منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f449/)
-   -   49 - السعادة في قفص - آن هامبسون - روايات عبير القديمة ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t147748.html)

سفيرة الاحزان 27-08-10 12:24 PM

49 - السعادة في قفص - آن هامبسون - روايات عبير القديمة ( كاملة )
 

رواية السعادة في قفص
آن هامبسون

عبير القديمة

الملخص :
الاحلام كالغيوم تتجمع في وديان القلب منها ماتدفعه رياح الايام بعيدا... فينسى ويمحى من الذاكرة
ومنها مايمطر قطرات سعيدة فيتفتح زهر الحب .
احلام آلين الفتاة الفقيرة عبارة عن اكاذيب بيضاء صغيرة تحيط بعالمها المقفر ولا تلبث ان تطيرها الصدمات واحدة تلو الاخرى ..
حلمت بالزواج من رجل غني ينتشلها من يومياتها البائسة... ويجعلها قادرة على تربية جنكس اليتيمة التي تركها رجل عابر واختفى..
منتدى ليلاس
قالت لها الخاله سو: الزوج لايسقط في سلة من السماء.
لذا لم تمانع حين عرضت عليها شقيقتها التوأم استيل السفر مكانها في رحلة بحرية الى اليونان, انتهت بسجنها في قلعة سيمون الاغريقي
الذي يسعى للانتقام من استيل لانها ضحكت على ابن اخيه ونهبت ثروته...
كريت جزيرة الرجال المتوحشين ..فكيف تكون نهاية آلين بين يدي سيمون الكريتي المنتقم ؟
للامانة منقول

سفيرة الاحزان 27-08-10 12:25 PM


1- فكرة ذابلة
استرخت الخالة سو في جلستها على الاريكة المصنوعه من شعر الخيل . ونظرت الى ابنة اختها قائلة :
- انا لا اوافق على هذه الزيارة الى استيل انها تجعلك تشعرين بعدم الاستقرار . هل ستذهبين حقا الثلاثاء المقبل ؟

اجابت آلين وهي تبتسم :

- بالطبع سأذهب بعد الا نتهاء من عملي . ولذا لن اكون معكم على العشاء .

ثم اضافت :

- ان استيل شقيقتي برغم اننا مختلفتان . الا انني لا احب ان افقد الصلة بها .

استغرقت آلين في التفكير , وقد ظلل الاسف عينيها الجميلتين الزرقاوين المائلتين للون الرمادي .

كانت فيما مضى هي وشقيقتها متقاربتين اشد التقارب وكم استمتعتا باللعب والسخرية من اصدقائهما لأنهما تؤآمان !

قالت الخالة سو :

- انكما متشابهتان تماما في الشكل , ولكنكما مختلفتان تمام في الامزجة والطباع وهذا يبدو غير معقول . ان استيل امرأة لعيون !

لم ترد آلين على ذلك واضافت العجوز :

- اعم انك لاتحبين ان استعمل هذا التعبير . ولكنه ليس كافيا لوصفها .

- لقد تغيرت الأمور منذ كنت صغيرة ياخالتي . اصبح من الطبيعي ان يكون للواحدة اصدقاء .

- بالجملة ؟

- نعم بالجملة .

كانت آلين تقوم برتق احد جواربها . وتنهدت وهي تقول :

- لو كان لي صديق لأرسل لي ملابس جديدة , ولما اضطررت لأن اقوم بهذا العمل اني اكره رتق الجوارب .

ظهر الاضطراب على خالتها فجأة :

- هذه ليست اول مرة اسمعك تتكلمين بهذه الطريقة . ارجو الا تكوني جادة فيما تقولين .

هزت السيدة العجوز رأسها واستطردت تقول قبل ان تستطيع آلين اجابتها :

- لا . لا استطيع ان اتصورك مع صديق ان اخلاقك اعلى من ذلك .

- نعم , ولكنها اصبحت موضه قديمة .
منتدى ليلاس
وقطبت آلين وهي تنظر الى الجزء الذي اصلحته ثم تنهدت مرة اخرى :

- هذه الجورب يجب ان تكفيني حتى الاسبوع المقبل . ان جنكس تأخذ كل نقودي .

- كان يجب ان تجدي من يتبناها قبل ان تتعلقي بها الى هذه الدرجة .

- نعم لسوء الحظ ولذلك نحن نحتفظ بها . يا لهؤلا الرجال !

قالت ذلك وهي تخبط بقبضتها الصغيرة على ذراع الآريكة :

- ان كيت قد مات . لذلك لا داعي لأن نبدأ في اتهامه .

- انك طيبة القلب اكثر من اللازم . اية فتاة اخرى ما كانت تسمح لرجل ان يلقي عليها طفلة بهذه الطريقة ؟ من الجائز ان صغر سنك في ذلك الوقت هو السبب كان عمرك 17 عاما فقط .

واستغرقت السيدة العجوز في افكارها ثم استمرت قائلة :

- لقد مرت 5 سنوات على ذلك . كم يمر الوقت بسرعه . 5سنوات .

ولكن الغريب ان صوتها الهادئ , لم يكن ينم عن اي آسف .

لم تقل آلين شيئا ولكن انتابها خوف غريب . قالت الخالة سو لأحدى الجارات انها مستعده تماما لاستقبال الموت .

واجفلت السيدة العجوز من الألم وهي تحرك ظهرها , ولكنها استقرت في جلستها مرة اخرى . ونظرت لآلن نظرة غريبة وسألتها اذا احبت كيت حقا في يوم من الايام . فقالت آلين :

- لا اظن ذلك . كنت اشعر بالاسف من اجله عندما ماتت ربيكا وهي تلد جنكس , ولهذا اخذت الطفلة . وانت تعلمين ان كيت كان يدفع لي لأترك عملي وأعتني بها . وطلب مني ان اتزوجه بعد انقضاء فترة مناسبة من الوقت وقد وافقت من اجل الطفلة كانت لطيفة جدا بمجرد ان حملتها لم استطع تركها . اني احب الاطفال كما تعلمين . ولذلك وعدت ان اتزوج كيت .

وسكتت آلين وهي تتذكر الماضي . كان عمرها 17 عاما فتاة مرهفة القلب عندما صدمتها وفاة اعز صديقة لها والتي تكبرها بعام ونصف فقط .

وكيت حطمه الحزن او على الاقل هكذا بدا , وكانت آلين تحاول مواساته وتوسل اليها والدموع تنهمر من يعينيه ان تعتني بجنكس ووافت آلين .

التي كاد الحزن يقتلع قلبها . بلا تردد ان تتولى العناية بالطفلة . وطلب منها كيت حينذاك ان تترك عملها ووعد ان يعوضها ماديا .

لأنه يكسب كثيرا من المال . قالت آلين وصوتها يقطر بالمرارة :

- لقد اخذت الطفلة وليس الرجل . لم اتوقع ابدا ان يخدعني كيت ويهرب بهذه الطريقة . واقسمت حينذاك انه ان واتتني فرصة لأن اجعل اي رجل يدفع ثمن ما اقترفه كيت في حقي , الا اتردد في ذلك ولكن الفكرة ذبلت مع الزمن .

وطرفت عيناها وارتعش فمها الجميل قليلا . ولم تسمح لنفسها بالشعور بالشفقة على نفسها ولكنها احيانا . رغما عنها , تفكر في الصفقة الخاسرة التي تركها لها كيت . ولم يكتف بأن يخدعها هي . ولكنها خدع زوجته ايضا . لأنه كان على علاقة بأخرى في الوقت الذي كانت زوجته فيه حاملا بجنكس .
قال الخالة سو في غضب :
- تلك الفتاة التي هرب معها حقيرة , كانت تعلم انه ترك جنكس معك .
وحاولت آلين تهدئتها خوفا عليها من اي انفعال قد يؤلمها , ولكن السيدة العجوز استطردت :
- كان يعلم ما يفعله , وتاكد بانه وجد انسانه ساذجة لن تبلغ الشرطة عنه .
- ويعلم انك لن تفعلي ذلك ايضا .
لم تستطع آلين الا ان تذكرها بذلك .


- تكلمت كثيرا عن الذهاب للشرطة عندما علمنا بهربه مع تلك الفتاة . ولم تفعلي شيئا . كنت خائفة مثلي . انه في حالة لو ابلغنا الشرطة سيأخذون جنكس ويضعونها في ملجأ الاطفال اليتامى .
قالت الخالة سو مادفعة عن نفسها :
- حسنا كانت طفلة صغيرة تأسر القلوب . ولكنها لم تكن جميلة .
- كانت جميلة ياخالتي .
- ذها رأيك دائما يا عزيزتي . ولكن ذلك النمش على وجهها وانفها الصغير الأفطس ! اما عيناها فجميلتان . اني اعترف لك بذلك. انهما واسعتان ومائلتان عند الاطراف , آه نعم كانت طفلة جذابة وهادئة .
- لم نكن نشعر ان لدينا طفلة في المنزل .
ردت آلين وهي تلوي قسمات وجهها :
- نعم كان ذلك قبل ان تبدأ بالحركة , ولكننا الآن نشعر بالتاكيد ان هناك طفلة في المنزل .
- لو كنا فقط علمنا بتلك الحادثة التي قتل فيها كيت . كنا قد فعلنا شيئا للحصول على اعانة من الدولة من اجل الطفلة . ولكن لسوء الحظ لم نسمع بموته الا بعد 3 سنوات م حدوثه .
هزت آلين رأسها وقالت :
- لم يكن من الممكن ان نطالب بذلك , وانت تعلمين جيدا اننا نخالف القانون بابقاء جنكس معنا , فنحن لم نتبناها وكان المفروض ان نبلغ الشرطة او السلطات المحلية بمجرد ان ذهب كيت ليس من حقنا ان نصمت كما فعلنا . اما لو كنت تزوجت كيت فكان الوضع سيختلف . اذ اصبح من حقي ان احتفظ بها .
ردت الخالة سو بعنف :
- كان الوضع سيتغير من عدو نواح . كنت ستحصلين على معاش لك كأرملة واعانة للطفلة . اما الآن فأنت تثقلين نفسك في العمل لتستطيعي اعالة الطفلة وتضحين بنفسك . وفي الوقت نفسه لا تستطيعين المطالبة بشيء . هذا ظلم انني افقد صوابي يا آلين .
نظرت آلين للوجه العجوز المتغضن بقلق وقالت :
- هدئي من روعك ياعزيزتي ... لقد اتخذت القرار , ربما كنت اصغر من ان اتخذ مثل هذا القرار , ولكني لم اندم على ذلك . ولن اندم .
منتدى ليلاس
استمرت الخالة سو تقول غير آبهة لمقاطعة آلين لها :
- ان ذهابك لاستيل ومشاهدتك لكل مظاهر الترف التي تعيش فيها , والتي تصينها لي عند عودتك لا يساعدك , ولكنك كنت دائما الصغيرة البلهاء التي تقدم كل التضحيات . ان هذا لا يفيدك واظن انك لا تستطيعين شيئا ازاء ذلك لأن هذه هي خصيتك .
وتوقفت عن الكلام وازداد تقطيبها وهي تنظر الى ابنة اختها التي تركز اهتمامها على الفتق في جوربها . كان رأسها منحنيا وورقعت نظرة الخالة سو على رقبتها الجميلة وشعيراتها الصفراء الذهبية التي تضيء كنقط من النور تحت اشعة الشمس المتدفقه من النافذة .
اما شعرها الكثيف اللامع ذو اللون الاصفر الذهبي فكان يسقط بحنان على وجهها ويخفيه قليلا .
وتنهدت السيدة العجوز واستغرقت في التفكير لقد حضرت اليها آلين وهي في الـ16 من عمرها عند وفاة والدها
وكانت والدتها قد توفيت قبل ذلك بـ5 سنوات اما شقيقتها استيل فانتقلت الى شقة احدى صديقاتها في لندن .
وبرغم انها لم تفقد الاتصال بآلين الا ان الروابط بينهما لم تكن وثيقة . نظرت آلين الى اعلى . كانت نظرة خالتها مفكرة .
وكانت تهز رأسها بشكل يكاد يكون غير ملحوظ .
- ماذا بك ياعزيزتي ؟
نظرت اليها آلين بحب , وقالت قبل ان تستطيع الخالة سو الرد عليها :
- لا يهم , قد استطيع اقتناص ذلك الرجل الغني الذي اتكلم عنه احيانا , ياه ! ألن يكون ذلك رائعا ان يتمتع المرء ببعض الرفاهية !
عاد القنوط الى جبين السيدة العجوز التي قالت لآلين بطريقتها الصريحة ان الفتيات المحرتمات لا يتكلمن عن اقتناص الرجال .
كما نصحها بأن تصرف النظر تماما عن فكرة الحصول على زوج غني ببساطة , لأن الازواج الاغنياء يبحثون دائما عن زوجات غنيات . ثم استمرت تقول بشيء من القلق :
- في كل الاحوال , اية فرصة لديك لمقابلة رجل غني او فقير ؟ انك لا تخرجين ابدا الا في تلك النرات النادرة التي تزورين فيها استيل سيئة السمعة .
- انك تعلمين ياخالتي اني لا استطيع الخروج, اولا لأني سأحتاج لملابس لائقة . وثانيا لأن ليس لدي نقود التي انفقها على الخروج .عندي ما هو أهم لأنفق نقودي عليه .
- جنكس !
- انها تستحقها .
لم تستطع الخالة سو ان ترد برغم غيضها . فإن تعتبير وجهها بدأ يرق وهي تنظر الى صورة صغيرة موضوعه بين الصور في الركن .
منتدى ليلاس
قالت آلين .. وهي تبتسم ولكن بلا تفاؤل :
- قد اقابل ذلك الرجل الغني عن طريق استيل .
فردت الخالة سو بحدة :
- ارجو مخلصة الا يحدث ذلك . ان انواع الرجال الذيم تعرفهم استيل لن يتزوجوك . فهم جميعا فاسدون .
هزت آلين كتفيها قائلة :
ان هذا صحيح على ما اظن . لم تكن استيل تسعى الى الزواج لذلك لم يكن يهمها ان الرجال الذين تعرفهم لا يبحثون الا عن المتعة العابرة .
- ان ما تحتاجينه هو رجل لطيف متزن يكون مخلصا لك .
- مخلص ؟
هزت آلين رأسها بحزن وقالت :
- هل يمكن ان يتوقع المرء ان يجد رجلا مخلصا في هذه الايام مع كل الاغراءات التي توجد امامهم في كل وقت ؟


سفيرة الاحزان 27-08-10 12:41 PM


- الرجل المستقيم يستطيع ان يقاوم الاغراء .

ثم اضافت الخالة بحزم :

- والرجل الذي ستحصلين عليه ياعزيزتي . سيكون قد انتهى من مغامراته واستعد للاستقرار .

- انها مثل عليا واحلام .

- ان من سيفوز بك سيكون سعيد الحظ لحصوله على فتاة طيبة واذا كان لديه اي تفكير سلين فهو لن يجازف بفقدك .

وضعت ألين الابرة والخيط في علبة الحياكة وقالت :

- ان لدي شعورا اني لن اتزوج ابدا ولذلك فمضوع الاخلاص لا يشغل بالي كثيرا .
منتدى ليلاس
ومع ذلك سمحت لخيالها ان ينطلق . لو لم تكن قد تعرفت على ربيكا وكيت لكانت الآن حرة كأية فتاة في سن الـ20

فتنطلق مع امثالها من الشباب في سعادة وعدم مبالاة . وتتبع الطريق الذي اتخذته اغلب زميلاتها في الدراسة تخطب وتتزوج .

ان اثنتين من صديقاتها اصبح لديهما اطفال . واخرى تزوجت من شخص كندي وتعيش حياة سعيدة في مزرعة ورابعة تقضي وقتا ممتعا في مصر مع زوجها الذي يعمل في السفارة هناك .

وكانت الخالة سو تقول :

- لن تتزوجي ابدا . هذا كلام فارغ . يجب ان تخرجي اكثر يا عزيزتي , ان لدي شيئا من المصاغ انوي بيعه يمكنك ان تأخذي ثمنه .

- لن اتركك تبيعين مصاغك لتعطيني المال لأبعثره .

- قالت الخاله سو بضيق :

- اني اكره هذه الكلمة فأنت تعتبرين اي نقود لا تنفق عليّ او على جنكس او على البيت تبذيرا , لقد استعملت هذه الكلمة في الاسبوع الماضي عندما اشتريت لنفسك خفا . ىن الآوان لكي تنفقي قليا على نفسك .

لم تقل آلين شيئا وهي تضع علبة الحياكة في الخزانة واستطردت الخالة سو تقول :

- اريدك ان تخرجي وتقابلي الناس .

- احست آلين بالقلق . هل في نبرة السيدة العجوز شيء من اليأس أم ان آلين تتخيل ذلك ؟

شعرت آلين اكثر من مرة في الايام الاخيرة ان خالتها اصبحت قلقة جدا على مستقبلها .

- سأعتني بجنكس يا عزيزتي آلين . انها لا تستيقظ ابدا بعد ان تنام .

ولم ترد آلين , وتذكرت ان خالتها كانت في البداية تقوم بكل احتياجات جنكس لأن آلين كانت مضطره للعودة الى العمل بعد ان توقف كيت عن دقع النقود مباشرة .

وكان ذلك بعد شهرين فقط من أخذ الطفلة . ومنذ بدأت جنكس تذهب للمدرسة بعد ان اصبح سنها 4 سنوات ونصف .

بدأت الأمور تصبح اسهل بالنسبة الى الخالة سو . اذا كانت في حالة صحية اسوء كثيرا من ذي قبل .

وتعالني من الروماتزيوم وكل ما اصبحت تستطيع عمله الآن هو ان تقدم الطعام لجنكس بعد عودتها من المدرسة السعة 3.30 بعد الظهر .

- ان وجودك ليلا لا يعني اني يجب ان اخرج . حقيقة ان جنكس تنام نوما عميقا ولكنها قد تستيقظ وانا لا اريدك ان تتعبي من اجلها .

( إن وجودك ليلاً لا يعني أني يجب أن أخرج .
حقيقة إن جنكس تنام نوماً عميقاً ، ولكنها قد تستيقظ وأنا لا أريدك
أن تتعبي من أجلها . )
سمعت آلين صوتاً من الحديقة الخلفية ،جعلها تتوقف عن الكلام ويبدو السرور في عينيها .
وسقط عنها الإكتئاب الذي كانت تشعر به طوال اليوم ،
منذ أن آلقى الساعي بكل تلك الفواتير في صندوق البريد قبل أن تذهب للعمل في الصباح .
( ها هي ابنتي قادمة ) .
قالت آلين وهي تبتسم بترحيب بينما فتح الباب بشدة فاصطدم بالبوفية .
وردت الخالة سو بأسى :
( أبنتك !)
منتدى ليلاس
ومع ذلك امتلأ وجهها بالسرور عندما اندفعت الطفلة داخل الغرفة كالزوبعة بعينيها البنيتين الفاتحتين تفيضان بالحيوية .
ووجهها ذي النمش وقد تلطخ بالشوكلاته وأنفها الأفطس المضحك .
( أمي . لقد عملت لك بطاقة لعيد الفصح . قالت المدرسة أنها أجمل بطاقة
في الصف وقد بكت مارغريت كرشو لأنها بطاقتها ليست أجمل بطاقة انظري !
إن بها بطاً . أقصد دجاجاً . )
قالت وهي تصحح نفسها وتبتسم ابتسامة عريضة .
ثم تلعق فمها بلسانها لتزيل آثر الشوكولاته .
أخذت آلين البطاقة وهي تفحص الطفلة بعينيها وأخيراً استقرت نظرتها على وجهها .
( من أين لك هذه الشوكولاته! لم يكن معك نقود ) .
جلست آلين على الكرسي ونظرت إلى البطاقة في يدها .
قالت الطفلة :
( قدمها لي بول هادون . لأني قلت له أني سأقبله ولكني لم أفعل .
أخذت الشوكولاته وجريت ولكنه يجري أسرع مني لذلك أمسكني وضرب قدمي .
ولكنه لم يستطع أن يسترد الشوكولاته لأني حشرتها في ... )
توقفت جنكس عن الكلام عندما رآت آلين تعبس ثم عادت تقول وعيناها تبرقان :
( لأني وضعتها في فمي بسرعة )
وانحنت لتمسح مفصل قدمها .
( أنظري إلى هذه الخبطة ! سأكتب له على دفتر الحساب غداً وسيجعله المدرس
يقف في الركن وسيضحك عليه كل الصغار ) .
قالت الخالة سو وقد قطبت جبينها :
(سيوضع في الركن أليس كذلك ؟
أنت التي ستوضعين في الركن يا آنسة !
إن بول لن يعاقب على ما ارتكبته أنت ) .
اتسعت عينا الطفلة .
( هل تعتقدين أن سيفتن ؟ لا إنه لن يفعل لأن كل الأطفال سيلقبونه بالفتان ) .
وأخذت تلعق الشوكولاته مرة أخرى بلسانها .
فقالت السيدة العجوز بإهتمام :
( يجب أن تعالج سلوكها وطريقتها في الكلام يا آلين .
لا نستطيع أن نتركها هكذا ) .
وهزت آلين ، التي كانت مشغولة بالبطاقة . رآسها موافقة ونظرت الخالة
سو إلى الطفلة مرة آخرى وقالت :
(أين شرائط شعرك ؟ أي صبي آخذها هذه المرة ؟ )
(دافيد كيرشلي ، لقد شدهما الأثنين ووضعها في البالوعه ) .
اشتعلت عيناها وأطبقت كتفيها :
( لقد شددت شعره حتى صرخ بكل قوته . وحضرت سيدة وطلبت مني أن أتركه .
منتدى ليلاس
ولكني لم أفعل فقالت لي أني طفلة صغيرة مشاكسة .
فأخرجت لها لساني . فقالت إني أحتاج لعلقة ساخنة فأخرجت لها لساني مرة آخرى .
كانت سيدة مضحكة . أمي هل تسمعينني ؟ )
( نعم يا عزيزتي إني أسمعك بالطبع ) .
( تلك السيدة لها أنف كبير وأسنانها كانت تتخبط وترتفع وتنخفض وهي تتكلم .
هكذا . . أوه ! إني لا أستطيع أن أفعل ذلك هل تستطيعين أنت يا آماه ؟ )
( لا يا حبيبتي لا أستطيع . هذه البطاقة جميلة جداً لقد أحسنت رسمها حقيقة )
لمعت عينا جنكس البنيتان لهذا المديح وذهبت حيث تجلس آلين وطوقت عنقها ووضعت خدها على خد آلين .
(هل تحبين ما كتبته فيها ؟ من أجل أمي لأني أحبها وفيها أيضاً خمسون قبلة ! )
أخذت تتبع بأصبع قذر العلامات على جانبي البطاقة .
( تستطيعين أن تعديها بنفسك إذا أردت ) .
(إني أصدقك ) .
( كنت سأضع مائة ولكن قلمي أنكسر ورفضت المدرسة أن تبرية لي وأردت
سرقة قلم سوزان فوستر ولكنها كانت تمصه وتمضغ طرفه وكان مبتلاً لذلك لم أسرقه .
ولم أستطع أ ن أكمل القبلات .
سأعطيك قبلة حقيقة إذا أردت ) .
( لا ، ليس وفمك ملطخ بالشوكولاته . أذهبي وأغسلية ) .
( حاضر )


سفيرة الاحزان 27-08-10 12:43 PM

ذهبت جنكس بمرح ولكناه توقفت عند الباب .
( نسيت أن أخبرك أن جانيس بتس كانت مريضة ) .
( جانيس أبنة المدّرسة ) .
( نعم . . . كان عندها ! اسهـ اسهـال .. أستطيع أن أنطق الكلمة ولكنها كانت
ترفع يدها طوال الوقت وكانت السيدة بتس تغير لها .
أنت تفهمين ما أريد أن أقوله ، أليس كذلك . ؟ )
هزت آلين رأسها وهي تحاول إلا تضحك واستمرت جنكس تقول :
( كانت السيدة بتس تغسلها وتضعها على المدفأة .
وحضر الناظر فرآها وسأل السيدة بتس فأخبرته فطلب منها أن تأخذ جانيس للمنزل .
منتدى ليلاس
وحضرت فتاة كبيرة لتعتني بنا . آوه ! إنها قصة طويلة أليس كذلك !)
التقطت جنكس أنفاسها ولكنها استأنفت الكلام على الفور .:
( لقد كانت هذه الفتاة لطيفة وشعرها أسود وقالت إن رسمي جميل وهي أيضاً رسمها جميل لأنها رسمت صورة وأرتني إياها.
وهي ستذهب لمدرسة الفنون عندما تبلغ السادسة عشرة لأن شقيقها يذهب لمدرسة الفنون لتعلم الرسم . . . )
توقفت جنكس مرة أخرى لتلتقط أنفاسها فتبادلت السيدتان النظرات
نظرة آلين الضاحكة ونظرة الخالة سو اليائسة والتي أثارت ضحك آلين التي تحاول إلا تضحك فتشجعت جنكس على الإسترسال :
( هل يمكني أن أذهب لمدرسة الفنون عندما أبلغ السادسة عشرة ؟ )
( سوف تعملين يا فتاتي لتحضري لوالدتك بعض النقود ) .
وحزنت آلين ، كانت جنكس متعبة في بعض الأحيان ولكنها ذكية جداً .
وكانت آلين تأمل أن تستطيع ارسالها إلى المدرسة طالما لديها الإستعداد لذلك .
قالت جنكس لخالتها :
(إني لا أريد أن أذهب للعمل . أنا أريد أن أتزوج لأن الوالد سيعطيني نقوداً كثيرة .
وكل ما علي أن أفعله هو أن أعتني بالإطفال وأغسل الأطباق .
إننا نلعب لعبة الأمهات والأباء في المدرسة وهي ليست شاقة .
ولكن عليك أن تقبلي الوالد وأنا لا أحب ذلك وقد أخبرت السيدة بنس فأخبرت بول ودافيد بألا يهتما بالقبلات
وأ ن يستمرا في اللعب . آه هناك شيء آخر نسيت أن أخبرك به .
لقد حصلت آفريل على طفل وليد إن الطفل بنت ولكن آفريل كانت تريد ولداً .
لقد كانت تتفاخر علينا طوال الوقت وقد اغتظت منها فقلت لهم أن والدتي
ستلد طفلاً أيضاً فاندهشت السيدة بتس وسألتني إذا كنت متأكدة فقلت إني متأكدة بالطبع .
فنظرت إلي ّ نظرة غريبة ثم هزت كتفيها هكذا ) .
أنبتها الخالة سو قائلة :
( إنك فتاة مشاكسة جداً لتحكي هذه القصص .
يجب أن تخبري مدرستك غداً أن والدتك لن تلد طفلاً . هل تسمعين ؟ )
فتكور وجه الطفلة .
( ولكني أريد طفلاً بشدة . إن كل من في الصف تقريباً لديهم أطفال ) .
ثم نظرت لآلين وقالت :
( لماذا لا أستطيع الحصول على طفل ؟ )
( لآن ليس لديك والد يا عزيزتي . إن الأمهات لا يستطعن الحصول على أطفال إلا إذا كان لهن أزواج ) .
سكتت جنكس وهي تحاول التفكير في حل .
( إلا تستطيعين أن تجدي زوجاً ؟ )
هزت آلين رأسها بالنفي ولكنها ضحكت وهي تنظر لخالتها .
( ها نحن ثانية ! يبدو أني يجب أن أبحث عن زوج لأرضيكما أنتما الأثنيتن )
(إ ن داريل سومز لديه والد لطيف الآن ) .
ودفعت جنكس شعرها عن عينيها فلطخت وجهها واستطردت :
( لم يكن لديه والد من نيل ولكن والدته تزوجت . لقد ذهبت مرة مع داريل إلى منزله
وقد ابتسم والده واجلسه على ركبته أتمنى لو كان لي والد يجلسني على ركبته ) .
( على ركبته ! ) أظن أنه سيقلبك على ركبته كل يوم ليضربك ) ؟
ضحكت جنكس ثم قالت :
( لا . لن يفعل لأني سأكون عاقلة . إن المرء يكون دائماً مؤدباً ليرضي والده أليس كذلك ؟ )

نظرت للخالة سو لتؤكد كلامها . . ولكن الأخيرة نظرت فقط إلى وجه الطفلة الملطخ وأخذت
نفساً ثم أطلقته ببطء وهي تتنهد بيأس .
واستمرت جنكس بدون أن تتأثر بموقف الخالة سو :
( نعم هذا صحيح . إن المرء يجب أن يكون مؤدباً من أجل الآباء لأنهم رجال .
عندما تطلب والدة داريل منه أن يتوقف فهو لا يسمع كلامها .
ولكن عندما يطلب منه والده ذلك فهو يسمع كلامه على الفور ) .
قاطعتها الخالة سو :
( بحق السماء اذهبي واغسلي وجهك .
إن والدتك سوف تتركك تتحدثين حتى يوم القيامة !
اذهبي للحمام وأريحي لسانك هذا من الكلام ) .
بدأ الآلم على وجه الطفلة . ثم وضعت يدها على معدتها وقالت :
( أوه ! إني جائعة أنا لم آكل الطعام في المدرسة . لقد أعطتنا السيدة غراي أرزاً
وكاري .
منتدى ليلاس
إنها السيدة الجديدة التي تعطينا الطعام وهي سيدة لطيفة وتبتسم عندما تعطينا الطعام هل أخبرتك عن كلبها
الذي صدمته السيارة ؟ إنه لم يمت . . . )
( لا لم تخبرينا عن الكلب ولا نريد أن نسمع ) .
بدأت الخالة سو تغضب حقيقة . قامت آلين ودفعت جنكس قليلاً لتذهب للحمام .
( ماذا سنأكل مع الشاي ؟ )
( بيضاً مع الخبز المقدد ) .
( هذا عظيم هل أستطيع أن آخذ بيضتين مع قطعة خبز واحدة ؟ )
( لا ستأخذي بيضة واحدة مع قطعتين من الخبز ) .
( حسناً ولكني أريد مربى على قطعة الخبز الثانية ) .
وتنفست الخالة سو الصعداء عندما خرجت الطفلة وأغلقت الباب .
( حسناً .شكراً للسماء لبضع دقائق من الراحة ) .
ذهب الغضب عنها ولكنها لم تسترد مزاجها الهادئ .
كان وجهها جاداً وهي تقول :
( يجب أن تكوني أكثر حزماً مع الطفلة يا آلين . إنها تزداد سوءاً .
إنها فعلاً تحتاج لقبضة رجل .
إذا كانت هكذا وهي في الخامسة فكيف سيكون حالها وهي في العاشرة !)
(إني أخشى أن أفكر في ذلك ) .
اعترفت آلين ثم أضافت بعد لحظة :
( أنا لا أستطيع أن أضربها والكلام لا يؤثر فيها .
من الجائز أنها ستتحسن بطريقة طبيعية ؟ )
نظرت بأمل نحو خالتها التي هزت رأسها بالنفي .
( لا يا آلين . إنها لن تتحسن بطريقة طبيعية . يجب أن تكوني أكثر حزماً معها .
تصوري أنها أخرجت لسانها لتلك السيدة . يا ترى من تكون ؟ )
( يبدو أنها السيدة أركرايت وإذا كان هذا صحيحاً وإذا كانت فعلاً هي . فإنها
ستضيف كثيراً إلى ما حدث وتنشره بين كل الجيران ) .
( ماذا يهمنا من ذلك ؟ )
لم يبدو على الخالة سو أنها تشعر بالتناقض في موقفها وهي تواصل كلامها :
( لم يكن من حق تلك السيدة أن تدين الطفلة بدون أن تعرف كل القصة .
إذا كان هذا الولد قد أخذ شرائط شعر جنكس وألقى بها في البالوعه
فقد فعلت جنكس صواباً بشد شعره وخاصة أن ثمن شرائط الشعر إزداد كثيراً ) .
( هل لاحظت الجرح الجديد في ركبتها ) .
كانت آلين مازالت تمسك البطاقة ثم أعطتها الخالة سو وهي تقول :
( لا بد أنها وقعت مرة آخرى اليوم ) .
تنهدت الخالة سو بصبر وهي تنظر إلى البطاقة وقالت :
( لقد سئمت من الملاحظة . إن لديها أكثر من نصف دستة من الجروح في مراحل
مختلفة من الآلتئام .
ولكني رأيت ثوبها الممزق وبنطلونها الملطخ بالطين لابدأنها
كانت تتزحلق على ذلك التل وتسقر في القناة القذرة في أسفله ) .

سفيرة الاحزان 27-08-10 12:44 PM


وأعادت الخالة سو البطاقة لابنة أختها التي وضعتها في الخزانة ثم تنهدت وقالت :
( حسناً . . . كما قال أحدهم عندما أخذت الطفلة أنها ستكون سلوى وسنداً لك عندما تتقدمين في السن ) .
تتقدم في السن . . . تشعر الآن أنها تقدمت في السن .
تذكرت تلك الأيام التي كانت تشعر فيها بالحيوية والسعادة هي واستيل لقد كانتا تشعران بطعم
الحياة وبما فيها من تسلية وكانت تضحكان كثيراً .
وخاصة على الأصدقاء اللذين كان يصعب عليهم التمييز بينهما لأنهما كانتا ترتديان ملابس متشابهه .
كانت أياماً سعيدة خالية من الهموم ولكنها مرت سريعاً .
ولكن في السنوات الأخيرة كانت آلين تشعر بثقل المسؤولية التي تحملتها طواعية وكثيرا
ما تتساءل عما يحمله لها المستقبل .
ولم تكن تتصور نفسها إلا كفتاة عانس تنهي حياتها مثل الخالة سو التي كانت تقضي وقتها في الإستماع إلى الراديو والقراء ة
وتسير بمساعدة عكاز ، ولكن حتى في أسوأ حالاتها وعندما تكون روحها المعنوية منخفضة تماماً فهي لم تكن تندم مطلقاً على أخذ جنكس والإحتفاظ بها .
ولكنها يجب أن تفعل شيئاً لأصلاح سلوكها وآلفاظها وشخصيتها .
إنها تتفق تماماً مع الخالة سو في هذه النقطة فيجب إلا تحطم حيوية الطفلة وشخصيتها .
منتدى ليلاس
ولكنها يجب أن تهذبها وتهدئ من طباعها .
ولكن كيف ؟ كما قالت جنكس نفسها إن الأطفال يطيعون أباءهم ويحترمون كلمتهم أكثر مما يطيعوم آمهاتهم ويجسبون حسابهن .
وخاصة طفلة مثل جنكس تمتلئ حيوية مشاكسة . جنكس . . هل
هناك سم يناسب صاحبته أكثر من ذلك ؟ إذ أن معنى أسمها (موزعه المشاكل) .
قالت جنكس عندما جلس ثلاثتهم لتناول الطعام :
( إني أحب أيام الأربعاء . لأن أمي تكون موجودة في المنزل . عندما أعود .
كنت أتمنى أن تكوني موجودة كل يوم ) .
ابتسمت آلين وضغطت الخالة سو على شفتيها لعدم كياسة الطفلة .
لقد اضطرت آلين أن تترك المدرسة وتعمل وهي في السادسة عشرة من عمرها .
لأنه برغم أن خالتها استطاعت أن تقدم لها السكن إلا أنها لم تكن تستطيع أن تنفق عليها .
وقد التحقت آلين بآول عمل آمكنها الحصول عليه ولم تغيرة أبداً .
لأنها كانت محظوظة عندما أعادوها للعمل بعد أن تركته عندما أقنعها كيت بأخذ جنكس .
كانت تعمل في متجر كبير في المدينة ولم يكن أمامها آية فرصة للترقي في مثل هذا العمل .
وقد فكرت آلين كثيراً في التغيير ولكن المدينة صغيرة ولم تكن هناك فرص كثيرة .
كانت تود أن تصبح سكرتيرة خاصة . ولكن لم يكن لديها النقود لتحصل
على التدريب المطلوب لهذه الوظيفة .
ولذلك بقيت كما هي في عملها بدون أي تغيير تعمل خمسة أيام ونصف في الأسبوع .
ولا تحصل على أكثر من خمسة عشر يوماً إجازة سنوية .
وكانت عادة تقضي هذه الإجازة في القيام بالإعمال المنزلية التي كانت تضطر لإهمالها .
خاصة وأن خالتها لم تكن تستطيع أن تقوم إلا بعمل بسيط فكانت تأخذ الستائر والإغطية
للتنظيف وتخرج السجاجيد للتهوية أو تقوم بلصق ورق حائط لاحدى الغرف
أو بحياكة بعض الملاءات والأغطية المهترئة .
وكانت دائماً في مثل هذه الأوقات تتجه بأفكارها لشقيقتها والحياة الناعمة التي تعيشها .
منتدى ليلاس
لقد قدمتها صديقتها التي ذهبت لتعيش معها في المدينة من سنين مضت إلى رجل
وجد لها عملاًُ كموديل وهي تكسب من هذا العمل في بضع ساعات ما تكسبه آلين في أسبوع .
وأصبحت استيل الآن تملك شقة فاخرة . وبرغم أن آلين
لا يعجبها ذوق أختها في تأثيث الشقة إلا أن بها كل نفيس وغال .
وعندما تحصل استيل على أجازتها فهي تقضيها عادة في مكان خيالي مع أحد اصدقائها بحيث لا تقل عن ثلاثة أو أربعه أسابيع وقد تزيد

سفيرة الاحزان 27-08-10 12:46 PM


الفصل الثاني:اختلاف في نقطة..
في الساعة الثامنة مساء اليوم التالي ,كانت الين تدق جرس باب بيت شقيقتها انتظرت طويلا قبل ان تفتح شقيقتها الباب .
"اهلا ادخلي لقد خرجت لتوي من الحمام ,في الواقع نسيت انك ستأتين اليوم اذهبي لغرفة الأستقبال ,لن أتأخر.."
"نسيت اني سأحضر".
لقد اتصلت الين تلفونيا منذ اربع ايام فأعلنت استيل بحماس انها ستسر بروية صديقتها..
"هل كنت خارجة".
"لا.انت تعلمين اني أبقى مساء من كل اسبوع في المنزل,لقد اصبحت الحياة محمومة لدرجة اني أحتاج لذالك .صدقيني".
ودعتها استيل للجلوس بحركة من يدها .
"سأرتدي ملابسي حالا,خذي مشروبا وسيجارة وتناولي ما تستطعين من الشكولاتة ,اني لا اجرؤ ذلك".
وبطريقة الية مدت يدها لتاخذ المعطف من الين وعندما أخذته اختفت اتجاه غرفة النوم.
جلست الين على احد الكراسي وأخذت قطعة من الشكولاتة ,كان هناك كتاب مفتوح ومقلوب على الاريكة ,التقت الين الكتاب والقت عليه نظره واحدة ثم اعادته الى مكانه بسرعة كانت الين تظن ان الرجال فقط يقرأون مثل هذه الكتب.
بعد عشر دقائق كانت استيل تسحب احد الكراسي وتجلس على ذراعة"ما أخبارك؟".
ثم اضافت:
"لماذا؟ أسأل ؟قد تكون معجزة اذا كان لديك أي اخبار تقصينها لي".
منتدى ليلاس
ابتسمت الين وهزة راسها .فسألت استيل عن الخالة سوء.
"انها ما زالت تعاني من الرومتزيوم على ما أظن ؟"
قالت الين بحزن:
"وحالتها تسوء".
سكتت قليلا بتأمل ثم قالت:
"لقد أخبرت احد الجارات اخيرا انها مستعدة للموت وقد اخبرتني الجار بذالك .وقد بدأت انشغل.احيانا يكون الم فضيعا.وهي تحاول اخفاء ذالك عني ولكن اشعر به".
هزت استيل كتفيها:
"انها السن لا تستطيعين عمل شيء لها ".
ثم القت نظرة جانبية على شقيقتها وقالت:"انك لا تستطيعين الاقامة في المنزل لو حدث للخالة سوء شيء اليس كذالك؟"
"أظن أن المالك سوف يوافق على ان ابقى".
"انك متفأئلة انه منزل في ضواحي لندن ,ووتوقعي انه يؤجره الملك لكي".
انه سيكون في المزاد"
ونظرت استيل الي الين بشيء من العطف.
"لبد ان المالك قد تمن ان تموت منذوا وقت طويل".
"انا متأكدة انه ليس بهذا القسوة".

ولكن في نفس الوقت وهي تقول ذالك تذكرت ان الخالة سوء كتبت للمالك من فترة قصيرة ,وطلبت من الين ان ترسل الرسالة هل من الممكن ان الخالة سوء تطالب ان تغير عقد الايجار ؟اذا كان كذالك والمالك رد بعدم الموافقة فهذا يفسر القلق الذي انتابها في الأسابيع الأخيرة .وقد يكون السبب في الحاح الخالة سوء على ان تخرج الين اكثر وتقابل اشخاص من سنها أو على الأصح رجالا..لتستطيع العثور على زوج الخالة سوء مستعدة لبيع مصاغها...
بدأ الدم يهرب من وجه الين ,وبدأت تشك بان مرض خالتها أخطر مما تعتقد..فكرت الين والم يعتصرها في احتمال وفاة خالتها .ماذا سيكون مصيرها هي وجنكس في هذه الحالة,كلما فكرت فيما قالته شقيقتها كلما أقتنعت ان المالك سيطردها من المنزل والسبب بسيط وهو قربه من العاصمة يساوي مبلغا من المال ,بدأ قلب الين يدق بعنف ولكي تتخلص من هذه الأفكار المزعجة طلبت من اختها ان تحكي لها اخر الاخبار .
"عن حياتك انها ستصدمك انها دائما تصدمكي".
قالت استيل وهي تبتسم ابتسامة عريضة وتأخذ سجارة من العلبة وتشعلها:"ما هي اخر مغامراتك اخبرني عنها؟.لقد كان اخرهم اسمه جيمسي عندما كنت هنا في المرة الاخيرة "
"جيمسي".
قطبت استيل جبينها في محاولة لتركيز ,ولكن بعد قليل انفرج وجهها وقالت ضاحكة".
منتدى ليلاس
"انني لا استطيع ان اتذكر أي جيمس منهم اه .انه جيمس كرستيلي.لقد كان غبيا .خسر مبلغا كبيررا من المال في لعبة قمار .ولذالك انتهى بنسبة لي انا لا اطيق الرجل الذي لا يعرف ان يحافظ على ماله".
وتلا ذالك صمت كبير ,وكانت استيل غارقة في تفكير عميق ولكن ما كانت تفكر فيه اثار تعبير الغضب على وجهها وقالت:
"لقد كنت اخيرا اخرج من شخص يوناني".
"يوناني".
سألت الين بهتمام:"كم جنسية عرفت اذن؟".
"الله اعلم,لقد تعرفت على اشخاص من امريكا الجنوبية انهما خبراء امريكان واستراليون ودانمركيون واسيان .وهم ايضا يعلمون ماذا يفعلون."
توقفت مستجيبة لضحكة الين.
"ماذا حدث لقد كنت تصدمين لسماع مغامرتي؟".
"اظن انني بدات اعتادها".
"انني سيعدة بذالك .كنت اكره الاحراج الذي تشعرين به طوال الوقت .ماذا كنت اقول الان؟اه.ذالك اليوناني المجنون .كان صغيرا في السن عمره واحد وعشرون سنه.عائلته غنية جدا تعمل في كل شيء ..من مزارع الزيتون والدخان الى الفنادق والملاحة .عندما قابلته كان لتوه خارجا من وصاية عمه الشيء دام عشر سنوات وعمه هذا يبلغ من العمر الخامسة والثلاثين ..ولم يكن سولاس يتكلم كثيرا عن عمه ولكني فهمت من القليل الذي قاله عنه انه كان متشددا ولا يعطي الكثير من المال


سفيرة الاحزان 27-08-10 12:47 PM


ولذالك عندما بلغ الواحد والعشرين غادر جزيرة كريت حيث يقتلون بعضهم في المياوزات ويقتلون أي شخص يتعرض لهم او لعائلتهم باي اذى انهم اناس متوحشون ولهم قوانينهم الخاصة بالعقاب".
سكتت استيل لحظة تسحب نفس من سكارتها قالت الين بشك:"انك تبالغين.لا اظن ان هناك اناس يقومون هم بدور القانون هذه الايام اني متأكدة لا يقتلون بعضهم البعض ".
هزت استيل كتفيها:
"كما تشأئين هذا ما قاله سولاس ,واظن اني قرات عن هؤلاء الناس الذين لهم طريقتهم البربرية في الانتقام".وعلى سولاس .لقد قرر ان يبدأ عملا هنا في لندن واشترى لنفسه شقة خيالية هذا لاشيء بالنسبه لشقته صدقيني".
ابتسمت استيل لتعيد الدهشة على وجه شقيقتها وترددت للحظة ثم رفعت يدها دون اكتراث وهي تقول:"هل رايت من قبل ماسة بهذا الحجم ؟".
"هل هي حقيقية؟".
اختلجت عينا الين دون تصديق .لقد لاحظتها بطبع ولكنها افترضت انها تقليد .
"هل اشتراها لكي سولاس؟".
"كانت متعة في البداية لانه كان ينفق وينفق ليعوض كل السنين التي لم يكن يسمح له فيها بذالك .كما يقال يبدو ان عمه هذا كان بخيلا جدا وهو امر مضحك لانها اموال سولاس".
"نعم ولكن طالما عمه كان وصيا عليه فقد كان يقوم بواجبه".
"انها مسألة رأي".
كانت استيل تقبض اصابعها ليسقط الضوء على الماسة الرائعة فتشع بالألوان المختلفة وغمغمت لنفسها..
"ستكون مفيدة لوقت الشدة اني اجمع مجموعة .اني لدي سبع منها الان .وليس من النوع بالطبع لن احصل على واحدة مثلها طول حياتي سأريك المعطف وهو من الفراء اشتراه لي .ولكن سأحضر شيء لنأكله اولا..لقد استطعت الحصول من سولاس .على استثمار جيد قبل ان ينتهى كل شيء .جننت عندما حدث ذالك حصلت على كل ذالك منه في اسبوعين .ماذا كنت استطيع ان اكسب لو استمر الامر بضعة شهور".
منتدى ليلاس
حدقت الين في شقيقتها غير مصدقها ..
"هل قلت اسبوعين؟اسبوعين فقط؟".
"نعم لقد كنا معا كل الوقت ثم جت النهاية المؤلمة".
"مؤلمة؟".
"أقصد بنسبة لي وقع في حبي الغبي .كم ثرت .لقد طلب مني الزواج واعتبر موافقتي امر مفروغ منه .قال انه غرر بي وفي بلدة لايمكن احد غيره ان يتزوجني.وقال انه فعل ذالك لانه يحبني .وانه يعتقد انني احبه .والا ما كنت فعلت ذالك.ورفض يصدق عندما قلت له انني لا احبه .وانني لا يمكن ان احبه في يوم من الايام .كان قليل التجربة لان عمه كان يحمية اكثر من الازم.وبغم اني كنت اكره ان اتركه الا انه لم يكن لدي أي حل اخر لانه كان مصر على الزواج .كانت لدي احلام ان احصل على المزيد من الاحجار في شكل عقود او اسوار او غير ذالك".
كانت استيل تتكلم بصوت منخفض وقد قطبت ملامحة الجميلة .
"لقد توقعت اذن المزيد من المال ومن القطع الثمينة للشقة "
هزت كتفيها ثم عاد وجهه يصفر .
"انه الحظ في اللعب على ما أظن ,لقد ساءت الاحوال جدا مع سولاس ,في النهاية,لقد هدد بالانتحار لانه لا يستطيع العيش بدوني كما قال".
صاحت الين برعب..
"الانتحار!".
"نعم حاول ولكنه لم ينجح لقد حضر هنا بعد ان اخبرته اني انتهيت معه وان الزواج منه او من غيره هو اخر سيء يخطر على بالي .كنت في جلسة ممتعة على العشاء مع سنان موزفيلد وهو اخر اصدقائي عندما دق سولاس جرس الباب .فادخلته الخادمة الغبية جن جنونه عندما رانا واخذ يتوسل اليه ان اعو داليه وقد بكى بالفعل كان مشهد كريها اني ارجوا الا يتكرر ابدا وفي النهاية طلبت من سنان ان يلقيه خارجا ولكنه كان قوي واضطريت ان اتدخل انا والخادمة لنستطيع ان نخرجه .
تلا ذالك صمت قصير ونظرت الين اليها وقد روعتها هذي الاعترافات .لقد تصورت ذالك الرجل المسكين وهو يغدق عليها بالهدايا لانه يعتقد ان استيل ستتزوجة كما تصورت المة عندما راى محبوبته وهي تتعشى في شقتها مع رجل اخر ,ثم ان تلقيه في الخارج .كيف استطاعت استيل ان تكون في هذه القسوة ؟
"ما كان يجب ان تخدعي شاب بريئا هكذا يا استيل ان هذا عمل شرير".
"اذا لم تتغلبي على الرجل فانه سيتغلب عليك ,انظري ماذا حدث لك ,لقد ترك لك طفلة ليست حتى ابنتك انك طيبة اكثر من الازم يا الين وهذا لن ينفعك عندما تتعاملين مع صنف الرجال انهم يستحقون كل ما يحدث لهم واذا اتتك الفرصة لتقهري احدهم فانك تكونين غبية اذا تركت الفرصة تمر دون ان تفعلي".
ابتسمت الين لهذا القول ..
"لا اتصور ان هذه الفرصة قد تاتيني اني لا اقابل أي رجل".
"ولكن اذا حدث ,لنفترض ان الفرصة جاءتك لتحصلي على بضع ماسات ومعطف من الفراء هل تستغلينها".
"لا.لا استطيع.".
"انك بلهاء تفضلين العيش في الفقر .اليس كذالك".
"يجب ان اكون صادقة مع نفسي يا استيل .من الجائز ان اكون غبية كما تقولين ولكنه ضميري المتعب".
"ان الضمير دوما متعبا ,وضميرك دائما كان مؤرقا لك كما اتذكر,ومع ذالك قد ياتي اليوم الذي تتغيرين فيه امل لذالك لاني لا استريح لطريقة التي تعيشين فيها".

فا ابتسمت الين لانها تعرف شقيقتها ,وتعرف انه لا يوجد ذرة من الاخلاص .في تعليقها الاخير وقالت لتغير الموضوع :
"وعمه هذا هل يعرف عما حدث؟".
مرت لحظة صمت متوترة .ثم اطفاءت استيل سيكارتها بعنف واشعلت اخرى على الفور .ولم تجب على السؤال الا بعد ان اخذت نفسا عميقا.ونفثت الدخان في دوائر في الهواء .
"عندما طرته اقسم سولاس انه سيترك رسالة لعمه قبل انتحاره يخبره فيها بكل شيء عن الهدايا والنقود,وانني كنت اصادق رجالا اخرين غيره .وقال ان انتحاره سيكون وصمة في جبين عائلته .وطالما انا المسؤولة فان عمه سيقتص مني وقال انني حينئذ ساتمنا الموت لانه سيكون ارحم مما سيفعله ثيوس بي".
"ثيوس هل هذا اسم الرجل؟".
"انه يعني عمه هكذا كان يدعوه سولاس يبدو انه في عائلته لا يدعونه الا هكذا ثيوس التي يعني عم ".
منتدى ليلاس
وضحكت استيل وطردت الخوف الذي اشاعته من قبل ,ثم استمرت تقول ان سولاس تناول بعض الاقراص ,ولكن خادمته حضرت بسرعة وشغرت بانه مريض فاستدعت الطبيب مباشرة,حضر على الفور واخذه للمستشفى ,حيث اسعفوه وخرج بسرعة لانه لم يحدث له أي ضرر.وارسلوا لعمه الذي حضر مباشرة واخذه معه الى اليونان".
"وهل حصل ثيوس هذا على الرسالة؟".
هزت استيل راسها يالايجاب..
"لقد تصرفت الخادمة بسرعة لانها شكت ان سولاس حاول الانتحار لذالك بحثت ووجدتها واحتفظت برسالة الى ان جاء ثيوس.لذالك لم تحدث فضيحة ,واشاع ثيوس ان سولاس اخذ الاقراص بالخطاء برغم اني اعلم ان هذا غير صحيح فقد وصلتني رسالة من سولاس تخبرني اني السبب".
"انت السبب؟!".
اصفر لون الين وهي تتذكر ما قالته لها استيل عن الاتجاهات البربرية لهولاء الناس ,وانهم يوقعون العقاب بانفسهم على من يتعرض لهم او لعائلتهم باذى .لقد سببت استيل بلا شك اشد الاسئ لسولاس وسنعكس ذالك على عائلته برغم ان سولاس قد انقذ وتم تفادي الفضيحة الا انه حاول الانتحار وهذا بحد ذاته عار سيلحق العائلة ولفترة طويلة.
"اخبرني سولاس انني ساعاني من اجل ما فعلت لانى نهبته كما قال".
وتوقفت ثم برقت عينها وقالت.
"لقد حصل على مقابل لنقوده".
مقابل!كل هذا وفي اسبوعين فقط شعرت الين بالانقباض في معدتها ,ولكن خطر لها انهما عندما تصبحان في الثلاثين ستكون استيل امراءة غنية جدا ,بنما هي ستيقى فقيرة كما هي الان,وكل هذا من اجل مثلها الذي عقا عليه الزمان..
وسألت في النهاية وهي تراقب ردت فعل اختها با اهتمام.
"ألست خائفة؟".
"لم اخشى الرجال طوال حياتي اذا كان هذا اليوناني الهمجي اراد ان ينزل بي عقابه فعليه ان يمسك بي اولا وهذا امر غير محتمل ,انه لا يستطيع ان يخطفني اليس كذالك؟".
"حسنا,اظنه انه لن يستطيع".
كانت الين قد بدات تشعر بالخوف من اجل شقيقتها .وضحكت استيل وقالت.
"لا تبدين متأكدة من هذا".
"ما اسم عمه هذا؟".
شعرت الين لاسباب لا تستطيع تحديدها انها تريد ان تعرف اكثر عن اليوناني الذي هدد شقيقتها.
"ليس لدي أي فكرة عما قلته لك .فان سولاس كان يدعوه ثيوس".
"اذن انت لاتعرفين اسمه من الاغلب انه يعرف ذالك".
"لقد ذكر سولاس هذا في رسالته لي .قال اني لا اعرف اسمه او شكله لذالك لن استطيع ان احتاط لاحمي نفسي .وانه سعيد لانه لم يتكلم كثرا عن ثيوس ومن الواضح ان حب سولاس لي قد انقلب الى كراهية "
وامتقع لون الين وهي في دهشة لعدم اهتمام شقيقتها بالامر وقالت:"اذن فان قابلتي ثيوس هذا فانك لن تعرفيه,انك لا تعرفين عنه شيء على الاطلاق".
"انا اعرف القليل".
منتدى ليلاس
شعرت استيل بدهشة والتسلية من القلق الذي اعترى الين خوفا عليها وحملقت فيها وهي تسخر من خوفها الذي لا داعي له وقالت:
"انه اعزب يخالط النساء ولو انه يكره الجنس اللطيف بينه وبين نفسه ,وهو ياخذ الكثير ويعطي القليل .ولذالك لن يحصل احد منهم على خاتم الماسي مثل هذا".
"هل هذا كل ما عرفته عن ثيوس على مدى خمسة عشر يوما!".
فقالت استيل وهي تضحك:"انه ليس وقتا طويلا ,وخاصة انه كان علي ان افعل الكثير ان اليونانين من اكثر الرجال ولعا بالحب,والمرء لا يتوقع الفراء والالماس من لا شيء وفي كل حال فان سولاس لم يكن يحب ان يتحدث عن عمه ,وانا لم اكن مهتمة به لذالك لم اسال أي اساله .اما بنسبة لسؤاله عني فانا دائما ادعي انه ليس لي أي اقارب لان هذا اسها واكثر فائدة..

سفيرة الاحزان 27-08-10 12:48 PM


ازداد تقطيب ألين كانت ما زالت تشعر أ أستيل تستهين أكثر من اللازم بهذا الموضوع . كما أنها كانت تشعر أن إنكار أستيل أن لديها أي أقارب ليس في صالحها . لأنه على سبيل المثال فإن ثيوس هذا كان سيفكر جيدا قبل أن ينفذ تهديداته لو علم أن لها شقيقة وخالة .
(( إنه يعرف اسمك وشكلك وأتوقع أن سولاس أخبره أنك تعملين كموديل . أليس كذلك ؟))
هزت أستيل رأسها بالإيجاب ثم أضافت أن سولاس لديه الكثير من صورها .
ابتلعت ألين لعابها لقد سمعت كثيرا من القصص في زياراتها لشقة شقيقتها ولكن ما سمعته هذه الليلة فاق كل شيء .
(( إذن فإن سولاس سيكون قد عرض بعض هذه الصور على عمه ؟))
(( بعض الصور ، ؟؟ لا بد أنه سيريه كل الصور .إنك لا تعرفين الرجال ! ))
ألقت رأسها للخلف وضحكت بصوت عال بينما ازداد ارتباك ألين وخجلها :
(( إنك مضحكة يا ألين متى ستعتادين هذه الأمور ؟))
منتدى ليلاس
(( ألا يهمك أن يرى هذه الرجل الآخر صورك ؟))
(( لماذا أهتم ؟ في كل حال فأنا لا أستطيع أن أفعل شيئا حتى لو كانت الكرة لا تعجبني ))
فتنهدت ألين بقلق وأخبرت شقيقتها أنها يجب ألا تستخف بالتهديدات في رسالة سولاس إلى هذه الدرجة .
ثم سألت :
(( أين ثيوس اللآن ؟))
(( لقد عاد سولاس كما أخبرتك . وقد قابلت أحد أصدقاء سولاس منذ بضعة أيام . وقد وصلته رسالة من سولاس لتوه . إن سولاس في كورفو حيث له ممتلكات كثيرة . أما ثيوس فهو من جزيرة كريت على ما اعتقد لأن بيته هناك .))
ثم أضافت استيل وهي تلوي شفتيها لتحرج شقيقتها :
(( تبدين قلقة . لا بد أنك تخافين أن يخطفني ثيوس هذا إلى تلك الجزيرة الهمجية وينتقم مني ؟))
كانت ألين تود ان تقول أن هذا العقاب ليس هو العقاب الرادع بالنسبة إلى أستيل ولكنها بالطبع لم تفعل .
(( هل صحيح أن هؤلاء الناس قتلة ؟))
(( نعم ، إنهم كذلك . إنهم يؤمنون أن العين بالعين ، وحياة شخص مقابل آخر . إنهم لا يلتزمون بالقانون وفي بعض المناطق النائية لا يكفون عن الدخول في عداءات . وحسب ما أخبرني سولاس ، وقد ذكرني به في رسالته فإنهم يقتصون بلا رحمة من كل من يتعرض لهم بالأذى )).
(( لو كنت مكانك يا استيل لكنت أخاف )).
(( لم أكن أعرف أنك ستهتمين إلا هذا الحد )).
ثم أضافت :
((في كل حال فأنا سأرحل قريبا . فإن كان يريدني فإن عليه أن ينتظر )).
برقت عيناها الزرقاوان الرماديتان بسعادة الانتظار ، وكان الواضح أن اليوناني قد اختفى تماما من مخيلتها .
(( أنا مدعوة إلى رحلة طويلة إلى يخت )).
(( يخت ؟ هذا مثير ، يخت من ؟))

(( إنك لا تعرفين صاحبه ، حتى انا لا أعرفه . إنه أمريكي غني يعرفه ستان . لقد دعا عددا كثيرا من الناس وسنغيب عدة أسابيع ))
(( ولكن ماذا عن عملك ؟ هل تستطين الحصول على كل هذه الإجازة ؟))
فكرت ألين في إجازتها التي لا تتعدى الخمسة عشر يوما والتي تقضيها في محاولة القيام بالأعمال المنزلية التأخرة والمتراكمة .
(( لقد تغيبت مرة سابعة هذا العام وما زلنا في شهر أبريل نيسان
(( إن عملي مرن وفي كل حال فإن رئيسي أحد المدعوين )).
نظرت إلى ثوب ألين القديم كانت قد اشترته من المحل الذي تعمل فيه بثمن رخيص لأن فيه عيبا .
(( إنك مجنونة . أنت جميلة مثلي لا تكوني كذلك ؟))
قالت ضاحكة :
(( ولكن ماذا تفعلين بجمالك ؟ هل ما زالت طفلة كيت المزعجة معك ؟))
(( إنك تعلمين جيدا أنها معي ، وهي ليست مزعجة )).
(( حسنا ..... حسنا ....... لا تنفعلي . ولكنك غبية للاحتفاظ بها . هل أنت مستعدة لأن تعيشي فقيرة طوال حياتك ؟))
(( لا أظن أني سأتغير كثيرا عما أن فيه الآن )).
ولكنها تنهدت في داخلها وهي تلقي نظرة حولها . لقد كانت استيل تملك كل ما يمكن أن يشتريه المال ... وكان ما زال أمامها فرصة للمزيد )).
قامت استيل وذهبت نحو المطبخ وهي تقول بفخر :
(( ماذا استطيع أن اقدم لك ؟ أي شيء تطلبينه موجود )).
(( إني أفضل القهوة )).
(( حسنا ...... وأنا أيضا سأشرب القهوة معك . تعالي إلى المطبخ لنتحدث بينما أعدها وسنأكل بعض الشطائر معها )).
ودخلت إلى المطبخ وتبعتها إلين . واندهشت عندما رات المطبخ وتذكرت مطبخها والحوض الذي عمره أربعين سنة وقالت :
(( لو كان هذا مطبخي ما كنت أخرج منه !))
منتدى ليلاس
(( إذن فأنت أكثر غباء . إن المطبخ هو آخر مكان أحب أن أبقى فيه . إن لدي شغالة الآن تحضر كل يوم وتنصرف في السادسة . ولكنها تبقى عندما يكون لدي حفلات )).
وأخرجت أستيل جهاز إعداد القهوة وأخذت إلين . تعد الشطائر بعد أن اخبرتها استيل عن أماكن الأشياء .
قالت استيل عندما لاحظت نظرة الين إلى كل شيء .
(( إنكي تستطيعين الحصول على كل ذلك )).
وبحركة تلقائية من أيام الصداقة والصبا وضعت أستيل يدها حول خصر شقيقتها النحيل وقادتها حيث وقفتا جنبا إلى جنب أمام مرآة الطويلة ذات الإطار الذهبي . كانت لهما نفس العينين الواسعتين الصافيتين بنفس اللون الجميل الذي يجمع بين الأزرق والرمادي الفاتح وذات الأهداب الطويلة الملتوية التي تزيدها جمالا وجاذبية . وكان لون جلدهما صافيا وخداهما بلون الخوخ وشفتاهما ممتلئتين وجميليتين ولهما نفس الجبهة العالية التي تنم عن الذكاء وكان شعرهما ذهبيا بلون العسل الأبيض . لامعا وطويلا .

سفيرة الاحزان 27-08-10 12:49 PM

قالت استيل ونظرتها تقابل نظرة شقيقتها في المرآة :
(( كم هو مدهش أن يتشابه اثنان إلى هذه الدرجة )).
ضحكت الفتاتان وهما تتذكران أيام الصبا عندما كانتا تستمتعان بالضحك على أصدقائهما . كانت ألين تقول أنا لست ألين أنا استيل . وكانت أستيل تقول أنا لست استيل أنا الين . وكانتا تغرقان في الضحك والمشاكسة . وكانت المدرسة تسأل .أيهما أنت ؟ هل أنت استيل فترد قائلة لا أنا الين .
تمتمت ألين وهي تكلم نفسها .
(( كانت أياما ممتعة إننا ما زلنا متشابهتين إني أتساءل إذا كنا سنبقى دائما هكذا !))
(( لا أظن ذلك ... ‘ن الهموم ومشاكل الفقر وتربية الطفلة ستجعلك تشيخين قبل الأوان إلا إذا استمعت لنصيحتي وبدأت تعيشين )).
لم ترد ألين بالطبع على ذلك وبعد سكوت قصير قالت استيل مقطبة : (( نحن لسنا متطابقتين تماما حقيقة . لم يكن من العدل أن تكون الوحمة في جسمي أنا )).
كانت استيل دائما تردد ذلك . ولكن الأمر لم يكن له أهمية بأي شكل قالت ألين :
(( إنها غير ظاهرة ، في أي حال ))
ارتفعت يد شقيقته بطريقة آلية إلى جنبها الأيسر وقالت وهي تفكر وتبتسم لآلين في المرآة :
كان سولاس مجنونا بها وكان يحب أن يقبلها طوال الوقت لأنها كما كان يقول فوق مكان القلب مباشرة سيراها عمه في الصورة .
ثم أضافت وهي تقطب جبينها : (( لو كنت أعلم أن أحدا سيرى هذه الصورة لكنت استدرت حتى لا أظهر الوحمة ولكن سولاس كان يريدها أن تظهر في الصورة )).
ثم ضحكت وقالت وهي تستدير عائدة إلى المطبخ :
(( ولكنك أنت التي احمر وجهك خجلا !)).
منتدى ليلاس
كانتا تأكلان الشطائر عندما ذكرت استيل موضوع الرحلة البحرية التي كان مفروضا أن تقوم بها ، لو لم تدع إلى تلك الرحلة على اليخت وكانت قد اشترت تذكرة السفر ، وعندما علمت برحلة اليخت كتبت للشركة السياحية تطلب إلغاء التذكرة وإعادة النقود .
وقالت بغضب مفاجئ : (( لقد رفضوا اعطائي أي مبلغ ، ستضيع كل النقود أنا استطيع أن اذهب إلى هذه الرحلة ولكن العودة قبل قيامي بيوم واحد في رحلة اليخت وأنا لا احب هذه العجلة . ))
(( متى كان المفروض أن تقومي بهذه الرحلة ؟))
(( بعد أسبوعين )).
(( أسبوعين ؟ إذن لا يمكن أن تتوقعي أن يعيدوا نقودك لأنه لا يمكن أن يشغلوا مكانك في هذه الفترة القصيرة )).
(( ما كان يضيرهم ان تبقى الكبينة شاغرة ))
وقامت أستيل من المائدة وذهبت وأحضرت مغلفا كبيرا من درج مكتبها وألقته على الأريكة بجانب ألين .
(( حاولي أن تبيعيها لأي شخص معك في العمل ، ويمكنك أن تأخذي ما تحصلين عليه )).
فحملقت ألين في الظرف بجانبها وخفق قلبها بشدة عندما رأت صورة لدعاية الملونة المثيرة التي سقطت من الظرف وهي تحمل اسم الباخرة التي ستقوم بالرحلة . كاسيليا .
(( كم من الوقت تستغرق الرحلة ؟))
سألت وهي تتلعثم محاولة أن تبعد الفكرة التي بدأت أن تتبلور في ذهنها . إنها لا تستطيع أن تترك جنكس مع الخالة سو .
(( أسبوعين فقط لقد كانت اجازة اضافية )).
شرحت استيل بمرح قائلة :
(( ليست إجازتي الحقيقية على أي حال . إن اسبوعين لا يكفياني كما تعلمين )).
وشعرت الين كأن غصة في حلقها ابتلعت ريفها وقالت :
(( أين تذهب هذه الباخرة ؟))
أمسكت بالبطاقات ويدها ترتعش ليس محتملا أن تستطيع الخالة سو أن تعتني بجنكس اسبوعين كاملين ، أم هل هذا ممكن ؟
(( اليونان ...))
ضحكت استيل عنما اجفلت الين وقالت :
(( لا علاقة لهذا بما حكيته لك . لقد ذهبت لليونان . في رحلة بحرية في العام الماضي ومن الجائز حدثتك عنها . ولأن الرحلة اعجبتني فقد فكرت أن اذهب مرة أخرى . لقد أعجبتني فكرة الذهاب بمفردي أيضا ، إن هناك فرصا كثيرة في الرحلة البحرية . وقد تعرفت بشخص برازيلي هل يمكنك أن تتخلصي من التذكرة لأي شخص من المحل )).

هزت ألين رأسها بالنفي ، وذكرت شقيقتها والتذكرة في يدها أن اسمها على التذكرة .
(( لا يمكن لأي شخص آخر أن يستعملها ))
فكرت الين في نفسها أنها الوحيدة التي تستطيع استعمال التذكرة . ويمكنها أن تسمي نفسها استيل فقط من أجل التيسير .
(( لم أفكر في هذا يا للخسارة إني أكره تبديد النقود )) .
بلعت ألين ريقها وقالت :
(( أستطيع أنا ان استعملها )).
((أنت ؟)).
وحملقت استيل فيها بدهشة :
(( بالطبع تستطيعين ولكني لم اقترح ذلك من قبل لأني أعرفك وأعرف أنك لن تفكري في ترك الخلة سو وجنكس ))
ثم سكتت قليلا وقالت :
(( ظننت انك قلت أن حالتها تسوء ؟))
(( نعم ))
منتدى ليلاس
شعرت الين بالكتئاب لقد كانت فكرة جميلة ولكن غير مقبولة .
(( لا ، لا استطيع الذهاب لأنه ليس لدي جواز سفر )) .
(( لا تجعلي هذ يضايقك تستطيعين أن تأخذي جوازي طالما تعيدينه إلي بمجرد رجوعك )).
رفضت الين بإصرار ولكن استيل اخذت تقنعها بإن مسألة غير هامة كمسألة الجواز يجب الا تمنعها إذا كانت تعتقد أن الخالة سو تستطيع ان تعتني بجنكس فيجب ان تفكر جديا في الذهاب الى الرحلة . وقالت انها ستعيرها بعض الملابس وأي شيء تحتاج اليه .
بعد ساعة وبينما استيل والين في غرفة النوم تعدان ملابس البحر وثياب الكوكتيل والأحذية وغيرها من الأشياء التي ذكرت استيل ان الين ستحتاج اليها . قالت استيل :
(( ان الاسم في قائمة الركاب هو استيل . لذلك عليكي أن تتخذي اسمي طوال الوقت حتى مع اي شخص تصادقينه على الباخرة )).
وكانت الين قلقة بخصوص جواز السفر . ولكن لانها لم تكن تتوقع ان تسافر مرة أخرى للخارج في المستقبل القريب فقد شعرت أنه لا داعي لانفاق النقود في عمل جواز سفر لها . كانت الصورة تشبهها تماما . اسم العائلة هو مارسلاند قالت استيل إنه لن يكون هناك اية مشكلة .
كانت الخالة سو ما زالت مستيقظة عندما وصلت الين للمنزل وهي تحمل حقيبتين أنيقتين ولكن ثقيلتين . على الفور اخبرت الخالة سو بالأخبار وبعد أن افاقت الخالة سو من دهشتها كانت متحمسة تماما للفكرة مثل ابنة شقيقتها وقالت بدون تردد :
(( يجب أن تذهبي يا عزيزتي أنا اعتني بجنكس ))
(( ألا يضايقك هذا ؟ لن اذهب ان كنت تشعرين انكي لن تستطيعي القيام بهذه الأعباء )).

سفيرة الاحزان 27-08-10 12:51 PM

(( إني اريدك ان تذهبي )).
كان صوت السيدة العجوز يحمل ذلك القلق مرة اخرى وقد بدت فيه نبرة غريبة))
(( إني اريدك ان تذهبي بشدة الى هذه الرحلة انسي كل شيء عني وعن جنكس يا الين لقد مرت ست سنوات منذ آخر رحلة قمت بها أم انها اكثر ، لا اتذكر بالضبط ))
(( سبع سنوات . لقد أخذنا والدي أنا واستيل الي بورتماوث قبل ان يموت مباشرة )).
(( غذن فانت تستحقين هذه الفرصة واكثر))
ونظرت الخالة سو الى الحقائب :
(( سألقي نظة على ملابسك الجميلة غدا اثناء وجودك بالعمل )).
وتوقفت عن الكلام وقطب جبينها قليلا واستطردت :
(( هل سيوافقون على تغير موعد اجازتك ؟))
وهزت الين رأسها بالموافقة وقالت أن هناك كثيرون سيرحبون بالمبادلة معها لأن إجازتها كانت في شهر اغسطس وهو احسن شهر بالنسبة الى الاجازات وخاصة للسيدات اللواتي لديهن اطفال في سن المدارس كانت الخالة سو برغم تعبها الواضح . تريد أن تسمع كل الأخبار وكانت تنصت باهتمام برغم أصوات عدم الرضا الكثيرة التي تصدر عنها بينما الين تحكي قصتها :
صاحي عندما اخبرتها عن سولاس :
(( بيا للولد المسكين ، إنها حقيرة وتستحق ما يمكن ان يحدث لها إذا قابلها عمه يوما ما )).
منتدى ليلاس
(( إن استيل ليست خائفة وعلى كل حال هو الآن في اليونان . وإذا كان لديه كل هذه الأعمال . فعلى الأرجح أنه لن يكون لديه الوقت لمجرد التفكير في الموضوع )).
كانت الين تأمل بإخلاص ألا يفعل ،ولكن حتى في تلك اللحظة كانت تشعر بالخوف من أجل شقيقتها .
قالت سو وهي تفكر :
(( لا أعلم لقد قرأت عن هؤلاء الكريتين وهم خبثاء جدا إن لهم حيلا غريبة لا يفكر فيها أحد إنهم جنس مختلف يقال إنهم إيضا مختلفين في التكوين الجسدي والمظهر والكريتيون أكثر اعتدادا بالنفس عن باقي اليونانين )).
وسكتت وهي تفكر ثم قالت :
(( رجال مثل الصقور أكثر اعتزازا بالنفس وأكثر عنفا واستقامة عن باقي اليونانيين ويسيرون بخطوات واسعة ويتحركون مثل الملوك في شوارع يقوم آخرون بإعدادها من أجلهم )). ثم هزت رأسها الأشيب وتابعت قائلة :
(( نعم لقد قرأت هذا الوصف في كتاب ما وقد كنت أتذكر دائما .رجال يعيشون في بلاد تعشش فيها الصقور في الهضبة العليا ))
وضحكت بخجل عنما لحظت سمات التعجب على الين :
(( إن ذاكرتي سليمة . ولكن جسمي هو الذي يتعبني في كل حال نعود لأستيل أنا لا أحب أن أكون في مكانها لو حدث والتقت بهذا الرجل .لأنها لن تخرج سالمة ،وفي رأيي أنها يجب أن تحرص على نفسها )) .

سفيرة الاحزان 27-08-10 12:52 PM


3- التلميذة الخجولة !
كان انفعال آلين يزداد كل يوم باقتراب موعد السفر , واخيرا جاء موعد الرحيل وكانت السيارة تقف امام الباب وهي تقبل الخالة سو
مودعة وتشكرها مرة اخرى على موافقتها للعناية بجنكس :
- اشكرك كثيرا جدا على كل النقود التي قدمتها لي , وان كنت لم احب فكرة بيعك للعقد الذهبي ... .
- كلام فارغ . لقد بعته لهدف نبيل . وفي كل حال كنت سأتركه لك متأكده انك لن ترتديه ابدا لأنه موضة قديمة . ولكن تذكري ان ما معك ليس كثيرا . فكوني حريصة في الانفاق , ولكن لا تدخري شيئا منه لتعودي به .
- لا ياخالتي لن افعل . ولكني منفعله جدا لدرجة اني اريد ان اغني بصوت عال !
ابتسمت لها الخالة سو بحب وهي تلاحظ يديها الصغيرتين الجميلتين تتحركان بعصبية وهما تطبقان على حقيبة اليد الجديدة التي اشترتها لها السيدة العجوز .
- مع السلامه اني سعيدة ان جنكس في المدرسة . كانت ستبكي وتطلب المجيء معي . وكنت سأتألم من اجلها . قولي لها اني سأرسل لها بطاقات مصورة وسأحضر لها هدية .
- سأخبرها . ارجو ان تستمتعي برحلتك يا عزيزتي .
كانت الساعه التالية كالحلم . اولا المطار ومنه طارت الى فينسيا حيث كانت شركة السياحة قد نظمت رحلة لمشاهدة معالم المدينة .
وبعدها استقلت آلين والمجموعه باصا نهريا الى الميناء حيث كانت الباخرة كاسيليا الضخمة تلمع في الشمس ,
وكان الصباط يستقبلون الركاب بابتسامة . وقاد آلين الى غرفتها احد مضيفي السفينة حيث وجدت سريرا مريحا ودوشا خاصا وخزانة وطاولة للزينة .
منتدى ليلاس
وكانت الساعه تشير الى السادسة والنصف مساء , وكان لديها الوقت الكافي فقط لتفرغ حقائبها وتستعد للعشاء .
وعندما دخلت غرفة الطعام كان هناك زوجان شابان يجلسان الى مائدتها وقدما نفسيهما باسم جيم ودونا وايلدنغ تذكرت آلين اسمها المؤقت واخبرتهما انها استيل مارسلاند
وتحادثوا للحظات وتنبأت دونا ان الشخص الرابع الى ما ئدتهم سيكون شابا وضحكت قائلة :
- هذا يحدث دائما , لقد تقابلنا انا وجيم بهذه الطريقة بالذات .
وقبل ان تنهي كلامها احضر المضيف شابا اسود الشعر ليشغل المكان الرابع فقالت ضاحكة :
- لقد اخبرتك .
كان اسم الشاب هال , وكان من النوع الودود , وقد اخذ الاربعة يتبادلون الحديث وفي نهاية الوجبة اقترح هذا الشاب ان يستمروا معا طوال الرحلة .
وافق جيم ودونا على الفور ولكن آلين تضايقت لأنها لم تكن تريد ان يبقى هذا الشاب بجانبها طوال الرحلة .
لقد حذرتها خالتها من هثل هذا الاحتمال قائلة لها :
- مرة ذهبت في رحلة بحرية ووجدت نفسي مرتبطة بسيدة كانت تريد ان تبقى معي طوال الرحلة . ولم استطع ان اخبرها ان تبحث عن شخص اخر , وبذلك لم يكن امامي لأن اصادق احدا , حاولي الاختلاط عزيزتي ولا تربطي نفسك بشحص واحد على الاقل ليس قبل ان تنظري حولك وتختاري .
ونظر الـ3 الآخرون بتساؤل الى آلين التي لم تستطع الا ان توافق .
وعلى الفور وجدت نفسها تجلس معهم الى مائدة في النادي الليلي تحت الاضواء الخافته حيث شربوا ورقصوا وشاهدوا العرض .
شعرت آلين بالجو الخانق الممتلئ بالدخان فقالت انها ستصعد الى سطح الباخرة لتتنشق الهواء ,
وبحماس قال هال انه سيصعد معها وعضت آلين على شفتيها .
وغمزت دونا بعينيها وشعرت آلين بالاكتئاب وانها لن تستطيع الافلات من هال الذي اقترب اكثر من اللازم اثناء الرقص .
والذي وضع الآن ذراعه حول خصرها بتملك . تساءلت آلين اذا كان الخجل هو الذي جعلها لا تقبل صحبة هذا الرجل لبقية الرحلة .
انها لا تستطيع ان تقول انها تكرهه فمن الجائز ان يكون الخجل وعدم الخبرة هما السبب في هذا الشعور الذي تحسه .
بعد لحظات قليلة . على المركب قالت آلين انها تريد ان تذهب للنوم , فأحتج هال بينما اتجهت لتنزل السلالم .
لقد شعرت بالضيق منه لأنه قال كلاما سخيفا بينما وقف على سطح المركب . لقد طلب منها ان تجلس معه على كرسي واحد كيف تستطيع ان تتخلص منه ؟
انها لاتستطيع ان تفكر في طريقة بدون ان تكون وقحة معه .
ولكنهم قضوا اليوم التالي يوم السبت , بطريقة لطيفة في اللعب والسباحة في حمام السباحه , وبالطبع في تناول وجبات الطعام الرائعه التي كانت تقدم لهم بواسطة مضيفين مبتسمين .
وفي يوم الاحد استأجروا سيارة اخذتهم في جولة لمشاهدة مدينه أثينا وفي الصباح التالي ذهبوا لـ كيب سونيون واستحموا في البحر وعادوا الى السفينه لتناول غدائهم .
وعبرت آلين عن دهشتها وهي تقف على سور السفينه مع الـ3 الاخرين :
- لم اكن اعلم انهم يأخذون ركابا من الموانئ التي تمر بها السفينه .
كانت السفينه ستغادر ميناء بيريه بعد ساعه عندما صعد اليها بعض الركاب يحملون حقائبهم , اغلبهم من اليونانيين .
قال جيم :
- انهم يأخذون احيانا بعض الركاب الجدد كما ينزل البعض . لقد لاحظت ذلك عندما وصلنا .
لم تسمع آلين ما قاله . كان كل انتباهها مركزا على احد الركاب الذي كان يصعد على سلم الباخرة .
كم هو طويل ! هل هو يوناني ؟ كانت ترى وجهه فقط من جانبه وهو يصعد السلم الطويل برشاقة ماكرة .
كان مظهره ينم عن الكبرياء والاصاله واعتياد السلطة واعطاء الأوامر . وزاد من هذا الانطباع لديها ان الضابطين الواقفين بأعلى السلم
اخذا وضع الانتباه عندما اقترب منهما ثم رفع رأسه وللحظة عابرة قابلت عيناه عيني آلين ثم نظر بعيدا واستمر يصعد السلم ببطء ,
لكن في هذه اللحظة العابرة حدث شيء عجيب لآلين , شعرت كأنها تلقت صدمه جعلت كل حواسها تستيقظ وتنتظر في توقع منتشي
واخذ قلبها يدق بعنف لدرجة انها وضعت يدها عليه لتشعر به ينبض بارتباك .
- اني شديد الأسف .
جاء هذا الاعتذار من صوت ممتلئ رنان وبلكنه تكاد لا تلحظ من الرجل بعد ان اصطدم بها وهي في طريقها الى غرفة الاستقبال لتناول الشاي بعد الظهر .
منتدى ليلاس
وتساءلت آلين اذا كان ذلك قد حدث مصادفه . لقد كان الممر واسعا وليس هناك ما يبرر الاصطدام .

- لا عليك .

نظرت الى وجهه فوجدته اجمل وجه رأته في حياتها . ومع ذلك فهو مرعب ايضا وتبدو ملامحه كأنها قدت من غرانيت ولها نفس قسوة التماثيل اليونانية القدمية المنحوته

والتي تتسم ملامحها بالخشونه والاصرار والتي تنبئ عن انعدام المشاعر والعواطف تماما لدى صاحبها نظرة بقوة في عينيها

فشعرت انه ألمّ بكل صغيرة وكبيرة تخصها , كانت جبهته منخفضة وبها خطوط وكان حاجباه السوداوان منحنيين قليلا كما في التماثيل الرمانية القديمة

وعظام الخدين مرتفعين وبارزين تحت جلده المشدود الغامق . وكان شعره الاسود متموجا بطريقة جذابة وفي نفس اللحظة رفع يده النحيلة ليزيح شعره الذي سقط على جبهته .

- انا آسف لأني لم انتبه الى طريقي , ارجو آلا اكون قد آذيتك .

- بالطبع لا .

قالت آلين وهي تبتسم وتنظر اليه وهي تتذكر الصدمه التي سببها لها من ساعه واحده فقط :

- لا داعي لأن تعتذر , لقد كانت رغما عنك .

وحاولت الا تشعر بالخجل , ولكنها احست ان لونها قد احمر وانها ليست واثقة من نفسها كأستيل مثلا في مثل هذا الموقف .

وحدق الرجل في وجهها فاستغربت للتعبير على وجهه , كان يبدو مندهشا ومتحيرا كما تصورت ولكن ذلك كان للحظة قصيرة ثم قال :

- انك طيبة جدا .

ثم ابتسم لها ابتسامة جذابة جعلت قلبها يدق بشده وسألها :

- هل كنت داخله لتناول الشاي ؟

هزت رأسها بالايجاب وهي في حالة من الانبهار ثم قالت :

- نعم ... نعم .

- اذن من الجائز اننا نستطيع ان نتناوله معا ؟ هل انت بمفردك ؟

هزت رأسها مرة اخرى وقالت انها بمفردها , ولكنها في نفس الوقت شعرت بشيء غريب انه يعرف جيدا انها بمفردها .

دخلا غرفة الاستقبال حيث كانت موسيقى البزق الهادئة تاتي من منصة صغيرة يجلس عليها مو سيقيون 4 .

وقادها الرجل بلمسة رقيقه على ظهرها الى احدى الموائد في ركن منعزل وسحب الكرسي لها . ولم تكن ألين قد نظرت حولها

عند دخولها غرفة الاستقبال ولكنها تعلم ان هال مان ينتظرها برغم انها لم تعده بشيء .

اما جيم ودونا فقد فضلا ان يبقيا على السطح ويستمتعان بالشمس . وقدم الشاي والكعك وتناولت آلين الابريق من على الصينية وهي تشعر بشدة ان هذا اليوناني الطويل الذي يميل للخلف في كرسيه وينظر اليها

من خلال عينين نصف مغمضتين يسحقها . كما شعرت انه متحيز برغم انها لم تستطع ان تفهم سببا لذلك . كما شعرت انه يتخذ مظهر الاسترخاء برفم انه في حقيقة الامر متنبه تماما .

ناولته فنجان الشاي فشكرها ثم قال ببطء وهو ينظر اليها بتركيز :

- اسمي ديوريس ...

تردد قليلا كما لو كان يريد ان يرى اذا كان هناك اي رد فعل لهذا الاسم . ولكنها فقط ابتسمت وانتظرت فسحب نفسا عميقا ثم قال ان اسمه الأول سيمون , ثم سألها :

- ما اسمك ؟

وابتسمت ولكنها شعرت ان هناك شيئا آخر غير المرح وراء هذه الابتسامة . كادت تنسى وتنطق اسمها الحقيقي ولكنها توقفت وقالت :

- استيل مارسلاند .

وبمجرد ان نطقت الاسم شعرت بشعور مفاجئ بالاسف لأنها اضطرت ان تكذب , بشكل ما شعرت انها لاتريد ان تكذب على هذا الرجل .

كما انها كانت تريد ان تكون نفسها في هذه اللحظة آلين وليست استيل ولكنها كانت مضطرة للكذب

لأن اسمها كان في قائمة الركاب وكثير من الركاب يلقي نظرة على هذه القائمة , لقد فعلت ذلك ومن المحتمل ان سيمون فعل ذلك او سيفعله قبل ان تنتهي الرحلة .

- استيل مارسلاند ....

كرر الاسم كما لو كان يفعل ذلك لنفسه بينما استمر ينظر الى ألين بتلك النظرة المركزة , ولكن هذه المرة من فوق حافة فنجان الشاي ,

وبعد لحظة سكون ابتسم ابتسامة غامضة عالقة بشفتيه وبدا كما لو كان بعيدا جدا عنها . وبرغم ذلك كانت عيناه مثبتتين عليها .
منتدى ليلاس
فأرخت رموشها وقد شعرت بشيء من الاضطراب بسبب تلك النظرة المركزة وبعد فترة سألها :

-- لماذا تسافرين بمفردك ؟

هزت كتفيها بعدم اهتمام متكلف :

- اني احب ان اسافر بمفردي .

- هل تفعلين ذلك كثيرا ؟

- هذه اول مرة .

اجابت بصراحه ثم لحظت التناقض في اقوالها :

- ولكنك قلت الان انك تحبين السفر بمفردك .

كان صوته هادئا ولكنها شعرت فيه بنغمة خفية اثارت فيها شعورا بالقلق ثم تلا سؤاله سكون غير مريح :

قالت بارتباك بعد قترة :

- لم يكن هناك احد اصطحبه .

ولدهشتها وحيرتها ارتسم على شفتيه تعبير لا يمكن وصفه الا بالكره وازدراء .

ثم قال بنفس النبرات الهادئة :

- اظن اني افهم ماتقصده .

وبرغم انها حاولت ان تبدو هادئة فقد شعرت بأن الحديث قد بدا يفقد روحه .

كان سيمون يبدو ساخرا وبه شيء من التعالي . كما بدت في عينيه السوداوين نظرة لم تعجبها .

وان لم تستطع ان تفهمها . نظرت بعيدا ثم اخذت قطعة كعك . ويبدو ان سيمون لحظ ضيقها .

ولشدة ارتياحها حاول ان يصلح الأمر فقال بنفس الطريقة الجذابة التي اعتذر بها عندما اصطدم بها :



سفيرة الاحزان 27-08-10 12:53 PM


"إنك جميلة جداً لدرجة أنه من المستحيل أن تبقي بمفردك طويلاً . بلا شك إنك تعرفين هذا ؟"
كان صوته رقيقاً و كانت عيناه تبرقان بالإعجاب الذي لا يخفيه و الإبتسامة على شفتيه تعبر بوضوح عن صداقته , فوجدت ألين نفسها تستجيب بإبتسامتها الحاضرة .
وقالت محاولة الثرثرة بعد أن بحثت عن شيء أكثر حِدة فلم تجد :
"أظن أنك تقول ذلك لكل النساء"
ضحك فظهرت أسنانه البيضاء المنتظمة .
"أظن أني قلت هذا التعليق في عدة مناسبات ".
واعترف بذلك وهو يميل في كرسيه و يأخذ قطعة من الفطير:
"ولكني صادق تماماً عندما أقول ملاحظاتي لم أصادف من قبل فتاة أجمل منك" .
ضحكت عيناه قليلاً لخجلها و ارتعاش شفتيها ، وبدا عليه أنه يقدر عصبيتها و نقص الثقة في نفسها . وتساءلت إذا كان معتاداً على التصرف مع النساء بهذه الطريقة عندما يتعرف عليهن في البداية . كان يتمتع بنوع من السمو وحسن التصرف الطبيعي ، مما يجعل أية امرأة لا تتمتع بدرجة عالية من الثقة بالنفس ترتبك أمامه ، و لا تعرف كيف تتصرف لأنه كان حقيقة ذا شخصية ساحقة ، و أخذت آلين تعبث بشوكتها . و لحظت التغيير في تعبير وجهه الذي ترك لديها الانطباع أنه إلى جانب المرح الذي يبدو في بريق عينيه فهو يحتفظ بسر معين يمده بقدر كبير من الجاذبية ، ثم قال و كأنه يريد أن يجعلها تشعر بالإرتياح :
"أظن أنك سترقصين هذه الليلة ؟"
"نعم بالطبع".
:إذن فسأطلبك لكل الرقصات" .
"أوه ! هل ستفعل ؟"
كانت متضايقة من نفسها لهذا السرور الذي شعرت به ، لذلك لم يكن غريباً أن يشعر بالارتياح ، فقد كانت تتصرف كتلميذة خجولة قليلة الخبرة ، ضحك سيمون وناولها بعض الكعك .
"بالتأكيد سأفعل ، فإني لم أقابل فتاة جميلة مثلك حتى أتركك تذهبين " .
منتدى ليلاس
ونظرت إليه بإنزعاج وهي تتساءل إذا كان هناك إشارة ماكرة في هذه الكلمات ، و للحظة عابرة تذكرت سولاس الذي لم يكن لديه أي ثقة بنفسه ، بالتأكيد لم يكن لديه الاتزان و الثقة بالنفس الذي يملكه هذا الرجل و لكنه كان أصغر سناً بكثير ، كان عمره واحداً و عشرين عاماً فقط بينما هذا الرجل يبدو في منتصف الثلاثينات ، وكان هناك يونانيون كثيرون على ظهر الباخرة كاسيليا و لكنها لم تكن تعرفهم ، ولذلك لم تستطيع مقارنة سيمون بيونانيين آخرين . ولكنها شعرت أنه ليس مثل بقيتهم ، كان يبدو نوعاً فريداً أكثر إحتراماً و أكثر نبلاً،
فقالت له آلين مستفسرة :
"لقد ركبت المركب في بيرية ، هل ستبقى لنهاية الرحلة ؟"
"نعم ركبت في بيرية، كنت في أثينا لعمل ،والآن في طريقي لبيتي".
"هل تعيش في إحدى الجزر ؟"
"نعم أعيش في جزيرة رودوس".
وشعرت أنه تردد قليلاً قبل أن يذكر اسم الجزيرة . ثم قررت أن خيالها قد صور لها ذلك .
"إذن ستغادر المركب ؟"
قالت ذلك و هي تشعر بخيبة أمل، خيبة أمل أكثر من اللازم .
" إننا سنصل هناك بعد ستة أيام من الآن ".
"نعم أظن ذلك" .
قال وهو يخفي تثاؤبه وكان يبدو شارد الفكر ، ولم ترد آلين أن تقطع عليه أفكاره فأخذت تحتسي الشاي و هي تتساءل إذا كان متزوجاً وله عائلة . وكان يبدو من المستحيل أن رجلاً بهذه الدرجة من الجاذبية يبقى بدون زواج ، ولكنها أخذت تحدث نفسها أنه ليس من النوع الذي يحب الزواج . لا بد أن له مغامرات و علاقات كثيرة ، ثم توقفت عن التفكير و هي تبتسم لنفسها . ولكن ماذا يهمها إذا كان متزوجاً أو غير متزوج أو إذا كانت له علاقات كثيرة ؟
"هل كنت تعيش دائما في رودوس؟"
و سألته مستأنفة الحديث :
"إنها جزيرة جميلة جداً ، أليس كذلك ؟"
"إنها فعلاً جميلة ، أنا لم اعش فيها دائماً فقد عشت لفترة قصيرة من طفولتي في أركاديا".
"أركاديا؟ إن هذا الإسم يجعل الإنسان يفكر في منظر المراعي و الهدوء و البساطة، إن المرء يفكر في الأشجار الظليلة و خرير المياه في الجداول و التلال الخضراء المزدهرة و المروج الخضراء ...."

و توقفت آلين عندما لاحظت التغيير في تعبيره ، كان مازال متحيراً ولكن الحيرة ذهبت وارتفع حاجبه بشكل مضحك يدل على سروره .
"وجنيات و رعاة...."
أكمل بضحكة جعلتها تنتشي .
"أنا آسف لأن أخيب ظنك . ولكن ليس هناك ماهو أبعد من الحقيقة عن الانطباعات التي يعطيها الشعراء ، إن أركاديا منطقة جميلة متآكلة ذات شعب مظلمة و جوها قاس و أرضها حجرية مجدبة في معظمها ، أما يان الخيالي وهو يرقص مع جنياته بمصاحبة المزمار فهي صورة جميلة أسطورية تماماً كما لا شك تعلمين ".
سكت لحظة قبل أن يقول :
" الجنيات و الرعاة كفوا عن الرقص ، على رمال شاطئ لادون المغطى بالزنابق".
فضحكت آلين ولكن برنة حزن في صوتها :
" لقد أفسدت الصورة الجميلة التي كانت عالقة بذهني منذ تركت المدرسة ".
"متى كان ذلك ؟ "
"تقصد منذ تركت المدرسة ؟"
مال سيمون برأسه جانباً و هي حركة يكررها و لحظت بسرعة اللهجة العدائية في صوته وهو يقول :
" لا تراوغي يا استيل إني أسألك عن سنك ؟"
فأحنت رأسها لهذا التوبيخ الصريح و أخبرته أن سنها اثنان و عشرون عاماً .
واستقبل ذلك بهزة صغيرة من رأسه لم تعجب آلين لأن أغلب الناس كانوا يستغربون عندما تخبرهم بعمرها قائلين إنها تبدو أصغر كثيراً .
"احك لي المزيد عن أركاديا" .
قالت ذلك وهي تشعر مرة أخرى ببعض الضيق من التغير الواضح في تعبيره . ماذا كانت تلك الأفكار التي تجول بخاطره و تجعل جبينه يسود في هذه التقطيبة الهائلة؟.
"مالذي تريدين أن تعرفيه ؟"
تغير صوته بسرعة إلى نغمته الأولى المرحة .
"عن الجنيات و الرعاة ؟ نعم إن هناك رعاة لكنهم رجال قد شاخوا قبل الأوان و تغضنت وجوههم وتجعدت ، أما الجنيات فستجدين السيدات يعملن على المغازل و قد تعرقت أيديهم السمراء التي شوهها العمل وهن يلبسن الثياب السوداء الواسعة ".
ونظر إلى آلين وهي تجلس أمام المائدة وقد وضعت ساقاً على ساق وكاحلها الرقيق يتحرك مع الموسيقى ، و أظهر ثوبها القطني المشجر ذو الفتحة المتوسطة خطوط جسمها الجميل . وزاد من إغرائها شعرها الذهبي بلون عسل النحل وهو ينسدل بكثافة على إحدى كتفيها .
"أوه ، ياإلهي !"
منتدى ليلاس
تنهدت آلين وقد أربكتها نظرته الجامحة .
"تغيرت الصورة تماماً الآن ".
"طلبتِ أن أحكي لكي المزيد ".
فهزت رأسها بأسف .
"إني آسف يا استيل ".
فابتسمت ثم قال على غير انتظار :
"اخبريني عن نفسك ، عن والديك ، عملك الذي تعيشين منه".
سألها ذلك وهو يراقبها بدقة .
"لقد مات والداي ".
توقفت عن الكلام لأنها لسبب ما لم ترد أن تخبره عن عملها في المتجر أو حياتها الكئيبة ، وبالذات لم تكن تريد أن تخبره عن جنكس لكي لا تعطيه مادة للتسلية على حسابها لأن أحدهم قد استغل طبيعتها و ترك لها ابنته غير المرغوب فيها.
وراعها أنه لم يعبر عن عن دهشته لموت والديها فقد كان أغلب الناس لا يصدقون ذلك لحداثة سنها.
"وما هو عملك ؟ إنك تعملين لتكسبي عيشك على ماأظن ؟"
نظرت إليه بسرعة ،و شعرت بشيء من السخرية في صوته وهو ينطق كلمة عملك أم هل تصورت هي ذلك؟
فترددت ، إذ أنها لا تريد أن تخبره أنها تعمل بائعة في متجر ، ليس لأن في ذلك مايعيبها ، إنه عمل شريف ، و مع ذلك كان لديها شعور بأنها تريد أن تكون استيل الآن وليس هي نفسها . فقالت بسرعة كما لو كانت تريد أن تنتهي من أمر كريه .
" إني أعمل موديل "
" تعملين...موديل؟ "
نظر إليها بطريقة جعلتها تشعر أنه يخلع عنها ملابسها ، وقد احمر وجهها.
"موديل لأي شيء ؟ موديل للملابس أم مجرد موديل؟"
فازداد إحمرار وجهها وشعرت بالغضب، إن هذا الرجل اليوناني يحرجها،
"إني موديل للملابس".
أجابت بهدوء وهي تتحاشى نظراته.
"أنا آسف، سامحيني"

سفيرة الاحزان 27-08-10 12:55 PM

نظرت إليه آلين وهي تشعر برغبة في البكاء ، لقد بدا على سيمون أنه يشعر بأسف حقيقي لما أوحى به، شعرت أنه لايريد أن يعاديها .
"لايهم"
"أنا آسف".
"أريد أن أصعد إلى السطح".
وعندما همّا بالوقوف ألقت آلين نظرة حولها ، كان هال يجلس بجانب إحدى النوافذ يراقبها. وبرغم أنها لم تستطع أن تتبيّن تعبيره من هذه المسافة إلاّ أنها خمنت أنه لابد غاضب و مجروح ، ولكن لم يكن لديها الوقت لتعطف عليه. لقد كانت هذه هي إجازتها طوال العمر وهي تنوي أن تستمتع بكل ما يمكن أن تحصل عليه.
ضاع منها ثلاثة أيام ، ثلاثة أيام قضتها في صحبة هال، وهي لا تريد أن تكون معه أكثر من مؤدبة ، فرض نفسه عليها و كانت قد بدأت تشعر أنها لا تستطيع فكاكاً منه و أنها ستقتصر على صحبته هو و دونا و جيم طوال مدة الرحلة ، أما الآن فقد وجدت الاثارة ، لقد أبدى سيمون رغبته في الرقص معها طوال الأمسية وهي تعلم أنه يقصد ذلك ، ويبدو أنه يريد أن يكون رفيقها طوال الستة أيام التي سيقضيها على ظهر الباخرة. وإذا وجدت نفسها بعد ذلك غير مرغوب فيها من هؤلاء الثلاثة فإنها لن تهتم . إن صحبة سيمون تستحق ذلك . لقد لحظت أن كثيراً من الفتيات تنظرن إلى سيمون و لا عجب فهو أخاذ .
كما شعرت بنظرات الحسد الموجهة إليها . وقام سيمون ببطء من كرسيه و نظر إلى آلين من أعلى وهي تلتقط حقيبتها الصغيرة و تقوم من كرسيها . وضع يده على كتفها فارتعشت تحت لمسته، هل كانت هذه بداية قصة عاطفية على ظهر الباخرة ؟
كانت تشعر عقلها و أعصابها وكل كيانها قد تأثر بينما كانت تسير معه مخترقين قاعة الإستقبال وكل العيون تراقبهما حتى وصلا إلى الباب و خرجا للسطح .
"هل نجلس ؟"
فتح سيمون الكراسي بدون إنتظار لرد آلين . كانا قد سارا إلى آخر السفينة بعيداً عن الزحام ووضع سيمون الكراسي قريباً من السور . جلسا و مدّ سيمون يده و وضعها على يدها التي استرخت على اليد الخشبية للكرسي ،إستدارت و نظرت إليه وقد غلبها الخجل. كان في عينيه تعبير جعل قلبها يدق بعنف. هل انجذب لها حقيقة؟تساءلت. و بأنفاس متقطعة سألته:
"هل....هل تعيش بمفردك؟ أم هل لديك أقارب؟"
ردّ بصوت به نبرة واضحة من السخرية:
"إذا كنت تسألين عمّا إذا كنت متزوجاً فالجواب...لا".
فارتعشت شفتاها و احمر وجهها.
منتدى ليلاس
"من المحتمل أنك تظنين أني لن أعترف بذلك لو كنت متزوجاً.و أنا نفسي لا أعرف هل كنت سأعترف أم لا ،لو كنت متزوجاً".
قال ذلك بصراحة ثم أضاف وهو يفكر :
"أظن أن هذا سيتوقف على أي نوع من النساء ستكون زوجتي . في كل حال بما أني غير متزوج فلا معنى للسؤال".
لم تعلق آلين على ذلك .
"هل كان يهمك لو كنت متزوجاً؟"
فنظرت إليه وهي لا تفهم سؤاله تماماً ،
"لا أفهم ماذا تقصد، لماذا يهمني إذا كنت متزوجاً أم لا؟"
"سنصبح أصدقاء أليس كذلك ؟"
قالها بصوت رقيق ولهجة مقنعة ومع ذلك بثقة وكبرياء . كان بلا شك متأكداً من نفسه، هذا اليوناني الأسمر بمظهره و جسمه المتميز. ماذا ستكون نتيجة هذه الصداقة كما يسميها؟ لم تكن آلين ساذجة تحلم بمغامرة عاطفية سريعة تنتهي بالزواج ، لم يكن ديوريس ذلك النوع من الرجال، ولكنه في الحقيقة كان عكس ذلك، كان يمكن أن يكون خطيراً لم تخدع آلين نفسها، ولكن ألم يكن هذا الخطر مثيراً ؟ كانت حياتها رتيبة وخالية من أية إثارة حتى الآن، والاثارة بأي شكل مغرية ، ولكن آلين كانت تتوقع مجازفات و إغراءات. أما هذه الصداقة فهي مثيرة لنفس طبيعتها الغامضة. لا بد بالطبع أن تنتهي بالوداع ويفترقا ويذهب كل منهما في طريقه. ولكن الوداع لن يحدث قبل ستة أيام من الآن. وفي هذه الأثناء فإن آلين تريد أن تعيش ولكن بالطبع بدون تهور ، إنها ليست استيل. وبرغم أنها كانت في بعض الأحيان، و خاصة عندما كانت تواجه بالأعباء المالية الكثيرة، تقول لخالتها إنها لا تمانع في اتخاذ صديق، إلاّ أنها لم تكن تعني ذلك حقيقة.
"لقد سألتك إذا كنا سنصبح أصدقاء".
قطع عليها صوت سيمون الواضح الرخيم تفكيرها فابتسمت و هزت رأسها.
"نعم سنصبح أصدقاء".
أجابت وهي تأمل ألاّ تكون قد بدت متلهفة أكثر من اللازم.

سفيرة الاحزان 27-08-10 12:56 PM


4 - كــل الرقصــــآت لـــــي



عندما فتحت آلين عينيها بمجرد آن استيقظت تراءت لها صورة سيمون .
لقد رقصت معه حتى الساعة الثانية صباحاً .
وحتى بعد ذلك فقد بقيا معاً على سطح االباخرة نصف ساعة آخرى تقريباً .
كان صوته الحنون عالقاً بذهنها وكذلك ابتسامته .
وكانت قبلته رقيقة وطريقة معاملته لها محترمه .
هل كانت مخطئة في تقديرها الأول عن شخصيته ؟
لقد توقعت بعد أن رقصت بين ذراعيه كل هذة المدة في جو النادي الليلي الشاعري ذي
الإضاءة الخافتة أن يقترح ما يضايقها ولكنه لم يفعل أكثر من أن يحيط خصرها
بذراعيه وهما على سحط السفينة .
وعندما قبلها قبلة المساء أمسك بوجهها بين يديه ونظر بعمق في عينيها وآخبرها أنها جميلة .
ثم أوصلها إلى قمرتها وقبل يدها ووعدها أنه سيكون في الساعة السابعة والنصف من صباح الغد في حمام السباحة .
السابعة والنصف . . . إن الشمس تغمر الكابينة . . . لقد أستيقظت من أحلامها
منتدى ليلاس
ومدت يدها نحو الساعة فوجدتها السابعة والربع فقفزت من سريرها مصممة
على إلا تفقد دقيقة واحدة من الدقائق الثمينة .
وابتسمت في المرآة هل كانت تلك الفتاة المرحة هي نفسها
البائعة المرهقة التي تقضي حياتها في المتجر تلبي طلبات الزبائن !
وأخذت تدندن بالإغنية التي تقول : كنت أستطيع أن أرقص طوال الليل .
وهي تدور حول نفسها في مساحة القمرة الصغيرة وقالت لنفسها هذه هي الحياة !
كان سيمون يرقد على الماء ووقفت تنظر من أعلى إلى رآسة النبيل وكتفيه العريضتين وجسمه الأسمر النحيل
والشعر الذي يغطي صدره .

وسريعاً ما رآها فابتسمت عيناه وزادت ابتسامته كما لو كان
يسمع دقات قلبها العنيفة وقال مشجعاً :
( هيا تعالي ، إن الماء دافئ . )
واستجابت لدعوته وغاصت في الماء .
فسبح سيمون في إتجاهها ولمست يداه خصرها بمجرد ظهورها على سطح الماء
فاضطربت ولكنها كانت سعيدة .
( آوه ، ربما يرانا أحد ) .
( فليروا ، إنك فتاتي ) .
إنك فتاتي . . . يا لها كم كلمات رنانة معبرة .
فازدادت دقات قلبها إذ كان يبدو مخلصاً .
ومع ذلك تمالكت نفسها بحزم وحاولت أن تفكر في أمور عملية ذاكرة أنه
منتدى ليلاس
بعد أسبوع سيودع كل منهما الآخر إلى الآبد ومع ذلك عندما أدارت رآسها
لم تستطع إلا إن تلاحظ الرقة في إبتسامته .
فخرجت منها تنهيدة صغيرة وتمنت لو كان لديها خبرة أكثر بالرجال حتى تستطيع أن تميز بين الإخلاص والغزل
غير المسؤول . الخالة سو كانت على حق عندما أكدت أنها يجب أن تخرج أكثر
وأسرّ إليها وهما يعومان جنباً إلى جنب في حمام السباحة :
( إنك تحمرين خجلاً بطريقة ساخرة أكثر من أي امرأة أعرفها ) .
وكانت الشمس تستطع بشدة وتجعل كل شيء يلتهب بالضوء بينما ظهرت جزيرة في الآفق .
( هل تعرف نساء كثيرات ؟ )
حاولت أن تبدو غير مهتمه ولكن نظرة غريبة بدت في عيني سيمون وقال :
( أي رجل لا يعرف كثيرات . . . خاصة هذه الآيام ) .
ولم ترد آلين وشعرت أن هناك رنة إزدراء وهو يقول :
( وأنت يا استيل ؟ لا تخبريني أنك لا تعرفين الكثير من الرجال لأني لن أصدقك ) .
استدارت بعيداً عنه وقد آلمها كلامه لدرجة أخافتها هل تخبره بحياتها ؟
وأنها لا تعرف رجالاً لأنه لم يكن لديها الفرصة لأن تقابل أي رجل ؟


سفيرة الاحزان 27-08-10 01:03 PM

هل تخبره عن جنكس وتكشف له كيف استغفلها كيت وكادت تطلعه على أسرارها
وتعترف له أنها كذبت عليه عندما أخبرته أنها تعمل كموديل .
ونظرت إليه وعلى الفور غيرت رآيها عندما رآت ملامحه المتوترة وكذا التغيير الغريب في عينيه .
إنه لن يهتم بتفاصيل حياتها الخاصة والرتيبة الكئيبة .
إنها بالنسبة إليه فتاة آخرى كباقي الفتيات .
رقيقة لطيفة يسبح معها ويرقص ويتسلة معها ويمضي الوقت في محادثات تافهة
كما يفعلان الآن . حاولت أن تجاريه فقالت بجرآة :
( بالطبع أعرف كثيراً من الرجال . . . إية امرأة لا تعرف ؟ )
( هل تتفاخرين بغزواتك ؟ )
سألها ذلك بعنف فشعرت بالخوف يسري في عروقها وحملقت فيه وهي غير
مصدقة لما يحدث .
فلو لم يكن عمر صداقتهما بهذا القصر لاعتقدت أنه ثورته بسبب الغيرة ) .
( لا أنا لا أقصد ذلكك ) .
وكانت قبضته على معصمها كالحديد فصاحت :
(إنك تؤلمني يا سيمون ) .
خفف من قبضته على معصمها ولكنه لم يتركها :
( إنني لم أقصد إيذاءك ) .
وخف غضبه ورق وجهه ومرة آخرى شعرت أنه لا يريد أن يغضبها .
( هيا تعالي نخرج من هنا . سبحنا ما فيه الكفاية .
وفي كل حال فإن وقت الإفطار قد حان ) .
ورفع التغيير السريع في مزاجه من روح آلين المعنوية .
وكانت تغني بصوت منخفض وهي تأخذ حمامها في كابينتها ثم ارتدت شورتاً أزرق
فاتحاً وقطعة عارية لحمام الشمس ومشطت شعرها حتى لمع وكانت عيناها تبرقان كالنجوم .
وعندما تركت كابينتها وذهبت ناحية المطعم كانت تشعر كأنها تطير على أجنحه الهواء من فرط السعادة
منتدى ليلاس
وكان سيمون ينتظرها على الباب ودخلا معاً حيث قادها إلى طاولة صغيرة في ركن بجوار الشباك .
وكان الركاب يتنازل وجبة الإفطار في آي وقت يشاؤون وعلى أية مائدة يختارونها .
وقال سيمون بحزم بينما كان الإفطار يقدم لهما :
( يجب أن نفعل شيئاً لتبقى معاً عند تناول وجباتنا .
وسأبحث ذلك مع المسؤول ) .
وواقفت آلين على هذا الإقترح وقد ملأتها السعادة التي ظهرت في عينيها وفي إبتسامتها . ولكنها قالت :
( أنا مع ثلاثة آخرين . إني أتحرك معهم منذ ركبنا السفينة )
( حسناً ستتحركين معي الخمسة أيام القادمة . لذلك من الأفضل أن تخبريهم بذلك .
ما هو رقم ما ئدتك ؟ )
أخبرته وبرغم أنها لم تكن تتمنى أكثر من أن تقضي أطول وقت ممكن معه إلا أنها شعرت أنه ليس من
اللائق أن تترك الآخرين .
فحتى مجرد طلب تغيير المائدة يعتبر إهانة لهم .
ولكنها لم تعبر عن رآيها في هذا الموضوع لأن سيمون منعها من ذلك .
سأذهب لآرى المضيفة بينما تذهبين لإحضار حقيبتك وما تحتاجينه .
ثم أضاف وهو ينظر إلى ساعته :
( سنرسو بعد دقائق وإذا كنت تريدين مشاهدة ميكونوس .
جيداً فإننا يجب أن نترك الباخرة بأسرع ما يمكن بعد الإفطار .
وبينما هي ذاهبة إلى قمرتها اصطدمت بدونا وقبل أن تستطيع الكلام تساءلت الأخيرة ضاحكة :
( حب مشتعل ؟ حسناً . . . إننا غير متضايقين فلا داعي للإعتذار .
إنك ليست مضطرة أن بتقي معنا . أما هال فهو لا يقارن بذلك اليوناني .
كان يبج أن ترى نظرات الحسد وهي تلاحقك بالأمس !
إنه ذلك النوع الذي لا يستطيع الإنسان أن يرفع عينيه عنه .
إن كل الفتيات على الباخرة تغرن منك ) .
احمر وجه آلين ولكنها تمالكت نفسها وقالت :
( ‘ن سيمون يريد أن أشاركه مائدته يا دونا .
ولذلك فلن أكون معكم على العشاء هذه الليلة . )
( أوه . . . حسناً . . . كما تشائين ولكننا سنفتقدك قلت العشاء ماذا عن الغداء ؟ )

سفيرة الاحزان 27-08-10 01:04 PM


( أظن أننا سنتناول الغداء في ميكونوس . لسنا مطلوبين على الباخرة قبل الواحدة والنصف ) .
( نعم هذا صحيح ، حسناً . . . نتمنى لك وقتاً طيباً ) .
وكانت الجزيرة مجموعة من المكعبات والقباب البيضاء التي تلمع تحت ضوء الشمس .
لقد أخبرها سيمون عندما كانا ينظران إلى الجزيرة من فوق سطح الباخرة
أن المباني ذات طابع معماري دائري .
بينما كانا يركبان مركباً صغيراً في مياه بحر إيجه الجميلة الأشد زرقة من كل مياه العالم .
كان الميناء الصغير يموج بالحركة والمراكب الملونة جنباً إلى جنب مع اليخوت البيضاء المحترمة .
( ميكونوس البيضاء ) .
قال سيمون باليونانية بصوتة العميق الخفيض .
( إن السكان يطلون منازلهم باللون الأبيض مرتين في العام .
إن كل سكان الجزيرة يفخرون بشكل خاص بمنازلهم وخاصة بمنظرها الخارجي ) .
( هل يأتي سياح كثيرون إلى هنا ؟ )
( أكثر من أي جزيرة في المنطقة . ولكنها لن تكون مزدحمة في هذا الوقت من العام ) .
( إن الجو ساكن هنا بينما كان الهواء قوياً هناك في عرض البحر ) .
( إنه الملثيمي هواء الجزر ) .
ابتسم سيمون لها فشعرت للحظة بقلبها يتوقف وحذرت نفسها من الإنزلاق .
منتدى ليلاس
( ميكونوس محمية من الرياح الشمالية بهذا الجبل الذي ترينه هناك لذلك فإن الأمواج هادئة ) .
وكان صوته القوي العميق يضيف إلى سحره وهو يشرح لها معالم الجزيرة في الأساطير اليونانية .
كانت جزيرة ساحرة وجميلة لدرجة لا يصدق المرء معها أنها جزيرة قاحلة .
الأساطير تحكي أنها كانت حجراً ضخماً النقطة رمز البحر التاثر بوسايدون وألقاء على العمالقة واستدارت آلين لتقول شيئاً لسيمون
والمركب يقترب بهم من الشاطئ رآته في منظر جانبي كأنما تمثال قدّ من صخر
فمات الكلام على شفتيها .

فيم كان يفكر هذا الرجل ؟
شعرت بشيء من القلق وعدم الراحة .
كان بلا شك ساحراً وجذاباً وواثقاً من نفسه ولكن ماذا وراء هذه القشرة الخارجية !
إنه يستطيع أن يكون رقيقاً ومطمئناً ولكن آلين بدأت تشك أن وراء هذا المظهر الجذاب رجلاً بارداً قاسياً .
( ماذا بك ؟ )
قطب جبينه وهو يرى وجهها :
( لقد شحب وجهك تماماً . يا إلهي . . . هل تشعرين بالرغبة في القيء ؟ )
( بالطبع لا إن البحر كالزيت ) .
واستطاعت أن تضحك قدمت عينا سيمون .
وسألت نفسها لماذا شعرت بهذا الخوف المفاجئ !
قام سيمون عندما سحب الرجال الواقفون المركب للشاطئ ووضع ذراعه حول خصرها
وساعدها على النزول إلى الشاطئ فاختفت مخاوفها تماماً كما لو كان يفعل السحر .
( هل أنت متأكدة إنك بخير ؟ )
وقف سيمون ونظر إليها ببعض القلق . كما ظنت .
( لقد عاد لونك ولكن . إذا شئت نستطيع أن تأخذ مشروباً قبل أن تبدأ التجوال حول الجزيرة . )
فهزت رأسها بالنفي وقد سعدت بقلقة عليها إذ لم تكن معتادة على هذا الإهتمام
ولو كانت استيل في مكانها لاعتبرته شيئاً طبيعياً بل ومن حقها .
( إني بخير ) .
ابتسمت له وقد انعكست السعادة على عينيها الواسعتين الصافيتين .
كم هي سعيدة الحظ أن تجد شخصاً مثل سيمون وأن يختارها من بين كل الفتيات على ظهر الباخرة ) .
( إذن سنبدأ تجوالنا ) .
ومرة آخرى لف ذراعه حولها وأخذا يسيران على الشاطئ ) .

سفيرة الاحزان 27-08-10 01:06 PM


كان هناك رجال سمر كثيرون يعرضون بضائع من جميع الاصناف ,وكان نساء يرتدين ملابس سوداء او بيضاء من الغزل المحلى,ويبتسمون لها ويعرضون لها ضاعتهم الرخيصة وجميلة من صنع يديهن وكانت الاشغال اليدوية ايضا جميلة ورخيصة .
ثم توقف سيمون وسألها .
"ماذا تريدين يا عزيزتي ".
"اشكرك لا شيء".
"اختاري"
قالها بحده وبطريقة امرة جعلها تقفز.
"لابد انك تريدين شيء".
كان صوته يحمل شيء من السخرية فتأكدت انه رجل متغير المزاج وخاصة انها لم تكن تلك اول مرة الذي يحدث فيها ذالك التغير..
"ان التطريز جميل".
قالت ذالك وهي تتمنا انها لم ترفض في البداية مما جعله يظن انها تمثل دور من لا تريد ..
من الواضح ان النساء اللواتي تعرفن عليهن كان يهمن ان يحصلنا على أي شيء ممكن من رجال مثل سيمون ديوريس .
"هذا المفرش".
وردت السيدة الشابة التي احضرت عددا منه.
"انه يستعمل ايضا كمفرش للمائدة ".
"اذن سناخذ نصف دستنه".
"اووه.ولاكن".
"وهذا البول افر".
اشار سيمون الى بور افر اخضر فاتح مشغول بغرزة الصغيرة .
"انه جميل".
لم تستطع الين برغم خجلها وترددها في قبول هذه الهدايا الا ان تسال السيده ..
"هل قمت انت بصنعه".
"نعم سيدتي في ثلاث ايام فقط".
"ثلاث ايام؟اذن كم من الوقت تعملين في اليوم؟".
"ساعات طويله واسهر في الليل واتعب ووتضعف عيناي".
ظهر على الين الشعور بالحزن وبدا على سيمون تعبير غريب كما لو كان ادهشه اهتمامها وحزنها على الفتاة.
"لماذا لا تطلبين ثمن اعلى وتعملين ببطء ان نظرك اثمن من أي شيء".
منتدى ليلاس
"ان كثيرا من الناس لن يشتروه بثمن اعلى".
"ولكنه ثمنه في بريطانيا اربعة اضعاف من ذالك.من الممكن ان تزيدي ثمنه قليلا ".
"هذا هو الثمن الذي حددناه ".
وضعت الفتاة البول افر على الين وهز سيمون بالموافقة .
"نعم سناخذه".
ثم خاطب الفتاة باليونانية فاحضرت حقيبة للنساء ,لم يكن لدى الين حقيبة ,ولكن ان سيمون لاحظ ذالك اثار دهشتها.
كانت حقيبة جميلة من القماش الابيض المشغول بخيوط فضية وذهبية ,قال لها.
"ان هذا القماش نسيج يدوي ,ان السيدات في هذه الجزر ينسجن اقمشتهن بانفسهن.".
"اشكرك يا سيمون انك طيب جدا معي".
لم تستطع الين ان تقول شيء اخر .
"ارجوا ان يكون هذا تفكيرك دائما ".
كانت كلماته ناعمة مازحة ومع ذالك شعرت بخوف يسرى فيها مرة اخرى.ما السبب!.
"والان لنذهب لنتناول ذالك المشروب".
حمل سيمون السكارة وهو امر غير معتاد بنسبة لليوناني.
"هناك خانه صغيرة اعرفها والان من أي طريق كانت اه نعم".
"هل تعرف هذي الجزيرة جيدا ؟".
سألته الين وهي تسرع لتلحق به ,
"ليس جيدا لقد حضرت لعدة مرات كانت والدتي تحب ان تاتي الى هنا ولكان هذا كان من عدة سنوات قبل ان تصبح الجزيرة مشهوره كما الان"
"والدتك هل هي حية".
"من المؤسف انها ماتت".
تلا ذالك سكوت .كم هو رجل غريب لا يمكن التبؤ بما بداخله , رجل متغير المزاج ينحدر من اسلاف وثنية.
ذهبت افكار الين الى لحظة الوداع بينهما عندما تصل الباخرة الى رودس سيذهب الى طريقة وستذهب هي للتجول بمفردها ,ماذا سيكون شعور كلا منهما عندما تاتي تلك الحظة الوداع قبلة نعم قبلة اخيره على رصيف الميناء ثم يذهب سيمون بخطواته الواسعة والسريعة التي تزيد المسافه بينهما ,هل سيلتفت للوراء نعم انها متاكدة انه سيفعل وسيلوح كلا منهما للاخر حتى يختفي ,هذا مصير قصص الحب على السفينة يبدوا ذالك مستحيل ولكن هذا ما سوف يحدث وافتلتت منها تنهيده جعلته ينظر اليها بتسأول .
"ما الذي يضايق صديقتي الجميلة "
ضحكت وقالت.
"هل تريد الحقيقة؟".
"بكل تاكيد يا عزيزتي..".
"كنت افكر في الوداع بعد خمسة ايام من اليوم".
تلا ذالك سكوت عميق طغى على كل ضوضاء المدينة .
"الوداع..".
منتدى ليلاس
قالها سيمون اخيرا بصوت هادي .ومع ذالك كان به مزيج غريب من التسلية والارتياح مما جعل الين تحملق فيه محاولة فهمه .لقد غرق في تعكير عميق لا يمكن لا احد اختراقه وجعله بعيدا عنها .
"ها هي حانتنا".
توقف عن السير فجاة فحطم سحر اللحظة الذي كان يغلفها.
"يجب ان تجربي الأميجد الوتو انه اختصاص هذه الجزيرة .ماذا تريدين ان تشربي؟".
جلسا تحت كرمة وكانت موسيقى البزق تنساب اليهما من الخلف وسمعت صوت اطفال يضحكون ففكرت في جنكس ,كم كانت الطفل تستمتع بهذا الرحلة.قررت بينها وبين نفسها ان تحضرها اذا ما سنحت لها الفرصة .يجب ان ابحث عن عمل احسن وتذكرت انها قد قضت وقتا اطول من اللازم في ذالك المتجر الذي تعمل به في بلدها .
وتناولت الين عصير الليمون الأميجد الرتو الذي اتضح انه نوع من الحلوى اللذيذة المصنوعة من اللوز بينما شرب سيمون اوزو واكل معه الزيتون وقطعا من الاخطبوط المشوي ,وكان الخادم الشاب يتنقل بين الموائد وابتسامته لا تفارقه .ثم تحدث باليونانية مع سيمون وضحك الاثنين بشدة نظرت الين الى حيث ينظران فوجدت رجلا سمين في منتصف العمر يداعب فتاة ذات شعر اشقر لايمكن معرفة سنها برغم ان ملابسها تتناسب فتاة في السابعة عشر من عمرها فا احمر وجه الين ونظر اليها سيمون بشيء من الدهشة .
"هل انتهيت ام تريد المزيد من الفطائر التي تزيد الوزن".
"لا اشكرك,اين سنذهب الان؟".
قامت وقام سيمون ايضا من كرسيه.
"سنتجول في هذه الممرات الضيقة حتى تكوني فكرة ثم نذهب الى ديلوس ".
كانت الطرقات الضيقه خلفي الميناء كبيت جحا ,اذا كان بعضها ضيقه مما جعل سيمون والين يلتصقا في الحائط عندما يمر حمار وراكبه ,والبعض الاخر كان اوسع من ذالك وكان لجميع المنازل سلالم خارجيه تؤدي الى شرفه تمتلئ بأصص الزهور والورود التي تنشر الوانها الزاهية كما تعطر الجو للمارة .
"هذه المرة اغلبها مسدودة ".
نظرت الين بدهشة وقالت:
"ليس اغلبها بل كلها".
فصحح معلوماتها شارحا ان هذا يقصد بها تضلضل القرصان .
"هل كان هناك قرصان؟".
"ان اليونانين يحبون القرصنه من القدم.".

سفيرة الاحزان 27-08-10 01:08 PM


ثم توقف فجأة وشعرت الين انه كان سيزيد من الشرح ولكنه غير رأيه.
ومرا بمقهى فيها رجال يرقصون فتوقفا لمشاهدت الحركات الرشيقة وقال سيمون:
"ان كل الحركات ترجع الى عصور الظلام والوثنية .كان المقصود بها تكريم الرموز .ولكن من الجائز انك تعرفين هذه الاشياء".
"لا.كان يجب علي ان اقراء اكثر عن الاساطير اليونانية".
لم يقل شيئا بل سارا في سكون تشغله افكاره.واتجهت خطواتهما الى الميناء.فاخذت الين تفكر في سيمون وفي بيته وفي عمله,وشعرت انه غنى برغم انه لا يوجد لديها دليل على ذالك.كما انه مثقف ولغته الانجليزية ممتازة من الجائز انه يملك سفن او يزرع دخانا او يملك مزارع زيتون.وخطر لها ان تفتح هذا الموضوع ولكن تعبير وجهه منعها من ذالك.
واستغلا مركبا صغيرا من ميكوس الى ديلوس فبعد ان تركا ميكوس با اقل من ساعة كانا يتجولان في اطلال ديلوس التي اعتبرها القدماء جزيرة النور لان اليوا رمز الشمس ولد فيها وكان هياكل هذه الرموز وعددها ثلاثة مهدمة وتنمو بين اركانها وشقوقها الاوهار وقد تفتحت في الربيع ,ولم يبقى من هذه الهياكل الا اعمدة مهشمة وقواعد رخامية واجزاء من تماثيل تشهد على مجد ديلوس في قديم الزمان واما اشهر واجمل الاثار فهي تماثيل الاسود التي كانت في يوم ما تحرس بجانب البحيرة والتي لم يبقى منها الا خمس.
منتدى ليلاس
وكانت الين تنظر حولها بدهشة ثم قالت:
"انه مثير جدا ان يكون الشخص على جزيرة غير مأهولة ".
كانا قد صعدا على جبل لينتاس وشاهدا المدينه التي بيت الدولفين الشهير.وبيت الثلاثي وبيت الاقنعة وكان هناك موائد وكراسي من الرخام ورسومات موزايكوا وعلى الاخص مسرح الذي يسع خمس الف شخص.
كان الهواء يطير شعر الين وكانت مناسبة لهذه الخلفية كما قال سيمون وهو يزيح خصلات من شعرها ثم يعانقها برقه فحملقت فيه وعينيها تبرقا وقد سحرها جو الجزيرة ووضع الذي وجدت نفسها فيه اخذ قلبها ينذرها ولكنها كانت منفعلها بطريقة لم تعرفها من قبل.
همس بصوت رقيق:
"كم انت جميلة,انا سعيد اني قابلتك يا استيل".
واحاط يده بخصرها.
"هل انت سعيده بمقابلتي يا حبيبتي."
حبيبتي هل تعني هذه الكلمة شيء؟ ذكرت الين نفسها بحزم انها لم تعرف سيمون سيمون الذي منذ يوم واحد لابد انه يلعب بعواطفها وهو خبير بهذه اللعبه من كثر تكرارها ,ولابد ان شريماته على درجة مثله في الخبره.
اجابت اخيرا:
"نعم اني سعيدة جدا في مقابلتك".
فعانقها مما جعلها ترتعش خوفا من ان يطلب منها هو اكثر فان ذالك سيكون نهاية احلامها الجميلة .وهي تشعر انه سيفعل قبل ان ينتهى اليوم.

سفيرة الاحزان 27-08-10 01:12 PM


5- قرصنة في بحر الحب !
ظهرت سلسلة جبال بنفسجية اللون من خلال الضباب الذي يغطي البحر رودوس .
جاء صوت سيمون خلفها فابتسمت له مرحبه .
- استيقظت قبلي اليوم .
- اريد ان اشاهد الشروق .
- حالا .. انظري هذا هو طرف الكرة الارضية . ان الدنيا تتحول الى اللون القرمزي .
كان وراءها فلف ذراعه حولها ووضع يده فوق يدها على السياج . استندت آلين عليه بحركة

رقيقة واسعدها ان تشعر بذقنه مستندة على رأسها .
- انظري في هذا الاتجاه يا حبيبتي انها رودوس جزيرة الورود .
هزت رأسها ولم تستطع ان تتكلم لأنها كانت منفعله وحزينه لفكرة اقتراب الوداع بينها وبين

سيمون . كانا وحدهما على سطح المركب وكل شيء هادئا فيما عدا صوت البحر .
كان كل شيء ينام فيما عدا الشمس التي ترتفع في الشرق لتوقظ العالم .
ونظرت آلين بتأمل الى جزيرة رودوس البعيده موطن سيمون المكان الذي سيودعان بعضهما

فيه ولم تكن قد نامت جيدا تلك الليلة .
وتساءلت اذا كان هو ايضا مثلما لم ينم . كانت هذه هي الساعات الاخيرة التي سيقضيانها معا

.
عادت بذاكرتها الى تلك الليلة عندما طلب منها سيمون ما كانت تتوقعه .
بكلمات رقيقة وجذابة بينما كانا يقفان في ضوء القمر على سطح السفينة والموسيقى الرقيقة

لتترامى اليهما من فرقة النادي الليلي .
كان رفضها مترددا لأنها توقعت انه سيكون نهاية علاقتهما وان سيمون سيبحث لنفسه عن
منتدى ليلاس
رفيقه اكثر تجاوبا .
ولكن لشدة دهشتها فقد تقبل رفضها بدهشة شديدة ولكن بلا غضب . لقد كانت دهشته بالغة

ومن الواضح انه كان يتوقع استسلاما سريعا متلهفا . اما هي فإن رفضها تسبب في ارقها

طوال الليل .
اذ كانت تلوم نفسها على غبائها وعلى مثلها التي اصبحت من مخلفات الماضي تماما لماذا

وضعت حدا لسعادتها التي وجدتها للتو ؟ لماذا لم تكن مثل استيل ؟ ربما جعل ذلك الحياة

اسهل .
كانت تقول لنفسها وهي متيقظة انه لن ينتظرها في الصباح عند حمام السباحه , ولن يتناولا

افطارهما معا . ولن يرقصا معا ولن يعانقها في ضوء القمر .
كانت فترة جميلة ولكن قصيرة وهي لن تنساها ابدا . ولكن كل شيء قد انتهى الآن سيبحث

سيمون لنفسه عن رفيقة اخرى .
ولكنها كانت مخطئة فقد كان ينتظرها بجانب حمام السباحه وتناولا افطارهما معا وبقيا معا منذ

تلك اللحظة . وزارا جزيرتي بانموس وكوس في طريقهما الى رودوس وفي كل جزيرة كانا

يتجولان معا للمشاهدة
وقد اشترى لها سيمون اشياء ما كان يمكن ان تشتريها لنفسها ابدا برغم ان اغلب النقود التي

اعطتها ايها خالتها كانت ما زالت معها .
وبمرور الايام كان سيمون يزداد رقه ويزداد حبه لها عمقا . وكان يبدو انهما لا يمكن ان

يفترقا قبل ان يتفقا على لقاء جديد .
ولكن شيئا واحدا جعل آلين تقلق وتشك ان سيمون لم يحاول ان يسأل مرة اخرى عن عملها

او بيتها او حياتها في انكلترا لم يكن يعرف شيئا عنها
ولم يبد مهتما لأن يعرف لقد فكرت عدة مرات ان تخبره بالحقيقة عن نفسها وعن عملها وان

تحدثه عن جنكس والخالة سو ولكن الكلمات توقفت على لسانها لمجرد عدم اهتمامه .
ولو كان يريد ان يعرف اية تفاصيل عنها لسأل وكانت ستجاوبه بلا تردد بسبب عدم فقد

امتنعت عن السؤال عن حياته .
وهكذا بعد 6 ايام شاعرية لم يكن كل منهما يعرف شيئا عن الآخر .
وسألت بتردد وصوت مرتعش :
- متى سنصل ؟
- بعد ساعتين .
كانت ما زالت تستند اليه وتشعر بذقنه على رأسها .
- لماذا هذا الحزن يا عزيزتي ؟
ضغط على يديها ثم ادارها لتواجهه وقد امسك بيديها في يديه واخذ ينظر اليها طويلا وهو

لايتوقع اجابه على سؤاله .
- ليس لديك خواتم يا استيل ؟ ليس لديك خاتم من الماس لأصبعك ؟
دق قلبها بعنف . ولم تسمع نفسها وهي تقول :
- لا يا سيمون . ليس لدي اية خواتم .
تلا ذلك صمت غريب قبل ان يرد سيمون بنبرة اكثر غرابة في صوته :
- هاتان اليدان الجميلتان بلا خاتم من الماس ؟ يجب ان يكون لديك خاتم من الماس .
هل يقصد خاتم خطوبة ؟ لا بد انه يعني ذلك . والا فلماذا يذكر الخاتم الماسي ؟
نظرت اليه بسعادة وبدون تفكير تمتمت بخجل :
- هل تقصد انك ستعطيني خاتما ؟
توقفت بارتباك وقد تنبهت لخطتها . ماذا سيظن عنها ؟ في هذا الموقف . وهو على وشك ان

يطلب منها الزواج . المفروض ان يتكلم هو لابد انه سيظن انها جريئة .

عضت على شفتها مغتاظة من نفسها . ولكن لحسن حظها بدا ان سيمون لم يلحظ لهفتها او

على الاقل لقد نجح في اخفاء ملاحظته وهو يبتسم لها ابتسامته الجذابة ويلفت نظرها الى

منظر الشمس مغيرا الحديث بطريقة مفاجئة أدهشتها :
- انظري يا استيل . انها تتحول الى شكل الكمثرى .
فاستدارت في ذراعه وهي لا تشعر بالسعاده لأنه كان امرا غريبا ان يتكلم عن الخاتم برغم انه

لم يطلب منها الزواج بعد .
فكرت آلين في كذبها عليه وفي جنكس والخالة سو وبدا لها الموقف معقدا الى درجة لا يمكن

حلها .
- نعم انها كالكمثرى .
وحملقت آلين في الشمس ثم استطردت :
- انها تبدو وكما لو كان البحر يجذبها ولا يريد ان يتركها .
- خداع بصري بالطبع ... هاهي ... لقد ظهرت !
كان شروق الشمس جميلا لدرجة بهرت آلين برغم انها لم تكن اول مرة ترى فيها الشروق

كانت في الايام الـ3 الاولى تستيقظ مبكرة وتصعد الى السطح .
ولكن منذ قابلت سيمون كانا يسهران كثيرا وكانت تستيقظ متأخرة . اما هذه الليلة فقد جفاها النوم وهي تفكر في الوداع المنتظر بينهما .
لم يكن هناك شك انها وقعت في حب سيمون برغم انها حاولت بشدة مقاومة هذا الجنون .

وقد اعطاها تصرف سيمون معها ورقته واعزازه لها واغراقها بالهدايا في كل جزيرة زارها .
الأمل في ان يكون هو ايضا يحبها . ولكن عدم اهتمامه بمعرفة تفاصيل حياتها لفت تظرها

بشدة لو كان جادا في علاقته بها لاهتم بمعرفة كل شيء عنها ولكلمها هو ايضا عن نفسها .
وقطع سيمون الصمت قائلا :
- هل سنستحم اليوم ؟
كان ينظر اليها بتلك الطريقة الساحرة التي كانت تجعل قلبها يدق بعنف .هل كان يعلم بتأثيره

عليها ؟
- نعم سأذهب لأغير ملابسي .
فسارا حتى قمرتها ولما لم يكن هناك احد اخذها بين ذراعيه وعانقها قائلا :
- سأراك حالا .
ثم انصرف .
وحدقت وراءه وهي في حيرة شديدة . ماهي نواياه ؟ بالتأكيد لا يمكن ان ينظر اليها بكل هذا الحنان لو كان سيودعها بعد ساعات قليلة .
فكرت فيما قاله عن الخاتم الالماسي وشعرت ان هناك معنى خفيا احتفظ به لنفسه . دخلت قمرتها وهي تشعر بالاضطراب وبأن شيئا بداخلها يحذرها بشدة .
ولكن حبها لسيمون جعلها لا تمعن التفكير وتتقاضى عن اي عيوب في شخصيته قد تتراءى

لها كان تأثيره عليها منذ النظرة الاولى لا يسهل محوه لو لم يصبحا اصدقاء الى هذه الدرجة .
دفعت كل هذه الافكار عنها واخذت ترتدي لباس البحر وهي لاتفكر الا في الساعتين الباقيتين لها معه .
كانا آلين وسيمون من اول الذين غادرو الباخرة عند وصلها الى ميناء ماندراكي كان رفيقها

يحمل حقيبته وهي تفكر في عودتها الى الباخرة بمفردها بدون ذراعه حولها .
لن ترقص الليلة بعد العشاء في الاصوات الخافته , ولن تسير على سطح الباخرة في ضوء

القمر , ولن يكون هناك كلمات او همسات رقيقه امام قمرتها قبل النوم .
وشعرت بالألم يعتصر قلبها . كانت في البداية تقول لنفسها انها في نهاية الـ6 ايام ستكون
منتدى ليلاس
سعيدة استمتعت به في صحبته . ولكنها الآن عندما جاء الوقت للفراق ولا تشعر بذلك .
- هل ... هل ستعود لمنزلك الآن على الفور ؟
سألته متمتمه وهما يقفان على شاطئ جزيرة رودوس الساحرة وقد اصبحت غير قادرة على

تحمل الصمت اكثر من ذلك
وكانت الورود والازهار الجميلة تملأ الجو الدافئ عطرا ساحرا . والمراكب المزركشة تنتشر

على سطح الماء وبينها بعض اليخوت الفخمة التي ترفع بعض الاعلام .
نظر اليها سيمون وتردد قليلا ثم قال :
- لدي يختا هنا يا استيل سأضع حقيبتي فيه ثم نتريض قليلا في المدينة .
صاحت وقد نسيت حزنها للحظة :
- يخت ! واحد من هذه ؟
اذن فلن يفترقا على الفور .. على الاقل لساعه .. او ساعتين ؟ انه وقت ثمين . نظرت الى

اليخت الابيض اللامع الذي اشار اليه سيمون .
- انه جميل , انك محظوظ يا سيمون .
فكرت في رحلة اليخت التي ستذهب اليها اختها , بالتأكيد لن يكون بهذه الفخامه . لابد ان

سيمون رجل غني جدا .
وقال ببعض الفخر :
- نعم انه جميل تعالي يا عزيزتي لأريك اياه .
لمعت عيناها . فأخذ سيمون ذراعها وسارا معا الى اليخت . كان على ظهر اليخت رجلان

ينزلان الاعلام البيضاء حيياه ثم نظرا بفضول الى رفيقه مخدومهما وهما يتكلمان اليونانية .
داخل اليخت كالاحلام وكان مؤنثا بأفخر الاثاث . والسجاجيد السميكة تغطي الصالون وغرفة

استقبال اخرى اصغر .
وهناك غرفة طعام وكبائن مجهزة تجهيزا فاخرا بحمام خاص لكل منها . واخذت آلين تنظر

حولها بانبهار وهي تحسد استيل لأنها ستقضي اجازة ممتعه على يخت شبيه بهذا .
- هل تريدين مشروبا يا عزيزتي ؟
ترك سيمون حقيبته ليحملها احد الرجلين وجلس هو وآلين في الصالون . بدا مشدود

الاعصاب . وتساءلت ترى هل هو ايضا غير سعيد بسبب فراقهما .
ولكن لو كان هذا صحيحا فهو يستطيع ان يتصرف . ان رجلا يملك مثل هذا اليخت لن يفكر في

فتاة مثلها . جلسا يتحدثان لحظة بينما تناولت مشروبها ثم استأذن سيمون قائلا انه سيعود

بعد لحظة واضاف:
- توجد هنا بعض المجلات الانكليزية .
ثم انصرف .

سفيرة الاحزان 27-08-10 01:14 PM


فكرت أستيل انه بدا مختلفا . أم أن هذه تخيلاتها ؟ إنها لم تره مشدود الأعصاب على هذا النحو وغارقا في التفكير كما هو الآن . هزت كتفيها واسترخت في جلستها وهي تفكر في الوداع الذي يقترب كل لحظة .ونظرت إلى ساعتها .كان عليها أن تعود إلى الباخرة كاسيليا في الثالثة فإذا بقي معها سيمون حتى تبحر فيكون لديهما خمس ساعات معا . مرت خمس دقائق ثم عشر ... إن الوقت الثمين يضيع . قامت ناحية الباب ثم عادت وجلست مرة أخرى . ستبدو مضحكة لو ذهبت لتبحث عنه . إلى جانب أنه ذكر المجلات مما يدل على أنه كان يعلم أنه سيتأخر ونظرت مرة أخرى إلى الساعة . لقد مرت اثنتا عشر دقيقة بدت طويلة جدا . نظرت من النافذة إلى السفن والميناء والمياه الزرقاء الهادئة . وقطبت جبينها فقد كان يبدو غريبا جدا أن يتركها سيمون هكذا فجأة سقط قلبها حين سمعت صوت محرك اليخت ! أخذ نبضها يدق مع صوت المحرك .وقامت بسرعة وذهبت إلى الباب وهي لا تعلم سبب هذا الخوف لأنها كانت تثق ثقة مطلقة في سيمون أدارت مقبض الباب ولم تصدق نفسها لا يمكن أن يكون مغلقا جذبته مرة أخرى بكلتا يديها في محاولة يائسة لفتحه . صاحت محاولة التحكم في صوتها .
(( سيمون ! سيمون ! إن الباب مغلق ... ما الذي حدث ....؟))
لا بد أنه سيأخذها في نزهة في البحر ، نعم هذه هي الحقيقة . وهو لم يخبرها لتكون مفاجأة لها :
(( سيمون ... أين أنت ؟ يا إلهي ... ما الذي جرى ؟))
نظرت من النافذة فرأت الشاطئ يبتعد رفعت يدها المرتعشة لى حلقها . ما الذي يحدث .؟
منتدى ليلاس
كان شاطئ مانداركي يبدو أصغر فأصغر . والدموع تسيل على خديها وهي تقف أمام الباب بعد أن استمرت تدق عليه أكثر من ربع ساعة بلا مجيب . سيطر عليها خوف شديد وهي تشعر أنها قد تكون بمفردها على ظهر هذا اليخت .
ماذا فعلت ؟ تأكدت الآن أنها كانت ضحية عملية خداع رهيبة وأنها وحدها الملومة . لم تكن سوى معرفة عابرة وقد وضعت كل ثقتها فيه . يا لها من ساذجة غبية ؟ إن استيل ما كان يمكنأن تقع في هذه الورطة .... ومن الجائز أنها كانت ستتضايق ، كانت ستفهم ما يريد بمجرد أن يطلب منها أن تأتي معه إلى اليخت .هزت ألين رأسها بذهول وما زالت لا تستطيع أن تصدق أن سيمون كان يخدعها ، لا فائدة من أن تغالط نفسها . لقد أحضرها إلى هنا لغرض واحد ... ومع ذلك لماذا لم يعد ؟ وإلى أي مدى سيذهب باليخت قبل أن يعود للشاطئ .... افترضت أنه ينوي العودة لأنه يعرف أنها يجب أن تعود إلى الباخرة كاسيليا بعد ساعات قليلة .
عادت مرة أخرى تدق الباب ثم لجأت للصياح في محاولة لأن يرد عليها أحد . هل ما زال هذان الرجلان على ظهر اليخت ؟ لا بد أن لديهما تعليمات ويجب ألا تتوقع مساعدتهما . أخذت تبكي وهي تتساءل ما الذي سيحدث لها كان قلبها يدق بعنف في حالة سيئة لا تسمح لها بالتفكير السليم ، ماذا سيحدث لو أني لم ألتحق بالباخرة . كم كنت غبية . ولكني لم أتوقع أبدا أن يفعل هذا بي . كانت تكلم نفسها وتنعي حالها وتتوسل إليه كما كان أمامها .
(( دعني أذهب يا سيمون . أرجوك ... أعدني إلى رودس )).
أخيرا سكتت في يأس والدموع تنهمر من عينيها . جلست طويلا على حافة المقعد بعد أن توقف ذهنها عن التفكير وشعرت ببرودة تسري في جسدها . والأفكار المضطربة تختلط في ذهنها ... احتمال ألا تلحق بالباخرة والخالة سو وجنكس واستيل التي تنتظر إعادة جواز سفرها إليها ولكن الأهم من كل هذه الأفكار كانت فكرة ما سيحدث لها بعد قليل . عادت الذكريات إلى ذهنها المضطرب .... قبول سيمون ببرود لرفضها طلبه البقاء في كبينتها تلك الليلة ومزاجه المتغير ومحاولته عدم معاداتها وهو أمر ما زال يحيرها . وتذكرت كرمه واهتمامه بها مما أسعدها ببساطة لأنها لم تجرب ذلك من قبل . لقد خطط كل ذلك ليعطيها الثقة حتى يستطيع أن يغريها لتأتي معه إلى يخته . هزت رأسها فجأة ، لا .... إن هذه الاستنتاجات غير صحيحة لسبب ما . لماذا يتعب نفسه إلى هذه الدرجة ليكسب ثقتها إذا كان كل ما يريده هو أن يغرر بها ؟ كما قالت لنفسها عندما رفضت اقتراحه ... فهو يستطيع أن يحظى بأية فتاة يركز اهتمامه عليها وهو لا يحتاج إلى أن يتعب نفسه إلى هذه الدرجة فقط ليرضي رغباته . إنه ليس مضطرا للمجازفة التي يفعلها الآن لأنه بلا شك يعلم أنه سيضع نفسه تحت طائلة القانون بخطفها بهذه الطريقة .

وشعرت ألين بالتوتر لدى سماعها وقع أقدام ثقيلة خارج الباب .قفزت واقفة وأخذت تصيح بصوت عل وتدق على الباب . دار المفتاح في الباب فخطت للوراء بينما انفتح الباب للداخل . كان يقف هناك يوناني نحيف وأسمر ، أحد الاثنين اللذين رأتهما عندما صعدت إلى اليخت .ونظر إليها نظرة فاحصة جريئة كانت شفتاه غليظتين خشنتين تحت شاربه الأسود الملتوي وهو يمسك سيكارة في يده ومسبحة في الأخرى .
(( دعني أخرج من هنا )).
قالت أين هذا وهي تندفع للأمام وبعيدا عنه . ولكنه أمسك بها فأفلتت منه ودخلت الصالون مرة أخرى ، سألته بعنف .
(( أين سيدك ؟ اذهب وأخبره أني أريد أن أراه لا تحملق هكذا . ألا تفهم الانكليزية ؟))
استمر يحملق فيها وعيناه مثبتتان على وجهها الباكي . بتعبير من الحيرة قبل أن ينتقل نظره إلى صدرعا . شعرت بالحرج وفي هذه اللحظة ولد فيها شعور بالكره لسيمون . قال بانكليزية ركيكة :
(( اتكلم قليلا من الانكليزية . إنك فتاة جميلة جدا كريفيقة فراش لسيدي )).
ونظر إليها بإعجاب تشوبه السخرية :
(( إن سيدي لديه سيدات جميلات كثيرات ولكنك أجملهن !))
وشعرت بالتقزز وبرقت عيناها بالغضب وقالت غير مقدرة الخطر الذي يحبق بها :
(( إني لست رفيقة فراش سيدك كما تسميها . أين السيد ديوريوس ؟))
كان جسمه يسد الباب لذلك لم تحاول أن تمر بجانبه لأنها كانت تعلم أنه سينتهز الفرصة ......
(( ما هذا الذي تقولينه ؟ ألا تحبين سيدي كصديق ؟ إن كل السيدات يعجبن به ، إن دماءه حارة ليس كرجالكم الإنكليز الباردين )).
فاحمر لون ألين وزاد غضبها :
(( أذهب وأحضر سيدك على الفور )) .
منتدى ليلاس
هز كتفه ثم سكت قليلا وقال :
(( سيدي ليس على ظهر اليخت ليتو ؟))
(( ليس على ظهر اليخت ؟ لا بد أنه هناك . اذهب وأحضره )) .
(( لديه عملا في رودوس وقد أخبرني أنا ومافريس أن نأخذك في اليخت إلى منزله وهو سيأتي بالطائرة في آخر اليوم ))
(( بالطائرة ؟ إنه يعيش في رودوس .....))
(( إن سيدي يعيش في كريت ...))
(( كريت ؟ هل هو كريتي ؟))
اختنق حلقها وبسرعة البرق أدركت الموقف الشاذ بأكمله لقد كانت المقصودة بكل ذلك أختها استيل !
(( نعم ، إنه كريتي ، إن الكريتين ليسوا كباقي اليونانيين إنهم رجال متوحشون لا تخبري سيدي أني كلمتك عن الحب ))
قالت بانتقام :
(( قد اخبره ))

سفيرة الاحزان 27-08-10 01:16 PM

وابتسمت في سخرية . بالطبع إنه لا يريد اليخت أن يبقى
في ماندراكي وفيه ضحيته لأنها لو استطاعت أن تلفت النظر إليها لفسدت خطته .
ماذا سيفعل بالنسبة للتحقيق الذي سيحدث عندما لاتعود إلى الباخرة كاسيليا ؟
إنها لن تبحر في موعدها إذا تأخر أحد الركاب .
وسيعلمون بغيابها لأن مفتاح قمرتها سيكون معلقاً في مكانه لأن المفروض أن أي
ركاب يعود بأخذ مفتاحه على الفور .
وأي راكب لا يأخذ مفتاحه ينادي على أسمه في مكبر الصوت للتأكد من أن المفتاح لم يترك بطرق الخطأ .
فإذا لم يرد تنتظر الباخرة لأن الضابط المسؤول يعلم أن هناك راكباً لم يعد .
ولكن إلى متى ستنتظر الباخرة ؟ من الواضح أنها لن تلحق لأنها الآن في طريقها لكريت وهي تعلم
أنه لا فائدة من أن تطلب من هذا الرجل أن يطلقها .
( طلب مني سيدي أن أعطيك طعاماً . وأن أدخلك في كابينه لتستريحي . )
منتدى ليلاس
( إني لا أريد طعامكم . )
وتوقفت لحظة . وهي تفكر إن كل اليونانيين يخشون الشرطة وسترى الآن إذا
كان هذا الرجل يخشى الشرطة أكثر من سيدة .
وأخذت تشرح له أنها اختطفت وأنهم ينتظرونها على الباخرة كاسيليا .
( إذا لم أعد سيحظرون البوليس . )
قالت ذلك وهي تؤكد على كلمة البوليس .
( . . . وسيأخذون المسؤولين عن ذلك إلى السجن . هل تفهم ؟ )
راقبته بدقة . ولكن لدهشتها رآته يبتسم إبتسامة عريضة .
( إن سيدي لم يأخذ أية امرأة بالقوة من قبل .
إني أتعجب بسبب إغلاقة الباب .
ولكني أظن أن ذلك كان من قبيل المزاح .
أنت تقولين إنه أخذك بالقوة . إنها قصة لطيفة سوف أحكيها لأصدقائي .
إن السيدات عادة يكن راضيات . . . )
( البوليس . . . إنك تعلم معنى هذه الكلمة .
وستحاسب لإبقائي على هذا اليخت رغماً عني .
أما إذا تركتني فلن أخبر أحداً . )
نظر إليها الرجل بخبث واشمئزاز وأخذت هي تصرخ فيه بصوت عال وتشرح له كيف
سيبلغون البوليس عندما لا تعود إلى الباخرة كاسيليا ولكنه قاطعها قائلاً :
( ولكن الباخرة كاسيليا ملك سيدي . وسيكون قد أخبر القبطان أنك لن تعودي . )
ثم أضاف وهو يضحك :
( . . . إن القبطان سيفهم إلى جانب أن حقائبك هنا في الكابينة التي سأريك إياها .
وقد طلب منى سيدي أن أخبرك أن جواز سفرك معه وسيعيده إليك فيما بعد . )

سفيرة الاحزان 27-08-10 01:19 PM


6 - تحت أشجار التمرحنة :




رسا اليخت في خليج صغير شرق هيرافليون بعيداً عن الميناء الذي يموج بالحركة .
وقد فهمت آلين أنه تم أختياره بقصد عدم إعطائها الفرصةللإتصال بأحد .
وسلمها كوستوس وهو الرجل الذي تحدث معها على اليخت إلى سائق يرتدي ملابس خاصة كان يبدو عليه الضيق
لأنه انتظر مدة طويلة .
ونظرت حولها وهي تركب السيارة .
لا فائدة من أن تحاول الهرب فالمكان منعزل وهذان الرجلان حولها .
إلى جانب أنه تصرف أحمق لأن سيمون معه جواز سفرها .
كما أنها لم تكن تريد أن تسبب له مشاكل برغم ما سببه هو لها من مضايقه .
راجعت الموقف وهي في رحلتها من رودس عدة مرات مع نفسها وانتهت إلى أنه
من الأفضل أن هذا حدث لها هي بدلاً من استيل لأنه لو كانت استيل
هي التي وقعت تحت يده لما كان لها مخرج مما دبره لها من عقاب .
أما الآن فإن آلين تعرف أسم سيمون ووصفه ويمكنها أن تحذر شقيقتها منه .
وإن كانت تظن أن سيمون سينفذ فكرة الإنتقام الآن .
لم يكن هناك داع أن تسأل نفسها عن سبب رغبتها في عدم تعريضة لأية مشكلة ,
إنها تكرهه الآن قليلاً ولكنه حبها له أكبر بكثير .
وبرغم أنها مقتنعه أنه لايستحق حبها .
إلا أنها لم تستطع أن تقتل هذا الحب .
لسوء الحظ لأنها لو كانت خالية البال الآن .
كما كانت عندما صعدت إلى ظهر الباخرة كاسيليا وهي تتوقع رحلة ممتعه .
لكانت أسعد كثيراً . أي فشل . . .إنها ستطلب أن تعاد لبدلها بالطائرة لأنها
ليست مستعدة للعودة إلى الباخرة بعد ما حدث .
منتدى ليلاس
وبعد أن اعتقد كل الطاقم بدءاً من القبطان حتى أقل عامل أنها ذهبت مع صاحب السفينة الغني .
وقالت محادثة السائق :
( توقعت أن يقابلني السيد ديوريس بنفسه ) .
( إنه لم يعد بعد من رودوس يا سيدتي ، لقد ـأتصل تليفونياُ في الصباح
وطلب مني أن أنتظر اليخت ليتو .
وأن آخذك إلى المنزل . سيكون قد عاد عندما نصل إلى هناك . )
كانت لغتة الإنكليزية سليمة وطريقة كلامه مهذبة ،
فشعرت بالإرتياح بعد نظرات وضحكات كوستوس التي لم تعجبها ولغته الركيكة التي ضايقتها لأقصى حد :
( هل المسافة إلى المنزل بعيدة ؟ )
استغربت لحالة الهدوء التي حلت بها .
بعد لحظات الرعب التي عاشتها قبل أن تعرف السبب الحقيقي لإختطافها .
أما الآن فهي تعرف أنه لاداعي للخوف .
فبمجرد أن يعرف سيمون الحقيقة سيعتذر بكل الطرق وسيفعل ما في وسعه لإعادتها لمنزلها .
( إنها رحلة طويلة يا سيدتي . . . إن ليتو عادة ترسو في شاطئ خاص ملك السيد سيمون .
ولكن لأن المفروض إجراء بعض الإصلاحات باليخت فقد ذهب إلى هيراقليون
منتدى ليلاس
ولذلك فالمسافة طويلة . في كل حال المناظر هنا جميلة ولن تجدي الرحلة طويلة إذا متعت نظرك بجمال الطبيعة .
واسترخت في جلستها ونظرت من النافذة .
وبعد أن تركت الخليج الصغير يارا في هيراقليون .
في شوارع ضيقة متعرجة أشبه بحي وطني شرقي في مدينة
من مدن أفريقيا الشمالية .
ثم سارا في قرية كان يجري فيها احتفال ما لم تعرف ما هيته .
ولكن أدهشها أن ترى رجالاً تبدو عليهم سمات العنف والتوحش .
ارتدوا أردية بنفسجية وعلى رؤوسهم أغطية ذات شراريب .

سفيرة الاحزان 27-08-10 01:21 PM

وهم يتجمعون في ميدان القرية حيث توجد الكنيسة الأرثوذكسية .
ويضعون في أحزمتهم سيوفاً مخيفة بمقابض محلاة بالإحجار الكريمة .
إذن فهولاء هم الرجال الكريتيون بعواطفهم السوادء وأحقادهم العنيفة الذين أراقوا دمهم على مدى السنين دفاعاً عن وطنهم .
والذين قال عنهم هوميروس . في وسط البحر الغامق بلون النبيذ تقع كريت .
الجزيرة الجميلة الغنية ! . . .إن سكان هذه الجزيرة مشعون بالتقاليد القديمة وهم
قساة بلا رحمة ومستعدون لأن يموتوا في سيبل من يحبون .
هذا إلى جانب الضغائن التي بينهم .
سيمون ديوريس كريتي .
هل كانت علاقتها به ستكون حميمية إلى هذه الدرجة لو كانت علمت بذلك ؟
إنها لا تظن ذلك .
ولكن لا فائدة من الأسف الآن لقد أعطت قلبها بغباء لأحد هولاء الذين قيل عنهم أنهم أكثر كبرياء
وعشقاً واستقامة من بقية اليونانيين . . . .
رجل قادته حساسيته المفرطة غير المتهاونة بكبريائه إلى هذا التصرف غير القانوني بخطفها اعتقاداً منه أنها المرأة التي
جلبت العار لعائلته .
منتدى ليلاس
كانت هذه الأفكار تجول بخاطر آلين والسيارة تقطع الطريق الجبلي حيث تنتشر الأزهار بألوانها الجميلة المختلفة .
ثم وصلا إلى قرية أخرى حيث كل الرجال يجلسون في كسل
تحت أشجار التوت والتمر حنة يحتسون شراب الأوزو ويلعبون النرد .
بعد مغادرة هذه القرية بمسافة كبيرة تغيرت اشجار البلوط والصنوبر وأبو فروة
وبالطبع الزيتون .
وبعد عدة منعطفات واجتياز ممر ضيق مخيف نزلت السيارة مرة أخرى إلى أرض خصبة غنية تكسوها الزنابق الصفراء .
وشجر الوز ذو الأزهار الوردية . . .
ثم بدأ للعيان الشاطئ والأمواج تتكسر عليه .
وأخبرالسائق آلن أن رحلتها قاربت على نهايتها .
( هذه المدينة التي ترينها هي سفاكيا . فنحن الآن في جنوب الجزيرة . )
وأدار رأسة فنظرت آلين إلى المدينة الصغيرة التي ترقد على الشاطئ البحر إلى المنزل الفخم ذي اللونين
الأزرق والأبيض والذي يقع في مكان مرتفع بين الأشجار .
هذا منزل السيد سيمون . يمكنك منه أن تري منظر القلعة التي بناها الفنيسيون .
لدينا الكثير من القلاع في الجزيرة . )
ثم وقفت السيارة . وفتح السائق الباب لآلين فخرجت وبينما كانت تقف في الفناء الأمامي للمنزل وتنظر
إلى الفخامة التي كان عليها منزل سيمون عاودها الشعور بالخوف . . . يا لها من بلهاء . .
بعد قليل ستوضح موقفها وسينتهي الأمر .
وأغمضت عينيها بشدة لأنهما كانتا تؤلمانها لرغبتها في البكاء .
فهي لا تعلم الآن أن سيمون لا يحس بأية مشاعر تجاه الفتاة التي تدعى آلين مارسلاند .
لمسها السائق ففتحت عينيها وأشار إليها أن تصعد السلالم البيضاء التي تؤدي إلى مدخل تظللة الكروم
وقد رصت عليه أصص الأزهار .
فتحت الباب خادمة سمراء ابتسمت لها ، وطلبت منها الدخول .
( السيد سيمون ينتظرك يا سيدتي ، تفضلي من هنا ) .
كانت لغتها الأنكليزية ممتازة وتعجبت آلين أين تعلمتها .
وقادتها إلى غرفة داخلية حيث وجدت نفسها وجهاُ لوجة مع الرجل الذي كان
منتدى ليلاس
ينتظر لينطق الحكم على استيل مارسلاند .
قام من على كرسية ينظر إليها وهي تقف أمامه وراء الباب مباشرة وقد راعها تعبير وجهه .
هذا الرجل ذو الملامح الشيطانية لا يشبة بأي شكل الرجل الذي
يسبح معها كل صباح . ويرقص معها في المساء .
والذي كانت ابتسامته لمرحبة بمجرد أن يراها تجعل قلبها يدق وروحها المعنوية تطال السماء .
إن هذا ليس العاشق الرقيق الولهان الذي ضمها تحت سماء إيجه الجميلة والذي همس لها بكلمات الحب والغزل .
تكلم أولاً ولكن بنبرات باردة لدرجة جعلتها تجفل :
( أظنك تعلمين الآن من أنا ؟ )

سفيرة الاحزان 27-08-10 01:23 PM

هزت رأسها بالإيجاب :
( نعم ، عم سولاس ) .
( إذن فأنت تعلمين لماذا أنت هنا ؟ )
ابتعلت ريقها .ما كان يبدو بسيطاً منذ قليل .كان الآن صعباً لدرجة
أنها تعثرت وهي تبحث عن الكلام المناسب .
ارتعشت من الخوف وهي تتصور غضبه عندما تخبره بالحقيقة .
بالطبع سيلقي اللوم عليها لأنها انتحلت شخصية شقيقتها .
ثم بدأت تتكلم :
( إن الأمر ليس . . . ليس كما تظن ) .
قاطعها بصوت قاس :
( أنت خائفة أليس كذلك ؟ الجميع يخافون عندما يأتي دور الحساب .
إنهم في ذلك الوقت يتمنون بكل قلبهم لو أنهم تصرفوا بطريقة مختلفة .
ولكن الفرصة تكون قد فاتت . لقد فاتت الفرصة يا استيل مارسلاند حتى لإلتماس الرحمة .
إنك لم تكتفي بسرقة أبن أخي ودفعه إلى عمل مهين .
ولكنك حقرته بأن جعلت أحد أصدقائك يطرده بطريقة مخزية وحشية لأقصى درجة .
إن مثل هذه الإهانة لأحد أفراد عائلتي عمل جنوني ستدفعين ثمنة غالياً . )
نظر إليها بإزدراء شديد . ورغم أنها فتحت فمها لتتكلم إلا أن حلقها جف لدرجة أن الكلمات لم تخرج .
( ويمكنني أن أخبرك أيضاً إن إهانات أقل من ذلك بكثير لعائلة كريتية كثيراً ما أدت لماسي لأننا لا نعفو ولا نرحم .
إن الإنتقام لا بدّ منه لحفظ كرامتنا . )
كانت آلين مازالت غير قادرة على النطق وهي تنظر إلى ملامح سيمون المكفهرة .
ولكن فكرها كان مشغولاً بشعور الأرتياح الشديد لأن استيل لم تقع فريسة لرغبة هذا الرجل
الوثنية في الإنتقام . كان سيمون يشد حبل جرس وبصوت خال من الشعور كصوت القاضي أخبرها أنها ستبقى في حبس انفرادي حتى يقرر أن يطلقها .
( حبس أنفرادي ؟ )
أثار ذلك فضولها واهتمامها وكانت تريد أن تعرف المزيد قبل أن تخيب ظنة .
( . . . في غرفة طلبت أن تعد لك . . . في مبنى كان في وقت من الأوقات يؤوي سجناء في زنزاناته . )
ابتسم ابتسامة قاسية جعلت آلين ترتعش وتشكر الله على نجاة شقيقتها .
منتدى ليلاس
حبس انفرادي لفتاة مرحة وتحب الحياة مثل استيل !
نظر سيمون تجاه النافذة فأدارت وجهها إليها .
لفت نظرها لأول وهلة عناقيد الورود القرمزية .
ولكن نظر سيمون كان يتجه إلى القلعة .
اكنت تبدور في وهج الشمس بشعة المنظر خلفها الشاطئ بصخورة الضخمة المتراصة فوق بعضها
كشاهد على الأمواج العاتية التي تتكسر على الشاطئ .
( هل هذه القلعة ملكك ؟ )
هز رأسه بالإيجاب . كانت آلين ترى في مخيلتها شقيقتها وهي تنفذ العقاب
الذي خططه لها سيمون كم كانت سترتعب في الليل وهي تسمع همسات الريح كأنها
أنين أشباح السجناء على مر الزمان .
وشعرت آلين أن سيمون يحملق فيها بشي من الحيرة .
وسمحت لنفسها بالإبتسام .من الواضح أنه كان يتوقع أن ترتعش من الخوف وأن تحاول استعطافة بكل طريقة .
( لأ أظن انك تقدرين قسوة هذا العقاب تماماً .
إنه يمكن أن يمتد لستة أشهر أو حتى لأثنى عشر شهراً .
وهذا يتوقف على شعوري بمرور الوقت .
أنا الآن أشعر أني أريد أن اتركك هناك إلى الأبد .
ولكني أظن أنه بعد فترة سأشعر أن العقاب قد يناسب الجريمة وسأحررك .
ولكني أؤكد لك أن حياتك في الشهور القادمة ستكون كريهة لدرجة أنك ستتمنين الموت . )
كان يتكلم بصوت هادئ . . يدل على أنه إما عديم المشاعر أو عديم الخيال .

ومع ذلك إذا نظرت للأمر من وجهة نظرة فإن آلين تستطيع أن تفهم مشاعرة .
إلى جانب أنه كان يتبع التقاليد .
والتقاليد أقوى من أي قانون . وحملقت فيه وهي تتعجب لنفسها ،
إنها مازالت تحبه برغم بعده وبروده ، وقناع الصقر الذي يخفي وراءة رقته التي عرفتها ،
رقته وكرمة اللذان كان سببهما رغبتة الحارة أن يكسب ثقتها الكاملة .
( إني أقدر قسوة العقوبة . . . )
توقفت وتحركت لداخل الغرفة عندما انفتح الباب للداخل وظهر خادم استجابة للجرس .
طلب منها سيمون أن تكمل ماكانت تقوله :
( إني مندهشة لأنك تظن أنك تستطيع تنفيذ عقابك . هل تظن أن فتاة يمكن أن تحتفي بدون أن يسآل عنها أحد ؟ )
( من الذي سيسأل عن فتاة مثلك ؟ )
أجاب بكثير من الإزدراء :
( واحد من أصدقائك ؟ لا أظن ذلك . إن النساء مثلك يتمتع المرء بهن لحظة ثم
ينساهن . ليس لك أقارب كما أخبرني سولاس . )
سكتت آلين لأنها تذكرت أن استيل كانت لاتعترف لأن لها أقارب لأنها كانت ترى أن هذا أبسط وأفيد .
كان سيمون يتكلم ويخبر آلين أنها ستذهب على الفور إلى السجن مع هذا الرجل الذي ينتظر .
( إنه سيخدمك ويقدم لك الطعام طوال الوقت ولن تري أحداً غيره . )
كان هذا داعياً لأن تتحرك آلين ولكن قبل أن تتكلم وتشرح كان سيمون يتكلم مرة أخرى وقد لاحظة الحيرة في صوته .
( آلست خائفة ؟ )
كان في لهجته شيء من الإعجاب كما لو كان أعجب بشجاعتها برغم أنها عدوته وضحيته :
( لا . . . )
منتدى ليلاس
قالت وهي تبتسم :
( أنا لست خائفة ... ولكن سبب ذلك لا يرجع إلى شجاعتي .
لقد حصلت خطأ على الشقيقة الأخرى .
إن استيل لها أقارب هي و أنا توأمان متماثلتان .أنا آلين . )
تجمدت ابتسامتها على شفتيها لأن كل ما رأته قناع برونزي .
( لا دهشة ولا غضب . . .)
قالت مكررة وقد نزل عليها الخوف كالطوفان :
( أنا آلين . . . )
( آلين ؟ إن هذا أسم جميل . إذن فأنت توأم متماثلة . )
ضحك بسرور كما لو كانت نكته . . .)
( وماذا تتوقعين أن يكون رد فعلي لهذا الكلام ؟ )
نظر بسرعة إلى الخادم الذي ينتظر بوجه سلبي ويديه إلى جانبيه كما لو كان في وضع انتباه . )
( سيمون . )
قالت متلعثمة وهي تقترب منه :
( سيمون . . . أنا . . آلين . . . استيل أخبرتني عن سولاس وأنا لم أوافق على الطريقة التي عاملته بها . )
مدت يدها بحركة لا شعورية مستعطفة :
( إنها لم تستطع أن تذهب في الرحلة لذلك أعطتني تذكرتها . )
كانت تتكلم بسرعة وبإضطراب وقد بدأ اليأس في صوتها لأنها تذكرت أن جواز سفرها معه . جواز سفر استيل . )
(لقد أعطتني تذكرتها يا سيمون . . يجب أن تصدقني . )

سفيرة الاحزان 27-08-10 01:25 PM


وبطريقة لا إرادية تحركت عيناها إلى الرجل الواقف بجانب الباب ثم إلى النافذة والقلعة الضخمة السوداء .
( أعطتك تذكرتها ، أليس كذلك ؟ وهل أعطتك جواز سفرها أيضاً ؟ )
( نعم ، نعم أعطتني جواز سفرها أيضاً ، يجب أن تصدقني . . . لا تنظر إلي هكذا . . إني أقول الحقيقة ) .
كانت ترتعش من الخوف وتتصرف بالطريقة التي كان ينتظرها من البداية .
صعدت الدموع إلى عينيها ولكن الرحمة لم تعرف كريقها إليه .
( إنك لا تستطيع أن تضعني هناك . لن أذهب . . . سيحاكمونك . )
كانت تبكي وهو يقطب جبينه بصبر نافذ وقال بسخرية :
( إذن فأنت خائفة أخيراً ؟ لقد كانت محاولة جيدة يا استيل مارسلاند .
ولكنها ضعيفة ومضحكة . إذن فأنتما توأمتان متماثلتان ،
حسناً . . .لم يكن هناك شيء أخر يمكن أن تفكري فيه . أليس كذلك ؟ )
منتدى ليلاس
أشار للرجل الذي تقدم . زاغت عينا آلين ، لم تظن أنها في يوم من الأيام ستشعر بمثل هذا الرعب .
( إنك لا تستطيع . . أنا لست استيل ، أوه ، كيف أقنعك . ؟ )
كم كانت ثقتها في غير محلها ، لقد ظنت أنه سيشعر بالندم بمجرد أن يهدأ غضبه وسيرتب لها عودتها لبلدها .
كان الرجل يقف قريباً ينتظر التعليمات . مرة أخرى اشار له سيمون وقال :
( خذها . . . )
تراجعت أمام الرجل فتبعها . واستمرت تتراجع ولكنها فقدت كل أمل وهي تنظر إلى أحد الرجلين ثم إلى الأخر .
وشحب لونها وشعرت كأن ساقيها لن تسطيعا حملها طويلاً .
فكرت في خالتها وفي جنكس وفي الصدمة التي قد تؤدي بحياة خالتها .
لم تستطع آلين أن تفكر في احتمال أن تموت خالتها وأن يأخذوا جنكس إلى الملجأ .
وارتعشت يداها وتكلمت هامسة كأنما تكلم نفسها :
(لو كنت أحضرت جواز سفري كنت أستطعت أن أثبت شخصيتي . )


نظرت إلى الرجل المنتظر وهي تتساء إن كان سيمون قد ألغى أمره الأول .
رفعت يدها إلى قلبها وضغطت عليه محاولة تهدئة ضرباته .
(إني أعيش مع خالتي وهي مريضة . . . والصدمة قد . . . )
نظرت آلين إلى سيمون ولكنها لم تره جيداً لأن الدموع كانت تملأ عينيها وقالت :
( أنا ، آلين ، ولكني لا أستطيع أن أثبت ذلك لك )
كان ينظر إليها بتركيز وقد ضاقت عيناه . نظر إلى يدها التي تضغط على قلبها :
أمر الرجل بإقتضاب أن يخرج . انسحب الخادم وأغلق الباب خلفه .
وحملقت آلين غير مصدقة . هل استطاعت بمعجزة أن تؤثر في سيمون وتجعله يرجع عن إصراره الشديد على أن يتجاهل كل توسلاتها الحارة .
( هل تصدقني ؟ )
مسحت بيدها الدموع من عينيها وخديها .
لم يقل شيئاً واستمر ينظر إليها .
تذكرت حيرته على الباخرة . إنها تعلم الآن سببها .
إنها لم تتصرف كما كانت استيل ستفعل أو على الأصح كما لو كان يتوقعها أن تفعل .
إنه لم يتوقع أن تحمر خجلاً أو أن ترتبك من كلمات الحب والغزل التي كان يقولها لها .
تساءلت وهي تنظر إليه إذا كان نفس الخاطر قد خطر له .
إذا كان صحيحاً فإن شكوكه ستساعده في تأكيد ما قالته آلين بحركة بطيئة قام وأحضر
صورة مكبرة من أحد الأدراج وسألها :
( هل هذه أنت ؟ )
هزت رأسها بالنفي ، فقال بحدة :
( إنك لم تنظري إلى الصورة . هذا الثوب . لقد كنت ترتدينه عندما ذهبنا إلى ميكونوس . )
قالت والخوف يعود إليها ثانية :
( إنه فستان شقيقتي . )
( هل أعطتك تذكرتها وجواز سفرها وملابسها ؟ )
كانت السخرية في صوته فهبطت روح آلين المعنوية إلى الحضيض .
منتدى ليلاس
( أنت وشقيقتك هل أنتما متماثلتان ؟ )
قالت بسرعة وحماس :
( نعم . . حقيقة . . أنني . . )
نظر إليها بعينين شبة مغلقتين :
( هل لديكما نفس الوحمات ؟ )
أسرع نبضها وشعرت بالفرح :
( لا . . ليس عندي وحمة . . اوه . . لماذا لم أفكر في ذلك . . )
ولكنها شعرت بحرارة عندما فهمت ما وراء سؤالة .
إنه يعلم بالوحمة فإما أن يكون قد رأى الصور أو أن سولاس أخبرها عنها .
على كل حال هذا ليس هاماً .
المهم هو أنها الآن قد أقتنعت سيمون أنها آلين وليست استيل .
ولكن هل أقنعته حقيقة ؟ لماذا ينظر إليها هكذا ؟ بدأت تكرر:
( أنا ليس عندي وحمة . )
ثم أتسعت عيناها وقالت وقد جفت شفتاها :
( هل تصدقني ؟ )
أمال رأسه جانباً كما كان يفعل وقال :
( هل حقيقة تتوقعين أن أصدقك ؟ )
هز رأسه ورفع حاجبيه وذهب عنه العنف وحل محله شيء من التسلية .
ولكنها شعرت أنها ليست في أمان بعد . إنه يردي إثباتاً أكيداً .
( لا أستطيع أن أجعلك تراها . )
( ظننت أنك قلت أن ليس لديك واحدة ) .
( إنك تفهم ما أعني . )

سفيرة الاحزان 27-08-10 01:27 PM

تلا ذلك صمت قصير..
"حسن يا استيل او الين او اين كان اسمك .هل تستطعين اثبات ادعائك ام ادق الجرس ؟".
نظرت اليه وخداها بشتعل وبدات تقول :
"اني اقول الحقيقة.".
وقد هز راسه قائلا باختصار:
"الاثبات".
شعرت بحرج شديد ولكنها كانت متاكدة انه لن يقبل أي مناقشة .
"لا استطيع ..".
منتدى ليلاس
"لا تكوني بلهاء..انك لن تكوني اول سيده ارى صدرها ".
برقت عينيها ولم يلاحظ ازدياد احمرار وجها من كلماته.
"لقد نفذ صبري كل هذه المراوغة تقنعني انك استيل ,ولكنني ستأكد حالا".
وقبل ان تدرك ما ينويه امسك بها سيمون بقوة وفتح ازرار قميصها ,اخذت تقاومه وهي تصيح ..
"اتركني..اني اكرهك.."..
ولكن محاولاتها في الفكاك منه لن تفلح وكان في نفس اللحظة يعتذر وهو مذهول بعد ان تأكد انه اخطاء.
"اتمنى لو استطيع قتلك .اتمنى لو كنت من عائلة كريتية لا استطيع ان اثار منك .
"اخذ يكرر اسفه وهي تزرر قميصها..
"صدقيني اني شديد الاسف ما كان يجب ان افعل ذلك,كان يجب ان اصدقك".
كانت الدموع تقر من عينيها وتسيل في خديها ..
"اذا اتتني الفرصة وفي أي وقت ان ارد لك ذالك فسافعل".
كلمات غبية ولدها الغضب والشعور بالاهانه ..
والالم بسبب حبها السابق وتحول فجاة الى كراهية لسبب ما كانت صورة كيت امامها .
لقد اهانها هو ايضا,لقد وعدها بزواج فقط ليكسب ثقتها وتاخذ الطفلة ثم خدعها ,لقد اقسمت في ذالك الوقت ان تثأر من الرجال ,اما الان فانه تريد ان تثأر لرجل واحد في الاهانتين معا,,وذالك الرجل هو سيمون.
وقف ينظر اليها وقد ضايقة ما حدث ,ثم لاحظ ذالك التغير السريع في مزاجه كما لو كان يسقط قناع عن وجهه وتحول تعبيره من الندم الى الغضب .
استعدت الين لمجابهته..
"لقد اخبرتني انك تعملين موديل.ومن الواضح ان هذا غير صحيح".
"نعم انه غير صحيح"

"ذالك ايضا انك تعرفين رجالا كثيرا,هل كانت هذا كذبة اخرى!".
نظرت الين بعيد..
"نعم..".
تلا ذالك صمت مخيف يعبر عن استهجان سيمون ,واخيرا رفعت راسها,كانت عيناه تتهمانها ولكن تلك الثورة القاسيو قد اختفت بينهما .
قالت متلعثمة,وهي تقبض يديها بعصبية.
"لا اعرف لماذا قلت اني اعرف رجالا كثيرا,ولكن اظن اني كنت اريد ان اجاريك".
ضاقت عيناه ونظر اليها نظره ثاقبها قابلتها بثبات ,انها تحترم شخصيته هذه ولا تخشاه ولكن شخصيته الاولى الباردة عديمة المشاعر ,هي التي افزعتها وجعلت الدم يتجمد في عروقها.
قال اخير بهدوء.
"استطيع ان اخنقك لكل هذا الخداع واتخاذ وضع ليس وضعك بدون داع..".
قاطعته قائلة:
"لم يكون بدون داع.بالتاكيد لم تستطع ان تلومني لان خططل الشريرة لم تفلح".
قال محذرا.
"لا تخطئي انك لم تتجاوزي الخطر بعد".
كان غضبه سبب هذا التهديد وشعرت انه مغتاظ لهذا الخطاء الذي وقع فيه .ثم قال امرا:
"اجلسي واخبريني بالقصة كامله,ما هي ظروف تغير الخطة ولماذا لم تقوم استيل بالرحلة؟".
شرحت الين ما حدث وعندما تذكرت جواز السفر قطب قائلا:"الا تعرفين ان هذا عمل غير قانوني".
"نعم اعرف ولكن شعرت انه لا يوجد داعي لانفاق المال لا استخراج جواز سفر خاص بي لانه ليس هنا احتمال كبير ان اسافر للخارج مرة اخرى".
نظر اليها محملقا وقال.
"انك تجازفين بلا شك اليس كذالك؟".
اجابت الين بحدة.
"لم تكن هناك مجازفه كبيرة بنسبة الى الجواز,اما بالنسبة الى الاذى الذي كنت ستفعله .فكيف يمكنني ان اعرف ان عم سولا سان يكون على المركب".
"لا ..اني اعترف بذالك".
قال برقة بعد لحظة.
"هل اخبرتك شقيقتك بتفاصيل قصتها مع لولاس ؟والى أي درجة اساءت معاملته؟".
لم تكن الين تريد ان تتحدث عن استيل بعد ان انجل الوقف ولكنها نظرت الى سيمون وفضلت الا تغضبه مرة اخرى حتى لا يعود الى مزاجه السء.
منتدى ليلاس
"نعم اخبرتني ,وارتني الهدايا التي ارتني اعطاها اياها".
لاحطت عودة غضبه.من الواضح انها لم تفلح في ابقاؤه على هدوءه ,وظهرت الدموع بسرعة في عينيها نتيجة لتجربه المخيفة التي مرة بها ,راى دموعها ولكن نظرته اليها غير متاثرة,ثم تغير تعبيره بسرعة ومسحت الين الدموع بيدها ,وقالت بشيء من التعاطف..
"لا داعي لدموع يا الين لا تخشي شيئا.".
مسحت دموعها مرة اخرى فسألها ان كان لديها منديل ,هزت راسها بنفي وقد ادهشها هذا السؤال العادي .ثم اندهشت اكثر عندما اخرج المنديل من جيبه واعطاه لها.
"مناديلي في حقيبتي".
نظر اليها متاسلا بعد ان جفت دموعها.
"ان حقيبتك هناك في القلعة".
ثم قام ودق الجرس وامر الرجل ان يحضرها وقائلا.
"ضعها في احسن غرفة لضيوف ".
ابتسم لان الين اجفلت بدهشة وقالت بقوة.
"لن ابقى في هذا المنزل .اريد ان اعود الى بيتي الان."
"بيتك؟بتاكيد ستعودين للباخرة ..".
هزت الين راسها بالنفي .وقالت انها فقط تريد ان تعود الى منزلها ,ثم تذكرت تلك الليلة التي اعطتها استيل التذكرة والملابس ,كم كانت منفعلها لانها ستقوم باجازه حقيقية اخيرا.وخاصة بعد ان سعلت لهاا لخالة سوء الامر وشجعتها,وعرضت بدون تردد ان تقوم بالعانية بجكسي وملات الدموع عينيها مرة اخرى واستعملت المنديل لتجفيفها وقالت وهي ترتعش.

سفيرة الاحزان 27-08-10 01:30 PM


"لقد كانت اول اجازة لي منذ ست سنوات لم استطيع ان اصدق عندما اعطتني استيل التذكرة وانت افسدت كل شيء اتمنى لو استطيع ان ارد لك ذالك".
كان وجه سيمون كا القناع ولكنها استطاعت ان تقرا في عينيه الندم ولوم نفسه,اذن فهو ليس بدون مشاعر كما تصورت,وذهب وجلس جنب النافذة وهو يقول:
"اخبريني عن نفسك,لقد ذكرتي خالة تعيشين معها ,هل لديك اقارب اخرون غير شقيقتك هذه؟".
"لا خالتي فقط".
"اذن تعيشين بمفردك معها".
ترددت لجزء من الثانية ثم هزت راسها بالموافقة.,لا يوجد سبب كافي لان تخبر هذا الرجل بجكسي".
"نعم اني اعيش مع الخالة مع الخالة سوء".
"قلت انها مريضة".
"انها تعاني من الرومتزيوم.واظن ان بها مرض اخر ,انها لم تخبرني لانها تعرفني انني ساقلق عليها ولكني اشعر انه تعاني من مرض في القلب".
طرفت عينيها بتعبير غريب..
"انك تقلقين".
ثم اضاف بتعبير الازدراء.
"اذن فانت وشقيقتك متماثلتين في الشكل فقط لانها لاتقلق على احد في الواقع انها لاتعترف باي اقراب لانها اخبرت سولاس انها ليس لها احد في العالم".
"هذا شغلها".
اضطرت الى ان تقول ذالك ولكنها ندمت على هذا القول لان سيمون وافق عليه بسرعة قائلا ان كلمة الشغل هي التعبير المستعمل لمثل نشاط اختك,ثم سألها عن مقر عملها وسره احمرارها المفاجئ لكلامه عن شقيقتها.
ووضعت يدها على خديها وهي تتمنى لو لم تكن تحمر بهذه السهولة..
"اني اعمل في متجر ".
"لماذا اذا في حق السماء كذبت,اني لا اراى ضرورية لذالك؟".
وبللت شفتيها بحركة عصبية.
"ما كان يجب ان افعل ,اظن اني كنت اريدك ان تبهر بعملي بدلا ان تعرف باني بائعة في متاجر".
"انك حمقاء غبية,تمثلين كذبة كاملة كهذي .والاسم..لم يكن هناك ضرورة ان تسمي نفسك استيل".
"بل كان هناك ضرورة لان الاسم في قائمة الركاب كان استيل".
"وما اهمية ذالك ان كثيرين لهم اسماء اخرى التى تظهر في قائمة الركاب ,اني اعترف انك اثرتي حيرتي الشديدة,لانك كنت مختلفه عما كان طبعا لم افكر في احتمال أي خطا اما فكرت التوام فلم تخطر في بالي لحظة , وما كانت ستخطر في البال حتى ولو لم يكن سولاس قد اخبرني ان استيل ليس لها اقارب,ولكن برغم اني لم افكر باي خطأ الا اني شعرت بحيرة شديدة مما جعلني اسألك عن عملك".
منتدى ليلاس
وهز راسه بسخرية واستطرد.
"هل عادة تكذبين بهذه السهولة .وبغير سبب معقول؟".
وثارت بشدة مما جعلها تبدوا جذابة جدا ,ولكنها لم تكن تعلم ذالك.,ولم تلاحظ الاعجاب في عيني سيمون.
"هل تحاول ان تجد الاعذار لتبرير سلوكك!".
سألته بعنف..
"لم يكن لك الحق في الاصل في ذالك التخطيط الجهمني للانتقام ,ولو لم تفعل لارحت نفسك,ولما تعرضت انا لكل هذا".
بدا عليه البرود وعد الاهتمام وللحظة بدا في تلك الصورة الوحشية .
"لقد اخبرتك ان الانتقام امر لابد منه للمحافظه على كرامتنا ".
لم تقل الين شيئا فسألها اذا كانت توافق على طريقة شقيقتها في الحياة والاسلوب الذي تعامل به السذج امثال سولاس.
"سبق ان قلت انني لا اوفق على ذالك,ولكن هذا لا يعني انني اريدها ان تعاقب.انها شقيقتي برغم كل شيء ".
"اذن ان استنتاجي انك لا تختلطين بها كثيرا صحيح؟".
"اني ازورها ارب عاو خمسة مرات في العام".
"وهي هل تاتي لزيارتك انتي وعمتك؟".
هزت راسها بتردد..
"لا استيل لا تزورنا ابدا".
مال الى الوراء وقد بدا عليه شيء من التوتر والقلق .ومرة اخرى شعرت انه ليس بلا شعور كما يبدوا في ظاهره,فبدت من خلفه الاشجار الطويلة التي تظلل المساحة الخضراء ,وكانت ازهار الرمان الغريبة تزهو بثمارها الحمراء والسماء لامعة في ضوء الشمس الذهبية..
اخيرا تكلم في الموضوع الذي يشغلها.
"وماذا عن خططك الحالية!لا اراى لماذا لا تعودين الى السفينة انها ستصل بعد غد ,ويمنك ان تلحقي بها هناك وسأرتب لك رحلة بطائرة وبالتاكسي واي شيء اخر تحتاجينه".
"اشكرك انك كريم اكثر من الازم".
استغرب انه لم يثرها.
"اعتذر بخلاص يا الين ,اعرف كيف تشعرين وانا افهم غضبك وشعورك بالاهانه ..ولكن".
اضاف بصوت خشن مفاجئ..
"ان لديك عزاء كبير وهو انك انقذت شقيقتك,اني اعدك انه بمجرد رحيلك عن كريت سينتهى الموضوع كله".
نظرت الي يديها كانت مشاعر الكراهية ما زالت قوية لديها ولكن في مقابل ذالك كان هناك حبها الذي نما بسرعة في تلك الايام الشاعرية على ظهر الباخرة كاسليا ..لم تكن تريد ان تحبه بل العكس كانت تريد ان تكرهه وان تنتقم مما فعله بها.
سألته بنفس السخرية عندما رات نظرته المتسألة:
"هل تنتظر ان اشكرك ؟".
هز راسه ,هل كان هناك شيء من الاسف في هذه الحركة .
"لا يا الين اني لا اتوقع ذالك.وقد قلت الان اني اقد شعورك في الوقت الحالى اني اسف جدا انك فزعت الى هذه الدرجة ,اني اسف حقيقة".
ثم توقف وتنهد بضيق..
"ولكنك مسؤل ايضا عما حدث,كل هذا التمثيل والكذب بخصوص عملك وبخصوص الرجال".
ثم نظر اليها وسألها بنبرة غريبة في صوته .
"هل لك صديق؟".
هزت راسها بالنفي.
"انا لا اخرج كثيرا ولذالك كنت انتظر هذه الاجازة بشوق".
اعترفت رغم عنها .ولكنها سعدت جدا عندما راته يقطب ثم قال:
"هل استطيع ان ادفع لك نفقات اجازة اخرى".
كان يتكلم بخلاص ولكنها هزت راسها مرة اخرى .قالت بهدوء ومرارة ..
"لا اريد شيء منك اريد فقط ان ترتب عودتي لان ليس لدي نقود تكفي تذكرة الطائرة والا ما كنت قبلت ذالك منك".

تلا ذالك صمت طويل وغير مريح .كانت الين تضغط على منديله الكبير في يدها وكان هو غارقا في افكاره .اخيرا سألها سيمون اذا كان ترتيبته تلائمها .فكررت انها تفضل العودة الى منزلها ولكنه عندما ذكر خالتها شعرت انه من الافضل ان تعود الى المركب في بيريبه حسب اقتراح سيمون حتى لا تضطر لان تشرح لخالتها ما حدث وسبب اختصار الرحلة .وبعدها سيكون باقي ثلاث ايام فقط حتى تنتهي الرحلة وتعود الى منزلها .
"لا تنسا ان تعطيني جواز سفري .جواز استيل".
"لا..سأعطيك اياه الان".
قام الى المكتب ونظرت الين ولاول مرة الى الغرفة .كانت مؤثثة تأثيثا فاخرا.في طابع غربي عصري .وتذكرت فجاة ما كانت تقوله على سبيل المزاح,من انها ستجد لنفسها زوج غنيا ,ها هو ذا .نظرت الى الظهر العريض المستقيم بالرأس الاسمر المتكبر .كان ينظر الى صورة استيل في جواز سفرها ثم تحرك ورفع راسه .لا جدال في انه جذاب .حتى في تعاليه.
استدار ببطء واخذ ينظر اليها وقد رق تعبيره وشعرت انه يتذكر تعليقها النعس عن انتظارها الحار للاجازة .نظرت بعيدا لان عينيها كانتا تكشفان شيئا.مختلفا تماما عما تريد ان تقوله .كراهيتها له ورغبتها العميقة في ان ترد الصاع صاعين وان تجعله يندم على اليوم الذي اعطاها فيه اهتمامه فقط ليكسب ثقتها حتى تصبح ضحية سهلة له ونسيت ان كل هذا كان المقصود به استيل ,وحتى لو تذكرت ذالك فما كان ذالك سيؤثر لسبب بسيط وهو انها هي التي تحملت الاذى وليست استيل.
منتدى ليلاس
"هذا هو الجواز وفي المرة القادمة استخرجي جواز خاص بك.لانه بغض النظر عما حدث هذه المرة فانها جريمة ان تستعملي جواز سفر شخص اخر حتى ولو كان هذا الشخص شقيقتك التوأم".ناولها الجواز ومدت يدها الى حقيبتها ,ولكن قبل ان تضعه نظرت بشدة الى الصورة لقد تنبات استيل انهما لن يمونان متشابهين لان العمل الشاق والقلق سيجعلان الين تشيخ قبل الاوان .وشعرت الين ان شقيقتها على حق .ونظرت الى سيمون وسألته.
"اخبرني.ماذا كان تظن ان يحدث بعد اطلاق سراح استيل؟بطبع انك تعلم انها ستبلغ البوليس !".
ابتسم بمرح..
"عند اطلاق سراحها كنت سأحضرها وسأخبرها بما سيحدث لها لو فكرت ان تذكر ما حدث لها ,وانا متأكد انها ستنفذ ذلك".
اقشعرت وهي تتسأل اذا كانت استيل ستقدر تماما الصبر الذي نجت منه عندما تعود وتخبرها بما حدث.
وضعت الجواز في حقيبتها ثم قالت.
"ماذا سافعل الان؟".
لدهشتها رات تعبير الضيق على وجهه وقال.
"لا شيء ستبقين هنا..كضيفه.."..
قالت بعنف وهي تقبض على حقيبتها .
"لا اني اريد ان اذهب الى أي مكان اخر .اذا امرت بتوصيلي الى هيراقلبي سأبقى في فندق حتى ترتب تذكرة الطائرة.".
ومرة اخرى رات الضيق على وجهه .هل يمكن ان يكون السبب هو حزنه لرغبتها في الهروب السريع منه ان هذه الفكرة تبدو مضحكة .ومع ذالك فقد الحت عليها .
"اني افهم ان يومين في صحبتي ليس محببين اليك ومع ذالك يجب ان تتحمليهما لان هذا عادة يونانية لا يمكن مخالفتها ,لا يا الين لا تقاطعيني بالملاحظة الساخرة التي على لسانك لانك لست بطبيعتك ساخره".
وتوقف لحظة عندما شهقة لهذه الملاحظة الدقيقة عن شخصيتها ثم استطرد قائلا:
"اعترف انني استحق كل ذالك ,ولهذا السبب انا اريد التكفير عن خطائي.لا اريدك فقط ان تكوني ضيفتي ولكني اريدك ان تعرفي اذا احتجتي الى أي معونة في المستقبل فما عليك الا ان تتصلي بي وسيصلك ما تريدين ,ويجب ايضا ان تتركي لي عنوانك.".
ونظر اليها.
"هل ستعدينني انك ستتذكرين عرضي هذا وان كبرياءك وعنادك لن يمنعانك من الاستفادة منه".
وفتحت فمها بطريقة تلقائية لرفض العرض ,ولكنها امتنعت لسبب لم تفهمه لانها بتاكيد انها لم تطلب المعونة من هذا الرجل .ومع ذالك فقط وجدت نفسها تقول.
"نعم سيمون اني اعدك ".
ابتسم لها بطريقة بعثت الدف والحيوية في كل جسدها وكان وجهه شديد الرقة وهو يدق الجرس وهو يقول.
"ستأخذك الخادمة الى غرفتك يا الين الان وستجدين كل ما تحتاجين اليه فيها,امل ان تكوني مرتاحة العشاء يقدم الساعة التاسعة عادة ولكن قد تفضلينه قبل ذالك".
هزت راسها بالنفي وقد ادهشها لطفه ومنعها من الاحتجاج .من الواضح انه كان يقدر الخطاء الفاحش الذي ارتكبه وكان تواقا لاصلاحه ..ووجدت نفسها تقول..
"لا .تناسبني التاسعة.".
ودخلت الخادمة السمراء الانيقة الغرفة ثم قادتها من خلال بهو فسيح على جانبه اقواس على الطريقة التركية الى سلم واسع في مواجهتها .وصعدت السلم وفتحت لها الفتاة التي كانت تدعى كبريا باب غرفتها ووقفت جانبا لتسمح لها بالدخول.
"اذا احتجت أي شيء سيدتي دقي الجرس لانه بجانب السرير".
"اشكرك".
وخرجت الخادمة واغلقت الباب خلفها,وجلس الين على السرير وسمحت لنفسها بتفكير فيما حدث لها منذ تركت منزلها .هل كان ذالك منذ عشرة ايام فقط .لقد حدث لها الكثير في هذه الفترة حتى انها بدت كالسنين ,كانت الخالة سوء وجنكسي تبدوان غريبتين بنسبة اليها ,اما استيل في مجرد صورة ,والشخص الوحيد الحقيقي هو سيمون ديوريس ,الكريتي بشخصيته المزدوجة,والقوانين الخاصة به والذي استطاع برغم اضطراره للاعتذار بعد اتاء بدليل القاطع لخطته

سفيرة الاحزان 27-08-10 01:34 PM


7- وحيدة كالماء في النهر
قبل ان يقف التاكسي اما الباب كانت جنكس تندفع خارج المنزل وقد تهلل وجهها وبرقت عيناها البنيتان بالترحيب
- امي ... لقد تغيبت مدة طويلة وانا لم اكن مسرةرة وكذلك لم تكن الخالة سو .
- ياحبيبتي ...
وحملتها آلين وقبلتها غير ملقية بالا الى سائق التاكسي الذي وقف بصبر ينتظر نقوده .
- هل كنت طفلة عاقلة ولم تتعبي الخالة سو ؟
- عاقلة جدا .. اسأليها .
صرخت آلين السائق وحملت حقيبتها وصعدت السلالم وهي تشعر بفيض من المشاعر للطريقة التي ربت بها الطفلة . من الواضح انها افتقدتها وكذلك الخالة سو .
وكان الافضل لو بقيت معهما حيث الحب والحنان والآمان . كيف ستمثل المرح والسعادة التي تنتظرها الخالة سو ؟ يجب ان تجعلها تشعر انها متشوقه لتحكي لها كل ما حدث يجب ان تحكي لها قصة لا ذكر فيها لاسم سيمون ديوريس .
برغم ان اسمه سيكون على لسانها طوال الوقت وصورته امام عينيها . عندما دخلت عرفة الاستقبال حيث كانت خالتها تنتظرها كان اول شيء لفت نظرها هو شحوبها الشديد وجلد وجهها الذي كان يبدو اكثر شفافية والعروق الزرقاء تظهر من تحته حبست آلين انفاسها .
- خالتي الحبيبة , هل انت بخير ؟
- بالطبع يا حبيبتي . تعالي اجلسي هنا , واحكي لي كل شيء .
ونظرت اليها بعينين باحثتين , ففكرت آلين انه سيكون من الصعب ان تخدع السيدة العجوز . ومع ذلك يبدو ان قوة خفية ساعدتها لأنها استطاعت بشكل ما ان تقنع خالتها انها قضت وقتا ممتعا في الرحلة وانها سعيدة بذلك .
- اني مسرورة جدا عزيزتي .
ومرة اخرى نظرت اليها نظرة فاحصة وقالت:
- الم تقابلي احدا .. اعجبك بشكل خاص ؟
فهزت آلين رأسها بالنفي ثم اخذت جنكس ووضعتها على ركبتها كما طلبت الطفلة . وقالت بمرح مفتعل :
- لا ... لا احد ... آسفة لأن اخيب ظنك .
كانت جنكس تستمتع بهدوء عندما حكت آلين قصة الرحلة وسألتها جنكس وهي تضع ذراعيها حول رقبة آلين وخدها ملتصقا بخدها . عن هؤلاء الثلاثة الذين كانت تصاحبهم آلين على ظهر السفينه .
ثم قالت وهي تطبع قبلة على خدها :
- ماذا كان اسمهم ؟
- كان اسم السيدة دونا وزوجها جيم . وكان اسم الشاب الآخر هال .
- هل ؟
وقطبت جنكس جبينها قائلة :
- انا لا احب هذا الاسم لم اسمع به من قبل . لماذا لم تجدي رجلا لطيفا واسمه كاسم داريل .
امسكتها آلين بعيدا عنها ونظرت اليها بحنان ولحظت الخدش على جبهتها الذي لم تلحظه من قبل . وقالت وهي تضحك :
- لم يكن هناك شخص مثل داريل .
ثم سألت عن الخدش فأجابتها الخالة سو قبل ان ترد جنكس :
- كانت تتشاجر مرة اخرى بالطبع , لا اعرف لماذا تسألين , وانزلقت جنكس من على ركبة آلين وجلست على الارض تنظر الى يديها , واستطردت الخالة سو تقول :
- ان عليك ان تواجهي ابا غاضبا . ان والد سوزان عاغرتي قال ان جنكس كادت تقتل سوزان .
- تقتلها .. ؟ماهذا الكلام ؟ ان حجم سوزان ضعف حجم جنكس .
- ربما ولكنها اقل عدوانية . جنكس , اخبري والدتك ماذا فعلت بسوزان .
وابتلعت جنكس ريقها بعصبية مما اخاف آلين لأن جنكس نادرا ما كانت ترتبك مهما كان الخطأ الذي تؤنب من اجله .
وقالت اخيرا مدافعه عن نفسها :
- لقد كانت غلطتها , قالت ان والدتها قالت لوالدها ان والدتي سيئة لأنها ولدتني بدون ان يكون لها زوج .
ونظرت الى آلين التي اصفر لونها فقد كان اغلب الجيران يعلمون كيف اتت جنكس لآلين ولكن آل هاغرتي قدوا على الحي منذ شهرين فقط ومن الواضح ان السيدة هاغرتي اساءت الفهم .
- لقد رفضت ..
وتوقفت جنكس عندما رأت امها تغطب جبينها فجأة ثم قالت :
- لقد ضربتها عدة مرات ورفستها ايضا .
كانت عيناها تغليان وكانت قبضتاها الصغيرتان مطبقتان .
- قلت لها اني سأكسر رأسها اذا قالت والدتها ذلك مرة اخرى .
قالت آلين لخالتها بحيرة :
- ولكنها لم تفهم المقصود ؟
- ان كل ما ضايق جنكس هو ان احدا قال انك سيئة . من الواضح انها لم تفهم ولكنها تثور اذا جرؤ احد وقال اية كلمة ضدك .
فتنهدت آلين :
- ان هذا شيء مرض ولكن ماذا سنفعل بالطفلة .
منتدى ليلاس
نظرت اليها نظرة صارمة وهي تجلس على الارض بمظهرها المشاكس :
- قلت عندما سألتك . انك كنت عاقلة , فهل هذا هو العقل ؟ ان تتشاجري مع البنات الصغيرات ؟
وهزت جنكس رأسها وهي ترسم بأصبعها خطأ حول حذائها ,وقالت اخيرا وهي عابسة :
- ما كان يجب ان تقول ذلك .
- ان سوزان لم تقل هذا ولكن والدتها هي التي قالت .
- نعم . ولكني لا استطيع ان اضرب والدتها آليس كذلك ؟ لذلك ضربت سوزان بدلا منها .
وعنفتها آلين بشدة :
- لم يكن من حقك ان تضربي سوزان , ولم تكن غلطتها ان والدتها قالت شيئا لم يعجبك .
واضافت الخالة سو :
- والآن سيحضر والدها ويتشاجر مع والدتك لشيء لم تفعله هي .
- اذا صاح في والدتي فسأضرب سوزان مرة اخرى .
- لن تفعلي ذلك .
واشارت آلين للباب :
- اذهبي وابقي في غرفتك . انك بنت مشاكسة كيف استطعت ان تضربي سوزان هكذا ؟
سالت الدموع على خديها المستديرين وهي تقف :
- كنت فقط ادافع عنك , يجب ان يدافع الشخص عن امه .
وتحركت ببطء ناحية البابب وهي منتبهة لترى تأثير كلماتها على امها . نظرت آلين على الفور بعيدا فخرجت جنكس من الغرفة . وبعد لحظة عادت :
- لقد قلت انك ستحضرين لي هدية من رحلتك .
ولكن الخالة سو قاطعتها قائلة :
- هل تستحقين هدية وانت تثيرين لوالدتك المشاكل ؟ اذهبي الى غرفتك على الفور .
- هل هد...هديتي في احدى حقائبك ؟
كانت الدموع تنهمر وهي تشير الى الحقائب التي تركتها آلين في الصالة :
- نعم يا جنكس .
برغم محاولات آلين ان تبقى حازمة الا انها كانت تضعف ... ولكنها لن تسمح لها بالبقاء بعد ان امرتها الخالة سو بالذهاب :
- يمكنك ان تأخذيها وقت تناول الشاي عندما تنزلين من غرفتك .
وقالت الخالة سو بعد ان خرجت جنكس واغلقت الباب :
- يجب ان تفعل شيئا بالنسبة لهذه الطفلة . ان هذا الوضع لا يمكن ان يستمر .
- سأحاول ان اكون اكثر حزما معها . متى سيحضر السيد هاغرتي لمقابلتي ؟
- هذا المساء . لقد طلبت منه ان يحضر في الغد لأنك لن يسعدك رؤيته بمجرد عودتك من الاجازة . ولكنه كان في حالة غضب شديدة وقال انه لا ينوي تأجيل الموضوع اكثر من اللازم . لقد حاولت ان اهدئه حتى لا تواجهي بكل هذا بمجرد عودتك , ولكنه اصر على مقابلة والدة جنكس كما قال .
- اوه ... حسنا انه لا يستطيع ان يأكلني .
كانت روحها المعنوية منخفضة . يبدو ان الحياة لا تحمل لها شيئا سارا , وتساءلت لماذا يحدث معها كل هذا ؟ ومما اضاف لكآبتها ان حالة الخالة سو الصحية لم تكن على ما يرام برغم تأكيداتها بعكس ذلك .
كان قد حدث لها تغيير كبير وواضح في هذين الاسبوعين وقد تمتمت آلين اكثر من اي وقت مضى لو لم تكن قد ذهبت في تلك الرحلة المشؤومة .
- كنت اتمنى لو وجدت شابا لطيفا . اني اريد ان اراك متزوجة قبل ان .. قبل ان يحدث لي شيئا .
كان وجهها ينقبض من الألم وهي تتحرك على الاريكة .
- لا تتكلمي هكذا يا خالتي . هل الألم شديد ؟
- انه يوم سيء بالنسبة لي ولكنه ليس اسوأ الايام . ولكن لنعد لموضوعك . لقد قررت ان تخرجي اكثر لتكون لديك الفرصة لتقابلي شابا مناسبا . انك جميلة جدا . لا ياعزيزتي .. لا تقاطعيني ان لدي بعض المجوهرات الاخرى وقد حضر نفس المشتري منذ ايام وعرض عليّ عرضا معقولا . وعدته ان ارد علي وسأفعل . وستحصلين على النقود لتشتري بعض الملابس الجميلة لتخرجي وتذهبي للرقص وما اشبه .
وقامت آلين وذهبت الى المطبخ لتعد الشاي وهي تشعر بالحزن يثقلها . كان تصرف خالتها له مغزى معين وتساءلت آلين عما قال لها الطبيب .
وفكرت لحظة ان تتصل هي بالطبيب ولكن لو علمت الخالة سو فستغضب ان الخالة سو تحب ان تحتفظ بهذه الامور لنفسها ولم يحدث من قبل ان تعدت آلين على خصوصياتها .
جلست استيل على الاريكة وحملقت في آلين التي تجلس على مقعد في الناحية الاخرى من الغرفة . وكانت آلين قد قصت عليها القصة بأكملها بعد ان اعادت اليها جواز سفرها . رأت وجه شقيقتها يشحب بالتدريج وهي تحكي لها ماحدث ثم اصبح ابيض تمام .
- لقد نجوت باعجوبة .
تكلمت اخيرا بعد ان اخذت سيكارة من العلبة واشعلتها :
- يجب ان يوضع هذا الرجل في السجن .
وسكتت منتظرة آلين . ولكن آلين لم تتكلم بل راحت تفكر في الاهانه التي لحقت بها , وقررت انها لن تستطيع التغلب على تأثير مقابلتها مع سيمون بوريس الا بعد مدة طويلة .
وسألت استيل بفضول وهي تتعجب من التعبير على وجه شقيقتها :
- اياك ان تكوني قد وقعت في غرام هذا الشخص ؟
- لا تكوني بلهاء ... انا لا اقع في الحب بهذه السهولة .

سفيرة الاحزان 27-08-10 01:39 PM


وضحكت آلين ضحكة مهتزة ولكنها أحنت رأسها:
( كيف كان شكله ! )
سألت استيل وقد بدأ وجهها يعود إلى اللون الطبيعي .
ولكنها لم تكن قد تمالكت نفسها بعد .
( وسيم أطول من أغلب اليونانيين الذين رأيتهم ) .
كانت آلين تتكلم بحذر ورأسها منحنياً .
وكانت استيل تدخن بشراهة وفي عينيها تعبير حاد .
وشعرت آلين بالرضى لأن شقيقتها قدرت الموقف وفهمت كيف نجت من العقوبة المدبرة لها .
( هل وعد فعلاً بأن ينهي الموضوع ! )
( لقد أخبرتك أنه وعد ) .
( هل يبدو من ذلك النوع من الرجال الذين يحفظون كلمتهم ؟ )
( أنا متأكدة تماماً أنه سيفي بوعده . )
وتنهدت استيل بإرتياح .
واسترخت على الأريكة وهي تحملق في دخان سيكارتها .
قالت بعد فترة :
( يا لها من فرصة . . . لو كنت مكانك لاستفدت من هذا الموقف .
منتدى ليلاس
كنت أجبر هذا الشخص على أن يدفع ثمن هذا الخطأ . )
( يدفع ؟ ماذا تعنين ؟ )
( ألم ترين الحظ الذي هبط عليك ؟
آلين كم كنت بلهاء . . . إذا كان سيمون ديوريس غنياً إلى هذه الدرجة
فلا بد أنه معروف في بلده وله مكانة خاصة .
لو كنت مكانك لطلبت منه أن يعوضني وإلا . . . )
برقت عينا استيل وسرحت بعيداُ وهي تحسب حسبتها :
( إنه رجل أعمال كبير لاشك في هذا . .
وإذا كان يريد أن يحافظ على سمعته بين شركاته وأصدقائة فسيكون عليه أن يدفع
لي مبلغاً صغيراً تعويضاً لي على ما تحملته .
هل قلت مبلغاً صغيراً ؟ لا . . مبلغاً كبيراً إذا كان يريد أن يشتري سكوتي . )
وطرفت عينا آلين . وهي لا تستطيع أن تصدق أذنيها :
( هذا يصبح نقود تحت التهديد . )
( لا شيء من هذا القبيل . إنه مجرد طلب تعويض لما قاسيته على يديه .
إنه لا يتوقع أن يرتكب هذا الخطأ الفاحش .
ثم لا يتحمل نتيجته . ألم يعرض عليك شيئاً لإصلاح خطأة . )
( لقد عرض أن يدفع لي مصاريف إجازة أخرى ورفضت .
لم أكن أريد أي شيء منه . كنت أريد فقط أن أذهب . )
( إنك غبية يا آلين . . . تلك الرحلة كلفت أكثر من أربعمائة جنية .
كان يمكنك على الأقل أن تحصلي على هذا المبلغ ما الذي جعلك ترفضين ؟ )
( الكبريــــــاء . )
( إن هذه أيضاً عفا عليها الزمان كمثلك البلهاء عن العفة .
كان يمكنك أن تستفيدي بهذا المبلغ كنت سأطلب خمسة آلاف على الأقل
حتى لا أتكلم . )
وسكتت قليلاً ثم بدأ عليها المرح وهي تقول :
( تصوري نفسك الخجولة وأنت مضطرة لأن تثبتي أن ليس لديك وحمة .
إني آراهن أن وجهك أحمر خجلاً . )
( لم تكن تجربة سارة يا استيل . وهو أمر لا يثير الضحك .
إني أتمنى لو لم أذهب إلى تلك الرحلة . )
( كلام فارغ . كان لديك الفرصة للحصول على مبلغ إذا أحسنت استغلال الموقف . )
ولم ترد آلين . كانت رغبتها الوحيدة أن تنسى سيمون ديوريس
وأن تعود لحياتها الهادئة برغم رتابتها .
حياتها قبل أن تقرر بغباء أن تستغل تلك التذكرة التي أعطتها إياها شقيقتها .

ولكنها فكرت كثيراً فيما قالته لها استيل .
كما أنها ربطت بين ذلك وبين رغبتها في أن تنتقم من سيمون لما سببه لها من قلق وإهانة .
وقد حدث بعد شهر فقط من عودتها من تلك الرحلة أن ماتت خالتها .
وبعد أسبوع واحدة من ذلك أخطرها مالك البيت لتخليته .
فلجأت لأحد المحامين لتستشيره ولكن نقودها ضاعت بلا فائدة لأنها لم تكن المستأجرة ولم يكن
من حقها أن تبقى في المنزل .
كان أمامها شهر لتبحث لنفسها عن منزل آخر .
لذلك حصلت على إجازة لمدة أسبوع من عملها لتبحث عن شقة .
وفي نهاية الأسبوع أدركت أن الكل يرفض أن يؤجر لها بسبب الطفلة واضطرت آلين أن تعود
إلى عملها وقد وافقت إحدى الجارات أن تأخذ جنكس بعد عودتها من المدرسة .
ولكن سرعان ما طلبت الجارة من آلين أن تبحث عن شخص أخر يعتني بالطفلة لأن تصرفاتها كانت
لاتحتمل . وقالت جنكس وهي تمسك بيد آلين وتضعها على خدها :
( لماذا لا تريدني السيدة براوتز ؟ أنا لم أفعل شيئاً . )
( كنت مشاغبة . إذ كنت تتزحلقين في الصالة . )
( كان البلاط يلمع بطريقة جعلتني أريد أن أتزحلق .
كما أتزحلق على الثلج . )
منتدى ليلاس
( ولماذا وضعت يدك تحت ماء الصنبور في الحمام ونثرت الماء على الجدران . )
( كان يجب إلا أفعل هذا . ولكنها كانت لعبة جميلة . )
ونظرت إليها آلين وتنهدت بعمق .
لقد أحضرتها للتو من عند جارتها التي عبرت لها عن أسفها .
وعن عدم استعدادها لأخذ الطفلة مرة أخرى .
والآن لا يوجد أحد ليأخذ جنكس وآلين لاتدري كيف تتصرف أو لمن
تذهب وكانت القشة الأخيرة بعد أن كانت آلين قد أعطت الطفلة حمامها ووضعتها في الفراش لقد سمعت طرقاً
على الباب وعندما فتحت وجدت أمامها للمرة الثانية والد سوزان فاغرتي .
خفق قلبها وشعرت أنها لا تستطيع أن تتحمل أكثر من ذلك ولكنها قالت بأدب :
( تفضل يا سيد هاغرتي . )
دخل ولكنه وقف وراء الباب وبدأ يصيح :
( طفلتك هذه إذا لم تفعلي شيئاً لها فأنا سأفعل .. .
لقد ضربت ابنتنا سوزان مرة آخرى اليوم وسأكلم الناظر في الصباح ولكن كما قلت ،
يا آنسة مارسلاند
أنا سأتولى تأديبها .

سفيرة الاحزان 27-08-10 01:42 PM


إنها تحتاج لعلقة قاسية ولو كان لها أب لتولى ذلك ولكنك تتركينها تفعل ما تشاء .
إنك لا تسيطرين عليها .
وأقول لك إنها ستصبح مجرمة صغيرة قبل أن تكبر . )
( مجرمة ؟ كيف تجرؤ أن تقول ذلك ؟ )
كانت آلين قد بدأت تفقد أعصابها من الطريقة التي تكلم بها الرجل مؤكداً على كلمة آنسة .
ولكنها تمالكت أعصابها لأنها اعترفت أن جنكس كانت مخطئة بضرب سوزان .
وأعتذرت عن ذلك وقالت إنها سترى أن ذلك لن يتكرر .
( وكيف ستمنعين تلك الطفلة التي لا يمكن قيادها عن مهاجمة أبنتي . )
( سأكلمها وأفهمها . . . )
( تكلمينها . هذا هو عيبكن أيتها النساء .
إن الأمر يتطلب التصرف . . . وسأتصرف أنا إذا حدث
هذا مرة أخرى ليكن في علمك . )
واستدار وخرج من الباب ثم صفق باب الحديقة بعد أن خرج منه .
وقفت آلين في مكانها وقد أصفر لونها تماماً وشعرت بالتعاسة الكاملة
لدرجة أنها كانت تريد أن تبكي .
وأغلقت الباب بهدوء ثم صعدت السلالم وذهبت لغرفة جنكس .
لم تكن الطفلة قد نامت بعد .
وأضاءت آلين النور ووقفت تراقب جنكس وهي تجلس
في فراشها وهي ترمش لتعتاد عيناها الضوء .
ونظرت آلين للطفلة . . للنمش على وجهها وأنفها المضحك والإبتسامة
العذبة التي ظهرت على وجهها وتنهدت آلين .
إنها تحب هذه الطفلة وتجد في ملامحها جمالاً برغم أن خالتها كانت لا ترى ذلك فيما عدا
العينين الواسعتين المعبرتين .
قررت آلين أن على جنكس أن تعرف الحقيقة بالتدريج .
يجب أن تعرف أنها ليست أبنتها . .
ولكن ليس الآن ، كيف ستخبرها عندما يحين الآوان ؟
بالتدريج ولكن كيف يمكن إعطاء مثل هذه المعلومات بالتدريج ؟
ومع ذلك إذا أخبرتها مباشرة فستكون صدمة قاسية .
منتدى ليلاس
لو كانت جنكس أقل ذكاء لكان الأمر أسهل لأن إدراكها سيكون
بطيئاً مما يخفف الصدمة .
( ماذا حدث يا أمي ؟ )
( حضر السيد هاغرتي مرة أخرى .
قال إنك ضربت سوزان هل هذا صحيح ؟ )
( نعم ولكنها شدت شعري أولاً .
لقد آلمتني بشدة وسببت لي صداعاً طوال الوقت بعد الفسحة .
لذلك ضربتها عندما خرجنا من المدرسة .
لقد ضربتها لأنها شدت شعري يا أمي .
أنا لم أضربها بدون سبب . )
( ولماذا شدت شعرك ؟ )
( لم يكن هناك سبب على الإطلاق .
كنت ألعب مع جيمس في الفناء فأتت سوزان وشدت شعري . )
ونظر إليها آلين بتركيز .
لم يحدث من قبل أن كذبت عليها الطفلة وهي الآن تقابل نظراتها بثبات .
( حسناً نامي الآن . )
( هل أنت غاضبة مني ؟ )
هزت آلين رأسها بالنفي .
سوزان لها والد يدافع عنها وجنكس ليس لديها أحد .
آلين لاتشك في أن سوزان قد شدت شعرها برغم أن الخالة سو
كانت تقول إن سوزان ليست عدوانية .
لو كان لجنكس والد لقابل السيد هاغرتي ولأحضر جنكس وسمع منها ردها
وسوى الأمر بعدل ولكن ، ما حدث أن آلين جزعت وهكذا أصبحت جنكس هي الملومة .
( لا يا حبيبتي . إني لست غاضبة . ولكن يجب أن تكوني فتاة عاقلة
وإلا تتشاجري كثيراً مع الآخرين . )
( ولكن رأسي كان يؤلمني طوال الوقت حتى عدت للمنزل . )
ولم تقل آلين شيئاً ولكنها غطت جنكس ثم قبلتها على خدها :
( هل أنت حزينة بسبب الخالة سو ؟ )
( نعم يا عزيزتي ؟ )
( إننا نشعر بالوحده بدونها . أليس كذلك ؟
ولكننا سنراها في السماء .
إن أخت مايكل يوث الصغيرة ماتت ومايكل قال إنه سيراها في السماء
وقال إننا نرى جميع الناس في السماء .
فلا تحزني يا أماه . عندما نذهب أنا وأنت للسماء سنكون جميعاُ معاً . )
تثاءبت جنكس ثم أغمضت عينيها .
وأطفأت آلين النور ثم خرجت من الغرفة ونزلت إلى أسفل ثم
غسلت الأطباق وجلست أمام المدفأة تحملق في النار وتفكر في كلمات شقيقتها
عن التعويض من سيمون ديوريس وعن حملة على أن يدفع ثمن سكوتها . . .
وفكرت أيضاً في رغبتها الشخصية في الإنتقام والتي كانت قد ماتت تقريباً عند تركها جزيرة كريت .
منتدى ليلاس
ولكنها عادت الآن للحياة وأخذت تنمو وتنمو كعشب ملتف لا يمكن إقتلاعه .
وتذكرت إيضاً أن سيمون طلب منها أن تتصل به إذا ما احتاجت لمعونة في أي وقت .
نعم . . . إنها ستتصل به .
الحياة أصبحت عبئاً ثقيلاً ،
كما أن سلوك جنكس يزيد الأمور تعقيداُ ،
لأن آلين مضطرة الآن لأن تبحث عن عمل نصف الوقت .
لتكون موجوده عند عودة جنكس من المدرسة .
إن مرتب آلين الحالي يكفيها بالكاد وهي تتوقع أن يصلا إلى حالة الجوع إذا
قل دخلها أكثر . إلى جانب أن مشكلة السكن لم تحل بعد وقبل أن تنقضي الليلة
كانت آلين قد قررت بحزم أن تطلب من سيمون مبلغاً يكفي للحصول على مسكن لها ولجنكس .

سفيرة الاحزان 27-08-10 01:46 PM


الفصل الثامن :أنت صفقة رابحة..

بمجرد ان ارسلة الين رسالتها بدا ينتابها الخوف .ان سيمون ليس الرجل الذي يمكن ارهابه .لا هي ولا أي شخص اخر يستطيع ذالك .انها لم تفصح عما يدور في خلدها في الرسالة بل العكس,طلبت منه ان يحضر ليراها مذكرة اياه بوعده لها,ولا شك ان لهجة الرسالة كانت حازمة سيستطيع ان يرى بين السطور انها لن ترضا ان تقبل أي ترضيه تافهه,وانه من المحتمل انه سيثور من هذا التهديد المهذب وسيتجاهل هذه الرسالة تماما.اذا فعل ذالك فلا يظل لالين أي حيلة اخرى لانها ليست لها نيه لن تلجاء الى اساليب اكثر عنفا للحصول على نقود منه ,ولكن اذا حضر فتتصرف بأي طريقة مهددة اياه بمقاضاته لخطفه لها بالطريقة التي تمت.
كانت الين قد عادت لتوها من عملها وكانت في المطبخ تعد لنفسها شطيرة عندما دق جرس الباب ,قطب جبينها لانها ظنته احد الجيران وليس لديها وقت لثرثرة .ان عليها ان تنظف غرفة النوم ثم تستمر في فرز متعلقات خالتها التي قررت باسف انه لبد التخلص من بعضها,عندما رات سيمون يقف عند عتبة الباب سحقتها المفاجاءة ,اذا ان الين توقعت انه اذا ينوى الحضور فسيكتب لها جواب يبلغها بذالك وبمعياد وصوله من حسن الحظ ان اليوم الاربعاء.
ابتسم سيمون لنظرت الدهشة التي اعترتها وقال بلهجه تختلف تماما عما كانت توقعته..
"ليس غريبا ان تندهشي يا الين .,الا تدعوني الى الدخول ؟".
"بالطبع".
اجابت وهي ما زالت مذهوله من حضوره السريع غير المفهوم.وفتحت الباب اكثر ووقفت جانبا ليستطيع الدخول .لفزعها وجدت نفسها ترتعش بسبب عدم الاستعداد لهذه الزيارة وليس لديها أي فكرة الان كيف تبدأ.
"تفضل".
اشارت اليه ليجلس على الاريكة فسار اليها وبنظرة واحدة الم بكل ما في الغرفة .السجاد القديم والستائر الباهته والاثاث الفكتوري الثقيل البشع,جلس وهو ينظر الى صورة معلقة فوق راس الين لوالدي الخالة سوء وابتيهما الصغرى التي ماتت قبل ان تصل الى العشرين.
"هل تحب فنجانا من الشاي!".
فجأة شعرت الين بعدم مناسبة الظروف لما تريد وتحيرت كيف ستأخذ اول خطوة لتطلب النقود بالتهديد لان هذا ما كانت تسعى اليه بتحديد قالت:
"لا اظن انك تناولت طعام الغداء".
فكرت في شطائر البولو بيف في المطبخ التي لن تعجبه كثيرا قال وهو يبتسم:
"تناولت شيء في الطريق في المطار".
ثم استراح في جلسته ووضع ساقا على ساق جلست الين على حافت الكرسي ووضعت يديها في حجرها ,قطب سيمون ونظر اليها جيدا ثم قال:
"الن تسأليني لماذا انا هنا؟".
جفلت ثم اجابت بعد ان تمالكت نفسها.
"اني اعلم لماذا انت هنا".
ماذا يعني بسؤاله هذا؟قال بستغراب.
"تعلمين؟هل كنت تتوقعين حضوري؟".
"لم اكن متأكدة تماما ولكني فكرة انك سوف تحضر .اما ما يحيرني فهو كيف استطعت ان تحضر في هذه السرعة".
"بسرعة؟".
منتدى ليلاس
تنبه وضاقت عيناه وظهرت التجاعيد على جبهته كما لو كان هو ايضا متحيرا .
"لقد ارسلت الرسالة بعد ظهر يوم الاحد لذالك من الطبيعي ان..اندهش انك استطعت ان تصل اليوم .وعلى كل كنت اظن انك سترد لي وتخبرني بموعد وصولك".
سكتت قليلا وهي تتسأل اذا كان الوقت مناسبا لان تواصل كلامها وتقول ماذا تريد وتنتهي .كان سيمون قد اقترب منها واخذ ينظر اليها بتعبير غريب جدا وبشيء من الادراك.
اضافت محاولت كسب الوقت لتعطى نفسها لحظات اكثر للتفكير كيفية بدء كلامها .
"اني اعرف ان البريد الجوي سريع هذه الايام ولكن بتاكيد لن تصلك الرسالة قبل هذا الصباح".
تردد قليلا ثم قال بنبره غريبة .
"كنت محظوظا بالحصول على مكان بالطائرة لان الطائرات ايضا سريعة هذه الايام .بالنسبة لرسالتك يا الين,ماذا تقصدين بضبط؟".
ابتلعت ريقه بصعوبة يبدو انه لم يقراء بين السطور والا لما تصرف بهذه الطريقة الودية.بدا الامر اصعب الان وتمنت في لحظة لو ان لهجتها في الرسالة كانت اشد مما يعفيها من هذا الاحراج.
"لقد.قلت لي لو احتجت الى معونة في أي وقت اتصل بك .هل تذكر؟".
هز رأسه بتفكير .
"ولكن هذه الرسالة اخبرتني انك تقصدين ماذا تريدين ".
"حسنا..".
سكتت وسعلت بعصبية.
"كما ذكرت لقد ماتت خالتي وعلي ان اترك هذا المنزل .وقد لا تعرف هذا الوضع هنا ولكن لا توجد مساكن للايجار .يجب ان تشترى .لقد وصلني انذار من المالك لاترك المكان خلال شهر .وكانت خالتي قد استاجرت هذا المنزل من سنوات عديدة مضت عندما كانت الاجارات ممكنها".
اضافت شارحه عندما رات الاستغراب في عينيه.
"يجب ان اشتري منزلا و..".
مرة اخرى توقفت وهي تتمنا من كل قلبها لو مانت قد اخطرت بهذه الزيارة .لم تتوقع ان تتفاجأ بها.
اخيرا استطاعت ان تكمل .
"يجب ان احصل على منزل اخر.."
تمتم وقد اتسعت عيناه..
"منزل اخر..هل تقترحين ان اقدم النقود لمنزل اخر".
كانت لهجته غريبى جدا .هل كانت تتخيل ام كانت هنا خيبة امل في طريقته .
مرة اخر سعلت بعصبية .ولكنها عندما تذكرة كيف سوف تكون حياتهما لو اخفقت في استغلل هذه الفرصة.جمعت الين شجاعتها بما فيه الكفاية لتقول ان هذها هو بضبط ما كانت تقصده.
"اني اشعر انى استحق تعويضا مجزيا لما قاسيته على يديك".
مال سيمون الى الخلف ووضع يده الى جيبه ونظر الى الين بتمعن.فكرت كم هو مرعب الان وطلبت من الله ان يعطيها القوة لتستمر في مهمتها .
سألها بصوت خفيض.
"هل تهددينني بشكل ما؟".
فجأة شعرت بالغضب انه يتخذ موقفا متعاليا وهي ترفضه,ماذا يمثل منزل بنسبة الى رجل غني مثله.قررت انه يدفع ليس فقط لما فعله معها ولكن ايضا لما فعله كيت,يجب ان تفكر في مستقبلها ومستقبل جنكسي ايضا مصممة على محاولة الحصول على هذه النقود التي ستريحها من القلق على المستقبل .فلو حصلت على منزل لن تدفع الايجار وستستطيع ان تدبر امورها بعمل نصف الوقت حتى تكبر جنكسي وتستغني عن وجودها عند عودتها من المدرسة .ردت على سؤاله.
"نعم انه تهديد .اني اخبرك بما احتاجه وهو نقود لشراء منزل".
كانت ستذكر جنسكي ولكنها توقفت قبل ان تفعل .لم يكن هنا سبب واضح لهذا التردد ولكنها شعرت بعدم رغبة في ان تخبره بوجود الطفلة.
"لابد انك تريد ان تعوضني .والا ما كنت حضرت الى هنا".
تلا هذه الكلمات صمت غريب جدا ,ومرة اخرى شعرت انه اصيب بخيبة امل بشكل ما,ولكنها لم تستطع ان تفهم لماذا ولم يكن لديها رغبة بان تعرف,كل ما تريده هو تسوية ثم يرحل .برغم ان رغبتها في الانتقام كانت تملئ تفكيرها الا انها لم تطرد كل شيء اخر لقد كان حبها عميقا جدا لم يسهل التخلص منه بسرعة انها ستتغلب عليه مع الزمن .او هذا ما كانت تامله ولكن الان كان هذا الحب يؤلمها ويشق قلبها.

"هذا صحيح لقد قصدت ان اصحح خطأي ".
كان يتكلم بصوت منخفض وكانه يتكلم مع نفسه,ثم سمعته يتنهد مما ازعجها لانه لم يكن هذا من طبيعته استمر بعد صمت طويل .
"نعم يمكن تسميته تعويضا ومع ذالك ..".
نظرت اليه فرات في عينيه نظره قاسية.
"..من الواضح انك تريدين بضع الاف من الجنيهات .هذا ما تسألين؟".
كان صوتها حادا ولأن الين اعتقدت انه يفكر في مبلغ اقل كثيرا لذالك .
قالت بحدة:
"اني لا اسال..اني اطلب تعويضا لما قاسيته".
"انا لا ارى كيف تطلقين هذا الوصف على ما حدث"
"لقد ذعرت واهنت وافسدت اجازتي".
كرر ذالك وهو يراقبها بدقة ,فتنهدت تنهيد بسيطه اشبه بالبكاء وغاصت عينيها للذكر المؤثر من فترة قصيرة من السعادة السعادة التي لن تجربها ثانية مع أي رجل لانها شعرت انها لن تتاثر باي رجل كما تاثرت بسيمون في تلك الايام الجميلة على ظهر باخرة كاسيليا .قالت كاذبة.
"نعم كل اجازتي.".
منتدى ليلاس
"اه.لقد فهمت".
شعرت الين بشكل ما ,ان كلماتها جعلته يتردد بطريقة لم تكن موجودة من قبل ,وضاقت عيناه الغامضتان وهو ينظر في عينيها والتوى فكه فجأة .سألها:
"بماذا بضبط تهددينني".
كان يريد ان يعرف كان صوته هاديا وبلا أي قلق ولكن طريقته كانت تتم عن الخطورة .وتذكرت انه كريتي ولالذلك فهو بلا خوف ولا رحمة .
"المحكمة".
استطاعت ان تقول هذا ولهجتها كانت حازمة وثابته,كانت تبدو تماما مثا استيل في هذه الظروف .واثقة من نفسها وقت حسبت كل شيء .
"اظن انك تتمتع بالاحترام بين اصدقائك وزملائك بالعمل.وانك لا تريد ان تفقد هذا الاحترام أليس كذالك؟".
"بالطبع لا..".
واتسعت عيناه قليل وبدا انه استنتج امر ما ,لم يتركها طويلا في شك حول هذا الموضوع اذا قال :
"هل هي شقيقتك التي اوعزت لك ذالك؟".
نظرت اليه بنزعاج ,ابتسم ابتسامة قصيرة وهو يهز راسه كما لو كان يعرف كل شيء ,وان سؤاله لم يكن ضروري.
"انني اعترف اننا تناقشنا في الموضوع ولكن القرار بان احصل على تعويض منك كان قراري انا".
"هل كان كذالك هل انت متأكدة ؟".
"بالطبع لقد عانيت بسببك وانا مصممة على التعويض".
"اذن فانت لست احسن كثيرا من استيل".


سفيرة الاحزان 27-08-10 01:48 PM


كان صوته غريبا وكان يراقبها بانتباه . وزادات ابتسامته عندما هزت رأسها . كانت حركة لا إرادية تعني احتجاجا واضحا بلا تفكير ، تضايقت ألين وقد أدهشتها الطريقة التي تصرف بها سيمون كما لو كان الموضوع كله نكتة كبيرة مسلية . توقعت الغضب والازدراء والتعالي ولكن هذه الحالة من الاتزان الساخر كانت محبطة أكثر كثيرا من أي ثورة غضب . وبالتأكيد فإن هذه المقابلة لم تسر في الطريق الذي كانت قد رسمته لها . لاحظت تعبير الاصرار على وجهه فأعدت نفسها لرفضه الصريح أخذ تهديداتها في الاعتبار وكان عليها أن تعترف ، بعد بعض التفكير . أن وضعها ضعيف . فهي تعرف كيف تقاضيه ، إنها ستحتاج لمحامي وهي لا تملك نقود لذلك . سألها بهدوء .
(( أخبريني يا ألين . ما المبلغ الذي تفكرين فيه ؟))
نظرت إليه بشك وهي ترى إذا كان يتسلى على حسابها بلعبة القط والفأر رفعت رأسها ولمعت عيناها ومرة أخرى استعملت لهجة الابتزاز على طريقة شقيقتها فقالت :
(( إن الأمر متروك لك لتقدم العرض إنك تعرف أكثر مني كم تساوي سمعتك )).
فارتعشت شفتاها وانتظرت ما سيقوله بشيء من الدهشة لم تكن تعلم أن دهشتها ستتحول إلى ذهول صاعق في اللحظة التالية :
(( عرض آه ...؟ إن عرضي هو الزواج )).
(( الزوا......))
حملقت فيه وقد فغرت فاها . ثم قالت بخشونة بعد أن تمالكت نفسها :
(( هل هذا مزاح ؟))
الزواج ... بسيمون . كم كانت ستسعد بذلك من فترة قصيرة مضت .
(( مزاحك ثقيل يا سيد سيمون . لقد طلبت منك أن تقدم لي عرضا . فإذا كان يناسبني سنتفق وننهي مهمتنا بدون إضاعة أكثر لوقتك .....))
سكتت عن الكلام لأن ابتسامته ازدادت عمقا . علق على طريقتها الرسمية في الكلام قبل أن يكرر قوله وقد خفت لهجته الباردة مع نظرته .
(( إني لا أمزح بخصوص أمر جاد مثل الزواج . إن هذا عرضي ... أما الابتزاز فأنا لا أقبله بأي شكل ولا اعتقد أنك كنت تنوين تنفيذ هذا التهديد على كل حال .
حتى شقيقتك الماهرة كانت ستجد صعوبات في تنفيذ ذلك لأن رفع الدعوى ليست أمرا سهلا إذا كان الأشخاص يعيشون في بلدان مختلفة كما أن أي محاولة للانتقام مكلفة جدا وأنت لست في وضع يسمح لك بذلك )).
ابتسم ثم استطرد :
(( إن هذه الصعوبات التي تمرين بها ستنتهي بمجرد أن توافقي على الزواج بي ....))
كان يتكلم بهدوء شديد وبدون إظهار أي عواطف فيما عدا التسلية في عينيه من ارتباكها .
هزت رأسها وهي مذهولة تماما ومع ذلك عندما فحصت وجهه وتأكدت بلا أدنى شك أنه جاد فيما يقوله وأنه فعلا يريد الزواج بها . قالت متلعثمة وقد نسيت دورها الذي كانت تمثله تماما .
(( إني لا أعرف ماذا أقول ... لا يبدو أنه يوجد شيء بيننا .. أقصد حب )).
بعد أن نطقت هذه الكلمات أدركت أنها كانت تستجديه ليكذب ذلك . كم هي بلهاء إنها تأمل في معجزة أيا كان سبب رغبته في الزواج بها فهو ليس حبا . إن اهتمامه با على الباخرة وغزله الرقيق وكرمه الزائد كل هذا كان مقصودا به إغراء استيل الفتاة التي اهانت ابن أخيه وجلبت العار لعائلته أما الين مارسلاند فلم تكن تعني شيئا بالنسبة إليه .... ومع ذلك كان يريد أن يتزوجها .
(( لا يوجد حب ؟))
منتدى ليلاس
نظر إليها نظرة غريبة . ثم قال بصراحة :
(( ألم تقعي في حبي على الباخرة ؟))
تجمدت ألين . كم هو مغرور . افترضت أن ثقته في نفسه تنبع من حقيقة أن معظم النساء يقعن في حبه ولقد تبعت هي ببلاهة نفس الطريق ولكنها لا تنوي أن تخبره بذلك .
نظرت إليه بازدراء مفتعل وسرها أن تراه يحمر قليلا من الغيظ ثم قالت :
(( أقع في حبك ؟ إني لا أقع في الحب في هذه السهولة )).
برقت عيناه كنقطتي نار من الواضح أنه استفز وبدا أنه سيرد عليها بتعليق آخر لاذع . ولكنه نفض عنه هذا الإغراء ..... وأخذ يحملق فيها متفحصا ومحاولا أن يقرأ في عينيها ما يكذب ما قالته . قابلت نظرته بثبات وقد طغت عليها رغبتها بالانتقام فغطت على أيه عاطفة أخرى . وبدا على سيمون بعض التردد ولم تستطع الين الا أن تنتظر أن يتكلم لأنها لم تستطع أن تخمن سبب هذا التردد . تكلم متجاهلا تعليقاتها عن الحب ... وأخبر الين أنه جاد تماما فيما يتعلق بالزواج منها . وأنه يريد أن يتم الزواج على الفور لأن لديه عملا في أثينا لا يستطيع تركه . كان رقيقا ومقنعا وكان يبدو واثقا من موافقتها .
(( لماذا تريد أن تتزوجني ؟))
ثم تذكرت اقتراحه على الباخرة فقالت بصوت بارد وحاد :
(( أظن أنها الرغبة ؟))
طرفت عيناه ثم قال :
(( أنها سبب كاف كغيرها من الأسباب للزواج )).
(( هل هي كذلك ؟))
ثم بشيء من الازدراء :
(( إنك غير محتاج أن تذهب إلى هذا الحد )) .
(( لا ! هل أنت مستعدة أن تصبحي خليلتي ؟))
وثارت :
(( بالتأكيد لا .... إن ما قصدته هو أنك تستطيع الحصول على أي عدد من النساء بدون زواج )).
فكرت أنه لا بد قد خالط عددا كبيرا من النساء فعلا ، وتذكرت ما قالته استيل عنه أنه رجل يحب النساء .
(( هل اعتبر هذا مدحا ؟ إذا كنت استطيع الحصول على أي عدد من النساء إذن فمن الواضح أنه لا توجد واحدة بينهن تستحق الحصول عليها . اتفقنا ؟))
(( إذن يجب أن تحصل على واحدة ......محترمة .... هل هو كذلك ؟))
(( عندما اتزوج ... نعم )).
(( ورغبتك في تدفعك للزواج ؟))
كانت تتكلم هامسة لأن فكرة مذهلة خطرت لها فكرة سترضيها . أي فرصة للانتقام ... ولكنه عليه أن يقتلها بسببها ... بحركة لا إرادية وضعت يها على رقبتها كما لو كانت تشعر فعلا بأصابعه الطويلة تضغط عليها وتخنقها . نظر سيمون إليها متسائلا ولكنها لم تستطع أن تمنع نفسها عن التفكير في رد فعله لو كان يقرأ أفكارها . بالتأكيد لن يبدو راضيا وواثقا من نفسه إلى هذه الدرجة . قالت محاولة إبعاد الأفكار الملحة التي تدعوها لانتهاز هذه الفرصة للثأر التي يقدمها لها سيمون ببراءة :
(( الزواج خطوة خطيرة . ولا استطيع ان اتصور أي شخص يقدم عليه فقط لهذا السبب )).
(( لهذا السبب .....))
كان يتكلم وهو غارق في أفكاره الخاصة .
(( لقد قلت إنك لن تصبحي خليلتي لذلك فليس أمامي خيار . إني لم ارغب اي امرأة يا الين كما رغبتك وقد أدركت ذلك على المركب . ولأني كنت أظن أنك استيل فقد تفاءلت وتصورت إنك ستكونين لي على الفور ولا تستطيعين أن تتصوري دهشتي عندما رفضت ولكن لأني كنت اعتقد أنك استيل فقد ظننت أنك تلعبين لعبة ماكرة ولذلك لم ألح ولكني الآن أعرف كم أنت مختلفة عن استيل وقد حضرت الى هنا لأسألك أن تتزوجينني )).
قاطعته وقد فهمت فجأة :
(( لتسألني أن أتزوجك ؟ إذن فأنت لم تستلم رسالتي ؟))

سفيرة الاحزان 27-08-10 01:50 PM


(( لا . لقد طرت إلى أثينا بلأمس ومن هناك طرت إلى انكلترا . ولم تكن رسالتك قد وصلتني بعد عندما غادرت المنزل ))
حاولت أن تفهم الوضع . كان رغبته تتزايد منذ رحلت من كريت كما هو واضح . ولذلك قرر أن يأتي ويطلب منها الزواج . كما قالت منذ قليل فإن الزواج خطوة أخطر من تتخذ لهذا السبب فقط ماذا يحدث عندما تخبو رغبته ؟ أحنت ألين رأسها لتخفي ابتسامتها إن الرغبة ستخبو بالتأكيد بسرعة شديدة إذا ما نفذت الخطة التي تنمو في رأسها لدرجة أنها لا تترك مكانا لأي شيء آخر . الرغبة ... للحظة كانت هذه الكلمةكالسيف الذي يخترق قلبها ، لقد كانت غبية أن تحبه . ولكن كيف يمنع المرء نفسه من الحب ؟ هل يقدر سيمون عمق هذه الإهانة ؟ أو من الجائز أنه يشعر أنها ستكون سعيدة ، دب الكره فيها كالنار المشتعلة التي لا يمكن التحكم بها . واختلط بالحب كما حدث في مناسبة سابقة . ولكن هذه المرة انتشر الكره لدرجة أن ضاع الحب وكان الرماد المتبقي هو الرغبة في الانتقام . إنها لا تريد شيئا أكثر من أن تجرح سيمون كما جرحها يجب أن يدفع الثمن غاليا لهذه الإهانة التي أضيفت على حسابه وعلى حساب كيت هيلاري الذي خدعها بقسوة عندما وعدها بالزواج ثم هرب مع أخرى وتركها تعتني بطفلته بلا معونة من أحد الرجال ... نظرت ألين إلى سيمون فلحظت نظرته المثبة عليها وابتسامته التي تدل على الثقة والطريقة التي كان يسترخي بها على الأريكة . إذن فهو يريد فتاة عفيفة عندما يتزوج ؟ إنها شيء نادر هذه الأيام . وهو بالذات الذي كانت له كثيرات ومن الجائز أن بعضهن كن عفيفات حتى عرفنه . اختلط اشمئزازها مع كراهيتها ولكنها حرصت على أن تخفيها عنه إنها فرصة لا تعوض للانتقام وأي صدمة ستكون .... إنه يتوقع فتاة عذراء .
فكرت للحظة في رغبته فيها ولكنها ستموت بسرعة شديدة عندما يخيب أمله فيها بطريقة آلية شردت نظرتها إلى الصورة المثبتة في ركن به مجموعة من الصور ، ذهبت ناحية الطاولة التي عليها الصورة والتي كانت وراء سيمون . وسحبت الصورة الصغيرة وخبأتها تحت المفرش قد يسأل عن الطفلة صاحبة الصورة .
منتدى ليلاس
يجب أن تعلم جنكس أن تضيف اسم مارسلاند إلى اسمها . نعم إن هذا لا بد منه ذهبت ناحية النافذة ونظرت منها سمعت صوته اللطيف والواثق من نفسه واستدارت ناحيته وقد شحب لونها وتمالكت نفسها برغم أنها كانت داخليا ترتجف لفكرة ما سيحدث حتما سيثور ثورة عارمة عندما يعلم أنها خدعته وبدلا من يتزوج فتاة عذراء فقد ربط نفسه بواحدة لها ابنة من زوج سابق . أي عار على يوناني وبالأكثر كريتي لن يستطيع سيمون ديوريوس أن يتحمل الصدمة كان المنظر يتجسم في خيال ألين رأت غضبه المخيف وعلمت أن هذه اللحظة ستكون اللحظة المرعبة في حياتها والتي لن تنساها طوال العمر ولكن بعد ذلك لن يضايقها زوجها برغبته لأنها ستنطفئ على الفور وسيذهب كل منهما في طريقه . هو يعود لنسائه وهي ستعيش حياة هادئة في أحضان البذخ والترف . لقد نجحت الآن ، نعم إنها مستعدة أن تكافح من أجل جنكس ولكنها غير محتاجة لذلك الأن كانت تأسف لشيء واحد وهو أن سيمون لن يهتم بالطفلة كانت تشعر أنه لو أراد يستطيع أن يربيها بالطريقة التي تريدها .
(( حسنا يا ألين ... ماهو ردك ؟))
منتدى ليلاس
وقف واقترب منها وأمسك يدها برقة . كما يفعل العاشق الحقيقي حاولت أن تبعد الألم الذي في حلقها . وألا تفكر فيما عليه الحال لو أنه وقع في حبها في الباخرة كما أحبته .
(( هل ستتزوجينني وتعيشين معي في كريت ؟))
كانت نبرات صوته رقيقة وحانية لدرجة أنها شعرت رغما عنها بشك يتعدى فهمها . من المؤكد أن الموقف كله كان غريبا للغاية وخاصة عرضه للزواج . تنهدت وفكرت أنها تشغل نفسها بالتوافه وأن الشيء المهم هو أن تستغل هذا الحظ الذي هبط عليها بدون توقع .
نظرت إلى الساعة إن جنكس ستصل بعد أقل من نصف ساعة . وإذا رأى الطفلة قبل الأوان فإن خطتها للانتقام ستفسد تماما . عليها أن تجعله يغادر المكان خلال الربع ساعة القادمة .
(( نعم ، سأتزوجك )).
قالت ذلك محاولة أن تبدو ساخرة في هدوء وتسليم . ولكنها كانت لتعجب لاستعداد سيمون أن ينسى أن موقفها من الزواج مادي بحت وأنها وافقت عليه فقط لتحصل على الراحة والكماليات التي يستطيع أن يوفرها لها بلا شك . إنه في الواقع يشتريها نعم إنه ينظر إلى الأمر بهذا المفهوم . وهو يعتقد أنه وجد صفقة رابحة .

سفيرة الاحزان 27-08-10 01:54 PM


9- ايتها الكلبة الصغيرة
نظرت جنكس الى اسفل حيث تشير آلين فبدت جزيرة كريت كجوهرة جميلة وسط بحر ايجه الهادئ .
سألت جينكس للمرة الـ20 :
- هل تظنين ان والدي الجديد سيحبني ؟
وبدون ان تسمع الاجابة استمرت :
- لماذا لم تجعليني اشبينتك ؟ لم احب البقاء مع تلك السيدة خالتي استيل , ولو علمت انك تتزوجين ما كنت مكثت معها , لماذا لم تجعليني اشبينتك ؟
- اسكتي ياحبيبتي .
همست آلين وهي تشعر بنظرات الركاب المجاورين لهما .
- لقد اخبرتك انه لم يكن معي اية اشبينات ... اجلسي واهدأي قليلا سنصل بعد دقائق وستكون هناك سيارة جميلة في انتظارنا .
- سيارة ... هل سيقودها والدي الجديد ؟
- لا ... يا عزيزتي . انه ليس في المنزل حاليا .. كان عليه ان يرحل بسرعه بعد ان تزوجنا فقد كان لديه عمل هام ولهذا السبب لم تقابلينه للآن .
وتنهدت آلين وشعرت بالارتياح في ذلك الوقت عندما اخبرها سيمون انه يجب ان يكون في اثنا صباح اليوم التالي لزواجهما . وارادها ان تترك عملها على الفور وتصاحبه لليونان
ولكنها رفضت ترك عملها فجاة فتسبب في ارباك العمل لنقص الايدي العاملة . في كل حال لديها الكثير مما يجب عمله في المنزل قبل ان تتركه .
لذلك سافر سيمون على مضض وترك عروسه بعد ساعات من الزواج على ان يتقابلا في كريت بعد بضعة ايام .
كانت هذه المهلة القصيرة هدية من السماء لآلين لأن اعصابها كانت مشدودة لسرعة اتمام الزواج ولعلمها بالخطة التي وضعتها والتي بدأت تثقل عليها .
لذلك شعرت انها لن تستطيع مواجهة المشهد الذي يجب ان تمر به قبل بدء حياتها في المسار الهادئ الذي تخيلته .
اما الآن وقد اقتربت المواجهة كانت اعصابها شديدة التوتر وخاصة ان جنكس ستكون موجودة في اللقاء بينها وبين سيمون عندما يعود من اثينا بعد ساعات من الآن متوقعا ان يجد عروسه تنتظره ... بمفردها .
- هل تظنين ان والدي الجديد سيجلسني على ركبتيه ؟
جلست جينكس بجانب آلين وهي تضم يديها ثم تفصلهما . لم تر آلين الطفلة منفعلة بهذه الدرجة من قبل . ولكن في الواقع لم يحدث اي شيء مثير لها سابقا .
- لا اعرف يا حبيبتي ...قد يفعل .
منتدى ليلاس
كانت آلين بشكل ما تتخيل ان سيمون لن يهمل الطفلة تمام . ان لديه شيئا من الرقة قد يحنو عليها لأن جنكس بلا شك طفلة محببة وقد كسبت حب كل المسافرين في الطائرة .
- ان الانتظار مزعج ... متى سيعود الينا ؟
الينا ... فجأة صعدت الدموع الى عيني آلين . وبلا سبب تذكرت الكلمات التي همسها سيمون لها عندما وضع خاتم الزواج في اصبعها :
- اغابي مو ساغابو ...
وعندما سألته ماذا تعني ابتسم فقط . فقالت لنفسها فيما بعد انها لابد شيء يتعلق برغبته لأنها لا يمكن الا ان تكون كذلك .
- حالا ياعزيزتي سيصل بعدما نصل بساعات , لأنه سيأتي على مركب مع بعض اصدقائه . وسيكون معنا في موعد الشاي .
- يجب ان اصبر آليس كذلك ؟
لم تكن جنكس تستطيع البقاء هادئة . بل تريد القفز هنا وهناك كما تفعل عندما تريد التعبير عن مشاعرها .
- نعم يا عزيزتي ... لفترة قصيرة فقط .
هبطت الطائرة وبعد قليل لمست ارض المطار . وكان السائق في انتظارها وقد نظر مرتين الى الطفلة الصغيرة وهي تسير قفزا بجانب آلين .. ولكن صوته كان خاليا من التعبير عندما قال :
- مرحبا بك ثانية مدام ديوريس .
واخذ متاعها في حقيبة السيارة .
وجلست جنكس في هدوء شديد في مقعدها وهي تنظر من النافذه وقد اصفر وجهها واطبقت شفتيها :
- هل انت بخير ياعزيزتي ؟
- نعم ... ولكن الانتظار كريه .. اني اشعر بألم كبير في معدتي ولكنه ليس ألما سيئا . انه فقط لأني اريد ان ارى والدي الجديد .
عضت آلين على شفتها . عندما فكرت في خطتها للانتقام . لم تفكر كثيرا في عواطف جنكس . كان مستقبل الطفلة وراحتها من العوامل الهامة لآلين ولكنها اهملت الناحية النفسية للطفلة .
ومع ذلك حتى لو اهمل سيمون الطفلة تمام فإنها سرعان ما ستتغلب على ذلك . ان الاطفال يتغلبون على هذه الاشياء . وجدت نفسها تقول :كل المميزات المادية ستعوضها عن خيبة الامل التي تشعر بها في البداية .
ان ما يهم آلين هو مستقبلها وليس الاسبوع او الاسبوعين القادمين . وصل سيمون قبل موعد الشاي مباشرة . كانت آلين قد افرغت حقائبها ورتبت حاجياتها وحاجيات جنكس .
وبالطبع لم تكن هناك غرفة مخصصة لجنكس . وفكرت ان تنام الطفلة معها في البداية في السرير الكبير الذي في الغرفة والذي كان سيمون يتوقع ان يشاركها فيه .
اما فيما بعد عندما تتعرف على المنزل الكبير فإنها ستختار غرفة جميلة لجنكس وتؤثثها بالاثاث المناسب . لم تعلم آلين بوصول زوجها الا عندما طرق باب غرفتها ودخل واستدارت بسرعه وبرغم انها كانت قد اعدت نفسها لهذه المحنة .
الا انها شعرت بالدماء تهرب من وجهها . وفي لحظة رعب فكرت ان تخبر سيمون بالحقيقة بالنسبة لجنكس . ولكنها استجمعت قواها وتذكرت رغبتها بالانتقام
وعلى الاخص فكرت ان سيمون عندما طلب ان يتزوجها . لم يكن ذلك الا بسبب رغبته فيها . وهي لا تريد ان تكون ذلك النوع من الزوجات . انها ليست استيل التي تقبل ان تبيع جسدها لكسب مادي .
- اذن فقد وصلت بالسلامة ...
توقف عن الكلام وحملق غير مصدق عندما خرجت الصغيرة من غرفة الملابس وذهبت نحوه :
- هل انت والدي الجديد ؟
نظرت الى اعلى الى العملاق الذي يقف بجانبها واضافت بسرعه :
- امي لم تخبرني انك وسيم اكثر من والد داريل الجديد ... اوه ... اظن انك لطيف جدا .
صفقت يديها بسعادة وهي لا تعي الصدمة التي سببتها للرجل الذي اخذ يحملق طويلا قبل ان ينقل نظره الى آلين ... .
- لماذا لم تقل لأمي ان تجعلني اشبينتها ؟لم يكن من العدل ان اذهب الى خالتي استيل بدلا من الذهاب للعرس .
كان وجهها المليء بالنمش يبتسم بالسعادة . وبعد ان رددت شكواها بدات تقفز على السجادة بينما وقف سيمون فنظر اليها من جديد وقد اذهلته المفاجأة وبدأ وجهه يسود
بينما شحبت آلين حتى اصبح لون وجهها كلون البلوزة البيضاء التي تلبسها , وانقبض حلقها من شدة الخوف .
- ماذا يحدث هنا ؟
لم يستطع من هول المفاجاة ان يظهر غضبه على الفور لأنه لم يستطع ان يصدق عينيه .
- هذه الطفلة . هل هي طفلتك ؟
فنطقت بصعوبة :
- نعم .. انها ابنتي .
تدخلت الطفلة بذكاء وهي مازالت تقفز الى اعلى واسفل برغن ان آلين اشارت لها ان تهدأ :
- اسمي جنكس , جنكس هيلاري .
- هيلاري ؟
قال سيمون بحدة فأشارت آلين للطفلة اشارة غير ظاهرة فأكملت بنفس اللهجة :
- .... مارسلاند .. جنكس هيلاري مارسلاند .
ثم نظرت اليه وابتسمت بسعادة :
- امي قالت لي ان اضيف ...
- اسكتي يا حبيبتي وقفي هادئة .
نفذت جنكس الأمر وضغطت بيديها معا على صدرها كما كانت تفعل عندما تتأثر من الواضح انها اعجبت بوالدها بينما ظهر عليه تعبير شيطاني لدرجة ان آلين لم تحتمل مجرد النظر اليه...
انها لم تكن تريد ان تحضر جنكس المواجهة ولكنها الآن تشعر بالامتنان الشديد لوجودها . ان زوجها لن يقتلها ابدا امام الطفلة .
حدث صمت مخيف في الغرفة وكشف لو خدي سيمون الغامق عن الغضب الذي يعتمل فيه وحتى جنكس بدت متأثرة بهذا الجو لأنها عبست بشدة ونظرت من سيمون الى آلين ثم العكس .
- اني لا اصدق ذلك ... لا يمكن ان تكون ابنتك ...
ولكن فمه انحسر عن اسنانه وكان الغضب يغلي في عينيه .
- ابنتك ؟
اتسعت فتحتا انفه واقترب خطوة من آلين التي تراجعت ناحية النافذة :
- قوليلها مرة اخرى , قوليها ...
- جنكس ابنتي ...
كم بدت هادئة لابد ان الخوف قد جمدها .
- كنت في الـ 17 من عمري عندما ولدت ...
- ابوها ؟
- مات ....
استمرت تحكي قصتها التي كانت هذه المرة قد استعدت لها جيدا . لقد خدع سيمون وبدلا من الفتاة البكر التي اشتراها , ابتلى الآن بواحدة لها طفلة .
قالت آلين انها لم تتزوج والد جنكس , ثم اوضحت له لماذا ابقت وجود الطفلة سرا .
- قلت لك اني سأرد لك ما فعلته بي واتتني الفصرة . وهذه هي طريقتي في الانتقام . ولكنك تدفع ايضا ثمن ما فعله بي والد جنكس . لقد وعد ان يتزوجني ثم هرب مع امرأة اخرى وترك لي جنكس ... لقد خدعت يا سيمون رغم مهارتك ...
في لحظة امسك ذراعيها بطريقة وحشية.. صاحت :
- لا تفعل ... اني ...
ثم سكتت وهي تجفل من الألم كادت من شدة خوفها ان تخبره الحقيقة . ولكنها استطاعت ان توقف نفسها في الوت المناسب .
لو اخبرته فلن تحظى بالرضى الذي كانت تريده , واهم من ذلك بالنسبة الى فتاة في مثالية آلين , فإنها لن تستطيع ان تحول بين سيمون وبينها .
وبذلك ستصبح رفيقة فراشه , لا , كررت لنفسها , انها ليست استيل ولذلك تحملت هذا المشهد العنيف بشجاعو وهي تعلم انه لابد سينتهي حالا .
- خدعت أليس كذلك ؟
شدد قبضته عليها بلا رحمه :
- نعم اني اعترف بذلك , ولكن بحق السماء , انك ستندمين !
منتدى ليلاس
كان كالمتوحش واخذ يهزها بعنف , ولكنه لم يحسب حساب جنكس التي ارتبكت ثم قفزت والدموع في عينيها الى حيث وقف واخذت تضربه بقدمها بشراسه على كاحليه . ثم اطبقت بيديها على سرواله وحاولت ان تعضه بأسنانها وعندما لم تفلح صاحت :
- اترك والدتي ... سأكسر رأسك اذا لم تفعل , اتركها انك خنزير وانا اكرهك .... .
- جنكس ... اسكتي ...
كان صوت آلين يرتعش وهي تقف هناك . بعد ان تركها , وحملقت في جنكس التي استمرت تضرب كاحلي سيمون الذي امسك بها وجذبها بعيدا عنه , ولكنها استمرت تتعلق بسرواله .
- ايتها الكلبة الصغيرة ...
صاحفيها بعد ان ابعدها اخيرا عنه ولكنها استمرت تكافح بشجاعه وترفس بعنف ولكن في الهواء :
- انها والدتي وسأدافع عنها , سأكسر ...
- هذا يكفي ياجنكس ...
كان صوت آلين لا يزيد عن الهمس وقد شعرت بخوف شديد وبقلبها يدق بعنف بين ضلوعها , ولكن الامر سينتهي سريعا .
هذا المشهد متوقعا وقد اعدت نفسها له .. بعد 5 دقائق من الآن سيتركها سيمون هي وجنكس وسيذهب في طريقه .
- يجب الا تقولي هذه الكلمات ...
سكتت وطفرت الدموع من عينيها عندما رأت ابنتها تبكي بطريقة يرثى لها وتنظر للرجل الذي كان يمسك بها بحزم ولكن ليس بالقسوة التي امسك بها آلين .
- قالت امي ... ان لدي والدا جديدا ... وانه قد يجلسني على ركبته مثل والد داريل الجديد ...
توقفت جنكس وقد خنقتها العبرات وسالت الدموع على خديها وكذلك امها فأخذت تمسحها بيدها الصغيرة :
- كنت اظن انك ستكون والدا لطيفا لي .
ارتعش فمها وهزت رأسها في حيرة ونظرت لألين غير مصدقة :
- كنت انتظر هذه اللحظة منذ اخبرتني والدتي عنك ... كان مريعا ... الانتظار ... وكنت تبدو لطيفا في البداية , ولكن لماذا كنت تهز والدتي ؟ لقد آلمتها ...
بدأت مرة اخرى تضرب بقدميها ولكنه لم يسمح لها بالاقتراب منه فقالت :
-سأقتلك على الفور لو لمستها مرة اخرى ... سأعض يديك ...
- جنكس ...
ولكن شيئا آخر غير صوت آلين فقد ضربها سيمون بقوة على رجلها ثم تركها , فجلست على الارض واخذت تنظر الى مكان الضربة الذي احمر على الفور .
اذهلتها هذه المعاملة التي لم تعتدها من قبل فرفعت رأسها ونظرت لسيمون . وقالت وهي تغلي :
- هذا فقط لآنك اكبر مني . ولكن فقط انتظر عندما اكبر سأقتلك لأنك تؤلم والدتي .
مسحت عينيها بظهر يديها ثم لعقت الدموع التي سالت على فمها :
- امي ... امي .. انا لا اريد ان ابقى هنا ...
وقفت جنكس وذهبت الى والدتها وتعلقت بثوبها :
- لنعد الى بيتنا ارجوك يا امي , اني اريد ان ارجع الى بيتي .
- لا نستطيع ان نفعل ذلك يا حبيبتي ....

سفيرة الاحزان 27-08-10 02:07 PM


احتضنتها الين بدون ان تجرؤ على النظر في عيني زوجها .
"ان هذا منزلنا الوحيد الان ويجب ان نبقا هنا".
"هل يجب ان نبقى؟".
رد سيمون بخشونه وقد اصفر وجهه واخذ يفك يديه ويقبضهما كما لو كان يخرج الالم الذي لا يطاق بداخله.
"قد يكون هذا رايك ولكنه ليس رأيي .لن تبقى انت ولا ابنتك المتوحشة في منزلي..ستذهبان بمجرد ان ارتب ذالك".
ولكن بالطبع جاء هذا التهديد في حرارة الموقف ولم يحاول سيمون ان ينفذه لقد تزوج واصبح واضح في مرور الايام انه ينوى ان يتحمل غلطته وكما توقعت الين فقد ذهب في طريقة وتركها لحالها ,.وكان كثيرا ما يغيب عن المنزل اسبوعا او اكثر ,كانت الين تشعر بالهدوء في هذه الاوقات وتستمد سعادتها من جنكس التي سرعان ما نسيت المشهد الذي لم يكن يفضل تدخلها ,مرعبا بالدرجة لم تتوقعها الين.
لم تكن الين تحب ان تفكر فيما كان سيفعله سيمون لو كانا بمفرديهما ,قد يمكن ان يقتلها فقد خرجت في احدى الامسيات الى الشرفة بعد ان وضعت جنكس في فراشها .ففزعت حين رات زوجها يقف هناك ينظر الى القلعة المعتمة التي كان سيحبس استيل فيها وكان شكله الجانبي يبدو كا الشيطان .وعندما شعر بها استدار فوجدت وجهه كقناع من الكراهية مما جعل الدماء تتجمع في وجه الين ,وعندما استدارت لتذهب استوقفها فقتربت منه على مضض واخذ قلبها يدق بقوة بخوف.
عندما استطاع اخيرا ان يتكلم سألها سؤالا لم تتوقعه.
"ما وضعك بالنسبة الى النقود؟".
"ما زال عندي القليل مما تبقى من بيع الاثاث".
ردت متلعثمة وهي تسأل نفسها كيف ارتكبت هذا الخطا في خروجها الى هنا..
كانت عاده تعرف اين يكون وقد اعتقدت انه يعمل في مكتبة لأن النور كان مضاء هناك..
"سأعطيك بعض النقود ,سيحضر بعض الاصدقاء للعشاء الى هنا بعد اسبوع من اليوم وستحتاجين الى ثوب ,اذهبي الى هرقليون واشتريه من هناك ,ياخذك دندروس في السيارة".
منتدى ليلاس
صمت قليلا ثم استمر في نفس لهجته الخشنة .
"لقد اخبرت الجميع انك ارملة فتذكري ذالك ,اما اذا خذلتيني فستجدين نفسك تتضرعين من اجل الرحمة,انك لم ترى اسوا ما عندى بعد".
"ستأذكر يا سيمون".
كانت تريد ان تتركه ولكنها خافت ان تفعل قبل ان يطلب منها ذالك .
"بالنسبة لابنتك هل رتبتي دخولها للمدرسة؟".
طرفت عينيها مندهشة من اهتمامه المفاجئ بالطفلة التي كان قد اهملها حتى الان كما اهملا الفتاة التي اعتقد انها امها.
"لم افعل حتى الان ..اقوم بتعليمها بنفسي ".
"هناك مدرسة في سفاكيا ,يستحسن ان تاخذيها هناك لتبدا الدراسة ,سيأخذها دندروس ويعيدها".
"هل هي مدرسة يونانية؟".
"بالطبع ولكنهم يعلمون الانجليزية".
"وكيف ستستمر وهي لا تعرف اللغة اليونانية".
"لا اتوقع انها تفعل".
ثم قال بشيء من السخرية.
"ولكنها ستتعلم سريعا".
نظر سيمون اليها مباشرة.
"اذا كنت ستبقين انت وهي هنا يجب عليها ان تتعلم اليونانية ,عندما تكبر ستخالط يونانيين وسيكون اصدقائها من اليونانيين.".
"نعم اظن ذالك".

فكرت وهي تقف مترددة في تركه.ان..سيمون يبدو اقل عداء,كان ينظر مرة اخرى ناحية القلعة المظلمة والهواء يتخلل شعرة الاسود وضوء القمر يسقط على وجه مما اضاف خشونه في ملامحة,ومع ذالك فان انطباعه الغريب الذي شعرت به الين هو ان هناك حزن في ملامحة حزنا وشعور غريبا بالوحدة,استمرت تنظر اليه وهي تحس بالاسف عليه ولاول مرة لانها اصرت على الانتقام ورد الكيل له ,ليس فقط لخطته ولكن ايضا خطا كيت,ما نتيجة ما فعلته وما الذي حققته بتصرفها هذا,صحيح انها تاخذ كل شيء ولا تعطي أي شيئا,وانها حصلت على الرجل الذي كانت كل مرة تمزح مع خالتها عنه,ولكن بشكل ما قد اصبحت القصة ذات طعم مرير بالنسبة لها,وهي لا تجرؤ أن تسأل نفسها عن السبب.
في يوم حفلة العشاء كانت جنكس مزعجة بشكل خاص ,وكثيرة الحركة كالمعتاد,وعندما كانت تقفز على السلم انزلقت على الارض في الصالة وارتطمت في الباب الامامي ,سمعت الين صراخها فجرت نحوها من غرفة الاستقبال كانت تتصفح احد المجلات فوجدتها تنزف من راسها ومن يديها وكانت تمسك مرفقيها بيدها.
"جنكس يا حبيبتي ما فعلتي ؟".
انحنت آلين اليها ورفعتها بين ذراعيها الى غرفة النوم ووضعتها على السرير.
"ايتها الطفلة البلهاء كيف فعلتي ذالك بنفسك؟".
"كنت اتزحلق على الحصيرة".
واستطردت جنكس وهي تبكي.
"اوه ان ذراعي تلومني,انها تحرقني".
وصرخت من الالم.
"لماذا تحرقني؟".
"لانك جعلتيها تحتك في الارض".
وتنهدت الين ودخلت الى الحمام حيث يوجد صندوق للاسعافات في الخزانة,وبعد ان غسلتها وضمدتها اعطتها دواء خفيف لتستريح بعض الوقت,استيقظت جنكس في وقت الشاي.وقالت وهي تبتسم انها جائعة,كانت الين بجانبها وهي تقراء .وسرها ان تجد جنكس لا تعاني كثير من ارتطامها في الباب.
"ماذا سا فعل بك؟".
سألت وهي تهز رأسها بحزن .
"هل تعلمين يا عزيزتي انه يجب ان تحسنين من تصرفاتك,بالنسبة الى الطريقة التي تتكلمين بها ..انك لا تفعلين ما اقوله لك,..كل هذه اللغة السوقية التي تعلمتيها في المدرسة الانجليزية تنسينها.تماما هل تفهمين؟".
"اني احاول يا اماه الا اقولها,..ولكنها تخرج رغما عني".
كانت عينيها تبرقان بالشقاوة ,والضحك ولكنها عندما لاحظت ملامح الين الحزينة تحركت الى طرف السرير,ووضعت ذراعيها وحول رقبة الين..
"هل أقبلك يا امي ان فمي نظيف انظري.".
قبلت الين خدها واحتضنتها بقوة ..كان من الغريب ان تحب لهذه الدرجة طفلة لشخص آخر,ولكن عندما الين عنيها عليها شعرت انها تحبها.
"تعالي ..قلتي انك جائعة وقد حل موعد الشاي,وسنتاوله معا في الفناء في الشمس".
"حسنا".
منتدى ليلاس
قامت جنكس من السرير وهي تنظر الى ذراعها الملفوفة ثم نظرت لنفسها في المرأة لترى جبتها وعليها الشريط الصق.
"ابدو كجندي جريح اليس كذالك".
"نعم..من الافضل ان البسك ملابسك".
"من اجل ذراعي المضمدة ؟لا انها على ما يرام ذي برزن".
ذهبت الى الكرسي حيث كانت ملابسها موضوعة واخذتها ووضعتها على السرير وحملقت الين فيها ثم قالت.
"ماذا يعني ذالك؟".
"ذي برازي,انها تعني باليونانية على ما يرام انه لا يهم".
"هل تعلمت ذالك في المدرسة؟".
" اظن ذالك.قالها لي كارو سلوكيا.انه صديقي في المدرسة انا لم نتشاجر بعد .لانه لا يحب الشجار ..ولكن اندوز يحب الشجار .لكمته بالامس بشدة لانه ضحك مني,في الفصل لاني لم افهم المدرسة,اراهن انه لن يضحك مني مرة اخرى لانه بكى بشدة لما لكمته".
وقالت الين بحزم.
"يا جنكس.اذا حضر هنا احد يشتكي منك فساغضب منك جدا.ووالدك لن يحب ذالك,انك تعرفين ذالك جيدا لذالك امنتعي عن الشجار مع الاولاد الصغار".
"انه ليس والدي,انا لا احبه وهو لا يحبني".
فجاة بلا توقع بكت جنكس تبكي ولم تعرف الين السبب الا بعد ان تكلمت الطفلة عن قلقة بشأن علاقتها بسيمون.

"لماذا لا يحبني يا اماه ؟انا لم اكن مزعجة الا عندما ضربته لانه المك.عندما حضرنا الى هنا ظننت انه سيكون لي والد,لكنه ليس لي والد,انه لا يجلسني ابدا على ركبته ولا ياخذني الى النزهة مثل والد داريل ,انه ليس كما كنت اظن قلت لك اني ساكون عاقلة من اجل والدي,..اليس كذالك؟".
"نعم حبيبتي لقد قلت ذالك.".
ابتلعت الين ريقها بصعوبة هل تخبر سيمون بالحقيقة وتضع حد لذالك الوضع الذي اصبح غير محتمل للجميع؟.اذا اخبرته بالحقيقة فيجب ان تكون مستعدة لان تعاشرة كزوجة لانه هذا سيحدث حتما.انها لا تستطيع ان تكون ذالك الزوجات وهي لا تحبه,انها ستضطر الى ان تعطيه كل شيء لانها لن تستطيع ان تقاوم ,ومن الناحية الاخرى سيأخذ هو كل شيء ولن يستطيع ان يعطيها شيء لان كل ما يشعر به نحوها هو رغبته في جسدها ,انه لا يشعر نحوها باي حب اوعاطفة,وهي العناصر التي لا يمكن ان تكتمل هذه العلاقة .لا.فقررت الين انها لا تستطيع ان تخبر سيمون بالحقيقة وتدخل في هذه العلاقة,اما ان تكون علاقة مكتملة او لا تكون هناك أي علاقة على الاطلاق.
"لقد اخبرني درندروس ان ..ان السيد سيمون يملك مركبة جميلة ولكنه لا ياخذني انا وانت على هذه المركبة .وانا احب ان اركب مركبا ,لاني لم اركب مركبا ولا مرة واحدة في حياتي".
ومسحت جنكس بيديها خديها المبللتين.
"اهاا.اني احتاج الى منديل".
احضرت لها الين منديلا فمخطت انفها بصوت عالي.
"لا تسمية السيد سيمون يا حبيبتي ,حاولي ان تفكري فيه كوالدك .."
هزت جنكس راسها..
"انه لا يريد ان يكون والدي ,اتمنى لو انك لم تتزوجيه,كان يمكنك ان تتزوجي شخصا اخر يحبني ويقذف بي في الهواء واشياء اخرى".
وبدات تبكي مرة اخرى .
"الا يمكنك تتركيه وتتزوجي شخصا اخر".
هزت الين راسها بالنفي .ولم تستطع الكلام لمدة طويلة .
"لا يا حبيبتي هذا مستحيل,ان هذا منزلنا ويجب ان نبقى فيه.ليس لدينا مكان اخر نذهب اليه".
منتدى ليلاس
شعرت الين انها افسدت حياتها تماما بتباع تلك الرغبة الجنونية في الانتقام ,ومع ذالك هل في استطاعتها ان ترفض عرض سيمون حتى لو لم تكن تريد الانتقام ,لم يكن امامها الا ان تقبل عرضه ,كان نجدت من السماء في ذالك الوقت ,والين لا تجرؤ على التفكير فيما كان سيؤول اليها مصيرها هي وجنكس لو رفضت عرض سيمون كانت ستضطر لتقديم طلب للحصول على ايه معونة وكان سيعرف انج نكس ليست ابنتها وكانت ستؤخذ منها ..
"هل تظنين انه يحبني بعد ان اكبر قليلا؟".
سألت جنكس بامل..

سفيرة الاحزان 27-08-10 02:12 PM


"من الجائز انه لا يحب الفتيات الصغيرات ولكنه يحبهن عندما يكبرنا قليلا".
"انا متاكدة من انه سيحبك قريبا".
وتنهدت الين بعمق وهي تقول ذالك.هل سيعتاد سيمون جنكس في أي وقت؟ظننت انه سيبدأ في الاهتمام بعد فترة .ولكن حتى الان لم يبدا اهتمامه بها الا فيما عدا اقتراحه بان تذهب الى المدرسة.
"اظن اني سأبتسم له وارى ان ابتسم لي".
ثم همست جنكس وهي تفكر .
"هل تظنين انه سياخذني انا وانت على المركب؟اذا طلبت ذالك منه بادب؟نستطيع ان نذهب بعيد الى جزيرة اخرى أليس كذالك؟".
"نعم نستطيع يا جنكس ولكن يجب الا تطلبي منه ان ياخذك على المركب .انه مشغول جدا وليس لديه وقت كبير".
كانت الين لا تستطيع ان تحتمل ان تطلب جنكس منه شيء ويرفضه ,تنهدت جنكس وقالت.
"كنت اتمنى ان تتزوجي رجلا اخر مثل والد داريل".
ثم توقفت فجأة محاولة ان تمسك بشيء في الهواء .
"انها بعوضة هي هناك على الحائط,اقتليها".
"لا استطيع ا ن اقتلها على الحائط".
"لم لا؟"
منتدى ليلاس
لمعت عينا جنكس.
"اقتليها يا اماه".
احضرت الين منشفه من الحمام والقتها على البعوضة وامسكت بها ولكنها لم تستطع قتلها بل اخذت المنشفة ونفضتها في النافذة .وقع نظرها الى الاسفل فرات سيمون يقف هناك في الشرفة تحت النافذة مباشرة واضعا يديه في جيبيه ,كان ينظر الى الشاطئ ,حيث اليخت الرشيق يقف هناك على سطح الماء ,اليخت الذي لعب دورا هاما في حياتها وفي حياته هو ايضا ,لو لم ياخذها على ذالك اليخت لما تزوجا ابدا,لانهما كانا سيودعا بعضهما في ميناء ماندركي الملئ بالزوهور في رودس ونظرت مرة اخرى للرجل الذي يقف في الشرفة .منذ متى يقف صامتا وحيدا؟شعرت بالالم في قلبها كانت تعلم انه مكتئب وغير حزين.

سفيرة الاحزان 27-08-10 02:13 PM


10 - يا حبيبـــــــي أحبـــــــك





عندما خرجت آلين من غرفتها كان سيمون أيضاً يخرج من غرفته
فتقابلا في الممر .
آلقى نظرة عليها ثم استقر نظرة على وجهها .
حملت نظرته كل الإزدراء ولكن لم تخلو أيضاً من مسحة حزن
كانت واضحة الآن في ضوء المصابيح .
وكذلك الشعور بالوحدة . . . يا للغرابة . . . من الجائز أن فترات تغيبة عن
المنزل لم يكن يقضيها مع النساء كما ظنت .
قالت استيل عندما علمت بفكرة الزواج أن آلين نجحت في تدبيرها أمورها جيداً
وإن كانت استيل لا تحبذ فكرة الزواج لأنها مقيدة للحرية .
إلى جانب أن أغلب الزيجات تفشل هذه الأيام .
فكرت آلين وهما ينظران كل منهما للآخر في الممر .
من الجائز أنه مشغول في مسائل خاصة بعمله فقط .
ومع ذلك فهي لا تتصوره يعيش حياة خالية من النساء .
ألم يلمح الرجل على ظهر اليخت أن له مغامرات نسائية كثيرة ؟
ثم تتكلم . . . فقطع عليها تفكيرها قائلاً بخشونة :
( لا تنسي ما قلته لي عن كونك أرمله . )
( لن أنسى . )
وبفيض من المشاعر التي كانت خليطاً من الحنان والندم كادت تبوح بالحقيقة .
فهي في الآونة الأخيرة فكرت كثيراً في ظروف حضورة إلى انكلترا ليعرض عليها الزواج .
ووصلت إلى الإعتقاد المحير وهو أن هذا التصرف يعني أكثر كثيراً عما يبدو في ظاهرة .
ولكن كان يمنعها من هذا التفكير اعترافه الصريح بأن رغبته فيها كانت السبب الوحيد وراء طلبة الزواج منها .

جاء ردة الحاد فأضاع فرصتها للإعتراف :
( يحسن إلا تفعلي . فإذا خذلتني فسوف تندمين على ذلك .
سبق وأن حذرتك . )
واحمرّ وجهها من طريقته العدائية .
فقالت بطريقة وقورة ضايقته لسبب ما :
( هل ننزل ؟ إن جنكس لم تنم بعد وقد تسمعنا . )
ولدى ذكر أسم الطفلة رق قليلاً وسأل عنها .
فأخبرته بوقوعها وإصابتها ولكنها لم تذكر السبب .
فأراد أن يعرف كيف وقعت بالضبط فلم تستطع إلا أن تخبره .
قطب جبينه ونظر إليها طويلاُ ثم أخبرها صراحة أنها لا تعرف كيف تربي الطفلة .
احّمر وجهها من هذا النقد ولكنها في الوقت نفسه شعرت بشيء من الراحة
لأنه قد لاحظ جنكس وفهم شخصيتها . . .
ومن الجائز أنه سيهتم بها ويحاول تهذيبها قليلاً .
لو فعل فستشعر آلين بأن حملاً كبيراً زال عن كاهلها .
لأنها كانت تريد لجنكس أن تنشأ نشأة سليمة حتى يحبها الناس دائماً .
إنهم بالطبع يحبونها الآن لأنها طفلة .
ولكن إذا ما كبرت بنفس الطباع فلن يتحملها أحد .
( أنا أدرك تماماً أني لست حازمة معها بما فيه الكفاية . )
واعترفت آلين بذلك متابعه :
( كانت الخالة سو تقول ذلك دائماً . ولكن جنكس تحتاج إلى الرجل في تربيتها . )
توقفت عن الكلام . لم تكن تقصد أن تقول ذلك . . .
ليس لسيمون . . . لاحظ سيمون تغير لونها ولكنه لم يعلق على كلامها . . سألها :
( ماهي إصابتها ؟ هل هي كبيرة ؟ )
( جرحت في رأسها . ونزفت من أنفها . كما أن ذراعها انسلخت من الإحتكاك . )
لدهشتها بدأ عليه الضيق وهي تصف جروح جنكس .
ومرة آخرى هز رأسه غير موافق على طريقتها في تربية الطفلة مما جعلها تحمر أكثر :
( يجب أن تكبح . )

سفيرة الاحزان 27-08-10 02:18 PM


صدرت عنه تنهيدة صغيرة ملأتها بالدهشة .
فنظرت إلى وجهه محاولة أن تقرأ تعبيره .
من الواضح أنه كان يراقب جنكس منذ فترة ولم يكن متجاهلاً لها تماماً كما اعتقدت آلين .
( هل قلت إن إصابتها سيئة ؟ )
( أنفها ورأسها على ما يرام . . وهي لم تشك كثيراً من ذراعها .
ولكن أعتقد أنها ستؤلمها أكثر فيما بعد . )
استمرت تنظر إله شاعرة بشيء من الراحة .
لأن هذه كانت أول مره يتكلم فيها معها بطريقة مهذبة .
منذ ذلك اليوم عندما كذبت عليه وأخبرته أن جنكس أبنتها .
( ماذا وضعت على ذراعها ؟ )
( دواء وجدته في أنبوبة في خزانة الأدوية . وقد أراحها على الفور . )
( إن لدي دواء ممتاز للتسلخات . ليتك أخبرتني .
في كل حال سننتظر ونرى ما يحدث .
يجب إلا تذهب للمدرسة غداً حتى لا يرتطم بها أحد الإطفال . )
كانا قد سارا إلى أول السلم .
وكان سيمون طويلاً وأنيقاً في حلة رمادية فاتحة من الموهير .
وآلين صغيرة ورقيقة بجانبة .
تذكرت الوصف الذي كانت خالتها قد ذكرته عن الرجال الكريتيين .
رجال كالصقور أكثر كبرياء وطولاً واستقامة من كل اليونانيين .
يسيرون بخطوات . . واسعة ويتحركون كالملوك في طرق يمهدها الآخرون لهم .
منتدى ليلاس
وعلى الفور انتقلت ذاكرتها إلى مشاهد على الباخرة .
نظرات الحسد التي كانت تلاحقها . كلمات دون عندما قالت :
( إنه ذلك النوع من الرجال الذي لا تستطيعين رفع عينك عنه .
ولذلك فإن كل الفتيات على ظهر الباخرة تغرن من اهتمامه بك . . . )
أي عالم من السعادة الخادعة عاشته في تلك الفترة القصيرة ؟
وفكرت آلين والألم يعتصر قلبها . .
سيمون الحبيب الرقيق والودود . والصديق الكريم
الذي اشترى لها كل ما تشتهيه وأكثر .
كان كل هذا ملكها وهي تعتز بهذه الذكريات برغم أنه من ناحيته كان يحاول كسب ثقتها ليغريها للذهاب معه في اليخت .

وخلال الأمسية لاحظت آلين نظرات زوجها المتكررة وعندما
كانت تنظر إلي عينيه كانت في كل مره ترى فيهما التفكير والإكتئاب .
فيم كان يفكر متطلعاً إليها هكذا ؟
هل كان الكره هو العاطفة الغالبة ؟
إن الكريتيين يكرهون بشدة . وماذا عن الحب ؟
هل يحبون بنفس القوة ؟
بعد أن أنتهى العشاء وكان الأزواج الثلاثة يجلسون في النفاء يشربون القهوة .
حضرت جنكس فجأة بقميص نومها المزركش ووجهها مغمض وعيونها منتفخة من البكا ء .
وكانت تمسك بذراعها وهي تبكي ثم سارت ناحية آلين التي قامت من كرسيها لتذهب إليها :
اتجهت كل العيون إلى جنكس وابتسم الضيوف الأربعه للطفلة فيما عدا وجه سيمون
الذي كان جاداً وكذلك آلين :
( ما الخبر يا حبيبتي ؟ هل يؤلمك ذراعك ؟ )
هزت رأسها بالإيجاب :
( حاولت أن أتحمل يا أمي ولكني لم أستطع .
أنت لست غاضبة لأني نزلت ولديك ضيوف . )
وطافت نظرتها بالحاضرين .
( إنها تؤلمني بشدة . )
واعتذرت آلين للضيوف وحملت جنكس بين ذراعيها .
ولكن لدهشتها الكبيرة وقبل أن تفهم آلين ما يريد .
أخذ منها جنكس واعتذرت للضيوف وحملها داخل المنزل ثم على السلم وآلين
منتدى ليلاس
تتبعه وقد حيرها تصرف زوجها غير المتوقع ولكنه أسعدها اهتمامه بالطفلة .
( ستجدين أنبوبة بيضاء في خزانة الأدوية في حمامي . )
قال على الفور لآلين التي دخلت وراءه إلى غرفة نومها .
أجلس الطفلة على السرير وراح يفك الأربطة التي ربطتها آلين من بضع ساعات .

سفيرة الاحزان 27-08-10 02:21 PM

( أحضريهـــا ) .
عند عودتها وقفت آلين لحظة عند الباب .
كان سيمون يفحص الجرح بينما كانت جنكس تنظر إليه بعينين واسعتين بإنبهار طفولي .
وبينما كانت آلين تراقب .
رفعت الطفلة وجهها وقربته من وجه سيمون وكادت تطبع على خده قبله مبتله .
ولكنها نظرت فرأت أمها . فقالت وهي تبتسم :
( كان الرباط ملتصقاً يا والدتي . . ولكن السيد . . . السيد . . .
ولكن والدي رفعه بدون أن يؤلمني . . . )
لم تستطع آلين أن تتكلم من شدة تأثرها من هذا المنظر .
نظرت في عيني سيمون وهي تناوله أنبوبة الدواء فلمحت النظرة الغريبة التي نظر بها إليها
والنبض في رقبته .
( الأربطة في الطابق السفلي . أذهبي وأحضريها . . .
ستخبرك كيريا عن مكانها . )
كان من الواضح أنه يريدها أن تذهب . فطبت جبينها في حيرة .
لم يضايقها أن تذهب لتحضر الأربطة بنفسها بل بالعكس .
ولكن من الغريب أن سيمون لم يطلب منها أن تدق الجرس لكيريا حتى يعطيها
تعليماته لتحضر الأربطة
المطلوبة .
منتدى ليلاس
تأخرت آلين هذه المرة أكثر وعند عودتها وجدت جنكس تجلس على ركبة سيمون وهو يجلس على السرير
وقد لفت جنكس ذراعها غير المصابة حول رقبته وأسندت رأٍسها الصغير على صدره .
( إن أبنتك هذه سريعة الحركة . )
قالها بدون تأثر ولكن آلين شعرت بالإثارة .
قالت آلين بإرتباك وبضحكة مفتعله :
( كانت دائماً تأمل أن تجلس على ركبة رجل .
لقد كان هذا طموحها من فترة . )
( وقد حققته الآن . )
قال سيمون ذلك وبدون أن ينظر إلى آلين أخذ المرهم من يدها ووضعه بمهارة على الجرح .
( ها أنت يا آنسة . . هل تشعرين بتحسن الآن ؟ )
حملها برقة بعيدا عنه لينظر إليها .
كانت عيناها الواسعتان تلمعان وطبعت على فمه قبلة صغيرة . )
( نعم أشكرك بشدة . )
نظرت إلى آلين وقالت :
( سأذهب غداً على مركب والدي لنزهة طويلة . هل ستأتين معنا ؟ )
ثم نظرت لسيمون :
( أنا لا أريد أن أذهب بدون والدتي .
لم تقل إذا كانت تستطيع أن تأتي معنا ؟ )
( سنتكلم في هذا صباحاً . أما الآن فعليك الذهاب إلى النوم . هل تفهمين ؟ )
هزت جنكس رأسها بسعادة .
كانت تحاول أن تبقى مستيقظة بصعوبة نظر سيمون
إلى آلين وطلب منها أن تذهب للضيوف .
ما كان يجب أن نتركهم نحن الأثنين . )
وخرجت آلين على الفور من الغرفة بعد أن قالت لجنكس تصبحين على خير .
ولكن جنكس لم ترد لأنها كانت مشغولة في الكلام مع سيمون وتلقائياً
وقفت آلين قليلاً خارج الباب الذي لم تغلقة . قالت جنكس :
( نعم سأذهب للنوم . يجب أن أكون عاقلة الآ ن . . آليس كذلك ؟
ولا أقول الكلمات السيئة . . يجب أن يكون المرء عاقلاً من أجل الأباء لأنهم رجال .
إن داريل عاقل من أجل والده الجديد كما أخبرتك عندما كانت أمي في الطابق السفلي . . .
وأنا أيضاً قلت لأمي سأكون عاقلة من أجل والدي إذا أحضرت لي
واحداً . . . وسأكون عاقلة كما سترى . )
( من الأحسن أن تكوني عاقلة . )
قال بصرامة مفتعله . مما أخاف آلين .
أما جنكس فضحكت بنعاس .
فشهقت ألين مندهشة لأنها لاحظت الرقة التي وراء هذه اللهجة الصارمة .
ما الذي حدث أثناء غيابها من الغرفة .
يبدو أن معجزة حدثت في هذه الدقائق .
( أبقي حيث أنت . )
كان صوته آمراً وقاسياً . وقفت آلين وعادت للغرفة وقلبها يدق .
( إن لدينا كلاماً كثيراً . )
طرفت عيناها وقطبت بحيرة .
( حقاً ؟ )
قال على الفور :
( ما الذي تقصدينه بقولك لي أن جنكس أبنتك ؟ )
قفزت بعصبية وسعلت لتسلك حلقها :
( هل عرفت ؟ )
منتدى ليلاس
لم تندهش كثيراً فقط تذكرت النظرات الغريبة التي كان يوجهها لها وهما في الغرفة العليا مع جنكس .
لقد اكتشف شيئاً ما أثناء غيابها وكان يريد أن يستكملة لذلك
أرسلها مرة أخرى لتحضر الأربطة بدلاً من أن يطلب منها أن تدق الجرس للخادمة .
لمعت عينا سيمون :
( هل تدركين ما أنقذت منه ؟ )
للحظة عابرة رأت الكريتي المتوحش بوقفته القاسية وعينيه السوداوين
المعدنيتين المهددتين :
( لو كنا بمفردتا لخنقتك . )
سكت لحظة لتعلق على كلامه ولكنها لم تقل شيئاً :
( لقد سألتك ماذا كنت تريدين بتلك الكذبة الشنيعة ؟ )
بللت شفتيها :
( كانت . . كانت للإنتقام . )
( من أي شيء ؟ )
( لأنك أهنتني وأخفتني . . كنت أريد أن أنتقم من أي رجل لما فعله بي والد جنكس . )

سفيرة الاحزان 27-08-10 02:23 PM

أمر غير منطقي . لم تكن آلين محتاجة لأن ترى تعبيره لتفهم ذلك .
( إذن كان علي أن أدفع ثمن هذا أيضاً . )
هز رأسه كما لو كان تصرفها يحيرة بشدة :
( أخبريني عن والد جنكس ، وكيف حصلت على الطفلة ؟ )
كان صوته رقيقاً مما شجع آلين على أن تسأله كيف أكتشف أن جنكس ليس أبنتها .
فأخبرها بأنه كان يراقب جنكس من مدة وبالتدريج شعر بالحيرة لأنعدام الشبة بتاتاً بينها وبين آلين .
قاطعته آلين بدهشة :
( هل كنت تراقبها ؟ لقد شعرت أنك تتجاهلها تماماً . )
ابتسم قليلاً :
( إن المرء لا يستطيع أن يتجاهل طفلة مثل جنكس يا آلين .
لقد لاحظت كم هي جذابة .
وستكون أشد سحراً عندما أتولى تربيتها . )
( هل ستفعل ؟ أعلم أني لم كن حازمة بما فيه الكفاية .
ولكن الخالة سو كانت تقول دائماً إنها تحتاج لرجل . )
نظرت آلين بإمتنان ، وقال سيمون ضاحكاً :
( تعتقد إنها يجب أن تكون عاقلة من أجل رجل .
إنها شيطانة ولكنها طفلة ممتعه في كل حال . )
ثم أخذ يشرح لها كيف أنه بالأمس رأى جنكس تكتب أسمها وكانت تكلم نفسها
وتقول إنها يجب إلا تنسى أسم مارسلاند .
( بالطبع لم يكن هذا يثبت شيئاً ولكنه أثار شكوكي .
وهذا المساء عندما كنت في غرفتي تبحثين عن المرهم لاحظت كتاب صور على الطاولة بجانب السرير .
وعندما فتحته لاحظت أن أسم مارسلاند أضيف بحبر مختلف فسألت جنكس
منتدى ليلاس
وعندما عدت بأنبوبة المرهم لم أكن قد أنتهيت من سؤالها .
( لذلك أرسلتني مرة خرى للطابق الأرضي لأحضر الأربطة . )
( نعم .وأخذت جنكس تتكلم فشعرت أننا سنصبح أصدقاء .
لذلك لم يكن عسيراً أن أعرف منها ما أريد .
لقد أخبرتني أنك أخيراً . . . أخيراً . . جداً . )
وأضاف وهو يصر على أسنانة وعيناه مثبتتان على وجهها .
( . . . طلب منها أن تضيف أسم مارسلاند إلى أسمها . )
كان ينظر إليها بصرامة فحولت وجهها .
وبدأت بسرعة تحكي له كيف أخذت جنكس في البداية .
عندما نظرت إليه بعد أن فرغت من قصتها كانت تنتظر
منه نظرة إزدراء لسذاجتها التي جعلتها تنخدع .
ولكن لدهشتها وجدت تعبيراً مختلفاً تماماً . وكان صوته رقيقاً وعطوفاً .
( سبعة عشر عاماً . . . كنت لا تزيدين كثيراً عن طفلة . .
هل فكرت عندما تركك والدها وهرب . أن تسلمي جنكس للمسؤولين . )
هزت رأسها بقوة :
( لم أكن أستطيع ذلك . كنت أحبها بشدة .
وبرغم أنك قد تعتبرني مغرورة إلا أنني أعتقد أن جنكس
ما كانت لتعيش سعيدة بنفس الدرجة لو تبناها أي شخص غيري والخالة سو بالطبع . )
وأخذت آلين تحكي لسيمون مشكلتها الحقيقة عندما رفض الجيران أخذ جنكس .
كان ذلك لحد ما لتبرير تصرفها بطلب النقود من سيمون .
ولكنه لو كان قد فهم ما تقصدة ،
فإنه لم يعلق عليه ولكنه قال بجفاف :
( بالطبع كانت سعيدة معك لأنك تركتها تفعل ما تشاء . )
( ليس دائماً . . إنها ليست سيئة جداً حقيقة . )
وابتسم سيمون بمرح فحبست آلين أنفاسها .
إنه يكاد يكون لطيفاً كما كان على الباخرة .
ولكن ليس تماماً لأن عينيه كانتا ما زالتا تعبران عن بعض النقد والعتاب .
( إلى متى كنت تظنين أنك ستستطيعين خداعي ؟ )
( بالنسبة إلى جنكس ؟ ليس طويلاً . )
واعترف ببساطة ، ولكن لفزعها رأت فمه ينقبض .
( يجب أن أشد أذنيك لكل هذا الغباء .
وكذبت علي أيضاً عندما قلت أنك لم تحبيني على الباخرة .
كنت أعلم جيداً أنك وقعت في حبي لذلك دهشت عندما أنكرت ذلك . )
وسكت ثم خطأ إلى وسط الغرفة وقال أمراً ولكن برقة جعلت الدموع تملأ عينيها :
( تعالي إلى هنا . )
فذهبت إليه فأمسك يديها :
( لماذا تظنين إني ذهبت لانكلترا أيتها البلهاء ؟
لقد أكتشفت بمجرد أن رحلت من كريت أني أحبــك .
ولكني ظننت أنني سأتغلب على ذلك .
إن الزواج لم يكن محبباً إلي .
ولكني بعد قليل شعرت أني لا أستطيع أن أستغني عنك . . .
نعم . . . أعلم ما ستقولينه ، إنها الرغبة . نعم .
ولكن ليس ذلك النوع الذي تفكرين فيه . )
( لا . . . إني أدرك ذلك الآن . )
وأخبرته بما سمعته ثم همست بتردد وخجل :
( اغابـــي مـــو ســاغــابـــو )
على الفور ضمها إليه بحنان . . . وهمس بعد قليل :
( يا حبيبتــي . . إنــــي . . أحبــــك . )
وأبتعدت آلين عنه وقالت :
( لماذا لم تقولها بالإنكليزية يا سيمون . ؟
وإذا كنت حضرت لأنك تحبني وتريد أن تتزوجني .
لماذا لم تقل لي ذلك على الفـــور ؟ ) .
ورفع حاجبيه وقال :
( لإني قبل أن أستطيع أن أقول لك أي شيء .
منتدى ليلاس
قدمت لي مطالبك الإجرامية . هل تذكرين ؟ )
احمرت من الخجل ونظرت إلى أسفل .
وأستطرد هو قائلاً :
( في كل حال لقد رتبت الأمور كما أريد . . .
بعد أن استنتجت أن هذه الفكرة كانت فكرة استيل .
وفي الواقع أنك اعترفت أنكما تناقشتما في الأمر وكنت
أريد أن أخبرك ولكنك أنكرت حبك لي . . .
شعرت أنك تكذبين وأن كل شيء سيكون على ما يرام
عندما تعودين معي إلى كريت .
كنت سأعلم على الفور أنك تحبينني . أليس كذلك يا آلين ؟ )
ازداد احمرارها ولكنها وافقت على كلامه وقالت :
( كنت أفكر في أن أقول لك الحقيقة منذ فترة ) .
ثم أضافت أنها لم تفعل لأنها كانت تعتقد أن أهتمامه الوحيد بها كان لرغبته فيها
وهي لا تستطيع أن تكون ذلك النوع من الزوجات .
وتجاهل كلامها هذا لأنه لم يكن كلامها هاماً إذ لن تكون أبداً ذلك النوع من الزوجات .
وكن مازال هناك الكثير الذي يجب توضيحه من الجانبين .
ولكنهما يريدان في الوقت الحالي أن يكونا فقط قريبين من بعضهما .
وقفا متعانقين للحظة . ثم قال سيمون :
( لماذا لم تجدي غرفة أخرى لابنتنا قبل الآن ؟ )
وبدون أن ينتظر جوابها استطرد :
( إلا تظنين أنها ستكون أفضل في سريري ؟
إنه أصغر . . ولكنها قد تستيقظ إذا حركتها ) .
( لن تفعل جنكس . لا تستيقظ أبداً بعد أن تنام . تستطيع أن تحملها . )
ثم لاذت بالصمت وقد دفنت وجهها في سترته لأنه ضحك منها من كل قلبه

تمت

كل سنه و انتم بخير

زهورحسين 27-08-10 03:30 PM

وانت بألف خير000
شكرأهواية على هذي الرواية الروعة000
شكرأ الك ولكل اختيارتك الحلوة0000:friends:

اماريج 28-08-10 01:36 AM

يعطيك العافية سفيرة
على تنزيل هذه الرواية الحلوة بس مواحلى من يلي نزلتها
ننتظر جديدك حبيبتي
:flowers2:
دمتي بحفظ الرحمان

http://www.liillas.com/up3//uploads/...ee1d3ac0af.gif


بنوتهـ عسل 28-08-10 03:01 AM

مشكووورة حبيبتي ،،

يسلموووووو ،،

العبير 30-08-10 02:02 AM

رائعه كروعت:55:

أحاااسيس مجنووونة 30-08-10 04:41 AM

يعطيك الف عافية
من الملخص باين انها مغامرة مشوقة
شكرا كتييير..........

Rehana 31-08-10 10:26 PM

يعطيك العافية سفيرة على نقل الرواية

نيو فراولة 31-08-10 10:42 PM

هذه من الروايات المفضلة عندي
شكرا لكاتبة الرواية

شاهد 02-09-10 12:21 AM

رووووووووووووووووووووووعة

قصائد 07-09-10 09:15 AM

سلام الرواية مرة حلوةةةةةةةةةةةة
يسلامو

lolita07 17-11-10 10:41 PM

شكرااااااااااااااااا

فجر الكون 24-11-10 08:33 PM

يعطيك العافية ,,,,,

samahss 25-11-10 12:49 AM

تسلمى الروايه جميله جدا

هدىgb 18-12-10 08:19 PM

يسلموووووووو على الروايه الممتعه جدا

ويعطيك الف عافيه

دمت بمحبه

الجبل الاخضر 21-12-10 03:30 PM

تســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلمين وشكرا لك على مجهودك وننتظر جديدك

زهرة منسية 19-03-11 05:46 PM

يسلموا يسلموا يسلمووووووووووووا الروايه دى من مجموعه الروايات المفضله جدآ ليا أنا بحبها كتير و قريتها اكتر من مره

ربي اسالك الجنة 20-03-11 12:36 PM

:8680010521::868
0010521::8680010521:سفيررررررررررررررررررررررة الاحزاااااااااااااااااااااااان
اسمحي لي من جد الرواية خطيرة تسلم هااليدين0

ايدن 21-03-11 02:06 PM

شكرا على الروايه الحلوه:liilas:

ايدن 21-03-11 02:09 PM

شكرااااااااااااااااااااااااااااااااااا:7_5_129:

سومه كاتمة الاسرار 22-03-11 11:48 PM

وااااااااااااااااااااااااااااو الروايه كانت كتير شيقه اختيار رائع تسلمين عليه ياحبيبتى
:8_4_134:

نجلاء عبد الوهاب 04-04-11 09:23 PM

رواية رائعة جدا :friends::flowers2::liilase:

نجلاء عبد الوهاب 04-04-11 09:24 PM

رواية جميلة :Welcome Pills4::8_4_134:

جنون العشق 06-04-11 02:59 PM

روووووووووووووووووعة
للأسف غباء البطلةلما تخبي شئ مهم عن البطل يشلني

تسلم الأياديي ياقمر

ندى ندى 16-12-11 09:16 PM

رووووووووووووووووووووعه

سماري كول 20-12-11 01:15 AM

ياااااااااااااااااااااي تسلمين ع الروايه الحلوه

ساحرات 11-06-12 04:40 AM

شكرا لكى ياسفيرة السعادة وليس الاحزان

سومه كاتمة الاسرار 14-06-12 10:43 PM

روووووووووووووووووووعه
:8_4_134:

one star 05-07-13 10:15 PM

رد: 49-السعادة في قفص- آن هامبسون- (كاملة)
 
روووواية رائعة تسلم ايدك يا عسل

قماري طيبة 07-07-13 02:56 AM

رد: 49-السعادة في قفص- آن هامبسون- (كاملة)
 
thaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaanks

ريماس مصطفى 13-07-13 02:42 PM

رد: 49-السعادة في قفص- آن هامبسون- (كاملة)
 
رواية روعة وانا حبيتها من كل قلبي وهي مميوة عندي كتير لانها اول رواية اقرأها في حياتي

توووووم 05-02-16 09:42 PM

رد: 49 - السعادة في قفص - آن هامبسون - روايات عبير القديمة ( كاملة )
 
من احلى الروايات اللى فى المنتدى تسلمى حبيبتى
القصة رااااااااااااااائعة جدا يسلموووووووووو..^^
:8_4_134:

الاميره ناديه 19-02-16 06:27 AM

رد: 49 - السعادة في قفص - آن هامبسون - روايات عبير القديمة ( كاملة )
 
مشكووووووووووووووووووره

ملكة التوليب 26-02-17 04:13 AM

رد: 49 - السعادة في قفص - آن هامبسون - روايات عبير القديمة ( كاملة )
 
Rرواية جميله وحماسية 😊😍 مشكورة

هتونا 18-06-22 10:16 AM

رد: 49 - السعادة في قفص - آن هامبسون - روايات عبير القديمة ( كاملة )
 
ياليت كان في خاتمة

سماري كول 22-06-22 07:50 PM

رد: 49 - السعادة في قفص - آن هامبسون - روايات عبير القديمة ( كاملة )
 
يسلموا على الرواية الجميلة

سعدودة 03-07-22 07:38 PM

رد: 49 - السعادة في قفص - آن هامبسون - روايات عبير القديمة ( كاملة )
 
رررروعة يسلموا الايادي


الساعة الآن 03:17 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية