منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f449/)
-   -   حصري 149 - الراية البيضاء - مارجري لوتي - روايات عبير القديمة ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t145714.html)

أحاااسيس مجنووونة 21-07-10 07:27 PM

149 - الراية البيضاء - مارجري لوتي - روايات عبير القديمة ( كاملة )
 
الراية البيضاء

للكاتبة مارجري لوتي


الملخص



كثيرا ما يظهر الانسان عكس حقيقته سارة وضعت نفسها في قفص الاتهام ووصفت بانها لصة تخطط للاستيلاء على ثروة زوجها الذي توفي يوم زفافه في حادث قطار.
شقيقه الاكبر جايسون شك بامرها وامر عمها رالف وبدا يلاحق تصرفاتها ويحاول بشتى الوسائل القضاء على افكارها لمنعها من الوصول الى هدفها.
نار وهواء في مواجهة شتاء الحقد والشك والكراهية جايسون طوقها بزنار من هواجسه الكاشفة وراح يزيد الجدران حولها حتى اصبحت سجينة رحمته وشفقة نظراته وما اثار غضب عمها......استسلامها للقيود وعدم مقاومتها حربها الطاحنة مع الرجل الشرس ولكن لكل حرب نهاية.....وعلى احدى الجهات ان ترفع العلم الابيض وتعلن انكسارها ...........فمن منهما يستسلم اولا ويسلم اموره للحب؟؟







1- بداية الحب........صفعة


من المكان الظليل الذي كانا جالسين فيه قرب المسبح التابع للفندق، امكنهما ان يشاهدا منظر خليج اكابولكو الرائع المنتشر على امتداد البصر تحتهما، تعلوه سماء زرقاء سماء زرقاء خالية الا من غيمة واحدة .
وكانت الشمس المكسيكية تنهمر بنورها كما لو انها لم تتوقف من قبل ولن تتوقف من بعد ، والمدى الرملي الذي على شكل تلال ، يرى من خلال سقف النخيل سهلا متواصلا لا تقطعه ، هنا و هناك سوى اكوام من الصخور السوداء. وكان البحر،فيما وراء ذلك المدى الرملي،بلون الياقوت الازرق وقد نقطته اشرعة المراكب بألوانها الزاهرة.
كان كل شيئ يفوح برائحة الحر و البحر وعبير الطيوب التي كانت تهب مع نسيم المساء، من احد اشهر المنتجات الراقية في العالم كله .
وكانت القيلولة في غرف الفندق المبردة قد انتهت ،وبدأ النزلاء يخرجون وهم يسترون اجسامهم البرونزية استعدادا للسباحة او التزلج على الماء او الغطس او ما الى ذلك من انواع الرياضة، او لمجرد الاستلقاء في حر الشمس للتفكير في ما يليق ارتداؤه على العشاء، و لقضاء ساعات الليل الاولى.
منتديات ليلاس
واستند الشاب الاسمر ذو الملامح الفتية الى مرفقه ليحدق في الفتاة المضطجعة بجانبه و يقول لها:
هذه هي الجنة........ولا يعوزها الملائكة! وانا اطلب الا ان يكون لي ملاك واحد...............هو سارة.
قالقال ذلك مداعبا، ولكن عينيه الزرقاوين في وجهه الواضح المشرق حملتا كلامه على محمل الجد.
وادارت الفتاة رأسها نحوه و اجابت:
لا اظن اني ملاك، ثم......ولكن شكرا في كل حال.
وتناولت قبعتها التي سقطت من على قمة رأسها ووضعتها جانبا على العشب المحيط بالمسبح.
وكانت سارة، في ذلك المكان الذي يغص بالفتيات الجميلات ذات جمال غير عادي فجسمها وهي ترتدي لباس السباحة ابرز بشرتها الملونة بحرارة الشمس و قامتها الفارعة الهيفاء وكان شعرها المنكفئ عن وجهها الغض الصغير ذا بريق اصفر كالذهب غير ان عينيها الواسعتين البنفسجيتي الون وراء رموشها الكثيفة هما مستودع سحرها وعنوان فتنتها ولم تكن سارة جاوزت الثمنة عشر من عمرها.
وقال لها رفيقها الشاب:
ليتني شاعر، فأقول فيك اجمل الكلام
وتناول احدى يديها وراح يداعب اناملها واحدة واحدة وسحبت يدها بعد لحظة وتطلعت الى الفندق من فوق كتفها
فقال لها تيم:
لا تقلقي يا سارة......فزوج امك ليس هنا....رأيته مع ذلك الرجل الثري ومرافقيه وانا خارج من الفندق منذ قليل
فقطبت جبينها لانها تذكرت ان رالف فرنسيس زوج امها اخذ منذ بضعة ايام يقامر مع ذلك الرجل الثري الذي يدعى سورانو ويبدو انه كان يخسر ولكن لا احد بمقدوره ان يعلم مبلغ الخسارة ولا قدرته على تحملها ولكنها شعرت بتبدل تصرفاته فاصبح اقل مرحا وبشاشة برغم احتفاظه بما اعجبها من حلاوة في المعشر ورصانة في التفكير.
وعاد تيم الى الكلام يقول لها:
اشعر يا سارة ان رالف لا ينظر بعين الرضا الى علاقتنا فهل تعرفين لماذا؟ انا لم اسئ اليه في شيء.
فاجابته على الفور:
لا ارى سببا يحمله على معاداتك يا تيم.....وهو فوق ذلك لا يعرفك!
فقال لها:
عندما رآنا خارجين من المسبح لاحظت على وجهه امارات الغيظ الشديد.....
فاجابت قائلة:
لا وجود لهذا الامر لا في مخيلتك يا تيم.
قالت ذلك وهي تعلم انه كان على حق في ما لاحظه فزوج امها لم يشجع ايا من الشبان الذينحامو حولها
منذ ذلك اليوم الذي اخرجها من المدرسة الداخلية لتكون رفيقته في حله و ترحاله ومن اؤلئك الشبان طوبي بارنز في موناكو وذلك المحامي الذي صادقته في غراند باهاما وكثيرون سواهم من الذين لم تطل علاقتها بهم ذلك لان رالف ما ان يلاحظ ان العلاقة اصبحت جدية حتى يسارع الى انذارهم بقطعها ولم تكن تدري ماذا كان يقول لهم ولا كيف يقنعهم.
وكان يفعل ذلك مع سارة ايضاغير ان ذلك لم يكن يزعجها لاعتقادها بانه انما كان يفعل ذلك حرصا منه على الاحتفاظ بها.
منتديات ليلاس
فكان يقول لها بابتسامته الناعسة:
لا اظنك تبالين بذلك الشاي يا عزيزتي الا توافقين معي انه مراهق؟ انا لا انوي ان ادع احدا ياخذك مني بعد........ الا تسرك رفقتي؟
وكانت سارة تقنع نفسها بان ما يقوله صحيح فهي في رفقته على احسن حال وان كان لم يهتم بامرها طوال تلك السنين التي تلت وفاة والدتها وهي في السابعة من العمر فقد يكون له عذره هكذا شاءت ان تعتقد ثم انه كان يعشق الحياة الصاخبة التي لا تتناسب مع وجود اولاد غير انه عوض عن ذلك من حين عندما اخرجها من المدرسة الداخلية لتعيش معه وعادت الذاكرة الى اليوم الذي زارها فيه وهي بعد في المدرسة وكانت في السابعة عشر وقال لها :
آه يا الهي.... كم تغيرت اصبحت فتاة رائعة الجمال !
هيا بنا نخرج من هذا المكان لانه لم يعد يليق بك.....
وحين دخلت رئيسة المدرسة اعلن لها انه سيخرجها من المدرسة في نهاية الفصل الدراسي لتبني مستقبلها معه.
وسر ذلك رفيقاتها وهنأنها قائلات:
ليت لنا زوج ام مثله يا سارة....ولكن الدنيا حظ و نصيب.........اخبرينا ماذا يشتغل في الحياة وكيف اصبح غنيا الى هذا الحد؟
وقهقهن ضاحكات كان ذلك من سنة وهي اليوم لا تزال تجهل الجواب عن ذلك السؤال كل ما تعرفه هو انهما ينتقلان من فندق الى اخر في موناكو وايطاليا و الريفييرا الفرنسية وجزر الباهاما..... والان في مكسيكو.
وكان رالف يستقبل بترحاب حيثما حل فله اصدقاء كثيرون وهم من علية القوم وكان يغدق الهدايا على سارة و يكثر من تعريفها على الاصحاب و الاصدقاء وكان ذلك يفرحها بعد سنوات من العيش في المدرسة الداخلية كيف لا وهي التي تنعم بكل ما في الحياة من حرية و رخاء و رفاهية.
وكان رالف لا يدعها تستقرعلى حال في اي مكان خصوصا اذا راقت لها عشرة احد الشبان فكان يقول لها: سنغادر اليوم يا عزيزتي فهذا المكان اصبح مضجرا..... منتديات ليلاس
يحزمان حقائبهما في الحال ويطيران الى منتجع اخر حيث يكون على سارة ان تبدأ حياتها من جديد وغالبا ما كان الرجال الذين تتعرف عليهم من عمر رالف اي في الاربعين او الخمسين ولكن حالما يبدي احد الشبان اهتماما بها كان رالف ينذره بطريقته الخاصة فيبتعد عنها
ولم تهتم بذلك لانها لم تكن تقع في غرام اي واحد منهم ثم انه كان يطيب لها ان ترى رالف حريصا كل ذلك الحرص على ان لا يدعها تبتعد عنه في مستقبل قريب.
غير ان تيم لم يكن في نظرها مثل سائر اولئك الشبان الذين عاشرتهم..... كانت تشعر نحوه بعاطفة شديدة ولذلك صعب عليها ان تتحمل فراقه في آخر الاسبوع.
ولم يسرها على الاطلاق قول رالف لها على الغداء ذلك النهار:
الا تعتقدين انك تكثرين من ملازمة ذلك الفتى يا عزيزتي سارة؟
قال ذلك بابتسامته المعهودة التي تنضح بالكبرياء و الثقة بالنفس كما لو لو انه متاكدا من موافقتها على كلامه غير انها هذه المرة قالت له:
اميل الى تيم وانا متاكدة انك تميل اليه ايضا اذا تعرفت عليه جيدا فهل توافق على دعوته الى العشاء اليوم مع اخيه الذي سيغادر المكان غدا بينما يبقى هو الى ما بعد نهاية الاسبوع؟
فاجاب رالف مظهرا اسفه:
لا يمكنك ذلك يا عزيزتي لاني وعدت كارلوس سورانو والبيرتوس و زوجته بتناول طعام العشاء معهم.
كارلوس سورانو؟
لماذا لا؟ فانت على ما اعلم تميلين اليه.
فهزت كتفيها واجابت بدون ان تنكر ذلك:
لا اميل اليه كثيرا........... وانا لا احب الطريقة التي ينظر بها الي.
فقهقه رالف ضاحكا وقال:
هذه عادة الاسبانيين يا عزيزتي فهم يظهرون اعجابهم بصراحة تامة اذا رأو فتاة جميلة وانت فتاة جميلة بل اجمل فتاة في هذا المنتجع.....
يا لك من مداح عظيم!
قالت ذلك ضاحكة ولكن الغم ملأ قلبها لانها ستقضي ليلة اخرى في صحبة ذلك الرجل الثري ذي الشفتين الحمراوين المبللتين و الشعر القليل.
فقال لها رالف:
هذا ليس مديحا يا صغيرتي بل الحقيقة....... وكارلوس معجب بك جدا......
وبدت على وجه رالف امارات الرضى مما ادهش سارة وجعلها تتساءل في نفسها:لماذا يرضيه ان يكون كارلوس معجبا بها؟ ولم تجد تفسيرا لذلك سوى ان رالف قد يكون طامعا في عقد صفقة مع الرجل.....
عاد ذلك كله الى ذاكرتها وهي مضطجعة بجانب تيم تحت حر الشمس اللاهب كان تيم يحدق فيها طوال الوقت ثم تناول يدها وقال:
لي ما اقوله لك يا سارة.....
وتوقف قليلا ثم تمتم قائلا:
ما اريد قوله ليس سهلا كما ظننت........ ما اريد قوله يا حبيبتي سارة هو انني مغرم بك الى اقصى حد!
فلم يرق ذلك لسارة فهي لم تريد ان تسبب له اي اذى لانهما لا بد سيفترقان قريبا فقالت له:
ولكنك تعلم يا تيم اننا لم نتعارف لا منذ بضعة ايام!
فاجابه قائلا:
ايام اسابيع سنين لا يهم ما يهم اني وقعت في غرام فتيات كثيرات من قبل او حسبت اني وقعت في غرامهن اما في شانك فالامر مختلف كل الاختلاف وما ذلك لانك فقط جميلة وحلوة وخفيفة الظل بل لاني احسك هنا في قلبي و في اعماق كياني........
فصاحت به به متوسلة:
لكن يا تيم..........
ولكنه لم يتوقف عن الكلام بل تابع قائلا:
يجب ان تصدقيني يا سارة انا اعلم اني اسرح وامرح و اتظاهر باني لا ابالي بشيء كما هي الحال مع كل واحد هنا اما في الواقع فانني تعس في داخلي لانني سافارقك بعد يومين وقد لا القاك ثانية.....
فاجابته قائلة:
آسفة يا تيم ولكني لا اعلم كيف....
فقاطعها بقوله:
اعلم ما تريدين ان تقوليه يا سارة...... بل عديني انك لن تقطعي صلتك بي بعد ان اعود الى دورسه.
منتديات ليلاس
دورسه لم تقل لي بانك تسكن في دورسه انا اعرف هذا المكان جيدا نشات وترعرعت هناك في المدرسة القريبة من بورغوث.
يا الهي اصحيح هذا؟ يا لها من مصادفة سعيدة
ورقت عيناه الزرقاوان من شدة الحماسة وتابع مستدركا:
لا ليس في الامر مصادفة بل انه القدر كما يقولون.
وعوض ان تخمد سارة النار زادت في ايقادها حتى بلغت الحماسة بتيم حد القول لها:
سارة حبيبتي ما رايك في ان نعلن خطوبتنا؟
ومال بنظره عن وجهها الذي غمرته الدهشة وتابع قائلا:
ان نعلنها في الحال اذا شئت لئلا يقال اننا بعد صغار السن بل نعقدها سرا فيما بيننا.
فقالت له وهي تكاد تنفجر ضاحكة:
كفى يا تيم كفاك حماسة اشكر لك كلامك الحلو ولكن ما تقترحه هذا مستحيل الا ترى اني لست مغرمة بك.....
ولا حظت سارة ما اصابه من ذهول عند سماع كلامها فسارعت الى الاستدراك:
لم اقع في غرام احد بعد......بالمعنى العميق لهذه العبارة ولعل السبب اني لم احظ في حياتي بعد بمعاشرة الشبان الذين من جيلي....... فلم اترعرع في بيت عائلي حقا لان والدتي ماتت وانا صغيرة فعشت في مدرسة داخلية الى السنة الناضية نعم كنت اقضي العطلة احيانا عند بعض صديقاتي ولكن اخوتهن كن اصغر مني سنا...... وابتسمت مازحة وهي تضيف:
وهكذا ترى اني عشت حياة كلها امان و اطمئنان!
ولكن تيم لم يبتسم لانه كان على ما يبدو يفكر بحجة لاقناعها بوجهة نظره.
وقال وقد ظهرت عليه امارات القلق:
ولكنك على الاقل تشعرين نحوي ببعض الحب يا سارة..... قولي لي ذلك بصراحة ولا تبتعدي عني حين الامسك!
فشدت على يده واجابت:
انا اميل اليك يا تيم...
وهل تسرك رفقتي؟
نعم وكيف لا؟
فاقترب منها وحاول معاتقتها ثم ابتعد قليلا وحدق في عينيها قائلا:
آه ما اجملك يا سارة وما احلاك.
وتطلع الى وجهها مليا ثم انتصب جالسا وقال:
سنقضي حياتنا معا يا حبيبتي وسنكون سعداء.
ثم ادار وجهه فرأى اخاه فقال:
يالسوء الطالع.........هاهو اخي ولابد انه جاء كعادته ليكلفني بمهمة ما.
منتديات ليلاس
واجلت سارة بنظرهافشاهدت جايسون نايت يقترب من الضفة المقابلة للمسبح ولم تكن شاهدته سوى مرتين من قبل فلاحظت انه كان متعجرفا ولا يشبه اخاه تيم في شيء وكان تيم اخبرها بانهما كانا في ذلك المنتجع لقضاء مهمة تجارية الى جانب رغبتهما في قضاء العطلة السبوعية واخبرها كذلك بانه انهى منذ حين دراسته في كامبريدج وهو الن يتدرب على القيام بالعمل التجلري الذي توارثته العائلة....وهو عمل له علاقة بالسفن ولم يخف عنها انه كان يضيق ذرعا بمثل ذلك العمل ولكنه لم يكن يعتقد انه كان بامكانه ان يتهرب من المشاركة فيه.
وسار جايسون نحوهما الى ان وصل اليهما وفي حين كان جميع الرجال هناك في لباس السباحة اصر جايسون على ان يلبس بنطالا قصيرا وقميصا من الكتان على كتفيه العريضتين.
وشعرت سارة بالامتعاض من ذلك الرجل الطويل القامة المعتد بنفسه المقطب الجبين......وشعرت بذلك حتى قبل ان ينطق بكلمة وهي التي لم يكن من عاداتها ان تتسرع في اصدار حكمها على الاخرين.
وتجاهلها جايسون وخاطب اخاه مباشرة بقوله:
انهيت القسم الموكل الي من المهمة يا تيم وبقي عليك انت ان تدرس اوراق الطلبات وهي موضوعة على الطاولة في غرفة النوم.
وخير لك ان تبادر الى ذلك في الحال لانني احب ان اضطلع عليها انا ايضا قبل ان اغادر هذا المكان في الصباح الباكر.
والتفت تيم نحو سارة مبتسما ثم نهض واقفا على قدميه وقال:
الواجب يدعو وعلي ان اطيع.
ثم انحنى ولامس شعرها بشفتيه وقال لها:
لا تنسي ما قلت لك يا حبيبتي.
واتجه بخطوات ثابتة نحو الفندق.
وتوقعت سارة ان يلحق به اخوه ولكنه لم يفعل بل جلس في المكان الذي اخلاه وقال لها بصوت اجش:
لي ما قوله لك يا انسة تيلدسلي.
ثم جال نظره فوق جسمها على نحو جعل الدم يسري حارا في عروقها فلم يكن في اكابولكو كلها فتاة تلبس اي شي سوى لباس البحر في ذلك النهار الخانق. غير ان هذا الرجل سمح لنفسه ان يجعل من ذلك سببا يخول له اهانتها بنظراته.
منتديات ليلاس
ومدت سارة يدها وتناولت قبعتها القش الكبيرة وامسكتها امامها وكانت تؤثر ان تجلس منتصبة وقدماها على الارض لمواجهة ذلك الرجل غيرانها اذا فعلت فلا بد لها لضيق المكان ان تلامس ساقيه وهو امر ارادت ان تتجنبه على الرغم من كل شيء فما كان منها الا ان ابقت القبعة امامها بمثابة حجاب بينها وبينه وراحت تحدق اليه ببرودة وتهيئ نفسها لسماع ما اراد ان يكلمها به وقال لها:
اظنك تعلمين ما اريد ان اكلمك به.
وكيف لي ان اعلم؟
الا تعلمين؟ اذن اسمعي اريدك ان تتركي اخي وشانه!
ماذا؟ انت......تريدني......ان.........
واعياها الكلام غير مصدقة لما يقوله لها وفيما هي كذلك سمعته يقول:
انظري.......لا تضيعي الوقت فوقتي ضيق ولدي عمل يجب ان انجزه الليلة.
فصاحت به سارة غاضبة:
اذن فما عليك الا ان تذهب في الحال وتنجزه واعتقد ان هذا الحديث طال اكثر مما يجب!
وحاولت البتعاد عنه ولكنه امسك بمعصمها بقساوة فصرخت في وجهه:
دعني.......دعني وشأني!
فرفع حاجبيه الاسودين الكثيفين وقال متهكما:
لا تصرخي..........والا حسبوا ان صراخك صرعة جديدة في اكابولكو!
فتمالكت سارة نفسها وقالت له بصوت هادئ:
حسنا ارخ يدك عن معصمي فاستمع الى ما تريد ان تقول لي.
فنظر اليها مليا قبل ان يفلت يدها وادركت ان صدرها كان يعلو ويهبط من شدة الغيظ حتى كاد يزيح عنه قطعة القماش الصغيرة التي كانت تستره.
وقال لها:
لا تقلقي ولا تنفعلي يا انسة تيلدسلي فانا لا احمل لك اية ضغينة شخصية بل لو كنت في ظروف اخرى لتصرفت نحوك ترف المعجب بك لكن القضية الان تتعلق باخي الاصغر الذي اعماه على ما يبدو سحرك الآخاذ واخشى ان تبدر منه اعمال طائشة لا تليق بك وبه.
فحملقت فيه وقد استولت عليها الدهشة وقالت له بصعوبة:
انت رجل وقح يا سيد نايت........فابتعد عني!
فلم يرق له هذا الكلام ولكنه تمالك نفسه ونظر اليها بعينيه الباردتين وقال:
يبدو لي انك فتاة عنيدة وتحاولين ان تتصرفي كمن اهينت كرامتها!
فاوكد لك يا انسة تيلدسلي ان هذا لا يوثر علي.......قد يؤثر على اخي الاصغر تيم لانه لا يزال ساذجا اما انا فاتيح لي اكثر منه ان ارى مساوئ هذا العالم الشرير ولذلك اشعر بمسؤوليتي عنه.
فقالت بحدة:
مسؤوليتك عنه؟ هذا كلام هراء فتيم بلغ سن الرشد وهو يجب ان يكون مسؤولا عن نفسه......
قلت يجب ان اكون مسؤولا عنه واكرر هذا القول جئت به الى هنا الى هذا المكان البعيد عن محل سكنانا وانا الذي رباه منذ الطفولة ولا اريد ان اقول اني اشعر نحوه بعاطفة الابوة ولكني اتحاشى ما امكن ان ارى تعبي في تربيته يذهب سدى في سبيل شي لا معنى له..........مثلك يا عزيزتي!
ولم تعد سارة قادرة على الصبر فما كان منها الا ان صرخت في وجهه:
لن اقول لك اكراما لتيم كل ما اريد قوله فاكتفي بالقول انك رجل سخيف تثير القرف!
منتديات ليلاس
واتسعت حدقتا عينيها من شدة التاثر فيما نهض جايسون ووقف الى جانبها بقامته الفارعة فاحست بقشعريرة خوف تسري في جسمها كانت ذراعاه وساقاه مجدولتين مكتنزتين كمن قضى معظم ايامه يصارع الطبيعة ومع ذلك بدا قوامه ممشوقا لا يعوزه شيء من كمال العافية والرجولة.
وتراجعت سارة قليلا ونظرت الى الامام غير متلفته يمنة او يسرة فلم تقع عيناها الا على صدره العاري المليء بالشعر وحين حاولت ان تسير نحو الفندق وقف في طريقها فقالت له:
دعني اذهب ارجوك اريد ان اخبر زوج امي ماذا جرى بيني وبينك
فاجابها قائلا:
عبثا تخبرينه فالامر لا يهمه بل لعله يشكرني على قطع صلتك بتيم فقد يكون عندي الانطباع بانه يطمح الى بعيد.......
وكان الارهاق قد بلغ من سارة حدا منعها من ان تستوعب تماما ما نطق به جايسون ولكنها قالت:
كيف.......كيف تتجرا على هذا الكلام؟
وتراجع جايسون خطوة الى الوراء وتناول من جيب بنطاله القصير قصاصة من الورق وقال لها مبتسما بسخرية:
جئت بهذة الورقة لعلك تقراينها فتساعدك على التعقل.
ووضع الورقة في يدها ففتحتها ونظرت اليها فاذا بها تحتوي على شيك بخمسين دولارا.
وهنا ثارت فمزقت الشيك ورمته في وجهه وهي تصيح: انت...........انت..........
فامسك بها يهدئ من روعها ويقول بتهكم لاذع:
مهلا......مهلا.........دعك من هذا المشهد المسرحي!
فرفعت سارة يدها ولطمته على وجهه بكل ما لديها من قوة ثم دفعته عن طريقها واتجهت نحو الفندق بخطى سريعة ثم دخلت غرفتها في الطابق الثالث وارتمت على سريرها تشهق بالبكاء.
ومضى عليها وقت طويل وهي تبكي وترتجف من الغيظ ولم تستطع ان تنسى جايسون وهو ماثل امامها ويهددها ويوجه الاتهام الى رالف ثم يتوج اهانته لها بذلك الشيك الذي اعطاها اياه كاجرة لها على الوقت الذي صرفته في عشرة اخيه كما قال لها بكل وقاحة وكم آلمها ذلك خصوصا ان صداقتها لتيم كانت هنيئة بريئة لا سافلة دنسة كما حاول اخوه ان يعتبرها.
ونهضت عن الفراش وراحت تذرع الغرفة ذهابا وايابا وهي في غضب شديد وشق عليها انها لم تكن تقدر ان تفعل شيئا لرد تلك الاهانة وليس من الحكمة ان تخبر تيم بالامر لئلا توقع بينه وبين اخيه.
وشيئا فشيئا عاد اليها هدوؤها وذهبت الى غرفة الحمام وغسلت يديها ووجهها ثم شربت ماء باردا وعزمت بينها وبين نفسها ان لا تدع رجلا كجايسون نايت ينغص عليها عيشها وما قاله لها لن يؤثر على الصداقة التي كانت بينها وبين تيم.
منتديات ليلاس
وتسائلت في نفسها: ماذا يا ترى قال جايسون لاخيه بشان علاقته معها؟ واي روايات اختلق عنها؟ ولكنها كانت على يقين بان تيم لن يسمح لاخيه بان يسيطر عليه ويوجهه حيث يشاء وغدا حين يغادر جايسون الفندق ستعامل تيم برفق و عطف مع الحرص على ان لا تجعله يتوقع ما لا تستطيع ان تعده به.
وفكرت ايضا انها يجب ان تعامل رالف معاملة حسنة خاصة فهو يستحقها لما ابداه نحوها من الكرم و الرعاية ثم انها لن تدع رجلا كجايسون نايت ينال من سمعته ويكيل له التهم مهما يكن القصد الذي يرمي اليه من وراء ذلك فلن يكون قصده سوى القدح والذم وهي لن تعير هذا الامر اي اهتمام ولن تخبر رالف عنه بل على العكس سترتدي الثوب الذي يحبه عند تناول طعام العشاء معه تلك الليلة وستحاول ان تساير صديقه كارلوس سورانو اذا كان ذلك يرضيه ولكنها في هذه الاثناء ستلزم غرفتها الى ان يحين وقت العشاء لانها لم تشأ ان ترى وجه جايسون مرة اخرى ذلك النهار.
وبعد مرور ساعة من الزمن كانت سارة جالسة اما المرآة تضع اللمسات الاخيرة على وجهها استعدادا للسهرة حين طرق الباب ودخل الى الغرفة رالف بنفسه.
فالتفتت نحوه بابتسامة ترحيب و قالت :
اهلا ظننتك لا تزال تلعب الورق.
فمشى الى الداخل واستند الى الشباك ونظر اليها باعجاب وقال:
احب ظلا الكحل هذا عل جفنيك..... وهو جديد على ما ارى!
وكانت فتشت في حقيبتها على هذا النوع من الكحل الذي تعرف انه يحبه وهو ذو لون ازرق مائل الى الارجوان ظنت انه يجعلها تبدو على شيء كثير من الترف ورهافة الذوق.
منتديات ليلاس
وقال لها :
بدأنا بلعب الورق ولكن كارلوس تلقى خبرا جعله جعله يضطر الى التوقف عن اللعب .......والن هل انت مستعدة لتناول طعام العشاء؟
مستعدة؟بيننا وبين موعد تناول طعام العشاء ساعة واكثر فلماذا العجلة؟
وبعد ان نظرت الى ساعة يدها ثم اليه قالت بتدلل:
تبدو في غاية الاناقة هذه الليلة يا سيد فرنسيس!
وكان رالف يبدو كذلك بالفعل حتى كاد يشبه احد الممثلين السينمائيين الذائعي الصيت ثم اضافت الى ذلك قولها:
لماذا كل هذه الاناقة؟
ذلك لان رالف كان على غير عادته في مثل تلك الظروف يرتدي سترة سوداء وربطة عنق.
فقال لها:
تغيرت الخطة يا عزيزتي......فكارلوس غادر الفندق الى منزله مضطرا ودعانا الى تناول طعام العشاء معه فهل بامكانك انت تكوني مستعدة بعد ربع ساعة؟ فستأتي سيارة تقلنا الى هناك.............
سيارة؟
نعم يا عزيزتي فعندي لك مفاجاة وهي ان كارلوس دعانا لا الى تناول طعام العشاء في منزله فحسب بل الى قضاء الليل كله هناك ايضا.
في منزله؟ ولكني سمعتك تقول انه يسكن في المكسيك اي على مسافة مئتي ميل على الاقل...........
نعم ولا يستغرق الوصول الى هناك اكثر من ابعين دقيقة في طائرة كارلوس الخاصة..........
ولاحظت انه كان مسرورا جدا بهذه الدعوة من رجل ثري رفيع المكانة الاجتماعية ككارلوس.
وكانت ردة فعل سارة لاول وهلة انها لا تريد ان تذهب ذلك لانها لا تزال تشعر بالاضطراب والامتعاض مما جرى في ذلك النهار.
ثم ان مجرد التفكير بقضاء السهرة والليل في منزل قوم في سن الكهولة ملأ قلبها الكآبة وكانت تؤثر الف مرة ان تتناول طعام العشاء في غرفتها ثم تنام باكرا بحجة انها تشعر بالصداع وفي الصباح تنهض بعد ان تتأكد ان جايسون غادر الفندق لمقابلة تيم عند المسبح.
ولكي تربح الوقت قالت لرالف:
من سوانا سيكون في منزل كارلوس؟وهل كارلوس متزوج؟
كلا انه ارمل فقد زوجته منذ سنة.... ومهما يكن فهذه فرصة سانخة لتري من الداخل بيت رجل ثري جدا.
ومتى نعود؟
غدا كما توقع واذا لم يعد كارلوس فسنستقل طائرة ما.
والان ماذا ستلبسين ياا سارة؟ليتك تلبسين ذلك القفطان الذي اشتريته لك في ناسو فهو يليق بك ويزيدك جمالا على جمال واكثري من لبس الحلي لان جو بيت كارلوس سيكون على ما عتقد جوا رسميا اكثر من جو الفندق هنا. وبعد ان داعبها بكلامه رجاها ان تسرع في تهيئة نفسها ثم نزل الى بهو الفندق لانتظارها هناك
ونظرت اليه وهو يغادر الغرفة ثم تبتعه لتقول له شيئا ولكن المصعد نزل قبل ان تلحق به وكانت تريد ان تسأله:هل البس ثياب السهرة الان ام ثياب السفر؟
فهي تعودت ان تاخذ برايه في مثل هذه الامور لاتها على الرغم من قضاء نحو سنة في المنتجعات التي يتردد اليها ابناء الطبقة الثرية المخملية لم تكتسب بعد كل الثقة بانها تعرف آداب السلوك والتصرف في مثل هذه التجمعات والمثل على ذلك تصرفها مع جايسون نايت وكيف كان عليها ان تحسن الرد عليه اكثر مما فعلت.
منتديات ليلاس
واخذت تلملم ادوات الزينة وتضعها في الحقيبة الخاصة بها ثم اغلقت باب خزانة الثياب التي تحتوي على فساتين في غاية الروعة ذلك ان رالف لم يبخل عليها بشيء لكي يجعلها تتالق جمالا وسحرا وقال لها مرة:
ما الفائدة من ان يكون للرجل ابنة حسناء اذا كان لا يعرض جمالها على الناس؟
ومنذ البداية اعتاد ان يختار لها ما تلبسه في مختلف المناسابات الاجتماعية وفي مرة او مرتين انتقدت بائعة الثياب ذوقه فقالت له:
الا تظن يا سيدي ان هذا الثوب او ذاك لا يليق بصبية حسناء؟
ولكن رالف لم يكن على العموم ياخذ براي احد وكانت سارة تشعر بالرضى لاعتزازه بها وتعريفها على اصحابه ومعارفه في الفنادق التي كانا ينزلان فيها.
ووجدت سارة القفطان الذي اشار عليها رالف ان تلبسه تلك الليلة فلبسته وتحلت بما يلائمه من الاساور و العقود و الاقراط ثم اخذت تتمرى وتبدي اعجابه بالوان القفطان الصاخبة وفتحة صدره الواطئة التي تظهر محاسن صدرها وفجاة استولت عليها الرغبة في ان تنزع عنها ذلك القفطان وتستعيض عنه برداء صيفي بسيط من الكتان وتسرع الى المسبح حيث تمسك بيد تيم وتجري معه ضاحكة لاهية.
غير انها رات ان مثل هذه الرغبة تنم عن نكران الجميل الذي طالما اسداه اليها رالف فمن حقه عليها ان ترافقه تلك الليلة لانه على ما بدا لها يعلق اهمية كبرى على تلبية الدعوة التي وجهها اليه صديقه كارلوس وعلى كل حال فبامكانها ان تلقى تيم عند عودتها غدا الى الفندق .
ودهمها الوقت فسارعت الى وضع ما تحتاج اليه في حقيبة السفر ثم القت نظرة اخيرة على شكلها في المرآة وغادرت الغرفة الى المصعد.
وفي البهو استقبلها رالف بابتسامة رضى وكذلك فعل كارلوس حين امسك يدها ورفعها الى شفتيه وقال:
يا الهي ما هذا الجمال!
ووضع يده تحت مرفقها وقادها نحو الباب الخارجي فيما مشى رالف الى جانبه ولا حت على شفتي سارة ابتسامة القبول و الرضى حتى وصلت الى حيث كانت السيارة بالنتظار رأت تيم مقبلا في الممر الذي يؤدي الى شرفات الفندق يرافقه جايسون ورآها هو ايضا فاندفع نحوها وهو ينادي قائلا :
سارة.......اني ابحث عنك!
ثم توقف مرتبكا حين ادرك الوضع الذي كانت فيه
ولم يكن بوسع سارة ان تفعل شيئا او تقول له كلمة كل ما كان بوسعها ان تفعله هو ان تبتسم له لعله يدرك ان ذهابها برفقة ذلك الرجل الكهل لم يكن باختيارها وجمد تيم في مكانه يحدق الى سارة وهي تسلم ذراعها الى ذلك المكسيكي الذي مال اليها كانها ملك له.
وفيما ظهرت الدهشة على وجه تيم والحيرة ايضا مما كان يشاهد امامه وجد جايسون ان الامر طبيعيا وهنأ نفسه لان ما توقعه صار على ما يبدو حقيقة واقعة.
وامسك جايسون بذراع اخيه ومشى به الى الامام فيما كانت سارة ورفيقاها يدخلون السيارة التي ستقلهم الى المطار.
وهمس كارلوس في اذن سارة:
ارجو ان تكوني مرتاحة يا عزيزتي سارة.
فادارت وجهها نحوه واجابت:
ماذا تقول؟ اوه نعم.......شكرا.
ولكنها علمت انها لن ترتاح ابدا كل الارتياح حتى تتاكد ان جايسون نايت غادر الفندق ولن ترى عينيه الغريبتين التين تثيران الاضطراب و القلق.

نهاية الفصل الاول اتمنى انها تنال اعجابكم ورضاكم :8_4_134:2







2 - اعطته القمر والنجوم..



كان منزل كارلوس سورانو في الغابة المرتفعة التي تحيط بمدينة مكسيكو قصرا سحريا في نظر سارة لا يعوزه غول ولا عفريت.
صحيح ان كارلوس لم يكن ذلك الغول او العفريت بل مجرد رجل ضخم الجثة متقدم في السن صنع نفسه بنفسه.
وكانت سارة سمعت بما يتحلى به المكسيكيون من حلاوة المعشر الا ان كارلوس اسرف وغالى في التحلي بهذه الصفة وادركت سارة ذلك حين جلس بينها وبين رالف في السيارة الكبيرة التي اقلتهم الى المطار وتعمد ان يميل الى جهتها ليشير الى الاماكن المثيرة للاهتمام التي كانوا يمرون بها.
ولم يرفع كارلوس يده عن مرفقها وهي جالسة الى جانبه تشعر بالحرج وتحدق من النافذة الى الحوانيت والمطاعم وناطحات السحاب والجنائن و المنازل القديمة التي كانت على جانبي الشوارع المليئة بالسيارات الفخمة والعبرين من المشاة.
وقال كارلوس لسارة:
هاهي الحديقة العامة وهي من اعظم حدائق العالم وفيها كل شيء متاحف ومعارض ومسارح وملاعب وبحيرات وحديقة حيوانات وما الى ذلك.
واحست سارة انها تكاد تفقد صوابها.......فكل شيء في المكسيك في نظر هذا الرجل لا مثيل له في العالم كله وكان يتكلم عن كل شيء كانه هو الذي يملكه!
وكان منزله بين الاشجار فوق المدينة مثيرا للدهشة والاعجاب حقا حتى ان رالف ذاته لم يتمالك من الشعور بان قلبه يكاد يقفز من بين ضلوعه وهم يلجون الى الداخل وتراءى لسارة ان صفقة تجارية ما قد تكون وراء هذة الزيارة وتذكرت ما قاله جايسون نايت عن ان
((رالف يذهب في طموحه الى البعيد))
فظنت ان ذلك يشير الى نوع من الشراكة بين رالف وبين ذلك المكسيكي الثري ولذلك عزمت على ان تلاطف كارلوس ما امكنرغبة منها في تقديم المساعدة لرالف جزاء ما كان يغدق عليها من الكرم و العناية.
وبدا لسارة ان المنزل يخلو من النساء لا كارلوس قادها بنفسه الى الطابق العلوي حاملا حقيبة سفرها وفتح باب غرفة واسعة يتوسطها سرير مربع ضخم وعليه غطاء حريري موشى بمختلف الالوان وقال لها:
ساتركك ترتاحين الان يا انستي ارجوك ان تقرعي الجرس اذا احتجت الى شيء سنتناول طعام العشاء في الثامنة وفي هذه الاثناء ساتحدث الى رالف في بعض الامور..........فالى اللقاء.....
وجال بنظره في ارجاء الغرفة قبل ان يخرج فخطر ببال سارة ان ضخامة جثته لا تناسب مناخ ذلك المكان خصوصا حين رات حبات العرق بوجهه الاسمر الداكن وتردد في الخروج وقال لها وهو يمسح حبات العرق:
سترتاحين هنا جدا يا انستي سارة!
فاجالت نظرها في الغرفة مليا وهي تجيب:
لا شك في ذلك. منتديات ليلاس
هذه غرفة زوجتي التي كانت في منتهى الجمال.
والتفت بنظره الى صورة موضوعة على صندوق خشبي تمثل امراة ناصعة البشرة شقراء الشعر ثم قال متاوها:
لكن الحياة تسير الى الامام وعلى الانسان ان يع7وض دائما ما يفقده.......... ولا تنسي ان الانسان مبني على النسيان.
نعم نعم بالطبع
وتاوه كارلوس ثانية ورمقها بنظرة و ابتسامة ثم خرج واغلق الباب وراءه.
وشعرت سارة بالضيق وهي واقفة في وسط الغرفة وخطر لها ان من اللياقة ان تظهر الحزن على ما حل بالرجل من خسارة تركته وحيدا في ذلك القصر المنيف ولكنها احست ان فيه ما يجعلها تنفر منه وهكذا تطلعت بكثير من الشوق الى انتهاء تلك الزيارة.
وتناولوا طعام العشاء في غرفة رحبة تنفتح على الحديقة بباب زجاجي عريض مما جعل صعب على الانسان ان يتبين اين تنتهي الغرفة لتبدا الحديقة كان العشب يغطي الممرات وانواع النبات تعرض على الجدران البيضاء
وكانت تماثيل النحاس ترتفع على قواعد من الحجر الرخامي هنا وهناك في ارجاء الحديقة اما الغرفة فكان اثاثها الفاخر يفوق الوصف كان على المائدة معها ثلاثة رجال والثالث رجل قصير القامة اسمر اللون اسود الشعر عرفه كارلوس باسم جوزي غوميز وكان هذا الرجل معظم الوقت يتحدث الى رالف الذي كان بقربه عند الجانب الاخر من الطاولة فيما جلس كارلوس على راس الطاولة وسارة الى يمينه وكان الطعام غير مالوف حتى ان سارة لم تكن تعرف ماذا كانت تاكل وقال لها كارلوس:انا شخصيا يا انستي سارة افضل المآكل المكسيكية ولكني رايت ان هذه المآكل تحتوي على قدر كبير من البهار و الفلفل بحيث خفت ان تؤذي شفتيك الناعمتين ولذلك امرت باعداد هذه المآكل التي لا خطر منها
قال ذلك و رمقها بنظرة فيها شيء من الدعابة فبادلته النظرة بابتسامة كلها لياقة و ادب.
وعندما انتهت وجبة العشاء دعا كارلوس سارة الى الجلوس الى مقعد مريح ثم جلس بقربه وقال:
ارجو ان تكوني على ما يرام يا انستي!
فاصلحت من جلستها واجابت:
نعم شكرا........... ولكن الطقس حار قليلا!
مع الاسف طقسنا في هذه الايام مزعج خصوصا لمن لم يعتد عليه....... اتريدين ان تخرجي الى الحديقة حيث الهواء عليل قي مثل هذا الوقت؟ وهناك ايضا اريك ما فيها من تماثيل فنية رائعة.
ونهض واقفا فتبعته وهي تنظر الى حيث جلس رالف يدخن سيكارا ضخما وقد تركه المدعو غوميز لوحده واختفى من الجانب الاخر من القصر.
فقالت له سارة:
الا تريد ان ترى الحيقة يا رالف؟
ولكني مرتاح جدا هنا.
وابتسم لها من خلال دخان السيكار وقال لكارلوس:
اعذرني يا كارلوس خذ سارة وحدك الى الحديقةوسامتع نظري بمراى حديقتك الغناء في وقت اخر.
وتبادلا الرجلان النظرة فقال كارلوس وهو يعير ذراعه لسارة:
لا تزعج نفسك يا صديقي ونظرت سارة الى رالف مستنجدة ولكنه اغمض عينيه علامة السرور و الارتياح فما كان امامها الا ان استسلمت لرفقة كارلوس وحاولت ان تتحمله بصبر.
كان الطقس في الحديقة اكثر برودة ولم يكن الليل مقمرا فبدتى الحديقة تحت الظلال الكثيفة التي عكستها ضياء النجوم وفيما هما يسيران في الممرات المرصوفة بالحجارة كان العبير يفوح بالارجاء فيبعث النشوة في النفس قال لها كارلوس وهو يميل نحوها:
الا تشعرين بمزيد من الراحة الان!
نعم شكرا.
قالت ذلك بصوت خافت وهي تفكر كيف تدعوه الى العودة الى الداخل بدون ان تخل بقواعد اللياقة.
وقال لها:
ساريك الان شيئا خاصا جدا.
وشد على ذراعها تحت ابطه فاحست بحرارة جسده تحت السترة الرقيقة التي يرتديها.
وفي نهاية ممر طويل وتحت احدى القناطر وصلا الى مكان تكثر فيه اغصان الاشجار الباسقة فتمكنت سارة من رؤية منزل قائم على مسافة قريبة من هناك وبدا لها المنزل الرمادي المعتم محاطا بالسحر و الغموض.
هذا المنزل هيكلي الخاص بنيته كما اريد لاجد فيه كل ما ارتاح اليه في اقامتي هنا فانا كما تعلمين من مريدا واحسب نفسي من توكاتيكو قبل ان اكون من المكسيك وفي احدى الاهرامات هناك حيث اتوا بي عندما كنت طفلا رايت منزلا سريا فيه نمر عيناه من ياقوت فاثر في تاثيرا بالغا وهذا المنزل ليس نسخة عن الذي رايته بل شيئا يذكرني به........
وسارا نحو المنزل وحينما وصلا اليه انحنى كارلوس وضغط على زر هناك فتدفق النور خارج المنزل وفي داخله وفي الممر الى المنزل انتصب حيوان رهيب فاغر الفم ذو عينين زجاجيتين خضراوين.
فقال كارلوس وهو يداعب راس الحيوان:
هذا نمري الصغير......انه جميل جدا الا ترينه كذلك؟
فاجابت وهي ترتجف:
انه مخيف حقا!
لا ....لا انه لا يوذي احدا نحن اليوم اقل قساوة مما كنا عليه في ذلك الزمن ففي ذلك الزمن كان في الاهرامات بئر عميقة وكان الناس يزينون بناتهم الجميلات بالحلي ويلقونهن فيها كهدية لشاك رمز المطر........
وبعد ان ربت على يدها قال مقهقها:
اما في هذه الايام فلا نقدم بناتنا الجميلات هدية لاحد......
فنحن نحتاج اليهن في مهمة افضل!
وكم كانت دهشتها عظيمة حين ازاح القفطان عن كتفها وحاول معانقتها فصرخت قائلة:
لا.....لا..........ماذا تفعل؟
فضحك قائلا:
انت خجولة يا انستي..........وانا احب الفتاة الخجولة.....احبها كثيرا......والان دعينا نعود الى رالف اتوافقين؟
فاجابت بصوت مكبوت:
نعم ارجوك........فانا احس بالغثيان ومن الخير لي ان اوي الى الفراش في الحال اذا لم يكن ذلك مخالفا لقواعد اللياقة.
قالت ذلك برغم انها تذكرت بانها جاءت الى هنا لتساعد رالف في نجاح صفقته التجارية مع كارلوس وحاولت ان تقنع نفسها ان ما فعله كارلوس لم يكن يستحق الاهتمام بل على العكس يبعث فيها الشفقة عليه غير ان هذا لا يعني انها تطيق ان يلمسها او يقترب منها.
فقال لها كارلوس ملبيا طلبها:
لك ما تشائين واسف اشد الاسف لانزعاجك فهل يمكنني ان اساعدك في شيء؟
هل استدعي لك الطبيب مثلا؟
فسارعت الى القولك:
لا لا .....لا حاجة الى ذلك البتة انه الحر فقط لا غير ولا شك ان حالي ستتحسن في الصباح.
ومشت بخطى سريعة نحو المنزل وكان رالف لا يزال جالسا يدخن فوقفت سارة امامه وقالت له:
لست على ما يرام واريد الذهاب الى الفراش.
فنهض رالف واقفا على قدميه ونظر اليها مرة والى كارلوس مرة اخرى وكان كارلوس لحق بسارة ووقف وراءها وقال لرالف:
الانسة سارة تشعر بالانزعاج من الطقس وهذا امر غالبا ما يحدث للذين استضفتهم هنا لاول مرة فالافضل لها ان تخلد الى الراحة!
فزال العبوس عن جبين رالف وقال مظهرا اهتمامه:
نعم نعم.......انا اسف يا عزيزتي! هل تحتاجين الى شيء استطيع ان افعله لك؟
منتديات ليلاس
كلا ...........شكرا.
كان كل ما ارادته في تلك اللحظة ان يتركاها وشانها ولما ودعتهما حاول كارلوس ان يرافقها الى غرفتها فاصرت على الذهاب وحدها لعدم حاجتها الى رفيق وما ان دخلت الغرفة حتى خلعت عنها القفطان وارتمت على الفراش وهي تتنفس بسرعة.
ومضى وقت طويل قبل ان تهدا اعصابها واعترفت بينها وبين نفسها انه من السخف ان تشعر بانها مهددة فلا شيء حدث يبرر هذا الشعور فهي لم تسئ الى السيد سورانو ولا خانت رالف ولكنها تكون شاكرة اذا تمكنت من العودة غدا صباحا فهناك في اكابولكو لا تكون مضطرة الى لقاء ذلك الثري المكسيكي.
وكانت العودة اسهل مما توقعت ففي الصباح اخبرها رالف ان كارلوس دعي الى حضور اجتماع في تكساس فغادر القصر باكرا وكلفه ان ينقل اليها اعتذاره.
واخبرها رالف ايضا ان سيارة ستقلهما بعد الغداء الى المطار حيث يركبان الطائرة عائدين الى اكابولكو.
فتنفست سارة الصعداء عند سماعها هذا الخبر ولم تكتم سرورها به.
ورمقها رالف بنظرة سريعة بدون ان ينطق بكلمة وفي طريق العودة كان هادئا ولكنه عندما رافقها الى غرفتها في الفندق حاملا لها حقيبتها اسمعها كلاما حول مجرى حياتها.
قال لها وقد جلس على كرسي مريح بقرب النافذة:
كانت رحلتنا البارحة ناجحة الا توافقينني؟
كارلوس رجل عظيم وهو يملك ثروة لا تحصى وله قصر لا يفيه حقه كما رايت اي وصف.
ثم نظر الى سارة التي كانت غارقة في التفكير وتتسائل اين ستجد تيم ومتى ستتصل به فبعد خبرتها لكارلوس شعرت انها بحاجة الى تيم لتعود الى الاحساس بالشباب و زهوه.
وتابع رالف كلامه فقال:
بعد ان ذهبت الى فراشك ليلة البارحة تحدثت حديثا طويلا مع كارلوس وهو كما تعلمين رجل ناجح في عملهويملك مصنعا لصنع تلك الالات الخاصة باستخراج النفط.......
فقاطعته سارة مظهرة اهتمامها:
ولكن ما لك ولمثل تلك الصناعة يا عزيزي؟
انا؟ كيف لا ......يا الهي!
كنت اظن انك تشارك كارلوس في بعض الاعمال التجارية ولهذا السبب دعانا الى زيارة قصره!
وساد الصمت قليلا ونظر رالف الى حذائه المصنوع من الجلد الطبيعي الفاخر ثم رفع عينيه الى سارة وقال:
دعيني اخبرك شيئا يا سارة عندما رايتك في المدرسة قلت في نفسي: هذه الفتاة رائعة الجمال وفوق ذلك فهي ذكية ومليئة بالحيوية فلماذا لا اصطحبها معي في اسفاري وكنت اتوقع اننا سنرى الاشياء بمنظار واحد ونعيش معا بانسجام تام فصح توقعي الا توافقيني؟
فاجابت بحماسة مفتعلة:
نعم نعم .......هذا صحيح.
وقلت لنفسي ايضا انك فتاة لا بد ان تخلص لرجل مثلي وتكافئه على ما احاطها به من عناية اذا ما حل به مكروه او نزلت به الخسائر واعلم الان ما توقعته فيما يتعلق باخلاصك لي كان في محله.......
فجالت بنظرها في تلك الغرفة الواسعة الفاخرة و قالت:
ولكن............
فقاطعها قائلا بتاوه:
جلبت لي حسن الحظ بادئ الامر يا سارة اما فيما بعد فالحقيقة اني مفلس يا عزيزتي مفلس وفي منتهى الافلاس....... وانا بين يديك الان واحتاج معونتك!
فاجابت على الفور:
سافعل كل ما استطيعه ليتنا نعود الى انكلترا وهناك اتدرب على العمل في وظيفة ما...........
فتجهم وجهه وصاح:
على العمل؟ لم اكن اقصد هذا ابدا!
اذن ماذا تقصد؟
فابتسم بصبر واجاب:
الا تعلمين لماذا دعانا كارلوس الى قصره؟لا تخبريني انك غبية الى هذا الحد........
غبية؟ ماذا تعني بغبية؟
يا عزيزتي دعيني اصارحك........الدعوة كانت موجهة اليك!
الي؟
نعم اليك
وانتظر قليلا لعلها تستوعب كلامه وتابع قائلا:
كارلوس يريد ان يتزوجك يا عزيزتي وهذ يحل كل مشاكلنا.
فحدقت اليه غير مصدقة ثم قالت وهي تحس بجفاف حلقها:
يتزوجني؟اه يا الهي! هذا شيء فظيع! وماذا عساني اقول له؟
فاجابها قائلا :
ما تقوله كل فتاة عاقلة وهو نعم يا سيدي!
فصاحت به :
انت لست جادا فيما تقول.......
وكيف لا اكون جادا؟
وبدات شفتا سارة ترتجفان وهي تتمتم:
لا استطيع........لا استطيع ان افعل ذلك ابدا....... هذا مستحيل.........هذا غير اخلاقي!
فابتسم ابتسامته التي تنطوي على الخبث و الدهاء وقال:
هدئي روعك يا عزيزتي ........ليس الامر على مثل هذا السوء كما تعتقدين......فكارلوس مثال الرجل الرجل!
فدبت في جسمها القشعريرة وقالت:
انه سمين وقبيح ولا اطيق اقترابه مني....وهو متقدم في السن!
قالت ذلك ونهضت واقفة ولكنها شعرت بوهن في ركبتيها فعادت الى الجلوس وسمعته يقول لها:
اخبرني انه في الثانية و الستين..........فهو في الواقع ليس متقدما في السن!
ولكني في الثامنة عشر لا لا اظنك الا مازحا في هذا الامر كله! وفي كل حال لن تجبرني على الزواج بمن لا اريده....نحن لسنا في القرون الوسطى!
وبدا صوتها يرتفع واحست بالدماء تسيل حارة في عروقها و حاولت ان تضبط اعصابها لاقناعه بالجدل و النقاش و ان الفكرة التي يطرحها عليها فكرة سخيفة تافهة الا ان شدة الصدمة لم تمكنها من ذلك.
ونهض رالف و اقترب من السرير ووضع يده على راس سارة وقال:
طبعا لا استطيع ان اجبرك على الزواج يا عزيزتي كل ما استطيع ان افعله هو ان ابين لك الفائدة منه وخصوصا الفائدة السريعة ..........فانا لا اكاد املك اجرة الفندق واصحابه يمتنعون عن تاجيل استيفائها ما لم اخبرهم بانك مخطوبة للسيد كارلوس سورانو....... وجلس بقربها على السرير وتابع كلامه قائلا بهدوء :
هذا هو الواقع يا عزيزتي ...........والان اتركك تفكرين ولكن يجب ان تعلمي اني لم اعد قادرا على ان اصطحبك معي فيكون عليك ان تدبري امرك بنفسك طبعا يمكنك ان تجدي عملا ما ولكنك تجهلين لغة البلاد فلن يكون الامر سهلا .........وفي هذه الاثناء لا استطيع ان انفق عليك لاني لا املك المال حتى لانفاقه على نفسي........ وامام هذا الواقع الا ترين ان المسالة من الصعوبة بمكان؟
وبدات الدموع تتساقط على خدي سارة فلم تستطع ان تتفوه بكلمة
وتابع رالف كلامه قائلا:
والان ساتركك لوحدك كما قلت.......لا شك اني فاجاتك بكلامي هذا ولكن اذا امعنت النظر مليا ادركت ان لا خيار لك الا القبول باقتراحي تعقلي يا عزيزتي وارتدي اجمل ثيابك واستعدي لاستقبال كرلوس بابتسامه ساحرة عند رجوعه لتناول طعام الغداء معنا.
واتجه نحو الباب وهو يقول:
ساعود اليك بعد نحو ساعة فتكونين اخذت الوقت الكافي لاتخاذ قرارك.
ووضع يده على مسكة الباب وقال مقهقها:
ستكونين ولا شك ارملة صبية و غنية يا عزيزتي !
وجلست سارة تحدق في الاشياء حولها وقد استولى عليها الذعر الذي اخذ يحول الدم الذي في عروقها الى ماء.
وفكرت انه عليها ان تهرب.......ان تترك الفندق في الحال وتركن الى الفرار فتمالكت نفسها وسارت نحو الباب فوجدته مقفلا واتجهت نحو النافذة ونظرت الى الاسفل فرات رجلين يشقان طريقهما بين السيارات المتوقفة هناك فترددت في مناداتهما لانهما لا يسمعان صوتها الا اذا صرخت وهي لم تشا ان تصرخ لئلا تثير الرعب في الفندق فتجعل الحال اسوا مما هي عليه.
واخذت اسنانها تصطك من شدة القشعريرة التي سرت في جسمها وتسائلت كيف يمكن ان تكون بمثل ذلك الغباء طوال الاشهر الماضية فلم تتبين اي نوع من الرجال كان رالف في الحقيقة كان مرتزقا لا شان له ولكن كيف كان لها ان تتبين ذلك وهو الخبير في الدجل و النفاق وهي الفتاة اليافعة التي لا تزال تنظر الى الحياة ببراءة وطيبة قلب.
وشعرت بالغثيان حين وضعت يدها على جهاز التلفون رن فجاة وكان المتكلم تيم نفسه:
سارة حبيبتي......كيف حالك؟ رايتك تعودين مع رالف فانتظرت خروجه من الفندق لاراك.....هل انت قادمة للسباحة الان؟
فانهارت لهول المفاجاة ولم تستطع ان تتفوه الا بكلمة:
تيم تيم انا......
ما بالك تشهقين بالبكاء يا حبيبتي........ززماذا جرى لك؟
فامتلكت اعصابها وقالت له:
تيم.......اسمع ! لا تسالني عن شيء الان انا سجينة في غرفتي ولا استطيع ان اخرج منها حاول ان تجد مفتاحا اخر للغرفة وتعال افتح لي......اسرع ..........اسرع!
فبادرها قائلا:
ساتيك بعد لحظة!
ووقفت سارة قرب الباب تتنفس بصعوبة وخشيت ان يعود رالف ويلتقي بتيم فيحدث ما يورطه في هذا المشهد المهين وحين سمعت المصعد يتوقف احست بالدوار.
وكان تيم هو الذي فتح الباب وما ان القى نظرة واحدة عليها حتى تغير وجهه فاغلق الباب و احاطها بذراعه وقادها الى السرير حيث اجلسها وقال لها:
والان اخبريني ماذا جرى لك!
فهوت راسها وعضت شفتها واجابت:
من الخطا ان اورطك في هذا الامر.......اما وقد فتح الباب فبامكاني.......
فقاطعها تيم قائلا:
اخبريني.......وسنبقى جالسين هنا الى ان تخبريني بكل شيء فنظرت اليه مترددة وحين رات امارات العزيمة على وجهه المشرق الفتي قالت له بصوت خافت:
انه رالف زوج امي...........اكتشفته فجاة على حقيقته....يريد ان يزوجني كارلوس سورانو!
فصاح بصوت يملاه الرعب:
سورانو؟ ذلك الرجل السمين القبيح؟
فوضعت يدها على ذراعه وتلفتت كانما للغرفة اذان ثم قالت:
بربك لا ترفع صوتك!
فتابع كلامه بصوت منخفض محاولا ان يطمئنها ويهدئ من روعها ويؤكد لها ان لا احد يستطيع ان يرغمها على الزواج من ذلك الرجل خصوصا انها بلغت سن الرشد.
فاجابت بهدوء:
نعم يستطيع وهو يعلم ذلك!
وادركت الان ان تيم هو سبيلها الوحيد الى البقاء على قيد الحياة وبما انها اخبرته بهذا الامر فعليها ان تروي له الحكاية من اولها فروت له بالتفصيل ما فعله رالف وما قاله لها وعندما انتهت شدها اليه وقال:
ياله من رجل ذميم! ولكني استغرب كيف انطلت عليك حقيقة امره!
فاجابته قائلة:
لم اعرفه الا من بضعة اشهرحين جاء الى المدرسة اخرجني منها ليسكنني في بيت وكان لطيفا وساحرا فاعتنى بي عناية فائقة واشترى لي افخر الثياب و اثمن الحلي واخذني الى ارقى اماكن اللهو.......ولكنه كان في كل هذا يعتبرني نوعا من بوليصة تامين وقال لي مرة انني غبية وكان على حق في قوله هذا............
وتوقفت عن الكلام لحظة ثم تابعت قائلة:
لكن هذا الامر لا شان لك به يا عزيزي تيم كل ما اطلبه منك الان هو ان تعيرني بعض المال لاتمكن من الهرب الى مكان ما بامكاني ربما ان اذهب الى مدينة مكسيكو فهي مدينة كبيرة ويصعب عليه ان يجدني فيها واذا تمكنت ان اصبح بمنجى منه يتسنى لي عندئذ ان.......
فقاطعها تيم وقال ساخرا:
نعم....... وماذا يتسنى لك ان تفعلي يا حبيبتي!
شيئا ما .......ولا بد ان يساعدني القنصل البريطاني..........او السفير
ولكن الا تظنين ان ذلك هو المكان الذي سيبحث فيه رالف عنك؟ واذا وجدك فهل تستطيعين ان تتصوري التهم التي سيختلقها ليوهم الناس انك فتاة ضالة شاردة تثار لفشلها في غرام ذهبت ضحيته؟ وبذلك يستطيع اعادتك الى حيث كنت
ووضع يده على فمها لمنعها من الكلام وقال:
دعيني اخبرك يا عزيزتي ماذا سيحدث وقبل كل شيء يجب ان انقذك من ذلك الرجل الدنيء.......هل بطاقة هويتك معك؟ او جواز سفرك؟
نعم هنا في حقيبتي كان رالف حريصا على ان تكون بطاقة هويتي معي كتدبير احترازي في حال اضطرارنا الى الافتراق........فهو على ما اظن لم يخرج من حسابه امكانية التخلي عني والسفر الى مكان ما في حالة فشله فيما كان يطمح اليه!
منتديات ليلاس
وهنا نهض ثم اوقف سارة على قدميها قائلا:
هاتي حقيبة يدك وضعي فيها ثوب نومك وادوات زينتك وما الى ذلك فهي لا تسترعي انتباه احد.
وبعدما فعلت ذلك قالت:
الا اترك خبرا عند مغادرتي الفندق بملء ارادتي لئلا يظن رالف ان احا اختطفني فيشكو الامر الى الشرطة!
ففكر تيم مليا ثم تناول ورقة وكتب عليها بتوقيعه :
اخذت سارة الى مكان ما.........لا تحاول البحث عنا لانك لو وجدتنا لا تستفيد منها شيئا.......فهي ستتزوجني.
فنظرت سارة اليه وقالت:
ولكني اخبرتك يا تيم انني ...........
فقاطعها قائلا :
كان ذلك بالمس اما اليوم فتغير كل شيء
واحاطها بذراعه الفتية وهو يقول:
هيا يا حبيبتي ...لا وقت نضيعه.....ستتزوجيني الا توافقين؟
فترددت في الاجابة فكرر عليها السؤال فقالت:
اوه يا تيم ساكافئك على هذا الذي تفعله لاجلي ........نعم اقسم لك اني ساكافئك.
هذه طريقة غريبة لقبول طلب زواج وكانت سارة تتمنى لو انها تستطيع ان ان تصرح بحبها الشديد له غير ان الوقوع في الحب لم يكن لها عهد به ولكن اذا حدث لها فليته يكون مع تيم دون سواه
وامسك بيدها وقال:
والان هيا بنا يجب ان نسرع في الخروج من هنا من الافضل ان تنتظري في غرفتي ريثما احزم امتعتي وادفع ما علي للفندق واتاكد ان رالف ليس في طريقنا عند خروجنا واحست سارة كانها محمولة على موجة عارمة ونظرت اليه بابتسامة اعجاب حارة وقالت:
انت تفكر في كل شيء يا تيم!
وبعد ذلك باربع وعشرين ساعة حين نزلا في فندق اخر اقل ضخامة واكثر تواضعا كررت سارة في اذن تيم ذلك الكلام ولكن بصيغة اخرى فقالت:
كنت رائعا حقا فيما قمت به يا تيم اكاد لا اصدق ما حدث!
فابتسم بحياء و اجاب:
حالفنا الحظ يا حبيبتي اذ وجدنا مقعدين في الطائرة وغرفة شاغرة في هذا الفندق ثم سهولة الزواج في المكسيك خصوصا للسياح اه يا سارة لا استطيع انا ايضا ان اصدق كل ما جرى!
ووقفا يدا بيد اما نافذة ذلك الفندق الصغير في مدينة مكسيكو ونظرا الى الشارع المزدحم تحتهما ولم تكن سارة تريد الرجوع الى تلك المدينة مخافة ان يكون كارلوس كامنا في مكان ما ولكنتيم استخف بشعورها هذا وقال:
في هذه المدينة ثمانية ملايين نسمة وانت فيها كابرة في كومة من الرمل!
ومع ذلك فعندما غادرا مكتب الزواج اصرت سارة على العودة الى الفندق وتناولا غداء خفيف ثم وافقت على كل ما اقترحه تيم من خطط للمستقبل.
وقال لها:
لدي يومين بعد من عطلتي فدعينا نجعل منهما شهر عسل.....لا اريد ان استعجل الامور فانا اعلم انك لست مغرمة بي ولكن......
فقاطعته قائلة:
كفى يا تيم!
وكادت تغرورق عيناها بالدموع مرة ثانية وهي تتابع كلامها قائلة:
تيم حبيبي.......لا تظن اني احاول ان اصدك عني فانا اتوق جدا الى قضاء شهر عسل معك.
فنظر اليها بشغف كانها ناولته القمر و النجوم على طبق من فضة ثم نهض وخرج للقيام ببعض الترتيبات و التدابير وبعد نحو ساعة عاد الى الفندق واخبر سارة انه حجز غرفة نوم في القطار الذي سيسافر الى فيراكوز فهذه المدينة كما قيل له في مكتب السياحة تقع على الجانب الاخر من بلاد المكسيك وبامكانهما ان يقضيا هناك يومين وبعد ذلك يعودان الى مدينة مكسيكو حيث يكون جايسون وصل اليها فيلتقيان به فهو في يوكاتان الان ليتولى تصريف بعض الاعمال وهنا ضحك وقال :
يا الهي كم سيفاجئه زواجنا!
يفاجئه ؟لا بل اكثر من ذلك بكثير اذا اخذنا بعين الاعتبار ماعيرني به ولم تكن سارة تتشوق ابدا الى لقاء جايسون ولكنها عزت نفسها بان الظروف تغيرت كثيرابعد لقائها الاول به قرب المسبح فهي اولا زوجة اخيه تيم وثانيا اصبحت تدرك انه كان محقا في بعض ما حدثها به فيبدو انه كان يعرف عن رالف اكثر بكثير مما كانت تعرف ولكنه اخطا في شيء واحد وهو انه ظنها متواطئة مع رالف في ما كان يقوم به من اعمال مشينة.
ولكن على الرغم من هذه المبررات كلها فهي لم تستطع ان تنسى تهجمه عليها وتعجرفه واعتداده بنفسه وتمنت ان يقوم الدليل فيما بعدعلى خطاها في الحكم عليه .
وقالت لتيم:
اخشى ان يكون لاخيك انطباع سيء عني..........
فاجابها :
اذا كان الامر كذلك فعليه ان يزيل هذا الانطباع وساصارحه بذلك ولكني لم اكن اعلم انه تحدث اليك او انكما تعارفتما
وبدا تيم قلقا بحيث مالت سارة الى الاعتقاد ان الاخوين تخاصما بسببها
وقال لها:
ماذا قال لك اخي؟
لا شيء يستحق الذكر كل ما في الامر اته لم يكن ينظر على ما ظننت بعين الرضا الى صلتك بي ولكن ارجو ان اكون على خطا في ظني هذا
وجمع تيم قبضة يده غضبا وقال:
لا يحق له ان يكلمك بهذا الشان فهو في كل الامور يريد ان يكون الامر الناهي ويعتقد انه يستطيع ان يوجه لي حياتي....ولكنه سيرى عاجلا انني سيد نفسي ورجل متزوج ايضا وهو امر لم يستطع ان يحظى هو به.
فسالته سارة قائلة:
اليس جايسون متزوجا؟
فاجابها:
كلا ...........فهو حريص على الاحتفاظ بحريته وطبعا كل الفتيات يتهافتن عليه وعلى كل حال فكوني الاخ الاصغر امر لا احسد عليه ابدا خصوصا و قد مات والداي فاصبح علي ان انظر الى اخي الاكبر كانه والدي واصبح عليه هو ان يعملني كذلك.... ولكن من الان فصاعدا ساقلب هذه الصفحة من حياتي و احتل المكان الذي هو من حقي كشريك في مؤسسة نايت لبناء السفن في دروسه بانكلترا......وقبل ذلك يجب ان اعود بك الى هناك يا حبيبتي و اعرفك على عمتي فيرا التي تدير شؤون البيت لنا ثم نجد لنا بيتا صغيرا خاصا بنا بجانب البحر ونقضي ايامنا هناك
وظلت سارة تتذكر الى زمن بعيد كيف نظر اليها وهو يقول هذا الكلام وكيف اشرق وجهه سرورا و ابتهاجا. منتديات ليلاس
فقالت له:
شيء رائع!
وكانت تعني ما تقول فهي في تلك اللحظة لم تكن تستبدل جمال الطبيعة في دروسه بكل منتجعات الدنيا
كانا جالسين في غرفة سارة ثم نهض تيم ومشى الى حيث جهاز التلفون على طاولة بجانب السرير وقال:
لست متحمسا ان افعل هذا ولكن قد يكون من الخير لي ان اتمرن على دوري الجديد ساتصل باخي جايسون واخبره بما طرا علي........
وابتسم ابتسامة الثقة بالنفس ورفع السماعة وطلب رقم اخيه في مدينة مريدا وفرحت سارة بما بدر منه فقامت وجلست بجانبه على السرير كانما ارادت ان تحيطه بالعناية
وقال لها مبتسما :
لقد اخذت بعض الدروس في الاسبانية قبل مجيئي الى المكسيك فكيف رايتني؟
فاجابت وهي تبادله الابتسامة:
انك تثير اعجابي... فانا لا اعرف من هذه اللغة اكثر من كلمتين او ثلاث
وساد الصمت برهة ثم تكلم تيم طالبا التحدث الى اخيه ولما وجده جرى بينهم الحديث الاتي:
جايسون؟
نعم كيف الحال معك؟
عندي مفاجاة لك......تزوجت! لا اتمكن من سرد التفاصيل الان ........سافعل ذلك عندما نلتقي يوم الثلاثاء المقبل نحن الان في مدينة مكسيكو في فندق صغير ....سنسافر الى فراكوز بع قليل......سارة تيلدسلي......طبعا .....هي بجانبي الان....... هل تريد التحدث اليها؟ جايسون.........جايسون........الا تزال على الخط؟
والتفت الى سارة قائلا:
انقطع الخط..........
واعاد السماعة الى مكانها و قال:
لا باس لديه وقت طويل ليمنحنا بركته حين نلتقي يوم الثلاثاء!
وماذا قال لك؟
لا شيء يستحق الذكر..........
وظهر عليه الارتباك لحظة ثم اشرق وجهه وقال لها:
تعالي يا حبيبتي .......دعينا نسرع الى المحطة قبل ان يفوتنا القطار!

نهاية الفصل الثاني.......


اتمنى انها تعجبكم لانها رواية عنجد حلوة..........

اماريج 21-07-10 10:31 PM

مساءك ورد ياام مريم .....

يسلموا حبيبتي موفقة يارب بالكاتبة وبالتنزيل
ننتظر الرواية..موفقة ياحلوة

بس اذا كان في الامكان انو تكتبي ملخص الرواية في بداية المشاركة ويعطيك العافية



http://www.iraqnaa.com/ico/image/t037.gif


أحاااسيس مجنووونة 22-07-10 12:15 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اماريج (المشاركة 2389494)
مساءك ورد ياام مريم .....

يسلموا حبيبتي موفقة يارب بالكاتبة وبالتنزيل
ننتظر الرواية..موفقة ياحلوة

بس اذا كان في الامكان انو تكتبي ملخص الرواية في بداية المشاركة ويعطيك العافية



http://www.iraqnaa.com/ico/image/t037.gif





مساء النور والسرور وحياك الله يا اخت اماريج ومشكورة على هالكلام الحلو وتكرمي رح اكتب ملخص الرواية وبارك الله فيك وانشالله الرواية تنال اعجابكم



:flowers2::flowers2::flowers2:

نجمة33 22-07-10 10:55 PM

يسلموا حبيبتي موفقة يارب بالكاتبة وبالتنزيل

شكرا

أحاااسيس مجنووونة 23-07-10 02:34 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نجمة33 (المشاركة 2390416)
يسلموا حبيبتي موفقة يارب بالكاتبة وبالتنزيل

شكرا






شكرا الك لمرورك الحلو وانشاء الله هالرواية تنال اعجابكم و قراءة ممتعة وشكرا

:flowers2::flowers2::flowers2:

naama 25-07-10 05:26 AM

cool merciiiiiiiiiiiiiiii

أحاااسيس مجنووونة 25-07-10 09:34 AM

you are welcome:friends:

أحاااسيس مجنووونة 25-07-10 11:28 AM

3- امرأة اعتقلها الحب




اخذ تيم يقفز فرحا على الفراش وفي غرفة النوم التي احتلها مع سارة في القطار.
وكان القطار يبتعد عن محطة بونافيستا حين قال لها:
يا لها من فكرة رائعة فكرة سفرنا بالقطار.....قد لا يصدق رالف ما اخبرته عن زواجنا في الرسالة التي تركتها له في الفندق ولذلك قد يكون بدأ يبحث عنا في المطار ولن يخطر بباله ابدا اننا اخترنا ركوب القطار.............
وجلست سارة قربه وهي مرتاحة مطمئنة ولعل صوت عجلات القطار كانت تساعدها على ذلك.
وقالت له:
يسرني ان نبتعد شيئا فشيئا عن رالف.....وعن كل شيء.
وعضت على شفتها السفلى ثم انفرجت اسارير وجهها عندما تذكرت انها اصبحت الان متزوجة ولم يعد رالف قادرا على تهديد حياتها وقالت لتيم:
ربما اتيح لنا في المستقبل ان نضحك على كل هذا الذي جرى لنا في الايام الاخيرة من متاعب.... ولكن اتعس ما يمكن ان يحل بالانسان هو ان يخيب امله بشخص يثق به تمام الثقة فيتحول فجأة من ملاك الى شيطان!
وضمها اليه وهو يقول:
الان انت في امان......الا تثقين بي؟
فوضعت يدها في يده و اجابت:
كيف لا اثق بك!
فبدت على وجه تيم امارات الجد و العزيمة فشد على يدها بقوة وقال لها:
سننجح في حياتنا معا يا حبيبتي....... وسنرى جايسون......وتوقف قليلا عن الكلام قليلا ثم تابع قائلا:
تاملي كيف تمكن هذا الانسان من توجيه حياتي بحيث جعلني اضطر الى الحصول على موافقته....لم اكن اقصد ان اقحمه في امورنا الان........فنحن في شهر العسل ويجب ان لا ابالي البتة بموافقته ما دمت تحبينني ولو قليلا يا حلوتي سارة!
نعم نعم هذا صحيح.
وتطلعت الى وجه تيم ونسيت نفسها فجاة كما نسيت عواطفها وادركت ما كان يعانيه من امل وشك وشوق فما كان منها الا ان القت ذراعها حول عنقه وقالت:
اه يا تيم لو تعلم كم احبك!
وبدا مضطربا الى حد خشيت ان يشهق بالبكاء ولكنه تنفس نفسا وقال لها:
كلامك هذا يملا قلبي فرحا يا حبيبتي
وضمها اليه واضعا خده على خدها وبعد حين تراجع وقال لها :
يبدو عليك التعب يا عزيزتي سارة.... دعينا نسرع في الاحتفال بزواجنا فنبدا بتناول طعام العشاء في مطعم القطار.....اوه ولكنني نسيت ان اسال اذا كان بالقطار مطعم ولكن لا بد ان يكون هنالك خدمة من هذا النوع فماذا تريدين ان تاكلي؟
طعاما بسيطا جدا فانا عطشانة اكثر من جائعة!
فنهض قائلا :
ساذهب لارى ماذا عندهم
وفي باب الغرفة وقف ونظر الى الوراء وقال لها مبتسما:
كوني هنا عندما اعود..........
منتديات ليلاس
وفتح الباب وخرج الى الممر.
واما سارة فنهضت ونظرت من النافذة كان القطار يزداد سرعة وهو يترك ضواحي المدينة وراءه وبات تشعر بشيء من الحبور فالحظ حالفها اذ لولا وجود تيم لكانت حالها يائسة...... في بلاد غريبة لا تعرف لغتها ولا تملك فيها ما يسد رمقها.
غير انها كانت لا تزال تشعر بشيء من القلق نتيجة ما اقدمت عليه هل زواجها من تيم يظلمه ام لا ؟
فهي في قرارة نفسها تعلم انها لم تصبح بع في عمر يؤهلها للزواج.....ولكن ربما صدق قول العجائز منذ القديم وهو ان اىلحب ياتي بعد الزواج لا قبلهولكن حتى لو لم يصدق هذا القول وعجز تيم عن ايقاظ عواطفها الى درجة الحصول على السعادة التي تطمح اليها كل فتاة فهي عازمة على اسعاده مهما كلفها الامر واذا كانت كذبت عليه الان بقولها له انها تحبه فهي غير نادمة لان كذبتها هذه خطوة هامة في هذا السبيل.
وبدا الظلام يخيم فيما القطار يسرع الى الامام وتراجعت سارة عن النافذة وفتحت حقيبة يدها لتناول ادوات الزينة فرات جواز سفرها وما اليه من وثائق بما في ذلك وثيقة زواجها فامسكتها وراحت تقراها مرة ثانية نعم انها متزوجة من تيموثي نايت وهذ الوثيقة تشهد بذلك فاعادتها الى مكانها وهي تتنهد.
كان الحر شديدا في غرفة القطار اذ كانت خالية من مكيف للهواء فرشت ماء على وجهها وجددت زينتها وصففت شعرها ومشطته ونظفت اسنانها فعلت كل ذلك ولم يات تيم بعد واشتاقت الى عودته لان اعصابها بدات تتوتر .
فذهبت الى الباب ونظرت خارجا في الممر كان تيم قد توجه الى مقدمة القطار فعزمت ان تلحق به وكان القطار في منتهى سرعته الان مما جعلها تستند بعناية الى جانبي الممر ثم ازداد اهتزاز القطار فجاة الى حد لم تستطع عنده ان تلقي يدها على شيء تتمسك به فوقعت على الارض وهي تصرخ وقبل ان يغمى عليها احست بشيءثقيل هائل يسقط فوقها.
وحين افاقت استطاعت ان تتبين وجها داكن السمرة يبتسم لها وهي مستلقية في الفراش ثم سمعته يتمتم كلاما بالاسبانية لم تفهم منه سوى كلمة جيد وشيئا فشيئا بدا يعود اليها كامل وعيها فادركت بانها في غرفة صغيرة بيضاء الجدران يتسلل اليها نور الشمس من خلال الستائر ورات ممرضة تجلس بقربها على حافة السرير ثم عادت بها الذاكرة الى القطار وسقوطها في الممر وتيم فصاحت:
يا الهي اين تيم ؟ اين انا ؟ هل زوجي بخير؟
كانت تتكلم الانكليزية فلم تفهم الممرضة شيئا فخرجت وجاءت ممرضة اخرى اكبر منها سننا تفهم الانكليزية قليلا ثم قالت لها:
زوجك السيد نايت ينتظر عند الباب.....اتريدين ان تريه؟
نعم نعم ارجوك!
ففتحت الممرضة الباب وراحت تتكلم مع احدهم فاستطاعت سارة ان تسمع صوت رجل ظنته تيم.
وعادت الممرضة الى داخل الغرفة يتبعها رجل طويل القامة فلما وقع نظر سارة عليه جمدت الابتسامة على شفتيها كان ذلك الرجل جايسون نايت!
وخرجت الممرضة واغلقت الباب ورءها فيما وقف جايسون نايت قرب السرير وحدف الى سارة بعينيه الرماديتين الباردتين وحين اخذت تردد السؤال اين تيم اجابها بصوت لا رحمة فيه ولا شفقة:
تيم مات وانت بقيت على قيد الحياة!
وادار ظهره الى السرير كانه لم يعد يطيق النظر اليها واخذ يتمتم كلاما لم تفهم منه شيئا لا سيما انها فقدت الوعي.
وقضت سارة بعد ذلك اياما سوداء كمن يسير في نفق لا مخرج منه وكانت تدرك ولو على نحو غامض ان كل واحد يحاول معاملتها بلطف الاطباء والممرضات وسواهم غير انها لم تكن تفهم تمام افهم ما كانوا يقولونه ولم تكن تبالي به ايضا بل كانت في الواقع لا تبالي بشيء على الاطلاق حتى انها استسلمت الى كل الفحوصات الطبية التي اجريت لها الا ان شيئا واحدا لم ينجحوا في اقناعها به وهو ان تتناول الطعام.
وبعد يومين او ثلاثة نقلوها الى غرفة اوسع مساحة تنام فيها خمس نساء اخريات رحبن بها ايما ترحيب الا ان سارة لم ترغب الا في اغماض جفونها وملاقاة ربها وهذا ما جعلها تمتنع عن الطعام.
وفي احدى الامسيات سمعت صوتا يسلم عليها بالانجليزية ففتحت اجفانها بلهفة فاذا بها ترى امراة فتيه ترتدي ثيابا بيضاء وتقف بجانب سريرها وهي تحدق اليها بحيرة وتساؤل كانت المراة ذهبية الشعر يملأ وجهها النمش وعلى ثغرها الواسع ابتسامة ساخرة.
وقالت لها :
والان يا سارة هل لك ان تقرري البقاء هنا معنا؟
لانه كما علمت من المسؤليين هنا لم يعد من الجائز ان تؤجلي اتخاذ هذا القرار.
وفرحت سارة لسماع صوت يتكلم الانجليزية ولكنها لم تكن ترغب في ان يحول احد بينها وبين الموت فاغمضت عينيها ومالت براسها بعيدا.
فقالت لها المراة:
خففي عنك.....لا شيء يستحق هذا الحزن الشديد!
فاجابتها بغضب:
اليك عني .......لا اريد ان اراك او اسمع صوتك!
فقالت لها بصوت هادئ:
هذا افضل من ان تكبتي عواطفك........
وسمعت سارة صوت ازاحة كرسي بجانب فراشها ففتحت جفنيها فرات المراة تجلس على الكرسي بدعة واطمئنان وتقول لها:
دعيني اعرفك على نفسي .......انا ماري مكناب الطبيبة واعمل في هذا المستشفى الذي هو من اشهر مستشفيات هذه البلاد وطلبت مني الادارة بصفتي مواطنة انجليزية ان اتحدث اليك واتفاهم معك...... والان يا سارة اخبريني بما يقلقك وبما ترغبين فيه لماذا ترفضين التعاون من اجل عودتك الى العافية فتضربين عن الطعام هربا من الحياة؟
قالوا لي انك من الناحية الجسدية بالف خير لولا بعض الجروح البسيطة وانك قادرة على مغادرة المستشفى بعد يوم او يومين فقوي عزيمتك وتمالكي نفسك.....فالحياة كلها لا تزال امامك!
كيف اترك المستشفى ولا مكان لي الجا اليه؟
فنظرت اليها المراة بحنان وقالت:
سنبحث هذا الامر فيما بعد والان هل عندك ما ستخبرين عنه؟ اخبروني عن قضيتك يا عزيزتي فعلمت انك فقدت زوجك في حادث اصطدام القطار واستطيع ان ادرك كيف تشعرين لان مثل هذا الحادث وقع لي من مدة ليست بعيدة......والفرق الوحيد هو ان الحادث كان سقوط طائرة كنت على متنها.
فاظهرت سارة اسفها لما سمعته اما الطبيبة مكناب فنظرت من النافذة وقالت:
نعم بعد وقوع الحادث كنت كانني في الجحيم وهكذا انت الان.....ولكن الحياة تستحق ان تعاش يا عزيزتي..........وهي لا تتوقف عن السير الى الامام بسبب حادث فمن الخير اذن ان نبذل اقصى ما يمكن من الجهد للعيش بهناء ولا بديل لنا عن ذلك.....وبدات سارة بالرغم منها بدات تشعر ببعض الميل نحو تلك الزائرة.
وتابعت الطبيبة كلامها قائلة:
مررت بايام صعبة وسيئة يا عزيزتي وزاد الطين بلة اخو زوجك الفاقد للذوق حين جاء لزيارتك وظن الذين استقبلوه انه زوجك لانه يحمل اسم العائلة لا شك ان هذا الخطا سبب هزة عنيفة لك ولكنه وقع لسوء الحظ و السيد نايت اعتذر ايضا لوقوعه وكان تلفن عدة مرات للستعلام عنك قبل ان يسمحوا له بالمجئ لزيارتك.....
فرفعت سارة صوتها صارخة:
لا لا .....لا اريد ان ارى وجهه........فهو يبغضني ويلومني على موت تيم.
فاجابت الطبيبة معزية:
انت مخطئة في ظنك يا عزيزتي......لا احد يمكنه ان يلومك فحادث الاصطدام كان اسوا حادث وقع منذ زمن بعيد واكن الخطر عليك شديدا جدا وانما نجوت باعجوبة.......
باعجوبة؟
نعم باعجوبة وستدركين ذلك يوما ما اسمعي......ساعطيك عنواني في ادنبره وبعد عام يمكنك ان تزوريني هناك وتخبريني اذا كنت على صواب فيما اقوله لك.
قالت هذا الكلام ووضعت الورقة على الطاولة بجانب السرير ثم نهضت وقالت لها:
السيد جايسون نايت ينتظر في الخارج هل تسمحين له بالدخول؟
هل هو هنا الان؟
صاحت سارة بصوت مرتجف وتطلعت في الغرفة حولها ثم تابعت كلامها قائلة:
لا تدعيه يدخل ارجوك......لا اريد ان اراه!
هل انت جادة فيما تقولين؟
نعم نعم ان يخيفني.
وبينما هي تشهق بالبكاء قالت لها الطبيبة:
كنت على حق حين ظننت ان هذا جزء مما تعانين منه......انا اجتمعت بالسيد نايت ولا اكتمك انه رجل فظ الطبع ولكن يجب الا تسمحي لاحد ان يسيطر عليك وانت فتاة حسناء ويجب ان لا يزعجك راي الاخرين فيك وخصوصا ........الرجال!
,rواقتربت الطبيبة من السرير وهمست قائلة:
لا تنسي يا عزيزتي ما قلته لك واهمه انك يجب ان تواجهي هذا العالم بشجاعة وثقة بالنفس واياك ان تدعي السيد نايت يتغلب عليك او يخيفك!
وتطلعت سارة الى وجه تلك المراة وخيل اليها انها ترى فيه نورا في اخر نفق مظلم كان ذلك رائعا وعجيبا كانما الحياة عادت تسري في عروقها وسرها ان تشعر انها هي نفسها ولا شيء اخر.
منتديات ليلاس
فمنذ طفولتها وهي تعتمد على الاخرين وتعمل ما يقال لها......في المدرسة.....في مرافقتها لرالف........حتى في ايام علاقتها القصيرة مع تيم!
وانتصبت جالسة في الفراش لاول مرة ولاول مرة منذ وقوع الحادث شعرت بزوال الالم حين تحرك جسمها ورفعت راسها عاليا فلم تحس باي وجع على الاطلاق.
وقالت للسيدة مكناب:
انت على حق يا سيدتي في كل ما قلته اشكرك على زيارتك لي وارجوك ان تخبري السيد نايت ان يتفضل بالدخول؟
وما ان خرجت السيدة مكناب حتى دخلت الممرضة الحسناء ذات البشرة السمراء و برفقتها جايسون نايت وفيما هو مقبل نحو السرير حدقت اليه النساء اللواتي بالغرفة وهن ماخوذات بقامته الفارعة وكتفيه العريضتين ورجولته التي تنم عن كبرياء و صلابة كان يرتدي بنطالا داكن اللون وقميصا ابيض وربطة عنق مما زاد جاذبيته وضاعف رجولته.
وقدمت الممرضة له الكرسي التي كانت تجلس عليها الطبيبة مكناب ثم ابتسمت وهي تكلمه بالاسبانية كلاما بدا عليه انه فهمه وما ان غادرت الغرفة حتى جلس وادار وجها عابسا نحو سارة وقال:
اخبروني هنا ان صحتك صارت على ما يرام.....
نعم.......وهذا لطف منك ان تاتي لزيارتي!
نطقت هذا الكلام بصعوبة وهي ترغم نفسها على النظر اليه كمن ينظر الى بئر عميقة وعاد الى ذاكرتها قول الطبيبة مكناب لها لا تدعي احدا يسيطر عليك و يسحقك.
وزم جايسون شفتيهالرقيقتين المتحركتين وقال لها:
انا متاكد انك لا تعنين ما تقولين وفي كل حال اعلمي ان اللطف ليس من صفاتي اذا كان الامر يتعلق بك.
وحول نظرته عنها كانه لم يعد يطيق النظر اليها وتابع كلامه قائلا:
بصراحة لا شيء اتمناه اكثر من ان اغسل يدي منك ولكن ذلك غير ممكن مع الاسف الشديد انت تزوجت اخي وهذا يعني ان علي مسؤولية تجاهك ان شئت ذلك ام ابيت! والذي عزمت عليه هو ان اقوم بهذه المسؤولية باسرع وقت ممكن حتى اخرجك من حياتي الى الابد!
وتمكنت سارة من الاحتفاظ باعصابها هادئة كان اخف وطاة عليها لو انها تستطيع ان تنظر اليه كرجل لا صلة شخصية لها به كانه مدير مصرف او محام او امثالهما من الذين لا تتوقع منهم اي تفهم او عطف او لطف لانهم حكموا عليك مسبقا.
فقالت له:
فليكن ان كانت هذه ارادتك!
فحول عينيه نحوها بسرعة ورفع حاجبيه الاسودين وقال:
سادخل في صلب الموضوع اذن فقد لا نجتمع بالضرورة مرة اخرى وهذا على ما اعتقد ما نرغب فيه كلانا.
فاجابت سارة:
اوافقك على كلامك....
واخرجح جايسون بطاقة من جيبه ووضعها على الطاولة بجانب السرير وقال:
في هذه البطاقة عنواني في انكلترا فالى ان اعود.....واجتمع بمحامي لا فكرة واضحة عندي بخصوص الوضع القانوني.
فقطبت سارة جبينها وسالت قائلة:
اي وضع قانوني هذا؟
فزم شفتيه مرة ثانية وقال:
لا تضيعي الوقت مدعية ان الامرليس واردا في عقلك الصغير الجشع......وفي كل حال انا غير مستعد الان لامدك بالمعلومات التي تتوقين لمعرفتها فلا علم لي مثلا اذا كان اخي ترك وصية ام لا ولكن بصفتك ارملته فمن الطبيعي كما اعتقد ان تطالبي بحقوقك كاملة من الارث!
فتمتمت قائلة:
لا اعرف شيئا عن هذا الموضوع وصية ارث و ما الى ذلك!
فتابع كلامه ساخرا:
الا تعرفين؟ انك تفاجئينني بادعائك هذا وماذا عن زوج امك؟ هل غاب عن باله ايضا؟ ومهما يكن فانا ارجو ان تسمحي لي بثلاثة اسابيع من هذا التاريخ ريثما اعود الى انكلترا للاهتمام بالامر وعندئذ بامكانك انت او زوج امك الاتصال بي.....هل هذا واضح؟
ونهض واقفا وتابع كلامه قائلا بلا مبالاة:
اتمنى لك الشفاء العاجل!
واحست سارة بالدوار وهي تقول له:
ارجوك ارجوك ان لا تذهب!
فالتفت اليها قائلا:
لا اظن ان هنالك ما تريدين قوله.
فاستجمعت كل قواها وقالت:
نعم هنالك ما اريد ان اقوله الان وهو انني بحاجة الى بعض المال.
فوقف وحدق اليها قائلا:
انتظرت ان اسمع منك هذا الكلام عاجلا ام اجلا ولكن الحظ خانك يا عزيزتي......فلن تحصلي على درهم واحد حتى تنتهي من حصر ارث اخي........زوالى ذلك الحين عليك ان تتكلي على ذلك الرجل الذي هو زوج امك!
فقالت له اظهرت بكل وضوح وصراحة انك تبغضني ولكنك اخو تيم ولا اضنك ترضى ان تترك فتاة وحيدة مثلي في بلاد غريبة لا اصدقاء لها فيها ولا اقارب و لا مال.
فعاد الى الجلوس وقال متعجبا:
هل هذا صحيح؟
نعم.
ونظر اليها متعجبا وقال ساخرا:
يالعينيك من بنفسجيتين غارقتين في ندى الصباح! ابهما كنت تنظرين الى اخي حتى اقنعته بالزواج؟
فتذكرت سارة كلام الطبيبة لا تدعيه يسيطر عليك ويخيفك
فقالت له:
هل من الضرورة ان تتصرف معي مثل هذا التصرف الحيواني الفظ؟
وساد الصمت طويلا ثم قطعه جايسون بقوله:
انا قادم لتوي من جنازة اخي فماذا تتوقعين مني؟
فتاوهت ودفنت وجهها بين يديها ثم اخذت تجهش بالبكاء ولم تكن بكت منذ علمت بموت تيم اذ لم يستطع ان يوقفها عن البكاء شيء
ولما جفت دموعها شعرت بذراع الممرضة تحيط بها وتقول:
بكؤك هذا كله صحة وعافية!
هل ذهب السيد نايت؟
نعم وقال انه سيعود غدا
وخشيت سارة ان تكون عودته مناسبة اخرى لتعذيبها وتساءلت:
اما لهذا الليل من اخر؟
وقبل ان تغمض اجفانها تناولت كثيرا من الحساء فسر الممرضات انها عادت عن الاضراب الطعام
منتديات ليلاس
وفي الصباح تناولت طعام الفطور ثم مشت لاول مرة الى غرفة الحمام حيث استحمت وهكذا بدات الحياة دورتها من جديد ورضيت سارة بذلك كل الرضى
ثم جاء الطبيب في زيارته الصباحية يحيط به مساعدوه ووقف قرب سريرها وسالها قائلا بالانكليزية:
كيف حالك اليوم يا سيدتي؟
بخير .....بخير شكرا
فانشرح الطبيب لجوابها وطلب منها ان تريه جراحها وحين انتهى من النظر تبادل الحديث مع الممرضة فلم تفهم سارة منه سوى كلمة السنيور نايت وتمنت لو انها فهمت الحديث كله
وقال لها الطبيب:
انت محظوظة يا سيدتي لا جراحك كانت خطرة وكذلك الهزة التي انتابتك بتاثير الاصطدام والان فلا حاجة الى بقائك في المستشفى فمن الافضل ان تعودي الى استئناف الحياة العادية!
ولاحظت سارة العطف في عيني الطبيب الحزينتين كان على علم طبعا بالحادث و بمصرع تيم ولكن لم يكن من المفيد ان يعلم ان لا حياة عادية في متناول يدها الان لا حياة حقيقية من اي نوع تعود الى ممارستها.
وتابع الطبيب كلامه قائلا:
اخبرتني الممرضة ان اخ زوجك على اتصال بالمستشفى وسيهتم بامرك في الوقت الحاضر....فاذا كان الامر كذلك لا ارى سببا يحول بينك وبين مغادرة المستشفى غدا انا اتمنى لك حظا سعيدا يا سيدتي!
وربت على كتفها بلطف ومال الى المريضة الاخرى في الغرفة.
وعاد جايسون نايت في ساعة متاخرة من ذلك النهار فوجد سارة جالسة قرب السرير فبادرها بالقول دون مقدمة:
دعينا نستانف حديث البارحة........
ونظرت سارة اليه دون ارتعاش هذه المرة كان يرتدي بنطالا ازرق اللون وسترة من الكتان.
فقالت له:
لك ما تشاء.....ولكن اين وصلنا في حديثنا البارحة؟ اراني نسيت!
كنت تقولين لي بكلام مؤثر انك وحيدة في هذا العالم لا اهل عندك ولا مال فهل توقعت من كلامك هذا ان يتمزق قلبي حسرة وشفقة عليك؟
كلا ابدا لن احاول المستحيل لانك انت اخبرتني بانك لا تشعر باية شفقة نحوي.
اذن ماذا كنت تتوقعين؟
فنظرت سارة الى يديها الاتين كانتا على ردائها الابيض الكتان الذي استعارته من المستشفى فسرها ان تجدهما غير مرتجفتين وقالت له:
كنت اتوقع المعاملة ذاتها التي من الطبيعي ان تمنحها لاي فرد من افراد عائلتك وجد نفسه وحيدا لا يملك شيئا في بلاد غريبة ومع ذلك اريدك ان تعلم انني كنت ارفض كل الرفض ان اطلب منك شيئا لو ان لي احدا سوال يمكن ان الجأ اليه.
ونظر احدهما الى الاخر مليا نظرة عدائية ثم قال لها:
اين زوج امك لماذا لم تلجأي اليه؟
لا اعلم اين هو ولا الى اين كان ذاهبا حين غادر الفندق في اكابولكو وانا لم اشأ ان استخبر عنه لاني لا اريد ان اراه ابدا!
فقال جايسون ساخرا:
لن تريه الا بعد ان تقبضي الغنيمة.....اهذا ما تقصدين؟
فتجاهلت سارة ملاحظته وتابعت كلامها قائلة:
قلت لك لن اراه ابدا.........وانا الان وحيدة فاذا استطعت ان اعود الى انكلترا فساحاول ان اجد هناك من يعينني كمديرة مدرستي مثلا ....... وكل ما ارجوه منك الان هو ان تقرضني بعض المال الكافي لعودتي واعدك ان افيك في اقرب وقت ممكن..........
وكان جايسون يراقبها بامعان فقال لها:
لا اخفي عنك انك تثيرين اهتمامي بالرغم من كل شيء انا لا اصدق كلمة واحدة مما تقولينه ولكن يجب ان اجازف بتلبية طلبك لا تيم تزوجك لا اكثر ولا اقل علي ان احذرك انت وزوج امك من محاولة الاحتيال علي او خداعي ذلك لان ردي على ذلك سيكون قاسيا لا رحمة فيه.
ووجدت سارة نفسها ماخوذة بنظرته فلم تستطع ان تبدي حراكا ولا ان تجيب بشيء.
فقال لها :
هل استنتج من كلامك ايضا ان لا ثياب عندك!
عندي الثياب التي كنت البسها وقت الحادث.
وكادت عيناها تدمعان فبادرها بالقول:
بربك لا تعودي الى البكاء......فهذا يزعجني!
وارادت ان تصرخ في وجهه قائلة:((وانت ايضا تزعجني....فانت لست انسانا من لحم ودم.....)) ولكنها ضبطت اعصابها ولزمت الصمت ثم قال لها:
يبدو ان بامكانك مغادرة المستشفى غدا .....سأجلب لك ما تريدينه واتركه في مكتب الاستعلامات ثم اتي اليك فيما بعد.....والان ما هو قياس حذائك......زاما سائر الاشياء فاستطيع ان احزر قياسها بنفسي!
وكان في هذه الاثناء يمعن النظر في ردائها العتيق فقال:
لا ازال اتذكر جمالك الساحر كما كنت تعرضينه على العيون في اكابولكو!
وفيما هو ينهض واقفا اخذ يرمقها بنظرات بعثت القشعريرة في جسم سارة.
ثم غادر الغرفة بدون ان يتفوه حتى بكلمة وداع.
وفي اليوم التالي تلقت سارة الثياب الجديدة مع تعليمات جايسون ان تكون مستعدة لمغادرة المستشفى في الساعة العاشرة بدون تأخير.
وراودتها فكرة التأخير لتريه انها ليست خائفة منه غير انها امتعنت عن ذلك لانها خشيت ان تزيد عداوته لها.
وتأوهت واخذت تتامل الثياب التي ارسلها اليها وكم كانت دهشتها عظيمة حين وجدت كل شي بخلاف ما توقعت.
كانت الثياب فاخرة تفوق الوصف حتى ان النساء اللواتي يشاركن سارة الغرفة حبسن انفاسهن من شدة الاعجاب بها وبعد ان ارتدتها فوجئن بما كانت عليه من الرونق ورهافة الذوق.
ولم يكن بالغرفة سوى المرآة الصغيرة التي لا تزال تحتفظ بها في حقيبة يدها فاخرجتها كما اخرجت المشط وسائر ادوات الزينة وراحت تمشط شعرها وتتزين بعض الشيء وما كادت تنتهي حتى دخلت الممرضة لتعلن لها ان جايسون في انتظارها.
فودعت زميلاتها في الغرفة وتمنت لهن الشفاء العاجل ثم خرجت وهي غير متشوقة للقاء الشخص الذي كان كل شيء الا لطيفا معها وكان جايسون واقفا والى جانبه الممرضة التي بدت قصيرة القامة ازاء قامته الفارعة وكانت الممرضة تضحك من كلام قاله وكان هو يبتسم لها وفوجئت سارة بابتسامته التي لم تشاهدها من قبل والتي جعلته يبدو بشرا سويا ولكنه ما ان رآها حتى زالت الابتسامة من شفتيه وقال لها:
هل انت مستعدة يا سارة؟
فارتجفت في داخلها حين سمعته يلفظ اسمها لاول مرة وخطر لها خاطر وهو ان الامر يكون غير ما كان عليه بينها وبين جايسون لو ان اخاه لم يلق مصرعه ولو انه تفهم وضعها على حقيقته ورضي بها كصديقة ولكنها سرعان ما ازالت هذا الخاطر من بالها لاعتقادها ان الرجل لا يمكن ان يكون صديقها ولو بعد مليون سنة.
واجابت على سؤاله قائلة:
انا على اتم استعداد.
والتفتت لتشكر الممرضة على لطفها ومعونتها وكذلك سائر الممرضات وودت لو قدمت اليهن هدية اعتراف بالجميل ولكن ما العمل والحال كما هي عليه وحانت منها نظرة فرأت الممرضة تحمل صندوقا مسطحا لماعا عقدت عليه شريطة حمراء من المخمل فقدمته اليها والى جايسون بالاسبانية علمت سارة فيما بعد انها كانت تعرب عن اسفها لخسارة تيم وتدعو الى الله ان يمن بالصبر و العزاء.
وقال لها جايسون:
هنالك سيارة بانتظارنا......
وامسك بذراعها وسار بها عبر باحة المستشفى فتسائلت اذا كان يعرف كم يده قوية وكم يوجعها بقبضته وخيل اليها وهي تسير الى جانبه انها معتقل يقاد تحت الحراسة الى مكان رهيب مجهول.
ووصلا الى السيارة المنتظرة فساعدها على الدخول اليها ثم جلس الى جانبها واعطى اوامره للسائق الداكن البشرة ففهمت سارة منها كلمة المطار وتسائلت اذا كان ينوي ان يصعدها الى طائرة مسافرة الى انكلترا فاذا كان الامر كذلك فلماذا ابتاع لها ذلك الفستان الرقيق الذي لا يلائم فصل الشتاء في انكلترا الان؟
وتطلعت الى وجه الرجل الجامد بقربها فيما السيارة تشق طريقها وسط الزحام وقالت له:
اشكرك للثياب التي اشتريتها لي......ولكني لا اعرف كيف يمكنني ان اطير راجعة الى انكلترا بدون ان اخذ معي سترة تقيني الصقيع الذي ساصادفه هناك في هذا الشهر من السنة.
فهز كتفيه باختصار وقال :
سنرى!
ولم تتابع سارة هذا الموضوع لانها كانت متاكدة من عدم اهتمامه براحتها ولكنها املت ان يعطيها بعض المال قبل ركوب الطائرة لتشتري ما تحتاج عند وصولها الى لندن.
وكان المطار الذي وصلا اليه كبيرا جدا ومزدحما وكانت سارة معتادة على المطارات ولكنها كانت تترك كل الترتيبات والتدابير لرالف والان ايضا اعتمدت على جايسون في ان يتولى هذا كله فاخذت تتبعه اينما سار بدون ان تساله عن شيء وهي واثقة انه يريد الخلاص منها اكثر مما كانت تريد الخلاص منه.
وبعد ان انهى المعاملات الاولية عاد اليها وقال:
علينا الانتظار قليلا هل ترغبين في فنجان من القهوة او اي شيء اخر؟
كلا شكرا.
وسارا الى قاعة الانتظار وطلب منها الجلوس فاعتذرت لان اعصابها كانت متوترة من شدة اللهفة الى مجئ الوقت الذي فيه تبتعد عن هذا الرجل المخيف لتتنفس بحرية.
ووقف جايسون قربها صامتا يتامل المسافرين وهم يسيرون ذهابا وايابا في القاعة.
واعلن مكبر الصوت عن حلول موعد اقلاع الطائرة فقال لها جايسون وهو يقود ذراعها :
هيا بنا.
منتديات ليلاس
فتوقفت سارة وقالت له:
ليس معي شيء من المال على الاطلاق.....
فاجابها ببرود:
لن تحتاجي الى المال اسرعي لئلا نتاخر.
وهنا ادركت سارة الحقيقة وهي انه لم يكن ينوي ارسالها الى انكلترا.
واجتازا الحاجز وسارا نزولا في طريقهما الى الطائرة وفي وسط الزحام لم يكن لها خيار الا ان تتبعه حيثما ذهب وفي اي حال لم يترك ذراعها التي كان يقبض عليها بقوة لابد انها تركت اثرا في جسمها الغض.
وسالته قائلة بصوت رقيق:
الى اين نحن ذاهبون؟
فلم يسمعها او لعله تجاهل ان سمعها لانه لم يجب بل ازداد سرعة في السير فاستسلنت الى واقع الحال لانها بدون مال لا تستطيع ان تقاومه وتسائلت ماذا تكون نصيحة الطبيبة مكناب لها في مثل تلك الحال.
واقلعت الطائرة قبل ان يتبادلا كلمة واحدة وحلت سارة رباط المقعد من حول خصرها وجالت بنظرها في الطائرة فاذا بها تغص بالمسافرين وتطلعت الى الرجل الجالس الى جانبها يقرأ بعض الاوراق التي يحملها في حقيبته.
وقالت سارة لجايسون:
هل لي ان اعرف الى اين انت ذاهب بي؟
فقلب بعض اوراق كانت بين يديه كما لو انه كان يبحث عن شيء ما وتجاهل سؤالها ثم بدا كانه وجد الشيء الذي يريده لانه اعاد ترتيب الاوراق كما يجب ان تكون وهنا التفت اليها قائلا:
نعم من حقك ان تعرفي نحن ذاهبان الى يوكاتان الى جزيرة كانون وهي ليست جزيرة بالمعنى الصحيح وان كنت لم تسمعي بها او تعرفينها فهي منتجع جديد انشئ في السنوات الاخيرة والواقع اني كنت ساسافر اليها في مهمة تجارية واضطررت تاجيل سفري بعد وقوع الحادث.
فقالت له:
عندما اخذتني الى المطار ظننت انني مسافرة الى انكلترا
فنظر اليها بقساوة واجاب:
لم اقل لك شيئا بخصوص سفرك الى انكلترا!
ولكنك كنت تعلم ان ذلك هو ما اريده..........
فافتعل ابتسامة وقال:
يبدو ان خطتي بشانك هي غير ذلك فانا عازم على ان ابقيك معي الى ان نعود الى انكلترا معا فانا اراك تستعجلين الوصول الى هناك فلعلك على موعد مع زوج امك!
فقالت له بغضب ظاهر:
اخبرتك البارحة اني لا اريد ان اراه ابدا
لا اصدقك....... واريد ان اعرف الحقيقة!
وبذلت قصارى جهدها في ضبط اعصابها كي لا تنهال عليه بالضرب كما فعلت في اكابولكو فما من انسان في حياتها كلها استطاع ان يثير فيها ذلك القدر من الغيظ الشديد.
والقت نظرة على سائر المسافرين وقالت له بصوت خافت مرتجف:
اظن انه كان عليك ان تخبرني من قبل بما نويت ان تفعله.
اتريدين مني ان اخبرك حتى تستخدمي سلاحك الذي تجيدين استخدامه وهو ان تذرفي دموع التماسيح الى ما لا نهاية.
فتاوهت وقالت بعصبية مكبوتة:
انت احقر رجل على وجه الارض!
فرفع حاجبيه قليلا ثم قال:
اصحيح هذا؟ في اي حال اسمحي لي ان اشغل وقتي الان بقراءة بعض الاوراق لان الحديث بيننا ليسر على المستوى المطلوب من التهذيب .
ومد يده في حقيبته وتناول رزمة من الاوراق ومجلة مصورة وقال لها:
اتريدين ان تتصفحي هذه المجلة؟ بعد قليل سيقدمون لنا بعض القهوة.
فاخذت المجلة منه وادارت له ظهرها وراحت تنظر من النافذة الى الغيوم البيضاء التي كانت تسير على غير هدى في ذلك الفضاء الشاسع.


نهاية الفصل الثالث........


اتمنى انها تعجبكم...........





:flowers2::flowers2::flowers2::flowers2:

زهورحسين 25-07-10 11:56 PM

تسلمي يا ام مريم الروايه مره حلوة00000بانتظارالتكمله 0000:flowers2:

أحاااسيس مجنووونة 26-07-10 12:21 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهورحسين (المشاركة 2392861)
تسلمي يا ام مريم الروايه مره حلوة00000بانتظارالتكمله 0000:flowers2:






الله يسلمك يا زهورةوانت احلى ياالغلا........



:flowers2::flowers2::flowers2::flowers2:

نداء الحق 26-07-10 08:24 AM

عاشت الايادي نحن بانتظار اكمال الرواية

أحاااسيس مجنووونة 26-07-10 11:42 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نداء الحق (المشاركة 2393631)
عاشت الايادي نحن بانتظار اكمال الرواية





اهلا وسهلا وانشاء الله تكون عند حسن حظكم

أحاااسيس مجنووونة 27-07-10 12:15 AM

منتدى ليلاس احلى منتدى بين المنتديات والي ما شافووووووووووو راح عليه كتيييييييييير

كبرتني ياجرح 27-07-10 06:58 AM


^
^
^

صحيحه رمستكـ<<كيف الاماراتي معي:Welcome Pills4:

الحمدلله اني شفتوه قبل لاتفوت الفرصه علي...:liilas:

ام مرايمـ..

تسلم يمناكـ غناتي..

لمجهودكـ :flowers2:

أحاااسيس مجنووونة 27-07-10 08:13 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كبرتني ياجرح (المشاركة 2394807)

^
^
^

صحيحه رمستكـ<<كيف الاماراتي معي:Welcome Pills4:

الحمدلله اني شفتوه قبل لاتفوت الفرصه علي...:liilas:

ام مرايمـ..

تسلم يمناكـ غناتي..

لمجهودكـ :flowers2:



تسلمي حبيبتي وشكرا الك ولكلامك الحلو وبيشرفني اني كون اماراتية بس انا سورية مقيمة بالامارات والف حمد انك شفتيه واهلا وسهلا مرة تانية



:8_4_134::8_4_134::8_4_134::8_4_134:
:8_4_134::8_4_134::8_4_134:
:8_4_134::8_4_134:
:8_4_134:

أحاااسيس مجنووونة 27-07-10 09:24 PM

4- هذه دفعة على الحساب






اكن الفندق الذي نزل فيه جايسون وسارة بعد هبوطهما في جزيرة كانكون مفاجأة لسارة ذلك لانه لم يكن ضخما كالفندق الذي في اكابولكو بل بناء متواضع وسط ما بدا
انه مدينة حديثة.
كان مدخل الفندق يحتوي على اثاث من الجلد البني المريح يتخلله حوض او حوضان من النخيل ويعلوه على الجدران مناظر طبيعية عن المكسيك ولكن ارضه لم تكن مفروشة بالرخام ولا في حدائقه نوافير ماء ولا كان يغص بالسواح الرائحين والغادين بثياب الاستحمام كان هنالك رجل وامرأته فقط جالسين حول احدى الطاولات يتحدثان وامامهما كاسان من الشراب.
وقال لها جايسون:
هذه شيودا دو كانكون التي ارادها مصمموها ان تتالف من مساكن ومكاتب لايواء الموظفين الذين يعملون في القطاع السياحي للجزيرة.
هل جئت الى هنا من قبل ؟
كلا ولكنني اعرف انها سوق رائجة لتجارتي شرط ان تجري الامور على طبيعتها ولدي موعد مع احد الاثرياء الكبار هنا بعد الظهر اشياء كثيرة تتوقف على هذا اللقاء وفي اثناء غيابي عليك ان تتدبري امرك.
لا تقلق علي ارجوك!
نظر اليها نظرة حادة تنم عن الريبة والشك وسار الى مكتب الاستقبال وراقبته وهو يتحدث الى المراة هناك فحتى ظهره بدا لها ظهر رجل شديد العزيمة مكتفيا بذاته ويعرف ما يريد وتمنت ان تكون كذلك .
وعاد اليها يحمل المفاتيح ىفصعدا الى الطبقة الثانية ثم الى غرفة في اخر الممشى واجالت سارة نظرها في الغرفة الصغيرة ذات الاثاث الحديث البسيط ومنه سرير مزدوج وعليه غطاء من كتان معرق وبدا لسارة ان الغرفة تحتوي على كل ما يحتاج اليه ساكنها من وسائل للراحة ومشت عبرها الى النافذة ونظرت الى الشارع تحتها حيث الحر كان شديدا .
وكان جايسون يقف وراءها فقال ساخرا:
اخشى ان تكون هذه الغرفة ادنى مستوى مما اعتدت عليه........ولكني اعتقد ان سيدتي ستجد فيها كل الراحة على الرغم من انها لا تحتوي على مكيف للهواء بل على مروحة معلقة في السقف.
فابتعدت سارة عن النافذة واجابت:
ما اجمل هذه الغرفة!
واستلقت على الفراش وهي تتاوه من شدة التعب ثم قالت لجايسون:
اريد ان استسلم للنوم اذا كنت لا تمانع؟
فهز كتفه علامة الموافقة وقال:
ولكن الا تريدين ان تتناولي طعام الغداء؟
كلا شكرا.
ودفنت راسها في المخدة وتمنت لو امكنها ان تنام الى الابد
وظهر التردد على جايسون وهو ينظر اليها فقال:
يصيبك الجفاف اذا لم تتناولي بعض الشراب....فمنذ ان شربت فنجانا من القهوة على متن الطائرة لم تشربي شيئا......فدعيني اجلب لك زجاجة من اي شراب تفضلين!
وكانت على وشك الوقوع في نوم عميق حين عاد يحمل زجاجة من الشراب فسكب منها كوبا وناولها اياه فتناولته شاكرة بيد ترتجف من النعاس حتى انها صبت قليلا من الشراب على فستانها الابيض .
فاخذ جايسون الكوب من يدها وطوق عنقها بذراعه وانهضها من الفراش وشعرت سارة بيده القوية فثارت فيها نوازع لم تعرفها من قبل كان عدوها وكان من المفروض ان تنفر من ملامسته لها فماذا جرى حتى انها لم تفعل؟ وحين شربت كوب الشراب واعادها الى الفراش ورفع يده عنها احست برغبة جامحة في البكاء .
وسبحت عيناها بالدموع حتى غشي بصرها فلم تتبينه وهو يقف قرب سريرها بقامته المديدة وقالت بنفسها لو انه يعاملني بلطف كم كان كل شيء يهون وقررت ان تتمسك بالصبر لعله يراها بمنظار اخر.
وتمتمت قائلة:
جايسون.....هل بالامكان ان نصبح صديقين؟
فأجابها متسائلا:
يا الهي اي نوع من النساء انت!
وابتعد عن السرير وعبر الغرفة نحو الباب ففتحه واغلقه وراءه بعصبية شديدة.
فحولت سارة وجهها نحو المخدة وهي على يقين انه لن يسامحها ومهما تكن الحجج والبراهين فهو سيظل يضع اللوم عليها في مصرع اخيه ولذلك رات ان تستعمل الحكمة في معالجة الامور الى ان تعود الى انكلترا.
منتديات ليلاس
وعلى هذه الخاطرة اسلمت جفنيها للنوم وحين استفاقت وجدت انها نامت وقتا طويلا وانها استعادت قواها الى حد لم تكن تحلم به وكانت المروحة لا تزال تدور في السقف ولكن الغرفة بقيت حارة ونظرت الى ساعتها فاذا بها تشير الى ما يقارب السادسة.
ثم نهضت من الفراش ونظرت الى الفستان الذي لا زال عليها فوجدت انه لم يعد نظيفا فيجب عليها استبداله اذا كان لجايسون ان يصطحبها معه.
وازعجها الحر والعرق وشعرت بحاجة للاستحمام ولكن غرفة الحمام لم تكن في الغرفة بل في مكان ما الى جانب الممشى فاكتفت بالمغسلة ونزعت عنها ثيابها واخذت ترش الماء على جسمها ثم عمدت الى تجفيفه امام المراة تصفف شعرها وفي هذه الاثناء احست بالجوع وتسائلت كيف تجد بعض الطعام وعلى قدر معرفتها بمزاج جايسون فانه سيتركها جائعة لوقت العشاء عقابا لها على رفض تناول طعام الغداء .
وسرها انها استطاعت على الاقل ان تصلح ما خلفته الايام البائسة الاخيرة من اثار في وجهها فتجملت وتتطيبت وعادت الى عز صباها وفيما هي تفعل ذلك لمحت صورة جايسون في المراة فصاحت:
ماذا اشبح ما ارى؟
....ام شيطان؟
واستدارت سارة لتراه واقفا ومستندا الى اطار الباب وعيناه محدقتان اليها فقالت بغضب وهي تتناول فستانها:
كان عليك ان تدق الباب او تنذرني بطريقة ما حتى يتسنى لي ان البس ثيابي.
فتقدم اليها بخطى وئيدة وانتزع الفستان منها قائلا:
لم اتعود ان ادق الباب قبل دخولي غرفتي.
فصاحت:
غرفتك؟ اذن لماذا......
وجالت بنظرها في الغرفة فكان كل ما راته هو حقائب سفر صغيرة مستندة الى الحائط في احدى الزوايا كانت هناك منذ وصولهما غير انها لم تلحظ وجودها.
ولماذا انت هنا في هذه الغرفة؟ ولماذا انت نائمة في فراشي ؟ الجواب هو ان خطأ وقع في مكتب الاستقبال!
وكان اختياره للكلمات يدل على انه كان يقول ذلك من باب الدعاية غير انه لم يكن يبتسم بل كان ينظر اليها بطريقة بعثت في عروقها تيارا اشبه ما يكون بالخوف ولو لم تكن تعرف انه يبغضها لكان خوفها حقيقا وشديدا .
فقالت له :
لعلك اذن تريني اي غرفة هي غرفتي......
ومدت يدها لتتناول منه فستانها فالقاه على السرير وقال:
لا تحتاجينه بعد الان فالبائعة في مكسيكو هي التي اختارته لك لا انا فانا لا اختار لك اللون العذري الابيض........بل هذا اللون الذي يليق بك اكثر......
ومشى الى حيث التقط علبة كان ادخلها معه ففتحها ورفع فستانا حريريا رقيقا قرمزي اللون وقال:
اليس هذا الفستان مثيرا ؟ الا يجعل الرجال هنا يحسدونني حين يرونني اتناول الليلة طعام العشاء برفقتك؟ الا يحاول كل شاب في هذا المكان ان يفوز بك دوني ؟ ولكن......ثقي يا ساحرتي الصغيرة اني انا حاميك والمدافع عنك شئت ذلك ام ابيت!
وجمدت سارة في مقعدها وقالت:
لا اريد الخروج معك .......اليس في استطاعتي ان اتناول طعامي هنا؟
فاتكأ على الباب مبتسما بعض الشيء واجاب:
اوه ولكن لا اظنك تحرمينني سعادة مرافقتك لي انا متأكد ان لدينا الكثير مما يقوله احدنا للاخر ونحن كما نحن اقرباء!
وسالت دموع الغضب من عينيها وهي تقول :
هل من الضرورة ان تكون هكذا كما انت؟ لماذا الا ترسلني الى انكلترا وتتخلص مني؟ اي سعادة يمكنك ان تنال من هذا الذي تفعله بي ؟
وبدا لها ان عينيه الرماديتين الغريبتين بدأتا تظلمان وهوينظر اليها وكأنه لا يراها على الاطلاق ولاول مرة لم تر في وجهه الغضب بل الكآبة الصارخة العارية.
ومشى جايسون بضع خطوات وهويقول:
ارى فيك ما يشبه المخدر الذي يخفف الالم!
وهنا اخذت سارة تحس احشائها ترتجف وفجأة تذكرت الكلاام الذي سمعته يقوله لها في المستشفى : يا الهي سأجعلك تدفعين الثمن!
وعادت بها الذاكرة ايضا الى ما جرى بينها وبينه قرب البركة في اكابولكو كيف وقف بقامته المديدة وقميصه القطني المفتوح عند صدره لتظهر عضلات كتفيه القويتين وتذكرت ايضا كيف ان ضخامة جسده وجبروته جعلاها تشعر كالحشرة امامه غير ان الفرق كان شاسعا بين وجودها معه ذلك اليوم وبين وجودها معه الان.
ففي ذلك اليوم كان المكان يغص بالسباحين والسباحات واما الان فليس في هذه الغرفة احد بامكانها ان تستخدمه وحانت منها التفاتة الى السرير المزدوج فاستولى عليها رعب شديد .
وخطر لها انها يجب ان تحتفظ برباطة جأشها وقبل كل شيء عليها الا تجعله يشعر بخوفها الشديد منه وعزمت لاول وهلة ان تقاومه بكل قواها وان ترفض الانقياد اليه مهما كلفها الامر وبعد التفكير ادركت ان ذلك لا يجدي فقوتها الجسدية ليست ازاء قوته فبامكانه ان يفعل بها ما يشاء .
وكان يقف امامها وعيناه تلمعان ببريق الانتظار والتاهب وخيل اليها انه اشبه بهرة برية تراقب فريستها قبل ان تنقض عليها .
واقترب منها حاملا الفستان الجديد وامرها ان ترتديه فحملقت في الفستان الرقيق الصاخب اللون ادركت انه انما ارادها ان ترتديه لتظهر فيه بمظهر بنات الهوى كما اعتبرها.
فقالت له:
لا ارتدي فستانا كهذا ولن اخرج معك ليحسبني الناس..........
وتوقفت عن الكلام فاكمل الجملة قائلا:
بنت هوى ولماذا لا؟ فحتى الان لم اتمتع بمعرفتي لك......اما هذا الفستان فيجب ان ترتديه وتخرجي معي لتناول طعام العشاء.
وقبل ان تدرك ماذا نوى ان يفعل انتزعها عن الكرسي و اوقفها على قدميها وحاول ان يلبسها الفستان عنوة فاستولى عليها الرعب واخذت تقاوم بيديها ورجليها والفستان يلتف حول راسها ويدخل بعضه في فمها كالكمامة وفجاة زال الرعب كما ابتدى لا جايسون تمكت في اخر الامر من ادخال الفستان في راسها وانزاله على امتداد قامتها وحين توقفت عن المقاومة افلت يديها فامسكت بحافة السرير لانها شعرت انها لا تستطيع الوقوف على قدميها .
ومسد جايسون الفستان بيديه فكان يبطئ عند ملامسة بشرتها الغضة حول عنقها نزولا الى خصرها وحولت وجهها عنه وهي تعض على شفتيها في محاولة لضبط اعصابها .
وبعد حين ابتعد عنها واخذ يتاملها معجبا وقال:
شيء رائع.....كانكون في الواقع مكان له مستقبل باهر ففيها حوانيت تحتوي على احدث الازياء التي تجذب السائح.........
وتوقف عن الكلام ونظر اليها قائلا:
ماذا بك؟ هل انت مريضة؟
ورفع يده فتراجعت بخوف غريزي وهي تصيح:
بربك دعني وشأني.....لا تفعل!
لا افعل ماذا؟
لا توجعني......ارجوك لا توجعني انا لا اقدر ان اتحمل اكثر مما تحملت.
اوجعك؟ كيف تقولين ذلك؟ انا لست غولا بل لي ككل رجل عادي قوتي الخاصة.
وساد الصمت وفي هذه الاثناء تمكنت ان ترفع راسها وتنظر اليه يبتسم ابتسامة تنم عن التهكم والسخرية ولكنها لحسن الحظ خلت من العنف.
وقال لها متابعا كلامه:
لست بحاجة الى الشعور بالندم.
الندم؟ وماذا كان يقصد بهذه الكلمة ؟ لكنها لم تشأ ان تسأله لئلا تجعل من نفسه اضحوكة اكثر مما فعلت حتى الان.
ثم سمعته يقول لها بنبرة صارمة:
كفى دعينا نضع حدا لهذه المهزلة ....انا جائع فاكملي ما بدأت به قبل دخولي الغرفة ثم نخرج لتناول طعام العشاء بع ان ابدل ثيابي.
ورفع احدى الحقائب ووضعها على السرير ثم فتحها ونزع قميصه.
وجلست سارة على المقعد امام المرآة وحولت وجهها عنه حتى لا ترى جسمه البرونزي المفتول العضلات وازعجها ان يخفق قلبها كردة فعل امام رجل يغير قميصه وهي التي كانت ترى اجسام الرجال حول برك السباحة اينما كان.
ورفعت اصبع الحمرة الى شفتيها بانامل مرتجفة وانحنت صوب المرآة ولما رات انعكاس صورته قالت بصوت خافت:
هل عرفت اين تقع غرفتي؟ فانا اريد ان اذهب اليها في الحال.
فالتقت نظراتهما في المرآة وهو يجيبها قائلا:
كلا لم افكر في هذا الامر بعد كنت منشغلا بامور اخرى طيلة هذا النهار.
ولمحت بوضوح كيف ضاقت عيناه وزمت شفتاه قبل ان يقول لها:
لماذا تدعين الحياء كانك لم تري رجلا من قبل؟
هذه هي الحقيقة ولكنك قررت ان لا تصدق كلامي...
فابتسم وقال:
الحق معك......ززانا لا اصدق ما تدعين.
منتديات ليلاس
وبدا لسارة انه اخذ يفقد اهتمامه بهذا الموضوع لانه غيره بقوله:
يا الهي ما هذا الحر الشديد ؟ ولماذا لا استحم؟ هناك حمام قريب في الممر هل علمت به؟
وتناول المنشفة واتجه صوب الباب وقبل ان يخرج قال لها:
لاشك انك تجدين هذا الفندق على شيء من البدائية ذلك لانه انشيء في الاكثر لرجال الاعمال لا للسياح ولكنني لم اكن اتوقع ان اصطحب معي سيدة حين حجزت هذه الغرفة.
وخرج من الغرفة واغلق الباب تاركا اياها تفهم من كلامه ما تريد ان تفهم.
وكان ما قدرت ان تفهمه من الفداحة في نظرها الى درجة شعرت فيها بألم شديد يسري في عروقها.
وجلست دونما حراك امام المرآة تحدق في عينيها الواسعتين الرتعبتين اللتين انعكس لونهما البنفسجي في الظلال تحتهما اذن كان جايسون نايت يعتبرها عن جد فتاة هوى تتقن حياة الترف وفنون العشق وبما انه فقد اخاه ولامها على فقدانه فانه عزم على استخدامها عن قصد وعمد للتخفيف عن الالم الذي يشعر به كما قال فهو سيعاملها بلا مبالاة كمن يتناول مخدرا ليفقده كل حساسية.
ورأت ان تتعمق في التفكير فخطر لها ان تحاول اقناعه بان ما يتصوره بشأنها غير صحيح تماما فهي عدا كونها ليست من النوع الذي يمكن اعتباره كالمخدر فتاة بريئة ساذجة تجهل تماما فن الحب والغرام وخطر لها ايضا ان من الضرورة ضبط عواطفها الى اقصى حد ووضع حد للمهزلة على حد تعبيره كما ان من الضرورة كذلك ان تلزم جانب الهدوء والتعقل فتبذل جهدها لاقناعه بتصديقها وفوق ذلك كله يجب عليها ان لا تنغلب على امرها برجولته الطاغية كما اوصتها الطبيبة مكناب .
وبعد ان وضعت بعض الحمرة على خديها كلمسة اخيرة عاد جايسون الى الغرفة فوجدها تسرح شعرها الذهبي الناعم كالحرير.
وسألها قائلا :
هل انت مستعدة؟
وعندما اجابت بالايجاب قال لها وهو يقبل نحوها:
ولكنك لم تشدي زنار فستانك بعد لا تتحركي دعيني اشده لك.
ولم تقم باية ردة فعل حين شعرت بيديه تلامسان ظهرها وعانقها بخفة وعندما تراجع تلاقت عيناهما في المرآة كانت نظراتها تائهة شاردة ونظراته ساخرة.
هذه دفعة على الحساب!
قال ذلك وابتعد ليدخل ذراعيه في كمي قميصه وراقبته في المرآة ثم استدارت نحوه على المقعد وقالت بصعوبة:
جايسون عندي ما يجب ان اخبرك به انا اعلم رأيك في ولكن اريدك ان تتأكد من ان رأيك هذا خاطئ من الاساس.....
رأيي فيك؟ انا لا رأي لي فيك على الاطلاق فانت لست من النساء اللواتي يحرصن على ان يكون للرجال رأي فيهن انظري الى نفسك.........
وهجم عليها وادارها بعنف نحو المرأة وردد قائلا:
انظري الى نفسك يا فتاتي الضالة المسكينة لك شعر كشعاع الشمس وعينان كالبنفسجة الندية وبشرة كأوراق الورد وفم.............
ونظر الى فمها نظرة جعلته بغنى عن وصفه ثم تابع كلامه بازدراء ما بعده ازدراء فقال:
اي رجل له عينان في رأسه واحساس يستطيع ان يقاوم اغراءك؟
اخي تيم المسكين لم يستطيع فعرض عليك الزواج......اما سورانو صديق زوج امك فلم يفعل الم يكن هذا هو واقع الحال ؟ اجيبي.....
وكان وهو يقول هذا الكلام يغرز يديه في كتفيها فصاحت قائلة:
لا لا لم يكن هذا واقع الحال ابدا........انت تختلقه في ذهنك!
لست بحاجة الى ان اختلق شيئا ..........رأيت كل ذلك بعيني الاثنتين رأيتك تذهبين الى قصر سورانو ذلك المساء وانت على اتم الاستعداد لانزال الضربة القاضية فيما زوج امك يسيل لعابه لمجرد التفكير بان ذلك الرجل الثري سيصبح صهره!
لم يكن الامر كذلك على الاطلاق........هذا غير صحيح.....
وتابع جايسون كلامه وكانه لم يسمع احتجاجها فقال:
ولكن كارلوس سورانو لم يقع بالفخ فهو عصفور داهية لا يمكن ان ينطلي عليه ما كان يدبره له رجل نصاب بمعونة فتاة رائعة الجمال مثلك فالزواج ليس من غاياته وما دفعه مقابل التمتع بمحاسنك لم يكن كافيا لايفاء الدين الذي يرزح تحته زوج امك!
وهنا لم تعد سارة تستطيع الاحتمال فاستجمعت قواها وافلتت منه وعبرت الغرفة الى الجهة الاخرى حيث جعلت السرير حاجزا بينها وبينه وصاحت به:
كيف تتجرأ على سرد مثل هذه الاكاذيب ؟ انت لا تعرف شيئا عني و لا عن رالف....... خيالك المريض هو الذي يبتدع مثل هذه الاوهام !
ووقف جايسون يتأملها وشعره الاسود يغطي جانبا من جبينه الاسمر ثم قال وقد اخذ الغضب منه كل مأخذ:
انا لا اعرف شيئا؟
فصمدت في وجهه واصرت على القول:
نعم انت لا تعرف شيئا عني و لا عن رالف!
فاجاب بوجه متجهم:
الواقع اني اعرف بعض الاشياء عن رالف ومنها ان احد اصدقائي وقع في حبائله منذ سنة او سنتين حين كنت انا واياه مقيمين في اليونان ولكنةه نجا باعجوبة من تهمة قتل كان براء منها وحكم عليه بتهمة الافلاس المزور والى الان لم يستطع ان ينهض من وطأة ذلك الحكم وبعد البحث والتحقيق في هذا الامر تبين لنا ان رالف فرنسيس رجل دجال يستحق الكره و اللعنة.
وفكرت سارة في نفسها ان ما يرويه جايسون له طعم الصدق ذلك انها تذكرت كيف كان رالف دائم الشغل من مكان الى اخر فجاة دون سابق انذار ولكن كيف كان لها ان تشك في امره!
وتابع جايسون كلامه بقساوة:
في البدء كان رالف يتصرف بمفرده ثم اضافك الى الصندوق خزعبلاته وكان محظوظا في ذلك لما تتحلين به من مؤهلات.....وحين رايتك مع اخي تيم ماذا تريدينني ان افعل غير انقاذ اخي من براثنك!
وهنا اخذت شفتا سارة ترتجفان كيف لها ان تشرح له الامر على حقيقته وتحمله على تصديقها؟ الذي قاله عن رالف كان ممكنا واما البقية فكانت افتراء بافتراء ولما ترجته ان يستمع الى كلامها راح يذرع الغرفة بخطى واسعة ويقول:
هناك شيء واحد يمكنك ان تخبريني به وكل شيء اخر هو خارج عن الموضوع اخبريني هل كنت مغرمة باخي تيم حين تزوجته؟
قال ذلك ووضع كفه تحت ذقنها ورفع وجهها الى موازاة وجهه ثم اضاف قائلا:
انظري الي واحلفي انك كنت مغرمة به ومن عينيك استطيع ان اعرف اذا كنت تخبرينني الحقيقة ام لا!
ونظرت في عينيه وحاولت ان تتكلم فخانها الكلام كيف لا وهي لم تكن معتادة على الكذب.
ودفعها جايسون عنه فوقعت على السرير وهي تغطي وجهها بيديها ثم استدار ومشى نحو النافذة واخذ يتطلع الى الخارج وبعد صمت طويل رجع ووقف امامها وهو يحملق فيها ويقول:
دعينا من هذه المسرحية ما فات مات علينا ان نتقبل الماضي ونواجه الواقع كما هوفي الحاضر ولذلك عزمت ان ابقيك تحت رقابتي الى ان ننتهي من حل المسائل الاخرى.
فنفذ كلامه الواقعي الى اعماقها كالسهم فرفعت راسها وهي في منتهى البؤس وسالته قائلة:
اية مسائل؟
منتديات ليلاس
هذه وتلك .......هيا بنا اضعنا الكثير من الوقت وانا جائع واريد ان اتناول طعام العشاء.
فتاوهت وحاولت النهوض وهي تفكر ان الندم لا يوصل الى نتيجة لا شيء تستطيع ان تعمله يمكن ان يمحو الماضي او يعيد تيم الى الحياة.....ولا شيء في وسعها ان تقوله لهذا الرجل العنيد يمكن ان يقنعه ان تصوره عن الوضع الذي هي فيه ليس التصور الحقيقي.
وفتح الباب وناداها قائلا :
هيا بنا يا سارة!
ومرة اخرى شعرت بان اسمها على شفتيه يجمد الدم في عروقها
فالذي جرى بينهما في تلك الوهلة قلب الامور على نحو عجيب غريب فلاول مرة في حياتها لمحت بصيصا من نور الحقيقة وهو ان الكلام القاسي المتبادل بين رجل وامراة يحتوي على مودة حميمة.
وتناولت حذائها القرمزي الذي اشتراه لها في مكسيكو فلبسته ومشت تتبعه الى خارج الغرفة.
وقاد جايسون سارة برفق الى التاكسي واصعدها ثم جلس الى جانبها وبعد ان اصدر امره الى السائق اسند ظهره وقال لها:
كيف حالك الان؟
قالت ذلك بنبرة جافة وهي تفكر انه الان بعد ان خرجا من الفندق يحاول ان يعاملها كضيفة له على العشاء لا كعدو لدود وشعرت على نحو ما انها تفضل لو يبقى عدوا ذلك لانه اراد ان يمارس سحر رجولته عليها فقد ينزع منها سلاح بغضها وكرهها له.
ونظرت اليه تسائلت ماذا ترى سيحدث بينهما قبل ان ينقضي ذلك الليل؟ الى اي حد كان ينوي ان يستوفي منها ثمن ما فعلته.
نعم ستكون بحاجة الى كل قوة وارادة للوقوف في وجهه.
وتعمدت ان يكون صوتها باردا حين سالته:
اين سنتناول العشاء؟
فاجابها بشيء من الازدراء:
سنذهب الى الجانب الاخر من الخليج حيث يوجد في مثل هذا الوقت كل ما في الحياة الليلية الصاخبة من تالق وبريق وليس عبثا ان سكان البلاد الاصليين سموا هذا المكان كانكو اي بوتقة الذهب وانا انما حضرت الى هنا لاجمع بعض الذهب!
فسالته قائلة:
لتبيع سفنك؟
سفني وبعض الادوات كنت احسب انك تعرفين كل شيء عن نشاطنا التجاري ووضعنا المالي.
كلا لماذا كان علي ان اعرف ذلك؟
فلم يجب جايسون عن ذلك بل نظر اليها مليا وقال :
دعينا من هذا الموضوع انتبهي فنحن الان نجتاز الحي السياحي .........اليس هذا المكان رائعا حقا؟
فاومات بالايجاب وبالرغم من كل شيء شعرت ان صحتها اخذت تنشط امام بهاء ذلك المساء ومشهد الفنادق الفخمة والجنائن الغناء واشجار النخيل وما كان يتجلى للعين وراء الشاطئ من زرقة البحر الصافية التي تفوق الوصف ومع ان حر النهار تراجع مع نور الشمس الا انه ظل يشيع الدفء في الاجواء حتى ان البعض احتفظ بثوب السباحة فيما اخرون ارتدوا لباس السهرة وراحوا يتمشون حول المسبح وبين اشجار الحديقة وازهارها .
وقالت سارة مبتسمة:
انه منتجع رائع!
فانحنى جايسون الى الامام قليلا ووضع يده على خصرها قائلا:
رائع حقا.
وشعرت ان الدماء اخذت تجري حارة في عروقها ولما نظرت اليه تلاقت نظرتامها.
وكانت كل النصائح التي اسديت اليها اليها في المدرسة حذرتها من القبول بذلك النوع من المغازلة ولكنها لم تشأ ان ترفض ما قد يعدو في نظرها ان يكون اشارة صداقة بين رجل و امراة اضف الى ذلك انه حين ترك يده حيث وضعها احست بعجز يتسلل الى مفاصلها بحيث لو انها ارادت ان تتحرك للابتعاد عنه لما استطاعت.
وقالت له بتردد:
هل غيرت رايك في؟
فاجابها وقد رفع احد حاجبيه:
لنقل انني ربما كنت متسرعا بعض الشيء في حكمي عليك!
ولم يكن هذا مشجعا غير انه كان خاليا من البغض و الغضب وهو اثر اعتبرته سارة تقدما.
ووقفت السيارة امام المطعم فساعدها جايسون على النزول ثم وضع يده تحت مرفقها وسار بها الى الداخل وشعرت سارة بالراحة لاول مرة منذ زمن طويل.
وكان الطريق الى داخل المطعم يمر في حديقة متشابكة نثرت في انحائها الطاولات الصغيرة ومعظمها خال لان الليل كان في اوله وما ان اقتربا من المطعم حتى فاحت منه رائحة قوية شاعت بين الاشجار في الخارج.
فسر ذلك سارة فاستوقفت جايسون لتساله قائلة:
ما هذه الرائحة؟
فاجابها بهدوء وهو يغطي يدها بيده:
بخور يعتبره السكان الاصليون مثيرا للاحاسيس..........وتناول يدها ووضعها تحت ذراعه وضغط عليها قليلا فشعرت دفء جسمه من خلال قميصه الحريري الرقيق......
وقال لها:
هذه الانحاء كانت ادغالا منذ مدة ليست بعيدة فمن يدري كم من الاسرار اكتشفت حين جرى تمدينها؟
فبادرته الى القول:
دعنا ندخل!
فضحك وقال لها بسخرية:
لا تجعلي خيالك يشرد بك بعيدا.......فانت في امان في صحبتي.
فتسائلت هل هي بالفعل في امان؟ داخل المطعم كان باردا والطاولات منتشرة هنا وهناك زفي الزوايا فوقف جايسون يتطلع حواليه معجبا بالمكان .
وحين جاء الخادم قادهما الى احدى الطاولات قال لها:
يجب ان اهنئ صديقي رامون مانديز الرجل الذي التقيته اليوم بعد الظهر كما تعلمين على انجاح هذا المشروع السياحي بادارته الحكيمة انه هو الذي نصحني ان اتناول طعام العشاء هنا.
وجالت سارة بنظرها في ارجاء المطعم وهي تمعن النظر في اثاثه الذي كان يحتوي في جملة ما يحتوي على اوعية من الفخار الملون بالرسوم والستائر المعرقة بالالوان الحمراء والزرقاء والصفراء والخضراء وكان معلقا في وسط الجدار البعيد قناع خشبي نحتت فيه عينان مرعبتان واسنان مخيفة تدلى عليها شعر حيوان وكان في اعلى راسه وردة اضحكت جايسون فقال لها:
احب المكسيكيين فهم يميلون الى الدعابة والهزل للتخفيف من اثر ماضيهم الفظ الشرس.
واقترب الخادم فقال جايسون لسارة:
اظن ان الكركند هو الطعام الذي اشتهر به هذا المطعم فما رايك؟
موافقة.
منتديات ليلاس
قالت ذلك وقد عادت اليها شهيتها كما في المدرسة وكم تمنت لو كانت على علاقة حسنة مع جايسون لتظهر ابتهاجها في حرية تامة.
واوصى على الطعام بالاسبانية ثم بدأ الخادم ياتي به تباعا وكان جايسون يصف كل نوع منه وهو ياكل بشهية ولم تكن سارة اقل شهية منه ولكن اكثر ما ارتاحت اليه هو ان جايسونلم يتحدث عنها او عن علاقته الحاضرة معه.
وعند الانتهاء انحنى الى الوراء وقال:
هي التجربة!
ففوجئت بالكلمة وسألت:
ماذا تعني ؟
اعنيك انت بالطبع فانت التجربة المجسدة في هذا الثوب القرمزي الذي يبرز كل جمالك فيه ولا تقولي انك لم تلاحظي كم انظار الرجال مشدودة اليك!
ولك تكن لاحظت فهي منشغلة البال بالرجل الجالس قبالتها الى حد حال بينها وبين الانتباه لاي شيء اخر اما الان فبعد ان قال لها ذلك الكلام جالت بنظرها في المكان فرات الطاولات كلها عامرة وفي زاوية ما في الظل قيثارة ترسل انغاما هادئة وكان الضوء الخافت الحميم والموسيقى الناعمة الحالمة ورائحة البخور التي يرزح تحتها نسيم المساء الدافئ يشيع في النفوس رغبة الغزل فلا عجب اذا ان لا يتوقف جايسون لحظة واحدة عن مداعبة سارة بعينيه وصوته.
واصيبت سارة بالدوار وتسائلت ماذا جرى حتى ينتج هذا التغيير بينهما؟ كانت تدرك ان هنالك امرا يجب ان تنتبه له ولكنها في تلك اللحظة لم تكن معنية الا بالعينين اللتين كانتا تنفذان بنظراتهما الى اعماقها كان ذلك يهددها بالخطر ولكنه كان ايضا يثير البهجة و الافتتان .
وانقذها من الرد على ملاحظاته الاستفزازية نهوضه ليستقبل رجلا مقبلا نحو طاولتهما بقامته المديدة وشعره الاشيب المجعد فوق جبينه الواسع الداكن البشرة.
وتصافح الرجلان وهما يتبادلان التحية بالاسبانية واخذ الرجل الغريب ينظر الى سارة ثم نظر الى جايسون الذي قال لسارة:
هذا هو السيد رامون مانديز يا سارة الذي اخبرتك عنه.
وتناول السيد مانديز يدها التي مدتها اليه ورفعها الى شفتيه قائلا بلباقة:
كيف حالك يا سيدة نايت؟
فقال جايسون لسارة:
اعذري رامون على انكليزيته الركيكة فهو لا يزال مبتدئا وتابع الرجلان حديثهما بالاسبانية ثم ودع رامون وانصرف فقال عنه جايسون:
هو رجل فاضل ومضياف......اصر على ان نمضي الليلة في منزله لان الفندق كما يقول لا يليق بسيدة راقية مثلك وذهب الان ليحضر زوجته للاعتناء بك ريثما امضي الى الفندق لجلب امتعتنا وارتاى رامون ان يرينا الاستعراض الراقص هنا قبل مرافقتنا الى منزله.
فابتسمت سارة قائلة:
فكرة حسنة.
واحست بالارتياح لانها تخلصت من تلك الغرفة في الفندق وخطر مشاركة جايسون لها فيها فهي لم تكن تعرف على الاطلاق انه سيحجز لها غرفة لتنام فيها بمفردها اما الان فالاقامة عند صديقه رامون تمنحها الامان لان جايسون لابد ان يكون حريصا على حسن راي عميله التجاري فيه.
وعاد السيد مانديز الى طاولتهما ومعه زوجته وهي امراة انيقة ترتدي ثوبا اسود اللون وكان شعرها مجموعا على قمة راسها فحيت سارة وصافحتها بلطف وراحت تحدثها بالاسبانية ولكن زوجها اشار اليها بالتوقف لان سارة لا تعرف تلك اللغة.
وبعد ان تركهما الرجلان اخذت السيدة مانديز بذراع سارة وسارت بها بين الطاولات الى شرفة واسعة باردة يعلوها سقف من الخيزران وكانت هناك جوقة موسيقية تعزف الحانا اسبانية حالمة فيما الساهرون يرقصون او يجلسون حول طاولاتهم وكان الرجال مع نسائهم يفدون تباعا من قاعة الطعام اما الجو الشرفة فكان مثيرا للاحاسيس.
وشعرت سارة بالارتياح يساعدها على ذلك نجاها من الخطر الذي توقعت انه ينتظرها عند العودة الى الفندق وحين جاءها الخادم بايماءة من رفيقتها يحمل لها كوبا من الشراب البارد احست وهي تتجرعه انها في منتهى السرور.
وبعد حين عاد الرجال ثم ابتدات حفلة الرقص على المسرح فاختلط الحابل بالنابل وتزايد التاثير على احاسيس سارة.
وسمعت صوت جايسون يقول لها:
تعالي نرقص!
فانهضها وسار بها الى حلبة الرقص وضمها اليه بشدة وهو يراقصها وسرها ذلك وبعث البهجة في نفسها وبغير انتباه تجاوبت معه فالتصقت به ةالقت راسها على قميصه الحريري الناعم تتمتع بدفئه وتستمع الى دقات قلبه ووضع جايسون خده على شعر راسها فاغمضت عينيها ونسيت ان الذي يغمرها كان جايسون نايت.
ومال جايسون براسه الى ان جعل خده على خدها.
واحست سارة بنشوة لم تعهدها من قبل ولم تكن على وعي تام حين القت يدها حول عنقه ولكن الموسيقى توقفت فجاة فافلتها من بين يديه وفيما هو يعود بها الى الطاولة كانت السيدة مانديز تصفق بيديها اعجابا وتبتسم ابتسامتها المشرقة المعهودة واستولى الندم على سارة لما صدر منها نحو جايسون لانها خشيت ان يكون اخبر مانديز وزوجته بعلاقتها مع تيم وحادثة مصرعه وها هي مع ذلك تغازل اخاه ولم يمض على ذلك الا وقت قصير.
واتسعت ابتسامة السيدة مانديز وهي تخاطب جايسون بالاسبانية عند رجوعه الى الطاولة حيث وقف والى جانبه سارة على نحو يوحي بصلة حب عميق فيما بينهما.
وتطلعت سارة الى جايسون وهمست في اذنه تساله:
ماذا تقول السيدة؟
ونظر اليها قائلا بلهجته الساخرة المعهودة:
تقول انها مسرورة جدا ان ترى عريسيين مثلنا على هذه الحالة من الغرام الشديد........ولكن يبدو ان سوء تفاهم من جهتها!
فاعترته هزة من الغيظ ولكنها كبتت شعورها لئلا يلاحظ مانديز وزوجته وقالت بصوتر متوتر خافت:
اخبرهم الحقيقة ........يجب ان يفهما..........
فقاطعها قائلا :
المسألة معقدة.....لك ان تخبريهما انت اذا شئت.
وازدادت سارة غيظا حتى ان احاسيسها بالامان و الاطمئنان وهي بين ذراعيه في حلبة الرقص تلاشى كالحلم . ونهض رامون فتحدث الى جايسون الذي امسك بذراع سارة وهو يقول:
هيا بنا يا سيدة نايت..........لا يمكنك ان تفعلي شيئا الان غير اثارة فضيحة لا تؤدي بك الى اية نتيجة مرضية.
فحملقت في وجهه القاسي وشعور الغضب يزيد في خفقان قلبها وعزمت بينها وبين نفسها على ان تقتص من جايسون يوما من الايام.
ولكن ذلك اليوم لم يكن لياتي قريبا........والى ان ياتي كان عليها على الاقل ان تقضي الليلة بسلام.




اتمنى ان تنال اعجابكم..........



:flowers2::flowers2::flowers2::flowers2:

كبرتني ياجرح 27-07-10 10:44 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام مريم 2010 (المشاركة 2395335)
تسلمي حبيبتي وشكرا الك ولكلامك الحلو وبيشرفني اني كون اماراتية بس انا سورية مقيمة بالامارات والف حمد انك شفتيه واهلا وسهلا مرة تانية:8_4_134::8_4_134::8_4_134::8_4_134::8_4_134::8_4_134:



اووه سوري حبيبتي..باالاخير كلنا عربـ..وحياالله اهل سورياحبايبنا..

باانتظار التكمله بشوقـ..

لطيبة قلبكـ..:flowers2:

الفراشه البيضاء 31-07-10 01:41 AM

عزيزتي نحن بانتضار التكمله سلمت يداك

أحاااسيس مجنووونة 31-07-10 11:22 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الفراشه البيضاء (المشاركة 2399525)
عزيزتي نحن بانتضار التكمله سلمت يداك





اهلا وسهلا بالفراشة البيضاء وتسلمي ونورتي


:8_4_134::8_4_134::8_4_134::8_4_134:

..مــايــا.. 02-08-10 05:54 AM

تسلم الآآيادي

الروآيــــه حلووووه انتظرالتكمله

ماورينا 02-08-10 09:14 PM

مشكوره ع المجهود
وبالانتظار:55:

أحاااسيس مجنووونة 02-08-10 10:30 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ماورينا (المشاركة 2402737)
مشكوره ع المجهود
وبالانتظار:55:




وانت مشكورة كتير على مرورك العطر



:lol::lol::lol:

أحاااسيس مجنووونة 02-08-10 10:33 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ..مــايــا.. (المشاركة 2402188)
تسلم الآآيادي

الروآيــــه حلووووه انتظرالتكمله




الله يسلمك حبيبتي وانت احلى بكتييييير وانشالله مابتاخر

أحاااسيس مجنووونة 03-08-10 01:31 PM

5- الليل شاهد على اللآلام .





استمرت سارة في شعورها بأنها تلعب دورا مسرحية لا معقولة او لعلها لم تكن مسرحية على الاطلاق بل اشبه ما تكون بفيلم من انتاج هوليوود اذ كان كل شيء فخما فاخرا السيارة التي اقلتها هي و جايسون عبر الكورنيش الذي اصطفت على احد جانبيه الاشجار وكذلك منزل مانديز القائم وسط حديقة عامرة بالورود والازاهير وما الى ذلك مما نشر الشذى على اجنحة النسيم في تلك الليلة الساهرة.
وكان المنزل في الداخل يعكس روعة الخارج ولكن سارة لم تكن آنذاك على استيعاب التفاصيل فغرقت في مقعد وثير دعتها اليه السيدة مانديز وانتظرت ما سيحدث لها بشيء من الاستسلام .
وجاء الخدم بابريق من القهوة على طبق من الفضة ووضعه على طاولة امام السيدة مانديز فاشارت الى سارة تسالها اذا كانت تفضل القهوة صافية ام ممزوجة بقليل من الحليب وقبل ان تجيب بأنها تفضل قهوتها صافية نظرت الى جايسون وكان واقفا مع السيد مانديز بعيدا في طرف الغرفة المستطيلة يبدي اعجابه بلوحة زيتية معلقة على الحائط.
ونادتهما السيدة مانديز فاقبلا نحو السيدتين وجلس جايسون بقرب سارة ومد ذراعه فوق مسند مقعدها وانحنى نحوها مبتسما وحاول مداعبتها فقالت له بهمس:
اكرهك.
فقهقه ضاحكا بهدوء وفي هذه الاثناء كانت السيدة مانديز ترمقهما بنظرات تنم عن الاعجاب بعاشقين في مطلع زواجهما السعيد.
وفكرت سارة ان الحالة تبعث على الجنون فهناك مانديز وزوجته في جهة وهي في جهة اخرى وجايسون في الوسط يلعب دور المراوغ والمضلل ما شاء له اللعب فتمنت لو انها تستطيع ان تفعل شيئا كأن تخبر السيدة مانديز بأنها تريد غرفة نوم لها وحدها الليلة ولكن كيف تفسر لها طلبها هذا و
خاتم الزواج يلمع في اصبعها؟

وشعرت بالتعب وحين القت رأسها على المسند الناعم وراءها احست باصابع جايسون تمتد وترفع شعرها لمداعبة عنقها ففوجئت وارتجفت بعنف حتى اندلق بعض القهوة على صحن فنجانها.
فأخذ جايسون الفنجان والصحن من يدها قائلا:
لا تبالي يا حبيبتي!
ومشى الى الطاولة فيما هرعت السيدة مانديز لتسكب لسارة فنجانا اخروكانت وهي تفعل ذلك تتحدث الى جايسون وترسل نظراتها في اتجاه سارة.
وحمل جايسون فنجان القهوة الى سارة وجلس في مكانه قربها قائلا لها:
مضيفتنا تظن انك تعبة فربما تريدين ان تذهبي الى فراشك..........فوافقتها على ظنها هذا.
ثم اضاف ببراءة ما بعدها براءة:
ستأخذك الى غرفتنا عندما تنتهي من شرب قهوتك اما انا فلي حديث قصير مع رامون قبل ان الحق بك.

وبدون ان ينظر اليها نهض وسار الى حيث جلس رامون.
وجرعت سارة قهوتها بسرعة هالها ان تلاحظ ان يدها كانت ترتجف وانتقلت السيدة مانديز من مكانها الى المكان الذي كان جايسون جالسا فيه وطوقت خصر سارة بذراعها وتمتمت كلاما رقيقا .
منتديات ليلاس
ثم سارت بها الى غرفة واسعة ذات نوافذ مطلة على الشرفة وكان اثاث الغرفة فاخرا كسائر اثاث المنزل ولكن الشيء الوحيد الذي استرعى انتباهها هو السرير المزدوج الضخم بغطائه المخملي.
وامسكتها السيدة مانديز بذراعها واخذت تطوف بها في ارجاء الغرفة لتريها مواضيع الاشياء ثم فتحت احدى الابواب فاذا هو باب غرفة للحمام قل مثيلها في الروعة والذوق السليم.
وبعدما خرجت السيدة مانديز من الغرفة وبقيت سارة وحدها طافت في الغرفة الواسعة وركزت نظرها بالطبع على الفراش الذي دعته السيدة مانديز {{فراش الزوجية}} ولكنها لم تكن متزوجة بالرجل الذي سيأتي لمشاركتها فيه بعد حين ولم تكن تشك ابدا في نواياه لانه هو الذي اعلنها وصرح بها وبدا كل عصب في جسمها يرتجف من التوتر حتى كادت لا تقوى على التنفس فخرجت الى الشرفة الضيقة ووقفت تنظر الى الاشجار كان المنزل محاطا بالحدائق ولكنها استطاعت ان ترى من خلال الاغصان اضواء الفندق تشع في الظلام وكان تحتها في الحديقة بريق نور تعكسه مياه البركة فامكنها ان ترى قليلا مما يحيط حولها وقبضت سارة باصابعها على قضبان حديد الشرفة وقد خطرت ببالها فكرة جهنمية وهي ان تقفز الى البركة لتخفف ثقل السقوط ثم تسرع نحو الطريق وتوقف سيارة اجرة على امل ان يكون سائقها مواطنا اميركيا يستطيع نجدتها.
وتنفست بصعوبة ورفعت احدى قدميها ووضعتها على حاجز الشرفة وقبل ان تهم بالقفز جاءها صوت جايسون يقول :
هل تحاولين الهرب؟ لو كنت مكانك لما فعلت ذلكفانت لو نجيت من السقوط فانك لن تنجي من قبضة البوليس حيث يصعب علي النجاح في حملهم على اخلاء سبيلك فالافضل لك ان تنتظري قدوم عزيزك رالف لانقاذك..........
وكانت تلهث خوفا حين وضع يده على ذراعها وجذبه الى غرفة النوم حيث القاها على المقعد الوثير قرب النافذة وجلس بعنف الى جانبها فتراجعت الى زاوية المقعد وهي ترتجف وقلبها يكاد يقفز من بين ضلوعها.
وساد الصمت طويلا ثم نظر اليها وقال:
كفاك....لا تلعبي معي دور الفتاة المحتشمة....لا وقت لذلك فنحن في ساعة متأخرة من الليل.
فأجابت بصوت متقطع:
لا.....لا افهم ما تقول!
فقهقه ضاحكا وقال:
لا تزعمي انك نسيت ما عرضته علي في مطلع السهرة حين كنت مستلقية على الفراش في الفندق تحدقين الي بعينيك البنفسجيتين وتقولين: جايسون الا نستطيع ان نكون صديقين!
وقلد صوتها بامتعاض وتابع قائلا:
ان نكون صديقين؟ اعرف نوعا واحدا من الصداقة مع فتاة مثلك.
والتفت نحوها واضعا ذراعه على كتفيها ثم دفعها على المقعد وقال غاضبا:
كنت ابغضك كثيرا في البداية ثم قلت لنفسي فيما بعد: لماذا لا اغتنم الفرصة وآخذ منك كل ما استطيع ان آخذه ؟ ومهما اخذت لن يكون الا دفعة زهيدة مما يجب ان تدفعيه مقابل ما اخذته انت مني........
فأجابت بشفتين مرتجفتين:
كل ما اردته هو ان نكون صديقين لا اكثر و لا اقل...... فارجوك يا جايسون.........
هيا انهضي!
واوقفها على قدميها بعنف فسقط الثوب حول كاحليها على الارض وعندئذ استجمعت قواها وصاحت به:
كيف تتجرأ ان تفعل هذا؟ اتحسبني دمية بين يديك؟
منتديات ليلاس
نعم انت دمية الا توافقين؟
وراح يجيل بنظراته عليها وهي ترتجف حياء ونقمة وتلفتت حولها لعلها تجد مهربا فرأت غرفة الحمام مفتوحة وخطرت لها فكرة تمنحها بعض الوقت للتفكير فقالت:
دعني استحم ...........ارجوك!
وكم كان حزنها شديدا حين ضحك جايسون قائلا:
لا اعتراض لي على ذلك ولكن اعلمي ان ذلك لا يثير رغبتي في قليل او كثير!
فالتقطت ثوبها عن الارض ورمته به ولما حاول الاندفاع نحوها كانت وصلت الى غرفة الحمام واغلقت الباب وراءها.
وفي غرفة الحمام اسندت ظهرها الى الباب واخذت تلهث بشدة وتوقعت ان يدفع الباب محاولا الدخول الا انه لم يفعل وبعد حين دخلت حوض الاستحمام ثم فتحت حنفية الماء الى ان كاد يمتلئ فاستلقت فيه وراحت تفكر كيف السبيل الى اقناعه بحقيقة حالها الا انها لم تستطع التوصل الى نتيجة لاعتقادها ان جايسون نايت لم يكن مستعدا لتصديقها مهما كانت الحجج والبراهين .
وخرجت من حوض الحمام واخذت تتامل وجهها بعينين واسعتين مرتعبتين وهي تفكر ماذا سيحمل الغد اليها من احداث وبعد ان جففت اخذت ترتدي لباسها الداخلي وكان الثوب الجديد متسخا فحارت قليلا في ما تفعل ولم يكن معها سواه واخيرا القته في الحوض واخذت تغسله ثم اخرجته ونشرته على قائمة الحوض وفتحت الباب قليلا ونظرت داخل الغرفة.
وكان جايسون قد نزع قميصه وبنطاله ولبس رداء حريريا رقيقا واستلقى في الفراش مستسلما للراحة وهو يحدق في السقف وادار رأسه حين سمع باب غرفة الحمام ينفتح وصوت سارة تقول له:
ارجوك ان تعطيني بقية ملابسي اعني الثوب الذي جئت به من الفندق .
فنهض متكاسلا واتجه نحوها وقال:
لا تحتاجين الى الملابس هذه الليلة.
ما هذا الجمال الرائع المثير!
واقترب منها فتراجعت الى غرفة الحمام ولكنه فتح الباب على مصراعيه بيد وطوق عنقها باليد الاخرى وراح يداعب شعرها وهو يردد كلمات الاعجاب بمحاسنها.
وصاحت سارة محاولة التخلص منه:
دعني ..........دعني وشأني.
وفجأة ادركت افتقارها الى الخبرة في مثل هذه المواقف على الرغم انها قرأت كتبا عديدة في الموضوع وشاهدت افلاما كافية الا ان ذلك كما بدا لها لا يحل تماما محل الخبرة العملية والممارسة الفعلية.
يجب ان تصغي الي يا جايسون ما تطلبه مني لا استطيع ان اعطيك اياه انت اسأت فهمي.......فانا لا اصلح لك لاني......
منتديات ليلاس
فقاطعها قائلا:
لماذا لا؟ واعلمي انه يستحيل عليك ان تفلتي من قبضتي الان .
وحملها بين ذراعيه عبر الغرفة والقاها على السرير الواسع العريض وقال :
لا تتفوهي الان بكلمة......
وخيل اليها انها تسمع صوتا في داخلها يقول : لماذا لا؟ لماذا لا ؟ قد اكون مدينة لك بذلك.......زربما انا ملامة على ما جرى لتيم............وحين خطر ببالها تيم شعرت كأن قنبلة انفجرت في رأسها وفجأة دفعت عنها جايسون صارخة:
لا....لا...لا اريدك انت ....اريد تيم .....تيم يجب ان يكون اول......
وتوقفت عن المقاومة واستسلمت للبكاء وتمكنت من ان تمد يدها وتسحب غطاء الفراش الحريري نحوها وتغطي نفسها.




يتبع.......

أحاااسيس مجنووونة 03-08-10 03:58 PM

وبعد حين وقد سيطرت على اعصابها بعض الشيء تجرأت على الالتفات نحوه فوجدته جالسا الى حافة السرير وظهره اليها ورأسه بين كفيه كان في حالة استسلام بعث في نفسها الكآبة فهمست قائلة:
انا آسفة........ارجوك ان تعذرني!
فلم يلتفت اليها وهو يقول:
ربحت لا بأس فانا على ما يبدو لست وغدا كما ظننت.
ونهض واقفا وقال لها:
خذي قسطا من النوم........وغدا نسافر الى انكلترا.
وبدون ان يرمقها بنظرة سار الى غرفة الحمام واغلق الباب وراءه.
واستلقت سارة وهي ترتجف من رأسها حتى اخمص قدميها واحست بأنها لن تستطيع النوم ولكنها لم تلبث ان احست بارتخاء في مفاصلها وبالنعاس يستولي على جفونها حتى انها لم تجد القوة الكافية لارتداء ثوب النوم وهكذا بقيت تحت الغطاء وقد استسلمت في زاوية من الفراش الى نوم عميق.
وطلع الصباح واشرقت الشمس من خلال الستائر المعلقة على النوافذ المستطيلة ففتحت سارة عينيها وعلى الفور تذكرت كل ما جرى لها فأخلدت الى السكينة التامة حتى انها اخذت تتنفس بهدوء ثم امالت رأسها خلسة لتستطيع ان ترى القسم الاخر من الفراش الواسع العريض فاذا هو خال ولا اثر لاحد فيه .
منتديات ليلاس
ففوجئت بذلك وانتصبت جالسة في مكانها وكان نسيم الصباح العليل يدخل من النافذة ويحرك الستائر فيبعث في شرايينها شيئا من البرودة واجالت بنظرها في انحاء الغرفة فوجدتها خالية وكان رداء جايسون الليلي ملقى على المقعد الخيزراني وحقيبته المفتوحة تحتل مكانا على طاولة الزينة في اخر الغرفة وكان باب الحمام مفتوحا على مصراعيه ولا صوت يخرج منه.
وكانت الحقيبة اللماعة التي جلبها جايسون الى المستشفى مع ثيابها الجديدة موضوعة قرب الخزانة وتنفست سارة بسرعة ونهضت من الفراش والتقطت الحقيبة وجرتها عبر الغرفة الى الحمام وهناك اغتسلت بسرعة وارتدت لباسها الذي اخرجته من الحقيبة.
ونظرت الى وجهها في المرآة فتعجبت كيف ان لا اثر فيه للضيق الذي عانته في الليلة الفائتة بل كانت عيناها اكثر صفاء وخداها موردين وتناولت المشط واخذت تسرح شعرها وتصففه على الشكل الذي يحبه رالف لانه يظهرها كراقصات الباليه وحين تذكرت ذلك سرى في جسمها تيار من القرف فاعادت تصيف شعرها على شكل اخر.
واخذت شفتاها ترتجفان اذ تذكرت تيم وكيف انقذها من رالف وتمنت لو انه كان على قيد الحياة لتجعله سعيدا وتمنحه كل ما تتوق اليه نفسه.
واسترسلت في استعادة مثل هذه الذكريات فخيم عليها جو من الحزن والاسى ولكنها بعد حين تمكنت من العودة بذاكرتها الى الوضع الراهن الذي كانت فيه فتذكرت انها لا تزال سجينة وهي في المكسيك مع جايسون ولا امل لها من الهروب منه فلم يكن لديها مال ولا كفاءة للقيام باية وظيفة ولا المام بالاسبانية وتعزت حين تذكرت قول جايسون لها انه سيعود بها الى انكلترا فلعله يصدق في ما قال فلا بد من نهاية للنفق المظلم مهما امتد و طال.
وعزمت على ان تنسى ما جرى لها الليلة الفائتة واقنعت نفسها على نحو ما ان ذلك لن يتكرر فجايسون لابد ان يتركها وشأنها من غير ان يحاول ان يثأر منها مرة اخرى.
وادارت ظهرها الى المرآة بحركة عصبية وهي تمني النفس بانها لا بد ان تنسى فهي لن تدع نفسها تقع في غرام جايسون نايت مهما كلفها الامر.
وسمعت باب غرفة النوم ينفتح وصوته يناديها باسمها ثم انفتح باب الحمام ايضا واذا جايسون بقامته الفارعة يقول بلهفة ظاهرة:
انت هنا!
فما ان رأته حتى اجتاحتها موجة من القلق والخوف ولكنها تمالكت نفسها سريعا وقالت له:
صباح الخير.
ومشت خطوة الى الامام باتجاه غرفة النوم غير ان جايسون لم يحد عن الباب بل وقف في مكانه يبحث بنظراته عن وجهها ثم قال:
اراك غيرت شكل تصفيف شعرك هذا يجعلك تظهرين اصغر سنا.....اخبريني كم لك من العمر الان؟
فاجابته ببرودة اعصاب:
ثماني عشرة سنة.
وظنت لوهلة انها رأت امارات الدهشة على وجهه ولكنها توهمت لان ذلك سرعان ما هز كتفيه وتراجع الى الوراء ليخلي لها طريق الخروج من الباب.
وهنا دخل الخادم يحمل طبقا عليه الفطور فوضعه على الطاولة امام المقعد الخيزراني ثم ابتسم لجايسون وهو واقف ينتظر اوامره.
فصرفه مع الشكر وقال لسارة:
هذا طعام الفطور وعلينا ان لا نأكل منه كثيرا لان رامون دعانا للرجوع بطائرته الى مدينة مكسيكو حيث تقلنا سيارته الخصوصية الى المطار.....
وجلست سارة على المقعد مبتعدة عنه ما امكن فلم يظهر عليه انه اعار ذلك اية اهمية واخذ يعدد لها الوان الطعام ويقرب بعضها الى امامها فكان ذلك كانه يعاملها كاخت له في سن المراهقة.
منتديات ليلاس
وارتاحت سارة للامر وتمنت لو انه يعتمد هذه المعاملة طيلة وجودها معه وحرصت اثناء في هذه الاثناء ان لا تنظر اليه ولا تطيل الحديث معه.
وبعد الانتهاء من تناول طعام الفطور لم يطل بهما المقام في منزل مانديز وكانت السيدة مانديز تشكو من الصداع فلزمت فراشها وتولى السيد مانديز وحده مهمة توديعهما وتقبل كلمات الشكر الذي اغدقها عليه جايسون لحسن ضيافته وابتسمت سارة في وجهه وحيته مودعة بالاسبانية فاظهر اعجابه بان قبلها على الوجنتين وهو يردد عبارات المديح وفيما السيارة تبتعد بهما قالت سارة:
انه رجل لطيف المعشر......ماذا قال عني؟
فنظر اليها واجاب:
قال انك فتاة رائعة الجمال ورفيعة التهذيب واني محظوظ بزواجي منك......فهل هذا الكلام يسرك؟
فاجابت:
كل ما خطر ببالي في شأنه هو انه رجل لطيف المعشر!
وآلمها ان يبغضها جايسون الى حد دفعه الى ان يجعل من ابسط ملاحظة تبديها سلاحا يشهره ضدها.
وحول وجهها عنه بعدم اكتراث فيما السيارة الفخمة تشق طريقها وسط الزحام نحو الجسر الذي اقيم فوق الخليج ثم حدث نفسه قائلا بصوت مسموع:
كانت زيارة ناجحة ولو حالفني الحظ اكثر قليلا لكانت النتائج سعيدة جدا.
وكانت النتائج التي عناها هي بالطبع نتائج تجارية ولكن سارة التي سمعت كلامه لم تتمالك من التفكير انها كانت هي ايضا جزءا من تلك النتائج وخطر لها ان تتفحص وجهه فنظرت اليه بامعان فوجدت انه غارق في التأمل والتفكير ثم اغمضت عينيها وهي تشعر بنشوة تسري في مفاصلها عندما تذكرت ان ذلك الوجه الذي بدا لها صلبا قاسيا كان في الليلة الفائتة ينضح رقة وعذوبة وهو يلتصق بوجهها وخطر لها وبلمح البصر انها تتمنى ان تعيش تلك اللحظة مرة اخرى بالفعل لا بمجرد الذكرى نعم تمنت ذلك وتاقت الى ان ياخذها بين ذراعيه ويضمها اليه.




يتبع.........

أحاااسيس مجنووونة 03-08-10 04:19 PM

ولما فتحت عينيها فوجئت به ينظر اليها فصعد الاحمرار الى خديها واخذت ترتجف على الرغم من انه لم يمسها على الاطلاق .
وقال لها بعصبية ظاهرة:
استريحي يا سارة وهدئي من روعك والا ظن من يرانا اني حيوان مفترس......فماذا يرعبك في؟ وما حدث الليلة الفائتة كان سوء تفاهم! اذ اعتقدت انك وعدتني بالاستسلام الي طوعا.......
فاضطربت وقالت:
انا لم اعدك بشيء ولست مدينة لك بشيء!
فأجابها قائلا:
هذا رأيك انت.
وساد الصمت فيما السيارة تقترب من المطار ورأت سارة ان للسيارة لحسن الحظ حاجزا يفصلهما عن السائق فلا يستطيع ان يسمع ما كان يدور بينهما من حديث.
وتابع جايسون كلامه قائلا:
وفي اي حال ما دمت عازما على ان ابقيك تحت رقابتي الى ان ينجلي الموقف فالافضل ان نتفق على خطة نسير عليها في سبيل الحصول على نوع من التفاهم!
فصاحت بمرارة :
التفاهم؟ لم تبدأ حتى الان بفهم اي شيء عني!
وتجاهل ملاحظتها وتابع قائلا:
قد يكون علينا ان نمضي يوما او يومين في مدينة مكسيكو قبل ان نستقل الطائرة الى انكلترا واذا نزلنا هناك في فندق فثقي انك ستنامين في غرفة بمفردك.....فانا لن اضع يدي عليك مرة اخرى!
وتوقف عن الكلام قليلا ثم اضاف قائلا:
عليك ان تتحملي رفقتي ليوم او يومين اخرين........واعلمي اني لا اطيق رفقتك مثلما لا تطيقين رفقتي ولكن علينا ان نتصرف كما لو كنا الاقارب الذين قضت عليهم الظروف ان يتلاقوا مؤقتا لمواجهة ازمة حلت بهم بعضهم يكره الاخر غير ان المصلحة المتبادلة اجبرتهم على عقد هدنة فيما بينهم وما دامو معا فهم يتعاملون بتهذيب متجنبين الخوض في المسائل الشخصية وحين لا يكون احد حاضرا معهم يقللون الكلام لان ذلك خير لهم.
واحنى راسه وتطلع اليها قائلا:
ما رأيك بهذه الخطة؟
فأجابت:
هذا ما كنت اتوقعه منك.
وماذا تتوقعين مني غير ذلك؟
لا شيء!
منتديات ليلاس
فابتسم جايسون بمرارة وقال:
اذن اتفقنا ولكن علي ان اضيف الى ذلك انك في مدينة مكسيكو تستطيعين ان تشتري كل ما تحتاجين اليه من الملابس وسأرافقك عند شرائها لانني لا اريد ان اضع في يدك مالا ولا ان ادعك تغيبين عن نظري واذا كان علينا ان نقضي ليلة في الفندق فسيكون لك غرفة خاصة بك ولكن تحت رقابتي وحين نصل الى انكلترا سأسلمك الى عمتي فيرا بانتظار حضور زوج امك المحترم!
فقالت له سارة:
لن يحضر اخبرتك ان لا علم له بما جرى ولا بمكان وجودي او بأي شيء آخر عني.
فقال بسخرية:
اصحيح هذا؟ سنرى تكون وكم ستكون دهشتي شديدة اذا لم يحضر قريبا وحين يحضر اريد ان اعرف تماما ماذا ينوي ان يفعل هو وانت!
واظن انه سيحاول الحصول على حصتك من الارث دفعة واحدة بشيء من التسوية ذلك لاني لا اعتقد انه من النوع الذي يشن حربا قانونية طويلة الامد في سبيل تحصيل اخر درهم من حصة تيم في الشركة.......
فتأوهت سارة بعمق وعزمت بينها وبين نفسها ان لا تتورط في جدل مالي لا تفهم فيه شيئا فهي لا تريد درهما من ميراث تيم وستبذل كل جهد لتمنع رالف من الحصول هو ايضا على شيء منه فيما اذا عاد الى اثبات وجوده في حياتها مرة اخرى .
فقالت لجايسون:
عمتك ماذا تعرف عن الموضوع؟
لا تعرف الا القليل.
مثلا؟
هي لا تعرف سوى انك تزوجت اخي يوم وقع حادث اصطدام القطار واني ساصطحبك معي حين عودتي.
وتلاقت نظراتهما عبر مقعد السيارة وتساءلت سارة كيف ان هاتين العينين الجذابتين النافذتين لم تستطيعا حتى الان ان تريا الحقيقة.
فقالت له:
هل هذا كل ما اخبرت عمتك عنه؟ ولا شيء اخر.
لا شيء اخر فصحتها ليست على ما يرام ومن الخير ان لا نثقل عليها التفاصيل المزعجة....وفي اية حال ستكون لنفسها رأيا فيك وسيكون نظرا الى سحرك ودلالك في صالحك وبعد الانتهاء من تسوية الامور ستعودين ولا شك الى نشاطك المعتاد وهو البحث عن فريسة جديدة!
وضاق صدر سارة من هذا الكلام فأخذت نفسا طويلا وقالت:
اظن انك اقبح رجل لقيته في حياتي.
فاجاب وهو يستلقي الى الوراء ويغمض عينيه:
حسنا قولي ما تشائين.


نهاية الفصل الخامس............

أحاااسيس مجنووونة 04-08-10 02:31 PM

6- خائفة من شيء ما





وقال جايسون لسارة:
القطار سيترك المحطة بعد عشرين دقيقة.
كان ذلك في محطة واترلو في لندن ثم تابع كلامه قائلا:
عندي وقت كافي لاتكلم مع عمتي فيرا بالتلفون فاخبرها باننا في الطريق اليها.
وسار الى اقرب جهاز تلفون وقال لها :
انتظري هنا يا سارة لن اغيب اكثر من دقيقة او دقيقتين.
وانتظرت سارة قرب الحقائب ففي اليومين الاخيرين تبعت جايسون باذعان من كانكون الى مدينة مكسيكو ومن مدينة مكسيكو الى ميامي الى مطار هيثرو ومن مطار هيثرو الى محطة واترلو وفي هذه الاثناء تركت لجايسون تدبير كل الامور واطاعته في كل ما طلب منها وشكرته كل الشكر حين وفى بوعده فحجز لها غرفة في الفنادق التي نزلا بها وكانت لا تكلمه الا حين يكلمها وفي سائر الاحيان كانت تطالع المجلات التي يشتريها لها.
وبين الحين والاخر كانت تراقبه وهو يسترق النظر اليها مستغربا كيف كان باستطاعتها ان تلعب ذلك الدور المزيف طوال طوال تلك المدة بدون ان يبدر منها ما يفضحها على حقيقتها .
ولكن سارة لم تكن تلعب ذلك الدور بافتعال بل كان من ضمن الخطة التي اتفقا عليها فاذا كان جايسون يستطيع ان يلعب دورا كما في مسرحية فهي ايضا تستطيع ان تفعل ذلك وكان نجاح الخطة يتوقف على اصطحاب جايسون لها عند عودته الى دورسه وبما ان الامر كان كذلك فانها عزمت على جعل الرحلة هنيئة قدر الامكان.
وقالت لنفسها انها حين تسيطر على مجرى حياتها مرة ثانية فيما بعد فسيتبدل كل شيء وسيفاجأ جايسون بهذا التبديل.
منتديات ليلاس
ولم يكن الازدحام بدأ بعد وهي في مكانها تنتظر عودة جايسون.
وكانت ترتدي بنطالا ازرق اللون اشتراه لها جايسون في مدينة مكسيكو فجعلها تبدو صبية ممشوقة القوام وهذا بالاضافة الى شعرها الذهبي المعقود حول وجهها الصغير المشرق جذب اليها الانظار بدون ان تدري ذلك لانها كانت تجيل بنظراتها في انحاء المحطة ظاهريا ولكنها في الواقع كانت تراقب الرجل الذي يرتدي بزة رمادية ويقف في غرفة التلفون العمومية ممسكا بيده السماعة المرفوعة الى اذنه اما هو فكان يختلس النظر اليها بين الفنية والاخرى ليتاكد من انها لا تزال في مكانها .
كان بالفعل عازما على ان لا يدعها تهرب منه ومع انه وفى بوعوده فسمح لها ان تنام وحدها في غرفة مستقلة الا انه كان يدخل الغرفة في الصباح ويقول لها بعد التحية:
بين غرفتي وغرفتك باب فبامكانك ان تعبري غرفتي حينما نخرج الى مكان ما.
كان لا يخفي عجبه من سهولة انقيادها اليه فجأة ولكنه خشي ان يكون ذلك خدعة تخبىء من وراءها حيلة ما للافلات من قبضته.


:toot::toot::toot:

يتبع..............

أحاااسيس مجنووونة 04-08-10 02:42 PM

وفي احدى المرات اجابته على تساؤله بهذا الغموض فقالت:
لماذا احاول الهرب؟ اليس من مصلحتي ان ابقى معك الى ان احصل على ما سميتها {{الغنيمة}}؟؟ فلماذا اعترض على عبور غرفتك عندما اريد ان اخرج؟
ثم اضافت بجرأة لم تكن تعرف انها تملكها:
ما دام هذا كل ما هو منتظر مني !
والقت نظرة عبر الباب الى الفراش الذي في غرفتها.
فاستفزه هذا الكلام الى حد حمله على نزع قناع اللامبالاة الذي كان يلبسه وقال غاضبا:
لا تقلقي........فانا لن اقع في ذلك الفخ ثانية....
فصدقت كلامه ولكنها مع ذلك لم تطبق جفونها تلك الليلة بل بقيت مستيقظة تراقب الانوار تنعكس على سقف الغرفة من السيارات التي تتوقف عن عبور الطريق الذي يقع تحت النافذة ونحو الثانية صباحا حين لم تعد تطيق الاضطجاع في فراشها نهضت واخذت تذرع الغرفة بخطوات حائرة.
منتديات ليلاس
وتمنت لو انه كان في وسعها ان تصلح الحال بينها وبينه فلا يعود ينظر اليها بامتعاض ونقمة وكانت على يقين بانه لم يكن نائما هو ايضا فلو كانت تملك الجرأة الكافية لدخلت الى غرفته وحملته على الاصغاء اليها لشرح دورها في الاحداث الفاجعة التي جرت في الاسبوع الفائت.
واخذ قلبها يخفق بسرعة حين وضعت يدها على قبضة باب الغرفة وسمعت صوتا خافتا في الداخل وصرير حديد السرير فتخيلته مضطجعا هناك وشعره الاسود منتشر على المخدة وجسمه ممدد تحت الغطاء.
وفجأة نزلت عليها الحقيقة كضربة قاسمة وهي ان رغبتها بالتحدث اليه لشرح موقفها وتفسيره لم تكن سوى خدعة فهي في الواقع ارادت ان تكون معه وان تلتصق به وان تشعر بيديه تضمانها.
واستولى عليها شعور بالتعاسة فتراجعت بخطى متعثرة الى فراشها وسترت رأسها بالغطاء.
وفي الصباح تذكرت ما حدث لها في منتصف الليل فسرها ذلك لانها كلما اكتشفت ما في دخيلة نفسها قوي سلاحها ضد ما يعتريها من ضعف .


:dancingmonkeyff8::dancingmonkeyff8::dancingmonkeyff8:

يتبع............

أحاااسيس مجنووونة 04-08-10 02:51 PM

وانهى جايسون مكالمته التلفونية وقفل راجعا اليها وفكرت وهي تتأمل قامته الفارعة الممشوقة انه رجل خطر ومن الخير لها ان تتجنب التورط في معاملته او الوقوع في غرامه ولاحت على ثغرها ابتسامة سرعان ما تلاشت حين وصل اليها وقال:
دبرت كل شيء........فيرا سترسل من يستقبلنا في ويرهام فهي لا تقود السيارة بنفسها ولذلك ستستأجر تاكسي هيا بنا ها هو القطار.
وحمل الحقائب واتجه معها نحو عربات الدرجة الاولى في القطار.
وتوقف امام العربة وقال :
هذه لا بأس بها.
وفتح الباب وانتظرها حتى دخلت فتبعها واخذ يبحث عن مكان مناسب.
وتلفتت حولها وتذكرت على حين غرة تلك الرحلة التي قامت بها مع تيم في القطار فجمد الدم في عروقها وشعرت بالدوار فامسكت بذراع جايسون لئلا تقع على الارض.
فسألها ما بك؟
واعادتها نبرته الحازمة الى عالم الواقع فاجابت:
لا شيء....ظننت ان قدمي علقت بشيء ما .
ادخلي اذن.
وللحظة ظنت انها لا تستطيع الدخول وانها على وشك ان تتصرف كمن فقد رشده.
وكان جايسون ينتظر حائرا واخيرا تمالكت نفسها ودخلت العربة وارتمت على مقعد وهي تكاد تغيب عن الوعي .
ووضع جايسون الحقائب على الرف وجلس قبالتها وفتح صفحات احدى الصحف التي اشتراها في المحطة وبدأ يطالعها .
منتديات ليلاس
وسر سارة انه تجاهلها لان ذلك يمنحها الوقت للملمة افكارها المبعثرة.
كان شهر اذار{مارس} عادة شهرا لا يزدحم بالمسافرين ولذلك فحين تحرك القطار لم يكن دخل احد لمشاركتها الجلوس في العربة والقت سارة رأسها الى الوراء واغمضت عينيها على امل ان تعود اليها رباطة جأشها بعد قليل وتذكرت انها قرأت في مكان ما ان من يشعر بفقدان وعيه عليه ان يتنفس ببطء وعمق وحاولت ان تفعل كذلك الا ان حالتها ازدادت سوءا ففتحت عينيها ورأت ضواحي لندن من خلال النافذة تماما كما كانت ضواحي مكسيكو تبدو من خلال نافذة ذلك القطار الذي كانت تستقله مع تيم وكما كان ذلك القطار يسرع شيئا فشيئا الى ان اصطدم بقطار قادم فكذلك كان هذا القطار وجمد الدم في عروق سارة واحست بطعم الموت في فمها.



:flowers2::flowers2::flowers2:


يتبع..................

أحاااسيس مجنووونة 04-08-10 02:55 PM

ووضع جايسون الصحيفة جانبا ونظر حولها وقال:
هل لك بكوب من الشاي؟ سأذهب وارى اذا كانوا يقدمون الشاي هنا.
وهم بالنهوض على قدميه تماما كما فعل تيم في تلك المرة.
فصاحت قائلة:
لا يا جايسون ارجوك لا تتركني وحدي!
ولم تدرك انها نهضت وارتمت بين ذراعيه في محاولة لارجاعه الى مقعده وكذلك لم يتح لها ان ترى امارات الدهشة على وجهه وكيف تحولت الى امارات اخرى مختلفة كل ما ادركته بصعوبة هو انها كانت تتمسك به بعنف وان ذراعيه كانتا تطوقانها وتشدانها اليه وهو يهدئ من روعها بلطف كما لو كانت في الثانية لا في الثامنة عشرة ويقول لها:
سارة ما بك؟ انت الان في امان.....
وبعد حين هدأ من روعها وتوقف جسمها عن الارتجاف ولكنها احست بانها تزرح تحت ثقل التعب و العياء وكان وجهها غارقا بين كتفيه فسرى الى قلبها شيء من الدفء ياله من شعور هنيء بالامان ان تكون هكذا ملتصقة به.
ولم تحاول ان تبدي حراكا كما ان جايسون لم يكن في عجلة من امره وكان القطار يشق طريقه مسرعا والحقول والاشجار تمر بالنافذة مرور البرق ولم تعد سارة خائفة بل راغبة في ان تبقى هكذا بين ذراعيه تصغي الى خفقات قلبه وتتشوق الى النظر اليه لترى اذا كانت امارات الحنان ظاهرة على وجهه ولكنها لم تفعل مخافة ان يقرأ الحقيقة في عينيها وهي انها كانت تتوق اليه.
منتديات ليلاس
وبجهد جهيد تمكنت من التراجع عنه والجلوس في مكانها وهي ترفع خصلات شعرها المتدلية على وجهها ثم قالت له:
انا آسفة لاني تصرفت هكذا ببلاهة........ربما ظننت اني......
فقاطعها قائلا:
انك توجهين الي دعوة ثانية......لا ليس هذه المرة فأنا استطيع ان اتعرف الى الخوف حين اراه وانت كنت خائفة لا بل مذعورة........هل لانك في قطار؟
فاشارت مجيبة بالايجاب فقال ببساطة وهو ينظر الى فمها:
لا عجب في ذلك.....ارى دما على شفتيك.
واخرج المنديل من جيبه وانحنى نحوها يمسح الدم.






:8_4_134::8_4_134::8_4_134:


يتبع.................

أحاااسيس مجنووونة 04-08-10 03:02 PM

فقالت وهي ترتعش:
شكرا اخشى ان يكون بعض الدم نزف على ثيابك.
ونظر الى سترته حيث كان رأسها ملقى ومسح بقعة صغيرة من الدم عالقة هناك وقال:
لا شيء يذكر......المهم ان تتحسن حالك.
فاجابت قائلة:
انا بخير الان شكرا لك.
وكانت فعلا بخير ذلك لانه اراها قدرته على ان يكون حساسا ومتلهفا لا عنيفا بالطبع والتطبع فبعث في نفسها الامل ان تتمكن يوما من الايام ان تجعله يصغي اليها ويصدق كلامها.
وقال لها:
حسنا وماذا عن ذلك الكوب من الشاي ؟ لك ان تذهبي معي لاحضاره اذا كنت لا تريدين ان تبقي هنا وحدك ريثما اعود.
قال ذلك وهو يفتح باب العربة ويفسح لها مجال الخروج قبله فقالت له وهي تمر من امامه:
شكرا يا جايسون على شهامتك ومروءتك.
فاجابها ببرودة:
لا اريد ان اعود الى البيت بعد طول غياب وبرفقتي فتاة مذعورة تكاد تفقد رشدها.....الا ترين ذلك؟
ومشت في ممر القطار امامه وهي تتمايل يمينا ويسارا واحزنها ان لا شيء تغير فيه وان املها بذلك على ما بدا لها ضعف جدا.
وحين عادا من مطعم القطار تابعا رحلتهما بدون ان يحدث شيء يذكر فاستانف جايسون مطالعة الصحف وكذلك فعلت سارة ازاح جايسون الصحيفة من امام وجهه وسألها عن حالها فأجابته شاكرة انها بخير.
منتديات ليلاس
وكانت سارة تغط في نومها حينا وتستفيق حينا اخر الى ان اقترب القطار من المكان الذي كانا يقصدانه فتعرفت الى بعض المواقع التي علقت بذاكرتها منذ ايام دراستها في المعهد هناك وكانت تبدي سرورها بذلك وبصوت عال مما حمل جايسون على التساؤل ولكن بشيء من اللامبالاة.
ولم تكن سارة تنتظر منه ان يبالي بأي شيء يثير اهتمامها ولماذا كان عليه ان يبالي فلو كان تيم هو الذي يرافقها عائدا الى بيت اهله لكان سألها الف سؤال وسؤال عن حياتها الدراسية.
واغرورقت عيناها بالدموع فيما هذه الافكار تجول في خاطرها فتيم لم يعد في الوجود ولم يبق احد لتشاركه ذكرياتها الحميمة.
جايسون يبغضها واغلب الظن ان عمته تشاركه القاء اللوم عليها في المأساة التي وقعت.
ووصل القطار الى المحطة ويرهام فمشت سارة الى جانب جايسون على الرصيف كانا اول النازلين من القطار وفيما هما يتجهان نحو مدخل المحطة ومنها الى الباحة اذ بفتاة طويلة القامة تلبس بنطالا اسود ومعطفا من الفراء الثمين تخرج من وراء مقود احدى السيارات وتهجم راكضة نحوهما وهي تصيح:
جايسون .......جايسون نايت! هذا لا يصدق كنت افكر فيك منذ لحظة وانا هنا انتظر قدوم اوليفر هل شاهدته في القطار؟
كانت عيناها زرقاوين مستديرتين تلمعان كالزجاج وهي تحدق الى جايسون ثم لم تلبثا ان رقتا وكادتا تذوبان عذوبة واسى فألقت يديها الاثنتين على ساعديه وقبلته وقالت:
آه آه يا جايسون! كم انا تعيسة لوفاة تيم لم اصدق الخبر حين حمله الي اوليفر بعدما سمعه اول البارحة وطار النعاس من جفني طول الليلة الفائتة من شدة قلقي عليك قالت هذا الكلام وحملقت في سارة راسمة حولها علامة سؤال فاجابها جايسون قائلا:
شكرا لك يا ديانا لا داعي للقلق علي لان سارة زوجة تيم كانت تعتني بي!
واشار الى سارة ثم خاطبها قائلا :
اعرفك بديانا فوريس.....
وفتحت ديانا فمها بدهشة عظيمة وخانها الكلام لحظة ثم قالت:
لا علم لي بذلك!
والتفتت الى سارة معزية فتمتمت سارة ببعض الكلمات ووقفت على حدة وهي تفكر انها عجزت ان تدرك طوال المدة التي قضتها مع جايسون ان له حياته الخاصة في انكلترا وهذه الحياة تتضمن اهلا واصدقاء وعملا ولا صلة لها بها على الاطلاق ما عدا انه كان عازما على اخراجها منها في اسرع ما يمكن.
وكان اوليفر اخر من نزل من القطار وحاول جايسون ان يودع ديانا ولكنها امسكته بذراعه واوقفته قائلة:
انتظر وتحدث قليلا الى اوليفر.
واسرعت نحو اوليفر وهو يناول بطاقة سفره الى المسؤول هناك واخذت تحدثه بسرعة.
وقال جايسون لسارة بصوت خافت:
هذه المرأة كالهم على القلب.
واقترب اوليفر وديانا فانطلقت كلمات التعازي و التعارف وشعرت سارة بالارتياح حين جاء وقت الوداع وقالت ديانا لجايسون:
تعال لزيارتنا باسرع وقت ......تعال وتناول طعام العشاء معنا بعد ان تنتهي من تدبير امورك.
ومد اوليفر يده الى سارة مصافحا وقال:
وانت ارجوك ان تاتي لزيارتنا اختي وانا مسرورين جدا لاستقبالك في بيتنا الجديد.
فشكرته على دعوته وهي ترى انه اكثر صدقا وعفوية من اخته ديانا.




:7_5_129::7_5_129::7_5_129:

يتبع..................

أحاااسيس مجنووونة 04-08-10 03:05 PM

ثم التفتت الى سارة وبدون مقدمة طوقتها بذراعيها وحضنتها بعطف شديد فشعرت سارة على حين غرة بالارتياح لان جايسون على ما يبدو لم يوغر صدرها عليها كما خشيت ان يفعل .
ثم تطلعت فيرا الى جايسون قائلة:
انت لم تخبرني!
ماذا اخبرك؟
ان سارة على مثل هذا الحسن.
الم اخبرك؟ لعلني نسيت!
ونظرت العمة فيرا الى سارة تارة والى جايسون تارة اخرى ثم قالت بصوت هادئ:
لابد انك متعب جدا يا عزيزي لكثرة ما عانيت من مشقة السفر....اعددت الشاي وسنشربه قبل ان نتناول طعام العشاء.
والان اجلسا هنا حتى اذهب واتي به.
وتطلعت سارة الى جايسون وكان يدير ظهره اليها ويقرأ رسالة وجدها هناك بانتظاره فداخلها الخوف منه فقالت لفيرا:
هل تسمحين لي بمرافقتك؟
نعم نعم واعلمي يا ابنتي ان هذا البيت هو بيتك وبامكانك ان تفعلي ما يحلو لك.
وفي المطبخ قالت فيرا لسارة:
طيلة هذا النهار يا عزيزتي وانا افكر ماذا اقول لك فالوضع الذي نحن فيه مأساوي والان بعد ان رأيتك تبين لي ان كل ما فكرت في ان اقوله لم يكن سوى كلام مصطنع لاني اشعر بأننا سنكون صديقتين.........وآمل ان يصدق شعوري هذا.
منتديات ليلاس
واحست سارة بان هذا الكلام كنار توقد في غرفة ملأها الصقيع تسكنها طوال الوقت الذي قضته مع جايسون وقالت لفيرا بصعوبة:
اتسمحين لي ان اسألك ماذا اخبرك جايسون عني وعن زواجي بتيم وعن كل شيء؟
واخذت الماء تغلي فسكبتها فيرا في ابريق الشاي ثم تطلعت الى سارة واجابتها بصراحة لا يرقى اليها الشك:
لم يخبرني بشء على الاطلاق كل ما قاله لي هو ان ليس لك اهل تذهبين اليهم ولذلك فهو عازم على اصطحابك معه الى هنا.
فقالت سارة بتردد:
ولكن جايسون لا يريدني فهو يلومني على ما جرى لتيم.
ووضعت فيرا ابريق الشاي على عربة نقل الطعام وغطته بغطاء مطرز باليد وقالت:
اهذا صحيح؟ لا بأس فلا شك سيدرك خطأه يوما فهو كمعظم البشر قد يقع احيانا ضحية التطرف في الشعور وحين كان صغيرا اتصف بالعناد الشديد ولكني لا اتذكر انه كان يتمسك بعناده طويلا.
وتوقفت عن الكلام فيما تحول لون عينيها الرماديتين فجأة الى مثل لون الصقيع وقالت:
وفاة تيم نزلت علينا جميعا كالكارثة ولا سيما جايسون لتأثر الشركة واعمالها بهذه الوفاة ولكن هذا كله لا علاقة له بوضع اللوم في ذلك على احد ولا بالسماح لانفسنا بان نرزح تحت ثقل الكارثة فالحياة تستمر في سيرها وعلينا ان نسير معها.




:mo2::mo2::mo2:

يتبع................

أحاااسيس مجنووونة 04-08-10 03:11 PM

وربتت على كتف سارة وتابعت قائلة:
دعيني اعتني بك فترة من الزمن يا عزيزتي فانت منهوكة القوى كهرة شريدة ويلزمك قسط من الراحة والغذاء حتى اذا انقضى شهر واحد تغيرت حالك واصبحت على ما يرام.
وفكرت سارة كيف يمكنها الاحتمال شهرا بعد اذا كانت سترى جايسون كل يوم ولذلك بات عليها ان تضع في اسرع وقت خطة للافلات من ذلك الفخ.
وفي الفراش في تلك الليلة اغمضت جفونها وراحت تفكر في الامر الى ان استقر رأيها مؤقتا على البقاء الى حين في ضيافة العمة فيرا التي كانت تبدي كل عطف وحنان وعلى ذلك استسلمت الى النوم لاول مرة منذ ايام بمثل تلك السرعة.
ومضت ثلاثة اسابيع سمحت سارة لنفسها بان تتدلل ولم تكن تنوي ان تبقى في ضيافة العمة فيرا كل تلك المدة الطويلة ولكنها كانت تعاني من الاعياء و الانهاك اكثر مما كانت تدرك وحين كان طعام الفطور الشهي يحمل اليها وهي بعد في الفراش كانت تشعر بهناء ما بعده هناء خصوصا ان رالف لم يكن هناك كما من قبل ليحثها على النهوض لتكون على اتم استعداد للقاء اصدقائه الاثرياء.
واصطحبتها فيرا مرة بالاتوبيس الى بورغوث حيث اشترت لها لوازم السباحة من ثياب وما الى ذلك وهكذا تمكنت من قضاء معظم وقتها على شاطئ البحر تلهو وتسبح وتتشمس وكانت احيانا تصعد المرتفع المطل على البحر الواسع وتترك الهواء يداعب شعرها ويدغدغ بشرتها الغضة التي لوحتها حرارة الشمس .
منتديات ليلاس
ولم تكن تلتقي جايسون الا لماما عند ذهابه الى حوض بناء السفن او العودة منه وكان يقضي معظم وقته هناك وغالبا كان يترك المنزل قبل ان تنهض من الفراش ويعود اليه بعد ان تكون انتهت من تناول طعام العشاء مع العمة فيرا وكان جايسون يجلس وحده في غرفة الطعام ويسترق النظر الى غرفة الجلوس حيث كانت تجلس سارة مع فيرا وبعد الانتهاء يعتزل في مكتبه فلا يعود احد يراه في تلك الليلة.




:c8T05285::c8T05285::c8T05285:


يتبع......................

أحاااسيس مجنووونة 04-08-10 03:13 PM

وقالت لها فيرا:
لا تظني ان جايسون يتعمد الانعزال ما امكن بسبب وجودك هنا يا سارة فهو في الحقيقة منهمك جدا في عمله هذه الايام لا اعرف دقائق الامور ولكنني اعرف انه ينفق كثيرا من المال والجهد في مغامرة تصدير السفن التي يبنيها في الحوض بدون توقف لتلبية الطلبات في وقتها ومنها بناء يخت فخم لشاب ثري جاء للاقامة في الجوار منذ وقت قريب.
هل هو اوليفر فوريس؟
نعم وهل تعرفت اليه؟
كان في القطار الذي اقلنا الى هنا.
وشعرت سارة بالحرارة تصعد الى خديها حين تذكرت رحلتها في القطار ثم تابعت كلامها قائلة:
تعرفت اليه لان اخته استقبلته في المحطة.
وغرزت فيرا الابرة في قطعة القماش التي تطرزها وقالت بعصبية:
ديانا؟ يا لها من طفيلية! ولكن الرجال يصيبهم الجهل المطبق احيانا.
ولم تشرح ما تعنيه بهذا الكلام ولا طلبت منها سارة ان تفعل.
ولاحظت سارة من تصرف فيرا ان حدسها بوجود علاقة بين جايسون وديانا كان على حق وجلست تحملق في الموقدة في تلك الغرفة الحميمة التي كانت تخلد فيها الى السكينة والراحة منذ ثلاثة اسابيع حتى اصبحت تعشقها وتسائلت في نفسها اذا كانت ديانا ستنجح في اصطياد جايسون فتأتي للسكن في هذا المنزل ولكن شيئا واحدا كانت سارة متأكدة منه وهو انها لن تبقى طويلا حتى تشهد ما يتم في هذا الشأن.
نعم اعتقدان افضل شيء لك يا سارة هو ان تأخذي دروسا في ادارة الاعمال المكتبية.
قالت لها الانسة غلن رئيسة مدرسةالبنات هذا الكلام ونهضت عن كرسيها مشيرة ان المقابلة انتهت.
ونهضت سارة ايضا وتبعتها الى الباب تودعها شاكرة فقالت لها الانسة غلن:
طبعا لو اكملت دراستك هنا على المستوى الممتاز لكان امامك خيارات كثيرة.




:liilase::liilase::liilase:

يتبع.................

أحاااسيس مجنووونة 04-08-10 03:19 PM

وكانت بذلك تظهر امتعاضها شأنها مع كل طالبة تترك المدرسة قبل ان تكمل دراستها مما بعث القشعريرة في اعماق سارة فهي انما جاءت الى مقابلة الانسة غلن لتفضي اليها ما جرى لها ولكنها وجدتها منهمكة بالعمل الى حد لا يسمح لها بالوقت الكافي للاصغاء اليها وكان كل ما استطاعت ان تخبرها به هو انها عزمت على الاستقلال التام عن زوج امها فرأت ان تأتي لاستشارتها في شأن ايجاد وسيلة لاعالة نفسها بنفسها ثم اعترفت لها بأنها اخطأت حين تركت المدرسة باكرا.
وفتحت الانسة غلن غرفة مكتبها وهي تقول لها:
علينا ان ننسى اخطاءنا وان نتعلم منها دروسا في الحياة في كل حال لا تقلقي يا سارة فعنوانك عندي وسأرى كيف يمكنني ان اتدبر امر ايجاد وسيلة تسمح لك بالدراسة هنا وسأتصل بك فتاتين الى زيارتي في وقت لا اكون فيه منهمكة في العمل!
وفيما سارة تشكرها وتهم بمغادرتها قالت لها الانسة غلن:
كلمة اخيرة يا سارة انت تدركين انه ليس عليك ان تشعري بانك مدينة لزوج امك بشيء فأقساطك المدرسية كانت تدفعها شركة التأمين بموجب العقد الذي تممه والدك بعد ولادتك........هل كنت تعرفين ذلك؟
فاجابتها سارة:
كلا اشكرك لاخباري به يا انسة غلن.
منتديات ليلاس
وفيما سارة تنزل ببطء ذلك الدرب الطويل المؤدي الى الطريق العام حيث تركب الاوتوبيس لنقلها الى بورغوث شعرت بشيء من الدفء وهي تفكر بالاب الذي لم تعرفه والذي اراد ان يبذل اقصى ما يستطيع لاجلها فجعلها هذا الشعور لسبب ما اقل وحشة وكآبة من قبل .
ولكن حين عادت الى بورغوث ووقفت في مواجهة البحر تحدق عبر مياهه نحو جزيرة وايت عادت اليها الوحشة كان عليها ان تسر بالخطوة الاولى التي اتخذتها نحو مستقبل جديد بعيدا عن جايسون نايت ولكن مقابلتها مع الانسة غلن لم ينجم عنها اي شيء حاسم لتشجيعها ورفع معنوياتها.




:friends::friends::friends:


يتبع.............

أحاااسيس مجنووونة 04-08-10 03:23 PM

واستندت الى الحاجز وتركت النسيم يبعثر خصلات شعرها ويلاعب قميصها المشقوق عند الصدر وفكرت ان ذلك الشاطئ سيمتلئ بعد بضعة اسابيع بالمصطافين ولكنه الان في نيسان{ابريل} لم يكن فيه غير سكانه الذين ينعمون بنور شمس الربيع.
وحاولت ان تجلب السرور الى نفسها بالتفكير انها في عز صباها وانها حسناء وكلها عافية وانها ستعود الى دراسة الاعمال المكتبية التي تؤدي بها الى الاستقلال عن الاخرين وبناء حياة خاصة بها.
وفجأة سمعت صوت رجل يقول لها :
ماذا تفعلين هنا؟
فاستدارت وقلبها يكاد يقفز من بين ضلوعها فاذا بها وجها لوجه امام جايسون فقالت له:
انا لا احاول الهرب اذا كان هذا ما خطر ببالك!
ووقف ينظر اليها وكم كانت دهشتها عظيمة حين رأته يبتسم وهو يقول لها:
لم يخطر ذلك ببالي..في كل حال لا يمكنك الهرب بالقليل من المال الذي بحوزتك!
فشعرت سارة بالارتياح لسبب تجهله الا اذا كان السبب وجوده قربها وهو يبتسم.
وقالت له بجفاف:
هذا دليل على كرمك.
وكانت تشير بذلك الى انها وجدت بعد يوم من وصولها ظرفا تحت باب غرفتها يحتوي على القليل من المال لمصروفها اليومي.
فقال لها:
لم اشأ ان اجازف واستند الى الحجز بقربها وتابع قائلا:
لم تخبريني ماذا ذهبت تفعلي في بورغوث.
فاجابت بتردد:
لا شيء يثير الاهتمام رافقت عمتك الى حيث تتعلم التطريز ثم فارقتها وتمشيت في شارع البلدة بعض الوقت قبل ان استقل الاوتوبيس عائدة الى هنا.
منتديات ليلاس
فقال لها:
لا حاجة بك الى اوتوبيس انا عائد الى البيت بعد حين وبوسعك ان تأتي معي.
واشار اليها بالصعود في سيارته المتوقفة على مقربة من المكان.
وجلست الى جانبه في تلك السيارة الفخمة وهي تعبر الشوارع باتجاه البيت وحاولت ان تجد ما تكلمه به ثم آثرت ان تصمت ملقية يديها المتشابكتين في حضنها.
ثم قالت له بعصبية ظاهرة:
لحسن الحظ انك رأيتني وانا واقفة هناك.
فاجاب بدون ان ينظر اليها:
حظك انت ام حظي انا؟
حظي انا طبعا لاني لم ادفع من مصروفي القليل الخاص اجرة الاوتوبيس!
فابتسم ابتسامة عريضة بعض الشيء وقال:
هكذا اذن؟
وبعد صمت قصير سألته قائلة:
هل حوض بناء السفن مكان واسع؟
فاجابها وهو يخفف سرعة السيارة عند المنعطف:
ليس واسعا بما فيه الكفاية كنت اضع الخطط لتوسيعه ولكن........
واجتاز المنعطف ولكنه لم يكملب عبارته.
ولم تحاول سارة ان تتابع الحديث معه فلزمت الصمت الى ان وقفت السيارة امام منزل ضخم في احد الشوارع الخلفية ولم تكن سارة تعرف كيف يكون حوض بناء السفن ولذلك فوجئت حين فتح جايسون بوابة حديدية ثقيلة ودخل منها مشيرا ان تتبعه.




:57::57::57:


يتبع..................

أحاااسيس مجنووونة 04-08-10 04:25 PM

كان في الحوض عشرة رجال او اكثر قليلا يعملون في البناء كل منهم في حقل اختصاصه وكان في الجو ما يشبه رائحة الزيت وصدى اصوات يعلو على هدير الادوات الكهربائية.
وكان على يمينهما وهما داخلان الى الحوض مركب كبير على وشك الانتهاء فقالت سارة:
ياله من مركب جميل حقا!
واقتربت اليه وهي تبدي اعجابها به فقرأت اسم ((ديانا)) مكتوبا باحرف بيضاء لامعة في مقدمته.
فقالت لجايسون:
هل هذا هو اليخت الذي تبنيه لاولفير فوريس؟
فلما اجاب بالايجاب قالت:
انه مركب فخم ورائع!
نعم فهو دمية في يد رجل ثري واظن انك شاهدت كثيرا مثله.
وكان هذا صحيحا ففي غضون السنة التي عاشتها مع رالف ابحرت في يخوت اصحابه الاثرياء اكثر من مرة ولكنها لم ترد الان ان تدخل مع جايسون في مثل هذا الحديث وجالت بنظرها في ارجاء الحوض وقالت:
هذا مكان واسع جدا.
اوسع مما توقعت؟
لم اكن اتوقع شيئا لاني لم افكر في هذا الموضوع ابدا.
منتديات ليلاس
ورمقها جايسون بنظرة وقال:
لم تفكري في هذا الموضوع؟ ولكن لا شك ان هنالك من فكر فيه عنك!
واستولى عليها الغضب من هذا الكلام وكاد الشرر يتطاير من عينيها وخطر لها ان تضربه على وجهه امام جميع عماله ولكنها ضبطت اعصابها وقالت له:
الا تقلع عن توجيه مثل هذه التهم الي؟ تعبت وضجرت منها حتى الموت....... واعجب كيف انك لا تزال مصرا على الظن بأني تزوجت تيم لاجل ماله!
فاجابها وهو ينظر الى اصابع يديه:
في كل حال الى الان انت لم تستفيدي شيئا ولكن وقت الحساب لن يطول.
وقت الحساب؟ لا افهم ما تعني.
وتفرس جايسون في وجهها جيدا قبل ان يقول:
اكاد اقتنع بصدق كلامك!
واستدار نحوهما مصدر صوت يناديه فاذا باوليفر فوريس مقبلا نحوهما كان يرتدي سترة جلدية غالية الثمن وعلى شفتيه ابتسامة عريضة.



:Welcome Pills4::Welcome Pills4::Welcome Pills4:

يتبع.............

أحاااسيس مجنووونة 04-08-10 04:26 PM

وبادرهما التحية ثم قال وهو يحدق الى سارة:
يالها من مفاجأة سعيدة........كيف حالك يا سارة؟
فردت التحية بمثلها وهو ينظر اليها على نحو احرجها وضايقها وهنا قال جايسون بنبرة عملية:
يختك سيكون جاهزا في الموعد المعين وغدا نضعه في مكانه في الميناء.
فاجابه بابتهاج:
انجاز رائع ..........ما رأيك باقامة حفلة تدشين؟ يمكننا ان نبحر بالخت الى فرنسا وهناك.......
فقاطعه جايسون قائلا:
هناك؟ ليس بهذه السرعة يا صديقي يجب ان يمر بمرحلة ((الروداج)) قبل ان يقطع مسافة بعيدة كهذه ثم ان هناك بعض المعاملات الرسمية يجب انهاؤها.
فقال اوليفر:
ولكن يمكننا ان تصعد اليه حين يوضع على الماء.
هذا ممكن بالطبع.
اذن دعنا نجتمع كلنا هنا في السادسة والنصف مساء فما رأيكما؟
ونظر اوليفر الى سارة وخاطبها قائلا:
ارتدي ثيابا دافئة يا سارة هذا المساء.
وبعد ان امتدح زيها الذي كانت تلبسه قال لجايسون:
هل توافق يا جايسون الساعة السادسة والنصف.
ونظرت سارة الى وجه جايسون فرأته جامدا وغير متأئر بشيء.
وقال جايسون بعدم اكتراث:
اوافق.
منتديات ليلاس
وبدا لسارة ان موقف جايسون ليس كما يجب ان يكون موقف رجل اتم صفقة تجارية كبيرة.
واقبل رجل من العاملين في الحوض فهمس في اذن جايسون كلاما اعلن على اثره لسارة واوليفر انه مضطر الى فراقهما قليلا لمحادثة الرجل .
وعندما انفرد اوليفر بسارة لم يظهر عليه انه كان مستعجلا للرحيل والقى بيده على المركب الجديد مداعبا خشبه الجديد الرائع وهو يقول لسارة:
كم اتوق الى رؤيته في الماء....وديانا كذلك فهي وجايسون تعاونا على تأثيثه في الداخل منذ البداية.
وقهقه ضاحكا ثم تابع كلامه قائلا:
وتعاونا على اكثر من ذلك...........
والقى نظرة ذات مغزى على جايسون وهو يتحدث الى رجلين اثنين على رصيف الحوض.
فسألته سارة قائلة:
هل ديانا مخطوبة الى جايسون؟
فقهقه ثانية واجاب:
ليس رسميا بعد........ربما غدا فيكون الاحتفال احتفالين...........قال ذلك ثم ودعها بتردد.
وراقبته وهو يبتعد عنها فشعرت بالضيق والكآبة اذ لم يخامرها اي شك في ما سيكون عليه الاحتفال الثاني غدا.




نهاية الفصل السادس......




:toot::toot::toot:

أحاااسيس مجنووونة 07-08-10 01:46 PM

7- انت خفيفة كالريشة.




وفي طريق عودة جايسون وسارة في السيارة الى البيت لزم جايسون الصمت طويلا ثم قال لها:
هل تريدين حقا ان تحضري الحفلة غدا يا سارة؟ فربما استطيع ان اجد عذرا لعدم حضورها.
فلم تتردد في الاعراب عن رغبتها في الحضورلانها ارادت ان ترى كيف يتصرف مع ديانا فوريس ففي ضوء ذلك تستطيع ان تتأكد من كثير من الامور.
فقالت له:
اظن ان الحفلة ستكون ممتعة .........كان اوليفر مصرا على دعوتنا الى حضورها ومعتزا بيخته الجديد..........فهو رجل طيب الا تظن ذلك؟
فاسترخى في مقعده وحدجها بنظرة تأمل طويلة ثم قال:
ولا تنسي ايضا ان اوليفر رجل ثري!
فأثارتها نبرته الاتهامية فأجابته بعصبية:
ماذا تقصد بكلامك هذا؟ الا تستطيع ان تقلع عن عادتك في الخبث والدس؟
فرفع حاجبيه وتطلع اليها بأجفان ترتعش كأنما طعن بحربة وقال:
الحق معك......ربما اصبح ذلك من عادتي.
وحين علمت العمة فيرا بخبر الحفلة ابتهجت وقالت لسارة:
ماذا ستلبسين يا عزيزتي؟ سيكون الطقس باردا على ظهر اليخت في هذا الوقت من السنة .
فأجابتها سارة:
نعم هذا ما قاله اوليفر ايضا واقترح ايضا ان ارتدي اللباس الذي كنت ارتديه بعد ظهر اليوم.
فكرة صائبة نعم كنت بارعة الحسن في ذلك اللباس الزاهي الا تعتقد ذلك جايسون؟
فأجابها بالايجاب بدون ان ينظر اليها وكان يقطع بالسكين آخر قطعة من التفاحة التي بين يديه وهو جالس الى الجانب المقابل من المائدة.
وتابعت العمة فيرا كلامها قائلة:
ستعتني بسارة يا جايسون اتعدني؟ ارجو ان تنتبه الى انها لن تبرد في الحفلة فصحتها تحسنت كثيرا ولا نريد ان يصيبها اي انتكاس.
فرفع جايسون عينيه هذه المرة وتطلع الى سارة مبتسما وقال:
اعتقد ان اوليفر سيعتني بها جيدا.........فهي استطاعت بسرعة فائقة ان تثير اهتمامه........والان هل تسمحا لي بان اترككما؟ فعندي عمل ضروري يجب علي انجازه الليلة.
قال ذلك وحمل فنجان القهوة وخرج من الغرفة.
اما سارة فكادت تقهقه ضاحكة ذلك لانها لاحظت ان فيرا تشك في وجود عاطفة بينها وبين جايسون وان تصرفه ناجما عن غيرته من اوليفر.
ورمقت فيرا الجالسة الى جانبها بنظرة وهي تفكر كم كانت فيرا تختلف عما كانت تتخيلها قبل ان تراها فهي اصغر سنا بشعرها الكستنائي الناعم وعينيها العذبتين اللتين تشبها عيني تيم وروحها الشابة التي اتاحت لها ان تعرف بنفسها امورا كثيرة لم تخبرها بها سارة .



:Welcome Pills4::Welcome Pills4::Welcome Pills4

أحاااسيس مجنووونة 07-08-10 02:39 PM

وقالت لها سارة:
شملتني بعطفك ورعايتك منذ جئت الى هنا يا عمتي فيرا قبلتني على علاتي ولم تسألي اية اسئلة!
فأجابتها فيرا:
عندما تريدين ان تخبريني بأي شيء او تتحدثين في اي امر فما عليك الا ان تفعلي.......وقد يكون الوقت لم يحن بعد!
فقالت لها سارة:
سيحين الوقت قريبا جدا.
وكانت سارة بالفعل عازمة على ان تصارح فيرا بكل شيء قبل ان تغادر منزلها وتمنت ان يكون ذلك عما قريب.
وفي اليوم التالي كانت الشمس مشرقة والنسيم دافئا عليلا وهو طقس اقرب الى منتصف حزيران (يونيو) منه الى منتصف نيسان (ابريل) ولم تأت الخادمة كعادتها كل صباح فأصرت سارة على مساعدة فيرا في تدبير شؤون المنزل وقالت:
سأهتم بتنظيف غرف النوم فهذا لن يضيرني في شيء.
وبالفعل لم يضيرها في شيء دخولها غرفة جايسون وتنظيفها وترتيبها بحماسة وكانت تلفتت كأنما تراه هناك فأمام المرآة كان يحني ظهره ليمشط شعره وعند النافذة كان يتطلع عبر البحر الى الافق البعيد وهو يفكر في عمله وفي السفن التي سيبنيها وربما في ديانا فوريس كلا كل شيء ولا ديانا فوريس فلو شاءت ان تدخل هي في حياة جايسون فلن يكون فيها مكان لتلك الفتاة.
منتديات ليلاس
ولم تكد سارة تنتهي من ترتيب الغرفة حتى خرجت منها بسرعة وتنفست الصعداء.
ومر ذلك النهار ببطء وفيما العمة فيرا تأخذ قسطها من الراحة تمشت سارة حول المنزل من جهة البحر كان منظر البحر رائعا نظرت صوب الافق البعيد وتمنت لو انها تبقى طوال حياتها في ذلك المكان الذي اصبحت تحبه كل الحب.
ولم يظهر اي اثر لجايسون كل النهار ولكنه في السادسة مساء عاد الى المنزل ودخله كالعاصفة وراح يصعد السلم درجتين درجتين ثم نزل الى غرفة الجلوس بعد ذلك بنحو عشر دقائق وشعره لم يزل مبللا بعد الاستحمام وكان بلباسه الرمادي وقميصه الحريري المقلم وربطة عنقه الحمراء الغامقة حسن الهندام بحيث خفق قلب سارة رغبة واعجابا عندما وقع نظرها عليه.
وقال لها دون ان يتطلع اليها:
هل انت مستعدة؟
واصعدها الى السيارة ثم ودع العمة فيرا في المطبخ وقاد السيارة بسرعة العاصفة في الطريق الساحلية ولكنهما مع ذلك لم يصلا في الوقت المعين لركوب العوامة في ساندفيلس فكان عليهما انتظار النقلة التالية وحين وصلا في آخر الامر الى ميناء اليخوت كان اوليفر وديانا قد سبقاهما.
اوقف جايسون سيارته وراء سيارة اوليفر الحمراء الفخمة فأقبلت عليه ديانا وطوقته بذراعيها حالما نزل من السيارة وهي تقول:
اليس هذا رائعا عندما اخبرني اوليفر عن الحفلة طرت فرحا ..........آه حبيبي جايسون كم انت رجل فطن وذكي لانك انهيت يختنا الجميل في الموعد المحدد........وانا الان متشوقة جدا للصعود اليه.
وكانت سارة جالسة في السيارة تراقب ديانا فرأتها فتاة جميلة ممتلئة القامة تنضح صحة وعافية وكانت آنذاك ترتدي بنطالا ضيقا ازرق اللون وسترة فرو بيضاء لا تصل الا الى خصرها .
وفكرت سارة بحزن ان ديانا هي فتاة من النوع الذي يرغب جايسون في الزواج به ذلك لانه رجل يقضي معظم وقته في الطبيعة ويعمل في بناء السفن.
وقالت ديانا لجايسون وهي تمسكه بذراعيه غير مبالية بوجود سارة في السيارة.
هيا بنا.....لم اعد اطيق الانتظار .
فابتسم لها ورد مازحا:
هل انت مستعدة لدخول مباراة السباق حول العالم؟
كيف لا ؟ شرط ان تكون برفقتي!



:toot::toot::toot:

أحاااسيس مجنووونة 07-08-10 03:11 PM

فتأوه جايسون وقال:
ماذا يطلب الرجل اكثر من ان يكون بجانب احدى عرائس البحر في خضم محيط دافئ!
لا احد دعاني عروس البحر من قبل يا جاي!
وهنا لم تستطع سارة ان تطيل الصبر فنزلت من السيارة وهي تقول لجايسون وديانا:
كفاكما الان..........هيا بنا الى حيث نحن ذاهبون.
وما كادت تضع قدميها على الارض حتى تلقفها اوليفر وامسك بيديها الاثنتين مرحبا وهو يقول :
كم انت رائعة الجمال يا حلوتي! هل تسمحين لي؟
وفي لحظة كان يطوق خصرها وقبل ان تدرك ماذا ينوي ان يفعل طبع قبلة على خدها.
وفي هذه الاثناء كان جايسون افلت من ديانا وقال:
هيا بنا......انذهب في سيارتي ام في سيارتك يا اوليفر؟
في سيارتي جايسون وديانا يجلسان في المقعد الخلفي وسارة تجلس بجانبي وتمسك يدي وانا اقود السيارة......
فلزم جايسون مكانه وقال:
انا لا اثق بسائق يقود سيارته بيد واحدة.
فحدجه اوليفر بنظرة حائرة واجاب:
تعال جايسون............كنت امزح لا اكثر ولا اقل.
وقهقهت ديانا ضاحكة ودعت جايسون الى الصعود الى سيارة اوليفر وهي تقول بابتسامة كشفت عن اسنانها البيضاء:
عهدي بك طويل البال يا حبيبي!
وصعدت سارة الى السيارة وجلست الى جانب اوليفر فرحب بها وشد على ركبتها بيد وادار المحرك باليد الاخرى.
وكانت الميناء على بعد بضع دقائق وحين وصلوا اوقف اوليفر السيارة فنزلوا وساروا على الرصيف.
منتديات ليلاس
وانحنى اوليفر نحو سارة وهو يقول:
هذا شيء عظيم.......اي لقاؤنا اليوم في هذا الاحتفال!
ولم تكن سارة متأكدة من صحة هذا الكلام فالليلة كما بدأت لم تكن تبشر بالخير.
وحاولت سارة ان تغير الجو فجالت بنظرها في الميناء وقالت:
تبدو هذه الميناء قديمة حتى يخيل اليك انك قد تفاجأ بقرصان نزل الى اليابسة ويستريح في احدى الزوايا!
كانت هذه الملاحظة غير حكيمة وادركت سارة ذلك ولكن بعد ان نطقت بها فما كان من اوليفر الا ان رمقها بنظرة كلها معنى ثم اقترب وهمس في اذنها قائلا بلهجة مجنونة:
ما ان نصعد الى اليخت حتى تصبحين كلك لي!
وهنا ارتفع صوت جايسون مخاطبا اوليفر:
اوقفنا اليخت داخل حائط الميناء لهذه الليلة فقط وسنعيدها الى مربضها غدا اذا كان هذا هو الذي تريده!
فأجابه اوليفر:
كما تقول يا صديقي.
وما ان حانت منه نظرة الى اليخت حتى صاح:
هذا هو.....هيا بنا نصعد اليه في الحال.
وقفز من السيارة ومد ذراعيه ليساعد سارة في النزول ولكن جايسون اندفع نحوها وسار بها نزولا على السلم الحديدي الستند الى حائط الميناء وتبعتهما ديانا بعد ان ابدت عدم حاجتها الى مساعدة جايسون.
وبدا اليخت لسارة حين وصلا اليه اصغر مما خيل اليها عندما رأته للمرة الاولى غير انه كان مركبا رائع الفخامة حقا ودخل جايسون وديانا في حديث يتناول بالتفصيل كل ناحية من نواحي اليخت: كيف يعمل؟ ومن اي شيء يتألف؟ ولاي شيء هذا الجهاز او ذاك؟..........اما سارة فسارت مع اوليفر وهي تحاول ان لا تبالي بالاخرين وما بدا عليهما من انسجام ووحدة حال.
وقال اوليفر لسارة:
انا لا اعلم شيئا عن كل هذه التفاصيل التي يتحدثان عنها فهي من اختصاص ديانا وكل ما افعله هو اني ادفع التكاليف.....وهذا اليخت ارادته ديانا وهي دائما تنال ما تريد!
ونظر الى حيث جايسون وديانا وكان جايسون يطوق خصر رفيقته بذراعه وهما مستغرقان في الحديث.



:liilase::liilase::liilase:

أحاااسيس مجنووونة 07-08-10 03:47 PM

ثم تابع اوليفر كلامه قائلا:
افهمت ما اعني؟ انظري اليهما......كأن احدهما خلق للاخر.
وخشيت سارة ان ما يقوله صحيح فديانا هي النوع الذي يليق به بينما هي ليست سوى فتاة ساذجة سمحت للاخرين بان يوجهونها كيفما يريدون غير ان ذلك يجب ان يوضع له حد وهي ستفعل ذلك قريبا فهي الان افضل حالا من ذي قبل وبامكانها ان تبني مستقبلها بنفسها بدون حاجة الى جايسون او سواه.
ودخلوا جميعا الى غرف اليخت فاذا هي مصنوعة على نحو رائع لا يوصف فالجدران من خشب والمقاعد من المخمل وهناك كل ما يحتاج اليه الانسان من اجل الراحة والعيش الهنيء.
وقالت ديانا لجايسون:
هذا تماما كما تخيلته يا جاي انت رجل ماهر يا حبيبي الدليل هذا المركب الفائق الجمال..........
وقهقهت ضاحكة وهي تدعو الجميع الى الطعام والشراب واللهو احتفالا بهذا الحدث السعيد.
وحين اخذت انوار اليخت تخفت اعلن جايسون ان قوارير الغاز لم تكن متصلة بالخزان ولكن هناك مشغلا كهربائيا في مكان ما من اليخت واجتاز المطبخ الى الجهة الاخرى تتبعه ديانا وهي تضحك بصوت مسموع ثم ساد الصمت وبقيا هناك ولم يعودا.
وكان اوليفريجالس سارة فلما خفت النور وخلا الجو امسك بذراعها وجرها الى الفراش وهو يقول:
الفراش ضيق قليلا يا حبيبتي...........ولكن لا بأس!
وجذبه اليه بشدة وكانت الرغبة اخذت منه كل مأخذ مما ازعجها كثيرا وجعلها تحاول الابتعاد عنه.
فقال لها:
لا تتصرفي معي هكذا يا حبيبتي اعلم انك مررت بايام صعبة ولكن الحياة لا تتوقف عن السير الى الامام ولا فائدة من العيش في الماضي.
منتديات ليلاس
كان يقول ذلك ويده تعبث بشعرها فدفعته عنها وهي تلتمس منه ان يعف عنها ويتركها وشأنها وكانت تفعل ذلك بما امكنها من الهدوء لئلا تعكر الجو وتزعج جايسون وديانا في الجهة المقابلة.
ولكن اوليفر لم يشأ ان يتوقف بل شدها اليه اكثر فأكثر وجعلها تستلقي على الفراش وبدأت تشهق بالبكاء فأطبق يده على فمها ثم حاول عناقها.
وفجأة تسلط عليهما نور المشعل الكهربائي وظهر جايسون في الباب ثم تقدم نحوهما بصمت وقال:
كفى الان.....هيا .....نحن ذاهبون.
فأفلت اوليفر سارة التي سارعت الى الوقوف على قدميها وكل ما كانت تتمناه آنذاك هو ان تقفز من اليخت الى البحر وتغرق في اعماقه.
ونهض اوليفر بصعوبة وهو يقول لجايسون:
لم يكن لائقا ان تفعل هذا يا صديقي.
فأجاب جايسون :
علينا الرجوع الى البيت الس كذلك؟
وصاحت ديانا وراءه بفرح وابتهاج:
دعونا كلنا نعود الى بيتنا ونستمع الى الموسيقى ونرقص ونأكل ما نجده في الثلاجة.
وضاق صدر سارة خصوصا حين خطر ببالها ما يمكن ان يحدث قبل نهاية تلك السهرة فاندفعت الى الخارج رغبة منها في التخلص من اوليفر فوريس ويخته الفخم واخته المتكبرة وكانت تشهق بالبكاء وهي تضع قدمها على الدرجة الاولى من السلم الحديدي الذي يصعد بها من الميناء.
ولكن ما ان صعدت درجتين او ثلاث حتى زلقت قدمها وعبثا حولت التمسك بحاجز السلم فسقطت وغابت عن الوعي وحين عاد اليها وعيها وجدت نفسها على ظهر اليخت وجايسون قربها.
وقال لها:
من الجنون ان تفعلي ذلك لماذا لم تنتظري؟
كان غاضبا ولكنه كان يلمس ساقها وكاحلها برقة ولطف ويقول :
هل الوجع شديد هنا؟ لا اظن ان هنالك كسر.
وجلست سارة بصعوبة وقالت:
الوجع في كاحلي فقط.
ووقعت ديانا امامها وهي تقول لها:
قفي على كاحلك فتعرفين اذا كان اصيب باذى.
قالت هذا الكلام بانزعاج ظاهر لانها خشيت ان يحول هذا الحادث دون اكمال بقية السهرة.
وتمسكت سارة بيد جايسون فيما طوقت احدى ذراعيه خصرها وتهالكت واقفة على قدميها وشعرت بوجع في كاحلها ولكنه لم يكن شديدا الا انها تظاهرت بالوجع الشديد وصرخت متأوهة عن قصد.


:7_5_129::7_5_129::7_5_129:

أحاااسيس مجنووونة 07-08-10 04:43 PM

واحست ان ذراع جايسون تشدها اكثر من قبل فازدادت استنادا اليه وهي تشعر بالارتياح وادركت ان السبيل الوحيد لاشباع جوعها الشديد الى عطفه ومودته هو ان تختلق ازمة ما وقال لها جايسون:
يجب ان اعود بك الى البيت لارى تماما ماذا اصابك فلا فائدة من محاولة معرفة ذلك هنا.
فصاحت ديانا:
لا حاجة الى ذلك..........يكفي ان تذهب معنا الى بيتنا وهناك يمكن معالجة الامر بالتي هي احسن.
فاجابها جايسون بحزم:
شكرا لك يا ديانا ولكنني افضل ان افعل كما قلت.
والتفت الى سارة قائلا:
هل تستطيعين ان تستندي على ذراعي يا سارة فاحملك الى رصيف الميناء؟
ورفعها بدون صعوبة فتعلقت بعنقه وخبأت وجهها في شعره الاسود الكث وصعد بها السلم ثم اوقفها على الارض قائلا :
انت خفيفة كالريشة والان انتظري هنا اريثما اذهب وآتي بسيارتي.
واقبلت ديانا يتبعها اوليفر وقالت:
الا يمكن لاوليفر ان يأخذها الى البيت حيث تعتني بها العمة فيرا؟
فاجابه جايسون:
العمة ليست في البيت فهي في زيارة لاحد المعارف ثم انني اشك في ان اوليفر يقدر ان ياخذ احدا الى اي مكان وهو في مثل هذه الحالة واني انصحك يا ديانا ان تقودي انت السيارة لا هو.
وحملقت ديانا فيه مليا وهي حائرة في امرها هل تتراجع عن موقفها ام تستمر فيه؟ ويبدو انها قررت التراجع فقالت لجايسون:
كانت الحفلة رائعة على كل حال...........نراك غدا في الميناء لدفع الترتيبات الاخيرة.
فاجابها جايسون وهو يبتعد عنها بسرعة لجلب سيارته:
بكل تأكيد.
منتديات ليلاس
ونظرت ديانا الى سارة وكانت جالسة على حجر وقالت لها:
هل تريدين ان ننتظر معك الى حين عودته؟
فاجابتها قائلة:
لا لا ارجوك لا حاجة الى ذلك وداعا والى لقاء اخر .
وتمتمت ديانا بصوت مسموع:
يالها من سهرة بائخة! تعال يا عزيزي دعنا نستقل السيارة.
وامسكت بذراع اخيها وسارت به وهي بادية الاضطراب في اتجاه السيارة.......زززولم يبق عليها الا ان تنتظر عودة جايسون التي قد لا تكون عودة ميمونة لانها افسدت عليه السهرة هو ايضا.
ولكنه حين عاد لم يوجه اليها اية كلمة لوم على ما سببته من مضايقة ادت الى انهاء السهرة قبل اوانها فساعدها على الصعود الى السيارة ثم جلس وراء المقود وقال بلهجة ساخرة:
هل انت مرتاحة الان يا عزيزتي المسكينة؟
فاجابته وهي تبتعد عنه ما امكن:
نعم شكرا.
وبعد فترة من الصمت لاحظت سارة اثناءها ان جايسون لا يسير في الطريق التي جاء منها فسالته قائلة:
السنا عائدين بالعوامة؟
فاجابها ببساطة:
كلا سنأخذ الطريق الطويل فالوقت مناسب للنزهة.
ولكنك وعدت بارجاعي الى البيت لكي......
فقاطعها قائلا:
لكي افحص كاحلا لم يصب باي اذى!
كيف عرفت ذلك؟
لم اشك في الامر مطلقا لانك لم تظهري اي وجع حين لمست كاحلك لاول مرة......فلماذا قررت بعدئذ التظاهر بالوجع وتمثيل هذه المسرحية؟
لاني لم اشأ ان اذهب الى بيت فوريس.
ولم ينظر اليها ولكنها استطاعت على ضوء البريق المنعكس من انوار السيارة ان ترى حاجبيه يرتفعان علامة التفكير .
وانقضت فترة طويلة اخرى من الصمت ففكرت ان جايسون لم يظهر اي انزعاج لعدم انهاء السهرة في بيت فوريس فسرها ذلك كما لو انها تلقت هدية لا تثمن.
واجتازت السيارة ويرهام عبر الطريق الساحلية ثم قال جايسون :
سنصعد التلال وهناك نتوقف ونشرف على منظر رائع.
وتسائلت سارة بينها وبين نفسها بخوف واضطراب عما قد ينتظرها بعد التوقف والتأمل في المنظر الرائع.
منتديات ليلاس
واخيرا وصلت بها السيارة الى المكان المقصود فتوقفت ولم يكن الظلام قد خيم بعد وحين تطلعت سارة الى تحت رأت منظرا ولا اروع كانت مياه البحر تلمع كالفولاذ المصفح والبيوت والمنازل التي على ساحله ترسل بصيص نورها كسراج الليل وكان الضباب يصعد شيئا فشيئا عبر الحقول المجاورة.
ونظرت سارة الى جايسون قائلة:
ما اجمل هذا المكان!
فاجابها:
نعم ولكني لم آت بك الى هنا لهذا الغرض يجب ان اتحدث اليك وهذا المكان مناسب خصوصا والعمة فيرا لابد ان تكون رجعت من زيارتها.


:dancingmonkeyff8::dancingmonkeyff8

أحاااسيس مجنووونة 07-08-10 06:04 PM

واصلح من جلسته بحيث يستطيع ان يراقبها جيدا ثم تابع قائلا:
اخبريني اولا لماذا لم تريدي ان تذهبي الى بيت فوريس.
لاني لم اشأ الانفراد باوليفر كان جريئا وقحا مما ضايقني كل المضايقة.
ولكن لم يظهر ذلك عليك حين سلطت النور عليكما وانتما في الفراش .
الظواهر كثيرا ما تغش وتخدع ............وانت دائما تحكم بالظواهر.
هل تحاولين اثارة الخصام بيننا يا سارة؟
كان هذا الكلام يخيفها منذ اسبوع هناك في الغربة ولكنه لم يعد يخيفها الان فاجابته بشجاعة:
لا ابالي بشيء بعد الان فاذا كنت تريد الخصام فانا مستعدة له .
فاجابها بلطف لم يعرف عنه في مثل هذه الحالة:
لا اريد الخصام......اذن فانت لم تكوني تغررين به لانه ثري جدا كما تعلمين!
فاثار كلامه غضبها فصاحت به:
كفاك كلاما عن المال الا تستطيع ان تفكر بشيء اخر؟
في وسعي التفكير في اشياء كثيرة ......ولكن مالنا ولذلك الان هل تحاولين ان تقنعيني انك لم تكوني تريدين فوريس؟ اذن لماذا لم تصرخي او تستنجدي؟
لاني لم اشأ ان ازعجك واحرجك فهما قبل كل شيء من اصدقائك.
كلا ما هم من اصدقائي هم مجرد زبائن.
وتسرعت سارة وقالت:
هل تعودت الانفراد بزبائنك من النساء في غرفة مظلمة؟
فاجاب بهدوء:
اهذه هي المسألة اذن ؟ الان فهمت.
ماذا فهمت؟
منتديات ليلاس
وطالت فترة الصمت من جديد حتى كادت سارة تختنق فوضعت يدها على عنقها وقالت:
هل لهذا جئت بي الى هنا؟
فأجابها بصوت هادئ عميق:
كلا خيل الي انه لا يمكن ان نتفاهم تفاهما صحيحا على اي شيء واظن انه حان الوقت لان تخبريني القصة بحذافيرها وكيف انتهت بزواجك بتيم وماذا حدث بعد ذلك.......فانت تصرين على القول اني اسأت الحكم عليك........فارجو ان تبرهني لي ذلك؟
كان هذا ما تاقت اليه سارة وحين جاء شعرت بالرعب فقالت:
ولكن هل ستصدقني؟ ام انك كعادتك ترمي كل ما اقوله لك في وجهي؟
لا ادري عليك ان تغامري.
وضاق صدرها لهذا الكلام فاستندت في مقعدها الى الوراء وتاوهت قائلة في نفسها انها لو اخبرته حقيقة الامر ولم يصدقها فعندئذ تأتي نهاية كل شيء وسيكون عليها ان تغادر بيته في اسرع وقت والى الابد.
وقالت له:
حسنا سأخبرك بكل شيء.
وهناك في ذلك المكان المرتفع والظلمة تلف الكون اخبرته بكل شيء كيف مات والدها وهي طفلة وكيف تزوجت والدتها برالف ومما قالته له ان العائلة كانت ميسورة وتقطن في منزل جميل في ضاحية لندن وبعد موت والدها ارسلت الى مدرسة داخلية ثم قيل لها بعد فترة قصيرة ان والدتها توفيت وكانت آنذاك في السابعة من عمرها.
وسألها جايسون قائلا:
وهل كان رالف يهتم بك ويزورك احيانا؟
فاجابته قائلة:
زارني مرة واحدة واخبرني انه كان علي ان ابقى في المدرسة الداخلية لانه لا يقدر ان يأخذني لاسكن معه ولم يكن لدي اقارباء من اي نوع يمكنني الاقامة عندهم واخبرني رالف ايضا ان المال لا يكفي الا لاقساطي المدرسية وان علي ان لا اتوقع اي شيء اضافي منه .
اذن كان هو من يدفع اقساطك المدرسية.
كلا علمت بعد ذلك بسنوات عديدة ان والدي تعاقد مع شركة تأمين عند ولادتي على ان تنفق على دراستي وهكذا لم اكن في الواقع مدينة لرالف باي شيء.
واخبرته كيف ان رالف اتى لزيارتها بعد ذلك بعدة سنوات اي عندما اقترب وقت الانتهاء من دراستها واخذها للسكن معه فكانت ترافقه في رحلاته الى المنتجعات التي يؤمها الاثرياء وينفق على ملابسها الفاخرة ويعرفها على اصدقائه.
وقالت سارة لجايسون:
كان يعتقد اني ما ازال ساذجة وهذا صحيحذلك لان المدرسة لا تعلم الخبرة الحقيقية وكان رالف لطيفا معي وحلو المعشر الى حد بعيد ولكنه لم يكن يسمح لي بمعاشرة الشبان امثالي لانه لم يرد ان اقع في الحب فافارقه وصدقت كلامه وبعد حين صادقت تيم في اكابولكو.
ولزمت الصمت فترة فحثها جايسون على متابعة الكلام فقالت:
وقع تيم في غرامي وطلب مني ان اتزوجه فوافقت بعد ان عجزت عن اقناعه بالرجوع عن طلبه هذا كنت اميل اليه كثيرا ولكني لم اقع في غرامه وفي اي حال لم اكن اعرف ما هو الحب واخذت نفسا طويلا قبل ان تتابع كلامها فاخبرته عن زيارة كارلوس سورانو في قصره في مدينة مكسيكو وعن الشعور الذي اثارته تلك الزيارة وكيف حاول رالف ان يقنعها بالزواج به ثم ذكرت لجايسون بالتفصيل كيف غضب رالف لانها لم تشأ ان تتزوج كارلوس وكيف حبسها في غرفتها في الفندق الى ان تقرر اما الزواج بكارلوس او العيش وحيدة لا تملك شيئا.

أحاااسيس مجنووونة 07-08-10 07:00 PM

وقال جايسون :
وعندئذ عثر عليك تيم.......
لا...نعم....نعم انقذني من يد رالف واخذني الى مكسيكو حيث تزوجنا كان تيم يفكر وينفذ كل شيء وفي القطار جرى ما جرى وانت تعرف باقي القصة.
وبعد صمت قالت لجايسون:
كان تيم يحبني من كل قلبه وانا كنت اميل اليه كثيرا ولابد انني كنت ساحبه في النهاية وأمنحه كل شيء.
ونظرت صوب الافق البعيد والدموع تتساقط من عينيها.
فسألها جايسون:
الم تعاشري تيم؟
فأجابته قائلة:
وهل من الضروري ان تعرف؟
نعم من الضروري.
كلا ففي ليلة زواجنا قال لي اني كنت متعبة فلم يشأ ان يزعجني.
واستسلمت للبكاء كطفل فتركها جايسون لتهدأ قليلا ثم قال لها:
اذن لم تكن هنالك خطة للاستيلاء على بعض ما تملكه عئلة نايت من ثروة؟
فقالت له:
لم اكن اعلم آنذاك ان لعائلة نايت اية ثروة.
ولكنك يجب ان تعلمي الان ان للعائلة ثروة ضخمة فوالدي ورث عن والده مالا كثيرا فوظفها في بناء السفن وحين توفي منذ عشر سنوات ترك ارثه مناصفة بيني وبين تيم وحصة تيم التي يمكنك المطالبة بها الان بوصفك ارملته تبلغ مبلغا لا بأس به من المال فلو شئت سحبها من الشركة لتركتني في حالة مادية صعبة ذلك لاني كنت في المدة الاخيرة اوسع اعمال الشركة خصوصا في الخارج ولهذا السبب كنا في المكسيك.
فسارعت سارة الى القول:
لن افعل شيئا من هذا لن افكر مطلقا ان استولي على ثروة تيم فانا لست بحاجة الى شيء وليس من الانصاف ان افعل ذلك.
الانصاف لم يعد فضيلة متداولة هذه الايام خصوصا فيما يتعلق في المال..........
واصرت سارة على القول انها لن تلمس شيئا من اموال تيم وبعد حين قال لها جايسون:
اذن هذه هي القصة ..........لا خطة ولا مؤامرة ولا اي شيء من هذا القبيل بمشاركة رالف!
كلا وارجو ان لا تقع عيني على رالف مرة اخرى ما دمت على قيد الحياة.
ولم يتحرك جايسون من مكانه ولا تفوه بكلمة ولكن نظراتهما تلاقت في تلك العتمة وكانت لا تخلو من التوتر وخالجها شيء من الرعب فبدأت ترتجف.
وقال لها :
اريد ان اصدقك خصوصا اني لصبحت اميل اليك يا سارة.....اليك والى وجهك الصغير الجميل وشعرك المشع كنور الشمس وجسمك الرقيق.....وكم اردتك لحظة وقعت عيناي عليك اول مرة.
واحست سارة بالدماء تغلي في عروقها وانتظرت ان يدنو منها ويطوقها بذراعيه كما كانت تحلم دائما غير انه لم يفعل بل ادار محرك السيارة وهو يقول:
لو لمستك الان لا ادري اين انتهي فالافضل ان نعود الى البيت في الحال.
منتديات ليلاس
وقاد السيارة صامتا وعيناه تركزان على الطريق امامه وكانت سارة مستندة الى الوراء وهي تكاد تغرق في سيل من الهناء كان اذن يحبها وما عليها سوى الانتظار.
واجتاوت السيارة القرية باكواخها المضاءة في وسط الظلام ثم انعطفت نحو البحر حتى وصلت الى البيت.
وكانت فيرا هناك وسمعت صوت هدير السيارة فخرجت الى راس الدرجات فيما كانت سارة وجايسون يدخلان الى الباب الامامي.
فقالت لهما:
اهلا بكما........جئت منذ فترة وجيزة فرأيت سيارة واقفة هنا وفيها رجل قال انه زوج امك يا سارة واسمه السيد فرنسيس ولم اعرف ماذا افعل فدعوته الى الدخول عندما قال انك تنتظرين قدومه.
قالت هذا الكلام ودخلت البيت وسارت نحو المطبخ.
وكان رالف جالسا في غرفة الاستقبال يطالع احدى المجلات فوقف بادب وتهذيب حين دخلت سارة يتبعها جايسون.
فصاح بها مرحبا:
كم انا مشتاق اليك يا سارة يا عزيزتي..........ز
واقبل نحوها واخذ يدها بكلتا يديه ونظر الى عينيها ثم تابع قائلا:
كيف خطر لك يا صغيرتي ان تهربي وتتزوجي في الخفية عني؟
ثم تلك الحادثة .......آه كم تعذبت حتى وصلت الى معرفة ما جرى جهد جهيد ووقت طويل......لماذا لم تعودي الي؟
فشعرت سارة بالاختناق فوضعت يدها على عنقها وقالت له بصعوبة:
كان عليك يا رالف ان لا تحضر الى هنا فانا لا اريد ان اراك.
وكان جايسون واقفا وراءها فقال له:
هذا رايي انا ايضا يا سيد فرنسيس يجب ان اصارحك القول باني لا ارحب بك في بيتي واكون شاكرا لو تغادره في الحال!
فتظاهر رالف كم اصيب باذى وقال:
ولكن يا عزيزي لماذا.....
فقاطعه جايسون قائلا:
سمعت ما قلته لك ولست مضطرا الى تقديم اي مبرر ونظر الى سارة وقال:
اذا كنت تريدين ان تذهبي معه يا سارة فعليه ان ينتظرك في السيارة خارجا اما اذا اردت الانتظار الى الغد فبامكانك ذلك واهلا وسهلا بك.
وسار نحو الباب ووقف هناك وقال لرالف:
اذا اردت ان تعرف محامي فهو في دفتر التلفون واسمه براينت فما عليك الا التحدث اليه اذا شئت.
وهنا اندفعت سارة وامسكته يتلابيبه وصاحت به:
ماذا تفعل يا جايسون؟ ليس الامر كما تظن.....انا لم اطلب منه ان يأتي ولم اكن انتظر قدومه......لقد صارحتك بالحقيقة الم تصدقني؟
فاجابها بقوله :
كفانا كذبا وتدجيلا.
ووضع يده على مزلاج الباب وتابع قائلا:
كدت اصدقك.
وفتح الباب وخرج وبعد لحظة سمعت صوت هدير سيارته وهي تغادر المنزل.






يعطيني العافية باقي الفصل الثامن والاخير مع تحياتي وخالص حبي



:flowers2::flowers2::flowers2:

جننوني 07-08-10 08:26 PM

هههههههههههههه فعلا يعطيك العافية بانتظارك

أحاااسيس مجنووونة 07-08-10 11:39 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جننوني (المشاركة 2407752)
هههههههههههههه فعلا يعطيك العافية بانتظارك



الله يعافيك وحياك الله بالرواية وانشاء الله تعجبك

أحاااسيس مجنووونة 08-08-10 01:21 AM

8- حاولت ان اكرهك !






عادت سارة الى غرفة الاستقبال وكان رالف واقفا الى جانب النافذة فابتسم لها قائلا:
هل غادر المنزل ؟ انه رجل مشاكس!
فاجابته بصوت عال:
سمعت ما قاله وهذا منزله ومن الافضل لك ان تذهب.
ولكن رالف نظر اليها نظرة صارمة وقال:
ولكنك زوجة اخيه ولا يحق.......
وتوقف عن الكلام مليا ثم تابع بلهجة هادئة:
انظري يا عزيزتي ! هذا كله تصرف مسرحي وغي واقعي لماذا لا نجلس معا انت وانا ونبحث في الامر؟ ما جرى بخصوص كارلوس لم يكن سوى سوء تفاهم وكنت على خطأ في دفعك الى الزواج به وانت احسنت جدا في الزواج بذلك الفتى المسكين لم اكن اظن آنذاك انه يملك ثروة طائلة......وكم مرة قلت لك انه يليق بك ان تكوني امرأة ارملة اتذكرين ذلك؟
ولم تستطع سارة ان تتحمل فصاحت به:
اخرج من هنا اخرج الان في هذه اللحظة.......لا اريد ان اراك بعد اليوم ولا ان اتعرف عليك............اخرج!
فاجابها رالف:
حسنا..حسنا...يا عزيزتي.......لا تضطربي انا آسف.......سأذهب الان ولكنك لا تريدين ان تقيمي هنا طويلا مع هذا الرجل الذي غادر المنزل الان فهو رجل سيء ذميم خذي هذا عنواني في الاسبوعين المقبلين.
ووضع ورقة على احد الكراسي وقال مودعا:
هذه هي الحياة!
وتبعته سارة الى عتبة الباب وراقبته وهو يبتعد عن المنزل ودخلت العمة فيرا الغرفة فيما اغلقت سارة الباب وقالت لها العمة فيرا:
اين الاخرون؟ هل ذهب زوج امك؟ ظننت انه سيقضي الليلة عندنا.
فاجابتها سارة بابتسامة:
كان عليه ان يذهب.
منتديات ليلاس
اما الان وقد انتهى الامر فانها شعرت بهدوء مريح وتابعت قائلة:
وجايسون ذهب ايضا اظنه عاد الى بيت فوريس سيكملون السهرة هناك ولكني لم احب ان انضم اليهم.
ودنت منها العمة فيرا ووضعت يدها على كتفها وقالت:
ما بالك؟ ماذا جرى؟
لا شيء لا شيء على الاطلاق.
فتأوهت فيرا وقالت:
لا بأس ولكنك تبدين تعبة ومرهقة فاصعدي الى الفراش وساتبعك بشراب ساخن.
فاجابتها سارة:
ليتك تفعلين كم انا شاكرة لك عطفك علي.
وصعدت الى غرفة النوم واستلقت في الفراش ثم لم تلبث فيرا ان اخذت لها كوبا من الشراب الساخن وجلست قربها فحدثتها سارة عما جرى في الحفلة وهي تفكر كيف يتسنى لها مغادرة المنزل قبل عودة جايسون.
وبعد حين نهضت فيرا مودعة فاستوقفتها سارة قائلة:
آسفة يا عمتي فيرا لاني سأتركك غدا.
ففوجئت بهذا الخبر وصاحت:
يا الهي! كنت اتمنى.....كنت آمل.....ولكن عليك كما يبدو ان تنضمي الى زوج امك وكنت اجهل ان لك اقرباء وجايسون لم يخبرني بشيء من هذا القبيل.
فقالت لها:
كنت لطيفة معي اكثر مما استحق ويؤلمني كثيرا ان اذهب.
ولكنك ستعودين مرارا لزيارتنا........عديني بذلك؟
نعم وبكل سرور.
وكانت سارة تعلم ان العمة فيرا لم تكن مقتنعة وانها تأمل في الحصول على تفسير لموقفها المفاجئ ولكن سارة لم تستطع ان تتكلم مع انها كانت راغبة في رواية القصة كاملة لها.
واستندت سارة الى المخدة وقالت لفيرا:
الحق معك انا تعبة جدا .
فاجابتها قائلة:
هذا ما بدا لي واضحا.
وانحنت فقبلت سارة على خدها وحملت كوب الشراب الفارغ وهي تقول:
نامي نوما هنيئا يا عزيزتي والله يباركك.
ثم خرجت من الغرفة واغلقت الباب وراءها.
وكانت تلك اول ليلة في حياتها لم يغمض لها فيها جفن فحتى في تلك الليلة التي قضتها في مكسيكو مع جايسون وهو نائم في الغرفة المجاورة تمكنت من النوم ولو قليلا اما هنا فلا ومع ان غرفة جايسون كانت في الجانب الاخر من المنزل الا انها كانت تستطيع ان تسمع صوت خطواته عندما يعود ولك تكن تعرف على الاطلاق ماذا تعمل اذا التقته مرة اخرى ولكنها كانت تدرك في اعماقها انها ما ان تراه حتى تنحل تلك القبضة الفولاذية التي تطبق على رأسها.



:toot::toot::toot:

زهورحسين 08-08-10 01:39 PM

ام مريم000يا الحبيبة0000التكملة بليييييييييييييييز000وحياك الله على هذا الجهد الرائع00000000000:flowers2::flowers2::flowers2:

أحاااسيس مجنووونة 08-08-10 02:53 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهورحسين (المشاركة 2408266)
ام مريم000يا الحبيبة0000التكملة بليييييييييييييييز000وحياك الله على هذا الجهد الرائع00000000000:flowers2::flowers2::flowers2:




هلا والله بأحلى زهور..........تسلمي على هالكلام الحلو..........وانشاء الله اليوم بتكون خالصة وبتمنى انها نالت اعجابك.....

أحاااسيس مجنووونة 08-08-10 03:08 PM

وجلست على الكرسي قرب النافذة وهي ترتجف بالرغم من انها كانت تلتف بغطاء الفراش ونظرت من النافذة الى الفجر يرسل نوره الفضي فوق البحر الواسع وتعجبت كيف ان جايسون لم يعد الى المنزل حتى الان.
ولما اصبح الصباح اغتسلت ولبست ثيابها ثم رتبت اشياءها في الحقيبة التي اشتراها لها جايسون في مكسيكو وفكرت كيف ان كل متاع تملكه اشتراه لها جايسون.
وفي الساعة التاسعة نزلت الى الطابق السفلي واعدت لنفسها كوبا من الشاي وكان المنزل هادئا والخادمة لم تكن تجئ الى عملها قبل الساعة العاشرة هذا اذا جاءت وكان من عادة العمة فيرا ان تأخذ طعام فطورها الى غرفتها في الليلة السابقة.
وفيما كانت سارة تصعد عائدة الى الطابق العلوي رأت ساعي البريد يلقي رسالة من شق الباب فنظرت اليها وهي لا تتوقع ان تكون موجهة اليها فلم يحن الوقت بعد لان تتصل بها رئيسة المدرسة الانسة غلن.
وكم كانت دهشتها شديدة حين كانت الرسالة من الانسة غلن نفسها ففتحتها على عجل وقرأت فيها ما يلي:
((ستندهشين من سرعة اتصالي بك ولكن بعد ان ودعتني خطرتى لي فكرة قد تعجبك وهي اننا نستطيع ان نجد لك عملا هنا في المدرسة كمعاونة لمديرة الاعمال المكتبية وخطرت لي هذه الفكرة نظرا الى انه من المستحيل ان تبدأي متابعة الدراسة كما طلبته والسنة الدراسية الان في منتصفها واذا قبلت الفكرة فبامكاني ان اخصص لك غرفة وادفع لك راتبا شهريا متواضعا فالرجاء ان تجيبي في الحال))
ويلي ذلك توقيع الانسة غلن.
وحملت سارة الرسالة الى غرفتها ووضعتها بعناية في حقيبة يدها وهي تشعر بالارتياح لان لها مكانا تذهب اليه وعملا معينا تقوم به.
غير انها لم تشأ ان تترك اي اثر يدل على مكان وجودها ذلك انها عزمت على ان يكون بين ماضيها ومستقبلها انفصال تام.
منتديات ليلاس
وسارت الى الممر حتى وصلت الى الغرفة التي في اخره كانت العمة فيرا في فراشها تشرب قهوتها فابتسمت لسارة عند دخولها وبادرتها سارة قائلة:
جئت لاودعك فساترك في الحال لالحق بالاوتوبيس الذاهي الى بورغوث.
فأختفت البسمة عن شفتي فيرا وقالت:
آه عزيزتي ظننت انك لن تغادري بمثل هذه السرعة والا كنت نهضت من فراشي باكرا وشيعتك الى الخارج هل تناولت طعام الفطور؟
فأكدت لها سارة انها فعلت ثم عادت الى غرفتها فحملت حقيبة سفرها ونزلت الى الطابق السفلي.
وكانت فيرا نزلت من غرفتها ووقفت في البهو وقالت لسارة:
يؤلمني ان اراك تغادرين بمثل هذه السرعة يا عزيزتي هل انت متأكدة انك بخير؟ ستستقلين القطار في بورغوث اصحيح هذا؟ وزوج امك هل هو في لندن؟
فأجابتها سارة:
نعم وسأتصل بك حالما اصل الى هناك.
فرمقتها فيرا بنظرة حائرة واجابت:
نعم نعم ارجوك ان تفعلي طبعا جايسون يعرف انك ذاهبة......لم يعد الليلة الماضية فلا بد انه قضى ليلته في بيت فوريس.
فقالت لها سارة :
نعم هو يعرف اني ذاهبة لاننا اتفقنا على ذلك البارحة.
ووضعت فيرا ذراعيها حول سارة وقبلتها وقالت:
اسرعي اذن يا عزيزتي اذا كان عليك ان تلحقي بذلك الاوتوبيس وكم اتمنى لو تبقين معنا.
فودعتها سارة وداعا حارا وخرجت من المنزل.





:flowers2::flowers2::flowers2:

أحاااسيس مجنووونة 08-08-10 03:10 PM

وحالما وصلت سارة الى المدرسة ذهبت رأسا الى مكتب الرئيسة الانسة غلن بردائها الاسود الذي تصر ان تلبسه عند القائها الدروس فرحبت بها ترحيبا حارا ودعتها الى دخول مكتبها وهناك قدمت لها كرسيا وهي تقول:
اذن تلقيت رسالتي.
فاجابتها قائلة:
نعم شكرا يا آنسة غلن في وسعي ان أبدأ عملي الان في هذه اللحظة.
يمكنك ذلك حقا وستفرح الانسة باريت بالامر لان العمل المكتبي فوق طاقتها وخصوصا في مثل هذا الفصل من السنة..........هل تعرفين الانسة باريت؟ لا اظن انك تعرفينها لانها استلمت عملها هنا بعد ان تركت انت المدرسة. سآخذك واعرفك عليها.
والقت نظرة على هندام سارة فاستدركت قائلة:
ولكن ربما يكون من الافضل ان تغيري ملابسك اولا وسأخبر ماترون في الحال ان تهيى لك غرفتك في الطابق العلوي.
وبعد ان شكرتها سارة تابعت الانسة غلن كلامها قائلة:
يبدو ان احوالك لم تكن على ما يرام يا سارة فالمتاعب التي صادفتك كانت قاسية .
فأخذت شفتا سارة ترتجفان وهي تقول:
نعم كل شيء كان ضدي وقصتي طويلة ولا وقت لك لسماعها يكفي ان اقول لك اني لم اعد سارة تيلدسلي بل اصبحت سارة نايت تزوجت بتيم نايت في مكسيكو منذ فترة وجيزة ولكنه لقي مصرعه يوم زواجنا في حادث اصطدام قطار ودخلت المستشفى تحت تاثير الصدمة وسرعان ما شفيت لان الصدمة لم تكن خطيرة.
وبدا التأثير واضحا على وجه الانسة غلن فقالت:
يا لك من بائسة يا بنيتي...........والان اخبريني هل انت حامل؟
كلا كلا كل ما في الامر هو ان لا مكان لي اذهب اليه ولا مال معي.
واخذت الانسة قلما وكتبت على ورقة امامها اسم سارة الجديد فقالت لها سارة:
هل تمانعين اذا لم اخبر احدا بالامر؟ افضل ان ادعى سارة تيلدسلي للذين يعرفونني هنا بهذا الاسم وسأنزع من اصبعي خاتم الزواج.
لا بأس اذا كان هذا ما تفضلين.
منتديات ليلاس
وقالت سارة :
وشيء اخر.....هل تسمحين لي بان افتش بين الملابس المهملة لعلي اجد فيها ما البسه لان ملابسي هذه لا تليق بعملي هنا اليس كذلك؟
فاجابتها الانسة غلن بعطف ظاهر:
نعم والافضل ان تسارعي الى مكان الملابس المهملة فانت تعرفين مكانها.
ونهضت مودعة وفيما هي تخرج وتغلق الباب وراءها كانت عينا الانسة غلن تمعنان النظر اليها بتأمل شديد.
كانت المدرسة ملجأ امينا وكان العمل فيها كالمخدر فخلال الاسبوعين اللذين يسبقان نهاية فصل الربيع الدراسي كان العمل يملأ جميع ساعات النهار وكانت سارة تجلس الى طاولة صغيرة في غرفة الانسة باريت وكانت الانسة باريت بنظارتيها السميكتين امرأة حلوة العشرة يطيب العمل معها الا انها لم تكن من اللواتي يؤتمن على سر.
وتعلمت سارة بسرعة بعض الاعمال المكتبية التي اوكلت اليها وتمرنت حتى صارت تطبع على الالة الكاتبة باصبعين واكنت تعاون الانسة باريت في كثير من الشؤون حتى اصبحت تعرف كل مكان وكل شاردة وواردة في المدرسة.




:dancingmonkeyff8::dancingmo

أحاااسيس مجنووونة 08-08-10 03:44 PM

وكان زملاؤها غادروا المدرسة في الصيف الفائت ولم يبق سوى الطالبات الاصغر سنا منها وهن لا يعرفنها وكن ينظرن اليها نظرة متسائلة كلما دخلن مكتب السكرتاريا وكان اعضاء الهيئة التدريسية يخاطبنها بلطف وعطف لانهن علمن من الانسة اي مصيبة نزلت بها وكانت سارة نزعت خاتم الزواج وعلقته بشريط في عنقها فلم يكن يرى عندما تزرر قميص المدرسة الرسمي الذي كانت تلبسه بعد كل تلك الملابس الفاخرة التي تعودت خلال سنة واكثر على ارتدائها وكان القميص الابيض كل ما استطاعت ان تجده ملائما في خزانة الثياب المهملة وكانت امكانية الالتقاء بجايسون واردة اذا هي ذهبت الى المدينة لذا تمنعت عن الذهاب اليها في الوقت الحاضر.
كانت حياتها المدرسية باهته لا اثارة فيها فكانت تشعر احيانا انها عزلت نفسها عن العالم وان لا شيء يمكن ان يلمسها او يبعث فيها الحياة من جديد وفكرت سارة انها هي التي اختارت هذا النوع من الحياة حين جاءت الى الانسة غلن تطلب معونتها فعندما توفر المال الكافي يمكنها ان تبحث في مسألة التخصص بالاعمال المكتبية في المدرسة ولعلها تستطيع ان تحظى بمنحة مالية لهذا الغرض بمساعدة الانسة دون فيصبح باستطاعتها ان تتابع دراستها العليا في احدى الجامعات البريطانية الكبرى وبذلك تصبح بمنأى عن معرفة جايسون بمكان وجودها اكثر بكثير مما لو بقيت في تلك المدرسة الواقعة في المنطقة التي يسكنها وهكذا يخرج نهائيا من حياتها مع العلم ان تحقيق ذلك لن يكون سهلا بل سيجعلها تقضي الليالي الطوال في الم وارق مريرين فكثيرا ما كان يستولي عليها توق شديد الى نظرة منه او لمسة تجعلها تحس بالحنان والحب.
وانتهى الفصل الدراسي فشعرت المعلمات والعاملات في المدرسة كأن حملا ثقيلا ازيح عن اكتافهن وعاد الهدوء الى المدرسة بعدما خلت ارجاؤها من الطالبات والغادين والرائحين و زوارهن وكذلك معظم اعضاء الهيئة الادارية ومنهن الانسة دون المسؤولة عن تدبير المنح الدراسية وفكرت سارة ان الوقت اصبح ملائما لمفاتحتها في الامر.
منتديات ليلاس
ولكن قبل ان تفعل ذلك ارسلت الانسة غلن تستدعيها الى مكتبها فلما دخلت بادرتها بالقول:
اجلسي يا سارة واخبريني هل طاب لك العمل ؟ اخبرتني الانسة باريت انها راضية كل الرضى عن مساعدتك لها.
فاجابتها سارة قائلة بلطف:
سرني العمل جدا واظن انني تعلمت منه الكثير.
حسنا وهل عندك اية خطة من اجل المستقبل؟
فكرت في استشارة الانسة دون في امكان الحصول على منحة دراسية.
وهنا قدمت الانسة غلن الى سارة صحيفة لندنية فيها اعلان عليه علامة بالاحمر وقالت لها:
قبل ان تتخذي اي خطوة في هذا الاتجاه اظن ان من المفيد ان تقرأي هذا الاعلان .
فقرأت:
((يطلب من السيدة سارة نايت ارملة تيموثي نايت الذي توفى في مكسيكو اذار {مارس} الفائت ان تتصل بمكتب (برانيت اند برانيت) للمحاماة في مدينة بول مقاطعة دورسه وذلك في اسرع وقت ممكن))ويلي ذلك العنوان ورقم الهاتف.



:toot::toot::toot:

أحاااسيس مجنووونة 08-08-10 04:34 PM

وتطلعت سارة الى الانسة غلن عبر الطاولة وهي تشعر ان شفتيها بدأتا ترتجفان وقالت لها:
افضل ان لا اذهب فانا لا اريد ان اتعامل على الاطلاق مع عائلة زوجي.
وكانت الانسة غلن تنعم النظر اليها مما جعل سارة تشعر امام قاضي يستجوبها بشأن ذنب اقترفته.
فقالت لها الانسة غلن:
اظن انه من الافضل ان تذهبي عليك مسؤولية يا سارة فأنت امرأة متزوجة انا لا اعرف شيئا عن الظروف ولكن هذه الدعوة المنشورة في الصحيفة لا يمكنك تجاهلها.
وهنا عادت الى ذاكرة سارة كلمات الطبيبة مكناب في المستشفى وهي :كوني شجاعة ولا تخافي من مواجهة الصعاب.
فقالت للانسة غلن:
الحق معك يجب ان اذهب.
فظهر الارتياح على وجه الانسة غلن وهي تقول لها:
سأذهب بسيارتي هذا الصباح الى بول ويسعدني ان ترافقيني الى هناك ولكن دعينا نرى اولا اذا كان بامكاننا ان ناخذ موعدا من المحامي.
وتناولت الصحيفة وقرأت رقم الهاتف في الاعلان ثم طلبت مكتب المحامي واخذت موعدا لسارة ذلك الصباح.
وحين انزلتها من السيارة امام مكتب المحامي قوت عزيمتها بقولها انها لن تقابل جايسون في المكتب بل المحامي فلعل جايسون لا يريد ان يراها مثلما هي لا تريد ان تراه كل ما عليها ان تفعل هو ان تقابل المحامي وتخبره بانها لا تطمع في شيء من ميراث تيم.
وقالت لها الانسة غلن ايضا قبل ان تودعها:
يمكنك ان تعودي الى المدرسة بنفسك.
منتديات ليلاس
فشكرتها سارة بحرارة وصعدت الى المكتب وهناك اعلنت للفتاة التي استقبلتها انها سارة نايت وانها على موعد مع السيد براينت وحملقت فيها الفتاة متعجبة لان سارة في لباسها وهندامها لم يكن يظهر عليها انها صادقة فيما تدعي ثم قالت لها:
تفضلي اجلسي يا........سيدة نايت سأخبر السيد براينت بحضورك.
وجلست سارة في مقعد مخملي بقرب النافذة وهي تشعر بشيء من الارتياح.
وبعد حين اخبرتها الفتاة ان المحامي مستعد لمقابلتها وطلبت منها ان تتبعها الى مكتبه وحين دخلت المكتب هب لمصافحتها بوجه بشوش واجلسها بلياقة وتهذيب في الكرسي قبالته كما لو كانت ارملة في منتصف العمر لا في عز شبابها .
وقال لها السيد براينت:
هذا لطف منك ان تحضري الى هنا يا سيدة نايت فالطريق من لندن طويلة.........الا اذا كنت تسكنين مع العائلة !
فأجابته بتحفظ:
كلا كلا لا اسكن مع العائلة وهذا يجعلني اسألك اذا كان الاعلان نشر في الصحيفة باقتراح من جايسون.
فاجابها قائلا:
لا لا لم اجتمع بالسيد نايت منذ عدة اسابيع اتى منذ عودته من المكسيك تلفنت له ليعطيني عنوانك فلم يكن يعرفه كل ما كان يعرفه عنك هو انك ربما كنت تقيمين في لندن.
وبعد صمت قليل تابع قائلا:
اقدم لك اخلص التعازي يا سيدة نايت.
فشكرته سارة وهي تشعر بالارتياح لان جايسون لم يكن وراء الدعوة اذن فهو لا يعلم عن مجيئها لمقابلة المحامي.
وفتح المحامي ملفا سميكا كتب عليه بأحرف بارزة:
املاك تيموثي نايت المتوفي.
ثم قال لها:
هناك مسائل متعددة يجب ان نبحث فيها مثل ان نتطرق الى معالجة قضية الاملاك........هذا قد يكون لك موضوعا غريبا ولكن ارجوك ان تطلبي مني تفسير اية مسألة اقرأها عليك ولا تستوعبين معناها.



:liilase::liilase::liilase:

أحاااسيس مجنووونة 08-08-10 05:20 PM

ولم تستوعب سارة اي شيء مما قرأه عليها وتلبية لطلبه اعطته وثيقتي ولادتها وزواجها ثم توقفت عن سماع ما كان يقوله لها واخيرا لم تعد تحتمل فقاطعته بقولها:
ارجوك يا سيد براينت!
فتطلع اليها من فوق الاوراق التي كان يقرأها فتابعت كلامها قائلة:
انا لا افهم كلمة مما تقرأه علي يا سيد براينت ولن استطيع ان افهم مهما فسرت وشرحت لي ولذلك ارى من الافضل ان تقوم بتدبير كل شيء بمنعزل عني.......فانا لا اريد شيئا على الاطلاق من ارث زوجي بل اكتفي بتوقيع كل ما تريدني ان اوقعه ثم دعني اعود من حيث اتيت.
فتعجبت السيد براينت من موقفها الغريب الذي لم يختبره بعد في مهنته وقال لها:
ولكن يا سيدتي سيكون من نصيبك بعد فرز حصة زوجك مبلغ كبير من المال.......كبير جدا .
فوقفت سارة وقالت بحزم:
لا اريد درهما واحدا من هذا المال............
وحاول السيد براينت ان يتفهم موقفها هذا فلم تترك له مجالا واخيرا سألها عن عنوانها فأعطته عنوان المدرسة لانه العنوان الوحيد الذي لديها فقال لها وهو يفتح لها الباب:
سيكون علي ان ادعوك للمجئ الى هنا مرة ثانية.
الا يمكن ان يتم ذلك بواسطة البريد؟
سأرى ماذا يمكنني ان افعل يا سيدتي.
وكانا وصلا الى الطابق السفلي فاذا بجايسون يتحدث ببشاشة الى الفتاة التي تستقبل الزبائن فحياه السيد براينت قائلا:
لم يخبرني احد انك هنا يا سيد نايت تفضل.......واشار الى السلم المؤدي الى مكتبه فأجابه جايسون بدون ان يزيح نظره عن سارة:
شكرا يا سيد براينت ليس الان سأتلفن لك للاتفاق على موعد .
ثم التفت الى سارة وقال لها:
تعالي يا سارة لي حديث معك .
منتديات ليلاس
ولم تتحرك سارة من مكانها واستولى عليها ارتباك شديد فاصطكت ركبتاها وعجزت عن الكلام ولو لم يمسكها جايسون بذراعها ويقودها نحو الباب لما قدرت على ذلك بمفردها.
وعندما خرجا كان نسيم البحر منعشا فتمالكت نفسها ونفرت من جايسون وهي تقول له:
ابتعد عني واياك ان تلمسني.
فتوقفا على الرصيف خارج مكتب المحاماة وواحدهما ينظر الى الاخر ثم قالت له سارة:
كان هذا شركا نصبته لي اخبرني السيد براينت انك لن تكون حاضرا.
فاجابها بتهكم:
لكن السيد براينت لا يعلم على ما يبدو كم هو سهل رشوة موظفيه ولو بشال صغير من الحرير.
فصاحت به:
انك تثير اشمئزازي.
والتفت جايسون شمالا ويمينا كانه يبحث عن شيء وقال:
لا بأس ولكن اين ينتظرك زوج امك؟ لابد ان يكون معك!
فأجابت من غير تردد:
اراك اخأت فهمي كعادتك.
اين هو اذن.
لا اعرف ولا اريد ان اعرف.
ونظر الى لباسها المدرسي وقال ساخرا:
ومن اين جئت بهذا اللباس الجذاب؟
فحدجته بنظرة قاسية غاضبة واجابت قائلة:
اذا كان كل ما تريده هو ان توجه الي اسئلة لا انوي الاجابة فما علي سوى ان اعود من حيث اتيت.
قالت هذا الكلام وسارت في اتجاه محطة الاوتوبيس.
ولكن جايسون تبعها في الحال ووقف امامها ليمنعها من التقدم ثم قال لها بصلابة وعزم:
لن ادعك تذهبين الا بعد ان ننهي حديثنا.
حسنا ولكن بسرعة.....واحذرك.
فقاطعها قائلا:
تعالي سيارتي واقفة هناك.


:Welcome Pills4::Welc

أحاااسيس مجنووونة 08-08-10 06:23 PM

وجلست في السيارة الى جانبه وهي جامدة كأن لا روح فيها ولم تعلم الى اين يتجه بها ولكنه حين اوقف السيارة وجدت انهما عند شاطئ البحر ونزل جايسون من السيارة وفتح لها الباب وهو يقول:
هناك امر اريد ان اخذ رايك فيه.
وامسكها بيدها وقادها الى سلم حجري في حائط الميناء ومنه الى قارب صغير مربوط في اسفل الحائط.
فصاحت به:
ما هذا؟ هل تنوي اختطافي؟ واية فائدة من ذلك ولا املك الفدية التي قد تطلبها؟
فاجابها وهو ينظر اليها شزرا:
هذا ما تظنينه انت.
وهل نحن ذاهبان الى مركب ما؟
نعم فالمراكب مهنتي.
وكان في الميناء عدد كبير من المراكب بمختلف الانواع والاحجام وحين اقتربا من احدها قرأت سارة اسم ديانا عليه فارتعبت وخافت ان يكون هو المركب الذي يقصده ولكن جايسون مر بها في اتجاه يخت اكبر من يخت اوليفر حجما وقال لها:
اهلا وسهلا!
منتديات ليلاس
وقفز الى سلم اليخت ومد يده اليها لمساعدتها على اللحاق به وحين وقفت على ظهر اليخت بعد ذلك بدقيقة او دقيقتين تمتمت ولكن بصوت مرتفع:
هذا شيء رائع هل انت صنعته؟
فأجابها بابتسامة عريضة:
نعم ويسرني ان يحظى باعجابك دعينا ننزل الى الغرفة.
وتبعته الى داخل اليخت وهي تقول:
هذا افخم واجمل من يخت اوليفر.
فقال وهو لا يزال مبتسما:
صممته واشرفت على صنعه بنفسي لانه لي.....وانت ربما تلاحظين اني لا ارضى الا بالافضل في كل شيء!
واحست سارة ان شيئا في داخلها بدأ يضطرب فقالت:
وهل انت واثق من ذلك؟
الى الان.......نعم!
فتجنبت سارة نظرته ومشت تتأمل اليخت بأعجاب فتبعها ووضع يديه على كتفها واجلسها على الكنبة وقال:
دعينا نتحدث يا سارة.
ونظر اليها لحظة وهو واقف بقربها ثم مال عنها واخذ يتطلع خارج النافذة ويقول متابعا كلامه:
لا اظنك تبالين بان تسمعي قصة حياتي فهي ليست طريفة على نحو خاص كان كل شيء يسير على ما يرام بالنسبة الي كنت اقوم بالعمل الذي احبه حتى لقيت كل النجاح وعزمت على توسيع نطاق العمل بحيث يشمل التصدير الى الخارج وهنأت نفسي لاني لم اكن متعلقا بأية امرأة لئلا يأخذ ذلك من وقتي ويصرفني عن التركيز على عملي.



:flowers2

أحاااسيس مجنووونة 08-08-10 06:46 PM

والتفت اليها وهي صامتة تستمع اليه ثم تابع قائلا:
ولكن املي هذا لم يتحقق وسرعان ما وقعت عيني عليك ذلك اليوم في اكابولكو وحين رميت ذلك الشيك في وجهي شعرت اني اريدك اكثر مما اردت امرأة اخرى في حياتي.
واتسعت حدقتا عيني سارة لهذا الكلام فتابع قائلا:
وبعد ذلك.......حسنا لا لزوم لسرد كل ما حدث فأنت تعرفينه واظن ان الشياطين كانت لي بالمرصاد: الغيرة والحسد والغضب والحزن والالم والجشع...........
وقهقه ضاحكا وهو يغرز اصابعه في شعر رأسه ويقول:
نعم في الاسابيع الاخيرة صارعت كل هذه الشياطين وعبثا حاولت اقناع نفسي بالتزام جانب التعقل فكان الجواب نفسه تردد في كل مرة.............احبك يا سارة واريدك لي كل حياتي..........
وفجأة خيم الاسى على وجهه وهو يقول:
تصرفت معك تصرفا مشينا فهلا تغفرين لي؟ يالك من فتاة ساذجة بريئة؟
واستولى الفرح على سارة ولم تستطع ان تضبط نفسها من شدة التأثر فتمتمت قائلة:
نعم كنت فتاة ساذجة بريئة ولكنك ذلك اليوم في كانكون علمتني الشعور كأمرأة! احبك يا جايسون.
فاجاب قائلا :
سارة! لم اكن انتظر هذا منك........كنت اظنك تكرهينني .
حاولت جهدي ان اكرهك فلم انجح!
وهنا تعطلت لغة الكلام وغرقا في نعيم من العواطف والذكريات.
يا الهي كم انت جميلة يا حبيبتي تعالي معي.
وعلى ظهر اليخت اخذ النسيم العليل يبرد حرارة خديها فيما كانت ذراع جايسون تطوقها وهما يرسلان نظراتهما الى الافق الازرق البعيد.
وقال لها جايسون:
ما رأيك ان نقضي شهر العسل في هذا اليخت يا حبيبتي؟
منتديات ليلاس
سيكون ذلك النعيم كله.......ولكننا ما انتهينا بعد من ذلك الحديث الذي كنت حريصا على التطرق اليه.......اخبرني هل كنت تعتقد اني غادرت المنزل مع رالف عندما خابرني تلك الليلة؟
كلا ولعلك في مناسبة اخرى تخبرينني اين كنت طوال هذه الفترة.
وهل لا تزال تعتقد اني طامعة بتلك((الغنيمة)) كما كنت تردد مرارا؟
فمد جايسون يده وشد على خناقها بلطف وهو يقول:
في تلك الايام السوداء ظننت انني رجل عنيد و متشائم وساخر اما الان فلم اعد كذلك كل ما تخبرينني به اصدقه واذا صادف ان التقينا رالف مرة اخرى فسنأخذه في نزهة بحرية ونلقي به في الاعماق.
ضحكا معا وتناول يده اليسرى وكانت اعادت خاتم الزواج لمناسبة زيارتها للمحامي فرفعها الى فمه وطبع عليها قبلة وقال:
ما حرم منه تيم كان من نصيبي انا ولا شك عندي انه يفرح لاجلنا الان حيثما هو فهو كان عنوان الفرح ويريده للجميع .
وقد عمت غشاوة على عينيها البنفسجيتين :
نعم ..نعم.
ضمها اليه وهما يحدقان عبر الامواج المتلالئة الى الافق البعيد.



تمت وبحمد الله

أحاااسيس مجنووونة 08-08-10 06:49 PM

بتمنى تكون الرواية حازت اعجابكم ورضاكم وقراءة ممتعة للجميع واتمنى ما تحرموني من ردودكم الحلوة





:lol::lol::lol::lol::lol::lol:

جننوني 08-08-10 09:10 PM

مشكورة اختي الله يعطيك العافيه

dalia cool 08-08-10 09:21 PM

مرسي رواية رووووعة تسلم الانامل

شوشو2 08-08-10 11:33 PM

روايه جميله اختي تسلم اديكي روعه

أحاااسيس مجنووونة 09-08-10 12:05 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جننوني (المشاركة 2408500)
مشكورة اختي الله يعطيك العافيه





العفو المهم نالت رضاكم وشكرا لمرورك

أحاااسيس مجنووونة 09-08-10 12:07 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة dalia cool (المشاركة 2408510)
مرسي رواية رووووعة تسلم الانامل



اهلا فيك وانت الرووووووووووووعة و تسلميلي

أحاااسيس مجنووونة 09-08-10 12:09 AM

:8_4_134::8_4_134::8_4_134::8_4_134::8_4_134::8_4_134:
:8_4_134::8_4_134::8_4_134::8_4_134::8_4_134::8_4_134:
:8_4_134::8_4_134::8_4_134::8_4_134::8_4_134::8_4_134:

أحاااسيس مجنووونة 09-08-10 12:11 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شوشو2 (المشاركة 2408559)
روايه جميله اختي تسلم اديكي روعه



انت ومرورك اجمل وتسلمي يا غالية

Rehana 09-08-10 12:28 AM

حبيبتي ام مريم

مجهود تشكري عليه والله يعطيك العافية

وننتظرى روايتك القادمة على ذووقك الحلو

لك كل الوود


http://www.commentsyard.com/graphics...hank-you17.gif

أحاااسيس مجنووونة 09-08-10 02:17 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Rehana (المشاركة 2408596)
حبيبتي ام مريم

مجهود تشكري عليه والله يعطيك العافية

وننتظرى روايتك القادمة على ذووقك الحلو

لك كل الوود


http://www.commentsyard.com/graphics...hank-you17.gif




تسلمي يا ريحانة على كلامك الحلو ومرورك الاحلى وبتمنى تكون نالت اعجابك

اماريج 10-08-10 07:39 PM

يعطيك العافية ياحلوة
اختيار ولااروع وتسلم ايديك الحلوة حبيبتي
ننتظر جديدك
دمتي بود
http://www.liillas.com/up3//uploads/...c0d3772449.gif




أحاااسيس مجنووونة 10-08-10 09:16 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اماريج (المشاركة 2410840)
يعطيك العافية ياحلوة
اختيار ولااروع وتسلم ايديك الحلوة حبيبتي
ننتظر جديدك
دمتي بود
http://www.liillas.com/up3//uploads/...c0d3772449.gif







الله يعافيك يا قلبي وانت الاروع وسلمك ربي من كل مكروه
دمتي بالف صحة وعافية




:flowers2::flowers2::flowers2:

asmaa_amr 13-08-10 12:07 AM

شكرا ويعطيك العافية رواية جميلة

أحاااسيس مجنووونة 13-08-10 02:41 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة asmaa_amr (المشاركة 2412099)
شكرا ويعطيك العافية رواية جميلة



اهلا وسهلا الله يعافيك وشكرا لك .........[

ذهبية1 23-09-10 01:10 AM

يسلمووووو وعاشت الايادي

أحاااسيس مجنووونة 23-09-10 01:19 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ذهبية1 (المشاركة 2452945)
يسلمووووو وعاشت الايادي




الله يسلمك يالغلا و نورت الرواية بطلتك.............

بنوتهـ عسل 23-09-10 02:51 PM

مشكوووورة حبيبتي ع الرواية الحلوة ،،

الله يعطيك العافية ،،

:flowers2:

أحاااسيس مجنووونة 23-09-10 03:21 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بنوتهـ عسل (المشاركة 2453501)
مشكوووورة حبيبتي ع الرواية الحلوة ،،

الله يعطيك العافية ،،

:flowers2:



العفووووووووووو حياتي وانت ومرورك الاحلى والله.........



والله يعافيك يا الغلا......حياك الله........





:lol::lol::lol::lol::lol:

samahss 24-10-10 05:23 AM

:f63::rdd12zp1:تسلمى ام مريم الروايه جميله جدا

أحاااسيس مجنووونة 24-10-10 06:39 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة samahss (المشاركة 2495566)
:f63::rdd12zp1:تسلمى ام مريم الروايه جميله جدا


العفو حبيبتي تسلمي لقلبي على ذوقك الجميل واهلا وسهلا فيك

:flowers2::flowers2::flowers2:
:flowers2::flowers2:
:flowers2:

الجبل الاخضر 25-10-10 06:20 AM

:55::55::55::55::55::55:روعه وتسلميــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــن على الذوق الرائع والمجهود الكبير وننتظر جديدك وشكرا لك:flowers2:

أحاااسيس مجنووونة 25-10-10 07:20 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الجبل الاخضر (المشاركة 2496886)
:55::55::55::55::55::55:روعه وتسلميــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــن على الذوق الرائع والمجهود الكبير وننتظر جديدك وشكرا لك:flowers2:




هلا وغلا و200 حلا
نورت صفحاتي بطلتك الجميلة

دمتي بكل حب ومودة


:flowers2::flowers2::flowers2::flowers2::flowers2:

الماس الشام 26-10-10 11:45 AM

غاليتي

الله يعطيك العافية على المجهود الرائع

والله لا يحرمنا من عطاؤك


دمت بحفظ الوحمن

الكبرياء الجريح 26-10-10 12:41 PM

ملخص جميل بانتظار تكمتلتها

كل الشكر لك عزيزتي

أحاااسيس مجنووونة 26-10-10 04:12 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الماس الشام (المشاركة 2498252)
غاليتي

الله يعطيك العافية على المجهود الرائع

والله لا يحرمنا من عطاؤك


دمت بحفظ الوحمن




هلا بالشام واهل الشام ويا 100 مرحبااااااااااااااااا

الله يعافيك يا حياتي وما يحرمني من طلتك الحلوة

نورت وانستي يا الغلا

دمتي بكل محبة و مودة


:flowers2::flowers2::flowers2:

ذكرى 28-10-10 05:03 AM

الروايه رائعه استمتعت بقراءته ياأم مريم تسلم الايادي

أحاااسيس مجنووونة 29-10-10 12:05 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ذكرى (المشاركة 2501016)
الروايه رائعه استمتعت بقراءته ياأم مريم تسلم الايادي




حبيبتي ذكرى هلا فيك وحياك الله وانا استمتعت كتير بردك الحلو يا حلوة مشكورة


:flowers2::flowers2::flowers2:

101 White Angel 29-10-10 12:44 AM

شكرااااااااااااا عزيزتي

رواية رااااائعة

أحاااسيس مجنووونة 29-10-10 03:07 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة 101 White Angel (المشاركة 2502021)
شكرااااااااااااا عزيزتي

رواية رااااائعة



العفو ياالغلا

وانت ومرورك الاروع


:flowers2::flowers2::flowers2:

قصائد 29-10-10 06:56 AM

لرواية مرة روعة

أحاااسيس مجنووونة 30-10-10 12:10 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قصائد (المشاركة 2502467)
لرواية مرة روعة




مرورك هو الاروع يالغلا

فجر الكون 02-11-10 07:28 PM

الله يعطيك العافيه

أحاااسيس مجنووونة 02-11-10 08:46 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فجر الكون (المشاركة 2508013)
الله يعطيك العافيه




الله يعافيك واهلا وسهلا فيك

sara00 26-12-10 10:38 PM

شكـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرا

أحاااسيس مجنووونة 27-12-10 01:16 AM

العفووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو

ندى ندى 14-01-11 09:34 PM

شكرا على الرواي الحلوه

طيف السما 15-01-11 01:03 AM

الروايه اكثر من رائعه مشكوره :8_4_134:

أحاااسيس مجنووونة 15-01-11 01:34 AM

ندى الندى وطيف السما

نورتو يا الغوالي وحياكم الله

زهرة منسية 11-05-11 01:02 PM

حلوه كتير كتير كتير كـــــــــــــــــتـــــــــــــــــــــيـــــــــــــــــــ ــــــــــر يسلموا اناملك الرقيقه

hoob 16-05-11 11:38 AM

روعه وتسلم ايديك

نجلاء عبد الوهاب 22-05-11 07:04 PM

رواية اكثر من رائعة:toot::peace::dancingmonkeyff8::lol::8_4_134::wookie::p arty0033::liilas::55:

rofidah 19-10-12 02:38 AM

رد: 149- الراية البيضاء -مارجري لوتي - روايات عبير القديمة (كاملة)
 
:welcome_pills3: :peace:

كابتشينو-2 19-11-13 08:25 AM

رد: 149- الراية البيضاء -مارجري لوتي - روايات عبير القديمة (كاملة)
 
يسلمو ايداكي عزيزتى الروايه حميله الي الامام دائمااااااااااااااااااااااااااااااااااا:55:

ملآگ 25-11-13 02:28 AM

رد: 149- الراية البيضاء -مارجري لوتي - روايات عبير القديمة (كاملة)
 
شكرا
روايه جميله
وبالتوفيق .

قماري طيبة 29-11-13 08:19 AM

رد: 149- الراية البيضاء -مارجري لوتي - روايات عبير القديمة (كاملة)
 
Thaaaaaaanks

رهام رهام رهام 30-11-13 06:33 AM

رد: 149- الراية البيضاء -مارجري لوتي - روايات عبير القديمة (كاملة)
 
قصه وروايه عجيبه ...... احسنتم الاختيار بارك الله فيك

رهام رهام رهام 30-11-13 07:02 AM

رد: 149- الراية البيضاء -مارجري لوتي - روايات عبير القديمة (كاملة)
 
رو

روايه عجيبه.....شكراً لك،

الجبل الاخضر 23-08-14 06:42 AM

رد: 149 - الراية البيضاء -مارجري لوتي - روايات عبير القديمة ( كاملة )
 
تسلمي عيوني :55:برافو :55:برافو :55:برافو :55:برافو :55:تسلم الانامل :hR604426:على المجهودك الرائع والاختيار الممتاز:55::peace: ونشكرك على تعبكي:lol: ياعسل :wookie:وننتظر جديدك:dancingmonkeyff8:

قماري طيبة 24-08-14 07:57 PM

رد: 149 - الراية البيضاء -مارجري لوتي - روايات عبير القديمة ( كاملة )
 
Thaaaaaanks

الاميره ناديه 18-01-15 04:18 AM

رد: 149 - الراية البيضاء -مارجري لوتي - روايات عبير القديمة ( كاملة )
 
تسلمى الروايه حلوه اوى

منى على سيد 21-01-15 12:37 AM

رد: 149 - الراية البيضاء -مارجري لوتي - روايات عبير القديمة ( كاملة )
 
احداثها حلة ونهايتها باردة

الخنساء الشاعره 01-07-15 11:58 PM

رد: 149 - الراية البيضاء -مارجري لوتي - روايات عبير القديمة ( كاملة )
 
جميله وحزينه جدا شكرا على المجهود😢❤️❤️❤️

amix 28-02-16 04:23 AM

[QUOTE=أحاااسيس مجنووونة;2404776]واستندت الى الحاجز وتركت النسيم يبعثر خصلات شعرها ويلاعب قميصها المشقوق عند الصدر وفكرت ان ذلك الشاطئ سيمتلئ بعد بضعة اسابيع بالمصطافين ولكنه الان في نيسان{ابريل} لم يكن فيه غير سكانه الذين ينعمون بنور شمس الربيع.
وحاولت ان تجلب السرور الى نفسها بالتفكير انها في عز صباها وانها حسناء وكلها عافية وانها ستعود الى دراسة الاعمال المكتبية التي تؤدي بها الى الاستقلال عن الاخرين وبناء حياة خاصة بها.
وفجأة سمعت صوت رجل يقول لها :
ماذا تفعلين هنا؟
فاستدارت وقلبها يكاد يقفز من بين ضلوعها فاذا بها وجها لوجه امام جايسون فقالت له:
انا لا احاول الهرب اذا كان هذا ما خطر ببالك!
ووقف ينظر اليها وكم كانت دهشتها عظيمة حين رأته يبتسم وهو يقول لها:
لم يخطر ذلك ببالي..في كل حال لا يمكنك الهرب بالقليل من المال الذي بحوزتك!
فشعرت سارة بالارتياح لسبب تجهله الا اذا كان السبب وجوده قربها وهو يبتسم.
وقالت له بجفاف:
هذا دليل على كرمك.
وكانت تشير بذلك الى انها وجدت بعد يوم من وصولها ظرفا تحت باب غرفتها يحتوي على القليل من المال لمصروفها اليومي.
فقال لها:
لم اشأ ان اجازف واستند الى الحجز بقربها وتابع قائلا:
لم تخبريني ماذا ذهبت تفعلي في بورغوث.
فاجابت بتردد:
لا شيء يثير الاهتمام رافقت عمتك الى حيث تتعلم التطريز ثم فارقتها وتمشيت في شارع البلدة بعض الوقت قبل ان استقل الاوتوبيس عائدة الى هنا.

فقال لها:
لا حاجة بك الى اوتوبيس انا عائد الى البيت بعد حين وبوسعك ان تأتي معي.
واشار اليها بالصعود في سيارته المتوقفة على مقربة من المكان.
وجلست الى جانبه في تلك السيارة الفخمة وهي تعبر الشوارع باتجاه البيت وحاولت ان تجد ما تكلمه به ثم آثرت ان تصمت ملقية يديها المتشابكتين في حضنها.
ثم قالت له بعصبية ظاهرة:
لحسن الحظ انك رأيتني وانا واقفة هناك.
فاجاب بدون ان ينظر اليها:
حظك انت ام حظي انا؟
حظي انا طبعا لاني لم ادفع من مصروفي القليل الخاص اجرة الاوتوبيس!
فابتسم ابتسامة عريضة بعض الشيء وقال:
هكذا اذن؟
وبعد صمت قصير سألته قائلة:
هل حوض بناء السفن مكان واسع؟
فاجابها وهو يخفف سرعة السيارة عند المنعطف:
ليس واسعا بما فيه الكفاية كنت اضع الخطط لتوسيعه ولكن........
واجتاز المنعطف ولكنه لم يكملب عبارته.
ولم تحاول سارة ان تتابع الحديث معه فلزمت الصمت الى ان وقفت السيارة امام منزل ضخم في احد الشوارع الخلفية ولم تكن سارة تعرف كيف يكون حوض بناء السفن ولذلك فوجئت حين فتح جايسون بوابة حديدية ثقيلة ودخل منها مشيرا ان تتبعه.




:57::57::57:


يتبع..................
‎فف‎
‎آاواوووو‎

صوفية 06-01-18 11:10 AM

رد: 149 - الراية البيضاء - مارجري لوتي - روايات عبير القديمة ( كاملة )
 
اخذ تيم يقفز فرحا على الفراش وفي غرفة النوم التي احتلها مع سارة في القطار.
وكان القطار يبتعد عن محطة بونافيستا حين قال لها:
وجلست سارة قربه وهي مرتاحة مطمئنة ولعل صوت عجلات القطار كانت تساعدها على ذلك.
يسرني ان نبتعد شيئا فشيئا عن رالف.....وعن كل شيء.
وعضت على شفتها السفلى ثم انفرجت اسارير وجهها عندما تذكرت انها اصبحت الان متزوجة ولم يعد رالف قادرا على تهديد حياتها وقالت لتيم:
ربما اتيح لنا في المستقبل ان نضحك على كل هذا الذي جرى لنا في الايام الاخيرة من متاعب.... ولكن اتعس ما يمكن ان يحل بالانسان هو ان يخيب امله بشخص يثق به تمام الثقة فيتحول فجأة من ملاك الى شيطان!
وضمها اليه وهو يقول:
الان انت في امان......الا تثقين بي؟
فوضعت يدها في يده و اجابت:
كيف لا اثق بك!
فبدت على وجه تيم امارات الجد و العزيمة فشد على يدها بقوة وقال لها:
سننجح في حياتنا معا يا حبيبتي....... وسنرى جايسون......وتوقف قليلا عن الكلام قليلا ثم تابع قائلا:
تاملي كيف تمكن هذا الانسان من توجيه حياتي بحيث جعلني اضطر الى الحصول على موافقته....لم اكن اقصد ان اقحمه في امورنا الان........فنحن في شهر العسل ويجب ان لا ابالي البتة بموافقته ما دمت تحبينني ولو قليلا يا حلوتي سارة!
نعم نعم هذا صحيح.
وتطلعت الى وجه تيم ونسيت نفسها فجاة كما نسيت عواطفها وادركت ما كان يعانيه من امل وشك وشوق فما كان منها الا ان القت ذراعها حول عنقه وقالت:
اه يا تيم لو تعلم كم احبك!
وبدا مضطربا الى حد خشيت ان يشهق بالبكاء ولكنه تنفس نفسا وقال لها:
كلامك هذا يملا قلبي فرحا يا حبيبتي
وضمها اليه واضعا خده على خدها وبعد حين تراجع وقال لها :
يبدو عليك التعب يا عزيزتي سارة.... دعينا نسرع في الاحتفال بزواجنا فنبدا بتناول طعام العشاء في مطعم القطار.....اوه ولكنني نسيت ان اسال اذا كان بالقطار مطعم ولكن لا بد ان يكون هنالك خدمة من هذا النوع فماذا تريدين ان تاكلي؟
طعاما بسيطا جدا فانا عطشانة اكثر من جائعة!
فنهض قائلا :
ساذهب لارى ماذا عندهم
وفي باب الغرفة وقف ونظر الى الوراء وقال لها مبتسما:
كوني هنا عندما اعود..........

وفتح الباب وخرج الى الممر.
واما سارة فنهضت ونظرت من النافذة كان القطار يزداد سرعة وهو يترك ضواحي المدينة وراءه وبات تشعر بشيء من الحبور فالحظ حالفها اذ لولا وجود تيم لكانت حالها يائسة...... في بلاد غريبة لا تعرف لغتها ولا تملك فيها ما يسد رمقها.
غير انها كانت لا تزال تشعر بشيء من القلق نتيجة ما اقدمت عليه هل زواجها من تيم يظلمه ام لا ؟
فهي في قرارة نفسها تعلم انها لم تصبح بع في عمر يؤهلها للزواج.....ولكن ربما صدق قول العجائز منذ القديم وهو ان اىلحب ياتي بعد الزواج لا قبلهولكن حتى لو لم يصدق هذا القول وعجز تيم عن ايقاظ عواطفها الى درجة الحصول على السعادة التي تطمح اليها كل فتاة فهي عازمة على اسعاده مهما كلفها الامر واذا كانت كذبت عليه الان بقولها له انها تحبه فهي غير نادمة لان كذبتها هذه خطوة هامة في هذا السبيل.
وبدا الظلام يخيم فيما القطار يسرع الى الامام وتراجعت سارة عن النافذة وفتحت حقيبة يدها لتناول ادوات الزينة فرات جواز سفرها وما اليه من وثائق بما في ذلك وثيقة زواجها فامسكتها وراحت تقراها مرة ثانية نعم انها متزوجة من تيموثي نايت وهذ الوثيقة تشهد بذلك فاعادتها الى مكانها وهي تتنهد.
كان الحر شديدا في غرفة القطار اذ كانت خالية من مكيف للهواء فرشت ماء على وجهها وجددت زينتها وصففت شعرها ومشطته ونظفت اسنانها فعلت كل ذلك ولم يات تيم بعد واشتاقت الى عودته لان اعصابها بدات تتوتر .
فذهبت الى الباب ونظرت خارجا في الممر كان تيم قد توجه الى مقدمة القطار فعزمت ان تلحق به وكان القطار في منتهى سرعته الان مما جعلها تستند بعناية الى جانبي الممر ثم ازداد اهتزاز القطار فجاة الى حد لم تستطع عنده ان تلقي يدها على شيء تتمسك به فوقعت على الارض وهي تصرخ وقبل ان يغمى عليها احست بشيءثقيل هائل يسقط فوقها.
وحين افاقت استطاعت ان تتبين وجها داكن السمرة يبتسم لها وهي مستلقية في الفراش ثم سمعته يتمتم كلاما بالاسبانية لم تفهم منه سوى كلمة جيد وشيئا فشيئا بدا يعود اليها كامل وعيها فادركت بانها في غرفة صغيرة بيضاء الجدران يتسلل اليها نور الشمس من خلال الستائر ورات ممرضة تجلس بقربها على حافة السرير ثم عادت بها الذاكرة الى القطار وسقوطها في الممر وتيم فصاحت:
يا الهي اين تيم ؟ اين انا ؟ هل زوجي بخير؟
كانت تتكلم الانكليزية فلم تفهم الممرضة شيئا فخرجت وجاءت ممرضة اخرى اكبر منها سننا تفهم الانكليزية قليلا ثم قالت لها:
زوجك السيد نايت ينتظر عند الباب.....اتريدين ان تريه؟
نعم نعم ارجوك!
ففتحت الممرضة الباب وراحت تتكلم مع احدهم فاستطاعت سارة ان تسمع صوت رجل ظنته تيم.
وعادت الممرضة الى داخل الغرفة يتبعها رجل طويل القامة فلما وقع نظر سارة عليه جمدت الابتسامة على شفتيها كان ذلك الرجل جايسون نايت!
وخرجت الممرضة واغلقت الباب ورءها فيما وقف جايسون نايت قرب السرير وحدف الى سارة بعينيه الرماديتين الباردتين وحين اخذت تردد السؤال اين تيم اجابها بصوت لا رحمة فيه ولا شفقة:
تيم مات وانت بقيت على قيد الحياة!
وادار ظهره الى السرير كانه لم يعد يطيق النظر اليها واخذ يتمتم كلاما لم تفهم منه شيئا لا سيما انها فقدت الوعي.
وقضت سارة بعد ذلك اياما سوداء كمن يسير في نفق لا مخرج منه وكانت تدرك ولو على نحو غامض ان كل واحد يحاول معاملتها بلطف الاطباء والممرضات وسواهم غير انها لم تكن تفهم تمام افهم ما كانوا يقولونه ولم تكن تبالي به ايضا بل كانت في الواقع لا تبالي بشيء على الاطلاق حتى انها استسلمت الى كل الفحوصات الطبية التي اجريت لها الا ان شيئا واحدا لم ينجحوا في اقناعها به وهو ان تتناول الطعام.
وبعد يومين او ثلاثة نقلوها الى غرفة اوسع مساحة تنام فيها خمس نساء اخريات رحبن بها ايما ترحيب الا ان سارة لم ترغب الا في اغماض جفونها وملاقاة ربها وهذا ما جعلها تمتنع عن الطعام.
وفي احدى الامسيات سمعت صوتا يسلم عليها بالانجليزية ففتحت اجفانها بلهفة فاذا بها ترى امراة فتيه ترتدي ثيابا بيضاء وتقف بجانب سريرها وهي تحدق اليها بحيرة وتساؤل كانت المراة ذهبية الشعر يملأ وجهها النمش وعلى ثغرها الواسع ابتسامة ساخرة.
وقالت لها :
والان يا سارة هل لك ان تقرري البقاء هنا معنا؟
لانه كما علمت من المسؤليين هنا لم يعد من الجائز ان تؤجلي اتخاذ هذا القرار.
وفرحت سارة لسماع صوت يتكلم الانجليزية ولكنها لم تكن ترغب في ان يحول احد بينها وبين الموت فاغمضت عينيها ومالت براسها بعيدا.
فقالت لها المراة:
خففي عنك.....لا شيء يستحق هذا الحزن الشديد!
فاجابتها بغضب:
اليك عني .......لا اريد ان اراك او اسمع صوتك!
فقالت لها بصوت هادئ:
هذا افضل من ان تكبتي عواطفك........
وسمعت سارة صوت ازاحة كرسي بجانب فراشها ففتحت جفنيها فرات المراة تجلس على الكرسي بدعة واطمئنان وتقول لها:
دعيني اعرفك على نفسي .......انا ماري مكناب الطبيبة واعمل في هذا المستشفى الذي هو من اشهر مستشفيات هذه البلاد وطلبت مني الادارة بصفتي مواطنة انجليزية ان اتحدث اليك واتفاهم معك...... والان يا سارة اخبريني بما يقلقك وبما ترغبين فيه لماذا ترفضين التعاون من اجل عودتك الى العافية فتضربين عن الطعام هربا من الحياة؟
قالوا لي انك من الناحية الجسدية بالف خير لولا بعض الجروح البسيطة وانك قادرة على مغادرة المستشفى بعد يوم او يومين فقوي عزيمتك وتمالكي نفسك.....فالحياة كلها لا تزال امامك!
كيف اترك المستشفى ولا مكان لي الجا اليه؟
فنظرت اليها المراة بحنان وقالت:
سنبحث هذا الامر فيما بعد والان هل عندك ما ستخبرين عنه؟ اخبروني عن قضيتك يا عزيزتي فعلمت انك فقدت زوجك في حادث اصطدام القطار واستطيع ان ادرك كيف تشعرين لان مثل هذا الحادث وقع لي من مدة ليست بعيدة......والفرق الوحيد هو ان الحادث كان سقوط طائرة كنت على متنها.
فاظهرت سارة اسفها لما سمعته اما الطبيبة مكناب فنظرت من النافذة وقالت:
نعم بعد وقوع الحادث كنت كانني في الجحيم وهكذا انت الان.....ولكن الحياة تستحق ان تعاش يا عزيزتي..........وهي لا تتوقف عن السير الى الامام بسبب حادث فمن الخير اذن ان نبذل اقصى ما يمكن من الجهد للعيش بهناء ولا بديل لنا عن ذلك.....وبدات سارة بالرغم منها بدات تشعر ببعض الميل نحو تلك الزائرة.
وتابعت الطبيبة كلامها قائلة:
مررت بايام صعبة وسيئة يا عزيزتي وزاد الطين بلة اخو زوجك الفاقد للذوق حين جاء لزيارتك وظن الذين استقبلوه انه زوجك لانه يحمل اسم العائلة لا شك ان هذا الخطا سبب هزة عنيفة لك ولكنه وقع لسوء الحظ و السيد نايت اعتذر ايضا لوقوعه وكان تلفن عدة مرات للستعلام عنك قبل ان يسمحوا له بالمجئ لزيارتك.....
فرفعت سارة صوتها صارخة:
لا لا .....لا اريد ان ارى وجهه........فهو يبغضني ويلومني على موت تيم.
فاجابت الطبيبة معزية:
انت مخطئة في ظنك يا عزيزتي......لا احد يمكنه ان يلومك فحادث الاصطدام كان اسوا حادث وقع منذ زمن بعيد واكن الخطر عليك شديدا جدا وانما نجوت باعجوبة.......
باعجوبة؟
نعم باعجوبة وستدركين ذلك يوما ما اسمعي......ساعطيك عنواني في ادنبره وبعد عام يمكنك ان تزوريني هناك وتخبريني اذا كنت على صواب فيما اقوله لك.
قالت هذا الكلام ووضعت الورقة على الطاولة بجانب السرير ثم نهضت وقالت لها:
السيد جايسون نايت ينتظر في الخارج هل تسمحين له بالدخول؟
هل هو هنا الان؟
صاحت سارة بصوت مرتجف وتطلعت في الغرفة حولها ثم تابعت كلامها قائلة:
لا تدعيه يدخل ارجوك......لا اريد ان اراه!
هل انت جادة فيما تقولين؟
نعم نعم ان يخيفني.
وبينما هي تشهق بالبكاء قالت لها الطبيبة:
كنت على حق حين ظننت ان هذا جزء مما تعانين منه......انا اجتمعت بالسيد نايت ولا اكتمك انه رجل فظ الطبع ولكن يجب الا تسمحي لاحد ان يسيطر عليك وانت فتاة حسناء ويجب ان لا يزعجك راي الاخرين فيك وخصوصا ........الرجال!
,rواقتربت الطبيبة من السرير وهمست قائلة:
لا تنسي يا عزيزتي ما قلته لك واهمه انك يجب ان تواجهي هذا العالم بشجاعة وثقة بالنفس واياك ان تدعي السيد نايت يتغلب عليك او يخيفك!
وتطلعت سارة الى وجه تلك المراة وخيل اليها انها ترى فيه نورا في اخر نفق مظلم كان ذلك رائعا وعجيبا كانما الحياة عادت تسري في عروقها وسرها ان تشعر انها هي نفسها ولا شيء اخر.

فمنذ طفولتها وهي تعتمد على الاخرين وتعمل ما يقال لها......في المدرسة.....في مرافقتها لرالف........حتى في ايام علاقتها القصيرة مع تيم!
وانتصبت جالسة في الفراش لاول مرة ولاول مرة منذ وقوع الحادث شعرت بزوال الالم حين تحرك جسمها ورفعت راسها عاليا فلم تحس باي وجع على الاطلاق.
وقالت للسيدة مكناب:
انت على حق يا سيدتي في كل ما قلته اشكرك على زيارتك لي وارجوك ان تخبري السيد نايت ان يتفضل بالدخول؟
وما ان خرجت السيدة مكناب حتى دخلت الممرضة الحسناء ذات البشرة السمراء و برفقتها جايسون نايت وفيما هو مقبل نحو السرير حدقت اليه النساء اللواتي بالغرفة وهن ماخوذات بقامته الفارعة وكتفيه العريضتين ورجولته التي تنم عن كبرياء و صلابة كان يرتدي بنطالا داكن اللون وقميصا ابيض وربطة عنق مما زاد جاذبيته وضاعف رجولته.
وقدمت الممرضة له الكرسي التي كانت تجلس عليها الطبيبة مكناب ثم ابتسمت وهي تكلمه بالاسبانية كلاما بدا عليه انه فهمه وما ان غادرت الغرفة حتى جلس وادار وجها عابسا نحو سارة وقال:
اخبروني هنا ان صحتك صارت على ما يرام.....
نعم.......وهذا لطف منك ان تاتي لزيارتي!
نطقت هذا الكلام بصعوبة وهي ترغم نفسها على النظر اليه كمن ينظر الى بئر عميقة وعاد الى ذاكرتها قول الطبيبة مكناب لها لا تدعي احدا يسيطر عليك و يسحقك.
وزم جايسون شفتيهالرقيقتين المتحركتين وقال لها:
انا متاكد انك لا تعنين ما تقولين وفي كل حال اعلمي ان اللطف ليس من صفاتي اذا كان الامر يتعلق بك.
وحول نظرته عنها كانه لم يعد يطيق النظر اليها وتابع كلامه قائلا:
بصراحة لا شيء اتمناه اكثر من ان اغسل يدي منك ولكن ذلك غير ممكن مع الاسف الشديد انت تزوجت اخي وهذا يعني ان علي مسؤولية تجاهك ان شئت ذلك ام ابيت! والذي عزمت عليه هو ان اقوم بهذه المسؤولية باسرع وقت ممكن حتى اخرجك من حياتي الى الابد!
وتمكنت سارة من الاحتفاظ باعصابها هادئة كان اخف وطاة عليها لو انها تستطيع ان تنظر اليه كرجل لا صلة شخصية لها به كانه مدير مصرف او محام او امثالهما من الذين لا تتوقع منهم اي تفهم او عطف او لطف لانهم حكموا عليك مسبقا.
فقالت له:
فليكن ان كانت هذه ارادتك!
فحول عينيه نحوها بسرعة ورفع حاجبيه الاسودين وقال:
سادخل في صلب الموضوع اذن فقد لا نجتمع بالضرورة مرة اخرى وهذا على ما اعتقد ما نرغب فيه كلانا.
فاجابت سارة:
اوافقك على كلامك....
واخرجح جايسون بطاقة من جيبه ووضعها على الطاولة بجانب السرير وقال:
في هذه البطاقة عنواني في انكلترا فالى ان اعود.....واجتمع بمحامي لا فكرة واضحة عندي بخصوص الوضع القانوني.
فقطبت سارة جبينها وسالت قائلة:
اي وضع قانوني هذا؟
فزم شفتيه مرة ثانية وقال:
لا تضيعي الوقت مدعية ان الامرليس واردا في عقلك الصغير الجشع......وفي كل حال انا غير مستعد الان لامدك بالمعلومات التي تتوقين لمعرفتها فلا علم لي مثلا اذا كان اخي ترك وصية ام لا ولكن بصفتك ارملته فمن الطبيعي كما اعتقد ان تطالبي بحقوقك كاملة من الارث!
فتمتمت قائلة:
لا اعرف شيئا عن هذا الموضوع وصية ارث و ما الى ذلك!
فتابع كلامه ساخرا:
الا تعرفين؟ انك تفاجئينني بادعائك هذا وماذا عن زوج امك؟ هل غاب عن باله ايضا؟ ومهما يكن فانا ارجو ان تسمحي لي بثلاثة اسابيع من هذا التاريخ ريثما اعود الى انكلترا للاهتمام بالامر وعندئذ بامكانك انت او زوج امك الاتصال بي.....هل هذا واضح؟
ونهض واقفا وتابع كلامه قائلا بلا مبالاة:
اتمنى لك الشفاء العاجل!
واحست سارة بالدوار وهي تقول له:
ارجوك ارجوك ان لا تذهب!
فالتفت اليها قائلا:
لا اظن ان هنالك ما تريدين قوله.
فاستجمعت كل قواها وقالت:
نعم هنالك ما اريد ان اقوله الان وهو انني بحاجة الى بعض المال.
فوقف وحدق اليها قائلا:
انتظرت ان اسمع منك هذا الكلام عاجلا ام اجلا ولكن الحظ خانك يا عزيزتي......فلن تحصلي على درهم واحد حتى تنتهي من حصر ارث اخي........زوالى ذلك الحين عليك ان تتكلي على ذلك الرجل الذي هو زوج امك!
فقالت له اظهرت بكل وضوح وصراحة انك تبغضني ولكنك اخو تيم ولا اضنك ترضى ان تترك فتاة وحيدة مثلي في بلاد غريبة لا اصدقاء لها فيها ولا اقارب و لا مال.
فعاد الى الجلوس وقال متعجبا:
هل هذا صحيح؟
نعم.
ونظر اليها متعجبا وقال ساخرا:
يالعينيك من بنفسجيتين غارقتين في ندى الصباح! ابهما كنت تنظرين الى اخي حتى اقنعته بالزواج؟
فتذكرت سارة كلام الطبيبة لا تدعيه يسيطر عليك ويخيفك
فقالت له:
هل من الضرورة ان تتصرف معي مثل هذا التصرف الحيواني الفظ؟
وساد الصمت طويلا ثم قطعه جايسون بقوله:
انا قادم لتوي من جنازة اخي فماذا تتوقعين مني؟
فتاوهت ودفنت وجهها بين يديها ثم اخذت تجهش بالبكاء ولم تكن بكت منذ علمت بموت تيم اذ لم يستطع ان يوقفها عن البكاء شيء
ولما جفت دموعها شعرت بذراع الممرضة تحيط بها وتقول:
بكؤك هذا كله صحة وعافية!
هل ذهب السيد نايت؟
نعم وقال انه سيعود غدا
وخشيت سارة ان تكون عودته مناسبة اخرى لتعذيبها وتساءلت:
اما لهذا الليل من اخر؟
وقبل ان تغمض اجفانها تناولت كثيرا من الحساء فسر الممرضات انها عادت عن الاضراب الطعام

وفي الصباح تناولت طعام الفطور ثم مشت لاول مرة الى غرفة الحمام حيث استحمت وهكذا بدات الحياة دورتها من جديد ورضيت سارة بذلك كل الرضى
ثم جاء الطبيب في زيارته الصباحية يحيط به مساعدوه ووقف قرب سريرها وسالها قائلا بالانكليزية:
كيف حالك اليوم يا سيدتي؟
بخير .....بخير شكرا
فانشرح الطبيب لجوابها وطلب منها ان تريه جراحها وحين انتهى من النظر تبادل الحديث مع الممرضة فلم تفهم سارة منه سوى كلمة السنيور نايت وتمنت لو انها فهمت الحديث كله
وقال لها الطبيب:
انت محظوظة يا سيدتي لا جراحك كانت خطرة وكذلك الهزة التي انتابتك بتاثير الاصطدام والان فلا حاجة الى بقائك في المستشفى فمن الافضل ان تعودي الى استئناف الحياة العادية!
ولاحظت سارة العطف في عيني الطبيب الحزينتين كان على علم طبعا بالحادث و بمصرع تيم ولكن لم يكن من المفيد ان يعلم ان لا حياة عادية في متناول يدها الان لا حياة حقيقية من اي نوع تعود الى ممارستها.
وتابع الطبيب كلامه قائلا:
اخبرتني الممرضة ان اخ زوجك على اتصال بالمستشفى وسيهتم بامرك في الوقت الحاضر....فاذا كان الامر كذلك لا ارى سببا يحول بينك وبين مغادرة المستشفى غدا انا اتمنى لك حظا سعيدا يا سيدتي!
وربت على كتفها بلطف ومال الى المريضة الاخرى في الغرفة.
وعاد جايسون نايت في ساعة متاخرة من ذلك النهار فوجد سارة جالسة قرب السرير فبادرها بالقول دون مقدمة:
دعينا نستانف حديث البارحة........
ونظرت سارة اليه دون ارتعاش هذه المرة كان يرتدي بنطالا ازرق اللون وسترة من الكتان.
فقالت له:
لك ما تشاء.....ولكن اين وصلنا في حديثنا البارحة؟ اراني نسيت!
كنت تقولين لي بكلام مؤثر انك وحيدة في هذا العالم لا اهل عندك ولا مال فهل توقعت من كلامك هذا ان يتمزق قلبي حسرة وشفقة عليك؟
كلا ابدا لن احاول المستحيل لانك انت اخبرتني بانك لا تشعر باية شفقة نحوي.
اذن ماذا كنت تتوقعين؟
فنظرت سارة الى يديها الاتين كانتا على ردائها الابيض الكتان الذي استعارته من المستشفى فسرها ان تجدهما غير مرتجفتين وقالت له:
كنت اتوقع المعاملة ذاتها التي من الطبيعي ان تمنحها لاي فرد من افراد عائلتك وجد نفسه وحيدا لا يملك شيئا في بلاد غريبة ومع ذلك اريدك ان تعلم انني كنت ارفض كل الرفض ان اطلب منك شيئا لو ان لي احدا سوال يمكن ان الجأ اليه.
ونظر احدهما الى الاخر مليا نظرة عدائية ثم قال لها:
اين زوج امك لماذا لم تلجأي اليه؟
لا اعلم اين هو ولا الى اين كان ذاهبا حين غادر الفندق في اكابولكو وانا لم اشأ ان استخبر عنه لاني لا اريد ان اراه ابدا!
فقال جايسون ساخرا:
لن تريه الا بعد ان تقبضي الغنيمة.....اهذا ما تقصدين؟
فتجاهلت سارة ملاحظته وتابعت كلامها قائلة:
قلت لك لن اراه ابدا.........وانا الان وحيدة فاذا استطعت ان اعود الى انكلترا فساحاول ان اجد هناك من يعينني كمديرة مدرستي مثلا ....... وكل ما ارجوه منك الان هو ان تقرضني بعض المال الكافي لعودتي واعدك ان افيك في اقرب وقت ممكن..........
وكان جايسون يراقبها بامعان فقال لها:
لا اخفي عنك انك تثيرين اهتمامي بالرغم من كل شيء انا لا اصدق كلمة واحدة مما تقولينه ولكن يجب ان اجازف بتلبية طلبك لا تيم تزوجك لا اكثر ولا اقل علي ان احذرك انت وزوج امك من محاولة الاحتيال علي او خداعي ذلك لان ردي على ذلك سيكون قاسيا لا رحمة فيه.
ووجدت سارة نفسها ماخوذة بنظرته فلم تستطع ان تبدي حراكا ولا ان تجيب بشيء.
فقال لها :
هل استنتج من كلامك ايضا ان لا ثياب عندك!
عندي الثياب التي كنت البسها وقت الحادث.
وكادت عيناها تدمعان فبادرها بالقول:
بربك لا تعودي الى البكاء......فهذا يزعجني!
وارادت ان تصرخ في وجهه قائلة:((وانت ايضا تزعجني....فانت لست انسانا من لحم ودم.....)) ولكنها ضبطت اعصابها ولزمت الصمت ثم قال لها:
يبدو ان بامكانك مغادرة المستشفى غدا .....سأجلب لك ما تريدينه واتركه في مكتب الاستعلامات ثم اتي اليك فيما بعد.....والان ما هو قياس حذائك......زاما سائر الاشياء فاستطيع ان احزر قياسها بنفسي!
وكان في هذه الاثناء يمعن النظر في ردائها العتيق فقال:
لا ازال اتذكر جمالك الساحر كما كنت تعرضينه على العيون في اكابولكو!
وفيما هو ينهض واقفا اخذ يرمقها بنظرات بعثت القشعريرة في جسم سارة.
ثم غادر الغرفة بدون ان يتفوه حتى بكلمة وداع.
وفي اليوم التالي تلقت سارة الثياب الجديدة مع تعليمات جايسون ان تكون مستعدة لمغادرة المستشفى في الساعة العاشرة بدون تأخير.
وراودتها فكرة التأخير لتريه انها ليست خائفة منه غير انها امتعنت عن ذلك لانها خشيت ان تزيد عداوته لها.
وتأوهت واخذت تتامل الثياب التي ارسلها اليها وكم كانت دهشتها عظيمة حين وجدت كل شي بخلاف ما توقعت.
كانت الثياب فاخرة تفوق الوصف حتى ان النساء اللواتي يشاركن سارة الغرفة حبسن انفاسهن من شدة الاعجاب بها وبعد ان ارتدتها فوجئن بما كانت عليه من الرونق ورهافة الذوق.
ولم يكن بالغرفة سوى المرآة الصغيرة التي لا تزال تحتفظ بها في حقيبة يدها فاخرجتها كما اخرجت المشط وسائر ادوات الزينة وراحت تمشط شعرها وتتزين بعض الشيء وما كادت تنتهي حتى دخلت الممرضة لتعلن لها ان جايسون في انتظارها.
فودعت زميلاتها في الغرفة وتمنت لهن الشفاء العاجل ثم خرجت وهي غير متشوقة للقاء الشخص الذي كان كل شيء الا لطيفا معها وكان جايسون واقفا والى جانبه الممرضة التي بدت قصيرة القامة ازاء قامته الفارعة وكانت الممرضة تضحك من كلام قاله وكان هو يبتسم لها وفوجئت سارة بابتسامته التي لم تشاهدها من قبل والتي جعلته يبدو بشرا سويا ولكنه ما ان رآها حتى زالت الابتسامة من شفتيه وقال لها:
هل انت مستعدة يا سارة؟
فارتجفت في داخلها حين سمعته يلفظ اسمها لاول مرة وخطر لها خاطر وهو ان الامر يكون غير ما كان عليه بينها وبين جايسون لو ان اخاه لم يلق مصرعه ولو انه تفهم وضعها على حقيقته ورضي بها كصديقة ولكنها سرعان ما ازالت هذا الخاطر من بالها لاعتقادها ان الرجل لا يمكن ان يكون صديقها ولو بعد مليون سنة.
واجابت على سؤاله قائلة:
انا على اتم استعداد.
والتفتت لتشكر الممرضة على لطفها ومعونتها وكذلك سائر الممرضات وودت لو قدمت اليهن هدية اعتراف بالجميل ولكن ما العمل والحال كما هي عليه وحانت منها نظرة فرأت الممرضة تحمل صندوقا مسطحا لماعا عقدت عليه شريطة حمراء من المخمل فقدمته اليها والى جايسون بالاسبانية علمت سارة فيما بعد انها كانت تعرب عن اسفها لخسارة تيم وتدعو الى الله ان يمن بالصبر و العزاء.
وقال لها جايسون:
هنالك سيارة بانتظارنا......
وامسك بذراعها وسار بها عبر باحة المستشفى فتسائلت اذا كان يعرف كم يده قوية وكم يوجعها بقبضته وخيل اليها وهي تسير الى جانبه انها معتقل يقاد تحت الحراسة الى مكان رهيب مجهول.
ووصلا الى السيارة المنتظرة فساعدها على الدخول اليها ثم جلس الى جانبها واعطى اوامره للسائق الداكن البشرة ففهمت سارة منها كلمة المطار وتسائلت اذا كان ينوي ان يصعدها الى طائرة مسافرة الى انكلترا فاذا كان الامر كذلك فلماذا ابتاع لها ذلك الفستان الرقيق الذي لا يلائم فصل الشتاء في انكلترا الان؟
وتطلعت الى وجه الرجل الجامد بقربها فيما السيارة تشق طريقها وسط الزحام وقالت له:
اشكرك للثياب التي اشتريتها لي......ولكني لا اعرف كيف يمكنني ان اطير راجعة الى انكلترا بدون ان اخذ معي سترة تقيني الصقيع الذي ساصادفه هناك في هذا الشهر من السنة.
فهز كتفيه باختصار وقال :
سنرى!
ولم تتابع سارة هذا الموضوع لانها كانت متاكدة من عدم اهتمامه براحتها ولكنها املت ان يعطيها بعض المال قبل ركوب الطائرة لتشتري ما تحتاج عند وصولها الى لندن.
وكان المطار الذي وصلا اليه كبيرا جدا ومزدحما وكانت سارة معتادة على المطارات ولكنها كانت تترك كل الترتيبات والتدابير لرالف والان ايضا اعتمدت على جايسون في ان يتولى هذا كله فاخذت تتبعه اينما سار بدون ان تساله عن شيء وهي واثقة انه يريد الخلاص منها اكثر مما كانت تريد الخلاص منه.
وبعد ان انهى المعاملات الاولية عاد اليها وقال:
علينا الانتظار قليلا هل ترغبين في فنجان من القهوة او اي شيء اخر؟
كلا شكرا.
وسارا الى قاعة الانتظار وطلب منها الجلوس فاعتذرت لان اعصابها كانت متوترة من شدة اللهفة الى مجئ الوقت الذي فيه تبتعد عن هذا الرجل المخيف لتتنفس بحرية.
ووقف جايسون قربها صامتا يتامل المسافرين وهم يسيرون ذهابا وايابا في القاعة.
واعلن مكبر الصوت عن حلول موعد اقلاع الطائرة فقال لها جايسون وهو يقود ذراعها :
هيا بنا.

فتوقفت سارة وقالت له:
ليس معي شيء من المال على الاطلاق.....
فاجابها ببرود:
لن تحتاجي الى المال اسرعي لئلا نتاخر.
وهنا ادركت سارة الحقيقة وهي انه لم يكن ينوي ارسالها الى انكلترا.
واجتازا الحاجز وسارا نزولا في طريقهما الى الطائرة وفي وسط الزحام لم يكن لها خيار الا ان تتبعه حيثما ذهب وفي اي حال لم يترك ذراعها التي كان يقبض عليها بقوة لابد انها تركت اثرا في جسمها الغض.
وسالته قائلة بصوت رقيق:
الى اين نحن ذاهبون؟
فلم يسمعها او لعله تجاهل ان سمعها لانه لم يجب بل ازداد سرعة في السير فاستسلنت الى واقع الحال لانها بدون مال لا تستطيع ان تقاومه وتسائلت ماذا تكون نصيحة الطبيبة مكناب لها في مثل تلك الحال.
واقلعت الطائرة قبل ان يتبادلا كلمة واحدة وحلت سارة رباط المقعد من حول خصرها وجالت بنظرها في الطائرة فاذا بها تغص بالمسافرين وتطلعت الى الرجل الجالس الى جانبها يقرأ بعض الاوراق التي يحملها في حقيبته.
وقالت سارة لجايسون:
هل لي ان اعرف الى اين انت ذاهب بي؟
فقلب بعض اوراق كانت بين يديه كما لو انه كان يبحث عن شيء ما وتجاهل سؤالها ثم بدا كانه وجد الشيء الذي يريده لانه اعاد ترتيب الاوراق كما يجب ان تكون وهنا التفت اليها قائلا:
نعم من حقك ان تعرفي نحن ذاهبان الى يوكاتان الى جزيرة كانون وهي ليست جزيرة بالمعنى الصحيح وان كنت لم تسمعي بها او تعرفينها فهي منتجع جديد انشئ في السنوات الاخيرة والواقع اني كنت ساسافر اليها في مهمة تجارية واضطررت تاجيل سفري بعد وقوع الحادث.
فقالت له:
عندما اخذتني الى المطار ظننت انني مسافرة الى انكلترا
فنظر اليها بقساوة واجاب:
لم اقل لك شيئا بخصوص سفرك الى انكلترا!
ولكنك كنت تعلم ان ذلك هو ما اريده..........
فافتعل ابتسامة وقال:
يبدو ان خطتي بشانك هي غير ذلك فانا عازم على ان ابقيك معي الى ان نعود الى انكلترا معا فانا اراك تستعجلين الوصول الى هناك فلعلك على موعد مع زوج امك!
فقالت له بغضب ظاهر:
اخبرتك البارحة اني لا اريد ان اراه ابدا
لا اصدقك....... واريد ان اعرف الحقيقة!
وبذلت قصارى جهدها في ضبط اعصابها كي لا تنهال عليه بالضرب كما فعلت في اكابولكو فما من انسان في حياتها كلها استطاع ان يثير فيها ذلك القدر من الغيظ الشديد.
والقت نظرة على سائر المسافرين وقالت له بصوت خافت مرتجف:
اظن انه كان عليك ان تخبرني من قبل بما نويت ان تفعله.
اتريدين مني ان اخبرك حتى تستخدمي سلاحك الذي تجيدين استخدامه وهو ان تذرفي دموع التماسيح الى ما لا نهاية.
فتاوهت وقالت بعصبية مكبوتة:
انت احقر رجل على وجه الارض!
فرفع حاجبيه قليلا ثم قال:
اصحيح هذا؟ في اي حال اسمحي لي ان اشغل وقتي الان بقراءة بعض الاوراق لان الحديث بيننا ليسر على المستوى المطلوب من التهذيب .
ومد يده في حقيبته وتناول رزمة من الاوراق ومجلة مصورة وقال لها:
اتريدين ان تتصفحي هذه المجلة؟ بعد قليل سيقدمون لنا بعض القهوة.
فاخذت المجلة منه وادارت له ظهرها وراحت تنظر من النافذة الى الغيوم البيضاء التي كانت تسير على غير هدى في ذلك الفضاء الشاسع.


نهاية الفصل الثالث........


اتمنى انها تعجبكم...........





:flowers2::flowers2::flowers2::flowers2:[/QUOTE]

صوفية 06-01-18 11:12 AM

رد: 149 - الراية البيضاء - مارجري لوتي - روايات عبير القديمة ( كاملة )
 
شكراااااااااااااااااااااااااااااااااااااا على مجهوداتكم:55:

حنان محمد ابراهيم 13-02-19 12:14 AM

رد: 149 - الراية البيضاء - مارجري لوتي - روايات عبير القديمة ( كاملة )
 
تسلم الايادى رواية رائعة


الساعة الآن 10:25 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية