منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f449/)
-   -   7 - المليونيرة المدللة - روبرتا لي - المركز الدولي ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t112039.html)

زونار 27-05-09 03:06 PM

7 - المليونيرة المدللة - روبرتا لي - المركز الدولي ( كاملة )
 
الملخص :
" انني اتلقى اوامري من أي شخص يدفع لي"
كان رد مارك رايتر حاسما .
- ... وهو هنا والدك .
لم يتح مسلكه اية فرصة للجدل , وكانت شارلوت تغلي من الغضب .
لم يكن رايتر يرغب بصقة قاطعه في ان يلعب دور المربية لفتاة صغيرة مدللة وفاسده .
اما اخر شيء كانت شارلوت تريده هو وجود مارك غير المرغوب فيه
في خلفية حياتها كي يفسد عليها بهجتها .
ولم يطفئ ذلك شرارة الانجذاب بينهما . ولكن هل كان ذلك كافيا لبناء علاقة مستمرة ؟
اذا تأملنا طرقتي حياتهما المختلفتين لبدا الامر وكانه وصفة لإعداد كارثة ...منتديات ليلاس


زونار 27-05-09 03:07 PM

الفصل الاول
ما ان علم مارك رايتر بطبيعة مهمته القادمة حتى وجد نفسه مدفوعا لأن يقدم استقالته في التو واللحظة . قال بوجه متغضن :
- لم التحق بأعمال المخابرات كي العب دور المربية لفتاه صغيرة مدلله وفاسده لأنها غنية .منتديات ليلاس


قاطعه السير الريك واطسون قائلا :
- دعك من الشعارات لو لم اكن على علم بان هذه النهمة لا تزيد عما ذكرت لما طلبت منك ان تقوم بها .
- لقد كان الاحرى بوالدها ان يقوم بالمهمة بنفسه .
كان مارك وهو يعلق بقوله السابق يعلم انه كان يفضل الامل على العقل ففي الوقت الذي لا تشكل سلامة شارلوت بوفيل اهمية كبرى للغرب كان من الواضح ضرورة ضمان حمايتها التي كانت السبب في اثارة انتباه رئيسه في الدرجة الاولى . ولكنه لم يكن قد توقع ان يطلب منه الاشراف على العملية بنفسه .
حرك السير الريك سلسلة امامه وهو يقول :
- اعتقد ان الحقائق لدينا صحيحه . بالتأكيد ان وكالة الخابرات المركزية قامت بمراقبة الجنرال فارجار لمدة شهور وقد غادر العاصمة بالفعل وانتقل الى التلال .
- ولكنهم يعرفون ما نسعى وراءه .
قال مارك بحزم :
نعم ان تليجواي مستعده الآن للثروة ولحظة وقوعها سيحاول رجال هارجر اسر الآنسة بوفيل .
- لكن والدها يرفض ان يصدق ذلك .
- هو على علم بالثورة دون شك .
هز العجوز كتفيه وقال :
- عندما تتيح استثماراتك في التعدين فرص العمل للآلاف , فقد يكون لك العذر اذا ما فكرت في ان أي مواطن لن يهتم بالاضرار بك او بعائلتك , وعلى أي حال فأن بوفيل يقول انه ظل يخمي ابنته اكثر من 23 سنة دون مساعده من وكالة حكومية ملعونه ولا يجد مبررا لتغيير الوضع .
- هناك فرق شاسع بين حماية ابنتك من المختطفين المهتمين فقط بالمال وبين الارهابيين المولعين باطلاق الرصاص .
- عليك اقناع بوفيل بذلك وفي اسرع وقت اذا وضع المتمردون ايديهم على الفتاة لكان لذلك ردود فعل غير سارة على الغرب .
كان مارك يعلم ان السير الريك على حق وان لم يزد ذلك من سعادته بالمهمة, فقد بدا له انه على مدى الاشهر القليلة القادمة سيكون ملزما بمراقبة سيدة شابه مدلله ولابد انها ستشعر بالكراهية لوجوده حولها بقدر ما يشعر هو بذلك قال :
- سألحق بأقرب رحلة طيران الى نيس واعتقد ان يوفيل ينتظرني .
- وماذا عن الامن الفرنسي ؟ وحيث ان بوفيل يعيش الآن في فرنسا اليس من المتوقع ان يدسوا انوفهم قسرا اذا لم ندعهم الى ذلك ؟
اجاب السير الريك :
- ان الرجل رعية بريطانية .
بدت الاجابة كافية وشد مارك وجهه وقال :
- يا للأسف ان حماية جميلة مدللة اقرب الى الذوق الفرنسي عن البريطاني .
اضاءت الابتسامة التي صحبت كلامه وجهه النحيل وكشفت عن اسنان قوية بيضاء .
كان طويل القامة عريض المنكبين يميل الى ما كان يشبهه عندما كان شابا قويا يدرس في جامعة اكسفورد قبل 12 عاما عما هو عليه الآن كضابط عميل بالمخابرات .
وفي الحقيقة احس العديد من اصدقائه انه عندما اصبح مرموقا في وزارة الخارجية قد اضر بوطنه عندما فضل الوظيفة على الرياضة . بين ان امرين منعاه من الاتجاه الى الرياضة .
احدهما تمتعه بقدر عال من الذكاء الحاد الذي استلزم ان يواجه تحديا عقليا مقابل التحدي البديني , وثانيهما : غرامه الشديد بالمنطق العقلي الذي كان ينظر الى الرياضة كمجرد لعبة .
وهذه الصفات من الممكن ان تحقق له النجاح فيما لو كانت مفرده , غير انها مجتمعه اضافت للرجل قوة اخلاقية كبيرة حتى ان السير الريك وظفه لديه وهو ما يزال بالجامعه . وبعد ان حصل على درجته الجامعية اختفى عن الانظار لمدة عام .
ولم يكن احد فيما عدا عائلته يعرف اين ذهب . وعندما ظهر اخيرا كان اكثر نحافة وقوة . لقد اصبح عقله وجسده اكثر صلابه وحده كانت النساء من جميع الاعمار تتصارعن من اجل جذب انتباهه . كان عمله هو كل حياته ومن اجله تجنب اية ارتباطات عاطفية .
- سأحيطك علما بكل التطورات يا سيدي , ولكني سأقوم بالدور وفقا للأحوال دون تخطيط .
ابتسم السيد الريك وقال :
- هذا ما يناسبني , فأذناك افضل من اذني منيوهن .
مرت 4 ساعات بعدها كان مارك يعبر مطار نيس الحار كأجنبي وقد القى سترته على كتفيه . كان سماء البحر الابيض المتوسط زرقاء دون غيوم والهواء دافئا وناعما على جلده مثل يد امرأة مدللة .
اخذ يراقب العديد من الرجال الذي يحملون حقائب الاوراق ويسيرون امامه وفكر كم هم بعيديون عن واقعهم .
كانت نيس شاطئ الاغنياء والمرفهين الذين كانوا يطيرون بالنفاثات كي يمتعوا انفسهم . الامر الذي جعله يفكر في شارلوت بوفيل .
ضاق فمه لك يكن من العدل الحكم عليها قبل مقابلتها , ولكن مما استنبطه لم تكن بالنسبة له تختلف عن الحسناوات فارغات العقل اللاتي كن يشتركن معها في عطور اربيج ..
طلب من سائق التاكسي ان يذهب به الى نيجرسكو وبطريقة حذره تعودها من كثرة المران اضطجع للخلف في مقعده , كما لو كان ذلك كل لذته متتبعا الحشود السائرة على الشاطئ الحجري عبر منطقة نزهة الانجليز .
اخذ بعد نصف ساعه تاكسيا اخر لاختصار رحلته حيث توجه في اتجاه الانتيب وهي من اجمل المدل على الريفيرا .
احس بالرضا عندما وجد انه غير متبوع وامر السائق ان يوصله الى الكاب وهو لسان خلف المدينة حيث تقع املاك شارل بوفيل .
كانت الاملاك تشغل اصغر جزء من اللسان وتبرز مثل الاصبع من الكتلة الكبرى للكاب . كانت الارض من 3 نواح تنتهي عند الصخرة تكاد تكون حوائطها رأسية , تنحدر لأسفل الى خط الشاطئ شديد الانحدار لا يصلح للسباحه . وبهذا يصبح الجانب المواجه للأرض فقط هو الذي يحتاج الى الحراسة . لمح مارك الحائط الذي يبلغ ارتفاعه 7 اقدام ولا شك انه مكهرب وكان يمتد لمسافة لا تقل عن ربع ميل , ويبدو مستحيل الاختراق وان كانت التجارب قد اقنعت مارك بانه لا يوجد شيء مضمون .
توقف السائق خارج بوابتين سميكتين من الحديد يحرسهما رجل تبدو عليه مظاهر القوة يقف داخل كشك محصن ضد الرصاص . اعطاه مارك اسمه خلال جهاز الانتركوم المثبت في الحائط بعدها سار التاكسي عبر ممر متعرج سقفه مغطى بخشب البلوط . وعندما ظهرت الفيلا اخيرا بدت بألوان متعدده بهيجه تبهر البصر .
كانت الحوائط باللون الكريم ومبلطه باللون الاحمر تقف وسط وهج من الانوار الذهبية تعلوها السماء الزرقاء ويحيط بها النجيل الاخضر بلون الزمرد وهناك اعمدة صدفية من الرخام تحمل باكية الباب الامامي . وكان هذا المطهر المغربي ينعكس ايضا على الاقواس التي تعلو النوافذ .وكانت النوافذ تتميز بشيش خشبي جميل مطلي بلون التركواز الناعم .
وكان بعضها مفتوحا واغلبها مغلقا , كما لو كانت تحجب الداخل عن العوين المتلصصه .
انتظر مارك حتى اختفى التاكسي عن ناظريه قبل ان يضغط جرس الباب الامامي الذي فتحه في الحال رجل يرتدي سترة بيضاء ذو ملامح شرقية لا تعبر عن شيء . ثم قال :
- ارجو ان تأتي من هذه الناحية حيث ينتظرك السيد بوفيل .
خطا مارك داخل القاعه التي كانت واسعه مستديرة .. كان كل مكان غنيا بالاعمال الفنية واللوحات التي تساوي فدية ملك وكانت تلك الاشياء هي التي استرعت انتباهه.
وبينما هو يتحرك وهو يتمتع بأعمال كوردت وغيره اخذ الكلب الابريدور ذهبي الشعر بتشمم ساقيه , صاح مارك بوصت عال وهو ينحني كير يربت على اذني الكلب .
- امسكوا الكلب ! يمكنني ان انزع لوحة كانافاه من على الحائط وان اضع مكانها واحده مزيفة وكل ما يفعله هو ان يلعق قدمي .
سمع صوتا هادئا من خلفه يقول :
حاول ان تفعل !



استدار مارك كي يواجه شارل بوفيل كان مظهره بسيطا لم يوح انه واحد من اغنى اغنياء العالم , كان نحيفا وقصيرا وقد مشط شعره الرمادي بعناية .
وكان احسن وصف له هو انه نظيف ورشيق ولم تكن بذلته السفاري البيج تتناسب ولون بشرته الشاحب بينما كانت احدى يديه المعروقتين تمسك بسيجارة غير مشتعله .
وان كان مظهره يوحي بتقدم سنه كانت عيناه شديدتي السواد تعبران عن الحزم من خلف زجاج نظارته ذات الاطار الذهبي , واصل الرجل حديثه .
- قد يبدو الكلب ساندي غير مؤذ, ولكن اذا قمت بحركة مفاجئة فسيقبض عليك بقوة تفوق قوة مصارع ياباني .
تحرك نحو عربة شاي مملوءة وقال :
- اتود تناول مشروب قبل ان نبدأ الحديث ؟
- شكرا افضل عصير فواكه من فضلك .
ملأ شارل بوفيل كوبين ثم شار الى مارك ليجلس على مقعد ذي مساند قبل ان يجلس في مقابله . فحص الشاب لمدة دقيقة ثم بدأ عليه الرضا فانحنى للخلف في راحه ظاهرة .
- لقد اطلعني السيد الريك على الحقائق واعتقد ان من العدل ان اعترف بأنني لم اخذ الامور مأخذ جد وانتم يا رجال المخابرات تميلون الى ان تجعلوا من الحبة قبة .
حاول مارك ان يكبت نفاذ صبره وهو يقول:
- ليس هناك ما يدعونا الى ذلك فلدينا من المشاكل ما هو اكثرمن الازم دون حاجه الى اختراع غيرها.
- لم اقل انكم تصطنعون وانما تعطون الامر اهتماما اكثر مما يستحق .
قرر مارك الا يكشر عن انيابه وقال :
- اذا نجح المتمردون في السيطرة على تليجواي فإنهم يعتقدون ان رجل صناعة مهما مثلك قد يقنع الغرب بأن الموارد الطبيعيه في بلادهم يجب ان تؤول الى الحكومه وليس الى الشركات الاجنبية وكبداية قد يجبرونك على تسليم كل امتيازات التعدين الخاصة بك .
- اتعني كحركة انسانية لدولة ناهضة ؟
قالها بوفيل في لهجة تهكمية .
- نعم وسيحجز الجنرال فارجار ابنتك رهينة حتى تفعل ذلك .
ظل الرجل صامتا لمدة طويلة ثم قال اخيرا :
- لقد عرضت قضيتك جيدا ياراينر ومن الافضل ان تخبرني عن الحماية الاضافية التي يجب علي اتخاذها نحو ابنتي .
- ليس هناك شيء محدد وقد يجب علينا ان ننذر رجال فارجار بأننا مستعدون لهم وان كنت افضل شخصا مدربا على هذا الوضع ليظل معها طوال الوقت .
سارع بوفيل بالتقاط الحديث :
- مثلك مثلا .
- هل لديك أي اعتراض يا سيدي ؟
- لا . دون شك ولكن ابنتي ستعترض فهي تكره دائما فكرة التابع الشخصي .
- سيتغير تفكيرها لو شرحت لها الموقف .
- ليس لدي أي نية في ان اثير قلقها بالامر .
فكر مارك انه من الواضح ان الاب قد دللها الى درجة افسادها . وتذكر انه علم من ملف بوفيل ان زوجته توفيت عندما كانت ابنته في الخامسة من عمرها . ثم قال بصوت مرتفع :
- ان الامر متروك لك يا سيدي . ولكن كيف لي ان اظل قريبا منها دون ان تعرف من انا ؟
- لقد حالفنا الحظ . اذ ان سائقها روبرتس تقاعد وكنت ابحث عمن يحل محله . ولا استطيع ان اعين احدا في خدمتها دون موافقتها . لذلك ستقوم باختبارك بنفسها , وعليك ان تعد خلفية مقنعه وان تحاول ان تخفي لكنة الطبقة العليا التي تظهر في حديثك ومظهرك .
ثم ظهرت لمعة غير متوقعه في عيني الرجل السوداوين وهو يكمل حديثه .
- من الواضح انك متعود على اصدار الاوامر اكثر من تلقيها . لذلك ستكون هذه المهمة غير سهلة عليك . وابنتي يمكن ان تكون صلبة الرأي عندما يسيطر عليها مزاجها .
ثم اقترب منه خطوة ..
- حظا موافقا سيد مارك فأنت في حاجه اليه .
اختفى الرجل واعاد مارك ملء كوبة من دورق عصير فضي ثم اخذ يتجول في الحديقة . كان النجيل ممتدا حتى حافة الصخرة حيث كان هناك سياج حديدي بارتفاع 4 اقدام يحمي الناس من المنحدر الحاد الى البحر ويطل على الصخور اسفله .
وعلى اليمين كان هناك على بعد 30 يارده من المنزل درج صخري يقود الى صخرة البحر . نزل عليها مارك كي يعرف الى اين تنتهي . وجد في النهاية شرفة مبلطه ببلاط ذهبي يحيط بحمام سباحة واسع على شكل الكلية اخقيم في احد اطرافه لوحة قفز . بينما في الجانب المقابل بنيت خميلة على الطراز اليوناني وحجرات خلع الملابس دون شك كان هناك كما ظن مارك حمام سونار وبار .
تساءل عما اذا كان شارل بوفيه يستفيد من مساحة الترفيه ذات الحجم المهول لم يعتقد ذلك لسبب لا يعلمه . فقد تكون ببساطه مجرد لعبة مكلفة وغالية تلهو بها ابنته .
عاد الى الشرفة المحيطة بالفيلا وجلس هناك ينتظر ظهور الفتاة . اخذ الكلب يتجول وينظر اليه فيما يشبه الابتسامة ثم قبع تحت اقدامه .
نظر مارك الى ساعته لقد مضى على رحيل بوفيل نصف ساعه وتساءل اين اذن ابنته ؟ هل كانت تأخذ غفوة؟ كانت الحرارة تجلب النعاس واحس مارك بالرغبة في غلق عينيه .
كان من القلائل الذين يمكنهم النوم كالقطط ثم النهوض نشيطا كما لو كان قد نام الليل بطوله . اسند ظهره الى وساده مطرزه بالازهار ثم كتم رغبته في التثاؤب. كان من الافضل له ان يظل يقظا فليس من صالح السائق ان يسقط رأسه في نوم اذا كان في انتظار اجراء مقابله له ..
سمع صوتا جريئا خلفه يقول :
- اسفة انني جعلتك تنتظرني طويلا .
قفز مارك واقفا حيث دلفت فتاه طويلة ملقوفة القوام امامه كالنسيم قدم نفسه وهو يمد يده :
- مارك رايتر .
تجاهلت الفتاة يده الممدودة واخذت تتفحصه وتقيمه بدقه ربة المنزل عندما تتفحص قطعه من اللحم ...
قالت له بلهجه ماكرة :
- لابد ان هذه الحرارة تشويك .
وجد مارك صعوبة في ان يسحب يده وقال :
- كل شيء على ما يرام يا انسة لقد تعودت عليها .
- على الاقل ارجو ان تجلس .
جلس وهو يحاول ان يظهر عدم الاهتمام .
جلست الفتاة على حرف مائدة ذات اطار حديدي واخذت تطوح احدى ساقيها الجميلتين بلطف كان قميصها التيل الابيض وسروالها متهدلين وان كانا غاليي الثمن ..
كل ما حولها كان يشي بالدلال والثراء والحياة السهلة .كانت بشرتها فاتحه وكان شعرها ذو اللون الرمادي الذهبي تحيطهما رموش طويلة معتني بها .
كانت عارية الذراعين وصدرها مشدود غير مهدل في شكل بالغ الكمال . احس مارك انها كانت تتباهى بحقيقة جمالها . تعمد ان يركز عينيه على وجهها وعندما لاحظ ذقنها الحاد ونظرتها الماباشرة استنبط انها ذات ارادة قوية مثل والدها .
- يقول ابي: ان لديك خطابات توصية ممتازة وان اخر وظيفة لك كانت مع شخص اسمه السير الريك او اخر مثله . لماذا تركته ؟
- لقد اديت عملا اضافيا كبيرا ولم انل عنه اجرا .
كان تبريره اقرب الى الحقيقة حتى ليصعب على الفتاة عدم تصديقه .فكر مارك في ان ذاك حقيقي بالفعل . وان المرء لا يعمل بالمخابرات من اجل المال . وانه اعتمد على براعته في دعم دخله . لقد استطاع بشجاعته وفصاحته ان ينقذ حياته في مناسبات كثيرة وان ييحول ميراثه الضئيل عن جديه الى ثروة كبيره مكنته من الحياة كما يرغب . لم تكن عائلة فقيرة بل على العكس من ذلك ولكنه كان يصر على شق طريقه بنفسه .. قاطعت الفتاة استرساله في افكاره .
- لن تحصل على وظيفة بأجر مضاعف هنا ايضا .
- اعرف ! ولكن والدك عرض علي مرتبا مغريا .
- انه يعتقد ان المال يشتري الولاء .
- الا تعتقدين انت ذلك .؟
-. لا ان الولاء المشترى يستمر فقط حتى يظهر عرض افضل .. اظن انك تتصور وجهة نظري تماما.
حاول مارك ان يظهر قلقه وهو يقول :
- علي ان اكسب افضل معيشة واتعشم ان توافقي على توظيفي .
- تبدو صغيرا على الوظيفة .
- انني سائق ممتاز .
نظرت اليه نظرة فاحصه .
- اتقبل هذا كأمر مضمون .. هل انت ممتاز في الرياضة ؟
- يعتمد ذلك على نوعها .
قالت بوقاحه :
- ليس رمي السهام مثلا .
قاوم مارك رغبته في صفعها !
- اسبح وألعب التنس .. اذا كان هذا ما تعنيه !
- حسنا ! اعتقد انك ستنجح يا راينر قد يكون مسليا ان يجد المرء شابا بجواره .
سارت بتؤده ناحية غرفة المعيشة ثم توقفت ونظرت من فوق كتفها وقالت:
- يقول ابسي انك حر وتستطيع البدء من باكر , اذن سأنتظرك وسيشرح لك روبرتس واجباتك والى ان يرحل ارجو ان تظل في الفناء الخلفي .
قال مارك :
- لم نتفق على مواعيد راحتي .
- سيكون ذلك وفق راحتي ولكني سأحاول ان اخطرك بمواعيدها مقدما .
- شكرا لك يا انسة .
قالها بتهكم نظرت اليه نظرة جاده وعرف عندئذ ان عليه ان يراقب زلات لسانه كانت الفتاه شديدة الحمق ولم يرغب ان يسمح لنفسه ان يثور اذا ما لعبت دور سيدة الشاشة وان ترفض وجوده بجانبها .. افلت من المأزق ببراعته وقال :
- من اين يمكنني ان احصل على الزي الرسمي ؟
- سيصحبك روبرتس الى الخياط والى ان يتم تفصيل الزي يكفي ارتداء بنطلون البحارة مع قميص ازرق فاتح .
ذهبت دون ان تضيف كلمة اخرى وتنفس مارك الصعداء . كانت شارلوت بوفيل شيطانه مدلله فاسده للغاية من الصعب التعامل معها ومع انه كان على استعداد لتلقي الاوامر الى درجة محدده الا انه لم تكن لديه نية ان يصبح بمثابة حيوان مدلل الى قدمي صاحبته بمجرد الاشارة من اصبع سيدته .

زونار 27-05-09 03:09 PM

الفصل الثاني :


استلقت ( شارلوت) على سريرها وهي تتساءل عن سبب تعاستها ..
ثم تذكرت ..سيرحل ( روبرتس ) اليوم قبل أسبوع من الموعد الذي توقعته.منتديات ليلاس


- ليس هناك ما يدعو للاحتفاظ بـ ( روبرتس ) دون عمل .
قال لها ذلك والدها في الليلة الماضية ولم تعارضة ( شارلوت )
عندما تبين لها صحة منطق والدها .
كانت تعلم منذ شهور مضت أن ( روبرتس ) على وشك التقاعد .
وإن لم تضع ذلك موضع اهتمامها .
لقد كان معها منذ سن العاشرة ولن تجد شخصاً آخر يمكن أن تحبه وتثق فيه مثله .
خاصة ، ( راينر ) رغم أنه بدا كفتا ويمكن الإعتماد عليه .
لقد كان به شيء يثير حيرتها : مظهر الثقة بالنفس المفرطة إلى حد الغرور،
وكان من القوة والثقة مما يدل تماما على أنه يكون أكثر سعادة فيما لو أصدر أوامر بدلا من تلقيها.
كان دون شك جذابا للغاية ، ولا بد أنه تعود على مطاردة النساء له .
ولن يدهشها لو اكتشفت أن أغلب غزواته الغرامية كانت لنساء مخدومية وبناتهم.
ضغطت شفتيها بقوة ، لا بد أنه يتصور عندما قدرها بنظراته دون أن يلاحظ أنها كانت تتبعه.
أنهاهي أيضاًُ فريسة سهلة المنال ، حسنا ، إنه ستلقى مفاجأة ،
ستجعله يرقص وفقا لهواها وستعامله معاملة لم يسبق أن عاملت بها ( روبرتس).
كان هذا بعداً جديداً للتسلية . منذ طفولتها تعلمت أن تحترم أي شخص يعمل لديها .
وفي الحقيقة لم يحدث أن فعلت غير ذلك . حتى الآن ، وعندما قررت ذلك كان مسلياً
أن تضع ( مارك راينر) عند حده وأن تحتفظ به عند هذا الحد .
سمعت طرقة على الباب ، ودخلت خادمتها كي تزيح الستائر ، وتعد الحمام .
كانت ( شارلوت ) تشجع عادة (ماريا ) على البقاء .
ولكنها اليوم ترغب في البقاء بمفردها مع أفكارها .
أزاحت الأغطية الحريرية الساتان الزرقاء جانباً ثم مشت الهوينا ناحية الحمام .
كان جسدها الطويل الملفوف يتحرك بحلاوة .
بينما انسدل شعرها الأحمر الذهبي على كتفيها مثل سقوط أوراق الخريف .
عندما تناولت الفرشاة أخذت تجري لها على الخصلات الحريرية .
كان لون الشعر وراثة عن أمها الأيرلندية التي كان يناسب طبعها طبع ابنتها .
كما كان يردد والدها ذلك عن طبيعتها المزدوجة ، الشكل العملي عن أجدادها
البلجيكيين ، والفتي عن أهل جزيرة الزمرد .
عقصت شعرها في عقدة أعلى رأسها ثم خطت إلى حوض البانيو
الممتلئ المصنوع من الرخام .
أخذت تشعر بالراحة في الماء المعطر ، واستغرقت في التفكير في السائق الجديد .
كانت متأكدة تماما أن والدها اختاره لأنه يستطيع أن يستخدم البندقية
ببراعة تشبة براعته في قيادة السيارة .
لقد حاول والدها طوال حياتها أن يخفي أنها تخضع لحراسة دائمة ولم تجرؤ
على إخباره أنها تعلم تماما ما يجري حولها .
وحتى الآن لم تفكر أنها تعلم أن العديد من البستانيين هم في الحقيقية رجال آمن.
تدثرت في رداء حمام من قماش البشكير وعادت إلى حجرة النوم وضغطت على زر مثبت في الحائط
فانزلقت الأبواب المصنوعة من المرايا وانفتحت لتظهر قلب دولاب
ملابس مساحته خمسة عشر قدما مربعا حيث رصت ملابس الصيف
وأدوات الزينة في نظام ممتاز .
كانت العشرات من ألبسة البحر البكيني مرتبة ونظيفة على رف واختارت أحدها دون تفكير .
كان بلون الياقوت ، الذي زاد لون خدها الكريم عمقا لم يكن يعينها اليوم كيف تبدو .
لم تكن ترة أحداً فيما عدا السائق الجديد ، وكان اهتمامها به اهتمام شخص محترف .
أحس ( مارك راينر ) بالنشاط واليسر في قميصة الأزرق الفاتح وبنطلونة الأزرق الغامق وهو
الزي الرسمي للرجال بالمنزل . كان واقفاً عند نهاية السلم المتعرج .
عندما تهادت بجمالها وعظمتها وهي تنزل السلم وقد ارتدت ثوباً قصيراً وحزاماً فضفاضاً حول وسطها
الرفيع كاشفة عن ساقيها الرائعتين .
قال بعدم اكتراث :
- صباح الخير .
- صباح الخير يا راينر .
كان تعبير وجهه مثل برودة لهجتها . قال في نفسة : إنها تود أن توقفني عند حدي .
وحاول أن يخفي ابتسامته ، استمرت في الحديث قائلة :
- سأنتاول فطوري في الشرفة وسأستدعيك عندما أحتاج إليك .
مرت بجواره ومس رداؤها ذراعه حيث لم تبذل أي جهد لتجنب الأحتكاك به .
وكانت هذه الحركة علامة على أن عليه هو أن يبتعد عن طريقها ،
فعل ذلك بسرعه واتجه إلى حجرة الخدم .
كانت الحجرة خالية ، وعبر الطرقة الضيقة إلى المطبخ المعد بفخامة .
حيته الطاهية ( إيفيت ) بحرارة لأن إتقانه للغة الفرنسية جعله عزيزا بالنسبة إليها.

وأعطته قدحا من القهوة وشريحة من ( البريوش ) عليها طبقة غزيرة من الزبد.
تمطى وجلس على كرسي ثم أخذ يقضم ( البريوش ) وهو يغمغم شاكرا ومقدرا لها ،
علمته طبيعته البحث عن الشائعات ودربته المخابرات على أن يكون
صداقات مع الخدم ،لأنهم يعلمون الكثير عما يجري في المنزل
أكثر مما يعرفه الموظفون ، ولكن الأكثر أهمية بالنسبة له حاليا
هو خوفه من أن يكون ( التليجوانيون) قد تسللوا إلى هيئة خدمة المنزل للحصول على
معلومات حول تحركات ( شارلوت ) وأخذ يحاول أن يقدر مدى شعور كل موظف نحوها أجابت ( إيفيت )
عن تساؤلة الماهر :
- لا شك أن الأنسة ( شارلوت ) مدللة فاسدة ، ولكن لها قلب من ذهب ، عندما ألمتني مفاصلي ،
لأنني أعاني من التهاب مفاصل ، كانت تظهر دائماً في حجرتي للدردشة معي .
- كم مضى عليك منذ تعرفت ؟
- منذ كانت في الخامسة من عمرها سنة وفاة أمها .
وكانت طفلة سعيدة للغاية ، حتى تلك السن كانت السيدة ( بوفيل )
تعتني بابنتها نفسها . وكما تعلم ! لقد انتظر والدها طويلاً
حتى رزقا بالطفلة الغالية .
علق ( مارك) بقلق حتى يجعل الحديث مستمرا ، لا عجب إذن في كون الفتاة مدللة.
- لقد أصبحت فقط صلبة الرأس قوية الإرادة عندما تولت الممرضات و المربيات
تربيتها ، كانت سلطاتهن تتحدى سلطاتها ولكنها كانت دائما تنتصر .
استمرت ( إيفيت ) في الحديث وأخذ ( مارك) يختزن كل شيء
على أمل ألا يأتي يوم يمارس فيه سلطتة على الوريثة الشابة .
وإذا ما فعل فلابد أن تشتعل المعركة حامية بينهما .
أخذت (شارلوت) تلقي نظرة على الصحيفة أثناء تناولها الطعام .
ولاحظت الأنباء التافهة المنسوبة إليها كانوا يصفونها بالمرأة الخارقة التي تمكنت من
الحضور إلي العديد من الأماكن في وقت واحد ، أو أن يحيط بها كل هذه الأعداد من حرس الشرف
والتابعين ، بينما لم يذكر أي شيء عن لقاءاتهما الغرامية مع ( باري دافينيورت)
الوريث لمصانع ( دافينيورت) .
توقف والدها بجانب مقعدها ووضع كفه الحانية على خدها وقال :
- هل ستخرجين أم ستمضين اليوم هنا؟
- هنا ، قد يحضر ( باري ) فيما بعد وسيحضر بعض الشلة لتناول المشروبات .
- تمتعي بيوم سعيد إذن يا حبة العين . لدي اجتماع في روما وسأمضي اللليل هناك.
قبل رأسها ثم سار فجأة للخارج .
تناولت ( شارلوت ) القصة التي كانت تطالعها وحقيبة يد من جلد ذهبية .
يوافق لونها لون صندلها ثم اتجهت ناحية البحيرة كانت الحرارة قد اشتدت
بالفعل وجلست أسفل مظلة ثم خلعت ثوبها وفتحت الكتاب .
كانت رواية من الروايات التي حققت أعلى مبيعات ، ولكنها وجدت بعد
قراءة عدة صفحات أن القصة مكررة ، فألقتها جانبا ، ثم انقلبت على بطنها وضبطت وضعها كي تكون أكثر راحة.
- طلب مني والدك أن أنضم إليك ، رفعت ( شارلوت) رأسها ونظرت فرأت ( مارك راينر ) أمامها فقالت له بحدة .
- لقد أخفتني ..لم أرك وأنت قادم.
ولكنها أصبحت تراه الآن وكان يستحق فعلا أن ينظر إليه.
كان يرتدي مايوها لونه أسود ويلتصق بجلده ، كما لو كان طبقة أخرى من جلده يجذب الأنتباه
إلى عضلات ساقية القويتين . كان عريض الكتفين قويهما وقد اكتسى صدره
بالشعر الذي كانت قد لمحته فيما سبق من خلال قميصة .
كان شعره غزيرا حريريا بينما يلمع جلده البرونزي دون استخدام زيت .
أعتذر قائلاً :
- لم أكن أقصد أن أخيفك.
- لم أخف .. لقد كدت أتضايق . لن يستطيع أحد أن يسبب لي أدنى خوف .
واستمرت :
- أتعرف أن فواتير طعام كلاب الحراسة الأسبوعية يمكن أن تطعم عائلة متوسطة لمدة شهر ؟
قال ( مارك) دون أن تبدو أية نغمة في صوته ، أنني متأكد من أن والدك يحسب
النفقات جيدا .منتديات ليلاس


- لست غبية ، ولكني متأكدة من أنه لا حاجة لنا لوجود بندقية خلف كل شجرة.
أو إلى حارس يتخفى في صورة سائق ، لن تستطيع أن تخدعني يا ( راينر)
فالسائقون الحقيقيون لا يلبسون حمالة مسدس تحت قمصانهم .
لو أنها أملت أن تؤثر عليه بقوة استنتاجاتها لخاب ظنها إذ إنه كاد يبدو
مسرورا سألته:
- هل أنت قوم دوما بهذا النوع من العمل ؟ هز رأسه بينما سقطت على وجهه
خلصة من الشعر الحريري ، أعادها للخلف بيد قوية ثابتة وقال :
- إن أحسن وصف لي هو أنني صاحب سبع صنائع.
- وسيدها كلها أيضاً وأعتقد أن والدي استأجرك لهذا .
قالت هذا معلقة بفضاضة .
- أعتقد أنه تأثر بخطابات التوصية يا آنسة ! غمغمت ( شارلوت )
متجاهلة ملحوظته :
- إنني على استعداد لدفع أي ثمن في سبيل أن أعيش حياة طبيعية .
إنه لمن الأمور التي تسبب الأكتئاب أن يعزل المرء عن العالم الحقيقي .
وإلا يصبح حرا في الذهاب كيفما يريد .
وأن أرى من أختارهم . وحتى عندما أكون بالكلية لا يسمح لي أن أعيش
داخل المدينة الجامعية ، لأن والدي يعتقد أنها غير آمنة.
- ماذا تدرسين؟
- الفنون الجميلة .
- دراسة مناسبة للغاية إذا ما وضعنا في الأعتبار أن والدك من هواة
جمع التحف ، هل تشترين التحف له؟
قطبت جبينها وأجابت :
- لا ! عندما يستطيع هو ذلك . وذوقانا مختلفان تماما .فهو يبحث عن لوحات
الفنانين القدامى .
لفت حلقة من شعرها الذهبي حول إصبعها وكانت هذه الحركة مع الأساور
الذهبية حول معصمها تشكل حركة حسية غير مقصودة ، وأضافت :
- إن هوايتي هي اكتشاف المواهب الجديدة وتمويلها .
قال ( راينر )
- هواية رائعة .
- يظن والدي أن علي أن أقوم بعمل أكثر فاعلية خاصة في مجال الأعمال .
ولكني لم أظهر أي حماس له .
- من يتولى عنه أعماله ؟
- لديه عشرات المديرين .
- ولكن كما قال ( هاري ترومان) من سيستمر من بعده ؟
- أعتقد أنه الرجل الذي سأتزوجه . هو متأكد من أنه سيكون مليونيرا
من نوعه ولم يقاوم فرصة أن يصبح مليارديرا عن طريقي .
ابتسمت ابتسامة واسعة وأضافت :
- وهذا يعني أنني سأبدل شخصاً بأخر من نفس النوع.
- على الأقل الطيور على أشكالها تقع .
قاطعتة بحدة :
- لا أجد الأمر مسليا ، ولست أدري لماذا أقول لك كل هذا ؟
- إنني أقدر ثقتك في يا آنسة ( بوفيل ) وأنا أشفق عليك .
سألته في الحال :
- هل تشفق علي للدرجة التي تسمح لي ببعض الحرية ؟
- أخشى ألا يكون الأمر مرجعه إليك.
- إنني قادرة على العناية بنفسي . إنني أجيد لعبة الجودو .
وحاصلة على الحزام الأسود و أستطيع أن أطلق النار مثل أي رجل هنا فيما عداك .
دون شك .
قالت هذا بطريقة ساخرة وأضافت :
- لا بد أن ننظم مبارة وأن نراهن على النتيجة . اتخذت وضع الجلوس
والتحدي وقالت : هل أنت متحد يا ( راينر ) ؟
- إنني أتمتع بهذا المديح وأفضل أن أرفع من حماسك ، فأنا مقامر سعيد الحظ.
- إذن قد ألعب في الجانب الآمن وأراهن عليك.
أطلق ضحكة فجائية عفوية وأحبت صوت ضحكتة ، وأحبت ما صنعته تلك الضحكة بوجهه ،
حيث أبعدت عنه مظهر الحارس واتسع فمه وأصبح أكثر جمالاً .
حتى عينيه تغيرتا عند الأركان ، وتحول الشعر الرمادي الداكن الصلب ِإلى فضي .
التقطت أنفاسها بصعوبة . ماذا يهمها ؟ شكله هو ليس حبيبها . قالت
بسرعة :
- سأقوم بالسباحة ، أرجوك أذهب للمنزل وأحضر لي ( بيكيني آخر) لأنني لا أريد
أن أظل في ( مايوه) مبلل.
- أفضل ألا أتركك ، سأتصل بالهاتف وأطلب من خادمتك إحضار
المايوه هنا .
كانت (شارلوت) قد وصلت إلى حافة حوض السباحة فاستدارت لمواجهته وقالت
- هل ترفض تنفيذ ما أطلبه ؟
- لا دون شك ولكن ..
- إذن أفعل ما أمرتك ، ستجد المايوهات في دولاب مدخل حجرتي .
لم تنتظر رده وغطست في الماء وعندما صعدت ثانية كان قد غادر المكان .
عندما توجه ( مارك) للفيلا أخذت عيناه تفحصان النجيل . أخذ يراجع نقط
الحراسة بنفسة ولم يترك واحدة ، كانت جيدة الإخفاء ، والحراس رجال
ذوو كفاءة عالية ومع ذلك ظل عصبيا كقط ، كان هذا النوع من العمل بعيداً
عن التمرين ، الأمر الذي كان يزيد من عصبيته ، هذه المهمة
كان من الواجب أن توكل إلى شخص أخر من أفراد الأمن .
قبل ذهابة إلى حجرة (شارلوت ) توقف لحظة للاتصال بالسير ( إلريك) الذي
جاء صوته مقتضباً .
- ( مارك) ! سعيد بسماع صوتك ، لقد تلقينا الآن خبراً بأن المتمردين
قد سيطروا على ( تليجواي)
- إذن سأظل هنا لمدة طويلة ؟
مالم يوافق (بوفيل) على أن تضع ابنته في منزل محصن لعدة شهور
قادمة انس الأمر يا سيدي ، وحتى لو وافق والدها فهي لن توافق .
إذن الأمر كذلك !
أخشى ذلك ، إنها تريد أن تعتبر فتاة عادية .
أعتقد ذلك بحق السماء .
أنا كذلك ، لو استمر الحال كما فعلت هذا الصباح فستحتاج إلى من يحميها مني .
سمع سلية من الضحكات العالية .
هذا حسن كي تتمرن على السيطرة على نفسك يا بني !
لأنك لم تتمرن على ذلك كفاية عندما يتعلق الأمر بالنساء .
ليس هذا بالضبط ما أعنيه .

أجاب السير ( إليرك )
أوه ، إذن أنا لست على الخط معك .
إنك محظوظ .
قالها ( مارك ) وتنهد ثم وضع السماعة .
انتظرت (شارلوت) عودة ( مارك) بنفاد صبر ، كانت قد خلعت البكيني المبلل .
وعلقت القطعتين الحريريتين كي تجفا على قطعة خشب محصصة لراحة القدم
ولفت جسدها في روب من البشكير وردي اللون يكشف من جسدها
أكثر مما يخفي ، بينما عقصت شعرها الذهبي الطويل فوق رأسها .
كانت تحس بأنها مرغوبة إلى أقصى الحدود .
بدا أن (راينر) غير مدرك لتلك الحقيقة ، فوقف أمامها ثابتاً كالتمثال ،
لم يرمش له رمش ولم يظهر أي رد فعل لجسدها شبة العاري أمسك البكيني
ومده إليها قائلاً :
البكيني الخاص بك يا آنسة !

غمغمت :
- إنك لم تبذل أي جهد للإسراع .
- لقد قادتني إحدى الخادمات إلى غرفتي وطلبت مني مراجعة أي شيء مفقود
أو ناقص بحجرتي .
- هل فعلت ذلك ؟
- نعم ، شكراً يا آنسة ، إن والدك رجل لديه تقدير وذوق .
صاحت :
- أنا أكثر تقديراً وذوقاً ! إن والدي يترك إدارة المنزل لي .
- إذن لقد أديت عملاً رائعاً يا آنسة .
كانت لهجته متواضعه ، وإن كانت تعبيراته قد دعتها لأن تشك
أنه لا يعني أن يكون متواضعاً ، سقطت عيناها على قطعتي الحرير
المنقط في يديها بينما كسى وجهها بغيوم الغضب .
- إنهما ليسا من نفس النوع لقد أحضرت العليا لمايوه والقطعة السفلى لمايوه آخر .
- أسف يا آنسة ! لم أكتشف هذا لأنني مصاب بعمى الألوان .
لم تكن ( شارلوت) متأكدة هل تصدقه ؟ ولكن لم يكن أمامها الأختيار
في هذه اللحظة .
قد تكتشف الحقيقية مصادفة ، وبحق السماء عليه أن يسأل الله الرحمة
لو اكتشفت أنه كاذب ، سألته بصوت مرتفع :
- لماذا لم تقل هذا ؟
- لم تتحي لي الفرصة ، لقد أصررت ، وفعلت ما أمرت به .
كان على حق وكانت تعلم ذلك ولكنها لم تكن تعتزم الأعتذار له .
- حسنا ، يمكنك العودة وأن تطلب من ( ماريا) أن تعطيك الزي الصحيح .
انسحب بهدوء ولسبب ما أحست (شارلوت) أنها لم تحرز أي فوز عليه
بل إنها تعلمت درساً من أستاذ في فن التكتيك .

زونار 27-05-09 03:12 PM

الفصل الثالث :

تناولت ( شارلوت) طعام الغداء بجوار حوض السباحة بينما أخذ ( مارك راينر )
يأكل خبزاً فرنسيا وجبنا بجوار مجموعة من الأشجار .
لم تكن لديه الرغبة في الذهاب إلى حجرة طعام الخدم وأن يترك مهمته بمفردها .
كان يراقبها بدهشة وهي تلتهم شمام شارينتيا وسلاطة المحار
وطبقا كبيراً من التوت الطازج والكريمة .
- إنه لإمر لطيف مشاهدة امرأة لا تتعارك مع طعامها .
كان هذا تعليقه عندما انضم إليها بعد قليل ، ثم سيطر على نفسه
عندما تبين له إن هذا التعليق لا يجوز أن يصدر من خادم إلى مخدومته .
لك يبد عليها الأهتمام ، ومع ذلك فقد اتسعت عيناها الرماديتان من السرور .
- وماذا عنك يا ( راينر) ؟ هل تعد السعرات الحرارية ؟
- إطلاقاً .
- عندئذ ستحبك ( إيفيت) وستملأ طبقك عالياً .
- علي أن أقوم بالعديد من التمرينات .
اقترحت ( شارلوت) :
- يمكنك السباحة الآن إذا رغبت وإذا كنت لا تخشى ترك موقعك
ستجد العديد من ألبسة السباحة في كشك حمام السباحة وبذلك لن تضطر
إلى ارتداء لباس مبلل بعد ذلك .
- لقد تركت مايوها احتياطياً في دولاب الملابس .
عندما لاحظ ارتفاع حاجبيها دهشة أسرع بالقول :
- لقد خططت لأخذ حمام سباحة في آخر الليل .
أشارت إليه للإنصرف ، وحاول أن يبدو ممتنا وذهب يبحث عن منشفه .
عندما عاد إلى حوض السباحة كانت الفتاة ممددة فوق مرتبتها وقد
أغمضت عينيها ، أخذ يدرسها ببطء ، لم يجد أي خطأ في تكوين جسدها الجميل .
كانت طويلة القامة ملفوفة القوام كالظبي بكل ماله من استدارات سليمة
وصدر جميل ، قال في نفسه ( آه ، لو قابلتها في الظروف العادية ..)
صعدت نظراته إلى شعرها الذي كان يبرق كالنار ، وكان يختلف تماما عن شعر ( ليزا) الفاحم
الثائر ، تلك الفتاة التي شاركته إجازته الأخير في ( برمودا ) والتي لا تزال تطارده .
أخذ يتهادى على البلاط الرخامي ووقف على بعد ياردة من سيدته .
مرت لحظة ثم أخرى كان يعلم أنها نائمة ، كانت هزات رموش عينيها
تدله على ذلك ، أشتاق أن يلتقطعها ويهزها أو يلكمها بلطف في المكان
الذي يؤلمها أكثر .
لا يزال الأثنان يلعبان نفس اللعبة ، ظل في مكانه دون حراك .
ارتفعت الكتفان المستديرتان بعد مدة بينما رمشت العينان الرماديتنا الذهبيتان
ضد أشعة الشمس ، أحس ( مارك) بأنه تحت الفحص من قمة رأسة حتى أخمس قدمية .
لقد فهم هو أيضاً لاشك في ذلك ، اعتقد أيضاً أن (شارلوت)
هي الأخرى تمتحنه وكانت تنتظر لترى هل يمكنها أن تثيره أم تحرجه بجسدها شبة العاري .
ولكن أي أمل لها لا بد أن يفشل ، لأنه كان جيد التدريب على كبت مشاعره ،
صعد غير مكترث إلى لوحة القفز ، لقد سألته عما إذا كان سباحاً
ماهراً ، فليرها الآن عرضاً جيداً .
صعد بثبات إلى أبعد مكان واتخذ وضعه عند نهاية اللوح وهو يحس
باهتزازه تحته ، أشتدت عضلات بطنه عندما رفع ذراعيه ، وخفض رأسه ثم قفز .
كانت قفزة رائعه وغطس في الماء كالسكين .
لمست كفاه قاع الحوض وانزلق ببطء صاعدا من الحوض بحركة رشيقة
وجلس على حافته وهو علم بأن ( شارلوت) تراقبه .
انتظر حتى تبدأ هي الكلام وكان يشعر بالتوتر ولكنها استدارت في صمت
وتمددت على معدتها يالها من شيطانة قاسية !
أراح نفسه في هدوء على مسافة قريبة منها ثم استرخى على ظهرة ،
تحول توتره إلى سرور ، إذا كانت تتوقع أن يظهر عليه الضيق فعليها
أن تنتظر ذلك طويلاً ، أحس بها تنهض قبل أن يسمع حركتها ، كانت قدماها تحدثان صوتاً
يكاد يكون غير مسموع عندما مرت به .
لم تمتدح ( شارلوت) عن عمد قفزة الغطس التي قام بها ( مارك)
وقررت أنه مغرور أكثر من اللازم ، وعندما صعدت سلم القفز كانت على
علم بأنه يراقبها .


كانت على ثقة من أن أي شيء يستطيع القيام به يمكنها هي أيضاً
أداؤه على قدم المساواة لم تتدرب إذن لبطولة الأولمبياد للاشيء.
أدت قفزة عكسية وغطست بصدرها في الماء ، صاح:
- ممتازة يا آنسة ! لم أشاهد أحسن من هذا فعلا قفزة من الدرجةالأولى .
كانت تعلم في الحال أن تشجيعه الذي كرره مرتين قصد به أن يريها مدى نقص
تربيتها عندما شاهدت قفزته ، أحمر وجهها بغضب كيف يجرؤ على محاولة
وضعها عند حدها !
عندما عادت إلى مرتبتها وجدت أنه من المستحيل أن تشعر بالراحة .
وضايقها أن ( راينر) لم يشعر مثلها بأية صعوبة إذ بعد دقيقة أخذ نفسه المنتظم
ينم عن استغراقة في النوم.
أسقطت نفسها بحذر وأسندت رأسها على كوعها وأخذت تراقبة .
كان ممددا وقد سقط شعره الطويل على جبهته وكان يلمع كالأنوار
في الليل .
وأخذت خطوط شعره تمتد على جانبي أنفه الرفيع الطويل حتى فمه
بينما كان حاجباه الواسعان ناعمين .
وحتى في راحته بدا رجلا يمكن الأعتماد عليه رجلا قادراً تماما على العناية
بنفسه وبها ولماذا بحق السماء لا يكون كذلك ؟
لماذا يكون نائما في الوقت الذي عليه أن يكون منتبها ؟
وحتى عندما فكرت في هذا فتح عينيه على اتساعهما وكانتا لا معتين
كعيني الطائر . قفزت بسرعة واقفه سألته :
- أتود أن تغامر بمباراة تنس ؟
- أليس الجو شديد الحرارة ؟
- ليس بالنسبة لي .
هز كتفيه في إذعان ثم نهض .
- ليس معي المضرب المناسب يا آنسة .
- ستجد ما تحتاج إليه في غرفة تغيير الملابس الموجودة بعد الملعب .
قالت ذلك وهي تتجه نحوها .
عندما ظهر كان وسيما في الشورت الأبيض والسترة التي تحمل العلامة ( ysl)
كانت هي قد غيرت ملابسها بملابس صيفية ذات طيات .
ذهبت في صمت نحو الجانب البعيد من الملعب دون أن تنتظر إجراء
القرعة حسب الأصول .
قررت في نفسها أن يواجه هو الشمس . إن لديه بالفعل فكرة مسبقة
عن عدم مراعاتها للذوق فلماذا إذن تشغل نفسها بعدم إزعاجة ؟
ضربت الكرة نحوه ، ثم تبادلا الضربات لمدة دقيقتين . صاحت بنفاد صبر :
- دعنا نبدأ ، إنه من المضجر تبادل الكرة إلى الأمام وإلى الخلف سأجري القرعة لمن عليه
لعبة البداية .
- هل أنت متأكدة أنك تهتمين بإجرائها ؟
كانت تعبيره باردا ولكنها لم تخدع بذلك فابتلعت أحزانها وأرجحت
المضرب قائلة :
- الناعم أم الخشن ؟
- الخشن .
- الدور عليك .
قالت ذلك بطريقة الطفل الثائر لخسارته وغير القادر على كبت انفعاله .
صدت كرة منخفضة فاصطدمت الكرة بالشكبة كانت لعبة ممتازة من الصعب
عليها ردها ، إذن لقد عقد العزم على أن يلعب بكل قواه .
إذا كانت رمية البداية عنده من الصعب صدها فإن لديها الكثير
للفوز بالمبارة .
فاز بدور الأفتتاح بمجموعة 6\1 وفي منتصف الدور الثاني بدأت في الأنحدار
وإن لم تكن لديها نية التسليم .
أحمر وجهها وتطاير شعرها الأحمر الذهبي في ضوء الشمس الساطع .
وأخذت تندفع نحو كل كرة وأخذت خيوط العرق تسيل على وجهها وبين يديها .
ألقت نظرة سريعة على ( راينر ) قالت في نفسها :
السائق ؟ كان دوما في المكان المناسب ينزلق ناحية الشبكة ويرفع الكرة
إلى زوايا من الصعب صدها ومع ذلك كان يبدو في برودة ثمرة الخيار.
اعترفت ممتعضة بقوة لعبه وبالجاذبيه الجسدية التي يتمتع بها .
ومع ذلك تملكها العناد الذي يصيب الشخص الذي يكره الخسارة .
أعطت اللعبة كل قوتها كانت معركة ميئوساً منها .
لقد هزم إرادتها بالفعل . قال وهما يغادران الملعب :
- لقد أديت معركو ممتازة .
- لقد كنت تلعب لعباً نظيفاً حقاً .
سألها عمن علمها اللعب وقطب حاجبيه عندما أخبرته بأسم أحد أبطال ( ويمبلدون)
- لا بد أن أعرفه .
- إن والدي يؤمن بألافضل .
لم يقل السائق أي شيء .
- هل تتكلم فقط عندما يوجه إليك الحديث يا راينر ؟
- هذا أول أيام عملي يا آنسة ، وأنا أتحسس طريقي .
- هل يعني هذا أنك ستكون أكثر حديثاً في المستقبل .
- إذا كانت هذه رغبتك يا آنسة .
- الآن ، أود أن تكف عن مناداتي يا آنسة في نهاية كل جملة ،
إن أدب الخدم لايناسبك .
- حقاً يا آنسة ؟ أسف لقد نسيت .
- أعتقد أنك لست آسفاً بالمرة .
منتديات ليلاس


ثم أضافت (شارلوت) :
- أعتقد أنك تمثل تمثيلية ، وهو أول شيء لاحظته عليك . إن الدور لا يناسبك.
- إذا لم يكن في الأمر وقاحة أنا ..
- ليست وقاحة يا ( راينر) ، لن أتحمل هذا ولكن هناك أمراً ما يمسك..
اختفت في إحدى حجرات تغيير الملايس وأشارت إليه أن يفعل مثلها .
ظهر ( مارك) أولاً وكان من الواضح أنه عندما ستظهر (شارلوت)
لن تستأنف هجومها عليه كان على حق لأنها عندما لحقت به سألته عن سنه.
- أبلغ الثانية والثلاثين من عمري .
- أين ولدت ؟ ..لم يطلعني أبي على مؤهلاتك وقال إنه أعادها إليك.
- لقد أتيت من مقاطعة (أكسفوردشير)
- من منطقة السماسرة ؟
- تقريباً من منطقة الرهونات .
سألته :
- ماذا يعمل والدك؟
- لقد تقاعد عن العمل ، ولكنه كان يعمل بالجيش النظامي .
قصد ( مارك) بذلك أن تفهم أن والده كان ذا رتبة متواضعة .
وليس جنرالا كما هو الواقع .
- ووالدتك؟
- إنها تخيط الملابس .
لم تكن هذه كذبة حيث إنها عرضت في العام الماضي سجادة
رائعه قامت بصناعتها .
- هل لديك أشقاء وشقيقات ؟
- أخت وأخ ، يدير أخي أملاكاً صغيرة .
وكان هذا أيضاً حقيقياً إذا ما قورن بالآف الهكتارات
التي يمكتلكها زوج شقيقته .
- وأختك ؟
- أنها متزوجه وتسكن على بعد أميال من الحضارة ، فكر ( مارك)
في شقيقته (أليسون) التي تعيش في قلعة اسكتلندية محاطة بالكلاب والأطفال
وزوج محب .
- دعنا نعود إليك .
جلست ( شارلوت ) على طرف الحمام وأخذت تؤرجح ساقيها في الماء اللامع .
قالت :
- أين تعلمت أن أصطحب أصحاب العمل السابقين في الخارج وكثيراً ما كنا نحضر هنا .
- فهمت ، لقد ظننت أنك ربما تكون قد ألتحقت بالجامعة .
- آه ، لا يا آنسة ، لست ميالاً للدراسة .
- لا تنزل من قدرك يا ( راينر ) إنك تدهشني بذكائك المبهر كما أنك تتحدث
جيداً من حيث المحتوى واللهجة .
فكر أنه ليس الوحيد الذكي وأن أية هفوة يمكن أن تكتشف سره ،
قال بصوت عال :
- إنني مقلد جيد ، والعمل مع الناس الأذكياء علمني الكثير .
- ألا تحس بالسخط لكونك تحت أمر شخص أخر.
- القليل جداً منا هو الحر ، وعلى أية حال فإنني أتمته بالحياة في معيشة
فاخرة وأقود سيارات فارهة وأسافر حول العالم بالدرجة الأولى وأتلقى أيضاً ثمن هذا .
سألته بقحة :
- ألم تفكر في أن تصبح زير نساء إنها المهنة المثالية للشخص
حسن المظهر الذي لا يغامر بالعمل الشاق ،وقد ينتهي بك الأمر بأن
تعرض عليك الزواج إحداهن .
- لا يمكن أن أذبح حريتي مقابل المزيد من المال .
- هل تتنازل عنها مقابل الحب ؟
- لا ليس ممكنا ، طالما أمكنني الحصول عليه دون أن أسلم نفسي .
- إذن ستظل عزباً لسنوات طويلة .
قالت ذلك ثم أنزلقت في الماء وقالت :
- هيا تعال ! وأطفئ حرارة جسدك ، بدأ سباقاً وسمح لها بمسافة عادلة أمامه
قبل أن يلحقها ثم يتجاوزها .
ابتسم عندما وصلت إلى الجانب الأخر من الحمام ثم رفعت نفسها إلى الحافة بجانبة .
- لا تقلقي ..ستهزمين أية امرأة على شاكلتك ، سرت ( شارلوت )
عند سماعها المجاملة ، ثم فجأة تضايقت من نفسها لتأثرها بما يقول .
- هل هناك رياضة لا تتقنها يا ( راينر ) ؟
- كرة الشبكة .
لم تمسك نفسها عن الضحك وقالت :
- أعتقد أنك وضعتني في مكاني بما يكفي اليوم ويمكنك أن ترتاح بقية
اليوم ولن أحتاج إليك حتى الغد .
- هل ستظلين هنا في المساء إذن ؟
- وحتى إذا لم أكن كذلك ، فلن أخرج بمفردي .
- لقد قال والدك : إنه يجب علي أن أصحبك في كل الأوقات .
- أنت سائقي وستتلقى الأوامر مني .
قالت ذلك وقد بدا عليها الضيق .
رد عليها ( راينر) :
إنني أتلقى الأوامر ممن يدفع لي أجري وهو أبوك .
لم يتح مسلك ( راينر ) أية فرصة للجدل رغم أنها كانت تغلي من الغضب .
فكرت أنه من الأكرم لها أن تسلم . وعندما تقابل والدها يمكنها أن تعبر عن شعورها بوضوح
وقد تستطيع أن تطرد هذا المغرور ، وقالت :
- في الحقيقية إنني لن أخرج وسيحضر إلي بعض الناس لذا فأنت حر أن تفعل ما تريد
ولكن إذا كانت لديك نية الوجود بالقرب مني فعليك أن تظل في الفناء الخلفي ولا تطارد الفتيات صديقاتي .
أحست بالسعادة وهي ترى اللون يهرب من وجهه ، ومع ذلك سحبت إجابته اللون من وجهها .
لن أحلم بهذا يا آنسة ( بوفيل) أكثر من حلمي بمطاردتك أنت ،
إنني أعرف مركزي .
- أتعرف ذلك .. ليس هذا ما يبدو عليك دائما .
- إنني آسف عندما أضطر أحياناً للحديث بصراحة ، ولكني أؤكد لك
أنه إذا كان الامر يتعلق بالنساء فالأفضل أن أنضم إلى بني جنسي .
لم تصدقه (شارلت) ، كان يدهشها كرجل يستطيع الحصول على ملذاته أينما
وجدها وكيفما ناسبته ، ومع ذلك فإنه وقت الأزمة يصبح جريئاً وذكياً
وبارداً كالثلج ، ولهذا تماما أقترح والدها عليها أن توظفه .
- ما النوع الخاص بك ؟
لم تقاوم نفسها من توجيه ذلك السؤال فأجاب :
- النوع المثير العزب وأفضل النوع الصامت .
- لقد نسيت النوع الجميل أم أنه غير مهم ؟
- لا تحظى الجميلات بالأفضلية عندي ، فالجميلات من الصعب مطاردتهن .
وأنا شخصياً أعتبر مطاردتهن أمراً مملاً .
- أعتقد أن المطاردة هب كل شيء .
- قد يكون ذلك بسبب أنك لم تقعي في المصيدة بعد .
سرت موجه حارة لونت وجهها ،ليس هناك ما يمكنها وقفه به .
وعرفت أن ( راينر) يعرف ذلك أيضاً لأن بريقا باهتا سرى في عينيه .
أعتذر لها قائلاً :
- لم أقصد أن أجرحك .
أنكرت ذلك .
- لقد تغير لوني بسسب أنني غاضبة ،رأت من أرتفاع أحد حاجبيه أنه
في إنتظار أن توضح له ، ولكنها استطاعت الإفلات ببراعة .
- قد أنسى أنك السائق الخاص بي صدفة يا ( راينر ) ولكن عليك أنت ألا تنسى ذلك .
عادت ثانية إلى مقعد الشاطئ الخاص بها واستلقت عليه ثم فتحت الكتاب .
عندما رفعت رأسها و ألقت نظرة وجدت جسده الطويل ، عريض الكتفين ، يبتعد في إتجاه الفيلا .
مرت بلسانها على شفتيها ، كان لـ ( راينر) كل الصفات التي تدير رأس أية فتاة حتى
ولو كانت في مستواها الإجتماعي ، نظراته وسحره وسلوكة الشيطاني
الذي يجعل المرء يشتاق أن يوجه له لكمة أو لكمتين ومع ذلك
فإن تأمل أي نوع من الأرتباط العاطفي معه هو أمر يثير السخرية وإذا ما أخذنا في الإعتبار
الأختلاف في الوضع الإجتماعي لابد أن ينتهي الأمر بكارثة .
طردت أي تفكير معقول في الأمر : لماذا تفكر فيه بطريقة سخيفة ؟
منذ ساعات قليلة مضت ، أقسمت على أن تجعله يمشي على أطراف أصابعه
وفقا لأوامرها ويرقص على ألحانها ، وها هي ذي الآن تفكر فيه كعشيق .
- كيف تتحدث عن مجنون ، على الرغم من جاذبيته فهو رجل لم يستخدم ذكاءه
مفضلاً أن يعمل في عمل أجرة زهيد نسبياً .
إذن لماذا هي منجذبه نحوه ؟ كانت دوما تعجب بالرجال الناجحين ومن هذه الناحية يحصل ( راينر)
على درجة الصفر .
تنهدت ! من المستحيل أن نفكر في العواطف بطريقة معقولة ، ولكن الأمر هنا مثل الإصابة بالحصبة ما
إن يصاب بها المرء حتى يظل يعانيها حتى يشفى تماما .

jello 30-05-09 11:03 PM

القصه روعه يعطيكي العافيه في أنتظار بقية القصه

sandy88 31-05-09 02:08 AM

رواية رائعة جداا

:0041::0041:

رسائل الدهر 03-06-09 12:50 AM

يووووووووووووووو اشبك طولتي يله حبيبتي بسررررررررررررررررررررررعه مرررررررر متحمسه والف الف شكر ليكي عالروايه

زونار 03-06-09 03:57 PM

الفصل الرابع :


دهشت ( شارلوت) من الطريقة التي تصرف بها (راينر)
مع أصدقائها في هذا المساء .
وبسبب أنها منحته راحة في الليل فقد ارتدى ملابسه الخاصة المكونة
من قميص حريري رمادي وبنطلون .
وكان من الممكن بسهولة أن يعتبر أحد ضيوفها .
وعلى أية حال فقد ظل في الخلف محافظاً على الأصول .
ومع ذلك فقد أخذت صديقاتها الفتيات في الحال يحمن حوله تجذبهن
نظراته السوداء العميقة كما يجذب العسل النحل ولكنه صدهن بدبلوماسية
محاولا أن يعطي انطباعاً بأنه يفعل ذلك رغم أنفه.
ضايقها أن ( باري دافينبورت) لك يظهر وحدثها تليفونياً قبل تقديم العشاء قائلاً:
إن شقيقته وصلت دون سابق إنذار من نيويورك وأنه مضطر أن يقضي
الأمسية معها في اليخت ، أرسل لها قبلة عبر الهاتف وهو يقول:
- سأراك في الصباح يا حلوتي وفي الوقت نفسه أرجو ألا تندفعي مع أحد
منافسي ..هل تفعلين؟
سألها ( راينر) عندما عادت للشرفة حيث مدت المائدة :
- أهناك أنباء سيئة ؟
أجابت باختصار وهي تبتعد عنه بسرعة كي تأخذ مكانها على رأس المائدة:
ليس هناك ما تشغل به بالك .
انتهت الحفلة بعد منتصف الليل . وعندما ودعت آخر أصدقائها عند مدخل الطريق
نظرت حولها بحثاً عن السائق كي تشكره على سلوكه الممتاز،
وعلى كل حال فهي تؤنبه عندما يضايقها ، وتمدحه عندما يسرها ،
ولكنها لم تره في أيه جهه لأنه عندما قرر أنها في أمان بانسبة لبقية الليل فقد
توجه إلى السرير لينام وفعلت مثلة حيث نامت في الحال
كالقتيلة ما إن لمست رأسها الوسادة .
أيقظتها رائحة القهوة الشهية وفتحت عينيها بكسل عندما وضعت ( ماريا)
صينية من الفضة عليها القهوة والكرواسان على الكومودينو بجوار السرير ،
توجهت نظرات (شارلوت) في الحال إلى الساعة الذهبية بجانب السرير ،
ثم رمشت في دهشة عندما وجدت الساعة العاشرة لأنها نادرا ما كانت تنام إلى وقت متأخر
تثاءبت وقالت :
- لا بد أنني تناولت الكثير من النبيذ ، أجابتها (ماريا) بألفه من عمل
عندها أكثر من خمس سنوات :
- أو رقصت طويلاً ؟ .. لقد راقبتك من نافذة غرفتي ورأيت أنك لم تجلسي ولو لدقيقة واحدة .
من ياترى كنت تحاولين التأثير عليه ؟
- أجابت (شارلوت) بضيق :
- لا أحد .


لم يكن من المفيد أن تعترف بأنها كانت تحاول التأثير على سائقها .
كان من غير المجدي أن تعترف بذلك حتى لنفسها عندما جاء ضوء الصباح .
واصلت الحديث :
- لم يستطع السيد ( دافينبورت) الحضور وبقية الرجال كانوا مجرد أصدقاء سألتها
( ماريا ) بصراحة الفرنسيين :
- لماذا إذن دعوتهم ؟
- لأنهم أفضل الشلة المملة .
امتعضت المرأة غير موافقة وخرجت .
عندما نزلت (شارلوت) أخيراً إلى حمام السباحة كان ( باري) هناك ،
كان في الثامنة والعشرين من عمره متوسط الطول جذاباً جاذبية الرجل الأمريكي .
وكان رياضي البنية حاد التقاطيع أشقر الشعر مموج الخصلات .
كان وريثاً لثروة من صناعة الصلب مظهره أكثر من عقله وإن استغرقت وقتاً طويلاً
حتى تكتشف ذلك لأنه كان يخفي افتقاره إلى الذكاء خلف استعداده لتذكر
وتلاوة ما يقوله الأخرون ، ولو لم يكن هناك علاقة بين عملي والدها ووالده
لكفت عن لقائه من وقت طويل .
قالت له بعد أن حياها بقبلة :
- لماذا لم تحضر شقيقتك معك . أم أنها ما زالت متعبة بعد رحلة الطيران؟
- إن (لوسي) لا تشعر أبداً بالتعب من السفر بالنفاثات .
لقد خرجت للتسوق في (نيس) حيق إن هذا هو شغلها الشاغل .
لمحت (شارلوت) بطرف عينها (مارك راينر) يجلس خلف مجموعة من الأشجار
على الجانب المغطى بالعشب لمنطقة حمام السباحة .
لوحت له كي تخبره أنها اكتشفت مخبأة ، ثم بعد أن أحست بالرضا عن نفسها ركزت انتباهها
على ( باري) .
كان (مارك) مدركاً لسبب الذي من أجله لوحت له وقد سره ذلك .
لو كان يريد حقاً أن يظل مختبئاً لاستطاع أن يفعل ذلك بسهولة
ولكنه أراد أن تكون على علم بوجوده ، ورغم أنه كان يشك في قيام محاولة لخطفها
سواء من منزلها أو من الضيعة فقد رغب أن يظل بالقرب منها .
أعد نفسه للمكوث مدة طويلة .
لقد مضى وقت طويل منذ أن عمل في أعمال الحراسة . ومن الواجب عليه أن يتذكر
الأخطار التي ينطوي عليها هذا النوع من العمل . وكبار العاملين في المخابرات
أحياناً ما ينسون هذا العمل وما ينطوي عليه من أخطار .
لقد كان السير (إلريك) مغرماً بتكرار القول :
- قد تكون مشاهد الميكروفونات الدقيقية المخبأة في ساعات اليد أو كاميرات التليفزيون
أسفل السرير كلها صالحة لمشاهدة السينما .
ولكن نجاح العملية غالباً ما ينبع من المكوث في المواقع أربعا وعشرين ساعة يومياً
والبحث في أدق التفاصيل كفحص أسنان مشقط دقيقة وعدم ترك أي شيء للمصادفة .
فكر ( مارك) حسنا لا شك أنني أتبع التعليمات وبمرور الوقت ستنتهي هذه المهمة .
سأعد كل شعره فوق رأس (شارلوت بوفيل) ، أخذ يدقق النظر إلى أسفل
( ياله من شعر جميل !) راقبه (راينر) ومع ذلك فمن المستحيل ألا يدرك المرء مدى
جمالها وهي تتقلب فوق المرتبة الزرقاء وياله من أمر سهل أن يتخيل
نفسه يجمعهما بيت واحد ، كان يشك في أنها مازالت عذراء ،
ولقد مضت سنوات عدة منذ أن قابل واحدة كذلك .
ومع ذلك أحس أنها تبدو وكأنها لم يمسسها أحد .
وكأنها لم تعرف عاطفة ممارسة الحب . ياللتعاسة وسوء الحظ ،
إنهما لم يلتقيا في ظروف مخالفه التوى فمه الحاد وهو يفكر ( كم سيكون الأمر مسلياً لو ..)
حذر نفسه ثانية بأن يقف التفكير في الامر .
لأنه كان يعلم أن من المهم أن يبقى ذهنه صافياً ، وهذا يعني
أن تظل عواطفه وأحاسيسه تحت سيطرته ،
وألا يحلم بطرق إثاره تلك الفتاة ذات النهدين المثيرين والجسد الملفوف .
لقد كانت (شارلوت) بمثابة مأمورية مكلف بها ويجب ألا ينسى ذلك .
عند طرف حمام السباحة نشط كل من (شارلوت) و ( باري) ثم هبطا الحمام
وأخذ كل منهما يسبح ويلعب ويمرح ، تعبا بعد مدة واستلقيا على المراتب حتى موعد
تقديم الغداء كانت الموسيقى صاخبة ولكنهما لم يعيراها انتباها وأخذا يثرثران
بحيوية ليس هناك ما يعادل ما يجري أمام عيني ( مارك) الذي نظر إليهما بحسد .
كان اليوم بالنسبة له طويلاً مملاً ، وأحس بالسرور عندما أخذ الشابان يجمعان أشياءهما وغادرا حوض السباحة .
كانت ( شارلوت) مدركة ياستمرار مراقبة ( مارك راينر) لها وعندما مرت بمجموعة
الأشجار التي كان يختفي خلفها نادت عليه .
- يمكنك الحضور الآن يا (راينر) إنك بحق مثال لتحمل الصعاب وأنت جالس هناك لساعات طويلة في هذه الحرارة .
إن السيد ( دافينبورت) قادر تماماً على حمايتي .
ظهر (راينر) وهو يقول :
- إنني معتاد على الحرارة يا آنسة .
- قد تكون كذلك .. ولكن الأمر ليس ضرورياً ثم أستدارت ناحية ( دافينبورت) وقالت :
- هذا هو ( مارك راينر) ، سائقي الجديد ، قال (باري) :
- هاي : لقد أخبرتني الآنسة (بوفيل ) بأنك غطاس ماهر ، مارأيك في عرض ؟

قالت (شارلوت) بسرعة :
- لقد ذكرت ذلك فقط عندما ناقشنا طريقة قفزك للماء ،
ليس (راينر) في مهارة الدرفيل الأستعراضي ولا هذا بحر المغامرات تدخل ( باري) في الحديث :
- بالتأكيد ..إنما هو بحر المستقبل ، لقد استغرقت عشر دقائق حتى استطعت الوصول
إلى البوابات الأمامية لقد كان الكمبيوتر الخاص بكم عاجزا
عن التعرف علي ، أعتذر السائق :
- أعتقد أن الغلطة غلطتي ، لقد ضغطت على الزر الخطأ ، وقد أختلط
الأمر على أجهزة الأمن .
سألته (شارلوت) :
- من أعطاك الإذن بالدخول في حجرة الكمبيوتر ؟
- لقد أراد والدك أن أتعرف على كل مظاهر الأمن وأجهزته بالمنزل وفي الضيعة .
- لم يذكر ذلك لي أبداًُ .
- لقد قرر ذلك عندما اتصل بي هذا الصباح ؟
- رددت قوله وهي دهشة هل أنتصل هذا الصباح ؟
- نعم ، كي يخبرنا بأنه سيترك روما متجهاً إلى نيويورك حيث من
المتوقع أن يظل هناك لمدة أسبوع .
سألته (شارلوت) :
- لماذا لم يكلمني ؟
- لقد كنت نائمة ولم يرد إزعاجك .
تدخل (باري) بنفاد صبر قائلاً :
- هيا يا عزيزتي (شارلي ) ..أين المشروب الذي وعدتني به ؟
هزت (شارلوت) كتفيها واتجهت ناحية الفيلا بينما عاد (راينر)
إلى خلف الشجيرات استمر (باري) في حديثه قائلاً:
- لقد ظننت أننا سنتناول العشاء هذا المساء في مطعم ( فلامنجو) هناك فرقة
جديدة من المفروض أنها ستلعب هناك ويقولون إنها مثيرة .
نظرت (شارلوت) ناحية السائق وهي تقول :
..يبدو أن هذا أمر رائع هل لي أن أحصل على إذن منك للذهاب؟
قالت هذه العبارة الأخيرة وهي تنظر إلى السائق الذي رد :
- دون شك يا آنسة (بوفيل) سأقود سيارتك إلى هناك .
- ليس هناك كا يدعو لذلك فالسيد ( دافينبورت) سيقوم بذلك .
- إن أوامر والدك هي التي تلزمني بضرورة الذهاب معك إلى أي مكان
تذهبين إليه.
تدخل (باري) قائلاً :
- لا تجعل من الحبة قبة ، أنني أعلم تماماً كيف يشعر والدك ..
إذا حصلت على ماسة وجب عليك حراستها.
قاطعتة (شارلوت) :
- لست مجرد شيء ، أنا إنسانة تذكر هذا ؟
- كيف لي أن أنسى ؟
وضع (باري) ذراعه حول وسطها ، وعاد (باري ) للخلف مما جعل (شارلوت)
تحس بخشونة يد( باري) على جلدها .
- لا تفعل يا ( باري) قالتها وهي تحرر نفسها منه وتسرع في السير .
- ألا ترى أنك تحرج (راينر)؟
- من الأفضل له أن يتعود على هذا إذا كان سيتبعنا أينما ذهبنا.

لم يقل ( راينر) شيئاً ، ولكن ( شارلوت) كانت مدركة أنه سيبقى في الشرفة عند
دخولها حجرة المعيشة . أحست رغما عنها بالأسف تجاهه .
إن القيام بدور العجلة الثالثة في يوم حار ليس من المهن المسلية سألت : ( باري ):
- صب كأساً كبيرة من أجل ( راينر) .
- بحق السماء يا ( شارلي) لا نبدئي في معاملته كصديق .
- سأعاملة بالطريقة التي أختارها .
غمغم (باري):
أتعنين معاملة مرتجلة كصديق عابر .. إنك حقاً أكثر الفتيات
تناقضاً في العالم .
كان من الممكن لو علم بإفكارها أن يعتبرها أكثر مما ظن خاصة عندما ذهبت
لتغيير ملابسها من أجل العشاء .
لم تكن لتغادر الضيعة لو لم يصر (راينر) على مصاحبتها ،
إن قضاء يوم كامل مع ( باري) أكثر من اللازم حتى بدون قضاء
الليل معه ، ولكن هذا السائق ورطها في الأمر ..
جاءت (ماريا) إلى الحجرة بثوبين تم كيهما ونظرت إليهما ( شارلوت) نظرة نقد :
- لا أفضل أي واحد منهما ، وأريد شيئاً أكثر جذباً للإنتباه .
عندما شاهدت نفسها في المرأة بعد ذلك عرفت أن ثوب الحرير
بلون الشمبانيا الذي اختارته إنما هو أفضل الأختيارات .
التصق قماش الثوب بكل خط من جسدها وأبرز كامل صدرها .
وكان اللون مشابها تماما للون بشرتها حتى ليصعب على المرء تحديد ما هو الثوب وماهو جسدها .
مشطت شعرها بالفرشاة طويلا حتى أخذ يتوهج كاللهب ثم أسدلته على أحد جوانب
وجهها وأظهرت إحدى أذنيها جميلة التكوين يتدلى منها حلق مرصع بالزمرد .
أخرجت لسانها لنفسها في دلال وابتسمت عيناها الخضراوان بلون
أشجار الغابة تحيطهما رموش شديدة السواد .
كان الخادم الماليزي (كاي) يتمشى أمام الباب الأمامي عندما نزلت السلم
وابتسمت له وسألته :
- هل سيارتي منتظرة .
أومأ لها بالإيجاب ثم خطأ للخارج ، كن (مارك راينر) يقف بجوار السيارة
الفيراري السوداء المحصنة ضد الرصاص ، وقد أمسك الباب الخلفي المفتوح
من أجلها ، أدهشها أنه كان يرتدي زي السائق الرسمي إنها لا تستطيع أن
تفكر فيه كموظف ، دخلت وجلست على المقعد الأمامي بجواره .
أخذ مكانه بجانبها في صمت وقام بقيادة السيارة .
كان طريق السيارات أمام الفيلا مضاء إضاءه مبهرة وكانت الأشجار تنعكس
على الطريق وتختفي أمام كشافات السيارة حيث كان ( مارك) قد أضاء الكشافات
الكبيرة العالية .
كان يقود السيارة بسرعة وكفاءة كما كان يفعل (روبرتس)
وهذا هو التشابة الوحيد بين الرجلين فعلى الرغم من خدمة (روبرتس) التي تزيد على الثلاثين
عاما، لم يخرج مرة واحدة عن حدوده ، كان صديقاً ولكن باحترام .
ووفياً لا يشكو أبداً ، كان يمثل التابع الأسري المثالي ،
لقد كان (راينر) في الحقيقة أكثر قرباً من جيل ( شارلوت) ولكن هذا
لم يغفر له مسلكه كرئيس ونقص الفرق الإجتماعي بينهما ولا مظهر التعالي الذي لا يمكن إخفاءه .
استدارت نصف استدارة كي تفحصه ، كان وجهه في الوضع الجانبي أكثر وضوحاً من حيث
القوة نتيجة خط الفك وتشكيل فمه الحاد ،
كان رأسه جميل التشكيل أيضاً وكان شعره الكثيف الداكن قد أحسن قصة وحتى وهو في الزي
الرسمي بدا عليه مظهر الأناقة ، سألته وقد لاحظت أنه فك الزر العلوي :
- هل سترتك غير مريحه ؟
- قليلاً .
- أطلب بنفسك نمكاً آخر إذن ، ماذا تفضل ؟
- أفضل سترة أقل ضيقاً .
- في الصيف لم يكن ( روبرتس ) يلبس السترة في أثناء النهار ويسعدني أن
تفعل مثله ، شكراً يا آنسة .
أنبئته قائله :
- مازلت تناديني يا آنسة ؟
قال بصوت ناعم :
- لم تتح لي أية فرصة ؟
كتمت ( شارلوت) ابتسامة .

لا أستطيع أن أمنع نفسي من التهكم يا (راينر) ، أما بالنسبة لزيك
الرسمي فيمكنك في المساء ارتداء سترة من التيل بشرط ألا تكون بيضاء.
لا أريد أن يخطى الناس فيعتبرونك ضمن حرس الشرف .
- بالتأكيد .
استقرت على ألا تزيد من إغوائة فقالت وهي تدردش :
- هل لك حبيبة يا (راينر).
- ليس الآن.
- ولكنك ستحتاج إلى وقت راحة وعليك أن تخبرني بذلك
عندما تحتاج إليه إنني لم أقصد عندما قلت لك إنك حر حسب راحتي .
- لقد فهمت هذا يا آنسة (بوفيل) إنك ووالدك تتمتعان بسمعة طيبة
وعاملة العاملين عندكم بإحترام .
- شكراً .
ذلك ثم أسندت ظهرها للخلف وأخذ يقود السيارة من (الانتيب) حتى من دون تبادل أي حديث بعد أن ذكرته:
سنأخذ السيد ( دافينبورت) من يخته من ميناء (انتيب).
اسمحي لي أن أغير هذه الترتيبات يا آنسة (بوفيل) وأعتقد أنه من الأسلم
لك أن تقابلية في المطعم فإن الميناء منطقة مزدحمة للغاية .
قالت بسخرية :
-هل تعتقد أن الخاطف سيقبض عليّ ويحملني بعيداً في قارب سباق؟
-هذا محتمل .
- لا بد أنك شاهدت الكثير من أفلام (جيمس بوند).
- لو قرأت الصحف لعلمت أنه في هذه الأيام لا فرق بين الحقيقة والخيال .
فلا تغضبي مني ، إنني أفكر في سلامتك .
- هل عادة تخلص في عملك لهذه الدرجة ؟
- نعم .
ضغط دواسة البنزين بعنف .
فصرخت :
- ليس بهذه السرعة العاليه .
- هل يشغلك الأمر .
- ليس بالضبط ، ولكن سيؤدي الأمر إلى اضطرار (باري) لإنتظاري .
ثم حملقت في (راينر) وقالت :
- أعتقد أنك تظنني سيئة الخلق ؟
- هذا الأمر لا يهمني .
- ولكنك لا توافق على سلوكي أليس كذلك ؟ إنك لا توافق عليّ نفسي ؟
- إنني أراك واضحة ومسلية يا آنسة ( بوفيل ..) سخرت منه
- لقد نسيت أنني جميلة .
- هذا أمر لا يحتاج إلى القول ، إنك واحدة من أجمل وأحب الفتيات اللاتي قابلتهن .
غير عصا السرعة ودون قصد مست يده قميصها .
أحست بذلك تماما وحاولت أن تجعل صوتها غير مهتم :
- لو أننا تقابلنا كندين يا (راينر) هل كنت تطلب مني موعداً ؟
كادت تضحك وهي تسمع صوتها ، هي الفتاة التي كان بإمكانها أن تختار
أي رجل تريده فوصل بها الأمر إلى أن تسأل هذا السؤال لهذا الرجل وتهتم بالإجابة عنه .
- إنه عذاب ، إذا لم أجب عن السؤال بالإيجاب .

لا أعتقد أنك رجل يحب أن يلعب لعباً أمناً .
- لا ، ولكني أيضاً لا أحب اللعب بالنار .
سألته :
- هل يعني هذا أنك سبق أن أحترقت ؟
صحح لها :
- لسعتني النار .
- هل كان هذا من امرأة كنت تعمل لديها ؟
- لا ، لقد سبق أن أخبرتك أنني ألتصق بنفس نوعي ،وإذا غفرت
لي صراحتي فعليك أن تحذي حذوي ، إذا كنت قد مللت السيد ( دافينبورت)
فإنني واثق أن هناك العديد من البدلاء المناسبين يحومون حولك .
عرفت ( شارلوت) أنها صدت ، ولكن لمعرفتها إنها تستحق هذا لم تقل شيئاً
أخذت تفكر في البديل المناسب الذي أشار إليه (راينر) وأطلقت آهه حارة .
كان أغلب أصدقائها من نفس نوعية (باري) .
وكانت قد أصيب باليأس من مقابلة الرجل الذي يحقق أحلامها التي كانت تداعبها .
لم توثق صلتها أبداً بأي شخص ، قالت بصوت عال :
- أخشى أن تكون قد أسأت فهم سؤالي يا (راينر) إنه مجرد فضول .
أما بالنسبة لك كرجل فإن أنجذابي نحوك لا يزيد عن انجذابي لغوريلا .
رأت فمه المزموم بحدة على ضوء كشافات سيارة قادمة في الإتجاة العكسي .
إنها أغضبته ، ولكنه عندما تكلم كانت لهجته عادية .
الأمر لطيف أن أعرف مكانتي عندك يا آنسة (بوفيل) .
زاد السرعة وانحراف إلى طريق يقود إلى ممر رملي لمطعم فاخر .
عندما أوقف السيارة :
ذراعة تتحرك تحت سترته عندما قفز خارج السيارة واستدار كي يفتح لها الباب ،
أخذ يحملق في اليمين واليسار حيث فحص بمهارة المنطقة وقام
بحمايتها بجسمه حتى خطت الخطوة الوحيدة التي قادتها إلى الداخل .
أستطيع أن أرى ما تفعله يا ( راينر) إنك حارس حقيقي ..ألست كذلك ؟
لست سائقاً على الإطلاق !
أخذت تحملق في عينيه ، رأت أنهما كبحيرة عميقة من اللون الرمادي
الغامق ثم بإقتناع مفاجئ أنه رجل كثير الأسرار .
فاجأته بالسؤال :
تحاول أن تخترع كذبه ..لست غبيه .
أنني مدرك لذلك ياآنسة (بوفيل) انخفضت رموشة للحظة .
إطلبيني إذا احتجت إلي ، لن أكون بعيداً عنك .
همست : لن تكون ، ثم سارت ناحية (باري) الذي رحب بها مبتسماً .
منتديات ليلاس






نهاية الفصل الرابع ،،

زونار 03-06-09 04:03 PM

الفصل الخامس :

راقبت (شارلوت) (باري) عبر المائدة وكتمت رغبتها في التثاؤب .
لم يكن قد مضى من الأمسية سوى نصفها إلا وأصبحت مثالاً للملل .
نظرت بتلصص في ساعتها وتساءلت عن أقرب موعد تستأذن منه بالرحيل
دون أن تثير الضيق .
فكرت ماذا يفعل (راينر) ؟ لقد كانت غاضبة منه عندما تركته ولم تتمكن
من أن تخبره أنه عندما تتعارض واجباته مع وقت تناول الطعام
فله حرية الحصول على ما يأكله وأن يضيف الحساب عليها .
ابتسمت لنفسها فقد يكون من الأفضل أنها لم تقل له ذلك وإلا لحجز
لنفسه مائدة بجوار مائدتها . منتديات ليلاس


نظرت في ساعتها مرة ثانية ثم نظرت لـ ( باري) وغمغمت :
- إن الوقت متأخر وأريد أن أعود إلى المنزل .
- لا تكوني بلهاء يا(شارلي) إن الليل مازال في أوله لقد فكرت أن تذهب
إلى مكان ما ونرقص ، هناك ناد جديد في (سانت توباز) .
- متأسفة يا(باري) ، أفضل ألا نفعل . إنني متعبة للغاية
ولا يمكن أن تذهب كل تلك المسافة .
- لن تقودي السيارة ياحبيبة القلب بل أنا ، ذكرته قائلة :
- لدي سيارتي وسائقي هنا.
- إرسليه إلى المنزل ، وأنا قادر على القيادة .
- لا لست بقادر ، لأنك سكران .
ظهر الألم على (باري) وقال :
- لم أشرب سوى زجاجة نبيذ فقط ، وأستطيع أن أتناول ضعف هذه
الكمية ولا أتأثر ، لقد تعودت على ذلك .
قالت له بجفاء :
- هل أنت فخور بذلك ؟
أشار بإصبعه نحوها :
- حسناً ، لست خجلان .. وعلى أية حال ماذا عنك ؟
إنك تتصرفين كزوجة مشاكسة ..يالها من فكرة عظيمة ،
لماذا لا تجعل الأمر حقيقة ؟
ستجعلينني أسعد فتى في العالم إذا قلت نعم .
اغتصبت ابتسامة لتهدئته .
- أخشى ألا أوافق ، أنني مغرمة بك يا(باري) ولكن ليس لدرجة
أن أتزوجك .
- هل تفكرين أنني أجري وراء مالك؟
ثم أخذ صوته في الإرتفاع حتى أن رئيس السقاة أخذ يقترب بهدوء .
- قد لا أمتلك الكثير مثلك . . ومن لديه مثلك ؟
ولكن لدي ما يكفيني كي لا أحتاج إليك .
أخذت تسترضيه :
- أعلم ذلك ، وليس لهذا السبب رفضت ولكن لأنني أحبك .
سألها بعدوانية بسبب الكحول :
- لم لا ؟ العديد من الفتيات يفعلن ذلك ولكنك أنت فقط التي تصعبين الأمور للفوز بها .
- لست أناور .. إنه من الصعب الفوز بي ، بل من المستحيل إذا كان الامر يخصك .
دفعت مقعدها للخلف ونهضت ثم استدارت وأومأت بلا أهتمام
لكبير السقاة الذي خطأ ليفصل بينها وبين (باري) عندما حاول تتبعها وقال به بهدوء :
- إنك لم تدفع الحساب يا سيدي !
- أنت تعرف من أنا . أرسل الحساب إلى اليخت .
- أسف يا سيدي .
هربت (شارلوت) دون أن تنتظر لتسمع المزيد .
وخرجت من المطعم ولم تفكر فيما ستفعله إذا لم تجد سيارتها بالخارج .
ولكن في هذه اللحظة كان (راينر) بجوارها .
- هل هناك خطأ يا آنسة (بوفيل) ؟
- نعم ..لا .. أريد فقط أن أرحل . أحاط بها لحمايتها كما سبق وأن فعل ثم
اصطحبها حتى السيارة الفيراري دون أن يسألها فتح الباب الأمامي
وانتظر حتى دخلت وجلست على المقعد المجاور له .
استغرقت في أفكارها وكلها مركزة على (باري) وعما إذا كانت قاسية وحادة معه .
لم تتكلم (شارلوت) إلى أن أحسا بأنهما يغليان من الحر على طول طريق الشاطئ :
- شكراً لله أنك كنت في إنتظاري يا (راينر) ، كنت سأواجه مأزقاً كبيراُ فيما لو خرج (باري) ولحق بي .
- لقد منت بالخارج طوال الأمسية .
- وماذا عن طعامك ؟
- لقد تعودت أن أظل ساعات طويلة دون طعام .
- ستسبب لنفسك زائدة دودية كما يقول لي والدي دوماً .
دعنا نتوقف ونأخذ لك سندوتشا .
- لا داعي لذلك ، إنني متأكد أنني أسطيع أن أستمر حتى المنزل دون أن أنهار.
ضايقتها رنة السرور في صوته ، لقد كانت في هذه اللحظة للظروف
وها هو ذا يلهو بها ثانية .
- حسناً ! إذا لم تكن أنت جوعان فأنا جوعانة ، بدت عليه الدهشة .
- ألم تتناولي عشاءك وتتمتعي به ؟
- ليس كثيراً لقد شرب السيد ( دافينبورت) كثيراً وشعرت بالملل وفقدت شهيتي .
- فهمت .
ساد الصمت وأحسن (شارلوت) أنه يصارع نفسه كي يقول ما يريد قوله .
- هيا يا (راينر) ، ماذا يدور في ذهنك ؟
تجهم في وجهها وقال :
- مادمت قادرة على قراءة أفكاري . فأخبريني ما هي ؟
ابتسمت وقالت :
- إن قوة استنتاجي تذهب فقط إلى بعيد ..هيا ..بح بها .
-إنني أتعجب وأتساءل هل أنت دائماً تحسين الملل في كل مواعيدك ؟
اعترفت قائلة :
- غالباً .
- هل فكرت في توسيع دائرة أصدقائك ؟
- كثيراً . ولكن الأمر ليس ببسيط إذا ما ولدت وترتبيت وسط زمرة فريدة
مالت إلى الخلف في مقعدها وأسندت رأسها على جلد المقعد الناعم الطري الأبيض اللون .
- كيف للمرء أن يكسر تلك الدائرة ؟
- ألم تفكري في القيام بوظيفة ؟ إنك حاصلة على درجة جامعية في الفن .
-تعودت تماما على إصدار الأوامر لا تلقيها .
-أفكر في أن تفتحي معرضك الخاص وتحولي هوايتك إلى عمل .
-فكرة جيدة من الناحية النظرية ولكن من الناحية العملية فإن الناس الذين
أشرف عليهم وأتعامل معهم هم الناس الذين أود التخلص منهم .
لا يستطيع المرء أن يهرب من عائلته ، وعائلتي هي أموال (بوفيل) .
إنني ملتصقه بهم .
مستندة برأسها على مسند المقعد وأخذت تتفحص الرجل أمام عجلة القيادة ،
كان قد خلع سترته وقد بدت عضلاته البارزة قوية تحت قميصه .
ومن أنها أدركت تماما قوته الجسمية أكثر مما رأته عندما كان نصف عار في حمام السباحة .
استمرت في الكلام :
هكذا كان والدي قلقاً بشأن الرجل الذي أواعده .
كان يأمل أن أتزوج رجلاً قادراً على متابعة خطواته .
- من الصعب تحقيق ذلك .
- أنت على حق . .لا يوجد أحد منهم يساوي عشر مقدرته .
-أنك مازلت في الثانية والثلاثين يا (آنسة بوفيل) وأمامك وقت طويل لمقابلة الرجل المناسب .
- المشكلة أنه قد يقيم حريته مثلك يا (راينر) ألم تقل لنفسك يوماً إنك لن تتزوج أبداً امرأة من أجل مالها ؟
- الرجل الصحيح لن يتزوجك من أجل مالك بل بعيدا عن مالك.
اعادت قوله :
- آه ، الرجل الصحيح ..ولكن أين هو ؟
حرك (راينر) ذراعه :
في مكان ما خارج هذه المنطقة ..استمري في البحث عنه .
تلآلآت أنوار (الانتيب) أمامها واعتدلت (شارلوت) في جلستها .
- دعنا نتوقف في المدينة لتناول أكلة خفيفة ، إن ميدان (ديجول ) يكون
غير مزدحم في هذا الوقت ويمكننا أن نركن السيارة ونتمشى .
كانت إجابة (راينر) أن زاد من السرعة ولم يهدئ منها إلا بعد
تجاوزا ميدان (ديجول ) بمسافة كبيرة ، جلست (شارلوت) مستقيمة ..
(اللعنة على هذا الرجل أعطيه بوصة فيأخذ مني ميلا).
ً قالت :
- قف يا (راينر)
- سأكون أكثر سعادة لو ذهبنا إلى مكان آخر يا آنسة بوفيل.
- لماذا ؟
- إن (الانتيب) هادئ جداً بالليل وأفضل (جوان ليبان) .
فكرت في كازينو (جوان( وصخبه وهياجه ليس هذا ما تحبه .
وساءها أن يكون هذا ما يحبه . شرح لها الأمر :
- إنه أكثر أمناً أن نجد أنفسنا بين الناس .
- لقد قلت العكس عندما كان علينا أن نلتقي بـ( باري) بعيداً عن الميناء.
ماهو الفرق؟
- وجود الطرق البديلة للهرب .
لقد أصبحت موسوساً مثل أبي ، هناك العديد من المراقبات خلفي .
وهذا الأمتداد من شاطئ البحر مزدحم بالأميرتا العربيات ونجوم السينما والمليونيرات .
لماذا بحق السماء يرغبون في إختطافي؟
- لأنه من المعروف والمنشور أن والدك يعبدك وأنه على استعداد لدفع
أي مبلغ لاستعادتك .
- هو ليس فريدا في هذا ، فأي أب أو زوج في هذا الموقف يمكن أن يفعل
نفس الشيء .
وضعت يدها على عصا السرعة .
عد ثانية إلى (الانتيب) يا (راينر) إن (جوان) فظيعة في موسم التصييف .
- هل (جوان) أم الفيلا؟
صرخت :
- إذن الفيلا .. وأكثر من هذا يمكنك أن تحزم أمتعتك وترحل في الصباح .
هدأت السيارة من سرعتها وحملق راينر فيها :
-إنني مهتم فقط بسلامتك يا(آنسة بوفيل) وسيسعدني لو اعتبرت سلوكي بعيداً عن الحفلة .
- هل أنت تعتذر ؟
رأت أصابعه تضغط بشدة على عجلة القيادة . أخذت تنتظر وهي تتوقع إجابته .
- نعم .
- إذن سنذهب إلى (جوان ) ، هناك مكان مسل عند الركن بالقرب من الكازينو
حيث يصنعون سندوتشات رائعه .
تنهد بارتياح :
- لم أقابل في حياتي شخصاً يغير مزاجه بسرعه مثلك .
- إنها خصلة ورثتها من أمي لأنها أيرلندية .
- هذا يفسر الكثير .
- ماذا تعني ؟
- إنك تضايقين وتؤلمين . وحتى تثيري الغضب . ولكنك
أبداً لا تثيرين في النفس الملل .
أحست (شارلوت) بالدفء من السرور . من الغريب أن نصف مدح
من رجلها يعيطها رضاً كاملاً أكثر مما يمنحها الأخرون .
- يبدو أنك تمتدحي يا (راينر) .
- هل يدهشك ذلك ؟
- حسناً . إنك لا تتصدق بهذا عليّ .
- وهذا ليس مكاني .
- وليس مكانك أن تعارض أوامري وع ذلك لا تكف .
ولديّ إحساس أنك تستخدم المجاملة عندما تناسبك .
- كلنا نفعل ما يناسبك .
قال هذا عن قصد . عندما اقتربا من مفترق ، نظر في المرآة المعاكسة
كما تعود أن يفعل طوال الطريق ، نظرت (شارلوت) أيضاً حولها
ولكن لم تكن هناك سيارة على مدى البصر .
لم يستمر هذا طويلاً حيث ظهر (جوان) مزدحما .
كان ركن السيارة مستحيلا . وأخيراً استطاعا أن يجدا مكانا للسيارة عندما
منحت منادي السيارة (حلوانا كبيراً) فضلاً عن أنه كان يعرفها .
قالت بسرعة :
- ليس هناك حاجة لأن ترتدي الكاب والسترة .
- أخشى أن السترة ضرورية .
قال هذا وهو يخرج من السيارة ولمست يده جراب المسدس الذي لا يكاد يظهر .
كانت تعلم أنه يحمل مسدساً حاولت ألا تفكر في الأمر .
وأستمرت في السير بجواره إلى المقهى الواسع المضاء إضاء ساطعة في وسط المدينة الصغيرة.
كان الشارع مزدحما بالسائحين من جميع الجنسيات ورغم أن الساعة تجاوزت العاشرة
إلا أن الأرصفه أمام المطاعم كانت تحتشد بالقادمين لتناول وجبات أخر الليل من المحار.
وسلاطة الثوم ، وحساء السمك وبلح البحر ، والجمبري ، إلى جانب الأطباق المصنوعة
من الخشب والممتلئة بالسلاطة الخضراء .
استنشقت (شارلوت) رائحة الطعام وتمتعت بالجو المرح الذي
يظهر جو الحرية في أن تصبح مثل أي شخص هناك .
لم تكن تماما مثل أي شخص عادي طالما كان (راينر) بجوارها
يقظا مشدود الأعصاب ويحاول أن يسرع بها إلى المقهى .
وصلا إلى المقهى ساطع الضوء حيث كانت كل مائدة بالداخل أو بالخارج
تبدو مشغولة وبعد تبادل قليل من الكلمات مع أحد السقاه حيث درس(راينر)
في يده ورقة من فئة الخمسين فرنكا عاد إليها وقال:

علينا أن ننتظر بضع ثوان .
- لست على عجل ولم يكن من الضروري ضياع نقودك كبقشيش للساقي.
قال لها ببرود :
- لا تشغلي بالك بالأمر ..يمنحني أبوك حساباً إضافياً للمصروفات.
كتمت أنفاسها . ياله من خنزير مغرور . ألقت عليه من تحت أهدابها نظرة متفحصة
طويلة كم كان جذاباً . الملعون أصبح بالتدريج من الصعب التفكير فيه
كمجرد حارس ، ومع ذلك عليهاأن تفعل ذلك ، إن إرتباطها بعلاقة معه
قد يكون عملا غبيا وخطيرا .
قطعت لمسة يده بلطف على كوعها أفكارها وقال لها :
- لقد أصبحت مائدتها معدة ألقت شعرها إلى الخلف وتبعت الساقي
إلى إحدى الموائد بجوار النافذة وعندما جلست أحست بانزلاق وشاحها الكشمير عن كتفيها .
غمغم (راينر) وهو يجلس على المقعد المواجه لها ويشير إلى المروحه الكهربائية الموضوعة فوقهما:
- قد تصابين بالبرد .
- شكراً .ثم أخذت تفحص قائمة الطعام وقالت :
- ماذا تود أن تتناول ؟
- قدح قهوة كبير . وفطيرة (كروك موسسه) صحح (مارك) الطلب عندما سجل الساقي .
- اجعله اثنين . إنني جوعان أكثر مما كنت أظن . وماذا عنك يا آنسة (بوفيل)؟
ثم لمعت عيناه متفكهاً وأضاف :
- سأقدم لك عشاء كاملاً .
- ياله من أمر كريم منك . هل أنت متأكد من قدرتك على الدفع؟
- بشرط ألا تطلبي (كافيار).
- لا تخش شيئاً . سأطلب مثل ما طلبت .
كانت ابتسامته لها دافئة بدرجة غير متوقعه وأنتظرا الطعام في صمت تسوده
الصداقة والألفه وهما يحملقان في الأرصفة المزدحمة عبر النافذة .
وينصتان لأطراف الأحاديث حولهما .
وعندما وصل طلبهما أخيراً أخذا يلتهمان سندوتشات الجبن والمربى بنهم واستمتاع .
سألها بين قضمتين :
- لماذا حتى هذه الأشياء البسيطة طعمها أفضل عندما يضنعها الفرنسيون ؟
عندما استعدت (شارلوت) للإجابة أخذت سيارة رياضية حمراء تقف في الخارج.
وقد انطلقت منها ضحكان صاخبة ، سقط قلبها في قدميها عندما لوحت لها فتاة
سوداء الشعر ثم أخذت تمر بصعوبة بين الموائد متجهة ناحيتهما
وأخذت عيناها البنيتان اللامعتان تنتقل بينهما :
- هاي (شارلي) . لقد ظننت أنك تتناولين طعام العشاء مع (باري).
- لقد فعلت .
كانت لهجو (شارلوت) مقتضبة ، أنهت الموضوع وأخذت نظرات الفتاة تتركز
لحظات على (راينر) .
- ألن تقدميني إلى صديقك؟
تملكت (شارلوت) الرغبة في الأذى . ولكن ماذا تقول عن صديقها الجديد ؟
فكبتت تعبيرها البارد وقالت :
- هذا (راينر) سائقي الجديد .
قالت الفتاة بصوت خرج من زورها :
-أرجو أن تخبريني عندما يصبح غير صالح لك..
إنني أبحث عن سائق لي أيضاً .
نظرت (شارلوت) إلى (راينر) نظرة جانبية لترى ما إذا كان قد
شعر بالضيق لحديثهما عنه وهما متجاهلتان لوجوده ولكن تعبيره كان عادياً .
مدت الفتاة يدها قائلة :
- من الأفضل أن أقدم نفسي بنفسي مادامت (شارلوت) تبدو مترددة ،
أنا (ليلا برجدورف)!
- كيف حالك يا آنسة ؟
لم يكن (راينر) يرتدي الكاب كي يرفعه تحية لها .
ولكن الفتاة أحست بالضيق من محاولته أن يبدو عبدا .
تدخلت (شارلوت) في الحديث وقالت ببرود :
- لقد ظننت أنك أتيت لرؤيتي ولم أفكر أن سائقي هو الذي
يهمك أمره.
تجاهلت (ليلا) التعلق ووجهت ابتسامة واسعة له .
- من أين أنت ؟
- انجلترا .
- إنها البلد المفضل عندي بعد الولايات المتحدة الأمريكية .
لقد عشت في لندن عندما كان والدي يعمل بالسفارة .
تدخلت (شارلوت) قائلة :
- أن أصدقاءك في إنتظارك .
- أتحاولين التخلص مني؟
- يالك من ذكية أن فهمت !
- لم أفهم أن هذا لقاء خاص . انجنت الفتاة عن عمد ناحية السائق وتعمدت
أن تلامسه ولكنه نهض بإحترام وانتظر رحيلها .
لم تشعر الفتاة بأي حرج وفردت جسدها وقالت بمكر :
- سأراك فيما بعد .
كانت الكلمات موجهة مباشرة إليه ومع ذلك كانت الفتاة
تنظر إلى (شارلوت) التي انتظرت - بنفاد صبر- عودة الفتاة
ذات الشعر الأسود إلى أصدقائها .
جلس (راينر) وقال :
- قدح آخر من القهوة يا آنسة .
- لا ، شكراً.
لقد ذهب عنها كل السرور الذي كانت تحسه بداية السهرة التي رغبت بعدها
(شارلوت) أن تنتهي ، لقد أحست بعدم الراحة لإكتشاف مكنها هنا مع (راينر) .
كانت (ليلا) امرأة شائعات فظيعة .
وستقول لكل الناس تليفونياُ عن الأمر في الصباح .
دفعت شعرها إلى الخلف بحركة غريبة وسقط وشاحها إلى الأرض
وعندما انحنيا لإلتقاطه تلامست أصابعهما .
أحست فس ثوان أن تياراً كهربائياً سرى في ذراعها فسحبته بحدة
وأسرعت خارج المقهى .
لم تتكلم إلا بعد أن أخذا الطريق إلى الفيلا .
- إن الأنسة (برجدورف) من أكلة لحوم البشر يا (راينر) ،
وأعتقد أنه من العدل أن أحذرك منها .
- أشكرك يا آنسة ، لقد لاحظت ذلك .
- من المحتمل أن تطلب الخروج معك . إذا قبلت فلك مطلق الحرية في أن تفعل .
- لماذا هذا التغيير . في الليلة الماضية حذرتني من مطاردة
الفتيات صديقاتك ؟
- لأنهم في منزلي ولكن ليس يعنيني أن أقرر كيف ومع من تمضي وقتك الحر .
فغر الرجل فمه وقال :
- ليست لدي النية أن أقضي وقت فراغي مع الأنسة (برجدورف).
لدي أمور أفضل من مطاردة فتيات صغيرات وغنيات ومملات .
- هل تفعل ذلك معي ؟
- أنت سبب رزقي . فأغفري لي وقاحتي .
لوت رأسها بحدة :
- هأنت قد أصبحت مستحيلا مرة ثانية ما إن أعاملك كصديق إلا وتصبح وقحاً .
- ألا تعنين أنه ما إن أقول شيئاً لا تحبينه . ترغبين أن أعرف حدودي .
قال هذا . ثم رفع قدمه عن دواسة البنزين حتى كادت السيارة أن تقف.
- أنت تريدين الأمور على وجهين.
- إنني مدركة كذلك ولكن .
كيف لها أن تشرح الواطف التي أثارها لديها بدرجة محيرة وهي
نفسها لا تستطيع فهمها ؟
قالت بحدة :
- نعم ، دعنا ننسى الأمر .
- لا أظن باستطاعتنا ذلك يا آنسة (بوفيل) فقد يحدث الأمر ثانية .
- إذن سيكون من الأفضل لو تركت العمل ، عند هذا الحد .
وقف السيارة كلية ، ثم جذب فرملة اليد ووقف موتور السيارة وقال لها بحدة :
- لقد انجذبت إلي ، ولهذا تريدين مني أن أرحل .
- كيف تجرؤ؟
- أجرؤ لأن وظيفتي تتعرض للخطر وهي وظيفة عالية الأجر لا أرغب في فقدها .
قذفت الكلمات في وجهه :
- سأدفع لك تعويضاً .
- لا أقبل مالاً عن عمل لم أؤده .
صمت فترة ثم أكمل :
- ولم أقم علاقة حب مع صاحبة العمل ..ولكن إذا كنت تصرين فسأفعل ذلك
كاستثناء في حالتك.
افترضت أنه كان يتفكه إلى أن أحست بالاستهزاء يبدو على وجهه .
إنه يعني ما يقول ، أحست للحظة ماذا يمكن أن تفعل فيما لو قبلها وداعبها وجرى بكفيه فوق جسدها .
ومع ذلك لو سمحت له بذلك فإنها ستحتقر نفسها في اليوم التالي .
كانت في قرارة نفسها تعتقد تماماً أن أي علاقة جسدية بحتة قد ترضيها .
- إذا لم تستقري على رأي يا آنسة (بوفيل) فقد يساعدك هذا .
ثم انزلق عبر المقعد وضغط بشفتيه على شفتيها بوحشية .
لم يكن هناك أي حنان في حركته وإنما فقط نية السيطرة عليها .
أخذت تضربة ولكنه كان قوياًُ للغاية عنها . ودفعها عند باب السيارة مما جعل من المستحيل عليها أن تتحرك.
أخذت تقاومة بشدة ولكنه كان أقوى منها .
حاول العديد من الرجال أن يقبلوها بنفس الطريقة ولكنها لم تحس مع أحدهم
نفس ما أحست به مع (مارك) الذي كان يرتجف وهمس وهو يبحث عن شفتيها :
- كم أنت لطيفة للغاية.
انتابتها أحاسيس متضاربة وكادا ينزلقان إلى ما لاتحمد عقباه.
عندما فكرت في هذه المعلومة تجمدت كل أحاسيسها وحل محلها شعور بالخزي .
لأنها سمحت له أن يتمادى إلى هذا الحد.
صاحت وهي تضربه بعنف :
- دعني أذهب .
تركها في الحال وهو يقول :
- لا تخافي فليس لدي نية أن أفرض نفسي عليك بالقوة.
أذهلها ثبات نبرة صوته.
كيف له أن يتحكم في نفسه إلى هذه الدرجة .
بينما كان من لحظات يريد أن يغتصبها ؟
آه لو كان باستطاعتها أن تتحكم في عواطفها بسهولة مثله ؟كان لا تزال ترتعد من لماساته .
وجلدها أصابه التنميل من إحساسها بفمه وكفيه .
عدلت من ثوبها بغضب وأحست ببرودة ظهرها الدافئ وصاحت :
- كيف تجرؤ على أن تلمسني ؟ هل تظن أنه لا يمكن مقاومتك .
وأن أنسى من تكون؟
أحست بالوهن من القوة التي مارسها ضدها وأرادت أن تذله :
- أنت لا شيء ..أنت بلا قيمة . لو كانت قد طمعت في رد فعل على إهانتها له
لكانت مخطئة حيث بدت عيناه ذواتا اللون الرمادي الفضي غامضتين غموض
ضباب الجبال . علق بجفاء :
- بدا أنك أعطيت الأمر تفكيرا جدياً .
- لم أستطع أن أهرب منك .
- لم تحاولي بجدية إلى لحظة مضت .
هيا انسي الأمر يا عزيزتي (شارلي).
- لماذا ..أنت ..
هجمت عليه ولكنه أمسك يديها بقبضة من حديد ووضعهما بسهولة
إلى جانبها .
صرخ :
- ألا تهتمين بالحقيقة ؟ من اللحظة الأولى وأنت تحاولين اصطيادي ..
ماذا إذن تتوقعين مني أن أفعل ؟
أن أخضع لك في الوقت الذي يجب عليك أن تخضعي لي ؟
كان على حق دون شك ولكنها تفضل أن تموت قبل أن تعترف بذلك .
- ألا تعرف متى يمكن خداعك يا (راينر) ؟ أين روح الدعابة عندك ؟
- أنت خداعه بالفعل يا آنسة (بوفيل) أما بالنسبة لروح الدعابة فهي تهرب
مني عندما تتعرض وظيفتي للخطر ، أم أنك تتمتعين بأن تمتلكي
رجلاً يتسول من أجل معيشته ؟
قاطعته :
- إن هذا ضرب تحت الحزام ؟
- هذا تشبيه مضبوط إنه الجزء الوحيد مني الذي يهمك .
ضحك عندما لاحظ عدم ارتياحها .
- آسف بالنسبة لمضايقتي الثقيلة الفجه .
ولكن الأمر يتطلب منك مجهوداً مضنيناً لترديها إليّ .
- إنك مغرور وواثق للغاية لا يستطيع أي شخص أن يخدعك.
قالت ذلك وهي في قمة الثورة وأضافت :
- إنك تظن أنك تعرف كل شيء عني .
جاء صوته كالسوط :
- نعم ، وبصراحة ليس لديك الكثير مما أحبه .
أدار المحرك بحركة مفاجئة وضغطت قدمه بقوة على بدال السرعة حتى قفزت السيارة للأمام
وأحدثت الإطارات أزيزاً عالياً واتجه ناحية الكاب .

زونار 03-06-09 04:07 PM

الفصل السادس :


تقلبت (شارلوت) في نومها لشعورها بعدم الراحة ، وقد أزعجتها أحلامها .
وطوحت ذراعها فاصطدمت أساورها بالمائدة بجوار السرير ،
استيقظت قافزة ثم ظلت برهة ملقاة بلا حراك .
بعد أن أصبحت مستيقظة تماما تمطت وتثاءبت .
كان جسدها لينا كجسد القط . أدارت يدها على الوسادة وحملقت في النافذة .
كانت الستائر الحريرية الخفيفة قد خفضت من الشوء الساطع للشمس.
هذا يوم جميل آخر . ولكنها لم تكن تتطلع إليه بشوق بصفة خاصة .
بعد الليلة الماضية كانت فكرة رؤية (راينر) تجعلها غير مسترخية بدرجة ظاهر.
لم يظهر عندما نزلت السلالم الحلزونية بعد نصف ساعة لا عندما خرجت إلى الشرفة.
كانت الحديقة مشمسة وهادئة . والهواء منعشاً معطراً . بينما أخذ
بستانيان في تهذيب أحواض الزهور.
وقفت برهة وهي تتمتع بالمنظر الهادئ ثم ذهبت إلى حوض السباحة
عندما اقتربت رأت (راينر) يسبح فيه بضربات هادئة توقفت وأخذت تراقبة عندما
انقلب على ظهره عائماً ، بينما أغلق عينيه في وهج الشمس .
جلست تستريح تحت إحدى الشمسيات ولكنه رأها فانقلب على بطنه وسبح
إلى جانب الحوض في ضربات سريعة ، ثم رفع نفسة خارج الماء .
أخذت قطرات الماء تلمع على جلده مما يزيد من بريقة الطبيعي .
بينما ارتدى مايوها صغيرا أسود غطى عورته فقط .
جاء ثم وقف أمامها وقال :
- صباح الخير يا آنسة (بوفيل ) أجابته وقد غطت عينيها بنظارة ذهبية داكنة :
- صباح الخير .
لم يبد عليه أي تأثير ففهمت أن الإحباط الجنسي الذي لاقاه
لم يكن له سوى تأثير خفيف عليه .
إما هذا وإما أنه أشبع رغبته في مكان ما .
وأن صدى واحدا لم يؤثر عليه . لعنة الله على هذا الرجل !
إنه يتصرف كما لو لم يحدث شيء بينهما الليلة لماضية ، سألته ببرود وهي تلعب نفس لعبته :
- لماذا لم تكن في الشرفة عندما نزلت إليها ؟
- إنك في مأمن تام داخل جدران المنزل حيث إنها جيدة الحراسة .
حملقت في السماء وقالت :
- قد تهبط طائرة هليوكوبتر وتختطفني .
- مستحيل فالضجيج سينبهنا ونستطيع أن نضعك في أمان في الوقت الملائم .
سألته بنعومة ودلال :
- سيسليني أن أضع مهارتك موضع الأختبار.
- في المناسبات المزعجة .
- مثل ؟
قال بعدم اكتراث :
- ليست كثيرة ، كنت أقود السيارة عبر طريق ريفي وكان ثلاثة من رجال البوليس
المزيفين قد وضعوا سدودا على الطريق الأمامي لحسن الحظ تعرفت
على أحدهم الذي سبق أن قابلته كمهرب مخدرات .
- ماذا فعلت ؟
- أومأت كما لو أنني سأقف ثم زدت السرعة فجأة كالشيطان واخترقت الحصار .
- هل كان ذلك عندما كنت مع السير (إلريك )؟
مالت (شارلوت) مفتربه منه كي ترى التعبير على وجهه .
ضاقت عينا (راينر) الرماديتان وقال :
- هيا يا آنسة (بوفيل) لا تتوقعي مني أن أجيب عليك .
فالسرية هي جزء من عملي .
- إنني سعيدة لأنك مخلص لهذه الدرجة ، ثم فتحت الراديو واستلقت على
ظهرها كان وقت نشرة الأخبار . لم يكن هناك أي خبر سار وكان معظمها يدور حول
الثورة في (تليجواي) أطفأت الراديو بعصبية ، سألها ( راينر) :
- ألست مهتمه بما يجري في (تليجواي)؟
اندهشت لأنه يسألها فاعتدلت في جلستها وقالت:
- ولماذ أهتم ؟
- إن والدك يمتلك مصالح تعدينيه كبيرة هناك .
- إذا فقدناها كلها فلا يزال لدينا ثروة مثل ثروة قارون ثم مطت شفتيها وسألت :
- هل تظن أن المتمردين سينتصرون ؟
- الأمر متروك للحظ وهو حتى الأن منتصرون ..هل ذهبت هناك؟
- مرتين ولكن لفترة وجيزة لذلك لا أعرفها جيداً ..
ولكن الثروة يمتكلها 1% من السكان فقط ، وأعتقد أنني سأعطي صوتي للمتمردين .
قال بجفاء :
- غي أنهم لن يطلبوا أصوات أحد ، فإن كلمة صناديق الأنتخاب هي كلمة قذرة
عند الدكتاتوريات .
ارتاحت على جانبها مستندة على ذراع .
- هل تهتم بالسياسة يا (راينر) ؟
- بقدر أهتمام أي رجل في الشارع .
- لكنك لست أي رجل أليس كذلك ؟
أنت أكثر بريقاً وذكاء عن الرجل المتوسط .
ويمكنك أن تكون رجل مخابرات لأن لديك كل مؤهلات الجاسوس .
تجهم وجهه وقال :
وماهي هذه الؤهلات ؟
- السيطرة والتوقع وسرعة الملاحظة والجرأة ..هل تريد مني أن أستمر ؟
- إذا كان هذا يسليك ؟
كانت (شارلوت) تمتع نفسها بالفعل .
- أوه ، إنها تسليني جداً ، أخبرني هل لديك جهاز إرسال لاسكلي في إذنك
أو كاميرا دقيقة مركبة في الساعة ؟
- هذا ذكاء منك أن تخمني هذا ، ثم رفع معصمه ليريها ساعته ( الرولكس)
وقال وهو يطرق بإصبعه بلطف على زجاجها :
- إذا رأيتني أفعل هكذا فهذا يعني أنني أرسل إشارة لتفجير قنبلة غاز أعصاب !
ولدي ألاعيب أخرى أيضاً ، ولكني لن أفصح عنها .
- كان من الواجب عليك أن تستخدم غاز الأعصاب الليلة الماضية .
أفلتت منها الجملة رغماً عنها ولعنت لسانها الذي أفلت منها .
قال (راينر) ببرود :
- أفضل أن تكون المرأة ملتهبة العاطفة وليست بلا شعور .
- على المرأة أن تكون بلا شعور حتى تستسلم لك .
- كل بمزاجه .
- هذا أصدق ما قلته يا ( راينر) وعليك أن تتذكر هذا جيداً .
جز على فكيه ، وسرها أن هجومها جاء في محله وإن كانت في قرارة نفسها
أحست بمدى حذلفة ملاحظتها ، في هذا العصر وهذه الأيام من المهم أن تصدم نفسك
أكثر من أن تعتمد على وضعك الأجتماعي .
وبحق السماء لقد كان جداها لوالدتها فلاحين ولوالدها بقالين ،
حذرها (راينر) قائلاً :
- لديك زائر .
ثم نظر وراء كتفيها بينما استدارت برأسها لترى (ليلا) تقترب فقالت:
- لست أنا المقصودة وإنما أنت الذي من أجله جاءت لتراه .
- إذن فهي تضيع وقتها .
- هذا ما أوضحته أمس ، أما اليوم فمختلف . والعديد من الرجال لا يستطيعون أن يقاوموا
الهجوم المباشر لـ (ليلا).
- وحتى لو كان هجوماً شاملاً فلن تستطيع إغوائي .
ورغم أنها سرت لرده إلا أن (شِارلوت) كانت متشككه في حقيقته.
- ستستمر في الهجوم عليك .
- أفترض أنه لا بد أن لها ميزة ما دامت صديقة لك.
أجابت (شارلوت) :
-إنها ليست صديقتي ، لدينا العديد من الأصدقاء المشتركين
وكثيراً ما نلتقي لقاء عابر .
أخذت تراقب (ليلا) وهي تقترب ، كان جمالها الصارخ الذي برز أمس بطريقة
دعائية عن طريق ثوبها القصير أصبح أكثر ظهوراً في ضوء النهار.
كانت ترتدي قطعتين من القماش الأبيض تغطيان -فقط- صدرها واستدارة عظمة الحوض.
وعندما توقفت عند (راينر) احتكت به بإهمال ضغطت صدرها في ذراعه
ولكنه لم يوضح لا بالكلمة ولا بالحرمة أنه أحس بذلك.
ابتسمت وهي تحملق في الرجل والمرأة وقالت :
- هاي !أتعشم ألا أكون قد قطعت شيئاً .
- نعم ، كما هي عادتك .
عبست (شارلوت) ما جعل عينيها تتحولان إلى الأخضر الغامق كذبت عندما
قالت :
- كان (راينر) يستعرض أراءه عن الجنس وعن الفتاة غير المتزوجة .
ارتفع حاجبا (ليلا) عاليين :
- حقاً ! وما تلك الأراء ؟
قالت (شارلوت) متعمدة .
- كلها أراء عتيقه حقاً !
ولكن التهكم غاب عن (ليلا) .
- ربما أستطيع تغييرها .
سلطت عليه كل سحر عينيها .
- أستطيع أن أكون ملحة للغاية ومغرية .
تكلم (راينر) لأول مرة :
- أنا متأكد من أنك تستطيعين ذلك يا آنسة (بيرجدورف) صححت قوله بشبه
ابتسامة : ..ليلا من فضلك ولكني لا أعرف أسمك الأول .
و (راينر) أسم رسمي جداً .
قال متعمداً :
- ليس بالنسبة للآنسة (بوفيل) .
- ولكني لست الآنسة (بوفيل) إذن ماهو ؟
قالت هذا ثم لمست صدره القوي بأصابعها المطلية باللون البنفسجي .
- مارك الكسندر .
هم ! جميل .
قالت (شارلوت) :
- لنأمل ألا يفعل مثل الإكسندر لقد أنتهى نهاية مفجعه .
وفي مثل عمر (مارك) .
- ولكنه ترك علامة ..هل ستفعل ؟
قالت ذلك (ليلا) بنعومة بينما عيناها تكلمه عن أفكارها الأخرى .
- سأحاول أن أقدم خدمات ممتازة يا آنسة (بيرجدورف) ..
حملقت في حوض السباحة وقالت :
- أراهن أنك ستفعل . هل أنت سباح ماهر؟
- ليس لي أن أقول هذا يا آنسة .
- تدخلت (شارلوت) في الحديث :
- (راينر) يتفوق في كل الرياضات.
ابتسمت (ليلا):
- يا لحسن الحظ .
- كفي عن التلميحات يا (ليلا) .
تساءلت الفتاة :
- هل أنا أسبب حرجاً لك يا (راينر) ؟
- لا يا آنسة . لقد تعودت على التعامل مع كل الأنواع الغريبة من المواقف .
ساد الصمت فترة وجيزة قبل أن تضحك (ليلا) .
- دعنا نأخذ حمام سباحة يا (مارك) سأسابقك.
- علي أن أنظف السيارة يا آنسة ( بيرجدورف) .
- أنا متأكد أن النظافة يمكن أن تنتظر وأعتقد أننا اتفقنا على أن تناديني
(ليلا) صحح قولها بأدب :
- أنت اتفقت ومسألة أن أوافق أم لا .
يرجع للأنسة (بوفيل) سخرت منه (ليلا) قائلة :
- لا شك أنك لن تمانعي يا (شيرلي) .
شعرت (شارلوت ) بالضيق لأن (راينر) وضعها في موقف محرج فهزت كتفيها :
- أنا لا أملك سائقي .. أنا فقط أوظفه .
استلقت على ظهرها وأغمضت عينيها في إنتظار (مارك) كم من السهل
التفكير فيه بهذه الطريقة : تكرار الهروب بدعوى أن عليه أن ينظف السيارة.
بدلاً من ذلك سمعت صوت الماء ففتحت عينيها ورفعت رأسها فرأت الجسدين
يسبحان في الماء إلا أن عينيها تركزت على جسد واحد .
الجسد القوي للرجل ، لا غرابة إذن أن تطاردة (ليلا) .
بالنسبة للمال لدى (ليلا) الكثير منه .
لديه كل شيء يمكن للفتاة أن تشتهيه : النظرات والذكاء وعدم الأهتمام الذي يزيد من الأنجذاب الحسي .
الكل يدرك بسهولة التحكم البارد الذي يتحكمه في نفسه وتشك أن هناك
امرأة واحدة لا ترغب في إذابة هذا الثلج وأن تكتشف الرجل البدائي العاطفي
تحت هذا الثلج كما فعلت هي أمس . نادت (ليلا) :
- حقاً إنك تخسرين الكثير فالحرارة ممتازة .
قالت في نفسها (إن الحرارة أكثر من حرارتي ، فهي ترتفع كل مرة
كلما اقترب مني (راينر) ردت عليها :
- لا أشعر بالنشاط الكافي للسباحة ، وأعتقد أنني سأتناول القهوة .
هل تودين قدحاً ؟
- نعم يا عزيزتي ، وبعض الفاكهة أيضاً لم أتناول فطوري وأنا جوعانة قالت (شارلوت) :
- هل تريد شيئاً يا (راينر) ؟
- عصير الأناناس من فضلك .
التقطت (شارلوت ) التيلفون الداخلي وأصدرت أوامرها بإحضار المطلوب .
وهي مستمرة في مراقبة (راينر) بركن عينيها وهو يخرج من الحمام .
وقف على الحافة وجلده البني يلمع وشعره يكاد يصبح أسود وهو مبتل
ثم مد يده لمساعدة (ليلا) على الصعود .
وهي في الحقيقة ليست في حاجه إليها .
كان الجسدان قد اصطبغا باللون البرونزي الرائع .
وكأنهما صبغا في برميل واحد . وتساءلت (شارلوت)
هل هو محصن ضد سحر (ليلا) كما يدعي ، أم لا ؟
جلست الفتاة على مسند بجواره ثم مدت يدها إلى حقيبتها واستخرجت
زجاجه زيت الشمس وقالت له :
- كن ملاكاً وادهن بعض الزيت على جسدي .
قالت ذلك وهي تمد زجاجة الزيت إلى ( مارك ) وأضافت !
منتديات ليلاس


إنني أعاني شداً عضلياً ، تدخلت (شارلوت) في الحديث بلطف :
- وهل استطعت أن تعومي ؟
- غريب أليس كذلك ؟
لم تقع (ليلا) في الفخ واستدارت (شارلوت) متظاهرة بالبحث عن قطعة قماش
وفي الحقيقة كانت تكره رؤية يدي (مارك) على جسد (ليلا) .
سأل (مارك) (ليلا) :
- هل تعلمين يا آنسة (بيرج) ؟
كان يحاول الدردشة ، بينما أخذت هي تمص شريحة ليمون.
- أتعني مثل (شارلي) ؟
رأت (ليلا) (مارك) وهو يرفع حاجبيه .
- ألا تعلم أنها رئيسة مؤسسة (بوفيل) ؟
- ليس لدي أية فكرة .
واجهت (ليلا) (شارلوت) :
- لماذا السرية يا عزيزتي ؟
- ليس هذا بالأمر السري ولكن لم تسنح فرصة الحديث عنه .
- يالك من متوضعة للغاية .
مسحت (ليلا) بأصابعها في الملاءة ثم أعطت انتباهها لـ(مارك) .
- إن الأنسة (بوفيل) تسافر إلى أبعد الأماكن وأفقرها للتفتيش عن طريقة
أستخدام أموالها ، وهي تشبة إلى حدما أميرتك ( آن) أعترضت (شارلوت) :
- لا تبالغي .
- أنا لا أبالغ فأنت تعلمين عملاً جاداً .
- كلام فارغ .. إنني أحصل على معاملة خاصة أينما ذهبت ..
وبالتالي لا أشعر بالتعب .
- معاملةخاصة في الصحراء والغابات ؟
لماذا يا عزيزتي ؟ إنني أشك حتى في أنهم يساعدونك .
إنك تقومين بعمل كبير ويجب أن تحصلي على شهادة بذلك .
- لا أريد أية شهادة أو دعاية . وعلى أية حال كيف تأتي لك أن تسمعي بذلك ؟
- من أحد رجال الأمن الذي صاحبك في رحلة العام الماضي .
لقد باح بذلك في لحظة راحة .
كانت تعرف شغف (ليلا) بالرجال الأشداء وليس هناك صعوبة في معرفة ما الذي كان يرتاح منه .
أضافت (ليلا) :
- أسفة لأنني تحدثت في الأمر وكنت أظن أن (مارك) كان يعرف بالفعل لأنه يعمل عندك.
سأل (مارك راينر) عندما اختفت (ليلا) كي تضع البودرة على أنفها
بعد لحظات .
- هل هناك أي سبب دعاك لعدم ذكر الأمر يا آنسة (بوفيل) ؟
لماذا تنكرين أنك تعيشين حياة شاقة ؟
أجابت بصدق :
- لأن الحديث عن أغمالي يقلل من قيمتها .
- فهمت .
أوضحت نبرة صوته أنه فهم بالفعل وأنه فهم أيضاً من أشياء
أخرى لم تفعلها .
كان من المستحيل معرفة وظيفته وهو بلباس السباحة وعندما ارتدى ملابسه
أصبح سائقاً بكل المعاني ويمكن أن يكون طبيباً أو جندياً حسب
مايرتديه أو حسب الدور الذي يطلب منه أن يؤديه .
فقط عند خلع ملابس العمل يستطيع المرء أن يرى (مارك راينر) .
الحقيقي : كان رجلاً طويلاً له وجه نحيف متماسك لا يعبر عنه أيه أفكار.
كان وحيداً يهب حياته من أجل المال . كي ينقذ حياة الأخرين .
شاهدته دون توقع يرقد كالميت عند أقدامها على الأرض .
صدمها القلق عليه كم ستكون خسارة جسيمة لو كان قد مات.
رمشت بعينيها بسرعة ثم تخيلته منحنياً عليها . وقد بذل حياته في محاولة إنقاذها .
- هل تشعرين بالمرض ؟ إنك تبدين شاحبة .

إنني بخير ، إنني ..
تخيلت أنها تهمس في أذنه .
صاحت (ليلا) وهي تجري للخلف وق ارتدت سترة فضفاضة
من القطن أظهرت ساقيها ، ووجهت أنظارها نحو (مارك) .
- هل يريد أحد أن يلعب التنس ؟
التقت عيناه بعيني (شارلوت) عبر رأس (ليلا) وقال :
- هل ستلعبين يا آنسة (بوفيل) .
- وأحرمك من مبادراتك ؟ لا (راينر) . إنني سعيدة ببالبقاء مكاني .
قطعت ضربات كرة التنس حبل السكون وأخذت ضحكات (ليلا)
ترن من وقت لأخر .
تناولت (شارلوت) الراديو وفتحته ورفضت أن تعترف أنها تحاول
التغطية على الأصوات ولا أن تعترف أنها تزعجها .





نهاية الفصل السادس ..

زونار 03-06-09 04:09 PM

الفصل السابع :
اصبحت ليلا زائرة مستديمة ومنتظمة في الايام التالية . ولم تتاظهر بأنها تحضر لرؤية شارلوت واستمر مارك يبدو غير مهتم سواء عن حذر او عن مناعه حقيقية .
لم تستتطع شارلوت ان تقرر . ولأمر ماكانت مقتنعه بمناعته لأنه لو كان قد استسلم لجاهرت ليلا دون شك بذلك .
عاد والد شارلوت في نهاية الاسبوع وضايقها انها قضت ساعات عديده بمفردها معه في حجرة مكتبه .
- سمعت انك كففت عن مقابلة باري . هل هناك سبب محدد ؟
قال هذا عندما لحق بها في الشرفة بعد ذلك يوم السبت بعد الظهر .
قطبت جبينها وظنت ان مارك قد اخبره بذلك .
- انه يسبب لي الملل ويشرب كثيرا . تنهد شارل بوفيل .
- اعتقد انك تعرفينه جيدا . ولكنه يدهشني كشاب صغير ولطيف .
سألته دون قصد :
- وهل اعجبك مارك لهذه الاسباب ايضا ؟ يبدو انك اخذت عنه فكرة براقه .
- هل يعني هذا انك لم تأخذي عنه نفس الفكرة ؟
- لا بأس به . ولكن لنكن صرحاء لا استطيع ان استقر على رأي حوله .
- يبدو ان ليلا لم تجد مشقة في هذا .
- هل ناقش راينر الامر معك بشأنها ؟
- ليس بالضبط . لقد طلبته في جهاز الانتركوم بينما كنا نتحدث واصرت على الحديث معه وقالت له انها عند حمام السباحه .
ثم ابتسم ابتسامه ذات مغزى .
- انها شغوفة دائما بالشباب ذوي المظهر الجميل .
وجدت شارلوت نفسها تدافع عنه :
- ان لدى مارك ماهو اكثر من المظهر فهو واضح وممتاز لدرجة اكثر من وظيفته وكنت اتساءل اذا ...
اتم والدها جملتها :
- لدي وظيفة اخرى من اجله . من المحتمل انه سعيد بهذه الوظيفة اكثر مما يمكن ان نقول عنها .
- ان القرد الكسلان سعيد ايضا . ولكن هناك الكثير في الحياة افضل من حياة الكسل . ولهذا السبب يضايقني راينر وانه سعيد بأن يهدر قدراته . ارتفع حاجباه الرماديان .
- حاسبي على خطواتك يا عزيزتي فمارك ليس بالرجل الذي تنتصرين عليه او تتملكينه .
رددت :
- مارك ليس من عادتك ان تنادي العاملين بأسماءهم الاولى .
جاء الرد سريعا :
- انه يفضل ان اناديه مارك .
- لأنه يعمل مباشرة تحت امرك ويعتبر طلبه منك ما يحبه يتنافى مع اللياقه الادبية .
- لن يفقه هذا . فهو لا يخجل كزهرة البنفسج اذا تعلق الامر بابداء ارائه . وعلى أي حال انا لم اوظفة وانما انت لقد فاض بي الكيل من عدم السماح لي باختيار الحياة التي افضلها.
- دعينا الا نعود الى هذا الامر ثانية انني اريد الافضل من اجلك ومن اجل سلامتك التي هي شغلي الشاغل .
اخذت تقاطيعه تزداد نعومه . لم يكن ابدا قادرا على كبح جماح غضبه معها لمدة طويلة :
- عليك ان تجدي لنفسك زوجا يا عزيزتي وعندها يمكنك مجادلته في طريقة حماية نفسك .
ادارت رأسها وعلقت على قوله :
- هل تعترض اذا تزوجت شخصا لا يريد ان يدخل في صناعات بوفيل ؟
- اطلاقا . رغم ان ذلك يعني انني عندما اموت او اتقاعد ستدار الشركة بمعرفة مجلس ادارة بدون رئيس مالم يظهر احد احفادي شغفه بالتجارة .
ضحكت شارلوت وامسكت يده :
- كم ارغب ان يكون لي رأس تجاري واشعر دوما انني خذلتك .
- ما هذا الهراء , انت ابنتي وانا احبك رغم انك لا تستطيعين ان تجمعي 2+2 !
مسح على شعرها ثم نهض وقال :
- سأذهب الى المكتب لدراسة بعض المستندات .
عندما وجدت نفسها وحيده في الشرفة استندت على الوسائد الوردية واغلقت عينيها واخذت تفاضل ما بين الذهاب الى حمام السباحه او تتمشى على النجيل. لم يغرها ايهما تختار فإن الجو حار لا يسمح بالتمشية ولم يكن لديها مزاج للدردشة مع ليلا .
سال خط من العرق على خدها ورفعت يدها لتمسحه امسكت يدها قبضة قوية وعندما فتت عينيها رأت عينين زرقاوين ضاحتين تنظران اليها .
- جوني كم افزعتني !
-اسف ! لقد اردت ان افاجئك .
- لقد فعلت بالتأكيد .. متى وصلت ؟
- لقد ابحرنا في الـ6 صباحا.
كانت هواية جوني هي سباق القوارب الشراعيه وكان قليلا ما يبتعد عن قاربه .
كانت شارلوت تعرفه لسنوات طويلة وكانت احيانا تراودها فكرة الزواج منه . ولكن بعيدا عن انها لا تحبه لم تكن لديها الرغبة في ان تكون الزوجه الثانية بعد البحر او لعبة الوبلوا اللذين كان يعيدهما .
كانت تحس الاسبوع طويلا لسادس شهر بالنسبة لها معه واليوم في هالنجوت بمثابة الابد وهي صفة سيئة للزواج الناجح كما انها بهذا الزواج تكون قد استبدلت قفصا بقفص اخر لأن جوني مان سيحميها ويحيطها تماما كما يفعل والدها .
جلس بجوارها رجل جذاب بشعره البني الخفيف كان نموذجا للانجليزي المثالي من الطبقة العليا في مسلكه وملبسه عندما قضت شارلوت وقتا معه في بيته كان يبدو رثا في قميصه القطني الفضفاض والسويتر المغزول يدويا وله ثقوب عند الكوعين .
اما اليوم فهو انيق بدرجه معقولة بقميصه الابيض المفتوح عن الرقبة والشورت الذي اظهر نحافته . وهو ايضا لم يكن من الممكن ان يفكر المرء فيه كوارث لواحد من اقدم الالقاب واغناها في انجلترا . سألته :
- الى متى ستظل هنا ؟
- اسبوعا .. ثم سأذهب للسباق في كاو وكنت امل ان تنضمي اليّ .
- انني اكره السفر بالقوارب الشراعيه .
- تعالي فقط وكوني زينة للقارب .
- هذا ما قلته في العام الماضي , وقد انتهى بي المطاف الى تنظيف سطح القارب .
- ولكنك تمتعت بذلك .
اعترفت قائلة :
- لقد كان مجرد تغيير حيث لم يسبق لي ان استخدمت فرشاة التنظيف .
- تزوجيني وستمسكين واحده طوال الوقت ... .
ضحكت ثم ضحكت وشبكت ذراعها في ذراعه.
- دعنا نذهب الحمام للسباحه لأنني اشتاق للسباحه
سارا فوق النجيل ثم نزلا السلم ....
سألها جوني :
- من هذا الغلام الذي يلعب التنس مع ليلا ؟
- سائقي الجديد الذي يعمل حارسا لي .
- لابد انك تشتاقين لـروبرتس .
- نعم . ولكن هذا الرجل يؤدي عمله باتقان علق جوني .
- خاصة مع ليلا .. انه بالضبط النمط الذي تجري وراءه .
- انه جنتلمان تماما مثلك .
قال جوني باستغراب :
- لا تقولي انك انجذبت اليه ايضا .
- لأنني احكم عليه بمقدار ما هو عليه وليس على اساس الجهة التي اتى منها .
هيه ! لست مختلفا ولكني لا ارى ان لديه شيئا اكثر مما لدي .
كبحت شارلوت غضبها بجهد جهيد .
- انه شديد الذكاء وسترى ذلك بنفسك عندما تقابله .
- لا استطيع الانتظار .
ظهر مارك وليلا وكانت مقنطعه الانفاس , ولكنها مسروره دون شك من نفسها وفكرت شارلوت هل هذا بسبب انها لعبت لعبا جيدا . ام انها احرزت تقدما في لعبتها الاخرى ؟
اعلنت ليلا :
- لقد هزمتني شر هزيمة . ولكنه علمني كيف احسن من ضربتي الخلفية .
ظلت عيناها السوداوان مركزتين عليه .
- انك ممتاز لدرجة انك تصلح ان تكون مدربا .
شكرها وابتسم ثم حملق في الرجل الذي امامه كانت شارلوت تعلم انه ينتظر تقديمه وتعمدت الا تفعل وغضبت عندما قامت ليلا بذلك .
- مارك هذه هو اللورد كراكستون اذا كنت تعلم شيئا عن رياضة القوارب الشراعية فلا بد انك سمعت عنه .
- نعم اعرف بافعل . تشرفت بمقابلة سيادتكم يا سيدي اللورد .
اومأ جوني .
- لابد ان نلعب مباراة بعد وقت قريب اعتقد انني سأكون اكثر ندية لك من ليلا .
فكرت شارلوت وهي متضايقه يا للألفه ! كل واحد واحد ينادي الاخر بأسمه الاول عداي ولكن لم تكن لديها نية الالتحاق بالنادي اعلنت :
- سأقوم بالسباحه هل تأتي يا جوني ؟ تجاهلت عن عمد الاثنين الاخرين .
وقفزت الى الماء وجعلته يصطدم بلطف بجسدها . احست بطرطشة الماء خلفها واحست بغريزتها انه راينر الي سألها وهو يحاول اللحاق بها :
- هل فعلت شيئا يضايقك ؟
- ماذا يدعوك للسؤال ؟
- انك لا تستطيعين بالفعل اخفاء مشاعرك .
- على عكسك .
- هل كنت تفضلين لو اخبرت ليلا انني لا اطيقها ؟
- بالتاكيد لا .
- اذن لا تلوميني لكوني مؤدبا معها .
كان صوته هادئا مثل تعبيره .
- ولا احتاج الى تذكيري بمركزي هنا يا انسة . والسبب الوحيد الذي اردت من اجله تقديمي للورد كراكستون هو انني لم اره من قبل .
قالت له بجفاء :
- اذن ماذا ؟ ليس من شأنك ان تفحص كل شخص يأتي للقائي .
- اعتقد انه من واجبي .
- سأتذكر ان اعطيك قائمة بأسماء ضيوفي لمتابعتهم .
تركته يتخبط في الماء وعامت الى اقصى الحمام وفوجئت عندما استدارت فوجدته قد خرج من الحمام واخذ يتحدث مع ليلا وجوني .
يا للعنه ! لقد اصبحت عاده اعترفت بها . قامت بدوره ثم لحقت بهم . وجهت الحديث الى جوني .
- لقد ظننت انك ستأتي للسباحه معي .
- لقد نسيت انني وقعت معك عقدا ولكن اذا كانت لديك رغبة ملحة في الانفراد بي هيا بنا نتمشى .
وضع ذراعه في ذراعها وقادها الى السور الذي يحد من قمة الصخرة التي اسفلها كان البحر يصطدم بلطف بالصخور مكونا الزبد بينما اخذت طيور النورس تغمس وترتفع فوق الماء المتلألئ الازرق .منتديات ليلاس


كان ثمة قارب بخاري يمخر عباب البحر ناحية منحدر المياه . ثم برز فجأة عند وصول موجة عاتيه فجائية . علق جوني :
- يبدو ان نشرة الارصاد الجوية صحيحة اذ تقول : ان الجو قد ينقلب .
اقترحت عليه شارلوت :
- لماذا لا نذهب الى سان بول دي فنسان ؟ هناك فنان اود مقابلته هناك .
- الا تزالين تبحثين عن بيكاسو اخر ؟
- نعم ... ولكن الامر ليس سهلا , ليس هناك نقص في الفنانين وانما ندرة في المواهب .
انحنت للخلف على السور . كان راينر ينظر في اتجاههما بينما اخذت تفحصه .
- سيأخذني اللورد كراكستون الى سان بول فنسان وعليه يمكنك ان ترتاح بقية اليوم .
قال راينر معتذرا :
- اظن انكما تفضلان الذهاب بمفردكما ولكن اخشى .. ان علي ان اقود السيارة .
- انني في امان تام مع اللورد كراكستون .
- ان وظيفتي هي اصطحابك .
غمغم جوني .
- دعي راينر يقود السارة حيث انه من الصعب ركن السيارة في سان بول .
قالت بعناد وقد سرها ان ترى راينر يضغط شفتيه :
- اريد ان اكون معك بمفردنا .
- اما ان اقود السيارة واما ان تبقي هنا .
- واذا رفضت ؟
كانت مجادلة لإبراز القوة وكانت مصرة على الفوز .
- سأذهب الى والدك .
- لا تشغل بالك . سأذهب اليه بنفسي وسأنهي هذا الامر بصفة دائمة .
جرت ناحية الفيلا ولحق بها جوني عندما وصلت القاعه الرئيسية .
- لماذا تثيرين زوبعة يا شارلي ؟
لايهم اذا جاء راينر معنا .
- ان الامر مهم بالنسبة لي , لقد تعبت من مراقبته لي ليلا نهارا .
- انه ينفذ تعليمات والدك فقط .
ولكن شارلوت كانت ثائرة لدرجة لا تسمح لها بالاستماع الى صوت العقل وسارت الى المكتبة وواجهت والدها عبر المكتب قالت في ثورة :
- لقد تجاوز هذا الرجل الملعون كل الحدود اريد منك ان تطرده .
نظر اليها شارل عبر زجاج نظارته :
- اعتقد انك تقصدين مارك ؟
- من غيره ؟ انه وقح وعنيد ويتمسك برأيه .
- انه يذكرني بفتاة اعرفها وطالما تحملتك 32 عاما فلماذا لا تفعلي نفس الشيء مع مارك لأشهر قليلة ؟
- اشهر قليلة ؟ اتعني انه هنا لفترة مؤقته ؟
- نعم . سيظل هنا حتى تخمد القلاقل في تليجواي .
بدلا من ان تفرح بهذا الخبر احست شارلوت بالعكس رغما عنها من لحظة طلبت طرده . كانت مشوشة من تغيرات طباعها المستمرة .
خافت من تحليل السبب . استمر والدها في القول :
- انني اسف لأنك احسست بالكراهية نحوه . ولكن عندما يرحل اعدك بأن احضر لك سائقا تقليديا.
قالت بهدوء :
- شكرا .
وان ظلت تحس بالازعاج من احساساتها ثم رحلت

زونار 03-06-09 04:11 PM

الفصل الثامن
استغرق الطريق الى سان فاتسان حوالي الساعه لأنه كان يوم السبت , والمرور اكثر ازدحاما من الايام العادية .
ورغم ان الحاجز الزجاجي بين مارك والاخرين كان مغلقا. الا ان شارلوت كانت تحس بوجوده وتشعر بعدم الراحه .
كان يرتدي بنطلونا داكنا وقميصا ابيض وكان الكاب الذي يرتديه هو الوحيد الذي يذكرها بوضعه الاجتماعي وهي حيقيقة وجدت انها تهدئ من ثورتها .منتديات ليلاس


كانت قد اخبرته انه لا حاجه له الى ارتداء الزي الرسمي وكان هذا الرمز بدوره يغيظها لأنها كانت مقتنعه بأنه لبس الكاب ليضايقها وليريها انه سيد نفسه , وكأن أي شيء تقوله او تفعله يمكن ان يسلبه ثقته بنفسه .
بذلت جهدا كبيرا كي تركز على ما كان يقوله جوني , كان يتحدث لعدة دقائق ولكنها مع ذلك لم تسمع اية كلمه اعتذرت قائلة :
- آسفة ! لقد كنت افكر في مدى سروري لحضورنا هنا لقد اكتفيت ومللت الجلوس حول حمام السباحه .
- تعنين انك اكتفيت من الجلوس حول حوض السباحة ومشاهدة تمثيلية الاغراء التي كانت تقوم بها ليلا .
تهكمت شارلوت :
- كانت واضحة تماما .
- الهذا السبب لم تسأليها ان تنضم الينا ؟
- لم تكن حرة على اية حال . كان عليها ان تعتني بشعرها وكانت ستذهب الى معرض في مونت كارلو.
- اذا اردت الذهاب يمكنني تدبير تذكرتين .
- لا شكرا , انني انفر من هذه الاماكن حيث كل فرد يرتدي زيا قاتلا او استعراضيا انها شيء مقزز .
تكرمش فم جوني عند ركنيه وقال :
- ليس اكثر تقززا من هؤلاء.
واشار الى مجموعات كبيرة من المروجين الذين يغرون المارة بشرب سجائر خاصة او يقودون سيارات او يتمتعون بأنواع خاصة من المشروبات وقال :
- يالها من مؤامرة على مدى البصر !
وافقته شارلوت وتذكرت جيداعندما كانت تقود سيارتها طوال هذا الطريق كانت قريبة من الرجوع الى عصر سابق مختلف , كان اللون الصمت لأشجار الزيتون الاخضر الداكن لاشجار الصنوبر تختلط فوق التلال من مكان لآخر اسطح مغطاة بالقرميد الامر , ومساحات من اشجار البوجنفيليا المورقة ولكنها الآن ازدحمت بفيلات جديدة وردية وبلوكات شقق سكنية انتشرت كنبات عش الغراب على سفوح التلال المنحدرة .
احتشد آلاف السائحين في الشوارع الضيقة يحملقون في فترينات المعارض التي لانهاية لها والتي تبيع نسخا للوحات العظماء القدامى من الرسامين والتي تنتج في الادوار التي تحت الارض او في الورش فوق المعارض وتباع بأسعار مغالى فيها .
اوقف راينر السيارة الفيراري ثم فتح الحاجز الامامي وقال :
- لا استطيع ان اصعد اكثر من هنا يا آنسة بوفيل ارجو ان تنتظريني هنا حتى اركن السيارة .
اومأت شارلوت برأسها وخرجت من السيارة ووقفت بجوار جوني الى ان استطاع راينر ان يدس السيارة بمهارة مكان احدى السيارات التي رحلت في تلك اللحظة وقد تطلب منه استخدام كل خبرته وبراعته حتى ان مجموعه من الشباب صاحت بأعجاب تحييه .
شبك جوني ذراعه وهما يصعدان الطريق المنحدر بشده نحو المدينة بينما سار راينر بالقرب منها من الجانب الاخر .
كانت مدركة ترامي نظرات الفتيات اللاتي كن يحملقن فيها بحسد دون شك لأنها محاطه بشابين انيقين .آه لو علموا فقط ان احدهما صديق والآخر ... اللعتة .. انها لا تعرف ماذا تعبر راينر . سألها جوني :
- اين هو الفنان الذي تريدين رؤيته ؟
اخذت تبحث في حقيبة يدها عن بطاقته :
- 9 شارع بريتون .
قال راينر :
- اعرف مكانه .
وعندما لاحظ دهشتها اضاف :
- لقد عشت هناك لفترة .
- للعمل ام للتسلية ؟
- للعمل المسلي .
تساءلت عما اذا كان ذلك مع امرأة وانبت نفسها لاهتمامها بهذا الامر قالت بصوت عال:
- من الافضل ان تتولى ارشادنا .
أومأ برأسه ولكنه لم يترك جانبها رغم انه اسرع الخطو وهم يصعدون المنحدر ثم انحرفوا الى حارة ثم بدءوا النزول بنفس الانحدار العكسي .
كانت شارلوت سعيده لأنها كانت تلبس حذاء بدون كعب وان وجدت من الصعوبة ان تحافظ على توازنها فوق المطبات .
- كم يبعد عن هنا راينر ؟
- لقد وصلنا .
واشار الى باب قديم من خشب البلوط عندما عبروه وجدوا انفسهم في اتيليه نموذجي للفنانين ,حجرة متوسطه المساحة حواطها وارضيتها من الحجر ويدخل الضوء من نافذة واسعه تطل على جانب التل الرمادي المائل للون الفضة , اقترب لمقابلتهم رجل ضخم الجثة اسود الشعر يمسك بيده ازميل حفر.
- يا سيد لوبران لقد حضرت لمقابلتك ومشاهدة اعمالك , لقد كلمني عنك صديق ..
قالت هذا بفرنسية سليمة وطلاقة .
- اتعشم ان تكوني عميلة مرضية .
ابتسمت وقالت :
- ولماذا اذن حضرت ؟
اسعده ردها وبدأ يستعرض اللوحات المعلقة على الحائط , كان معظمها عن الاقليم , مرسومة بألوان ساطعه تعبر عن روح المكان .
اعتبرتها شارلوت كلها جيده الى اقصى حد بينما عبر جوني عن العكس تماما وعلى عكسهما اخذ راينر يتفحص كل لوحة بشغف وقد برقت عيناه بضوء لم تره من قبل .
اعلنت :
- سأخذ الكمية كلها وعليك ان تحضرها الى الفيلا وسأدفع لك ثمنها .
حملق السيد لوبران فيها وقال :
- لا استطيع ان استغني عن كل مخزوني , ولم تتركي لي ما اريه للعملاء .
- هذه هي الفكرة والرأي اريد ان اشتري كل ما تنتجه , وسيعد المحامون الخاصون بي عقدا انا متأكده انه سيرضيك تماما . انا شارلوت بوفيل , هل اتفقنا ؟
ما ان اعلمته بذلك حتى وجدت عينيه تتسعان الى اقصاها , غمغم قائلا :
- سأسلمهم غدا في الصباح, هذا امر لايمكن تصديقه .. لم احلم... شكرا جزيلا.
علق جوني عندما اخذا ريقهما نحو الشارع الرئيسي .
- انك حقا امرأة مندفعه . اتوقع ان تخبريني بعد ذلك انك ستفتحين معرضك الخاص .
- سأفعل وهذه في الحقيقة فكرة راينر وهي فكرة جيده جدا .
تدخل راينر في الحديث :
- اعتقد ان الفكرة كانت تدور في ذهنك من قبل وانا واثق انك ستنجحين لأن لك نظرة ثاقبة .
- لا اعتقد ان اللورد كراكستون يتفق معك على هذا الرأي .
اعترف جوني :
- انني شخص عادي وواقعي وعليك تجاهل رأيي .
ظلوا يضحكون على هذا الاعتراف حتى وصلوا ووقفوا في ضيق لأن سيارة فولفو سدت عليها الطريق قال جوني :
- دعينا نتناول شرابا في ملهى الحمامه الذهبي ونترك راينر لأخراج السيارة.
واجهت شارلوت مارك لا لم تفكر فيه بهذه الطريقة فسألته :
- هل مسموح لي ان اذهب الى الملهى بدونك ؟


اومأ برأسه موافقا وعندما سارت شارلوت مع جوني عبر الشارع ارتبكت عندما وجدت راينر يصاحبهما ولجوا الباب ووجدوا انفسهم بجوار حائط حجري عال ووجدوا انفسهم في فناء واسع به موائد حول شجرة قديمة .. سأل جوني :
- هل ترغبين ان تجلسي هنا ام في الشرفة ؟
اجاب راينر بالنيابة عنها :
- هنا انها اكثر ازدحاما .
قالت شارلوت :
- لهذا افضل الشرفة عن هنا .
- اذا جلست هناك يلزم ان اظل معك وعندئذ لن نستطيع اخراج السيارة .
عندما لاحظت فكيه استسلمت . علق جوني عندما انفردا ببعضهما :
- من المؤكد انه ياخذ عمله مأخذ الجد .
- انه يتقاضى اجره من اجل ادائه تنفست بعمق وكتمت شعورها بالذنب لاقلالهما من شان رجل يؤدي عمله بضمير , استمر جوني في حديثه عندما طلب المشروبات .
- انه نموذج غير عادي لهذا النوع من العمل , ماذا تعرفين عنه ؟
- فقط حضر بتوصيات عاليه والا لما استخدمه والدي , لماذا تسأل ؟
- لأنه يذكرني بشخص ما , وان لم اتذكره الا من لحظة , انه الجنرال هنري راينر , انه بيتر ابنه ولكني اعرف ان له شقيقا اكبر منه .
ابتسمت شارلوت واسعدتها الملاحظة :
- ولكني لا ارى أي صلة براينر هذا ربما يكون الجانب الفقير من العائلة هل تحدث عن عائلته ؟
- نعم كان والده بالجيش وشقيقه صاحب املاك صغيرة . اوه ... لقد تذكرت ان والدته تقوم بالخياطه من نوع ما .
- هذا يحسم الامر فصديقي بيتر يدير الاسرة واخته متزوجه من دوق ويلزي وتعيش في قلعة في اسكتلندا .
- من الصعب ان يكونا من نوع اقارب راينر ماذا يفعل الاخ الاكبر ؟
تناولت شارلوت شرابها .
- انه يتولى عملا ما في وزارة الخارجية وهو عمل غير تقليدي على ما اعتقد . لقد اختفى عن الانظار عدة سنوات ولا يدري احد اين ذهب , لقد سمعت انه في كوبا وهو ما لا يرضى عنه والده .
اشار جوني الى كوبها الفارغ وقال :
- هل تودين شرابا اخر ؟
- لا شكرا ... دعنا نرى ما اذا كانت السيارة ماتزال محشورة .
سألها جوني وهما يغادران الملهى :
- اين قررت تناول العشاء الليلة ؟
- بالمنزل , فوالدي يستمتع دوما برؤيتي .
لم يكن لدى شارلوت الرغبة في الخروج هذه الليلة بسبب عدم راحتها التي احست بها منذ ان سمعت عن الجنرال راينر ,
كانت تعلم ان مارك لا يمكن ان يكون ابنه ولكن المعلومة ادت الى اشعال شكوكها حوله . وفضلت ان تبقى لترتاح في وسط مكان مألوف لها ..
اخذت تتساءل.. هل من الممكن ان يكون مارك قد زور مستنداته وخدع والها ؟ على الرغم من انهم وظفوا فريقا من الناس مهمتهم الوحيده الاستعلام عن الموظفين الجدد .
انهم دون شك غير معصومين من الخطأ , وقد يكون راينر افلت من الشبكة , وربما ايضا يكون قد ارسل كي يختطفها . احست بالعرق يسري في جسدها ..
وعندما رأت راينر قادما نحوهما اختفت كل شكوكها , لو كان يريد فعلا اختطافها لفعل , اذ اتيحت له فرص كثيرة , لقد كانا كثيرا متواجدين بمفردهما خارج الفيلا خصوصا في ذلك اليوم الذي عبر بها الحدود الى ايطاليا من اجل قيامها ببعض المشتريات والتي كان من الممكن ان تكون له فرصة ذهبية .
قال لها :
- لقد حضرت لأخذكما , فالسيارة اصبحت حرة التحرك .
سأله جوني بلطف عندما جلس بجوار شارلوت في المقعد الخلفي:
- ارجو ان تنزلني عند الفيلا الخاصة بي , اتخذ شارع الكورنيش الاسفل وساواجهك من هناك .
- اعرف مكان منزلك يا سعادة اللورد .
- لا تقل لي ... ما الامر ؟... انك كنت تراقب الموقع .
- اخشى انني فعلت ذلك , فان من واجبي ان اعرف مواقع كل الاماكن التي قد تزورها الانسة بوفيل .
دهش جوني من تلك المعلومة واغلق الحاجز الزجاجي بينهما واخذ يحملق في شارلوت .
- كل ما يجري حولي لا اعرف عنه شيئا .
- بسبب الثورة في تليجواي .
- آه ! اصبح الامر منطقيا , ولكن أليس من الاسلم لك ان تظلي في المنزل حتى يتم قمع الثورة وتستقر الامور ؟
- ولكن ماذا يحدث لو انتصر المتمردون ؟ هل اظل حبيسة في الفيلا ؟
قطب جبينه ووضح عليه الانزعاج واخذ يقلب الامور في نفسه , عندما اخذت السيارة تهدئ من سرعتها الى ان وثقت اما باب فيلا فاخرة من 3 طوابق وسط عدة هكترات من ارض الغابات تشرف على نيس , سألها :
- هل تدخلين لتلقي التحية على امي ؟
توسلت شارلوت اليه قائلة :
- ليس اليوم , واريد ان ابدل ملابسي ايضا , واستغرق وقتا اطول كي ابدو اكثر قبولا.
- انك دوما كامله بالنسبة لي . سأراك حوالي الـ8,30 .
- هل تود ان يحضر راينر لاصطحابك ؟
لقد تركت سيارتك في بيتنا .
- لا يا حبيبتي سأستقل سيارة اجرة,
اشارت الى راينر كي يتحرك بالسيارة وعندما اختفت الفيلا عن انظارها امرته ان يوقف , وانتقلت للمقعد الامامي بجواره وسألته عندما استأنف السير :
- اتظن انني كنت متسرعه عندما اشتريت كل انتاج لوبران ؟
- هل اعدت التفكير ؟
- ليس بالنسبة لنوعية اللوحات ولكن لكثرتها بحيث يمكن ان يكون عرضها مملا .
- لا افهم السبب . انت على علم بعالم الفن ويمكنك استخدام احسن الاشخاص لابداء النصيحة , وعلى اية حال فان اعمال لوبران تلقى رواجا كبيرا في السوق .
- تبدو واسع المعرفه انت ايضا .
جاءت لهجة مارك جافه عندما اجاب :
- ليس الفن قاصرا على الاغنياء , قد لا املك المال لشراء ما اشتريته , ولكن ليسهناك ثمن للتذوق .
كانت تستحق هذه الضربة القاضية وقد اقرتها :
- انا آسفة , لم اقصد ان اخفض من قدرك .
وجه اليها نظرة خاطفة تحولت فيها عيناه الى اللون البني الفضي ويشوبها التهكم .
- ان الامور في تحسن , فمن 3 اسابيع مضت لم تكوني لتعترفي بالخطأ !
لو كان قد اسبغ عليها اكبر آيات المدح لما شعرت بمثل ما شعرت به الآن من سعادة وفرح . هل كان ذلك لأنها ادركت ان عدم موافقته تعني الكثير بالنسبة لها ؟ القت عليه نظرة جانبية طويلة ورأت فمه يهتز قبل ان تنظر امامه .
- ماذا ستفعل هذا المساء ؟ سأتعشى بالمنزل . لذا فستكون حرا .
- من المحتمل ان اقابل صديقا .
- لم اتصور انك تعرف أي شخص في المنطقة .
- تعرفين القليل عني يا انسة بوفيل .
كانت هذه ضربة قاضية اخرى ورغم انها كانت تحترق من الخجل الا انها اخفت ذلك وراء عدم الاكتراث . ولكن عدم اظهار فضولها كان مفتعلا وتساءلت عما اذا كان يحاول التلميح الى ان له ماضيا ..
كانت واثقه من امر واحد وهو انه كان حريصا ويقظا باستمرار .
ظهرت ابواب الفيلا . ناقشت في اثناء العشاء مشروعها الجديد مع والدها وفرجت عندما وافق عليه بلا شروط .
- اذا اردت نصيحتي عليك بافتتاح معرض محلي ويمكنك توسيع افاقك عندما تحصلين على بعض الخبرة . بالاضافة الى انه اذا عرضت بضاعه محلية اصبح في مقدور السكان المحليين شراؤها
انفجرت شارلوت من الضحك وقالت ما رأيك يا جوني ؟
- اعتقد ان والدك على حق . لماذا لا تبحثين عما يصنع في كان ؟ وما رأيك في مهرجان الافلام والحشود التي تحضرها انها فرصة نادرة ؟
هزت رأسها وهي تفكر :
- انهم بالتأكيد العملاء المناسبين .. لن يهمه المال بل سيتحرقون شوقا لاظهار مدى شغفهم بالثقافة .
قضوا باقي الامسية في مناقشة المشروع وكانت الساعه قد قاربت الـ12 عندما ودعهم جوني وصحبته حتى السيارة .
- قال لها
- هل هناك أي فرصة للقائه باكرا ؟
- اخشى الا استطيع .
- سأتصل بك على اية حال .
- انا آسفه ياجوني .
- وانا ايضا , ولكني لن اكف عن المحاولة حتى تخبريني انك وقعت في حب شخص اخر .
قال لها والدها عندما لحق بهما :
- ليس هذا وداع قطيعه , لا تقولي لي انه لحق بباري.
- لا تقل لي انك فقدت حفيدا له لقب .
- بصراحه اوافق على أي شخص يسعدك .
- أي شخص ؟
اتسعت عيناها وقالت له :
- ربما اتزوج راينر .
خلع شارل نظارته بسرعه .:
- هل استغل وضعه كي ...
قالت بسرعه :
- لا لا .. انني اهذر .
ولكن هل فعلا كانت تهذر ؟ عندما تأملت الامر فيما بعد وهي مستلقية في سريرها لم تكت واثقة من نفسها كان مارك راينر وسيما وذكيا وممتعا .
والاهم من ذلك انه لم يخضع لها وهو ما لا ينطبق على أي من الرجال الذين عرفتهم ,
احست بالارهاق الشديد فدفنت رأسها في وسادتها , ان مثل هذه الافكار مجنونه انه لا يعني شيئا بالنسبة لها وبالنسبة له كانت مجرد مصدر مرتباته اذا قال شيئا مختلفا صدقته اليس كذلك ؟
كان هذا السؤال تردده على نفسها مرات ومرات ولم تصل الى اجابه حتى استغرقت في النوم .

زونار 03-06-09 04:14 PM

الفصل التاسع
استيقظت شارلوت فجأة , كان ضوء القمر ينساب الى الحجرة ناشرا ستارة فضية على الجزء الخلفي من السرير تثاءبت وتمطت وهي تحس بالتعب لدرجة غير متوقعه .
اضاءت المصباح الموضوع بجانب السرير وتناولت كتابا ولكن بعد ان قرأت صفحة واحده القت به جانبا . حيث لم تكن قادرة على التركيز .
كان الليل ساكنا فيما عدا صوت ماء البحر الخافت المصطدم بالشاطء وصوت النسيم على سعف النخيل . احست برغبة في ان تجري حافية فوق النجيل تذكرت ما قاله راينر عن انها امراة ذات نزوات وتساءلت باعتبار تصرفاتها صبيانية ومع ذلك فقد تكون غير منصفة له لقد اخذ اعلانها عن نيتها افتتاح معرض مأخذ الجد .منتديات ليلاس


كشف النسيم الهادئ وجه القمر الذي كانت تغطيه سحابة واعطى الضوء الساطع لمعانا للنجوم في خلفيتها السوداء المخملية .
كانت الساعه المرصعة بالماس تشير الى الـ2.30صباحا . تناولت سترتها الفضيه التي تناسب ثوب النوم وذهبت الى الحديقة .
عندما وصلت الى السور الذي يحد الصخرة حملقت في مياه البحر صبغ ضوء القمر حواف الامواج باللون الفضي . بينما تلألأت على البعد عند الافق الاضواء الخافته الصادرة عن يخت بعيد قد يكون يخت جوني او باري رغم انه قد يكون الآن في طريق العودة الى الولايات المتحده .
لقد اتصل بها هاتفيا عدة مرات بعد ان تركته غاضبة ولكنها رفضت ان تراه .
نبح الكلب على مسافة بعيده فقفزت في عصبية ولكن هذا لا يقاس بالخوف الذي تملكها عندما رأت شبحا اسود يخرج من بين ظلام الاشجار ويتجه نحوها بثبات صاحت مرتعده :
- لا تقترب اكثر من هذا , او سأطلق الرصاص .
- وتقتلين سائقك ؟ بالتأكيد لا يا آنسة بوفيل .
تقدم مارك في ضوء القمر واخذت تحملق فيه .
- كيف تجرؤ على ان تزحف نحوي هكذا ؟
- انت تستحقين هذا . الا تعرفين جيدا مدى الخطر الذي تتعرضين له لكونك بمفردك ؟
صرخت :
- اكاد اكون بمفردي . ولكن الارض كلها محروسة .
- اذن لماذا ارتعدت عندما سمعتني ؟
لم تكن لديها اجابة عن هذا السؤال ولم تحاول ان تجد الاجابة وبدلا من ذلك استمرت بالهجوم عليه .
- اذا كنت مهتما للغاية بسلامتي كان من الواجب ان تكون هنا بنفسك .
- لم اتوقع ان تلبيني في الساعه الـ2 صباحا .
- ولكنك هنا اليس كذلك ؟ لماذا تتجول في هذا الوقت المتأخر ؟
- كنت افتش عن الامن قبل ان اعود .
- تعني انك تكاد تكون راجعا , لقد تأخرت كثيرا .
- لم اكن مهتما في ان اكون هنا في ساعه محدده .
تجاهلت تعليقه وسألت :
- هل قابلت صديقا ؟
- لا , لقد تناولت عشائي بمفردي في ميناء نيس .
- يا لسوء الحظ ان تكون ليلا مشغولة .
- لقد سبق ان اخبرتك انها لا تهمني .
كانت نبرة صوته مليئة بالتحذير لشارلوت بأنها تنزلق نحو الخطر ومع ذلك استمرت :
- هل كانت احدى الفتيات اللاتي قابلتهن في حفللي ؟
- لم اقل انها كانت فتاة .
قلدته :
- لم اقل انها كانت فتاة .. الا يمكنك ان تعطيني اجابة صريحه لسؤال صريح ؟
- يمكنني اذا كان هذا يهمك .
- تعني انه ليس يخصني .
استدار فمه مبتسما :
- يجب ان تعرفي انك تبدين غيورا .
زادت نبضات قلبها حتى كاد يقفز من الغضب
- اعتقد انني قلتها واضحه . انني لا يمكن ان اخطئ مع من يستأجرني.
هزت راسها وجرت بعيدا عنه بسرعه حتى انها تأجرحت وكادت تسقط لو لم يمسكها . قالت له بأهمال :
- شكرا .
ثم استمرت في الجري غير ان قبضته اشتدت نحوها كانت صلابة جسده تضغط على جسدها .
- لماذا تسرعين .. اتخشين العدوى ؟
واجهت نظراته بعصبية وتوجهت عيناه في ضوء القمر وكأنهما شعلتا نار واعطته هيئة شيطانية جعلت الدماء تصعد وتجري بعنف في عروقها أمرته ان يتركها تذهب محاولة الفكاك من اسره .
- ليس هذا ما يريده قلبك .
كانت ذراعاه لا تزالان محيطتين بها . وفمه قريب من فمها حتى انها شعرت بحرارة انفاسه .
- كم هي سريعه نبضات قلبك ! مثل جناحي الطائر الذي يحاول الهروب من قفصه . هل تشعرين انك في المصيده يا شارلوت الحلوة ؟ ام هل اسميك المشاكسة الحلوة ؟
صرخت وهي تحاول ان تظل فاترة بأمل انها اذا استرخت يمكن ان يعود الى عقله :
- لا يهمني ما تسميني به . ولكن لا تفعل شيئا تندم عليه .
- الا تعنيني شيئا تندمين انت عليه ؟ ٍاريك كيف تكونيني مرغوبة من رجل حقيقي وليس من هؤولاء التلاميذ الذين تعرفينهم .
وتوقف الزمن عندما اخذ يتفحصها ببطء كادت مقاومتها تنهار امام الحاحه , واخذت تفكر في العاطفة التي تجتاحها , ولكن صوت العقل حذرها من انها اذا استسلمتت لشهواتها فانها بذلك تكون قد خطت خطوة مميته وهي لاتجرؤ عليها , ولم تكن مستعده لها .
حاولت ان تسحب نفسها بعيدا عنه ولكنه رفض ان يطلق سراحها فأخذت تخمش وجهه بأظافرها . ولكن بدلا من ان تجد جلده وجدت الخصلات الكثيفة من شعره الحريري
وحاولت ان تدخل اصابعها خلالها وان تحس بنعومة شعره الاملس على وجهها .
حاولت ان تستجمع قوتها مرة ثانية ضد استسلامها وضعفها وعندما احس هو بذلك دار بها وهي بين ذراعيه واتجه نحو السلالم .
صرخت :
- الى اين تأخذني ؟
- الى بيت حمام السباحه .
- لا.لا .!
سألها بصراحه :
- هل تذهب الى غرفتك ؟
ردت عليه بركلات وحشية وهي تأمل ان يسقطها ويتركها .
- انزلني !
- وماذا ستفعلين اذا لم افعل . تطردينني ؟ بصراحه لا يهمني اذا فعلت ذلك فممارسة الحب معك تساوي اكثر من ذلك .
- انت مجنون . انزلني وسانسى الامر برمته , ارجوك واعدك الا افصلك .

تجاهل صرخاتها وشدد قبضته واسرع في سيره . تملكها الرعب رغم انها حاولت اخفاءه . ولكن عندما وصلا الى حمام السباحه ورات بريق بيت الحمام الابيض غمغمت في صوت ناعم وعادت للحياة .
وتعلقت برقبته وادارت وجهها نحوه وهمست :
- اعطني قبله .
دهش وخفض رأسه نصف انخفاضة وفي الحال جذبت وجهه لأسفل وعضته بوحشية في شفتيه .
صدم واحس بالألم الشديد . مما جعله يقف في مكانه واخذ يلعن ويزمجر بينما اخذ الدم ينساب على ذقنه .
- ايتها الشيطانه الملعونه .. لقد سعيت الى هذا .
- وانت سعيت الى هذا .
ثم خطا خطوة الى حافة حوض السباحه ورفعها بين ذراعيه وامسك بها هناك لفترة دون حراك ثم القى بها في الماء .
غطست شارلوت كالحجر الاصم ثم صعدت وهي تبحث عن الهواء . اخذت تسعل وتبقبق ثم سبحت الى جانب الحوض وهي تتعثر مع كل حركة ولكن راينر كان واقفا هناك بلا حركة ولم يحاول ان يساعدها حتى بدأت تصعد سلالم الحوض .
- اعتقد انك الكونتيسه دراكولا .
كان صوته يشوبه الضحك .
- سأتذكر الا اقبلك عندما يكون القمر بدرا.
ازاحت ذراعه باحتقار :
- انت خسيس.
- يؤسفني ان يكون هذا شعورك .
- كيف كنت تتوقع ان اشعر ؟ شاكرة ؟
اخذت المياه تتساقط من شعرها مكونه بحيرة حول قديمها العاريتين بينما كان خفاها الذهبيان في وسط الحوض . عندما ادركت مدى قبح مظهرها زادت ثورتها :
- سأجعلك تدفع ثمن هذا حتى لو كان اخر ما سأفعله .
- لقد جلبته لنفسك . لم تكن ثمة حاجه لأن تمزقيني .
وضع يده على شفتيه وارتعش عندما لمسها كان من السهل معرفة السبب اذ كانت شفته السفلى متورمه ودامية .
- فرصة كانت كافية لنفس النتيجه .
ازداد غضب شارلوت كان رجلا زلقا في حديثه. لو لم يكن متوحشا الى تلك الدرجة ؟ لو كان رجلا مهذبا لاستطاع بسهولة ان يجعلها تركع امامه . صاحت :
- فرصة لم تكن لتقفك . كنت مصمما للغاية ومن المستحيل مقاومتك .
خفض رأسه :
- لقد بدات تجعلينني افكر انني لست مقنعا .
- يسعدني انك في النهاية اعترفت بذلك .
- بعد منتصف الليل اكون غبيا اذا لم افعل .
انتقلت عيناه الى وجهها الى ثوبها المبلل .
- لا تقولي من تلسعه الحية يخف من الحبل .
غطت خصلة شعرها الذهبي عينيه العميقتين . شكت ما اذا كان يسخر بهذا القول ولكنه استمر في حيدثه .
- اتعشم الا يؤثر ما حدث على صداقتنا . ليس لدي أي فكرة سوى ان اظل الى جوارك طيلة الاسابيع القليلة القادمة .وعليه اقترح ان نكون متحضرين كل تجاه الاخر .
- متحضرين ؟!
كان من الصعب عليها حتى ان تنطق الكلمة .
- ليس لدي النيةالحديث معك ثانية حتى افصلك .
قال لها بسخرية :
- لن يسمح والدك بذلك .
- لن يمنعني هذا من المحاولة .
- أي عذر ستقدمين؟
احست بالذعر عندما لمح الى انها لن تقول الحقيقة . فهي لم تكن بالضبط شريكا سلبيا في مغامرة الليلة وكان من البلاهة التظاهر بغير ذلك . صدته قائلة :
- سأفكر في امر ما .
رفع حاجبه عالي وقال :
- هذا يعني انك ستكذبين ؟
- انتظر وسترى .
انزلقت بسرعه بعيدا عنه دون ان تنطق بكلمة . واخذت تجري وهي تصعد السلالم . كانت متأمله لنها كانت حافية القدمين . لقد جعلها راينر تبدو بلهاء غبيه وهو ما كان يؤلمها اكثر من الحجارة الخشنة تحت قدميها .
عندما اصبحت وحيده في حجرتها خلعت ملابسها ودخلت تحت الفرش . بدات اعصابها المشدودة ترتخي . وعندما احست بالراحه دخلت تحت الاغطية الحريرية واغلقت عينيها .
تعذر عليها النوم واخذت افكارها تدور حول راينر وحول ضرورة خروجه من حياتها وكلماتها في هذا الامر لا تحتاج الى المواربة . لقد خطت الليلة خطوة نحو الحافة اقرب مما حدث في المرة السابقة التي قبلها فيها . ولا يمكن القول انه في المرة القادمة . رغم تأكيدها انها لن تحدث , الا ان مقاومتها لابد ان تنهار تماما وكونها لا تزال عذراء لا يعني انها قديسة .
لقد كانت تؤمن يوما ان العاطفة والواج يجب ان يتلازما وحتى مقدم راينر ودخوله حياتها لم يتعرض ايمانها للمناقشة .
والآن هاهي ذي تتقدم اكثر وتلقي نظرة طويلة فاحصة على الفتاة التي كانت , والفتاة التي على وشك ان تصبح . اذا استمرت في نفس طريقها . وضعت وسادتها في وضع اكثر راحه .
نظرت الى نفسها بعين مشمئزة فرأت انها صلبة الرأس مسيطرة وان رجلا فقط له اخلاق قوية للغاية هو المساوي لها .
وفي هذا الصدد اضعفت ثروتها الطائلة من علاقاتها مع معظم الرجال الذين عرفتهم حيث كانوا جميعا يرهبون وضعها وهو ما يكفي لقتل مشاعرها نحوهم .
ولكن بالنسبة لمارك فانها التقت بمن هو ند لها . قد يكون اعد نفسه كي يتزوجها من اجل نقودها ولكنه لا يستطيع ان يستخدم المال كي تتحكم فيه .
ارتعدت عندما بعدت بها افكارها وكانت تعلم انه طالما بقي بالقرب منها فأنه سيشكل تهديدا دائما لسلامة عقلها . ومع ذلك كيف يمكنها التخلص منه ؟
وما السبب الذي تقدمه لوالدها كي يطرده ؟ ان ثقته في قدرات مارك بلا حدود وطالما يعتقد هذا الهراء حول ثوار تليجواي وانه تهديد لها فانه سيصر على باقء راينر بجانبها ليل نهار .
لا ... مهما حاولت بجد ان تجد حلا فأنه من المستحيل ان تطرده بالطرق المشروعه العادله . وهذا يعني ان عليها ان تحقق ذلك بطريقة غير مشروعه .

زونار 03-06-09 04:16 PM

الفصل العاشر
لم يتذكر مارك متى كان ثائرا على نفسه كما يحس الآن . فمن الاشياء غير المعقولة التي فعلها في حياته كان ما فعله اليوم أسوأها .
حتى تلك اللحظة لم تنجح امرأة في ان تجعله يفقد السيطره على نفسه الا اذا رغب في ذلك ومع ذلك فأن فتاة فاسده مدللة فعلت ذلك بالضبط .
لقد ركزت شارلوت دون شك على اغوائه وقد عرف ذلك في الحال عندما سألته عن المكان الذي قضى فيه السهرة ومع ذلك فليس هذا بدليل على سلوكه المشين .منتديات ليلاس


بلل شفته الجريحه وغسلها لنفسه بانه لم يحقق النصر . وشكرا لله انها فعلت والا .. تأوه عندما استنتج العواقب , فعلى الرغم من انها قد اغوته عن عمد فان عليه ان يستقيل من الخدمة , حمد حظه انهتجنب ذلك القرار وجفف شفته بلطف ثم ضمدها وهو بجوار النافذه التي تطلع منها فوجد كل شيء مظلما هادئا وهو اكثر مما يحتاج اليه مزاجه .
ماذا به حتى ان فتاة تجعله يحس كتلميذ مراهق . واخذ يسب في هدوء حذر نفسه , يجب ان ترقب نفسك لديك مهمة عليك اداءها وهي مهمة خاصة وعليه يجب الا تهدمها بسبب نزوة عارضة .
ايقظته رعشة من احلامه وادرك انه لا يزال واقفا امام النافذه وقد وضع المنشفة المبللة حول وسطه ... اخذ يغمغم والقى المنشفة على المقعد وانزلق بين الاغطية .
- هذه الفتاة الملعونه ستسبب اصابتي بالالتهاب الرئوي وهو اسوأ ما يمكن ان يحدث لي .
استيقظت شارلوت في الحجرة السفلى مبكرة واخذت تعد مؤامرة الانتقام بعناية ضد راينر .
ارتدت ثيابها بعناية وكانت راضيه بثوب ابيض عادي جعلها تبدو اصغر سنا واكثر براءة .. نعم لقد كانت صغيرة وبريئة وان لم يكن لمدة طويلة . لو ان هذا الحارس الملعون وصل اليها .
كانت تحاول الا تفكر في هذا عندما ذهبت الى الشرفة وكان شعرها الاحمر الذهبي ينساب على كتفيها كستارة من اللهب . وكانت عيناها اللتان تخفيان افكارها السرية تلمعان مثل الزمرد .
كان موضوع مؤامرتها يقف في ظل عمود من الرخام ويرتدي سروالا ضيقا اسود يجذب الانتباه الى جسده ذي العضلات . في حين ارتدى قميصا ابيض يلتصق بجلده البرونزي . قالت له دون اكتراث ولوحت بيدها ناحيته :
- صباح الخير راينر .
صبت لنفسها كوبا من عصير الفاكهة . احست انه فوجئ بهدوئها وخمن انه كان يتوقع ان تلقاه بنوبة غضب عند رؤيته . احست بالسرور لنها وجهت له ضربة موجعه القت اليه ابتسامة ودودا وكان الذي حدث في الحديقة لم يقع قط .
- هل تناولت فطورك .
- لا يا أنسة .
- اذن انضم اليّ .
لم تكن هي المرة الاولى التي دعته للفطور واخذ مقعدا امامها وسألها :
- ما خططك اليوم ؟
- سأظل بجانب حمام السباحه وسيمر على بعض الاصدقاء فيما بعد .
وضعت كريمة على قهوتها وقلبتها بدلال .
- تبدو شفتاك متورمتين , انني آسفة لأنني جرحتك .
ثم نظرت في قدحها وكأنها تشعر بالالم .
- انا استحق ذلك يا آنسة واستطيع ان ألوم ضوء القمر وجمالك فقط كلاهما سحرني .
رفعت رأسها والتمعت عيناها الخضراوان .
- ياله من قول مجامل !
- لااقصد ان اهدئك يا آنسة واعني ذلك جيدا .
- شكرا لك . واذا كنت تخشى الطرد اود ان تعلم انني غيرت رأيي وانا واثقة في قدرتك على العناية بي وواثقة من انك لن تكرر سلوك الليلة الماضية .
- اطلاقا واقسم لك بشرفي .
كان ارتياحه باديا واخفت شارلوت سرورها , وعندئذ فقط تنجح خطتها . استمرت بقولها بتراخ :
- اتصل بي سمسار عقارات هذا الصباح وعلم من السيد لوبران انني ابحث عن معرض ورتب اموره كي يريني واحدا في كان باكرا صباحا .
قال راينر :
- اتعشم ان يستقر رأيك على واحد قبل ان اترك العمل , واواد ان اتمتع بنجاحك .
حذرته :
- قد يكون مكانا مروعا , فقد افلس الملاك السابقين .
- استطيع ان اؤكد ان والدك لن يدع هذا يحدث لك .
- هذا يدل على انك لا تعرفه . اذا لم ادر معرضا مريحا فسيقف ويجعلني اغلقه .
- اراهن انك عندها شتورين .
- بالعكس , سأثور لو فكرت انه يدللني , لأنني اعرف كم يكون عنيفا حتى انه ليركلني عندما لا استطيع ان اكمل امرا بنفسي .
دفعت مقعدها للخلف :
- سأقالك عند حمام السباحه .
عندما لحقت به كان راينر في منتصف الدورة الـ20 في السباحه ولكنه عندما خرج من الماء بدت انفاسه غير لاهثة وكانه بدأ فقط دورته الاولى .
اخذت تردد في نفسها ليس هناك رجل في جاذبيته اخذ يسوي شعره بيد قوية جميلة الشكل .. سحب مقعدا على بعد ياردات قليلة منها واستراح فوقه . ولكن كان يبدو عليه مظهر الحذر مثل النمر المستعد للهجوم عند شعوره بالخطر قالت :
- انني احس بالملل , دعنا نلعب لعبتنا .
كانت تشتمل على اختبار موضوع متناقض في العاده من احدى الصحف الصباحية واجراء قرعه بقطعه نقود معدنية لاختبار أي الجانبين عليهما الدفاع عنه .
ولكن لم يقرأ احدهما الصحف ومن ثم ادارت الراديو لسماع الاخبار لاختيار أي خبر لاجراء المناقشة حوله .
استرعة انتباههااسم تليجواي لقد سيطر المتمردون اخيرا على الموقف واعلن الجنرال فارجار نفسه رئيسا للحكومه . سألته :
- هل سبق ان ذهبت لجنوب امريكا ؟
ابتسم :
- لا , الا اذا حسبت حساب اكابولكو التي تشبه أي منتجع فاخر .
- هل ذهبت الى هناك مع احد مخدوميك ؟
- نعم . لا بد انك سافرت كثيرا . افترض ان اسرتك تبعت والدك الى الخارج عندما كنت صغيرا ؟
- احيانا.
قالت له بطريقة عرضية وهي تراقب وجهه .
- اتساءل هل التقى بالجنرال راينر ؟ لابد انه احد اقاربه .
ضحك راينر في نفسه وهز رأسه .
- جنرال ؟ هل تعرفينه اذن ؟
- لا ... ولكن جوني اقصد اللورد كراكستون . ذكر اسمه امس . لقد كان في المدرسه مع احد ابناء الجنرال ...يالها من مصادفه انكما تحملان نفس اللقب .
- انه ليس اسما نادرا بل شائعا . هناك آل راينر من الطبقة العليا وأل راينر من الطبقة المتوسطة .
لم تدر شارلوت كليف لها ان تواصل الموضوع دون ان تجعل فضولها واضحا , لذا غيرت تكتيكها تماما واقترحت ان يذهبا للزحلقة على الماء . قال :
- افضل ان نبقى على الارض الثابته في الايام القليلة القادمة .
- هل تخشى ان اختطف في البحر ؟
- هذا محتمل .
- ليس هناك افضل من اليقظة .
- نعم خاصة مع المرتب الذي اتقاضاه .
كان هذا الرد وقاحه محجوجة ذكرتها ان امنها مشترى وان اهتمامه بها مجرد نتيجه لشيك مقبول الدفع . ومع انهاتعلم كل هذا فلماذا اذن يمكن ان تصاب بجرح في كرامتها ؟
تركت المكان بجواره وصعدت الى اعلى لوح القفز ثم قفزت الى الماء استمرت تقفز مرة بعد اخرى لمدة ساعه . وكانت تؤدي كل قفزة بدقة متناهية .
لم يحاول اللحاق بها وظل يراقبها من حافة الحوض وقد عقد ذراعيه على صدره هل كان مقدرا لجسدها كما انها تقدر جسده ؟ رددت هذا التساؤل وهي تصعد الى اللوح للمرة التاسعه . احست انها ترتعد فرفعت ذراعيها الى اعلى كي تقفز صاح مناديا عليها .
- اعتقد انك اديت ما يكفي اليوم من قفزات , تعالي واستريحي .
دهشت لأنه يأمرها بأن تفعل ما يريد . كانت على وشك ان تخبره بما يمكنه عمله عندما ذكرت خطتها . ان وضعه عند حده قد يكون امرا رائعا , ولكن الانتقام الذي تخزنه له في الغد لابد انه سيكون اكثر روعه .
اترفت بأنها تحس بالتعب عندما وصلت الى جانبه.
- ولكن ما ان ابدأ التمرين حتى انسى ان اتوقف . انك حارس امين وواع سأطلب من والدي ان يمنحك علاوة .
- لا اريد اجرا اضافيا لتحذيرك من انك تتمادين في فعل الاشياء يا انسة بوفيل .
احست بالسرور لأنها استطاعت ان تقلل من قيمته واستقرت فوق السرير الشمسي واغلقت عينيها .
بعد الظهر وصلت مجموعه من الاصدقاء بما فيهم جوني وليلا وعند حلول الغروب وغرق الشمس في شعله برتقالية في الافق الارجواني قدم بوفيه شمبانيا بجوار حمام السباحه .
ظل راينر مختفيا في الخلف كالعاده مما احزن ليلا وصديقات شارلوت . ولكنها كانت تحس به وهو

يراقبها وقد ملأ عينيه دفء غريب وقد فكرت : لقد اثار رفضها له الليلة الماضية شعوره بالأنا وهو تحد لا يمكن لرجل مثله ان يتجاهله .
قابلت نظراته بجرأة وشجعته على الاعتقاد انها تقبلت وجوده دون ضغينه . ان خيبة الامل ليس من الصعب ان تصيبها ولكن تصميمها على التخلص منه في الحال وللأبد جعلها تمثل بسهولة .
-عندما يحظر اصدقائي مرة اخرى يجب عليك ان تنضم الينا ولا تقف بعيدا عن الانار .
اخبرته بذلك عندما اختفت اخر سيارة في طلايق السيارات في الساعه 2 صباحا .
- انه من البلاهة ان استمر في معاملتك كسائق عادي بينما انت في الحقيقة غير ذلك تماما .
- انني اقدر لك اقتراحك ولكن الاسهل لي ان اؤدي عملي دون تغيير وضعي الاجتماعي .
- على راحتك .
وضعت قدما على السلم وتوقفت .
- أوه ! لقد كدت انسى ان اخبرك . لقد اتصل بي سمسار العقارات في اثناء تغيير ملابسي وسأقابله في المعرض الساعه الـ10 غدا صباحا . وعليه ارجو ان تكون السيارة جاهزة في الـ9.30.
- هل تظنين ...
ثم توقف عن الكلام وهز رأسه وكأنه صرف النظر عن بقية الكلام .
اتسعت عيناها متساءله .
- نعم ؟ لقد كنت تقول .
- لا شيؤ مجرد فكرة عابرة .
ومع ذلك بدا على وجهه تعبير هو مزيج من الانشغال والتوتر لم يسبق لها ان رأته من قبل .
غمغمت وهي تصعد السلالم لينتظر حتى الغد . ومهما كان انشغال وقلق راينر الآن فأنه لاشك سيضاعف غدا عندما يستيقظ ويجدني قد رحلت الى كان بمفردي .

زونار 03-06-09 04:20 PM

الفصل الحادي عشر

ضغطت *شارلوت* بقوة على بدال السرعة و أخذت تنهب الطريق و قد بيتت النية على أن تجعل المسافة بينها و بين الفيلا بعيدة كل البعد قبل أن يكتشف * مارك راينر* أنها رحلت. لم يكن هناك ما يشير إلى أن الوقت الذي سيعلم فيه بما حدث.وأخذت تتطلع باستمرار بقلق في المرآة العاكسة و تحس براحة كلما لم تر أي أثر للسيارة الفيراري.
عندما يعلم والجها كيف استطاعت أن تفلت بمنتهى السهولة من * راينر* فلن يتردد في أن يجعله يحزم أمتعته و يرحل. وهو ما كانت بالضبط تريده أن يحدث سيعلمه هذا ألا يقوم بالمطاردة غير المرغوبة لأية امرأة توظفه في المستقبل.منتديات ليلاس


هدأت السرعة لما وصلت إلى منحنى في الطريق ثم أسرعت مرة ثانية.كانت هناك رائحة حادة لاحتراق الكاواتشوك و كأنه اعتراض من الفرامل على هذه المعاملة القاسية، ولكنها تجاهلت ذلك و فجأة ظهر أحد راكبي الدراجات من أحد المنحنيات جهة اليمين فضغطت الفرامل بشدة حتى كادت السيارة أن تقفز إلى أعلى ، دخل راكب الدراجة في سياج على جانب الطريق ليتجنب السيارة ثم سقط على الأرض. كادت * شار لوت * أن تتوقف و تعتذر إليه لولا خشيتها أن يكون * راينر * في أثرها و اكتفت بالصياح باللغة الفرنسية :
- أرجو عفوك سيدي.
ثم انطلقت بسرعة نحو الأمام.لم تأخذ الطريق الساحلي و إنما شقت طريقا مختصرا إلى* كان*.لا يزال عليها أن تذهب عبر * جوان ليبان* و عندها تذكرت الليلة التي جاءت فيها إلى هناك مع * مارك* لم تكن قد تعرفت عليه إلا منذ أسابيع قليلة و مع ذلك بدت و كأنها قد غيرت تماما منوال حياتها و نضجت لدرجة لم تكن تتوقعها.طردت الفكرة من رأسها و ركزت على الطريق.ظهر ميناء * جولف جوان* المحتشد بالقوارب ثم اختفى بينما كان ظهور بلوكات المنازل بمثابة إعلان عن اقترابها من * كان*
عبرت الشارع ذا الا تجاه الواحد و مركز المبيعات بشارع * الأنتيب* توجهت مباشرة نحو * الكروانيت* الذي ازدحم في جانب منه بالفنادق المتلاصقة بينما كان الجانب الآخر امتدادا للشاطئ كما كان كل شيء مرتبا و نظيفا هناك.
حتى أشجار النخيل كانت تبرق بينما نظفت الشوارع تماما.كانت الكمية الهائلة للسيارات الواقفة في أماكن الانتظار هي الدليل على العدد الهائل من الناس الذين يحتلون مساحة الشاطئ البسيطة.
ظهرت مساحة لانتظار السيارة فارغة بأعجوبة و دخلتها بظهر سيارتها بسرعة قبل أن يختطفها أحد منها ، وعندئذ فقط تنفست الصعداء.كانت الساعة تقترب من التاسعة صباحا و عندما فكرت أن * راينر * لم يدخل سريره قبل الثالثة و النصف صباحا- لأنه كان دائما يطرق الأرضية بقدميه قبل أن يفعل ذلك- فلا بد أنه بدأ بالتحرك الآن، عندما فكرت في ذلك كان كل فكرها قد استيقظ و رأت أنه أخذ حمامه ووضع مسدسه في جرابه تحت إبطه و شعر به باردا على جلده.عندما وصل إلى السلم المؤدي إلى القاعة لم يعد يحس به.لم ير * شار لوت* في أي مكان و اتجه برشاقة إلى الجاراج الذي كان يحتوي على أربع سيارات.
لم تظهر حتى وضع السيارة الفيراري أمام الباب الأمامي و التوى فمه في غيظ.لقد فكر في أنها كانت متفائلة للغاية عندما وعدته أن تكون مستعدة في التاسعة و النصف ، بل المعقول أن تستعد في العاشرة و النصف.قر قراره على عدم الصعود و انحنى على غطاء السيارة و هو ينتظر.
مرت عشرون دقيقة و تحول الهزل إلى جد لا بد أنها مستيقظة الان، إذن لمادا لم ترسل لي كلمة تخبرني ها أنها ستتأخر؟ مرت عشر دقائق أخرى و أخذ يتردد هل يذهب للبحث عن خادمتها ، حينما ظهرت المرأة عبر القاعة ،قالت له * ماريا* :
- لقد رحلت الأنسة.
رد عليها * مارك* :
لا لم ترحل الأنسة ، لقد اتفقت معها أن نلتقي هنا.
رفعت* ماريا* نحو السماء و أطلق *مارك* لعنة ثم قفز في السيارة و انطلق في طريق السيارات كالمارد.هذه هي إذن طريقة الانتقام منه نتيجة لسلوكه الليلة قبل الماضية.لقد قبلها رغم أنفها و أوضح لها أنه سيدها ، وها هي ذي الآن قد أوضحت أن الأمر كان مؤقتا.
أحس بالألم في معدته من الخوف ،ألا تعلم الخطر الذي تتعرض له ؟ و ستعرض رقبته للقطع لو حدث لها شيء.أخذ يدعو ان تضغط على بدال السرعة فيما لو تعرضت لكمين و سيارتها *اللوتس * يمكن أن تكون كالقنبلة لو عوملت بالطريقة الصحيحة.
تجمع الخوف و الغضب داخله و انحنى فوق عجلة القيادة متجاهلا حدود السرعة و اخذت النوار تختفي خلفه و تجاوز اتوبيسا ثم نهب طريق *الأنتيب*متجها نحو * كان* .لو ظهرت الشرطة في أي مكان لانتهى أمره .كان بإمكانه دوما ان يعطيهم رقم هاتف للاتصال به ، ولأسباب أمنية لم يكن يحمل أية أوراق تثبت شخصيته.ولكن حتى يمكن إقناعهم بذلك لا بد أن تضيع لحظات ثمينة ، اللعنة على * شارلوت* عندما يضع يده في النهاية عليها سوف يظل يهزها حتى تصطك أسنانها.
في الوقت ذاته كانت * شارلوت* تتجاوز فنادق *المارتينز* و * الكالتون* و تمشي ناحية معرض * روزا ليا* الذي كان يقع بين محلي فراء و جواهر.
حياها شاب صغير ذو وجه أسمر خلف الباب الزجاجي.
- الأنسة *بوفيل*؟ *ألفونسو جيزر* في خدمتك.أعتقد أنك ستجدين هذا المعرض هو بالضبط ما تحتاجين إليه.
- تبعته إلى حجرة واسعة و فارغة بها سلم ذو ثلاث درجات تقود تقود إلى دور مسحور في الخلف.قامت بجولة و كانت على وشك أن تمطره أسئلة عندما فتح باب بجانبها.ظهر *مارك راينر* كخيال نتيجة انعكاس الضوء عليه ، كان في قمة الغضب بدرجة واضحة تماما في شده على فكيه و لهيب عينيه .زادت ضربات قلبها و كاد يقفز من صدرها بوحشية.هدأت نفسها قائلة^ لا تكوني مجنونة...إنه يعمل عندك لا أكثر ^ علقت على الموقف متهكمة :
- - هل استطعت أن تعثر علي؟
كان صوته مخيبا لأمالها.
- لم يتطلب المر مني تصريحا.إن سيارتك تقف خارج الصف و تعوق أكثر من سيارة.ذكريني أن أعطيك دروسا في كيفية وقف السيارة للانتظار بطريقة صحيحة.
أحست بأن السمسار يراقبهما فهزت كتفيها و قالت :
- ما دمت هنا فما رأيك في المكان؟
قال متعمدا :
-سأخبرك عندما نصبح بمفردنا.
تجاهلته و تكلمت مع السيد *جيزر*
- إن الموقع ممتاز، ولكني أظن أنه ليس متسعا بالدرجة الكافية لمتطلباتي.
جاءها الرد المعد في الحال
-من السهل حل هذه المشكلة، فإن عقد إيجار المستأجرين للدور العلوي ينتهي خلال بضعة أشهر و لك حق الشفعة في استئجاره.
-هل هو في نفس مساحة هذا المعرض؟
- نعم مع اختلاف المدخل.لقد اشتريت الرسم و أحضرته لك.
فتح حقيبة أوراقه و أخذ يبحث بين الأوراق ثم صفر بفمه و قال :
-يبدو أنني نسيته في المكتب سأذهب و أحضره.
قالت * شارلوت*:
- سأحض معك.
- من الفضل أن نفحصه هنا ، وعندها أستطيع أن أشرح لك كل شيء.ثم وجه كلامه للسائق :
- إذا أوصلتني فسيكون في إمكاني العودة أسرع.قال *مارك راينر*:

خذ تاكسي و إذا لم تعد خلال خمسة عشر دقيقة فسنرحل.
عندما أسرع الرجل بالخروج حملقت *شارلوت* في *راينر*:
- لم يكن هناك ما يدعو لن تكون فظا مع الرجل المسكين ، وليس لدي النية في أن ارحل قبل فحص الرسومات.
- -نظرت حولها.
- يمكن أن يصلح هذا المكان و الإضاءة غير صحيحة و لكن...
قاطعها :
- إنني مهتم أكثر بالخطأ الذي تفعلينه.ما الذي كنت تريدين إثباته بتدبير مقلب لي؟
- أريد أن أتبث لك أنني قادرة على العناية بنفسي و انني لست في حاجة إليك.أخذت تطوح ذراعيها حولها و قالت :
- هل ترى أي مختطفين مختبئين في الأركان ؟
صاح بها بصوت عاصف ك
- ليس معنى هذا أنه هناك من يتبعك و من يراقبك من رجال *فارجار* قد...
- إنك تحاول أن تخيفني حتى تحتفظ بوظيفتك ، ولكن عندما يسمع أبي بما حدث هذا الصباح فسيطردك شر طردة.
- بالعكس.سألتصق بك الشهرين القادمين كالغراء بالخشب.و عكس ما تظنينه عني فإن والدك يوافق على انني أحسن رجل لأداء المهمة.
قالت بثورة :
- لن أسمح لك بأن تتنفس في قفاي ، وأفضل أن أموت على أن أعيش كسجينة.
قال بسخافة :
- قد يكون هذا الخيار الوحيد أمامك.ألا يمكنك أن تدخلي في رأسك أنك الهدف الرئيسي؟
أكدت بإصرار و بصوت عال :
- الجنرال * فارجار* أعقل من أن يختطفني لأن والدي إذا انسحب من * تليجواي*...فسينهار اقتصادها.
- * لن يتم ذلك إذا اضطروه للاستمرار في إدارة مناجمه لصالحهم.
- لن يفعل ذلك أبدا.
- إذا أخذوك رهينة فسيوافق على أي شيء.
اقترب * راينر* منها خطوة
- من اجل السماء أرجوك أن تنصتي.
- لماذا؟
- لأنني مهتم بسلامتك و لأنني مهتم بك وبصيحة دافئة أمسك كتفيها.
- ألا ترين هذا ؟
وجدت * شارلوت * نفسها في ضياع لا تعرف مادا تقول إذا كان يعلن لها عن حبه لماذا إذن هو غاضب؟
استمر في الكلام بنفس الصوت الخشن.
- يعلم الله أنني حاربت نفسي كثيرا ، وقاومت ولكني لم أستطع..إنني أحبك.
غمغمت :
- أتعني عاطفة ؟
تنهد قائلا :
- لسوء الحظ ، إنه الحب حب حقيقي رغم أنني في أحيان كثيرة أود خنقك.
- يا للروعةّ!
حملق فيها :
- لا يعني حبك أنني لا أرى أخطاءك.أنت المرأة الوحيدة التي اخترقت جلدي.أنت تسليني سواء أكنت على رأسي أم على قدمي. والشيء الوحيد الذي أثق به هو ان الحياة بدونك لا تطاق، عند سماعها إعلانه العاطفي أحست * شارلوت* أنها خائفة و ضائعة،خائفة من القوى التي بدأت تفقدها ، لأن جزءا منها كان راغبا في تصديقه و الجزء الاخر لا يرغب.
قالت بلطف :
- لا فائدة ، قد يمكن..لا يمكن أن يحدث شيء بيننا.
ربما سيغير هذا من رأيك.
اجتاحها كالنسر و احتضنها و غطى فمها بفمه ، كانت شفتاه قاسيتين و مشتاقتين ، التهبت الحرارة فيه و شمت الرائحة الرجولية مثيرة ذكرى صور للغابة و أشجار الصنوبر و ضوء القمر و النجوم.حاولت ان تقاومه و لكنها كانت من الضعف بحيث لم تستطع حماية نفسها من فيضان عواطفها التي اجتاحتها ، تملكته اللهفة حتى تمنى أن يكون جزءا منها.همس قائلا :
- لن أتخلى عنك أبدا.
كم هو سهل أن تحتقره عندما يكون وحشيا وتحبه عندما يكون حنونا ،هل هذا لأنه بدأ يتقهقر ؟ و هل هذا ليقنعها أنه يهتم بها ؟ و هل هذا هو أن جائزة اصطياد ابنة * شارل بوفيل* لا تعني له شيئا ؟
اختلط الشعور بالمرارة مع العاطفة ، و أعطاها ذلك القوة لمقاومته و رغم أنها لم تدفع جسده لأنه كان أقوى منها إلا أنها أحست بتراجعها عاطفيا ، رفع فمه عن فمها ببطء و قال :
- أعرف أنك غير مكترثة بي.
- لأنني كنت أعاكسك ، هيا اكبر يا * راينر * ليس بيننا شيء مشترك ، أرجو أن تتركني...
- ليس بعد ، لدي أشياء صغيرة أريد أن أخبرك بها ، إنني أحبك و أريدك ألا تظني أن سلوكي في تلك الليلة يعني أني لا أحترمك.و إذا كان ثمة شخص لا يستحق الا حترام فهو أنا شخصيا.لم يسبق لي من قبل أن فقدت السيطرة على نفسي ، ولكنني وقتها أحسست بإحساس لم أحسه من قبل نحو أي امرأة
قالت بمكر :
- أنا الآن أصدقك ، أنا صغيرة مرغوبة و غنية أكثر من احلامك.لم إذن لا تريدني؟
- سأكون أسعد لو كنت فقيرة لا تملكين قرشا.
ضحكت :
- حقا إنك تعتبرني بلهاء ...أليس كذلك؟
- أعتبرك فتاة لا تريد أن تصدق أنها يمكن أن تحب من اجلها هي فقط.
- بالتأكيد من شخص آخر غيرك.
أشعل الغضب نظراته.
-استمري على ما أنت عليه و لن يحبك أي شخص مالك لقواه العقلية وفي هذه اللحظة أنت صغيرة بدرجة كافية لأن تسببي لنفسك ضررا و لكن إذا استمررت في إلقاء نكاتك الحارقة فإنك سوف...
تهكمت منه قائلة :
- هل زواجك مني سينقذني؟هل سأتعلم الحياة الحقيقية بالمعيشة في بيت عائلتك أم انك تعتزم لانتقال للعيش معي هنا؟
- كفي عن هذا.
ثم قبض على شعرها و دفع رأسها للخلف.صاحت :
- إنك تؤلمني.
- هذا يجعلنا اثنين،انظري في عيني و أخبريني هل أنا أكذب عليك؟
كانت تريد في الحقيقة أن تفعل ذلك ، و مع ذلك رأت نفسها تحملق في عمق عينيه اللاماديتين دون أن تصل إلى قرارهما.
غمغمت :
- أنا آسفة أنني استدرجتك يا *مارك*.كانت هذه هي المرة الأولى التي تناديه باسمه الأول بصوت عال.
- ولكن على الرغم من أنني منجذبة إليك إلا أنني لا أحبك ، إن لديك أسرارا كثيرة تخفيها عني.
انخفضت رموشه مما أعطى وجهه تعبيرا مغلقا و قال :
- إن والدك يأتمنني ، أليس ذلك كافيا بالنسبة إليك ؟
- ليس لديه حاسة المرأة و أنت تلعب لعبة مزدوجة ، ومظهرك لا ينم عن مخبرك و قد تكون أنت تدبر خطة اختطافي...إذا...

فجأة غطى فمها بيده و تصلب جسده كالنمر.امتلأت عيناه بالشرر من الغضب ، وتحول بعد ذلك إلى خوف عندما رأت تقاطيعه تزداد صلابة و شراسة و قسوة.تحرك ذراعه الآخر ببطء و حرص ناحية جراب المسدس.سمعا صوتا مبحوحا لرجل.
- لو كنت مكانك أما فعلت ، إلا إذا كنت ترغب في أن أطيح برأسك.
أخذت * شارلوت * تلهث بينما حذرها *مارك راينر* و إن ظل ثابتا كالتمثال ،سأل في صوت ملول :
- هل هذا هجوم ؟
- نعم يا صديقي، عليك أن تستدير ببطء.
عندما فعل رأت * شارلوت* رجلا ضخما في وسط الحجرة ، كان لون جلده كلون الزيتون ، وكان وجهه مملوءا بآثار الجذري يزينه شارب كث أسود ، وكذلك حاجبان غزيران داكنان.قال الرجل:
- هذا أفضل ، الآن انزع مسدسك بحرص تام و أسقطه على الأرض.
انتظرت * شارلوت* أن يأتي * مارك* بحركة قتال.و أذهلها أنه تحدث بصوت خافت :
- لا أريد أي متاعب، سنعطيك كا المال لدينا و سننسى أننا رأيناك.
- لا نريد مالا ، والآن تحرك بعيدا عن الآنسة * بوفيل*
سألته * شارلوت* :
- كيف عرفت اسمي؟
أجاب الرجل :
- أعرف كل شيء عنك.
سألته :
- ماذا تريد؟
- أنت تعرفين تماما ، وهو أيضا يعرف.وجه البندقية إلى وجه *مارك* و أكمل :
- أن نعتني بك ، لقد أدى مهمة عظيمة حتى اليوم.
توقف الرجل برهة عندما دخل اثنان آخران في نفس لونه و جسمه إلى المعرض ، صاح أقربهما إلى الباب :
- هل أنت مستعد يا * باريك*؟
أومأ * باريك* و أشار إلى *شارلوت*:
- اذهبي مع *لوكا* و اشبكي ذراعك بذراعه و هو لديه مسدس أيضا ،لذا عليك ألا تفعلي شيئا غبيا ،نحن لا نريد أن نقتلك و لكننا سنفعل إذا اضطررنا بذلك.أما بالنسبة لك...
نظر*باريك* إلى *مارك* بينما وضع إصبعه الوسطى على زناد البندقية.
قالت*شارلوت* و هي تصرخ :
- لا تقتله..إذا فعلت ذلك فسأقفز نحوه و عليك أن تقتلني أنا أيضا.أمرها *مارك*
- اهدئي.
- لن أفعل ، و إذا حاول هذا الملعون أن يؤذيك فسأشعلها حربا ، ومهما قال فإنني لا قيمة لي عنده و أنا ميتة.
صاح *لوكا* بنفاذ صبر.
- هيا يا *باريك* لا يستطيع*جيزر* أن ينتظر في الخارج إلى الأبد.
أخذ *باريك* يلعن و يسب في غضب و خفض بندقيته.كانت *شارلوت* تعلم أن انتصارها يمكن أن ينقلب إلى مأساة.هجمت على الرجل الواقف على الباب.كان أطول من * باريك* و أنحف منه ،له أنف أفطس و شعر خفيف.أمسك ذراعها بقوة بينما الرجل الأصغر الذي كان يقف بجانبه- وقد عينيه بنظارة سميكة- ضغط على جانبها الآخر لدرجة أنها شمت عرق الخوف الذي غطى جسمه.
حملقت حولها فرات *باريك* يشبك ذراعه بذراع *مارك* و كأنهما صديقان ، وخرج الجميع للخارج ،كان الرصيف حافلا بالناس بينما أخذت السيارات تشق طريقها بصعوبة في شارع *كروا زيت* ، بينما يتمشى المصطافون خارجين من فنادقهم
عابرين الطريق نحو الشاطئ.كانت سيارة ستروين زرقاء منتظرة عند الناصية و قد جلس *ألفونس جيزر*- السمسار- على عجلة القيادة.دفعوا *شارلوت* و *مارك* إلى داخل المقعد الخلفي مع *لوكا* و صاحب النظارة السميكة الذي سمعت أحدهم يناديه * بورا* و جلسا على الجانبين.جلس *باريك* على المقعد الأمامي و في الحال انطلقت الستروين مخترقة نهر المرور.
كان * باريك* هو اكبر المجموعة سنا و قائدها لأنه وحده الذي كان يصدر الوامر و قد كان هو و * لوكا* داكني اللون بينما كان *جيزر* و *بورا* أفتح في اللون ، كانوا جميعا بلون الطين ، فكرت : ^ لهم عيون قتلة^ ثم أحست بوخز الخوف-قال مارك:
- لن تفلتوا بفعلتكم.
غمغم * باريك* :
- لقد فعلنا..إن خطف الآنسة *بوفيل* هو أصعب جزء و المحافظة عليها أمر سهل. زادوا السرعة و تحدث * باريك* إلى *جيزر* .أخذ قلب * شارلوت* يدق بعنف لقد كانوا ^تلجوانيين^.إذن *مارك* كان على حق ، أصغت لكي تمع ما يقولون.
كان *جيزر* يسأل :
- لماذا أحضرنا الرجل معنا؟و هذا يعني أن علينا أن نراقب اثنين.
عنفه * باريك*:
- اهتم بالقيادة و دع القرارات لي، ألقت * شارلوت* نظرة جانبية على *مارك* هل كان يفهم ما يقول الرجال؟لقد قضى وقتا في ^ أكابلكو^لذا قد يكون لديه معلومات عن كافية من الإسبانية ليفهم حديثهم.
ما الذي يجري في رأسه؟هل لديه خطة لهربهما أم سيدع المختطفين يتفاوضون مع والدها؟بدا مرتاحا للغاية.ربما يكون متحالفا مع هؤلاء الرجال و أن تهديد *باريك* بقتله إنما كان للتغطية و لحمايته.حاولت أن تفهم ما يقولونه باللغة التلجوانية فربما تصل إلى مفتاح السر.
- أستطيع أن أفهم سبب رغبتكم في اختطافي و لكن ليس هناك سبب للإمساك بسائقي.
لم يكشف صوتها عن أية علامة لعصبيتها.
ضحك * باريك* :
- كم أنت مهتمة ب *مارك* ربما يكون حارسا فعليا لجسدك ،أليس كذلك؟
غطى على قلق * شارلوت* صدمة سماعها * باريك* و هو يشير إلى اسمه الأول و لكنها بذلت جهدها كي تخفي ذلك وقالت :
- أعتقد أنكم من^ التلجواي^ و لا بد أنكم تعلمون أنكم ستشوهون صورتكم السياسية بإيذائي.
- آه أنت تتكلمين لغتنا إذن؟
كذبت :
- لا، ولكني أتعرف على لهجتها.
- إذن دعيني أؤكد لك أننا لن نؤذيك شرط أن ينفذ والدك ما طلب منه.
هزت كتفيها و نظرت من النافذة.كانوا قد غادروا *كان* و يتوجهون إلى داخل الأراضي.أدهشها أنهم لم يتخذوا الطريق الرئيسي للسيارات ، وافترضت أن * باريك* وجده خطرا فمن السهل سد مداخل و مخارج الطرق الرئيسية.و إذا كان هؤلاء الرجال يخشون أن يضبطوا فإن الفرصة أكبر في الإفلات إذا اتخذوا الطرق الجانبية.
سألت باتريك.
- كيف عرفت أنني سأكون في المعرض؟
- لقد كنا نتتبعك من شهور منتظرين أن يتولى الجنرال * فارجار* السلطة كي نختطفك.لقد عقد *بورا* و *لوكا* صداقتهما مع فنانك في *سان بول* ن و اكتشفا أنك تبحين عن معرض،و كنا نعلم أن *روزاليا* معروض للبيع
وحصلت على مفاتيحه أما الباقي فأنت تعرفينه.
- إلى أين تأخذوننا؟
- إلى...
قاطعه *جيزر* بسيل من اللغة التلجوانية الغاضبة محذرا *باريك* كي يبقي فمه مغلقا.
حدث جدل عنيف بين الإثنين و لجأ *جيزر* إلى الصمت.أكد هذا إيمان *شارلوت* بأن *باريك* هو القائد و مع ذلك فإنه إذا حدث له شيء فمن الواضح أن *جيزر* هو من سيتولى القيادة كانت الفكرة لا تثير العصبية.
وصلوا إلى تقاطع طرق ، وساروا عدة اميال عبر شارع مهمل قبل أن يتوقفوا تحت ظل شجرة بلوط ضخمة.أعلن * باريك* :
- خذوا راحتكم حيث سنظل هنا إلى ما بعد الظهر بوقت طويل.
تكلم * مارك* لأول مرة :
- لماذا ؟
- لأن علينا أن نذهب عبر عدة قرىو من الأفضل أن نفعل ذلك عندما يكون الناس في بيوتهم.
صاحت * شارلوت*
- معنى هذا أن علينا ان نبقى محبوسين في السيارة لساعات طوال؟
- نعم.
كانت تعلم انه لا فائدة من المجادلة فحاولت أن ترتاح.
عند وقف موتور السيارة و بالتالي عدم تشغيل جهاز تكييف الهواء أصبحت حرارة السيارة لا تطاق خاصة و أن النوافذ ظلت مغلقة.و على فترات كان كل واحد أو اثنان من الرجال يخرجون لفرد أرجلهم و لكن لا هي و لا *مارك* سمحوا لهما بفعل ذلك.
أخذت الساعات تمر متثاقلة و أخذت *شارلوت*- التي خنقتها الحرارة- تتطلع إلى الطبيعة في الخارج.كانت الأرض محترقة بحرارة الصيف القائظة وكانت الشمس شديدة حتى أنها امتصت كمية هائلة من المياه.سرقت الخضرة من الأرض البنية و حولتها إلى اللون البيج ، وحولت نباتات الأسوار من الأخضر إلى الرمادي.و لم يكن هناك سوى زهور نبات البوجنفليا التي تلمع بلون أرجواني.
أخيرا أعلن *باريك* أنهم سيستأنفون رحلتهم. و ساروا لمدة نصف ساعة عبر عدة قرى جبلية ، وكما سبق أن توقع كانت أبواب الحوانيت المضلعة الصاج مسدلة بالفعل ، وبعكس المناطق السياحية كان موعد الإغلاق مبكرا أكثر.
ظلت السيارة الستروين تدرج في طريقها حتى تركت القرية الثانية بمسافة بعيدة و عنذئد انحرفت إلى طريق غير ممهد ووقفت أمام منزل قديم ريفي مبني بالحجارة له نوافذ ضيقة أمامه و طريق حجري رمادي و سقف مغطى بالقرميد الوردي.لو كان الوقت غير الوقت لأحست *شارلوت* بالبهجة من بساطته الريفية ، ولكنها تراه الآن كسجن لها ،أمرها *باريك* عندما دخلا القاعة المربعة بالتحرك:
- إلى الدور العلوي.لا أظن أن كليكما سيعترض لو شاركتما بعضكما في حجرة واحدة.
تقدم بسرعة و تجاوزهم كي يفتح بابا يؤدي إللا حجرة نوم صغيرة مفروشة بمقعدين خشبيين و سرير واحد مفكك.طلبت في الحال:
- أريد حجرة بمفردي.
- هذا ليس فندقا.
قال *مارك*:
-*باريك* على حق.لا تعقدي الأمور يا أنسة *بوفيل*.
التفتت*شارلوت* إليه:
- مع أي جانب أنت بحق الشيطان؟
- مع جانب العقل.إذن كفي عن تعقيد المور.ظلت عدة ثوان لا تجد القدرة على الكلام و أخيرا سألت*باريك*
- متى ستتصل بوالدي؟
- بأسرع ما يمكن.إذا نفذ ما طلب منه فستعودين إلى منزلك في خلال أيام قليلة.
- لماذا لا يكون ذلك باكرا؟
- لأنه على والدك أن يوقع مستندات موثقة تعطي حكومتنا كل رأسماله في بلدنا و عليه ،اكبتي صبرك و اعتبري نفسك في منزلك مع مختطفم المخلص.خرج و هو يضحك بتهكم و أغلق الباب تاركا * شارلوت* تحملق في الوجه المتغضن أمامها و اخذت تتساؤل هل هي محبوسة مع صديق أم مع عدو؟

زونار 03-06-09 04:24 PM

الفصل الثاني عشر
لم تتحدث * شارلوت* إلى *مارك* إلا بعد أن اختفت خطوات * باريك* في الخارج.
- حسنا ماذا تخطط لإخراجنا من هنا ؟
- ليس لدي أية خطة.قد أكون موظفا لمراقبتك و لكن ما يدفع لي ليس بكاف كي أغامر بحياتي و لو كانت كل أموال الدنيا.
- أيها الخنزير الحقير!
- يؤسفني أنك لا تحبين الحقيقة.
كان و هو يتحدث يشير إليها بالصمت و يشير إلى الباب يريد أن يفهمها أن هناك من يتصنت بالخارج.ثم قال بصوت عال:
-خذي الأمور ببساطة و حافظي على أدبك.و كما قال لك *باريك* إنه إذا كان أبوك عاقلا فسيطلق سراحك خلال أيام قليلة.
سمعا صوت طقطقة خشب الأرضية بالخارج و سار *مارك* على أطراف أصابعه إلى الباب و ألصق أذنه به.مرت عدة دقائق قبل أن ينتصب و يومئ برأسه ثم همس :
- لقد ذهبوا ، ولكن أقترح أن نخفض أصواتنا همست بدورها :
- كيف علمت بأنهم ذهبوا.لماذا لم تنظر من خلال ثقب الباب؟
- لأجد نفسي أحملق في عين في الجهة الأخرى ثم ابتسم و أكمل :
- قد أختلف معك في الأمور الاجتماعية و لكن عليك ان تأخذي بنصيحتي عندما تتعاملين مع *باريك* و أمثاله.
- كم تبدو واسع المعرفة! و لكنك تصبح ذا وجهين إذا اقتضى الأمور أليس كذلك؟ و بالمناسبة كيف تسنى ل*باريك* أن يعرف اسمك ؟
- لقد كان يراقبنا من أسابيع عدة و سمعته يقول هذا و من المحتمل أن يعرف عني مثل ما يعرف عنك.
واصلت هجومها:
-أراهن انه يعلم عنك أكثر مما يعرفه عني ، تجاهل * مارك* ملاحظتها و ذهب إلى النافذة فألقت * شارلوت* نفسها منهارة على المقعد.لقد كانت مغامرتها الشجاعة من ساعات قليلة قد هدت من قواها.
فكرت بصوت مسموع :
- لو تركت الفيلا معه لما حدث لي ما حدث
- لسوء الحظ لا أتفق معك في هذا حتى لو كنت معك من البداية لكانت النتيجة في النهاية واحدة ، إنني مخطئ لعدم فحص كل شخص اتفقت معه على اللقاء.ومن المحتمل أن يكون *لوبران*-الرسام- مشتركا في المؤامرة.من أعطاك اسمه؟
- - ليلا.
- آه ، لا أعتقد أنها تساعد المتمردين ، و أعتقد أن *باريك* كان يقول الحقيقة عن متابعة *بورا* و * لوكا* لك إلى أستوديو *لوبران* و أنهما نقلا إليه المعلومات المطلوبة.
- ما هي فرصتك للهروب؟
- ليست جيدة.
- ألا تستطيع الصعود إلى السقف؟
- علينا أن نخرج من النافذة أولا،و عندها سيشاهدوننا.
- إذن علينا أن نظل هنا كالبط المشوي في الشمس!
- هذا أفضل من أن نصبح موتى.إن أفضل شيء تفعلينه هو أن ترتاحي لمادا لا ترقدين؟
- إنني جوعانة جدا لدرجة لا أستطيع معها ان أستريح ، لقد مضت ساعات طويلة منذ أن أكلت.
- ليس في مصلحتهم أن يجعلونا نموت من الجوع وهو ما يذكرني ان أشكرك لمنع *باريك* من إطلاق النار علي.
صدته قائلة:
- لم أفعل هذا من أجلك.كنت آمل أن تكون أكثر فائدة لي حيا من ان تكون ميتا.كانت إجابته جافة :
- مهما كانت دوافعك ، فإنني مدين لك بحياتي.
هزت كتفيها و نظرت إلى نفسها في المرآة الكالحة المعلقة على الحائط أمامها كانت في ثوبها الليموني اللون مثل النرجس بينما لمع شعرها المشتعل و ظهر أكثر ثراء حتى في هذه الغرفة المعتمة الخالية من الإضاءة.
اقترب صوت أقدام و دار مفتاح في الباب ثم دخل *بورا* يحمل صينية ،وضعها على المائدة الخشبية بجوار النافذة ثم انسحب خارجا حيث أغلق الباب بالرتاج خلفه.
حملقت * شارلوت* في الطباق و صاحت-حساء- ،وخبز هل تظن أننا سنحصل على شيء آخر؟
- أشك في هذا ،هيا تناولي طعامك و هو ساخن إن رائحته طيبة.
هذه كذبة لم أسمع بحياتي مثلها من قبل ، ولكني جائعة لدرجة تجعلني لا أهتم.
أكلت بسرعة دون أن تتمتع بمذاق الطعام ثم وضعت طبقها الفارغ على الصينية.
- أتمنى لو أن معي فرشاة أسنان ،قال لها *مارك*ك
- إن الملح على إصبعك هو أحسن بديل.تنهدت :
- هل بصراحة- يتوقعون أن يسلم أبي كل شيء يملكه في ^تيليجواي^؟
- نعم ، وسيطلبون منه أيضا أن يصدر إعلانا يقول فيه إنه ي}يد النظام الجديد إنهم يؤمنون أنه إذا فعل هذا فستتبعه المؤسسات الكبرى الأخرى التي ستجبر قوى الغرب على الإعتراف بالجنرال* فارجار*
- لن يستسلم أبي أبدا للمتمردين.
- ليس أمامه اختيار آخر إذا أراد عودتك سالمة.
أخذت *شارلوت* تفحص *مارك* من أسفل رموشها.يا للأمر المضحك!لم تعد تفكر فيه باعتباره * راينر* كان من الواضح أن هذا التغيير متعلق بإعلانه عن حبه.الحب.فكرت بمرارة أو بالتعقل إذا أردنا الدقة. وقبل كل شيء حتى لو كان متفقا مع *باريك* فإن ملايين * آل بوفيل* قد تكون حافزا قويا له للتجاوز عن معتقداته السياسية.
حسنا ها هي ذي فرصتها واتتها كي تختبره.قالت له :
- لا أعتقد أن والدي سيستسلم بالسهولة التي تتصورها و قد ينتظر ليرى إن كان في إمكانك إنقاذي.
- أرجو ألا ينتظر طويلا فليس أمامنا فرصة كبيرة للهرب ف *لوكا* مرابط في الخارج و *بورا* يحضر له الطعام و هو ما يعني أنهم يحافظون على مراقبتنا باستمرار.
- أنت تعرف الكثير عن نواياهم ، ربما أنت متورط معهم
كان رد فعله هو التهكم.
- آسف أن أخيب أملك و لكني رجل عادي يؤدي وظيفة أحبها كثيرا و هي العناية بالأغنياء.و أن يعيش عيشتهم.
أخذت* شارلوت* تغلي غضبا:
- وه سبب إعلانك الحب لي على ما أعتقد.
قال بلطف:
- اوه..!لا كنت أعني ذلك.
- و ماذا يدعوني لتصديقك ؟
- و ماذا يدعوني لتصديقك؟
- و ما الداعي أن أضع نفسي تحت سيطرتك ؟
تجهمت و قالت :
- سيطرتي ؟
إن الاعتراف بما أشعر به جعلني خاذعا لك ويمكن أن تضري بي كثيرا إن أردت.
- أستطيع أن افعل ذلك إن كنت تحبني حقا؟
و مع ذلك استطاعت حتى أن تفعل فهي تعلم جيدا أنها لن ترغب في إيذائه أخذت عيناها تتجولان في تقاطيعه النظيفة الجميلة ، وعلى شعره البني الحريري المتموج دوما مهما حاول تمشيطه بقوة ، وبقوة عينيه الرماديتين بلون الدخان اللتين كانتا تحملقان في عينيها و مع ذلك لا تفصحان عن خبيثة نفس الرجل ^آه يا ربي لو استطاعت فقط أن تعرف إن كان صادقا أو كاذبا^
أخذت ترتعد فأدارت رأسها بعيدا.
- ألا يوجد بصيص من الأمل في إمكان هروبنا؟
أجاب:
- كان من الممكن أن نحاول لو كنا قريبين من مدينة ، ولكن حتى لو استطعنا الخروج من هنا دون أن نضبط-و هو م لا يحدث- فعلينا أن نذهب بعيدا قبل أن نصل إلى الحضارة.
- ربما يكون هناك مزرعة أخرى بالقرب منا.
- لم أشاهد واحدة.
- يا لك من خنوع !
إذا كانت طمعت بقواها أن تشعل حماسته فقد فشلت لأنه لم يزد على أن ابتسم.
- أفضل أن أسمي نفسي واقعيا، لسنا نمثل فيلما ل *جيمس بوند* فالرصاصات هنا حقيقية فعندما تموتين فليس هناكنهوض من الأرض عندما تتوقف الكاميرات عن التصوير.إذا عرضتك للخطر فسيصبح والدك ثائرا و له الحق، ورهاننا المضمون للنجاح هو أن نجلس في هدوء وما عن يتأكد والدك من أنك سليمة حتى..
- هل تعتقد أنهم قد يقتلونني حتى لو أن والدي فعل ما يطلبونه ؟
قال *مارك* :منتديات ليلاس



لن يحدث طالما تولى المسؤولية *باريك* أما الآخرون فلا أطمئن إليهم.
- إنك ترعبني عن عمد.
- إنني فقط أحذرك ألا تحاولي تجربة مدى صبرهم.
صمت عندما عاد *بوران* لأخذ الأطباق، فسأله في أدب:
-أعتقد أنك لا تريد أن نتجمد حتى الموت ،خرج *بورا*بسرعة و عاد في الحال و معه بطانية خفيفة لونها رمادي.
فرشها *مارك* على السرير.كان الليل قد أرخى سدوله فأضاء مصباح النور و لكن الضوء الصادر منه كان ضعيفا مما أضفى على الأشياء شكلا كئيبا و أصرت *شارلوت* على إطفائه.تحولت السماء الأرجوانية إلى اللون الأزرق الداكن غير ان ضوء القمر أنقذهم من الظلام تنهدت :
-لست أدري ما يحدث ، غير أنني منهكة للغاية.
- إنه الشعور بالضغط و عليك الاستلقاء و محاولة النوم.
خلعت حذاءها باستسلام و رقدت على السرير.قال مقترحا:
- نامي تحت البطانية و هي نظيفة إل حد ما.
طاوعته مرة ثانية و غطت نفسها حتى ذقنها.توترت و انتظرت ما ينوي فعله و لكنه جلس على مقعد ووضع أقدامه على الثاني.قالت له و ضايقها أن جاء صوتها مهزوزا :
- لا يمكنك أن تنام هكذا ،و من الأفضل أن نكون متحضرين في هذا الشأن.
نهض في صمت واستلقى بجانبها و لكن فوق البطانية و كان حريصا عل ألا يلمسها واستقرت ضربات قلبها على وتيرة ثابتة ،همست بعد فترة قصيرة :
- ستصاب بالبرد.غط نفسك بالبطانية فعل ذلك و هو لا يزال صامتا و حريصا ، ومع ذلك بدأت *شارلوت* تحس تدريجيا بحرارته.كم كان متحجرا و ساكنا.أحست بقوته دون ان تدري سببا من الممكن أن يكون عدوا خطرا ، ودت لو تعرف أنه يمكن أن يكون صديقا مخلصا ، أحست فجأة بالرعب مما يحدث لها فالتصقت به.
- لا أريد أن أموت .ليس هنا و ليس بهذه الطريقة.
- لن تموتي يا آنسة*بوفيل* وسنخرج من هنا أحياء.
- كيف لك أن تكون واثقا إلى هذا الحد؟
- لأن الجنرال* فارجار* لا يريد ان يتهم بأنه السبب في موتك.
- فهمت.
أغلقت عينيها ثم فتحتهما في الحال^إنه لأمر مضحك أن يستمر في مناداتي بالآنسة *بوفيل* حتى ونحن ملتصقان ببعض في هذه الحجرة هكذا^
- حسنا كوني هادئة و نامي.
- إنني خائفة للغاية و من المرعب أن أعرف ان الناس يمكن أن يكرهوني بسبب مركز أبي.
قال *مارك* بصوت ثقيل و هو يقترب منها :
- لا أحد يكرهك.
استكانت بين ذراعيه و أحست بأنها في مأمن ، ولم تعد تعتقد أنه يمكن أن يؤذيها.
- إنني سعيدة لأنك معي يا *مارك*
- وأنا كذلك.
كانت أنفاسه دافئة فوق شعرها ، ومع أنها كانت تعلم أنها تواجه الخطر،اشتاقت يائسة أن يقبلها ، رفعت رأسها حتى كادت شفتاها ان تلامسا شفتيه.
قال لها في صوت مخنوق:
- لا تحاولي هناك حد لسيطرتي على نفسي.
توسلت إليه :
- مجرد قبلة.
تنهد و هو يخفض رأسه كانت قبلة صلبة و باردة.وعلمت أنه ليس لديه النية في تغيير مسلكه.ولكنها لم تكن لتقبل هذا.لقد كانت تحارب انجذابها إليه من البداية و ها هي الآن في وضع تهديد، لم تعد تقاوم أكثر من ذلك كان كل ما يهمها هو انه أحبها ، وفي ذراعيه أحست بانها امرأة كاملة. ظل فمه مغلقا،فقرصته قرصة خفيفة،و أخذ تنفسا و لمست جسده بخفة و هي تقول:
- قبلني قبلة صحيحة.
- لا ،جاءت صرخته من أعماقه و دفعها بعنف بعيدا ثم انقلب على جانبه.
- لا يا *شارلوت* لا تفعلي،إنك لا تفكرين تفكيرا سليما،لا أستطيع أن أستغل الموقف.
همست و هي تلتصق به:
- أريدك...
- أعرف و أنا أريدك أيضا ، ولكن ليس بهذه الطرقة و عندما تهبين نفسك لي أريد ذلك و أنت حرة ، وليس بسبب أنك خائفة و أنني الوحيد الذي تعتمدين عليه.
كان على حق دون شك و قد أحبته لأنه مهتم بها كثيرا حتى يجعلها تفهم أن عليها أن تكبح عواطفها ، انزلقت و كورت نفسها في ظهره.
- يا عزيزي *مارك* إنني أثق بك أغلقت عينيها و تنفست في ظهره و هي تستعجب أنها في هذه الغرفة الكئيبة وهي جائعة و غير مغتسلة أصبحت أقرب من البهجة الكاملة عنها في أي وقت من حياتها.

زونار 03-06-09 04:27 PM

الفصل الثالث عشر


استيقظ *مارك* عند الفجر و أدار رأسه ليتطلع إلى *شارلوت* بجواره كانت لا تزال نائمة ، وكا نشعرها متناثرا على وجهها، لم يسبق له أبدا أن رآها حلوة و مغرية كما يراها الآن.كان حاجباها يشبهان الهلال على خديها.منتديات ليلاس


و كانت شفتاها تتفرجان قليلا، اهتزت و كأنها كانت تحس بأنها مراقبة فانسحب نفسه بهدوء من السرير حتى لا يزعجها و تسلل إلى النافذة.كان *جيزر* قد تولى الحراسة و كان يستند إلى البوابة و يلعب بإهمال ببندقيته ، وكأنه يتمتع بوجودها معه.تخشب عندما سمع صوتا بجانبه و استدار عندما فتح الباب.
وقف *باريك* على العتبة يحملق في هيئة *شارلوت* النائمة و *مارك* و قال :
- لم نتمكن من الاتصال ب*بوفيل* و عندما اتصلنا به بالمنزل أمس كان قد رحل إلى^ نيويورك^.
لم يتفاجأ *مارك* ففي الفترة القصيرة التي قضاها بالفيلا رحل الرجل إلى الولايات المتحدة الأمريكية مرتين، ومرة إلى طوكيو ، و أخرى إلى سيدني، وشارك في اجتماعات في كل من لندن و باريس في يوم واحد..قال * باريك*:
من السهل متابعة مصدر مكالمة عن طريق القمر الصناعي : و تركنا له رسالة بأننا وضعنا يدنا على ابنته و أننا سنتصل به هذا الصباح، و هو ما دعاني للحضور جريا إلى هنا ثم لمعت عيناه الداكنتان و قال متهكما :
- لو أنني استأجرت لحماية ابنتي و أمها خطفت كرهينة فلن تستطيع أن تعيش طويلا ، عندما أضع يدي عليك. وافقه *مارك* ثم قال:
- لم اكن كفئا أليس كذلك؟أود أن أتحدث معك.
- إذن تحدث..
- ليس هنا و إنما على انفراد :
اصطحبه * باريك* إلى أسفل في المطبخ خلف المنزل.كان في أحد جانبيه حوض من الصيني كالح اللون مثبت في الحائط ، بينماوضع بجوار الحائط المقابل موقد غاز صغير أسود اللون.في حين أطلت من أعلى نافذة ضيقة على الحديقة كان الحشيش بها عاليا يصل تقريبا إلى وسط الرجل.ملأ *باريك* برادا من الصفيح ووضعه على النار.
- تحدث بسرعة أيها الإنجليزي و لا يسعدني وجودك هنا.
- لن أهرب منكم و أنا مؤمن بقضيتكم.
- اه!!و لهذا السبب كنت تحرس الوريثة.
- لقد أحضرتني ضمن طاقم الخدمة أليس كذلك؟ و أنت ليس الوحيد الذي يريد الفتاة إذ تريجها أيضا منظمتي ف*بوفيل* يدير العديد من الشركات البريطانية و نحن ننوي أن نجعله يخفف من تحكمه...صب * بارك* القهوة في قدحين و أضاف الماء الساخن ، كل ذلك في صمت و وجهه كالقناع.
- هل كنتم ستختطفونها؟
- نعم ، لقد كان رجالنا يخططون لذلك منذ شهور و لكنكم هزمتموننا ، ولو مرت 24 ساعة لكنا اختطفناها.
ارتشف * باريك* القهوة من قدحه بصوت عال.
- ما اسم مجموعتكم؟
- ق.ش أي قوة الشعب.
لم أسمع بها أبدا.
سحب* مارك* مقعدا و أخذ يرتشف قهوته.
- كم عدد من سمعوا بالجنرال*فارجار* قبل الا نتفاضة ؟
وافقه *باريك-* على ذلك.
- هذا حقيقي هل أنت الزعيم؟
تهجم وجه *مارك*.
- أتمزح؟ إن زعمائي أغنياء و أقوياء هم مع الزعماء على السطح و لكنهم يعملون في الخفاء ضدهم.
دلت تقطيبة *باريك* على أنه وجد الفكرة مقنعة و أخذ *مارك* يضغط لصالح قضيته:
- سأعطيك رقما في لندن لتتصل بهةو سيؤكدون ما قلته.
- آسف أيها الإنجليزي ، لأننا نعمل دوما بمفردنا...وضع *مارك* قدحه على الرف و قال :
- لماذا لا نستفيد نحن الاثنين من هذا الوضع؟ اتصل بلندن و...
- لا أنا لا أثق فيك.
سأل *جيزر* و هو يخطو إلى المطبخ:
- لا تثق بمن ؟ وماذا يفعل هو هنا ؟
قالها و هو يشير إلى *مارك*
زمجر*باريك*:
- لا تتحدث إلا معي.ولا تناقش في سلطتي.
- عندما تتعرض حياتي للخطر من حقي أن أحاسب أي شخص.
تحدث *باريك* بلغته الخاصة ووضع الرجل الآخر عند حده.انفجر *جيزر* بالإنجليزية حتى يجعل *مارك* يفهم ما يقول.
- إنه يكذب.هيا تخلص منه.
تدخل *مارك* في الحديث.
- يؤسفني ألا تصدقني.لو كنا وضعنا يدنا على الفتاة قبلكم لحاولنا مساعدتكم.تهكم * جيزر* و هو يقول:
- كيف باستطاعتكم وضع يدكم عليها؟
- لقد كنت أعلمها رياضة التزحلق عل الماء في الخليج، وكان قارب سرعة آخر سينتظرنا بعد ظهر اليوم على بعد نصف ميل و كان من المفروض أن تكون الآن في المغرب.
كان *مارك* يتحدث مباشرة إل *باريك*
- عندما يوافق *بوفيل* على مطالبكم سلموها لنا.
أطلق *جيزر* ضحكة أنثوية شيطانية:
- عندما ننتهي منها فلا يهمنا أن نحتفظ بها.
تطلب الأمر جهدا جبارا حتى لا يوجه قبضته إلى وجه الرجل.
- اعتقدت أنكم ستؤذونها
أعلن * باريك* بعظمة :
- لن نؤذيها.
زمجر *جيزر*:
- يا مغفل.
أخذ كل من الرجلين يحملقان في بعضهما البعض بغضب و تراجع أصغرهما إلى الخلف، ولكن *مارك*كان يعلم أن التوتر يمكن أن يتفجر أكثر عنفا في المرة القادمة.أحس بأن قوته انسحبت منه ، لقد ألقى زهرة و خسر ، وما لم يخترع شيئا آخر فإن عليه و على *شارلوت* العفاء.و مع ذلك ربما كان هنالك ^كارت^ آخر يلعب به.
نهض بتثاقل و هو يقول :
- إذا وضعت يدي داخا بنطلوني و أخرجت مسدسا أرجوكما ألا تطلقا النار علي؟
- حملق *باريك* فيه و قد أخرسته المفاجأة.
- - لقد أخذنا مسدسك منك.
- انظر.
خفض*مارك*يده ببطء داخل بنطلونه ثم أخرجها ثانية و قد وضع بين أصابعه مسدسا صغيرا و لكنه مميت،وضعه بعناية على المائدة و هو يقول:

لو كنت أكذب عليك يا *باريك* لكان باستطاعتي أن أقتلك عندما كنا بمفردنا هنا ، والمسدس مزود بكاتم الصوت، وعليه فلن يكون باستطاعة أحد أن يسمعه،ثم كان باستطاعتي قتل الرجلين في الدور العلوي ثم أتحول للبحث عن *جيزر* و القضاء عليه.
كان بالفعل قد فكر بالقيام بذلك و لكنه خشي ألا تتم على الوجه الصحيح.استمر:
- كان بإمكاني قتلكم جميعا أنتم الأربعة هذا،و كرر قوله وهو يصدر صوتا بأصابعه يشير إلى السرعة.
شحب وجه* باريك* ثم استدار إلى مواطنه و قال :
- حسنا ، هل تزال تعتقد أنه يكذب؟
بدا *جيزر* لا يستقر على رأي.
- من يعلم؟ و لكن هذا لا يشكل أي اختلاف، فلن أسمح لمنظمته أن تستغل الفتاة.
تحدث *باريك* :
- *جيزر* على حق، يسعدني أنك قلت لنا الحقيقة ، وكن عليك أن تظل بالدور العلوي.
اتجه *مارك* إلى الباب و هو يقول :
- لقد أعطيتك مسدسي بطيب خاطر و أرجو أن تتذكر هذا.
أخذ يتساءل عما إذا كانت تلك الحركة غير مثمرة أم مثمرة.عاد
*مارك* إلى غرفة النوم.

ام دموع 05-06-09 10:40 PM

سلام اروية من جميلة بس مارح اقراه لين
تكتمل فبليس كملهى:(:(

ناعمة 06-06-09 08:08 PM

الف شكر اخوي الروايه حلوة :)
وانتظر التكملة :)

شكرا

mersalli 11-06-09 04:31 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بسم الله الرحمن الرحيم شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... متى التكملة لوسمحت.
إنني أنتظر بفارغ الصبرلا تتأخر علينا
:f63::f63::asd: جزاك الله الف خير بارك الله فيك ورحم الله والديك, يعطيك الف عافيه

زونار 12-06-09 11:32 PM

الفصل الرابع عشر

فتحت *شارلوت* عينيها و أخذت تفحص السقف و تعجبت عندما رأت لونه رماديا داكنا و به شقوق ، ما الأمر..؟ عادت بها ذاكرتها و أطلقت صرخة ثم جلست معتدلة وبحثت عن *مارك* لم يكن موجودا و هي وحيدة.أصابها الرعب و جرت نحو الباب.لم يكن موصدا و لكنها عندما همت بفتحه تراجعت وهي تتذكر أنه حذرها إنها تعرض حياتها للخطر إذا حاولت الهرب و لكن أين هو؟ هل قتله *باريك*؟
كان اللم الذي اخترقها من القوة حتى أنها ارتمت على السرير، وأخيرا واجهت الحقيقة واعترفت بأنها كانت طفلة في محاولاتها وادعاءاتها.لقد أحبت *مارك*! رغم هذه الخلفية ولم تهتم بأن تكون ثروتها هي اهتمامه الأول، وكل أمنيتها أن تصبح زوجته، ولم يتزلف إليها إطلاقا و لم تغره بوضعها الاجتماعي و لم يخضعه و رغم أنها حاولت يائسة أن تجعله يركع على ركبتيه ، إلا أنه ظل رجلا معتزا بنفسه ، أوه! لقد أجبر على أن يقوم بدور متواضع و لكنه كان يعلم دوما أنه تمثيل ، وأنه رغم ذلك كان قويا و مصمما و لا ينوي الركوع على ركبتيه أمام أحد أيا كان.
ولكن لم يعد لديها الفرصة لتقول له كم هي مهتمة به ،وأخذ العرق يتصبب منها عندما أخذت تبكي على حياتها التي دمرتها، احاطتها ذراعان كالإسار فصرخت و حاولت التخلص منهما.
-اثبتي إنه أنا! استدارت بسرعة و رأت *مارك* فصرخت:
- لقد ظننت أنك مت.عندما استيقظت و لم أجدك..
- أنا بخير ، لقد أردت الكلام مع *باريك* و ذهبنا معا للدور الأرضي لقد حاولت أن أكتشف ما إذا كانوا قد تحدثوا مع والدك و لكنه طار إلى نيويورك أمس قبل أن يعرف أننا لم نعد إلى الفيلا لتناول الغذاء.
قالت *شارلوت* :
- أراهن على انه طار عائدا في الحال عندما علم بأنني غائبة.متى كلمه *باريك* هاتفيا للمرة الثانية؟
- هذا الصباح.

لم يستطع التعليق لوصول الإفطار المكون من القهوة و نصف فطيرة غير طازجة ز طبق مملوء بمربى المشمش ، صبت في قدحين قهوة و ناولت واحدا ل*مارك* ثم كسرت قطعة منالفطيرة تاركة الجزء الكبر ل*مارك*.أخذها ثم قسمها مرة ثانية و أعطاها قطعة ثانية و قال بهدوء:
- يجب أن تكون القسمة عادلة.
كانت حركة آسرة ، ركعت على ركبتيها بجانبه و قالت:
- لقد كنت عمياء عنك يا *مارك*.
- هل كنت حقا؟
- أنت تعلم جيدا أنني كنت كذلك، لقد أحببتك من البداية، ولكني لم أعترف بذلك إلا في هذا الصباح عندما ظننت أنك قتلت ،تيقنت من مدى غبائي.لا يهمني إن كنت تحب مالي أكثر مني ولكنك ما زلت الرجل الذي أريده.
- هذه مجاملة في صورة لم أسمع بها من قبل.
- لا أعتقد أنك تريدني أن أكذب عليك.أعرف أنك تعتبرني مغرية و لكني لن أخدع نفسي إذا قلت إنك ستفعل ما فعلت في المعرض أمس لو أنني كنت فقيرة.
- كم أنت على حق.
حطمها اعترافه السريع و لكنها اخفت ذلك...
استمر في حديثه:
- لو كنت فقيرة لطلبت منك الزواج بعد أسبوع واحد من لقائك.إنها نقودك اللعينة هي التي منعتني.
رفعها بين ذراعيه إلى أعلى:
- أعرف كل شكوكك في، و لمني فعلا مهتم بك اهتماما أكثر مما ظننت أنه يمكن ان يحدث لي بالنسبة لأي شخص .
أدار ذقنها وألصق فمه بفمها...قبلها *مارك* بغضب و عاطفة ليس فيها حنان.أحست أنها كالزهرة التي أدفأتها الشمس ، اشتعلت العاطفة بينهما مرة ثانية و كاد يحدث ما لا يحمد عقباه و لكنه تمالك نفسه بصعوبة ، وقال:
ليس هذا بالمكان و لا الزمان المناسب ، وإلى ان يحين الوقت علي أن أسيطر على نفسي.
- لماذا إذن تريد أن أفقد سيطرتي على نفسي؟
- حتى انهي شكوكك حولي و كي أريك كيف سيكون المر بيننا.إذا بدأت ممارسة الحب معك لابد أن تمضي ساعات حتى أفكر تفكيرا صائبا و احتاج إلى كل إدراكي و عقلي كي أحاول أن نخرج من هنا أحياء.
كانت إجابته هي كل ما طمحت في الحصول عليه و اختفت كل مظاهر خوفها.
- لا تستطيع أن أصبر حتى أرى وجه والدي، عندما اخبره أنني سأتزوجك توقفت عندما رأت *مارك* يتخشب.
- ماذا في الأمر؟ أنت تريد أن تتزوجني أليس كذلك؟
قال و هويتلعثم :
- كنت على وشك آن أحاول عرض الزواج عليك و لكنك سبقتني.
- عليك أن تكون على استعداد لبذل الجهد حتى يمكنك اللحاق ب *آل بوفيل*،كانت تداعبه و لكن مزاجها تغير فقالت بحماس:
- لا تحاول أن تكذب علي أبدا يا *مارك* إذا لم ترغب بالزواج مني فقل ذلك.
- كيف لا أريد؟! إنه ما أردته منذ اللحظة التي وقعت فيها عيناي عليك، وعرفت أننا لبعض و أنني أستطيع ان احبك و أعزك و أفديك بحياتي.
عم القلق عينيه، وعندما عرفت السبب وضعت كفها على فمه و قالت:
- لا تلم نفسك لما وقع،كانت غلطتي أكثر من غلطتك لقد أثرتك بدرجة كبيرة حتى لم تكن تفكر تفكيرا سليما ووقعنا رهينتين.
- إني أتلقى أجري كي أفكر تفكيرا سليما و لن أسامح نفسي أبدا على ذلك.
- بل يجب لا أريد زوجا يشعر بالذنب و عندما وجدت أنه لا يزال يائسا غيرت الموضوع.
- ماذا ستصنع عندما نتزوج ؟ لست من النوع العاطل.
قال بحرج:
سأكون حارسك المجاني.
هذا ما اضمنه و لكني أتكلم عن الوظيفة.هل تغامر بإدارة المعرض معي؟
- هذا ليس تخصصي.
- هل يغريك العمل مع أبي؟ لقد كان دائما يتمنى أن أتزوج شخصا يستطيع أن يدربني على تولي المر بدلا منه عندما يتقاعد.
- لا اعتقد أنني سأكون قادرا على أن أحذو حذوه ربما يكون هناك شيء آخر أستطيع أن أؤديه في المؤسسة كالمهمات الني تتطلب الدبلوماسية أو ما شابه ذلك.
قهقهت :
- أستطيع بالتأكيد أن أشهد بدبلوماسيتك ، حتى دون محاولة ستجعلني أكل الشهد من يديك.
داعب ذقنها :
- بشرط ألا تعضينهما ، أما الآن فدعينا نترك مستقبلنا ينضد على نار هادئة ولنركز على الحاضر.
قالت :
- عندما وجدت أنك رحلت هذا الصباح اكتشفت أن الباب لم يكن مغلقا.
- لماذا لم تحاولي الهرب؟
- لقد قلت بأننا معزولان تماما و لا نستطيع أن نجد طريقا للخارج.
- لقد غيرت رأيي ، إذا أتيحت لك الفرصة فانتهزيها.
- ليس بدونك.
أصر:
- اعذريني فأنت الوحيدة المعرضة للخطر و إذا استطعت الهروب فأنا يمكنني ا العناية بنفسي.
ضغط ذراعها محذرا إذ فتح *بورا* الباب و أشار إليه:
- إنهم يريدونك في الدور الأرضي.
- زمجر عندما رأى *شارلوت* على وشك أن تتبعه:
- - ليس أنت.
سألته ببرود :
- هل تعترض إذا أردت الذهاب إلى الحمام؟
انتظرها حتى دخلت إلى الحمام ثم أغلق عليها الباب مفترضا أنها ستنادي عندما تريد الخروج منه.
وجدت لدهشتها أن النافذة الصغيرة كانت مفتوحة كانت في المرة السابقة مغلقة.نظرت للخارج متعطشة أن تتنفس الهواء الطلق،أحست ألإثارة تتملكها عندما وجدت نفسها وجها لوجه أمام شجرة زيتون-شجرة!...مدت نفسها على أطراف أصابعها كي ترى بوضوح أفضل.كانت الشجرة جرداء و قديمة وكان الجذع سميكا و الأغصان صلبة كاد قلبها يقفز من صدرها مما آلمها هل تجرؤ أن تغامر بتسلقها؟ وتترك *مارك* الذي شجعها على أن تفعل ذلك إذا أتيحت لها الفرصة؟
كانت فكرة هجره قد ملأتها بالعار و لكن *مارك* كان ملحا للغاية حتى أنها وجدت أن عليها أن تطيعه.منتديات ليلاس


دون مزيد من التردد رفعت نفسها حتى وصلت إلى حافة النافذة و بدأت تحشر نفسها خلالها،كان ثمة فرع سميك يكاد يلمس حائط البيت الريفي فمدت ساقها حتى وضعتها على مكان ثابت.
لم يكن ل *شارلوت* هذا النوع من الطفولة التي تتيح لها التجول و التسكع و هي حرة و تتسلق الأشجار ، وأحست بشعور غير عادي من الدوار عندما اهتز الفرع تحتها متأرجحا.ماذا بها بحق السماء؟ لقد كانت بعيدة على الأرض أكثر عندما كانت تقفز من لوح القفز في حمام السباحة.كتمت أنفاسها اللاهثة أمسكت بالفرع ، وأخذت تستريح حتى بدأ تدريجيا يتوقف على الاهتزاز.بمزيد من الثقة أخذت تتحرك ببطء للأمام باحثة عن موطئ لقدمها على فرع آخر،اشتبك فرع رفيع بشعرها فأطلقت صرخة ألم،آه لو لم يكن لها فقط هذا الإحساس بالألم و لكنها كتمت صيحتها.أخذت تفرق الأغصان بحرص و قد كشرت عندما رأت أنها تفقد كمية كبيرة من شعرها الأحمر الذهبي.
عندما حررت نفسها ثانية أخذت تنزل و هي حريصة على اختيار أكثر الأغصان متانة وأكثرها ورقا حتى تخفيها عن النظار أطول مدة ممكنة.
انتقلت للفرع التالي في الأسفل و نظرت من خلال الوراق و استطاعت للمرة الأولى أن ترى الحديقة بوضوح.
تملكها الرعب كان *باريك* على بعد ياردات قليلة و هو يثرثر مع *مارك* اللعنة!لقد ظنت أنهما في المطبخ جف حلقها و أصبح كعظمة قديمة عادت إلى الخلف و انتظرت ،كانت واضحة في ثوبها الأصفر الفاتح وضوح زهرة عباد الشمس و سط حوض أخضر، لو أن *باريك* نظر إلى أعلى للمحها على الفور، أخذ العرق ينساب على جبهتها و في عينيها و لكنها لم تجرؤ أن تأتي بأية حركة لتجفيفه.
مرت الثواني متثاقلة كل منها و كأنها دقيقة كاملة.لن تستطيع أن تظل في مكانها أكثر من ذلك.كانت ذراعاها تؤلمانها نتيجة إمساكها بالأغصان و أصبحت عضلاتها مهددة بأن تصاب بالتصلب.
كانت تفكر في جدوى صعودها ثانية إلى غرفة النوم عندما ضحك* باريك* ثم لف حول نفسه و أمسك *مارك* و تحركا ناحية الحدود الخلفية للحديقة.
يالحسن الحظ ارتفعت معنوياتها و خفضت نفسها بحذر إلى مجموعة الأغصان التالية التي تطوحت مهددة بسقوطها ودعت *شارلوت* ألا تنكسر و لكنها أخذت في الترنح فضلت ثابتة كالفهد و انتظرت حتى ثبتت فسارت بحذر إلى أن امسكت بجذع الشجرة.لم يكن لديها وقت للبحث عن تجويف لتضع فيه قدمها فقفزت إلىالأرض على العشب الطويل الذي جرح كفيها و ساقيها.
أخذت تئن من اللم و ظلت مستلقية وسط العشب الطويل.كان *باريك* لا يزال يعطيها ظهره و رغم أن *مارك* كان يواجهها فلم تكن متيقنة مما إذا كان قد لاحظها.سمعت التلجواني يضحك مرة ثانية و كان *مارك*يشاركه في الضحك مما جعلها تتساءل عما يقولان.
أبعدت الأمر عن ذهنها وركزت على المهمة التي أمامها.كان سور مغطى بالأشجار أمامها على مسافة قصيرة عن يسارها.لم يكن لديها فكرة عما يوجد خلفه فقد يكون حقلا أو غابة و لكنها لم تكن في وضع يسمح لها بالاختيار.
قال *باريك*:
- ها هو ذا *جيزر* !
سطحت *شارلوت* جسدها على الأرض و كانت تتنفس بصعوبة.لم يحدث شيء و عدت حتى العشرين ثم حولت رأسها.لم يكن هناك أي أثر للرجل فاستمرت في الزحف ناحية السور أمامها عدة ياردات قليلة و تنجح.
صاح *مارك*:
- ها هي ذي الفتاة!
توقفت *شارلوت* و قد شلتها المفاجأة ، هذا مستحيل! و لكنه حقيقة أثبتها باندفاعه نحوها و إلقائه بنفسه فوقها أذهلتها خيانته و نذالته فتمددت تحته و قد ملأ التراب فمها و فتحتي أنفها بينما ملأ الازدراء كل جسدها حتى بلغ الحلقوم.لقد كان *مارك* واحدا منهم ، أخذ يغمغم في أذنها:
- بحق السماء!ّلقد كان من الممكن أن تتلقي رصاصة ، لم يمنحها أية فرصة للإجابة ، رفع نفسه عنها و رفعها على قدميها عندما انضم لهما التلجوانيان.قال *باريك*:
- إن لك عينين حادتين يا صديقي!
غمغم *مارك*:
- من حسن حظكما و إلا تمكنت من الفرار.
- ليس مني!
علق *جيزر* وهو يحتضن بندقيته و كأنها امرأة و قال *مارك* وهو يهزها بعنف:
تعالي! سآخذك إلى الدور العلوي.فحص * باريك* نافذة الحمام المفتوحة و صاح فيها-من الآن فصاعدا لن نتركك
بمفردك إنك بلهاء حتى تعرضي حياتك للخطر ماذا يهمك لو انتظرت أياما قليلة؟
صاح *مارك* فيها بجفاء أكثر منه و جرها ناحية الباب الأمامي ثم صعدا إلى الدور العلوي.لم يتحدث إليها إلى ان أصبح بمفردهما في الحجرة.
همس بوحشية :
- لقد كنت محظوظة أن رأيتك و إلا تعرضت للقتل.
- - أو تحررت!لقد أوقفتني! لقد أوقفتني!
- كان *جيزر* قادما من جانب المنزل ومعه بندقيته.و سمعته يقول ذلك و لو خطوت خطوات أخرى قليلة لرآك و لقتلك.
صاحت:
- كان عليه أن يقول ذلك لأنه إن لم يفعل لبدا أحمق مثل *باريك* كيف لك أن تخونني؟
حافظ *مارك* على صوته المنخفض.
- كان هذا من أجل سلامتك أنت ! أبا تستطيعين فهم ذلك؟ أطل *بورا* من فتحة الباب و قال:
- هيه أيها الانجليزيّ *باريك* يقول : إنه ليس من الضروري أن تبقى مع الفتاة،ويمكنك الحضور و الجلوس معنا.
ابتسم *مارك* :
- شكرا.
جعلت *شارلوت* نفسها بعيدة عنه بمسافة طول الغرفة.لقد اعتقدت للحظة أن سلوكه في الحديقة كان بدافع الخوف عليها و لكنها الآن متأكدة من العكس.كانت ترتعد من المرارة.
- أنت متحالف معهم.لقد كنت على حق فيما كنت أظنه عنك.
- لا تكوني بلهاء ، إنني حتى لم أكن أعرف اسم المعرض.و لقد كان مجرد حظ أن شاهدت سيارتك.
- لا علاقة للحظ بالأمر.أنت خائن.اذهب إلى أسفل عند أصدقائك و امكث معهم ، إنني لا أريد رؤيتك إطلاقا.

زونار 12-06-09 11:37 PM

الفصل الخامس عشر
سرق البؤس كل قوى * شارلوت* و سقطت منهكة على السرير ودفنت وجهها في يديها،كانت تحتقر *مارك* و الأكثر من ذلك فإنها تؤنب نفسها للغاية لحبها له.منتديات ليلاس


فاجئها عودته السريعة و نظرت إليه باحتقار و انفجرت فيه :
- اخرج!
تجاهلها و اقترب منها و قال في صوت منخفض و هو يكاد يهددها :
- لا تحكمي علي يا* شارلوت* فأنت لا تعرفين الحقائق.
- أعرف ما يكفي لكرهك
تصلبت كتفاها كالمخالب الوحشية و لكنه أمسكهما و شدهما إلى جانبيها.
- تمالكي نفسك لقد حضرت فقط لأخبرك أن *باريك* ذهب ليحدث والدك هاتفيا.
- شكرا..والآن اخرج..توقفت عندما سمعت سيارة تجري مسرعة في البراري فحملقت خلال النافذة لترى سيارة فيات متربة قد بدأت في التوقف.
قال *مارك* من خلفها :
- إنها سيارة *جيزر*..و هو أمر سيء من المفروض أن يكون هو الذي يقود السيارة و بجواره *باريك* لمراقبته في أثناء حديثه مع والدك.
جاء صوت انة ألم شديدة من الدور الأرضي و كأنها صادرة من حيوان جريح فارتعدت و صاحت:
- ما هذا؟
- سأذهب لأكتشف الأمر.
عندما انغلق الباب خلفه جاءت صرخة أخرى من الأسفل و اكتشفت *شارلوت* أن أمرا بشعا يحدث هناك.
عاد *مارك* ووجهه شاحب مما يؤكد ظنها ، خطت دون وعي نحوه.
- ماذا حدث؟
- لقد أصيب *باريك* و كسرت ساقه و حدث له ارتجاج بالمخ و قد أحضره * جيزر* ثانية
- أتعني أن والدي...
- لا، لا شيء له صلة بوالدك.لم يتمكن * باريك* من الاتصال به.لقد اصطدمت السيارة بعربة يجرها ثور على بعد نصف ميل من الطريق ، لم يستطع *جيزر* أن يصحبه إلى المستشفى خشية أن يكون والدك قد أخبر الشرطة بأنك رهينة ، لقد أعاده ثانية إلى هنا.
- هذا يعني أن *جيزر* هو المسيطر الآن.
اقترب حاجبا *مارك* من بعضهما :
- أخشى ذلك فما إن يوقع والدك تنازله عن امتيازاته في ^تلجواي^ حتى يقتلك *جيزر*.
- لماذا؟
- للتسلية! لأنك تمثلين كل ما يكرهه .نظر *مارك* عبر النافذة :
- لا يوجد أحد على مرمى البصر بالحديقة و يبدو أن فرصتنا حانت كي نهرب.
ابتلعت ريقها بصعوبة.
- هل ستساعدني على الهرب؟
- و سأهرب أنا كذلك علينا ان نلجأ إلى نافذة الحمام ثانية فلن أجرأ على استخدام الدرج
- لن اذهب.إنك تحاول أن تقتلني.وستحاول أن تجعل الأمر و كأنك اضطررت لقتلي عندما كنت أحاول الهرب.
- هل أنت مخبولة؟لماذا أريد أن أقتلك؟
- لأنني ما إن أصبح حرة حتى أبلغ عنك و عمن تكون.
أنبها قائلا:
- اخفضي صوتك و إلا تعرضنا كلانا للقتل.
لا ليس أنت؟
- أوه! نعم أنا بالذات ف *جيزر*ليس صديقا لي.
- هل يخشى أن تستولي على السلطة منه؟
زمجرت.كان سبب رغبتك*مارك*في الهروب واضحا: لم يكن بسبب خوفه على سلامتها و إنما على سلامته هو.
و دون أن يرد عليها ،جرها إلى الباب و فتحه بهدوء ، ثم وضع إصبعه على فمه محذرا و توجه على أطراف أصابعه إلى نافذة الحمام.بعد دقائق رعب استطاعا تسلق شجرة الزيتون السوداء والنزول عن طريقها إلى الأرض ، همس:
- اخفضي نفسك فقد يكون أحد الرجال ينظر من نافذة المطبخ.
انحنت *شارلوت* و استندت على كفيها و زحفت وراء *مارك*-
كان النجيل ممتلئا بالحشرات الزاحفة و أكثر من مرة منعت نفسها من الصراخ، وصلا بعد وقت-بدا لهما الأبد- إلى سور الحديقة، نصحها قائلا:
- الأسرع أن نقفز من أعلى السور و لكن الأسلم أن نلتصق بالأرض و نزحف من خلال السور،دعينا نجد فتحة...
أخذا يتحركان بوصة بوصة بجوار السور حتى وصلا إلى مجموعة شجيرات أوراقها متفرقة أكثر من غيرها مرا منها بصعوبة فوجدا نفسيهما في طريق ريفي ضيق.قال *مارك*:
- يمكن أن تنهضي الآن، ولكن علينا أن نجري من هذا الطريق، ففي أي لحظة قد يذهب أحدهم للتفتيش في الحجرة عنا.سألته *شارلوت*:
- هل من الحكمة أن نجري في هذا الطريق،إنه أول مكان سيبحثون عنا فيه.
- أعرف ، ولكنه أسرع طريق للخروج من هنا أمسك بيدها وبدأ يجري ، بدا الممر غير الممهد و كأنه بلا نهاية ، وأحست بألم حاد في جانبها عندما وصلا إلى طريق ثانوي ، تألمت و هي تقول:
- ماذا سنفعل الآن؟
- لنر هل يمكننا الحصول على وسيلة توصلنا إلى *جراس*، فهي أقرب مدينة.
- وما العيب بالنسبة للقرية؟
- إنها أول مكان سيتجه إليه *جيزر*.
ارتعدت و نظرت حولها و لكن الطريق كان مهجورا .فجأة سحبها *مارك* سحبة قوية كادت أن تخلع ذراعها من موضعه و جرها للخلف عبر العشب المرتفع الذي يحد جانبي الطريق.وعندما كادت أن تعترض سمعت ضوت سيارة منخفض، لم تجرؤ على التنفس إلا بصعوبة واستلقيا على الأرض بينما أخذ قلبها يدق دقا قويا كانت تسمعه في أذنيها حتى غطا على صوت موتور السيارة، وكل ما كانت تعيه هو خوف يكاد يشلها.علق *مارك*
- هذه سيارة ^الفيات^ و لحسن الحظ أنني تعرفت على صوتها
أجابت و قد انكمشت من الخوف:
- لن يذهبوا بعيدا قبل أن يعودوا ثانية إلى طريقهم.
- أتفق معك،و عليه يجب أن نغير اتجاهنا وأن نتخذ طريق الجبال بدلا من الساحل لأنهم لن يتوقعوا هذا.
- بل سيفعلون، عندما يتقدم *جيزر* ميلا آخر دون أن يرانا ، سيخمن أننا اتخذنا اتجاها غير متوقع أنت ذكي و بارع يا *مارك* و هو يعلم ذلك كما اعلمه.قطب *مارك* جبينه و قال:
- أنت على حق و لن أكون بارعا و لن نذهب لا هنا و لا هناك و لكن خلال اتجاه متقاطع.هذه لغة الحرب يا *شارلوت*: إما النصر و إما الهزيمة.
أعطاها خوفها من الهزيمة القوة كي تحافظ على سرعتها معه حيث أخذا يتسابقان من حقل إلى آخر و هما قريبان قدر الإمكان من خطوط الجسور بعد فترة بدت و كأنها ساعات أحست بألم آخر في جانبها و سحابة حمراء أمام عينيها ، مما جعل من الصعب عليها الرؤية.

صاحت و قد انهارت على الأرض اللينة.
- لا أستطيع التنفس،..استمر أنت بدوني.سأختفي تحت السياج و....
رفعها على قدميها :
- لا يمكنك الاستسلام الآن سنذهب معا أو نظل معا.
صرخت و قدماها ترتعدان:
-لن أستطيع أن أتحرك خطوة واحدة رفعها *مارك* بهدوء بين ذراعيه و استمر في الجري.
عندما التصقت به سمعت دقات قلبه الوحشية في أذنها مباشرة و كانت تتألم لإدراكها قوة تمسكه بالحياة و هي حياة يمكن لرصاصة من *جيزر* أن تنهيها.
ملأت الدموع عينيها و أخذت تطرف بسرعة، و رغم غدر *مارك* أحبته و لن تستطيع أبدا ان تسامحه.
غامرت بالقول:
- أعتقد أن باستطاعتي السير الآن لأنني أحس بأنني أفضل.
- وضعها على الأرض ثم توقف كي يلتقط أنفاسه:
- هذه الحقول لا بد أنها ملك لفلاح و إذا ساعدنا الحظ فسنصل إلى بيته حالا
- - لا تراهن على ذلك ففي هذه المنطقة قد يعيش الفلاح في أقرب قرية.
- دعينا نأمل أن تكوني على خطأ، قالها *مارك* ثم بدأ يجري بقوة بعد فترة توقف و هو يشير إلى مجموعة من الأشجار حول بيت حجري رمادي اللون تقف خارجه سيارة *رينو*عتيقة.
- ها هي ذي وسيلة مواصلات
ثم قال بألم:
- و لكن لا يوجد هاتف و لا كهرباء.
- كيف عرفت؟
- لا أرى الأسلاك التي غالبا ما تكون معلقة في الهواء في المقاطعة الريفية.
- أنت تعرف الكثير عن كل شيء و أعتقد أن هذا يأتي من رجل ليس له نظير بين الرجال.
تجاهل ملاحظتها و قال :
- انتظري هنا و استلقي منخفضة فقد يكون *جيزر* على علم بهذه المزرعة ووضع أحد رجاله عينا له، فهو بارع جدا ليفكر في كل الاحتمالات.
- - وكذلك أنت.
قال و هو مقطب الوجه:
- من الفضل أن تدعي الله أن أكون كذلك ، لأن حياتك تعتمد على ذلك.
- وحياتك أيضا لأنك لو أخرجتني من هنا حية فستصبح بطلا.
أحزنها انه ضحك :
- لم أفكر في هذا من قبل.والآن أجد الفكرة تبدو جيدة.
صاحت :
- ألا تخجل من نفسك؟
- لا مطلقا.
أشار إليها كي تظل مكانها.تحرك بحذر نحو المنزل.استلقت *شارلوت* على الأرض ذات الرائحة الزكية وحاولت ألا تفكر فيما يمكن أن يحدث لو أن أحد الإرهابيين رأى أحدهما.كان خيالها لا يزال يخرب تفكيرها عندما عاد *مارك* وهو يلهث من مجهود الجري.قال:
- كل شيء آمن هناك حيث يعيش زوجان عجوزان وقد وافق الرجل على أن ينقلنا إلى *جراس*.لقد شرحت له أن سيارتنا تعطلت و أننا اختصرنا الطريق وضللناه.
- لمادا لم تخبره بالحقيقة؟
- قد يخاف أن ينقلنا.
ثم أمرها:
- أسرعي!يجب ان نتحرك.كان الفلاح ثرثارا في الثمانين من عمره كان يسعل مثل سيارته* الرينو* و هي تعبر الطرق الريفية.
قال *مارك* عندما هدأت السيارة من سرعتها عند تقاطع:
- كان من الواجب أن نكون مستلقيين في الخلف.
- إذن لماذا لم نفعل؟
- كيف يمكن أن نشرح ذلك قد يظن صديقنا الفلاح لأننا هاربان أو أن أحد الناس طردنا و تخلص منا، وعليه راقبي سيارة ^الستر وين^ إذا رأيتها فقولي.
- ركزت عينيها بعصبية على الطريق و رغم ذلك لم تر سوى طريقا لا نهاية له لا توجد أي سيارات فاستراحت و جعلت نظرها ينتقل إلى *مارك*.لم يسبق لها أن رأته بهذه الوسامة.لقد أدى إسراعهما عبر الريف إلى إضافة لون إلى وجهه بينما كان شعره المتناثر و قميصه الممزق قد زاد من حيويته الرجولية و يداه اللتان أمسكتهما و داعبتهما كانتا مملوءتين بخدوش طويلة و بالدماء الجافة دليلا على قيامه بتمهيد الطريق أمامها عندما كانا يزحفان عبر السور، اشتاقت لأن تمسكهما و تشدهما إلى صدرها و ان تلعق الدم...
- ساءها الحنان الذي أحست به نحوه فنزعت عيناها بعيدا عنه و ركزت على الطريق.وصلا*جراس* دون أية حادثة و طلب *مارك* من العجوز أن يقف عند سفح التل الذي يؤدي إلى المدينة، وناوله حفنة من الفرنكات و قصاصة ورق، ثم تحدث إليه بلغة الريف التي لم تفهمها *شارلوت* سألته بلهجة متوجسة عندما رحلت ^الرينو^:
- ماذا قلت له؟
- لقد أخبرته أنك ابنة مليونير و ان عليه أن يتصل بوالدك، ويخبره أننا في *جراس* ونحتاج إلى مساعدة.
اخترقها الخوف كالسكين، هل يقول الحقيقة أم أنه مخطئ في مساعدتها و أنه يتحول إلى الجانب المعادي ثانية؟ ربما طلب من الرجل أن يتصل ب *جيزر*.
أعلن مؤكدا و كأنه يقرأ أفكارها:
- إنني لا أكذب.
ورغم ذلك فإن نظرة عينيه الفارغة لم تقض على شكوكها، فسألت:
- ماذا سنفعل الآن؟
-سنذهب إلى الشرطة إنها في أعلى التل. زادت شكوك*شارلوت*
- لماذا لم نطلب من الفلاح أن ينقلنا إلى هناك؟ -لأنه لم يكن يستطيع أن يصعد بالسرعة الكافية إذا ما كان رجال *جيزر* متخذين مواقعهم على مداخل الطرق القريبة و من السهل تقييم الموقف إذا اقتربنا على أقدامنا.
- كيف عرفت أن هناك مركز شرطة؟
- عندي خريطة توضح لي كل مواقع الشرطة في المنطقة.
قالت بمرارة:
- أعتقد أنك تستطيع تجنبهم، لولا حادثة *باريك* لما حاولت مساعدتي على الهرب.
لم يعتن بالرد عليها و سار فجأة إلى أعلى التل مقتربا من الحائط الحجري الذي كان يحد أحد جانبي التل و كانت *شارلوت* في أعقابه.كانت مدركة للننظر الذي كانت تنظر إليه،وكانت ترى ثوبها الملطخ بالقذارة و شعرها كان غير مرتب.أخذ عديد من المارة يحملقون فيها و أخذت تتنازعها فكرة أن تتوقف و تطلب من أحدهم أن يساعدها عندما تحركت ناحية سيدة تدفع عربة طفل استدار *مارك* حوله و قبض على يدها و سحبها بالقرب منه.صاحت:
- اتركني.
- ليس قبل أن نصل إلى مركز الشرطة .عندما اقتنعت أنه أحس بما تنوي فعله
اشتعل غضبها، قد يعني أنه يريد إعادتها إلى والدها ، ولكنخ مرات عديدة بدا عليه أنه ينوي مصرعها.
سال العرق على وجهها و لكن *مارك* كان يسحبها إلى أعلى التل بسرعة لم تمكنها من مسحه، صرخت و رأسها يدور:
- خفف السرعة.
وقف تماما و لكن لكي يلصقها بالحائط صارخا:
- ارجعي إلى الخلف.*لوكا* واقف على عتبة مركز الشرطة.
تملطها الرعب...
- أليس هناك واحد آخر نذهب إليه؟
-من المفروض أن *جيزر*و *بورا* يكونان هناك، و أفضل ما نفعله هو أن نتصل هاتفيا بالشرطة من أقرب مقهى و أتذكر من خلال لآخر زيارة لي هنا أنه يوجد واحد عند الركن.
تحرك إلى المام خطوتين بحذر كي تزداد ؤيته وضوحا.
- اللعنة، إن *جيزر* جالس على المائدة خارج المقهى، علينا أن نجد هاتفا آخر.سألته بصوت مهزوز :
- هل تعتقد أن لديه رجالا ىخرين منتشرين في المدينة.
- أشك في هذا ، يبدو أن عددهم أربعة و إذا استبعدنا *باريك* المصاب يصبحون ثلاثة.
فشلت *شارلوت* في أن تستعيد هدوءها.
- أعتقد أننا معرضون للإكتشاف فيما لو تجولنا في الشارع.
تلصص * مارك* بحذر حول الحائط مرة ثانية.
- يوجد مخبز عبر الشارع و سننتظر ^لوري^ يمر حتى يحجبنا عن عيون *جيزر* ثم نندفع إليه.
و في أثناء كلامه مرت عربة خضراوات ضخمة من أمامهم و استخدمها *مارك* كغطاء واندفع معها عبر الطريق.سمعا صوتا عاليا خلفهما، لقد رآهما *جيزر* اندفع *مارك* ناحية الممر مباشرة و فتح الباب نصف فتحة كي تمر منه، وجدت *شارلوت نفسها خلف متجر و أشارت إليه أن يغلق الباب.
همس:
- من الأفضل أن نتركه مفتوحا، دفعها خلف كومة من الصناديق و بدا انه على وشك أن يجري بعيدا عنها.
كان توقعه صحيحا ، إذ بدأ صوت أقدامقادمة يقترب ثم توقف،سار *مارك* على أطراف أصابعه كي يتأكد من أن الممر خال ثم قال:
- سأحاول أن أصل إلى المخبز.
- لا تتركني بمفردي.
ستكونين هنا أكثر أمانا ، عليك أن تمكثي خلف الصناديق ، وسأتصل بالشرطة و أخبرهم عن مكانك، ذهلت و نهضت قليلا:
- ألن تعود إذن مرة أخرى؟
- إن هذا مخاطرة شديدة ، فقد يرصدني الثلاثي الرهبيب و ما إن أجري المكالمة فسأظل أراقب حتى يتم إنقاذك.
سخرت منه :
* ألا تعني أنك ستظل مختبئا؟
- وعندها عندما يجدني *جيزر* قبل الشرطة يمكن لك أن تجد لك مهربا و لكن إذا وجدتني الشرطة أولا يمكنك ان تظهر كبطل.
قال بصوت جاف:
- كم أنت ذكية في تخمينك!
ثم أشاح بيده و رحل...
أخذت *شارلوت* تعد الثواني و هي يائسة،هل ينوي *مارك* أن يتصل بالشرطة كما قال؟ أم أنه يبحث عن *جيزر*؟ ومع ذلك فلا معنى لما تفكر فيه.لماذا تحمل مشقة محاولة إنقاذها مادام-كما تظن- خطط كي يعيدها ل ^التلجوانيين^؟ ما لم يحس الان بانه ليس أمامهم بأية فرصة للهرب و قرر أن يستغلها كورقة للمساومة! ^سأسلم لكم *شارلوت بوفيل* إذا حافظتم على حياتي^كانت الكلمات واضحة في عقلها تماما حتى أنها غرقت في بحر اليأس

و لكن ليس إلى الدرجة التي تجعلها تنتظر في مكانها و تقع في قبضة *جيزر*.من الأفضل أن تضع مصيرها في يدها و تحاول أن تصل إلى الساحل بنفسها.
و من الناحية الخرى ربما تكون قد حكمت على *مارك* بقسوة شديدة.
قد يكون حقيقة قلقا و شغوفا ان ينقذها حتى لو أنقذ نفسه فقط ، وتقديمها سالمة إلى والدها سيجعله يحصل على عرفانه القلبي بالجميل ، بالإضافة إلى مكافأة مجزية بشرط ألا تكشف كيف كان ذا وجهين.و لكن لماذا يجب عليها أن تحميه في الوقت الذي يستحق فيه أن يذهب إلى السجن؟
كانت الإجابة واضحة فأخرجت تنهيدة ثم غيرت وضعها بهدوء أصيبت إحدى ساقيها بالتنميل فأخذت تدعكها بيديهاوهي تئن حيث كان الأبم كالإبر.
أحست بحفيف ناعم فتجمدت ، عاد الصوت ثانية فتراخت، كان مجرد حفيف فأر بين الأوراق ، حاولت أن تتغلب عل رعبها منه ،ذلك المخلوق الضئيل ذي الذيل الحلزوني، ولكنها تستطيع أن تفكر-فقط- في فأر آخر ضخم رمادي له عينان ثاقبتان و أسنان حادة.أخذت الضجة تقترب منها أكثر ، وأخذت تدعو ان تظل محتفظة بقوتها في مكانها كما امر *مارك* قبضت كفيها و أخذت أظافرها تنغرس بعمق في راحة الكف بألم شديد حتى أنها لم تحس بشيء بارد و صلب ينغرس في عنقها إلا بعد قليل.انتصب شعر رأسها فوق جمجمتها و توترت أعصابها.
أمرها *جيزر* بصوت لا تعبير فيه:
- لا تتحركي و إلا سأطيح برأسك؟
تصلبت بسبب رعبها الفظيع ، لقد وشى بها *مارك* لقد غير جلده مرة ثانية و راهن بكل ماله على المتمردين.
أمرها الرجل بالوقوف:
- قفي لأن *بورا* في الإنتظار في السيارة^الفيات^ عند منتصف طريق التل ، أطاعته*شارلوت* و عندما ظهرا في الممر وضع *جيزر* ذراعه في ذراعها قائلا:
- نحنصديقان أليس كذلك؟
كانا كشابين يتمشيان في ضوء الشمس ، سارا فجأة في الطريق و بدا كل شيء تماما كما كان من خمس عشرة ساعة مضت،كانت السماء لا تزال زرقاء ساطعة بينما أتخم الطريق بالسيارات في حين امتلأ المقهى المقابل بالناس.
سار *جيزر* و *شارلوت* بيم سيارة لوري و دراجة وكان تقدمهما ببطء.كان أحد رجال البوليس ينظم المرور أسفل التل، وكانت السيارات و اللواري ملتصقة ببعضها ، كانت ساعة الذروة.
تعطل سيرهما حيث كان *جيزر* دائم الحملقة من خلف كتفه و كأنه يخشى أن يقبض عليه، هل أساءت الحكم على *مارك* بعد كل ما حدث؟ ربما لا يكون قد خانها وهرب.
ضايقها لوري ضخم انحرف نحوها متجاهلا الخط الأبيض خارج الصف، كان الرجل الجالس بجوار السائق يرتدي نظارة سوداء و كلبا من القماش.كان هو*مارك*.كان يحاول أن يقترب منهما و يفاجئ * جيزر* على حين غرة.
لوح الشرطي بذراعه و بدأ المرور يتحرك ثانية.كان اللوري يتقدم بينما توقف *جيزر* وسط الطريق كي يدع اللوري يمر أمامه،هدأ السائق من سرعته و لوح لهما كي يمرا من أمامه.توترت*شارلوت* إذا ظلا في مكانهما فلن يستطيع *مارك* أن يفاجئ *جيزر* و يستطيع ان يفعل ذلك فقط إذا عبر التليجواني الطريق و ظهره للوري،صاحت و قفزت للامام:
- أكره أن اقف في منتصف المرور.اضطر *جيزر* أن يتبعها و تقدم اللوري للأمام أيضا و فتح الباب بهدوءو سرعة كي يتيح ل *مارك* فرصة القفز فوق كتفي*جيزر* ترنح و تخلصت *شارلوت* من قبضته و عدت للامام و كأن الشيطان في أعقابها ناحية رجل الشرطة.
فجأو امتلأ المكان برجال الشرطة يندفعون من جميع الإتجاهات و اتجه البعض ناحية ^الستروين^ التي كانت منتظرة بعيدا عند أسفلالتل بينما ذهب البعض لمعاونة *مارك* في حين احاط بها البعض لحمايتها.
-أنت في مأمن الآن يا *شارلوت* اخترق *مارك* الدائرة الزرقاء و لم تتحقق من الأمان إلا عندما وجدت نفسها و قد رفعها بين ذراعيه، سألته و أسنانها تصطك:
-آمنة؟
- نعم و ستكونين في البيت خلال ساعة.
لم يسبق من قبل أن كانت هذه الكلمة بهذه الروعة.حاولت أن تتكلم و لكن لم تخرج من فمها كلمة واحدة.أخذ وجه *مارك * يبتعد أكثر ثم اختفى ، ودارت السماء حولها و ارتفعت الأرض لتقابلها ، ولأول مرة في حياتها أغمي عليها.

زونار 12-06-09 11:40 PM

الفصل السادس عشر*الأخير*
لم يصحب *مارك* *شارلوت* في السارة التي أقلتها إلى والدها، وآخر مرة رأته فيها عندما كان يصعد إلى داخل إحدى سيارات الشرطة و قد دلت الإبتسامة العذبة و التصفيق من حوله على أنه يعتبر دون شك بطلا..آه لو علموا فقط! لقد افترضت أنه ذهب ليقدم بلاغا و تساءلت عن القصة الملفقة التي اخترعها.سألت الضابط بجوارها:
- ماذا سيحدث للتلجوانيين؟
- سيقدمون إلى المحاكمة ثم يرسلون إلى السجن.لقد كنت سعيدة الحظ أن هربت يا آنسة.
هزت رأسها و أغلقت عينيها بكسل و لم تفتحهما إلا عندما توقفت السيارة عند مقاطعة ^بوفيل^ بعد دقائق أصبحوا عند الفيلا و قفزت من السيارة لتلقي بنفسها بين ذراعي والدها المنتظر الذي صاح:
- حمدا لله على أنك سالمة.
أخذت الدموع تنساب على خديه.
- إنهم لن يسببوا لك الأذى .هل فعلوا؟ألم يعطوك أية مخدرات؟ إذا كانوا...
- لنا بخير يا دادي.
ابتسمت له بامتنان ثم حيت هيئة الخدمة الذين كانوا ينتظرون بجانبه كان معظمهم يعرفونها منذ أيام الطفولة و كان بعضهم يبكي بشكل واضح.قالت *إيفيت* و هي تهتز:
- لقد أعددت لك طبق المحار المفضل عندك لغذاء يا آنسة*شارلوت*.
قبلت *شارلوت* خدها السمين:
عندما انتهي من حمام طويل سأصبح جاهزة لك.
اهتزت ^إيفيت^ من السعادة،و أسرعت *ماريا* إلى الدور العلوي أمام *شارلوت* كي تعد لها الحمام.
احتضنها والدها بقوة ثم ذهب معها إلى حجرة نومهاثم وعدها أن يعود إليها عندما تتمالك نفسها.
استرخت *شارلوت* في الماء الدافئ المعطر فذهب عنها توترها تاركة خلفها ضغطا كان من الممكن أن يسبب لها الإكتئاب.لقد نالت حريتها ، ولكنها لم تعد تمتلك*مارك* لقد عرفته لأسابيع قليلة و لكنه في هذه الفترة كان مرافقها الدائم، ولم يكد يغيب عن عينها، وإذا توخت المانة مع نفسها لم يغادر أفكارها أبدا و لمن من اليوم لن تكون لديها النية أبدا أن تراه، أو تفكر فيه ثانية، ورغم ما قد يكون قد ابتكره للشرطة ، أو لوالدها فهي تعرف الحقيقة ولا تزال مترددة حول ما إذا كانت ستخبر والدها و تدعه يقرر بنفسهمايفعل، ام لا؟
إذا تسترت عليه فقد يكرر ما فعله مع شخصآخر ،كانت الفكرة من البشاعة حتى انها قفزت خارجة من البانيو و تناولت منشفتها.كان الأمر خطأ أخلاقيا لو انها استمرت على صمتها ، حتى لو كان هذا يعني أن يذهب *مارك* إلى السجن.
السجن! لقد كان المر أكثر بشاعة أن تفكر فيه و هوسجين لسنوات.لقد مزقها عدم استقرارها على رأي حتى أنها أخذت تذرع الحجرة ذهابا و إيابا
لم تتوقف إلا عندما ذخلت*مارياتجر عربة محملة بالأسبراجوس الطازج و طبق المحار الموعود و صحن من الخوخ الطازج.
لكن *شارلوت* فقدت شهيتها و اخذتتحملق دون تركيز على الطعام عندما ذخل والدها، انحنى و ركز عينيه عليها:
- إنك تبدين أحسن بكثير.
كذبت عليه:
- إنني أشعر بذلك.
- حسنا لقد اتصل بي *مارك* من لحظات من مركز الشرطة في *نيس* سقطت الشوكة من يدها على الصيتية:
- ماذا قال لك؟
- كل شيء،كيف اختطفت من المعرض و أنه كان يخشى أن يهرب معك لا تتعرضا للقتل ، ولماذا غير رأيه عندما اصيب *باريك*؟حمدا لله أنه فعل ذلك.إنني متاكد من أنه على حق بالنسبة ل*جيزر*و انه كان سيقتلك في الحال بعد أن أحقق مطلبهم.
- لقد انتهى الأمر ان يا دادي، ثم احتضنته،كانت غير سعيدة لامتقاع لونه ة شحوبه و قالت:
انس المر
- لا أستطيع، عندما افكر كيف كان من الممكن قبل وقت قريب أن أخسرك...
أخذ يمسح على شعرها بيد مرتعشة.
* لقد نويت أن اتفق مع الجنرال*فارجار* حول امتيازات التعيين الخاصة بي في ^تلجواي^.و أرجو ألا تفكري أني أستسلم لابتزاز فإن ما أفعله هو اننيأخضع لما لا بد من حدوثه.
كتمت *شارلوت* تنهيدة:
- اعلم ، هل علي أن اظل تحت الحراسة دوما يا دادي؟
- إلى حد ما و لكن ليس بواسطة *مارك* دوم شك.
- لم أكن أريد ذلك.بعد الدور المزدوج الذي لعبه، لا أريد أن أراه مرة ثانية ،هدأ من روعها:
- أفهم كيف تشعرين.
- هل تعني..أنك تعرف؟
- بالتأكيد، ولكنه أنقذ حياتك يا عزيزتي و بدونه كنت ستصبحين ميتة.
قبلت *شارلوت* رأسه:
- ما زلت مذهولة ،كيف تغفر له؟
- أستطيع أن أغفر له كل شيء لأنه استطاع أن يعيدك إلي سالمة.
- ولكن ماذا لو كرر سلوكه مع شخص آخر طلب منه حراسته، ألن تحس وقتها أنك مسؤول؟
- لقد أكد لي أنك ىخر مهمة سيقبلها ، حملقت ^شارل بوفيل^ في وجهها:
- لماذا انت سعيدة إلى هذه الدرجة يا عزيزتي؟
اعترفت:
-إنني أفكر في *مارك* هل لدى الشرطة أية فكرة عن أنه...
- كل ما يعرفونه هو أنه السائق الخاص بك، و لقد قلت صراحة لرئيس الشرطة إنه كان يجب ألا يعرف أحد أنك كنت رهينة و كاما قل ذكر ما حدث في الأخبار كان أسلم.
قالت بلا اهتمام:
- هذا سيسعد *مارك*
-نعم ، و لكن انظري يا عزيزتي أنا اعرف أن *مارك* قد لطخ تاريخه بعملية الاختطاف. ولكنه نظف صفحته عندما فر معك.و كانت شجاعته في التعامل مع *جيزر* من اللوري أمرا يستحق الثناء.هل تعلمين أن الشرطة أرادت أن تتولى الأمر كله و لكنه أصر على أن يقوم بالمهمة بنفسه؟ لقد بدا انه فكر انه الوحيد الذي يمكنأن يوقف ذلك الخنزير اللعين عن إطلاق الرصاص الرصاص عليك أولا.
أحست *شارلوت* بالمرارة في فمها ، فهي كما توقعت أن إنقاذ *مارك * لها جعل منه بطلا.
- ما زلت أظن أنه خسيس ولا أدري كيف تتحمل الحديث معه، لو انني..
قاطعها رنين الهاتف في الحال، كان *جوني* يطلب مقابلتها ، ورغم ان إغراء الاختفاء عن جميع الرجال كان قويا فقد كانت تعلم أنها لن تستطيع أن تنسى *مارك* بالاستكانة.
قالت له:
- امنحني فرصة لأستريح ساعات قليلة يا *جوني* ثم احضر إلى هنا.
سألها والدها :
- هل لا يزال على قائمة محبيك؟
- نعم ، وقد أتزوجه.
لفت ذراعها حول وسط والدها :
- أوه يا دادي كم أحبك!
لمس أرنبة أنفها و قال:
-يا للغرابة! هيا خذي راحتك يا عزيزتي سأراك فيما بعد.
عندما دخلت *شارلوت* أخيرا غرفة المعيشة و هي تهتز مرتدية سروالا أحمر ذهبيا كان بلون شعرها،كان *جوني* مرتخيا في مقعد ذي مساند يدردش مع والدها ، قام بسرعة و اتجه إليها و استبدل تحيته اللئيمة بعناق متوحش.
- كم هو رائع أن أراك يا *شارلي*! لقد ملأ والدك رأسي بكل التفاصيل تامثيرة.
- لم تكون مثيرة إلى هذه الدرجة.
أضاف والدها ووافقه جوني و هو يهز رأسه:
الفضل ل*مارك*.
لا بد أن أقول إنه أدى عملا رائعا يا سيدي ، ولم اتوقع أبدا أنه على هذا القدر من الشجاعة .سخرت *شارلوت*:
- سيستمر في خداع الناس طوال حياته و عندما رأت الرجلين ينظران إليها بدهشة ذهبت إلى الحديقة.
كانت المسية حارة رطبة بينما ظل النسيم دافئا من الشمس ، فكرت أين *مارك* الآن؟ هل هو حر ليدير خطة شنيعة أخرى؟ على العكسمن والدها كانت تعتقد أنه لم يؤد دوره بطريقة مستقيمة.
حاولت أن تكتم الساعات المثيرة التي قضياها في حجرة النوم الصغيرة في البيت الريفي و لكن من الأسهل أن تتوقف عن التنفس من أن تنسى.كانت ذكرى لمساته و شعورها بصلابة جسده و انفاسه اللا هثة عندما حارب نفسه و انتصر عليها.كل هذه الأفكار كانت تطاردها ، ويمكن ان تستمر إلى آخر أيامها، لو أنه فقط استمر في محاولته حتى استسلمت له و هو ما كانت تنويه، كانت على الأقل عرفت روعة الاتصال المثالي،ولكانت على استعداد لتقبله بعد ذلك.
عندما استدارت لتدخل توقفت مكانها و كأنها اصطدمت بجسد كانت تحلم ! لا ، لم يكن حلما بل كابوسا عاد إلى الحياة بل لم يكن كابوسا ، وإنما حقيقة، لأن الرجل الذي أملت ألا تراه على الإطلاق، أهو بهذه الوقاحة حتى يأتي إلى هنا، ياله من محتال!
قال ببساطة:
- هالو *شارلوت* إنني سعيد ان أراك و قد عدت كسابق عهدك.
- لقد عدت إلى نفسي فعلا.
زظرت إليه بتعال و رغم ذلك اقترب منها فأحست بالصدمة من ظهوره.كان يرتدي بنطالا بحريا و قميصا أزرق فاتحا و هو نفس الزي الذي أسر فيه و لكن البنطلون كان ممزقا بينما تلطخ القميص بالدم، كان وجهه قاتما من التعب بينما كان على خده ورم أرجواني اللون كان ذلك اللون ينعكس ظلال تحت عينيه، كان اشتياقها لأن تحتضنه شديدا و كان عليها أن تقاوم ذلك بغضب.
- كيف تجر}على أن تعود إلى هنا! هيا أخرج!
عندما لمح والدها *مارك* عبر الباب الزجاجي، ناداها و أسرع نحوهما و لكنه توقف.
- ماذا حدث لك؟
صاحت:
- هل انت في حاجة إلى السؤال؟
أسرعت في الهروب لكن *مارك* اعترض طريقها:
- ألا يمكن أن تسامحيني يا *شارلوت*؟
- إطلاقا.
رأت بركن عينها أن والدها عاد للداخل.
- قد تكون تمكنت من إقناع دادي أن يسامحك و لكن لن تستطيع ذلك معي.
- لا أرى أي خداع في المر، لقد فعلت ما كان علي أن افعله.
- من أجل معتقدلتك على ما أظن!
- نعم، ولكن أيضا لأن ذلك وظيفتي.
- هل هذا كل ما يهمك؟ الوظيفة؟ أوه إن هذا يزيد من ازدرائي لك.
تركته غاضبة.
- لماذا عدت؟
- كي أجمع حاجياتي، وأتحدث مع والدك بشأننا..
- بشأننا؟ أتظن أنني..
تلعثمت و هي تقول:
- إنك مجنون لقد اخبرتك في البيت الريفي عن رأيي فيك .
- لا يمكن أن تعني ذلك الان يا *شارلوت* إنك تحبينني فطريقة تقبيلك لي..دعيني ألمسك..
- إذن ماذا؟لقد كنت خائفة لدرجة الموت و كنت أمامي.
غرست اظافرها في راحة يدها و حاولت أن يبدو صوتها مسليا:
- كل ما كان بيننا هو الإنجذاب و عندما تنتهي بهجة الجديد سرعان ما تحس بالملل، ويدهشني أنك تفكر عكس هذا.
كان وجهه داكنا قبل هذا الحديث و لكنه أصبح لآن معرضا لكل الألوان استدار نصف استدارة فرأى *جوني* في الباب بجانبها، قال بلهجة جامدة،
- أعتقد أن *جوني كراكستون* هو نمطك المفضل.
كذبت و هي ترد:
- لقد تحققت من ذلك عندما كنت رهينة، إنني انوي ان اتزوجه.
- إذن ليس هناك المزيد مما يمكن أن يقال، أتمنى أن تصبحي سعدة يا *شارلوت* .الآن إذا سمحت لي سأودع والدك و أجمع حاجياتي.
هزت كتفيها وذهبت بعيدا...لم تعد لغرفة المعيشة حتى غادر *مارك* الحديقة و ذهب لحجرته.أنبها والدها:
- لا أستطيع أن أستوعب موقفك نحو *مارك* لقد غامر بحياته لكي ينقذك
- لينقذ جلده هو.
أطاحت بيديها في يأس و أكملت:
-قد يكون غامر أمام رصاصة*جيزر* و لكن ما حدث فقط في النهاية عندما تبين له أنه من الممكن الإمساك بهم، ولو أنه تأكد من انتصارهم لانضم إليهم، إنه خائن ذو وجهين ا دادي ةلا أستطيع أن أنسى ذلك حتى لو استطعت أنت أن تنسى.
ذهل *بوفيل* و ظهر ذلك جليا عليه:
- خائن؟ إنني أعلو أن *مارك* كان مخطئا لأنه مكنك من توجيه لطمة له، وسمح لك بالذهاب إلى المعرض بمفردك، ولكن اللوم يقع عليك أكثر منه لقد اقترح هو و السر *إلريك* أن يقوم بحراستك ثلاثة رجال و يدورون حولك كعقارب الساعة و لكني لم أرغب في إخافتك، وصممت على أن يكون *مارك*بمفرده.
جاء دور *شارلوت* لتصاب بالدهشة و الذهول:
- وما دخل السير*إلريك* في الأمر؟
- *مارك* يعمل عنده.
- وهل لا يوال؟
عبس والدها و قال-بالتأكيد- لا أفهمك إنك تتصرفين و كأنه لا بد من حبس *مارك* في القلعة في أقرب وقت.
قال *جوني* بحياء و هو يمرر أصابعه في شعره:
- اغفري لي و لكني أشعر بأنكما لستما على اتفاق.
ركز نظره على *شارلوت*:
- ما الذي تأخذينه على *راينر*؟
- لقد كان متحالفا مع *باريك*، قفز والدها من مقعده و كأنه تلقى رصاصة:
- يا طفلتي العزيزة، ألا تفهمين أن كل ما فعله *مارك* عندما كنتما أسيرين إنما بغرض إن يجعل *باريك* يعتقد أن *مارك* في جانبهم.
صاحت:
- ولكنه في جانبهم فعلا، لقد منعني في أول مرة حاولت فيها الهرب.لقد سمعت ما قاله لهم و رأيت كيف كان يتصرف.
-لقد فعل ذلك من أجل سلامتك أنت إذ كان *جيزر* على بعد أقدام قليلة منك.يا للعار يا *شيرلي*! إن مارك عضو محترم للغاية في المنظمة التي يديرها السير*ألريك*
انهارت *شارلوت* دون كلمة على المقعد ، قال لها *جوني*:
- ألا تذكرين إشارتي إلى الجنرال*راينر*...حسنا إن مارك هو ابنه.
-ابنه؟الإبن الذي ذهب إلى كوبا؟
- كانت مهمة سرية للأمريكيين، إذا كان هناك شيء آخر تريدين معرفته عنه يمكنك أن تسألي السير*إلريك* مباشرة حيث سيقضي عطلة هذا الأسبوع معنا هنا.و أريد أن أشكره شخصيا لأنه سمح لنا بخدمة *مارك*
نهضت *شارلوت* و هي غير متمالكة لنفسها.لماذا لم يخبرني *مارك* بكل ذلك عندما كنا في البيت الريفي؟
- كان يخشى أن تتركيه نتيجة ذلك.
- ولكن كان بإمكانه ان يقول لي عندما كنا نجري مطاردين.
- أعتقد أنه كان يحتفظ بأمر ما بذهنه...
لم تتنتظر لتسمع أكثر و طارت عبر الحجرة، ولم تتوقف إلا عندما وصلت إلى الباب و مدت يدها ل *جوني* قالت و هي متقطعة النفاس:
- هذا أمر سيء...لا أستطيع...
أجابها بتقطيبة لئيمة:
- هذا واضح، لقد عرفت ذلك في اللحظة التي دخل فيها *راينر* هنا الليلة .منحته ابتسامة دافئة و أسرعت إلى أعلى نحو حجرة *مارك* و هي تدعو الله أن يكون هناك.لم تنتظر حتى تطرق الباب و اندفعت للداخل .كان يغلق قفل الحقبة و نظر إليها صائحا:
-كفى! لا أريد مزيدا من الإهاناتفلقد تلقيت منها ما يكفي و زيادة.
صاحت و هي ترتعد :
- هل تقبل اعتذارا؟
تجمدت يده على الحقيبة وتساءل:
- اعتذار!
- أم تريد مني أن أركع عند أقدامك؟سأفعل ذلك بكل رغبة مني و سأظل في مكاني حتى ترفعني.
ركعت على ركبتيها و لكنه أمسكها من وسطها:
قال وهو يتلجاج:
- لا ، أفضل أن تكوني في مستواي ثم انحنى مقترباو سأل:
- لماذا هذا التغيير في القلب؟
عندما بدأت في الشرح وضع أصبعه على فمها و قال:
- فيما بعد يا حببتي لأن كل ما أريده الان هو هذا...
سحبها نحوه ووضع خده على شعرها أحست بجسده يرتعد فأحت بالعاطفة تملؤها كلها.
- أحبك كثيرا يا *مارك*هل يمكن أن تسامحني لكل الأسياء الرهيبة التي سببتها لك.
- أية أشياء؟ كل ما أذكره هو قولك نك تحبينني.
- ولكنك لا تعرف كم أحبك كثيرا؟
- إذن ألاني.
- تعلقت ذراعاها برقبته و استكانت بين أحضانه و أخذ يدللها.
- هل تخشينني؟
- أخشى نفسي.لقد عشت على اعصابي أياما طوياة ووجودك هكذا يزيد من اشتعالها.
- هناك حل واحد إذن لا بد أن تتزوجيني فورا.
ابتعد عنها و نظر في عمق عينيها، كان جادا و مصمما:
- هل تتوقعين أن أترك عملي و ان اعمل عند والدك؟
كانت تعرف الإجابة الفورية عن سؤاله و لكن لم ترد منه أن يظن أنها تأخذ السؤال محمل الهزل فكرت دقيقة قبل ان تجيب:
* ستظل دوما سيد نفسك يا *مارك* و هذا أحد الأشياء التي تعجبني فيك و يجب ان تفعل ما تحب.
- هل توافقين أن يكون زوج *شارلوت بوفيل* رجلا مجهولا في أمن المخابرات؟ إنني أود أن أستمر في وظيفتي و أخشى ألا يكون ذلك ممكنا.
سألته بعصبية:
- وهل يجعلك هذا غير سعيد؟
خفض رأسه و قبلها و قال:
- سآخذ مكافأتي و لكن ماذا عنك؟ هل ما زلت تؤمنين أنني اجري وراء مالك؟
- إطلاقا.
ضحكا معا و عندما لفت ذلااعاها حول رقبته ثانية خلص نفسه بحزم و خرج من الحجرة:
- تمالكي الآن نفسك يا آنسة *بوفيل* هناك امر بسيط حول مباركة والدك للزواج و كذلك وثيقة الزواج
مدت ذقنها بتعال:
- هل تلعب در الزعيم علي ثانية يا *مارك*؟
- أنت على حق تماما يا آنسة.منتديات ليلاس





تـــــــــــــــــــــمــــــــــــــــــــــت


) منقولة من منتدى اخر للامانة كل الشكر لمن كتبها)

mersalli 13-06-09 09:57 AM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ...
الرواية روعة
:110::rdd12zp1:

جمرةغضي 01-07-09 11:44 PM

يعطيك الف عافيهعلي الرواية الحلوه

الجبل الاخضر 01-08-09 09:50 PM

ووووووووووووووووووواوووووووووووووااااوووووووووووو ررروعه جدانفعلت معها وكانت مشوقه جدا تسلم ايدك

مجهولة 11-08-09 05:45 PM

الرواية في غاية الروعة و الإثارة مشكووووووورة

زهرة الماس 29-11-09 12:53 AM

يسلموووووووووووووووووووووووووووووو00000000000تحياتي لك

LOLO222 29-11-09 07:59 AM

يسلمو على الرواية الروعة
اختيار موفق :55:

قماري طيبة 30-12-09 03:27 PM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

سفيرة الاحزان 28-04-10 03:00 PM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

حجر فيروزي 02-06-10 05:04 PM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

sadeka 05-06-10 03:01 PM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

cure 08-06-10 11:05 AM

... لك مني أجمل تحية . موفق بإذن الله ... . جزاك الله الف خير بارك الله فيك ورحم الله والديك, يعطيك الف عافيه

samahss 16-08-10 07:06 AM

الروايه حلوةجدا

нάмşά 3şħ2 19-08-10 04:22 AM

رائعة

شكرااا لكي

آآهات 21-08-10 01:49 AM

يسلمووووووووووو كتيرررررررررر حلوووووووووه

saroia 10-10-10 10:45 PM

kteeeeeeeeeeer 7ilwa yslmoooooooooooooo :8_4_134:

فجر الكون 17-10-10 07:06 PM


شكـــــــراً لكـــ

hamesha 22-11-10 11:47 PM

rewayaaa raw3aaaaaa chokrann laki 3alaaaa na9lii *******hh...motamaniyateeee lakiiiiiiiiiiiiii betawfi999999999999...wa at7efinaaa be 9asasennn 2o5raaa....aregatooooo^^

hamesha 22-11-10 11:49 PM

rewayaaa raw3aaaaaa chokrann laki 3alaaaa na9liihhaa...motamaniyateeee lakiiiiiiiiiiiiii betawfi999999999999...wa at7efinaaa be 9asasennn 2o5raaa....aregatooooo^^
ا

المحظوظ 23-11-10 10:15 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جمرةغضي (المشاركة 1998852)
يعطيك الف عافيهعلي الرواية الحلوه

الروايه حلوه كتير مشكوووووووووووووووووووووووورين

المحظوظ 23-11-10 10:17 PM

شكرا لذوقكم الرفيع الروايه غايه في الاثاره

العنقاء الحزين 26-11-10 03:40 PM

جميييييييييييييييلة جدا الرواية دي يا زونار
جمعت بين الرومانسية والاكشن
تسلم ايدك ياعسل
وماتحرميناش من جديدك..

طيف السما 21-02-11 03:57 AM

اشكرك على مجهودك فى البحث عن افضل الروايات انتى فعلا رائعه:friends:

سنيوريتا 06-05-11 01:17 PM

روووووووووووووووووووووووووووووووووووووووعه جدا

انجلى 09-05-11 10:22 AM

رائععععععع رائعععععععععععععععععععع رائعععععععععععععععععععععع:rdd12zp1::rdd12zp1::rdd12zp1::0041::0041::0041::congrats:

fadi azar 09-05-11 10:55 AM

كتير حلوي مشكورة

نجلاء عبد الوهاب 20-06-11 04:22 AM

الرواية مميزة جدا وشكرا:8_4_134:

زهرة منسية 22-06-11 01:55 PM

شكرآ جزئلآ

سومه كاتمة الاسرار 22-06-11 06:55 PM

رووووووووووووووووووعه
:8_4_134:

ندى ندى 19-10-11 04:13 AM

جميله جدا ورائعه

الطير المجروح2012 07-08-13 02:42 AM

رد: 7- المليونيرة المدللة - المركز الدولي (كاملة)
 
رووووووووووووووووووووووووعه

doctor.dodo 20-08-13 05:21 PM

رد: 7- المليونيرة المدللة - المركز الدولي (كاملة)
 
شكرااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا اااااااا

ام عبيده 01-09-13 03:42 AM

رد: 7- المليونيرة المدللة - المركز الدولي (كاملة)
 
يسلموووووووووووووووووووو


الساعة الآن 01:37 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية