منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   سلاسل روايات احلام المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f752/)
-   -   حصري 354 – حارس المساء ـ فرسان من المناطق النائية للكاتبة أيما دارسي (الجزء الثاني) (https://www.liilas.com/vb3/t145895.html)

شاذن 25-07-10 10:44 PM

354 – حارس المساء ـ فرسان من المناطق النائية للكاتبة أيما دارسي (الجزء الثاني)
 
354 – حارس المساء " أيما دارسي"

الملخص
رمى ميتش تايلر ماضية المحزن خلف ظهره ليصبح أحد أهم المحامين اللامعين . نفوذه وذكاؤه جعلاه الشخص المخوّل حماية كاثرين ليدجر من مشكلة تورطت فيها بين رئيسها وعدوه اللدود .
أجبر ميتش كاثرين على ملازمته طوال الوقت ظنا منه أنه يسدي إلى رئيسها ، وهو صديقه المفضل ، خدمة كبري .
منتديات ليلاس
لكن مرافقتها له كانت تفقده صوابه لأن عليه أن يحفظ حدوده أمام تلك الفاتنة المخطوبة لرجل آخر . فماذا يفعل أمام شعوره بالانجذاب نحوها !
لم يجد ميتش خياراً أمامه سوى أن يتولي بنفسه قضية . . . عرسها !

لا احل لأحد أن ينقل مجهودي من غير ذكر اسمي أو اسم المنتدي.
:flowers2:
مع تحياتي شاذن

ŜăƦƌ 26-07-10 12:25 AM

عزيزتي شاذن...يعطيك الف عافيه...مبين من الملخص إنها حلوه..خذي راحتك ونحن في الإنتظار

اماريج 26-07-10 12:43 AM


شاذن باين عليها حلوة من ملخصها تسلم هذه الانامل الحلوة يلي راح تمتعنا بهذه الرواية الحلوة
بالتوفيق يارب بالكتابة وبالتنزيل
دمتي بخير
http://smiles.al-wed.com/smiles/60/1...0546318912.gif

Rehana 26-07-10 06:37 AM

شكله الرواية حلوووة من الملخص ..يعطيك العافية حبيبتي

وبانتظارك

غرشوه 26-07-10 12:58 PM

بالتوفيج عزيزتي وننتظر الروايه الحلوه

يسلموو لاخلا ولاعدم

lona-k 27-07-10 12:30 AM

من الملخص باين عليها حلوة وروعة
بالتوفيق في كتابتها بس لا تطوليها علينا
يان___________ت______ظ__________ااااااااااااارك

كبرتني ياجرح 27-07-10 03:38 AM

المتختصر روعـــهـ..كيف الراوايهـ ؟؟

باانتظارك بلهفهـ...

شادن,,

لمجهودكـ..:flowers2:

شاذن 27-07-10 11:32 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Rehana (المشاركة 2393545)
شكله الرواية حلوووة من الملخص ..يعطيك العافية حبيبتي

وبانتظارك

مشكوووورا كثثثثير على مرورك الجميل. . .
وأرجو أن تعجبك الرواية. . .
مع حبي شاذن.

:8_4_134:

شاذن 27-07-10 11:36 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة غرشوه (المشاركة 2393883)
بالتوفيج عزيزتي وننتظر الروايه الحلوه

يسلموو لاخلا ولاعدم

مشكوووووووووووورا كثثثثثثثثثثثير على هذا التعليق الحلوة . . .
وأرجو أن تعجبك فصول الرواية . . .
مع حبي شاذن.

:8_4_134:

شاذن 27-07-10 11:42 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة lona-k (المشاركة 2394333)
من الملخص باين عليها حلوة وروعة
بالتوفيق في كتابتها بس لا تطوليها علينا
يان___________ت______ظ__________ااااااااااااارك

مشكووووووووووورا كثثثثثثثير على مرورك الجميل. . .
وحاضر من عيوني أن شاء الله سوف أُحاول تكملتها بسرعة. . .
مع حبي شاذن.

:8_4_134:

شاذن 27-07-10 11:45 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ساااااره (المشاركة 2392883)
عزيزتي شاذن...يعطيك الف عافيه...مبين من الملخص إنها حلوه..خذي راحتك ونحن في الإنتظار

مشكوووووووورا كثثثثثثير على مرورك الحلوة. . .
وأتمني تعجبك الرواية. . .
مع حبي شاذن.

:8_4_134:

شاذن 27-07-10 11:47 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اماريج (المشاركة 2392919)

شاذن باين عليها حلوة من ملخصها تسلم هذه الانامل الحلوة يلي راح تمتعنا بهذه الرواية الحلوة
بالتوفيق يارب بالكتابة وبالتنزيل
دمتي بخير
http://smiles.al-wed.com/smiles/60/1...0546318912.gif

مشكوووووووورا كثثثثثثثثير على هذا تعليق الحلوة. . .
وأتمني أن تنال أعجابك . . .
مع حبي شاذن.

:8_4_134:

شاذن 27-07-10 11:51 PM

تمهيد

كانت الطائرة تحط في مهبط طائرات أحمر التراب ، وعدا مجموعة حظائر أغنام ، لم يكن يُرى سوى براري فسيحة خالية منقطة بأشجار قصيرة ، وممتدة حتّى الأفق .
تمتم ريك دوناتو :" ليت الكاميرا معي".
قطّب ميتش لكامات الفتي . يبدو أن صدمة مرأى البراري الموحشة لم ترهب ريك . ولكن لعل السبب هو أنّ هذا الفتى قُبض عليه مستمتعاً بركوب سيارة مسروقة ، كان منطلقاً بها من دون شك في مناطق مكشوفة . بينما هو ، ميتش ، لا يسعده سوى كتاب في يده . وهو لا يظن أن ثمة مكتبة قريبة هنا . وتمتم بأسى :" بدأت أندم على اختياري المجيء إلى هذا المكان المجهول".
فقال جوني :" أي مكان أفضل من إصلاحية الأحداث . يمكننا هنا أن نتنفس على الأقل".
منتديات ليلاس

واستقرت الطائرة مثيرة عاصفة من التراب . فقال الشرطي الذي يرافقهم ساخراً :" أهلاً بكم في براري استراليا العظيمة . وتذكروا أمراً واحداً وهو أنكم إذا أردتم ، يا فتيان المدينة الأنيقين أن تنجوا بأنفسكم ، فلن تجدوا مكاناً تهربون إليه".
تجاهلوا هم الثلاثة كلامه . كانوا في السادسة عشرة ، ومهما كان نوع الحياة التي تنتظرهم فسيحتملونها . ورأى ميتش أن جوني على حق فستة أشهر يمضونها في مركز الأغنام أفضل من قضاء عام في إصلاحية الأحداث .
أولاً ، عليهم أن يعملوا نصف نهار . وثانياً ، ليس معه سوى اثنين آخرين وليس حشداً من الجناة يفرضون أوامرهم . فميتش يكره بعنف أن يتحكم به أحد . كان قد تعلم كيف يهتم بنفسه ، فلم يعد يلمسه أحد ، لكنه لا يريد حتماً أن يُحتجز مع أناس يتدافعون نحو السيطرة .
تمني ميتش ألا يكون صاحب هذا المكان مستبداً يستغل نظام العدالة ليحصل على عمالة مجانية . ثم قرر أن يحلل بنفسه ما هو عدل هنا ، وأن يتحدى ما هو غير ذلك .
ما الذي قاله القاضي عند الحكم ؟ تكلّم عن معرفة قيمة الأرض وعن برنامج يعلّمهم ما هي الحياة الحقيقية . لكن ميتش فكر حينذاك أن ذلك لن يعلمهم شيئاً عن حقيقة الحياة . فقد كبر في قلب ( حقيقة الحياة) منذ هجر أبوه زوجته المقعدة وتركه مع أخته ، يرعيان أمهما . وقد وقع نصيب الأسد على كاهل أخته جيني التي كانت في الحادية عشرة فيما هو في الثامنة من عمره . على أيّ حال ، لم يكن والدهما معيناً كبيراً لهما فهو يثمل كل ليلة ويغرق في أحزانه بدلاً من أن يواجهها . الجبان ! هذا ما كان عليه أبوه . . . جباناً حقيراً !
إنه ليس بحقارة ذلك الرجل الذي خرج مع جيني واعتدى عليها . لكن ميتش شفى غليله من ذلك النغل بمواجهته بما فعل . شعرت أخته بالإثارة للدعوة التي تلقتها إلى تلك الحفلة ، فقد حصلت أخيراً على فرصة في الحياة فإذا بها تعامل وكأنها قطعة لحم متعفنة . كان مسروراً لأنه ضرب تلك الحشرة القذرة بشكل سيتذكره زمناً طويلاً . قد تكون تلك عدالة بدائية ، ومخالفة للقانون ، لكنها أفضل من أن يدعه يفلت من العقاب ، بعد أن منعت الصدمة جيني من أن ترفع دعوى ضده . وربما كان ذلك الوارث

شاذن 27-07-10 11:52 PM

الغني ليفلت من العقاب بسبب نفوذ أسرته . لم يشعر ميتش بالندم لما فعله مهما كانت النتيجة رغم أنه شعر بالأسف لعدم وجوده في بيته طوال الأشهر الستة التالية للمساعدة .
أخذت الطائرة تتراجع إلى حيث وقف رجل ينتظر بجانب سيارة لاندروفر رباعية الدفع . كان رجلاً ضخماً ، عريض الكتفين ، بارز الصدر ، في وجهه الذي لوّحته الشمس خشونة ووعورة ، قد اختلط الشيب بشعره ما جعله يبدو وكأنه تجاوز الخمسين . لكنه ما زال يبدو صلباً متزناً ، حسب رأي ميتش ، رغم أن الحجم لم يستحق منه يوماً الاحترام بشكل تلقائي . قال ساخراً ليخفي عدم ارتياحه للوضع :" جون واين فارساً مرة أخرى".
فقال جوني بابتسامة عريضة :" ولكن من دون حصان".
منتديات ليلاس

بالده ميتش الابتسام . بدا وكأن بإمكان جوني إليس أن يريحهم بروحه المرحة إذا ساءت الأمور . كان يبدو ذا طبيعة أنيسة فكهة يمكنها أن تتجنب العنف عند الشدة . ومع أنه في السادسة عشرة فقط ، إلا أنه من كبر الحجم والقوة بحيث يمكنه أن يتبارى مع أي شخص في الملاكمة إذا اضطره الأمر لذلك .
نشأ جوني وريك في الشوارع من دون أسرة . ولا شك في أنهما يعرفان الكثير عن كيفية رعاية الذات . وتصوّر ميتش أن جوني اعتاد أن يكون زميلاً لأي شخص .
كان يمتاز بعينين عسليتين ودودتين ، وابتسامة عريضة سريعة وشعر بنيّ لوّحته الشمس يميل إلى السقوط على جبهته . قُبض عليه وهو يحمل الماريجوانا ، لكنه أقسم أنها للموسيقيين الذين كانوا ليحصلوا عليها من أيّ شخص آخر على كل حال .
أما ريك دوناتو فورطته مختلفة تماماً .
إنّ حدة مشاعره يمكن أن تجعله خطيراً ، كما رأي ميتش . هل كان لصاً لأنه أراد الكثير ؟ يبدو أنه كان يهوى ، بعواطف مشبوبة ، الفتاة الثرية التي سرق سيارة " البورش"من اجلها ، فأراد أن يماثلها ثراء.
كان ميتش يتصور أن معظم الفتيات يتأثرن بريك ، فقد كان الفتى جذاباً بدرجة مفرطة . . إنه مجنون وسيء وخطير ، وهو متين البنية من دون ضخامة ، ووسيم بشكل غريب ، إيطالي المظهر بشعره الأسود المجعد ،وعينيه السوداوين وبشرته السمراء . كان وجهه مميزاً بوسامته الرجولة فيه . كان ميتش يشعر بالرضا عن نفسه . إنه غاضب لما حدث لأسرته ، لكنه راض عن نفسه كإنسان .
لم يكن يتمتع بوسامة ريك لكنه لائق المظهر بما يكفي . فهو يميل إلى النحافة ولكن من دون ضعف أو وهن ، كما عينيه الزرقاوين تجعله ذا حظوة لدي الفتيات . لكن ميتش كان يفضل أن يتأثرن بذكائه وذلك قبل أن يبدأ بتعلم الملاكمة في نادٍ محلي . ولم يفهم قط لما كان ذكاؤه يثير سخرية وازدراء بقية الفتيان .
على أيّ حال ، ما عادوا يلقبونه بالفتى الطويل الهزيل . ولعله لم يكن محبوباً ، لكنه واثق من انه صار محترماً .
توقفت الطائرة ، فطلب منهم الشرطي أن يحضروا أمتعتهم من تحت المقاعد الخلفية ، ثم قادهم في طريق بعيدة جداً عما عرفه الفتيان الثلاثة من قبل .
بداية التعارف أحدثت توتراً فورياً في جسم ميتش .
- هؤلاء هم فتيانك يا سيد ماغاير ، إنهم قادمون مباشرة من شوارع المدن لكي تقوّمهم بالسوط . ألقي الرجل الضخم نظرة فولاذية على الشرطي وردّ:" نحن لا نتّبع هذا الأسلوب هنا".
نطق بهذه الكلمات برقة ولكنها مشحونة بسلطة وثقة تزدري الطرق الاستبدادية .
ثم أحنى رأسه لكل من الفتيان الثلاثة باحترام وأضاف :" أنا باتريك ماغاير. أهلاً بكم في غاندامورا . وهذا الإسم يعني في لغة السكان الأصليين ( يوماً جيداً). أرجو أن تشعروا في نهاية أن اليوم الذي وضعتم فيه قدمكم لأول مرة في هذا المكان كان يوماً جيداً".
شعر ميتش بالاطمئنان بعد هذا الحديث القصير المرحب الذي لا يحتوي على أي نية للعقاب . ما داموا سيعاملونه بعدل ، فهو مستعد للتعاون معهم في كل ما سيكلفونه به .
وكان باتريك يمد إليه يداً ضخمة ، قائلاٍ :" وأنت . . . ؟" .
فأجاب ميتش وهو يصافح الرجل بتحدّ وتمرّد :" أنا ميتش تايلر".
- أنا سعيد بمعرفتك يا ميتش .
ومدّ جوني يده من دون تردد :" جوني إليس ، سعيد بمعرفتك سيد ماغاير" .
ومنح جوني الرجل ابتسامة تفيض ظرفاً .
ظهرت نظرة تقييم في العينين الفولاذيتين ن يخالطها شيء من التسلية . هذا الرجل ليس أحمق ، كما أخذ ميتش يفكر ، متأثراً بذكاء الرجل ودهائه . وراح يراقبه باهتمام وهو يتقدم من ريك ، المتحفّظ دوماً كحال ميتش .

شاذن 27-07-10 11:58 PM

- ريك دوناتو .
بدا هذا التعارف خالياً من أي شعور . وصافح ريك اليد الممدودة شاعراً بالقوة فيها ، وقد بدا أنه يختبر ما قد يعنيه هذا له .
سألهم الرجل الكبير السن :" أجاهزون للذهاب ؟".
فقال ريك :" نعم ، أنا جاهز".
منتديات ليلاس
وفهم ميتش من كلامه أنه مستعد لتحمّل مسؤولية العام كله لو اضطر لذلك . ربما لم يكن ريك دوناتو مميزاً ، لكنه مستعد حتماً لواجهة من يرى أنهم يتحاملون عليه . . . وتساءل ميتش إن كان بإمكان باتريك ماغاير أن يحرره من هذه الفكرة أثناء وجودهم هنا ، وأن ينّقب أيضاً خلف مظهر جوني إليس الأنيس المرح ويكشف ما جعله ينحرف . وعادت العينان الفطنتان إلى ميتش فاستنفرت أعصابه للدفاع عن نفسه . هل لدى هذا الرجل العجوز ما يعلّمه إياه ، عدا عن المواشي ؟ هذا ما فكر فيه ميتش ساخراً . أن الأشهر الستة وقت طويل ، لكنه قد يشعر في النهاية بأن اليوم الذي وضع فيه قدمه في " غاندامورا"لأول مرة كان " يوماً جيداً".

* * * * * * * *

شاذن 28-07-10 05:43 AM

- ريك دوناتو .
بدا هذا التعارف خالياً من أي شعور . وصافح ريك اليد الممدودة شاعراً بالقوة فيها ، وقد بدا أنه يختبر ما قد يعنيه هذا له .
سألهم الرجل الكبير السن :" أجاهزون للذهاب ؟".
فقال ريك :" نعم ، أنا جاهز".
وفهم ميتش من كلامه أنه مستعد لتحمّل مسؤولية العام كله لو اضطر لذلك . ربما لم يكن ريك دوناتو مميزاً ، لكنه مستعد حتماً لواجهة من يرى أنهم يتحاملون عليه . . . وتساءل ميتش إن كان بإمكان باتريك ماغاير أن يحرره من هذه الفكرة أثناء وجودهم هنا ، وأن ينّقب أيضاً خلف مظهر جوني إليس الأنيس المرح ويكشف ما جعله ينحرف . وعادت العينان الفطنتان إلى ميتش فاستنفرت أعصابه للدفاع عن نفسه . هل لدى هذا الرجل العجوز ما يعلّمه إياه ، عدا عن المواشي ؟ هذا ما فكر فيه ميتش ساخراً . أن الأشهر الستة وقت طويل ، لكنه قد يشعر في النهاية بأن اليوم الذي وضع فيه قدمه في " غاندامورا"لأول مرة كان " يوماً جيداً".


* * * * * * * *

شاذن 28-07-10 05:45 AM

1 – رجل من فولاذ

بعد ثمانية عشر عاماً . . .
وأخيراً ، انهار تحكّم الشاهدة بأعصابها . كان ميتش يعلم أن استجوابه الدقيق عديم الرحمة حتى أقصى الحدود ، وهذا مبرر في ذهنه تماماً . فهذه المرأة لم تظهر أي رحمة تجاه ابنها حين التمس منها العون فرفضت بإصرار ، حتى انتحر . أخذ ينظر إليها وهي تنهار باكية من دون أن يشعر بذرة عطف نحوها .
فهي لم تكن تبكي ولدها المفقود ، ولا العذاب الذي عاناه ، إنما كبريائها السخيفة التي وصمت ابنها بالفشل لأنه لم يعش في المستوى الذي أرادته له منذ البداية .
والآن ، سيكلفها هذا ليس فقط إظهار شخصيتها الحقيقية أمام الناس ، بل تخصيص هبة مساعدة لكنّتها الأرمل وطفلها أيضاً .
هاربيت لونيل ، محامية الدفاع ،الموكلة من الشاهدة والتي كانت إلى عهد قريب صديقته الحميمة ، التمست فترة استراحة ، لكن القاضي رأي أن استراحة الغذاء أصبحت قريبة بحيث لا داعي للتوقّف الآن ، وأنّ المحكمة ستعود إلى الانعقاد في الساعة الثانية .
ألقت هاربيت نظرة فولاذية على ميتش وهي تغادر منصّة الشهود ، فبادلها النظرة بمثلها ، نظرة تعد بالمزيد بعد الغذاء ، إذا لم يتم الاتفاق على المساعدة التي طلبها لموكلته .
منتديات ليلاس

كادت هابيت تنفجر غضباً للطريقة التي عالج بها القضية ، التي سيربحها بسهولة . العدالة ستتحقق ، وهو مسرور لهذه النتيجة ، لأنه أراد أن تدفع هذه المرأة ما هو أكثر من الدولارات .
الأشخاص الذي يسببون الألم للآخرين ، يجب أن يشعروا به هم أيضاً . . لكن المشكلة في اكتشاف ما يؤلمهم حقاً ، ويجعلهم يعيدون التفكير في مواقفهم ، مع إبقاء الأمور تحت سقف القانون . كن نظامياً ، تحصل على العدالة ! هذا ما علمه إياه باتريك ماغاير . إنه نظام جيد إذا استعمل كما يُفترض به أن يُستعمل . وكان باتريك محقاً في ذلك . درس ميتش الحقوق منذ ثمانية عشر عاماً ، بعد أن ترك عمله في " غانداموروا".وكان هذا ضرورياً لكي يتخلص من الحكم القضائي الذي صدر بحقه في قضية العنف الصبياني ، ما يمكّنه من دخول المهنة ، ومن الوصول إلى مرتبة محام في المحاكم العليا مع سمعة جيدة لأنه يكسب أيّ قضية يستلمها .
كان يؤمن بقضاياه ، وهذا ما أحدث الفرق . فهو لا يستلم أيّ فضية ألا إذا آمن بأنه يكافح في سبيل الحق ، عندئذ يبذل في القضية قصارى جهده . أما هاربيت فترى القانون كلعبة شطرنج تقوم على تحرك والتحرك المضاد . . .ولكن لوحة الشطرنج بالنسبة إلى ميتش هي دوماً باللونين الأسود والأبيض ، وهو لا يرغب في اللون الأسود .
قابله مساعده خارج المحكمة وسلّمه رسالة قصيرة من ريك دوناتو تفيد بأنه لن يستطيع تناول الغذاء معه اليوم، فتملكت ميتش خيبة أمل .
لطالما استمتع بلقاء ريك وجوني رغم أن حياة كل منهم سارت في طريق مختلف جداً منذ غادروا " غاندامورا"إلا أنهم بقوا هم الثلاثة

شاذن 28-07-10 05:47 AM

أصدقاء حميمين شاركوا جميعاً في تعهد باتريك ماغاير بأن ينطلق كلاً منهم في طريق الذي اختاره لنفسه ، وعرفوا ماضي كل واحد منهم ولماذا وصل إلى ما وصل إليه ، وهذا التفاهم لا يصل إليه الكثيرون . توصلوا إلى هذا بفضل حياتهم معاً مدة ستة أشهر . لم يجدوا في البراري ما يلهيهم ، وهي مكان مناسب للكلام والتأمل والتفكير حيث شاركوا بعضهم بعضاً رؤيتهم للعالم وأحلامهم . أصبح ريك مصوراً صحافياً وحاز جوائز على ما صوّره ، لكنه استقال من وظيفته الآن وأنشأ وكالة دولية للتصوير ، وهي وكالة ناجحة جداً . كما أصبح جوني نجماً في عالم الموسيقي ، وهو لا ينفك عن الطواف في الولايات المتحدة حيث كسب الملايين من بيع اسطواناته . وحده ميتش اختار عملاً أبقاه في أستراليا . فقاعات المحاكم تستهويه ، وسيدني مدينته . ومع ذلك ، من الرائع أن يلتقي صديقيه عندما يكونان في المدينة . منتديات ليلاس

وتساءل عما جعل ريك يعتذر عن غذائهما معاً اليوم . لا بد أنها مشكلة في العمل .
قال لمساعده :" الغي الحجز في المطعم . سأشتري بعض الشطائر وآكلها في الحديقة العامة لأحصل على شيء من الهواء النقي".
بما أنه لم يظفر بصحبة ريك لتخفف من قذارة هذه القضية فهو يفضّل أن يبقي خارج الجدران حيث يتعرض لأشعة الشمس .
ذكره الجلوس في الحديقة بأمه . فطالما دفع كرسيها المتحرك إلى الحديقة العامة الصغيرة قرب مسكنهم في " ساري هيلز". اعتاد أن يجلس معها في الخارج كل سبت وأحد إذا كان الطقس جيداً والشمس ساطعة ، فيمنح بذلك جيني فترة استراحة لتقضي شؤونها . . . وهذا ما كانت أمه تشجعها عليه دوماً ، فهي تكره أن يعيقهما عجزها عن تحقيق أهدافهما الخاصة .
لم تحاول التحكم في حياة ولديها ، كتلك المرأة التي مثلت أمام المحكمة لتأخذ نصيبها من العقاب بعد أن تخلّت عن ابنها الذي لم يستطع أن يتشكّل بحسب القالب الذي حددته له مسبقاً . كانت أمه متوارية قانعة بحياتها حتى إنها لم تطلب ما هو حق لها قانوناً . وسرّه أنها عاشت لتراه وقد أصبح محامياً . كانت بالغة الزهو بما أنجزه ، وبزواج جيني من رجل جيد كان ولداها ناجحين في الحياة ، لكنها لطالما تمنّت ان يصبح لديه أولاد . . إنما لن يحدث هذا قريباً .
ساورته ذات يوم فكرة الزواج من هاربيت ، فهما يعملان في مهنة واحدة وهي امرأة ذكية سريعة البديهة . كان يستمتع بصحبتها عموماً ، إلى أن عرف أنها على علاقة بأحد القضاة أيضاً ، فوضع حدّ لأفكاره بضحكة ساخرة مدركاً أنها خططت لتوقعه في شباكها . لعلها ظنت ان الظفر به مجرد امتياز تزهو به . وقد سعت حتماً على الزواج به لكن مساعيها لن تنجح بالنسبة إلى ميتش . لأنّه إذا تزوج ، فسينشد الصدق في العلاقة والوفاء أيضاً .
اما بالنسبة إلى الحب . . حسناً ، لقد شغلت هاربيت باله ، لكن هل شغلت قلبه حقاً ؟ لم يكن ميتش يعرف تماماً ما هو الحب بين رجل وامرأة ، فهو يعرف بمشاعره جعله من البرودة بحيث لم يعد يتملكه ذلك الشعور المحموم نحو امرأة واحدة !

شاذن 28-07-10 05:51 AM

عاد إلى قاعة المحكمة وقد أعدّ نفسه لجولة أخرى مع هاربيت التي ستعترض من دون شك على كل قرار يتخذّ ضد مصلحة موكلتها . وقابله مساعده عند الدرج حاملاً رسالة أخرى من مساعدة ريك في سيدني وهي امرأة تدعى كاثرين ليدجر وتطلب منه الرد على اتصالها بسرعة . هل ريك في ورطة ؟ إلغاء موعد غذاء من دون تبرير والآن هذا الاتصال السريع الملحّ من مكتبه .
نظر إلى ساعته ، ما زال أمامه عشر دقائق قبل أن يحين موعد انعقاد الجلسة . انتحي جانباً وأخرج هاتفه الخلوي واتصل بالرقم المدوّن على الرسالة ، وجاءه الجواب :" كاثرين ليدجر".
- ميتش تايلر . ليس لدي كثير من الوقت . فما هي المشكلة ؟ .
- باختصار . . . تلقي ريك صوراً هذا الصباح تثبت أن امرأة يعرفها ، تتعرّض للضرب بعنف من قبل زوجها . فذهب إليها مباشرة وأخرجها من ذلك الوضع ، وأرسلها إلى مكان ما بطائرة جوني إليس .
فتمتم ميتش غير مصدق :" يا إلهي".
- كان زوجها قد وضعها تحت مراقبة مخبر خاص لكنه فقد أثرهما في موقف سياراتنا عندما استبدل ريك سيارته بأخرى . حينذاك ، جاء زوجها إلى مكتبنا وأزعج موظفينا طالباً معلومات . أعطيته اسم المطعم الذي من المفترض أن تتناولان فيه ، أنت وريك ن الغذاء . افترض أنه سيعود إلى هنا إذا لم يجد ريك هناك . وتعليمات ريك تقضي بأن نتصل بك إذا حدثت أيّ مشكلة .
- امرأة يعرفها ؟
- أنه يدعوها لارا سيمور ويقول إنه يعرفها منذ فترة طويلة .
لارا، فتاة ريك عندما كان في السادسة عشرة؟ وأجفل ميتش مذعوراً . هل من الممكن أن تدوم مشاعر الفتي المحمومة هذه الفترة ؟
أن يسرق سيارة " بورش" ليؤثر في فتاة هو شيء ، وسرقة امرأة من زوجها بعد ثمانية عشر عاماً ، هي شيء آخر ، وخطوة جهنمية .
وتابع الصوت يقول :" لكن الاسم لم يعد الآن لارا سيمور بل لارا تشابل . . إنها متزوجة من غاري تشابل ابن ڤيكتور تشابل . هل تعرف من أعني؟".
غاري تشابل ، وتملكته صدمة قوية .
- إنهم أصحاب إمبراطورية العيادات الطبية ومراكز الرعاية الصحّية يا سيد تايلر . إننا نتحدث هنا عن مال وفير ونفوذ عظيم ، ونحن في ضيق بالغ .
عاد ميتش يتنفس مع عودة ذهنه إلى العمل :" أعلم تماماً من تعنين ، يا آنسة ليدجر . هل ما زال ريك ذلك الدليل ؟" .
- نعم خمس نسخ في الخزنة الحديدية .
- سأرسل إليك رجلي امن ليصحباك إلى مكتبي في مبني المحامين. لا تتركي مكتبك قبل أن يصلا . أحضري نسخة من الصور معك . وعندما تصبحين بأمان في مكتبي الخاص ،انتظريني فيه ، وسأوافيك حالما أفرغ من عملي . اتبعي هذه الإرشادات حرفياً ، وأؤكد لك يا آنسة ليدجر أنك في وضع مزعج للغاية .
- شكراً يا سيد تايلر . كن واثقاً من أنني سأتبع نصيحتك .
- هذا حسن .

شاذن 28-07-10 05:57 AM

وعاد إلى مساعده بسرعة وهو يفكر في أنها واعية بقدر ما هي كفؤ كما يفترض بها أن تكون وهي تحتل ذلك المنصب التنفيذي الكبير لدى ريك . على أيّ حال ، أعجبه تلخيصها السريع للوضع وامتثالها لما خططه من دون نقاش .
اخبر مساعده بما يريده أن يفعل ، مضيفاً :" هذا عمل مستعجل . أرسل رجال الأمن وأخبرهم أن الآنسة ليدجر تحمل سلعة لا تُثمّن".
إنها لا تُثمّن حتماً ، كما أخذ ميتش يفكر شامتاً . الدليل القانوني ضد غاري تشابل ! ولا سبيل لأن يتخلص ذاك الحقير منه ، أو لأن يدفع ثمن خلاصه لا سيّما وانّ ميتش تايلر استلم القضية .
كان على وشك الدخول إلى قاعة المحكمة عندما أشارت إليه هاربيت في الممر .
منتديات ليلاس

ما زالت تبدو رائعة الجمال حتى بالشعر المستعار الذي يغطي شعرها الأشقر الحريري ، فبشرتها لا عيب فيها ، وفمها شهواني ، ممتلئ الشفتين ، مصبوغ بلون أحمر لامع . كان انفها الاستقراطي ليلاس الرائع ينفث ناراً ، بينما عيناها الرماديتان الكبيرتان تنضحان إحباطاً غاضباً .
سألته :" أين كنت ؟".
لكنه لم يعد رهن إشارتها وندائها ، فرفع حاجبه ساخراً وردّ:" في الخارج . هل اتخذت موكلتك قراراً؟".
- إنها مستعدة لعقد اتفاق .
- الاتفاق الوحيد هو ما طلبته منذ البداية .
- لن تقبل بذلك .
- أراكما في المحكمة إذن .
مدت هاربيت يدها تمسك بكمه لتوقفه :" هذا ابتزاز يا ميتش".
- بل هو إظهار للحقيقة .
قالت هاربيت بعنف :" أنت لا تعرف سوى الأبيض".
- أثبتي ذلك لهيئة المحلّفين إذن .
- أنت تعلم إلى أيّ حد يتعاطفون معك .
- إنني أتساءل عن السبب .
وعند هذا الجواب الساخر جذب كّمه من قبضتها ودخل إلى القاعة مستعداً للكفاح لكنه أدرك أنه غير مضطر إلى ذلك ، فذلك الحديث القصير مع هاربيت كان آخر جهد منها لجعله يتراجع قليلاً لتربح شيئاً لموكلتها وبالتالي تحفظ ماء وجهها كمحامية . فالهزيمة الكاملة لا تناسبها ولم تناسبها قط . اللون الرمادي يناسبها أكثر .
ما إن استقر كل من في القاعة مكانه حتى التمست هاربيت إذناً للاقتراب من منصة القاضي ، وسرعان ما أبلغ ميتش أن موكلة هاربيت تنازلت ووافقت على دفع المساعدة كاملة شاذن. لقد انتهت القضية ، باستثناء الإجراءات . هذه النهاية تشعر ميتش عادة بالرضي البالغ لكنه شعر بفروغ الصبر إذ سيضطر إلى إنهاء الإجراءات ومواجهة الصحافة وتوديع موكلته باحترام . لقد ربح هذه المعركة . والخصم الآن غاري تشابل وقد شغلت بال ميتش المعركة التي تنتظره .
كانت كاثرين ليدجر اسم وصوت بالنسبة إليه ، وهو لم يفكر فيها إلا على أنها ناقلة للدليل الذي ينتظره ، حتى دخل مكتبه وواجهها .

* * * * * * * *
انتهى الفصل الأول

شاذن 28-07-10 06:00 AM

2 – رحلة المجهول

بد وكأن جوّ الغرفة شُحن بالكهرباء . شعرت كاثرين وكأن شيئاً انتشلها عن كرسيها وأوقفها على قدميها ، فانتصبت ، تواجه غريزياً قوة الرجل بعينين جعلتهما الصدمة واسعتين . أهذا هو ميتش تايلر المحامي ؟
لطالما تصوّرت المحامين على شيء من الوهن والغطرسة ، يضعون على رؤوسهم شعراً مستعاراً كريه الرائحة ، حتى وقفت هنا الآن تواجه أحدهم ، رجلاً مليئاً بالحيوية ويفيض بالرجولة إلى حد شعرت معه بركبتيها تصبحان واهنتين وبقلبها يخفق .
طويل ، أسمر ،وسيم ،ولا يشبه ريك دوناتو . . لا يشبه ريك على الإطلاق . كل النساء يصفن رئيسها ريك بأنه بالغ الروعة ، لكن هذا الرجل لا يظهر عليه شيء من الشاعرية . الطاقة المسيطرة هي الكلمة الوحيدة التي خطرت في ذهن كاثرين المبهورة . كان فكه قوياً مربعاً ،
منتديات ليلاس
وفمه حازماً للغاية ، وأنفه حاداً وحاجباه أسودين مستقيمين ، يعلوهما عينين زرقاوين مذهلتين اخترقتا أعماق كاثرين كالليزر المحرق وشلّتاها عن الحركة .حدّقت إليه فبادلها التحديق . لم تستطع أن تجد كلمة تقولها . ولطال تحديقهما إلى بعضهما البعض ، فابتدأت تتساءل عما إذا كان يشك في هويتها ، لكن لا بدّ أم مساعده أخبره أنها تنتظره هنا كما طلب منها . كان ميتش يفكر في أن ريك مجنون من دون شك فكيف يهرب مع امرأة أخرى ولديه مثل هذه المرأة تحت أنفه ؟
وجه حورية بعينين خضراوين رائعتين وشعر أشبه بشعر صبي متشرد بدت معه وكأنها تلبس قلنسوة من النحاس اللامع ، وفم جميل مكوّر ، وقوام أشبه بالساعة الرملية ، تبرزه تنورة تكشف عن ساقين طويلتين متناسقتين . . . كيف استطاع ريك أن يبقي منيعاً أمام هذه الأنوثة الفياضة ؟ وراح ميتش يكافح لكي يتذكر أن هذه الزيارة زيارة عمل .
- سيد تايلر . . . ؟
كان صوتها أبحّ ، غير واثق ، وجذاباً إلى أقصي حد .
فقال :" ميتش".
قال هذا بقوة مقرراً أنها ليست موكلته لكي يضع بينهما حدوداً . إنها هنا بالنيابة عن ريك ولارا تشابل . ومدّ يده يصافحها :" تسرّني معرفتك يا كاثرين".
اسم جميل أداره في فمه وكأنه اعتاد أن ينطق به منذ قرون .
- ميتش .
رددت اسمه وهي تنظر إليه بعجب فيما كانت تصافحه . كانت قمة رأسها تصل إلى ذقنه ، ولذا رفعت وجهها إليه ، فلاحظ النقاط الذهبية التي تحيط بلون عينيها الأخضر وكأنها ألعاب نارية تتفجر ، كما لاحظ فمها الذي بقي مفتوحاً قليلاً بعد أن نطقت باسمه . كانت يدها ناعمة رقيقة فأبقاها في يده لأنها اللمسة الوحيدة التي بإمكانه أن يسمح لنفسه بها ، إذ أنهما بالكاد يعرفان بعضهما البعض .
قال وهو يجبر عقله على عودة إلى موضوع زيارتها :" ألم يصادفك أي عرقلة أثناء حضورك إلى هنا ؟".

شاذن 28-07-10 06:02 AM

- لا . وشكراً لأنك أرسلت من يرافقني . لقد جعلوني أشعر بالأمان حقاً.
- هذا حسن . هل أحضرت الصورة ؟
طرح سؤاله باسماً ن شاعراً ببهجة حقيقية لحماية هذه المرأة التي سيتابع حمايتها مهما كلف الأمر .
- نعم ، إنها في حقيبتي .
وأشارت إلى حقيبتها الكبيرة ، الملقاة على كرسيها ، فترك يدها كارهاً لكي تحضر له الصورة .
فقدانه هذا الاتصال بها جعله يدرك مقدرا التملك الذي يشعر به نحو كاثرين ليدجر ما حيّره . لم يستطع أن يتذكر أي امرأة أخرى تركت مثل هذا التأثير عليه .
التحكم في نفسه طبيعة ثانية فيه لم يفقدها كلياً إلا مرة واحدة في حياته حين أراد ضرب الفتى الذي اعتدى على جيني حتى يعجنه عجناً ، وكان ليفعل ذلك لو لم يُمنع بالقوة .
كان باتريك قد نصحه بأن يسيطر على غضبه ويستغلّ طاقته في أمور أكثر إفادة ، لكن ما يشعر به الآن مع كاثرين ليدجر .. . أمر فاق خبرته تماماً ، فلم يستطع أن يتحكم في نفسه .
وفجأة ، شعر بوخز في قلبه وهو يرى خاتم سوليتير في إصبع يدها اليسرى .. . إنها مخطوبة ! . . .لقد أخذوها .
منتديات ليلاس

إنها امرأة رجل آخر . واندفع الغضب ليغلب الصدمة . هذا ليس عدلاً ! لا يمكن أن يكون هذا عدلاً . سيكافح لكي . . .
كلا ! . . . وهز رأسه مرغماً نفسه على التعقل . لقد منحت كاثرين ليدجر نفسها لرجل آخر برغبتها ، رجل تريد أن تتزوجه .
لقد قامت بالاختيار ، احترم ريك ذلك طبعاً . فهي لا يمكن أن تكون له كما لا يمكن أن تكون لميتش .
انتهي الأمر ، وعليه أن يتراجع . ولا بأس إذا شعر بأن هذا ليس عدلاً . لقد جاءت إليه تطلب العون ، ليس إلاّ ، وعليه أن يركز ذهنه على العمل وينسي أيّ شيء آخر .
حاولت كاثرين جاهدة أن تتمالك نفسها ، إذ لن يفيدها أن تبقي يدها متشوّقة إلى لمسة ميتش تايلر ، وأن ترتجف ساقاها وألاّ تتمكّن من فتح حقيبتها لإخراج الصورة . شعرت وكأنها عاجزة عن القيام بأي شيء . وتساءلت للحظة كيف سيكون شعورها لو أن ميتش تايلر عانقها . لقد نسيت جيريمي ، صديقها طوال السنة الماضية ! امّحى تماماً من ذهنها ، كما غاب عنها سبب وجودها في هذا المكتب . شعرت وكأنما حقلاً مغناطيسياً جذبها مبعداً أيّ شيء آخر ما عدا هذا الرجل الذي أمسك بيدها .
كانت لا تزال ترتعش في داخلها من قوة جاذبيته التي لا تصدّق .
أمسكت بالصورة ، وتنفست بعمق قبل أن تناوله إياها .
وشعرت بالارتياح عندما تركزت عيناه على الفور على صورة لارا وغاري تشابل ، ما منحها وقتاً لتتمالك نفسها . وازداد ارتياحها عندما ابتعد عنها إلى الناحية الأخرى من المكتب ، واضعاً مسافة لا بأس بها بينهما ، مسافة كافية لتريحها من التوتر الذي تملّكها . قال وهو يلقي عليها نظرة خاطفة ويشير إلى الكرسي الذي تركته :

شاذن 28-07-10 06:04 AM

" شكراً ، تفضلي بالجلوس".
أمسكت حقيبتها وجلست وقد ازدادت ابتعاداً عنه ، واستقرت قبل أن تغامر بإلقاء نظرة أخرى عليه . كان قد جلس هو أيضاً خلف مكتبه وراح يتأمل الصورة ، مقطباً حاجبيه المستقيمين .
كان شعره الأسود كثيفاً جداً ومقصوصاً بطبقات متدرجة ليبقي منتظماً . ولفتها شكل أذنيه المستديرتين من الأعلى ، وخطر لها رفاقه كانوا دون شك يغيظونه بأن لديه أذني جنية . لكن لم ، تستطع أن تتصوّر أحداً يمكن أن يغيظ ميتش تايلر ، فنظرة واحدة من هاتين العينين الزرقاوين المسيطرتين . . .
وسرت في كيانها رعشة . لا بد أنه بالغ الحيوية في قاعة المحكمة ، وتساءلت كيف تعرّف ريك عليه .
منتديات ليلاس

إنهما يبدوان في السن نفسها ، منتصف الثلاثينات ، مع ذلك لم تستطع أن تفهم كيف تقاطعت حياتهما . فعلى حدّ علمها ، لم يتلقّ رئيسها تعليمه في الجامعة . لعله احتاج إلى عون قضائي ، أثناء سنوات عمله كمصوّر صحافي على أيّ حال ، ريك دوناتو يثق بهذا الرجل ، وبإمكانها أن ترى السبب . ففي أي نزاع ، سترغب في أن ترى ميتش تايلر بجانبها . رفع سماعة الهاتف وأجرى اتصالاً انتظر بعده لحظات مقطباً جبينه حتى جاءه الجواب :" باتريك ، أما ميتش . هل أتاك خبر من ريك اليوم ؟".
ولا بد أن الجواب كان سلباً لأنه تابع بسرعة :" أظنه متوجهاً نحوك . لقد خرج بطائرة جوني. إذا أتاك خبر منه هل لك أن تخبرني رجاء ؟".
صمت آخر وتجهّم ، ثم أردف :" تركني مع مشكلة وأنا بحاجة إلى مزيد من التعليمات.إذا اتصل بك،فهل لك أن تطلب منه الاتصال بي ؟".
وضع السماعة . إنه يعرف جوني إليس أيضاً ، كما خطر لكاثرين ، والرجال الثلاثة على علاقة بباتريك هذا الذي اتصل به ميتش لتوّه .
قالت :" لم يخبرني ريك إلى أين سيذهب".
عادت عيناه الثاقبتان تخترقان عينيها :" ما كان له أن يفعل ، خاصة في هذه الظروف . أخبريني القصة كلها يا كثرين ، بقدر علمك بها ".
بدا وكأن نظراته تبحث في أعماقها ، فحاولت مكرهة أن تتذكر أصغر التفاصيل في حال كانت هامة ، فشرعت تقول:" أنت تعرف عمل ريك".
سألها وهو ينقر بإصبعه على الصورة الملقاة أمامه :" إرسال الصور الفوتوغرافية إلى الصحف كلها حول العالم . هل جاءت هذه عبر الإنترنت ؟".
- نعم ، أخذت في المطار ، يوم أمس . كنّا نتفحص ملف الكمبيوتر وهذا الصباح . . .
- في أي وقت رأي ريك هذه ؟
- حوالى الساعة التاسعة والنصف . نحن لا نتعامل عادة مع الصور التي قد تسبب مشاكل للناس . أوشكت أن أمزّق هذه لكن ريك منعني ، وطلب مني أن أطبعها وأعطيه نسخة وأضع خمس نسخ وأخرى في خزانة المكتب ، ثم اشترى حق الطبع والنشر من المصوّر وبهذا لا يمكن أن ينشرها أحد غيره . قال إنه لا يهتم بتكاليفها . . . يريد الحصول عليها وحسب .

شاذن 28-07-10 06:06 AM

أومأ ميتش برأسه مفكراً :" وهل طلبت حق الطبع والنشر ؟".
- نعم ، بعد أن رحل ريك حالما انتهيت من طبع نسخته . لم أعرف ما يريد أن يفعل . قال فقط إنه ولارا تشابل . . لارا سيمور سيقومان برحلة طويلة وإنها لا تريد نشر تلك الصورة . شعرت . . .
وترددت ، متسائلة عما إذا كان عليها أن تلّون الحقائق بمشاعرها . فقال يشجعها :" أخبريني".
فتنهدت :" كل هذا غريب ، تلك الصورة وصلته شخصياً . وهذا ليس أمراً طبيعياً إذا فهمت ما أعني ".
فقال بابتسامة صغيرة:" أظننا جميعاً نمّر بلحظات . . . غير طبيعية ".
توهج وجهها وعنقها . لم تستطع أن تتذكر آخر مرة احمرت فيها وهي التي بلغت الثلاثين من عمرها والمرأة العاملة الناجحة ، الخبيرة في تعامل مع مختلف أنواع الناس والأوضاع . ومع ذلك ، ها هو واضحاً للغاية أنه أوقعها في دّوامة حتى أن حرارة دمها تأثرت ؟
منتديات ليلاس

عنّفت نفسها وطالبتها بأن تلتزم بالوقائع ، وأن تبتعد عن المشاعر لأنها تثير اضطرابها .
- كانت الساعة قد تجاوزت الحادية عشرة عندما اتصل بي ريك من سيارته قائلاً غنه عائد إلى مكتبه وسيصل بعد عشر دقائق . كانت لارا تشابل معه وكان بحاجة إلى خدمتين ، طلب مني أن أخبر سكرتيرتي أنني سأغيب ساعتين في اجتماع عمل مع رئيس تحرير المجلة . . . وهذا أمر عادي . . .ثم أن أقابله في موقف السيارات تحت المبني مع حقيبتي ومفاتيح السيارة .
- ألم تسأليه عن نوع الخدمة التي يريدها منك ؟
هزت كتفيها :" إنه رئيسي".
- كيف بدا لك صوته ؟
- تحت السيطرة تماماً .
فأومأ ميتش :" لقد عمل ريك في البراري وهو يعرف كيف يحافظ على رباطة جأشه".
لم تعلم كاثرين ما إذا كان ميتش يطمئنها أم يطمئن نفسه . لكن الإلفة التي يتحدث بها عن ماضي ريك تنبئ بصداقة طويلة وحميمة .
- إذاً ،كنت تنتظرينه حين دخل إلى موقف السيارات .
- نعم . قال ريك إنّ سيارة رمادية تتبعه وإن سائقها رجل يرتدي قبعة بيسبول ويضع نظارات شمسية . . . بقي الرجل يتسكّع في الخارج بما أن الدخول إلى موقف السيارات ممنوع من دون بطاقة شخصية , لهذا أرادني أن آخذه بسيارتي مع لارا تشابل إلى مطار بانكستاون . صعدا إلى سيارتي ، وبقيا منخفضين في مقعديهما أثناء خروجي ، حتى طمأنتهما إلى عدم وجود سيارة تتبعنا .
- هل قالت لك لارا تشابل شيئاً ؟.
- فقط عند وصولنا إلى مطار . لقد فعلت ما طلبه منها ريك .
- كيف بدت لك ؟ وما كان رد فعلها تجاه ما جري؟
سكتت كاثرين قليلاً تريد أن تتوخى الدقة في كلامها :" خائفة ، متوترة الأعصاب ،شاردة الذهن ".
مال ميتش برأسه جانباً ، وبدت التسلية على ملامحه :" هل خطر في بالك انك قد تُتهمين بالمساعدة في اختطاف شخص؟" . فقالت تحتج

شاذن 28-07-10 06:08 AM

بذعر :" كان ذلك هرباً وليس اختطافاً . فقد تبعت لارا تشابل ريك بإرادتها".
مال إلى الأمام ونقر على الصورة أمامه :" ربما استخدم هذه في دفعها إلى ذلك".
- لن يفعل شيئاً كهذا .
لمعت السخرية في العينين الزرقاوين :" وما أدراك بما يمكن للرجل أن يفعله ليحصل على امرأة يتلهّف إليها ؟".
واستقر نظره على وجهها فانحبست أنفاسها وانتفض قلبها لما رأته من مشاعر محمومة موجهة لها. هل يحاول أن يُظهر لها ما يظن أنّ ريك يشعر به نحو لارا تشابل ؟ هل المحامي البارع ممثل ذكي أيضاً ؟ ولكن لماذا يتخذها هي هدفاً ؟ شعرت وكأن الأمر شخصي ، ومثير للاضطراب البالغ .
منتديات ليلاس

انفجرت تقول وقد شعرت بالحاجة للدفاع عن نفسها :" الأمر ليس بهذا الشكل . بدا واضحاً أن لارا تشابل تثق به . كانت ترافقه بملء إرادتها ، متلهفة للهرب إلى حيث الأمان . وعندما وصلنا إلى المطار ، شكرتني من كل قلبها على مساعدتي . ولاحظت أنها لم تكن تضع خواتم في أصبعها".
وذكّرت ذلك كاثرين بالخاتم الذي تضعه هي نفسها . الخاتم الذي يعلن أنها وافقت على زواج من جيريمي هاينز.
انحدر بصرها إلى الماسة المتألقة التي اختارها لها ، وحدثت نفسها مرة أخرى بأنها مقياس مدى أهميتها لديه ، وليست رمزاً للمركز الذي يستحقه لديها . المال مفيد طبعاً ، والحياة أيسر بوجوده . ولكن أحياناً . . . أدرت الخاتم في إصبعها ، متمنية لو كان زمّردة ، شيئاً شخصياً بالنسبة إليها . كان جيريمي يعلم أنها تعشق اللون الأخضر ، ومع ذلك لم تستطع أن تناقشه حين أعلن بشاعرية أن ( الماس يدوم للأبد). وتنهدت بأسف ثم رفعت بصرها إلى الرجل الذي يثير في نفسها الاضطراب . كان يحدّق إلى خاتمها ، مراقباً حركته المضطربة في إصبعها . أوقفت حركة يديها على فور وقالت بحزم :" إذا خلعت امرأة خاتمها ، فهذا تصرّف متعمّد يعني أن العلاقة . . . والتزامها بها . . .قد انتهيا . لارا تشابل تريد الخروج من زواجها ، أنا لا أشك في ذلك . لم يخطفها ريك بل كانت تنظر إليه يقوم بمعجزة من أجلها".
- معجزة . . .
والتوى فم ميتش بسخرية فيما تقابلت نظراتهما :" أنت مخطوبة يا كاثرين ؟ ".
- نعم .
لماذا شعرت بالتمرّد مع انه لم يهاجمها ؟
- متى موعد العرس السعيد ؟
- لم نقرر بعد .
- ألستما حريصين على الإسراع في ذلك ؟
قطبت جبينها شاعرة بالضيق لهذه الأسئلة الشخصية :" هذا يعتمد على أحوال العمل".
- عملك أم عمله ؟
فانفجرت غاضبة :" لا أدري ما صلة هذا بالوضع الذي أتي بي إلى هنا".

شاذن 28-07-10 06:10 AM

- أؤكد لك أنه متصل به تماماً .أريد فقط أن أتأكد من المدة التي ستقضينها في عملك الحالي مع ريك . فإذا شعر خطيبك بأنه يسعده أن تتركي عملك اليوم . . .
فقاطعته بحزم :" هذا لن يسعدني".
- ترغبين إذن في الاستمرار في عملك بغض النظر عن أيّ تهديد من غاري تشابل .
حملقت فيه :" المفروض أن تهتم أنت بذلك".
فقال ببطء :" صانع المعجزات . ريك يمثّل الفارس وينقذ لارا فتاته الشقراء ، أما أنا فأعطى مهمة قتل التنين لإبقائك آمنة".
قال هذا وعيناه تلمعان بتصميم ثم أضاف :" وسأبقيك آمنة يا كاثرين . لكن الإجراءات القانونية ستستغرق يوماً أو يومين وأنا أتساءل عن مدى اهتمام خطيبك بك وبسلامتك . هل بقدر اهتمام ريك الذي طار بفتاته إلى حيث لا يصل إليها أحد ؟". ورفع حاجبه متحدياً ، فاعترضت قائلة :" أنا لست غبية ويمكنني رعاية نفسي".
- ليس ضد رجل مثل غاري تشابل . ما كان شعورك حين واجهك في مكتبك ؟
قال هذا بنعومة ماكرة وردّت على فور :" كنت خائفة".
منتديات ليلاس

- كان ثائراً.
- كان ينفث أنفاساً كألسنة النار .
- إنه لا يملك الكثير من النيران كاثرين وحسب، بل لديه ضمير يسمح له باستخدامها. إذا ظن غاري تشابل أنك تقفين في طريقه . . .
ورن الهاتف فتناول ميتش السماعة وأصغى .
ارتاحت لرؤية انتباهه يتحوّل عنها ليتركز على أمر آخر .
وأخذت تفكر في ما قاله عن غاري تشابل الذي ، وجدته مخيفاُ للغاية ،ليس لديه اعتبار لأي تصرف مناسب أو حتى معقول . استطاعت أن تتخلص منه مرة ، لكن إذا اندفع مرة أخرى على مكتبها غاضباً أو جاء إلى بيتها . . . الرجل الذي يستخدم من يراقب زوجته ويلاحقها . . . ويضرب زوجته . . . ويستعمل العنف ضد النساء . .. وراح ذلك كله يبدو بشعاً للغاية لكاثرين . تذكرت كيف اخذ يكرر اسمها ، ليحفظه عن ظهر قلب استعداداً لمراجعة أخرى ،كما تذكرت معاملته المزدرية لها ،وتهديده الضمني .
- لا بأس . إذن ، فقد وافقت على إبقاء لارا عندك وهذا أمر حسن ، ولكن لا يمكن لريك أن يبقي هو أيضاً .
قاطعت كلمات ميتش أفكار كاثرين ونبهتها إلى تطور جديد . وتابع ميتش:" أقدم غراي تشابل على تصرفات تهجمية ليستعيد زوجته . وصلت إلى مكتبي مساعدة ريك ، كاثرين ليدجر ، لحمايتها ولئلا يتهجم عليها في مكتبها . بصراحة ، سيصبح ريك هدفاً مكشوفاً لملاحقات غاري تشابل.من الأفضل أن يسافر خارج البلاد في أسرع وقت ممكن . أعني غداً . . . لا ،لكي يبرد جوّ مكتبه في سيدني ".
وفكرت كاثرين في أن هذا صحيح ، لأنها لا ترغب حتماً في مواجهة غاري تشابل مرّة أخرى. وبعد أن أصغي لبعض الوقت ،عاد ميتش يقول :" دعهما يتصلان بي حال وصولهما .سأتحدث إلى ريك أولاً ،لكنني بحاجة أيضاً إلى معلومات من لارا تشابل لبدء الإجراءات

شاذن 28-07-10 06:13 AM

القانونية .في ذهني خطو للتحرك لكنها لن تنجح إلا بمساعدة لارا التامة لي ".
خطة للتحرك . . . وتنفست كاثرين بارتياح .كان لديها ثقة غريزية بميتش تايلر وقدرته على مواجهة أي شيء .إذا كان لدى شخص القوة لمواجهة أيّ مشكلة والتغلب عليها فهو هذا الرجل .لقد وثق به ريك وهكذا ستفعل هي .والآن ،يمكن لهذا الاتصال بالهاربين أن يساعد على استقرار الأمور بسرعة .
وضع ميتش السماعة ،فأجفلت حين عاد بانتباهه إليها ،وسألها بصراحة :" هل تعيشين مع خطيبك؟" .
- لا .
- هل سيكون معك في البيت الليلة ؟
هزت رأسها :" سافر في عمل إلى ملبورن ولن يعود إلى بيته قبل مساء الغد".
منتديات ليلاس

- لا يمكنه أن تبقي وحدك يا كاثرين بينما غراي تشابل في هذه الحالة من الهياج والإحباط . صدقيني ،أنا أعرف ما بإمكان هذا الرجل أن يفعل من دون قيود وأنا لا يمكنني حتى أن أقدم بطلب لمنعه من الاقتراب منك قبيل الغد . . . إنه مدفع غير محكم الرباط .
وأشار إلى الهاتف ثم أضاف :" أتريدين أن تتصلي بخطيبك ؟ أطلبي منه أن يعود هذا المساء إلى سيدني بالطائرة".
في غمرة المفاوضات من أجل مستقبله العملي ؟ أتستدعيه للخروج من الاجتماعات المتأزمة لكي يرعاها ؟ بسبب أمر حدث أثناء عملها ؟ عملها غير هام بقدر عمله هو ،لأنه سيكون السند المالي الرئيسي للأسرة حين ينجبان أولاداً .
ورأت أن جيريمني سيعتبر ذلك غير معقول ،فقالت :" لا أريد أن أفعل ذلك".
فاخترقت عيناه الزرقاوان أعماقها وسأل:" ألست أهم من العمل بالنسبة إليه ؟".
- يمكنني أن أعتني بنفسي .
- أنت امرأة . . . ضد رجل . . . لديه ثروة لن يمنعه ضميره من استخدامها ليصل إلى ما يريد .
سيلومها جيريمي لأنها تورّطت في أمر لا علاقة له بمهنتها ما سبب لها المشاكل ، مفسدة عليه عمله .
قال ميتش :" إذا لم تطلبي من خطيبك أن يعود إلى البيت ليحميك من أي تهديد من غاري تشابل . . . ابقي معي ".
توقف قلبها عن الخفقان :" أبقى. . . معك ؟ "
جفّ فمها حتى أنها لم تكد تستطيع النطق بهذه الكلمة .
- جعلني ريك مسؤولاً عنك ، وأنا جاد تماماً بالنسبة لتحمّل هذه المسؤلية .
- ولكن . . .
- لدي بيت في " وولاهرا" يضم جناحاً للضيوف تستعمله أختي وزوجها حين يجيئان إلى سيدني . ستكونين آمنة معي يا كاثرين .
لن يسمح لأحد أن يصل إليها ،وهي واثقة من ذلك .ولكن هل ستكون آمنة معه ،وهو الذي يباعد بينها وبين جيريمي بكل ما يقوله وبما هو عليه ؟وفكرت في أنّ عليها أن تتصل بجيريمي،لتضع حداً لكل هذا الآن ولكنها تعلم أن اتصالها سيسبب جدالاً وحسب . . . وعلى مسمع من ميتش تايلر . . . ما يجعله يصدر حكماً صامتاً . . .وما يزيد في إثارتها . . . ويجعلها تتمني . . .
لا. . . من الأفضل أن تمكث معه .إذا انجذبت إلى هذا الرجل بهذه القوة ،وبقي الانجذاب قوياً طوال الأمسية فربما عليها ألاّ تتزوج جيريمي هاينز !
ونظرت إلى الخاتم في إصبعها .
أكثر ما يزعجها هو . . . أنها تتمنى لو لم تكن تلبسه .



* * * * * * * *

انتهى الفصل الثاني

شاذن 28-07-10 06:20 AM

أتمني أن تنال إعجاب كل من " الأعضاء والزوار ". . .
وباقي فصول الرواية إن شاء الله راح أحاول أن أنزلها بسرعة. . .
وأرجو أن لا تحرموني من تعليقكم الحلوة والمشجع. . .
مع حبي شاذن.


:8_4_134:

ام حنان 30-07-10 06:21 AM

صباحك سكر باين عليها حلوة كثير انا قرات قصةانت كاتبتيها اخت شادن وكانت اكثر من راءعة لا تتاخري علينا كثير وتخليني ادور عليها في مواقع ثانية مشكلتي ما عندي صبر

شاذن 30-07-10 11:05 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام حنان (المشاركة 2398707)
صباحك سكر باين عليها حلوة كثير انا قرات قصةانت كاتبتيها اخت شادن وكانت اكثر من راءعة لا تتاخري علينا كثير وتخليني ادور عليها في مواقع ثانية مشكلتي ما عندي صبر

مشكوووووووووووووووورا كثثثثثثثثثثير على هذا التعليق الحلوة. . .
وما يهون عليّ أنك أدوري عليها في منتدي أخر . . .
راح انزلها بسرعة أن شاء الله . . .
مع حبي شاذن.

:8_4_134::8_4_134:

شاذن 30-07-10 12:32 PM

3 – شهامة رجل

كانت الإثارة تتملك جسد ميتش كله .لقد التذّ بالتحدي فتوتر كل عصب فيه وهو ينتظر القرار الذي ستتخذه كاثرين ،فيما انصبّت نظراتها على الخاتم في إصبعها . تمني بعنف لو تخلعه .إذا لم يتخلّ الرجل عن أيّ شيء لكي يهرع إليها وقت الحاجة ،فهو لا يستحقها . فكر في أن يزيد التحدي ويعرض عليها أن يتحدث إلى الرجل بنفسه ،ليجعله يدرك أن كاثرين في خطر جديّ،لكن ذلك قد يجعل إحدى كفتي الميزان المتوازيتين حالياً تميل .ليست غبية ،وقد شرح لها الوضع بأكمله ،والكرة الآن في ملعبها . وإذا اختارت البقاء معه . . . حسناً ،هذا الخيار سيكون قويّ الأثر في الواقع .
قالت ببطء:" لا أريد أن أتدخل في عمل جيريمي".
وعندما رفعت نظرها إليه ، خفق قلبه من الإثارة .كانت عيناها تحملان تحدياً يطالبها بأن يكون عند وعده :" أنت قلت إنني سأكون آمنة معك . . . ".
منتديات ليلاس

تملكه الشوق .هذا تحدٍ حقاً ! هل تشعر بالانجذاب نحوه أيضاً ؟ رفع حاجبه وسألها :" هل تسألينني عما إذا كنت رجلاً شريفاً ؟ عما إذا كنت ستمضين ليلة تحت سقفي من دون أن أتحرّش بك ؟".
وتوهّجت وجنتاها ما يؤكد أنه لمس وتراً حساساً فابتسم وهو يعجب كم هي مغرية ،لكنه قال ليبدد ضيقها :" أنت تلبسين خاتم خطوبة ،يا كاثيرين ،يمكنك أن تثقي باحترامي له . اتفقنا ؟".
سخريته الخفيفة دفعتها لأن تقبل اللجوء إليه . فقالت بعد أن تنفست بعمق:" اتفقنا . إذا لم يكن لديك مانع ،فأضن أن مكوثي معك لليلة واحدة سيكون أفضل الخيارات".
- من الأفضل أن تبقي في بيتي غداً أيضاً . خذي إجازة مرضية من المكتب ليوم واحد . وبعد ليلة الغد ،سيصبح لديك حراس ،فتعودين إلى حياتك المعتادة .
- لا بأس .
وافقت على ذلك وعيناها الخضراوان الرائعتان تتألقان فوق وجنتيها الورديتين .
لقد فاز ،هذا ما خطر له بابتهاج .
وهي لم تتزوج بعد ،وموافقتها يمكن أن تعني أنها مهتمة بأن تزيد معرفتها به . هل علاقتها بجيريمي هاينز قوية وصلبة ،أم أنّ بإمكانه أن يهزها ؟ هل إصرارها على عدم تضخيم الأمور نابع من كبريائها ،أم أنها لا تستطيع الاعتماد على خطيبها ؟ وبقدر ما أراد ميتش أن يصدق التفسير الأخير ،بدا واضحاً أن كاثرين ليدجر لا يتملكها الذعر بسهولة ولعلها تعتبر ما تفعله تصرّفاً واقعياً .فأمنها بين يدي ميتش تايلر ولا حاجة بها لإزعاج خطيبها وعندما يعود خطيبها إلى حياتها يكون الخطر قد زال . ومع ذلك نلم يستطع ميتش أن يمنع نفسه من الابتهاج لأن كاثرين اختارت أن تمضي الليل في منزله . وخطر في باله أنه لو كان صديقها أو خطيبها لما رضي بأن يحدث هذا على الإطلاق . نعم إنها تلعب بالنار . فصمم خفية على تحريك الجمر كلما استطاع ذلك مراقباً اتجاه الرياح .

شاذن 30-07-10 12:56 PM

إني ألعب بالنار ليلاس. . . هذا ما فكرت فيه كاثرين شاعرة بقلقها يزداد بعد أن صممت على تجنّب جيريمي الليلة ومرافقة ميتش تايلر . قد يبدو هذا خياراً آمناً ومناسباً لكنه ليس كذلك . فلسبب كان ميتش يجعلها تتساءل عما تفعله بحياتها ولماذا ،ولم تعد الأجوبة تبدو صحيحة في نظرها . عندما اتصل ريك دوناتو ،تحوّل انتباه ميتش عنها ،فحّدثت نفسها بأنه ما زال بإمكانها أن تغير رأيها . لكن عندما أخذت تستمع إلى حديث ميتش،وجدت نفسها مبهورة تماماً بطريقة معالجته للوضع. لم ينتقد تصرفات ريك ، بل أظهر تعاطفاً وتفهماً لما حدث . أما الخطة التي وضعها من أجل إشراك فيكتور تشابل كقوة كابحة ، فبدت محيّرة لكاثرين . وكذلك التهديد بالتشهير الذي يرافق بشكل آلي ، اللجوء إلى القضاء إذا لم تثمر الجهود لكبح ابنه غاري. وتأثرت بشكل خاص باللهجة الرقيقة التي استعملها عندما قال متردداً:" قال باتريك . .. إن لارا هي فتاتك . . . منذ الأيام الخوالي".
الأيام الخوالي . . . وتساءلت كاثرين عما يعنيه ذلك . . .
منتديات ليلاس

ما علاقة لارا بهؤلاء الرجال ،ولما يحرص ريك دوناتو عليها ويتعاطف الرجلان معه ؟
وانتقل الحديث إلى أمن كاثرين باعتبار أن خطيبها بعيد وأنها ستمضي الليلة في بيته . طلب ريك أن يتحدث إليها فوعدته أن تنفذ بدقة ما تم التخطيط له . وهكذا ،فات الأوان على تغييرها رأيها ن وشعرت بأنها وقعت تحت تأثير قوة ساحقة عليها أن تخضع لها . إصغاؤها إلى ميتش وهو يستخلص المعلومات التي يحتاجها من لارا تشابل كان خبرة أخرى مميزة . . . فبالرغم من الذهن القانوني الحاد الذي يعمل ، جاء الاستجواب الدقيق بالغ الرقة . فهل هذه مجرد مهارة منه أم إخلاص حقيقي ؟ ولم تستطع أن تمنع نفسها من التأثر بمراعاته لمشاعر الآخرين . . . وإنسانيته في مجال كانت تظن أنّ الغرور يسيطر عليه . من ناحية أخرى، كانت واثقة من أنه سينجح ،فعدم نجاحه أمر لا يمكن تصوره ،وطاقته تغلب أي معارضة . إذا مثلها في المحكمة ،فهي واثقة من أنه سيفوز .
إنها حياته المهنية ،لكن ،ماذا عن حياته الخاصة ؟
من الواضح أنه لا يعيش مع امرأة وإلا لما قدم لها غرفة في بيته لتبيت فيها . لديه أخت متزوجة وهو منسجم مها كما يبدو .ظ ما من مشاكل في أسرته كما هو الحال في أسرة جيريمي حيث كل واحد يواجه الآخر بعنف ويتنافس معه . لم تكن تعجبها عادتهم في قمع بعضهم بعضاً بالقوة .كان النجاح يعني لهم الكثير ،ما جعلهم قمة في مجالاتهم ،هذا مثير للإعجاب . وكما قالت أمها شاذن،لا شك أن جيريمي سيكون زوجاً جيداً وسخياً . كان ناجحاً في عمله ، ولديه سيارة ( بي .أم دبليو.) كما أنه يرتدي ملابس أنيقة غالية ،فيما شقته في " بيرمونت"راقية للغاية . وإذا نجح في التقدّم في مهنته ،وأصبح شريكاً في شركة بالغة الأهمية للموارد المالية فسيستقران طوال الحياة في مركز رفيع من دون أن يقلقا لشيء . لكن . . . ميتش تايلر طرح السؤال والذي يشغلها وهو إلى أي حد يهتم بها جيريمي حقاً .لقد بررت أولوياته في عقلها ،إلاّ أنّ قلبها يشعر الآن بالتمزّق وهي تفكر في علاقتهما منذ البداية .

شاذن 30-07-10 12:59 PM

ألم تقم هي بكافة التسويات وتقدم التنازلات ؟ لقد نشأت في أسرة متعاطفة فكان طبيعياً بالنسبة إليها أن تعطي من ذاتها عند الحاجة ،وأن تحافظ على جوّ سعيد . لكن ،أتراه يترك كل شيء لينقذها كما فعل ريك دوناتو مع لارا تشابل ؟ ها هي الآن تقيم مع ميتش تايلر لأنها لا تريد أن تضع جيريمي أمام هذا الامتحان . لأن . . .أتراها تعرف في أعماقها أنه سيفشل في الاختبار ؟ وكانت غريزتها تخبرها أن ميتش تايلر لن يفعل . فهو شبيه بريك في هذا .إنه يهتم بشكل غير محدود، ووجدت كاثرين نفسها متلهفة لأن تكون هدفاً لمثل ذلك الاهتمام .
- أجائعة أنت ؟
سألها من حيث كان يقف بجانب جهاز الفاكس ،منتظراً أن ترسل له لارا تشابل توكيلاً خطياً بتمثيلها . نظرت إلى ساعتها . إنها السابعة تقريباً .
كيف مرّ الوقت؟ قالت:" أنا بخير . ماذا سنفعل بالنسبة إلى العشاء ؟".
- ثمة شرائح لحم بقر في الثلاجة جاهزة للقلي ، وطهيها لن يستغرق وقتاً طويلاً .
- هل يمكنك أن تطهي ؟
- وأنت ؟
- نعم .ولكن من الواضح أنك تعمل ساعات طويلة ،فظننت . . .
ظنت أنه ،مثل جيريمي ،يفضل الأكل في الخارج .
لكن خروجها معه إلى مطعم عام في هذه الظروف ليس فكرة جيدة . فلن تشعر بالأمان كما لو أكلا وحدهما . . . معاً .
تنفست بعمق محاولة أن تقمع إحساساً غير مريح بأنها غير وفية لجيريمي .لا يمكنها أن تنكر أن ميتش تايلر مختلف عنه ، ولكن ما كان لها أن تقارن أو أن تشعر بالإثارة لفكرة قضاء أمسيتها مع هذا الرجل الجذاب إلى حد لا يصدق .
وتابع يقول باسماً :" أحب الطهي ، فهو يريحني ،كما أحب أن أعود إلى بيتي بعد نهار شاق . صدقيني ،أنا طاه ماهر كما أنني سأدعك تساعديني إذا شئت". بادلته الابتسام وردّت :" لا بأس".
سحرتها فكرة إعداد الطعام معاً ،فهو عمل غير مؤذٍ لا يمكن لجيريمي أن ينتقده . وصل الفاكس من لارا فوضعه ميتش في الملف ،ثم رتّب أمر إيجاد رسول ليحمل الصورة إلى فيكتور تشابل مع رسالة يلتمس فيها منه عقد اجتماع . وخرج مع كاثرين ليجدا السيارة بانتظارهما . أمسك لها باب السيارة حتى صعدت ،ثم صعد وجلس إلى جانبها . جلوسها معه وحيدين جعل خفقات قلبها تتسارع .كان رجلاً ضخماً ذا حضور مسيطر يبعث السرور في النفس ،وهو أكثر جاذبية من أن يدع ذهنها يرتاح . أخذت تتحسس حزام مقعدها ،شاعرة بالتوتر لوجودها قربه ما جعلها غير قادرة على إقفاله .
تمتم وهو يميل نحوها :" دعيني أقوم بذلك " .
ولئلا تبدو سخيفة سلّمته المهمة لتملأ انفها على الفور رائحة العطر الرجالي المغرية عندما اقترب وجهه من وجهها .
- أقفلت الحزام .


شاذن 30-07-10 01:03 PM

ورفع إليها أهدابه الكثيفة فاشتبكت عيناه بعينيها ،عينان باسمتان تفيضان بالسرور للعمل البسيط الذي قام به لرعايتها والاطمئنان إلى سلامتها . أم أنّ الأمر أكثر من ذلك ؟ وتسارعت خفقات قلبها .
قالت بصعوبة بصوت كالهمس :" شكراً".
فأجابها :" على الرحب".
وهو جواب أي شخص آخر في مكانه . ومع ذلك ،بدا وكأنه يعني أنه يرحب بها في حياته.إنه يريدها هناك ،ما أثار لدى كاثرين رغبة قوية مقلقة في أن تكون هناك أيضاً . أرادت أن تنبذ هذا كالمجنونة نفهما لم يتعارفا سوى اليوم ،وهي ملتزمة بقضاء بقية حياتها مع جيريمي هاينز ! .
أرغم ميتش نفسه على أن يعود إلى الاستقرار في مقعده قبل أن يفعل ما لا يّغتفر ويعانق هذه المرأة الرائعة التي منحها كلمة شرف جعلتها تثق به . إنّ أيّ تقرّب منها ممنوع ،ومن الأفضل ألاّ يلمسها ـأو حتى يقترب منها أكثر .عليه أن ينسي الإغراء ـويركز على التخطيط ،رغم أنه لا يريد دراسة شخصيتها من كافة النواحي . سألها وشيء من الغيرة يدفعه إلى معرفة المزيد عن منافسه :" ما اسم خطيبك ؟ جيريمي . . . " ؟ .
- جيريمي هاينز . د
منتديات ليلاس

لم يسمع ميتش به من قبل :" أين ستعيشين معه ؟".
- في " بيرمونت"، في شقة تطلّ على المرفأ.
الرجل ثري إذن ؟ وهذا متوقع . لكن كاثرين نفسها ناجحة وهي تدير شركة ريك في سيدني عندما يكون خارج البلاد . أضافت تقول :" في الواقع ، المبني مجهّز أمنياً وأنت بحاجة إلى بطاقة لتدخل المصعد ، فإذا أخذتني إلى الشقة . . .".
فألقي عليها نظرة مسيطرة :" لا.البقاء وحدك ليس فكرة جيدة".
راحت تعبث بخاتمها مرة أخرى من دون أن تنظر إليه ولعن نفسه لأنه ذكّرها بالرجل الذي ستتزوجه . فقال بسرعة :" وعدت ريك برعايتك يا كاثرين ". هزت رأسها بخفة وتنهدت ثم قالت توافقه :" أنا وعدته أيضاً بأن أبقي معك".
فقال بشيء من السخرية :" وهل هذا أمر صعب ؟".
- آسفة ،أظنني بدوت عديمة التهذيب . استضافتك لي في بيتك شهامة بالغة منك .
فردّ كارهاً التهذيب في صوتها :" الأمر ليس شهامة ، يا كاثرين".
- أعلم هذا .الأمر سيكون أسهل لو أنك . . .
فقال :" لو أنني كنت ماذا ؟"
- أكبر . . .مثل أب نبشع دميم .
اندفعت تقول ذك ساخطة ،فامتلأ قلبه سروراً . إنها تعترف بانجذابها إليه الآن .
قال بابتسامة خبيثة :" يمكنني أن أكون بغيضاً إذا كان هذا يريحك". أطلقت ضحكة متوترة :" لا أظن أنّ التمثيل سينفع . في الواقع أريدك أن تخبرني عن نفسك ،وعن أسرتك . تحدّثت عن أخت متزوجة ". إنها تريد أن تعرفني . لم يكن من عادة ميتش أن يتحدث عن حياته الشخصية ،فشخصيته الحالية بصفته محامياً وسمعته الطيبة في القضاء تكفيان معظم الناس ، وهو يرفض إعطاء الآخرين معلومات

شاذن 30-07-10 01:14 PM

ليست من شأنهم . لكن الأمر مختلف مع كاثرين ،فلديه هذه الليلة فقط لينشئ بينهما ارتباطاً يرجو أن يحجب أي شيء بينها وبين خطيبها . وهكذا ، حدّثها عن جيني نكيف تولّت مسؤولية أمهما العاجزة بعد أن هجرهم أبوهما ،وكيف عاشوا بفضل معونة مديرية الشؤون الاجتماعية والأشغال اليدوية التي تحسنها الم وما كان يكسبه من بيع الصحف وتنظيف السيارات . . . وأي عمل يمكنه الحصول عليه بعد ساعات الدراسة . وعندما كبر ، راح يكسب جيداً من الدروس الخصوصية التي يعطيها . كانوا أسرة صغيرة متماسكة نوقد تعلمت جيني التمريض وتزوجت من طبيب يتدرب بوقت قصير ،وذلك منذ ست سنوات ،وقد رزقت جيني ببنت وابن جميلين . منتديات ليلاس

لم يذكر حادثة الاعتداء على أخته التي أدّت به إلى " غاندامورا"، فهذا أمر بالغ الخصوصية بالنسبة إليه وإلى جيني معاً .لم يتحدث أي منهما قط عن ذلك . وقد تغلّبت جيني على هذه الذكرى وهي سعيدة الآن بحياتها ،كما كان ميتش راضياً ،رغم أنه لم ينس أبداً .قد يخبر كاثرين يوماً ما . . . إذا وصلا إلى ذلك الحد من الحميمية .
توقفت السيارة أمام البيت . كانت " وولاهرا"ضاحية قديمة في سيدني ،وقد أصبحت راقية لقربها من مركز المدينة ،لكن معظم أبنيتها لها شرفات أرضية كما هو الحال في " ساري هيلز"،حي الفقراء ذي الإيجارات الرخيصة للغاية حيث عاش عندما كان صبياً شاذن. لكن هذا أيضاً تغيّر ،للسبب نفسه . . .فقد حصلت تجديدات ما حسّنت المنطقة . دفع الأجرة للسائق ورفع بصره إلى بيته وهو يستدير حول السيارة ليفتح بابها لكاثرين . لم تكن شقته راقية تطل على المرفأ ،كما لا تشرف على أي مشهد ، ما عدا هذا الشارع المحفوف ليلاس بالأشجار والفناء الصغير في الخلف . لكنها ترضي شيئاً ما في داخلها ،ربما الحاجة إلى التشبث بشيء قديم دائم .
وتساءل عن رأي كاثرين فيه كما تساءل عن رأيها في ما أخبرها به عن أسرته . وأدرك ،لأول مرة في حياته ،أنه يشعر بالعجز ، ليس في جسده ، إنما في قلبه . . . وذلك أهم بكثير .





* * * * * * * *

انتهى الفصل الثالث

شاذن 31-07-10 11:13 AM

4 – قلق وفراغ

عندما أشار ميتش إلى البوابة الأمامية رفعت بصرها إلى البيت محاولة أن تشغل نفسها عن اهتمامها به . كان سكنه يعبّر عن شخصيته ولم تعد تستطيع إنكار اهتمامها بكل ما له علاقة به . لكن لا بأس في ذلك ،كما حدثت نفسها ،ما دام الانجذاب لم يحجب الفاصل الذي يفترض أن يبقي بينهما . كان بيته مؤلفاً من طابقين مع شرفة واسعة ،ومطلياً باللون الأزرق الداكن فيما تزيّن الشرفة العليا والمدخل السفلي المسقوف ،شباك حديدية مزخرفة . بدا بيته أنيقاً ،وقد منحته الأشجار على طول الرصيف جواً هادئاً .كانت تعلم أن المنازل المرممة وهذه المنطقة غالية الثمن .لكن وقتاً طويلاً مضى منذ كان ميتش صبياً يبيع الصحف ،ويكافح وحده ،رغم أن حباً كبيراً يربط أفراد تلك الأسرة الصغيرة ببعضهم البعض . أنهم أناس طيبون ،كما كانت امها لتقول بحرارة لو عرفتهم ،فكاثرين تدرك جيداً أن والديها متحفظان بالنسبة إلى أسرة جيريمي . منتديات ليلاس

كفى مقارنة ! . . . أخذت تعنّف نفسها . ولكن من المستحيل ألاّ تفعل ذلك ،وخصوصاً بعد أن أدخلها ميتش تايلر إلى بيته فوقعت في غرام هذا البيت على الفور . كان الطابق الأرضي واسعاً جداً ، وإلاّ أنّ المكان لا يزال يبدو مريحاً وأنيقاً .
كانت أرضيّة المكان من الخشب المصقول البني المحمّر والجدران بيضاء . ولفتها المدفأة الرائعة المبنية من حجر رملي في غرفة الجلوس كما لاحظت أرائك الجلد البنيّة التي تحيط بالمدفأة ن وجهاز التلفزيون الذي يتوسط الجدار والذي يحيط به رفوف الكتب . أما غرفة المائدة فمن خشب الماهوغني الجميل ، وهي منجّدة بالجلد الأحمر القاتم ،بلون الوسائد المنثورة على الأرائك . ورأت على الطاولة لعبة شطرنج بالغة الجمال باللونين الأسود والبني .
- هل تلعب الشطرنج ؟
طرحت هذا السؤال ، متسائلة عما إذا كانت لعبة الشطرنج مجرد زينة . لمعت عيناه بالتسلية :" إنها تشغل ساعات وحدتي . وغالباً ما ألعب الشطرنج بالمراسلة لعدم وجود أيّ رفيق".
فقالت وقد وجدت عملاً آمناً تشغل به الوقت :" سألعب معك في ما بعد".
بدا عليه السرور وسألها :" أتلعبين ؟".
ابتسمت وردّت :" علّمني أبي لأنه لم يكن يجد رفيقاً له".
فضحك :" هل تلعبين غالباً ؟" .
- عندما أزور والديّ وحدي فجيريمي لا . . .
وسكتت قبل أن تقول إنّ لا صبر له على الشطرنج ،فقد بدا لها هذا نوعاً من الانتقاد ،وهو أمر ليس عادلاً . فجيريمي يعمل بتركيز بالغ . وهو يحب النشاطات الاجتماعية في ساعات فراغه وهذا أمر مقبول تماماً .
- يجب أن تخبريني عن أسرتك أثناء إعداد العشاء .
وقادها إلى المطبخ وهو أول ملحق مبني خلف المنزل ، تليه غرفة للغسيل وحمام الطابق الأسفل ،كما أخبرها .


شاذن 31-07-10 11:15 AM

كان المطبخ أبيض أيضاً ، ما عدا المقاعد الخشبية ذات اللون البني المحمّر ،وهي أجمل من المعدن البارد الذي يجعل الناظر يشعر وكأنه في عيادة طبية ،والذي يفضّله جيريمي في المطبخ لأنه عصري الطراز باهظ الثمن . ومرة أخرى ،نبذت كاثرين هذه الأفكار الانتقادية وهي تحدّث نفسها بأن عليها أن تقدّر خيار جيريمي الذي يفضّل أجهزة المطبخ الفخمة . بل عليها ، في الواقع ، أن تكون شاكرة له .
سألها وهو يخلع سترته وربطة عنقه ويثني كمي قميصه استعداداً لإعداد العشاء :" هل تحبين عصير البرتقال ، أم تفضلين المياه الغازية ؟".
فأجابت :" المياه الغازية".
عليها أن تضبط نفسها وألاّ تتأثر بمظهر ميتش غير الرسمي الذي يجعل إحساسها ببنيته أكثر حدة . . . وجنتان مشدودتان وذراعان قويتان وصدر واسع يعلوه شعر أسود يبدو من أعلى قميصه المفتوح . ولكن ن لا ضرر من أن تكون أنيسة اجتماعية بعض الشيء .
منتديات ليلاس

- إذا شئت أن تصعدي إلى الطابق العلوي وترتاحي قليلاً بينما أحضّر الأمور .جناح الضيوف فوق المطبخ مباشرة .
كانت هذه لفتة حساسة لإزالة توترها فانتهزت الفرصة على الفور لترتاح قليلاً من جاذبيته المدمّرة .
- شكراً ،لن أغيب طويلاً .
- على مهل .لا ضرورة للعجلة .
كان السلم خلف غرفة الطعام ،ودرجاته مكسوة بسجادة فيروزية تمتد من أرض المدخل إلى أرض الغرفة التي ستقيم فيها . وحيّرها أن ترى سريراً فسيحاً مغطى بغطاء صوفي رائع الجمال مطرز باليد ،ورأت على الجدران لوحات من قماش مطرزة برسوم شهيرة ،كان أجملها في نظرها ،مشهد زنابق مائية رائعة من رسم " مونيه"من دون شك .
لا بد أنّ هذه بعض أعمال أمه التي كانت تجلس في كرسي بعجلات طوال النهار تطرز ، لتبيع أعمالها بعدئذ متجر مختص بالأعمال اليدوية . ويبدو أنها لم تبع كلها ،أو لعل هذه الأشياء الجميلة صنعت بعد أن انتفت الحاجة لبيعها . وازداد إعجاب كاثرين بميتش لأنه احتفظ بها ، وأثث هذه الغرفة بها ،هذه الغرفة التي تقيم فيها أخته حين تأتي إلى سيدني . روابط أسرية . . . ثمة شيء في هذه الغرفة يؤثر في قلب . أسرعت كاثرين إلى الحمام الذي يغلب عليه اللون الأبيض مع رفوف باللونين الفيروزي والقرميدي . نظرت إلى نفسها في المرآة وتساءلت عما رأي ميتش تايلر فيها . أتراها من نوع النساء الذي يرغب فيه ؟ ولو أنها غير مرتبطة ،أتراه كان . . . ؟
أوقف الشعور بالذنب هذه السلسلة الغادرة من الأفكار .إنها مخطوبة لجيريمي الذي تعرفه منذ أكثر من عام . لم تكن علاقتهما مثالية ،لكن أين هي العلاقات المثالية ؟ إنها علاقة متوازية أكثر من معظم العلاقات ، ولا ينبغي أن تلقي بكل هذا من أجل شخص آخر التقته مصادفة في ظروف غير عادية . . .
وحدّقت إلى خاتم الماسي في إصبعها ،وتمنّت مرة أخرى لو لم يكن موجوداً .هل يعني هذا أن ارتباطها بجيريمي خطأ؟ أم أنه مجرد شعور عابر؟إذا ما خلعت الخاتم فسيكون إشارة إلى ميتش تايلر بأنها . . . لا!

شاذن 31-07-10 11:17 AM

هذا جنون .هذا تسرّع ،ولا شك أنها ستندم عليه غداً . كما أنّ السهرة مع ميتش لم تبدأ بعد .هذا الانجذاب الذي بدأ لتوّه ،سرعان ما سيتبدد .
عندما عادت كاثرين إلى المطبخ بدا الارتياح عليها ،والسعادة للجلوس على المقعد العالي في الجانب الآخر من الطاولة لتقطع الخضار التي أعدّها لها .كان ميتش قد عمل بسرعة أثناء وجودها بعيداً فجّهز المائدة وحضّر الصلصات ووضع قدراً من الماء على الموقد لتحضير المعكرونة . وها هو الآن مستعد لأن يسمع ما ستقوله عن نفسها وعن أسرتها .
لكنها سألته أولاً عما إذا كان قد صمم ديكور المنزل بنفسه فأجاب بأنه فعل ذلك بمساعدة مهندس .
- وهل الديكور من اختيارك أيضاً ؟
- نعم .
وكان في جوابه لمسة من التحدي . أومأت وكأنها تكهنت بأن هذا كله من عمله ،فما تساءل عما عسي أن يكون حكمها على ذلك .طراز قديم ؟ أرادت هاربيت أن تتخلص من غطاء السرير ولوحات القماش التي طرّزتها أمه . . . أرادت أن تعطيها لأخته ،لكنه لم يقبل . فساعات طويلة من حياة أمه امتزجت بهذا النسيج . . . الذكريات الحلوة تستحق أكثر من ديكور أنيق لا ينفك يُجدد من دون تغيير .
- ذلك الغطاء على السرير رائع الجمال .
فابتسم وقد ارتاح لتقدير كاثرين :" لقد صنعته أمي".
وصمت ثم أردف :" كانت تعشق ذلك العمل".
- أراهن على أنه كان يمنحها سروراً بالغاً ،مثل أمي حين تعمل بالخزف فهي تصنع أشكالاً جميلة بيديها .
وهكذا سنحت له فرصة طبيعية لسؤالها عن أسرتها .فتحدّثت عن أبويها بحب كبير .كان أبوها مدير مدرسة ابتدائية ،وأمها معلمة فنون ، وهما يعيشان في " غوسفورد"في " مكان قريب"من حيث تعيش جيني . وتابعت :" أبي خُلق معلماً ،وطاقاته تذهب سدى حقاً في إدارة الأعمال .لكنه يدير مدرسة جيدة ،وأظن أنّ هذا إنجاز جيد .فكل الأولاد يحبونه ويحترمونه".
- بإمكان المدير أن يبني أو يحطم المدرسة .
قال ميتش هذا وهو يتذكر مدرسة صباه ومديره :" أظن أنّ المدير الجيد يستحق وزنه ذهباً بالنسبة أيّ كل شخص تحت رعايته".
أشرق وجهها سروراً وردّت :" أوافقك على الرأي . يتلقي أبي الكثير من رسائل الشكر من تلامذة قدماء ومن آباء .لقد ساعد أناساً كثيرين".
كانا يتحدثان بمودة أثناء إعداد الطعام وأخذه إلى غرفة المائدة . كان ممتعاً أن يعلم أنها تعلمت الفنون التخطيطية وترقت من وظيفة إلى أخرى لتصل تدريجياً إلى أعلى السلم في الإدارة ،حيث عملت محاسبة في مجال الإعلانات قبل أن تستلم عملها مع ريك . بدا واضحاً أن ريك يثق في قراراتها ،وهذا يشهد لها بالكثير .
استمتع ميتش بصحبتها من كافة النواحي .أحب الاستماع إليها ،وتأملها فلم يجد ما يصدمه فيها . . .سوى ذلك الخاتم الماسي الذي يعني أنها مرتبطة برجل آخر .وشعر بأن هذا الأمر خطأ.

شاذن 31-07-10 11:19 AM

كانت تتحدث عن شقيقيها الأصغر منها سناً ، واحدهما طيار يعشق الطيران ،والآخر دائم السفر يهوي اكتشاف العالم . ترى هل يعجبهما الرجل الذي ستتزوجه ؟ هل هما واثقاً من أنها ستسعد معه ؟
أراد أن يطرح هذه الأسئلة ،لكنه أدرك أنها أسئلة شخصية انتقاديه أكثر مما ينبغي . مع ذلك ،كانت عيناها الخضروان الجميلتان تتراقصان ،وتتألقان ما يعكس استمتاعها بهذه الصداقة الجديدة . أحلام اليقظة هذه قاطعها صوت الباب الخارجي وهو ينفتح فجأة وسرى الحذر في أعصابه . . .
وفي لحظة وقف وقد خلا ذهنه من أيّ شيء إشارات الخطر ، وأخذ صدره يرتفع وينخفض لهذا التعدّي وهو يستدير ليرى . . .
- ميتش ؟
- إنها هاربيت تناديه من الردهة الصغيرة المؤدية إلى غرفة جلوسه . . . لقد استعلمت المفتاح الذي كان عليها أن تعيده . وتوتر فكّه وهو يحسّ بكاثرين تنظر إليه متسائلة . . . من بين كل الناس في العالم ،كانت هاربيت لوويل آخر شخص أراده أن يتطفل على هذا الوقت القصير للغاية الذي يمضيه مع المرأة التي يريدها حقاً .
منتديات ليلاس

- كما أن صديقته السابقة لا تملك الحق في دخول بيته من دعوة !الخوف الذي جعل قلب كاثرين عندما قفز ميتش عن كرسيه ، خفت وطأته وعندما سمعت صوت امرأة . لم ليلاس يقتحم غاري تشابل المنزل ليلاحقها ، بل أنها امرأة لديها مفتاح . أتراها زيارة مفاجئة من أخته ؟ لكن ميتش ما زال متوتراً ،وغضبه قوياً . وشعرت كاثرين بنفسها تنكمش . سلخت نظراتها عنه لترى الشخص الذي أثار ردة الفعل العنيفة هذه فشعرت على الفور بفراغ عندما دخلت تلك المرأة إلى غرفة الجلوس بمرح ،مرتدية تنورة وبلوزة معلقة في رقبتها كحبل المشنقة ،وهي تحمل بيدها زجاجة عصير وسلة صغيرة من الفريز الطازج .
- ميتش ،حبيبي. . .
وابتسمت كاشفة عن أسنان بيضاء متألقة ،فيما لمعت عيناها حاملتين الكثير من الوعود :" كان نصراً ساحقاً لك اليوم . ولذا ،رأيت أن علينا أن نحتفل بذلك".
كانت طويلة شقراء رائعة الجمال ،وبالغة الثقة بالنفس ومحبة للصحبة ،وخصوصاً صحبة ميتش تايلر ما دامت تحمل مفتاح بيته ،وتمنت كاثرين لو تبتلعها الأرض .
- إذن ، أنت مخطئة .
جاء الجواب الخشن القاطع ليدفع كاثرين إلى شاذن رفع ناظريها إليه .بدا غاضباً جداً فقد توتر فكه فيما قطّب حاجبيه الأسودين :" أريد أن أراك في الخارج يا هاربيت".
وبدلاً من أن تغضب ثم تذعن ،كما كانت كاثرين لتفعل ،وتقدمت هاربيت منه رافعه الرأس ،وقد بدا الاستعداد للقتال على وجهها وهي تنظر إلى كاثرين . ثم قالت ساخرة :" هكذا إذن . . . أصبح لديك رفيقة .أين حسن سلوكك الذائع الصيت ياميتش ؟ أقل ما يمكنك فعله هو أن تقدمنا إلى بعضنا البعض".
كانت قد ابتعدت عن الباب الخارجي كثيراً ما جعل من الصعب على ميتش أن يُخرجها دون عنف .

شاذن 31-07-10 11:21 AM

لكنه منعها من التقدّم والتجوال أكثر في منزله ومدّ راحته قائلاً :" أعطني المفتاح ياهربيت . لم يعد يحق لك أن تحتفظي به".
فقالت بحدة :" بالله عليك ، ألا يمكنك أن تكون مهذباً ؟".
فأجاب ببرودة :" لا أعتبر دخول بيتي دون إذن تهذيباً".
- خاصة في بداية علاقة جديدة .
قالت هذا بحقد وهي تعود فتنظر إلى كاثرين ثم أردفت :" لا أتذكر أنني رأيتك من قبل . أنت حتماً لست في سلك القضاء". تكلّمت بلهجة متغطرسة لكن ميتش تجاهلها :" المفتاح يا هاربيت".
قال هذا بعزم لا يلين فنظرت إليه بازدراء:" لقد خاب أملي فيك يا ميتش . وظننتك ستواجهني".
ردّ بلهجة لاذعة :" لقد اخترت الحلبة التي أقف فيها ولن أنجرّ إلى حلبتك".
- وهكذا ،تمسّكت بأول تنورة وجدتها .
- كفى! أريدك أن تذهبي .
منتديات ليلاس

فقالت هازئة :" إنها ليست من مستواي".
- غطرستك غير منطقية على الإطلاق ولن تُكسبك شيئاً .في الواقع ،أنت تتحوّلين إلى خاسرة مشاكسة للغاية . أرجوك ،أعطني مفتاحي واخرجي .
- يداي مليئتان بهدايا لك .
فقال بعنف :" بل هي حجة لتحصلي على ما تريدين".
وأخذ من يديها زجاجة العصير وسلة الفريز ،ثم أضاف :" والآن يداك طليقتان".
لوّحت بيدها إلى الخلف فأجفلت كاثرين متوقعة صفعة عنيفة لكن ميتش وقف أشبه بصخرة لا تتزحزح ،وهو يفيض سيطرة ترهب معظم الناس حتماً . لم تستطع أن ترى ملامحه لكن بدا أنّ هاربيت غيرّت رأيها بسرعة بالنسبة إلى صفعه .نقلت يدها إلى حقيبة كتفها وفتحتها مذعنة لمطلبه الذي لم يتراجع عنه ،وقالت بمرارة :" ألن تمنحني فرصة ثانية معك يا ميتش ؟".
- كما قلت لي هذا الصباح ،أنا لا أرى ليلاس سوى أبيض وأسود .
- حكمك فظ للغاية .
- أنت اخترت رجلاً آخر يا هاربيت ، فلا تتوقعي العودة إليّ أبداً .
فقالت بما يشبه التهديد :" ستندم على هذا ".
- أشك في ذلك . فحتى لو صادقت القضاة كلهم ،سيبقون مضطرين إلى الالتزام بالقانون .
وضعت المفتاح في راحته بعنف :" هل ستعطيها إياه الآن ؟".
وألقت نظرة ازدراء متغطرسة على كاثرين .
- تحلّي ببعض الكياسة يا هاربيت . لا أريد أن أقلل من احترامي لك أكثر .
حملقت فيه لكن يبدو أنها لم تجد أي صدع في دفاعاته لتهاجمه . بعدئذ ، أدارت ظهرها لهما بكبرياء واتجهت إلى الباب الخارجي ، فتبعها ميتش ليتأكد من خروجها من بيته .
بقيت كاثرين جالسة إلى شاذن مائدة الطعام ،مستغرقة في استيعاب صدمة ما شهدته . لا شك في أن حصولها على مفتاحه يدل على علاقة بالغة الحميمية لكن يبدو أنّ الثقة تحطمت بتورط هاربيت مع قاض .

شاذن 31-07-10 11:23 AM

هل هي غلطة ندمت عليها ؟ غلطة لن يغفرها لها ميتش ؟ رجل شريف . . . تلطخ شرفه بالخيانة ،وهو غاضب جداً لذلك ، ومجروح الكرامة .
هزت كاثرين رأسها لحماقتها حين ظنّت أن الانجذاب الذي شعرت به نحوه متبادل .كيف يمكن أن يرغب فيها ميتش تايلر بهذه السرعة فيما هي مختلفة عن المرأة التي كانت صديقته إلى وقت قريب جداً ؟لا أحد يمكن أن يصف كاثرين بأنها رائعة الجمال . كانت توصف غالباً بأنها ظريفة وذكية ، وهذه الصفة لا تكفي للمنافسة عندما يستطيع رجل مثل ميتش أن يحصل على امرأة كهاربيت التي تعمل في المحاماة أيضاً ،وتشاركه عالمه . المشاعر التي أثارتها هذه الزيارة
منتديات ليلاس
المفاجئة برهان كافٍ على أنه لا يزال متعلقاً بزميلته المثيرة بالرغم من أنه قرر إنهاء علاقتهما ، وشعورها بالخطر من قضاء هذه الليلة في بيته سخيف . كان الخطأ خطأها وهي تراه جذاباً إلى هذا الحد ، في حين أنّ مشاعرها يجب أن تكون في مكان آخر مع جيريمي .
أدارت الخاتم في إصبعها ،وهي تذكّر نفسها بعنف بأنه وعد بالوفاء . . . وعد كانت مصممة على الوفاء به وستفي به . مجيء هاربيت من حسن حظها لأنه منعها من الوقوع في خطأ جسيم . كان عليها أن تعترف لها بالجميل لكنها لم تفعل ، فقد تلاشت بهجتها برفقة ميتش تايلرولم تعد تشعر بسوى . . . الفراغ .


* * * * * * * *
انتهى الفصل الرابع

sal_sal_ma 31-07-10 03:29 PM

روايه بتجنن تسلم ايديكي

loleta33 01-08-10 08:54 PM

يعطيكي العافيه وتسلم إيديك

ماورينا 02-08-10 09:23 PM

روايه حلوه كتير
وبالانتظار التكمله ياحلو:flowers2:

nemerhmde 02-08-10 09:26 PM

تسلم ايدك بارك الله فيك

شاذن 02-08-10 10:18 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة sal_sal_ma (المشاركة 2400116)
روايه بتجنن تسلم ايديكي

مشكووووورا كثثثثثثثثثير على هذا التعليق الحلوة. . .
بتمني تكملة الرواية تعجبك. . .
مع حبي شاذن.

:8_4_134:

شاذن 02-08-10 10:20 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة loleta33 (المشاركة 2401727)
يعطيكي العافيه وتسلم إيديك

مشكووووورا كثثثثثثثثثير على مرورك العطر . . .
بتمني تكملة الرواية تعجبك. . .
مع حبي شاذن.

:flowers2:

شاذن 02-08-10 10:22 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ماورينا (المشاركة 2402745)
روايه حلوه كتير
وبالانتظار التكمله ياحلو:flowers2:

مشكووووورا كثثثثثثثثثير ياالحلوة على هذه المشاركة. . .
وبتمني يكون هذا رأيك عند نهاية الرواية. . .
مع حبي شاذن.

:8_4_134:

شاذن 02-08-10 10:28 PM

5 – المعركة الصعبة

إقفال الباب خلف هاربيت لم يمنحه الرضى ، فالأمر أشبه بإقفال الباب خلف حصان هرب فجأة . فقد حصل الضرر . . . والمودة التي نشأت بينه وبين كاثرين والجو السار المرتاح . . . تشتتا إلى غير رجعة ، بسبب افتراض هاربيت التغطرس أنّ بإمكانها أن تعيد علاقتهما السابقة إلى ما كانت عليه . رؤيته لكاثرين وهي تعبث بخاتمها ،بعد عودته إلى غرفة الجلوس ،أنبأته إلى أين وصل تفكيرها . . . إلى جيريمي هاينز مباشرة . . . وأدرك أن أمامه معركة صعبة لكي يسترجع أي أساس بنياه معاً .أراد أن يشغل ذهنها مجدداً بعناق يطرد به منافسه . لكنها ستقاومه ،وستفقد ثقتها به كلياً . إنها فكرة فاشلة تجعله بغيضاً في عينيها وتلغي أي فرصة أمامه لتحسين علاقته بها . منتديات ليلاس

قال محاولاً أن يمحو ما في صوته من خيبة أمل :" آسف لأنك اضطررت لمشاهدة ما كنت غير مضطرة لمشاهدته ،يا كاثرين"
تنفست بعمق واستقامت في جلستها ثم راحت تنظر إليه .لم يرَ في عينيها أي حيوية دافئة . . .
كانت عيناها بليدتين فاترتين ثم قالت وقد التوى فمها بعبوس ساخر:" ينبغي أساساً ألا أكون هنا".
فقال متعاطفاً :" أنت هنا لسبب وجيه .وأضيف أنني لم أقدمك إلى هاربيت لوويل للسبب نفسه .فمن الأفضل ألا تعرف اسمك ولا صلتك بغلري تشابل ".
فقالت وهي تومئ وكأنه أكّد لتوّه مكانها في حياته ،وأنه مجرد عمل :" طبعاً".
أراد أن يصرخ أن الأمر ليس كذلك فيما تابعت هي وقد توهج وجهها :" آسفة إذا كنت قد وقفت في . . . في طريق إمكانية حدوث مصالحة".
فقال والكلمات تتفجر منه بانزعاج واضح لأنها تتصور أنه يريد أن تعود هاربيت إلى حياته :" كاثرين إذا اكتشفت أن خطيبك خانك لاكتساب بعض الفائدة وللفت الانتباه إليه في مهنته ،فهل ستبقين راغبة في مشاركته الحياة ؟".
كان غاضباً للغاية ،ورآها تتمالك نفسها لتجيبه رغماً عنها :" لا .لن أفعل".
ورفعت إليه عينين متألمتين ،عينين متعاطفتين جعلتا قلبه يتلوّى ألماً . لم يكن يريد عطفها ،فقال بهدوء :" لا أظن أن للخيانة ما يبررها أبداً".لم يكن يريدها أن تخون جيريمي ،بل يريدها أن تنفصل عنه . لكنه لم يعد يرى الآن حظاً كبيراً في ذلك .وأضاف بلهجة حاسمة :" قضيتها انتهت.وهل لي أن أضيف أن صحبتك أفضل عندي مما لديها ؟".هذا الزعم جعلها تبتسم ابتسامة صغيرة جافة :" كنت حسن الضيافة وبالغ اللطف".
كان حذرها يزداد ،يبدو قوياً وحقيقياً .لم يعرف ميتش كيف يضع حداً له ،فقال بفتور:" لا مكان للطف هنا .الوجود معك بهجة".
هزت رأسها :" لقد تحدثت كثيراً عن نفسي ،كما أظن . . . عملك كمحامٍ يجعلك ماهراً جداً في جعل الآخرين يتكلمون".

شاذن 02-08-10 10:32 PM

فقال بسرعة ،مقاوماً الحاجز الذي شرعت في إقامته بينهما :" أردت أن أعرفك كما أردت أن تعرفيني يا كاثرين".
- نعم، حسناً، لقد مرّ بذلك الوقت ،من غير المحتمل أن نتلاقى مرة أخرى .لذا ،لا أظن أنّ ما قلناه ذا أهمية .من الأفضل أن نرفع الأطباق الآن ونغسلها .
ووقفت .لقد تراجعت تماماً .
جمعا الأطباق عن المائدة ثم قال :" سأحضّر قهوة".
كان في حاجة ملحّة إلى إطالة السهرة معها فأضاف وهو يراها على وشك رفض القهوة :" أنا متشوق للعب الشطرنج معك".
قطبت جبينها وكأنها نسيت أنها عرضت عليه هذا ،،وشعرت بالحرج بينما قال هو ملحّاً:" ماذا تحبين أن تلعبي ؟ أبيض أم أسود ؟".
منتديات ليلاس

تذكرت كاثرين ما قاله ميتش عن أن الشطرنج يشغل ساعات وحدته . وإذا انسحبت إلى جناح الضيوف الآن ،فستتركه مع ذكرى ذلك المشهد المرّ مع هاربيت . . . تركه وحده مع الذكريات التعيسة ليس جزاءً حسناً على رعايته واهتمامه بأمنها .كما أنّ لعب الشطرنج ليس أمراً شخصياً فظيعاً لأنهما سيركزان اهتمامهما على اللعب.
سألها إن كانت تريد الأبيض أم الأسود ،فقالت :" دعنا نقترع ،فهذا أكثر عدلاً".
أشرق وجهه بابتسامة عريضة لقبولها ، وقال معترضاً :" لكنك ضيفتي".
- لا أريد أي أفضلية .
غمز بعينه مداعباً :" هل هذه ثقة بانتصارك ؟".
فرفعت رأسها بكبرياء :" عليّ أن أحذرك من أنني كنت بطلة الشطرنج في المدرسة".
ضحك وردّ:" وأنا أيضاً".
نظرت إليه شزراً وهي تغسل الأطباق في الحوض :" لا تقل لي أنك أستاذ في اللعبة".
- لا بأس . لن أخبرك.
وراح يضحك وهو يعدّ إبريق القهوة .ورأت أن لا بأس في أن يكون أمهر منها بكثير ، فاللعب هو مجرد محاولة لصرف الذهن عن المواضيع الأخرى .لعله بحاجة إلى الانتصار بعد أن خسر في الحب ،رغم أنها تستغرب كيف وجدت هاربيت الرائعة الجمال أي رجل آخر أكثر جاذبية منه . . .
لقد علل ميتش هذا بطموحها ،ترى أيقدّم جيريمي الطموح على وفائه لها ؟
نجاحه في عمله يعني الكثير بالنسبة إليه ،وقد مرّ بفترة تنافسية شاقة حقاً ،لكنه لم يمنحها سبباً يجعلها تعتقد بأنه سيخدعها يوماً ما .
عندما أنهت غسل الأطباق عادت إلى مقعدها المرتفع عند الناحية الأخرى من الطاولة ،واضعة مسافة بينها وبين ميتش تايلر .وجدت صعوبة في أن تتجاهل الجاذبية الكبيرة التي تفيض من جسمه ،كما أن الصمت زاد في ذلك .
- ما هو الانتصار الذي أحرزته هذا الصباح ؟
سألته مندفعة من دون تفكير وسرعان ما أدركت أن ما فعلته غير لبق فهي تذكّره بهاربيت التي أتت للاحتفال . كان يعد صينية القهوة فنظر

شاذن 02-08-10 10:35 PM

إليها ساخراً وأجاب :" قضية تخاصم أسرة بارينغتن. إذا كنت تعتبرين الحصول على مساعدة من قلب من حجر انتصاراً".
كانت كاثرين تعرف ما يتحدث عنه ،فقضية تخاصم أسرة "بارينغتن"فضيحة كبرى كتبت عنها الصحف بإسهاب .الابن انتحر فلامت زوجته الأسرة وطلبت تعويضاً .فقالت :" فهمت أنك إلى جانب المظلوم ؟".
فأومأ قائلاً :" وهاربيت كانت موكّلة من قبل الأسرة".
شعرت كاثرين بتشتت ذهنها . لماذا أرادت هاربيت أن تحتفل بانتصاره إذا . . . ؟ وسألت :" ألم يهمها أن تخسر ؟".
فقال ساخراً :" هاربيت تكره أن تخسر أي شيء ،حتى أن تخسرني أنا". بل خاصة أنت ،كما خطر لكاثرين . من الواضح أن المحامية الجميلة تحاول جاهدة أن تستعيد موضع قدم في حياته :" أعلم أنك تشعر بالمسؤولية تجاهي بسبب ريك ،لكن لو لم أكن هنا . . . "
- ما كان ذلك ليشكّل فرقاً .كفى قلقاً بهذا الشأن .
لم تكن واثقة من ذلك ،فهو لم يطلب المفتاح من هاربيت قبل هذه الليلة . لماذا نسي ذلك إذا لم يشأ استئناف علاقته معها ؟ لقد اقتحمت بيته، وربما كانت لتنجح في فرض نفسها لو لم يكن ميتش مرتبطاً بهذا العمل الطارئ المستعجل مع ريك ، صديقه الذي التمس المساعدة منه وكأنما انتبه إلى منطقها ،فقال :" كانت تعلم جيداً أن استعمالها مفتاح بيتي اعتداء ،لكن هذه هي شخصيتها ،فهي تحب المجازفة . كان عليّ أن أسترجعه منها قبل الآن ،لولا . . . أننا لم نكن خصمين في هذه القضية .لم أشأ أن أدخل في صراع شخصي مع هاربيت أثناء مواجهتها المهنية ، فالمطالبة باستعادة المفتاح بدت غير مناسب".
لهجته الحازمة وكبرياؤه أنبآها بأن عليها أن تتراجع وتترك هذا الموضوع الحساس .كان غباء منها الخوض في هذا الموضوع منذ البداية . فكرامته مازالت مجروحة فيما هي تدير السكين في الجرح ،فقط لترضي فضولها بالنسبة إلى شعوره نحو امرأة أخري . ولأي هدف ؟ لم تكن تريده لنفسها . . . فلديها جيريمي . فلحقت به شاعرة بالارتياح لأنه أصبح بإمكانهما الجلوس الآن ولعب الشطرنج من دون حاجة إلى الحديث . سيكون الصمت طبيعياً وليس غريباً أو متوتراً .
لم يستطع ميتش أن يركّز اهتمامه على اللعب .فهو يشعر بأنه مشلول عن الحركة. هذا الوضع جعله يدرك بوضوح أن علاقته السابقة بهاربيت لوويل كان ينقصها القدرة على إثارته بالقوة نفسها التي تثيره هي بها . هل بإمكانه أن يكشف نفسه بهذه الصراحة ؟هل سيمس هذا وتراً حساساً منها أم سيربكها ؟
حركت يده أحجار الشطرنج بشكل آلي إزاء هجومها ،لكنها هزمته . تمتم يقول بعد أن أقر بالهزيمة :" كنت أعمى جانبياً".
فغمزت بعينيها الاثنتين سروراًَ لانتصارها ثم قالت تتحداه :" أظنك قللت من شأني".
قال وقد انتعش قلبه لعودة الاتصال بينهما :" لن أفعل ذلك مرة أخرى".
لا بدّ أنها تشعر بذلك هي أيضاً ،فلا يمكن لهذا أن يحدث من ناحية واحدة .لكنها أسبلت أهدابها وهي تعيد ترتيب قطع الشطرنج تحضيراً

شاذن 02-08-10 10:37 PM

لجولة أخرى .وبدا أنها صممت على أن تسد الطريق أمام أي حديث شخصي ،فسألته طلباً للعدل :" أتريد أن تأخذ الحجارة البيضاء هذه المرة ؟".
- لا، الأسود ممتاز .أحب أن آتي من الخلف .
فنظرت إليه هازلة :" لتجعل النصر أحلى ؟".
فقال متأثراً :" أتمني ذلك".
وثارت مشاعرها لحظة فمنحته ابتسامة مشرقة قفز لها قلبه بهجة بما بدا له تجاذباً متبادلاً إيجابياً للغاية . . . وفي اللحظة التالية ،عادت تحدق إلى لوحة الشطرنج مرة أخرى ،لتختار قطعة تنقلها ،محاولة ألا تندفع بعيداً عن منطقتها المريحة الآمنة .
أرغم نفسه على التركيز على اللعبة . لم ينتصر كما لم يخسر بل وصلا إلى طريق مسدود ، ليتراجعا بعد ذلك . أصرّ على لعبة ثالثة فقط ليبقيها معه رغم علمه أن ذلك لن يتغيّر شيئاً .فالوفاء والإخلاص لخطيبها هما من الثوابت في ذهنها . ربح هذه المرة ،فاستغلت نجاحه عذراً للانسحاب بتعادل مشرّف قائلة إنها متعبة وشاكرة له لعبة معها . فلم يستطيع منع نفسه مكن أن يقول إنهما فريقان متلائمان .
منتديات ليلاس

قالت إنها استمتعت باللعب ثم أسرعت تضيف بتوتر :" بالنسبة إلى الغد ، يا ميتش . . . "
فقاطعها عالماً أنها ستتجنب تناول الفطور معه وتوديعه :" سأخرج في الصباح الباكر ، فتصرفي وكأنك في بيتك . سأتصل بك وأدعك تعلمين نتيجة اجتماعي مع آل تشابل".
- إذا كانت النتيجة إيجابية سأذهب إلى العمل ،وأحضر سيارتي . . . كانت متلهفة إلى الابتعاد عنه وعن حميمية بيته . فقاطعها :" كلا . من الأفضل ألا تكوني واثقة ومتسرعة جداً يا كاثرين . متى تتوقعين عودته خطيبك ؟" . فقطبت :" قرابة السادسة والنصف من مساء الغد"
- سأكون أسعد إذا أوصلتك إليه بنفسي بأمان .
أراد أن يتعرف إليه شخصياً فهو لا يستطيع أن يدع كاثرين ليدجر تذهب من دون أن يرضى فضوله ويقتنع بأن هذا صواب بالنسبة إليه لكنه لن يشعر أبداً بأنه صواب بالنسبة إليه .
لم تعجبها خطته هذه :" هذا ليس ضرورياً أبداً".
ففكر ميتش بعنف في أنه يفضّل أن يسبب مشكلة بينها وبين خطيبها :" يجب أن يعرف ما جرى ،يا كاثرين . ليست واثقاً من أن بإمكاني أن أمنع غاري شابل من أن يتعرّض لك خارج ساعات العمل ،خاصة في غياب أيّ شهود .على خطيبك أن يكون حاميك وحارسك " .
تنهّدت وقالت :" لا بأس ،لكن لا حاجة لأن تخبره أنت بذلك فيمكنني القيام بذلك بنفسي".
- لا بأس .
كانت لهجتها مخاصمة ،ولا سلطة له على حياتها تجعله يرغمها على أتباع رأيه :" دعيني فقط آخذك إلى بيتك وأوصلك إلى خطيبك .وبهذا يمكنني أن أؤكد لريك أنني لم أدع أيّ ضرر يلحق بك. هل هذا عدل ؟".

شاذن 02-08-10 10:40 PM

لقد وعدت رئيسها بأن تتبع نصيحة ميتش وسيكتب له ميتش تقريراً بذلك .وإذا كانت علاقتها بجيريمي هاينز كما ينبغي أن تكون ،فما من سبب يمنع من أن يرافقها ميتش إلى بيتها .
كان في معارضتها رائحة صراع ،ما منح ميتش ومضة أمل في إنها قد تغير رأيها بالنسبة لزواجها .لكنه نبّه نفسه إلى أن هذا غير محتمل ،ومع ذلك فإن الرغبة في أن يحتفظ بها لنفسه ،أو على الأقل أن يكتشف ما قد يحصل بينهما لن تموت .
- آسفة إذا بدوت صعبة . . . غير شاكرة ،أظنني لست معتادة على الحاجة إلى الحماية .
فقال بجد بالغ :" الحاجة لذلك حقيقة قد تنبذينها ،لكن غاري تشابل برأيي مريض عقلياً".
ارتجفت ،لعلها تذكرت تصرف تشابل في مكتبها :" لا بأس سأنتظرك لتأخذني إلى بيتي"
- هذا أفضل .
منتديات ليلاس

فقالت بابتسامة صغيرة جافة :" شكراً لعنايتك بي يا ميتش وتصبح على خير".
وسارت مبتعدة ،وكلف ما ناله ميتش منها هو وعد بالنسبة إلى الغد ولم يكن هذا انتصاراً . . .لكنه لن يقبل الهزيمة حتى تقع . طوال السنوات الماضية لم يعرف امرأة جعلته يشعر كما فعلت كاثرين .
ومن السخرية أن يحدث هذا في اليوم نفسه الذي تولّي فيه ريك مسؤولية لارا . ثماني عشرة سنة مرت وريك لا يزال يحبها .إنه رجل امرأة واحدة .
ترى أستصبح كاثرين امرأته مدى الحياة ؟لقد انفصل ريك ولارا وتزوجت هي رجلاً آخر .وها هما قد اتحدا مرة أخرى ،وخلعت لارا خاتمها لكي تذهب مع ريك .
على كاثرين أن تنزع هي أيضاً ،ذلك الخاتم اللعين ،وإلى أن تفعل ذلك ،لن يكون لهما أيّ مستقبل معاً .
وقد لا يحدث ذلك أبدً ،فيكونان أشبه بسفينتين مرتا ذات ليلة بمحاذاة بعضهما البعض. . .
ثار ميتش على تلك الفكرة ،فلا بد من حدث يجعل الأمور تسير حسب رغبته .



* * * * * * * *


انتهى الفصل الخامس

اماريج 02-08-10 10:43 PM

يعطيك الف عافية ياغاليتي :flowers2:
الرواية روعة يسلموااااااااااااااااا عليها ياعسل انا من محبي روايات يلي بتكتبها ايما دراسي :lol:
بالتوفيق يارب ودمتي بمحبة :Welcome Pills4:


شاذن 03-08-10 04:39 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اماريج (المشاركة 2402905)
يعطيك الف عافية ياغاليتي :flowers2:
الرواية روعة يسلموااااااااااااااااا عليها ياعسل انا من محبي روايات يلي بتكتبها ايما دراسي :lol:
بالتوفيق يارب ودمتي بمحبة :Welcome Pills4:


مشكووووووووووووورا كثثثثثثثثثثثثثثثثثير على هذه المشاركة الجميلة. . .
وأنا سعيدة بمعرفة اسم الكاتبة يلي بتحبيها . . .
وإن شاء الله راح أكتب رواية ثانية من تأليفها . . .
مع حبي شاذن .

:8_4_134:

شاذن 03-08-10 04:41 PM

6 – الحقيقة المرّة

كانت كاثرين تدعو الله عابسة أن يكون جيريمي في البيت . وكررت دعاءها أثناء صعودها إلى الشقة . لقد اختصرت الوقت مع ميتش تايلر قدر إمكانها ،وطلبت من جيريمي أن يتصل بها عندما يستقل سيارة الأجرة من مطار " ماسكوت"فلا تضطر إلى الانتظار حتى يصبح في البيت ليوصلها ميتش من " وولاهرا"إلى " بيرمونت".
في السيارة ،بقيت متوترة ،شاعرة بالاضطراب من جاذبية ميتش تايلر غير العادية ،راحت أعصابها ترتعش باضطراب مخيف لأنها ستضطر إلى دعوة ميتش للدخول حتى وصول خطيبها .لم تشأ أن يخلّف وراءه أي أثر في الشقة .يكفي أنّ الرجلين سيقفان وجهاً لوجه ،ما يجعل المقارنة لا مناص منها .
منتديات ليلاس

وأخيراً ،توقّف المصعد أمام الشقة فيما حملت مفتاحها في يدها .لحظات قليلة وتودّع الرجل الذي رافقها في كل خطوة .ضغطت زر الهاتف الداخلي لتعلم جيريمي بوصولها ،ثم وضعت المفتاح في القفل ،راجية أن يلاقيها إلى الباب عندما ينفتح فيطمئن ميتش إلى سلامتها ويذهب .وبعدئذ، ستتمكن من الشعور بالارتياح بين الأشياء المألوفة لديها بدلاً من الشعور باليأس لاضطراب الأمور.
تملكها ارتياح بالغ وهي تلاحظ أنّ لهفة جيريمي لرؤيتها بقدر لهفتها لرؤيته .فعندما فتحت الباب على اتساعه رأته يجتاز الردهة ،ووجهه الوسيم مشرق بالتوقع السعيد .فتح ذراعيه ليعانقها فارتمت بينهما ،تنشد الراحة من شعورها بحبه لها .
هتف بانتصار وهو يحتضنها بعنف ،رافعاً إياها ليؤرجحها في الهواء :" لديّ بشارة لك يا حبيبتي".
فقالت لاهثة كالأطفال :" ممم. . . لحظة واحدة يا جيريمي . . . ثمة شخص معي".
- من هو ؟
زنظر من فوق رأسها هازلاً بعدم اهتمام فتصلبت بين ذراعيه وهي تلتفت إلى ميتش ،الذي وقف عند العتبة يراقب عودتها إلى خطيبها بعينين مقيّمتين باردتين ووجه عابس .
ابتلعت ريقها بصعوبة وهي تقول :" هذا . . . "
فقاطعها ميتش الذي بدا أنه لا يريد هذا التعارف :" لا بأس ياكاثرين ،أري أن لا حاجة لوجودي .أنا ذاهب".
ورفع يده بتحية مختصرة فيما أغلق الباب خلفه بيده الأخرى ،جاعلاً خروجه مفاجئاً وحاسماً ، حتى أنه لم ينتظر حتى تشكره مرة أخرى .
السرعة والتهذيب . . . هذا ما أرادته كما حدثت نفسها بعنف ،ومع ذلك ،عاد الشعور الغريب بالفراغ يهاجمها مرة أخرى . . .وكأن شيئاً حيوياً انسلخ عنها .
سألها جيريمي والفضول ينسيه حماسته للحظة:"من هو ذلك الرجل؟".
فقالت ساخرة بجفاء :" حارسي".
- ماذا ؟
- أنها قصة طويلة .

شاذن 03-08-10 04:44 PM

عليها التركيز على جيريمي .كانت قد تركت له رسالة صوتية على هاتفه الخلوي ،لكن عدا اتصاله من المطار كما طلبت ،لم يتصل بها ليطلعها على اجتماعاته في ملبورن أو لتخبره عن المشاكل في مكتبها.
عادت تتعلق بعنقه ،محدّثة نفسها بأنه الرجل الذي تحب ،وابتسمت له مرحبة :" أريد أن أسمع أخبارك الحلوة أولاً".
شرع في الحديث عن ذلك حتى أنه لم يعانقها مجدداً ،فقد كانت ابتسامته أوسع بكثير من أن يحتضنها .قال وعيناه تتألقان بهجة بما أنجز . . . عينان بنيتان دافئتان ،أكثر دفئا ًمن العينين الزرقاوين :" حصلت على مبتغاي ،وسأنتقل إلى فرع سيدني مع رجلين آخرين ،ابتداءً من الأسبوع القادم".
- ولكن أليس عليك أن تقدم استقالتك أولاً من البنك ؟من المؤكد أنهم لن يرغبوا في أن يفقدوا موظف علاقات عامة بمثل هذه القوة والنجاح، بهذه السرعة .
فأجاب بثقة بالغة :" لن يغامروا بأن أسحب منهم زبائني ،عندما أخبرهم أنني راحل .سأرحل في اليوم نفسه أيّ غداً" .
- هذا مثير حقاً.
- إلى أعلى فأعلى ،وأنت بجانبي يا حلوتي.
وضمها إليه واضعاً ذراعه حول كتفيها ثم سارا إلى غرفة الجلوس فيما كان يقول :" طلبت من سيارة الأجرة أن تتوقف لأشتري قالب حلوى ،فعلينا حتماً أن نحتفل".
لم يشترِ فريز .وأنّبت نفسها لمقارنتها نصر جيريمي بزيارة هاربيت لوويل إلى بيت ميتش الليلة الماضية . قالت متلهفة :" افتح العلبة وسأحضر أنا صحنين وشوكتين ،ثم تخبرني بكل تفاصيل اجتماعاتك منذ البداية إلى النهاية".
كان جيريمي سعيداً للغاية هو يغرقها بالتفاصيل مرة بعد مرة ،فيما راحت هي تنتقل في المطبخ المصنوع من الفولاذ اللامع .بينما كان يقطع قالب الحلوى ،سألته بسرعة :" ماذا تريد على العشاء ؟".
رفع يده بملل وأجاب:" اخرجي قطعتي بيتزا من الثلاجة".
بدا واضحاً أن الطعام لا يهمه الليلة فهو يريد انتباهها التام ،لا أن تلتهي بالطهي ،وهو ما تفعله دوماً عندما تدخل إلى المطبخ .فجيريمي لا يشاركها هذه الهواية على الإطلاق ،وهو لا يفكر حتى مجرد تفكير في الأمر.
لكنه من ناحية أخرى، ممتاز في اختيار المواد الغذائية وبالتالي ليس لها أن تشكو. هل ميتش تايلر . . . لا ،لن تفكر في المودة التي سادت بينهما وهما يعدّان الطعام معاً الليلة الماضية .
أخرجت البيتزا من الثلاجة ووضعتها في الفرن ، ثم ركزت اهتمامها على الرجل الذي اختارته ليكون زوج المستقبل .كل ما فيه ينضح زهواً . . . ابتسامته ،بشرته ،عيناه ،ملامحه الوسيمة التي تعجب كل امرأة، خصوصاً عندما يكون مليئاً بالطاقة ،كحاله الآن . وتذكرت تأثيره على الشركاء الآخرين في الشركة الخدمات المالية التي يهدف إلى تأسيسها . كان شعره البني الداكن قصيراً من الجانبين ،طويلاً في أعلى رأسه لكي يخفف من ارتفاع جبهته نما يمنحه جاذبية بالغة .
أما قامته التي تميل إلى نحافة فمكّنته من ارتداء الأزياء الحديثة التي اعتاد أن يتباهى بها .كما كانت كاثرين تزهو دوماً به كمرافق لها ,كان

شاذن 03-08-10 04:46 PM

ذكياً ،سريع البديهة ،ومسلّياً ،وطالما أعجبتها رغبته في أن يكون الأفضل عملاً .وتعتبر معظم النساء أنها وجدت كنزاً ،وهذا صحيح .
صحيح طبعاً !
لماذا إذن لا تريد أن تمضي السهرة معه الليلة ؟ ولماذا شعرت بالسرور حين لم يعانقها في الردهة ،بينما كان ميتش تايلر ينظر إليهما ؟ ولماذا تنظر إليه وهي تفكر فيس رجل آخر ؟ من المفترض أن تصغي إليه بلهفة وشوق ،فهو يتحدث عن مستقبلهما ،وهو مستقبل لامع يمكن أن يسند أي أسرة يفكران في إنشائها .
وصف لها المناورات البارعة التي استعملها نكيف لعب الأوراق المناسبة كلها ليستميل هذا الشخص أو ذلك ،ومطاعم ملبورن الراقية حيث اعتاد تناول وجباته فيما كان يتمم الصفقات على أعلى
منتديات ليلاس
المستويات . وتدريجياً ،خف التوتر الذي كانت تشعر عندما جاءت إلى البيت. شجعت جيريمي على المضي في حديثه ،فهي لم تشأ أن تفكّر في أيّ أمر آخر .في الواقع ،كانت بأمس الحاجة إلى أن تبعد الشعور بالضيق الذي يتملّكها . انتقلا إلى المائدة الزجاجية التي تستند إلى كتل سوداء لامعة من الغرانيت ،والتي تحيط بها كراسٍ صلبة باردة تُفقد المرء الرغبة في الجلوس عليها .وهذا طراز عصري جداً طبعاً .
كانا قد أنتهيا تناول البيتزا عندما أفرغ جيريمي ما في جعبته من أخبار وطلب أن يسمع ما لديها .
- أخبريني الآن من كان ذلك الرجل عند الباب ولماذا يظنك بحاجة إلى حماية ؟
طرح سؤاله بلهجة ساخرة تُظهر أنه لا يصدق أن الوضع جاد . وحتى لو كان كذلك ،فقد انتهى الآن ولا يستحق الذكر.
ساءها موقفه هذا ،وعزز شعورها بأن مهنته أهم لديه من سلامتها لكن ،لا بأس . . .فقد وضعتها هي أيضاً أولاً ،وإنما هل هذا صواب؟
شرعت بالحديث عن مركز (حارسها) الاجتماعي وقد دفعها إلى ذلك إحساسها بأهمية هذه التفاصيل :" أنت تعرف قضية " بارينغتن" التي شغلت الصحف مؤخراً".
فأومأ وأجاب :" سمعت أنها انتهت أمس".
- حسناً، الرجل الذي رافقني إلى البيت هو ميتش تايلر ،المحامي الذي أنهي القضية لصالح زوجة الابن.
فرفع حاجبيه :" وماذا كان يفعل معك ".
- ليتأكد من عدم تعرّضي للأذى ومن ألا يتقدم مني غاري تشابل محاولاً أن يكلمني .
ذُهل لهذا الخبر ،لكنه سرعان ما سألها :" ولماذا سيحاول غاري تشابل أن يتحدث إليك ؟".
اهتمامه هذا رفع حملاً ثقيلاً عن قلب كاثرين ،فجيريمي يهتم حقاً بسلامتها .
راحت تخبره عن الصورة التي ظهرت على الكمبيوتر ،وإقناع ريك للارا تشابل بالهرب من وضعها ذاك ، وعن دورها هي في تجنب السيارة التي لاحقتهما ثم أخذها لهما إلى مطار " بانكستاتون".
بدا على جيريمي الذهول وهو يسمع ما فعلته لمساعدتهما :" هل ورّطك ريك دوناتو في هذا الجنون ؟".

شاذن 03-08-10 04:48 PM

قطبت جبينها :" لا أعتبر إنقاذ زوجة تتعرّض للضرب ،جنوناً يا جيريمي".
- السواد الذي يحيط بالعين لا يعني بالضرورة أنها تتعرّض للضرب .
فردت بحرارة :" بل يعني ذلك لي .ولم يكتف بذلك فقط . . . بل وضعها تحت المراقبة . . . والملاحقة".
- ربما لسبب وجيه .ماذا لو كانت تخونه ؟
- كانت خائفة منه يا جيريمي ،وشاكرة لريك لأنه . . .
كان يصرخ تقريباً ،ثم نهض عن المائدة بهياج واضح وأخذ يروح ويجيء،وقد منعه الانزعاج من الجلوس:" هل يعلم بدورك في هذا ؟"
- لا يعلم إني أخذتهما بسيارتي إلى المطار ،لكنه جاء إلى المكتب بعد رحيلهما ،وأراد أن يعلم أين هما .
- وأنت لم تخبريه ؟
منتديات ليلاس

تنفست بعمق ،وقد تملّكها الارتجاف والاضطراب لرد فعل جيريمي :" لا ،لم أخبره .أردت أن يبتعد ريك ولارا بأمان .غنه فعلاً رجل مخيف جداً"
- من الطبيعي أن يكون غاضباً
- لم يكن مجرد غاضب .كان . . .
كيف لها أن تصف ذلك التهديد الحاقد الشرير ؟وتابعت تقول :" يقول ميتش تايلر إن غاري تشابل مريض نفسياً وأنا أصدقه".
فقال بحدة :" هذا حسن،وهكذا خطر في بالك أن تحمي نفسك منه ".
وحملق فيها غاضباً ثم أضاف :" تحمين نفسك من الرجل الذي سيكون أهم زبون عندي عندما أستلم عملي في الأسبوع القادم .سأكون مستشاره المالي يا كاثرين .المسؤول عن ملايين تشابل .إنه جزء كبير من مستقبلنا ".
حدقت إليه ،فرأت كم هو مهتم بهذه المسألة ،وأدركت أنها أهم لديه من أي شيء آخر ،وأنه سيتعامل مع الشيطان إذا وجد في ذلك فائدة له وتملكتها قشعريرة باردة وصلت حتى العظم.
- أظنه عرف اسمك بينما كنت تحاولين منعه من ملاحقة زوجته .هل عرف أنك مساعدة ريك دوناتو الوفية ؟
فأجابت بفتور :" نعم ،عرف ذلك".
بسط يديه في الهواء وكأنه اقترفت ذنباً عظيماً :" خطيبتي ،هذا عظيم . . . عظيم جداً".
وسمعت نفسها تقول :" الحل بسيط للغاية يا جيريمي .يمكننا أن نفسخ الخطوبة".
- لا تكوني سخيفة !
ولمعت عيناه وقد وجد حلاً آخر :" عليك أن تتركي عملك ،وتبتعدي عن ريك دوناتو على الفور".
توتر فكها وردّت :" لن أفعل".
- لست بحاجة للعمل .عندما أبدأ عملي الجديد ، سيصبح حياتنا ميسورة ويمكنك أن تصبحي ربّة منزل.
- أنا أحب عملي يا جيريمي ،ولن أترك ريك أثناء اضطراره للتواجد في مكان آخر.
خطواته الغاضبة توقفت عندما خطرت له فكرة :" أين هو ذلك المكان الآخر؟".

شاذن 03-08-10 04:51 PM

- لم أعرف بعد .نصحه ميتش تايلر بأن يخرج من البلاد في أسرع وقت ممكن .قال ريك غنه سيتصل بي ليخبرني عن وجهته قبل أن يرحل بالطائرة .
- مع لارا تشابل ؟
تشبث بهذه الفكرة بسرعة .فسكتت وقد حذرتها غريزتها من أن تمنح جيريمي هذه المعلومات ،إذ سيستغلها ليقوّي علاقته بغاري تشابل ويجني بعض الفائدة .
فأجابت :" لا أدري".
وأخذت تراقبه مما شعرت به مسافة بعيدة وباردة للغاية .
- أين هما الآن ؟
- هذا أيضاً لا أعرفه .
- لكنك أوصلتهما بسيارتك إلى " مطار بانكستان"
- وتركتهما هناك .كان عليّ أن أعود إلى مكتب .
منتديات ليلاس

سرّها أنها لم تأتِ على ذكر طائرة جوني إليس الخاصة .يكفي أنها أخبرته عن اسم المطار.
- لكن لا بد أن ريك أطلعك على خططه .
- لا،لم يفعل .قال إن من الأفضل أن يبقي ما اعرفه قليلاً ،كما أنه وثق بي في أن أغطي آثاره يا جيريمي .
قالت هذا بسرعة فردّ بغطرسة بالغة :" ما يريده ريك دوناتو غير مهم".
- بل هو مهم بالنسبة إليّ .
فقالت مرة أخرى من دون أيّ اعتبار لشعورها أو وضعها :" سنعطي غاري تشابل المعلومات التي يريدها .كل ما بإمكاننا الحصول عليه وقد يساعده".
وتابع بابتسامة عريضة :" في الواقع ،هذه أحسن حماية لك لأنه لن بفكر بعدئذ في إيذائك".
أما الوفاء لمخدومها فهو غير مهم ،وكذلك تسليم لارا لزوج ظالم . هذا الرجل ،الرجل الذي صممت على الزواج به ،معدوم الأخلاق . . .
المال إلهه ،وهو يسعي لكسبه من دون اعتبار لمن سيتضرر .
وضاقت عيناه :" من الأفضل أن تتابعي العمل في المكتب ريك ـفبهذه الطريقة تحصلين على معلومات دقيقة عن تنقلاته".
- ما زلت أجد أنّ الحل الأفضل هو ألا أكون خطيبتك وبهذا لن يكون لك أيّ علاقة بأي شخص متورط بهرب لارا من زوجها الفاسد .
- لا،لا. يمكننا استغلال ذلك لمصلحتنا.
- لمصلحتك وليس لمصلحتي .لن أكون طرفاً في خطتك البائسة .
شعرت بالغيظ وفروغ الصبر لموقفها فقال :" كاثرين ،أنت لا تفهمين تأثير النفوذ والقوة".
بلي،إنها تفهم ذلك جيداً .هناك قوة الشرّ وقوة الخير ،وجيريمي وميتش تايلر هما القطبان المتضادان ،الأبيض والأسود . خلعت الخاتم الماسي ثم نظرت في عينيّ جيريمي مباشرة ،ومن دون أدنى تردد وقالت :" خطبتنا انتهت ،يا جيريمي .لا أريد أي ارتباط بيننا بعد الآن وصدقني ،ستكون أغني مما أنت عليه إذا لم تذكر أياً من هذا لغاري تشابل ،فقد تنتهي بأن تعد بأكثر مما تستطيع تقديمه"



* * * * * * * *


انتهى الفصل السادس

زهرة الجاردينيا 03-08-10 04:56 PM

يسلمووووووووووووووو

♥°°♥ملاك الحب♥°°♥ 03-08-10 07:48 PM

كمليها بسرعه ياروحي بلييييييييييييييز

شاذن 05-08-10 10:27 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهرة الجاردينيا (المشاركة 2403722)
يسلمووووووووووووووو

مشكووووورا كثثثثثثير على مرورك الحلوة. . .
وبتمني با قي الرواية تعجبك . . .
مع حبي شاذن .

:8_4_134:

شاذن 05-08-10 10:49 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ♥°°♥ملاك الحب♥°°♥ (المشاركة 2403811)
كمليها بسرعه ياروحي بلييييييييييييييز

أن شاء الله راح أكملها في أقرب وقت . . .
وبتمني تعجبك نهاية الرواية . . .
مع حبي شاذن .

:8_4_134::8_4_134:

شاذن 05-08-10 10:56 PM

7 – حرّة من جديد
بعد ثلاثة أشهر . . .
كانت الساعة الرابعة والنصف بعد الظهر عندما انتهت مرافعة الإدعاء وتأجلت المحاكمة ،على أن يبدأ الدفاع في الصباح .رافق ميتش موكله إلى الخارج ،وهو يطمئنه إلى أنّ كل شيء جاهز للغد .ناوله مساعده رسالة فدقت أجراس الإنذار في ذهنه على الفور.
كانت الرسالة تقول: )اتصل بباتريك في أسرع وقت ممكن) .منذ ليلتين ،اتصل به ريك طالباً النصيحة بالنسبة إلى العودة إلى استراليا وبالنسبة إلى لارا عما إذا كان غاري تشابل يشكّل تهديداً .
بدا له متوتراً للغاية ،أتراه أقدم على تصرّف غبي ؟
كان ميتش قد نبّهه إلى أن ما من ضمانات مطلقة بالنسبة إلى غاري تشابل ،فالمريض نفسياً لا يمكن التنبؤ بتصرفاته ،كما نبّه ريك إلى أن لارا قد تحتاج إلى مزيد من الوقت لكي تشفي من محنة زواجها . بعد التجربة المرّة التي عاشتها جيني ،قاطعت الرجال لسنوات .وقد تبيّن له من المعلومات التي زوّدته بها لارا ليستعملها في قضية الطلاق ،أنها عانت من سوء المعاملة والظلم والشتائم بشكل مؤذٍ أكثر مما لو أنها تعرّضت للاغتصاب مرة واحدة . وهي ممتنة لريك لأنه أنقذها لكنها لن تقبل حبه . . . حتى أن وجودها معه يسبب لها صراعاً نفسياً مؤلماً .
تسارعت هذه الأفكار في ذهنه وهو يخلع ثوب المحاماة ويناوله لمساعده ثم اخرج هاتفه الخلوي. لم يجبه باتريك بل مدبّرة منزله :" لم أستطع أن أجد السيد باتريك فهو مع السيدة لارا .لكنه طلب مني أن أخبرك بما حدث هنا .تحطمت طائرة على مدرج طائرتنا منذ ساعة تقريباً .ما كان لها أن تهبط لأن الأرض موحلة للغاية بسبب المطر الغزير ،وحدها الهيلوكوبتر يمكنها الهبوط .على أيّ حال لم يتصل الطيّار بالراديو لكي يستعلم عن الحالة ،بل هبط بالطائرة المستأجرة من سيدني والتي كان على متنها غاري تشابل ،زوج السيدة لارا .لقد مات في الحادثة ،والسيد باتريك يرى أن عليك أن تخبر السيد ريك".
غاري تشابل في " غاندامورا". . . ميتاً !
- شكراً يا إيفلين . سأتصل بريك وأخبره .
منتديات ليلاس

لكنه لا يعلم مكان ريك . . .في لندن ؟ نيويورك ؟ لوس أنجلوس ؟ لم يسأله من أين يتصل عندما تحدثا معاً منذ ليلتين . وأصابته صدمة أخرى ،فقد ذكر ريك " غاندامورا"أثناء ذلك الحديث ،فقصدها غاري تشابل اليوم.
ترى آثمة صلة ؟ هل هاتفه يخضع للتنصّت ؟عليه أن يحضر من يتفحصه ،وأن يجري مسحاً شاملاً بحثاً عن أي أدوات صغيرة غريبة . وأفزعته فكرة أن يتمكن غاري تشابل من الوصول إلى لارا من خلال . . لكن الأمر لم يعد مهماً الآن فقد مات الرجل وتحررت لارا منه إلى الأبد .ويمكن لريك أن يعود من دون أن يتعرّض للخطر أو يعرّض لارا أو كاثرين للخطر.
كاثرين . . .لا بد أنها تعرف مكان ريك .نظر إلى ساعته .لا بدّ أنها في مكتبها .يمكنه أن يتصل بها . . .فهذا سيمنحه فرصة ليرى ما إذا كان جيريمي لا يزال خطيبها .
اتصل بمكتب ريك ،وتأكد من موظفة الاستقبال أن كاثرين لا تزال في مكتبها ،فترك لها رسالة تفيد بأنه قادم في عمل مستعجل ويرجو منها أن تنتظره .
خرج من المحكمة ليستقل سيارة أجرة وهو يبتسم لهذه الفرصة التي استغلها لمقابلة كاثرين ليدجر مرّة أخرى .
ربما سيتملّكه الإحباط مجدداً .فهو يتذكر جيداً كيف ألقت بنفسها بين ذراعسّ خطيبها المفتوحتين عندما رافقها إلى شقة " بيرمونت".
من الصعب أن يهزم رجلاً يملك من دون شك ملايين الدولارات . ومع ذلك ،الوصف نفسه يمكن أن ينطبق على غاري تشابل .المال ليس كل شيء .والمشكلة هي . . .لم يكن لدى ميتش سبب يجعله يظن أن جيريمي هاينز لا يعامل كاثرين جيداً ويرعاها .
لقد أوصاها بأن تتصل به على الفور إذا ما لاحت لها أيّ مشاكل مع غاري تشابل ،لكنها لم تفعل .
الرسالة التي تركها لها لتوّه قد تنذرها بشيء .ورؤيته لها مرة أخرى قد تساعده على التغلب على إحساسه المؤلم بخسارة ما هو أجمل من أن يخسره .ثلاثة أشهر . . . أتراه يبالغ في ذكرياته عن نوع الشعور الذي عاشه معها ؟
أوقف سيارة أجرة ،وأعطى السائق العنوان الذي يقصده ،ثم استقر في المقعد الخلفي .منذ عرف كاثرين ليدجر لم يشعر بذرة اهتمام نحو أيّ امرأة أخرى .من المؤكد أن هاربيت تركته بارداً . وعندما يجتمعان بسبب العمل ،بالكاد يستطيع أن يحمل نفسه على أن يكون مهذباً معها .ومن السخرية أنها حاولت أن تنبش هوية تلك المرأة الغامضة لكنها لم تجد جواباً يرضيها لأن كاثرين لم تكن فتاته ،رغم تمنيه ذلك .
تساءل عما إذا كانت حظوظ ريك مع لارا ستزداد بعد أن مات غراي تشابل .لكن من الأفضل أن يركز على العمل المستعجل قبل أن يقابل كاثرين . لا معني لأن يدع الأمل يراوده في أن تعدل عن رأيها فجأة بالنسبة إلى زواج من جيريمي هاينز .إنه يريد فقط أن يقابلها . . .
لم يتوقف قلب كاثرين عن الخفقان .ميتش تايلر آتٍ في عمل مستعجل ! لا بد أن لذلك علاقة بغاري تشابل ،أو ريك .أو ربما بالاثنين معاً .
وصلها العمل عبر الإنترنت هذا الصباح ،ولم يكن هناك ذكر لأي مشاكل .لكن البريد الاكتروني أُرسل في الليل وميتش قادم شخصياً ما يعني أن الأمر هام ول يمكن أن يبلغها به هاتفياً .
بقي ريك خارج البلاد في الأشهر الثلاثة الماضية ، يزور فروع مكتبه الأخر .لكن سلامته لم تكن مهددة .ولا سلامتها هي كما أن غاري تشابل لم يأت إلى المكتب مرة أخرى ،ولم تصادفه في أي مكان آخر. من الواضح أن جيريمي بقي صامتاً بالنسبة إلى علاقته السابقة بها ولعله قرر أنّ من الحكمة ألا تكون لديه علاقة شخصية باختفاء لارا تشابل . كما لم يحاول الاتصال بها منذ انتقلت إلى الشقة الصغيرة في شارع " بونري جانكش"التي أصبحت الآن بيتها .أما حبه البالغ لها

شاذن 07-08-10 10:10 AM

الذي كان يجاهر به فلم يدافع عنه بل لم يقل أكثر من أنها ستقترف غلطة إذا هي فسخت خطبتهما ،غلطة كبرى غبية . ربما ظن أنها ستعود إليه نادمة ،بائسة ،لكنها لن تفعل ولو بعد مليون سنة !
على أي حال ،لم يعرّضها انتقالها لأيّ خطر شاذن ،ولم يتبعها أحد ،كما لم تواجه أحداً ولم تتعرّض لأيّ تهديد .
لكن لعل هذه الأشهر الثلاثة كانت السكون الذي يسبق العاصفة . . .وكما قال فكتور تشابل إن الإشارة لبدء السباق قد أُعطيت .وهكذا إذا حدث شيء لريك الآن . . .
كانت تدور في أنحاء المكتب ،وذهنها في دوّامة من القلق عندما رافقت السكرتيرة ميتش تايلر إلى الباب ودعته للدخول .
وسرعان ما شتتت ذهنها مغناطيسية الرجل الفياضة ،فوقفت جامدة تحاول أن تستوعب تأثير رؤيتها له مرة أخرى .وسجّل ذهنها المشوش أنه يقيّم الموقف ،هو أيضاً ،إذ لم يسرع لتحيتها .
راح يتفحّصها من رأسها حتى أخمص قدميها وكأنه يقارنها بصورتها المطبوعة في ذاكرته .وشعرت بدمها يسخن تجاوباً مع الأثر الذي تركته نظراته فيها .
منتديات ليلاس

وتملّكها الخجل من مشاعرها الجامحة التي تجلت في وهن ساقيها وانقباض صدرها وتقلص معدتها .
حاولت بلهفة أن تذكّر نفسها بهاربيت لوويل ،فذلك هو نوع النساء الذي يجذبه ،لكن تجاوبها معه لم يخفّ مقدار ذرة .أسرتها حيويته البالغة التي أخمدت مقاومتها لجاذبيته ،ووجدت صعوبة في النطق :" ميتش. . . ؟".
- كاثرين . . .
نطق باسمها وهو يزفر زفرة برّدت حرارة جوفها .
فسألته بصوت متهدج :" هل هناك مشكلة ؟".
- لا . علمت فقط أن غاري تشابل مات في حادث طائرة عصر هذا اليوم .
- مات . . . ؟
صدمة هذا الخبر أنستها التفكير في ميتش وتأثرها به .
- أين حدث هذا ؟ هل كانت الطائرة كبيرة ؟ هل من ضحايا كثر ؟ .
- لا.إنها طائرة صغيرة مستأجرة ،وهو الضحية الوحيدة كما علمت. ذنبه أنه لم يدع الطيار يتصل بالراديو " بغاندامورا"ليسأل عما إذا كان مهبط الطائرات صالحاً للاستعمال .
لم تسمع قط بهذا الاسم من قبل :" غاندامورا ؟"
- البراري !حيث وجد ريك الملجأ الأمين .ولكن هذا ليس الموضوع .
- كيف علم غاري تشابل بمكانه ؟
وتحوّل ذهنها إلى جيريمي على فور .أتراه أخبره عن رحيل ريك من مطار " بانكستاون"؟ وهل اقتفوا آثار طائرة جوني إليس ،وعملوا بالجهة التي قصدها ؟
قال ميتش عابساً :" أشك في أنهم يتنصّتون بصورة غير قانونية على مكالماتي الهاتفية .لكن هذا لا علاقة له بالموضوع الآن".
لا علاقة له بالموضوع . . .نعم ، الحمد الله ! واكتسحتها موجة من الارتياح بعد أن تملّكها إحساس فظيع بأنها قد شاذن تكون مسؤولة .فقد أعلمت جيريمي بما أفضى به ريك إليها فخانت ثقته بها ،ظناً منها أن

شاذن 07-08-10 10:12 AM

بإمكانها أن تثق به .وتابع ميتش يقول :" خطر لي أنك تعرفين مكان ريك الآن،إذ يجب أن يعلم على الفور.لقد بقي متنقلاً وقتاً طويلاً . . . "
- لندن .لقد اتصل بي الليلة الماضية من مكتبه في لندن .
نظرت في سلعتها لتحدد فرق التوقيت :" يُفترض أن يكون نائماً في شقته في " نايتسبريدج"لدي رقمه هناك وسأطلبه لك "
ودارت بسرعة حول مكتبها ،والتقطت السماعة وراحت تضغط على سلسلة طويلة من الأزرار لإجراء الاتصال الدولي .
كان ميتش قد تقدم من الطاولة ليتسلم السماعة عندما يتم الاتصال .ووقف عند الجانب الآخر من المكتب ينتظر ،ونظراته على يدها التي تضغط الأزرار. لم يلاحظ الخاتم الماسي في الإصبع الثالث ! أخذ نفساً سريعاً والأمل يتفجّر في داخله ،وجاعلاً نبضات قلبه تتسارع ،ونسي ريك وقضيته كلياً .كاثرين حرة ! غير مرتبطة ! أم أنّ هذا غير صحيح ؟هل نزعت الخاتم مؤقتاً لسبب ما ؟ هل تركته مصادفة في الحمام أو لعلها أخذته للصائغ لينظفه ؟.
قالت وهي تناوله السماعة :" إنه يرن".
صوت ريك في الناحية الأخرى من الخط طالبه بالانتباه .وبشكل ما ،استطاع ميتش أن يطلعه على الخبر بطريقة مفهومة .لكن ذهنه كان يدور حول طريقة يتأكد من موضوع خطبة كاثرين لجيريمي هاينز .
منتديات ليلاس

ما من شيء تغير بالنسبة إليه .ما زالت كاثرين تثير أعمق غرائزه بشكل لم يحدث مع أيّ امرأة أخرى من قبل . فبنظرة واحدة هزمته مرة أخرى ،وإذا كان ثمة مجال . . .
أصغت كاثرين إلى ما يقوله ميتش ،وهو تتصور مدى ارتياح رئيسها إذ علم أنه و لارا لم يعودا مهددين .
كما أنّ لا حاجة به لانتظار طلاقها .يمكنه أن يعود إلى بيته ليكون مع المرأة التي جازف كثيراً من اجلها ،المرأة التي أحبها ،فكلفه حبه الكثير .
وتساءلت كاثرين بأسى كيف سيكون شعورها لو أن رجلاً أحبها بهذا الشكل .
جيريمي لم يحبها حتماً إلى هذا الحد .
لكن ميتش تايلر . . . لا ،ماذا يفيدها أن تفكّر فيه ،وأن تتمنى لو كان لها فرصة معه ؟يكفي سوءاً أنها متأثرة للغاية بتعاطفه غير العادي مع الآخرين .لكنها لا تشعر الآن بأن هذا يهزها وستتمكن من أن تواجه فراقه بتهذيب مناسب .
انهي المخابرة ووضع السماعة :" سيستقلّ ريك أول طائرة من لندن إلى سيدني .ولا شك في أنه سيعلمك بوصوله".
كلامه اضطرها إلى أن تواجه نظراته مباشرة .كانت عيناه الزرقاوان ثاقبتين ،وعادت تشعرر بالتفاهة .
قالت :" حسناً".
- أنت لا تلبسين خاتم الخطبة ؟
قال هذا بخشونة وسرعة فتلعثمت وهي تجيب بشكل دفاعي :" غيّرت رأيي بالنسبة إلى الزواج من جيريمي".
- وما الذي غيّره ؟
كان لديها أسباب كثيرة ومع ذلك فأن السبب الوحيد الذي يمكنها أن تذكره له من دون ارتباك هو الوفاء :" جيريمي شريك في " شركة

شاذن 07-08-10 10:14 AM

الخدمات المالية".وغاري تشابل هو . . . كان زبونه .وقد أرادني أن . . . أن . . ."
- تخوني ريك .
- نعم .أرادني أن أساعد غاري تشابل في العثور على زوجته .
فقال ساخراً :" لكي يستفيد من ذلك ؟".
- لم أكن أعلم أنه يقدّم الطموح على الكرامة .ولم أستطع أن أتعود على ذلك .
- لا بد أن هذا شكّل صدمة لك .
فقالت عابسة :" كان من الأفضل أن أعلم ".
- هذا صحيح .
جاءت موافقته عنيفة ما ذكّرها بصدمته حين علم بأن هاربيت تواعد القاضي لكي تستفيد من ذلك .
وأوشكت أن تلقي ملاحظة ساخرة عنهما ،وعن معاناتهما من خذلان
رفيقهما لهما حين تذكرت أن ثلاثة أشهر مرّت .وبحسب علمها نعاد ميتش فقوّم مسار علاقته بالمحامية الجميلة ،وخيانة الحبيب مرة ليست كبيع الكرامة بالمال .
تنهدت لتخفف التوتر في صدرها وقالت بأسف :" لا بد أنّ تأثيرك قويّ في من تحقق معهم في المحكمة يا ميتش ،إذ لم أخبر أبويّ حتى بما جعلتني أعترف به لتويّ "
التوت شفتاه بابتسامة صغيرة ساخرة :" أنت تعلمين أنني كنت لأتفهم الأمر .أنا لا أشارك ريك ماضيه فقط ،بل أنت على علم أيضاً بتجربتي مع هاربيت لوويل".
أرغمت نفسها على مبادلته ابتسامته :" نعم ،أظن أنّ هذا هو الأمر".
منتديات ليلاس

ساد صمت غريب فيما تجربتهما السيئتان تدوران بينهما كالدوامة ذكريات لا يمكن لأي منهما أن ينساها بسهولة .كانت كاثرين ممزقة بين رغبتها في أن يرحل ،ورغبتها في أن يقترب منها بشكل شخصي .
رفع يده بشكل اعتذار ،مقطباً جبينه وقال :" آسف لما تسبب به تصرّف ريك بالنسبة إليك . . . ".
فأسرعت تقول كارهة العودة إلى موضوع جيريمي :" ذلك الضرر الثانوي ؟ سبق وقررنا أن زواجي من جيريمي غلطة فادحة ،فلا فائدة إذن من العودة إلى ذلك الموضوع ". ودفعتها كرامتها أن تضيف :" أرجو ألا تذكر ما أخبرتك به لريك . فقد انتهى الأمر ونسيته".
فأومأ:" لا حاجة به لأن يعلم .ثقي بأنني سأبقى صامتاً من هذه الناحية".
- شكراً .
فقال برقة متعاطفاً :" لكن هذا لا يمحو الضرر الذي أصابك".
ازداد توهج وجنتيها .من المستحيل أن تخبره أنّه أكثر جاذبية من جيريمي ،ومن كافة النواحي ،وقالت بإصرار ،نابذة تعاطفه :" لقد نسيت ذلك".
سألها متحدياً وفي عينيه أثر من نزوة احدث فيها تأثيراً غريباً :" ومستعدة للتغيير ؟".
فقالت بحدة متمنية لو يدع كل ما يتعلق بجيريمي :" نعم".
- أتريدين أن تختبري ذلك ؟
أثار هذا السؤال اضطرابها :" لم أفهم".
- حسناً ،لقد استمتعت حقاً بصحبتك ذلك المساء يا كاثؤين ،وأنا أفكر. . .لماذا لا نحصل على تلك المتعة مرة أخرى ؟ شرط أن تكوني مستعدة لذلك . . . لأن جيريمي أصبح خلفك نهائياً الآن .
نظرت إليه غير مصدقة وقد تشوش ذهنها .
أتراه يطلب منها الخروج معه ؟ أيتحداها أن تثبت أنها تغيرت ؟
ابتسم ،وكانت ابتسامة بطيئة دافئة داعبتها بشكل لا يمكن مقامته :" بما أننا انتهينا من قصة ريك ،فلماذا لا نذهب ونتمشى على رصيف الميناء ،ثم ندخل إلى مقهى بجانب دار الأوبرا فنشرب شيئاً ما بعدئذ ،نختار مطعماً نتعشى فيه . . .فثمة الكثير منها على طول الشارع . . .".غنه يطلب منها الخروج معه ّ قد يكون هذا مجرد عطف أو مكافأة على وفائها لصديقه . . .أو احتفالاً بانتهاء مشكلة ريك . . .أو لعله محاولة للاسترخاء لأن الخطر الذي كان يلاحقهما زال .
لم تهتم بل أخذ قلبها يرقص ويصرخ بحماسة ،فيما ألغى الشوق و السعادة أيّ شعور بالحذر .قد تكون هذه مجرد أمسية واحدة معه ،ولكن لا سبيل إلى أن ترفضها .
فقالت :" يسرّني هذا".
ابتسم والسرور في عينيه :" هذا حسن .احملي حقيبتك إذن لنذهب ونستمتع بوقتنا".
تستمتع ؟ نعم ،ستنسي ما عداه وتستمتع بوجودها معه ، إذ ما من خاتم في إصبعها .
إنها حرة في أتباع أحاسيسها ،ومن المستحيل أن تكبح أملها في أن يصطحبها إلى مكان مناسب .


* * * * * * * *

انتى الفصل السابع

شاذن 07-08-10 10:18 AM

8 – الفارس المنقذ
كان يوماً ساحراً بالنسبة إلى كاثرين .
رغم اقتراب الشتاء ،كانت صحبة ميتش تدفئها وهما يسيران على رصيف الميناء نحو دار الأوبرا .المراكب تروح وتجيء إلى الرصيف ناقلة المسافرين من وإلى أعمالهم عند الشاطئ الشمالي .
كان جسر ميناء سيدني الكبير مزدحماً ،والناس كلهم يسرعون من حولهما فيما سارت هي وميتش على مهل . منحها وقته واهتمامه واستمعت هي بذلك .
منتديات ليلاس

كان الحديث معه سهلاً ،واستمتعت بالإصغاء إلى تفاصيل حياته ،ووصفه لشخصيات عدة عرفها .سألها عن عمل ريك ،وكيف تقوم بعملها في غياب رئيسها . جعلها تأنس إليه بسهولة عندما توقفا عند مقهى وأصر عليها كي تشرب كأس عصير .وتطوّر الحديث بينهما تدريجياً ليصل إلى العلاقات الحالية ،وما تحبه وما تكرهه شخصياً .لم تمر بهما لحظات مزعجة ،وكل ما حصل بدا طبيعياً .
تناولا العشاء في المطعم بجانب الميناء حيث ليلاس طلبا سمكاً وسرطاناً .كان حب الطعام البحري قاسماً مشتركاً بينهما .
لم يسمح لها ميتش بالذهاب إلى بيتها بالقطار بعد أن انتهيا من العشاء ،بل أصرّ على أن يطلب سيارة أجرة ويوصلها آمنة إلى باب بيتها .
إنه تصرف سيدّ مهذب ليس إلا ،كما حدثت نفسها . وحرصت على ألا تفسر الأمور بأكثر مما تحتمل رغم أنه أظهر سروره بصحبتها إلى درجة بدأت معها تعتقد أنه انجذب إليها .وإلا لماذا يتصرف بكل هذا السحر ؟ خفق قلبها مرات عدة عندما ظهر في عينيه ما هو أكثر من مجرد الدفء ، لكنه لم يحاول التقرّب منها أو حتى الإمساك بيدها .ومع ذلك ،عندما صعد إلى جانبها في سيارة الأجرة ،شعرت بانجذاب واضح إليه . في الواقع ،شعرت بذلك إلى حد جعلها تركّز اهتمامها على تثبيت حزام السيارة لئلا يضطر إلى تثبيته بنفسه هذه المرة .أصرت عليها كبرياؤها بألا تدعه يشعر بضعفها .فهو لم يظهر حتى الآن دليلاً على أنه يريد أن يقيم معها صداقة .قد تكون هذه مجرد أمسية واحدة . . . دافعها العطف والشهامة ورغبة في أن يشعرها بالسرور .وقد انتهت الأمسية باكراً ،علماً أنها ابتدأت باكراً أيضاً .من الخامسة حتى العاشرة وقت لا بأس به .كما أنّ عليه أن يكون في المحكمة غداً صباحاً .أتراها تختلق الأعذار لأنها تتمني أكثر من ذلك من هذا الرجل ؟
كانت أعصابها من التوتر بحيث لم تستطع أن تفكر في شيء تقوله ،لم تستطع أن تبدي الارتياح وهي ليست مرتاحة .قطعت سيارة الأجرة " سيركولار كواي"متجهة إلى شارع " ماكواري".سيصل بعد ربع ساعة الأكثر إلى بيتها ،فهل بإمكانها أن تدعو ميتش إلى الدخول وشرب فنجان قهوة ؟هل سيكون هذا شاذن تسرّعاً منها ؟ ولهفة ؟ وإيحاء بشيء ما ؟
لقد سبق وشربا القهوة ،كما أنها لم تخرج مع شبان منذ سنتين تقريباً حتى لم تعد تعرف كيف تتصرف الآن .كما أن ميتش تايلر أكبر سناً

شاذن 07-08-10 10:20 AM

،وأكثر نضجاً من الشبان الذين كانت تخرج معهم قبل جيريمي ولذا فإن الخطوة الأولي يجب أن تكون منه . . . إذا شاء ذلك .لعله ينتظر إشارة منها توحي بأنها تريد الاستمرار ؟إذا كان يظن أنها ماليلاس زالت متأثرة بفسخ خطوبتها ؟. . . كانت أصابعها تبعث بتنورتها، وإذ أدركت أن ذلك يفضح توترها ،هدّأت حركاتها المضطربة فيما مدّ ميتش يده ليمسك يدها بحرارة جعلت قلبها يخفق :" شكراً على هذه الأمسية الممتعة للغاية ، يا كاثرين". قال هذا بإخلاص عميق .أتراه يمهد لتوديعها ،أم . . .؟عليها أن تغامر بالنظر إليه .ووجدته يبتسم ،فقالت باندفاع وهي تبتسم برجاء:" وأنا سررت بها أيضاً ،يا ميتش".
- كنت أتساءل . . .
- نعم ؟
منتديات ليلاس

ترى أبدت اللهفة في هذا السؤال ؟
- قلت لي إنك تحبين الموسيقى الكلاسيكية .لدي تذكرتان للأوبرا مع مقعد خال بجانب مقعدي وذلك لعرض أوبرا "البوهيمية"السبت القادم.
مقعد خال. . . هل كان من المفترض أن تشغله هاربيت لو أنهما ما زالا معاً ؟
لكن هاربيت خرجت من حياته الشخصية الآن ،تماماً كما خرج جيريمي من حياتها هي .
توسّلت عيناه بأن تقبل وهو يضيف :" يمكننا أن نتعشى أولاً ،أو أن نتناول وجبة خفيفة في ما بعد . . ." .
تملكها الارتياح لما بدا إنه دعوة حقيقية :" هذا جميل جداً".
هل كان هذا تأكيداً أكثر مما ينبغي ؟ وشعرت بدوار .فالتحكّم في تجاوبها معه يفوق مقدرتها .
قال باسماً :" هذا حسن .سآتي لآخذك في السادسة إذا ما كان هذا يناسبك".
- يناسبني تماماً .سأكون جاهزة .
لم تذهب إلى الأوبرا قط في حياتها ،ولا تعرف ما إذا كانت ستحبها . لكنها مستعدة لخوض أيّ تجربة جديدة مع ميتش .فغريزتها تحدّثها بأنه شخص غير عادي . . . غير عادي .
أثناء بقية الرحلة ،أخبرها أن " البوهيمية"التي سيحضرونها قصة تعود إلى سنة 1950 ،وهي ثورية للغاية ،وتمس الإحساس ،وتجعل الأوبرا في متناول عامة الناس . . . وأنه ينبغي ألا تفوتها .
وافقت كاثرين سعيدة ،علماً ،إن إحساسها بيده على يدها كان أقوى من إحساسها بما يقوله .
عندما وقفت سيارة الأجرة أمام شقتها طلب ميتش من السائق أن ينتظره ،وهذا يعني انه لن يتأخر بعد أن يرافقها إلى الباب . أمسك بيدها مرة أخرى وهو يرافقها إلى الداخل ،وما جعل خفقات قالبها تتسارع وحلقها يتوتر ،لاسيما وقد لاذ بالصمت فلم تعرف بماذا يفكر . كان المبني قديماً ،مكوناً من ثلاثة طوابق من دون مصعد ،إذ لم يكن بإمكانها أن تدلل نفسها ،فالإيجارات في سيدني باهظة.
كان وضع الردهة الذي يؤدي شاذن إلى شقتها في الطابق الأول مزرية بعض الشيء. هل لاحظ ميتش الفرق بين شقتها وشقة جيريمي ؟أم أنه مثلها مشغول الذهن بالآتي ،مثلها هي ؟

شاذن 07-08-10 10:22 AM

عندما وقفت أمام بابها ،ترك يدها تخرج مفتاحها من حقيبتها . قال يذكرها عندما انفتح الباب :" الساعة السادسة يوم السبت".
فأجابت باسمة بابتهاج :" نعم".
- تصبحين على خير يا كاثرين.
وانحني يلامس خدها لمسة صداقة .
اكتسحتها موجة حرارة لهذا التصرّف وأجابت محبوسة الأنفاس قبل أن يراها محمرة الوجه :" تصبح على خير يا ميتش . شكراً مرة أخرى". أومأ فيما دخلت هي شقتها ثم أغلقت الباب خلفها واستندت إليه حتى هدأت خفقات قلبها .لقد لمس خدها وحسب ،فكيف سيكون شعورها لو عانقها بمشاعر محمومة ؟
عاد ميتش إلى سيارة الأجرة مبتهجاً لنجاح كل الخطوات الأولي ،ومرتاحاً لأنه استطاع أن يسيطر على غرائزه التي كانت لتعيق فرصة إقامة علاقة معها .كان واثقاً من أن الصبر سينفعه أكثر على المدى البعيد فلعلها ما زالت حساسة بالنسبة إلى فسخ خطبتها .
منتديات ليلاس

كما أنه يحب مغازلة كاثرين على الطريقة القديمة التقليدية .
كانت علاقته بهاربيت علاقة مادية منذ البداية .ويمكن للرغبة ان تعمي الرجل عما عليه أن يراه ،وهو لن يقترف تلك الغلطة مرة أخرى نرغم انه لا يعرف كيف سيتمكن من الابتعاد عن الإغراء. جلس في سيارة الأجرة وأعطى عنوانه للسائق ،وعندما خرجت السيارة من المنعطف ،وقع نظره على رجل ينزل من سيارة " ب.إم.دبليو" في الجهة المقابلة ،وقد أنار مصباح الشارع وجهه ،فعرفه . إنه جيريمي هاينز ! لقد رآه من قبل مرة واحدة ،لكنه لم ينسه كما لم ينسَ كاثرين حين اندفعت تعانقه فرفعها بين ذراعيه ودار بها .
كره ميتش كل ثانية من ذلك المشهد فيما اعترف القسم العاقل من عقله بالميّزات المادية والجسدية التي جذبت كاثرين إلى رجل الذي كانت تنوي الزواج به .
كان هذا من الماضي ،فما الذي يفعله هاينز هنا الآن ؟ عندما ازدادت سرعة السيارة،التفت ميتش إلى الخلف وتملكه التوتر وهو يرى هاينز يتوجه إلى المبني حيث شقتها .هل كان جالساً في سيارته ينتظر حضورها إلى بيتها ؟ولأي سبب ؟وأنبأه حدسه بقرب وقوع مشكلة . لعل الأمر انتهي بينهما بالنسبة إلى كاثرين ،لكن يبدو أنه لم ينته بالنسبة إلى الرجل الذي نبذته .ولم يشأ ميتش أن يذهب ما أسّسه مع كاثرين سدى .
- توقف !
صرخ بالسائق والعدائية تتصاعد في نفسه لفكرة أن كاثرين ملاحقة .لن يدعها هاينز تذهب ،وأي رجل يفعل هذا ؟ سأله السائق وهو يوقف السيارة :" هل نسيت شيئاً ؟".
دخل هاينز المبني بسرعة ،فأجاب ميتش وإحساس في داخله يحثه على التصرف :" أنا مضطر للعودة .ما هو أجرك ؟".
- أتريدني أن أنتظر ؟
- لا .
- خمسة عشر دولاراً فقط .

شاذن 07-08-10 10:27 AM

ناوله عشرين دولاراً ونزل من السيارة عائداً بسرعة ،مصمماً على الركض ما دام ضرورياً للاحتفاظ بكاثرين وإبعاد هاينز عنها . كانت حواسه في أقصى حالات الاحتراس وهو يدخل ردهة المبني .
لم يسمع شيئاً من الطابق الأول ،ولم يسمع أيّ مشادة . . . لا شيء .الصمت زاد في حذره .صعد السلم ركضاً ،لكن جيريمي لم يكن أمام باب كاثرين . وقف عند قمة السلم يفكر في ما يعنيه هذا .هل أدخلته إلى شقتها ؟ ولكن لماذا تفعل هذا ما دامت لم تعد تريده في حياتها ؟
ما كانت هاربيت لتستطيع دخول منزله لو لم تكن تحمل المفتاح .ولكن على كاثرين أن تدخل هاينز بنفسها إذ ما من سبب يجعلها تعطيه المفتاح .
أرغم عقله على غربلة هذا الوضع المزعج .ما كان هاينز ليزور كاثرين بموافقة منها.إنها أعقل من أن تورط نفسها في مشاكل معه.إذن لا بد أن هذه زيارة مفاجئة حدثت على حين غفلة .
ولكن ،لماذا الآن . . .بعد ثلاثة أشهر ؟
هل حان الوقت لتشعر بالندم وتغير رأيها بالنسبة إلى تمضية عمرها معه ؟
منتديات ليلاس

لعل الحياة في شقة فخمة ربما أصبحت أكثر جاذبية الآن ،لكن ميتش نبذ هذه الفرضية فالمال لا يهزها . أي حجة استعملها هاينز إذن لترضي بإعادة التفكير والاعتبار ؟
ولماذا اختار هذه الليلة من بين كل الليالي لكي يقوم بالمصالحة ؟هل هي مجرد مصادفة ؟ كلا !
أدرك ميتش فجأة أن الخبر نفسه الذي استعمله هو ليصل إلى كاثرين قد يكون وراء زيارة هاينز أيضاً .موت غاري تشابل ،الذي لا بد أنه ذكره أذيع الآن في الراديو والتلفزيون .
لم تعد سلامة لارا تشابل هي الحدث الآن وبإمكان هاينز أن يصالحها إذ لم يعد هناك صراع بين المصالح . يمكنه أن يعتذر ويقول إنه كان مخطئاً ،ويعبر عن ندمه العميق لوقوفه إلى جانب غاري تشابل في تعقّبه لزوجته ،ويشرح لها قلقه على وظيفته ،ويذكرها بأنه يريد أحسن مستقبل لهما معاً .هل بإمكانه أن يقنعها بهذا المنطق ؟
وهل ستقبل هي ؟ هل (سترغب)في أن تتقبّل هذا المنطق ؟
شعر بالغثيان وهو يتصورها تستمع إلى ذلك النغل الذي لا يفكر بسوى مصلحته، تاركة إياه يقنعها .ولعلها اندفعت إلى عناقه كما فعلت آخر مرة رآهما فيها معاً .
اشتدت يداه .عليه ان يمنع هذا .
لن يستطيع أن يتحمل خسارة كاثرين الآن ؟ فقد شجّعته ،ولن يدع جيريمي هاينز يقف عائقاً بينهما .
سار بحزم إلى بابها وضغط على زر الجرس لكنه لم يسمع أيّ جواب .فوضع إبهامه على زر الإحباط والغضب يتصاعدان في نفسه .إنه يعلم أنها لم تخرج من شقتها ،فما هو عذرها لئلا تجيب ؟
.مرة أخرى ،لم يسمع أيّ جواب لكنه كان يسمع حركة داخل الشقة . ضغط على جرس مرة أخرى وإذا بصوت كاثرين يرتفع بذعر :" كفي .لا أريد ذلك .دعني أقف .دعني أقف".
صدرت عن هاينز شتيمة خافتة فيما صرخت كاثرين :" لا. . . ! لا!"

شاذن 07-08-10 10:29 AM

أخذ ميتش يضرب الباب بقبضته يصيح :" افتح الباب .افتح أو أستدعي الشرطة !".
سمع مزيدا ًمن الشتائم ثم انفتح الباب وخرج هاينز محملقاً في ميتش ،وهو يقول ساخراً :" إنه مجرد خادم في المبنى ،لأجل الله ! أخرج".
- لا . . . إنه ليس كذلك .
كان هذا صوت كاثرين القادم من مكان ما .كانت تشهق لاهثة ، خائفة ويائسة.
وضع ميتش كتفه يمنعه من إغلاق الباب واقتحم الغرفة ملقياً بهاينز جانباً ،فامسك هذا به :" من تظن نفسك بحق جهنم ؟".
لم يحاول ميتش أن يجيبه .كانت كاثرين تجاهد لتنهض عن الأرض .
- ميتش. . .
رفعت إليه يدها متوسلة وقد اتسعت عيناها خوفاً وذهولاً . صاح به هاينز محاولاً أن يدفعه بيديه :" اخرج !".
وعودت ميتش ذكرى اغتصاب جيني أخته . . ز وهذه امرأة أخرى يهتم لأمرها جداً ،وتصاعد غضبه .
منتديات ليلاس

جاء رد فعله سريعاً بحيث لم يكد يعي مدى عنف ثورته وهو يلكم الرجل الذي خان ثقة كاثرين به ،وأساء إليها .
شعر بقبضته تلطمه فشعر بالرضى ،والصواب . وتدفق الدم من أنف الرجل القذر وهو يقع أرضاً ،فأمسكه ميتش من ياقته يوقفه ثم جره إلى خارج الشقة يهبط به السلم .
كان الرجل ينشج قائلاً :" كفى !النجدة ! لأجل الله ".
- اخرس .
قاوم ميتش رغبته في أن يقذف به من فوق السلم ،ثم يلقيه في الشارع ويفرك أنفه في الدامي في القذارة ليتذكر دوماً رائحتها التي تشبه حقيقته . لم يمنعه من تنفيذ رغبته سوى ذكرى " باتريك ماغواير"نفقد مرت نصيحة الرجل العجوز في ذهنه الضبابي . . .التحكم . . .الانضباط. . . استخدم طاقتك في جعل جهاز العدالة يعمل .كل ما أنجزه ميتش منذ ترك " غاندامورا"سيُمحي إذا اتُهم بتهجم آخر وأدين. ومع ذلك ،ما كان بإمكان العدالة أن تنقذ كاثرين الليلة ، فهاينز أقوى منها .القانون لا ينقذ .إنه يعمل بمفعول رجعي بعد اقتراف الجريمة .وتعيش الضحايا مثل جيني ،مع الذكرى دوماً .
أوقف ميتش هاينز على قدميه عابساً ،ثم أرغمه على السير إلى الخارج عابراً به الشارع إلى سيارته الكبيرة الثمينة . . .سيارة الرجل الثري الذي يظن أنّ بإمكانه أن يفعل ما يشاء من دون عقاب . راح الرجل يسير متعثراً وهو يئن نولم يهتم ميتش مثقال ذرة بألمه .
فالألم الناتج عن كسر الأنف لا يدوم بقدر ألم الصدمة النفسية .والله وحده يعلم ما تشعر به كاثرين الآن . وصلا إلى سيارة جيريمي هاينز فأمره ميتش قائلاً :" أخرج مفاتيحك واذهب ،وإذا فكرت مرة أخرى في العودة إلى إزعاج كاثرين ،فتذكرني، ولا تشكّ لحظة في أنني سألاحقك وأعاقبك .مفهوم ؟".
- نعم ، نعم .
وشهق متلهفاً للابتعاد والدم لا يزال ينزف من انفه .

شاذن 07-08-10 10:32 AM

انتظر ميتش حتى غابت السيارة عن بصره ،فعاد يقطع الطريق ،متوتر الأعصاب وعقله يعمل في كافة الاتجاهات .حاول أن يهدئ نفسه وهو يدخل المبنى ليركّز اهتمامه على كاثرين ويتصرف معها بحذر .
لم تكن قد أغلقت باب شقتها الخارجي وهذا دليل جيد . دخل فوجدها متكوّرة في زاوية الأريكة بادية الانهيار ،بينما عيناها الخضراوان الجميلتان كبيرتان للغاية .
- وضعته في سيارته وودعته وهو يرحل .
قال هذا ليجعلها تعلم أن خطيبها السابق لم يشكّل أيّ تهديد بعد الآن .ارتجفت .ورأى سترتها وحقيبة يدها على كرسي بذراعين قريب من المطبخ الصغير .يبدو أنها وضعتهما هناك قبل أن يجيء هاينز .لماذا سمحت له بالدخول ؟لم يكن الوقت مناسباً الآن لطرح الأسئلة . أعاد ترتيب الغرفة ،والتقط السترة ثم وضعها في متناول يدها إذا أرادتها للتدفئة .في حالة الضعف التي تمر بها نقد ترفض أي احتكاك به خصوصاً بعد أن رأت ما بمقدوره أن يفعل عندما يثور .
لم تتحرك :" ظننتك من في الباب . . .عدت لتخبرني بشيء نسيته .دخل قبل أن أستطيع . . .منعه ثم . . ."
كانت ترتجف ،فقال :" لا بأس يا كاثرين .أنا هنا الآن .أنت آمنة".
منتديات ليلاس

عادت ترتجف .إنها برودة الصدمة أو خوف .لعله الخوف منه هو أيضاّ ؟ لكنه لا يستطيع الخروج وتركها بهذه الحالة .ومع ذلك ،كيف يمكنه أن يواسيها من دون أن يلمسها ؟قد لا تكفي السترة لجعلها تشعر بالأمان، والحماية .لعل البطانية أفضل. كانت الشقة صغيرة للغاية ،ومحتوياتها طاهرة . . . غرفة نوم ،حمام ،غرفة جلوس، مطبخ صغير .حمل اللحاف عن سريرها وأخذه إلى غرفة الجلوس لكنه لم يجرؤ على المجازفة بلفّها به . وضعه في حضنها ليمكّنها من ان ترفعه وتندّس تحته .
سألته بصوت مرتجف :" كيف . . . كيف عرفت يا ميتش ؟".
- كنت مغادراً في سيارة الأجرة عندما رأيته في الشارع متجهاً إلى هنا.
أجابها بلهجة عفوية ،باذلاً جهده ليتحكم في رغبة شاذن تدفعه إلى أن يحملها ويطوّقها بذراعيه .
- عندئذ . . .عدت إلى هنا ؟
وأخيراً ،رفعت إليه بصرها .بدت بحاجة إلى أن تفهم ،تجاهد لتجد طريقها من خلال ما حدث .وقبل أن يدرك ما يفعل نمدّ يده يلامس وجنتها بحنان ،راغباً في أن يمنحها المواساة والطمأنينة :" قلت إن علاقتكما انتهت ،يا كثرين،فخفت أن يزعجك بمجيئه".
أخذت نفساً عميقاً :" شكراً . .. شكراً لعودتك يا ميتش".
ارتياح . . .وشكر. . . ما من شيء سلبي تماماً .
- سأحضر لك شراباً ساخناً .
ونهض قبل أن تدفعه نفسه إلى التصرف يشكل أحمق . كانت رغبته فيها فائقة ،أراد أن يضمّها ،ويدفئها ،ويطرد بعناقه ذكرى جيريمي هاينز من ذهنها . . .لكن الوقت الآن غير مناسب ليجعلها تشعر برغبته ليلاس . الثقة أهم الآن .وفقدان ثقتها سيكون غلطة فادحة .


* * * * * * * *



انتهى الفصل الثامن


شاذن 07-08-10 10:39 AM

أتمني قرائه ممتعه لجميع والأعضاء زوار المنتدى الحلوين
و أن تنال إعجابكم الرواية . . .
مع حبي شاذن .

:8_4_134:

rosi 12-08-10 12:41 AM

حلوة كتير يااموررررة:liilase:ننتظر التكملة بفارغ الصبر وعلى جمر:toot::toot::toot:
:mo2::mo2::mo2::mo2:


شاذن 05-09-10 12:34 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة rosi (المشاركة 2411655)
حلوة كتير يااموررررة:liilase:ننتظر التكملة بفارغ الصبر وعلى جمر:toot::toot::toot:
:mo2::mo2::mo2::mo2:


مشكوووووووووووورا كثيييييييييييييير على مرورك العطر. . .
وأنا متأسفة على هذا التأخير . . .
وبتمنى باقي الرواية تعجبك. . .
مع حبي شاذن.

:8_4_134:

شاذن 05-09-10 12:39 AM

9 – برّ الأمان
لم تستطع كاثرين أن تتحكم في التشنّجات التي تكتسحها .وراح عقلها يحاول أن يتخلص من الصدمة التي تملكتها من حقد جيريمي عندما رفضت أن يتصالحا . لماذا ظن أن موت غاري تشابل قد يحدث أي فرق ؟كل هذا لا يصدق! لا اعتذار . . . ولا تفهم . . .لقد أعماه غروره فلم يرَ أي خطأ في موقفه . فهي التي تصرفت بطريقة غير منطقية برأيه ،كما ربط نبذها له مع رؤيته لها تعود إلى البيت مع رجل آخر .حب التملك الفظيع عنده أنكر عليها حقها في أن القول( لا ) . . .
لو أن ميتش لم يعد . . .ولكن الحمد الله على عودته !الحمد الله ! لقد أنقذها ميتش من . . .وأجفل ذهنها لذكرى يدي جيريمي المتطفلتين وأنفاسه الكريهة .
وكادت تتقيأ .
منتديات ليلاس

انتهي هذا ،انتهي ،انتهي . . . وأخذت تكرر هذا لنفسها بعنف ،بينما كان ميتش في المطبخ يجهز لها شراباً ساخناً ،ويرعاها .كان بالغ الرقة معها ،فأحضر لها اللحاف من على السرير . . .ومع ذلك ،فهو قويّ بشكل مخيف . . . كان من القوة بحيث طرح جيريمي أرضاً ،وسحبه إلى الخارج الشقة وأرغمه على ركوب سيارته والرحيل .هذا يعني حتماً أن الأمر انتهي .لن يعود جيريمي إلى هذه الشقة ،فقد ضُرب فيها ،وسُحب منها . غنها آمنة الآن .ميتش جعلها آمنة .
الغريب أنها لم تشعر بالاشمئزاز من تصرفه الغاضب. . .الذي جعل الدم يتفجر من أنف جيريمي نمع أنها تكره عادة رؤية هذه الأمور .لقد صدمها ذلك ،إلا أنها شعرت براحة هائلة لانتهاء الموقف الرهيب في لحظة .على أيّ حال ،من المؤكد أنها لم تستصغر ميتش لتصرفه هذا ،بل كانت شاكرة له لحضوره ولإخراج جيريمي .أما بالنسبة إلى معاملته العنيفة لجيريمي . . . فقد سعى إليها جيريمي بنفسه بعد أن عامله بازدراء وعنف هو أيضاً .كيف كانت عمياء إلى هذا الحد بالنسبة إلى جيريمي ؟ حتى أنها اعتقدت أنها أحبت هذا الرجل الذي لم يكن يحترمها كإنسانة !.ما الفكرة التي كوّنها ميتش عنها بعد هذا ؟ لا بد انه يعتقد أنها حمقاء لا تجيد الحكم على الناس .دمّرها الشعور بالخزي ولم تستطع مواجهة عينيه عندما أحضر لها الكوب الشاي ووضعه على الطاولة بجانبها .بذلت جهداً حتى تتمكن من شكره ،وبقيت مندسة تحت اللحاف ،وقد منعها الخجل وشعورها بالفضيحة والجهل من أن تتحرك .جلس على الكرسي بذراعين قريب من الأريكة ،فشعرت بنظراته عليها ،ومع ذلك لم تستطع أن تحمل نفسها على النظر إلى وجهه وإلى التعبير الذي ارتسم في عينيه .حطّم الصمت أعصابها .إنها برفقة رجل تتلهّف إلى أن يكون رأيه فيها جيداً فيما ذهنها مشتت تماماً ،غير قادرة على أن يعمل بشكل صحيح .
- هل أخفتك ،يا كاثرين ؟.
أجفلت للسؤال الهادئ فأجابت :" لا !".
ألقت عليه نظرة سريعة فرأت توتره ،ولاحظت نظرة قلقة أثارت اهتمامها وجعلتها تضطرب .لماذا يظنها خافت منه ؟
- أنا لست رجلاً عنيفاً عادة .
وبسط يده مناشداً ،تلك اليد التي لكمت جيريمي .طبعاً ،ما جرى هنا هذه الليلة لا بد أن يقلقه .إنه محام أقسم على حماية القانون ،وضربه

شاذن 05-09-10 12:43 AM

جيريمي يمكن أن يتسبب في إقصائه عن جدول المحامين .لقد جازف بمهنته من أجلها وها هو ذا الآن يصب اهتمامه كله عليها وعلى رأيها فيه .عليها أن تساعده في هذه النقطة على الأقل ،فتناست تعاستها وقالت :" إذا قصد جيريمي الشرطة نيا ميتش ،فسأقسم انه هاجمني .لكنني لا أظنه سيفعل .فهذا سيظهره بمظهر الخاسر بينما هو مستعد لفعل أي شيء كيلا يخسر".منتديات ليلاس

- لم أكن أفكر فيه رغم أنني أقدر لك عرضك الوقوف إلى جانبي .كنت اعني . . .
وحدّق إليها صامتاً متفحصاً بحدة ثم أضاف :" لقد تعرضت أختي للاعتداء منذ زمان طويل نوقد اثر ذلك فيها . . .بشكل عميق."
فسارعت تطمئنه :" الأمر لم يصل إلى ذلك الحد"
فأومأ:" عندما رأيتك ملقاة على الأرض ،تذكرت جيني .أعلم أنني فقدت سيطرتي على نفسي عندما ضربته .لا بد أن تصرّفي بدا لك متوحشاً . لكنني أريدك أن تعلمي أنني لا أدور في الأنحاء أضرب الناس من دون تفكير".
- ما تصورتك تفعل ذلك .
- اكره العنف في الناس الآخرين ،وأحاربه في قاعة المحكمة .
- أنا واثقة من أنك تفعل ذلك .
اشتبكت عيناها بعينيه فقال :" لا أريدك أن تخافي مني".
فقالت بإلحاح :" لست خائفة "
وكان هذا صحيحاً فبدا ارتياحه واضحاً :" أحسست انك تبتعدين عني فظننت. . . ".
أخذت نفساً عميقاً وأزاحت العبء الذي استقر على قلبها :" لست خائفة بل أشعر بالخزي البالغ فقط".
- لا سبب لذلك ،فما حصل لم يكن ذنبك .
- لكنني أنا التي اخترته وكنت سأتزوجه .
انفجرت تقول ذلك وهي تهز رأسها معذّبة لهذه الغلطة الفظيعة التي اقترفتها .
- غالباً ما يجعلك الناس ترين ما يردونك أن تريه .لقد خُدعت به كما خُدعت أنا بهاربيت .الاثنان ماهران جداً ،وجذابان جداً ظاهراً .كثيرون يولعون بهما .
كان بلطفه هذا يبرّرخطاها ويحاول تخفيف شعورها بالذنب .وتألمت لهذا اللطف الذي تعلم إن عليها أن تقدّره لكنها كرهته ،فالحقيقة القاسية هي الفضل دوماً ،لا سيما إذا كانت تعني أن شعوره نحوها هو أكثر من مجرد اللطف .
فتمتمت :" لقد تغاضيت عما جرى".
وكان هذا ما يفعله ميتش الآن ليجعلها ترتاح نفسياً .وهز رأسه :" ألا نتغاضى جميعاً لنحافظ على علاقاتنا ؟ لا تقسي على نفسك واشعري بالسرور لأنك انتهيت من ذلك .أظنك تخلصت منه نهائياً ؟".
تملكتها مشاعر غريبة وهي تجيب :" لا شك في ذلك".
- هذا حسن .إذن ،لا تفكري فيه بعد الآن .
فضحكت ساخرة :" هذا ليس سهلاً".
مال نحوها والألم على ملامحه ممزوجة بشعور قوي . . . هل هو غضب ؟انزعاج ؟إحباط ؟.

شاذن 05-09-10 12:46 AM

- لا تقلقي يا كاثرين .إنه لا يستحق المزيد من وقتك .
وكان صوته قوياً فعالاً ينضح بكل السلطة والحيوية اللتين تفيضان منه وتابع يقول :" قيمتك لم تنقص لأن صورته الذهبية أصبحت بالية مهلهلة . أنت امرأة مرغوبة جداً".
- أصحيح هذا ؟
نزلت عن الأريكة ووقفت بشكل عدواني تريده أن يتخلي عن المواساة وترغب في أن تواجه الحقيقة. فبسطت راحتيها ساخطة طالبة الصدق التام وسألته :" وهل أنا مرغوبة لديك؟"
انطلقت هذه الكلمات من شكوكها المعذبة .لم تكن تحدياً،لكنها حمّلته بشكل صارخ ومفاجئ المسؤولية فيما تملكتها من ارتباك مؤلم. رأت الذهول على وجهه ،ثم اندفع واقفاً بسرعة لم تكد تلحظها نوفي اللحظة التالية أخذها بين ذراعيه ليضمها إلى صدره بشدة أرهقت أعصابها إذ لم يترك لها مجالاً للتراجع .
- أتريدين أن تعرفي كم أراك مرغوبة ؟أكاد لا أستطيع التحكم في نفسي ، يا كاثرين .
كانت عيناه تلتهمان عينيها بطريقة جعلتها تحبس أنفاسها .
شعرت وكأنها انتظرت عناق ميتش هذا طوال حياتها وعندما أدركت فجأة انه كان يريدها طوال الوقت ،فقدت قدرتها على التفكير كلياً .
- ظننت انك تتصرف بشهامة معي بسبب صداقتك مع ريك وبسبب العمل لحساب لارا .نحن غير مرتبطين فظننت سلوكك نحوي مجرد شهامة .
- شهامة ؟
منتديات ليلاس

انطلقت هذه الكلمة من فمه بكراهية بالغة .وتسارعت أنفاسها وقطّب حاجبيه :" هل هذا ما تريدينه من ؟ الشهامة فقط ؟ حاجة الصديق إلى الصديق ؟".
- كلا، كلا.
دار رأسها بعنف وهي تدرك أن شعوره نحوها أكثر بكثير من مجرد مودة الأصدقاء .رفعت يديها عن كتفيه العريضتين لتعقدهما حول رقبته :" ليتك تعرف ما اشعر به عندما أكون معك !".
راح قلب ميتش ينبض في أذنيه .أتراه تخيّل ما يريد أن يسمع ؟
لم يستطع أن يتراجع . . . عانقها بكل المشاعر المحمومة التي أثارتها في نفسه منذ لحظة تعارفهما .
لم تصدق كاثرين قوة المشاعر العاصفة التي تملّكتها .كانت مستمتعة للغاية بعناقه المحموم ،ومتلهفة إلى أيّ شعور يثيره فيها .كان ذلك عنيفاً ،عنيفاً ورائعاً بشكل لا يصدق .
عشقت قوته وصلابته ،والطاقة التي تتدفق منه .شعرت بهذه الطاقة تصل إلى كيانها ، فتشحن طاقتها ،وتسرّع خفقات قلبها .لم يعد ثمة شك في مشاعر نحوها ،وتملكتها البهجة وهي ترى الدليل الذي لا ينكر على ما يشعر به .ابتعد عنها للحظة ،فتملّكها الخوف ظناً منها انه سيتركها .لكن هذا لم يحدث بل شدّها إليه مجدداً فجعلها تشعر بوخز خفيف يثير الشوق في كيانها .
شعر بالتوتر المتلهف يتراجع :" هل تجاوزت حدي"؟
كان يسأل نفسه أكثر مما يسألها .
اخذ نفساً سريعاً ،ومال برأسه إلى الخلف ،وعيناه تلمعان في عينيها حاملتين فبضاً من الأسئلة .أتراها ذكرته بوحشية جيريمي في هذه الغرفة ؟ أرادت أن تصرخ بأن هذا غير مهم .ولا يهم إلا ما جعلها هو تشعر به ،وإذا ما تركها الآن فستغرق في إهمال مخيف ،وفراغ تعيس ، وحرمان .
ولكي تمنعه من طرح المزيد من الأسئلة ،وقفت على أطراف أصابعها ورفعت يديها تجذب رأسه إليها وتعانقه بكل حرارة رغبتها في إبقائه معها .جاءت استجابته فورية ومُرضية بشكل رائع ،فأغدق عليها الحرارة المطلوبة لتبديد برودة الخوف من أن ينبذها .ورقص قلبها فرحاً .
- تعال معي يا ميتش ،تعال معي.
تمتمت بذلك على يده فتبعها إلى الأريكة حيث جلست ،ومدت يديها إليه في دعوة صريحة ،لكن يديه أمسكتا بذراعيها من دون أن يجلس . دنا منها على مهل ،وجلس قربها وضمّها إليه بحرارة :" هذا سباقاً يا كاثرين .أنا لا أريد استعجال الأمور".
وبعد صمت دام للحظات نتابع يقول :" أريدك أن تدركي ما تفعلين ،وأن تتصرفي بوعي تام وليس كنزوة طارئة سببها الصدمة ،كما لا أريدك أن تندمي".
فقالت بصوت أجش :" لن أندم".
- لا مانع إذن من أن أشعل الضوء ؟
الضوء ؟ وهاجمتها شكوك تدمر الأعصاب .ماذا لو أن ميتش لم يعد يراها مرغوبة في الضوء .فهي ليست جميلة جداً كهاربيت .إنها أقصر منها ، وبشرتها أكثر شحوباً ويعلوها النمش .
. . . ثم أضاء مصباح الغرفة !




* * * * * * * *


انتهى الفصل التاسع

شاذن 05-09-10 12:50 AM

10 – وعد وسحر
شعرت كاثرين وكأنها أرنب فاجأته أضواء سيارة وسط الطريق .لم تستطع أن تتحرك فقد ساقاها رخوتين ،وحده ظهرها تصلّب ،وهو رد فعل غريزي لشعورها بأنها مهدّدة .
كانت رائحة الغرفة خانقة لأن نوافذها مغلقة،ولكنها منظمة على الأقل .
- أخبريني لكي أتوقف إذا لم تشائي أن أعانقك يا كاثرين .
يتوقف ؟تردد صدى هذه الكلمات في إذنيها ،فاقدة أي معنى لها .
كانت بنيته قوية جبارة ،الكتفان العريضان والذراعان القويتان سرقت قلبها . . .ها هو الرجل الذي قاتل من أجل سلامتها ،الحامي الحقيقي ، الرجل الذي أراد أن يحميها من التسرّع ،فتقدم على عمل قد تندم عليه فيما بعد . راح يحدق إليها .إنها جميلة إلى حد معقول ،وإن لم تكن كهاربيت كما خطر لكاثرين بشراسة رافضة أن يثبط ذلك همّتها ،مقاومة شعورها المذعور بأنها قد لا تماثل النساء الأخريات اللاتي عرفهن .
- أنت سحر .
تمتم بذلك وهو يحتضنها ببطء ،هازاً رأسه وكأنه يحرّر ذهنه من حالة سحرية .
هزت كاثرين رأسها هي أيضاً ،وقد تشتت ذهنا بشكل لا يصدّق. كيف يقرنها بسحر ؟وماذا يعني بذلك ؟ولكن لا وقت للتفكير الآن فقد أحاط خصرها بذراعيه وشدها إلى أحضانه ليفجّر موجة من المشاعر داخلها .
منتديات ليلاس

- أريدك أن تكوني سعيدة معي نيا كاثرين .
إنه يريدها سعيدة . . . لم تدرِ ما الذي جعلها تشعر بعد الراحة . . وشعرت بأنها تتسرع . . ما يجب أن يحدث هذا . . هذا خطأ . . وهي لن تحتمل أي غلط . . أحس بها تتراجع . . فردد :
- أنا لست على عجلة من أمري . . لا أريد منك أن تخافي .
اهتمامه بها فاق اهتمامه بنفسه ،ما عزّز كل ما تعرفه عنه ،مضيفاً تألقاً خاصاً إلى ما كانت تشعر به .إنه لا يريد استعجالاً . . بل يريدها أن تستجيب له متى كانت فعلاً مستعدة .
لمعت عيناه بخبث وهو يقول :" أيقظت في كياني رجل الكهف ،يا كاثرين ليدجر .ولكنني لن استسلم لمشاعر رجل الكهف البدائي . . بل سأنتظرك".
ضحكت والسعادة ترقص في عروقها وهي تفكر في ما لو كانا يعيشان في العصور البدائية الأولي ،حيث تشاركه كهفه ،لكان هذا أحسن مكان لهما من كافة النواحي .ولما كانت لترفضه . . كما تفعل الآن . .
ران عليهما صمت هادئ لم يترك مجالاً للتساؤل .استكانت بين ذراعيه ورأسها تحت ذقنه مباشرة ،بينما راح هو يلّمس بيده على شعرها .أخيراً ،وفيما كان ذهنها بفيض بسلسلة من الأفكار ابتسمت لإحداها وقالت :" قد تحتاج إلى أن تضربني على رأسي بالهراوة يا ميتش".
فسألها بذهول بالغ :" ولماذا أضربك بالهراوة على رأسك؟".
- كما يفعل رجل الكهف . . . ليسيطر على امرأته.
ضحك طويلاً ثم ابتسم لها وسأل:" أتريدين أن تخبريني أن عليّ أن أضربك على رأسك لتكوني مطيعة دوماً ؟".
- أشعر بأنني محظوظة جداً لأنك تتفهمني.
فقال ضاحكاً:" أما أنا فأشعر بأن قدرتي عليّ التحكم بنفسي تكاد تنسل من عقالها ".
أوشكت أن تقول له أن هاربيت لوويل مجنونة حتماً إذ خانته مع شخص آخر ،لكن غريزتها حذّرتها من هذه الملاحظة الخطيرة .إن تذكيره بعشيقته السابقة أمر فظيع أشبه بتذكيرها بخطيبها السابق ،فهذا بينهما فقط ما يجعله مختلفاً .وهو بالنسبة إليها ،أفضل ما دخل إلى حياتها يوماً . لقد جعلها تشعر بالثقة بنفسها ،لا بل أكثر من مجرد ثقة ،فهو لا يرى فيها جسداً فقط بل إنسانة ذا كيان وروح وها هو يحترم مشاعرها . . . غنها بحاجة إلى بعض الوقت حتى تستطيع تخطي كل ما يعكر صفوة حياتها ولا تعتقد أن الأمر سيكون بعيداً . . .



* * * * * * * *


انتهى الفصل العاشر

شاذن 05-09-10 12:54 AM

11 – قلوب معذّبة
بعد شهر. . .
سلّم الكاتب ميتش رزمة من الرسائل الهاتفية عندما أجّلت المحكمة الجلسة لهذا النهار .يقول الأولي ببساطة " اتصل بجوني"مع رقم هاتف محلي وسرعان ما نسي ميتش مناقشات المحكمة القانونية .
لقد عاد جوني إليس إلى المدينة !
ابتسم لتستحيل الابتسامة إلى لإشراقه سعيدة وهو يخرج من المحكمة ويتصل بالرقم .كان جوني أمضى الأشهر الخمسة الماضية في الولايات المتحدة سائحاً ومسجلاً اسطواناته ،ولا شك انه في طريقه إلى موطنه في " غاندامورا"وقد توقف فقط ليتصل بميتش وريك كما يفعل دوماً كلما استطاع ذلك .
جوني . . . المسلّي .ولا شك انه يستحق لقبه في عالم الموسيقي ( جوني الظريف). عندما كانو فتياناً في " غاندامورا".اعتاد دوماً أن ينير أي لحظة قاتمة بروحه الفكاهية .كما اعتاد أن الأغاني عن أي شيء وكان بارعاً في العزف على الڤيثارة التي أعطاه إياها باتريك .
أجابت موظفة الاستقبال في الفندق على الاتصال ثم حوّله ،فأجابه الصوت الأجش :" مرحباً ،ميتش .هل أنت حرّ الليلة ؟".
- أين ومتى ؟
منتديات ليلاس

- فكرت في أن نجتمع في المطعم الإيطالي تحت شقة ريك في(وولومولو) .هل تناسبك الساعة السابعة ؟
- تماماً .هل اتصلت بريك ؟
- اتصلت بمكتبه فقيل لي أنه خرج لتناول الغذاء ولم يعد بعد .سأتصل ببيته في الساعة الخامسة .
- افعل هذا وإلى اللقاء .
سرور ميتش بهذا الاجتماع تضاءل عندما تذكر وضع ريك الحالي .
لقد مات غاري تشابل وعادت لارا برفقة ريك إلى سيدني ،لكنها كانت تتهرّب منه متخذة من الجنازة والضجة التي أحاطت بموته عذراً .
هذا التصرّف جرح كرامة ريك ،إلى حد كبير ،فقد كان متلهفاً لرؤيتها ،ولا شك أن قلبه ما زال متعلقاً بها حتى الهوس تقريباً .وقد قالت كاثرين إنه لا يركّز على العمل ،لأن عقله مشغول غالباً في مكان آخر .
مضى شهر كامل من دون أيّ كلمة من لارا .
تساءل ميتش عما إذا كان عليه أن يخبر جوني بالأمر الليلة لئلا يذكره فيمسّ وتراً حساساً لدى ريك .
تساءل إذا أتى على ذكر ذلك ،فمكن تجاوزه بسرعة كما لن يعجب ريك ان يعامله جوني برقة وعطف غير عاديين .فهو ما زال يتمتع بذلك العنفوان منذ الأيام الخوالي ،والكبرياء المجروحة التي جعلته يقدم على ما لا يقدم معظم الرجال .
بات ميتش واثقاً الآن من أن لارا لا تزال صلب الموضوع . لارا المتضررة ،الرائعة الجمال ،التي تحاول حالياً أن تتجاوز الماضي وتنساه ،ولعل ريك أصبح هو أيضاً ،جزءاً من ذلك الماضي . هز ميتش رأسه حين أشار مساعده إلى سيارة الأجرة التي تنتظرهما معاً للذهاب إلى مكتبه .وفي السيارة ،أخذ يتساءل عن مقدار المشاعر التي ما زالت كاثرين تحملها من علاقتها مع هاينز .

شاذن 05-09-10 12:57 AM

منذ الليلة التي أنقذها فيها من خطيبها السابق ،لم تذكره قط ،أثناء الوقت الذي أمضياه في صحبة بعضهما البعض . كما أنه لم يشأ أن يذكرها به .اكتشافها أن طموح جيريمي لا يتوقف عند حدود الأخلاق شكّل صدمة كبيرة من دون شك ،وقلل من ثقتها في قدرتها على الحكم على الناس .ومحاولته بعد ذاك إعادتها إليه بالقوة زادت من اهتزاز تلك الثقة ما جعلها تفقد في نفسها كلياً . وقد استطاع ميتش إصلاح جزء جيد من ذلك فكسب ثقتها .لكن الشعور بالخزي شعور ماكر .فهل استطاعت أن تدفنه أم ما زال يتملكها ؟أتراها منجذبة إليه حقاً ،وهل بحاجة إيه فقط حتى يطرد الأرواح الشريرة التي تركها جيريمي ؟
كانت علاقتهما غربية ،أشبه بقوة مسيطرة للغاية . . .
ترى أتحاول كاثرين نسيان فشل علاقتها مع خطيبها ؟ هل تهتم بشخصه أم أنه بالنسبة إليها فقط شخص يعزز ثقتها بنفسها ويشعرها بالاطمئنان؟ وطمأن نفسه إلى أن الزمن سيجيب في النهاية ،عن هذه التساؤلات . وكان شهراً صعباً بالنسبة إلى ريك بدا واضحاً عندما انضم إلى ميتش وجوني في مطعم " أوتو"ليمضيا السهرة معاً .بدا بعبوسه ،رجلاً على شفير الانهيار لكنه يتشبث بتصميمه على النجاة . .. أنه رجل ميت يسير على قدمين كما رآه ميتش .
إلا أنه انتعش مع مرور الوقت .كان جوني ينضح أنساً ولطفاً لا يمكن مقاومتها ،فراح يروي الحكايات عن بلاده وموسيقي العالم الغربي . وعندما ذهب جوني إلى استراحة الرجال ،هدأ الحديث وأطرق ريك برأسه بانقباض ،موضحاً بذلك الجهد الذي كان يبذله للاحتفاظ ببشاشته ،استنزفه .

شاذن 05-09-10 12:59 AM

سأله ميتش بعطف :" أما من خبر من لارا ؟".
فبذا الاستخفاف في العينين السوداوين :" الحقيقة أنني اجتمعت بها على الغذاء اليوم".
- أما من خبر جيد ؟
لوى شفتيه :" شكراً ووداعاً .ولا شيء مما قلته احدث أي فرق".
- ربما تحتاج مزيداً من الوقت . . .
فهز رأسه :" عليّ أن أضع ذلك خلفي ،يا ميتش .سأسافر إلى نيويورك آخر الأسبوع".
- لقد أمضت حياة جهنمية مع تشابل .لا أستطيع الخوض في التفاصيل . . .
- لا، فقد انتهى الأمر ،دعك منه .
النهاية الموجزة تركت ميتش عاجزاً عن الكلام .كان يعلم أن ريك يكره العطف ،لكنه أحس أنّ حلم صديقه الذي دام ثمانية عشر عاماً مات . وتذكر جيداً ليالي " غاندامورا"حيث كان ريك يتحدث عن لارا وكأنها تجسد كل ما يطلبه الرجل في المرأة .
منتديات ليلاس

كان هذا تذكيراً لميتش بأن العلاقة مهما بلغ عمقها لا تضمن بناء حياة مشتركة .فالتوقيت والظروف تشكّل عوامل كبرى مؤثرة .
- سمعت أنك على علاقة طيبة مع كاثرين .
أنتفض ميتش لهذه الملاحظة التي أخرجته من ذكرياته القديمة ،وأجاب باختصار ،لا يريد أن يشرح كيف ومتى ولماذا :" نعم".
- غنها فتاة جيدة .
- نعم ،إنها كذلك .
ومض الفضول في عيني ريك الفاترتين :" هل فسخت خطبتها لأنها تعرفت إليك يا ميتش ؟".
تمنى ميتش لو أن الأمر كذلك حقاً :" لا .الموضوع بينها وبين خطيبها شخصي".
لم يشأ أن يعلم ريك أن السبب في فسخ الخطوبة مرتبط بشكل غير مباشر بهروبه مع لارا ،فلدى صديقه ما يكفيه من أحزان .وتابع يقول :" لم أعرف أنها فسخت خطبتها إلا عند موت تشابل".
- حسناً ،هذه بداية نظيفة بالنسبة إليك على الأقل .
لم يكشف له ميتش عن شيء ،إذ لن يعود ذلك بالفائدة على ريك أو على الوضع بينه وبين كاثرين .
عاد جوني إلى المائدة فتحوّل الحديث إلى " غاندامورا"،فسألهما جوني:" لم أذهب إلى الوطن منذ عيد الميلاد الأخير .ماذا عنكما ؟".
- قمت بزيارة خاطفة في شهر شباط .وقد استعرت طائرتك يا جوني.
قال ريك هذا من دون أن يشير إلى نوع تلك الزيارة غير العادية .
فقال جوني ضاحكاً :" أراهن على انك استمتعت بالطيران يا ريك".
أومأ ريك :" متعة حقيقية".
- وأنت يا ميتش ؟
- لم يكن لديّ وقت .
هز جوني إصبعه في وجهه :" يجب أن يكون لديك وقت في عيد الميلاد القادم .هل تسمع ؟ نحن الثلاثة معاً .أنا أعرف أن أختك انجبت طفلاً السنة الماضية . . . فلا بأس . . . ولكن هذه السنة . . .ما من أعذار . . . أنا أضع القانون".

شاذن 05-09-10 01:04 AM

- ألا تظنه يعطي نفسه أهمية أكثر مما يستحق يا ريك ؟
قال ميتش هذا مداعباً ،غير عالم كيف سيكون حاله مع كاثرين وخائفاً من ألا يستطيع ريك العودة إلى " غاندامورا"قبل مرور وقت طويل بسبب ذكرياته مع لارا .
وسارع ريك يقول موافقاً :" كل هذا بسبب بلاده وموسيقى الغرب وبقائه في والولايات المتحدة مدة أطول مما ينبغي .يظن نفسه راعي بقر الآن ،قادراً على أن يعاملنا بهذه الخشونة والفظاظة".
فقال جوني مهدداً بسخرية :" انتبها ،أنا أكبر منكما سناً".
وهكذا ،تمكّنت صداقتهما القديمة من أنجاح السهرة ،ولم يلبث ريك أن صعد إلى شقته في المبني نفسه ،تاركاً ميتش وجوني ليستقلا سيارتي أجرة في اتجاهين مختلفين . لكنهما انتهيا إلى سير معاً نحو فندق جوني ،فيما راح ميتش يشرح وضع ريك بعد أن قال جوني إنه يبدو وكأنه وُضع في الغسالة ثم علّق في الهواء لينشف.
من الأفضل أن يعرف ما جرى قبل أن يصل إلى " غاندامورا"غداً ،كما رأى ميتش .فباتريك سيرغب في أن يعلم بكل جديد ،هو أيضاً ،بما أنه كان طرفاً في ما حدث .
منتديات ليلاس

وعقّب جوني بحزن :" إذن ،فقد أخذها إلى الوطن لكن علاقتهما لم تنجح".
الوطن. . . هذا هو الاسم الذي يطلقه جوني على "غاندامورا".فقد كان باتريك بالنسبة إليه الأب الذي لم يعرفه ،والذي يحبه بما يكفي ليصغي إلى أحلامه ويساعده في تحقيقها ،ويخبره بأنه مرغوب فيه دوماً في البراري ،حيث تشكّل مستقبل كل منهم.لكن ميتش ما زال لديه أسرة .لكن ريك وجوني لم يكن لديهما أسرة ،وعندما عرض عليهما باتريك أن يكون موطنه موطنا لهما . . .ومكاناً آمناً في العالم متقلب على الدوام، عنى ذلك الكثير لهما .
ترك ميتش جوني في فندقه،متمنياً له سفراً ميموناً إلى " غاندامورا".
غداً ،وأخذ سيارة إلى " وولاهرا".
وعندما دخل البيت الذي أسسه لنفسه ،خطر له أنه يختلف عن جوني وريك .فأمه كانت تحبه ،وأخته تشكّل جزءاً من حياته .ومع ذلك ما زال باتريك مهماً بالنسبة إليه ،هو أيضاً . . .باتريك وما علمّهم إياه وما فجّره فيهم من طاقات .
كان ميتش يعلم أن الأشهر الستة التي أمضاها في " غاندامورا"،حين كان في السادسة عشرة،تشكّل جزءاً مما هو عليه الآن .إلا أنّ كاثرين لا تعرف ذلك الجزء من حياته . . . لا تعرف ما عاشه هو وريك وجوني .إنها لا تعلم أنه أدين في الماضي بسبب التهجم على شخص آخر .فهي تعرف فقط ما اختار أن يكشفه لها .وحتى لو نجح في اكتساب قلبها ،فهو يعلم أن كل شيء ينبغي أن يظهر بعد حين ،لكي يكون راضياً مطمئناً إلى أن ما تشعر به نحوه حقيقي . . . وليس آنياً .
ما زالت كلمة جوني عالقة في ذهنه :" إذن فقد أخذها إلى الوطن لكن علاقتهما لم تنجح".عندما يحلّ عيد الميلاد هذه السنة ،فهل سترافقه كاثرين إلى " غاندامورا ؟".وإذا فعلت . . .وعلمت بالقسم المظلم من حياته . . .فهل ستريد لعلاقتهما أن تأخذ المنحنى الذي يريده قلبه ؟



* * * * * * * *


انتهى الفصل الحادي عشر

جننوني 05-09-10 05:58 AM

يااهلا وسهلا بشاذن طولتي الغيبة ان شاءالله يكون المانع خير واحنا معاااك للنهايه

شاذن 10-09-10 12:36 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جننوني (المشاركة 2435477)
يااهلا وسهلا بشاذن طولتي الغيبة ان شاءالله يكون المانع خير واحنا معاااك للنهايه

اسفة على التأخير . . .
وأتمني ما تكوني مليتي يا جننوني . . .
وأن شاء الله راح أكملها اليوم . . .
وأتمني أن تستمتعي بقراءة الرواية وتعجبك نهايتها. . .
وكل عام وانت بخير . . .
مع حبي شاذن .

:flowers2:

شاذن 10-09-10 12:43 AM

كل عام وأنتم بخير
12 – هل تصفح عني ؟
بعد شهرين . . .
- أعلنكما الآن زوجاً وزوجة .
وتوقف الاحتفال لحظة ثم ابتسم الكاهن ،قائلاً للعريس :" يمكنك الآن أن تقبل عروسك".
أخذ ريك لارا بين ذراعيه فبعث الحب الذي يشعّ من وجهيهما الدموع في عيني كاثرين .وبشكل ما ،كل شيء كان مؤثراً للغاية لأنها وميتش كانا الشاهدين الوحيدين على هذا العرس الخاص . حمدت كاثرين الله على ما آلت إليه الأمور ،بعد أن رأت عذاب ريك بسبب رفض لارا لأي مزيد من التورط معه .لو أن جوني إليس لم يذهب إلى " غاندامورا" ويعرف بحمل لارا قبل أن يرحل ريك إلى الولايات المتحدة . . .
وتمتم ميتش :" لقد نجح الأمر".
- ماذا ؟
همست كاثرين تسأله وهي تراقب عناق العروسين المحموم .
فأجابها ميتش وهو يومئ راضياً لأمر خاص في ذهنه:" لقد أخذها على موطنه فنجح أمرهما".
بلغ تأثر كاثرين أقصاه وهما يودعان ريك ولارا في طريقهما إلى شهر العسل ثم رافقها ميتش إلى بيتهما في " غوسفورد"حيث سيقابل والديها لأول مرّ ة ولم تستطع أن تمنع شعوراً بالتوجس لهذا اللقاء .
منتديات ليلاس

كانت قد ذكرت أن عيد ميلاد أمها يصادف عطلة نهاية الأسبوع ومن أمفروض أن تكون في المنزل . فقال ميتش انه هو أيضاً قد يستغل الوقت ليزور أخته في " غرين بوينت". وبما أن تلك المنطقة قريبة من " غوسفورد"، يمكنهما أن يذهبا معاً في سيارته ،فيوصل كاثرين إلى بيتها ،ثم يمرّ ليأخذها عند عودته . ونظراً لعلاقتهما الوطيدة،كان رفضها لعرضه هذا ليبدو في منتهى الفظاظة ، ومن الفظاظة أيضاً ألا تدعوه إلى بيتها للتعرف إلى والديها .ومع ذلك ،هذه الزيارة جعلتها تشعر بالارتباك البالغ ،فهي تدرك مدى فضول والديها للتعرف إلى الرجل الذي خلف جيريمي في حياتها .ولعلهما يتساءلان عما إذا كانت هذه العلاقة ستنتهي بأذيتها مرة أخرى.
كان ميتش قد قبل دعوتهما له إلى العشاء الليلة ،ولكنه أصرّ على خطته السابقة بالمكوث عند أخته ،ربما أحس بالإحراج من تمضية الليلة في منزل والديها .ولم تشأ أن تلّح عليه لأنها لا تريد أن يظن والداها أنها غرقت مرة أخرى في غلطة ثانية .
ولعل ميتش لا يريد الالتزام علناً فجعل أخته عذراً .كانت ترجو أن يكون شعوره ميتش نحوها مماثلاً لشعورها نحوه ,لكنه لم يقل إنه يحبها ،ولم يدعُها إلى أخته .وها هي تأخذه الآن إلى بيت أسرتها .
هل سينجح الأمر بينهما ؟
ما كان له أن يحضر .كان بإمكانه أن يتجنب ذلك بدلاً من أن يعرض عليها أن يحضرها ثم يعيدها .لعله فضولي في ما يتعلق بحياتها الأسرية ،ويريد أن يعرف المزيد عنها وعن خلفيّتها .لكن ماذا عنه وعن أخته . . . التي اغتصبت ؟ لم يتحدثا قط بهذا الشأن .هل السبب في ذلك جيرمي؟ خطر في بالها أنها كانت تسبح وحدها في فقاعات من السعادة ،ولكن ثمة أمور خارج تلك الفقاعات .لم يعد هناك أسرار

شاذن 10-09-10 12:46 AM

مكتومة بين ريك ولارا ، وهذا ما ينبغي أن تكون . . .كل شيء معلوم ،ومقبول ،ومفهوم .هكذا ينبغي أن تكون الأمور لكي ينجح الزواج ،فيما يدعم الحب أساس كل ذلك . لم تكن تعرف الكثير عن جيريمي أو تفهمه ،ولم تستطع أن تتقبل سلوكه عندما فهمته .لكن ميتش تايلر شخص مختلف تماماً ،وقد عشقت كا ما عرفته عنه .ومع ذلك ،كم بقى مما لا تعرفه ؟ كانت هذه الأمور تشغل بالها عندما انتهيا من وداع ريك ولارا .كان النهار قد انتصف ،وبما أنهما قررا ترك المدينة باكراً ليتجنبا زحمة السير، بما أنّ حقائبهما في السيارة ،لم يبقّ هناك ما يعيق انطلاقهما ،وسرعان ما توجّها إلى "غوسفورد"،بعد أن تولى ميتش القيادة معظم الأحيان .
هل تعمّد استخدام الحيلة للتعرف إلى والديها ليعرف خلفيّتها بينما ما زال يقصيها عن أسرته ؟شكوكها في نواياه أبقتها صامتة متوترة بينما السيارة تتوجه شمالاً .
منتديات ليلاس

- أظنك تفكرين في العرس الذي لم يتم . . .
أجفلها قوله . . .لقد نسيت أمر العرس كلياً ،وأفكارها مركزة تماماً على الجهة التي يقصدانها .وأكثر ما أجفلها وأثار أعصابها كان تلك الابتسامة الصغيرة الساخرة من ميتش،وخصوصاً أنها لم ترَ أثراً للابتسام في عينيه .فقد كانت عيناه الثاقبتان تخترقان عينيها بنظرة ذات معنى .
وتنبّه ذهنها على فور .إنها أول إشارة من ميتش إلى جيريمي منذ أرغمه على الخروج من حياتها .
وأفزعها أن يظنها نادمة على الانفصال عن خطيبها السابق . . .لأي شاذن سبب كان .
فقالت :" لا أظن أنّ هناك أسوأ من عرس لا حب فيه .كنت في الواقع أحسد ريك ولارا .فهما لا يحتاجان إلى أي زينة أو زخارف ليكون عرسهما (يوماً عظيماً)،حصولهما على بعضهما البعض يكفي".
- هل سيرضيك احتفال بسيط كهذا ؟
ترددت مقطبة :" سيؤلم أسرتي ألا تحضر زفافي".
- إذن ،يعتبر والداك ذلك مهماً لك ؟
- نعم ،هذا صحيح .
- ما كان رأيهما في هاينز ؟
حبست أنفاسها لهذا السؤال المباشر .هل ميتش قلق من رأي والديها ؟
وأجابت بصدق :" لم ينسجما معه في الواقع .أظن أنّ ذلك عائد إلى طراز الحياة المختلف".
- هل أنت قلقة بالنسبة لرأيهما بي ؟
فانفجرت تقول :" لماذا تريد أنّ تتعرف إليهما ،يا ميتش ؟لماذا هذا كله؟".
اشتدت يداه على عجلة القيادة حتى ليلاس ابيّضت سلاميات أصابعه ،وتوتر فكه فيما بدا العزم على شفتيه المتوترتين .لاحظت كاثرين شعوره القوي هذا ،ومع ذلك ،عندما تكلم كانت لهجته متزنة :" أريد أن أعلم لماذا لا تريدينني أن أتعرف إليهما يا كاثرين ".
أجفلت . . . ما الذي يظنه ؟ أنها خجِلى بعلاقتهما ؟غير مستعدة لإشهارها؟ وأنها تعامله كما تعامل أيّ رجل آخر ؟شخص لا تريد تقدمه

شاذن 10-09-10 12:48 AM

لأسرتها لأن علاقتهما غير جادة بالنسبة إليها ؟ فيما الحقيقة أنها جادة للغاية ولا تريد أن يعكّر هذه العلاقة شيء ،ولكن كيف يمكنها أن تشرح ذلك ؟
وأخيراً اندفعت تقول ،متلهفة إلى تصفية الجوّ من أي شيء مهين أو مؤلم :" لا علاقة لذلك بك ،يا ميتش .أنا فرضت جيريمي عليهما فتقبّلاه من أجلي ،لكنهما بقيا قلقين طول الوقت من أن يفشل زواجي به .رغم أنهما لم يعترفا بذلك إلا بعد . . . بعد أن فسخت الخطبة".
أخذت نفساً عميقاً وهي تجاهد لتصفية ذهنها ثم أردت:" جعلني ذلك أشعر بالأسوأ إذ استطاعا رؤية ما لم أره .وها أنت . . . تقود سيارة " جاغوار"فخمة تعكس النجاح وتنضح بالجاذبية ،ما سيجعلهما يظنان أنني وقعت في الغلطة نفسها مرة أخرى وأنك أخذت مكان جيريمي".
الصمت الذي تلا بدا وكأنه مشحون بالمتفجرات .أغمضت كاثرين عينيها ،راجية بعنف ألا تكون قد دمرت كل شيء بسبب شعورها بالذنب لأنها كانت حمقاء وعمياء.
- وهل أنا في نظرك كجيريمي ؟
ومرة أخرى كان صوته هادئاً عفوياً تقريباً ،إلا أنّ سؤاله أحدث صدمة هزت كيانها كله .
- لا .
منتديات ليلاس

وهبط قلبها الأفكار التي غرستها في ذهنه .فرمقته بنظرة معذبة وأضافت :" لا بد انك تعلم أنك أفضل منه وتفوقه بكثير ،يا ميتش".
لم يجب على فور وبقي نظره مسمراً على حركة السير ما جعل من المستحيل عليها أن تقرأ تعابير وجهه .انتظرت وكأنها تجلس على إبر ودبابيس ،وعندما أجاب ،جاء ردّة غير مباشر :" ألا تظنين إذن ان بإمكان والديك أن يلاحظا ذلك ؟".
لم يكن بالإمكان دحض منطقه لكن هذا لم يمنعها من الشعور بالعجز أمام هذا الاجتماع ،فقالت راغبة في أن تفهم نواياه :" لم تجبني عن سؤالي .لماذا تريد أن تتعرف إلى أبوايّ ؟".
فهز كتفيه :" لأنك لم تطلبي مني ذلك ،بل اكتفيت بأن تعلني بشكل فاتر أنك ستمضين عطلة نهاية الأسبوع معهما".
سرت برودة في ظهرها .
كانا متقاربين جداً أثناء الأشهر الثلاثة الماضية ،وله أن يتساءل طبعاً لماذا لم تدعه لمرافقتها .لذا ،وبكل براعة ،فرض اجتماعاً .فليس من عادة ميتش تايلر الانتظار .بل هو يلاحق ما يريده .ومع ذلك ،ما مدى جدّيته بالنسبة إلى علاقتهما ؟
- أنت لم تطلب مني التعرف إلى أختك .لماذا لم تفعل ذلك يا ميتش ؟
نظر إليها متحدياً :" كنت سأذكر ذلك .تريدك جيني أن توافينا لتناول الغذاء يوم الأحد،إذا استطعت أن تخصصي لنا بعضاً من وقت أسرتك".
كان قد خطّط لذلك مسبقاً !لكن إحساسه بتحفظها بالنسبة إلى مرافقته لها إلى منزل والديها منعه من إبلاغهاشاذن الدعوة .وتنهدت بأسى وهي تدرك انها أفسدت ما هو بسيط للغاية فيما تابع يقول :" ليس لديّ مشكلة في أن أعلن ليلاس اهتمامي بك ،يا كاثرين .ولا أريد أن أبقى مختفياً عن أعين والديك. وأُفضّل كثيراً أن تكوني سعيدة بعلاقتنا ،ومزهوة بأن أكون معك".
- وأنا كذلك فعلاً .

شاذن 10-09-10 12:50 AM

صرخت بذلك مذعورة للشكل الذي فسّر فيه شكواها المستمرة من فشلها مع جيريمي :" سأكون سعيدة جداً بتناول الغذاء معك ومع أسرة أختك يوم الأحد .أرجو أن تشكرها بالنيابة عني لهذه الدعوة".
أومأ ولم يرد ،كما لم يبتسم .لم يقل ما يطمئنها إلى أنه راضٍ عن الوضع .
تملك كاثرين القلق بسبب ما قاله .عليها أن تحلّ هذه المواضيع وتنتهي منها قبل أن يصلا إلى " غوسفورد"لأن هذا التوتر الفظيع في السيارة إذا انتقل معهما إلى منزل أسرتها ،فسيكون خطأ مخيفاً .وسيكون خطأها .
- عدم دعوتي لك لتمضية العطلة الأسبوعية ليس لأنني أريد أن أخفيك عن أبويّ ،يا ميتش .
فقال بلهجة صلبة قاسية زادت في تنبهها :" هذا حسن ،لأنني لن أدعك تفعلين ذلك يا كاثرين".
- ماذا يعني هذا ؟
سألته هذا بحدة .
منتديات ليلاس

- يعني أنني لن أتراجع عن لقاء والديك ،ولن أهتم مثقال ذرة فيما لو أمضيا الوقت بطوله يقارنان بيني وبين هاينز لأنني أعلم أنني أفضل منه .
وطعنتها عيناه لقلة ثقتها الواضحة في تلك النقطة ثم أضاف :" ظننتك ترين ذلك أنت أيضاً يا كاثرين ".
ارتدت نظراته إلى الطريق أمامه وتركها تنظم أفكارها المشتتة .الحقيقة الفظيعة هي أنها كانت مزهوة بجيريمي ،سعيدة بالمباهاة به بصفته خطيبها ،ما جعلها تبدو معتوهة سطحية .
لكن شقيقة ميتش لا تعلم هذا ما منح كاثرين صفحة بيضاء تسجّل عليها ما تشاء . بينما في أعين أبويها . . . ولكنها لم تكن تفكر في ميتش بل في نفسها . . . لم تكن عادلة نحوه مع أنه رجل أفضل بكثير من جيريمي من كافة النواحي .
- أعرف هذا أنا أيضاً ،يا ميتش .
قالت هذا بهدوء ،راجية أن يصفح عنها لجرحها كرامته . تنهد عابساً :" لا أريد أن أشعر بأنك خرجت معي كرد فعل على فسخ خطبتك ،يا كاثرين ،وأنني أتصارع مع الأشباح أنّى توجهت. لقد أعدت له خاتمه لكنه لا يزال في عقلك ،ويؤثر في كل ما تفعلين ،أو لا تفعلين معي".
رد فعل. . . ؟هذا غير صحيح .فقد كانت منجذبة إليه بقوة قبل أن تفسخ خطبتها مع جيريمي ،لكن رؤيتها لهاربيت في بيته تلك الليلة جعلتها تظن أن التجاذب لا يمكن أن يكون متبادلاً .
نظرت إلى يدها العارية .لقد خلعت خاتم السوليتير لكن ما حدث مع جيريمي ما زال عالقاً في ذهنها وعليها أن تتغلب عليه . . .أن تتخلص منه وإلا قد تفقد الرجل الذي تتلهف لئلا تفقده .
قالت له ، مصممة على أن تغيّر نظرته إلى مشاعرها نحوه :" هل تذكر ذلك اليوم الذي قابلتك فيه في مكتبك ؟" فأجاب بجفاء :" تماماً".
- كان تأثيرك عليّ عميقاً ،ما جعلني أتساءل عما إذا كان عليّ أن أتابع طريقي وأتزوج جيريمي .وكنت ما أزال حائرة عندما أخذتني

جننوني 11-09-10 07:46 AM

يعطيك العافية واحنا مقدرين تعبك
مشكوووووووووررة

شاذن 11-09-10 03:29 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جننوني (المشاركة 2440334)
يعطيك العافية واحنا مقدرين تعبك
مشكوووووووووررة

العفو يا حبيبتي . . .
ومشكوووووورا كثيييييييييييير على متابعتك الحلوة والمشجعة. . .
وأسفة على التأخير ولكن أمس كان الخط ظعيف كثثثثثير ومقدرتش أكمل تنزيل. . .
أن شاء الله يكون اليوم أحسن. . .
مع حبي شاذن.

:8_4_134:

شاذن 11-09-10 03:33 PM

إلى بيتي في الليلة التالية ،ثم أثبت لي جيريمي أنّ زواجنا خطأ .وهكذا ،فإن ما أشعر به نحوك ليس رد فعل ، يا ميتش .
ساد الصمت .هل صدقها ؟كان ينظر أمامه وكأنه يركز كل انتباهه على الطريق ،لكنها أحسّت بتوتره الداخلي وهو يزن ما قالته مقارنة مع انطباعه الخاص عن أول لقاء بينهما .وتملكها القلق لعدد المرّات التي شعر فيها برفضها له ،ومدى الألم الذي سببته له . تملكها الذعر وهي تدرك أنهما اجتازا " سيدني" ووصلا إلى طريق " نيوكاسل" السريع ،متجهين إلى تل " كاريون"حيث " غوسفورد". سيصلان إلى بيت أبويها بعد عشر دقائق ،قبل أن تجعله يشعر بأنه مرغوب فيه .وفي خضم انفعالها البالغ لجعله يفهم دوافعها ،حاولت أن تشرح أكثر :" لا أدري إذا كنت قد فكرت يوماً ما في الزواج .لكنه ليس التزاماً تختاره ببساطة ثم يمكنك الخروج منه ببساطة .عندما عرفتك ،شككت في اختياري ،لكن الشك كان مؤلماً وأردت أن يمحو جيريمي الألم ،لكنه لم يفعل ،بل جعله أسوأ"فقال متقبلاً جدالها : كلامك صحيح".
منتديات ليلاس

ابتدأت تتنفس بارتياح عندما فاجأها بسؤال آخر :" قلت إن تعرفك إليّ جعلك تشكّين في خيارك .كنت تعلمين أنني غير مرتبط ،فلماذا لم تتصلي بي يا كاثرين ؟ بعد أن أنهيت علاقتك بهاينز ،كان بإمكانك أن تستعملي أي عذر يبرر اتصالك بي ثم تجعلينني أعلم أنك أصبحت حرة .لكن ما حدث هو أنني لو لم أحضر إليك . . . ".
فانفجرت بإحباط:" نعم .هو ذا الرجل ذو القوة والنفوذ الذي اهتم بي ليوم واحد لأن صديقه طلب منه ذلك .وبينما أنا في بيته ،دخلت تلك الشقراء الطويلة الرائعة الجمال ،المحامية مثله ،والتي تشاركه مهنته حسناً ،لقد قال أن علاقتهما انتهت ،ولكن هل أشبه هاربيت لوويل ؟هل أشاركه عالم القانون ؟ أنا مجرد (أمانة) حملها بشكل مهذب ساحر".
فقطب جبينه :" هل جعلتك تشعرين بأنك مجرد أمانة ؟".
تنهدت لهذا الخطأ البالغ في تعليلها :" لا. . . بل جعلتني أشعر. . . تمنيت لو أنني لست مخطوبة لجيريمي".
- يومها ،لجمت نفسي بشق النفس يا كاثرين .
السخرية في هذا التصريح اعتصرت قلبها .لقد أرادها حينذاك وانجذب إليها ،لكنها لم تظهر له ما يشعره بأنه مرغوب منها .
- آسفة ،يا ميتش .صدقني أنني فكرت عدة مرات في الاتصال بك ،ولكنني ،بعد غلطتي الفادحة مع جيريمي ،لم أستطع . . .أن أفتح قلبي لغلطة أخرى مؤذية .أظنني جبانة .
- لا ، فأنت ساعدت ريك ،وواجهت غاري تشابل بشجاعة ،وحاربت بشراسة من أجل حق لارا في الهرب إلى ملجأ آمن بينما كانت أحلامك تتحطم من حولك .كما انك هجرت كل ما قدمه لك هاينز .هذه ليست أعمال شخص جبان .
أرغمه إشارة السير الحمراء على توقف ،فمد ميتش يده وأمسك بيدها .وعلى الفور ،بحثت عيناها عن عينيه تطلبان الصفح :" أريدك معي يا ميتش".
وأخيراً ابتسم .كانت ابتسامة بطيئة ملتوية ،لكنها على الأقل ،ابتسامة رفعت بعض الثقل عن قلبها .وقال بلهجة غريبة جافة :" عليك أن تغفري لي اعتباري الأمور بيضاء وسوداء ،يا كاثرين .أنا لا أؤمن باللون الرمادي".
تحرك السير مجدداً ،فترك ميتش يدها ليمسك بالمقود ،آخذاً معه الدفء والقوة .هذه اليد ضربت جيريمي وأنقذها وكافحت من أجلها . عليها الآن أن تكافح بدورها من اجله ، وأن تعطيه إشارة إيجابية ،لأن الكثير سينكشف في هذه العطلة الأسبوعية ،من دون شك .والداها ،أخته . . . ولا مكان لأي سلبية في أي من الاجتماعين ،ولا مكان أيضاً لأي تشوّش رمادي .وتملكّها إحساس قوي بأنه سيكون وقت الالتحام أو الانفصال في علاقتها بميتش .
وأرادت أن تنجح العلاقة .ففكرة أن تفقده . . لا، عليها أن تقول ما تريد بصراحة .إن ميتش تايلر (رجلها)وعليها أن تجعله يؤمن بأنها (فتاته).


* * * * * * * *

انتهي فصل الثاني عشر

شاذن 11-09-10 03:36 PM

13 – أشباح من الماضي

30 , 11 صباحاً . الأحد . . .

بالنسبة إلى كاثرين ،سارت العطلة الأسبوعية ببطء لا يُحتمل منذ مغادرة ميتش ليلة الجمعة .اجتماعه بأبويها كان جيداً بشكل خاص ،وعندما رافقته إلى سيارته لتودعه ،عانقها بشكل محموم جعلها تتألم لفراقه .كان عليها أن تثق بعلاقتهما معاً،بدلاً من أن تقلق لما قد يكون رأي أبويها فيه.
على الأقل الغذاء مع أخته اليوم سيمنحها الفرصة لكي تظهر أن ثقته لم تكن في غير محلها .وبشكل ما سترى جيني أن ميتش ليس مجرد رجل جذاب بالنسبة إليها نبل الرجل الذي تريده بجانبها لأنه عزيز عليها بشكل لا يصدّق. ناداها أبوها من غرفة الجلوس :" ميتش هنا .سأحمل حقيبتك إلى سيارته يا كاثرين .قولي له مرحباً ".
التفتت بلهفة إلى أمها التي كانت جالسة على فراشها تنظر إلى آخر لمسة لأحمر الشفاه على شفتيها .
منتديات ليلاس

- هل أبدو على ما يرام يا أمي ؟
- جميلة ،يا عزيزتي ،وهذه السترة الصوفية تبدو متألقة عليك .
- أليست أكثر فخامة مما ينبغي فوق الجينز ؟ قال ميتش إن الطعام هو شواء عادي .
- إنها رفيعة الطراز .فهي ليست في غير موضعها .
جاءها الجواب الحاسم ،فجذبت كاثرين نفساً عميقاً تهدئ به خفقات قلبها المتسارعة .
ثم تناولت حقيبة يدها مستعدة للذهاب .
نهضت أمها عن السرير وتأبطت ذراعها وهي تربت على يدها باسمة :" كفي قلقاً ،يا كاثرين .من الواضح جداً أن ميتش تايلر يحبك .أخته ستدرك هذا وتتصرف تبعاً له ".
- لكنني أريدها أن تحبني . . .لنفسي .
- ارتاحي إذن وتصرفي حسب طبيعتك .هيا ،سأسير معك حتى السيارة وأرحب بميتش أنا أيضاً .
- أنت معجبة به حقاً ،ولا تدّعين لأجلي .
بدا الدفء في عيني الأم اللتين تشعان سروراً :" كاثرين ،إنه أحسن هدية كان يمكن أن تقدميها لي في عيد ميلادي .يمكنني الآن أن أتوقف عن القلق لأجلك .إنه رجل ممتاز ".
- أحسن من جيريمي بكثير !
- كالفرق بين الجبنة والطباشير .أنا وأبوك نشعر بارتياح بالغ وسعادة لأجلك الآن .
كان الحق مع ميتش ،فقد لاحظ أبواها بسهولة الفرق بين الرجلين .
كان من الحماقة أن تقلق بشأن ردة فعلهما تجاه خيارها هذا .أسود وأبيض .
عندما خرجتا من المنزل كان أبوها يقول له :" أخبرتني كارين انك تلعب الشطرنج .علينا أن نلعب معاً في زيارتك التالية لنا".
- ذلك سرور أتشوّق إليه .
وبدا ميتش مرتاحاً تماماً للوضع وهو يجيبه بذلك باسماً .
الزيارة التالية . . .
وخفق قلب كاثرين برجاء بأن كل شيء على ما يرام .

شاذن 11-09-10 03:37 PM

بدا وسيماً للغاية بالبنطلون والقميص الأزرق اللذين يبرزان روعة قامته، وتتمشى زرقتهما مع زرقة عينيه ،ووجهه القوي ينضح بالرجولة كبقية أجزاء جسمه .كان يفتح باب السيارة لها ،وإذ انتبهت إلى والديها ينظران إليهما ،ابتسمت له بسرور وصعدت إلى مقعدها .
وعندما انطلقا في طريقهما ،مد يده بيدها وسرعان ما سرى الاطمئنان الدافئ فيهما معاً ،ثم قال وهو يرمقها بنظرة ذات معنى خفق لها قلبها :" فقط لكي أمحو من ذهنك أية شكوك تسمّمه ،أقول لك ،لم آخذ هاربيت لوويل ولا أية امرأة أخرى لأعرفها على أختي ،هكذا لن تكوني معرّضة لأي مقارنة ،يا كاثرين".
- آه !
منتديات ليلاس

وسرى الارتياح في كيانها متبوعاً بإدراك ذاهل أنه سيدعها في حياته مدة أطول مما فعل مع أي امرأة أخرى ،جعل خجلها يزداد لتحفظها من ناحية تقديمه إلى أبويها .
- ميتش ،أنا آسفة بالنسبة إلى . . . شكوكي.أمي وأبي يرونك عظيماً.
قالت هذا راجية أن يحل ذلك المشكلة التي كانت أثارتها فابتسم بشيء من السخرية :" وهكذا نجحت في الامتحان بدرجة مقبولة"
- بل نجاح كبير .
- والداك طيبان .وهما يهتمان بك كما ينبغي.
ذكرها هذا بأن والد ميتش لم يهتم بولديه ،وهجرها هو وأخته وزوجته المقعدة أيضاً .وكان قراراً فظيعاً حقاً .ثم تعرضت جيني للاغتصاب على
يد رجل فظيع لم يكن يهتم بما يفعله بها وهو يأخذ ما يريد .مثل جيريمي إنما أسوأ بكثير .
اندفعت تسأله :" هل أختك بخير ،يا ميتش "؟
فنظر إليها متسائلاً :" لماذا تسألين "؟
- كنت أخبرتني . . . ليلة أنقذتني من جيريمي . . . قلت إن جيني كانت تعرضت للاغتصاب.
تذكرت ذلك مترددة وتساءلت عما إذا كانت طرقت معه موضوعاً حساساً للغاية .
- كانت حينذاك في الثامنة عشرة ،يا كاثرين ،وهي الآن في السادسة والثلاثين ،وسعيدة جداً في زواجها.ونحن لا نتحدث عن ذلك الوقت.
ونظر إليها محذراً وتابع :" كان ذلك في الماضي البعيد وهي تحب زوجها وتعبد ولديها ،وهي متشوّقة إلى الاجتماع بك".
وهذا كله بدا صحيحاً عند وصولهما ،إذ أن كاثرين انسحبت مع جيني وزوجها ،هال. فقد رحّب بها الاثنان للغاية وكانا سهلي المعشر والحديث .ابنتهما ذات الثلاث سنوات كانت بالغة الظرف والذكاء ،وطوال الوقت كانت ملتصقة بـ(الخال ميتش ) الذي كان يمنحها كل الاهتمام الذي تطلبه منه .إنه سيكون أباً جيداً ،كما رأت كاثرين ،وهي تراه يحتضن ابن أخته ذا التسعة أشهر ويتحدث إليه وكأنه يفهم كل ما يقوله .
شوى هال وميتش الربيان وسمك أو سيف على المشواة وهما يرعيان الطفلين بينهما ،وبينما دعت جيني كاثرين إلى المطبخ لتساعدها في إعداد السلطات ،وكانت سبق وأعدت طبقاً كبيراً من البطاطا المشوية مع اللحم والجبنة .كان منزلاً أليفاً مكشوفاً تدخله بكثرة. . . منزلاً سعيداً ، كما رأته كاثرين .

شاذن 11-09-10 03:39 PM

تناولا الغذاء على مصطبة تشرف على بركة سباحة وكان الجو بينهم مريحاً فاستمتعت كاثرين بذلك تماماً .ولم يكن لديها حدس بما سيأتي بعد أن وُضع الطفلان في فراشهما لغفوة بعد الظهر. نظف الرجلان المكان من آثار الغذاء وقادتها جيني إلى مكان للجلوس عند البحيرة ،قائلة إن من الأفضل أن تستمتعا بأشعة الشمس قدر إمكانهما . كان يوماً ربيعياً رائعاً وممتازاً للنزهات .جلستا ترشفان القهوة ،ولم تدهش كاثرين حين استغلت جيني الفرصة لتعرف المزيد عنها .
- أخبرني ميتش بأنك مساعدة ريك الخاصة في مكتب سيدني .
- نعم . ولابد أنك تعرفين ريك ما دام صديقاً قديماً لميتش.
- أعرفه بالسماع ،لكنني لم أره قط.
فأدهش هذا كاثرين :" ألم تجتمعي به قط ؟ ".
هزت هذه رأسها عابسة :" ذلك يعود إلى زمن " غاندامورا".لقد أُرسل ميتش إلى هناك بسببي وهناك تعرف إلى ريك وجوني إليس".
- أُرسل إلى هناك . . . بسببك؟
وتملك كاثرين الفضول .كان هذا قطعة من ماضي ميتش لم يخبرها عنها .
منتديات ليلاس

وحوّلت جلستها بحيث تواجه جيني التي ظهر عليها فجأة الضيق البالغ لإفشائها هذا الأمر .,ونظرت في عيني كاثرين بقلق :" ظننتك تعلمين ،بالنسبة إلى عملك الحميم مع ريك . . .وصداقتك لميتش. . ."
وإذ أحست كاثرين بانسحاب جيني ،تلهفت لمعرفة المزيد ،فأسرعت تقول :" كل ما أعرفه هو أن ريك أخذ لارا . . . المرأة التي تزوجها لتوّه، إلى " غاندامورا"لتبقي في مأمن من زوجها . أنها مركز للأغنام في البراري وفهمت أن ميتش كان هناك هو أيضاً وكذلك جوني إليس".عضت جيني شفتيها وحدقت في الفضاء عدة دقائق :" إنه يحميني دوماً لكنه لا يستطيع أن يحميني من ذنبي".
إنها تشير إلى أخيها حتماً ،كما رأت كاثرين لمعرفتها مبلغ قوة ميتش على الحماية .ولكن ممن يحمي أخته الآن ؟
وتساءلت عما إذا كان ذلك يتعلق بحادثة الاغتصاب التي يقول ميتش أنهما لا يتحدثان عنها أبداً .فسألتها برقة :" ما هو الذنب الذي لديك يا جيني ؟".
هزت جيني رأسها عابسة وكأنها ممزقة بين حاجة شخصية والوفاء لأخيها .ولم تلح عليها كاثرين ،شاعرة بأن لديها الحق في التحري عما هو ليس من شأنها .
أخذت ترشف قهوتها ،محاولة أن تفكر في شيء تقوله يخفف من التوتر الذي ينبعث من أخت ميتش .كانت جيني أرق من أخيها بكثير . كانت مليئة بالأنوثة وجميلة جداً ذات عينين بنيتين دافئتين وشعر بني جعد وطبيعة سخية .كان من السهل أن يرى الشخص أنها كانت راعية بالغة الحنان لأمها ، وممرضة رائعة ،وأنها الآن زوجة متفهمة للغاية لطبيب مشغول .
ومن السهل أيضاً رؤية أنها من نوع الأشخاص الذين بإمكانهم أن يستثيروا غريزة الحماية القوية للغاية في أخيها .
- أريد أن أعلم ،عليّ أن أعلم .

شاذن 11-09-10 03:42 PM

وبدا هذا قراراً مستميتاً أخرج كاثرين مكن سلسلة أفكارها بشكل عنيف فركزت انتباهها الكامل على جيني وهي تلتفت إليها وعينيها البنيتان الجميلتان مثقلتان الألم .
- كيف يمكنني أن أساعدك ؟
صدرت هذه الكلمات عن كاثرين وقد ثار عطفها على فور .
- عندما سمعت خبر موت غاري تشابل . . . في حادث بتحطم طائرة في " غاندامورا" . . . وإحدى الصحف قالت إن ميتش كان وكيلاً عن لارا تشابل . . . علمت أن الكل متصل بهذا الموضوع ،فقط علمت ذلك .لكن ميتش كان سيصدني لو كنت سألته ،وهكذا هل لك أن تخبريني ،يا كاثرين ؟ لا بد أنك تعرفين ما كان يحدث .
لم يكن لديها فكرة عن نوع (الصلة) التي كانت في ذهن جيني ،ولكن من الواضح أن شقيقة ميتش منزعجة للغاية لهذا الأمر .لم يكن هناك سبب يمنع من أن تخبرها بكامل القصة ،ابتداء من الصورة التي تظهر فيها لارا تشابل ،كانت ضحية أذى جسماني من زوجها .وكيف تصرف ريك بالنسبة لهذا ،وكيف استلم ميتش الناحة القانونية منه .ثم ،بعد موت غاري تشابل ،كيف ابتعدت لارا عن ريك إلى أن ذهب جوني إليس إلى " غاندامورا" وعرف هناك بحملها وفحص الدم الذي أثبت أن ريك هو الأب . . .ثم انتهت بقولها :" ثم تزوجا يوم الجمعة ،وكنت أنا وميتش شاهدين".
سألتها جيني بقلق :" هل بدت لارا سعيدة ؟".
- سعيدة تماماً .كان واضحاً تماماً أنها وريك يحبان بعضهما البعض بشكل عميق .
تنفست جيني الصعداء وكأن ما عرفته أراحها ،وتمتمت:" لارا فتاة ريك .وهم الثلاثة ساهموا في تلك النهاية بعد كل تلك السنوات".
هذه الكلمات ذكرت كاثرلاين على فور بكلمات كانت سمعتها .ميتش يتحدث بالتلفون إلى ريك في " غاندامورا"، قائلاً بقلهجة بالغة الرقة والعطف:" . . .يقول باتريك . . . هذه فتاتك لارا . . .منذ الأيام القديمة".
- هل لديك مانع من أن تشرحي ذلك لي يا جيني ؟
جذبت جيني نفساً عميقاً ،وقالت :" أنا جبانة نيا كاثرين .هذا هو السبب في أن ميتش لم يخبرك .إنه دوماً يحميني .لم أواجه أمراً بشجاعة قط ".
- آسفة ،لا أفهم .
فعبست :" عندما كنت في الثامنة عشرة ،اغتصبت بوحشية ،ولم أستطع أن أحتمل مواجهة الرجل مرة أخرى".
- يمكنني أن أفهم ذلك ،وأنا واثقة من أن ميتش كذلك .
- نعم ،ولكن . . .لم يستطع ميتش أن يدع الأمر ينتهي بهذه السهولة . . .أن يرى الرجل يذهب دون عقاب على فعلته .فلحق به وضربه كما يستحق .لقد حوكم بتهمة التهجم بينما لم أستطع أنا. . . أن أحتمل الوقوف بجانبه في المحكمة لأشهد بالسبب الذي جعله يفعل ذلك . . . كما أم ميتش لم يعترف .ولم يستطع ميتش أن يذكر اسمي في هذه القضية ،وذلك لأجلي .وهكذا حُكم عليه بأن يختار بين أن يبقى في الحجز عاماً كاملاً ،أو أن يمضي ستة أشهر عاملاً في مركز تربية الأغنام في البراري.

شاذن 11-09-10 03:44 PM

- " غاندامورا"؟
فأومأت :" صاحب المركز ،باتريك ماغاير،كان ينفّذ برنامجاً خاصاً ،يساعد به الغلمان الخارجين على القانون .وقام ريك دوناتو وجوني إليس بنفس الخيار في نفس الوقت ،وكانوا جميعاً في السادسة عشرة .كان ريك قد سرق سيارة يريد أن يؤثر بها على صديقته لارا .أما جوني فقد قبض عليه وهو يتعامل بالحشيشة".
سكتت وهي تعود إلى تفحص عيني كاثرين بقلق :" أنت ستحفظين بكل هذا سراً ،أليس كذلك ؟ لا أظن أياً منهم يريد أن يكشف هذا الجزء من ماضيه للناس .جوني مشهور الآن ،وريك محترم للغاية ،أما بالنسبة إلى ميتش . . .".
- أعدك بأن هذه المعلومات آمنة معي.
- جعلت ميتش يخبرني بكل شيء عن " غادامورا".شعرت ببالغ الذنب عندما أرسلوه إلى هناك .وقد أقسم لي أن إقامته هناك كانت خبرة جيدة له ،وأن باتريك ماغاير كان بأب لهم ،وأن لا شيء سيئاً في إقامته مع ريك وجوني أيضاً .كان ريك شاعرياً للغاية يحلم كثيراً بفتاة اسمها لارا ،كما أن جوني كان يؤلف أغاني خلاّبة ويعزف على الڤيثارة .
منتديات ليلاس

- حسناً ،لا بد أن هذا صحيح لأنهم ما زالوا أصدقاء منذ ذلك الحين .
- نعم ،وأخيراً ،بعد سنوات ـعندما أراد ميتش أن يدرس الحقوق ،ذهبت إلى محكمة وشهدت في مصلحته فأُسقطت إدانته .عند ذلك استطعت أن أضع كل شيء وراء ظهري ،شاعرة بأن ذلك لن يعود ليشغل بالي.
- ولا ينبغي أن يعود ، يا جيني .كل ما حدث مؤخراً لا علاقة له بك .
- بل له علاقة ،يا كاثرين.
وبدت مشاعرها الحزينة في عينيها :" كان بإمكاني أن أجنّب لارا الكثير من الأحزان".
قالت هذا وقد بدا واضحاً أنها بذلك أزاحت عن ظهرها هذا العبء الثقيل ،ومع ذلك لم تفهم كاثرين شيئاً .
- آسفة ،لم أفهم كيف كنت ستتمكنين من ذلك .أنت لم تعرفي . . .
فصرخت جيني :" غاري تشابل هو الذي اغتصبني".
وشعرت كاثرين بقلبها يهبط لهول الصدمة .هذه هي الصلة إذن ؟
- لقد اجتذبني بوسامته وظرفه وكان يسوق سيارة " لامبورغيني" فأدار رأسي.ولكن عندما انتهي مني ،عرفت ما هي حقيقته ،وماذا فعل بي . . .
وهزت رأسها ،مازالت الذكرى تؤلمها حتى الآن :"لم أخبر أحداً ،وكان يجب أن أفعل .رجل كهذا . . .طبعاً سيفعل نفس الشيء مع أخريات .فكان المفروض أن يحاكم ،ويسجن .كان ميتش سيقف بجانبي ويؤيدني . . . ولكن ،بدلاً من ذلك . . .تركتهم يسجنون أخي".
وتدفقت دموعها على خديها :" بينما تابع غاري تشابل سلوكه ليؤذي فتاة ريك،لارا" .
- جيني .هذا الأمر ليس أبيض وأسود كما يبدو.
وأمسكت بيدها تضغطها مواسية .

شاذن 11-09-10 03:46 PM

ربما كان كذلك بالنسبة لميتش . . .وربما لهذا لم يتحدث ،هو وأخته ،عن هذا الأمر .ولكن هناك أمور رمادية كثيرة في الأمور التي تسّير العالم .
مرات كثيرة كان هناك قانون للغني الذي يمكنه أن يستأجر أفضل دفاع ، وآخر للفقير المفروض أن يثق بأنهم سيصدقونه.
- أسرة تشابل ثرية للغاية ،يا جيني ،وكان بإمكان فكتور تشابل أن يفعل أي شيء لكي يمحو تهمة الاغتصاب عن ابنه ووريثه .بما في ذلك تمزيقك إرباً إرباً وأنت في موقف الشهود .أنا واثقة من أن ميتش يعلم ذلك جيداً الطريقة التي عالج بها قضية لارا . .. كان يعلم مع من يتعامل وكيف يضغط عليهم ليؤثر على استجابتهم لذلك .لكن هذا الآن ،وما كان يمكنه ذلك منذ ثمانية عشرة عاماً .كان في السادسة عشرة فقط حسب قولك .وأنا واثقة من أنه ،مهما كانت قضيته عادلة ،كان عليه أن يدفع الثمن .وأنت تعلمين هذا ،أليس كذلك ؟ كما أن "غاندامورا "لم تكن سيئة بالنسبة إليه ، وهذا أيضاً تعلمينه ،وهكذا عليك أن لا تشعري بالذنب لأي من هذا .
- ولكن ماذا بالنسبة إلى لارا ،وربما نساء أخريات . . . ؟
منتديات ليلاس

- أظن بالنسبة إلى رجال مثل غاري تشابل يسندهم ثراء عريض ،ولا يوقفهم عن انحرافهم سوى الموت .وقد مات يا جيني .انتهي أمره .انتهي بالنسبة إلى لارا أيضاً ،وحصلت على ريك .وريك رجل طيب تماماً ،وصدقيني فأنا اعرفه .وأنا واثقة من أن حبه سيعوّضها عن كل ما لاقته على يدي زوجها .وربما ما كانا سيلتقيان مرة أخرى لو انه لم ير تلك الصورة وليس عليك أن تقلقي أو تشعري بالذنب .لارا بأحسن حال .
جذبت جيني نفساً عميقاً ومسحت دموعها عن خديها :" دوماً كنت أشعر بأنني مخطئة بالنسبة لهذا الأمر ،مخطئة بالنسبة لما لم أفعله ".
وخنقتها غصة .
كانت كاثرين تعلم جيداً ما شعرت به هي من خزي بالنسبة لسوء حكمها على الآخرين وذلك باختيارها جيريمي زوج المستقبل .لكن خزي جيني كان متأصلاً في جرح أعمق وأسوأ بكثير،فأثارت أعمق مشاعر عطفها ،فقالت لها بلهفة:" لا تشعري بأنك مخطئة بعد الآن ،فقد كنت ضحية يا جيني .لم يكن ذلك ذنبك .لم يكن جبناً منك أنك لم تقبلي تحدي غاري تشابل بنفسك .لقد قابلته فترة قصيرة جداً عندما جاء إلى مكتبي ملاحقاً ريك ولارا .لو كنت أنا هدفه لتملكني رعب بالغ".
- ليس لديه قلب . . . ولا شفقة . . . ما كنت لأحتمل العيش في أي مكان قريب منه مرة أخرى.
- ما كان ميتش ليدعك كذلك .حالما أعطيته اسم غاري تشابل أرسل حرساً أميناً إلى مكتبي لحمايتي ومرافقتي في حضوري إلى مكتبه .
تحوّلت الذكريات الكئيبة في عيني جيني إلى لمعان اهتمام :" لم تخبريني عن ذلك".
- هكذا تعارفنا .
ثم حدثتها بشكل مطوّل كيف أخذها ميتش معه إلى بيته ليضمن سلامتها ،مضيفة أنه يعتبر غاري تشابل مريضاً نفسياً خطيراً لديه

شاذن 11-09-10 03:49 PM

الوسائل التي تجعله يحصل على ما يريد، مهما كلّفه ذلك :" وهكذا ترين يا جيني أن أخاك لا يلومك لأي شيء لأنه يعرف أي نوعه من الرجال هو غاري تشابل .كذلك عليك أن لا تلومي نفسك".
ونظرت إليها جيني متأملة :" إذن فقد تعارفتما بسببه؟".
ثم عد موته فجمعهما ،كما أخذت كاثرين تفكر ،لكنها قالت ما يكفي لكي تضع كل تلك الظروف في أبعاد صحيحة معقولة ، وبدت جيني أقل إلحاحاً الآن بكثير .وابتسمت وهي تجيب :" نعم ،وعليّ أن أقول ـيا جيني إن أخاك ذو تأثير رائع إلى حد جهنمي ".
فابتسمت جيني :" وأظنه متأثراً بك . في الوقع ،أنت المرأة الوحيدة التي أحضرها ليعرفني إليها .وظننت هذا يعني . . . ".
منتديات ليلاس

وهزت كتفيها بارتباك :" أظنه ما زال يحميني . . . فلم يخبرك عن غاري تشابل و" غاندامورا".شكراً لأنك . . . لأنك جلبت السكينة والاستقرار إلى نفسي".
- ضعي الأمر خلفك الآن ،يا جيني .لديك زوج رائع وولدان جميلان ،ولارا مع ريك . . .
- وميتش معك.
قاطعتها جيني بقولها هذا وقد بدت راضية جداً بذلك .
ولكن ،ما كانا سيجتمعان معاً هذه العطلة الأسبوعية لو أنه لم ياحّ على ذلك . . . كل هذا لأنها لم تضع جيريمي خلفها .خلعها خاتم الماس من إصبعها لم يكن كافياً .
فجعلت ميتش يشعر بأنه يحارب أشباحاً في كل ناحية وهذا لم يكن عملاً صائباً منها ، ولا عادلاً .

شاذن 11-09-10 03:51 PM

الأشباح ! وأدركت فجأة كم كانت تلك الأشباح أمراً شخصياً بالنسبة إلى ميتش . . . شخصياً للغاية !
كانت أخبرته أن جيريمي ،ذلك الرجل الذي التزمت بالزواج منه ،قد انحاز إلى غاري تشابل ،الرجل الذي اغتصب أخته ،الرجل الذي أذي حبيبة ريك ،لارا ،إلى حد يفوق التصور . . .
ثم في نفس الليلة التي أخبرته فيها بانتهاء خطبتها مع جيريمي ،رأى جيريمي يدخل المبني الذي يحوى شقتها .
ما الذي كان في ذهنه حين تبعه . . . ثم وجده يفرض نفسه عليها . . . فذكره هذا باغتصاب جيني .ضربه له بهذا الشكل كان حتماً كأنه ضرب غاري تشابل شاعراً بالغضب العنيف نحوهما معاً .
منتديات ليلاس

الأشباح . . . والصلة الطويلة " بغاندامورا"حيث أخذ ريك لارا محضراً الماضي إلى الأمام ،وذكريات لم يتحدث عنها .
ثم كيف ألقت بجيريمي في وجهه مرة أخرى بسبب شعورها بالعجز إزاء اجتماع ميتش بوالديها .
جيريمي ،الذي كا ميتش وضعه في نفس الصف مع غاري تشابل ! أسود وأبيض !
لقد سألها إن كانت تعتبره مثلهما ؟ يا إلهي كم كان جرح كرامته هائلاً . تذكرت توتره في السيارة ،إحساسها بمشاعره العنيفة ،لم يكد يتحكم فيها. . . وسلاميات أصابعه البيضاء لاشتداد قبضته على مقود القيادة .
ومع ذلك ،ورغم ذلك كله ،سألها أن تصفح عنه لعدم استطاعته التصرف باللون الرمادي ،ثم أتبع ذلك ظرفاً بالغاً تجاه والديها ،
واليوم . . . حسناً ،حتماً كانت جيني تؤمن بأن ميتش يراها غير عادية بالنسبة إليه . . . المرأة الوحيدة التي أحضرها لتتعرف إليها .
- أنا مسرورة لأنه عرفك ،يا كاثرين .لقد سار في الحياة وحده شوطاً طويلاً . إن لديه قلباً كبيراً حقاً . . . وحباً كثيراً ليعطيه .لن تجدي رجلاً محباً مثله أبداً.
وابتسمت بحب كبير لأخيها .وتمتمت كاثرين :" أعلم هذا ".
وكانت تعلم فعلاً .وقد لخّص قولها هذا كل ما عرفته عن ميتش تايلر ومع ذلك ،كان عليها أن تسمع ذلك من أخته لكي تدرك الحقيقة كاملة . جعلها ذلك تشعر بالضآلة وبأنها لا تستحقه ،لكنها أقسمت بصمت أنها لن تدعه يشعر بالوحدة مرة أخرى أبداً .
لقد أنقذها من الكثير .
وهي ،هذه الليلة ،ستنقذه من كل ما أبقاه في نفسه .




* * * * * * * *

انتهي الفصل الثالث عسرة

شاذن 11-09-10 03:54 PM

14 – بداية الرحلة
تملّك ميتش إحساس بالرضا وهو يبتعد بالسيارة عن منزل أخته . همست له جيني وهو يعانقها مودعاً :" إنها جميلة يا ميتش ، وتلائمك تماماً"
وها هي كاثرين بجانبه الآن يحيط بها جوّ من الراحة والرضا . . . كما زالت من نفسه الشكوك التي كانت تسممه .لقد شعرت جيني والدا كاثرين بالسحر ،والسحابة التي تركها جيريمي في ذهن كاثرين تبّددت .وبدأ يشعر الآن بمزيد من الثقة في أنه سيظفر بالمرأة التي يريد .أمامه ثلاثة أشهر أخرى ليقوّي علاقتهما ،ثم . . . سيكون عليه أن يفعلها . . . عليه أن يأخذها إلى " غاندامورا"لقضاء عيد الميلاد .يرجو أن يساعدها وجودها هناك على فهم ،بعد أن تتعرف إلى باتريك ،كيف أن ذلك الرجل العجوز الحكيم صاحب الأرض الشاسعة ،وتلك البراري الفسيحة ،علّمه عبثية الاحتراق بنار الغضب .كما علّمه أنه من الأفضل أن تشقّ طاقته مجراها في هدف بنّاء . .
منتديات ليلاس
. أن ينجز بدلاً من يدمّر،فيلاحق النتائج الإيجابية ،ولا يستسلم للسلبيات ،وقد فعل ذلك منذ ترك " غاندامورا". لكنه غضب من هاينز ، وطارت قبضته نحوه .هل ستربط كاثرين ذلك بتهجمه السابق على غاري تشابل فتقلق من قدرته على اللجوء إلى العنف ؟ هل ستتمكن من تبرير ذلك في ذهنها ،فتحبّه من دون تحفظ ؟
- أشكرك لأنك اصطحبتني للتعرف إلى جيني وأسرتها .
كانت تبتسم له وعيناها الخضراوان الجميلتان تتألقان بوميض ذهبي، فانتعش قلبه وحلّق به الأمل :" قالت جيني إنك جميلة".
- هي أيضاً ،وزوجها ،والولدان.
- يسرّني أنك أمضيت معهم وقتاً ممتعاً .
- كان ممتعاً جداً من نواحي كثيرة .
فقال هازلاً :" هل لك أن تسهبي في الشرح ذلك ؟ ".
عبست لكن عينيها ناشدتاه الصفح :" أدركت كم كنت حمقاء لأني قلقت من هذه العطلة الأسبوعية".
- الخطوات الجديدة تحمل معها الشكوك دوماً .
قال هذا لأنه يعرف الشعور جيداً .
- أتعلم ما أسوأ ما في هذه العطلة ؟
- لا . أخبريني عن الأسوأ .
- انك لم تكن معي طوال العطلة .
جعل كلامها عينيه تحيدان عن الطريق .كان وجهها متوهجاً ،وفي عينيها نظرة عاجزة ترجو أن يوافق ،وتخشى الفشل.
فقال :" أنا أيضاً افتقدتك ،يا كاثرين .وفي الواقع ،تملكني إغراء عنيف بأن أفرض نفسي على حفل عيد ميلاد أمك أمس".
- كنا لنرحّب بك كلنا .كان وجودك هناك سيسعدني.
قالت هذا بحرارة لم تدع مجالاً للشك ،فردّ وهو يمسك بيدها :" لا بأس .إننا معاً الآن".
أكثر مما كانا في بداية رحلتهما من سيدني ،وهذا ما خطر له ،وهو برهان قوي على أن كبحه غضبه من هاينز ،ومناقشته أمره حتى النهاية أكسبه النتيجة التي يريدها .
غطت بيدها الأخرة يده التي تمسك يدها موصلة رغبة في مزيد من الاحتكاك به ،ما أثار أحاسيسه على فور.
وصدرت عنها ضحكة متوترة مليئة بالسرور.

شاذن 11-09-10 03:56 PM

لم يكن واثقاً كيف نجحا في الوصول إلى سيدني.
لا بد أن قيادته كانت من دون وعي لأنه لم ينتبه إلى العالم الخارجي إلا بعد أن أوقف السيارة أمام المبنى حيث شقة كاثرين .
استطاع أن يتذكر حقيبتها فحملها فيما كان مفتاحها جاهزاً في يدها . وسرعان ما كانا في الداخل . . فوضع الحقيبة على الأرض فيما وضعت هي ذراعيها حول عنقه ،فجذبها إليه ،وعانقها بلهفة وتملّك، يطالبها بالاستسلام لمشاعرهما الجيّاشة ،وتلك المشاعر التي اجتاحت كيانهما وتركتهما عاجزين عن مقاومتها.
ضمها إليه بشدّة ،مؤمناً بها بقوة لم تدعه يفكر في شيء عدا شعورها هي .لقد أدرك غريزياً ،ومنذ البداية ،أنها هي .كما أنها اعترفت بانجذابها إليه منذ أول لقاء بينهما ،وإلى حد تمنت معه لو لم تكن تلبس خاتم خطبة رجل آخر.
سيشتري لها خاتماً آخر نولكن ليس ماسياً . . . خاتماً يكون غير عادي بالنسبة إليها .
- ميتش . . .
منتديات ليلاس

- هممم. . . ؟
ابتسم وأصابعه تعبث بشعرها .
- حدثتني جيني عن غاري تشابل و" غاندامورا".
وتوقف قلبه عن الخفقان .
شعرت كاثرين على الفور بتوتر جسده .
إنها صدمة ،كما رأت وإنذار بالخطر. . .
رفعت نفسها تتوسل إليه أن يتفهمها ،وعيناها تحاولان برعب أن تخترقا نظراته الجامدة :" لم أذكر حادثة الاغتصاب ،يا ميتش .أقسم لك .إنها جيني ،أرادت أن تعلم عن غاري تشابل ولارا .وإذا بكل شيء يتدفق لأنها كانت بحاجة إلى أن. . . أن تفهم كل شيء.وكان عليّ أن أساعدها يا ميتش .كانت متألمة للغاية".
تحوّلت الصدمة في عينيه على عدم تصديق مذعور :" جيني. . . "
نطق باسمها وهو يزفر ،بلهجة من اكتشف خيانة غير متوقعة.
حاولت بسرعة أن تعلل تصرّف جيني :" كان شعوراً بالذنب،يا ميتش .لم تشأ أن تخبرك لأنها تعلم أنك لا تريدها أن تشعر بالذنب ،كما أنه لا ينبغي عليها ذلك .أظنني أقنعتها بذلك في النهاية".
- شعور بالذنب. . .
كرر ذلك وهو يجاهد ليستوعب هذه الفكرة .
- لأنها لم ترفع دعوى على غاري تشابل بعد ما فعله بها ،ولأنها لم تشهد في المحكمة لمصلحتك ،ما جعلهم يرسلونك إلى " غاندامورا"، ولأن لارا تعذبت مع الرجل نفسه الذي كان ينبغي أن يوضع في السجن بدلاً من أن يُترك ليعذب نساء أخريات .
حدق إليها بعنف من دون أن ينطق بكلمة .وظنت هي أنه ينتظر المزيد ،ربما ما زال يتساءل عما جعل جيني تلقي بكل ثقلهال عليها وليس عليه . فقررت أنه ربما من الأفضل أن تعود فتسرد الحديث كله ،وكيف حدث الأمر.فشرحت له كيف أن جيني ظنت أن كاثرين تعلم كل شيء لأنها تعمل عند ريك ولأنها صديقة أخيها :" فهمت أن ما أخبرتني به

شاذن 11-09-10 03:59 PM

أختك أمر خاص يا ميتش ،لكنني ظننت أن من المهم أن أساعدها بدلاً من أن أتراجع".
قالت هذا بقلق ،واعية إلى أنه ما زال متوتراً .
أمر خاص . . .
بالكاد استطاع ميتش أن يتخلص من الصدمة التي تملكته حين أدرك أن جيني أفضت إلى كاثرين بكل شيء ،ليس عنها فقط بل عنه هو أيضاً ،وذلك قبل أن يستعد لمعالجة الأمر بنفسه .ولم يكن لديه فكرة عن تأثير هذه الأسرار على علاقته بكاثرين .
ومع ذلك ،عندما استمع إلى مجرى الحديث ،أثار اشمئزازه أنه لم يدرك . . . لم يدرك حاجة أخته إلى الكلام .لقد مات غاري تشابل فانتهى كل شيء بالنسبة إليه ،هو ميتش .ومع ذلك ،فهم الآن بوضوح صلة جيني بوضع لارا .إن مناقشة الأمر مع كاثرين لتتخلص من ذلك الشعور بالذنب، بادرة جيدة .ولعل هذا كان أكثر إقناعاً لجيني لأنه أتى من فتاة غريبة ترى الوضع بشكل مغاير .
قالت إنها جميلة ،وهو مديح استحقته كاثرين عن جدارة .
منتديات ليلاس

يعلم أنّ عليه أن يشعر بالارتياح لأن قلق أخته زال بشكل كامل ، وبالامتنان للمرأة التي استطاعت أن تساعدها .لكنه لم يكن يعرف بالضبط شعور كاثرين حيال تهجمه على غاري تشابل ،وما إذا ربطت بينه وبين تصرّفه مع جيريمي هاينز .
حدّثه المنطق بأنها ما كانت لتتصرف بمحبة وحنان معه لو أن لديها أي شعور سلبي تجاه ما فعله .هل هذا يعني أنها وجدت أسباباً منطقية لتصرفاته ؟أم أن الأمر لا يزال جديداً عليها فلم تقيّمه بشكل صحيح ؟ والوقت العاطفي الذي أمضته مع جيني تحوّل إلى رغبة في تلطيف الأمور بالنسبة إليه ،وهو أيضاً ؟
كانت تنظر إليه تطلب جواباً على كل ما أخبرته به وقد اضطربت عيناها الجميلتان لسكوته .لم يكن يعلم ما عليه أم يقول ،مدركاً أنها لم تعلّق على تصرفاته ونتائجها .
- آسفة إذا شعرت بأنني تطفّلت على ما هو ليس من شأني نيا ميتش .
- لم تترك لك جيني خياراً في ذلك .
اعترف بذلك ،ملاحظاً لهجته الموجزة ،وغير قادرة على كبح التوتر الذي تملكه .كل ما استطاع التفكير فيه هو أنه بحاجة إلى مزيد من الوقت مع كاثرين . . . مزيد من الوقت. . .
- وهل يهم . . . إذا عرفت ؟
فأرغم نفسه على طرح السؤال الكبير الذي شغل ذهنه :" يعتمد هذا على ما إذا كان الأمر يهمك ".
- إنه يمنحني تفهماً أفضل للمكان الذي جئت منه ،يا ميتش.
- ماذا ؟إصلاحية الأحداث ؟
سألها ساخراً ،متمنياً لو أنّ بإمكانه أن يمحو ذكرى ذلك الغضب العنيف الذي تملكه ذات مرة وبشكل غير معقول .
إنها تعلم الآن عن " غاندامورا" ولماذا أرسلوه إليها .لقد تدرب على التحكم في غضبه لكنه ما زال يتملكه عندما يزداد إحساسه بالظلم ،حتى نحو كاثرين .عندما تكون معه تمنح مزيداً من الوقت لرجل مثل هاينز ،واضعة ذكريات تلك العلاقة أمام ما يحصل بينه وبينها .

شاذن 11-09-10 04:01 PM

قالت بهدوء :" لا أظن أن " غاندامورا"كانت سجناً لك .أظنها وضعت مسافة . . . بينك وبين المكان الذي كانت حياتك تمضي نحوه ".
مسافة . . . نعم .مسافة كافية لكي تشكّل فرقاً كبيراً بالنسبة إلى المكان الذي كان من الممكن أن تتجه إليه حياته لولا إرشاد باتريك ماغاير. وتابعت تقول :" لم أكن أشير إلى وقتك في " غاندامورا"،يا ميتش .عنيت تورّطك الشخصي مع غاري تشابل".
التهجم ! لن يلتمس عذراً لذلك .وهو لم يندم قط على ذلك العمل . لكنه لم يرغب ،في ما بعد ،في أن يفقد السيطرة على إنسانيته مرة أخرى. أخذت نفساً عميقاً ،بينما وجد نفسه يحبس أنفاسه منتظراً حكمها عليه .
- أنا آسفة جداً لأنني تركت خيال جيريمي يقف عقبة بينك وبين لقائك أبويّ. كان ذلك خطأً بالغاً مني ،لأنه منحاز إلى جانب الرجل الذي اغتصب أختك ،والذي حاول اغتصابي ،ولا بد أن ذلك جعلك تشعر . . . بالعنف .
منتديات ليلاس

لقد رغب في كاثرين منذ اللحظة الذي رآها فيها ،وقد أرغم نفسه على التصرف بشرف في حين كانت مرتبطة برجل لا يعرف الشرف . أين العدالة في هذا ؟ قالت آسفة :" مقارنة مع ما أفعله الآن ،لابد أن سلوكك معي ومع أبويّ ليلة الجمعة كان صعباً عليك جداً".
كان يناضل من أجلها .ويبدو أنه ناضل من اجلها طوال الوقت .وفي هذه اللحظة ،يشعر وكأن البساط سحب من تحته ،وتركه عاجزاً عن السيطرة على النتائج .
- أتمني . . . من كل قلبي . . .لو إنني لم أصعب الأمور عليك ،يا ميتش .لم يكن ذلك عدلاً .
وخطر في باله أنّ ما من عدل في الحب والحرب . الأقوال القديمة المأثورة صادقة دوماً .
- أرجوك أن تصفح عني .
فهز رأسه :" ما من شيء يستدعي الصفح .فقد كنت صادقة معي".
- لو عرفت ماضيك. . .
- كان ليشكل ضغطاً عليك لا أريده لك .ولا أريده الآن وأنت تحاولين أن تعوّضي عن أمر لا علاقة لك بك .
قال هذا بعنف ،فقالت:" ألا يمكنني أن أهتم بتأثيره عليك ،يا ميتش ؟"
انقبض فكه .عن أي تأثير تتحدث ؟أتضنه بحاجة إلى إعادة نبش الماضي مثل جيني ؟لمحو الشعور بالذنب ؟ إنه لا يشعر بالذنب !فرد :" كاثرين .كنت أواجه الأمور".
فتنهدت :" أنت تستطيع ،وتفعل .إنك تواجه كل شيء . . . وبذكاء ،ولكن . . . كل ما علمته اليوم . . . أشعر بأنه على علاقة مباشرة بقلب الرجل الذي هو أنت . . . وقد استبعدتني عن ذلك . . . لتواجهه وحدك"
وحده. . .
أصابت هذه الكلمة وتراً حساساً لديه ،عائدة به سنوات إلى الماضي ،حين كان صبياً صغيراً بدأ لتوّه بالذهاب إلى المدرسة ،محاولاً أن يتكيّف مع حقيقة كونه أذكى من أترابه ،وأنه قادر على القراءة حين لم يكن الآخرون قد ابتدأوا بالتعلم بعد ، ما جعله معزولاً عنهم ،وهدفاً لانتقامهم .
كان وحيداً وخائفاً حين دخلت أمه المستشفي لشهور ،فيما والده يثمل يومياً حتى الذهول التام ،ليتركه مع أخته جيني ،يديران المنزل إلى

شاذن 11-09-10 04:04 PM

حين عودة أمهما .وعندما هجرهم أبوهم ،تحمل مسؤولية المنزل. ما من أحد يستند إليه ،ما من أحد يشاركه أفكاره وأحلامه .المشاركة الوحيدة وجدها في " غاندامورا"رغم انه كان مختلفاً عن ريك وجوني لأن له أسرة تريده أن يعود ،بحاجة إليه ليعود .لكن أمه رحلت الآن .وجيني . . .جيني لجأت إلى كاثرين وليس إليه .
كاثرين . . . التي التصقت به الآن ،وراحت تتمتم وهي تضع رأسها على صدره حيث يخفق قلبه بعنف :" لديك قلب كبير ،يا ميتش ،وأنا أحبك من أجله ".
إنها تحبه ؟
- لكنني أريدك أن تدخلني إليه ،وألاّ تخفي عني شيئاً بعد الآن امنحني فرصة لأواجه الأمور معك أنا أيضاً .
منتديات ليلاس

لم تكن قلقة بشأن ما فعله ؟
أخذ يلامس شعرها بحاجة إلى أن يطمئن نفسه إلى أن هذا ليس حلماً . إنه حقيقة وعليه أن يتجاوب بشكل يرضيها .وجاء صوته محملاً بمزيج من المشاعر العنيفة :" أنا آسف . . . آسف لأنني لم أخبرك عن تشابل منذ البداية ،لكنك كنت تضعين خاتم رجل آخر ،فظننت . . . "
كان يتنفس بارتياح الآن حتى أنه ضحك :" لا يهم ما ظننته".
وبعدئذ نظر في عينيها لكي تعلم أنه يتكلم بإخلاص عميق :" أشكرك على ما فعلته لجيني .أنت تملئين قلبي ،يا كاثرين . لم أكن مستعداً لفتح الأبواب التي اقتحمتها أنت اليوم ، لكنني مسرور لأنها مفتوحة الآن ،ومسرور أكثر للعطف والتفهم اللذين أبديتهما بعد الذي تكشّف لك".
بادلته ذلك بارتياح سعيد تألق في وجهها .لامست وجنته :" إذن ،ستشاركني أكثر من الآن فصاعداً ؟".
سيشاركها حياته كلها إذا قبلت ذلك .لكن ما من داعي للعجلة ،بل على العكس .قد تخشى التزاماً آخر يمتد مدى الحياة بعد ما حدث بينها وبين هاينز .فهو يريدها أن تكون واثقة تماماً من ذلك .
وابتسم :" ماذا ستفعلين في عيد الميلاد ،هذه السنة ؟".



* * * * * * * *

انتهي الفصل الرابع عشرة

شاذن 11-09-10 04:07 PM

15 – عودة الربيع

عيد الميلاد في " غاندامورا". . .

كانت كاثرين تعلم أنها خطوة كبيرة في علاقتها بميتش تايلر . . .لقد تلقّت دعوة إلى مركز تربية الأغنام في البراري حيث أمضى مدة الحكم عليه بالسجن مع ريك وجوني .الثلاثة هم هنا الآن ،وقد أحضر ريك معه لارا وطفلهما الذي سمّياه باتريك ،إكراماً للرجل الذي ما زال يقف عملاقاً في حياتهم .
باتريك ماغاير . . . الأب المحب القوي لأولئك الفتية الذين لم يعرفوا لهم أباً .كما لاحظت كاثرين انه يعاملهم كأبناء له ،مرحباً بهم في بيته ، مصغياً إليهم ،سعيداً بما أصبحوا عليه .وبدا واضحاً أنّ لارا أيضاً ،تشعر بالارتباط به ،بعد أن مكثت ثلاثة أشهر في " غاندامورا" بعد هربها من زوجها .
منتديات ليلاس

كانت كاثرين الغريبة الوحيدة ،وإن كان هذا لا يعني أنهم لم يرحبوا بها بحرارة .لكن الآخرين كانوا يعتبرون أنفسهم في بيتهم في هذا العالم المنغلق على نفسه ،فأرادت أن تشعر هي أيضاً بذلك ،وبأنها جزء من هذا المكان . لعلها بحاجة إلى قضاء مزيداً من الوقت هنا لكي تستوعبه ،لكي تفهم هذا المكان الفريد الذي أخذ ،بعد ثلاثة أيام يتسرب إلى كيانها . . .
الإحساس بأن ما من داعٍ للعجلة ،وأن الأرض التي لا نهاية لها من حولهم ستنتظر إلى الأبد آثار أقدام فوقها ،وأن السماء فوقها بدثارها المتألق بالنجوم ستبقى هنا ،ليلة بعد ليلة .
لا عجلة . . . الفضاء للتنفس . . .الوقت للتفكير .
ووجدت كاثرين نفسها تفكر في وضعها وفي حياتها ،وفي ما تريده لمستقبلها .
بنات باتريك الثلاثة محيّرات .جيسي ،البنت الكبرى ،التحقت لتوّها بـ" الخدمات الجوية الملكية للأطباء"ومركزها في "أليس سيرنيغس"،وإميلي،التي تعشق الطيران ،تعلمت قيادة الهليكوبتر، وميغان وهي الأصغر ،جاءت لتوها من كلية الزراعة ،مصممة على مساعدة أبيها في إدارة " غاندامورا".كل واحدة منهن لديها هدف خاص في حياتها ،والطاقة تشعّ منهن .بدت كاثرين باهتة بالمقارنة معهن ،تماماً كما حدث لها مع هاربيت لوويل .فهي لم تخطط لحياتها المهنية ،بل اتخذت سلسلة من الخطوات ،كل منها أرضتها بعض الوقت قبل أن تنتقل إلى شيء آخر .كانت تعمل مع ريك بصفة مساعدة لكن وظيفتها ليست قوة دافعة .,لم يكن لديها طموح شخصي رغم أنها قادرة على القيام بكل ما يُطلب منها .ترى أينقصها شيء هام ؟ وهل يراها ميتش ناقصة ؟ وهل أحضرها إلى " غاندامورا"ليعلم ذلك ؟
هذا القلق تملّكها في اليوم السابق للعيد .كل واحد كان مشغولاً بالتحضيرات ،فيما انشغلت النساء في المطبخ الذي كان يموج بالحركة كخلية نحل .كان ميتش وريك وجوني يعلقون الأضواء حول الشجرة في الفناء. ودهشت كاثرين عندما جرها باتريك من بين هذه النشاطات كلها ،مدّعياً أنه أكبر سناً من أن يشترك في كل هذا ،ويريد صحبتها .
- أخبرني ميتش أنك تلعبين الشطرنج .تعالي لتلعبي معي يا كاثرين .
سار معها مجتازاً الشرفة إلى الناحية الأخرى من الفناء المربع الذي تحيط به أرض فسيحة للغاية ،ثم أشار إلى مكتبه .بالرغم من أنهم

شاذن 11-09-10 04:10 PM

يعيشون في البراري ،إلا أن صحناً لاقطاً كان يصلهم بالتكنولوجيا العصرية ،كما بدا المكتب مليئاً بأجهزة الكمبيوتر والأجهزة الحديثة .
على أيّ حال ،رأت بجانب النافذة بين الطاولات وخزانة الملفّات ،طاولة شطرنج وكرسيين ،وكانت أحجار الشطرنج مصفوفة استعداداً للعب .
استغرب كاثرين لأن الطاولة لم تكن في غرفة الألعاب مع طاولة البليارد والتجهيزات الصوتية التي وضعها جوني بالإضافة إلى الرفوف المثقلة الألعاب ،ما يعني الكثير من أنواع التسلية المنزلية .وتساءلت إن كان الشطرنج يملأ ساعات وحشة باتريك الذي ماتت زوجته وتفرقت عنه بناته ملتحقات بأعمالهن. وعندما جلسا إلى الطاولة سألته :" هل أنت من علّم ميتش اللعب ؟"
فابتسم ورد :" لا يا عزيزتي ،هو الذي علّمني".
بدا غريباً لها أن يتعلم رجل في مثل سنّه من غلام في السادسة عشرة من عمره :" هل استغرق تعلمك منه وقتاً طويلاً "؟
- نعم ،وقد ساعدني ذلك على فهم طاقته العقلية .كان من دون شك، أكثر العقول التي تحدّتني مناعة وقوة.
منتديات ليلاس

قال هذا وهو يستعيد الماضي برقة ،فيما عيناه تتفحصان عينيها وكأنه يبحث فيهما عما إذا كانت تفهم ذلك .
ابتسمت ،وتحدثت عن رأيها الخاص بميتش :" إنه ينطلق بسرعة من خلال الألوان الرمادي كلها لكي يصل مباشرة إلى لب الموضوع".
أومأ الرجل برأسه مفكراً وهو يقول :" أبيض وأسود".
ثم سألها :" هل هذا يزعجك ،يا كاثرين؟"
هزت رأسها :" لا، أبداً .بل أحب ذلك .إن نظامه في التقييم يشعرني بالأمان".
فأومأ :" عندما قدم الفتية الثلاثة إلى هنا ،سألتهم عما يحبون امتلاكه ليجعل إقامتهم في " غاندامورا"أفضل .فاختار ريك الكاميرا ،وجوني قيثارة .خيار الاثنين أفصح عن نزعتيهما .فريك يرغب في أن يرى ويتخيل ويفوز بالكثير ،وجوني يعشق الموسيقي .لكن ميتش اختار أحجار الشطرنج ،ما وجدته غريباً ،فهي لعبة تحتاج إلى لاعبين .قال إن بإمكانه أن يتحدّى نفسه ويلعب من الناحيتين".
- ألم تصدقه ؟ هل لهذا تعلمت اللعبة ؟
- لا، بل صدقته .ولكن خطر في بالي أنه اعتاد أن يكون وحده ،وأن يعيش في ذهنه ،ويخوض معاركه الخاصة فانتهى به الأمر هنا لأنه لم يكن لديه العدّة اللازمة حينذاك ،لكي يواجه تحدي العالم ويظهر حزنه أو غضبه كما يريد .وتعلّمت الشطرنج ما منحني الوقت للتحدث إليه عن هذا الأمر ،ولأخفف من وحدته .
نظرت إليه بتقدير بالغ :" أنت رجل رائع يا باتريك".
فابتسم :" كانوا ثلاثة فتية رائعين ،وموهوبين أكثر من الذين جاؤوا إلى هنا كلهم . أفكر فيهم دوماً بصفتهم من تلامذة أهم المدارس الخاصة . عواطف ريك المشبوبة ،بهجة جوني الدائمة ،وقدرة ميتش وطاقته البالغة ".
فبادلته ابتسامة :" القدرة والطاقة . . .نعم .هذا أول ما رأيته فيه ".
- إنه محارب وسيبقى دوماً كذلك .هذه هي طبيعة ميتش ،وساحة المعركة التي اختارها قد تكون منعزلة وموحشة للغاية ،يا كاثرين .

شاذن 11-09-10 04:12 PM

بدا لها هذا أشبه بالإنذار ،فقالت تطمئنه :" إنه ليس وحيداً ،يا باتريك وأنا أساعده كثيراً في حربه لتحقيق العدالة".
- كنت أفكر أكثر . . .
وسكت مائلاً برأسه إلى جانب ،متأملاً إياها بفضول :" ماذا كنت لتختاري لو أنك أحد الثلاثة ؟".
- ربما دفتراً للتخطيط .لقد درست الفنون التخطيطية ،وهذا أحد الأسباب التي جعلت ريك يختارني كمساعدة شخصية له .فهو يظن أن لدي ذوقاً في اختيار أفضل الصور.
- لكنك لست طموحة لنفسك ؟
تنهدت :" لا وهذا عيب فظيع في شخصيتي".
فضحك :" لا يمكننا أن نكون جميعنا أنواراً مشتعلة .كيف تبقى الأنوار مشتعلة من دون رعاية ؟ لا تستهيني بأهمية الرعاية يا كاثرين .المساعدة التي تهتم وتشارك . . . والتي يثق الشخص دوماً برعايتها . . .ثمة حاجة كبيرة وماسة إلى أناس كهؤلاء . . رعاة هذا العالم" .
منتديات ليلاس

رعاة هذا العالم . . . وخطر في بال كاثرين فجأة أن هذه هي بالضبط شخصية باتريك ماغاير.
انه رجل . . . رعى الكثير من الأنوار المشتعلة .كان جيداً في المساعدة ،لكنه أكثر من ذلك في الواقع ،فهو يتمتع بموهبة خاصة .أنه السند الذي يمكن للشخص أن يثق به .في الواقع ،الرعاية كانت في طبيعتها ،وكأمها تماماً .وكباتريك . . . ما عدا . . . أن ثمة خطأ واحد في كل هذا . . . إلا إذا أمكن توضيحه .
- لاحظت أنك وضعت على جدران غرفة الألعاب نسخاً من الصور التي ربح ريك بسببها جوائز ،فضلاً عن اسطوانات جوني الموسيقية .
- لكن طاولة الشطرنج هنا ؟
- نعم ، ظننت فقط . . . حسناً ،لم أرٍ هناك في تلك الغرفة شيئاً من ميتش ،فتعجبت . . .
- هل تساءلت أين مكانه في " غاندامورا"؟
ونقر باتريك على رأسه :" إنه هنا ،يا كاثرين .وطاولت الشطرنج هذه جاهزة دوماً لمعركة تدور .ما زلنا تلعب الشطرنج بالمراسلة،بواسطة البريد الإلكتروني هذه الأيام ".
وأشار إلى الكمبيوتر.
- بسبب عدم وجود شريك دائم له .
تمتمت بهذا متذكرة كلمات ميتش في أول لقاء لهما.
- أنا مسرورة لحصوله عليك الآن يا كثرين .
- وأنا مسرورة لأنه أحضرني لأتعرف إليك ،يا باتريك .
إنه الرجل الذي سانده طوال هذه السنوات بالرأي وهذا ما كان ميتش بحاجة إليه .
كما اشترك ريك وجوني في ذلك أيضاً .
الصديقان القديمان الحميمان اللذان فهما ما لن يستطيع أي شخص آخر أن يفهمه من دون أن يزور هذه البراري ويعيش فيها . قال باتريك بحرارة :" مرحباً بك هنا ،يا كاثرين .نرحب بك من صميم قلوبنا ".

شاذن 11-09-10 04:14 PM

وأخيراً ،شعرت بالارتباط والمحبة والمشاركة . . . عرفت لماذا أحضرها ميتش إلى هنا ،لماذا كان هذا مهماً بالنسبة إليه .وإلى حدا ما ،كان ذلك هبة أساسية من ذاته .لقد منحها البصيرة العميقة التي تجعل كل شيء مفهوماً ،إذا كان لديها عينان تريان .
العينان الذكيتان لهذا الرجل العجوز الذي رأي الكثير ،تبتسمان لها ،مانحاً إياها شعوراً بالرضى عن النفس ،بالرضا عن وجودها هنا بينهم ، مذكراً إياها بما قاله ميتش عن اسم هذا المكان الذي يعني بلغة السكان الأصليين يوماً جيداً .
وكان يومها كذلك فعلاً . . . يوماً جيداً جداً .
- شكراً ،يا باتريك .
منتديات ليلاس

فأومأ ،ثم قال وهو يشير إلى أحجار الشطرنج :" أسود أم أبيض ؟".
في جلسة أغاني عيد الميلاد التقليدية ،التي جرت في الفناء بعد العشاء حجز ميتش لنفسه ولكاثرين مكاناً وسط الفناء. فجلسا على البساط والوسائد التي أعدها ،محاطين بكل من يعيشون ويعملون في مركز تربية الأغنام .فيما أشجار الفلفل القائمة في زوايا الفناء المربع تتلألأ الأضواء الملوّنة .وانتصبت على " الشرفة"المواجهة لهم شجرة عيد الميلاد المزينة بشكل رائع ،والتي تكوّم تحتها هدايا باتريك إلى العاملين عنده وأسرهم .
قادهم جوني في الغناء وهو يعزف على القيثارة بإبداعه المشهور . شاركه كل شخص ،حتى أنه جعل الأولاد يطوفون في الفناء وهم يغنون " ضارب الطبل الصغير".
وبين أغنية وأخرى ،كان الحضور يتمشون نحو " الشرفة"ليملأوا كؤوسهم بمختلف أنواع العصير ،أو ليأخذوا فطيرة لحم أو قطعة من كعكة العيد .كانت أمسيّة مرحة للغاية .
استمتعت كاثرين بوقتها كلياً ،وتبادلت الحديث مع الجميع من دون استثناء وكأنها شعرت أخيراً بأنها منسجمة معهم .وأدركت الآن لما يعتبر ميتش " غاندامورا" مكاناً استثنائياً .لم يعرف ما دار بينها وبين باتريك من حديث أثناء لعبهما الشطرنج بعد الظهر ،لكن عينيها الخضروان الرائعتين كانتا تتألقان منذ ذلك الحين ،وتصوّبان سحرهما عليه ،جاعلة قلبه يرقص من الفرح .
قلق في البداية ،من أن يكون قد أخطأ بإحضارها حيث . . . عليها أن تواجه الكثير هنا مع جوني وريك ،أيضاً .جوني بالذات ،بإمكانه أن يكون مرافقاً ساحراً .كما أن بنات باتريك لسن خجولات وهن صاحبات الأهداف الواضحة دوماً .
منتديات ليلاس

في الأيام الثلاثة الماضية ،التصقت كاثرين بلارا ،التي كانت تشعر نحوها بالعطف كما يبدو .لكن شيئاً ما تغير بعد ظهر هذا اليوم ،وأحس بأن ما خطر في ذهنها وفي قلبها من أسئلة ،وجدت أجوبتها ،وأنها كانت سعيدة بتلك الأجوبة .
وهذا يعني حتماً ،أن بإمكانه أن يسير قُدماً بكل ثقة .
يتطلب الأمر ببساطة اختيار اللحظة المناسبة .
قاطع باتريك الأغاني لكي يلقي كلمة العيد ثم يسلّم الهدايا إلى أصحابها .كان يعتمر قلنسوة بابا نويل وقال إنه سيلعب دوره لأن حيوانات الكنغر التي تسحب عربته ليست سريعة بما يكفي ولن تصل إلى

شاذن 11-09-10 04:16 PM

البراري إلا بعد منتصف الليل .ضحكت كاثرين ومدت يدها لتمسك يد ميتش تعتصرها وهي تقول بحرارة :" إنه رجل رائع".
- هذا صحيح .
- أظن أن حضورك إلى هنا خيار موفق تماماً ،يا ميتش وينطبق هذا على ريك وجوني.
- الكل يوافقك الرأي في هذا ،يا كاثرين .
- شكراً لأنك أشركتني معكم في هذه التجربة ،فهي غير عادية على الإطلاق .
- أنا مسرور لأنك تنظرين إلى الأمر على هذا النحو .
منتديات ليلاس

بل أكثر من مجرد السرور بحيث لم يستطع التعبير عنه بالكلمات .كان أشبه بولادته من جديد في عالم يسيطر عليه السلام والخير ،حيث لا ظلال قاتمة ولا شكوك ،بل بهجة صافية .
استمعا إلى باتريك ونظرا إليه وهو يحدث كل من يتسلّم منه هدية ،وعندما انهي الاحتفال أخذا يغنيان مع الآخرين ( نتمنى لكم عيداً سعيداً). أخيراً ،وبصوت أهدأ،أدوا أغنية ( ليلة صامتة).
تفرّقت أسر المركز إلى بيوتها .وعملت " أسرة" باتريك على ترتيب المكان وتنظيفه ،استعداداً للغد .وتعمّد ميتش أن يترك بساطه ووسائده في الفناء ،وعندما لجأ الآخرون إلى أسرتهم عاد مع كاثرين إلى الخارج ،مصراً على أنه يريد مشاهدة النجوم .
استلقيا معاً على البساط ،رافعين البصر إلى السماء حيث بدت النجوم وكأنها تغمز لهما خاصة . استغرق الوصول إلى هذه اللحظة رحلة طويلة بالنسبة إلى ميتش ،لكن لم يعد لديه شك في القرار الذي يشغل باله .بدا له صائباً الآن . . . صائباً تماماً .تمتمت كاثرين والرهبة تتملكها لجمال الليل في البراري :" هذا سحر ،أليس كذلك ؟".
- نعم ،لكن السحر الحقيقي بالنسبة إليّ هو هنا .
ونقلب على جنبه متكئاً إلى مرفقه .ابتسمت له فتملكه الإغراء في أن يعانقها ،لكنه لم يفعل ،لأن جوابها سيعني أكثر إذا جاء من دون أي تأثير جسدي .
- هل تتزوجينني يا كاثرين ؟
- نعم .
أجابت من دون أدني تردد أو تفكير .تعلّقت عيناها بعينيه مباشرة ،وبدتا جديتين رغم أنهما تلمعان بنور داخلي :" أحبك يا ميتش تايلر ،وأنا الآن أعلم ما هو الحب".
- وأنا كذلك .هذا ما أشعر به الآن نحوك .هل ستلبسين خاتمي ،يا كاثرين ؟
- نعم ،لبقية حياتي يا ميتش .
منتديات ليلاس

أخرج من جيبه علبة صغيرة فتحها ،وأخرج خاتماً اختاره لها ثم وضعه في إصبعها .رفعت ذراعها لتراه فانعكست أضواء مصابيح العيد في الأشجار على الزمردة الخضراء القائمة على قاعدة من الذهب والمحاطة بماسات تشبه النجوم .
- زمردة . . . لطالما أحببت اللون الأخضر .
أطلقت آهة سرور ترافقت مع ابتسامة نقلت إليه بهجتها الصادقة .ثم طوّقت عنقه بذراعها ،وتحوّل عالم ميتش كله إلى لون أخضر وكأنما أقبل الربيع بكل وعوده بحياة جديدة بعد شتاء طويل . . . طويل .
إنها حياته وحياة كاثرين . . . معاً .



* * * * * * * *


تمت بحمد الله

شاذن 11-09-10 04:22 PM

ويا رب تعجبكم النهاية يا أحلى ليلاسات في المنتدي وتعجب كمان الزوار . . .:8_4_134:
قراءة ممتعة أن شاء الله . . .
مع حبي شاذن.


:flowers2:

جننوني 12-09-10 09:01 AM

يعطيك الف عافية مشكوووووووووورررررررة

اماريج 13-09-10 07:23 AM

يعطيك الف عافية حبيبتي
رواية حلوة كتير خاصة انها كانت من اناملك الحلوة يالغلا
ننتظر جديدك بفارغ الصبر
لك كل الود
http://www.liilas.com/vb3/../upp//up...054b9098e9.gif

Rehana 13-09-10 09:24 AM

تسلمي حبيبتي شاذن
يعجبني فيك اختياراتك المميزة واكمالك للروايات حتى نهاية
يعطيك العافية وماننحرم من تواجدك العطر في القسم
لك ودي:flowers2:


http://www.myexpression.com/ProdImag...DIUM/13788.jpg

شاذن 13-09-10 05:07 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جننوني (المشاركة 2440882)
يعطيك الف عافية مشكوووووووووورررررررة

مشكووووورا على مرورك الحلو. . .
ومتابعتك للرواية حتى النهاية . . .
أتمني أن تكون قد عجباتك النهاية. . .
مع حبي شاذن.

:flowers2:

شاذن 13-09-10 05:11 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اماريج (المشاركة 2441819)
يعطيك الف عافية حبيبتي
رواية حلوة كتير خاصة انها كانت من اناملك الحلوة يالغلا
ننتظر جديدك بفارغ الصبر
لك كل الود
http://www.liilas.com/vb3/../upp//up...054b9098e9.gif

مشكوووورا كثثثثير على مرورك الحلو . . .
وأخجلتيني بكلامك الاحلى . . .
وأتمني أختياري الثاني يعجبك. . .
مع حبي شاذن.


:flowers2::flowers2:

شاذن 13-09-10 05:49 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Rehana (المشاركة 2441894)
تسلمي حبيبتي شاذن
يعجبني فيك اختياراتك المميزة واكمالك للروايات حتى نهاية
يعطيك العافية وماننحرم من تواجدك العطر في القسم
لك ودي:flowers2:


http://www.myexpression.com/ProdImag...DIUM/13788.jpg

مشكوووووووورا كثثير على هذه كلام الحلو أخجلتيني . . .
واتمني ما تحرميني من تواجدك في الروايات يلي بكتبها . . .
مع حبي شاذن .

:flowers2:

http://www.liilas.com/upp//uploads/i...dd9abda8cc.gif

انكوى قلبي 14-09-10 09:01 PM

يعطيك الف عافيه حبيبتي عالروايه الرائعه وتسلم ايدك

ذهبية1 17-09-10 11:53 PM

عاشت الايادي

شووقهـ 21-09-10 08:59 AM

رووووووعة

جداااا رااائعة شاذن ابدعتي ياعسل في نقل الرواية

مودتي لكِِِ
:flowers2:

الهواجر 22-09-10 11:06 AM

شكرا لك وسلمت يداك

jung79 30-09-10 04:42 PM

السلام حليكم

MAYA80 30-09-10 05:52 PM

MACHKORA!!!!!

فجر الكون 01-10-10 12:52 PM

يعطيك العافية ..

شاهد 27-11-10 08:21 PM

شكررررررررررررررررررررررررررررررررررررررا

نجمة33 29-11-10 10:40 PM

شكرا لك
استمتعت بقراءة الرواية كثيراااا
جزاكي الله خيرا

ساكنه 29-12-10 10:19 PM

:flowers2:بصراااااااااااااحة جنااااااااااان مشكووووووووووووورة ياحلوة منتضرين التكملة بشووق والف شكر الك والكاتبة هذة الروايةوشكر خااااااااااص الالمنتدى ليلاس:8_4_134::coolll::rdd12zp1::075::peace::djparty::party: :mod195lr: ودمتي لي في قلبي سكنة:flowers2:

ساكنه 03-01-11 11:11 AM

:flowers2:واااااااااااااااااو مرة تجنن تسلمين ياشااااااااااااااذاااااااااان رواية حلوة ومنتضرين التكملة ودمتي لي في قلبي سكنة

شروزة 03-01-11 12:42 PM

شكلها حلوة يسلموووووووووووووووووو

ساكنه 03-01-11 02:35 PM

:flowers2::liilas::55::lol:مشكوووووووووووووووووورةمناعماق قلبي رواية حلوة وتسلمين لك كل الودودمتي لي في قلبي سكنة

زهرة منسية 03-01-11 05:55 PM

شكل الروايه حلوه كتير يعطيكى الف عافيه

كشخه زود 03-01-11 09:25 PM

روووعه .. تسلمين عزيزتي

mcaziz 04-01-11 01:10 PM

مشكوووووووور

انجلى 28-09-11 08:09 AM

جميلة جدااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا :55::55::55::0041::0041::0041:

سومه كاتمة الاسرار 25-10-11 07:52 PM

الملخص شكله جااااااااااامد سلمت الانامل ياعسل
:8_4_134:

ريكا 04-11-12 02:13 PM

رد: 354 – حارس المساء ـ فرسان من المناطق النائية للكاتبة أيما دارسي (الجزء الثاني)
 
فين الرابط مش باين حاجه عندي >_<

ندى ندى 09-11-12 05:00 AM

رد: 354 – حارس المساء ـ فرسان من المناطق النائية للكاتبة أيما دارسي (الجزء الثاني)
 
جميله جدا ورائعه جدا جدا

ام كشة طايرة 10-11-12 03:27 AM

رد: 354 – حارس المساء ـ فرسان من المناطق النائية للكاتبة أيما دارسي (الجزء الثاني)
 
الروايه حلوه كتييييييييييييييييير تسلم الايادي ياعسل:55:

foufastar 20-12-12 06:53 PM

رد: 354 – حارس المساء ـ فرسان من المناطق النائية للكاتبة أيما دارسي (الجزء الثاني)
 
merciiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiii iiiiiiiiiiiiiiiiiiiii

غرشوه 11-02-13 06:03 AM

رد: 354 – حارس المساء ـ فرسان من المناطق النائية للكاتبة أيما دارسي (الجزء الثاني)
 
يعطيج العافيه شاذن عالروايه الحلوه ولج مني اجمل تحيه وشكر

أم أيمن الحلو 24-08-13 06:59 PM

رد: 354 – حارس المساء ـ فرسان من المناطق النائية للكاتبة أيما دارسي (الجزء الثاني)
 
شكرا على جهودكم مع المزيد من الروايات الرومانسية

smasma 24-10-13 02:27 PM

رد: 354 – حارس المساء ـ فرسان من المناطق النائية للكاتبة أيما دارسي (الجزء الثاني)
 
<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<>>>>>>>>>>>>>>>>>>>><<<<<

laili22 11-01-14 08:00 PM

رد: 354 – حارس المساء ـ فرسان من المناطق النائية للكاتبة أيما دارسي (الجزء الثاني)
 
merciiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiii

زهراء الحلوة 26-01-14 12:23 PM

رد: 354 – حارس المساء ـ فرسان من المناطق النائية للكاتبة أيما دارسي (الجزء الثاني)
 
thankxxxxxxxxxxxxxxx

ormila 28-01-14 12:07 AM

رد: 354 – حارس المساء ـ فرسان من المناطق النائية للكاتبة أيما دارسي (الجزء الثاني)
 
:welcome3:
يسلمو يسلمو

مسك مالك 25-06-14 11:12 PM

رد: 354 – حارس المساء ـ فرسان من المناطق النائية للكاتبة أيما دارسي (الجزء الثاني)
 
من حق العزيزه شادن يلي اسمها حلو والمنتدى ذك اسمهم لانهم مميزين

شكررررررررررررررررررر كبيرررررررررررررررررررر

مسك مالك 28-06-14 01:12 PM

رد: 354 – حارس المساء ـ فرسان من المناطق النائية للكاتبة أيما دارسي (الجزء الثاني)
 
يسلموالابادي قصه روعه من منتدى اروع

لست ملاكا 23-11-14 04:54 PM

رد: 354 – حارس المساء ـ فرسان من المناطق النائية للكاتبة أيما دارسي (الجزء الثاني)
 
راااااااااااااااااااااااااااااااااائعه

ماما نونه 04-03-15 08:11 PM

شكرا حلوه مرررررره

yosrayosra 21-01-16 02:08 PM

رد: 354 – حارس المساء ـ فرسان من المناطق النائية للكاتبة أيما دارسي (الجزء الثاني)
 
مشاركة جديدة في هذا المنتدى يبدو انه منتدى رائع

فرحــــــــــة 29-07-16 04:46 PM

رد: 354 – حارس المساء ـ فرسان من المناطق النائية للكاتبة أيما دارسي (الجزء الثاني)
 
غاليتى
شاذن
سلمت يداكى على القصة الجميلة الرائعة
لك منى كل الشكر والتقدير
دمتى بكل الخير
فيض ودى

الفراشة المحترقة 08-09-16 03:09 AM

رد: 354 – حارس المساء ـ فرسان من المناطق النائية للكاتبة أيما دارسي (الجزء الثاني)
 
اريد تحميل الرواية لجوالي

الفراشة المحترقة 08-09-16 03:15 AM

رد: 354 – حارس المساء ـ فرسان من المناطق النائية للكاتبة أيما دارسي (الجزء الثاني)
 
اريد تحميل الرواية لجوالي ككتاب كيف لو سمحتم

مريم ميثم عبيد 09-09-16 02:45 PM

رد: 354 – حارس المساء ـ فرسان من المناطق النائية للكاتبة أيما دارسي (الجزء الثاني)
 
شكرا على هذه الرواية

Roro soso 18-07-17 09:34 AM

رد: 354 – حارس المساء ـ فرسان من المناطق النائية للكاتبة أيما دارسي (الجزء الثاني)
 
...............

نانا جو 04-06-18 01:42 AM

رد: 354 – حارس المساء ـ فرسان من المناطق النائية للكاتبة أيما دارسي (الجزء الثاني)
 
تسلم ايدك على الموضوع...بجد تحفه

سلميات 08-06-18 07:38 PM

رد: 354 – حارس المساء ـ فرسان من المناطق النائية للكاتبة أيما دارسي (الجزء الثاني)
 
روععععععععععععععععععععععععععععععغغعععععععععععععععععععععععععع عععععععععععععروععععععععععععععععععععععععععععععغغععععععععععععع عععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععع ةةوووووووووووووووووووووووووووووووووو

قيس وليلي 01-07-18 02:44 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ام بعد نقدم لكم جزيل الشكر والتقدير على هذه الرواية الرائعة واتمنى لكم النجاح والمزيد من التفوق والنجاح شكرا جزيلا

قيس وليلي 01-07-18 03:53 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ام بعد نقدم لكم جزيل الشكر والتقدير على هذه الرواية الرائعة واتمنى لكم التوفيق والنجاح في الرواية القادمة ان شاء الله

روني القمر 25-11-18 12:56 AM

رد: 354 – حارس المساء ـ فرسان من المناطق النائية للكاتبة أيما دارسي (الجزء الثاني)
 
روووووووعة

ماجدة سالم 18-03-19 07:16 PM

رد: 354 – حارس المساء ـ فرسان من المناطق النائية للكاتبة أيما دارسي (الجزء الثاني)
 
رووووووووووعة

ماجدة سالم 18-03-19 07:17 PM

حلووووووووووووووووة


الساعة الآن 05:21 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية