منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f449/)
-   -   131_حقيبة الجراح_جانيت ديلي_روايات عبير القديمة ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t153820.html)

اماريج 03-01-11 11:43 PM

131_حقيبة الجراح_جانيت ديلي_روايات عبير القديمة ( كاملة )
 
http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_12940901631.gif

مسائكم معطر بااريج الورد ياغوالي:flowers2:
اليوم راح انزل رواية حلوة كتيررررر هي من روايات القديمة
وكلي امل انو تنال رضاكم ياحلوين:flowers2:
للامانة الرواية منقولة وكل الشكر والتقدير لكاتبة الرواية

اسم الرواية :
حقيبة الجراح
الكاتبة:
جانيت ديلي

:liilas::liilase:
قراءة ممتعة للجميع



اماريج 03-01-11 11:46 PM

حقيبة الجراح
الملخص
http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_12940911401.gif

الجراح درجات ...وجرح القلب أخطرها.... البعض يداوى حروق قلبه بالسفر والنسيان
والبعض الآخر يعض على جرحه وينام مكسورا من الألم.
جنيفر خدعها مديرها ستيفنسن , وزرع فى كفيها أحلاما جرفها نهر الحقيقة , فأقفلت باب قلبها وهربت حاملة جراحها فى حقيبة , إلى حيث تعيش شقيقتها الأرملة شيلا.
منتديات ليلاس

وهناك التقت بمدير شقيقتها لوغان تايلور , الذى اعتبرته صورة طبق الأصل عن ستيفنسن
فكرهته من أول لحظة , وشكت بعلاقته مع أختها.
ولكن لوغان المجرب والخبير فى شؤون وشجون الحب , عرف كيف يدخل من شباك القلب الذى نسيته جنيفر مفتوحا. وبعد حين عرف الجميع أن الحب غسل جنيفر بمياهه الذهبية من رأسها حتى أخمص قدميها
http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_12940911401.gif


اماريج 03-01-11 11:50 PM


1- صدمة بسبب رجل

سمعت جنيفر غلين المضيفة تطلب من الركاب ربط أحزمة النجاة , فأطاعت التعليمات بصمت , أبعدت عن عينيها خصلة من شعرها الأحمر الذهبي الطويل , الذي يصل الى أسفل كتفيها , ورفعت رأسها نحو جهاز التهوية في سقف الطائرة
وما أن بدأ الهواء البارد يداعب وجهها , حتى أغمضت عينيها البنيتين الحزينتين وغرقت في تفكير عميق ,كان عليها أن تربط شعرها الى أعلى فهكذا يحبه برادلي ويفضله , تنهدت بألم وهزت رأسها , مع أنها تريده منسدلا مما يجعلها تبدو أصغر سنا , بينما بشكله الحالي يشعرها بأنها متقدمة في السن , وكأنها ليست في الثانية والعشرين فقط , ومع ذلك, شعرت بأنها ضعيفة جدا لا تقوى على مواجهة الصعاب ومشاكل الحياة .

تخرجت قبل عامين فقط من معهد السكرتارية , وكانت الأولى في صفها , قبلت والديها وودعتهما بحزن.... وحماسة , لأنها كانت ذاهبة الى المدينة الكبيرة! أمضت ثلاثة أسابيع في مينابوليس وهي تدخل مكتبا وتخرج من آخر , حاملة بفخر وأعتزاز شهادتها وكتب التوصية التي حصلت عليها من أدارة المعهد , ولكن النتائج كانت دائما هي أياها , تدخل مكتب المدير لأجراء المقابلة المطلوبة , ثم ترى ملامح الأهتمام والأعجاب تتحول بسرعة الى شك وتردد...وأعتذار , أنقضى الأسبوع الثاني على هذا النحو , فأصبحت جنيفر قادرة على التكهن مسبقا بردود الفعل المحتملة , فكل مدير يدرس أوراقها بتمعن , ثم يتأمل وجهها الناعم وأبتسامتها المتوترة , ويهز برأسه كأنه يسألها أن هي حقا في العشرين من عمرها... لأنها تبدو في السادسة عشرة أو أقل , وتنتهي المقابلة السريعة بالرفض المهذب, بحجة أنه ليست لديها أي خبرة على الأطلاق.
منتديات ليلاس

ذهبت في منتصف الأسبوع الثالث لأجراء مقابلة جديدة , وهي تشعر بأن أعصابها سوف تتحطم , خافت من العودة مرة أخرى الى فندق الطلبة , وهي لا تزال بدون وظيفة , كادت ترجو مدير تلك الشركة أن يمنحها فرصة لأثبات قدرتها وجدارتها , كما تفيد بذلك جميع شهاداتها وأوراقها , وجه اليها الرجل نظرة أبوية , ثم قال لها بتردد وتحفظ أنه موافق على توظيفها كضاربة على الآلة الكاتبة في مؤسسته القانونية , أحست جنيفر بأنه ندم على قراره لحظة أتخاذه ,ولكنها فرحت كثيرا لأنها ستتمكن أخيرا من أبلاغ والديها المتلهفين النبأ السار

بذلت جهودا مضنية على مدى سنة ونصف السنة , لتبدو موظفة نشيطة وقادرة , كانت تتنقل بأستمرار بين مكاتب المسؤولين في تلك الشركة , التي تشغل طبقتين كاملتين في بناية كبيرة , وأخيرا ,وبعد أشهر من الجلوس وراء الآلات الكاتبة وطبع مئات الأوراق القانونية المملة , سنحت لها فرصة ذهبية , تركت سكرتيرة السيد برادلي ستيفنسن وظيفتها بصورة مفاجئة , فأضطرت الشركة لملء المركز الشاغر بصورة فورية.

أقتربت منها المضيفة وسألتها أذا كانت تريد مجلة أو صحيفة , فشكرتها بتهذيب وعادت تتأمل الغيوم الملبدة , التي تغلف الطائرة من كل جانب... وتفكر بالشركة , شعرت بأنها تتذكر أشياء حدثت أمس ,وليس قبل ستة أشهر كما هو الواقع , تذكرت بوضوح تام أنها أحست لحظة دخولها مكتبه , بأن الأمور ستتغير , كانت أعتمدت لنفسها تلك التسريحة الجادة , بسبب الأتهامات المتواصلة لها بأنها تخفي حقيقة عمرها , أرادت أن تبدو أكبر سنا وأكثر جدية ... وخبرة , وتعرف تماما ماذا تتوقع من برادلي ستيفنسن , الذي يوصف بأنه أحد ألمع المحامين الشبان في تلك الولاية ... وأحد أكثر العازبين وسامة وجاذبية في الشركة , شاهدته مرات عدة في المبنى ولكنها لم تجتمع به مرة واحدة.



اماريج 03-01-11 11:51 PM

رفع نظره عن الأوراق المبعثرة على طاولته , وتطلع نحوها بهدوء تام, كانت تعلو ثغره أبتسامة عريضة ,وساحرة للغاية , شعرت بقوة عينيه السوداوين
وهو يقول لها:
" أهلا , يا آنسة غلين , من الواضح جدا أن لديك سجلا جيدا للغاية , أبلغتني المسؤولة عنك , السيدة جونستون , بأنك شابة ذكية ونشيطة ومخلصة".
منتديات ليلاس

وجه اليها بعض الأسئلة المتعلقة بالعمل , وأسمعها كلمات أطراء حلوة عن قدرتها وتفانيها في العمل , كانت تعلم طوال الوقت أنها ستحصل على هذه الوظيفة ,وستصبح السكرتيرة الخاصة لهذا المحامي الجذاب , صاحب الشخصية القوية , وحصلت الفتاة الريفية من مينيسوتا على الوظيفة , التي حسدتها عليها جميع الموظفات في تلك الشركة.

عملت بعناد وتصميم بالغين على أن تجعل من نفسها شخصا لا يمكن للسيد ستيفنسن الأستغناء عنه , ضحت طوال أشهر بساعات الغداء وبفترات طويلة من أوقات فراغ , لتطبع الأوراق الهامة وتنهي المعاملات الضرورية المستعجلة , بذلت الجهد الأضافي في البداية كي تثبت قدرتها وجدارتها , ولكنها تحولت لاحقا الى هدف آخر , أصبحت تبذل تلك الجهود المضنية , طمعا في الحصول على أبتسامته الرائعة وكلمات التقدير المقتضبة التي كان يوجهها لها بين الحين والآخر.
وفي وقت متأخر من أحدى الأمسيات , أصر على دعوتها لتناول العشاء معه... على الرغم من أحتجاجها وممانعتها
قال لها:
" أطالبك بصفتي مديرك بأن ترافقيني الى العشاء".
منتديات ليلاس

ثم ضحك وأضاف قائلا:
" أذا كان تناول العشاء مع مديرك يتعارض مع قواعد السلوك الصارمة التي تطبقينها , فما عليك ألا التظاهر بأنني أعطيك بعض التعليمات الأدارية أثناء الأكل".
خجلت جنيفر من الأحمرار المتزايد في وجنتيها , ومن خفقان قلبها المتعاظم لأحتمال وجودها معه في جو غير رسمي".
قالت له:
" لست مضطرا أبدا لتوجيه مثل هذه الدعوة".
تأملها بجدية وهي تجيبه على كلامه , ثم قال لها:
" أذا كان لديك موعد آخر , فأخبريني الآن , لست راغبا أبدا بالدفاع عن نفسي أمام عاشق غيور".
" أوه , ليس لدي أي رفيق أو ما شابه ذلك, أنا لا أخرج كثيرا من شقتي".



اماريج 03-01-11 11:53 PM

ندمت فورا على تلك الكلمات التي قالتها له , أحست وكأنها توجه اليه دعوة من نوع ما , أبتسمت ونظرت اليه بشيء من المعاتبة ,وأضافت:
" في أي حال, لم يترك لي العمل الكثير , مجالا كبيرا للتسلية والترفيه عن النفس".
أمضت أمسية رائعة في ذلك المطعم الرومنطيقي الجميل مع ... برادلي , أصر عليها أن تستخدم أسم برادلي أثناء مناداته , كدليل على الصداقة ورفع الشكليات , وجه اليها أسئلة كثيرة تكشف عن أهتمام حقيقي بحياتها العائلية , وشخصيتها وتاريخها , أوصلها تلك الليلة الى شقتها , فشكرته بكلمات مهذبة مختارة على الطعام الجيد والسهرة الشيقة ,وضع يده على ذراعها
وقال لها:
" أذا تمتعت حقا بهذه الأمسية , فأنني أريد منك خدمة صغيرة ,أسدلي شعرك غدا على كتفيك وتناولي معي طعام الغداء ... هذا أن لم يكن لديك موعد آخر".
ثم ضحك وسألها:
" أنت تعرفين أكثر مني , هل لدي أي موعد ظهر غد؟".
منتديات ليلاس

ضحكت جنيفر بمرح ظاهر وقالت له, قبل أن تخرج من سيارته وتركض بسعادة نحو بوابة المبنى:
" لا, ليس لديك أي موعد على الأطلاق".
وهكذا بدأت العلاقة ... تحولت تدريجيا من دعوات بين الحين والآخر الى غداء, أو عشاء , الى سهرة راقصة أو حضور مسرحية, وظلت على هذا المنوال... الى أن أنتهت قبل يومين فقط!
" هذه أسوأ رحلة طيران أقوم بها في حياتي , وخزت نفسي بالأبرة ثلاث مرات على الأقل".
ألتفتت جنيفر الى جارتها التي قالت لها تلك الكلمات , ولاحظت فجأة أن الطائرة تهتز بقوة , نتيجة أختراقها جيوبا هوائية , تمتمت ببضع كلمات مؤيدة جملة جارتها , فأعتبرت تلك السيدة تعليقها المهذب دعوة للحديث , قالت لها:
" كنت في سولت سيتي مع أبنتي ومولودتها الجديدة , قلت لريتشارد , أي زوجي , أنه ليس من اللائق أن نترك أبنتنا وحدها خلال الأسابيع الأولى على الأقل , الطفلة بالطبع هي أول حفيد لنا ,ونحن متشوقان كثيرا لرؤيتها ,أسمها أيمي أسم قديم وجميل , ألا تعتقدين ذلك؟".
هزت جنيفر رأسها وأبتسمت لها بتهذيب , متمنية لو أنها تتوقف عند هذا الحد .. مع أنها ممتنة لها لتحويل أفكارها عن تلك الليلةالمؤلمة الحزينة .
" هل أنت ذاهبة الآن الى وايومينغ في عطلة للتزلج؟ من المؤكد أن الطقس حاليا يناسب ذلك الى حد كبير".
أجابتها جنيفر بهدوء:
" لا , أنا ذاهبة الى هناك للأقامة مع أختي بعض الوقت".
منتديات ليلاس

" أوه , هل تعيش في جاكسون؟ أنا من منطقة مجاورة جدا تقع خارج البين مباشرة , ماذا يفعل زوجها؟ ألن تكون صداقة جميلة أذا أكتشفت أنني أعرفهما ؟ أنا أعرف عددا كبيرا من الأشخاص هناك".
" تدير أختي شيلا فندقا على الطريق الرئيسي في جاكسون , ولكنها لم تسكن هناك ألا قبل عامين فقط, أما زوجها فقد قتل في أحدى المعارك قبل بضع سنوات".
" أوه , أنه أمر محزن".
ثم أستدارت فجأة نحو جنيفر وسألتها بلهفة:
" هل كان زوجها أبن عائلة جفريز؟".
هزت جنيفر رأسها مؤكدة ذلك, فمضت جارتها الى القول:
" أعرف والديه جيدا , أمضيا فترة عذاب طويلة عندما تم أبلاغهما بأنه مفقود ,ظلا يأملان في أنه حي يرزق الى أن أخبرتهما قيادة الجيش نبأ مقتله بصورة رسمية".




اماريج 03-01-11 11:58 PM

" كانت فعلا ضربة قاسية وموجعة لهما , وهذا هو سبب أنتقال شقيقتي الى جاكسون , شعرت بأن على أولادها أن يتعرفوا على جديهم بصورة أفضل , كما أن وجود الأحفاد سيخفف قليلا من أحزان الجدين".
" تقولين أنها تدير فندقا. أليس كذلك؟ سوف تنهمك كثيرا في العمل خلال فترة قصيرة , أذ لم يعد يفصلنا عن موسم التزلج سوى أسابيع قليلة , عدد المتزلجين بالطبع قليل جدا بالمقارنة مع أفواج السياح الذين يتدفقون على مناطق وايومينغ في الصيف, هل ستكون شقيقتك بأنتظارك في المطار؟".
"نعم , أتصور ذلك".
قالت لها السيدة المسنة بهدوء:
" أرجو ألا تشعر أنزعاج بالغ عندما ستعرف أن طائرتنا لن تحط هناك".

رفعت جنيفر حاجبيها أستغرابا وسألتها:
" ماذا تعنين بذلك؟".
أجابتها جارتها بلهجة الواثق من نفسه:
" الطقس, يا عزيزتي, الطقس! فقبل مغادرتي سولت ليك سمعت الأذاعة تقول أن هناك ثلوجا كثيفة في منطقة جاكسون ".
ما أن أكملت السيدة جملتها , حتى سمعت جنيفر صوتا قويا جميلا يقول عبر مكبرات الصوت في قلب الطائرة:
" أسعد الله أوقاتكم , قائد الطائرة يحدثكم , لدي أنباء سارة للمتزلجين ,أبلغني برج المراقبة قبل قليل أن درجة الحرارة المئوية في جاكسون هي واحد تحت الصفر , وأن سماكة الثلج الجديد الذي لم يتوقف بعد بلغت خمسة عشر سنتم , ولكنه يؤسفني أن أقول لكم أن الرياح قوية ,والرؤية في محيط المطار أقل من المستوى الأدنى المطلوب ,ولذا ,فأننا مضطرون للهبوط في مطار أيداهو فرلز , ستزود الشركة جميع المسافرين الى جاكسون بوسائل نقل برية , أتصلوا فور وصولنا الى أيداهو فولز بالمسؤولين عن الشركة لتأمين نقلكم فورا الى جاكسوت , سنصل بأذن الله في الواحدة ألا خمس دقائق , أتمنى للمتزلجين حظا سعيدا , وشكرا".

أسندت جنيفر ظهرها الى مقعدها وأدارت وجهها نحو النافذة , لتخفي عينيها الدامعتين عن نظرات الأمرأة الثرثارة , كانت متشوقة كثيرا لرؤية أختها, بعد هذه الفترة الطويلة نسبيا ,ومع أن أختها أكبر منها بخمس سنوات , ألا أن العلاقة بينهما كانت دائما وثيقة وحميمة
ظلت تطلعها على كل ما يجري معها بالنسبة الى برادلي ستيفنسن ,وعندما حدث ما حدث في تلك الليلة المشؤومة لم ترد أزعاج والديها بهمومها وأنكسار قلبها ... وشعورها بالأذلال ولكنها أستنجدت عوضا عن ذلك بأختها , التي قالت لها عبر الهاتف أنها ستفتح لها بيتها وقلبها على حد سواء , جفت الدموع من عينيها وعلت وجهها أبتسامة أرتياح , عندما تذكرت رد فعل شيلا على تفاصيل ما حدث معها في تلك الليلة الأخيرة مع برادلي
قالت لها بلهجة حادة مشبعة بالحب والحنان:
" برادلي ستفنسن شخص ذكي ,وجسور وقاس , من المؤكد أنك لن تقدري على متابعة العمل معه , كما أن الحل لا يكمن في العودة الى الوالدين والمزرعة , أنت بحاجة لتغيير الجو , تعالي وأمضي معي بعض الوقت".
منتديات ليلاس

وتابعت :
" تعالي وأمضي معي بعض الوقت , أشعر دائما بشيء من الوحدة أثناء الميلاد , لأنني بعيدة عنكم, أضافة الى ذلك, سيسرني كثيرا أن أتلقى بعض المساعدة في هذا الوقت بالذات , عندما يهجم علينا هؤلاء المتزلجون, أحضري في أول طائرة متوجهة الى هنا... ولن أقبل أي رفض أو تردد , في أي حال , أعتبري أنك لم تشاهدي ثلجا حقيقيا في حياتك ما لم تمضي فصل الشتاء هنا".
وافقت بسرعة فيما كانت دموع الفرح تترقرق من عينيها , مضت شيلا الى القول
بلهجة الأخت الكبيرة التي لا تقبل ممانعة أو أعتراضا:
" أكتبي الى الأهل رسالة تقولين فيها أن مديرك مريض وموجود في المستشفى , أو أي شيء آخر من هذا القبيل .,أنك ستأخذين أجازة طويلة لتمضية هذه الفترة معي , سوف نخبرهما الحقيقة في وقت لاحق".
يا لسعادتها لأن لها أختا مثل شيلا ! أنها دائما قديرة وقوية , وتتفهم الأمور بسرعة ونباهة , أوه ,وكم هي جميلة أيضا! شعرها كسواد الليل الحالك , وعيناها زرقاوان بشكل مذهل ... يزيد من روعتهما ذلك الصفاء وتلك النقاوة , كانت شيلا تعتبر الفتاة الجميلة في العائلة , بينما كانت هي الصغيرة المدللة.



اماريج 04-01-11 12:01 AM

"نرجو من الركاب الكرام الأمتناع عن التدخين ,أننا الآن على وشك الهبوط في مطار أيداهو فولز , الرجاء أن تظلوا في مقاعدكم حتى تتوقف الطائرة تماما , على الذين سيتابعون سفرهم الى جاكسون ,الأتصال بمكتب الشركة لتأمين نقلهم بالسيارات , نأسف جدا لهذا الأزعاج الناجم عن أحوال جوية طارئة , ونشكركم على أختياركم شركة الخطوط الجوية وسترن".
نزلت جنيفر بسرعة على سلم الطائرة , وهي تضع يدها فوق عينيها لحمايتهما من الثلج والهواء , كان من المفترض أن تصل الآن الى جاكسون , وتركض نحو أختها لضمها ومعانقتها بشوق وحرارة , ولكنها أصبحت مضطرة للقيام برحلة أخرى... وللتفكير مجددا بمشاكلها وأحزانها.
منتديات ليلاس
وقفت في زاوية هادئة نوعا ما , تنتظر أنتهاء الآخرين من أجراء معاملاتهم ,كانت شاردة الذهن , تتطلع حولها بتأفف وملل شديدين ,وفجأة , ألتقت عيناها بعينين بنيتين جميلتين تتأملانها بأهتمام بالغ ,رفعت رأسها وكتفيها بعنفوان , وبدأت تتفحص صاحبهما بدقة مماثلة , لم تجد أشياء لا تعجبها , بدا طويل القامة الى حد كبير , وعريض المنكبين الى درجة ملفتة للنظر , ملامحه قوية , وجهه جذاب , شعره كستنائي رائع , عيناه تشعان ذكاء ودهاء .
أبتسم لها بخبث واضح, خجلت لأنها سمحت لنفسها حتى بمجرد تأمله , فأدارت وجهها وقد أحمرت وجنتاها أنفعالا وحياء , وصفته في تفكيرها بأنه رجل عنيف , متسلط... وفاتن نساء! وتذكرت على الفور ما واجهته من ذلك الفاتن الآخر , الذي عذبها بما فيه الكفاية! تطلعت نحو موظفة الشركة, التي تتولى الأهتمام بالمسافرين الى جاكسون , فوجدت أنها تكاد تصبح الشخص الأخير الذي لم ينه معاملاته , أنحنت قللا لتحمل أحدى حقيبتيها
فسمعت رجلا يقول لها يصوت قوي رنان:
" هل تسمحين لي بأن أساعدك؟".

رفعت رأسها نحو مصدر الصوت وشعرت فورا بالغضب , لأنه لم يكن ألا الغريب ذاته الذي كان يحدق بها قبل لحظات معدودة , مدت يدها نحو الحقيبة وقالت له ببرودة:
" شكرا لست بحاجة لمساعدة أحد".
أبتسم لها وكأنه يعرفها , ثم قال:
" أنت جنيفر غلين , أليس كذلك؟ لم أشاهد أي شابة حمراء الشعر غيرك تغادر الطائرة".
أرادت أن تحتج على وصف شعرها الأشقر المحمر بأنه أحمر , ولكنه سبقها الى الكلام قائلا:
" أتصلت بي شيلا في الفندق وأبلغتني بأن طائرتك ستهبط هنا عوضا عن جاكسون
ثم سألها وهو يمد يده نحو الحقيبة الأخرى المماثلة:
" هل هذه أيضا لك؟".
"نعم , من أنت؟".
" تايلور , لوغان تايلور , أنا متأكد من أن شيلا أخبرتك عني في رسائلها المتعددة لك".
منتديات ليلاس
حمل الحقيبة الكبرى في يده ووضع الصغرى تحت أبطه , ثم أمسك بذراعها وسار وأياها نحو الجانب الآخر , طبعا , أخبرتها شيلا عنه أكثر من مرة , ولكنها كانت تتصور دائما أنه أكبر من ذلك بكثير , أنه ليس أكثر من واحد وثلاثين أو أثنين وثلاثين عاما , وهو صاحب الفندق الذي تديره شيلا ... بالأضافة الى مؤسسات كثيرة أخرى. أنتبهت الى أنهما أصبحا قرب باب مقهى المطار
وسمعته يقول لها:
" أتصور أنك لا تمانعين بشرب فنجان قهوة والأستراحة قليلا قبل ذهابك".
" ذهابي؟ ذهابي الى أين؟".



اماريج 04-01-11 12:05 AM

ساعدها على الجلوس قبل أن يسحب كرسيا لنفسه ويقول:
" الى جاكسون, طبعا......".
"ولكن الشركة.......".
" أبلغت موظفي الشركة أنني سأستقبلك بنفسي , أتصلت بي أختك لحسن الحظ قبل دقائق من مغادرتي الفندق, كانت تعلم أنني سأعود اليوم الى جاكسون ,وبما أنك ستقيمين معها , فأن الرحلة ستعطينا فرصة طيبة للتعرف على بعضنا".
ثم نظر الى وجهها بأعجاب مرة أخرى ,وسألها:
" كيف تحبين القهوة؟".
"مرة , أذا سمحت".
منتديات ليلاس
أنتظرت قليلا حتى سجلت الخادمة طلبهما وأبتعدت عن طاولتهما ,وقالت ردا على نظرته وملاحظته السابقة حول موضوع التعرف:
" أشك كثيرا في أنه ستحدث بيننا لقاءات متعددة يا سيد تايلور".
" أسمي لوغان ,وجاكسون ليست كبيرة كما تتصورين , سوف نتقابل كثيرا بالتأكيد".
أحضرت الخادمة فنجاني القهوة , فأبتسم لها بحرارة , لاحظت جنيفر أحمرار وجه الشابة , فتضايقت منه كثيرا
وسمعت فجأة صوتا نسائيا ناعما يصرخ بلهفة:
" لوغان! لوغان! لم تترك أيداهو فولز بعد؟".
تطلعت جنيفر نحو مصدر الصوت , لتشاهد أثنين من أجمل الفتيات اللواتي رأتهن في حياتها , كانت أحداهما شقراء ترتدي معطفا من الفرو يبدو كأن ثمنه يفوق دخلها لمدة سنة كاملة.
" أتيت لأحضر شيرلي , فوجدتك , لو أنك أبلغتني صباحا بأنك ستأتي الى المطار , لكنا جئنا معا".
ثم نظرت الى السمراء ذات الشعر الطويل , التي كانت تتأمل لوغان بأغراء , وقالت:
" أليست مصادفة رائعة , يا شيرلي ؟كنت أتحسر على ذهابك, يا لوغان ,وها أنا أراك الآن في المطار ,كان علي أن أعرف أنك ستغير رأيك بالنسبة للعودة في هذا الطقس الرديء ,وخاصة بعد ليلة أمس الطويلة والمرهقة".

كادت جنيفر تتنهد قرفا وأشمئزازا من الطريقة الواضحة التي كانت الفتاتان تتبعانها في رمي نفسيهما عليه , ومن تقبله لذلك الأسلوب وكأنه حق من حقوقه
وسمعت شيرلي تسأله بخبث لدون أن ترفع نظرها عنه:
"من هي هذه الفتاة الصغيرة , يا لوغان؟".
" أنها جنيفر , شقيقة شيلا جفريز , ديدي هنتر وشيرلي سكوت ".
عادت الشقراء ديدي الى الحديث , قائلة بسخرية لاذعة:
" لا يزال هناك أسبوعان قبل حلول الميلاد,ولم أكن أتصور أن عطلة المدارس ستبدأ في مثل هذا الوقت المبكر".
منتديات ليلاس
ردت عليها جنيفر بحدة:
" لا توجد في المدارس عادة شابات في الثانية والعشرين من أعمارهن , يا آنسة".
" هل أنت حقا في مثل هذا السن؟ أنك تبدين أصغر بكثير من ذلك, في أي حال يا لوغان, يجب أن تأتي الليلة لأننا سنقيم حفلة أحتفالا بعودة شيرلي".
" سأعود اليوم الى جاكسون , أنتظرت بعض الوقت لآخذ جنيفر معي , سنغادر المطار خلال دقائق , ربما سأتمكن من حضور حفلتك المقبلة".
وفيما قالت جنيفر لنفسها بأشمئزاز أنه يمارس معهما لعبة شد الحبل , أحتجت شيرلي قائلة:
" يجب ألا تقود السيارة في مثل هذا الطقس السيء , لماذا لا تنتظر حتى يعتدل الطقس؟ ".
أعتذر عن ذلك بتهذيب وحزم , فقالت له ديدي:
" أنك لعين جدا , يا لوغان تايلور ,ولكن تذكر أن تحجز لنا في أول نهاية الأسبوع , سنكون ثمانية أشخاص".
وعدها بأنه لن ينس ذلك , فتركت ذراعه وقالت له:
" يجب أن نعود بسرعة , الى اللقاء , أيها الحبيب".

أرسلت له قبلة في الهواء , وبدأت تدفع شيرلي نحو الباب , ثم قالت:
" تشرفت بمعرفتك يا جانيت".
"الشعور متبادل , يا دودو".
جلس لوغان قربها وسألها عما قالت , فأجابته:
" لا شيء , أسمع! أذا كان وجودي معك يمنعك من القيام بما تريد , فأنني متأكدة من أنه لا يزال بأمكاني أستخدام سيارات الشركة".
منتديات ليلاس
أمسك بذقنها وأدار وجهها نحوه , أبعدت نفسها بسرعة , وهي تشعر بتوتر شديد في أعصابها , شرب بقية القهوة في فنجانه
وقال لها ممازحا:
" تصورت للحظة أن عينيك خضراوان ,ولكنهما لا تزالان بنيتبن!".
وقفت جنيفر بغضب وحدة ,وقالت:
" أذا كنت مستعدا للذهاب , فهيا بنا , أريد أنهاء هذه الرحلة بأسرع وقت ممكن".
ضحك لوغان وقال:
" أنت بالتأكيد حادة الطباع.... مع أن شعرك ليس أحمر!".

نهاية الفصل الاول:flowers2:
:liilase::liilas:


سومه كاتمة الاسرار 04-01-11 12:26 AM

رائعه مثلك تماما اماريج تبحثين دائما عن الافضل والاروع لكى منى اجمل تحيه ومنتظره البقيه على نار لا تتاخرى علينا ياقمر :f63::f63::f63::f63::f63::f63::f63:
flowers2::flowers2::flowers2::flowers2::flowers2:

:8_4_134:

جنون الغد 05-01-11 11:33 PM

جدددا واضح عليها انها جميييله :p
نستنى التكمله على احر من الجمر:)

اندرو 06-01-11 08:09 PM

شكرا وأحسنت الاختيار كالعادة وننتظر التتممة
Thank You My darlig very mutch

فتاة 86 06-01-11 09:33 PM

أكيد كثير حلوة عم اكتب هلرد قبل ما إبدأ القراءة
يعطيكي العافية

اماريج 07-01-11 05:33 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سومه كاتمة الاسرار (المشاركة 2587629)
رائعه مثلك تماما اماريج تبحثين دائما عن الافضل والاروع لكى منى اجمل تحيه ومنتظره البقيه على نار لا تتاخرى علينا ياقمر :f63::f63::f63::f63::f63::f63::f63:
flowers2::flowers2::flowers2::flowers2::flowers2:



:8_4_134:

شاكرة لك مرورك وتواجدك فيها حبيبتي
والاروع هو انتي مرورك يالغلا بسعدني ربي يسعدك ويحلي ايامك ياحلوة
وان شاءالله مش راح اتاخر في الباقي باذن الله وثانكس على الوردات
دمت بكل الود ياعسولة:flowers2:
:liilas::liilase:



اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جنون الغد (المشاركة 2589674)
جدددا واضح عليها انها جميييله :p
نستنى التكمله على احر من الجمر:)


الاجمل ياحياتي هو طلتك فيها يالغلا
زشاكرة لك انتظارك ياحلوة دمت بكل الود ياعسل:flowers2:
:liilas::liilase:

اماريج 07-01-11 05:36 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اندرو (المشاركة 2590452)
شكرا وأحسنت الاختيار كالعادة وننتظر التتممة
Thank You My darlig very mutch



العفووووووو وشاكرة لك مرورك وانتظارك وتواجدك فيها
تحياااااااااتي العطرة لك:flowers2:
:liilase::liilas:

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فتاة 86 (المشاركة 2590550)
أكيد كثير حلوة عم اكتب هلرد قبل ما إبدأ القراءة
يعطيكي العافية


ياهلا وغلا فيك حبيبتي
مرورك دوما ياعسل بسعدني ^_*ربي يسعدك ويحفظك ياغالية
وشاكرة لك ثقتك فيا والله يعافيك يارب منورة ياامورة:flowers2:
:liilase::liilas:

اماريج 07-01-11 05:37 AM


2- سرير العاصفة!

كان الثلج يتساقط بكثافة فوق السيارة وحولها , بحيث لم تعد جنيفر ترى شيئا ... وكأنها أصبحت مغلفة بغيوم بيضاء ورمادية , وكان الشخص الآخر الذي يشاركها عالمها المغطى بالثلوج , آخر أنسان تريد أن تكون معه... لوغان تايلور.
نظرت اليه بسرعة , فرأته يركز نظراته وأهتمامه بصورة تامة على الأمتار القليلة المرئية بصعوبة أمام, كان يقود سيارته بعناية وتمهل شديدين , متمتما كلمات غاضبة عن تلك العاصفة الثلجية المزعجة , ثم قال لها , بدون أن تترك يداه مقود السيارة أو أن تحيد نظراته عن الطريق الممتدة أمامه.
"هل ستصرين , يا جيني غلين على مواصلة هذا الصمت الرهيب لساعتين مقبلتين؟".
منتديات ليلاس
توترت أعصابها قليلا وصححت له معلوماته المتعلقة بأسمها الأول
قائلة:
" أسمي جنيفر".
" أنا أفضل جيني غلين أكثر , أنه أجمل , وأسهل , وفيه موسيقى ".
كان يبتسم بطريقة أزعجتها بعض الشيء... مع أن كلماته كانت جميلة
أحتجت بالقول:
" أنني أكره أسم جيني , وأشعر بأنه لا يناسبني".
نظر اليها ثانية , وكانت أبتسامته هذه المرة عريضة وتوحي صراحة بأنه يريد أغاظتها , أحست جنيفر بأن نظراته تحمل الكثير من الود والمرح , فأضطرت لأبعاد وجهها عنه وعن سحره الجذاب , أرتعش جسمها قليلا , عندما تخيلت نفسها من ذلك النوع من النساء الذي يتأثر بسرعة بمغازلة الرجل الوسيم الفتان , وجه الى ساقيها لمحة خاطفة
ثم قال لها:
" أذا كنت تشعرين بالبرد, فثمة غطاء على المقعد الخلفي يمكنك أن تغطي به رجليك".

هزت جنيفر كتفيها وقالت له ببرودة , مستخدمة تعبيرا محليا:
" لا, أنني بخير , ولكنني أشعر بأن شبحا يمشي فوق قبري".
ثم تنهدت قليلا وسألته:
" هل المسافة لا تزال طويلة؟".
" أتصور أنها ما بين ثلاثين وأربعين كيلومترا".
قالت له بخبث واضح:
" آمل في ألا تقلق علي شيلا!".
أجابها بلهجة حازمة الى حد ما , فيما كانت نظراته الشيطانية تتأملها بسخرية:
" كيف يمكنا ذلك ,وأنت معي!".

ردت عليه فورا بدهاء مماثل:
" وهذا يعني أن كل شيء على ما يرام , أليس كذلك؟".
لم يجبها لوغان , لأنه أضطر لتركيز كافة أنتباهه على الطريق المتعرجة , أزدادت سرعة الريح , فضعفن الرؤية الى درجة مذهلة ,ولكن الأعمدة المزروعة على جانبي الطريق ,والتي تعكس أنوار السيارات , شكلت له ضمانة أكيدة الى درجة معينة , كما أن السلاسل التي لف بها عجلات السيارة , ساعدته على تفادي الأنزلاق الذي تتعرض له الآليات غير المزودة بمثل هذه السلاسل الضرورية.
" أنا لا أعجبك كثيرا , أليس كذلك؟".
أجابته جنيفر , وهي تعلم تماما أنها تكذب:
" لا تكن سخيفا , فأنا لا أكاد أعرفك".
منتديات ليلاس
"من السخيف منا؟ أتصور أنك أجريت لي فعلا محاكمة في عقلك , وأصدرت علي حكما مبرما , ألا أطابق الصورة التي رسمتها عني شيلا في رسائلها؟".
تأملته جنيفر ببرودة , وهي تركز نظراتها عللا شعره الجميل ووجهه الوسيم , لم يسجل عقلها سوى الأوصاف المتعلقة بقوته , وحيويته , وغطرسته... وبالتأكيد خبرته الفائقة في الحب , توخت الصدق والأمانة
عندما أجابته قائلة:
" لا ,فقد كان لدي أنطباع أنك أكبر سنا وأكثر أستقرارا , أو بالأحرى رجل يعيش مع عائلته بهدوء وطمأنينة , هل تعرف أختي منذ زمن طويل؟".
ضحك لوغان قليلا , وقال لها:
" منذ بعض الوقت , كان أريك صديقي المفضل , وأذكر أننا ألتقينا شيلا في الوقت ذاته , أنها أمرأة جميلة جدا , نالت أعجابنا على الفور ,وحاول كل منا أن يسبق الآخر الى قلبها , فاز أريك , فتمنيت له التوفيق والسعادة , لم أتمكن من حضور حفل زفافهما وألا لكنت ألتقيت بك آنذاك , عادت شيلا الى جاكسون , فكان من الطبيعي أن أقابلها وأولادها , أنهم طيبون كثيرا... أريك الصغير يتصرف كرجل مع أنه لم يتجاوز السابعة , وسيندي تحاول جهدها أن تتمثل به , أما ريتشارد فهو الأكثر نشاطا وحيوية


اماريج 07-01-11 05:37 AM

تساءلت جنيفر عما أذا كان مهتما حقيقة بأولاد صديقه المفضل ,أم بأختها التي فضلت مرة صديقه عليه
سألته بهدوء:
" هل تراهم كثيرا؟".
"نعم , لدى أختك شعور بالأستقلالية والأعتماد على الذات يثير الأعجاب ,ولكنها تجد من المناسب بين الحين والآخر أن يكون قربها رجل تعتمد عليه وتستعين به, يميل بول وكاتي , والدا أريك , الى تدليل الأولاد أكثر من الضروري ... أنه أمر طبيعي بالنسبة الى الجدين ,ولذلك أجد نفسي أحيانا مضطرا للتدخل ,والتصرف معهم كأب , أقوم بهذه المهمة لأخفف قليلا من مطالبة أمهم بأكثر مما يجب".
علقت على كلامه بشيء من السخرية , قائلة:
" أنك... الأخ الأكبر!".
منتديات ليلاس
سألها بهدوء وحذر:
" ماذا يعني كلامك هذا؟".
" هكذا تتصرف معهم , أليس كذلك؟ أعني... أعني أن هذه هي نظرتك نحو شيلا وأولادها".
"منذ متى لم تلتقي أختك؟".
" ألتقيتها عندما أتت الى المزرعة في الربيع الماضي , أما أذا كنت تعني ملاقاتها في جاكسون , فهذه هي المرة الأولى".
"لم تشاهديها وهي تمضي فترة ما بعد الظهر مع الأولاد , ثم تعمل معظم ساعات الليل لأنهاء أعمالها المنزلية , لا تعرفين كيف يصر أريك وسيندي كل مساء , بعد أن ينام أخوهما , على أن تخصص لكل منهما أهتمامها كاملا غير مجزأ... أو كيف يتصرفان أحيانا كشخصين راشدين لتخفيف بعض الأعباء عن كاهلها , كنت سأهتم بها ,وسأساعدها قدر أمكاني ,حتى لو لم يكن زوجها أعز صديق لدي , يمكنك أنتصفيني بأستهزاء كالأخ الأكبر , ولكن ذلك لن يمنعني عن متابعة ما أقوم به أتجاهها وأتجاه أولادها".

أرادت أن تستفزه لتظهر له أعتراضها على أهتمامه بأختها وأشمئزازها من ذلك ,ولكنها أثارت حفيظته وجعلته يتخلى عن هدوئه وسكينته... ويكشف لها عن طبيعته القوية المتسلطة وسمعته يضيف متمتما:
" كان علي أن أعرف أنه يستحيل وجود شخص آخر مثل شيلا , من حيث الأخلاص والتضحية ... والبعد عن الأنانية".
أدركت جنيفر أنها عرضت نفسها بنفسها لمثل تلك الكلمات القاسية ,ولكنها على الأقل أصبحت تعرف مدى حاجة أختها لها , أحست بعد هذه الملاحظة الكريهة بأنه ستساعد شيلا , عوضا أن تكون عبئا جديدا على كتفيها المتعبتين , فتحت فمها لتعتذر منه ,ولكنها شعرت بأن السيارة أخذت تموج كذيل سمكة , كانت الطريق مغطاة بطبقة رقيقة من الجليد
وأحست من ملامح وجهه المتوترة بوجود خطر حقيقي:
"تمسكي جيدا , يا جيني , فقد نخرج عن الطريق بين لحظة وأخرى".
منتديات ليلاس
حبست أنفاسها وهي تراقب محاولاته اليائسة للسيطرة على السيارة , بدا للحظة أنه يكاد ينجح بذلك ,ولكن... أنزلقت السيارة مسافة ليست قصيرة , ثم أرتطمت بأحد الأعمدة...وتوقفت , أبعد خصلات شعرها عن وجهها وقال لها بتلهف
فيما كان يتفحصها بعناية:
" جيني ؟ هل أنت بخير؟".
"نعم .... أنا... أنا بخير".
ثم ضحكت بشيء من العصبية والتوتر , وأضافت قائلة:
" أنا بخير والحمد لله, مع أنني أصبت بخوف وهلع شديدين.
أبتسم وقال:
" وأنا أيضا, هل أرتطم رأسك بزجاج السيارة أو بأي شيء آخر؟".



اماريج 07-01-11 05:38 AM

فتح الباب لهما على مصراعيه ليدخلا , فأنزل لوغان أخت صديقته وشكر الرجل من صميم قلبه , قال لهما بصوت قاس
ينم عن الأنزعاج:
" ليس لدي قصر ,وليست لدي أشياء كثيرة يمكنني تقديمها لكما , ومع ذلك , فأنكما على الرحب والسعة".
أخذت جنيفر تتأمل الكوخ الصغير بأعجاب واضح , قبل أن يسألها لوغان:
" هل أساعدك لتخلعي حذاءك المبلل؟".
شكرته على أهتمامه بها , فتطلع بمضيفه قائلا:
" أسمي لوغان تايلور , وهذه هي الآنسة جيني غلين , أننا نقدر لك كثيرا أستضافتك لنا وأهتمامك بنا".
منتديات ليلاس
"هل قلت تايلور؟ يبدو أنني أعرف والدك , أيها الشاب , كان صيادا عظيما ,أليس كذلك؟ أنا لا أعترف أبدا بالصيد لأجل المتعة فقط , يجب أن يفرض على كل صياد أن يأكل لحوم الطيور والحيوانات التي يصطادها".
"صحيح ,ولكن والدي كان يصطاد كثيرا ويحب اللحم المشوي ,ولكنه توفي قبل سنوات عدة".
" أوه! هل يمكنني أن أدعوكما الى العشاء؟ أقتربا من النار, وسوف أحضر لكما بعض قطع اللحم , أسمي كارمايكل".
ثم أشار الى جنيفر وسأله عما أذا كانت تعرف كيف تطهو , أبتسم لوغان بمرح ظاهر
فقال الرجل:
" هناك شيئان لا يمكنني تحملهما ... الطاهية الجيدة , والأمرأة التي لا تعرف الطهي , ضحك لوغان وأقترب من الموقد , أنضمت اليه جنيفر , فقال لها:
" أنه عجوز يحب الخصام والمشاكسة , أليس كذلك؟".

أبتسمت جنيفر وهزت رأسها دليل الموافقة , نظر الى النار ثانية , وقال:
" يجب أن تستبدلي ثيابك هذه بأخرى جافة , سأحضر لك الحقيبتين من صندوق السيارة".
"ليس ذلك ضروريا على الأطلاق , سوف أتدبر أمري هذه الليلة ".
"هراء! أنتظري هنا! سأعود خلال دقائق".
أمسك بيدها وأجلسها على كرسي قرب النار , وهم بالذهاب , قالت له:
" أنتظر على الأقل حتى تجف ثيابك".
"لا, فالوقت لا يسمح لي بذلك, أذا أنتظرت قليلا رحل الظلام , فلن أجد طريقي بسهولة الى السيارة".

راقبته جنيفر بتردد , فيما كان يزرر سترته ويضع يديه في قفازيه ,لوح لها بيده... وغادر الكوخ على عجل , أنه طيب جدا , ويحب مساعدة الآخرين , ربما كان هذا التصرف أحدى وسائله لأيقاع النساء في شركه وحبائله, ولكن... ما هو رأي شيلا به؟ أنها الآن على الأرجح في وضع يجعلها فريسة سهلة المنال بالنسبة لرجال مثل لوغان , فهو من النوع الذي يستطيع التظاهر بأنه الرجل المطلوب , والتصرف كأنه شخص لا يمكن الأستغناء عنه ,أبتسمت جنيفر بشيء من الأعتزاز , لأن برادلي ستيفنسن علمها هذه الأمثولة , أصبح بأمكانها الآن أن تنظر الى أشخاص مثل لوغان بروية وحذر فائقين , شعرت فجأة بالهواء البارد يلسع وجهها , فعلمت أن الرجل المسن عاد الى الكوخ , أبتسمت مرحبة به
فتجاهلها ورمى كمية اللحم التي أحضرها على طاولة صغيرة لا تبعد عنها كثيرا:
"هل يمكنني أن أساعدك بشيء؟".

"لا! لا أطيق وجود نساء في مطبخي".
دخل لوغان في تلك اللحظة ,ووضع الحقيبتين على الأرض قائلا:
" أوه ,أعتقد أن الوضع يزداد سوءا في الخارج".
أبتسم الفلاح العجوز وقال:
" أنت على حق, على الأنسان هنا أن يتوقع أحد أمور ثلاثة من طقس وايومينغ ... فأما أن تثلج السماء وتغطي الجبال بطبقة رقيقة من المساحيق البيضاء , أو أن يصبح الجو أبرد من قدمي زوجتك في الشتاء , أو أن تهب الرياح الباردة جدا بحيث تصطك أسنانك وتشعر بأنها ستقع خارج فمك , أما عندما تجتمع هذه الأحتمالات معا , فذاك هو الجحيم الحقيقي!".
ضحك لوغان من أعماق لبه , فنظرت اليه جنيفر بعينين باسمتين
هز رأسه وقال لها مبتسما بود وحرارة:
" السيد كارمايكل على حق, فلا يمكنك حقا أن تعرفي معنى الشتاء والبرد , ما لم تمضي هذا الفصل هنا في تينونز".
منتديات ليلاس
ثم نظر الى رب البيت وسأله بهدوء:
" أين يمكنها أن تستبدل ثيابها؟".
أشار الرجل برأسه الى مكان قريب , قائلا:
" الحمام هناك ,الى اليسار".
ثم تنهد قليلا وقال:
" وعدت ماري قبل أربعين عاما بأنني سأمد لها أنابيب المياه الضروري , ولكنها توفيت قبل أن أتمكن من الوفاء بوعدي , اللعنة على هذا البرد! أنه يجمد الماء في الأنانيب!".



اماريج 07-01-11 05:40 AM

لاحظت جنيفر أن ذلك الحمام كان غرفة صغيرة للغاية , وأن الحوض الحديدي يملأ معظمها , لم تجد سوى نصف متر فقط تتحرك فيه ,ولكنها نجحت أخيرا في أستبدال ثيابها وعادت الى الغرفة الرئيسية , وفيما كان السيد كارمايكل يعد المائدة , راحت جنيفر تتأمل المجموعة الكبيرة من الكتب الموضوعة على ثلاثة رفوف في أحدى الزوايا
وسمعت لوغان يسأله:
" ألم تفكر أبدا بأيصال الكهرباء اليك ؟ الخط الرئيسي موجود علىبعد أمتار قليلة فقط".
رد الرجل المسن بشيء من العصبية:
" النفقات باهظة , ثم هل أنا فعلا بحاجة اليها؟".
تدخلت جنيفر , وهي تنظر الى قصة توم سوربار لمارك توين ,وقصة أوليفر ستون لتشارلز ديكنز ورواية روميو وجولييت لوليم شكسبير ,وقالت:
" من امؤكد أن لديك مجموعة رائعة من الكتب , يا سيد كامايكل".
أخرج البطاطا المشوية من الموقد, وقال لها بحدة:
" وهل كنت تظنين أنني لا أقرأ أبدا؟".
أعتذرت جنيفر قائلة:
" أوه, لم أكن أقصد ذلك على الأطلاق, تصورت فقط أن.......".
منتديات ليلاس
" أعرف , تصورت أن هذا الغراب العجوز لا يقرأ مثل هذه الكتب الراقية , لا, يا عزيزتي , فأنا أقرأ كل شيء ... بما في ذلك الملصقات الخاصة بالمأكولات المعلبة , هيا الآن , فالطعام جاهز ".
كان العشاء بسيطا للغاية , ولكنه كان شهيا ولذيذا , ثم قدم لهما القهوة المرة , شربتها بتمهل وتردد , فيما كان الرجلان يشربانها بتلذذ وبساطة , تذمر الرجل العجوز قائلا:
" أنها ليست قويو كما يجب , لا تكون القهوة جيدة ألا عندما تكون قوية للغاية".
ثم أبتسم عندما شاهد دهشتها وأستغرابها ,وقال:
" أننا نسميها قهوة الرجال ... قهوة الأقوياء الأشداء , وهي ليست خفيفة كالشاي , مثل تلك التي تشربها النساء".
نظر الفلاح نحو لوغان بعينين براقتين ثم أشار الى جنيفر
وأضاف قائلا بلهجة جادة:
" أنها من النوع الجيد من النساء , سيظل شكلها دائما هكذا... كفتاة مراهقة , وستظل بشرتها على الدوام ناعمة وقوية لا تعرف التجعيد".

لم يعلق أي منهما على كلامه , فتابع حديثه عنها قائلا:
" تعرفت في بداية عمري على عدد كبير من النساء , ولذلك لاحظت فور وصولكما أنها أحدى الأناث اللواتي سينجبن أولادا أصحاء وأقوياء".
فتحت جنيفر فمها دهشة وأستغرابا ,ولكنها أقفلته بسرعة عندما لاحظت النظرات الساخرة في عيني لوغان , قررت أن تضع حدا لهذا التحول المزعج في مجرى الحديث
فقالت وهي تحاول أخفاء أحمرار وجهها :
" سأهتم أنا بغسل الصحون والأطباق , يت سيد كارمايكل".
"لا, سأتولى ذلك بنفسي , أما أذا كنت تصرين على القيام ببعض الأعمال المفيدة , فما عليك ألا أن تفتحي هذا الصندوق القديم وتخرجي منه الأغطية القديمة لتضعيها كفراش قرب النار".

كانت على أستعداد للقيام بأي شيء للأبتعاد عن نظرات لوغان وعينيه الساحرتين ,ما هو الوقت الآن يا ترى؟ ليس أكثر من الثامنة بالتأكيد , ولكنها تشعر بالتعب الشديد والنعاس , فتحت الغطاء الخشبي الثقيل ,وسندته على السرير الوحيد في تلك الغرفة , رأت غطاء سميكا , فقررت على الفور أستخدامه كفراش فوق الأرض الخشبية , فيما تستعمل الأغطية الخفيفة الأخرى كلحاف , علت ثغرها أبتسامة عندما تصورت لوغان يدخل تحت هذه الأغطية المتعددة مع السيد كارمايكل , فيما تستأثر هي بالسرير , نظرت نحو الرجل المسن , الذي كان ينهي غسل الصحون وتجفيفها
وقالت له:
" لم أجد أي وسادة يا سيد كارمايكل ".
تمتم بتأفف وأنزعاج ثم فتح درجا وأخرج منه وسادتين , أقترب من جنيفر وأعطاها أياهما بعصبية
قائلا:
" أستخدمي هاتين الوسادتين".

شاهدت على أحدى الوسادتين تطريزا لكوخ خشبي يتصاعد من مدخنته دخان أزرق الون , وكتبت تحته كلمتان ... بيتي الجميل ,ولكن التطريز الموجود على الوسادة الثانية هو الذي لفت نظرها , أذ كان مؤلفا من قلب أحمر كبير وفي داخله كلمة ... حبيبي, كادت تختنق ضحكا وهي تتخيلهما يستخدمان هاتين الوسادتين العاطفيتين ,وضعتهما جنبا الى جنب بدون أي تعليق , ثم جلست على الكرسي الهزاز أمام النار تتأمل لألسنتها الجذابة الساحرة.
أقترب كارمايكل من السرير قائلا:
" ها قد أنتهيت من جميع الصحون والأطباق , أن لم لديكما أي مانع, فسوف أذهب الى النوم منذ الآن".
ثم وجه أليهما أبتسامة خفيفة, وأضاف قائلا:
" يمكنكما الذهاب الى النوم في أي وقت تريدان".
أحست جنيفر برعب شديد وذهول فائق , وكادت ألا تسمع لوغان وهو يقول:
" هل من المحتمل أن تستخدم جنيفر سريرك لهذه الليلة؟".

أمسك الرجل بوسادته ,وسأل بأستغراب بالغ:
" سريري أنا؟ ما هي مشكلة الفراش الذي أعدته علىالأرض ؟".
حدقت جنيفر بالرجلين وهي لا تصدق أذنيها , شعرت بأنها ستصاب بنوبة جنون ,أنه حلم ... أنه كابوس!".
أحست فجأة بأن الغطاء السميك الموجود على الأرض تحول الى سجادة من الفرو الثمين , وأنها كانت مستلقية عليها .... بين ذراعي برادلي ستيفنسن , كانت تعانقه ...لا , كانت تقاتله وتضرب يديه اللتين تحاولان التسلل الى جسمها , كانت تتململ وتتحرك بعنف بالغ , وتكافحه بقوة رهيبة , أفلتت منه , فصرخ بها:
" لا تلعبي معي دور الفتاة البريئة".
وسمعته يحطم زجاج النافذة ,ويتابع صراخه.
" كنت تعرفين تماما ماذا سيحدث , عندما دعوتك الى هنا , لن ينفعك وجه الطفولة هذا بعد الآن , قبلت تصرفاتك الهادئة والجادة طوال أسابيع عديدة , أما الآن فقد حان دورك أنت لتقبلي تصرفاتي كما هي!".
منتديات ليلاس
وتذكرت أنها وقفت تنظر اليه بأحتقار وأزدراء , خاصة لأنها أرادت أن تحبه ... أن تحب هذا الرجل....الذئب!
وركضت , ركضت بعيدا عنه , ولكنها لاحظت أنها تركض ضمن دائرة ضيقة وفي حلقة مفرغة , وأستفاقت فجأة من هذا الكابوس المرهق
عندما سمعت الرجل المسن يقول:
" هذا سريري! أنتما في مقتبل العمر , وعظامكما ليست ضعيفة كعظامي لن يؤذيها النوم لليلة واحدة على الأرض".
قالت له جنيفر بصوت متوتر هامس :
"ولكنك لا تفهم الحقيقي , يا سيد كارمايكل , نحن لسنا متزوجين".
قال لها بجدية:
" ولكنكما سوف تتزوجان, أشعر بذلك من النظرات المتبادلة بينكما".
ثم تطلع نحو لوغان , وهو يبتسم بدهاء , وأضاف قائلا:
" هذا بيتي ,وأنا أقرر أين أنام , سأنام في سريري! تصبحان على خير!".

نهاية الفصل الثاني



اماريج 07-01-11 05:40 AM


3- الثلج شاهد صامت!

قام لوغان من كرسيه قرب الطاولة , وأقترب من النار , نظرت اليه جنيفر بعينين دامعتين وكأنها تناشده أن ينقذها من ورطتها , لم يتطلع نحوها وظل يحدق بألسنة اللهب المتراقصة , فقامت من مكانها ووقفت قربه , وضعت يدها على ذراعه
وهمست قائلة:
"أرجوك , يجب أن تفعل شيئا ".
منتديات ليلاس
تأمل وجهها وملامح القلق القريبة من الخوف في عينيها , ثم هز رأسه محتارا , نظر بسرعة الى الرجل المسن في سريره ,وقال:
" لا أعرف ماذا أفعل".
"لا يمكنني أبدا أن أنام معك في فراش واحد!".
لم تتمكن من أخفاء هلعها الممزوج بالخجل والحياء , فقال لها بهدوء ونعومة:
" لا تهلعي أو تفقدي أعصابك , يجب أن نظر الى هذه المسألة بصورة منطقية , يرتدي كل منا ثيابه كاملة ,وما من شيء يمنعنا من النوم بثيابنا , أضافة الى ذلك , يمكنني أن أنام في هذا الجانب وأستعمل غطاء واحدا , فيما تنامين أنت في الجانب الثاني وتستخدمين الغطاءين الآخرين".
كلام منطقي وأقتراح لا بأس به, خاصة لأنه لم يكن لديها أي خيار آخر.



اماريج 07-01-11 05:41 AM

نظر اليها معاتبا , ثم مضى الى القول:
" أنه رجل مسن وعنيد , يا جيني , ولا يمكننا أرغامه على التخلي عن سريره, ثم , يمكنك التأكد من أنني لن أغازلك أو أحاول القيام بأي شيء غريب معك, أنه موجود كشاهد... وكحارس أمين".
درست ملامح وجهه بدقة وعناية , بدا لها مخلصا في كلامه ولهجته , السؤال الكبير الوحيد هو... هل يمكنها أن تثق به؟ ولكنها مضطرة لقبول الواقع
قالت له بأسى:
" حسنا,ولكن , توقف عن مناداتي جيني , ثم, أقسم بأنني سوف........".
قاطعها وهو يبتسم ويرفع يده بسخرية كأنه يعدها بشرفه, وقال:
" لا تقلقي أبدا! أقسم لك بأنني لن أضع يدي عليك".
أجابته بلهجة صارمة حازمة:
" الأفضل لك ألا تفعل ذلك , وألا لصرخت بصوت عال يحدث أنهيارات في هذه المنطقة".
دفعها برقة نحو الفراش , قائلا:
" هيا, أنت متعبة ومرهقة , تمددي تحت الغطاء وأرتاحي ".
منتديات ليلاس
ثم أخرج علبه سكائره من جيبه, وأضاف:
" سوف أدخن سيكارة , وأرتاح قليلا".
لم تجادله في هذا الأمر , بل سارعت الى الفراش وغطت نفسها حتى العنق , نظرت اليه بشكل لا يزال يوحي بعدم الأطمئنان اليه , ثم وضعت خدها على الوسادة , لاحظت فجأة أنها تنام على الوسادة التي تحمل قلبا وكلمة حبيبي , فأستبدلتها بسرعة مع الأخرى , ضحك لوغان عندما شاهد التحدي الصارخ في عملها هذا
وقال لها:
" تصبحين على خير , يا جيني غلين".
"تصبح على خير".
أطلقت كلماتها الثلاث هذه بنبرة قوية وصارمة , وكأنها تحذره للمرة الأخيرة من أي تصرفات سيئة محتملة , أدارت وجهها بعيداعن النار , نحو المنطقة المظلمة من الكوخ, أرتاحت لجو السسكينة والهدوء الذي يخيم على تلك الغرفة الصغيرة , ولكن ذلك لم يدم طويلا ,فالرجل العجوز يتحرك في سريره بين الحين والآخر , والمقعد القديم الهزاز الذي يجلس عليه لوغان يئن ويتوجع تحت حمله الثقيل , والخشب المحترق يطلق أصواتا معينة بين فترة وأخرى , ألا أن الرياح القوية التي كانت تعصف وتصفر في الخارج , كانت أكثر الأمور أزعاجا لها , أحست بأن الباب سيقتلع من مكانه في أي لحظة , وأن الكوخ بكامله سينتقل من موقعه.

تلاشت قواها وأرتخى جسمها , ولكنها لم تتمكن من النوم , لم يكن الغطاء السميك كافيا للتخفيف من قسوة الأرض , فتألمت وتوجعت , وكانت الوسادة أيضا صلبة كالحجر , فتململت وتعذبت ,شعرت وكأنها تتوقع حدوث شيء ما ... كتسلل لوغان الى الفراش وأقترابه منها , أزداد توتر أعصابها عندما سمعته يقوم من الكرسي الهزاز , أصغت بأنزعاج بالغ وهو يخلع الحذاء الكبير ويسير نحوها , أغمضت عينيها بسرعة , رفع الغطاء الخفيفو...! أنتهى كل شيء! نام تحت الغطاء وحده , كما وعد!
أستمعت بعناية بالغة الى طريقة تنفسه , كانت عادية جدا ,وكان الرجل مستلقيا على ظهره
حبست أنفاسها عندما بدأ يتحدث اليها قائلا:
"نامي , يا جيني , سيكون كل شيء على ما يرام".
أحست فجأة بأنها آمنة , ولم تعد خائفة أو مذعورة , أرتاحت أعصابها...وغطت في نوم عميق كانت تحتاجه الى درجة كبيرة .
" تبدين مرتاحة ونشيطة جدا هذا الصباح".
لاحظت أنه يتأمل وجهها بأهتمام شديد , مع أنه كان يبتسم , تطلعت حولها نحو الأشجار والأرض المكسوة بالثلوج
وتمتمت قائلة:
" لا يمكنني أن أصدق جمال هذه المنطقة وروعتها , لا أشعر بالبرد , وكأن هذه الطبقة السميكة من الثلج ليست ألا كمية من المساحيق البيضاء الجافة".

حمل الأخشاب التي كان يجمعها , وقال:
" السبب الرئيسي هو توقف الريح الذي يلسع الأجسام".
أبتسمت وقالت:
" ثمة أغنية جميلة عن الثلوج في مثل هذه الحالة , أنظر الى الأشجار ,أنها تبدو وكأن كمية كبيرة من السكر نثرت على أغصانها وأوراقها! أنظر الى أشجار الصنوبر هناك على قمة تلك التلة! يا لروعتها!".
كان السرور واضحا على وجهها وعينيها , شعرت بسعادة بالغة , وبأنها لم تعد مضطرة للتصرف بتحفظ وحذر كما في الليلة الفائتة ,ثم شاهدت كومة جميلة من الثلج على الكوخ المنعزل
فشهقت وقالت بأرتياح ظاهر:
" أنظر, يا لوغان, الى كوخ السيد كامايكل!".
أقترب منها وقال لها بأستفزاز لطيف:
" كنت بدأت أعتقد أنك نسيت أسمي".
منتديات ليلاس
وجهت اليه نظرة سريعة , وهي مسرورة لأن وجنتيها كانتا محمرتين قبل سماعها تلك الكلمات ... وقبل مشاهدتها تلك النظرات التي تبعث الدفء في جسمها وقلبها
قالت له بسرعة:
"ما أجمل الطبيعة! أنظر كيف تجمع الثلج في تلك الزاوية وكأنه قالب كبير من الحلوى".
أبتسم لها لوغان بحنان , فيما كان يتأمل وجهها الناعم الصغير , وقال:
"أما أنك لم تتناولي فطورك هذا الصباح , وأما أنك تحبين الحلوى الى درجة كبيرة!".
ضحكت وقالت:
" من لا يريد قطعة كبيرة من الحلوى الآن ؟قطعة مغطاة بكمية لا بأس بها من هذا الثلج النقي الناصع البياض؟".



اماريج 07-01-11 05:42 AM

وضع الأخشاب على الأرض وهو يبتسم بدهاء , ثم قال:
" يبدو أنك لا تريدين شيئا أكثر من الثلج".
صرخت به ممازحة , عندما شاهدته يعد كرة ثلجية صغيرة في يديه:
" لوغان تايلور , أياك!".
أبتعدت عنه بسرعة , فيما كان يقذفها بتلك الكرة , أرتطمت بظهرها , وتناثرت على معطفها , أنحنت لتعد كرة تقذفه بها ,ولكنه كان أسرع منها بكثير , تساقطت عليها كميات الثلوج الصغيرة كالقنابل , أحست وكأنها تواجه خمسة أشخاص دفعة واحدة ,ركضت نحو الكوخ ضاحكة , ومحتجة على عدم وجود تكافؤ بين المحاربين , أصابتها كرة في ساقها , فوقعت على تلة ثلجية صغيرة , ساعدها لوغان, فأنقلبت على ظهرها وهي تضحك بسرور بالغ وتحاول أزالة الثلج عن وجهها , جلس قربها وراح ينفض الثلج عن جبينها وشعرها.
منتديات ليلاس
كان قريبا منها لدرجة مزعجة , أنتبهت فجأة لوجودها على ذلك الشكل الذي يغري الرجل البارد ... فكيف بالرجل الذي يضج حرارة! تحول ضحكها الى أبتسامة هادئة , وكررت له همسا كلمة , لا, مرات عديدة.... فيما كانت تحاول الوقوف على قدميها ,ولكنه أمسك بذراعيها ومنعها عن النهوض
قائلا بهدوء:
" كنت تتوقعين شيئا كهذا منذ اللحظة الأولى , وأنا بالتأكيد لا أريدك أن تشعري بأي خيبة أمل".
عانقها بطريقة قوية , مطالبا بتجاوب لم تكن راغبة في منحه , قاومت مشاعرها التي كانت تريد منهاأن تتجاوب , لم تكن مستعدة لعناقه القوي والحنون ,ولاحظت برعب وهلع أن عاطفتها رفضت الأذعان لأوامر عقلها , شهد عقلها وتفكيرها حربا بين المنطق والعاطفة التي فازت ولو للحظة معدودة.

أبعدت وجهها عنه بسرعة , وخلصت ذراعيها من قبضته , تأملها لوغان بتأثر وهي تبتعد عنه, وقال:
" لا شك في أنه عذّبك كثيرا".
نظرت اليه بأستغراب وسألته بصوت خافت:
" عمن تتحدث؟".
" عن الرجل الذي تركته في مينابوليس ".
لمع الغضب في عينيها , وهي تجيبه بحدة:
" لا , لم يعذبني , جهلي وسخافتي هما اللذان عذباني , لم أكن أعرف الذئب عندما يقف أمامي , أعمتني الجاذبية والوسامة , والتصرفات اللبقة الساحرة".
"والآن؟".

ردت عليه بسخرية واضحة:
" الآن... أصبحت أرى الحقيقة عبر الأقنعة والتظاهر والأدعاء , وآمل في أن تكون أختي أيضا قادرة على ذلك".
أقترب منها وكأنه يتهدد ويتوعد , ثم توقف فجأة عندما سمع صوت جرس صغير , تطلع بسرعة نحو مصدر الصوت وهو يتنفس ببطء وتمهل , ثم نظر الى ملامح التحدي والعنفوان في وجهها وعينيها
وقال:
" أنه كارمايكل , يبدو أنه أحضر حصانه ليجر لنا السيارة, الأفضل أن تجمعي أغراضك وتستعدي للذهاب".
وما أن أستدارت نحو الكوخ , حتى أضاف قائلا:
" لا تتوقعي مني أي أعتذار , وأن لم تكوني مرائية فسوف تعترفين بذلك".

حدقت به والدموع في عينيها , تحرقهما وتعذبهما , لماذا أفسحت له المجال ليعرف بأنه أعجبها؟ لماذا وضعت في يده هذا السلاح؟ صرخت بصوت مرتجف:
" من المؤسف جدا أن أمثالك من الرجال يثيرون دائما المشاعر الدنيئة ! وأكثر من ذلك , أنهم يفرضون على النساء التحفظ الى درجة التقوقع والعزلة!".
ركضت بسرعة نحو الكوخ, لأنها لم تكن على أستعداد لخوض معركة كلامية معه... تعرف مسبقا من سيكون المنتصر فيها , سرها الى حد ما أنها تمكنت من أنقاذ القليل من كبريائها وعزة نفسها.
ساعدهما كارمايكل في أعادة السيارة الى الطريق , وبعد ذلك , لم تستغرق المسافة القصيرة حتى جاكسون أكثر من عشرين دقيقة , أنقشعت الغيوم بعض الشيء , فتمكنت جنيفر من مشاهدة الجبال الرائعة الجمال والأشجار التي تغطي منحدراتها كنقط سوداء متناثرة هنا وهناك.
منتديات ليلاس
دخلا البلدة الصغيرة الهادئة , فألتفتت نحوه وفي رأسها مجموعة كبيرة من الأسئلة التي تريد توجيهها ... مع أنها لم تكن راغبة في قطع حبل الصمت المخيم عليهما , قال لها لوغان بهدوء
وكأنه قرأ أفكارها:
" تحمل هذه البلدة أسم صياد من الرواد الأوائل.. جاكسون ,كان أبناء الجبال قديما يصفون جميع الوديان التي تحيط بها الجبال ... بالحفر ,وبما أن جيمي جاكسون كان يفضل الصيد هنا أكثر من أي مكان آخر , بدأ رفيقه يسمي هذه المنطقة... حفرة جاكسون ".
شعرت بأنها تريد معرفة المزيد من المعلومات عن هذه المنطقة , بغض النظر عن مصدر تلك المعلومات , سألته بأهتمام:
"وماذا عن هذه الجبال , تيتون العظيمة؟ هل حصلت على أسمها من الهنود الحمر؟".
أجابها وهو يحول سيارته الى شارع فرعي:
" لا, فالذي أطلق هذا الأسم على أعلى ثلاث قمم كان صيادا فرنسيا , سماها القمم الثلاثة , وسمى أعلاها القمة العظيمة".
تمتمت جنيفر ببضع كلمات مبهمة دلت على الحياء والخجل
ولكن لوغن تجاهل هذا الأمر وقال لها:
" سآخذك الى بيت شيلا الآن , أنها ليست هناك على الأرجح , ولكننا سنتمكن على الأقل من وضع حقيبتك هناك".



اماريج 07-01-11 05:43 AM

أوقف السيارة بعد قليل أمام منزل رائع الجمال , مصنوع من خشب الصنوبر , وما أن شاهد سيارة زرقاء الون متوقفة أمام مدخل البيت ,حتى قال:
" هذه سيارتها, يبدو أنك محظوظة".
حضر على الفور كلب قوي ضخم الجثة ينبح بحدة ويهز ذيله , أبتسم لوغان وقال لها , فيما كان يفتح باب سيارته لينزل:
" هذا هو أول عضو في لجنة الأستقبال".
سمرتها أبتسامته القوية المزعجة في مكانها بعض الوقت , أحست بوضوح تام أن هذه لن تكون المرة الأخيرة التي ستضعف فيها أمام رجوليته وجاذبيته أمر لوغان الكلب بالجلوس , فشعرت ببعض الأطمئنان , وفتحت باب السيارة لتنضم اليه , وفيما كان يلاعبه ويدلله, هجم عليه طفلان يرتديان ثيابا ملونة نظيفة
رمى الكبير نفسه بين ذراعي الرجل وهو يصرخ:
"خال لوغان, خال لوغان! قلقنا كثيرا بسبب هذا التأخير !".
منتديات ليلاس
تأملت جنيفر بذهول ودهشة الترحيب الحار الذي لقيه لوغان , والطريقة التي حمل بها الطفلين الصغيرين وضمهما اليه بمحبة وحنان ,قالت الصغيرة وهي تلثغ:
" أخبرتنا أمي لأنك ستأتي ليلة أمس".
أبتسمت جنيفر فورا لدى سماعها لثغة أبنة أختها , سيندي , نظر لوغان نحوها بعينين جميلتين جذابتين , قال للطفلين:
" تأخرنا أنا وخالتكما جيني بسبب عاصفة ثلجية , أضطررنا للأنتظار حتى الصباح , قبل أن نتمكن من متابعة السفر , أين هي والدتكما الآن؟".
قال أريك الصغير , فيما كان لوغان ينزله وأخته الى الأرض:
" أنها في الداخل , هل أمضيت الليل كله في السيارة؟".

داعب رأس الصبي بحنان ظاهر, وقال:
" لا , أيها الحبيب , أمضيناه في بيت صغير مجاور , هيا الآن للترحيب بخالتكما قبل أن تتصور أنكما لستما سعيدين بوصولها".
أطاعاه بتهذيب وتطلعا نحو جنيفر ,وهما يتمتمان ببعض كلمات الترحيب المعتادة , لم تتوقع منهما أكثر من ذلك , لأنها لم تلتق بهما سوى مرات قليلة جدا منذ أنتقال شيلا الى جاكسون , كيف يمكنهما أن يتذكرا أنها حملتهما ساعات طويلة كطفلين صغيرين أثناء وجود أمهما مع الأهل؟ راقبتهما بأعجاب وهما يركضان الى البيت, يتبعهما الكلب الأمين داين وفجأة , سمعت لوغان يسألها بخبث واضح:
"هل فوجئت قليلا بطريقة ترحيبهما بك؟".

"لا, كنت أتوقع ذلك".
" يقال أن غريزة الكلاب والأطفال على حد سواء , ترشدهم بطريقة حيحة الى كيفية التصرف مع الناس".
أرادت أن ترد لى سخريته اللاذعة بكلمات قاسية , ولكنها أمتنعت عن ذلك عندما شاهدت شقيقتها تركض نحوها بشوق وتلهف صادقين , تعانقت الأختان بحرارة , وكانت جنيفر ممتنة جدا لأن شيلا بدأت توجه أسئلة متلاحقة وهي لا تنتظر لأكثر من نعم أو لا , أدخلتهما شيلا الى البيت ,وطلبت من لوغان أن يضع الحقيبتين في أي مكان يجده مناسبا
ثم قالت لهما:
" القهوة جاهزة , ولدي أيضا بعض الحلوى اللذيذة في المطبخ , من المؤكد أنكما لا تمانعان بفنجان قهوة قبل الغداء".
منتديات ليلاس
" أعذريني يا شيلا , فمن المؤكد أن أمي قلقة علي , يجب أن أذهب فورا لرؤيتها , قبل توجهي الى المزرعة ".
أصرت على بقائه , قائلة بشيء من التوسل والمناشدة:
" أوه , يمكنك الأتصال بها من هنا".
ضحك لوغان , فيما كان يتأمل شعر شيلا الأسود وعينيها الجميلتين ,وقال:
" أنها من الأشخاص الذين يفضلون رؤية الأنسان على سماع صوته عبر العتف , بالأضافة الى ذلك , أنت وجيني تريدان الأختلاء ببعضكما قليلا قبل ذهابك الى الفندق".

ضحكت شيلا وقالت:
" جيني؟ هل قلت جيني؟".
ثم نظرت نحو أختها وقالت لها بمرح ظاهر:
" أوه , لا شك في أنك مسرورة جدا بهذه التسمية الجديدة".
تطلع لوغان بجنيفر مليا , فيما كان الغضب العارم جليا على ملامحها ,وقال:
" تكونت لكل منا , جيني وأنا , أنطباعات معينة عن الآخر.كانت رحلة من العمر , لا أستبدلها بأي شيء".
منتديات ليلاس
ثم أبتسم بخبث ,وقال:
" يجب أن أذهب الآن , يا شيلا".
تدخل أريك متوسلا:
" لا تذهب , يا خال لوغان , سيندي وأنا نريدك أن تبني لنا قلعة من الثلج... طالما أن الطفل نائم ولن يزعجنا".
أجابه بأصرار, ولكن بنعومة ومحبة:
" مرة أخرى , أيها الحبيب".
تنهدت شيلا , ثم أمسكت بيديه وقالت:
" بما أنك فعلا ستذهب , فدعني أشكرك على أستقبال جنيفر وأحضارها الى هنا".
راقبت جنيفر بألم مزعج , كيف رفعت أختها نفسها قليلا وطبعت قبلة ناعمة على وجه لوغان , أحست بأن مخاوفها لم تكن أوهاما أو من نسج الخيال , أختها متورطة عاطفيا مع هذا الرجل , أرادت أن تهجم عليه وتقلع عينيه الساحرتين من مكانهما
عندما أستدار نحوها وودعها قائلا:
" الى اللقاء يا جيني غلين , سأراك في وقت لاحق".



اماريج 07-01-11 05:44 AM

رددت شيلا هذا الأسم بأستغراب , بعد أن غادر لوغان بيتها وأغلق الباب وراءه , قطبت جنيفر حاجبيها قليلا ,وقالت:
" أرجوك ! يكفيني أزعاجه هو!".
أبتسمت شيلا وقالت:
"أحب أسم الدلال هذا , فله رنة موسيقية , جميلة ,أستغرب جدا كيف أننا لم نفكر أبدا بمناداتك على هذا النحو".
عقدت جبينها غضبا وأستياء , لأنها أحست بأن أختها توافق على كل شيء يفعله لوغان أو يقوله , مارست ضبط النفس , وقالت لأختها:
" ربما لأن الوالدة لا تحب تصغير الأسماء أو تدليلها , وأنا أوافقها على ذلك تماما".
منتديات ليلاس
"خالتي جيني , هل تحبين رؤية غرفتي ؟لدي ألعاب مسلية وجميلة جدا".
تدخلت الأم على الفور , قائلة بمزبج من الجدية والمرح:
" يجب أن تتعلمي أولا لفظة السين بشكل صحيح , في أي حال , خالتك متعبة الآن وبحاجة للراحة , أذهبي مع أريك الى الخارج , وخذي معك داين".
ثم أمسكت بيد أختها ,وقالت لها بحنان:
" تعالي معي الى المطبخ لنشرب القهوة ,وبعدها نتحدث عن كل شيء".
لم تطلع جنيفر شقيقتها على كافة التفاصيل , وخاصة فيما يتعلق بلوغان تايلور , كيف يمكنها أن تخبرها عن تلك القصة المخجلة التي حدثت في المساء , أو عن ذلك العناق الذي تبادلاه صباح هذا اليوم ؟ لاحظت أن شيلا تضعه في مكانة رفيعة وتنظر اليه بأعجاب كبير , لم ترغب في أن تعمل فورا على تغيير رأي أختها به , حولت الحديث بسرعة ولباقة الى الأولاد والفندق , والحياة في جاكسون.
حدثتها شيلا عن ترددها في أخذ أولادها بأستمرار الى والداي أريك , وخاصة في نهاية الأسبوع وأثناء العطل المدرسية ... كما هو الحال في الوقت الراهن , فهما شخصان متقدمان في السن , ويجدان صعوبة كبيرة في الأهتمام بهذين الشقيين ... علما بأنها تأخذ الطفل الصغير معها معظم الأحيان , تبرعت جنيفر بسرور أن تهتم بالأولاد الثلاثة معا , وبأن تحل محل أختها بين الحين والآخر في الفندق كي ترتاح قليلا من عملها.
منتديات ليلاس
ساعدت الأيام التالية في شد الروابك بين جنيفر وأختها من جهة , ومع الأولاد من جهة أخرى , وجدت متعة كبيرة في أعداد الطعام لعائلة كبيرة , وفي ترتيب البيت وتنظيف الثياب ... وفي تحمل الكثير من الأعباء التي كانت ترهق كاهل أختها , أما بالنسبة لبرادلي ستيفنسن , فقد شعرت بسرعة أنه أصبح طي النسيان... صفحة قديمة من الماضي؟
تمنت لو أنها تجد سهولة مماثلة في تناسي لوغان تايلور , ولكنها كيف ستتمكن من ذلك! فأسمه داذما على لسان الأولاد جميعهم... يتحدثون عنه بأستمرار , يرددون ما يقوله بالنسبة لهذا الموضوع أو ذلك , يطالبون به ,ويسألون عنه , وعندما يغيبون , تذكرها به شيلا ... هكذا قال , هكذا أقترح , هكذا يعتقد!
مضت ثمانية أيام على وجودها في جاكسون بدون أن تراه , كانت ممتنة لأنها , على الأقل , لا تتعرض لملاحظاته اللعينة وأبتساماته الساخرة ,ولكنها أعترفت لنفسها بأن صورته تلاحقها بأستمرار... ربما لأن الجميع يذكرونها به ,بطريقة أو بأخرى.

لم تكن شيلا مضطرة للذهاب الى عملها بعد ظهر هذا اليوم , فأصرت على أختها بأن تخصص هذا الوقت لأمورها الخاصة , قبلت جنيفر بتردد , وقررت أن تزور بعض المحال التجارية لأبتياع هدايا الميلاد , لم تجد صعوبة في أختيار هدايا الأولاد ,ولكنها أرادت أن تمضي بعض الوقت قبل شراء هدية مناسبة لأختها.



اماريج 07-01-11 05:46 AM

حملت جنيفر علب الهدايا وذهبت الى ساحة البلدة , توقفت قليلا أمام القنطرة التي تغطيها قرون الوعول والظباء , وراحت تتأملها بأعجاب منقطع النظير , علمت في وقت سابق أن رؤوس هذه الحيوانات وقرونها تستخدم في جاكسون كأدوات للتزيين والتجميل , وتذكرت قاعة الفندق التي تعمل فيه شيلا
مزينةبقرون الأيائل:
" لا تحاولي عدها , فهي كثيرة جدا".
أستدارت جنيفر بسرعة لتواجه لوغان تايلور , ينظر اليها بعينين فاحصتين , ألتقطت أنفاسها , وقالت له بحدة:
" لم أكن أعدها".
"حسنا , كنت أذن تتأملين بأعجاب هذه الطريقة الفريدة التي نعتز بها هنا في جاكسون!".
"نعم , هذا ما كنت أفعله بالضيط , أنني أجدها فعلا مثيرة للأعجاب".
" هكذا يعتبرها معظم الناس , هل تعرفين أنها جميعا قرون أيائل؟".
أبتسمت رغما عنها وسألته بهدوء
وهي ترفع نظرها مرة أخرى الى القنطرة:
" كيف تم جمع مثل هذا العدد الكبير؟".
" ليس هناك صعوبة حقا , فألى الشمال من هذه البلدة , تقع منطقة تلجأ اليها الأيائل أثناء الشتاء , والمعروف أن ذكور الوعول تتخلى كل سنة عن قرونها , لتنمو مكانها قرون جديدة".
منتديات ليلاس
ضايقتها نظراته الدافئة المغرية , فتوترت أعصابها وتسارعت دقات قلبها ,حاولت جاهدة أن تبقي الحديث عاما وبعيدا عن الأمور الشخصية , فقالت:
" سمعت أحدا يتحدث عن تلك المنطقة , ولكنني لم أعرها أهتماما يذكر , كم من الوعول تلجأ اليها كل شتاء؟".
"ما بين ستة وثمانية آلاف ".
" أوه, الى هذه الدرجة؟ وماذا يفعلون بكل هذه القرون؟".
ضحك لوغان وقال:
" الذكور وحدها هي التي لها قرون , يذهب أفراد الفرق الكشفية كل ربيع ويجمعون هذه القرون , ثم يبيعونها هنا في ساحة البلدة بمزاد علني يخصص ريعه لتطوير فرقهم ونشاطاتهم".
توقف فجأة , فنظرت اليه لتواجه بنظرات قوية جذابة جمدتها في مكانها , تأملها قليلا
ثم قال:
" البرد شديد في هذه الزاوية , تعالي وأشربي معي فنجانا من القهوة الساخنة".
لم تكن راغبة أبدا في الجلوس معه , هزت رأسها بتردد , وقالت:
" أنا... أنا...".
" خائفة؟".
أجابته بحدة بعد أن أستعادت فجأة صوتها الذي كادت تفقده قبل قليل:
" طبعا لا!".
" سنذهب الى ذلك المطعم الشعبي في آخر الشارع ,حيث يمكنك أن تشاهدي المتزلجين على منحدرات الجبل".
وافقت بتردد , لأنها لم تجد عذرا مقنعا لرفض تلك الدعوة البسيطة , أنبت مشاعرها التي كانت تطالبها بالذهاب معه , طوق خصرها بذراعه وسار وأياها نحو المطعم
أبتسم وقال لها:
ط سوف تشربين الآن قهوة أخف بكثير من قهوة كارمايكل , يا جيني غلين".
"لا تنادني بهذا الأسم! أنك فعلا متعجرف ومتغطرس!".
" تصورت أنك ستعاملينني برقة , يقال أن البعد يجعل القلب أكثر مودة وحنانا".
" لم تكن بعيدا ألا نادرا".
كان جوابهاباردا وجافا , رفع حاجبيه أستغرابا , وهو يساعدها على الجلوس , فشرحت له ما عنته بتلك الملاحظة
قالت:
" أن لم تتحدث شيلا بصورة دائمة عن شخصيتك القوية ومزاياك الفذة, فالأولاد يرهقون أعصابي بالثرثرة عن الخال لوغان, لماذا يستخدمون معك هذا اللقب؟ هل هذه هي فكرتك , يا ترى؟".

" لا , أنها فكرة الأولاد أنفسهم , لم نجدأنا وشيلا أي ضرر في ذلك , أتصور أنهم أرادوا أعتباري عضو شرف في عائلتهم , أنهم ينظرون الى هذا الأمر بصورة جدية , وأنا كذلك".
تأملته بفترة وجيزة , ثم ركزت أهتمامها على فنجان القهوة الذي أحضرته النادلة:
" لماذا تحاولين جاهدة أن تحللي شخصيتي , يا جيني ؟ لماذا لا تقبلين بما تشاهدين؟".
" يقال أن الذي يلدغ مرة , يخجل مرتين".
" صحيح , ولكنني لم أحاول أبدا أن ألدغك".
" هل تقول لي الآن أن رجلا مثلك لا يحاول الأيقاع بكل فتاة يلتقيها؟".
" هل تسألين عن ذوات الشعر الأشقر المحمر أو عن الفتيات بصورة عامة؟ أتخيل أنك تصورين نفسك بعد عناقنا على الثلج ,وكأنك أمرأة وقعت في الشرك, لا, يا عزيزتي , كان مجرد عناق , لا أكثر ولا أقل".
تمنت لو أن بأمكانها توجيه صفعة قوية الى وجهه , لأزالة تلك الأبتسامة الساخرة الخبيثة , أرتجف جسمها غضبا
ونظرت اليه بعينين تقدحان نارا ,أبتسم وقال:
" مسكينة أنت, يا جيني غلين! تشعرين بالأهانة وأحتقار الذات, وجهك رمز للطفولة البريئة ,ولكن وحشا يتململ وراء النار التي تشتعل في داخلك! الحقيقة هي أنني أتمتع الى درجة كبيرة بأزالة هذه النظرة الطاهرة من وجهك الجميل".

" أذن , دعني أقترح عليك أن تجد شخصا آخر تتسلى معه ...لأنني في الحقيقة أجدك مزعجا للغاية".
حملت أغراضها وأستعدت لمغادرة المطعم , لم تتغير ملامحه
ولكن صوته كان حازما عندما قال لها:
" أنهي قهوتك , يا جنيفر".
سيجد متعة كبيرة لو أنها عصت ... أوامره .. وخرجت بعصبية من ذلك الباب , ثم راحت تتأمل المتزلجين على الجبل , سألها بهدوء عما أذا كانت ماهرة في التزلج ,فقالت له أنها هاوية دات خبرة واسعة
قال لها بصوت ناعم ينم عن شعور بالصداقة:
" يجب أذن أن نجد الفرصة للتزلج , أثناء فترة وجودك هنا".
" لست بحاجة الى مرافق عندما أذهب الى التزلج".
منتديات ليلاس
" ما تعنين حقيقة هو أنك لا تريدين وجودي أنا , يا جيني غلين ,حسنا ,ولكن لا تذهبي الى تلك المنحدرات وحدك في المرة الأولى , خذي معك شخصا خبيرا من هذه المنطقة , في أي حال , أذا كنت مستعدة للذهاب ... فهيا بنا , سيارتي موجودة في الخارج , وأريد التحدث مع شيلا , تأكدي بأن هذا هو هدفي الوحيد لأخذك الى البيت".
أغاظها جدا تصرفه المفاجىء , بدا وكأنه يريد أبلاغها صراحة بأنه غير مهتم كثيرا بها ,أحمرت وجنتاها غضبا وخجلا وهما يغادران المطعم ...وقررت أن تعامله بمثل الأستخفاف الذي يعاملها به.

نهاية الفصل الثالث


سومه كاتمة الاسرار 07-01-11 06:12 AM

الاحداث كتير مشوقه منتظرين الباقى بفارغ الصبر ياقمر لا تتاخرى علينا بلييييييييييز:f63::f63::f63::f63::f63::f63::f63::f63::f63::f 63::f63::f63: لكى منى اجمل تحيه
:flowers2::flowers2::flowers2::flowers2::flowers2::flowers2: :flowers2::flowers2:
:8_4_134::8_4_134::8_4_134:

اندرو 07-01-11 08:34 PM

:flowers2:Thanks

جنون الغد 07-01-11 10:28 PM

ننتضر بشوووق لاتتأخرين علينا يالغلا:c8T05285:

ليلى3 07-01-11 10:57 PM

مساااااااااااااااااااء معطر بالورود والرياحين لاحلى واروع اماريج
موفقة داااااااااااااااائما في اختياراتك وتسلم الايادي يا حلوة
هالرواية من احب الروايات الى قلبي وراح ارجع اتابعها معاك يا غالية
شكرا و لك مني اجمل تحية

http://img97.imageshack.us/img97/8595/teddy12roses.jpg

الجبل الاخضر 10-01-11 05:27 PM

ننتظرررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررر على احرمن الجمر:dancingmonkeyff8:

فاتنة الضحى 10-01-11 07:37 PM

كتير رائعة يا أحلي أماريج
بانتظار التكملة يا حلوة لا تطولي عليا
ويسلمووووووووووو

اماريج 10-01-11 09:45 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سومه كاتمة الاسرار (المشاركة 2590867)
الاحداث كتير مشوقه منتظرين الباقى بفارغ الصبر ياقمر لا تتاخرى علينا بلييييييييييز:f63::f63::f63::f63::f63::f63::f63::f63::f63::f 63::f63::f63: لكى منى اجمل تحيه
:flowers2::flowers2::flowers2::flowers2::flowers2::flowers2: :flowers2::flowers2:
:8_4_134::8_4_134::8_4_134:



ياهلا فيك حبيبتي
منورة الرواية ياحلوة وثانكس على الوردات الحلوين ياعسولة
وشاكرة لك مرورك وانتظارك يالغلا وتحياااااااتي العطرة لك :flowers2:

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اندرو (المشاركة 2591414)
:flowers2:Thanks



شاكرة لك مرورك وتواجدك فيها ومشكور على الوردة
تحياتي العطرة لك:flowers2:
:liilase::liilas:

اماريج 10-01-11 09:51 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جنون الغد (المشاركة 2591622)
ننتضر بشوووق لاتتأخرين علينا يالغلا:c8T05285:



شاكرة لك مرورك وتواجدك فيها منورة والله
تحياااااااتي العطرة لك:flowers2:


اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ليلى3 (المشاركة 2591673)
مساااااااااااااااااااء معطر بالورود والرياحين لاحلى واروع اماريج
موفقة داااااااااااااااائما في اختياراتك وتسلم الايادي يا حلوة
هالرواية من احب الروايات الى قلبي وراح ارجع اتابعها معاك يا غالية
شكرا و لك مني اجمل تحية

http://img97.imageshack.us/img97/8595/teddy12roses.jpg


ياهلا وغلا بحبيبة القلب ليلى
صدقا ياحلوة الرواية تعطرة ونورت بهالطلة الرائعة والجميلة ياامورة
مرورك ياليلى دوما بسعدني حبيبتي ربي يسعدك ويحفظك ويحلي دوم ايامك ياغالية
والله يسلمك واسعدني كلامك ياقلبي ومشكورة على الورد الحلو ياحلوة وماتحرمنا من هالمرور الجميل ياعمري
دمت بكل الحب والود ياغاليتي:flowers2:
:liilase::liilas:


اماريج 10-01-11 09:54 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الجبل الاخضر (المشاركة 2594803)
ننتظرررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررر على احرمن الجمر:dancingmonkeyff8:



شاكرة لك مرورك ياحلوة واسعدني جداهالطلة الرائعة ربي يسعدك ويحفظك
وشاكرة لك انتظارك حبيبتي
دمت بكل الحب والود ياحلوة:flowers2:

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فاتنة الضحى (المشاركة 2594901)
كتير رائعة يا أحلي أماريج
بانتظار التكملة يا حلوة لا تطولي عليا
ويسلمووووووووووو



الاروع والاحلى هو مرورك وتواجدك فيها يالغلا
وشاكرة لك انتظارك والله يسلمك حبيبتي وسعيدة انو اختياري للرواية عجبك ياحلوة
دمت بكل الحب والود ياغالية:flowers2:
:liilase::liilas:

اماريج 10-01-11 09:56 PM


4- عــربة الـــذئب

أمسك بمرفقها خوفا من أنزلاقها ,وقال لها:
"هذه هي السيارة".
رفعت جنيفر رأسها , وهي تتوقع وجود السيارة ذاتها التي أحضرها بها الى جاكسون.... اللاند روفر المخصصة للطرقات الجبلية الوعرة ,ولكنها شاهدت سيارة فخمة بيضاء من طراز كونتيننتال , ظهرت الدهشة على وجهها , فقال لها:
"أبقيها أثناء الشتاء عادة في المرآب ,ولا أستخدمها ألا مرات قليلة لتظل في وضع جيد".

فتح لها الباب , وأضاف ضاحكا:
" أضافة الى ذلك, أجد صعوبة في معرفة مكان وجودها أثناء العواصف الثلجية لأنها بيضاء".
دخلت السيارة , وأعجبتها على الفور مقاعدها الامغطاة بالجلد الأسود الفاخر , شعرت بأنه ينتظر رد فعلها بالنسبة للسيارة , كان من الواضح أنه يتوقع منها أطراء أو ثناء أبتسمت له عندما جلس وراء المقود
وقالت بحلاوة مصطنعة:
"لا أرى كيف يمكنك أن تواجه أي صعوبة في أيجادها , ما عليك ألا أنتنظر الى داخلها, فترى أنها سوداء مثل قلبك".
ضحك من صميم قلبه , لمس وجهها برقة وقال:
" كنت أعرف أنك لن تتمكني من أبقاء هذا اللسان السليط مقيدا وساكنا لفترة طويلة".
منتديات ليلاس
أبعدت وجهها عنه وراحت تنظر خارجا , وهي تأنب نفسها , كان عليها أن تعرف جيدا أنه لا يبالي بأنطباعاتها عن سيارته , لم يكن ينتظر شيئا سوى أغاظتها , ومن المؤكد أنه نجح في ذلك , الى درجة كبيرة.
وصلا بعد دقائق معدودة الى بيت شقيقتها , ففتح لها الباب وحمل عنها علب الهدايا , هجم عليه الأولاد الثلاثة بلهفة وشوق ,وقال كبيرهم أريك بسعادة بالغة:
" هل أحضرت لنا هدايا الميلاد منذ الآن".
داعب شعره الأسود الجميل ,وقال:
" لا يا حبيبي, هذه هي الهدايا التي أبتاعتها جيني , أنا أساعدها فقط في حملها ".

قالت له سيندي وهي ترقص فرحا:
" أحضرنا شجرتنا , يا خال لوغان , أنها في غرفة الغسيل و قالت أمي أنها يجب أن تجف أولا قبل أن نزينها , تعال لأريك أياها".
أمسك أريك بيد جنيفر , فيما كانت يده الأخرى لا تزال ممسكة بأخيه الصغير
وقال مناشدا:
" تعالي أنت أيضا , يا خالتي جيني".
" جنيفر يا أريك! جنيفر!".
ظهر الأنزعاج قليلا في صوتها وهي تصحح له أسمها ,لأن الأولاد يصرون على التشبه بلوغان ,لم تسمع سيندي كلمات خالتها , أو أنها سمعتها وتجاهلتها , أذ أنها كررت دعوة شقيقها قائلة:
" نعم , تعالي يا خالتي جيني".
" بعد قليل".
كان آخر شيء تريده في ذلك الوقت , هو وجودها مع لوغان في غرفة صغيرة , خرجت شيلا في تلك اللحظة ,وهي تجفف شعرها ,وعندما شاهدت لوغان , قالت له بلهفة:
" لوغان! لم أتوقع مقابلتك بعد ظه هذا اليوم".
منتديات ليلاس
نظر اليها بجدية ,وليس بسخرية وخبث كما يفعل معظم الوقت مع أختها ,وقال:
" اأيد أن أطلعك على بعض الأمور ,ولكنني سأذهب أولا لمشاهدة الشجرة".
أبتسمت لجنيفر بحنان ومحبة ,وقالت:
" يا لها من شجرة! أختارها الأولاد وأصروا عليها , أنها قليلة الأغصان الى درجة مؤسفة , قالت سيندي أن ما من أحد سيبتاع هذه الشجرة , وأنها ستظل وحيدة طوال فترة الأعياد أن لم نأخذها نحن , وهذا ما فعلناه بالضبط".

ضحكت جنيفر , مع أنها تأثرت بذلك التصرف النبيل لطفلة لم ااجاوز الخامسة من عمرها , قالت لأختها:
"الأولاد مسرورون بها ,وهذا هو المهم".
" هل أشتريت كل حاجياتك؟".
هزت جنيفر رأسها وهي تخلع معطفها وتعلقه في مكانه , وأضافت شيلا:
" لم أكن أتصور بأنك ستحضرين لوغان الى البيت , وألا لكنت تأخرت بعض الوقت في غسل شعري".
سارعت جنيفر الى توضيح الأمر , مخافة أن تعتقد أختها بأنها ذهبت خصيصا لمقابلته.
قالت لها:
" ألتقيته صدفة في ساحة البلدة ,وقد أصر على أحضاري الى البيت".
" هذا لطف منه".



اماريج 10-01-11 09:57 PM

وافقتها جنيفر على رأيها بدون حماسة تذكر , تطلعت شيلا نحو غرفة الغسيل
ثم قالت لأختها التي ذهبت الى المطبخ:
"أشعر أحيانا بالذنب لأن الأولاد يأخذزن الكثير من وقته وأنتباهه, لكنه, على الأرجح , لا يرى أي أزعاج من ذلك , أتصور أنه يجد متعة كبيرة في....".
توقفت فجأة عن أكمال جملتها , ونظرت الى جنيفر قائلة:
" هل تذكرين تلك اللعبة التي كنا نحبها كثيرا ؟ لعبة أختيار أوصاف لأحد الأشخاص بناء على الأحرف الأولى من أسمه؟ لوغان تايلور ! كلما فكرت به , ترن في رأسي هذه الكلمات الأربع ... لياقة , نبل تهذيب , وروعة , أنه يساعدني أنا والأولاد بشكل لا يصدق".
منتديات ليلاس
أبعدت جنيفر وجهها بسرعة عن أختها , مخافة أظهار أستغرابها ودهشتها , فلو أنها هي التي ستختار أربع كلمات تصفه بها , لقالت :لؤم , نذالة , تعجرف ,ورياء! ألتفتت نحو أختها بسرعة , وسألتها:
" هل تريدين فنجانا من القهوة؟".
أرادت أن تغير الموضوع قبل أن يتطور الى تفاصيل ليست راغبة أبدا في الخوض بها.
سمعت صوتا وراءها يقول:
" نعم , نصف فنجان".
ضحكت شيلا وسألت لوغان فور دخوله المطبخ:
" كيف وجدت تلك الشجرة الرائعة النادرة؟".
" أكدت لي سيندي بأنها ستكون جميلة , ولكنني أخشى بأن معظم أغصانها غير قادرة على حمل الزينة المعتادة".

جلس قرب شيلا ومد رجليه الى الأمام , بحيث أضطرت جنيفر للمرور فوقهما لتضع الفناجين على الطاولة الصغيرة , أرتجفت يدها قليلا , ولكنها رفضت أن تنظر اليه
دخلت سيندي وقالت لأمها بلغتها الجميلة:
" يقول الخال لوغان أننا قد نجد صعوبة في تزيين الأغصان ,ولكنني أعتقد أنه مخطىء , يمكننا أن نجعلها جميلة جدا".
تدخل أريك قائلا بلهجة تنم عن الخوف الى حد ما:
" وأذا تكسرت هذه الأغصان الضعيفة , فكيف سنزينها ؟ أنني نادم عل قبولي أقتراح سيندي".
لاحظت جنيفر بأن سيندي بدأت تعقد جبينها , فقالت:
" يمكننا أن نزينها بحبال من الأوراق الملونة , وننثر عليها مية من الذرة المسلوقة ".
أبتسم لوغان وقال:
" ولكن تأكدوا من أن داين لن يأكل الذرة".
" أريك , لنأخذ داين كي يراها... هيا , لنذهب الآن".
خيم الصمت على المطبخ بعد ذهاب الأولاد , الى أن قال لوغان:
" ذهبت الى الفندق هذا الصباح , وأكتشفت أن أحدث نزيل فيه لم يكن ألا ديرك هاملتون".

أصفر وجه شيلا وأصبح كالمنشفة التي تلف بها رأسها , أرتجفت يدها وهي ترفع فنجان القهوة نحو شفتيها , حاولت جاهدة السيطرة على أعصابها ونبرات صوتها
وسألته بهدوء مصطنع:
" حقا؟ ماذا يفعل هنا في مثل هذا الوقت من السنة؟"
"قال أنه سيعمل على لوحة أو أثنتين عن جبال تيتون في الشتاء".
دهلت جنيفر عندما شاهدت الأهتمام الحقيقي والجدي الذي ظهر على وجهه, وهو يراقب رد فعل شيلا ,وقفت أختها وسارت نحو الباب
فقال لها:
"أسمعي يا شيلا , سأطلب منه أن ينزل في مكان آخر , أذا كنت تريدين ذبك".
ردت عليه شيلا بلهجة أحست جنيفر أنها ليست صادقة , قالت:
" لا تكن سخيفا, يا لوغان, لماذا نتركه ينفق بعض أمواله في فندق آخر بدلا من فندقنا؟ في أي حال, لم يعد وجوده يهمني أطلاقا , أضف الى ذلك , أنني كنت أنوي أخذ جنيفر معي غدا الى الفندق لأطلاعها بعض الشيء على العمل الذي أقوم به , كذلك , فأن والدي أريك مشتاقان جدا للأولاد , يمكن لجنيفر أن تحل محلي غدا !".

شعرت جنيفر فجأة بعيني لوغان تتحولان اليها , لاحظت أنها تقف بذهول ردا على كلمات شيلا الأخيرة , كان الأتفاق بينهما أن تعمل جنيفر بعض الوقت , أذا غابت أحد العاملات أو صرفت ,ولكن أختها تتحدث الآن عن عمل بصورة شبه تامة , من هو هذا الرجل اللعين , ديرك هاملتون ؟نظرت الى شيلا , فرأتها تتطلع بها متوسلة راجية ... فيما كان لوغان يحدق بها , منتظرا جوابها أو تعليقها.
" أنها... أنها فكرة... لا بأس بها".
منتديات ليلاس
تلعثمت بكلامها , ولكن أختها تنهدت بأرتياح ظاهر , أما لوغان فلم يبد مقتنعا كثيرا برغبتها الصادقة , فأضافت قائلة بلهجة مرحة:
" أنها فرصة مناسبة جدا , لأنني كنت على وشك أن أصاب بالضجر والملل , أنفقت مبلغا كبيرا من المال على الدراسة والتدريب على العمل ,ومن المخجل أن يذهب المال والتعليم هباء".
تطلع لوغان بشيلا وسألها بهدوء, يحمل بعض الحدة:
" هل هذا ما تريدينه , يا شيلا؟".
لاحظت جنيفر أن أختها متوترة الأعصاب الى درجة فائقة
فتدخلت على الفور قائلة:
" ألم تقل لك ذلك قبل قليل ,يا لوغان؟".
تجاهل كلمات جنيفر , فيما بدا التوتر والأنزعاج بوضوح على وجهه وفي عينيه
توجه نحو الباب وهو يقول:
" أعتقد أنك ترتكبين خطأ يا شيلا , ليس لدي الآن الوقت الكافي لبحث هذا الموضوع".



اماريج 10-01-11 09:59 PM

تذكرت جنيفر أن تشكره على أحضارها الى البيت, ولكن أهتمامها كان مركزا بصورة تامة على أختها المعذبة , أغلق لوغان الباب الرئيسي وراءه , فتخلت شيلا عن الهدوء المصطنع , مدت يدها بعصبية الى المنشفة التي تلف بها رأسها
وقالت:
" يجب أن أسرح شعري قبل أن يجف تماما".
" من هو ديرك هاملتون , يا شيلا؟".

ردت عليها , متظاهرة , بأن المسألة عادية للغاية:
"مجرد فنان , كان هنا في الصيف الماضي لأعداد بعض اللوحات الزيتية ".
أقتحم الأولاد الثلاثة وداين باب المطبخ في تلك اللحظة , فقالت لهم:
" كم مرة قلت لكم أن تبقوا الكلب خارج البيت , عندما يكون ملوثا بالوحل على هذا الشكل؟".
تسمر ألأولاد في مكانهم , بسبب اللهجة القوية القاسية التي لم يعتادوا عليها سابقا , سيطرت شيلا على أعصابها , وقالت لهم بصوت أقل حدة:
" هيا! أخرجوه من هنا فورا!".
أطاعها الأولاد بسرعة , ولكن جنيفر تضايقت من ملامح الأرتاك والذهول التي بدت على وجوههم الصغيرة البريئة , تطلعت نحو أختها , فلاحظت أنها ندمت على تصرفها القاسي معهم :
" شيلا؟".
منتديات ليلاس
قالت لها أختها بحدة , وبشيء من المرارة:
" أسمعي! كل ما في الأمر أنه أبدى أهتماما ببعض لوحاتي , أنا لم أطلب منك أن تحدثيني عن برادلي وعليه, أرجو أن... لا أريد التحدث عن هذا الموضوع!".
أحست جنيفر لأول مرة في حياتها بوجود صمت متوتر بينهما... صمت لا تعرف كيف تتخطاه أو تتجاوزه , فيما أختها تعرف ولكنها ترفض.
لم تكن المهام الموكلة اليها صباح اليوم التالي , كموظفة أستقبال في الفندق , صعبة , أو معقدة ,ولكن كثرة عدد المتزلجين ومطالبهم المتعددة , لم تمنحها فرصة للراحة , كانت تتوق طوال الوقت لرؤية نزيل الغرفة 228 , ولكنه لم يقترب منها أو يتصل بها ,وما أن بدأت تتحدث مع كارول , المسؤولة عن الأتصالات الهاتفية , حتى لاحظت أن رجلا يتأملها بدقة وعناية , كان متوسك الطول , بدينا الى حد ما ,وذا شعر أسود كثيف , أعتذرت من زميلتها ,وتوجهت نحوه باسمة لتسأله عما أذا كان بحاجة الى أي شيء.
أنتبهت في تلك اللحظة الى أن لوغان دخل القاعة , وأخذ يتفحص الموجودين بسرعة ,وصل الى الرجل قبلها ,ومد يده لمصافحته قائلا:
" أسعدت صباحا , يا ديرك".

" أوه, أنه ديرك هاملتون! تأملت الرجلين وهما ينظران الى بعضهما بكثير من التحدي , أذهلتها الطريقة التي تأمل بها لوغان ذلك الرجل , لم ينظر اليه بود أو بعداء , بل بدا وكأنه يدرس أحتمالات النجاح والخسارة في حال حدوث تصادم بينهما , قال له لوغان بلهجة عادية:
" أحببت أن أراك لأعرف متى تبدأ رحلتك الى جبال التيتون ".
" عندما يكون ذلك مناسبا".
كان جوابه يوحي باللامبالاى... وكذلك وجهه عندما تطلع نحوها, تأمل وجهها وشعرها مرة ثانية , بدون أن يظهر عليه أي أهتمام بها كأمرأة , وقال:
" أنت جنيفر".
أستغربت جدا كيف أنه عرفها , وهزت رأسها بالأيجاب, أضاف قائلا:
" شاهدت لوحة زيتية عنك , لم تتمكن شيلا من أعطاء لون شعرك حقه كاملا , أنه ذهبي كأشعة الشمس, تتخلله ومضات الغسق النارية , لم يكن اللون النحاسي , الذي أستخدمته أختك, مناسبا ومطابقا , فلون شعرك أرق وأنعم من ذلك بكثير , وهو يناسب نعومة ملامحك".
أحمر وجهها قليلا بسبب هذا الأطراء غير المتوقع ,ولكنها وجهت نظرة تحذيرية الى لوغان ردا على أبتسامته الساخرة , وشعرت بأنقباض شديد
عندما سمعته يقول:
" قد تكون الملامح كذلك يا ديرك , ولكن الفتاة نفسها ليست كذلك".
تجاهل ديرك ملاحظته ومد يده نحوها لمصافحتها قائلا:
" أنا ديرك هاملتون , ربما أخبرتك شيلا عني؟".
منتديات ليلاس
كانت كلماته ولهجته تحمل أكثر من مجرد سؤال عادي , صافحته وقالت:
" لا, آسفة , لم تخبرني".
لاحظت في وجهه مسحة خفيفة مما يشبه الألم ,فأضافت على الفور:
" قالت لي أنك كنت مهتما ببعض اللوحات التي أعدتها , هل شاهدت صورتي آنذاك؟".
نعم , كان شعرك أطول بكثير مما هو عليه الآن ,ووجهك ضاحكا بطريقة خلابة وجذابة جدا".
كان لا يزال يتأملها بدقة وروية ,وكأنه يقارن بين اللوحة والواقع , أبتسمت جنيفر وقالت له, وهو يقف أمامها الآن وجها لوجه:
" أوه, نعم , كان ذلك قبل سنوات عديدة".
تأملت جنيفر الرجل الواقف أمامها , فلاحظت أن ملامحه لم تكن وسيمة بل قوية وحادة , ألا أنه لم تكن في وجهه تلك الجاذبية الساحرة , التي تضج بها ملامح لوغان , ومع ذلك, كان يبدو رجلا يمكن الأعتماد عليه, نعم , أنه رجل يعتمد عليه.
"لوغان! هل توقفت شيلا عن العمل هنا؟".
رد عليه لوغان ببرودة ودهاء واضحين:
" فضلت أن تحل جيني محلها... في الوقت الحاضر , على الأقل".
لاحظ ديرك وجنيفر التشديد على الجزء الأخر الأخير من الجملة , والأيحاء الجلي بأن الفنان نفسه هو سبب التغيير الحاصل حاليا , نظر اليها ديرك مجددا , وكان أهتمامه هذه المرة شخصيا ... بما في ذلك ولاحظته عدم وجود خاتم خطوبة أو زواج
سألها بهدوء:
" ما رأيك بالفنانين , يا جنيفر؟".
"يجدر بي أن أحبهم , فأختي منهم".



اماريج 10-01-11 10:12 PM

قال :
"حقا؟ كان لدي أنطباع بأنها تدير فندقا صغيرا , وأنها أرملة مكافحة لديها ثلاث أولاد , تصورت أن الرسم بالنسبة اليها تسلية لتمضية أوقات فراغها النادرة والقليلة".
تدخل لوغان فورا قبل أن تضطر جنيفر للرد بقساوة على الرجل , الذي تصورت أنه يعجبها, قال:
" لماذا لا نذهب الآن الى المقهى, يا ديرك, لنبحث في موضوع رحلتك؟".
"لما لا ؟ ستبدأ أنت على الفور أستخدام قدراتك التنظيمية الهائلة وسحرك لحملي على أعداد نفسي للرحيل في أسرع وقت ممكن, أليس كذلك؟".

" هناك مرارة واضحة في كلماتك ونبرتك, يا ديرك".
دهشت جنيفر, في الأسبوع الذي مر بعد ذلك اللقاء , من كيفية محاولات أختها لتجنب هذا الرجل , تصورت أن لديها حاسة سادسة تحذرها منه , أذ كانت تختفي قبل دقائق من وصوله ولا تحضر ألا بعد ذهابه , أما ديرك, فقد بدا أن أسم شيلا غير موجودفي قاموسه على الأطلاق , لم يذكر أسمها أبدا ولم يعد يتحدث مع جنيفر ألا نادرا... وبصورة عامة وعادية , سألتها كارول مرة عما أذا كانت شيلا مسرورة بعودة السيد هاملتون , أجابتها جنيفر بأنها حقا لا تعرف
وأستفسرت من كارول عن سبب ذلك السؤال فأجابتها:
" كانت تبدو سعيدة معه في الصيف الماضي , يتناولان الطعام أو يشربان القهوة معا أثناء النهار , وكان يأخذها ليلا الى البيت , خيل لبعضنا أن شيئا ما يحدث بينهما , أعني... لم نتحدث عنهما بشكل ثرثرة أو ما شابه , أختك أنسانة طيبة جدا , ونحب العمل تحت أمرتها , يحزننا جدا , كما تعلمين , أن تكون أرملة مع ثلاثة أولاد... ونتمنى لها أن تجد شخصا يناسبها".
منتديات ليلاس
سألتها جنيفر بلباقة عما حدث, فقالت الفتاة:
" أعتقد أنهما لم يتوصلا الى أي شيء , فجأة , دفع ما عليه وترك الفندق , بالطبع كان لوغان... أعني السيد تايلور ... بعيدا معظم الوقت الذي أمضاه السيد هاملتون هنا".
"وما علاقة هذا الأمر بذاك , يا كارول؟".
" ربما مجرد صدفة , أوه , السيد تايلور! لا ألوم شيلا أبدا أذا أعجبت به الى درجة كبيرة , لا شك في أن كل فتاة تقريبا في هذه المنطقة أعجبت به في وقت ما ... أعترفت بذلك أم لم تعترف , لديه جاذبية ساحرة! أعني أن كل فتاة غير مرتبطة حاولت بطريقة أو بأخرى معرفة ما أذا كان لديها أي شيء يثير أهتمامه بها".
"وأذا نجحت بذلك, فماذا يحدث عادة؟".
" مواعيد, مواعيد! تصبح الفتاة المحظوظة هدفا لأبتسامته الساحرة الدافئة , ونظراته المداعبة التي تجعلها تظن نفسها أنها الأمرأة الوحيدة التي تعجبه , عندما تولت أختك في الفترة الأخيرة أدارة الفندق , أصبح عدد الفتيات أقل وفترات المواعيد أكثر تباعدا , لا يعني هذا أن أيا من الفتيات أعترفت لها بالنصر النهائي".
هزت جنيفر رأسها وهي تشعر بالأمتنان , لأن الحياة دبت من جديد في هاتف الفندق ... مما أرغم كارول على التوقف عن ذلك الحديث المزعج.
ربطت شعرها بعصبية , قبل أن تنظر الى الكلب الضخم الذي ينام قرب النام , فتح أحدى عينيه بتثاقل , وكأنه يستغرب توترها , قالت له بحدة:
" داين! أنت أيضا تنظر الي كفتاة مراهقة لأنني ربطت شعري كذيل حصان؟ لا, لن أقبل ذلك منك!".

أبتسمت جنيفر بحذر , وهي تمر فوقه , مخافة أن يقرر الوقوف فجأة... فتقع على الأرض وتؤذي نفسها , عادت الى التحدث اليه ثانية , لأنها كانت وحدها في البيت
قالت له بصوت رقيق:
" أنني مضطرة لغسل بعض الجوارب والقمصان ,وهذا الشعر اللعين يغطي وجهي وعيني".
توجهت الى غرفة الغسيل الصغيرة فتبعها الكلب بصورة عفوية ونام قرب قدميها , تأملت نظراته الحزينة ,وقالت له:
" يبدو أنك قررت التخفيف من وطأة العزلة والوحدة على قلبي , أهلا بك".
تنهدت بصوت عال وبدأت تغسل ثيابها , ثم قالت, وكأنها تحدث شخصا أمامها:
" يا لها من طريقة لتمضية يوم أجازتي ! ماء وصابون وتعب , وأتحدث الى كلب لا شك في أنه يشعر بالضجر الى درجة فائقة! في أي حال, شكرا لك يا داين لأنك معي".
هز الكلب ذيله مرتين, قبل أن يغمض عينيه ويعود الى النوم , كان منتصف الأسبوع تقريبا عادة أفضل وقت بالنسبة اليها , لتقوم بجميع الأعمال الخاصة التي أجلتها منذ نهاية الأسبوع الفائت , ومع أنها مضطرة لأنهاء كافة هذه الأمور قبل نهاية الأسبوع , عندما يتدفق المتزلجون على الفندق , ألا أنها أحست بعدم قدرتها على ذلك.

سمعت صوت أجراس بعيدة , الميلاد على الأبواب... في الأسبوع المقبل , كيف يمكنها أن تنسى ؟ أولاد أخنها يذكرونها دائما به! والثلج أيضا! ولكنها شعرت بأنها تفتقد الى روح العيد وفرحه , أحست بفراغ هائل في داخلها , وتمنت من صميم قلبها لو أنها قادرة على القيام بشيء ما لتخفيف هذا العذاب.
ذكرتها أصوات الأجراس البعيدة بالصور الرائعة التي حفرت في قلبها وأفكارها , منذ أيام طفولتها , كانت تركب أحيانا مع والدها عربة يجرها حصانان , ويذهبان الى الحقول , أنه أول عيد ميلاد امضيه بعيدا عن والديها ... وعن المزرعة... وعن الحصانين بلتك وتود , ربما كان هذا هو سبب الفراغ المؤلم الذي تشعر به.



اماريج 10-01-11 10:13 PM

رفضت أن تنجرف مع الأحزان , فبدأت على الفور تردد بصوت عال أحدى أغنيات الميلاد ... الأجراس الرنانة , سمعت طرقة خفيفة على الباب , فجففت يديها بسرعة وتبعت داين الى الباب , فتحته , وهي لا تزال تتمتم مقطعا يتحدث عن الركوب في عربة الثلج التي يجرها حصان واحد.
توقفت فجأة عن الغناء , عندما شاهدت أمام المنزل عربة سوداء جميلة تشبه الأوزة ... وأمامها حصان أبيض يحرك رأسه وذيله بعصبية , حولت نظرات الدهشة والأستغراب في عينيها , الى الرجل الذي يقف باسما قرب الباب , حدقت بعينيه العسليتين القويتين , اللتين كانتا تتأملانها بتكاسل وهدوء , أنه لوغان تايلور!
أحست برغبة لم تعرف لها تفسيرا منطقيا , تطالبها بمد يديها لمسح الثلج عن شعره ووجهه ,ولكن الطريقة التي كان ينظر بها أليها , أفزعتها ومنعتها من ذلك , كان شعره يوحي بأنه لصبي أو شاب مراهق , ولكن ملامح وجهه تشير بوضوح الى أنه رجل بكل معنى الكلمة ... ساحر جذاب.
منتديات ليلاس
تنفست بصعوبة وحاولت التظاهر بالبرودة , ألا أن حرارته أذابت القناع الجليدي الذي وضعته على وجهها , سألته بتلعثم عما يريد , فأبتسم بخبث ورد عليها بسؤال غير متوقع على الأطلاق:
" هل أذناك في موضعهما الصحيح , أم أن المشكلة تكمن في التسريحة الجديدة؟".
شعرت بأحمرار وجنتيها حياء , فرفعت يدها الى شعرها وقالت:
"أتصور أن تسريحة ذيل الحصان هي السبب".
ثم أشارت الى العربة ,وسألته بهدوء:
" هل هي لك؟".
أعجبه أرتباكها ولكنه لم يعلق على ذلك , بل رد على سؤالها قائلا:
" أخذتها من أحد الأصدقاء , تصورت أنك قد تكونين راغبة في القيام بنزهة نحو ملجأ الوعول".
" أوه , ولكن الأولاد لم يعودوا بعد من المدرسة , لن يعودوا قبل بضع ساعات , فالعطلة لن تبدأ قبل نهاية الأسبوع".
"أعرف ذلك".

" أذن, لماذا.........".
ضحك فجأة , فتوقفت لحظة عن متابعة كلامها , ثم رفعت رأسها بشموخ , وقالت:
" لا أرى ما يضحك الى هذه الدرجة".
" أعرف أنني محب وحنون وطيب , ومثل أعلى للأولاد , ولكنني قررت أن أقوم اليوم بالدور الذي تتصورينني به... الذئب مع الفتاة الصغيرة البريئة , هل تفضلين دور الفتاة الساذجة , أم دور الحارس الأمين الذي يقود العربة؟".
ترددت بعض الوقت, فيما كانت تتأمل العربة الجميلة وتتخيل روعة النزهة المقترحة , ولكن الرحلة ليست مع شخص عادي! أنها مع لوغان تايلور! أليس فيها خطر عليها؟
"ماذا قررت يا جيني غلين؟ بدأ الحصان يتململ ويفقد صبره , هل ستأتين معي؟".
كان صوته ساحرا , وجذابا , مقنعا:
" نعم".

قالتها بسرعة وأنفاس متقطعة , قبل أن يتمكن عقلها من أقناع قلبها بالعدول عن هذا القرار:
" أسرعي أذن , أحضري معطفك , سأنتظرك قرب العربة".
أستغربت السرعة التي أخرجت بها معطفها الأزرق الطويل من خزانة الملابس , وضعت القفازين في جيب المعطف , وأستبدلت الحذاء المنزلي العادي بجزمة تحفظ القدمين والساقين حتى الركبتين من البرد والرطوبة.
كان ينتظرها , كما وعدها , قرب العربة , ساعدها على الصعود , ثم أعطاها غطاء صوفيا سميكا ,وقال:
" لفي به نفسك جيدا , فسوف يقيك من البرد الشديد والرياح القاسية".
نفذت تعليماته بدون تردد , فيما كان يغطي نفسه بالطرف الآخر ويأمر الحصان بالتحرك , ظلت تشعر بوجوده لبعض الوقت , كانت متضايقة الى حد ما من ملامسة ذراعه لذراعها ولكنها أرتاحت تدريجيا ,وبدأت تنعم بصوت الأجراس المعلقة في رقبة الحصان .
منتديات ليلاس
لم تعد خائفة أو متوترة الأعصاب , تذكرت طفولتها وسعادتها الفائقة بركوب العربات التي تجرها الخيول , نسيت,ولو لفترة وجيزة , الفراغ الهائل الذي كان يعصف بداخلها قبل قليل , مسكين داين, أنه وحده الآن ... ولكنه معتاد على ذلك ! والأعمال التي تريد الأنتهاء منها ؟ تبا لها, فسوف تتركها لوقت آخر! ها هما يخرجان الآن من البلدة , بأتجاه الشمال , الثلج الأبيض النقي في كل مكان؟
وقررت جنيفر أن تدع الهموم جانبا ... وتتمتع بوقتها وزنزهتها... حتى مع لوغان تايلور ... مع الذئب!

نهاية الفصل الرابع


اماريج 10-01-11 10:15 PM


5- مؤامرة من أجل من؟

أحست جنيفر وهي تراقب الثلج المتساقط بهدوء وسكينة , بشعور غريب , تمنت لو أن الزمان يعود قليلا الى الوراء , لم تكن بحاجة لأغماض عينيها , كي تتصور هذا المكان الرائع قبل مئة سنة مثلا , سألته بصوت هامس ,وكأمها تخاف من تكير الصفاء والطمأنينة.
" هل يمكنك أن تتخيّل هذه المنطقة قبل عشرات السنين ؟ قبل أن تهجم عليها المدنية والحضارة ... والسيارات؟".
" أمنا الأرض ! روعة وجمال لم يلمسها أحد, كصبية عذراء , هل تودين لو أنك من الرواد من الرواد الأوائل؟".
عبست ممازحة , وقالت:
" لو كنت صبيا , نعم!".
تراقصت نظراته العابثة على وجهها بخبث ودهاء , وقال:
" أنك تفضلين أذن أن تكوني أمرأة متحررة".
منتديات ليلاس
أبتسمت بعنفوان وتحد, وسألته بمرح ظاهر:
" من المؤكد أنك لن تعترض على هذا الأمر , أليس كذلك؟ أم أنك من أولئك الرجال المتغطرسين الذين لا يريدون أعطاء المرأة حقوقها؟".
تظاهر بالأنزعاج , وقال:
" أنتبهي , أيتها الفتاة! فهذه تعتبر هنا شعارات حرب , هل تناسيت دروسك الأجتماعية ؟ ألا تعرفين أن وايومينغ هي ولاية المساواة , وكانت أول ولاية في الأتحاد تمنح المساواة للمرأة في كافة المجالات السياسية والمدنية والأقتصادية ... حتى قبل أن تسمى بلادنا الولايات المتحدة؟ستجدين أن رجال وايومينغ يعرفون قيمة المرأة الجيدة , لا كربة بيت أو أم أطفال فحسب... بل وأيضا كشخص يقف الى جانب الرجل ويساعده في الضراء والسراء".
ذهلت جنيفر لدى سماعها تلك الكلمات الرقيقة , الصادرة عن شخص لم تتوقع منه أبدا أن يكنّ أي أحترام أو تقدير لجنس النساء .
" ما بك, يا جيني غلين؟ ألم تنتظري سماع مثل هذه التصريحات من زير نساء ؟".
أحمر وجهها بسبب صراحته , فمضى الى القول :
" على الرغم من كل أدعائنا المتغطرس بعكس ذلك , فنحن معشر الرجال نريد من المرأة أن تلبي حاجة القلب والروح , بقدر ما نطالبها بالعواطف الحسية".
أرتعش جسمها كله, ولكن ليس بسبب الثلج والبرد ... بل نتيجة تلك الكلمات , هل من الممكن أن تكون هذه حقيقة مشاعره أتجاه المرأة ؟ نظر اليها بأغراء تصعب مقازمته , فأزدادت سرعة ضربات قلبها بشكل مذهل ومخيف , أبعدت وجهها عنه بسرعة فائقة , كيلا تكشف له المزيد من شعورها أتجاهه , تظاهرت باللامبالاة , قائلة له بمرح مصطنع:
" تبدو كلماتك كوصف شاعري رائع للحب , هل تعرف المعنى الحقيقي لهذه الأحاسيس , يا لوغان؟"

انفجر ضاحكا, ثم هدأ قليلا وقال:
"هل يسر قلبك الرومنطيقي الشاعري , لو قلت أنني أنتظر أختفاء شبح حب قديم بصورة تامة , قبل أن أكشف عن مشاعري أتجاه الشخص الذي أحبه الآن حتى الجنون؟ لا!أرى في نظرات الذهول والصدمة , التي تضج بها ملامحك وعيناك , أستعدادا جليا لرفض أي قصة من هذا القبيل , هذا لا يعني أبدا أنك لا ترغبين في رؤيتي راكعا أمام أمرأة".
أوقف لوغان الحصان فجأة , ثم وضع ذراعه حول خصرها , ومضى الى القول:
" تقول أمي أنني أتذوق جميع أنواع الثمار , قبل أن أختار الفاكهة المناسبة... عندما يحين موعد قطفها".
" هذه هي ذروة الكبرياء والغرور!".
ماذا يعني عندما يتحدث عن شبح حب قديم؟ هل يعقل أنه يشير الى أريك , زوج شيلا الراحل؟
" لا تنظري ألي هكذا , فالأمر ليس سيئا الى هذه الدرجة , أليست هذه الكلمات جزءا من الأحاديث اللاذعة التي يتبادلها الرجل والمرأة لمعرفة ما أذا كان الذي يجمع بينهما هو أكثر من مجرد أنجذاب حسّي؟ لنأخذ وضعنا نحن على سبيل المثال , ثمة أشياء تجمع بيننا ! هل هي عواطف دنيئة , كما وصفتها أنت في وقت سابق؟".

تجمدت في مكانها , وهي تسمع أشارته الى المعركة الكلامية التي جرت بينهما بعد عناقهما على الثلج... قرب كوخ السيد كارمايكل , شعرت بغضب شديد وأرادت أن ترد له الصاع صاعين
ولكنه سبقها الى الكلام قائلا:
" ربما كان علي أن أسألك أولا عما أذا كنت أحببت قبلا , هل كان ذلك الرجل في مينابوليس حقل أختبار للحب؟ هل كنت تنوين فقط معرفة عمق مشاعرك نحوه؟".
" هذا ليس من شأنك أبدا".
أبتسم مرة أخرى عندما لاحظ أمتعاضها وتوتر أعصابها , وقال:
" لا يمكن أن يكون ذلك الشعور حبا حقيقيا , لأنني أرى الغضب في عينيك كلما فكرت به, يبدو أنه لا يوجد شيء أسمه ... جرح دائم".
صرخت بحدة بالغة:
" كيف سمحت شيلا لنفسها بأطلاعك على هذه الأمور؟".
" صدقيني أنني لم أطلع ألا على تفاصيل عامة جدا , وسبب ذلك أنني كنت موجودا عندما أتصلت بأختك هاتفيا".
نظرت اليه بتشكك , وعلى الرغم من البراءة المتزايدة في لهجته , فقد صدقته... ذلك لأن أختها لا يمكن أن تكون مهملة الى حد كبير بالنسبة لشؤونها الخاصة , بحيث تخبر شخصا غريبا تماما القصة الكاملة
سألته بخبث واضح:
" ماذا كنت تفعل مع شيلا في تلك الساعة ... تتذوق الثمار؟".

" جيني الحبيبة , جملة كهذه تضر بسمعة أختك أكثر مما تضر بسمعتي".
" تصورت أنك قلت قبل قليل أن الرجال في وايومينغ لا ينظرون الى النساء بمنظارين مختلفين".
" أننا نعترف بالمساواة , ولكننا نحترم الخصوصيات , أعتقد أنها فضيلة ورثناها أيضا عن الرواد الأوائل , عندما كانت الفروسية تصرفا يحظى بالأعجاب والتقدير ... وعندما كان الرجال يحترمون الجنس الضعيف".
" أنني أعتذر منك... كنت قاسية في كلامي , ولكنني أريدك أن تعلم أنني ممتنة لكل ما قمت به أتجاه شيلا ... والأولاد".
" وأنا أعتذر منك بدوري , لأنني ضايقتك وقسوت عليك".
وجه اليها نظرة ساحرة جذابة , فيما وضع يده بحنان على رأسها وداعب شعرها قليلا , أنزل يده بعد لحظات الى كتفها , فأحست برعشة قوية تهز جسمها وتملأه حرارة , ثم أوقف العربة , وقال:
" ها قد وصلنا الى المكان الذي نقصده , يا جيني , أنظري الى وعولك".
كانت غارقة تماما في أحاديثها وأحاسيسها , لدرجة أنها لم تشعر ألا بوجود الرجل الجالس قربها , نظرت حولها بسرعة , فشاهدت عربتين ومجموعة من الخيول قرب مبنى صغير وأسطبل كبير بجانبه
قال لها موضحا:
" تهتم عائلة جايسون منذ زمن بعيد بتأمين رحلات بعربات الثلج نحو تلك المنطقة التي تتجمع فيها الأيائل".
منتديات ليلاس
خرج رجل في تلك اللحظة من المبنى الصغير , ورحب بهما بحرارة , أبتسم لوغان ,وقال له:
" مرحبا , يا فرانك, أريد أن آخذ الآنسة غلين لألقاء نظرة عن كثب على القطيع".
" حسنا, حسنا , ولكن لا تقتربا كثيرا , لأن الوعول قد تتضايق من وجود عربة جديدة".
" شكرا , سوف نتوخى الحذر , الى اللقاء".



اماريج 10-01-11 10:16 PM

أقتربا من مكان التجمع , فتمكنت جنيفر من مشاهدة الحيوانات بصورة واضحة , كان البعض مستلقيا على الأرض , والبعض الآخر يراقبهما ... فيما كان قسم كبير ينظر الى نواح أخرى , غير مهتم بما يجري في الجوار , أخذت تتأمل هذه المجموعة الكبيرة من الحيوانات الضخمة بأعجاب ودهشة.

" تختلف التسمية بيننا وبين الأوروبيين بالنسبة الى هذه الوعول , ألا أن الأشكال والأحجام هي أياها تقريبا , يصل أرتفاع الذكور من هذه الحيوانات حتى مئة وستين سنتم الى الكتفين فقط , وقد يصل الوزن الى خمسمئة كيلو , أما الأناث فهن أقل حجما ووزنا , أنظري الى هذه القرون الصغيرة والمسننة ... أنها لذكر في عامه الأول أو الثاني , أما القرون الكبيرة التي تضم خمسة أو ستة فروع متشعبة , فهي للذكور الأكبر سنا".
لماذا لا يمكنها أن تركز أهتمامها فقط على هذه الوعول؟ لماذا تشعر بوجوده الى هذه الدرجة ,كيف يمكنها أن تزيل هذه الأحاسيس من أفكارها وقلبها؟
"من أين تأتي جميع هذه الأيائل؟".
" يأتي معظمها من بلوستون في الشمال , وتبدأ الهجرة الى هذا الملجأ ألآمن والأقل برودة , مع بداية فصل الشتاء".
" هل كانت دائما الى هنا؟".
منتديات ليلاس
" لا, كانت تختار أمكنة أبعد جنوبا ... الى السهول المحيطة بمنطقة روك سبرينغ , عندما بدأت عملية أنشاء المزارع في الثمانينات من القرن الماضي , وجدت هذه الحيوانات البرية صعوبة في أيجاد ما تأكله ... وكادت تموت كلها جوعا , ويقال أنه كان بأمكان الأنسان , في أحد فصول الربيع , أن يسير كيلومترات عديدة على جثث الوعول التي نفقت , وكان على هذه الحيوانات أيضا أن تواجه بعض الصيادين الذين كانوا يصطادونها لأجل أضراسها فقط, لأنها كانت ذات قيمة مرتفعة جدا , وأخيرا, حرّم هذا النوع من الصيد,..... وأصدرت الحكومة قانونا عام 1913 أقامت بموجبه هذه الملاجيء الآمنة للأيائل".
سمعت جنيفر فجأة أصواتا


اماريج 10-01-11 10:18 PM


قوية مزعجة تأتي من ناحية التلال القريبة , ثم سمعت بعد لحظات أصوات تألم وعذاب , نظرت اليه مستفسرة , فقال لها:
" أنها الذئاب ! تنظف البرية من جثث الحيوانات التي نفقت!".
" ألا تهاجم القطعان ؟".
"ليست بحاجة لذلك, فهناك أعداد كبيرة من الوعول الجريحة أو المريضة التي تحاول الوصول الى هنا بعد موسم الصيد, يتمكن بعضها من الوصول ,ولكن البعض الآخر يكون ضعيفا جدا ولا يتمكن من ذلك , وهناك أيضا الحيوانات التي تنفق على الطريق, بسبب تقدمها في السن, أنها أفضل منطقة بالنسبة الى الوحوش الضارية والطيور الكاسرة".
أرتعش جسمها
وقالت بأنزعاج واضح :
" أنه أمر مرعب ومثير للأشمئزاز!".
منتديات ليلاس
" أنها سنة الطبيعة , وسبب التوازن الحاصل فيها".
ثم أبتسم لها متعاطفا , ووضع ذراعه حولها قائلا:
" أنظري الى تلك التلة, والى غابة الصنوبر , هناك تتجمع الذئاب".
أرتجفت ... ولكن ليس بسبب الذئاب ,نظرت في الأتجاه الذي أشار اليه, وهي تعلم أنه سيلاحظ أرتعاش جسمها....
" هل تشعرين بالبرد , يا جيني؟".
قفز قلبها من مكانه , بسبب سؤاله هذا وزيادة ألتصاقه بها , توترت أعصابها كثيرا , عندما ضمها اليه وراح يفرك كفيها بسرعة ... ولكن برقة ونعومة , قال لها بهدوء:
" يجب أن نعود الآن الى البيت ,ونضعك أمام نار تعيد الدفء الى جسمك".
تحركت العربة بأتجاه منزل شقيقتها , وعاد لوغان الى الأحاديث العادية عن الظباء والوعول , ثم حدثها عن الحيوانات الأخرى والطيور المائية والأسماك , مضيفا أنه سيأتي بها مرة ثانية لمشاهدة أجزاء أخرى من هذه المنطقة , هزت رأسها موافقة. مع أنها كانت متأكدة الى حد كبير من أنها لن تعرّض نفسها مرة أخرى لمثل هذه الرحلات الخاصة....معه هو بالذات, أنه جذاب الى درجة مذهلة , ولا يمكنها أن تشعر بالسكينة والراحة عندما يكون قربها.
كانا صامتين تماما عندما مرت العربة أمام المبنى الصغير , وأكتفى لوغان برفع يده ملوحا ومودعا للرجل الذي يدعى فرانك, لم تكن جنيفر تسمع شيئا في تلك الفترة الهادئة من أيام الشتاء , سوى أصوات الأجراس المعلقة في عنق الحصان , تصورت نفسها مستندة الى جانب لوغان وهو يضمها الى صدره وقلبه , تخيلت أن ذلك عائد للجو الرومنطيقي , وليس لأي رغبة عاطفية أو روحية من جانبها .... رفع يده فجأة ووضعها على عنقها
ثم راح يداعبها بحنان قائلا:
"يمكنك أن تضعي رأسك على كتفي , أذا كنت راغبة في ذلك".
نظرت اليه بعينين تقدحان شررا وأزدراء , هل علم اللعين بما كانت تفكر به قبل لحظات؟

أبتعدت عنه قدر الأمكان , وقالت له بلهجة حازمة:
" لست بحاجة لذلك أبدا , شكرا!".
" أين المشكلة؟ هل أنت خائفة من أنني سأجرح الطهارة والفضيلة في نفسك؟".
" أبدا! كنت أؤكد لك فقط أنني مرتاحة تماما وأشعر بالدفء بما فيه الكفاية , بدون الحاجة الى......الى......".
حرمتها أبتسامة الدهاء في وجهه من الأحتفاظ ببرودتها , فأكمل لها جملتها:
" الكلمة المطلوبة هي الكتف".
" أعرف".
قالتها بعنفوان وتحد, مع أنها شعرت بأنه يدرك تماما مدى تأثيره على أحاسيسها ومشاعرها , ظلت صامتة طوال بقية الطريق, أوقف العربة أمام بيت شيلا ,وقال:
" ها قد عدت, يا جيني غلين , سالمة وآمنة".

نزل من العربة ووضع يديه بقوة حول خصرها , ثم رفعها من مكانها بهدوء وأنزلها الى الأرض, نظرت اليه بغضب شديد , عندما شاهدت أبتسامته المرحة والساخرة , وظل يركز نظراته على فمها , حبست أنفاسها بتوتر مرعب ,وهي مذعورة من أحتمال أقترابه منها... تذكرت مدى ضعفها وتجاوبها في المرة السابقة , وكيف أحست بمشاعر عميقة ,حاولت أخفاء أرتباكها , فقالت له بسرعة:
" أمضيت وقتا ممتعا للغاية , يا لوغان , شكرا".
ضحك لوغان ورفع نظراته عن فمها لتشمل كافة أنحاء وجهها ,وقال:
"بقدر ما تسمحين لنفسك, يمكنك أن تتمتعي بوقتك".
أبتعدت عنه بمجرد أن رفع يديه عنها , مخافة أن يغير رأيه , ثم قالت:
" لا يضر المرء أبدا أن يكون حريصا ويتوخى الحذر".
" أجبري شيلا بأنني سأكون خارج جاكسون لمدة يوم أو يومين, كما أنني سأمضي بعد ذلك يومين أو ثلاثة في المزرعة , أن لم تكن بحاجة الي! خلال هذه الفترة القصيرة , فسوف أحضر وأمي ليلة الميلاد حوالي السابعة".
منتديات ليلاس
سألته بأستغراب واضح حمله على العبوس:
" ليلة الميلاد ؟ لماذا تريد الحضور ليلة الميلاد؟".
" أننا نحضر دائما لمدة ساعة تقريبا, أنه تقليد قديم العهد في عائلتنا , منذ كنت وأريك في المدرسة الأعدادية".
أذهلتها نظرات الأشمئزاز والأزدراء في عينيه , أعتادت رؤيته جذابا ساحرا , لدرجة أنها كادت تنسى مدى قساوته وتسلطه عندما يكون غاضبا
أجابته بصوت خافت يوحي بالأعتذار:
" لم أكن أعرف ذلك".
ثم أضافت بهدوء ,ولكن بكبرياء:
" أننا نتطلع قدما لرؤيتكما ليلة الميلاد".
أبتسم لها بتأدب وقال:
" الى اللقاء أذن".



اماريج 10-01-11 10:20 PM

أبلغت جنيفر أختها رسالة لوغان , فأكدت لها شيلا أن تلك الزيارة القصيرة هي فعلا تقليد تتعبه عائلة تايلور منذ زمن بعيد , ثم قالت:
"نقدم لهما , أنا والأولاد , كل عام هدية متواضعة , يمكننا أن نضيف أسمك الى البطاقة هذا العام , أذا كنت راغبة في ذلك".
ترددت جنيفر قليلا , فيما كانت تجول في خاطرها أفكار شيطانية تدل على التمرد والأستقلالية
قالت لأختها بهدوء:
" لا... أعتقد أنني سأختار بنفسي هدية لوغان".

" أضمن هدية لأمه ماندي هي أحدث القصص الناجحة".
شكرتها جنيفر على أطلاعها مسبقا عما تحبه والدته , فيما كانت تخطط بصمت ودهاء لهدية لوغان , ذهبت بعد ثلاث أيام الى أحدى مكتبات البلدة , فلم تجد أي صعوبة في أختيار هدية الأم , كان الموظفون ينزلون لتوهم أحدث مجموعة من روائع القصص , فأختارت أفضلها... بالأضافة الى علبة جلدية صغيرة تتسع لأربعة كتب مماثلة , أنتهت من مهمتها السهلة هذه , وراحت تبحث عن هدية لوغان , وجدتها أخيرا , فأبتاعتها وهي تكاد تنفجر ضحكا.... فيما كان الموظف ينظر اليها بدهشة وأستغراب , تطلعت الى ساعتها , فلاحظت أن أختها لن تمر لأخذها الى البيت قبل ساعة أو أكثر , قررت أن تشرب فنجان من القهوة , وأختارت المقهى الذي أخذها اليه لوغان , أقنعت نفسها بأن سبب أختيارها لهذا المكان بالذات, هو مجرد قربه منها.
منتديات ليلاس
" هل تسمحين لي بأن أشاركك هذه الطاولة , يا جيني؟".
لم يكن في ذلك المقهى أي مكان شاغر , الا الذي قربها , وبما أن الشخص الذي وجه اليها هذا السؤال بتهذيب ورصانة لم يكن ألا ديرك هاملتون , فقد أبتسمت له وقالت:
" تفضل , أهلا وسهلا".
أبتسم بتأدب وأمتنان قبل أن يجلس قبالتها ,لم تتضايق عندما أستخدم اسم جيني معها , أما لوغان... أوه لوغان! تشعر في كل مرة يناديها على هذا النحو , بأنه يستحدم كلمة حبيبتي عوضا عن جيني.
" أرجو ألا أكون قد أزعجتك بمخاطبتك بأسم مصغر , جيني أسم جميل ورقيق , في حين أن جنيفر أسم يدل على عنجهية وتصنّع بعيدين كل البعد عن نفسيتك وشخصيتك المحببتين".
" سأعتبر كلامك هذا أطراء لي , شكرا , أنه أمر مستغرب جدا أن أحدا لم يكن يناديني هكذا قبل وصولي الى جاكسون , كنت أشعر في البداية بأشمئزاز كبير لدى سماعي هذه التسمية".
"لاحظت أن لوغان يطلق عليك أسم جيني , هل كنت تشمئزين من الأسم نفسه أم من الشخص الذي يستخدمه؟".
" أعتقد أنني سأتجاهل سؤالك كليا , لأن الرجل يقوم بدور ناشط وحيوي في حياة أختي".
" ألاحظ من كلامك هذا أنك لا توافقين كثيرا على تصرفات السد تايلور , ألا تؤثر فيك جاذبيته الساحرة؟".

"لنقل أنها لا تهمني , أما شيلا , فهي موضوع آخر".
تنهد ديرك بمزيج من الأستغراب والحنق ,وقال:
" شيلا! تعميها الضمانة التي يوفرها لها...الضمانة المادية ".
" يضطر الأنسان عادة, عندما يكون مسؤولا عن ثلاثة أولاد بمفرده, الى أخذ الجانب المالي في حياته بعين الأعتبار".
" ومن النادر طبعا أن يتمكن الفنان من تأمين أي مساعدة تذكر في هذا المجال!عندما بدأت حياتي الفنية , أضطررت لبيع لوحاتي الى أي كان.... لأعيش , أنا الآن في الخامسة والثلاثين من مري , يا جيني , وقد أنتهيت حاليا من فترة الكفاح والعذاب , أصبح دخلي جيدا بسبب المعارض والعمولات التي أتقضاها , وها أنا الآن أعيش مرتاحا مطمئن البال".
بدت عليه العصبية وأحمر وجهه غضبا , وكأنه يحتج على أمر هام , لم تعلق جنيفر على كلامه
فقال بشيء من الحزن والأسى:
"المؤسف أن أختك حطّت كثيرا من قدري وعاملتني ككلب صغير يركض وراء ذيله في حلقات مفرغة , أنا لا أريد رسم أي لوحات هنا... أنه مجرد عذر لأراها , أتصور أنها لا تحدثك عني!".
منتديات ليلاس
هزت رأسها سلبا , فمضى الى القول:
" أحببتها في الصيف الماضي , وخيل ألي أنها أحبتني... أعني ذلك النوع من الحب الذي لا يطالب الأنسان بأكثر مما هو , ولكنها بدأت فجأة تقترح عليّ أيجاد وظيفة تؤمن لي دخلا متواصلا ... وأن أرسم في أوقات فراغي ,كانت خائفة من المستقبل المالي للفنان في بداية الطريق, أرادت أن تتأكد من وجود مبلغ معين يأتي كل أسبوع دون الأضطرار لأنتظار شخص يبتاع هذه اللوحة أو تلك , تجادلنا كثيرا , لم يهمها أبدا أن الفن هو حياتي وحاضري ومستقبلي , تركتها وأنا أقول لنفسي أنني محظوظ لأنني تخلصت منها ومن عالمها المادي , حاولت أقناع قلبي وعاطفتي بأن وجودها مع لوغان أفضل لها بكثير , وبأنني سأنساها ... ولو بصورة تدريجية!".

" ولكنك لم تقتنع على ما يبدو ".
" لا, لم أقتنع , شعرت بأن من واجبي القيام بمحاولة أخيرة , لم أتمكن حتى الآن من مقابلتها أو رؤيتها , رباه! لماذا أزعجك بمثل هذه المصائب والآلام !".
" أذني متعاطفة جدا , ولا ترفض الأستماع الى أحزان الآخرين , ثم....من أفضل من أخت الضحية كشريك في المؤامرة!".



اماريج 11-01-11 12:11 AM

لمعت عيناه ببريق الأمل
ولكنه تنهد وقال:
" لا, لا يمكنني أن أطلب منك أي مساعدة في هذا المجال , لا أريد أن أضعك في موقف عدم الأخلاص بالنسبة الى أفراد عائلتك".
" كيف سأفعل ذلك؟ تأكد جيدا , يا ديرك , أن فكرة زواج شيلا من لوغان تخيفني وتعذبني , أذا قمت بأي محاولة للجمع بينكما , فأنني أعتبر ذلك خدمة كبيرة لها ولأولادها".
" بدو أنك قررت القيام بمهمة مستحيلة , لأن شيلا سترفض مقابلتي لأي سبب".
"لا يمكنها بالتأكيد أن تمنعني من أحضار أصدقائي , ألا أذا طردتني من بيتها... وهذا أمر أشك فيه كثيرا , وأذا صدف أنها كانت في البيت لدى حضورك , فعندئذ......".
منتديات ليلاس
لم تنه جملتها ,ولكن أبتسامتها الشيطانية كانت كافية لأعطاء المعنى الكامل.
" أنت ساحرة صغيرة تعرف كيف تقنع الناس".
سمعت فجأة صوت فتاة صغيرة:
" وجدتها يا أمي , أنها هنا".
" سيندي! لم أتوقع أن أراك هنا!".
رحبت جنيفر بالشاب الصغير , الذي كان يمسك كعادته بيد أخيه ريتشارد :
" مرحبا , يا سيندي".
ألتفتت الصغيرة الى الرجل بذهول , ثم غمرت وجهها أبتسامة سرور عريضة وألقت بنفسها عليه , قالت له بصوت مرتعش:
" أوه, ديرك , لم نرك منذ سنة , أفتقدتك كثيرا , وخصوصا لأن أمي قالت لنا أنك لن تعود أبدا".
" تصورت أنني علمتك أن تقولي حرف السين بشكل صحيح , هيا لنسمع جميعا حرف السين".
" سين... سين... س... سا! لم يعد يهمني كثيرا كيف ألفظ هذا الحرف أو ذاك , بعد ذهابك".
لم يعلق ديرك بشيء على كلماتها الرقيقة المؤثرة ,لأنه شاهد شيلا , لم تتغير ملامح وجهه أو نبرات صوته
عندما قال لها بهدوء تام:
" مرحبا , يا شيلا ,كيف حالك؟".
نظرت الى أختها بأرتباك واضح , قبل أن تتمتم قائلة أنها بخير , تطلع ديرك نحو أريك وسأله بحنان:
" وكيف حال رجلي الصغير؟".
" أنا لست رجلك الصغير ؟".
أستغربت سيندي تصرف أريك, ولكنها تجاهلت هذا الأمر وسألت أمها:
" ألست مسرورة يا أمي , بعودة ديرك؟".
لم تجبها شيلا على الفور, فأستدارت ثانية نحوه وقالت بلثغتها التي تخلت عنها لمدة دقيقتين:
" يجب أن ترى داين وتسمعه, أنه كبير جدا وقوي , أشترينا له هدية جميلة سيفرح بها كثيرا!".
" هذا يكفي, يا سيندي , أنا متأكدة من أن السيد هاملتون ليس مهتما كثيرا بهذا الموضوع".

"بلى , يا أمي , ألست مهتما, يا ديرك؟".
" طبعا يا عزيزتي".
" ألم أقل لك يا أمي؟ أوه , يجب أن ترى هديتي لأريك , سوف نفتح هدايانا ليلة العيد , أوه , كم أتمنى أن تكون معنا!".
تدخلت جنيفر على الفور, لأن الفرصة سنحت لها,وقالت:
"يا للصدفة , يا سيندي! كنت أسأل ديرك قبل قليل عما سيفعله في سهرة الميلاد, فأجابني بأنه لا يعرف ماذا سيفعل, كان سيمي السهرة وحده".
أحست بأنه من غير الأنصاف أستغلال طفلة لتحقيق أهدافها ,ولكنها شعرت بأنها مستعدة للقيام بأي شيء لتخليص أختها من قبضة لوغان , نظرت اليها شيلا بعصبية وخوف , فيما طالبته الطفلة بأن يسهر معهم , تطلع بجنيفر وقال لها أنه سيحضر ... أذا كانت متأكدة من أن حضوره ممكن.
" طبعا , أحضر في السابعة تماما , وأنت في أفضل ثيابك وأجملها".
أبتسم ووعدها بالحضور , ألتفتت نحو أختها وقالت:
" أتصور أننا مستعدون للعودة , أليس كذلك؟ ديرك! سأراك غدا أن شاء الله".
منتديات ليلاس
وقفت شيلا مع أبنيها صامتين , فيما كانت سيندي وجنيفر تتبادلان كلمات الوداع والتمنيات مع ديرك ,وعندما أصبحوا خارج المقهى
ألتفتت شيلا نحو أختها وكأنها تصرخ بها قائلة:
" كيف يمكنك أن تفعلي بي هكذا؟".
هزت جنيفر كتفيها غير مكترثة أو مبالية برد فعل شقيقتها , كانت مقتنعة بأنها تقوم بعمل جيد, وبأنها لم تدع ديرك ألا لصالح أختها , هذه هي الحقيقة وهي متأكدة من أن خطوتها هذه لم تكن بهدف أيجاد درع يحميها من أغراء لوغان وجاذبيته.
هل هي حقا متأكدة من ذلك؟ نعم... لا... أو ربما!

نهاية الفصل الخامس


اماريج 11-01-11 12:14 AM

6_تحبه..... حتى الجنون.

أخذت جنيفر أبن أختها الصغير الى سريره وأخبرته قصة قصيرة , فنام الصبي مرتاحا فنام الصبي مرتاحا مسرورا , ثم أخذت الفتاة الى غرفتها , بعد أن طلبت من أريك أن يذهب الى الغرفة التي يشاطره أياها شقيقه, وبعد ذلك, عادت الى غرفة الجلوس وأختارت أحد الكتب... بأنتظار عودة أختها من العمل.
لو قال لها أحد قبل أسبوع واحد أن مثل هذا الصمت سوف يخيم على الأختين المتعلقتين كثيرا ببعضهما , لكانت ضحكت بأستخفاف وأستهزاء ,توقعت أن تنفجر أختها غضبا بعد دعوتها ديرك الى سهرة الميلاد , وأن تفسح لها المجال بالتالي لتحاول أقناعها ,ولكن شيلا أكتشفت سلاحا أمضى وأدهى ... الصمت , كان صمتها ـهاما قاسيا وشديدا لأختها ... بالخيانة والتآمر , وعليه لم تجد جنيفر الجرأة الكافية لمفاتحتها بالأمر وأطلاعها على ما يجول في رأسها من أفكار وآراء.
تنهدت بأنزعاج ووضعت الكتاب جانبا , لأنها لم تكن قادرة على تركيز أنتباهها عليه , أغمضت عينيها وقررت أن ترتاح قليلا , ولكن الحركة المتواصلة تقريبا في غرفة الشقيقين الصغيرين أعادت تفكيرها الى موضوع شيلا وديرك , أنها تواجه خصمين عنيدين في محاولاتها للجمع بين أختها والفنان ..... شيلا وديرك , لماذا يرفضه أريك , بينما تقبله سيندي بكل محبة وسرور؟
منتديات ليلاس
قامت من مقعدها ومشت بخفة نحو الغرفة , لتعرف سبب الحركة , وقفت في الباب , فشاهدت عينين زرقاوين جميلتين تحدقان بها , سألته بصوت خافت , خوفا من أيقاظ أخيه:
" ألا تقدر أن تنام؟ هل من شيء يزعجك , يا أريك؟".
لم يجبها , فقالت له:
"أذا تحدث الأنسان أحيانا عن مشكلته مع شخص آخر , فأنه يكتشف أنها ليست صعبة أو معقدة كما يتصور".
جلس في سريره . , فيما أقتربت منه وجلست قربه ,شعرت بأنه يحلل جملتها بدقة وعناية , ويحاول أتخاذ قرار.
" يسرني جدا أن أستمع اليك , هيا , لا تتردد!".
نظر اليها بجدية بالغة , وسألها بهدوء ورصانة:
" هل يستمع الله عز وجل لصلوات الناس , بما في ذلك الأطفال الصغار مثلي؟".
" طبعا".
لاحظت التأثر الشديد الذي ظهر بوضوح على وجهه وفي عينيه , فسألته:
"وماذا كان موضوع صلاتك, يا أريك؟".
رفع رأسه نحوها ونظر اليها بعينين حزينتين تحملان بعض التحدي , وقال:
" صليت لكي يقرر لوغان وأمي أن يتزوجا ,ولكي يذهب ديرك الى غير رجعة".
تمكنت جنيفر بصعوبة من أخفاء دهشتها وأستغرابها , وقالت له بنعومة:
" ولكن ذلك ليس عادلا بالنسبة الى سيندي , أنها تحب ديرك كثيرا , وأنت تعرف ذلك".
أرتجف ذقنه وهو يحاول جاهدا حبس دموعه , ثم قال:
" أنها مجرد طفلة صغيرة , تحبه لسبب واحد فقط... لأنه أعطانا داين , كان كلبا صغيرا لم يرغبه أحد".
" هذا غير صحيح , فأختك وأخوك يحبانه كثيرا , وأعتقد أنك أنت أيضا تحبه".
" لا أعرف! أنه بشع وجبان ويقع دائما! أريد كلبا كالذي يضعه الخال لوغان في المزرعة , فهو كلب حراسة قدير وله أهمية قصوى , يقول الخال لوغان أنه لا يقدر أبدا على رعاية قطيعه الكبير لو لم يكن لديه راينجر!".
آه من لوغان ! أبتسمت بهدوء ,وقالت:
" كلبكم , يا أريك , هو من النوع القوي والشجاع الى أبعد درجة , هل تعرف أن السلطات المحلية في بعض الدول الأوروبية تستخدم أمثاله منذ سنوات عديدة لأنقاذ المصابين والمفقودين في المناطق الجبلية بالثلوج؟ يجب أن تعتز به كثيرا , وأن تفخر بأن لديكم كلبا مثل داين".
" أعتقد أنني أحب داين بعض الشيء! ولكن.... ولكنني لا أحب ديرك أبدا!".
منتديات ليلاس
سألته بشيء من الحدة:
" لماذا؟ لماذا؟".
" لأنه عندما كان هنا في المرة الأخيرة أحون أمي وأبكاها ,وأنا لا أريدها أن تبكي مرة أخرى!".
أنهى كلامه باكيا , فمدت ذراعيها نحو الطفل المعذب وضمته الى صدرها , كيف يمكنها أن تشرح لصبي في عمره أن أمه سوف تتعذب كثيرا مع لوغان .... وسوف تبكي وتبكي.
هدأ الصبي قليلا , فمسحت له وجنتيه وبدأت تشرح له:
" يبكي الناس لأسباب عديدة ومختلفة , يبكون لأنهم متألمون أو وحيدون أو معذبون , ويبكون أحيانا لأنهم سعداء وفرحون , يجب ألا تقسو على أسعادها , أليس هذا ما تريده لها؟ أن تكون سعيدة؟".
هز رأسه بهدوء , فيما كانت يداه تفركان عينيه , أبتسمت له ,وقالت:
" لماذا لا ننتظر أذن لنعرف ماذا سيحدث ! أتفقنا؟".
وضع رأسه على وسادته ,وقال:
" أتفقنا ,يا خالتي جيني".
" هل تعتقد أن بأمكانك أن تنام الآن؟".
" نعم ,وأشعر أيضا بأرتياح وأطمئنان ".
أبتسمت جنيفر وقالت:
" عظيم , أنني مسرورة جدا , تصبح على خير , نم بهناء وسعادة ".
قبلته على جبينه , فأبتسم لها وقال:
"تصبحين على خير ".



اماريج 11-01-11 12:16 AM

رن جرس الباب في تمام السابعة من مساء اليوم التالي , ففتحته جنيفر لتجد أمامها ديرك ومعه مجموعة كبيرة من الهدايا , أبتسم بارتياح وقال:
" كل عام وأنت بخير".
ردت عليه التمني بالمثل , وهي تأخذ منه بعض الهدايا , ثم نادت أبن أختها قائلة:
" أريك! هل يمكنك أن تأتي؟ هذه مجموعة أخرى من الهدايا يجب أن نضعها حول الشجرة ".
لحقت به أخته فورا ,حمل كل منهما بعض هدايا ديرك , ثم توجها بسرعة نحو الشجرة , ساعدته جنيفر على خلع معطفه , فقال لهابصوت مرتجف الى حد ما:
" كنت أتوقع طوال الوقت أن تتصلي بي بعد ظهر اليوم , وتطلبي مني عدم الحضور".
منتديات ليلاس
" أين شيلا؟".
" في المطبخ, صامتة جامدة كومياء".
سمعت طرقة خفيفة على الباب , فرفعت حاجبيها أستغرابا , قال لها ديرك:
" هذا لوغان , كان آتيا وأمه عندما طرقت الباب".
فتحت جنيفر الباب بتردد , وتبادلت الكلمات المعتادة مع لوغان... ومع والدته الجذابة الجميلة , ثم نادت أختها:
" شيلا! لوغان والسيدة تايلور هنا!".
ركض الأولاد الثلاثة نحوهما , وأخذوا منهما الهدايا التي كانت يحملانها , راحت جنيفر في تلك الثواني الوجيزة تتأمل السيدة الراقية , ذات الملامح البشوشة والنظرات الطيبة المهذبة.
وفجأة أحست بأن ديرك يتنفس بصعوبة ... فعلمت أن أختها أتت لأستقبال الضيوف , تطلعت جنيفر نحو لوغان لتعرف ما أذا كان ينظر بشغف الى أختها ,كما يفعل ديرك , فتبين لها أنه يحدق بها , أقتربت من ديرك , وكأنها تتحصن به أو تحتمي بوجوده , شعرت بأنها لا تكاد تسمع صوت لوغان عندما تولى التعريف بينهما ,ولكن صوت الأم أعادها الى الواقع
قالت لها:
" جيني غلين, يا له من أسم شاعري يناسبك تماما , أنا أعتبر شقيقتك كأبنتي تماما , وبما أن هذا الأمر يجعلك جزءا من العائلة , فأنني أصر على أن تناديني بأسمي الأول.... ماندي".

لم تتمكن جنيفر ألا من الأعجاب بهذه السيدة الكريمة , أنها جذابة وساحرة , مثل أبنها , ولكنها تبدو مخلصة وطيبة للغاية , أخذت معطفها الثمين ووضعته فوق معطف ديرك , بأنتظار تعليقهما , ثم سارت أمامهم نحو قاعة الأستقبال , أقترب أريك من لوغان وبدأ يحدثه همسا , شعرت جنيفر بأن أبن أختها يخطط لأمر ما , تطلعت ولوغان في وقت واحد تقريبا نحو المكان الذي أشار اليه أريك , فتبين لها أن الصبي خصم عنيد وذكي .
أقترب لوغان من شيلا قائلا:
" لديك أبن رومنطيقي يصر على تنفيذ تقاليد الأعياد بكاملها.... وأنا لا أقدر أبدا على رفض دعوة لتقبيل أمرأة جميلة".
لم تستغرق قبلته أكثر من لحظة ,ولكن جنيفر أحست بموجة عارمة من الغيرة لم تعرف لها مثيلا من قبل , صفق الجميع بأستثناء جنيفر , أدركت أن ملامح وجهها تعكس شعورهاالغاضب بصورة جلية , فأسرعت نحو الغرفة التي خصصت لأغراض الضيوف ,ووضعت المعطفين على السرير , أمسكت بالطاولة لئلا تقع ! يا للسخرية! كيف يمكنها أن تشعر بالغيرة ! لا, لا يمكن! أنها تحتقر الرجل وتكرهه! لا شك في أنه الغضب , وليس الغيرة! طبعا, أنه الغضب من تصرفاته وأساليبه! تمنت بصدق وأخلاص أن يكون الغضب سبب أنفعالها وأرتباكها.
" هل هذا هو المكان الذي تضعون فيه المعاطف".
أدارت وجهها نحو لوغان بسرعة , فيما ظلت يداها ممسكتين بالطاولة الموجودة أمامها , رأته يجول نظره عنها الى السرير , سيطرت على أعصابها قليلا ,وقالت:
" ليس لدينا مكان آخر أفضل منه".
منتديات ليلاس
خلع معطفه ورماه على السرير , ثم نظر اليها وسألها ببرودة :
" كان لدي أنطباع واضح قبل بضع دقائق بأنك أردت ضرب وجه أحد الموجودين , فهل كان وجهي أم وجه شيلا؟".
تنفست بصعوبة وردت عليه بحدة:
" أعتقد أنك مغرور الى أبعد الحدود".
" ربما ,ربما, لاحظت قبل قليل أنك ستخجلين كثيرا من مبادلتي قبلة ولو تقليدية أمام الناس الآخرين.... وأنك تفضلين مكانا منفردا ومنعزلا".
شهقت بغضب عارم
فلم يعرها أهتماما يذكر وأضاف قائلا:
" طردت الفكرة من رأسي , لأنني تصورت الخجل والحياء اللذين ستصابين بهما من جراء ذلك, هل تعرفين أن اللون الأخضر يبرز أحمرار شعرك؟".
شعرت بأنها ضعيفة أمامه ,وغير قادرة على مواجهة نظراته وتحمل كلماته
أدارت له وجهها وقالت:
" آسفة لأن شعري لا يعجبك".
قال لها بصوت خافت ناعم , يحمل الكثير من الأغراء:
" يعجبني كثيرا ".



اماريج 11-01-11 12:17 AM

ثم وضع يده فجأة على عنقها , وراح يداعبها قائلا:
" سمعت أن العنق هو موضع حساس لدى المرأة هل هذا صحيح؟".
شعرت بالنار تسري في عروقها , فأستدارت نحوه بعصبية وقالت بصوت منخفض تغلب عليه الحدة والعصبية.
" توقف! أرفع يديك عني!".
أجابها ببرودة مثيرة للأعصاب :
" أحس بتسارع نبضك , أيتها العزيزة".
حدقت طويلا بعينيه البنيتين الساخرتين , وهي خائفة مذعورة , كان يعلم تماما ماذا يفعل لها وكيف يؤثر بها , ومما زاد في غضبها وحنقها أنه قادر على مراقبة رد فعلها وأنزعاجها
قالت له بلهجة قاسية:
" أحتقرك, أحتقرك! أنك... تمثل كل ما أحتقره وأزدريه في الرجل, تريد من كل أمرأة تلتقيها أن تصبح غنيمة لغرورك!".
منتديات ليلاس
" كم يسليني أن أراك معتدة بنفسك وواثقة منها الى هذه الدرجة, مع أنك تشعرين بميل قوي نحوي".
صرخت به بأنقباض بالغ:
" أشعرك نحوك بميل قوي؟ يا للغرور الفارغ والتافه! الأشمئزاز هي الكلمة الصحيحة , يا سيد تايلور!".
ضحك لوغان وقال:
" ستكون علاقتنا كعاصفة هوجاء".
تركت الغرفة غاضبة , ولكن المسافة التي تفصلها عن غرفة الأستقبال ساعدتها على الحد من حنقها وأنفعالها , حملت سيندي وأجلستها على ركبتيها , متفادية بذلك نظرات لوغان المفعمة بالأستهزاء , أرتاحت أعصابها تماما بعد فترة قصيرة من الوقت , وبعد الأستماع الى عدد من أغنيات الميلاد الهادئة , سرها أيضا قيام حديث بين شيلا وديرك , وأنعدام روح العداء بينهما , تطلعت نحوها بأمتنان , فيما نظرت الى لوغان بأشمئزاز وأزدراء , كان يصغي بأنتباه بالغ الى السيد جفريز , والد زوج أختها , وسمعت سيندي تسال للمرة السادسة :
" ألم يحن الوقت بعد لنفتح هدايانا؟".
تدخلت السيدة تايلور على الفور , قائلة:
" أنا موافقة مع سيندي , حان الوقت لأنهاء فترة الأنتظار والترقب".

هجم الأولاد الثلاثة على شيلا , فضحكت وقالت:
" حسنا, حسنا ,أيها الجد الحبيب , هل تشرفنا بتولي مهمة توزيع الهدايا؟".
وزعت الهدايا على الجميع , وتحولت القاعة خلال لحظات الى قفير نحل , ضحكات سرور عالية , وأوراق ملونة تتطاير هنا وهناك , الصغير على الأرض والكبيران يقفزان بفرح وسرور ... وجنيفر تتردد في فتح هديتها من لوغان, حملت السيدة تايلور الكتاب الذي تلقته من جنيفر , وقالت لها بأرتياح بالغ:
" أوه,جيني , شكرا جزيلا! لا شك في أن أحدا أخبرك عن تعلقي الشديد بمثل هذه القصص".
هزت جنيفر رأسها حياء , ثم تحول أنتباهها فجأة الى أختها التي رفعت عقدا فضيا جميلا وصرخت بأعجاب:
" أنه رائع, يا لوغان".

نظر اليها بحنان ظاهر , وقال:
" يعتقد بعض الهنود أن كل شخص يضع مثل هذا العقد حول عنقه يتمتع بالسعادة والحظ الجيد , آمل في أن تكون هذه الهدية المتواضعة رمزا لجميع الأشياء التي أتمناها لك , يا شيلا".
تضايقت جنيفر من كلامه , فحولت نظراتها نحو أمه... آملة في تخفيف الآلام التي بدأت تعصف بصدرها , تلاقت النظرات بعد لحظات وجيزة , فأحست جنيفر بأن أبتسامة السيدة تايلور تحمل في طياتها أكثر من مجرد البهجة بالعيد وهداياه , أرتبكت فجأة وشعرت بأن الأحداث تتسارع حولها , بشكل يفوق مقدرتها على الأستيعاب والتفهم , تطلعت نحو ديرك , فشاهدته متجهم الوجه بعض الشيء ,ويحاول أخفاء أمتعاضه بمساعدة سيندي في جميع ألعابها , أحتل لوغان على الفور المقعد القريب من جنيفر , وهو يحمل هديتها له
أبتسم وقال:
" أتردد كثيرا في فتح هذه الهدية , بسبب حجمها الكبير ووزنها الثقيل ".

أختفت فجأة البهجة الخبيثة التي شعرت بها عندما أبتاعت هذه الهدية , وتمنت لو أن بأمكانها أنتزاعها من يده , لكنه لم يترك لها أي مجال على الأطلاق , أذ فتحها بسرعة وراح يتأملها بهدوء وبرودة , أين رد الفعل القوي الذي توقعته عند مشاهدته تلك الهدية؟ بدأت تشعر بالندم لأبتياعها , لأنها لم تحقق لها هدفها.
أنفجر ضاحكا بشكل قوي ومفاجىء , مما حمل الجميع على التطلع نحوه , أحمر وجهها حياء , وهو يرفع سلة الفاكهة ويقول:
" أنت وحدك , يا جيني غلين , يمكنك أن تفكري بهدية كهذه ".
ثم تطلع نحو أمه وشرح لها السبب , قائلا:
" أخبرت جيني مرة عن عادتي في تذوق جميع أنواع الفاكهة قبل أن أختيار النوع المناسب , وها هي هديتها الآن تجمع كل شيء.... من البرتقال حتى تفاح التجربة والأغراء".
منتديات ليلاس
ضحك الجميع بتردد وحذر , بأستثناء السيدة تايلور التي ضحكت من صميم قلبها , مرت لحظات خاطفة , ثم عاد الساهرون الى فتح هداياهم وتبادل الأحاديث المعتادة , فتحت جنيفر هديتها من ديرك , وشكرته على ذوقه السليم في أختيار ذلك النوع الممتاز من العطور , لم يبق معها من هداياها .... سوى العلبة التي تسلمتها من لوغان ,ترددت في فتحها أمامه , أنقذتها أختها في اللحظة المناسبة , أذ طلبت منه أن يساعدها في مسألة ما خارج القاعة .
نزعت جانبا من الورقة بسرعة , فظهرت بداخلها علبة مجوهرات سواد مستطيلة , فتحت العلبة بيدين مرتجفتين , وأضطرت لكتم شهقة أعجاب ... وسرور , شاهدت سلسلة ذهبية , وقلادة رائعة تضم مجموعة من الأحجار الكريمة النادرة , أوه! لا تعرف الكثير عن المجوهرات ,ولكنها شعرت بأنها هدية باهظة التكاليف , أغلقت العلبة وهي تقول لنفسها أن عليها أعادتها الى صاحبها.... على رغم أعجابها الفائق بمحتوياتها الجذابة.
" جيني , هل يمكنك أن تساعديني بتقديم الشراب؟".
أرغمت نفسها على الأبتسام لأختها , ووضعت هدية لوغان جانبا وأسرعت نحو المطبخ , وتجنبت النظر اليه حينما مرت قربه ولكنها سمعته يقول لها بعد لحظات :
" لا شك في أن شيلا تعد شرابا لذيذا للغاية ".



اماريج 11-01-11 12:18 AM

أبتسمت له بهدوء , فيما كانت تحاول التنفس بطريقة طبيعية , نظر الى عنقها , وقال لها بلهجة عادية للغاية:
" يبدو أن القلادة لم تعجبك!".
" بلى , فهي جميلة جدا , ولكن... ولكن لا يمكنني أن أقبلها منك".
غابت الأبتسامة عن وجهه تدريجيا , وهو يسألها بشيء من الأستغراب:
" لماذا؟ لماذا؟".
" لأنها غلية الثمن الى درجة كبيرة , ولا يصح أن أقبلها منك".
" لا يصح بالأحرى أن نتصرف كغريبين عن بعضنا , ألم نمض ليلة بكاملها معا في فراش واحد؟ لا يجوز أبدا بعد تلك الليلة أعتبار مجوهرات مزيفة هدية لا يمكن بولها!".
منتديات ليلاس
فتحت جنيفر فمها دهشة وأستغرابا , وقالت بصوت هامستقريبا:
" مجوهرات مزيفة؟ تصورت أنها حقيقية".
أبتسم بخبث , فشعرت بالأذلال لتصورها أنه أهداها جواهر حقيقية , قالت:
" في هذه الحالة , يمكنني قبولها بكل سرور".
" عظيم , ألم أقبل هديتك بالروح التي كنت تتوقعينها؟".
أحمرت وجنتاها لدى سماعها ذلك السؤال, ولكن الأصفرار عاد يسيطر على خديها عندما قال لها:
" أخبرتني شيلا بأنك أنت التي وجهت الدعوة الى ديرك".
" نعم , هذا صحيح".
" لم أدرك أنكما أصبحتما صديقين حميمين الى هذه الدرجة , خلال أقل من أسبوع واحد".
" لا أعرف أننا صديقان حميمان , كل ما أعلمه أننا نكن لأختي عاطفة قوية , أعتقد أن ديرك سيكون ممتازا كزوج ووالد".

" حقا؟ يبدو أنك أخذت الموضوع على عاتقك , وقررت لأختك أمر مستقبلها وسعادتها , آمل في ألا تحاولي أستخدام الأسلوب المباشر , لأنه لن ينجح مع شيلا , في أي حال , أنا موافق معك على نقطة واحدة , أتصور أن الوقت قد حان كي تتزوج مرة أخرى".
أحست أن بقية كلماته ظلت معلقة في الهواء , لو أنهى جملته , لقال لها أنه بالطبع يرشح نفسه .... عوضا عن ديرك , رفعت رأسها بعنجهية نحوه
وسألته بهدوء:
" هل ستحاول منعي من بذل مثل هذه المحاولات بالتعاون مع ديرك؟".
" لن أقف أبدا في وجه سعادة شيلا ,ولكن القرار عائد لها وليس لي أو... لك أنت, يا جيني غلين , سآخذ هذه الصينية والصحون , قبل أن يرسلوا وراءنا فرقة مطاردة".
خرج من المطبخ , وهي تحدق به حزينة يائسة , كانت متأكدة في تلك اللحظة , أكثر من أي وقت مضى , أن ديرك يحب أختها حبا عميقا , ولكن, هل من الممكن أن يكون حب لوغان لشيلا أقوى وأعظم من ذلك؟ ألم يقل أنه مستعد للتنحي جانبا , أذا كان يسعد أختها؟ عندما تخيلت صحة هذا اتحليل ... وشاهدت شيلا بين ذراعيه ! كاد يغمى عليها من شدة التأثر والعصبية!
منتديات ليلاس
لم تنتبه الى أن السبب الحقيقي لما تقوم به بالنسبة لشيلا وديرك, هو وقوعها بحب لوغان تايلور! حبها له أعمق بكثير من مجرد النزوات , كما قال لها هو بنفسه أكثر من مرة , لا , ليس ذلك صحيحا تماما! فغيرتها من أختها التي تحبها كثيرا , تهز عظامها وتشل عقلها وتفكيرها! وأكثر من ذلك أن لوغان يحب شيلا لدرجة مذهلة , تدفعه حتى الى تناسي ورغباته , هل يمكنها أن تكون بعيدة عن الأنانية مثل لوغان؟
ترقرقت الدموع في عينيها , فجففتهما بسرعة ,كانت متأكدة من أمر واحد على الأقل ... يجب ألا يعرف أحد أبدا حقيقة مشاعرها , وخاصة شيلا أو لوغان , بقيت تلك السهرة هي تجربتها الأولى في مجال أثبات الذات والأرادة , تنهدت بقوة وأرغمت نفسها على الأبتسام , ثم عادت الى قاعة الأستقبال , صممت على ألا تدع أحدا يعرف السر الذي يقلقها ويعذبها... ويطعنها في الصميم.

نهاية الفصل السادس


اماريج 11-01-11 12:20 AM

7- باردة ولا تعرفين الحب!

أمضت جنيفر الأيام الخمسة الأولى من فترة العيد بصورة عادية , ولكن اليوم السادس تحول الى مفاجأة .
شهدت العطلة تدفقا للنزلاء الذين أستغلوا أجازاتهم للتمتع برياضة التزلج , وبأسباب اللهو والتسلية التي يوفرها لهم الفندق , وكان لوغان حاضرا طوال الوقت لمساعدة شيلا في أدارة الدفة , أخذت جنيفر كافة الأحتياطات لتفادي الأقتراب منه بقدر الأمكان , مستعينة بديرك هاملتون لأقامة حاجز بوجه جاذبية لوغان وسحره , ولكنها لم تتمكن من تخفيف خفقان قلبها كلما وجه اليها نظراته المشبعة بالجمال والأغراء , ولم تقدر أيضا على كبت مشاعر الغيرة والحسد , كلما شاهدته مع أختها.
حاولت التظاهر بأنها مرحة ومسرورة ,ولكنها أحست بوهن تلك المحاولات اليائسة , كاد قناع الفرح المصطنع يهوي ويتحطم , عندما رأت ديدي هنتر... الشقراء اللعوب التي ألتقتها في المطار... تغازل لوغان وتمازحه , شعرت بالغيرة.... بالحسد المؤلم ... والأنقباض ... والتعاسة ....! آه , لو كان بأمكانها التطلع الى عينيه بالسهولة التي تراها في نظرات هذه الشقراء اللعينة ... وتشعر بدفء رجولته وشبابه موجها اليها... دون سواها !لا , لا يمكنها ذلك! لن تسمح لها كرامتها وعزة نفسها بالأرتماء أمامه على هذا الشكل! لن تقبل بالفتات ... ولن تسمح لعواطفها بمنافسة أختها, التي نالت أكثر من نصيبها من العذاب والآلام !
وصلت كوظفة الأستقبال التي ستحل محلها في فترة ما بعد الظهر , فأستعدت جنيفر للعودة الى البيت , أرتدت بسرعة معطفها الواقي من المطر , وهي تسمع بأنزعاج ضحكات ديدي هنتر , هرعت عبر القاعة الرئيسية كيلا تواجه لوغان , الذي سيكون بالتأكيد مع ديدي ,وقفت أمام الباب وهي تتأمل بذهول وجوه القادمين الجدد, توقف رجل طويل القامة أمامها
وقال بدهشة واضحة:
" جنيفر!".
حدقت بعينيه اللتين تنظران اليها بأستغراب بالغ, ولم تعرف ماذا تقول ,وضع يديه على كتفيها , وخاطبها بلهجة من لا يصدق عينيه قائلا:
" جنيفر! لا أصدق أنني أراك الآن أمامي!".
أستعادت أنفاسها تدريجيا ,وقالت له هامسة :
" برادلي! ماذا تفعل هنا؟".
منتديات ليلاس
ردد سؤالها ضاحكا , ثم ضغط على كتفيها وكأنه يحاول ضمها اليه
وأضاف قائلا:
" لن تعرفي مدى العذاب الذي لقيته وأنا أحاول أيجادك , أو الأستفسار عنك وعما أذا كنت على ما يرام , وها هو القدر يرسلك اليّ! يا لحظي العظيم!".
نظرت اليه بعينين تقدحان شررا , وهي تتذكر الذي عانته مع هذا الرجل و ثم قالت:
" كيف عرفت أنني هنا؟".
" لم أعرف! أردت الأبتعاد لبعض الوقت , أتخذت القرار في اللحظة الأخيرة , لم أجد غرفة شاغرة في فندق كولورادو فأتيت الى هنا".
ثم أبتسم ومضى الى القول بنبرته المعتادة:
"لا تنظري الي هكذا , يا جنيفر , أعلم أن الذي حدث أمر لا يمكن غفرانه".



اماريج 11-01-11 12:23 AM

أبتعدت عنه بعصبية بالغة , قائلة:
" لا أريد التحدث عن هذا الموضوع".
" أنت مخطئة , يجب أن نتحدث عنه ,وبكل صراحة".
أقترب منهمت لوغان في تلك اللحظة , فنظر الى برادلي بتأدب قبل أن يقول لجنيفر:
" عفوا , تسألك أختك أذا كان بالأمكان أحضار الأولاد من المدرسة , لأن لديها أعمالا كثيرة ستمنعها من ذلك".
" طبعا ,طبعا".

تطلع لوغان نحو برادلي ثم نحو جنيفر , متوقعا منها أن تعرفه على الرجل الآخر , لم تكن راغبة في ذلك أبدا
ولكن نظراته الحازمة أرغمتها على القول:
" برادلي , أعرفك بالسيد تايلور.......ز صاحب هذا الفندق".
" برادلي ستيفنسن , صديق من مينابوليس".
تصافح الرجلان بتهذيب , وأستهل لوغان الحديث بالقول:
" أننا مسرورون بوجود أحد أصدقاء جيني بيننا , هل لديك أجازة طويلة؟".
منتديات ليلاس
" ثلاثة أيم فقط؟ آمل برؤية جنيفر خلالها مرات عديدة , وبما أنك رب عملها الآن , فمن الواجب أن أنذرك مسبقا بأنني سأبذل قصارى جهدي لأقناعها بالعودة معي لأستعادة وظيفتها السابقة".
تطلعت جنيفر بخوف وذعر شديدين , فيما كان لوغان يسأل مستفسرا:
"وظيفتها السابقة؟".
" نعم , كانت جنيفر سكرتيرتي الخاصة , بالأضافة الى..... الى أمور أخرى ".
حدق لوغان بوجهها المحمر حياء وأنفعالا , ثم قال لبرادلي بغطرسته المعهودة:
" أنه أمر مؤسف حقا لأن جيني لم تبلغني مسبقا بموعد وصولك , كان بأمكاني أحلال موظفة أخرى طوال الأيام الثلاثة هذه ,ولكننا الآن في ذروة الموسم ,ولا يمكن بالتالي الأستغناء عنها دقيقة واحدة".
رد برادلي على التحدي الواضح في صوت لوغان بقوة شخصيته المعتادة , ونبرته الهادئة , قال:
" أعرف , أعرف ذلك".
ثم أمسك بذراع جنيفر وجذبها نحوه , قبل أن يقول بشيء من الأمتعاض:
" والآن أعذرنا , يا سيد تايلور!".
أنتظر لحظة حتى غاب عنهما لوغان ,وقال لجنيفر :
" لنذهب الآن الى مكان يمكننا التحدث فيه بحرية".

" لا .... لا يمكنني ذلك , علي أحضار الأولاد من المدرسة , كذلك فلن تعود شيلا الى البيت ألا في وقت متأخر جدا , مما يعني أنني مضطرة للبقاء معهم والأهتمام بهم".
" سأحضر أذن الى البيت".
أجابته بسرعة وبحدة:
" لا! لا!".
ثم أضافت بهدوء:
" لن يسمح لنا بوجود أولاد ثلاثة بالتحدث في أمور خاصة ".
" نلتقي غدا".
" سأكون في عملي طوال النهار".
" جنيفر , أريد أن أتحدث معك على أنفراد ,ولن أقبل بأي أعذار تبعدك عني خلال هذه الفترة الوجيزة , يجب على الأقل منحي فرصة للتفسير والأيضاح , أذا قررت بعد ذلك الأصرار على موقفك هذا, فأنني أعدك منذ الآن بأنني لن أزعجك أو حتى أحاول مقابلتك والتحدث اليك".
من كان سيظن قبل شهر من الآن بأنها ستتصرف معه بمثل هذا الجفاء وهذه البرودة ؟ تنهدت
وقالت:
" حسنا , ستقام غدا في الفندق حفلة رأس السنة الجديدة , ولكوني شقيقة شيلا , وموظفة في الفندق , فأنني مضطرة لحضورها , ولكنني متأكدة من أنه سيكون لنا بعض الوقت بعدها كي نتحدث ".
" لن تندمي على ذلك أبدا , يا جنيفر".
لم تؤثر بها أبتسامته الجذابة ولم تحرك عواطفها , كما كان يحدث سابقا , قالت له بتأدب:
" أعذرني الآن , يجب أن أذهب".
" الى اللقاء غدا , بأذن الله".
قبلها على جبينها بتردد وحنان , هزت رأسها , وتوجهت بسرعة نحو الخارج.
سألتها عاملة الهاتف:
" هل أنت ذاهبة الآن الى الغداء , يا جيني؟".
منتديات ليلاس
" نعم , سأعود خلال فترة قصيرة".
" متأكدة".
نظرت جنيفر بأستغراب الى زميلتها كارول , وسألتها عما تعني بذلك , ضحكت الشابة بصوت عال الى حد ما , وقالت:
" أذا ذهبت أنا لتناول طعام الغداء مع رجل وسيم وجذاب , فسوف أمضي ساعة أو أكثر مع المقبلات فقط!".
" عما تتحدثين يا كارول, وماذا تقصدين؟".
" جاء رجل ساحر صباح اليوم , وسألني عن موعد ذهابك الى الغداء , تصورت أنك ستتناولين معه الطعام , يا لك من شابة سعيدة الحظ! ويا له من رجل جذاب يسلب العقول!



اماريج 11-01-11 12:24 AM

لم يذكر برادلي أمامها شيئا عن الغداء , أبتسمت لزميلتها ,وقالت:
" الجاذبية الحقيقية هي في القلوب والعقول , لا تدعي الشكل الحسن يخدعك , يا كارول, في بعض الأحيان , تكون داخلية الأنسان فاسدة وقبيحة".
ضحكت كارول بأغراء ودلال , وقالت:
" لو كان لدي رجل كهذا , لفعلت أي شيء في الدنيا كي أرضيه وأسعده , أوه , أذكر الذئب......".
تطلعت جنيفر نحو المكان الذي أشارت اليه كارول , فشاهدت رمز الوسادة والجاذبية... برادلي.
" مرحبا , يا جنيفر , ما رأيك لو نتناول معا طعام الغداء قبل أن أذهب الى التزلج؟"
." برادلي , أنا..........".
منتديات ليلاس
تدخل لوغان بسرعة , قائلا:
" آسف , يا سيد ستيفنسن , جيني غير قادرة على ذلك".
" لم لا؟".
أجابه لوغان بلهجة حازمة:
" نتبع في هذا الفندق سياسة تمنع أختلاط الموظفين بالنزلاء بصورة علنية , أذا كان لا بد من وجودكما أنت والآنسة غلين معا , فمن الواجب أن يتو ذلك بعد أنتهاء عملها".
" أين تكمن المشكلة الكبرى أذا تناولت وأياها وجبة خفيفة؟ ألا يمكن أستثناء هذا اللقاء القصير ؟ وصلت أمس من مينابوليس, وسأعود اليها بعد غد!".
تطله بسخرية نحو جنيفر , التي كانت متضايقة الى أبعد الحدود , ثم أبتسم لبرادلي بأسف وقال:
" لا أدري كيف يمكنني مساعدتك , أنا متأكد من أن كل قضية تصبح خاصة وهامة في عين صاحبها".
مارس برادلي ضبط النفس , وسأله بهدوء مصطنع:
" وهل هذا هو قرارك الأخير؟".

" نعم , أعذرني الآن , فلدي أعمال هامة تتطلب أهتمامي الشخصي".
هز رأسه لكل من برادلي وجنيفر , وعاد الى المكاتب الخاصة التي تقع وراء مكتب الأستقبال , تبادلت جنيفر وزميلتها كارول النظرات الحائرة , ثم نظرت نحو برادلي مذهولة غاضبة , حدق بها بعينين تشتعلان حنقا ,وقال:
" لا شك في أنه أحد أكثر الأشخاص غرورا وغطرسة وتسلطا.....".
" صحيح ,ولكن هذا الأمر لا يغير التعليمات المتبعة في الفندق, في أي حال , وقتي لا يسمح لي ألا بتناول سندويشة صغيرة , سأراك الليلة , يا برادلي".
أجابها بصوت عال , قبل أن يخرج غاضبا من بهو الفندق:
" حسنا ,وآمل ألا أضطر لرؤية هذا الدخيل المتطفل مرة أخرى!".
همست كارول في أذنها , خوفا من أن يسمعها لوغان:
" ما هذا الهراء الذي سمعته قبل قليل؟ لم أعلم أبدا بوجود أعتراضات على تناول أحد الموظفين الطعام مع نزلاء الفندق , كل ما في الأمر أننا ندعوهم الى طاولة الموظفين".

" أعرف ذلك ,ولكنني أصبحت على ما يبدو الأستثناء الوحيد... من المؤكد أنني أريد معرفة السبب!".
" وهل ستسألينه؟".
" أذا.... أذا سنحت لي الفرصة , أما الآن , فسوف لأذهب لتناول طعامي بمفردي".
أقيمت الحفلة في أطار بعيد جدا عن الرسميات والمظاهر , أرتدى كل شخص ثيابه حسب مزاجه , فظهر البعض بثياب التزلج فيما أصر آخرون على أرتداء الملابس الرسمية بأناقتها , زينت جنيفر صدرها بالقلادة التي أهداها أياها لوغان, فكان لمعانها على فستانها الأبيض ساحرا وملفتا للنظر.
أحضر لها برادلي كوبا من العصير, فقبلته منه شاكرة , لم يبتعد عنها طوال السهرة ألا نادرا , مع أنه دأب على توجيه أبتساماته ونظراته الساحرة الى فتيات أصغر سنا وأكثر جاذبية , سنحت لهما فرصة متعددة للتسلل بعيدا عن أجواء الحفبة , ولكن جنيفر شعرت بالأمتنان لأنه لم يحاول أستغلال تلك الفرص , كانت بحاجة ماسة للمرح والضجيج , ولألهاء نفسها بما يدور حولها من بهجة وصخب , رأت لوغان يقف مع ديدي وجماعتها , كان يصغي بأنتباه لأحاديث الشقراء اللعينة , ولكنه بدا بعيدا عنها في أفكاره وأحاسيسه.
منتديات ليلاس
تألم قلبها كثيرا عندما شاهدت أختها تقترب منه وتمسك بذراعه ... وتصبح محور أهتمامه وأنتباهه , تحدثا لفترة وجيزة , ثم هزت شيلا رأسها دليل موافقتها على ما قاله لها, أزداد عذابها وتأثرها ,وهي تلاحظ تأمله جسم أختها الجميل , وضع برادلي يده بنعومة على كتفها وطلب منها أن تراقصه , وافقت بدون تردد , آملة في أن تتمكن من أغراق همومها وأفكارها مع تلك الموسيقى الحالمة , أغمضت عينيها وأسندت رأسها على صدره , لم تدرك أن أصابعها أطبقت بقوة على كتفيه , ألا عندما توقف فجأة عن الرقص , أبعدت رأسها عن مكانه المريح , لتحدق بذهول في وجه لوغان الساخر , أستغل التقليد المتبع في مثل هذه الحالات , الذي يسمح للرجل بأن يستأذن من آخر لمراقصته رفيقته حتى قبل أن تنتهي الرقصة , قال باسما:
" هل من أعتراض على حلول المدير الجديد محل المدير القديم , ولو لبعض الوقت؟".



اماريج 11-01-11 12:26 AM

قبل برادلي الطلب بكثير من الأتياء ,وأبتعد عن رفيقته التي وقفت مذهولة حائرة, توترت أعصابها وعضلات جسمها عندما طوق لوغان خصرها بذراعه, أبعدت نفسها عنه قدر الأمكان , ووضعت يدها على كتفه بدقة وروية , أرتبكت.... كادت تتعثر ... لم تعرف كيف تتبع خطواته البسيطة السهلة .... نظرت حولها لتتجنب التطلع اليه , أستاء على ما يبدو من تصرفاتها
فقال لها بحدة:
" أن لم تتمكني من أراحة أعصابك , فالأجدر بنا أن نجلس ".
شعرت بأحمرار وجنتيها وتسارع خفقان قلبها
ولكنها أرغمت نفسها على اجابته بحدة مماثلة:
" لم أحب أبدا في حاتي الرقصات التي يمليها علي الواجب".
منتديات ليلاس
ضغط بقوة على مرفقها , ثم أبعدها بسرعة الى أحدى الزوايا المظلمة تقريبا , وقال:
"أتساءل بكثير من الأستغراب عن الأمور التي.... تحبينها , يا جيني غلين!".
" وماذا عنك أنت وعن عقدتك النفسية بالنسبة الى الموظفين والنزلاء؟".
" تصورت أنك لا ترغبين في وجود الرجل , الذي قلت أنه تصرف معك بدون لياقة , يبدو أنك غفرت له جميع الأخطاء السابقة".
دهشت جنيفر لأنها لم تتوقع رؤية مثل هذه الملامح القاسية في وجه لوغان , قالت له بصوت ضعيف أنها سامحت برادلي على تصرفاته,ولكن...كيف يمكنها أن تطلع لوغان على السبب الحقيقي لذلك؟ سامحته فعلا , لأنها لم تعد تهتم به, لم يعد برادلي يهمها أطلاقا! أشعل لوغان سيكارة بعصبية بالغة
وقال:
" يا لشهامتك ونبل أخلاقك! هل يعني هذا أنك ستذهبين يوم الأحد؟".
" لا , لا يعني ذلك أبدا!".

" من المؤكد أنك ستصلين بالمصالحة الى أبعد الحدود , أليس كذلك؟".
" لم تتم بعد أي مصالحة , وحتى أذا تمت........".
توقفت جنيفر عن أتمام جملتها, وراحت تفكر بهذا الأحتمال الصعب, هل تجرؤ على خداع نفسها بأمكانية أعادة العلاقات مع برادلي الى وضعها السابق؟ هل ستمكنها هذه العلاقة من حماية قلبها وعواطفها ضد هجمات لوغان المتكررة ؟ هل يمكن لتلك الروابط أن تحصن أحاسيسها ومشاعرها؟ لا, ولكن..............
أدركت فجأة أنها غير مضطرة لأقفال الباب نهائيا في وجه برادلي... على الأقل أمام عيون الآخرين , هذه هي حجتها , أذا قررت يوما مغادرة جاكسون , تنهدت بصمت
ومضت الى القول :
"أذا تمت أي مصالحة , فلن أسافر على الفور , لا أريد الأنجراف وراء عواطفي ومشاعري , سأمنح نفسي وقتا كافيا للتفكير بالموضوع , أضافة الى ذلك , فأنا لا أنوي أن يسبب أبتعادي المفاجىء عن شيلا أي مشاكل لها ولأولادها".

" أعجب كثيرا كيف تتصرف شابة مثلك بهذه البرودة والواقعية أتجاه شعور قوي كالحب , ألست خائفة من القدر , ومن أحتمال أختطافه منك هذه الفرصة السانحة؟".
تأمل جسمها بدقة , فأحست بالدماء الحارة تصعد فجأة الى خديها , ثم سألها بشيء من التهكم:
" وماذا سيحدث لو أنه وجد فتاة أخرى ليست هادئة ومتعقلة مثلك؟".
" سأجازف بهذا الأمر , وأتحمل نتيجة قراري بكل روية وموضوعية".
" أنا متأكد من أنك لا تحبينه! لو كنت فعلا عاشقة , لما قررت أعطاء نفسك المزيد من الوقت للتمعن والتفكير , أنت باردة جدا ولا تعرفين حتى معنى كلمة حب!".
شعرت بأن قلبها توقف عن الخفقان والدماء تجمدت في عروقها , أمسك بذقنها ورفع رأسها نحوه , ثم قال لها بغضب وأحتقار:
" تمتعي بأنتصارك عليه وبحمله على الخنوع أمامك! ولكنك لن تتزوجيه!".
" يا لك من متطفل مغرور! أنا لست شيلا , يا لوغان تايلور! لن أسمح لك بتسيير مجرى حياتي كما تريد وتشتهي!".
كان الأنفعال الشديد باديا بوضوح على وجهها وفي عينيها , ولكن قلبها كان يقول لها أن لوغان هو كل شيء في حياتها.... والحياة بدونه مجرد وجود وأنتظار نهاية , نظر اليها بتحد
وقال بلهجة حازمة وباردة:
" لن تتزوجيه أبدا, يا جيني غلين!".
منتديات ليلاس
" ما أقوم به ليس من شأنك أطلاقا".
راقبته بعينين حزينتين وهو يقف قرب شيلا , ثم يطوق خصرها بذراعه ويأخذها الى حلبة الرقص , أبتسم لها بمودة , فشعرت بأنها وصلت الى أسفل السلم , سمعت ديرك يقول لها:
" طلبت منها ثلاث مرات أن تراقصني ,ولكنها رفضت طلبي ودعوتي كل مرة".
تبادلا نظرات الأنقباض والأسى بضع لحظات , ثم قال لها ديرك جملة أخرى عن التجنب الذي تواجهه به شيلا
تنهدت جنيفر وقالت:
" لا تطلب أو تسأل , بل أفرض نفسك! لماذا لا تذهب الآن وتستأذن من لوغان لكي يتخلى لك عن دوره , كما يفعل معظم الرجال في مثل هذه الحفلات؟ لا يمكن لشيلا في وضع كهذا ألا أن تقبل".

شاهدت لوغان ينحني للرجل الآخر بانزعاج لم يشعر به أحد غيرها , وتأملت بأرتياح نظرات السعادة والأمل في عيني ديرك , أستدارت بسرعة نحو الساهرين الآخرين , كي تتفادى لوغان وغضبه المحتمل , أصطدمت ببرادلي , فضمها بذراعه قائلا:
" جنيفر! لم تعد تفصلنا عن العام الجديد سوى لحظات وجيزة , ألا يمكننا أن ننهي سنة ونبدأ أخرى على أنفراد؟".
لما لا, فأعصابها لم تعد تتحمل ضحكات الموجودين والموسيقى الصاخبة والضجيج , لم تحتج عندما أخذها برادلي الى القاعة الصغيرة , التي لم يكن فيها أحد , أسندها الى الحائط ووضع يديه حولها كيلا تتمكن من التحرك
ثم تمتم قائلا:
" لا يمكنك تصور مدى رغبتي في الوجود معك على أنفراد طوال هذه الأمسية!".
منتديات ليلاس
" برادلي , أرجوك!".
" لا ألومك أبدا على أبتعادك عني , فما من عذر أبدا لما قمت به تلك الليلة.... أعرف ذلك, ولكن.... ألا يمكنك منحي فرصة واحدة على الأقل للتعويض عن ذلك التصرف الشنيع؟".
أبعدت وجهها عنه , فرفع يده عن خدها وقال:
" كنت مجنونا وعصبيا للغاية تلك الليلة , أعترف لك صراحة الآن بأنك لم تكوني آنذاك أكثر من مجرد شابة كبقية الشابات , أقنعت نفسي بوجود العشرات غيرك , ولكن طيفك بدأ يلاحقني كالحلم... كالكابوس , لم أتمكن من تفاديه أو تجنبه , مهما فعلت وأينما ذهبت , أرجعي معي , يا جنيفر".
" أنتهى كل شيء بيننا , يا برادلي , أنتهى الى الأبد".
" لا , يا جنيفر , لا يمكن , غضبت لأنك بريئة وطاهرة , أردتك حينئذ , ويشهد علي ربي أنني لا زلت أريدك .... وأريدك أكثر من أي وقت مضى".

" أنت لا تحبني يا برادلي , أغضبتك لأنني أثرت أحاسيسك , ولكنني لم أصل أبدا الى قلبك وعواطفك , كن مخلصا وصادقا مع نفسك , فلو لم تلتق بي صدفة هنا , لكنت نسيتني بعد شهر واحد من الآن".
ضمها اليه وقال لها بصوت هامس:
" لا , ليس ذلك صحيحا , سأثبت لك بالدليل القاطع أنك مخطئة".
عانقها بقوة وحنان , فظلت جامدة بلا حراك.... وظلت تشعر بالبرودة في قلبها , سمعت الآخرين بنشدون أغنية رأس السنة الجديدة , ويضحكون فرحين وبمرح وسرور , أغمضت عينيها بقوة , غير آبهة بأن برادلي لا يعني لها شيئا ... بم يعد يعني لها أي شيء , هل عليها أن تنساه تماما وتلغيه كليا من تفكيرها؟ ولمعت صورة لوغان في رأسها , فقررت على الفور ألا تتجاهل برادلي حتى النهاية.
فتحت عينيها بعد لحظات لتواجه بلوغان ينظر اليها .... بقساوة بالغة , ثم.... أستدار نحو القاعة بسرعة وتوجه اليها بعصبية وأنفعال.

نهاية الفصل السابع


اماريج 11-01-11 12:34 AM

8-العذاب والألم ...!

أدرك برادلي بعد سهرة أخرى مع سكرتيرته القديمة , أنها لم تعد أبدا مهتمة به.... فأستقل طائرة الى مينابوليس , عائدا بخفى حنين.
لم تخبر جنيفر أحدا بالطبع عما حدث , مع أن أختها كانت مصممة على معرفة كافة التفاصيل والنتائج , أكتفت بأبلاغ شيلا أنها تدرس العرض الذي قدمه لها برادلي , وأكتشفت أن الأمر سهل للغاية , فحضور برادلي من ذلك المكان البعيد لرؤيتها يدل على محبته لها وتعلقه بها , ليتصور الجميع أنه حضر خصيصا لمقابلتها وحاولة أقناعها بالعودة معه , فذلك يناسب أهدافها وخططها , كرامتها التي جرحت وتألمت كثيرا بسبب حبها الشديد والذي لا رجوع عنه للوغان تايلور , تتطلب التظاهر بوجود حبيب في بلدة بعيدة.
حاولت يائسة أن تستعيض عن هذا الحب الجارف بالكراهية والأشمئزاز , ولكنها لم تنجح ألا في أغضاب نفسها بين الحين والآخر , ذهبت موجات الحنق المتكررة هباء , لعدم وجود لوغان قربها , لم تتمكن من صب جام غضبها عليه , ليرد لها الكيل كيلين ... وتصبح لديها بالتالي حجة قوية لمحاولة كرهه وأحتقاره , بدا وكأنه يتجنبها بقدر ما كانت هي تتفاداه , لا , ليس هذا الكلام صحيحا , فهو مضطر للأبتعاد عن الفندق وتخصيص معظم وقته وأهتمامه للمزرعة .

أنتهى موسم التزلج , ولم يعد الفندق يشهد أي أزدحام يذكر الا يومي السبت والأحد , أصبحت كارول قادرة على الأهتمام وحدها بالمكالمات الهاتفية وتنظيم الرحلات القليلة , بالأضافة الى مهام الأستقبال , بدأت شيلا تمارس مهامها بصورة طبيعية , وتمكنت جنيفر بالتالي من تمضية معظم أيام الأسبوع في البيت ... لم تعد تحضر للمساعدة في الفندق ألا في نهاية الأسبوع , عندما يتكاثر عدد النزلاء وترتفع نسبة الحجز.
أما ديرك , الذي عقد العزم على الفوز بقلب شيلا مهما كلفه ذلك من عذاب وتضحية , فكان كمن ينطح ضحرة صماء , لم يحرز أي تقدم على الأطلاق , ولكنه لم يشعر باليأس , بالأستسلام والتراجع, زاده الرفض تعلقا بها , وأصرارا على الوصول الى قلبها ومشاعرها , وأدركت جنيفر أن ديرك هاملتون هو سبب بقائها في جاكسون , فرص نجاحه في محاولاته ضعيفة للغااية , أن لم تكن مفقودة تماما , أما أذا حدثت تلك المعجزة , فسوف يصبح لوغان متحررا من ألتزاماته مع شيلا , تمنت من صميم قلبها لو أنها قادرة بطريقة أو بأخرى , على مساعدة ديرك , تريد أن تضرب عصفورين بحجر واحد , ولكن أختها كانت مصممة على عدم السماح لديرك بالأقتراب منها أو الأتصال بها.
منتديات ليلاس
فقدت الأمل , فقررت الذهاب الى السوق للترويح عن نفسها , زارت عددا كبيرا من المحال التجارية , ولكن ذلك لم يساعدها على تحويل أفكارها عن هذا الموضوع المزعج , توجهت الى الفندق لتناول طعام الغداء مع أختها , فلعلها عندئذ تضطر للتحدث عن أمور أخرى , تنهدت بأنزعاج وهي تفتح الباب , ثم تظاهرت بالمرح والأنشراح قبل أن تحيي كارول وتسألها:
" هل تعتقدين أن شيلا منشغلة كثيرا في مثل هذا الوقت؟".
" لا أظن ذلك , أدخلي الى المكتب , فهي هناك".
هزت جنيفر رأسها ثم توجهت الى الجانب الذي يضم المكاتب الخاصة , دقت على الباب بهدوء ثم فتحته , وهي تتوقع رؤية أختها وراء طاولتها , لم تجد أحدا في ذلك المكتب , فأغلقت الباب وأستدارت نحو القعة لتعود أدراجها ,وفجأة , سمعت شيلا تقول في غرفة مجاورة:
" لماذا تصر على أدخال أسمه في كافة أحاديثنا؟".
" لأنك تبذلين جهودا مضنية لتجاهله وتجنبه ".
أوه , أنه لوغان , لم تعلم بعودته الى البلدة , ماذا يفعل هنا يا ترى , ولماذا يتحدثان عن ديرك؟وسمعت أختها تقول بلهجة حازمة:
" قلت لك أن ديرك هاملتون لا يعني لي أي شيء أطلاقا!".
" لماذا لا يمكنك أذن التحدث عنه بشكل منطقي . ودون أن تصابي بذعر وهلع ؟ أشعر أحيانا أنك تبالغين كثيرا في أنتقاده ومهاجمته".
" لا تكن سخيفا!".

" أنت السخيفة , يا عزيزتي , أريدك أن تتأكدي من مشاعرك تماما , يا شيلا , لا تحوليه الى شبح يلاحقك طوال حياتك ويجعلك تندمين لاحقا على تسرعك".
أجابته شيلا بصوت أحست جنيفر بأنه يحمل غصة وألما:
" ألا يمكنك تصديق كلامي بأنني غير مهتمة به أطلاقا؟".
" لا , لا يمكنني ذلك , عليك أثبات كلامك هذا بالدليل القاطع".
" وهل من شيء آخر يمكنني أضافته ... أو القيام به؟".
" يمكنك أولا التوقف عن محاولات تجنبه وتفاديه , لن تتأكدي من زوال عاطفتك نحوه بصورة نهائية وتامى , ما لم تفعلي ذلك".
" لا, لا يمكن , هذا مستحيل , مستحيل!".
" أفعلي ذلك لأجلي , يا شيلا".
" لوغان ,أنا... أنا...".

لم تعد جنيفر تسمع شيئا , فتأكد لها أن لوغان ضم أختها الى صدره , تسللت بهدوء وخفة , والألم الشديد يحز بنفسها ويعصر قلبها , كادت تبكي , ولكنها تمكنت أخيرا من أبلاغ كارول بأن شيلا غارقة في عملها ... وسوف تراها في وقت لاحق , خرجت من الفندق , فأنهمرت الدموع من عينيها ليس بسبب حظها السيء فقط , بل لأن لوغان يحاول أرغام المرأة التي يحبها على مقابلة حبيبها السابق ليتأكد من زوال الأشباح وذكريات الماضي... عندما تعود شيلا اليه.



اماريج 11-01-11 12:37 AM

" جيني ! جنيفر!".
شعرت بيد قوية تمسك بذراعها , فرفعت يدها بسرعة وجففت دموعها , سألها ديرك بأهتمام وحنان:
" ما بك؟ ماذ دهاك؟".
هزت كتفيها وأبعدت وجهها عنه , كيلا يكتشف المزيد من أحزانها , تنفست بقوة ثم رفعت رأسها باسمة ,وقالت:
" هذا هو ضعف الأنثى وسخافتها , تبكي أحيانا بدون أي سبب على الأطلاق".
منتديات ليلاس
" شاهدت مسحة الألم هذه أكثر من مرة في هاتين العينين الجميلتين , عندما كنت تظنين أن ما من أحد يراقبك أو يتأملك".
طوق كتفيها بذراعه وجذبها نحوه بحنان ظاهر , ثم مضى الى القول:
"هيا , يا صغيرتي , أخبري العم ديرك عن أسباب حزنك وتأثرك".
" ليس لدي أي شيء لأخبرك عنه".
" أوه! لا تحاولي أخفاء الحقيقة عني , فمن الواضح أنك تشعرين بالأنقباض الشديد منذ مغادرة صديقك الوسيم بلدة جاكسون , أليس كذلك؟".
" أتصور أنك على حق".
" كنت في طريقي الى مطعم الفندق , لأتناول وجبة خفيفة من الطعام , سأشعر بسعادة كبيرة لو قبلت دعوتي , وتناولت مغي طعام الغداء".
نظرت جنيفر بتردد نحو الفندق , لوغان هناك ,وسوف يراها مع ديرك , فعت رأسها بتحد, قائلة لنفسها أنها لن تسمح له بالتحكم في حياتها وتصرفاتها , ردت على ديرك بالموافقة , فأدخلها الفندق على عجل قبل أن تسنح لها الفرصة بتغيير رأيها , أستدعى النادلة وطلب أثنين من وجبات الطعام الجاهزة , ثم بدأ يحدثها عن أمور عادية لا علاقة لها أبدا بالأمور الحساسة أو المواضيع العاطفية , ضحكت بأرتياح ظاهر عندما أخبرها طرفة عن أحد المعارض الفنية , ولكن الضحك لم يدم طويلا , شاهدت لوغان ونظراته القاسية , فأرتبكت بعض الشيء , ولكنها عادت الى الحديث مع ديرك , أقترب منهما وتبادل معهما التحيات التقليدية المعهودة , رفض بتهذيب دعوة المجاملة التي وجهها اليه ديرك للأنضمام اليهما
ثم أبتسم وقال:
" أنها صدفة جميلة حقا أن أجدكما هنا في وقت واحد , كنت وشيلا نتحدث لتونا عن عدم تمكن جيني حتى الآن من مشاهدة جبال التيتون , أقترحت عليها أن نخصص يوما في الأسبوع المقبل , نذهب فيع أربعتنا الى تلك المنطقة الخلابة ".
لم يتردد ديرك في الموافقة على هذا الأقتراح , الذي سيمنحه فرصة ذهبية للأقتراب من شيلا والتحدث معها ,ولكن جنيفر ظلت تحدق صامتة في الطاولة أمامها ,وهي تفكر بسهولة أنصياع أختها لتوصيات لوغان وتعليماته.
" ما رأيك , يا جيني؟".
تمنت من صميم قلبها لو أنها قادرة على الأعتراض , أو حتى على الأحتجاج , فآخر شيء تريده في تلك الفترة العصيبة من حياتها ,هو أن تكون معه أو قربه , ولكنها شعرت بعدم قدرتها على الرفض , هزت رأسها دليل الموافقة , وكأنها خروف ينقاد الى الذبح
أبتسم لها بسخريته المعتادة ثم تظاهر بالجدية قائلا:
" سأتصل بمكتب مراقبة الأحوال الجوية لمعرفة اليوم الذي سيكون فيه الجو صافيا والشمس مشرقة , سأخبركم عن الموعد المحدد في وقت لاحق".

تأملها ديرك وهي تلاحق لوغان بنظراتها الزائغة , قال لها:
" لست مسرورة كثيرا بهذه الدعوة , على ما يبدو".
ماذا يمكنها أن تقول له؟ بستغلها لوغان بطريقة خبيثة مدروسة للفوز بأختها ! كيف تقدر على أطلاع ديرك هاملتون على السبب الحقيقي لدعوة لوغان؟ قارنت بين فرحته وتعاستها ... بين سروره وحزنها , وقررت ألا تخبره الحقيقة
قالت:
" أعتقد أن سبب ذلك يعود الى غطرسته وعنجهيته ,والى تأكده مسبقا من قبولنا وموافقتنا".
" وهذا فعلا ما قمنا به , أنا وأنت , هل فعلنا ذلك للأسباب ذاتها , يا ترى؟".
لم تجبه على هذا السؤال , لأنه سيكتشف كذبها , تنهدت بطريقة تحمل الكثير من المرارة والشفقة الذاتية , ثم قالت:
"أنا متأكدة من أننا سنمضي وقتا رائعا".
أستهل الأربعة رحلتهم حوالي العاشرة صباحا ,وكان الطقس بديعا , الشمس مشرقة , وخيوطها الذهبية تلمع ببهجة على ذلك الغطاء الرائع من الثلوج النقية البيضاء , ساروا بهدوء وصمت نحو أحد القمم , تبدل لوغان وجنيفر بضع كلمات عن المنطقة وتاريخها , فسنحت الفرصة لديرك أن يفعل الشيء نفسه مع شيلا, بدا وكأن ثمة هدنة غير معلنة تمت بين الأطراف المتحاربة , هل أثرت بهم نظمة الطبيعة وقدرة الخالق؟ أشار لوغان بيده الى مبنى صغير
وقال:
" ذاك هو الكوخ الذي تم فيه أتخاذ قرار بأعلان هذا الجزء من الجبل منطقة سياحية تحظى برعاية خاصة من الدولة والسلطات المحلية , يقع الى الشمال منه مباشرة كوخ بيل مينور الذي كان أول مستوطن يقيم قرب النهر , ظل يعمل هنا خمسة وعشرين عاما في نقل الناس وبضائعهم من ضفة الى أخرى , أخشى أننا لن نتمكن من مشاهدة الكثير , بسبب الثلوج التي أقفلت معظم الطرق , وعليه , فسوف نكتفي بما نراه على جانبي الطريق الرئيسية".
منتديات ليلاس
" لا بأس , فربما تمكننا من ذلك مرة أخرى".
ماذا قالت له؟ لا, لن تكون هناك مرة ثانية , ولن تظل في جاكسون فترة طويلة تسمح لها بمشاهدة الجبال وهي ترتدي ثيابا صيفية , قال لها بلهجة الواثق من نفسه والمتأكد مسبقا من النتيجة:
" نعم , يا جيني , سنقوم برحلة أخرى أن شاء الله".
لاحظت أنه ينظر اليها بنعومة ورقة , ولكن تلك النظرات لم تحمل أي معنى خاص , تمنت أن يقول لها شيئا آخر , ولكنه لم يفعل ذلك , ألتقى الأربعة مجددا قرب السيارة , فجلست شير قرب لوغان في حين خصص المقعد الخلفي لجنيفر وديرك.



اماريج 11-01-11 12:40 AM

زال التوتر الذي كان قائما ,وبدا لجنيفر أن بقية الرحلة ستكون ممتعة لا يشوبها أي حذر أو أنفعال , أشار لوغان الى غابة قريبة
وقال:
"أنها تسمى الذئب الأسود تيمنا بالغزلان ذات الأذنابالسوداء كانت تعيش فيها بأعداد هائلة , كان الثلاثة يتأملون الغابة وأشجارها , ولكن جنيفر ظلت تحدق طوال الوقت بالجبال الشاهقة وتفكر بما قالته قبل قليل عن أحتمال مرافقة لوغان في فترة لاحقة , أوقف لوغان السيارة الى جانب الطريق وأطفأ محركها , ثم دعا ضيوفه الى مشاهدة النهر من ذلك المكان المرتفع.
وقفت جنيفر قربه بصمت ,وهي تنتظر من شيلا وديرك الأنضمام اليهما ,ولكن لوغان أخذ بذراعها , وعبر وأياها الطريق ,تذكرت في تلك الحظة السبب الحقيقي للرحلة , فأرتبكت وأحست بالأنفعال الشديد , هل تماشيه بترك ديرك وأختها على أنفراد؟ أليس ممكنا أن يحتاج ديرك الى مساعدتها؟ طردت هذه الأفكار من رأسها بعصبية , وقررت ألا تفسد على نفسها هذه الرحلة الجميلة
وفجأة سمعت لوغان يقول لها بصوت هادىء :
" هذه هي جبال غراند تيتون بعظمتها وجبروتها".
منتديات ليلاس
كان المكان الذي أختاره لوغان للأشارة منه الى تلك الجبال الرائعة مناسبا جدا , لأنه يتيح للمراقب مشاهدة جميع القمم في وقت واحد.
" القمة الشامخة هناك هي التي تسمى القمة العظيمة , ويبلغ أرتفاعها عن سطح البحر أربعة آلاف وأربعمئة وستة أمتار , القمة امسطحة تسمى جبل موران , في حين يسمى النهر الذي نراه من هنا يشق طريقه كالحية الضخمة ستيك ريفر , نشأت الحية من هنا ..... من منطقة براري تيتون , وهي تمتد متعرجة عبر منطقة بلوستون , ثم تعود الى الغراند تيتون قبل أن تشق طريقها بعنف عبر وادي الجحيم في أيداهو ا , وتسمى الحية هناك عن جدارة ... النهر الذي لا عودة منه".
لاحقت عيناها بأعجاب الأشارات التي كان يرسمها بيده , فيما كان قلبها يخفق بقوة تأثرا بتلك المناظر الخلابة
سألها لوغان بصوت منخفض:
" هل تعجبك سويسرا الولايات المتحدة؟ أنا شخصيا أتصور أن ما من منطقة أخرى في االعالم تفوق الغراند تيتون ونهرها من حيث جمال الطبيعة , قد تكون هناك مناطق أخرى تماثلها جمالا وروعة , ولكن ليس ثمة منطقة تتفوق عليها في هذا المضمار".
منتديات ليلاس
هزت رأسها موافقة , وهي تنظر اليه بحياء... علها تعرف مدى أهتمامه برد فعلها الأيجابي , أبتسم لها بطريقته المعهودة , وسألها ممازحا:
" هل تعرفين أنه توجد عندنا هنا بحيرة صغيرة تحمل أسمك؟".
" تحمل أسمي؟".
" أسمها بحيرة جيني , أقتبس الرواد الأوائل هذا الأسم عن أمرأة هندية من قبيلة الشوشون".
" أخبرني المزيد عنها".
" كانت زوجة أحد أشهر الشخصيات في تاريخ الغراند تيتون , ريتشارد لي الذي يعرف أكثر بلقبه الشهير بيفر ديك ,ولد في منطقة قريبة من لندن , وأشترك في الحرب التي نشبت بين الولايات المتحدة والمسكيك في الأربعينات من القرن التاسع عشر , أتى في وقت لاحق لعيش في منطقة جبال روكي وعمل بضع سنوات من ذلك كدليل لفريق حكومي من العلماء والباحثين عبر وادي سنيك ريفر , أكتشفت البعثة أثناء الجولة بضع بحيرات صغيرة , فأطلق اسم عائلته على الأولى فيما أطلق أسم زوجته جيني على الثانية , كان ذلك تقديرا
" فسألته بشوق واضح :
" وماذا عن زوجته جيني؟".
" أحتجزت العائلة بكاملها ,في أحد فصول الشتاء الرهيبة , داخل كوخ صغير جدا, أصيبوا جميعا بداء الجدري , وكانت جيني الضحية الأولى , لم يكن ريتشارد مطلعا على مثل هذه الأمراض أو طرق معالجتها , فباءت جميع المحاولات التي بذلها بالفشل , ماتوا جميعا خلال فترة أربعة أيام , فيما ظل هو طريح الفراش لأكثر من شهر , ساعدته صحته الجيدة وقوته الجسدية الهائلة على تخطي الخطر , غادر المنطقة وتزوج مرة ثانية , أنجبت له زوجته الجديدة ثلاثة أولاد , ولكنه ظل مصرا حتى مماته على عدم زيارة هذا المكان".

بدا التأثر واضحا في عيني جنيفر وملامحها , ففتح لوغان الترموس الذي يحمله وسألها بهدوء:
" هل تريدين فنجانا من القهوة؟".
شكرته بصوت هامس تقريبا , وتطلعت نحو المكان الذي يقف فيه ديرك وشيلا , كان ديرك يشير بيده الى أحدى القمم المعينة , وكأنه يشرح لرفيقته موضوعا يتعلق بذلك الجبل , فنظرت ثانية الى لوغان, فلم تجد في وجهه وعينيه ما يشير الى الغيرة التي لا بد وـنه يشعر بها بسبب الأهتمام الجدي الذي تبديه شيلا بحديث ديرك ,قدم لها فنجان القهوة
وقال:
" أتصور أنهما يبحثان موضوعا فنيا , كلون أشجار الصنوبر في مثل هذا الضوء القوي الساطع".
" ربما , ربما".


اماريج 11-01-11 12:43 AM

هل قررت ماذا ستفعلين , يا جيني؟".
أرتعشت يدها لحظة وهي تسمع هذا السؤال , الذي حاول لوغان طرحه بأسلوب عادي وطبيعي, عرفت القصد من وراء سؤاله هذا , ولكنها أرادت بعض الوقت للتفكير بجواب مناسب.
سألته بهدوء مماثل:
" هل تعني بالنسبة لمينابوليس ؟".
" ولصديقك العزيز السيد ستيفنسن أيضا؟".
ضحكت بطريقة عصبية ,وقالت:
" ومن قال لك أنه صديقي العزيز؟".
" هذا هو أنطباعي عن العلاقة , ولكنه يبدو بالتأكيد أنك تأخذين وقتا طويلا جدا لتقرري قبول عرضه أو رفضه".
هزت جنيفر كتفيها وأرغمت نفسها على الأبتسام , قائلة:
" لا أعتقد أن الزواج كان ضمن الأمور التي عرضها علي".
منتديات ليلاس
" لا أشك في أنه عرض عليك أقامة علاقة غرامية معه , في حين أنك تصرين على خاتم الزواج قبل أي شيء آخر".
تطلعت جنيفر مجددا نحو ديرك وأختها , فلاحظت أنهما غارقان في حديث جدي ولا يشعران بوجودها ولوغان على بعد بضعة أمتار عنهما , قالت له:
" ربما أريد الأنتظار حتى أتأكد من أستقرار أختي عائليا قبل....".
لم تنه جملتها , فأقترب منها وكأنه يريد الهجوم عليها , نظر اليها بحدة وقال بعصبية لم يحاول أخفاء شدتها:
" هل تعنين أنك تفكرين جديا بالعودة الى ذلك الرجل بعد زواج شيلا؟".
لاحظت بألم بالغ وبقلب جريح أنه أستخدم كلمة زواج , وكأنه واثق تماما من حدوثه , رفعت رأسها نحوه بتحد ,وقالت:
" لا تشر بأصابع الأتهام الى أحد , يا لوغان تايلور , أنت آخر أنسان يحق له التحدث عن الرجال الذين يلاحقون النساء , وأنا بالذات أفضل دليل على هذا القول! ألم تحاول فرض نفسك علي بعد عشر دقائق فقط من تقبيلك أختي في سهرة رأس السنة؟".
وضع يديه على كتفيها وراح يهزها بعنف بالغ , قائلا:
" سأهزك حتى تقع أسنانك من فمك!".

وقع الفنجان من يدها , وهي تئن من الألم والحنق الشديدين , أفزعتها نظراته الغاضبة وملامحه القاسية , فحاولت الأبتعاد عنه , جذبها نحو صدره بوحشية , فيما تحولت نظراته العنيفة عن عينيها الى وجنتيها اللتين أحمرتا فجأة ... تسارعت ضربات قلبها بشكل جنوني ,ولكنها أستجمعت قواها وقالت له بصوت ضعيف مرتجف:
" هذا هو أكبر دليل على صحة كلامي".
" ربما, ولكنني عرفت بدوري أشياء جديدة .... يا جيني غلين, تأكد لي الآن انك لست محصنة تماما بالنسبة الي".
أبعدت وجهها عنه بسرعة , مخافة الكشف عن المزيد من مشاعرها وأحاسيسها أتجاهه , قالت له , متمتمة بلهجة غاضبة:
" دعني! أتركني لا أريدك أن تلمسني!".
أبتسم وسألها بخبثه المثير للأعصاب:
" هل أنت متأكدة من ذلك , يا جيني غلين؟".
" طبعا , أنت لست سوى زير نساء , وأنا أكرهك! لا يمكنك أن تخلص لأحد ألا لنفسك ولرغباتك الحيوانية المقززة!".
خافت من أن يؤدي أنفعالها العاطفي الى البكاء أمامه , فأستعادت أنفاسها بسرعة ومضت الى القول:
" عندما أفكر بالكيفية التي تؤثر فيها على شيلا , أشعر...".
أبعدها لوغان عنه بهدوء , وهو يقاطعها قائلا:
" أنت لا تعرفينني جيدا , يا جيني , ولا تعرفين أختك أيضا على حقيقتها , ولكنني متأكد من أنك ستغيرين رأيك .... عندما يحين الوقت لذلك".
" هذا ما تتصوره أنت!".
ضحك بأستهزاء , وهو يسمع نبرة الأستخفاف المصطنعة في صوتها , أحست بأنها كطفلة صغيرة قرب أحد الجبابرة , فصرخت به:
"لا.... لن أقبل أبدا بالرضوخ اليك والأنحناء أمامك , كما تفعل شيلا!".
سيمنعها الكبرياء عن أظهار حبها له أو البوح به , وذلك لصون كرامتها من الأذلال الذي سيصفعها به رده القاسي وتعليقه الجارح , ظهرت شعلة الغضب العنيف مؤقتا في عينيه
ثم حلت أبتسامة ذات طابع ومعنى خاصيين وقال:
" سوف تندمين كثيرا في أحد الأيام على أستخدام هذا اللسان السليط في أثارة غضبي , ولكنك ستستسلمين في نهاية الأمر , يا جيني غلين ,و.........".
توقف عن أتمام جملته , ثم أبتسم للشخصين القادمين وقال:
" أتصور أنكما ترغبان في تناول الطعام وشرب القهوة".
أبتسم ديرك بدوره وتطلع نح شيلا بحنان , قائلا:
" يا لها من فكرة عظيمة".
منتديات ليلاس
فتح لوغان أحد البابين الخلفيين ودعا جنيفر الى الدخول ... ثم تبعها بسرعة , بحيث أضطر ديرك للجلوس في مقعد السائق , وما أن أنتهى الجميع من تناول وجباتهم الخفيفة وشرب القهوة ,حتى رمى لوغان مفاتيح السيارة الى ديرك مقترحا عليه تولي قيادتها بقية الطريق.
ظلت جنيفر تشعر بالأنقباض طوال فترة بعد الظهر , على الرغم من المناظر الخلابة التي كانت تبهر الأنظار , ضايقتها نظراته الحالمة , وأزعجها أقترابه منها وملامسته كتفها أو ذراعها كلما أراد جذب أنتباهها الى أمر ما , تأكد لها أنه يستغلها لتحويل أهتمامها عن شيلا وديرك , ولكنها لم تتمكن من مجاراته في أسلوبه الساحر وتصرفاته الذكية , تحبه حبا جارفا , فكيف تقدر على السماح لعواطفها بالأنجراف وراء أحاديث تافهة كهذه؟ كيف يمكنها التجاوب مع ملاحظات غزلية عابرة.
أوقف ديرك السيارة أمام منزل شيلا , فشعرت جنيفر برغبة جامحة للقفز منها والأندفاع بسرعة نحو غرفتها , ولكنها حافظت على رصانتها وأنتظرت بتأدب كي يفتح لها لوغان الباب , صافحته خارج السيارة , وشكرته بلباقة على الرحلة .... الجميلة , أبتسم لها بمرح ظاهر , يوحي بأنه يعرف حقيقة ما يجول في رأسها من أفكار في تلك اللحظة بالذات.
تمتمت ببضع كلمات وداعية لديرك , وهرعت نحو باب المنزل .... بعيدا عن نظرات لوغان الساخرة ... والساحرة.

نهاية الفصل الثامن


اماريج 11-01-11 12:45 AM


9- لمن خاتم الخطوبة؟

دخلت شيلا الى المطبخ بادية السرور والأنشراح ,وكأنها تسبح في الفضاء , قالت لأختها , التي كانت تعد القهوة:
" أسعدت صباحا , يا جيني!".
تنهدت جنيفر , وهي تلاحظ الفرق الشاسع بين ثياب أختها الأنيقة وثيابها العادية البسيطة
ثم أجابتها بهدوء:
" أسعدت صباحا".
بدا وجه شيلا مشعا كالضياء , ومختلفا تماما عما كان عليه في الأسبوع الماضي قالت لجنيفر بصوت موسيقي حالم:
" لدي شعور قوي بأن هذا اليوم سيكون رائعا للغاية!".
ثم صبت لنفسها فنجانا من القهوة ومضت الى القول :
"أوه , كم أنا مشتاقة للتزلج! تصوري أنني لم أتزلج ألا مرة واحدة في العام الفائي! أنا متأكدة من أنك ستستمتعين كثيرا برحلة التزلح هذه , يا جيني".
منتديات ليلاس
" أرجوك أن تتوقفي عن مناداتي بهذا الأسم , أسمي جنيفر!".
أستغربت شيلا الحدة التي لم تتوقعها في رد أختها , ولكنها أعتذرت منها قائلة:
" لم .... لم أعلم أن هذه التسمية لا تزال تضايقك حتى الآن".
" لم تعد تضايقني فعلا , ولكنني لم أكن مرتاحة نفسيا عندما أستيقظت هذا الصباح".
" ليس هذا الصباح وحده, يا حبيبتي , ماذا دهاك في الفترة الأخيرة . منذ مغادرة برادلي وأنت في حالة عصبية مستمرة , وخاصة خلال الأسبوع الفائت , هل يمكنك أطلاعي على أسباب ذلك ؟ سمعتك تتقلبين كثيرا في فراشك أثناء الليل ,ويبدو الآن من عينيك المتعبتين أن النوم لم يعرف طرقه اليك , كنا نحدث بعضنا دائما في السابق عن مشاكلنا , مع أنني أعترف بتغيري في الآونة الأخيرة من حيث عدم تمضية أوقات كافية معك , أما اليوم, فلدي النهار بكامله.... أو على الأقل معظمه".
وضعت جنيفر يدها على يد أختها وشدت عليها بمحبة وحنان , ثم قالت لها:
" شيلا , أنت أطيب أخت في العالم , ولكن لدي بعض المشاكل التي علي حلها أو تخطيها بنفسي".
" هذا ما أرمي اليه , حدثيني عن هذه المشاكل , لنتمكن معا من حلها بسهولة".

هزت جنيفر رأسها بحزن ظاهر , وقالت:
"لا , لا يمكنك مساعدتي في هذا المجال".
" هل يتعلق الأمر ببرادلي؟".
" الى حد ما , وهنا لا بد لي من القول أنني أدرس أحتمال عودتي الى مينابوليس".
" جيني.... جنيفر! لن تعودي الى العمل معه , أليس كذلك ؟".
" لا , يا شيلا , لن أعمل معه".
" لماذا أذن تريدين الذهاب ؟ أعرف أنك متضايقة جدا في الفترة الأخيرة , ولكنك كنت سعيدة في البداية , الأولاد متعلقون بك الى درجة كبيرة ,ومن المؤكد أنهم سيشعرون بفراغ هائل.... بالضياع ... فيما لو ذهبت".
" لن أبقى طويلا هناك , النقطة الأهم , هي أنني أشعر بعدم جدوى من وجودي هنا في الوقت الحاضر".
حاولت شيلا الأعتراض على هذه الكلمات , ولكن جنيفر مضت الى القول:
" أعرف تماما أنني حملت عنك بعض الأعباء التي كانت ملقاة على كاهلك , ولكنني أمضيت وقتا طويلا وأنفقت الكثير من المال لأتخصص بشيء لا أقدر على تطبيقه هنا .... ثم ... لدي أنطباع قوي بأن شخصا آخر سوف يتولى قريبا مهمة مساعدتك أنت والأولاد بصورة دائمة".

أحمر وجه شيلا بطريقة تظهر سعادتها وأرتياحها , في حين شعرت جنيفر بحزن عميق , تمالكت نفسها وتظاهرت بالضحك
قائلة:
" هناك أمر آخر , هو أنني لا أحب منافسة أحد لي على قلوب الأولاد".
أستعادت شيلا بعض الجدية , وقالت بأهتمام بالغ وأخلاص حقيقي:
" أذا كان موضوع الوظيفة , هو الذي يقلقك , فأنا واثقة من أن لوغان....".
" لا! أنا قادرة تماما على أيجاد وظيفتي بنفسي , أعتقد أن عودتي ضرورة ملحة , كان قراري من هناك أصلا خطوة سخيفة للغاية ".
" هل حددت موعدا لمغادرتك جاكسون؟".
طالبها عقلها بأن تذهب في القريب العاجل.... اليوم وليس غدا , ولكنها لم تكن مستعدة لألزام نفسها بموعد محدد , تظاهرت بالأبتسام ,وقالت:
" لم أصل بعد الى مرحلة تحديد المواعيد".
لمعت عينا شيلا ببريق كشف سر سعادتها , وقالت بصوت ناعم:
" آمل , لأسباب شخصية , في أن تطيلي فترة البقاء هنا بعض الوقت".
لم تتمكن جنيفر من التعليق على كلام أختها هذا بصراحة وصدق , فقررت التحدث عن موضوع آخر , قالت لأختها بهدوء:
" لدي بعض الأعمال في البلدة , فهل تريدين أي شيء من هناك؟".
" لا, لا أعتقد ذلك ,ولكن , تذكري أننا سنذهب الى التزلج بعد الظهر".
أجابتها بأنها ستتذكر ذلك ,وخرجت مسرعة من المطبخ , لحقت بها شيلا
وقالت بلهجة حادة:
" أنا أعني ما أقول , يا جنيفر , لن أقبل منك أي أعذار أو حجج واهية كالتي أستخدمتها في الأسبوع الفائت... كلما خطط لوغان لأي مشروع أو رحلة أو سهرة".
حاولت جنيفر جاهدة أخفاء تهكمها , ولكن لهجتها كشفت بعض ما يجول في خاطرها ,قالت لأختها باسمة:
" يجب ألا نعرقل أبدا خطط لوغان أو مشاريعه , أليس كذلك؟".
" بما أنه خطط لهذه الرحلة خصيصا لك , فمن اللياقة والواجب أن تحضري , أريد وعدا قاطعا منك الآن بأنك ستأتين".
منتديات ليلاس
وعدتها بذلك , ثم هرعت الى غرفة نومها لأرتداء ثيابها , وبعد ذقائق قليلة , خرجت من المنزل على عجل ... فيما كانت شيلا تذكرها بالموعد المتفق عليه , ستكون هناك في تمام الواحدة , لأنها ألزمت نفسها أمام أختها.
" يا لها من أيام عصبية لا تطاق! أرغمها لوغان معظم أيام الأسبوع الفائت على الأنضمام الى الفريق الثلاثي, ظنت في بداية الأمر أن ديرك أصبح على وشك تحقيق بعض التقدم مع شيلا , فعضت على جرحها ولم تعترض على الذهاب معهم , ولكن نظرة واحدة الى وجه شيلا وهي تتحدث مع لوغان , تكفي لفهم ما يدور بينهما وما يخططان له ,وجاءت الضربة القاضية ليلة البارحة



اماريج 11-01-11 12:47 AM

ثم أمسك بكتفيها وهزها قليلا , قبل أن يمضي الى القول:
" تصورت في البداية أنك مهتمة بسعادة شيلا , ولكن الأمور تبدلت أخيرا , أليس كذلك؟".
أبعدت وجهها عنه بسرعة , لأنها لم تعد قادرة على تحمل نظراته , تهمها سعادة أختها من صميم قلبها , ولكنها تتمنى ألا تجد شيلا تلك السعادة بين ذراعي الرجل الذي تحبه هي , أقنعت نفسها بأنها محظوظة لأكتشافها مسبقا أعتزام لوغان وشيلا الزواج في المستقبل القريب , ستجد الوقت الكافي للتأقلم مع الوضع القائم والتطورات الجديدة , ستواجه الأمور بشجاعة وقوة , ولكن المسألة لن تكون سهلة أطلاقا , فمجرد رؤيتها لوغان , أعاد الحزن والألم الى قلبها المعذب , أرادت أبعاد أفكارها عنه , فتظاهرت بالهدوء
وسألته:
"أين هي شيلا الآن؟".
نظر اليها بأستهزاء ,وقال:
"أرسلتهما الى قمة الجبل , عندما قررت المباشرة في البحث عنك ".
منتديات ليلاس
أذن , فالفريق الرعابي مكتمل الأعضاء ... والمسكين ديرك أيضا مضطر للأنضمام كشاهد على أنتصارات لوغان ! يا للشقاء!وصلا الى القمة ,وبدآ يتزجلان بصمت وهدوء تامين , سخر المتزلجون الآخرون منهما , بسبب سكوتهما والجدية المرتسمة على وجهيهما , وقفا أمام المنحدر الأول , فقال لها بنبرة حادة بعض الشيء:
" أبلغتني شيلا بأنك قررت العودة الى مينابوليس".
رفعت رأسها بتحد , وقالت:
"هذا صحيح".
وجه اليها نظرات قاسية جدا , وقال لها بلهجة مهينة:
" وهل ستقبلين العرض الذي قدمه اليك ذاك الرجل؟".
لم تجبه على سؤاله , فتنهد بعصبية بالغة وقال:
" هل من الممكن مطالبتك بأطالة فترة بقائك هنا , لأجل شيلا , أن لم يكن لأي شيء آخر!".
يا لغروره المزعج! يتصور أنه قادر على تحقيق كافة أغراضه وأهدافه بمجرد المطالبة , أو السؤال.
" جيني.........".

لم تدعه يكمل كلامه , مع أن لهجته كانت حنونة جدا , قاطعته قائلة بعصبية , والدموع في عينيها:
" لا تنادني هكذا!".
أستدارت بسرعة نحو المنحدر , وأنطلقت كالسهم ... قبل أن يتمكن لوغان من أيقافها أو الأمساك بها , سمعت تحذيرا ضمنيا يصرخ في رأسها , يطالبها بالحد من سرعتها الجنونية! أحست بمتزلج يقترب منها , لا شك في أنه لوغان.
" خففي سرعتك فورا!".
شعرت للحظة بأن عليها متابعة النزول بتلك السرعة الهائلة , ولو أدى ذلك الى كسر رجلها أو يدها , أليست هذه النتيجة أفضل من تحطيم قلبها على صخرة حبه؟ لا , لن تتهور الى هذه الدرجة , توقفت بصورة مفاجئة , فكاد لوغان يصطدم بها , صرخ بأعلى صوته
وبلهجة تضج غضبا:
"ماذا كنت تحاولين القيام به ؟ الأنتحار؟".
منتديات ليلاس
أرتجف جسمها وغاب اللون من وجهها , فتحت فمها لأستعادة أنفاسها , فدخل الهواء البارد الى رئتيها كالخنجر , لم تجرؤ على النظر اليه, فمضى الى القول بالعصبية ذاتها :
" لن تجيبيني , كعادتك , فأما أن تفلتي لسانك السليط اللعين من سجنه لتوجيه الشتائم والكلمات القاسية اللذعة , وأما أن تقفي صامتة كالآن , أو تحاولي تجنبي قدر الأمكان , متى ستتوقفين عن محاربتي و....".
أوه , أنظر , ها هما شيلا وديرك!".
لوحت لهما بيدها وهي تشعر بالسرور والأرتياح , لأن وجودهما سيخفف كثيرا من الآلام التي تحس بها نتيجة أنفرادها بلوغان , ردت أختها التحية بفرح ظاهر , فيما أكتفى لوغان بهز رأسه بحذر وهدوء , وبتنبيه جنيفر من مغبة السرعة , وما أن أقتربا منهما قليلا , حتى أنطلق الآخران نحو المنحدر الثاني وأخذت شيلا تقوم بحركات بهلوانية أمام ديرك وحوله.
وفجأة ... تبدل المنظر المرح , وتحول الى شبه كارثة , سمعت جنيفر صرخة قوية من أختها, وشاهدت ديرك يتوقف بسرعة وينحني فوق شيلا , تركها لوغان وتوجه نحوهما , قبل تمكنها من فتح فمها ومناداة أختها بصوت حزين مرتجف.

أنطلقت فورا الى مكان الحادث , الذي سبقها اليه أيضا أحد أفراد الدورية المسؤولة عن سلامة المتزلجين , وقفت جنيفر صامتة قرب أختها , فيما كان الرجل ولوغان يفحصان جسمها للتأكد من سلامتها... وديرك يمسح الثلج عن وجهها , فتحت شيلا عينيها لحظة وهي تئن بصوت خافت , قال لوغان للرجل:
" يبدو أنها لم تصب ألا في قدمها".
" سأذهب فورا لأحضار زحافة وأستدعاء سيارة أسعاف".
شعرت جنيفر بأنها شخص غريب , يراقب عن بعد كابوس أنسان آخر , تركزت نظراتها القلقة على الملامح المتوترة في وجه لوغان ,وهو يتحدث مع ديرك ,لم تسمع كلامه , لأن الصدمة التي تعرضت لها بسبب حادث أختها كانت قوية وعنيفة , وصل الرجال المسؤولون عن نقل شيلا الى سيارة الأسعاف خلال دقائق قليلة من وقوع الحادث , ولكن جنيفر تخيلت تلك الفترة القصيرة وكأنها زمن طويل , أدركت أن لوغان موجود قربها , ولكن أهتمامها كان منصبا بكامله على أختها وما تشعر به من آلام.
وصل الجميع الى المستشفى , وأدخلت شيلا الى أحدى الغرف المخصصة لمثل هذه الحوادث , أحضر لوغان فنجانا من القهوة الى جنيفر وطلب منها أن تشربه , ثم توجه الى مكتب المستشفى لملء الأوراق المتعددة التي تتطلبها مثل هذه الأحوال , عاد بعد حوال ثلث ساعة , فلم تشعر بعودته , أخذ منها الفنجان الذي لم تشرب منه سوى جرعة واحدة , وقال بصوت ناعم:
" لم تشربي قهوتك , هل أنت بخير؟".
نظرت اليه بعينين زائغتين ,وسألته بحزن بالغ:
" هل أبلغوك شيئا عن شيلا؟".
" صرورا لها القدم بالأشعة , وسوف ينزلونها بعد قليل, يعتقد الطبيب بوجود كسر ي القدم , ولكنه يريد الأطلاع على صور الأشعة , قبل أصدار حكم نهائي ".



اماريج 11-01-11 12:49 AM

دخل طبيب وممرضة في تلك اللحظة قاعة الأنتظار , وسمعت جنيفر كلمتي أخت وخطيب قبل أن يقترب الرجل من لوغان ويصافحه قائلا:
" أنا مسرور برؤيتك , يا لوغان, كنت أفضا أن يتم هذا القاء في ظروف أفضل".
ثم نظر الى جنيفر وديرك , وقال لهما على التوالي :
" الآنسة غلين! السيد تايلور! أنا الطبيب مارتش".
لم تفهم جنيفر من حديث الطب عن وضع أختها ألا القليل , ولكنها أدركت أن الوضع ليس سيئا الى درجة كبيرة , وسمعته ينهي شرحه قائلا بهدوء:
" أعطيتها بعض الحبوب المخففة للآلام , بأمكانكم , أذا أردتم , مقابلتها لبضع دقائق".
منتديات ليلاس
أمسكت جنيفر بيد لوغان بقوة , فيما كان يساعدها على النهوض , وذهبت معه الى غرفة شيلا , حدقت حزينة بوجهها الذي فقد لونه ورونقه , ثم أبتسمت عندما فتحت أختها عينيها الجميلتين وقالت ممازحة بصوت ضعيف:
" هذه هي نتيجة التهور , أليس كذلك؟".
لم تتمكن جنيفر ألا أن تهز رأسها ,ولكن لوغان أبتسم بدوره وقال:
" طبعا , طبعا, لن نطيل البقاء هنا , لأن الطبيب لم يسمح لنا ألا بدقائق قليلة... وديرك ينتظر خروجنا ليدخل ويراك".
رفعت رأسها بصعوبة عن الوسادة , وقالت:
" والأولاد؟".
" لا تقلقي , فسوف نهتم بهم , سنعود لرؤيتك في وقت لاحق , عندما ستستفيقين جيدا".
شعرت جنيفر بيد لوغان تمسك بها , لأخراجها معه من الغرفة , تمتمت بكلمات وجيزة مرتعشة , مودعة أختها ومتمنية لها الشفاء العاجل , أوصلها لوغان الى قاعة الأنتظار وساعدها على الجلوس , ثم طلب منها أن تنتظره فترة قصيرة.

شيلا بحاجة اليها الآن أكثر من أي وقت مضى ,وخاصة في مجال رعاية الأولاد والأهتمام بهم , أنهم متعلقون كثيرا بأمهم , فهي الأم والأب في آن واحد , ستحاول جاهدة التخفيف من وقع الحادث على نفوسهم , آه , لو كان بأمكانها التصرف بحكمة وهدوء كما يفعل لوغان!
أبتسمت له وهو يقترب منها , ويسألها:
" هل أنت مستعدة للذهاب".
خرجا من المستشفى , فنزع قبعتها الصوفية عن رأسها دون أن يستأذنها أو يقول لها شيئ ,هزت رأسها بطريقة عفوية للتمتع بالهواء المنعش البارد , وقالت له:
" لماذا فعلت ذلك؟".
" حتى تتمكني من طرد الخوف والتوتر اللذين حلا بك".
أعجبتها كثيرا ملاحظته الذكية ... وأبتسامته الدافئة الحنونة , شيلا! يجب أن تتذكر شيلا , وألا تدع مشاعرها الخاصة تتدخل في مسؤوليتها خلال فترة عصيبة كهذه! ظلت جنيفر صامتة طوال الرحلة الى منزل شيلا , وعندما أوقف لوغان سيارته أمام البيت وهمت بتوجيه الشكر له , قال لها:
" هل تريدين أن أكون معك عندما تخبرين الأولاد عن حادث أمهم؟".
أدخل أستعداده هذا الكثير من الأرتياح الى قلبها , فأبتسمت وقالت:
" شكرا جزيلا , فمواجهتهم وحدي ستكون صعبة للغاية".
هجم الصغار الثلاثة عليهما بمجرد دخولهما المنزل , وقالت لهما سيندي بلهجة غاضبة:
" أين كنتما؟ ولماذا هذا التأخير؟".
منتديات ليلاس
أما أريك فلم يتردد عن الأفصاح عن مخاوفه ,أذ سألهما بحدة :
" أين أمي؟ ولماذا لم تأت معكما؟".
شرحت لهم جنيفر بصبر وروية مذهلين تفاصيل الحادث الذي تعرضت له والدتهم , وقف الثلاثة مذهولين مشدوهين , ثم أنفجر الصغير باكيا بصوت مرتفع , حمله لوغان وأجلسه على كتفه بعض الوقت , ثم أنزله ووضعه على ركبتيه قائلا بمرح مطمئن:
" لو لم تكن أمكم بخير والحمد لله , فهل كان بأمكاننا أن نكون هنا ونتحدث معكم بمثل هذا الأرتياح؟".
أقترب منه أريك وسيندي وأستوضحاه عن حقيقة ما جرى , فحول لهما القصة من حادثة ....الى مغامرة شيقة ... أنتهت بحادث بسيط هامشي , شكرت جنيفر الظروف التي ساعدتها ,والتي يعود الفضل الأكبر فيها الى ... لوغان ,وفيما هي غرقة في أفكارها وتأملاتها , سمعت الأولاد يصرون عليه لمشاركتهم طعام العشاء , أبتسمت بسرور فائق , عندما لاحظت موافقته شبه الفورية على دعوتهم , سيبقى بسببها؟ لا, لا يمكن ذلك! وافق على البقاء لأجل الأولاد الذين يحبهم ! أعتذرت من الجميع ,وتوجهت الى المطبخ لأعداد الطعام.



اماريج 11-01-11 12:50 AM

أعدت عشاء رائعا يشبع العين والأنف قبل المعدة , ثم دعت لوغان والأولاد الى المائدة , تناول الجميع طعام العشاء بشهية واضحة ,وهم يضحكون ويثرثرون طوال الوقت , تضايقت جنيفر في بادىء الأمر وعاتبت نفسها على التصرف بهذه الطريقة , مع أن أختها لا تزال في المستشفى , ولكنها أقنعت عاطفتها الأخوية بالتنحي جانبا , كي تتمتع بوجودها على هذا النحو مع لوغان.
تولى أريك وسيندي مساعدة خالتهما لنقل الصحون والسكاكين وغيرهما من أدوات المائدة الى المطبخ, وعادا بسرعة الى قاعة الطعام ليشاركا بلعبة مخصصة لسلوى الصغار والكبار على حد سواء , وفي هذه الأثناء وضع لوغان لعبة ريتشارد المفضلة أمامه وجهز الطاولة أستعدادا للعبة الآخرين , شكلت سيندي وجنيفر فريق السيدات , بينما شكل أريك ولوغان فريق الرجال , تنافس الفريقان مرتين , ففاز كل منهما مرة .... وتعادلا , نظرت جنيفر الى ساعة الحائط وطلبت من الأولاد الثلاثة الأستعداد للذهاب الى النوم , تململ الأولاد , فتولت هي الأهتمام بأمر ريتشارد , في حين وعد لوغان الولدين الآخرين بقصة جميلة .
منتديات ليلاس
نام الصغير خلال دقائق , فذهبت جنيفر الى المطبخ وبدأت تغسل الصحون والأطباق ... وتفكر , أحست بأنقباض رهيب وبأرتكاب خطيئة كبيرة ,عندما تصورت نفسها تحاول سلب أختها الرجل الذي تحبه وتريد الزواج منه ,آه , لو كان بأمكانها الحلول محل أختها في سرير المستشفى ! وترقرقت عيناها بالدموع...
" كان يوما طويلا ومرهقا جدا بالنسبة اليك, يا جيني غلين , أليس كذلك؟".
جاء صوته مشبعا بالعاطفة والحنان , فأنهمرت من عينيها دمعتان جديدتان , لو لم يتحدث اليها بتلك اللهجة الغزلية الناعمة , لتمكنت من صده ومقاومته عندما ضمها الى صدره وطوقها بذراعيه القويتين , أرادت أن تبكي نهرا من الدموع , لأن الألم عميق للغاية , شعرت بوجود علبة خاتم الخطوبة في جيبه , فكادت تحترق غيرة وعذابا , أبتعدت عنه بهدوء كيلا يلاحظ أرتعاشها , وقالت له:
" تريد زيارة شيلا مرة أخرى هذه الليلة!".
تأملها مليا وهي تقول له هذه الكلمات القليلة , ثم علق على جملتها بالقول:
" تجاوزنا أوقات الزيارات المسائية , ولكنني متأكد من قدرتي على رؤيتها ولو لدقائق قليلة".

" ربما كان من الأفضل ألا أدع الأولاد يصرون على أبقائك هنا".
" لم يكن الأولاد مضطرين للأصرار".
أقترب منها ثم توقف على بعد خطوة واحدة , عندما لاحظ أبتعادها عنه بصورة عفوية , ومضى الى القول:
" أنت بحاجة لساعات عديدة من الراحة والنوم".
تضايقت جنيفر كثيرا من تلك الملاحظة , وقالت له بحدة:
" شكرا لك على أطلاعي بأنني أبدو رائعة وأضج حياة ونشاطا".
" سأمر عليك حوالي التاسعة والنصف من صباح الغد , كي نكون هناك أثناء الجولة التفقدية التي يقوم بها الطبيب على مرضاه".
هزت جنيفر رأسها موافقة , فقال لها بشيء من الأنفعال:
" أتصلي بي , أذا أحتجت الى مساعدتي , سأبقى الليلة في منزل والدتي , رقم هاتفها موجود هناك قرب الهاتف".
أكدت له بتهذيب أنها لن تضطر للأتصال به , فالأولاد يغطون في نوم عميق وكل شيء على ما يرام , تمنى لها ليلة سعيدة وغادر المنزل , بدون أضافة كلمة أخرى الى الجملة المعتادة , قالت لنفسها أن التردد كان واضحا في طريقة مغادرته البيت , ولكنها أستهجنت تلك الفكرة وطردتها من رأسها على الفور , لا شك في أنه يستعجل الذهاب... ليقابل شيلا ويمضي معها أطول فترة ممكنة.
منتديات ليلاس
ذهبت الى سريرها وتصورت أن النوم لن يعرف طريقه الى عينيها ,ولكنها أكتشفت أن القلق والتوتر أتعبا جسمها وأرهقاه أكثر مما تصورت , وضعت رأسها على الوسادة .... ونامت.

نهاية الفصل التاسع


اماريج 11-01-11 12:51 AM

10- مياه الحب الذهبية

كانت السيدة تايلور , والدة لوغان, موجودة في غرفة الأنتظار عندما خرج لوغان وجنيفر من غرفة شيلا صباح اليوم التالي , أرتاحت جنيفر كثيرا أثناء الزيارة , لأنها شاهدت أختها في حالة نفسية وصحية جيدة .
أين خاتم الخطوبة؟ لا شك في أن لوغان قرر أنتظار خروجها من المستشفى كي يهديها الخاتم في أحتفال خاص بذلك , لم تدخل معها شيلا في أحاديث معينة , بل أكتفت بتوجيه بعض الأسئلة عن الأولاد , سرّت جنيفر بهذا الأمر , لأنها بدأت تكره نار الغيرة التي تحرق قلبها كلما رأت لوغان وشيلا معا , أخفت بسرعة دهشتها لوجود السيدة تايلور في المستشفى , وحيتها بتهذيبها المعتاد , ألا يحق لهذه السيدة زيارة الشابة التي ستتزوج أبنها ؟ طبعا , ولكن......
" أجلسي هنا قرب أمي , يا جيني , فثمة موضوع أريد بحثه معك الآن , ناقشت أمس المسألة مع والدتي , وحظيت بموافقتها , أحضرتها معي اليوم لتدعمني نفسيا ومعنويا".
منتديات ليلاس
عبست جنيفر الى حد ما ,وسألته بشيء من الأستغراب:
" وما هو هذا الموضوع؟".
ونظر الى أمه مليا , ثم تنهد بقوة وقال:
" أبلغني الطبيب مارتش أنه سيسمح لشيلا بمغادرة المستشفى غدا, سوف تشعر بآلام حادة في الأيام الأولى , وستصبح حادة المزاج مع الأولاد... رغما عنها , أقترحت عليها أرسال الأولاد الى بيت جدهم لتمضية بضعة أيام هناك".
أدهشها الأسلوب الرقيق الهادىء , الذي أتبعه في وصف أقتراحه لأختها, أبتسمت بنعومة , وقالت:
" فكرة لا بأس بها أبدا".
" ليس هذا كل ما في الأمر , فأنا مضطر للذهاب الى المزرعة , للقيام ببعض المهام التي تستدعي وجودي شخصيا".
ثم نظر الى أمه مرة أخرى , ومضى الى القول:
" لن تتمكن شيلا من العودة الى عملها في الفندق قبل سبعة أيام على أقل تقدير , وبما أن وجودها هنا في البلدة سيغريها كثيرا بالذهاب الى العمل , بغض النظر عن العواقب الوخيمة لذلك , فقد قررت دعوتها لتمضية أسبوع النقاهة هذا في المزرعة ".

أوه! خكذا أذن! بذلت مجهودا جبارا لأخفاء أمتعاضها وأنفعالها ,وتظاهرت بأن الأمر طبيعي للغاية
أبتسمت وقالت:
" لا أرى أي سبب يحملها على الرفض , سوف أتولى عنها مهامها في الفندق".
توترت ملامح وجهه قليلا لدى سماعه الشق الثاني من جملتها , وقال:
" لا! ستقوم والدتي بهذه المهمة , لديها خبرة طويلة في هذا المجال , وسيسرها كثيرا أن تستعيد بعض الذكريات الحلوى في أدارة الفنادق , سوف تأتين مع شيلا الى المزرعة".
حدقت به , وهي لا تصدق أذنيها , لا ,لا يمكنه أن يعني ذلك! تطلعت بذهول نحو والدته , علها تسمع أعتراضا أو ترى أي رد فعل سلبي يساعدها على الأعتراض , ولكن السيدة تايلور أبتسمت لها برقة وحنان
وقالت ممازحة:
" هذا هو الحل الوحيد , يا عزيزتي, أذ ليس من المعقول أن تمضي أختك هذه الفترة بمفردها مع لوغان , وجودكما معا في المزرعة يحرم أصحاب النوايا السيئة من مثل هذه الفرصة الذهبية".

قفزت جنيفر من مقعدها بعصبية بالغة , وقالت بحدة ظاهرة:
" مستحيل , مستحيل! يمكنها البقاء في البيت , وأنا سأهتم بها وأمنعها من الذهاب الى الفندق".
تدخل لوغان قائلا بأنفعال:
" لن تنجحي في ذلك , أنت تعرفين مدى عنادها , سوف تقنعك خلال يومين بمساعدتها على الذهاب الى الفندق ... بحجة تمرين قدمها , لا , يا جيني , فالمزرعة هي السبيل الوحيد".
نظرت اليه بتحد , وقالت:
" لن أذهب!".
أمسك بمعصمها بعنف وحشي , وجذبها نحوه قائلا بغضب عارم:
" بلى ستذهبين ! أنت أختها وفرد من أفراد عائلتها , وهي الآن بحاجة اليك , أذهبي الى البيت وجهزي ما سوف تحتاجان اليه, وسأمر عليك في تمام الحادية عشرة من صباح غد ,كوني بأنتظاري , يا جيني , وألا....".
لم ينه جملته , ولكن التحذير القاسي كان واضحا جليا في عينيه ووجهه ونبرة صوته , أفلت يدها من قبضته القوية بأنفعال لم تشهد له مثيلا , ثم خرج من الغرفة دون الألتفات حتى الى أمه , أستدارت جنيفر نحو السيدة تايلور , وهي محمرة الوجنتين وتتنفس بصعوبة , أبتسمت لها السيدة المهذبة
وقالت لها بصوت رقيق ناعم:
" أعتذر لك نيابة عن أبني , أنا متأكدة من أنه لم يقصد التصرف بمثل هذه الخشونة , ورث حدة الطباع عن والده , رحمه الله , هكذا كان زوجي.... يجن غضبا وحنقا عندما تتعثر خططه أو مشاريعه".
" لا أفهم سبب هذه الأهمية التي....".
توقفت عن أتمام جملتها , كيلا تنفجر أحزان قلبها دموعا غزيرة , وتوتر أعصاب لا يمكن السيطرة عليه , ترددت السيدة تايلور قليلا , ثم قالت:
" مزرعتنا جميلة وهادئة جدا , وهي أفضل مكان تمضي فيه شيلا فترة من الراحة والنقاهة , ثم... لدي أنطباع قوي بأن بيتنا هناك سيعجبك كثيرا".
منتديات ليلاس
قالت جنيفر لنفسها أن أي مكان يوجد فيه لوغان سيكون جميلا , ثم أبتسمت , وقالت:
" أنا متأكدة من ذلك".
" أرجوك ألا تمانعي في الذهاب مع أختك , لن تتمكن شيلا أبدا من فهم أسباب ترددك أو رفضك .... مهما كانت الأسباب ".
نظرت جنير بكثير من الأستغراب الى ماندي تايلور , هل قرأت أفكارها وأدركت حقيقة مشاعرها أتجاه أبنها ؟ لم تجد في عيني السيدة الجالسة قربها ألا البسمة والبراءة
فقالت لها:
" أبلغي لوغان أنني سأكون جاهزة في تمام الحادية عشرة".
ثم وقفت , وأضافت قائلة:
" أعذريني الآن , فلدي أعمال كثيرة يجب القيام بها قبل يوم غد ".



اماريج 11-01-11 12:53 AM

لاحظت جنيفر المرارة والسخرية اللتين ظهرتا في نبرة صوتها وهي تتحدث مع سيدة لا ذنب لها ألا كونها والدة لوغان , خرجت من المستشفى على عجل , ومصاب الهزيمة الأخرى التي منيت بها أمام لوغان تايلور يحز في نفسها ويعصر قلبها , عليها الآن أستعادة سيطرتها على أعصابها , لتمكن من مواجهة الأسبوع المقبل بعزة نفس وكبرياء .... وتدفع عن كرامتها طعنة الذل المميتة أذا أكتشف لوغان حبها له.
أضافت جنيفر قطعة أخرى من الأخشاب التي تلتهمها نار التدفئة في منزل لوغان ,وقالت لنفسها أن السيدة تايلور كانت على حق , أعجبتها المزرعة منذ وصولها اليها , أحبت أشجار الصنوبر التي تحمي مبانيها من رياح الشتاء العاتية والباردة , وأحبت الأسطبلات والحظائر النظيفة التي بنيت بطريقة هندسية ذكية , ولكن المنزل ذاته هو الذي سلب عقلها وتفكيرها , لأنها أرادته بيتا لها.... ولحبيبها!
منتديات ليلاس
قال لوغان بعد وصولهم الى البيت أن الطبقة العليا , وقاعة الطعام , والغرفة الصغيرة المجاورة مغلقة كليا ... وذلك لحصر الحرارة والدفء في الأمكنة التي سيستخدمونها أثناء وجودهم في المزرعة , لم تشعر جنيفر بأي أنزعاج نتيجة لهذا الأمر , لأنها قانعة بالجلوس طوال النهار في قاعة الأستقبال الجميلة والمريحة ... تتمتع بالدفء والأستماع الى أنغام الموسيقى الحالمة.
تناول جنيفر ولوغان طعامهما في اليومين الأولين ... في المطبخ, في حين كانت شيلا تأكل في غرفة النوم الرئيسية التي أحضر اليها لوغان سريرا أضافيا , أستخدمت الشقيقتان تلك الغرفة الكبيرة , فيما كان لوغان ينام في غرفة صغيرة محاذية للمطبخ.... مخصصة أصلا لمدبرة المنزل.
تبين لجنيفر أن الأمور ليست سيئة أبدا الى الدرجة التي توقعتها , كان لوغان يغادر البيت عند الفجر , ولا يعود قبل حلول الظلام , وعندما تناولت العشاء معه مرتين على أنفراد , أحست بأنقباض شديد بسبب تجاهله لها .... كأمرأة , تمنت من صميم قلبها أنتهاء اليومين الأولين بسرعة , كي تتمكن أختها من الجلوس معهما في المطبخ... وفي قاعة الأستقبال.
ذهب لوغان بعد العشاء للتحدث مع شيلا , فألهت جنيفر نفسها بغسل الصحون ومن ثم بمشاهدة بعض البرامح التلفزيونية , كيف يمكنها مواجهة مشكلتها الناجمة عن وجودها معه في بيت واحد... ولكن في عالمين مختلفين؟ أفضل وسيلة لها هي القيام بكافة الأعمال المنزلية التي تنفذها عادة الزوجات , أخذت تهتم بترتيب بيته وأعداد طعامه , بما في ذلك فطور الصباح , بالأضافة الى أمور عديدة أخرى , لم تقض الغيرة مضجعها ألا في أوقات معينة , خاصة عندما يمضي لوغان فترة من الزمن مع شيلا , ومع ذلك, فقد أرغمت نفسها على التصرف معه بصورة طبيعية جدا .... ومع شيلا بمرح وسرور , أنها فعلا تستحق جائزة كبيرة بسبب قدرتها على أخفاء كدرها وعذابها على هذا النحو المثير للأعجاب.
توجهت الى المطبخ في الساعة الثانية من بعد ظهر اليوم التالي لأعداد كعكة من الحلوى , سمعت شيلا تتحدث مع ديرك للمرة الرابعة منذ وصولها الى المزرعة , ولاحظت بأستغراب بالغ عدم أعتراض أختها على مكلمات ديرك المتكررة , تنهدت بعمق وهمت بالبدء بأعداد الكعكة , ولكنها توقفت عن ذلك عندما سمعت صوت أقدام في الخارج تبعها طرقة على الباب الخلفي
فتحت الباب بسرعة وشاهدت لوغان يحمل كتلة كبيرة سوداء ويقول لها:
" أحضري بعض المناشف من الغرفة المجاورة".
منتديات ليلاس
أندفعت بأهتمام كبير لتنفيذ ما طلبه منها , وخاصة بعدما لاحظت أن تلك الكتلة التي يحملها بين ذراعيه ليست ألا عجلا صغيرا ولد لتوه , عادت بعد ثوان قليلة , فوجدت أن لوغان أخذ العجل الى غرفة الأستقبال ووضعه أمام الموقد لتدفئته , أخذ منها المناشف الكبيرة , وبدأ يجفف الحيوان الصغير
ركعت قربه على الأرض وسألته:
" ماذا حدث؟".
" ولد قبل موعده بفترة طويلة وتخلت عنه أمه , ظنا منها أنه سيموت بالتأكيد , سخني له كمية من الحليب لنسقيه أياها , ستجدين في الخزانة السفلى بعض القناني المخصصة للرضاعة , ضعي الحليب الساخن في أحداها , وأحضريها حالا".
نفذت تعليماته بدون تردد , ثم تذكرت أمرا هاما تعلمته أثناء وجودها في مزرعة والديها , صبت الكمية الفائضة من الحليب الساخن على منشفة صغيرة , وأحضرتها مع القنينة , تطلع اليها لوغان بأعجاب وتقدير , ثم أشار اليها للبدء بأطعام العجل ... فيما واصل هو تدليكه في محاولة شبه يائسة لأنقاذه , فتحت جنيفر فم الحيوان الصغير , وبدأت تعصر المنشفة المشبعة بالحليب لتسقيه السائل المغذي نقطة تلو الأخرى .... قبل أن تضع المرضعة في فمه , ونتيجة للتدليك المتواصل وشرب الحليب الساخن في غرفة دافئة , عادت الحياة تدب في أوصال تلك الكتلة السوداء وأخذ العجل يتحرك.... ولو بكثير من الصعوبة.



اماريج 11-01-11 12:54 AM

تطلعت جنيفر نحو لوغان , فرأته يبتسم لها بأرتياح وسرور... بسبب الأنتصار الذي شاركا في تحقيقه, توقف قلبها عن الخفقان لحظة , ثم تسارعت ضرباته وكأنه مطرقة آلية
هز رأسه وقال:
" لم أكن أتوقع له النجاة , أنه حقا محظوظ جدا منذ البداية , فلولا الحظ , لكانت الذئاب أكتشفت مكان وجوده وأفترسته".
نظرت جنيفر الى العجل الصغير , الذي يضع رأسه مرتاحا على ركبتيها
وقالت بصوت حنون ناعم:
" أنا سعيدة بنجاته , هل تعتقد أنه يتمكن الآن من الصمود؟".
" لديه فرصة طيبة , سندعه ينام هنا قرب النار ثم نطعمه مرة أخرى في وقت لاحق".
ثم أبتسم برقة ,وأضاف قائلا:
" ما رأيك الآن ببعض القهوة؟".
وقفت بسرعة لتجنب الوقوع ثانية أسيرة أبتسامته الساحرة
وقالت:
" عظيم , ستكون القهوة جاهزة خلال دقيقتين".
عادت الى الغرفة ومعها فنجانان من القهوة اللذيذة , ولكنها لم تجد لوغان , وضعت فنجانه على الطاولة ثم جلست قرب النار , وراحت تداعب رأس العجل الصغير , رجع لوغان بعد أن غسل يديه وأستبدل ثيابه , فأحست جنيفر ... لأول مرة منذ دخولها بيته.... برغبة عارمة للهرب منه , ومن جاذبيته القاسية , قطع لوغان الصمت الرعيب , الذي بدأ يزعجها ويؤلمها
قائلا:
" أقترحت شيلا بأن فترة ما بعد ظهر غد ستكون فرصة مناسبة لك للقيام بجولة في المزرعة".
" لا , شكرا! لن أتمكن من ذلك".
" أؤكد لك أنك ستعجبين بالحصان الذي أخترته خصيصا لهذه النزهة , وأكثر من ذلك , أنني سأكون معك للقيام بدور الدليل السياحي والحارس الأمين".
تخيلت األأبتسامة العريضة التي يفتر عنها ثغره ,ولكنها لم تنظر اليه , أرادت التهرب من وجودها معه على أنفراد
فقالت متلعثمة :
" أوه , ليس هذا الحصان أو ذاك هو لب المشكلة ! ولكن.... ولكنني لا أحب أن أترك شيلا وحدها وهي في وضعها الحالي".
" لن تكون وحدها ... ديرك آت غدا الى هنا".
منتديات ليلاس
نظرت اليه بأستغراب بالغ, على الرغم من اللهجة الهادئة التي تحدث بها , تأملت ملامح وجهه بدقة وروية , في محاولة لتحليل كلماته والأهداف الكامنة وراءها , هل يمكن لرجل متسلط مثله أن يسمح لزوجة المستقبل بالأنفراد مع رجل آخر... ومع ديرك هاملتون بوجه خاص؟ أضاف قائلا
وكأنه قرأ أفكارها:
" ثمة مواضيع يريدان بحثها معا , والأفضل أن يفعلا ذلك بعيدا عن أسماع الآخرين".
لا شك في أن شيلا تريد أطلاع ديرك على عزمها الزواج من لوغان , ربما كان هذا أحد الأسباب التي حملت أختها على عدم تزيين أصبعها بخاتم الخطوبة قبل أبلاغ ديرك بما سيحدث ... حتى لو لم يمكن ذلك ألا من قبيل اللياقة والمجاملة
قالت له بتردد:
" في هذه الحالة , سأكون سعيدة بمرافقتك غدا أن شاء الله".
" عظيم , أعذريني الآن , فأنا مضطر للعودة الى عملي".



اماريج 11-01-11 12:56 AM

تصرف لوغان معها بعد ظهر اليوم التالي كسيد مهذب يحترم ضيوفه ويرعى أمورهم , تحدث معها طوال الوقت بود وحنان , شارحا لها بأسهاب الأعمال التي تتم في المزرعة.... ومفسرا بأيضاح وأناة كافة الأشياء التي كانت تسأله عنها , ألا يشعر بالغيرة , أو حتى بالأنقباض , لوجود ديرك مع خطيبته؟
أنهيا جولتها وعادا بأتجاه البيت , ولما أصبحا بعد بعد مئة متر تقريبا , شاهدا ديرك يدخل الى سيارته وينطلق بها بسرعة , راقبت جنيفر وجه لوغان بطريقة خفية , فذهلت لعدم وجود أي رد فعل يذكر في ملامحه أو نظراته , أدركت في تلك الآونة , وبالدليل القاطع مدى القساوة المرعبة التي يمكن للوغان ممارستها ... عندما يريد تحقيق أمرما.

ترجلا عن حصانيهما قرب الأسطبل الكبير , وأوكل لوغان مهمة الأعتناء بهما الى أحد أبناء المشرف على العمال , ولما دخلا البيت , كان وجه شيلا يشع سعادة وفرحا ,نظرت الى لوغان بعينين براقتين
فسألها بصوت هادىء حنون:
" ماذا حدث؟".
لم تكن جنيفر راغبة أبدا في الأستماع الى جواب شقيقتها, فقالت:
" عن أذنكما , سأذهب لأعداد القهوة".
شعرت وهي تغادر الغرفة أن شيلا لم تلاحظ دخولها أو خروجها
وسمعتها تقول:
" لم أكن أتصور الأمر بمثل هذه السهولة , لم ترف له عين عندما شرحت له الموضوع من كافة جوانبه , قال أن يتفهم الأمر , وأذا كان ذلك يسعدني.....".
منتديات ليلاس
أغلقت جنيفر باب المطبخ في تلك اللحظة بالذات , أشفاقا على مشاعرها , تعذبت... تألمت... وكادت تبكي , مسكين ديرك... هذا الأنسان الطيب الذي يمكن الأعتماد عليه! أنه فعلا يستحق بعض شفقتها على عواطفها , فهو مثلها ... ضحية الحب الضائع والأمل المفقود.
حبست نفسها في المطبخ مدة طويلة , بحجة أعداد العشاء , وعندما أصبح الطعام جاهزا كان صداعها الناجم عن كبت مشاعرها وأحاسيسها قد بلغ أشده , أنهمرت دموع المرارة من عينيها الحزينتين , لعلمها بأنهما يفضلان عدم وجودها معهما....
أغمضت عينيها قليلا في ظلمة غرفتها , فيما كانت الأصوات الخافتة التي تصلها من قاعة الأستقبال تنهمر على رأسها كالجارة , وتطعن قلبها وجسمها كالخناجر الحادة , نامت بعد فترة من الزمن ,ولاحظت عندما أستيقظت أن الساعة بلغت الحادية عشرة ألا ربعا , لم تسمع أي صوت في البيت , سوى صوت الصمت الرهيب وتنفس شيلا , ظلت مستلقية في فراشها بدون حراك , تحاول أقناع نفسها بالأستسلام الى النوم , لم تشعر بصداعها ,ولكن الفراغ كان يقض مضجعها ويحرمها من لذة الراحة والطمأنينة.

قامت من سريرها بهدوء وذهبت الى المطبخ لأعداد فنجان من الشاي وتناول قطعة من الحلوى , تمنت لو كان بأمكانها الهرب تحت جنح الليل ,وعدم الأضطرار لمواجهة لوغان وشيلا في الصباح ,ولكنها قررت البقاء , وهي لا تدري ما أذا كان ذلك جبنا أم شجاعة , أحست وكأنها فقدت قدرتها على التحكم بشعورها وأرادتها... وكأن عقلها لم يعد يستوعب أمورا بسيطة كهذه , تقزمت حادثتها المخجلة مع برادلي أمام هذه القوة المدمرة لحبهاالحالي من جانب واحد.
صفر أبريق الماء , فقفزت من مكانها مذعورة متضايقة , بدأت تصب الماء المغلي فوق كيس الشاي الصغير القابع في قعر فنجانها , و...
" تصورت أنك نائمة".
أستدارت بسرعة نحو باب المطبخ بفزع وذهول , ثم تمالكت أعصابها وقالت:
" أردت.... أردت أن أشرب فنجانا من الشاي .... و... ".
" أنتبهي! أنتبهي!".

ولكن الفنجان وقع من يدها المرتجفة , وأفرغت محتوياته الحارة على أصابعها , قفز لوغان الى جانبها
ثم أمسك بيدها وقال:
" هل أنت بخير؟ دعيني أرى يدك".
حاولت سحبها من بين يديه , ولكنها كانت أضعف من أن تقدر على ذلك , تأمل وجهها الحزين وهو يفحص يدها , فأحست بالنار تشتعل في كافة أنحاء جسمها , وعندما ألتقت نظراتهما , حدق بها طويلا ثم راح يردد أسمها همسا.... قبل أن يضمها الى صدره.
أرتعشت بأستسلام , فيما كانت مقاومتها الضعيفة تنهار بسرعة لم تكن تتوقعها من قبل , طوقت عنقه بذراعيها ... وذابت , تململت بأنزعاج عندما رفع رأسه , حاول عقلها صد عواطفها وأحاسيسها عن التجاوب مع عناقه ,ولكنها كانت تعلم أنها له... يفعل بها ما يشاء
تمتم بصوت أجش:
" أوه , جيني , جيني! أريدك , كم أريدك!".

تسمرت بين يديه , وتوترت أعصابها بشكل مذهل , قال لها قلبها أنها سخيفة غبية ... تصورت في لحظة جنون أنه يحبها! طالبها قلبها بالتوقف فورا عن مبادلته عناقه ... فهو خطيب أختها! حاولت أبعاده عنها صارخة:
" لوغان , توقف , أرجوك! دعني, أتركني!".
لم يتركها , بل عاد يعانقها وهو يقول لها بصوت ناعم رقيق:
" لا تحاريبينني , يا جيني غلين".
منتديات ليلاس
ضربته على صدره لتتحرر من قبضته القوية ,وعندما فشلت في تحقيق ذلك , أنهمرت الدموع الحارة من عينيها , أمسك بيديها , ثم قال لها عاقد الجبين:
" ماذا دهاك؟ ماذا فعلت معك؟".
كانت دموع الذل والهوان تبلل وجهها , والغضب العارم يعصف بقلبها ومشاعرها , صرخت به:
" قلت لك أتركني ! أتركني أيها الوحش, أيها المخادع!".
سألها بحدة وبصوت حاد:
" ماذا حل بك ؟ هل جننت؟".
" لا , بل عدت الى صوابي".



اماريج 11-01-11 12:58 AM

حدق بها بعصبية وحنق شديدين , ثم لمعت عيناه ببريق خاص وقال:
" أنا لن أتزوج شيلا , يا جيني غلين".
هل يكذب ؟ هل يخادع؟ ماذا يرمي من جملته هذه؟ ماذا يفعل؟ لماذا يخرج علبة الخاتم المخملية السوداء ويعطيها أياها؟
بدت الحيرة واضحة تماما في عينيها ,وهي تنظر اليه بدهشة غريبة , فتحت العلبة بتردد , وبيدين مرتجفتين , تأملت الخاتم الرائع بذهول ما بعده ذهول
وقالت له عندما أستعاد العلبة منها :
" لا أفهم".
أبتسم, وقال لها بشيء من تهكمه الجارح:
" الموضوع في غاية البساطة , يا جيني غلين , فأختك ستتزوج ديرك , وكنا نعرف حتمية ذلك منذ البداية".
منتديات ليلاس
" ولكن.. ولكن سمعت الموظف في محل بيع المجوهرات يقول أنه خاتم خطوبة".
"صحيح".
غطت جنيفر فمها بسرعة كيلا تصرخ فيما كان عقلها يسجل بعض الأستنتاجات التي لا يمكن تحقيقها , هزت رأسها بتأثر
وقالت:
" سمعت شيلا تقول لك أمس أن ديرك تقبل الخبر بطيبة خاطر ".
أبتسم لوغان مرة أخرى , وقال لها بلهجة عادية هادئة خلت من الخبث والسخرية :
" طالبته بألا تترك عملها في الفندق , حتى يتمكنا على الأقل من الوقوف على أقدامهما بالنسبة الى الأوضاع المالية".
ثم غمزها بعينين ضاحكتين , وسألها مداعبا:
" ألا تريدين معرفة صاحبة هذا الخاتم؟".
" أنه... أنه...".
" يشبه قلادتك".
" لمن ستهدي هذا الخاتم , يا لوغان".

" يتبع الرجال في عائلة تايلور تقليدا يقضي بأهداء زوجة المستقبل خاتما من الماس , ألم تلاحظي خاتم والدتي؟ كانت أمي , حتى فرة الأعياد تظن أن القلادة هي هديتي لشيلا , أنظري الى الكلمات التي طلبت حفرها داخل الخاتم:
أخذت الخاتم منه وقرأت جملة باللاتينية , ثم سألته عن معناها ,قال لها:
"هذا هو شعار ولاية وايومينغ , ومعناه أنه يتحتم على السلاح الرضوخ للعلم , أما بالنسبة الينا , فأعتقد مخلصا أنك أنت التي يجب أن ترضخي , وتتوقفي عن تعذيبي".
شهقت , وقالت له بتلعثم:
" هل أعتبر... هذا الكلام... عرضا جديا... للزواج؟ أرجوك , يا لوغان , لم أعد أتحمل النكات والأستهزاء".
وضع يديه على كتفيها برقة ونعومة وكأنه يخاف عليهما من الأحتراق نتيجة ملامستهما جسمها , وقال:
" أطلب منك الأعتراف بصورة نهائية بأنك تحبينني , أريد سماع ذلك منك".
همست بصوت مرتعش:
" أحبك , يا لوغان , أحبك حتى الجنون".

أبتسم بأرتياح ظاهر , ثم ضمها بقوة الى صدره , وقال:
" تأكدت من ذلك ليلة أمس , ماذا دهاك البارحة؟ ففي البداية , تصورت من طريقتك في معانقتي بأنك تقدمين قلبك على طبق من فضة , وفي اللحظة التالية كنت تبصقين في وجهي وتغرزين أظافرك بكتفي كقطة شرسة".
أحمرت وجنتاها , فأخفت وجهها في صدره حياء وخجلا ,وقالت:
" أعتقدت.... أعتقدت أنك لا تريدني الى لأجل اللهو, قلت أنك تريدني ... ولم تقل أنك تحبني".
منتديات ليلاس
أنهمرت الدموع الحارة من عينيها , فأمسك برأسها وراح يجفف خديها المبللين بفمه قائلا:
" يا لك من شابة غبية ! طبعا أريدك ,ولكن ذلك نتيجة حب جارف , أريدك لأنني عشقتك وأحببتك منذ اللحظة الأولى لنزولك من الطائرة ودخولك الى قلبي , ولكنك أقمت جدارا عاليا جدا بيننا , فتصورت أنني لن أستطيع تجاوزه أو تخطيه ,ولكن معانقتك الآن , يا حبيبتي , تمحو جميع الآلام التي شعرت بها".
" أوه , لوغان! كنت فعلا غبية وسخيفة , لم أفكر بك منذ البدء ألا كشاب ماجن , أنتبهت في وقت لاحق الى أنك لست كذلك , ولكنني أصبحت عندئذ متأكدة من أنك تحب شيلا ".
قبلها بمحبة وحنان فائقين , وقال:
" لم أحب أحدا غيرك , يا فتاتي الغبية ذات الشعر الأحمر.... يا حبيبتي جيني , يا جيني غلين تايلور , ألن يصبح أسمك هكذا في المساقبل القريب , بأذن الله؟"
نظرت اليه بشغف وهيام , ثم رفعت رأسها نحوه بحب:
" القريب جدا ,جدا".

النهاية


اماريج 11-01-11 01:00 AM

تمت بحمد الله
قراءة ممتعة للجميع للاعضاء وللزائرين :flowers2:
في امان الله
:liilase::liilas::liilase:

سومه كاتمة الاسرار 11-01-11 01:58 AM

واااااااااااااو الروايه اكثر من رائعه اما انت احلى اماريج فدائما متالقه ومتجددة وتسعين الى التميز وهو ما نجحتى فيه عن جداره ارجو ان تتقبلى مرورى ولكى منى اجمل تحيه
:flowers2::flowers2::flowers2::flowers2::flowers2:
:liilase::liilas::liilase:

nana*nana 11-01-11 03:17 AM

الف شكر ع تعبك الرواية كتيير ممتعه:flowers2:

اماريج 11-01-11 03:32 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سومه كاتمة الاسرار (المشاركة 2595366)
واااااااااااااو الروايه اكثر من رائعه اما انت احلى اماريج فدائما متالقه ومتجددة وتسعين الى التميز وهو ما نجحتى فيه عن جداره ارجو ان تتقبلى مرورى ولكى منى اجمل تحيه
:flowers2::flowers2::flowers2::flowers2::flowers2:
:liilase::liilas::liilase:



الاروع يالغلا هو مرورك العطرومتابعتك لها
وشاكرة لك تعبيرك الحلو واللطيف:c8T05285: كلك ذوق ياعسل وبتمنى دوما اظل عند حسن ظنكم فيا
ومشكورة على الوردات الحلوين ياعمري:rdd12zp1:
دمت بكل الود ياحياتي:flowers2:
:liilas::liilase:

اماريج 11-01-11 03:35 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة nana*nana (المشاركة 2595480)
الف شكر ع تعبك الرواية كتيير ممتعه:flowers2:


العفوووو حبيبتي انا يلي بشكرك لمرورك العطر وتواجدك الرائع فيها :rdd12zp1:
وسعيدة كتير انها عجبتك ^_^ وثانكس على الوردة يالغلا
دمت بكل الود ياقلبي
:flowers2:
:liilas::liilase:

ليلى3 11-01-11 05:02 PM

سلمت يداك امااااااااااريج على المجهود اللي بدلتيه في تنزيل الرواية
يعطيك الف عافية حبيبتي ولك مني اجمل تحية

http://images.lakii.com/images/Oct10...2010_merci.gif

فتاة 86 11-01-11 05:02 PM

أماريج الحلوة دائماً مميزة
بس طولتي علينا برواية كيف أحيا معك
الله يخليكي كمليها بسرعة
لأنو نحنا على نار لمعرفة الأحداث

الجبل الاخضر 11-01-11 10:10 PM

:55:برافو :55:برافو :55:برافو :flowers2:تسسسسسسسسسسسسسسسسلمين روايه روعه:Welcome Pills4: واختيار ممتاز :toot:ونتتظرجديدك:7_5_129:

hoob 13-01-11 02:41 PM

بصراحه روه وجميله زى كل اختياراتك
ونتمى المزيد من الابداع

انسى العالم 14-01-11 05:41 PM

يسلمواااا خيتو
رواياتك من الذوق ومن الاختيار كلها كلها تجنننن كالعاده
بجد ربي يعطيك الف عافيه
انسى العالم

اماريج 16-01-11 07:10 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ليلى3 (المشاركة 2596140)
سلمت يداك امااااااااااريج على المجهود اللي بدلتيه في تنزيل الرواية
يعطيك الف عافية حبيبتي ولك مني اجمل تحية

http://images.lakii.com/images/Oct10...2010_merci.gif



ياهلا وغلا بحبيبة القلب ليلى
والله يسلمك ياعمري ومرورك ياحلوة دوما بسعدني ياغالية وسعيدة انو الرواية عجبتك ياعسولة وثانكس على الصورة الروعة بس الاروع هو صاحبتها ربي يحفظك ياحلوة
دمت بكل الحب والود ياغاليتي:flowers2:
:liilas:
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فتاة 86 (المشاركة 2596141)
أماريج الحلوة دائماً مميزة
بس طولتي علينا برواية كيف أحيا معك
الله يخليكي كمليها بسرعة
لأنو نحنا على نار لمعرفة الأحداث


الاحلى حبيبتي هو انتي بمرورك وتواجدك وتعليقك الرائع ياعسل
ربي يحفظك ويسعدك ياغالية واسفة لاني عم اتاخر في كتابة رواية كيف احيا معك بس صدقا كتابتها مررررة صعبة الخط صغير ومش واضح بس الله بعين وبخلصها بخير وسلامة باذن الله دعواتك الطيبة ياحلوة
دمت بكل الحب والود ياقلبي:flowers2:
:liilas:


اماريج 16-01-11 07:16 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الجبل الاخضر (المشاركة 2596633)
:55:برافو :55:برافو :55:برافو :flowers2:تسسسسسسسسسسسسسسسسلمين روايه روعه:Welcome Pills4: واختيار ممتاز :toot:ونتتظرجديدك:7_5_129:


الله يسلمك ياحياتي منورة الرواية فيك ياامورة
وماتحرمنا هالطلة الحلوة ابدااااااااااااا ياعسولة دمت بكل الحب والود ياقلبي:flowers2:
:liilas:
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احمد سلامه (المشاركة 2598188)
بصراحه روه وجميله زى كل اختياراتك
ونتمى المزيد من الابداع


ياهلا وغلا بالحلوة
مرورك حبيبتي دوما سعادة لالي ربي يسعدك ويحلي ايامك ياغالية
وان شااءالله معاك العمر كله وربي مااتحرم منكم ابدااااااا
دمت بكل الحب والود يالغلا:flowers2:
:liilas:
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة انسى العالم (المشاركة 2599533)
يسلمواااا خيتو
رواياتك من الذوق ومن الاختيار كلها كلها تجنننن كالعاده
بجد ربي يعطيك الف عافيه
انسى العالم



ياهلا وغلا بالغالية
الرواية صدقا زادت نور على نور بطلتك الحلوة ياغالية
والله يعافيك ياعمري ويسلمك ويحفظك وماتحرمنا هالمرور الحلو ياحلوة دمت بكل الحب والود ياغاليتي:flowers2:
:liilas:

انكوى قلبي 18-01-11 06:07 PM

رائعه جدا يا اماريج تسلم ايدك علي هذا الختيار الاكثر من رائع

ساكنه 19-01-11 05:48 PM

:8_4_134::flowers2::Welcome Pills4:كثير كثير حلوة مشكووووووووووورة بجد الرواية حماااااااااااااس منتضرين التكملة بشوق
ودمتي لي في قلبي سكنة

ساكنه 19-01-11 07:11 PM

:8_4_134:فل الفل ياقمر اختاراتك المتميزة والاروع صرنا نتابع اختاراتك للروايات ياقمر واتمنى انك تقري رواية الواحة وهل تخطئ الانامل وفي رواية قرئتها مش فاكر ةاسمها مازلزلت ابحث عنها للاسف مالقيتها وهي ان اصغر الاخوات تضحي وتزوج وتنقد ابوها لاان اختها الكبر رفضت الزوج من البطل فاتقوم هي بالمبادرة وتقنعو انو يتزوجها وهي تحب تكلم مع الاشاجر والغابات هذ الافاكرتو وياريت افتكر اسمها لااني قرتها قبلتسع سنين وارجو ان تتقبلي مروري ودمتي لي في قلبي سكنة:friends:

اماريج 19-01-11 11:54 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة انكوى قلبي (المشاركة 2605446)
رائعه جدا يا اماريج تسلم ايدك علي هذا الختيار الاكثر من رائع


ياهلا وغلا بالحلوة
اسعدني جداااااا مرروك فيها حبيبتي الرواية صدقا نورت فيك ياعمري وسعيدة كتيررررررر انو اختياري للرواية عجبك يالغلا
دمت بكل الحب والود ياغالية:flowers2:


اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ساكنه (المشاركة 2606908)
:8_4_134::flowers2::Welcome Pills4:كثير كثير حلوة مشكووووووووووورة بجد الرواية حماااااااااااااس منتضرين التكملة بشوق
ودمتي لي في قلبي سكنة

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ساكنه (المشاركة 2607054)
:8_4_134:فل الفل ياقمر اختاراتك المتميزة والاروع صرنا نتابع اختاراتك للروايات ياقمر واتمنى انك تقري رواية الواحة وهل تخطئ الانامل وفي رواية قرئتها مش فاكر ةاسمها مازلزلت ابحث عنها للاسف مالقيتها وهي ان اصغر الاخوات تضحي وتزوج وتنقد ابوها لاان اختها الكبر رفضت الزوج من البطل فاتقوم هي بالمبادرة وتقنعو انو يتزوجها وهي تحب تكلم مع الاشاجر والغابات هذ الافاكرتو وياريت افتكر اسمها لااني قرتها قبلتسع سنين وارجو ان تتقبلي مروري ودمتي لي في قلبي سكنة:friends:


ياهلا فيك ياحلوة
واسعدني جداااااااااا انو الرواية عجبتك ياعسل
وبالنسبة للروايات يلي ذكرتيهم انا قرائتهم من زمان وكانوا حلوين يالغلا
شاكرة لك مرورك فيها ياحياتي وماتحرمنا هالطلة الحلوة ابدااااااااا ياامورة
دمت بكل الحب والود يالغلا:flowers2:


قماري طيبة 20-01-11 06:48 PM

thaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaanks

Rehana 21-01-11 04:43 PM

يعطيك العافية حبيبتي على نقل الرواية واكيد هي حلوة لأنها من اختيارك:flowers2:

http://www.mooode.com/data/media/275/5thanks_3.gif

ساكنه 21-01-11 05:11 PM

:flowers2::flowers2::friends::friends::8_4_134::55::55::55:: 55::55::rdd12zp1::rdd12zp1::rdd12zp1::rdd12zp1::hR604426::f6 3::f63::f63::f63::f63::rdd12tf:مشكوووووووووووووووووووووووووو وووووورةمن الاعماااااااااااااق ودمتي لي في قلبي سكنة

اماريج 22-01-11 12:55 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قماري طيبة (المشاركة 2608514)
thaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaanks


العفوووو حبيبتي
انا يلي بشكرك لمرورك وتواجدك فيها يالغلا :flowers2:
:liilas:
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ساكنه (المشاركة 2609810)
:flowers2::flowers2::friends::friends::8_4_134::55::55::55:: 55::55::rdd12zp1::rdd12zp1::rdd12zp1::rdd12zp1::hR604426::f6 3::f63::f63::f63::f63::rdd12tf:مشكوووووووووووووووووووووووووو وووووورةمن الاعماااااااااااااق ودمتي لي في قلبي سكنة


العفوووووو ياحلوة شكلك قرائتها مرة تانية من حلاوتها :lol:
منورة حبيبتي وشاكرة لك تواجدك فيها يالغلا وثانكس على الوردات الحلوين ياحلوة:flowers2:
:liilas:

اماريج 22-01-11 12:57 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Rehana (المشاركة 2609765)
يعطيك العافية حبيبتي على نقل الرواية واكيد هي حلوة لأنها من اختيارك:flowers2:

http://www.mooode.com/data/media/275/5thanks_3.gif


الله يعافيك حبيبتي
وشاكرة لك مرورك وتواجدك العطر فيها وتعليقك يلي اسرني جداااا ربي يحفظك ويحلي ايامك ياغاليتي:flowers2:
دمت بكل الحب والود ياقلبي:liilas::liilase:


hamesha 07-02-11 04:18 AM

rewayaaa maraa raw3aaaa chokrann laki amarejjj

asila 22-02-11 01:42 PM

انا عضوة جديدة و اريد شكرك عزيزتي اماريج على مجهودك الرائع

زهرة منسية 24-02-11 11:04 PM

يسلموا اناملك الرقيقه رووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووعه

حنان محمد ابراهيم 08-09-11 10:31 AM

جميلة جدا وممتعة شكرا لك على اختياراتك

nounoucat 09-09-11 12:25 PM

رواية غاية في الروعة يسلموا الأيادي يا أحلى أماريج :55:

ندى ندى 17-09-11 03:37 AM

روعه روعه روووووووووووووووووووووووعه

سماري كول 14-05-13 06:36 PM

رد: 131_حقيبة الجراح_جانيت ديلي_روايات عبير القديمة (كاملة)
 
تسلمين ع الروايه الحلوه حبوبه

هالة حزن 05-03-17 02:25 PM

رد: 131_حقيبة الجراح_جانيت ديلي_روايات عبير القديمة ( كاملة )
 
الرجاء الرواية كاملة فضلا

Moubel 26-04-21 10:23 PM

رد: 131_حقيبة الجراح_جانيت ديلي_روايات عبير القديمة ( كاملة )
 
رواية جميلة شكرا لك على المجهود

هاله عيسى 04-06-21 02:33 PM

رد: 131_حقيبة الجراح_جانيت ديلي_روايات عبير القديمة ( كاملة )
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اسعد الله صباحكم بكل خير وسعادة يارب العالمين


الساعة الآن 03:54 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية