن صحيحة. وأعلم أنك لم تعاشري رجلاً من قبل...أعلم كل هذا، ومع ذلك استمريت في تعذيبك...ولم أكن أريد أن أشعر هكذا نحوك يا لاسي...ولكني لم أستطع تمالك نفسي.
- وكيف تشعر نحوي؟
وصاح بعنف وقد لاحظ الصدمة على وجهها:
- أحبك...اللعنة عليك! أهذا صعب التصديق؟ عندما تفكرين كم كنت أعاملك بسوء...ولكن هذه هي الحقيقة...أحبك كثيراً لدرجة أنني سأجن من حبي لك. إلى هذا الجنون يجب ان تردي سبب قساوتي عليك، انه الجنون المؤقت.
وأمسكها بكتفيها:
- ولكنني عدت الى عقلي الآن، لما يكفي ان أعرف أنني احبك وأريد أن اتزوجك فهل ستقبلين بي؟
وأخذت تبحث في وجهه عن أي أثر للسخرية، ثم قالت:
- أنا...لست أدري ما أقول...أليست هذه خدعة منك لتجعلني اعترف بأنني أريدك لدرجة الزواج منك؟
وقطب...ولكنها لم تكن تقطيبة غضب:
- أوه...يا الهي...لقد أسات معاملتك اكثر مما كنت أتصور...القول لك انني أحبك لا يكفي...أليس كذلك. لقد خسرت ثقتك...أليس كذلك؟
- لست أدري..لكنها صدمة أن أسمعك تقول انك تحبني...فأنت لم تظهر لي حبك بأية طريقة.
- لقد كنت رجلاً في آخر لحظات احتضار حريته والتي كانت طوال حياتي أقدرها أكثر من اي شيء آخر...وكنت سأخسرها أمام إمرأة لا تهتم بي مطلقاً. وكنت منجذبة إليّ، أعرف هذا، ولكن ليس هذا كا كنت أرغب به. وجاهدت كي أجعلك تعترفين مشاعرك نحوي حتى أنك في النهاية وتحت الضغط تراجعت عني. ولكن أحببتني أو لا...تزوجتني أو لا...لن أعود أبداً كما كنت...لقد أسرت جزءاً كبيراً مني لن أسترجعه مطلقاً، ولا أريد استرجاعه.
وبدا الأسى على وجهه لاسي للهزيمة الكاملة على وجهه. فتلمست خده بلطف، وبدأت تصاعد الى حنجرتها خنقة عاطفية قوية وهو يدير وجهه ليدفئه في راحتها...ويقبل يدها، وعيناه توسلان.
- هناك حرية في الحب أيضاً يا كول. إنها نوع مختلف من الحرية...ولكنها حرية.
وبدا الأمل على وجهه:
- وهل يعني هذا...أنك...أنك...
ولم تعد تستطيع تحمل ألمه أكثرمن هذا فقالت لتنهي عذابه:
- أحبك...أحبك منذ مدة أطول مما احببتني فيها...منذ أن جئت للعمل عندك.
عيناه أصبحتا معتمتين من الوجد، وظهرت نظرة حب فريدة من نوعها على وجهه. وجذبها إليه. وأخذت يداها تضغطان على جسده...تصدر عنه تأوهانت الرضى الدفين وأخذ يرتجف:
- يا إلهي...لاسي...لقد كنت على وشك الاستسلام، والتخلي عن الأمل. لقد حاولت جاهداً اجبارك على حبي، وكنت دائماً ترفضيني. ولقد ظننت أنني فقدتك إلى الأبد...هل حقاً تحبيني؟
فابتسمت بلطف:
- حقاً...
ودفن وجهه في صدرها وأخذ يتمتم:
- لا أستحق هذا. ولكنني أحتاج إليك كثيراً حتى أنني لست أهتم كيف احصل عليك.
وأحست أنها على وشك البكاء من السعادة...كول يحبها ويطلب الزواج منها! لم يعد أي شيء آخر يهم...لا المرارة ولا وسوء التفاهم...
- شدني إليك يا كول، وأعدك أنني لن أرفضك هذه المرة، ولا مرة بعد الآن.

قلب حائر 15-05-11 09:33 AM

وأخذ يفعل هذا. بكل رضى. حبهما الذي أصبح معلناً الآن أخذ يصعد مشاعرهما لدرجة الغليان، وجلسا على الصوفا وذراعهما ملتفان على بعضهما، وهكا يفكران بواقع أنهما يحبان بعضهما لأسابيع طويلة ولا أحد منهما كان يدرك هذا.
وفجأة جلست لاسي مجفلة...وشحب وجهها....ولم تتفوه سوى بكلمة:
- مونيكا اندروس؟
وارجعها كول الى ما بين ذراعيه ليريح رأسها على كتفيه:
- انسي أمرها.
- ولكنك...تحبها.
فضحك:
- يالطبع لا أحبها...فأنا أحبك...وأظن أنني اثبت لك هذ وبفعالية.
- ولكنك طوال الوقت...لقد قلت ان لك علاقة معها، وانك تحبها.
- صحيح...أنت من قلت هذا...وأنا وافقتك فقط.
- ولكن لماذا فعلت هذا؟
- لانني في البداية، وقبل أن أقع في حبك، أبقيت خطوبتنا لأعاقبك. ولقد كنت محقة طوال الوقت...فلقد كنت أنانياً قذراً بالنسبة للنساء. ولم يعجبني واقع أن واحدة منهن قد انتقمت مني. ولم أكن أنوي أن تدوم علاقتنا. بل لما يكفي لان أذيقك حرّ الجحيم. ولكن في حفلة تيدي، يوم اتهمتني بأنني عشيق مونيكا، غضبت وصممت أن أجعلك تقاسين. وتركتك تؤمنين بتلك الاكاذيب حول منيكا، فلقد كنت أعرف أن إنكاري لامر لن يساعد، ولن تصدقيني.
- كان بإمكانك محاولة الشرح لي.
وانحنى ليقبل رأسها:
- كان يمكن أن أفعل، ولكني أدركت حاجتي لسبب جيد كي ابقي الخطوبة مستمرة. وبعدها تعانقنا في منزل أهلي، علمت أنني لأول مرة في حياتي قد وقعت في الحب. وانني ارغب في امراة بقدر ما أرغب في الزواج منها. ولكن أعترف أن الصبر لم يكن يوماً من شيمي. ولذا حاولت إجبارك على الزواج مني. وعندما فشلت فقدت أعصابي وبدأت باتهامك باقامة علاقة مع أي رجل يتصل بك.
- لقد لاحظت هذا.
- وكان هذا نوعاً من الدفاع...ولكنني لم أقم علاقة أبداً مع مونيكا وبالتأكيد لا أحبها. لقد كنت شريراً في الماضي، ولكني لم أقم علاقة مع إمرأة متزوجة إطلاقاً.
- ولكن الجميع قال..
- الجميع كان يظن أنه يعرف...ولكنهم جميعاً مخطئون. والآن عانقيني جيداً يا امرأة...وتوقفي عن السخافات هذه.
ودخلت بين ذراعيه بشوق يتجدد...ولن تتراجع عن شيء لتظهر له حبها. وكان قد بدا عليه التعب والارهاق عندما أبعدها عنه.
- يجب أن أذهب الآن قبل أن أنسى كم أنت طاهرة بريئة. لم أنسى بعد انك اتهمتني مرة أنني نوع من الرجال يستغل الخطوبة وينسى أمر الزواج.
- ابق معي الليلة.
فهز رأسه بحزم ووقف استعداداً للخروج.
- استطيع الانتظار الى موعد الزفاف...ولن أدع أحد يقول إنني أغويتك لاجل ان أتزوجك.
ووقفت امامه:
- لن أقول هذا أبداً. لقد كنت غاضبة عندما اتهمتك هذا...أرجوك يا كول...إبق معي.
- لا...فانا أحترمك أحبك كثيراُ ولن أفعل هذا. فهو الشيء الوحيد الذي يجعلك مميزة لدي...انه واقع اني اريدك، ولكنني استطيع الانتظار الى ان أضع الخاتم في اصبع يدي الأخرى.
وختقت الدموع كلماتها:
- أوه يا كول!
- لا تغريني يا امرأة. عجلي باجراءات الزواج...فلست املك الكثير من السيطرة على نفسي امامك.
ووقفت على أطراف أصابعها لتقبله وتعده:
- في أسرع وقت ممكن.
فسألها:
- في الغد؟
- إذا أحييت.
وضحكا معاً، وقد ملأتهما الثقة بحب أحدهما للآخر.
************************
نهاية الفصل العاشر
*******************************
تمت بحمد الله
قراءة ممتعة للجميع



http://yoursmiles.org/gsmile/flower/g10097.gif

زهرة منسية 15-05-11 04:26 PM

شكرآ وبارك الله فيكى

شاهد 15-05-11 08:31 PM

رووووووووووووووعة يا عسل

شاهد 15-05-11 08:49 PM

رووووووووووووووعة يا عسل

نجلاء عبد الوهاب 16-05-11 01:02 AM

والله الرواية راوعة جدا شكرا كتير لكاتب الرواية:8_4_134::wookie:

هدىgb 16-05-11 05:24 PM

وااااااااااااااو روايه ولا اروع

تسلم ايدك على طرحها

سومه كاتمة الاسرار 17-05-11 01:40 AM

الروايه تحفه تسلم ايديكى:8_4_134:

انجلى 17-05-11 03:16 AM

:dancingmonkeyff8::55::55::55:شكرا لك على تلك الراواية الرائعععععععععععععععع الرائععععععععععععععععععععع:dancingmonkeyff8:

Lmara 17-05-11 09:36 AM

شكرررررررررررررررررررا

ربي اسالك الجنة 21-05-11 03:28 AM

يسلمووووووووووووووووووووووووووووو الله يعطيكي الف عافيه على الرواية الرائعة ودمتي 0

دلوعة فلسطينيه 06-06-11 01:55 AM

:55::55::55::55:

saraleb 06-06-11 12:26 PM

ok so how can i read it i don't know how to open the book?
i don't know how to use or open because it almost in arabic ?
anyone can help?

اابتهال 14-10-11 07:39 AM

حلوة كتيييييييييييييييييييييييييييييييير

امبراطورية ع 14-10-11 01:35 PM

رواااااااايه رااااائعه
تسلم الايادى

عصافير الجنة 17-10-11 04:34 AM

يسلمووووووووووووووو
:55::55::liilas::liilas:

شووقهـ 19-10-11 10:56 AM

روووووووووووعة

يعطيك العافية ياقلبي

فديتك

حنان محمد ابراهيم 27-10-11 01:57 PM

رواية فى منتهى الجمال تسلم ايدك

ياسمين كرم 28-10-11 02:47 AM

رواية رائعـــــــــــــــــــــــــــــــــة:8_4_134:

ندى ندى 08-01-12 04:52 AM

قمة الروعه والمتعه

ملك فارس 05-06-12 03:00 AM

والله روايه حلوه موت لدرجه انها نستنى نفسى وشخصيه لاسى عجبانى اوووووووووووووووووووووى وكول زى العسل والله
تسلم الايداذى يا عسل ونهايه مشوقه مع تمنياتى بالمزيد من التالق والتشويق

سماري كول 28-08-12 10:24 PM

اقراها للمره الثالثة و الروايه وااايد عايبتني تسلميييين عليها فوديتش

حياة12 30-09-12 01:35 AM

اوووووووووه لرواية تحفة :Welcome Pills4:
لاسى خدت خطوة جريئة جدااااااااااااا بالخطوبة اللى دبست فيها كول بس تقريبا هى اللى اتدبست فى الاخر ميرسى يا جميل على الرواية :)

الجبل الاخضر 28-02-13 12:59 AM

رد: 6-كذبة واحدة تكفي - كارول مورتيمر ( كاملة)
 
:peace:برافو :55:تسلم الانامل :peace:من جد رائعه :peace:شكرالك ع الاختيار الممتاز:lol: وننتظر جديدك:dancingmonkeyff8:

سحر البتول 06-08-13 01:01 PM

رد: 6-كذبة واحدة تكفي - كارول مورتيمر ( كاملة)
 
اكثيررررر‎:-D‎‏ حلوه‎:-|‎

سحر البتول 06-08-13 01:05 PM

رد: 6-كذبة واحدة تكفي - كارول مورتيمر ( كاملة)
 
‏‎http://www.liilas.com/vb3/t160150.html‎:lol:

سحر البتول 06-08-13 01:17 PM

رد: 6-كذبة واحدة تكفي - كارول مورتيمر ( كاملة)
 
مشكوررررررررررره‎:-PB-)‎‏ تسلم الانامل ‎:-O:-)‎‏

سحر البتول 06-08-13 01:28 PM

رد: 6-كذبة واحدة تكفي - كارول مورتيمر ( كاملة)
 
مشكوررررررررررره‎:-PB-)‎‏ تسلم الانامل ‎:-O:‎ااااااااااااااااااااااااااه:party0033:

rebel angel 04-10-14 05:46 PM

رد: 6 - كذبة واحدة تكفي - كارول مورتيمر ( كاملة )
 
Jaiiiiiime :55: i

نجلاء عبد الوهاب 19-01-16 04:53 PM

رد: 6 - كذبة واحدة تكفي - كارول مورتيمر ( كاملة )
 
:8_4_134::8_4_134::8_4_134::8_4_134::8_4_134::8_4_134::8_4_1 34::8_4_134::coolll::coolll::coolll::coolll::coolll::coolll: :coolll::coolll::coolll::coolll::coolll::coolll::coolll::coo lll::coolll::0041::0041::0041::0041::0041::0041::0041::0041: :0041::0041::0041::0041:

روينا99 20-01-16 07:15 PM

رد: 6 - كذبة واحدة تكفي - كارول مورتيمر ( كاملة )
 
يسلموا الأيادي وألف شكر

ميرين 04-03-16 09:55 PM

رد: 6 - كذبة واحدة تكفي - كارول مورتيمر ( كاملة )
 
احلى رواية ..

عاشت الانامل <3 ..

paattee 27-04-16 03:29 PM

رد: 6 - كذبة واحدة تكفي - كارول مورتيمر ( كاملة )
 
تسلم الايادي ياعسل

همس الاصيل 27-04-16 06:37 PM

رد: 6 - كذبة واحدة تكفي - كارول مورتيمر ( كاملة )
 
شكل الرواية رائعه
وبصراحه بتقوموا بمجهود جباااار
يعطيكم العافيه

صديقة العمر 10-08-16 01:43 AM

جزاكم الله كل خير وشكرا لكم

فرحــــــــــة 17-08-16 09:16 PM

رد: 6 - كذبة واحدة تكفي - كارول مورتيمر ( كاملة )
 
غاليتى
قلب حائر
استمتعت بالقصة الجميلة
لك منى كل الشكر والتقدير
على حسن الاختيار
وننتظر جديدك القادم
دمتى بكل الخير
فيض ودى

ezz ahmed 31-08-16 01:19 PM

رد: 6 - كذبة واحدة تكفي - كارول مورتيمر ( كاملة )
 
رائعة وجميلة شكرا على مجهودك فى نقلها.

سماري كول 19-07-21 11:49 AM

رد: 6 - كذبة واحدة تكفي - كارول مورتيمر ( كاملة )
 
رواية جميلة


الساعة الآن 05:46 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية