منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   الارشيف (https://www.liilas.com/vb3/f183/)
-   -   جراحُك ياعراق وجراحي ., (https://www.liilas.com/vb3/t102289.html)

نزف ساحل 10-01-09 02:24 PM

جراحُك ياعراق وجراحي .,
 
الجزء الأول
يالعذوبتك,


"شُكراً أبي" كلمه نطقتها ريانه لِأبيها على هدية يوم ميلادها الرابع عشر .,
"كل عام وانت الى الله اقرب" أجابها الاب .,
ماأجمل ان نرى اطفالنا يكبُروا مع السنين , تُنضِجهُم عَثراتهم في الحياه , نَشهد ضحَكَاتهم ونمسح دموع الأسى من أعينهم
"رائعه يا ريانه بفستانك الذهبي" رددتها اُمها مراراً دون ان تعي فقد كان قلبها من يحكي لا لسانها

ريانه فتاه رائعه مؤدبه ذات أربعة عشر ربيعاً , متوسطة الجمال ولكن جمال روحها يُضفي عليها رونق سيده راقيه., من اب سعودي يدعى محمد وام عراقيه تدعى خديجه ربطتهما علاقه زوجيه رائعه قبل ستة عشر عاماً عن طريق زواج الأهل ., فكان اخو خديجه عصام صديق عمل لمحمد الذي كان يملك شاحنه لنقل المؤن للعراق ونقل الرسائل لاهل العراق في السعوديه ., وكانت الحاله مستوره وتعتمد على الاجواء السياسيه والاقتصاديه

مازن يصغُر ريانه بثلاثة اعوام ,رائع الجمال به من ملامح امه خديجه وقامة ابيه السمرا, طفل منطوي نوعاً ما يُحب ان يجلس مع نفسه أغلب الأوقات, ملامحهُ الانثويه جعلت منه طفل هادئ الطباع \المزاج

"الى متى هذا الركود المالي, اطفالنا يكبرون بسرعه ومطالبهم تزيد مع اعمارهم , ريانه تريد حذاء جديد للعيد فالقديم مُهترئ, مازن طُلب منه بنطال لحفل التخرج من الابتدائي!" .,
" خديجة ياغاليه تعلمين ان الامور تزداد سوءاً هذه الايام فلا استطيع التردد على العراق, اخبرت صالح صاحب الورشه إن كان لديه شاغر ووعدني بخير" ,عيون محمد توحى بان لا سبيل الا الانتظار
اردف قائلاً:" حالياً لدينا سوق الحراج, صحيح ان اللقمه قليله لكن مستوره" صوته يتحشرج من القهر
استطرد:"خديجه لا تتذمري امام الاطفال فلا حيلة لهم وقد نؤثر عليهم سلباً"
"لا تقلق ابو مازن طالما اننا مجتمعين ., الحمدلله على الصحه ., بالمناسبه اتصلت امي تشكو من سوء الاوضاع في بغداد., فاالجو بارد والغاز غير متوفر للتدفئة., اما الكهرباء فتنقطع معظم اليوم ., غير الاوضاع السياسيه هناك ., اللهم استر" عيناها تغرق بدموع طاهره شفافه حاره من ألم الفراق
" ياغاليه, هوني عليك الله ألطف بهم ., لا نملك الا الدعاء ., ان شاء الله تتسهل الامور ونذهب مع الاطفال رحله الى بغداد"
"الله كريم" اردفت وهي تمسح دموعها بكفي محمد ., وضع يده على كتفيها إشاره منه الى الخروج من الغرفه

عبدالرحمن صديق سوداني لعائله ابو مازن, اتصل بابو مازن قُبيل الفجر:"ابو مازن , الله يرضى عليك ام مُعاذ ستلد قريباً اطلب من ام مازن مرافقتنا الى المستشفى"
ابو مازن:"خير ان شاء الله, اذهب وسنلحق بكم"
ام مازن:" والاطفال من يجلس معهم؟"
ابو مازن :"لاعليك سأوصلك ثم ارجع لهم, استعجلي يا غاليه"

في المستشفى في ردهه النساء و الولاده التقى ابو مازن مع عبدالرحمن وقد كان في حاله قلق على زوجته والطفل المرتقب
ابو مازن مازحاً:"من يراك يا ابا معاذ يتهيأ له انك تستقبل الطفل الاول وليس الخامس!"
ابو معاذ:" ياشيخ اتركها على الله, الاطفال في الشقه هل من الممكن تأخذهم عندك ؟" واعطاه مفتاح الشقه

عايشت ام مازن الام المخاض مع ام معاذ فهي تعي تماماً ماذا يعني خروج روح من روح, استغرقت ام معاذ سبع ساعات حتى وضعت مولود ذكر صرخ مستقبلاً الدنيا ,هي صرخه فرح ام حزن الله وحده اعلم بالاقدار,
" محمد الحمدالله ام معاذ انجبت صبي يشابه عبدالرحمن بدرجة كبيره"
"الحمدالله ., سأبشره فهو يحترق شوقاً"
"وانا احترق شوقاً لِأراك وأرى الاطفال"
"صحيح يالغاليه اشتقتي إلي!"
"أي والله " احمرت وجنتاها خجلاًً

رجعت خديجه لمنزلها استقبلتها ريانه بقبله وجاء مازن بخجل ليرتمي في احضان امه
"بما ان لا عشاء الليله ., سأعزمكم في مطعم يليق بمستواكم" يتكلم وهو يمسك ثوبه ويشده من الامام كَعلامة اعتزاز
نظرت اليه خديجه باستغراب فهي اعلم بالحال , أومأت بـِمِن أين لك هذا؟!
غمز لها محمد واهداها قبله بالهواء
ريانه :" صحيح ابي .,الى اين ؟! صديقاتي أخبرنني بمطعم جميل في منطقه الـ.. "
قاطعتها امها:" ريانه عزيزتي دعي الخيار لابيك فهو صاحب الفكره"
ركض مازن ليلبس حذاءه ووقف منتصباً امامهم ., عندما رأوه ضحكوا من اعماقهم

يالِعذوبة تلك العائله ! قد تبدو الأشياء عاديه وممله في بعض الاحيان اذا لم ترتبط بمن نحب كـ هم ., كـ محمد ., كـ خديجه ., علاقه رائعه رغم قسوه الظروف والحياة الماديه الصعبه .,
" سكبتَُ له دمي .. وقلتُ لأجله فداء !لرجلي ألف قبله " عباره تحكيها عينا خديجه


خريف نجد 10-01-09 02:58 PM


قصـه مبـدعه عزيزتـي . .

وبدايتك عطره

وجـزء رائـع ..
,,

آلف تحـيه لكِ

ارادة الحياة 10-01-09 03:02 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هلا والله نور المنتدى اسعدني تلبيتك لدعوتي وافرحتني
اهلا وسهلا بك كاتبة ضمن اسرة ليلاس المحبة
اتمنى ان تجدي ما تأملين بيننا
حللتي اهلا ونزلتي سهلا
وفقك الله عزيزتي

ملحوظة , اذا وجدتي صعوبة بالتصفح انزلي اسفل الصفحة وغيري الستايل من افتراضي الى تجريبي وراح يكون التصفج جدا جيد

ميثان 10-01-09 04:06 PM




نزف الساحل

اهلا ً بك ِ بيننا وباذن الله ستجدي ما يثلج صدرك وخصوصا ً ان الدعوة من غاليتنا اراده


نزفك بدايته رائعة ومختلفة عما سواها

فهنا نرى جانب آخر من الحياة ربما لا يحيط به الا القليل

زواج محمد السعودي من خديجه العراقيه وتدهور الاوضاع المادية والمرهونه

بـ اوضاع العراق السياسية

فرج الله همهم واعاد لهم الامن والامان فنحن ننزف مع جِراح العراق




بداية موفقه عزيزتي

ننتظر نزفك القادم وما يحويه من أحداث

اراده الحياه

شكرا ً لك ِ عزيزتي





العامريه 10-01-09 06:09 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركة
اهلا وسهلا بك اختي نزف بين اخواتك سعيدات بانضمامك الينا ضمن ليلاس وخصوصاً الدعوه من الغاليه ام احمد
ونحن بانتظار كل حرف تخطينه بل بانتظارك انت قبل حروفك



http://www.liillas.com/up2//uploads/...f53ac9ea23.gif




اتمنى لك التوفيق
لك خالص ودي وتقديري



http://www.liillas.com/up2//uploads/...9a805a2ebe.gif

زارا 10-01-09 07:09 PM

السلاام عليكم.. مرحباا ملاااااايييين فيتس اختي بينا هناا.. وتاكدي انتس اتخذتي الخطووه الصح بقبوول دعوة ابلاا اراده..

صدقيني بترتااحين هنااا بيناا باذن الله..

واقوولتس حياكِ الله نجمه مضيئه بسمااء ليلااس وضمن الكوكبه القويه الموجوده هنا من كاتبات ليلااس..

حللتي اهلاا ووطئتي سهلاا .. ومرحباا ملااايين مره ثانيه..

همسه لابلاا اراده: مشكوووره ياا قلبي على الدعووه.. فعلاا بااين انها مختلفه جداا... ومشكووره لانتس دليتيني عليهاا...

BENT EL-Q8 10-01-09 08:43 PM

هلا والله فيج اختي
حياج الله بليلاس...
بدايـه حلـوة ومختلفـه..
ناطرين البارت الياي علة احر من الجمـر عشان اقدر اعلق على الشخصيات:)
وترا هذي اول قصـه اقراها بالفصحـة والسبـب انهـا
غيــــر:)
تقبلي مروري

نزف ساحل 11-01-09 01:28 PM

خريف نجد

وجودك هو الابداع
شُكرٌ من القلب


ارادة الحياه
نور روحك هو الأعظم
من أجلك فقط

ملحوظه: شُكراً للملحوظه : )


ميثان

الحياه ملئية بالقصص ., اغلبها التراجيدي ., لِنُصلي كي تكون القصه لا تراجيديه
لروحك عَبق جوري

العامرية

احترامي لتواصلك ولأم أحمد


زارا

وعليكم السلام والرحمه
رائعة انتي بترحيبك الدافئ وبهمساتك
دُمتِ سُكَر


BENT EL-Q8

سَأبتَهِل لأرضي جزء من توقعاتك
أشكرك يا غاليه


شكراً لكم :flowers2:

نزف ساحل 11-01-09 01:32 PM


الجزء الثاني
كُنت لصدري ملاذ,


طوال الليله الماضيه كان تعلق مازن بأبيه تعلقاً غريبا , كان لا يفارقه وحتى ان اضطر يجري مسرعاً اليه على غير العاده! , " ياااه مازن اترك ابيك قليلاً ليأخذ قيلوله" خديجة تمد يدها لمازن كي يصطحبها خارج الغرفه
يُومأ راسه بكلا , " اتركيه لينام بجانبي, فانا مشتاق اليه ايضا" يغمز ابو مازن
دخلت ريانه غرفت ابيها بعد ساعه من الحوار لِتجد مازن وابيه في حاله نوم ملائكيه رائعه نادره الحدوث بين اب وابنه, " ماما ماقصه مازن اليوم ! يتصرف بغرابه"
"لا اعلم ياريانه فأنا اعجز عن فهمه في اوقات كثيره" ردت خديجه بعد ان رفعت حاجبيها ويديها , ثم استدارت لتنظف ماتبقى من بقايا الغداء

الساعه تشير الى السادسه والنصف مساءً ومازن وابيه في نوم عميق , "ماما اريد قلماً اخضر فلقد استهلكت القديم" ريانه وهي ترمي القلم القديم في مكب النفايات, " مازال ابيك نائم! مارأيك ان ننزل نتمشى ونذهب الى المكتبه بدون ازعاج الثنائي الرومانسي" ردت خديجه وقد كتمت ضحكه مجنونه , ريانه ضحكت بصوت عال بعد انا قاومت ضحكتها بيدها .,

فتحت خديجه باب الشقه لتدرك ان الوضع مستتب ومازلت الملائكه نائمه! , "ريانه أليس من الغريب ان ينام ابوك الى هذه الساعه" تنظر الى ساعتها التي تشير الى الثامنه الادقائق ,
"ءأذهب لِأُوقظهم؟" ومشت ريانه نحو الباب لتفتحه
"بابا هيا استيقظ, سننام بعد قليل لليوم التالي وانتم مازلتم في قيلولتكم" تسحب الغطاء برفق
استيقظ مازن وبصعوبه يفتح عينيه, " أووووه ! رأسي ثقيل, واحس بصداع" مازن وقد اعتدل في جلسته على السرير
"ريانه اخرجي مع مازن, دعوا ابيكم بدون ازعاج"

باب الغرفه مقفل بوجود خديجه ومحمد ," هل لك ان تستيقظ ام تريد ان تنام لغداً!" خديجه تمازحه
ازالت الغطاء عن جسده , ومسحت على جبينه مراراً , مسكت يده كعادتها في ايقاظه واخذت تفرق اصابعه غالباً ماكان يسحب يده منها وينقلب الى شقه الاخر مستديراً بظهره عنها إشارة منه ان يأخذ المزيد من الدلع
لكنه لم يفعل , دق قلب خديجه بسمفونيه مخيفه , " محمد , محمد , محمد .." في كل اسم ترتفع حدة صوتها

دخل مازن على صوت امه , قفز على السرير ونام على كتف ابيه , ودمعت عيناه حتى بلل ثوب ابيه
"مازن مابالك , ابتعد عن ابيك !" تتكلم خديجه بها غصه وكأنها تعلم ماتُخبِأه اللحظه
تدخل ريانه وعلى رأسها منشفه الاستحمام : "ماذا هناك! ماذا حدث , مازن مابك!"
رأت ابيها وهو على نفس الاستلقائه الملائِكيه , وامها تدمع مصدقه وغير مصدقه وكأنها تستحث القدر ان يلطف بها ,تمر الثواني مثقله بدموع مسموعه كدموع ريانه ودموع كتومه كدموع مازن اما خديجه فبدت بحاله هستره ماقبل العاصفه ,
"لقد رأيت ابي البارحه في المنام!" تكلم مازن وبعينيه الف عَبرَه وعَبرَه "رأيته بحاله جميله يركب ناقه ويمشي بعيداً, كنت اناديه لأركب معه لكنه لا يجيب ثم التفت الي وابتسم " عندها اجهش مازن بالبكاء حتى اختفت ملامح وجهه الانثوي من الدموع , " سألت الاستاذ عن التفسير ... " لم يستطع ان يكمل فالحزن اكبر من تلك الكلمات التي تتدافع على لسانه ,
بدأ النحيب مابين مُقلب ومُقبل ليدي محمد , اخفت ريانه وجهها بالمنشفه فلا يسمع الا بُكائها وشهقاتهاالمتتاليه , خرجت خديجه من الغرفه مسرعه لتتصل بعبدالرحمن :" الو .. ارجو ان تأتي للشقه .." لم تستطع واغلقت الهاتف
دخلت الغرفه مسرعه وكأن تلك الخطوات تقودها نحو سعير , وكأنها تريد ان تكون كذبه او كابوس لتستفيق على صوت محمد الحب الاول والاخير , الرجل الذي تركت الدنيا لاجله تنازلت عن اهلها ووطنها لاجل ان تعيش مع رجلها, عاصرت كل ألامه وفاقته وصبرت لانها كانت ترى في عينيه بريقا من الطيبه والحنيه , ترى اطفالها الصغار تيتموا امامها ,ترى مازن وقد انهكه البكاء فوضع رأسه على صدر ابيه كأنه يريد ان يذهب معه , اصبحت ترى في عينيه رجلاً يكبر امامها او بالاحرى الطفل الرجل وليد اللحظه فهو من سيهتم بها وباخته ,الطفل ذا الاحدى عشر عاماً سيصبح مسؤولاً مُكلفاً , شاهدت الطفوله تودع مازن الصغير مع روح ابيه وكأن محمد القى عليه المسؤوليه خلال القيلوله ومضى الى غير رجعه , اما ريانه فمازالت تنتحب ابيها وتتلفظ بعبارات غير مفهومه عن كراسها وهدية ابيها :" ليتني نمت معهم القيلوله .. ليتني .." , تحترق خديجه على اطفالها وعلى حبها

سكت الجميع لوهله عند دق جرس الشقه فتلك كانت فتره وجيزه لاستعاده الانفاس واللجوء الى الدموع علها تخفف لكن الدموع دائما تكون كالشخص الذي يساندك لكنه يحرقك
ذهبت خديجه بعد ان لبست حجابها لتفتح , :"ابا عبدالرحمن , محم ..." تنتحب , دخل عبدالرحمن مسرعاً ليجد صديقه ورفيقه ممدداً على السرير بلاحراك , دمعت عيناه لا للمنظر فقد كانت وضع محمد هادئ ويطمئن بالخير لكن منظر اطفاله كان مرعباً
ألا يا طير بلغه التحايا , وقبل خده عني , وقل بالله اني لست ارجو من الدنيا سواه


BENT EL-Q8 11-01-09 04:52 PM

السلام عليكم..
موقتلـج قصـتج غير:)..
تسلم ايدج عالبارت الرائع والي احسـه بداية لاحداث قويـه..


موت محمـد واثره عالعيال وخديـجه..!!
وشلون بعيشون من بعـده واهمـا اصلا عيشتهم معاه كانـت صعـبه...
صعـب تشوف اعز النـاس مات جدامهـا بدون لا تقدر تسوي شي..
صعـب تشوف ان بموتـته عيالهـا بتيتمون وعيشتهم بتصعب وبعد ما تقدر تسوي شي..
مازن بعد عمـري مسكيـن جنـه كان حاس ويبي يستغل كل لحـظة مع ابوه..
والحيـن بعد موتـه اهو صـار مسؤول عن اختـه وامـه..
صج صغـير بس يتم الريال الوحيـد لهـم..
وعبد الرحمـن ما رح يقصـر معاهـم..
ما اقول غير الله يعينهـم
ريانة وشرح يصير فيهـا


بانتظار البارت القادم على احر من الجمـر
تقبلي مروري

خريف نجد 11-01-09 05:04 PM

يآ صـآفيه ..

آهنئـك بـ ابدآعـك المـتوآصـل ..

ريـآنـه ..: تمتـلك قلبـا رقيقـا .. لآ يتحمـل مصيبـه كـ هذه .. كان الله بـ عونها ..

محـمد .. من الطبيـعـي آن يفتـقد العآئله شخصـآ كـ محمـد , يتمنـآه كـل آنسآن ..!

خـديجـه .. هـيَ مـن تحملـته عند المصآئب .. هـيَ من صبـرت ع الحـآل .. آرجو منها الـصبـر في هذا الوقـت الـ حرج ّ!

مآزن .. طـفل عـذب يحمـل من البرآءه مـآ لآ يمتلكـه الآخـرون .. سيتحمـل مسؤووليـه كبيره !

نـزف ,, آبدآعك رفـيع كـ العـآده ..

نـرقـب نـزفا آخـر ..!

نزف ساحل 12-01-09 01:07 PM

BENT EL-Q8

برأيي يا سُكَر ..
الحكايا .. اغريقيه فاتنه ..
لوحتها الشمس .. حتى انصهرت وتشكلت خلقاً آخر !

احسست بنشوه عند رؤية اسمك

لقلبك ياحلوه ,, ياسَمينَات بيضَاء




خريف نجد

دوماً بالانتظار حتى وان كُنتِ اخر الصف! :friends:

دمتي أميرة المنتدى

نزف ساحل 12-01-09 01:22 PM


الجزء الثالث
سافري يا لذتي !,


سهرت خديجه وأطفالها الليل بأكمله بين دموع وصمت رهيب بين الفينة والاخرى يتبعُها نحيب يمزق أحشاء القلب, . تكفل عبدالرحمن بإجراءات المستشفى ., " ألو ., السلام عليكم ., ام مازن يرقد الان محمد بسلام داخل ثلاجة المستشفى بانتظار صلاة الظهر ليتم الدفن ., نحتاج الى وقت لنخبر الاهل والاصدقاء حتى يتواجدوا في المقبره".,
لم تستطع خديجه تمالك نفسها ,إنها ترى موتها امام عينيها تمنت ألف مره ان تكون هي لا هو ., تأتيها الهواجيس تاره حتى تترك المجال لعينيها بجمع مزيد من الدموع فتفكر بحبها وابنائها ., ثم تفكر بكونها وحيده هنا فلا اهل لديها ., صمتت مشاعرها لوهله .," عليّ الاتصال باهل محمد !" خديجه تنظر الى ساعتها التي تشير الى الثانيه بعد منتصف الليل , "كيف اخبرهم في هذا الوقت !" ., انتظرت حتى أذن الفجر ورفعت الهاتف " ألو كيف حالك ياخاله" ., "الحمدالله خير ان شاء الله !!" علامات التعجب تحلق فوق رأس ام سليمان ., ام سليمان والدة محمد لديها خمس شُبان وثلاث فتيات ., جميعهم مرتبط إلا شاب وفتاة ., كل أهل محمد يقطنون في أبها ., الا محمد طلباً للرزق
" هل عمي بجانبك ؟"
"نعم , لكن خير الوقت متأخر ., كيف حال محمد والاطفال !" أوجست في نفسها خيفه
"ممكن اتحدث الى عمي" تحبس دموعها بقوه , وتتوالى الشهقات على صدرها المكسور
"اهلا خديجه ., مابالك !؟ شغلتي بالنا !؟" ابو سليمان
"عمي احتاجكم بجانبي ., محمد مريض بالمستشفى ., اتمنى حضوركم .. ارجــ .ـو. كــ ..م" قفلت الخط
كانت خديجه تتحدث وتتحرك بطريقه لا إراديه ., فكانت تفكر بدون وعي كامل ., صدمتها كبيره ., وبعدها عن اهلها اكبر ., في هذه الحاله تحتاج الى من يساندها ., كانت ام معاذ تتصل بين الفينه واختها للإطمئنان عليها ., فهي الاخرى حديثة ولاده.

بحلول الصباح كان ابو سليمان وام سليمان وعبدالعزيز اخو سليمان متواجدين في بيت محمد ., انهارت ام سليمان وتمالك نفسه عبدالعزيز عندما سمعوا بفقدان ولدهم محمد ., الابن البار المكافح الذي لم يطلب من احد اي مساعده رغم قساوة الأيام معه ., قرروا نقل محمد الى أبها لدفنه مع عائلته هناك ., فأهلهم كُثر هناك

تمت إجراءات النقل وسافرت خديجه مع اطفالها الى أبها حتى يتم دفن أبيهم هناك عند مسقط رأسه ., وتكفل عبدالرحمن بالشقه لحين عودتهم .,
ريانه واخيها لم يتعرفوا على اهلهم بالصوره المطلوبه ., فقد ذهبت ريانه الى ابها مرتين احدهما وهي بالثالثه من العمر والاخرى بالثامنه وقد كان مازن وقتها بالخامسه ., فقد كانت تسمع عنهم عن طريق أبيها رحمه الله ., وفي بعض الأحيان يأتي جدها ابو سليمان وجدتها الى الرياض للاطمئنان والسياحه., كانت تلك نقطه سوداء في ملف محمد الأبيض فهو المُلام في عدم تعريف أطفاله بأعمامهم وعماتهم ., كذلك خديجه فقد أخذتهم الحياه بأمواجها بعيداً عن شواطئ صلة الرحم .,

قررت خديجه ان تقضى عدة الحداد في بيت عمها ابو سليمان نظراً لعدم وجود اهلها بالجوار وكذلك صعوبه بقائها في الرياض ., كان الجو العام للمنزل العامر بالعمومه جميل بالنسبه لريانه ومازن فقد كان البيت مليئ بالاشخاص الداخله والخارجه .,
أحبت ريانه عمتها الصغيره فرح مع انها تراها غريبه في بعض الاحيان لكن تطفو على ملامحها نظره جذابه ., كانت فرح جميله جداً ومغروره بذاك الجمال وبها من الدلع الشئ الكثير., تجلس بغرفتها ساعات بدون ملل او كلل فقد كانت في كل يوم تقيس خزانتها كلها وتسرح شعرها ولها مع مرآتها علاقه حميمه ., ريانه اعجبت بها كونها تدخل معها في جوها الخاص وتقضي الساعات معها واحيان تدلي بدلوها في زينة عمتها الصغيره .,
اما مازن فقد كان لصيق امه إلا في احيان نادره عندما تناديه فرح لتُلبَسه بعض من زينتها ., فقد كانت ملامحه الجذابه ادعى ان تكون على فتاه وليس صبي ., وفي احيان اخرى يأخذه عمه الصغير اسامه الى البِقَاله المجاوره او معرض السيارات ., اسامه شاب يافع حديث التخرج ., مرح جدا ولامُبالي يعيش اللحظه ولا يفكر بغداً ., يرى في عيني مازن الشي الكثير ., خلال هذه المده احبت العائله الطفلان ., فقد احسوا بروح محمد فيهم ., حاولوا بشتى الطرق إسعادهم ولملمت شتات احزانهم وإيوائهم داخل ارواحهم.,
أما خديجه فكانت تعتصر ألماً على فراقه ., وعتباً على الأيام كيف انها اخذتها ومحمد بعيداً عن اهله واهلها ., وقلقاً من المستقبل ., كانت ترى ان الدنيا صغيره تجمع بالبعيد ., وموحشه تُبعِدُ الحبيب .,
خُصِص لخديجه وأطفالها غرفه صغيره تقبع في الدور الأرضي من المنزل قُبالة مجلس الضيوف ., بعد مُكوث عائلة محمد رحمه الله في المنزل قرابةَ الثلاث اسابيع لاحظت خديجه تردد أحمد على المنزل ومحاوله سرقة النظرات إليها., أحمد الاخ الاصغر المُباشر لمحمد ., متزوج وله صبي بعمر ريانه يدعى ايمن ., تزوج قبل محمد وانتظر سنتان حتى رزقه الله بصبي واحد ., واستمرت علاجات زوجته للحصول على اخ او اخت لأيمن لكن بدون جدوى .,
" خديجه ., هل انتي مستيقظه؟" ام سليمان
"نعم تفضلي " خديجه وهي ترتب السرير حتى تجلس عليه خالتها
"خديجه اسابيع وتنتهي عدة الحداد على محمد رحمه الله"
خديجه يغلبها الأسى :"يرحمه الله"
"وكما تعلمين اننا احببنا الاطفال ونرى في اعينهم وميض محمد"
ثم اردفت:" لا نريد فراقهم ., لذا ارى لو .." سكتت ام سليمان برهه وكأنها تستحث الكلمات
"لو ماذا .,!" علمت خديجه المُراد وتمنت ان يخيب ظنها
"أحمد لديه صبي واحد وهو يسعى منذ مده ان يتزوج اخرى كي يسعد بأخٍ لأيمن ., وها قد جاءت الفرصه كي نظفر بامرأءه مثلك ونجعل اطفال محمد يعيشوا معنا وحولنا"
لو جُمِعت كل عبارات العالم ما أوفت حق حسرة خديجه تلك اللحظه:" لا أظن ان هذا خيار مناسب لي!"
"لما ! فهُناك زوج يشتري بقائك مع أطفالك ., وأحمد رجل يشابه اخاه محمد كثيراً"
استغربت خديجه طلب اهل محمد ولم تجف تربة قبره حتى ! كيف لهم ان يفرضوا شيئاً من هذا القبيل ويتوقعوا منها ان ترضى بسهوله كونه يشابهه اخاه ! لو اصطف رجال الدنيا ليعوِضوا خديجه عن محمد مااستطاعوا
"لا ., " كلمة صدمت اصدائُها جدران المنزل المتواضع " ألفُ لا ., ولا تتوقعوا ابداً ان اضحي بذكريات محمد"
"والاطفال ؟" تتكلم ام سليمان وكأنها ملكت مفتاح الرضا\ الضغط على خديجه
"مابهم ., الاطفال اطفالي وسأربيهم على ذكرى ابيهم وسأسير على نهجه"
"فكري مليًاً بمستقبلك ومستقبلهم" ذهبت الى الباب ام سليمان وهي تُتَمتِم بكلمات غير مفهومه او قد تكون مفهومه لكن الدوار المتزاحم في رأس ديجه حال دون فهمها وسماعها

ارتمت خديجه على فراشها المنفرد ,تحسسته وكأنها تريد ان تمس طرف ثوب محمد وكأنها تريد مسك يده تلك اليد التي طالما ازاحت عن كاهلها ثقل الجبال , " أينك يا حُبي , احتاجك كما الارض لقطرات المطر , كما الطفل لصدر امه, والله لن ارضى برجال الدنيا , طاب الخاطر يا ابا مازن " تستنجد عينيها بها فقد اعياها البكاء
يدخل مازن وبيده كيس مليئ بالحلى من عمه اسامه ,احس مازن بامه وتلك طريقه طفل لمواساة امه " ماما اتريدين حلوى؟" , حضنت خديجه طفلها بقوه ليترك كيس الحلوى ويطبق يديه على عنقها كمستغيث يتشبث بطوق النجاة

سافري يا لذتي ! وكوني في حقائبه, فلا حاجة لكِ بدونه ., وأُعيد مرور أصابع روحي على الوجع ..
المس ماتبقى .. وأحن الى ماغاب .. الاحق بعيني الطفلة الصغيرة التى هي انا ., أشتاق لك


ارادة الحياة 12-01-09 03:43 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نزف الساحل
رائع كلماتك تمتازين بأسلوب هادئ جدا يعطينا المعلومة رويدا رويدا تتخللها الكثير الكثير من المشاعر العميقة
لنعلق على الجزء
ريانة وتعلقها بعمتها وطريقة حياة عمتها وهي الفتاة المراهقة اكيد سوف ترى في هذه العمة المثل الاعلى الذي يقتدى به وتغض الطرف عن سلبياتها هذه النقطة بالذات سوف تكون نقطة ضغط على خديجة من اجل القبول بالزواج حتى وان طاب الخاطر كما تقول
مازن الطفل الصغير ذو الملامح اللانثوية هل تعرفين من الظلم ان يعامل الصبي على انه فتاة ويزين بزينة الفيات حتى وان كان صغير الا ان هذا سوف يزيد من الانوثة داخله بالاضافة لشكله الخارجي عندها سوف تتكون شخصية انثوية بحته وهذا خطر وخطر جدا
ربما والدته لضرفها اهملته واهملت ابنتها ولكنها عندما تخف شدة حزنها ربما سوف ترجع تحتضن صغارها ان استطاعت

خديجة هل تعرفين نزف ساحل عندنا بالعراق من النادر ان تتزوج الارملة بعد زوجها حتى وان كانت صغيرة اغلب النساء يبقين مخلصات لذكرى ازواجهن وبعضهن يبقين دون زواج لرفض المجتمع هذه الفكرة وحتى لاتصبح عرضة للقيل والقال والبعض الاخر يبقى ينتظر نصيبه ولكن دون جدوى ربما لقلة
تعدد الزوجات في مجتمعنا ربما
وخديجة عندما قالت طاب الخاطر كانت تعي ما تقول وبأعتقادي طرح مثل هكذا موضوع مبكر جدا خاصة وهي لديها اطفال ربما لو كانت دون اطفال لكان الامر مختلف تماما
ولكن خياراتها محدود واعتقد انها سوف تقبل بهذا الزواج لانه الحل الوحيد لبقائها قرب اطفالها

اكثر جملة لم استسغها هي جملة الام عندما قالت يشبه اخاه لو كان الامر بالتشابه لتجاوزنا كل الاحزان ولاكتفينا بالصور لكي نقتل اشوقنا لاحبة ذهبو ولم يعود
همسة عنوان الجزء رائع ورائع جدا

بشوق كبير انتظر ك عزيزتي
والف شكر لقدومك الذي شرفتني به

ميثان 12-01-09 05:09 PM




حين تتكانف الغربة مع الم الفقد ونجد انفسنا في مهب الريح

تتقاذفنا على غير هدى ودون ملاذ

نفقد الذة الحقيقة للحياة

خديجة ربما الان ستشعر بـ غربة الوطن الذي لم تلمسة في وجود محمد

وغربة مشاعر مع ابنائها اللذين التفوا حول اعمامهم

وكيف لها ان تزيح ذكريات لها من العمر 14 عاما ً مع زوج منحها كل الحب

والعطاء انه ميثاق غليظ تعاهدته الأنفس دون أذن

هل سترضخ لواقعها ولضغوط من حولها ..؟؟

رغم اني أرى بقائها لايشترط بزواجها

لها ان تعيش في بيت اهل زوجها دون ان يكون هناك زواج يجمعها بـ اي احد من

ابنائهم

فهل كان عرض ام سليمان طلب ام امر..ولـ خديجة القرار ..؟؟

ننتظر الجزء القادم لتتضح لنا النوايا …

نزف الساحل
شكرا ً لك ِ








زارا 12-01-09 07:09 PM

السلاام عليكم...

نزف الساحل... حسيت ان الجزء هذاا زاخر بالمشاعر اكثر من الجزئين اللي قبل والشخصيات كثرت.. وصرااحه شدني جدااا بالجزء عنوانه.. احب القصص اللي يكون لاجزائهاا عناوين.. ومرات من العنوان اقدر افهم الجزء يتكلم عن من.. اوو موضوع الجزء.. وباين ان خديجه هي المقصوده.. . بس هل لهذا المسافر عوده. او بيكوون مساافر بلاا رجعه؟؟؟؟؟؟؟ بس بقوولتس شي لاحظته على خديجه وهي انها الحين المفترض انها بالعده... والمرأه اللي بالعده لوفاة زوجها من المحرم انها تجلس او تطلع على شخص غريب عنهاا.. فكيف كان احمد يشوفهاا وبشكل في منهى الوقاحه.. سواء كانت نظرات سريعه او غيره.. صرااحه قهرني هالاحمد وهو ماا اعتبر اي حرمه لاخووه اللي للحين مانشف قبره...

وبالنسبه للشخصيات اقوول عن ..


ريانه : ريانه انتي الحين مبهووووره بهالعمه اللي تعرفتي عليهاا على كبر.. ويمكن يكون سنهاا قريب لسنتس بس يااخووفي انتس تاخذين طباعهاا البايخه.. لاني حاسه انها شخصيه فراغه كل همهاا جمالها وزينتهاا وراحتهاا.. ويااخوفي تكونين نسخه ثانيه منها.. واتوقع انتس بتكونين عامل من عوامل ضغط جدتك وجدك.. على امتس عشان تتزوج احمد...

مازن :: في الرد اللي فات قلت ان شكلك وانطائك يمكن يكون سبب في تحرشات تعرضت لها.. بس الحين يااخووووفي ان هالشكل البناتي والانثووي تكوون اثااره كبيره ومدمره عليك وتااصل لدرجة انك تكون شاذ؟؟؟؟؟؟ والله لووتكون كذااا ان تمووت امك..

فرح : اتمنى منتس انتس تهتمين في نفستس اكثر وتبتعدين عن مازن وعن تزيينه مثل البنات وتتركين الولد بحاله.. لان بااين ان اثاارتس للحين مااطلعت بس الاكيد انها ماراح تعجبنا متى ظهرت على الساحه.. حااسه انتي شخصيه فارغه وانانيه .. وسطحيه...

ام سليمان : ودي اعرف بس انتي كيف قدرتي تكلمين خديجه بموضوووع مثل هذاا وهي للحين عينهاا مانشفت على ابو عيالهاا.... هوو ماكان ولدتس زي احمد.. والا بعده عنكم كل هالسنين خفف من غلاته واهميته عنتس لدرجة انتس جاايه تخطبين زوجته وارملته لاخووه وهي باشهر العده.. اي قلب واي احسااس هذاا اللي تملكينه وانتي تنطقين بكل كلمه قلتيهاا... واي شبه اللي تتكلمين عنه بين الاخوان.. مستحييل احد يشبه احد بالطبااع حتى لو كانوا اخواان.. يعني لهالدرجه الموووضوع مااايستحمل تاخير عشان تكلمين خديجه فيه وهي بقلب الحزن على زوجهااا.؟؟ صح للحين ماا وضحت شخصيتس بس مدري ليش متوقعه انتس بكره لوو استمرت خديجه بالرفض بتكشرين عن انيااابتس ضدها.. وبتستخدمين طبعاا الاولاد ورقه عشان تلووين ذراعها فيهاا...

خديجه : الله يكووون بعوونتس.. غريبه عن بلد وغريبه عن اهل وغريبه عن مجتمع... وام وارمله..كل وحده اصعب من الثاانيه فكيف لوو تجمعت.. الله يكون بعونتس... اتوقع مهمااا قااومتي هالاقتراحات رااح بالاخير ترضخين لهم وتتزوجين احمد الاخ الوقح صراحه.. بس يمكن بعد ماتقااومين وتخسرين كل اسلحة المقاومه ترضخين لهم.. او انتس بتسووين لنا مفاجأه غير متوقعه وتقررين العيش بابهاا بدون زواج وببيت ابو سلمان.. ومع هذاا التوقع الاكبر هو زواجتس من احمد وكله خوف على عيالتس وانهم يفصلونتس عنهم.. ويمكن انتي تنتبهين ان اولادتس بهالسن الحرجه محتااجين اللي يرااقبهم ويتكفل بشؤنهم وانتي مااراح تقدرين لكل الاسبااب السابقه انتي تقدرين عليهاا.. فبيكون هناا مافيه منااص من الزواج الثاني وللمصلحه اللي بتكون للطرفين.. بس صراحه انا ودي تقااومين اكثر هالزواج وماترضخين على طوووول .. بس اذا فكرت قلت مااا لهاا الا الزواج اوو انها بترحل لبلدهااا بدون عوده... وكان الله في عونتس يااخديجه انتي وكل اللي بوضعتس..

نزف اجدتي بوضع مشااعر واضحه وعميقه هناا .. بانتظااااار ماتحمله سواحلك من نزف قادم.. والى ذلك الحين نلتقي باذن الله ..>> مااا شااء الله علي اصلح مذيعه.. هخهخهخه




BENT EL-Q8 12-01-09 07:48 PM

مثل ما تعودنـا بارت اكثـر من رائـع..
تسلم ايدج عليـه...


مـازن
يعنـي فوق مو ويهه بنوتي ونعومي تيي عمـته وتزيد عليه..
بدال لا تعدلـه..
وابتعاد امـه عنـه بهالفتـرة..
ممكن يزيد من انحرافـه..
بس الي شوي مطمنـي انـه بعد متعـلق بعمـه يعني ممكن لا شافـه ناعم يعدلـه قبل لا يزيد...


خديجـة
ما الومهـا صراحة لا رفضـت..
اول شي زوجهـا توه ميـت وفوق هذا تحبـه وتموووت عليـه فجأة يبونهـا تاخذ غيـره..!!
عالاقل لين تتأقلم عالوضـع بس مو جذي..
غير هذا مادري احسـه كانه امر اكثر من انـه طلـب ويمكن يستغلون العيال وتعلقهم باهل ابوهـهم خصوصا انهم شي يديد بحياتهم ومستانسيـن فيـه..
ساعتهـا يمكن توافق عشان عيالهـا لا اكثر ولا اقـل..


احمد
ما ارتحـت لـه صراحة..
ما اقول غير الله يستـر


ريانـه
وتعلقهـا بخالتهـا واقتداءهـا فيهـا..
وشلون تشوفهـا ملاك...
لوين بوصلهـا..!!


فرح
من الي قريتـه..
احس انهـا انسانة سطحيـه همهـا المظاهر والزيـنه وبس..
فاكيد بتخلي بنت اخوهـا معاها..

تقبلي مروري

Emomsa 12-01-09 10:55 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


مرحبا بكي في المنتدى المتميز ليلاس ..........

نورتي المنتدى واضفتي الى قائمة الكاتبات المتميزات كاتبة جديدة متميزة وواعدة ....... اتمنى لكي كل الخير ..............


نزف ساحل .............

تميز اسلوبك بالبساطة والسلاسة في الوصف وسرد الاحداث .... وتميزتي بمضمون الرواية فهو جديد ......... وعبرتي عن مشاعر خديجة ومحمد بشكل رائع ... وتفوقتي عندما رسمتي لنا باناملك الجميلة وقلمك المبدع مشاعر خديجة عن وفاة زوجها .... وكيفية شعورها بالغربة بمجرد فقدانه ..........


رسمتي ايضا بكل روعة مشاعر ريان ومازن ... قبل الوفاة وبعدها ................


لا استطيع ان اعبر عن مدى اعجابي باسلوبك ... قلمي يعجز عن ايجاد الكلمات ...........


عزيزتي ......... مازالنا معا في بداية الرواية ....... وبالتالي مازال لنا نعا احاديث كثيرة نقولها ضمن الرواية ......... ولا املك الان سوى ان اقول تقدمي واستمري فمازالنا معا منتظرين جديدك ......

نزف ساحل 17-01-09 09:07 PM

ارادة الحياة

لأنك دائماً فوق العادة
شكراً
والشكر موصول للمُستَضيفه

ميثان

صحيح ., الغربه ليست محصوره على غربة الوطن ., أحياناً تكون غربة قلب !
دائماً على رصيف انتظار مورك ., يارائِعه

ظبية الشرقية\زارا

إن لم يعتبر ذاك الشخص حرمه لرأي الأنسانه التي يحب الارتباط بها فكيف له ان يحترم وجودها بالمنزل
لمُتابَعَتِك فيضُ قُبَل

همسه: تصلحين مذيعه


SHOSHY\BENT EL-Q8

انتظري القادم ان شاء الله اروع
شُكرٌ من القلب لأروع عيون

Emomsa

أبجديتك منفردة عن أبجدية الخلق !
هنا لك طله مميزه

نزف ساحل 17-01-09 09:09 PM

الجزء الرابع
لثغة الوفاء !,


صباح ممطر بارد بعض الشئ ., استيقظت خديجه لتوقظ ريانه ومازن فقد التحقوا بمدارس جديده كي لا تفوت عليهم السنه الدراسية .,
"مازن حبيبي هيا استيقظ" .,
" ريانه هيا ., العم اسامه في انتظاركم" .,
استيقظوا وذهب مازن الى دورة المياه ., وجلست ريانه على حافه سريرها تفرُك عيناها .,
" ماما انظري ورقه تحت الباب"
., ذهبت ريانه على عجل .,( لكم ., مع كُل الحب) !!
"ماما اقرأي المكتوب .,لكم مع كل الحب ., اتوقع انها من فرح" ريانه تتحدث
خرج مازن على عجل :"ماذا هديه ؟ لمن ؟ ماما لمن؟"
"لا اعلم ! ورقة فقط!" خديجه ومئة علامة استفهام تحوم فوقها ,
ذهبت خديجه الى الباب مباشره., فوجدت عند الورقه مُغلف ,فتحته واذا بخمسة آلاف ريال !
لم تفهم المغزى من المبلغ او مِمَن ., البست طفلاها على عجل ., وخرجت الى المطبخ وهي ترتب هندامهما لتُعد فطورهما وفي عقلها أسئلة وبين عينيها استغراب وذهول واضح ., مِمَن ياترى ! اتراه من ام سليمان لِعِلمها بجرحي عشية أمس ., ام هو .. من ابي سليمان لِعلمه بحاجتنا الماسه لهكذا مبلغ ., صحيح اننا نأكل ونشرب وننام بلا مقابل., لكن الاطفال بحاجه الى مجموعه أغراض ., وكذلك اُريد ان ادفع عن روح المرحوم محمد ., أتُراه من أحمد! كسبيل للتودد .,

على الفطور ام سليمان وفرح ., " فرح أين الجامعه اليوم!" ام سليمان تنظر الى فرح
"لا توجد محاضرات اليوم" ردت فرح بفرح
"ام سليمان ., وجدت اليوم مظروف تحت باب الغرفه ,. أتُراه من قِبَلِك؟" تتكلم خديجه بحذر
"ظرف ! لا" ردت ام سليمان
"من ابو سليمان؟" تستطرد خديجه
"لا اعتقد., لم يخبرني بشئ ., سأسئله ., لكن مابداخل الظرف؟!"
"خمسة ألاف ريال" ولا تشيح عينيها عن عيني خالتها
ردت فرح على الفور :" اِن لم يَكُن لَكِ بها حاجه ., فأنا احتاجها" تبتسم ثم تضحك
انتهى الحوار ومازالت الأسئلة تُحلق بخديجه الى عوالم لا تريدها ., خَبَأت المبلغ لحين معرفة صاحبه ., في مخيلتِها تعلم من هو المرسل ., هو من يريد الزواج بها ., يريد الاحتفاظ بأبنائِها ., بِاختصار يريد ترِكَة اخيه محمد من زوجة وأبناء ., هو أحمد لا محاله!

دخلت خديجه المطبخ مع خالتها ام سليمان لِإعداد الغداء ., "فكرتي بالموضوع!" تتكلم ام سليمان
"اي موضوع " ردت خديجه
"احمد" باصرار
ياااه لم ننتَهِ من مواضيع التطفل واللامُباله ., تتكلم خديجه مع نفسها ., " اخبرتكم بقراري ., ولا شئ بالاكراه"
تدخل فرح لِينتهي الحوار .," سأذهب اليوم عند خيريه لنتباحث في مشروع الجامعه"
ترد ام سليمان :" وبدون تأخير ., اطلبي من اسامه ان يُقلك"

يُقرع الجرس فترد فرح :"مين ., حسناً .,., أمي جارتنا ام سعد بالباب"
"افتحي مجلس الضيوف" ترد ام سليمان على عجل ., اعطت السكين لخديجه " اتمنى ان تكملي الباقي حتى ارى ماذا تريد ام سعد"
ام سعد صديقه وجاره لعائلة ام سليمان ., زوجها كان مدمن وكانت تلاقي منه انواع العذاب والهمجيه ., لكنها صبرت من اجل اطفالها ., لديها ابنتان و ثلاث شباب ., انتظرت ام سعد وكافحت من اجلهم حتى تزوجوا واستقروا ., لك تبقى الكبير سعد ., اصابه شي من الهلوسه جراء ماكان يراه من ابيه المدمن المتوفي قريباً ., تلك الهلوسه افقدته شخصيه الرجل فكان لابد من موجه معه طوال الوقت ., فهو يخاف من الظلام ولا يحب الأماكن المغلقه ., دائم التشتت والتلفُت فهو يتخيل وجود أشخاص معه يراقِبونه

"أهلا ام سعد ., حياك الله" ام سليمان تمسح اثار الماء من يديها بثوبها لتمدها الى ام سعد
ام سعد:"اهلا اهلا ., الله والنبي يحييك., أحوالكم؟"
وبعد ديباجه السلام والأخبار ., تلعثمت ام سعد في جملتها :"ام سليمان انتم اهل واحباب لعائِلَتِنا ., وأولادنا تربوا مع بعضهم لسنوات عدة ... "
ام سليمان تتسائل وتهز الرأس بالايجاب
تُكمل ام سعد:" والحمدالله بلغني الرب بكُل اولادي وبناتي وصرت أرى السنين العِجاف مع أبيهم تتبدل الى بساتين من زهور هي أبنائهم ., أحفادي ., وتَبَقَى سعد ., الله يصلحه" سكتت ام سعد
ترد ام سليمان كأنها مقاطعه:" تريدين ان اخطب له انا جاهزه ., فهو رجل ومن عائله كريمه" عَلِمت ام سليمان بمغزى ام سعد فهي تنوه على خطبه ابنتها فرح ., وهي تعلم ان سعد ليش بالرجل الكامل
ام سعد:" وحاجتنا عندكم!"
ام سليمان:"فرح مازلت تدرس ., مع الاسف طلبك ليس عندنا" ام سليمان تريد تزوييج فرح وتنتظر لحظه زفافها بفارغ الصبر ., فأي ام لا تحب رؤية ابنتها بليلتها بالاضافه إلى ان ام سليمان تريد التخلص من هذه البنت الدلوعه الكثيره الطلبات
ام سعد بابتسامه هادئه:" لا نريد فرح ., نريد ريانه" تتكلم وماتزال الابتسامه الواثقه
ام سليمان باستغراب:"هل تعلمين كم عمرها ؟ انها في الرابعه عشر !!"
تسرد ام سعد تاريخ من تزوجت وهي صغيره وكيف انها تكون مقاربه لسن ابنائها! وكيف انها وام سليمان تزوجتا وهن صغيرات واصبح لديهن عائلات بسرعه ومازال الشباب يفيض من وجوهِهن
ثم تكمل ام سعد:" لا اريد رداً الان ., سأنتظر الى الاسبوع المقبل"
وتسرد الحكايات العريقه بدون تفكير بتلك الطفله الصغيره:" اذا تمت الموافقه ستسكن لدي أنا وستكون ابنتي الثالثه., وستلاقي انواع الدلال والحريه وستكمل دراستها بدون اعتراض وسأكون اول من يساندها .,"
تكمل بأريحيه الأسطوره من تأليفها والإغراءات :"سعد رجل مؤدب وخلوق وبه حياء اِمراءه ., محبوب من قبل اخوته ., وانا احتاج لأنيس في المنزل ., "
سكتت ام سليمان بدون تكوين ادنى فكره لأم سعد سواء بالموافقه او العدم ., لكن ام سعد بنظرتها المتفائله افترضت ان السكوت علامة الرضا

"ماذا كانت تريد ام سعد ., زيارتها مُستَغرَبه ., عادةً نراها وقت المغرب!" خديجه تتكلم مع خالتها عند دخول ام سليمان المطبخ
ام سليمان:"مجرد سلام., لاشئ يُذكر" تشيح بوجهها عن خديجه لتنشغِل بقطع الخضروات ,.
اخفاء ام سليمان لخطبة ريانه عن امها خديجه امر جداً مستغرب! , لما تخفيه اِما ان تبوحَهُ لخديجه كدُعابه فريانه مازالت صغيره على ويلات الزمان ., واِما ان تُخبرها والرأي الأول لريانه والأخير لأمها خديجه

تدخل خديجة غرفتها ., وتفتح دولابها لتُخرج بين طيات ملابسها او بالأحرى بين طيات المجهول ذلك الظرف., تستند الى الدولاب وتهوي بها افكار وترفعُها افكار ., مازال مصيرها وأطفالها مجهول ., ومازال الألم في فقد الغالي مجروح ., ومازال طلب المستحيل منها منثور ., ياه خديجه ويلٌ لكِ مما تخبِأُه الأقدار .,

"يارب ., ياسميع لكل مضطر ., اللهم اِنك تعلم ضعفي وقلة حيلتي وهواني على الناس ., اللهم فك قيدي ., وسلي قلبي ., واجمعني مع اطفالي دائما على حبك ورسولك ., آمين يارب" بكل حرف تنبِس بها شفتاها تصحبها الف دمعه ., فالضعف والألم والمساومه مازالوا قائمين كالرِماح في شهورها المثقله بالتفكير,,

لثغة الوفاء له ., والحنين لكتفيه يشعل في جوفها قنديل
أتُراه ينير كل دهاليز الجسد...

BENT EL-Q8 17-01-09 09:53 PM

السلام عليكم..
بارت يهبـل..تسلم ايدج عليـه..

الحمد لله الي خديـجة ليلحين مصـرة على رفضهـا..والظرف دامـه مو من ابو سليمـان ولا منها فيمكن من احمـد كنوع من التقرب منها...!!
ام سعـد وخطبتهـا..احس ظلم لريانـه اول شي اهي توهـا صغـيره ثاني شي قلتي انـه يهلوس يعني ممكن يأذيهـا او تتعقد منـه.. صج المرض النفسـي مو عيـب بس كل ام تحـب لعيالها الكمال وما اعتقد خديـجة توافق لو قالتلهـا ام سليمـان..واعتبر انانية من ام سليمـان انهـا توافق عليـه او تخفي سالفـه انه مريـض عن خديـجة..لانهـا مستحيل توافق عليـه لبنتهـا فليش ترضاها على حفيدتهـا..!!
فرح ومشوارهـا صج لخيرية..!!

بانتظار البارت القادم على احر من الجمر
تقبلي مروري

ميثان 18-01-09 08:33 PM




حين تقسم صفحات العمر بالوفاء


وترسم لنا الامان والامل في اعيننا


ثم تغتالنا الوان الظلام


ونضيع في دوامة الخوف والمجهول


حينها نشتاق لـ لثغة الوفا




خديجة وهم اثقل كاهلها وزوج اخ يريد تركة اخيه ويمارس المغريات لجذبهم


ريانه وهل لها مع رجل به حياء امراءة كما نعتته والدته نصيب ..؟؟


لما يعتقد الناس ان تجارب البشر تعطي النتائج ذاتها


وان كان ممن سبق خاضوا غمار الحياة الزوجية مبكرا ً ونجحوا بتفوق فهذا لايعني

ان تنطبق النتيجة ذاتها على ابناء هذا الجيل


كثيرا ً ما نسمع بتلك الاحاديث . . . . افلا يعلمون ان لكل زمان معطياته ومفرداته ...



نزف الساحل يعطيك العافية وننتظر ما يحملة نزفك لـ ريانة












دفى الكون 20-01-09 01:04 AM

مساء/ صباح المسك والعنبر

اهلين نزف ..قصتك بدايتها وطرحها مختلف

تطرقتي للقصه العراق الجريح ولأمراء جراحه مثلها خديجه اللي بعدت عن عائلتها

من اجل حبيبها وزوجها اثنينهم عاشوا بعيدين عن اهلهم وديرتهم ويمكن محمد

كونه ببلده كان اهون ولكن بحبهم .. بالرغم من كل الصعاب والشقاء الا انهم

كانوا يجتازونها مع بعض بمحبتهم ومحبه اولادهم

بوجودهم جنب بعض ومسانداتهم ..بس ماحسبوا حساب انو بيجي اليوم اللي

واحد فيهم يترك الثاني

رحل محمد وترك وراه جرح غائر بقلب خديجه

وتواجه الحياه الى وحدها ببلد غريب عنها وبغربه روح

كنا بشي وصار شيئين هي

مو مستوعبه طلب ام سليمان ... ان اي احد يحل محل زوجها وصرنا بام سعد

وافكارها اللي تبي تدفن طفله مع رجل قد ابوها

بصراحه انذهلت قلت يمكن فكرت في خديجه بس انها تفكر في ريانه سبحان الله

جى في بالي ان يمكن ام سليمان تستغل هالنقطه حتى تاثر على خديجه وتقبل باحمد



وياترى شنو ردة فعل خديجه لو عرفت بطلب ام سعد

ريانه ومازن الحمدالله انهم رجعوا بين اهلهم يمكن هالشي يهون من مصابهم بس

ياخوفي هالقرب يجر عليهم ويلات ماكانوا حاسبين حسابها

مازن ..تعلقه ابووووه اثر فيني كثيرا ويمكن فقده اليه يخليه ينطوي اكثر الا اذا

اخرج من هالشي امه واحساسا بالمسئوليه ويمكن عمه اسامه يكون له دور من يدري

احمد ..ماارتحت اليه ابدا ..والله يستر ايش مخبي بالأيام الجايه

فرح مازالت الفتاه المراهقه اللي تجري وراء زينتها والمظاهر وغير مباليه لمى يدور حولها

تقبلي مروري

دفى الكون

ارادة الحياة 20-01-09 08:28 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نزف ساحل
في كل جزء يكتب نكتشف كم هي كبيرة معاناة خديجة مع طفليها اصبحو مثل الغنم التي غابة راعيها الكل يرغب فيها ويعتقد انها فريسة سهلة فالضروف الصعبة تجبر اشد الناس قوة على عمل امور لم يكن يتصور يوما انه سوف يفعلها

الجارة التي اتت تسأل عن الاحوال هل هي جادة بطلبها ريانة الطفلة الصغيرة لرجل معقد نفسيا وبعمر والدها ضننت لوهلة انها اتت لخطبة خديجة مستغلة وضعها الصعب لافاجئ بأنها تريد ريانة
يبدو ان هذه السيدة ترى ان ابنها لايمكن ان يعوض لذا اختارت هذه الصغيرة له
الملفت بالموضوع ردت فعل الجدة وسكوتها على طلب جارتها
هل هي موافقة ام انها تعد العدة لامر معين ام ان طلب الجارة بالنسبة لها طلب تافه وامر منتهي قبل ان يبتدأ
ربما الجدة من النوع المتحكم بأعصابه ولاتثور بسرعة لان بصراحة طلب مثل هذا يحرق الاعصاب
ننتظر لنكتشف
ماذا تخبئ الحياة للصغار ووالدتهم وهل سوف تبقى خديجة متسلحة بحب محمد وترفض احمد ام ان سلاح الحب لايكفي في زمن اصبح الانسان يحتاج للأمان اكثر من الحب
بشوق كبير ننتظرك
وفقك الله

زارا 21-01-09 12:47 AM

السلام عليكم..

نزف.. البارت قصير .. واقصر من القصير. لكن فيه اشياااء جديده .. وتحركات غريبه...

ام سعد :: انتي مثل كل ام تتمنين ان عيالتس يكونون اسر ويكون لهم بيوت يرتاحون فيهاا.. صبرتي على ابو سعد وعلى اللي كان يسوويه فيتس وفي اولاادتس.. وماا الوومتس ابداا بالبحث عن زووجه للولد الكبير اللي الوصف الصحيح له انه مريض نفسي.. لكن سؤال ياا ام سعد... هل تقبلين بواحد نفس وضع سعد لبنت من بناتس؟؟ ليش ريانه بالذات وموو فرح؟؟ ومااراح اوقف ولااا لحظه عن هالامنيات ولاا الاساطير اللي بنيتيهاا حوول زواج البنت وهي صغيرة السن... انتي حددتي ريانه لانها صغيره ويتيمه وتقدرين تشكلينهاا على كيفتس .. وتربينها من اووول وجديد.. بينماا وحده مثل فرح دلووعه ومااايهمهاا الا نفسهاا ابداا مااراح تخضع لتس ولاا ولولدتس. واصلاا ماراح تقبل فيه.. فلشي في نفستس ماابينتيه .. حددتي ريانه ولاا اي وحده غيرهاا... ؟؟ مع اني صرااحه توقعت ان الطلب يخص خديجه وفقتي كل توقعاتي.؟؟

سعد : هل بتستمر شخصيتك معنااا والا فتره وتنتهي؟؟؟؟؟؟؟؟؟ اتووقع انه رااح يكون لك قصه هناا.. ويمكن اللي مذكوور هناا وبان حتى الان ولااااشي عند اللي يصير بالخفاااء؟؟؟؟؟؟؟

ام سليمان : ليش خبيتي عن خديجه طلب ام سعد؟؟؟ هل ممكن تستخدمين طلب ام سعد بالضغط على خديجه وانهاا لوو ماتزوجت احمد راح تزوجين ريانه من سعد؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
اخاف فعلاا تفكرين بهالشي عشاان احمد... وتنسين تفكرين بمصلحة اليتيمه رياانه عشان مصلحة احمد؟؟؟ بس صراحه ياا ام سليماان .. انتي وحده قوويه جدااا .. واتوقع مع الاجزاااء الجاايه بنكتش فيتس صفااتي يمكن يكون منهاا انتس اذاا صممتي على شي لااازم يصير...؟؟

خديجه : انا مثلتس اتوقع ان الظرف من احمد. وهوو تركه من باب التودد وكسب الموافقه على الزواج منتس... بس اللي ابي اعرفه الحين وشي الخطوه اللي انتي بتتخذينها لوقف هذا الزواج او الاستمرار بذكر هالزواج ؟؟؟ اتوقع انتس ممكن تضعفين بالاخير و تتزوجين هالاحمد مع كثرت الضغط وممكن يكون في الموضوع تهديد؟؟؟؟ صراحه خديجه نفسي اعرف الشخصيه اللي انتي تتمتعين فيها.. هل انتي صااحبة شخصيه قوويه ممكن توقف بوجه الكل وبوجه اي ضغط.. والا ممكن تقاومين بس بالاخير بتستسلمين لتنفيذ رغبات الغير.. او انتي شخصيه ضعيفه ممكن يقدر الغير على انه يمشيتي على كيفه؟؟؟؟؟؟؟

والله يكوون بعونتس ياا خديجه.. صراحه حطيت نفسي بمكانتس ماااقدرت اتصوور اني اعيش ببلد غريب بلاا اهل ولااا عااائل ولاا انساان اثق فيه واعتمد عليه.. عشاان كذا اتوقع انتس بتكونين حذره بكل تصرف وبكل ردت فعل..

نزف ساحل.. تسلم ايديك. واتمنى ان الاجزااء الجايه تبين لناا بوضوح شخصية خديجه اكثر..

نزف ساحل 21-01-09 10:02 PM

BENT EL-Q8

مساءك عًبِق
تأتي الرياح بما لاتشتهي السُفن ., ليس بالضروره تمسك خديجه برأيها المهم تمسك الأقدار برأيها !

الشكر لمُتابَعتك.,

ميثان

ماء .. حروفك نقية جِداً يكفي بإنها صادِقة تكتسي بِحُلة دافئه لم أجدها مِن قبل ..

دُمتِ بحفظ الرب.,

دفى الكون

الشقاء وليد الحياه ., لا متعه بدون الشقا!

عمتِ مساءً

ارادة الحياة

أنتِ تُضيفين هُنا أجمل المرمر

دُمتِ راقيه

زارا

سأُحاول الإطاله ., فقط ., من أجلِكُم

تقبلي احترامي

Emomsa 24-01-09 03:20 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارت قصير صحيح لكنه رائع في تعبيراته وكلماته ... ووصفك للاحداث التي يمر بها ابطالك ...............



خديجة ....... يا عيني عليها ........ تلاقيها من شعورها بالحزن على فقدان زوجها وحبيبها ... والامن احساسها بالغربة بعد فقدان السند والامان ... والا من عم الاولاد الذي اراد تركة اولاد اخيه .. دون النظر الى اي شيئ اخر ............


تكالبت عليكي المواجع ...... وليس لك سوى الله عز وجل ...............


ام سليمان ......... ما سرك ............ ولماذا اخفيت سبب زيارة جارتك .............. وهل تهمك مصلحة احفادك الايتام اكثر ام مصلحة ابنك الحي اكثر .........

احمد ..... ممكن تكون انسان صالح وتريد ان تكون المسؤول عن اولاد اخيك .... ولكن اليس من الافضل ان تترك زوجة اخيك تقرر من نفسها وتعطيها فترة من الزمن لتستطيع التأقلم على حياتها الجديدة ......



فرح ............. لديك سر نريد ن نعرفه بالبارت القادم .............


ريانة .......... هل مكتوب عليكي الشقاء ....... ام الرواية ستأخذ منحى اخر .............



سعد ........ من انت ........... هل صحيح انك المريض النفسي ... الذي سيكون سبب لشقاء خديجة وريانة ........ ام مجرد شخصية لن يستمروجودها في الرواية ..........


تتناولين الرواية من رؤية اخرى ..... ومن جانب متميز في الكتابة ..... تجعليني اتخيل الجو التي تعيش فيه خديجة .. كأنه جو شتاء كئيب مليئ بالغيوم .... سماؤه لا تعرف الشمس ولا الاشراق ...........


ارى فيه خديجة متوشحة بالسواد الحزين ... ويخرج نفسهامن فمها كالبخار الكئيب ...... وتتنهد تنهيدة مليئ بالحزن الذي ليس له اخر ... وما عليها سوى ان ترفع يدها للخالق الوهاب ... تتدعوه يفرج كربها .......


ابدعتي وتميزتي فزيدين بان يكون البارت القادم طويل ...............

نزف ساحل 27-01-09 07:30 PM

Emomsa

لِنُصلي حتى تتغير حالة العائله

حد الحُب ., شُكراً

نزف ساحل 27-01-09 07:33 PM

الجزء الخامس
حَد النَبض !,


ستة أيام وتنتهي خديجة من الحداد على المرحوم محمد ., وفي مساء ذلك اليوم كانت تجلس خديجة قُبالة النافذه المطله على بيت الحمام المتواجد خارج المنزل ., " أيا حمام ., ليتني أنت وليتك أنا ., لأُحلق بعيداً مع فراخي الى المجهول ., الى اللانهايه" ., تتحدث خديجة مع قلبها ., وهي تعلم ان لااحد يستطيع الوقوف بطريق خروجها لكن ماذا عن أطفالها ., مازن مازال صغيراً على بُعد امه ., أما ريانه فهي في مرحله تكون بها الفتاة في امس الحاجه الى من يفهمها ., من سيعتني بهم ., أم سليمان الانسانه الكبيرة في السن المشغوله في المنزل وان سَمَح لها الوقت خرجت للجيران ., او فرح الجامعيه اللامُباليه., او اخوات محمد المتزوجات في بيوتِهِن ., التفكير يقتُلها فهي على عِلم بالحجج المتوقعه لأخذهِما .,

"اُم مازن ." صوت يقطع افكار خديجه .,
"نـ .. نعـ .. ـم" خديجه مُخاطِبة ام سليمان .,
"لم يتبقى على حدادك الا ايام ., ماهي خططك؟!" سؤال مُبهم من ام سليمان
"سأذهب الى العراق ., " ثم تُردف :" أنتم أناس طيبون ., تعاملتم معي ومع الاطفال بشكل رائع ., لكن عليّ الرحيل فلا يجوز المكوث عندكم اكثر من ذلك"
تُكمل خديجه وكأنها أمام جَلادها :" لكن أعِدُك سنزورُكم مع الأطفال كلما سمحت الظروف"
ترد ام سليمان بشئٍ من البرود:" أرى انكِ تمانعين وبشده زواجك من احمد! مع انها فرصه مناسبه للأطفال العيش حيث نشأوا في وطنهم ., ومع عمهم وعائلة أبيهم"
نظرات من وجل تعتلي خديجه فالقادم من الكلمات يُحدد المصير
"لكني لا أستطيع اِجبارك بزواج لا تريدِيه" ., "ألم تُفكري بالأطفال كيف لهم ان يعيشوا في بلد مُزَعزَع الأمن ., بلد لا يعرفوا منه الا اسمه ., وحالة أهلك ليست بالميسوره ., فكري يا خديجه وسَنُفَكِر أيضاً"
انتهى الحوار وخرجت ام سليمان من الغرفه

تُمسك خديجه الهاتف لتخبر أهلها بمستجدات الأمور ., خديجة الأخت الوحيدة ولها ستة أشقاء احدهم متوفي في حرب ايران مع ابيه وهو الأكبر ., الثاني هشام متزوج وله ابنتان وخمسه ابناء وتسكن عنده ام خديجة ., الحاله الماديه للعائله قبل حرب العراق كانت فوق الممتازه ., لديهم مصنع لبيع الكعك ومزرعتان احدهما لتربية الماشيه و الاخرى للنخيل ., وكانوا اِنذاك يعيشون في قصر مُرَفَّه ., وبحكم ان خديجة البنت الوحيده فقد كانت محط دلال من قِبل والِديها واخوتها السته ., عندما توفي ابو خديجه اصبح جميع اخوتِها اب لها ., الى ان جاء نصيبها مع محمد صديق اخيها الثالث ويدعى عصام ., كان محمد يمتلك شاحنه وينقل بها ماتيسر من والى العراق ويأخذ ثمن الحموله ., وبحكم مزارع عائله خديجة فقد كان يتردد عليهم كثيرا ., وقد رأها عدة مرات فقد كانت الفتاه المدللـه الصغيره واعجب بها لكن يعلم فرق المستوى بينه وبينها ., كيف لرجل لايملك من الدنيا الا شاحنه ان يرتبط بفتاة لديها مزارع وقصر وأخوه كُثُر! ., اُعجِب عصام بمحمد وبتفانيه وعصاميته ورأى الحب يشتعل من عيني اخته التي تصغره عندما يجتمعان ., تقدم لخديجة في تلك الفتره شُبَان كُثُر لكنها كانت ترفض بدون تفكير مما أدى الى استياء ولدتها ., فأخبرتها انها متعلقه بمحمد ولاترى نفسها الا معه ., عائله خديجة راقيه ومتفهمه لأبعد الحدود ., استشارت الام عصام كونه يحتك بمحمد كثيراً فأخبرها انه نِعم الرجل الا ان حالته الماديه جدا متواضعه ., عندها فُتِح موضوع خديجة على الطاوله مع اخوتها الخمسه وامها ., اشاد عصام به لكن اخبرها اِن كانت تريده ان تصبر على حاله فهو فوق حد الفقر بنقطه! وافقت وتنازلت خديجه فقد كانت تعلم انه يمتلك قلباً كبيراً ., لقد رأته بقلبها وليس بعقلها ., وتقدم محمد للخطبه وتم الزواج بمراسم فارهه بالقصر ., ترتكت خديجة اهلها وقصرها وعراقها من اجل محمد وكانت والى اخر يوم من حياته ترى انه يستحق كل تلك التضحيات .,

انهت خديجة المكالمه مع اخيها هشام بدموع مُتلاحقه ., اخبرها ان الحال جدا مترديه وان ابنته ألاء هاجرت مع زوجها الى الاردن وتشكي الحال هناك ., ألاء دكتوره عامه ولم تجد وظيفه الا في صالون نسائي! وزوجها لم يجد وظيفه ., حتى الدواء اصبح عزيز المنال ., لكن تلك الحاله مع الامن افضل من وطنها المسلوب الأمن .,

" يااه ! اين كنا وكيف صرنا ! دوام الحال من المحال ., " تتحدث خديجة الى نفسها ., كيف لِأُسره عريقه غنية ان تفتقر الى الدواء و الى حتى اقل الأشياء ., سبحان الله يا مقلب الأحوال!
يقطع حديثها الصامت دخول مازن من المدرسه ., تحمل حقيبته وتتجاذب معه اطراف الحديث ., يرتدي ملابسه في حال انشغال امه بترتيب الغرفه .,
" ماما مارأيك !" يبتسم مازن
التفاته سريعه من خديجه كفيله لتصرعها:"يالله ! ماهذا مازن ., !"
كان مازن يرتدي بنطال ريانه وقميصها الوردي ويضع قلادتها وهو يبتسم :" من أجمل انا ام ريانه" يضحك بصوت عالي
خديجه كانت مدركه مدى جمال ابنها ونعومته ., لكن لم تتوقع ان تصل به الحال الى هكذا منظر :" مازن انت رجل الان وتقوم مقام ابيك ., هل رأيت ابيك في احد المرات اتشح بوشاحي او وضع قلاده!"
يرد مازن وكأنه يجد فارقا بينه وبين ابيه:" اتعلمين لدي احساس انني لو اصبحت فتاه وريانه الصبي لكان افضل"
خديجة:" مازن الله يكتب دائما الخيره في كل شئ ., انت رجل قوي لكن ريانه ضعيفه ., بإمكانك ان تحتوينا انا وريانه ., اما المظاهر تظل مظاهر ., المراءه دائماً تتزين لان الله جعل جمالها الطاغي خارجي ., اما الرجل رجولته داخليه ., وانا اعلم انك اعظم رجل" تتكلم خديجه وهي تعلم انها امام مُعضله ., تتكلم وهي لا تعي ماتقول ولا ترتب كلماتها ., كيف تقنعه ., آه يا محمد ليتك موجود ., أصبح كاهلي مُثقل بالهموم
"مازن البس لبس الرِجال وكفاك سخافه" تتكلم بقهر بليغ

على الغداء خديجة وطفليها وام سليمان وفرح ., يتكلم مازن:" اليوم قال لي احد الطلاب انني جميل., وانه يتمنى ان يكون لديه مالدي من مواهب"
تضحك فرح :" نعم انت جميل وجميل جدا ., والغير عاقل من يقول غير ذلك"
ينظر لها مازن وتحمر وجنتاه وينظر الى صحنه مع ابتسامه رضا
غصت خديجه وترد بحنق:"المواهب هي المواهب الداخليه التي يصنعها الرجال بأنفسهم لا الجمال الخارجي الذي ليس للفرد يدٌ فيه ., فالله يخلق الجميل والقبيح والرجل والفتاه"
عَلِم مازن مراد امه وواصل خفض رأسه
"مالك خديجة اتركي الصبي يُعَبِر!" تتدخل ام سليمان
تترك خديجه الغداء وتدخل غرفتها ., تلحقها ريانه :"ماما ماذا يحدث"
"لاشئ ريانه اريد ان اختلي بنفسي" تشيح بنظرها عن ابنتها
"انا اعلم ان مازن له حركات فتاه لكن عندما يكبر سينضج ., الحياه ستجعله رجلاً رضى أم أبى ., لا ترهقي نفسك بالتفكير" ترد ريانه وبحروفها حكمه
اندهشت خديجه من كلام ريانه ., فعلا الايام التي جعلت ريانه تنضج كفيلة بتربيه مازن
تخرج ريانه وقبل ان تغلق الباب :" لكن انتبهي لا تتركي مازن مع فرح كثيراً"

يدخل أحمد المنزل ويختلي بامه :" ماذا الان ! أمازالت مصممه؟"
"لا نستطيع اجبارها ., هي حره برأيها " ترد ام سليمان
"وهل سترجع للعراق مع الاولاد؟" يتكلم احمد وكأن الامر مُستغرب
"نعم" اجابه سريعه وبديهيه من ام سليمان
"مستحيل نترك الأطفال معها ., ألا تسمعي الاخبار عن اوضاع العراق! كيف نؤمنهم هناك"
"وماذا نفعل بهم لدينا., ليذهبوا مع امهم ., وكفانا مسؤوليات" ام سليمان
"أنا اتحمل مسؤوليتهم ., أبناء اخي ., ولن ارضى بتعذيبهم" يتكلم احمد وكأنه اصبح ولي امر شرعي :" سأتكلم مع اخوتي ونرى مالقرار" يخرج احمد ويغلق الباب

خديجه توجس في نفسها خيفه من تلك الزياره والاجتماع المغلق مع ام سليمان ., وتعلم انها لن تتنفس الصُعداء الا اذا تجاوزت حدود السعوديه الى العراق مع طفليها .,

خوفٌ يتملَكُني من ان افقد حرية روحى .. وان يستعبدها احد ما .. ايا كان ., خوفٌ ينتابُني من ان اترك اطفالي خلفي وارحل ., خوفٌ حَد النَبض ., !


دفى الكون 28-01-09 05:09 AM

صباح الورد
خديجه في دوامه ...مابين حريه نفسها ومابين اولادها ومصلحتهم
حكايته مع محمد وتضحيتها من اجل حبهم السامي ,
,ورضت فيه برغم فقره وظروفه الصعبه علشان حبه
لكن دوام الحال من المحال ..وكتب ان الموت يفرقهم
مثل ماحال اهلها انقلب وصار بدل المال والأمان التشتت
والخوف ..والأوضاع الغير مستقره تجعل من حياتهم
اصعب واصعب ..فهي بين نار ان تكون مع اطفاله
بجانب اهله ولا تجلس هنا مع اصرار ..احمد الذي
لن يتاونى عن الضغط عليها حتى توافق واكيد راح
ياخذ الأطفال حجه وبالذات ان بلده والأوضاع ماتشجع
ام سليمان احسها غير مباليه وانانيه ؟؟
ريانه يمكن الظروف اللي مروا بها خلتها تنضج وتكون
سند الى امها في وقت هي احوج من يوقف جنبها
ولكن الصدمه جت من مازن وموقفه بالذات انه في
سن حرجه ومممكن يتاثر باللي حوله وريانه ماقالت
الى امها انه يبتعد عن فرح الا انها عارفه كيف ممكن
جلسته معاهتاثر عليها وتزرع في نفسه اكثر اعظم
مماهو الحال عليه الأن ..
هل راح تقدر خديجه تزرع في ولدها الرجوله وتوجه
ولا ايش راح يصير ؟
حمل ثقيل تركه لها محمد
دمتي بود
دفوووو

BENT EL-Q8 28-01-09 11:43 AM

السلام عليكم..
يسلموو عالبارت نزف..ما قصرتي..

خديجة
وحيرتهـا..يا تقعد هني..وتتزوج احمد..او تروح مع عيالهـا..لمكان ظروفهم فيـه مو ذاك الزود..خاصة بعد كلام اخوهـا..يعني بتعاني وايد..

احمد
وقراره..يا انه صج عشان عيال اخوه..او عناد لخديجة ليش رفضته..ما اقول غير الله يستر من هالاجتماع..

مازن
وميله الانثوي..وشلون ان يلبس ملابس اختـه..ويتمنى يكون بدالهـا..لازم من الحين يعدلونه ولا بيكبر وبتزيد حالته..اعرف ناس.. قالو انها مجرد طفولة..واذا كبر بيتعدل..عانو مع عيالهم..يعني متعود على شي وفجأة يبونه يسوي شي ثاني..غير جذي رح يفهم الرجولة بمعنى خاطئ جدا..خديجة مهما حاولت مرح تقدر معاه..يبيله ريال..

ريانه
شي طبيعي نضوجهـا..بعد الي صارلهم ..

تقبلي مروري

ارادة الحياة 29-01-09 07:31 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نزف ساحل
عزيزتي جزئك نكأ جرحا مهما اندمل يبقى الالم يسكن داخله لانه جرح توالت عليه الايام والسنون عشنها لحظة لحظة الفناه والفنانا و تناسيناه وتناسانا لانه اصبح جزء لايتجزء من حياتنا
اننسى 8 اعوام خضنا فيها حربا ضروس لانتاج فيها ولافائدة منها سوى انها حصدت زهر شباب وطننا واخرتنا على مواكبة من حولنا
ام ننسى اكبر غلطة في تأريخ العصر الحديث وهي غزو الكويت وتوابعها وما لحقها من اضرار وقع على العراقين بأعوام من الحصار لم يسلم منه الغني مثلما لم يسلم منه الفريق
اتذكر اننا بعد وفاة والدي اورث لنا من النقود ما مقداره 36 الف دينار عراقي وهو مبلغ كبير في عام 1986 وبقى هذا المبلغ في البنك الى عام 1999 وتصويري في عام 1986 كان ممكن ان تشتري منزل في ارقى منطقة عندنا اما في عام 199 اصبح لايكفي لشراء قطعة ارض فارغة جرداء
تخيل الامر
فلا استغرب ان تتحول احوال الناس في العراق من الغنى والترف الى الفقر والعوز لتدهور العملة ولان الناس الشرفاء يرفضون مواكبة العصر في الاستغلال واعتصار قوت الناس لذا يصبح حاله من حالهم
نزف ساحل
اتمنى ان تكون اجزائك اكثر طولا عزيزتي قصتك رائعة
حاولي ان تتواجدي فيها وتثريها بأجزاء اطول صدقيني سوف تجدين متابعين اكثر
روعة سطورك هي التي تجذب القارئ
وفقك الله

أم عروة 29-01-09 08:53 PM

نزف الساحل نزف قلبي مع حروفك الرائعة..
لك مودتي واتمنى ان تطيلي الاجزاء ..
ننتظرك بشوق..
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

نزف ساحل 01-02-09 10:56 PM

دفى الكون
BENT EL_Q8
ارادة الحياة
أم عروة

مسائكم جوري أبيض

باركَكُم الرب

نزف ساحل 01-02-09 11:03 PM

الجزء السادس


نوبات الحُلم !,




تَحزِم خديجة حقائِبَها وحقائب طفليها استعداداً للسفر, فلا يفصلهم الا أيام عن العراق ., خديجة فَرِحه ومُتَشَوِقه لِرؤية أهلها اللذين طلما اشتاقت لهم لكنها خائِفه جداً على طفليها من الحياه هناك فلا أمن ولا حياه رغيده ., تدخل ريانه من المدرسه وتساعد اُمها على الترتيب .,


"ماما متشوقه لرؤية جدتي ياترى هل تغيرت ملامحها عن الصوره " ريانه تتحدث عن صوره ام خديجة التي بحوزتها


"طالما كانت امي جميله وانيقه" تتكلم خديجه ثم تضحك مع ابنتها


يدخل مازن " ماذا تفعلون الى اين سنذهب"


"الى اخوة ماما , خوالنا" تتكلم ريانه بشوق


"لن اذهب معكم., ماما انا سعيد هنا ., لِمَ نرحل؟" ريان طاب له المقام عند بيت جده ., وقد كَوّنَ صداقات في المدرسه ., وهو سعيد بتعامل فرح واسامه معه


"سنأتي للزياه هُنا كلما سمحت الظروف., هيا مازن ضع حاجياتك في الحقيبه" خديجة تعطي مازن حقيبه خاليه


"حسناً" يوافق على مَضَض



عندما عَلِمَ أفراد أُسرة محمد بقُرب فراق أبناء اِبنِهم اتشح المنزل بالسواد ., ترى الوجوه حزينه ., كيف لا وقد اعتادوا صوت ريانه يرن كل يوم وليله في اذانِهم ,. كيف لا ومازن يضحك فيضحك أركان المنزل معه ., فرح في غرفتها لم تذهب الى الجامعه فقد كانت صفراء شاحبه تُفكر ملِياً بِبُعدِهم ., أسامه ينظر الى مازن بين الفينة والاخرى وفي كل مره يسأله اِن كان يريد ان يذهب للدكان لجلب بعض الأغراض ., ام سليمان يرق قلبها فجاءه فهي في النهاية أم ,. تنظر الى خديجة بنظرات توسل وكأنها تسألها المكوث قليلاً ., ابو سليمان الشيخ الكبير يقبع في ركن الصاله بيده منديل صغير يمسح ما يُبَاغِتُه من دموع ., خديجة الزوجه المكلومه والأم الخائفه أيضا لها النصيب من هذا الحزن ., صحيح كان يوجد الكثير من المشاحنات والنقاشات بينها وبين ام سليمان خصوصاً ., لكن الفراق يُنسِي الانسان كل سيئ ويُرِيَه الحسَن فقط وكأنه يقول احزن احزن .,



كانت خديجة تُلاحظ مدى صعوبه اخفاء خوف ما في وجهه ام سليمان ., كذلك كانت تراقب حركات ام سليمان عندما تستقبل هاتف من مجهول ., تخفي صوتها فتكاد تهمس او تنقل الهاتف للغرفة المجاوره ., واستغربت خديجه من هدوء المنزل وخَشت ان يكون هدوء ماقبل العاصفه ., فلا احد يدخل للمنزل من ضيوف او اخوة! وفي احد المرات دق الهاتف مراراً ولم ترفعه ام سليمان ., فما كان من فرح الا أن قفزت من مكانها لِتستعلم فنهرتها ام سليمان ان اتركيه ., استغرب الجميع فعلتها فتعذرت وهي تنظر الى خديجه ان هناك كُثر يُزعجونهم في هذه الايام .,



عند انتهاء حداد خديجة كان متبقى ثلاث اسابيع على انتهاء اختبارات ريانه ومازن ., فارتأت ان تُؤجل الرحيل حتى انتهائهما ., من الطبيعي في هذه الاسابيع كانت خديجة مشغوله بتدريس أبنائها والحرص على متابعتِهِم ., وكذلك كانت فرح وأسامه في انتظار الاختبارات في فتره المراجعه ., وقد يكون هذا الهدوء سببه الاختبارات فحتى أبناء الاخوه والاخوات كانوا منهكين في اختباراتهم بالتالي لا داخل ولا خارج من المنزل



في تلك الفتره توالت الأحلام على خديجة ., ففي كل ليله ترى فِلماً يمر أمامها كلما نامت ., من طبيعة احلامها انها صادقه وهذا الشئ يُخيفها ., كانت بالسابق ترى الكثير منها ويُصدقها بها محمد ولكن هذه المرات توالت و بِكَثره ., في احد المرات رأت محمد مُتشِح بالبياض وكان يشير باصبعه الى مكان ما وعندما حاولت المشي اليه منعها باصبعه ان قِفِي ثم اشار مره اخرى الى ما كان يشير اليه نظرت الى المكان لتستيقظ على صوت ريانه وهي تقفل باب دورة المياه ., ومره اخرى رأت مازن يأتي اليها وهو على هيئة ليس بهيئته كان مشوه الوجه وبالكاد عرفت انه هو واقبل وهو يبتسم لها ., خديجة في كل ليله ترتعب من احلامها وتحاول نسيانها وانها اضغاث احلام وان كل ذلك نتيجه خوفها على اطفالها وقُرب رحيلهم.,



انتهت الاختبارات ودقت ساعة الرحيل ., خديجة تتحدث الى ام سليمان:" اريد ان يكون حجزي غدا الى العراق او بعد غد "


"سَأُخبر الاولاد بترتيب حجزك" ام سليمان مُطَمئِته


الحمد لله الامور ستجري على مايرام تتحدث خديجة في نفسها


دخلت فرح الغرفه:" سنفتقدكم ., اعتدنا تواجدكم في البيت"


خديجة:"هي الايام تجمع وتفرق ثم تجمع"


فرح:"حاولي ارسال صور الاطفال متى تسنى لكِ ذلك"


خديجة:"سأرسِل صورهما وسَاُسمِعُكُم صوتهما ايضاً"



في منتصف الليل وعندما كانت خديجة تهم الى النوم مع طفليها دخلت ام سليمان:"خديجة اريد محادثتك في غرفتي"


خديجة:" خيرا ان شاء الله"


ذهبت خديجه خلف ام سليمان الى الغرفه., اغلقت ام سليمان الباب خلفهما:" اسمعي ياابنتي انا اُصِر وبقوه ذهابك مع الاطفال الى اهلك بالرغم من سوء الاوضاع., لكنـ .."


خديجه بترقُب:"لكن ماذا ؟!"


ام سليمان:" عمومة الاطفال يريدون ان تبقى ريانه في السعوديه!"


تغرق عيون خديجة في بحر من القهر:"ولما ريانه! انا قادره على رعايتهما لوحدي ., وهناك اهلي سيحبونهما وسيسعون الى راحتهما"


ام سليمان تتجاوب مع دموع خديجه بدمعتين هي دموع الام :"ليس قراري والله"


خديجه:"لكن تستطيعين فعل شئ من اجلي ومن اجلِهِما"


ام سليمان:"في الاسابيع الفائته حاولت ولم افلح., صدقيني"


خديجه وهي تبكي:"اخبريهم اننا بخير بدونهم ., اخبريهم ان لايتعرضوا لنا ويتركوا الاقدار تحدد مصيرنا لا هم"


تكمل خديجه:" اذا لم يوافقوا بالطيب سآخذهما وارحل ولن اسأل احد ايٍ كان"


ام سليمان:"اذا اردتي نصيحتي اتركي ريانه ., فباستطاعتهم اخذها بالقوه استنادا إلى طبيعه سفرك والبلد وحاله اسرتك., يستطيعون اخذها بالقوه"


تبكي خديجة وكأن سحاب الدنيا في عينيها وكأن الشمس تحرق قلبها حرقاً


ام سليمان تختنق بالدموع وتربت على كتفها:"اذهبي ياابنتي وهيأي ريانه للمكوث هنا., صدقيني ساضعها بين عيني"


تريد ان تتكلم خديجه ان تجادل وتُبرر لكن الدموع ابلغ واقوى من اي كلمه ., خديجة انسانه ضعيفه نظراً لوضعها الحالي وهي تعلم ان الحق مع العمومه ., "لاحول ولاقوة الا بالله" ترددها خديجه وهي خارجه



في الصباح الباكر وصلت رسالة الى خديجه عن طريق الهاتف الخليوي"اذا كان بالامكان اريد ان اتصل ., عبدالعزيز" ., قرأتها خديجه وهي تشعر بالقهر والظلم والكره لهم جميعاً ., من الطبيعي لم يغمض لخديجه جفن في الليلة الفائته وحاولت عدم اخبار الاطفال لمنع التوتر فقد تستطيع ان تفعل شيئاً ما ., ذهبت الى دوره المياه لتجري الاتصال حتى لاتوقظ صغارها ., كان بين شفتيها مئه سؤال وبين عينيها مئة عَبرَه.,


"ألو " خديجة بحذر


"اهلا ام مازن., كيف احوالك والصغار" عبدالعزيز وهو اخ لمحمد


"الاحوال بعد قراركم كئيبه., لما لا تتركونا نعيش بأمان مجتمعين!" تختنق خديجه


"اسمعي يا ام مازن ., ذاك القرار ليس مني صدقيني "


"جميعكم يُبرأ نفسه ., مِمَن يكون اِذاً ً" خديجة تسأل


"تحديداً من احمد ., انا اعلم مدى جرحك بترك الصغيره هنا ., لكن سأضعها بداخل قلبي والله ., ان اردتِ سأربيها مع بناتي .."


تبكي خديجة وتحاول تهدئة صوتها لكي لا توقظ الصغار ., يااااه طفلتها ستتركها وتمضي الى غير رجعه ., قطعه من قلبها من جسدها سترحل وتبقيها هنا ., " انتم لا تعلمون مدى صعوبه الامر ., انتم تتكلمون فقط ., انتـ ..ـمـ .."


تبكي وتبكي دموع الكون لا توفي حق القهر والمعاناه ., موت ريانه اهون لخديجه من تركها .,


"خديجة انا حاربت كي اجمعكِ واطفالك ., وجاهدت لتأخذي مازن معك ., لكن ريانه لم استطع .,"


" تريدون ان تأخذوا مازن ايضا ., مازن الصغير! ., أَيُ قلوب متحجره أنتم ., " تحترق خديجه


"والله الموضوع ليس بيدي ., وانا على علم بما سيفعله احمد ., سيكلم المحامين ويُحرك رجالاته ., وان اردتِ الحق فهو معه ويستطيع اخذه"


"ايُ حق في ان تأخذ ابنتي من بين يدي !" تشهق خديجة وبين شهقاتها ألم وجرح غائر


"اسمعي ياام مازن ., رياانه فتاه ومن الصعوبه المجازفه بخروجها معك ., فكري بالعقل ., اذهبي ومازن وان كانت الامور جيده فأَعدك ان ارجعها لكِ بنفسي"


"آااه .," أنين مكلوم


"فكري بعقلك ., اقنعي ريانه بالمكوث هنا لو لبعض الوقت ., وعديها بانك سترجعي لِاصطحابها بالقريب العاجل ., لا تشغلي نفسك بكيف ستأخذيها حالياً ., فقط فكري بكيف ستخبريها" يتحدث عبدالعزيز بالكثير من الحكمه


سكوت وأنين من خديجة فلا كلمات تُطال في هذا الموقف


"ام مازن ., أنا مستعد لأي طلب ., لأي خدمه ., واذا كنتِ تحتاجين نقود لا تترددي بالاتصال بي"


انتهت المكالمه بشئٍ من حكمه وألم



جلست خديجة تحت المغسله على سجاد دورة المياه تأن كالطفل ., ريانه الفتاه الرائعه التي لم تعرف سوى امها وابيها في حياتها كيف تتركها بهذه السهوله وترحل ., وكيف ستعيش هنا بدون امها ., حديث عبدالعزيز الحكيم أخذ من لُب خديجة مأخذ ., كلامه عقلاني لاعاطفي ., أولاً يستطيع أي من عمومة ريانه ان يأخذها نظراً للظروف الحاليه والحق معه ., ثانياً الأوضاع لاتَسُر هناك فوجود ريانه بأمان هنا أمر مريح نوعاً ما ., ثالثاً موقف عبدالعزيز الحكيم في أن دافع لتأخذ الصغير الابن فهو لا يريد سلب أطفال محمد أو تشتيتهم او ارغام خديجه على عمل غير محبب من قِبَلِها بل هو يفكر بشكل سليم فقد ناضل لتأخذ مازن فهو صبي وليس الذكر كالأنثى خصوصا في بلد مُزعزع الأمن ., في هذه البرهه فكرت خديجة بعقلها وكأن الله سلب قلبها قلب الأم لفتره وجيزه حتى يتيح لها التفكير بعقلها ., ما المانع من ترك ريانه بضعه اسابيع ومن ثم الاتفاق مع عبدالعزيز باسترجاعها عندما يستَتِب الوضع هناك في العراق .,


ولكن ...


كيف للطير أن يصبر على فراق فراخه ! وكيف ساُخبرها ., ولما لا أَخُذها معي وإن رأيت الأمور سيئه رجعت معها ., انشل قلب خديجة من البُعد القريب وعقلها من التفكير ., وتركت النواح يأخذ مجراه .,



احد ما يدق الباب ., " من !" خديجة تتسائل


"ماما انا ريانه افتحي الباب ., هل انتهيتي من دورة المياه!"


تنبهت خديجه انها غفت على أرضية دورة المياه:" حسناً ., امهليني ثواني


سارعت لتغسل وجهها وعلى خدييها خطوط الأقدار


شاهدت خديجة رساله بهاتفها الخليوي من عبدالعزيز .," ستصلك اليوم تذكرتا سفر ومبلغ بسيط ., اضيفيه الى الملبغ الفائت ., واِن اردتي اي مساعده لاتترددي بالاتصال"


علمت الان خديجه ان مبلغ الخمسة آلاف كان من عبدالعزيز



عند خروجها من دورة المياه صادفت ريانه بوجهها:" أي فستان تختاريه حتى ألبسه في المطار"


لاجواب من خديجه


"اعتقد الارجواني جميل ., أليس كذلك؟ أحب ان اكون انيقه عند استقبال جدتي"


لم تقوى خديجة على الرد على براءة عيني ريانه :" ألبسي ماشئتِ"



رتب الجميع حقائبه استعداداً للسفر غداً في الصباح الباكر ., ووضعت الأغراض بجانب الباب ., "ماما من سَيُقلنا" تتساءل ريانه


"العم عبدالعزيز وزوجته" ترد خديجه


وتُعَقِب "هيا لنخلد الى النوم ., أمامنا يوم طويل مرهق"



عزمت خديجة على قرارها ولن تتراجع عنه ., فكرت ملياً وهي تعرف جيداً مصلحتها ومصلحة ابنائها .,


في ذاك اليوم تراءت عيون خديجه تلمع, وتَهَيَأ انها اكثرت من شرب الماء لدفع شي ما الى الداخل ومنعه من الخروج ., ! فهي امراءه يشتهيها الحزن



رائحتهم التي كانت تملؤ الأمكنة ..


كلها سـ تذهب

Emomsa 02-02-09 12:55 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


بارت رائع ...ومازالت السماء ملبدة بالغيوم في حياة خديجة ........... ومازالت خديجة في صراع مع الحياة ......... فهي ام لا تريد ان تتفر ق عن اولادها ( واعتقد انها سوف تحاول ان تأخذ ريانة .......) ولكن الظروف والحياة تأبى ان تتركها في حالها ......................



احمد عم الاولاد ..........


رد فعل طبيعي لرفضها الزواج منه ... فحاول ان يمسكها من يدها التي تؤلمها ........ حتى تعرض عن قرار السفر او ان توافق على الزواج ............



عبد العزيز ..........


صاحب الفلوس .......... كريم اليد والنفس ( ليس كأخيه اجمد ) وجهه نظره منطقية في ترك ريان لدى جدتها ............. ولكن هل هي وجهه نظر صحيحة ................



ام سليمان ..........


لقد افترقت عن ولدك بالموت ولكن الفراق الاصعب فراق احفادك .........


خديجة ريانة مازن ماذا تخبئى لكم الحياة ......... وما سر احلام خديجة ..............

متميزة ......فتقدمي واستمري منتظرينك في البارت القادم ............

BENT EL-Q8 02-02-09 11:46 AM

السلام عليكم..
يسلمووووووو نزوفة عالبارت..الي صج صج يفتح النفس من عالصبح:)..

ام سليمان
والتلفونات الي تييهـا...وليش تزف فرح..لا ردت..في سر هع..اممم صراحة ما اصدق..ان مالها يد بالموضوع..ويمكن تكون اهي..الي قالت لاحمد..بس با خووفي تستغل غياب امهـا..وتزوجهـا لسعود..!!

عبد العزيز
اوك..كلامه عقلاني..ويقنع..بس صعب عالام تترك عيالهـا..شي من قلبهـا..بس عجبني اكثر شي من اخوانه..:)

خديجة
والاحلام الي تييهـا..وين المكان الي يبيهـا تروحله محمد..وليش كان مازن مشوه..ياخوفي تتركه اهو الثاني وتروح..ساعتها صج بيتشوه..صعب عليهـا تترك عيالهـا..وصعب بعد تاخذ واحد فيهم..وتترك الثاني..بس لازم تفكر عدل..وتشوف مصلحتهم.. ومصلحتهـا ويـن..اممم نزوفة..انتي قلتي بآخر شي.. رائحتهم التي كانت تملؤ الأمكنة..كلها ستذهـب..قصدج..ريحه عيالهـا..وانها بتخليهم اثنينهم..ولا ريحتهم..وانها بتاخذهم..!!

تقبلي مروري



نزف ساحل 02-02-09 05:52 PM

Emomsa



سننتظر سحابه تهطل بأنغام الفرح لها ولأطفالها .,فهل ستأتي يا ترى!


- أحمد لم يساومها كثيراً ., وتفهم الرفض بالنهايه ., ومكوث ريانه سيطلبه أي عم من دواعي الغيره العربيه


مازالت الأقدار تُخَبِأ للأُسره الكثير الكثير ., فهل من مُتَابع : )



دمتي راقيه





BENT EL_Q8




اللهم اجعل كل صباحاتها قرنفل


- ليس من الضروره ان يكون لأم سليمان يد في الموضوع ., مهما يَكُن فهي أم في النهايه ., ولها قلب طاهر


- عبدالعزيز فكر بعقله ثم بقلبه لذا كان اتصاله بخديجه


- خديجة مازالت أحلامها غير مفسره


- رائحتهم التي كانت تملؤ الأمكنه كلها ستذهب ., أنتظري الجزء السابع أو الثامن : )



ومساءك سُكَر

ارادة الحياة 02-02-09 10:16 PM

السلام عليكم نزف ساحل
عزيزتي عندما تأتي الاحزان تأتي دفعتا واحدة وكأنها حكمته سبحانه وتعالى ليعرف أي عباد صابرين محتسبين نحن
لنزف قلمك كلمات رائعة ومشاعر مسطرة بدقة ومواقف جدا هادئة كم اتمنى ان تطول الاجزاء لنستمتع اكثر بفيض قلمك كوني على ثقة سطورك رائعة وغير مملة ولكنها قصيرة فلا نكاد ننهل منها شيئا حتى تنتهي
ندخل الى عمق الجرح ولوعة الفراق المقترب
خديجة
الى اي مدى تبقى متمسكة بذهابها للعراق هل تعرفين انا لست معها في هذا القرار ليس بسبب ضروف العراق بل لاني مع ان يتربى الاطفال في موطنهم وبين اعمامهم وينغمسو في عادت وتقاليد بلدهم مهما كانو الاخوال حنون يبقى الاعمام هم السند والاهل اولا واخيرا
يبدو ان الحزن اخذ الكثير من رجاحة العقل لدى خديجة ولكن لتجرب الذهاب الى العراق لعلها تقتنع ان من الافضل لها ولاطفالها ان تبقى في موطن اطفالها
خاصة مع وجود اعمام مثل عبد العزيز اما عن احمد فأنا اجد طلبه لو اجل قليلا معقول
ننتظر لنرى
قرار ابقاء ريانة
على الرغم من كونه قرار فيه نوع من لوي الذراع الى انه قرار صائب تبقى الفتاة في كنف جدتها وتحت نظر اعمامها احسن فهم اولا واخيرا اولياء امرها ويجب ان تعتاد على عاداتهم وتقاليدهم الولد ممكن ان يأتي يوما ويرجع الى اعمامه ويتأقلم بسرعة معهم اما الفتاة صعب اذا تربت في بيئة مغايرة ان تعود الى طبيعتها على الرغم من تشابه بعض العادات والتقاليد ولكن تبقى هناك اختلافات كثيرة
نزف ساحل بصراحة قلمك رائع الخطى ونحن بشوق كبير له دائما
انتظرك

ميثان 03-02-09 02:02 AM




مرحباا نزف الساحل

جراح العراق وجراح خديجة اختلاف المسمى وتشابهة المضمون

هل سيأتي يوم وتندمل هذه الجراح

خديجة , لاتكاد تخرج من الم حتى تلج الى غيره

لا اعلم لما اصرارها على الذهاب الى العراق فمحلها محل ابنائها

تبقى لترعى صغارها بعينها وقلبها فأهل محمد لم يجبروها على الرحيل اذا ً لم َ هذا القرار ..؟؟

اما ريانه فمن الطبيعي جدا ً ان يحرصوا عمومتها على بقائها بينهم فهي عرضهم وماء وجههم

عبدالعزيز , العم الحكيم والذي ينظر لـ الامور بعقلانية ومن زاوية صحيحة


نزف الساحل

لك ِ كل الشكر وننتظر بقية تبعات القرار

هل ستذهب خديجة مودعة ً ابنتها ..؟؟

ام ان هناك امرا ً سيجد في الافق








نزف ساحل 03-02-09 05:36 PM

ارادة الحياة

وعليكم السلام والرحمه
الأحزان كشمس ساطعه تحرق طويلاً فتنجلي لِتُخَفِف

أنا مع خديجة في رحيلها الى العراق ., لِما المكوث عند غير محارمها ., هل ستظل دائماً أسيرة في بيت به الداخل والخارج مِمَن تستَتِر عنهم! ., وحتى لو مكثت في مكان ما مع طفليها كيف تعيش بدون رجل يحميها من ويلات الزمان ., ذهابها لِأهلها قرار صائب لِامراءه ., أتمنى ان لا تعدِل عنه

ارادة في صباح كل يوم استيقظ لِأشكرك على هكذا منتدى
شكراً من الروح

ميثان

خديجة والعراق جزء انشق نصفين ., وكأن ارادة الكون كَتَبت على كل عراقي الجراح!

لما نحكم على خديجة بالبقاء ! فاِذا كان لأطفالها سند في مكان فلها سند في مكان ما ايضاً

لِنُتابع لعل الصباحات تحمل الجديد الجميل ., لا تجعليني افتقد وجودك ميثان : )

دفى الكون 06-02-09 07:14 AM

صباح النور
بارت يعج بالألم
خديجه بالرغم من الألم وبالرغم من جميع التحديات مصره
على ان تذهب الى اهلها يمكن الأوضاع مو مستقره بس
يكفيها ان تكون بين اهلها ... صدمه وشي ماتوقعتها ..
انها تترك ريانه هل بتقدر انها تتركه وتروح عنه وتخليها
وحيده ..صح هي بين اهلها واعمامها ..بس لتو فقدت ابوه
..لتتبعه امها واخوه ..وتكون غريبه بين اهلها لو انا من
خديجه ما اسافر واترك بنتي لوحدها..بالذات اني ما
اضمن تصرفات احمد ولاحتى ام سليمان
مازن وخديجه والأحلام التي تزورها خوفتني ..وكان الألم يدور حولها
..هل هالشي يعني انها بتفقده وترجع بدونه
..ويمكن يكون رحمه نها تركت ريانه
الأمر بغايه الحيره
عجبني عبدالعزيز بمواقفه وحكمته

تقبلي مروري
دفوووو

نزف ساحل 07-02-09 12:28 PM


دفى الكون

مساء عَبِق

آلامُهُم آلامُنا ., علينا الانصات فقط

أوقات نتنازل عن غالي من أجل الأغلى

الأحلام حديث نفس الى نفس ., لِنُتابع علّ سرها ينكشف

دمتي بود

خريف نجد 13-02-09 02:19 PM

نـزف ..

سطورك تـُشعرني بـ الخجل .. لـ ردي المتوآضع .. آقف عآجزه آمآم اسطرك ..!

خديجه ..

بـ الرغـم من آضطرآرها لـ ترك ابنتها .. " ربمـآ " ..

فقـد آصرت على ذهآبها الـى العرآق ..

آذهلتني حقـا .. ولكن من يعلم قد تنقلب الموآزين وتُعكس التوقعـآت!

آمآ احلآمها .. فلآ آظن انها احلام عابره فقط .. !

احمد ..

لآ ألوومه .. فـ لديه الحق بأخذ الآطفآل ..
ولكن لمَ ريآنه بـ الذآت .. هل هذا إثر ام سليمـآن آم ؟

آم سليمآن & فــرح ..

آستغـربت حقآ آثآر الحـزن عليهـم وخصيصآ فرح ..

لم آتـوقع الحـزن الكـبير الذي يرآودهم .!

عبد العـزيز ..

حكيم جدا .. فـقد آعتدت على احمـد وتوقعـت آشقآءه بـ نفس الحآله ..

آعجبنـي .. ريمآ سـ يكون المنـقذ لـ خديجه من آحمد مـن سيـعلم .؟

مآزن ..

لقـد آصبـح لدـيه آصدقآء .. بعد آن ذكرتِ آنه منطوي نوعـا ماا ..
هـل هذه آثآر فـرح وآسآمه .. بعد آن كآن آختلآطـه سآبقـا مع النـآس قليلآ جدا ..
خطـوه رآئـعه .. وـلكن مظهـره الانـثوي قد يؤثـر علـيه .. فـ صُدمت بـه عندمـآ لـبس ملآبس الخآصه بـ ريآنه ..

نـزف ..

لـيس لـدي كلمآت لآسطـرها .. تضآهي روعـه قلمك ..

كل الوود ..!

خريف نــجد !

نزف ساحل 16-02-09 09:40 PM

خريف نجد

تَكفيني متابعتك يا سُكَر

لم تكن احلامها عابره فاحدهما تحقق في الجزء السابع

ولما لا يظهر الحزن عليهم ., فقد عاشوا معهم شهور ., وملؤا المنزل حركه صبيانيه

كثير من تساؤلاتك محلوله في الجزء القادم - السابع


فيضُ شُكُر

نزف ساحل 16-02-09 09:43 PM

الجزء السابع


يتنازل عن رِفقَتِي بِسهُولَة !,




بَات الليلُ طويلاً على خديجة ., لا مُؤنِس لها إلا دمعها فالكُل في تلك اللحظه يتصافح مع سلام النوم ., تَرَى مازن كيف يغفو ثم يفيق يراها ويبتسم وينام وهذه حَالُه حين عزموا السفر ., وترى ريانه تكتسيها راحَه ملائِكيه طاهره تلك الفتاه وبرغم الظروف دائماً ما تكون صامده هادئه ., الظلام يخيم على الغرفه الا من مصباح صغير بجانب الباب ومن بريق عيني خديجة ., الحقائب محزومه وكأنها تنتظر يد لتُحلِق بها ., ومن زاويه اخرى للغرفه نجد ملابس خديجة وريانه ومازن مُعَلَقَه بِعنايه على طرف دولاب الملابس ., تختنق خديجة وتشهق بأنفاسها ., ااااه دمعي ينسكب من ديَم الشوق المحترقة كأنما خلق من نار.!



"الله أكبر ., الله أكبر " صوت الآذان يسري الى خديجة وكأنها ترتيلة أخيره يسمعها من حُكِم عليه بالاعدام ., ذهبت لِتَتَوضَأ فرأت نفسها بالمرآه ياااه اين تلك المرأه الجميله اختفت خلال اشهر لِتَحِل محلها عجوز اِرتوت منها خطوط رفيعه اسفل عينيها وعلى جبينها وماتلك الهالات السوداء حول عينيها ., علمت خديجة حينها انها ودعت الشابه الى غيرعوده ., بَسَطت سجادتها واستقبلت القبله وصَلّت ., " يالله كُنت وتكون حياً لاتموت، تنام العيون، وتنكدر النجوم، وأنت حي قيوم ، ولاتأخذك سنة ولانوم، ياحي ياقيوم ., يالله يافارج الهم فرج ماابتليت به من لي سواك لهذا الغم ., اللهم يامُجلي العظائم من الأمور، وياكاشف صعاب الهموم، ويامفرج الكرب العظيم، ويامن اذا أراد شيئا فحسبه أن يقول كن فيكون، رباه رباه أحاطت بعبدك الضعيف غوائل الذنوب وأنت المُدخر لها ولكل شدة، لااله الا أنت، صل على عبدك ونبيك سيدنا محمد وآله والطف بي وبأطفالي في أمورنا كلها " .,



يالله كيف ان الوقت يمضي سريعاً الساعه تشير الى السادسه ., توقظ مازن ليتوضأ ويصلي ويغير ملابسه ., وحملت الحقائب الى خارج الغرفه ., الهدوء يعم ارجاء المنزل مما أراحها نوعاً ما فهي لا تحب لحظات الوداع ., " الله يسهل اموركم ., تَصِلون بالسلامه " ام سليمان كانت عند باب الصاله بانتظارِهما


"آمين ., أشكر لكم حسن الضيافه " خديجة


"عبدالعزيز وامرأته سيصلون بعد قليل ., هاتفني قبل قليل" ام سليمان


"حسناً " خديجة وهي تسحب الحقائب الى فناء المنزل


تدخل خديجة الغرفه وقد تركت حقيبه فيها ., بل تركت جزء منها هناك يرقد كالملائكه ., تنحني على ريانه وتُقَبِلها فقد تكون اخر قبله تُطبَع على خدها الناعم ., دمعتان تنحدر من خديجة على ريانه تتركها للذكرى فللدموع رائحة لا يُدركها الا من يفقد عزيز ., تنقلب ريانه على الشق الاخر لِتَتَدحرج الدمعه وتسقط على الوساده إذاناً بالرحيل ., سأعود يا ريانه إن لم يخذلني العمر...لا تنتظرِيني..ربما يخذلني... .,


يدخل مازن ويهمس "ماما ., ماما !"


تلتفت خديجة بوجه شاحب ودموع خرساء


"لما لا نوقظ ريانه !" علامات تعجب من مازن


تخرج خديجة وتلتفت قبل ان تغلق الباب وتَتكِأ عليه :"سندعها هنا لفتره ثم نأتي لِنَأخذها"


"ولما !" مازن ولم يُفَسَر تَسَائُله بعد


تضمه خديجة وتمشي في الممر الى الفناء الخارجي ., تلتفت لترى فرح عند باب غرفتها التي هرولت لتضم خديجة ومازن :"سنشتاق لكم"


خديجة وألمها أكبر من الشوق :"انتبهي لريانهـ .. " بكاء ونحيب يهز الممر


"اسرعي خديجة ستستيقظ ريانه" ام سليمان وقد لبست عباءتها لِتُقِل خديجة ومازن مع العم عبدالعزيز للمطار


المشهد تراجيدي حد الانصهار ., فالكل لديه عزيز سيفتقده الا خديجة فستفقد حياة قلبها ., كيف لقلب الأم ان يعيش بدون ضناه!



في السياره الى المطار هدوء تام إلا من نحيب مازن على اخته ., لم يتوقع انه سيرحل بدونها ولم يخطر بباله انه سيفارق اخته التي طالما تشاغب معها ., يمر شريط الحياه امام عينيه ., كيف كانت تتسامح معه عندما يريد شيئاً ., كيف كانت تتنازل عن ألعابها من أجله ., وكم دافعت عنه أمام الاخرين ., يتذكر عندما سَكب العصير على فستانها يوم العيد وقد تملكه الخوف فقالت له : لا عليك سأغسله فوراً ., لون الفستان داكن فلن يظهر عليه العصير " ., كيف كانت تساعه في حل فروضه ففي احد المرات عندما تأخر الوقت وعاقبه والده على عدم كتابته الفرض باكراً بعدم مساعدته ,دخلت عليه ريانه بدون شعور والده محمد وساعدته بل وكتبت له بعضها خفيه مقلدةً خطه حتى يسرع لينام .,


"متى سنأتي لريانه" يتكلم مازن بعبرات


"الله اعلم " خديجة بتأَثُر


"كيف تتركينها هنا" مازن معاتب والدته


"مازن ., الظروف هناك مريبه ., اذهب انت وامك ., وفي حال رأيتم الاوضاع مستَتِبه ., سأحضر انا ريانه بنفسي" عبدالعزيز يتحدث


كان كلام العم مُطَمئِناً نوعاً ما لكن مازن لا يستطيع اخفاء صوره ريانه من مخيلته



خديجة كانت تَتَألم فهي أُم لكن أرتأت ان ترى الحياه بمنظار اخر., رأت انها تُحقِق طلب محمد لها في الحلم عندما أمرها ان تذهب الى مكان ما ., قد يكون العراق ماكان يرمي اليه محمد ., كانت تُمَني نفسها ان تطلب ريانه بعد اسبوعين على الاكثر لِتَأتي الى العراق ., قرارها صعب جداً لكنها فعلته ., كانت الرحله من جنوب المملكه الى الأردن بالطائره ومن ثم تنتقل بحافله نقل جماعي الى العراق ., رحله متعبه نوعا ما خصوصا مرحلة الانتقال براً فعليها ان تحجز لها ولمازن باحد الحافلات., و هناك وحدات بريه للتفتيش ., كُل ذلك لم يشغل بال خديجه فقد كانت كمن يمر بحلم لا يستطيع تجاوزه ., كانت مخدره تماماً لا تعي ماتفعل ., سلمت على ام سليمان والعم عبدالعزيز ., وضمت ام سليمان الصغير مازن الذي اراد ان يبقى في المملكه مع اخته ., وركِبوا الطائره


رَكِبتُ الطائره وفي قلبي غصه, وفي عيني ألف دمعه , وددت لو انكِ قربي ,أمسكُ يدكِ حيناً , اتلمس خصلات شعركِ حيناً اخر, لكن دوماً تنجح الأقدار صرفكِ عني, أشتاقُ لكِ


تُحَلِق الطائره وتحُلق معها اخر أمآل ريانه بالذهاب مع عائلتها الى العراق ., تغادر أطياف خديجه ومازن بعيداً تَارِكه خلفها أشلاء من خيال ريانه ., مسكينه ريانه ومسكينه خديجة كيف ان الرياح تُجبر الطير فراق فراخه



تفتح عينيها ريانه ., تصارع النعاس تاره وتاره تستسلم بغفوه ., تُدير بصرها في سقف الغرفه ., ترى ساعتها :"ماما ., تأخرنا !" تقفز مسرعه


لا حقائب لا أغراض لا ملابس ولا ماما ومازن ., تذهب الى دورة المياه ., تغسل وجهها وتتوضأ ., غريب لم يوقظها احد لصلاة الفجر ., تستقبل القبله وتُكبر ., تخرج من الغرفه الى الصاله ., سكون مخيم ., تسمع صوت تلفاز من غرفه الجد ابا سليمان .,


"السلام عليكم " ريانه تقبل رأس جدها


"اهلا بريانه ., شيخة البنات" ابو سليمان


"اين ماما ؟!" ريانه تتحدث


"سافرت" ابو سليمان مُحاولاً ان يجعل الموضوع طبيعي


"ماذا!؟ ., سافرت ., اتكلم بجديه ., جدي اين ماما ومازن ., اين جدتي هي سافرت ايضاً" ضحكه بين شفتي ريانه


"ريانه ., حبيبتي ., أمك رحلت لترى الأوضاع في العراق ., وستأتي قريباً لاصطحابك" يتكلم ابو سليمان


ريانه مسرعه الى الغرفه ., فعلاً لايوجد حقائب سوى حقيبتها ., ولايوجد ملابس معلقه الا ملابسها ., ولايوجد احد هنا الا هي ., ! تتساقط دموع على خديها ., مسرعه الى الصاله ., لا أحد ., الى غرفه فرح ., أيضا لا احد ,. غرفه اسامه ., نائم ., "عمي اسامه " ريانه تبكي ., "عمي .,"


يستيقظ اسامه فَزِع :" ماذا ريانه ., مابك !"


"أين هم !؟" تبكي وترتمي على فراشه ., قواها تخور سريعاً فصدمتها كبيره


"ريانه من ., " اسامه يفتح عينيه منبهر


"ماما ., ماز..نـ .." و تبكي


"ريانه لا افهم !" اسامه لايعلم ماحدث في البيت ., يذهب الى الباب تاركاً خلفه كومه فتاة مُحطمه


"ابي ., ماذا هناك" اسامه يتحدث الى ابيه


"خديجة ومازن رحلوا الى العراق ., وتركوا ريانه هنا" ابو سليمان


"لِما يتركوها هنا ., ألا يعلمون انها صغيره على تحمل فراق اهلها .,, ياااالله !" اسامه بحنق


يرفع السماعه على فرح :" فرح ., اين انتي ؟"


"انـا .. في الجـ ..امعه " فرح بتذبذب


"في الجامعه ! الساعه السابعه والنصف صباحاً" اسامه باستغراب


"نعم لدي اختبار وأود مراجعته مع الفتيات" فرح بحذر شديد


"هل تعلمين ان خديجة ومازن ذهبوا وتركوا ريانه .," اسامه لا يعلم انه الوحيد الذي لا يعرف شئ عن الموضوع


اَخبرَته انها تعرف ., وان هذا الحدث مخطط له مسبقاً ., وانها رأي غالبيه الأعمام .,


ذهب اسامه الى غرفته ., رفع ريانه التي انهكها البكاء :" ريانه .. لا تبكي انتي معنا ., هنا أهلك أيضاً"


"اريد ماما .. كيف تتركني هنا ., لِم لَم تخبرني!"


"ستأتي يوماً لتَأخذك صدقيني" اسامه محاولاً اسكاتها


"حينها سأكون مِت" تشهق ريانه



ريانه تلك الفتاه مسكينه ., لم يخطر ببالها حتى ان تتركها امها وترحل ., وان كانت ستتركها لما لم تخبرها ., لم ذهبت بخلسه! أتراها مُجبره ., لكن لما تأخذ مازن وتتركها هي., أيعقل ان تكون بهذه القسوه ., لا فهي أطيب مخلوق على وجه الارض ., أيعقل ان ليس لديها تكاليف السفره ., لا هذا هراء والظرف تحت الباب كان به الكثير من النقود., دارت أفكار كثيره برأس ريانه واغلبها صبيانيه لا منطقيه ., في غيابهم انفجر صدرها من الهم وانفطرت من كثرة الدمع عينيها لم تستطع لملمت نفسها فغيابهم بعثرها كنرد بيد ثَمِل .,



تذهب ريانه الى الغرفه التي جمعتهم الثلاثه بعد غياب ابيها وتغلق الغرفه ., وهي لاتعلم ان كانت تحلم او انها الحقيقه المُره ., لا شئ يُذَكِرها بِهما سوى رائحتهم التي مازالت متشبثه بالأثاث وستذهب بعد أيام ., تتلفت ريانه تريد ضم شئ يحتويهم ., لاشئ ., تسقط ريانه والكثير من الدموع ., ترفع رأسها من على الثوب ., ثوب الصلاه والسجاده ., ياااه رائحة الماما هنا تَسكُن .,



تدخل ام سليمان بعباءتها مع اسامه واذا بريانه ترقد على ثوب الصلاه ., " ريانه ., ريانه" ام سليمان تهزها


لا مُجيب ! " ريانه استيقظي " لاحراك ! ., "اسامه هيا احملها الى المستشفى



أحتاج يداً تمسح دمعي وعيون تحدق بمحراب عيني بحنان أفتقده ., وصدر أتنهد في مساحاته كيف أشاء.!

لا أجد إلا الوحدة انتحب في حضنها وتزيدني احتراقا !

خريف نجد 16-02-09 11:46 PM

رآآئع جدآ نــزف ..

ولكـنه جزء حزيـن بـ تقلب الاحوآل .!
فـمن يبقـى علـى حآله ..

رغم معآناه ريـانه وخديجه على الفرآق ..
الا اننـي آلوم خديجه آشد اللوم .. مهما كآن تقلب الايآم .! والاحوآل ..
لـيسَت مُضطـره بـ ترك آبنتها ..
لتركت مآزن آيضاً وذهبت يومآن آو اسبوع على الاكثريه ورجِعت .!
فـ هي آعلم بـ عُسر الاحوآل هنـآك ..؟
فـَ لِم تُخـآطر بابنها هناك .. وتترك آبنتها وحـيده ..لو كآن آخآها لـ كآن هيـّناً قليـلاً ..
على العمووم المُلآم الاول آحمــد ثم خديجـه ..

آعفيني عـن بـعض الشخصيآت نـزف .!
فلا آملك قلماً يَسطر آبدآعا مِثلكِ ..

آرق التحآيآ

خريـف نــجد!

BENT EL-Q8 17-02-09 12:18 AM

السلام عليكم..
بارت اثر فيني حيـل..الفراق مو سهـل..ابدا..شلون ام بتفارق بنتها..قطعه من قلبهـا صج شي صعب..كان في خيار ثاني جدامهـا..احس سفرتها للعراق مو بذيج الاهمية الي تخلي بنتها هني عشانهـا..مادري..بس مهما كان اهي امهم وتعرف مصلحتهم اكثر مني هع..يمكن شايفة الامر من وجهة نظر ثانيه..على كل حال ان شاء الله تكون الاوضاع زينه هناك..وتيي ريانه لهم..

صعب ترسم احلام..ومخططات..مابقى الا ساعات على انها تتحقق..وفجأة تنصدم..كل الي رسمته..طار..ولا في شي منه بصيـر..كان خيال..والحين رديت للواقع..هذا حالهـا..صج انهم اهلها بس امها واخوها غيـر..غيروايد عنهم..الله يستر من الي صارلها ان شاء الله تكون مجرد اغماءه وتقوم..!!


مازن وغيابه عن اخته والي اكيد بكون تأثيره سلبي عليه..!!

بنووتة

نزف ساحل 17-02-09 11:03 AM

خريف نجد

الابداع هو تواصلكم معي بالرغم من تقصيري الواضح في وقت كتابة الاجزاء
قبيلة حُب


BENT EL-Q8

وعليكم السلام والرحمه
صحيح ريانه تعاني الأمَرَيّن فراق امها واخيها ومكوثها في المنزل وحيده بالرغم من كثرة الأقارب
كوني دائماً في بداية الصف : )

نزف ساحل 17-02-09 11:05 AM


الكثير من القُراء وَجد ان مكوث خديجة في السعوديه امر مستحب عن سفرها الى اهلها في العراق ! .,
لكن لي وجهة نظر أخرى : لما لا تمضي الى اهلها ., كيف لها ان تمكث في بيت اهل زوجها والجميع ليسوا محارمها ., هل ستتقيد طوال حياتها ., ولو فرضنا رضخت فهل سيصمت الخلق عنها ام سَتُجبر على الزواج من احد العمومه من اجل الاطفال و و والكثير من الاعذار
ذهابها للعراق يصونها فستكون بين اهلها واخوتها وهو المكان الطبيعي لها بعد فراق زوجها
أيضاً هناك من قال عن ريانه ومكوثها والانتظار بدل مازن .,
كُلُنا نعلم ليس الذكر كالأنثى ., رحيل مازن مع امه بمثابه المحرم لها ., فهو رجلها الان والمسؤول عنها رغم صغر سنه ., كذلك بالنسبه للأوضاع فوجود ريانه الفتاه في مستنقعات الحرب والاحزاب اَدعى الى ضياعها بشكل او باخر ., فالأعداء كُثر والمتربصين اكثر .,
وجود ريانه بين اهلها بأمان افضل من تركها في براثن العدو ومراكز التفتيش .,
من عايش الحرب يعرف ماارمي اليه
واخيرا أنوه ان احمد له صله بوجود ريانه في المملكه ., لكنه لاقى تأيداً من قبل الجميع ., حتى خديجة وجت كلامهم به من الصحه الشئ الكثير
لذا اللوم لا يقع على احمد فهو فكر بعقله أكثر من غيره
باقه جورية من أجلكم

بوسي 17-02-09 12:00 PM

نزف الساحل


رائعه انتي بكلماتك المميزه....المليئه بالمشاعر الطاغيه

تمهلت قليلا قبل كتابه تعليقي ....كي اعيد الأستمتاع بكلماتك
انا احب الفصحي جدا واستمتع بها بلا حدود
اخشي علي ريان من القادم لها,,,,فمع غياب الأم,,,والأب لم يعد لها سند
فهل سيتحمل اهل اباها مسئوليتها فعلا ...ام تثقل عليهم بهمومها
ويتخلصون منها لأول طارق يطلب يدها,,,
اقصد جارهم المريض نفسيا
خديجه,,,واحزان بلا حدود....فليكن الله في عون كل ام تفترق عن فلذه كبدها
انتظر القادم منذ الأن بشوق
فلقد جذبتني كلماتك واستمتعت بها جدا
تحياتي اختي
موفقه

ارادة الحياة 17-02-09 01:47 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اشتقنا لك كثيرا لقد بدأ القلق يتسرب الى نفسي الى ان ظهرتي فتبدد
اهلا بعودتك واهلا بنزف قلمك وكم هي رائعة سطورك لما تجسد من مشاعر انسانية حقيقية
رائع نزف ساحل
اثناء قرائتي لاخر جزء تبادر الى ذهني سوأل
هل احداث قصتك حصلت اول السقوط ؟
لان السفر البري بين العراق والاردن والطرق غير الامنة كانت اول السقوط وقبل فترة معينة اصبحت الاوضاع امن بكثير بالاضافة الى توفر النقل الجوي

نجي على خدجة
انا معك ان وجودها مع اهل زوجها وجود خطأ ويحتاج الى تبرير وبما انها رفضت الزواج بأحد اعمام اولادها لذا كان السفر لابد منه وترك ريانة امر في قمة الحزن وقمة العقل

اما بالنسبة لريانة فبأعتقادي ان وجودها في بيت جدها امن لها واعتقد انهم لن يبخلو عليها
ولكن كيف ستكون نفسية هذه الشابة الطفلة وهي بهذه السن لتصدم في اربعةو اشهر برحيل والدها وهجرة والدتها وشقيقها اعتقد انه سوف لن تتحمل مثل هذه الضغوط وسوف لن تتجواز الازمة بسهولة
نزف ساحل
لاسمك رونق جميل ولسطورك نزف رائع
بشوق كبير ننتظرك

دفى الكون 18-02-09 05:50 AM

صباح الفل والجوري
جزء بغايه الحزن
مليء بالمشاعر الحزينه ابدعتي في وصفها
لدرجه حسيت وعشت احساس كل واحد فيهم
غريبه هي الدنا وكم تحمل لنا من الأحزان والوجع .
.تشتتنا عن احبابنا وتفرقنا ..خديجه تركت ريانه مجبره
وتركت قلبها معاها .. يتعطش الى قربها ..كيف لاء
وهي تترك جزء منها وهي لاتعلم هل تعود لتراها
او ان هذا اخر عهدها للقاءها بس تدري قهرتني
خديجه .. في شي عارفه ان المواجهه صعبه
ويمكن قلبها ماعنده طاقه يستحمل مواجهة
بنتها برحيلها وتركها وخصوصا وان ريانه كلها لهفة
لترى عائلته الأخرى وهي بكلماته بتحطم هالحلم .
. بس مهما كان صعب كان مممكن تقبل ريانه للوضع
بيكون اهون لو شرحت لها اسبابها واحتوته ..على
ان تتركها بوسط المدفع لتتفاجأ انها اصبحت وحيده
وان وجود امها واخوها صار مجرد ذكرى .. احس
تركها بها الطريقه كان اكثر قسوه .. تركتها الى
افكار اكثر قسوه وفي دوامه لاتنتهي
هل بتقدر تتقبل هالوضع ..ولا راح تنطوي على نفسها

مازن ومفاجأه فراقه عند اخته مهما كان عاش حياته
بطول وعرضها ..معاها بالرغم من صغرها بس تبقى
امه الثانيه واليد الحانيه عليه .. والفراق موجع

دمتي بود
دفي الكون

ميثان 04-03-09 04:43 PM



نزف الساحل

جزء ملئ بالالم والحزن وكثير من المشاعر المتدفقة بشغف بين السطور


احسست بمعاناة خديجة ومدى حزنها العميق وهي تترك قطعة من قلبها

تتركها .. وريانه في قمة احلامها الورديه

تتركها .. وهي في سن اكثر ما تحتاجه الفتاه الى والدتها


احيانا ً تقودنا الاقدار وتجبرنا على اوضاع وامور تكون قاسية علينا ولكن ربما يكون الفرج نهايتها

ريانه لااعلم كيف يستحمل قلبها الغض كل هذا ..

فراق والدها ومن ثم والدتها واخيها ..

هل تغفر لوالدتها فعلتها ام انها تمتلك من العقل ما يكفي لتحمل العذر لوالدتها وانها فعلت ما فعلت

وتنازلت عن رفقتها من غير ارادتها




نزف الساحل ..
نزف راائع وذو شجون
سلمت ِ عزيزتي ..



Emomsa 04-03-09 07:44 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مبدعة ......... والبارت رائع ........ ومازالت الغيوم ملبدة في سماء خديجة ............


خديجة ........ ايتها الام الثكلى ..... بوفاة زوجك .......... وترك ابنتك ........ وذهابك الى ديار اخرى ........


ما اقسى الظروف ......... وما اقسى الحياة على قلبك المرهف ........ ايتها الام لقد تركتي نصف قلبك ...

ونصف روحك ....... فهل ستنصفك الحياة مرة اخرى ويلتئم شملكم ام ماذا ..........

ريانة ........ ايتها الفتاة الصغيرة على الاحزان ..... وعلى قسوة ..... ماذا فعلت بكي الحياة ...... فقدت والدك بوفاته ....... وفقدت امك بسفرها ..... وماذا ستخبئ لكي الحياة .......


فرح ........ وسرك الغامض ...........

مازالنا معكي فلا تطولين علينا ...........

نزف ساحل 05-03-09 06:52 PM

بوسي

مساءُك عَبِق

الفصحى هي لغتنا الأم ويُحَبذ لو رجعنا اليها فهي ملاذ الوحده بيننا

أشكرك يا مِسك من الأعماق

ارادة الحياه

عُذراً عى الإطاله فالحياه مُرهِقه
أحداثي كلها قبل فتره الأمان في العراق ., على حد علمي انها مازال يستشحذ الأمن

مازالت اشكر الله كل مارأيت اسمك في متصفحي

دفى الكون

مساء المسك والعنبر

صحيح ايضا من وجهة نظري انن خديجه مخطأه بشكل كامل., كان يجب احتواء المشكله وابنتها

جوري أحمر لقلبك

ميثان

فليعذرني قلبك الحزين فأنا امراءه يشتهيها الحزن فلا أملك الا سلال من حزن اقدمها لتحتَوُها

سلِمَت مبادرتك

Emomsa

سينكشف سر فرح قريباً فتابعي

اعذروني على الإطاله

نزف ساحل 05-03-09 06:55 PM

الجزء الثامن


سأُصفقُ لغيابِك مهزومَاً !,




هبطت طائرة خديجه ومازن في الأردن ., أحسَت خديجة بغربه عجيبه فلم تعهد السفر لوحدها وهذه هي المره الأولى ., ترى كل البشر بوجه واحد ., الوَحشَه ., لم يكن احد بانتظارها فكان عليها ان تستقل حافله الى العراق ., خرجت مع حقائبها للحصول على سيارة اُجره ., تفاهمت على السعر وركبت مع ابنها ., كانت دموع خديجة لا تجف ., اما مازن فمن هول المُفاجأه اصابته صدمه فلم يتكلم الا اِيماءاً ., خلال الطريق تتفقد خديجة الأردن يااه تغيرت كثيراً عن زمن محمد فقد زارتها مره قبل ولادة ريانه في تلك الايام الجميله .,


يرفع السائق المسجل واذا بصوت المغني يرن في مسامع خديجة



محتاجك.. محتاجك... محتاج اشوف عيونك


محتاجك.. محتاجك... محتاج اشم هدومك


محتاج اشوفك ياضوى عيوني


قلبي وروحي عنك يسألوني


مثلي تبكي لو نسيت؟!


مثلي تسهر لو غفيت؟!


وشلون انام الليل من دونك؟!


وشلون اغفى وانا من دونك؟!



كيف ان كل من حولها يذكرها بريانه ., الاغنية تستثير عينيها ., والطفله الصغيره مع والديها تشبه ريانه ., حتى محلات الملابس تذكرها بها ., كيف ستمضي بقية الأيام بدونها وكل من حولها ينبهها ان لها ابنه هناك تنتظرها ., اتُراها كانت على صواب عندما تركتها ومضت ام كانت تلك غلطه حياتها ., كان لها وجهة نظر ان تذهب بصمت فهي لاتحب لحظات الوداع وكانت ترى ان اخبار ابنتها سيزيد الامر سوءاً فلن تتركها ولن تنعم بنوم او بطعام قبل الرحله ., كانت تعلم ان قلب الصغيره لا يحتمل ولكن نظرتها الى عيني ابنتها سجلب لها المتاعب والألم .,



استقلت الحافله الى بغداد بلد الحبايب ., تنظر الى النافذه وترى الجميع مشغول بهمه ., تضع يداً على خد بانتظار القادم ., لاتعلمين ياصغيرتي كم يؤلمني هذا الحزن الذي تئن به روحك الجميلة ., اصبري وسيأتي الفرج قريباً



تفتح عينيها لتجد الكثير من الاجهزه والاشخاص حولها ., لم تميزهم كثيراً لكن هناك من امسك يدها ., احست به مَن ياترى قد تكون امها أهو حُلم ., "الحمدالله على سلامتك يا حلوه " العم عبدالعزيز ممسكاً يدها بقوه وكأنه يوصل لها رساله انني معك للأبد


"اين مازن " ريانه بتعب بالغ


"المهم صحتك الان ., ماذا تحسين ؟!" ام سليمان بلطف


"الحمدالله ., ماذا حدث لي" ريانه لا تتذكر الكثير


"قليل من دلع البنات هذا كل ما في الأمر" أسامه مازحاً



ذهب عبدالعزيز الى الدكتور " دكتور كيف حالها ؟ نستطيع اخراجها اليوم"


الدكتور:" نعم لكن انتبهوا لنفسيتها ., كانت احتمالية الجلطه كبيره بسبب الصدمه "


عبدالعزيز علم ان على عاتقه امانه اقسم ان يصونها ويحفظها وان الاطفال دائما بأمان مع امهاتهم



خرجت ريانه ومعها اهلها رفقتها الوحيده حالياً ., خرجت وكأنها عروس تُزف فالكل فرح بها وعلب الهدايا تنتظرها في السياره ., قد تكون الاغماءه خِيرَه لريانه فاستقبال مابعد الخروج كان رائع وأمضت جزء من وقتها في فتح علب الحلويات والألعاب مع عمتها فرح ., كانت تتذكرهم كثيراً وتفتقد مازن وكانت الدموع حليفتها ., في مخيلتها الصغيره تضع اللوم على امها فلِمَ الهروب بصمت!



"امي سأذهب الى خيريه" فرح


"لا تتأخري " ام سليمان بسرعه وبدون نقاش


" منصور ., مساء الخير ., بانتظارك عند منزل خيريه الساعه السابعه " فرح تتكلم مع منصور في غرفتها


"مساء النور يا الحب ., السادسه والنصف انا بانتظارك " منصور بِتَمَكُن من تلك الفتاه


فرح :"لكن انتبه لن اتأخر اكثر من ساعه"


منصور:"ساعه ! قليل ., هِبيني اكثر" يترجى


"لا استطيع فأهلي سيسألون عني ., اتوقع ساعه مناسبه "فرح


"لن يكفيني الوقت كله لمناجاة عينيك" منصور بغزل


تلعب بخصلات شعرها :" صحيح! " بدلع وفرح



منصور شاب صديق اسامه ., رأى فرح بالصدفه وهي تنزل من السياره الى منزلها قادمه من الجامعه عندما كان منصور ينتظر اسامه في الخارج ., كان شاب وسيم حسن الهندام ومن السهل ان تعجب به الفتيات .,كذلك فرح كانت فتاه لعوب وجميلة., تكررت حادثه "الصدفه" او كما اختلقاها الاثنان فرح و منصور ., ففي احد المرات تعمدت فرح ان تفتح المجلس عنوه كي تراه ويراها وكأنها غير متعمده ., الى ان اخذ منصور من هاتف أسامه الخليوي رقم فرح ., واتصل بها ولم تمانع فرح في الاجابه مرات عده ., توطدت العلاقه كثيرا بينهما واصبحت تخرج معه من بيت خيريه صديقتها التي كانت تستتر عليها ., في هذه الفتره لم يأتي منصور لبيت اسامه الا ما ندر بعكس الأزمنه السابقه قبل ان يخرج مع اخته فكان دائم الزياره بسبب او بدون ., تدنت درجات فرح الجامعيه منذ التقته ., لكن الاثنان سعيدان بمجريات الأمور ., ووعد منصور فرح ان ياتي الى خطبتها حالما تنتهي من دراستها مُعَلِلاً ان اسامه يعرفه ولن يرد طلبه .,



ركبت فرح سيارة منصور ., وذهبا الى اللامكان فوجودهما بالقرب من بعضهما يكفيهما عن كل الأمكنه ., "نجلس في مكان جميل لنشرب القهوه؟ " يسأل منصور


"افعل مايُريحك" فرح تغيب عن وعيها وهي بقربه


في ذاك المكان مر منصور من صديق له:"اهلا منصور"


"مساء الخير مساعد" منصور بارتباك , اشار الى فرح ان تجلس على احد الطاولات


" مين اللي معك!؟" مساعد غامِزاً


منصور:"الأهل"


مساعد:"الأهل ! ليس لديك اخوات ., ممكن الوالده" باستهزاء


مساعد صديق مقرب لمنصور ., وهو عالم بحاله وانه فقير الدِين ., وكما هو الحال الطيور على أشكالها تقع ., فأيضا مساعد لديه من الطُرق المعوَجَه الشئ الكثير



"من هذا مساعد ., أيعرف ان اخي أسامه ., ماذا قلت له" ارتبكت فرح واخذ منها الخوف مَأخذ


"لا تهتمي مساعد لديه فتيات كُثر ., ويراني بعين طبعه" منصور


" أتراه عرفني؟" فرح لم ترتوي من اجابة منصور


"كيف يعرفك أجُنِنتي!., لا لم يعرفك ., وقد حبكت الموضوع ., لا عليك" منصور


"صحيح يعرف فتيات؟ وانت كم واحده تعرف" فرح وكأن لم يرها الا مساعد


"واحده هي عن كل البنات" منصور بوقاحة الغزل


وكما جرت العاده بينهما في كل خروج تنساب منهما كلمات الغزل والعذوبه وكأن لا عاشقان في الدنيا سواهما



انتهيا من احتساء القهوه وذهبا الى منزل خيريه ., تَوادع الحبيبان على امل لقاء اخر ., واتصلت فرح على السائق الذي كان مشغول ., وانتظرت وصول اسامه ., الذي ركبت معه وكأن لم يحدث شئ


"أحوال المذاكره ؟" اسامه


"الحمدالله" فرح في عينيها ألف كذبه


"مازلنا في بداية الفصل , هل هناك اختبارات؟" اسامه باستفهام


"هناك الاختبارات القصيره ., تعلم الجامعه لا تُميز بين بداية و نهايه الفصل" فرح وتدير المذياع لتُنهي الحديث



صحيح النظره ماتكفي ..


من الالام ماتشفي..


ولكن عذرنا الحاظر..


نراعي الوقت والخاطر..



صمت مطبق الى المنزل على صوت محمد عبده



"فرح ., ستنام ريانه بغرفتك حالياً" ام سليمان مستقبله فرح


كيف لفرح ان ترضى لريانه وهي على موعد مع منصور كل ليلة :"كيف تنام لدي ! انا اسهر أحيان لِأستذكر او قد لا اذهب الى الجامعه ., كيف وهناك من سيزعجني!" بتذمر بالغ


"وكيف تنام بمفردها ., انها مازالت صغيره" اسامه بضجر من عدم تحمل فرح المسؤوليه


"لتنام معك اذاً" فرح باستهزاء


"فرح ! لا ترفعي صوتك على اخيك ., ستنام أي ستنام ,. انتهى النقاش" ام سليمان بعصبيه


تداعت احلام فرح في السهر لوحدها مع معشوقها ., واصبح لريانه سرير خاص في غرفة فرح ., وكعاده المضطر اذا اراد شئ سعى الى اختراعه كما سعت فرح الى قلب غرفتها الى غرفه نوم فقط اما غرفه خديجة وأبنائها سابقاً جعلتها للاستذكار كحد قولها .,


"ريانه هيا ننام" فرح مستعجله


"ان شاء الله ., سأُرَتِب جدولي واخلد الى النوم" ريانه بتأني ., فقد بدأت الذهاب الى المدرسه


ذهبت فرح الى سريرها لتوهم ريانه انها ستنام ., خلدت ريانه الى السرير ., وبعد دقائق معدوده سمعت ريانه هاتف فرح .,


"عمه فرح الهاتف"


" أووه ماذا تريد غاده في هذه الساعه ., سأذهب لِأكلمها في الخارج" فرح


ريانه ليست صغيره فقد احست بنبره فرح البهجه وليس الاستياء ., لكن ريانه همها اكبر فهي تنتظر عودة امها لتأخذها الى حيث ذهبت .,


سأُصفقُ لغيابِكَ مهزومَاً بأَنهُ يوماً يأتي اللقَاءْ الصدفَة رُبما على ظَهرِ غيمةٍ يتآكلها الإنتِظار


أو في طَرفِ ورقةٍ شاحِبةٍ تصفعُها الريحِ في مسافَاتِ الرحيل الطَويلْ .

ورُبما نتدافَعُ مَعاً فِي مَحطةٍ يملؤُهَا الفُراقْ

ارادة الحياة 05-03-09 08:37 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رغم قصر الجزء الذي دائما اعلق عليه لرغبتي الشديدة في ان يكون جزء طويلة من أجل الاستمتاع اكثر بروعة سطورك
اليوم بدا ألم الفراق يجثو بقسوة على قلب خديجة ومازن من جهة وعلى ريانة من جهة اخرى وامل القاء اصبح بعيدا عن كلاهما
فأن كانت الاحداث في بداية السقوط بأعتقادي صعب على خديجة العودة وصعب على ريانة الذهاب
اذن القاء بعيد وطويل
نأتي على فرح بصراحة لا اعرف كيف طاوعها قلبها على انزال رأس اخيها امام صديقه وكيف استطاع هذا الصديق خداع هذه الصداقة ولكن العتب ليس عليه العتب على تلك الفتاة التي لم تحترم نفسها اولا ولم تحترم اهلها ثانيا وبصراحة يبدو منصور ليس التجربة الاولى لفرح فهل انا محقة

ريانة واستقبال بعد الخروج من المشفى
بصراحة استقبل بدا رائعا رغم عدم تعمقك في تفاصليه ,فريانة صغير واخذتها فرحت الهداية لفترة من احزانها ولكن الليل طويلة وساعاته كلها تفكير وهاتف فرح الذي لايكف على الرنين
فهل تنجرف ريانة نحو عالم عمتها بحثا عن ما فقدته من عاطفة كانت والدتها تمنحها لها
لو اني بصراحة لا اؤمن ان الفتاة اذا فقدت العاطفة تعوضها عبر سلك الطريق الخطأ لان هذا الطريق يحتاج الى جرئة لايملكها الجميع جرئة قذرة ونفس خبية
وهذه الصفات لاتوجد لدى الجميع
بكل الشوق انتظر ما الذي يحصل بالطريق البري بين الاردن والعراق لعلمي ان هذا الطريق في تلك الفترة طرق غير امن تماما

اما بالنسبة للامان حاليا بصراحة فرق وفرق كبير جدا الان بالامكان الذهاب الى بغداد دون خوف ووجل تستطيع ان تبقى الى وقت لابأس فيه مساءا
الطريق البري بين سوريا والعراق والاردن والعراق اصبح امن
اختلف الوضع تماما ونرجو ان يعود الامان تماما
ولكن على حد تعبير جدتي العافية درجات ومن رضى بتلك الاوضاع السيئ يرضى بتحسن تدريجي افضل من تدهور تدريجي

عززتي نزف ساحل افتقدانك وخشينا انك لن تعودي
اتمنى لكي الاستمرار حتى نعرف مالذي سوف يحصل لشخصيات قصتك السعودية العراقية
وفقك الله عزيزتي

Emomsa 05-03-09 08:43 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارت قصير لكنه جميل ............

الى متى ستظل الغيوم في سماء خديجة ............

خديجة وطريق طويل ما بين السفر وما بين عودة ابنتها الى حضنها ............

خديجة والحيرة القاتلة وقلب الام العاشق للاولاده ........... وماذا ستفعل في المستقبل الغامض .........


ريانة ............ ورضى بالواقع ........... ونظرة حزن ولوم وعتاب لصورة امها في بالها ... وتساؤل سيتردد كثيرا لماذا تركتني ............ وهل سيأتي اليوم الذي ستغفرلامها فيه تركها وحيدة ...........


فرح ........... وخيانة الامانة والثقة ............ منصور .......... والاستهزاء بالصداقة وخيانة الامانة والثقة الى اين ستؤدي .............


اسامة .............. متى سيأتي دورك في حياة ريانة ...........

عبد العزيز ........ العم .. والسند والامان لريانة ...............


شكرا على ابداعك الرائع ............ منتظرينك قريبا ......... لا تطولين ............

BENT EL-Q8 06-03-09 04:34 AM

السلام عليكم..بارت رائع..من كاتبه اروع..ولو مطولته شوي بكون اروع واروع..يسلمووو

منصـور
اي صديق هذا الي قلبه يطاوعه يخون صديقه..ويقعد مع اخته..متناسى الصداقة الي بينهم..والثقه والعشره..ايضا ناسي ان له خوات..ما اقول الا الله يستر منه..

فرح
نفس الشي..خانت اهلها بطلعاتها معاه..وكذبها عليهم..الحين طلعات ومكالمات بس بعدين شنو..وصديقتها هالي متسترة عليها بدال لا تنصحها..

مساعد
ما عجبني كلش..تدرين نزوف..مادري ليش احس..انج بتخلين ريانة تكتشف فرح..وبعدين فرح تخليها تكلم مساعد مثلا..هع..شطحت وايد صح:)

خديجة
فراق بنتها مو سهل..وشي اكيد انها بتشوفها بكل مكان..مازن وصدمته وفقده لاخته..شي اكيد انه بأثر سلبا عليه..

ريانه
صج يمكن بطيحتها خيرة..مهما كبرت وعقلت..تتم ياهل..الهداية واللالعاب يفرحونها..اهي ذكية واكيد بتفهم فرح شتسوي..مو معقول كل يوم صديقتها تدق وبنفس الوقت..

بانتظار القادم على احر من الجمر

بنووتة

ميثان 09-03-09 09:59 PM



مساءك فرح وعبق الياسمين

نزف حزين بقدر حزن وآسى خديجة

خديجة وقد اصبح الحزن رفيق الدروب

فهي ترى في كل ماحولها ابنتها وقطعة قلبها ريانه

ويبدو ان اللقاء ان كان سيكون بعيدا ً ...

لااعلم لم َ الشؤم تسرب لقلبي واحسست ان الموت اقرب من لقاءهما


ريانه تلك الصغيره الناضجة الاماحة

لازالت هناك رواسب من الطفولة وبهجتها ولكن ما ان تنتهي مراسم الحفل والبهجة تعود

الى قوقعة آلامها واحزانها ..

ما اصعب ان يجد الشخص نفسه مابين ليلة وضُحاها

وحيدا ً وقد هجره احبائه



فرح تعدي لحدود الله اولا ً
ومن ثم خيانة نفسها واهلها وطعن لظهر اخيها ..




نزف الساحل ...
شكرا ً لسطورك الرائعة وضادك العذبة ....
موفقة يارب ..







نزف ساحل 25-03-09 10:04 PM

ارادة الحياه

عُذراً فأنا اعترف اجزائي قصيره ومتباعده زمنياً وذاك لانشغالي الدنيوي

لن نعزو الطيش بسبب الفراغ العاطفي فالدين هو الستر والحجاب عن المهالك .,

اتمنى ان تكون جميع الطرق آمنه فالعراق بالقلب

اراده لن اترك القصه حتى اكمالها حتى بالتباعد الزمني الرهيب بين الجز والأخر : )

Emomsa

في نظري لن تغفر لأمها ., مارأيك ! : )

فعلاً اصبحت الصداقه في هذا الوقت كأي علاقه عابره .,

مساءك كراميل : )

BENT EL-Q8

هذا الزمان لا يُؤتمن حتى الأخ

حلوه شطحاتك ., القادم اكثر شطحه :)

احلى قبله لاحلى مُتَابِعه

ميثان

ومساءك رايق بطعم الشوكولا .,

متشائمه جداً ياسُكَر ., قد يكون اللقاء قريب ., لِنتفائل

ورد لروحك \لحرفك

نزف ساحل 25-03-09 10:07 PM

الجزء التاسع

شطيرة التفاح !,


بين الأردن والعراق الكثير من نقاط السيطره ., وفي كل مره كان كل من بالحافله يترجل بغرض التفتيش فتكون اعين الركاب على حقائبهم عسى ان لا يراها الجنود ., والكثير من الأمتعه تُؤخذ من المسافرين بعذر او بدون بالاضافه الى العموله التي تعطى فوق كل جواز كعربون لتسهيل الأمور ومن لم يجد السيوله لديه فسَيُأخذ من امتعته الشخصيه مايحلو لهم ., وفي اِحداها ذهب احد الضباط الى حقيبة خديجة وفتحها بدون اي استأذان واخذ يفتش بلا ادني احترام ., فوجد ثوب صلاه صغير ., التفت الضابط وتحدث بلهجه حاده:"لِمن الحقيبه!" .,
ردت خديجة :"لي ., انا" .,
تكلم وهو يأمر جنوده ان يغلقوا الحقيبه :"سأخذ الثوب لدي فتاه صغيره ., سينولك ثواب " بتهكم
لحقته خديجه:"ارجوك هي لابنتي"
يرد الضابط:" لا اجد الا صبي ., اين ابنتك!؟"
تخرج عبرات:"انها عند جدها في السعوديه ., واخذت ثوبها لاتذكرها., ارجوك" تتوسل
الضابط:"الذكرى في العقل وليست في الملابس "
يسحب مازن امه:"اتركيه ياخذها ., سنتذكر ريانه مع او بدون ثوبها"
تتزاحم دموعهما وهما يلملمان ماتبقى من شتات حقيبة خديجه ., قد لا تعني قطعة قماش شيئاً يذكر لأي انسان لكن الرائحه المتبقيه فيه والصوره الملتصقه هي التي تجعل تلك القطعه ثمينه معنوياً
الكثير من التعب والألم والوقات المتكرره سواءاً للتفتيش او للاستراحه ففي الحافله يوجد اكثر من ثلاثين شخص كلٌ لديه حاجته

استقبل خديجه ومازن اخوتها ., وحضنوهما بالأشواق والدموع ., تغيرت خديجه على مناظرهم وكذلك هم تغيروا ., اما مازن فقد كان العضو الجديد فلم يروه الا في رسائل نادره هو وريانه واخرها كان قبل سنتان او اكثر بقليل ., تتجول عينا خديجه في بغداد فقد تغيرت كثيراً ., كانت تحفظ الشوارع واللافتات اما الان بالكاد تتذكر تبعاً للتخريب من جهة الحرب او النسيان من جهة ذاكرة خديجة فقد مضت مده طويله لم ترى شمس بغداد .,
الساعه تشير الى الثانيه ظهراً ., وعند وصول خديجة الى منزل طفولتها وجدت اختلافاً كثيراً ., فالمزرعه الخضراء باتت مقفهره دباء ., والآلات التي كانت متراميه هنا وهناك لم يتبقى منها الى واحده مركونه للصدأ ., اما المنزل الذي كات تراه قصراً مترامي الأطراف اصبح موحش الا من بعض نباتات الزينه على مدخله .,

"خديجة ., ياغاليه ., تعالي ., تعالي .," ام خديجه
نظرت خديجه لأمها بالكاد عرفتها لولا نبرتها وعينيها الرماديتين ., كانت ترتدي جلابيه زرقاء وتلف على رأسها وشاح ابيض طويل وخفيف احد اطرافه يكاد يصل الى ركبتها ., معوجة الظهر والتجاعيد اخذت من وجهها الرائع الكثير ., لكن لا تزال براءة الطفوله تشع من عينيها .,
"أمااااه .," خديجة تضم امها بقوه وكأنها تريد استعاده السنين الماضيه
كان الموقف تراجيدي لبعد الحدود ., لقاء ام وابنتها بعد فراق دام سنين طوال., كلتاهما غير بها الزمن فاختلفت الاوجه والقوام وحتى الابتسامه اصبحت تميل للحزن ., القاسم المشترك بينهما ان الآلام لعبت دورها ., فقد ودعت ام خديجه ابنتها باكراً لعش الزوجيه البعيد عنها ., وحالت الحروب بينهما ., وتغربت خديجه بافراحها واتراحها وحتى بانجابها طفليها ., فسند الأم وسند الابنه لم يكن موجود ., والتفت الأزمنه وعادت لتجمع الأحبه .,
مازالت خديجة تضم والدتها التي خارت قواها من الفرح وكأن خديجه تريد ان ترمم ماافسده الدهر بأمها ., تمسك بكتيفيها :"امي تغيريتي كثيراً لكن براءتك مازالت متشبثه فيك"
ام خديجه:"على الأقل يوجد شئ من الماضي" تبتسم

مازن يقف بعيداً مع الحقائب عند باب المزرعه ., فالجميع هنا غريبون بالنسبه اليه ., لم يتعرف بعد على احد ., بعد ان بدأت الأشواق الملتهبه بالهدوء التفتت خديجه الى مازن ., "تعال ., حبيبي"
اتى مازن بهدوء ., كان مهندم بالرغم من ارهاق الرحله ., وصافح جدته بيده ., :" هذا مازن اخر العنقود " تعرف والدتها
اخذته جدته بالاحضان فتقوس ظهرها اكثر من السابق حتى ترتوي من احفادها ., كانت يدا مازن مستقيمه بجانبه ., نظرت ام خديجه الى ابنتها وهي مازالت مقوسه على مازن :"وريانه متر سأراها" دموع الفرح او الحزن على مُحيا ام خديجه
حينها فقط تشبث مازن بجدته وكأنه يقول للحياه قفي هنا ., امسكها بقوه هل هي الحراره التي احسها في صدر جدته او اسم ريانه المدوي في روحه المعذبه لفراقها ., واخذ يبكي كفتاه بل كرجل فقد اخته – فالبكاء ليس حِكراً على الفتيات-
كان الجميع بانتظارهم لكن خديجه لم تتعرف الا على اخوتها هشام ,عصام, أنور, عادل, وماجد جميعهم كونوا أُسر كبيره الا ماجد اصغرهم فمازال مضرباً عن الزواج ., يسكن بمنزل الأسره هشام وعائلته وام خديجة وماجد ., سلمت خديجه على أُسر اخوتها بتعريف من اخوتها ورأت كم كبرت العائلة بوجود الأحفاد ., حضنتهم بحراره وكأنها عاشت معهم تلك السنوات ., فتيان وفتيات العائلة الكبار سلموا على مازن ,
"لديك ياعمه صبي رائع., ترى هل ريانه بجماله" يردف عمار وهو الابن الثاني لهشام
تضحك خديجه ويغمز هشام لابنه مشيراً له ان يقول قولاً من ذهب او يصمت ., يسكت وتتغامز عليه اختاه .,

دخلوا الى المنزل كان مرتباً وجميلاً ., تفوح منه رائحة شطيرة التفاح التي تحبها خديجة من يدي والدتها .,:"اشم رائحة التفاح" خديجة تبتسم
"التفاح للتفاح" ام خديجة التي طالما انتظرت قدومها لتصنع الشطيره بنفسها
وجود خديجة هناك اثار الكثير من ذكريات طفولتها ., فالشطيره التي تحب والمِلاءات التي كانت تحيكها مع والدتها ., الكرسي بجانب المدفأه ., طاولة الطعام وعليها زجاجة الورد لكنها بدون ورد ., لم يتغير شي بداخل المنزل هو كما تركته .,

تجمعوا على الطاوله لأكل شطيره التفاح وهم مابين مازح ومبتسم فقد تناسوا ألام الحرب ليقضوا ساعه رائعه مع العمه المتغربه ., الأحاديث متزاحمه كلن يريد ان يدلي بدلوه ويخبر العمه عن تجاربه ومامر به وحتى مقالبه ونكاته ., تتكلم الجده عن الجيران والأحبه فمنهم من رحل عن الحياه في العراق ومنهم من رحل عن الحياة الأوليه ومنهم من مرض او كَهِل ., الجو كان حميمي عائلي لذيذ ., ترى الوجوه تُعَبر بحركات سريعه ومنفعله الا مازن كان الضيف الصامت ., لم يسلم من همسات الفتيات عليه حتى اللاتي يكبرنه سناً ., ولم يُخفى هو ابتسامته عنهن .,

سَهِر الأحبه لسهات الليل الأولى ثم ذهب كلٌ الى منزله ., كانت الأوضاع حينها ليست مستقره فكل اخ لديه سلاح تحت بنطاله حتى الصبيه الكبار ., فخروج النساء والفتيات في الساعات المتأخره يشكل خطر ., وذهبت خديجه مع والدتها التي امسكت بيد ابنتها لتضمن بقاءها وعدم رحيلها ومشت بتقوس ظهرها الى غرفة النوم ., :"خديجه ستنامين معي على السرير" ام خديجه
خديجه تنظر الى الغرفه من الجدار الى الجدار :"لكن لايوجد سوى سرير واحد"
"سأنام على الأرض., انا معتاده على ذلك" ام خديجه بحروف حنينه
"لا يااماه ., سأنام على الأرض ., قبلة على جبينها
"مازن سينام مع ماجد فهناك سريران في الغرفه" ام خديجه
مازن ينظر لأمه:"هل استطيع النوم معك "
مازن لايريد ان تتركه امه كما فعلت مع ريانه فمازالت الرهبه تسيطر على روحه

اسدل الليل ظلمته ., وكل حبيب يفكر بحبيبه., وخديجه لا تنفك عن التفكير بابنتها ., ليتها كانت معي لترى كم نحن سعداء ولم ينقصنا سواها ., عندما تأتين كثرثرةٍ على كتف الليل ., تسرقين النوم من جفوني ., وتتسللين الى افكاري ., وتفكين قيود الشياطين لترقص على أنين مخيلتي ., حفظك الرب من كل مكروه ., وأَمّنَ مَهجعِك .,

ارادة الحياة 26-03-09 03:27 PM

السلام عليكم
نزف ساحل
اولا الف شكر لانك طمنتني على القصة وانها سوف تنتهي ذات ويوم ولن تصبح كلمات جميلة غير مكتملة المعنى مثل القصص المهجورة
الف شكر لحرصك
لقد اجدتي وصف معبر الحدود وما الذي يحصل فيه ولكن عزيز لو خليت قلبت مثلما ما موجود السيء هناك الجيد ولكن للاسف الشديد اثر السيء اكثر أيلاما لذا يبقى عالق بالاذهان بصراحة حز بنفسي ان يكون ثوب صلاة لطفلة هو ذكرى لام ثكلة مطمع لنفوس ضعيفة وللاسف موجودة عسى الله ان يخلصنا منها
عندما دخلتي البيت العراقي واثناء استقبال الوالدة لابنتها رئيت جدتي في صورة الام تلك المراءة المنحنية الظهر التي يلامس غطاء رئسها ركبتها وصفك كان رائعا ودقيقا
حتى عندما ذكرتي السلاح الذي تعبئت به الاحزمة في تلك الفترة ايضا لامست الواقع كثيرا
حتى وصفك للمنزل هناك الكثير من المنازل التي اهملت لسوء الوضع المادي
ولان الناس كانت حريصة على توفير لقمة العيش اكثر من الاعمار والبناء

الحمد الله على كل حال
اصبح الوضع الان افضل بكثيرر ولله الحمد وان شاء الله يصبح اكثر استقرار مستقبلا
بشوق كبيرر انتظرك

نزف ساحل 27-03-09 07:59 PM



اراده الحياه

شكر مُنَمَق على المتابعه
عندما تكون التراجيديه مدفونه داخل احشاء الآه تكون الصور مأساويه وحزينه حتى الجميل يُرى كـ تنهيده لما هو قادم

اراده احتاج وجودك هُنا ., فأنت اَخبَر مني بموطنك

تحايا عراقيه

ميثان 27-03-09 09:39 PM



نزف الساحل ..

كتبتي فـ أجدتي ...

اُلجمت كلماتي بهذا الجزء الرائع اخذتنا الى عوالم الفرح

وبهجة اللقاء بعد غياب سنين ..


((.....شطيرة تفاح.... )) , ((....ثوب صلاه ...))


جملة لا تتجاوز الكلمتين لكن تحمل عبق ماضي فرح لـ خديجه و لـ ايام

سعيده عاشتها خديجه في ظل وكنف بيتها العراقي

و ثوب صلاه فقدته..........

يحمل رائحة ريانه وهيئتها ,

صحيح ان الذكرى في العقل ولكن

هناك دوما ً ...

اشياء صغيره في حياتنا ومن حولنا تحمل طنا ً من ذكريات

عند مرورها بحاضرنا تنعش ذاكرتنا

اما بفرح او آسى




نزف الساحل

دوما ً ننتظر نزف قلمك بشوق ..











BENT EL-Q8 28-03-09 12:37 AM

السلام عليكم..
لج ولقصتج وحشـه نزووف..نوورتي..ويسلمو عالبارت..


خديجة
صج ان بنتها بقلبها..وانها مارح تغيب عن عقلها كلش..بس لما يكون معاها شي من ريحتها غيـر..شي يذكرها فيها اكثر..ويحسسها كانها موجودة معاها..يخليها تحس انها بترجع لها..حلو الجو العائلي.. الدافئ..حبيته وايد..وحلوة فرحتها باهلها ولقاءهم..رغم الاوضاع الغير مستقرة..كل شي تغير عليها..البيت..الاوضاع..حالتهم.. بس حب اخوانها..وحب اهلها لها ما تغير..يمكن زاد..:)..وهالشي يكفيها..وان شاء الله لا تحسنت الاوضاع بتييب ريانه<<مادري امني نفسي ولا اطمنها..!

مازن
وعليه عليه..يخاف امه تتركه..كسر خاطري..يوم يطالعهم واهو ما يعرفهم..مع انهم يسيرون له..ويوم كانو الكل يتكلمون الاهو ساكت..صج انهم اهله..لكنه ما يعرفهم..ولا تعود عليهم..وعالقعدة معاهم..لكنه شوي شوي بتعود..

بنووتة


نزف ساحل 28-03-09 03:29 PM

ميثان

للذكرى مكان في داخلنا لن يندثر مع مناخ فسيولوجيتنا ., لخديجه ذكرى ., ولريانه ذكرى ., ولنا ذكرى معهما

اتمنى لك قراءه ممتعه


BENT EL_Q8


يسلم قلبك ياعسل

ان شاء الله اللقاء قريب بين الأحبه

لقلبك :flowers2:

دفى الكون 04-04-09 04:08 AM

صباح / مساء الورد
بارتات بغايه الروعه
اجدتي في وصف الأحداث وكاننا معهم ..
الأحزان تاخذ من الكثير ... وتخلف وراءها رماد .. هي هكذا الحياه
ولكن تظل لمحات وذكريات من السعاده ..
آلام خديجه الواحد تلو الآخرى فعلا قد لايكون للثوب اهمي ولكن
اهميته تكمن في صاحبته

مازن وموقفه مع امه في الحدود .. حسيته كبير
لحظة اللقاء مؤثره فكل واحده منهم متعطشه لقاء الأخرى ..
والجمعه وجو العائله يعطي
طعم اخر للحياه ..
مازن مازالت احداث تركه لاخته مأثر فيه شي طبيعي
ياترى مالذي ينتظرهم وسط الأحداث الراهنه بالعراق ...

ريانه الألم يعصف بقلبها الصغير حتى كاد ينهيها يمكن اللي صار لها
..يحسسها بالشي اللي اقترفوه بحقها وانهم بعدوها عن امها .
.براي مهما كانت الظروف اللي نمر فيها وجود الأبناء مع اباءهم اهم
..شنو بتكون حياته خصوصا مع فرح والتخبط التي تعيش فيه
منصور كيف قدر يخون صديق اللي آمن على بيته وفي وسط بيته
..وين وفاءه الى صديقه حتى وان كان يسلك هالطريق بس العتب
على فرح هي الأخرى اللي سمحت له وسلكت هالطريق ..
اتوقع نهايتهم بكارثه ..
دمتي بود
دفوووووووو

نزف ساحل 08-04-09 09:24 PM

دفى الكون

مساءك ورد
تأخرتي عليّ وأنا التي لا تُطيق انتظارك .,
المزيد من الأحزان\الأفراح قادم بالتأكيد ., فقط كوني معي

كل الود

نزف ساحل 08-04-09 09:27 PM

الجزء العاشر
خوفٌ يُعانق السماء !,

تنام أعين وتفيق أخرى ., منهم من يُفكر بحبيب ليس معه كـعيني خديجه ., ومنهم من اعيته الأسئلة كـعيني ريانه ., ومنهم من يجول في انحاء الغرفه هامساً كـفرح وهاتفها ! ., فكلما ارخى الليل رموشه تسللت فرح الى غرفه المذاكره المزعومه لتلتقى بفارسها الذئب ., تتسامر معه حتى ساعات الليل المتأخره ., وبينهُما حروف مشبعه بالغث والسمين.,
حَل الصباح وفي عقل كل شخص نوايا .,
" فرح ., اسرعي فالسائق يُصلح السياره ستذهبان انتي وريانه مع اسامه " ام سليمان من اسفل عتبات السُلم .,
"ثواني ., يااه ., لما لم تخبروني بفتره ., لم أنتهي بعد" فرح تنظر الى امها من الأعلى بشعرها الغير مُرتب .,
تنزل ريانه المُهندمه ., مع حقيبتها الى الصاله لتسلم على جدِها وجدتها ., جلست بجانب عمها اسامه الذي لا يفتأ من الابتسام كلما تلاقت عيناه بعينيها .,
" لا اصدق ان ريانه بنت وفرح بنت ., انتهت ريانه قبل فرح " اسامه يتكلم ويأكل حبات الزيتون
"البنات يختلفن وريانه أميرتهم " يتحدث الجد بصوت اجش مبحوح .,
ابو سليمان يعاني من الربو المزمن ., وفي هذه الايام اصبحت النوبات تتوالى عليه تِبَاعاً ., ودواء الربو دائِماً في جيبه ., انسان طيب وعصبي في آن ., لا يوجد فارق سني كبير بينه وبين ام سليمان ., لكن الزمن اخذ منه كُل مأخذ ., فقد كان جَمَّالاً في الماضي أي يقود الجمل وعليه متاع واشخاص من والى مكه بقافله من الجِمَال ., فقد كان يغيب الشهور عن بيته وابنائه ., ولم يستقر الا عندما كبر الصبيه والفتيات ., لذا هو متعلق بأُسامه وفرح اكثر من غيرهما لانه رأهُما يكبران امام عينيه ., يحب الصغار وكثير المداعبه لهم ., نقطة ضعفه عندما لا يجد دواء الربو في جيبه ., هُنا يرجف المنزل باَكمله لصراخه مع انه لا ذنب لأي شخص بنسيانه هو ., لكنه عاش مأساه ان يواتيه الربو مُباغَته بدون دواء ,. ففي احدى الليالي استيقظ من السعال وبدأت الشعيرات الدمويه تضعف حينها فقط اكتشف ان الدواء انتهى وقد قرر قبل ان ينام انه سيجلب الدواء في الصباح ., في تلك الليله عاش بين شعرة الحياة والموت ., وايقظت ام سليمان احد الأبناء لجلب الدواء ., من تلك الليله صار لِزاماً على كل البيت ان يتفقد ذاك الدواء في جيب الكهل ابو سليمان!

" اتوقع انني اسمع الهاتف من اول مره., فلا داعي للاتصالات المتكرره!" فرح مستاءه
"وانا اتوقع انه لولا تلك الاتصالات لما نزلتي الان" اسامه بتهكم
اسامه فتى مسالم الا مع فرح فهو كثير النقاش الذي ينتهي بشجار ., وتعتبر من متعه بالحياه ان يجعل فرح مستاءه ., هي الاخرى تستمتع ايضا بتلك المشادات لانها عنيده ., لكن في الغالب تكون النتيجه عكسيه على فرح فهي عصبيه بعكس اسامه الهادئ ., اسامه كأي شاب سعودي يذهب الى الجامعه يرجع لينام ليخرج ., بالاضافه الى انه مستقيم من ناحيه الدين فلا محرمات والصلاه دائماً في وقتها في المنزل ., وذاك حديث الساعه مع امه التي دائماً ماتطارده الى المسجد .,
" مشاجرات في الصباح ., يالله صَبرني " ام سليمان وهي ترفع بعض الصحون مع الخبز الى المطبخ
اما ابو سليمان فكأن لم يحدث شئ ., يلتفت إن رأى اسامه يبتسم ببرود على فرح ابتسم هو الاخر ., وإلا يمسك جهاز التحكم للتلفاز ليستمع الى الأخبار .,
ركب الجميع في سياره اسامه الى مدرسة ريانه ثم جامعه فرح ., بعد نزول ريانه وفي طريق الجامعه رن هاتف فرح ., رأت الرقم ولم تجيب ., واتصل من جديد ولم تجيب ., " من بالهاتف! " اسامه
"خيريه ., لست بمزاج يسمح لي بالتحدث معها" فرح وهي تُعَدِل غطائها
ومر الموضوع بسلام ., لكن الجره لن تسلم في كُل مره

في غرفة فرح وريانه وخلال تواجدهما معاً قبل آذان العصر بقليل ., ترتمي فرح على سريرها وتسأل ريانه " اذا خرج لكِ المارد من ابريقه وسألك عن أمنيه ماذا تتمنين" تلعب بخصلات شعرها وتنظر الى السقف
"اتمنى ان اجد اجابات لتساؤلات تجول برأسي" ريانه وقد توقفت عن كتابه واجبها المدرسي لتجيب العمه فرح
"وانتي ., هل لديك امنيه" ريانه وكأنها متعجبه
تضحك فرح بصوت مسموع :" ريانه !., ومن ليس لديه امنيه !"
"يفترض ان تكون انتي " ريانه مُجيبه
"انا !! ولما !؟" فرح تَتَكِأ على السرير لتشاهد ريانه
"انتي جميله ., جامعيه ., لديك عائله ., ام واب ., ماذا تتمنين غير ذلك!؟" ريانه
"اتمنى ان اكون مع من احب بمنزل واحد" تبتسم فرح ليس لريانه وانما لصدى تلك الجمله التي قالتها لأنها زينت لها صوره صاحِبها
"ومن ذاك الشخص ياعمه فرح؟ " ريانه
فرح تفتح دولابها لتختار ماستلبسه الليله :" ريانه انت اصغر من ان تفهمي مااقصد"
ريانه طفله لكن كبيره وتفهم مايدور حولها ., وهي بين شاك ومُصدق لحركات العمه فرح ., لكنها تريد ان تحيا بسلام بدون ازعاجات وتدخلات
تختار فرح من ملابسها الضيق الفاتن ., " عمه فرح ., الى اين !" ريانه تتحدث
"الى خيريه سنُذاكر قليلاً " فرح
ريانه : "وكيف ترتاحين بتلك الملابس ., اتعلمين لو كنت مكانك لذهبت بملابس المنزل " تضحك
فرح : "لا ياحبيبتي يجب ان تتعلمي الذوق واللباقه ., فالملابس هي الواجِهه امام الناس"

تذهب فرح الى والدتها وتنادي من بدايه الممر لأسفل إلى غرفه الجلوس : "أمي ., أماه .."
"فرح لا تنادي من غرفتك ., تعلمين انني في الأسفل" ام سليمان مُوبخَه
فرح وكأنها لم تسمع :" سأذهب الى خيرو "
ام سليمان :" ومن خيرو هذه !"
" امي خيريه صديقتي ., سنذاكر" فرح
اسامه يلتفت اليها :" الا تلاحظين ان زياراتك لخيريه كثيره ., الحمد الله لست خيريه ., لِأَتحمل ثقل دمك!" يريد ان يبدأ مشاده جديده
"أرأيتِ امي هو من يبدأ بالكلام" فرح
ام سليمان :" لا يوجد من يُوصلك ., فالسائق ليس لديه سياره ., تركها في الصيانه"
فرح :" اسامه بدون عمل هو من سيوصِلُنِي"
اصبح لِاسامه سلطه في القضية ., :"وان اوصلتك ماذا تعطيني"
" كم تريد " لو طلب اسامه مال الدنيا من فرح لَوَهَبَته
" مممم دعيني افكر ., وقد لا اوافق ., لا اعلم " اسامه يمارس سلطته
"وكم سيستغرق تفكيرك " فرح بعصبيه
"اذهبي ربع ساعه و ارجعي " اسامه مشيحاً عن فرح

ذهبت فرح لحجرتها وبها من المأساه الشئ الكثير ., اخذت الهاتف وانتقلت الى غرفة المذاكره ., ثم رجعت ونزلت ., " هــا ., اتوقع اصبحت ربع ساعه " فرح
" حسناً لا اريد مال ., اريدك انت تأخذي ريانه معك " اسامه وقد ضرب على وتر حساس
"ماذا ريانه ., بالتأكيد لَستَ بعاقل ., كيف اخُذها سأذهب للمذاكره ., امي هل تسمعين الشروط التعجيزيه" فرح
ام سليمان توبخ اسامه:" كيف تأخذها ستلهيهُما عن المذاكره ., ثم انها صاحبة فرح وليس ريانه"
اسامه :" لِتَأخذ كتبها وتستذكر معك ., عموما هذا شرطي ., والخيار لكِ"

فرح تخرج غاضبه من الغرفه ., وتذهب الى غرفه المذاكره ., وتجري اتصالات ., وتذهب الى ريانه ., " هيا غيري ملابسك ., ستذهبين معي الى خيريه " تتكلم وكأنها تحتقر ريانه وتريد قتلها !
ريانه تحاول استيضاح الأمر :" انا اذهب معك ., لِماّ؟"
" هذا شرط الأخ اسامه " باحتقار بالغ
"لكن لا اريد الذهاب " ريانه
" اذهبي واخبريه " فرح وبدا الأمل بالظهور

تنزل ريانه لتكلم اسامه : "عمي لا اريد الذهاب الى خيريه ., لا اعرفها ثم انني استحي منها "
"لما الحياء كِلاكُن فتيات ., ثم انتي لم تخرجي منذ فتره ., وهذا وقت مناسب: اسامه يقنع ريانه
"عمي ارجوك لا اريد ولَدَي واجبات لم اُنهِها بعد " ريانه تتوسل
اسامه :" هذا شرطي ., اذاً فلتجلس فرح"
الغرض من تلك القضيه ان اسامه يريد ان يَذِل اخته قليلاً فهي لا تحتاجه دائماً وهذه فرصه جميله عليه استغلالها للحد من تمرد اخته وعنادها
عادت ريانه ادراجها ., " عمتي لا اريد الذهاب لكن عمي مُصر ., انا لا احب الذهاب ., لكن اذا كنتِ مضطره للمذاكره فسأذهب معك"
فرح بتهكم :" شكراً لتفضلك ., هيا غيري ملابسك"
تنزل الفتاتان وشتان بين ملابسهما ., بيد فرح كتاب وبيد ريانه حقيبة كتب ., ركبتا ولم ينبس احدهم ببنت شفه .,

دخلتا الى منزل خيريه ., " ماشاء الله هذه ريانه ., لم اتوقع انك بهذا الشكل" تتكلم خيريه
تبتسم ريانه :" اذاً كيف تخيلتني "
" لااعلم لكن غير ذلك" ترد خيريه
ريانه فتاه كبرت بسرعه فطولها يقارب طول فرح بالرغم من فارق السن ., لها شعر يميل الى الكستنائي ناعم وطويل الى كتِفيها ., لونها يميل الى البياض وعينيها بلون شعرها ., هادئه جداً ., مُريحه لمن ينظر لها ., لديها ابتسامه جميله ومايُجَمِلها هو تقدم انيابها الاماميه قليلاً وذاك يجعل من ابتسامتها شيئاً مختلفاً .,

وجود ريانه بنفس غرفة فرح وخيريه جعل الكثير من الغمز واللمز بالموضوع ., فالشيطان يُزَيِن ويحجب الرؤيه عن عيني فرح فلا تدرك ان ريانه تعي ماحولها ., قررت ريانه ان تفتح حقيبتها وتبدأ بحل الواجبات المدرسيه .,
" خيريه اتوقع اني سأذهب الى المكتبه لِأشتري الكتاب" فرح تبدأ بتمثيل مسرحيه
ترد خيريه مُتقِنَه الدور : " حسناً اذهبي مع السائق "
فرح : "ألن تأتي معي ؟"
خيريه :" لا سأجلس مع ريانه ., وسأساعدها على الواجبات"
ريانه :" الى اين ستذهبين عمتي ., لن اجلس هنا بدونك"
فرح :" ريانه لا تكوني طفله انتي مع خيريه .,سأشتري الكتاب واعود"
ريانه مُصِرّه :" سأذهب معك احتاج ايضاً لوازم من المكتبه"
فرح :" انا أشتريها ., ماذا تريدين"
ريانه :" اذا لم تدعيني اذهب سأتصل على عمي اسامه لِيأخُذُنِي"
ريانه كانت خائفه من الجلوس في بيت الغرباء لاسيما انها المره الأولى التى ترى خيريه ., ومن الطبيعي انها لم ترتاح لها مع حركات الاشاره بينها وبين عمتها ., اما فرح فهي تود الخروج باسرع وقت لتجلس مع الحبيب اطول وقت!

الكثير من محاولات الاقناع وكأن ريانه طفله صغيره ., والكثير من الرفض من جهة ريانه فهي لم تتربي على المكوث في بيت غريب ., منذ زمن ابيها لم تذهب الى بيت صديقاتها الا واحده عندما اتصلت الام على خديجه لتخبرها انه احتفال بنجاح ابنتها وان على خديجه ايضا الحضور .و تلك كانت المره الأولى والأخيره لها

وافقت العمه على اصطحاب ريانه ., وبدأت مسرحيه جديده ., تكلمت خيريه :" اوه., فرح .,السائق غير موجود ., لكن اخي منصور سيذهب اعتقد للمكتبه بامكانه اصطحابكما"
ريانه على الفور :" ليس ضروري عمتي ., عند خروجنا نخبر عمي اسامه ليقلنا الى المكتبه"
فرح :" مم., اعتقد ان منصور حل مناسب ., ريانه احتاج الكتاب"
ريانه :" عمتي كيف سنذهب معه ., لا نعرفه"
خيريه:" حبيبتي هو اصغر مني سناً ., اي اصغر من فرح ., فلا داعي للخوف ., ثم ان المكتبه قريبه"
مسرحيه شيطانيه تافهه من تأليف فرح واداء فرح وخيريه ومنصور .,!

ريانه تركب سيارة منصور هي وعمتها بالخلف والكثير من التمثيل ., دقات قلب ريانه متسارعه جداً فهي تعلم مدى خطوره الخطوه الجريئه., كانت تلمح نظرات منصور من المرآءه الأمامية ., ورأت مدى اريحية منصور وفرح في الحديث بالرغم من تحفظِهِما ., نزلوا الى المكتبه و كثيراً ما كانت فرح تحاول اِضلال ريانه داخل المكتبه لتقابل منصور في الجهة الأخرى مُتَحَجِجَه بالبحث عن الكتاب ., وكثيراً ايضاً التقت ريانه بمنصور في كثير من الممرات وكان يبتسم في كل مره ., خرجوا جميعهم صِفر اليدين ., فلا منصور بيده شئ ., ولا فرح بيدها الكتاب ., ولا ريانه اخذت حاجياتها.,

بغرفه النوم وفرح مستلقيه على السرير وكذلك ريانه وقبل ان تُغلِق فرح اضاءة النوم :" ريانه عديني ان لا تخبري احداً أياً كان عن ماحدث اليوم في منزل خيريه"
" أليس مافعلنا صائب على الأقل بنظرك وبنظر خيريه" ريانه وهي تعي ماتقول ومافعلت
" احياناً نفعل اشياء عاديه جداً ., لكن أهلنا لن يتفهموا ., لأن لدينا عقليه ولديهم عقليه., مثلاً ما حدث اليوم ., امر طبيعي جداً ., منصور صغير وهو كأخي لكن عندما اخبر امي فإنها ستوبخني وستجعل من لاشئ شئ., لأنها تخاف علي ., انا اتفهم ذلك لكن الأزمنه تتغير ., سيأتي يوم يا ريانه ستوبخين اطفالك على اشياء يرونها عاديه"
سكوت من جهة ريانه فهناك صراع بين الخير والشر ., صراع بين ماتربت عليه وبين مافعلته اليوم
فرح تكسر الصمت :" ريانه عديني "
ريانه :"اعدك"
فرح:" تصبحين على خير"
ريانه :" وانتي من أهل الخير"

ماحدث اليوم كان اشبه بحلم يمر على اطراف ريانه ليجعلها ترتعش ., فعلياً هي كانت ترتعش منذ ركوبها مع الرجل الغريب وحتى الآن ., تعلم بقرارة نفسها ان ماحدث خطأ غير قابل للجدال او الإقناع كما فعلت فرح معها ., لكن احست بشئ بداخلها ., نظرات منصور كانت تنم عن اعجاب ., بالتأكيد بها شئ يختلف عن باقي الفتيات والا لِما لاحقها منصور بِعينَيه كثيراً سواء داخل او خارج السياره ., شئ ما احسته ريانه والغالب الخوف والرهبه من الموقف ., "لـــكِـــن " ., تلك الكلمه لازمت ريانه خوفٌ ولكن يوجد شئ ما ., رهبه ولكن يوجد شئ ما ., كان منصور فنان فتيات استطاع رسم شئ ما بداخل ريانه اجبرها على الاستسلام له بطريقه او باخرى .,
قرأت وردها ., غطت رأسها الصغير المَلِئ .," يــالله أرجوك بحجم تفكيري الأن اجعلني اخلد الى النوم
"

ارادة الحياة 08-04-09 09:56 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اهلا وسهلا بتواجدك الذي يسعدني دائما
جزئك اليوم صراع مؤلم بين المشاعر وبين الصح والخطأ
فرح وريانة واختلاف جذري ليس بالسن فقط انما بالافكار ايضا
ولكن دعينا لانستعجل الامور لان للامور العاطفية سطوة على من هن بعمر ريان يزعنها بخيالهن فما بالك اذا توفرت الفرصة واستطعن ان يسكن داخلها وهناك من يقوم بتشجيعها وحراستها
اصبحت فرح شيطان ريان الذي يزين لها الخطأ فهل تفلح في ايقاعها فيه ا نتظرك
اعجبني تطرقك للجد ومرضه ونوبة الربو التي جعلته يتعلق بخيط رفيع في الحياة وينجو من الموت ليصبح اكثر حرصا هو وعائلته على عدم نسيان الدواء
يا ألهي يالة تمسك الانسيان بالحياة وحرصع عليه
اعجبتني هذه الجزئية كثيرا
بكل الشوق انتظرك
فلا تطيلي علينا

خريف نجد 09-04-09 02:10 AM

سـلام لكِ ..

جزء رآآئع وقلم مبدع ..!

بوركتِ ..

فمَ الغريب على قلم كـ قلم نزف ..

فرح ..:
قد لا تعلم انها ذاهبه الى الـطريق الخاطئ ..
وسـ تكشف رغما عنها ..
فـ رجاءي لـ الرب توبتها قبل فوات الاوان ..

ريانه :
طفله في عُمر الزهور ..
قد تتوه في متاهه خاطئه فـ لعلها تجد الطريق والحل الصحيح قبل ان تتوه وتدخـل فيها ..
آمل ان تـنقذها خديجه قبل فوات الاوان ..
فربما كانت تشعر بـ نقص ما ..

منصور وخيريه ..:

أخوان يتعاونان على بث سمومها ..
فـ منصوور لآ يخاف ان خيريه قد تدخل يوما ما كـ طريق في مثل طريقه ..
فـ صديقتها واخاها أكبر قدوه لها قد دخلا معـا وبـ مسآعدتها في هذا الطريق ..!
هداهم الـرب

قلم فنان نزف ..!
أشكرك حقـا ..!

..

دفى الكون 09-04-09 09:56 AM

صباح الفل والياسمين ...

اهلين نزف بارت رائع .. جعلني اثور غضب .
. من تصرفات فرح الغير مدروسه والمتهوره
فرح .. اهم شي عندها انها تجري وراء ملذاتها وووراء
حبيبها امزعوم .. الذي لا اعرف الى اين سيصل بها الأمر ..
هو من المؤكد انها كارثه ولكن خوفي هنا ازداد على ريانه
فهي في مرحله حرجه .. محتاجه للعاطفه خصوصا بعد
الأحداث الأخيره من فققدها لوالدها .. ورحيل والدتها ...
فهي تشعر بالوحده ووجود شخص كمنصور يمثل خطر
عليها خصوص وهو يتقن هذا الدور .. اتمنى ان تكون تربيتها
وعقلها حاجز يحول دون ان نتنجرف وراء عاطفتها وتكون
فرح اخرى .. تعرفي المحزن في الأمر انا هذا يحصل
من وراء عمتها ...
فرح طبعا هالشي يسعدها لانه يسير بمصلحتها وهي
تعرف جيدا انا ماتقوم فيه هو الخطأ بذاته .. والا ماتركت
ريانه تعاهدها على كتمانه الا لمعرفتها بحجم ماارتكبت في اعماقها ...
اسامه حاله حال اي شاب مع اخته دائم يحاول مضايقتها ..
. لاعرف مالمتعه الذي يجدونها في ذلك
لك ودي
بريق الألماس

BENT EL-Q8 09-04-09 10:47 PM

مرااحب نزووف..وحشتيـني..ووحشتني القصة..يسلموو عالبارت..

ريـانه
وطلعتها اليوم مع فرح..يمكن لو قاعدة مع خيرية احسـن..مع اني ما اظمن خيرية بعد..لأن شكلها من طينة فرح..ونظرات منصور لهـا..بما ان هي صغيره..وهو خبـره فيهم..ووجود فرح معاها..فأعتقد بيقدر يقص عليهـا بسهولة..الا لو تذكرت امهـا..فممكن..تغيـر..ما اقول غير الله يستـر..

فـرح
كل هذا ومو غلـط..عيل شنو الغلط..انسة فرح..لكن بيي اليوم الي تندم فيه..وتعرف ان الي سوته اكبـر غلط..

بنووتة

نزف ساحل 11-04-09 02:25 PM

ارادة الحياة

الحياه مليئة بالصراعات مع اختلاف نوعياتها ., وماتواجهه ريانه حالياً يَعوزه المُرشد المفقود في حالتها

دمتي بإراده حديديه

خريف نجد

سلام مُنَقَى

خديجة بعيده الان كُل البعد عن ريانه ., لا يوجد لديها الان غير عقلها وقلبها

منصور ليس اخ خيريه ., خيريه هي صاحبة فرح في الجامعه وفي الشر والفساد ., هي من يتستر عليها وتعلم بخبايا روحها

لكِ الشكر

دفى الكون

نخاف من الخطأ ونحاول كتمانه ونسيانه ., وغالباً مايبوح هو عن نفسه ., ذاك الحال مع العمه فرح .,
المتعه التي تتسائلين عنها هي نفسها المذكوره في الحديث:"حفّت الجنة بالمكاره والنار بالشهوات" هي الشهوات اللذيذه

تحايا نقيه

BENT EL-Q8


هلا .,

في حاله ريانه لا اعتقد انها تتذكر امها ., لانها اصبحت ذكرى موجِعَه وسيقودها قلبها الى ماتراه مناسب

بحفظ الرحمن

خريف نجد 11-04-09 08:48 PM

اقتباس:

خريف نجد

سلام مُنَقَى

خديجة بعيده الان كُل البعد عن ريانه ., لا يوجد لديها الان غير عقلها وقلبها

منصور ليس اخ خيريه ., خيريه هي صاحبة فرح في الجامعه وفي الشر والفساد ., هي من يتستر عليها وتعلم بخبايا روحها

لكِ الشكر
عُـذرا لـكِ نـزف ..

ولكـن لم آتصور ان توآصل خيـرو بـ منصور من الممكن أن يكون الا آخوي ..
فـ تواصله معها وكـ أنها شقيقتـه وعندما قالـت لـ ريـانه أنه أخاها فعـلا اعتقدت انه اخاها ..

عُذرا لـ عدم التـركيز .. فـ حروفك شتتنـي ..

أرق تحـيه

نزف ساحل 12-04-09 12:08 AM

خريف نجد

خيريه لم تتواصل مع منصور بأي طريقه ., هي فقط تتستر على فرح ., وتُهيأ لهما جو الخروج المُحَرم
وعندما اخبرت خيريه فرح ان بامكانها الذهاب مع اخيها ., كانت مسرحيه لِتطمأن ريانه انه اخ خيريه ولي رجل غريب تلتقي به عمتها

شكرا لمتابعتك وعذراُ لِشتات حروفي

Emomsa 12-04-09 01:11 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارت جميل ..... فيه صراع من نوع اخر ..... فهو صراع حب الحياة بالنسبة للجد ومحاربة المرض وازمات الربو ..... وصراع الصح والخطأ بالنسبة لفتاة في عمر الزهور وفتاة اختلط بها الامر فلم تعد تعي ما هو الصواب وما هو الخطأ ولكن هل ستستمر فرح في هذا الطريق طويلا وهل ستأخذ ريانة في طريق الضياع هذا .........


اسامة ..... لديه احساس ان اخته لها علاقة ولكنه لا يعرف كيف يثبت ذلك ...... وعلاقته مع ريانة جميلة ولكنها غير قوية ...... فهل يظل متفرج ام سيأخذ خطوة جريئة ......

الجد ........ وصراعه مع المرض والحياة ....... وعصبيته الى اين ستؤدي به ......

ام سليمان ..... دورك في هذا البارت روتيني ... لم نرى قوتك ...... ولكن اين انتي من فرح ..... الستي امها ..... لماذا هي بعيدة عنك ؟

فرح ........ الى اين في هذا الطريق ؟......... ومتى ستفيقي ؟...... هل عندما يطلب منصور منكي رءوية ريانة مرة اخرى ....... ويساومك على رؤيتها ام متى ..........؟

ريانة ........
ماحدث اليوم كان اشبه بحلم يمر على اطراف ريانه ليجعلها ترتعش ., فعلياً هي كانت ترتعش منذ ركوبها مع الرجل الغريب وحتى الآن ., تعلم بقرارة نفسها ان ماحدث خطأ غير قابل للجدال او الإقناع كما فعلت فرح معها ., لكن احست بشئ بداخلها ., نظرات منصور كانت تنم عن اعجاب ., بالتأكيد بها شئ يختلف عن باقي الفتيات والا لِما لاحقها منصور بِعينَيه كثيراً سواء داخل او خارج السياره ., شئ ما احسته ريانه والغالب الخوف والرهبه من الموقف ., "لـــكِـــن " ., تلك الكلمه لازمت ريانه خوفٌ ولكن يوجد شئ ما ., رهبه ولكن يوجد شئ ما ., كان منصور فنان فتيات استطاع رسم شئ ما بداخل ريانه اجبرها على الاستسلام له بطريقه او باخرى .,


اعجبني جدااا هذا الوصف لحالة ريانة .... وهناك تساؤل هل ما حدث مجرد حلم سينتهي بانتهاء الليل والاستيقاظ ام بداية لكابوس الحياة الصعبة اتي سوف تمر بها ريانة في الاحداث القادمة ......


وهل هو حلم ....؟.. ام بداية لمفترق طرق بين الصح والخطأ وايهما ستختار ؟ ام ايهما ستسير ؟.......


مازالت الرواية ملبدة بغيوم الحياة الصعبة في ايام خديجة وريانة .....

البارت كان رائع ..... ولا نملك سوى القول بانكي تتقدمي وتستمري فنحن في انتظارك ........

نزف ساحل 13-04-09 02:44 PM

الحياه عُُرسٌ من صراعات ., هناك متفرجين وهناك المرشدين

اتمنى ان يكون لكل انسان مرشديُقَوِمُه ., كمسلمين لدينا الكتاب والسنه اعظم دليل على وجه البشريه ., لو رجع له ايٌٌ من افراد العائله لكان خير مُعين .,

Emomsa

مواصـلتي نبعٌ من تواجدكم بجانبي :friends:

نزف ساحل 06-05-09 11:13 AM

الجزء الحادي عشر
الشكر لله أن العيد جاء قبل موعده !,

صباح المطر وهو يغازل سطح بيت الجد ., صباح الاطفال الذين يكتفون بقبلة أمهاتهم فطوراً ., صباح شتوي ممطر وقد اجتمع الجد والجده وريانه على مائدة الفطور ., من عادة ريانه النهوض باكراً حتى في أيام العطل الرسميه ., هي عطله الربيع من أسبوعين فقط لكن لها نكهه خاصه .,
"ريانه لما تنهضين باكراً يا عزيزتي " الجد ابو سليمان
"لا اعلم هي الساعه البيولوجيه .. اعتقد!" ريانه تداعب حبات الزيتون
" مم الساعه البيولوجيه تلك لما لا توقفين منبهها " الجد
" هاها جدي ليس لها منبه " ريانه تضحك بقهقة الأطفال

دق الهاتف ., وذهبت ام سليمان لترى مَن على الخط ., " دعيني انا اجيب اكملي فطورك جدتي" ريانه تقفز من المائده الى الهاتف
" ألو " ريانه
" .... " لا مجيب
" ألو .. مَن " ريانه
يتدخل الجد :" اذا لم يجيبوا اقفلي الهاتف "
ترد عليه ريانه وقد اغلقت السماعه بيدها :" لكن هناك صوت ..صوت مُشَوَش!"
"الو " ريانه
"اهلا حبيبي "
جمود من جهة ريانه ., وقفت ولم تحرك حتى الهواء المحيط بها ., اصفرت وجنتاها .,
"اهلا" ريانه
ام سليمان :" من على الخط "
ريانه ترد باستفهام يخالطه رعشه :" هذه أمي يا جدتي!"
ام سليمان :"أمك ., كيف حالها؟ وحال مازن ؟ اخبريها أن .. " يشيراليها ابو سليمان بالسكوت , فخديجه اتصلت بابنتها وليس بهم
سكوت اخرس من الطرفين ...
" اهلاً !" ريانه تبدأ بفرط خرزات السكوت
" كل عام وانتِ بخير " خديجه قد رتبت لِهذا اللقاء مجموعه كلامات لكن اسراب الخوف اخذت كل حرف منها
"لِما !؟" ريانه وقد عرفت المغزى
" يوم ميلادك اليوم حبيبتي" خديجه
"لولا ميلادي لما اتصلتي!" ريانه وبدأت عينيها تذرف دمعات
" ..... " سكوت من جهة خديجه
" لِمَا تنتظرين يوم ميلادي لتخبريني ان كل عام سأسمع عنك مره ! " ريانه اصبحت معاجم العالم مفتوحه امامها لتنهل منها اقسى و أحن الكلمات
تردف ريانه : " لما لا تتطمنين علي من فتره لِأخرى ., ان كنتِ لا تريدين سماعي فقط ضعي مازن على الهاتف اريد ان اسمع عنه ., مرت اسابيع وكُنتُ في كل مره يدق فيه جرس الهاتف يقفز معه قلبي ., بانتظارك ! ., اين كنتِ !"
تبكي ريانه مطولاً على الهاتف وقد ضمته اليها وكأنها تريد ان لا ينقطع الاتصال بينها وبين عائلتها المتغربه!
ترد خديجه وفي نبرتها بحة الشوق :" ريانه والله العظيم كنت احاول مراراً الاتصال بك لكن الخطوط دائماً متقطعه ورديئه ., ويجب ان اذهب الى المنطقه المجاوره كي اتصل لان خطوط الهاتف لدينا بها مشاكل .."
" امي !! لا تتعذري فأعذار العالم لن تغفر لكِ عندي" ريانه تخرج تلك الكلمات كالنار من قلبها الصغير ., قالتها وكبرت ريانه بضعة سنوات بعد تلك المحادثه ,. قسى قلبها من قسوة الأيام عليها ., معذورة تلك الصغيره فأهوال الغربه غَرَبَت روحها ., تركت السماعه وذهبت الى غرفتها عند فرح النائمه وخبأت رأسها بداخل غطائها واغمضت عينيها لتترك الدموع تنساب على وجنتي الورد
التقطت ام سليمان الهاتف :" الو ., ام مازن ., اهلاً"
خديجه وقد ظهرت علامات الأسى على صوتها :" اهلا ., كيف احوالكم وكيف عمي ابو سليمان"
ام سليمان : " الحمدالله جميعنا بخير ., ونسأل عنكم ؟., كيف حال مازن ؟"
خديجه :" الحمدالله يطلب رضاك .,ام سليمان اتمنى ان تخبري ريانه انني كنت احاول مراراً الاتصال ., وانها بروحي دوماً ., وانني سآتي لأخذها قريباً ., لكن الاوضاع هنا مزريه نوعاً ما ., ومكوثها لديكم افضل حل .,بلغيها التحايا .. ارجوك"
ام سليمان تغلق الهاتف وقد صعبت عليها ريانه ., لكنها احست بروح الأم خديجه وكيف انها ضحت بابنتها من اجل سعادتها وأرتأت ان تركها احلى الأمرين .,

ابو سليمان وقد تأثر من المكالمه واحس ان على عاتقه تلك الطفله ., فهي لها مشاعر واحاسيس ولم تعد طفله ., قد تضحك لكن خلفها ألام الدهر ,. " يالله كن بعونهما ., اصعب قرار والله والله "
ذهبت ام سليمان الى ريانه وفتحت الغطاء : "ريانه حبيبتي لا تكوني قاسيه على امك ., فهي امك ايضا ., وقد اخبرتني انها حاولت الاتصال لكن الظروف يا ريانه الظروف يا صغيرتي "
تتكلم ريانه وقد كَونَ الدمع مجريان على خديها :" لا اريد ان نفتح هذا الموضوع مره اخرى ., انا لدي اخ واحد تبقى من عائلتي .,ارجوك جدتي اريد ان انام"

ذهبت ام سليمان الى الجد :" ياااه كم تعز عليّ تلك الفتاه ., الله يجبرها" ., رؤيه ريانه بهذه الصوره المنهاره يجعل اقسى قلب يرق لها ., طفله تُترك لعائله لم تعرف الا اسمها وتتأقلم لتتعايش معهم ., احبتهم واحبوها لكنها تظل غريبه ., فالأيام الجميله ولت وعليها ان تعتاد غربة الوطن هذه

"سأتصل بعبدالعزيز ., لنرى ماسنفعل!" تمسك السماعه ام سليمان ., وبعد نصف ساعه في غرفة الجلوس يتواجد عبدالعزيز واسامه والأبوان ., يتكلم عبدالعزيز :" لاداعي للقلق سأتولى التفاهم مع ريانه ., والأمور ستجري كما هي ., فلا مستجدات بالموضوع "
يتدخل اسامه :" لكن يجب علينا مراعاه نفسية ريانه فهي فتاه حساسه جداً"
ترد ام سليمان :" لا اعتقد اننا مقصرين معها ., فأنا اعاملها كفرح"
عبد العزيز:" افضل ان انقلها لتعيش معي بالبيت مع بناتي فهن في مثل سنها "
اسامه :" لاداعي فهي مرتاحه لدينا .و ثم لا نعلم ماهي ردة فعل زوجتك"
عبدالعزيز:" سحر انسانه طيبه وملتزمه ., لا يوجد ممناعه منها ., عموماً دعونا لا نستبق الاحداث ., فرأي ريانه هو الأول والفصل"

بالطرف الأخر من القشه تركن خديجه في غرفتها وانفاس امها المتسارعه جراء سعال عرضي ., الساعه تشير بتثاقل الى التاسعه صباحاً ., المنزل هادئ بعض الشيء الا من ديك يصيح في الخارج ., دموع اسى في مقلتي خديجه ., تعلم ان ذنبها غير مغفور له عند ريانه ., فأين هي منها قبل بضعة أسابيع ., تلوم نفسها لِمَ تركتها بدون ذكر الأسباب ., ولِمَ لَم احاول ان اتصل في اليوم مئة مره ., جربت الاتصال مرات ومرات لكن ريانه لها النتيجه الظاهره ., رأت مازن يتقلب على الفراش من شق لشق وكأن هاجس ريانه يحوم حوله ., رأت ان تجعله يحادث اخته ., نعم يجب عليه محادثتها ., خديجة لديها رهبه الموقف وكأنها تهرب من أمرٍ واقع لا محاله وماإن تصادفه حتى تلوم نفسها ., ترغب ان يحادث مازن اخته ولكن تخاف من ردات الفعل من أي منهما ., صحيح ان مازن حالياً يفتقد ريانه لكن مع الوقت اصبح وجودها خيال عنده ., وتتوقع انها هي كذلك ., والحقيقه نعم البعيد عن العين بعيدٌ عن القلب ايضاً ., حتى وإن كان عزيز فالأيام كفيله بركنه في ذكريات الماضي بتأنق المكان المُخَبَأ به !

طَرقُ باب خفيف على غرفه خديجه ., تذهب خديجه واذا به اخيها هشام :" صباح الخير ., أتريدين ان اعمل لك بيض معي !" ثم تصيبه الدهشه من خديجه : " مابال كل هذه الدموع !"
تخرج خديجه من الغرفه وتغلق بابها وترتمي على هشام باكيه :" اتصلت على ريانه اليوم ! " ولم تكمل فهشام اعلم بالحال
" وهذه اول مكالمه أليس كذلك" هشام
خديجه : "نعم ., وذلك تقصير مني ., حاولت ., لكن لا لم احاول .," تتشتت الكلمات في جوفها كدوائر حجر رُمي في بركه
يرد هشام :" دائماً بدايات الأمور صعبه ., ولا تلومي نفسك ., كُنت معك في كل مره لم نلتقط الخط ., انا اعلم ان ريانه بقلبك وعقلك وروحك فأنت أم في النهايه ., ومن وجة نظري انتِ أم شجاعه جداً لإتخاذك قرارات صارمه لصالح ابنتك "
يدخلان المطبخ واذا بماجد يجلس على طاوله الطعام بانتظار احد ما ليقوم بمشاركته الفطور ., فقد اعتاد مشاركه هشام او امه ببيض الصباح!
عرف ماجد القصه واردف : "خديجه انا اتكفل بجلب ريانه الى هنا متى شئتي بدون كلفه ذهابك ., لكن أرى ان تنتظري قليلاً ., ثم ان ريانه مرت بظروف صعبه ومن الطبيعي ان تجدي ردة الفعل هذه "

اتفق الجميع على اخذ مازن لِيُحادث اخته قليلاً ., ووضعوا البيض بالمقلاه على الطاوله واكلوا منه بنهم الا خديجه التي اكتفت بالقليل ., وكان النصيب الأكبر لماجد الذي التهمه التهاماً لدرجه انه بدا شجار اخوي على اخر لقمه !

طبيعة منزل اهل خديجه ريفي بسيط ., يغلب عليه الحصير والخيزران ., به مجموعه من الدجاج وديك ويحوي ايضاً على بضعٌ من المعز وبقرتان ., في السابق كان العدد يفوق ذلك بكثير بحكم انهم بمزرعه وتُمَول عدد من المناطق القريبه ., ولكن الحال لا يسكن على حال.,

تصحو ام خديجه وقد قرر الأخوه عدم اخبارها بما حدث فمصائب الدنيا تنكب على عاتقها وهي غير مؤهله لغيرها ., " صباح الفل " ام خديجه على ابنائها
" صباح الخير ., فاتكِ عجة البيض من يَدَيّ " ماجد غامزاً
تتكلم الام مديره ظهرها له بنية اعداد كوب من الحليب لها :" لا اعتقد !"
يضحك الجميع على ماجد , في هذه الأثناء تدخل زوجة هشام :" لو لديك زوجه لما احتجت احداً ليعمل لك بيضاً"
يرد هشام :" انا متزوج وانا عملت البيض لنفسي " هشام لديه روح مرحه جداً ويستطيع تلطيف الاجواء بسهوله
يضحك الجميع ., وتتكلم خديجه :" فعلاً ماجد لماذا لم تتزوج بعد "
يرد ماجد بسرعه : "لم يخطبني احد بعد"
خديجه :" الزواج ستر يا ماجد ., ومااحلى الدنيا عندما تملأها أطفال من لحمك ودمك "
خديجه قالت الكلمات بعفويه سريعه لدرجه انها استوعبت عندما انتهت انها ضربت على وتر قلبها ., آه ريانه

ريانه في منزل جدها استيقظت من اغفاءه سريعه انستها بعضاً مما حدث ., نزلت ووجدت عمها عبدالعزيز .,"اهلاً ريانه "
سلمت عليه وجلست ., اردف :" لقد جئت بنفسي كي ادعوكِ لدينا على الغداء ., سحر تُعد لنا دجاج بالزعتر"
ريانه:" دجاج بالزعتر ! وكيف مذاقه!"
عبدالعزيز :" تعالي لتتذوقيه بنفسك ., اعِدك شهي للغايه"
ريانه أومأت بالموافقه ., وقد علمت بقرارة نفسها ان الدعوه لها علاقه بمكالمه والدتها

في منزل العم عبدالعزيز حيث سحر وثلاث فتيات رابعتهُن هي ريانه ., وقد تذوقت الدجاج بالزعتر وكان شهياً :" خالتي سحر الدجاج اكثر من رائع ., اشكرك" ريانه بأدب
سحر تبتسم :" لا داعي للشكر ., فنحن احببناك ونتمنى ان تقيمي معنا لمده ., فالفتيات في مثل سنك ., وستمرحن كثيراً"
ريانه :" اود ذلك لكن لا استطيع فبيت جدي مكان ملائم ., ولا اريد ازعاجكم"
عبدالعزيز :" لا يوجد ازعاج حبيبتي ., فأنا اتطمن كثيراً عندما تكوني ضمن نطاق عائلتي"

ريانه عرفت الان ان عمها يريدها في بيته لان بيت الجد لا يوجد به من يفهمها الجد والجده كبيران في السن ., فرح مراهقه ولها شخصيه أنانيه ., اسامه مهما كان فهو رجل ولا يتفهم ., اما هنا في بيت العم فالكثير من الفتيات ., هن ثلاثه لا يفصل بينهما الا سنه ., فسحر لا تطيل كثيراً بين الحمل والأخر ., وايضا العم عبدالعزيز انسان متفهم وتتذكر مواقفه مع امها ., وسحر انسانه طيبه وتتفهم الفتيات نظراً لوجود بناتها ., تعلم ريانه انه كُتِبَ لها التنقل في البلاد ., وانها يجب ان تتأقلم سريعاً في أي مكان كي تعيش فقط ., صعب وقاسي شعور عدم التوطن لكن القدر يختار وريانه لها حق الاختيار ايضاً

وافقت ريانه على المضي قدماً ., وعلى المكوث ولو لفتره بسيطه مع العم عبدالعزيز والفتيات ., وكان لديها شرط ان تعود لبيت الجد متى شاءت ., وكان قبول الطرفين سيد الموقف ., لملمت حاجياتها من غرفه فرح : " الى اين ريانه ., فعلاً ستذهبين لبيت عبدالعزيز" فرح
ريانه تجيب وهي تضع قطع ملابسها الصغيره :" نعم ., سأجرب الحياه هناك "
فرح : "متأكده انها ستعجبك ., لان الفتيات في مثل سنك ., وستكُنّ في مدرسه واحده "
تعلم ريانه ان العمه فرح اكثر انسان سعيد بهذه النقله ليصفى جو الأُنس الليلي
تعكر محادثات نفس ريانه صوت فرح :"سأزورك كثيراً لاني سافتقدك "
ريانه :"نعم شكراً"

تنزل بعض من كتبها معها وحقيبه يدها وتنادي عمها اسامه ليساعدها ., "عمي اسامه هل تساعدني في حمل حاجياتي؟"
"نعم ياحلوه بالتأكيد ., ريانه سأشتاق لكِ ., عديني ان لا تطيلي الغيبه" اسامه وقد تقطع قلبه عليها
"اعدك عمي ., ولا تنسى ان تأتي لزيارتي " ريانه تترجى احن شخص عليها في المنزل
تنزل ريانه وخلفها اسامه مع حاجياتها ., يراها الجد :" ريانه تعالي بجانبي" وكأنه يريد ان يحكي لها حكايه كما الأجداد ., لكن حياه ريانه حكايه كبيره فلا تحتاج لأي من الحكايا الطفوليه :" ريانه متى شئتِ ارجعي لست مضطره للمكوث ببيت لا ترتاحي فيه ., انا لم اوافق في البدايه فأنا احب ان اراك امام عيني ., لكن بعد التفكير وجميعنا يعرف ان بيت عبدالعزيز ملائم لكِ ولمصلحتك ., عموماً ريانه اعتبريها زياره ., اتفقنا"
قبله على رأس الجد :" بالتأكيد ستكون زياره فقط"
مد الجد يده المرتعشه الى جيبه واعطاها بعض من النقود و كتاب مُهترئ صغير عليه جلد عنابي ومن الزمن اصبح بني :" لم اعلم لِمَن اعطي الكتاب ., وجاءت بك الأقدار الينا كي اسلمه لكِ "
ريانه وقد امسكت الكتاب تريد فتحه :" ماهذا يا جدي!"
الجد :" لا تفتحيه الان ., واخفيه مع حاجياتك الثمينه ., فهو يحوي أثمن الأثمان من حياتي "
ريانه تبتسم :" اهااا ., خواطرك جدي "
الجد كاتب متمرس يحب الأدب والتاريخ ., ويكتب الكثير من الخواطر الأدبيه ., وكان يأتيه الأدباء لتصحيح الملافظ والكلمات .,
" نعم هي خواطري .,لكِ " الجد وقد لمعت عيناه
سبحان الله مهما كان الانسان قوياً في شبابه وجَلَداً ., يأتيه الزمن لِيرسم خطوطه على خَلقه وخُلُقَه فيتغير ., فقد كان قوياً جداً صلباً كالحجز ولا تهزه الرياح العواتي ., ولم يروا له دمعه قط ., لكن الكهوله تُحَسِسه بين حين واخر بعجزه ., وغالباً مايكون الخائن الأكبر الدموع

تضم ريانه افراد اسرة الجد ., وكان بانتظارها عمها عبدالعزيز ., وقد جلب فتياته معه بالسياره لمؤانستِها ., ركبت ريانه وركبت معها همومها الى مكان تجهله ., قد يكون خلاصها وقد يكون غير ذلك ., قد يُحبِبها بالرجوع الى بيت الجد او قد ترتاح فيه ., تساؤلات عده تدور في مخيله الصغيره طوال الوقت لكنها تركتها للأيام لتكشف الخافي

وصلت للمنزل بمعانقه حاره من سحر ., وذهبوا الى غرفة الجلوس لترى ان هناك كعكه لذيذه بانتظارها كُتِبَ عليها " كل عام وانتِ بخير "
تبسمت ريانه وتركت الحياه تسير الى الأمام فلا يوجد ماتنتظره في الخلف ., فالوفاء الذي يشع من كل نسمه من انفاسهم ., ربما هو ما أغرمني بهم ., سرقوني ومضينا ., قد يكون الى غير رجعه ., فقط سَأُغمض عيني واتخيل بأن مايحدث هنا هو واقع جميل ., سأتشبث به حتى يتركني هو!



ارادة الحياة 06-05-09 01:14 PM

السلام عليكم
اليوم الجزء ارضى نفسي الملتهفة لسطورك
بوركتي عزيزتي
اقتباس:

بركنه في ذكريات الماضي بتأنق المكان المُخَبَأ به !

هذه الجملة تحديدا اعجبتني وبقوة من الرائع ان يكون لنا ركن انيق في قلب شخص ما حتى وان كان ركن منسي المهم ان يكون انيق لانه يدل على تميزنا داخل قلب ذالك الشخص
والنسيان نعمة من الله علينا نحن البشر
والتأقلم مع ضروف الحياة نعمة اخرى نحن غافلون عنها
والحمد الله الذي وهبنا نعمه بسخاء ونحن دائما بخيلون بالعطاء
اعتقد وجود ريان في بيت عمها وبعيدا عن عمتها امر بصالحها اذا لم تتدخل الغيرة في نفوس بنات العم
بصراحة نزف انا مع تصرف والدة ريانة عندما تأخرت بالاتصال لان مشاعرها بالتأكيد سوف تكون حائرة ومربكة ولاتستطيع التبرير لما فعلت اول الامر ومشاعر ريانة سوف تكون ثائرة وعاتبة جدا اما بعد ان مضى الوقت ريانة وان كانت ردة فعلها قوية الا انها سوف تكون اقوى لو كان الاتصال في وقت مبكر >>وجهة نظر
بكل الشوق انتظر ما سوف تحمل سطورك بالجزء القادم

خريف نجد 07-05-09 02:40 PM

مرحبا .,


كما تعودنا ., جُزء رائع وأحداثُه أروع .,


::


ريانه ., خديجه ..


أعجبني تصرف خديجه , فلربما لو حادثتها في أول رحيلها .,

لكان صعبا على الاثنـين .,

ريـآنه ., زيارتُها لـ منزل العم عبدالعزيز ., أعتقد أنه خيرٌ لها .,

ولكن لو كـان بدون تحسس بنـاته .,


فرح .,


تود أن تذهب ريـانه ., لـ تُحادث من هو أنيسٌ لها .,

بـ حريه أكبر ., فـ خوفُها كان على ريـانه أن تكشفها .,


العـم عبدالعزيز , الجد أبو سُليمان .,


كٍلآ تصرفهما , صآئب .,

ولكن أرجو أن يسير الحـال بـ دون إعاقات .,


مازن .,


رُبما يرفض مكالمه ريانه هاتفياً .,

ولكن السبب مجهول بـ النسبه لي .,


نـزف ., المُتألقه دائماً .,


أود أن أكون أول السطور لـ أُحييك ع إبداعك .,

ولكن يوجد هُناك من يسبقُني دائما .,


خـالص الاحترام .,!

لك.. ورده .,

نزف ساحل 07-05-09 05:36 PM

ارادة الحياة

وعليكم السلام والرحمه

وباركك الرب يا ماسه ., تلك الجملة التي اعجبتك ترددت مراراً عن كتابتها وتفاجأت بأن اغلب القراء اُعجِبَ بها !
من بداية الروايه وانتي مع خديجة لدرجه انني عندما ابدأ بكتابه الجز اتصور اراده هي خديجه : )

انتظري جعبتي فلديها المزيد


خريف نجد

مازن مازال مُخَبَئاً بين السطور ., مازالت الكلمات تتجاهله في كل جزء ., تُرى هل هناك مستور!

احترامي لك سيدتي

BENT EL-Q8 08-05-09 03:40 PM

السلام عليكم..
بارت ومثل ما تعودنا رووعـه..والي زاد من روعتـه انه طويـل:).. يسلموو عالبارت..

ريـانه
وكلامهـا لأمهـا..وقسوتها عليهـا..ما الومهـا صراحـه..هي ما تدري ليش امها تركتهـا..ولا تدري ان امها قلبهـا يتقطع عليهـا..ولا تدري انها جربت تدق عليها مليوون مرة..ولا علـق الخط..يبيلهـا وقت عشان تسامحهـا..وتتعود على فراقهـا..قعدتها ببيت عمها عبد العزيز..اعتقد انها اريح لهـا..خاصة ان في بنـات من عمرهـا..وان مرت عمها وعمها متفهمين..وفوق هذا اهما يبوونها..صج انها بتحس بالغربـه بينهـم..مهما سوو معـاها..بس شتسوي..كلامهـا وان مالها من اهـل غير مازن..مو من قلـبها..مهما كان تتم خديجة امهـا..بس مثل ما قلـت يبيلها وقـت..

خديجة
وكلام بنتهـا لهـا..وايد اثر عليهـا..بس شتسوي ما كان عندها غير هالحـل..مافي ام ترضى تترك قطعه من قلبهـا وترووح..الا لو كان في سبـب قوي..نفس حالتهـا..حلو انها بتخلي مازن يكلمهـا..يمكن تفهم منه ان عندهم ظروف..لكنهم بتموون يتواصلوون معـاها..مو مرة كل سنـه..

بنووتة

Emomsa 09-05-09 01:05 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حمدالله على السلامة .......

وحشتينا وافتقدناكي في المنتدى ....


رائعتك الجميلة مازالت تسري في سمائها الغيوم ...... والى متى .... سنعرف مع الاحداث ...


خديجة ..... ومحاولة التأقلم بعيدا عن ضنى القلب ....

ريانة .... ومرحلة جديدة في الانتقال ..... فمتى ستستقر ؟

اسامة ... القلب الحنون .......

الجد .... وهديته الغالية ....

العم احمد وعائلته ... مع الايام سيقبلون بريانة ام ......


تساؤلات راح نعرفها مع جديدك .........

نزف ساحل 09-05-09 11:27 PM

BENT EL-Q

الأهم ان الجزء ارضاكم : )
قد تكون رده فعل ريانه مؤقته تجاه امها وقد تكون ابد الدهر!

بنوته عبق الورد بين يديك

Emomsa

وعليكم السلام والرحمه
سَلَم الرب روحك
اخشى ان تكون الغيوم ازليه في سماء ريانه !

انتظري القادم يا سُكَر

نزف ساحل 26-05-09 09:55 PM

الجزء الثاني عشر
أنت الفارق الأكبر !,

منزل العم عبدالعزيز كبير برغم قلة الأفراد ., يحوي المنزل ثلاث فتيات يافعات كُبراهُن سلمى وتكبر ريانه بثلاث سنوات ., الوسطى هي سُهى بنفس عمر ريانه ., الصغرى سندس تصغُر ريانه بسنه ., جميع فتيات عبدالعزيز تبدأ أسمائُهُن بحرف السين وذاك تبعاً لحبه الشديد لزوجته سحر ., أيضاً هو ميسور الحال فلديه مكتب عقارات يتعامل مع داخل وخارج المملكه لذلك أحياناً يضطر للسفر لمصر أوسوريا أو دول الخليج لرؤية بعض الفرص الاستثماريه هناك ., حياته رائعه بوجود زوجته وفتياته فقد رباهُن على اخلاق عاليه جداً .,
لكل فتاه غرفتها الخاصه ., وكذلك ريانه اصبح لديها غرفتها الخاصه ., قَرعٌ على الباب ., ريانه :" من ؟ تفضل "
عبدالعزيز :" ريانه أنا "
ريانه:"عمي تفضل"
يجلس عبدالعزيز بجانب ريانه على سريرها:" ريانه لدي اقتراح لكِ"
ريانه تهز رأسها ليكمل
" مارأيك ان تنتقلي الى مدرسه الفتيات " العم عبدالعزيز يستشير ريانه
تهز ريانه رأسها بالإيجاب : "لا مشكله "
عبدالعزيز :" اذا كان هناك مضايقه فلاداعي., لكن اريد ان اتطمن عليكِ مع الفتيات ., وتستطيع سحر ان تسأل عنك مع الفتيات"
ريانه :" طبيعي عمي لا بأس"
العم :" هل تريدين ان تفكري بالموضوع ثم اسمع قرارك؟"
ريانه :" لا عمي ., فعلاً انا اريد ان اكون مع الفتيات ., اشكر لك اهتمامك "

وانتقلت ريانه مع الفتيات الى مدرستهن ., تغربت ريانه بجميع احوالها حتى بمدرستها ورفيقاتها ., لكنها تعي ان العم يريد مصلحتها ., كذلك لاتريد ان يكون هناك مشوارين لمدرسه الفتيات ومدرستها ., آثرت ريانه راحة الجميع على راحتها ., ولكن لديها هبه من الله انها محبوبه من الجميع فأينما حَطَت أحبها من حولها ., وايقنت ان المعلمات والطالبات سيعرِفنَها بمدرستها الجديده كما سابقتها .,

اول ليله لريانه في غرفتها الواسعه بنافذتين كبيرتين امام سريرها ., وضعت رأسها الصغير على الوساده الكبيره ., تذكرت كيف دارت الحياه معها لتُصبح هنا بالنهايه وقد تكون بداية النهايه ., مرت أطياف أُمِها وأَخِيها فأوحشها المكان ., أوحشتها الستائر البيضاء المتدليه من بداية السقف ., أوحشتها مرآة الحائط ., أوحشتها دقات الساعه تيك تك .. تيك تك ., أوحشتها ظلمة المكان فذهبت لتفتح إنارة الغرفه ., واستلقت على سريرها مره اخرى ., فرأت الكثير من الظِلال لكل شئ بالغرفه ., وتهيأ لها وكأن الظلال تَحُوطُها ., ففتحت باب الغرفه قليلاً ., ولكن إناره الممر الخافته اخافتها أيضاً., وتهيأ لها وكأن احداً ما يراقبها من فتحة الباب ., فأخذت لحافها ووسادتها وذهبت الى غرفة سلمى أكبر الفتيات ., وجدتها نائِمه فالساعة تشير الى مابعد الواحدة فجراً ., فرشت اللحاف على ارضية الغرفه البارده وتوسدت وسادتها واستسلمت للنوم .,

"ريانه حبيبتي ., استيقظي " سحر تربت على كتف ريانه
" أهلا صباح الخير " ريانه بعين واحدة مفتوحه
سحر:"صباح النور ., لما انتِ هنا بغرفة سلمى ؟"
ريانه:" لا اعرف فقد أوحشتني الغرفه قليلاً "
سلمى من على سريرها تنظر الى ريانه :"لابأس إن أردتي المكوث هنا حتى تعتادي على غرفتك"
"شكرا سلمى" ريانه وهي تُلَملِم وسادتها

ذهبت ريانه مع بنات عمها الى مدرستها الجديده ., وتعرفت على صديقات سهى كونها بنفس مستواها الدراسي., وفي نهاية اليوم الدراسي زارت سحر مدرسة ريانه لتلتقي بالمعلمات وتخبرهن عن ريانه وحالتها الاجتماعيه ., سحر معلمة ايضاً لمادة الحساب ولكن في مدرسة اخرى ., المعلمات في مدرسة الفتيات يعرِفنها جيدا فهي أم طالباتِهن الخلوقات ., " واضح انها خلوقه لكن تبين لي انها انطوائيه نوعاً ما" احد المعلمات تحادث سحر
سحر :" طبيعي فهذا يومها الأول ., كذلك هي غريبه فأمها ليست بالقريبه"
تستدرك سحر:" اتمنى ان تتعاطفوا معها قليلاً "

سفرة مفاجئة لعبدالعزيز الى قطر لبعض اعمال العقار هناك ., يودع زوجته وفتياته الثلاثه أو الأربع حديثاً ويستقل طائرة المساء ., تُحكِم سحر قفل الأبواب والنوافذ فهي أنثى تخاف الوحده بدون عبدالعزيز ., يرن الهاتف :" ألو من ؟" سندس ترد
" اهلا سندس ., دعيني احادث ريانه" ام سليمان
ريانه :"اهلا جدتي "
الجده :" ريانه لما لا تأتين غداً الاربعاء لدينا وتنامي الى الجمعه فقد اشتقنا اليك"
ريانه: "حسناً ., سأُخبر خالتي سحر "
تقفل ريانه وتخبر الخاله سحر بذهابها الى بيت الجد غداً وحتى نهاية عطلة الأسبوع ., وترد عليها سحر بالموافقه ., تجمع ريانه بعضاً من الحاجيات التي ترى انها قد تحتاج اليها هناك في المنزل الثاني أو الأول فقد تلاشت الاولويات لديها ., لم تعلم ماهو ملاذها ., شعور الانسان بانه في غير مكانه الصحيح شعور يدعو للريبه في جميع الأحوال ., لا تعلم إن كانوا فعلاً اشتاقوا اليها ام زيارتها من اجل التخفيف على بيت العم عبدالعزيز !

في اليوم التالي بعد المدرسه انزل السائق مع سحر والفتيات ريانه الى بيت جدها فسحر لا تترك الفتيات بمفردهن مع السائق ., كان بيد ريانه حقيبة المدرسه وحقيبة ملابسها الصغيره ., دخلت وكانت تباشير الفرح على وجه الجد التي اظهرت الكثير من خطوط الزمن على جبينه وأعلى خديه ., " أهلاً بريانه أهلاً " صوت الجد تُخَالِطُه ابتسامه عريضه ., ضمها وكأن الدهر حال بينهما وليس اسبوع !
حضرت الجده واسامه لرؤية ريانه ., تبدو على وجوههم الغبطه برؤيتها فقد افتقدوها كثيراً ., حَمَل اسامه حقيبة ريانه ., " أين عمتي فرح ؟" ريانه
" بغرفتها كسجينه ., لا نراها الا وقت الطعام كالهره " اسامه يتهكم
رأته الجد بعين اللارِضى
صعدت ريانه لفرح وقرعت الباب ثم فتحته واذا به مقفل ., ثم قرعت : "عمه فرح؟ " .,
"نعم سأفتح حالاً " فرح بعجل
بعد دقيقه فُتح الباب :" اوه ريانه سُرِرتُ برؤيتك" فرح تضم ريانه
تبتسم ريانه :" وانا كذلك ., افتقدتكم"
وجلست على السرير تخبر عمتها بيومياتها ببيت العم عبدالعزيز وكيف ان اول ليله شعرت بخوف شديد ولكنها اعتادت ذلك

في الدور الأرضي من المنزل تحديداً بغرفة الجلوس " هل اخبرتيها ؟" الجد يتسائل
الجده :" كلا ., دعها تستكشف لوحدها "
يدخل اسامه :" سأصطحب ريانه للعشاء خارجاً"
الجده:" وفرح ايضاً"
يلوي اسامه وجهه استياءاً
يذهب اسامه لغرفة فرح:" ريانه هيا لنخرج للعشاء"
ريانه:" حقاً !! هيا "
اسامه يلتفت الى فرح :" وانتِ ايضا"
فرح تلتفت الى مرآتها وترتب شعرها بهدوء ., وقفزت ببالها فكره :"ألو ., منصور"
اخبرت منصور بأنها ستذهب مع اسامه الى مطعم ما وذلك لان ريانه موجوده ., وافق منصور على الفور

في المطعم جلس الثلاثه على الطاوله وذهب اسامه الى دورة المياه ليغسل يديه وصادف منصور صديقه العزيز :" اوه منصور ., اهلا"
منصور بخبث:" اهلا ., رُبَ صدفه خير من ألف ميعاد"
اسامه :" من معك؟"
منصور:" لا احد ., وانت "
اسامه :" الأهل"
ذهب اسامه للطاوله واخذ يتكلم :" صادفت منصور للتو"
فرح :" من منصور؟"
اسامه:" صاحبي"
طوال الوقت كانت ريانه تتحدث واسامه يتجاوب اما فرح فكانت في عالم اخر مع هاتفها ., كانت في حقيقة الأمر تُراسل منصور الصديق الصدوق ., واحياناً توجه ريانه الكلام لعمتها لكن العمه قالب بدون قلب .,
" فرح ! الناس تجتمع حتى تتسامر وانتِ لستِ معنا اطلاقاً" اسامه بحنق
فرح :" انا معكم معكم ., فقط العب بالهاتف"
( دعيني أراك ) كانت مسج من منصور
( لا استطيع فاسامه وريانه معي ) فرح
( اجلبيها معك ) منصور
تلك كانت اخر رساله من منصور لفرح ., وبعدها خرج الثلاثه من المطعم بعد انتهائِهم من العشاء ., وكذلك من الصدفه ايضا ان يرى منصور اسامه في مواقف السيارات ., ليلمح منصور ريانه بسرعه خاطفه ., وهي الأخرى رأته بشكل غير مدروس ., ابتسامات متبادله بين الصديقان ., تليها انطلاقه كُـلن لمنزله

ريانه على سريرها الأرضي في غرفه فرح :" عمه أليس من الغريب ان نرى منصور في المطعم بدون رفقه"
فرح :" وماذا تعنين برفقه !"
ريانه:" اقصد لا أهل ولا أصحاب معه "
فرح :" ومابها! "
ريانه:" لا اعلم فأنا لا اذهب الى المطاعم بمفردي"
فرح :" انت تختلفين عن منصور"
فرح تستدرك:" وماعلاقتنا به لا تزعجي نفسك بالتفكير فيه"
ريانه :" انا لاازعج نفسي كثيراً فيه ., بل هو من يزعج نفسه بي!"
كلمات وقعنَ في مسامع فرح كالريح :" ماذا!"
ريانه :" لا اعلم لكن نظراته جداً حارقه تجاهي"
فرح وقد اخذتها الغيره بعيداً:" ريانه ومن انتي حتى ينظر اليك بتلك النظرات التي تتحدثين عنها !"
ريانه :" انا ريانه "
تبتسم ريانه بصوت مسموع ., وتترك العمه فرح تُتَمتِم بينها وبين نفسها ., ريانه تعلم ان هناك شئ بين عمتها وذاك الشاب منصور ., وتعلم ايضاً انها ليست صدفه كما قررت الصدفه ذلك ., لكنها اخبرت العمه بما احسته فعلاً .,

في الصباح كان الجو جميلاً وباب غرفه الجلوس مفتوحاً الى الخارج ., أصوات الطيور التي توقظ أطفالها لإطعامهم كان رومنسياً ., رائحة الصباح وفل الحديقه وقهوة الجده يمتزجون ليشكلوا رائحه الصباح الغجريه بلامنازع

" صباح الخير " ريانه اول من يستيقظ بعد الجد والجده
"صباح الورد " الجد يبتسم لريانه
صوت الهاتف يريد من يرفعه :" ريانه ارفعي السماعه" الجده تلتفت الى ريانه
ريانه :" ألو .."
"ألو "
ريانه :" مازن اهلاً اهلاً"
مازن :"اشتقت لكِ"
ريانه :" وانا كذلك ., كيف حالك ؟ هل انت سعيد ؟"
مازن :" الحمدالله ., لكن اريدك معيـ .. " يقطع مازن جملته ويكمل :" انا بخير.. وانتي؟" فهناك من بجانبه و غمز له بالتوقف
ريانه :" انتقلت لمنزل العم عبدالعزيز ., وانتقلت لمدرسه اخرى ., لكني اتأقلم "
مازن :" الحمدالله ., انا لم التحق بالمدرسه بعد !"
ريانه: " قد تكون الأوضاع ليست مرضيه ., لكنك ستلتحق بها انا متأكده من ذلك "
مازن : " .... "
ريانه :" مازن ., متى ستأتي اليّ "
مازن :" انتِ من سيأتي الينا"
ريانه:" لا تنتظريني قد لا أتي ., آثرت البقاء هنا "
كانت ريانه قويه من بدايه المحادثه لكن تلك الجمله بها من السحر ماجعل الحزن يغور في دمعتيها
مازن :" أُحادثك لاحقاً ., هذه امي تريد ان تطمأن عليكـ .. "
ريانه :" الى اللقاء مازن ., انتبه لنفسك"
ويُغلق الخط من قبل ريانه
خديجه :" الو .... الوو "
خديجه تلتفت الى مازن:" لقد اغلقت الخط ., هل اخبرتها اني اريد التحدث اليها"
مازن :" نعم يا امي ., لكنها قد لا ترغب بالحديث معك "
ينزل مازن من الكرسي الخشبي الذي اعتلاه حتى يصل الى الهاتف العمومي ., وينتظر امه بالخارج ., فقد سمع الأنين في روح اخته المتغربه ., احس مدى كُرهِها لواقعها المتردد بين منزل واخر ومدرسه واخرى ., علم ان لوم كبير يقع على امه وأثقله ذلك مما جعله يشيح بنظره عن امه كثيراً لِئلا يتذكر بؤس ريانه ., مازن الرقيق لم تخنه عيناه خلال محادثة اخته ., كانت دموعه داخليه عميقه .,
خرجت خديجه تمسح ماابقاه لها القدر من دموع ., وتمسك بيد مازن الى الحافله وفي انتظارهم الخال هشام ., يترك مازن يد امه ويمسك بيد خاله مُبقياً امه تلحقهما في الخلف .,

تلتفت ريانه الى جدها :" ألهذا أردتم وجودي في المنزل ؟"
يسكت الجد وترد الجده :" نعم ., امك اتصلت قبل يومين تريد ان يحادثك مازن فاخبرناها انكِ بمنزل عبدالعزيز ., لذا اردنا ان تسمعي صوت اخيك "
الجد:" بالاضافه الى اننا اشتقنا لوجودك بيننا "
ريانه تشرب ماتبقى من حليبها :" الصوت لا يُرجِع الغائب ., ولا يَسُد فراغ"
الجد :"ريانه لكن المهم ان تتطمني عليهم ويتطمنوا عليك "
ريانه تضع كأس الحليب على الطاوله وتُقلب بمحطات التلفاز الى ان تبقيه على مسرحيه فكاهيه وتسترسل بالضحك معهم .,


غالباً ما تأخذ الفروقات حيز كبير من حياتنا ., ومازن هو الفارق الأكبر في حياتي - على الأقل حالياً - ., فسماع صوته اليوم حرك مشاعر لم تهدأ ., واضمى عروق مازالت ظمأى ولن تزل حتى أراه ., هو الوحيد الذي سأحلم به حتى ألقاه ., هو سندي في ليالي الظلمة عندما لايكون هناك سند ., أما أنا فلا استطيع أن اكون كما كنت فهناك فرق بيني وبين أنا !



ارادة الحياة 27-05-09 07:44 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مساء الورد والود
جزء اليوم يشعرني بمدى عذاب ريانة وضعفها الداخلي
الذي انعكس نحو الخارج ليكون قوة وهمية وقسوة بالغة على نفسها وعلى والدتها فهي تكابر لكي لاتسمع صوت الحبيبة وهي تكابر لتعلن عدم احتياجها لهم وعدم رغبتها بأن تكون قريبة منهم
فألى متى ياريانة هذه المكابرة
والى اين ستقودك حساسيتك من وضععك الجديد

ريانة وفرح
احيانا الصغار يملكون من الحكمة اكثر من الكبار وعندم يشعر الانسان بالوحدة يصبح كثير التركيز على تفاصيل ربما تغيب عن من حوله
فهل كلمات ريانة سوف تدق كناقوس خطر لدى فرح
وهل فرح سوف تستمر في طريقها
ام تنتبه على نفسها فمن يخون صداقة سنين يمكنه ان يخون معرفة عابرة
كل الورد لقلكِ عزيزتي
وننتظر نزف قلمك
بالتوفبق

نزف ساحل 28-05-09 08:32 AM

ارادة

وعليكم السلام والرحمه


مُتابعه كعادتكِ غاليتي
دائِماً عِندما تتلصصُ الريبه من حروفي تأتي تِلك اليد التي تنحرهُ قبل مِيلاده

لِقلبكِ ملايين مِن حقول الورد البرية
سأكون هُنا كثيراً كثيراً

BENT EL-Q8 28-05-09 09:15 PM

السلام عليكم..
الف شكر لج نزف..عالبارت..الي وكالعادة..يهبـل..

فـرح
وكلام ريانة لها..عن نظرات منصور لها..لو ما صدقتها..لكنها بتشك فيه..ويمكن تراقبه..لما تشوفه وتكون ريانة معاهـا..بعد يوم يقولها ييبي ريانة معاج..شرح تسوي..بتعرفها على واحد ثاني..ولا بتحاول تبعدها كثر ما تقدر عن منصور..

العم عبدالعزيز
عجبني..يوم يسأل ريانة..ويأكد عليها..ويبيها تفكر..عشان ينقلها لمدرسة بناته اولا..مادري ليش احس بصيرله شي بالسفـر..او انه برووح العراق..شطحت صح:)..

ريانة
وكلامها لمازن..وانها ما تبي ترووح لهم..وانها سكرت الخط..ما تبي تكلم امها..يمكن ماتبي تضعف..او انها لا سمعت صوتها بتنسى.. ان امها تركتها..وبتذكر بس انها امها..الي ياما وياما تعبـت عشانها.. اهي تدري باللي بين فرح ومنصور..وتدري بعد ان نظرات منصور..لها معنى..شرح تسووي..قعدتها ببيت عمها..بغرفه برووحها..كل ما يت بتغفى..بتحس بالوحدة..والوحشه..لو شنو كانت معاملتهم لها..بس ببتم ببيت غريب عنها..مو بيتها..مافيه امها ولا اخوها..صج الله يعينها.. كلش مو حلو شعور الوحدة والغربه..نفس الشي المدرسة..وكلام سحر للابلات..وانهم يتعاطفون معاها..شي طبيعي بتشوف نظرات الشفقة بعيونهم..وانهم براعونهـا اكثر..اخر سطرين وايد حبيتهم..قريتهم فوق ال3 مرات..:)..

مازن
حلو انه ما بجى..يوم كلم اخته..وحلو بعد انه متفهم وضعها..وحاس فيها..وبوحدتها..بينهم..خديجة..وان بنتها سكرت التلفون..ماتبي تكلمها..الله يعينها..ويحنن قلب بنتها عليها..

بنووتة

Emomsa 28-05-09 10:37 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزء اليوم حمل لناضعف ريانة الداخلي المغلف بالقوة الخارجية حتى تستطيع ان تتأقلم مع واقعها الاليم .........


جزء اليوم حمل لنا مشاعر مازن ومدي احساسه القوي باخته الغائبة عنه جسدا وحاضرة فكرا ووجدانا ...

جزء اليوم حمل لنا نظرة عتاب من مازن للام .... وتصرف عاتب ممكن ان يستمر مدى الحياة من ريانة للام ....


جزء اليوم حمل لنا مدى تعاسة الام وحزنها لفراقها عن ابنتا ... وتفرق الاسرة ....

جزء اليوم حمل لفرح جرس انذار فهل تنتبه ام تستمر في طريقها الضال ...

جزء اليوم نتوجه من خلاله بالشكر الى اسرة العم احمد لترحيبهم بريانة واعتبارها من الاسرة .....


وفي النهاية مازال سؤالنا الذي بدأ مع الرواية ... هل متى تستمر الغيوم في سماءريانة وخديجة ؟..........


امتعتينا ... بالادب الراقي والكلمة والعبارة الجزلة .... فجزاكي الله خيرا .......

نزف ساحل 30-05-09 12:42 AM




بنوته

القارئه المميزه .,., لا جديد

العم عبدالعزيز ., قد لا تكون شطحه : )

كوني هُنا دوماً فمن أجلكم فقط تستمر الأحداث

نزف ساحل 30-05-09 12:47 AM

emomsa

وجزء اليوم يخبرنا كم أن الحياه صعبه على غيرنا لأن الأقنعه تخفي الكثير .,

وجزء اليوم حاول طي علاقة الأمومه عَلّها تكون ماضي .,

وجزء اليوم يدعونا لنبتسم للحياه فغيرنا يحمل متاعب جمّه .,

وجزء اليوم يَحثنا لنصلي كي تزول تلك الغيوم .,

وجزء اليوم اخبرَني بالقارِءات الراقيات المتابعات ., وحمل عليّ صعوبه اراضائِهِن .,

أحبكم

نزف ساحل 25-06-09 06:34 PM

الجزء الثالث عشر
أُمسِيَات البَنَادِق !,

وجود أناس كُثُر خارجين عن القانون او ثائرين على الحكومات يجعل ليالي العراق الجريح تنزف من وابل البنادق وتئِن لأصوات الجرحى المقاومين والعُزَل ., تلك الأصوات تُخبر اهل العراق انها ليست بخير فلا ينام لهم طرف وتُصبح القلوب وجله مُتَرقِبه للمصير ., قرعٌ عَجِل على باب العائلة ونظرات خاطفة لبعضهم البعض .,
" لاتفتح " ام خديجه توجه كلامها لماجد الذي همّ بالذهاب
ماجد : " لا تقلقي " وذهب الى الباب الخارجي ليرى الطارق
تأخر ماجد فلحِقه هشام واذا بعصام مع زوجته وولده وزوجة أنور وبناتها الأربع
هشام "أين أنور؟! "
لم يجيبه احد ., وجه نظره الى زوجة أنور :" مع المقاومه "
ماجد :" لا تخبروا امي"
دخل الجميع بدون أنور ., وبدون كثرة الأسئله علمت الأم وخديجه أين مقر أنور ., طالما كان هذا الشاب مقاوماً وجريئاً ولا يخاف من المُضِي في سبيل الحق ., مرت على العراق طوائف لم تُعرف اهدافها ولا رِجالاتُها وتلك من علامات الساعه كثره اللغط والهرج ويقتل الرجل لا يُعلَم مالسبب ., هناك مقاومه ضد الاحتلال ومقامه ضد الحكومه وهناك الكثير من الطوائف الأخرى التي تتناحر فيما بينها فالسنه والرافضيه على خلاف دائم والأكراد يريدون نصيباً من الحكم لتعويض ماسبق من امتهان - على حد قولهم - ., فكانت البنادق موجه للمدني من كل اتجاه فهو كبش الفداء ليتراجع الطرف الأخر الذي لن يهتم لأمر هذا المدني المسكين ., أصبح الشعب يُخفي مذهبه ويغير اسمه او اسماء ابناءه وبناته حتى لا يُضَحَى بهم باسم الفِداء لِأجل السلام والطمأنينه وكأن الإسلام فَرَقَ بيننا بالأسماء ! يالسذاجتهم ., سُحقاً على هكذا رجال !

صلوات تتلوها ابتهالات ., لِيحفظ الله تلك النفوس البريئه المُسلِمه من كل أذى ., صوت دويٍ هائل ليس بالبعيد ., صرخات الأطفال وقرع قلوب الأمهات وعيون الأباء التائِه وعلامات الاستفهام المتطايره " من أيِ مصدر ذاك ! " ., بدأت ستائر الليل تنقشِع ويظهر بصيص الصباح بعصافيره الحائره أَتُغرد لبدء يومٍ جديد ام تنعي كل حبيبٍ فقيد ., خرج ماجد ليستطلع الأمر ., "لا جديد في حَيِنّا ., لا دماء ولا أثر لشئ "
تبعه عصام :" سنسري لبيتنا إذن ., نرتاح وينام الصغار"
خرج عصام وعائلته وعائلة أنور مشياً على الأقدام فالمنازل قريبه ., فيرى الصغار أثار المداهمات والقطع المتناثره على الطرقات ., وتمتلئ الأزقه شيئاً فشيئاً بالدماء مع الاقتراب بمنزلهم .,
" أين منزلنا أبي " تتكلم الطفله الصغيره ابنة عصام
" ليس لدينا منزل من الآن " تغرورق عينا عصام
فعلاً لم يتبقى منزل مجرد بقايا لمنزلٍ كان منزل ., فمنزلهم والمنزل الذي بجانبهم وشارع منازل الجيران اصبح حطام ., الى اين تأوي تلك العائلات العراقيه ؟ اين سينام الأطفال ؟ وكيف ستنستر النساء ؟ أسئله يجب على كل من حمل السلاح ان يجيب عليها ., ما الهدف من تشتيت المسلمين إن كنتم مسلمين ! ماالتوجه الذي تسيرون عليه لِتُحَقِقُوا السلام ! السلام هو الخيمه الأم التي تحمي أبناء الوطن ويأوون إليها وينامون في كنفها ., لم يكن السلام يوماً تقليص الشعب الى طائفه واحده او مذهب واحد .,

طُرِق الباب من جديد مع اختلاف نغمة الطرق فالأولى كانت على عجل اما الاخرى فبتثاقل عَلّ الزمن يتثاقل مع الطرقات .,
" اهلاً " هشام
" سننام عندكم " عصام
هكذا حال الحروب تَجمَع العائله كلها في منزل واحد ., فيتلاحم الجميع ., وتتكدس الفتيات في غرفه واحده ., والصبيه يلعبون بكره واحده ., ليتنا نكون سوية في السراء والضراء ., ليتنا نحمل هم رجل واحد ., ليت أبناءَنا بقلوب مجتمعه ., لكن بدون حرب., بدون ضحايا .,

من جهة اخرى بعيده عن الحرب لكن قلوب اهلها مع من بالحرب ., وصل عبدالعزيز من رحلته مُحَمَلاً بالهدايا للصغيرات ., فقد جلب لهن حقائب للمدرسه بألوان زاهيه ., اخذت ريانه من يد عمها الحقيبه ذات الزهرات الحمراء ., أما سهى فأخذت الحقيبه ذات الأشجار الخضراء .,
"ليتك احضرت لي حقيبه ذات أزهار بدل حقيبه الصبيه هذه " سهى بامتعاض
"سهى قولي شكراً لِأبيك " سحر تزجرها
"شكراً" خرجت من فمها فقط
ريانه :" خذي الحقيبه فجميعها تعجبني "
عبدالعزيز :" لا ريانه دعيها انا من يقرر وانا من يختار ., وعليها ان تشكر الله لا ان تتذمر "
خرجت سهى الى غرفتها وقد تركت حقيبتها أرضاً
سلمى تتحدث لِأبيها " أبي لقد احرجتها "
عبدالعزيز :" لم اضربها حتى تنحرج مع انها أساءت الأدب "
جلس الجميع على وجبة العشاء الا سهى ., انتهت ريانه من عشاءها سريعاً وصعدت الى اعلى ., ذهبت الى سهى : "خذي حقيبتي فأنا اعجبتني ذات الأشجار اكثر من هذه"
سهى :" لا اريدها ., لدي الكثير"
ريانه :" لا عليك خذيها فحقيبه طعامي لونها اخضر ستتماشى مع حقيبتك"
اخذت سهى الحقيبه الحمراء ووضعت كتبها بداخلها دون تردد ., ثم التفتت الى ريانه وابتسمت

في الصباح بينما كان السائق يُقل الفتيات مع سحر الى مدارسهن ., انتبهت سحر الى الحقائب المتبادله ., وايقنت مدى تلقي ريانه تربيه صالحه من منهل خَيِر ., وضعت يدها على على يد ريانه التي تجلس بجانبها ونبست : " اتمنى لكِ السعاده"

عند منتصف النهاء ., مكالمه عاجله الى مدرسه سحر أدت الى استئذان سحر وذهابها بصحبه اخيها الى المشفى ., هرولت عبر ممرات المشفى البيضاء خلال اسوداد ماهو آتي لها ., فتحت باب الغرفه التي كانت مليئة بالأجهزه رغم كِبَرِها .,الأنابيب والمضخات تأن بصوتها المزعج مع دقات القلب ., والمِلائات البيضاء مركونه على جانب الغرفه تحسباً لأمر ما ., هناك سرير شاغر لا يوجد به احد مُرَتب بانتظار قادم ., والسرير الاخر في نهاية الغرفه يقطن به حبيب الروح بل حبيب الكل ., العم عبدالعزيز ., كان برفقته صديق له هو من اوصله للمشفى ., " ماذا حدث؟" اخو سحر
الصديق :" لا شي فقط سقط من على الكرسي اثناء تجاذبنا اطراف الحديث "
سحر:" وماذا اخبروك الأطباء ؟!"
الصديق :" جلطه دماغيه ., اعتذر سأنصرف الان واعوده بوقت لاحق "

امسكت سحر يد عبدالعزيز فشاركت الحقن والمضخات ملامسة جسده ., تنهار الدموع تِبَاعاً على خديها الى يديه ., " لا حول ولا قوة الا بالله " كلمات التصبر سكنت في جوفها ., رأت كل حدث جميل بينهما امام عينيها ., والتفتت الى هذا الرجل الصالح بلحيته القصيره السوداء تتخللها شعيرات بيضاء ., ذاك المُحيا السمح ماباله يركن بلاحراك على اجهزة لا حول لها ., كيف يعقل ان جسدا يهز الارض بمشيته يخلد في الفراش ., تلك مشيئة الرحيم وهذا هو القدر المحتوم ., تحسست صدره وتذكرت بناتها الثلاث كيف سيرون ابيهم ممداً بلاحراك !

دخل ابو سليمان وام سليمان بصحبة أسامه الى الغرفه ., كانت الغرفه رطبه من أنفاس سحر ودموعها .,
هرعت ام سليمان الى ابنها ووقف اسامه على طرف سرير عبدالعزيز ., الا الجد فلم يصارع دموعه بل تركها تتوالى واخذ يمسحها بطرف شماغه ., يااه ويل قلبي عند بكاء كبار السن ., فعندما يبكي الشاب يُظهرقوة مابداخله لكن عندما يبكي الشيوخ ترى مدى ضعفهم ووهنهم امام الظروف ., يُفكر ابو سليمان ليتني انا الرجل الهرم بدلاً عنه فلديه فتيات بحاجته اما انا فقد كبرت ., ثم يستدرك تلك رغبة الله فاللهم لا اعتراض على حكمك أمنت بالله ., عندما يعجز الوالد عن تقديم المساعده الى ابنه ذاك يدعى العجز الأعظم فلا عجز يضاهيه ولا قهر يوازيه .,
"خيراً ان شاء الله ., لنتفائل بالخير" اسامه يحاول جبر الخواطر
لم يُعِره احداً كان انتباهاً فكلٌ له تقديره للأمور
دخل الطبيب الى الغرفه واراد اطلاعهم على الأمر :" ياجماعه لنتوكل على الله ., فعبدالعزيز يشعر بكم الان فلا تزيدوا حالته سوءاً ., ادعوا له بالشفاء القريب ., فهو بحاجة ايديكم وليس دموعكم "
" مالخبر!؟" تلعثم الجد مئة مره قبل قولها وبلع ريقه الف مره خلال قولها ومازال ممسكاً طرف شماغه بيده
الدكتور:" اصيب بجلطه دماغيه ., وليس هناك سبب واضح ., فهي تصيب من تلقى خبراً محزناً او الانسان العادي الذي يسير بالشارع ., وسيكون على الأجهزه حتى مشيئة الله"
تلك الكلمات كانت كالسهم الواحد المصوب على اربعة قلوب ., ردت سحر :" أي مُخَلَد!"
الدكتور:" يؤسِفُني ذلك ., لكن نعم مخلد "

الساعه الواحدة ظهراً ., خرجت الفتيات من المدرسه الى السياره فلم يجدنها .,
" سلمى من هنا " اسامه يلوح لهم
اسرعت الفتيات اليه ., " اين السائق " ., "لم انت من يقلنا " ., "اين امي "
اسامه :" عبدالعزيز تَعِبَ قليلاً وساصحبكن اليه "
" ابي " ., " ماذا!" ., "اين هو" ., "عمي !"

دخلت الفتيات سريعاً الى بوابة المستشفى ., ودخلوا على ابيهن ليروه بحاله كئيبه جداً ., التففن عليه هن الأربعه وبدأ البكاء خفيفاً الى ان اصبح عالياً ., امسكتهن سحر:" انه يسمعنا فلا داعي لازعاجه"
سهى :" أيسمعنا فعلا ! ., أبي اعتذرعن ماقلته لك ., لم اقصد والله ., لقد كان اختيارك جميل ., سامحني ارجوك " كانت تعتقد سلمى انها السبب في ذلك فبكت بكاءاً يأن ولم تقوى رجلاها على الوقوف فجلست تحت السرير ممسكه برداءه الابيض ., اما ريانه فلم تُزِل حقيبتها الخضراء من على كتيفيها ., مسحت جبينه برفق وتكلمت بصمت" اعلم انني اثقلت عليك ., لكني سأصلي كل ليله كي يرجع عمي الى اسرته" ., كانت كل فتاه تتذكر بماذا اغضبته وتُلقي بالوم على نفسها .,

كانت الاحوال داخل الغرفه من وقع الخبر تراجيديه ., وكذلك الحال في الطرف الأخر عند اهل العراق الجريح ., اختلفت الأقدار والألم واحد ., اختلفت البِقاع والأنين واحد .,

يا خالق يا ربّ أدم شمس الأمان ولا تدعها تموت ., وسنعيش حُباً و شغفاً حتى تسمرّ جباهنا ., اكشف عنا ليالي الوحشه والغربه واللاملاذ الى مكان دافئ لِنُذيب جليد قلوبنا الحائره .,

آمين


ارادة الحياة 25-06-09 07:04 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما هذه الغيبة اشتقنا لكي أتمنى ان يكون المانع خيرا
عزيزتي نثرت ملحا على جرحا اسمه حرب طائفية مهما مرت السنون تبقى الذكرى مؤلمة احمد الله على سلامة عائلتي من تلك المحنة وادعوا الله ان يلهم الصبر كل من مسه الضر في تلك الفترة
صدقيني لم تكن المشكلة في اهل العراق الطيبين المتجاورين سواء السنة او الشيعة العراق يمثل هذا الخليط منذ القدم وبمرور الزمن أصبحوا أخوال وأعمام وهناك التحام فيما بينهم
المشكلة بتلك النفوس الضعيفة التي زرعت الفتنة في النفوس الطيبة وجعلتها تتقاتل واكبر دليل على صفاء النفوس ما يعيشه العراق الآن دعينا نبعد عن السياسة العراق اليوم عراق الا للطائفية ونعم لوحدة العرق الشعب هو الذي سوف يحدد مسار الحكومة وليست الحكومة من ستحدد هوية الشعب وكل هذا يحصل بجهود العراقيين المخلصين
من يعيش داخل العراق يدرك جيدا ان العراق بدأ يصحوا وبدأ يدرك اين مصلحته وان الذي يتشدقون بالدين أوناس لاهم لهم سوى مصالحهم الشخصية ومصالح البلدان التي يتأمرون معها من اجل اضعاف العراق
يردون ديونهم لتلك البلد التي أوتهم حسب قولهم والضحية هو العراق وشعبه
هؤلاء سوف ينبذون ويبقى المخلص للعراق هو الذي يقو المسيرة

ذكرتني بتلك الحقبة لدي اخوان اسم الاول عمر واسم الثاني علي منعنا عنهما الذهاب الى بغداد خشية ان يقتل عمر على يد من أسمو أنفسهم مجاهدين شيعة وخشية من ان يقتل علي على يد من اسموا أنفسهم مجاهدي سنة
اتخذو الدين ستار والدين منهم براء
ومن كانوا ضمن المقاوممة الشريفة اناس معرفون لا يخجلون من إظهار أنفسهم لأنهم يقامون المحتل ولا يقاومون الشعب بكافة فئاته
بوركت غاليتي وبورك قلمك الذي نقل واقعا مرا عاشه شعب مناضل
يبدو ان ريانة اصابها جزء من معاناة بلدها الثاني وها هي ترى الفقد من جديد يبرز امام عينها
فما مصير ريانة
وما مصير خديجة في معمعة تلك الفترة في العراق
غاليتي ننتظرك
وفقك الله

A b o 26-06-09 01:16 AM

{ ..

مساءُك ، صبـآحُكِ ،، حُ ـب ، ***52***

اشتقنا إليكِ ، والربّ شهيدٌ على ذلك ،،
جُزء لا يسُعني الوقت كي أقول ،،
رـآئع رـآئع رـآئع ،
لن أُوفيه ح ـقه ،، ولن تُوفي الأيام روعه قصتك ،،
أعجبني الطآبع الترآجيدي الذي ملئ الجُزء ،، > :S_004: ،،

ع ـبد العزيز وسُقُوطه ،، قد يكون هُناك سببٌ ما لمرضه ،
هل من المُمكن إخفاء صديقه لـ هذا الموضوع !
من المُمكن أثناء عمله فُوجئ بـ تلقيه خبراً مـا ،
أو قد يكون من غير سببٍ !!
ريـانه لاتُلام حقيقةً ،، من الصعب التنقل من منزل لـ منزل !!
ولا يُوجد لك مكان ثابت !
وأيضاً من الصعب أن تُحس أنك ثقيل على النـاس ، وإن كانوا أقربآءك !
حقا حقـاً أح ـزنني الحال هُناك في العراق ،،
آلاف الضحايـا يومياً !! ،، وتحزن وأنت ليس بـ يدك شيء َ!!
أيحسبون هُم أنهم بـ تشتت الـ مسلمين قد انتصروا .؟
أو لـ يُريوا العالم قُوتهم ، لآ أعلم حقاً !!
لكننا معهُم بـ قُلوبنا إن لم تكن بـ أجسآمنا ،،
ليش بيدنـآ الا الدُعاء !!
نصرهُمُ الـ ربّ !!

نـزف س ـآحل ،،

راقِيه سيدتِي بـ قلمك ،
سَلم لنا فِكرُك ،،

{ .. ع ـبو .. } ،،

خريف نجد 26-06-09 01:20 AM

السلام عليكم

أطلتِ الغيآب غآليتي
آمل آن يكون المانع خيراً

جُزء مبدع خطتهُ أناملك

عبدالعزيز ،،
أيعقل أن يسقُط بدون سبب ؟
أعتقد سقوطُه سوف يُثير المشآكل
لا أعلم فقط اعتقاد

سحر..
صعبٌ أن ترىآ سندك أمامك
جسد بلا روح !
سـ تفقد روحه فـ المنزل !!
وضحكاته في زوايا المنزل
آمل أن يُشفى

خديجه والحاله المزريه هُناك
هُناك ، عندما تخرجين لا تعلمين آتعودي أم لا
الشخص يُحس بـ الخوف داخل المنزل
فـ كيف بـ خآرجه !
مؤسف الحآل هُناك
ولازلنا مكتُوفي الأيدي !!

لك خالص الاحترام

نزف ساحل 02-07-09 12:42 PM

ارادة الحياة

مساء العسل
اشتقنا لكم أيضاً لكن دقات الساعه متسارعه وتأخذ من وقتنا الكثير ولهذا دفعت الثمن كثيراً حيث قَلَ عدد القراء !

يسعدني خروجكم من تلك العواصف ., صحيح شعب العراق لا ضير منه لكن كل دخيل من الخارج - للاسف من الجيران-

وذاك المحزن المبكي ان ديننا اصبح مشتت بين يدي هذا وذاك ., فكثيراً مااُفَكر كيف لو ان اراد احد من الغير المسلمين الدخول في الاسلام فأي طائفه سيعتقد انها على حق ., وحتى لو وجد الطائفه المناسبه فقد استغرف وقتاً في التنقل بين شقائِقنا

اراده اشكر لك شرحك وتوضيحك لـ قضيتكم\قضيتنا

دمتي بإرادة


A b o

مساء النجاح .,
مبروك التخرج : )

قد تكون تحليلاتك منطقيه لكن ترقبي القادم فهو يحمل الشبيه \المختلف

كل الحب

خريف نجد

تكون كل الموانع خيراً بلقياكم ., اشكرك

عبدالعزيز لا داعي لسماع خبر سيء لِتُردِي شخصاً على فراش أبيض ., أو قد يكون ذلك : )

تابعي فوجودكم يُعَزِزُنِي

نزف ساحل 25-08-09 11:59 PM

الجزء الرابع عشر
سُلَمَ قلبي الطَاهر !,

تستمر الحكايا وتحاول ريانه الاستمرار في العيش من اجل العيش فقط فلا اُمنيات ولا احلام تراود روحها ., تلك هي النفس عندما تزهد الحياه وتمضي مع دقائِق الساعات بِرُوحٍ خفيه تتوارى عن الصعوبات التي دائِما ماتجد المنفذ لتُلاقي ريانه وجهاً لوجه .,
تَبعاً لحالة العم عبدالعزيز قررت سحر الذهاب الى بيت اهلها حتى ترجع الأنصبه مكانها ., ومن الطبيعي رجوع ريانه من جديد الى بيت الجد ., ريانه اصبحت تسكن في اللابيت فالانسان مع كثرة تنقلاته يُحِسُ بعدم الاستقرار كريانه ., لملمت حاجياتها وبنات عمها ايضاً وسحر وكلن له وجهته الخاصه ., اُغلِقت أنوار المنزل وأبوابه فاصبح يأكله السواد بعد ان كان عامراً فسبحان مقلب الأمور ., في السياره اعطت سهى الحقيبه لريانه :" لا اريد ان يغضب ابي مني "
ريانه لم تجادل كثيراً فمعاناتها كبيره فقط نبست :" شكرا"
اشاحت سحر بنظرها الى النافذه ورأت انوار الشارع والسيارات كوميض خاطف ينزل على هيئة دموع ., ودعت ريانه بنات عمها وسحر :" اتمنى ان اراكن قريباً برفقه عمي"

دخلت الى بيت الجد وكان اسامه اول المرحبين بها ., هناك حب أُسري ربط اسامه مع ابنة اخيه فهو يجد فيها مثالاً رائعاً لفتاة في مثل عمرها ., "اهلا اهلا بالانسه ريانه "
"اهلا عمي " ممسكه الحقيبه بيدها
اسامه :" احببت هذه الحقيبه فبها الوان عجيبه"
لم تتكلم ريانه فقط ارتمت في احضان اسامه الذي بادلها بدوره نفس الارتماءه ., احس بضعفها رغم القوه المرتسمه في عينيها واحس بانهزاميتها رغم جَلَدِها الواضح ., فالفتاه مهما اظهرت قوتها فهي ضعيفه وهشه من الداخل وتحتاج ظهر ذكوري تحتمي خلفه .,
عادت الى غرفتها او بالاحرى غرفة فرح وفي تلك الليلة لم تستطع ان تنام فتغيير المكان كفيل بابقاء الاجفان مفتوحه .,
" ريانه هيا استيقظي " الجده
ريانه بالكاد تفتح عينيها:" لا استطيع الذهاب الى المدرسه فأنا جدامتعبه"
وافقت الجده وتركتها في اعماق نومها ., قد يكون فارق السن والثقافه بين الاجداد والاباء يخلق تربيه مختلفه ., فبوجود ام ريانه او ابيها لن تُترَك دون ذهاب الى المدرسه بدون عذر قاهر لكن عدم الاهتمام واللامبااله بالتعليم من قبل الاجداد يُشكل فرقاً ., وقد يكون بنية الجده ان ترتاح ريانه من عناء يومين ., عندما استيقظت وكانت الساعه تشير الى الواحده ظهراً قررت النزول لتناول الغداء مع الجد والجده ., فقابلت فرح وقد أتت من الجامعه للتو "اهلا عمه فرح"
" اهلا ريانه " وارتمت فرح على سريرها
خرجت ريانه واغلقت فرح الباب خلفها :" اهلا مساء الخير "
" مساء السكر والورد" منصور
"عذرا لم استطع اجراء المكالمه البارحه لوجود ريانه عندي"
منصور يبتسم:" اه ريانه متى عادت "
اخبرته فرح بقصه اخيها عبدالعزيز وكيف ان ريانه ستمكث لديهم
"دعيني اراك اليوم" منصور يخطط للقاء
فرح:" لا استطيع قد يتدخل اسامه ويطلب من ريانه مرافقتي"
منصور:" دعيها تأتي "
فرح بعصبيه :" تأتي ! وماذا تريد بها"
منصور :" لا اريدها ولن استبدلك بفتاه صغيره ., لكن اسامه يحبها واهلك يثقون بها ., فمجيئها معك سيجعلني اراك كثيرا "
سكتت فرح تُرى هل هو على حق واستدركت:" وماذا اُخبرها عنك فهي لا تعلم شيئاً"
منصور:" لديها شكوك حولنا ., فاخبريها بعلاقتي معك واني سارتبط بك قريبا جدا"
انتهى الحوار بينهما وقد اكل الفأر من رأس فرح ., ماذا لو اخبرت ريانه بموضوع منصور فهي تعرف عنه فقد تكون هي السبيل الوحيد لخروجي ., وان خرجنا ساجعلها الرقيب معي وانا متأكده انها لن تخبر احدا., اسئلة وطروحات كثيره فكرت بها فرح ., لكن لم يخطر ببالها كيف ان منصور ذئب بشري وقد يقضي على سمعتيهما ., الثقه العمياء والحب المُحَرم شكلا غشاشه سوداء على قلبها وعقلها ., اصبحت تفكر بقلب سقيم وتركت الدين والعادات والمنطق على رف الغرفه ونزلت الى غرفة الجلوس لتكون الحاضر الغائب.,

كان رمضان على الابواب والجميع مستعد لهذا الضيف المِعطاء ., والكل ينتظر قدومه بشوق فهو شهر الرحمه والمغفره ., والمحيط كله يتغير في السعوديه والعراق الا حالة العم عبدالعزيز لم تتغير بعد .,
"اهلا خالة سحر ., كل عام وانتِ بخير " ريانه اتصلت على سحر لتبارك لها بقدوم الشهر
سحر : "شكرا ريانه ., نسأل الله ان يتقبل منا صيامه وقيامه "
مكالمات التهنئه والمباركات لا تتوقف على بيت الجد ابو سليمان ., كيف لا وقد بلغهم الله رمضان وسلَمَه اليهم كما سلَمَهُم اليه بصحه وعافيه ., في تلك الأثناء كانت محاولات خديجه كثيره لالتقاط خط سعودي يصلها لريانه .,
" اهلا ام سليمان كل عام وانتم بخير " خديجه بوله بالغ
"وانتِ بخير ام مازن ., كيف حالكم اتمنى ان تكونوا على اتم استعداد للصيام" ام سليمان
خديجه بعجل : "ان شاء الله ., هل لي ان اُحادث ريانه! "
ام سليمان تمسك السماعه بيدها وتضعها على صدرها وتهمس :" ريانه تريد محادثتك ., هيا"
ريانه تحادث نفسها ., لا استطيع كتمانك يا وله ., ينسكب في روحي البارده حنينُ اِسمِهَا بمجرد سماعه ., احتاج تلك الروح تلك اليد لتمُدَنِي بطيوف العائلة .,
"ريانه هيا ., باركي لها برمضان " ام سليمان تقطع سرحان ريانه وترددها الواضح
ريانه :" الو "
خديجه : " اهلا حبيبتي ., كيف حالك ؟ كل عام وانتِ بخير "
ريانه : "وانتِ بخير ., مبارك عليكِ الشهر ., اين مازن "
خديجه :" ابلغني مازن التحايا ., لكن لا استطيع جلبه معي فالطريق طويله "
ريانه " .... "
خديجه :" ريانه ., الخطوط رديئة هنا ., والمحطه مزدحمه ., لكن تيقني انني افكر فيكِ كل دقيقه في كل نَفَس يخرج منـ ..ـي .. "
انقطع الخط وانقطعت انفاس خديجه وتحركت شجون ريانه ., هي لم ولن تنسى عائلتها لكن البعد وقلة الاتصال تلهيها او هكذا تُقنِع نفسها ., وهذه الاتصالات المتباعده المصحوبه بنسيج الامومه يُفقدُها توازنها لوهله ., هل ياتُرى مِن داعٍ لتجديد مواجعي بين الفينه والاخرى !

اما خديجه فبقدر تعبها اراتحت عند سماع صوت ابنتها الوحيده ., وهي على علم تام بمدى امانها بوجودها بين اهلها في المملكه ., كانت الطرق تَلُم الكثير من المعسكرات ونقاط التفتيش ., والمسافه بعيده من منزل خديجه الى محطه الهاتف ., وخوفها على ابنها كلها اسباب منعتها من احضاره معها مع علمها بسعادة ريانه عند سماع صوته ., وهناك حقيقة مُره وهي ان مازن شارف على السن القانونيه للتجنيد بالعراق ولانه سعودي الجنسيه فليس لهم الحق في تجنيده لكن بعض الطرق الملتويه قد تأخذه من احضان امه الى المقاومه او احد الطوائف المقاتله ., ففي هذه الفتره حرصت خديجه على ان لا تُخرِج مازن معها وجعلته حبيس المنزل في اوقات عده .,

مع اختلاف الجروح في العالم ., نُيقِن ان فرح لديها جرح كبير في عقلها الطائش يجعلها لا تميز الصواب من عدمه ., اخبرت والدتها انها تريد ان تذهب الى السوق برفقة ريانه لتشتري لها ولريانه بعض الملابس ., وافقت الجده كالعاده وبدون تَمَنُع ., ذهبت فرح الى ريانه :" هيا ريانه استعدي سنخرج "
ريانه :" الى اين ؟"
فرح :" الى السوق ., بسرعه "
ريانه :" لا حاجة لي بالسوق ., شكرا عمتي "
فرح :"ريانه هذا امر لا طلب ., اريد ان ترافقيني فأمي لا تُحَبِذ ذهابي لوحدي"
ريانه بامتعاض :"حسناً"

اوصل السائق فرح وريانه الى السوق المركزي وانتظرهن بالخارج ., كانت مشية فرح زهواً اما ريانه فكانت تُضفِى طبيعتها عليها انوثه على انوثه ., فقد شبت ريانه بسرعه لدرجه لم يلحظها من حولها ., تفتحت شرايين عروقها ونبض بهم الدم بسيوله ., ولون عينيها يضفي على وجهها سحراً ., مازال بها الكثير من بقايا الطفوله وهذا الشئ كفيل بجعلها سيدة صغيره ., وكانت نعومه الريش تكسو جسمها الذي بدأ بتحجيم مفاتنه ., بالرغم من الفرق الشاسع بين عباءة فرح المخصره الفاضحه والكثير من الأساور والخواتم المتزاحمه في يديها والحقيبه الكبيره التي حارت بأي يد تُمسِكَها وطلاء الأظافر الذي يتطاير امام اعين الماره ورائحه العطر المتراميه على جوانبها كل ذلك صَوَر فرح بالفتاة الرخيصه ., وبين ريانه الفتاه الجذابه بدون بهرجه بعبائتها المتواضعه بخط اسود على اطراف اكمام يديها وطريقة لفها للطرحه باتقان جعل وجهها بحجم البدر الوردي ., حركات فرح كانت لجذب الانتباه ام ريانه فكانت خطوات خجوله .,
فرح :" دعينا نذهب لشرب القهوه "
ريانه :" لكن انا لا احبذ هذه الاماكن فهي مكتضه بالغالي والرخيص من الأنفس "
فرح :" يووه ريانه ., عيشي حياتك بدون تحفظ"
ذهبتا الى مكان لصنع القهوه وجلستنا على زاويه ., كانت رائحه الشوكولا وهي تعانق القهوه تُشَكل حبيبين التقيا بعناق حميم ., وتمتمات الحضور كأنه تصالح ذاتي مع ماكينه القهوه التي تقبع على الركن الاخر من طاولة الفتاتان .,

" فرح اهلاً ., اوه ريانه أيضاً كيف حالكن !" منصور وكأنها من تلك الصدف النادره
فرح :" اه منصور اهلا ., ماذا تفعل هنا"
منصور :" اود شرب القهوه مثلكن " يرمق ريانه بجموح واضح
وجلس على الطاوله خلف الفتاتان .,واصبحت رؤيته لفرح ممتازه اما ريانه فهو يدقق بتفاصيلها من الخلف .,
ريانه بصوت منخفض وقد وضعت مرفقيها على الطاوله حتى يتسنى لها التقرب من العمه التي لم تُكَلف نفسها بالانحناء اليها :" لا اصدق انها صدفه !"
فرح :" مااحبه فيك انك ذكيه مثل عمتك فرح " واردفت بعد احتساء كوبها بغنج "حبيبتي كل فتاه في هذا العصر لديها شخص يحبها ويسعى الى رضاها ., وانا لدي ام واب وكأنهما جده وجد ., وبقية اخوتي واخواتي مع عوائلهم ينعمون ., وكنت ارى نظرات منصور إلىّ كلما اجتمعنا انا وهو صدفه بالشارع عند تواجدي بالسياره مع اسامه ., وازدادت علاقتنا عندما قررنا نقلها الى الهاتف ثم هذه المقابلات السريعه .."
ريانه مقاطعه :"لكن عمتي ألا تخافي من الفضيحه ! هذا شئ لا يقبله الدين ولا العقل"
فرح :" اوه ياريانه ., هل تَري اي شئ مُخل خلال لقاءاتنا القصيره ., لا شئ مجرد نظرات عابره والسلام ., ثم هو وعدني بالزواج حالما ينتهي هو وانا من الجامعه ., ونحن الان في عصر العولمه بالتالي زواج الاهل وَلَى اما نحن الجيل الجديد نريد ان نعرف اكثر عن شريك الحياه"

كانت فرح تتكلم مع الكثير من الدلع والاشارات التي لا ضرورة لها الا لِلَفت نظرات منصور المتلاحقه .,الذي كان بدوره يرمقها بابتسامات مطليه بحب تافه ., اما ريانه فقد تركت ثرثرة فرح وذهبت بها الافكار الى حيث لا تدري .,
انتهى اللقاء وسلمت فرح على منصور ., فقام من مكانه مُعلِناً هو الاخر الرحيل ., وانتظر حتى مرت الفتاتان امام عينيه واصبح خفلهن لِيُطلق "ريانه" ناعمه خفيفه لكنها ادت الى استرعاء انتباه ريانه التي استدارت بكل عفويه فتلاقت عينيها اللامعتان بعينيه ثم قال :" لقد تغيرتي كثيراً على ناظريّ" فغمز لها وابتسم ثم استدار ليخرج من الباب الاخر ., اصابت ريانه قشعريره مخيفه وما إن ذهبت حتى احست بحلاوه تسري بجسدها ., ياترى لِم هو معجب بي لا بفرح وهي الفتاة الرائعه المُتَكلفه الجمال وهي أيضاً بمثل سنه ., وطوال الطريق كان السكون يخيم على السياره ففرح هامت بمنصور وريانه ايضاً مع اختلاف المذاهب ., وعند الوصول الى المنزل ., " ريانه هذا سر صغير بيني وبينك " فرح

توالت اللقاءات وكانت ريانه الشخص الثالث ., ونظرات منصور مازالت مجنونه تجاهها ., فماهو السر الخفى الذي جعله يترك فرح الفتاه الأخآذه هل هي علاقات عابره كالبالون ام هو حب التغيير او قد يكون الحب الحقيقي دق قلبه فجاءه ! وفي جميع الأحوال كانت ريانه راضيه بما يدور حولها ., احبت تلك الحنيه التي تكسو صوته الأجش – او هكذا خُيلَ لها ., واحبت ايضا سؤالاته المتكرره حول اهلها ودراستها ., لكنها كانت بصراع دائم بين تلك النزوات والشهوات وبين علمها اليقيني بأن ماتفعله مع عمتها فرح أكبر خطأ قد ترتكبه الفتاه ., ومع الايام اصبح عقلها يجد العُذُر لفرح بمكالمته فهناك شئ خفي جميل احسته وبالتأكيد كانت فرح تُحِسُه !

على السرير وكالعاده عندما تتوالى الأفكار إلى مخيلتنا ., توالت اسئلة عديده في رأس ريانه ., ياترى ءأكون تافهه كعمتي وتغريني غمزه ولمزه! ., لكن شعور الاهتمام من شخص خارج نطاق العائلة كفيل باِسراء تلك الرعشه من جديد على اطرافي ., منصور ما الذي اتى بك إلىّ فقد كُنتُ قنوعه بدون هذا الاهتمام والتَحولُق حول قلبي ., لن اُخفيك لقد ارتقيت سُلم قلبي الطاهِر .,

A b o 27-08-09 02:27 PM

مسساءُك / صبآحُك .. محبه ..
يآلـ عُذوبه آحرفك ، وعمق كلماتك ..
بـ كون ان البارت كان مُتأخرا ، :)
لاتسُعني مُعاتبتك بعد أن أبهرتني كلمآتُك ..
الجُزء يأخُذ منحدرا جيدا في التغييرآت ،
ريآنه وتنقلها بين الحين والآخر ،
آلم خديجه لفرآق آبنتها ،
وخوفها على مازن .
. فًرح ومصارحتها لريانه بكل وقاحه عن منصور ..
نظرات منصور المتلاحقه لـ ريانه ، لعلها تقع في حُبه التآفه .. لعل ريانه تقع في حُب التافه منصور ،
لكن عند علم فرح بذلك ، فـ ستحاول بأقصى قُدرتها على عدم آصطحآبها ،
خديجه والإتصالات المُتقطعه .. إلى متى ؟ لا أُريد تخيل شعورها ، بالكاد هُو مُؤلم .
الجد والجده وثِقتُهم بـ ريانه ، ماذا لو عًلٍمُوا بـ الحبيب السري منصور , أتختفي هذه الثقه ، لستُ مُتخوفه الا منهُما ..

*

نزف سآحل ..
رآئعهُ أنتي حد الخيًال .. تتخطًين أي وصفْ .. أحببتُ لحنْ الحُزن في آسطرك
قد يكون مُؤلماً ،
ولكن ليس بألم أحرُفي برُؤيتها لكِ مُنافسا لها .. وليست بقدرها ..
أدركتُ فعلا أن قلمك ينزفٌ إبداعاً
حفظك الربّ ورَعاك من كُل شر ..

عً ـبير ..

نزف ساحل 29-08-09 02:02 PM

ِA B O

شاكره لك تواجدك اللامع ., وكلي اعتذار عن التقصير\التأخير

رجاء بحجم حروفك تابعي :)

دمتي زينة المنتدى

نزف ساحل 07-10-09 10:01 PM

الجزء الخامس عشر

مساء روحاني !,


أقبل رمضان شهر الخير والغفران ., أقبل بكل التفائُل والإيمان الروحي ., وعلى مائدة الإفطار مُتَحَلِقين حولها وكُلُّن يتخيل بأي صنف يبدأ ., " الله أكبر ., الله أكبر" ., في هذه اللحظات ولمدة عشر دقائق يسود الصمت في غرفة الطعام حتى تعطي المعده اشارات ببداية الشبع فتتحدث فرح :" سأذهب اليوم او غداً لِأشتري ملابس العيد "
الجد :" ملابس العيد ! بسم الله نحن في بداية الشهر "
اسامه :"رمضان وقت عباده لا تسوق "
فرح:" أسامه اتمنى ان لا تتدخل في خصوصياتي ., فأنا لم احاسبك على استراحاتك"
اسامه:" الاستراحه تختلف عن الدوران في الاسواق., والاحتكاك بالرخيص والرديء"
فرح:" اذن سأذهب الى خيريه ., فأنا اشعر بالتملل"
ريانه تعرف بالضبط مقصد عمتها ., فلا السوق ولا خيريه في بالها ., وبَيَتَت نيتها ان لا ترافق فرح الى ماتسعى ., الجده تقطع تفكير ريانه وفرح المتضاديين :" فرح اذا ذهبتي الى خيريه ضعي لها من هذه الحلويات"
فرح تبستم في وجه اسامه :" شكرا يا أحن أم"
فعلاً التربيه لها دور في توجيه تفكير الأبناء و أيضاً العمر وتباعده عن عمر الأبناء يشكل فارقاً عميقاً ., فلو كانت الجده اشدُ حزماً مع فرح لََانثَنَت فرح عن الكثير من حركاتها الشيطانيه ., ولو كان الجد اصغر قليلاً لاستطاع مسك زمام الأمور في المنزل ., ولو أن اخوة فرح الذين يكبروها سناً لم تلهِهِم حياتهم الأخرى او بالأحرى عائلاتهم لاستطاعوا معرفه حركات وسكنات اختهم ., عموماً نستخلص من هنا ان نعتني بشعرة معاويه فلا نشدها فتنقطع ولا نرخيها لتضيع .,

في غرفه فرح وهي تفتح دولاب الملابس لتنتقى ماتلبس وهذا كان مواكباً لأذان العشاء ., ريانه :"عمتي من الأن لن اذهب معك ., سأذهب للتراويح "
فرح :"ريانه صلي التراويح في المنزل ودعينا نذهب"
ريانه :" لن اذهب حتى لو صليت في المنزل"
ذهبت فرح مسرعه الى امها :"امي ريانه لا تريد الذهاب معي ., سأذهب لوحدي"
الجده :" اذهبي., لكن لن يوافق اسامه على ذهابك بدونها"
ذهبت فرح لاسامه واخبرته انها ستذهب الى خيريه ولم يضع شروط هذه المره ., خرجت فرح واذا بريانه تصلي .,فخاطبتها فرح بسعاده:" ساذهب بدونك ., ولن تتفضلي علي بجميل"
ريانه وهي تصلي " ياارب ., يارب السماء ., استرني فوق الارض ويوم العرض ., يارب" ., تعلم ريانه ان الشيطان قادر على اغوائِها فاستعانت بربها ., فأصبحت تدعو كلما تذكرت منصورعَلَّ الله ان يصرفه عنها ويستر عليها ., فالدنيا بها الكثير من المغريات واحدها ان يُعجب بكِ رجل وسيم ويريد دائماً محادثتك والنظر اليك ., ويغدق عليكِ بأطياب الكلام وارق الهمسات واعذب البسمات ., تلك هي اغراء لكنه اغراء شيطاني فلو كان ذاك الشاب يحب بالفعل فيجب ان يحافظ على سمعتي وان لا يكلمني او يغمز لي امام الخلق ., يجب ان يمنعني من الخروج كثيرا كي أُلاقيه ., لو كان حبه طاهر فليطرق الباب بدل ان يسترق النظرات من الشبابيك ., تلك هي الكلمات والجمل التي يتفوه بها عقل ريانه ., بالرغم من ان قلبها بدأ ينجرف لكن الوازع الديني والاخلاقي لديها عالي جداً ., ذاك غراس التربيه السليمه ودعاء الأم ., نعم دعاء خديجه كل يوم وليله ان يُسَلِم الله ابنتها اليها ويتسلمها منها بستر وصلاح .,

أسامه شاب لديه نمط معين للحياه لا يخرج من خَطِه الا ما ندر ., فمن الجامعه الى المنزل ثم يذهب الى استراحة الشباب ., فهو لا يحبذ التسكع في الشوارع او الاسواق ., رجعت فرح من منزل خيريه الى غرفتها فوراً دون المرور على والدتها او على الاقل اخبارها بوجودها ., بالمقابل لم تسأل الجده عن رجوع ابنتها فقد خلدت للنوم باكراً بعد صلاة التراويح ., لم يكن في انتظار العمه أحد سوى ريانه :" أهلا عمتي"
فرح :" مساء الخير " كانت هناك ابتسامه عريضه تعلو مُحياها
جلست فرح تخلع حذاءها وتكلم ريانه :"خيريه تلقي عليك السلام"
ريانه :" وعليها السلام ., ومنصور هل يلقي علي السلام"
فرح:" لا طبعا لكنه سأل عنك"
اخفت ريانه دهشه كما اخفت رأسها داخل بطانيتها واستشعرت كيف ان منصور كان مع فرح لكنه يتذكرها ., ومن انا ليتذكني في اوج سعادته ., هل من الممكن انني اخذت من قلبه قطعه ., يأتي هنا صراع الخير والشر داخل ريانه فعقلها يحدثها بالصحيح وقلبها يميل كل الميل للفساد ., يترك لنا الله في امورنا الكثير من الفسحه ليرى مانختار ., كانت ريانه تبحر في هذه الفسحه ., يااه مااجمل ان يكون لدينا صديق يتذكرنا ويعرف خفايا روحنا ويسعى لفرحنا ., تستلذ بتفكير منصور بها لكنها تخاف العاقبه وتخاف قبل كل شئ من الله ., فهو يرانا ويسمعنا ويعلم مايدور في خلدنا ., استحي من الله هنا ريانه استدركت ., رجعت لطريق العقل وجود الصديق الحقيقي لا يختلف إن كان شاب ام فتاه فأنا استطيع ان اُكَون صداقات جميله وصادقه مع فتيات في مثل سني ., فليس بالضروره ان يكون شاب فاخترق بعلاقته الحدود الاخلاقيه .,
هاتف فرح يُظهِر أزيز خفيف ., قامت فرح بعد ان بدأ النعاس يغالبها :" نعم"
منصور:" انا في الخارج تعالي "
فرح:" ماذا !!"
منصور:" اليوم عيد ميلادك ., أنسيتي !؟"
فرح:" حتما انت مجنون ., كيف تأتي للمنزل"
رفعت ريانه غطائها وجلست باعتدال تنظر الى فرح المذهوله والتي لا تقل ذهولاً عنها
منصور:" هيا اسرعي جلبت لك هديه "
فرح:" ضعها عند الباب او اي مكان وانا سآتي لاخذها"
منصور:" لا يمكن ان لا اقول لك كل عام وانتِ بخير"
فرح:" لا استطيع اسامه سيأتي قريباً"
منصور يُربِت على الهديه :" لن يأتي للتو تركته في الاستراحه واخبرني انه سيجلس حتى آذان الفجر"
ركضت فرح في ارجاء غرفتها لا تعرف ماذا تفعل او ماذا تلبس ., بالنهايه خرجت بملابس النوم وخُف المنزل ., وصلت لمنتصف السلم ثم رجعت مسرعه .,
فرح وهي تلهث :" ريانه هيا تعالي معي"
ريانه:" ..!!.."
فرح تشدها من يدها:" هيا ريانه فأنا اخاف من الظلام في حديقه المنزل"

نزلتا من السلم جرياً وكلتاهما لا تعي ماذا تفعل ., منزل الجد ذا تصميم قديم فهناك باب كبير جداً على زاويه المنزل دائماً مايكون مفتوح حتى في منتصف الليل ., وتوجد حديقه ضخمه مُهمَلَه في الوسط ., ويأتي المنزل على الجانب الاخر في النهايه ., ايضا توجد غرفه متوسطه تحوي مقاعد ارضيه ذات قماش مخملي بني تلك كانت لتجمعات اصحاب اسامه واخوانه من قََبله لكنها اُهمِلَت بعد ان تزوجوا واصبح لاسامه استراحه للشباب ., ودائماً مايكون خارج المنزل مظلم بعض الشئ ., وصلت الفتاتان الى الباب الكبير المفتوح ونظرت فرح من طرف الباب الى منصور الذي كان في الجهه المقابله من الشارع ., تلك كانت المره الاولى التي يرى فيها الفتاتان بدون العباءه ., فرح كانت سعيده لدرجه انها نسيت ان تلبس طرحتها ., اما ريانه فكانت من الذهول الذي افقدها وعيها لوهلات فقد كانت هي وعمتها تهرول الى اللاشئ ., شكل الفتاتان الغير منمق والطبيعي اكسَبَهُن جمال هادئ ., كانت فرح ترتدي ثياب نوم تتكون من قطعتين ذات لون ارجواني فاتح اما شعرها الطويل فكان يرتمي على اكتافها وينزل الى ظهرها بعفويه وترتدي ايضا خُف المنزل ., اما ريانه فكانت ثيابها عباره عن ثوب واحد طويل الى منتصف ساقها بلون ابيض ورمادي شعرها مربوط الى الخلف وكانت حافية القدمين ., اقترب منهما ببطئ فقد كان يستمتع برؤيتهن ., اقترب حتى اصبح بجانب فرح فاعطاها الهديه ., منصور :" كل عام وانتِ بخير يا حلوه"
فرح لم تتسع الوسيعه لفرحتها :" شكراً ... شكراً.."
استغل منصور انشغال فرح بفتح الهديه واخذ ينظر الى ريانه التي اخذت ترتعش خوفاً ., كلمها :" متى عيد ميلادك يا ريانه"
ريانه تلعثمت ونظرت الى فرح وجعلت تسحبها :" هيا ندخل"
فرح:" حسنا ..حسنا.. اوه منصور حبيبي اشكرك جدا"
منصور :" لا داعي حبيبتي " والتفت ثانيه الى ريانه "لكني لم اعلم متى عيد ميلادك"
قاطعته فرح:" حبيبي انتظر ساجلب لك شيئاً ., انتظرني"
ركضحت فرح كالبرق للداخل ووقفت ريانه متجمده فساقاها تسمرت في الارض ., وبعد بضع محاولات للركض خلفها امسكها منصور من يدها :" انتظري ستأتي الان"

قبل نصف ساعه ., شباب الاستراحه :" من يلعب الورق " " أنا" " أنا" " أنا"
اسامه "لكن أين الورق!"
بحثوا عن الحقيبه الصغيره التي يُوضع بها الورق لكن دون نتيجه ., "اسامه اذهب الى منزلك واحضر لنا ورقاً"
اسامه :" ولم انا فليذهب سعد فمنزله ايضا قريب"
سعد:" لنعمل قرعه ومن يكون عليه يذهب ويجلب الورق"
كتبوا اسمائهم ووضعوها في قدر الطبخ وغطوه بشماغ احدهم ونادوا غلام حارس الاستراحه ليسحب الورق .,
غلام :" اسامه"
اسامه :" يالله !! "
سعد :"لو ذهبت من المره الاولى بدون قرعه لعدت الان"

حرك اسامه سيارته منطلقا الى البيت ., وصوت المذياع يختلط مع هواء الشارع

ياليت ان الزمن يرجع ورى ولا الليالي تـدور
… ويرجع وقتنا الأول وننعم فـي بساطتنـا

زمان اول احس انه زمانًًًًٍٍ فيه صـدق شعـور
… نحب ونخلـص النيـه وتجمعنـا محبتنـا

زمن ما فيه لا غيبـه ولا حتـى نفـاق وزور
… ياليته بس لو يرجع ونسترجـع طفولتنـا

صغار قلوبنا بيضا نعيـش بعالـمٍ محصـور
… ولا نعرف ابد اغراب ما غير عيال حارتنا

كلما اقترب اسامه من منزله القابع في نهاية الشارع يرى سياره منصور تكبر وتكبر ., ثم لمح منصور عند منزلهم وتحديداً بجانب الباب الخارجي ., كَذَب اسامه عينيه وصدق صديقه الذي استأذن لانه يشعر بصداع في راسه وذهب ليرتاح ., المسافه التي يقطعها اسامه من بدايه الشارع الى نهايته تُعد بالثواني ., لكن في هذه اللحظه مع مزيج من التفكير ومحاوله معرفه سبب تواجده استغرقت الكثير وكأن الشارع لن ينتهي., كلما اقترب كلما حذف من مخيلته احد مواصفات الصديق الصدوق اسامه ., فالسياره هي ولونها ومنصور هو بطوله وهندامه ., لكن السؤال الذي لم يُحَل لِما هو هنا وهو على يقين تام انني لست بالمنزل وحتى لو كنت ليس من عادته الترجل من سيارته فكان يتصل من هاتفه ., اطفئ اسامه أنوار السياره الاماميه وبدأ بالمرور رويداًرويداً حتى انتهى به الطريق الى منزله الى منصور والى ريانه بملابس النوم ! أصبحت السياره تسرح واسامه ينظر من النافذه بدون تصديق للمنظر ., صديقي المقرب ., الذي تربيت معه في نفس الحاره في نفس المدرسه وفي نفس العائله ., الصديق الذي كنت اعتبره اخ وكنت اُدخِلُه منزلي وءأتمِنُه على محارمي ., مع من ! مع ريانه الطفله المهذبه التي تحمر خجلاً عندما انطق باسمها فقط ., تلك الفتاه الصالحه التي لا توافق على كثير من افعال وملابس عمتها ., لو كانت فرح كان اقرب للواقع لكن ريانه اقرب لحكايات الخيال .,
عندما لمحته ريانه سرى في دمها صعقات كهربائيه اودت بمخيلتها في تلك الثواني ساعات من شريط التبريرات والتفسيرات التي ستقدمها ., تسمرت في مكانها كما كانت فلا شئ جديد سوى تلك البروده التي تشعرها في اطرافها ., ماذا ستقول وهي هنا في مكان الجريمه فلا شهود الا العم اسامه الذي رأها بجانب منصور ., هل هي بريئه ام انها ايضاً مذنبه مع عمتها ., فكانت تستطيع ان ترفض نزولها لانها تعلم مدى حقارة العمل الذي كانت ستقوم به عمتها مع المدعو منصور ., لكنها لم تتوقع ان تصل الامور الى هنا ., كانت تتوقع ان تختبئ خلف شجره او باب الى ان تأخذ العمه الهديه ., يالله ماذا فعلت ! انا استحق ماسيحصل لي ! لما ياريانه ! دائماً اترك العذاب للعذاب ., فبعد هدوء الاوضاع النسبي ورجوعي لمدرستي وجدولي اليومي المعتاد اعود للمشاكل والتعب مره اخرى ., آه يا أمي ., احتاجك الآن !!

صوت مكابح السياره كأنه يدق في قلب اسامه ., اوقف السياره بدون شعور وفتح الباب بقوه ومسك ريانه من قميصها ورماها الى الداخل ., كان حينها يتلفظ بألفاظ غير مفهومه كانت ألفاظ القهر تخرج من عميق قهره وتلك الحركات اللااراديه التي انهالت على منصور كانت من أليم غيرته على ابنة اخيه ., تبادل الاثنان الصفعات مع اختلاف الحرقه فكانت يد اسامه اقوى لانها تنبع من حُرِ قلبه كانت تحمل مع كل صفعه خيانه الصداقه ومع كل ركله نهايه الايام الخوالي ., اما منصور فكان يريد الفرار فقط والهروب من واقع هو رسمه وحاكه باخلاقه الرديئه وبمساعده فرح الشيطان الانسان., ومازال صوت المسجل

تعبنا من بلاوينا احد ضايق وحد مقهور
... وكلن غارق بهمه وفي الاخر تشتتنا
وانا ما قول غير الا يا ليت ان الزمن يدور
... ويرجع للورا فترة نعدل وضع عيشتنا

هنا الكثير من رائحة الخيانه والأسى لكل الذكريات الجميله التي ستذهب دون عوده ., رائحة الألم الذي يختلط مع ظلمات الليل المتلهفه للنور فيُكَون مزيج يضاهي اكبر حرقه في الكون .

نزف ساحل 28-10-09 10:25 PM

الجزء السادس عشر
الأنا !,

صوتُ آذان الفجر الأول يعلن بداية يوم جديد ., صوت المآذن لا يسمعه وقع خطوات قلبي ريانه وفرح ., ركضت ريانه للداخل وأنفاسها الخائفه تلاحق بعضها ., تصادمت مع فرح التي لم تعرف ما حدث بعد لكن وجه ريانه اخبرها بشئ من التفاصيل ., ريانه :" عمي اسامه .. عمي اسامه "
فرح:" أسامه !! ويلاااه"
دخلتا الى الغرفه وقد اصطبغ لون وجهيهما بالكركم .,
ريانه :" رآني ومنصور يحدثني ., لم اقصـ ..صـد " تبكي ريانه من خوف بداخلها .,
فرح :" وماذا قلتي له! "
ريانه :" لم اقل شئ لقد انهال على منصور بالضرب"
بكت الفتاتان بشده ., دموع القادم من المجهول حَرَاقَه ., فرح خافت من اسامه واهلها وريانه تفكر بمنظرها امام اسامه .,
فرح:" ريانه لو علم اسامه بانني احادث منصور سيقتلني ويرميني بسله النفايات خارج المنزل !"
ريانه :" هذا طريق الشباب والمكالمات ., ليتني لم انزل معك"
فرح:" ماذا نفعل الان!"
كان الخوف يشد عصمته عليهما ., اغلقت ريانه الباب بالمفتاح واسندت ظهرها عليه وبكت بكاء الاطفال ., وفرح التي اصبحت تصول وتجول بالغرفه كمن ينتظر حكم الاعدام بالمحكمه ., الى ان واتتها فكره :" ريانه لنخبرهم ان منصور كان يريد ان يتحدث معك "
ريانه :" مستحيل ! فلست انا ممن يحب تلك الحركات"
فرح تقترب من ريانه والدموع تنسكب على خديها جلست معها بجانب الباب متمسكه بثوب ريانه فهو المنقذ الوحيد في خضم الطوفان :" ارجوك ريانه ., اذا علموا فجميع اخوتي سيتدخلون ., وساخرج من الجامعه واكون سجينه طوال عمري ., هذا اذا لم يقتلوني " تبكي وتكمل :" ريانه ارجوك اُقبل رجليك ., لا اريد ان اموت"
ريانه لم تتوقع هذا الطلب من عمتها بالاضافه الى انها اول مره ترى ضعف عمتها :" لا استطيع ارجوك لا استطيع"
فرح:" انتي يتيمه ولن يؤذوك بالاضافه الى انك صغيره وتعتبر من حركات الطيش وسيكون الموضوع طي النسيان"
فرح غلبت عليها الأنا واصبحت عمياء لا ترى الا مصالحها ., و لكن في حديثها وجه من الصحه فريانه اصغر منها سناً ويتيمه ويستفهم الجميع ان بُعدَهم عنها أدى بها الى الاستعانه برفيق خارج المنزل ., ولكن ذلك لا يشفع لفرح ان تسند الخطيئه الى ريانه ., هما مشتركتان بالطبع فريانه لها الخيار بعدم النزول مع العمه ومجاراتها لكنها نزلت طوعاً .,

باب الغرفه فُتِحَ بقوه ولكنه مقفل ., تلاه طرق عنيف :" افتحوا الباب" كان صوت اسامه ملئ بالغضب وجهور
صمت مطبق داخل الغرفه الا من شهقات مكتومه
طرق أعنف حتى توقعت الفتاتان ان الباب سينخلع ., فتحت فرح الباب وقد بدا عليها الهلع ., ازاح فرح من طريقه بيده فسقطت وانكمشت على نفسها عند باب الغرفه ., توجه اسامه الى ريانه فوراً وامسكها من معصمها وسحبها الى خارج الغرفه بقوه وادخلها غرفته واغلق الباب بشده :" اخبريني منذ متى وهذا السافل يأتي لمقابلتك !"
ارتبكت ريانه وارتجفت :" ماذا ! ., انا !.,"
اسامه :" ريانه اخبريني بسرعه قبل ان افقد السيطره على اعصابي "
رأت ريانه في عيني اسامه غيرة الرجل و قوة رهيبه ., فكرت في عمتها ومصيرها وفكرت في نفسها وشرفها ., وفاجأها اسامه بصفعه على خدها :" اخبريني ., هيا !!"
بكت ريانه :" لا اعلم !"
اسامه:" وكيف اصدق فتاه تبيع عفتها على انسان تافه مثل منصور"
ريانه:" لم يحدث شي والله صدقني"
اسامه:" وكيف كانت الاتصالات بينكم !"
ريانه:" لا يوجد اتصال صدقني ., ليس لدي هاتف ., لا اعلم "
اسامه:" ريانه لا تغضبيني اكثر ., يأتي للمنزل في منتصف الليل وهو متأكد بأني لست في المنزل ., ماذا يريد!"
ريانه :"لا اعلم "
كان امام ريانه حل لتخليص روحها من المشكله لكنها علمت انها هي الملامه بالدرجه الاولى من وجه نظر اسامه فهو من رأى ولن يصدق الا عينيه ., وبما انها كذلك فلِمَ تفسد حياة عمتها ايضاً ., تفكيرها كان مشوش تقريباً لكنها اختارت بالنهايه ماذا ستقول
" صدقني مازلت انا البنت التي تخاف من ربها " ريانه وفي عينيها الف تعبير
اسامه يدير ظهره ويتكلم بسخريه:" البنت ! تلك كانت الطفله البريئه ريانه ., اما الان انتي مختلفه تماماً"
تركها اسامه وذهب الى غرفه فرح التي كانت على سريرها متشحه بالغطاء ووقف امامها مباشره :" أكنتِ على علم بما حدث!"
هزت فرح رأسها بكلا
رد اسامه :" أشك في الامر ., والله يافرح لوأن لكِ يد بالموضوع لانحرك عند باب المنزل ولن يثنيني احد"
خرج من غرفتها ولم يلتفت على الممر وشغل محرك السياره وغاص في المدينه .,

اصبح الصباح ,. وقام النيام ., وعَمَت رائحه طبخ الافطار المكان ., ومازالت ريانه في غرفه اسامه لم تنم ., وفرح في غرفتها ايضا لم يزرها النوم ., من يدخل لغرفه فرح سيلاحظ هاتفها المرمي المكسور فقد قررت ترك طريقها القديم لكن في وقت متأخر ., ومن يدخل غرفه ريانه يلاحظ انها على الارض متلحفه بغطاء خفيف وعلى وجهها علامات الأرق والتفكير وخطان على خديها من الدموع ., لكن احداً لم يزر تلك الغرفتين كالعاده!


على ضفاف دجله والفرات كان هناك قلب أم بعيد كل البعد عن قلب ابنتها ., وكلن غارق في جراحه ,. وأصبحت شوارع العراق مزاداً للملابس المستعمله والأواني العتيقه وكل من لديه قطعه أثاث يستطيع الاستغناء عنها ذهب بها الى الشارع وفرش بساطه الخفيف ووضع كل مايمكنه لتأمين القوت ., بل اصبحوا يتبادلون فمن لديه بيض يعطي من لديه ملابس شتويه للأطفال ., وقرر اخوة خديجه بيع بعض الأثاث الغير مستخدم في غرفه الجلوس للحصول على طعام الأطفال ., فحالياً اصبح المنزل يعج بالاطفال وهناك اكثر من عائلتين تقطن فيه ., رفضت خديجه بيع الأثاث فهذا سيؤثر على نفسيه الأم الكبيره لأنها لا تعلم مايحدث بالضبط خارج اسوار المنزل فالجميع يطمأنها ويخبرها ان الحياه مازالت مستمره لكن الأشغال متوقفه بعض الشي .,
خديجه :" عندما ترى أمي ان الغرفه خلت من بعض الاثاث ستحزن "
عصام :" فعلاً لكن ماذا نفعل ., الأطفال هنا يريدون ان يأكلوا "
خديجه:" لدي بعض من ثيابي وثياب ومازن "
هشام :" لا مستحيل ستحتاجون اليهم في الشتاء"
خديجه :"إذاً لنبيع أثاث المستودع وغرفة الضيوف "
عصام اصبح عامل بريد بمرتب تافه ., وهشام كل يوم له وظيفه فبجانب مهنه التدريس التي لم تفي بمتطلبات المعيشه وبعد ان انخفضت الرواتب الى اقل من النصف امتهن هشام عده وظائف غير دائمه كسائق وبائع ., وتعاونت النساء على التنظيف والطبخ داخل المنزل ., الحياه كانت عائليه جدا وحميميه ولولا سوء الاوضاع لكانت حياة الجنة .,

مازن الصغير بدأ يكبر سريعاً والكثير من علامات الشباب ظهرت على مُحَياه ., اكتسب جمالاً فوق جماله و سمرةً رائعه ., واصبح قلبه يتعلق بفتيات أخواله اللاتي بادلنه نظرات الاعجاب., خديجه تعلم بمدى جاذبيه مازن فكانت شديده الحرص عليه ولا تقبل بخروجه مع اخواله ., وفي احد المرات دار بينها وبين اخيها هشام حوار
هشام:" ساخذ مازن مع الصبيه الى مزرعه مجاوره"
خديجه:" لا سينام باكراً"
هشام وهو على علم بعذر خديجه:" الى متى يا اختي تحرمين الفتى من الخروج والتعرف على الاشخاص"
خديجه :" انا قلقه لا اكثر ., لا اريد ان اُحرم منه هو الاخر"
هشام:" خوفك المتناهي عليه سيؤثر سلبا على شخصيته ., دعيه يرى العالم ويجرب وسيتعلم من صفعات الحياه "
هكذا كانت خديجه سلبيه في نظرتها للحياه ., تريد احتضان مازن في حجرها للابد ., وهذه جريمه في حق الفتى .,


صدح آذان المغرب وتحلق الجميع على مائدة الافطار ., خديجه وعائلتها كانت الاطعمه بسيطه وقليله لكنها ببركه الله تكفى الجميع ., كانت الدعابات والابتسامات لا تفارقهم ., كيف لا وهذا شهر الخير والبركات ., بعكس مائدة الجد والجده فكانت ذاك اليوم فارغه لا احد عليها .,
ام سليمان :" اسامه غير موجود في المنزل ., والفتيات لا يُرِدنَ ان يَأكُلن"
الجد:" لا يُرِدن !! هذا افطار وليس عشاء"
مسك الجد عكازه وتوجه الى بدايه السلم واخذ يناديهن :" ريانه ., فرح "
" ..... " لا مجيب
رجع الجد بتقوس ظهره دون جدوى : "ام سليمان مابهن !"
الجده:"لا اعلم ., ذهبت الى غرفتهن ورفضن النزول"
قام الاب بعمل اتصال سريع على اسامه:"اسامه اين انت"
اسامه:" قريباً سارجع المنزل"
اغلق الهاتف وكانت الكثير من علامات الاستفهام تحوم حول المائده ., كانت غرفة الجد والجده تقع في الطابق الاول بعيدا عن سائر غرف النوم التي تقع في الدور الثاني إضافةً لكبر المنزل كل هذا ادى الى جهل الجدان بما حدث ليله امس .,

وعند حلول صلاة العشاء دخل اسامه مُهمَل الهندام وفي وجهه امارات التعب ., تسأله الجده :" اين كنت ؟"
اسامه:" في الاستراحه"
الجده :"في هذا الوقت"
كان اسامه يريد بعضاً من المساحه للتفكير في هذه الكارثه ., هل يُخبر اهله ام يطوي الموضوع ., وان اخبرهم من سيخبر ! عبدالعزيز مازال في غيبوبته وهو العاقل الحكيم في العائله., وإن لم يخبرهم فمن سيتابع ريانه بغيابه., كان اغلب تفكيره هو استنكاره الداخلي لفعلة ريانه فهو على معرفه تامه بهذه الصغيره .,

اسامه وهو يجلس:"اريد ان احادثكما بشأن ريانه"
ام سليمان:" خيراً ن شاء الله"
اسامه:" اين ريانه !؟"
ابو سليمان:" تعب صوتي من مناداتها وفرح ., لا تريدان الافطار"
اسامه:" يجب ان نَنتَبِه لريانه ., فمنصور يأتي للمنزل بحاجه او بدون"
ابو سليمان:"وماعلاقه ريانه بالموضوع"
اسامه:" أرى نظرات منصور تجاهها ., ومنصور هذا شخص تافه "
ابو سليمان:" اسامه لا تُسِئ الظن"
اسامه:"رأيت ريانه تكلمه بالامس"
ام سليمان:" نعم !!"
اسامه:" كان يتوقع وجودي في المنزل ., فرأته ريانه واخبرته بعدم وجودي"
ابو سليمان:"فتاه صغيره لا تتهمها لم تكن تقصد محادثته"
ام سليمان:"يجب على كل فتاه ان لا تحادث اي رجل غريب"
اسامه:"اتمنى ان ننتبه لها جيدا ., وحتى فرح"
ام سليمان:" وماعلاقه فرح ! "
ابو سليمان:" لا تزعج نفسك يا بني فهي تعتقد انها مازالت صغيره والانتقال من مرحله الطفوله الى الصبا تحتاج استيعاب من الفتاه"
ام سليمان:" مهما يكن يجب ان تكون مؤدبه., ولهذا لم تنزل للافطار لاحساسها بالذنب"

اخفى اسامه السر خوفاً وحُباً لريانه ., رفضه الداخلي لما رآه يجعله يرأف عليها فهي يتيمه ., اسامه الشاب الملتزم الذي ورث الطيبه من ابيه والحكمه من اخيه عبدالعزيز والأبوه من محمد ابو ريانه ., كان هذا جميل لن تنساه ريانه له ويفترض فرح ايضاً .,
علمت ريانه بان سرها لم يُفضح ., سجدت سجود شكر تلاه سجود مُذنِب ., وشكرت عمها من اعماق روحها ., شكرته من تجاويف قلبها الخائف .,
يا كُل الرُقِي ., عذبٌ أنت ., أشكُرك من أعماق قلب حفظت ابوابه

ربما الآن ..

لا أعلم لِما الشُكر .,!

بوح قلم 11-04-11 09:29 PM

متوقفه من 2009


تنقل للارشيف لحين عوده الكاتبه


الساعة الآن 07:15 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية