قصص الانبياء 2 بقية قصة آدم عليه السلام وحتى وفاته
قصص الانبياء بقية قصة آدم عليه السلام وحتى وفاته في الحلقة الماضية تكلمنا عن بداية خلق آدم عليه السلام وكيف أن الله عز وجل خلقه بيده وأسجد له الملائكة ثم أدخله الجنة فلما دخل الجنة إسْتَوْحَشَ فيها فخلق الله عز وجل له زوجة يأنس بها ويسكن إليها وخلقها الله عز وجل من ضلعه عاش آدم عليه السلام مع حواء في جنة يأكلان من ثِمارها يتضللان بضلالها يشربان من أنهارها وَنَهَاهُمَا الرب عز وجل عن الاكل من شجرة واحدة في الجنة كُلِّهَا فبدأت المعركة الاولى بين إبليس وآدم عليه السلام وحواء إنها معركة بين البشر وإبليس إنها الجولة الاولى في هذه المعركة كيف يجعل إبليس آدم عليه السلام يعصي ربه عز وجل ما قال له أبداً كُلْ من هذه الشجرة التي نَهَاكَ الله عز وجل عنها أبدا ما قال له إعْصِي ربك عز وجل لا ولكنه جاءه بأسلوب آخر{فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآتِهِمَا وَقال}شوفوا الاسلوب{وَقالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَة إلاَّ أنْ تَكُونَ مَلَكَيْنِ}ألا تحب يا آدم أن تصير ملكا حواء ألا تُحِبِّين أن تكوني من الملائكة الكل يحب هذا إذا أكلتما من هذه الشجرة صِرْتُمَا من الملائكة الذين يعبدون الله الذين يُقرِّبُهُم الله الامر بسيط كُلاَ من هذه الشجرة وتنتقلان مباشرة إلا جنس الملائكة{إلاَّ أنْ تَكُونَ مَلَكَيْنِ}أو يا آدم يا حواء ألا تُحِبَّانِ أن تَعِيشَا في هذه الجنة مُخَلَّدَيْنِ لا موت لا نهاية فقط كُلاَ من هذه الشجرة {أوْ تَكُونَ مِنَ الخَالِدِينَ}وكلما أتى إبليس بصورة من الصور وبشكل من الاشكال إلى آدم عليه السلام لم يستجب آدم لأن آدم عليه السلام يَعْبُد ربه عز وجل ويُطِيعُ الله جل وعلا ومرت السنين ومرت الايام وآدم عليه السلام وحواء لا يقتربان من هذه الشجرة فاستغل إبليس تعظيم آدم لربه عز وجل ودخل من هذا المدخل أخذ يُقسِمُ بالله عز وجلااُقسِمُ لكما أنني صادق بحديثي والله الذي لا إله غيره إذا أكلتما من هذه الشجرة صِرْتُمَا خالدين في هذه الجنة تزيين غُرور {وَقاسَمَهُمَا}بدأ بالقسم {وَقاسَمَهُمَا إنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ}في هذه الفترة صدَّقَ آدم إبليس وَنَسِيَ الذي بينه وبين ربِّهِ عز وجل بدأ التصديق لِمَا لأن إبليس أقسم بالله ما كان يتصور آدم عليه السلام أن مخلوقا يُقسِمُ بالله كاذِبا فصَدَّقَ إبليس وبدأ يمشيان خلفه {فدَلَّهُمَا بِغُرُورٍ }فوصل إلى الشجرة وإبليس يُزين وإبليس يُشجع وإبليس يدفع فإذا بحواء تأخذ ثمرة من هذه الشجرة فتأكل وإذا بآدم يأكل من هذه الشجرة أول ما ذاق من هذه الشجرة {فلَمَّا ذاقَا الشَّجَرَة بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا}ما كان آدم عليه السلام يرى سوءة حواء ولا حواء ترى سوءة آدم فلما أكل من الشجرة إنكشفت السَوْأتَانِ{فلَمَّا ذاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا}آدم عليه السلام لأن الحياء فُطِرَ الانسان به لما رأى عورة حواء هرب منها وحواء لما رأت عورة آدم هربت منه لأن البشر قد فُطِروا على الحياء هرب آدم من حواء وهربت حواء من آدم عليهما السلام كل واحد يهرب من الاخر يبحثان عن ورق في الجنة من الاشجار فيقطعان الورق كل منهما يُغطي سوأته {وَطَفِقَا يَقطِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الجَنَّةِ}وآدم عليه السلام يهرب وآدم يهرب والاشجار تتعلق به والاغصان تتعلق به وآدم يُريد الخلاص منها ويهرب ويهرب ويهرب فيُناديه الرب عز وجل يا آدم آ فِرارا مني يا آدم أتَفِرُّ مني يا آدم فيقول آدم لربه لا يارب لا يارب لكنني إسْتَحْيَيْتُ مِنك لكنني إسْتَحْيَيْتُ منك{وَنَادَهُمَا رَبُّهُمَا ألَمْ أنْهاَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَة وَأقُلْ لَّكُمَا إنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌ مُّبِينٌ بكى آدم بكت حواء بكى الاثنان يقول آدم في نفسه سبحان الله كيف نسيت كيف وقعت بالذنب يبكيان وهما يدعوان الله عز وجل ربنا {رَبَّنَا ظَلَمْنَا أنْفُسَنَا وَإنْ لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمُنَا}مع أنه أبوا البشر مع أنه أول نبي مع أنه الذي خلقه الله بيد لكنه إستغفر لكنه أناب لكنه تاب {رَبَّنَا ظَلَمْنَا أنْفُسَنَا وَإنْ لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمُنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرينَ}إشتد البكاء طال البكاء من آدم عليه السلام إنه الندم كيف نسيت كيف أغراني الشيطان كيف لم أتذكر أنه عدو لي كيف أكلت من هذه الشجرة وآدم عليه السلام يبكي والرب عز وجل يقول له يا آدم ألم أنْهَكَ عَنْ هذه الشجرة يا حواء ألم أحَذِّرْكُمَا من إبليس جاء جبريل بنفسه إلى آدم وهو يبكي فرفع عنه التاج جاء ميكائيل فرفع الاكليل عن جَبِينِ آدم عليه السلام فظن آدم أن العقوبة ستقع عليه الان لكن رحمة الله قريب من المحسنين أنزل الله عز وجل آدم عليه السلام إلا الارض معه حواء معهما إبليس الثلاثة آدم حواء إبليس اُنْزِلَ الثلاثة إلى الارض لتبدأ العدواة لتبدأ المعركة بين من بين آدم وحواء وبين إبليس أول معركة ستبدأ الان على وجه الارض ساحة المعركة {قُلْنَا إهْبِطُواْ مِنْهاَ جَمِيعاً فَإمَّا يَاتِيَنَّكُمْ مِّنِي هُدىً }سوف أنزل عليكم الهدى تبدأ العدواة بين الثلاثة بعضكم لبعض عدو {فَمَنِ إتَّبَعَ هُدَايْ فَلاَ يَضِلُّ وَلاَ يَشْقَى}وإن كنتم في الارض التي مُيِّزت بأنها دار البلاء ودار الشقاء لكن من إتبع هداي فلن يضل ولن يشقى{وَمَنْ أعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكَاءَ}يقولون أن آدم اُنزِل في الهند وحواء في مكة والتقايا وبدأ التكاثر على وجه هذه الارض وبث منهما رجالا كثيرا ونساءا وإبليس يترصد بهما وبذريتهما التحدي الذي تحدى به ربه بدأ يُنَفِّذَهُ الان على وجه الارض وبدأت العداوة وآدم لا زال يبكي آدم لا زال يتذكر خطيئته آدم لا زال يتذكر معصيته فإذا بجبريل ينزل إليه فيقول يا آدم إلى متى تبكي لِمَا كل هذا البكاء فيقول دعني أبكي يا جبريل دعني أبكي يا جبريل فقد أذنبت ذنبا عصيت الله عز وجل فأخذ آدم يكلم ربه فيقول ربي ألم تخلقني بيدك فيقول الله عز وجل لِآدم بلى يا آدم يقول آدم يارب ألم تُسْجِدَ إليَّ الملائكة فيقول الله عز وجل بلى يا آدم فيقول آدم لربه يارب ألم أعطس فقلت يرحمك ربك قال الله عز وجل بلى يا آدم فيطلب طلبه قال ربي إن أنا تُبْتُ إليك وأنبت فهل أنت راجعي إلى الجنة قال الله عز وجل نعم يا آدم نعم يا آدم{فتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَّبِهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إنَّهُ هُوَ التَّوَابُ الرَّحِيمُ }وكأن الرب عز وجل يريد أن يعلم بني آدم أن الذنب لابد يقع فكل بني آدم خطاء فإذا كان أبونا أبوا البشر وقع بالذنب نسي ووقع بالذنب لكن خير الخطائين التوابون إفعلوا كما فعل آدم بكى ندم إسترجع إعترف بذنبه إعترف بظلمه {وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى ثُمَّ إجْتَبَاهُ رَبُّهُ فتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى}الله عز وجل يقول مع أنه عصى ونسي ولم ينفذ أمر الله عز وجل بشر هكذا الانسان ضعيف ووقع بهذ الذَّلَّة لكن من تاب تاب الله عز وجل عليه عاش آدم على هذه الارض وهو يريد أن يرجع إلى الجنة مرة أخرى فمن ذاقها وذاق حلوتها إشتهى أن يرجع إليها عاش الثلاثة ثم بعد هذا ذرية آدم وذرية إبليس وتكاثر الجميع والعداوة بدأت بعضكم لبعض عدو لكن أنزل الله الكتب وأرسل الله الرسل فمن إتبع هداي فلا يضل ولا يشقى ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكاء وكان لِآدم عليه السلام إبْنَانْ قابيل وهابيل وكانت سنة آدم في ذريته وتكاثر ذريته أن تلد زوجته في كل بطن ذكر وأنثى فيتزوج الذكر في البطن الانثى في البطن الاخر وتتزوج الانثى في البطن ذكرا في بطن آخر حتى جاء يوم من الايام فاختلف أحد أبناء آدم في فتاة مع أخيه من إنه قابيل أراد أن يتزوج فتاة ليست من حقه إنها من حق من من حق أخيه هابيل فجاء إليه وقال أريد أن أتزوج هذه الفتاة قال له هابيل إنها ليست لك يا قابيل إنها لي هي أحق أعطاني الله عز وجل إياه فاختلف الاخوان إلى آدم عليه السلام واختصم إليه فقال لهما آدم عليه السلام قال لقابيل وهابيل قال لِيُقرِّب كل منكما قرْباً إلى الله عز وجل ومن تقبل الله قربانه يتزوج هذه الفتاة فإذا بهما يُقربان قربانا إلى الله جل وعلا يُقربان قربانا إلى الله ما الذي قرباه كان قابيل عنده زروع يزرع وكانت عنده سنابيل فقرب أرْدَأ سنبلة لربه عز وجلا أما هابيل كان عنده شياه غنم فجاء بأسمن شياهه وقربها إلى الله جل وعلا وطريقة القربان كانوا يضعون القربان على رأس جبل فمن تقبل الله قربانه تنزل نار من السماء فتحرقه {وَاتْلُ عَلَيْهِم نَبَأ إبْنَايْ آدَمَ بِالْحَقِّ إذْ قَرَّبَا قرْبَاناً فَتُقُبِّلَ مِنْ أحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الاخرْ } تقبل الله مِنْ مَن من صاحب الشاة من إنه هابيل فلما رأى قابيل هذا الامر إزداد ضيقه وحنقه وحسده على أخيه حسده لِمن لاخيه أن يتزوج هذ الفتاة حسده لِمن لاخيه أن الله عز وجل قبل قربانه ولم يتقبل الله عز وجل قربانه هو {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأ إبْنَايْ آدَمَ بِالْحَقِّ إذْ قَرَّبَا قُرْبَاناً فَتُقُبِّلَ مِنْ أحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الاخَر} فإذا به وصل الحسد به إلا التهديد بأي شيء هدده بالقتل يا هابيل سأقتلك الله أكبر لم تحدث هذه الجريمة في الارض أبدا لم يجرأ أي إنسان من ذرية آدم التي إنتشرت أن يُفكر مجرد تفكير بالقتل إلا قابيل وصل به الامر حسدا وحِقدا أن يفكر بقتل أخيه {قالَ لأقتلنك }فرد هابيل على أخيه { قَالَ إنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ }إفعل ما تفعل فإنما تقبل الله قرباني لأنني بإذن الله عز وجل من أهل التقوى ولم يتقبل الله عز وجل منك لأنك لست من أهل التقوى {قاَلَ إنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ} ثم رد بكل أدب وبكل طيب نفس{لَئِنْ بَسَطْتَ إلَيَّ يَدَكَ لِتَقتُلَنِي مَا أنَا بِبَاسِطِ يَدِيَ إلَيْكَ لأقتُلَك إنِّي أخَافُ اللهَ رَبَّ العَالَمِينَ إنِّي اُرِيدُ أنْ تَبُوءَ بِإثْمِي وَإثْمْكَ فَتَكُونَ مِنْ أصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ} إذا تجرأت ومددت يدك إلي تريد قتلي فإنني لن أعترض أقتلني كما شئت لأنك ستكون من أهل النار أما أنا فبإذن الله عز وجل ستتحمل ذنبي كله وتأخذ إثمي كله وسيغفر الله لي يوم القيامة إني أريد أن تبوء بإثمي وإثمك فتكون من أصحاب النار وذلك جزاء الظالمين إزداد الحسد في قلب من قابيل ومرت الايام وهو يرقب أخاه هابيل وإذا بقابيل في يوم من الايام يستغل الفرصة أي فرصة تأخر أخوه في رعيه للغنم فإذا بآدم عليه السلام ينتظر إبنه وهو يرعى الغنم ما جاء إبني تأخر إبني ما الذي أخره من الذي بَطَّأهُ فأرسل إبنه قابيل قال يا بني إذهب فانظر إلى أخيك لِمَا تأخر وقابيل قد إمتلاء قلبه بالحسد قد إمتلأ قلبه بالحقد قد إمتلأ قلبه بالغيظ وإذا بقابيل يبحث عن أخيه في كل مكان يبحث عن أخيه في تلك الصحراء بين الجبال يبحث عن مواطئ رعيه حتى وجده من بعيد إقترب إليه بهدوء فإذا به يجد أخاه مُسْتَلْقٍ عَلى الارض نائم وإذا به حانت فرصته الآن التهديد بالقتل الآن سينفذ كل كا كنت أتوعدك به يا أخي الآن سأطبقه الآن بدأ الشيطان يجري في دمه الشيطان يَأُزُّهُ أزاً وإذا بأول جريمة الآن ستقع على وجه الارض وأي جريمة إنها جريمة القتل أعظم جريمة يرتكبها الانسان في حق أخيه وإذا بقابيل قيل أنه حمل صخرة كبيرة أراد أن يقتل ما عرف ما قتل إنسان قبله فحمل صخرة كبيرة ورماها على رأس أخيه ففَطَخَ رأسه كسر رأسه وقتله في لحظة واحدة وجلس يبكي ماذا أصنع ماذا أفعل كيف أدفن هذه الجثة كيف اُوَارِيهَا {فبَعَثَ اللهُ غُرَاباً يَبْحَثُ فِي الارْضِ}غراب حفر الارض برجله ووضع شيئا في الارض ودفنه لِيُرِيَهُ الله عز وجل كيف يحفظ جثة أخيه{فبَعَثَ اللهُ غُرَاباً يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أخِيهِ قَال يَا وَيْلَتَايْ أعَجَزتُ أنْ أكُونَ مِثْلَ هَذاَ الغُرابِ فأوَارِي سَوْءَةَ أخِي فأصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ }صار كل من يقتل على وجه الارض يتحمل جزءا من الاثم من أول بدأ بالقتل إنه قابيل إبن آدم عليه السلام عاش آدم عليه السلام مع ذريته وأولاده الذين تكاثروا في الارض يُقال أنه عمر ألف سنة يعلمهم دين الله عز وجل يذكرهم بربهم جل وعلا الارض كلها توحد الله جل وعلا تكاثرت الذرية هذا يتزوج من البطن الاخر وهذا يتزوج من البطن الذي قبله وهكذا تكاثرت ذرية آدم وانتشرت في الارض وعم الخير فيها حتى جاءت اللحظات وصا آدم عليه السلام لأبنه ""شِيسْ""أن يبلغ الناس من بعده وأن يُذَكِّرَ ذرية آدم بربهم جل وعلا وأن يعلمهم دين الله جل وعلا ""شِيسْ"" تحمل هذه الوصية ضعُف آدم عليه السلام دق عظمه ورق جلده كبُر سنه مرض آدم سقط على الفراش بدأت لحظات النهاية نهاية أول نبي في تاريخ البشرية نهاية أبينا آدم عليه السلام كلنا نرجع إليه كل البشر إنه أبوهم أول إنسان خلقه الله خلقه بيده كرمه وأسجد له الملائكة وأدخله الجنة وأنزله إلى الارض الان جاءت لحظات النهاية مرض آدم وسقط على الفراش فالتف أبنائه حوله فقالوا له يا أبانا ماذا تشتهي قال أشتهي من الثمار أئتوني بأي ثمرة أكلها فخرج أبنائه يبحثون له عن ثمار يتجولون يأتونه بالثمار فا ستقبلتهم الملائكة فقالت الملائكة أين تذهبون قالوا نأتي بالثمار قالت الملائكة لمن قالوا لأبينا فقد إشتهى ثمرا يأكله قالت الملائكة إرجعوا قالوا وَلِمَا قالت الملائكة قد قضى أبوكم جاءت ساعته ونزلت منيته {كُلُّ نَفسٍ ذائِقة الموت }كل إنسان مهما طال عمره ستأتي لحظة ويموت فيها أول نبي سوف يُفارق هذه الدنيا أبونا أبوا البشر جاءت منيته رجع الابناء وجدوا آدم عليه السلام قد قضى وفاضت روحه إلى بارئها أبنائه ما ذا يصنعون ماذا يفعلون لأول مرة يموت إنسان ميتة طبيعية فعلمتهم الملائكة غسلته وحنطته وطيبته وكفنته ثم حفرت الارض ثم لحدته ثم دفنت آدم عليه السلام فقالت الملائكة لبنيه هذه سنتكم وهذه طريقتكم هكذا طويت صفحة أول نبي على وجه الارض أول من خلق الله عز وجل من البشر كانت قصته حافلة عظيمة أرأيتم إلى أسد الذنب ماذا يصنع في الانسان أرأيتم إلى رحمة الله عز وجل بآدم هكذا رحمته ببني آدم فإنه يقبل التوبة لمن تاب في الحلقة القادمة إنشاء الله سوف نُعَرِّجُ على نبي لموقف له ثم نتكلم عن أول رسول في الارض فالرسول الذي يأتي بدين جديد والنبي الذي يُقِرُّ شرع من قبله هل بعد آدم عليه السلام حصل شيء في الارض هل وقع الشرك في الارض آدم مات والارض كلها على التوحيد كيف بدأ الناس يُشركون بربهم عز وجل أول ما وقع الشرك في الارض كيف بدأ وكيف كانت طريقته هل نجحت الشياطين التي إنتشرت في الارض أن تصرف الناس عن عبادة الله عز وجل إلى عبادة غيره هذا ما سوف نعلمه بإذن الله عز وجل في الحلقة القادمة إنشاء الله والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته |
موضوع رائع جدا
الله يعطيك العافيه وجعله الله في ميزان حسناتك متابعين معك بعد انتهائك سأقوم بدمج المواضيع في مووضع واحد حتى يسهل الوصول اليه |
جزاك الله خير الجزاء أخيه بارك الله فيك ووفقك جعله الله في موازين حسناتك متابعين معك أخيه |
موضوع رائع جزاك الله خيراً أخيتي وفقك الله بوركت |
قصص الانبياء 3 قصة ادريس والجزء الأول من قصة نوح عليهما السلام
قصص الانبياء 3 قصة ادريس والجزء الأول من قصة نوح عليهما السلام
في الحلقة الماضية كنا نتكلم عن نبي الله آدم عليه السلام الذي خلقه الله عز وجل أول البشر وأسجد له الملائكة وكان أول نبي في الارض آدم عليه عليه السلام توفاه الله عز وجل وضل الناس على التوحيد لِقرون طويلة لا يعبدون إلا الله وجل وعلا وأوصى آدم عليه السلام من بعده لِوصيته "لِشِيسْ"إبنه ثم ضل الناس زمنا وقرونا وبعث الله عز وجل فيهم نبيا إسمه إدريس عليه السلام أما إدريس فهو نبي وليس برسول فلم يأتي بدين جديد فالناس لازال يعبدون الله جل وعلا لكن جاء يُذكرهم ويَحُثُّهم على الخيرات ويأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر فإدريس عليه السلام نبي من أنبياء الله جل وعلا بل كان من أنشط من دعا إلى الله جل وعلا ما ترك أحدا في الارض إلا وعلمه الخير وذكره بالمعروف وَنَهَاهُ عن المنكر حتى وصل به الامر إلا أن الله عز وجل أوحى إلى إدريس أي يا إدريس ما من يوم إلا ويُكتب لك مثل عمل أهل الارض كلهم كل الناس الذي كانوا موجودين لِما لأن من دَلَّ على خير فله مثل أجر فاعله فإدريس دعا كل الناس إلى الله جل وعلا ونصحهم وذكرهم فكان كل من يعمل خيرا في ميزان من إدريس عليه السلام فرح إدريس بهذا بل إنه دعا ربه أن يُمِدَّ في عمره وفي يوم من الايام رأى ملكا من الملائكة فإذا بإدريس عليه السلام يُكلمه قال له إذا رأيت ملك الموت فاطلب منه أن يُأخِّر في عمري أن يَمُدَّ في عمري وإدريس عليه السلام يعلم أن كل يوم في ميزان حسناته عمل أهل الارض جميعا يا لهذا الفضل العظيم يا لهذا الخير الكبير هذا يُشجع كل إنسان على أن يُعلم الناس على الخير إدريس عليه السلام قال هذا لِلْمَلَكْ فقال له الملك ولِما لا ترقى إليَ إلى السماء أحملك إلى السماء فتكلِّم ملك الموت وفعلا حمله المَلَكُ إلى السماء الدنيا ثم السماء الثانية ثم السماء الثالثة ثم السماء الرابعة فإذا بهم يجدون ملك الموت فسلَّم عليه الملك فقال له الملك قال إن إدريس عليه السلام يُسلم عليك يا ملك الموت فرد عليه السلام فقال له ملك الموت وماذا يطلب قال ماذا يطلب قال إدريس يريد منك أن تَمُدَّ في عمره أن تأجل في عمره مُدَّ له في العمر قال ولِما يريد هذا قال يريد هذا حتى يزداد في عمله فقال ملك الموت وأين إدريس الان قال إدريس معي إدريس معي الان وكان الملك في السماء الرابعة فقال ملك الموت سبحان الله سبحان الله قال ولِما قال أمرني ربي أن أقبض روح إدريس في السماء الرابعة فقلت في نفسي وكيف هذا إدريس في الارض ويأمرني ربي أن أقبض روحه في السماء الرابعة الامر غريب وأنا نازل وجدته قد صعد إلى السماء الرابعة فقال له الملك الذي حمل إدريس قال وكم بقي من عمري إدريس من أجله قال لم يبقى له طرفة عين فقبض الله عز وجل روحه عن طريق ملك الموت في السماء الرابعة وضل إدريس عليه السلام في السماء الربعة حتى مر النبي عليه الصلاة والسلام في المعراج عليه فسلم عليه وقال أهلا بالنبي الصالح والاخ الصالح {وَاذكُر فِي الكِتَابِ إدْرِيس إنَّهُ كَانَ صِدِّيقاً نَبِيّاً وَرَفعْنَاهُ}إلى السماء الرابعة وضل فيها وقُبض فيها {وَرَفعْنَاهُ مَكَاناً عَلِيّاً }إنه نبي من أنبياء الله عز وجل بُعث وتوفي في السماء الرابعة وضل الناس يعيشون على توحيد ربهم جل وعلا ضل الناس على التوحيد زمنا فمن وفاة آدم عليه السلام ضل الناس عشرة قرون القرن ليس للضرورة كقرننا مائة عام بل ربما ألف عام ضلوا سنوات طويلة على التوحيد حتى جاء اليوم الذي تُحقق الشياطين فيه ما أرادت في الارض كان هناك رجال صالحون في الارض يعبدون الله عز وجل {وَدْ}{سَوَاعْ}يَغُوْث}{يَعُوق}{نَسَرْ}هؤلاء خمسة رجال صالحين كانوا يعبدون الله عز وجل وأحبهم قومهم فلما توافهم الله عز وجل توفى الخمسة الصالحين جاءت الشياطين إلى قومهم فقالت لهم لو أنكم صورتم لهم صورا إجعلوا لهم تماثيل يُذكِّرونكم عبادة ربكم يُشَوِّقونكم لعبادة الله عز وجل إجعلوا لهم صورا تماثيل الهدف والنية في البداية كانت نية صالحة حتى يُذكّرونهم بعبادة الله عز وجل وفعلا جعلوا هناك أصنام وتماثيل لهم "ود"وسواع"ويغوث"ويعوق"ونسرا"ومع الايام ذهب جيل بعد آخر وجيل بعد آخر فإذا بالناس بدأوا يتوسلون بهم ثم بدأوا يتبركون بهذه الاصنام ثم بدأوا يعظمون هذه الصور حتى عبدوهم من دون الله عز وجل وأول من عُبد من دون الله "ود"ولهذا كانت الناس تسمي ""عبد وِد""فهذا "وَدْ"كان رجلا صالحا لكنه عُبِدَ من دون الله عز وجل فأرسل الله عز وجل أول رسول إلى الارض لِيأتي بدين جديد من إنه نوح عليه السلام{ لَقدْ أرْسَلْنَا نُوحاً إلَى قَوْمِهِ فقال يَا قومِي أعْبُدُوا الله مَا لَكُمْ مِن إلَهٍ غيْرُه إنِّي أخَافُ عَلَيْكُم يَوْمَ عَذابٍ عَظِيمٍ }الملاء كبار القوم الرُأساء الحكام الاغنياء الاثرياء وجهاء القوم أول من تصدى لنوح عليه السلام وكاعادة الرسل أول من يتصدى لهم كباراء القوم الملاء الذين يملاؤن الواجهة فجاؤا لنوح عليه السلام تعرفون ماذا قالوا لنوح قالوا لنوح عليه السلام يانوح إن الذي تدعون إليه ضلال مبين ليس أي ضلال بل ضلال مبين {قالُوا إنَّ لَنرَاكَ }من الذي قال {قالَ الْمَلأ مِنْ قوْمِهِ إنَّ لَنَرَاكَ فِي ضلاَلٍ}وليس أي ضلال{فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ}هل رد عليهم نوح عليه السلام وانظروا إلى العجب الذي يدعوا إلى التوحيد وإلى عبادة الله عز وجل صار هو في ضلال وأنتم يا من تعبدون التماثيل والاصنام وتشركون بالله أنتم العقلاء وأنتم أهل العقل والفهم أما الذي يدعوا إلى عبادة الله في ضلال مبين كيف رد عليهم نوح لأنه نبي لأنه يعرف كيف يدعوا إلى الله عز وجل ما سب ولا شتم بل قال { يَا قوْمِي لَيْسَ بِضَلاََلَة وَلَكِّنِي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ أبَلِّغُكُمْ رِسَالَتِي رَبِّي وأنْصَحُ لَكُمْ وَأعْلَمُ مِنَ اللهِ مَا لاَ تَعْلُمُونَ }رد عليه الملاء مرة أخرى ماذا قالوا له من ءامن مع نوح ءامن مع نوح الفقراء المساكين الضعفاء لكنهم كانوا أعقل من الملاء ءامنوا لنوح عليه السلام فرد الملاء على نوح عليه السلام قالوا يا نوح {مَا نَرَاكَ إلاَّ بَشَراً مِّثلُنَا وَمَا نَرَاكَ إتَّبَعَكَ إلاَّ الذِينَ هُمْ أرَاذِلُنَا بَادِي الرَّأيِ وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ}من هؤلاء الذين حولك يا نوح أراذلنا أتعس الناس أفقر الناس الضعفاء هؤلاء الناس الذين لا يُزَوَّجُونَ ولا يُنْكَحُونَ ولا نجلس معهم هؤلاء الذين ءامنوا معك أما كبار القوم أما نحن الاغنياء أما نحن الاثرياء فإننا لا نؤمن بك يا نوح أراذلنا بادي الرأي وما نرى لكم علينا من فضل بل نظنكم كاذبين فرد عليهم نوح عليه السلام شوفوا الحجة قال{ يَا قوْمِ أرَأيْتُمْ إنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآتَانِي رَحْمَة مِنْ عِنْدِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُم أنُلْزِمُكُمُوهَا}نحن لا نجبركم على ديننا ليس في الدين إكراه لن نلزمكم على هذا الدين إن شئتم ءامنتم وإن شئتم لم تؤمنوا {أنُلْزِمُكُمُوهَا وَأنتُمْ لَهَا كَارِهُونَ }لازال يعاندون لا زال يُصرون قالوا يا نوح ماذا تريد تريد مالا نعطيك مالا قال {يا قومي لا أسألكم عليه مالا إن أجريا إلا على الله }ورأيتم هؤلاء الضعفاء المساكين الفقراء {وَمَا أنَا بِطَارِدٍ الذِينَ ءَامَنُوا إنَّهُمْ مُّلاَقُوا رَبِِّهِمْ وَلَكِنِّي أرَاكُمْ قوْماً تَجْهَلُونَ} أنتم في جهل أنتم لا تفهمون هؤلاء الضعفاء المساكين الذين حولي هؤلاء الذين يُصلون ويسجدون لله ولا يُؤمنون بتماثيلكم ولا أصنامكم ولا معبوداتكم أرأيتم هؤلاء المساكين لو طردتهم فإن الله عز وجل سيعاقبني وَيَا قوْمِي مَنْ يَنْصُرُنِي مِنَ اللهِ إنْ تَرَكْتُهُم أفلاَ تذكَّرُونَ }تذكروا إفهموا إعقلوا أن هؤلاء الضعفاء لو طردتهم فإن الله عز وجل سيعاقبني من ينصرني من الله إن طردتهم أفلا تذكرون ثم قال لهم بأنني لست ملكا ولا أعلم الغيب وما عندي خزائن السموات والارض أنا بشر مثلي مثلكم لكني أول رسول بعثني الله عز وجل إليكم لِتعبدوا الله وحده لأني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم لَبِث نوح عليه السلام في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما تسع مائة وخمسون عاما يدعوا إلى الله جل وعلا يأمرهم بعبادة الله عز وجل وحده ويَنهَاهُم عن عبادة الاصنام هل كان يدعوا في الاسبوع مرة هل كان يدعوا في اليوم ساعة أبدا تسع ماَئة وخمسون عاما كان يدعوهم إلى الله عز وجل صباحا ومساء {قالَ رَبِّي إنِّي دَعَوْةُ قوْمِي لَيْلاً وَنَهَاراً }مَعَ هَذا كله {فلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إلاَّ فِرَاراً }كلما دعوتهم فروا مني بل كلما دعوتهم إلى الله عز وجل جعلوا أصابعهم في أذانهم تخيل إنسان تأتيه لتدعوه إلى الله جل وعلا فيغلق أذنيه بأصعبيه بل أكثر من هذا كان يضعون الثياب على الوجوه حتى لا يروا نوحا عليه السلام {وَإنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُواْ أصَابِعَهُمْ فِي أذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَواْ ثِياَبَهُمْ وَأقرُّواْ وَاسْتَكْبَرُواْ إسْتِكْبَاراً}كل أسلوب إتخذه نوح عليه السلام يدعوهم إلى الله جل وعلا ماترك أسلوبا وإنما كلما دعوتهم لتغفر لهم الاصابيع في الاذان الثياب على الوجوه الفرار والاستكبار والعناد{ ثُمَّ إنِّي دَعَوتُهُمْ جِهَاراً ثُمَّ إنِّي أعْلَنْتُ لَهُمْ وَأصْرَرْتُ لَهُمْ إصْراراً}أنظروا إلى أسلوب نوح عليه السلام في الدعوة قال إذا عبدتم الله واستغفرتم ربكم جل وعلا يُعطيكم خير الدنيا والاخرة فقلت {إسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ إنَّهُ كَانَ غَفَّاراً يُرْسِلُ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِّدْرَاراً وَيُمْدِدْكُمْ بِأمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلُ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلُ لَكُمْ أنْهَاراً }إذا أردتم خير الدنيا والاخرة {مَا لَكُم لا تَرْجُوونَ للهِ وَقاراً }لِما لا تعظمون ربكم الذي خلقكم مع هذا كله كان عندهم ملك وهذا الملك كان ينهى الناس عن الاستماع إلى نوح عليه السلام بل كان يأمرهم بعبادة الاصنام قال{ رَبِّي إنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُواْ مَن لَّمْ يَزِدْهُمْ مَالَهُ وَوَلَدَهُ }كان هذا الملك عنده أموال عظيمة وعنده أولاد كُثُرْ وَكَانَ يأمرهم لعبادة غير الله عز وجل {واتَبَعُواْ مَنْ لَّمْ يَزِدْهُمْ مَالُهُ وَوَلدُهُ إلاَّ خَسَارَةَ وَمَكَرُواْ مَكْراً كُبَّاراً}حرضوا الناس على عبادة الاصنام "وِدْ"وسواع"ويغوث"ويعوق"ونسرا"{وَقالُواْ لاَ تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلاَ تَذَرُنَّ وَدّاً وَلاَ سَوَاعاً وَلاَ يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً وَقَدْ أضَلُّواْ كَثِيراً وَلاَ تَزِدِ الظَّالِمِينَ إلاَّ ضَلاَلاً}نوح عليه السلام إستمر في عبادتهم واستمر في دعوتهم إلى الله جل وعلا وهم في عنادهم وإصرارهم وإستكبارهم بل جاؤا لنوح عليه السلام بعد إلف سنة إلا خمسين عاما أنظروا للوقاحة {قالُواْ يَا نُوحْ قدْ جادَلْتَنَا فَأكْثَرْتَ جِدَالَنَا فأتِينَا بِمَا تَعِدُنَا }وأين العذاب الذي تزعمه مائة سنة مائتين سنة هددتنا بعذاب ومر علينا الان ما يُقارب ألف سنة ما شفنا شيء ما رأينا شيء أين العذاب الله الذي تزعمه يانوح قالوا {يَانُوحُ قدْ جاَدَلْتَنَا فَأكْثَرْتَ جِدَالَنَا فَأتِينَا بِمَا تَعِدُنَا إنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ}إن كنت صادقا نريد أن نرى هذا العذاب ما يئس نوح عليه السلام بمائة سنة بمائتي سنة ألف سنة إلا خمسين عاما وهو لم ييأس من قومه بل كانوا يستهزؤن به يقولون {فأَتِينَا بِمَا تَعِدُنَا إنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ }رَدَّ عليهم نوح عليه السلام بكل ثقة بكل جرأت قال {إنَّمَا يَأتِيكمْ بِهِ اللهُ إنْ شَاءَ وَمَا أنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ }لن تعجزوا الله عز وجل إن شاء الرب عز وجل أنزل عليكم عذابه يُصيبكم هذا العذاب لن تعجزوه ولن تقاوموا عذاب الله عز وجل إذا نزل ومع هذا زوجته أقرب الناس إليه لم تؤمن به إبنه فلدة كبده لم يؤمن به ما ءامن بنوح عليه السلام إلا قلة قليلة من قومه بعد ألف سنة إلا خمسين عاما ونوح عليه السلام يدعوا قومه إلى الله جل وعلا لم يؤمن به حتى أقرب الناس إليه حتى زوجته ما ءامنت به زوجة نوح أقرب الناس ما ءامنت به {وَضَربَ اللهُ مَثَلاً لِلَّذينَ كَفَرُواْ إمْرَأةَ نُوحٍ} ضرب الله فيها المثل حتى زوجة نبي ما ءامنت به أحد أبنائه ما ءامن به بل ما ءامن به إلا القليلون أكثرهم ضعفاء ومساكين وأوحى الله عز وجل إلى نوح أن باب التوبة قد أقفل {وَأوحِيَ إلَى نُوحٍ أنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قوْمِكَ إلاَّ مَنْ قَدْ ءَامَنَ فلاَ تَبْتَإسْ بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ} باب التوبة أغلق لن يؤمن أحد بعد اليوم حتى زوجتك حتى ولدك حتى أقرب الناس لن يؤمن أحد في هذه اللحظة دعا نوح ربه قال {رَبِّي لاَ تَذَرْ عَلىَ الارْضِ مِنَ الكَافِرِينَ دَيَّاراً }هذه رحمة بهم لأن الله عز وجل لو تركهم لا زدادوا إثما وكفرا وإزداد عذابهم وإذا ولدوا لم يلدوا إلى الفاجر الكافر {إنَّكَ إنْ تَذَرْهُمْ يَضِلُّ عِبَادَكَ وَلاَ يَلِدُواْ إلاَّ فَاجِراً كَفّاراً }دعا نوح على قومه أن يهلكهم الله عز وجل فلما دعا عليهم أوحى الله إليه أن يا نوح إصنع السفينة إبدأ بصنع سفينة في صحراء سفينة في صحراء قاحلة واصنع الفلك هذا أمر جل وعلا سيبدأ العذاب لكن أولا إصنع هذه السفينة في صحراء ولِما السفينة أصلا ومن أين أصنع سفينة في صحراء من أين لي بالخشب صحراء حتى الاشجار لا توجد فيها لا أخشاب لا أشجار لا أمور أصنع بها هذه السفينة كيف أصنعها {وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا}هذا أمر الله سيعلمك الله عز وجل كيف تصنعها {وَاصْنَعِ الِفُلْكَ بِأعْيُنِناَ وَوَحْيِنَا وَلاَ تُخَاطِبْنِي فِي الذِينَ ظَلَمُوا إنَّهُمْ مُغْرَقُونَ }أمر الله عز وجل لك يا نوح أن تصنع هذه السفينة فابدأ بصناعتها وإن كانت في صحراء أمر الله سترى من الذي يحدث يا نوح هل سيصنع نوح سفينة في صحراء بل كيف سيصنعها أصلا ولا توجد فيها أشجار من سيعلمه صناعة هذه السفينة وماذا سيفعل إذا صنع هذه السفينة هل تتوقعون أن قومه سيتركونه يصنع هذه السفينة هل سيدعه الناس وهو يصنع سفينة في صحراء الامر غريب مستغرب على نبي من أنبياء الله بعد أن كان يدعوهم إلى الله ترك الدعوة لن يؤمن أحد وبدأ في صناعة السفينة ماذا سيقول قومه له وما موقف إبنه معه وماذا سيحصل لقوم نوح وكيف سينزل عليهم عذاب الله جل وعلا هذا كله سنعرفه بإذن الله عز وجل في الحلقة المقبلة |
|
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
|
يعطيك العافيه يارب
جعله الله في ميزان حسناتك لكن طلبا لاامرا ياليت توضحي الخط لانه صغير ومتعب بالقراءه شكرا لك ووفقك الله وسددك |
اقتباس:
|
بقية قصة نوح عليه السلام وحتى وفاته
في الحلقة الماضية كنا نتكلم عن نبي الله نوح عليه السلام وكيف دعا قومه ألف سنة إلا خمسين عاما فلم يؤمن إلا القليل ما آمن معه أحد بضعة وثلاثون وقيل بضعة وثمانون من ألاف من البشر كفروا بنوح وبرسالته ومع هذا صبر دعا قومه بكل وسيلة وفي كل وقت حتى أوحى الله عز وجل إليه أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن وَقُفِلَ باب التوبة وأوحى الله عز وجل إلى نوح كما نذكر أنِ إصنع الفلك الفلك هي السفينة وكان نوح عليه السلام يعيش في صحراء مع قومه وَلِمَا يصنع سفينة في صحراء هذا أمر الله عز وجل قال ربي كيف أصنع هذه السفينة من أي شيء علَّمه الرب عز وجل أن يزرع شجرة مُعَيَنَةٍ سنوات طويلة وهو يزرعها حتى حصلت هذه الاشجار وحصدها نوح عليه السلام وعلمه الرب عز وجل أن يقطعها فبدأ الناس يمرون عليه ما بالوا نوح كان يدعون إلى دين كنا يأمرنا بعبادة رب كان يقاوم عبادتنا الان ترك كل هذا وبدأ يشتغل بالاشجار وبالنجارة وبالخشب بدأ يقطع الاشجار هو والذين ءامنوا ما الذي يفعله نوح لِما يصنع هذا يأتون إليه يسخرون عليه ثم علمه الرب عز وجل أن يركب الخشب على الخشب بالمسامير علمها نوح عليه السلام وبدأ يصنع سفينة عظيمة في الصحراء وبدأ الناس يمرون عليه ويقولون له يانوح أجُنِنْتَ يا نوح كنت تدعون إلى دينك كنت تنصحنا كنت تعلمنا ونحن لا نؤمن بك لكن أن تصنع سفينة في صحراء قاحلة من يفعلها إلى المجانين {وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكَلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلأٌ مِنْ قَوْمِهِ سَخِرُواْ مِنْهُ }ضحك إستهزاء سخرية إتهام بالجنون ونوح يصبر بل نوح عليه السلام كان يرد عليهم ردا يعلمهم أن هناك يوم سنقف فيه عند الله عز وجل وترون من الذي سيخر من الثاني {وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلأُ مِنْ قَوْمِهِ سَخِرُواْ مِنْهُ قالَ إنْ تَسْخَرُواْ مِنَّا فإنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ فسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن يَأتِيهِ عَذابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذابٌ مُّقِيمٌ }والناس سنوات طويلة تتعجب ما بالوا هذا الرجل بدأ يصنع سفينة في أرض لا نهر فيها في مكان لا بحر فيه جبال وصحراء هذه البلاد التي كان يعيش فيها نوح عليه السلام ما الذي يحدث ما الذي يجري والناس تسخر والناس تستهزء بل قالوا عن نوح عليه السلام مجنون وقالوا {مَجْنُونٌ وَازْدُجِرْ }فأوحى الله عز وجل إلى نوح يانوح هناك علامة إذا ظهرت إركب أنت والذين ءامنوا في هذه السفينة إكتملت السفينة وتم بنائها في الصحراء قال الله عز وجل لنوح أرأيت هذا التَّنُورْ الذي تخرج منه النار تَنُّوْر يخرج منه نار عند نوح عليه السلام أرأيت هذا التَّنُورْ إذا رأيت الماء يخرج من هذا التنور إعلم يا نوح أن هذه هي العلامة وهنا سيبدأ العذاب فاركب يا نوح أنت والذين ءامنوا في تلك السفينة ضل نوح عليه السلام ينتظر العلامة أي علامة إنه التنور يرقبه متى يفور الماء فيه فإذا بالعلامة تبدأ فعلم نوح عليه السلام أن العذاب سينزل فأسرع إلى الذين ءامنوا قال لهم إركبوا في السفينة فنظر الناس إليهم ما بالهم أجُنُّوا أيركبون سفينة في صحراء فركب أهل الايمان وأوحى الله عز وجل لكل الحيوانات ذكرا وأنثى إلى كل حيوان كل جنس أن يركب منه ذكر وأنثى من كل زوجين إثنين فبدأت الحيوانات تركب والطيور تقف وأهل الايمان فيها كلهم تجمعوا في هذه السفينة وقال { إرْكَبُواْ فِيهَا بِسْمِ اللهِ} لأن العلامة بدأت لأن العذاب سينزل الان {حَتَى إذَا جَاءَ أمْرُنَا وَفارَ التَّنُّورُ قُلْنَا إحْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجَيْنِ إثْنَيْنِ وَأهْلَكَ إلاَّ مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقوْلُ }أحد أبنائه سبق عليه القول وزوجته ماتت منذ زمن{ وَأهْلَكَ إلاَّ مَنَ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقوْلَ وَمَنْ آمَنَ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إلاَّ قَلِيل } والناس ينظرون ما بالوا نوح فلما ركب السفينة وحمد الله عز وجل ندى ربه جل وعلا وقال {إنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ وَلَقَدْ نَاَدنَا نُوح فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ }فلما ركب أهل الايمان في السفينة والحيوانات معهم والطيو تجمعت ونظر أهل الكفر لنوح وهم يضحكون عليه ما باله من الذي حصل هل جُنَّ نوح والذين ءامنوا بدأ العذاب وبدأت السماء تفتح بالماء المُنْهَمِر لم يكن مطرا عاديا بل كَدُلْوٍ يُصَبُّ الماء منه {ففتَحْنَا أبْوَابَ الَّسمَاءِ}المطر بدأ ينزل من السماء بغزارة كأنه دلو يُصب الماء منه ليس هذا فقط بل بدأت العيون تتفجر من الارض ماء من الارض وماء من السماء {ففتَحْنَا أبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءِ مُنْهَمِرٍ وَفَجَّرْنَا الأرْضَ عُيُوناً وَالْتَقَى المَاءُ عَلَى أمْرٍ قَدْ قٌدِرْ }وإذا بالسفينة تطفوا في ذلك الماء وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ ألْوَاحٍ وَدُثُرْ }أما أهل الكفر إختبأوا في بيوتهم من هذا المطر الذي سينزل فإذا الماء يعلوا بيوتهم هربوا إلى السطوح تخيلوا كيف كانت الام تحمل أولادها وتهرب تخيلوا كيف كان الناس يصعدون إلى الجبال يرقون الجبال يهربون من أي شيء من هذا الماء الذي ينزل من السماء ويتفجر من الارض ويعلوا الطوفان شيئا وشيئا الشيوخ العجائز الاطفال الام مع أولادها الاب مع زوجته مع أولاده كل الناس يهربون ويسرخون {وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالجِبَالِ }صارت الامواج بِعُلُوِّ الجبال أرأيتم إلى الجبال وارتفاعها هكذا وصلت الامواج إلى الجبال والناس يصرخون والناس يغرقون والناس يهربون يبحثون عن أي مرتفع في الارض إنه عذاب الله نزل إنها قدرة الله عز وجل ماذا صنعتم ماذا فعلتم بعد ألف سنة من إستهزائكم على هذا النبي تسخرون منه لِصناعة هذه السفينة في هذه الصحراء الان أنظروا إلى قدرة الله جل وعلا الامواج تتساقط والناس يهربون والناس يغرقون والناس يستغثون ويصرخون وأهل الايمان تطفوا سفينتهم سفينة النجاة سفينة نوح عليه السلام والذين آمنوا وما آمن معه إلا قليل نجا الله الحيوانات وأغرق الله عز وجل بشرا لم يؤمنوا به بدأ الماء يرتفع شيئا فشيئا ونوح والذين آمنوا على تلك السفينة ينجهم الرب عز وجل المطر ينزل والارض تتفجر حتى صارت الامواج كالجبال وهي تجري بهم في موج كالجبال بلغت الامواج رؤوس الجبال والناس يسرخون والناس يبكون والناس يصيحون كل منهم الام تحمل أطفالها لترقى بهم إلى رؤوس الجبال" وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ َكالْجِبَالِ}نوح عليه السلام لما قال للذين آمنوا إركبوا في السفينة إركبوا فيها بسم الله مجراها ومرساها إن ربي لغفور رحيم قال الرب عز وجل{ وَهِيَ تَجْري بِهِمْ فِي مَوْجٍ }تخيلوا الموج إذا وصل إلى الجبال {وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ }الام تحمل أطفالها الشيخ يركض وكل الناس يهربون إلى الجبال نوح عليه السلام في هذه اللحظات تذكر إبنه أحد أبنائه إسمه""يَامْ""بدأ يبحث عنه بين المؤمنين أين إبني أين فلدة كبدي نعم هو لم يؤمن لكن ربما كان قد أخفى إيمانه يسأل أبنائه أين أخوكم ""يَامْ""قالوا يا أبانا لم يركب معنا أخذ وهو على السفينة ينظر في الناس من غرق ومن هرب ومن يصعد الجبال فرأى إبنه من بعيد رأى إبنه وفلدة كبده يا بناي رأى إبنه بعيدا عن الكفار الكفار في جانب وهم بعيد عنهم فظن نوح أنه ربما قد أخفى إيمانه {وَنَادَى نُوحٌ إبْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزَلٍ }كان بعيدا عن الكفار {يَا بُنَايْ إرْكَبْ مَعَنَا }يابناي إدركنا يابناي تعال في السفينة لازال في الامر مُتَّسع يابناي إدرك نفسك {يَا بُنَايْ إرْكَبْ مَعَنَا وَلاَ تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ}نوح عليه السلام في هذه اللحظات لم يتاملك نفسه إنه أب وهذا إبنه إنها العاطفة إنها الرحمة في القلب لم يستطع أن يتمالك نفسه ينادي إبنه لكنه العِناد في إبنه لكنه الكبر قبح الله الكبر والعناد فإذا بإبنه يقول قال{ سَآوِي إلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ المَاءِ}لا زالت هناك جبال لم يغطيها الماء قال سأوي إلى جبل يحمني من الغرق يحميني من الماء فرد نوح عليه السلام لأنه يعلم هذا ليس بمطر هذه ليست مياه عادية بل إنه عذاب الله نزل قال له نوح عليه السلام قال يابناي{ لاَ عَاصِمَ الْيَومَ مِنْ أمْرِ اللهِ إلاَّ مَنْ رَحِمَ }فإذا بنوح عليه السلام يرقب إبنه إبنه يفر إلى الجبل ويرقى الجبل والماء تحته ويصعد الماء والماء تحته ونوح يرقبه ويرقبه ويناديه لكنه لايبالي قال الجبل سيحمني الجبل سيحمني حتى إذا بالماء يلفظ إبنه إذا بالماء يُغرِق إبنه{ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ} كم حزن كم حزن نوح عليه السلام على إبنه ولكن هذا أمر الله عز وجل لا شفاعة إنه إبن نبي أمر الله إذا نزل لا يشفع فيه أحد ويرد أمر الله عز وجل أحد أما أهل الايمان فقد حمدوا الله عز وجل وقالوا {الْحَمْدُ للهِ الذِي نَجَّانَا مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ }السفينة تجري في البحر والماء طغى وتحولت الصحراء إلى بحر ذات أمواج بحر عظيم غطى حتى رؤوس الجبال قبل لحظات كانت صحراء قاحلة الان الماء يجري في كل مكان حتى غطى الماء رؤوس الجبال إن الماء طغى {إنَّ لَمَا طَغَى المَاءُ حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَّةِ} أي السفينة{ لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً وَسَعْيَهَا أذُنٌ وَاعِيَةٌ }إذا بالسفينة ظلت على سطح البحر أياما وشهورا الله أعلم بها كم ظلت السفينة تجري الماء غطى الارض كلها لم يبقى في الارض حي إلى نوح والذين ءامنوا إلى نوح وأصحابه لم يبقى في الارض حي لا من الحيوانات ولا من الانس إنه أمر الله عز وجل إنه الطوفان إنه الماء لما يكون جنديا من جنود الله عز وجل نوح طلب من ربه طلبا قال ربي أخذ يدعوا الله عز وجل قال{ رَبِّ إنَّ إبْنِي مِنْ أهْلِي}مهما حصل لكن يبقى إبني يا رب القلب يتفطر عليه لازال إنه أبوه قال{ رَبِِّي إنَّ إبْنِي مِنْ أهْلِي وَإنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأنْتَ أحْكمُ الْحَاكِمِينَ}نسيت نسيت يا نوح أن الله عز وجل قال لك لا تخاطبني في اللذين ظلموا ما يدري نوح ربما كا مؤمنا وكتم إيمانه ربي إن إبني من أهلي وإن وعدك الحق وأنت أحكم الحاكمين فرد الله عز وجل على نوح قال {يَانُوحُ إنَّهُ لَيْسَ مِنْ أهْلِكَ إنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ }إذا لم يكن مؤمنا تتقطع الاواصر والصِلات تتقطع الارحام إذا لم يكن الانسان مؤمنا قال يانوح {يَانُوحُ إنَّهُ لَيْسَ مِنْ أهْلِكَ إنَّهُ عَمَلُ غَيْرُ صَالِحٍ فَلاَ تَسْألُنِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إنِّي أعِظُكَ أنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ }هنا إستغفر نوح ربه واستعاذ بالله عز وجل من هذا السؤال قال {رَبِّ إنِّي أعُوذُ بِكَ أنْ أسْألَكَ مَا لَيْس لِي بِه عِلْمٌ }كل هذا على السفينة{وَإلاَّ تَغفِرْ لِي وَتَرْحَمُنِي أكُونُ مِنَ الْخَاسِرِينَ }بعد فترة طويلة من الزمن بعد شهور طويلة ونوح عليه السلام مع الذين ءامنوا يصلون يذكرون الله عز وجل يحمدون الله جل وعل على ما حصل معهم من نجاتهم في ذلك الموقف العظيم نوح كيف يعرف الان أن الطوفان إنتهى أرسل حمامة فإذا بها تجوب الارض فرجعت ورأى رجلها إلى الان ثم أرسلها بعد زمن فإذا به يرأى على رجله أثار شجرة زيتون علم أن الماء بدأ يتناقص ثم بعد زمن رأى في رجلها طين فعلم أن اليابسة بدأت تظهر قيل {يَا أرْضُ إبْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أطْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الأَمْرُ}تناقص الماء وانتهى الامر {وَاسْتَوَت عَلَى الْجُودِ وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الأمْرُ وَاسْتَوَت عَلَى الْجُودِ } السفينة رصت على جبل في العراق إسمه ""الجودي""{وَقِيلَ بُعْداً لِلْقوْمِ الظَّالِمِينَ} هبط نوح عليه السلام مع الذين ءامنوا على أرض نجاهم الله عز وجل فيها من الكفار فلم يبقى في الارض إلا نوح والذين ءامنوا ليعمروا الارض مرة أخرى بإيمانهم وطاعتهم لله إنقطع النسل بعدها من كل الناس فلم تكن هناك ذرية إلى لنوح عليه السلام وأولاده فاصطفى الله عز وجل البشر مرة أخرى قيل{ يَا نُوحُ إهْبِطْ بِسَلاَمٍ مِنَّا وَبَرَكَاتٍ عَلَيْكَ }فهبط نوح عليه السلام ونجا الله عز وجل الذين ءامنوا وأهلك الكافرين لِتَعْيَهَا أذن واعية بقي نوح عليه السلام بعد الطوفان لسنوات يدعوا أهل الايمان يعلمهم دين الله عز وجل ويبلغ رسالة الله سنوات وهو يعلم أهل الايمان دينهم لم يبقى في الارض كلها إلا بعض المؤمنين ونوح معهم إنها لحياة طويلة ألف سنة إلا خمسين عاما وهو يعلم الناس ويصدع بالحق ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر {وَلَقَدْ أرْسَلْنَا نُوحاً إلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ ألْفَ سَنَةٍ إلاَّ خَمْسِينَ عَامًا فأخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ } لم يبقى في الارض إلا أهل الايمان ولكن لكل شيء نهاية إقتربت نهاية نوح عليه السلام قرُبَتْ مَنِيَّتُهُ اللحظات الاخيرة مرض نوح على فراش المرض بالقرب منه إبنه قال يا بناي إني موصيك وصية قال أوصني يأبي قال إسمع يا بناي لو أن السموات السبع والارضين في كفة ولا إله إلا الله في كفة أخرى لرجحت بهن لا إله إلى الله يابناي لو أن السموات السبع والارضين حلقة لقسمتهن لا إله إلا الله {فَاعْلَمْ أنَّهُ لاَ إلَهَ إلاَّ الله }دعوة الانبياء بها بدأوا دعوتهم وبها تختم دعوتهم ظل أهل الايمان أهل التوحيد بعد وفاة نوح عليه عليه السلام لِسنوات الله أعلم بها لكن ما الذي حصل هل ظل التوحيد على حاله هل ظل أهل الايمان على إيمانهم هل ظل الموحدون وتركهم إبليس وتركتهم الشياطين أبدا{يَا بَنِي آدم }الله عز وجل ينادي بني آدم يُذكرهم بالتوحيد فيقول لهم {ألَمْ أعْهَدِ إلَيْكُمْ يَا بَنِي آدم ألاَّ تَعْبُدُواْ الشَّيْطَان }دَبَّ الشرك في الارض مرة أخرى وبدأت الشياطين تحرف الناس عن دين الله عز وجل نعم توفي نوح نعم أدى الامانة نعم بلغ الرسالة وأهل الايمان بقوا ولم تبقى إلا ذرية نوح عليه السلام ولكن أهل التوحيد جاءت الشياطين إليهم وبدأ الشرك يبدأ صغيرا وصغيرا وشيئا فشيئا بدأ الشرك الخفي يَدُبُّ في قلوب الناس حتى إنتشر شيئا فشيئا حتى كبر الشرك وانتشر في الناس وعَظُمَ وبدأ الشرك الاكبر في الارض مرة أخرى ولقد{ وَلَقَدْ أوحِيَ إلَيْكَ وَإلاَّ الذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أشْرَكْتَ لَيَحْبَطُنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ }لكن السؤال ما الذي حصل بعد نوح عليه السلام أول رسول إنه نوح وهو أول أولُوا العزم من الرسل بعد نوح عليه السلام من الذي أتى ومن دعا الناس إلى التوحيد مرة أخرى ومن أرجعهم إلى دين جل وعلا وهل يترك الله البشر هكذا بغير كتاب يُنزل أو رسول يُرسل إليهم هذا ما سوف نعرفه في الحلقة القادمة إنشاء الله من قصص الانبياء أستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته |
قصة هود عليه السلام
قصة هود عليه السلام في الحلقة الماضية إنتهينا من نبي الله نوح عليه السلام وذكرنا أن الله عز وجل أهلك قومه بالطوفان فلم تبقى ذرية في الارض إلا ذرية نوح عليه السلام القِلّة الذين كانوا معه في السفينة لم يجعل الله عز وجل لهم ذرية تبقى فلم تبقى في الارض إلا ذرية نوح فإن الله عز وجل إصطفى البشر أولا بآدم وثانيا بنوح عليه السلام ما بقية إلا ذرية نوح وبقي أهل الايمان في الارض يتكاثرون مرة أخرى وينتشرون في الارض مرة أخرى والشياطين تجتال الناس عن دينهم وتحاول أن توقعهم مرة أخرى بالشرك فإن الارض الان كلها على التوحيد حتى جاء قوم سكنوا في أرض تسمى ""الاحقاف""بين اليمن وعُمَانْ هذه الاحقاف سكنها قوم سُمُّوا قوم ""عاد""هؤلاء الناس بدأ فيهم الشِّرك بالله عز وجل بدأ فيهم عبادة الاصنام عبادة الالهة من من دون الله جل وعلا أرسل الله عز وجل إليهم نبيا عربيا الانبياء العرب هود عليه السلام وشعيب عليه السلام وصالح عليه السلام ونبينا محمد عليه الصلاة والسلام أول نبي عربي هو هود أرسله الرب عز وجل لقوم عاد الذين طغوا في الارض وتجبروا فيها حتى قال الله عز وجل يُخاطب نبينا ألم تأتيك قصة وخبر قوم عاد الذين ما خلقت مثلهم في الارض كلِّها {ألَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ }{إرَمْ}إسم جَدٍّ من أجدادهم{ذَاتِ الْعِمَادِ التِّي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلاَدِ }بقوتهم وجبروتهم وحسن بُنيانهم ومصانعهم لم يخلق الله عز وجل مثلهم في البلاد في ذلك الزمان أرسل الله عز وجل إليهم نبيا من أنبيائه إسمه هُودْ فدعاهم أولا إلى التوحيد كل الانبياء أول دعوتهم إفراد العبادة لله عز وجل {وَإلَى عَادٍ أخَاهُمْ }فنبيهم كان منهم لم يأتي غريبا عنهم كان من قومهم من أهلهم بل أخاً لهم {وَإلَى عَادٍ أخَاهُمْ هُوداً} قال ياقوم أنظروا للاسلوب قال{ يَا قَوْمِ أعْبُدُواْ اللهَ مَا لَكُمْ مِنْ إلَهٍ غَيْرُه}ما دعاهم أولا إلى لتوحيد الله عز وجل إلى عبادته جل وعلا لكن أنظروا إليهم كيف ردواعلى هود عليه السلام وهو يذكرهم الله عز وجل بكل أدب بكل أخلاق حتى ذكرهم بقوم نوح الذين كانوا قبلهم كيف دُمِّرُواْ والارض تتكلم عنهم {وَاذْكُرُواْ إذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُم فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً }أي إذكروا يا قوم الله عز وجل جعلكم أهل قوة ومنعة بل خلفاء في الارض بعد نوح كيف دمر الله عزل وجل قومه بالطوفان تذكروا هذه النعم إشكروا الله عز وجل عليها أعبدوا الله جل وعلا لا أريد منكم شيئا حتى قالوا له ياهود تريد مالا تريد ملكا نعطيك قال {يَاقوْمِ لاَ أسْألُكُمْ عَلَيْهِ أجْراً }لاأسألكم الاجر ولا المال أريدكم فقط أن تعبدوا الله جل وعلا أنظروا للاسلوب كيف ردوا على هود عليه السلام قالوا له {قالَ الْمَلأُ الذِينَ كَفَرُواْ مِنْ قوْمِهِ مَا نَرَاكَ إلاَّ فِي سَفَاهَةٍ وَإن نَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ }أنت سفيه وأنت كاذب هل رد عليهم هود عليه السلام بنفس الاسلوب هل قال لهم أنتم السفهاء الكاذبون كلا والله أنظروا للادب أدب الانبياء مع إخوانهم قال{ يَا قوْمِ لَيْسَ بِسَفَاهَةٍ }أنا لست سفيها ولكني أنا فقط ناصِح لكم أنا رسول أمين ليست بسفاهة ولم أصُبْ بالجنون لكنني أنصحكم فاتقوا الله عز وجل وأطيعون إستكبر قوم عاد على نبيهم وعاندوا وظنوا أن قوتهم هذه لا تُغلب {وَأمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُواْ فِي الأرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِِّ} أنظروا لقوتهم التي أغرتهم وأعمتهم نعم كانت أكبر وأعظم دولة على وجه الارض في ذلك الزمان لكن ما علموا أن هناك من هو أقوى منهم {وَأمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُواْ فِي الأرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقالُوا مَنْ أشَدُّ مِنَّا قوَّةً أوَ لَمْ يَرَواْ أنَّ اللهَ الذِي خَلَقَهُم هُوَ أشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً }ألم يعلم قوم عاد والامم الجبارة والامم القوية ألم تعلم أن هناك من هو أقوى منهم إنه الله عز وجل الذي خلقهم وخلق كل شيء{ أوَ لَمْ يَرَواْ أنَّ اللهَ الذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أشَدُّ مِنْهُم قُوَّةً} جاءهم هود عليه السلام ينصحهم يُذكِّرهم يا قوم أنعم الله عليكم بالنعم تبنون قصورا مساكن في بعض الاماكن التي لستم بحاجة إليها ومع هذا لا تشكرون ربكم جل وعلا {أتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيةً تَعْبَثُونَ وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ وَإذاَ بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ فَاتَّقُواْ اللهَ وَأطِيعُونِ }كل هذه النعم التي عندكم مساكن مصانع خيرات كثيرة ومع هذا كله تبطشون بالدول الضعيفة وبالناس الفقراء والمساكين وإذا بطشتم بطشتم جبارين فاتقوا الله وأطيعون نصحهم ذكرهم خوفهم الله عز وجل ولكن بلا فائدة جاؤا إلى هود عليه السلام ذلك النبي الضعيف لا يملك إلا بعض الذين أمنوا ليس عنده سلاح ولا عتاد أخذوا يستهزؤن عليه يقولون قالوا{يَاهُودُ مَا جِئْتَنَا بِبَيِّنَةٍ وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِي ألِهَتِنَا عَنْ قوْلِكَ}عناد إستكبار إسرار جحود {وَمَا نَحْنَ بِتَارِكِي آلِهَتِنَا عَنْ قَوْلِكَ وَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ }أرأيت هذه الالهة التي سببتها وتكلمت عليها وشتمتها يا هود ربما أصابتك بالجنون الجنون التهمة الجاهزة التي تلقى على كل الانبياء والمرسلين كل الدعاة والمخلصين سهل أن يُقال لهم بأنه أصابكم الجنون {إنْ نَقُولُ إلاَّ اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوءٍ }هذه الالهة هي التي أصابتك بالجنون فقلت هذا الكلام فرد عليهم نبي الله بكل قوة وثقة قال ياقوم {إنِّي بَرِئٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ} البراءة الكاملة أنا برئ منكم ومن دينكم ومن معبوداتكم وأصنامكم أنا برئ من هذا كله أمة جبارة أمة مستكبرة لم يخف منها هود عليه السلام لأنه نبي من أنبياء الله أنظروا للسلاح الذي يملكه هود عليه السلام ماذا يمتلك قال {يَاقوْمِ إنِّي بَرِئٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ مِنْ دُونِهِ فَكِيدُونِي جَمِيعاً} إجمعوا أسلحتكم وجيوشكم وقواتكم إجمعوا كل ما تملكون ثم كيدوني جميعا ولا تنتظروني ولا ثانية واحدة ولا لحظة واحدة ولا دقيقة واحدة {فَكِيدُونِي جَمِيعاً ثُمَّ لاَ تُنْظِرُونَ }من الذي يمتلكه هود عليه السلام من قوة لِيقف مُواجها تلك الامة الجبارة ماذا يمتلك هود عليه السلام ماذا يمتلك حتى يقف أمام هذه الامة العاتية الجبارة التي بطشت بالامم ماذا يمتلك إنه يمتلك أعظم سلاح ما هو {إنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَةٍ إلاَّ هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} كل حشرة كل طير كل حيوان كل دابة على وجه الارض رزقها على من على ربي العالمين أنا أتحداكم أنا أقف أمامكم لِمَا لانني متوكل على الله عز وجل سلاح المؤمنين سلاح الانبياء والمرسلين التوكل على الله حسبي الله ونعم الوكيل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا وقف هود عليه السلام أمام قومه متحديا لهم لا يُبالي بما يفعلون ولا بما يصنعون قوم هود طلبوا من هود عليه السلام أن يأتيهم بعذاب الله عز وجل إِئْتِنَا بِعَذابِ الله تزعم أن هناك عذاب من ربك فلنرى هذا العذاب نريد أن نراه يتحدون ربهم جل وعلا قالوا لهود عليه السلام {فأتِنَا بِمَا تَعِدُنَا }شوفوا الوقاحة قالوا له {فأتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ }إن كنت صادقا نريد أن نرى عذاب ربك آتيتانا بدين جديد وبإلاه جديد نريد أن نرى عذابه إن كنت صادقا هنا رفع هود عليه السلام يديه إلا السماء {قالَ رَبِّ أنْصُرْنِي بِمَا كَذَّبُون}كل الانبياء إذا يئسوا من أقوامهم فإنهم يلجأون إلى الله عز وجل قال {رَبِّ أنْصُرْنِي بِمَا كَذَّبُونِي }قال الله عز وجل لهود قال {عَمَّا قلِيل} إصبر يا هود هي سنوات لكنها عند الله عز وجل لا شيء قال {عَمَّا قَلِيلٍ لاَ يُصْبِِحُنَّ نَادِمِينَ }هذه الامة الجبارة ستندم يوما من الايام هذه الامة العاتية التي بطشت بالامم ستندم لكن عما قليل إصبر ياهود قال {عَمَّا قَلِيلٍ لا يُصْبِحُنَّ نادِمِينََ }وكان هود عليه السلام يذكرهم بأن هناك يوم آخر هنا بعث بعد الموت هناك حياة أخرى وكانوا لا يصدقونه وكانوا يستهزؤن به فيقولون {هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لِمَا تُوعَدُونَ إنْ هِيَ إلاَّ حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ} حالهم كحال كثير من الناس اليوم الذين يقولون هي حياة فإنما هي أرحام تدفع وأرض تبلع لا حياة أخرى ولا بعث بعد الموت ولا هناك حساب ولا عذاب ولا جزاء دنيا نستمتع بها كما نشاء هود عليه السلام دعا الله عز وجل أن ينصره عذبهم الرب عز وجل أول عذاب ثلاث سنوات لم يأتهم مطر أبدا قطرة من السماء ما نزلت وكانوا يعتمدون في حياتهم على الزروع هذه الامة الجبارة كانت تعتمد على المطر من السماء وما كانت تعبد رب الارض والسماء المطر توقف القحط أهلكهم الجدب ماتت الشياه هلكت الارض قل المال فإذا بهم يذهبون يستسقون آلهتكم يذهبون يطلبون من آلهتهم المطر فإذا بهم يسمعون مناد من السماء يناديهم يقول هذا المنادي يناديهم أي سحابة تريدون هل تريدون سحابة بيضاء أم تريدون سحابة حمراء أم تريدون سحابة سوداء سمعوا مناد من السماء يُناديهم فإذا بهم وكانوا سبعين رجلا من أحسنهم قالوا بل نريد السحابة السوداء وما الفرق لأنهم يعلمون أن السحابة السوداء فيها مطر كثير وفيها ماء كثير وهم لا يشعرون أن الرب عز وجل يستدرجهم {سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِن حَيْثُ لاَ يَعْلَمُونَ وَاُمْلِي لَهُمْ إنَّ كَيْدِي مَتِين }قوم هود رجعوا قافلين بعد أن إستسقوا المطر لألهتهم فإذا بهم ينظرون إلى السماء وإذا بالغيم يأتي إليهم وإذا بالغيم الاسود يضللهم وإذا بهم يفرحون وإذا بهم يظنون أنها كرامة من ربهم لهم أي كرامة وهم كافرون {فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضاً مُسْتَقْبِلَ أوْدِيَتِهِمْ قالُواْ هَذاَ عَارِضٌ مُمْطِرُنَا} أول ما شعرت بالعذاب إمرأة أحست بأن هذه الغيمة ليست كغيرها من الغيوم كأنها رأت شررا يتطاير من هذه الغيمة فهربت من قرى عاد هربت من بين قوم هود وهي تستغيث علمت أن هناك عذاب سيأتي إليهم {فلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضاً مُسْتَقْبِلَ أوْدِيَتِهِمْ قَالُواْ هَذاَ عَارِضٌ مُمْطِرُنَا } ظنوا القوم الكافرون ظنوا أنها كرامة من الالهة لهم أن المطر سيأتي إليهم بعد أن جفت الارض ثلاث سنين ما إستجابوا لي نبيهم وما رضخوا لامر الله عز وجل عاندوا وطلبوا من نبيهم أن يأتيهم بعذاب الله إن كان صادقا وفعلا بدأ العذاب وبدأ الغيم يستقبلهم وبدأ يأتي إليهم وهم فارحون مستبشرون إستقبل قوم هود الغيم والسحاب الاسود فارحين مستبشرين ظنوا أن فيه خيرا لهم خرجوا يستقبلون هذا الغيم وهم يقولون ها هو عارض ممطرنا ها هو الغيم قد أتى إلينا لِيُغِيثَنَا ها هو الرزق جاءنا بعد بعد أن إنقطع سنوات سألنا الالهة فأرسلت إلينا هذه الغيمة وهذا السحاب قالوا هذا عارض ممطرنا لكنه عذاب الله بدأ لكنه الذي يستعجل الله فيه إذا بالريح تشتد تعجبوا ما الذي يحدث إنها عاصفة إنها رياح عاتية ليست عاتية فقط بل هي صرصر باردة شديدة البرودة بدأت تحمل الامتعة والحاجيات بدأ الناس يتطايرون أخد الهواء يحمل الناس إلى السماء ثم يرميهم إلى الارض فينفصل الرأس عن الجسد كأنهم أعجاز نخل خاوية {وَأمَّا عَادٌ فَأهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ سَخَّرَهَا عَلَيْهِم سَبْعَ لَيَالٍ }بدأ الهواء والريح بدأت بأول يوم وانتهت في نهاية اليوم الثامن بينهما سبع ليال {سَخَّرَهَا عَلَيْهِم سَبْع لَيَالٍ وَثَمَانِيَّةَ أيَّامٍ حُسُوماً فتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا سَرْعاً }لا ترى في القوم إلا الصرعى الناس إختبأوا في بيوتهم البرد قتلهم البرد أهلكهم فا الريح صرصر عاتية حتى أن العجائز الذين إختبأوا في بيوتهم عند النار قُتِلًُوا من شدة البرد أهلكهم البرد فالريح صرصر الريح عاتية أين قوتهم أين جبروتهم أين بطشهم بالامم أين تحديهم لعذاب الله{وَفِي عَادٍ إذْ أرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ مَا تَذرْ مِنْ شَيْءٍ أتَتْ عَلَيْهِ إلاَّ جَعَلَتْهُ كَا الرَّمِيمِ}ما آتت الريح على شيء إلا وحطمته إلا وفتته إلا جعلته كا الرميم لم تُبْقِي شيئا إنه جندي واحد من جند الله عز وجل هذه الامة التي عتت وتجبرت حملتها الريح إلى السماء ثم رمتها على الارض فإذا بأجسادهم تنفصل عن رؤوسهم فإذا بهم صرعى جثث على الارض ملقاة {فهَلْ تَرَى لَهُمْ مِّنْ بَاقِيَة }هل بقي منهم إنسان أبدأ أما هود عليه السلام والقلة الذين آمنوا معه {وَلَمَّا جَاءَ أمْرُنَا نَجَّيْنَا هُوداً وَالذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَنَجَّيْنَاهُمْ مِنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ وَتِلْكَ عَاد }جحدوا بآية ربهم وعصوا رُسُلَه واتبعوا أمر كل جبار عنيد أين هم ماذا فعل الله عز وجل بهم تلك الامة التي عاندت وتجبرت وظنت أنها أقوى أمة على وجه الارض {وَأتْبِعُواْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَّامَةِ ألاَ إنْ عَاداً كَفَرُواْ رَبَّهُمْ ألاَ بُعْداً لِعَادٍ قَوْمِ هُود} هل بقي لهم من أثر هل بقيت منهم باقية دمرهم الرب عز وجل وهكذا كل أمة تتجبر على أمر الله عز وجل وتعصي رسله وتتكبر في الارض فهذا هو مصيرهم {ألَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَاد إرَم ذَاتِ الْعْمِادِ التِّي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلاَدِ }ألم تر يا محمد ماذا فعل الله عز وجل بهم دمرهم الله يقص في القرءان هذه القصة لتعتبر هذه الامم المتكبرة وهذه الدول المتجبرة التي تظن أنه ليس هناك في الارض قوة تقف أمامها جندي واحد جندي واحد من جنود الرحمن أهلك تلك الامة فلم يُبقي لهم أثرا ولم يُبقي لهم نسلا فهل ترى لهم من باقية ونجا الله هودا ومعه أهل الايمان وأهلك كل الكافرين في الحلقة القادمة بإذن الله عز وجل سوف نتكلم عن أمة نحتت الجبال جعلت من الجبال بيوتا وقصورا منذ ألاف السنين إلى اليوم أثارهم موجودة قصورهم وبيوتهم في الجبال لا زالت منحوتة لتبقى عبرة لمن يأتي من الامم ما هذه الامة وما هذا الشعب الذي جاء بعد قوم عاد وقوم هود عليه السلام من هم ومن أرسل الله عز وجل إليهم إنه نبي الله صالح عليه السلام هذا النبي الذي أرسله الله عز وجل لهذه الامة ماذا قال لها وماذا فعلت معه وكيف عاقبها الرب عز وجل هذا موضوع حديثنا بإذن الله عز وجل في الحلقة المقبلة أستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته |
ماجمل قصص الانبياء عليهم السلام
قصص ناخذ منها الكثير من العظات والعبر يعطيك العافيه ريهام وفقك الله |
جزاك الله خيرا أخيه متابعين معك وفقك الله |
جزاك الله خيرا أخيتي بارك الله فيك متابعين معك |
قصص الانبياء6 قصة صالح عليه السلام
قصة صالح عليه السلام في الحلقة الماضية إنتهينا من قصة نبي الله هود عليه السلام وكيف أرسله الله عز وجل إلى قوم عاد فأهلكهم الله جل وعلا ودمرهم بالريح إنتشر الشرك مرة أخرى في منطقة في شمال غرب الجزيرة العربية منطقة تُسمى ""الحِجر""منطقة جبلية في تلك البلاد إنتشر الشرك بالله عز وجل فأرسل الله عز وجل إليهم نبيا عربيا إسمه ""صالح ""عليه السلام هذا النبي جاء إلى قومه يدعوهم إلى الله جل وعلا {وَإلى ثمُودَ أخاهُمْ صَالِحا قالَ يَا قَوْم إعْبُدُواْ اللهَ }أول دعوة الانبياء توحيد الله جل وعلا لا تعبدوا إلا الله قال {يَاقوْمِ إعْبُدُواْ اللهَ مَالَكُم مِن إلَهٍ غَيْرُه }وكان قوم ثمود الذين سكنوا هذه المنطقة كانوا ينحتون الجبال أعطاهم الله عز وجل قوة أنهم يُكسِّرُون الصخر وينحتون الجبال ويصنعون في الجبال بيوتا لهم وقصورا لهم أي قوة أعطاهم الله عز وجل { وَاذْكُرُواْ إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاء مِن بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي الأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِن سُهُولِهَا قُصُورًا وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتًا فَاذْكُرُواْ آلاء اللهِ وَلاَ تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ}أي أن صالح عليه السلام ذكرهم قال يا قوم الله عز وجل أعطاكم هذه الجبال سكنى لكم أي قوة تملكونها تنحتون الصخر وتنحتون الجبال وتقطعونها وتصنعون فيها بيوتا لكم وقصورا تؤمنكم من كل شيء أي نعمة أعظم من هذه النعمة{ وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا فَارِهِينَ فَاتَّقُوا اللهَ وَأَطِيعُونِ }كانوا يكسرون الصخر وينحتون الجبال ويصنعون فيها البيوت والقصور والغرف يحتمون بها { وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ }يعني كسروا الصخر وقطعوه {وَثَمُودَ الذِينَ جَابُواْ الصَّْخْرَِ بِالوَاد }دعاهم إلى الله جل وعلا ذكرهم نصحهم فردوا عليه بإستهزاء قالوا يا{قَالُواْ يَا صَالِحُ قَدْ كُنتَ فِينَا مَرْجُوًّا قَبْلَ هَذا}كنت فينا رجلا كريما رجلا مرجوا رجلا عزيزا رجلا شريفا قبل هذه الدعوة أما اليوم فقد تغيرت يا صالح لست الانسان الذي كنا نعرفه إنما أنت من المُسَحَّرِينَ أصابك سحر بك جنون قالوا{قَالُواْ يَا صَالِحُ قَدْ كُنتَ فِينَا مَرْجُوًّا قَبْلَ هَـذَا أَتَنْهَانَا أَن نَّعْبُدَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا وَغنَّنا لَفي شَكٍ }دعوتك هذه نحن متشككون منها ليست صادقة {وَإنَّنَا لَفِي شَكٍ مِمَّا تَدْعُونَ إلَيْهِ مُرِيبٌ }ثم جاء قوم صالح ثمود جاؤا لمن جاؤا للضعفاء جاؤا للفقراء جاؤا للمساكين الذين إتبعوا صالح عليه السلام قالوا لهم أتعلمون أن صالحا مرسل من ربه عندكم يقين عندكم دليل فردوا بكل ثقة قالوا إن بما اُرسل به مؤمنون فرد المستكبرون في الارض وقالوا لهم {إِنَّا بِالَّذِيَ آمَنتُمْ بِهِ كَافِرُونَ }إنه العِناد إنه الاستكبار إنه العُتُوا هذه الجبال أعطاكم الله عز وجل إيها جبال فارهة بيوت وقصور أعطاكم الله عز وجل إيها ومع هذا لا تؤمنون ومع هذا لا تستجيبون أي قصوة في قلوبكم هي أشد من هذه الجبال قسوة وأشد من هذا الصخر قسوة إنهم قوم صالح الذين عَتَواْ عن أمر ربهم جاء قوم صالح إلى صالح عليه السلام يريدون أن يُعزجوه أن يتحدوه تَكَبُّراً منهم وعِناداً قالوا ياصالح إذا أردتنا أن نؤمن لك ونعبد الله وحده كما تقول أخرج لنا من هذه الصخرة وكانت هناك صخرة عظيمة قالوا له أخرج لنا من هذه الصخرة ناقة وأي ناقة نريدها ناقة عاشوراء في بطنها جنين في الشهر العاشر حددوا يوما معينا وشهرا محددا للجنين الذي في بطن هذه الناقة قال إن فعلت هذا أتؤمنون قالوا نعم نؤمن نريد هذه الاية نريد هذه المعجزة فأخذ صالح عليه السلام حُبّاً للخير لقومه يدعوا الله جل وعلا يتدرع إليه يستغيث بالله جل وعلا يصلي ويدعوا الله جل وعلا أن يُخرِج لهم هذه الاية وفجأة يهتز الصخر وفجأة ينشق الصخر وأمام مرأى الناس والناس يشهدون إذا بهذه الصخرة تخرج منها ناقة عظيمة إنها آية من آيات الله تخيلوا كيف تخرج ناقة من سخرة أمام قوم ثمود والناس يشهدون أول ما خرجت الناقة وفي بطنها جنين قال {يَا قوْمِ هَذِهِ نَاقَةُ اللهِ }إنها ناقة كغيرها من النوق لكنها نُسبت إلى ربها تشريفا قال {وَيَا قوْمِ هَذِهِ ناقَةُ اللهِ لَكُمْ آيَةٌ فَذَرُوهَا }لا تقتربوا منها { هَذِهِ نَاقَةُ اللهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلاَ تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأحُذَكُمْ عَذابٌ قرِيبٌ }إذا مسستم هذه الناقة بسوء ولو قليل فإن العذاب سيكون قريبا الناقة آية من آيات الله ولدت رأوا هذه الناقة ورأوا ولدها مُعجزة باهرة آية بينة هل آمن قوم صالح لم يؤمنوا كان عنادا كان تحديا كان تعجيزا لِصالح وفعلا أعطاه الله عز وجل هذه المعجزة ومرت الايام إختبرهم الله عز وجل بإختبار آخر هذه الناقة سوف يكون لها شرب يوم تشرب من البئر يوما لا تقتربون من الماء فيه ثم إذا أردتم الشرب لكم اليوم الثاني هي لا تشرب طيب ماذا نفعل في اليوم الذي تشرب فيه الناقة ماذا نشرب تشربون من لبنها وسوف يكفي الجميع إنها آية من آيات الله {هَذِهِ نَاقَةٌ لَهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ} تشربون يوما لاتشربون وتشربون يوما هي لا تشرب ولا تمسوها بسوء فالناقة ناقة الله والارض ارض الله والامر أمر الله { هَذِهِ نَاقَة اللهِ} أرسلها الله عز وجل إختبارا لهم تحدوا نبي الله صالح فاختبرهم الرب عز وجل { إنَّا مُرْسِلُو النَّاقَةِ فِتْنَةً لَهُمْ} إختبارا { فَارْتَقِبْهُمْ } إنتظرهم يا صالح { وَاصْطَبِرْوَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْمَاءَ قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ كُلُّ شِرْبٍ مُحْتَضَرٌ}كل شخص منكم لا يقترب من الماء في اليوم الذي تشرب فيه هذه الناقة إنها آية بينة إنها معجزة ظاهرة إنها علامة على أن صالح عليه السلام مُرْسَلٌ من ربه لكن القوم عميت قلوبهم عميت صدورهم عميت أفئدتهم لم تنفعهم هذه المعجزة وهذه الاية مرت الايام فإذا بهم يُصابون بالضيق والهم كيف يتحدانا هذا الرجل الذي يَدَّعِي أنه رسول ونبي أننا إذا شربنا من الماء في هذا اليوم نهلك وإذا مسسنا هذه الناقة بسوء نهلك إذا بهم يزداد حقدهم ويزداد غيظهم على صالح عليه السلام فجاءت إمرأتان إحداهما تملك مالا والاخرى تملك بنات قالتا من قتل هذه الناقة من نحر هذه الناقة نُعطيه من المال ومن النساء ما شاء فإذا برجل إسمه ""مِسْرَع ""وآخر إسمه قِدار إبن سَالِف ""جاء إلى هذه المرأة وعرض عليهما قتلى ناقة صالح ناقة الله وفعلا تجمع مع "" قِدار ومِسْرَع ""سبعة من الرجال تجمعوا ليقتلوا ماذا لِيقتلوا ناقة الله التي طلبوها التي حذرهم منها صالح أن يمسوها بسوء وهم مع هذا يريدون قتلها يريدونا نحرها يريدونا عقرها وتجمع التسعة ليمكروا مكرا { وَمَكَرُواْ مَكْراً وَمَكَرْنَا مَكْراً وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ } مكروا كيف يقتلون هذه الناقة وجنينها وصالح عليه السلام حذرهم لكنهم لم يستجيبوا لتحذيره تجمع التسعة يريدون قتل ناقة الله عز وجل قتل هذه الناقة الذي قال لهم عنها صالح لا تمسوها بسوء تجمعوا على الناقة والناقة تهرب منهم حتى أحاطوا بها بين الجبال فإذا "" بقِدار إبن سالف ""على رأس التسعة يرميها بسهم فأصابها في نحرها فرَغَتْ رُغاءً عظيما بصوت عظيم سمعها كل من حولها أما ولدها فهرب هرب إلى رأس الجبل ونحروه ذبحوه ثم رجعوا إلى هذه الناقة ناقة الله فنحروها وقطعوها ودمها يسيل على الارض قتلتم ماذا قتلوا ناقة الله وهم يضحكون وهم يتسامرون قتلوا ناقة الله وهم يضحك بعضهم مع بعض يتحدون لله عز وجل هذه ناقة الله قتلتموها { فَنَادَوْا صَاحِبَهُمْ فَتَعَاطَى فَعَقَرَ} ثم ذهبوا إلى صالح عليه السلام يتبجحون يتحدونه يتكبرون وقالوا يا صالح وهم يضحكون لقد قتلناها قال قتلتم ماذا قالوا قتلنا ناقة الله ماذا فعلتم قتلنا الناقة التي أمرتنا ألا نمساها بسوء ذبحناها نحرناها قتلناها وقالوا{ يَا صَالِحُ إئْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا }أين عذاب الله الذي زعمت { فَعَقَرِواْ النَّاقَةَ وَعَسَواْ عَنْ أمْرِ رَبِّهِمْ } تخيلوا الوقاحة التي وصلوا إليها تخيلوا الكفر والكبر والِعناد بعد أن ذبحوا ناقة الله بدل أن يستغفروا ويخافوا من عذاب الله عز وجل جاؤا لِصالح وقالوا له {فَعَقَرُوا النَّاقَةَ وَعَسَواْ عَن أمْرِ رَبِّهِمْ وَقَالُواْ يَا صَالِح إئْتِنَا بِعَذَابِ اللهِ } فأخذ صالح عليه السلام يبكي علِم أن عذاب الله سينزل ثم جاء إليهم فقال لهم يا قوم لكم أن تتمتعوا في هذه الدنيا ثلاثة أيام ثم بعد الثلاثة سينزل عليكم عذاب من الله عز وجل قال {يَاقوْمِ تَمَتَّعُواْ فِي دَارِكُمْ ثَلاَثَة أيَّامٍ } اليوم الاول ستصفر وجوهكم اليوم الثاني ستحمر وجوهكم في اليوم الثالث ستسود الوجوه ثم ينزل عذاب الله عز وجل {تَمَتَّعُواْ فِي دَارِكُمْ ثَلاَثَةَ أيَّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ}وفعلا في اليوم الاول بعد قتل الناقة وذبْحِهَا إصفرت الوجوه في اليوم الثاني نفس الشيء إحمرت الوجوه في اليوم الثالث إسودت الوجوه فخافوا أن ينزل عليهم عذاب الله كما توعدهم نبي الله صالح فإذا بالتسعة نفسهم يتجمعون مرة أخرى وإذا بهم يتفقون لِما لانقتل صالح قبل أن ينزل علينا العذاب لِنقتله ولِنتخلص منه قالوا{ تَقَاسَمُوا بِاللهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ } نأتِه بالليل نذبح صالح ونذبح أهله وفي الليل ومن يدري عنا {لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ }إذا أصبح الصباح نقول { مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ} وفعلا بعد أن عقروا الناقة وذبحوها الان يريدون قتل نبي الله صالح عليه السلام وتجمع التسعة في تلك الليلة يريدون ذبح نبي الله وهو في بيته قائم يُصلي يدعوا الله عز وجل يتذرع إليه أن ينزل العذاب يدعوا الله جل وعلا وإذا بهم يتجمعون يريدون قتله ويردون ذبحه{ وَمَكَرُوا مَكْراً وَمَكَرْنَا مَكْراً وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ } نزلت عليهم حجارة من السماء التسعة فرضخت رؤوسهم جميعا أصبح الناس يرون التسعة كلهم ميتين من الذي قتلهم من الذي أوقع عليهم هذه العقوبة إنه الله عز وجل { وَمَكَرُوا مَكْراً وَمَكَرْنَا مَكْراً وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ } دمرهم الله عز وجل جميعا فلم يُبقي من التسعة أحدا حيا بقي لما أهلك الله عز وجل التسعة عَلِمَ قوم صالح أنهم هالكون علِموا أن وعد صالح عليه السلام لهم بالتمتع ثلاثة أيام هذا وعد غير مكذوب علموا أن العذاب سيحل بهم فالوجوه تغيرت والالوان تبدَّلت في اليوم الاول الثاني الثالث في اليوم الرابع علموا أن سينزل بهم العذاب فجلسوا في بيوتهم وحفروا قبورهم داخل بيوتهم وانتظروا كيف سينزل عليهم العذاب أما صالح عليه السلام والذين آمنوا نجاهم الرب عز وجل {فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا صَالِحاً وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَمِنْ خِزْيِ يَوْمَئِذ} أخرج الله عز وجل صالح عليه السلام والذين آمنوا من تلك القرية وجلسوا الذين نحتوا الجبال في بيوتهم مختبئين وأصبح الصباح في اليوم الرابع فإذا بجبريل عليه السلام يصيح عليهم صيحة واحدة قطعت قلوبهم كلهم ماتوا أخذتهم الصاعقة{ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَكَانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ} لم يستطع أحد منهم أن يقوم من مكانه في الجبال في البيوت أهلكهم الرب عز وجل{ وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ}تمرعلى جبالهم تمر على بلادهم إلى اليوم موجودة في مدائن صالح في الشمال الغربي في الجزيرة العربية منطقة تُسمى الحِجر إلى اليوم موجودة بيوتهم قصورهم التي نحتوها في الجبال لا زالت تشهد عليهم في تلك البقعة الملعونة التي من مر فيها لا بد أن يبكي خشية من الله جل وعلا{ألاَ إِنَّ ثَمُودَ كَفَرُوا رَبَّهُمْ ألاَ بُعْدًا لِثَمُودَ } بعدا ولعنة لتلك الامة التي عصت ربها عز وجل ثم رجع إليهم صالح عليه السلام بعد أن رآهم هلكى في بيوتهم في قصورهم جبالهم لم تمنعهم عذاب الله عز وجل مر عليهم وهو ينظر إليهم صرعى نظر إليهم وتأسف وقال { يَاقَوْم} يكلمهم وهم أموات لكنهم يسمعون قال { يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَكِنْ لا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ } فتاة جارية نجت من ذلك العذاب هربت قبل أن يُصبح الصباح علمت أن سيحل بها العذاب هربت إلى قرية أخرى قصت عليهم القصص ما الذي حدث ما الذي جرى وكانت متعبة مجهدة فلما شربت من مائهم أهلكها الرب عز وجل { نَجَّيْنَا صَالِحًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ } منذ ألاف السنين إلى اليوم مدائنهم موجودة نحتهم في الجبال لا زال موجودا ليكون شاهدا عليهم ليمر الناس على تلك القرية يبكون خشية من اللعنة أن تنزل عليهم ماذا إستفاد قوم صالح نحتوا الجبال كسروا الصخر سكنوا في تلك الاماكن التي نحتوها لكنها لم تمنعهم من عذاب الله عز وجل وإذا بنبي الله يقول أبلغتكم رسالة رب ونصحت لكم { وَلَكِنْ لا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ} ثم تولى وتركهم صالح عليه السلام لِتُطوى صفحة من صفحات الانبياء نبي عربي توفاه الله عز وجل بعد هذا وانتشر الشرك مرة أخرى في الارض ننتقل بكم مرة أخرى إلى بقعة أخرى في الارض إنها بلاد الرافدين ينتشر فيها الشرك عبادة الاصنام عبادة الكواكب من دون الله عز وجل في بلاد الرافدين ما تُسمى بالعراق اليوم إنتشر الشرك فبعث الله عز وجل إليهم نبيا نبيا من أعظم أنبيائه وأفضلهم إتخذه الرب عز وجل خليلا له من هو إنه أبوا الانبياء ما قصته قصة عظيمة حوادث جليلة إنه من إنه إبراهيم الخليل عليه السلام هذا موضوع حديثنا وإياكم في الحلقة المقبلة حتى ألقاكم إنشاء الله أستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته |
سبحان الله كيف أعطاهم القوة حتى أنهم ينحتون الجبال لكنهم طغوا وتجبروا فكان لهم العذاب جزاك الله خير أخيتي بارك الله فيك |
قصة ابراهيم عليه السلام
http://www.liillas.com/up2//uploads/...a9464abea1.gif
في الحلقة الماضية تكلمنا عن نبي الله صالح عليه السلام وذكرنا أن الله عز وجل أهلك قومه بالصاعقة بالصيحة اُهلِك القوم الكافرون ولم يبقى إلا صالح والذين آمنوا عاشوا في الارض زمنا والايمان والتوحيد منتشر حتى بدأ الشرك يدب في الارض مرة أخرى وجاءت الشياطين واجتالت الناس عن دينها فبدأ الشرك يظهر في بلاد بابل وبدأ الناس يُعظمون الاصنام ويعبودونها من دون الله عز وجل وعُبدت الاصنام والاوثان حتى الكواكب عُبدت من دون الله عز وجل فبعث الله عز وجل نبيا وهذا النبي نبي أحبه الرب عز وجل واتخذه الله عز وجل خليلا من إنه إبراهيم الخليل هذا الشاب الذي وُلِدَ في"" بابل ""وتررعرع فيها ورأى الناس يعبدون الاصنام ما رضي بعبادتها وما رضي بأحوال الناس { وَلَقَدْ آَتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ } الله عز وجل الهم هذا الفتى التوحيد والايمان وإذا به يُنكر على قومه عبادة الاصنام وعبادة الاوثان واستنكر هذا الفعل فأراد أن يدعوهم إلى الله عز وجل وأول من بدأ به أبوه أقرب الناس إليه دخل إليه يدعوه إلى الله جل وعلا إبراهيم عليه السلام وهو فتى يدعوا قومه إلى الله جل وعلا أول من بدأ به أباه دعاه إلى الله جل وعلا بأحسن أسلوب فالانبياء أرحم الناس بالناس أرحم الخلق بالخلق أبوه الذي ملأ بيته بالاصنام جاءه إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام يدعوه إلى الله جل وعلا أنظروا الاسلوب الذي بدأ به إبراهيم يُنادي أباه المُشرك الكافر الذي كان يأمر إبراهيم بالسجود للصنم يرد عليه إبراهيم فيقول { يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لاَ يَسْمَعُ وَلاَ يُبْصِرُ وَلاَ يُغْنِي عَنكَ شَيْئاً }يستمر إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام بدعوة أبيه وأبوه يصد بل أبوه كان يأمره بعبادة هذه الاصنام فيرد عليه إبراهيم صحيح أنني صغير صحيح أنني أصغر منك سِنا فأنت أبي وأنا إبنك لكنني قد أتيتوا من العلم أكثر منك يا أبي { يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءنِي} وكل خطاب يبدأه يآ أبتي { إِنِّي قَدْ جَاءنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطاً سَوِيّاً } مع أنه مُشرك لكن الاسلوب رحمة لِين رِفق ما كان الرفق في شيء إلا زاله ثم إستمر إبراهيم عليه الصلاة والسلام يدعوا أباه إلى الله جل وعلا {يآ أبَتِ لاَ تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ } لأنك لو عبدت الاصنام فإنك تعبد الشيطان هو الذي يأمرك بعبادة الله الاصنام {ياَ أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا يآ أبت إنِّي أخَافُ أنْ يَمَسَّك }شوفوا الاسلوب أنا خائف عليك يآ أبي القضية ليست فقط الامر بالمعروف والنهي عن المنكر القضية ليست لك أبين لك الحق من الباطل لا القضية خوف عليك يآ أبي وإن كنت مُشركا لكنني أرفق بك وأرحمك { يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَن يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِّنَ الرَّحْمَن فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيّاً}رد أبوه على هذا الفتى الذي يدعوا إلى الله بكل قسوة أنظروا كيف رد عليه قال يا إبراهيم لا إن لم تنتهي إذا ما توقفت عن هذه الدعوة لأرجمنك سوف أرميك بالحجارة حتى الموت ثم طرده قال واهجروني ماليا لا أريد أن أراك في بيتي خرج إبراهيم وهو يقول لأبيه قال { سَلاَمٌ عَلَيْكَ } يسبه ويشتمه ويهدده وهو مشرك ويرد إبراهيم { قَالَ سَلاَمٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيّاً } سوف أدعوا الله عز وجل لك واستغفر الله عز وجل لك ما لم ينهاني الله عز وجل عن هذا هذه دعوة إبراهيم لأبيه وهذا هو أسلوبه مع أبيه وإن كان كافرا أو مشركا كان إبراهيم الخليل وهو فتى صغير يخرج إلى قومه فيراهم يعبدون أصناما وتماثيل فكان يستنكر عليهم هذه العبادة وفي يوم من الايام قال لهم بكل جُرأة وشجاعة قال { مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلْ الِّذِي أنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ } كانوا يجلسون عند هذه التماثيل يعبدونها كأنها خلقتهم كأنها تنفعهم أو تضرهم فكان وهو فتى صغير عاقل أعطاه الله عز وجل الحكمة وأتاه رُشده كان يقول لهم ما هذه التماثيل فردوا عليه بكل جهل وسفاهة { قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءنَا لَهَا عَابِدِينَ}فإذا به يُنْكِر عليهم قال أنتم وأبائكم في ضلال مبين لستم أنتم فقط بل حتى أبائكم كنتم في ضلال مبين كيف يجرأ شاب صغير يكلم قومه بهذا الكلام فردوا على إبراهيم الخليل قالوا له { قَالُوا أَجِئْتَنَا بِالْحَقِّ أَمْ أَنْتَ مِنَ اللاَعِبِينَ } تلعب معنا يآ إبراهيم أهذا لعب أهذا هُزءٌ بِنَا هذا إستهزاء على ديننا ودين أبائنا وأجدادنا إياك نحذرك يآ إبراهيم أن تلعب وتخوض في مثل هذا فرد عليهم بكل جُرأة وبكل قوة قال { بل ربكم رب السموات والارض وأنا على ذالكم من الشاهدين } أين كبار القوم أين العقلاء شاب صغير يقول لكم هذا الكلام ثم هدد أصنامهم {وَتَا للهِ }يُقسم { وَتَاللهِ لأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُم بَعْدَ أَن تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ } ما إن تُغادر يوم من الايام إلا وأكيد هذه الاصنام وأهدمها هدما يهدد من يهدد آلهتهم فتى صغير بهذه الشجاعة وبهذه القوة لِما لأنه متوكل على ربه عز وجل خرج الناس وهم يسمعون إبراهيم الخليل يقول لأكدن أصنامكم بعد أن تولوا مدبرين ما توقعوا أن يفعلها ما توقعوا أن يجرأ إبراهيم على هذا الفعل فإذا بهم يخرجون ليوم الزينة جاء إبراهيم الفتى الصغير إلى ساحة الاصنام إلى ساحة التماثيل فوجد عندها الذبائح اللحوم الطعام الشراب كل أنواع القرابين فسأل هذه الاصنام وهو يعلم أنها لا تتكلم قال ما لكم {مَا لَكُمْ لاَ تَأْكُلُونَ} أفلا تأكلون كولوا من هذا الطعام كولوا من هذه الذبائح كل من هذه الفواكه كولوا أنتم آلهة أنتم معبودون لما لا تأكلون هذا الطعام حتى هذا الطعام لا تستطيعون على أكله وهو يعلم إبراهيم الخليل أنهم لا يستطيعون ما لكم لا تنطقون ردوا علي أجيبوني فذهب إبراهيم الخليل من حنقه على هذه الاصنام وهذه المعبودات الذتي تُعبد من دون الله عز وجل فجاء بِقُدُّومْ مثل الفأس جاء به إلى هذه الاصنام وهو يكلمها تكلموا إنطقوا كولوا من هذا الطعام فأخذ هذا المعول أو هذا القدوم وأخذ يضرب هذه الاصنام وهو فتى صغير يكسر ماذا يكسر آلهة القوم يكسر ماذا أصناهم التي ورثوها عن أبائهم وأجدادهم أي قوة أي جرأة من إبراهيم عليه السلام وهو فتى أخذ يضرب ويضرب ويضرب { فَجَعَلَهُمْ جُذَاداً } فتت الاصنام كلها إلا صنما { فَجَعَلَهُمْ جُذَاذًا إِلاَّ كَبِيرًا لَهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ }وضع الفأس أو القدوم عند الصنم الكبير الذي لم يكسره أنظروا لعقله أنظروا لحكمته حتى يحج قومه وضع هذا القدوم عند الصنم الكبير وفتت البقية كلها جعلها كا التراب فإذا بالقوم يرجعون فرحين مستبشرين ليروأ أمرا غريبا ليروأ أمرا عظيما حصل في بلادهم أول ما ذهبوا إلى أصنامهم إلى آلهتهم وكانوا في كل مرة الطعام يختفي ربما تأكله الشياطين وتأخذها فإذا بهم يرون الالهة صارت ترابا أخذوا يصيحون أخذوا يبكون أخذوا يصرخون فإذا بهم ينادون في القوم { قَالُوا مَن فَعَلَ هَذَا بِآلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ}أنظروا للجهل والغباء والسفاهة إله يُهدم إله يُفتت إله يَصِيرُ تُرابا وتسألون من فعل هذا بألهتنا إذى هو أقوى منهم إذا كان حقا عليكم أن تعبدوه من دون الاصنام لو كان هناك مسحة من عقل لكن حتى العقل ما فيه حتى الفطرة فسدت{ قَالُوا مَن فَعَلَ هَذَا بِآلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ } من أعدو جاءنا أ إله أخر مالذي حصل فتكلم بعض الناس الذين سمعوا إبراهيم يهدد الاصنام{ قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ} فذهبوا إلى إبراهيم الخليل فتى صغير فربطوه ومسكوه وجاؤا به أمام الناس جميعا والكل حانق والكل غاضب والكل يريد الانتقام من هذا الذي فعل هذا بالالهة تخيلوا هذه المحكمة {قَالُوا فَأْتُوا بِهِ عَلَى أَعْيُنِ النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ } لِتُعقد المحاكمة ولْيُأتى بالمتهم ولتأتي المحكمة وليشهدوا الناس جميعا على هذا الفعل أي فعل إنه تهديم هذه الاصنام فجاء الناس جميعا تجمعوا على من على إبراهيم وهو فتى صغير منهم أبوه منهم أهله وأقربائه لكنه كان ثابتا صامدا لا يبالي عليه السلام فسألوه { أَأَنْتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا } لست أنا بل الذي فعلها هذا الصنم الكبير هذا الكبير الذي بيده المعول فسألوه إن كانوا ينطقون إن كانت الاصنام آلهتكم تنطق سالوهم من الذي فعل هذا بهم فإذا بهم يلتفتون بعضهم إلى بعض قالوا لقد علمتم إنكم أنتم الظالمون لقد علمتم أن الذي فعلتم خطأ وأن هذه الالهة ليست بألهة إنكم أنتم الظالمون فإذا بهم إنقلبوا على رؤسهم لقد علمت ما هؤلاء ينطقون فإذا بهم ينكشفون ويُفضحون فإذا بقائلهم يقول حَرِّقُوهُ وَانْصُرُواْ آلهتكم إن كنتم فاعلين إتفق الناس على حرق إبراهيم الخليل وهو فتى صغير يُحرق هذا الفتى لِما لأنه دعاهم إلى الله جل وعلا يُحرق لأنه ذكرهم بالله وحجهم بمنطقه وعقله وأدلته لكن القوم لا يعقلون ما وجدوا سبيلا لأيقاف إبرهيم الخليل عن دعوته إلا بالحرق بالنار {قَالُوا حَرِّقُوهُ}لأنه أشد أنواع القتل تعذيبا{ حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ } وسبحان الله الالهة تنصر ولا تُنصر آلهة مُفتت آلهة مُهدمة قالوا إجمعوا الحطب لحرق إبراهيم الخليل ربطوه وحبسوه حتى يُحرق بالنار فذهب الناس كل منهم يجمع حطبا ومن حرصهم ومن حِرصهم كانت المرأة إذا أرادت أن تنظر إلا الاصنام والألهة قالت مثلا لئن نجا الله أي تقصد آلهتها تقصد أصنامها لئن نجا آلهتي ولدي أو شفت إبني من هذا المرض لأجمعن حطبا لحرق إبراهيم ينذرون على حرق إبراهيم عليه السلام وهو فتى صغير جمعوا حطبا عظيما وأشعلوا فيه نارا عظيمة بل وصلت النار إلى مرتفع عال حتى أن الطير إذا مرت فوق النار سقطت من شدة حرها أي نار هذه أي جحيم هذا قالوا {إبْنُوا لَهُ بُنْيَاناً فَأَلْقُوهُ فِي الْجَحِيمِ}نار عظيمة صارت جحيما يريدون فيها حرق إبراهيم الخليل نار تجمع الناس في ذلك اليوم منهم أبوه منهم أمه لِيروا كيف يُحرق إبراهيم الخليل فتى صغير أرادوا الاقتراب من النار لإلقاء إبراهيم فلم يستطيعوا لم يستطيعوا إلقاء إبراهيم لأن النار عظيمة ما إستطاعوا الاقتراب منها فربطوا إبراهيم الخليل في مَنْجَنِيقْ هذا المجنبق الذي ترمى منه القذائف ربطوا في هذا المنجنيق إبراهيم الخليل الان إنها اللحظات الاخيرة لحرق هذا الفتى سينتهي كل شيء جاءه جبريل عليه السلام قال له وجبريل بطرف جناح قلب قرية جبريل بصيحة دمر أمة جبريل سيد الملائكة قال له يإبراهيم ألك إلي حاجة تريدوني الان أساعدك فنظر إليه وقلبه متعلق بالله قال يا جبريل أما إليك فلا أما إلى الله فنعم حسبي الله ونعم الوكيل بدأ إبراهيم الخليل يستعين بالله ويدعوا الله جل وعلا والقوم يشهدون حرق إبراهيم الذي رُبط وَوُثِّق بحبال لِيُمعن في قتله وإحراقه والكل يشهد فإذا به يُرمى في النار رمي الخليل في النار نعم وأي نار نار عظيمة اُسْقِطَ إبراهيم الخليل فيها فإذا بربنا عز وجل يقول {قُلْنَا يَا نَارُ}والنار مخلوقة لله عز وجل { قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلاماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ } ولو قال الله عز وجل بردا لمات إبراهيم عليه السلام من البرد لكن قال الله وسلاما ولو توقفت الاية هنا لصارت كل نار الدنيا بردا وسلاما لكن قال الله على إبراهيم أي فقط على إبراهيم{ قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلاماً} قام الناس كلهم يشهدون كيف يحترق هذا الفتى فإذا به لم يحترق منه إلا شيء واحد الحبل الذي وثق به فقام إبراهيم وكبر وسجد لله عز وجل شكرا لله والناس ينظرون أبوه منهم أمه منهم الكل متعجب أما أبوه كان مُشركا قال من قلبه نِعْمَ الرَّبُ ربك يا إبراهيم إنه أبوه قال نِعْمَ الرب ربك يا إبراهيم أما أمه فنادت إبنها وهو في النار يصلي ويسجد لله عز وجل قالت له يا بني سال ربك أن أدخل إليك فدعا الله عز وجل فدخلت إليه في النار والناس يشهدون والناس ينظرون{فَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الأسْفَلِينَ}خرج إبراهيم من النار والناس خائفة قيل ظل في النار أياما قيل ظل في النار ساعات الله أعلم كم مكث في النار لكنه بعد أن خرج لم يقترب الناس منه النار لم تحرقه أي رجل هذا هل آمنوا بعد هذا الكلام لم يؤمن به إلا إبن أخيه وإسمه ""لوط ""إلى الان ما اُرسِل وزوجته"" سَارَة"" هاذان اللذان فقط آمن به أما بقيت القوم كفروا به مع أنهم رأوا هذه الاية البينة ناده الملك وإسمه"" النمرود""هذا الملك الظالم ندى إبراهيم الخليل عليه السلام لما سمع بالخبر قال آئتوا به فلما جيئ بإبراهيم وكان فتا صغيرا شابا قال له يا إبراهيم سمعت أنك فعلت كذا وكذا أتزعم أن لك رب قال نعم ربي الله الذي خلقني وخلقك وخلق كل شيء ربي الله الذي يحي ويميت {ألَمْ تَرَ إلَى الّذِي } من إنه ملك من الملوك ظالم طاغية آتاه الله عز وجل الملك{ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَآجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رِبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِـي وَيُمِيتُ} فرد الملك بكل سفاهة ووقاحة قال أنا أحي وأميت القضية إحياء وإماتة سهلة فنادى رجلا بالسجن فقال لجنوده أقتلوه فقتلوه أرأيت أمَتُّهُ وندى رجلا سوف يُعدم قال له أطلقتك وتركتك حرا قال أرأيت أحييته أحييت هذا وأمت ذاك إنه الجهل إنها السفاهة إنه قِمَّة الجنون أي عقل هذا يتكلم به هذا الرجل وهذا ملكهم إسمه النمرود والفتى يرد عليه بكل عقل وبينة ودليل { أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ } لِما { أَنْ آَتَاهُ اللهُ الْمُلْكَ} الملك أعماه وأعما بصيرته { إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّي الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ }وهذا الكل يشهد به الكل يعلم به أن الله عز وجل يُحْيِيِ والله عز وجل يُميت فإذا به يقول بك صفقاة {قاَلَ أنَا أحْيِ وَأُمِيتْ}عَلِم إبراهيم الخليل أن هذا الرجل يريد الجدال لأجل الجدال فقط هذا لا يعقل فطلب منه أمرا آخر وأخبره بشيء جديد هذا الشيء الجديد لا يستطيع أن يفعله وهذا من تمام عقل إبراهيم قال أرأيت إلى الشمس كل يوم تشرق من المشرق وتغرب في المغرب هذا فعل الله عز وجل ما رأيك أن تأتي بالشمس من المغرب يوما قال إبراهيم { فَإِنَّ الله يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} ظل إبراهيم الخليل يحج قومه بُهِت الملك بُهِت الناس وهم يرون هذه الايات البينات لم يستطيعوا فعل شيء لكنهم مع هذا لم يستجيبوا لأبراهيم مكروا به فقرر إبراهيم مع إبن أخيه لوط وزوجتة ""سَارَة ""أن يخرجوا لله عز وجل ويهاجروا ويبلغ دين الله جل وعلا أين هاجر إبراهيم أين ذهب ماذا صنع ماذا حدث لأبراهيم وهل رزقه الله عز وجل أولادا هذا ما سوف نعلمه بإذن الله عز وجل في القادمة كونوا معنا أستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته نذكر في الحلقة الماضية أننا تكلمنا عن نبي الله إبراهيم عليه السلام وأنه كان في العراق وقد كسَّر الاصنام وفتَّتها وأرادوا أن يحرقوه وهو فتى صغير لكن الله عز وجل نجاه ثم إستدعاه" النمرود "الملك الطاغية وجادله يريد الاستهزاء به يريد التكبُّر عليه يريد أن يسخر به أمام الناس وأبحثه الله عز وجل ذلك الملك الطاغية إبراهيم في العراق دعا إلى الله عز وجل فلم يؤمن به إلا إبن أخيه" لوط "عليه السلام وزوجته سارة وفي هذه الاثناء يريدون قتل إبراهيم الخليل يريدون أن يمكروا به أذِنَ الله عز وجل لابراهيم أن يُهاجر فهاجر من العراق إلى فلسطين إنها هجرة طويلة الانبياء يُهاجرون يسيرون في الارض الله عز وجل أذِنَ لاهل الايمان أن يسيروا في الارض مهاجرين له { فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} هكذا الانبياء يُهاجرون في الارض يسيرون فيها { قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ } خرج إبراهيم عليه السلام مع لوط عليه السلام مع سارة من العراق ووصلوا إلى فلسطين الارض المباركة { وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ}واستقر إبراهيم عليه السلام مع زوجته في فلسطين إرتحل إبراهيم الخليل مع زوجته سارة من فلسطين إلى مصر يدعوا إلى الله جل وعلا لما وصل إلى مصر لم يكن هناك أحد يعبد الله جل وعلا إلا هو وزوجته وابْتُلِيَ إبراهيم الخليل ببلاء آخر علم أن هناك ملك جبار ظالم بمصر يعتدي على النساء إذا سمع أن هناك زوجة لرجل إغتصبها وأخذها عُنْوةً وظلما ليغتصبها أرسل جنوده إلى إبراهيم الخليل فلما وصل الجنود إلى إبراهيم الخليل سألوه عن المرأة عن زوجته فقال إنها أختي يقصد إبراهيم الخليل أختي في الله أختي في الدين لم يقصد أنها ليست بزوجته وإذا بالجنود يرجعون إلى الملك فأسر الملك أن يُأتِيَ بهذه المرأة ذهب الجنود إلى إبراهيم وجدوا عنده زوجته سارة حاولوا أخذ المرأة زوجة إبراهيم عليها السلام سارة منعهم إبراهيم الخليل لكنهم دفعوه منعوه وتخيلوا كيف تُأخذ زوجة إنسان منه عُنوة وإلى ملك جبار حُبِسَ إبراهيم الخليل في بيته يدعوا الله جل وعلا أن ينجي الله زوجته سارة أخِذت وسُلِبَتْ غصبا وعُنْوَةً إلى الملك الظالم اُدخِلت إليه في قصره لما اُدخِلت إليه في قصره أخذت تدعوا الله جل وعلا أن ينجيها الرب عز وجل من هذا من هذا الملك الظالم فلما حاول هذا الملك الظالم أن يقترب منها فإذا بها تدعوا الله جل وعلا فسقط الرجل سقط هذا الملك الظالم شُلَّ جسمه لم يستطيع الحراك نادها يستغيث بها إدعي ربك أن يُنجيني أن يشفيني فإن فعلت فنجاني ربك فإنني سوف لن أقترب منك مرة أخرى دعت الله عز وجل فإذا به يغدر لِيقوم ويعتدي عليها يُحاول أن يقترب منها وهو يقترب دعت الله عز وجل مرة أخرى { أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ} فشُلّ الرجل فناداها يستغيث بها وتخيلوا المنظر إبراهيم الخليل يدعوا الله جل وعلا وسارة ترفع يديها وتدعوا الله جل وعلا والرجل كلما شُلَّ إستغاث بسارة رضي الله عنها وعليها السلام فتدعوا الله فيشفيه الرب عز وجل ثم بعدها لما قام المرة الثانية غدر الرجل وحاول أن يعتدي بسارة للمرة الثالثة فدعت الله عز وجلا { وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِي إِذَا دَعَانِي } فإذا به يُشَلُّ المرة الثالثة فيستغيث بسارة يقول لها إدعي ربك أن يشفيني فلما دعت الله وَشُفِي وَقَامَ من ثوره إذا به يُنادي جنوده أيها الجنود أيها العساكر تعالوا إلي فلما دخلوا عليه قال خذوها قال خذوها فإنها شيطانة فإنها شيطانة وأعطاها أمَةً من إيمَائِهِ إسمها هاجر رجعت سارة معها هاجر إلى إبراهيم الخليل فلما دخلت عليه سألها مالذي حصل مالذي حدث فقالت نجاني الله عز وجل من الرجل الظالم نجاني الله عز وجل من الرجل الظالم وأخدمني هاجر وأعطاني هاجر وإذا بسارة وإبراهيم الخليل وهاجر يعودون إلى فلسطين مرة أخرى لِتبدأ مرحلة جديدة من مراحيل حياة الخليل إبراهيم عليه الصلاة والسلام إبراهيم الخليل عليه السلام مع زوجته سارة وهاجر رجعوا مرة أخرى إلى فلسطين فلما رجعوا إلى فلسطين ورأت سارة أن إبراهيم الخليل مضى به العمر وَكَبِرَ بالسن ولم يُنجب ولم يرزقه الله عز وجل الولد فأعتطه هاجر قالت خذها تزوجها ربما يرزقك الله عز وجل الولد فتزوج هاجر فأنجبت هاجر أول ولد لابراهيم الخليل وسماه إسماعيل عليه السلام إنه الولد الاول كم فرح إبراهيم الخليل بهذا الولد فلما فرح به غارت من سارة فأرادت أن يبتعد هو وهاجر عنها فأوحى الله عز وجل لابراهيم أن هاجر أنت وزوجتك هاجر وإبنك إسماعيل إلى أرض قاحلة إلى واد ليس ذي زرع ولا ماء ولا بشر أي أرض هذه إنها مكة هاجر يا إبراهيم فذهب إبراهيم مع هاجر وإبنه الصغير إسماعيل الرضيع الذي للتو ولِد وذهب بهما إلى أرض قاحلة إلى واد بين جبال إلى أرض لا زرع فيها لا ماء فيها لا إنس فيها لاطير فيها لا حياة فيها فوضع زوجته هاجر وإبنه إسماعيل الرضيع وليس لهما إلا شيء قليل من ماء وشيء من ثمر وتركهما فذهبت خلفه هاجر تقول يا إبراهيم لمن تتركنا وهو يرد عليها يا إبراهيم لمن تتركنا وهو لا يرد عليها حتى قالت له يا إبراهيم آ الله أمرك بهذا فلتفت وقال نعم أمرني رب أمرني رب جل وعلا { وَعَلَى االلهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ } هنا قالت هاجر إذا فذهب فلن يُضيِّعنا الله إذا فاذهب فلن يُضيِّعنا الله تركهما إبراهيم الخليل أرض قاحلة بين جبال واد لا زرع فيه ولا ماء تركهم إبراهيم الخليل ثم ذهب إلى رأس جبل ورفع يديه إلى السماء وأخذ يدعوا الله عز وجل لهما { رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ }أي واد هذا إنها مكة ربنا لِيُقيموا الصلاة أخذ يدعوا لهم فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون بقيت من هاجر وإسماعيل في الارض القاحلة الارض الميتة نفذ الماء نفذ الطعام بقي الرضيع يبكي ويصيح من الجوع ماذا ستفعل الان هي تعلم أن الله لن يُضيِّعها لكن لم يأتي أحد يُنجدهما صعدت إلى أرض مرتفعة إسمها الصفا ثم ركضت إلى أرض أخرى إسمها المروى فأخذت تسعى من الصفا إلى المروى تنادي ألا هل من مُغيث ألا هل من مُجيب سبعة أشواط وانتهت في المروى فلما إنتهت هناك على هذه الارض المرتفعة على هذا الصعيد سمعت صوتا عند ولدها فإذا ظل شخص عند إسماعيل الرضيع الذي لا زال يبكي من شدة الجوع والعطش ركظت أمنا هاجر ركظت إلى إبنها تنجده فإذا هو جبريل بنفسه قد نزل وإذا به يضرب الارض بجناحه وإذا الارض تنبع ماء أي ماء هذا خير ماء على وجه الارض إنه ماء زمزم لِما شُرِب له أطهر ماء الماء المبارك فلما ظهر شيء من الماء أسرعت أم إسماعيل إلى هذا الماء تسقيه ولدها فإذا بها تستعجل لو تركت هذا الماء ولو تركت جبريل لصار زمزم نهرا يجري وماء مَعِيناً سقت إبنها وشربت شيئا من هذا الماء ثم قا لها جبريل عليه السلام لِمَنْ تَرَكَكُمَا إبراهيم قالت تركنا لله عز وجل قال جبريل إذن فلن يُضيعكما الله ثم قال لها جبريل في هذا المكان في هذا المكان سيكون بيت الله وسيبنيه هذا الغلام وأبوه ثم عاشت هاجر وإسماعيل في هذا الوادي ورزقها الله عز وجل الثمرات والخيرات فمرت قافلة من الجنوب من" جُرْهُمْ" قبيلة من العرب قافلة تمر فرأت طيرا يحوم في هذا المكان فجاءت فرأت الماء والخير واستأذنت أم إسماعيل أن يجلسوا معها في هذا الوادي فأذنت لهم أم إسماعيل وعاش العرب في تلك البقعة المباركة وهنا بدأت قصة مكة إبراهيم الخليل عليه السلام وهو في فلسطين يذهب ويتفقد إبنه إسماعيل الرضيع الذي تركه في مكة بلغ معه السعي بدأ يلعب إسماعيل عليه السلام كم أحبه إبراهيم أبوه جاءه على كِبَرْ فلما بلغ معه السعي وبدأ يلعب وبدأ يتحرك وبدأ يُعين أباه قال يا بُناي إن الله عز وجل أمرني بأمر مالذي أمرك به يأبي قال إن الله عز وجل أمرني أن أذبحك بِرؤية رآها إبراهيم تخيلوا أمر الله عزوجل لابراهيم أن يذبح إبنه الذي إنتظره سنين طويلة وفي هذا العمر الذي بدأ يلعب ويسعى قال إن الله أمرني أن اذبحك يا بُناي أنظروا إلى ردِّ الابن قال{ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ } الله اكبر أي إختبار هذا أي بلاء هذا لم يكن الامر كلاما بل حقيقة وفعلا الابن يقول لابيه يا أبت إذبحني كما أرك الله عز وجل فلما أسلما أي سلَّما أمرهما لله عز وجل وتله للجبين وضع صخرة على الارض ثم جاء بإبنه وشحد السكين أحَدَّ السكين فقال الابن لابيه يا أبت يا أبت ضع وجهي على الارض قال لِما يا بُناي قال حتى لا تنظر إلى وجهي فترحمني { فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ وَنَادَيْنَاهُ }إبراهيم الخليل جَرَّ السكين على رقبة إبنه فلم يقطعه وإذا بإبنه يقول للاب يا أبت إسماعيل يقول لابيه يا أبت شُدّ عَلَيَّ شُدّ عَلَيَّ إنه أمر الله عز وجل ويَشُدُّ إبراهيم لكن السكين لم يقطع ونجح إبراهيم بالاختبار{ وَنَادَيْنَاهُ } سمع مناديا يُناديهِ إبراهيم الخليل نظر إلى السماء من الذي يُناديني { وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا } نجحت بالاختبار { إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ }من يستطيع أن يمتثل أمرا كهذا إلا إبراهيم الخليل العجيب ليس فقط إبراهيم بل إبنه الذي يقول لابيه يا أبت إفعل ما تؤمر لكنه علق الامر على ربه جل وعلا قال ستجدني إن شاء الله من الصابرين واستجاب لله ونجح إبراهيم في الاختبار نظر إلى السماء فإذا بكبش ينزل من السماء { وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ}أنزل الله عز وجل كبشا فداءا لاسماعيل فذبحه إبراهيم الخليل نيابة عن إبنه إستجاب إبراهيم لربه أي بلاء هذا { إنَّ هَذَا لَهُوَ البَلاَءُ الْمُبِين }إنه خليل الله وإبنه الذين إستجابا لله عز وجل إبراهيم الخليل مع زوجته سارة يعيشان في فلسطين وكان إبراهيم معروفا بكرمه للضيوف لا يدع يوما إلا وضيف فيه ضيفا في يوم من الايام رأى ثلاثة من الناس غُرباء لا يعرفهم غرباء عن فلسطين لا يرى عليهم أثر السفر ضيفهم إبراهيم الخليل في بيته فلما دخلوا عليه قالوا سلاما قال سلام قوم مُنكرون الوجوه قد إستنكرها إبراهيم عليه السلام فلم يرى عليهم أي أثر للسفر فلما ضيفهم أسرع إلى أهله متخفيا فذبح عجلا شواه طبخه فقربه إليهم لكنهم لم يمد أحدا منهم يده ضيوفك لا يأكلون الامر فيه شيء { قَالَ ألاَ تَأْكُلُونَ } لم يأكلوا { فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً } لم يرأو أن إبراهيم الخليل قد خاف قالوا لا تخف نحن لسنا بشرا نحن ملائكة الرحمن أنا جبريل هذا ميكائيل وهذا إسرافيل أعظم ملائكة الرحمن قد آتينا إليك من الذي جاء بكم زوجة إبراهيم سارة كانت تُعد الضيافة قائمة وتسمعهم البيت صغير قال من الذي جاء بكم قالوا إنا اُرْسِلْنَا إلى قوم لوط لِنُدمر هذه القرية سمعتهم من سارة فضحكت واستبشرت لأن القوم الظالمون سيدمرهم الرب عز وجل وإمرأته قائمة وضحكت فلما سمعوا زوجة إبراهيم تضحك بشروها بولد سيأتي لها بعد طول عمر وبعد زمن طويل وقد عجزت المرأة وكَبُرت بالسن بُشِّرت بإسحاق ليس هذا فقط بل سترين إبن إسحاق عليهم السلام وهو يعقوب عليه السلام فلما بُشِّرت قالت { يَا وَيْلَتَاهُ أَ أَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخاً إنَّ هَذَا لَشيْءٌ عَجِيبٌ }ردت الملائكة على سارة { قَالُواْ أتَعْجَبِينَ مِنْ أمْرِ اللهِ رَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أهْلُ الْبَيْتِ إنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ } لاتتعجبي إنه أمر الله عز وجل إبراهيم وسارة لما ذهب عنهما الخوف واطمئنا بدأ إبراهيم الخليل الحليم بالناس الرحيم بالبشر يُجادل الملائكة ألا يُعذبوا قوم لوط قالوا إصبروا عليهم لا تستعجلوا على عذابهم ربما يؤمنون إن فيهم قوما آمنوا فيهم لوط فيهم بناته يُجادل الملائكة في من في قوم لوط { فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءتْهُ الْبُشْرَى يُجَادِلُنَا فِى قَوْمِ لُوطٍ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُّنِيبٌ }يا إبراهيم الامر قد جاء وعذاب الله سينزل سينزل وقضى الله أمرا لا مَرَدَّ له وسوف يُعذب قوم لوط وينجي الله عز وجل الذين آمنوا بِشارة مع كرم ضيافة لابراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام ولزوجته سارة بعد أن بُشِرت بهذه البِشارة بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب تركت الملائكة إبراهيم الخليل وذهبت إلى قوم لوط كان إبراهيم عليه السلام يمر أحيانا على إبنه إسماعيل وأمه هاجر في مكة يتفقد أحوالهما فلما قوى سَاعِدُ إسماعيل واشتد مرعليه إبراهيم الخليل فوجده يرمي وكان إسماعيل راميا تعلم الرمي للجهاد في سبيل الله وكان نبينا صلى الله عليه وسلم يقول تعلموا الرمي فإن أباكم يقصد إسماعيل كان راميا وفي يوم من الايام جلس إبراهيم عند إبنه إسماعيل فقال يا بُناي إن الله عز وجل يأمروني بأمر قال ما هو يا أبي قال إن الله عز وجل يأمروني أن أبني في هذا الوادي بيتا يكون هذا البيت لعبادة الله عز وجل لتوحيد الله جل وعلا البيت سيكون لله قال يا أبي وما تريد مني قال أريدك أن تُعينني يا بني فقام إسماعيل يجمع الحجر في الواد حجرا تل والاخر حجرا تل والاخر وإبراهيم الخليل يرفع القواعد يضع الاثاث ويرفعه ويبني بيتا سيكون لله عز وجل أي بيت هذا إنها قصة الكعبة وبدايتها إبراهيم الخليل مع إبنه إسماعيل يرفعان بيتا سيكون آية للناس سيكون هذا البيت له شئن كبير بين البشر هذا البيت ليس كغيره من البيوت إنه أول بيت وُضِع للناس { وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ.} يرفعان الحجر تل والحجر حجر تل وحجر ليرفعان بيتا لم يكن على هذه الصورة التي هي عليها اليوم كان بيتا عاديا أحجار بعضها فوق بعض يُصور هذا البيت ليكون مكانه الطواف ليكون مزارا للناس يزورنه في العالم كله ليكون شأنا لهذا البيت اليوم الملايين تحج إلى هذا البيت لا ندري ما قصته كان واد لم يكن حتى الماء فيه لم يكن فيه شيء من الزرع أو الحياة ففجر الله عز وجل فيه أطهر ماء ثم بُني فيه أعظم بيت {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ فِيهِ أيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إبْرَاهِيمْ }كان إبراهيم عليه السلام يقف في مكان سمي مقام إبراهيم ليرفع الحجر فوق الحجر ليبنيان بيتا وهما يبنيان هذا البيت أعظم عمل وأعظم بيت كان يدعوان الله عز وجل {رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ}يدعُوِانِ الله عز وجل أن يتقبل منهما هذا العمل وأي عمل إنه بناء الكعبة حتى إذا بقي حجر واحد بقي حجر قال إبراهيم الخليل لابنه يا بني إيتني بآخر حجر أضعه بهذا الركن كان في أحد الزوايا حجر ناقص قال يا بناي إعطيني حجرا قال يا أبي كسلت يا أبي تَعِبت قال يا بُنَاي إذهب فذهب بعيدا إسماعيل فجاء جبريل قال ما تريد يا إبراهيم قال أريد حجرا أضعه في هذا المكان قال خذ هذا الحجر إنه من الجنة فوضعه إبراهيم الخليل وسمي الحجر الاسود قيل كان أبيضا فصار أسودا لذنوب الناس لا زال الحجر إلى اليوم موجود ولا زالت الكعبة شاهدة ولا زال هذا البيت شاهدا على تاريخ مضى مالذي فعل إبراهيم الخليل بعد بنائه للبيت وكيف جاء الناس يحجون هذا البيت ويطوفون حوله وما قصة إبراهيم مع الطير أربعة طيور لهم قصة مع نبي الله إبراهيم وماذا حصل لابنيه إسماعيل وإسحاق بعد هذا وأين عاش وكيف كانت حياتهما هذا موضوع حديثنا إنشاء الله في الحلقة المقبلة أستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته |
الساعة الآن 02:10 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية